أخبار القضاة (جزء 3) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أخبار القضاة (جزء 3) - نسخه متنی

محمد بن خلف بن حیان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: أخبار القضاة
المؤلف: محمد بن خلف بن حيان
الجزء: 3
الوفاة: 306
المجموعة: الأنساب ومعاجم مختلفة
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة: بيروت - عالم الكتب
الناشر: عالم الكتب
ردمك:
ملاحظات:
بسم الله الرحمن الرحيم
عبد الملك بن عمير اللخمي
اختلف في القاضي بعد الشعبي فقيل: عبد الملك بن عمير وقيل القاسم بن عبد الرحمن؛ فأما الهيثم بن عدي فقال: استقضي القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الحميد ابن عبد الرحمن وعزله ابن هبيرة.
وأخبرني بن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيخ قال: ثم ولى عبد الحميد بن عبد الرحمن عبد الملك بن عمير اللخمي حليف بني عدي بن كعب:
حدثنا الفضل بن سهل الأعرج؛ قال حدثني خلف بن تميم؛ قال: حدثنا بكر ابن المختار؛ قال: حدثنا عبد الملك بن عمير؛ قال: صعد بي أبي إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وهو على المنبر فمسح رأسي ودعا لي بالبركة.
حدثنا فضل بن سهل الأعرج؛ قال: حدثني خلف بن تميم قال: سألت إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر: متى ولد عبد الملك بن عمير؟ فقال: سألته عما سألتني فذكر لي: قال ولدت في ثلاث سنين بقيت من خلافة عثمان.
حدثنا فضل بن سهل قال: حدثني يحيى بن معين عن أبي بكر بن عياش عن عبد الملك بن عمير. قال: ولدت لثلاث بقين من خلافة عثمان.
حدثني علي بن عمر الأنصاري قال: حدثنا محمد بن سعيد الأموي عن عبد الملك بن عمير رأيت علي بن أبي طالب عليه السلام واقفا على فرس وهو يقول:
* أرى حربا مظللة وسلما
* وعقدا ليس بالعقد الوثيق
*

3
أخبرني محمد بن القاسم بن مهرويه عن محمد بن يزيد عن أبي بكر بن عياش؛ قال: كان عبد الملك بن عمير أكبر من أبي إسحاق سنتين وإنما سمى القبطي بفرس له وكان رجلا من لخم فصيحا يقطع الكلام ولي قضاء الكوفة.
ابن عمير لا يلحن
أخبرني علي بن حرب الموصلي؛ قال حدثنا حسن الجعفي عن محمد بن أبان قال: قال رجل لعبد الملك بن عمير: ما أراك تلحن! فقال: سبقت اللحن.
زياد والفرزدق
أخبرني محمد بن أبي علي عن سليمان بن منصور الخزاعي قال: حدثنا حجر ابن عبد الجبار قال: قلت لعبد الملك بن عمير: أرأيت زيادا؟ قال: نعم إني لأنظر إليه في هذا المسجد كأنه سارية نواريه أحمر يكسر عينيه ثم تمثل بقول الفرزدق.
* وقبلك ما أعتبت كاسر عينه
* زيادا فلم تقدر على حبائله
*
فصاحة ابن عمير
أخبرني أحمد بن عمر بن بكير؛ قال حدثني أبي. عن الهيثم عن إبراهيم ابن محمد بن سعد بن أبي وقاص وكان من أفصح قريش رأيناه؛ قال: فذكر عبد الملك بن عمير: قال ما رأيت أفصح منه قط والله إن كان محمد ابن سعيد يتعجب منه وإنه لأفصح قرشي يومئذ والله لقد رأيته في المسجد وإنه ليحدث بحديث قد استعلك فيه فقال أعرابي. يا هؤلاء على رسلكم إن كانت الأرض حديثا يؤتدم به فإن حديث هذا الشيخ من ذلك (استعلك أحد فيه)
حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم قال: حدثنا حامد بن يحيى قال:

4
أول من قطع نهر بلخ من العرب
حدنا سفيان قال سمعت عبد الملك بن عمير يقول أنا أول العرب قطع نهر بلخ مع عمرو بن عثمان بن عفان.
حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد؛ قال: حدثنا محمد بن صالح الحناط؛ قال: حدثنا أبو عبيدة الحداد عن ابن عوانة أنه قال: سمعت عبد الملك بن عمير يقول:
شعر لابن عمير
* استبق ودك للصديق ولا تكن
* فتيا يعض بحارك ملحاحا
*
* واهجرهم هجر الصديق صديقه
* حتى تلاقيهم عليك شحاحا
*
ابن عمير يشتري دار عقيل
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن عبيد بن إسماعيل الهباري قال: خرج عبد الملك بن عمير هو ورجل من أهل الكوفة يريدان شراء دار عقيل بن أبي طالب فدخلا مسجد المدينة وانطلق صاحب عبد الملك ليضع عنه ثياب السفر وأقبل عبد الملك في ثيابه حتى جلس إلى عقيل فقال: من أنت قال من أهل الكوفة قال أتعرف دارا لنا بها قال نعم أتبيعها؟ قال: نعم. قال: بكم؟ قال: بعشرة آلاف فصفق على يديه فهي دار عبد الملك بن عمير وما زالت لولده حتى باعوها.
حدثني عبد الله بن يوسف بن يعقوب الأزدي؛ قال: حدثنا العباس ابن الفرج الرياشي قال: حدثني محمد بن أبي رجاء عن الهيثم بن عدي قال: خاصم الوليد بن سريع مولى عمر بن حربث أخته كلثم بنت سريع إلى عبد الملك بن عمير. وكان على قضاء الكوفة فقال هذيل الأشجعي:
* لقد عثر القبطي أول زلة
* وكان وما منه العثار ولا الزلل
*
* أتاه وليد بالشهود يقودهم
* على ما ادعى من صامت المال والخول
*
* يقود إليه كلثما وكلامها
* شفاء من الداء المخامر والخبل
*

5
* فأدلى وليد عند ذاك بحقه
* وكان وليد ذا مراء وذا جدل
*
* وكان بها دل وعين كحيلة
* فأدلت بحسن الدل منها وبالكحل
*
* ففتنت القبطي حتى قضى لها
* بغير قضاء الله في السور الطول
*
* فلو أن من في القصر يعلم علمه
* لما استعمل القبطي فينا على عمل
*
* له حين يقضي للنساء تخاوص
* وكان وما فيه التخاوص والحول
*
* إذا ذات دل كلمته لحاجة
* فهم بأن يقضي تنحنح أو سعل
*
* وبرق عينيه ولاك لسانه
* رأى كل شيء ما خلا شخصها جلل
*
قطع هذا الشعر عند عبد الملك بن عمير فقال: ماله قاتله الله؟ لربما جاءتني السعلة أو التنحنح فأردها مخافة ما قال.
أخبرت عن أبي عمير الضرير عن أبي عوانة أنه قال: كنا عند عبد الملك بن عمير يوما فقال: ما أصبح عندنا اليوم خبز ولكن من أراد منكم السويق فليشرب.
أخبرني أحمد بن علي؛ قال: حدثنا يعقوب عن عبد الرحمن بن مهدي قال: كان سفيان الثوري يعجب من حفظ عبد الملك بن عمير.
القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود
قال ابن أبي شيخ: حدثني ابن أبي خيثمة عنه استعمله مسلمة بن عبد الملك.
القاسم لا يأخذ على القضاء أجرا
أخبرنا أحمد بن زهير بن حرب؛ قال: حدثني أبي قال حدثنا عمر بن عبد الملك الطنافسي عن الأعمش: أن القاسم بن عبد الرحمن كان لا يأخذ عن القضاء أجرا فأتي بصبي ليختن فقال: انحروا عنه جزورا.

6
القاسم لا يأخذ على القضاء رزقا
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا الأسود بن عامر قال: حدثنا سفيان عن يحيى بن سعيد؛ قال: سأل عمر بن عبد العزيز عن قاضي الكوفة فقيل له: القاسم بن عبد الرحمن وكان لا يأخذ على القضاء رزقا.
خصال القاسم
أخبرني عبد الله بن أبي الدنيا؛ قال: حدثنا محمد بن قدامة؛ قال: حدثنا سفيان عن مسعر عن محارب بن دثار قال صحبنا القاسم بن عبد الرحمن فغلبنا بثلاث: بطول الصمت وسخاء النفس وكثرة الصلاة.
أخبرت عن محمد بن معاوية عن ابن عيينة عن المسعودي عن القاسم قال: أربع لا يؤخذ عليهن أجر: القضاء والأذان والحساب والقرآن يعني بالحساب القسام وفي كتاب أبي جعفر المخرمي عن أبي السرى عن سفيان عن مسعر قال: ما رأيت أشد إيفاء في الحديث من عمر بن دثار والقاسم بن عبد الرحمن حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال
عمر بن عبد العزيز يسأل عن القاسم
حدثني ابن أبي عمر قال حدثنا سفيان عن مسعر عن مزاحم بن زفر أخبره؛ قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز فسألني: من على قضائكم؟ قلت: القاسم بن عبد الرحمن قال: كيف علمه؟ قلت: عالم صحيح فهم؛ قال. فمن أعلم أهل الكوفة؟ قلت أتقاهم.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن ابن أبي شيخ قال: ولي عمر بن عبد العزيز القاسم بن عبد الرحمن قضاء الكوفة وولى أبا الزناد بيت المال.
القاسم صاحب حديث
وأخبرني ابن أبي خيثمة عن أبي شيخ قال: ولى سلمة بن عبد الملك القاسم بن عبد الرحمن: قال أبو بكر: وللقاسم بن عبد الرحمن حديث كثير رفعه.
حدثنا العباس بن محمد الدوري؛ قال: حدثنا موسى بن إسماعيل؛ قال: حدثنا أبو عوانة عن إسماعيل بن سالم بن عمر أنه شهد القاسم بن (القاسم بن) عبد الرحمن وهو قاضي الكوفة أتاه رجل بحمار اشتراه فقال: انظر إلى هذا الحمار فإني اشتريته وكتمنيه صاحبه ليس له وباعه فقال: جئني بشهود أن به عيبا ولم تنظر إلى الحمار.

7
عمر يقذف حرا
حدثنا محمد بن إسحاق الصنعاني؛ قال: حدثنا هاشم بن القاسم؛ قال: حدثنا المسعودي عن القاسم أنه ضرب عبدا افترى على حر ثمانين سوطا.
أخبرني جعفر بن محمد؛ قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا يحي بن سعيد القطان؛ قال: سمعت الأعمش يقول: لما ولى القاسم القضاء أرسل إلي؛ فقال عرض علي مائة فأبيت وعرض علي مائتين فأبيت قال: فقلت إما أن تأخذ وإما أن تقعد في منزلك.
البينة واليمين
أخبرني عبد الله بن محمد بن حسن. قال: أخبرنا أبو كريب قال: حدثنا حفص بن غياث؛ عن الأعمش قال: قال لي القاسم بن عبد الرحمن: لو جلست إلى إن رأيت في شيئا رددتني عنه؛ قال: فجلست إليه فجاء رجلان يختصمان؛ فقال أحدهما: إن لي على صاحبي شيئا فقال ألك بينة؟ قال: لا. استحلفه قال: اذهب اطلب بينة؛ ولا تستحلفه قلت: هذا يقول ليس لي بينة أتريد أن تجيء بشهود زور.
أخبرنا الحسن بن محمد الزعفراني؛ قال: حدثنا زيد بن الحباب قال: حدثني ربيع بن منذر الثوري؛ قال: شهد أبي عند القاسم بن عبد الله بن مسعود فقال له: ائتني بمن يزكيك فقال له: لي ولك أنت فكأن القاسم دخله تقزز من ذلك ومضى أبي فقال: من هذا؟ قالوا منذر الثوري؛ قال: علي به فأتاه الرسول؛ فقال: أجب القاضي؛ فقال: لا إنما كانت عندي شهادة فأديتها ولم يفعل.
حد العبد حد القذف
حدثنا عبد الله بن محمد بن أيوب؛ قال: حدثنا عبادة؛ قال: حدثنا المسعودي؛ قال شهدت القاسم بن عبد الرحمن جلد عبدا في فرية ثمانين فقال له عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد: جلدت العبد ثمانين؟ قال. نعم قال: لم؟ قال: لقول الله عز وجل فاجلدوهم ثمانين جلدة؛ فقال عبد الحميد لأبي الزناد: أكذاك كنتم تفعلون؟ قال: ما كنا نفعل حتى كان عمر بن عبد العزيز جلد عبدا ثمانين.

8
حدثنا عبد الله قال: حدثنا حماد قال: حدثنا ليث بن أبي سليم عن القاسم بن عبد الرحمن أن ابن مسعود قال: يجلد ثمانين.
الاستحلاف في الدعوى
أخبرت عن صالح الترمذي؛ عن ابن إدريس عن الشيباني؛ قال: قلت للقاسم: ما تقول في المدعي عليه؟ كيف تستحلفه؟ قال: أستحلفه بالله ما يعلم له حقا ولا يدفع له
حقا؛ قلت: قد جمعتهما: قال: أستغفر الله قد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تضطروا الناس في إيمانهم إلى ما لا يعلمون.
أخبرت عن جعفر بن عون عن ابن عميس قال: كنا بخناصرة مع القاسم فأتى بسكر فأمر فوضع بين يدي القوم؛ قال أبو بكر توفي القاسم بالكوفة في ولاية القسري.
الحسين بن حسن الكندي
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيخ قال: ثم ولى عمر بن هبيرة الحسين بن الحسن الكندي وقال ابن سعد. عن الهيثم بن علي استقضاه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب وقال أبو حسان: ولاه ابن هبيرة حين عزل القاسم بن عبد الرحمن وقد روى عنه شريك.
من ينفي القدر
حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا محمد بن الصباح البزار قال: حدثنا شريك عن حسين بن حسن الكندي عن أبي بريدة قال: حججنا فلقينا ابن عمر فقلنا: إن قوما يقولون لا قدر فقال: إن لقيتموهم فأبلغوهم أن عبد الله بن عمر منهم بريء وأنتم منهم براء قد جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقال يا رسول الله: ما الإيمان؟ ثم ذكر الحديث

9
وروى عنه ابن الغسيل حدثنا عبد الله بن محمد الوراق قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب؛ قال حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل عن الحسين بن الحسن الكندي عن رجل عن قيس بن عباد أنه هراق الماء وتوضأ؛ ومسح على خفيه وأم الناس.
وحدثني عبد الله بن أبي الدنيا؛ قال: حدثني عبد الرحمن بن صالح الأزدي قال: حدثني محمد بن بكير الهمداني؛ قال: انطلق الحسين بن الحسن الكندي إلى محارب بن دثار فأمر محارب بشاة فذبحت؛ فقال الحسين: إني صائم؛ فقال محارب بن دثار: تؤجر ويخصب العيال.
قلة ما روى عن الكندي
قال أبو بكر: وما أقل ما روي عنه.
اليمين بين البائع والمشتري
حدثنا العباس بن محمد الدوري؛ قال: حدثنا أبو سلمة؛ قال: حدثنا أبو عوانة عن إسماعيل بن سالم قال: قضى حسين بن حسن بين رجلين؛ اشترى أحدهما من الآخر جارية زعم المشتري أنها مجنونة؛ فقال له الحسين: ائتني بشهودك أنها مجنونة؛ قال: ليس لي شهود؛ فقال للبائع: احلف بالله لقد بعتها وما بها من جنون؛ فقال البائع: أردد اليمين على بيعي الذي اشترى مني فقال الحسين للذي اشترى: احلف بالله لقد اشتريتها وأن بها لجنونا؛ فكره المشتري تلك اليمين فقال الحسين للبائع: إني أفهم الناس وأخاف إنما تكون رددت اليمين عليه من ورع علمته عنده؛ فاحلف بالله لقد بعتها وما بها من جنون فكره القوم كلهم اليمين فقاموا واصطلحوا.
سعيد بن أشوع الهمداني
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيخ؛ قال: عزل خالد بن عبد الله القسري الحسين الكندي واستقضى سعيد بن أشوع؛ قال ابن سعد

10
عن الهيثم بن عدي قال؛ لما قدم خالد العراق عزل الحسين عن القضاء وجعله على الخاتم واستقضى سعيد بن أشوع وكذلك قال أبو حسان كما قال الهيثم سواء.
قال أبو بكر: وسعيد بن أشوع ممن روى عنه الحديث والفقه وما أقل ما أسند من الحديث وقد ذكرت ما بلغني مما أسنده ورفعه إلى غيره.
تسوية القبور
حدثنا علي بن حرب الموصلي قال: حدثنا محمد بن فضيل وحدثنا محمد بن إسماعيل الحساني ومحمد بن عبد الملك الدقيقي قال: حدثنا يزيد بن هارون؛ قال: حدثنا أشعث بن سوار عن ابن أشوع عن حنش بن المعتمر قال: بعث على صاحب شرطة فقال: إني أبعثك لما بعثني له رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تدع قبرا إلا سويته.
حدثني محمد بن حفص قال: حدثنا الحسن بن محمد بن عبد الواحد قال حدثنا إسماعيل بن أبان. قال: حدثني أبو مريم؛ قال: حدثني سعيد بن أشوع قال: حدثني حنش بن المعتمر الكناني عن علي عليه السلام؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من الأنصار: انظر القبور الشاخصة فلا تدع قبرا إلا سويته وادخل بيوت المدينة؛ فلا تدعن زخرفا إلا نزعته فكأن الأنصاري هاب فقال لي: يا علي وبعث معي ناسا ففعلت ذلك.
من لم يشهد الجماعة
حدثني مضر بن محمد الأسدي قال: حدثنا أبو سرور عبد الملك بن حبيب الشعبي قال: حدثنا الفزاري يعني أبا إسحاق؛ عن ليث بن أبي سليم عن سعيد بن أشوع عن أبي ليلى مولي الأنصار عن أبي هريرة

11
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام فانظر من لم يشهد المسجد فأحرق عليه بيته.
اتق الله فيما تعلم
حدثني القاسم بن ناصح السمسار قال: حدثنا أبو الوليد الطيالسي: قال: حدثنا أبو الأحوص قال: حدثنا سعيد بن مسروق عن سعيد بن أشوع عن زيد بن سلمة قال: قلت يا رسول الله: قد سمعت منك حديثا كثيرا: أخاف أن ينسيني أوله آخره فحدثني بكلمة تكون جماعا قال اتق الله فيما تعلم.
إذا وجدتم جالسا
حدثني أحمد بن محمد بن إبراهيم بن يوسف السعدي قال: حدثنا عبد الرحيم عن محمد بن عبيد الله عن سعيد بن أشوع عن عامر عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم نحو حديث عبد الرحمن عن سفيان عن عبد العزيز عن شيخ من الأنصار عن النبي عليه السلام قال: إذا وجدتم جالسا فأجلسوا.
أخبرني محمد بن إسحاق الصغاني قال: أخبرنا عتاب بن زياد؛ قال: حدثنا عبد الله بن مبارك؛ قال: حدثنا علي بن صالح؛ عن ابن أشوع عن شريح بن النعمان؛ قال: سئل علي عن الأضحية فقال: لا مقابلة ولا مدابرة؛ سليمة الأذن والعين.
أخبرنا الصغاني. قال: حدثنا عتاب قال: أخبرنا عبد الله قال: حدثنا

12
سفيان عن أشوع عن شريح؛ قال: سمعت عليا عليه السلام سئل عن الأضحية؛ فقال: لا مقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء سليمة الأذن والعين.
في كتابي عن محمد بن عبد الله المخرمي قال: حدثنا مظفر بن مدرك ابن كامل قال: حدثنا قيس عن أبي إسحاق عن شريح؛ قال: قال علي عليه السلام: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يضحي بها مقابلة ولا مدابرة ولا شرقاء. ولا خرقاء؛ فقلت لأبي إسحاق: سمعته من شريح؟ قال: حدثني ابن أشوع عنه.
حدثني المسروقي؛ قال: حدثنا عبيد بن يعيش؛ قال: حدثنا قيس بن أشوع عن شريح بن النعمان عن علي نهى النبي عليه السلام أن يضحي بمقابلة أو مدابرة أو شرقاء أو خرقاء.
حدثني أبو إبراهيم الزهري؛ قال: حدثنا يحيى بن سلمان الحنفي؛ قال: حدثنا عبيدة بن سليمان قال: حدثنا صالح بن يحيى عن ابن أشوع عن شريح بن النعمان عن علي عليه السلام في الضحية مثله.
دية السمحاق
حدثنا فضل بن سهل الأعوج قال: حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا أشعث بن سوار عن سعيد بن أشوع عن حنش أن عليا عليه السلام قضى في السمحاق أربعا من الإبل.
البرد مخاريق الملائكة
حدثنا محمد بن عبد الله المخرمي؛ قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن ابن أشوع: عن ربيعة بن أبيض عن علي عليه

13
السلام؛ قال: البرد مخاريق الملائكة.
صلاة الآبق
حدثنا حفص بن عمر الريالي؛ قال: حدثنا أبو بكر الحنفي؛ قال: حدثنا عيسى بن عبد الرحمن عن ابن أشوع عن أبي بردة أن جرير بن عبد الله كان إذا أبق له عبد فأخذه عنوة قتله وكان يقول: إنه لا تقبل له صلاة حتى يرجع إلى أهله.
لا يعذب البطون في قبره
حدثنا الحسن بن العباس بن أبي مهران عن محمد بن حميد قال: حدثنا سلمة قال:: حدثنا عنبسة بن سعيد بن أشوع عن عبد الله بن يسار قال: كان لنا ميت فعجلنا إلى المسجد فلقينا خالد بن عرفطة وسليمان ابن صرد فقالا: ألا أذنتنا به؟ قلت: كان مبطونا؛ فقالا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: صاحب البطن لا يعذب في قبره.
العشرة المبشرون
وحدثني الحسين بن جعفر البرجمي والحسن بن علي بن شبيب؛ قالا: حدثنا جعفر بن حميد؛ قال: حدثنا أبو بشر بن أبي جعفر عن أبيه؛ قال: جلست أنا وجعفر بن عمر بن حريث وسعيد بن أشوع القاضي إلى فلان بن سعيد أو سعيد

14
ابن فلان؛ فحدثنا أن نفرا من صحابة رسول الله أتوه فقالوا: يا رسول الله أرنا رجلا من أهل الجنة فقال النبي عليه السلام: أنا من أهل الجنة وأبو بكر من أهل الجنة وعمر من أهل الجنة وعلي من أهل الجنة وعثمان من أهل الجنة وطلحة من أهل الجنة والزبير من أهل الجنة وسعد بن أبي وقاص من أهل الجنة وعبد الرحمن بن عوف من أهل الجنة وفلان بن سعيد أو سعيد بن فلان من أهل الجنة.
عمر يصلب رجلا ينخس دابة مسلمة
حدثني محمد بن العباس الكابلي؛ قال: حدثنا حماد بن إسماعيل بن علية قال: حدثني أبي. عن خالد الحذاء عن ابن أشوع عن الشعبي عن عوف بن مالك قال: وأراه قال: حدثني عوف بن مالك قال بينما أنا أمشي بالشام إذا بين يدي نصراني يسوق بامرأة مسلمة فنخس بها فصرعت فتجللها؛ فحذفته بعصا محجنة فأتى عمر وأتيت معاذ فقلت أجرهن من عمر قال: ذلك لك ثم أتى عمر فقال: إني قد أخبرت رجلا قال: من؟ عوف بن مالك؟ قال: نعم قال: فليجئ فقلت رأيت هذا النصراني يسوق بامرأة مسلمة فنخس بها فصرعت فتجللها فسألها عمر وسأله حتى أقر فأمر بحبسه ثم دعيت فقال: هؤلاء لهم عهد ففوا لهم ما وفوا لكم فإذا بدلوا فلا عهد لهم ثم أمر به فصلب.

15
ثلاثة يكرهها الله
أخبرني غير واحد عن يعقوب الدورقي وأحمد بن منيع عن ابن علية عن خالد الحذاء عن ابن أشوع قال: حدثني كاتب عن مغيرة بن شعبة قال: كتب معاوية إلى المغيرة أن اكتب إلي بشيء سمعته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فكتب إليه: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل كره لكم ثلاثا: قيل وقال
وإضاعة المال وكثرة السؤال.
الشرب قائما
حدثنا عبد الملك بن محمد الرقاشي قال: حدثنا أبي وحدثني محمد بن علي بن شعيب؛ قال: حدثنا عبيد الله بن عائشة قال: حدثنا عبد الواحد ابن زياد قال حدثنا الحارث بن حصيرة قال: حدثنا سعيد بن أشوع عن بشر بن غالب قال: سألت الحسن بن علي عليه السلام ونحن في مسير عن الشرب قائما. فلم يجبني فلما نزلنا إذا مناديه يناديه أين بشير ابن غالب فأتيته وهو قائم محتجز وفتى له وقال أحدهما وغلام له فحلبت ناقة فقال باسم الله وشرب وهو قائم ثم ناولني فشربت وزاد ابن عائشة وقال: اسق أصحابك.
صلاة الجنازة
أخبرني محمد بن حفص الخثعمي قال: حدثنا الحسن بن محمد الخثعمي قال: حدثنا إسماعيل بن أبان؛ قال: حدثني أبو مريم؛ قال: حدثني سعيد بن أشوع قال: حدثني حنش بن المعتمر الكناني؛ قال: كنا مع علي عليه السلام في الرحبة فأتى بجنازة؛ فصلى عليها ثم إنا خرجنا وخرج معنا؛ إلى الرحبة ولحقنا قريظة بن كعب الأنصاري في أناس لم يكونوا صلوا عليها. فأمره على فتقدم وصلى بهم على الميت؛ وبإسناده قال صلينا مع علي على جنازة فكبر خمسا.

16
من يحبه الله
أخبرني الحارث بن محمد قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن ابن اشوع عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يحب المسلم الخفيف الحاذ ذو حظ من صلاة لا يشار إليه بالأصابع وأطاع ربه في السر قسمت معيشته كفافا فصر عليها ورضى بها.
حدثنا أبو حاتم مكي بن عبدان النيسابوري قال: حدثنا أحمد بن يوسف السلمي قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن رزين عن سفيان بن الحسين عن سعيد بن عمرو بن أشوع عن الشعبي عن جابر بن سمرة. قال: خرجت مع أبي إلى المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب فسمعته يقول: يكون من بعدي اثنا عشر ثم خفض من صوته فلم أدر ما يقول قال: كل من قريش.
حدثني أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن يوسف وغيره قالوا: حدثنا دحيم قال حدثنا مروان بن معاوية الفزاري قال حدثنا مرزوق ابن ماهان التيمي قال: قال ابن أشوع: كل نساء النبي عليه السلام أحب إلي من عائشة؛ قال الشعبي: أما أنت قد خالفت النبي صلى الله عليه وسلم كانت أحب نسائه إليه.
حدثني موسى بن محمد الغلي وأحمد بن زهير وعلي بن عبد العزيز قالوا: حدثنا محمد ابن عمر السوري قال حدثنا الحكم بن عمر الحمامي قال:

17
حاتم بن أشوع
رأيت سعيد بن الأشوع يقضي في المسجد مختوم على خاتمة أعداؤه أجب القاضي سعيد بن الأشوع.
حدثني البشري بن عاصم الهمداني قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي عن أبيه أن ابن أشوع قضى له بعده. ذاكرت به أبا جعفر محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال: نعم حدثنا به محمد بن عبيد وهو حديث طويل ربما حدث به بطوله وربما اختصره.
الواصلة
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي قال: وحدثني محمد ابن سويد بن سعدان الطحان قال: حدثنا خلف بن هشام قال: حدثنا شملة بن هزال الضبعي قال الحارثي أبو الحبروش عن سعد الإسكاف الكوفي قال: غدوت إلى ابن أشوع وإذا بداره نفر جلوس فانطلقنا نمشي معه إلى المسجد حتى إذا كنا ببعض الطريق اندسست له فسألته عن حديث عائشة عن الواصلة فقال: إنك لسفيان فسكت حتى دخل المسجد فانتهى إلى الحلقة التي أنا فيها فجلس فيها وولى ظهره وانثنى علي وقال: إن عائشة قالت: إن الواصلة ليست بالتي تعنون وما بأس إذا كانت المرأة ذعراء قليلة الشعر أن تصل رأسها بقرن من صوف أسود ألا ليس هذه الواصلة ولكن الواصلة التي تكون في شبابها بغيا فإذا أسنت وصلته بالقيادة
القذف
حدثنا علي بن حرب الموصلي قال: حدثنا يحيى بن يمان عن أبيه

18
عن ابن أشوع في رجل قال لرجل يا لوطي أنه ضربه الحد
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن يحيى بن الوليد قال: شهدت ابن أشوع أتى برجل قال لرجل: يا معفوج فضربه الحد.
تحكم صيد الحرم
حدثني أحمد بن حرب البزار أبو جعفر؛ قال: حدثنا محمد بن محبوب قال: حدثنا أبو عوانة عن بيان بن أشوع في رجل قضى المناسك كلها إلا الطواف بالبيت وخرج من الحرم فأصاب صيدا قال ابن أشوع: عليه الجزاء وقال عامر: حلال صاد في حلال.
حدثني محمد بن يعقوب بن اليسع قال: حدثنا سليمان بن داود قال: حدثنا ابن عنبسة عن أبيه عن جده قال: شهدت عند ابن الأشوع فقال: هذا جاءني وهذا خطى؛ وهذا خاتمي قال: أتذكر الدنانير والدراهم؟ قلت: لا؛ قال: نعم.
وأخبرني محمد بن سعد الكراني قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزهري؛ قال: حدثنا سفيان؛ عن عيينة قال: أول قاض أدركت بالكوفة ابن أشوع كان قبل محارب بن دثار.
يشهر آكل الربا
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا محمد بن طلحة قال: أقام ابن أشوع رجلا فنادى. ألا إن هذا آكل الربا فاعرفوه قال: فسألته أي ما ترى عليه؟ قال: ما أعلم عليه إلا ما يسمع به.

19
الكفاءة
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني. قال: حدثنا محمد بن شجاع قال: حدثنا ابن نمير عن مالك بن مغول قال: شهدت ابن أشوع رد نكاح أعرابي تزوج مهاجرة.
حدثني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن يزيد قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا أبو زياد الفقيمي؛ عن الحسين بن عمرو قال: ناظر سعيد بن أشوع الفضيل بن عمر قال الشعبي لسعيد: ألم أنهك عن أغيلة إبراهيم؟ ولم يقل إبراهيم.
التحريم بالمصاهرة
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النمري قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: حدثنا عمر يعني التيمي أن ابن أشوع سئل عن رجل وقع بأخت امرأته فقال: قد جسرت عليها وهابها عامر وإبراهيم أرى أن الحرام لا يحرم الحلال.
البيع بمثل ما باع
حدثني الحارث بن محمد التميمي قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان قال اخترنا عطارد بن بشر الكباسي قال: بعت أعدالا لي وبقي عندي منها عدل واحد فلقبني رجل فقال: أنا آخذه كما بعت قال: فلبثت أياما ثم لقيته فقال: لا حاجة لي فيه فخاصمته إلى ابن أشوع فقال ليس هذا ببيع فخذ عدلك.
أبو حنيفة وابن أشوع
وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن أبي نعيم قال: نادى مناد ابن أشوع هل من خصم أو مستفت؟ فتقدم إليه أبو حنيفة فسأله عن مسألة فقال: أقيموه.
حدثني عبد الواحد بن خلف قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد قال: حدث داود بن منصور عن أبي الأحوص عن منصور بن يزيد بن رفاعة

20
ندرة القاضي
عن ابن أشوع قال: والله ما هلكت بنو إسرائيل حتى طلب فيهم قاض فلم يوجد وأيم الله ما أصبح في هذه الأمة قاض.
حدثني محمد بن القاسم بن حيرة قال: حدثنا سعيد بن يحيى قال: حثني عمي عبد الملك بن عبيد عن سعيد بن أشوع الهمداني قال: دخل ابن أبي محجن الثقفي علي معاوية؛ فقال معاوية: يا أهل الشام هذا ابن أبي محجن الذي يقول.
معاوية وابن أبي محجن
* إذا مت فادفني إلى أصل كرمة
* تروى عظامي بعد موتي عروقها
*
* ولا تدفنني في الفلاة فإنني
* أخاف إذا ما مت إلا أذوقها
* قال: والله لو شئت لأنشدت من شعره ما هو أفضل من هذا ثم أنشد:
* لا تسألي القوم عن مالي وكثرته
* وسائلي القوم عن بأسي وعن خلقي
*
* أعطى السنان غداة الروع حصته
* وعامل الزج أرويه من العلق
*
* والقوم أعلم أني من سراتهم
* إذ سما بصر الرعديدة الفرق
*
* وأطعن الطعنة النجلاء قد علموا
* تنفى المسامير بالإزباد والفهق
*
* وأكشف المأزق المكروب غمته
* واكتم السر فيه ضربة العنق
* قال: وأبيك إن كنا أسأنا في القول لا نسىء في الجائزة فأعطاه عشرة ألف.

21
عيسى بن المسيب البجلي
يقال إنه كان في أعوان بن أشوع فاستقضاه خالد. كلمه فيه أبان بن الوليد فاستقضاه على النخيلة وقد روى عن عيسى بن المسيب أحاديث مسندة صالحة.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي منصور؛ قال: حدثني أبو الموفق سيف بن حاتم قال: كان خالد القسري يحب أن يولي قضاء الكوفة رجلا من المدينة فقال لعيسى بن المسيب: قد وليتك قال: ليس لي بهم علم قال: إنما هو مدع ومدعي عليه فعلى المدعي البينة وعلى المدعي عليه اليمين! فولى فكان إذا جاءه رجلان قال: أيكما المدعي؟ هات بينة فجاءه رجلان قال كل واحد منهما: أنا المدعي فقال كل واحد منهما: داري في يدي فقام من المجلس فدخل على خالد فقال: أيها الأمير قد أعلمتك أنه لا علم لي بالقضاء فدعى خالد بعض المتفهمة فقال ارجع إلى مجلسك فليس كل وقت يأتيك مثل هذا قال: لا والله لا أرجع فحينئذ ولى محارب بن دثار.
الحكم بن عتيبة بن النهاس والمغيرة بن عيينة
قال أبو حسان: حدثني بعض أهل العلم أن خالدا القسري عزل ابن

22
الأشوع وولى الحكم بن عتيبة بن الهاس العجلي ثم عزله وأعاد ابن أشوع فمات قاضيا قبل عزل خالد ثم استقضى خالد عيسى بن المسيب البجلي أشار به أبان الوليد.
وقال أبو حسان: وقال علي بن ظبيان: إنه الحكم بن عتيبة مولى كندة صاحب إبراهيم.
وهكذا أخبرني ابن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي صفوان أنه الحكم بن عتيبة مولى كندة وهذا غلط بينهما جميعا.
وقال محمد بن سعد عن الهيثم بن علي عزل خالد القسري بن أشوع واستقضى محارب بن دثار ثم عزله واستعمله على الروابي واستقضى الحكم ابن عتيبة بن نهاس العجلي ثم عزله وأعاد ابن أشوع ثم مات قاضيا.
وكذا قال أبو هشام الرفاعي: عزل خالد بن أشوع واستقضى محارب ابن دثار واستعمل محاربا على الروابي واستقضى المغيرة بن عتيبة النهاس كذا قال أبو هشام المغيرة بن عيينة ثم عزله وأعاد ابن أشوع فمات قبل عزل خالد بسنة فاستقضى خالد عيسى بن المسيب البجلي وقال الهيثم: إنما استقضى عيسى على النخيلة.
وقد قيل لما مات ابن أشوع ولى خالد محارب بن دثار.
فحدثني أبو جعفر محمد بن صالح قال: حدثنا أحمد بن حواس الحنفي قال: حدثنا ابن إدريس قال: قدم ابن هبيرة فشاور في القضاء فأشاروا عليه بالمغيرة بن عيينة بن الهاس فدعا به فقال: أجلس على القضاء قال: القضاء؟ قال: نعم قال: والله إن القضاء شيء ما أحسنه قال: اجلس على ما تؤمر وقال: والله إن كنت صادقا ما يحل لك أن تولبني وإن كنت

23
كاذبا ما يحل لك أن توليني قال ابن هبيرة. أن لو كنت أعرابيا ثم خرج منك هذا الكلام لوليتك فجلس على القضاء ثم استعفاه فأعفاه.
وحدث أحمد بن يزيد بهذا الحديث عن ابن فضيل فلم أفهمه عنه.
أمة محمد عليه السلام
فحدثنيه محمد بن إبراهيم بن الرؤاسي قال: حدثنا أبو كريب قال: حدثنا ابن فضيل عن أبي مالك الأشجعي عن المغيرة بن عيينة بن النهاس أن مكيا حدثهم قال ابن بديل: أن مكيا لهم حدثهم عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني وأمتي يوم القيامة على كوم مشرفون على الخلائق ما من رجل من الأمم إلا ود أنه منا أيتها الأمة زاد ابن بديل وما من نبي كذبه قومه إلا نحن له شهداء يوم القيامة أنه قد بلغ رسالات ربه؛ والرسل عليهم شهداء.
حدثنا علي ابن حرب الموصلي قال: حدثنا ابن فضيل عن أبيه عن الحكم بن عتيبة بن النهاس عن سعيد بن جبير قال المرتجية تهزل القبيلة ولا أحفظ عن الحكم بن الهاس حديثا.
عبد الله بن نوف التيمي
حدثني الحسن بن محمد بن مصعب قال: حدثني محمد بن عمر بن وليد قال حدثني يحيى بن آدم؛ قال: حدثنا أبو بكر بن عياش قال: رأيت عبد الله بن نوف الأشعري السامي يقضى بالكوفة في المسجد الأعظم وحماد بن سليمان جالس معه يشير عليه لا أعلمه إلا قال: في زمن خالد.

24
قال أبو بكر: ولم أر أحدا ممن ذكر قضاة الكوفة ذكر هذا الرجل إلا في هذا الحديث.
محارب بن دثار السدوسي
أخبرني أحمد بن زهير عن سليمان ابن أبي شيخ وقال الهيثم بن عدي: عزل خالد بن عبد الله القسري بن أشوع واستقضى محارب بن دثار ثم عزله واستعمله على الروابي.
حدثنا علي بن حرب الموصلي قال: حدثنا الهيثم بن يزيد الجرمي عن سفيان قال: قال محارب بن دثار وليت القضاء فبكيت وبكى أهلي وعزلت عن القضاء فبكيت وبكى أهلي.
جزع محارب حين ولى القضاء
حدثنا العباس بن محمد الدوري قال حدثنا عبد الرحمن بن مصعب أبو يزيد الشعبي قال أخبرنا أبو سفيان عن محارب بن دثار قال استعملت على القضاء فبكيت وبكى أهلي.
حدثني أحمد بن بشير بن عبد الوهاب أبو طاهر الدمشقي وغيره قالوا: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا أحمد بن بشير عن الأعمش قال: قال محارب بن دثار: وليت القضاء فبكيت وبكى أهلي وعزلت عن القضاء فبكيت وبكى أهلي زادني أحمد بن زهير عن ابن أبي شيخ فوالله ما دربت مم ذاك فقلت: إن شئت أخبرتك قال: أخبرني قلت: وليت القضاء فجزعت فبكى أهلك من جزعك وعزلت فجزعت فبكى أهلك لما رأوا من جزعك قال: إنه لكما قلت وقريبا مما قلت.
وحدثت عن محمد بن بكر الأجهني قال: حدثني الحسن بن عبد الله الضبي قال لما ولى محارب بن دثار أتيته وقد دخل المسجد فصلى قبل أن

25
دعاء محارب وابن شبرمة في المضجد
يجلس أربع ركعات ثم رفع يديه يدعو فقال اللهم إن هذا مجلس لم أجئه قط ولم أسلكه اللهم فكما ابتليتني به فسلمني منه وأعنى عليه ثم بكى حتى بل بدموعه خرقة كانت في يده ثم قال لي: أشامتا جئت أم معزيا قلت: بل جئت مسلما ثم ولى ابن شبرمة فأتيته فلما دخل المسجد صلى أربع ركعات قبل أن يجلس فلما سلم قال اللهم إن هذا مجلس كنت أشتهيه وأتمناه عليك اللهم فكما ابتليتني به فأعني عليه وسلمني منه. ثم بكى حتى بل خرقة كانت في يده.
حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا محمد بن المعدل الواسطي مولى بني ذهل عن العوام بن حوشب قال: مررت علي محارب بن دثار وهو يقضي فقال إني أي إنه المأمون على مكانه.
خصال أهل السيادة
حدثني عبد الله بن عمر بن أبي سعد قال: حدثنا أحمد بن معاوية عن مؤرج عن سعيد بن سماك بن حرب عن أبيه قال كنا قعودا في مسجد بني ربيعة ابن عامر بن ذهل بالكوفة فمر بنا محارب بن دثار فقال: أبا المغيرة كيف ذاك الحديث فقال نعم. قال عثمان بن عفان لبشير بن الخصاصة أقطعك السلحين قال وما السلحون قال برية فيها نخل وشجر وزرع قال أوكل أصحابي تقطع قال لا قال لا حاجة لي بالأثرة فلما مضى محارب قال سماك إن أهل الجاهلية كانوا إذا كان في الرجل ست خصال سودوه ولا يتممن في الإسلام إلا بسع وقد كملن في هذا الرجل يعني محاربا وهو الصبر والحلم والسخاء والشجاعة والبيان والموضع ولا يتممن في الإسلام إلا بالعفاف.

26
حدثني إسحاق بن الحسن قال: حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن محارب قال: لقد رأيتنا والرجل منا يبتاع بالثمن فما أهله وصبيانه أحق من جيرانه. حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا محمد بن بكير الهمداني قال: انطلق الحسن بن الحسين الكندي إلى محارب بن دثار فأمر محارب بشاة فذبحت فقال الحسين إني صائم فقال ابن دثار نؤجر ويخصب العيال.
رباطة جأش ابن محارب
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن عبد الصمد بن عبد الوارث عن حامان بن الأهتم قال لما ولى محارب بن دثار القضاء قيل للحكم ألا تأتيه قال ما أصاب خيرا فأهنته ولا أصابته عند نفسه مصيبة فأعزيه ولا كنت له زوارا فآتيه وقال محمد بن عمران الضبي: حدثنا أبو غسان ربيح قال حدثنا حوسر قال: كنا عند محارب بن دثار فسقطت حية من السقف في حجره فنفر أصحاب الحديث حتى كسروا درابزين المسجد وما زاد على أن نفضها من حجره فرماها.
رجل يثأر لأخيه
قال وحدثنا أبو غسان عن جرير قال: سمعت محاربا يقول خرجت أريد أسقي فرسي من الفرات فلما انصرفت إذا برجل تقوده لبؤة فحملت عليها فكشفتها عنه وعرضت له الفرس فقلت ارتدف خلفي وأخذت بيده فإذا هو لا تقله رجلاه فحملت عليها فما زلت أكر عليها وتكر علي حتى غلبتني عليه فأدخلته الأجمة فوقفت أتلهف على سلاح فاسترجع إذ اقبل رجل مؤتزر بإزار أحمر في يده السيف فقال رأيت رجلا قادته لبؤة قال قلت ها هو ذا من أنت قال ليس حين انتساب فدخل الأجمة فقلت لا أبرح حتى أنظر ما يصنع فخرج إلى وهو مختضب بالدم وفي إزاره

27
سبعة رؤوس أو خمسة فطرحها وطرح سيفه بين يدي فقال سل قلت ما هذا الرجل منك قال أخي دخلت الأجمة فإذا هي قد أكلته فأخذت ما وجدت من عظامه فدفنته ثم عركت أذن شبل لها حتى صاح فجاءت فقتلها وعلمت أن لها فحلا فعركت أذن الشبل حتى جاء الفحل فقتلته ثم قتلت أشبالها فهذه رؤوسهم. قال: فقلت شتان ما بين الرجلين.
حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا سفيان قال رأيت محارب بن دثار يقضي في المسجد ولحيته بيضاء طويلة.
حدثني مضر بن محمد الأسدي قال حدثنا حامد بن يحيى قال حدثنا سفيان قال رأيت محارب بن دثار يقضي في جانب مسجد الكوفة بين الناس في زمان القسري شيخا طويل اللحية أشهب اللحية لا يخضب؛ فأخبرني عبد الرحمن ابن محمد بن منصور قال: حدثنا ليثي قال حدثنا حسان بن إبراهيم قال: رأيت محارب بن دثار وهو قاضي أهل الكوفة يقضي في المسجد وهو يخضب بالسواد وله وفرة ورأيت مفرق رأسه فيه أثر الحناء.
حدثني أبو طاهر أحمد بن بشير بن عبد الوهاب قال: حدثنا سليمان ابن أبي شيخ قال حدثنا أحمد بن بشير عن الأعمش قال شهد: عند محارب ابن دثار رجل فقال له محارب تولى ذينك الرجلين فأقبل شهادتك فإلا فلا فقال الرجل قد تعلم أني صوام قوام قال صدقت ولكن إن توليت ذينك الرجلين يعني أبا بكر وعمر قبلت شهادتك وإلا فلا فنهض الرجل.
حدثنا علي بن حرب قال حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي عن سفيان قال: قال محارب بن دثار: بغض أبي بكر وعمر نفاق.
حدثنا إدريس بن عيسى القطان قال حدثنا حسين بن علي الجعفي عن

28
غيبة الرافضة
هانيء بن أيوب الجعفي قال سألت محارب بن دثار فقلت ما تقول في غيبة الرافضة قال: إنهم إذا لقوم صدق.
وحدثت عن ابن حميد عن جرير قال: شهد عند محارب رجل ممن يتناول السلف فقال إن قلت قبلت شهادتك.
وأنشدني بعض أهل العلم لمحارب بن دثار:
شعر لمحارب بن دثار
* أحمد خالقي حمدا كثيرا
* بدا خلقي فأنشأه سويا
*
* ومن علي بالاسلام حتى
* عرفت الدين مقتبلا صبيا
*
* وضمن محكم الفرقان قلبي
* فكنت لمن يدين له وليا
*
* وأخر مولدي قرنا فقرنا
* إلى الإسلام لم أك جاهليا
*
* يعيب على أقوام سفاها
* لإرجائي أبا حسن عليا
*
* وإرجائي أبا حسن صواب
* على العطرين برا أو شقيا
*
* وعثمان فقال الناس فيه
* فقالت فرقة قولا بذيا
*
* وقال الآخرون إمام عدل
* وقد قتلوه مظلوما بريا
*
* وليس علي في الإرجاء بأس
* ولا نقص ولست أخاف شيئا
*
* إذا أيقنت أن الله حق
* وأن محمدا جانا نبيا
*
* وأن الرسل قد بعثوا بحق
* وأن الله كان لهم وليا
*
* إذا حشر القران حشرت معه
* وأرجى بعدهم أمرا حفيا
*
* وما علمي بما فعلت رجال
* مضوا قبلي وكنت لهم عميا
*
* ولا أبلو بفوزهم قرانا
* ولا أبلو لهم مع ذاك غيا
*
* على ذم النبي وصاحبيه
* فتلك شريعتي ما دمت حيا
*
* سبيل لم يكن فيه اختلاف
* أراه كالنهار لنا مضيا
*

29
* مضى عمر وصاحبه حميدا
* هما فازا بحكمهما هنيا
*
* فلما أكرما حدثت أمور
* أراني عن تسنمها غنيا
*
* وسار الناس بعدهم صفوف
* يطاعن بعضهم بعضا مليا
*
* فإن تابعت هذا قال هذا
* أسأت وكنت كدابا مسيا
*
* فإن خفت الإله وصنت ديني
* دعيت بهيمة يدعى نضيا
*
* لقيلي لست أدري ما فلان
* وأين يصير إذ حضروا جثيا
*
* إلى الفردوس يخلد أم تراه
* إذا استعر الجحيم لها صليا
*
* ونفس لست أدري ما تلاقي
* أتظما أم تصيب هناك ريا
*
* وما كان ابن عفان رسولا
* وما إن كان صاحبه نبيا
*
* هما عبدان إن هلكا بذنب
* نجوت من الذي ركبا بريا
*
* فإن سلما سلمت لقيل عدل
* ولم أنحلهما قولا فريا
*
* ورحمة ربنا وسعت وعمت
* فلا تقضي على الرحمن شيا
*
* وقد قال الخوارج قول فجر
* يبث شهادة لم يلق ليا
*
* لسانك إن قومك كالنصارى
* وأعمى حين تذكرهم عتيا
*
* على ربي فإن الذنب شرك
* وكنت على الذي طلبوا بطيا
*
* فلم أشهد على قوم بشرك
* ولا من كان رباني صبيا
*
* هما علما القرآن وعلماني
* وكان إليهما آوى شهيا
*
حدثني محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا ابن إدريس عن أبيه قال: رأيت محارب بن دثار وحماد والحكم أحدهما عن يمينه والآخر عن شماله ينظر إلى الحكم مرة وإلى حماد مرة والخصوم بين يديه.

30
محارب كان بخضب رأسه
أخبرنا أبو سعيد الحارثي عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرني أبي قال حدثنا حسان بن إبراهيم قال رأيت محارب بن دثار وهو قاضي أهل الكوفة يقضي في المسجد وهو يخضب بالسواد وله وفرة ورأيت مفرق رأسه فيه أثر الحناء.
محارب وابن نوف
حدثني محمد بن إبراهيم الرواس قال: قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا أبو بكر بن عياش قال رأيت محارب يقضي في المسجد ورأيت ابن نوف يقضي بالمسجد في الحجرة وكان خالد جعلهما قال أبو بكر وكان حماد يجلس مع ابن نوف.
محارب يقضي بين بائع ومشتر
حدثنا العباس بن الدوري قال: حدثنا أبو سلمة قال حدثنا أبو عوانة عن إسماعيل يعني ابن سالم. قال: قضى محارب بن دثار بين رجلين اشترى أحدهما من صاحبه زئبقا فقال المشتري لم أقبض الزئبق ولم أنقده المال وقال البائع بعته وأشهدت عليه وصار ربه عن رضا فقال المشتري إني لم أر زئبقه فقال البائع إن الزئبق حديثه وعتيقه ورديئه كله سواء لا يفضل بعضه بعضا وإنما يشتريه التجار في جربه ولا يفتح فقال المشتري إنه مغشوش فقال محارب إن كان مغشوشا فليس لك وإلا فقد جاز عليك البيع.
أخبرنا محمد بن إسحاق قال حدثنا عتاب بن زياد قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن مسعر قال حدثني مجبر عن محارب بن دثار أنه قضى لرجل شهد له شاهدان فشهد أحدهما بأقل مما شهد الآخر فقضي بالأقل.
حدثني عبد الله بن محمد بن الحسن قال حدثنا عبد الله بن عمر قال حدثنا حسين الجعفي عن أبي عبد الملك عبيد بن عبد الملك قال تقدمت إلى محارب ابن دثار فقضي على فقلت إن أهل المسجد يخالفونك فقال ففي أشدهم عليك

31
أنا ثم لحقني بعد في طريق فقال السلام عليك أيها الشيخ. قال: علم أني قد وجدت في نفسي من قضائه.
شهادة الصبيان
أخبرني أحمد بن خالد بن عمرو الكلاعي قال حدثنا أبي قال حدثنا سويد بن عبد العزيز عن حسين عن محارب بن دثار أنه كان يقول في شهادة الصبيان بعضهم على بعض قال: إذا أدركوا فأثبتوا شهادتهم جازت شهادتهم.
شهادة القاذف
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا محمد بن زيد الواسطي أبو سعيد عن إسماعيل بن أبي خالد عن محارب بن دثار في القاذف إذا تاب قبلت شهادته.
حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا أحمد بن بشير قال حدثنا مسعر قال حدثنا محارب بن دثار قال: رافقت عمران يعني ابن حطان إلى مكة فما ذكر به شيئا حتى انصرفنا.
حدثني عبيد الله بن علي بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد قال حدثنا أحمد بن المقدام بن سليمان بن الأشعث قال حدثنا عمرو بن صالح الزهري قال حدثنا الثقة قال: قال محارب بن دثار في عمر بن عبد العزيز:
رثاء محارب لعمر بن عبد العزيز
* لو أعظم الموت خلقا أن يواقعه
* لعدله لم يزرك الموت يا عمر
*
* كم من شريعة حق قد بعثت لهم
* كادت تموت وأخرى منك تنتظر
*
* يا لهف نفسي ولهف الواجدين معي
* على العدول التي تغتالها الحفر
*
* ثلاثة لا ترى عين لهم شبها
* يضم أعظمهم في المسجد المدر
*
* وأنت تتبعهم لم تأل مجهدا
* سقيا لها سننا بالحق تفتقر
*
* لو كنت أملك والأقدار غالبة
* تأتي رواحا وتبياتا وتبتكر
*
* دفعت عن عمر الخيرات مصرعه
* بدير سمعان لكن يغلب القدر
*

32
يعني عمر بن عبد العزيز. وقال محارب أيضا يرثي عمر بن عبد العزيز:
* سلام الله والصلوات منه
* على عمر ترحن وتغتدينا
*
* وأفضل ما أثاب ولي عهد
* أثابك يا أمير المؤمنينا
*
* جزيت عن الأرامل واليتامى
* وعن مسكيننا والغارمينا
*
* وعن فقرائنا وذوي غنانا
* جزاء المقسطين العادلينا
*
* وسعت بفضل حلمك في وقار
* على الكبراء) والمستضعفينا
*
* على الحضار والبادين منا
* وللغازين ثغر المسلمينا
*
* تقسط بينهم حكما وعدلا
* به حكم الولاة الأولونا
*
* أمير المؤمنين جزيت خيرا
* فلن ننساك آخر ما بقينا
*
* لأنك بالرعية كنت رأفا
* وعدلا في البرية أجمعينا
*
* وكم من سنة درست وحكم
* رفعت له منارا مستبينا
*
* تزيد ذوي البصائر في هداهم
* وبصرت الجفاة الغافلينا
*
* أتانا من دمشق له نعي
* فلما أن أناخ بنا دعينا
*
* وأسمعنا المنادي من بعيد
* سراعا راغبين وراهبينا
*
* تبكي الدين والدنيا جميعا
* لخمس كن من رجب بقينا
*
وذكر محمد بن عمران بن زياد قال سمعت أبي يقول قيل لمحارب بن دثار كيف أصبحت يا أبا كردوس قال أصبحت كما قال شاعركم:
* ولكن أراني لا أزال بحادث
* أعادي بما لم يمس عندي وأطرق
* ورأيت هذا الحديث في كتاب بعض من حدث به عن قبيصة وأبي نعيم عن الثوري عن علقمة بن مرثد أنه لقي محارب بن دثار فقال له: أيا محارب كم تردد الخصوم فقال له محارب إني والخصوم كما قال الأعشى:

33
* أرقت وما هذا السهاد المؤرق
* وما بي من سقم وما بي معشق
*
* ولكن أراني لا أزال بحادث
* أعادي بما لم يمس عندي وأطرق
*
فحدثني عبد الله بن محمد بن سنان قال حدثنا سفيان عن مسعر عن علقمة بن مرثد قال قلت لمحارب بن دثار إلى كم تردد الناس فقال:
* أعادي بما لم يمس عندي وأطرق
*
محارب وشاهد زور
حدثني أبو حازم عبد الحميد بن عبد العزيز القاضي قال: حدثنا شعيب ابن أيوب قال حدثنا الحسن بن دثار قال سمعت أبا حنيفة يقول كنت عند محارب بن دثار فتقدم إليه خصمان فادعى أحدهما على الآخر ثم أحضر شاهدين فشهدا فالتفت الخصم إلى محارب فقال في أحد الشاهدين والله إنه لرجل صالح وإنه وإنه فقال له محارب تثني عليه وقد شهد عليك قال إنه والله ما كانت منه هفوة مثل هذه فقال محارب: حدثني ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الطير لتزكي مناقيرها وتخفق بأجنحتها يوم القيامة من هول ما ترى وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: شاهد الزور لا تزول قدماه حتى يتبوأ مقعده من النار قال: فرجع الشاهدان عن شهادتهما.
حدثنا أحمد بن حسان بن إسحاق عن أبيه عن محمد بن الفرات عن محارب بن دثار بنحوه.
حدثني أحمد بن زهير وزير روح قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا سعد بن الصلت قال حدثنا هارون بن الجهم القرشي عن عبد الملك بن عمير القبطي قال كنت عند محارب بن دثار في مجلس القضاء فذكر نحوه.

34
حدثني محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال: حدثنا شبابة بن سوار عن شعبة قال لقيت محارب بن دثار على فرس وهو يريد مجلس القضاء فقلت له هل سمعت ابن عمر خص ثوبا بعينه قال لا سمعته يقول من جر ثوبا من ثيابه لم ينظر الله إليه فرفعه محمد بن عبد الله المخرمي عن شبابة قال قال رسول الله: من جر ثوبه...
حدثنا علي بن حرب قال حدثنا القاسم الحرمي عن سفيان عن محارب ابن دثار أنه قال إنه ليمنعني أن ألبس الثوب الجديد مخافة أن يحدث لي جيراني حسدا يقولون من أين له.
حدثت عن ابن حميد عن جرير قال: قال محارب بن دثار ما عقدت عقدة قط فقدر أحد أن يحلها ولا حللت عقدة قط فقدر أحد أن يشدها حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا ابن الأصبهاني قال حدثنا بن يمان عن سفيان عن مسلمة قال لقي محارب بن دثار خثيمة فقال له خثيمة أيا محارب كيف حبك للموت قال ما أحبه قال: إن ذاك بك نقض كبير.
وقال أبو الكميت من بني السيد في محارب يهجوه.
* عمي بقضاء المسلمين محارب
* وبالرزق إن جاء الهلال بصير
*
فأتى محارب بنو السيد فقال: اكفوني سفيهكم هذا فوالله إني لشاعر فقاموا إليه بنعالهم وقالوا هجوت قاضينا لنمنعك الصلاة في المسجد فكف عنه
قال أبو بكر: وهو محارب بن دثار بن كردوس بن مرداس بن جعويه السدوسي يكنى أبا كردوس. وقال مؤرج يكنى أبا المغيرة. وقال عبد الله بن سعيد: وحدثني عبد العزيز عن سفيان قال ما يخيل إلى أني رأيت بالكوفة أحدا أفضله على محارب بن دثار.

35
أخبرني محمد بن إسحاق الصغاني: حدثنا سفيان قال رأيت محارب بن دثار لا يخضب. أخبرني جعفر بن محمد قال حدثنا أبو بكر بن خلاد قال سمعت بن عيينة يقول رأيت محارب بن دثار يقضي في المسجد.
أخبرني عبد الله بن محمد بن حسن قال حدثنا محمد بن عبيد بن حسان قال حدثنا أبو محصن حصين بن يمين عن حصين بن عبد الرحمن قال كان محارب بن دثار يكتب شهادة الصبيان ويستنسيهم.
عبد الله بن شبرمة
نسب ابن شبرمة
ابن الطفيل بن حسان بن المنذر بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن كعب بن كلاب بن ذهل بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة هكذا نسبه محمد بن عمران بن دثار:
وزعم أبو سعيد الأشج أن ابن شبرمة من بني ضبة مولى المنذر بن حسان كذا أخبرني ابن مصعب عنه.
ونسبه محمد بن الحجاج بن جعفر بن إياس يزيد بن الضبي قال: هو عبد الله بن شبرمة بن عمر بن شبرمة بن الطفيل بن حسان من ضرار بن عمرو بن يزيد بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك بن سعد بن ضبة بن أدقال وأناس تزيد وتزوج بنت ابنة شبرمة ابن الطفيل جد ابن شبرمة.
قال أبو بكر: وهذا هو الصواب ولاه يوسف بن عمر القضاء فيقال بعد محارب بن دثار ويقال بعد عيسى بن المسيب البجلي.
استعمال ابن شبرمة على القضاء
حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا سفيان قال استعمل يوسف بن عمر ابن شبرمة على القضاء ثم عزله وولى ابن أبي ليلى.

36
أخبرني أحمد بن زهير قال سمعت الحسن بن حماد يقول استقضاه يوسف ابن عمر يعني بن شبرمة على الكوفة ثم بعثه إلى سجستان فاستقضى ابن أبي ليلى.
وحدثت عن بكر الأخنسي عن الحسن بن عبد الله الضبي قال رأيت ابن شبرمة لما ولى القضاء دخل المسجد فصلى أربع ركعات قبل أن يجلس ثم سلم وقال اللهم إن هذا المجلس كنت أشتهيه وأتمناه عليك اللهم فكما ابتليتني به فسلمني منه وأعنى عليه ثم بكى حتى بل بدموعه خرقة كانت في يده.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني عمرو بن محمد الناقد قال حدثنا سفيان قال قال لي مسعر أما تشبه ابن شبرمة بشريح
ابن شبرمة وصديقه مغيرة
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا جرير عن مغيرة قال كان ابن شبرمة لي صديقا فلما ولى القضاء قال لا تكلمني في شيء من أمر القضاء. قال أبو بكر: وعبد الله بن شبرمة قليل الإسناد قليل الرواية عمن فوقه. وكتبت ما أسند وما أرفعه إلى غيره ورواه عنه مما بلغني وتقصيت أخباره مع روايته.
حدثني أحمد بن عبد الله الحداد قال حدثنا عمرو بن عون قال حدثنا هشيم قال قال لي ابن شبرمة أقل الرواية تفقه حدثنا علي وإشكاب بن إبراهيم بن الحر قال: حدثنا أبو زيد شجاع بن الوليد قال حدثنا عبد الله بن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال جاء أعرابي إلى النبي عليه السلام فقال النقبة تكون بمشعر البعير أو بعجبه فتشمل الإبل كلها جربا فقال النبي صلى الله عليه وسلم فما أعدى الأول ثم قال صلى الله عليه وسلم

37
لا هامة ولا عدوى ولا صفر
لا هامة ولا عدوى ولا صفر ولاصفر وجع كان بينهم في بطونهم: خلق الله كل نفس فكتب حياتها ومصيباتها ورزقها.
حدثني إبراهيم بن إسحاق السراج قال حدثنا يحيى النيسابوري وحدثنا الدوري.
قال حدثنا عمرو بن عون قال: حدثنا هشام عن ابن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خلق الله كل دابة فكتب أجلها ورزقها وأثرها
حدثني أبو سيار قال: حدثني صفوان بن صالح أبو عبد الملك قال حدثني الوليد بن مسلم قال حدثني عبد الملك بن شبرمة الكوفي عن أبيه عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا لا يعدي شيء شيئا ألا لا يعدي شيء شيئا فقام أعرابي من ناحية الناس فقال يا رسول الله ما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيأتيها البعير به النقبة من الجرب بمشفره أو بعجب ذنبه فما منها بعير إلا يجرب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن أعدى الأول عاهة وقدر إن الله كتب على كل نفس مصائبها ورزقها وأجلها
الثناء على الناس
وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد التقي الهمذاني قال حدثنا القاسم بن الحكم العربي حدثنا شعيب بن صفوان عن أبن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكر الناس من لا يشكر الله قال أبو بكر هذا غلط والصحيح ما حدثني أحمد بن عبد الجبار بن محمد بن العلاء التميمي قال حدثنا محمد بن فضل
عن ابن شبرمة عن أبي معشر عن الأشعث بن قيس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يشكر الله من لا يشكر الناس.

38
حدثني إبراهيم بن إسحاق الصالحي أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا شريك بن عبد الله قال حدثنا عمارة وابن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى النبي عليه السلام فقال يا رسول الله نبئني بأحق الناس مني بحسن الصحبة قال نعم لتنبأن أمك قال ثم من قال أمل قال ثم من قال ثم أمك قال ثم من قال أبوك.
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرني القاضي قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا وهيب قال حدثنا ابن شبرمة عن أبي زرعة عن أبي هريرة أن رجلا قال يا نبي الله من أبر قال أمك ثم أمك ثم أمك ثم أباك
حدثنيه مربع محمد بن إبراهيم قال: حدثنا أبو ظفر قال حدثنا جعفر بن سليمان عن شبرمة عن زرعة عن أبي زرعة عن أبيه عن أبي هريرة قال قلت يا رسول الله من أبر؟ فذكر الحديث. ثم لقيت أبا زرعة فحدثني حدثنا القاسم بن عاصم الزمن قال حدثنا خالد بن أبي يزيد المقري قال حدثنا جعفر بن سليمان عن ابن شبرمة عن زرعة عن أبي زرعة عن أبي هريرة قال وقد سمعته من أبي زرعة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا أيها الناس لا يعدي شيء شيئا ثلاثا فقال أعرابي يا رسول الله إن النقبة من الجرب لتكون بمشفر البعير أو بعجبه فتفشو الإبل كلها جربا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعدى الأول فسكت الأعرابي ثم قال رسول الله عليه السلام: خلق الله كل نفس فكتب لها أجلها ومصيباتها ورزقها.

39
حدثنا إبراهيم بن إسحاق السراج قال: حدثنا أبو كامل قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا عمارة بن القعقاع وابن شبرمة قالا حدثنا أبو زرعة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدث الله لمن خرج مجاهدا في سبيل الله لا يخرجه إلا الإيمان بي وتصديق برسولي فهو علي ضامن أن أدخله الجنة أو أرجعه الذي خرج منه بما نال من أجر أو غنيمة قال رسول الله والذي نفسي بيده ما من مسلم يكلم في الله إلا جاء يوم القيامة كلمه دمي اللون لون دم والريح ريح مسك.
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لولا أن أشق على أمتي ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله ألا أجد ما أحملهم عليه ولا يجدون سعة فيتبعوني ولا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا بعدي وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده لوددت أني أغزو في سبيل الله فأقتل ثم أغزو فأقتل ثم أغزو فأقتل.
حدثني إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن صالح قال: حدثنا أبو بكر قال حدثنا شريك قال حدثنا عمارة وابن شبرمة عن ابن أبي زرعة عن أبي هريرة قال: قال رجل نبئني يا رسول الله عن مالي كيف أصدق به قال نعم والله لتنبأن تصدق وأنت صحيح شحيح يأتيك الغنى وتخاف الفقر ولا تهمل حتى إذا بلغت ههنا قلت مالي لفلان وفلان وهو لهم وإن كرهت.
النهي عن سؤال الإمارة
حدثنا عبد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد أبو الفضل الزهري قال: حدثنا عمي يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال حدثنا عبد العزيز قال حدثنا ابن المطلب قال حدثنا عبد الله بن شبرمة عن إسماعيل بن أبي خالد عن

40
الحسين البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن سمرة يا عبد الرحمن لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها وأن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها وإذا حلفت عن يمين فرأيت غيرها خيرا منها فأت الذي هو خير وكفر عن يمينك.
أخبرنا حمزة بن العباس وأبو صالح داح أحمد بن منصور بن راشد الحنظلي قالا أخبرنا يحيى بن نصر بن حاجب قال حدثنا عبد الله بن شبرمة عن الشعبي عن حذيفة قال: أدركت أبا بكر وعمر وما يضحيان كراهة أن يستن بهما.
الأضحية
وحدثنا حمزة قال: حدثنا يحيى بن نصر قال حدثنا ابن شبرمة قال أتيت منزل الشعبي وكان رجلا غيورا فخرج علي عليه ملاءة مورسة فقلت يا أبا عمرو أخبرني عن قول ابن عمر لا تجزي نفس إلا عن نفس وعن قول عائشة وابن عباس وغيرهما البقرة عن سبعة والجزور عن سبعة أتجزئ قال نعم قال فخرجت من بيته امرأة ضريرة - أو تعشو - كأنه يعرفها فقال لأن أتصدق على هذه وذواتها بدرهمين أو ثلاثة أحب إلي من أن أضحي عن بعض أهلي ثم قال قال حذيفة كنا ونحن مع رسول الله لا نتكلف معه الضحايا وكان يقرب كبشين أملحين قال حذيفة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرب بكبشين أملحين ويذبح أحدهما فيقول اللهم هذا عن أمتي ممن شهد لك بالتوحيد وشهد لك بالبلاغ.
حدثنا الحسين بن السكن قال حدثنا إبراهيم بن يسار قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي قال حدثني حذيفة أنه أدرك أبا بكر وعمر

41
وما يضحيان كراهة أن يستن بهما. قال سفيان فظن ابن شبرمة أن حذيفة ابن اليمان؛ فقلت لا هذا حذيفة بن أسيد أبو شرفجة الغفاري.
أخبرني محمد بن عثمان بن محمد بن إبراهيم العبسي قال حدثني عمي القاسم ابن محمد قال حدثني محمد بن حبان الأنماطي عن ابن شبرمة عن الشعبي عن النعمان بن بشير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الشعبي: فأصغيت وعلمت أني لن أسمع أحدا من بعده فسمعته يقول المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هاجر ما نهى الله عنه
رجم الزاني المحصن
حدثنا إسماعيل بن الفضل السلمي قال حدثنا محمد بن عباد العكي من كتابه قال حدثنا هشيم بن بشير عن ابن شبرمة عن الشعبي عن جابر أن اليهود جاءوا برجل منهم وامرأة محصنين قد فجرا فاستحلف ابن صوريا ورجل آخر بالله الذي أنزل التوراة على موسى والذي أنجاه من الغرق وأغرق فرعون تجدان ما قرا له بالرجم فدعا بهما
النبي عليه السلام فرجما.
حدثنا علي بن داود بن بديل قال حدثنا ابن أبي مريم قال حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير قال: حدثني ابن شبرمة الكوفي عن إبراهيم النخعي عن علقمة بن قيس عن عبد الله بن مسعود قال من سألا عنه: أن ذوات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن فنزلت هذه الآية في المتوفى عنها زوجها وإذا وضعت المتوفى عنها حملها فقد حلت وآية المتوفى * (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا).
حدثنا حمزة بن العباس البزدوي قال: حدثنا يحيى بن نصر بن حاجب قال حدثنا عبد الله بن شبرمة عن أبي سلمة عن ابن عمر قال قال رسول الله

42
صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وآله وسلم.
ما أسكر فخمر
حدثنا حمزة بن العباس قال أخبرنا يحيى بن نصر بن حاجب قال حدثنا عبد الله بن شبرمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال ما أسكر فحرام. حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا أبي قال حدثنا مصعب ابن سلام قال حدثنا عبد الله بن شبرمة عن سالم عن أبيه قال كل مسكر حرام وكل مسكر خمر.
حدثني أبو جعفر الحضرمي وأبو محمد بن طريف قال حدثنا محمد بن طريف قال حدثنا عيسى بن راشد عن ابن شبرمة عن سالم عن ابن عمر قال كل شراب لا يزيد على الترك إلا جودة فهو حرام.
أخبرني محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال حدثنا محمد بن طريف قال حدثنا عيسى بن راشد عن أبي شبرمة قال سمعت سالما وقيل له إن نافعا يحدث عن أبيك أنه لا بأس بإتيان النساء في أدبارهن فقال كذب العلج إنما كان ابن عمر يقول فأتوا حرثكم أنى شئتم من حيث يخرج الولد.
ميراث ولد الملاعنة
حدثني الحسن بن علي بن الحسين بن حرب الرقي القاضي قال حدثنا موسى بن مروان قال حدثنا بقية قال حدثنا العز بن عبد الله عن عبد الله بن شبرمة عن عبيد الله بن عبد الله عن عتبة عن ابن مسعود قال قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم للملاعنة بجميع ميراث ولدها بما أصابها فيه من النصب.
أخبرني محمد بن عبد لواحد بن سليمان قال حدثنا عبد الجبار بن العلاء

43
قال حدثنا سفيان قال حدثنا ابن شبرمة عن عبد العزيز بن رفيع قال سفيان ثم لقيت عبد العزيز فحدثني قال دخلت أنا وابن مغفل: على ابن عباس فقلنا هل ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا سوى القرآن قال لا.
وحدثنا عبد الجبار: بحثت هذا الحديث قال حدثنا سفيان عن عبد العزيز بن رفيع قال: حججت مع شداد بن مغفل فدخل علي بن عباس ومحمد بن شلبي فقال أحدهما لم يترك محمد إلا ما بين هذين اللوحين. وقال الآخر لم يبق شيء إلا ما في هذا المصحف قال سفيان زاد شريك بن عبد الله عن عبد العزيز بن رفيع في الحديث الذي قال بعت جارية قال إذا لا أدفعها إليك قال فإن لم ندفعها إليه فاذهب به إلى السجن. حدثني علي بن زكريا التمار قال: حدثنا جعفر بن محمد الأسدي قال حدثنا عيسى بن راشد عن ابن شبرمة قال سئل أنس بن مالك هل صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام حين دخله قال نعم صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العمودين الأحمرين عند المروة الحمراء.
تحريم الخمر
أخبرني أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا أبي قال حدثنا حصين بن نمير قال حدثنا عبد الله بن شبرمة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال حرمت الخمر قليلها وكثيرها والسكر من كل شراب.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال حدثنا هشيم قال حدثنا ابن شبرمة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والسكر من كل شراب.
حدثني عبد الله قال: حدثني أبي قال حدثنا شريح بن يونس قال حدثنا هشيم عن عبد الله قال أخبرنا الثقة عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس مثله

44
حدثني عبد الله قال: حدثني أبي قال حدثني أبو الأحوص عن هشيم أنه قال لهم في هذا الحديث سمعت ابن شبرمة وخفض صوته هشيم ثم قال عمن حدثه ثم رفع صوته فقال عن عبد الله بن شداد.
حدثني غير واحد من أصحابنا عن محمد بن حرب الغساني من كتابه قال حدثنا أبو سفيان الحميري قال حدثنا هشيم عن ابن شبرمة عن عمار الذهبي عن عبد الله بن شداد عن ابن عباس قال حرمت الخمر بعينها قليلها وكثيرها والسكر من كل شراب.
حديث الاستحاضة
حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: حدثنا يزيد بن هارون عن ابن العلاء يعني أيوب بن أبي مسكين القصاب الواسطي عن الحجاج بن أرطأة عن ابن كليم عن عائشة عن النبي عليه السلام في المستحاضة قال تدع الصلاة أيام أقرائها ثم تغتسل مرة ثم توصي الزميل أيام أقرائها فإن رأت صفرة قال الدقيقي سقطت على كلمة فرأيت في كتاب غيري انتضحت وتوضأت وصلت
حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي قال: حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرنا أبو العلاء عن ابن شبرمة عن امرأة مسروق عن عائشة عن النبي عليه السلام مثله.
أخبرني أبو عمرو الغفاري أحمد بن خازم قال حدثنا إسماعيل بن أبان الدباق قال حدثنا ناصح قال حدثنا عبد الله بن شبرمة عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن حذيفة قال دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال اجلس لا يدخل عليك الأيتام فجلست فذكر حديثا فيه طول.
أخبرني يحيى بن إسماعيل البجلي في كتابه قال حدثنا عبد الرحمن بن

45
أبي بردة قال حدثنا شعيب بن صفوان عن عبد الله بن شبرمة عن سلمة ابن كهيل قال سمعت حيدر بن سفيان يقول قال النبي عليه السلام من راءى راءى الله به ومن يسمع يسمع الله به.
الصدقة في الشاة
حدثنا أحمد بن محمد البرني القاضي قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا عبد الله بن شبرمة قال حدثت عن أبي وائل قال وكان أبو وائل قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لم يره قال أبو وائل إني لأذكر إذ قالوا جاء مصدق النبي صلى الله عليه وسلم: قال فأتيته بكبش لي فقلت يا مصدق رسول الله صدق شاتي فقال يا بن أخي - أو ابني - ليس فيها صدقة.
فتوى لفقهاء العراق
حدثنا عبد الله بن أيوب الحراز الضرير وليس بالمحرمي قال حدثنا محمد بن سليمان الذهلي بالبصرة في بني ذهل قال وحدثنا عبد الوارث بن سعيد قال قدمت الكوفة وبها ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأبو حنيفة فأتيت أبا حنيفة فسألته عن رجل باع بيعا وشرط شرطا فقال البيع باطل والشرط باطل وأتيت ابن شبرمة فقال البيع جائز والشرط جائز. وأتيت ابن أبي ليلى فقال البيع جائز والشرط باطل فقلت سبحان الله ثلاثة من فقهاء العراق اختلفوا في مسألة واحدة فرجعت إلى أبي حنيفة فأخبرته فقال لا أدري ما قالا أخبرني عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن شرط وبيع فالبيع باطل والشرط باطل فأتيت ابن أبي ليلى فأخبرته فقال ما أدري ما قال أخبرني هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لي اشترى بريرة واشترطي فالبيع جائز والشرط باطل وأتيت ابن شبرمة فأخبرته فقال ما أدري ما قالا. حدثني مسعر بن كدام عن محارب بن دثار عن جابر قال اشترى مني التي عليه السلام بعيرا وشرط

46
لي حلابه إلى المدينة. البيع جائز والشرط جائز.
حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الخالق الأزدي قال حدثني عبد الوهاب ابن الضحاك قال حدثنا إسماعيل بن عباس قال حدثني عمارة بن غزية قال حدثنا ابن شبرمة أنه سمعه يحدث عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات رحم الله امرأ تكلم فغنم أو صمت فسلم.
يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحارث قال أخرج إلينا عمرو بن هاشم كتابه قال هذا كتابي وسماعي فإذا فيه حدثنا سويد بن عبد العزيز قال حدثني الحجاج بن أرطأة وعبد الله بن شبرمة وشعبة وأبو حنيفة عن الحكم ابن عنبسة عن عراك بن مالك عن عائشة أن أبا العملس وهو رجل من بني سليم استأذن على عائشة فاحتجبت منه فقال أتحتجبين مني وأنا ابن عمك قالت ومن أين ذاك قال رضعت في لبن امرأة أخي فسألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم فقال صدق يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب فكانت لا تحتجب منه بعد.
أخبرني محمد بن عبد الواحد الأزدي قال كتب إلى محمد بن عيسى النصيبي المعروف بالرازي حدثنا سهيل بن سفيان قال حدثنا حماد بن الوليد عن ابن شبرمة عن ابن المنكدر عن جابر عن النبي عليه السلام قال مداراة الناس صدقة وبإسناده أن النبي عليه السلام قال كل معروف صدقة.
طواف الحائض
أخبرني محمد بن عبد الواحد قال حدثنا ابن حميد قال حدثنا جرير عن

47
ابن شبرمة عن سالم بن عبد الله عن أبيه في الحائض أنه كان يقيم عليها وإن كان طافت يوم النحر سبعة أطواف حتى يطوف طواف يوم النحر.
حدثني محمد بن إبراهيم بن حماد قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا عبد الله بن شبرمة عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر ابن الخطاب قال: الدرهم بالدرهم والدينار بالدينار وزنا بوزن فضل ما بينهما ربا.
مسح الحجر
في كتابك عن أحمد بن بديل قال حدثنا عيسى بن راشد عن ابن شبرمة عن الحسن قال قال النبي عليه السلام لعبد الرحمن بن عوف مسحت الحجر قال مسحت وتركت قال أحسنت.
فضل العلم
حدثني محمد بن أحمد بن إبراهيم السراج قال: حدثنا عبد الرحمن بن صالح قال حدثنا عيسى بن راشد عن ابن شبرمة عن ابن عبد الرحمن عن علي قال لأن أرجع بخمس آيات أعلمهن أحب إلي من أن أرجع بخمس قلائص أصيبهن. أخبرني محمد بن عثمان قال حدثنا عون بن سلام قال حدثنا عيسى بن راشد عن ابن شبرمة عن أبي عبد الرحمن عن عبد الله قال خيركم من تعلم القرآن وعلمه.
حدثني محمد بن الجهم النحوي قال حدثنا جعفر بن عون قال أخبرنا أبو العلاء الخفاف عن ابن شبرمة عن سالم بن أبي الجعد عن سليمان قال الصلاة مكيال من أوفى أوفى
له ومن نقص فقد علمتم ما أعد الله للمسلمين.
قول ابن عباس في الصرف
أخبرنا إسماعيل بن الفضل قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال حدثنا عتاب ابن محمد بن شوذب قال حدثنا عبد الله بن شبرمة عن عبد الرحمن الأزدي قال مرضت ابن عباس بالطائف فسمعته يقول: اللهم إني أتوب إليك من قولي في الصرف.

48
حدثني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا أبو حميد عن جرير عن ابن شبرمة عن أبيه رأيت عليا يوم الجمل في بردين له يرشح.
لا تثويب في الفجر
أخبرني محمد بن عبد الواحد بن سليمان قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد بن بشير قال حدثنا ابن شبرمة عن علقمة عن أبي الدرداء قال: لا يثوب في الفجر.
المسح على الخفين
حدثني محمد قال: سمعت محمد بن حميد قال: حدثنا جرير عن ابن شبرمة عن ابن يسار عن عائشة قالت: لأن أقطعهما بالشفار أحب إلي من أن أمسح عليهما.
التيمم
حدثني محمد قال: حدثنا صلب قال: قال حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا ابن شبرمة أن ابن عطاء بن أبي رباح وإبراهيم كانا يقولان التيمم إلى المرفقين.
الأسير في مكة
حدثني محمد بن عبد الله الحضرمي قال حدثنا محمد بن طريف قال حدثنا عيسى بن راشد قال: سمعت ابن شبرمة يذكر عن عطاء عن ابن عباس قال: إذا دخل الأسير مكة فقد حقن دمه.
قضاء الوديعة
حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا موسى بن أيوب قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري عن ابن شبرمة قال: سألني إياس بن معاوية عن رجل أقر لرجل بوديعة ثم قال: قد دفعتها إليه فقلت إذا كان الأصل مضمونا فالفرع مضمون قال: أحسنتما. أو قال أصبت.

49
القضاء بما يعرف
حدثني عبد الله بن محمد بن حصين قال: حدثني أبو سعيد الكندي قال حدثنا ابن إدريس قال سمعت أبي يذكر عن ابن شبرمة قال: قال لي إياس بن معاوية: إياك وما يستتبع الناس من الكلام وعليك بما تعرفه من القضاء.
قضاء الأعمش
حدثني علي بن محمد ابن أبي الشوارب قال: حدثنا إبراهيم بن يسار قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: ما خاصم سليمان الأعمش قط رجلا من أصحابنا إلا كان عليه القضاء وأنه أتاني يوما فخاصم إلى أبيه وكان عليه حق فأخذ برقبته فعضها فدار عليه القضاء.
أمير الكوفة وابن شبرمة
أخبرني علي بن محمد قال: حدثنا إبراهيم قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال قدم علينا عبد الله بن عمر بن عبد العزيز أميرا على الكوفة فنزل الحيرة فأتيته فقلت: هل رأيت مسجدنا؟ قال: لا؛ قلت لو رأيته ما رأيت مسجدا أطول عمادا ولا أوسع بلادا منه؛ قلت فهل رأيت قرانا؟ قال: لا قلت لو رأيته ما رأيت لهم أمثلة لا يدرك آخره أوله.
أخبرنا علي بن محمد قال حدثنا سفيان قال ابن شبرمة قال لي عبد الله ابن عمر بن عبد العزيز ألا ترفع إلى حوائجك؟ فإنما يكفيك كتاب مثل هذا فأقضي حوائجك قلت له: أصلح الله الأمير ما سألت أحدا من الناس شيئا استكثرته ولا الدنيء
من يصلح للقضاء
حدثني عبد الله بن خلف قال أخبرني عبيد الله بن عمر قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: قال ابن هبيرة: لا يصلح للقضاء إلا الفهم الورع العالم.

50
شعر عمران ابن حطان
حدثني الفضل بن الحسن البصري قال حدثنا أبو عبد الرحمن قال: حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة قال سمعت الفرزدق يقول: ما رأيت أحدا أشعر من عمران بن حطان كان أشعر الناس قلت كيف؟ قال: لو أراد أن يقول ما قلت لقال ونحن لا نقدر أن نقول كما قال
الفرزدق وشاعر
حدثني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال: حدثنا سفيان قال: قال ابن شبرمة أتى الفرزدق فجعل ينشد فقال له عمارة بن القعقاع بن ناجية يا أبا فراس ابن الله؟ فقال: يا ابن أخي إنما هي كلمة واحدة فإذا هي قد هدمت ما ترى. قال: حدثنا عبد الجبار حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: يا أبا هريرة. ())
الفرزدق وجرير
وقال: وحدثنا عبد الجبار قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال أتانا الفرزدق بالكوفة فأهدينا إليه جزورا فقال يا أبطر اجعل عقلها السيف ولا تكن مثل ابن المراغة يعني جريرا.
الكميت
حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثني إسماعيل بن حفص قال حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة قال قلت للكميت الأسدي الشاعر: إنك قلت في بني هاشم فأحسنت وقد قلت في بني أمية أفضل مما قلت في بني هاشم قال إني إذا قلت أحب أن أحسن.
أخبرني محمد بن عبد الواحد قال حدثنا عبد الله بن محمد الزهري قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: قال على رمضان قددا قضوه قدا
أخبرنا أبو بكر الرمادي قال حدثنا أبو إسحاق الطالقاني قال:

51
حدثنا جرير قال: أظن ابن شبرمة حدثني قال: قيل لطلحة ابن مصرف ألا تنم قال؟ إني أكره أن يسكن في بيتي مسلم.
أخبرني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا عمر قال: حدثنا جرير عن ابن شبرمة عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليملأن الله أيديكم من الأعاجم ثم يجعلهم أسدا لا يفرون فيضربون رقابكم ويأكلون فيكم.
الحمى
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمى رائد الموت سجن الله في الأرض.
الحلف بالله
حدثنا محمد قال حدثنا أبو سعيد عن أحمد بن بشير عن ابن شبرمة عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تحلفوا بآبائكم ولا بالطواغيت ولا تحلفوا إلا بالله فإن الله لا يحلف إلا به.
الحمى والناس
أخبرني محمد بن عبد الواحد الأزدي قال حدثنا محمد بن حميد قال حدثنا جرير عن ابن شبرمة عن الحسن قال أغيلمة حيارى ما لهم تعاقدوا إن أجبناهم لم يفهموا وإن سكتنا عنهم أسلمناهم إلى غي شديد لولا ما أخذ الله على العالم في علمه إن أجبناهم إلا قليلا.
العلم لله أولا وآخرا
وعن ابن شبرمة عن الحسن في قوله * (وفوق كل ذي علم عليم) قال: ليس عالما إلا فوقه عالم حتى رجع الأمر إلى الله عز وجل
إنكار المنكر
حدثنا عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا جرير عن ابن شبرمة عن الحسن قال ؤسا له رأى منكرا فأنكر فركب أنكر منه.
وشاورهم في الأمر
حدثني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا عبد الجبار قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الحسن * (وشاورهم في الأمر) قال أما والله

52
لقد علم أنه ليس به إليهم حاجة ولكن أراد أن يستن به من بعده.
الحج بغير محرم
أخبرنا محمد قال: حدثنا عثمان قال حدثنا جرير وأراه عن ابن شبرمة عن الحسن لا بأس أن تحج المرأة التي لها محرم إذا حجت إلا حجة الإسلام.
المصطفون من عباده
أخبرني محمد قال حدثني عبد الله بن حماد الذهلي قال حدثنا عيسى بن راشد قال سئل ابن شبرمة عن قول الله عز وجل * (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) فقال الحسن الظالم لنفسه في النار والمقتصد ناج والسابق ناج.
جزاء الإحسان
حدثنا محمد قال حدثنا أبو موسى الأنصاري قال حدثنا محمد بن بشير عن ابن شبرمة عن الحسن * (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) قال: هي للبر والفاجر.
تفسير آية
حدثني محمد قال: حدثنا محمد بن هشام عن سفيان عن ابن شبرمة عن الحسن * (علم أن لن تحصوه) لن تطيقوه.
الحسن وابن سيرين
أخبرنا علي بن عبد العزيز الوراق قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا جرير عن بن شبرمة قال قال الحسن لابن سيرين سفعا سفعا ودفعا دفعا عنا للخازم وأراك لأهل تعبير الرؤيا كأنك من آل يعقوب.
رفع ذكر الرسول
حدثني أحمد بن زهير قال أخبرنا ابن الأصبهاني قال حدثنا شريك قال: سمعت ابن شبرمة منذ ستين سنة يذكر عن الحسن * (ورفعنا لك ذكرك) قال: إذا ذكر معه.
حدثني ابن عبد الواحد قال: حدثنا أبو بكر قال حدثنا شريك عن ابن شبرمة عن الحسن في قوله * (ألم نشرح لك صدرك) لي فملىء حلما وعلما * (ووضعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك ورفعنا لك ذكرك) بلى لا أذكر إلا ذكرت.

53
قراءة ابن جبير للقرآن في ركعة؟؟
حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرني حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا بن شبرمة عن سعيد بن جبير أنه دخل الكعبة فقرأ القرآن في ركعة.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبو معمر وشريح قال: حدثنا هشام عن ابن شبرمة سئل سعيد بن جبير عن نبيذ الزبيب قال تلك الخمر نجانا شريح بعد موته.
القبلة
حدثنا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا ابن أحمد قال حدثنا جرير عن ابن شبرمة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال ما بين المشرق والمغرب قبلة.
غسل العارضين
حدثني محمود بن محمد المروزي قال أخبرنا حماد بن موسى قال أخبرنا عبد الله قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن سعيد بن جبير قال ما بالهما يغسلان قبل الشعر فإذا كان الشعر لم يكن يغسلا يعني العارضين.
حدثني المخرمي قال. حدثنا أبو داود عن سفيان عن ابن شبرمة عن سعيد نحوه.
حدثنا الرمادي قال حدثنا هناد قال حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة عن أبيه قال ليتني كويت بكل بيت قلته فيه فبلغ العظم أي لم أقذف محصنة ولم أنف رجلا من أبيه.
ابن شبرمة وابن أبي نجيح
حدثني أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا ابن عيينة قال كان ابن شبرمة يجالس ابن أبي نجيح فسأله عن المناسك وغيرها فيجيبه فسأله يوما عن شيء فأجابه وأسنده له ثم سأله عن شيء آخر فأجابه فقال له لم تعد قولك يا أبا يسار؟ فقال له

54
ابن نجيح أنا لا أقول ولا أسوق إنما أخذتك بما سمعت قال عبد الرزاق ولم يكن ابن شبرمة في الحج بشيء.
النصرانية تسلم
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا أبو النضر قال حدثنا شعبة عن ابن شبرمة؛ قال: سمعت عمر بن مرة قال: سألت عنها سعيد ابن جبير فقال: فرق يعني نصرانيا عنده نصرانية فتسلم.
خاتم إبراهيم
حدثني الحارث قال: حدثني عبد العزيز بن أبان؛ قال: حدثنا شعبة عن مغيرة وابن شبرمة قال: كان نقش خاتم إبراهيم نحن بالله وله.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي؛ قال: حدثنا سليمان بن حرب؛ قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن شبرمة قال: زوج رجل ابن أخيه أمة فولدت فأراد أن يبيع ولده فقال ابن مسعود: ما ذاك لك تبيع ولد ابن أخيك؟ ثم قال وغم قال سلمة بن كهيل.
الخمر تورث
أخبرني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا عثمان قال حدثنا جرير عن ابن شبرمة عن الحرث العكلي في رجل ورث خمرا قال: يجعل فيه الملح حتى يصير خلا.
من ملك ذا رحم
حفص بن عمر الرماني قال: حدثنا ابن مهدي قال: حدثنا حماد ابن زيد عن ابن شبرمة عن الحارث العكلي عن إبراهيم قال: من ملك ذا رحم فهو خمر فقلت للحارث ما هذا؟ فانهينا إلى المحارم.
الجارية المشتركة
حدثنا علي بن حرب الموصلي؛ قال: حدثنا قاسم عن الجرمي عن سفيان عن ابن شبرمة عن الحارث العكلي في الجارية تكون بين الرجلين فيطأها أحدهما قال: عليه نصف قيمتها ولا عقل.
الشفعة في الصداق
حدثنا عبد الله بن أبي سعيد عن يعقوب الدوري عن هشيم عن

55
ابن شبرمة عن الحرث كان يرى في الصداق شفعة.
علم حماد
أخبرني عبد الله ابن أبي الدنيا عن كتاب عبد الله بن سعيد عن إدريس؛ قال: سمعت ابن شبرمة يقول: ما أحد أبر علي في علم من حماد.
حدثنا محمد بن عبد الله الأودي قال: حدثنا أيوب الوزان مستيب قال: حدثنا أبو إسحاق الفزاري قال: حدثنا عبد الله بن شبرمة عن حماد؛ قال: قال عمر إذا أخذت الأعراب لم أجز نكاحهم.
صوم المسافر
قال: وحدثنا المسيب قال: حدثنا إسحاق عن ابن شبرمة عن حماد سألت إبراهيم وسعيد بن جبير ومجاهدا عن الصوم في السفر فكلهم قال: إن صام فحسن وإن أفطر فحسن.
هراء الحيرة
حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم؛ قال: حدثنا حامد بن يحيى قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: حدثني طبيب لابن هبيرة أن نومة بالحيرة تعدل أشربة دواء.
حزم العالم
حدثنا محمد بن حسان الأزرق؛ قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال: حدثنا حماد بن زيد. عن ابن شبرمة قال: قال إبراهيم: إن العالم إذا نزل به في صلاته أمر نظر إلى أوثق الأمور فأخذ به.
شرب النبيذ
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني الحسن بن عيسى؛ قال. حدثنا جرير قال: سمعت ابن شبرمة يقول: رحم الله إبراهيم رخص في النبيذ والأمة على غير ذلك.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن يزيد عن ابن شبرمة قال حدثني مولى لنا قال: قال إبراهيم ما لرسولنا إذا أناك لم يجدك ومن الذي إذا لم يجدك قام معه فاشترى له

56
كل معروف صدقة
حوائجه؟ فقلت ذاك فلان يا أبا عمران إن جيرانا لنا يأمرونني بحوائجهم لوددت أنهم قاسموني فكان يوم لهم ويوم لسوقي قال: لا يزهد في ذلك فإنه كان يقال كل معروف صدقة قال فأتي بطعام فقمت فقال: ادن كل قلت لا أريد قال: ادن قلت لا أريد؛ قال أقسمت قلت لا أريد قال بر بيميني قلت: ويمين هي؟ قال نعم.
بيع خاتم فيه فص
علي بن سهل قال حدثنا عفان قال: حدثنا شعبة؛ قال: سألت ابن شبرمة عن خاتم فيه فص يباع بأكثر من وزنه قال كان إبراهيم يكرهه
الحساب اليسير
حدثني عبد الواحد؛ قال: حدثنا عثمان قال: حدثنا جرير عن ابن شبرمة عن سبال عن عائشة في قوله * (يحاسب حسابا يسيرا) قال: يعرفه ذنوبه ثم يتجاوز له عنها.
حدثني محمد بن العباس الكابلي؛ قال: حدثنا زياد بن يحيى قال حدثنا أبو عتاب قال حدثنا أبو مكين قال: لما هلك ابن عون بن عبد الله جاء ابن شبرمة حتى دخل فوقف على دابة طويلا فقال له حبيب ابن أبي ثابت أن هذا لا يصلح ما نزل.
حدثني يعقوب بن يوسف الطوعي قال: حدثني أبو معمر قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: قال عبد الله لتميم بن جذيم إن استطعت أن تكون أنت المحدث فافعل.
إعارة الإماء
حدثني عبد الله بن خلف قال. حدثنا عثمان قال. حدثنا جرير قال سمعت ابن شبرمة يقول ليت هذا المجنون الذي يروى عن طاوس في الرجل يحل للرجل فرج أمته أنه لا بأس به قال. وكرهه ابن شبرمة.

57
التهمة في الشهادة
حدثنا علي بن حرب الطائي قال: حدثنا بن فضيل قال سمعت ابن شبرمة يقول إذا بينت الحديث عن علي أخذنا به وتركنا من سواه قال حماد بن الحسن حدثني أبو علي الحنفي قال: حدثنا قرة قال. قال لي ابن شبرمة سمعت بدرع بني قفل فإن رجلا منهم أصاب درعا من القاسم فجئ بها إلى علي فتشاهدوا عليه فلم يقبل شهادتهم لأن لهم فيها نصيبا فانطلق بالدرع فذهب بها.
الإحرام طول العام
حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد قال. حدثنا محمد بن حميد قال قال حدثنا جرير عن ابن شبرمة قال كان عبد الرحمن بن أبي نعيم يحرم من السنة إلى السنة فآذاه العمل فدعا ربه فوقعت كبة بين عينيه.
حدثني عبد الله بن عمرو قال. حدثنا أحمد بن عمران الأخنسي قال سألت محمد بن خضير فحدثني قال: حدثني أبي قال. دخل كدربرزبه الحارثي يعوده وهو مبرسم فتفل في أذنه فبرأ.
علي وصعصعة بن صوحان
حدثني ابن أبي سعيد قال. حدثنا عثمان قال. حدثنا جرير عن ابن شبرمة قال. عاد علي عليه السلام صعصعة بن صوحان فقال له إنك ما علمت خفيف المؤنة حسن المعونة فقال صعصعة. وأنت والله ما علمت إن الله في عينيك لعظيم وإنك بذات الله لعليم.
حكمة لابن العاص
حدثني ابن أبي سعيد قال. حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال. حدثنا جرير عن ابن شبرمة قال: قال عمرو بن العاص بين الأمور أمور التقدم عليها يحسن والتأخر عنها يحسن.
حدثني فضيل بن محمد الحاسب قال. حدثنا أحمد بن منصور النحوي قال: حدثنا علي بن عاصم قال: حدثنا ابن شبرمة عن بعض

58
معاوية والأحنف ابن قيس
أصحابه قال. بينما معاوية في نفر من أصحابه ومنهم الأحنف بن قيس إذ قال رجل لو أن أبا سفيان ولد الناس ولدهم حلماء قال الأحنف لكنه ولد الناس من هو عند الله خير من أبي سفيان ولدهم آدم أبو البشر فكان فيهم العالم والسفيه والحليم فقال معاوية يا أحنف إن كنت لأكره أن أراك خطيبا قال الأحنف يا معاوية إني كنت لأكره أن أراك أميرا فلم يقل له معاوية شيئا.
تفسير آية
أخبرني محمد بن عبد الواحد قال. حدثنا عبد الله بن سعيد؛ قال: حدثنا أحمد بن بشير قال: حدثنا ابن شبرمة عن عكرمة (قد جعل ربك تحتك سريا) قال: نهر. وعن عكرمة في قوله * (الزاني لا ينكح إلا زانية) * لا ينكحها إلا وهو كذاك. وعن عكرمة في قوله * (يدنين عليهن من جلابيبهن) * تدني الجلباب حتى لا يرى ثغرة نحرها:
شريح وقضية بيع
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال: أخبرنا هشام قال: أخبرنا ابن شبرمة قال: أخبرني عبد العزيز ابن وكيع قال: بعت جارية إلى أجل وأوجبتها له فسألت عنه بعد فقيل لي إنه مفلس فجاء يطلبها مني فأبيت أن أدفعها إليه فخاصمني إلى شريح فقلت: إني بعت من هذا جارية إلى أجل وإني سألت عنه فقيل لي إنه مفلس لا شيء له فجاء يطلبها مني. فقال شريح: مالك حيث وضعته فادفع إلى الرجل جاريته فقلت لا أدفعها إليه لأنه مفلس وأخاف أن يذهب مالي قال لي قم: فالزمه ما بيني وبين أن أقوم بأن دفعها إليك وإلا فأتني به قبل أن أقوم حتى أحبسه لك.
الشرط في الزواج
حدثني الحسن بن علي بن فضل بن يزيد بن صليح المروزي قال:

59
حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن عمر بن عبد العزيز في رجل زوج ابنته واشترط لنفسه قال هو لها
حدثنا سعد بن نصر قال: حدثنا علي بن عاصم قال: حدثنا عبد الله ابن شبرمة قال: وفد جرير على عمر بن عبد العزيز فأبطأ عنه الإذن فنظر إلى عون بن عبد الله يدخل بغير إذن وعليه عمامة قد سدلها فقال:
* يا أيها الرجل المرخي عمامته
* هذا زمانك إني قد مضي زمني
*
* أبلغ خليفتنا إن كنت لاقيه
* أني لدى الباب كالمشدود في قرن
*
أخبرنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا عبد الرزاق قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة: أن عمر بن عبد العزيز قضى في ولي امرأة زوجها واشترط على زوجها شيئا لنفسه فقضى أنه من صداقها.
الشعبي
تفسير آيات
حدثنا أحمد بن عبد الجبار أبو عمر التميمي قال: حدثنا محمد بن فضيل عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: آيتان في أهل الكتاب وآية فينا * (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون) * فينا والظالمون والفاسقون في أهل الكتاب.
القنوت في الصلاة) *
حدثنا أحمد بن عبد الجبار قال: حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة قال: سألت الشعبي عن القنوت قال: الصلاة كلها قنوت قلت: فإنه بلغنا أن عليا عليه السلام كان يقنت قال: إن عليا كان يفعل ذلك في الحرب إنما هلكتم حين دعا بعضكم على بعض.
فضل الماء
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: حدثنا

60
سفيان قال قال: ابن شبرمة: كان الشعبي يقول: اسقني أهون موجود وأعظم مفقود يعني الماء.
حدثني عبد الله بن عمر بن أبي سعد قال: حدثنا عثمان قال: حدثنا جرير عن ابن شبرمة قال سألنا الشعبي عن هذا البيت:
* بدلته الشمس من منبته
* بردا أبيض مصقول الأسر
*
فلم يدر ما رد وما رد عليه فقال كان الصبي في الجاهلية إذا أثغر أقبل بسنه على الشمس فحذفها ثم قال: ابدليني خيرا منه.
اليمين الغموس
حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا القاسم بن يزيد بن كليب قال حدثنا ابن فضيل قال: حدثنا ابن شبرمة قال: قال الشعبي: اليمين الغموس الذنب الذي لا يغفر.
وكنت عند الشعبي فأتي برجل قذف رجلا أو نفاه أو ضربه الحد وعليه قميص ما أدري ما تحته.
قضاء الأمير
حدثنا حفص بن عمر الرمالي قال: حدثنا يحيى بن سعيد القطان عن ابن شبرمة قال: سألت الشعبي عن رجلين كانت عندهما شهادة فجعل أحدهما قاضيا فقال شهدت شريحا أتى فيها فقال ائت الأمير حتى أشهد لك.
حدثناه إسحاق بن الحسن قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي عن شريح مثله.
حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا القاسم بن يزيد عن ابن فضيل عن ابن شبرمة سألت الشعبي عن رجل كان له على رجل مال فأشهد

61
عليه شاهدين فاستقضى أحد الشاهدين قال الشعبي: جاء رجل إلى شريح يخاصم في مثل هذا وأنا عنده جالس فأقام الرجل عليه شاهدا ثم قال لشريح: أنت شاهدي فقال شريح: ائت الأمير حتى أشهد لك.
وكنت أمشي مع الشعبي في السوق فبال بغل فقال: ما عليك لو أصابك فتباعدت.
حكم القبلة
وسألت الشعبي عن القبلة فقال هي تنقض الوضوء وتجرح الصوم.
بول البغل
أخبرني الحسن بن مصعب البلخي قال: حدثنا علي بن الصدر قال: حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة قال: كنت أمشي مع الشعبي فبال بغل فتنحيت فقال الشعبي: ما يضرك ما أصابك فقال رجل لابن فضيل يا أبا عبد الرحمن: هذا حدثناه وكيع عن سفيان عن رجل عن ابن شبرمة فقال ابن فضيل: أنا ذلك الرجل كنت مع سفيان عند النعمان بن سالم الأسدي فبال بغل فتنحى سفيان فقلت له: ما يضرك.
حدثني ابن شبرمة عن الشعبي حدثني عبد الله بن قريش بن إسحاق قال. حدثنا إبراهيم بن سعيد قال: أخبرنا ابن عيينة عن ابن شبرمة قال: سئل الشعبي عن لحم الشيطان فقال: إن وجدته فكله.
النية في الطلاق
حدثني جعفر بن أحمد بن سام وقال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا هشام عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: إنما النية في الطلاق فيما خفي فأما ما ظهر فلا نية فيه.
الشعبي ورجل يكتني
حدثني عبد الله بن عمر بن أبي سعد قال: حدثنا أبو عقيل الطالقاني محمد بن حاجب قال: حدثنا عبد الرازق قال: أخبرنا محمد بن عمارة أو عمارة عن عمه عبد الله بن شبرمة قال: جاء رجل إلى الشعبي في

62
حاجة فقال له: أبو من؟ قال: أبو حركوس قال: أما وجدت كنية غيرها؟ أنزعوا ثيابه قال: إن رأيت أن تتركني إلى ساعة فلآتينك وأنا أجود أهل الكوفة كنية فتركه ساعة ثم قال. أبو من؟ قال: أبو عمرو قال: انطلق راشدا.
الشعبي والنخمي
حدثني عبد الله بن عمرو قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد قال حدثنا مصعب بن سلام عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: من يعذرني من هذا الأعور؟ يجيء بالليل فيتعلم مني ويصبح بالنهار فيفسق يعني إبراهيم.
عدة المطلقة إذا تزوجت في عدتها
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا أبي قال: حدثنا هشيم عن ابن شبرمة قال سمعت الشعبي سئل عن رجل طلق امرأته فتزوج في عدتها بأي العدتين تبدأ؟ قال الشعبي. تبدأ بالعدة من أحدثهما عهدا.
قضاء الحائض للصلاة
حدثنا إسحاق بن الحسن قال حدثا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي أنه قال في المرأة: تحيض بعدما ذهب الوقت قال: تقضي تلك الصلاة.
النية في الطلاق المعلق
قال وسمعت الشعبي يقول: لا نية فيما ظهر إنما النية فيما غاب عنا وذاك في الرجل يطلق إن فعل كذا وكذا فيفعله فيقول: إنما نويت كذا وكذا ولم يكن سواء في الكلام قال الشعبي: إنما نأخذ بما ظهر على القضاء وندع نيته.
حدثني محمد بن وهب الناقد قال: حدثنا سليمان بن داود قال. حدثنا ابن عيينة عن ابن شبرمة قال: مشيت مع الشعبي فاتكا علي فقلت احمل نفسك عني فلولا أن آخذ منك أكثر مما أعطيك ما احتملت

63
محرمان قتلا صيدا
ذاك وإنك من أهل اليمن وأنا من مضر فبينا نحن نمشي إذ عرض لنا رجل فقال: ما تقولون في محرمين اشتركا في صيد؟ فقلت للشعبي: قل فيها قال على كل واحد منهما كفارة فتركته ولقيت حمادا فقلت محرمان اشتركا في صيد سئل عنها عامر فقال على كل واحد منهما كفارة قال: أخطأ عامر عليهما كفارة واحدة فقال: لا نقبل من حماد شيئا فإنه يصرع فلقيت الحرث العكلي فقلت مسألة سئل عنها الشعبي فقال: على كل واحد منهما كفارة وقال حماد كفارة واحدة قال أخطأ الشعبي وأصاب حماد فقلت أخطأت أنت وحماد وأصاب الشعبي قال: ولم فلت أنت قلت ألا ترى أن الرجلين إذا قتلا الرجل كان على كل واحد منهما كفارة ولقد قلت في الحرث:
* لعمرك لا تلقى أخا مثل حارث
* إذا الخصم عند المعضلات الشدايد
*
حدثنيه ابن أبي سعد عن أبي موسى عن ابن عيينة نحوه وقال في محرم أشار إلى صيد وقتل آخر وقال فيه فاجتمعت أنا وسبال والحارث ومغيرة فقلت لهم فقال الحرث مثل قول حماد وذكر مثله
حدثني محمد بن حمزة بن زياد الطوسي قال حدثني أبي قال حدثنا شعبة عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: ما ذنبي إن كان الله فقأ عين هذا.
الشعبي والنخعي
حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا محمد بن عبادة قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال قال الشعبي أن سأل أمان الرجل قال نعم

64
قال إنه لم يترك بعده مثله يعني إبراهيم.
حدثني ابن أبي سعد قال حدثنا ابن عباد قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال كان إذا سئل الشعبي قال إنما نحن في العيوق ولسنا في العنوق.
قال حدثنا عبد الرحمن بن صليح قال حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوداء في بيضا قط ولا حدثني رجل بحديث ما أردت أن أعيده عليه وحدثني ابن أبي سعد قال حدثنا أبو موسى لسائل أدل عليك ما قلت لأحد قط رد علي وقال الشعبي ما جلست إلى قوم منذ كذا وكذا سنة فأفاضوا في حديث إلا كنت أعلم به منهم ولا قلت لأحد قط رد علي ولقد حفظت من العلم ما لو سمعه رجل كان به عالما.
الحائض تقضي الصلاة
حدثنا محمد بن صالح بن عبد الرحمن أبو بكر قال حدثنا أبو سلمة قال حدثنا وهيب عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: يقضي يعني في المرأة تحيض وقت كل صلاة.
بول البغل
حدثنا علي بن حرب الموصلي قال: حدثنا قاسم الجرمي عن سفيان عن عبد الله بن شبرمة عن الشعبي أنه لم يكن يرى ببول البغل بأسا.
لحم البغل
حدثنا علي قال: حدثنا قاسم قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي أنه سئل عن لحم البغل فقال: قد فصل البغل من الحمار.
وجود الماء بعد التيمم
حدثنا علي قال: حدثنا قاسم الجرمي عن سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي في رجل تيمم ثم أصاب الماء في الوقت قال: يعيد.
النية في اليمين
حدثنا علي قال حدثنا قاسم قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول لا نية فما ظهر إنما النية فيما غاب عنا؛ في رجل طلق

65
امرأته إن فعل كذا وكذا ففعله ويقول إنما نويت كذا وكذا لم يكن سماه في الكلام قال الشعبي: إنما نأخذ بما ظهر بالقضاء وندع نيته.
جزاء الصيد
حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا محمد بن أبي عمر قال: حدثنا ابن شبرمة قال: كنت عند الشعبي فقضي بين اثنين فبصرته بعد فرجع إلى قولي.
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا أبو الجواب قال حدثنا عمار بن واقد قال ابن شبرمة عن الشعبي قال: إذا فرطت المرأة في صلاة حتى تحيض فعليها تلك الصلاة.
حدثني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا عبد الجبار بن العلاء قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي في قوله * (فجزاء مثل ما قتل من النعم) قال بدنة.
حدثنا إسحاق بن الحسن قال حدثنا حذيفة قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة سمعت الشعبي يقول: إذا صلى بالتيمم فوجد الماء في الوقت لم يعد الصلاة.
حسن الاستماع للحديث
أخبرني محمد بن القاسم بن جلاد قال: حدثنا الشعبي عن ابن عيينة قال: ذكر عند الشعبي قوما فأثنى عليهم فقال: ما رأيت قوما أحسن تناديا في مجلس ولا استماعا من محدث منهم إن كانوا لكما قال الشاعر:
* مجالسهم قومي قضي في رجالهم
* ولا يحسنون القول إلا تناديا
*
حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا يحيى بن يمان عن سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي في الرجل يتيمم فيجد الماء في وقت قال: لا يعيد.

66
ولد المغرور
حدثنا الصغاني قال: حدثنا معلى قال حدثنا هشيم قال حدثنا مغيرة عن الشعبي عن ابن ميسرة أنه قال في أمة أتت قوما فزعمت أنها حرة فتزوجها رجل منهم فولدت له أولادا فجاء مولاها فأقام البينة قال: قال أبو ميسرة مكان كل وصيف وصيفا فريضة. قال قلت وما وصيف فريضة قد خلبا وضرا قال: وقال إبراهيم على أبيهم قيمة ولدهم ويهضم من القيمة شيئا.
وأخبرنا ابن شبرمة عن الشعبي مثل قول أبي ميسرة وقال ابن شبرمة: عليه القيمة ولا يهضم عنه.
وقال أبو يونس عن الحسن قال: مكان كل رأس رأس مثله.
منزل المعتدة في الوفاة
حدثني أحمد بن خلف بن عمر الكلاعي قال: حدثني أبي قال: حدثني شريك بن عبد العزيز قال: حدثنا ابن شبرمة عن الشعبي قال: لما قتل عمر نقل على أم كلثوم في عدتها إلى منزله.
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا أبو الجواب قال: حدثنا عمار بن زريق عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: إذا فرطت المرأة في الصلاة حتى تحيض قضت تلك الصلاة.
قال: حدثنا معلى قال: حدثنا هشيم. قال: حدثنا ابن شبرمة

67
عن الشعبي قال: إن الرجل ليأخذ بلحيته وما بلغ رشده.
أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي؛ قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: سمعت الشعبي يقول: إذا صلى بالتيمم لم يعد.
المحصر في الحج
قال: وحدثنا يزيد قال: حدثنا سفيان قال: قال ابن شبرمة عن الشعبي؛ عليه حج مكان حج يعني في المحصر.
حدثنا الصغاني قال: حدثنا أبو نعيم قال: قال ابن شبرمة عن الشعبي في الرجل يهل في الحج فحصر قال عليه حجة مكان حجة. حدثنا الصغاني قال: حدثنا ابن كنانة قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة؛ عن الشعبي قال قال على المحصر حج مكان حج وعمرة مكان عمرة.
النية
حدثنا محمد بن شاذان الجوهري قال: حدثنا معلى قال: حدثنا هشيم قال: حدثنا ابن شبرمة قال. سمعت الشعبي يقول: إنما النية فيما خفى؛ فأما ما ظهر فلا نية فيه.
الأمة إذا أعتقت
وقال أخبرنا معلى قال: حدثنا هشيم قال: أخبرني عبد الله بن شبرمة عن الشعبي ومغيرة وإبراهيم كانوا يقولون في الأمة إذا أعتقت فلها الخيار عبدا كان زوجها أم حرا.
أكل البارز مما صاد
أخبرنا أحمد بن خالد الكلاعي قال أخبرني أبي قال: حدثنا سويد عن ابن شبرمة عن الشعبي في الباز إذا أكل فكل إنما علم بالأكل.
المتيمم إذا أدرك الماء
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا مصعب بن سلام قال: حدثنا ابن شبرمة قال: كنت ألزم الشعبي وأدع إبراهيم المخرمي قال: حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي

68
قال: لا يعيد الذي يتيمم ثم يدرك الماء في الوقت.
ستر المحرمة وجهها
حدثنا المخرمي قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي أنه كره أن تغطي المرأة وجهها وهي محرمة.
من أهل بالحج
حدثنا المخرمي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي في الذي يهل بالحج قال: عليه حجة مكان حجة.
جلد اليهودي في المسجد
حدثنا الجرجاني قال: حدثنا عبد الرازق عن معمر عن ابن شبرمة قال رأيت الشعبي جلد يهوديا في المسجد حدا.
نصيحة الشريح
أخبرت عن عثمان بن زفر عن حبان بن علي عن ابن شبرمة قال أراه عن الشعبي قال: قال شريح اجتنب الدواء ما احتملت صحتك سقمك.
من أهل بالحج فيغير اشهره
أخبرني محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا أبو الجواب قال حدثنا حماد بن زريق قال عن ابن شبرمة عن الشعبي في الرجل يهل بالحج قال نثبت على إحرامه.
ميراث المطلقة في مرض الموت
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد عن أبي هاشم الواسطي أن الشعبي قال في رجل يطلق امرأته وهو مريض قال ترثه في العدة وبعد انقضاء العدة فقال ابن شبرمة تتزوج إذا انقضت عدتها قال: نعم قال: فإذا تزوجت فمات زوجها هذا ترث زوجين؟ فرجع الشعبي.
زواج الأمة على الحرة
حدثني محمد بن عبد الواحد قال حدثنا الصلت بن مسعود قال: حدثنا عبد الوارث قال: حدثنا ابن شبرمة عن الشعبي في الرجل لا يجد الحرة فيزوج الأمة ثم يتزوج الحرة قال: لا تصلح له الأمة.

69
حدثنا إسحاق بن الحسن قال: حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن الشعبي قال: إذا أحصر الرجل وقد أهل بالحج قال: عليه حج مكان حج.
حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد قال حدثنا سويد بن سعيد قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن شبرمة وأبي عن الشعبي قال: إنما سمى هوى لأنه يهوي بصاحبه في النار.
أخبرني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا نصر بن عبد الرحمن قال: حدثنا أحمد بشير قال: حدثنا ابن شبرمة أظنه عن الشعبي قال: بارز جرير مهران فقتله وجرير يقول:
* أنا جرير كنيتي أبو عمر
* أضرب بالسيف وسعد في القصر
*
ما هو السبب
فأخذ سلبه فقومت منطقته بثلاثين ألفا فكتب في ذلك أميره إلى عمر ابن الخطاب فكتب عمر ليس هذا من السلب الذي نعطاه ليس من السلاح ولا من الكراع فلم ينهبه إياه وجعله مغنما.
محرمان اشتركا في صيد
وعن الشعبي في محرمين أشار أحدهما وقتل الآخر قال: على كل واحد منهما بدنة أو جزاء شك ابن قصير.
ضمان الصناع
وعن الشعبي في امرأة حاضت في وقت صلاة قال تقضيها إذا طهرت قبل أن تصلي وعن الشعبي في حذاء حذا نعلا فأفسدها قال يضمن
سوم المطيق
أخبرني محمد قال حدثني أبو سعيد قال حدثنا أحمد بن بشير قال حدثنا ابن شبرمة عن الشعبي في قوله * (وعلى الذين يطيقونه فدية مسكين) قال كان الأغنياء يطعمون المسكين نصف صاع ولا يصومون حتى نزلت هذه الآية

70
تكبيرات التشريق
* (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن) فعمت الغني والفقير * (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) أخبرنا محمد قال. حدثنا أبو أمية عمرو بن هشام قال حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة سألت الشعبي عن الرجل يفوته التكبير خلف الإمام من التشريق قال يقوم فيقضي ثم يكبر.
حكم الأمير
حدثنا محمد قال: حدثنا ابن يسار وابن المتنبي قال: حدثنا أحمد عن شعبة عن ابن شبرمة سمعت الشعبي يقول اختصم رجلان إلى شريح فأقر أحدهما ثم جحد فقال شريح لصاحب الحق أنت الأمين أشهد لك.
حدثني أحمد بن محمد بن عيسى البوني قال حدثنا أبو معمر قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا عبد الله ابن شبرمة قال: سأل رجل أبا وائل قال كان لنا أئمة إذا رفعوا رؤوسهم من السجود لا يكبرون ثم إن لنا إماما يكبر إذا سجد وإذا رفع فقال أبو وائل يا ابن أخي إنها السنة ولكنها درست فقال: أبو وائل وكان علي بن أبي طالب وابن
مسعود يفعلان ذلك.
حدثني إسحاق بن الحسن قال: حدثنا أبو حذيفة قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة عن شريح قال؛ قلت له: ما يجوز للصبي يرتحل والده؟ قال: ما أعلم قلت له: ثلاثة قال: هو أحق به من الوالي
حدثنا محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن حميد قال: حدثنا جرير عن ابن شبرمة عن ابن بشير عن عمران ابن حصين أنه كان يحب أن يقتنى الأضحية ويقول الله أولي بالغنى والكرم.
وعن ابن شبرمة قال: سألت ابن سيرين عن مثله فأجابني فقلت أرأيت إن كان كذا وكذا فسكت فعجبت من جرأته في النوم؟ وجبنة في اليقظة.
حدثنا حمدان بن علي الوراق قال حدثنا عبد الله بن مسلمة

71
الأخذ بالأوثق من الأمور
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن زيد قال: حدثنا ابن شبرمة عن إبراهيم قال إن العالم إذا نزل به شيء في أمر صلاته نظر إلى أوثق الأمور فأخذ به ولم يصل صلاة ولم يدر أنمت أم لم تنم.
يهدم الطلاق الإيلاء
حدثنا إسماعيل فقال: حدثنا سليمان قال: حدثنا حماد عن ابن شبرمة أن إبراهيم قال: يهدم الطلاق الإيلاء ثم قال ابن شبرمة: ما يهدم اللهم اغفرها لا إبراهيم قال الشعبي هما فرسار هان
علق فعل شيء
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا سليمان قال: حدثنا حماد عن ابن شبرمة عن إبراهيم أنه قال في رجل هو يهودي وهو نصراني إن لم يفعل كذا وكذا فلم يفعل فقال: تعتق رقبة.
تزوج من وجد معها في بيت
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثني مثنى بن معاذ قال: حدثنا بشير بن الفضل قال: حدثنا عبد الله بن شبرمة قال: سئل إبراهيم عن رجل وجد مع امرأة في بيت فقال. تزوجتها فقال إبراهيم: إذا لا يقام حد.
حدثنا أبو الوليد محمد بن إبراهيم بن الوليد بن بردة الأنطاكي: قال حدثنا محمد بن عيسى الطباع قال: حدثنا أبو سفيان عن معمر عن ابن شبرمة عن إبراهيم قال: البيع يقطع الكراء.
بيع خاتم فيه فص
أخبرنا محمد بن إسحاق قال. حدثنا عفان قال. حدثنا شعبة. قال. سألت ابن شبرمة عن خاتم فيه قص يباع بأكثر من وزنه فقال. قال إبراهيم. لا بأس به.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني عثمان بن محمد قال:

72
حياة الأعمى
حدثنا جرير عن ابن شبرمة قال: قيل لإبراهيم إن الأعمى لا يكون له حياء قال هل رأيت الغليمة الضبيين؟ قال. لا. قال لو رأيتهم لم تقل ذاك يعني مغيرة وسماك والقعقاع بن زيد.
حدثنا محمد بن حسان الأزدي. قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. قال: حدثنا حماد بن زيد عن ابن شبرمة. قال: قال إبراهيم إن العالم إذا نزل به أمر في صلاته نظر إلى أوثق الأمور فأخذ به.
القنوت في رمضان
حدثني الحسن بن علي الأشناني. قال: حدثنا أبو جعفر النقيلي. قال: حدثنا مسكين بن بكير: قال: حدثنا شعبة عن ابن شبرمة عن عمرة ابن مرة عن إبراهيم عن الأسود أنه كان يقنت في الوتر في رمضان وغيره قبل الركوع.
صوم المسافر
حدثني محمد بن إسحاق الصنعاني: قال. حدثنا معاوية بن عمر بن إسحاق الفزاري. عن عبد الله بن شبرمة عن حماد فقال. سألت إبراهيم. وسعيد بن جبير وأبا الحجاج يعني مجاهدا عن الصوم في السفر. فكلهم قال. حسن إن صام حسن إن أفطر.
فقه ابن شبرمة
أخبرني أبو يعلى المنقري قال حدثنا الأصمعي قال. سمعت حماد بن يزيد يقول لم أر فتى أفقه من ابن شبرمة.
أخبرني محمد بن عبد الواحد قال. حدثنا الزهري قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال. قال لي الحجاج بن أرطأة كنا عند عبد الله بن عمر ابن عبد العزيز فقال. هل لك أن تسألنا عن شيء؟ فنختلف فيه؟ قال. قلت إن هذا ليس يصلح.
النساء أمانة الله
أخبرني محمد. قال. حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حبيب قال حدثنا

73
يعتمر قال حدثنا سالم يعني أبي ابن الدنيا. قال حدثنا ابن شبرمة أن يوسف سأله عن الرجل يبيع امرأته فقلت بلغنا ذكر النساء فقال. إنما أخذتموهن بأمانة الله فهي عندنا أمانة جاء بها فضربه يوسف ضربا أشد عليه من القطع.
حدثني عبد الله بن محمد الأسدي قال حدثنا ابن حميد قال. حدثنا هارون بن المغيرة عن إسماعيل عن حرب العكلي وابن شبرمة في الرجل يتزوج المرأة على الوصيفة ثم يطلقها قبل أن يدخل بها قال. عليه نصف قيمة الوصيفة.
وعن الحارث وبن شبرمة فيمن نامت به دابة في الطريق فخلا عنها فأخذها رجل فأنفق عليها حتى برئت فجاء صاحبها فقال يعطيه النفقة ويأخذ دابته.
الوديعة
وعن إسماعيل عن حماد والحارث فمن أودع وديعة فحرك بعضها قالا هو ضامن لها كلها وقال الحسن: هو ضامن لما حرك فإذا ردها فقد برئ وقال ابن شبرمة أرى أن يضمن ما حرك فإذا ردها فقد برئ ولا أقبل قوله إنه رده إلا بينة
شهادة مسلمة في الطلاق
حدثنيه محمد عن ابن حميد عن جرير عن ابن شبرمة قال لا أرد شهادة مسلمة في الطلاق وكان يقضي به.
عطا والحلفاء
وعن جرير قال: أعطى أبو العباس أو أبو جعفر ابن شبرمة مائة جريب فقبلها وأعطي سفيان ألفي درهم فقبلها.
حد السكر
وحدثنا محمد قال: حدثنا محمد بن زياد قال: حدثنا سفيان عن رقبة سأل ابن شبرمة أي شيء حد السكر؟ قال إذا مادت قدماه

74
واختلط كلامه قال ألم يسمع قول صاحبه: لا حد إلا فيما إن غيبت العقل. وحدثناه محمد عن ابن حميد عن جرير عن عثمان بن عبد الله بن شبرمة قال شهدت مسجد الحرام وفيه عبد الواحد بن بكر بن عبد الملك قد خطب إلى عبد الله بن عثمان ابنته التي هي من فاطمة بنت الحسن فأصدقها بمائة ألف.
تفسير آية
حدثني محمد بن الحسن بن حزبم قال حدثنا أحمد بن شريك قال: حدثنا عيسى بن راشد قال حدثنا: ابن شبرمة عن زيد بن علي * (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان) قال: مستحلة بين البر والفاجر.
وعن ابن شبرمة في قوله * (اعملوا آل داود شكرا) قال كانوا يعاقبون الليل.
قبلة المحرم
حدثني داود بن يحيى الدهقاني قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا ابن فضيل قال حدثني أبي أن عبد الله بن شبرمة سأل عبد الله بن حسن عن المحرم يقبل قال: عليه دم قال إن أمذى قال: عليه دم أكثر من دم قال أمني قال عليه دم أكثر من دمين.
حدثني عبد الله بن خلف قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: قال ابن هبيرة لا يصلح للقضاء إلا الفهم العالم الورع.
سرعة جواب ابن شبرمة
حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا محمد بن يوسف الفرياني عن إبراهيم بن أدهم قال: سألت ابن شبرمة عن شيء وكانت عندي مسألة شديدة فأسرع للجواب فقلت له انظر فيما بان قال إذا وجدت الأثر ووضح لي الطريق لم أحبسك.
أخبرني عبد الله بن محمد بن حسن قال حدثنا حامد بن يحيى؛ قال: سمعت

75
سفيان عن ابن شبرمة قال: قال لي محارب بن دثار قال لم لا يستشير حين ولى القضاء قال قلت فيم أستشير؟ فيما أحسن أو فيما لا أحسن؟ قال فلو قال لي فيما تحسن لقلت: كيف أستشير فيما أحسن؟ ولو قال لي فيما لا أحسن لقلت: كيف أقضي فيما لا أحسن.
زواج على دار
أخبرني خالد بن عمرو الكلاعي قال حدثنا أبي قال: قال سويد بن عبد العزيز قال ابن شبرمة في رجل تزوج امرأة على دار فقبضت الدار ثم جاءت بقوم يدعون الدار وأقاموا البينة فأخذت قال: يرجع بقيمة الدار.
حدثنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني قال أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن شبرمة قال: من كانت نصيبا له في عبد أو كاتبه لم يؤد إلى هؤلاء شيئا إلا أدى إلى هؤلاء مثله فإذا أعتق ضمنه الذي كاتبه أو اعتقه.
إجارة العبد بكذا
أخبرني إبراهيم بن أحمد بن عمر الوكيعي؛ قال حدثنا أبي قال حدثنا يحيى بن آدم؛ قال حدثنا مفضل بن مهلهل قال كان ابن شبرمة لا يرى بأسا أن يستأجر العبد بكذا
وكذا وطعامه ويقول على المولود له رزقهن وكسوتهن.
ابن شبرمة وحماد
أخبرني أحمد بن خالد بن عمرو الكلاعي قال حدثني أبي قال حدثني سويد بن عبد العزيز قال حدثنا ابن شبرمة قال دعانا صاحب الكوفة أنا وحماد فسألنا عن الرجل يتزوج المرأة ولا يقدر أن ينفق عليها فقال

76
حماد: يفارقها: فقال: ما تقول؟ قلت سبحان الله إنما قال الله * (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها سيجعل الله بعد عسر يسرا) * لا لذي فاقه فغضب حماد؛ فقام: فأبطأت أنا حتى ذهب مخافة أن يعاتبني فلما خرجت إذا هو جالس خلف الباب فقال لي مغضبا: أعلمك وتخالفني؛ قلت إني رأيت رأيا فقلته. وذكر أبو عمرو الباهلي عن الهشيم بن عدي عن ابن شبرمة قال دخلت على امرأة من بني عمرو بن تميم فقالت لي من امرأتك قلت فلانة الفلانية وعرضت بنفسها ثم أنشدت.
* يرى صاحب النسوان يحسب أنهم
* سواء وبون بينهن بعبد
*
* فمنهن جنات يفىء ظلالها
* ومنهن نيران فهن وقود
*
أخبرني محمد بن سعد الكراني؛ قال: قال ابن شبرمة: أن أمرا منعه شكر كثير ما أوليه قليل منعه القليل الشكر.
حدثني عبد الله بن سعيد الزهري قال حدثنا أبو الوليد الدمشقي قال: حدثني عمي محمد بن عبد الله بن بكار قال: حدثني سليمان بن جعفر ابن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وأمر علي بن عبد الله بن جعفر زينب بنت علي بن أبي طالب قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزهري فقال حدثنا ابن شبرمة قال. دخلت أنا وأبو حنيفة علي جعفر بن محمد فسلمت عليه وكنت له صديقا ثم أقبلت على جعفر

77
أبو حنيفة وابن شبرمة عند جعفر بن محمد
فقلت أمتع الله بك هذا رجل من أهل العراق له فقه وعقل؛ فقال جعفر: لعله الذي يقيس الدين برأيه ثم أقبل علي فقال النعمان بن ثابت فقال أبو حنيفة: نعم أصلحك الله! فقال: اتق الله ولا تقس الدين برأيك فإن أول من قاس إبليس إذ أمره الله بالسجود لآدم؛ فقال: * (أنا خير منه خلقتني نار وخلقته من طين) * ثم قال له جعفر: هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك؟ فقال: لا؛ قال: فأخبرني عن الملوحة في العينين وعن المرارة في الأذنين وعن الماء في المنخرين وعن العذوبة في الشفتين لأي شيء جعل ذلك قال: لا أدري قال جعفر الله عز وجل خلق العينين فجعلهما شحمتين وجعل الملوحة فيها ضنا منه على ابن آدم ولولا ذلك لذابتا فذهبتا وجعل المرارة في الأذنين ضنا منه عليه ولولا ذلك لهجمت الدواب فأكلت دماغه وجعل الماء في المنخرين ليصعد للتنفس وينزل ويجد منه الريح الطيبة من الريح الردية وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم طعم لذة مطعمه ومشربه؛ ثم قال له جعفر أخبرني عن كلمة أولها شرك وآخرها إيمان قال لا أدري! قال لا إله إلا الله ثم قال له أيما أعظم عند الله قتل النفس أو الزنا؟ قال: لا قتل النفس قال له جعفر: إن الله عز وجل قد رضي في قتل النفس بشاهدين ولم يقبل في الزنا إلا بأربعة ثم قال: أيما أعظم عند الله الصوم أم الصلاة! قال: لا بل الصلاة؛ قال: فما بال المرأة إذا حاضت.
تقضى الصيام ولا تقضى الصلاة اتق الله يا عبد الله إنا نقف نحن وأنت غدا ومن خالفنا بين يدي الله جل وعز فنقول: قال رسول الله عليه السلام: ويقول أنت وأصحابك: قال سمعنا ورأينا ففعل بنا وبكم ما يشاء.

78
حدثنا علي بن حرب الموصلي؛ قال: حدثنا ابن فضيل قال: حدثنا أبي؛ قال: كان ابن شبرمة والحارث العكلي والقعقاع بن يزيد والمغيرة والضبي يسمرون في الفقه حتى تنار الغداة وزادني جعفر بن محمد عن محمد بن الصباح عن هشيم؛ قال فمر بهم أبو المغيرة فيقول بهذه الساعة؟ ما يكفيكم ما يكون منكم بالنهار حتى تذكروه هذه الساعة؟ حدثني على ابن حرب؛ قال حدثنا ابن فضيل؛ قال: سمعت ابن شبرمة يقول: اجتمعت أنا والحارث العكلي على مسألة لم يبال من خالفنا.
فقه ابن شبرمة
حدثني محمد بن وهب الناقد: قال: حدثنا سليمان بن داود؛ قال: حدثنا سفيان؛ قال: قال ابن شبرمة لما مات الحارثي العكلي.
* لعمرك لا تلقى أخا مثل الحارث
* لدى الخصم عند المعضلات الشدايد
*
الحارية بي الرجلين
حدثنا علي بن حرب؛ قال: حدثنا قاسم بن زيد المخرمي عن سفيان عن ابن شبرمة؛ عن العكلي أن الجارية تكون بين الرجلين فيطأها أحدهما قال عليه نصف قيمتها ولا عقل.
الشفعة بصداق المثل
أخبرني محمد بن شاذان الجوهري؛ قال حدثنا معلي قال حدثنا هشيم قال أخبرنا ابن شبرمة عن الحارث في رجل تزوج امرأة على دار قال: يأخذها الشفيع بصداق مثلها؛ قال ابن شبرمة: يأخذها بقيمتها.
الملاعن
أخبرنا ابن شاذان؛ قال: حدثنا معلي قال حدثنا وكيع عن سفيان عن ابن شبرمة: عن الحارث العكلي قال الملاعن إذا أكذب نفسه لم يضرب.
الرجيل يستفاد منه ثم يموته
الجرجاني قال أخبرنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن ابن شبرمة عن الحارث العكلي في الذي يستقاد منه ثم يموت قال يغرم دينه لأن النفس خطأ.

79
تعليق الطلاق بالزواج
أخبرنا محمد بن مسعود الأصبهاني قال حدثنا بكر بن بكار قال حدثنا شعبة؛ قال سألت الحكم وحماد وابن شبرمة والبتي عن رجل قال: إن تزوجت فلانة فهي طالق قالوا إن تزوجها فهي طالق.
شهادة الأجير والمرأة لزوجها
حدثني الحسن بن حسين قال حدثنا عبد الحميد بن بنان قال حدثنا محمد بن زيد عن ابن العلاء: سألت أبا هاشم وابن شبرمة عن شهادة الأجير فقال: شهادته جائزة فقال ابن شبرمة يجوز شهادة المرأة لزوجها.
حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا القاسم الجرمي عن سفيان عن ابن شبرمة وابن أبي ليلى أنهما كانا يجيزان شهادة الرجل.
قضاء بعض الغرماء
حدثنا علي بن حرب الموصلي قال: حدثنا القاسم الجرمي عن سفيان وابن شبرمة في الرجل يقضي غرماءه في مرضه بعضهم دون بعض قال هو بين الغرماء وهو قول ابن أبي ليلى.
حدثنا علي بن حرب قال قال: حدثنا قاسم عن سفيان عن ابن شبرمة قال: في الرجل يشتري من متاع الرجل من الوديعة وغيرها ويعلم أو لم يعلم لم يضر وقال ابن أبي ليلى مثل ذلك.
إسلام امرأة النصراني
حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا قاسم الجرمي عن سفيان عن ابن شبرمة في النصراني تسلم امرأته قال: هو أحق بها

80
ما دامت في العدة.
الفرقة للإعمار
أخبرنا علي بن حرب قال: حدثنا زيد بن أبي الزرقاء عن سفيان عن ابن شبرمة قال أرسلت إلى بعض الولاة وإلى حماد في رجل تزوج ودخل بها ثم عجز عن النفقة والكسوة فقال حماد: يفرق بينهما وقلت: أنا لا يفرق بينهما وقول سفيان قول ابن شبرمة.
القود بعد بلوغ الصغير
حدثنا إسحاق بن الحسن قال: حدثنا ابن حذيفة وحدثنا ابن زنجويه؛ قال حدثنا الفريابي قال: حدثنا سفيان؛ عن ابن شبرمة وابن أبي ليلى في الرجل يقتل وله ولد صغير قال. يستأني به.
شراء ما لا يعلم
حدثنا أبو بكر بن زنجويه قال: حدثنا محمد بن يوسف قال كان سفيان وابن أبي ليلى وابن شبرمة يقولون اشترى ما لا يعلم ثم استهلكه فقد جاز البيع وليس عليه شيء وإذا علم فهو ضامن.
اليمين والشاهد
وحدثنا إسحاق بن الحسن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة وابن أبي ليلى كانا يأخذان اليمين مع الشهود ويردان اليمين.
قتل الخوارج المتأولين
حدثنا إسحاق قال حدثنا أبو حذيفة قال سفيان سأل ابن هبيرة

81
ابن أبي ليلى وابن شبرمة عن خوارج خرجوا بتأول القرآن فقتلوا فأبطلوا الدماء.
سعاية العبد للغرماء
وعن سفيان في رجل أعتق مملوكا وهو مريض عليه دين يحيط برقبته قال يسعى بقيمته للغرماء وبه يأخذ سفيان.
الأجير بطعام بطنه
حدثنا علي بن حرب قال حدثنا زيد بن أبي الزرقاء عن سفيان قال قال ابن شبرمة في الأجير يستأجر بطعام بطنه قال: لا بأس به إنما هذا بمنزلة الظثر تستأجر للرضاع.
إذن السيد لعبده في التجارة
حدثنا إسحاق بن الحسن قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا أبو سفيان عن ابن شبرمة أنه كان يقول في العبد إذا أذن له سيده في التجارة ثم أفلس قال يستسعى ولا يباع.
وعن ابن شبرمة أنه قال في السفينة تؤجر في البحر فتنكسر وفيها المتاع قال: لا يضمن.
مجاوزة الأجير
وعن ابن شبرمة أنه قال: الرجل يستأجر الدابة فيجاوز بها قال يغرم الكراء وعليه الضمان.
المعطية للمرأة
وعن ابن شبرمة؛ قال إذا أعطى الرجل امرأته عطية فلا يجوز حتى تقبضها.
قبض المرأة الهبة
حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو الفتح نصر بن المغيرة قال: قال سفيان قال ابن شبرمة حديث الرجل ليس بشهادة.
حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال حدثنا عبد الرزاق قال:

82
أخبرنا سفيان عن ابن أبي ليلى قال اجتمعت أنا وحماد وابن شبرمة عند أمير الكوفة في امرأة أعطاها زوجها عطية قال ابن أبي ليلى وحماد قبضها إعلامه هي في عياله وقال ابن شبرمة: ليس لها شيء حتى تقبضه قال سفيان: قول ابن شبرمة أحب إلينا.
من بيده عقدة النكاح
أخبرني محمد بن عبد الواحد قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال سألني أبو الزياد عن الذي بيده عقدة النكاح فقلت: هو الزوج وقال لا هو الولي فقلت أرأيت إن تزوجها ثم طلقها قبل أن يمسها وقد فرض لها فأبت أن تعفو؟.
ميراث المطلقة في مرض الموت
قال: وحدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث قال حدثني ابن وهب قال سمعت الليث بن سعد يحدث عن ابن شبرمة سألت ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن المرأة يطلقها زوجها وهو مريض قال ربيعة ترثه ولو تزوجت عشرة أزواج فأنكر ذلك.
الهبة للولد
حدثنا الحسن بن أبي ربيعة قال: حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن ابن شبرمة في رجل نحل ابنه ثلث أرضه أو ربعها ولم تقاسمه إلا بالفراق قال ليس له إلا ما أخذ من الطعام.
وعن ابن شبرمة قال إذا سمى فجعل له مائة دينار من مائة فهو جائز فإن سمى ثلثا أو ربعا لم يجز حتى يقسمه يعني في الرجل.
محمد بن عبد الواحد قال: حدثني أحمد بن عبد الله بن الحسن العنبري قال؛ حدثنا عبد الرحمن بن مهدي بن زيد عن ابن شبرمة في رجل اشترى جرابا بثلاثين بثلاثين فوجد في ثوب منها عوارا ثمن عشرين ثوبا؟ قال. ردوه بثلاثين درهما. فقال في رجل اشترى أجربة بخمسمائة بخمسمائة. بعضها ثياب فاستحق جريب منها قال يرده بخمسمائة

83
نصيب بعض البيع
قال حماد بن زيد فأنكر ذلك عثمان المتنبي فأتيت أصحابنا وقالوا رده بقيمته من الثمن فقال عبد الله بن الحسن في رجل اشترى كل ثوب بعشرة فرأى في بعضها عوارا قال: رده بقيمته من المتاع وقال في رجلين اقتسما مائة جريب فأصاب هذا من الحصة ستين وهذا أربعين ثم باع كل جريب بكذا وكذا قال يأخذان على قدر القيمة
ذكر الله يجزي عن التشهد
أخبرنا أحمد بن خلف بن عمرو الكلاعي قال: حدثني أبي قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز قال: سألت ابن شبرمة عن الرجل يجامع امرأته وهي طاهر ثم تحيض قال تؤخر الغسل إلى طهرها أخبرني أحمد بن خالد بن عمرو قال أخبرني أبي قال: حدثنا سويد ابن عبد العزيز قال: سئل ابن شبرمة وأنا أسمع عن رجل صلى ولم يتشهد قال: إذا ذكر الله أجزى عنه
حدثنا علي بن سعد بن شعيب قال: حدثنا شبابة بن سوار قال: حدثنا شعبة قال: قال ابن شبرمة: كل شيء يجب عليه فيه الوضوء فإن عليه بذلك دما.
بيع الحنطة بالدقيق
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا عفان قال: حدثنا شعبة قال: سألت ابن شبرمة عن قفيز حنطة بعشرين دقيق قال شيء من شيء لا بأس به.
بيع خاتم فيه نص
قال: أخبرنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا عفان قال: حدثنا شعبة قال: سألت ابن شبرمة عن خاتم فيه فص يباع بأكثر من وزنه فقال: قال إبراهيم لا بأس به.

84
أخبرني أحمد بن خلف الكلاعي أن أباه حدثه عن سويد بن عبد العزيز عن ابن شبرمة في الرهن يضيع إن كان أكثر فهو بما فيه وإن كان أقل رد على المنقرض الفضل.
شهادة الصبيان
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل؛ قال: حدثني أبي؛ قال: حدثني عن حجاج عن شعبة عن ابن شبرمة. قال: لا يجوز شهادة الصبيان
زواج النهاريات
أخبر الصعابي قال. أخبرنا خلف قال. قال شعبة سألت ابن شبرمة فقال. ليس من تزويج الإسلام وكرهه يعني تزويج النهاريات.
هبة المشاع للابن
الجرجاني قال. حدثنا عبد الرزاق قال. حدثنا معمر قال سألت عثمان البتي عن رجل نحل ابنا له سما معروفا كان له في أرض ولم يكن قاسم أصحابه قال. إذا كان قد خرج من جميع حقه إليه فهو جائز إذا كان يحوز مع شركاؤه فإن لم يقتسم قال معمر. وقال ابن شبرمة لا يجوز حتى يقتسم.
التثويب في العشاء
حدثنا علي بن حرب قال. حدثنا ابن فضيل قال. سمعت ابن شبرمة سئل عن التثويب في العشاء قال هو أحسن ما ابتدعوا
حدثنا علي بن حرب قال: حدثنا ابن فضيل قال: رأيت ابن شبرمة غير مرة إذا فاته شيء من الصلاة قام يقضي ثم كبر
سفينة تكسر في البحر
أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال: حدثنا سفيان عن ابن شبرمة وابن أبي ليلى في السفينة تؤاجر

85
في البحر فتنكسر وفيها متاع قال ابن شبرمة: لم يضمن وقال بن بي ليلى كما قال سفيان لا ضمان.
مشاورة القاضي للعلماء
أخبرنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه؛ قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال سألت ابن شبرمة. عن القاضي يرى الشيء فيستشير فيه عشرة كلهم من العلماء قال: يقضي برأيه فيخطئ. أعذر له عند الله من أن يخطئ برأيهم
وطء المطلقة التي لم يدخل بها
حدثن أحمد بن خالد بن عمر الكلاعي. قال: حدثنا أبي. قال حدثنا سويد بن عبد العزيز. قال: حدثنا المغيرة. عن حماد بن أبي سليمان. في رجل طلق امرأته ولم يدخل بها. ثم جهل فوطئها. قال: لها نصف الصداق بالطلاق. ولها مهرها بدخوله بها فصار لها مهر ونصف مهر
حدثني أحمد بن خالد. قال: حدثني أبي. قال: حدثنا سويد. قال سمعت ابن شبرمة يقول لها مهر تام. واحد
أخبرني محمد بن إسحاق الصغاني. قال: حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق. قال أخبرنا يحيى بن أيوب. قال: سألت عبد الله بن شبرمة وابن جريج عن رجل أصدق امرأته مائتي دينار فتصدقت بها عليه فطلقها قبل أن يدخل بها لا شيء عليه.
حدثنا الجرجاني قال أخبرنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن ابن شبرمة في المرأة تهب لزوجها شيئا قبل أن يدخل عليها فإنه جائز قال معمر ولا أعلم أن أحدا يختلف فيه.
هبة المرأة لزوجها الذي لم يدخل عليها
حدثنا الجرجاني قال أخبرنا عبد الرزاق قال: حدثنا معمر عن ابن شبرمة في المرأة تهب لزوجها قال: يستحلف بالله ما وهبت له بطيب نفسها ثم يرد إليها مالها قال: فأما المرأة إذا تركت زوجها شيئا قبل أن يدخل عليها

86
فإنه جائز قال معمر ولا أعلم أن أحدا يختلف فيه.
المرأة تجعل أمرها بيدها
حدثنا أحمد بن إسحاق الرقي قال حدثنا أبو الربيع العتكي قال: حدثنا حماد ابن زيد قال: قلت لابن شبرمة: رجل جعل أمر امرأته بيدها قال إن اختارت نفسها فواحدة بائن قال قلت فإن زدت الأمر إليه قال لا شيء.
اختلاف الراهن والمرتهن
حدثني محمد بن عبد الله الأزدي قال حدثنا علي بن حسين الدرهمي قال حدثنا أبو قتيبة قال حدثنا هشام قال سألت الحكم وابن شبرمة عن الرهن والمرتهن إذا اختلفا قال الحكم القول قول المرتهن قال ابن شبرمة القول قول الراهن.
الشاهد واليمين عند ابن شبرمة
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا محمد بن حميد قال أخبرنا جرير قال كان ابن شبرمة إذا جاءت قضية من قبل يحيى بن سعيد الأنصاري فيها شاهد وأيمين لم يزل يعوق فيها حتى يردها.
الأمر باليد
أخبرني الحسن بن جرير قال حدثنا أبو الربيع قال حدثنا حماد بن زيد قال قلت لابن شبرمة ما تقول في رجل جعل أمر امرأته بيدها قال إن اختارت نفسها فواحدة بائن قال
قلت فإن ردت الأمر إليه قال فلا شيء.
الإسلام ملة
حدثنا علي بن آدم بن بلال العمري قال حدثنا سفيان بن عيينة قال قال ابن شبرمة إنما هما ملتان الإسلام ملة والكفر ملة.
مجاوزة المستأجر
حدثنا الصغاني قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا عبيد الله عن سفيان عن ابن شبرمة قال إذا اكرى الدابة فجاوز ففيه الكراء والضمان.

87
ما يجاب عنه من المسائل
حدثنا محمد ابن عبد الملك بن زنجويه قال حدثنا محمد بن يوسف الفريابي قال حدثنا إبراهيم بن أدهم قال سألت ابن شبرمة عن مثله فقلت. انظر فيها رحمك الله فقال إذا وضح لي الطريق. ووجدت الابن لم أجبك.
حدثنا حمدان بن علي الوراق قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد قال قال ابن شبرمة من المسائل مسائل لا ينبغي للرجل أن يسأل عنها ولا للمسئول أن يجيب عنها
نزاع بين اثنين عن كيس فيه ألف درهم
حدثني محمد بن عبد الواحد قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عثمان قال حدثنا عبيدة بن سليمان عن حسن بن صليح إن ابن شبرمة وابن أبي ليلى وربيعة الرأي قالوا في رجلين كان بينهما كيس فيه ألف درهم فقال أحدهما الكيس كله لي وقال الآخر نصفه لي قال ابن شبرمة قد أقر صاحب النصف بالنصف لصاحبه فليس له فيه شيء والنصف الباقي بينهما وقال ابن أبي ليلى يقسم الآلف على الف وخمسمائة فلصاحب الجميع ثلثا الألف ولصاحب النصف ثلث الألف وقال ربيعة هو بينهما نصفين.
يقضي ابن شبرمة للنصارى في الخمر
حدثني أحمد بن بشير المريدي قال حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا ابن إدريس قال رأيت ابن شبرمة يختصم إليه النصارى في الخمر فيحكم بينهم.
الحكم على الغائب
حدثني علي بن إسماعيل قال حدثنا يوسف قال حدثنا جرير قال سمعت ابن شبرمة يقول أحكم على الغائب كما أحكم عن الحاضر.
القضاء على ضمان الإجارة
أخبرني محمد بن عبد الواحد قال حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا أحمد ابن بشير قال قال ابن شبرمة الإجارة اضمنها على وجه وأتركها على وجه فما كان من قبل فلا ضمان عليه وما كان من قبله ضمينه.
الهارب بعد سماع حجته
أخبرني محمد قال: حدثنا عثمان قال حدثنا جرير عن ابن شبرمة

88
قال: من سمعت حجته مرة ثم هرب اتبعته الفضاء
ابن شبرمة والمسح علي الخمين
أخبرني محمد قال حدثنا عثمان قال: حدثنا جرير قال: كان ابن شبرمة لا يمسح عليهما ولا يشرب النبيذ ولا يتوضأ من تور يصب عليه من إبريق.
حدثني محمد قال: حدثنا كثير بن عبيد الحذاء قال: حدثنا بقية عن الضحاك بن حمزة عن ابن شبرمة وأين أبي ليلى وأبي حنيفة ومنصور ابن زاذان في الصيد يأخذه الكلب فيدعه صاحبه بمعيه الكلب وهو يقدر على ذبحه قالوا لا يؤكل.
حدثني عبد الله بن محمد الأزدي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا أبي قال سمعت ابن شبرمة سئل عن رجل قال: كل حل حرام فقال: حرمت عليه امرأته فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره.
قضاء ابن شبرمة
قال وحدثنا عثمان قال حدثنا أبي عن ابن شبرمة أنه قضى على رجل بقضية فقال هذا قضاء شبرمي لا قضاء الأدعياء.
حدثني عبد الله بن محمد قال حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا مطرف بن مازن قال حدثنا معمر عن الزهري وابن شبرمة قالا إذا قال: إن لم نبيعك فأنت حر ثم باعه عتق؟.
ضرب شاهد الزور
حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني قال حدثنا يحيى بن مطيع بن طالب ابن زيد بن خليدة قال حدثنا محمد بن فضيل قال رأيت ابن شبرمة أني بشاهد زور فضرب في المسجد.

89
رزق ابن شبرمة
أخبرنا علي بن محمد بن أبي الشوارب قال حدثنا إبراهيم بن يسار قال قال سفيان كان رزق ابن شبرمة وهو على القضاء مائة درهم.
ابن شبرمة فتى يتكلم
أخبرني عبد الله بن المفضل قال حدثنا إبراهيم بن سعيد قال سمعت ابن عيينة يقول: كان ابن شبرمة يفتي ويتكلم فإذا جاءت الدماء أمسك الإخبار.
حدثني أحمد بن علي المخرمي قال حدثنا علي بن حجر عن عبد العزيز بن حصين قال كتب ابن شبرمة عهدا لأبي سعد النعال على قضاء بعد الكور فلما وقع العهد إليه تكلم بكلمة أنكرها ابن شبرمة فقال:
* نحن بنو ضبة أصحاب الجمل
* ردوا علينا شيختا ثم نحل
*
رد علينا عهدنا فأخذ منه عهده.
شعر ابن شبرمة
حدثنا محمد بن الحرث بن عقبة قال حدثنا محمد بن يحيى العدني قال حدثنا سفيان قال: قال ابن شبرمة:
* إذا قلت جدوا في العبادة واصبروا
* أصروا وقالوا للخصومة أفضل
*
زاد علي بن محمد عن إبراهيم بن يسار عن ابن عيينة بيتا به آخر:
* خلافا لأصحاب النبي وبدعة
* وهم بسبيل الحق أعمى وأجهل
*
حدثني جعفر بن عبد الله قال حدثني سعيد بن يحيى عن أبيه قال قالوا لابن شبرمة حدثنا تؤجر فقال:
يمنونني الأجر العظيم وليتني
* نجوت كفافا لا علي ولا ليا
*
حدثني محمد بن الحارث بن عقبة قال: حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا سفيان قال: قال ابن شبرمة:
* إن الخصوم لدي بين مسلم
* لقضاء متبع لحكم الأحاكم
*

90
* وألد متبع هواه مصمم
* وأبل لا يرضى بقول العالم
*
حدثني ابن أبي سعد عن إبراهيم بن المنذر عن ابن عيينة قال قال لي ابن شبرمة: إني والله ما قلت هكذا ولكني قلت برغم أنف القاسم ولكني استحييت يعني القاسم بن عبد الرحمن المسعودي وكان مستقضى على الكوفة.
حدثني عبد الله بن أبي الدنيا قال: حدثنا يوسف قال حدثنا جرير عن ابن شبرمة أنه قال:
* حتى متى لا نرى عدلا نسر به
* ولا يدال على قوم بما ظلموا
*
* سر وآخره دنيا مولية
* لبئس ما منعوا لو أنهم علموا
*
ابن شبرمة يعيد من أفتاه عن غير صوابه
حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم قال: حدثنا حامد بن يحيى قال حدثنا سفيان قال سئل ابن شبرمة عن مسألة فلم يصب فيها فقال له نوح بن دراج. تثبت فيها انظر فيها
تثبت فيها فعلم أنه لم يصب فقال ردوا على الرجل فردوه عليه فأنشأ يقول:
* كادت تزل بنا من حالق قدم
* لولا تداركها نوح بن دراج
*
ابن شبرمة والحجاج بن أرطاة
حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدثني أبو زيد قال حدثنا أبو عاصم عن محمد بن عمارة ابن أخي ابن شبرمة قال كتب ابن شبرمة إلى الحجاج بن أرطاة تنادوا له هل من خصيم ودونه خصوم كثير والرياء قبيح حدثني محمد بن القاسم قال حدثنا أبو زيد قال حدثنا أبو عاصم عن ابن أخي ابن شبرمة قال كتب ابن شبرمة إلى عمرو بن عبيد
* الأمر يا عمرو بالمعروف مفترض
* والقائمون به لله أنصار
*

91
ابن شبرمة وعمرو بن عبيد
فحدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا الأحوص بن جواب قال حدثنا أشياخ الحي قالوا كتب عمرو بن عبيد إلى ابن شبرمة يحثه على الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكتب ابن شبرمة إليه.
* الأمر يا عمرو بالمعروف ناقلة
* والقائمون به لله أنصار والناركون له عجزا لهم عذر
* واللائمون له يا عمرو أشرار
*
* الأمر والنهي لا بالسيف تشهره
* على الخليقة إن القتل إضرار
*
ما يفضي به ابن شبرمة
أخبرني جعفر بن محمد قال حدثنا قتيبة بن سعيد قال. حدثنا سفيان قال. قال ابن شبرمة.
* أقضي بما في كتاب الله مفترضا
* وبالنظائر أقضي والمقاييس
*
أخبرنا أبو خالد زيد بن محمد المهلبي قال زعم ابن المعذل عن المعذل بن غيلان. عن أبيه قال إني لبالكناسة يوما وقد قدم ذو الرمة الكوفة فهو واقف على ناقته ينشد الناس قصيدته.
* أمنزلتي مي سلام عليكما
* على النأي والنائي يود وينصح
*
فمر فيها حتى أتى على قوله.
* إذا غير اليأس المحبين لم يكد
* رسيس الهوى من حب مية يبرح
*

92
ابن شبرمة وذو الرمة
وقيل في الناس عبد الله بن شبرمة يا ذا الرمة أراه قد برح فحرك ذو الرمة شفتيه ثم قال: فرجعت إلى أبي الحكم البختري فأخبرته فقال. أخطأ ذو الرمة وأخطأ ابن شبرمة أما ذو الرمة فأخطأ حين رجع. وأما ابن شبرمة فأخطأ حين أنكر عليه إنما أراد قول الله لم يكد يراها وإنما. معناها لم يرها ولم يكدر
ابن شبرمة وعيسى بن موسى
أخبرني محمد بن زكريا قال. حدثني عبد الله بن الضحاك عن الهيثم قال. قال ابن شبرمة لعيسى ابن موسى يوم أضحى قبل الله منك الفرض والسنة واستقبل بك الخير والنعمة.
أخبرني أحمد بن محمد بن صعصعة قال. حدثنا محمد بن عباد قال. حدثنا حاتم قال. قال ابن شبرمة.
* وأرسلت دلوى في دلاء كثيرة
* فأبن ملاء غير دلوى كما هيا
*
أخبرني عبد الله بن شبيب قال حدثني إبراهيم بن المنذر قال. أخبرنا أبو خزيمة مزاحم بن زفر بن أكثم: قال: قال ابن شبرمة لعبد الله بن علي:

93
ابن شبرمة وعبد الله بن عمر
* وقل لأخي مكاشرة وضغن
* سعرت الحرب بين بني أبيكا
*
* وأورثت الضغائن من بنيهم
* بني أبنائهم وبني بنيكا
*
* فلو شاورتني وقبلت رأيي
* لسرت لهم بسيرة أوليكا
*
* وأقررت الملامة حيث حلت
* ولم تعرض لملك بني أبيكا
*
* كأنك قد أصابك سهم غرب
* وأسلمك العداة من أبعديكا
*
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا علي بن عبد الله قال: سمعت سفيان قال قال ابن شبرمة:
* لو شئت كنت ككور في تعبده
* أو كابن طارق حول البيت في الحرم
*
* قد حال دون لذيذ العيش خوفهما
* وسارعا في طلاب الفوز والكرم
*
قال سفيان: فحدثت به ابن المبارك قال ابن المبارك: فحدثت به شعبة فقال: لو كنت في مقبرة بني شكر لا أتيتك حتى أسمعه منك.
وزادني ابن أبي سعد عن صلت الجحدري عن ابن عيينة عن ابن شبرمة قال: فقال لي ابن هبيرة من كور؟ قال: قلت صحبنا فكان الناس إذا نزلوا منزلا تبوأ مكانا لصلاته فلم يزل يصلي حتى يرتقع الناس وبتنا بالنجف في ليلة مطيرة قرة فلم يزل في الخباء يصلي حتى أصبح قال: قال لي فابن طارق؟ قال: قلت لو أن أنسانا اكتفى بالنراب لا أكتفي بالتراب.
ما كان بقوله ابن شبرمة لمن يقضي له حاجة
أخبرني عبد الله بن عمر بن أبي سعد الوراق قال حدثني محمد بن عمران قال: حدثني الحسن بن عبد الرحمن النخعي قال: كان ابن شبرمة إذا أتى رجلا في حاجة فقضى حاجته قال:
* لا زلت مرغوبا إليك ومجزلا
* لدى شرف أعيت عليه مذاهبه
*

94
أخبرني عبد الله بن عمر حدثنا عثمان ابن أبي شيبة قال: حدثنا ابن فضيل قال: سمعت ابن شبرمة يقول:
شعر لابن شبرمة
* ليوشك أن يحول الموت بيني
* وبين جوار بيتك والطواف
*
* فكم من طائف رث رغيبا
* رهيبا بين منتعل وحاف
*
* أتاك الراغبون إليك سعيا
* يسوقون المقلدة الصواف
*
قال يريد الصافين.
أخبرني عبد الله بن عمر قال حدثني محمد بن عباد قال حدثنا سفيان قال: قال ابن شبرمة.
* إذا قلت جدوا في العبادة واصبروا
* أصروا وقالوا للخصومة أفضل
*
* خلافا لأصحاب النبي وبدعة
* وهم بسبيل الحق أعمى وأجهل
*
أخبرني محمد الوراق قال: حدثني محمد بن صالح قال: حدثني محمد ابن سماعة التميمي قال: قال أبو يوسف القاضي: قال ابن شبرمة.
* فيا ليت شعري من يبين بعد ما
* يمكن لي في حفرة اللحد مضجع
*
* وعن وصل إخوان أتى الموت دونهم أيرعون ذاك الوصل أو يتقطع فما وصل الإخوان مثل محافظ
* من القوم مرعى الأمانة مقنع
*
قال محمد بن عمران بن دثار قال أبو جعفر الضبي أملي على أبو الحارث الضبي قال تكلم ابن شبرمة في ابن عم له وجأ إنسانا بحديدة فقيل له يا أبا شبرمة تكلم في صاحب حديدة فقال.
* لا يخذل المولى لأول عثرة
* عسى في اختبال السن أن يتحكما
*
* فيذهب عنه الجهل أو يستعيده
* لعريض قوم مثله أن يحتما
*
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال أنشدني يزيد بن محمد لابن شبرمة في ابن أبي ليلى:

95
* توفيت في الإحسان جهدي وطاقتي
* إلى ابن أبي ليلى فأعقبني ذما
*
* فوالله ما آسى على ما فعلته
* ولكن عجز الرأي يحدث لي هما
*
حدثني إبراهيم بن إسحاق الصالحي قال: أنشد إبراهيم بن المنذر الخزامي لابن شبرمة.
* رأيت فقه رجال في قلانسهم
* وفي ثيابهم الفحشاء والريب
*
المدينة خالية من العلم
أخبرني محمد بن علي بن حمزة العلوي قال أنشدنا رماد أبو غسان قال أنشدنا أبو اليقطان لابن شبرمة.
* وجدت المدينة إذ جئتها
* خرابا من العلم إلا قليلا
*
وقال محمد بن عمران بن زياد حدثني محمد بن أبي مالك الغنوي قال حدثني أخي قال لما مات القعقاع بن معبد وكان على شرطة الكوفة حضر جنازته عيسى بن موسى والناس فجاء ابن شبرمة على حمار له أسود فنزل وهو يقول.
* قد هدني موت قعقاع وأحزنني
* فمن لنا في تميم مثل قعقاع
*
قال فقال أبي يجيبه على المكان.
* إن يبقك الله في ذا الحي من مضر
* فسوف يخلف فيهم مثل قعقاع
*
* هذا ابن ورقاء عتاب فدونكه
* في إرث مجد رحيب الذرع والباع
*
* عف السريرة محض في ضريبته
* فللرعية فاختره وللراعي
*
قال فولاه عيسى الشرطة.
قال القاضي هذا هو عتاب بن خالد بن عتاب بن ورقاء.
طرق الحكم عند ابن شبرمة
أخبرني عبد الله بن عمر حدثني الضبي عن هاشم بن محمد عن ابن فضيل قال: ابن شبرمة:
* ما في القضاء شفاعة لمخاصم
* عند اللبيب ولا الفقيه الحاكم
*

96
* أهون على ما قد قضيت بسنة
* أو بالكتاب برغم أنف الراغم
*
* وقضيت فيما لم أجد أثرا به
* بنظائر معروفة ومعالم
*
أخبرني عبد الله بن عمرو قال: حدثنا عثمان بن محمد قال: قال حدثنا ابن فضيل قال: سمعت ابن شبرمة يقول:
* إذا قضيت بمر الحق مجتهدا
* أهون علي بما قال الضغابيس
*
أخبرني أبن أبي عثمان عن الحسن بن هارون عن مزاحم بن زفر قال: خرج ابن شبرمة ذات يوم من القصر فقام إليه أبو حنيفة ومعه ابن عم لابن شبرمة يستعين به ويستزيده فقال له أبو حنيفة تخوفت أن يكون كما قال الأول:
* من الناس من يغشى الأباعد نفعه
* ويشقى به حتى الممات أقاربه
*
هذا فلان وقرابته وحقه قد جفوته فقال ابن شبرمة. وأراك تروى الشعر قال: نعم! ومن شعرك أروى حيث تقول:
* اقضى بما في كتاب الله مجتهدا
* وبالنظائر أقضي والمقاييس
*
* إذا قضيت بمر الحق مجتهدا
* فلست أجهل أقوال الضغابيس
*
وقال الحسن بن هارون أيضا. أخبرني أبو خريمة بن مزاحم بن زفر قال: حدثني محمد بن حسين التميمي قال كان رجل منا يأتي ابن شبرمة يناله فأطال الاختلاف إليه حتى دخل عليه ذات يوم فقال:
* أقول له لما تبينت شخصه
* أما لبني عم لديك نصيب
*
ابن شبرمة ووالي القطائع
فقال له ابن شبرمة بكر على الغداة ففعل فأدخله على عيسى بن موسى فولاه قطائع السواد ومسلحتها فكان أصحاب القطايع يسألون في حوائجهم وقطعانهم من يشفعون به عليه فيقال هو من ناحية ابن شبرمة فيستشفعون به فجعلت كتب ابن شبرمة تأتيه في حوائج الناس

97
فكلما ورد عليه كتابه قال: وما أنا وابن شبرمة؟ فبلغه ذلك فغضب ودخل على عيسى فقال له: إن الرجل الذي أشرت به قد أتاني عنه ما أكره وقد أنهيت ذلك إليك فرفع عيسى رأسه إلى إسحاق الأزرق فقال ليس لك قطعة في السواد؟ قال بلى. قال فدونك الرجل اكتب إلى وكيلك في قطيعتك يعامله حتى تعرف أمانته من خيانته فعامله على ألف دينار فدخل عيسى على إسحاق فأعلمه أنه قد قبض من وكيله الألف دينار وعامله على قطيعته فبعث إليه عيسى رسولا فقدم به عليه وأمر به فضرب خمسة وسبعين سوطا وأقيم على المسطبة فخرج عليه ابن شبرمة وهو عليها فوقف ناحية وقال: يا غلام اذهب إليه فقل له يقول لك ابن شبرمة:
* بلى لكم عندي جوامع جمة
* وضرب لمن خان الأمير صليب
* جوابا لقوله:
* أنشدني طلحة بن عبد الله التيمي قال: أنشدني أبو عبد الرحمن العلائي لابن شبرمة:
* يا خليلي إنما الخمر ذنب
* وأبو جعدة الطلاء المريب
*
* ونبيذ الزبيب ما اشتد منه
* فهو للخمر والطلاء نسيب
*
* حرمت هذه فلا شك فيها
* ولهذا معرة وذنوب
*
ابن شبرمة ورؤية بن العجاج
أخبرني عبد الله بن عمرو قال: حدثني محمد بن عمران قال: حدثني يحيى بن السري العائدي قال: مدح رؤبة بن العجاج ابن شبرمة فقال:
* لما سألت الناس أين المكرمة
* والعز والجرثومة المقدمة وابن فاروق الأمور المبهمة
* تتابع الناس على ابن شبرمة
*

98
فأعطاه مائة درهم وأعطاه رؤوسهم مئة درهم.
حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم قال: حدثني عبد الله بن أحمد ابن مزيد عن الهيثم بن عدي قال: لما ولى عبد الله بن شبرمة القضاء ركب لحاجة له فلما أراد النزول عن البغل وثبت قدمه فحمل إلى منزله في محفة فدخل الناس يعودونه ودخلت فيمن دخل عليه فدخل عليه رجل من بني سليط يكنى أبا المثنى فلما رآه ابن شبرمة قال: مرحبا ههنا ارتفع فرفعه معه على السرير فأنشأ ابن المثنى يقول:
* أفول غداة أتاني الخبير
* فدس أحاديثه هيثمه
*
* لك الويل من مخبر ما يقول
* ابن لي وعد عن الحمحمه
*
* فقال خرجت وقاضي العراق
* منفكة رجله مؤلمه
*
* فقلت وضاقت على البلاد
* وخفت المجللة المعظمة
*
* فغزوان حر وأم الوليد
* إن الله عافى أبا شبرمة
*
* جزاء لمعروفه عندنا
* وما عتق عبد له أو أمه
*
قال الهيثم فلم أزل من غزوان وأم الوليد في عجب وهو جاري ما أعرف له عبد ولا أمة فلما خرج قلت لأبي المثنى: ما غزوان وأم الوليد؟ فقال استر على سنوران في البيت.
شعر بن شبرمة
وزعم لي ابن أبي سعد عن محمد لابن عمران الضبي أن يحيى بن نوفل الحميري قال هذه الأبيات. وقال يحيى بن نوفل في ابن شبرمة:
* لما رأيت الدهر قد
* أزمت بواحده الأوازم
*
* وتتابعت في الأهل والم ال
* المصيبات العظائم
*

99
* ونفى الكرى عني جوى
* هم أجنته الحيازم
*
* قلبت بالعزم الأمور
* لنكفيف الهم العزائم
*
* فذكرت أن أخا السما حة
* والمواصلة المداوم
*
* والحافظ الحرمات م ني
* حيث شيعت المحارم
*
* قال ابن شبرمة الموف ق
* إن بعد الحق ظالم
*
* أنف أبي لا يقر
* بأن تورده المظالم
*
* فصل إذا شغب الألد
* وفيض الحجج المخاصم
*
* لا ينثني لملامة
* إن لامه في الحق لائم
*
* يقظان في طلب العلا
* إذ غيره عن تلك نائم
*
* وسماحة جدا إذا از دحمت حدود القوم زاحم) 5
* من آل حسان الذي ن
* هم الذوائب والدعائم
*
* المانعون المستجير
* بهم إذا ما عاد حارم
*
* حتى يؤديه العهود
* مسلما والعرض سالم
*
* لم يقبلوا خيسا ولم
* يشتمهم بالغدر شائم
*
* فهم وإن رغمت لذا ك
* أنوف أقوام رواغم
*
* أهل الحملة حين يف دح
* من تحملها المغارم
*
* والمشرب العذب الذي
* يروى بحمته الحوائم
*
* وهم الأساة الفاصلون
* إذا تنافرت الأقادم
*
* وهم المساميح الصرا جيح
* المساعير المطاعم
*
* في العام لا تحنو على
* أولادها فيه الروائم
*
* وإذا معد حصلت
* فهم من الريش القوادم
*
* وهم إذا ما الحرب شب
* ضرامها الأسد الضراغم
*

100
* قوم حصونهم عتاق الخي ل
* والبيض الصوارم
*
* تلك المكارم والمآ ثر
* حين تعتد المكارم
*
* لا يرجون مالا وما ل
* الدين والدنيا الدراهم
*
شعر ابن شبرمة
وأنشدنا عبد الله بن الحسن عن ابن شبرمة:
* حتى متى أنت في دنياك مشتغل
* وعامل الله عن دنياه مشغول
* وقال ابن شبرمة:
* ليس بالعين يبصر الحكم كم من
* فاتح العين قلبه مشدود
*
* غيرته عجوزه ثم قالت
* خالف الناس فالخلاف يزيد
*
وقال عقبة بن مكرم الضبي:
* بلوتك في الأمور أبا نعيم
* فنعم أخو الشدائد والرخاء
*
* إذا قال الوفاء لحال دهر
* فأنت هناك من أهل الوفاء
*
هذا آخر الجزء الثالث من الأصل والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد النبي وآله أجمعين يتلوه في الجزء الرابع.
حدثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال: حدثني محمد بن عبد الله اليعقوبي قال حدثنا الهيثم بن عتبى قال: قيل لابن شبرمة من أشعر الناس قال: الفرزدق.

101
الجزء الرابع من كتاب أخبار القضاة 4
أليف القاضي أبي بكر محمد بن خلف ابن جيان بن صدقة وكيع لأحمد ابن يعقوب الأصبهاني
فيه تمام أخبار قضاة الكوفة
تمام أخبار عبد الله بن شبرمة محمد بن عبد الرحمن أبي ليلى غيلان بن جامع المحاربي الحجاج بن عاصم المحاربي منصور بن المعتمر ابن أبي ليلى الثانية عبد الرحمن بن عبد الله بن شريك بن عبد اللهالقاسم بن معن عيسى بن أبي ليلى نوح بن دراج حفص ابن عبان البجعي الحسن بن زياد اللؤلؤي عاصم بن عامر البجلي إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله عثمان بن محمد المسروري جعفر بن عبد الرحمن بن أحمد بن بديل السامي عمار الرحمى إبراهيم بن أبي ليلى بن إسحاقالقاسم بن منصور التميميإبراهيم بن إسماعيل (ثانية) ابن إبراهيم زلبي العبس أبو خارم عبد الحميد بن الحسن بن إسماعيل الموصلي عبد العزيز الحسن بن إسماعيل الموصلي
قضاة أهل الشام
أبو الدرداءفضلة بن عبيد الأنصاري النعمان بن بشير بلال بن أبي الدرداء أبو إدريس الخولانيزرعة بن ثوب المقري عبد الله بن عامر النحمي عبد الرحمن بن قيس العقلي عبد الرحمن بن الحسحام العذري صالح بن عبد الله العبسي نمير بن أوس الأشعري يزيد بن أبي ملك الهمداني الحرث بن محمد الأشعريعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي زياد بن أبي ليلى العياني محمد بن لبيد الأسلمي

102
خلافة بني هاشم
كلثوم بن عبد الله الحكمي سالم بن عبد الله المجازي المساور الخراساني تمام بن يزيد الأزدي سلمة بن عمر العنبلي يحيى بن حمزة عبد الرحمن بن يزيد بن أبي علك عمر بن أبي بكر
بسم الله الرحمن الرحيم وحسبنا الله ونعم الوكيل
تمام أخبار ابن شبرمة
رأى ابن شبرمة في الفرزدق
حدثني القاسم بن مهرويه: قال: حدثني محمد بن عبد الله اليعقوبي قال حدثني الهيثم قال قيل: لابن شبرمة من أشعر الناس قال: الفرزدق فقيل له إن أردنا الجاهليين فقال: وهل كان أجهل منه.
حدثني عبد بن عمرو بن أبي سعد قال: حدثني محمد بن علي بن سويد الأهوازي قال حدثنا عبد الملك بن مروان بن قيراط قال حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة قال: جاءني شيطان الفرزدق في النوم فقال تقتلني تكون أشعر الناس قلت فلا فذهب وتركني.
أخبرني ابن أبي الدنيا قال: حدثنا أبو معمر قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: وقف علينا الفرزدق فقلنا له أي الشراب أعجب إليك قال: أقربه إلى الثمنين فسقيناه ماء.
أخبرني ابن أبي سعد عن محمد بن عمران عن عبد الله بن يعقوب عن سفيان عن ابن شبرمة قال قدم علينا الفرزدق وكنا أخواله وقدم جرير على قيس وكانت أحزابه فأهدت قيس لجرير جزرا فحمل عليها طعاما وبعث به إلى أهله وأهديت إلى الفرزدق جزرا فقال باليطة اجعل عليها السفر.

103
أخبرني أحمد بن محمد بن صعصعة قال: حدثنا محمد بن عباد قال حدثنا سفيان قال: سمعت ابن شبرمة يقول: ما أعرفني لجيد الشعر حيث يقول:
* أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا
* وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا
*
* وإن كانت النعماء فهم جزوبها
* وإن انعموا لا كدروها ولا كدوا
*
* وإن قال مولاهم على كل حادث
* من الأمر ردوا فضل أحلامكم ردوا
*
حائك شاعر
أخبرني محمد الوراق قال: حدثني عبد الله بن عمر الهيتي قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال: دخل ابن شبرمة الكوفة فنظر إلى حائك يصنع وهو يتمثل.
* فرعاء تسحب من قيام فرعها
* وتغيب فيه وهو حثل أسحم
*
* وكأنها فيه نهار مشرق
* وكأنه ليل عليها مظلم
*
فقال ابن شبرمة له عندك من هذا شيء قال نعم ثم أنشده:
* أخطط في ظهر الحصير كأنني
* أسير يخاف القتل والهم يفرج
*
* ألا ربما ضاق الفضاء بأهله
* وأمكن من بين الأسنة مخرج
*
أخبرني عبد الله بن أبي سعد أن محمد بن حميد حدثهم قال: حدثنا جرير قال: قال ابن شبرمة.
* كن للأقارب ما حييت مواسيا
* ولدى الجوار تحية وسلاما
*
عيى ابن موسى وحاجبه
أخبرني عبد الله بن عمر قال: حدثني محمد بن يحيى القشيري قال: حدثنا محمد بن حسان قال حدثنا أبو الربيع البجلي قال: كان ابن شبرمة وجماعة يسمرون عند عيسى بن موسى فربما أخر عنهم الإذن وربما أمروا بالانصراف قبل أن يصلوا وكان لعيسى حاجب يدعى عياضا فقال ابن شبرمة:

104
* إذا نحن اعتمنا ومال بنا الكرى
* أتانا بإحدى الراحتين عياض
* أي بإذن أو بانصراف.
إمراء وجارتها النائحة
أخبرني عبد الله بن عمرو بن بشير قال: وحدثني محمد بن عمران عن الحسن النخعي عن أبيه قال: جاءت امرأة إلى ابن شبرمة فقالت يا ابن شبرمة إني امرأة من العرب مات رجالي وكثر عمالي فعمدت إلى كل ذخيرة من سوار وقلب وغيره فبعته واشتريت جارية نائحة تأتينا بالخمسة والستة وما فيه سد الخلة فنحن نتقوت ذاك ونعرف ذاك وسوء طعمته فلما كان في صدر هذا اليوم بعث القعقاع إليها فحبسها بأن رأيت أن تكون عند ظني بك قال: بالحب والكرامة يا غلام امض معها إلى القعقاع فأخرج جاريتها ولا بن شبرمة باب لداره لا تعلم المرأة وهي تخاطب أخرى وتقول:
* بمثلي دافعي يا عمرو إذا
* ما اعتادي السفر المعوز
* وكأن ابن شبرمة تلهف عليها وكره أن يردها بعد ما أخرجها.
الأشجعي يقود ابن شبرمة
قال الضبي: حدثني محمد بن أبي مالك الغنوي قال: اعتل ابن شبرمة فدخل علية هذيل الأشجعي يعوده فقال:
* إذا مرض القاضي مرضنا بأسرنا
* وإن صح لم يسمع لنا بمريض
*
شعر قيس ابن ذريح
أخبرني ابن أبي سعد عن الضبي قال: حدثني عبيد بن الحسن الأسدي قال أنشد ابن شبرمة قول قيس بن ذريح:
* لقد كان فيها للأمانة موضع
* وللكف مرتاد وللعين منظر
*
* وللحائم الصديان ري بقربها
* وللطرف المشتاق خمر ومسكر
* فقيل له ما بقي شيء؟ قال بلى بقي المواقعة.
حدثني طلحة ابن عبد الله التيمي قال: حدثنا ابن عبد الرحمن القاضي

105
حدثني أبو عبد الرحمن العلاني قال: كان ابن شبرمة يسمي أصحاب المسائل الهداهد فسأل عن رجل فلم يحمد عنده فتقدم إليه الرجل في شهادة فلم يقبلها فقال لم لم تقبل شهادتي فقال:
* سألت فلم تعجل وعم سؤالنا
* فكم من عريف لطخته الهداهد
* قال وكان ربما تمثل عند القضية:
* قضاء شبرمي
* ليس ترداد المسائل
*
((مقابلة الخير بالشر))
وأخبرني عبد الرحمن بن عمرو عن العقري عن الهيثم قال أنشدت ابن شبرمة قول جرير:
* تمنى رجال من تميم لي الردى
* وما ذاد عن أحسابهم ذائد مثلي
* فقال ابن شبرمة بلى والله أنا أعطيتها الأموال وحركها على الأعمال.
من أنت له السيادة عفوا
حدثني ابن أبي سعد قال: حدثنا علي بن الجعد قال قيل لابن شبرمة إنك سيد أهل المصر. قال: فأنا إذا كما قال الشاعر.
* خلت الديار فسدت غير مسود
* ومن الشقاء تفردي بالسودد
*
حدثني عبد الله بن عمر وعن محمد بن عمران قال: سمعت أبا عبد الله الديداني يقول: قال ابن شبرمة لعيسى بن موسى بن عبد الله البهستاني المحتسب:
* أبي العدا في الناس عدل العرا ق
* بأن يقتل الزور لا المحتسب
*
* يعمر عدو لأهل النفا ق
* وأهل المعاصي وأهل الريب
* فقال الديداني: وقال ابن شبرمة لعيسى بن موسى واستعمل مالك بن الضحاك على بارق سما ونهر الملك فشكاه أهل عمله ورفعوا عليه فعزله فقال:

106
* بنا ملل عن قول واش وحاسد
* بلا ثبت عند الأمير بهالك
*
* فجد يا ولي العهد منك بنعمة
* ومن وإفضال علينا بمالك
*
سؤال عيسى ابن موسى بن أبي ليلى وابن شبرمة
قال الضبي وحدثني عثمان بن أبي مالك الختني قال حدثنا إسماعيل ابن حماد بن أبي حنيفة قال سأل عيسى بن موسى ابن أبي ليلى وابن شبرمة وأوهم ابن أبي ليلى فقال ابن شبرمة.
* لم يطيقوا أن ينزلوا ونزلنا
* وأخو الحرب من أطلق النزولا
* ثم سألهما بعد عن مسألة فأخطأ ابن شبرمة وأصاب ابن أبي ليلى فقال ابن أبي ليلى
* وابن اللبون إذا مالز في قرن
* لم يستطع صولة الترك القناعيس
*
القاضي نوح ابن أبي سعد عن محمد بن عمران الضبي قال وحدثني يزيد
ابن سليمان الضبي قال: قال بعض الشعراء:
* كادت نزل بنا من حالق قدم
* لولا تداركها نوح بن دراج
* قال الشاعر:
* إن القيامة فيما أحسب اقتربت
* إذ ضار قاضينا نوح بن إدراج
*
* نفاه يخبر عنه أنه رجل
* ما إن عدا بين بيوم ولا حاج
* بيوم نبت والحاج الشوك.
* ولا رباه بألبان اللقاح أب
* ولا توطأه فصلان فرياج
* وقال محمد بن عمران فيما حدثني ابن أبي سعد حدثني أبو عبد الله الديداني قال لما زفر بن أبي شبرمة ومعه المبتلي:
* وأخ يسر بأن أقدم قبله
* ولعله قبلي وإلا لاحقي
*
* وكأنني وأخا نقدم لليلى
* فرسا رهان لاحق بالسابق
*
مات ابن شبرمة سنة خمس وأربعين ومات ابن أبي ليلى والأعمش بن

107
أبو السمح
جعفر بن محمد سنة ثمان وأربعين فلما حدثني ابن أبي سعد عن الضبي عن عبد المؤمن الزعفراني عن عبد السلام بن حرب. أخبرنا حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه عن السكوني محمد بن الفضل قال: كان رجل من أهل الكوفة يقال له أبو السمح يختلف إلى ابن شبرمة يطلب العلم فتزوج عيسى بن موسى الجريرية من الجرير فقال عيسى لابن شبرمة انظر لي رجلا يقدر يحملها إلي وكان بالحيرة عيسى فأرسل أبا السمح يحملها فقال مساور الوراق.
* بينما نحن نرتجي لأبي السم ح
* طبيبا ببلخ تستز والفراتا
*
* إذ أتانا على الرفاق بعهد
* ليته قبل عهده كان مانا
*
الذي يهبو ابن أبي ليلى وابن شبرمة
وزعم محمد بن إسحاق الكندي أن الحسن بن هارون حدثهم عن ابن خزيمة مزاحم بن زفر قال أنشدني:
* اغسل يديك جميعا ثم انقهما
* غسل الجنابة من خير ابن غراء
*
* كم قد رأيت له من جبة خلق
* كانت لنباش قبر أو لحذاء
*
* مركوبه برقاع غير واحدة
* قد كان يقطع فيها الصيف رسماء
*
* إذا تقبض لي فيها ذكرت به
* عصفور أرمن في حانوت قلاء
*
* أبروا إلى الله مما كان دنسه
* للقاضيين كما يبرأ من الداء
* يعني ابن أبي ليلى وابن شبرمة.
هجاء ابن شبرمة لابن أبي ليلى
حدثني يحيى بن أحمد بن خالد عن أبيه عن أبي الجواب الضبي قال: قال ابن شبرمة في ابن أبي ليلى:
* وكيف ترجى لقضاء القضا
* ولم تعرف الحكم في نفسكا وتزعم أنك لابن الجلاح
* وهيهات دعواك من أصلكا
*
أخبرنا حماد بن إسحاق عن أبيه قال: ذكر قضاء ابن الوليد عن ابن

108
عمرو المديني ما رأيت جريرا اعتذر من هجاه إلا ضبة فإنه قال:
* يا ضب أو لا حلقه مهجوتكم
* جميعا ولكني عتبت على بكر
*
* فلا تؤيسوا بيني وبينكم الثرى
* فإنكم بيني وبينكم ستر
*
حدثني جعفر بن أحمد بن سلم قال حدثني يحيى بن معين قال حدثنا الأبار قال: قال ابن شبرمة: الصبر بالتصبر ومن بالغ في الخصومة أثم ومن قضى عنها خصم. وقال ابن شبرمة: خصص عيسى بن موسى على سعيد بن كاتم مولى عمر بن حريث:
* قل للأمير هداك المليك
* تول الحكومة في مذنب
*
* تول الحكومة في فاسق
* حبيب المآكل والمشرب
*
غضب المهدي من ابن شبرمة وابن أبي ليلى
حدثني عبد الله بن عمرو عن عمر بن عبيدة عن أبي عاصم قال: ابن شبرمة لرجل لا نصبر عليك بكبد سوداء فتضربه.
قال حدثنا خلاد بن يزيد قال عمرو: دخل ابن شبرمة وابن أبي ليلى على المهدي فخلع أحدهما نعليه واحتبى الآخر والمهدي ولي عهد فخرج مغضبا وقال للربيع: أما ترى ما صنع هذان فأقبل علي ابن شبرمة فقال: يا أعرابي يا كلب وأقبل علي ابن أبي ليلى فقال يا دعي قال ابن شبرمة فهان علي ما قال لي حين قال لابن أبي ليلى يا دعى.
أخبرني محمد بن سعد الكرابي قال حدثنا سهل بن محمد قال حدثنا الأصمعي عن ابن عيينة عن ابن شبرمة قال: استعمل عامل علي اليمن وجعلت معه كالوزير وفرضت لي دنينيرات فما دريت من أين آخذها حتى طلبت في أن تجعل في خربة يهودي باليمن.
ورع ابن شبرمة
أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر قال: لما انصرف ابن شبرمة عن القضاء وخرج شيعة الناس وكنت

109
فيمن شيعه فلما انصرف الناس وأفردني وإياه المسير قال لي يا أبا عروة أحمد الله إليك ما استحدثت ثوبا مذ وليت القضاء من حلال فأما الحرام فلا سبيل إليه.
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن أبي عاصم عن ابن أخي شبرمة وهو محمد بن عمارة عن ابن شبرمة قال: لقد رأيتني وأنا بالكوفة ثلاثة أحوج مني ومن ابن أبي ليلى ومن الحجاج بن أرطاة وما بها اليوم ثلاثة أهنأ منا.
طلب الأعمال
حدثني ابن أبي سعد عن النميري عن بكر بن عبد الله بن عاصم قال: حدثني صاحب هذه الدار قال خرجنا أنا وابن شبرمة والحجاج بن أرطاة وابن أبي ليلى إلى الشام نطلب عملا فلم نجد عملا إلا مشغولا برجل فقلنا ارجعوا واستعملوا الأراجيف وانتظروا دولة تكون.
أحسن الملابس
أخبرنا أبو بكر محمد بن صالح قال: حدثنا عثمان بن زفر قال حدثنا حيان بن علي عن ابن شبرمة قال ما لبس الرجال لباسا أزين من العربية ولا لبس النساء لباسا أزين من السحم.
أخبرنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال سمعت ابن شبرمة يقول: ما بين العذيب إلى حلوان جذوة الدنيا.
ذم أهل البصرة
أخبرني عبد الله بن عمرو قال: حدثني هارون بن محمد الحراني قال حدثني محمد بن أبي شيخ قال: قال ابن شبرمة لأهل البصرة لنا أخلاق ملوك المدائن وسخاء أهل السواد وظرف أهل الحيرة ولكم سفه السند وبخل الخوز وحمق أهل عمان.
ذم شرب النبيذ
حدثني عبد الله بن عمر بن أبي سعد قال: حدثنا أبو هاشم الرفاعي قال حدثني جهينة القطان مولى ابن شبرمة قال سمعت ابن شبرمة يقول:

110
نعم الرجل أبو هشام يعني مغيرة بن مقسم الضبي إلا أنه يشرب النبيذ حتى تحمر أذناه. قال قلت إنه كأني أعذره قال أليس يراه الشاطر فيقتدي به
حدثني أبو قبيصة الضبي محمد بن عبد الرحمن بن عمارة بن القعقاع بن شبرمة عن النبيذ فقال إن شربته خفت تحريم من حرمه وإن لم اشربه لم أحب تحليل من حلله.
وفاة الطرماح ابن حكيم
وأخبرني ابن أبي سعد عن ابن أبي دثار عن الهيثم بن يعل الضبي قال قال ابن شبرمة كان الطرماح بن حكيم لنا جليسا فافتقدناه لننظر ما دهاه فلما كنا قريبا من منزله إذا نحن بنعيش عليه مطرف خز أخضر فقلنا من هذا قالوا الطرماح فقال بعضنا لبعض ما استجاب الله له حيث يقول:
* وإني لمقتاد جوادي فقاذف
* به وبنفسي العام إحدى المقاذف
*
* لأكسب مالا أو أزول إلى غنى
* من الله يكفيني عذاب الخلائف
*
* أحاذر أن يعترني وسط شنوة
* نزور بني تعز حمام المتالف
*
* فيا رب إن حانت وفاتي فلا تكن
* على سرجع يعلى بخضر المطارف
*
* ولكن يصحن شهيدا وعصبة
* يصابون في فج من الأرض جانف
*
* فوارس من شيبان ألف بينهم
* تقى الله وقافون عند المراجف
*
* إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى
* وصاروا إلى موعود ما في المصاحف
*
* ولكن قبري بطن نسر بقلة
* بجو السماء في نسور عوائف
*
القضاء يأخذ كفيل استعمال الكف
حدثني عن محمد بن حميد عن جرير عن ابن شبرمة قال قضي علي بعض الفواد فقال إياك والله لئن هربت لأتبعنك القضاء وقال لخصمه خذ منه كفيلا أو وكيلا.

111
وأيضا عن ابن شبرمة قال: لأن استعمل خائبا بصيرا بالعمل أحب إلي أن استعمل ضعيفا لا يبصر العمل.
حدثني أبو قبيصة الضبي محمد بن عبد الرحمن بن عمارة بن القعقاع ابن شبرمة بن الطفيل قال: حدثنا عمرو بن محمد قال حدثنا سفيان قال: قال ابن شبرمة لقد أخذت غلاما حية بسجستان فهشت قدمه فصدعت جبينه.
حدثنا محمد بن مهاجر قال: حدثنا ابن عيينة قال: قال سمعت ابن شبرمة يقول: الفقير أولى ما خدمته.
وحدثنيه ابن أبي الدنيا عن محمد بن عباد مثله.
تواضع ابن شبرمة
وحدثت عن هارون بن معروف عن ابن عيينة قال: سمعت ابن شبرمة يقول قميص بثلاثين إلى الأربعين وطيلسان بمائة.
وأخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن أبي عاصم عن محمد بن عمارة قال: كان لابن شبرمة بغل يدفع دفعا فقيل له لو اتخذت برذونا فقال: هذا أشبه بالسنان.
ما تركه ابن شبرمة
حدثني عبد الله بن أبي سعد قال: حدثني محمد بن عمران قال حدثني هاشم بن محمد الهلالي قال حدثني جدي سعيد بن خيثم قال: بيع متاع ابن شبرمة بعد موته بسبعة عشر درهما.
ثقة ابن شبرمة بنفسه
حدثني عبد الله بن محمد بن الحسن قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا أبي عن ابن شبرمة قال: قضى على رجل بقضية فقال: هذا قضاء شبرمي لا قضاء الأدعياء.
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا مندل قال سألت ابن أبي ليلى وابن شبرمة عن الداري فقالا خمر.

112
تصدق المرأة على زوجها بمهرها
حدثنا الصغاني قال: حدثنا عمرو بن الربيع بن طارق قال حدثنا يحيى بن أيوب قال سألت ابن شبرمة وابن جريج عن رجل أصدق امرأته مائتي دينار فتصدقت عليه بها فطلقها قبل أن يدخل بها فقالا ليس عليه شيء.
من أوصى بعتق مملوك
حدثنا الصغاني قال: حدثنا شريح بن يونس قال حدثنا هشيم عن ابن أبي ليلى وابن شبرمة قالا: إذا كان أوصى بعتق مملوك كان له بدئ به وإذا قال: أعتقوا عني فمن الثلث.
في ماذا لا تجوز الوصية
حدثنا الصغاني قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال حدثنا سفيان بن عيينة قال سمعت ابن شبرمة وابن أبي ليلى يقولان: إذا أوصى بفرع شيء لم يوصي بأصله فلا تجوز الوصية.
الحث على مجالسة العلماء
أخبرنا محمد بن سعيد بن الكراني قال: حدثني أبو الأسود عن الحسن ابن هارون قال حدثنا زكريا بن زياد النحوي قال: كان أشياخنا يقولون جالس العلماء فإنك إن أصبت حمدوك وإن أخطأت علموك وإن جهلت لم يعنفوك ولا تجالس الجهال فإنك إن أصبت لم يحمدوك وإن أخطأت لم يعلموك وإن جهلت عنفوك وإن شهدوا لك لم ينفعوك.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني أبو الأسود أحمد بن القاسم سهل قال حدثنا عبد الله بن صالح العجلي قال: كلم رجل من أصحاب ابن شبرمة ابن شبرمة في حاجة ليكلم أبا مسلم فيها فقال: إن أبا مسلم قد كلمته في مثل هذا فلم يقض حاجتي واعتذر ابن شبرمة إلى الرجل فأبى أن يقبل عذره وذمه فقال حسان بن علي العنزي إن أمرا منعه شكر كثير أوليته قليل منعه لقليل الشكر. قال: فقال ابن شبرمة هذا والله رجل أهل الكوفة بعد قليل.

113
أبو مسلم والمصحف والسيف
وحدثت عن الثوري عن ابن عيينة قال: قبل ابن شبرمة دخلت على أبي مسلم والمصحف ف يحجره وقد عرض السيف على فخذه فقال يا ابن شبرمة هو والله ما ترى هلك أو ملك.
أبو مسلم وابن شبرمة
وقال أن عيينة قال ابن شبرمة لما دخلت عليه قال من الرجل؟ قلت: من ضبة قال: اضربا عنقه قلت لست من ضبة البصرة أنا من ضبة الكوفة قال كل والله ردئ خليا عنه.
حدثنيه عن أبي سعيد عن محمد بن عبد الله بن طهمان عن أبيه قال: قال ابن شبرمة فذكر مثل الأول قال: فذكرت قول الفرزدق: إلى ولم أترك على الأرض حية ولا نائحا إلا استميس عقورها
لا رجوع في العتق
حدثني جعفر بن محمد قال حدثنا مزاحم بن سعيد قال أخبرنا ابن المبارك قال حدثنا رباح بن زيد أن ابن شبرمة قال في رجل يقول غلامي هذا لك ما عشت فإذا مت فهو حر فهو لفلان قال يختلف هذا عندي لأن العتق لا يرد ولا يرجع فيه فهو جائز إذا مات هذا وأما إذا قال هو لفلان بعدك فإن ملك الأول يقطع عن الآخر أنه يرجع في هذا إن شاء.
فتوى لابن شبرمة
أخبرني جعفر قال حدثنا مزاحم قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك قال حدثنا سفيان قال: كان حماد وابن أبي ليلى يقولان إذا أعطى الرجل امرأته عطية ولم تقبض بعد أن يعلم فهو جائز لها لأنها في عياله قال: وكان ابن شبرمة يقول: لا حتى تقبض وقول ابن شبرمة أحب إلى سفيان.
النفقة لمنفعة الغلام
أخبرني جعفر قال: أخبرنا مزاحم قال أخبرنا عبد الله قال أخبرنا سفيان عن ابن شبرمة قال أسأله عن بينة فإن أنفق احتسابا لم أعطه شيئا

114
وإن كان أنفق لغير ذلك أعطيته نفقته إلى أن يسعى الغلام فإذا سعى لم يكن للمنفق عليه شيء لأن نفقته لمنفعة الغلام.
الشرط جائز في العتق
أخبرنا الحسن بن أبي الربيع الجرجاني قال: أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن شبرمة قال: إذا قال الرجل لعبده أنت حر على أن تخدمني عشر سنين فله شرطه.
لا ضمان للمكاتب
وعن معمر عن ابن شبرمة وغيره قالوا ليس هذا الشرط بشيء يعني في رجل قال لرجل: كاتب عبدك هذا فإن عجز عن شيء من كتابته فعلي.
أخبرني أحمد بن علي قال: حدثني أبو الطاهر الشترجي قال أخبرنا وهب قال حدثني سفيان بن عيينة عن ابن أبي ليلى وابن شبرمة قالا: إذا قال الرجل يوم اشترى هذا الغلام أو أبيعه فهو يعني حر قالا: إن اشتراه أو باعه فهو على ما قال فقيل لابن شبرمة لم تقول ذلك في البيع قال: ليس بقول إذا مت ففلان حر فهو مثله.
أخبرني الحسين بن مصعب قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال أخبرنا ابن فضيل قال رأيت سفيان وشهد جنازة أم جار لنا ههنا قال فلما كبر الإمام الأربع انفتل سفيان فأخذ ابن شبرمة بثوبه وقال ابتدعت والله يا سفيان ابتدعت والله يا سفيان فما رد عليه شيئا.
أخبرني حسين بن محمد البجلي قال حدثنا محمد بن عمر بن وليد قال حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قيس قال سألت بن شبرمة عن رجل قال في مرضه ما قال فلان أنه له فهو على مصدق فصدقوه وأعطوه. فقال: يصدق ما بينه وبين الثلث. قال يحيى. فستحسنه.

115
أخبرنا الحسن بن أبي الربيع قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: إذا كاتب العبد وامرأته وشرط حيكما على ميتكما فمات أحدهما فهو علي الباقي منهما. وإن ماتت الأم فهو على ولدها.
أخبرنا الحسن أخبرنا عبد الرزاق قالا: أخبرنا معمر عن حماد وابن شبرمة وغيرهما من أهل الكوفة فقالوا: ليس هذا بشيء. مالك يحمل عن مالك.
الوصية في الثلث
أخبرنا محمد بن إسحاق الصغاني قال: أخبرنا محمد بن الصباح قال: حدثنا إسماعيل ابن زكريا عن مالك بن معزل عن أبي حمزة قال: دخل ابن شبرمة والشعبي والحسن علي ابن هبيرة وهو يومئذ أمير فسلم الشعبي والحسن عليه بالإمرة وقال ابن شبرمة هكذا كان يسلم على رسول الله. قال الصغاني: رأيت في كتاب أبي عبيد بخطه وقالوا عن ابن عيينة عن ابن شبرمة فمن ليس له وارث قال: ليس له أن يوصي بماله إنما له الثلث لأن المسلمين يعقلون عنه.
الشفعة
أخبرنا الصغاني قال: حدثنا قبيصة قال: حدثنا سفيان ابن أبي ليلى وابن شبرمة قالا الشفعة على رؤوس الرجال.
أول من سأل عن الشهود
أخبرني جعفر بن محمد قال: حدثنا عثمان قال: جرير عن مغيرة قال: أول من سأل عن الشهود في السر ابن شبرمة.
أخبرني جعفر قال: حدثنا موسى بن السندي الجرجاني قال حدثنا أبو النضر قال حدثنا الأشجعي عن مسعر بن كدام قال: شهد رجل عند ابن شبرمة فقال بم تشهد؟ فقال:
* شهدت بأن التمر بالزبد طيب
* وأن الثريد الأنبجاني صالح
*
فقال ابن شبرمة: وأنا أشهد: قال أبو النضر: عرف أنها شهادة زور.

116
إجازة شهادة الواحد
أخبرني عبد الله بن محمد بن حسن قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله قال أخبرني هشيم أن ابن أبي ليلى وابن شبرمة كانا يجيزان شهادة الرجل
حدثنا الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى وابن شبرمة أنهما قالا الشفعة على رؤوس الرجال.
أخبرني عبد الله بن عمرو قال: حدثني سفيان بن وكيع قال حدثنا ابن عيينة قال: سمعت ابن شبرمة يقول اتق الله تقوى بعد بر.
إسماعيل المكي ودين عليه
حدثني سليمان بن أيوب المدائني أبو أيوب قال: حدثني محمد بن سلام قال حدثني خلاد بن يزيد عن إسماعيل المكي قال: ركبني دين ألف درهم فضقت بها فكلمت ابن شبرمة وكان علي أمر عيسى بن موسى فقلت: إن وجدت لي على الأمير مدخلا فلعلي أقضى ديني هذا قال فكتب إلي أبي قد كلمت الأمير فزعم أنه يقضي دينك ويضمك إلى بيته فخرجت إلى الكوفة فأول من لقيني ابن المقفع فقال: ما أقدمك فأخبرته وقلت له بما كتب إلى ابن شبرمة فقال لي أمعلم كبار بعد هذه السن وهذه الحال أما والله لو كنت عربيا ما رضي لك بهذا.
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا أبو مسلم قال: قال سفيان: سأل بعض الأمراء ابن شبرمة ما هذه الأحاديث التي تحدثها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتاب
كان عندنا.
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا ابن عيينة عن ابن شبرمة قال: مر سليمان بطائر وهو يزق فراخه ويعلمهم الطيران فقال الطائر ليت سليمان يجلس جلسة حتى أدخل فراخي فجلس سليمان فلما أدخل الطائر فراخه أخذ الماء بمنقاره فجعل يرش الطريق لسليمان شكرا لما صنع به.

117
دعابة
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال: ذكر عند ابن شبرمة:
* ويأتيك بالأخبار من لم تزود
*
ابن شبرمة والمرزباني
فقال ابن شبرمة: يأتي بها من لم تزود ومن تزود. دعابة اه
وأخبرني عبد الله بن أبي سعد عن النميري عن علي بن إسماعيل بن هيثم عن ابن شبرمة قال: زوجت ابنا لي على ألفي درهم وليست عندي فجعلت أفكر حتى ذكرت أبا أيوب المرزباني فأتيته فقلت إني زوجت ابنا لي على ألفي درهم ولا والله ما هي عندي قال فهي لك عندنا فجزيته خيرا وذهبت أقوم فقال اجلس فإذا أعطيت المهر فلا تريد أن تعمل طعاما قال قلت بلى قال ولك ألفان قال: فذهبت أقوم فقال فما تريد جهازا قلت بلى قال ولك ألفان قال وذهبت أقوم قال فما تريد خادما قلت بلى قال ولك ألفان قال فذهبت أقوم قال مكانك فالشيخ لا يريد أن يحدث شيئا قال قلت بلى قال فلك ألفان قال فذهبت أقوم فقال مكانك أما تريد كذا فجعل يذكرني حتى انصرفت والله من عنده بخمسين ألف درهم.
إكراه ابن شبرمة على أن يعمل على الشرطة
حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم قال: حدثنا حامد بن يحيى قال حدثنا سفيان عن ابن شبرمة قال: قال لي عيسى بن موسى لتلين شرطة الكوفة كذا وكذا فإن زيادا قال إني لست أقدر على الغثيثة حتى أبطل اللحم الحي.
أخبرني أحمد بن محمد بن صعصعة قال: حدثنا محمد بن عنان قال حدثنا سفيان قال: قال ابن شبرمة قال لي ابن هبيرة قبله ما بد من أن تعمل لي على شرطة الكوفة فلما ألح علي قلت أما والله حتى تندب ظهري وتطيل حبسي فلا.

118
حدثني عبد الله بن أبي سعد قال: حدثنا محمد بن عباد قال حدثنا سفيان قال: قال سمعت ابن شبرمة يقول للوصافي قد كتبناك في العمال فقال: من يستعملني أما لا يسألني أحد شيئا إلا أعطيته.
حدثني عبد العزيز بن عبد الله الهاشمي الإمام قال: حدثنا عبد القدوس ابن أزهر الحجبي عن ابن عيينة قال جلسنا إلى ابن شبرمة أيام ولي أبو العباس الخلافة فخرج ابن أبي ليلى من عند أبي العباس فجلس ابن أبي ليلى في مجلس لم يكن له بمجلس وابن شبرمة في صدر المجلس فحدثني أحمد ابن أبي خيثمة قال: أخبرنا محمد بن سلام قال قيل لابن شبرمة ارتفع إلى الصدر قال: حيث قعدت فأنا صدر.
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا عمرو بن محمد قال حدثنا ابن عيينة عن ابن شبرمة قال: كان يجالسني محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة فقالوا إنه يستسره فقلت امنعوه.
مفاخرة ابن شبرمة ويزيد ابن عمرو
حدثني عبد الله بن عمرو بن بشر قال: حدثني عبد الله بن مروان ابن معاوية الفزاري قال: أخبرنا أبي قال: قال ابن شبرمة كان يزيد بن عمرو بن هبيرة حاسدا لولد أسماء بن خارجة وذاك أني كنت أسمر عندهم وقل ليلة إلا وأنا أذكر له ما يمنع الأمير اصلحه الله من آل أسماء بن خارجة أن يتزوج بهم وأن يتزوج منهم ولده فيقول: إن لي فيهم رأيا قال يقول أبي وما كان أبعد ابن هبيرة لو رام ذاك من آل أسماء بن خارجة أن يفعلوا. قال ابن شبرمة فلما أكثرت عليه قال اسكت كأنك لا تحسن إلا هذا قال: فكففت فجرت بيني وبينه ليلة مفاخرة فقلت إن أذن لي الأمير فاخرته قال هات قال: قلت جئني بمثل لقيط بن زرارة جئني بمثل معبد بن زرارة جثى بمثل عطارد بن حاجب جئني بمثل فلان وفلان

119
من تميم وضبة قال: أفرغت؟ قال نعم فطرح أباءه ناحية فلم يذكرهم وقال أجئك بهم ثم أجئك بهم ثم لا تقدر أن تنكرهم ولا تدفعهم جئني بمثل بدر بن عمر فحدثني بمثل حذيفة بن بدر جئني بمثل حصن بن حذيفة جئني بمثل عيينة بن حصن كابرا عن كابر يسودون ويشرفون ويحجبون قال قلت فما منع الأمير أصلحه الله منهم قال: قال فعلي أن أفعل أو كما قال.
حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثني محمد بن عمران قال حدثني الوليد ابن عثمان القرشي قال: قضى ابن شبرمة على يزيد بن مزيد فتذمر وتكلم فقال ابن شبرمة: لعل نجاد سيفك المعلق بعنقك معزل من نفسك إن ههنا لأقواما لو رأوا حقا بينا لتركوك خلف أعقابهم.
ابن أبي ليلى ومؤذن
حدثني أحمد بن زهير قال أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال: كان ابن شبرمة وابن أبي ليلى يغدوان على عيسى بن موسى فمر ابن أبي ليلى على ليث بن سليم وهو يؤذن
ويقول الصلاة خير من النوم وقد أسفر جدا فقال ابن أبي ليلى: النوم الساعة خير من الصلاة هذا الوقت فقال له ليث: الحق فإن صاحبك قد سبقك.
حدثني طلحة بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل التيمي قال: حدثني أبو عبد الرحمن العلائي قال حدثني أبي قال أخبرنا ابن أبي غالب قال حدثنا هشام قال: قال ابن شبرمة وضعت ثلاثة أشياء لم يعمل بها أحد ممن بقي بعدي. المسألة عن الشهود في السر وإثبات الحجج وتخلية الشهود.
فقه بن شبرمة
حدثنا أبو يعلى المنقري قال: حدثنا الأصمعي عن حماد بن زيد قال: ما رأيت كوفيا أفقه من ابن شبرمة.
وحدثنا أبو بكر الرمادي قال: حدثنا مسدد عن ابن داود قال: سمعت سفيان يقول فقهاؤنا: ابن أبي ليلى وابن شبرمة.

120
الإعجاب بالرأي
حدثني أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا أبو الفتح قال قال سفيان: قالوا لابن شبرمة نراك معجبا برأيك قال لو لم أعجب به لم أقض به.
حدثنا الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر قال قال أبو الزناد لابن شبرمة منا خرج العلم قال فقال له ابن شبرمة فمتى يؤوب.
حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد قال حدثنا أبو موسى الأنصاري قال حدثنا سفيان قال: سألوا ابن شبرمة بأي شيء تعرف السكران يا أبا شبرمة قال: إذا مادت رجلاه واختلط كلامه. فقال لي رجل: لم تسمع حديث صاحبك.
حدثني طلحة بن عبد الله التيمي قال: حدثني العلائي قال حدثني أبي قال: كان قاضيا باليمن يعني ابن شبرمة فلما عزل فقدم الكوفة قال لمولى له ما تسمع الناس يقولون قال: يقولون إنك خنت المال قال نحن لم نخن شيئا ويقولون غير هذا ثم سأله بعد فقال: ما تسمع؟ قال يقولون إنك لم تخن قال ألم أقل لك.
حكم لابن شبرمة
حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا بن أبي سعد قال حدثنا محمد ابن عمران قال حدثني طاهر بن الحسين الحسحاس عن المعلى بن هلال قال سمعت بن شبرمة يقول أفضل الصبر التصبر ومن بالغ في الخصومة أثم ومن قصر فيها خصم ومن لزم العفاف هانت عليه الملوك والسرر ولا يصدع بالحق من هاله غضب الرجال.
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال حدثت عن محمد بن فضيل عن ابن شبرمة أنه كان يقول لبنيه وبني أخيه لا تجالسوا السفلة فيجترئوا عليكم فإن هذه الزط ليسوا بأشجع الرجال فإنما تجترئون على الأسد لكثرة ما ترونها.
حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا أبو الفتح نصر بن المغيرة قال قال

121
سفيان: لقي ابن شبرمة جابر الجعفي فقال ما يمنعك أن تستشير؟ قال: أستشير فيما أعلم أو فيما لا أعلم فلو قال فيما تعلم فقلت فلم أستشير فيما أعلم ولو قال فيما لا تعلم لقلت لم أقضي بما لا أعلم.
حدثني عبد الله بن عمرو قال حدثني محمد بن عمران قال حدثني أبي عمران بن زياد قال: كان ابن شبرمة يقول يا حارثة هان عذابي حتى أقوم إلى بلائي.
أي الفريقين أفقه
حدثنا طلحة بن عبد الله الطلحي قال حدثني العلائي قال قال رجل من أهل البصرة لابن شبرمة نحن أفقه أو أنتم فقال نحن أطلب لأحاديث القضاء وأنتم أطلب لأحاديث البكاء.
حدثني عبد الله بن أبي سعد قال حدثنا أبو موسى الأنصاري قال حدثنا سفيان قال أقام ابن شبرمة بمكة ثلاث سنين فقال أحب أن أطوف إذا أتيت مكة يوم النحر ولم أكن طفت طوافين.
حدثني أحمد بن زهير عن سليمان بن أبي شيخ قال: حدثني حجر بن عبد الجبار قال: كان ابن شبرمة يجلس عند عيسى بن موسى فينزع نعليه فيجعلهما تحت قدمه فرآه عيسى يفعل ذلك فقال لصاحبه قل لهذا ينحى قذره عنا.
صفة رجل مستضعف
حدثني طلحة بن عبد الله التيمي عن عافية بن شبيب بن خاقان قال قال ابن شبرمة لرجل استضعفه أنت والله حجة خصمك وسلاح عدوك وفريسة قومك.
طيب هواء الحيرة
حدثني طلحة بن عبد الله عن عافية بن شبيب قال: كان ابن شبرمة يقول مبيت ليلة بالحيرة أفضل من شربة بيادرطوس
عفة جرير للضبي
حدثني أبو الأحوص القاضي محمد بن الهيثم قال: حدثنا نعيم بن حماد سمعت سفيان بن عيينة يقول سمعت ابن شبرمة يقول: رفع إلينا قال أو جاءنا مال للقسمة فما دعوت إليه أحدا إلا أجابني إلا جرير الضبي.

122
وعظ ابن شبرمة
وحدثنا محمد بن مهاجر بن موسى قال حدثنا نعيم بن حماد عن ابن المبارك قال قال ابن شبرمة: عجبت من الذي يحتمي من الطعام مخافة الداء كيف لا يحتمي من الذنوب مخافة النار.
الدنيا تغير أخلاق الناس
حدثنا أحمد بن زهير قال: أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني سفيان الحميري قال قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى وابن شبرمة أسألكما عن الرجل فتخبراني عنه بخبر فإذا بلوناه فاستعملناه لم نجده كذلك قالا: لو سألت عنه أيها الأمير غيرنا في ذلك الوقت لأخبرك بمثل ما أخبرناك ولكنها الدنيا تعرض لهم فيغترون قال صدقتما.
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا أبو الفتح قال: قال سفيان اختلف ابن أبي ليلى وابن شبرمة في النبط؛ فقال ابن شبرمة هؤلاء النبط إنما هم رقيق وقال ابن أبي ليلى فإن كانوا رقيقا للمسلمين فإني قد أعتقت نصيبي.
حجة ابن شبرمة في التعزير
حدثني محمد بن إبراهيم بن حماد قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل قال حدثنا سفيان قال كلم عمرو بن عبيد ابن شبرمة في التعزير قال عمرو: كان الحسن لا يرى التعزير قال سفيان فلقيت ابن شبرمة فقال وجدت عليه حجة من القرآن قال الله تعالى * (فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن) *.
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
حدثنا أحمد بن يوسف التغلبي قال: قال أبو عبيد أخبروني عن سفيان بن عيينة قال حدثت ابن شبرمة بحديث ابن عباس من فر من اثنتين فقد فر ومن لم فلم يفر قال إنما أنا فأرى الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فمثل هذا لا يعجز الرجل عن اثنتين يأمرهما وينهاهما.
أخبرني إبراهيم ابن أبي عثمان عن محمد بن عمران الضبي عن عمار بن أبي مالك الختني عن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال كانت دعوى

123
ابن شبرمة طينة إلى العمال يذهب بها الرجل فيأتي معه العامل فرد الطينة مرة رجل فبعث من أتى به فأتى به وقد قربت بغلته إليه ليركبها فقال ابن شبرمة: رددت الطينة مرتين خففت عنكم البون ورفعت عنكم الأعوان رددت الطينة لأضربك ضربا يكون السوط أحد أكفانك.
قال الضبي: وحدثني العباس بن هاشم عن ابن فضيل فيما احفظ قال: قال ابن شبرمة لابن أخيه عثمان بن عبد الله: تعمل على الحيرة فإنها صلح صالح عليها خالد بن الوليد.
عمر بن شبرمة
حدثني أحمد بن زهير قال: سمعت يحيى بن معين يقول: مات ابن شبرمة سنة أربع وأربعين وقال محمد بن عمران وهو ابن ست وثمانين.
تهنئة بعيد
أخبرني أبي عثمان عن الضبي عن شيخ يكنى أبا عمرو قال: دخل ابن شبرمة على عيسى بن موسى يوم فطر فقال له: قبل الله منك الفرض والسنة واستقبل بك الخير والنعمة. قال: وولى عيسى بن موسى ابن شبرمة لما قدم من سجستان المظالم وولى. ابن أبي ليلى القضاء.
حدثنا إسماعيل ابن إسحاق قال: حدثنا علي بن عبد الله قال حدثنا سفيان قال: قال ابن شبرمة: كان عيسى بن موسى يسألنا عن الرجل فنقول هو من جمال المحافل.
حدثنا إسماعيل قال: حدثنا علي قال حدثنا سفيان قال: كان ابن شبرمة يقول فلان ليس من جمال المحافل إنما هو من الزوامل.
ابن أبي سعد عن عثمان عن جرير قال: قال ابن شبرمة إذا عظمت الحلقة فإنما هو نداء أو نجاء.
أخبرني ابن أبي زهير بن أبي عثمان عن محمد بن صدقة الجيلاني عن

124
شريح بن يزيد الحضرمي عن عيينة بن سعد بن غنم الكلاعي أنه سمع عبد الله بن شبرمة يقول: اتهموا الناس فيما لا يعلمون.
قبل ابنته فأمني
أخبرني محمود بن محمد المروزي قال: حدثنا الجارود بن معاذ قال حدثنا خالد بن زياد قال سألت ابن شبرمة عن رجل قبل ابنته فأمني قال إن كان أراد منها ما أراد من أمها فقد حرمت عليه أمها وإلا فذلك من عمل الشيطان لا تحرم.
الصلاة وزن وكيل
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي قال: حدثنا أبي قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا ليث عن الشعبي قال: الصلاة وزن وكيل فمن وفى وفى له ومن نقص نقص له.
أخبرنا أبو سعد قال: حدثنا أبي قال حدثنا عبد الوارث قال حدثنا ابن شبرمة عن سالم بن أبي الجعد قال مثل قول الشعبي.
أخبرني محمد بن علي البزار قال: حدثنا محمد بن قدامة الجوهري قال سمعت سفيان قال سأل رقبة ابن شبرمة بأي شيء تعرف السكران؟ قال: إذا اختلط كلامه ومادت رجلاه.
أخبرنا الرمادي قال: حدثنا يزيد بن أبي حكيم حدثنا سفيان قال: كان حماد وابن أبي ليلى يقول إذا أعطى الرجل امرأته عطية ولم تقبضها بعد أن يعلمها فهو جائز لأنها في عياله قال سفيان: وكان ابن شبرمة يقول: لا تقبض وقول ابن شبرمة أحب إلى سفيان.
حديث المنصور ابن شبرمة
أخبرني محمد بن عبد السلام بن سليمان الغفاري قال: حدثني العباس ابن الفضيل الربعي قال حدثنا محمد بن حسان الضبي قال حدثني ابن شبرمة قال بكرت على أبي
جعفر المنصور ذات يوم وقد خرج عليه محمد بن

125
عبد الله بن حسن فبعث إليه بعيسى بن موسى فقتله فما مضى لذلك أيام حتى جاء البريد بخروج إبراهيم بن عبد الله فدخلت إليه وأنا أريد أن أشير عليه أن يصير إلى الكوفة وأخبره بمثل أهل الكوفة إلى هذا البيت وذلك أنه لم يبق منبر إلا وقد دعى لإبراهيم عليه إلا منبر الكوفة ومنبر مدينة السلام فدخلت عليه في الغلس وهو قاعد على حصير إلى شقة مسورة عليها دراعة سوداء كدروانية وعمامة وسيف في محرابه وعليه قميص له قب ورداء سوسى قد صبغة بشيء من ورس فحانت مني النفاتة فإذا في جانب البيت منارة عليها قنديل عليه مكبة قال فملت إليه فإذا ابن عياش المتوف وإذا هيلانة جاريته فلما فرغ من سبحته التفت فنظر إلى هيلانة فقال: ما فكرتك بالخنا؟ فقالت يا أمير المؤمنين إن هاتين العروسين اللنين جاء بهما إسحاق الأزرق من الكوفة الميمنية والطلحية قد ساءت ظنونهما وخبثت أنفسهما إذ لم تدعهما فتنظر إليهما وتبسط من آمالهما فقال: أحسا بالخنا والله لا أطعم الطعام الطيب ولا أشرب الشراب البارد حتى أعلم: رأسي في يد إبراهيم أو رأس إبراهيم في يدي؟ فالتفت فإذا ابن عياش يتبسم فقال: ما هذا التبسم يا ابن عياش؟ قال: يا أمير المؤمنين ذكرت بيت الأخطل في عبد الملك. قال: وما هو؟ قال قوله:
* قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم
* دون النساء ولو باتوا بأطهار
*
فقال: يا مسيب إذا خرج ابن عياش فادفع إليه رزقهم.
قال ابن شبرمة: وسمرت مع أبي جعفر ليلة وعنده إسماعيل وعبد الصمد وصالح وسليمان بنو على فتذاكروا الأكفاء من قريش فقال له إسماعيل: يا أمير المؤمنين إذا ضيقنا في الذكور واتسعنا في الإناث

126
خفنا بوار الأيامي وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال اللهم إني أعوذ بك من بوار الأيم فإلى من ترى من يتقبل بناتنا من بطون قريش يا عم؟ فقال:
* عبد شمس كان يتلو هاشما
* وهما بعد لأم ولأب
*
ثم التفت إلى المنصور فقال: يا ابن شبرمة أكفاؤنا أعداؤنا.
حدثني الحسين بن محمد بن مصعب قال: حدثنا محمد بن عمر بن وليد قال: زعم قبيصة عن عباد عن السماك قال: سمعت ابن شبرمة أو قال ابن أبي ليلى: قد والله حططنا في أهوائهم وأكلنا من ألوانهم.
ورع ابن شبرمة
أخبرني محمد بن حفص قال حدثنا عباد ابن شبرمة قال حدثنا يعقوب قال حدثنا ابن فضيل قال: كان ابن شبرمة لا يشرب النبيذ ولا يمسح على الخفين.
وحدثنا محمد بن حفص قال وحدثنا حماد قال وحدثنا ابن فضيل قال: كنت أرى ابن شبرمة يجيء فيقوم في ميمنة المسجد وحده تحت الحائط فإن اتصل الصف به قام مكانه وإن لم يتصل حتى يركع الإمام أسرع حتى يجيء فيكون مع الصف.
ابن شبرمة يقضي في مسالة بين يدي عمر ابن عبد المجيد
حدثنا الجرجاني قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر أن عمر بن عبد الحميد بعث إلى رجل من أهل الجند يستعمله على القضاء فدخل على ابن شبرمة وأنا عنده فقال له: أنا بعثت إليك لأمر عظيم عظيم فجعل يعظم له القضاء فقال له: فأي شيء أهون من القضاء؟ قال: أفلا أسألك عن شيء منه يسير؟ ما تقول في رجل ضرب شاة حاملا حتى ألقت ما في بطنها؟ قال: فما رد عليه حرفا لم يدر ما يقول فقال له ابن شبرمة: اذهب إلى أهلك أردنا أن نبلوك في رأس المائة قبل أن نبلوك

127
من العشرين فلما مضى قلت: ما تقول يا أبا شبرمة فيها؟ قال: تقوم حاملا وغير حامل ويغرم ما بينهما.
قضاء لابن شبرمة
حدثنا الجرجاني قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في رجل أمرته أن يشتري لي بمائة فاشترى له بمائة وعشرة ثم هلك قال: ذهبت زيادة هذا ورأس مال هذا قال معمر: وسألت ابن شبرمة فقال: يضمنه كله.
قضاء آخر له
وعن معمر عن ابن شبرمة في المأمونية والمنقلة والجائفة: لا قود فيهن ولا قود في كسر عظم ولا في لطمة ولكن أعطه من ماله بلطمته.
قضاء آخر له
وعن ابن شبرمة في رجل فقأ عين رجل ثم عمى قال: إن كان رفع إلى السلطان فقضى عليه فالقصاص عن عينه وإن عمي قبل أن يقضى عليه فليس له شيء وكذلك القاتل يموت أو يقتل بعد ما يقضي عليه.
وعن ابن شبرمة قال: إذا انقصت الرجل عن صاحبها فأعطاه بحساب ما نقصت أو زادت على طولها فأعطاه بحساب ذلك.
وعن ابن شبرمة: كان لا يرى للمرأة عفوا.
وعن ابن شبرمة في الحدود: لا يقبل عفو صاحبها إذا بلغت السلطان ولكن العفو في الدية أو القصاص.
وعن شبرمة قال: من اشترى جارية فوضعها على يدي رجل يشتريها فماتت قبل أن تحيض فهي من مال البائع.
وعن معمر بن طاوس عن أبيه قال: من ابتاع شيئا وبت به فأراد المبتاع أن يقبضه فقال البائع لا أعطيكه حتى تقبضني فهلك فهو من

128
مال البائع لأنه ارتهنه فإن قال: خذ متاعك فقال: دعه حتى أرسل إليك من يقبضه فهلك فهو من مال المبتاع قال معمر: فإن سكتا جميعا فإن حمادا وابن شبرمة وغيرهما لا يورثه شيئا حتى يقبضه.
الشفعة في الماء
وعن معمر عن ابن شبرمة قال: في الماء شفعة. قال معمر: فلم يعجبني ما قال.
حدوت عيب في المبيع
وعن معمر عن قتادة: إذا بعت عبدا به عيب ثم حدث عند المبتاع عيب آخر: جاز على المبتاع قال معمر: قال ابن شبرمة: يرد على البائع ويعطيه ما حدث عنده من العيب وعن معمر والثوري عن ابن شبرمة قال: إذا قال أيهم ثبت أخذت بجميع حقي ولا نأخذ إلا بالخمض. قال ابن شبرمة: فإن قال: كل واحد منهما كفيل صاحبه فهو جائز.
محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى
حدثني أحمد بن زهير بن حرب قال حدثنا محمد بن يزيد قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول: بعث يوسف بن عمر إلى ابن أبي ليلى يستقضيه على الكوفة وكانوا لا يولون إلا عربيا أو مولى فقال له أعربي أو مولى عمر بن أبي ليلى فقال أصابتنا يد في الجاهلية فقال: لو كذبتني في نفسك ما صدقتك في غيرك لم يزل العرب يصيبها في الجاهلية فقد وليتك القضاء بين أهل الكوفة وأجريت عليك مائة درهم في الشهر فاجلس لهم بالغداة والعشي فإنما أنت أجير للمسلمين.
حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا أبو سفيان قال: أول من استقضى يوسف بن عمر على الكوفة: ابن

129
أبي ليلى وأجرى عليه مائة وخمسين درهما في كل شهر.
حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال قال سفيان: قال يوسف بن عمر لابن أبي ليلى: أنما أنت أجير للمسلمين فأبرز للناس غدوة وعشية.
تولية ابن أبي ليلى القضاء
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال حدثنا محمد بن يحيى الحارثي العكندي قال أخبرني عبد الله بن الأجلح أن يوسف بن عمر قال لمقرن: اطلب لي رجلا يصلح للقضاء وليكن عاقلا صليتا قال فحدثني مقرن قال: سألت فما وجدت الخير يصح إلا على محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى والقاسم ابن الوليد الهمداني فبعثت إليهما فقلت: إن الأمير سألي رجلا للقضاء وقد وقع الخير عليكما فما رأيكما؟ فبكيا وقالا: أعفنا من هذا فقلت: إنما كنت أرى هذا معروفا فأما إذا وقع منكما على الخوف وانصرفا فلما كان من الغد جاءني ابن أبي ليلى فقال: فكرت فيما قلت ولي عيال وقد رأيت أن أرحل فيه قال قلت: اغد إلى الحيرة فإني غاد إلى الأمير فحضر فلما دخلت على يوسف قال لي: أين الرجل؟ قلت: بالباب قال أدخلوه وكان ابن أبي ليلى جميلا فصيحا فقال له يوسف: ممن الرجل؟ قال: من اليمن قال: من أي بطن؟ قال: من الأنصار قال: فأنت موضع لحاجتنا ما رأيك في القضاء؟ فقلت: أعمل بما رأيت قال: وقد وليتك قضاء الكوفة وأجريت عليك مائتي درهم واقعد للناس بالغداة والعشي إلا أن يستغنوا قال: فإن رأى الأمير أن يبعث معي حرسا حتى يقعدني في المسجد الأعظم ليراه الناس فيكون أجل

130
لي قال: يا فلان اركب معه قال مقرن: ثم قال لي: أراد ابن أبي ليلى أن يخبر الناس أنه مجنون قال: فأسر يونس بناحية ابن أبي ليلى وقربه
حدثني أبو العباس أحمد بن الشاه البزار قال: حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار عن أبي ليلى قال: دخلت على عطاء فجعل يسألني فأنكر بعض من كان عنده! فقال: ما تنكرون! هو أعلم مني.
حدثني أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الله ابن داود عن سليمان بن سافري قال: سألت منصور بن المعتمر: من أفقه أهل الكوفة؟ قال: قاضينا هذا يعني ابن أبي ليلى
حدثني أحمد بن منصور قال حدثنا مسدد قال حدثنا ابن داود قال سمعت سفيان يقول: فقهاؤنا ابن أبي ليلى وابن شبرمة.
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني محمد بن عباد قال حدثنا سفيان عن يزيد بن أبي زياد قال: ذكرت لعبد الله بن الحارث ابن أبي ليلى فقال: أشتهي أن تجيئني به فجئت به فذاكره فقال عبد الله: ما ظننت أنه بقي في الناس مثل هذا؟
فأخبرني محمد بن سعد الكراني قال: حدثنا عبد الله بن محمد الزهري قال: حدثنا سفيان قال: قال عبد الله بن الحارث: ما شعرت أن النساء يلدن مثل هذا كأنه يريد ابن أبي ليلى.
أخبرني أحمد بن علي المقرئ قال حدثنا بكر بن خلف بن بشر قال حدثنا سعيد بن أبي الحكم عن شعبة قال: قلت لابن أبي ليلى:

131
حفظت عن أبيك شيئا؟ قال: لا إلا أنه كان له تيس يطرق جيرانه.
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال حدثني سليمان بن زياد الثقفي عن أخيه يحيى بن زياد قال: قرأت في ديوان الحجاج: وممن قيل مع ابن الأشعث عبد الرحمن بن أبي ليلى مولي الأنصار.
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال حدثنا مسدد عن يحيى بن سعيد قال: قال سفيان: لقد كان ابن أبي ليلى معايي.
اعتداد ابن شبرمة بنفسه
حدثني عبد العزيز بن عبد الله الإمام قال حدثنا عبد القدوس ابن إبراهيم الحجي عن ابن عيينة قال: جلست إلى ابن شبرمة أيام ولي أبو العباس الخلافة فخرج ابن أبي ليلى من عند أبي العباس وقد تحلقنا مع ابن شبرمة وكان يعارضه فجلس ابن أبي ليلى في مجلس لم يكن له بمجلس وابن شبرمة في صدر المجلس فقال: أنا صدر المجلس حيثما كنت.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا ابن داود قال: قال ابن أبي ليلى لرجل: صليت مقاليدك يا مدائني في مسألة ذكرت.
حدثني الحسن بن صالح أن الرجل عاصم الأحول قلت لابن داود: وعاصم كان أكبر من أبي ليلى؟ قال: نعم.
حدثني أحمد بن زهير قال: رأيت في كتاب علي بن المديني عن يحيى بن سعيد قال: كان ابن أبي ليلى سيئ الحفظ.

132
حدثني أحمد قال: سمعت يحيى بن معين يقول: ابن أبي ليلى ليس بذاك.
حدثني أحمد بن زهير قال أخبرنا حفص بن عتاب عن ابن أبي ليلى قال: لا يفقه الرجل في الحديث حتى يأخذ منه ويدع.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا محمد بن يحيى قال حدثنا داود قال سمعت حسن بن صالح بعد ذكر ابن أبي ليلى فقال: إن كان لوزانا للكلام قال عبد الله: وقد رأيت ذلك منه.
عدم قبول شهادة الرافضة
حدثني أبو عقيل الأسدي يحيى بن حبيب بن إسماعيل بن عبد الله ابن حبيب بن أبي ثابت قال: حدثنا إسحاق بن منصور السلولي قال سمعت الحسن بن صالح يقول: كان ابن أبي ليلى لا يجيز شهادة الرافضة.
أخبرنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان قال حدثنا زيد بن الحارث قال حدثني معتمر بن سليمان عن عبد الله بن المبارك عن محمد بن أبي ليلى قاضي الكوفة أنه كان يرد الجارية من أكل الطين.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا حميد بن عبد الرحمن قال: سمعت حسينا يعني ابن صالح يقول: كان ابن أبي ليلى ينظر إلى نقش الخاتم فإذا خفي عليه أخرجه إلى الضوء فإذا تبين له أمضاه قال: وكان يمده فإذا انسل لم يجزه يعني كتاب القاضي إلى القاضي.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني شجاع بن مجالد قال حدثنا هشيم قال: أتيت ابن أبي ليلى بكتاب من أبي شيبة في حق كان بالشام لنا فقبل الكتاب مني ولم يسألني عليه البينة وكتب لي بحقنا ذلك إلى الشام

133
فحدثني أحوص بن المفضل قال حدثني أبي قال حدثني أبي: أول من سأل البينة على كتاب القاضي إلى القاضي ابن أبي ليلى فأعجب ذلك سوارا وقال: قد كنت أذهب إليه فكرهت أن أحدث شيئا لم يكن فأخذ به سوار.
التحري عن الشهود
حدثني أحمد بن زهير وإبراهيم ابن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ قال حدثني عبد الله بن محمد بن نزار عن عمه علي بن نزار قال: أمرني ابن أبي ليلى وهو على القضاء أن أسأل عن امرأة شهدت عنده فسألت عنها فقيل لي: إنها ترى رأي الخوارج ولها عبادة فأعلمته فقال: ذلك أجود لشهادتها.
حدثت عن محمد بن حميد عن جرير قال: كان ابن أبي ليلى لا يخرج إلى مجلس الحكم حتى يتغذى ويشرب ثلاثة أقداح نبيذ.
حدثني محمد بن أزهر بن عيسى عن علي بن الجعد قال: قال عيسى بن موسى لابن أبي لبلي إني أريد أن أحرم النبيذ بالكوفة قال إنك لا تطيق ذاك قال: ولم؟ قال: لأنه أفتاهم به فقيههم وقعبه لهم طبيبهم يعني ابن مسعود وابن الحر.
خالد بن حوشب وأمانة
حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا مغيرة ابن حمزة بن المغيرة قال: دعانا ابن أبي ليلى لي ولأبي حمزة بن المغيرة فدفع إلينا ألفي دينار لقوم فقال: تكون عندكم فقلت لا نقبلها إلا بضمان قال ابن أبي ليلى لست أدفع إلا وديعة ولكن آمر بالكيس فيفتح فقال له: إنا إن أخذناها بغير ضمان لم يطب لنا ربحها فلم نقبله فرفعه إلى خالد ابن حوشب وهو من خير رجل في الكوفة فذهب المال عنده حتى

134
شدة ابن أبي ليلى إلى أسطوانة.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن منصور قال: كان ابن أبي ليلى حين خرج إبراهيم بن عبد الله على أبي جعفر يتمثل كثيرا ببيت جرير يتقرب إلى أبي جعفر بذلك:
* وابن اللبون إذا مالز في قرن
* لم يستطع صوله الترك القناعيس
*
القنوت صلاة الصبح
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن منصور قال: حدثنا بعض الكوفيين قال: قدم قوم من أهل الكوفة إمامهم إلى ابن أبي ليلى فقالوا إنه لا يقنت بنا في صلاة الصبح فقال له ابن أبي ليلى: إما قنت بهم وإلا اعتزلهم.
إقامة الحدود في المساجد
حدثنا أحمد بن زهير قال: حدثنا يوسف بن بهلول قال حدثنا ابن إدريس قال: رأيت ابن أبي ليلى يضرب الحدود في المساجد.
القضاء بما في الوسع
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا أبو الفتح قال: قال سفيان سمعت جعفر بن محمد قال: قال ابن أبي ليلى وليت القضاء منذ كذا وكذا ما قضيت إلا بما يسعني.
ابن أبي ليلى وترجمان
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا محمد بن الحكم عن عوانة قال: كنت أخاصم إلى ابن أبي ليلى قال لي يوما: لقد تمنيتك ههنا أم ولد لرجل سنديه ليس يفهم بالعربية فأريد أن يفهما فقلت له: إن عمر أخي أرطن بالسندية مني فدعاه ابن أبي ليلى فقال: قل لهذه إن مال اليتامى لا يترك في أيدي النساء ولا بد من أخراجه من يدك إلى رجل ثقة فقال لها: يقول لك القاضي: والله لئن لم تمكنيني من نفسك لأفعلن بك ولأفعلن فصرخت فقال له ابن أبي ليلى: مالها قال هي من بلدة يعظمون السلطان فعظمت أمرك

135
عندها فقال: لا ترد هذا من أمرك بهذا قل لها ما قلت لك فأعاد عليها فصرخت وأنا أفهم ما يقول لها فقلت القود القود يا عمر خذ بيدي فلما قمنا قلت: ويلك إنما أردت أن تفضحني عند القاضي فجعل يضحك ويقول دع الخبيث.
ابن أبي ليلى وخصمان
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن محمد بن يحيى الحجري قال: حدثني ابن الأجلح قال: سمعت ابن أبي ليلى يقول: كان الناس يختصمون في الحقوق على الجهل وكل واحد يريد أن يدفع الحق إلى صاحبه فكان القاضي بينهما مثل المفتي فيتقدم إلى الخصمان فإذا توجه القضاء على أحدهما فأمرتهما أن يعود القياس لا يخرج مما ينفقه فيفتح من الظلم ما يفسد على ما أردت أن أقضي به فيصيران إلى فيتحاجان فاستقبل النظر يأتيه قال ابن أبي ليلى: والناس اليوم إنما هم بغاة.
رد شهادة من يظهر الخيلاء بغير عذر
أخبرني عمر بن محمد بن أبي الحكم بن جناد عن عطاء بن مسلم قال كنت عند ابن أبي ليلى فشهد عنده رجل بشهادة فقال اكتبوا شهادته ثم نظر إلى شعره مصففا على جبينه فقال تصفف شعرك؟ ردوا شهادته فقال: إن لي عذرا قال. وما عذرك؟ قال: إن برأسي سجاع فأنا أفاديها بهذا الشعر قال: لا بأس اكتبوا شهادته ثم نظر فإذا أظفاره فيها آثار الحناء فقال له تخضب يدك بالحناء ردوا شهادته فقال: إن لي عذرا قال: وما هو؟ قال إن لي أبا شيخا فأنا أخضبه قال: لا بأس اكتبوا شهادته ثم ولى فنظر في قفاه فإذا ثوبه يجره فقال له تجر ثوبك؟ ردوا شهادته قال: إن لي عذرا قال: وما عذرك؟ قال: إنا ثلاثة إخوة في حالنا بعض الضعف وإنا قطعنا هذا القميص على أوسطنا يتجمل به إذا خرج وإني إذا لبسته أنا أجره قال: لا بأس اكتبوا شهادته.

136
أخبرني عبد الواحد بن أبي الأزهر قال: حدثني أحمد بن خليد الكندي قال حدثنا محمد بن عيسى الطباع قال: سمعت محمد بن الحسن الهمداني يقول: كانت دار عمر بن حريث رهنا إن لم يقبضها لدين ذهبت قال: سمعت محمد بن الحسن يقول ذهبت عنهم فردها ابن أبي ليلى إلى الميراث.
أدوار العمر
حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا سفيان قال قال ابن أبي ليلى يثغر الغلام في سبع سنين ويحتلم في أربع عشرة سنة وينتهي طوله إلى إحدى وعشرين ويتكامل عقله إلى ثمان وعشرين ثم التجارب بعد ذلك.
أخبرني عبد الله بن محمد وأحمد بن محمد بن نصر عن عبد الله بن سعيد عن ابن يمان قال: كان ابن أبي ليلى لا يجيز شهادة من لا يشرب النبيذ.
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن قال: حدثنا عمرو بن زيادة قال حدثنا هشيم قال: أتيت ابن أبي ليلى بكتاب من أبي شيبة في حق كان لنا بالشام فقبل الكتاب ولم يسألني عليه البينة وكتب لنا بحقنا إلى الشام.
شهادة على شهادة
ذكر ابن شيبة إبراهيم بن أبي بكر أن حسن بن عطية حدثهم عن حسن بن صالح قال: شهدت أبن أبي ليلى وشهد عنده رجل على شهادة رجل قال ابن أبي ليلى أين الذي شهد قال: هو بالسواد ولما استفهم ابن أبي ليلى فقال أبا السواد؟ قال نعم قال قم فاكتب شهادتك:
امرأة لها زوجان
حدثني الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال: حدثنا عبد الله بن سعيد قال: أخبرني ابن فضيل قال رأيت ابن أبي ليلى أتى بامرأة لها زوجان يأتيها هذا بالنهار وهذا
بالليل فعزره في المسجد وقال لزوجها الأول خذ بيد امرأتك.

137
رجل استأجر بعيرا
أخبرني أحمد بن خالد بن عمر الكلاعي قال: حدثني أبي قال حدثنا سويد بن عبد العزيز قال: حدثني ابن أبي ليلى في رجل استأجر بعيرا فحمل عليه المكترى أكثر مما سمى أو جاوز به قال: إن مات فعليه ثمنه وإن سلم فله بحساب ما زاد.
أخبرت عن أبي عبد الرحمن المقري عن ابن عيينة قال: شهد رجل عند أبن أبي ليلى فغدا ثم شهد عنده فقال لصاحب المسائل سل عنه فقد أصابه فقر لعله قد تغير.
الخضاب بالسواد
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا يوسف قال سمعت جريرا يقول: كان ابن أبي ليلى يخضب بالحمرة بالحناء ثم خضب بعد بالسواد
وفاة ابن أبي ليلى
حدثنا أحمد بن زهير قال قال: لنا المدائني مات ابن أبي ليلى سنة ثمان وأربعين ومائة: حدثني أحمد بن حنبل قال: حدثنا الحسن بن حماد قال حدثنا طلحة أبو محمد قال سمعت أشياخنا يقولون مات ابن أبي ليلى سنة تسع وأربعين ومائة.
حدثنا أحمد قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الأعمش وابن أبي ليلى وزكريا بن أبي زائدة سنة ثمان وأربعين ومائة يعني ماتوا.
أخبرنا أحمد بن الحارث الخزاز عن أبي الحسن المدائني قال: تزوج أبو المزاحم بن أبي وجرة السعدي امرأة فتسرت عليه فاختصموا إلى ابن أبي ليلى فقال ابن أبي وجرة:
* يا أيها القاضي القليل وهمه
* والحاكم العدل السريع فهمه
*
* إنك من غسان قدما نعلمه
* وذروة البيت المنيف دعمه
*
* قد علم المظلوم أن لا تسلمه
* فظالم يأتيك أن ستفطمه
*
* وإن هذي ذات خصم تظلمه
* تبتدع التحري أو تعلمه
*
* لا تحسبن الحق شيئا تزعمه
*

138
أخبرني أحمد بن زهير قال: حدثنا محمد بن يزيد قال سمعت ابن براد يقول تقدم أبو دلامة الشاعر إلى ابن أبي ليلى يشهد عنه فقال أبو دلامة:
* إن الناس غطوني تغطيت عندهم
* وإن بحثوا عني ففيهم مباحث
*
* وإن حفروا بئري حفرت بآرهم
* ليعلم قوم كيف أصل النبائث
*
فقال المشهود له كم لك عليه قال كذا وكذا قال: وجه إلينا العشية فخذها ولا تعد يا أبا دلامة تشهد.
رد شهادة شاعر
حدثني أحمد بن زهير قال: حدثنا محمد بن يزيد قال حدثنا أحمد بن يعقوب الهمداني قال: تقدم ابن أبي وده إلى ابن أبي ليلى فقال له ابن أبي ليلى: يا حفص من الذي يقول:
* ألا يا كف حفاص
* فما تنفك قافزة
*
* تظل اليوم واللي لة
* في كفك مرتزة
*
* فلا تحبس بها الندما ن
* واشرب قهوة مزه
* قال: أنا قال تقول مثل هذا وتشهد عندي.
أنشدني أحمد بن أبي خيثمة لبكر بن مصعب المري في محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى:
* ألا يا طالبا الأم يرة والأمرة تستحلي
*
* ألا تخطب إن كن ت
* تريد الملك والدنيا
*
* إلى القاضي الذي أصب ح
* بالكوفة لا يعصي
*
* ولا تمنعك صغراه
* إذا لم تدرك الكبرى
*
* فأيا منه ما نلت
* فما أحراك أن تحظى
*
* وأن تدرك ما أصبح ت
* من ملك له تسعى
*
* فإني يا أمين الله
* وابن المصطفى مؤسا
*

139
* يولون أمرا حكما
* وقد أبلى الذي أبلى ومن شرع الإرجا ء
* بل أول من أرجا
*
* فما زال به فع لك
* حتى استحكم العظما
*
* وحتى انتحل الزو ر
* وعادي عمه كسرى
*
* وحتى قذف الأس لم
* والأنصار لا ترمي
*
* بقول كاذب فيه
* مبين كاذب الدعوى
*
* وإن غدا أبا تدعى
* له فوق أبي ليلى
*
* فحدثني الذي قال
* فإن الحق لا يخفى
*
* وإلا فاضرب العبد
* فقد أوطاكم القشوى
*
* فهل خبرت في النا س
* بقاض قبله مولى
*
فذكر حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه قال أنشدني هذه الأبيات في ابن أبي ليلى السكوني محمد بن الفضل بن الهذيل الأشجعي وزاد فيها بعد قوله:
* فإن تدرك ما أمل ت
* من ملك له تسعى
*
* فكل من ذوي صهر
* فقد أمر واستغنى
*
* ألا من مبلغ عني
* رسولا ناصحا عيشا
*
* بأن الذنب إن عي ب
* ومثل الذنب لا يرعى
*
* وإن الذنب ملعون
* إذا استسليته استسلى
*
* فإني يا أمين الله
* وابن المصطفى مؤسا) 5
* وأنتم عصبة الدي ن
* وكهف العروة الوثقى
*
* تولون أمرا حكما
* وقد أبلاكم إبلا
*
* وقد باعكم ببيعا
* بأدنى المطمع الأدنى
*
* وما أنتم من الأولا د يطربن أبي يطرا
*

140
ثم مر في الأبيات. وقال يحيى بن نوفل يهجوه:
* محمد يا حكم المسلمي ين
* وقاضينا الغوى الكريما
*
* أذكرك الله رب السما ء
* أكان أبوكم يسار حميا
*
رجل يهجو ابن أبي ليلى
أخبرنا حماد بن إسحاق عن أبيه عن السكوني قال: كان ابن أبي ليلى يشفع لأحبابه إلى عيسى فيولون الأعمال فقال يحيى بن نوفل ويقال هذيل الأشجعي:
* بنات أبي ليلى عهود معدة
* فدونك فانكح بعضهن وخذ عهدا
*
* فإنك إن تظهر ببنت محمد
* تصب ألف من شفاعته بعدا
* وتعلم علما ليس بالظن إذا رد به غردا
وقال محمد بن عمران بن زياد حدثني أحمد بن طاهر قال حدثني المعلى بن هلال قال: بعث المنصور إلى ابن أبي ليلى ليكتب له مقاتلة أهل الكوفة وفرسانهم من أهل الشرف فأتاه رجل من بني سهل فقال له ابن ليلى أقم البينة على نفسك فغضب وقال لا يقال هذا لمثلي وولى فقيل لابن أبي ليلى إنه شاعر وإنا لا نأمنه عليك فبعث في أثره فرد فقال قد عرفت نسبك فهل قلت شيئا قال نعم ولم أذكر نسبا ولا حرمة قال فما قلت؟ قال قلت:
* فإن يك قاضينا خفيفا دماغه
* فما شحمه في بطنه بقليل
*
أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن محمد الحارثي قال: حدثني محمد بن عمران بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال حدثني أبي قال لما قدم أبو حنيفة شهد عليه جماعة فأقر أن القرآن مخلوق قال: قال لي محمد بن عمران

141
وأخبرني محمد بن نافع مؤذن مسجد القاسم بن معن قال: كتب ابن أبي ليلى إلى أبي جعفر وهو بالمدينة بما قال أبو حنيفة وبما شهد به عليه وإقراره؛ فكتب أبو جعفر إن هو رجع وإلا فاضرب عنقه وحرقه بالنار؛ قال: فتاب أبو حنيفة ورجع عن قوله في القرآن. قال لي محمد ابن عمران: فحدثني وكيع قال: لما كان من الغد قال له ابن أبي ليلى: يا أبا حنيفة من خلقك؟ قال: الله؛ قال: فمن خلق لسانك؟ قال: الله؛ قال: فمن خلق منطقك؟ قال: الله قال: خصمت يا أبا حنيفة! قال: صدقت قال: فأي شيء تقول؟ قال: أتوب إلى الله وأرجع فبعث معه بن أبي ليلى أمينين من أمنائه موثوقا بهما على حلقة حلقة من حلق المسجد يقولان: إن أبا حنيفة قال: إن القرآن مخلوق فإنه قد تاب ورجع فإن سمعتموه يقول بشيء من هذا فارفعوا ذلك إلى قال وأمر به عيسى بن موسى حرسيا فقال: لا تدعه يفتي في المسجد فكان أبو حنيفة إذا صلى قال له الحرسي: قم إلى منزلك فيقول: دعني أسبح فيقول: لا ولا كلمة فلا يدعه حتى يقيمه فلما قدم إلى محمد بن سليمان جمع أصحابه وكلمه فأذن له فجلس في المسجد.
ابن ليلى وأبو جعفر
ابن أبي ليلى يتغدى عند أبي جعفر
حدثني ابن أبي سعد قال حدثني محمد بن الحسين بن محمد النخعي قال: حدثني أحمد بن عبيد بن أبي ليلى قال: قال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى تغديت عند أبي جعفر وقد ولاني الفتيا فأتى بصحفة مصببة فيها مثال رأس فقال لي خذ أيها الرجل من هذا فجلعت اضرب بيدي إلى الشيء فإذا وضعته في فمي لم أحتج إلى مضغه بسيل فلما فرغنا جعل يلعق بيده الصحفة ويلحسها فقال: يا محمد تدري ما تأكل؟ قلت

142
لا يا أمير المؤمنين! قال هذا مخ الثنيتان معقود بالسكر الطبرزد؛ تدري بكم تقوم الصحفة؟ قلت لا يا أمير المؤمنين! قال. بثلاثمائة وبضعة عشر أتدري لم لحستها؟ هذه صفحة رسول صلى الله عليه وسلم إنما أطلب البركة بذلك فلما خرج ابن أبي ليلى من عنده رفع رأسه إلي مع الحاجة فقال. يا ربيع لقد أكل الشيخ عندنا أكلة لا يفلح بعدها أبدا. غيلان بن جامع المحاربي
ابن أبي ليلى والضحاك
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن محمد بن يحيى الحجري عن ابن الأجلح عن ابن أبي ليلى قال. دخل الضحاك بن قيس الخارجي واحد الكوفة فأقام بها سنتين فقدمت إليه فقال له أعوانه. هذا من أعوان الظالمين قال. ما تقول؟ قلت. أجبرت على القضاء وأنك أمير المؤمنين وأنت لا تجبر الناس وهأنذا بين يديك. قال. إنك تكاتب الأحزاب وتكاتب أهل الشام؟ قلت. نعم قال ولم؟ قلت. لأن ثم إخوة لك ولنا من أهل الدين فيكتبون يشكون فاكتب بنصرهم وعونهم. قال. فما ينقمون عليه من ذا! قد وليتك القضاء فأقام على القضاء قال. وكادوا يقتلونني مرتين أما المرة الأولى فنجوت وأما المرة الثانية فتقدم إلى رجلان يختصمان في امرأة أحدهما يذهب مذهب الضحاك والآخر من المسلمين هذا يدعي أنها زوجته فسألتها فقالت إن هذا منافق وإني احتجت إلى هذا من أصحاب أمير المؤمنين يعني الضحاك قال. قلت إن قضيت بين هذين قتلت وأمسكت بطني وقلت للغلام. ارفع القمطر وانصرفوا حتى أنظر في ذا فلم يعودوا إلى قال ابن أبي ليلى: فقلت أنا على شرف القتل قال

143
فدخلت على الضحاك فبينا أنا أتغدى معه إذ قلت يا أمير المؤمنين ما تقول فيمن صد عن المسجد الحرام ولم يحج قط؟ قال: كافر بالله قلت: هذا يفخر على بالرزق الذي يجري ولم يحج قط أفتأذن لي؟ قال: سبحان الله أو يحل لي أن أمنعك؟ ولكن عجل على المسير قلت في نفسي: لا والله لا قدمت الكوفة وهو بها فخرجت إلى مكة وخرج الضحاك قبل أن أقدم وأخبرني أحمد بن زهير عن سليمان بن أبي شيخ قال: غلب الضحاك بن قيس الشيباني الخارجي على الكوفة فولي غيلان بن جامع المحاربي وهكذا قال أبو هشام قال: أمر الضحاك ابن قيس الشيباني الخارجي ابن أبي ليلى أن يجيز شهادة العبيد فيمن معهم فهرب إلى مكة فولت الخوارج غيلان بن جامع المحاربي.
إجازة شهادة الأعمى
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبو كريب قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول كنا في مسجد محارب وأبو حصين فجاء غيلان ابن جامع الذي كان قاضيا فقال سئل أبا حصين أكان شريح يجيز شهادة الأعمى؟ فسألته فغضب وقال: تسألني وهذا قاضي معنا؟ قال أبو بكر: منعه الخوارج فقلت. إنما أريده صالحا مسندا وغيره.
يترك الشاهد إذا نكل
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا محمد بن يزيد قال سمعت أبا بكر ابن عياش يقول: دخل الضحاك بن قيس الكوفة يوم مات أبو إسحاق الشيعي. أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا يزيد بن أبي حكيم قال حدثنا سفيان بن داود بن أبي هند قال دعانا ابن هبيرة فسألنا عن رجل اعترف ثم نكل قال: قال قلت أنا: إذا اعترف مرة قطع. وقال ابن أبي ليلى: إذا شهد مرتين قطعته وقال غيلان: يترك إذا نكل.

144
الحجاج بن عاصم المحاربي
قال أبو هشام: فلما قدم يزيد بن عمر بن هبيرة عزل غيلان بن جامع وولى الحجاج بن عاصم المحاربي حتى مات.
وهكذا أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل عن عثمان بن أبي شيبة عن إسماعيل بن أبان الوراق عن القاسم بن معن قال: ثم الحجاج بن عاصم بعد غيلان بن جامع. قال أبو بكر: وقد روى شعبة بن الحجاج عن الحجاج ابن عاصم حدثنا محمد بن أحمد بن الجنيد قال حدثنا بديل بن المجير قال أنبأنا شعبة عن الحجاج بن عاصم وأخبرنا محمد بن اشكاب قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا شعبة عن الحجاج المحاربي عن أبي الأسود عن عمرو بن حريث قال: صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقرأ * (لا أقسم بالخنس الجوار الكنس) *.
الإبراد الصلاة
حدثنا محمد بن سنان القزاز قال حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثنا شعبة عن الحجاج عن أبيه وكان قد حج مع النبي صلى الله عليه وسلم قال: حدثني رجل من أصحاب النبي عليه السلام قال حدثني رجل من أصحابه أراه عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن شدة الحر من فور جهنم؛ فأبردوا بالصلاة.
منصور بن المعتمر
قال أبو هشام: فلما مات الحجاج بن عاصم وولى ابن هبيرة منصور ابن المعتمر فجلس عشرين يوما إذا جاءه الخصمان قال: لا علم لي بأمركما فعزل.
حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال: حدثنا نصر بن علي قال:

145
حدثنا حسين بن عروة قال سمعت حماد بن زيد يقول: يعجبني ممن دعى إلى القضاء أن يفعل كما فعل منصور بن المعتمر فإنه ولى القضاء فلم يمتنع وجلس لهم فأتاه
رجلان فنظر بينهما فحكم وأتاه رجلان فقال: حتى أشاور في أمركما وأتاه رجلان فقال: ليس لي بهذا علم فضجوا حتى عزل.
أخبرني محمد بن موسى القيسي عن سليمان بن أبي شيخ قال: كان عبد الملك بن بشير العجلي على الكوفة من قبل يزيد بن عمر بن هبيرة فولى منصور بن المعتمر قضاء الكوفة وأكرهه على ذلك فجلس فلم يتكلم حتى قام وهرب إلى السواد وذلك في آخر سلطان بني أمية.
سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: قيل لوكيع أنهم يكرهونك قال يفعل كما يفعل منصور بن المعتمر لما ولاه ابن هبيرة فحدثني أبو جعفر محمد بن صالح قال حدثنا أحمد بن حواس الحنفي قال سمعت أبا بكر بن عياش يقول كتب معي منصور بن المعتمر من السواد إلى أمه وكانت أم ولد فخرجت إلى وكان هاربا طلب للقضاء فقالت لي: تطلب القضاء وتهرب؛ قال قلت: ابنك أعلم منك اسكتي.
حدثنا أحمد بن زهير وأحمد بن منصور الرمادي قالا حدثنا الأخنس عن أبي بكر بن عياش قال: كانت أمه فظة غليظة فتصيح به. يا منصور يريدك ابن هبيرة على القضاء فيأتي وهو واضع لحيته على صدره ما يرفع رأسه إليها. حدثني أبو إبراهيم الزهري عن سعيد عن أبي بكر بن عياش قال. لقيت منصور بن المعتمر بأسفل الفرات وقد هرب من ابن هبيرة لما أراده على القضاء فقال لي إيت أمي فاقرأ عليها السلام وقل لها.

146
هو سالم صالح فأتيت أمه وكانت عجوزا طويلة سمراء فقلت لها فقالت يفر من القضاء ويجالس العلوج والأنباط وهي غضبانة من ذلك.
حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي زرعة قال حدثنا أبي قال حدثنا عمر بن علي قال لما ولى منصور القضاء أبى أن يدخل فيه فوكل به أمير الكوفة فأجلسه للناس وكان الخصمان يجيئان فيقصان القصة فيقول: سمعت كلامكما وفهمت قضيتكما ولا علم لي بالقضاء بينكما ثم يسكت.
حدثني أحمد بن علي قال حدثني الحسين بن علي قال حدثنا غفار قال سمعت أبا عوانة يقول: لما جلس منصور القاضي كان يأتيه الرجل فيقص عليه فيقول له: قد فهمت ما قلت ولا أدري الجواب فيه فقال الأمير الذي ولاه: وإن هذا الأمر لا يصلح إلا أن يعين عليه شهوة.
أخبرني جعفر بن محمد قال حدثني عباس العلوي قال حدثنا محمد ابن محبوب قال سمعت أبا عوانة يقول: أراد ابن هبيرة منصور بن المعتمر على القضاء فامتنع عليه فأكرهه فلما أكرهه قعد وكان الخصمان يجلسان بين يديه فيتكلمان بحجتهما وإذا فرغا قال لهما: قد سمعت ما قلتما وما أحسن أن أجيبكما ففعل ذلك مرة أو مرتين فلما رأى ذلك عزله قال أبو بكر ومنصور ابن المعتمر أبو عتاب صاحب علم الكوفة وأستاذهم.
السند العربي
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا عبد الرزاق قال: كان معمر يقول: حدثنا منصور عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله ثم يقول: هذا السند العربي.
لقب منصور
حدثنا محمد بن عبد الرحمن الصيرفي قال سمعت محمد بن عبيد الطنافسي

147
يقول: كان سفيان الثوري إذا أخذ في حديث منصور قال: حدثنا أبو عتاب وحدثنا أبو عتاب.
حدثنا أحمد بن زهير قال حدثني قيس بن معاذ قال حدثنا بشر بن المفضل قال لقيت سفيان الثوري بمكة فقال: ما خلفت بعدي بالكوفة أمر على الحديث من منصور بن المعتمر.
حدثني أحمد قال سمعت يحيى بن معين يقول: منصور أثبت من الحكم ابن عيينة.
تاريخ وفاء منصور
أخبرني أحمد قال حدثني الحسن بن حماد قال حدثنا طلحة أبو محمد قال سمعت أشياخنا يقولون: مات منصور سنة ثلاث وثلاثين ومائة.
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا أبو معاوية غسان بن المفضل العلائي قال حدثني يحيى بن سعيد عن الثوري قال: لو رأيت منصور بن المعتمر لقلت: يموت الساعة.
ابن أبي ليلى الثانية
التولية الثانية لابن أبي ليلى
أخبرني أحمد بن زهير عن سليمان بن أبي صبيح قال: فلما جاء بنو العباس أعادوا ابن أبي ليلى وكذلك ابن شبرمة ومات ابن شبرمة سنة أربع وأربعين فيما حدثني أحمد بن زهير عن يحيى بن معين وقيل سنة خمس وأربعين ومات ابن أبي ليلى سنة ثمان وأربعين. عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وهو عبيد بن بنت محمد بن عبد الرحمن
أخبرني محمد بن زهير قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال ثم ولى أبو جعفر بعد موت ابن أبي ليلى: عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى فمات فولى جعفر شريك بن عبيد الله.

148
وكذا قال أبو هشام أيضا: ابن أبي ليلى لما مات استقضى أبو جعفر عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى حتى مات ثم استقضى أبو جعفر شريك بن عبد الله فعزله عيسى بن موسى واستقضى القاسم بن معن ولا أعلم لعبد الرحمن رواية وأكثر الرواية لأبيه بكر بن عبد الرحمن.
حديث عن الخدري
وقد أخبرني يحيى بن إسماعيل البجلي في كتابه أن الحسن بن إسماعيل البجلي حدثهم قال: حدثنا مطلب بن زيد قال حدثنا عبيد القاضي عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد الخدري أنه قال: لما سد أبواب المسجد ذهب علي عليه السلام ليخرج فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيده فقال إن هذا المسجد لا يحل لأحد أن يجنب فيه غيري وغيرك لا أعلم له رواية غير هذا.
أخبرني أحمد بن الحسين بن سعيد بن عثمان الخزاز قال حدثنا أبي قال حدثنا المطلب بن زياد عن عبيد القاضي وهو عبيد بن عبد الله بن عيسى عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد عن النبي عليه السلام مثله.
شريك بن عبد الله النخعي
نسب شريك
حدثني أحمد بن علي المقري قال نسب لنا علي بن شبرمة الحارثي شريك بن عبد الله فقال: هو شريك بن عبد الله بن أبي شريك وهو الحارثي بن أوس بن الحارث بن الأعزل بن وهب بن سعيد بن مالك من النخع.
تاريخ ميلاد شريك
حدثني أحمد بن أبي خثيمة قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عباد بن العوام قال أخبرنا شريك بن عبد الله بن سنان قال: سمعت يحيى

149
ابن معين يقول: ولد شريك بن عبد الله سنة ست وتسعين وقال: غيره: وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة.
تزكية شريك
أخبرنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد الحارث قال حدثنا موسى بن داود قال حدثنا من سمع عمار بن رزيق قال: كنت عند المغيرة فكان يأتيه شريك وسفيان والحسن بن صالح وقيس بن الربيع فقال المغيرة: ما من هؤلاء أحد أعقل من شريك.
إرغام شريك على القضاء
حدثني عبد الله بن الحسن عن النميري قال حدثني أبو نعيم قال لما دعا أبو جعفر شريكا ليوليه القضاء قال ممن أنت قال من النخع قال مالي وللنخع ثم قال: تلي مذحج يريد أن بني الحرث بن كعب منهم ثم قال: قد وليتك قضاء الكوفة قال يا أمير المؤمنين إني إنما أنظر في الصلاة والصوم فأما القضاء فلا أحسنه قال: اذهب وإلا وجهتك إلى اكشام والطاز بند قال يا أمير المؤمنين إني لا أحسنه قال: اذهب فأنفذ ما أحسنت وتكتب إلي فيما لا تحسن.
أخبرني إبراهيم ابن أبي عثمان. قال حدثني أبو خالد يزيد بن يحيى ابن يزيد قال حدثني أبي قال مر شريك القاضي بالمستنير بن عمرو النخعي فجلس إليه فقال يا أبا عبد الله من أدبك قال: أدبتني نفسي والله ولدت ببخاري من أرض خراسان فحملني ابن عم لنا حتى طرحني عند بني عم لي بنهر صرصر فكنت أجلس إلى معلم لهم تعلق بقلبي يعلم القرآن؛ فجئت إلى شيخهم فقلت يا عماه الذي كنت تجري على هاهنا أجره على بالكوفة أعرف بها السنة والجماعة وقومي ففعل؛ قال فكنت بالكوفة اضرب اللبن وأبيعه فاشترى دفاتر وطروسا فأكتب

150
فيها العلم والحديث ثم طلب الفقه فقلت ما نرى؟ فقال المستنير بن عمرو لولده قد سمعتم قول ابن عمكم وقد أكثرت عليكم فلا أراكم تفلحون فيه فليؤدب كل رجل نفسه ثم من أحسن فلها ومن أساء فعليها.
قال أبو خالد الأسلمي وبنو عم شريك الذين بنهر صرصر يقال لهم اليوم بنو كردى من آل جساس.
تولية شريك المصر الذي تعلم فيه
صرامة شريك في تنفيذ الأحكا
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ قال حدثني المغيرة بن مطرف ابن المطرف قال: قال لي شريك أرسل إلى أبو جعفر فدخلت عليه فقال: لي أين ولدت؟ قلت بفرغانة. قال فأين نشأت: قلت بهذا السواد وكنت آتي المصر أتعلم القرآن فيه. قال: فقد وليتك المصر الذي كنت تعلم القرآن فيه قلت يا أمير المؤمنين: لا علم لي بالقضاء قال: قد بلغني ما صنعت بعيسى وأيم الله ما أنا كعيسى يا ربيع يكون عندك حتى يقبل قال فقمت مع الربيع فقال لي: ليس يدعك أو تقبل ولا بد لك من ذلك فأجبت فأدخلني عليه وقال: يا أمير المؤمنين قد قبل فقال لي أبو جعفر: قد بلغني عنك صرامة فازدد قلت: فأعتمد عليك؟ قال نعم فقدمت الكوفة وعليها محمد بن سليمان ابن علي فقدم إلى كاتبه حماد بن موسى ولا أعرفه فقضيت عليه وقلت: سلم فقال: لا أسلم فحبسته فأتى مرة يخبرني أن محمد بن سليمان قد أطلقه وأنه كاتبه. فقلت هذه أول وهلة وإن ضعفت فيها لم أزل ضعيفا فختمت قمطري وقمت فدخلت عليه فقلت: إن أمير المؤمنين أمرني أن أعتمد عليه لتقوى بذلك أحكامي وإنك أضعفتها: أخرجت رجلا من حبسي والله لئن لم تردده لا يكون وجهي إلا إلى أمير المؤمنين من بساطك

151
فطلب إلي فأبيت أن أجيبه فرده إلى الحبس فكان صاحبه هو الذي كلمني فيه فأخرجه.
حدثني أحمد بن زهير ومحمد بن موسى القيسي قالا حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا عبد الله بن صالح بن مسلم قال كان شريك وهو على قضاء الكوفة خرج يتلقى الخيزران فبلغ قرية يقال لها شاهي وأبطأت الخيزران فأقام ثلاثا ينتظرها ويبس خبزه فجعل يبله فقال الغلام منهال الغنوي:
انتظار الخيزران
* فإن كان الذي قد قلت حقا
* بأن قد أكرهوك على القضاء
*
* فما لك موضع في كل يوم
* تلقى من يحج من النساء
*
* مقيم في قرى شاهى ثلاثا
* بلا زاد سوى كسر وماء
* وزادني إبراهيم الصالحي في هذه الأبيات:
* وفي تشييع خالص غير وان
* ويومي بالسلام إلى سناء
*
* فأي الناس أفحش منك حرصا
* وأظنن منك في باب الرياء
* وزادني النميري:
* تركت الفقه حين كسبت مالا
* وتشمير الإزار مع الرداء
*
حدثني محمد بن أحمد بن البراء المديني قال حدثني يزيد وجعفر ابنا محمد بن الراسيان قالا حدثنا أبو نعيم قال: هجا رجل شريكا فقال:
* فهلا فررت وهلا اغتربت
* إلى بلدة أرضها المحشر
*
* كما فر سفيان من قومه
* إلى بلد الله والمشعر
*
* فلاذ برب له مانع
* ومن يحفظ الله لا يخفر
*
* أراك ركنت إلى الأزرقي
* ولبس العمامة والممطر
*
* وقد طرحوا لك حتى لقطت
* كما لقط الطير في الأندر
*

152
ثم يقول أبو نعيم: انظروا ما يصنع بهذا شريك
هرب شريك
أخبرني أحمد بن زهير قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ قال حدثني يحيى بن سعيد الأموي قال: كنت عند الحسن بن عمارة حين بلغه أن شريكا هرب من قضاء الأهواز فقال الخبيث: استصغر قضاء الأهواز.
أنشدني محمد بن موسى عن سليمان بن أبي شيخ عن عبد الله بن صالح قال: قال العلاء بن المنهال:
* فليت أبا شريك كان حيا
* فنقصر حين ينصره شريك
*
* ويترك من تدر به علينا
* إذا ما قيل هذا هو أبوك
*
أنشدني إبراهيم بن إسحاق الصالحي للعلاء في شريك:
* لكلب الناس إن فكرت فيه
* أضر عليك من كلب الكلاب
*
* لأن الكلب لا يؤذي صديقا
* وإن صديق هذا في عذاب
*
* ويأتي حين يأتي في ثياب
* مخرمة على رجل مصاب
*
* فأخزى الله أثوابا عليه
* وأخزى الله ما تحت الثياب
*
طلب استعفاف من المعصور
أخبرني عبد الله بن الحسن عن عبد الله بن عبيدة قال حدثني عبد الله ابن عبيد الله بن العباس بن محمد قال حدثني إسحاق بن عيسى قال لما ولى المنصور شريكا قضاء الكوفة أتى أبي فقال له: استعف لي أمير المؤمنين فقال له: إني لأعزل من ذاك إن أمير المؤمنين لا يرد عن عزماته فلما توفي المنصور وولى المهدي قال له أبي: إنك كنت سألتني أن استعفى لك أمير المؤمنين فأبيت عليك وأمير المؤمنين ألين جانبا وأحرى أن يجيبنا إلى ما نسأله فإن شئت استعفيته فقال: أما الآن فإني أكره شماتة الأعداء.

153
وقال جعفر بن محمد بن عمار: ولي المهدي شريكا مع القضاء صلاة الكوفة وأحداثها فولى على شرطته إسحاق بن الصباح.
زجر من يثني على
وقال أبو هشام: سمعت يحيى بن آدم يقول لما ولي شريك القضاء كان من دعا له أو أثنى عليه زبره فلما خبر القضاء جعل من يدعو له يسكت ومن يثني عليه فيقول الدعاء الدعاء.
حدثني أحمد بن زهير عن سعدويه قال: ذكر لعباد بن العوام رجل ولى القضاء من عفافه وصلاحه فقال عباد: من ظن أنه يلي لهؤلاء شيئا فيخلون بينه وبين العدل فبئسما ظن.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ قال حدثني عبد الرحمن بن شريك قال جاءت أم شريك من خراسان فرآها أعرابي وهي على حمار وشريك بين يديها وهو صبي فقال الأعرابي: إنك لتحملين جندلة من الجنادل.
حدثنا الحسين بن جعفر البرجمي قال حدثنا منجاب قال سمعت شريكا يتمثل بهذا البيت.
* تعدو الذئاب على من لا كلاب له
* وتتقي مربض المستدفئ الحامي
*
حدثنا العباس بن محمد الدوري قال حدثنا يحيى بن معين قال حدثني منجاب قال قال رجل لشريك: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟ قال. أصبحت شاكيا غير شاك لله.
حدثني الحسين بن جعفر البرجمي قال حدثنا منجاب قال سمعت شريكا يتمثل.
* لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
* فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
*

154
* وكائن ترى من صامت لك معجب
* زيادته أو نقصه في التكلم
*
حدثني أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن أيوب قال. كنا عند شريك ابن عبد الله يوما فظهر من أصحاب الحديث جفاء فانتهر بعضهم فقال له رجل. يا أبا عبد الله لو رفقت! فوضع شريك يده على ركبة الشيخ وقال الساعون على الدين.
حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا ابن أبي شيخ قال: قال شريك لبعض إخوانه: أكرهت على أحد الرزق.
حدثني الحسين بن جعفر البرجمي قال حدثنا منجاب قال حدثني طلق بن همام قال كان شريك إذا دخل الحمام ضرب عليه ستارة.
حدثني جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ قال حدثنا أبو نعيم النخعي قال سمعت شريكا يقول: ترى أصحاب الحديث هؤلاء ليس يطلبونه لله إنما يتظرفون به.
تهمة الربيع لشريك عند المهدي وتخلصه منها
حدثني محمد بن حمزة العلوي قال حدثني أبو عثمان المازني قال حدثني إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي عن أبيه قال حدثني شريك بن عبد الله قال سعى بي الربيع إلى المهدي وزعم أني رافضي قال فأرسل إلي فأخذت أخذا عنيفا وعلى كمه لاطئة وكساء أبيض وخفان فدخلت عليه فسلمت فقال: لا سلم الله عليك! قال قلت يا أمير المؤمنين إن الله يقول: * (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) * فوالله ما حييتني بأحسن من تحيتي ولا رددتها على قال: ألم أوطئ الرجال عقبيك وأنت رافضي ملعون! قال قلت يا أمير المؤمنين مثلك لا يمن بمعروفه وأما قولك إني رافضي فإن كان الرافضي من أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم

155
وسلم وفاطمة وعليا والحسن والحسين صلوات اللهم عليهم أجمعين فأنا أشهد الله وأشهدك أني رافضي أتبعهم يا أمير المؤمنين. قال: معاذ الله ثم قال ما أحسبنا إلا وقد روعناك هاتوا بدرة فأتوا ببدرة فدفعت إلي فحملها على عنقي فلما خرجت قال لي الربيع كيف رأيت؟ قال قلت إذا شئت فعد.
تبرؤ شريك من شتم أبي بكر وعمر
أخبرني طلحة بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل التيمي قال حدثني أحمد ابن إبراهيم بن إسماعيل بن داود قال: تناظر عبد الله بن مصعب وشريك بين يدي المهدي فلم يدرك عبد الله شريكا لتبحره فقال عبد الله: مثل هذا يطأ بساط أمير المؤمنين؟ قال شريك: فمن يطأ بساط أمير المؤمنين؟ والله إني لقارئ للقرآن عالم به وبالتغيير راوية للحديث والفقه وإني لرجل من العرب متوسط في قوس فقال عبد الله: إنك تشتم أبا بكر وعمر فقال شريك: والله ما استحللت ذلك من الزبير فكيف أستحله من أبي بكر وعمر.
حدثني أحمد بن محمد بن بكر بن خالد قال سمعت داود بن راشد يقول: سمعت منصور بن أبي بكر بن أبي مزاحم يقول: اجتمع عند أبي عبد الله الحسين بن يزيد الحسن وناس من أهل المدينة فتذاكروا النبيذ فأجمعوا على تحريمه ودخل شريك فجلس فقال أبو عبيد الله لشريك: يا أبا عبد الله ما تقول في النبيذ؟ فقال: لا بأس به.
قول شريك في النبيذ
حدثنا أبو إسحاق عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر نأكل هذا اللحم الغليظ ونشرب عليه النبيذ نقطعه في بطوننا فقال الحسن بن زيد: ما سمعنا بهذا فقال له شريك: أجل والله شغلك الجلوس على الطنافس

156
في صدور المجالس أن تسمع بهذا قال ثم سكت وسكتوا.
قال أبو عبد الله لشريك تحدث يا أبا عبيد الله قال شريك: أهل الحديث أشد صيانة للحديث من أن يعرضوه للتكذيب.
موقف خطير بين المهدي وشريك
حدثني أحمد بن محمد بن بكر قال حدثني رجل من أهل نيسابور عن الحسن بن قحطبة قال: غدوت على المهدي بغلس فدخلت عليه فسلمت فرد السلام وما قال لي أقعد ثم قال للخادم: انظر من بالباب؟ قال: شريك. قال علي بجراب السيوف. قال الحسن: فاشتملتني رعدة ثم قال: ائذن له فدخل شريك فسلم فلم يرد عليه السلام ثم قال: قتلني الله إن لم أقتلك قال: ولم ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال: رأيت في النوم أني مقبل عليك أكلمك وأنت تجيبني من قفاك فأرسلت إلى المعبر فقال: هذا رجل يطأ بساطك مخالفا لك فقال له شريك: إن رؤياك ليست رؤيا يوسف بن يعقوب وإن الدماء لا تستحل بالأحلام قال: فكس المهدي ساعة ثم قال بيده هكذا: أي أخرج ثم أقبل على المهدي فكلمني ثم خرجت فإذا شريك واقف فقال لي: أما رأيت ما أراد أن يصنع هذا بنا؟ فقلت لله درك ما ظننت أنني أبقى حتى أرى في الدنيا مثلك.
حدثني أبو العيناء محمد بن القاسم قال: سمعت علي بن صالخ صاحب المصلي يقول: دخل شريك على المهدي فأراد أن يعجزه فقال: يا غلام أعطني عودا قال: فجاء بالعود الذي يغني به فلما رآه المهدي استحيي من شريك ثم قال: هذا أخذه صاحب العسس البارحة فأحببت أن يكون كسره بحضرتك ثم قال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن أمر بأمر فخالف إلى غيره فئلف الشيء؟ قال: يضمن قال فقال: يا غلام

157
اضمن ثمن العود.
أخبرنا سليمان بن الربيع بن هشام المهدي قال حدثنا الحرث بن إدريس أن شريكا دخل على هارون في أول ولايته وعنده أبو يوسف يتحاور الكلام فدخل أبو يوسف في كلامهما يريد أن ينقص شريكا فقال شريك يا يعقوب:
* هم سمنوا كلبا ليأكل لحمهم
* ولو أخذوا بالحزم ما سمنوا الكلبا
*
حدثنا أبو سعد الحارثي عبد الرحمن بن محمد بن منصور قال حدثنا الأصمعي قال: قال شريك النخعي: قلت لأمير المؤمنين: فلان أكتبه في الوجوه؟ قال: ألا قلت: أكتبه في القراء؟ قال: هي أصبغهما عليه.
أخبرني طلحة بن عبد الله أبو إسحاق التيمي قال حدثني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود قال ولي المهدي شريك بن عبد الله القسم بالكوفة وهو يومئذ قاض عليها يقسم فأعطى العربي اثني عشر وأعطى المولى ثمانية وأعطى من حسن إسلامه أربعة فضج الموالي والعجم من ذلك فجعل يسأم العجم ويسأمونه ويغيظهم ويتقونه ثم كلمه الموالي فقال لهم: أرأيتم أنتم ما حجتكم على؟ قالوا: فضلت العرب علينا بأربعة قال: هذه أربعة أخذتها من النبط فأعطيها العرب ولم أنقصكم أنتم شيئا وكان شريك دعا عيينة القارئ ليقسم معه فقال له: هذا ظلم ولست أدخل فيه قال لتفعلن أو لأؤدبنك فقال: حدثنا شريك بإسناد لم يحفظه أحمد قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام أنه بلى توزيع القسم من أهل هذا المصر رجل فغضب بين الموالي والعجم والعرب لغير وشدة قال اذهب فلا حاجة لنا في معونتك.
فأخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ عن علي بن

158
عبد الرحمن الشيباني قال: كنت بالكوفة حين قسم شريك المال الذي خرج إليه من الخليفة فأعطي العرب ثمانية وأعطى الموالي أربعة ولم يعط النبط شيئا فغضبت الموالي وسئموه فقال لهم إنما كان نصيبكم من هذا المال أربعة والعرب أربعة والنبط أربعة فأخذت ما كان نصيب النبط فأعطيته العرب فأبوا أن يقبلوه منه.
شكوى أبي يوسف وعافية وابن علاثة شريكا إلى المهدي
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال قرأت على غسان بن المفضل العلائي قال قال علي بن صالح: كان شريك بالكوفة أيام المهدي قاضيا فشكاه أبو يوسف وعافية إلى المهدي وابن علاثة وقالوا إنه لا ينفذ كتبنا ولا يلتفت إلينا فجمع بينهم المهدي فأقبل شريك وكان قد شرب نبيذا يصدمهم فقال لعافية: لقد رأيته سكرانا موضع عرفتني فيه نبيذا حتى سكر وحقر أبا يوسف في كلامه وقال لابن علاثة: من أنت ومتى كنت ومتى تعلمت؟ فلما خرجوا قال له الطوسي: يا شيخ لقد كنت حسن المنازعة جيد الكلام فقال شريك وكان عليه قباء أسود قال قال علي: وما رأيته قط إلا في قباء يا شيخ أتزعم في طولك وعرضك إني لا أستحل السواد فماذا الذي علي أليس سوادا استحييت لطولك وعرضك.
وذكر محمد بن عمران بن زياد قال: سمعت محمد بن عمر يقول: كان أبو سيف وعافية الأودي يحسدان شريكا ويقعان به ويعيبانه عند الخليفة وإذا حضر لم يشقا غباره ولم يتكلما معه فقالا له إنه فاطمي يرى شق عصا المسلمين والخروج على الأئمة ودخل شريك على نفيه ذلك قال له هارون: زعموا أنك فاطمي فقال والله إني لأحب فاطمة وأبا فاطمة

159
وزوج فاطمة وأبني فاطمة أفتبغضهم؟ قال لا قال: فما ذكر العزم في مجلسك يا أمير المؤمنين قال هارون: صدق ما ذكركم العزم فقال شريك: ما هذان وهذا المجلس أما هذا فرأيا أباه فلاسا يعني أبا يوسف وأما هذا فرأيته رائضا بالأمس فحدثت علي بن حكيم بهذا الحديث فقال: إنما كان عاملا على رستاق في حداثته.
حدثني أبو عمرو بن أبي عروة الغفاري قال حدثني علي بن آدم عن عبد السلام بن حارث قال: قلت لشريك هل لك في أخ لك تعوده؟ قال: من هو؟ قلت مالك بن مغول قال: ليس لي بأخ من أزري على علي وعمار.
خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر
حدثني أحمد بن سعيد الحمال قال سمعت أبا نعيم يقول قال: شريك: لمالك بن مغول ويح: دع عمارا لا تذكره بخير ولا بشر فقال له مالك بن مغول أتريد تشركني؟ قال فقال شريك الآن وقعت في الزلل.
حدثنا ابن يحيى الناقد قال: سمعت أبا تمام يقول: سمعت شريكا يقول إن أبغض الخلق إلى الله من أساء وأبغض من أحسن.
حدثنا علي بن حرب الموصلي قال حدثنا إسماعيل بن ذبان الطائي قال: قال رجل لشريك في شيء من أمر أبي بكر وعمر فقال: ما علمنا بعلي حتى صعد المنبر فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر فكنا نقلو لعلي كذبت قلنا لعلي صدقت.
حدثنا محمد بن عبد الله بن نوفل الكوفي قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد الفسطاطي عن عباد أبي غسان قال قال شريك ما وجدنا أحدا بفضل

160
عليا علي أبي بكر وعمر إلا مفتضحا فيما سوى ذلك منهم مغيرة وأبو الخطايا وفلان وفلان.
حدثني أحمد بن محمد بن إبراهيم السعدي قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا موسى بن طالب عن أبيه قال قلت لشريك: يا أبا عبد الله إني في ناحية ما يمكنني أن أذكر فضل أبي بكر وعمر قال: صاحبك الهم ما أدركت أحدا يفضل علي أبي بكر وعمر عليا إلا أصلبته مفتضحا قلت: يا أبا عبد الله إني لي قرابة من الرافضة أعطيهم من الزكاة؟ قال: لا.
أدب طلب العلم
حدثنا أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا محمد بن يزيد قال سمعت حمدان بن الأصبهاني قال: كنت عند شريك فأتاه بعض ولد المهدي فاستند إلى الحائط فسأله عن حديث فلم يلتفت إليه وأقبل علينا وأعاد فعاد بمثل ذلك فقال تستخف بأولاد الخلافة؟ قال: لا ولكن العلم أزين عند أهله من أن يضيعوه. قال فجثا على ركبتيه ثم سأله فقال شريك: هكذا يطلب العلم.
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال: قال موسى بن عيسى لشريك: يا أبا عبد الله عزلوك عن القضاء فقال: ما رأينا قاضيا عزل قال هم الملوك يعزلون ويخلعون. يعرض أن أباه خلع:
مناظرة بين القاسم وشريك
حدثني محمد بن أبي علي وابن أبي خيثمة قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا إسحاق بن القصار وكان من أصحاب الحديث وغيره أن القاسم بن معن حضر شريك بن عبد الله عند موسى بن عيسى فقال القاسم لشريك: ما تقول في رجل رمى رجل بسهم فقتله فقال: يرمي بسهم فيقتل؛ قال له القاسم: فإن لم يقتله أيرمي بآخر؟ قال: نعم

161
قال: أفنتخذه غرضا؟ فقال له شريك: لم تموق فقال القاسم: يا عبد الله هذا ميدان لا نجاريك فيه أنت فيه سابق يعني البذاء.
رأي شريك في النبيذ
حدثني محمد بن القاسم بن خلاد قال حدثني العتبى قال قال رجل لشريك: يا أبا عبد الله ما تقول في النبيذ؟ قال: اشرب منه ما وافقك ودع منه ما حنى عليك وذمه إذا ذمه الناس ولا تنصره فبئس المنصور والله هو.
أخبرنا أحمد بن إسحاق الموصلي قال فحدث شريك يوما عند أبي عبيد الله بحديث فقال عافية القاضي: ما سمعنا هذا الحديث فقال شريك: وما يضر عالما إن جهل جاهل.
أخبرنا سليمان بن الربيع بن هشام المهدي قال حدثنا الحارث بن إدريس قال: كنا عند شريك وعنده عصابة فجاء غلام عليه صوف فتخطى حتى جلس إلى جانب شريك فقال شريك: ممن أنت فانتهى إلى الأنصار فقال شريك:
* لئن فخرت بآباء مضوا سلفا
* لقد صدقت ولكن بئسما ولدوا
*
وصف شريك للزنديق
حدثني طلحة بن عبد الله التيمي قال حدثني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن داود قال موسى بن عيسى لشريك: بلغني أنك تورث بني البنات قال نعم. قال إني لأظنك زنديقا! قال: الزنديق يشرب الخمر وينكح حرم أبيه ولم أفعل أنا ذاك قط فكيف أكون زنديقا؟ قال غضبت يا أبا عبد الله قال: إنك لم تعن غيري.
وذكر مسلم بن جنادة عن أبي نعيم قال كان شريك لا يجيز شهادة الرافضة ولا المرجئة قال أبو نعيم ونظر شريك إلى رجل يقال له زكريا

162
ابن يحيى فقال له شريك: ألست الذي يقول: الصلاة ليست من الإيمان في شيء؛ ارجع فلا شهادة لك عند ي
ذكر شريك لفضائل على
أخبرني محمد بن القاسم بن خلاد قال سمعت العيني يقول: تحدث شريك يوما ببغداد في دار المهدي بفضائل لعلي بن أبي طالب فأكثر فلما قام قال له رجل من الكوفيين: يا أبا عبد الله جئت اليوم بالدر قال بماذا؟ قال بفضائل على قال فكيف لا أتحدث بفضائل رجل كان يشبه بعمر بن الخطاب فأفسدوا والله عليه كلما سمع.
وأخبرنا عبد الله بن سليمان الطلحي جارنا قال حدثنا عبد الرحمن ابن هانئ أبو نعيم النخعي عن حفص بن غياث قال: كان شريك يقول من زعم أنه كان في الشورى خير من عثمان فقد خون أصحاب محمد صلى صلى الله عليه وسلم قال الطلحي: فحدثت به عبد الله بن داود الجرمي فقال رحم الله عثمان ورحم الله شريكا أنا أقول كما قال. وبلغني عن زيد بن أخرم عن عبد الله بن داود قال سمعت سفيان يقول: أي رجل أفسدوا يعني شريكا.
ترجيح شريك على معمر
وحدثت عن داود بن رشيد عن عباد بن عمار قال قدم علينا معمر وشريك فتركنا معمرا وكتبنا عن شريك قلت له: لم؟ قال: كان أرجح عندنا منه.
وحدثت عن أبي همام عن علي بن الحسن بن سفيان عن ابن المبارك قال: بقي بالعراق رجلان: شريك وشعبة؛ فلما بلغ سفيان أن شريكا استقضى قال: أي رجل أفسدوا.
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني أبي قال قل لأبي شيبة القاضي: قد ولى شريك قضاء الكوفة

163
قال الحمد لله الذي لم يجعله من أصحاب حماد إنه لوفد أبا بكر أصحاب حماد وأنتم ما تنكرون.
شريك وكاتبه أبو إسرائيل
حدثنا أحمد بن أبي حسن قال أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال كان لشريك كاتب يقال له أبو إسرائيل وهو اسن من شريك فجاء شريك يوما إلى مجلس القضاء. وقام يركع فدنا رجل من الكاتب فسأله عن شيء من أمر القاضي قال: متى يجلس أو نحو ذلك فانفتل شريك فقال ضع قلمنا والحق بأهلك فغضب أبو إسرائيل وقال: ما شيء أغيظ إلى من قوله ضع قلمنا ليت ذلك القلم في عينيه.
شرب النبيد
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني يحيى بن سعيد الأموي قال كنت عند الحسن بن عمارة حين بلغه أن شريكا هرب من قضاء الأهواز فقال الخبيث استصغر قضاء الأهواز. وبلغني عن زيد بن أخرم عن داود قال سمعت شريكا وقيل له: لم ترد شهادة فلان قال: كان ينافر فلانا. قال ابن داود: ودعانا مجاشع ودعا حسنا وعليا ابني صالح وشريكا فأكلوا فطلب شريك نبيذا فلم يكن عندهم فبعث إلى أهله فأتوه فبعث فشرب فتكلموا يومئذ ولم يتبين فيما تكلموا فاستعلاهم شريك.
غضب القاضي
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النصيري قال قال إسماعيل بن حماد عن القاسم بن معن قال: كنت أرى شريكا يغضب على الخصم فأعجب من غضبه وأقول: أمره نافذ وقوله جائز ففيم الغضب فلما وليت القضاء جعلت أكلم الخصوم فلا أغضب فإذا ورد على الأمر لا أعرفه غضبت فإذا

164
شريك إنما كان يغضب مما يرد عليه مما لا يعرف الجواب فيه:
شربك وحرسي
حدثني أحمد بن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيخ قال حدثني أبي قال: دخلت سكة البريد بواسط في حاجة لي فلما خرجت تلقاني شريك على دابة من دواب البريد معه حرسي على دابة أخرى فدخل السكة فرجعت فسلمت عليه فعرضت عليه الحاجة فقال: إن كان بينك وبين صاحب البريد معرفة فكلمه يحبسني ما قدر عليه فإن هذا الحرسي قد أتعبني فكلمه فحبسه ثلاثة أيام والحرسي يعجله حتى حمله بعد ثلاث فمضى به إلى الأهواز فأجلسه على القضاء فجلس فجعل لا يتكلم حتى قام فهرب واختفى ويقال إنه اختفى عند الوالي وهو محمد بن الحسن العبدي.
الفتوى في دار بلال
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا يزيد بن نوح النخعي وكان من أعوان شريك قال: قدم ابن إدريس إلى شريك في وصية. فأمر به إلى الحبس والحبس يومئذ في دار بلال فالتفت إلى شريك وهو يذهب به إلى الحبس يقول الحكم في كذا وكذا يفتيه فقال له شريك: أنت بهذا أهل دار بلال.
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال حدثني عبيد بن إسحاق العطار قال: قال رجل لشريك: يا أبا عبد الله ما تقول في التعزية عند القبر وقد عزي الرجل قبل ذلك؟ فضحك شريك وقال: هذا ينبغي أن يشهد بالموافاة يعني بمجيئه.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن ظفر بن سهل قال قال شريك: الجوع يمص الداء.

165
رجل عنده أمانة
وأخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن ابن أبي شيخ قال: كان عمر بن صالح الحنفي وأصحابه أصحاب خصومات ولبس فكانوا يتقدمون إلى شريك فغدا لهم شاهدا فقال له عمر: إن ابن مدان صاحب الصلاة فقدموه ليشهد لهم مرات فقال لهم شريك: حجوا الآن على هذا واعتمروا.
قال ابن أبي شيخ: جاء رجل إلى شريك وهو على القضاء بكيس فقال إن رجلا من أهل خراسان خلف عندي هذا وأول عبيه وخرج للحج فلم يرجع قال فنريد ماذا؟ قال تصيره: عند بعض أصحابك إلى أن يجيء صاحبه فقال له شريك: بلغك أني مأوى الضالة! وأبي أن يقبله.
قال ابن أبي شيخ وكان بالكوفة رجل يتولى لكندة يقال له أسد وكان قهرمان إسحاق ابن الصباح وكان يذهب بنفسه حدا فتقدم إلى شريك في شهادة فقال له شريك: المنى قال النبطي: قال شريك غليظ الكبد مثل صاحبه يعني إسحاق بن الصباح وإنما أراد شريك أن يقول: لكبدي فراطنه بالنبطية. وسبطه.
حدثني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ قال حدثني إسماعيل بن حماد عن أبي حنيفة قال: قلت لمحمد بن الحسن الشيباني: أما ترى قول الناس في شريك مع كثرة خطئه وخطله فقال: ويحك أهل الكوفة كلهم معهم فغضب لهذه العرب معهم فهم معه ويتبع لهؤلاء الموالي الحمقى فهم معه.

166
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري قال تقدم إلى شريك محمد بن الصباح وحماد بن أبي حنيفة فشهدوا عنده بشهادة فلما نظر إليهما قد أقبلا قال ها هنا ها هنا إلي يرفعهما في المجلس فعلم أنه قد رد شهادتهما فانثنى محمد منصرفا وجلس حماد بين يديه فقال بأي شيء تستحل رد شهادتنا؟ قال: بتصدرك وتصدر أبيك في هذا المسجد تدعوان إلى البدع وخلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شريك وقارورة غالية
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني عبد بن إسماعيل الهباري قال حدثني من أصدق قال: كنا نزولا في علو شريك في أسفل العراق فكان ربما أرسل إلينا في الحاجة يريدها فانصرف يوما من عند الخليفة وقد غلف لحيته بالغالية فأرسل إلينا يطلب قارورة واسعة الرأس وأشرفت عليه وإذا هو يسلت الغالية في القارورة وكان بخيلا قال فأجازه بعشرة ألف درهم فأرسل إلينا يطلب نطعا فوجهنا به إليه ثم أشرفت عليه فإذا هو قد أخرجها وجعلها في النطع ونام عليها ثم رد ما في الأكياس بعد. قال
: خلف شريك ثلاثمائة ألف درهم وما فيها دينار واحد.
النبطي ليس له ولاء
أخبرني محمد بن موسى القيسي قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني عمرو بن سليمان العطار. قال قدمت الكوفة أثبت عند شريك دارا لنا في بني تميم فقدمت إليه شاهدين: كاملا أبا العلاء وهو رئيس بني تميم وميمون الزعفراني وكان يتولى بني تميم وله ابن يقال له غصن يتفقه من أصحاب أبي حنيفة فلما قعدا أقبل شريك على كامل فقال: كيف أنتم يا أبا كيف الحي؟ ثم أقبل على ميمون فقال أبا القاسم بن مسافح من أبيه يقول بالبطة كيف أنت ما جاء بك؟ يعني أنه نبطي ليس له ولاء فاستحيا ميمون وتغير وجهه.
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري قال: ابتاع شريك من رجل

167
شريك يتكلم بالنبطية
مملوكا جارية أو غلاما وكرهه فرده بعيب فقال له البائع: لا ترده فأنا اربح لك فيه دنانير قال: أو تفعل؟ قال نعم قال فكرهه وهب ولم يعرضه فدعى به شريك فقال: ألم تقل إنك تربحه فيه قال: بلى قد قلت ذلك قال فأين الربح؟ قال: ما عرضته فعرضه فعلم شريك أنه قد وجب عليه فنظر إلى ذلك الرجل يكلم رجلا فقال له شريك بالنبطية: ازداهر من أربا يعني الأسد.
أخطأ فأصاب
وأخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن ابن أبي شيخ قال حدثني بعض الكوفيين قال: قال رجل لشريك: رجل لا يرى القنوت في الفجر فأراد ألا يقنت فيها فقنت فقال شريك: أراد أن يخطئ فأصاب.
حاجب وقاضي
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن عبيد الله بن عامر قال: كان شريك لا يخرج إلى مجلس القضاء حتى يأكل ويشرب ثلاثة أقداح فقال له وليد المنادي الذي كان ينادي له: أيها القاضي أسقنى من نبيذك لأنظر كيف هو فغداه معه وسقاه ثلاثة أقداح ثم غدا إلى المسجد فجلس وقال له يا وليد ادع فلان بن فلان فدعا فجعل الابن للأب والأب للابن وجاء خصمان فقال شريك: يا وليد جأ عنقه فوجأ عنق الآخر فقال يا وليد انطلق فنم في أصل تلك السارية وإلا والله جلدتك الحد.
تاريخ وفاة شريك
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال سمعت الحسن بن حماد يقول مات شريك وأنا شاهد بالكوفة سنة سبع وسبعين ومائة.
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري أن أعرابيا قدم على شريك فسأله عن حديث بربرة فقال:
* أتيتك ممتارا من العلم بلغة
* لمن ليس يدري أي رجليه أطول
*

168
* يظن بأن الحمل في العطف نائب
* وأن الذي في داخل البئر جردل
*
* فإن كان حظي من حديثك ما أرى
* فمن عمر نوح ما أرى منك أرذل
*
قال النميري وقال عبد الله بن المبارك:
* يا جاعل الدين له مأربا
* يصطاد أموال المساكين
*
* لا تبع الدين بدنيا كما
* يفعل ضلال الرهابين
*
* احتلت للدنيا ولذاتها
* بحيلة تذهب بالدين
*
* فصرت مجنونا بها بعدما
* كنت دواء للمجانين
*
* أرزوا بابك وألقوك في
* لزوم أبواب السلاطين
*
* تقول أكرهت وماذا الذي
* زل حمار العلم في الطين
*
الاقتصاص من خادم الخيزران
وبلغني عن عمير بن هياج بن سعيد الهمداني ابن أخي مجالد قال: كنت في صحابة شريك فأتته يوما وهو في منزله فخرج في فرو ليس تحته قميص عليه كساء فقلت قد أضحيت عن مجلس الحكم فقال غسلت ثيابي أنتظر جفوفها فجلسنا نتذاكر باب العبد يتزوج بغير إذن سيده وكانت الخيزران قد وجهت رجلا من النصارى على الطراز بالكوفة وكتبت إلى عيسى بن موسى لا تعص له أمرا فخرج من زقاق النخع عليه خز وطيلسان على برذون فاره ورجل بين يديه مكتوف وهو يقول واغوثا بالله ثم بالقاضي وإذا آثار السياط في ظهره فسلم على القاضي فقال له له أنا رجل أعمل الوشي وأجرة مثلي مائة في الشهر أخذني هذا منذ أربعة أشهر فأجلسني في طراز يجري على القبوت وعلى عيال قد ضاعوا فأفلت اليوم منه فلحقني ففعل بظهري ما ترى فقال: يا نصراني أجلس

169
مع خصمك قال أصلحك الله هذا من خدم السيدة فمر به إلى الحبس قال: قم ويلك فاجلس معه فقام فجلس معه فقال: هذه الآثار التي بظهره من أثرها؟ قال أصلحك الله إنما ضربته أصواتا بيدي وهو يستحق أكثر من ذلك فدخل شريك داره وأخرج سوطه ثم ضرب بيده إلى مجامع ثوب النصراني ثم قال للرجل: انطلق إلى أهلك ثم رفع السوط فجعل يقول يا طبجي قدمن فاجمل والله لا تضرب المسلمين أبدا فهم أعوانه أن يخلصوه من يده فقال من هنا من فتيان الحي خلا هؤلاء فاذهبوا بهم إلى الحبس فهربوا وجعل النصراني يبكي ويقول: ستلم من ألقى السوط من يده وقال: يا أبا حفص ما تقول في العبد يتزوج بغير إذن مواليه وأخذ فما كنا فيه وقام النصراني فقلت له: أخاف عاقبة هذا الأمر قال: اسكت من أعز أمر الله أعزه فذهب النصراني إلى عيسى بن موسى فشكا إليه فقال: لا والله ما أتعرض لشريك ومضى النصراني إلى بغداد فلم يعد.
الجريرية وموسى
وقال عمر بن هياج: أتت شريكا امرأة من ولد جرير بن عبد الله وهو في مجلس الحكم فقالت: أنا بالله ثم بالقاضي أنا امرأة من ولد جرير ورددت الكلام فقال: أيها عنك الآن من ظلمك؟ قالت: الأمير موسى بن عيسى كان لي بستان على شاطئ الفرات ورثته عن آبائي وفيه نخل فقسمته بيني وبين اخوتي وبنيت حائطا وجعلت فيه فارسا يحفظ النخل فاشترى الأمير من إخوتي حقوقهم وسامني أن أبيع فأبيت فلما كان في هذه الليلة بعث بخمسمائة فاعل فقلعوا الحائط فأصبحت لا أعرف من محلتي شيئا فختم طينة ثم قال لها: امض إلى بابه حتى يحضر معك فجاءت المرأة بالطين فأخذها الحاجب ودخل على

170
موسى فأعلمه فبعث بصاحب الشرطة إليه وقال: يا سبحان الله امرأة ادعت دعوى لم تصح أعديتها على! فقال له صاحب الشرطة: أعفني فأبي فخرج وأمر غلامه أن يتقدم إلى الحبس بفراش وغيره فأدى الرسالة إلى شريك فقال خذوا بيده فقال قد تقدمت بما احتاج إليه وعلمت أنك ستفعل وبلغ الخبر موسى فوجه محاجيه فقال: هذا من ذاك ما على الرسول فألحقه بصاحبه فبعث إلى إسحاق بن الصباح وجماعة من الوجوه فقال امضوا إليه فقد استخف بي فمضى وهو جالس في مسجده بعد العصر فلما أدوا الرسالة قال مالي لا أراكم جئتم في غبرة من الناس من ههنا من فتيان الحي يأخذ كل رجل بيد رجل إلى الحبس قالوا: أنت جاد؟ قال: حقا حتى لا يمشوا برسالة ظالم فركب موسى إلى الحبس ليلا فأخرجهم فبلغ شريكا فختم القمطر وتوجه إلى بغداد فركب موسى في موكبه فلحقه بقنطرة الكوفة فجعل يناشده الله ويقول تسببت وانظر إخوانك تحبسهم قال: نعم لأنهم مشوا لك في أمر لم يجب أن يمشوا فيه ولست براجع أو يردوا إلى الحبس جميعا وإلا مضيت إلى أمير المؤمنين فاستعفيته فأمر بردهم إلى الحبس وجاء السجان فأخبره ثم أمر أعوانه أن يردوا موسى إلى مجلس الحكم وجلس له وللجريرية ثم أخرج أولئك من الحبس وحكم عليه برد حائطها ثم قام فأجلسه إلى جنبه وقال: السلام عليك أيها الأمير.
حدثني فضل بن الحسن المصري قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا يحيى بن سعيد الأموي قال سمعت شريكا أرسل إلى إسحاق بن الصباح فقال له: القضاء لي بحذافيره وإنما أنتم على المحارم.
عزل شريك
حدثني الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا أحمد بن عثمان قال

171
حدثنا محمد بن عيسى الوابصي قال سمعت شريكا يقول: ما سألتهم درهما قط حتى نبذوني.
حدثني الحسين بن محمد بن موسى: فإنما ركب إليه شامتا فلما دخل عليه قال: يا أبا عبد الله لقد اغتممنا بعزلك قال: إن الخلفاء تخلع وتعزل إن الخلفاء تخلع وتعزل.
حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب قال حدثنا محمد بن مسلم قال سمعت شريكا يقول جاء جعفر الأحمر فشهد عند شريك فلما شهد قال: يا أبا عبد الله كيف أنت كيف الحال؟.
حدثنا الحسين قال حدثنا قاسم بن وهب قال أخبرنا أبو غسان عن دبيس الملائي قال قلت لشريك: قد أهلكت الناس في الدادي فقال إن كنت لا أرد شهادتهم إن سألوني عن الخليفة وألحق لنجاز يريدون به دفع الربح وقالوا لو أرادوا النفي بما ألحقت لأفسدته عليهم.
ابن إدريس وشريك
حدثني إدريس إلى شريك في دين له عليه فقال ابن إدريس لشريك إنه ربا فقال له شريك: حين أخذته لم يكن ربا فلما أردت أن تعطيه صار ربا اقض بهذا في حاكة الزعافر لا يؤديها إلا من الحبس قال ثم قال: خذ بيده فأرده في حلق المسجد فقل: هذا عبد الله بن إدريس زعم أنه يأكل الربا فرأيته يدرر به في المسجد.
حدثني حسين بن محمد البجلي قال حدثنا محمد بن عمر بن وليد قال حدثنا محمد بن سعيد قال حدثنا حفص بن غياث قال كنت عند شريك

172
مخاصمة بين عبد وسيده
على بابه إذ جاء رجلان فقال أحدهما: أيما شريك؟ فأومأت إليه: هذا شريك فقال هذا عبدي وهو يدعي الحرية فقال: أعطه كفيلا ويعطيك كفيلا حتى تأتيا المجلس فقال عبدي وأعطيه كفيلا ورفع صوته على شريك فقال نعم تعطيه كفيلا وما أراك إلا ظالما قال: لا والله ما أنا بظالم ولا والدي بظالم قال: ومن أنت؟ قال أنا فلان ابن فلان ابن فلان ابن عمار بن ياسر قال حفص: فرأيت شريكا استرخى وتواضع فعلمت أن السعية قد نجحت فيه وقال رحم الله عمارا وكلمه بكلام لين وأخبره أنه كذا يفعل.
سهنا فأصاب
حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار عن أبيه قال: قال رجل لشريك
ما تقول في رجل سهى يقنت في صلاة الصبح فقال شريك هذا سهى فأصاب وبلغني عن منصور بن أبي مزاحم قال قال الربيع بين يدي المهدي لشريك: قد بلغني أنك حبيت أمير المؤمنين فقال له شريك مه لا تقولن ذاك! لو فعلنا ذاك لأتاك نصيبك.
شاعر يشرب النيذ
أخبرنا أحمد بن يحيى ثعلب قال ذكر الأصمعي قال: شهد رجل عند شريك بشهادة فقال المشهود عليه: إن هذا يشرب النبيذ قال نعم وأنا الذي أقول:
* إذا ما النفس جاشت
* فارمها بالمنجنيق
*
* بثلاث من نبيذ
* ليس بالحلو الرقيق
*
* يدفع المعدة دفعا
* ثم يجري في العروق
*
قال: قم يا شيخ فأثبت شهادتك فقد أجزناها.
وحدثنا حماد بن إسحاق الموصلي قال: أنشدني محمد بن عمر الجرجاني

173
لشريك بن عبد الله في إسحاق بن الصباح حين ولى الكوفة:
صلى وصام لأمر
* صلى وصام لدنيا كان يطلبها
* فمن أصاب فلا صلى ولا صاما
*
الاعتذار عن تولي القضاء
قال ويقال إن شريكا لم يقل قط غير هذا البيت.
أخبرني محمد بن زكريا بن دينار قال: حدثنا علي بن الحسن الشبرمي ابن أخت شريك لما دعا المهدي شريكا ليوليه القضاء قال له شريك: لا أصلح لذلك. قال: ولم؟
قال إن بي نتا قال: عليك بمضغ اللبان قال: إني حديد قال قد فرض لك أمير المؤمنين فالوذجة توفرك قال: إني أمرؤ أقضي على الوارد والصادر قال اقضي على وعلى ولدي؛ قال: فاكفني حاشيتك قال: قد فعلت.
في يوم الشك
أخبرني محمد بن زكريا بن دينار قال حدثنا محمد بن إبراهيم مولى بني هاشم قال دخل شريك على هارون الرشيد في يوم الشك والفقهاء عنده فلم يزالوا جلوسا إلى أن زالت الشمس فرفع الخبر إلى هارون إن الهلال لم يره أحد وبين يديه تفاح فطرح إلى كل رجل منهم تفاحة فأكلوا وطرح إلى شريك فلم يأكل فقال أبو يوسف يا أمير المؤمنين إنه يخالفك وقد أبى أن يأكل قال: يا أمير المؤمنين هو والله خالفك وأصحابه إنما أنت إمام ونحن رعية وإذا أفطرت أنت أفطرنا وليس لنا أن تتقدمك قال: صدق شريك ثم أكل هارون وأكل شريك.
إنا خادم زنديق
حدثنا أحمد بن علي صاحب الأوزان قال حدثنا أبو همام قال كان سعيد بن عبد الرحمن الجمحي قاضيا وكان ينزل السبت فجاء قوم فشهدوا على ضرار أنه زنديق قال: قد أبحت دمه فمن شاء فليقتله فقال شريك: ماذا تقول؟ قال: ينادي على ضرار قال: الساعة خلفته عند

174
يحيى بن خالد أراد أن يعلمهم أنه عندهم وهم ينادون عليه.
أخبرني أحمد بن علي قال سمعت أبا عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر يقول: سمعت إسماعيل الطلحي يحدث عن عبد الرحمن بن شريك قال: جاء كتاب أبي جعفر إلى أبي وهو في مجلس القضاء ففتحه فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أبي جعفر أمير المؤمنين إلى شريك بن عبد الله فقال الذي جاء به اقرأ فصاح به: يا أحمق الناس وأنت تصلح لهذا الأمر؟ أقرأ عليك كتابي تعرف ما فيه. قال يفرغ الآخر من كلامه وقال للخصوم انصرفوا وقال: ليس هذا يوم قضاء وثبت مكانه حتى الظهر ودخل فتوضأ ثم خرج فصلى العصر وثبت مكانه حتى صلى العشاء ثم دخل فقال: أستخير الله ثلاثا ثم قال لابنته: أشعلي النار فلما توجهت النار قال أستخير الله ثلاثا ثم ألقاه وبكى وقال: والله لو فعلت ما كان إلا النار النار النار. فما أخبرنا في شيء مما كان فيه حتى مات.
القاسم بن معن
جود القاسم
حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال عزل شريك عبدا لله وولى القاسم بن معن عزله موسى بن المهدي.
أخبرني إبراهيم ابن أبي عثمان قال: حدثني أبو بشر القاسم بن مهراويه قال أخبرني عبد الله بن أبي يعقوب الكاتب قال: كان القاسم بن معن من أشد الناس افتنانا في الآداب كلها وكانت له مروءة فكان لا يعدم أصحابه منه البر الكثير من باكورة وغيرها في كل يوم يحمل إليهم نوع من الفاكهة أو من خبيصة أو من فالوذجة أو ضرب من هذه الضروب فإذا لم يكن عنده شيء بعث إليهم بمن مبتلة مبردة فعلموا أن ليس عنده شيء غيرها فبينما أصحابه عنده يوما في أول باكورة الرطب إذا أتى برطب كثير فوضع بني أصحابه فجعلوا يأكلونه ورجل منهم يأكل

175
من الرطب ويلقى النوى بين يدي صاحبه الذي يليه فالتفت القاسم إلى غلامه وقال: يا غلام هات الكيس فجىء به فقال: أعد النوى بين يدي صاحبي وأعط كل رجل بين يديه لكل نواة درهمين فقال الرجل: جعلت فداك أنا كنت آكل وألقى النوى بين يدي صاحبي قال: قد رأيت ذاك فهو الذي جلب عليك هذا.
القاسم والشعراء
قال وكان القسم بن معن يناظر في الحديث أهله وفي الرأي أهله وفي الشعر أهله وفي الأخبار أهلها وفي الكلام أهله فقال لأصحاب الشعر: أنا والله أستريح إليكم فاجعلوا مناظرتكم إياي بعقب أصحاب الحديث حتى تغسلوا عني وضرهم.
حدثني محمد بن الجهم النحوي قال حدثنا يحيى بن زياد الفراء قال حدثني القاسم بن معن عن الأعمش قال: قلت لأبي وائل: أشهدت صفين؟ قال نعم وينسب الصفون قال الفراء وكان القاسم بن معن يعني بمثل هذا وأشباهه.
تشرف بمجالسة أبي حنيفة
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني حجر بن عبد الجبار قال قيل للقاسم بن معن: أترضى أن تكون من غلمان أبي حنيفة؟ قال: ما جلس الناس إلى أحد أنفع من مجالسة أبي حنيفة.
أخبرنا عبد الله بن أبي الدنيا قال حدثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني قال أخبرني شيخ من أهل الكوفة قال أقبل أبو التلاد يوما من عند القاسم بن معن فقيل له: من أين أقبلت؟ قال: من عند القاضي القاسم بن

176
معن صادفت والله هناك بابا مغلوقا وعلما موبوقا وطعاما طاعوما وشرابا عوما يعني المرىء السريع.
الوالي يرغم القاسم على تولي القضاء
أخبرنا حماد بن إسحاق الموصلي قال: حدثني محمد بن كناسة عن القاسم بن معن قال: دعاني عيسى بن موسى ليوليني القضاء فدخلت عليه وأنا هائب له فسلمت عليه بالإمرة فأشار إلى موضع فجلست فيه فقال لي: دعوتك لخيرا قال؛ فهان والله علي حتى صار في عيني أدق من شعرة لما رأيت من لحنه فأحتبيت فقال. تحتبي في
مجلسي يا غلام أطلق حبوته ففعل الغلام فقلت: لا عدمنا تأديب الأمير فقال إني أريد أن أوليك القضاء فقلت: لا أستقيم له قال إن أبيت ضربتك خمسة وسابعين سوطا قال: فقلت في نفسي ما يجيء بعد الخير إلا شر منه قلت: وتفعل إن لم نفعل قال: نعم قلت فإني قبلت فوليت القضاء
كراهة أخذ رزق على القضاء
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال حدثني أبو خالد الأسلمي يزيد بن يحيى بن زيد قال: كان القاسم يقسم أرزاقه إذا جاءته ولا يستحل أن يأخذ رزقا.
أخبرني أحمد بن زهير قال حدثني سليمان بن أبي شيخ قال: قال ابن حسان للقاسم بن معن.
* يا أيها العادل الموفق والقاسم
* بين الأرامل الصدقة
*
* ماذا ترى في عجائز وزوج
* أمسين يشكون قلة النفقة
*
* ما إن لهن الغداة من نشب
* يعرف إلا قطيفة خلقه
*
* بنات تسعين قد خرفن فما
* يفصلن بين الشواء والمرقه
*
* فمن لولا انتظارهن دنا
* نيرك قطعن بعد في سرقه
* فقال القاسم بن معن: إنه يوجب علينا دنانير لا يجعلها درهم

177
وأمر له بدنانير.
ذم القاسم بن معن الطربال المغني
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري قال: كان بالكوفة رجل يدعى طربالا ثم أفتى فقال القاسم بن معن:
* إنما خيم البلاء علينا
* حين أفتى في مصرنا طربال
*
* أرقب الشمس أن تجيء من المغ رب
* أو أن يروعك الدجال
*
نكتة لطربال المغني في رجل دميم
قال: ونازع رجل طربالا وكان الرجل قبيح الوجه فقال: أما يشهد على من زنى بالكفر ولا على من سرق فقال: لا اشهد بالكفر إلا على من زعم أن الله خلقك في أحسن تقويم.
وأخبرني عبد الله بن عمر بن أبي سعد قال حدثني محمد بن عمران قال حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حرملة التيمي قال: قال علي بن حرملة: رأيت القاسم بن معن يديم النظر إلى رقعة في قمطره فتلطفت للنظر إليها وإذا فيها:
* الرفق يبلغ بالرفيق ولا
* ينفك يتعب أهله الخرق
*
* والكيس أنجح في الأمور ولا
* يبرا وإن داويته الحمق
*
* ما صحة أبدا بنافعة
* حتى يصح الدين والخلق
*
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال حدثنا سليمان بن منصور قال حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة قال: أنشد رجل القاسم بن معن شعرا فقال القاسم: ويحك شعرك هذا أز بارد في الشتاء.
فتوى للقاسم وهو مرابض
أخبرنا حماد بن إسحاق الموصلي قال حدثني ابن كناسة قال: كان القاسم بن معن من رجال الشاس وكان يحكم الحكم وهو عليل فدخلت عليه امرأة وهو تحت قطيفة فحكم عليها فقالت: ما رأيت ميتا يقضى

178
بين الأحياء قبلك فقال لها: أخرجي إلى الرجل من حقه ودعي حياتي وموتي.
قال حماد: وحدثني بعض أصحابنا قال: كان القاسم بن معن سمع مناديا ينادي حماس بن نأمل فتمثل القاسم بقول حماس نأمل وكان لصا:
* أعيا عليك الناس في كل رحلة
* رحلت لها إلا حماس بن نأمل
*
* بصير بمشي الرائحين عشية
* يلبون بين الأنعمين وعاقل ثم قال: اجلس يا حماس بن نأمل فنظر إلى أمره.
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة. قال حدثنا محمد بن يزيد قال حدثني ابن براد عن القاسم بن معن قال: رأيت داود الطائي يكلم أبا حنيفة في مسألة من المدبر وكان داود من أبصر الناس بالنحو فقال لأبي حنيفة في حال حروريتها وحال أموتها قال: وجعل أبو حنيفة لا يفهم.
محاورة بين داود الطائي والحجاج ابن أرطأة
وأخبرني أحمد بن أبي خيثمة عن محمد بن يزيد قال حدثني بن براد قال حدثني القاسم بن معن قال انطلقت أنا وداود الطائي نريد الحجاج ابن أرطأة فقال داود: اللهم هيء لنا من ابن أرطاة أحاديث في القضاء جيادا فقال له الحجاج: الكلام كلام عربي والوجه وجه نبطي فقال له داود إن قومي ليعرفون نسبي وما أدعي لغير أبي.
محاورة بين القاسم وشريك عند موسى بن عيسى
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة ومحمد بن موسى وإبراهيم بن أبي عثمان قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني إسحاق بن القصار الكوفي أن القاسم بن معن حضر شريكا عند موسى بن عيسى فقال له: ما تقول يا أبا عبد الله في رجل رمى رجلا بسهم فقتله؟ قال يرمي بسهم فيقتل فقال له القاسم: فإن لم يقتله يرمي بآخر؟ قال: نعم قال أفتتخذه غرضا؟ فقال له شريك: لم تموق فقال القاسم: هذا يا أبا عبد الله ميدان لا نجاريك فيه أنت فيه سابق يعني البذاء.

179
غضب القاضي أثناء المحاكمة
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري قال: قال إسماعيل بن حماد عن القاسم بن معن كنت أرى شريكا يغضب على الخصم فأعجب من غضبه فأقول أمره نافذ وقوله جائز ففيم الغضب؟ فلما وليت القضاء جعلت أكلم الخصوم بلا غضب فإذا ورد على الأمر لا أعرفه غضبت فإذا شريك إنما كان يغضب مما كان يرد عليه مما لا يعرف الجواب عنه.
وذكر محمد بن عمران الضبي عن محمد بن موسى الطلحي قال حدثني أبي قال: لما قدم الرشيد الحيرة أقام أربعين يوما فلم يأته القاسم بن معن فقال له الفضل: يا أمير المؤمنين قدمت منذ أربعين يوما لم يبق أحد من إشرافها وقضاتها إلا وقد وقف على بابك إلا هذا القاضي قال: ما أعرفني أي شيء تريد؟ تريد أن أعزله ولا والله لا أعزله.
وقال ابن عمران حدثني أبي قال قال لي القاسم بن معن: لما دخلت على عيسى أو قال موسى هبته فقال إنك امرؤ ذا شرف فهان علي حتى كان كالأرض التي يطؤها.
وقال النميري: ضربه عيسى بن موسى عشرين سوطا لأنه امتنع عليه من القضاء.
استعانة القاسم بحيان العنزي ليقضي خصومة بينه وبين قوم ربيعة
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن منصور عن عبد الله ابن صالح قال: نازع القاسم بن معن قوم من ربيعة في ضيعة فجهد القاسم أن يصلح الأمر بينه وبينهم فامتنعوا عليه فقيل له إن ربيعة تطيع حيان بن علي العنزي فلو أرسلت إليه كفاك أمرهم فأرسل إلى حيان يسأله أن يكفيه أمرهم فأرسل إليه حيان فدعاهم فقال لهم: افعلوا كذا فأجابوه وأصلح الأمر للقاسم.

180
مدح الكسائي للقاسم
أخبرني ابن أبي عثمان عن يحيى بن خازم عن علي بن صالح قال حدثني إسماعيل بن حماد قال قلت للكسائي: القاسم بن معن قد قدمتموه في العلم والنسب والفضل فحجج النحو كيف صرتم تأخذونها عنه قال: تجمع لنا في القاسم ثلاث لا تجتمع في غيره: الحفظ لما يسمع والعلم بما يعي والصدق فيما يؤدي.
قال علي بن صالح وأخبرت الأصمعي بولادات من ولادات باهلة فقال: من أخبرك بهذا؟ قلت القاسم بن معن قال هيهات ما مع القاسم لعب.
قال علي بن صالح أخبرني القاسم بن معن أن أبا العباس أمير المؤمنين حين قام أمره أن يكتب له من نوادر الشعر فكتبت له هذه الأبيات من قول الشماخ:
* ليس بما ليس به بأس باس
* ولا يضر المرء ما قال الناس
*
فراسة القاسم نتحق
وكان للقاسم بن معن خازن يقال له عداس فزعم عبيد الله بن يعقوب الكاتب أن إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة حدثه قال: سمعت القاسم بن معن يقول إن أقر ما أكون عينا وأرخاه بالا لحين يضرب عداس على رأسي بالطنبور قلت وكيف ذاك؟ قال حذار عليه لئلا يخرج إلى الدساكر يشرب فيقتل؛ وكان والله كما حدث خرج يشرب فقتل.
رجوع القاسم إلى حق لا عتراض بعض الخصوم
أخبرني حماد بن إسحاق الموصلي قال أخبرنا أبن كناسة قال: خوصم رجل في ساباط منخفض يضر بالمارة إلى القاسم بن معن فحكم على صاحبه بهدمه وكان للقاسم رواشين عالية فقال له الرجل: فلم بنيت بدارك رواشين خارجة في الطريق؟ قال: تلك لا تضر بالمارة ولا تضر

181
بفارس إذا مر تحتها برمحه وبناؤك مضر بمن يمر تحته ومع ذاك فلا يعيرني أحد به بعدك ثم أمر بعض القوام على رأسه فقال: جيء بفعلة فاهدم في منزلي أولا ثم اهدم في منزله.
نوح بن دراج
أخبرني إبراهيم بن زهير عن سليمان بن أبي شيخ قال: مات القاسم بن معن فولي هارون نوح بن دراج
ذم يحيى ابن معين لابن دراج
حدثنا العباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: نوح بن دراج كذاب خبيث قضى سنين وهو أعمى.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن محمد بن يحيى الحجري قال: كان ليحيى بن خالد في نوح بن دراج رأى فولاه القضاء وكان نوح قد نظر وكان يميل إلى قول ابن أبي ليلى وما ينقد الناس عليه في شيء.
أخبرني حماد بن إسحاق الموصلي عن أبيه عن الهيثم بن عدي قال: جاءت مسألة إلى ابن شبرمة فقال لنوح بن دراج: أجب فيها يا نوح فأجاب فأصاب فقال ابن شبرمة:
* كادت تزل بها من حالق قدم
* لولا تداركها نوح بن دراج
*
* لما رأى هفوة القاضي أخرجها
* من معدن الحكم نوح أي إخراج
*
شعر في ذم نوح بن دراج
فأخبرني عبد الله بن أبي سعد عن محمد بن عمران الضبي عن يزيد بن سليمان الضبي قال: قال بعض الشعراء:
* إن القيامة فيما أحسب اقيربت
* إذ صار قاضينا نوح بن دراج
*
* قفاه يخبر عنه أنه رجل
* ما إن غذي بين تنوم ولا حاج
*
* ولا غذاه بألبان اللقاح أب
* ولا توطأه فصلان فرياج
*

182
فأخبرني عبد الله بن الحسين عن النميري قال حدثنا علي بن عبيد قال جاء قائل هذا الشعر إلى شريك فقال له شريك من عند نوح بن دراج؟ قال: فلان الجلاد وفلان الأبزاري فقال شريك: من عند نوح بن دراج من القضاة؟ فقال ابن دراغا فقال: ابن دراغا! قالوا نعم قال: ذهبت والله العرب الذين كانوا إذا غضبوا هزءوا.
حدثني إبراهيم بن إسحاق الحارثي عن عبد الله بن عمران ما شاء الله قال صلى بنا محمد بن بشر العبدي يوما فلما سلم قال: لا تلوموني أسهو وأنا انظر إلى نوح بن دراج في مجلس عبد الله بن مسعود.
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن أبي يحيى الزهري قال: قال بن عبد العزيز بن الماجشون لابن صندل وهو محمد بن إبراهيم بن دينار.
* إن كنت تطلب علما نافعا وهدى
* فاقصد ليوسف ثم اقصد لحجاح
*
* لا تعدلن بهم ذا فطنة أبدا
* قاضي القضاة ولا نوح بن دراج
*
أخبرني هارون بن محمد عن سليمان بن أبي شيخ قال: قال صباح الموسوس كتب إلى نوح بن دراج وهو على قضاء الكوفة يقول لي: مرحبا بك يا صباح ولا تعطي شيئا فأتيته يوما فقلت:
* أروح بتسليم عليك وأغتدى
* فحسبك بالتسليم مني تقاضيا
*
قال: قضيت حاجتك يا صباح وأمر لي بثلاثين درهما.
حدثني محمد بن سنان القزاز قال حدثنا يوما أبو عاصم النبيل عن سفيان عن مغيرة عن أبي نعيم قال: خذ وإن أعطاك سكات فقال له أبو حفص القلاس: سفيان عن منصور فقال أبو عاصم يا عمرويه

183
* كادت تزل بنا من حالق قدم
* لولا تداركنا نوح بن دراج
*
حفص بن غياث النخعي
تولية هارون الرشيد حفص ابن غياث القضاء
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيخ قال: عزل هارون نوح بن دراج وولى حفص بن غياث.
سمعت حميد بن الربيع الجزار يحدث قال: جيء بابن إدريس وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح إلى هارون يوليهم القضاء فأما ابن إدريس فدخل يمشي مشية المفلوج ثم قال السلام عليكم وطرح نفسه فقال هارون: ليس في هذا فضل وأخرجه. وأما وكيع فإنه قال له تلى لي القضاء؟ فقال يا أمير المؤمنين وأشار بسبابته إلى عينه: ما أبصرت بها منذ سنة فظن هارون أنه يعني عينه وإنما عني وكيع سبابته فقال: هذا عذر. وأما حفص بن غياث فإنه قال له: على دين ولي عيال فإن كفيتني وأعفيتني وإلا وليت قال: بلى فولاه القضاء.
الخير بعدالة الأمراء
واخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ قال قال وكيع: أهل الكوفة اليوم بخير: أميرهم داود بن عيسى وقاضيهم حفص بن غياث ومحتسبهم حفص الدورقي.
كعامة حفص
وذكر محمد بن علي الوراق عن وليد بن أبي بدر قال سمعت وكيعا يقول لما عزل حفص عن القضاء: ذهبت القضاة بعد حفص.
هجر القاضي لله
وقال حدثني أبو هشام عن يحيى بن آدم قال: رأيت حفص بن غياث بعد أن ولي القضاء يبكي وقال؛ جاءوني وقد جعلت في هذا الأمر ما ظننت أحدا يقربني: قال يحيى: ودفع إلى حفص دراهم وقال لي

184
اقسمها وانظر فلانا وأعطه ورده فإنه لم يأتنا منذ دخلنا في هذا الأمر وما أظنه تركنا إلا الله
القاضي وهارون
قال يحيى: وجاءت أمي تسلم على حفص وهي تريد الخروج إلى مكة فدفع إليها دراهم وقال: تبرين بها عجائز الحي.
كرم ابن غباث
أخبرني الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن شهم قال حدثنا عبد الوهاب بن نادم قال رأيت هارون الرشيد يساير حفص بن غياث بجبانة الكوفة وعلى حفص كساء قز كان في يوم شات قد اشتمل على ثيابه به وهارون مقبل عليه وتحت حفص حمار لجامه ليف.
وأخبرني جعفر بن محمد بن حسن قال سمعت محمد بن عبد الله بن عمار يقول: كنت بالكوفة وحج هارون وقد بكرت إلى حفص بن غياث فركب بغلته ومضيت معه حتى ترك القنطرة واقبل هارن ونزل حفص عن بغلته فقبل يده ثم ركب وسايره فشكا إليه دينا وتخلف أرزاقه ثم انصرف فما أمسى حتى بعث إليه بخمسين ألف درهم قال ابن عمار: فسمعت عمر بن حفص يقول: ما أمسينا من اليوم الثاني وعندنا منها إلا ألفا درهم وجه بها كلها حفص إلى إخوانه وقضاء دينه
أخبرني أحمد ابن أبي خيثمة قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال. كان حفص بن غياث قاضي الكوفة إذا وأمروه في يتيمة زوجها؛ قال لقيامه سل عنه؛ فإن كان رافضيا فلا تزوجه فإنه يطلق ثلاثا ويقيم عليها وإن كان يعاقر النبيذ فلا تزوجه فإنه يسكر ويطلق ويقيم عليها. وقال أبو سعيد الأشج: سمعت حفص بن غياث يقول: ما يدع النبيذ إلا مرتدا إلا أن يكون ممن لا يتهم.

185
هدي حفص
حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا محمد بن يزيد قال سمعت حفص بن غياث يقول: إن من صنع الله للقاضي أن يموت على غير قضاء فمات حفص وهو على غير القضاء.
حدثني أحمد بن زهير قال سمعت محمد بن يزيد يقول: سمعت أبا بكر ابن عياش يقول: ما كان في هؤلاء الشباب الذين يأتوننا أحسن هديا من حفص بن غياث.
قال: وسمعت وكيعا يقول: أتيناه فعدناه وكذا صنعنا بشريك عدناه فلم يعد.
حدثني أحمد بن زهير قال سمعت محمد بن يزيد يقول: قال حفص ابن غياث: صرنا مثل الأعمش لا يتكلم بشيء إلا كتبوه.
أخبرني محمد بن أبي داود المنادي قال سمعت حفص بن غياث يقول: أتينا الأعمش وعليه فرو فقال: نعلمهم الصمت ونعلمهم الكلام تدرون ما قالت الأذن؟ قالت الأذن: لولا أخشى الجواب لطلت كما طال الكساء.
نسب حفص
قال أبو بكر وهو حفص بن غياث بن طلق بن معاوية بن الحارث ابن ثعلبة وكان معاوية ممن شهد القادسية من أصحاب الخطط كذا أخبرني ابن أبي خيثمة قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث وأخبرني الحارث ابن أبي أسامة عن محمد بن سعد عن ابن الكلبي قال: هو حفص بن غياث ابن طلق بن معاوية بن مالك بن الحرث بن ثعلبة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن خيثمة بن وهبيل بن سعد بن مالك بن النخع.
الإعطاء باليمين
حدثني محمد بن شاكر بن جعفر قال حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا أبي قال: أمرني طلق بن معاوية أن أعطي السائل شيئا

186
فقال لي سلم بن عبد الرحمن: أعطه بيمينك وحفص كبير يحفظ مثل هذا.
إنما الحلم عند الغضب
حدثنا الحسن بن مصعب البجلي قال: حدثنا محمد بن عمر بن وليد قال: حدثني إبراهيم النخعي قال: كنت عند حفص بن غياث فكلمه رجل بشيء فتراجعا كلاما فأمر به حفص إلى السجن: قال قلت له: يا أبا عمر أما سمعت ما قال الشعبي قال وما قال؟ قلت قال:
* ليست الأحلام في حين الرضا
* إنما الأحلام في حين الغضب
* قال: صدق وأمر أن يرد الرجل من السجن.
حدثني جعفر بن محمد بن شاكر قال حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال حدثنا أبي قال أمرني جدي طلق بن معاوية قال لي سلم بن عبد الرحمن: أعطه بيمينك وحفص كبير يحفظ مثل هذا.
حدثني الحسين بن مصعب قال حدثنا محمد بن عمر بن حفص قال سأل مسافر الغماري أبي عن حديث فسكت فأعاد عليه مسافر المسألة فقال له أبي: أما تكره أن أقول لك لا.
قسم المال بين الإخوان
سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: حدثني بعض الكوفيين قال: لما ولي حفص القضاء كان يجري عليه ثلاثمائة درهم وكان له صاحبان قد واخاهما فكان يأخذ مائة ويدفع إلى كل واحد من ذينك مائة.
فتوى في طلاق
أخبرني عمر بن أبي جعفر عن أبي المسكين قال حدثني طلق بن عياش قال: جاء رجل إلى حفص فقال له أصلحك الله إنه قد جرى بيني وبين امرأتي كلام فقالت لي يا نذل فقلت لها إن كنت نذلا فأنت طالق ثلاثا وقد خفت أن تكون قد حرمت علي فأي شيء النذل؟ قال أتشتم أصحاب محمد عليه السلام؟ قال لا قال: فلست بنذل.

187
عدم تزوج السكير والرافض
قال وأخبرني طلق بن غنام قال جاءت امرأة من بني عجل لها هيبة إلى حفص فقالت له: أصلح الله القاضي إني امرأة من بني عجل ولي مال ولي ابن عم هو عصبي وقد خطب إلى نفسي؛ فلم أر أن أتزوجه إلا بأمرك فزوجنيه؛ فقال لي: يا طلق امض معها إلى بني عجل فاسأل عن الرجل فإن لم يكن سكيرا ولا رافضيا فزوجه إياها؛ فمضيت معها إلى بني عجل فسألت عنه فوجدته بريا من السكر والترفض؛ فزوجته إياها ورجعت إلى حفص فقلت له: لم قلت إن لم يكن سكيرا ولا رافضيا فزوجه؟ قال: يا طلق إن السكران يطلق ولا يعلم؛ والرافضي يطلق ولا يعبأ بالطلاق. قال القاضي وقد ذكرت حفص بن غياث في قضاء مدينة السلام بأكثر من هذا.
الحسن بن زياد اللؤلؤي مولى النخع
أخبرني أحمد بن زهير عن سليمان بن أبي شيخ قال: ثم ولى ابن زبيدة الحسن بن زياد اللؤلؤي.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن محمد بن يحيى الحجري قاضي المدائن قال: كان الحسن بن زياد قد حفظ وولى القضاء ههنا يعني بالكوفة فلم يحمل واكترى رجلا يقرأ عليه كتب نفسه قال: وكنت أجالسه أنا وعمار بن أبي مالك الخيثمي ووليد بن حماد وأخبرني محمد بن علي بن حمزة العلوي؛ قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ؛ قال حدثنا أبو سعيد الرأي الوليد بن كثير قدم عبد الرحمن بن أبي الزناد الكوفة فقلت لحسن اللؤلؤي: أنت رجل لك علم وهذا عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو من علماء أهل المدينة فلو لقيته؟ قال فاذهب بنا إليه؛ فأتيناه؛ فقال

188
ما يؤخذ من الحديث ومالا يؤخذ
الحسن: مالكم تروون أشياء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم تخالفونها قال: إنا نروي ما يؤخذ به وما لا يؤخذ به ليعرف الاختلاف فقال له إنك إذا ملأت جرابك من الباطل لم تر للحق فيه موضعا.
رأى ابن معين في القاضي حسن اللؤلؤي
حدثنا العباس بن محمد الدوري. قال سمعت يحيى بن معين يقول: حسن اللؤلؤي كذاب.
وأخبرني الحسن بن العباس عن محمد بن حميد؛ وأخبرني أبو بكر بن محمد بن الحسن بن الحميد وداود بن علي عن أبي بكر كلاهما عن الحسن ابن زياد أمرا قبيحا.
الطعن في عقيدة اللؤلؤي
وحدثني أحمد بن علي قال حدثنا محمود بن غيلان؛ قال: قلت ليزيد ابن هارون: ما تقول في الحسن بن زياد اللؤلؤي؟ فقال: أو مسلم هو؟.
وحدثني أحمد بن علي قال حدثنا محمد بن رافع قال: كان الحسن ابن زياد يرفع رأسه قبل الإمام ويسجد قبله وسمعته يقول: أليس قد جاء الحديث من قطع سدرة صوب رأسه في النار فمن قطع نخلة صوب رأسه مرتين.
عاصم بن عامر البجلي
حديث صلب بن أبي معيط إلى سدره
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري عن جعفر بن محمد بن عمار قال: ثم كانت الفتتة فاستقضى عاصم بن عامر البجلي ولم يذكر هذا في القضاء أحد غير جعفر وقد حدث. حدثني عنه أبو عمرو ابن أبي عروة: قال: حدثنا عاصم بن عامر البجلي قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أيوب

189
عن ابن سيرين عن عبيدة أن النبي عليه السلام صلب عقبة بن أبي معيط إلى سدرة وأحاديث غير هذا.
إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة
أخبرني أحمد بن زهير عن سليمان بن أبي شيخ قال: عزل محمد بن زبيدة الحسن بن زياد وولى إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة وقد ذكرت أخباره في قضاة البصرة وقد ولى مدينة السلام أيضا وواسطا فلم أذكر أخباره فيهما.
بكر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عيسى
ابن عبد الرحمن بن أبي ليلى
أخبرني أحمد بن زهير عن سليمان بن أبي شيخ قال: ولي حميد الطوسي بكر بن عبد الرحمن فلم يزل قاضيا حتى خرج المأمون إلى بلاد الروم فعزل وبكر بن عبد الرحمن ممن حمل عنه الحديث.
النهي عن النوح
وحدثنا عنه المشايخ وحدث أبو كريب عنه وغيره وعنده أصناف عن قيس بن الربيع وعن شريك وراوية عن الحسن بن صالح حديث عنه بحديث ما رواه غيره. حدثنا به محمد بن إشكاب قال حدثني بكر بن عبد الرحمن قاضي الكوفة قال: حدثنا حسن بن صالح عن عبد الله بن عقيل عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن النوح.
وعنده نسخة عن عيسى بن المختار عن أبي ليلى أحاديث حسان سمعناها من الكوفيين عنه ليست إلا عنده. حدث بعضها عنه أبو كريب وأبو بكر بن أبي عطية وغيرهما.

190
غسان بن محمد المروزي
أخبرني أحمد بن زهير عن سليمان بن أبي شيخ قال: ثم ولى المعتصم بعد بكر بن عبد الرحمن غسان بن محمد المروزي.
امتحان الناس في الفتنة
وأخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: أملي على عثمان بن أبي شيبة تسمية قضاة الكوفة قال: وغسان لا رحمة الله كان يمتحن الناس وكان غسان من أهل خراسان من أصحاب أحمد بن أبي داود ولا أعلمه حمل عنه العلم.
ثلاث مسائل
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني محمد بن يوسف بن مسلم ابن الهيثم مولى عيسى بن موسى قال: حدثني غسان بن محمد المروزي القاضي قال: حدثنا النضر بن شميل عن ابن عون عن ابن سيرين عن عبيدة: أنه سئل عن ثلاث مسائل فنسى ابن سيرين واحدة ونسي ابن عون واحدة ونسيت أنا الأخرى.
وقال القاسم بن أحمد الكاتب أبو الحسن: كان محمد بن عبد الرحمن ابن عيسى بن موسى على صلاة الكوفة وصالح بن يحيى الحرسي على أحداثها وغسان بن محمد على قضائها.
ادعاء رجل على سالم بأنه سب عليا ومحاكمته
وكان إبراهيم بن أبي بكر بن عياش يلزم المسجد الجامع في جماعة من نظرائه فيهم ابن أبي معاوية المزين وهناد وكان لا يغشى الولاة ونازع ابنا له يدعى سالما رجلا في السلف وتفضيلهم فادع الرجل على سالم أنه ذكر عليا عليه السلام فقال: كان عاديا قتالا للنفس الحرام غير مستحق للخلافة فشهد عليه بذلك رجلان لم يشهدا عند قاض قط أحدهما يعلم الحمام لأصحاب الحمام فأمر غسان فجلس سالم في مجلس يعرف بالزاوية

191
فلبث أياما ثم أحضر جماعة من الفقهاء فيهم يحيى بن عبد الحميد الحماني وقطنة بن العلاء والوليد بن حماد وبنو أبي شيبة وأحضر سالما وخصمه وعدل الشاهدين عليه وقال للفقهاء: ما ترون؟ وحضر جماعة من العباسيين والطالبيين فقال قطبة: اقتله ودمه في عنقي وقال وليد بن حماد: هذا جزاء مثله لأنه إنما قال ما قال عنادا لرسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم ووقيعة فيه.
فأقبل عليه يحيى بن عبد الحميد وقال: يا سالم أرأيت هذه المقالة التي حكيت عنك في علي لو ثبتت عندك على رجل قالها في أبي بكر أو عمر أو عثمان ما كنت موجبا عليه؟ قال هذا القول؟ قال: نعم هذا القول قال: القتل والإحراق فأقبل على غسان فقال أصلح الله القاضي قد أوجب على نفسه شيئا لا نوجبه عليه؛ وقد جعل الله أبا بكر وعمر وعثمان وعليا في مكان واحد لهم الفضل جميعا فقال يعقوب: ابن موسى بن عيسى وكان المتولي للكلام من العباسيين: إن الفضل وإن كان لهم جميعا فوالله ما نقر أنهم خير من صاحبنا ولكنا نقول إنهم أفضل فقال محمد بن جعفر بن محمد بن زيد بنعلي بن حسين معاذ الله أن يطلع الله على أنا نقر لك ولا نسلم هذه بل الفضل والخير مقصوران على بني هاشم وعلى هذا الرجل فوثب غسان وقد اجتمع على باب المسجد عالم من الناس كلهم متشوف إلى قتله فقال سالم لغسان: إني مقتول ثم أقبل على العباسيين فقال: دمي في أعناقكم فأقبل عليه الوليد بن حماد فقال: لعنة الله عليك وعلى أبيك فإنكما تجنيان على أنفسكما هذا وأمثاله وبعث غسان إلى صالح بن يحيى الحرسي فوجه خليفته ففرق الجماعة وخرج غسان من المسجد حتى صار إلى الحذائين وحضر آل معن بن زائدة ومحمد بن أسد بن يزيد بن

192
مزيد. وقال مصعب بن حتام العجليون للتسع.
جلد سالم
فأخبرني محمد بن راشد أنه دس إلى الجالد دراهم كثيرة على أن يبالغ في ضربه وجئ بسير موثوق فيه فضرب سبعة وعشرين سوطا وأحدث في ثوبه وكملت له ثلاثون وجعل جميع من حضر يصبح بالجالد: أوجع قطع الله يدك أوجع الكافر. ثم أمر به غسان إلى الحبس فقال أبو بلال الأشعري
شعر في سالم
* يا سالم الجهل لا تجزع لفادحة
* أخنت عليك فقد أهملت ما صلحا
*
* من يركب الجهل يركب مركبا وعرا
* إذا أراد به قصد الهدى جمحا
*
* قد كنت في غفلة عما ابتليت به حتى جحدت رسول الله ما منحا جحدت حق أمير المؤمنين أبي
* سبطي محمد المرضي ما كدحا
*
* لم يشتهر بعلي في المقالة إلا
* وقد جب الإسلام مطرحا
*
* لو كان غيرك فيما قد ركبت به
* وقال ما قلت عند الضرب ما سلحا
*
* هذي العقوبة في الدنيا معجلة
* وآجل لعلي أجر ما قدحا
*
* يا قاضي الحق كم من مدغل ظهرت
* آراؤه مذ فضحت الجهل فافتضحا
*
* تركت سالم لا تظما جوارحه
* بالذل مغتبقا بالضرب مصطبحا
*
* أذللته فتركت الكفر منقمعا
* من بعدما كان ينزو بيننا فرحا
*
أهل الكوفة
وأخبرني الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال حدثنا البكائي قال حدثنا محمد بن الحسين بن مصعب قال: كنت عند غسان القاضي فذكر أهل الكوفة فكأنه وضع منهم فقلت: أصلح الله القاضي لا تفعل فإن خالي حدثني أنه رأى في دار البطيخ مشايخ عليهم الصدر والعمايم يعد أحدهم الرمان والسفرجل فيقول: ثلاثون أربعون خمسون فقال يا أبا جعفر

193
حدثك خالك بهذا؟ قال: فلم أسمعه بعد ذلك ذكر أهل الكوفة.
جعفر بن محمد بن عمار البرجمي
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيخ قال عزل المتوكل غسان بن محمد وولى جعفر بن محمد بن عمار البرجمي سنة خمس وثلاثين ومائتين وقد ولى جعفر بن محمد البرجمي قضاء واسط وولى قضاء القضاة بسر من رأى وقد قيل في جعفر بن محمد بن عمار أشعار وكان صلبا في القضاء. بلغني أن صاحب البريد أراد أن يحضر معه فقال له من أنت قال بعث بي أجلس معك؛ فقال: أنت متصفح وجوه حرم المسلمين وختم القمطر وقام فبلغ ذلك الخليفة فأرسل إليه فولاه قضاء القضاة.
أنشدني إبراهيم بن أبي عامر قال: أنشدني محمد بن نوفل التميمي لنفسه في جعفر بن محمد بن عمار قصيدة أولها:
* وقفت على ربع بكوفان مقفرا
* أسائله والربع ليس بمخبر
* وهي طويلة فيها:
* فلا تعجلن إن غير الدهر لمتى
* فأعجب من هذاك دعوة جعفر
*
* لقد عاش دهرا جعفر بن محمد
* وما ينتمي إلا للألم معشر
*
* وقد كان عمار إذا ما نسبته
* إلى جده الحجام لم يتكبر
* وفيها هجاء رديء
لعمرو بن يزيد يهجو جعفرا
ولعمرو بن أحمد بن يزيد القاضي فيه هجاء كثير منه:
* هبك كما قلت من تميم
* فمن تميم لذي الفخار
*
* بل أنت من خروع مخوف
* ليس بنسع ولا نضار
*
* آباؤك الزط حين تنمي
* فلا تحامي على نزار
*
* تحكم بالجور حين تقضي
* فكيف لا تسقط السواري
*

194
* قم بها هي ما هناه
* وتجبه الخصم بانبهار
*
* قابلك الشهر بالرزايا
* والعزل والبؤس والسوار
*
لأبي السري في هجائه أيضا
وقال أبو السري أحمد بن بديل اليامي فيه:
* قالوا عجبت وكيف لا أتعجب
* قاض يعربد في القضاء ويغضب
*
* يا من يكاثر بالرجال عن القرى
* ليلا فيشتم أهلها ويضرب
*
* ويقول للأعلاج عندي موضع
* فتحولوا بجميعكم لا ترهبوا
*
* ما يفعل العشاق هذا كله ولربما خافوا الإله وراقبوا فأبى الأعنة والدعى كلاهما
* إني أراك على الكرام تعصب
*
* وإذا ظفرت فذلة أدنيته
* والشكل بألف شكله ويقرب
*
* وإذا وقفت بنا هناه تقولها
* أيقنت إنك يا هناه مذبذب
*
* أنت الدعي مقابل ومدابر
* شهدت بذلك عصبة لا تكذب
*
وقال.
* أتطمع لا أبالك في تميم
* كذبت ورب زمزم والحطيم
*
* عليك رقاعة يا بن الرفاعي
* فإن رفاعة مأوى الزنيم
*
* جبلت على محبة كل نذل
* لئيم الأصل مفري الأديم)
* وتحمد من ثراه بغير مال
* وتبغض كل ذي شرف قديم
*
* وفي هذي الفعال لنا دليل
* على خبث المغاس والأروم
*
* وإنك قد صحبت الفقر دهرا
* بأنكد صحبة الرجل القديم
*
* وقلدت القضاء بغير فقه
* فأنت مذمم عند الخصوم
* فمن يرجى لمثلك يا دعي
* عليك لعائن الله العظيم

195
وقال عمرو بن أحمد بن بديل يمدح جعفر بن محمد بعدهما:
* سأشكر جعفرا وأقول فيه
* مقالة صادق فيما يقول
*
* جبلت على العفاف وكل فضل
* وجل الناس خيرهم القليل
*
* ووليت القضاء فخير وال
* على الأحكام ليس له عدول
*
* وسرت كسيرة العمرين حتى
* أنار الحق واتضح السبيل
*
* وأضحى الناس في دعة وخفض
* ومات الجور وانقضت الدحول
*
* وميز بينهم قاض عليهم
* بما يأتي إذا جهل الجهول
*
* وما يخشى بعدلك قول زور
* وكيف ونحن في نعم تجول
*
* وأنك ناب حنظلة جميعا
* وباعك في العلي الباع الطويل
*
* جزاك الله من قاض جميلا
* فكل فعالك الحسن الجميل
*
محمد بن نوفل يهجو عمارا
أخبرني عبد الله بن الحسن عن النميري قال: كان أيوب بن الحسن بن موسى ابن جعفر بن سليمان عاملا على صلاة الكوفة. وأحداثها للمتوكل وجعفر ابن محمد بن عمار على القضاء فكان ربما أمروه بالصلاة إذا اعتل وكان كثير العلل من نقرس كان به فكان جعفر يصلي بهم ويدعو لأيوب على المنبر بالتأمين له فقال له محمد بن نوفل التميمي:
* فما عجب أن تطلع الشمس بكرة
* من الغرب إذ تعلو على ظهر منبر
*
* ولولا أناه الله جل ثناؤه
* لضجت الدنيا بجري مدمر
*
* إذا جعفر رام الفخار فقل له
* عليك بن ذي الموسى بموساك فافخر
*
* فقد كان عمار إذا ما نسبته
* إلى جده الحجام لم يتكبر
*
أحمد بن بديل الشامي
ثم ولى أحمد بن بديل بن قريش بن بديل الشامي وكان صليبا عفيفا

196
يرفض بيع ضيعة يتيم للأمير
قد كتب الحديث عن الناس وكانت له سن عالية قدم علينا بغداد سنة أربع وخمسين ومائتين فكتبنا عنه وخرج إلى سر من رأى فولي قضاء الجبل فلم يزل عليها إلى أن مات. أخبرني جعفر بن حمدون وغير واحد سمعوا عبيد الله بن سليمان بن وهب يقول: كنت مع موسى بن بغا بالجبل فمررنا بضيعة فاستحسنها موسى وقال لي اشتريها وكانت في يد أحمد بن بديل فوجهت إليه في بيعها فقال: لا سبيل إلى ذلك هي ليتيم وهو موسر وهي مغلة فأرغبته وزدته فأبى فقلت له إنها الأمير موسى بن بغا فقال لي إنها لله رب العالمين هل هو إلا العزل قال: فأخبرت موسى فقال: لا تعرض له وكان إذا جاء بعد ذلك أكرمه ورفع مجلسه وأراح عليه في أرزاقه. وحدث أحاديث
غلط في بعضها كتبت عنه ببغداد في سنة أربع وخمسين ومائتين. هذه الأحاديث فيها عن حفص بن غياث عن الأعمش عن ابن أبي الزبير عن جابر أن النبي عليه السلام قال: لتأخذ أمتي مناسكها لعلي لا ألقاهم بعد عامي هذا وبلغني أنه حدث به بسر من رأى عن حفص عن ابن جريج وهو الصواب.
وحدثنا أيضا عن حفص عن عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر أن النبي عليه السلام كان يقرأ في ركعتي المغرب بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد. وهذا لا يعرف ولا تعرف له علة وإنما حدث أبو معاوية الضرير عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أن النبي عليه السلام قرأ في المغرب بالذين كفروا حدث به عن أبي معاوية يحيى بن معين وأبو عمار المروزي حدثنيه جعفر الطيالسي عن يحيى بن معين وأصحابنا عن أبي عمار وقيل إن أبا معاوية غلط في رفعه فحدثنا ابن بديل أيضا عن

197
أبي أمامة عن مجالد عن الشعبي عن مسروق عن عائشة حديث خرافة وهذا معروف من حديث أبي عقيل الثقفي عن مجالد ولا يعرف عن أبي أمامة وأحاديث غير هذا. وكان إن شاء الله صدوقا.
إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس
ثم ولى بعد أحمد بن بديل إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن أبي العنبس وكان قبل ذلك يكتب لجعفر بن محمد بن عمار. سمعت مشايخ أهل الكوفة وثقاتهم يذكرون عفته وصلاحه ثم صرف وولى قضاء مدينة المنصور بمدينة السلام في سنة ثلاث وخمسين ومائتين وحدث هاهنا وكتبت عنه ثم أعيد إلى الكوفة وقد ذكرته في قضاء مدينة المنصور.
القاسم بن منصور التميمي
السنة التي تولي فيها القضاء
ثم ولي القاسم بن منصور التميمي قضاء الكوفة وكان عفيفا ثم صرف وولى قضاء الجانب الشرقي من مدينة السلام في سنة خمس وخمسين ومائتين ولاه المهدي عند صرفه إسماعيل بن إسحاق عن القضاء وضربه أخاه حماد بن إسحاق لأشياء ادعيت عليه ثم صرف القاسم بن منصور وتقلد قضاء الري فمات بها وكان قد سمع من العلم طرفا ومن الآداب رواية عن أبي مسهر الدمشقي وعن أبي معلم وقد ذكرته في قضاء مدينة السلام.
تولية ثانية لابن أبي العنبس
ثم ولي بعد القاسم بن منصور إبراهيم بن إسحاق بن أبي العنبس ثانية فلم يزل قاضيا بها إلى أن مات في سنة خمس أو ست وسبعين ومائتين
تولية أبو خازم ووفاته
ثم ولى بعده أبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز بن خازم ثم ولى قضاء المدينة الشرقية من مدينة السلام وأقر على القضاء بالكوفة إلى أن توفي سنة اثنتين وسبعين ومائتين وكان ينتمي إلى السكون من كدة

198
وكان صليبا فقيها وكان قبل ذلك يلي قضاء دمشق والأردن وفلسطين. وكان إذا كان مقيما ببغداد يستخلف على قضاء الكوفة فاستخلف جماعة منهم سعيد بن أحمد بن حنبل والحسن بن علي بن حرب الرقي وأحمد بن محمد بن عمار بن أبي مالك الختني وأبا حسين محمد بن الحسن الوادعي.
تولية المحاملي
ثم ولى بعده أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي المعروف بابن المحاملي من أهل العلم والفقه والحديث والعفة وأقام ببغداد واستخلف على قضاء الكوفة محمد بن أبي خازم رجلا من أهل البصرة ثم صرفه واستعمل بعده رجلا يقال له عمرو بن ذاذان.
ذكر قضاة أهل الشام دمشق
أبو الدرداء
أشار أبو الدرداء بتولية فضالة بعده
حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد قال: حدثني داود بن رشيد قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه أن أبا الدرداء كان يقضي على أهل دمشق وأنه لما حضر أبا معاوية عائدا له فقال: له: من ترى لهذا الأمر بعدك قال: فضالة بن عبيد.
وأخبرني محمد بن أحمد بن معدان الثقفي قال:
حدثنا أبو الحكم القاسم بن مروان قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد ابن عبد العزيز قال: كان أبو الدرداء قاضي الجند في زمن عمر وعثمان ومات قبل عثمان أدرك السب يعني الوقيعة.
تولية أبي الدرداء قضاء الجند
حدثني إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب قال: حدثنا حماد بن يزيد عن عطاء بن السائب عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: شهدت أبا الدرداء واختصم إليه رجلان في فرس فجاء كل رجل بنسابة

199
القضاء على فرس
له وأنه نتجها فقال: ما يصلح هؤلاء الناس إلا سلسلة كسلسلة داود وكان إذا أتاه الخصمان تدلت فأخذت بعين الظالم قال وقضاه بينهما.
كلام أبي الدرداء لمن جاءوا يهنئونه
أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا جرير بن خازم عن يحيى بن سعيد قال: استعمل أبو الدرداء على القضاء فأصبح قوم يهنئونه فقال تهنئونني بالقضاء وقد جعلت على رأسي مهراة منزلها أبعد من عدن أبين لو يعلم الناس ما في القضاء لأخذوا رغبة عنه وكراهة له.
مراجعة القضاء
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري قال: حدثني مالك بن عن أنس يحيى بن سعيد أن أبا الدرداء كتب إلى سليمان الفارسي: أن هلم إلى الأرض المقدسة فكتب إليه سليمان إن الأرض لا تقدس أحدا وإنما يقدس الإنسان عمله وقد بلغني أنك جعلت طبيبا فإن كنت تبرئ فنعما لك وإن كنت متطببا فاحذر أن تقتل إنسانا فتدخل النار. فكان أبو الدرداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه نظر غليها وقال: متطبب والله ارجعا إلي أعيدا على قضيتكما.
وفاة أبي الدرداء
حدثني أبو إبراهيم الزهري قال: حدثنا دحيم قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز عن الأوزاعي عن سليمان بن حبيب قال: مات أبو الدرداء قبل عثمان بسنتين.
فضالة بن عبيد الأنصاري
حدثني محمد بن أحمد الثقفي قال: حدثني الهيثم بن مروان عن أبي مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: ثم ولى فضالة بن عبيد القضاء حتى مات

200
في خلافة معاوية وحضر معاوية جنازته فحمل بجانب السرير ثم صاح بابنه بزيد أعفني وأعلم أنك لن تحمل مثله بعده. قال أبو مسهر وهو آخر من مات ممن بايع بيعة الرضوان. وكان معاوية يستخلفه على الشام حين مضى إلى صفين.
حدثني عبد الله بن عمرو بن أبي سعد قال: حدثنا أبو داود بن رشيد قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا خالد بن يزيد بن أبي مالك عن أبيه قال: لما توفي أبو الدرداء قال معاوية: والله ما حاببتك بها ولكن استترت بك من النار فاستتر منها ما استطعت.
درء الحدود
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا هشام بن عمار قال: حدثنا صدقة بن خالد قال: حدثنا بشر بن أنس العذري قال: حدثني عبد الرحيم ابن الحسحاس العذري القاضي قال: كنت عند فضالة بن عبيد الأنصاري فأتاه رجل بسارق يحمل سرقته فقال له فضالة: لعلك وجدتها لعلك التقطنها فقال له الرجل: إن لله وإنا إليه راجعون. إنه ليلقنه قال: أي والله أصلحك الله لوجدتها فخلا فضالة سبيله.
النعمان بن بشير
كنية النعان بن بشير
أخبرني أحمد بن محمد بن معدان قال حدثنا الهيثم بن مروان قال: حدثنا أبو مظهر قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز قال: ثم ولى بعد فضالة العمان بن بشير وقال الوليد بن مسلم فيما أخبرني ابن أبي ليلى سعد عن داود بن رشيد عنه قال: ولى بعد فضالة أبو إدريس النعمان بن بشير يكنى أبا عبد الله كذا أخبرني محمد بن هارون الفلاس.
بلال بن أبي الدرداء
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال: حدثنا الهيثم بن مروان قال:

201
استخلاف عبد الملك لبلال
حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: ثم ولى بعد النعمان بن بشير بلال بن أبي الدرداء وكان خليفة لعبد الملك على دمشق يصلي بهم وقضى بينهم.
حدثنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال: حدثنا محمد بن مصعب قال: حدثنا أبو بكر بن أبي مريم عن خالد بن محمد عن مالك بن أبي الدرداء عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حبك الشيء يعمى ويصم.
أبو إدريس الخولاني عابد الله بن عبد الله
حدثني محمد بن أحمد بن معدان الثقفي قال: حدثنا الهيثم بن مروان قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: ثم ولى عبد الملك ابن مروان بعده أبا إدريس الخولاني فلم يزل حتى عزل.
عزل الخولاني
قال أبو مسهر: حدثنا سعد قال: قال أبو إدريس ما عزلوني حتى أردت.
ميلاد الخولاني
فحدثني الفضيل بن الحسن البصري قال: حدثنا أبو مسهر قال: سمعت سعيد بن عبد العزيز يقول ولد أبو إدريس الخولاني عام حنين.
زرعة بن أيوب المعري
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال: حدثنا الهيثم بن مروان قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: ثم ولى في خلافة الوليد زرعة بن أيوب المعري. وذكر أنه كان لا يأخذ على القضاء رزقا وكان عطاؤه مائتي دينار. وكذا قال الوليد بن مسلم فيما أخبرني ابن أبي سعد عن داود بن رشيد عنه.

202
عبد الله بن أبي عامر اليحصبي
مقرىء أهل الشام
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان الثقفي قال حدثنا الهيثم بن مروان قال حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: ثم ولى بعد زرعة بن أيوب عبد الله بن عامر اليحصبي وعبد الله بن عامر مقرئ أهل الشام أخذت عنه القراءة والعدد ويقال إن قراءته قراءة عثمان بن عفان كذا أخبرني أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن ذكوان الدمشقي قال حدثنا أيوب بن هيثم القارئ عن يحيى بن الحرث الرمادي: أنه أخذ القراءة عن عبد الله بن عامر اليحصبي واسندها إلى عثمان بن عفان وذكر القرآن سورة سورة إلى آخر القرآن. وإلى عبد الله ابن عامر ينسب عدد: أهل الشام أيضا.
عبد الرحمن بن قيس العقيلي
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال حدثنا الهيثم بن مروان قال حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: ثم ولى عبد الرحمن بن قيس العقبلي بعد ابن عامر فلا يعرف له حديثا.
عبد الرحمن بن الحسحاس العذري
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال: حدثنا الهيثم بن مروان قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: ولي عبد الرحمن بن الحسحاس العذري بعد عبد الرحمن بن قيس.
عزله من القضاء وتوليته دمشق
وأخبرني عبد الله بن عمر بن أبي سعد عن داود بن رشيد عن الوليد ابن مسلم؛ قال وولي عبد الرحمن بن الحسحاس العذري قضاء دمشق لعمر

203
ابن عبد العزيز وقال سعيد بن عبد العزيز: ولى خلافة سليمان بن عمر بن عبد العزيز ثم عزله عمر عن القضاء وولاه دمشق بعد عبد الله بن عبد الرحمن ابن الحكم الثقفي.
صالح بن عبد الله العبسي
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان الثقفي قال حدثنا الهيثم بن مروان قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عامر بن عبد العزيز قال ثم ولى في خلافة يزيد بن عبد الملك صالح بن عبد الله العبسي. وصالح من أهل دارنا ولا يعرف له إسنادا.
نمير بن أوس الأشعري
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال: حدثنا الهيثم بن مروان قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: ثم ولى بعد صالح بن عبد الله نمير بن أوس الأشعري في خلافة هشام. وكذا أخبرني بن أبي سعد عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم قال: ثم نمير بن أوس في خلافة هشام.
قال سعيد بن عبد العزيز فلم يزل قاضيا حتى ذهب بصره.
حدثني جعفر بن مكرم وأبو قلابه واللفظ لجعفر بن مكرم قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت عبد الله بن قداد يحدث عن النميري بن أوس عن مالك بن مسروح عن عامر بن أبي عامر الأشعري عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم الحي الأزد والأشعرين لا يفرون نم القتال ولا يتكلمون هم مني وأنا منهم فقال له معاوية: إنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هم مني وإلي فقال: ليس هكذا حدثني أبي؟ قال: أنت اعلم بحديث أبيك.

204
قضاء في مملوك
أخبرني محمد بن عبد الله الأزدي قال: حدثنا ثور بن خليد قال: حدثنا عمر بن عبد العزيز عن الأوزاعي قال: ورثت امرأة من مملوك ثمنا فتصدقت بذلك الثمن على زوجها قبل أن تقاسم ورثة زوجها الأول فجعل زوجها الآخر حظه منه من بعده حرا فكتب بذلك نمير بن أوس إلى هشام فكتب إليه بأمره أن يقومه ثم يجعله من مال زوجها ويضمن لشركائهم حظهم فيه. قال: وحدثنا محمود قال حدثنا عمر عن الأوزاعي قال: وكتب نمير أيضا إلى هشام في رجل جعل لطائفة من رقيق كانوا ببنه وبين ورثة أبيه العتق من بعده قبل أن تقاسمه. فكتب إليه بمثل كتابه الأول.
قبول شهادة عيد
أخبرني محمد بن إسحاق الصغاني قال: وحدثنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن نمير بن أوس القاضي كان يقبل شهادة جناح مولى الوليد يقول: لا نتهمه.
قضاء في وصية
حدثنا الصغاني قال: حدثنا عمر بن سعيد قال: حدثنا سعيد بن عبد العزيز أن نمير بن أوس قضى في وصية رجل من أهل دمشق يقال له قائد مولى أم عمر بنت مروان أوصى أن مماليكه أمهات أولاد فأعتق مماليكه وجعل لهم أمهات أولادهم ووافقه مكحول على ذلك.
لا تجوز الشهادة على وصية مختومة لم تقرأ
حدثني أحمد بن خالد بن عمرو الحمصي قال: حدثني أبي قال: حدثنا أسود بن عبد العزيز قال: حدثنا عمار بن عمار: أن مكحولا ونميرا كانا لا يجيزان شهادة الرجل إذا اشهده الرجل على وصية لا يقرأها عليه وتكون الوصية مختومة.
حدثني علي بن عبد الله القيسي قال: حدثنا معاوية بن صليح قال: حدثنا

205
استعفاء نمير وتولية يزيد ابن أبي مالك
أبو مسهر قال: حدثنا المنذر بن نافع قال: كنت أقوم على رأس هشام فكتب إليه نمير بن أوس يستعفيه عن القضاء ويذكر ضعف بدنه فقال: دلوا أمير المؤمنين على قاض. فقالوا: يحيى بن يحيى فقال: ذلك أرفع من القضاء ذلك صاحب متين. قالوا: يزيد بن يزيد بن جابر قال: ذلك رجل شغله أمير المؤمنين مع أبيه. قالوا يزيد بن أبي مالك قال: اكتب له عهده قال: فخرجت فلقيته في الطريق فأعلمته بذلك فسر به
وصية أي موسى لقومه
حدثنا عباس بن عبد الله الباكتاني قال: حدثنا زيد بن يحيى قال: حدثنا ابن زيد: قال سمعت نمير بن أوس يقول: قال أبو موسى لقومه: يا معشر الأشعريين إياكم والدور والمزارع فإنها أوشك لا تلائمكم وعليكم بالخيل والرماح الطوال والمعز في السفر فإنما تزول معكم حيثما زلتم
يزيد بن أبي مالك الهمداني
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال: حدثنا الهيثم بن مروان قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: ثم ولى يزيد بن أبي مالك مكان نمير بن أوس وهكذا أخبرني بن أبي سعد عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم قال: ثم ولى يزيد بن أبي مالك صاحب فقه أهل دمشق وعنه أخذوا ترتيب الديات والشجاج. وله رواية كثيرة.
الحرث بن محمد الأشعري
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال: حدثنا الهيثم بن مروان قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: لما استخلف الوليد بن يزيد عزل يزيد بن أبي ملك وولى الحرث بن محمد الأشعري فلم يزل حتى مات في أيام يزيد بن الوليد هكذا أخبرني بن أبي سعد عن داود بن رشيد

206
عن الوليد بن مسلم قال: ثم الحرث بن محمد الأشعري بعد يزيد بن أبي ملك.
مدح عمر بن عبد العزيز للحرث
أخبرني علي بن عبد الله القيسي قال: حدثنا علي بن سهل الرملي قال: حدثنا ضمرة قال: حدثنا الحكم بن سليمان بن أبي غيلان الخيثمي قال: كتب عمر بن عبد العزيز: أكثر الله فينا من ضريب الحرث بن محمد الأشعري
عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي أبو عمرو
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان عن الهيثم بن مروان عن أبي مسهر عن سعيد ابن عبد العزيز أن يزيد بن الوليد ولي عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي بعد موت الحرث بن محمد فجلس مجلسا ثم استعفى فأعفى.
زياد بن أبي ليلى الغساني
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال: حدثنا الهيثم بن مروان قال حدثنا أبو مسهر عن سعيد قال: وولى زياد بن أبي ليلى الغساني فلم يزل حتى قتل بالغوطة في أيام زامل وأقام الجند أيام مروان بن محمد وليس له قاض فاقضى زامل بن عمرو يقضي بين الناس ثم عزله.
محمد بن لبيد الأسلمي
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان عن الهيثم بن مروان عن أبي مسهر عن سعيد: ثم ولى محمد بن لبيد الأسلمي فلم يزل حتى هرب مروان بن محمد
حدثني علي بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن العباس الطائي قال: حدثنا أبو حفص عمرو بن أبي مسلمة قال: حدثنا محمد بن لبيد قال: حدثنا هشام بن الغار قال: حدثنا حيان أبو النضر قال دخلت مع واثلة بن الأسقع على يزيد بن الأسود فقال واثلة: سمعت النبي عليه السلام يقول يقول الله تعالى أنا عند ظن عبدي بي.

207
خلافة بني هاشم
كلثوم بن عبد الله الحكمي
تولية ابن لبيد بعد كلثوم
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان الثقفي قال: حدثنا الهيثم بن مروان أبو الحكم الدمشقي قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال: ثم أفضى الأمر إلى بني هشام فولوا قضاء الجند كلثوم بن عبد الله الحكمي ثم عزل وولى محمد بن الأسلمي فهلك.
سالم بن عبد الله المحاربي
حديث يرويه المحاربي
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال: حدثنا الهيثم بن مروان قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد: ثم ولى سالم بن عبد الله المحاربي في خلافة أبي العباس. أخبرني علي بن عبد الله القيسي قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن ابن الأشعث قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا خالد بن يزيد عن سالم ابن عبد الله المحاربي عن سليمان بن حبيب عن أبي أمامة عن النبي عليه السلام ما من عبد مسلم يصرع صرعة من مرض إلا بعث منها طاهرا
المساور الخراساني
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال حدثنا أبو مسهر عن سعيد قال ثم ولى القضاء في خلافة أبي جعفر رجل من أهل خراسان ولاه بن الأشعث ولم يسمه فأخبرني ابن أبي الأسعد عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم قال: ثم المساور الخراساني لأبي جعفر.
ثمامة بن يزيد الأزدي
أخبرني محمد بن أحمد بن معدان قال حدثنا الهيثم بن مروان قال: حدثنا أبو مسهر عن سعيد قال: ثم ولى صليح بن علي ثمامة بن يزيد

208
الأزدي ثم عزله وهكذا أخبرني عبد الله بن أبي سعد عن داود بن رشيد عن الوليد بن مسلم قال ثم ثمامة بن يزيد الأزدي.
النضر بن شفي
حدثني طلحة بن عبد الله التيمي قال حدثني أبو عبد الرحمن العلائي قال حدثني أبو حذيفة عبد الله بن مروان الفزاري عن وليد بن مسلم قال كان المقانع رفع من القضاة أربعة في زمن أبي جعفر: محمد بن عمران بالمدينة وابن أبي ليلى بالكوفة وسوار بن عبد الله بالبصرة والنضر بن شفي بحمص. فسألنا عن نضر بن شفى فقال يماني.
النهي عن استعمال الفجار
أخبرنا محمد بن عمرو بن حيان الحمصي قال حدثنا بقية بن الوليد قال حدثني الفرج يعني ابن فضالة عن النضر بن شفى عن عمران بن سليم عن عمر بن الخطاب قال من استعمل فاجرا وهو يعلم أنه فاجر فهو فاجر مثله.
ابن قنبل بن كثير
حدثني أبو العباس أحمد بن علي الأبار قال حدثنا محمد بن مقابل الكوفي عن إبراهيم بن أيوب قال ولي على حمص قاض وكان طويل اللحية وكانت كنيته أبو المعشق ونقش خاتمه: ثبت الحب ودام وعلى الله التمام.
حدثنيه محمد بن محمد قال حدثنا محمد ابن علي الأهوازي قال حدثنا أبو حصين الرازي عن محمد بن سعيد عن مروان الظافر قال دخل هارون الرشيد إلى حمص فدعا قاضيها فقال ما أسمك؟ قال غزيل قال ما كنيتك؟ قال أبو المعشق قال: ما كتبت على خاتمك: قال: ثبت الحب ودام وعلى الله التمام قال: فعزله هارون وقال: لا ألوم أهل حمص أن يخرجوا علي إذا كان فاضبهم مثلك.

209
سليمان بن حبيب المحاربي وأبي حبيب الحرث بن مجهر
حدثنا الصغاني قال: حدثنا الحسن بن الربيع قال حدثنا مخلد بن الحسين عن الأوزاعي عن سليمان بن حبيب المحاربي وكان قاضيا لعمر بن عبد العزيز قال: كتب أبو عمران: أخوك لا تتبين ما صنع في ماله فإنما هو ماله يصنع به ما شاء.
توريث المجوس
حدثنا محمد بن حسان الأزرق قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا كلثوم بن زياد عن سليمان بن حبيب المحاربي قال: أمرني عمر بن عبد العزيز في مواريث المجوس أن أورثهم من قبل الحلال وأسقط له الحرام.
القضاء باليمن مع الشاهد
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا عبد الله بن يوسف البستي قال حدثنا كلثوم بن زياد قال: أدركت أبا ثابت سليمان بن حبيب المحاربي وكان قاضي أمة محمد ثلاثين سنة يقضى باليمين مع الشاهد وقال حدثنا داود بن رشيد قال حدثنا الوليد عن كلثوم بن زياد أنه سمع سليمان بن حبيب يقضى أنه إذا دخل بها فلها أن تأخذه بالآجل.
حدثني الصغاني قال: حدثنا أبو اليمان قال حدثنا صفوان قال كتب عبد الملك بن مروان إلى سليمان بن حبيب قاضي حمص ليلة كيف عقوبة اللوطي؟ فكتب إليه أن عليه أن يرمي بالحجارة كما رجم قوم لوط. إن الله عز وجل قال * (فأرسلنا عليهم حجارة من سجيل) * فقبل عبد الملك ذلك منه وحسنه من رأيه. وأبو حبيب هو الحرث بن مجمر.
عقوبة السارق إن كرر للسرقة
الصغاني قال حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا صفوان عن أبي حبيب الحرث ابن مجمر القاضي أن عمر بن الخطاب قال: لا يزاد السارق في القطع على

210
قطع يده ورجله من خلاف وإن سرق بعد ذلك استودع السجن وقال: إن لأستحيي من الله ألا أدع له يدا يستنجي بها ويتوضأ بها للصلاة.
من اشترى دابة في أرض الحرب فوجد بها عيبا
حدثني أحمد بن الحسين قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار قال حدثنا الوليد بن مسلم قال: سألت كلثوم بن زياد عمن اشترى دابة فغزا عليها أرض الحرب فوجد بها عيبا يرد من مثله في القضاء فحدثني عن سليمان بن حبيب أنه كان يقضي فيمن اشترى دابة فسافر عليها فوجد بها عيبا يرد من مثله؛ إن رآه في أرض السلم لم يزل عنها فإن ركبها بعد رؤية العبب فقد وجبت عليه وإن رأى العيب في أرض الحرب أتى بها إمام الجيش أو قاضيهم. فأوقفه على عيبها فيكتبه القاضي واليوم الذي أتاه بها والمنزل وأذن له في ركوبها وجعلها من نابعها وجعل عليه كراء مثلها إلى أن يخرج من أرض الحرب أو قال إلى أن يقدم بها على صاحبها.
فتوى في ركاز اشترك فيه أربعة بالتتابع
قال وحدثنا الوليد قال: وحدثنا أبو عمرو عن ابن شهاب الزهري وسليمان بن حبيب: أنهما أفتيا في رجل وجد ركزة طرف منارة ذهب مكللة بالجوهر حفر عنها رجل في خربة باللاذقية من ساحل حمص فبينا هو يحفر عما قد بدا منها عما لم يكن الأول أبدى منها ثم جاءهما ثالث فقال أشركاني وإلا دللت عليكما فقالا اجلس فاحفر فحفروا جميعا حتى إذا أبدوا عما بقي منها جاء رابع فخوفهم فاشركوه فأمر الزهري وسليمان بن حبيب أن يرفع خمسها جميعا ثم ينقل الأول منها عما كان بدا له قبل أن يأتي الثاني ثم جعلا الأول والثاني شريكين فيما حفرا عنه وأبديا منها قبل أن يأتيهما الثالث ثم جعلا الأول والثاني والثالث شركاء فيما أبدوا منها ما بقي ولم يجعلا للرابع شيئا.

211
هشام يرد حقا لصاحبه
حدثني الكراني قال: حدثنأ أبو حاتم قال حدثنا الأصمعي قال: حدثني الجوسق المديني قال: قال رجل لهشام بن عبد الملك.
* أيؤكل مالي بعد عشرين حجة
* وبعد قرون قد مضت وقرون
*
* وبعد قضاء من أبيك من احنوى
* وأحرز مالا بعد عشر سنين
*
فقال هشام لسليمان بن حبيب وكان قاضيه: ما يقول؟ قال: رفع إلى قضية إن يكن صدق فيها فالفضاء عليك قال: أرح عليه حقه أي أردده عليه.
الطلاق ثلاث
حدثني أحمد بن خالد بن عمرو الكلاعي قال: حدثنا أبي قال: حدثنا بقية عن صفوان بن عمرو عن أبي حبيب القاضي أن رجلا طلق امرأته عدد الحصا فقال له أبو حبيب: يأخذ ثلاثا وسائرهن في كذا وكذا من الأبعد.
حديث لا تبسط يدك إلا في خير...
حدثنا مربع قال: حدثنا عبد الله بن مزيد الدمشقي قال: حدثنا صدقة ابن عبد الله قال حدثنا عبد الله بن علي القرشي قال حدثني سليمان بن حبيب المحاربي قال حدثني أسود بن أثرم المحاربي قال: قلت يا رسول الله أوصني قال تملك يدك قلت فما أملك إذا لم أملك يدي؟ قال تملك لسانك قال: فماذا أملك إذا لم أملك لساني؟ قال لا تبسط يدك إلا في خير ولا يقل لسانك إلا معروفا.
يزيد بن خليفة اليحصبي
من أكل لحم إنسان
حدثني عبد الواحد بن عبد الله قال: أخبرنا أحمد بن عبد الوهاب قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن عياش عن بشر بن عبد الله عن المشيخة أن رجلا أكل لحم إنسان عام القسطنطينية وعنده جثث إنسان فأتى

212
به مسلمة بن عبد الملك فبعث به إلى القاضي يزيد بن خليفة اليحصبي فقال: أمة جاعت فأكل بعضها بعضا لا عقوبة عليه.
وذكر أبو داود السجستاني عن محمد بن داود بن صبيح عن عبد الله ابن عبد الجبار عن الحكم بن الوليد الوحاطي: أن الحرث بن محمد كان قاضي حمص ثم فقده عبد الأعلى بن عدي ثم عد قوما ثم عبد الرحمن ابن أبي عوف الحراني ثم يحيى بن جابر الطائي وقال ابن عوف: كان الحرث بن عبيدة من فقهاء الجند قاضي حمص.
أخبرني علي بن عبد الله قال: حدثني أبو هاشم الأنطاكي قال حدثنا يحيى بن صالح قال: سمعت عمر بن حبيش قال: هو عمر بن أبي علي الرجبي ولي قضاء حمص يقول: سمعنا من مبشر بن عبد الله ثم إنه أتى بكر بن أبي مريم فقرأ علينا ما كان من حديثه وما حدثنا به مبشر. فقلنا له: إن هذا من حديث مبشر فبكى ثم قال: ما كنت أظن أني أبقى حتى يستجيز أحد مثل هذا.
فلسطين
عبد الله بن موهب
ابن حيوة يفضل الموت على تولية القضاء
حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم قال حدثني أيوب بن محمد الوراق قال حدثنا سمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال: كانت لي حاجة إلى رجاء بن حيوة فلقيته فقال: ولي الأمير عبد الله بن موهب القضاء ولو خيرت بين أن أحمل إلى حفرتي وبين ما ولى ابن موهب لاخترت أن أحمل إلى حفرتي فقلت: إن الناس يتحدثون أنك أشرت به قال: صدقوا نظرت للعامة ولم أنظر له.

213
خصمان عند ابن موهب
أخبرني محمد بن عبد الله الأزدي قال: حدثنا محمود بن خالد قال حدثنا محمد بن عبد الواحد قال: سمعت الأوزاعي يحدث أن ابن موهب اختصم إليه رجلان رجل داعر ورجل لا يعلم منه إلا خيرا فادعي عليه فقضى بن موهب أن يحلف بالله ما ادعى عليه إلا حقا ثم أحلف الآخر.
أخبرني جعفر بن محمد قال: حدثنا أبو الأصبع محمد بن سماعة قال حدثنا ضمرة عن رجاء بن أبي شمر عن يزيد بن عبد الله بن موهب قال: من أحب المال والشرف وخاف الرؤساء لم يعدل. قال رجاء: وكانوا إذا خوفوا يزيد بن عبد الله بن موهب قال: قول ليس في ديننا يعني فرية كانت لهم خير وريث أرجع إليه.
زعم بعضهم أن فاض أهدي إليه عسلا
وزعم الموصلي أن عبادة كان على قضاء الأردن فاختصم إليه رجلان فأهدى له أحدهما قلة عسل فقبلها منه فلما تقدم إليه ثانية قضى عليه فلما ولى قال: يا فلان ذهبت القلة.
قال ابن عوف: كان محمد بن حمير قاضيا على العجم بحمص وقاضي أرمينية أثبت منه أبو حبوة.
وقال سليمان بن عبد الحميد البهراني: سمعت قيس بن عيسى يقول: ولي الوليد بن عبد الملك جد بن عمرو بن قيس: حمص.
حواس بن صالح
حدثني عبد الواحد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب قال حدثنا أبي قال حدثنا عثمان بن عبد الرحمن قال حدثنا حواس بن صالح قاضي تدمر قال: سألت نافعا عن الرجل ينظر إلى فرج امرأته قال نعم إن شاء وتجعله.

214
أفريقية
ابن أنعم
أخبرني إبراهيم بن أبي عمر قال: حدثني سليمان بن منصور الخزاعي قال حدثنا سليمان بن زياد الثقفي قال: قدم ابن أنعم الإفريقي قاضي إفريقية علي أبي جعفر فقال له: استرحت يا بن أنعم من وقوفك على باب هشام وذوي هشام؟ فقال: يا أمير المؤمنين ما رأيت شيئا أنكره على باب هشام وذوي هشام وقد رأيته في مسيري هذا إليك. فقال له أبو جعفر إنا لا نجد من نوليه ممن نرضى. فقال: يا أمير المؤمنين إنما الملك بمنزلة السوق يجلب إليه ما ينفق عنده. فقال صدقت.
الوليد بن سلمة قاضي الأردن
ضعيف الحديث جدا حدثنا عنه محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا الوليد ابن سلمة قال حدثني ابن أبي ذئب عن سعيد بن أبي سعد المنقري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مباكرة بالمشط يذهب بالوباء. وهذا باطل.
وحدثنا الصغاني أيضا قال: حدثنا الوليد بن سلمة أبو العباس قال حدثني سعيد بن عثمان الحذائي عن حكيم بن رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كنز الله الأعظم للزيت. وهذا باطل.
وحدثنا عنه عباس الدوري قال: حدثنا الوليد بن سلمة قال حدثنا ابن صهبان عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سرعة المشي تذهب بهاء الوجه. وهذا باطل.
والوليد بن سلمة ضعيف مهين مثل أبي البختري.

215
الأندلس
حدثت عن خالد المدائني عن الليث بن سعد قال: ولى معاوية بن صالح قضاء الأندلس فكره ذاك وقعد في بيته فدخل عليه عبد الله بن أبي جعفر وعمرو بن الحرث فأمراه أن يقبل ذلك ويلي القضاء فإنه إن فعل ذلك وقضى بينهم بعدل لم يدرك أحد من الغزاة في البحر ولا مرابطي سواحله فضله.
فولي بعد فيهم: عمر بن شراحيل ومحمد بن حازم المعافري؛ قضاة على الأندلس.
حران
ابن أبي عميرة
أخبرني حماد بن إسحاق الموصلي قال: قرأت علي أبي أن مسلم بن مسلم حدثه أنه كان بحران فتى يقال له شراحيل وكان يغشى ابن أبي عميرة قاضي حران ويتحدث إليه وكان إلفا لكاتبه فقال شراحيل للكاتب عشية خميس: لو مضينا إلى كونتية فسمعنا فيها بقية يومنا وليلتنا ثم صرنا إلى منازلنا فلا يعلم القاضي ولا يفتقدنا إلى بعد الجمعة فخرجنا وكانت على ميلين من حران فدخلا وشربا وسمعا وتفقدهما القاضي في المغرب والعشاء والصبح فلما لم يرهما بعث إلى كاتبه فلم يأته واعتل عليه لما كان به فبعث إليه لا بد من أن تجيء لأمر من حضر فتحسي من الزيت وضمد صدغيه وخرج حتى دخل عليه فقال له القاضي: كأني بك وشراحيل قد صليتما العصر معي فقلتما نمضي إلى كونتيه نسمع من غنائها ولا يفتقدنا القاضي إلى بعد الجمعة فجعل يدفع ذاك فقال القاضي:

216
فإني أقسم عليك إلا صدقتني فقال: قد كان والله ذاك قال: فهل مر بكما صوت تشتهيانه قال: نعم قال أفكررتماه إلى الصبح؟ قال: لا قال: أما إنكما لو فعلتما لما طرتما إلا في الهواء ولا مشيتما إلا على الماء أو قال لطرتما في الهواء أو مشيتما على الماء.
زيد بن علي ابن الحسين
أخبرنا محمد بن علي بن خلف العطار قال حدثنا الحسين بن داود بن أبي الكرام الجعفري قال قال: خزيم بن أبي عمرة قاضي الجزيرة: قدمت المدينة فلقيت عدة من قريش فرأيت عبد الله بن الحسن يذهب بنفسه وكلمت زيد بن علي بن الحسين فقلت حين كلمته: هذا رجل العرب والعجم والجن والإنس.
سليمان بن علاثة
أخبرني عبد الله بن أحمد بن موسى في كتابه قال: حدثني عبد الوهاب ابن عبد الصمد قال: حدثنا أبي قال حدثنا أبو قبيصة سفيان - كاتب إياس بن معاوية - قال: شهدت سليمان بن علاثة يقضي في الرقيق فعرف غلامه ويشهد له الشهود أنه سرق فقبضه الذي شهد له فيقول الذي كان الغلام في يده: أنا اشتريته منه فإنه إن هو ذهب لم أقدر على أن أخاصم صاحبي ولم تشهد لي بينتي إلا على رؤيته فيقول اقترضه منه اشتره منه أو استأجره أو استعره. فإن أبي العارف أن يبيعه دفعه إليه. وكان ابن علاثة إذا شهد الشهود بمصر والغلام بمصر آخر يقول للذي معه الغلام: ادفعه إليه واستوثق منه حتى يحدده إلى شهوده فإن قال الآخر نفقة غلامي عليه فيقول اشرط عليه نفقته وعليه إن لم يكن له.
يقوم العبد على خبرته
أخبرني عبد الله بن أحمد قال: حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أبي قال

217
حدثنا أبو قبيصة عن سليمان بن علاثة أنه كان يبعث إلى ابن قبيصة بالغلام فيقول: قومه على خبره ولا تقومه على منظره. أي أنه خياطا أو صباغا أو كذا وكذا.
إذا ادعت الزوجة بعد الدخول أنها لم تأخذ من العاجل شيئا
أخبرني عبد الله بن أحمد قال: حدثني عبد الوارث قال حدثني أبي عن أبي قبيصة قال كان سليمان يقول: الصداق العاجل والآجل إذا دخل بها فزعمت أنه لم يدفع إليها شيئا من العاجل إذا قامت البينة على الأصل فعليه أن يأتي بالبراءة أنه بريء منه. وكان يقول: الآجل حال إذا شاءت آخذته به.
ترديد الخصمان فيصطلحا
قال: وكان ابن علاثة يستحلف على الإباق بالله ما أبق عبدك ولا تعلمه ابق عند غيرك. وكان إذا اختصم إليه في ذلك يقول ولست لصاحبك وليس بالذي يفصل بينهما ولكن يرددهما حتى يصطلحا.
وكان ابن علاثة يقول - - في الرجل يموت وعليه دين إذا قام المطالب البينة بالأصل - فعلى الآخرين أن يأتوا بالبراءة وكان ابن علاثة يقول في الرجل يموت وعليه الدين إلى أجل قد حل دينه فيقول الورثة نحن نضمن لك إلى الأجل. فيقول لا أدري ما يحدث.
لا يسأل المالك حتى أين ملك
قال: وكان ابن علاثة يقول: مال إنسان في يديه لا ينزع إلا ببينة ولا يسأل من أين هو لك؟. لكن يسأل المدعي البينة على ما ادعى.
قال وكان ابن علاثة يقول في الرجل يبيع البيع ويقول للمشتري لا يتعدى الأمر بيمينه إن شهدت الشهود فله أن يبيع إلا أن يتبين له أنه ما رأوه يحسن معه ما يعطى الوفاء.
تحليف البائع اليمين
قال وكان ابن علاثة يقول في الرجل يشتري السلعة فيظهر بها داء

218
فيعرضها إن هو عرضها عن غير رضا فليس ذاك بالذي توجبها عليه ويمينه بالله ما عرضها على البيع عن رضاه.
إبطال شهادة تارك الصلاة
قال وشهد رجل عند ابن علاثة فقال: هات من يزكيك قال: هذا يعرفني - الرجل قاعد عنده فقال له: ما تقول فسكت فقال للرجل: أيدك الله ما تعلم مني؟ قال: أما إن نشدتني بالله فإنك جار المسجد ولم أرك تصلي فيه فأبطل شهادته.
إبطال شهادة موسر مستطيع لم يحج
أخبرني عبد الله بن أحمد عن عبد الوارث قال: حدثني أبي قال حدثنا أبو قبيصة قال: شهد رجل عند ابن علاثة من وجوه أهل الشام فقال المشهود عليه إنه لا يجوز شهادته على إنه لم يحج قط قال له: أما حججت؟ قال لكاتبه: أكتب هذا فلان بن فلان موسر في المال ثابت في الدار ابن ستين سنة لم يحج ببيت الله عز وجل قط وأبطل شهادته.
الموصل
حدثني أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا أبو المنذر إسماعيل بن عمر قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال حدثنا أبو السفر عن عقيل بن عبد الرحمن الخولاني - قاضي الموصل - قال حدثتني عمتي وكانت تحت عقيل ابن أبي طالب قالت: دخلت على علي بن أبي طالب وهو جالس على برذعة حمار مبتلة.
علي بن مسهر
شاهد الزور
حدثني إبراهيم بن علي العدوي قال: حدثنا عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير قال حدثنا علي بن مسهر قال: قال لي المهدي حين ولاني: ما تقول في شهادة الزور؟ قال: قلت يا أمير المؤمنين فبها أقاويل قول شريح: يؤتى

219
به حيه فيقال لهم إن هذا قد شهد بالزور فاعرفوه. وقول عمر بن الخطاب فإنه كان يضرب أربعين ويحلق رأسه ويسود وجهه ويطاف به ويطال حبسه. فقال خذ بقول
عمر أما علمت أن الله وضع الحق على لسان عمر.
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال سمعت مصعبا يقول وعلي بن مسهر ابن عمير بن عاصم بن حصن بن عبد الله بن مرة بن ربيعة بن حارثة بن تيم بن الحرث بن مالك بن عبد بن خزيمة بن لؤي بن غالب كان على قضاء الموصل راوية عن هشام بن عروة.
علي بن الفضيل الذي حدث معه. وأبو حبوة أيضا ولي قضاء الثغور الجزرية. عمر بن صدقة قاضي أنطاكية.
حدثني عبد الله بن الحسن الحراني قال: حدثنا إسماعيل بن رجاء الضبي قال حدثنا معقل بن عبيد الله عن عدي بن عدي قال: قال شريح بن عبد الله قاضي الجزيرة: كنا في قرية لنا من نصيبين فكنا نجمع في قريتنا.
ذكر قضاة مصر منذ افتتحت
أول قاض بمصر في الإسلام
أخبرني محمد بن أحمد بن الهيثم بن صالح التميمي قال: أخبرني أبو القاسم علي بن الحسن بن خلف بن قديد الأزدي المصري قال حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم قال: كان أول قاض استقضى بمصر في الإسلام كما ذكر سعيد بن عفير: قيس بن أبي العاص السهمي فمات فكتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص أن يستقضي كعب بن يسار ابن ضبة العبسي.
وقال بن أبي مريم - وهو ابن بنت خالد بن سنان العبسي الذي يروي أنه تنبأ في الفترة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين عيسى بن

220
كعب بن يسار لا يقبل القضاء
مريم عليه السلام - وأبى كعب أن يقبل القضاء وقال: قضيت في الجاهلية ولا أعود إليه في الإسلام.
قال ابن عفير حدثنا ابن لهيعة قال كان قيس بن أبي العاص بمصر ولاه عمرو بن العاص وقد قيل إن أول من استقضى بمصر كعب بن ضبة بكتاب عمر ولم يقبل والله أعلم قال ابن عبد الحكم: حدثنا عبد الله بن يزيد المقري قال حدثنا حيوة ابن شريح قال أخبرني الضحاك بن شرحبيل الغافقي: أن عمار بن سعد النجيبي أخبرهم أن عمر بن الخطاب كتب إلى عمرو بن العاص أن يجعل كعب بن ضبة على القضاء فأرسل إليه عمرو فأقرأه كتاب أمير المؤمنين فقال كعب: والله لا ينجيه الله من أمر الجاهلية وما كان فيها من الهلكة ثم يعود فيها أبدا إذ نجاه الله منها فأبى أن يقبل القضاء فتركه عمرو وقال ابن عفير كان حكما في الجاهلية وخطة كعب بن ضبة بمصر بسوق بربر في الدار التي تعرف بدار النخلة.
كان سليمان يقضي وهو قائم
قال ثم ولى سليمان بن عنز اليحصبي القضاء في أيام معاوية بن أبي سفيان وقد أدرك عمر بن الخطاب وسمع خطبته بالجابية قال وجعل إليه القصص والقضاء جميعا قال ابن عبد الحكم: فأخبرنا المقري قال حدثنا حيوة ابن شريح قال حدثنا الحجاج بن شداد الصغاني: أن أبا صالح سعيد بن عبد الرحمن الغفاري أخبره أن سليمان بن عنز كان يقضي على الناس وهو قائم فقال له صلت بن الحرث الغفاري وهو من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما تركنا عهد نبينا صلى الله عليه وسلم ولا قطعنا أرحامنا حتى قمت أنت وأصحابك بين أظهرنا.

221
كان يختم القرآن ثلاث مرات في الليلة
وكان سليمان بن عنز بن العيار حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا أصبغ بن الفرج قال أخبرنا بن وهب عن بكير بن مضر قال: كان سليمان ابن عنز يختم القرآن كل ليلة ثلاث مرات.
فأخبرني الصغاني قال: أخبرنا أبو عبيد عن ابن أبي مريم عن بكير بن مضر قال كان سليمان بن عنز يختم القرآن كل ليلة ثلاث مرات ويجامع أهله ثلاث مرات.
أرضى ربه وأرضى أهله
فأخبرني الصغاني قال: أخبرنا أبو عبيد عن أبي مريم عن بكير بن مضر قال فلما مات قالت أهله: رحمك الله لقد أرضيت ربك وأرضيت أهلك.
وأخبرني بن الهيثم بن صالح عن علي بن الحسن عن عبد الرحمن بن عبد الله عن سعيد بن الحكم عن ضمام عن سليمان بن عنز قال: خرجت من الإسكندرية - أحسبه قال - حين قدمت من البحر ودخلت في عبابه فنفذت فيه سبعا فلولا أني خشيت أن أضعف لأتممت عشرا.
دعوة سليمان لأبي هريرة
وقال ابن عبد الحكم حدثنا النضر بن عبد الجبار عن لهيعة عن الحرث بن يزيد عن علي بن رباح قال: قال لي سليم بن عنز إذا لقيت أبا هريرة فأقره مني السلام وأخبره أني قد دعوت له ولأمه فلقيته فأخبرته فقال وأنا قد دعوت له ولأمه.
أول قاضي جمعت له مصر وإفريقية
وقال ابن عبد الحكم: حدثنا أبي قال حدثنا بكر بن مضر عن عبيد الله بن زحر عن الهيثم بن خالد عن ابن عمه سليمان بن عنز قال: لقينا كريب ابن أبرهة راكبا وراءه غلام له يمشي فقلنا: أبا رشدين ألا حملت الغلام؟ قال: كيف أحمل علجا مثل هذا؟ قال أفلا يحدث وصيفا صغيرا تحمله وراءك قال: ما فعلت أفلا أمرت الغلام يتقدم أمامك؟ حتى تلحقه

222
قال: ما فعلت. قال: فإني سمعت أبا الدرداء يقول: ما يزال العبد يزداد من الله بعدا كلما مشى خلفه.
ثم ولى مسلمة بن مخلد البلد وجمعت له مصر والمغرب وهو أول من جمع ذلك له فولي السائب بن هشام بن عمرو أحد بني مالك بن جبيل شرطته ثم عزله بمسلمة بن مخلد وولى عابس بن سعيد المرادي الشرطة ثم جمع له القضاء مع الشرطة وهو صاحب كوم عابس الذي بفسطاط مصر. وهو الذي يقول فيه الشاعر:
* أحن إلى الإسكندرية إن لي
* بها إخوة في الدين أهل منافس
*
* أبو الحرث القاضي وأشهب منهم
* إماما هدى في سنة وتنافس
* أبو الحرث الليث بن سعد وأشهب بن عبد العزيز القيسي.
* وقد أحدثت للروم فيها كنيسة
* أطاعته للعين حق الجواسس
*
* فيا ليتها قد صيرت بمشورتي
* حوى صفصفا كالقاع من كوم عابس
*
قال فلما يزل عابس بن سعيد على القضاء حتى دخل مروان بن الحسن مصر وكان مدخله كما قال أبو بكير عن الليث بن سعيد في سنة خمس وستين فقال أين قاضيكم فدعى له عابس بن سعيد وكان أميا لا يكتب فقال له مروان: أجمعت كتاب الله؟ قال: لا: قال وأحكمت الفرائض؟ قال: لا. قال: فلم تقض بين الناس؟ قال: أقضي بما أعلم وأسأل عما جهلت قال: أنت القاضي.
قال كتب إلى مسلمة ومسلمة يومئذ وإلى البلد يأمره بالبيعة ليزيد فأتى مسلمة الكتاب وهو بالإسكندرية فكتب إلى السائب بن هشام وهو على شرطته يومئذ بذلك فبايع الناس إلا عبد الله بن عمرو

223
ابن العاص فأعاد مسلمة الكتاب فلم يفعل فقال مسلمة: من لعبد الله فقال عامر بن سعيد: أنا فقدم الفسطاط فبعث إلى عبد الله بن عمرو فلم يأته فدعى بالنار والحطب ليحرق عليه قصره فأتى فبايع فلم يزل عابس على القضاء والشرطة إلى أن توفي في أيام عبد العزيز بن مروان سنة ثمان وستين:
أخذ البيعة ليزيد من عبد الله بن عمرو
ويقال بل كتب مسلمة ابن مخلد إلى السائب بن هشام في أخذ بيعة عبد الله بن عمرو ليزيد بعد موت معاوية فيما زعم ابن بكير عن ابن لهيعة عن أبي قنبل قال: لما توفي معاوية واستخلف يزيد كره عبد الله بن عمرو أن يبايع يزيد بن معاوية ومسلمة بالإسكندرية فبعث إليه مسلمة كريب بن أبرهة وعامر بن سعيد فدخلا عليه ومعهما سليمان بن عنز وهو يومئذ قاض وقام فوعظ عبد الله بن عمرو فقال: والله لأنا أعلم بأمر يزيد منكم وإني لأول الناس أخبر معاوية أنه يستخلفه ولكن أردت أن يلي هو بيعتي وقال لكريب: أتدري ما مثلك؟ إنما مثلك مثل قصر عظيم في صحراء عشية بأس قد أصابهم الحر فدخلوا يستظلون فيه فإذا هو ملاء من مجالس الناس وإن ضربك بالعرب في كريب بن أبرهة وليس عندك شيء. وأما أنت يا عابس بن سعيد فبعت آخرتك بدنياك وأما أنت يا سليمان بن عنز فكنت قاضيا فكان معك ملكان يعنيان بك ويذكرانك. ثم صرت قاضيا ومعك شيطانان يزيغانك عن الحق ويفتنانك.
قال ثم ولى عبد العزيز بن مروان بشير بن النضر المري القضاء.
وزعم وهب الله بن راشد أبو زرعة الحجري عن حيوة بن شريح

224
عن جعفر بن ربيعة أن بشير بن النضر كان قاضيا قبل ابن حجيرة في زمان عبد العزيز بن مروان.
كثرة إنفاق ابن حجيرة
ذكر محمود بن عبد الله بن الحكم عن أبي زرعة قال: ثم ولى عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني - وهو ابن حجيرة الأكبر - وقد لقي أبا هريرة وأبا سعيد الخدري. وروى عنه الناس فزعم عبد الرحمن ابن أبي السمح عن أبي الليث العلائي بن عاصم القاص أن ابن حجيرة الأكبر كان مع عبد العزيز بن مروان على القضاء والقصص وبيت المال فكان يأخذ رزقه في القضاء مائتي دينار وفي القصص مائتي دينار وفي بيت المال مائتي دينار وجائزة مائتي دينار وعطارة مائتي دينار فكان يأخذ في السنة ألف دينار لم يكن يحول عليه الحول وعنده ما يجب فيه الزكاة: فلم يزل على القضاء حتى مات في سنة ثلاث وثمانين ويقال بل ولي سنة ثلاث وثمانين ومات سنة خمس وثمانين.
شهادة ابن عباس لابن حجيرة
روى ابن لهيعة عن عبيد الله بن المغيرة أن رجلا سأل ابن عباس عن مسألة فقال تسألوني وفيكم ابن حجيرة؟
وروى الليث بن سعد عن ابن لهيعة عن موسى بن وردان أن سعيد ابن المسيب قال له: اقرأ على ابن حجيرة السلام ومره فلينه أهل بلده عن الربا فإنه قد ذكر لي أنه بها كثير.
ثم ولي القضاء مالك بن شراحيل الخولاني في سنة ثلاث وثمانين وهو صاحب مسجد مالك بفسطاط مصر وكان الحجاج يرسل إليه في كل سنة بحلة وثلاثة آلاف درهم فلم يزل على القضاء حتى مات.
ثم ولي القضاء يونس بن عطية الحضرمي وجمع له الشرطة والقضاء

225
فلم يزل قاضيا حتى مات سنة ست وثمانين. وزعم بعض المشيخة أن أوسا بن أخي يونس بن عطية ولي القضاء بعد عمه يونس بن عطية.
ثم ولي عبد الرحمن بن معاوية ابن خديج الكندي وجمع له القضاء والشرطة فلم يزل على ذلك حتى توفي عبد العزيز بن مروان.
الطاعون بالفسطاط
وقال سعيد بن عيسى بن بليد وغيره كان الطاعون قد وقع بالفسطاط فنزل بحلوان داخلا في الصحراء في موضع منها يقال له أبو قرقون وهوراس التي احتفرها عبد العزيز بن مروان وساقها إلى نخلة التي غرسها بحلوان فكان ابن خديج يرسل إلى عبد العزيز في كل يوم بخبر ما يحدث في البلد من موت أو غيره؛ فأرسل إليه ذات يوم رسولا فأتاه فقال عبد العزيز ما اسمك؟ فقال أبو طالب فثقل ذلك على عبد العزيز وغاظه
موت عبد العزيز بن مروان
فقال عبد العزيز: أسألك عن اسمك فتقول أبو طالب ما اسمك؟ فقال: مدرك فتطير عبد العزيز بذلك وخرج فمرض في مخرجه ذلك ومات هناك فحمل في البحر يراد به الفسطاط فاشتدت به الريح فلم يبلغ الفسطاط حتى تغير فأنزل في بعض خصوص ساحل مريس فغسل فيه وأخرجت هناك جنازته وأخرج معه بالمجامر فيها العود لما كان تغير من ريحه.
وصية عبد العزيز مروان
وأوصى عبد العزيز أن يمر بجنازته إذا مات على منزل خباب وكان له صديقا وكان خباب قد توفي قبل عبد العزيز فمر بجنازة عبد العزيز على بابه وقد خرج عيال خباب فلبسوا السواد ووقفوا على الباب صائحات ثم أتبعنه إلى المقبرة. وخباب صاحب قصر خباب الذي بفسطاط مصر
وقد كان نصيب الشاعر قدم على عبد العزيز في مرضه فاستأذن عليه

226
فقيل له هو مغمور فقال: استأذنوا لي فإن أذن فذاك وكان لنصيب ناحية من عبد العزيز فأذن له فلما رأى شدة مرضه قال:
* ونعود سيدنا وسيد غيرنا
* لبت النشكي كان بالعواد
*
* لو كان يقبل فدية لفديته
* بالمصطفى من طارفي وتلادي
*
فلما سمع عبد العزيز قوله فتح عينيه وأمر له بألف دينار واستبشر بذلك آل عبد العزيز وفرحوا به ثم مات وكانت وفاته فيما ذكر بن بكير عن الليث ليلة الاثنين لاثنتي عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ست وثمانين.
رثاء الفرزدق لعبد العزيز
وفي ذلك يقول الفرزدق:
* يا أيها المتمني أن تكون فتى
* مثل ابن ليلى فقد خلا لك السبلا
*
* اذكر ثلاث خصال قد عرفن له
* هل سب من أحد أو سب أو بخلا
*
* لو يضرب الناس أقصاهم وأولهم
* في شفة الأرض حتى يحزموا الإبلا
*
* يبغون أفضل أهل الأرض لم يجدوا
* مثل الذي غيروا في لحده رجلا
*
فلما توفي عبد العزيز أمر عبد الملك على مصر عمر بن مروان قال: فأقام شهرا إلا ليلة ثم صرف وولى عبد الله بن عبد الملك وهو صاحب مسجد عبد الله الذي بفسطاط مصر وإليه ينسب فأراد عزل بن خديج فاستحيي أن يعزله من غير شيء ولم يجد عليه مقالا ولا متعلقا فولاه مرابطة الإسكندرية.
تولية عمران ثم عزله وحبسه
وولى القضاء والشرطة عمران بن عبد الرحمن بن شرحبيل بن حسنة فلم يزل على ذلك إلا سنة تسع وثمانين فغضب عليه عبد الله بن عبد الملك في شيء لم يسلم لنا فحبسه في بيت وأمر أن يقطع له ثوب من قراطيس ويكتب فيه عيوبه ثم يلبسه ويوقف للناس حتى يرجع من مخرجه.

227
عزل عبد الله ابن عبد الملك
وولى عبد الأعلى بن خالد بن ثابت الهمي مكانه وخرج عبد الله بن عبد الملك إلى وسيم وكانت لرجل من القبط فسأل عبد الله أن يأتيه إلى منزله ويجعل له مائة ألف دينار فخرج إليه عبد الله بن عبد الملك وقال ابن عفير إنما كان مخرج عبد الله إلى أبي النمرس مع رجل من الكتاب يقال له ابن حنظلة؛ فأتى عبد الله للعزل وولاية قرة بن شريك العبسي وهو هنالك قال ابن عفير: فلما بلغه قام ليلبس سراويله فلبسه منكوسا
وقدم قرة بن شريك على ثلاثة من البريد فدخل المسجد فركع في المحراب ثم تربع فجلس وقعد أحد الرجلين إلى جنبه وقام الآخر على رأسه فأتى إلى عبد الأعلى بن خالد رجل من شرطة المسجد وقال له قدم رجل على ثلاثة من البريد حتى نزل بباب المسجد ثم دخل المحراب فركع ثم تربع فجلس فأتاه ابن رفاعة فسلم عليه بغير الإمرة فقال له قرة: على أي شيء من العمل أنت؟ قال: نعم على الشرط قال اذهب فاختم على الديوان قال: إن كنت على الخراج فإن هذا ليس إلينا قال: أذهب كما تؤمر. قال: السلام عليك أيها الأمير ورحمة الله فقال قرة: ممن أنت؟ فقال: من فهم. قال قرة:
* لن تجد الفهمي إلا محافظا
* على الخلق الأعلى وبالحق عالما
*
* سأثي على فهم ثناء يسرها
* يوافي به أهل القرى والمواسما
*
وأقره على عمله.
عمر بن عبد العزيز لا يرضى عن قرة
أخبرنا القاسم بن محمد بن الحرث الخزاعي المروزي قال: أخبرنا سهل بن يحيى بن محمد قال حدثنا أبي عن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز أن عمر بن عبد العزيز كتب إلى عمر بن الوليد بن عبد الملك: إن أظلم مني

228
وأترك لعهد الله من استعمل قرة بن شريك على مصر يأكل المال الحرام ويسفك الدم الحرام.
عمر بن عبد العزيز لا يقر الولاة الجائر بن
وأخبرني عمر بن محمد بن عبد الحكم في إسناد له: أن عمر بن عبد العزيز قال: الحجاج بن يوسف على العراق! ومحمد بن يوسف على اليمن! وقرة ابن شريك على مصر! امتلأت الأرض والله جورا.
تولية الخولاني وعزله
ثم ولى القضاء عبد الله بن عبد الرحمن بن حجيرة الخولاني وهو ابن حجيرة الأصغر ثم عزل في سنة ثلاث وتسعين وزعم بعض أهل البلدان أن ابن حجيرة لما ولى القصص بلغ ذلك أباه وهو ببيت المقدس قال: الحمد لله ذكر أبي وذكر ولما بلغه أنه ولى القضاء قال: إنا لله هلك ابني وأهلك.
القاس خير من القاضي
ثم ولي عباس بن عبد الله الأزدي ثم السلامي ابنه ولاية القضاء وهو عامل لأسامة بن زيد التنوخي على الهراء فلم يزل على القضاء حتى صرف عنه في سنة ثمان وتسعين ورد ابن حجيرة على القضاء ثم صرف عنه ورد عباس بن عبد الله فلم يزل قاضيا حتى صرف عنه سنة مائة.
ثم ولى عبد الله بن خداش ثم صرف عن القضاء سنة اثنتين ومائة
ثم ولى يحيى بن ميمون الحضرمي وقد روى عنه عمر بن الحارث وابن لهيعة وغيرهما. وروى هو عن سهل بن سعد.
قاضي غير محمود في ولايته
حدثني عبد الرحمن بن زكريا بن عبد الرحمن قال: حدثنا نضر بن عبد الرحمن قال حدثنا يزيد بن الحباب عن عباس بن عقبة الحضرمي قال أخبرنا يحيى بن ميمون الحضرمي قاضي مصر قال حدثني سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من انتظر الصلاة فهو في الصلاة ما لم يحدث وبلغني عن أهل مصر أنه لم يكن محمودا في ولايته.

229
وقال ابن عبد الحكم عن ابن بكير سمعت المفضل بن فضالة يقول: كان بئس القاضي ثم ولى يزيد بن عبد الله بن خداش ثم صرف.
ثم ولى الحماد بن خالد المدلجي قاضيا بها سنة ثم توفي سنة خمس عشرة ومائة وكان محمودا جميل المذهب.
ثم ولى توبة بن نمر الحضرمي وتوبة بن نمر من خيار القضاة.
يمين طلاق
قال ابن عبد الحكم عن سعيد بن غفير عن المفضل بن فضالة قال لما ولي توبة بن نمر القضاء دعا امرأته فقال لها: كيف علمت صحبتي؟ قالت جزاك الله من عشير خيرا قال: قد علمت ما بلينا به من أمر المسلمين فأنت الطلاق فصاحت فقال: إن كلمتيني في حكم أو ذكرتيني به فإن كانت لترى دواية قد احتاجت الماء فلا تأمر بها حتى تمد خوفا في أن تدخل عليه في يمينه شيئا.
لا تجوز الوصية في المال كله
أخبرني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا عبد الملك بن صالح قال حدثني الليث بن سعد عن عمرو بن الحارث عن توبة بن نمر عن جعفر بن الدمشقي عن القاسم مولى عبد الرحمن عن أبي أمامة الباهلي قال: أعتق رجل في وصيته ستة أرؤس لم يكن له مال غيرهم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فتغيظ عليه ثم أسهم بينهم فأخرج ثلاثة.
المرأة مع زوجها
أخبرني الصغاني قال: حدثنا أبو صالح وابن بكير قالا حدثنا الليث بن سعد عن توبة بن نمر عن عمر بن عبد العزيز إذا شرط الرجل لامرأته ألا يخرجها من بلده ثم بدا له فهي مع زوجها
يمين صاحب الحق مع شاهده
أخبرني أحمد بن علي قال حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا ابن وهب قال

230
أخبرني بن لهيعة: أن توبة بن نمر قاضي مصر كان يقضي بيمين صاحب الحق مع شاهده في الشيء اليسير.
إشارة توبة بتولية كاتبه
وقال أبو داود السجستاني: سمعت قتيبة بن سعيد يقول توبة بن نمر قاضي مصر بنته تحت ابن لهيعة. قال ابن عبد الحكم تولى توبة بن نمر ما شاء الله ثم استعفى فقيل له: فأشر علينا برجل نوليه قال: كاتبي جبير ابن نعيم.
ثم ولى جرير بن نعيم الحضرمي ثم استعفى فصرف سنة ثمان وعشرين ومائة.
تفسير الحديث
أخبرني حسن بن علي قال: حدثنا خلف بن سالم قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني عباس بن عقبة قال: أخبرني جبير بن نعيم عن بن الزبير عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العشر عشر الأضحى والوتر يوم عرفة والشفع يوم النحر.
الذكر خير من الصدقة
أخبرنا إبراهيم الزهري أحمد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن أبي بكير عن ابن لهيعة عن جبير بن نعيم القاضي عن سهل بن معاذ بن أنس عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الذكر يفضل على الصدقة في سبيل الله.
من أقر بشيء لزمه
أخبرني أحمد بن علي قال: حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا بن وهب عن الليث بن سعد عن جبير بن نعيم أنه كان يقضي فمن اعترف لرجل بحق عليه ثم ادعى أنه قضاه إياه لا يثبت عنده أنه يلزمه ما اعترف به من ذلك. وكان يقول: من أقر عندنا بشيء ألزمناه إياه.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن الحرث قال. حدثنا أحمد بن عبد الرحمن

231
سجدة في: إذا السماء انشقت
وحدثنا عمي قال حدثنا الليث بن سعد أن جبير بن نعيم كان يصلي بهم في قيام رمضان وأنه قرأ * (إذا السماء انشقت) * فسجد فيها.
ثم ولى عبد الرحمن بن سالم بن أبي سالم الجيشاني فلم يزل على القضاء إلى دخول المسودة فصرف عن القضاء واستعمل على الخراج ثم رد جبير بن نعيم فلم يزل قاضيا حتى صرف في سنة خمس وثلاثين ومائة.
سبب صرف بن سالم عن القضاء
وكان سبب صرفه فيما ذكر ابن بكير أن رجلا من الجند قذف رجلا فخاصمه إليه وثبت عليه شاهدا واحدا فأمر بحبس الجندي إلى أن يثبت الرجل شاهدا آخر فأرسل أبو عون عبد الملك بن يزيد فأخرج الجندي من الحبس فاعتزل جبير وجلس في بيته وترك الحكم فأرسل إليه أبو عون فقال: لا حتى ترد الجندي إلى مكانه فلم يرد ولم يحل عزمه فقالوا: فأشر علينا برجل نوليه فقال: كاتبي غوث بن سليمان.
فولى غوث بن سليمان بن زياد بن نعيم الحضرمي فلم يزل قاضيا حتى خرج مع صالح بن علي إلى الرصافة سنة أربع وأربعين وقد روى عن غوث بن سليمان أحاديث وتأتي أخباره في ولايته الثانية.
ثم ولى أبو خزيمة إبراهيم بن زيد من حمير وسماء الحرث بن مسكين قال أبو خزيمة عبد الله بن ظريف يقال إن جرير بن خازم حدث عنه وكان من خيار المسلمين وكان سبب ولايته أن أبا عون شاور في رجل يوليه القضاء ويقال: بل صالح بن علي فأشير عليه بثلاثة نفر: حيوة بن شريح وأبي خزيمة وعبد الله بن عباس الغساني.
لم يقبل القضاء حتى بين السيف والنطع
وكان أبو خزيمة يومئذ بالإسكندرية فاستحضر ثم أتى بهم إليه فكان أول من نوظر حيوة بن شريح فامتنع فدعى له بالسيف والنطع فلما رأى ذلك حيوة أخرج مفتاحا كان معه فقال هذا مفتاح بيتي ولقد أشتقت

232
إلى معادي فلما رأوا عزمه تركوه فقال لهم حيوة لا تظهروا ما كان من إبائي إلى أصحابي فيفعلوا مثل ما فعلت فنحى حنوه.
وسمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: سمع مناد بمصر من السماء: لولا رجال ركع وبهائم رتع وحيوة ابن شريح لصب عليكم العذاب صبا.
كفاءة حيوت
وقال عبد الله بن الحكم: قال ابن المبارك ما ذكر لي أحد بفضل فرأيته إلا رأيته دون ما ذكر لي عنه إلا حيوة بن شريح وابن عون.
ورجع الحديث. قال. ثم دعى بأبي خزيمة فعرض عليه القضاء فامتع فدعى له بالسيف والنطع فضعف قلب الشيخ ولم يحمل ذلك فأجاب إلى القضاء فاستقضى فأجرى عليه في كل شهر عشرة دنانير وكان لا يأخذ ليوم الجمعة رزقا ويقول إنما أنا أجير المسلمين فإذا لم أعمل لهم لم آحذ متاعهم.
أبو خزيمة يتورع في أخذ الرزق
وقال الحرث بن مسكين: أنكر أصحاب أبو خزيمة عليه دخوله في القضاء فلما رأوا استقامته قالوا هو خير منا اختير ولم نختر.
رد رزق يوم لم يقض فيه
وأخبرني بعض أهل مصر أنه رأى رقعة في رق في الديوان: رد أبو خزيمة إبراهيم بن زيد القاضي لبيت المال خمسة دراهم ليوم لم يجلس فيه القضاء
أبو خزيمة كان يبيع الأرسان
وبلغني أنه قيل لحيوة بن شريح ولي أبو خزيمة القضاء فقال: حيوة: أبو خزيمة خير مني أختير فصح وقال: كان أبو خزيمة يعمل الأرسان ويبيعها قبل أن يلي القضاء فمر به رجل من أهل الإسكندرية وهو في مجلس

233
الحكم فقال: لأختبرن أبا خزيمة فوقف عليه فقال: يا أبا خزيمة احتجت إلى رسن لفرسي فقام أبو خزيمة إلى منزله فأخرج رسنا فباعه ثم جلس.
نكر صديقه في مجلس القضاء ويكرمه في منزله
وأخبرني محمد بن أحمد التميمي عن علي بن الحسن عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: سمعت أبا عبد الله بن عبد الحكم يقول: كان أبو فرشة المرادي صديقا لأبي خزيمة فمر به ذات يوم فسلم عليه فلم يكن منه ما كان يعرف وكان أبو خرشنة قد خوصم إليه في جدار فاشتد ذلك على أبو خرشنة فشكى ذلك إلى بعض قرائبه فقال له: إن اليوم الاثنين أو الخميس وهو صائم فإذا صلى المغرب ادخل استأذن عليه ففعل أبو خرشنة قال فدخلت عليه وبين يديه ثريد عدس فسلم عليه فرد عليه كما كان يعرف وقال له: ما جاء بك فأخبره أبو خرشنة فقال ما كان ذلك إلا أن خصمك خفت أن يرى سلامي فيكسره ذلك عن بعض حجته قال أبو خرشنة: فإني أشهدك أن الجدار له.
يسكن في منزله شيء لجلوس الأمير فخرج إليه
قال وحدثني بعض مشايخ البلد أن يزيد بن حاتم وهو يومئذ وإلى البلد جاء إلى أبي خزيمة في منزله فخرج إليه إلى باب داره وألفيت ليزيد بن حاتم صفة سرحة فجلس عليها حتى قضى حاجته ثم انصرف وكلم أبو خزيمة في ذلك فقال: لم يكن في منزلي شيء يجلس عليه فخرجت إليه.
ورع أبي خزيمة
وقال أبو الطاهر أحمد بن عمر بن السرح: دفع بعض بني مسكين إلى أبي خزيمة في شيء من أمر حبسهم وقد كان بعض القضاة نظر فكان أبا خزيمة لم ير إنقاذ ذلك فكتب إليه: إذا نحن لم ننتفع بقول القضاة قبلك عندك كذلك لا ننتفع بقولك عند القضاة بعدك فأنفذ ذلك.

234
وخرج أبو خزيمة يوما من المسجد فلم يواف دابته فعرض عليه رجل من أهل البلدان أن يركب فأبى وعزم عليه آخر دابته فركب فقال له الأول فقال رأيت في اللجام حلية من فضة.
ثم استعفى أبو خزيمة فأعفى وجعل مكانه عبد الله بن بلال الحضرمي ويقال بل غوثا الذي كان استخلفه حين شخص إلى أمير المؤمنين أبي جعفر في سنة أربع وأربعين
ومائة. وكان يجلس للناس في المسجد الأبيض ثم قدم غوث فأقره خليفة له يحكم بين الناس فلما مات ركب غوث إلى منزله فضم الديوان والودايع التي كانت قبله وغير ذلك فزعموا أن بنت عبد الله بن بلال صاحت يومئذ وا غوثاه.
وقال يحيى بن عبد الله بن بكير لم يزل أبو خزيمة على القضاء حتى قدم غوث من الصائفة فعزل أبو خزيمة ورد غوث على القضاء.
وفاة غوث
ويقال إن غوثا حين شخص إلى العراق جعل على القضاة أبو خزيمة فلم يزل على القضاء حتى توفي سنة أربع وخمسين ومائة.
أبو جعفر يستشير ابن خديج فيمن يتولى القضاء
وقال بعض أهل مصر كان ابن خديج يومئذ بالعراق قال دخلت على أمير المؤمنين أبي جعفر فقال: يا ابن خديج لقد توفي ببلدك رجل أصيبت به العامة قال: قلت يا أمير المؤمنين ذاك إذا أبو خزيمة قال: نعم فمن ترى أن نولي القضاء بعده؟ قلت أبو معدان اليحصبي يا أمير المؤمنين. قال: ذاك رجل أصم ولا يصلح القاضي أن يكون أصم: قال: قلت: فابن لهيعة يا أمير المؤمنين قال: ابن لهيعة على ضعف فيه فأمر بتوليته وأجرى عليه في كل شهر ثلاثين دينارا. وهو أول قاض قضى على مصر أجرى عليه ذلك باستقضاء خليفة وإنما كان ولاة البلد يولون القضاة فلم يزل قاضيا حتى صرف سنة أربع وتسعين ومائة.

235
وأخبرني أحمد بن علي قال: حدثنا أبو الطاهر قال حدثنا ابن وهب قال: قال لي ابن لهيعة: أنا قضيت باليمين مع الشاهد.
تغير ابن لهيعة
قال القاضي: وابن لهيعة من أهل الحديث والفقه تغير وذهبت كتبه وساء حفظه ولقن ما ليس من حديثه.
السنة التي مات فيها ابن لهيعة
توفي أبو لهيعة يوم الأحد في النصف من شهر ربيع الأول سنة أربع وتسعين ومائة وهو عبد الله بن لهيعة ابن عقبة الحضرمي يكنى أبا عبد الرحمن.
وقد ولي موسى بن علي بن رباح اللخمي الإمرة والنظر في الحقوق فأخبرنا محمد بن عبد الرحمن الصيرفي عمن أخبره أن موسى بن علي لما ولى لم يتحاكموا إليه تمني الناس أن يرى أحدهم بغير ظالم أو بغير طالب بغير حتى فتناصفوا بينهم.
أهل مصر يكرهون موسى ابن علي
وحدثني أبو إبراهيم الرهوي قال: سمعت يحيى بن عبد الله بن بكير يقول: رأيت موسى بن علي يخطب على منبر مصر فإذا خطب قال شيخ من مشايخنا: ما تقول النائحة؟
وولى إسماعيل بن اليسع الكوفي وعزل في سنة سبع وستين ومائة وكان محمودا عند أهل البلد إلا أنه كان يذهب مذهب أبي حنيفة ولم يكن أهل البلد يعرفون ذاك.
سبب عزل إسماعيل ورد غوث
وكان سبب عزله فيما زعم عبد الله بن عبد الحكم: أن الليث بن سعد كتب فيه إلى أمير المؤمنين يا أمير المؤمنين إنك بليتنا برجل يكبد سنة رسول الله بين أظهرنا مع أنا ما علمنا في الدينار والدرهم إلا خيرا فكتب بعزله ورد غوث بن سليمان على القضاء فلم يزل حتى توفي في جماد الآخرة سنة ثمان وستين ومائة.

236
كل امرئ له نصيب من اسمه
أخبرني محمد بن أحمد بن التميمي عن علي بن الحسن بن خلف عن عبد الرحمن بن عبد الحكم عن حماد بن منصور بن أبي رجاء قال: قدمتنا امرأة من الريف وغوث قاض في محفة فوافت غوث بن سليمان عند السراجين رائحا إلى المسجد فشكت إليه أمرها وأخبرته بحاجتها فنزل عن دابته في حوانيت السراجين ولم يبلغ المسجد وكتب لها بحاجتها وركب إلى المسجد فانصرفت المرأة وهي تقول: أصابت والله أمك حين سمتك غوثا أنت غوث عند اسمك.
أول قاض طول الكتب بمصر
فلما مات غوث ولى القضاء المفضل بن فضالة بن عبيد الغساني ثم عزل في سنة تسع وستين ومائة: وكان هو أول القضاة بمصر طول الكتب وكان أحد فضلاء الناس وخيارهم. وعنده علم كثير حدث وحمل عنه. وقال بعض أهل مصر لقيه رجل بعد أن عزل فقال حسبك الله قضيت علينا بالباطل فقال له المفضل لكن الذي قضيت له يطيب الثناء.
ثم ولى أبو الطاهر الأعرج عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري وكان محمودا في ولايته. وأخبرني عبد الله بن جعفر بن مصعب الزبيري عن جده عن ابن القداح أن عبد الملك بن محمد ابن أبي بكر ولي قضاء بغداد ثم ولي بعد ذلك قضاء مصر.
رد عبد الملك على صاحب البريد واستعفاؤه واستشارته
أخبرني محمد بن أحمد بن الهيثم عن علي بن الحسن عن ابن عبد الحكم عن أبيه قال: فكتب أليه صاحب البريد أنك تبطئ بالجلوس قال فكتب إليه أبو الطاهر إن كان أمير المؤمنين أمرك وإلا فإن في أكفك وبرذوانك ما يشغلك عن أمر العامة. ثم استعفى فأعفى في سنة أربع وسبعين ومائة. قالوا فأشر علينا برجل فأشار عليهم بالمفضل بن فضالة.
تولية المفضل الثانية
فولي المفضل ثانية فزعم أبو داود السجستاني قال: سمعت سليمان بن

237
داود المهري يقول: المفضل بن فضالة ولي قضاءنا مرتين.
كان يسأل الله أن يذهب عنه الأمل
وقال سليمان بن داود: أخبرنا إدريس بن يحي وابن بكير قالا: سأل الله المفضل بن فضالة أن يذهب عنه الأمل فبقي كأنه لحم موضوع أو شبيه بذا. قال فقيل له: أي شيء عملت سل الله أن يقيلك فسأل الله عز وجل فأقاله. قال ابن بكير: فرأيته وأخبرني من رآه بعد ما أسن يخرج إلى الحيرة يغرس الفسيل أو النوى ويرجو أن يأكل من ثمرها.
وقال أحمد بن سعيد الهمداني لم يرو ابن وهب عن مفضل بن فضالة كان منه إلى ابن وهب شيء وهو على القضاء.
شكوى قسام من قلة رزقه
بلغني عن الحرث بن مسكين أنه قال: كان المفضل بن فضالة ربما وكب بنفسه حتى ينظر إليه وكان ثم قسام يقسم للناس وكان قد جعل للقسام لكل مائة دينار دينارين فما نقص من المائة فبحساب ما نقص وما زاد على المائة إلى ثلاثين ألفا. وما كان من شيء فليس له إلا دينارين فشكا القسام إليه وقال: لا يكفيني فقال: ما أصنع قل إن شئت زدتك مما يجري على من أرزاقي قال الحرث فزاده مما يجري عليه من أرزاقه.
ملازمة ابن فضالة للمسجد
قال الحرث بن مسكين رأيت المفضل بن فضالة إذا صلى الجمعة جلس إلى صلاة العصر في المسجد فإذا صلى العصر خلا في ناحية المسجد وحده فلا يزل يدعو حتى تغرب الشمس.
تولية بن مسروق واستخلاف ابن الفرات
ثم ولى محمد بن مسروق الكندي من أهل الكوفة قالوا: ولم يكن بالمحمود في ولايته وكان فيه تجبر وعتو فلم يزل على القضاء إلى سنة أربع وثمانين ومائة ثم خرج إلى العراق فاستخلف إسحاق بن الفرات فلم يزل على القضاء إلى جعفر سنة أربع وثمانين ومائة ثم عزل. وقد حدث محمد بن مسروق الكندي وعنده أحاديث فيها نكير.

238
قوم تظلموا إلى الرشيد من قاض فأبى أن يعزله
وحدث إسحاق بن الفرات أيضا ثم ولى عبد الرحمن بن عبد الله بن المجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب وعزل في جماد الأول سنة أربع وتسعين ومائة. وقد كان قوم تظلموا منه ووقعوا فيه إلى الرشيد فقال: انظروا في الديوان كم ولى من آل عمر بن الخطاب قضى في أيامي فنظروا فلم يجدوا غيره فقال: لا والله لا أعزله أبدا. ثم ولى بعده هاشم بن أبي بكر البكري.
أخبرني عبد الله بن مصعب الزبيري عن جده قال: ولى مصر هاشم بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. قال ابن الحكم: فآذي أصحاب العمري وبالغ في مكروههم وكان يذهب مذهب أصحاب أبي حنيفة فلم يزل على القضاء حتى توفي في أول محرم سنة ست وتسعين ومائة.
وحدث هاشم بن أبي بكر حدثنا أبو الأحوص القاضي عن يحيى بن سليمان الجعفي عنه بحديث. ثم ولى إبراهيم بن البكاء ولاه جابر بن الأشعث وهو يومئذ وإلى البلد. فلم يزل كذلك حتى وثب بجابر فقتل وولى مكانه عباد بن محمد فعزل ابن البكاء وولى لهيعة بن عيسى الحضرمي بن أخي عبد الله بن لهيعة فلم يزل واليا حتى قدم المطلب عبد الله بن مالك في أول سنة ثمان وتسعين فعزل لهيعة بن عيسى وولى الفضل بن غانم وكان المطلب قدم به معه من العراق فأقام سنة أو نحوها ثم غضب عليه المطلب فعزله وولى لهيعة بن عيسى فلم يزل قاضيا حتى توفي في ذي القعدة سنة أربع ومائتين فولى السرى بن الحكم بعد مشاورة أهل البلد إبراهيم ابن إسحاق القارئ حليف بني زهرة وجمع له القضاء والقصص وكان

239
رجل صدق ثم استعفى بشيء أنكره فأعفى فولى مكانه إبراهيم بن الجراح وكان يذهب إلى قول أصحاب أبي حنيفة. ولم يكن بالمذموم أول ولايته حتى قدم ابنه عليه أول ولايته من العراق فتغيرت حاله وفسدت أحكامه فلم يزل قاضيا إلى سنة إحدى عشرة ومائتين فدخل عبد الله بن طاهر البلد فعزله. وولى عيسى بن المنكدر بن محمد بن المنكدر وخرج إبراهيم ابن الجراح إلى العراق فمات. فأجرى عبد الله بن طاهر على عيسى بن المنكدر أربعة آلاف درهم في الشهر. وهو أول قاض أجرى عليه ذلك وأجازه بألف دينار فلما قدم المعتصم مصر في سنة أربع عشرة ومائتين كلمه فيه ابن أبي داود فأمره فوقف عن الحكم ثم أشخص إلى العراق فمات وبقيت مصر بغير قاض حتى ولى المأمون هارون بن عبد الله أبا يحيى الزهري القضاء فقدم البلد لعشر ليال بقين في شهر رمضان سنة سبع عشرة ومائتين وكان محمودا عفيفا محببا في أهل البلد وقد كتبت أخباره في أخبار قضاة بغداد فلم يزل على القضاء إلى شهر ربيع الأول سنة ست وعشرين ومائتين فكتب إليه أن يمسك عن الحكم وكان قد نقل مكانه علي بن أبي داود.
وقدم أبو الوزير واليا على خراج مصر وقدم معه بكتاب ولاية ابن أبي الليث على القضاء فلم يزل قاضيا إلى يوم الخميس لثلاث عشرة ليلة خلت من شعبان سنة خمس وثلاثين ومائتين فعزل وحبس وبقيت مصر بغير قاض وكان ابن أبي الليث رجل سوء.
ثم ولى أبو عمرو الحرث بن مسكين في جماد الأول سنة سبع وثلاثين ومائتين جاءته ولاية القضاء وهو بالإسكندرية فلم يزل قاضيا حتى صرف يوم الجمعة لسبع ليال بقين من شهر ربيع الأول سنة خمس وأربعين

240
ومائتين فولى أبو سعيد عبد الرحمن إبراهيم بن دحيم بن الهيثم جاءته ولايته بالرملة فتوفى قبل أن يصير إلى مصر سنة خمس وأربعين ومائتين.
ودحيم من أهل الحديث المتقدمين فولى بعده أبو بكرة بكار بن قتيبة من ولد أبي بكرة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل البلد يوم الجمعة لثمان ليال خلون من جمادي الآخرة سنة ست وأربعين ومائتين فلم يزل قاضيا إلى أن حبسه أحمد بن طولون ومات في حبسه.
ثم ولى بعده محمد بن عبده بكنى أبا عبد الله العباداني وولى بعده أحمد ابن عثمان أبو زرعة الدمشقي ثم ولى بعده علي بن الحسين بن حرث يكنى أبا عبد الله من أهل الكرخ.
ذكر قضاة بغداد وأخبارهم ومن روى عنه الحديث منهم يحيى بن سعيد الأنصاري
أخبرني أحمد بن زهير بن حرب قال قرأت على أبي عبد الرحمن العلائي المفضل بن غسان عن علي بن صالح الحاجب قال: لما قدم أبو جعفر المنصور بغداد ومعه الحسن بن عمارة على المظالم وكان يحيى بن سعيد الأنصاري قاضي أبي العباس فأقره أبو جعفر.
أخبرني عبد الله بن شبيب أبو سعيد قال: حدثني يحيى بن محمد بن طلحة ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي الصديق قال: حدثني سليمان بن بلال قال: كان يحيى بن سعيد قد ضاق واشتدت حاله حتى جلس في البيت فبينا هو على ذلك إذ جاءه كتاب أبي العباس يأمره بالخروج إليه فكنت أنا الذي جهزته ووكلي بالقيام على أهله والنفقة عليهم فلما خرجنا من داره

241
فراسة تحققت
وهو يريد العراق كان أول ما لقينا جنازة قد طلعت فتغير وجهي لذلك فقال كأنك تطيرت فقلت: نعم فقال فلا تفعل فوالله لئن صدقنا الفأل لينعشن الله أمري فكان كما قال فأصاب خيرا وبعث إلي بقضاء دينه وقال لي وأنا معه: ما من شيء إلا وقد علمته.
قال سليمان بن بلال ثم جاءني كتابه بعد ما استقضى قد كتب: قلت لك ما من شيء إلا وقد علمته فأقسم لك بالله لأول خصمين جلسا بين يدي في أمر لا والله ما سمعت فيه بشيء. فإذا جاءك كتابي هذا فسئل ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن كذا وعن كذا ولا تخبره أني كتبت إليك تسأله فجئت ربيعة فسألته فقال صاحبك كتب إليك يسألني عن هذا؟ قال: فكأني أمسكت. قال: فإني أسألك وقال: لا أجيبك حتى تخبرني فأخبرته فأجابني وكتب إلى يحيى بن سعيد بذلك.
كان يظن أنه أوحد فطلب معينا
فقال محمد بن صالح العدوي كان سبب إشخاص ربيعة بن أبي عبد الرحمن إلى العراق أن يحيى بن سعيد لما استقضى قال: كنت أظن أن بمجالستي لسعيد بن المسيب وللقاسم وإياس بالمدينة لا يجلس بين يدي خصمان فأعيي بأمرهما حتى كان أول الخصمان جلسا بين يدي فإذا أمر أحتاج فيه إلى نظر واستخراج فدخلت على أبي جعفر فذكرت له ذلك وقلت إن بالمدينة رجلا من موالي قريش يقال له ربيعة بن أبي عبد الرحمن لا غني بي عنه فبعث إليه فجاء.
العظيم لا يغيره المال
حدثني سليمان بن أبي أيوب أبو أيوب المدائني قال: حدثنا محمد بن سلام الجمحي قال حدثني محمد بن القاسم الهاشمي قال: كان يحيى بن سعيد خفيف الحال فاستقضاه أبو جعفر فارتفع شأنه فلم يتغير حاله فقيل له في ذلك فقال: من كانت نفسه واحدة لم يغيره المال ولا الإقتار.

242
قال القاضي وهو يحيى بن سعيد بن قيس بن عمرو بن سهل بن ثعلبة بن الحرث بن زيد بن ثعلبة بن عمرو بن مالك بن النجار وحدثنا أحمد بن أبي منصور الرمادي وعباس الدوري قالا: حدثنا سليمان بن حرث قال حدثنا حماد بن زيد قال قدم أيوب من المدينة فقيل له: من أفقه من تركت بالمدينة؟ قال: ما تركت بها أفقه من يحيى بن سعيد.
حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال: حدثنا زيد بن الحباب قال حدثني معاوية بن صالح قاضي الأندلس قال حدثني أبو مريم قال سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القضاء في الأنصار
حدثنا أحمد بن جعفر بن منصور الرمادي قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال حدثني إبراهيم بن أبي زرعة قال: قال لي ابن أبي لهيعة قدم علينا أبو الأسود قال يحيى لا أعلمه إلا قال سنة أربع وثلاثين ومائة فقيل له من تعدون في الفتيا بعد ربيعة في المدينة قال يحيى بن سعيد بالهاشمية وفتى من أصبح يقال له مالك بن أنس.
فقه يحي بن سعيد وروايته
حدثنا أيوب عن الرمادي قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثنا الليث بن سعد عن سعيد بن عبد الرحمن الجمحي قال: ما رأيت أحدا أقرب شبها من أبي شهاب من يحيى بن سعيد ولولا ابن شهاب لذهب كثير العلم. قال القاضي: وليحيى بن سعيد فقه كثير وروايات وأحاديث مسندة وسمع من أنس بن مالك وأسند عنه أحاديث صالحة من أصحها ما حدثنا أحمد بن إسماعيل السهمي قال حدثني عبد العزيز بن أبي خازم قال سمعت يحيى بن سعيد يقول سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ألا أخبركم بخير دور الأنصار الوابلي قال دور بني النجار ثم دور بني ساعدة

243
محبة العلم
حدثنا جعفر بن محمد أبو عبد الله الريالي قال: حدثنا بذاك ابن المجبر قال حدثنا شعبة قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل دور الأنصار خير
قال القاضي وقضى يحي بن سعيد لبني أمية أيام الوليد بن عبد الملك بالمدينة واستقضاه يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي وقضى لأبي جعفر المنصور وقال أحمد بن حنبل عن عيينة قال كان أيوب السختياني معجبا بيحيى بن سعيد وقال اكتب لي عيون حديثه. ثم أخبرت أن الرقعة سقطت منه فأخبرت عن سعيد بن داود الزبيري قال حدثني مالك بن أنس قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول وددت أن أكتب كلما أسمع وكان ذلك أحب إلى من أن يكون لي مثل مالي.
حدثني أحمد بن محمد المقدمي قال: حدثنا ابن أبي أويس قال سمعت مالك بن أنس يقول: قال لي يحيى بن سعيد أكتب لي أحاديث من أحاديث أبي شهاب أرويها عنك فكتبتها له قال: قلت فسمعها منك قال كان أفقه من ذاك.
تحريم المتعة
وحدثنا محمد بن الوليد البشري قال حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول أخبرني مالك بن أنس عن ابن شهاب عن عبد الله والحسن بن محمد بن علي عن علي أن النبي عليه السلام: نهى عن المتعة
عدم كراهة الدعاء لأمر من أمور الدنيا
أخبرني حسن الحروي عن الحارث بن مسكين عن عبد الرحمن بن القاسم بن بلال: قال حدثني يحيى بن سعيد أنه كان بإفريقية فأردت حاجة من حوائج الدنيا فدعوت فيها واجتهدت ثم ندمت ألا يكون ذلك في حاجة من حوائج الآخرة فشكوت ذلك إلى رجل كنت أجالسه

244
فقال: لا تكره ذاك فقد بارك الله في حاجة أذن فيها بالدعاء
أخبرت عن ابن أبي الأسود عن عبد الرحمن بن مهدي عن وهب قال: قدمت المدينة فما رأيت بها أحدا إلا يعرف وينكر؛ إلا يحيى بن سعيد ومالك بن أنس.
الحسن بن عمارة
كثير الرواية ضعيف الحديث
أخبرني أحمد بن زهير أنه قرأ على المفضل بن غسان عن علي بن صالح قال: واستقضى أبو جعفر علي بغداد الحسن بن عمارة أياما. قال القاضي: والحسن بن عمارة مولى لبجيلة له رواية كثيرة ويضعف في الحديث.
الصلاة على قتلى أحد
حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكم قال: حدثنا محمود بن غيلان قال حدثنا أبو داود الطيالسي قال: قلت لشعبة أي شيء قال الحسن بن عمارة؟ فقال: قلت للحكم: أصلى النبي عليه السلام على قتلى أحد؟ قال لم يصل على قتلى أحد.
وقال الحسن بن عمارة عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس: أن النبي عليه السلام صلى عليهم.
قال شعبة: وقلت للحكم: ما تقول في أولاد الزنا؟ من ذكره عن علي؟ فقال بذكر من حديث الحسن البصري وقال الحسن بن عمارة: عن الحكم عن يحيى بن الجزار عن علي.
وحدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: أخبرنا بن أبي زرمة قال: أخبرني أبي عن عبدان عن أبيه عن شعبة قال: روى الحسن بن عمارة عن الحكم عن

245
يحيى الجزار عن علي سبعة أحاديث فلقيته أراه قال الحكم فسألته عنها فقال: ما حدثت بشيء منها.
أخبرني أحمد بن خيثمة قال: حدثنا ابن أبي زرمة قال: أخبرنا أبي عن عبدان قال أخبرنا ابن عيينة قال: كنت إذا سمعت الحسن بن عمارة يروي عن الزهري وعمرو بن دينار جعلت أصبعي في أذني. وقرأ علينا صالح بن أحمد بن حنبل في كتاب علي بن المدائني إلى أحمد بن حنبل وسمعه صالح منه قال علي: حدثنا يحيى بن سعيد الطلحي القطان قال حدثنا الحسن بن عمارة عن عبد الملك بن ميسرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي عليه السلام فيما أحرزه المشركون من أموال المسلمين قال يحيى بن سعيد فذكرت هذا الحديث لمسعود بن كدام فقال: هو من حديث عبد الملك بن ميسرة وقد سمعته ولم أتقنه.
قال علي فأعدت على يحيى قلت عن النبي عليه السلام؟ قال أكثر علمي قال: وسمعت يحيى يحدث عن مسعر قال رأيت الأعمش يملي على الحسن بن عمارة.
ابن عمارة يقوم بنفقات مسعر
أخبرنا أبو إبراهيم الزهري أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن داود الحذائي قال سمعت عيسى بن يونس يقول قال الحسن بن عمارة لمسعر بن كدام: كم تحتاج أنت وعيالك في كل سنة؟ قال: ستمائة درهم. قال: فكان يعطيه كل سنة ستمائة درهم.
أخبرني أحمد بن زهير قال حدثنا ابن أبي زرمة قال حدثنا عبدان قال: ذكر يوما عبد الله بن المبارك الحسن بن عمارة وذكر عنه حديثا

246
عن الحكم عن إبراهيم ثم قال عبد الله بن المبارك: لهذا أعز من الكبريت الأحمر ثم قال لكأن هذا الحديث لم يدخل في مسامعي قط.
طعن في الحسن ابن عمارة
أخبرني أحمد بن زهير قال سمعت يحيى بن معين يقول الحسن بن عمارة ليس حديثه بشيء.
عمر بن أبي ربيعة وامرأة تطوف
أخبرنا أبو خالد المهلبي يزيد بن محمد قال: حدثني إسحاق بن إبراهيم الموصلي قال حدثني السندي بن شاهك قال: كنت قائما على رأس المنصور وعنده الحسن بن
عمارة فقال المنصور له: تحدث؟ فقال: حدثني أبو أمير المؤمنين أنه حج مع أبيه عام حج عبد الملك بن مروان فإذا امرأة تطوف قد فرقت النساء فسمت إليها عيون الناس فلحق بها عمر ابن أبي ربيعة وأخبرها أنه عمر وأنه قد خامر قلبه منها شيء فزجرته فلم يزجر فقالت لولي لها أخرج معي إذا خرجت من المسجد فلما رآها عمر حاد عنها فأنشدت تسمعه:
* تعدوا الذئاب على من لا كلاب له
* وتتقي حوزة المستدفئ الحامي
*
فقال المنصور: قد سمعت هذا من أبي ووددت أن ذوات الخدور جميعا تسمعنه.
بين الحسن بن عمارة وأيوب المزرباني
وأخبرني أحمد بن زهير بن حرب أنه قرأ على المفضل بن غسان عن علي بن صالح: قال: لما ولي الحسن بن عمارة القضاء كان صلبا فجرى بينه وبين أبي أيوب المرزباني كلام بين يدي أبي جعفر فقال له أبو أيوب: لهممت أن أجأ أنفك! فأخذ الحسن بلحية أبي أيوب المرزباني وقال: لو هممت بذاك لدققت أنفك.
وجرى بين عيسى بن موسى وعيسى بن علي كلام في ضياعهما بكسكر فقال أبو جعفر: اجعلا بينكما الحسن بن عمارة فقال عيسى

247
ابن علي أخاف جوره؛ فقال جعفر: أتخاف من الحسن جورا وقد أخذ بلحية أبي أيوب وهم بدق أنفه وهو يعرف حالة عندي؟.
وقال أبو جعفر: لأبي أيوب شأنك والحسن فقد صيرت أمره إليك فافعل به ما رأيت فلم يعرض له أبو أيوب فكان في القضاء أياما.
نصيحة المنصور المهدي
وبعث المنصور بن عبد الله بن محمد بن صفوان الجمحي إلى مكة من يقدم به عليه فقدم فولي وضم الحسن إلى المهدي فبعث أبو جعفر أسلم ليعرف حال المهدي في مجلسه وكان يبعث إليه في الشيء أحيانا وإنما يريد أن يعرف خبره فرآه أسلم مقبلا على مقاتل بن سليمان فأخبره بذلك فقال أبو جعفر: يا بني إنه بلغني إقبالك على مقاتل فسرني وإنك إنما تعمل غدا بما تسمع اليوم. فلا تقبل على مقاتل وأقبل على الحسن بن عمارة وآخر قد سماه أظنه محمد بن إسحاق أو غيره فقال مقاتل: وحدثه الحسن بن عمارة يوما بحديث في قوله تعالى (يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه) فقال لأن الإعادة أيسر على العامل من الابتداء فقال مقاتل إن هذا يروي الشرك بالإسناد إنه لم يرضى أن يجعله هينا عليه في الأول حتى جعله هينا عليه في الثاني قال مقاتل كله على الله هين وأنه هو أهون عليه عندكم أما عبد الله فليس بشيء؛ الابتداء والإعادة عليه سواء.
أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني محمد بن يحيى قال سمعت عبد الله بن داود وذكر الحسن بن عمارة فقال: كان صدوقا داهية وكان هو ومسعر لا يتكلم في مجلس الحسن ولا يحدث فلو كان غير ما يقول الحسن لم يكن مسعر ينصحه فيما بينه وبينه ويقول ليس هكذا أودع ذا وإن لم يفعل لم يخلص مودته.

248
عبد الله بن محمد بن صفوان الجمحي
أخبرني أحمد بن زهير أنه قرأ على المفضل بن غسان عن علي بن صالح قال: وقدم عبد الله بن محمد بن صفوان الجمحي من مكة فولاه أبو جعفر القضاء فلم يزل على القضاء إلى أن مات المنصور فولاه المهدي مدينة الرسول عليه السلام: حربها وصلاتها وعزله عن قضاء بغداد.
إجازة المهدي لعبيد الله بسبب توقيف في بيت شعر
وكان سبب اتصاله بالمهدي فيما حدثني هارون بن محمد بن عبد الملك عن زبير بن أبي بكر عن خالد بن وضاح أن عبيد الله بن محمد بن صفوان قال: حملت دينا بعسكر المهدي فركب المهدي يوما فصار بين أبي عبيد الله وعمر بن بزيع وتحتي دابة ضعيفة وأنا وراءه في الموكب فقال لأبي عبيد الله ولعمر أنشداني البيت قلت تعرفانه فقال أبو عبيد الله: قول امرئ القيس:
* وما ذرفت عيناك إلا لتضربي
* بسهميك في أعشار قلب مقتل
* وقال عمر بن بزيع: قول كثير:
* أريد لأنسي ذكرها فكأنما
* تمثل لي ليلى بكل سبيل
*
قال ما صنعتما شيئا فناديته من وراء: عندي ما تريد يا أمير المؤمنين. قال: الحق قلت: لا تحاول قال احملوه على حقه فحملت على دابة من دوابه ثم لحقت به فقلت: بيت الأحوص:
* إذا قلت إني مشتف بلقائها
* فجم التلاقي بيننا زادني سقما
*
قال: أحسن اقضوا دينه.
قال زبير: وأم عبيد الله بن محمد بن صفوان أم المعتمر بنت مسلم ابن ربيعة الكناني.

249
القضاء على رجل امتنع عن اليمين
وأخبرني إبراهيم بن أبو عثمان عن سليمان بن أبي شيخ قال: كان ببغداد قاض جمحي مكي فتقدم إليه رجل وقدم رجلا فادعى عليه فأنكر فأحلفه فأبي فقال: إني أحلفك ثلاثا فإن لم تحلف حكمت عليك فقال: ثلاثة له فأبى فقضى عليه. فقال: الرجل أنا أحلف. فقال: هيهات بعد ما فرت الهرة سدت الكوة.
محاكمة الحسن والزهري
أخبرني إسحاق بن محمد بن أحمد بن أبان النخعي قال حدثني ابن معقل بن إبراهيم بن وداعة عن أبيه قال: كنت ببغداد في مسجد الجامع في خلافة أبي جعفر إذ تعرض الخلق إلى مجلس القاضي الجمحي وقد أمره أبو جعفر أن يجلس للحسن ولمحمد بن إسحاق بن عبد العزيز. فجلس القاضي الزهري وجاء الحسن فجلس بين يديه مجلس الخصوم وجاء محمد بن عبد العزيز ليجلس إلى جنب الحسن فكأن الحسن تقذره فأقبل على مولى له يقال له ابن البواب فقال: تعال فاجلس بيني وبين هذا الرجس فأقبل أخ لمحمد بن عبد العزيز فقال له سنذله فقال للحسن بن زيد بابن أم رقرق ومأسور النزق تزعم أن في السماء إلها وفي الأرض إلها ولاك أمير المؤمنين فجحدت نعمته ونعمة آبائه وأردت الخروج عليه قال فنظر إليه الحسن ولم يكلمه ثم التفت إلى القاضي وهو ينشد:
* وليس ينصف أن أسب مقاعسا
* بآبائي الشم الكرام الحضارم
*
* ولكن نصفا لو سببت وسبني
* بنو عبد شمس من قريش وهاشم
*
* أولئك آبائي فجئني بمثلهم
* فاعتد أن أهجو كليبا بدارم
*
قال فتركهما الجمحي يتماعنان ساعة ثم أقبل علي الزهري فقال: هات ما تقول قال جلدني مائة سوط وأنا قاضي المدينة وحرق قضاياي وعلقها

250
في عنقي وأقامني على الناس فقال للحسن: ما تقول؟ قال: صدق قد فعلت ذاك به قال: فما حجتك في إقرارك. قال فأخرج كتابا من ردنه وقال: كتب إلى أمير المؤمنين أن أفعل ذلك به. قال الجمحي: هات الكتاب قال ما كنت لأدفع حجتي إليك ولكن إن أحببت أن تنسخه مليته عليك فقال: الجمحي. للزهري: قد احتج بأن أمير المؤمنين كتب إليه وليس ههنا أمر دون لقاء أمير المؤمنين ثم نهض فدخل على أبي جعفر فقال: يا أمير المؤمنين كان وكان فقال: لا والله ما كتبت إليه وقد أعجبتني صرامته. يرد الحسن على المدينة ويعزل الزهري عن القضاء.
ثم محمد بن عبد الله بن علاثة الكلابي وعافية بن يزيد الأودي
أخبرنا أحمد بن زهير أنه قرأ على المفضل بن غسان عن علي بن صالح قال: ثم ولى المهدي محمد بن عبد الله بن علاثة الكلابي يكنى أبا اليسر ولاه المهدي القضاء بعسكر المهدي وولى معه عافية بن يزيد الأودي. قال ابن سعيد: فأخبرني علي بن الجعد قال رأيتهما جميعا يقضيان في المسجد الجامع بالرصافة هذا في أدناه. وهذا في أقصاه.
بالمهدي ومن يقدم له رجلا
فأخبرني أحمد بن زهير قال كان عافية بن يزيد يصحب محمد بن عبد الله ابن علاثة فأدخله علي المهدي فاستقضاه المهدي معه بعسكر المهدي وكذلك كانت قصة يعقوب بن داود مع أبي عبد الله أنه داخله علي المهدي ليعرض عليه فقال علي بن الجليل الكوفي في ذلك:
* عجبا لتصريف الأمور مسرة وكراهية
*
* قرنت بيعقوب بن داود حبال معاوية
*

251
* وعدت علي ابن علاثة القاضي بوائق عافية
*
* أدخلته فعلا عليك كذاك سوم الناسيه
*
يعني معاوية بن عبد الله بن يسار أبو عبد الله:
* وأخذت حقك جاهدا
* بتمسك المتراخيه
*
تحاكم الجن
قال القاضي: وكان زياد بن عبد الله بن علاثة يخلف أخاه على القضاء بعسكر المهدي. وزعم ابن صالح لمدة استعان بعمر بن حبيب العدوي ينظر في أمور الناس بالشرقية. ثم ولى رياسة في أيام المهدي.
وذكر أبو زيد عن أبي عاصم النبيل قال: حدثني ابن علاثة القاضي أن الجن تحاكموا إلى أبيه في دية. قال فأمر بصور فصورت الإبل ثم جعلها ديتهم فرضوا بذلك.
حدثني محمد بن أحمد بن معدان الثقفي قال: حدثنا معاوية بن صالح قال: حدثني عبد الله بن سوار قال حدثني أبو صفية الأعرابي من بلعنبر قال: خاصمت ببغداد إلى عافية القاضي ابن قثم العباس في أرض باليمامة وثبوا عليها وكان الذي شهد عليه القثميون منقذ بن عجلان من قومه فناديت بأعلى صوتي:
* يا أهل بغداد لقيت الداهية
* حكم بن عجلان على القاضية
*
* القثميون بأكل ماليه
* لم يدعو داري ولا عقاريه
*
* إني شيخ من أقاصي العالية
* مهتضم الجيب قليل الباغية
*
* ولي بنات كلهن غاديه
* لو يعلم المهدي كيف حاليه
*
* لجبر المجهود من عياليه
* الله يكفيني وعدل عافيه
*

252
لا يعرف الهجاء من المديح
حدثني عبد الله بن يوسف الأزدي قال: حدثني الأزدي قال حدثني الرياشي قال: حدثنا أبو الحكم عن الفضل بن الربيع قال: قال أبو دلامة لعافية القاضي:
* فمن كنت أفرق من جوره
* فليس أخافك يا عافية
*
* فما أدحض الله لي حجة
* ولا خيب الله لي قافية
*
فقال أشكوك إلى أمير المؤمنين قال: إذا يعزلك قال: لم؟ قال: لأنك لا تعرف الهجاء من المديح.
عافية ثقة
حدثني العباس بن محمد الدوري قال: سمعت يحيى معين يقول عافية القاضي ثقة.
حدثني بشير بن موسى قال حدثنا موسى بن داود الضبي قال: حدثنا عافية بن يزيد بن أبي ليلى عن الحكم عن البراء كذا قال لم يدخل بينهما أحدا أن النبي عليه السلام:
كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة ثم لا يعود.
أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة عن موسى الزبيري قال: استقضى موسى الهادي أبا بكر بن أبي سبرة ثم عزله وولى أبا يوسف.
قال القاضي: وأبو بكر ضعيف الحديث.
يحتفظ بسبعين ألف حديث
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سمعت أبي يقول قال حجاج ابن محمد أتيت أبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة فقلت: هذه أحاديث حدثنا بها عنك ابن جريج فقال: نعم عندي سبعون ألفا في الحلال والحرام.
معن بن زائدة
حدثني محمد بن أزهر بن عيسى قال: حدثني سليمان الشاذكوني قال: حدثنا عبد الرزاق قال: أمر معن بن زائدة لأبي بكر بن عبد الله بن أبي

253
سبرة بأربعة آلاف دينار فلما قبضها قال: إن لله خزائن وإنك من خزائنه
أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم
أول من فرق القضاء في الجانبين موسى الهادي ولما توفي المهدي ولي موسى ابا يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن سعد بن بجير بن معاوية بن فحافة بن بلبل بن سدوس بن عبد مناف بن أبي أسامة بن سمحة بن سعد بن عبد الله بن قداد بن ثعلبة بن معاوية بن زبد بن الغوث ابن بجيلة. وأم سعد بن بجير حبنة بنت مالك من بني عمرو بن عوف. وسعد بن حبنة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيمن عرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد مع رافع بن خديج وابن عمر
قول عمر وهو مطعون
حدثنا عباس بن محمد الدوري قال: حدثنا محمد بن بشر العبدي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن أم خنيس قالت: دخلت أنا وعمرة بنت رواحة على عمر حين طعن نعوده فسمعته يقول: إني قد أقمت لكم الطرق فلا تعوجوها.
قال عباس: سمعت يحيى بن معين يقول احتبس عمه أبو يوسف القاضي فولى موسى أبا يوسف على قضاء الجانب الغربي وولى سعيد بن عبد الرحمن الجمحي على الجانب الشرقي مكان عافية بن يزيد.
حيلة أبي يوسف في قضاء
فأخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن يحيى بن عبد الصمد قال: خوصم موسى أمير المؤمنين إلى أبي يوسف في بستانه فكان الحكم في الظاهر لأمير المؤمنين وكان الأمر على خلاف ما يظهر من الحكم. فقال أمير المؤمنين ما صنعت في الأمر الذي نتنازع إليك فيه؟ قال: خصم أمير المؤمنين يسألني أن أحلف أمير المؤمنين أن شهوده شهدوا على

254
حق فقال موسى. وترى ذاك قال: قد كان ابن أبي ليلى يراه. قال: فاردد البستان عليه. وإنما احتال عليه أبو يوسف.
أخبرني الحسن بن محمد بن أبي معشر أن أباه حدثه قال: كان أبو يوسف مستملي أبي معشر بالحيرة.
شدة حفظ أبي يوسف
حدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال سمعت أبي يقول: كان الحجاج بن أرطاة لا يملي علينا وكان يعقوب أبو يوسف يسأله؛ فإذا قام الحجاج قام الناس إلى يعقوب فأملي عليهم عن ظهر قلب قال حفص: وكنت أنا لا أكتب إلا ما وقع في ألواحي.
حدثني محمد بن حماد بن المبارك المقري قال: سألت يحيى بن معين عن أبي يوسف فقال: حسن الحديث وليس له بحث.
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال: قرأت على المفضل بن غسان عن علي بن صالح: استقضى أبو يوسف لموسى فكان يقضى في كل شيء وموسى يترك الموضع المسمى بالجلد وأبو يوسف يقضي بباب موسى في كل شيء. وعمر بن حبيب يقضي في السرقة فكان أول من قضى عليه أبو يوسف منارة كان قدمه إليه عيسى وثبت على منارة فادعى أنه أخذ ماله فقضى على منارة وكان شريك بالكوفة فشكاه أبو يوسف وعافية إلى المهدي وقالوا: إنه لا ينفذ كتبنا ولا يلتفت إلينا فهذا يدل على أن أبا يوسف استقضى في أيام المهدي لموسى على بابه.
قال علي بن صالح: وقد كان أبو يوسف خرج معنا مع موسى أيام المهدي إلى جرجان فأخبر سلام صاحب المظالم المهدي أنه شخص مع موسى وأن كتبه عند ابنه يوسف ويستأمر المهدي إلى من يدفع فقال المهدي أليس ابنه كافيا مجزيا؟ قال: بلى قال: فقد وليناه القضاء مكان أبيه

255
فكان يوسف قاضيا أيام المهدي ونحن بجرجان وكانت كتبه تأتينا إلى جرجان وهو على القضاء فنفر بينهما أبو يوسف فبعث إليه مرة بشراء قد اشتراه إلى يوسف فقال لي أبو يوسف انظر في هذا الشراء وقد أشهد فيه يوسف جماعة أصحابنا وسماهم على فقلت له ما أرى بأسا فقال هذا فاسد يكتب شراء باسمي وأنا غائب قال كأنهم يومئذ لم يكونوا نظروا هذا النظر.
كان يوسف قاضيا بمدينة السلام
قال علي: وما أعلم أحدا بقي اليوم يعلم أن يوسف بن أبي يوسف كان قاضيا أيام المهدي غيري فلما استخلف موسى وقدم بغداد كان قاضيه أبو يوسف في جميع بغداد وعمر بن حبيب في الشرقية ولم بزل يوسف قاضيا حتى مات وكان أبا يوسف يسافر مع الرشيد ويوسف يقضي بمدينة السلام. والرشيد ولي أبا يوسف قضاء القضاة.
النبيذ الجمهوري
وأخبرنا أبو بكر الحسن بن محمد بن أبي معشر قال: حدثني أبي قال لما أدخل أبو يوسف النبيذ الذي يقال له الجمهوري وهو الذي يطبخ حتى يذهب بثلثاه ثم يصب عليه الماء ثم يطبخ ثم ينزل قال أبي فكأن الناس قد أنكروا هذا على أبي يوسف وتكلموا فيه.
توبة زاهد من سب أبي يوسف
قال وكان رجل من الزهاد يأتي مجلس أبي معشر فربما ذكر هذا من قول أبي يوسف فعابه وتكلم فيه. فحضر يوما مجلس أبي معشر يوسف بن أبي يوسف وتكلم. قال الشيخ قبل أن يجلس أبو معشر للحديث ثم جلس أبو معشر فأعاد الشيخ ذكر أبي يوسف قال يوسف وكان أعور وأقبل على الشيخ فقال يا هذا أتعرفني؟ قال: لا فقال فأنا ابن الشيخ الذي عبت منذ اليوم ونقصت فغفر الله لنا ولك فقال له الشيخ: لقد كنت أرى أن قولي هذا ديانة والله لا ذكرت أباك بعد يومي هذا بسوء أبدا فأقبل علي أبي معشر فقال لي يا بني هذا الأعور سيد.
شهادة ليوسف
أخبرني إبراهيم بن عثمان قال: حدثني عبد الله بن عبد الكريم أبو

256
عبد الله الحواري قال: كان يوسف بن أبي يوسف عفيفا مأمونا صدوقا قرأ عليه أبو يوسف أكثر كتبه وكان أعلم بتدبير القضاء وأضبط له من أبي يوسف ولم يكن له اقتناع في النظر ولا الحفظ. قال القاضي وقد حمل عن أبي يوسف الحديث.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل وغيره عن أحمد بن منيع عن يوسف بن أبي يوسف عن الوليد بن عيسى عن أبي بردة عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدفع يوم القيامة رجل من اليهود أو النصارى إلى المسلم فيقال هذا فداؤك من النار.
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل وغيره عن أحمد بن منيع عن يوسف بن أبي يوسف قال: حدثنا أبو بشر بن إسحاق عن ابن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى عن النبي عليه السلام مثله.
شعر في يوسف
وزعم الطوسي أن أبا يعقوب الخريمي سمع يوم مات أبو يوسف رجلا يقول: اليوم مات الفقه فقال:
* يا ناعي الفقه إلى أهله
* أن مات يعقوب وما تدري
*
* لم يمت الفقه ولكنه
* حول من صدر إلى صدر
*
* ألقاه يعقوب إلى يوسف
* فزال من طيب إلى طهر
*
* فهو مقيم فإذا ما نوى
* حل وحل الفقه في قبر
*
أبو يوسف والمريسي
حدثنا محمد بن إشكاب قال: سمعت أبي يقول سمعت أبا يوسف وذكر بشر المريسي فقال: جيئوني بشاهدين يشهدان أنه تكلم في القرآن والله لأملأن ظهره وبطنه بالسياط.
أول من قال إن القرآن غير مخلوق
وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن أبو يعقوب لؤلؤ قال: أخبرني إسحاق بن عبد الرحمن عن الحسن بن أبي مالك عن أبي يوسف

257
قال: أول من قال القرآن ليس بمخلوق: أبو حنيفة.
وحدثنا محمد بن إشكاب قال: حدثني أبي والهيثم بن خارجة قالا: سمعنا أبا يوسف يقول: بخراسان صنفان ما على الأرض شر منهما المقاتلية والجهمية.
كان أبو يوسف يستغفر لأبي حنيفة دبر الصلاة
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال حدثني الفضل بن سعيد بن سلم عن أبيه قال: قلت لأبي يوسف أكان أبو حنيفة يرى رأي جهم؟ قال: نعم قلت فأين أنت منه قال: لا أين قلت: وكيف وأنت من أصحابه قال: كان أبو حنيفة رجلا قد أوتي فهما فكنا نأتيه وكان لنا مدرسا.
أخبرنا أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: أخبرنا أبو سفيان الحميري عن علي بن حرملة قال: كان أبو يوسف يقول في دبر صلواته: اللهم اغفر لي ولوالدي ولأبي حنيفة.
كلام لأبي يوسف
أخبرني علي بن إشكاب قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبا يوسف يقول من طلب العلم بالكلام تزندق ومن طلب المال بالكيمياء افتقر ومن طلب الحديث بالغرائب كذب.
حدثني محمد بن إسحاق الصغاني قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الشافعي قال حدثنا محمد بن إدريس الشافعي عن ابن أخي السمري عن أبي يوسف قال: العلم بالكلام جهل.
العمل يجب أن يراد به إلا وجه الله
حدثني علي بن إشكاب قال سمعت أبي يقول سمعت أبا يوسف يقول يا قوم أريدوا بفعلكم الله فإني لم أجلس مجلسا قط أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلوهم ولم أجلس مجلسا قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى افتضح.
حدثني الأحوص بن المفضل بن غسان قال: حدثني أبي قال: قال

258
محمد بن عبد الله الأنصاري كنا عند أبي يوسف في دار أبيه فجاء رجل تأجر حتى جلس عند أسكفة الباب فقال: إن هذا قد أبى أن يدفع إلي ما أمر أن يدفعه إلى فقال الآخر: فإني قد دفعت إليه ما كان في يدي قال الآخر: قبله ثلاثمائة كر من شعير لم يدفعها إلي قال الآخر قد دفعت إليه ما كان في يدي فقال له أبو يوسف: فاحلف لقد أخذت إليه الثلثمائة كر قال: فجعل يراده حتى أعادها عليه ثلاث مرات فقال: اشهدوا أني قد قضيت عليه بثلاثمائة كر قال الآخر فإني أحلف قال: فقال ابنه يوسف أراد بعد الحكم. قال فقلت: يا أبا يوسف لو قلت له إني راد عليك هذا القول ثلاث مرات فإن فعلت وإلا حكمت عليك. قال: فنظر.
تحليف الذمي في معبده
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن يحيى بن عبد الصمد قال: سمعت شولة بن الحكم يقول: كان أبو يوسف ربما وجهني مع الذمي إلى البيعة والكنيسة أستحلفه فيها.
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال أخبرني محمد بن هارون الوراق قال سأل سعيد الجرشي أبا يوسف القاضي ما يقول في السواد قال: النور في السواد يعني إن نور العينيين في الناظر فرضى بذلك الجرشي فظن أنه من مدح لباس السواد.
مالك بن أنس وأبو يوسف
حدثنا أحمد بن إسماعيل السهمي قال: حدثني مطرف الأصم قال: قدم هارون المدينة ومعه أبو يوسف فبعث إلى مالك بن أنس: يأمرك أمير المؤمنين أن تخرج إليه فكتب إليه مالك يا أمير المؤمنين إني رجل عليل فإن رأى أمير المؤمنين أن يكتب إلي بما أراد فعل فأراد أن يكتب إليه فقال له أبو يوسف ابعث إليه حتى يجيء إليك فبعث إليه فجاءه

259
في دار مروان وقد هيء لكل إنسان مجلس فهيئ لمالك مجلسه الذي له فقال له أبو يوسف: ما ترى في رجل حلف ألا يصلي نافلة أبدا قال يضرت ويحبس حتى يصلي قال فجاء هارون فقال له أبو يوسف: يا أمير المؤمنين إني سألت مالكا عن كذا وكذا فقال كذا فقال له هارون وترى ذلك يا أبا عبد الله؟ قال: لا قال أبو يوسف أليس أفتيتني بذلك؟ قال: بلى ولكن أبا يوسف رجل عراقي إن أفتيته بترك النافلة يفتي الناس بترك الفريضة وأنت لا أخافك على ذلك فلما خرج مالك خرج معه أبو يوسف يتوكأ عليه ومالك يقول له: ارجع حتى بلغه منزله.
مالك وأبو يوسف
سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: سمعت أبا محمد الزهري يقول قدم هارون الرشيد المدينة فقعد في المسجد وقعد معه أبو يوسف وبعث إلى مالك بن أنس قال: فجعل أولاد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلون أربعة أربعة فيقول هارون أفيهم هو فيقولون لم يجيء بعد حتى دخل مالك متوكئا على رجل من ولد أبي بكر وآخر من ولد على فلما نظر إليه هارون قال: إن الرجل ليعظمه أهل بلده قال فسلم وجلس فقال له هارون يا أبا عبد الله أجب يعقوب فيما يسألك عنه قال: يا أمير المؤمنين ليس من أهل العلم أنشدك بالله هل لرسول الله صلى صلى الله عليه وسلم وقف يأخذ منه فيجعله حيث أراد الله قال هارون: نعم قال: فأنشدك الله هل لعمر وقف قال اللهم نعم قال فهذا يزعم أن الوقف باطل فالتفت هارون إلى أبي يوسف مغضبا فقال ما تقول قال: كان صاحبنا لا يراه وأنا أراه قال فقال له مالك: ما تقول في الإمام يجهر بعرفة أو يخافت؟ قال فقال أبو يوسف: يجهر قال أسأل الله ألا

260
يهديك والله يا أمير المؤمنين إن السقايات بالمدينة يبينون هذا ويلك إنما هي ظهر وعصر فقال له يعقوب: ما تقول في رجل بعث مع رجل دينارين ورجل دينارا فخلطاها فلما قدم فتحها فأصاب دينارين فقال مالك أما واحد فهو لصاحب الاثنين لا شك فيه وواحد فيه شك فيشاطرانه قال أبو جعفر: وقد حدثني بمسائل غير هذه لم أحفظ منها غير هاتين.
فتوى لأبي يوسف
أخبرني أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل السلمي ومحمد بن العباس الكابلي قالا: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال: حدثني مالك ابن أنس قال: بلغني أن أبا يوسف جاءه إنسان فقال إني حلفت بطلاق امرأتي لأشترين جارية وذلك يشتد علي لمكان زوجتي ومنزلتها عندي فقال له أبو يوسف فاشتر سفينة فهي جارية.
خليفة وإحدى الجواري
حدثت عن القاسم بن محمد المروزي عن اليأس بن الكامل عن ابن المبارك قال: لما مات فلان الخليفة خلف جواري فرهة فأراد ابنه وطء جارية منهن فقالت إني لا أحل لك إن أباك وطئني فذهب وهو يقول
* أرى ماء وبي عطش شديد
* ولكن لا سبيل إلى الورود
*
* أما يكفيك أنك تملكيني
* وأن الناس كلهم عبيدي
*
* وأنك لو قطعت يدي ورجلي
* لقلت من الهوى أحسنت زيدي
*
ثم دعا أبا يوسف فسأله عن ذلك فقال: ليس كلما قالت الجارية يقبل منها فأجازه بجائزة عظيمة وكناه بأبي المفرج.
شريك يرد شهادة أبي يوسف
أخبرني جعفر بن محمد قال: سمعت إسحاق بن راهويه يقول سمعت يحيى بن آدم يقول رد شريك شهادة أبي يوسف فقيل له أترد شهادته فقال ألا أرد شهادته وهو يقول: إن الصلاة ليس من الإيمان؟

261
شهود تسموا بأسماء غيرهم
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني إبراهيم بن الربيع بن سليمان الكلابي من بني الوحيد قال كان عبدوس بن عبيدة بن أبي اليمان العقيلي اختصم هو وابن خالته خنيس بن ساعدة العقيلي إلى أبي يوسف القاضي ببغداد فذهب عبدوس فأحضر شهودا وسماهم على أسماء أئمة المساجد المعدلين فلما شهدوا عند أبي يوسف سأل عنهم فعدلوا وذلك سرا - وكذلك كانوا يعدلون في السر - فجاء خنيس حينئذ إلى أولئك الشهود المشهورين الأئمة فجعل يلقى الرجل فيقول يا عبد الله لم شهدت علي فيقول لا والله ما شهدت عليك ولا أعرفك ولا أعرف عبدوسا. فذهب خنيس إلى أبي يوسف فأخبره فقال: أحضروهم فتبين أبو يوسف أنهم ليس بأولئك الذين شهدوا فأمر بعبدوس فحمل ثم ضرب خمسين درة فقال عبدوس في أبي يوسف قصيدة طويلة أحفظ منها:
شعر في أبي يوسف
* مركب الناس ثنايا قسمت
* وأبو يوسف مركوب العرب
*
* وكذا المركوب من قلته
* قال من حالب هذا لا حلب
*
* أشبه الناس وجها وقفا
* ورعينات بشيطان اللعب
*
* ويرى الخنزير في جفنه
* كوز فقاع إذا حل وثب
*
* فإذا أقعى على منبره
* خلته القرد إذا القرد صلب
*
شعر في أبي يوسف
قال: وبلغني أن هارون كان إذا رأى قصر أبي يوسف وهو يمشي قال: قاتل الله الرقي.
قال علي بن الخليل الكوفي في أبي يوسف في قصيدة:
* دعوت له بشبوط
* يرى بظهره حدبا
*
* فقال أما لجارك من
* طعام يذهب السغبا
*

262
* أصب لأخيك يربوعا
* وضبا وأترك اللعبا
*
* وقام إليه ساقينا
* بكأس ينظم الحببا
*
* معتقة مروقة
* تسلى هم من شربا
*
* فأمسكها براحته
* فلما شمها قطبا
*
* وإلا لا تسلسلها
* وقال أصب لنا حلبا
*
* وأمسك أنفه عنها
* وقام موليا هربا
*
* يريد الشيح والقيصو م
* كي يستوجب السبا
*
* وقد أبصرته زمنا
* يحب الظرف والأدبا
*
* فصار تشبها بالقو م
* جلفا جافيا خشبا
*
* إذا ذكر الثريد بكا
* وأبدا الشوق والطربا
*
* وليس ضميره في القل ب
* إلا التين والعنبا
*
* يروح بنسبة المولى
* وشيخ تدعى العربا
*
* فلا هذا ولا هذا ك
* يدركه إذا طلبا
*
* أيرغب عن بني كسرى
* وما عن مثلهم رغبا
*
* جحدت أباك نسبته
* وترجو أن تفيد أبا
*
أخبرني أبو السهل الرازي أحمد بن محمد القاضي قال: حدثنا على ابن الجعد قال: سمعت أبا يوسف يقول قال لي يحيى بن خالد كل شيء تحسن غير مجالسة الملوك فإنه لا علم لك بأيام الناس قال فجلست في البيت شهرا ونظرت في أيام الناس فحفظت أمرا عظيما ثم أتيت يحيى ابن خالد فتذاكرنا فقال لي: كأنك لا تحسن شيئا إلا هذا أكنت تستره؟.

263
أخبرني محمد بن القسم بن مهرويه قال: حدثني عبد الله بن طاهر ابن أحمد الزبيري قال: كان رجل يجلس إلى أبي يوسف القاضي فيطيل الصمت فقال له أبو يوسف: ألا تسل ألا تتحدث؟ قال: بلى قال متى يفطر الصائم؟ قال: إذا غربت الشمس قال: فإن لم تغرب الشمس إلى نصف الليل؟ قال: فتبسم أبو يوسف وتمثل ببيتي الخطفي جد جرير
* عجبت لإزراء العيى بنفسه
* وصمت الذي قد كان بالعلم أعلما
*
* وفي الصمت ستر للعيى وإنما
* صحيفة لب المرء أن يتكلما
*
الأصمعي يضع من شأن أبي يوسف
قال أبو يزيد عمر بن شبة: حدثني رجاء بن سلمة قال: سمعت الأصمعي يقول أبو يوسف دعى فقلت إن مثلك لا يقول دعي إلا في أمر صحيح فقال أنا رأيته فلاسا؛ قال: ذكرت ذلك لعبد الله بن داود فقال كذب الأصمعي أنا أسن منه وأنا جار أبي يوسف بيت بيت أعرفه مع معرفتي بنفسي ما رأيته قط إلا نبيلا يركب الدواب وما رأيته قط فلاسا.
السنة التي توفى فهيا أبو يوسف
أخبرني الحرث بن محمد بن أبي أسامة عن محمد بن سعد عن محمد بن عمر قال حدثني عمر بن حماد بن أبي حنيفة أن أبا يوسف توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة في شهر ربيع الآخر.
سعيد بن عبد الرحمن الجمحي
استقضاه موسى المهدي على الجانب الشرقي وتوفي سعيد بن عبد الرحمن فيما أخبرني عبد الله بن محمد بن سعيد عن يحيى بن أيوب قال مات سعيد ابن عبد الرحمن سنة أربع وتسعين ومائة. قال يحيى: وولد سنة سبع وخمسين ومائة وقال محمد بن سعيد: توفي سعيد بن عبد الرحمن سنة ست وتسعين ومائة.

264
اهدار دم سعيد
أخبرني الأحوص بن المفضل عن أبيه قال: ذكر يحيى بن معين سعيد ابن عبد الرحمن الجمحي فقال: كان من الثقات وقد روى عن مسلم بن عروة. قال العلائي: وكان يحيى بن أيوب يفضله جدا ويذكر حاله وقدره وعفافه. قال: وهو صاحب ضرار الذي أباح دمه وقال: من لقيه فليقتله فعن أمري قتله.
بعد سعيد عن الفاحشة
أخبرني الأحوص ابن المفضل قال حدثني أبي قال: حدثني الزبيري قال: سأل هارون أمير المؤمنين أبي عبد الله بن شعيب عن سعيد بن عبد الرحمن وهو يومئذ قاضيه فقال: يا أمير المؤمنين إني أحسب سعيد بن عبد الرحمن لو دخل المسجد فنظر إلى رجل وامرأة على فاحشة ما ظن بهما إلا خيرا لبعده من الآفات.
الحسين بن الحسن بن عطية بن سعيد بن جبارة العوفي
استقضاه هارون على الجانب الشرقي وكان من صحابة المهدي.
حدثني محمد بن سعيد بن محمد بن الحسن بن عطية بن سعد ابن جبارة العوفي قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي قال: دخلت على المهدي أمير المؤمنين وعنده عيسى بن موسى وعيسى بن علي بن عبد الله بن عباس فقال لي المهدي: يا عوفي حدثني بمسير أبي عبد الله الجدلي وجدك عطية بن سعيد العوفي إلى بني هاشم حين حصرهم عبد الله بن الزبير فحدثه بمسيرهما إليهم قال: فقال عيسى بن علي وعيسى بن موسى صدق أمير المؤمنين هكذا سمعنا أشياخنا يتحدثون فقال لي عيسى بن موسى: أخبرني يا عوفي عن مولى كان لنا مع جدك وأبي عبد الله في هذا المسير فقلت له: من هو؟ قال ابن حسنة. قال: لا أعرفه

265
باسم أمه ولكني أعرفه: مولى لبني هاشم يقال له الحسن بن حماد كان له بلاء في هذا المسير فقال له: المهدي فكما كانوا فكذا يكون لكم.
حصر بن الزبير لبني هاشم
أخبرني محمد بن سعد العوفي قال: حدثني أبي عن عمه الحسين بن الحسن قال قال لي هارون أمير المؤمنين يوما وأنا عنده والعباس بن محمد وأبو البختري ومشيخة بني هاشم يا عوفي حدثني بمسير جدك وأبي عبد الله الجدلي إلى بني هاشم حين حصرهم ابن الزبير قال فحدثته الحديث فقال من كان مع جدي من ولد علي بن أبي طالب؟ قال: محمد بن الحنفية قال صدقت.
حدثني العوفي عن أبيه قال: حدثني يحيى بن جعفر السراج قال كنت عند عبد الصمد بن علي وعنده أحمد بن إسماعيل بن علي وطالب بن الحسن أخو العوفي فقال عبد الصمد لأحمد بن إسماعيل هل تعرف بلاء العوفي وبلاء جده عطية بن سعيد العوفي عندنا أهل البيت وتعرف هذا الجالس؟ - يعني طالبا أخا العوفي - فقال: نعم هذا أخو العوفي القاضي قال فحدثته بمسير أبي عبد الله الجدلي وعطية العوفي إلى جماعة بني هاشم - أيام حصرهم ابن الزبير - حتى استنقذهم من ابن الزبير أرادهم أن يبايعوه فامتنعوا منه وهم بوادي ابن عبد الله بن عباس بالطائف.
بلاء جد العوفي في حصار بين هاشم
حدثني العوفي عن أبيه عن عمه قال: كنت عند عبد الصمد بن علي إذ جاءه سليمان ويعقوب وعيسى بنو أبي جعفر المنصور فسلموا وجلسوا فقال لهم عبد الصمد: هل تعرفون هذا الشيخ؟ قالوا: نعم هذا العوفي القاضي قال: فهل تعرفون بلاء جده عند جماعة بني هاشم؟ قالوا: لا قال فحدثهم بمسير أبي عبد الله وعطية إلى ابن عباس وابن الحنفية ثم قال

266
لهم اعرفوا بلاء جده عندكم أهل البيت فلما قاموا قال لي: يا عوفي إنما حدثتهم ببلاء جدك عندهم أهل البيت ليعرفوا قدرك وحقك وأن حالك عندنا ليست كحال غيرك.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: قال لي الحواري عبد الله بن عبد الكريم أبو عبد الله: كان العوفي كثير الرواية عن أبي حنيفة عنده ما ليس عند محمد وكان سليما معقلا وكان يجتمع في مجلسه قوم يتناظرون فيدعو بدفتر فينظر فيه ثم يلقي المسائل ويقول للواحد: أخطأت أو أصبت من الدفتر.
سهب غزل العوفي
سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: تقدمت امرأة إلى العوفي القاضي فجعلت تدعي على خصمها ويستفهمها فلما أكثر قالت له يا شيخ طالت لحيتك وعظمت غفلتك. والله ما رأيت ميتا يقضي بين الأحياء غيرك. فكتب بها صاحب الخبر إلى الرشيد فصرفه.
أم جعفر وراشد
أخبرني يزيد بن محمد أبو خالد المهلبي قال: حدثني بشر بن أبي عيينة قال: كانت زبيدة أم جعفر تمازح راشد الخناق في رسائلها كثيرا فبعثت إليه يوما تعيب مواليه من المهلب فبعث إليها راشد لولا موالي لكنت امرأة العوفي القاضي فأرسلت إليه قبحك الله أردت أن تعميني بلحيته
عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم
أخبرنا الحرث بن محمد بن أبي أسامة في كتاب الطبقات عن محمد بن معدان بن عبد الملك بن محمد بن عمرو بن حزم.
وأمه: أمة الوهاب بنت عبد الله بن عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر بن الراهب ويكنى أبا طاهر.

267
استقضاه هارون على عسكر المهدي ومات فصلي عليه هارون ودفن في مقابر العباسة بنت المهدي.
عون بن عبد الله المسعودي
ثم استقضى عون بن عبد الله بن عون بن عتبة بن مسعود وهو أبو حمزة بن عون المسعودي المحدث بالكوفة.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني أبو يعلى حمزة بن عون ابن عبد الله بن عون بن عتبة بن مسعود قال: مات أبي سنة ثلاث وتسعين ومائة وسمع من الأعمش ومالك والطبقة. وفي هذه السنة توفي الرشيد.
ثم محمد بن عبد الله بن المثنى الأنصاري
ثم استقضى محمد بن عبد الله بن المثنى بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصاري وهو أحد الفقهاء يكنى أبا عبد الله وقد تقدمت أخباره في قضاة البصرة وعزله محمد بن هارون المخلوع عن القضاء وولاه المظالم
سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يقول: شهدت محمد بن عبد الله الأنصاري وقد شهد عنده رجل فسأل عنه فعدل فقال: ائتني بمن يشهد لك ظاهرا فجاء إلى القاضي بقدر عشرين نفسا فشهدوا له بالعدالة فأجاز شهادته. وكان استقضاه محمد بعد موت هارون. وكان ينزل في شارع الزرادين.
ثم إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة
ثم استقضى إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة وقد تقدمت أخباره في قضاء البصرة.

268
ثم أبو البختري وهب بن وهب الأنصاري
ثم استقضى أبو البختري وهب بن وهب بن كثير بن عبد الله بن ربيعة بعد إسماعيل بن حماد وقد تقدمت أخباره في قضاة المدينة
تجريح أبي البختري
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: أخبرنا مصعب بن عبد الله قال: أم أبي البختري عبدة بنت علي بن يزيد بن ركانة بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف وأمها من بيت عقيل بن أبي طالب.
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: قال سمعت أبي يقول: لو اجترأت أن أقول لرجل يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقلت: أبو البختري.
سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف
أخبرني الحرث بن أبي أسامة في كتاب الطبقات عن محمد بن سعد بن سعد بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف كان علي قضاء الجانب الشرقي فلما قام بالأمر في الفتنة منصور بن المهدي وقد دعى له على المنابر بالخلافة وسمى المرتضى عزل سعد بن إبراهيم عن القضاء فلحق سعد بالحسن بن سهل فولاه الحسن قضاء عسكره. وهذا في سنة إحدى ومائتين. وتوفي في آخرها بالمنزل. وقد حمل عن محمد بن إبراهيم علم كثير. فكتبنا عن ولده عبد الله وأحمد ابني سعد.
ثم قتيبة بن زياد الخراساني
بشر المريس وقتيبة
كان قاضيا في أيام المنصور وإبراهيم بن المهدي وهو الذي استتيب بشر المريسي في أيامه.
سمعت محمد بن عبد الرحمن الصيرفي يحكى أنه كان حاضرا في المسجد

269
الجامع بالرصافة وقد اجتمع الناس وجلس فيه ابن زياد للناس وأقيم بشر على صندوق من صناديق المصاحف عند باب الخدم وقام المستمليان أبو سليم عبد الرحمن بن يونس مستملي ابن عيينة وهارون بن موسى مستملى يزيد بن هارون يذكران أن أمير المؤمنين إبراهيم المهدي أمر قاضيه قتيبة بن زياد أن يستتيب بشر بن غياث المعروف بالمريسي من أشياء عدداها فيها ذكر القرآن وغيره وانه تائب قال: فرفع بشر صوته يقول: معاذ الله معاذ الله إني لست بتائب. وكثر الناس عليه حتى كادوا يقتلونه. فأدخل إلى باب الخدم وتفرق الناس.
ثم محمد بن عمر الواقدي
ثم قدم المأمون سنة أربع ومائتين مدينة السلام فوجه إلى الحسن بن سهل أن يشخص إليه محمد بن عمر الواقدي فأشخصه فاستقضاه على الجانب الشرقي وأكرمه وأمره أن يصلى الجمعة بالناس في مسجد الرصافة.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ قال: حدثني مصعب الزبيري قال: كلمت الواقدي في رجل من أهل المدينة يوكله ببعض هذه الوكالات مما يكون فيه رزق فأرسل إليه بصرة فيها مائة درهم أو قال مصعب مائتا درهم فقلت ليتني والله ما كلمته فيه ثم لقيته فقلت الرجل الذي كلمتك فيه لم أكلمك أن تصله وإنما كلمتك أن توكله. فقال: فأي شيء ينفق إلى أن أوكله؟ وكان كريما.
جاد عليهم الخيرون فجادوا
حدثين أبو سهل الرازي عن محمد بن سعد كاتب الواقدي قال: رآني الواقدي مهموما فقال لي: لا تغتم فإن الرزق يأتي من حيث لا تحتسب أملقت مرة حتى بعت برذوني فاستبطأني يحيى بن خالد

270
فاعتذرت إليه فوقف على حالي فأمر لي بخمسمائة دينار فصرت بها إلى البيت فأنا في تفريقها في قضاء الدين وعلى العيال إذ طرقني رجل من المدينة قد قطع عليه الطريق - من ولد أبي بكر - فشكا إلى حاله فدفعت إليه ما فضل ولم أبتع برذونا فتأخرت عن يحيى بن خالد فأرسل إلي فقال: قد أزحنا العلة فأخبرته الخبر فوجه إلى
البكري فسأله عن حاله فقال: نعم أخذت الدنانير منه فلما صرت بها إلى منزلي جاءني فلان الأنصاري فشكا إلي فدفعتها إليه قال: فوجه يحيى إلى الأنصاري فأخبره الخبر فعجب يحيى من الكرم ثم أمر لي بألف دينار وللبكري بمثلها ولزوجي بخمسمائة. لغمها حين دفعت الدنانير إلى البكري.
أخبرني محمد بن سعد الكراني قال: قال الواقدي حدثنا يحيى بن خالد أن جحى قال في حزيران ما أخلفها للمطر لو كانت مغيمة قال: فضحك فأمر لي بعشرين ألف درهم.
السنة التي ولد فيها الواقدي والسنة التي مات فيها
الواقدي من المتسعين في العلم توفي - فيما أخبرني الحرث بن أبي أسامة عن محمد بن سعد في ذي الحجة سنة سبع ومائتين ودفن في مقابر الخيزران وهو ابن ثمان وسبعين سنة وصلى عليه محمد بن سماعة وولد سنة وثلاثين ومائة.
أبو عمر محمد بن عبد الرحمن المخزومي
لما توفي محمد بن عمر الواقدي في المحرم سنة ثمان ومائتين استقضى المأمون أبو عمر محمد بن عبد الرحمن المخزومي قاضي مكة. وصرفه في شهر ربيع الآخر من هذه السنة. وكان سبب صرفه أن عبد الله بن العباس بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن علي بن أبي طالب وجماعة

271
من الطالبيين نصبوا له العداوة وذكروا للمأمون أنه أعان بمكة على دماء أصحاب المأمون وضرب بين الناس فلم يزل المأمون يدافعهم بصرفه ويعدهم بذلك إلى أن ألحوا عليه فدس إليه من يشير عليه أن يستعفي فاستعفي فأعفاه وخلع عليه.
لا يتسبب في قطع رزقه
بلغني أن المأمون ألح على أبي عمر المخزومي في الاستعفاء فقال: لا أفعل قال له المأمون: لم؟ قال: لأن هذا الرزق قوت عيالي: فلا أكون أنا سبب قطعه عنهم. إن أحببت أنت أن تصرفني فاصرفني.
حدثني أحمد بن الوليد الكرابيسي قال: حدثنا محمد بن الحسن المخزومي قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن المخزومي عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس: أن النبي عليه السلام: أهل في مصلاه.
عمل لثلاث خلفاء
وزعم زبير بن بكار: أنه محمد بن عبد الرحمن بن أبي سلمة بن سفيان ابن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. واستقضاه موسى الهادي على مكة. وأقره الرشيد حتى كان المأمون فولاه قضاء بغداد أشهرا ثم صرفه.
ثم بشر بن الوليد الكندي أبو الوليد
استقضاه المأمون في شهر ربيع الآخر سنة ثمان ومائتين. وهو من كبار أصحاب الرأي. حمل عنه من علمهم شيء كثير. وحدث في أعز أيامه عن الناس وكان مسلما صبيا عفيفا.
يحي بن أكثم وبشر
أخبرني بعض من يخبر أن يحيى بن أكثم كان قاضي القضاة في أيامه فشهد عنده رجلان على شهادة فأعلم بشرا عداليتهما وسأله أن يسمع منهما فسمع منهما بشر وسأل عنهما فحمد أحدهما ولم يحمد الآخر فشكاه

272
يحيى إلى المأمون وقال: لم يقبل مني تعديل رجل فدعاه المأمون فقال: يا أمير المؤمنين يحيى قاضيك فلينفذ القضاء ويعفيني. فقال له المأمون: ولم قال؟: لأني سألته عن الشاهدين فحمد أحدهما ولم يحمد الآخر. قال: فقد زكاه يحيى قال: يا أمير المؤمنين كيف أقبل تزكية من لو شهد عندي لم أجزه؟ فغضب المأمون فصرفه وأفرد يحيى في القضاء مع قضاء القضاة.
وأخبرني أبو خالد المهلبي قال: حدثني عمر بن عثمان الأنيسي القاضي قال: كنا يوما في دار المأمون فمر بنا إبراهيم بن غياث حدث اشترى المأمون ولاءه وأعده للقضاء فقال: بشر بن الوليد: قد رأينا قاضيا دنيئا وقاضيا مأفونا وقاضيا لوطيا أصم وما رأينا قاضيا مؤاجرا.
ثم يحيى بن أكثم التميمي
استقضاء المأمون على قضاء القضاة ثم خرج مع المأمون فاستخلف على الجانب الشرقي جعفر بن عيسى بن عبد الله بن الحسن بن أبي الحسين البصري ويعرف بالحسنى فأشخص المأمون الحسنى إليه واستخلف مكانه أبا يحيى هارون بن عبيد الله الزهري ثم عزل الزهري وأعاد الحسنى. ثم خرج المأمون إلى فم الصلح إلى الحسن بن سهل يشبب بتومان ابنته وخرج معه يحيى بن أكثم فاستخلف على بغداد عيسى بن أبان بن صدقة فما أخبرني الحرث بن أبي أسامة عن محمد بن سعد وقد قدمت أخبار يحيى بن أكثم في قضاة البصرة وأما جعفر بن عيسى الحسني فقد حمل عنه شيء من الحديث يسير.
حدثني الأحوص محمد بن نصر الأبرص قال: حدثنا جعفر بن عيسى الحسنى القاضي قال حدثنا رشيد بن سعد عن معاوية بن صالح عن جعفر

273
بن محمد عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال جزى الله عنا محمدا ما هو أهله أتعب سبعين كاتبا ألف صباح.
وأما أبو يحيى الزهري هارون بن عبد الله
شعر للزهري
فكان من الفقهاء على مذهب أهل المدينة من أصحاب مالك بن أنس المشهورين به ومن أهل الأدب الكبير الواسع. أنشدني أحمد بن أبي خيثمة قال: أنشدنا زبير لأبي يحيى الزهري:
* هل الشوق إلا أن يحن غريب
* وأن يستطيل العهد وهو قريب
*
* أرى الشوق يدعوني إلى من أوده
* وللشوق داع مسمع ومجيب
*
* سقى الله أكناف المدينة إنه
* يحل بها شخص إلى حبيب
*
* وإني وإن شطت بي الدار عنهم
* إليهم لمشتاق الفؤاد طروب
*
* وقائلة ما بال جسمك شاحبا
* وأهون ما بي أن يكون شحوب
*
* فقلت لها في الصدر مني حرارة
* تقطع أنفاسي لها وتذوب
*
* إذا ما تذكرت الحجاز وأهله
* فللعين من فيض الدموع غروب
*
شعر للزهري أيضا
وقال عبد الله بن شعيب الزبيري القاضي: أنشدني أبو يحيى الزهري لنفسه:
* أمسى مشيبك للفارق سابغا
* ورددت من عهد الشباب ودائعا
*
* وشركت وصل الغانيات وطالما
* غاضبت فيهن العواذل طائعا
*
* ولقد لبست من الشباب غضارة
* ونضارة لو كان ذلك راجعا
*
* أزمان يصغى للصبا وحديثه
* سمعا يميل إلى الغواية سامعا
*
* فدع الغواني والشباب وذكره
* كم موضعا في الغي أصبح نازعا
*

274
* والله فاخش وخف ذنوبك عنده
* يوم الحساب وكن لنفسك رادعا
*
* لا تعط نفسك ما تريد ولا تكن
* فيما يضرك إن دعيت مسارعا
*
* لا تمس عبدا للمطامع ولتكن
* للفضل متبوعا ولا تك نابعا
*
* كن للعشيرة في الأمور إذا عرت
* كهفا وعنها في الأمور مدافعا
*
* لا تحسدن نبيهها واخشع له
* خير من أن تلقى لآخر خاضعا
*
* سهل له فيما يريد طريقه
* حتى يكون برفعة لك رافعا
*
* فمتى تنل حظا يكن لك حظه
* وتكون فيه مفارقا ومجامعا
*
* وإذا نشا لك ناشئ فانهض به
* وامنعه من ضيم يكن لك مانعا
*
* حافظ عليه واتخذه عدة
* سيفا إذا لقي الكريهة قاطعا
*
* أكثر صديقك ما استطعت فما به
* ضرر إذا ما لم يكن لك نافعا
*
* داو العداوة من عدوك بالتقى
* واحذر عدوك دانيا أو شاسعا
*
* وإذا دعاك إلى الرجوع وشاءه
* فارجع له وليلف سربك واسعا
*
* إلا الحسود فإن تلك عداوة
* يبدي الرضا ويكون سما ناقعا
*
* فاصبر عليه فليس فيه حيلة
* وليطلعن طوالعا وطوالعا
*
قال وأنشدني أبو يحي الزهري لنفسه - حين انصرف عن أبي داود:
* أيام معروفك ما لم يعن
* بالصبر أحوال وأحوال
*
* فاصبر لها واصبر لمكروهها
* إن للذي يدبر إقبال
*
* ورب أمر مرتج بابه
* عليه أن يفتح أقفال
*
* ضاق بذي الحيلة في فتحه
* حيلته والمرء محتال
*
* ثم تلقاه مفاتيحه
* من حيث لم يخطر به البال
*
* والرزق فاطلبه على أنه
* قيل له وقت وآجال
*

275
* وليس يبطئ عنك في وقته
* ولا له عن ذاك إعجال
*
* فلا تقم عبدا على مطمع
* فربما أخلفك الحال
*
* والفقر خير فاعلمن من غنى
* يكون فيه لك إذلال
*
* والمال للمكثر شين إذا
* لم يك منه إفضال
*
* والحر خير حيث أمسى ولا
* يمنعه من ذاك إقلال
*
شعر لأبي يحي
وقال أبو يحيى:
* ماذا علي الحي يوم البين لو رتعوا
* أو وصلوا من حبال البين ما قطعوا
*
* بل لم ينالوا أسيرا في الديار ولو
* نالوه لم يصنعوا في ذاك ما صنعوا
*
* أما رأيت حمول الحي باكرة
* يحيها جذل بالبين مندفع
*
* ناديت ليلى ولا ليلى يودعني
* منها السلام فكاد القلب ينصدع
*
* يا ليل ولا ليلى يودعني
* منها السلام فكاد القلب ينصدع
*
* يا ليل أهلك أحموني زيارتكم
* والدار واحدة والشمل مجتمع
*
* فالآن مر على العيش بعدكم
* فلست بالعيش بعد اليوم انتفع
*
* هل الزمان الذي قد مر مرتجع
* أم هل يرد على ذي الغولة الجزع
*
* قالت سليمى علاك الشيب من كبر
* والشيب أهون ما لم يأتك الصلع
*
* يا سلم إني وإن شيب يفزعني
* رحب اليدين بما حملت مضطلع
*
* لا يطرأ الشر لي إني لمفرجه
* ولا أرى لصروف الدهر اختشع
*
* قد جربتني صروف الدهر فاعترفت
* صلب القناة صبورا كيفما يقع
*
* نزه الخلائق لا يقتادني طمع
* إن اللئيم الذي يقتاده الطمع
*
* هذي وجائر قوم ظل يشتمني
* كالكلب ينبح حينا ثم ينقمع
*
* تركته معرضا لي واستهنت به
* إذ لم يكن فيه لي ري ولا شبع
*
* لا واضعا غضبي في غير موضعه
* ولا انتصاري إذا ما نالني الفزع
*
* ولا ألين لقوم خاضعا لهم
* ولا أكافيهم بالشر إن جمعوا
*
* حلما بحلم وجهلا إن هم جهلوا
* إني كذلك ما آتي وما أدع
*

276
شعر للزهري في عبد الملك بن عبد العزيز
وزعم أبو زيد. قال: حدثني أبو يحيى الزهري قال أنشدت عبد الملك ابن عبد العزيز:
* ولما رأيت البين منها فجاءة
* وأهون للمكروه أن يتوقعا
*
* ولم يبق إلا أن يودع ظاعن
* مقيما وتدري غيره أو مودعا
*
* نظرت إليه نظرة فرأيتها
* وقد أبرزت من جانب الخدر أصبعا
*
وقلت له قالها رجل من بني قشير فقال: والله لقد أحسن فقلت أنا قلنها في طريقي إليك. قال: قد والله عرفت فيها الضعف حين أنشدتني.
ثم شعيب بن سهل الرازي ويكنى بأبي صالح
توفي جعفر بن عيسى الحسني في شهر رمضان سنة تسع عشرة ومائتين في أول أيام المعتصم. وولى شعيب بن سهل. وكان قد جعل إليه الصلاة بالناس في مسجد الرصافة وكان يمتحن الناس فوثبت عليه العامة في سنة سبع وعشرين ومائتين فأحرقوا باب داره وانتهبوا منزله وأرادوا نفسه فهرب منهم. وتوفي المعتصم بالله وقام الواثق.
ثم عبيد الله بن أحمد بن غالب
عزل الواثق شعيب بن سهل البرازي في النصف من المحرم سنة ثمان وعشرين واستقضى مكانه عبد الله بن أحمد بن غالب مولى الربيع الحاجب وإلى جده تنسب سويقة غالب بالكرخ وراء قطيعة الربيع وكان من أصحاب ابن أبي داود.
ثم عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر الرقي
عزل المتوكل عبد الله بن أحمد بن غالب في سنة أربع وثلاثين ومائتين واستقضى عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر من ولد وابصة بن معبد

277
الأسدي وكان قبل ذلك على قضاء الرقة. وبعد أن صرف عن بغداد ولى قضاء الرقة أيضا. وكان رجلا صالحا حدث عن أبيه بأحاديث فيها نكير.
اتخاذ العود متكأفي الصلاة
وحدثني محمد بن محمد العطار قال: حدثنا عبد السلام بن عبد الرحمن ابن صخر قال حدثني أبي عن شيبان عن حصين بن عبد الرحمن عن هلال ابن يساف عن وابصة بن معبد قال: حدثتني أم قيس بنت محصن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أسن وحمل اللحم اتخذ عودا في مصلاه يعتمد عليه.
بلغني لما أراد جعفر بن عبد الواحد أن يولي عبد السلام ديار مصر النائية ألقى عليه مسألة بعد مسألة فأخطأ فقال له: بأي شيء وليت ديار مصر وبغداد؟ قال بالفقه قال: فأنت تخطئ في هذه المسائل قال
فانظر في قضاياي إن أخطأت فيها شيئا لك أشاور فيها وهذه لم أشاور فهيا. قال: خذ عهدك وامض.
سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله العنبري
عزل المتوكل عبد السلام بن عبد الرحمن في سنة سبع وثلاثين ومائتين واستقضى مكانه سوار بن عبد الله بن سوار يكنى أبا عبد الله من أهل الأدب والفصاحة والمروة يقول الشعر.
أبو نواس عند الحجر
أخبرني إبراهيم بن إسحاق الصالحي قال: سمعت سوار بن عبد الله يقول حج معنا أبو نواس فبينا نحن بمكة إذ قال لي: يا أبا عبد الله اسمع أبياتا قلتها قلت: وتلك في مثل هذا الموضع؟ قال زاحمني غلام من بني عبد الدار عند الحجر فقلت:

278
* وعاشقان التف خداهما
* عند التثام الحجر الأسود
*
* فالتقيا من غير أن يأثما
* كأنما كانا على موعد
*
* لولا دفاع الناس إياهما
* لما استفاقا آخر المسند
*
* يفعل في المسجد ما لم يكن
* يفعله الأبرار في المسجد
*
قال: قلت أخزاك الله.
أخبرني الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن عبيد بن فهم قال: دخلت الحمام وفيه سوار بن عبد الله فأنشدت بيتا فقال لي: هذا الشعر لي يا فتى! ثم أنشدني:
* سلبن عظامي لحمها فتركها
* عوادي في أخلافها تتكسر
*
* وأخلين منها مخها فكأنها
* قوارير في أجوافها الريح تصفر
*
* إذا سمعت ذكر الفراق تراعدت
* مفاصلها خوفا لما تتنظر
*
* خذي بيدي ثم ارفعي الثوب فانظري
* بلى جسدي لكنني أتستر
*
السلامة غنيمة
وأخبرني إبراهيم بن إسحاق الصالحي قال: قال لي سوار بن عبد الله وصفني محمد بن عبد الله بن طاهر للمتوكل فمضيت إليه فلم أجد عنده ما أحب؛ فتوجهت إلى بغداد فبدأت بمحمد بن عبد الله فقال لي: ما صنعت يا أبا عبد الله فقلت:
* رجعنا سالمين كما بدأنا
* وقد عظمت غنيمة سالمينا
*
* وما تدرين أي الأمر خير
* أما تهوين أم ما تكرهينا
*
رجل يهدد سوارا فلم يأبه له
وأخبرني إبراهيم بن إسحاق قال. رأيت رجلا له شيعة من السلطان يكلم سوار بن عبد الله في قضية قضى بها عليه ويتهدده وسوار ساكت فلما فرغ الرجل من كلامه قال سوار:
* زعم الفرزدق أن سيقتل مربعا
* أبشر بطول سلامة يا مربع
*

279
ثم رده على ذلك. وقد حدث سوار بحديث يصلح عن المعتمر بن سليمان والياس.
ثم إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد
توفي سوار بن عبد الله في سنة ست وأربعين ومائتين وولى إسماعيل ابن إسحاق بن حماد بن زيد يكنى أبا إسحاق وكان عفيفا صليبا فهما من أهل العلم والحديث من الفقهاء على مذهب مالك بن أنس يعتل ويحتج؛ وعمل كتبا وحملها الناس. قال لي أبو حازم القاضي: ما خرج من البصرة قاض أسير من إسماعيل بن إسحاق وبكار بن قتيبة الذي قضا على مصر فلم يزل إسماعيل بن إسحاق قاضيا على عسكر المهدي إلى سنة خمس وخمسين ومائتين.
فولى الخلافة المهتدى محمد بن الواثق بالله فضرب حماد بن إسحاق ابن إسماعيل بن حماد بن زيد بسرمراي بين يديه وأطافه على بغل بسرمراي ونفاه إلى الأهواز بشيء بلغه عنه من مكاتبة الموفق بالله أيام كان بمكة وكان حماد من أهل العلم ممن يحفظ الحديث ومن الفقهاء على مذهب مالك وعمل كتبا وكان يحضر مجلس المهتدي وغيره مع الفقهاء وهو أسن من إسماعيل بسنتين. وأبوهما إسحاق بن إسماعيل صاحب المأمون ويحيى بن أكثم. وكان أخرج هو وابن أبي دواد مع المعتصم يستتبن. وأبوهما إسحاق بن إسماعيل مع المعتصم ولى مصر فكان إسحاق على المظالم بمصر في أيام المأمون وقد سمع من جده حماد بن زيد. وصرف إسماعيل بن إسحاق عن القضاء.

280
القاسم بن منصور التميمي
واستعمل القاسم بن منصور التميمي ستة أشهر أو نحوها. ثم قتل المهتدي بالله واستخلف المعتمد على الله فأقدم حماد بن إسحاق من الأهواز وأعاد إسماعيل بن إسحاق على القضاء في سنة ست وخمسين ومائتين ولم يزل على القضاء إلى سنة ثمان وخمسين ومائتين.
أحمد بن محمد بن عيسى البرني
فنقل إسماعيل بن إسحاق إلى الجانب الغربي بأسره وولى أحمد ابن محمد بن عيسى البرني الجانب الشرقي من مدينة السلام نقل عن قضاء المدينة الشرقية إلى الجانب الشرقي.
وكان البرني عفيفا صلبا جبارا ن الفقهاء بمذهب الكوفيين ومن أصحاب يحيى بن أكثم. قد ولى قبل ذلك قضاء واسط والمدينة الشرقية وحمل عنه في آخر أيامه حديث كثير وكان يروي كتب محمد بن الحسن عن أبي سليمان الجوزجاني.
ولاية إسماعيل بن إسحاق الثانية
فلم يزل البرني على قضاء الجانب الشرقي وإسماعيل بن إسحاق على قضاء الجانب الغربي إلى سنة اثنتين وثمانين ومائتين. ثم جمعت بغداد بأسرها لإسحاق بن إسماعيل. وولى البرني قضاء المدائن والنهروان وغيرها من السواد. فلم يزل إسماعيل بن إسحاق قاضيا على بغداد إلى أن توفي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين فمكثت بغداد بغير قاض أشهرا.

281
ثم فرق المعتصم بالله القضاء ببغداد فاستعمل على الجانب الشرقي يوسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد وكان صلبا عفيفا بلغ سنا عالية وحمل عنه علم كثير من المسند وغيره فلم يزل يوسف بن يعقوب قاضيا على الجانب الشرقي من مدينة السلام إلى سنة ست وتسعين ومائتين ثم صرف عن القضاء فيها وولى عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب مكانه ثم فلج عبد الله بن علي واستخلف المقتدر بالله ابنه محمد بن عبد الله في صفر سنة إحدى وثلاثمائة وولي القضاء على هاتين الناحيتين أبو عمر محمد بن وسف بن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد.
أخبار قضاة الجانب الغربي من مدينة السلام قضاة مدينة المنصور
قد ذكرنا أمر الحسن بن عمارة ومحمد بن عبد الله بن علاثة بعد عبيد الله بن محمد بن صفوان فاستخلف أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم على قضاء مدينة المنصور: يوسف بن أبي يوسف. وقد تقدم ذكره.
توفي يوسف بن أبي يوسف في رجب سنة اثنتين وتسعين ومائة واستقضى مكانه محمد بن سماعة التميمي وكان من أصحاب أبي يوسف ومحمد بن الحسن حمل عنهما فلم يزل محمد بن سماعة قاضيا إلى أن ضعف بصره فعزله المأمون وضم عمله إلى إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة وكان على قضاء الشرقية.
وتوفي محمد بن سماعة سنة ثلاث وثلاثين ومائتين ثم عزل المأمون إسماعيل بن حماد فاستقضى بشر بن الوليد الجندي - وقد تقدم ذكره
ثم عزل المأمون بشر بن الوليد وضم عمله إلى عبد الرحمن بن إسحاق

282
ابن إبراهيم بن سلمة مولى بني ضبة - وكان على قضاء المدينة الشرقية وكان عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم من أصحاب الرأي مترفا جماعا للمال - يرى برأي جهم بن صفوان -
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن المدائني قال: ولي عبد الرحمن بن إسحاق قضاء الرقة ولا علم له بشيء من الفقه ثم قدم إلى بغداد فولاه المأمون قضاء الجانب الغربي وكان سبب ذاك عبد الله بن طاهر فولي عبد الرحمن وكتب له كتب أصحاب الرأي وعثمان بعد يحفظ الحديث فحفظ منه شيئا صالحا.
ثم عزل عبد الرحمن بن إسحاق في صفر سنة ثمان وعشرين ومائتين واستقضى الواثق الحسن بن علي بن الجعد - مولى أم سلمة المخزومية امرأة أبي العباس -.
عتيق أم المؤمنين أم سلمة
حدثني الحرث بن أبي أسامة قال: حدثني محمد بن سعد قال حدثني عبد الرحمن بن إسحاق بن إبراهيم بن سلمة القاضي قال: جاءني علي بن الجعد بسجل ابنه يعتقه من أم سلمة بشهادة جدي إبراهيم بن سلمة ورجل ممن كان يدخل عليها وكان الحسن بن علي بن الجعد سريا ذا مروءة ولي وأبوه حي.
خصوم لقاض عزل
أخبرني إبراهيم الحربي قال: لما عزل عبد الرحمن بن إسحاق وولي الحسن ابن علي بن الجعد ادعى الناس على عبد الرحمن بن إسحاق دعاوي فوجه إليه الحسن بن علي: قال إبراهيم: فرأيته في المسجد جالسا كلما تقدم خصم له إلى الحسن بن علي قام معه عبد الرحمن. فتقدم في يوم واحد بضع عشرة مرة - أو كما قال -.
أنشدنا محمد بن أزهر بن عيسى قال: أنشدني عتاهية بن أبي العتاهية

283
شعر لابن أبي العتاهية
لنفسه في الحسن بن علي بن الجعد:
* أسعد بحظك لا يزال حظيظا
* كان المليك لما ملكت حفيظا
*
* كملت محاسنك الرقاق بلطفها
* وأرى الحجاب على الصديق غليظا
*
ثم توفي الحسن بن علي بن الجعد في أيام المتوكل فاستقضى مكانه أحمد ابن محمد بن سماعة وكان عفيفا في نفسه ولكن ولده غلبوا عليه وكان لا يعدل الشهود ظاهرا. أمر الناس أن يشهدوا عنده ثم يسأل عنهم سرا ويجيز شهادتهم ولا يعلم من منهم جازت شهادته.
ثم صرف المعتز بالله أحمد بن محمد بن سماعة فاستقضى مكانه إبراهيم ابن إسحاق بن أبي العنبس قاضي الكوفة - وقد تقدم ذكره - فرأيته في سنة ثلاث وخمسين ومائتين على قضاء مدينة المنصور. وحدثنا مجالس إملاء كتبناها عنه ثم صرف ابن أبي العنبس ورد إلى قضاء الكوفة واستقضى مكانه أحمد بن يحي بن أبي يوسف وكان على غير مذهب من تقدم من القضاة حكى عنه انحراف في لذاته فصرف.
وولى مكانه عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز العمري وكان شيخا يصفر لحيته فولى شيئا يسيرا ثم أعيد أحمد بن يحيى بن أبي يوسف فلم يزل على القضاء إلى أن ولي إسماعيل بن إسحاق الجانب الغربي بأسره في سنة اثنتين وستين ومائتين.
وولي أحمد بن يحيى الأهواز ثم عزل عنها ووجه به إلى خراسان فمات بالري.
ولما توفي إسماعيل بن إسحاق في سنة ثنتين وثمانين ومائتين. وفرق القضاء ولي قضاء مدينة المنصور: علي بن محمد بن عبد الملك بن

284
أبي الشوارب في شهر ربيع الأول من سنة ثلاث وثمانين وتوفي في شوال من هذه السنة. وحدث علي محمد بسر مرأى وبغداد وسمع من أبي الوليد الطيالسي ونظرائه فاستقضى مكانه أبو عمر محمد بن يوسف ابن يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن يزيد. ثم نقل إلى قضاء المدينة في جمادى الآخرة سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
واستقضى على مدينة المنصور عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب فلم يزل عليها إلى شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائتين فنقل إلى قضاء
الشرقية والجانب الشرقي وأعمال محمد بن يوسف.
وولي قضاء مدينة المنصور أحمد بن إسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي - يكنى أبا جعفر - في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائتين وهو من أهل العلم والحديث والفقه والأدب وحدث أبوه بحديث كثير. وروى عن جده الحديث وكان له أخ يقال له بهلول بن إسحاق بالأنبار يحدث ويخطب على منبرها وحدث أحمد بن إسحاق بحديث صالح حمل عنه ذلك وهو من أهل الفقه والأمانة إن شاء الله.
ذكر قضاة الشرقية
أول قاض قضي على الشرقية عمر بن حبيب العدوي - وقد تقدم ذكره في قضاة البصرة - ثم عزل عمر بن حبيب عن القضاء بالشرقية واستقضى نوح بن دراج - وقد تقدم ذكره في قضاء الكوفة - وتوفي عمر بن حبيب بالبصرة سنة ست ومائتين ثم عزل نوح بن دراج - وقد تقدم ذكره في قضاء الكوفة - توفي حفص بن غياث بالكوفة سنة أربع وتسعين ومائة.
ثم عزل حفص بن غياث واستقضى مكانه أسد بن عمرو البجلي.

285
حدثني عباس الدوري قال: سمعت يحيى بن معين يقول: أسد بن عمرو القاضي لا بأس به أنكر عيينة فأعطاه القمطر وقال: قد أنكرت عيني والله لا أقضي لكم أبدا.
قال يحيى - رحمه الله - أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ قال: كان أسد بن عمرو على قضاء واسط فخرج في إصلاح طريق مكة من واسط والنظر إليه فلما رجع قال: رأيت قبلة أهل واسط ردية جدا وتبين لي ذاك حين خرجت بتحرف فيها. فقال قوم من أهل واسط: هذا رافضي فقيل لهم: ويحكم هذا من أصحاب أبي حنيفة كيف يكون رافضيا؟ وأسد بن عمرو يكنى أبا المنذر.
وعلي بن ظبيان العبسي
عزل أسد بن عمرو واستقضى مكانه علي بن ظبيان العبسي ثم ولاه هارون بعد قضاء القضاة.
أخبرني أحمد بن زهير قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ قال حدثني عبد الله بن ثابت مولى بني عبس كوفي - قال: كتبت إلى علي بن ظبيان وهو ببغداد قاضي: بلغني أنك تجلس للحكم على بوري وقد كان من كان قبلك من القضاة يجلسون على الوطاء ويكتبون فكتب إني لأستحي أن يجلس بين يدي رجلان حران مسلمان على بوري وأنا على وطاء لست أجلس إلا على ما يجلس عليه الخصوم.
وبلغني أن وكيعا قال لأبي علي بن ظبيان: كم مكث ابنك على القضاء؟ قال سبع سنين. قال: ما كان عليه لو صبر وكان هارون يخرجه إذا خرج إلى المواضع وتوفي بقرقليس سنة اثنتين وتسعين ومائة. كما أخبرني

286
الحرث بن أبي أسامة عن محمد بن أبي سعد عن محمد بن عمر.
وبلغني عن مصعب الزبيري: أن رجلا جاء إليه وهو بالرقة مع هارون يستعديه على عيسى بن جعفر فكتب إليه ابن ظبيان:
أما بعد - أبقى الله الأمير وحفظه وأتم نعمته عليه - أتاني رجل فذكر أنه فلان بن فلان فإن له على الأمير خمسمائة ألف درهم. فإن رأى الأمير - أبقاه الله - أن يحضر مجلس الحكم أو يوكل وكيلا يناظر خصمه فعل
ودفع الكتاب إلى الرجل فأتى باب عيسى فأوصل الكتاب فرجع إلى القاضي فأخبره فكتب إليه: أبقاك الله وحفظك وأمتع بك حضر رجل يقال له فلان بن فلان ذكر أن له عليك حقا فصر معه إلى مجلس الحكم أو وكيلك إن شاء الله.
ووجه بالكتاب مع عونين من أعوانه فحضر باب عيسى ودفعا الكتاب إليه فغضب ورمى به فأحضر القاضي فكتب إليه: حفظك الله وأبقاك وأمتع بك - لا بد من أن تصير أنت وخصمك إلى مجلس الحكم فإن أبيت أنهيت أمرك إلا أمير المؤمنين إن شاء الله.
ووجه الكتاب مع رجلين من أصحابه فدفعا الكتاب إلى عيسى فلم يقرأه ورمى به فأبلغاه فختم القمطر وقعد في بيته فبلغ الرشيد الخبر فدعاه فسأله فأخبره فقال لإبراهيم بن عثمان صر إلى باب عيسى فاختم أبوابه كلها ولا تخرجن أحدا منها. ولا يدخل حتى يخرج إلى الرجل من حقه أو يصير إلى الحاكم. فأحاط إبراهيم بداره خمسين فارسا وغلقت أبوابه فظن عيسى أن الرشيد يريد قتله وما يدري ما سبب ذلك. وارتفع صراخ النساء فأخبره بخبر ابن ظبيان فأحضر خمسمائة ألف من ساعته

287
وأمر أن يدفع إلى الرجل فجاء إبراهيم فأخبر الرشيد فقال: إذا قبض الرجل ماله فتحت أبوابه.
ثم علي بن حرملة التيمي
ولما توفي علي بن ظبيان استقضى على الشرقية: علي بن حرملة التيمي من تيم الرباب من أصحاب أبي حنيفة.
رؤية هلال شوال
حدثني محمد بن موسى عن سليمان بن أبي شيخ قال: حدثنا إسماعيل ابن حماد بن أبي حنيفة قال: قال لي علي بن حرملة - وكان مع هارون بالري - من شهد على هلال شوال فقال هارون لأبي البختري: أليس أخبرتني أن عمر بن الخطاب كان يقول: إذا رؤي الهلال قبل الزوال فهو لليلة الماضية وإذا رؤي بعد الزوال فهو لليلة المستقبلة؟ فقال: لا فقال: بلى والله لقد حدثني به في البستان: فقلت: يا أمير المؤمنين هو قول عمر وبه يأخذ أبو حنيفة. قال إسماعيل: فكرهت أن أرد على علي بن حرملة وقد أخطأ إنما كان يأخذ أبو حنيفة بحديث أبي وائل: أتانا كتاب عمر - ونحن بخانقين - إذا رأيتم الهلال فلا تفطروا حتى يشهد رجلان مسلمان أنهما رأياه
بالأمس.
تفضيل الفرزدق على جرير
حدثني محمد بن موسى قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا أبو سفيان الحميري عن علي بن حرملة قال: قلنا لشيخ من بني تميم لم فضلتم الفرزدق على جرير؟ قال: لقوله:
* بأي رشاء يا جرير وماتح
* تدليت في حومات تلك القماقم
*
فضلناه بهذا وأشباهه وقد ولى علي بن حرملة قضاء القضاء: ثم أعيد على الشرقية عمر بن حبيب.

288
محمد بن أبي رجاء
ثم قدم المأمون فاستقضى محمد بن أبي رجاء الخراساني منزل مدينة المنصور من أهل الرأي.
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن أبي عبد الله الحواري قال: كان محمد بن أبي رجاء من أعلم أصحاب أبي يوسف بالحساب والدقائق وكان حسن المقايسة حسن الإدخال وكل شيء. قال ابن سماعة كتبنا إلى محمد ابن أبي رجاء بالرقة هو من إدخال ابن أبي رجاء عليهم. وفي كتب ابن سماعة ذكره إلا أنه لم يكن له علم بالأصول.
أنشدني عبد الله بن أبي الدنيا قال أنشدني محمد بن أبي رجاء قال أبو بكر وليس هو القاضي عندي:
* المرء يجمع والزمان يفرق
* ويظل يرتق والخطوب تخرق
*
* ولمن يعادي عاقلا خير له
* من أن يكون له صديق أحمق
*
* فارغب بنفسك أن تصادق أحمقا
* إن الصديق على الصديق يصدق
*
* وزن الكلام إذا نطقت فإنما
* يبدي العقول أو العيوب المنطق
*
مات محمد بن أبي رجاء سنة سبع ومائتين في جمادى فضم عمله إلى محمد بن أبي سماعة.
عكرمة بن طارق السرخسي
استعفى محمد بن سماعة سنة ثمان ومائتين واستقضى المأمون مكانه عكرمة بن طارق السرخسي من أصحاب أبي يوسف.
حدثني جعفر بن محمد الفريابي قال: حدثنا مزاحم بن سعيد المروزي قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم أبو يوسف عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر: أن أم رسول الله توفيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم ابن ست سنين بالأبواء.

289
ثم عزل عكرمة بن طارق في سنة أربع وعشرين ومائتين: فاستقضى مكانه إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة - وقد تقدم ذكره - ثم عزل إسماعيل بن حماد فاستقضى مكانه عبد الرحمن بن إسحاق - وقد تقدم ذكره - ثم عزل الواثق عبد الرحمن بن إسحاق سنة ثمان وعشرين ومائتين واستقضى مكانه عبد الله بن محمد بن أبي يزيد الخليجي.
* نسبته في سواد لبسته
* أشبه شيء بلون خلقته
*
* كأنني بالحبال قد نصبوا
* فيه الخليجي فوق بغلته
*
* أكرم به من فتى مناسبة
* بين أجاوينه وقصعته
*
* ما عذب الله أمة سلفت
* فيما سمعنا بمثل صورته
*
* يصطلح الناس حين يقعد للحك
* م فرارا من هول طلعته
*
* لو لم يدنفه كف قانصه
* لطار منها على رعيته
*
كان المجان ببغداد ونقبوا الموضع الذي يجلس فيه بالشرقية ويستند إليه حتى انسرقت شأنه وتحدث الناس بذلك وكان فيه كبروتيه.
فرق بين رجل وزوجته لأنه لا يقول بخلق القرآن
وكان من أصحاب ابن أبي داود يمتحن الناس - جاءته امرأة محمد بن معاوية الأنماطي - المعروف بابن فالح - المحدث فقالت: إن زوجي لا يقول بقول أمير المؤمنين في القرآن ففرق بينه وبينها ولكنه كان يضبط صفته.
أخبرني إبراهيم ابن أبي عثمان عن الحواري: أن ابن الخليجي كان قد ولى مظالم الجبل ثم أخبر ابن أبي داود المعتصم أنه مستقل بالقضاء واستشهد ابن الجهم في مال عظيم فلم يقبله وكان حين ولي قضاء الشرقية يظهر العفة.

290
حيان بن بشر الأسدي
عزل الخليجي واستقضى حيان بن بشر الأسدي فأمر أن يقيم الخليجي للناس فأقامه في مسجد الشرقية فادعيت عليه دعاوي وكان حيان بن بشر رجلا صالحا كتب الناس عنه الحديث ولي سنة سبع وثلاثين ومائتين. وتوفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين.
محمد بن عبد الله بن المؤذن
لما توفي حيان بن بشر استقضى محمد بن عبد الله - من أهل السواد - وكان من أهل الرأي ولي قضاء المدائن.
محمد بن عبد الله يهجر ابن المؤذن
أنشدني أبو مالك الأيادي قال: أنشدني حامد الضرير المدائني يمدح ابن المكبر السمرقندي وكان على معونة المدائن ويهجو محمد بن عبد الله ابن المؤذن وكان قاضيها:
* يا راكبا إما رحلت ميمما
* باب الخليفة والخطوب تنوب
*
* فاقصد لخير الناس فاهتف باسمه
* يا من إليه يلجأ المكروب
*
* يا أحمد بن أبي دواد إنما
* بك نستجير إذا تلم خطوب
*
* وأقر السلام على الإمام وقل له
* والرأي منه مخطئ ومصيب
*
* إن الأمير محمد بن مكبر
* في مثل دهرك في الولاة غريب
*
* لو كان قاضينا على مثل الذي
* أمسى عليه يفرج المكروب
*
* لا تنس أن بعضده وبفخذه
* بعض الهنات لخصره مكتوب
*
أبو حسان الزيادي الحسن بن عثمان
استقضى أبو حسان الزيادي - الحسن بن عثمان - بعد محمد بن عبد الله

291
المؤذن وكان أبو حسان فهما قد عمل الكتب وكان عالما بأيام الناس وحدث وكتب الناس عنه علما كثيرا وكان كريما واسعا.
الاعتماد على الله
حدثني أبو سهل الرازي القاضي قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: جاءني رجل من أهل خراسان فأودعني بدرة دراهم فأخذتها مضمومة ثم سرقت بما فيها وكان قد عزم على الخروج إلى مكة ثم بدا له فعاد فطلبها مني فاعتمدت وقلت له: تعود غدا. ثم فزعت إلى الله ودعوته وركبت بغلتي في الغلس ولا أدري أين أتوجه؟ وعبرت الجسر وأخذت نحو المخرم - وما في نفسي أحد أقصده - فاستقبلني رجل راكب وقال لي: إليك بعثت. قلت ومن بعث بك؟ قال: دينار ابن عبد الله فأتيته وهو جالس فقال لي: ما حالك؟ قلت: وما ذاك؟ قال: ما نمت الليلة إلا أتاني آت فقال لي: أبو حسان! قال: فحدثته حديثي فدعا بعشرين ألف درهم فدفعهما إلي فرجعت فصليت في مسجدي الغداة وجاء الرجل فقضيته وأنفقت الباقي.
حدثني أبو مالك الإيادي قال: مات أبو حسان الزيادي سنة ثلاث وأربعين ومائتين وله تسع وثمانون سنة وأشهر ومات هو وحسن ابن علي بن الجعد في وقت واحد.
أنشدني ابن أبي حكيم لنفسه:
* سر بالكرخ والمدينة قوم
* مات في جمعة لهم قاضيان
*
* لهف نفسي على الزيادي منهم
* ثم لهفي على فتى الفتيان
*
أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي
استقضى أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة في سنة ثلاث وأربعين

292
ومائتين. ومات أبو هشام في سنة تسع وأربعين ومائتين. واستقضى مكانه أحمد بن محمد بن عيسى البرني.
ثم ولى إسماعيل بن إسحاق بعد البرني في سنة ثمان وخمسين ومائتين. جمع له الجانب الغربي. ثم توفي إسماعيل بن إسحاق في سنة اثنتين وثمانين ومائتين.
ثم ولي أبو خازم عبد الحميد بن عبد العزيز بن عبد الحميد بن خازم في سنة ثلاث وثمانين ومائتين. وهو ينتمي إلى كندة من الفقهاء بمذهب أهل العراق بصري. ولي قبل ذاك قضاء دمشق وفلسطين فولي قضاء الكوفة - وقد تقدم ذكره - في قضاة الكوفة - ثم توفي أبو خازم في سنة اثنتين وتسعين ومائتين.
ونقل أبو عمرو محمد بن يوسف بن يعقوب عن قضاء مدينة المنصور إلى الشرقية - وقد تقدم ذكره - ثم صرف أبو عمرو محمد بن يوسف في شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائتين.
وقلد عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب قضاء الشرقية. والجانب الشرقي من مدينة السلام وأعمال محمد بن يوسف بهرموق والدبيس وطريق خراسان والمدائن والهروانات والروابي وما يسقي الفرات وإليه قضاء سر من رأى وطريق الموصل. وعظم أمره فمكث منذ وقت تقلد قضاء هذه النواحي إلى أن أصابه الفالج فاستخلف على عمله ابنه محمد بن عبد الله فلم يزل واليا إلى غرة صفر سنة إحدى وثلاثمائة ثم صرف فأعيد محمد بن يوسف على قضاء الشرقية والجانب الشرقي من مدينة السلام والمدائن والهروانات وسقى الفرات من طريق الكوفة.

293
فمكث محمد بن عبد الله بعد أن صرف نحو أربعين يوما ثم توفي ومكث عبد الله بن علي بعد وفاته نيفا وتسعين يوما ثم توفي في رجب سنة إحدى وثلاثمائة. وخلفه على الأعمال التي بقيت في يده ابن له يقال له الحسن بن عبد الله بن علي.
أخبار قضاء القضاة بسر من رأى وبغداد
أول من ولى قضاء القضاة ببغداد أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم ثم علي بن ظبيان ثم علي بن حرملة التيمي ثم يحيى بن أكثم وقد تقدم ذكرهم أولا.
ثم ولى أحمد بن أبي داود بن جرير الإيادي قضاء القضاة للمعتصم والواثق وبعض أيام المتوكل. وكان يمتحن الناس في القرآن ويضرب ويقتل عليه وافسد الخلفاء في هذا الوقت في المذهب.
المأمون وابن أبي داود
وكان أول سبب دخوله على المأمون ما حدثني به أبو العيناء محمد بن القاسم قال: جاء رسول المأمون إلى يحيى بن أكثم ومعه جلساؤه ومنهم ابن أبي دواد أن ائتني أنت ومن في مجلسك فقاموا إليه وقام ابن أبي دواد في طيلسان ونعل فاعترض في الكلام وخلي بقلب المأمون فقال من يكون الرجل؟ قال: رجل من إباد. قال: وما أخرك عن مجلسي والاتصال بي؟ قال: حبسه القدر وبلوغ الكتاب أجله. قال: لا اعلمن ما كان لي مجلس نظر لا تشهده فشق ذاك على يحيى بن أكثم
فلما ولى المعتصم مصر قال المأمون ليحيى بن أكثم: انظر لأخي رجلا فطنا يسدده إذا سها ويؤنسه إذا خلى ويجمعه إذا ظهر. قال: لا أعرفه إلا واحدا أنت به ضنين قال: ومن هو؟ قال: ابن أبي داود قال: تفجعني به قال: تؤثر أخاك. فأذن له على نفس تنزع إليه.

294
فأخبرني أبو العيناء قال: سمعت ابن أبي دواد يقول: خرجت مع المعتصم فما سرنا إلا منزلين حتى قال لي المعتصم: رأيت في ليلتي هذه كأني متعمم بالشمس وكأن القمر في حجري فقلت له: أمسك عليك ولا نسمعها منك فإنها مفسرة قال: فطردنا عن الخلافة والله يسوقها إلينا.
أخبرني أبو العيناء قال: سمعت ابن أبي دواد يقول: دخلت على المأمون وفي يده كأس من شراب في آخر أيامه فقال: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقلت: إماما عدل. قال: أنت تقول ذاك؟ قال: قلت: فأنت والله تقوله. إذا وفقك الله. قال: إنك عندي لحلال الدم. قال: قلت: والله إن لدمي أحرم عليك مما في يديك. قال: فقلت لابن أبي دواد: سبحان الله خليفة يجاوب هذه المجاوبة وهو سكران؟ قال: وكان وقت الظهر ولم يكن العصر أي كان أول شرابه.
المأمون بعثني بابن أبي دواد
أخبرني أبو العيناء قال: حدثني أبو يعقوب بن سليمان بن أبي جعفر قال: دخل ابن أبي دواد على المأمون يوما فقال: ما أكلت يا أحمد؟ قال: أكلت خبزا ولبنا؟ قال: سبحان الله رجل مرطوب مشرب حمرة رقيق الجلدة يأكل اللبن؟ ترياق يا غلام! فأني به فأكثر له منه ثم قال لغلامه: اذهب به فأضجعه وألق عليه المطارف فإذا ارفض عرقا فأتني به.
ابن أبي دواد يوغر قلب المعتصم على الأفشين
حدثني موسى بن جعفر أخو نفس الكاتب قال: كان أحمد ابن أبي دواد حين ولى المعتصم الخلافة عادي الأفشين وحرض عليه المعتصم وكان جسورا مقداما لا يبالي ما يصنع فلم يزل يخبر المعتصم.

295
بأن الأفشين على دين المجوسية وأنه كاتب المرزبان حتى عصني وأنه... وأنه... حتى أوغر قلب المعتصم على الأفشين وهم به بعد أخذ المرزبان فجمع بينه وبينه.
ضرب المرزبان حتى مات
وأخبرني موسى بن جعفر - أخو نفس - قال: كنت حاضرا والمعتصم خلف سوق الأفشين وابن أبي داود والقواد حضور فأقيم المرزبان فضرب بالسياط بين يدي الأفشين قال: فرأيت المرزبان يصيح آب - يطلب الماء فلم يسق فسمعت المعتصم يقول: يا كفار يطلب رجل في هذه الحال الماء فلا يسقى! فسقوه الماء فلم يكن إلا ساعة حتى مات.
محاكمة الأفشين وقتله
ونوظر الأفشين فقال المعتصم: هاتوا احتجوا عليه فقال ابن أبي داود: كاتب المرزبان يا أمير المؤمنين. فقال الأفشين: أنتم قلتم لي كاتبه وأطمعه فإنك ملك وهو ملك ففعلت. قال ابن أبي داود: هو يعبد الأصنام وهو أغلف وأخرج من خزائنه تماثيل. فقال الأفشين: هذه سماجات يلعب بها كما يلعب العجم قال: فأخرج ابن أبي داود حقة فيها سم من خزائنه ودعا برجل فاستحلفه أنه أمره أن يسم المعتصم. فحلف الرجل؛ فاستحل المعتصم دمه وقتله.
سبب العداء بين ابن أبي داود والأفشين
قال وكان سبب العداوة بين ابن أبي داود وبين الأفشين: أن الأفشين أراد قتل أبي دلف - القاسم بن عيسى - فاستجار بابن أبي داود فجاء إلى الأفشين برسالة من المعتصم: يقول لك أمير المؤمنين قد بلغني أنك تريد أن تحدث على القاسم بن عبسي حادثة. ووالله لئن فعلت لأقتلنك. ولم يكن المعتصم أرسله ولا قال له شيئا. فرهب الأفشين أن يقتل

296
أبا دلف وجاء ابن أبي داود إلى المعتصم فقال: يا أمير المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ليس الكذاب من أصلح بين الناس فقال خيرا ونما خيرا وقد أديت عنك رسالة أحييت بها أهل بيت من المسلمين وكففت بها أسياف خلق من العرب. بلغني أن الأفشين هم بقتل القاسم بن عيسى فأديت عنك إليه كذا وكذا فحقنت دم الرجل ونعشت عياله وكففت غضبان عجلان ومن تبعها أن تغضب له ويشق عليك منها ما تغتم به والرجل في يديك. فقال المعتصم: قد أحسنت. ووجه إلى القاسم بن عيسى فخلصه من يده وأطلقه.
فوجه الأفشين إلى ابن أبي داود: لا تأتني ولا تقربني! فقال للرسول: تؤدي عني كما أديت إلى؟ قال نعم فقال له: قل له ما آتيك تعززا من ذلة ولا تكثرا من قلة وإنما
رفعتك دولة فإن جئتك فلها وإن قعدت فعنك.
وكان قتل المرزبان والغضب على الأفشين بسر من رأى سنة خمس وعشرين ومائتين في آخرها.
قال أبو العيناء ما رأيت رئيسا قط أنطق من ابن أبي دواد. قال المازني - حين قدم من البصرة - حدثني عن البصرة قال: عن أيها؟ قال: من فيضها إلى صحرائها.
المأمون يدفع للنجار عن ما تلف لهم
وأخبرني عيسى بن أبي عباد الكاتب ثابت بن يحيى قال لما وقع الحريق في الكرخ قال ابن أبي داود للمعتصم: يا أمير المؤمنين هل لك في مكرمة لم يسبقك إليها خليفة ويعجز خليفة عن أن يقتدي بك؟ قال:

297
تخلف على التجار ما احترق لهم فينتشر الصوت ويبلغ العدو سعة المال عندك وبذلك إياه؛ فيرهبك في أقاصي الأرض. قال: وكم؟ قال: عشرة ألف ألف وتجمعها في وقت قليل قال: أفعل؛ فأمر له فحملت مع ابن أبي داود وانحدر إلى مدينة السلام. فأخبرني عيسى بن أبي عباد قال: رأيته جالسا في مسجد مدينة المنصور والقضاة والفقهاء حوله وإسحاق بن إبراهيم صاحب الشرطة قائم والناس والبدر مصبوبة والصيارف معهم الشواهين والقضاة يستحلفون الناس على ما ذهب لهم. فمن حلف دفع إليه ما يحلف عليه. قال: فوالله لقد حلف قوم ولم يذهب لهم ما حلفوا عليه. وداوم الجلوس نحو جمعة حتى فرق المال وانصرف إلى سر من رأى وقيل بل كان المال خمسة ألف ألف. وذلك في سنة خمس وعشرين ومائتين.
رجل يسأل حاجة من ابن أبي داود
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: قال محمد بن عبد الرحمن الكوفي سألت ابن أبي داود حاجة فإني يوما عنده وخرج الناس والدواة بيني وبينه فجذبتها وكتبت على رأس الثلث:
* كفاك مذكرا وجهي بأمري
* وحسبك أن أراك وأن تراني
* فقضى حاجتي.
وقال يعقوب بن إسحاق الكندي: كنا عند ابن أبي داود فذكر الهشامي صاحب الجزيرة بالأندلس - فقال: كان متواريا عندي أربعة أشهر. قال أبو خالد المهلبي: فحدثت المتوكل بهذا فقال قد كان الناس يقولون إنه يميل إلى الأموية وكان فصيحا شاعرا.
شعر لابن أبي داود في المعتصم
أنشدني جرير بن أحمد بن أبي داود قال: أنشدني أبي لنفسه:

298
* سر من را أسر من بغداد
* فارم بغداد عامدا ببعاد
*
* حبذا مسرحاتها ليس تخلو
* أبدا من طريدة وطراد
*
* وديار كأنما نسج الده ر عليها محبر الأبراد
*
* واذكر المشرف المطل من الت ل على الصادرين والوراد
*
* وإذا روح الرعاة فلا تن س
* تداعي فراقد الأولاد
*
* يا ابن عم النبي لا أنس إلا
* حيث خيمت من جمع البلاد
*
* أنت نور الربيع تفتقر الأر ض
* إليه لحاضر ولباد
*
* فإذا خيمت ركابك أرضا
* أزعجت خيفة قلوب العباد
*
* زدتها فاستزدت بهجة دنيا ك
* فوافيتما على ميعاد
*
ابن أبي دواد يرثي كاثبه
أنشدني أبو مالك قال: أنشدني أبي لنفسه يرثي أحمد بن شهاب الأنباري كاتبه:
* إن المشيب نعى إلى شبابي
* وجدت بموتي ميتة الأتراب
*
* طورا أعاد وتارة أنا عائد
* أو دافن حبا من الأحباب
*
* فإلى متى ألقى وأسمع ناعيا
* أوشك بقرع يد المنية بابي
*
* لا بد من موت وبعث بعده
* ومواقف تخشى وعرض كتاب
*
* وجلا فيا حزنا لبعد مسافتي
* وقليل زادي واقتراب ذهابي
*
شعر في بغداد
أنشدني جرير قال: أنشدني أبو حسان الزيادي قال: أنشدني أبوك لنفسه:
* أعاينت في طول من الأرض أو عرض
* كبغداد دارا إنها جنة الأرض
*

299
* صفا العيش في بغداد واخضر عوده
* وعيش سواها غير صاف ولا غض
*
* تنام بها عين الغريب ولا أبت
* غريبا بأرض السلم يطمع في الغمض
*
* لقد منيت بالغض مني وبالقلي
* وما أصبحت أهلا لهجر ولا بغض
*
مرض ابن أبي دواد بالعالج
أخبرني جرير قال: سمعت أبي يقول قال المأمون لأبي: ما اسم أبيك؟ قال: قلت هو اسمه أبو دواد بن جرير شاعر خطيب كان أحمد ابن أبي دواد يستخلف ابنه أبا الوليد على القضاء. ثم فلج أحمد بن أبي دواد فمكث أبو الوليد على القضاء سنة سبع وثلاثين ومائتين فأشخص المتوكل إليه يحيى بن أكثم إلى سر من رأى وولاه قضاء القضاة وعزل أبا الوليد وأخذت أمواله وأموال أبي دواد.
نكبة ابن أبي دواد وتغير حاله
وكان الواثق فيما أخبرني الحرث بن أبي أسامة قبل ذاك تغير لابن أبي دواد وذلك في سنة ثلاثين ومائتين ووقف أصحابه للناس في المدن فصحح عليهم الناس الخيانة والفجور بكل بلد. وأطلق الواثق بعض من كان في السجون ممن حبس ابن أبي دواد ونادى مناد في أسواق بغداد في ستة أنفس من أصحابه أحدهم قرابة لابن أبي دواد من جاء بواحد منهم فله مائة ألف درهم وفي سنة سبع وثلاثين أخذ المتوكل كل أمواله. ورده وابنه إلى بغداد فدخل بغداد في شعبان ثم توفي بعد ذلك. شعر ليزيد المهلبي
أنشدني أبو خالد يزيد بن محمد المهلبي لنفسه تزود من معاشك للمعاد
* وتقوى الله فأعلم خير زاد
*

300
* ولا تجمع من الدنيا كثيرا
* فبعض الجمع أسرع للنفاذ
*
* وقل لمطالب الدنيا رويدا
* أما وعظتك في ابن أبي داود
*
* أقام يدير الآفاق حينا
* ويصطنع الصنائع في العباد
*
* فأصلح أمره عشرين عاما
* فكان صلاحه سبب الفساد
*
* فبدل من فوائده الرزايا
* وكان الأولياء هم الأعادي
*
* فحسبك من صروف الدهر دينا
* مواعظ لو توافق ذا فؤادي
*
وقد مدحت الشعراء ابن أبي داود وهجوه بشعر كثير جدا. فممن مدحه أبو تمام الطائي وعلي بن الجهم ثم هجاه علي بن الجهم. وكان محمد بن عبد الملك يعاديه. ويطعن في نسبه ويهجوه بشعر ينفيه من إياد.
شعر جيد يجيز عليه الواثق
وذكر إسحاق الموصلي قال: كنت يوما عند الواثق وهو بالنجف فدخل عليه أحمد بن أبي داود فقعدنا نتحدث ولم يكن خرج الواثق بعد فقال لي أحمد: أعجبني بيتان! قلت: أنشدني فما أعجبك ففيه السرور. فأنشدني:
* ولي نظرة لو كان بحبل ناظر
* بنظرته أنثى لقد حبلت مني
*
* فإن لدت ما بين تسعة شهر
* إلى نظرتي ابنا فإن ابنها ابني
* فقلت أجاد. ولكن أنشدك بيتين أرجو أن تستحسنهما وأنشدته:
* ولما رمت بالكرف غيري ظننتها
* كما آثرت بالطرف تؤثر بالقلب
*
* وإني بها في كل حال لواثق
* ولكن سوء الظن من شدة الحب
*
قال أحسنت والله وخرج الواثق فقال لنا: فيم أنتما؟ فحدثناه فأمر لكل واحد منا بجائزة وخلع.
ابن عائشة وأبو الوليد
أنشدني جرير بن أحمد بن أبي داود قال: كتب عبد الرحمن بن عبد الله

301
ابن عائشة إلى أبي الوليد أخي:
* أبا الوليد والكريم يسعف
* ويعتفي بصحبة ويلطف
*
* قد رهن السيف وبيع المصحف
* وغلق الرهن وقل المسلف
*
* إذكار حال لا السؤال الملحف
*
فأقرأه أبي فقال: ليس هذا إلحاف! هذا خمش الوجوه ليس هذا تعريض. وكان أبو الوليد نحيلا.
أخبرني أبو خالد المهلبي قال: حدثني المستعين قال: بلغني أن أبا الوليد ابن أبي داود شكا إلى خبازه نفاذ الخبز فقال له: إنما أخبز شيئا يسيرا لا يملأ التنور فأمر ببراشيخ يقطع نصف التنور.
ضيوف عند أبي الوليد
قال أبو خالد: وحدثني عباس بن جرير قال: حدثني أبو حسان الزيادي قال: كنا يوما ببغداد مع أبي الوليد بن أبي دواد وعلى المائدة أرغفة بعدد الرجال فدخل قوم فدعا لهم بخبز فأتى بأرغفة على عددهم ثم احتجنا إلى خبز فصاح يا غلمان هاتوا خبزا! فلم يأتوا بشيء ثم عاد فلم يأتوا بشيء ثم عاد فلم يأتوا بشيء فقلت أنا لأسهل: ويلكم إن لم يكن حواري فهاتوا من أخباز العيال فلم يأتوا بشيء فأكلنا ورفعت المائدة وقمنا فقلت للغلمان ويلكم يأمركم أبو الوليد تأنوا بخبر فلم تأتوا وقلنا هاتوا من خبز العيال فلم تأتوا فقالوا: ليس يعطينا العيال من خبزهم لأنهم قد أخذ منهم غير مرة فلم يرد عليهم.
أخبرني أحمد بن أبي زهير عن زبير قال بعث إلى المتوكل: بيعة ولاة

302
العهود قد كتبها أبو الوليد بن أبي داود فيها: هذا ما أشهد عليه عبد الله جعفر الإمام المتوكل في صحة من عقله وجواز من أمره فقلت له: من كتب هذا الكتاب؟ أمير المؤمنين يناظر فيمن يبايع له حتى يقول في صحة عقله وجواز أمره؟ لقد جاء مروان بن محمد من أرمينية إلى الشام لم يحفظ الناس بسيفه في بيت شعر قاله يزيد بن الوليد:
* فإن أقتل أنا وولي عهدي
* فمروان أمير المؤمنينا
*
ثم غضب المتوكل على يحيى بن أكثم ونفاه إلى مكة واستقضى جعفر ابن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ثم صرف وولي جعفر بن محمد بن عمار البرجمي.
ثم ولي محمد بن رزين البصري ثم الحسن بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب بن عبد الله بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. صرف الحسن بن محمد بن أبي الشوارب ثم ولى عبد الرحمن بن نايل بن نجيح.
ثم أعيد الحسن بن محمد بن أبي الشوارب ثم توفي فولى أخوه على ابن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وكان ممن ولي قضاء سر من رأى من هؤلاء ولم يرسم بقضاء القضاة محمد بن رزين وعبد الرحمن بن نايل فقط ثم اضطرب أمر علي بن محمد بن أبي الشوارب في قضاء قضاة عامة أيام المعتمد. إلى إن توفي إسماعيل بن
إسحاق فجئ به وقلد قضاء مدينة المنصور ثم توفي.
قضاة النواحي المتفرقة
حدثنا محمد بن عبد الملك بن زنجويه قال: حدثنا عبد الرزاق بن همام بن نافع قال: قلت لمعمر إن أبي أخبرني أن وهب بن منبه ولي القضاء في

303
زمن عمر بن عبد العزيز فلم يحمد نعمته. فتبسم ثم قال لي - قولا كأنه يرفع صوته - قد ولى الحسن القضاء في زمن عمر بن عبد العزيز فلم يحمد فهمه
عاصم بن سليمان الأحول ولي قضاء المدائن
أخبرنا أحمد بن منصور الرمادي قال حدثنا داود بن رشيد قال حدثني ابن بشير بن مجالد قال: رأيت عاصم الأحول على قضاء المدائن فخرج عليه بزكان له أسود وله شعره وقمطره في يده حتى جلس على بري وأعنز له ترعى بين يديه فإن جاء إنسان يخاصم إليه نظر في حاجته وإلا فهو مقبل على أعنزه.
ر شاهد يملك طنبورا
وقال الموصلي: كان عاصم الأحول حسن الخلق والمداراة فمر ذات يوم رجل من أبناء الدهاقين فعرض عليه الغداء فنزل فتغدى فلما أراد الخروج لمح في بيته طنبورا فمضت للفتى أيام ثم أتاه ليشهد بشهادة فقال جئت لأشهد قال: ما فعل طنبورك لأعلمن ما رأيتك ها هنا.
حماد بن دليل قاضي المدائن
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن عبد الله بن عبد الكريم الحواري قال: كان حماد بن دليل أبو زيد قاضي المدائن أيام هارون فكتب إليه: أن توصي بنقص أبي يعقوب بن حميد التاجر فامتنع ثم عوود فامتنع فآذوه ببعض اللفظ فترك القضاء وهرب إلى مكة وحج هارون ومعه يحيى بن خالد فبينما هو يطوف بالبيت إذ نظر إلى أبي زيد يطوف فأخذ بعضده وقال هربت من أمر لو شئنا أن نقتله لقتلناه.

304
يحيى بن يعمر - بخراسان
أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعد القطان قال: حدثنا عبد الصمد ابن عبد الوارث قال سمعت أبي يحدث قال: حدثني عمرو بن حكيم الواسطي قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال: اختصم إلى يحيى بن يعمر رجلان مسلم ويهودي فورث المسلم من الكافر فقيل له فقال: حدثنا أبو الأسود أن رجلا حدثه عن معاذ بن جبل أنه ورثه وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الإيمان يزيد ولا ينقص.
حدثنا عبد الرحمن بن محمد الحارثي قال: حدثنا معاذ بن هشام عن أبيه عن قتادة قال: قال كثير بن أبي كثير لسعيد بن المسيب إن يحيى بن يعمر يفتي بخراسان: أن الرجل إذا اشترى أضحيته ودخل العشر لم يأخذ من شعره ولا من أظفاره وقال سعيد بن المثيب: قد أحسن. كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون أو يقولون ذلك.
إجازة شهادة الواحد
حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال: حدثنا سليمان بن حرب وحدثني الصغاني قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا عبد المجيد بن وهب: أنه شهد يحيى بن يعمر بخراسان واختصم إليه رجلان في فرس فأجاز شهادة رجل واحد مع يمين الطالب.
كان يقضي حيثما كان
حدثنا عيسى بن محمد بن عيسى المروزي قال: حدثنا عمر بن محمد بن الحسين قال حدثنا أبي قال حدثنا عيسى بن موسى قال حدثنا عبد الله بن كيسان قال: رأيت يحيى بن يعمر يقضي بين الخصوم في مجلس قضائه وإذا قام عنه ماشيا وراكبا وفي منزله.
حدثنا عباس الدوري قال: حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا الفضل

305
فتوى في طلاق
ابن حبيب السراج قال حدثنا النضر بن إسحاق السلمي قال: كتب أبي إلى أمي بطلاقها ثم ندم فقال له يحيى بن يعمر الحقه فخذه.
حدثني عبد الله بن محمد بن حسن قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي روح رجل من الأزد يقال له عبد الرحمن قال: رأيت يحيى بن يعمر يقضي في المسجد.
ابن يعمر كان يقضي في السوق
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا زياد بن أيوب قال حدثنا أبو نميلة قال حدثنا البلخي بن إياس وسعيد بن أبي حكيم قالا: رأينا يحيى بن يعمر يقضي في السوق راكبا.
عبد الله بن بريدة بخراسان
حدثني محمد بن موسى القيسي قال: حدثنا محمد بن عاصم بن عمير بن عقبة قال: حدثني جدي عمير بن عقبة قال: رأيت عبد الله بن بريدة على حمار يطوف القرى يقضي بين الناس.
الحسين بن واقد قاضي مرو
حدثنا الرمادي قال: حدثنا أحمد بن سفويه قال حدثنا علي بن الحسن ابن شقيق قال: قلت لابن المبارك إن الحسين بن واقد إذا قام من مجلس القضاء دخل السوق فاشترى لحما لعياله وحمله بنفسه قال: فقال ابن المبارك ومن لنا بمثل الحسين.
وكان أبو عثمان عمرو بن سالم قاضي مرو
فتوى في صلاة الخوف
حدثنا حمزة بن العباس المروزي قال: أخبرنا عبدان قال أخبرنا أبو حمزة قال: سمعت إبراهيم الصائغ يحدث عن أبي عثمان قاضي أهل

306
مرو - قال: الصلاة في الخوف ركعة.
كان أبو عثمان يقضي على باب داره
حدثني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو نميلة يحيى بن واضح قال حدثنا أبي قال: رأيت أبا عثمان عمرو بن سالم يقضي على باب داره.
صفة نقش خاتم أبو عثمان
حدثني عيسى بن محمد بن عيسى المروزي قال: حدثنا عمر بن محمد بن الحسين قال حدثنا أبي قال حدثنا عيسى بن موسى قال حدثنا عيسى الأزرق عن عمرو بن سالم أبي عثمان الأنصاري أنه كان نقش خاتمه إن عمرو بن سالم يخاف إن عصى وبه عذاب يوم عظيم
جائزة العمال
أخبرنا الحارث بن محمد قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق قال حدثني مزاحم قاضي خراسان قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن جوائز العمال فقال لك المهنى ولهم المأثم.
قضاة واسط
رد شهادة رجل على إذنه ريحانة
قال الموصلي: كان محمد بن المستنير على قضاء واسط فتقدم إليه رجل بخصمه قال: ادع بيتك فقال تعالى يا أبا الدئب ويا أبا الزعفران ويا أبا صلابة ويا أبا الياسمين! قال انطلق - قبحك الله - ولم يسمع منه. وقال الموصلي ولي أبو السكينة زياد بن مالك السمراي قضاء واسط أيام الحجاج ويزيد ابن المهلب - وأمر العراق خمسين سنة فتقدم إليه رجل فقال: هات بينتك؟ فتقدم إليه رجل على أذنه ريحانه: قال: بم تشهد؟ قال بكذا وكذا قال فما على أذنك؟ قال: ريحانة فشمها وأعادها على أذنه قال: قم فلا شهادة لك.

307
أبو شيبة إبراهيم بن عثمان
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان قال: حدثني محمد بن يوسف بن مسلم ابن الهيثم قال حدثني مسعود قال كان أبو شيبة لحانا فقال يوما حدثنا أبي إسحاق عن هبيرة فقال له رجل: يا أبا شيبة لو كان لحنك من الذنوب كان من الكبائر.
كان أبو شيبة لحانا
قال: وأتى أبو شيبة رجل يستفتيه فقال بأي شيء يكفر الرجل يمينه؟ فقال بخبزا بدقيقا بسويقا فقال له الرجل: يا أبا شيبة ترك الكفارة أيسر من هذا اللحن.
تأديب رجل يوصي أحد أتباع القاضي
أخبرني إبراهيم عن سلمان بن أبي شيخ قال: حدثنا صالح بن سليمان قال: شهد عند أبي شيبة القاضي شهود علي سعيد بن حسين - مولى عبد القيس - فلقي سعيد بن حسين - ابن بيدا هرمز - وكان يسأل لأبي شيبة عن الشهود فقال: اتق الله وتثبت في المسألة عن الشهود الذين شهدوا علي فسكت عنه وأتى أبا شيبة فأخبره فلما جلس أبو شيبة أمر الذي يقوم على رأسه يدعو سعيد بن حسين فدعاه فقال له ما دعاك إلى من قد استقام لي منذ نيف وعشرين سنة: تفسده الآن علي قال إنما قلت له اتق الله وتثبت في الشهود الذين شهدوا علي. فقال أبو شيبة هكذا قال نصيب:
* وكنت إذا ما جئتها قلت يا اسلمي
* وما كان في قولي اسلمي ما يضيرها
* ثم حبسه ثلاثا أدبا له.
أخبرنا أبو الفضل البصري قال: حدثنا عبد الله بن معاذ قال حدثنا أبي

308
قال كتبت إلى شعبة اسأله عن أبي شيبة قاضي واسط فكتب إلى: لا تكتب عنه شيئا ومزق كتابي.
حدثني محمد بن موسى قال: حدثني سليمان بن أبي شيخ قال حدثنا صلة بن سليمان قال: سمعت شعبة يقول لمحمد بن أبي شيبة القاضي أبوك يحدث عن الحكم؟ قال نعم قال أنا رأيته عند الحكم وفي أذنه قرط وشنف وهو غلام فقلت: من هذا؟ قال ابن أخت.
السلامة في العبد عن الولاة
أخبرني محمد بن علي بن حمزة العلوي قال: حدثني عيسى بن إسماعيل عن العتبي عن أبيه قال قال موسى بن عيسى لأبي شيبة: مالك لا تعودني فيمن يعودني؟ قال:
أصلحك الله إني إن أتيتك فأدنيتني فتنتني وإن باعدتي أحزنتني وليس عندي ما أخافك عليه ولا عندك ما أرجوه منك فلأي شيء آتيك.
أخبرني محمد بن موسى عن ابن أبي شيخ عن أبيه أبي شيخ قال استكتب أبو شيبة يزيد بن هارون حين ولى قضاء واسط فلما خرج المبيضة خرج بزيد معهم ولزم أبو شيبة منزله فلما سكن الأمر ظهر أبو شيبة فكلم في يزيد فقال لا تكتب لي وقد تبيضت فاستكتب محررا
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة قال: أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال كان لواسط رجل يكنى أبا الليث تحول إلى البصرة بعد وما كان فيمن رفع على أبي شيبة القاضي فدخلوا على المهدي فتكلم أبو الليث في أبي شيبة فكان فيما قال: يغدو إلى نزهته ويبيع اللبن برغوته وتفوته الركعة فلا يقضيها وكان لأبي شيبة بقرات تحلب ويباع لبنها وكان عمر القصير يرد علي بن الليث وكان معهم أبو معمر رجل من أهل الشام

309
انتقل إلى البصرة فقال فيه عمر القصير: يا أمير المؤمنين إن هذا يسكر وذكر كلاما ضحك منه المهدي وكان الذي يسعى على أبي شيبة: علي بن عاصم وكان أبو شيبة قبل ذلك وفد على المهدي ومعه جماعة فيهم محمد بن يزيد الواسطي وغيره فزاده المهدي في أرزاقه وأجازه فذكر الذين معه فقال المهدي له: سمهم فأبى فصاروا له عداء وذموه فلما كان بعد ذلك من أمر صالح بن داود أخي يعقوب بن داود ما كان بواسط لقيه علي بن عاصم ومعه جماعة فيهم محمد بن يزيد قدمه علي بن عاصم قال هؤلاء يجزونك عنه فقال أفيكم هشيم قالوا لا قال له علي بن عاصم هؤلاء فوق هشيم فكتب قولهم ودفع ذلك فوجه المهدي رجلان يسألان عنه فكتب حسن بن علي بن عاصم إلى أبيه يخبره بأنه قد فارقهما على لقائه والقول عنه؛ فجعل علي بن عاصم يرسل إليهما من يذمه فانصرف بذلك فكتب في أشخاصه وشخص معه قوم يمدحونه وقوم يذمونه فعزله المهدي وقال لا نستبعد هذا الشيخ فولاه قضاء القضاة.
وكانت أرزاق أبو شيبة في كل شهر مائة وخمسين درهما ثلاثين لكتابه وأعوانه ثم ولاه المهدي فصارت ثلاثمائة ثم صارت بعد ذلك أربعمائة وثمانين حتى ولى سيف بن جابر.
أبو شيبة وابن أبي ليلى وابن شبرمة
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة عن أبن أبي شيخ قال: حدثنا أبو سفيان الحميري عن أبيه قال كتب معي أبو شيبة كتابا إلى ابن أبي ليلى وكتابا إلى ابن شبرمة فلقيت ابن أبي ليلى على باب عيسى بن موسى فدفعت إليه الكتاب فلم يقبله فقلت ليس هو في الحكم إنما هو وصلك به قال لا أقبله إلا في مجلس الحكم وأتيت ابن شبرمة فرأيت رجلا عربيا

310
سألني عنك وعن الناس قال: قال فما صنعت بكتاب ابن أبي ليلى قال اعترضت به الزاب فرميت به فيه
تأتي المنية عند عند السرور بالدنيا
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا سليمان قال حدثني أبي قال قال أبو شيبة أسر ما كان بالدنيا طرق ليلا وجد علة فأصبح ميتا.
خصمان عند ابن أبي ليلى
أخبرني محمد بن موسى عن سليمان بن أبي شيخ قال: حدثنا أبو سفيان الحميري: قال: قدم رجل بكتاب ابن أبي ليلى على أبي شيبة قصة على الحجاج بن دينار فقال له الحجاج بن دينار ما أعرف هذا الرجل فأجلني فأجله ومضى من يومه إلى الكوفة وجاء إلى الشاهد فدعاه إلى ابن أبي ليلى فقدمه فأدى عليه حقا فقال الشاهد ما أعرف هذا الرجل؟ فقال له الحجاج: أثبت إقراره أنه لا يعرفني أنا الحجاج بن دينار الذي قضيت علي بشهادتك فقال الشاهد إنما أشهدني رجل قال الحجاج بن دينار فأما هذا فما أشهد عليه بشيء فأخذ كتاب ابن أبي ليلى إلى أبي شيبة بإبطال ذلك وفسخه.
إنكار أبي شيبة على أصحاب حماد
حدثني محمد بن موسى قال حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال حدثني أبي أبو شيخ عن أبي شيبة القاضي قال قيل له إن شريكا ولى قضاء الكوفة. قال: الحمد لله الذي لم يجعله من أصحاب حماد إنه لو قد أتاكم من أصحاب حماد رأيتم ما تنكرون.
حدثني أحمد بن علي قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال: حدثنا معاوية بن ميسرة قال رأيت أبا شيبة يكتب عند الحكم بن عيينة الحديث في القراطيس.

311
الهيثم كان أو وال لبني العباس
أخبرنا أحمد بن زهير قال: أخبرنا سليمان بن أبي شيخ قال: روى هشام عن عمر بن موسى بن وجيه وكان واسطيا ينزل دار الرصاص وهو من حمير ولى قضاء واسط في أول زمن بني العباس ولاه الهيثم بن زياد الخزاعي والهيثم أول من ولي لبني العباس في أيام أبي العباس ثم وجه عيسى بن موسى من الكوفة أيام أي جعفر أبا شيبة إبراهيم بن عثمان على القضاء فأقام بها ثمانية وعشرين سنة ثم عزله المهدي ثم ولى بعده سلمة بن صالح وهو سلمة الأحمر.
حديث عن أم المؤمنين عائشة
قال أبو بكر وكيع: وسلمة بن صالح ضعيف الحديث جدا. حدثنا عنه إبراهيم بن محمر قال حدثنا سلمة بن صالح الأحمر قال: حدثنا أبو إسحاق عن الأسود وحماد عن إبراهيم عن الأسود عن عائشة قالت: إن كنت لأدخل مع النبي عليه السلام في شعاره وأنا حائض ما على إلا إزار ولكن النبي عليه السلام كان أملككم لأربه.
قال ابن أبي شيخ: وكان سلمة يزعم أنه مولى فولى القضاء عشر سنين ثم شخص في أمره إلى بغداد أيام هارون خالد بن عبد الله الطحان وهشيم ومحمد بن يزيد ويزيد بن هارون وأبان الطحان حتى أشخص وجمع بينهم وعزل.
ثم ولى بعده أسد بن عمرو البجلي أربع سنين ثم خرج إلى الكوفة عن غير عزل. ثم ولى بعده علي بن حرملة التيمي تيم الرباب قال القاضي وقد تقدم ذكر هذين في قضاة بغداد.
قال ابن أبي شيخ: ثم ولى بعده سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري سماه أبو البختري ثم ولى بعده عبد العزيز بن أبان القرشي من ولد سعيد ابن العاص.

312
حدثني ابن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: عبد العزيز ابن أبان وضع أحاديث عن سفيان الثوري لم تكن.
قال ابن أبي شيخ ثم ولى بعده أبو الموفق سيف بن جابر الجهني ولاه طاهر فلما كان أيام أبي السرايا أخرج إلى بغداد. ثم ولى الحسن أبن سهل القاسم بن سويد من أصحاب أبي يوسف ثم عزل ورد المأمون سيف بن جابر.
ثم ولى أبو تمام إسرائيل النهري؛ فأقام سنة ثم خرج إلى البصرة فاستعفى.
قال وكيع: وهو إسرائيل بن محمد قاضي الرحاب كذا حدثني العباس ابن محمد بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه.
قال ابن أبي شيخ: ثم ولى بعده جعفر بن محمد بن عمار البرجمي فولى سبع عشر سنة ثم عزل.
ضعف القاضي ضعف المسلمين
أخبرني إبراهيم بن أبي عثمان عن سليمان بن أبي شيخ قال: جاء رجل إلى أبي الموفق سيف بن جابر فأغلظ له فحبسه فكلمته فيه وقلت إن هذا الرجل إنما حبسته لنفسك فإن رأيت أن تخرجه فقال: لنفسي لا والله ولو شتمني فأنا على غير القضاء ما قلت له شيئا ولكني حبسته للمسلمين لأن القاضي إذا وهن وهنت أحكامه فكان ذلك راجعا على المسلمين.
قال: وكان أبو الموفق يكره القضاء ويقول: لولاية مسلحة خير منه. فقلت له: إنك إن نويت أن تدفع عن القضاء من لا يستخلفه رجوت أن تكون مصيبا مأجورا. قال: ما أعلمك إلا أن قد سهلت على

313
قال سليمان: كان أبو الموفق على القضاء بواسط فقال: لا يقربني أحد إلا يوم الجمعة فقال لي عبد العزيز الكوفي: أنا لا أشهد عنده إلا يدخلني في غير الجمعة فقلت ذاك لأبي الموفق فقال: صدق هو لا يشهد عندي ولكن يراه الناس داخلا إلي وخارجا من عندي فيهدون إليه والله لأمنعن منه الأطباق.
ابن حنبل يثب على محدث كذاب
حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: سمعت يحيى بن معين يقول: كنا عند عبد العزيز بن أبان فحدثنا عن فطر بحديث ابن عباس قال السابع من بني العباس يلبس الخضرة ويعدل ويفعل - فعدد أشياء من أمر المأمون فوثب عليه أحمد بن حنبل فأخذ الصحيفة من يده وإذا في أعلاها كتاب عتيق أصفر وفي أسفلها كتاب أصفر عتيق بينهما فصل هذا الحديث في ذلك الفصل بكتاب طري فخرج إلى الكوفة ثم كتب إلينا: لو تركتموني لحدثتكم بأحاديث فقلت حسبنا هذا.
حدثني محمد بن موسى قال: حدثنا سليمان بن أبي شيخ قال: رأيت جبلة بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص عند وكيع - وهو يأكل رطب دقل - فقال لي وكيع: هذا ابن عم قاضيكم يعني عبد العزيز ابن أبان وكان يومئذ على قضاء واسط.
أخبرني أحمد بن أبي خيثمة عن سليمان بن أبي شيخ قال: ثم ولى بعد جعفر بن محمد بن عمار عثمان بن سعيد بن سلمة بن عثمان بن مقسم البرني أقام بها ثلاث سنين قال القاضي: وهو أبو أحمد بن عثمان البرني ولي أحمد قضاء الري وقزوين وزنجان وأبهر. ثم ولي حلوان وماسندان ثم ولي الأنبار ثم ولي أصبهان. قال ابن أبي شيخ: ثم ولي بعد عثمان البرني أحمد بن محمد بن عيسى السري في سنة ثمان وثلاثين ومائتين. قال

314
سلمان: أخذت أول هذا مما لم أدرك عن أبي سفيان الحميري وأصحابنا.
قال وكيع ثم ولي بعد السري: البزيعي. ثم ولي موسى بن إسحاق بن موسى بن عبد الله بن يزيد الخطمي ثم محمد بن محمد الجدوعي. ثم موسى بن إسحاق ثانية ثم عبد الرحمن بن محمد بن برزخ. ثم موسى ابن إسحاق ثالثة.
ثم دخل الزنج واسط ثم أعيدت واسط فوليها عبد الله بن أحمد الطيالسي. ثم محمد بن أحمد المقدمي ثم محمد بن حماد. ثم يوسف ابن يعقوب.
ثم صرف يوسف فوليها أحمد بن عمر بن شريح. ثم الأحوص بن المفضل. ثم محمد بن عبد الله بن أبي الشوارب ثم محمد بن أحمد التركماني ثم إبراهيم بن جعفر بن إبراهيم بن جعفر بن جابر. ثم أبو عمر محمد بن يوسف استخلف عليها عبيد الله بن صالح بن أحمد؟
ابن العداء الكندي
قاضي عزل لأخذه خلة
حدثني محمد بن موسى قال حدثنا ابن أبي شيخ قال: حدثني أبو سفيان الحميري قال: ولي القضاء بواسط لابن هبيرة ابن العداء الكندي فتقدم رجل إلى ابن هبيرة فقال أصلح الله الأمير إن قاضيك هذا يرتشي قال أرتشي منك؟ قال: نعم. فدعا ابن هبيرة بحلة فقال أرشه هذه حتى أنظر يقبلها ففعل وراح ابن العداء على ابن هبيرة فيها فعزله.
هاشم بن بلال الحبشي
حدثنا أبو بكر بن زنجويه قال: حدثنا أبو مسهر قال: حدثنا سهل بن هاشم بن بلال وكان أبوه ولي قضاء واسط أيام بني أمية.

315
العدوي
يعمل يقول عمر في شاهد الزور
أخبرني إبراهيم بن علي العدوي قال: حدثنا عبد الغفار بن عبد الله وقال حدثنا علي بن مسهر قال قال لي المهدي حين ولاني: ما تقول في شاهد الزور؟ قلت: يا أمير المؤمنين فيها أقاويل قول شريح يوتي به حيه فيقال لهم إن هذا شهد بالزور فاعرفوه وغير ذلك. وأما عمر بن الخطاب فإنه كان يقول يضرب أربعين ويحلق رأسه ويسود وجهه ويطاف به ويطال حبسه. قال: خذ بقول عمر. أما علمت أن الله وضع الحق على لسان عمر.
أشياء من أخبار القضاة
نوادر
غدرة قاض
أخبرنا القاسم بن محمد بن الحرث المروزي سنة ثلاث وخمسين ومائتين قال: حدثني محمد بن يحيى الصائغ عن علي بن حجر قال: كان على أهل الري قاض - يكنى أبا حرزة - فاختصم إليه قوم في عقد من لؤلؤ وجوهر فوضع بين يدي القاضي وهم يختصمون فأخذ القاضي خرزة منها فوضعها في فيه ثم استرطها - وأعرابي ينظر - ففطن له فقال:
* دعوت رب شعيب أن ينجيني
* من كورة يبعر الياقوت قاضيها
*
* إن الذي كان أوعاها فأخرجها
* دلت على غدرات كان يخفيها
*
عبد الملك وقاض
حدثني أحمد بن موسى بن الحسن بن الفرات الكاتب أبو العباس قال حدثنا عمر بن شيبة في إسناد لم يحفظه قال: بلغ عبد الملك بن مروان أن قاضيا له ارتشا فكتب إليه:
* إذا رشوة حلت ببيت تولجت
* لتدخل فيه والأمانة فيه
*

316
((سعت هربا منها وولت كأنها
* تولي حليم عن جواب سفيه
*
حدثني أبو مالك الأيادي قال: بلغني أن عبد الله بن خالد قاضي أصفهان كان قد جعل في خاتمه طينا من بان أو مسك فكان إذا أتته المرأة تستند به ختم لها خاتمه يريد أن تجد رائحته.
شهادة مخنث وعطسه إلسان
قال: وقضى عبد الله بن خالد بشهادة مخنث وعطسة اختصم إليه قوم في شيء فأقاموا شهادة مخنث فقال: ما أرى هذا يكذب وعطس إنسان في المجلس فقال: وهذا شاهد آخر فقضى به.
زوج وزوجه أمام قاضي
أخبرنا أحمد بن سليمان الراوية قال حدثنا أحمد بن حاتم أبو نضر عن الأصمعي قال: قدم إلى قاض من القضاة امرأة قبيحة الوجه حسنة المنتقبة وزوجها معها فلما رآها القاضي في نقابها حلت بعينه فالتفت إلى زوجها فقال: يتزوج أحدكم المرأة لا يحسن عشرتها ففطن الزوج فضرب يده إلى نقابها فسفرها فقال القاضي: شكوى مظلوم ووجه ظالم خذ بيدها.
وقال ابن أخي الأصمعي عن عمه قال: زعم خلف الحمر أنه سأل قاضي ميدان أتضرب أحدا؟ قال من استضعفته ضربته.
توقيع للمأمون
وحدثني طلحة بن عبد الله الطلحي قال: حدثني أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل قال: رفع إلى المأمون أن قاضي جبل يقص رؤوس الخصوم. فوقع في رقعتهم مزين إن شاء الله.
يثني على نفسه
حدثني أحمد بن أبي خيثمة: أن عبد الرحمن أخا علي بن مسهر هو الذي قال لهارون يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل أثنى على نفسه.
إبراهيم الحربي عن محمد بن منصور قاضي الأهواز قال: كلم

317
أبو يوسف وعبد الرحمن ابن مسهر
أبو يوسف في عبد الرحمن بن مسهر فكتب عهده ثم تخوف أن يوليه لأنه لم يكن يراه يخوض في الفقه فتركه شهرا ثم ذكروا يوما عند أبي يوسف خطأ القضاة. فقال عبد الرحمن بن مسهر أنا أعجب من قاضي يخطئ فقال أبو يوسف: وكيف إذا ولى الرجل القضاء فأتاه الخصمان في أمر مثل الشمس أمضاه فإذا أشكل عليه ردهما إلى المجلس الآخر وفي الناس مثلك وأشباهك فتوجه وتشاور وتبحث فمن المحال أن يعيي عليه الحق. قال: فقال له أبو يوسف فأين كنت عن هذا منذ شهر خذ عهدك من الطبق واعمل على هذا.
دعوة مستجابة
قال أبو إبراهيم الزهري: حدثنا الحروري قال: حدثنا أبو حفص قال أخبرني سعيد بن بشير قال: كنت عند الزبير بن عدي وكان قاضيا على فارس فقال اللهم أسمعنا رعدة نحمدك عليها قال سعيد فما يرحنا حتى جاء الرعد وجاء والمطر
خصم استزاد القاضي من الحلف
وعن سعيد بن بشير قال: قال لي الزبير بن عدي: ألا أعجبك اختصم إلى رجلان قضيت على أحدهما باليمين فحلف فما فرغ قال: أزيدك قلت ما شئت فحلف ثلاثا فعاش ثلاثة أيام ثم مات عاش لكل يمين يوما.
لا يفضي في الدماء
وقال الموصلي: قدم رجل رجلا إلى أبي ضمضم القاضي؛ فادعى أنه ذبح شاة له فقال أبو ضمضم: قوما. فإن الأمير أمرنا ألا تقضي في الدماء.
حدثني أبو بكر بن أبي الدنيا قال: سمعت علي بن الجعد يقول: ولي أبو يوسف العلاء بن هارون أخا يزيد بن هارون يكنى بأبي يعلى قضاء الأنبار فاستعفى ورجع بالقمطر ومضى إلى فلسطين. قال القاضي:

318
وهذا الرجل حدث عنه جماعة منهم ضمرة بن ربيعة.
حدثنا علي بن سعيد بن قتيبة: قال حدثنا ضمرة بن ربيعة عن العلاء ابن هارون عن ابن عون عن حفصة بنت سيرين عن أم رابح بنت صليح عن سلمان بن عامر الضبي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صدقتك على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم اثنتان لأنها صدقة وصلة. وحدث عنه علي بن الجعد أيضا بحديث ابن عون عن ابن سيرين حديث جعدة السلمي مع عمر قال أبو بكر وكيع: أظن أن ابن أبي الدنيا حدثنيه عن علي.
غرائب
حدثنا أحمد بن محمد بن معدان قال: أظن عقيل بن يحيى الطهراني حدثنا قال حدثنا الحسين بن حفص قال حدثنا أبو هانىء القاضي واسمه إسماعيل بن خليفة قال حدثنا سفيان الثوري عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قال: قال النبي صلى الله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن بالله.
حدثني أحمد بن محمد بن معدان قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود قال حدثنا إبراهيم بن أيوب عن ابن هانىء واسمه إسماعيل بن خليفة عن سفيان عن عمر بن يعلى أبو مرة عن أبيه عن جده قال: أتينا النبي عليه السلام وفي يدي خاتم من ذهب فقال أتؤدي زكاته؟ قلت وفيه زكاة؟ قال النبي عليه السلام جمرة عظيمة.
قضاة الأهواز
أخبرني عبدان بن موسى الأهوازي في كتابه: أنه سمع زيد بن الجريش

319
يقول سمعت أبا همام يقول ولى أشعث بن سوار قضاء الأهواز فصلى بهم الجمعة فقرأ والنجم فلم يسجد فيها ولم يسجد من خلفه.
قال عبدان وجد في ديوان القضاء بسوق الأهواز كتاب فيه: هذا ما قضى به سالم بن أبي سالم سنة مائة أو إحدى ومائة وهذا في أيام عمر ابن عبد العزيز.
وولى هدبة بن المنهال بن عمرو الأسدي قضاء الأهواز. ثم ولى عمرو ابن الوليد الأعصف قضاء الأهواز ولاه محمد بن سليمان بن علي.
وولى بعده رجل يقال له ابن مسلح. وولى طاهر بن الحسين عمرو بن النضر البزار سنة ست وتسعين ومائة. ثم عزله المأمون وولى رجلا يقال له علي بن روح. وولى إسرائيل بن محمد أبو تمام وولى يحيى بن عبد الرحمن الأرحبي الذي تحدث عنه أبو كريب ومحمد بن عمر ابن هياج.
وولى محمد بن حماد الخراساني ولي بضع عشرة سنة ومات فولى الحسين بن النضر الأهوازي سنة عشرين ومائتين ثم ولى عبد الصمد بن رزق الله. ثم عزل وولى علي بن الحسن الأشعر في آخر خلافة الواثق.
ثم ولى محمد بن منصور ثم عزل وولى الكليبي ثم رد محمد بن منصور إلى سنة أربعين. ثم أشخص إلى سر من رأى ثم أعيد. ثم ولى محمد بن عبد الرحمن العنبري ابن أخي سوار. ثم ولى أبو سهل الرازي ثم عزل.
وولى محمد بن إبراهيم بن أبي سويد ثم عزل: وولى محمد بن زياد الثقفي ثم ولى عبد الرحيم بن عبد الله العنبري ثم عزل. وولى موسى بن

320
إسحاق الأنصاري ثم عزل وولى أحمد بن يحيى بن أبي يوسف ثم عزل ورد موسى بن إسحاق ثم عزل.
وولى علي بن مسلمة الزعفراني ثم مات. فولى علي بن محمد بن بشار الحباني نصف العمل والنصف بدر بن الهيثم الكوفي. ثم ولى أحمد بن محمد النخعي. ثم موسى بن إسحاق ثم أحمد بن عمر بن شريح ثم الأحوص بن المفضل ثم محمد بن عبد الله بن أبي الشوارب واستخلف محمد بن الضحاك ابن أبي عاصم وغيره.
ثم محمد بن أحمد بن بكير النصف ومحمد بن عيسى بن إبراهيم الضرير النصف. ثم جمع العمل لمحمد بن خلف وكيع واستخلف جماعة ويقال إن عمرو بن صالح الزهري كان على سرف يروي عن أشعث بن سوار وعبد الملك بن أبي سليمان وغيرهما. وولى موسى بن داود الضبي تستر وولي الصلت بن مسعود الجحدري تستر.
وذكر أن رجلا يكنى بأبي قحطويه ولي جند يسابور وكان جاهلا له نوادر. أخبرني عبدان في كتابه قال أخبرني الخليل بن يعمر الجند يسابوري وغيره من مشايخهم أنه رفع إليه امرأة ورجل ادعت المرأة الدخول وأنكر الزوج فدعا بورقة سلق فوضعها على يده فقال أنا ضارب فإن انشقت الورقة فقد دخل بها. ولما دخل جند يسابور جلس في أسفل أكمة يبول حتى نزل البول على رجليه. وسكر فعزل. ثم ولى اثنية فجمعهم فقال هذا عهدي وهو أني لحق كذا كذا (كلمة سفه)
قال أبو يوسف ولاه. وولى بعده ابن أبي الورقاء جند يسابور والسوس وولى نهر تيري أحمد بن أوفى.
يروى عنه عن شعبة وعن سفيان بن أبي الورقاء جند يسابور والسوس

321
أخبرني عبدان في كتابه قال: أخبرني سهل بن شيبان والنضر بن يزيد أنهما حضراه وتقدم إليه رجلان فادعي أحدهما مالا على الآخر فأنكره المدعي عليه فسأل المدعي يمينه فأحلفه فلما قال له: قل والله ابتدأ فقال: والله ثم قال وأزيدك أيها القاضي الطالب الغالب فخر ميتا وحمل.
تم كتاب أخبار القضاة والحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله سيدنا محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين. ووافق الفراغ منه يوم الأربعاء سابع وعشرون صفر سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
قضاة النواحي المتفرقة
عامر بن سليمان الأحول: قضاء المدائن حماد بن دليل: المدائن يحيى بن يعمر: خراسان عبد الله بن بريدة: خراسان الحسن بن واقد: مرو عمرو بن سالم: مرو محمد بن المبشر: واسط أبو السكينة وفاء ابن وهب: واسط أبو شيبة إبراهيم بن عثمان: واسط سلمة بن صالح: واسط أسد بن عمر البجلي: واسط علي بن حرملة التيمي سعد بن إبراهيم بن سعد الزهري عبد العزيز بن إبان القرشي أبو التوفيق سيف بن جابر الجهني أبو همام إسرائيل جعفر بن محمد بن عمار عمر بن سعيد أحمد بن محمد بن عيسى الوريقي موسى بن إسحاق بن موسى محمد بن محمد الجدوعي موسى بن إسحاق (ثانية) عبد الرحمن ابن محمد بن روح موسى بن إسحاق (ثالثة) عبد الله بن أحمد الطنافسي

322
محمد بن أحمد المقدسي محمد بن حماد يوسف بن يعقوب أحمد بن عمر بن شريح الأحوص بن المفضل - محمد بن عبد الله بن أبي الشوارب محمد بن أحمد البرداني - إبراهيم بن جعفر - أبو عمر محمد بن يوسف ابن العدا الكندي - هاشم بن بلال الحبشي - العدوي
الأهواز
أشعث بن سوار - عمرو بن الوليد - أبو مصلح - عمر بن النضر - علي بن روح - إسرائيل بن محمد - يحيى بن عبد الرحمن - محمد بن عمر بن هياج - محمد بن حماد الخراساني - الحسن بن النضر الأهوازي - عبد الصمد ابن رزق الله - علي بن الحسين الأشقر - محمد بن منصور - الكليبي - محمد بن منصور - محمد بن عبد الرحمن العمري - أبو سهل الرازي - محمد بن إبراهيم - محمد بن زياد الثقفي - عبد الرحمن بن عبد الله العنبري موسى بن إسحاق - أحمد بن يحيى بن أبي يوسف - موسى بن إسحاق - علي بن سلمة الزعفراني - علي بن محمد بن بشار - أحمد بن يحيى بن أبي يوسف أحمد بن محمد النخعي - محمد بن الضحاك - محمد بن خلف وكيع - عمر بن صالح - موسى بن داود الضبي - الصلت بن مسعود: تستر - ابن مخطوبة: جند يسابور - ابن أبي الورقاء: السوس - أحمد بن أبي أوفى: نهر تيري.
قضاة الشرقية
عمر بن حبيب العدوي - نوح بن دراج - حفص بن غياث - أسد بن عمر البجلي - علي بن ظبيان العبسي - علي بن حرملة التيمي - عمر بن حبيب (ثانية) محمد بن أبي رجاء - عكرمة بن طارق السرخسي - إسماعيل بن حماد

323
عبد الرحمن بن إسحاق - عبد الله بن محمد بن أبي زيد - حسان بن بشر الأسدي - محمد بن عبد الله بن المؤذن - أبو حسان الرمادي - أبو هشام الرفاعي - أحمد بن محمد البرني - إسماعيل بن إسحاق - أبو خازم - أبو عمر محمد بن يوسف - عبد الله بن علي بن محمد بن أبي الشوارب - أبو عمر (ثانية))
أخبار قضاة القضاة بسر من رأى وبغداد
أبو يوسف - علي بن ظبيان - علي بن حرملة - يحيى بن أكثم - أحمد ابن أبي داود - أبو الوليد بن أحمد بن أبي داود - جعفر بن عبد الواحد - جعفر بن محمد بن عمار - محمد بن رزين البصري - الحسين بن محمد بن عبد الملك - ابن أبي الشوارب - عبد الرحمن بن وائل - الحسن بن محمد بن أبي الشوارب أيضا - محمد بن هاشم - محمد بن إسماعيل - أبو زرعة بن عثمان - أبو حفص عمر الحلبي - أحمد بن العباس - أبو زرعة (ثانية))
ما حفظناه من أخبار القضاة
من نواحي الشام وفلسطين وأفريقية والحرم وما يلي ذلك متفرقا إذ لم يقع إلينا أمرهم على التأليف
عمران بن سليم - النضر بن شفى - سليمان بن حبيب المحاربي - أبو حبيب الحارث بن محمد يزيد بن خليفة اليحصبي.
فلسطين
عبد الله بن موهب - جواس بن صلاح - ابن أنعم الأفريقي: قاضي أفريقية - الوليد بن سلمة قاضي الأردن - معاوية بن صالح.

324
الأندلس
عمرو بن شراحيل - محمد بن خازم المعافري - ابن أبي عمرة: قاضي حران.
الموصل
عبد الرحمن الخولاني - علي بن مسهر - علي بن الفضيل - أبو حيوة قاضي الصخور الجزرية - عمرو بن صدقة: قاضي أنطاكية.
ذكر قضاة مصر منذ افتتحت
قيس بن أبي العاص السهمي - كعب بن يسار بن ضبة العبسي - سليم ابن عمر النخعي - عابس بن سعيد المرادي - بشير بن النضر البرني - عبد الرحمن بن حجرة الخولاني - يونس بن عطية - أوس بن أخي يونس بن عطية - عبد الرحمن بن معاوية بن خديج - عمران بن عبد الرحمن ابن شرحبيل - عبد الأعلى بن خالد بن ثابت الفهمي - عبد الله بن عبد الرحمن بن حجرة - عياض بن عبد الله الأزدي - الخيار بن خالد المدلجي - عبد الله بن عبد الرحمن ثانية - عياض بن عبد الله ثانية - يحيى بن ميمون الحضرمي - يزيد بن عبد الله بن خداش - الحضرمي - جبر بن نعيم الحضرمي - عبد الرحمن بن سالم - جبر بن نعيم ثانية - ابن لهيعة إسماعيل بن اليسع الكوفي - عون بن سليمان ثانية - المفضل بن فضالة - محمد بن مروان الكندي - عبد الرحمن بن عبد الله بن المجبر - هاشم بن أبي بكر البكري - إبراهيم بن أبي النضر - لهيعة بن عيسى الحضرمي - إبراهيم بن إسحاق القاري - إبراهيم بن الجراح - عيسى بن المنكدر بن

325
محمد بن المنكدر - سرور بن عبد الله الزهري - ابن أبي الليث - الحارث بن مسكين - عبد الرحمن بن إبراهيم بن رحيم - أبو بكرة - محمد بن عقدة أبو زرعة الدمشقي - علي بن الحسين بن حرب.
قضاة بغداد
يحيى بن سعيد الأنصاري - الحسين بن عمارة - محمد بن عبد الله ابن علاثة الكلابي - أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم: الجانب الغربي - سعيد ابن عبد الرحمن الجمحي: الجانب الشرقي - الحسن بن الحسن بن زرعة عبد الملك بن محمد بن أبي بكر بن عمرو بن جرير - عون بن عبد الله المسعودي - محمد بن عبد الله الأنصاري - إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة أبو البختري وهب بن وهب الأنصاري - سعد بن إبراهيم - قتيبة بن أبي زياد الخراساني - محمد بن عمر الواقدي - أبو عمر محمد بن عيد - يحيى بن أكثم - أبو يحيى الزهري - أبو الوليد - شعيب بن سهل الرازي - بشير بن الوليد الكندي عبيد الله بن أحمد بن غالب عبد السلام بن أحمد بن غالب - سوار بن عبد الله بن سوار العنبري - إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد القاسم بن منصور - أحمد بن محمد بن عيسى البرني - إسماعيل بن إسحاق ثانية.
أخبار قضاة الجانب الغربي من مدينة السلام
قضاة مدينة المنصور
الحسن بن عمارة - محمد بن عبد الله بن علاثة - عبيد الله - يوسف بن أبي يوسف - محمد بن سماعة - إبراهيم بن أبي عمر - عبد الرحمن بن إسحاق

326
/ 1