تاريخ الإسلام (جزء 18) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاريخ الإسلام (جزء 18) - نسخه متنی

محمد بن احمد ذهبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: تاريخ الإسلام
المؤلف: الذهبي
الجزء: 18
الوفاة: 748
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1407 - 1987م
المطبعة: لبنان/ بيروت - دار الكتاب العربي
الناشر: دار الكتاب العربي
ردمك:
ملاحظات:
5 (بسم الله الرحمن الرحيم))
5 (الطبقة الخامسة والعشرون))
((الأحداث من سنة إلى))
4 (أحداث سنة إحدى وأربعين وما ئتين))
فيها توفي: الإمام أحمد بن حنبل، وجبارة بن المغلس، والحسن بن حماد سجادة، وأبو توبة الربيع بن نافع الحلبي، وعبد الله بن منير المروزي، وأبو قدامة عبيد الله بن سعيد السرخسي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، وأبو مروان محمد بن عثمان العثماني، ومحمد بن عيسى التيمي المقرئ، وهدبة بن عبد الوهاب المروزي، ويعقوب بن حميد بن كاسب.
4 (وثوب أهل حمص على واليهم))
وفيها وثب أهل حمص بواليهم محمد بن عبدويه، وأعانهم النصارى، فقاتلهم، وأنجده صالح أمير دمشق.
4 (تناثر الكواكب))
وفي جمادى الآخرة ماجت النجوم في السماء، وتناثرت الكواكب كالجراد

5
أكثر الليل وكان أمر مزعجا لم يعهد مثله.
4 (غارة الروم على عين زربة))
وفيها أغارت الروم على من بعين زربة.
4 (غارة البجاة في مصر))
وأغارت البجاة على ناحية من مصر، فسار إليهم القمي، وتبعه خلق من المطوعة من الصعيد، فكان في عشرين ألفا بين فارس وراجل. وحمل إليه في بحر القلزم عدة مراكب، فيها أقوات، ولججوا بها في البحر حتى يلاقوا بها ساحل البجاة. وحشد له ملك البجاة عساكر يقاتلون على الإبل بالحراب، فتناوشوا أياما من غير مصاف، وقصد البجاة ذلك ليفنى زاد المسلمين. ثم التقوا، فحملوا على البجاة، فنفرت إبلهم من الأجراس، ونفرت في الجبال، والأودية، ومزقت جمعهم. فأسر وقتل خلق منهم، وساق وراءهم، فهرب الملك وأخذ تاجه وخزائنه.
ثم أرسل الملك يطلب الأمان وهو يؤدي الخراج. وسار معهم إلى باب المتوكل في سبعين من خواصه، واستناب ولده، وكان يعبد الأصنام.

6
4 (أحداث سنة اثنتين وأربعين ومائتين))
فيها توفي: أبو مصعب الزهري، والحسن بن علي الحلواني، وابن ذكوان المقرئ، وزكريا بن يحيى كاتب العمري،)
ومحمد بن أسلم الطوسي، ومحمد بن رمح التجيبي، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ويحيى بن أكثم.
4 (خبر زلازل عدة))
ويقال: فيها كانت زلزلة عظيمة بقومس وأعمالها، هلك منها خلق تحت الهدم، قيل: بلغت عدتهم خمسة وأربعين ألفا.
وكان معظم ذلك بالدامغان، حتى قيل: سقط نصفها.

7
وزلزلت الري، وجرجان، ونيسابور، وطبرستان.
ورجمت قرية السويدا بناحية مضر، ووقع منها حجر على خيمة أعراب.
ووزن حجر منها، فكان عشرة أرطال.
4 (مسير جبل باليمن))
وسار جبل باليمن عليه مزارع لأهله حتى أتى مزارع آخرين.
4 (صياح الطائر بحلب))
ووقع بحلب على دلبة طائر أبيض دون الرخمة في رمضان، فصاح: يا معاشر الناس، اتقوا الله الله الله، فصاح أربعين صوتا، ثم طار.
وجاء من الغد، ففعل كذلك. وكتب البريد بذلك وأشهد خمسمائة إنسان سمعوه.
4 (خرج الروم إلى آمد والجزيرة))
وفيها حشدت الروم، وخرجوا من ناحية شمشاط إلى آمد والجزيرة، فقتلوا

8
وسبوا نحو عشرة آلاف، ورجعوا.
4 (الحج هذا الموسم))
وحج بالناس والي مكة عبد الصمد بن موسى بن محمد الهاشمي.
وحج من البصرة إبراهيم بن مطهر الكاتب على عجلة تجرها الإبل، وتعجب الناس من ذلك.

9
4 (أحداث سنة ثلاث وأربعين ومائتين))
توفي فيها: أحمد بن سعيد الرباطي، وأحمد بن عيسى المصري، وإبراهيم بن العباس الصولي،)
والحارث المحاسبي، وحرملة، ومحمد بن يحيى العدني، وهارون الحمال.
((عزم المتوكل السكنى بدمشق))
وفي آخرها قدم المتوكل إلى دمشق، فأعجبته، وبنى له القصر بداريا، وعزم على سكناها، فعمل يزيد بن محمد المهلبي:
* أظن الشام تشمت بالعراق
* إذا عزم الإمام على انطلاق
*
* فإن تدع العراق وساكنيه
* فقد تبلى المليحة بالطلاق
* فبدا له ورجع بعد شهرين أو ثلاثة، في سنة أربع.

10
4 (الحج هذا الموسم))
وحج بالناس عبد الصمد بن موسى، وسار بالموكب من العراق جعفر بن دينار. والله أعلم.

11
4 (أحداث سنة أربع وأربعين ومائتين))
فيها توفي: أحمد بن منيع، وإبراهيم بن عبد الله الهروي، وإسحاق بن موسى الخطمي، والحسن بن شجاع البلخي الحافظ، وأبو عمار الحسين بن حريث، وحميد بن مسعدة، وعبد الحميد بن بيان الواسطي، وعلي بن حجر، وعقبة بن عبد الله المروزي، ومحمد بن أبان المستملي، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ويعقوب بن السكيت.))
4 (فتح حصن للروم))
وفيها افتتح بغا حصنا من الروم يقال له صملة.

12
4 (نفي طبيب المتوكل))
وفيها سخط المتوكل على طبيبه بختيشوع، ونفاه إلى البحرين.
4 (اتفاق الأعياد))
وفيها اتفق عيد الأضحى، وفطير اليهود، وعيد الشعانين للنصارى في يوم واحد.

13
4 (أحداث سنة خمس وأربعين ومائتين))
فيها توفي: أحمد بن عبدة الضبي، وإسحاق بن إسرائيل، وإسماعيل بن موسى السدي، وذو النون المصري، وسوار بن عبد الله العنبري، وعبد الله بن عمران العابدي، ودحيم، وأبو تراب النخشبي، ومحمد بن رافع، وهشام بن عمار.
4 (عموم الزلازل في البلاد))
ويقال: فيها عمت الزلازل الدنيا، فأخربت القلاع والمدن والقناطر، وهلك خلق بالعراق والمغرب. وسقطت من أنطاكية نيف وتسعون برجا. وتقطع جبلها الأقرع وسقط في البحر. وسمع من السماء أصوات هائلة، وهلك أكثر أهل اللاذقية تحت الردم. وذهبت جبلة بأهلها، وهدمت بالس وغيرها. وامتدت إلى خراسان، ومات خلائق منها.
وأمر المتوكل بثلاثة آلاف ألف درهم للذين أصيبوا بمنازلهم.

14
وزلزلت مصر. وسمع أهل بلبيس من ناحية مصر ضجة هائلة، فمات خلق من أهل بلبيس.
وغارت عيون مكة.
4 (بناء الماحوزة))
)
وفيها أمر المتوكل ببناء الماحوزة، وسماها الجعفري. وأقطع الأمراء بناها، وأنفق بعد ذلك عليها أكثر من ألفي ألف دينار. وبنى قصرا سماه اللؤلؤة، لم ير مثله في علوه وارتفاعه. وحفر للماحوزة نهرا كان يعمل فيه اثنا عشر ألف رجل، فقتل المتوكل وهم يعملون فيه، فبطل عمله، وخربت الماحوزة، ونقض القصر.
4 (غارة الروم على سميساط))
وفيها أغارت الروم على سميساط فقتلوا خمسمائة، وسبوا، فغزا علي بن يحيى، فلم يظفر بهم.

15
4 (أحداث سنة ست وأربعين ومائتين))
فيها توفي: أحمد بن إبراهيم الدورقي، وأحمد بن أبي الحواري، وأبو عمرو الدوري المقرئ، ودعبل الشاعر، ولوين، ومحمد بن مصفى، والمسيب بن واضح.
4 (غزو المسلمين الروم))
وفيها غزا المسلمون الروم، فسبوا، واستنقذوا خلائق من الأسرى.
4 (تحول المتوكل إلى الماحوزة))
ويوم عاشوراء تحول المتوكل إلى الماحوزة مدينته التي أمر ببنائها، وفرق في الصناع والعمال عليها مبلغا عظيما.

16
4 (المطر ببلخ))
وفيها مطرت بناحية بلخ مطرا دما عبيطا.
4 (الحج هذا الموسم))
وحج بالركب العراقي محمد بن عبد الله بن طاهر، فولي أعمال الموسم، وأخذ معه ثلاثمائة ألف دينار لأهل مكة، ومائة ألف لأهل المدينة، ومائة ألف لإجراء الماء من عرفات إلى مكة.

17
4 (أحداث سنة سبع وأربعين ومائتين))
فيها توفي: إبراهيم بن سعد الجوهري، وأبو عثمان المازني،)
والمتوكل على الله، وسلمة بن شبيب، وسفيان بن وكيع، والفتح بن خاقان الوزير.
((بيعة المنتصر بالله))
وفي رابع شوال بويع بالخلافة بعد قتل المتوكل ابنه المنتصر بالله محمد.
فولى المظالم أبا عمرة أحمد بن سعيد مولى بني هاشم.

18
4 (أحداث سنة ثمان وأربعين ومائتين))
فيها توفي: أحمد بن صالح المصري، والحسين الكرابيسي، وطاهر بن عبد الله الأمير، وعبد الجبار بن العلاء، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وعيسى بن حماد زغبة، والقاسم بن عثمان الجوعي، ومحمد بن حميد الرازي، والمنتصر بالله محمد، ومحمد بن زنبور المكي، وأبو كريب محمد بن العلاء، ومحمد بن موسى الحرشي، وأبو هشام الرفاعي.
4 (وقوع الوحشة بين وصيف التركي والوزير))
وفيها وقع بين الوزير أحمد بن الخصيب وبين وصيف التركي وحشة، فأشار الوزير على المنتصر أن يبعد عنه وصيفا، وخوفه منه. فأرسل إليه: إن طاغية الروم أقبل يريد الإسلام، فسر إليه. فآعتذر، فأحضره وقال: إما أن تخرج أنت أو أخرج.)
فقال: لا، بل أخرج أنا.

19
فانتخب المنتصر معه عشرة آلاف، وأنفق فيهم الأموال، وساروا. ثم بعث المنتصر إلى وصيف يأمره بالمقام بالثغر أربع سنين.
((خلع المعتز والمؤيد من المعهد))
وفي صفر خلع المعتز والمؤيد أنفسهما من المعهد مكرهين.
لما استقامت الأمور للمنتصر ألح عليه أحمد بن الخصيب، ووصيف، وبغا في خلعهما خوفا من موته قبل المعتز، فيهلكهم المعتز. وكان المنتصر مكرما للمعتز والمؤيد إلى أربعين يوما من خلافته، ثم جعلهما في حجرة، فقال المعتز لأخيه: أحضرنا يا شقي هنا للخلع.
قال: ما أظنه يفعل.
فجاءتهم الرسل بالخلع، فأجاب المؤيد، وامتنع المعتز وقال: إن كنتم تريدون قتلي فافعلوا.
فمضوا وعادوا فحبسوه في بيت، وأغلظوا له، ثم دخل عليه أخوه المؤيد وقال: يا جاهل قد رأيت ما جرى على أبينا، وأنت أقرب إلى القتل، إخلع، ويلك، فإن كان في علم الله أنك تلي لتلين.
فخلع نفسه، وكتبا على أنفسهما أنهما عاجزان، وقصدنا أن لا يأثم المتوكل بسببنا، إذ لم نكن له موضعا. واعترافا بذلك في مجلس العامة بحضرة جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، ووصيف، وبغا، ومحمد بن عبد الله بن طاهر، وبغا الصغير، وأعيان بني عمهما.
فقال لهما المنتصر: أترياني خلعتكما طمعا في أن أعيش بعدكما حتى يكبر ولدي عبد الوهاب وأبايع له والله ما طمعت في ذلك. ووالله لأن يلي بنو أبي أحب إلي بنو عمي، ولكن هؤلاء وأومأ إلى الأمراء ألحوا علي في خلعكما، فخفت عليكما من القتل إن لم أفعل، فما كنت أصنع

20
أقتلهم؟ فوالله ما تفي دماؤهم كلهم بدم بعضكما.
فأكبا عليه فقبلا يده وضمهما إليه وانصرفا.
4 (مقتل محمد الخارجي))
وفيها حكم محمد بن عمر الخارجي بناحية الموصل ومال إليه خلق.
وسار لحربه إسحاق بن ثابت الفرغاني، فالتقوا، فقتل جماعة من الفريقين، ثم أسر محمد وجماعة، فقتلوا وصلبوا إلى جانب خشبة بابك.
4 (استيلاء الصفار على خراسان))
وفيها قويت شوكة يعقوب بن الليث الصفار، واستولى على معظم إقليم خراسان وسار من سجستان ونزل هراة،)
وفرق في هذه الأموال.
((مقتل المنتصر بالله))
وفيها قتل المنتصر بالله بالذبحة، وهي الخوانيق، وقيل: إنه سم.

21
((بيعة المستعين بالله))
وبويع بعده المستعين بالله أبو العباس أحمد بن المعتصم. وأمه أم ولد، اسمها مخارق.
وكان مليحا أبيض، بوجهه أثر جدري، وكان ألثغ.
ولما هلك المنتصر اجتمع القواد وتشاوروا، وذلك برأي ابن الخصيب، فقال لهم أوتامش: متى وليتم أحدا من ولد المتوكل لا يبقي منا باقية.
فقالوا: ما لها إلا أحمد بن المعتصم ولد أستاذنا.
فقال محمد بن موسى المنجم سرا: أتولون رجلا عنده أنه أحق بالخلافة من المتوكل وأنتم دفعتموه عنها ولكن اصطنعوا إنسانا يعرف ذلك لكم.
فلم يقبلوا منه، وبايعوا أحمد المستعين وله ثمان وعشرون سنة.
فاستكتب أحمد بن الخصيب، واستوزر أوتامش. فبينا هو قد دخل دار العامة في دست الخلافة، إذا جماعة من الشاكرية والغوغاء وبعض الجند، وهم نحو ألف، قد شهروا السلاح وصاحوا: المعتز يا منصور.
4 (فتنة الغوغاء))
ونشبت الحرب بين الفريقين، وقتل جماعة. فخرج المستعين عن دار العامة وأتى إلى القصر الهاروني، فبات به.
ودخل الغوغاء دار العامة، فنهبوا خزائن السلاح، ونهبوا دورا عديدة. وكثرت الأسلحة واللامة عليهم، فأجلاهم بغا الصغير عن دار العامة، وكثرت القتلى بينهم. فوضع المستعين العطاء

22
فسكنوا. وبعث بكتاب البيعة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر إلى بغداد، فبايع الناس. وأعطى المستعين أحمد بن الخصيب أموالا عظيمة.
4 (نفي ابن الخصيب إلى أقريطش))
ثم في هذه السنة، في رجب أو قبله، نفاه إلى أقريطش، ونهب أمواله بعد المحبة الزائدة.
وذلك بتدبير أوتامش، وحطه عليه عند المستعين.
4 (تولية ابن طاهر العراق))
وفيها عقد المستعين لمحمد بن عبد الله بن طاهر على العراق والحرمين والشرطة.
4 (وفاة طاهر بن عبد الله))
)
وتوفي أخوه طاهر بن عبد الله بخراسان، فعقد المستعين لابنه محمد بن طاهر على خراسان.

23
4 (موت بغا الكبير))
ومات بغا الكبير في جمادى الآخرة، فعقد المستعين لابنه موسى بن بغا على أعمال أبيه.
4 (حبس المعتز والمؤيد))
وفيها حبس المستعين المعتز والمؤيد، وضيق عليهما، واشترى أكثر أملاكهما كرها. وجعل لهما في السنة نحو ثلاثة وعشرين ألف دينار.
4 (الفتنة بين أهل حمص وعاملهم))
وفيها أخرج أهل حمص عاملهم، فراسلهم وخدعهم حتى دخلها، فقتل منهم طائفة، وحمل من أعيانهم مائة إلى العراق، وهدم سور حمص.
4 (العقد لأوتامش على مصر والمغرب))
وفيها عقد المستعين لأوتامش على مصر والمغرب مع الوزارة، ففرق في الجند ألفي ألف دينار.
4 (غزوة الصائفة))
وفيها غزا وصيف الصائفة.

24
4 (نفي ابن خاقان))
وفيها نفى المستعين عبيد الله بن يحيى بن خاقان إلى برقة، والله أعلم.

25
4 (أحداث سنة تسع وأربعين ومائتين))
فيها توفي: عبد بن حميد، وأبو حفص الفلاس.
4 (شغب الجند ببغداد))
وفي صفر، شغب الجند ببغداد عند مقتل عمر بن عبيد الله الأقطع، وعلي بن يحيى الأرمني أمير الغزاة ببلاد الروم مجاهدين، وعند استيلاء الترك على بغداد، وقتلهم المتوكل وغيره، وتمكنهم من الخلفاء وأذيتهم للناس. ففتح الجند والشاكرية السجون، وأحرقوا الجسر، وانتهبوا الدواوين، ثم خرج نحو ذلك بسر من رأى. فركب بغا وأوتامش، وقتلوا من العامة جماعة. فحمل عليهم العامة، ففتكت من الأتراك جماعة. وشج وصيف بحجر، فأمر بإحراق الأسواق.
4 (مقتل أوتامش))
)
وفي ربيع الآخر قتل أوتامش وكاتبه شجاع، فاستوزر المستعين أبا

26
صالح عبد الله بن محمد بن يزداد.
4 (عزل جعفر بن عبد الواحد عن القضاء))
وفيها عزل عن القضاء جعفر بن عبد الواحد وولاه جعفر بن محمد بن عمار البرجمي الكوفي.
4 (خبر الزلزلة في الري))
وجاءت زلزلة هلك فيها خلق تحت الهدم في الري.

27
4 (أحداث سنة خمسين ومائتين))
فيها توفي: أبو الطاهر أحمد بن السرح، وأبو الحسين البزي مقريء مكة، والحارث بن مسكين، وأبو حاتم السجستاني، وعباد بن يعقوب الرواجني شيعي، وعمرو بن عثمان الحمصي، والجاحظ، وكثير بن عبيد الحمصي، ونصر بن علي الجهمضي.
4 (مقتل يحيى بن عمر في المصاف بالكوفة))
وفيها ظهر يحيى بن عمر بن يحيى بن حسين بن زيد بن علي بن الحسين بالكوفة. وقتل في المصاف بينه وبين جيش محمد بن عبد الله بن طاهر بناحية الكوفة، ومحمود بن خالد، وهشام بن خالد الأزرق.

28
4 (استيلاء الحسن بن زيد على آمل))
ثم في رمضان، خرج الحسن بن زيد بن محمد الحسني بطبرستان واستولى على آمل، وجبى الخراج، وامتد سلطانه إلى الري، وهمذان، والتجأ إليه كل من يريد الفتنة والنهب. وانهزم عسكر ابن طاهر بين يديه مرتين. فبعث المستعين جيشا إلى همدان.
4 (العقد للعباس على العراق))
وفيها عقد المستعين لابنه العباس على العراق والحرمين.
4 (نفي جعفر بن عبد الواحد))
)
وفيها نفي جعفر بن عبد الواحد إلى البصرة لأنه عزل عن القضاء، وبعث إلى الشاكرية، فأفسدهم.
4 (وثوب أهل حمص بعاملهم))
وفيها وثب أهل حمص بعاملها الفضل بن قارن، فقتلوه في رجب، فسار إليهم موسى بن بغا، فالتقوا عند الرستن، فهزمهم، وافتتح حمص، وقتل فيها مقتلة عظيمة. وأحرق فيها وأسر من رؤوسها.

29
((تراجم رجال هذه الطبقة))
4 (حرف الألف))
أحمد بن إبراهيم بن كثير م. د. ت. ق. أبو عبد الله العبدي النكري البغدادي الدورقي. أخو يعقوب الدورقي، وهي نسبة إلى عمل القلانس الدورقية. وكان أبوه
صالحا ناسكا. فقيل إنه كان من تنسك في ذلك الزمان سمي دورقيا.

31
وقيل: كانوا يلبسون القلانس الطويلة الدورقية.
سمع: هشيما، وجريد بن عبد الحميد، وحفص بن غياث، ويزيد بن زريع، وإسماعيل بن علية، وطائفة.
وعنه: م. د. ت. ق.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن منصور الرمادي، والهيثم بن خلف الدوري، ومحمد بن محمد بن بدر الباهلي، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن عساكر: توفي لسبع بقين من شعبان سنة ست وأربعين.
قلت: كمل ثمانين سنة، وقد جمع وصنف، وكان حافظا فهما. أحمد بن أبان القرشي.
سمع: الدراوردي.
وعنه: أبو بكر البزار في مسنده. أحمد بن إبراهيم بن مهران.
أبو الفضل البوشنجي.
عن: سفيان بن عيينة، وأنس بن عياض.

32
وعنه: الحسين المحاملي، ومحمد بن مخلد.
ولعله بقي إلى بعد الخمسين. أحمد بن إدريس.)
أبو حميد الجلاب.
بغدادي، روى عن: هشيم.
وعنه: الحسين المحاملي، وغيره. أحمد بن إسحاق بن الحصين خ أبو إسحاق السلمي البخاري المعروف بالسرماري، وسرماريا من قرى بخارى.
سمع: يعلى بن عبيد، وعثمان بن عمر بن فارس، وطبقتهما.
وعنه: خ.، وإسحاق ابنه، وإدريس بن عبدك، وطائفة.
وكان ثقة زاهدا مجاهدا فارسا مشهورا، يضرب بشجاعته المثل.
قال إبراهيم بن عفان البزاز: كنا عند أبي عبد الله البخاري، فجرى ذكر أبي إسحاق السرماري فقال: ما نعلم في الإسلام مثله.
فخرجت من عنده، فإذا أجد رئيس المطوعة، فأخبرته، فغضب ودخل على البخاري فسأله، فقال: ما كذا قلت. ولكن ما بلغنا أنه كان في الإسلام ولا في الجاهلية مثله.

33
رواها إسحاق بن أحمد بن خلف، عن إبراهيم هذا.
وقال أبو صفوان إسحاق: دخلت على أبي يوما، وهو في البستان يأكل وحده، فرأيت في مائدته عصفورا يأكل معه، فلما رآني العصفور طار.
وعن أحمد بن إسحاق السرماري قال: ينبغي لقائد الغزاة عشر خصال: أن يكون في قلب الأسد لا يجبن، وفي كبر النمر لا يتواضع، وفي شجاعة الدب يقتل بجوارحه كلها، وفي حملة الخنزير لا يولي دبره، وفي إغارة الذئب إذا آيس من وجه أغار من وجه وفي حمل السلاح كالنملة تحمل أكثر من وزنها، وفي الثبات كالصخر، وفي الصبر كالحمار، وفي وقاحة الكلب لو دخل صيده النار لدخل خلفه، وفي التماس الفرصة كالديك.
أخبرني أبو علي بن الخلال، أنا جعفر الهمداني، أنا أبو طاهر السلفي، أنا المبارك بن الطيوري، وأبو علي البرداني قالا: أنا هناد النسفي، أنا محمد بن أحمد غنجار: سمعت أبا بكر محمد بن خالد المطوعي: سمعت أبا الحسن محمد بن إدريس المطوعي البخاري: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: كنت أكاتب أحمد بن إسحاق السرماري، فكتب إلي: إذا أردت الخروج إلى بلاد الغزية في شراء الأسرى فاكتب إلي. فكتبت إليه فقدم إلى سمرقند فخرجنا.
فلما علم جبغويه استقبلنا في عدة من جيوشه، فأقمنا عنده، إلى أن فرغنا من شراء الأسرى. فركب يوما وعرض جيشه فجاء رجل فعظمه وبجله وخلع عليه، فسألني السرماري عن الرجل، فقلت: هذا رجل مبارز يعد بألف فارس،)
لا يولي من ألف.
فقال: أنا أبارزه.
فلم التفت إلى قوله، فسمع جبغويه ذلك، فقال لي: ما يقول هذا قلت: يقول كذا وكذا.
فقال: لعل هذا الرجل سكران لا يشعر، ولكن غدا نركب.
فلما كان الغد ركب، وركب هذا المبارز، وركب أحمد السرماري ومعه عامود في كمه، فقام بإزائه، فدنا منه المبارز، فهزم أحمد نفسه منه حتى باعده من الجيش، ثم ضربه بالعامود قتله، وتبع إبراهيم بن شماس لأنه كان سبقه

34
بالخروج إلى بلاد المسلمين فلحقه. وعلم جبغويه فبعث في طلبه خمسين فارسا من خيار جيشه، فلحقوا أحمد. فوقف تحت تل مختفيا حتى مروا كلهم، ثم خرج،
فجعل يضرب بالعامود واحدا بعد واحد، ولا يشعر من كان بالمقدمة حتى قتل تسعة وأربعين نفسا، وأخذ واحدا منهم فقطع أنفه وأذنيه وأطلقه.
فذهب إلى جبغويه فأخبره، فلما كان بعد عامين وتوفي أحمد ذهب إبراهيم بن شماس في الفداء، فقال له جبغويه: من كان ذاك الذي قتل فرساننا قال: ذاك أحمد السرماري.
قال: لم تحمله معك قلت: إنه توفي.
فصك وجهه وصك في وجهي وقال: لو أعلمتني أنه هو لكنت أصرفه من عندي مع خمسمائة برذون وعشرة آلاف غنم.
وبه إلى غنجار: ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ: سمعت بكر بن منير يقول: رأيت أحمد السرماري، وكان ضخما، أبيض الرأس واللحية.
ومات بقريته سرماري، فبلغ كراء الدابة من المدينة إليها عشرة دراهم.
وخلف ديونا كثيرة، فكان غرماؤه ربما يشترون من ماله حزمة القصب من خمسين درهما إلى مائة درهم حبا له.
فما رجعوا حتى قضوا ديونه.
وبه: سمعت أبا نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي: سمعت أبا موسى عمران بن محمد المطوعي: سمعت أبي يقول: كان عامود السرماري ثمانية عشر منا. فلما شاخ جعله اثني عشر منا. وكان يقاتل بالعامود.
وبه: سمعت محمد بن خالد، وأحمد بن محمد قالا: سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير: سمعت عبيد بن واصل: سمعت السرماري يقول، وأخرج سيفه فقال: اعلم يقينا أني قتلت به ألفي تركي، وإن عشت قتلت به ألفا أخرى. ولولا)
أني أخاف أن تكون بدعة لأمرت أن يدفن معي.
ذكر محمود بن سهل الكاتب، وذكر السرماري، فقال: كانوا في بعض الحروب وقد حاصروا مكانا ورئيس العدو قاعد على صفة، فأخرج السرماري

35
سهما فغرزه في الصفة فأوما الرئيس لينتزعه، فرماه بسهم آخر خاط يده، فتطاول الكافر لينزع ما في يده، فرماه بسهم في نحره قتله، وانهزم العدو، وكان الفتح.
توفي سنة اثنين وأربعين. أحمد بن إسحاق الأهوازي البزاز د. ن. عن: أبي أحمد الزبيدي، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وعنه: د. ن.، وعبدان، ومحمد بن جرير الطبري، وجماعة.
وقال النسائي: صالح.
توفي سنة خمسين. أحمد بن أسد بن سامان.
الأمير أبو إسماعيل والد الملوك السامانية أمراء ما وراء النهر.
وهو أخو الأمير نوح بن أسد الدين. افتتح اسبيجاب، إحدى مدائن الترك، في أيام المعتصم.
توفي أحمد بفرغانة سنة خمسين. أحمد بن بجير.
أبو عبد الله البزاز.
شيخ عراقي.

36
روى عن: إسماعيل بن علية، ومعاذ بن معاذ، وإسحاق الأزرق.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا. أحمد بن بكار بن أبي ميمونة ن أبو عبد الرحمن الحراني، مولى بني أمية.
سمع: محمد بن سلمة، وأبا معاوية الضرير.
وعنه: ن. وقال: لا بأس به، وأبو عروبة، ومحمد بن الباغندي.
مات في صفر سنة أربع وأربعين بحران. أحمد بن ثابت ق.)
أبو بكر الجحدري البصري.
عن: سفيان بن عيينة، وغندر، وعبد الوهاب الثقفي، ووكيع، ويحيى القطان، وخلق.
وعنه: ق.، وابن أبي داود، وأبو عروبة الحراني، وعمر بن بجير، وأبو بكر بن خزيمة، وآخرون.
عاش إلى سنة خمسين. أحمد بن ثابت.

37
أبو يحيى الرازي الحافظ فرخويه.
سمع: عبد الرزاق، وعفان، وأقرانهما.
وعنه: محمد بن أيوب الرازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني.
وكان غير ثقة. أحمد بن الحسن بن جنيدب خ. ت. أبو الحسن الترمذي الحافظ.
سمع: أبا النضر، ويعلى بن عبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، وسعيد بن أبي مريم، وأبا صالح كاتب الليث، وخلقا كثيرا بالعراق، ومصر، وخراسان.
وعنه: خ. ت.، وأبو بكر بن محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأهل خراسان.
وسألوه عن العلل والجرح والتعديل والفقه. وكان من تلامذة أحمد بن حنبل.
روى عنه خ. حديثا عن أحمد بن حنبل في المغازي.
وقدم نيسابور سنة إحدى وأربعين. ولا تاريخ لموته. أحمد بن الحسن بن خراش م. ت.

38
أبو جعفر البغدادي.
عن: عبد الرحمن بن مهدي، وشبابة، ووهب بن جرير.
وعنه: م. ت.، ومحمد بن هارون المجدر، وأبو العباس السراج، وآخرون.
توفي سنة اثنين وأربعين. أحمد بن الحسن الكندي البغدادي.
حدث بالري عن أبي عبيدة اللغوي، وحجاج بن نصير.
وعنه: الفضل بن شاذان المقرئ، والحسن بن الليث الرازيان.)
ذكره ابن أبي حاتم. أحمد بن حميد.
أبو زرعة الجرجاني الصيدلاني الحافظ نزيل مكة.
صحب يحيى القطان. وكان عارفا بالعلل.
روى عنه: موسى بن هارون. أحمد بن حميد.

39
أبو طالب الفقيه صاحب أحمد بن حنبل.
فقير صالح، خير، عالم، له مسائل.
روى عنه: أبو محمد فوزان، وزكريا بن يحيى.
توفي سنة أربع وأربعين. أحمد بن خالد ت. ن. أبو جعفر البغدادي الخلال.
قاضي الثغر.
سمع: ابن عيينة، وإسحاق الأزرق.
وعنه: ت. ن.، وجعفر الفريابي، وأحمد الأبار، وجماعة.
قال أبو حاتم: ثقة خير.
وتوفي سنة ست وأربعين أو سنة سبع. أحمد بن الخصيب الجرجرائي الكاتب.

40
كاتب المنتصر قبل الخلافة. فلما استخلف وزر له، فظهر منه جهل وحمق وتيه.
قال له المنتصر يوما: أريد أن أقطع السيدة، يعني أمه، ضياع شجاع والدة المتوكل.
قال: وما قلت للفاجرة فقال المنتصر: قتلني الله إن لم أقتلك.
وكان سئ الخلق متكبرا، استغاث به مظلوم يوما، فأخرج رجله من الركاب ورفسه على فؤاده، فسقط ميتا. فعز ذلك على المنتصر، وأراد قتله، فمات قبل أن يتفرغ له.
وقيل: إنه رفعت له قصص بني هاشم، فكتب عليها: هشم الله وجوههم.)
وكتب على قصة للأنصار: لا نصرهم الله.
ولما ولي المستعين هم به، فأرضاه بالأموال، فيقال إنه أعطى المستعين ألف ألف درهم وغضب عليه، ونفاه إلى جزيرة أقريطش. أحمد بن الخليل ن.

41
أبو علي البغدادي البزاز، نزيل نيسابور.
عن: علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وحجاج بن محمد الأعور، وأبي النضر، وطبقتهم.
وعنه: ن. وقال: ثقة، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وآخرون.
مات لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثمان وأربعين. أحمد بن سعيد بن إبراهيم الحافظ خ. م. د. ت. ن. أبو عبد الله الرباطي الأشقر. نزيل نيسابور.
سمع: وكيعا، وعبد الرزاق، وإسحاق بن منصور السلولي، ووهب بن جرير، وسعيد بن عامر، وطائفة.
وعنه: الجماعة سوى ق.، وإبراهيم بن أبي طالب، والحسبن بن محمد القباني، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، وعدة.
وعنه قال: جئت إلى أحمد بن حنبل، فجعل لا يرفع رأسه إلي، فقلت: يا أبا عبد الله إنه يكتب الحديث عني بخراسان، فإن عاملتني بهذا رموا بحديثي.

42
فقال أحمد: هل بد أن يقال يوم القيامة: أين عبد الله بن طاهر وأتباعه فانظر أين تكون منه.
قلت: إنما ولاني أمر الرباط، فلذلك دخلت معه.
فجعل يكرر قوله علي.
توفي سنة ثلاث وأربعين، وقيل: سنة خمس وأربعين.
وكان يحفظ ويفهم. أحمد بن سعيد بن يعقوب الكندي الحمصي.
أبو العباس.
عن: بقية، وعثمان بن سعيد بن كثير.
وعنه: ن. وقال لا بأس به، وسعيد بن عمرو البرذعي.
وأجاز لابن أبي حاتم.) أحمد بن صاعد الصوري الزاهد.
له مواعظ وكلام نافع.
حكى عنه: أحمد بن أبي الحواري، وسعد بن محمد البيروتي، ومحمد بن الحسن الجوهري، وآخرون.
ذكره ابن أبي حاتم.

43
أحمد بن صالح خ. د. أبو جعفر الطبري. أبوه المصري الحافظ أحد أركان العلم والحفظ.
قال أبو سعيد بن يونس: كان أبوه جنديا من جنود طبرستان، فرلد له أحمد بمصر سنة سبعين ومائة.
قلت: سمع: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وحرمي بن عمارة، وعنبسة بن سعيد، وابن أبي فديك، وعبد الرزاق، وعبد الله بن نافع، وطائفة.
وعنه: خ. د.، ثم خ. عن رجل عنه، وعمرو الناقد، والذهلي، ومحمد بن عبد الله بن نمير، ومحمود بن غيلان، وأبو زرعة الدمشقي، وصالح جزرة، وأبو إسماعيل الترمذي، وخلق كثير آخرهم أبو بكر بن أبي داود.

44
وقدم بغداد سنة اثنتي عشرة ومائتين، فسمع من عفان، وجالس أحمد بن حنبل وناظره.
قال أبو زرعة: سألني أحمد بن حنبل: من بمصر قلت له: أحمد بن صالح.
فسر بذكره ودعا له.
وقال صالح بن محمد: قال أحمد بن صالح: كان عند ابن وهب مائة ألف حديث، كتبت عنه خمسين ألف حديث.
قال صالح: لم يكن بمصر أحد يحسن الحديث غير أحمد بن صالح.
وكان رجلا جامعا، يعرف الفقه والحديث والنحو، ويتكلم في حديث الثوري وشعبة وأهل العراق يعني يذاكر به.
قال: وكان يذاكر بحديث الزهري ويحفظه.
وقال علي بن الحسين بن الجنيد: سمعت ابن نمير يقول: ثنا أحمد بن صالح، وإذا جاوزت الفرات فليس أحد مثله.
وسئل عنه أبو حاتم فقال: ثقة كتبت عنه بمصر، ودمشق، وأنطاكية.
وقال البخاري: هو ثقة صدوق، ما رأيت أحدا يتكلم فيه بحجة.
وقال يعقوب الفسوي: كتبت عن ألف شيخ وكسر، حجتي فيما بيني وبين الله رجلان: أحمد بن حنبل، وأحمد بن صالح.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: أحمد بن صالح ثقة، صاحب سنة.)

45
وقال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: كتب أحمد بن صالح المصري عن سلامة بن روح، وكان لا يحدث عنه. وكتب عن ابن زبالة خمسين ألف حديث، وكان لا يحدث عنه.
وقال ابن وارة الحافظ: أحمد بن حنبل ببغداد، وأحمد بن صالح بمصر، والنفيلي بحران، وابن نمير بالكوفة هؤلاء أركان الدين.
وقال البغوي: سمعت أبا بكر زنجويه يقول: قدمت مصر فأتيت أحمد بن صالح، فسألني: من أين أنت قلت: من بغداد.
قال: تكتب لي موضع منزلك، فإني أريد أن أوافي العراق، حتى تجمع بيني وبين أحمد بن حنبل.
قال: فقدم، فذهب به إلى أحمد، فقام إليه ورحب به وقربه وقال: بلغني أنك جمعت حديث الزهري، فتعال نذكر ما روى عن الصحابة.
فتذاكرا، ولم يغرب أحدهما على الآخر. ثم تذاكرا ما روي عن أنباء الصحابة، إلى أن قال أحمد بن حنبل: عندك عن الزهري، عن محمد بن جبير، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يسرني أن لي حمر النعم وأني لم أشهد حلف المطيبين. فقال أحمد بن صالح: أنت الأستاذ وتذكر مثل هذا فجعل أحمد يبتسم ويقول: رواه عنه رجل مقبول، أو صالح، عبد الرحمن بن إسحاق. فقال: من رواه عنه.
قال: ثناه رجلان ثقتان: ابن علية، وبشر بن المفضل.
فقال: سألتك بالله إلا ما أمليته علي.
فقال: من الكتاب.

46
ثم قام وأخرج الكتاب وأملاه. فقال أحمد بن صالح: لو لم أستفد من العراق إلا هذا الحديث كان كثيرا.
ثم ودعه وخرج.
وقال أبو زرعة الدمشقي: حدثني أحمد بن صالح قال: حدثت أحمد بن حنبل بحديث زيد بن ثابت في بيع الثمار، فأعجبه، واستزادني مثله، فقلت: ومن أين مثله وعن أبي نعيم قال: ما قدم علينا أحد أعلم بحديث أهل الحجاز من هذا الفتى، يعني أحمد بن صالح.
وقال عبدان: سمعت أبو داود يقول: أحمد بن صالح ليس هو كما يتوهمه الناس.
وقال صالح جزرة: حضرت مجلس أحمد بن صالح فقال: حرج على كل مبتدع وماجن أن يحضر مجلسي.
فقلت: أما الماجن فأنا هو.)
وذاك أنه قيل له: إن صالحا الماجن قد حضر مجلسك.
قال أبو بكر الخطيب: يقال كان آفة أحمد بن صالح الكبر وشراسة الخلق.
ونال النسائي منه جفاء في مجلسه، فذلك الذي أفسد بينهما.
قال ابن عدي: سمعت محمد بن هارون البرقي يقول: حضرت مجلس

47
أحمد بن صالح وطرد النسائي من مجلسه، فحمله على أن تكلم فيه.
قال النسائي في الكنى: أبو جعفر أحمد بن صالح ليس بثقة ولا مأمون، تركه محمد بن يحيى، ورماه يحيى بن معين بالكذب، ثناه معاوية بن صالح عن يحيى قال: أحمد بن صالح كذاب يتفلسف.
وقال ابن عدي: سمعت محمد بن سعد السعدي: سمعت النسائي: سمعت معاوية بن صالح يقول: سألت ابن معين، عن أحمد بن صالح فقال: رأيته كذابا يخطر في جامع مصر.
وروى الحاكم، عن أبي حامد السياري: ثنا أبو بكر محمد بن داود الرازي يقول: ارتحلت إلى أحمد بن صالح، فدخلت فتذاكرنا إلى أن ضاق الوقت، ثم أخرجت من كمي أطرافا فيها أحاديث سألته عنها. فقال لي: تعود. فعدت من الغد مع أصحاب الحديث، فأخرجت الأطراف وسألته عنها، فقال: تعود.
فقلت: أليس قلت لي بالأمس تعود ما عندك ما يكتب أو رد علي مسندا أو مرسلا أو حرفا مما أستفيد، فإن لم أورد لك عمن هو أوثق منك فلست بأبي زرعة.
ثم قمت وقلت لأصحابنا: من ههنا ممن يكتب عنه قالوا: يحيى بن بكير.
فذهبت إليه.
وروى أبو عمرو الداني، عن مسلمة بن القاسم الأندلسي قال: الناس مجمعون على ثقة أحمد بن صالح.
وقال. وكان سبب تضعيف النسائي له أنه كان لا يحدث أحدا حتى يشهد عنده رجلان أنه من أهل الخير والعدالة، كما كان يفعل زائدة. فدخل النسائي بلا إذن ولم يأته بمن يشهد له، فلما رآه أنكره وأمر بإخراجه.

48
وقال ابن عدي: كان النسائي ينكر عليه أحاديث منها: عن ابن وهب، عن مالك، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة: الدين النصيحة.
والحديث فقد رواه يونس بن عبد الأعل، عن ابن وهب.
قال: وقد كان سمع في كتب حرملة، فمنعه حرملة، ولم يدفع إليه إلا نصف الكتب. فكان أحمد بن صالح ينكر كل من بدأ بحرملة إذا وافى مصر، لم يحدثه أحمد.)
وسمعت بعض مشايخنا يقول: قال أحمد بن صالح: صنف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، فعند بعض الناس منها الكل، يعني حرملة، وعند بعض الناس النصف، يعني نفسه.
قال: وسمعت القاسم بن مهدي يقول: كان أحمد بن صالح يستعير مني كل جمعة الحمار، فيركبه إلى الصلاة. وكنت جالسا عند حرملة في الجامع، فجاء أحمد على باب الجامع، فنظر إلينا وإلى حرملة ولم يسلم، فقال حرملة: أنظر إلى هذا، بالأمس يحمل دواتي، واليوم يمر بي فلا يسلم.
قال القاسم: ولم يحدثني أحمد لأني كنت جالسا عند حرملة.
قال: وسمعت عبد الله بن محمد بن سلم المقدسي يقول: قدمت مصر، فبدأت بحرملة، فكتبت عنه كتاب عمرو بن الحارث، ويونس بن يزيد، والفوائد. ثم ذهبت إلى بن صالح، فلم يحدثني.
فحملت كتاب يونس فحرقته بين يديه لأرضيه، وليتني لم أحرقه، فلم يرض، ولم يحدثني.
قال ابن عدي: وأحمد من حفاظ الحديث. وكلام ابن معين فيه تحامل

49
وأما سوء ثناء النسائي عليه فلما تقدم. إلى أن قال: ولولا أني شرطت أن أذكر في كتابي كل من تكلم فيه متكلم لكنت أجل أحمد بن صالح أن أذكره.
وقال ابن يونس: مات في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين.
قال: ولم يكن عندنا بحمد الله كما قال النسائي، ولم تكن له آفة غير الكبر.
قلت: وقع لي حديثه عاليا في جزء ابن الطلاية وغيره. أحمد بن صالح المكي السواق.
يقال له السمومي.
عن: مؤمل بن إسماعيل، ونعيم بن حماد، وطبقتهما.

50
وعنه: الحسن بن الليث الرازي.
قال أبو زرعة: صدوق، لكنه يحدث عن الضعفاء والمجهولين.
وقال ابن أبي حاتم: روى عن مؤمل أحاديث في الفتن تدل على توهين أمره. أحمد بن عبد الله بن الحكم م. ت. ن. أبو الحسين ابن الكردي الهاشمي مولاهم البصري.
عن: مروان بن معاوية، وغندر، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن.، والبزار في مسنده، وقاسم بن زكريا المطرز، وآخرون.
توفي سنة سبع وأربعين.) أحمد بن عاصم الأنطاكي الزاهد.
قد تقدم. أحمد بن أبي الحواري عبد الله بن ميمون د. ق.

51
أبو الحسن الثعلبي الغطفاني الدمشقي الزاهد. أحد الأئمة.
أصله من الكوفة.
سمع: ابن عيينة، والوليد بن مسلم، وحفص بن غياث، وعبد الله بن إدريس، وأبا معاوية، وعبد الله بن نمير، وعبد الله بن وهب، وأبا الحسن الكسائي، وخلقا.
وصحب أبا سليمان الداراني.
وأخذ بدمشق عن: أبي مسهر، وجماعة.
وعنه: د. ق.، وأبوا زرعة، وأبو حاتم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن خزيم، ومحمد بن المعافى الصيداوي، وأبو الجهم المشغراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق كثير.
قال هارون بن سعيد، عن يحى بن معين، وذكر أحمد بن أبي الحواري، فقال: أهل الشام به يمطرون.

52
رواها ابن أبي حاتم، عن محمد بن يحيى بن مندة، عنه.
وقال محمود بن خالد، وذكر أحمد بن أبي الحواري، فقال: ما أظن بقي على وجه الأرض مثله.
وعن الجنيد قال: أحمد بن أبي الحواري ريحانة الشام.
وقال أبو زرعة: حدثني أحمد بن أبي الحواري قال: قلت لشيخ دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم: دلني على مجلس إبراهيم بن أبي يحيى. فما كلمني. فإذا هو عبد العزيز الدراوردي.
وقال أحمد بن عطاء الروذباري: سمعت عبد الله بن أحمد بن أبي الحواري قال: كنا نسمع بكاء أبي بالليل حتى نقول: قد مات. ثم نسمع ضحكه حتى نقول: قد جن.
وقال محمد بن عوف الحمصي: رأيت أحمد بن أبي الحواري عندنا بطرسوس، فلما صلى العتمة قام يصلي، فاستفتح بالحمد إلى قوله: إياك نعبد وإياك نستعين فطفت الحائط كله ثم رجعت، فإذا هو لا يجاوز إياك نعبد وإياك نستعين. ثم نمت، ومررت به سحرا وهو يقرأ إياك نعبد فلم يزل يرددها إلى الصبح.
وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعت أحمد بن أبي الحواري يقول: من عمل بلا اتباع سنة فعمله باطل.
وقال: من نظر إلى الدنيا نظر إرادة وحب، أخرج الله نور اليقين والزهد من قلبه.

53
قلت: ولأحمد قدم ثابت في العلم والحديث والزهد والمواظبة.)
ومن مناقبه: قال أبو الدحداح الدمشقي: نا الحسين بن حامد أن كتاب المأمون ورد على إسحاق بن يحيى بن معاذ أمير دمشق، أن آحضر المحدثين بدمشق فآمتحنهم. فأحضر هشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وعبد الله بن ذكوان، وأحمد بن أبي الحواري، فآمتحنهم امتحانا ليس بالشديد، فأجابوا، خلا أحمد بن أبي الحواري، فجعل يرفق به ويقول: أليس السماوات مخلوقة أليست الأرض مخلوقة وأحمد يأبى أن يطيعه. فسجنه في دار الحجارة، ثم أجاب بعد، فأطلقه.
وقال أحمد بن أبي الحواري: قال لي أحمد بن حنبل: متى مولدك قلت: سنة أربع وستين ومائة.
قال: هي مولدي.
وقد ذكر السلمي في محن الصوفية أحمد بن أبي الحواري فقال: شهد عليه قوم أنه يفضل الأولياء على الأنبياء، وبذلوا الخطوط عليه. فهرب من دمشق إلى مكة، وجاور حتى كتب إليه السلطان يسأله الرجوع، فرجع.
قلت: هذا من الكذب على أحمد، رحمه الله، فإنه كان أعلم بالله من أن يقع في ذلك، وما يقع في هذا إلا ضال جاهل.
وقال السلمي في تاريخ الصوفية: سمعت محمد بن جعفر بن مطر: سمعت إبراهيم بن يوسف الهسنجاني يقول: رمى أحمد بن أبي الحواري بكتبه في البحر وقال: نعم الدليل كنت. والاشتغال بعد الوصول محال.
ثم قال السلمي: سمعت محمد بن عبد الله الطبري: سمعت يوسف بن الحسين يقول: طلب أحمد بن أبي الحواري العلم ثلاثين سنة، ثم حمل كتبه كلها إلى البحر فغرقها، وقال: يا علم لم أفعل هذا بك استخفافا، ولكن لما

54
أهتديت بك استغنيت عنك.
ثم روى السلمي وفاة ابن أبي الحواري سنة ثلاثين ومائتين، وهذا غلط.
4 (حكاية عجيبة لا أعلم صحتها))
روى السلمي، عن محمد بن عبد الله، وأبي عبد الله بن بالويه، عن أبي بكر الغارمي: سمعا أبا بكر السباك، سمعت يوسف بن الحسين يقول: كان بين أبي سليمان الداراني، وأحمد بن أبي الحواري عقد لا يخالفه في أمر.
فجاءه يوما وهو يتكلم في مجلسه فقال: إن التنور قد سجر. فلم يجبه.
فقال: إن التنور قد سجر، فما تأمر فلم يجبه. فأعاد الثالثة فقال: اذهب فاقعد فيه. كأنه ضاق به. وتغافل أبو سليمان ساعة، ثم ذكر فقال: اطلبوا أحمد، فإنه في التنور، لأنه على عقد أن لا يخالفني.
فنظروا فإذا هو في التنور لم يحترق منه شعرة.)
قال عمرو بن دحيم: توفي لثلاث بقين من جمادى الآخرة سنة ست وأربعين. أحمد بن عبد الله بن خالد بن موسى.

55
أبو علي الشيباني الجوباري ويقال الجويباري الهروي، المعروف بستوق.
وجوبار: من أعمال هراة.
روى عن: جرير، وابن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، ووكيع، وغيرهم أحاديث وضعها عليهم.
وعنه: محمد بن كرام السجستاني شيخ الكرامية، وأحمد بن بهرام، وآحاد الناس.
قال ابن عدي: له أحاديث كثيرة وضعها.
وقال الدارقطني: كذاب.
وقال الحاكم أبو عبد الله: لا يحل كتب حديثه بوجه.
قلت: ومن موضوعاته: روي عن أبي يحيى المعلم، عن حميد، عن أنس يرفعه قال: يكون في أمتي رجل يقال له النعمان بن ثابت يكنى أبا حنيفة، يجدد الله سنتي على يديه.
توفي في رجب سنة سبع وأربعين.

56
أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بن عبد الملك بن الوليد بن بسر بن أرطأة. ت. ن. ق. أبو الوليد القرشي العامري البسري الدمشقي، نزيل بغداد.
سمع: الوليد بن مسلم، وعراك بن خالد، ومروان بن معاوية.
وعنه: ت. ن. ق.، وأبو محمد الدارمي، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البغوي، وأبو حامد الحضرمي، وحاجب الفرعاني، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: صالح. مات في رمضان سنة ثمان وأربعين.
وقال الباغندي: نا إسماعيل بن عبد الله اليشكري قال: لم يسمع أبو الوليد من الوليد بن مسلم شيئا. وكنت أعرفه شبه قاص. وكان يحلل النساء للرجال، ويعطى السبي، سامحه الله. أحمد بن عبدة بن موسى الضبي م. ع.

57
أبو عبد الله البصري.
سمع: حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وحفص بن جميع، وطائفة.
وعنه: م. ع.، وزكريا الساجي، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير.)
وكان ثقة نبيلا.
توفي في شوال سنة خمس وأربعين. أحمد بن عثمان بن عبد النور م. ت. ن. أبو عثمان النوفلي البصري، المعروف بأبي الجوزاء عن: أبي داود الطيالسي، وقريش بن أنس، وأزهر السمان، وغيرهم.
وعنه: م. ت. ن. وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون.
وكان من نساك أهل البصرة وثقاتهم.
توفي سنة ست وأربعين ومائتين. أحمد بن عمرو بن عبد الله بن عمرو بن السرح م. د. ن. ق.

58
أبو الطاهر الأموي، مولاهم المصري الفقيه.
عن: سفيان بن عيينة، وابن وهب، وسعيد الآدم.
وعنه: م. د. ن. ق.، وطائفة آخرهم أبو بكر بن أبي داود.
وكان من جلة العلماء، شرح موطأ ابن وهب.
وتوفي لأربع عشرة خلت من ذي القعدة سنة خمسين.
وتفرد عن ابن وهب بحديث.
قال ابن عدي: ثناه أبو العلاء الكوفي، والقاسم بن مهدي، والعباس بن محمد، ومحمد بن زياد بن حبيب، وغيرهم قالوا: ثنا أبو طاهر بن السرح، نا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل بني آدم سيد، الرجل سيد أهله، والمرأة سيدة بيتها. هذا حديث صحيح غريب. أحمد بن عيسى بن حسان خ. م. د. ن. ق.

59
أبو عبد الله المصري المعروف بابن التستري.
سمع: ضمام بن إسماعيل، ومفضل بن فضالة، وابن وهب، وبشر بن بكر، وأزهر السمان، وغيرهم.
وعنه: الجماعة سوى ت.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، ويوسف القاضي، وأبو القاسم البغوي، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.
قال: أبو داود: سألت ابن معين عنه فحلف بالله أنه كذاب.)
وقال أبو زرعة لما نظر في صحيح مسلم: يروي عن أحمد بن عيسى في الصحيح، وما رأيت أهل مصر يشكون في أنه. وأشار إلى لسانه.
وأما النسائي فقال: ليس به بأس.
وقال الخطيب: ما رأيت لمن ترك الاحتجاج بحديثه حجة.
مات بسامراء في صفر سنة ثلاث وأربعين ومائتين. وكان أبوه يتجر إلى تستر، فعرف بالتستري، وهي ششتر.

60
أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الشهيد الحسين الحسيني.
سيد العلوية وشيخهم. حبسه الرشيد عند الفضل بن الربيع مدة، فهرب وتنقل واختفى دهرا طويلا، وكبر وضعف بصره.
مات بالبصرة سنة سبع وأربعين في رمضان. أحمد بن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن الإمام علي بن أبي طالب.
أبو طاهر العلوي المدني.
عن: أبيه، وابن أبي فديك.
وعنه: محمد بن منصور بن يزيد الكوفي، وأبو يونس المدني، وغيرهما.
ذكره ابن أبي حاتم، وأبو أحمد الحاكم، ولم يضعفاه.
له غرائب.
4 (الإمام أحمد بن محمد بن حنبل))
الإمام أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

61
الإمام أبو عبد الله الشيباني. هكذا نسبه ولده عبد الله واعتمده أبو بكر الخطيب، وغيره.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا صالح بن أحمد قال: وجدت في كتاب أبي نسبه فساقه إلى مازن، ثم قال: ابن هذيل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة.
قلت: قال فيه هذيل بن شيبان كما ترى، وهو غلط.
وقال البغوي: نا صالح بن أحمد فقال فيه: ذهل، بدل: هذيل.
وكذا نقل إبراهيم بن إسحاق الغسيل، عن صالح. فدل على أن الوهم من ابن أبي حاتم.
وأما قول عباس الدوري، وأبي بكر بن أبي داود أن الإمام أحمد كان من بني ذهل بن شيبان، فغلطهما الخطيب)
وقال: إنما كان من بني شيبان بن ذهل بن ثعلبة.
قال: وذهل بن ثعلبة هو عم ذهل بن شيبان بن ثعلبة. فينبغي أن يقال فيه: أحمد بن حنبل الذهلي على الإطلاق.
وقد نسبه البخاري إليهما معا فقال: الشيباني الذهلي.
وأما ابن ماكولا مع بصره بالأنساب فوهم، وقال في سياق نسبه: مازن بن ذهل بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة. ولم يتابع عليه.
وقال صالح بن أحمد: قال لي أبي: ولدت في ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة.
قال صالح: وجئ بأبي حمل من مرو، فتوفي أبوه محمد شابا ابن ثلاثين

63
سنة، فوليت أبي أمه.
قال أبي: وكانت قد ثقبت أذني، فكانت أمي تصير فيهما لؤلؤتين. فلما ترعرعت نزعتهما، فكانتا عندها، فدفعتهما إلي، فبعتهما بنحو من ثلاثين درهما.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن أبي خيثمة إنه ولد في ربيع الآخر.
وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: طلبت الحديث سنة تسع وسبعين، وجاءنا رجل وأنا في مجلس هشيم فقال: مات حماد بن زيد.
فمن شيوخه: هشيم، وسفيان بن عيينة، وإبراهيم بن سعد، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى القطان، والوليد بن مسلم، وإسماعيل بن علية، وعلي بن هاشم بن البريد، ومعتمر بن سليمان، وعمار بن محمد ابن أخت الثوري، ويحيى بن سليم الطائفي، وغندر، وبشر بن المفضل، وزياد البكائي، وأبو بكر بن عياش، وأبو خالد الأحمر، وعباد بن عباد المهلبي، وعباد بن العوام، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعمر بن عبيد الطنافسي، والمطلب بن زياد، ويحيى بن أبي زائدة، والقاضي أبو يوسف، ووكيع، وابن نمير، وعبد الرحمن بن مهدي، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، والشافعي، وخلق كثير.
وممن روى عنه: خ. م. د.، ومن بقي بواسطة و خ. د. أيضا بواسطة، وابناه صالح، وعبد الله، وشيوخه: عبد الرزاق، والحسن بن موسى الأشيب، والشافعي لكنه قال: الثقة. ولم يسمه.
وأقرانه: علي بن المديني، ويحيى بن معين، ودحيم الشامي، وأحمد بن أبي الحواري، وأحمد بن صالح المصري.

64
ومن القدماء: محمد بن يحيى الذهلي، وأبوا زرعة، وعباس الدوري، وأبو حاتم، وبقي بن مخلد، وإبراهيم الحربي، وأبو بكر الأثرم، وأبو بكر المروزي، وحرب الكرماني، وموسى بن هارون، ومطين، وخلق آخرهم أبو القاسم البغوي.
وقال أبو جعفر بن ذريح العكبري: طلبت أحمد بن حنبل لأسأله عن مسألة، فسلمت عليه، وكان شيخا مخضوبا،)
طوالا، أسمر شديد السمرة.
وقال الخطيب: ولد أبو عبد الله ببغداد ونشأ بها، وطلب العلم بها، ثم رحل إلى الكوفة، والبصرة، ومكة، والمدينة، واليمن، والشام، والجزيرة.
وقال أحمد: مات هشيم سنة ثلاث وثمانين، وخرجت إلى الكوفة في تلك الأيام، ودخلت البصرة سنة ست وثمانين. ثم دخلتها سنة تسعين، وسمعت من علي بن هاشم سنة تسع وسبعين. ثم عدت إليه المجلس الآخر وقد مات.
وهي السنة التي مات فيها مالك.
وقال: قدمنا مكة سنة سبع وثمانين، وقد مات الفضيل، وفي سنة إحدى وتسعين، وفي سنة ست. وأقمت بمكة سنة سبع، وخرجنا سنة ثمان. وأقمت سنة تسع وتسعين عند عبد الرزاق، وحججت خمس حجج، منها ثلاث راجلا.
وأنفقت في إحدى هذه الحجج ثلاثين درهما. ولو كان عندي خمسون درهما لخرجت إلى جرير بن عبد الحميد.
وقال: رأيت ابن وهب بمكة، ولم أكتب عنه.
وقال محمد بن حاتم: ولي جد الإمام أحمد حنبل بن هلال: سرخس، وكان من أبناء الدعوة. فحدثت أنه ضربه المسيب بن زهير الضبي ببخارى، لكونه شغب الجند.

65
وعن عباس النحوي قال: رأيت أحمد بن حنبل حسن الوجه، ربعه، يخضب بالحناء خضابا ليس بالقاني. وفي لحيته شعرات سود. ورأيت ثيابه غلاظا، إلا أنها بيض. ورأيته معتما وعليه إزار.
وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ذهبت لأسمع من ابن المبارك فلم أدركه. وكان قد قدم فخرج إلى الثغر، فلم أسمع منه ولا رأيته.
وقال عارم أبو النعمان: وضع أحمد عندي نفقته، فكان يجيء فيأخذ منها حاجته، فقلت له يوما: يا أبا عبد الله بلغني أنك من العرب.
فقال: يا أبا النعمان نحن قوم مساكين.
فلم يزل يدافعني حتى خرج ولم يقل لي شيئا.
وقال صالح: عزم أبي على الخروج إلى مكة. ورافق يحيى بن معين، فقال أبي: نجح ونمضي إلى الصنعاء إلى عبد الرزاق فمضينا حتى دخلنا مكة، فإذا عبد الرزاق في الطواف، وكان يحيى يعرفه، فطفنا، ثم جئنا إلى عبد الرزاق، فسلم عليه يحيى وقال: هذا أخوك أحمد بن حنبل.
فقال: حياه الله، إنه ليبلغني عنه كلام أسر به. ثبته الله على ذلك.
ثم قام لينصرف، فقال يحيى: ألا نأخذ عليه الموعد.)
فأبى أحمد وقال: لم أغير النية في رحلتي إليه. أو كما قال.
ثم سافر إلى اليمن لأجله، وسمع منه الكتب، وأكثر عنه.

66
فصل في إقباله على العلم في إقباله على العلم واشتغاله وحفظه قال الخلال: أنا المروذي أن أبا عبد الله قال له: ما تزوجت إلا بعد الأربعين.
وعن أحمد الدورقي، عن أبي عبد الله قال: نحن كتبنا الحديث من ستة وجوه وسبعة وجوه، لم نضبطه، فكيف يضبطه من كتبه من وجه واحد.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول: كان أبوك يحفظ ألف ألف حديث.
فقيل له: وما يدريك قال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب.
وقال جنيد: سمعت أبا عبد الله يقول: حفظت كل شيء سمعته من هشيم، وهشيم حي.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: قال سعيد بن عمرو البردعي: يا أبا زرعة، أنت أحفظ أم أحمد بن حنبل فقال: بل أحمد.
قلت: وكيف علمت قال: وجدت كتبه ليس في أوائل الأجزاء ترجمة أسماء المحدثين الذين سمع منهم. فكان يحفظ كل جزء ممن سمعه، وأنا لا أقدر على هذا.
وعن أبي زرعة قال: حرز كتب أحمد يوم مات، فبلغت اثني عشر حملا وعدلا، وما كان ظهر كتاب منها: حديث فلان ولا: فلان.
وكل ذلك كان يحفظه عن ظهر قلبه.

67
وقال الحسن بن منبه: سمعت أبا زرعة قال: أخرج إلي أبو عبد الله أجزاء كلها: سفيان، ليس على حديث منها: ثنا فلان. فظننتها عن رجل واحد، فانتخبت منها. فلما قرأ علي جعل يقول: ثنا وكيع، ويحيى، وثنا فلان.
فعجبت من ذلك، وجهدت أن أقدر على شيء من هذا، فلم أقدر.
قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: كنت أذاكر وكيعا بحديث الثوري، وكان إذا صلى العشاء الآخرة خرج من المسجد إلى منزله. فكنت أذاكره، فربما ذكر تسعة عشرة أحاديث، فأحفظها. فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: إمل علينا. فأملها عليهم.)
وقال الخلال: ثنا أبو إسماعيل الترمذي: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: كان وكيع إذا كانت العتمة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيذاكره. فأخذ وكيع ليلة بعضادتي الباب ثم قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سفيان.
قال: هات.
قال: تحفظ عن سفيان، عن سلمة بن كهيل كذا قال: نعم. ثنا يحيى.
فيقول: سلمة كذا وكذا، فيقول: ثنا عبد الرحمن. فيقول: وعن سلمة كذا كذا. فيقول: أنت حدثتنا. حتى يفرغ من سلمة، فيقول أحمد: فتحفظ عن سلمة كذا وكذا فيقول وكيع: لا. ثم يأخذ في حديث شيخ، شيخ.
فلم يزل قائما حتى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب. أو قالت الزهرة. وقال عبد الله: قال لي أبي: خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع. فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد، حتى أخبرك عن الكلام.
وقال الخلال: سمعت أبا القاسم بن الختلي وكفاك به يقول: أكثر الناس يظنون أن أحمد إذا سئل كان علم الدنيا بين عينيه.
وقال إبراهيم الحربي: رأيت أحمد كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين.

68
وعن أحمد بن سعيد الرازي قال: ما رأيت أسود أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أعلم بفقهه ومعانيه من أحمد بن حنبل.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا أحمد بن سلمة: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وأصحابنا. وكنا نتذاكر الحديث من طريقين وثلاثة. فيقول يحيى من بينهم: وطريق كذا.
فأقول: أليس قد صح هذا بإجماع منا فيقولون: نعم.
فأقول: ما تفسيره ما فقهه فيقفون كلهم، إلا أحمد بن حنبل.
وقال الخلال: كان أحمد قد كتب الرأي وحفظها، ثم لم يلتفت إليها.
وقال أحمد بن سنان: ما رأيت يزيد بن هارون لأحد أشد تعظيما منه لأحمد بن حنبل. لا رأيته أكرم أحدا مثله. وكان يقعده إلى جنبه ويوقره ولا يمازحه.
وقال عبد الرزاق: ما رأيت أفقه من أحمد بن حنبل ولا أروع.)
وقال إبراهيم بن شماس: سمعت وكيعا يقول: ما قدم الكوفة مثل ذاك الفتى يعني أحمد وسمعت حفص بن غياث يقول ذلك.
وعن: عبد الرحمن بن مهدي قال: ما نظرت إلى أحمد بن حنبل إلا تذكرت به سفيان الثوري.
وقال القواريري: قال لي يحيى القطان: ما قدم علي مثل أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.

69
وقال أبو اليمان: كنت أشبه أحمد بن حنبل بأرطأة بن المنذر.
وقال الهيثم بن جميل: إن عاش هذا الفتى سيكون حجة زمانه، يعني أحمد.
وقال قتيبة: خير أهل زماننا ابن المبارك، ثم هذا الشاب، يعني أحمد بن حنبل.
وقال أبو داود: سمعت قتيبة يقول: إذا رأيت الرجل يحب أحمد فأعلم أنه صاحب سنة.
وقال عبد الله بن أحمد بن شبويه، عن قتيبة: لو أدرك أحمد عصر الثوري، والأوزاعي، ومالك، والليث، لكان هو المقدم.
فقلت: لقتيبة: تضم أحمد إلى التابعين فقال: إلى كبار التابعين.
وسمعت قتيبة يقول: لولا الثوري لمات الورع، ولولا أحمد بن حنبل لأحدثوا في الدين.
وقال أحمد بن سلمة: سمعت قتيبة يقول: أحمد بن حنبل إمام الدنيا.
وقال العباس بن الوليد البيروتي: ثنا الحارث بن عباس قال: قلت لأبي مسهر: هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها قال: لا أعلمه إلا شاب في ناحية الشرق، يعني أحمد بن حنبل.
وقال المزني: قال لي الشافعي: رأيت ببغداد شابا إذا قال: حدثنا، قال

70
الناس كلهم: صدق.
قلت: من هو قال: أحمد بن حنبل.
وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: خرجت من بغداد، فما خلفت بها رجلا أفضل ولا أعلم ولا أفقه ولا أتقى من أحمد بن حنبل.
وقال الزعفراني: قال لي الشافعي: ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل، وسليمان بن داود الهاشمي.
وقال محمد بن إسحاق بن راهويه: سمعت أبي يقول: قال لي أحمد بن حنبل: تعال حتى أريك رجلا لم تر مثله.
فذهب بي إلى الشافعي.)
قال أبي: وما رأى الشافعي مثل أحمد بن حنبل. لولا أحمد وبذل نفسه لما بذلها له لذهب الإسلام.
وعن إسحاق قال: أحمد حجة بين الله وبين خلفه.
وقال محمد بن عبدويه: سمعت علي بن المديني وذكر أحمد بن حنبل فقال: هو أفضل عندي من سعيد بن جبير في زمانه. لأن سعيدا كان له نظراء، وإن هذا ليس له نظير. أو كما قال.
وقال علي بن المديني: إن الله أعز هذا الدين بأبي بكر الصديق يوم الردة، وبأحمد بن حنبل يوم المحنة.
وقال أبو عبيد: انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل وهو أفقههم، وذكر الحكاية.
وقال محمد بن نصر الفراء: سمعت أبا عبيد يقول: أحمد بن حنبل إمامنا،

71
إني لأتزين بذكره.
وقال أبو بكر الأثرم، عن أبي عبيد: ما رأيت رجلا أعلم بالسنة من أحمد.
وقال أحمد بن الحسن الترمذي: سمعت الحسن بن الربيع يقول: ما شبهت أحمد بن حنبل إلا بابن المبارك في سمته وهيئته.
وقال الطبراني: ثنا محمد بن الحسين الأنماطي قال: كنا في مجلس فيه يحيى بن معين، وأبو خيثمة، وجماعة، فجعلوا يثنون على أحمد بن حنبل فقال رجل: لا تكثروا بعض هذا.
فقال يحيى بن معين: وكثرة الثناء على أحمد تستنكر لو جلسنا مجالسنا بالثناء عليه ما ذكرنا فضائله بكمالها.
وقال عباس، عن ابن معين: ما رأيت مثل أحمد.
وقال جعفر النفيلي: كان أحمد من أعلام الدين.
وقال المروذي: حضرت ابا ثور سئل عن مسألة فقال: قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل شيخنا وإمامنا فيها كذا و كذا.
وقال إبراهيم الحربي: قال ابن معين: ما رأيت أحدا يحدث لله إلا ثلاثة: يعلى بن عبيد، والقعنبي، وأحمد بن حنبل.
وقال عباس الدوري: سمعت ابن معين يقول: أرادوا أن أكون مثل أحمد، والله لا أكون مثله أبدا.
وقال أبو خيثمة: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا أشد قلبا منه.
وقال علي بن خشرم: سمعت بشر بن الحارث، وسئل عن أحمد بن حنبل فقال: أنا أسأل عن أحمد إن أحمد أدخل الكير فخرج ذهبا أحمر.

72
رواها جماعة، عن ابن خشرم.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: قال أصحاب بشر بن الحارث حين ضرب أحمد في المحنة: يا أبا نصر لو أنك خرجت، فقلت: إني على قول أحمد بن حنبل.
فقال بشر: أتريدون أن أقوم مقام الأنبياء.)
رويت من وجهين عن بشر، وزاد أحدهما: قال بشر: حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه.
وقال القاسم بن محمد الصايغ: سمعت المروذي يقول: دخلت على ذي النون السجن ونحن بالعسكر، فقال: أي شيء حال سيدنا، يعني أحمد بن حنبل. وقال إسحاق بن أحمد: سمعت أبا زرعة يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل في فنون العلم. وما قام أحد مثل ما قام أحمد به.
وقال ابن أبي حاتم: قالوا لأبي زرعة: فإسحاق بن راهويه قال: أحمد بن حنبل أكبر من إسحاق وأفقه. قد رأيت الشيوخ، فما رأيت أحدا أكمل منه. اجتمع فيه زهد
وفضل وفقه وأشياء كثيرة.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عن علي بن المديني وأحمد بن حنبل أيهما أحفظ فقال: كانا في الحفظ متقاربين وكان أحمد أفقه.
وقال أبي: إذا رأيت الرجل يحب أحمد فاعلم أنه صاحب سنة.
وسمعت أبي يقول: رأيت قتيبة بمكة فقلت لأصحاب الحديث: كيف

73
تغفلون عنه وقد رأيت أحمد بن حنبل في مجلسه فلما سمعوا هذا أخذوا نحوه وكتبوا عنه.
وقال محمد بن حماد الطهراني: سمعت أبا ثور يقول: أحمد بن حنبل أعلم أو أفقه من الثوري.
وقال محمد بن يحيى الذهلي: جعلت أحمد بن حنبل إماما فيما بيني وبين الله.
وقال نصر بن علي الجهضمي: كان أحمد أفضل أهل زمانه.
وقال عمرو الناقد: إذا وافقني أحمد على حديث لا أبالي من خالفني.
وقال محمد بن مهران الجمال وذكر له أحمد بن حنبل فقال: ما بقي غيره.
وقال الخلال: ثنا صالح بن علي الحلبي: سمعت ابا همام السكوني يقول: ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، ولا رأى أحمد مثله.
وقال محمد بن إسحاق بن خزيمة: سمعت محمد بن سختويه البرذعي يقول: سمعت أبا عمير عيسى بن محمد الرملي، وذكر أحمد بن حنبل فقال: رحمه الله، عن الدنيا ما كان أمره، وبالماضين ما كان أشبهه، وبالصالحين ما كان ألحقه. عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها.
وقال أبو حاتم الرازي: كان أبو عمير بن النحاس الرملي من عباد المسلمين، فقال لي: كتبت عن أحمد بن حنبل شيئا قلت: نعم.)
قال: فأمل علي.
فأمليت عليه شيئا.

74
عن حجاج بن الشاعر قال: ما كنت أحب أن أقتل في سبيل الله ولم أصل على أحمد بن حنبل.
وعنه قال: قبلت يوما ما بين عيني أحمد بن حنبل وقلت: يا أبا عبد الله بلغت مبلغ سفيان، ومالك، ولم أظن في نفسي أني بقيت لي غاية. فبلغ والله في الإمامة أكثر من مبلغهما.
وعن حجاج بن الشاعر قال: ما رأت عيناي روحا في جسد أفضل من أحمد بن حنبل.
وعن محمد بن نصر المروزي قال: اجتمعت بأحمد بن حنبل وسألته عن مسائل، وكان أكثر حديثا من إسحاق بن راهويه وأفقه منه.
وعن محمد بن إبراهيم البوسنجي قال: ما رأيت أجمع في كل شيء من أحمد بن حنبل ولا أعقل.
وقال محمد بن مسلم بن وارة: كان أحمد صاحب فقه، وصاحب حفظ، وصاحب معرفة.
وقال أبو عبد الرحمن النسائي: جمع أحمد بن حنبل المعرفة بالحديث، والفقه، والورع، والزهد، والصبر.
وقال خطاب بن بشر، عن عبد الوهاب بن الحكم الوراق: لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: فردوه إلى عالمه. رددناه إلى أحمد بن حنبل. وكان أعلم أهل زمانه.
وقال أبو داود: كانت مجالس أحمد مجالس الآخرة، لا يذكر فيها شيء من أمر الدنيا. ما رأيته ذكر الدنيا قط.

75
وقال صالح جزرة: أفقه من أدركت في الحديث أحمد بن حنبل.
وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه، وذكر الشافعي عنده، فقال: ما استفاد منا أكثر مما استفدنا منه.
قال عبد الله: كل شيء في كتاب الشافعي: أنا الثقة فهو عن أبي.
وقال الخلال: ثنا أبو بكر المروذي قال: قدم رجل من الزهاد، فأدخلته على أبي عبد الله، وعليه فرو خلق، وخريقة على رأسه، وهو حاف في برد شديد، فسلم وقال: يا أبا عبد الله قد جئت من موضع بعيد، وما أردت إلا السلام عليك، وأريد عبادان، وأريد إن أنا رجعت أن أمر بك وأسلم عليك.
فقال: إن قدر.
فقام الرجل وأبو عبد الله قاعد.
قال المروذي: ما رأيت أحدا قط قام من عند أبي عبد الله حتى يقوم أبو عبد الله له، إلا هذا الرجل.
فقال لي أبو عبد الله: ما ترى ما أشبهه بالأبدال. أو قال: إني لأذكر به الأبدال.
فأخرج إليه أبو عبد الله أربعة أرغفة مشطورة بكامخ وقال: لو كان عندنا شيء لواسيناك.)
قال الخلال: وأنا المروذي: قلت لأبي عبد الله: ما أكثر الداعي لك.
قال: أخاف أن يكون هذا استدراجا بأي شيء هذا.
وقلت لأبي عبد الله: إن رجلا قدم من طرسوس وقال لي: إنا كنا في بلاد الروم في الغزو، وإذا هدأ الليل ورفعوا أصواتهم بالدعاء: ادعوا لأبي عبد الله، وكنا نمد
المنجنيق ونرمي عنه. ولقد رمي عنه الحجر والعلج على الخصن متترس بدرقة، فذهب برأسه وبالدرقة. فتغير وجهه وقال: ليته لا يكون استدراجا.

76
فقلت: كلا.
قال الخلال: وأخبرني أحمد بن حسين قال: سمعت رجلا من خراسان يقول: عندنا أحمد بن حنبل، يرون أنه لا يشبه البشر، يظنون أنه الملائكة.
وقال لي رجل: نظرة عندنا من أحمد تعدل عبادة سنة.
قال الخلال: وقال المروذي: رأيت بعض النصارى الأطباء قد خرج من عند أبي عبد الله ومعه راهب، فسمعت الطبيب يقول: إنه سألني أن يجيء معي حتى ينظر إلى عبد الله.
وقال المروذي: وأدخلت نصرانيا على أبي عبد الله يعالجه فقال: يا أبا عبد الله إني لأشتهي أن أراك منذ ستين سنة.
ما بقاؤك صلاح الإسلام وحدهم، بل للخلق جميعا، وليس من أصحابنا أحد إلا وقد رضي بك.
قال المروذي: فقلت لأبي عبد الله: إني لأرجو أن يكون يدعى لك في جميع الأمصار.
فقال: يا أبا بكر، إذا عرف الرجل نفسه فما ينفعه كلام الناس.
وقال عبد الله بن أحمد: خرج أبي إلى طرسوس ساشيا، وحج حجتين أو ثلاثا ماشيا، وكان أصبر الناس على الوحدة.
وبشر فيما كان فيه لم يكن يصبر على الوحدة، كان يخرج إلى ذا وإلى ذاك.
وقال عباس الدوري: حدثني علي بن أبي فزارة جارنا قال: كانت أمي مقعدة من نحو عشرين سنة، فقالت لي يوما: اذهب إلى أحمد بن حنبل، فسله أن يدعو لي.
فأتيت فدققت عليه وهو في دهليزه، فلم يفتح لي وقال: من هذا قلت: أنا رجل سألتني أمي، وهي مقعدة، أن أسألك أن تدعو الله لها.
فسمعت كلامه كلام رجل مغضب فقال: نحن أحوج أن تدعو الله لنا.
فوليت منصرفا، فخرجت عجوز فقالت: إني قد تركته يدعو لها.

77
فجئت إلى بيتنا دققت الباب، فخرجت أمي على رجليها تمشي وقالت: قد وهب الله لي العافية.
رواها ثقتان، عن عباس.)
وقال عبد الله بن أحمد: كان أبي يصلي في كل يوم وليلة ثلاثمائة ركعة، فلما مرض من تلك الأسواط أضعفته، فكان يصلي كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة.
وقال عبد الله بن أحمد: ثنا علي بن الجهم قال: كان لنا جار فأخرج إلينا كتابا فقال: أتعرفون هذا الخط قلنا: هذا خط أحمد بن حنبل، فكيف كتب لك قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة، ففقدنا أحمد أياما، ثم جئنا لنسأل عنه، فإذا الباب مردود عليه، وعليه خلقان. فقلت: ما خبرك قال: سرقت ثيابي.
فقلت له: معي دنانير، فإن شئت صلة، وإن شئت قرضا.
فإبى. فقلت: تكتب لي بأجرة قال: نعم.
فأخرجت دينارا فقال: اشتر لي ثوبا واقطعه نصفين، يعني إزارا ورداء، وجئني ببقية الدينار.
ففعلت وجئت بورق، فكتب لي هذا.
وقال عبد الرزاق: عرضت على أحمد بن حنبل دنانير، فلم يأخذها.
وقال إسحاق بن راهويه: كنت أنا وأحمد باليمن عند الرزاق، وكنت أنا فوق الغرفة وهو أسفل. وكنت إذا جئت إلى موضع اشتريت جارية.
قال: فاطلعت على أن نفقته فنيت، فعرضت عليه، فامتنع فقلت: إن

78
شئت قرضا، وإن شئت صلة.
فأبى. فنظرت فإذا هو ينسج التكك ويبيعه وينفق.
رواها أبو إسماعيل الترمذي، عنه.
وعن أبي إسماعيل قال: أتى رجل بعشرة آلاف درهم من ربح تجارته إلى أحمد، فأبى أن يقبلها.
وقال عبد الله، عن أبيه قال: عرض علي يزيد بن هارون نحو خمسمائة درهم، فلم أقبلها.
وقيل إن صيرفيا وصل أحمد بخمسمائة دينار، فردها.
وقال صالح: دخلت على أبي أيام الواثق، والله يعلم كيف حالنا، فإذا تحت لبده ورقة فيها: يا أبا عبد الله، بلغني فيه ما أنت فيه من الضيق، وقد وجهت إليك بأربعة آلاف درهم. فلما رد أبي من صلاته قلت: ما هذا فآحمر وجهه وقال: رفعتها منك.
ثم قال: تذهب بجوابه.)
فكتب إلى الرجل: وصل كتابك، ونحن في عافية. فأما الدين، فلرجل لا يرهقنا، وأما العيال، فهم في نعمة الله.
فذهبت بالكتاب، فلما كان بعد حين، ورد كتاب الرجل بمثل ذلك، فامتنع. فلما مضى نحو سنة ذكرناها فقال: لو إنا قبلناها كانت قد ذهبت.
وقال جماعة: ثنا سلمة بن شبيب قال: كنا في أيام المعتصم عند أحمد بن حنبل، فدخل رجل فقال: من منكم أحمد بن حنبل فسكتنا، فقال أحمد: ها أنا ذا.

79
قال: جئت من أربعمائة فرسخ برا وبحرا. كنت ليلة جمعة نائما فأتاني آت، فقال لي: تعرف أحمد بن حنبل قلت: لا.
قال: فآئت بغداد وسل عنه، فإذا رأيته فقل إن الخضر يقرئك السلام ويقول: إن ساكن السماء الذي على عرشه راض عنك، والملائكة راضون عنك بما صبرت نفسك لله.
فصل في آدابه قال عبد الله بن أحمد: رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي صلى الله عليه وسلم فيضعها على فيه يقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينه ويغمسها في الماء ويشربه يستشفي به. ورأيته قد أخذ قصعة النبي صلى الله عليه وسلم فغسلها في جب الماء، ثم شرب فيها. ورأيته يشرب ماء زمزم، يستشفي به، ويمسح به يديه ووجهه.
وقال أحمد بن سعيد الدارمي: كتب إلى أحمد بن حنبل: لأبي جعفر أكرمه الله، من أحمد بن حنبل.
وعن سعيد بن يعقوب قال: كتب إلي أحمد: من أحمد بن محمد إلى سعيد بن يعقوب، أما بعد، فإن الدنيا داء والسلطان داء، والعالم طبيب. فإذا رأيت الطبيب يجر الداء إلى نفسه فآحذره، السلام عليك.
وقال عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري: حدثني أبي قال: مضى عمي أبو إبراهيم أحمد بن سعد إلى أحمد بن حنبل، فسلم عليه. فلما رآه وثب قائما وأكرمه.
قال المروذي: قال لي أحمد: ما كتبت حديثا إلا وقد عملت به، حتى مر بي أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة دينارا، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت.

80
وقال ابن أبي حاتم: ذكر عبد الله بن أبي عمر البكري قال: سمعت عبد الملك الميموني يقول: ما أعلم أني رأيت أحدا أنظف ثوبا ولا أشد تعاهد لنفسه في شاربه وشعر رأسه وشعر بدنه، ولا أنقى ثوبا وشدة بياض من أحمد بن حنبل.
وقال الخلال: أخبرني محمد بن الجنيد أن المروذي حدثهم قال: كان أبو عبد الله لا يدخل الحمام. وكان إذا احتاج إلى النورة تنور في البيت.
وأصلحت له غير مرة النورة، واشتريت له جلدا ليده يدخل يده فيه ويتنور.)
وقال حنبل: رأيت أبا عبد الله إذا أراد القيام قال لجلسائه: إذ شئتم.
وقال المروذي: رأيت أبا عبد الله قد ألقى لختان درهمين في الطست.
وقال موسى بن هارون: سئل أحمد بن حنبل فقيل له: أين نطلب البدلاء فسكت حتى ظننا أنه لا يجيب، ثم قال: إن لم يكن من أصحاب الحديث فلا أدري.
وقال المروذي: كان الإمام أحمد إذا ذكر الموت خنقته العبرة. وكان يقول: الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب.
وقال: إذا ذكرت الموت هان علي كل شيء من أمر الدنيا. وإنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس، وإنها أيام قلائل. ما أعدل بالفقر شيئا.
وقال: لو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر.

81
وقال: أريد أن أكون في بعض تلك الشعاب بمكة، حتى لا أعرف. قد بليت بالشهرة. إني لأتمنى الموت صباحا ومساء.
وقال المروذي: ذكر لأحمد أن رجلا يريد لقاءه، فقال: أليس قد كره بعضهم اللقاء. يتزين لي وأتزين له.
وقال: لقد استرحت. ما جاءني الفرح إلا منذ حلفت أن لا أحدث، وليتنا نترك.
الطريق ما كان عليه بشر بن الحارث.
وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله: إن فلانا قال: لم يزهد أبو عبد الله في الدراهم وحدها، قد زهد في الناس.
فقال: ومن أنا حتى أزهد في الناس الناس يريدون أن يزهدوا في.
وسمعت أبا عبد الله يكره للرجل أن ينام بعد العصر، يخاف على عقله.
وسمعته يقول: لا يفلح من تعاطى الكلام، ولا يخلو من أن يتجهم.
وسئل عن القراءة بالألحان فقال: هذه بدعة لا تسمع.
وكان قد قارب الثمانين، رحمه الله.
فصل في قوله في أصول الدين قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.
البر كله من الإيمان، والمعاصي تنقص من الإيمان.
وقال إسحاق بن إبراهيم البغوي: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عمن يقول: القرآن مخلوق، فقال: كافر.
وقال سلمة بن شبيب: سمعت أحمد يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.

82
وقال أبو إسماعيل الترمذي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: من قال القرآن مخلوق فهو كافر.)
وأقال إسماعيل بن الحسن السراج: سألت أحمد عمن يقول: القرآن مخلوق.
فقال: كافر.
وعمن يقول: لفظي بالقرآن مخلوق.
فقال: جهمي.
وقال صالح بن أحمد: تناهى إلى أبي أن طالب يحكي أنه يقول: لفظي بالقرآن غير مخلوق. فأخبرت أبي بذلك، فقال: من أخبرك قلت: فلان. فقال: ابعث إلى أبي طالب. فوجهت إليه، فجاء وجاء فوزان، فقال له أبي: أنا قلت لفظي بالقرآن غير مخلوق وغضب وجعل يرعد، فقال: قرأت عليك قل هو الله أحد فقلت لي: ليس هذا بمخلوق.
فقال: فلم حكيت عني أني قلت لك: لفظي بالقرآن غير مخلوق وبلغني أنك وضعت ذلك في كتاب، وكتبت به إلى قوم. فآمحه، واكتب إلى القوم أني لم أقله لك. فجعل فوزان يعتذر إليه، وانصرف من عنده وهو مرعوب، فعاد أبو طالب، فذكر أنه قد حك ذلك من كتابه، وأنه كتب إلى القوم يخبرهم أنه وهم على أبي.
قلت: الذي استقر عليه قول أبي عبد الله: أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي، ومن قال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فهو مبتدع.
وقال أحمد بن زنجويه: سمعت أحمد بن حنبل يقول: اللفظية شر من الجهمية.
وقال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: افترقت الجهمية على ثلاث فرق: فرقة قالوا: القرآن مخلوق.

83
وفرقة قالوا: القرآن كلام الله تعالى، وسكتوا.
وفرقة قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق.
وقال أبي: لا يصلى خلف واقفي، ولا خلف لفظي.
وقال المروذي: أخبرت أبا عبد الله أن أبا شعيب السوسي الذي كان بالرقة فرق بين ابنته وزوجها لما وقف بالقرآن.
فقال: أحسن، عافاه الله. وجعل يدعو له.
وقد كان أبو شعيب شاور النفيلي، فأمره أن يفرق بينهما.
قال المروذي: ولما أظهر يعقوب بن شيبة الوقف حذر أبو عبد الله عنه، وأمر بهجرانه وهجران من كلمه.
قلت: ولأبي عبد الله في مسألة اللفظ نصوص متعددة.
وأول من أظهر اللفظ الحسين بن علي الكرابيسي، وذلك في سنة أربع وثلاثين ومائتين.
وكان الكرابيسي من كبار الفقهاء.
وقال المروذي في كتاب القصص: عزم حسن بن البزاز، وأبو نصر بن عبد المجيد، وغيرهما على أن يجيئوا بكتاب)
المدلسين الذي وضعه الكرابيسي يطعن فيه على الأعمش، وسليمان التيمي. فمضيت إليه في سنة أربع وثلاثين فقلت: إن كتابك يريد قوم أن يعرضوه على عبد الله، فأظهر أنك قد ندمت عليه.
فقال: إن أبا عبد الله رجل صالح، مثله يوفق لإصابة الحق. قد رضيت أن يعرض عليه. لقد سألني أبو ثور أن أمحوه، فأبيت.
فجيء بالكتاب إلى عبد الله، وهو لا يعلم لمن هو، فعلموا على مستبشعات من الكتاب، وموضع فيه وضع على الأعمش، وفيه: إن زعمتم أن الحسن بن صالح كان يرى السيف فهذا ابن الزبير قد خرج.

84
فقال أبو عبد الله: هذا أراد نصرة الحسن بن صالح، فوضع على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد جمع للروافض أحاديث في هذا الكتاب.
فقال أبو نصر: إن فتياننا يختلفون إلى صاحب هذا الكتاب.
فقال: حذروا عنه.
ثم انكشف أمره، فبلغ الكرابيسي، فبلغني أنه قال: سمعت حسينا الصايغ يقول: قال الكرابيسي: لأقولن مقالة حتى يقول أحمد بن حنبل بخلافها فيكفر، فقال: لفظي بالقرآن مخلوق.
فقلت لأبي عبد الله: إن الكرابيسي قال: لفظي بالقرآن مخلوق. وقال أيضا: أقول: إن القرآن كلام الله غير مخلوق من كل الجهات، إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق. ومن لم يقل إن لفظي بالقرآن مخلوق فهو كافر.
فقال أبو عبد الله: بل هو الكافر، قاتله الله، وأي شيء قالت الجهمية إلا هذا قالوا كلام الله، ثم قالوا: مخلوق. وما ينفعه وقد نقض كلامه إلا خير كلامه الأول حين قال: لفظي بالقرآن مخلوق.
ثم قال أحمد: ما كان الله ليدعه وهو يقصد إلى التابعين مثل سليمان الأعمش، وغيره، يتكلم فيهم. مات بشر المريسي، وخلفه حسين الكرابيسي.
ثم قال: أيش خبر أبي ثور وافقه على هذا قلت: قد هجره.
قال: قد أحسن.
قلت: إني سألت أبا ثور عمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فقال: مبتدع.
فغضب أبو عبد الله وقال: أيش مبتدع هذا كلام جهم بعينه. ليس يفلح أصحاب الكلام.
وقال عبد الله بن حنبل: سئل أبي وأنا أسمع عن اللفظية والواقفة فقال: من كان منهم يحسن الكلام فهو جهمي.
وقال الحكم بن معبد: حدثني أحمد أبو عبد الله الدورقي قال: قلت لأحمد بن حنبل: ما تقول في هؤلاء الذين يقولون:)
لفظي بالقرآن مخلوق؟.

85
فرأيته استوى واجتمع وقال: هذا شر من قول الجهمية. من زعم هذا فقد زعم أن جبريل تكلم بمخلوق، وجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمخلوق.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي: سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال: قلت لأحمد بن حنبل: قد جاءت جهمية رابعة.
فقال: وما هي قلت: قال إنسان: من زعم أن في صدره القرآن، فقد زعم أن في صدره من الإلهية شيء.
فقال: من قال هذا فقد قال مثل قول النصارى في عيسى أن كلمة الله فيه. ما سمعت بمثل هذا قط.
قلت: أهذه الجهمية.
قال: أكبر من الجهمية.
ثم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ينزع القرآن من صدوركم. قلت: الملفوظ كلام الله، وهو غير مخلوق، والتلفظ مخلوق لأن التلفظ من كسب القارئ، وهو الحركة، والصوت، وإخراج الحروف، فإن ذلك مما أحدثه القارئ، ولم يحدث حروف القرآن ولا معانيه، وإنما أحدث نطقه به.
فاللفظ قدر مشترك بين هذا وهذا، ولذلك لم يجوز الإمام أحمد: لفظي بالقرآن مخلوق ولا غير مخلوق، إذ كل واحد من الإطلاقين موهم. والله أعلم.
وقال أبو بكر الخلال: أخبرني أحمد بن محمد بن مطر، وزكريا بن أبي يحيى، أن أبا طالب حدثهم أنه قال لأبي عبد الله: جاءني كتاب من طرسوس أن سريا السقطي قال: لما خلق الله الحروف سجدت إلا الألف فإنه قال: لا أسجد حتى أومر.
فقال: هذا كفر.
فرحم الله الإمام أحمد ما عنده في الدين محاباة.
قال الخلال: أنبأ محمد بن هارون أن إسحاق بن إبراهيم حدثهم قال: حضرت رجلا سأل أبا عبد الله فقال: يا أبا عبد الله إجماع المسلمين على

86
الإيمان بالقدر خيره وشره قال أبو عبد الله: نعم.
قال: ولا نكفر أحدا بذنب فقال أبو عبد الله: أسكت، من ترك الصلاة فقد كفر، ومن قال: القرآن مخلوق فهو كافر.)
وقال الخلال: أخبرني محمد بن سليمان الجوهري، ثنا عبدوس بن مالك العطار، سمعت أحمد بن حنبل يقول: أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه الصحابة، وترك البدع وترك الخصومات، والجلوس مع أصحاب الأهواء، وترك المراء والجدل. وليس في السنة قياس، ولا يضرب لها الأمثال، ولا تدرك بالعقول، والقرآن كلام الله غير مخلوق، وإنه من الله ليس ببائن منه. وإياك ومناظرة من أحدث فيه، ومن قال باللفظ وغيره، ومن وقف فيه فقال: لا أدري، مخلوق أوليس مخلوق، وإنما هو كلام الله فهو صاحب بدعة. والإيمان بالرؤية يوم القيامة. وإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، رواه قتادة والحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس. ورواه علي بن زيد، عن يوسف بن مهران، عن ابن عباس. والحديث عندنا على ظاهره على ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، والكلام فيه بدعة. ولكن نؤمن على ما جاء على ظاهره. وإن الله يكلم العباد يوم القيامة، ليس بينهم وبينه ترجمان.
قال حنبل بن إسحاق: قلت لأبي عبد الله: ما معنى قوله: وهو معكم وما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم.
قال: علمه علمه.
وسمعته يقول: ربنا تبارك وتعالى على العرش بلا حد ولا صفة.
قلت: معنى قوله بلا صفة أي بلا كيفية ولا وصف.
وقال أبو بكر المروذي: حدثني محمد بن إبراهيم القيسي قال: قلت لأحمد بن حنبل: يحكى عن ابن المبارك أنه قيل له: كيف نعرف ربنا؟

87
قال: في السماء السابعة على عرشه.
قال أحمد: هكذا هو عندنا.
وقال صالح بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: من زعم أن أسماء الله مخلوقة فقد كفر.
وقال عبد الله بن أحمد في كتاب الرد على الجهمية تأليفه: سألت أبي عن قوم يقولون: لما كلم الله موسى لم يتكلم بصوت.
فقال أبي: بلى تكلم جل ثناؤه بصوت. هذه الأحاديث ترويها كما جاءت.
وقال أبي: حديث ابن مسعود: إذا تكلم الله سمع له صوت كمر السلسلة على الصفوان.
قال: هذه الجهمية تنكره، وهؤلاء كفار يريدون أن يموهوا على الناس.
ثم قال: ثنا المحاربي: عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء فيخرن سجدا.)
وقال عبد الله. وجدت بخط أبي مما يحتج به على الجهمية من القرآن: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن، إن الله يبشرك بكلمة منه، إنما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته، وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته، يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم، ألا له الخلق والأمر، كل شيء هالك إلا وجهه، ويبقى وجه

88
ربك، ولتصنع على عيني، وكلم الله موسى تكليما، يا موسى إني أنا ربك، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه، وقالت اليهود يد الله مغلولة، غلت أيديهم، ولعنوا بما قالوا، بل يداه مبسوطتان. قلت: وذكر آيات كثيرة في الصفات، أنا تركت كتابتها هنا.
وقال يعقوب بن إسحاق المطوعي: سمعت أحمد بن حنبل، وسئل عن التفضيل فقال: على حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أبو بكر، وعمر، وعثمان.
وقال صالح بن أحمد: سئل أبي، وأنا شاهد، عمن يقدم عليا على عثمان يبدع فقال: هذا أهل أن يبع. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدموا عثمان.
وقال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من الرافضي قال: الذي يشتم رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يتعرض لهم ما أراه على الإسلام.
وقال أبو بكر المروذي: قيل لأبي عبد الله ونحن بالعسكر، وقد جاء بعض رسل الخليفة فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيما كان بين علي ومعاوية قال: ما أقول فيهم إلا الحسنى.
وكلام الإمام أحمد كثير طيب في أصول الدين، لا يتسع هذا الباب لسياقه

89
قد جمعه الخلال في مصنف سماه كتاب السنة عن أحمد بن حنبل في ثلاث مجلدات، فمما فيه: أنبا المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: من تعاطى الكلام لا يفلح، من تعاطى الكلام لم يخل من أن يتجهم.
وسمعت أبا عبد الله يقول: لست أتكلم إلا ما كان من كتاب أو سنة، أو عن الصحابة والتابعين. وأما غير ذلك فالكلام فيه غير محمود.
وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: من أحب الكلام لم يفلح، لا يؤول أمرهم إلى خير.
وسمعته يقول: عليكم بالسنة والحديث وإياكم والخوض والجدال والمراء، فإنه لا يفلح من أحب الكلام.
وقال لي: لا تجالسهم، ولا تكلم أحدا منهم.
ثم قال: أدركنا الناس وما يعرفون هذا، ويجانبون أهل الكلام.
وسمعته يقول: ما رأيت أحدا طلب الكلام واشتهاه فأفلح لأنه يخرجه إلى أمر عظيم. لقد تكلموا يومئذ بكلام، وآحتجوا)
بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه.
قال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون، ثنا أبو الحارث: سمعت أبا عبد الله يقول: قال أيوب: إذا تمرق أحدكم لم يعد.
وقال الخلال: أنا أحمد بن أصرم المزني قال: حضرت أحمد بن حنبل قال له العباس الهمداني: إني ربما رددت عليهم.
قال أحمد: لا ينبغي الجدال.
ودخل أحمد المسجد وصلى، فلما انفتل قال: أنت عباس قال: نعم.
قال: اتق الله، ولا ينبغي أن تنصب نفسك، وتشتهر بالكلام ولا بوضع الكتب. لو كان هذا خيرا لتقدمنا فيه الصحابة.
لم أر شيئا من هذه في الكتب، وهذه كلها بدعة.

90
قال: مقبول منك يا أبا عبد الله، استغفر الله وأتوب إليه، إني لست أطلبهم، ولا أدق أبوابهم لكن أسمعهم يتكلمون بالكلام، وليس أحد يرد عليهم فأغتم، ولا أصبر حتى أرد عليهم.
قال: إن جاءك مسترشد فأرشده. قالها مرارا.
قال الخلال: أنا محمد بن هارون، ومحمد بن جعفر، أن أبا الحارث حدثهم قال: سألت أبا عبد الله قلت: إن ههنا من يناظر الجهمية يبين خطأهم، ويدقق عليهم المسائل، فما ترى قال: لست أرى الكلام في شيء من هذه الأهواء، ولا أرى لأحد أن يناظرهم. أليس قال معاوية بن قرة: الخصومات تحبط الأعمال. والكلام رديء لا يدعو إلى خير. تجنبوا أهل الجدال والكلام، وعليك بالسنن، وما كان عليه أهل العلم قبلكم، فإنهم كانوا يكرهون الكلام والخوض مع أهل البدع. وإنما السلامة في ترك هذا. لم نؤمر بالجدال والخصومات.
وقال: إذا رأيتم من يحب الكلام فآحذروه.
قال ابن أبي داود: ثنا موسى بن عمران الإصبهاني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا تجالس أصحاب الكلام، وإن ذبوا عن السنة.
وقال الميموني: سمعت أحمد بن حنبل يقول: ما زال الكلام عند أهل الخير مذموما.
قلت: ذم الكلام وتعلمه قد جاء من طرق كثيرة عن الإمام أحمد، وغيره.
في قوله في أصول الدين)
فصل في سيرته قال الخلال: قلت لزهير بن صالح بن أحمد: هل رأيت جدك قال: نعم، مات وقد دخلت في عشر سنين. كنا ندخل إليه كل يوم جمعة أنا وإخواتي،
وكان بيننا وبينه باب. وكان يكتب لكل واحد منا حبتين حبتين من فضة في رقعة إلى فامي يعامله، فنأخذ منه الحبتين، وتأخذ الأخوات.

91
وكان ربما مررت به وهو قاعد في الشمس، وظهره مكشوف، وأثر الضرب بين في ظهره.
وكان لي أخ أصغر مني اسمه علي، فأراد أبي أن يختنه، فآتخذ له طعاما كثيرا، ودعا قوما، فلما أراد أن يختنه وجه إليه جدي فقال له: بلغني ما أحدثته لهذا الأمر، وقد بلغني أنك أسرفت، فآبدأ بالفقراء والضعفاء فأطعمهم.
فلما كان من الغد، وحضر الحجام، وحضر أهلنا، فجاء جدي حتى جلس في الموضع الذي فيه الصبي، وأخرج صريرة دفعها إلى الحجام، وصريرة دفعها إلى الصبي، وقام فدخل منزله. فنظر الحجام في الصريرة فإذا درهم واحد.
وكنا قد رفعنا كثيرا مما آفترش، وكان الصبي على مصطبة مرتفعة على شيء من الثياب الملونة، فلم ينكر ذلك.
وقدم علينا من خراسان ابن خالة جدي، فنزل على أبي، وكان يكنى بأبي أحمد، فدخلت معه إلى جدي، فجاءت الجارية بطبق خلاف، وعليه خبز وبقل وخل وملح. ثم جاءت بغضارة فوضعتها بين أيدينا، فيها مصلية، فيها لحم وسلق كثير، فجعلنا نأكل وهو يأكل معنا، ويسأل أبا أحمد عمن بقي من أهلهم بخراسان في خلال ما يأكل، فربما استعجم الشيء على أبي أحمد، فيكلمه جدي بالفارسية، ويضع القطعة اللحم بين يديه وبين يدي. ثم رفع الغضارة بيده، فوضعها ناحية، ثم أخذ طبقا إلى جنبه، فوضعه بين أيدينا، فإذا تمر بري، وجوز مكسر. وجعل يأكل، وفي خلال ذلك يناول أبا أحمد.
وقال عبد الملك الميموني: كثيرا ما كنت أسأل أبا عبد الله عن الشيء فيقول: لبيك لبيك.
وعن المروذي قال: لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أبي عبد الله. كان مائلا إليهم، مقصرا عن أهل الدنيا.
وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول. وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار. إذا جلس في مجلس بعد العصر لا يتكلم حتى يسأل. وإذا خرج إلى مسجده لم يتصدر. يقعد حيث انتهى به المجلس.

92
وقال الطبراني: ثنا موسى بن هارون: سمعت إسحاق بن راهويه يقول: لما خرج أحمد بن حنبل إلى عبد الرزاق انقطعت به النفقة، فأكرى نفسه من جمالين إلى أن جاء صنعاء، وعرض عليه أصحابه المواساة، فلم يقبل.
قال الفقيه علي بن محمد بن عمر الرازي: سمعت أبا عمر غلام ثعلب: سمعت أبا القاسم بن بشار الأنماطي: سمعت المزني: سمعت الشافعي يقول: رأيت ببغداد ثلاث أعجوبات: رأيت فيها نبطيا يتنحى علي حتى كأنه عربي.)
ورأيت أعرابيا يلحن حتى كأنه نبطي، ورأيت شابا وخطه الشيب، فإذا قال: حدثنا. قال الناس كلهم: صدق.
قال المزني: فسألته، فقال: الأول الزعفراني والثاني أبو ثور الكلبي وكان لحانا، وأما الشاب فأحمد بن حنبل.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: رأيت أبي حرج على النمل أن يخرج النمل من داره. ثم رأيت النمل قد خرجن بعد ذلك نملا سودا، فلم أرهم بعد ذلك.
رواها أحمد بن محمد اللنباني، عنه.
قال أبو الفرج بن الجوزي: لما وقع الغرق سنة أربع وخمسين وخمسمائة، غرقت كتبي، وسلم لي مجلد، فيه ورقتان بخط الإمام أحمد.
ومن نهى أبي عبد الله عن الكلام، قال المروذي: أخبرت قبل موت أبي عبد الله بسنتين أن رجلا كتب كتابا إلى أبي عبد الله يشاوره في أن يضع كتابا يشرح فيه الرد على أهل البدع، فكتب إليه أبو عبد الله.
قال الخلال: وأخبرني علي بن عيسى أن حنبلا حدثهم قال: كتب رجل إلى أبي عبد الله.
قال: وأخبرني محمد بن علي الوراق ثنا صالح بن أحمد قال: كتب رجل إلى أبي يسأله عن مناظرة أهل الكلام والجلوس معهم، فأملى علي أبي جواب

93
كتابه: أحسن الله عاقبتك، الذي كنا نسمع عليه من أدركنا أنهم كانوا يكرهون الكلام والجلوس مع أهل الزيغ، وإنما الأمر في التسليم والانتهاء إلى ما في كتاب الله، لا تعد ذلك. ولم يزل الناس يكرهون كل محدث، من وضع كتاب، وجلوس مع مبتدع، ليورد عليه بعض ما يلبس عليه في دينه.
وقال المروذي: بلغني أن أبا عبد الله أنكر على وليد الكرابيسي مناظرته لأهل البدع.
وقال المروذي: قلت لأبي عبد الله: قد جاءوا بكلام فلان ليعرض عليك.
وأعطيته الرقعة، فكان فيها: والإيمان يزيد وينقص فهو مخلوق، وإنما قلت إنه مخلوق على الحركة والفعل لا على القول، فمن قال: الإيمان مخلوق، وأراد القول، فهو كافر.
فلما قرأها أحمد وانتهى إلى قوله: الحركة والفعل، غضب، فرمى بها وقال: هذا مثل قول الكرابيسي وإنما أراد الحركات مخلوقة، إذا قال الإيمان مخلوق، وأي شيء بقي يفلح أصحاب الكلام.
قلت: إنما حط عليه أحمد بن حنبل لكونه خاض وأفتى وقسم، وفي هذا عبرة وزاجر، والله أعلم. فقد زجر الإمام أحمد كما ترى في قصة الرقعة التي في الإيمان، وهي والله بحث صحيح، وتقسيم مليح. وبعد هذا فقد ذم من أطلق الخلق على الإيمان، باعتبار قول العبد لا باعتبار مقولة، لأن ذلك نوع من الكلام، وهو كان يذم الكلام وأهله، وإن أصابوا، ونهى عن تدقيق النظر في أسماء الله وصفاته، مع أن محمد بن نصر المروزي قد سمع إسحاق بن راهويه يقول: خلق الله الإيمان والكفر،
والخير والشر.)
فصل في زوجاته وأولاده قال زهير بن صالح بن أحمد: تزوج جدي بأم أبي عباسة بنت الفضل من العرب من الربض، لم يولد له منها غير أبي. ثم ماتت.
قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة، فما اختلفت أنا وهي في كلمة.

94
وقال زهير: لما ماتت عباسة تزوج جدي بعدها امرأة من العرب، يقال لها ريحانة، فولدت له عبد الله وحده.
وقال أبو بكر الخلال: ثنا أحمد بن محمد بن خلف البراثي: أخبرني أحمد بن عبثر قال: لما ماتت أم صالح قال أحمد لامرأة عندهم: اذهبي إلى فلانة ابنة عمي فاخطبيها لي من نفسها.
قالت: فأتيتها فأجابته.
فلما رجعت إليه قال: كانت أختها تسمع كلامك قال: وكانت بعين واحدة.
فقالت له: نعم.
قال: فآذهبي فآخطبي تلك التي بعين واحدة.
فأتتها فأجابته. وهي أم عبد الله ابنه. فأقام معها سبعا ثم قالت له: كيف رأيت يا أبن عمي أنكرت شيئا قال: لا، إلا أن نعلك هذه تصر.
فيما تقدم وهم من أحمد، رحمه الله، تزوج بهذه بعد موت أم صالح، وذلك لا يستقيم، لأن عبد الله ولد لأحمد، ولأحمد خمسون سنة غير أشهر، وكان صالح أكبر من عبد الله بسنوات، لأنه سمع من عفان، وأبي الوليد.
وذكر أبو يعقوب الهروي، وغيره أن صالحا ولد سنة ثلاث ومائتين، ولأبيه إذ ذاك تسع وثلاثون سنة. فصالح أكبر من عبد الله بعشر سنين والله أعلم.
وقال الخلال: حدثني محمد بن العباس: نا محمد بن علي: حدثني أبو بكر بن يحيى قال: قال أبو يوسف بن بختان: لما أمرنا عبد الله أن نشتري له الجارية مضيت أنا وفوزان، فتبعني أبو عبد الله فقال لي: يا ابا يوسف، ويكون لها لحم.
قال زهير بن صالح: لما توفيت أم عبد الله اشترى حسن، فولدت منه زينب، ثم الحسن، والحسين توأما، وماتا بالقرب من ولادتها، ثم ولدت الحسن، محمدا، فعاش، ثم حتى صارا من السن إلى نحو من الأربعين سنة.

95
ثم ولدت بعدهما سعيدا.
قال الخلال: وثنا محمد بن علي بن يحيى: سمعت حسن، أم ولد أبي عبد الله تقول: قلت لمولاي: يا مولاي اصرف)
فرد خلخالي.
قال: وتطيب نفسك قلت نعم.
قال: الحمد لله الذي وفقك لهذا.
قالت: فأعطيته أبا الحسن بن صالح، فباعه بثمانية دنانير ونصف، وفرقها وقت حملي. فلما ولدت حسنا أعطى مولاتي كرامة درهما، وهي امرأة كبيرة كانت تخدمهم، وقال لها: اذهبي إلى شجاع القصاب يشتري لك بهذا رأسا.
فآشترى لنا رأسا، وجاءت به، فأكلنا.
فقال لي: يا حسن، ما أملك غير هذا الدرهم، وما لك عندي غير هذا اليوم.
قالت: وكان إذا لم يكن عند مولاي شيء فرح يومه ذلك. فدخل يوما فقال لي: أريد أن احتجم اليوم وليس معي شيء. فجئت إلى جرة لي فيها غزل، فبعته بأربعة دراهم، فاشتريت لحما بنصف درهم، وأعطى الحجام درهما، واشتريت طيبا بدرهم.
ولما خرج إلى سر من رأى كنت قد غزلت غزلا لينا، وعملت ثوبا حسنا، فلما قدم أخرجته إليه، قال: ما أريده.
فدفعته إلى فوزان، فباعه باثنتين وأربعين درهما، واشتريت منه قطنا، فغزلته ثوبا كبيرا، فلما أعلمته قال: لا تقطعيه دعيه. فكان كفنه كفن فيه.
وأخرجت الغليظ فقطعته.
وعن أحمد بن جعفر بن المنادي أن أبا عبد الله آشترى جارية بثمن يسير، سماها ريحانة ليتسرى بها. لم يتابع ابن المنادي على هذا.
قال حنبل: ولد سعيد قبل موت أحمد بنحو من خمسين يوما.

96
وقال بعض الناس: ولي سعيد قضاء الكوفة، ومات سنة ثلاث وثلاثمائة.
وهذا لا يصح. فإن سعيدا ولد قبل موت أبيه، ومات قبل موت أخيه عبد الله بدهر. لأن إبراهيم الحربي عزى عبد الله بأخيه سعيد.
وأما الحسن، ومحمد. قال ابن الجوزي: فلا نعرف من أخبارهما شيئا.
وأما زينب فكبرت وتزوجت. وله بنت اسمها فاطمة، إن صح ذلك.
ذكر المحنة ما زال المسلمون على قانون السلف من أن القرآن كلام الله تعالى ووحيه وتنزيله غير مخلوق، حتى نبغت المعتزلة)
والجهمية، فقالوا بخلق القرآن، متسترين بذلك في دولة الرشيد. فروى أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن محمد بن نوح، أن هارون الرشيد قال: بلغني أن بشر بن غياث يقول: القرآن مخلوق. لله علي إن أظفرني به لأقتلنه.
قال الدورقي: وكان بشر متواريا أيام الرشيد، فلما مات ظهر بشر ودعى إلى الضلالة.
قلت: ثم إن المأمون نظر في الكلام، وباعث المعتزلة، وبقي يقدم رجلا ويؤخر أخرى في دعاء الناس إلى القول بخلق القرآن، إلى أن قوي عزمه على ذلك في السنة التي مات فيها، كما سقناه.
قال صالح بن أحمد بن حنبل: حمل أبي، ومحمد بن نوح مقيدين، فصرنا معهما إلى الأنبار، فسأل أبو بكر الأحوال أبي فقال: يا أبا عبد الله، إن عرضت على السيف تجيب.
قال: لا.
ثم سيرا، فسمعت أبي يقول: صرنا إلى الرحبة ودخلنا فيها، وذلك في جوف الليل، فعرض لنا رجل فقال: أيكم أحمد بن حنبل فقيل له: هذا.
فقال للجمال: على رسلك. ثم قال: يا هذا، ما عليك أن تقتل ههنا وتدخل الجنة. ثم قال: أستودعك الله، ومضى.

97
قال أبي: فسألت عنه، فقيل: هذا رجل من العرب من ربيعة يعمل الشعر في البادية، يقال له جابر بن عامر، يذكر بخير.
وروى أحمد بن أبي الحواري: ثنا إبراهيم بن عبد الله قال: قال أحمد بن حنبل: ما سمعت كلمة منذ وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة أعرابي كلمني بها في رحبة طوق، قال: يا أحمد، إن يقتلك الحق مت شهيدا، وإن عشت عشت حميدا. فقوي قلبي.
قال صالح بن أحمد: قال أبي: صرنا إلى أذنة، ورحلنا منها في جوف الليل، وفتح لنا بابها، فإذا رجل قد دخل فقال: البشرى، قد مات الرجل، يعني المأمون.
قال أبي: وكنت أدعو الله أن لا أراه.
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: سمعت أحمد بن حنبل يقول: تبينت الإجابة في دعوتين: دعوت الله أن لا يجمع بيني وبين المأمون، ودعوته أن لا أرى المتوكل. فلم أر المأمون ومات بالبذندون وهو نهر الروم، وأحمد محبوس بالرقة حتى بويع المعتصم بالروم، ورجع فرد أحمد إلى بغداد.
وأما المتوكل فإنه لما أحضر أحمد دار الخلافة ليحدث ولده، قعد له المتوكل في خوخة حتى نظر إلى أحمد، ولم يره أحمد.)
قال صالح: لما صدر أبي ومحمد بن نوح إلى طرسوس ردا في أقيادهما، فلما صارا إلى الرقة حملا في سفينة، فلما وصلا إلى عانات توفي محمد، فأطلق عنه قيده، وصلى عليه أبي.
وقال حنبل: قال أبو عبد الله: ما رأيت أحدا على حداثة سنه وقدر علمه أقوم بأمر الله من محمد بن نوح. وإني لأرجو أن يكون قد ختم له بخير. قال لي

98
ذات يوم: يا أبا عبد الله، الله، الله، إنك لست مثلي، أنت رجل يقتدى بك، قد مد الخلق أعناقهم إليك لما يكون منك. فآتق الله وآثبت لأمر الله. أو نحو هذا.
فمات وصليت عليه ودفنته. أظنه قال: بعانة.
قال صالح: وصار أبي إلى بغداد مقيدا، فمكث بالياسرية أياما، ثم حبس في دار آكتريت عند دار عمارة. ثم نقل بعد ذلك إلى حبس العامة في درب الموصلية، فقال أبي: كنت أصلي بأهل السجن وأنا مقيد. فلما كان في رمضان سنة تسع عشرة حولت إلى دار إسحاق بن إبراهيم.
وأما حنبل بن إسحاق فقال: حبس أبو عبد الله في دار عمارة ببغداد في إسطبل لمحمد بن إبراهيم أخي إسحاق بن إبراهيم، وكان في حبس ضيق ومرض في رمضان، فحبس في ذلك الحبس قليلا، ثم حول إلى سجن العامة، فمكث في السجن نحوا من ثلاثين شهرا، فكنا نأتيه. وقرأ علي كتاب الإرجاء وغيره في الحبس، فرأيته يصلي بأهل الحبس وعليه القيد، فكان يخرج رجله من حلقة القيد وقت الصلاة والنوم.
رجعنا إلى ما حكاه صالح بن أحمد، عن أبيه: لما حول إلى دار إسحاق بن إبراهيم فكان يوجه إلي كل يوم برجلين، أحدهما يقال له أحمد بن رباح، والآخر أبو شعيب الحجام، فلا يزالان يناظراني حتى إذا أرادا الانصراف دعي بقيد، فزيد في قيودي.
قال: فصار في رجله أربعة أقياد.
قال أبي: فلما كان اليوم الثالث دخل علي أحد الرجلين فناظرني، فقلت له: ما تقول في علم الله قال: إنه مخلوق.
فقلت له: كفرت.
فقال الرسول الذي كان يحضر من قبل إسحاق بن إبراهيم: إن هذا رسول

99
أمير المؤمنين.
فقلت له: إن هذا قد كفر.
فلما كان في الليلة الرابعة وجه، يعني المعتصم، ببغا الذي كان يقال له الكبير، إلى إسحاق، فأمره بحملي إليه.
فأدخلت على إسحاق فقال: يا أحمد، إنها والله نفسك، إنه لا يقتلك بالسيف. إنه قد آلى بان لم تجبه أن يضربك ضربا بعد ضرب، وأن يقتلك في موضع لا يرى فيه شمس ولا قمر. أليس قد قال الله عز وجل: إنا جعلناه قرآنا عربيا،)
أفيكون مجعولا إلا مخلوقا فقلت: قد قال الله تعلى: فجعلهم كعصف مأكول أفخلقهم قال: فسكت فلما صرنا إلى الموضع المعروف بباب البستان أخرجت وجئ بدابة، فحملت عليها وعلي الأقياد، ما معي أحد يمسكني. فكدت غير مرة أن أخر على وجهي لثقل القيود. فجيء بي إلى دار المعتصم، فأدخلت حجرة، وأدخلت إلى البيت، وأقفل الباب علي، وذلك في الجوف الليل، وليس في البيت سراج. فأردت أن أتمسح للصلاة، فمددت يدي، فإذا أنا بإناء فيه ماء وطست موضوع، فتوضأت وصليت. فلما كان من الغد أخرجت تكتي من سراويلي، وشددت بها الأقياد أحملها، وعطفت سراويلي. فجاء رسول المعتصم فقال: أجب.
فأخذ بيدي وأدخلني عليه، والتكة في يدي أحمل بها الأقياد. وإذا هو جالس، وابن أبي دؤآد حاضر، وقد جمع خلقا كثيرا من أصحابه، فقال لي، يعني المعتصم: أدنه، أدنه. فلم يزل يدنيني حتى قربت منه، ثم قال لي: اجلس. فجلست وقد أثقلتني الأقياد، فمكثت قليلا ثم قلت: أتأذن لي في الكلام فقال: تكلم.

100
فقلت: إلى ما دعا الله ورسوله؟ فسكت هنية ثم قال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله.
فقلت: فأنا أشهد أن لا إله إلا الله. ثم قلت: إن جدك ابن عباس يقول: لما قدم وفد عبد القيس على رسول الله صلى الله عليه وسلم سألوه عن الإيمان فقال: أتدرون ما الإيمان قالوا: الله ورسوله أعلم.
قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وأن تعطوا الخمس من المغنم.
قال أبي: قال يعني المعتصم لولا أني وجدتك في يد من كان قبلي ما عرضت لك.
ثم قال: يا أبا عبد الرحمن بن إسحاق، ألم آمرك برفع المحنة فقلت: الله أكبر إن في هذا لفرجا للمسلمين.
ثم قال لهم: ناظروه، كلمه يا أبا عبد الرحمن كلمه.
فقال لي عبد الرحمن: ما تقول في القرآن قلت له: ما تقول في علم الله فسكت.
فقال لي بعضهم: أليس قال الله تعالى: الله خالق كل شيء والقرآن أليس هو شيء فقلت: قال الله تعالى: تدمر كل شيء بأمر ربها فدمرت إلا ما أراد الله.

101
فقال بعضهم: ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث أفيكون محدث إلا مخلوقا)
فقلت: قال الله: ص والقرآن ذي الذكر فالذكر هو القرآن. وتلك ليس فيها ألف ولام.
وذكر بعضهم حديث عمران بن حصين أن الله عز وجل خلق الذكر.
فقلت: هذا خطأ، حدثنا غير واحد: إن الله كتب الذكر.
واحتجوا بحديث ابن مسعود: ما خلق الله من جنة ولا نار ولا سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي.
فقلت: إنما وقع الخلق على الجنة والنار والسماء والأرض، ولم يقع على القرآن.
فقال بعضهم: حديث خباب: يا هنتاه، تقرب إلى الله بما استطعت فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه.
قلت: هكذا هو.
قال صالح بن أحمد: فجعل أحمد بن أبي دؤاد ينظر إلى أبي كالمغضب، قال أبي: وكان يتكلم هذا، فأرد عليه، ويتكلم هذا، فأرد عليه، فإذا انقطع الرجل منهم اعترض ابن أبي دؤاد فيقول: يا أمير المؤمنين هو والله ضال مضل مبتدع.
فيقول: كلموه، ناظروه.

102
فيكلمني هذا، فأرد عليه، ويكلمني هذا، فأرد عليه، فإذا انقطعوا يقول لي المعتصم: ويحك يا أحمد ما تقول فأقول: يا أمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله حتى أقول به.
فيقول ابن دؤآد: أنت لا تقول إلا ما في كتاب الله أو سنة رسول الله فقلت له: تأولت تأويلا، فأنت أعلم، وما تأولت ما يحبس عليه وما يقيد عليه.
قال حنبل: قال أبو عبد الله: ولقد احتجوا علي بشيء ما يقوى قلبي ولا ينطلق لساني أن أحكيه. أنكروا الآثار، وما ظننتهم على هذا حتى سمعت مقالتهم، وجعلوا يدعون، يقول الخصم: وكذا وكذا. فآحتججت عليهم بالقرآن بقوله: يا أبت تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا فذم إبراهيم أباه أن عبد ما لا يسمع ولا يبصر، أفهذا منكر عندكم.
فقالوا: شبه يا أمير المؤمنين، شبه يا أمير المؤمنين.
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: حدثني بعض أصحابنا أن ابن أبي دؤآد يقول: يا أمير المؤمنين، والله لئن أجابك لهو أحب إلي من مائة ألف دينار، ومائة ألف دينار، ويعد من ذلك ما شاء الله أن يعد.
فقال المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقن عنه بيدي، ولأركبن إليه بجندي، ولأطأن عقبه.
ثم قال: يا أحمد، والله إني عليك لشفيق، وإني لأشفق عليك كشفقتي على هارون ابني. ما تقول فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسوله. فلما طال المجلس

103
ضجر وقال: قوموا. وحبسني، يعني عنده،)
وعبد الرحمن بن إسحاق يكلمني.
فقال المعتصم: ويحك أجبني. وقال: ما أعرفك، ألم تكن تأتينا فقال له عبد الرحمن بن إسحاق: يا أمير المؤمنين أعرفه منذ ثلاثين سنة يرى طاعتك والجهاد والحج معك.
قال: فيقول: والله إنه لعالم، وإنه لفقيه، وما يسوءني أن يكون معي يرد عني أهل الملل.
ثم قال لي: ما كنت تعرف صالحا الرشيدي قلت: قد سمعت باسمه.
قال: كان مؤدبي، وكان في ذلك الموضع جالسا، وأشار إلى ناحية من الدار، فسألته عن القرآن فخالفني، فأمرت به فوطيء وسحب.
ثم قال: يا أحمد أجبني إلى شيء لك فيه أدنى مخرج حتى أطلق عنك بيدي.
قلت: أعطوني شيئا من كتاب الله وسنة رسوله.
فطال المجلس وقام، ورددت إلى الموضع الذي كنت فيه، فلما كان بعد المغرب وجه إلي رجلين من أصحاب ابن أبي دؤآد يبيتان عندي ويناظراني ويقيمان معي، حتى إذا كان وقت الإفطار جيء بالطعام، ويجتهدان بي أن أفطر، فلا أفعل.
ووجه إلي المعتصم ابن أبي دؤآد في بعض الليالي فقال: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول فأرد عليه نحوا مما كنت أرد.
فقال ابن أبي دؤآد: والله لقد كتبت اسمك في السبعة، يحيى بن معين، وغيره، فمحوته. ولقد ساءني أخذهم إياك. ثم يقول: إن أمير المؤمنين قد

104
حلف أن يضربك ضربا بعد ضرب، وأن يلقيك في موضع لا ترى فيه الشمس، ويقول: إن أجابني جئت إليه حتى أطلق عنه بيدي.
وآنصرفت، فلما أصبح جاء رسوله فأخذ بيدي حتى ذهب بي إليه، فقال لهم: ناظروه وكلموه.
فجعلوا يناظرونني، فأرد عليهم، فإذا جاءوا بشيء من الكلام مما ليس في الكتاب والسنة قلت: ما أدري ما هذا.
قال: يقولون: يا أمير المؤمنين إذا توهمت له الحجة علينا ثبت. وإذا كلمناه بشيء يقول لا أدري ما هذا.
فقال: ناظروه.
فقال رجل: يا أحمد أراك تذكر الحديث وتنتحله.
قلت: فما تقول في يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين قال: خص الله بها المؤمنين.)
قلت: ما تقول إن كان قاتلا أو عبدا فسكت. وإنما احتججت عليهم بهذا لأنهم كانوا يحتجون بظاهر القرآن، وحيث قال لي: أراك تنتحل الحديث احتججت بالقرآن، يعني. فلم يزالوا كذلك إلى قرب الزوال فلما ضجر قال لهم: قوموا وخلا بي وبعبد البرحمن بن إسحاق.
فلم يزل يكلمني.
ثم قال أبي: فقام ودخل، ورددت إلى الموضع.
قال: فلما كان في الليلة الثالثة قلت: خليق أن يحدث غدا من أمري

105
شيء، فقلت لبعض من كان معي الموكل بي: ارتد لي خيطا. فجاءني بخيط، فشددت به الأقياد، ورددت التكة إلى سراويلي مخافة أن يحدث من أمري شيء فأتعرى.
فلما كان من الغد في اليوم الثالث وجه إلي، فأدخلت، فإذا الدار غاصة، فجعلت أدخل من موضع إلى موضع، وقوم معهم السيوف، وقوم معهم السياط، وغير ذلك. ولم يكن في اليومين الماضيين كبير أحد من هؤلاء. فلما انتهيت إليه قال: اقعد. ثم قال: ناظروه، كلموه.
فجعلوا يناظرونني، ويتكلم هذا فأرد عليه، ويتكلم هذا فأرد عليه، وجعل صوتي يعلو أصواتهم، فجعل بعض من على رأسه قائم يوميء إلي بيده، فلما طال المجلس نحاني، ثم خلا بهم. ثم نحاهم وردني إلى عنده فقال: ويحك يا أحمد، أجبني حتى أطلق عنك بيدي. فرددت عليه نحوا مما كنت يرد، فقال لي: عليك، وذكر اللعن.
وقال: خذوه واسحبوه واخلعوه.
قال: فسحبت ثم خلعت.
قال: وقد كان صار إلي شعر من شعر النبي صلى الله عليه وسلم في كم قميصي، فوجه إلي إسحاق بن إبراهيم: ما هذا المصرور في كم قميصك قلت: شعر من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وسعى بعض القوم إلى القميص ليخرقه علي، فقال لهم، يعني المعتصم: لا تخرقوه.
فنزع القميص عني.

106
قال: وظننت أنه إنما دريء عن القميص الخرق بسبب الشعر الذي كان فيه.
قال: وجلس المعتصم على كرسي ثم قال: العقابين والسياط.
فجيء بالعقابين، فمدت يداي، فقال بعض من حضر خلفي: خذ أي الخشبتين بيديك وشد عليهما. فلم أفهم ما قال، فتخلعت يداي.)
وقال محمد بن إبراهيم البوشنجي: ذكروا أن المعتصم لان في أمر أحمد لما علق في العقابين، ورأى ثبوته وتصميمه وصلابته في أمره، حتى أغراه ابن أبي دؤآد وقال له: إن تركته قيل إنك تركت مذهب المأمون وسخطت قوله.
فهاجه ذلك على ضربه.
قال صالح: قال أبي: لما جيء بالسياط نظر إليها المعتصم وقال: ائتوني بغيرها.
ثم قال للجلادين: تقدموا.
فجعل يتقدم إلي الرجل منهم فيضربني سوطين، فيقول له: شد، قطع الله يدك.
ثم يتنحى، فيقدم الآخر فيضربني سوطين وهو يقول في كل ذلك: شد، قطع الله يدك.
فلما ضربت تسع عشر سوطا قام إلي، يعني المعتصم، وقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك إني والله عليك لشفيق.
قال: فجعل عجيف ينخسني بقائمة سيفه وقال: أتريد أن تغلب هؤلاء كلهم.
وجعل بعضهم يقول: ويلك، الخليفة على رأسك قائم.
وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين دمه في عنقي، اقتله.

107
وجعلوا يقولون: يا أمير المؤمنين أنت صائم وأنت في الشمس قائم.
فقال لي: ويحك يا أحمد ما تقول فأقول: أعطوني شيئا من كتاب الله أو سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول به.
فرجع وجلس، وقال للجلاد: تقدم وأوجع، قطع الله يدك.
ثم قام الثانية فجعل يقول: ويحك يا أحمد أجبني.
فجعلوا يقبلون علي ويقولون: يا أحمد إمامك على رأسك قائم.
وجعل عبد الرحمن يقول: من صنع من أصحابك في هذا الأمر ما تصنع وجعل المعتصم يقول: ويحك أجبني إلى شيء لك فيه أدنى فرج حتى أطلق عنك بيدي.
فقلت: يأمير المؤمنين، أعطوني شيئا من كتاب الله فيرجع.
وقال للجلادين: تقدموا.
فجعل الجلاد يتقدم ويضربني سوطين ويتنحى، وهو في خلال ذلك يقول: شد، قطع الله يدك.
قال أبي: فذهب عقلي، فأفقت بعد ذلك، فإذا الأقياد قد أطلقت عني.
وقال لي رجل ممن حضر: إنا كببناك على وجهك، وطرحنا على ظهرك بارية ودسناك.
قال أبي: فما شعرت بذلك، وأتوني بسويق فقالوا لي: اشرب وتقيأ.)
فقلت: لا أفطر.
ثم جيء بي إلى إسحاق بن إبراهيم، فحضرت صلاة الظهر، فتقدم ابن سماعة فصلى، فلما انفتل من الصلاة قال لي: صليت والدم يسيل في ثوبك.
فقلت: قد صلى عمر وجرحه يثعب دما.

108
قال صالح: ثم خلي عنه، فصار إلى منزله. وكان مكثه في السجن منذ أخذ وحمل إلى ضرب وخلي عنه ثمانية وعشرين شهرا. ولقد أخبرني أحد الرجلين اللذين كانا معه قال: يا ابن أخي، رحمة الله على أبي عبد الله، والله ما رأيت أحدا يشبهه. ولقد جعلت أقول له في وقت ما يوجه إلينا بالطعام: يا أبا عبد الله، أنت صائم وأنت في موضع تقية.
ولقد عطش، فقال لصاحب الشراب: ناولني. فناوله قدحا فيه ماء وثلج، فأخذه ونظر إليه هنية ثم رده ولم يشرب، فجعلت أعجب من صبره على الجوع والعطش وهو فيما هو فيه من الهول.
قال صالح: كنت ألتمس وأحتال أن أوصل إليه طعاما أو رغيفا في تلك الأيام، فلم أقدر. وأخبرني رجل حضره أنه تفقده في هذه الأيام الثلاثة وهم يناظرونه، فما لحن في كلمة.
قال: وما ظننت أن أحدا يكون في مثل شجاعته وشدة قلبه.
وقال حنبل: سمعت أبا عبد الله يقول: ذهب عقلي مرارا، فكان إذا رفع عني الضرب رجعت إلى نفسي. وإذا استرخيت وسقطت رفع الضرب. أصابني ذلك مرارا، ورأيته، يعني المعتصم، قاعدا في الشمس بغير مظلة، فسمعته وقد أفقت يقول لابن دؤآد: لقد ارتكبت في أمر هذا الرجل.
فقال: يا أمير المؤمنين إنه والله كافر مشرك، قد أشرك من غير وجه. فلا يزال به حتى يصرفه عما يريد. وقد كان أراد تخليتي بغير ضرب، فلم يدعه ولا إسحاق بن إبراهيم، عزم حينئذ على ضربي.
قال حنبل: وبلغني أن المعتصم قال لابن أبي دؤاد بعدما ضرب

109
أبو عبد الله: كم ضرب؟ فقال ابن أبي دؤاد: نيف وثلاثين أو أربعة وثلاثين سوطا.
وقال أبو عبد الله: قال لي إنسان ممن كان: ثم ألقينا على صدرك بارية.
أكببناك على وجهك ودسناك.
قال أبو الفضل عبيد الله الزهري: قال المروذي: قلت وأحمد بين الهنبادين: يا أستاذ، قال الله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم. قال: يا مروذي، أخرج انظر.)
فخرجت إلى رحبة دار الخليفة، فرأيت خلقا لا يحصيهم إلا الله تعالى، والصحف في أيديهم، والأقلام والمحابر. فقال لهم المروذي: أي شيء تعملون قالوا: ننتظر ما يقول أحمد فنكتبه.
فدخل إلى أحمد فأخبره، فقال: يا مروذي أضل هؤلاء كلهم قلت: هذه حكاية منقطعة لا تصح.
قال ابن أبي حاتم: ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الأسدي قال: لما حمل أحمد ليضرب جاءوا إلى بشر بن الحارث فقالوا: قد حمل أحمد بن حنبل وحملت السياط، وقد وجب عليك أن تتكلم.
فقال: تريدون مني مقام الآنبياء ليس ذا عندي. حفظ الله أحمد من بين يديه ومن خلفه.
وقال الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي: حدثني داود بن عرفة: ثنا ميمون بن الأصبغ قال: كنت ببغداد، فسمعت ضجة، فقلت: ما هذا قالوا: أحمد يمتحن.

110
فأخذت مالا له خطر، فذهبت به إلى من يدخلني إلى المجلس، فأدخلوني، وإذا بالسيوف قد جردت، وبالرماح قد ركزت، وبالتراس قد صففت، وبالسياط قد طرحت، فألبسوني قباء أسود ومنطقة وسيفا، ووقفوني حيث أسمع الكلام.
فأتى أمير المؤمنين، فجلس على كرسي، وأتي بأحمد بن حنبل، فقال له: وقرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لأضربنك بالسياط، أو تقول كما أقول.
ثم التفت إلى جلاد فقال: خذه إليك. فأخذه، فلما ضرب سوطا قال: بسم الله. فلما ضرب الثاني قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. فلما ضرب الثالث قال: القرآن كلام الله غير مخلوق. فلما ضرب الرابع قال: قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا. فضربه تسعة وعشرين سوطا. وكانت تكة أحمد حاشية ثوب، فانقطعت، فنزل السراويل إلى عانته، فقلت: الساعة ينهتك.
فرمى بطرفه إلى السماء، وحرك شفتيه، فما كان بأسرع من أن بقي السراويل لم ينزل. فدخلت عليه بعد سبعة أيام، فقلت: يا أبا عبد الله رأيتك وقد انحل سراويلك، فرفعت رأسك أو أطرافك إلى السماء، فما قلت قال: قلت: اللهم إني أسألك باسمك الذي ملأت به العرش إن كنت أني على الصواب، فلا تهتك لي سترا.
وقال جعفر بن أحمد بن فارس الإصبهاني: ثنا أحمد بن أبي عبيد الله قال: قال أحمد بن الفرج: حضرت أحمد بن حنبل لما ضرب، فتقدم أبو الدن فضربه بضعة عشر سوطا، فأقبل الدم من أكتافه، وكان عليه سراويل، فانقطع خيطه، فنزل السراويل، فلحظته وقد حرك شفتيه، فعاد السراويل كما كان، فسألته عن ذلك فقال: قلت: إلهي وسيدي،)
وقفتني هذا الموقف، فتهتكني

111
على رؤوس الخلائق! هذه حكاية لا تصح. ولقد ساق فيها أبو نعيم الحافظ من الخرافات والكذب ما يستحى من ذكره.
وأضعف منها ما رواه أبو نعيم في الحلية: ثنا الحسين بن محمد، نا إبراهيم بن محمد بن إبراهيم القاضي: حدثني أبو عبد الله الجوهري: حدثني يوسف بن يعقوب: سمعت علي بن محمد القرشي قال: لما قدم أحمد ليضرب وجرد وبقي في سراويله، فبينا هو يضرب انحل سراويله، فجعل يحرك شفتيه بشيء، فرأيت يدين خرجتا من تحته وهو يضرب، فشدتا السراويل. فلما فرغوا من الضرب قلنا له: ما كنت تقول قال: قلت: يا من لا يعلم العرش منه أين هو إلا هو، إن كنت على الحق فلا تبد عورتي.
قلت: هذه مكذوبة ذكرتها للمعرفة. ذكرها البيهقي، وما جسر على تضعيفها.
ثم روى بعدها حكاية في المحنة، عن أبي مسعود البجلي إجازة، عن ابن جهضم، وهو كذوب، عن النجاد، عن ابن أبي العوام الرياحي، فيها من الركاكة والخرط ما لا يروج إلا على الجهال. وفيها أن مئزره اضطرب، فحرك شفتيه، فما استتم الدعاء حتى رأيت كفا من ذهب قد خرج من تحت مئزره بقدرة الله، فصاحت العامة.
وقال محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة: سمعت شاباص التائب يقول: لقد ضربت أحمد بن حنبل ثمانين سوطا، لو ضربته فيلا لهدته.
قال ابن أبي حاتم: نا أبي قال: قال إبراهيم بن الحارث العبادي: قال أبو محمد الطفاوي لأحمد: يا أبا عبد الله، أخبرني عما صنعوا بك.

112
قال: لما ضربت جاء ذاك الطويل اللحية، يعني عجيفا، فضربني بقائم سيفه فقلت: جاء الفرجشن يضرب عنقي وأستريح. فقال ابن سماعة: يا أمير المؤمنين اضرب عنقه، ودمه في رقبتي.
قال ابن أبي دؤاد: لا يا أمير المؤمنين، لا تفعل، فإنه إن قتل أو مات في دارك قال الناس: صبر حتى قتل، واتخذوه إماما، وثبتوا على ما هم عليه. ولكن أطلقه لساعة، فإن مات خارجا من منزلك شك الناس بأمره.
قال ابن أبي حاتم: وسمعت أبا زرعة يقول: دعى المعتصم بعم أحمد بن حنبل ثم قال للناس: تعرفونه قالوا: نعم، وهو أحمد بن حنبل.
قال: فا نظروا إليه أليس هو صحيح البدن قالوا: نعم.
ولولا أنه فعل ذلك لكنت أخاف أن يقع شيء لا يقام له.
قال: فلما قال: قد سلمته إليكم صحيح البدن. هدأ الناس وسكنوا.)
قال صالح: صار أبي إلى المنزل ووجه إليه من السحر من يبصر الضرب والجراحات ويعالج منها. فنظر إليه وقال: أنا والله لقد رأيت من ضرب ألف سوط، ما رأيت ضربا أشد من هذا. لقد جر عليه من خلفه ومن قدامه.
ثم أدخل ميلا في بعض تلك الجراحات وقال: لم ينضب. فجعل يأتيه ويعالجه، وكان قد أصاب وجهه غير ضربة ثم مكث يعالجه ما شاء الله. ثم قال: إن ههنا شيئا أريد أن أقطعه. فجاء بحديدة، فجعل يعلق اللحم بها ويقطعه بسكين، وهو صابر بحمد الله، فبرأ. ولم يزل يتوجع من مواضع منه.
وكان أثر الضرب بينا في ظهره إلى أن توفي.
وسمعت أبي يقول: والله لقد أعطيت المجهود من نفسي، ووددت أني أنجو من هذا الأمر كفافا لا علي ولا لي.

113
ودخلت على أبي يوما فقلت له: بلغني أن رجلا جاء إلى فضل الأنماطي فقال له: اجعلني في جل إذ لم أقم بنصرتك.
فقال فضل: لا جعلت أحدا في جل.
فتبسم أبي وسكت. فلما كان بعد أيام قال: مررت بهذه الآية: فمن عفا وأصلح فأجره على الله فنظرت في تفسيرها، فإذا هو ما حدثني أبو النضر: ثنا ابن فضالة المبارك: حدثني من سمع الحسن يقول: إذا جئت الأمم بين يدي رب العالمين نودوا: ليقم من أجره على الله. فلا يقوم إلا من عفا في الدنيا.
قال أبي: فجعلت الميت في جل من ضربه إياي.
ثم جعل يقول: وما على رجل ألا يعذب الله بسببه أحدا.
وقال حنبل بن إسحاق: لما أمر المعتصم بتخلية أبي عبد الله خلع عليه مبطنة وقميصا وطيلسانا وخفا وقلنسوة، فبينا نحن على باب الدار والناس في الميدان والدروب وغيرها، وأغلقت الأسواق، إذ خرج أبو عبد الله على دابة من دار أبي إسحاق المعتصم، وعليه تلك الثياب، وابن أبي دؤاد عن يمينه، وإسحاق بن إبراهيم، يعني نائب بغداد، عن يساره، فلما صار في دهليز المعتصم قبل أن يخرج قال لهم ابن أبي دؤاد: اكشفوا رأسه. فكشفوه، يعني الطيلسان فقط، وذهبوا يأخذون به ناحية الميدان نحو طريق الحبس. فقال لهم إسحاق: خذوا به ههنا، يريد دجلة. فذهب به إلى الزورق، وحمل إلى دار إسحاق، وأقام عنده إلى صليت الظهر. وبعث إلى أبي وإلى جيراننا ومشايخ المحال، فجمعوا وأدخلوا عليه، فقال لهم: هذا أحمد بن حنبل إن كان فيكم من يعرفه، وإلا فليعرفه.
وقال ابن سماعة حين دخل للجماعة: هذا أحمد بن حنبل، فإن أمير المؤمنين ناظره في أمره، وقد خلى سبيله، وها هو ذا.
فأخرج على دابة لإسحاق بن إبراهيم عند غروب الشمس، فصار إلى

114
منزله ومعه السلطان والناس، وهو منحني.
فلما ذهب لينزل احتضنته ولم أعلم، فوقعت يدي على موضع الضرب فصاح، فنحيت يدي، فنزل متوكئا علي،)
وأغلق الباب ودخلنا معه، ورمى بنفسه على وجهه لا يقدر يتحرك إلا بجهد، وخلع ما كان عليه، فأمر به فبيع، وأخذ ثمنه فتصدق به. وكان المعتصم أمر إسحاق بن إبراهيم أن لا يقطع عنه خبره، وذلك أنه ترك فيما حكي لنا عند الإياس منه. وبلغنا أن المعتصم ندم وأسقط في يده حتى صح. فكان صاحب خبر إسحاق يأتينا كل يوم يتعرف خبره حتى صح، وبقيت إبهاماه متخلعتين تضربان عليه في البرد حتى يسخن له الماء.
ولما أردنا علاجه خفنا أن يدس ابن دؤاد سما إلى المعالج، فعملنا الدواء والمراهم في منزلنا. وسمعته يقول: كل من ذكرني في حل إلا مبتدع.
وقد جعلت أبا إسحاق، يعني المعتصم، في جل. ورأيت الله تعالى يقول: وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر بالعفو في قصة مسطح.
قال أبو عبد الله: العفو أفضل، وما ينفعك أن يعذب أخوك المسلم في سبيلك.
فصل في محنته من الواثق قال حنبل: ولم يزل أبو عبد الله بعد أن بريء من مرضه يحضر الجمعة والجماعة ويفتي ويحدث حتى مات المعتصم، وولي ابنه الواثق، فأظهر ما أظهر من المحنة والميل إلى ابن أبي دؤاد وأصحابه. فلما اشتد الأمر على أهل بغداد، وأظهرت القضاة المحنة، وفرق بين فضل الأنماطي وامرأته، وبين أبي صالح وامرأته، كان أبو عبد الله يشهد الجمعة ويعيد الصلاة إذا رجع ويقول: الجمعة تؤتى لفضلها، والصلاة تعاد خلف من قال بهذه المقالة.
وجاء نفر إلى أبي عبد الله وقالوا: هذا الأمر قد فشا وتفاقم، ونحن نخافه على أكثر من هذا. وذكروا أن آبن أبي دؤاد أراد أن يأمر المعلمين بتعليم

115
الصبيان في الكتاب مع القرآن القرآن كذا وكذا. فنحن لا نرضى بإمارته.
فمنعهم من ذلك وناظرهم. وحكى حنبل قصده في مناظرتهم وأمرهم بالصبر.
فبينا نحن في أيام الواثق إذ جاء يعقوب ليلا برسالة إسحاق بن إبراهيم إلى أبي عبد الله: يقول لك الأمير إن أمير المؤمنين قد ذكرك، فلا يجتمعن إليك أحد، ولا تساكني بأرض ولا مدينة أنا فيها. فآذهب حيث شئت من أرض الله.
فاختفى أبو عبد الله بقية حياة الواثق. وكانت تلك الفتنة، وقتل أحمد بن نصر، فلم يزل أبو عبد الله مختفيا في منزله في القرب. ثم عاد إلى منزله بعد أشهر أو سنة لما طغى خبره. ولم يزل في البيت مختفيا لا يخرج إلى الصلاة ولا غيرها حتى هلك الواثق.
وعن إبراهيم بن هاني قال: اختفى أحمد بن حنبل عندي ثلاثة أيام ثم قال: اطلب لي موضعا.
قلت: لا آمن عليك.
قال: افعل. فإذا فعلت أفدتك.)
فطلبت له موضعا، فلما خرج قال لي: اختفى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار ثلاثة أيام، ثم تحول.
قلت: أنا أتعجب من الحافظ أبي القاسم كيف لم يسق المحنة ولا شيئا منها في تاريخ دمشق مع فرط استقصائه، ومع صحة أسانيدها، ولعل له نية في تركها.
فصل في حال أبي عبد الله أيام المتوكل قال حنبل: ولي جعفر المتوكل فأظهر الله السنة وفرج عن الناس، وكان أبو عبد الله يحدثنا ويحدث أصحابه في أيام المتوكل، وسمعته يقول: ما كان الناس إلى الحديث والعلم أحوج منهم في زماننا.
ثم إن المتوكل ذكره وكتب إلى إسحاق بن إبراهيم في إخراجه إليه. فجاء رسول إسحاق إلى أبي عبد الله يأمره بالحضور، فمضى أبو عبد الله ثم رجع فسأله

116
أبي عما دعي له فقال: قرأ علي كتاب جعفر يأمرني بالخروج إلى العساكر.
قال: وقال لي إسحاق بن إبراهيم: ما تقول في القرآن فقلت: إن أمير المؤمنين قد نهى عن هذا.
فقال: لا تعلم أحدا أني سألتك.
فقلت له: مسألة مسترشد أو مسألة متعنت قال: بل مسألة مسترشد.
فقلت له: القرآن كلام الله ليس مخلوق، وقد نهى أمير المؤمنين عن هذا.
وخرج إسحاق إلى العساكر، وقدم ابنه خليفة له ببغداد، ولم يكن عند أبي عبد الله ما يتجمل به وينفقه، وكانت عندي مائة درهم، فأتيت بها أبي، فذهب بها إليه، فأخذها وأصلح بها ما احتاج إليه، وآكترى منها، وخرج ولم يلق محمد بن إسحاق بن إبراهيم، ولا سلم عليه. فكتب بذلك محمد إلى أبيه، فحقدها إسحاق عليه، فقال للمتوكل: يا أمير المؤمنين إن أحمد بن حنبل خرج من بغداد ولم يأت محمدا مولاك.
فقال المتوكل: يرد ولو وطيء بساطي.
وكان أبو عبد الله قد بلغ بصرى، فوجه إليه رسولا يأمره بالرجوع، فرجع وامتنع من الحديث إلا لولده ولنا. وربما قرأ علينا في منزلنا.
ثم إن رافعا رفع إلى المتوكل أن أحمد بن حنبل ربص علويا في منزله، وأنه يريد أن يخرجه ويبايع عليه، ولم يكن عندنا علم، فبينا نحن ذات ليلة نيام في الصيف سمعنا الجلبة، ورأينا النيران في دار أبي عبد الله، فأسرعنا، وإذا أبو عبد الله قاعد في إزار، ومظفر بن الكلبي صاحب الخبر وجماعة معهم. فقرأ صاحب الخبر كتاب المتوكل: ورد على)
أمير المؤمنين أن عندكم علويا ربصته لتبايع عليه وتظهره. في كلام طويل.
ثم قال له مظفر: ما تقول قال: ما أعرف من هذا شيئا، وإني لأرى له السمع والطاعة في عسري

117
ومنشطي ومكرهي، وآثره لآدعو الله له بالتسديد والتوفيق في الليل والنهار. في كلام كثير غير هذا.
وقال ابن الكلبي: قد أمرني أمير المؤمنين أن أحلفك.
قال: فاحلفه بالطلاق ثلاثا أن ما عنده طلبة أمير المؤمنين.
قال: وفتشوا منزل أبي عبد الله والسرب والغرف والسطوح، وفتشوا تابوت الكتب، وفتشوا النساء والمنازل، فلم يروا شيئا ولم يحسوا بشيء، ورد الله الذين كفروا بغيظهم.
فكتب بذلك إلى المتوكل، فوقع منه موقعا حسنا وعلم أن أبا عبد الله مكذوب عليه.
وكان الذي دس عليه رجل من أهل البدع، ولم يمت حتى بين الله أمره للمسلمين، وهو ابن الثلجي. فلما كان بعد أيام بينا نحن جلوس بباب الدار إذا يعقوب أحد حجاب المتوكل قد جاء، فا ستأذن على أبي عبد الله، فدخل ودخل أبي وأنا، ومع بعض غلمانه بدرة، على بغل، ومعه كتاب المتوكل، فقرأه على أبي عبد الله: إنه قد صح عند أمير المؤمنين براءة ساحتك، وقد وجه إليك بهذا المال تسعين به. فأبى أن يقبله وقال: ما لي إليه حاجة.
فقال: يا أبا عبد الله، آقبل من أمير المؤمنين ما أمرك به فإن هذا خير لك عنده، فآقبل ولا ترده. فإنك إن رددته خفت أن يظن بك ظن سوء.
فحينئذ قبلها.
فلما خرج قال: يا أبا علي.
قلت: لبيك.
قال: ارفع هذه الإجانة وضعها، يعني البدرة، تحتها.
فوضعتها وخرجنا. فلما كان الليل إذا أم ولد أبي عبد الله تدق علينا الحائط، فقلت لها: ما لك قالت: مولاي يدعو عمه.
فأعلمت أبي، وخرجنا فدخلنا على أبي عبد الله، وذلك في جوف الليل.

118
فقال: يا عم، ما أخذني النوم هذه الليلة.
فقال له أبي: ولم قال: لهذا المال.)
وجعل يتوجع لأخذه، وجعل أبي يسكنه ويسهل عليه، وقال: حتى تصبح وترى فيه رأيك، فإن هذا ليل والناس في منازلهم.
فأمسك، وخرجنا. فلما كان في السحر وجه إلى عبدوس بن مالك، والحسن بن البزار، فحضرا، وحضر جماعة منهم: هارون الحمال، وأحمد بن منيع، وابن الدورقي، وأنا، وأبي، وصالح، وعبد الله فجعلنا نكتب من يذكرونه من أهل السنة والصلاح ببغداد والكوفة، فوجه منها إلى أبي سعيد الأشج، وإلى أبي كريب، وإلى من ذكر أنه من أهل العلم والسنة ممن يعلمون أنه محتاج.
ففرقها كلها ما بين الخمسين إلى المائة والمائتين، فما في الكيس درهم.
ثم تصدق بالكيس على مسكين.
فلما كان بعد ذلك مات إسحاق بن إبراهيم وابنه محمد، وولي بغداد عبد الله بن إسحاق، فجاء رسوله إلى عبد الله، فذهب إليه، فقرأ عليه كتاب المتوكل فقال له: يأمرك بالخروج.
فقال: أنا شيخ ضعيف عليل.
فكتب عبد الله بما رد عليه، فورد جواب الكتاب بأن أمير المؤمنين يأمره بالخروج. فوجه عبد الله جنوده، فباتوا على بابنا أياما حتى تهيأ أبو عبد الله للخروج، فخرج وخرج صالح، وعبد الله، وأبو رميلة.
قال صالح: كان حمل أبي إلى المتوكل سنة سبع وثلاثين ومائتين، ثم عاش إلى سنة إحدى وأربعين، فكان قل يوم يمضي إلا ورسول المتوكل يأتيه.
قال حنبل في حديثه: وقال أبي إرجع. فرجعت، فأخبرني أبي قال: لما دخلنا إلى العساكر إذا نحن بموكب عظيم مقبل، فلما حاذى بنا قالوا: هذا وصيف. وإذا فارس قد أقبل، فقال لأحمد: الأمير وصيف يقرئك السلام، ويقول لك: إن الله قد أمكنك من عدوك، يعني ابن أبي دؤاد، وأمير المؤمنين

119
يقبل منك، فلا تدع شيئا إلا تكلمت به.
فما رد عليه أبو عبد الله شيئا. وجعلت أنا أدعو لأمير المؤمنين، ودعوت لوصيف، ومضينا فأنزلنا في دار التياح، ولم يعلم أبو عبد الله، فسأل بعد ذلك: لمن هذه الدار قالوا: هذه دار التياح.
فقال: حولوني، إكتروا لي.
فلم نزل حتى اكترينا له دارا. وكانت تأتينا في كل يوم مائدة فيها ألوان يأمر بها المتوكل، والفاكهة والثلج، وغير ذلك. فما نظر إليها أبو عبد الله، ولا ذاق منها شيئا. وكانت نفقة المائدة كل يوم مائة وعشرين درهما.
وكان يحيى بن خاقان، وابنه عبيد الله، وعلي بن الجهم يأتون أبا عبد الله ويختلفون إليه برسالة المتوكل.)
ودامت العلة بأبي عبد الله وضعف ضعفا شديدا. وكان يواصل، فمكث ثمانية أيام ولا يأكل ولا يشرب. فلما كان في اليوم الثامن دخلت عليه، وقد كاد أن يطفأ، فقلت: يا أبا عبد الله، ابن الزبير كان يواصل سبعة أيام، وهذا لك اليوم ثمانية أيام.
قال: إني مطيق.
قلت: بحقي عليك.
قال: فإني أفعل.
فأتيته بسويق فشرب ووجه إليه المتوكل بمال عظيم فرده، فقال له عبيد الله بن يحيى: فإن أمير المؤمنين يأمرك أن تدفعها إلى ولدك وأهلك.
قال: هم مستعفون فردها عليه.
فأخذها عبيد الله فقسمها على ولده وأهله.
ثم أجرى المتوكل على أهله وولده أربعة آلاف في كل شهر، فبعث إليه أبو عبد الله: إنهم في كفاية، وليست بهم حاجة.
فبعث إليه المتوكل: إنما هذا لوالدك، ما لك ولهذا؟

120
فأمسك أبو عبد الله. فلم يزل يجري علينا حتى مات المتوكل.
وجرى بين أبي عبد الله وبين أبي في ذلك كلام كثير، وقال: يا عم، ما بقي من أعمارنا كأنك با لأمر قد نزل بنا، فالله الله فإن أولادنا إنما يريدون يتأكلون بنا، وإنما هي أيام قلائل. لو كشف للعبد عما قد حجب عنه لعرف ما هو عليه من خير أو شر، صبر قليل وثواب طويل، وإنما هذه فتنة.
قال أبي: فقلت: أرجو أن يؤمنك الله مما تحذر.
قال: فكيف وأنتم لا تتركون طعامهم ولا جوائزهم، لو تركتموها لتركوكم.
وقال: ما ننتظر إنما هو الموت، فإما إلى جنة وإما إلى نار فطوبى لمن قدم على خير.
قال أبي: فقلت له: أليس قد أمرت، ما جاءك من هذا المال من غير مسألة ولا إشراف نفس أن تأخذه.
قال: قد أخذت مرة بلا إشراف نفسي فالثانية والثالثة فما بال نفسك ألم تستشرف فقلت: ألم يأخذ ابن عمر وابن عباس فقال: ما هذا وذاك وقال: لو أعلم أن هذا المال يؤخذ من وجهه ولا يكون فيه ظلم ولا حيف لم أبال.)
قال حنبل: فلما طالت علة أبي عبد الله كان المتوكل يبعث بابن ما سويه المتطبب فيصف له الأدوية، فلا يتعالج، ودخل المطبب على المتوكل فقال: يا أمير المؤمنين، أحمد ليست به علة في بدنه، إنما هو من قلة الطعام والصيام والعبادة.
فسكت المتوكل.
وبلغ أم المتوكل خبر أبي عبد الله، فقالت لابنها: أشتهي أن أرى هذا الرجل.
فوجه المتوكل إلى أبي عبد الله يسأله أن يدخل على ابنه المعتز ويسلم

121
عليه ويدعو له ويجعله في حجره. فآمتنع أبو عبد الله من ذلك، ثم أجاب رجاء أن يطلق وينحدر إلى بغداد.
فوجه إليه المتوكل خلعة، وأتوه بدابة يركبها إلى المعتز، فامتنع، وكانت عليها مثيرة نمور. فقدم إليه بغل لرجل من التجار فركبه، وجلس المتوكل مع أمه في مجلس من المكان، وعلى المجلس ستر رقيق. فدخل أبو عبد الله على المعتز، ونظر إليه المتوكل وأمه، فلما رأته قالت: يا بني، الله الله في هذا الرجل، فليس هذا ممن يريد ما عندكم، ولا المصلحة أن تحبسه عن منزله، فأذن له فليذهب.
فدخل أبو عبد الله على المعتز فقال: السلام عليكم، وجلس ولم يسلم عليه بالإمرة.
قال: فسمعت أبا عبد الله بعد ذلك ببغداد يقول: لما دخلت عليه وجلست قال مؤدب الصبي: أصلح الله الأمير، هذا الذي أمره أمير المؤمنين يؤدبك ويعلمك.
فرد عليه الغلام وقال: إن علمني شيئا تعلمته.
قال أبو عبد الله: فعجبت من ذكائه وجوابه على صغره. وكان صغيرا.
قال: ودامت علة أبي عبد الله وبلغ الخليفة ما هو فيه، وكلمه يحيى بن خاقان أيضا وأخبره أنه رجل لا يريد الدنيا.
فإذن له بالانصراف. فجاء عبيد الله ابن يحيى وقت العصر فقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وأمر أن تفرش لك حراقة تنحدر فيها.
فقال أبو عبد الله: اطلبوا لي زورقا فأنحدر فيه الساعة.
فطلبوا له زورقا فآنحدر فيه من ساعته.
قال حنبل: فما علمنا بقدومه حتى قيل لي إنه قد وافى، فا ستقبلته بناحية القطيعة، وقد خرج من الزورق، فمشيت معه فقال لي: تقدم لا يراك الناس فيعرفوني.
فتقدمت بين يديه حتى وصل إلى المنزل، فلما دخل ألقى نفسه على قفاه

122
من التعب والعياء. وكان في حياته ربما استعار الشيء من منزلنا ومنزل ولده.)
فلما صار إلينا من مال السلطان ما صار امتنع من ذلك، حتى لقد وصف له في علته قرعة تشوى ويؤخذ ماؤها. فلما جاءوا بالقرعة قال بعض من حضر: اجعلوها في تنور، يعني في دار صالح، فإنهم قد خبزوا. فقال بيده: لا. ومثل هذا كثير.
وقد ذكر صالح بن أحمد قصة خروج أبيه إلى العساكر ورجوعه، وتفتيش بيوتهم على العلوي، ثم ورود يعقوب قرقرة ومعه العشرة آلاف، وأن بعضها كان مائتي دينار والباقي دراهم.
قال: فجئت بأجانة خضراء، فأكببتها على البدرة، فلما كان عند المغرب قال: يا صالح خذ هذا صيره عندك.
فصيرته عند رأسي فوق البيت. فلما كان سحر إذا هو ينادي: يا صالح.
فقمت وصعدت إليه، فقال: ما نمت. قلت: لم يا أبه فجعل يبكي وقال: سلمت من هؤلاء، حتى إذا كان في آخر عمري بليت بهم. وقد عزمت عليك أن تفرق هذا الشيء إذا أصبحت.
فقلت: ذاك إليك.
فلما أصبح جاءه الحسن بن البزار فقال: جئني يا صالح بميزان. وجهوا إلى أبناء المهاجرين والأنصار. ثم وجه إلى فلان حتى يفرق في ناحيته، وإلى فلان، حتى فرقها كلها، ونحن في حالة الله بها عليم.
فجاءني ابن لي فقال: يا أبه أعطني درهما.
فأخرجت قطعة فأعطيته.
وكتب صاحب البريد إنه تصدق بالدراهم في يومه، حتى تصدق بالكيس.
قال علي بن الجهم: فقلت: يا أمير المؤمنين قد تصدق بها. وعلم الناس أنه قد قبل منك.

123
ما يصنع أحمد بالمال وإنما قوته رغيف؟! قال: فقال لي: صدقت يا علي.
قال صالح: ثم أخرج أبي ليلا، ومعنا حراس معهم النفاطات، فلما أصبح وأضاء الفجر قال لي: صالح معك دراهم قلت: نعم.
قال: أعطهم.
فلما أصبحنا جعل يعقوب يسير معه، فقال له: يا أبا عبد الله، ابن الثلجي بلغني أنه كان يذكرك.
فقال له: يا أبا يوسف سل الله العافية.
فقال له: يا أبا عبد الله تريد أن نؤدي عنك رسالة إلى أمير المؤمنين)
فسكت.
فقال: إن عبد الله بن إسحاق أخبرني أن الوابصي قال له إني أشهد عليه أنه قال: إن أحمد يعبد ماني.
فقال: يا أبا يوسف يكفي الله.
فغضب يعقوب والتفت إلي فقال: ما رأيت أعجب مما نحن فيه، أسأله أن يطلق لي كلمة أخبر أمير المؤمنين، فلا يفعل.
قال: ووجه يعقوب إلى المتوكل بما عمل، ودخلنا العسكر وأبي منكس الرأس، ورأسه مغطى، فقال له يعقوب: اكشف رأسك يا أبا عبد الله، فكشفه.
ثم جاء وصيف يريد الدار، ووجه إليه بعدما جاز بيحيى بن هرثمة فقال: يقرئك أمير المؤمنين السلام ويقول: الحمد لله الذي لم يشمت بك أهل البدع. قد علمت ما كان من حال ابن أبي دؤآد، فينبغي أن تتكلم بما يحب الله. ومضى يحيى وأنزل أبي دار إيتاخ. فجاء علي بن الجهم وقال: قد أمر لكم أمير المؤمنين بعشرة آلاف مكان تلك التي فرقتها، وأمر أن لا يعلم شيخكم بذلك

124
فيغتم. ثم جاءه محمد بن معاوية فقال: إن أمير المؤمنين يكثر من ذكرك ويقول: يقيم ههنا يحدث.
فقال: أنا ضعيف.
ثم صار إليه يحيى بن خاقان فقال: يا أبا عبد الله قد أمر أمير المؤمنين أن أصير إليك لتركب إلى ابنه أبي عبد الله، يعني المعتز.
ثم قال لي: قد أمرني أمير المؤمنين أن يجرى عليك وعلى قراباتك أربعة آلاف درهم، ففرقها عليهم.
ثم دعا يحيى من الغد فقال: يا أبا عبد الله تركب فقال: ذاك إليكم.
ولبس إزاره وخفه. وكان خفه له عنده نحو من خمسة عشر عاما، قد رقع برقاع عدة. فأشار يحيى أن يلبس قلنسوة.
قلت: ما له قلنسوة.
إلى أن قال: فدخل دار المعتز، وكان قاعدا على دكان في الدار، فلما صعد الدكان قعد فقال له يحيى: يا أبا عبد الله إن أمير المؤمنين جاء بك ليسر بقربك، ويصير أبا عبد الله ابنه في حجرك. فأخبرني بعض الخدم أن المتوكل كان قاعدا وراء ستر. فلما دخل أبي الدار قال لأمه: يا أمه نارت الدار.
ثم جاء خادم بمنديل، فأخذ يحيى المنديل، وذكر قصة في إلباسه القميص والطيلسان والقلنسوة وهو لا يحرك يده. ثم انصرف. وكانوا قد تحدثوا أنه يخلع عليه سوادا. فلما صار إلى الدار نزع الثياب، ثن جعل يبكي وقال: سلمت من)
هؤلاء منذ ستين سنة، حتى إذا كان في آخر عمري بليت بهم. ما أحسبني سلمت من دخولي على هذا الغلام، فكيف بمن يجب علي نصحه من وقت تقع عيني عليه، إلى أن أخرج من عنده. يا صالح وجه بهذه الثياب إلى بغداد تباع ويتصدق بثمنها، ولا يشتري أحد منكم منها شيئا.

125
فوجهت بها إلى يعقوب بن بختان، فباعها وصرف ثمنها، وبقيت عندي القلنسوة. قال ومكث خمسة عشر يوما يفطر في ثلاثة على تمر سويق، ثم جعل بعد ذلك يفطر ليلة على رغيف، وليلة لا يفطر. وكان إذا جيء بالمائدة توضع بالدهليز لئلا يراها، فيأكل من حضر. فكان إذا أجهده الحر بل خرقة فيضعها على صدره. وفي كل يوم يوجه إليه بابن ماسويه فينظر إليه ويقول: يا أبا عبد الله أنا أميل إليك وإلى أصحابك، وما بك علة إلا الضعف وقلة الزاد.
إلى أن قال: وجعل يعقوب وغياث يصيران إليه ويقولان له: يقول لك أمير المؤمنين: ما تقول في ابن أبي دؤآد وفي حاله فلا يجيب في ذلك بشيء.
وجعل يعقوب ويحيى يخبراه بما يحدث في أمر ابن أبي دؤاد في كل يوم، ثم أحدر إلى بغداد بعدما أشهد عليه ببيع ضياعه.
وكان ربما صار إليه يحيى بن خاقان وهو يصلي، فيجلس في الدهليز حتى يفرغ.
وأمر المتوكل أن يشترى لنا دار فقال: أبا صالح. قلت: لبيك. قال: لئن أقررت لهم بشراء دار لتكونن القطيعة بيني وبينكم. إنما يريدون أن يصيروا هذا البلد لي مأوى ومسكنا.
فلم نزل ندفع بشراء الدار حتى اندفع.
وجعلت رسل المتوكل تأتيه يسألونه عن خبره، ويصيرون إليه فيقولون: هو ضعيف. وفي خلال ذلك يقولون: يا أبا عبد الله لا بد من أن يراك.
وجاءه يعقوب فقال: يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين مشتاق إليك ويقول:

126
أنظر يوما تصير فيه أي يوم هو حتى أعرفه.
فقال: ذاك إليكم.
فقال: يوم الأربعاء يوم خال.
وخرج يعقوب، فلما كان من الغد جاء يعقوب فقال: البشرى يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السواد والركوب إلى ولاة العهود وإلى الدار. فإن شئت فالبس القطن، وإن شئت فالبس الصوف.
فجعل يحمد الله على ذلك.
ثم قال يعقوب: إن لي ابنا وأنا به معجب، وإن له من قلبي موقعا، فأحب أن تحدثه بأحاديث.)
فسكت، فلما خرج قال: أتراه لا يرى ما أنا فيه وكان يختم من جمعة إلى جمعة. فإذا ختم دعا فيدعو ونؤمن، فلما كان غداة الجمعة وجه إلي وإلى أخي، فلما ختم جعل يدعو ونحن نؤمن، فلما فرغ جعل يقول: استخير الله مرات. فجعلت أقول ما يريد. ثم قال: إني أعطي الله عهدا، إن عهده كان مسؤولا. وقال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود إني لا أحدث حديث تمام أبدا حتى ألقى الله، ولا أستثني منكم أحدا.
فخرجنا وجاء علي بن الجهم، فأخبرناه فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
وأخبر المتوكل بذلك وقال: إنما يريدون أن أحدث ويكون هذا البلد حبسي. وإنما كان سبب الذين أقاموا بهذا البلد لما أعطوا فقبلوا وأمروا فحدثوا.
وجعل أبي يقول: والله لقد تمنيت الموت في الأمر الذي كان، وإني

127
لأتمنى الموت في هذا، وذلك أن هذا، وذلك أن فتنة الدنيا، وذاك كان فتنة الدين.
ثم جعل يضم أصابعه ويقول: لو كان نفسي في يدي لأرسلتها. ثم يفتح أصابعه.
وكان المتوكل كل يوم يوجه في كل وقت يسأله عن حاله، وكان في خلال ذلك يأمر لنا بالمال ويقول: يوصل إليهم، ولا يعلم شيخهم فيغتم. ما يريد منهم إن كان هو لا يريد الدنيا، فلم يمنعهم وقالوا للمتوكل: إنه لا يأكل من طعامك، ولا يجلس على فراشك، ويحرم الذي تشرب. فقال لهم: لو نشر المعتصم وقال فيه شيئا لم أقبل منه.
قال صالح: ثم آنحدرت إلى بغداد، وخلفت عبد الله عنده، فإذا عبد الله قد قدم، وجاء بثيابي التي كانت عنده. فقلت: ما جاء بك فقال: قال لي: انحدر، وقل لصالح لا يخرج، فأنتم كنتم آفتي. والله، لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما أخرجت واحدا منكم معي. لولاكم لمن كانت توضع هذه المائدة ولمن كان تفرش هذه الفرش ويجرى هذا الإجراء فكتبت إليه أعلمه ما قال لي عبد الله، فكتب إلي بخطه: أحسن الله عاقبتك، ودفع عنك كل مكروه ومحذور، الذي حملني على الكتاب إليك الذي قلت لعبد الله: لا يأتيني منكم أحد رجاء أن ينقطع ذكري ويخمل. إذا كنتم هنا فشا ذكري. وكان يجتمع إليكم قوم ينقلون أخبارنا، ولم يكن إلا خيرا. فإن أقمت فلم تأتني أنت ولا أخوك فهو رضائي، ولا تجعل في نفسك إلا خيرا، والسلام عليك ورحمة الله.
قال: ولما خرجنا من العساكر رفعت المائدة والفرش وكل ما أقيم لنا.

128
ثم ذكر صالح كتاب وصيته ثم قال: وبعث إليه المتوكل بألف دينار ليقسمها، فجاء علي بن الجهم في جوف الليل،)
فأخبره أنه يهيء له حراقة لينحدر فيها. ثم جاء عبيد الله ومعه ألف دينار وقال: إن أمير المؤمنين قد أذن لك، وقد أمر لك بهذه.
قال: قد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره، فردها.
وقال: أنا رقيق على البرد، والظهر أرفق بي. فكتب له جواز، وكتب إلى محمد بن عبد الله في بره وتعاهده، فقدم علينا.
ثم قال بعد قليل: يا صالح. قلت: لبيك.
قال: أحب أن تدع هذا الرزق، فإنما تأخذونه بسببي.
فسكت، فقال: مالك قلت: أكره أن أعطيك بلساني وأخالف إلى غيره، وليس في القوم أكثر عيالا مني ولا أعذر. وقد كنت أشكو إليك وتقول. أمرك منعقد بأمري، ولعل الله أن يحل عني هذه العقدة. وقد كنت تدعو لي. فأرجو أن يكون الله قد استجاب لك.
فقال: والله لا تفعل.
فقلت: لا.
فقال: لم فعل الله بك وفعل ثم ذكر قصة في دخول عبد الله، وقوله له وجوابه له، ثم دخول عمه عليه وإنكاره الأخذ، إلى أن قال: فهجرنا وسد بيننا وبينه، وتحامى منازلنا أن يدخل منا إلى منزله شيء. ثم أخبر بأخذ عمه فقال: نافقني، وكذبني. ثم هجره وترك الصلاة في المسجد، وخرج إلى مسجد خارج يصلي فيه.
ثم ذكر قصة دعائه صالحا ومعاقبته في ذكره، ثم في كتابته إلى يحيى بن

129
خاقان ليترك معاوية وأولاده. وبلغ الخبر إلى المتوكل، فأمر بحمل ما اجتمع لهم في عشرة أشهر، وهو أربعون ألف درهم إليهم. وإنه أخبر بذلك، فسكت قليلا وضرب بذقنه على صدره، ثم رفع رأسه فقال: ما حيلتي إن أردت أمرا وأراد الله أمرا.
قال أبو الفضل صالح: كان رسول المتوكل يأتي أبي يبلغه السلام، ويسأله عن حاله، نفضة حتى ندثره، ثم يقول: والله، لو أن نفسي بيدي لأرسلتها وجاء رسول المتوكل إلى أبي يقول: لو سلم أحد من الناس سلمت.
رفع رجل إلي أن علويا قدم من خراسان، وأنك وجهت إليه من يلقاه، وقد حبست الرجل وأردت ضربه فكرهت أن تغتم فمر فيه.
قال: هذا باطل، يخلى سبيله.)
ثم ذكر قصة في قدوم المتوكل بغداد، وإشارته على صالح بأن لا يذهب إليهم، ثم في مجيء يحيى بن خاقان من عند المتوكل، وما كان من احترامه ومجيئه بألف دينار ليفرقها، وقوله: قد أعفاني أمير المؤمنين من كل ما أكره.
وفي توجيه محمد بن عبد الله بن طاهر ليحضره وامتناعه من حضوره وقوله: أنا رجل لم أخالط السلطان، وقد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره. وهذا مما أكره.
قال: وكان قد أدمن الصوم لما قدم، وجعل لا يأكل الدسم. وكان قبل ذلك يشترى له الشحم بدرهم، فيأكل منه شهرا، فترك أكل الشحم وأدمن الصوم والعمل، فتوهمت أنه قد كان جعل على نفسه إن سلم أن يفعل ذلك.
وقال الخلال أبو بكر: حدثني محمد بن الحسين أن أبا بكر المروذي حدثهم: كان أبو عبد الله بالعساكر يقول: أنظر هل تجد لي ماء الباقلاء.
فكنت ربما بللت خبزه بالماء فيأكله بالملح. وربما أنه منذ دخلنا العساكر إلى أن خرجنا ما ذاق طبخا ولا دسما.

130
وعن المروذي قال: أنبهني أبو عبد الله ذات ليلة وكان قد واصل، فإذا هو قاعد فقال: هوذا يدار بي من الجوع، فأطعمني شيئا، فجئته بأقل من رغيف، فأكله وقال: لولا أني أخاف العون على نفسي ما أكلت.
وكان يقوم من فراشه إلى المخرج، فيقعد يستريح من الضعف من الجوع حتى أن كنت لأبل الخرقة فيلقها على وجهه لترجع إليه نفسه، حتى وأوصى من الضعف من غير مرض، فسمعته يقول عند وصيته ونحن بالعساكر، وأشهد على وصيته: هذا ما أوصى به أحمد بن محمد، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وذكر ما يأتي.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: مكث أبي بالعسكر عند الخليفة ستة عشر يوما، ما ذاق شيئا إلا مقدار ربع سويق، ورأيت ما في قد دخلا في حدقتيه.
وقال صالح بن أحمد: وأوصى أبي بالعساكر هذه الوصية: بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أوصى به أحمد بن محمد بن حنبل: أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
وأوصى من أطاعه من أهله وقرابته أن يعبدوا الله في العابدين، ويحمدوه في الحامدين، وأن ينصحوا لجماعة المسلمين. وأوصي أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا. وأوصي أن لعبد الله بن محمد المعروف بفوزان علي نحوا من خمسين دينارا، وهو مصدق فيما قال، فيقضى ما له علي من غلة الدار إن شاء الله، فإذا استوفي أعطي ولد صالح وعبد الله ابني أحمد بن محمد بن حنبل، كل ذكر وأنثى عشرة دراهم بعد وفاء مال أبي)
محمد.
شهد أبو يوسف، وصالح، وعبد الله بن أحمد.

131
أنبئت عمن سمع أبا علي الحداد، أنا أبو نعيم في الحلية، ثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: كتب عبيد الله بن يحيى إلى أبي يخبره أن أمير المؤمنين أمرني أن أكتب إليك فأسألك عن أمر القرآن، لا مسألة امتحان، ولكن مسألة معرفة وتبصرة.
فأملى علي أبي رحمه الله إلى عبيد الله بن يحيى وحدي ما معي أحد: بسم الله الرحمن الرحيم، أحسن الله عاقبتك أبا الحسن في الأمور كلها، ودفع عنك مكاره الدنيا والآخرة برحمته. قد كتبت إليك رضي الله عنك بالذي سأل أمير المأمنين بأمر القرآن بما حضرني. وإني أسأل الله أن يديم توفيق أمير المؤمنين، فقد كان الناس في خوض من الباطل واختلاف شديد ينغمسون فيه، حتى أفضت الخلافة إلى أمير المؤمنين، فنفى الله بأمير المؤمنين كل بدعة، وانجلى عن الناس ما كانوا فيه من الذل وضيق المجالس، فصرف الله ذلك كله وذهب به بأمير المؤمنين، ووقع ذلك من المسلمين موقعا عظيما، ودعوا الله لأمير المؤمنين وأن يزيد في نيته، وأن يعينه على ما هو عليه. فقد ذكر عن عبد الله بن عباس أنه قال: لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض، فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم.
وذكر عن عبد الله بن عمرو أن نفرا كانوا جلوسا بباب النبي صلى الله عليه وسلم.
فقال بعضهم: ألم يقل الله كذا وقال بعضهم: ألم يقل الله كذا فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج كأنما فقيء في وجهه حب الرمان وقال: أبهذا أمرتم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض إنما ضلت الأمم قبلكم في مثل هذا. إنكم لستم مما ههنا في شيء. أنظروا الذي أمرتم فآعملوا به، وآنظروا الذي نهيتم عنه، فآنتهوا عنه. وروي عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مراء في القرآن كفر.

132
وروي عن أبي جهم، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تماروا في القرآن، فإن مراء فيه كفر. وقال ابن عباس: قدم على عمر بن الخطاب رجل، فجعل عمر يسأله عن الناس، فقال: يا أمير المؤمنين قد قرأ القرآن منهم كذا وكذا.
فقال ابن عباس: فقلت: والله ما أحب أن يتسارعوا يومهم هذا في القرآن هذه المسارعة.)
قال: فزبرني عمر وقال: مه.
فآنطلقت إلى منزلي مكتئبا حزينا، فبينا أنا كذلك إذ أتاني رجل فقال: أجب أمير المؤمنين. فخرجت فإذا هو بالباب ينتظرني، فأخذ بيدي، فخلا بي وقال: ما الذي كرهت قلت: يا أمير المؤمنين متى يتسارعوا هذه المسارعة يحتقوا، ومتى ما يحتقوا يختصموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا.
قال: لله أبوك، والله إن كنت لأكتمها الناس حتى جئت بها.
وروي عن جابر قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على الناس بالموقف فيقول: هل من رجل يحملني إلى قومه، فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي
. وروي عن جبير بن نفير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم لن ترجعوا إلى الله بشيء أفضل مما خرج منه، يعني القرآن.

133
وروي عن ابن مسعود أنه قال: جردوا القرآن ولا تكتبوا فيه شيئا إلا كلام الله عز وجل.
وروي عن عمر بن الخطاب أنه قال: إن هذا القرآن كلام الله، فضعوه مواضعه.
وقال رجل لحسن البصري: يا أبا سعيد، إني إذا قرأت كتاب الله وتدبرته كدت أن آيس، وينقطع رجائي.
فقال: إن القرآن كلام الله، وأعمال ابن آدم إلى الضعف والتقصير، فآعمل وأبشر.
وقال فروة بن نوفل الأشجعي: كنت جارا لخباب، وهو من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فخرجت معه يوما من المسجد وهو آخذ بيدي فقال: يا هناه، تقرب إلى الله بما استطعت، فإنك لن تتقرب إليه بشيء أحب إليه من كلامه.
وقال رجل للحكم بن عتيبة: ما يحمل أهل الأهواء على هذا قال: الخصومات.
وقال معاوية بن قرد وكان أبوه ممن أتى النبي صلى الله عليه وسلم: إياكم وهذه الخصومات فإنما تحبط الأعمال.
وقال أبو قلابة وكان قد أدرك غير واحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجالسوا أهل الأهواء، وقال: أصحاب الخصومات، فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم، ويلبسوا عليكم بعض ما تعرفون.
ودخل رجلان من أصحاب الأهواء على محمد بن سيرين فقالا: يا أبا بكر نحدثك بحديث قال: لا.)
قالا: فنقرأ عليك آية قال: لا، لتقومان عني أو لأقومنه. فقاما.

134
فقال بعض القوم: يا أبا بكر، وما عليك أن يقرأآ عليك آية قال: إني خشيت أن يقرأآ علي آية فيحرفانها، فيقر ذلك في قلبي، ولو أعلم أني أكون مثلي الساعة لتركتهما.
وقال رجل من أهل البدع لأيوب السختياني: يا أبا بكر أسألك عن كلمة، فولى وهو يقول بيده: ولا نصف كلمة.
وقال ابن طاووس لابن له يكلمه رجل من أهل البدع: يا بني، أدخل إصبعيك في أذنيك حتى لا تسمع ما يقول. ثم أشدد أشدد.
وقال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل.
وقال إبراهيم النخعي: إن القوم لم يدخر عنهم شيء خبيء لكم لفضل عندكم.
وكان الحسن رحمه الله يقول: شر داء خالط قلبا، يعني: الأهواء.
وقال حذيفة بن اليمان: اتقوا الله، وخذوا طريق من كان قبلكم، والله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن تركتموه يمينا وشمالا فقد ضللتم ضلالا بعيدا، أو قال: مبينا.
قال أبي: وإنما تركت ذكر الأسانيد لما تقدم من اليمين التي قد حلفت بها مما قد علمه أمير المؤمنين. لولا ذاك ذكرتها بأسانيدها. وقد قال الله تعالى: وإن أحد من المشركين آستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله. وقال: ألا له آلخلق والأمر، فأخبر بالخلق.
ثم قال: والأمر فأخبر أن الأمر غير الخلق.

135
وقال عز وجل: الرحمن، علم القرآن، خلق الإنسان، علمه البيان فأخبر أن القرآن من علمه.
وقال تعالى: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، قل إن هدى الله هو الهدى ولئن آتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير. ووقال: ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك، وما أنت بتابع قبلتهم، وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن آتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك لمن الظالمين. وقال تعالى: وكذلك أنزلناه حكما عربيا ولئن آتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا واق. فلقرآن من علم الله. وفي هذه الآيات دليل على الذي جاءه هو القرآن، لقوله: ولئن آتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم.)
وقد روي عن غير واحد ممن مضى من سلفنا أنهم كانوا يقولون: القرآن كلام الله غير مخلوق. وهو الذي أذهب إليه. لست بصاحب كلام، ولا أرى الكلام في شيء من هذا، إلا ما كان في كتاب الله، أو في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو عن أصحابه، أو عن التابعين. فأما غير ذلك فإن الكلام فيه غير محمود.
قلت: رواة هذه الرسالة عن أحمد أئمة أثبات، أشهد بالله أنه أملاها على ولده. وأما غيرها من الرسائل المنسوبة إليه كرسالة الإصطخري ففيها نظر. والله أعلم.

136
ذكر مرضه رحمه الله قال ابنه عبد الله: سمعت أبي يقول: استكملت سبعا وسبعين سنة، فحم من ليلته، ومات يوم العاشر.
وقال صالح: لما كان في أول يوم من ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ومائتين. حم أبي ليلة الأربعاء، وبات وهو محموم يتنفس نفسا شديدا، وكنت قد عرفت علته. وكنت أمرضه إذا آعتل. فقلت له: يا أبه، على ما أفطرت البارحة قال: على ماء باقلاء.
ثم أراد القيام فقال: خذ بيدي. فأخذت بيده، فلما صار إلى الخلاء ضعفت رجلاه حتى توكأ علي. وكان يختلف إليه غير متطبب، كلهم مسلمون، فوصف له متطبب قرعة تشوى ويسقى ماؤها، وهذا يوم الثلاثاء وتوفي يوم الجمعة، فقال: يا صالح. قلت: لبيك.
قال: لا تشوى في منزلك ولا في منزل أخيك.
وصار الفتح بن سهل إلى الباب ليعوده فحجبه، وأتى ابن علي بن الجعد فحجبه، وكثر الناس، فقال: أي شيء ترى قلت: تأذن لهم فيدعون لك.
قال: أستخير الله تعالى.
فجعلوا يدخون عليه أفواجا حتى تمتليء الدار، فيسألونه ويدعون له ثم يخرجون، ويدخل فوج آخر. وكثر الناس، فامتلأ الشارع، وأغلقنا الباب الزقاق، وجاء رجل من جيراننا قد خضب، فقال أبي: إني لأرى الرجل يحيي شيئا من السنة فأفرح به.
وكان له في خريقة قطيعات، فإذا أراد الشيء أعطينا من يشتري له.
وقال لي يوم الثلاثاء: أنظر في خريقتي شيء.
فنظرت، فإذ فيها درهم، فقال: وجه اقتض بعض السكان.

137
فوجهت فأعطيت شيئا، فقال وجه فاشتر تمرا وكفر عني كفارة يمين، وبقي ثلاثة دراهم أو نحو ذلك، فأخبرته فقال: الحمد لله. وقال: إقرأ علي الوصية.)
فقرأتها عليه فأقرها. وكنت أنام إلى جنبه، فإذا أراد حاجة حركني فأناوله.
وجعل يحرك لسانه ولم يئن إلا في الليلة التي توفي فيها. ولم يزل يصلي قائما، أمسكه فيركع ويسجد، وأرفعه في ركوعه.
واجتمعت عليه أوجاع الحصر وغير ذلك، ولم يزل عقله ثابتا، فلما كان يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول لساعتين من النهار توفي.
وقال المروذي: مرض أبو عبد الله ليلة الأربعاء لليلتين خلتا من ربيع الأول، مرض تسعة أيام، وكان ربما أذن للناس، فيدخلون عليه أفواجا يسلمون عليه، ويرد عليهم بيده.
وتسامع الناس وكثروا، وسمع السلطان بكثرة الناس، فوكل السلطان ببابه وبباب الزقاق الرابطة وأصحاب الأخبار.
ثم أغلق باب الزقاق، فكان الناس في الشوارع والمساجد، حتى تعطل بعض الباعة، وحيل بينهم وبين الباعة والشراء.
وكان الرجل إذا أراد أن يدخل إليه ربما دخل من بعض الدور وطرز الحاكة، وربما تسلق.
وجاء أصحاب الأخبار فقعدوا على الأبواب.
وجاءه حاجب ابن طاهر فقال: إن الأمير يقرئك السلام وهو يشتهي أن يراك. فقال: هذا مما أكره، وأمير المؤمنين أعفاني مما أكره.

138
وأصحاب الخبر يكتبون بخبره إلى العساكر، والبرد تختلف كل يوم.
وجاء بنو هاشم فدخلوا عليه وجعلوا يبكون عليه وجاء قوم من الفضاة وغيرهم، فلم يؤذن لهم.
ودخل عليه شيخ فقال: أذكر وقوفك بين يدي الله. فشهق أبو عبد الله وسالت دموعه على خديه.
فلما كان قبل وفاته بيوم أو بيومين قال: ادعوا لي الصبيان بلسان ثقيل.
فجعلوا ينضمون إليه، وجعل يشتمهم ويمسح بيده على رؤوسهم وعينه تدمع.
وأدخلت الطست تحته، فرأيت بوله دما عبيطا ليس فيه بول، فقلت للطبيب فقال: هذا رجل قد فتت الحزن والغم جوفه.
واشتدت علته يوم الخميس ووضأته فقال: خلال الأصابع. فلما كانت ليلة الجمعة، ثقل، وقبض صدرا، فصاح الناس، وعلت الأصوات بالبكاء، حتى كأن الدنيا قد ارتجت، وآمتلأت السكك والشوارع.
وقال أبو بكر الخلال: أخبرني عصمة بن عصام: ثنا حنبل قال: أعطى ولد الفضل بن إبراهيم أبا عبد الله وهو في الحبس ثلاث شعرات وقال: هذه من شعر النبي صلى الله عليه وسلم، فأوصى عند موته أن يجعل على كل عين)
شعرة، وشعرة على لسانه.
ففعل به ذلك عند موته.
وقال حنبل: توفي يوم الجمعة في ربيع الأول.
وقال مطين: في ثاني عشر ربيع الأول.
وكذلك قال عبد الله بن أحمد، وعباس الدوري.
وقال البخاري: مرض أحمد بن حنبل لليلتين خلتا من ربيع الأول، ومات

139
يوم الجمعة لاثنتي عشرة خلت من ربيع الأول.
قلت: غلط ابن قانع، وغيره، فقالوا في ربيع الآخر، فليعرف ذلك.
وقال الخلال: ثنا المروذي قال: أخرجت الجنازة بعد منصرف الناس من الجمعة.
قلت: وقد روى الإمام أحمد في مسنده: ثنا أبو عامر، ثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن ربيعة بن سيف، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يموت يوم الجمعة إلا وقاه الله فتنة القبر. وقال صالح: وجه ابن طاهر، يعني نائب بغداد، بحاجبه مظفر، ومعه غلامين معهما مناديل،
فيها ثياب وطيب فقالوا: الأمير يقرئك السلام ويقول: قد فعلت ما لو كان أمير المؤمنين حاضره كان يفعل ذلك.
فقلت: أقريء الأمير السلام وقل له: إن أمير المؤمنين قد كان أعفاه في حياته مما كان يكره، ولا أحب أن أتبعه بعد موته بما كان يكره في حياته. فعاد.
وقال: يكون شعاره، فأعدت عليه مثل ذلك.
وقد كان غزلت له الجارية ثوبا عشاريا قوم بثمانية وعشرين درهما ليقطع منه قميصين، فقطعنا له لفافتين، وأخذ منه فوزان لفافة أخرى، فأدرجناه في ثلاث لفائف، واشترينا له حنوطا، وفرغ من غسله، وكفناه. وحضر نحو مائة من بني هاشم ونحن نكفنه، وجعلوا يقبلون جبهته حتى رفعناه على السرير.
وقال عبد الله بن أحمد: صلى على أبي محمد بن محمد بن عبد الله بن طاهر، غلبنا على الصلاة عليه. وقد كنا صلينا عليه نحن والهاشميون في الدار.

140
وقال صالح: وجه ابن طاهر: من يصلي عليه قلت: أنا.
فلما صرنا إلى الصحراء إذا ابن طاهر واقف، فخطا إلينا خطوات وعزانا ووضع السرير. فلما انتظرت هنية تقدمت وجعلت أسوي صفوف الناس، فجاءني ابن طاهر فقبض هذا على يدي، ومحمد بن نصر على يدي وقالوا: الأمير.)
فما نعتهم فنحياني وصلى، ولم يعلم الناس بذلك. فلما كان من الغد علم الناس، فجعلوا يجيئون ويصلون على القبر.
ومكث الناس ما شاء الله يأتون فيصلون على القبر.
وقال عبيد الله بن يحيى بن خاقان: سمعت المتوكل يقول لمحمد بن عبد الله: طوبى لك يا محمد، صليت على أحمد بن حنبل، رحمة الله عليه.
وقال أبو بكر الخلال: سمعت عبد الوهاب الوراق يقول: ما بلغنا أن جمعا في الجاهلية والإسلام مثله، حتى بلغنا أن الموضع مسح وحزر على الصحيح، فإذا هو نحو من ألف ألف، وحزرنا على القبور نحوا من ستين ألف امرأة.
وفتح الناس أبواب المنازل في الشوارع والدروب ينادون: من أراد الوضوء.
وروى عبد الله بن إسحاق البغوي أن بنان بن أحمد القصباني أخبره أنه حضر جنازة أحمد، فكانت الصفوف من الميدان إلى قنطرة باب القطيعة، وحزر من حضرها من الرجال ثمانمائة ألف، ومن النساء ألف امرأة.
ونظروا فيمن صلى العصر في مسجد الرصافة فكانوا نيفا وعشرين ألفا.
وقال موسى بن هارون الحافظ: يقال إن أحمد لما مات، مسحت الأمكنة

141
المبسوطة التي وقف الناس للصلاة عليها، فحزر مقادير الناس بالمساحة على التقدير ستمائة ألف وأكثر، سوى ما كان في الأطراف والحوالي والسطوح والمواضع المتفرقة أكثر من ألف ألف.
وقال جعفر بن محمد بن الحسين النيسابوري: حدثني فتح بن الحجاج قال: سمعت في دار الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر أن الأمير بعث عشرين رجلا يحزروا كم صلى على أحمد بن حنبل، فحزروا فبلغ ألف ألف وثمانين ألفا، سوى من كان في السفن في الماء.
ورواها خشنام بن سعيد فقال: بلغوا ألف ألف وثلاثمائة ألف.
وقال ابن حاتم: سمعت أبا زرعة يقول: بلغني أن المتوكل أمر أن يمسح الموضع الذي وقف عليه الناس حيث صلي على أحمد، فبلغ مقام ألفي ألف وخمسمائة ألف.
وقال البيهقي: بلغني عن البغوي أن محمد بن عبد الله بن طاهر أمر أن تحزر الخلق الذي في جنازة أحمد، فآتفقوا على سبعمائة ألف.
وقال أبو همام الوليد بن شجاع: حضرت جنازة شريك، وجنازة أبي بكر بن عياش، ورأيت حضور الناس، فما رأيت جمعا قط يشبه هذا. يعني في جنازة أحمد.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: حضرت جنازة أبي الفتح القواس مع الدارقطني، فلما نظر إلى الجمع قال: سمعت أبا سهل بن زياد: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: قولوا لأهل البدع: بيننا وبينكم الجنائز.)
وقال ابن أبي حاتم: حدثني أبو بكر محمد بن العباس المكي: سمعت

142
الوركاني جار أحمد بن حنبل يقول: يوم مات أحمد بن حنبل وقع المأتم والنوح في أربعة أصناف: المسلمين واليهود والنصارى والمجوس. وأسلم يوم مات عشرون ألفا من اليهود والنصارى والمجوس.
وفي لفظ عن ابن أبي حاتم: عشرة آلاف.
وهي حكاية منكرة لا أعلم رواها أحد إلا هذا الوركاني، ولا عنه إلا محمد بن العباس، تفرد بها ابن أبي حاتم، والعقل يحيل أن يقع مثل هذا الحادث في بغداد ولا يرويه جماعة تتوفر هممهم، ودواعيهم على نقل ما هو دون ذلك بكثير. وكيف يقع مثل هذا الأمر الكبير ولا يذكره المروذي، ولا صالح بن أحمد، ولا عبد الله بن أحمد بن حنبل الذين حكوا من أخبار أبي عبد الله جزيئات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها. فوالله لو أسلم يوم موته عشرة أنفس لكان عظيما، ولكان ينبغي أن يرويه نحو من عشرة أنفس.
وقد تركت كثيرا من الحكايات، إما لضعفها، وإما لعدم الحاجة إليها، وإما لطولها.
ثم انكشف لي كذب الحكاية بأن أبا زرعة قال: كان الوركاني، يعني محمد بن جعفر، جار أحمد بن حنبل وكان يرضاه.
وقال ابن سعد، وعبد الله بن أحمد، وموسى بن هارون، مات الوركاني في رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين.
فظهر لك بهذا أنه مات قبل أحمد بدهر، وكيف يحكي يوم جنازة أحمد، رحمه الله قال صالح بن أحمد: جاء كتاب المتوكل بعد أيام من موت أبي إلى ابن طاهر يأمره بتعزيتنا، ويأمر بحمل الكتب.
فحملتها وقلت: إنها لنا سماع، فتكون في أيدينا وتنسخ عندنا.
فقال: أقول لأمير المؤمنين.

143
فلم نزل ندافع الأمير، ولم تخرج عن أيدينا، والحمد لله.
وقد جمع مناقب أبي عبد الله غير واحد، منهم أبو بكر البيهقي في مجلد، ومنهم أبو إسماعيل الأنصاري في مجيلد، ومنهم أبو الفرج بن الجوزي في مجلد، والله تعالى يرضى عنه ويرحمه. أحمد بن الزبير الأطرابلسي.
عن: زيد بن يحيى بن عبيد، ومؤمل بن إسماعيل.
وعنه: ابن زياد النيسابوري، ومحمد أخو خيثمة، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال: صدوق. أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن علي الهاشمي العباسي.
أبو العبر الشاعر المفلق.......)
قيل إنه هجا آل أبي طالب فقتله رجل كوفي بكلام استحل به دمه.
وله شعر فائق من عهد الأمين وإلى أيام المتوكل. ثم أخذ في الحمق والمجون. وكان من أذكياء العالم، حتى قيل: لم يكن في الدنيا صناعة إلا وهو يعلمها ويعلمها بيده.
قتل سنة خمسين. أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة.

144
أبو الحسن المخزومي مولاهم البزي المكي المقرئ. مؤذن المسجد الحرام أربعين سنة.
والبزة: بالشدة.
قال البخاري: اسم أبي بزة بشار مولى عبد الله بن السائب المخزومي، أصله من همذان. أسلم على يد السائب بن صيفي.
قلت: ولد سنة سبعين ومائة، وقرأ على: عكرمة بن سليمان مولى بني شيبة، وأبي الإخريط وهب بن واضح: وأحمد مولى عبد العزيز بن أبي، وعبد الله بن زياد مولى عبيد بن عمير الليثي، عن أحدهم، عن إسماعيل القسط، وغيره، عن ابن كثير إمام أهل مكة نفسه، قرأ عليه بعد أن أتقن القرآن على صاحبيه شبل بن عباد، ومعروف بن مشكان.
كذا روى عنه أبو الإخريط.
قرأ عليه: أبو ربيعة محمد بن إسحاق الربعي، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وأحمد بن فرج، والحسن بن الحباب، وغيرهم.
وكان شيخ الحرم وقارئه في زمانه، مع الدين والورع والعبادة. وقد تفرد بحديث مسلسل في التكبير من والضحى.
رواه عنه: الحسن بن مخلد، ومحمد بن يوسف بن موسى، والحسن بن العباس الرازي، ويحيى بن محمد بن صاعد، وجماعة.
وقع لي عاليا، وهو حديث منكر.

145
قال أبو حاتم: لا أحدث عنه، فإنه روى عن عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله حديثا منكرا وهو ضعيف الحديث. قلت: وذكره أبو جعفر العقيلي في كتاب الضعفاء فقال: منكر الحديث، يوصل الأحاديث.
ثنا خالد بن منصور: نا أحمد بن أبي بزة: ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم: ثنا الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الديك الأبيض الأفرق حبيبي وحبيب حبيبي جبريل، يحرس ستة عشر بيتا. قلت: ما هذا الحديث ببعيد عن الوضع.)
وعاش ثمانين سنة. وتوفي بمكة خمسين ومائتين.
وقد روى عنه البخاري في تاريخه، وآخرون.
سمع من: مالك بن سعيد، ومؤمل بن إسماعيل، وسليمان بن حرب، وأبي عبد الرحمن المقرئ، وعبيد الله بن موسى. أحمد بن محمد بن علقمة بن رافع بن عمر بن صبح بن عون.
أبو الحسن المكي المقرئ النبال القواس.
سمع من: مسلم بن خالد الزنجي، وغيره.
وقرأ القرآن على أبي الإخريط وهب بن واضح.
قرأ عليه: قنبل، وأحمد بن يزيد الحلواني، وغير واحد.
وحدث عنه: بقي بن مخلد، ومحمد بن علي الصائغ، ومطين، وعلي بن أحمد بن بسطام، وغيرهم.

146
توفي سنة خمس وأربعين بمكة.
قال ابن مجاهد: قال لي قنبل: قال لي القواس: إلق هذا الرجل البزي فقل له: ليس هذا الحرف من قراءتنا، يعني وما هو بميت مخففا.
قال: فلقيته فأخبرته فقال: قد رجعت. ثم أتى إليه من الغد.
قال قنبل: سمعت القواس يقول: نحن نقف حيث آنقطع البعض، إلا في ثلاث نتعمد الوقف عليها: وما يعلم تأويله إلا الله، وما يشعركم في الأنعام، وإنما يعلمه بشر.
قال الداني: توفي القواس سنة أربعين ومائتين، فيحرر. أحمد بن محمد بن عيسى.
أبو جعفر السكوني البغدادي.
عن: أبي بكر بن عياش، وأبي يوسف القاضي.
روى عنه: محمد بن مخلد، وغيره.
وهو من الضعفاء. أحمد بن محمد بن نيزك ت.

147
أبو جعفر البغدادي المعروف بالطوسي.
عن: روح بن عبادة، والأسود شاذان، وغيرهما.)
وعنه: ت.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو حامد الحضرمي.
توفي سنة ثمان وأربعين. أحمد بن محمد بن يحيى بن المبارك.
أبو جعفر العدوي اليزيدي المقرئ.
من كبار ندماء المأمون وشعرائه.
سمع: أبا زيد الأنصاري صاحب العربية، وأباه.
وقرأ على جده فيما أظن.
روى عنه: أخواه الفضل وعبيد الله، وابن أخيه محمد بن العباس، وعون بن محمد الكندي، ومحمد بن عبد الملك الزيات.
له ذكر في تاريخ دمشق. أحمد بن مصرف بن عمرو اليامي ن. كوفي محدث.
روى عن: أبي أسامة، ومحمد بن بشير، وزيد بن الحباب، وطبقتهم.
وعنه: ن. في السنن، والحكيم الترمذي محمد بن علي، ومحمد بن عمر بن يوسف النسائي، وغيرهم.

148
قال ابن حبان في كتاب الثقات: مستقيم الحديث. أحمد بن منيع بن عبد الرحمن ع أبو جعفر البغوي الحافظ الأصم المروروذي الأصل نزيل بغداد وصاحب المسند المشهور.
سمع: هشيما، وعباد بن العوام، وابن عيينة، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن المبارك، وطبقتهم.
وعنه: الجماعة، لكن خ. بواسطة، وسبطه أبو القاسم البغوي، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وخلق.
قال البغوي: أخبرت عن أحمد بن منيع أنه قال: أنا من نحو أربعين سنة أختم في كل ثلاث.
قال صالح جزرة، وغيره: ثقة.

149
وقال البغوي: توفي جدي في شوال سنة أربع وأربعين، وكان مولده هو وأبو خيثمة سنة ستين ومائة. أحمد بن ناصح ن. أبو عبد الله، نزيل الثغر.)
عن: عبد العزيز الدراوردي، وأبي بكر بن عياش.
وعنه: ن.، ومحمد بن سفيان المصيصي الصفار، وغيره.
لم يذكره ابن أبي حاتم. أحمد بن نصر بن زياد.
أبو عبد الله القرشي النيسابوري المقرئ الزاهد.
عن: عبد الله بن نمير، وابن أبي فديك، وأبي أسامة، والنضر بن شميل، وجماعة.
سمع منه: أبو نعيم أحد شيوخه.

150
وحدث عنه: ت. ن.، وسلمة بن شبيب، وابن خزيمة، وأبو عروبة الحراني، وخلق.
وكان كثير الرحلة إلى الشام، والعراق، ومصر.
ورحل إلى أبي عبيد على كبر السن متفقها، فأخذ عنه، وكان يفتي على مذهبه، وعليه تفقه ابن خزيمة قبل أن يرحل.
وكان ثقة نبيلا مأمونا صاحب سنة.
توفي سنة خمس وأربعين.
قال الحاكم: كان فقيه أهل الحديث في عصره، كثير الحديث والرحلة، رحمه الله. أحمد بن نصر.
أبو بكر العتكي السمرقندي.
ذكره ابن حبان في الثقات وقال: كان رجلا صالحا مجتهدا في العبادة، قمع أهل البدع في أيام المحنة، وقام بما ينبغي.
يروي عن: ابن عيينة، وأبي ضمرة.
وعنه: عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، وأهل سمرقند.
توفي سنة خمس وأربعين. أحمد بن هشام بن بهرام المدائني.

151
عن: أبي معاوية، ووكيع.
وعنه: ابن صاعد، وأبو بكر بن أبي داود.
وكان ثقة، قاله الخطيب. أحمد بن يحيى بن إسحاق.)
أبو الحسين الراوندي.
قال المسعودي: توفي سنة خمسين ومائتين، عن أربعين سنة.
قال: وله من الكتب مائة وأربعة عشر كتابا.
قلت: غلط المسعودي، بل بقي إلى قريب الثلاثمائة. أحمد بن يحيى بن وزير بن سليمان بن مهاجر ن. أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المصري الحافظ النحوي، أحد الأئمة.
روى عن: عبد الله بن وهب، وشعيب بن الليث، وأصبغ بن الفرج، وخلق سواهم.
وعنه: ن. وقال ثقة، والحسين بن يعقوب المصري، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.
ولد سنة إحدى وسبعين ومائة.
قال أبو عمر الكندي: كان فقيها من أصحاب ابن وهب. كان أعلم أهل زمانه بالشعر والغريب وأيام الناس. وكان يتقبل، فانكسر عليه خراج، فسجنه

152
أحمد بن محمد بن مدبر، فمات في حبسه في شوال سنة خمسين، رحمه الله. أحمد بن يعقوب بن صالح البلخي.
عن: أبي مقاتل حفص بن سلم.
توفي في رمضان سنة سبع وأربعين. أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف ع. الفقيه أبو مصعب الزهري العوفي، قاضي المدينة.
ولد سنة خمسين ومائة، ولزم مالكا وتفقه عليه، وسمع منه الموطأ.
وسمع من: العطاف بن خالد، ويوسف بن الماجشون، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز الدراوردي، ومحمد بن إبراهيم بن دينار، وطائفة.
وعنه: الجماعة، لكن ن. بواسطة، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، ومطين، وخلق آخرهم موتا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.
ذكره الزبير بن بكار فقال: هو فقيه أهل المدينة غير مدافع.

153
توفي في رمضان سنة اثنتين وأربعين على القضاء، وله اثنتان وتسعون سنة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: ثنا عبد الله بن محمد بن الفضل الصيداوي قال: أتى قوم أبا مصعب الزهري فقالوا: إن قبلنا ببغداد رجل يقول: لفظه بالقرآن مخلوق. فقال: هذا كلام خبيث نبطي.)
وقال أبو محمد بن حزم: آخر ما روي عن مالك موطأ أبي مصعب و موطأ أبي حذافة. وفي هذين الموطأين نحو من مائة حديث زائدة، وهي آخر ما روى عن مالك. فهذا دليل على أنه كان يزيد في الموطأ أحاديث بلغته فيما بعد، أو كان أغفلها ثم أثبتها. وهكذا تكون العلماء رحمهم الله.
قلت: أما أبو حذافة فهو أحمد بن إسماعيل السهمي المدني، سيأتي في الطبقة الآتية. وقد سمعت موطأ أبي مصعب على ابن عساكر، بإجازته من المؤيد، وبين المؤيد، وبين أبي مصعب أربعة أنفس، وهذا في غاية العو، ولله الحمد.
قال الدارقطني: أبو مصعب ثقة في الموطأ. وقدمه على يحيى بن بكير.
وقال أبو عمر بن عبد البر: قال الزبير بن بكار: كان أبو مصعب على شرطة عبيد الله بن الحسن بن عبد الله الهاشمي عامل المأمون على المدينة، وولي القضاء. ومات وهو فقيه أهل المدينة غير مدافع.
قال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق.
قال ابن عبد البر: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين.
قلت: ما علمت فيه جرحة، ولا ذكر إلا في الثقات.
لكن قال أحمد بن أبي خيثمة: لا تكتب عن مصعب، واكتب عمن شئت.

154
قال ابن الذهبي: أراه نهاه عن الأخذ عنه، لكونه على القضاء، والله أعلم.
وقد ذكره ابن عساكر في النبل فقال فيه: أحمد بن أبي بكر زرارة.
فقد أخبرنا ابن عساكر، عن أبي روح: أنا زاهر، أنا الكنجرودي، أنا أبو أحمد الحاكم، أنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسي: ثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر الزهري، وسألناه عن اسم أبيه فقال: لا نعرف له اسما. أحمد بن أبي سريج الصباح النهشلي خ. د. ن. وقيل أحمد بن عمر بن الصباح، أبو جعفر الرازي البغدادي.
قرأ القرآن على أبي الحسن الكسائي، وأقرأه.
وسمع: شعيب بن حرب، وأبا معاوية الضرير، وابن علية، ووكيعا، وجماعة.
وعنه: خ. د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الري.
وقرأ عليه: العباس بن الفضل الرازي.
وقال النسائي: ثقة.
وروى عنه أيضا: أبو زرعة، وأبو حاتم.

155
وقال أبو حاتم: صدوق.) أحمد بن أبي عبيد الله السليمي البصري الوراق ت. ن. اسم أبيه بشر.
عن: يزيد بن زريع، وسلم بن قتيبة، وعمر المقدمي.
وعنه: ت. ن.، وقال: ن. ثقة والحسن بن عليل. إبراهيم بن الحارث الأنصاري.
أبو إسحاق العبادي. ومن ولد عبادة بن الصامت.
بغدادي جليل نزل طرسوس مرابطا.
كان الإمام أحمد بن حنبل يحترمه ويعظمه، وكان هو يفتي بحضرة أبي عبد الله فيعجبه ويقول: جزاك الله يا أبا إسحاق خيرا.
روى عن: مصعب الزبيري، وجماعة.
وأكبر شيخ له علي بن عاصم.
روى عنه: أبو بكر الأثرم، وحرب بن إسماعيل الكرماني، وأبو بكر بن أبي داود. إبراهيم بن الحسين بن خالد.

156
الفقيه أبو إسحاق الأندلسي القرطبي المالكي.
رحل وحج ولقي مطرف بن عبد الله، وعلي بن معبد، وعبد الله بن هشام، وغيرهم.
وصنف تفسيرا للقرآن، وكان بصيرا بالفقه.
ولي أحكام الشرطة ببلده.
ومات في رمضان سنة تسع وأربعين. إبراهيم بن حمزة الرملي البزاز د. عن: ضمرة بن ربيعة، وزيد بن أبي الزرقاء.
وعنه: د.، وعبدان الأهوازي، وأبو بكر بن أبي داود. إبراهيم بن خالد المروزي الجرميهني.
الحافظ المعروف بالبطيطي.
بلغنا عن بندار أنه قال: حفاظ الدنياأربعة، و كلهم غلماني: إ براهيم الجرميهني، وأبو زرعة، البخاري، والدارمي.

157
مات سنة خمسين.) إبراهيم بن زياد البغدادي الصائغ.
عن: سفيان بن عيينة، وابن علية.
وعنه: أبو حاتم الرازي، وابن صاعد، وداودبن سليمان، وغيرهم.
وكان ثقة. أما إبراهيم بن زياد البغدادي الخياط.
عن شريك، و جماعة، فشيخ أقدام من هذا. كتب عنه أبو حاتم أيضا. إبراهيم بن سعد الجوهري د. ت. ن. ق.

158
أبو إسحاق البغدادي. طبري الأصل، صاحب حديث.
سمع: سفيان بن عيينة، و عبد الوهاب الثقفي، وابن فضيل، ووكيعا، وأبا ضمرة، وأبا أسامة، وأبامعاوية، وطائفة.
وعنه: الجماعة سوى البخاري، وأبو الجهم المشغراني، وابن جوصا، وأبو طاهر الحسن بن فيل، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن علي الحكيم الترمذين ويحيى بن صاعد، وخلق.
وروى النسائي في كتاب، خصائص علي رضي الله عنه، عن زكريا السجزي، عنه، وقال: هو ثقة.
وقال عبد الله بن جعفر بن خاقان السلمي: سألت إبراهيم بن سعيد الجوهري، عن حديث لأبي بكر الصديق فقال: فقال لجاريته: أخرجي لي الجزء الثالث والعشرين من
مسند أبي بكر.
فقالت له: لا يصح لأبي بكر خمسون حديثا، من أبن ثلاثة و عشرون جزءا فقال: كل حديث لا يكون عندي من مائة وجه، فأنا فيه يتيم.
قال الخطيب: كان مكثرا ثقة ثبتا، صنف المسند. و قال إبراهيم الهروي: كان أبوه ثقة محتشما نبيلا، حج مرة، فحج معه أربعمائة نفس، منهم هشيم، وإسماعيل بن عياش، و كنت أنا منهم.
اختلف في موت إبراهيم، فقيل: سنة أربع، وقيل سنة سبع، وقيل: سنة تسع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وخمسين.
مات بعين زربة مرابطا، رحمه الله. وكان حجاج بن الشاعر يلينه بلا حجة.

159
إبراهيم بن سفيان الزبادي.
اللغوي النحوي، أحد أئمة العربية بالعراق.
أخذ عن: الأصمعي، وغيره.
وهو من ولد زياد بن أبيه أمير الكوفة. ذكره يعقوب بن السكيت فقال: هو نسيج وحده.)
قلت: وقد ذكره الوزير ابن القفطي في تاريخ النحاة. إبراهيم بن سلام.
أبو إسحاق المكي، مولى بني هاشم.
روى عن: الدراوردي، والفضيل، وسعيد بن سالم القداح، ويحيى بن سليم. و عنه: أبو الأحوص العكبري، وابن صاعد، وابن خزيمة.
قال أبو أحمد الحاكم: ربما روى ما لا أصل له. إبراهيم بن العباس بن محمد بن صول.

160
مولى يزيد بن المهلب بن أبي صفرة، أبو إسحاق الصولي البغداي الأديب، أحد الشعراء المشهورين والكتاب المذكورين.
له ديوان مشهور وكان جده صول المجوسي ملك جرجان، فأسلم على يد يزيد.
سمع الصولي من: علي بن موسى الرضا.
روى عنه: أبو العباس ثعلب، وغيره.
وكان موصوفا بالبلاغة والبراعة والنظم والشعر.
قال دعبل الخزاعي: لو تكسب إبراهيم بن العباس بالشعر لتركنا في غير شيء.
ومن نثره عن الخليفة: أما بعد، فإن أمير المؤمنين.
* أناة فإن لم تغن أعقب بعدها
* وعبدا فإن لم يغن أغنت عزائمه
* والسلام.
توفي في شعبان سنة ثلاث وأربعين بسامراء. إبراهيم بن عبد الله المروزي الخلال ن. عن: عبد الله بن المبارك.
وعنه: ن.، والحسن بن سفيان، وعبد الله بن محمد المروزي.
وثقه ابن حبان.
وتوفي سنة إحدى وأربعين. إبراهيم بن عبد الله بن حاتم الهروي ت. ق.

161
أبو إسحاق الحافظ، نزيل بغداد.)
سمع: إسماعيل بن جعفر، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وهشيما وعبد العزيز الدراوردي، وطبقتهم.
وعنه: ت. ق.، وابن أبي الدنيا، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن فرج المقرئ، وأحمد بن الحسين الصوفي، وموسى بن هارون، وخلق سواهم.
وكان صالحا زاهدا متعففا دائم الصيام، إلا أن يدعوه أحد فيفطر.
وكان من أعلم الناس بحديث هشيم، وأثبتهم فيه.
قال الحارث بن أبي أسامة: نا إبراهيم بن عبد الله نا إسماعيل، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا عدوى ولا هامة ولا نو ولا صفر نو: من الأنواء.
قال صالح جزرة عنه: ما من حديث هشيم إلا وقد سمعه عشرين مرة وأكثر، وكنت أوقفه. كنت سمعت منه مع سعيد الجوهري والد إبراهيم.
قال صالح: أعلم الناس بحديث هشيم: عمرو بن عون، وإبراهيم بن عبد الله الهروي.
وقال ابن معين: أصحاب هشيم محمد بن الصباح الدولابي، وإبراهيم

162
الهروي، وإبراهيم أحسنهما.
وقال أبو داود: إبراهيم بن عبد الله الهروي ضعيف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
توفي في رمضان سنة أربع وأربعين، عن بضع وتسعين سنة. إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي.
عن: وكيع بن الجراح، والحارث بن عطية، وحجاج الأعور.
وعنه: عبيد بن الهيثم الحلبي، وعلي بن موسى الربعي.
ضعفه ابن حبان، وغيره. وله عجائب.

163
إبراهيم بن عبد الله بن صفوان النصري الدمشقي الحماد.
عم الحافظ أبي زرعة.
روى عن: ابن وهب، وضمرة بن ربيعة، والهيثم بن عمران.
روى عنه: أبو زرعة، وولده محمود بن أبي زرعة، وسليمان بن محمد الخزاعي، وآخرون. إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي الصنعاني ت. روى عن: وكيع، ويعلى بن عبيد، والمقريء، وعبد الرزاق.
وعنه: ت.، ومحمد بن إسماعيل السلمي الترمذي.) إبراهيم بن عبد الرحمن بن أبي الفياض.
أبو إسحاق البرقي الفقيه.
يروي عن: ابن وهب، وأشهب.
أخذ الناس عنه بمصر.
ومات سنة خمس وأربعين.
قال ابن يونس: له مناكير. إبراهيم بن عون بن رلشد.
أبو إسحاق السعدي الإصبهاني المديني.

164
سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وعبيد الله بن موسى.
وعنه: محمد بن أحمد الأبهري، ومحمد بن أحمد بن يزيد.
قال أبو نعيم الحافظ: كان من خيار الناس. إبراهيم بن عيسى الإصبهاني الزاهد.
صاحب معروف الكرخي.
روى عن: شبابة بن سوار، وأبي داود الطيالسي.
وعنه: أحمد بن محمد البزاز.
قال أبو الشيخ: كان خيرا عابدا فاضلا، لم يكن بإصبهان في زمانه مثله.
ومن دعائه: اللهم إن كنت مدخلي النار فعظم خلقي فيها حتى لا يكون لأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها موضعا.
ومن الرواة عنه: النضر بن هشام.
توفي سنة سبع وأربعين.
وقيل: إن أبا العباس بن مسروق رأى هذا يمشي على الماء. إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب التميمي.

165
أمير القيروان، وآبن أمرائها أبو أحمد.
كان حسن السيرة، كثير العطاء، ميمون الطلعة.
بنى بإفريقية حصونا كثيرة منيعة، واشترى العبيد والسلاح. وأمنت البلاد في أيامه.
مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين. وبعده ولي زيادة الله ابنه.) إبراهيم بن محمد بن عبد الله د. ن. أبو إسحاق التيمي المعمري. قاضي البصرة.
ثقة.
عن: ابن عيينة، ويحيى القطان، وابن داود الخريبي.
وعنه: د. ن.، وأبو حامد الحضرمي، وابن دريد، وأبو روق الهزاني.
توفي في ذي الحجة سنة خمسين.
وكان من كبار العلماء. إبراهيم بن محمد بن يوسف بن سرج الفريابي ق. نزيل القدس. ما هو بابن صاحب الثوري.
سمع: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد.
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، والفريابي، وابن قتيبة العسقلاني، وبقي بن مخلد، وخلق.

166
قال أبو حاتم: صدوق. إبراهيم بن المستمر.
أبو إسحاق البصري العروقي.
عن: أبيه، وأبي داود، وأبي عامر العقدي، وجماعة.
وعنه: د. ن. ق.، وأبو عيسى الترمذي في الشمائل، وأبو بكر بن خزيمة، وخلق كثير.
وكان أحد الثقات. إبراهيم بن مكتوم المصاحفي.
حدث بالبصرة في هذا الوقت عن: أبي داود الطيالسي، وعبد الصمد بن عبد الوارث.
وعنه: ابن صاعد، وأبو روق الهزاني.
وكان صدوقا. إبراهيم بن هارون البلخي العابد ن. عن: حامد بن إسماعيل، وداود بن الجراح.

167
وعنه: ن.، والترمذي في شمائله، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، ومحمد بن علي بن طرخان. إبراهيم بن هاشم بن عبيد الله.)
أبو إسحاق بن أبي صالح الثقفي المروزي، قاضي نيسابور.
عن: النضر بن شميل، وروح بن عبادة.
وكان قدريا.
روى عنه جماعة.
مات سنة ست وأربعين. إبراهيم بن الإمام يحيى بن المبارك اليزيدي.
العلامة أبو إسحاق. بصري نزل بغداد. وكان رأسا في الأدب.
سمع من: الأنصاري، والأصمعي.
وله مصنف يفتخر به اليزيديون، وهو ما اختلف معناه واتفق لفظه، نحو من سبعمائة ورقة.
يرويه عنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وجماعة. إبراهيم بن يوسف الحضرمي الكندي الكوفي الصيرفي.
عن: حفص بن غياث، وأبي بكر بن عياش.
وعنه: ابن صاعد، وقاسم المطرز، وعلي التابعي.

168
وثقه ابن حبان.
مات سنة تسع وأربعين. أزهر بن مروان الرقاشي البصري النواء ت. ق. يلقب فريخ.
عن: حماد بن زيد، وعبد الوارث، والحارث بن نبهان، ومحمد بن سواء.
وعنه: ت. ق.، وعبدان، وأبو بكر بن أبي عاصم، وموسى بن هارون.
توفي سنة ثلاث وأربعين. إسحاق بن أبي إسرائيل إبراهيم بن كامجر المروزي د. ن. نزيل بغداد أبو يعقوب الحافظ.
عن: شريك، وحماد بن زيد، وكثير بن عبد الله الأيلي، وخلق.
ورأى زائدة.

169
وعنه: د.، ون. بواسطة، وهارون الحمال، والبخاري في كتاب الأدب، وابن ناجية، وأبو بكر أحمد بن علي)
المروزي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي، وأبو العباس السراج، وخلق.
وروى قراءة علي بن ضمرة الكسائي، عنه. وقرأه ابن عامر، عن الوليد بن مسلمة، عن الذماري، عنه.
قال أحمد بن زهير، عن ابن معين: ثقة.
وقال عثمان الدارمي، عن ابن معين: ثقة.
ثم قال عثمان: لم يكن عثمان أظهر الوقف حين سألت ابن معين عنه.
وقال أبو القاسم البغوي: كان ثقة مأمونا، إلا أنه كان قليل العقل.
وقال صالح جزرة: صدوق، إلا أنه كان يقول: القرآن كلام الله، ويقف.
وقال السراج: سمعت إسحاق بن أبي إسرائيل يقول: هؤلاء الصبيان يقولون: كلام الله غير مخلوق. ألا قالوا كلام الله وسكتوا. ويشير إلى دار أحمد بن حنبل.
قال إسحاق بن داود: قال أحمد بن حنبل: تجهم ابن أبي إسرائيل بعد تسعين سنة. فقال محمد بن يحيى المكي: ذكرت لأبي عبد الله إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: ذاك
أحمق.
وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانيء: سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل، ذكر ابن أبي إسرائيل فقال: بعد طلبه للحديث وكثرة سماعه شك، فصار ضالا شكاكا.

170
وقال أبو حاتم الرازي: كتبت عنه فوقف في القرآن، فوقفنا عن حديثه.
وقد تركه الناس حتى كنت أمر بمسجده وهو وحيد لا يقربه أحد، بعد أن كان الناس إليه عنقا واحدا.
قال شاهين بن السميدع العبدي: سمعت أحمد بن جنبل يقول: إسحاق بن أبي إسرائيل واقفي مشؤوم، إلا أنه صاحب حديث كيس.
وقال زكريا الساجي: وتركوا إسحاق بن أبي إسرائيل لموضع الوقف، كان صدوقا.
وقال الحسين بن إسماعيل الفارسي: سألت عبدوس بن عبد الله النيسابوري عن إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: كان حافظا جدا ولم يكن مثله في الحفظ والورع.
فقلت: كان يتهم بالوقف قال: نعم.
وقال أحمد بن أبي خيثمة: قال لي مصعب الزبيري: ناظرني إسحاق بن أبي إسرائيل فقال: لا أقول كذا ولا أقول غير ذا، يعني في القرآن. فناظرته فقال: لم أقل في الشك ولكني أسكت كما سكت القوم قبلي.
وقال موسى بن هارون: مولده سنة خمسين ومائة.)
وقال البخاري، وأحمد بن عبيد الله الثقفي، وابن قانع: مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
زاد ابن قانع: في شعبان.

171
وقال البغوي، وعلي بن أحمد بن النضر: مات سنة ست.
زاد البغوي: في شعبان بسامراء.
وقع لي من عوالي ابن أبي إسرائيل. إسحاق بن إبراهيم بن داود البصري السواق ق. عن: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبي عاصم.
وعنه: ق.، والفضل بن الحسن الأهوازي، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الطهراني. إسحاق بن الأخيل الحلبي.
عن: مبشر بن إسماعيل، وعثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود. إسحاق بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري الخطمي د. ت. ن. ق. أبو موسى المدني الفقيه، نزيل سامراء. ثم قاضي نيسابور.

172
سمع: ابن عيينة، وعبد السلام بن حرب، ومعن بن عيسى، وجماعة.
وكان فاضلا صاحب سنة.
ذكره أبو حاتم الرازي وأطنب في الثناء عليه وروى عنه، وبقي بن مخلد، والفريابي، وابن خزيمة، وابنه موسى بن إسحاق الخطمي.
قيل: إنه توفي بجوسية من أعمال حمص سنة أربع وأربعين.
وثقه النسائي.
وكثيرا ما يقول الترمذي: ثنا الأنصاري. وهو هذا.
وقد تفرد بحديث رواه عنه النسائي، وابن ناجية، وطائفة. قال: ثنا معن، نا مالك، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه: قال: بعث عمر إلى عبد الله بن مسعود، وإلى أبي الدرداء، وإلى أبي مسعود فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسهم في المدينة حتى استشهد. إسحاق بن يوسف الجرجاني الديلماني.
سمع: ابن عيينة، وحفص بن عمر العدني.)
وعنه: ابنه عبد الله، وعقيل بن يحيى.
وثقه أبو نعيم الإصبهاني.
ومات سنة خمس وأربعين. إسماعيل بن بهرام الوشاء الخزاز الخبذعي الكوفي.

173
سمع: عبد العزيز الدراوردي، ومعلى بن هلال، وعبيد الله الأشجعي.
وعنه: ق.، وبقي بن مخلد، وأبو داود السجستاني، ومطين، والحسن بن سفيان.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: مات سنة إحدى وأربعين. إسماعيل بن توبة الثقفي الرازي.
نزيل قزوين، أحد الثقات الرحالة.
سمع: فضيل بن عياض، وإسماعيل بن جعفر، وخلف بن خليفة، وهشيم بن بشير.
وعنه: ق.، والحسن بن إسحاق التستري، وعبد الله بن وهب الدينوري، وأهل قزوين.
قال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين. إسماعيل بن حفص.

174
أبو بكر الأبلي البصري القطان.
سمع: معتمر بن سليمان، وأبا بكر عياش، وطبقتهما.
وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن عاصم، وعبدان، وابن خزيمة، وجماعة. إسماعيل بن خزيمة بن المغيرة السلمي النيسابوري.
سمع من: عبد الرزاق، وغيره.
وعنه: ابن أخيه أبو بكر بن إسحاق، ومحمد بن ياسين بن النضر.
وكان ثقة. إسماعيل بن زياد البلخي الأزدي.
عن: ضمرة بن ربيعة، وغيره.
مات سنة ست وأربعين.) إسماعيل بن عبد الله بن خالد بن يزيد.
أبو عبد الله، وأبو الحسن القرشي العبدري الرقي الفقيه المعروف بالسكري. قاضي دمشق.

175
روى عن: عبيد الله بن عمرو، وأبي المليح الحسن بن عمر، ويعلى بن الأشدق، وابن المبارك، وأبي إسحاق الفزاري، وبقية، وعيسى بن يونس، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن هشام بن ملاس، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.
وثقه الدارقطني.
وقال أبو حاتم: صدوق.
قال ابن الفيض الدمشقي: ولى أحمد بن أبي دؤآد على قضاء دمشق إسماعيل بن عبد الله السكري في سنة ثلاث وثلاثين، فأقام قاضيا إلى أن ولي القضاء للمتوكل يحيى بن أكثم، فعزل إسماعيل محمد بن هاشم بن ميسرة.
قلت: لم يذكره ابن عساكر في شيوخ النبل، وذكر بدله سميه: إسماعيل بن عبد الله بن زرارة الرقي، وقال: روى عنه ق.، وروى ن. عن رجل، عنه.
قال لنا الحافظ أبو الحجاج: روى ق. خمسة أحاديث قال فيها: ثنا إسماعيل بن عبد الله الرقي، وإنما هو السكري لا ابن زرارة. لأن ابن زرارة مات سنة تسع وعشرين، وإنما رحل بعد الثلاثين.
قال إبراهيم بن أيوب الحوراني: قلت لإسماعيل بن عبد الله القاضي: بلغني أنك كنت صوفيا، من أكل من جرابك كسرة افتخر بها.
فقال: حسبنا الله ونعم الوكيل.

176
وقال أبو الحسن علي بن الحسن بن علاة الحراني: مات إسماعيل بن عبد الله السكري بعد الأربعين، وكان يرمى بالتجهم. إسماعيل بن عمرو.
أبو محمد المصري الفقيه، صاحب أشهب.
يروي عن: ابن وهب، وعبد الملك بن الماجشون، وغيرهما.
وروى عنه جماعة آخرهم عبد الحكم بن أحمد الصدفي.
توفي في رجب سنة ثمان وأربعين، قاله ابن يونس. إسماعيل بن الفضل.
أبو إبراهيم الشالنجي، قاضي جرجان.)
روى عن: إسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة، وجماعة.
وعنه: أحمد بن معاذ السلمي، وابن مجاشع السختياني، وأهل جرجان.
توفي سنة ست وأربعين. إسماعيل بن مسعود ن. أخو الصلت بن مسعود الجحدري البصري.
عن: يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان التيمي، وبشر بن المفضل.
وعنه: ن.، والفريابي، ومحمد بن جرير، وجماعة.
قال النسائي: ثقة.

177
وتوفي سنة ثمان وأربعين. إسماعيل بن موسى الفزاري د. ت. ق. ابن ابنة إسماعيل السدي. أبو محمد، وقيل: أبو إسحاق.
كوفي، ثقة، شيعي متوالي.
سمع: عمر بن شاكر، ومالك بن أنس، وشريك بن عبد الله، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وجماعة.
وعنه: د. ت. ق.، وأبو عروبة الحراني، وابن خزيمة، وطائفة كبيرة وأما ابن أبي حاتم فقال: سمعت أبي يقول: سألته عن قرابته من السدي، فأنكر أن يكون ابن
ابنته، وإذا قرابته منه بعيدة.
قال أبو حاتم: صدوق. سمعته يقول: سمتني أمي باسم السدي.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين، وشيخه عمر بن شاكر يروي عن أنس بن مالك. وقبل: إنه كان يغلو ويسب.
قال عبدان الأهوازي: أنكر علينا أبو بكر بن أبي شيبة أو هناد ذهابنا إلى

178
إسماعيل بن موسى. وقال: إيش عملتم عند هذا الفاسق الذي يشتم السلف رواها ابن عدي عنه وقال: أوصل عن مالك حديثين، وتفرد عن شريك بأحاديث.
وإنما أنكر غلوه في التشيع.
وقال علي بن محمد بن كأس الحنفي القاضي، وهو ثقة: ثنا علي بن جعفر الرماني، نا إسماعيل ابن بنت السدي قال: كنت في مجلس مالك، فسئل عن فريضة، فأجاب بقول زيد. فقلت: ما قال فيها علي وابن مسعود.
فأوما إلى الحجبة، فلما هموا بي عدوت وأعجزتهم، فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته قال: اطلبوه برفق.)
فجاءوا إلي، فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت قلت: كوفي.
قال: فأين خلفت الأدب قلت: إنما ذاكرتك لأستفيد.
فقال: إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت. وإذا كنت بين قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون، فيبدو لك منهم ما تركه. إسماعيل بن يوسف.
أبو علي الديلمي الزاهد الحافظ.
روى شيئا عن: مجاهد بن موسى.

179
وأخذ عن: أحمد بن حنبل.
وكان شابا يتوقد ذكاء، لم يشتهر لموته صغيرا.
قال الدارقطني: هو بغدادي، زاهد ورع، فاضل، ثقة.
قلت: وكان يسهر في طاحون بثلاث دراهم.
كتب عنه: الحسن بن أبي العنبر، والعباس بن يوسف الشكلي.
قال أبو الحسين بن المنادي: ذكر لي أنه كان يحفظ أربعين ألف حديث، وكان مشهورا بالزهد. وكان مكسبه من المساهرة في الأرحاء، رحمه الله.
وقد رآه محمد بن مخلد العطار. أصبغ بن دحية الصدفي المصري.
عن: رشدين بن سعد، وعبد الله بن وهب.
وعنه: ابنه جرول.
توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. أيوب بن محمد ب أيوب الهاشمي البصري ق. المعروف بالقلب.
عن: عبد الواحد بن زياد، وعبد القاهر بن السري، وأبي عوانة.
وعنه: ق.، وابن أبي الدنيا، والحسن بن سفيان، وزكريا الساجي،

180
وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.) أيوب بن عافية بن أيوب البصري.
يروي عن: ابن وهب، ووالده عافية.
توفي في شعبان سنة ست وأربعين. قاله ابن يونس. أيوب بن علي بن الهيصم بن أيوب بن مسلم.
الكناني الفلسطيني.
سمع: زياد بن سيار.
وعنه: سليمان بن محمد بن الفضل، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن جوصا، وآخرون.
قال أبو حاتم: شيخ.
وجده الأعلى مسلم هو أخو أبي قرصافة من أبيه. أيوب بن محمد بن زياد بن فروخ د. ن. أبو سليمان الرقي الوازن. مولى بني هاشم.
سمع: أبا إسحاق الفزاري، ومعمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وابن علية.
وعنه: د. ن.، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأهل الجزيرة.
وكان يزن القطن.

181
وثقه النسائي، وغيره.
وفاته مات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين.

182
4 (حرف الباء))
بركة بن محمد الحلبي.
أبو سعيد الأنصاري.
عن: مروان بن معاوية، ويوسف بن أسباط، وعلي بن بكار، ومبشر بن إسماعيل.
وعنه: أبو نشيط محمد بن هارون، وأبو الحسين عبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وموسى بن محمد الأنطاكي، وأحمد بن زكريا البصري شاذان، وعمر بن محمد الهمداني، وآخرون.
قال الدارقطني: كذاب يضع الحديث.
وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبا الحسين السمناني يقول: نظر صالح بن الأشرس في بعض حديثي، عن بركة فقال:)
ليس هذا بركة، هذا عقوبة.

183
بسطام بن جعفر الأزدي الموصلي.
عن: مالك، وحماد بن زيد، وإبراهيم بن أبي يحيى.
وعنه: أحمد بن حمدون، وإبراهيم بن علي الموصليان.
توفي سنة اثنتين وأربعين. بشر بن بشار البغدادي.
عن: يزيد بن هارون، وداود بن المحبر.
وعنه: ابن أبي الدنيا، والحسن بن الحباب، وأبو العباس السراج، وغيرهم. بشر بن معاذ العقدي ت. ن. ق. أبو سهل البصري الضرير.
عن: إبراهيم بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أبي محذورة الجمحي، وأبي عوانة، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وعبد الواحد بن زياد، وحماد بن

184
زيد، وهشيم، ومعتمر، وطائفة.
وعنه: ت. ن. ق.، وأبو بكر البزار، وعمر بن محمد بن بجير، والقاسم المطرز، وابن خزيمة، وآخرون.
وثقه ابن حبان وقال: مات سنة خمس وأربعين أو في حدودها.
قلت: كان من أبناء التسعين. بشر بن هلال م. ع. أبو محمد النميري البصري الصواف.
عن: جعفر بن سليمان الضبعي، وعبد الوارث، ويزيد بن زريع، وعلي بن مسهر، وداود بن الزبرقان.
وعنه: ع. سوى البخاري، وبقي بن مخلد، وإسحاق المنجنيقي، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن علي الحكيم، وابن خزيمة، وآخرون.
قال أبو حاتم: محله الصدق. وكان أيقظ من بشر بن معاذ.
وقال ابن أبي عاصم: مات سنة سبع وأربعين.

185
بغا الكبير.
أبو موسى التركي، أحد قواد المتوكل وأكبرهم.
كان موصوفا بالشجاعة والإقدام، وله همة عالية وهيبة، ووقع في النفوس.)
وله فتوحات ووقعات.
وكان مملوكا للحسن بن سهل الوزير. وكان يحمق ويجهل في رأيه، وقد باشر عدة حروب وما جرح قط. وكان فيه دين وإسلام.
طال عمره وعاش نحوا من ستين سنة، وتوفي سنة ثمان وأربعين. بكر بن محمد بن عدي بن حبيب.

186
أبو عثمان المازني البصري النحوي، وهو بكنيته أشهر.
أخذ عن: أبي عبيدة، والأصمعي.
وصنف التصانيف المشهورة في العربية والتصريف.
روى عنه: الحارث بن أبي أسامة، وأبو عمران موسى بن سهل الجوني، وأبو العباس محمد بن يزيد المبرد.
ولزمه المبرد وأكثر عنه.
وقد دخل على الواثق فوصله بجملة.
توفي سنة سبع، أو ثمان وأربعين.
وكان المبرد يقول: لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان المازني.
قال المبرد: قال أبو عثمان المازني: قرأ علي رجل كتاب سيبويه في مدة

187
طويلة، فلما بلغ آخره قال: أما إني ما فهمت منه حرفا، وأما أنت فجزاك الله خيرا.
وقال المازني: قرأت القرآن على يعقوب، فلما ختمت رمى إلي بخاتمه وقال: خذه، ليس لك مثل.
وكان المازني ذا دين وورع. قيل: إن يهوديا أتاه ليقرأ عليه كتاب سيبويه وبذل له مائة دينار، فآمتنع وقال: هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة آية ونيف، ولست أمكن منه ذميا.
وقال بكار بن قتيبة القاضي: ما رأيت، نحويا يشبه الفقهاء إلا حبان بن هلال، والمازني.
وقال المبرد: كان المازني إذا ناظر أهل الكلام لم يستعن بشيء من النحو، وإذا ناظره النحاة لم يستعن بشيء من الكلام.
وعن المازني قال: حضرت مجلس المتوكل، وحضر يعقوب بن السكيت، فقال: تكلما في مسألة.
فقلت: تكلما في مسألة.
فقلت ليعقوب: ما وزن نكتل فقال: نفعل.)
قلت: إتئد.
ففكر وقال: نفتعل.
قلت: نكتل أربعة أحرف، ونفتعل خمسة.
فسكت.
فقال المتوكل: ما الجواب؟

188
قلت: وزنها في الأصل نفتعل لأنها نكتيل، فلما تحرك حرف العلة، وانفتح ما قبله، وقلب ألفا، فصارت نكتال، ثم حذفت الألف للجزم، فبقيت نكتل.
فقال المتوكل: هذا هو الحق.
فلما خرجنا قال يعقوب: بالغت اليوم في أذاي.
قلت: لم أقصدك بسوء.
وقيل: إن جارية غنت الواثق:
* أظلوم إن مصابكم رجلا
* أهدى السلام تحية ظلم
* فقال بعض الحاضرين: رجل، بالرفع.
فقالت: هكذا لقنني المازني.
فطلبه الواثق فقال: إن معناه إن إصابتكم رجلا كقوله إن ضربك زيدا فالرجل مفعول، وظلم هو الخبر.
قال: فأعطاني الواثق ألف دينار. بكر بن النطاح.
من أعيان الشعراء.
كان في هذا الزمان.

189
4 (حرف التاء))
تميم بن المنتصر بن تميم بن الصلت د. ن. ق. أبو عبد الله الهاشمي مولى ابن عباس، أبو عبد الله الواسطي.
عن: سفيان بن عيينة، وإسحاق الأزرق، ومحمد بن يزيد الواسطي، وأبي همام بن الزبرقان، ويزيد بن هارون، وطائفة.
وعنه: سبطاه: أسلم بن سهل الحافظ بحشل، وخليل بن أبي دانة، ود. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي،)
ومحمد بن جرير الطبري، ومحمود بن محمد الواسطي، وآخرون.
وكان محدثا ثقة.
مات سنة أربع وأربعين.

190
4 (حرف الجيم))
جابر بن كردي الواسطي.
عن: يزيد بن هارون، وسعيد بن عامر الضبعي.
وعنه: محمد بن جرير، وابن صاعد.
قال النسائي: لا بأس به. الجارود بن معاذ السلمي الترمذي ت. ن. أبو معاذ، وأبو داود.
عن: جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، وأبي خالد الأحمر، والفضل بن موسى السيناني، والوليد بن مسلم، ووكيع، و... وطائفة.
وعنه: ت. ن.، وابنه محمد بن الجارود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وأحمد بن علي الأبار، ومحمود بن محمد المروزي، وطائفة.

191
قال النسائي: ثقة.
قال ابن عساكر: مات سنة أربع وأربعين. جبارة بن المغلس ق. أبو محمد الحماني الكوفي.
عن: شبيب بن شبة، وأبي بكر النهشلي، وأبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، وعبد الأعلى بن أبي المساور، وعبيد بن وسيم الجمال، وقيس بن الربيع، وأبي عوانة، وطائفة.
وعنه: ق.، وابن أخيه أحمد بن الصلت الحماني، وبقي بن مخلد، والحسين بن إدريس الهروي، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومطين، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، والحسن بن سفيان، وأبو يعلى الموصلي، والحسين بن بحر البيروذي، وعبدان، وطائفة.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: عرضت على أبي أحاديث سمعتها من جبارة فأنكر بعضها وقال: هذه موضوعة.

192
وقال البخاري: مضطرب الحديث.)
وقال أبو معين الحسين بن الحسن الرازي عن ابن معين: كذاب.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ما هو ممن يكذب. كان يوضع له الحديث فيحدث به.
قال البخاري: مات بالكوفة سنة إحدى وأربعين.
وقال موسى بن هارون: وقد قارب الأربعين. الجراح بن عبد الله بن الفرج التجيبي.
مولاهم المصري.
سمع من: ابن وهب مع يونس بن عبد الأعلى.
قال ابن يونس: توفي في ذي القعدة سنة ثلاث وأربعين.

193
الجراح بن مخلد العجلي البصري القزاز ت. عن: معاذ بن هشام، وروح بن عبادة، وأبي داود الطيالسي، ووهب بن جرير، وسلم بن قتيبة، وجماعة.
وعنه: ت.، وأبو داود في كتاب القدر، والبخاري في التاريخ، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو بكر بن أبي داود، وابن صاعد، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وأبو عروبة، وعبدان، وآخرون.
وكان ثقة. جعفر المتوكل على الله.

194
أمير المؤمنين أبو الفضل بن المعتصم بالله أبي إسحاق محمد بن هارون الرشيد القرشي العباسي البغدادي.

195
ولد سنة خمس ومائتين، وبويع في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين بعد الواثق. وقيل: بل ولد سنة سبع ومائتين.
حكى عن: أبيه، ويحيى بن أكثم.
وعنه: علي بن الجهم الشاعر، وغيره.
وكان أسمر، مليح العينين، نحيف الجسم، خفيف العارضين، إلى القصر أقرب. وأمه أم ولد اسمها: شجاع.
قال خليفة: استخلف المتوكل، فأظهر السنة، وعمل بها في مجلسه، وكتب إلى الآفاق برفع المحنة وإظهار السنة، وبسطها ونصر أهلها، يعني محنة خلق القرآن. وقد قدم دمشق في صفر سنة أربع وأربعين وعزم على المقام بها وأعجبته، ونقل دواوين الملك إليها. وأمر بالبناء بها. وأمر للأتراك بما أرضاهم من الأموال، وبنى قصرا كبيرا بداريا من جهة المزة.
قال علي بن الجهم: كانت للمتوكل جمة إلى شحمة أذنيه كأبيه وعمه.
وقال ابن أبي الدنيا: أم المتوكل أم ولد اسمها شجاع.)
وقال الفسوي: بويع له لست بقين من ذي الحجة. خرج من دمشق المتوكل بعد إقامة شهرين وأيام، ورجع إلى سامراء دار ملكه على طريق الفرات، وعرج من الأنبار.
وقيل: إن إسرائيل بن زكريا الطبيب نعت له دمشق، وأنها توافق مزاجه وتذهب عنه العلل التي تعرض له في الصيف بالعراق.
وقال خليفة: حج المتوكل بالناس قبل الخلافة في سنة سبع وعشرين.
وكان إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة يقول: الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق يوم الردة، وعمر بن عبد العزيز في رد مظالم بني أمية، والمتوكل

196
في محو البدع وإظهار السنة.
وقال يزيد بن محمد المهلبي: قال لي المتوكل: يا مهلبي، إن الخلفاء كانت تتصعب على الناس ليطيعوهم، وأنا ألين لهم ليحبوني ويطيعوني.
وحكى الأعسم أن علي بن الجهم دخل على المتوكل وبيده درتان يقلبهما، فأنشده قصيدة له يقول فيها:
* وإذا مررت ببئر عر
* وة فاسقني من مائها
* قال: فدحا إلي بالدرة، فقلبتها، فقال: تستنقص بها وهي والله خير من مائة ألف.
قلت: لا والله، ولكني فكرت في أبيات أعملها آخذ بها الأخرى.
فقال: قل.
فقلت:
* بسر من رأى إمام عدل
* تغرف من بحره البحار
*
* يرجى ويخشى لكل خطب
* كأنه جنة ونار
*
* الملك فيه وفي بنيه
* ما اختلف الليل والنهار
*
* يداه في الجود صرتان
* عليه كلتاهما تغار
*
* لم تأت منه اليمين شيئا
* إلا أتت مثلها اليسار
* قال: فدحا التي في يساره وقال: خذها، لا بارك الله لك فيها.
قال الخطيب أبو بكر: ورويت هذه الأبيات للبحتري في المتوكل.

197
وعن مروان بن أبي الجنوب أنه مدح المتوكل، فأمر له بمائة ألف وعشرين ألفا، وبخمسين ثوبا.
وقال علي بن الجهم: كان المتوكل مشغوفا بقبيحة لا يصبر عنها، فوقفت له يوما وقد كتبت على خدها بالغالية جعفر.
فتأملها ثم أنشأ يقول:)
* وكاتبة في الخد بالمسك جعفرا
* بنفسي محط المسك من حيث أثرا
*
* لئن أودعت سطرا من المسك خدها
* لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا
* قد ورد عن المتوكل شيء من الحديث.
ويقال: إنه سلم عليه بالخلافة ثمانية كل واحد منهم أبوه خليفة: منصور بن المهدي، والعباس بن الهادي، وأبو أحمد بن الرشيد، وعبد الله بن الأمين، وموسى بن المأمون، وأحمد بن المعتصم، ومحمد بن الواثق، وابنه المنتصر ابن المتوكل.
وكان جوادا ممدحا ويقال: ما أعطى خليفة شاعرا ما أعطى المتوكل.
وفيه يقول مروان بن أبي الجنوب:
* فآمسك ندى كفيك عني ولا تزد
* فقد خفت أن أطعني وأن أتجبرا
* فقال: لا أمسك حتى يغرقك جودي.
وقد بايع بولاية العهد ولده المنتصر، ثم إنه أراد أن يعزله ويولي المعتز أخاه لمحبته لأمه قبيحة، فسأل المنتصر أن ينزل عن العهد، فأبى. وكان يحضره

198
مجالس العامة، ويحط منزلته ويتهدده، ويشتمه ويتوعده.
واتفق أن الترك انحرفوا عن المتوكل لكونه صادر وصيفا وبغا، وجرت أمور، فاتفق الأتراك مع المنتصر على قتل أبيه. فدخل عليه خمسة في جوف الليل وهو في مجلس لهوه في خامس شوال، فقتلوه سنة سبع وأربعين.
وورد أن بعضهم رآه في النوم، فقال له: ما فعل الله بك قال: غفر لي بقليل من السنة أحييتها.
وقد كان المتوكل منهمكا في اللذات والشرب، فلعله رحم بالسنة، ولم يصح عنه النصب.
قال المسعودي: ثنا ابن عرفة النحوي، ثنا المبرد قال: قال المتوكل لأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر الصادق: ما يقول ولد أبيك في العباس قال: ما تقول يا أمير المؤمنين في رجل فرض الله طاعة نبيه على خلقه، وافترض طاعته على نبيه.
وكان قد سعي بأبي الحسن إلى المتوكل، وإن في منزله سلاحا وكتبا من أهل قم، ومن نيته التوثب. فكبس بيته ليلا، فوجد في بيت عليه مدرعة صوف، متوجه إلى ربه يقوم بآيات. فأخذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قط، فآعفني منه.
فأعفاه وقال: أنشدني شعرا. فأنشده.
* باتوا على قلل الأجبال تحرسهم
* غلب الرجال ولم تنفعهم القلل
*)
الأبيات.

199
فبكى لله المتوكل طويلا، وأمر برفع الشراب، وقال: يا أبا الحسن لقد لينت هنا قلوبا قاسية. أعليك دين قال: نعم، أربعة آلاف دينار.
فأمر له ورده مكرما.
وحكى المسعودي أن بغا الصغير دعا بباغر التركي، وكان باغر أهوج مقداما، فكلمه واختبره في أشياء، فوجده مسارعا إليها، فقال: يا باغر هذا المنتصر قد صح عندي أنه عامل على قتلي، وأريد أن تقتله، فكيف قلبك ففكر طويلا ثم قال: هذا لا شيء، كيف نقتله وأبوه، يعني المتوكل، باق، إذا يقتلكم أبوه.
قال: فما الرأي عندك قال: نبدأ بالأب.
قال: ويحك، وتفعل قال: نعم، وهو الصواب.
قال: أنظر ما تقول.
وردد عليه، فوجده ثابتا، ثم قال له: فآدخل أنت على إثري فإن قتلته وإلا فآقتلني وضع سيفك علي وقل: أراد أن يقتل مولاه.
فتم التدبير لبغا في قتل المتوكل.
حدث البحتري قال: اجتمعنا في مجلس المتوكل، فذكر له سيف هندي، فبعث إلى اليمن فآشتري له بعشرة آلاف وأتي به فأعجبه، ثم قال للفتح: ابغني غلاما أدفع إليه هذا السيف لا يفارقني به.
فأقبل باغر التركي، فقال الفتح بن خاقان: هذا موصوف بالشجاعة والبسالة فدفع المتوكل إليه السيف وزاد في أرزاقه، فوالله ما انتصى ذلك السيف إلى ليلة ضربه بها باغر. فلقد رأيت من المتوكل في الليلة التي قتل فيها عجبا.

200
تذاكرنا الكبر، فأخذ يذمه ويتبرأ منه. ثم سجد وعفر وجهه بالتراب، ونثر من التراب على رأسه ولحيته وقال: إنما أنا عبد.
فتطيرت له من التراب. ثم جلس للشرب، وعمل فيه النبيذ، وغني صوتا أعجبه فبكى، فتطيرت من بكائه. فإنا في ذلك إذ بعثت إليه قبيحة بخلعة استعملتها له دراعة حمراء خز، ومطرف خز، فلبسها، ثم جذب المطرف فخرقه من طرفه إلى طرفه و قلعه وقال: اذهبوا ليكون كفني.
فقلت: إنا لله، آنقضت والله المدة، وسكر المتوكل سكرا شديدا، ومضى من الليل ثلاث ساعات، إذ أقبل باغر ومعه)
عشرة نفر من الأتراك تبرق أسيافهم فهجموا علينا، وقصدوا المتوكل. وصعد منهم واحد إلى السرير، فصاح الفتح: ويلكم مولاكم. وتهارب الغلمان والجلساء والندماء على وجوههم، وبقي الفتح وحده، فما رأيت أقوى نفسا منه، بقي يمانعهم، فسمعت صيحة المتوكل وقد ضربه باغر بالسيف المذكور على عاتقه، فقده إلى خاصرته، وضربه آخر بالسيف، فأخرجه من ظهره، وهو صابر لا يزول، ثم طرح نفسه على المتوكل، فماتا فلفا في بساط، وطرحا ناحية، فلم يزالا في ليلتهما وعامة النهار، ثم دفنا معا.
وكان بغا الصغير قد استوحش من المتوكل لكلام لحقه منه. وكان المنتصر يتآلف الأتراك لا سيما من يبعده أبوه.
قال المسعودي: ونقل في قتلته غير ما ذكرنا.
قال: وأنفق المتوكل على الهاروني والجوسق والجعفري أكثر من مائتي ألف ألف درهم.

201
ويقال: إنه كان له أربعة آلاف سرية وطيء الجميع ومات وفي بيت المال أربعة آلاف ألف دينار، وسبعة آلاف درهم. ولا يعلم أحد متقدم في جد أو هزل إلا وقد حظي
بدولته، ووصل إليه نصيب وافر من المال.
ذكر محمد بن أبي عون قال: حضرت مجلس المتوكل وعنده محمد بن عبد الله بن طاهر، فغمز المتوكل مملوكا مليحا أن يسقي الحسين بن الضحاك الخليع كأسا ويحييه بتفاحة عنبر. فأنشأ الخليع يقول:
* وكالدرة البيضاء حيا بعنبر
* من الورد يسعى قرائط كالورد
*
* له عبثات عند كل تحية
* بعينيه تستدعي الخلي إلى الوجد
*
* تمنيت أن أسقى بكفيه شربة
* تذكرني ما قد نسيت من العهد
*
* سقى الله دهرا لم أبت فيه ساعة
* من الدهر إلا من حبيب على وعد
* فقال المتوكل: أحسنت والله يعطى لكل بيت ألف دينار.
ولما قتل رثته الشعراء، فمن ذلك قول يزيد المهلبي:
* جاءت منيته والعين هاجعة
* هلا أتته المنايا والقنا قصد
*
* خليفة لم ينل ما ناله أحد
* ولم يصغ مثله روح ولا جسد
* قال علي بن الجهم: أهدى ابن طاهر إلى المتوكل وصائف عدة فيها محبوبة، وكانت عالمة بصنوف من العلم عوادة، فحلت من المتوكل محلا يفوق الوصف. فلما قتل ضمت إلى بغا الكبير، فدخلت عليه يوما للمنادمة، فأمر بهتك الستر، وأمر القيان، فأقبلن يرفلن في الحلى والحلل. وأقبلت محبوبة في ثياب بيض، فجلست منكسرة، فقال: غن.
فآعتلت. فأقسم عليها. وأمر بالعود فوضع في حجرها، فغنت ارتجالا على العود:
* أي عيش عيلذ لي
* لا أرى فيه جعفرا
*)

202
* ملك قد رأيته
* في نجيع معفرا
*
* كل من كان ذا خبا
* ل وسقم فقد برا
*
* غير محبوبة التي
* لو ترى الموت يشترا
* لا شترته بما حوته يداها لتقبرا فغضب وأمر بها فسحبت، فكان آخر العهد بها.
وبويع المنتصر بالله ابن المتوكل صبيحتئذ بالقصر الجعفري، وسنه ثلاث وعشرون سنة. الجماز اسمه محمد بن عمرو الشاعر النديم. من أهل البصرة.
عمر دهرا، وكان يقول: أنا أسن من أبي نواس.
طلبه المتوكل، فلما حضر قال: إني أريد أن استبرئك.
فقال: بحيضة يا أمير المؤمنين أم بحيضتين ثم عبث به ابن خاقان، فقال: إن أمير المؤمنين قد عزم على أن يوليك جزيرة القرود.
قال: أفعليك سمع وطاعة؟.

203
ومر مع رفيق له المغرب، فرآهما إمام فشرع يقيم الصلاة، فقال: إصبر، أما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلقي الجلب.
وحضر عند أمير سماطا، فبقي يحول إليه زبادي فارغة وناقصة فقال: أيها الأمير نحن اليوم عصبة ربما فضل لنا شيء، وربما حوله أهل السهام.

204
4 (حرف الحاء))
الحارث بن أسد المحاسبي.
أبو عبد الله البغدادي الصوفي الزاهد، العارف، صاحب المصنفات في أحوال القوم.
روى عن: يزيد بن هارون، وغيره.
وعنه: أبو العباس بن مسروق، وأحمد بن القاسم أخو أبي الليث، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، والجنيد رحمه الله، وإسماعيل بن إسحاق السراج، وأبو علي بن خيران الفقيه واسمه حسين.

205
قال الخطيب: وله كتب كثيرة في الزهد، وأصول الديانة، والرد على المعتزلة والرافضة.
قال الجنيد: مات والد الحارث يوم مات، وإن الحارث لمحتاج إلى دانق، وخلف مالا كثيرا، فما أخذ منه الحارث حبة)
وقال: أهل ملتين لا يتوارثان. وكان أبوه واقفيا، يعني يقف في القرآن لا يقول: مخلوق، ولا غير مخلوق.
وقال أبو الحسن بن مقسم: سمعت أبا علي بن خيران الفقيه يقول: رأيت الحارث بن أسد بباب الطاق متعلقا بأبيه، والناس قد اجتمعوا عليه يقول له: طلق أمي، فإنك على دين وهي على غيره.
وقال أبو نعيم: أنبأنا الخلدي: سمعت الجندي يقول: كان الحارث يجيء إلى منزلنا فيقول: أخرج معنا نصحر.
فأقول: تخرجني من عزلتي وأمني على نفسي إلى الطرقات والآفات ورؤية الشهوات فيقول: أخرج معي ولا خوف عليك.
فأخرج معه. فكأن الطريق فارغ من كل شيء، لا نرى شيئا نكرهه. فإذا حصلت معه في المكان الذي يجلس فيه يقول: سلني.
فأقول: ما عندي سؤال.

206
ثم تنثال علي السؤالات، فأسأله فيجيبني للوقت، ثم يمضي فيعملها كتبا.
وكان يقول لي: كم تقول عزلتي أنسي، لو أن نصف الخلق تقربوا مني ما وجدت بهم أنسا، ولو أن النصف الآخر نأى عني ما استوحشت لبعدهم.
واجتاز بي الحارث يوما، وكان كثير الضر، فرأيت على وجهه زيادة الضر من الجوع. فقلت: يا عم، لو دخلت إلينا قال: أو تفعل قلت: نعم، وتسرني بذلك.
فدخلت بين يديه، وعمدت إلى بيت عمي، وكان لا يخلو من أطعمة فاخرة، فجئت بأنواع من الطعام، فأخذ لقمة، فرأيته يلوكها ولا يزدردها. فوثب وخرج وما كلمني. فلما كان من الغد لقيته فقلت: يا عم، سررتني، ثم نغصت علي. قال: يا بني أما الفاقة فكانت شديدة، وقد اجتهدت أن أنال من الطعام، ولكن بيني وبين الله علامة، إذا لم يكن الطعام رضيا ارتفع إلى أنفي منه زفرة، فلم تقبله نفسي فقد رميت بتلك اللقمة في دهليزكم.
وقال ابن مسروق: قال حارث المحاسبي: لكل شيء جوهر، وجوهر الإنسان العقل، وجوهر العقل التوفيق.
قال: وسمعت الحارث يقول: ثلاثة أشياء عزيزة: حسن الوجه مع الصيانة، وحسن الخلق مع الديانة، وحسن الإخاء مع الأمانة.

207
ومن كلامه: ترك الدنيا مع ذكرها صفة الزاهدين. وتركها مع نسيانها صفة العارفين.
وقد كان الحارث كبير الشأن قليل المثل، لكنه دخل في شيء يسير من الكلام، فنقموه عليه.
قال أحمد بن إسحاق الصبغي الفقيه: سمعت إسماعيل بن إسحاق السراج يقول: قال لي أحمد بن حنبل: يبلغني أن)
الحارث هذا يكثر الكون عندك، فلو أحضرته منزلك وأجلستني من حيث لا يراني، فأسمع كلامه.
فقصدت الحارث، وسألته أن يحضرنا تلك الليلة، وأن يحضر أصحابه.
فقال: فيهم كثرة، فلا تزدهم على الكسب والتمر.
فأتيت أبا عبد الله فأعلمته، فحضر إلى غرفة واجتهد في ورده، وحضر الحارث وأصحابه فأكلوا، ثم صلوا العتمة، ولم يصلوا بعدها، وقعدوا بين يدي الحارث لا ينطقون إلى قرب نصف الليل. ثم ابتدأ رجل منهم، فسأل عن مسألة، فأخذ الحارث في الكلام، وأصحابه يستمعون وكأن على رؤوسهم الطير، فمنهم من يبكي، ومنهم من يحن، ومنهم من يزعق، وهو في كلامه.
فصعدت الغرفة لأتعرف حال أبي عبد الله، فوجدته قد بكى حتى غشي عليه، فآنصرفت إليهم. ولم تزل تلك حالهم حتى أصبحوا فقاموا وتفرقوا، فصعدت إلى أبي عبد الله وهو متغير الحال، فقلت: كيف رأيت هؤلاء يا أبا عبد الله فقال: ما أعلم أني رأيت مثل هؤلاء القوم، ولا سمعت في علم الحقائق مثل كلام هذا الرجل، ومع هذا
فلا أرى لك صحبتهم. ثم قام وخرج.
رواها أبو عبد الله الحاكم، عن الصبغي.
وقال سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة، وسئل عن الحارث

208
المحاسبي وكتبه، فقال: إياك وهذه الكتب، هذه كتب بدع وضلالات. عليك بالأثر، فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب.
قيل له: هذه الكتب عبرة.
قال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة، فليس له في هذه الكتب عبرة.
بلغكم أن مالكا، والثوري، والأوزاعي، صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس ما أسرع الناس للبدع.
وقال أبو سعيد بن الأعرابي في طبقات النساك: كان الحارث قد كتب الحديث وتفقه، وعرف مذاهب النساك وآثارهم وأخبارهم. وكان من العلم بموضع، لولا أنه تكلم في مسألة اللفظ ومسألة الإيمان، صحبه جماعة، وكان الحسن المسوحي من أسنهم.
وقال أبو القاسم النصراباذي: بلغني أن الحارث تكلم في شيء من الكلام، فهجره أحمد بن حنبل، فاختفى في الدار ببغداد ومات فيها. ولم يصل عليه إلا أربعة نفر. ومات سنة ثلاث وأربعين.
قال الحسين بن عبد الله الخرقي: سألت المروذي عن ما أنكر أبو عبد الله على المحاسبي فقال: قلت لأبي عبد الله: قد خرج المحاسبي إلى الكوفة فكتب الحديث وقال: أنا أتوب من جميع ما أنكر علي أبو عبد الله.
فقال: ليس لحارث توبة. يشهدون عليه بالشيء ويجحد إنما التوبة لمن اعترف. فأما من شهد عليه وجحد فليس له)
توبة.
ثم قال: احذروا عن حارث بالآفة الأ.....
فقلت: إن أبا بكر بن حماد قال لي إن الحارث مر به ومعه أبو حفص الخصاف.
قال: فقلت له: يا أبا عبد الله، تقول إن كلام الله بصوت.

209
فقال لأبي حفص: أجبه.
فقال أبو حفص: متى قلت بصوت احتجت أن تقول بكذا وكذا.
فقلت للحارث: إيش تقول أنت قال: قد أجابك أبو حفص.
فقال: أبو عبد الله أحمد بن حنبل: أنا من اليوم أحذر عن حارث.
حدثني المحاربي، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق، عن عبد الله قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع صوته أهل السماء.
قلت: وبعد هذا فرحم الله الحارث، وأين مثل الحارث الحارث بن أسد الهمداني المصري.
يأتي في الطبقة الآتية. الحارث بن أسد بن عبد الله.
قاضي سنجار.
روى عن: مروان بن محمد.
وعنه: إبراهيم بن رحمون، وطلحة بن بكر السنجاريان.
ذكره شيخنا المزي للتمييز، ولا أعلم متى كان.
وقد مر: الحارث بن أسد العتكي في عشر ومائتين. والحارث بن أسد الإفريقي الفقيه صاحب مالك، سنة ثمان ومائتين. الحارث بن مسكين بن محمد بن يوسف د. ن.

210
قاضي الديار المصرية أبو عمرو الفقيه، مولى زبان بن عبد العزيز بن مروان الأموي.
سأل الليث بن سعد عن مسألة، وتفقه بابن وهب، وابن القاسم، وروى عنهما.)
وعن: سفيان بن عيينة، وأشهب، ويوسف بن عمرو الفارسي، وبشر بن عمر الزهراني، وجماعة.
وعنه: د. ن.، وابنه أحمد بن الحارث، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وعلي بن الحسن بن قديد، ومحمد بن زبان بن حبيب، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وآخرون.
سئل عنه أحمد بن حنبل فقال فيه قولا جميلا.
وقال ابن معين: لا بأس به.

211
ونقل علي بن الحسين بن حبان، عن أبيه قال: قال أبو زكريا: الحارث بن مسكين خير من أصبغ بن الفرج وأفضل.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال أبو بكر الخطيب: كان فقيها ثبتا حمله المأمون إلى بغداد وسجنه في المحنة، فلم يجب. فلم يزل محبوسا ببغداد إلى أن ولي المتوكل فأطلقه، فحدث ببغداد ورجع إلى مصر. وكتب إليه المتوكل بقضاء مصر. فلم يزل يتولاه من سنة سبع وثلاثين إلى أن استعفى من القضاء، فصرف عنه سنة خمس وأربعين ومائتين.
قال بحر بن نصر: عرفت الحارث أيام ابن وهب على طريقة زهادة وورع وصدق حتى مات.
قلت: كان مع تبحره في العلم، قوالا بالحق، عديم النظير.
قال يوسف بن يزيد القراطيسي: قدم المأمون مصر وبها من يتظلم من إبراهيم بن تميم، وأحمد بن أسباط عاملي مصر، فجلس الفضل بن مروان في الجامع، وآجتمع الأعيان: فأحضر الحارث بن مسكين ليولى القضاء، فبينا الفضل يكلمه إذ قال المتظلم: سله أصلحك الله عن ابن تميم وابن أسباط.
فقال: ليس لذا حضر.
قال: أصلحك الله سله.
فقال له الفضل: ما تقول فيهما قال: ظالمين غاشمين.
فاضطرب المسجد، فقام الفضل فأعلم المأمون وقال: خفت على نفسي من ثورة الناس مع الحارث.
فطلبه المأمون، فآبتدأه بالأمثال، ثم قال: ما تقول في هذين الرجلين.

212
قال: ظالمين غاشمين.
قال: هل ظلماك بشيء قال: لا.
قال: فعاملتها)
قال: لا.
قال: فكيف شهدت عليهما قال: كما شهدت أنك أمير المؤمنين، ولم أرك إلا الساعة.
قال: أخرج من هذه البلاد، وبع قليلك وكثيرك.
وحبسه في خيمة، ثم انحدر إلى البشرود فأحدره معه، فلما فتح البشرود أحضر الحارث، ثم سأله عن المسألة التي سأله عنها بمصر، فرد الجواب بعينه.
قال: فما تقول في خروجنا هذا قال: أخبرني ابن القاسم، عن مالك أن الرشيد كتب إليه يسأله عن قتالهم.
فقال: إن كانوا خرجوا عن ظلم من السلطان فلا يحل قتالهم، وإن كانوا إنما شقوا العصا فقتالهم حلال.
فقال له: أنت تيس، ومالك أتيس منك. إرحل عن مصر.
فقال: يا أمير المؤمنين إلى الثغور قال: إلحق بمدينة السلام.
وروى داود بن أبي صالح الحراني، عن أبيه قال: لما أحضر الحارث

213
مجلس المأمون جعل المأمون يقول: يا ساعي.
يرددها.
قال: يا أمير المؤمنين إن أذنت لي في الكلام تكلمت.
قال: تكلم.
قال: والله ما أنا بساعي، ولكني أحضرت فسمعت، وأطعت حين دعيت، ثم سئلت عن أمر فاستعفيت، فلم أعف ثلاثا، فكان الحق آثر عندي من غيره.
فقال المأمون: هذا رجل أراد أن يرفع له علم ببلده، خذه إليك.
وقال أحمد بن المؤدب: خرج المأمون وأخرج بالحارث سنة سبع عشرة ومائتين. وخرجت امرأة الحارث فحجت وذهبت إليه إلى العراق.
وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: قال لي أبي دؤاد: يا أبا عبد الله لقد مكر حارثكم لله عز وجل وحل مقام الأنبياء.
وكان ابن أبي دؤاد إذا ذكره أعظمه جدا.
قال القراطيسي: فأقام الحارث ببغداد ستة عشرة سنة، وأطلقه الواثق في آخر أيامه، فنزل إلى مصر.)
قال ابن قديد: أتاه في سنة سبع وثلاثين كتاب ولاية القضاء وهو بالإسكندرية فآمتنع، فلم يزل به إخوانه حتى قبل وقدم مصر. فجلس للحكم، وأخرج أصحاب أبي حنيفة، والشافعي من المسجد وأمر بنزع حصرهم من العمد، وقطع عامة المؤذنين من الأذان، وأصلح سقف المسجد، وبنى السقاية، ولا عن بين رجل وامرأته، ومنع النداء على الجنائز، وضرب الحد في سب عائشة، رضي، الله عنها، وقتل ساحرين.

214
روي عن الحسن بن عبد العزيز الجروي أن رجلا كان مسرفا على نفسه، فمات، فرئي في النوم، فقال: إن الله تعالى غفر لي بحضور الحارث بن مسكين جنازتي، وإنه استشفع لي عند ربي.
ولد الحارث سنة أربع وخمسين ومائة، وتوفي لثلاث بقين من ربيع الأول سنة خمسين. حامد بن المساور الإصبهاني شاذة.
مؤذن الجامع.
سمع: أزهر لسمان، وسليمان بن حرب.
وعنه: أحمد بن محمود بن صبيح، وغيره.
توفي سنة خمسين. حامد بن يحيى بن هاني د. أبو عبد الله البلخي، نزيل طرسوس.

215
عن: أيوب بن النجار، وسفيان بن عيينة، ومروان الفزاري، وأبي النضر، ومحمد بن معن الغفاري، وغيرهم.
وعنه: د.، وأحمد بن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، وأحمد بن يحيى بن الوزير المصري، وجعفر الفريابي، ومحمد بن يزيد الدمشقي، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال مطين: توفي سنة اثنتين وأربعين. حجاج بن يوسف بن مروان الموصلي المقرئ.
وليس بابن الشاعر. ذاك يأتي في الطبقة الأخرى.
سمع: جعفر بن عون، ويعلى بن عبيد.
وعنه: حسين بن عبد الحميد الموصلي.
ومات سنة خمس وأربعين. حرملة بن يحيى بن عبد الله بن حرملة بن عمران م. ق. ن.)

216
أبو حفص التجيبي، مولى بني رميلة المصري الحافظ، صاحب الشافعي.
كان من أروى الناس عن ابن وهب.
وروى عن: الشافعي، وأيوب بن سويد الرملي، وبشر بن بكر التنيسي، وسعيد بن أبي مريم، وجماعة.
وعنه: م. ق. ون.، عن أحمد بن الهيثم، عنه، وحفيده أحمد بن طاهر، وأبو عبد الرحمن أحمد بن عثمان النسائي.
وأبو يعقوب إسحاق بن موسى النيسابوري، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، ومحمد بن أحمد بن عثمان المديني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وخلق.
قال أبو حاتم: لا يحتج به.
وقال عباس، عن يحيى بن معين: قال: شيخ بمصر يقال له حرملة، كان أعلم الناس بابن وهب.
وقال ابن عدي: سألت عبد الله بن محمد بن إبراهيم الفرهاذاني فقال: حرملة ضعيف.
وقال أبو عمر الكندي: كان فقيها لم يكن بمصر أحد أكتب عن

217
ابن وهب منه.
وذلك لأن ابن وهب أقام في منزلهم سنة وأشهر مستخفيا من عباد، إذ طلبه ليوليه القضاء بمصر.
أخبرني بذلك يحيى بن أبي معاوية.
وأخبرني أبو سلمة، وأبو دجانة قالا: سمعنا حرملة يقول: عادني ابن وهب من الرمد وقال: يا أبا حفص، إنه لا يعاد من الرمد، ولكنك من أهلي.
وعن أحمد بن صالح المصري قال: صنف ابن وهب مائة ألف وعشرين ألف حديث، عند بعض الناس منها النصف يعني نفسه وعند، بعض الناس الكل، يعني حرملة.
وقال محمد بن موسى: وحديث ابن وهب كله عند حرملة، إلا حديثين.
قال ابن عدي: وقد تبحرت حديث حرملة وفتشته الكثير، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعف من أجله. ورجل توارى ابن وهب عندهم ويكون حديثه كله عنده، فليس ببعيد أن يغرب على غيره.
وقال هارون بن سعيد أشهب ونظر إلى حرملة فقال: هذا خير أهل المسجد.
وقال ابن يونس: ولد سنة ست وستين ومائة، ومات لتسع بقين من شوال

218
سنة ثلاث وأربعين.
قال: وكان أملي الناس بما حدث به ابن وهب.
قلت: لم يرحل حرملة، ولا عنده عن أحد من الحجازيين. الحسن بن أحمد بن أبي شعيب عبد الله بن مسلم م. ت. أبو مسلم الحراني مولى بني أمية. كان جده مسلم مولى عمر بن عبد العزيز.)
روى عن جده، ومحمد بن سلمة، ومسكين بن بكير.
وعنه: م. ت.، وأبو داود في المراسيل، وابنه أبو شعيب عبد الله بن الحسن، والدارمي، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وأبو العباس السراج، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وآخرون.
وثقه ابن حبان، وغيره.
وقال موسى بن هارون: مات بسر من رأى سنة خمسين ومائتين.

219
الحسن بن إسحاق خ. ن. أبو علي الليثي مولاهم المروزي الشاعر حسنويه.
عن: النضر بن شميل، وروح بن عبادة، وأبي عاصم، وجماعة.
وعنه: خ. ن.، وأبو الدرداء عبد العزيز بن منيب، وعبدان الأهوازي.
قال النسائي: شاعر ثقة.
وقال البخاري: مات يوم النحر سنة إحدى وأربعين. الحسن بن إسماعيل بن سليمان بن مجالد ن. أبو سعيد الكلبي المجالدي المصيصي.
عن: إبراهيم بن سعد، وهشيم، وفضيل بن عياض، وعبد الله بن إدريس، والمطلب بن زياد، وجماعة.
وعنه: ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن هارون الحضرمي، وأبو يعلى الموصلي.

220
قال النسائي: ثقة. الحسن بن أيوب المدائني.
عن: عبد الوهاب الثقفي، وأبي عبد الصمد العمي.
وعنه: أبو عبد الله المحاملي. الحسن بن بشر بن القاسم.
أبو علي السلمي النيسابوري الفقيه، قاضي نيسابور ومفتي أهل الرأي ببلده.
رحل وسمع: سفيان بن عيينة، ووكيعا، وأبا معاوية.
ودخل الديار المصرية بعد ذلك فسمع من: عبد الله بن صالح، وسعيد بن عفير.
روى عنه: أبو يحيى البزاز، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجماعة.)
قال إبراهيم بن محمد بن مزيد: سمعت الحسن بن بشر يذكر أحمد بن حنبل فقال: لقد أعجبني مذهبه وحيرني قوله للحديث.
توفي سنة أربع وأربعين. الحسن بن بكر المروزي ت. أبو علي، نزيل مكة.

221
عن: إسحاق بن منصور السلولي، ومعلى بن منصور، والنضر بن شميل، ويعقوب بن إبراهيم بن سعد.
وعنه: ت.، وأحمد بن محمد بن عباد الجوهري البغدادي، وزكريا بن يحيى المقدسي، وجماعة. الحسن بن الجنيد البلخي ثم البغدادي.
عن: عيسى بن يونس، ووكيع، وجماعة.
وعنه: ابن أبي الدنيا، وقاسم المطرز، وسعيد أخو زبير الحافظ.
توفي سنة سبع وأربعين. الحسن بن حماد بن كسيب د. ن. ق. أبو علي الحضرمي البغدادي، سجادة.
عن أبي بكر بن عياش، وعبد الرحمن المحاربي، ومحمد بن فضيل، وحفص بن غياث، وأبي خالد الأحمر، وعلي بن هاشم بن البريد، وطائفة.
وعنه: د. ق.، ون. بواسطة، وأحمد بن الحسن الصوفي، وأبو يعلى الموصلي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن زاطيا، وأبو لبيد السرخسي، ويحيى بن صاعد، وخلق سواهم.

222
قال الحسن بن الصباح البزاز: قيل لأحمد بن حنبل إن سجادة سئل عن رجل قال لامرأته: أنت طالق ثلاثا إن كلمت زنديقا، فكلم رجلا يقول القرآن مخلوق، فقال سجادة: طلقت امرأته.
فقال أحمد: ما أبعد.
وقال علي بن فيروز: سألت سجادة عن رجل حلف بالطلاق لا يكلم كافرا، فكلم من يقول القرآن مخلوق، قال طلقت امرأته.
وقال أبو علي عبد الرحمن بن يحيى بن خاقان: سألت أحمد بن حنبل عن سجادة فقال: صاحب سنة وما بلغني عنه إلا خير.
أخبرونا عن الفتح، عن ابن أبي شريك، وأن ابن النقور أخبرهم، نا أبو القاسم ابن الوزير، أنا ابن صاعد، ثنا الحسن)
بن حماد سجادة وعبد الله بن الوضاح اللؤلؤي قالا: ثنا أبو مالك الجنبي، فذكر حديثا في الحدود. رواه النسائي، عن عثمان بن خرزاد، عن سجادة.
توفي في رجب سنة إحدى وأربعين، وكان من جلة العلماء ببغداد. الحسن بن خلف بن شاذان بن زياد خ.

223
أبو علي الواسطي البزاز، وقد نسب إلى جده.
حدث ببغداد عن: إسحاق الأزرق، ويحيى القطان، وابن مهدي، وعبد الوهاب الثقفي، وأبي معاوية، وغيرهم.
وعنه: خ. حديثا، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر بن محمد بن بجير، وابن صاعد، والقاسم بن المحاملي، وآخرون.
وثقه الخطيب، وغيره.
توفي سنة ست وأربعين. الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر بن عبد الله بن الهدير ن. ق. أبو محمد التيمي المنكدري.
عن: عبد الرزاق، وابن عيينة، وأبي ضمرة، ومحمد بن أبي فديك.
وعنه: ن. ق. وأبو عروبة الحراني، وزكريا الساجي، وابن صاعد، وأبو حامد محمد بن هارون، وجماعة.
وقال محمد بن عبد الرحيم البزاز: جلس إلينا المنكدري، فسألته في أي سنة كتب عن المعتمر، فقال: في سنة كذا.

224
فنظرنا فإذا هو قد كتب عن المعتمر ابن خمس سنين.
قال البخاري: يتكلمون فيه.
وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به.
وقال ابن حبان: إنه من الثقات.
قال البخاري: مات سنة سبع وأربعين. الحسن بن رجاء بن أبي الضحاك.
الأديب أبو علي الجرجرائي الكاتب البليغ والشاعر المفلق.
أخذ عن: أبي محلم، وبكر بن النطاح.
روى عنه المبرد كثيرا.
قلده المأمون كور الجبل، وضم إليه الأمير أبا دلف.)
قال الحسن بن رجاء: قال المأمون: الناس على أربعة أقسام: زراعة، وصناعة، وتجارة، وإمارة، فمن خرج عن هذه الأشياء فهو كل علينا.
قال المبرد: أنشدني ابن رجاء لنفسه:
* قد يصبر الحر على السيف
* ولا يرى الصبر على الحيف
*

225
* ويؤثر الموت على حالة
* يعجز فيها عن قرى الضيف
* قيل: كان ابن رجاء جوادا شاعرا، يذهب بنفسه، ويفرط في الصلف.
مات على حرب فارس وغيرها سنة أربع وأربعين ومائتين. الحسن بن زريق.
أبو علي الطهوي.
عن: أبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة.
وعنه: موسى بن إسحاق الأنصاري، ومطين، ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن ريعان البجلي.
محله الصدق. الحسن بن شبيب بن راشد.

226
أبو علي البغدادي المؤدب.
عن: شريك بن عبد الله، وهشيم، وخلف بن خليفة، وأبي يوسف القاضي.
وعنه: أبو يعلى الموصلي، والهيثم بن خلف، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وآخرون.
قال ابن عدي: حدث بالبواطيل، وأوصل أحاديث مرسلة.
وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وهو إخباري يعتبر به. الحسن بن شجاع بن رجاء ت. أبو علي البلخي الحافظ، أحد الأئمة.
سمع: مكي بن إبراهيم، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم، ومحمد بن الصلت، وأبا مسهر، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن يحيى النيسابوري، وأبا الوليد، وخلقا بالشام، والعراق، وخراسان، ومصر، والنواحي.

227
ومات كهلا.
روى عنه: أبو زرعة الرازي، والبخاري وهو رفيقه. وقد روى في الصحيح فقال: ثنا الحسن بن إسماعيل بن الخليل، فقيل إنه هو.)
وروى الترمذي، عن رجل، عنه، وأحمد بن علي الآبار، ومحمد بن إسحاق الثقفي، ومحمد بن زكريا البلخي.
قال الحسن بن حماد الصغاني: سمعت قتيبة يقول: فرسان خراسان أربعة، فذكر هذا، والبخاري، والدارمي، وزكريا بن يحيى اللؤلؤي.
رواها أيضا نصر بن زكريا، عن قتيبة.
وكان الحسن بن شجاع إماما عارفا بالأبواب لا يجارى.
قال محمد بن عمر بن الأشعث البيكندي: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: سمعت أبي يقول: انتهى الحفظ إلى أربعة من خراسان: أبو زرعة، والبخاري، وعبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي، والحسن بن شجاع البلخي.
قال البيكندي: فقلت لمحمد بن عقيل: لم لم يشتهر الحسن كما اشتهر هؤلاء قال: لأنه لم يمتع بالعمر.
وقال محمد بن جعفر البلخي: مات لنصف شوال سنة أربع وأربعين وله إخوة: محمد، وهو أكبرهم، وأبو رجاء أحمد، وأبو شيخ، رحمهم الله.
وعاش الحسن تسعا وأربعين سنة.

228
قلت: وهم من قال توفي سنة ست وستين ومائتين. الحسن بن الصباح بن محمد خ. د. ت. أبو علي الواسطي، ثم البغدادي البزار، أحد الأئمة.
عن: إسحاق الأزرق، وسفيان بن عيينة، ومبشر بن إسماعيل، وأبي معاوية، وشبابة بن سوار، ومعن بن عيسى، وشعيب بن حرب، وحجاج الأعور، وخلق.
وعنه: خ. د. ت.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو يعلى، والفريابي، الحسن بن سفيان، وعمر بن بحر، وابن صاعد، وخلق آخرهم المحاملي.
قال أبو حاتم: صدوق. وكانت له جلالة عجيبة ببغداد. كان أحمد بن حنبل يرفع من قدره ويجله.
وقال ابن الإمام أحمد، عن أبيه: ما يأتي على ابن البزار يوم إلا وهو يعمل خيرا. ولقد كنا نختلف إلى فلان، فكنا نقعد نتذاكر إلى خروج الشيخ، وابن البزار قائم يصلي.

229
وقال أبو العباس السراج: سمعت الحسن بن الصباح يقول: أدخلت على المأمون ثلاث مرات. رفع إليه أول مرة أنه يأمر بالمعروف، وكان المأمون ينهى أن يأمر أحد بمعروف، فأخذت فأدخلت عليه، فقال لي: أنت الحسن البزار قلت: نعم.)
قال: وتأمر بالمعروف قلت: لا، ولكني أنهى عن المنكر.
قال: فرفعني على ظهر رجل، وضربني خمس درر، وخلى سبيلي.
وأدخلت عليه المرة الثانية، رفع إليه أني أشتم عليا رضي الله عنه، فأدخلت، فقال: تشتم عليا فقلت: صلى الله على مولاي وسيدي علي، يا أمير المؤمنين أنا لا أشتم يزيد لأنه ابن عمك، فكيف أشتم مولاي وسيدي قال: خلوا سبيله.
وذهبت مرة إلى أرض الروم إلى بذندون، فدفعت إل أشناس، فلما مات خلى سبيلي.
مات في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين.
وعند ابن التي حديث عال من روايته موافقة للبخاري. الحسن بن عثمان بن حماد.

230
أبو حسان الزيادي البغدادي القاضي.
ولي قضاء الشرقية في إمرة المتوكل. وكان رئيسا محتشما جوادا.
سمع: إبراهيم بن سعد، وإسماعيل بن جعفر، وهشيما، وجرير بن عبد الحميد، وشعيب بن صفوان، ويحيى بن أبي زائدة، والوليد بن مسلم، والواقدي، وطائفة.
وعنه: ابن أبي الدنيا، وإسحاق الحربي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأحمد بن الحسين الصوفي، وسليمان بن داود الطوسي، وغيرهم.
قال سليمان الطوسي: سمعت أبا حسان يقول: أنا أعمل في التاريخ من ستين سنة.
وسئل أحمد بن حنبل، عن أبي حسان فقال: كان مع ابن أبي دؤاد، وكان من خاصته، ولا أعرف رأيه اليوم.
وعن إسحاق الحربي قال: حدثني أبو حسان الزيادي أنه رأى رب العزة في النوم فقال: رأيت نورا عظيما لا أحسن أصفه. ورأيت شخصا خيل إلي أنه النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه يشفع إلى ربه في رجل من أمته، وسمعت قائلا يقول: ألم يكفك أني أنزلت عليك في سورة الرعد وإن ربك لذو مغفرة للناس على ظلمهم. ثم انتبهت.
قلت: والزيادي نسبه إلى أحد أجداده لكونه تزوج من أم ولد لزياد بن أبيه.
قال الخطيب: كان أبو حسان أحد العلماء الأفاضل الثقات. ولي قضاء الشرقية، وكان كريما مفضالا.

231
قال يوسف بن البهلول الأزرق: حدثني يعقوب بن شيبة قال: أظل العيد رجلا وعنده مائة دينار، لا يملك سواها،)
فكتب إليه أخ من إخوانه يستدعي منه نفقة، فأنفذ إليه المائة دينار. فلم تلبث الصرة عنده إلا يسيرا حتى وردت عليه رقعة من بعض إخوانه يذكر فيها إضاقة في هذا العيد، فوجه إليه بالصرة بعينها.
فبقي الأول لا شيء عنده، فآتفق أنه كتب إلى الثالث، وهو صديقه، يذكر حاله، فأرسل إليه الصرة بختمها، فعرفها وركب إليه وقال: ما شأن هذه فأخبره الخبر.
فركب إلى الذي أرسلها، وشرحوا القصة، ثم فتحوها واقتسموها. قال ابن البهلول: الثلاثة: يعقوب بن شيبة، وأبو حسان الزيادي، وآخر نسبه الراوي. إسنادها صحيح.
توفي أبو حسان في رجب سنة اثنتين وأربعين، وكان من كبار أصحاب الواقدي، وعاش تسعا وثمانين سنة. الحسن بن علي بن الجعد بن عبيد الجوهري.
قاضي مدينة المنصور.
كان سريا محتشما، ذا مروءة. ولي القضاء في حياة أبيه سنة ثمان وعشرين.
سئل الإمام أحمد عنه فقال: بلغني أنه رجع عن التهجم.
قال طلحة بن محمد الشاهد: توفي هو وأبو حسان الزيادي في وقت واحد، وكل واحد منهما، قاض، أحدهما على المدينة، والآخر على الشرقية في سنة اثنتين وأربعين ومائتين.

232
وفي ذلك يقول ابن أبي حكيم:
* سر بالكرخ والمدينة قوم
* مات في جمعة لهم قاضيان
*
* لهف نفسي على الزيادي منهم
* ثم لهفي على فتى الفتيان
* الحسن بن علي بن محمد الهذلي الحلواني الخلال الريحاني ع. سوى ن. أبو محمد الحافظ نزيل مكة.
عن: وكيع، وأبي معاوية، ومعاذ بن هشام، وأزهر السمان، وأبي أسامة، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ويزيد بن هارون، وخلق.
ولم يلحق ابن عيينة.
وعنه: ع. إلا النسائي، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن صالح البخاري، ومطين، ومحمد بن إسحاق السراج، ومحمد بن المجدر، ويحيى بن الحسن النسابة العلوي، وآخرون.
قال يعقوب بن شيبة: كان ثبتا ثقة متقنا.

233
وقال أبو داود: كان عالما بالرجال، ولا يستعمل علمه.)
توفي الحلواني في ذي الحجة سنة اثنتين وأربعين.
قال إبراهيم بن أورمة الحافظ: بقي اليوم في الدنيا ثلاثة: محمد بن يحيى بخراسان، وابن الفرات بإصبهان، والحسن بن علي الحلواني بمكة. الحسن بن قزعة بن عبيد د. ن. ق. مولى بني هاشم، وأبو علي، ويقال أبو محمد البصري الحلقاني.
عن: معتمر بن سليمان، وفضيل بن عياض، وعباد بن عباد، وفضيل بن سليمان، ومسلمة بن علقمة، وخالد بن الحارث، وحصين بن نمير.
وعنه: د. ن. ق.، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو يعلى، وبقي بن مخلد، وزكريا الساجي، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وخلق سواهم.

234
قال أبو حاتم: صدوق.
ووثقه ابن حبان.
توفي قريبا من سنة خمسين. الحسن بن مدرك خ. ن. ق. أبو علي البصري الطحان الحافظ.
عن: عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، ويحيى بن حماد.
وعنه: خ. ن. ق. وبقي بن مخلد، ومحمد بن هارون الروياني، ويحيى بن صاعد، وابن أبي داود، وآخرون.
ومات كهلا. الحسن بن يحيى بن كثير العنبري.
عن: عبد الرزاق، ومحمد بن كثير المصيصي، ووالده.
وعنه: ن. في النبل.

235
وأما المزي فقال: لم أقف على روايته عنه.
وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن أبي داود. الحسن بن يحيى بن هشام الرزي البصري د. أبو علي.
عن: النضر بن شميل، والخريبي، ويحيى بن حماد، ويعلى بن عمير، وبشر بن عمر الزهراني، وطائفة.)
وعنه: د.، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن هارون الرماني، وطائفة.
وكان ثقة حافظا. الحسين بن بشر بن القاسم بن حماد.
أبو محمد السلمي النيسابوري الفقيه، مفتي البلد، وأخو القاضي أبي علي.
سمع:...، وأبا أسامة، ويزيد بن هارون، وحفص بن عبد الرحمن، وطائفة.
وعنه: ابنا ياسين، وإبراهيم بن محمد بن سفيان، وجعفر بن سهل.
توفي سنة أربع وأربعين. الحسين بن حريث بن الحسن بن ثابت بن قطبة ع. إلا ق.

236
أبو عمار المروزي، مولى عمران بن حصين الخزاعي. كذا نسبه جماعة.
وقال ابن حبان: الحسين بن حريث مولى الحسن بن ثابت بن قطبة، مولى عمران بن حصين.
سمع: ابن المبارك، والفضل بن موسى السيناني، وفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، وابن عيينة، وعبد العزيز بن أبي خازم، والدراوردي، وطائفة.
وعنه: ع. إلا ابن ماجة، وأبو زرعة الرازي، وأبو القاسم البغوي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن هارون الحضرمي، وابن صاعد، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وابن خزيمة، وخلق.
وثقه النسائي.
قال أبو بكر بن خزيمة: رأيته في المنام بعد وفاته على منبر النبي صلى الله عليه وسلم، وعليه ثياب بيض وعمامة خضراء، وهو يقرأ: أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون فأجابه مجيب من موضع القبر: حقا قلت يا زين أركان الجنان.
توفي بقرميسين منصرفا من الحج سنة أربع وأربعين.

237
الحسين بن الحسن بن حرب ت. ق. أبو عبد الله السلمي المروزي، صاحب ابن المبارك.
جاور بمكة.
وروى عن: ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، ومعتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وهشيم، والوليد بن مسلم، وطائفة.
وعنه: ت. ق.، وبقي بن مخلد، وداود الظاهري، وعمر بن بجير، ويحيى بن صاعد، وجعفر بن أحمد بن فارس،)
وخلق آخرهم إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن حبان: مات سنة ست وأربعين. الحسين بن سلمة الأزدي اليحمدي البصري الطحان ت. ق. عن: عبد الرحمن بن مهدي، وسلم بن قتيبة، ويوسف بن يعقوب السدوسي، وجماعة.

238
وعنه: ت. ق.، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبدان الأهوازي، وابن أبي دؤاد، وابن خزيمة، وابن صاعد، وجماعة.
قال الدارقطني: ثقة. الحسين بن الضحاك.
أبو علي البصري الشاعر المعروف بالخليع.
أقام ببغداد مدة ينادم الخلفاء. وله مع أبي نواس أخبار معروفة.
وكان ظريفا ماجنا خفيف الروح. له يد طولى في فنون الشعر، وبلغ سنا عالية وعمر.
ورأى العز والحشمة، وسمي الخليع لكثرة مجونه في شعره.
توفي سنة خمسين ومائتين، عن بضع وتسعين سنة.
ومن شعره قوله:
* إن عطف الأديب في بلد الغربة
* جود على ذوي الآداب
*
* أنا في ذمة السحاب وأظمأ
* إن هذا لوصمة في السحاب
*

239
الحسين بن عبد الرحمن.
أبو عبد الله الاحتياطي المقرئ.
قرأ القرآن على أبي بكر بن عياش. وطال عمره، وتصدر للإقراء.
قرأ عليه: علي بن أحمد المكي، وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الكلابي.
وطريقه في المصباح والكامل.
كناه أبو أحمد الحاكم: أبا علي، وقال: سمع: سفيان بن عيينة، وابن وهب.
روى عنه: القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي، وأبو عروبة الحراني، وجعفر بن محمد الخصيبن وغيرهم.
لم أر فيه جرحا.

240
وقد تفرد الخصيب المذكور عنه، عن عبد الله بن إدريس الأودي، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:)
زينوا مجالسكم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وبذكر عمر بن الخطاب.
هذا غريب موقوف. الحسين بن علي بن يزيد.
أبو علي الكرابيسي البغدادي الفقيه.
سمع: إسحاق الأزرقن ومعن بن عيسى، ويعقوب بن إبراهيم، والشافعي وتفقه به، ويزيد بن هارون.
وعنه: عبيد بن محمد بن خلف البزاز، ومحمد بن علي فستقة.

241
وكان فقيها فصيحا ذكيا صاحب تصانيف في الفقه والأصول تدل على تبحره.
قال الخطيب أبو بكر: حديث الكرابيسي يعز جدا. وذلك أن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ. وكان هو أيضا يتكلم في أحمد، فتجنب الناس الأخذ عنه لهذا السبب. ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد قال: ما أحوجه إلى أن يضرب. ثم لعنه.
قال أبو الطيب الماوردي، فيما رواه أبو بكر بن شاذان، عن عبد الله بن إسماعيل بن برهان عنه، قال: جاء رجل إلى الحسين الكرابيسي فقال: ما تقول في القرآن قال: كلام الله غير مخلوق.
قال الرجل: فما تقول في لفظي بالقرآن قال حسين: لفظك به مخلوق.
فمضى الرجل إلى أحمد بن حنبل فعرفه ذلك، فأنكره وقال: هذه بدعة.
فرجع إلى حسين فعرفه إنكار أبي عبد الله، فقال له حسين: تلفظك بالقرآن غير مخلوق.
فرجع إلى أحمد فعرفه رجوع حسين وأنه قال: تلفظك بالقرآن غير مخلوق. فأنكر أحمد ذلك أيضا وقال: هذا أيضا بدعة.
فرجع إلى حسين فعرفه إنكار أبي عبد الله أيضا فقال: إيش نعمل بهذا الصبي إن قلنا مخلوق، قال: بدعة، وإن قلنا: غير مخلوق، قال: بدعة فبلغ ذلك أبا عبد الله، فغضب له أصحابه، فتكلموا في حسين الكرابيسي.
وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبد الله، عن الكرابيسي، وما أظهر،

242
فكلح وجهه ثم أطرق، ثم قال: هذا قد أظهر رأي جهم. قال الله تعالى: وإن أحد من المشركين آستجارك فأجره حتى يسمع كلام الله فممن يسمع إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها. تركوا آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب.)
وقال ابن عدي: سمعت محمد بن عبد الله الصيرفي الشافعي يقول لهم، يعني التلامذة: اعتبروا بهذين: حسين الكرابيسي، وأبو ثور. فالحسين في علمه وحفظه، وأبو ثور لا يعشره في علمه، فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب اللفظ فسقط، وأثنى على أبي ثور، فارتفع للزومه السنة.
توفي سنة ثمان، وقيل: سنة خمس وأربعين ومائتين.
وقال أبو جعفر محمد بن الحسين بن هارون الموصلي: سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل. قلت: أنا رجل من أهل الموصل، والغالب على بلدنا الجهمية، وقد وقعت مسألة الكرابيسي نطقي بالقرآن مخلوق. فقال: إياك وهذا الكرابيسي، لا تكلمه، ولا نكلم من يكلمه.
قلت: وهذا القول وما يتشعب منه يرجع إلى قول جهم قال: هذا كله من قول جهم. الحسين بن علي بن جعفر بن زياد الأحمر الكوفي د.

243
عن: جده جعفر الأحمر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وداود بن الربيع.
وعنه: د.، وأحمد بن محمد بن الهيثم الدوري الدقاق، وأحمد بن عمرو البزاز، وعبد الله بن أحمد بن سوادة.
وسمع منه النسائي، وما أظنه روى عنه شيئا. الحسين بن علي بن يزيد الصدائي الأكفاني ت. البغدادي.
عن: أبيه، ووكيع، وعبد الله بن نمير، والوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني، وعلي بن عاصم، وجماعة.
وعنه: ت.، وأبو بكر بن أبي عاصم، والنسائي في اليوم والليلة، وعبد الله بن ناجية، وعبدان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
وكان عبدا صالحا نبيلا.
قال عبد الرحمن بن خراش: عدل، ثقة.
كان حجاج بن الشاعر يمدحه يقول: هو من الأبدال.
وقال البغوي: مات في رمضان سنة ست.

244
الحسين بن عيسى بن حمران خ. م. د. ن. أبو علي الطائي البسطامي الدامغاني نزيل نيسابور.
سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وأبا أسامة، وابن أبي فديك، ومعن بن عيسى، ويزيد بن هارون، وجماعة.)
وعنه: خ. م. د. ن.، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، ومأمون بن هارون صاحب الجزء المشهور، وطائفة.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال الحاكم: كان من ثقات المحدثين ومن أئمة أصحاب العربية.
مات سنة سبع وأربعين ومائتين. الحسين بن الفضل بن أبي حديرة الواسطي.
حدث بمصر عن: ضمرة بن ربيعة، وجماعة.
وآخر من حدث عنه عبد الكريم بن إبراهيم المرادي.
وقال ابن يونس: توفي قبل الخمسين ومائتين. الحسين بن المبارك الطبراني.

245
عن: إسماعيل بن عياش، وبقية.
وعنه: عمر بن قنان المنبجي.
روى له ابن عدي حديثا موضوعا وقال: البلاء من الحسين هذا. الحسين بن محمد بن أيوب ت. ن. أبو علي السعدي البصري الذارع.
عن: ابن علية، وخالد بن الحارث، وحصين بن نمير، وعثام بن علي، وفضيل بن سليمان النميري، ويزيد بن زريع.
وعنه: ت. ن.، وحرب الكرماني، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن الحسن الصوفي، وآخرون.
وقال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين. الحسين بن محمد بن جعفر البلخي الحريري ت.

246
عن: عبد الرزاق، وجعفر بن عون، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وجماعة.
وعنه: ت.، وأحمد بن علي الأبار، وأحمد بن محمد بن ماهان الباهلي، وعبد الله بن محمد بن عقيل بن طرخان البلخيان. الحسين بن معاذ البصري د. عن: سلام بن أبي خبزة، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن أبي عدي.)
وعنه: د.، وبقي بن مخلد، والحسين بن سفيان، وعبد الله بن ناجية.
قال د.: كان ثبتا في عبد الأعلى.

247
الحسين بن عدي الأيلي ت. ق. أبو سعيد البصري.
عن: عبد الرزاق، وعبيد الله بن موسى، والفريابي، وغيرهم.
وعنه: ت. ق.، وأحمد البزار، وأحمد الأبار، وإسحاق بن إبراهيم البستي القاضي، وعمر بن بجير، ومحمد بن إبراهيم بن نيروز الأنماطي.
قال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين. الحسين بن يزيد الكوفي الطحان د. ت. عن: عبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد، وحفص بن غياث، وابن فضيل، وجماعة.
وعنه: د. ت.، وأبو زرعة، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، ومطين، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأبو يعلى، وآخرون.
قال أبو حاتم: لين الحديث.
وذكره ابن حبان في الثقات.
مات في رمضان سنة أربع وأربعين.
وقال ابن أبي حاتم: ثنا عنه مسلم بن الحجاج.

248
حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهيب، ويقال صهبان ق. الإمام أبو عمر الدوري الأزدي المقرئ الضرير نزيل سامراء، وشيخ المقرئين بالعراق.
سمع: إسماعيل بن جعفر المدني، وقرأ عليه القرآن بقراءة نافع.
وقرأ القرآن على أبي الحسن الكسائي بحرفه، وعلى يحيى اليزيدي بحرف أبي عمرو، وعلى سليم بن عيسى بحرف حمزة.
ويقال: إنه جمع القراءات وصنفها.
وروى عن: أبي إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان، وإبراهيم بن أبي يحيى، وإسماعيل بن عياش، وابن عيينة، وأبي معاوية، ومحمد بن مروان السدي.)
وروى عن: أحمد بن حنبل وهو من أقرانه، وعن نصر الجهضمي، وهو أصغر منه. وقعد للإقراء ونشر العلم.
قرأ عليه: أبو الزعراء بن عبدوس أستاذ ابن مجاهد، وأبو جعفر أحمد بن فرح، وأبو حفص عمر بن محمد الكاغدي، والحسن بن علي بن بشار العلاف

249
صاحب مرثية الهر، والقاسم بن زكريا المطرز، وأبو عثمان سعيد بن عبد الرحيم الضرير، وعلي بن سليم، وجعفر بن محمد بن أسد النصيبي، والقاسم بن عبد الوارث، وأحمد بن مسعود السراج، وبكر السراويلي، وعبد الله بن أحمد البلخي، وابن النفاح الباهلي نزيل مصر، ومحمد بن حمدون القطيعي، والحسن بن عبد الوهاب، وأبو حامد محمد، والحسن بن الحسين الصواف، وأحمد بن حرب المعدل، وغيرهم.
وعنه: ق.، وحاجب بن أركين الفرغاني، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن حامد خال ولد البستي، وآخرون.
وصدقه أبو حاتم.
قال أبو داود: رأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمر الدوري.
وقال أحمد بن فرح: سألت أبا عمر الدوري: ما تقول في القرآن قال: كلام الله غير مخلوق.
وقال محمد بن بدر الباهلي: ثنا أبو عمر الدوري قال: قرأت على إسماعيل بن جعفر بقراءة أهل المدينة فيه، وأدركت قراءة نافع، ولو كان عندي عشرة دراهم لرحلت إليه.
قال أبو علي الأهوازي: رحل أبو عمر الدوري في طلب القراءات، وقرأ بسائر الحروف السبعة وبالشواذ. وسمع من ذلك شيئا كثيرا. وصنف كتابا في القراءات. وهو ثقة في جميع ما يرويه. وعاش دهرا، وذهب بصره في آخر عمره، وكان ذا دين.
قال أبو علي الصواف، وأبو القاسم البغوي، وسعيد بن عبد الرحيم

250
المؤدب الضرير، وغيرهم: مات سنة ست وأربعين. زاد بعضهم: في شوال.
وقال حاجب بن أركين: سنة ثمان. فوهم وهو منسوب إلى الدور، محله معروفة بالجانب الشرقي من بغداد.
مات في عشر المائة.
قال الحاكم: قال الدارقطني: وأبو عمر الدوري أيضا يقال له الضرير، وهو ضعيف. حفص بن عمر ن. أبو عمر المهرقاني الرازي.
عن: يحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الرزاق، وطائفة.
وعنه: ن.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعلي بن سعيد الرازيون، وطائفة من أهل تلك الناحية.)

251
وقال أبو زرعة، وأبو حاتم: صدوق. حماد بن إسماعيل بن علية م. ن. الأسدي البصري أخو إبراهيم، ومحمد.
سمع: أباه.
وعنه: م. ن.، ومحمد بن عبدوس بن كامل، وغيرهم.
وثقه ن.
ومات سنة أربع وأربعين. حميد بن مسعدة ع. إلا خ. أبو علي الباهلي البصري.
عن: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، وعبد الوارث التنوري، وطائفة.

252
وعنه: ع. سوى البخاري، وأبو زرعة، وجعفر الفريابي، وأبو جعفر محمد بن جرير، والحسن بن محمد بن دكه، والأصبهانيون، فإنه وفد عليهم، وكان صدوقا مكثرا.
توفي سنة أربع وأربعين أيضا. وهو من كبار شيوخ محمد بن جرير. حميد بن هشام بن حميد بن خليفة القبلي المصري.
عمر دهرا، وروى عن: الليث، وابن لهيعة.
وتوفي سنة سبع وأربعين في شوال.
روى عنه: ابنه محمد.
وقال حفيده قرة بن محمد: أدركته شيخا كبيرا.
وكان يقال إنه مستجاب الدعاء، رحمه الله.

253
4 (حرف الخاء))
خالد بن عبد السلام بن خالد.
أبو يحيى المصري.
جالس الليث بن سعد. وسمع: رشدين بن سعد، وابن وهب، والفضل بن المختار.
روى عنه: الربيع الجيزي، وأبو حاتم الرازي وقال: صالح الحديث، ومحمد بن محمد بن الأشعث.
وتوفي في المحرم سنة أربع وأربعين ومائتين.) خالد بن عقبة بن خالد ن. أبو عقبة السكوني الكوفي.
سمع: أباه، والحسن الجعفي، وأبا أسامة.
وعنه: ن.، ومطين، وأبو العباس السراج، وغيرهم.
وثقه ابن حبان.

254
وقال مطين: توفي سنة سبع وأربعين. خالد بن يوسف بن خالد بن عمر السمتي.
أبو الربيع البصري. والسمتي لقب لأبيه.
روى عن: أبيه.
وعن: أبي عوانة، وفضيل بن سليمان، وعبد الله بن رجاء المكي، وآخرين.
وعنه: عبدان الأهوازي، ومحمد بن أحمد بن عمرو الإصبهاني، ومحمد بن هارون الحضرمي، ومحمد بن إسماعيل البهلاني، وأبو غسان أحمد بن سهل الأهوازي، وطائفة.
ذكره ابن عدي وحسن حاله. وفي بعض حديثه النكرة.
وأما أبوه فساقط.
توفي خالد سنة تسع وأربعين ومائتين. خازم بن خزيمة البخاري.
أبو خزيمة.

255
عن: خليد بن حسان.
وعنه: أسلم بن بشر، ومحمد بن الحسين بن غزوان، وأحمد بن الجنيد، وحفص بن داود الربعي، ونصر بن الحسين.
قال السليماني: فيه نظر. الخضر بن زياد بن المغيرة بن زياد الموصلي.
سمع: أباه، وعبد الوهاب بن عطاء، ومعتمر بن سليمان.
وعنه: ابنه مغيرة.
قال يزيد بن محمد الأزدي: توفي سنة نيف وأربعين ومائتين. خلاد بن أسلم البغدادي الصفار ت. ن.)
أبو بكر.
سمع: هشيم بن بشر، ومروان بن شجاع، وعبد العزيز الدراوردي.
وعنه: ت. ن.، ويحيى بن صاعد، والمحاملي، وجماعة.
وكان ثقة.
توفي سنة تسع وأربعين في جمادى الآخرة بسامراء. وكان ذا جود وسخاء. الخليل بن عمرو البغوي ق.

256
حدث ببغداد.
عن: شريك القاضي، وعيسى بن يونس، وجماعة.
وعنه: ق.، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي، وأبو القاسم البغوي، وقاسم المطرز، وغيرهم.
قال الخطيب: ثقة. توفي سنة اثنتين وأربعين في صفر.

257
4 (حرف الدال))
دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله الخزاعي.

258
أبو علي الشاعر المشهور.
قيل: إنه من ولد بديل بن ورقاء، فالله أعلم.
له ديوان مشهور، وكتاب في طبقات الشعراء. وكان يكون ببغداد.
وقيل: هو كوفي. وقيل: اسمه محمد، ودعبل لقب له، وهو البعير المسن.
ويقال للشيء القديم دعبل.
روى عن: مالك بن أنس، وشريك.
وحكى عن: الواقدي، والمأمون.
وقيل: إنه روى عن: شعبة، وسفيان الثوري، ولا يصح ذلك.
روى عنه: أحمد بن أبي دؤاد القاضي، ومحمد بن موسى البربري، وأخوه علي بن علي. وحديثه يقع عاليا في جزء الحفار.
وقد سار إلى خراسان، فنادم عبد الله بن طاهر فأعجب به ووصله بأموال كثيرة، قيل إنها بلغت ثلاثمائة ألف درهم.
وقال ابن يونس: قدم دعبل مصر هاربا من المعتصم لكونه هجاه، وخرج إلى المغرب.
وقال الخطيب: روى دعبل، عن مالك، وغيره، وكل ذلك باطل، تراها من وضع ابن أخيه إسماعيل.)
وكان دعبل أطروشا وفي ظهره سلعة.
ومن شعره قوله:
* وقائلة لما استمرت بنا النوى
* ومحجرها فيه دم ودموع
*
* ترى يقضى للسفر الذين تحملوا
* إلى بلد فيه السخى رجوع.
*

259
* فقلت ولم أملك سوابق عبرة
* نطقت بما ضمت عليه ضلوع
*
* تأن فكم دار تفرق شملها
* وشمل شتيت عاد وهو جميع
*
* كذاك الليالي صرفهن كما ترى
* لكل أناس جدبة وربيع
* وقال ابن قتيبة: سمعت دعبلا يقول: دخلت على المعتصم فقال: يا عدو الله، أنت الذي تقول في بني العباس إنهم في الكتب سبعة وأمر بضرب عنقي. وما كان في المجلس إلا من هو عدوي، وأشدهم علي ابن شكلة، ويعني إبراهيم بن مهدي، فقال: يا أمير المؤمنين أنا الذي قلت هذا ونميته إلى دعبل.
فقال: وما أردت بهذا قال: لما تعلم من العداوة بيننا. فأردت أن أشيط بدمه.
فقال: أطلقوه.
فلما كان بعد مدة، قال لابن شكلة: سألتك بالله، أنت الذي قلته قال: لا والله يا أمير المؤمنين، ولكن رحمته.
وورد أن دعبلا هجا الرشيد، والمأمون، وطاهر بن الحسين، وبني طاهر.
وكان خبيث اللسان رافضيا هجاء.
وله في المعتصم:
* ملوك بني العباس في الكتب سبعة
* ولم تأتنا في ثامن منهم الكتب
*
* كذاك أهل الكهف في الكهف سبعة
* غداة ثووا فيه وثامنهم كلب
*
* وإني لازهي كلبهم عنك رغبة
* لأنك ذو ذنب وليس له ذنب
*
* لقد ضاع أمر الناس حيث يسوسهم
* وصيف وأشناس وقد عظم الخطب
*

260
* وإني لأرجو أن ترى من مغيبها
* مطالع شمس قد يغص بها الشرب
*
* وهمك تركي عليه غلالة
* وهم سواك الطعن في الروع والضرب
* وهجا ابن أبي دؤاد بعد كثرة إنعامه عليه، حتى قيل إنه هجا خزاعة قبيلته، فقال:)
* أخزاع غيركم الكرام فأقصروا
* وضعوا أكفكم على الأفواه
*
* الراتقين ولات حين مراتق
* والفاتقين شرائع الأستاه
* وله يهجو الحسن بن رجاء، وبني هشام، ودينار بن أكثم جملة:
* لا تشتروا مني ملوك المخرم
* أبع حسنا وبني هشام بدرهم
*
* واعط رجاء بعد ذلك زيادة
* وأغلط بدينار بغير تندم
*
* فإن رد من عيب علي جميعهم
* فليس يرد العيب يحيى بن أكثم
* وله يهجو أخاه ويهجو نفسه:
* مهدت له ودي صغيرا ونصرتي
* وقاسمته مالي وبوأته حجري
*
* قد كان يكفيه من العيش كله
* رجاء ويأس يرجعان إلى فقر
*
* وفيه عيوب ليس يحصى عدادها
* فأصغرها عيب يجل عن الفكر
*
* ولو أنني أبديت للناس بعضها
* لأصبح من بصق الأحبة في بحر
*

261
* فدونك عرضي فآهج حيا وإن أمت
* فبالله إلا ما خريت على قبري
* وله يهجو امرأته:
* يا من أشبهها بحمى نافض
* قطاعة للظهر ذات زئير
*
* يا ركبتي جمل وساق نعامة
* وزنبيل كناس، ورأس بعير
*
* صدغاك قد شمطا، ونحرك يابس
* والصدر منك كجؤجؤ الطنبور
*
* قبلتها فوجدت طعم لثاتها
* فوق اللثام كلسعة الزنبور
* وله الأبيات الشهيرة التي منها قوله:
* أين الشباب وأية سلكا
* لا، أين يطلب، ضل، بل هلكا
*
* لا تعجبني يا سلم من رجل
* ضحك المشيب برأسه فبكا
*
* لا تأخذي بظلامتي أحد
* طرفي وقلبي في دمي اشتركا
*
* يا ليت شعري كيف نومكما
* يا صاحبي إذا دمي سفكا
* وله:
* علم تحكيم وشيب مفارق
* طلسن ريعان الشباب الرائق
*
* وإمارة من دولة ميمونة
* كانت على اللذات أشغب عائق)
* (والآن لا أغدو ولست برائح
* في كبر معشوق وذلة عاشق
*
* أنى يكون وليس ذاك بكائن
* يرث الخلافة فاسق عن فاسق
*
* نعر ابن شكلة بالعراق وأهله
* فهفا إليه كل أطلس مائق
*

262
* إن كان إبراهيم مضطلعا بها
* فلتصلحن من بعده لمخارق
* فلما بلغت هذه الأبيات للمأمون ضحك وقال: قد غفرنا لدعبل كل ما هجانا به. وآمنه، فسار دعبل إليه ومدحه لكون المأمون كان يتشيع، فإنه عهد إلى الرضا، وكتب اسمه على السكة. وأقبل يجمع ما جاء في فضائل أهل البيت.
وكان دعبل أول داخل إليه وآخر خارج من عنده. فلم ينشب أن هجا المأمون، وبعث إليه بهذه الأبيات:
* ويسومني المأمون خطة ظالم
* أو ما رأى بالأمس رأي محمد
*
* إني من القوم الذين سيوفهم
* قتلت أخاك، وشرفتك بمقعد
*
* شادوا بذكرك بعد طول خموله
* واستنقذوك من الحضيض الأوهد
* ثم إنه مدح المعتصم ونفق عليه وأجزل له الصلات، فما لبث أن هجاه وهرب.
وله القصيدة الطنانة في أهل البيت تدل على رفضه:
* مدارس آيات خلت من تلاوة
* ومنزل وحي مقفر العرصات
*
* لآل رسول الله بالخيف من منى
* وبالركن والتعريف والجمرات
*
* ألم تر أني مذ ثلاثين حجة
* أروح وأغدو دائم الحسرات
*
* أرى فيئهم في غيرهم متقسما
* وأيديهم من فيئهم صفرات
*
* وآل رسول الله نحف جسومهم
* وآل زياد غلظ الرقبات
*
* بنات زياد في القصور مصونة
* وبنت رسول الله في الفلوات
* ولولا الذي أرجوه في اليوم أو غد تقطع قلبي إثرهم حسرات

263
وهي قصيدة طويلة.
توفي سنة ست وأربعين، عن بضع وتسعين سنة.
ويقال إنه هجا مالك بن طوق، فجهز عليه من ضربه بعكاز مسموم في قدمه، فمات من ذلك بعد يوم.
ومات بالطيب من ناحية واسط.
وما أحلى قول عبد الله بن طاهر الأمير: دعبل قد حمل جذعه على عنقه ولا يجد من يصلبه عليه.
ولام رجل هاشمي دعبلا في هجائه الخلفاء فقال: دعني من فضولك أنا والله استصلب منذ سبعين سنة، وما وجدت)
أحدا يجود لي بخشبة. دهثم بن خلف.
أبو سعيد الرملي.
حدث ببغداد عن: ضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد، وجماعة.
وعنه: ابن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، ونصر بن القاسم الفوضي، وآخرون.

264
4 (حرف الذال))
ذو النون المصري الزاهد، رحمة الله عليه.
اسمه ثوبان بن إبراهيم، ويقال أبو الفيض بن أحمد، ويقال ابن إبراهيم أبو الفيض، ويقال أبو الفياض الإخميمي.
وأبوه نوبي.
روى عن: مالك، والليث، وابن لهيعة، وفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة، وسلم الخواص، وجماعة.

265
وعنه: أحمد بن صبيح الفيومي، وربيعة بن محمد الطائي، ورضوان بن محيميد، ومقدام بن داود الرعيني، والحسن بن مصعب النخعي، والجنيد بن محمد، وغيرهم
.
روى سليمان بن أحمد الملطي وهو ضعيف ثنا أبو قضاعة ربيعة بن محمد، ثنا ثوبان بن إبراهيم، نا الليث بن سعد، فذكر حديثا.
وقال محمد بن يوسف الكندي في كتاب الموالي من أهل مصر: ومنهم ذو النون بن إبراهيم الإخميمي مولى لقريش.
وكان أبوه نوبيا.
وقال الدارقطني: روى عن مالك أحاديث فيها نظر، وكان واعظا.
وقال ابن يونس: كان عالما فصيحا حكيما، أصله من النوبة.
توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين.
وقال السلمي: حمل ذو النون إلى المتوكل على البريد من مصر ليعظه سنة أربع وأربعين. وكان إذا ذكر بين يدي المتوكل أهل الورع بكى.
وقال يوسف بن أحمد البغدادي: كان أهل ناحيته يسمونه الزنديق، فلما مات أظلت الطير جنازته، فاحترموا بعد ذلك قبره.
وقال أبو القاسم القشيري: كان رجلا نحيفا تعلوه حمرة، ليس بأبيض اللحية.
وقيل كانت تعلوه صفرة.)
وعن أيوب مؤذن ذي النون قال: أتى أصحاب المطالب ذا النون، فخرج معهم إلى قوص وهو شاب، فحفروا قبرا، فوجدوا فيه لوحا فيه اسم الله الأعظم، فأخذه ذو النون، وسلم إليهم ما وجدوا.

266
وقال يوسف بن الحسين الرازي: حضرت مجلس ذي النون فقيل: يا أبا الفيض ما كان سبب توبتك قال: أردت الخروج إلى قرى مصر فنمت في الصحراء ففتحت عيني فإذا أنا بقبرة عمياء معلقة بمكان، فسقطت من وكرها، فآنشقت الأرض، فخرج منها سكرجتان ذهب وفضة، في أحديهما: سمسم، وفي الأخرى ماء، فأكلت وشربت. فقلت: حسبي، قد تبت. ولزمت الباب إلى أن قبلني.
وفي كتاب المحن للسلمي أن ذا النون أول من تكلم ببلدته في ترتيب الأحوال ومقامات أهل الولاية. أنكر عليه عبد الله بن عبد الحكم، وكان رئيس مصر، وكان يذهب مذهب مالك، ولذلك هجره علماء مصر، حتى شاع خبره، وأنه أحدث علما لم يتكلم فيه السلف. وهجروه حتى رموه بالزندقة.
قال: فدخل عليه أخوه فقال: إن أهل مصر يقولون أنت زنديق.
فأنشأ يقول:
* وما لي سوى الإطراق والصمت حيلة
* ووضعي كفي خدي وتذكاري
* قال: وقال محمد بن يعقوب بن الفرجي: كنت مع ذي النون في الزورق، فمر بنا زورق آخر، فقيل لذي النون: إن هؤلاء يمرون إلى السلطان يشهدون عليك بالكفر.
فقال: اللهم إن كانوا كاذبين فغرقهم. فآنقلب الزورق وغرقوا.
فقلت له: إحسب أن هؤلاء قد مضوا يكذبون، فما بال الملاح قال: لم حملهم وهو يعلم قصدهم. لأن يقفوا بين يدي الله غرقى خير لهم من أن يقفوا شهود زور. ثم انتفض وتغير وقال: وعزتك لا أدعو على خلقك بعد هذا.
ثم دعاه أمير مصر وسأله عن اعتقاده، فتكلم، فرضي أمره، وكتب به إلى

267
المتوكل، فأمر بإحضاره، فحمل على البريد. فلما سمع كلامه ولع به، وأحبه وأكرمه، حتى أنه لو كان إذا ذكر العلماء يقول: إذا ذكر الصالحون فحي هلا بذي النون.
وقال علي بن حاتم: سمعت ذا النون يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق.
وقال يوسف بن الحسين: سمعت ذا النون يقول: مهما تصور في وهمك، فالله بخلاف ذلك.
وقال: سمعت ذا النون يقول: الاستغفار اسم جامع لمعان كثيرة، أولهن: الندم على ما مضى، والثاني: العزم على ترك الرجوع، والثالث: أداء كل فرض ضيعته فيما بينك وبين الله، والرابع: رد المظالم في الأموال والأعراض)
والمصالحة عليها، والخامس: إذابة كل لحم ودم نبت على الحرام، والسادس: إذاقة البدن ألم الطاعة كما وجدت حلاوة المعصية.
وعن عمرو السراج قال: قلت لذي النون كيف خلصت من المتوكل وقد أمر بقتلك قال: لما أوصلني الغلام إلى الستر رفعه ثم قال لي: ادخل.
فنظرت فإذا المتوكل في غلالة مكشوف الرأس، وعبيد الله قائم على رأسه متكيء على السيف. فعرفت في وجوه القوم الشر. ففتح لي باب، فقلت في نفسي: يا من ليس في السماوات قطرات ولا في البحار قطرات، ولا في ديلج الرياح دلجات، ولا في الأرض خبيئات، ولا في قلوب الخلائق خطرات إلا وهي عليك دليلات، ولك شاهدات، وبربوبيتك معترفات، وفي قدرتك متحيرات. فبالقدرة التي تجير بها من في الأرض والسماوات إلا صليت على محمد وآل محمد، وأخذت قلبه مني. فقام
إلي المتوكل يخطو، حتى اعتنقني وقال: أتعبناك يا أبا الفيض. إن تشأ تقيم عندنا فأقم، وإن تشأ أن تنصرف فآنصرف.
فاخترت الانصراف.

268
وقال يوسف بن الحسين، حضرت مع ذي النون مجلس المتوكل، وكان مولعا به يفضله على العباد والزهاد، فقال: يا أبا الفيض صف لي أولياء الله.
قال: يا أمير المؤمنين هم قوم ألبسهم الله النور الساطع من محبته، وجللهم بالبهاء من أردية كرامته، ووضع على مغارقهم تيجان مسرته، ونشر لهم المحبة في قلوب خليقته، ثم أخرجهم وقد ودع القلوب ذخائر الغيوب، فهي معلمة بمواصلة المحبوب، فقلوبهم إليه سائرة، وأعينهم إلى عظيم جلاله ناظرة. ثم أجلسهم بعد أن أحسن إليهم على كراسي طلب المعرفة بالدواء، وعرفهم منابت الأدواء، وجعل تلاميذهم أهل الورع والتقى، وضمن لهم الإجابة عند الدعاء، وقال: يا أوليائي لو أتاكم عليل من فرقي فداووه، أو مريض من إرادتي فعالجوه، أو مجروح بتركي إياه فلاطفوه، أو فار مني فرغبوه، أو خائف مني فأمنوه، أو مستوصف نحوي فأرشدوه، أو مسيء فعاتبوه. أو استغاث بكم ملهوف فأغيثوه.
في فصل طويل.
ولذي النون ترجمة طويلة في تاريخ دمشق، وأخرى في حلية الأولياء.
وما أحسن قوله: العارف لا يلتزم حالة واحدة، ولكن يلتزم أمر ربه في الحالات كلها.
قد تقدمت وفاته في سنة خمس. وكذا ورخه عبيد الله بن سعيد بن عفير.
وأما حيان بن أحمد السهمي فقال: مات بالجيزة وعدي به إلى مصر في مركب خوفا من زحمة الناس على الجسر)
لليلتين خلتا من ذي القعدة سنة ست وأربعين.

269
وقال آخر: سنة ثمان وأربعين. والأول أصح. وقد قارب السبعين أو جازها.

270
4 (حرف الراء))
راشد بن سعيد ق. أبو بكر المقدسي.
حدث سنة ثلاث وأربعين عن: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة.
وعنه: ق.، وأبو حاتم الرازي، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي.
وقال أبو حاتم: صدوق. كتبت عنه ببيت المقدس. رباح بن جراح.
أبو الوليد العبدي الموصلي، صاحب الزهد والمواعظ.
عن: المعافى بن عمران، وعفيف بن سالم، والقاسم بن يزيد الجرمي، وزيد بن أبي الزرقاء، وسابق الموصلي، وعمر بن أيوب، وجماعة.
وعنه: أحمد بن بشر، وأبو يعلى الموصلي، وغيرهما.

271
وكتب عنه: يحيى بن معين مع جلالته وتقدمه.
قال الأزدي: كان صالحا خاشعا ذا قدر ومحل.
توفي سنة نيف وأربعين ومائتين.
قلت: وآخر من روى عنه: يحيى بن محمد بن صاعد.
وكان ثقة.
وثقه الخطيب وقال: حدث ببغداد سنة ست وأربعين.
وممن روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسن بن الحسين الصواف المقرئ. وكان حفظه للرقائق، رحمه الله. الربيع بن نافع خ. م. د. ن. ق. أبو توبة الحلبي نزيل طوسوس.
عن: معاوية بن سلام، وشريك، وأبي الأحوص، وأبي المليح الرقي

272
الحسن بن عمر، وعبيد الله بن عمرو، والهيثم بن حميد، وإسماعيل بن عياش، وإبراهيم بن سعد، ويزيد بن المقدام، وابن المبارك، وطائفة.
وعنه: د. فأكثر، و خ. م. ن. ق. عن رجل عنه، وأحمد بن حنبل، والحسن بن الصباح، والدارمي، وأبو حاتم، ويزيد)
بن جهور، ويعقوب الفسوي، وأحمد بن خليد الحلبي، وآخرون.
قال أبو حاتم: ثقة.
وقال أبو داود: قدم أبو توبة الكوفة ولم يقدم البصرة. وكان يحفظ الطوال يجيء بها. ورأيته يمشي حافيا وعلى رأسه طويلة.
قال: وكان يقال إنه من الأبدال، رحمه الله.
قلت: هو ى خر من حدث عن معاوية بن سلام.
قال الفسوي: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. رجاء بن محمد ق. ن. أبو الحسن العذري البصري السقطي.
عن: عبد الصمد بن عبد الوارث، وسعيد بن عامر الضبعي.
وعنه: ت. ن.، وجعفر الفريابي، وابن خزيمة، وآخرون.
ولا أعلم متى توفي. وقد سمع منه أبو حاتم والكبار.

273
رجاء بن مرجى د. ق. أبو محمد الحافظ.
ويقال أبو أحمد المروزي، ويقال السمرقندي. نزيل بغداد.
سمع: النضر بن شميل، ويزيد بن أبي حكيم العدني، وأبا نعيم، ومسلم بن إبراهيم، وأبا اليمان، وعبد الله بن رجاء، وخلقا.
وعنه: د. ق. وأحمد بن محمد بن أبي شيبة البزاز، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو العباس السراج، ويحيى بن صاعد، والقاضي المحاملي، وطائفة.
قال الدارقطني: حافظ ثقة.
وقال الخطيب: كان ثقة ثبتا إماما في علم الحديث وحفظه والمعرفة به.
وقال البخاري: مات ببغداد في غرة جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين. روح بن حاتم البغدادي البزاز.

274
عن: إسماعيل بن عياش، وهشيم، وزياد البكائي، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأبو يعلى، وأبو صخرة الكاتب.)
وحدث سنة إحدى وأربعين.
ضعفه ابن معين، ومشاه غيره. روح بن عصام بن يزيد الإصبهاني.
المعروف بابن جبر. وكان أبوه جبر يخدم سفيان الثوري.
عن: أبيه، وشريك بن عبد الله، وعباد بن عباد، وأبي الأحوص، وهشيم.
وكان بع صمم، وهو أسن من أخيه محمد بن عصام.
روى عنه: أبو غسان محمد بن أحمد الزاهد، ومحمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وإسماعيل بن محمد بن عصام ولد أخيه.

275
4 (حرف الزاي))
زكريا بن يحيى بن صالح م. أبو يحيى القضاعي المصري الحرسي. كاتب العمري القاضي.
واسم العمري: عبد الرحمن بن عبد الله بن مغفل بن فضالة، ورشدين بن سعد، ونافع بن يزيد، وغيرهم.
وعنه: م.، وأحمد بن محمد بن الحجاج الرشديني، والحسين بن إدريس الهروي، ومحمد بن زبان بن حبيب، وإسماعيل بن داود بن وردان، وجماعة.
وكان من كبار عدول مصر.
قال ابن يونس: توفي في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين. زياد بن عبد الرحمن.
أبو محمد النيسابوري، وإليه ينسب ميدان زياد.
رحل وسمع بالكوفة: عبد الله بن نمير، وأبا أسامة، وجماعة.
وعنه: الحسين البناني، وإبراهيم بن أبي طالب.

276
وقال محمد بن سليمان بن خالد: سمعت زيادا يقول: أتيت يونس بن بكير فسألني: من أين قلت: من نيسابور.
قال: من تقدمون من الرجلين يعني عليا، وعثمان.
قلت: عثمان.
قال: وتمطرون)
توفي زياد في رجب سنة سبع وأربعين. زيادة الله بن إبراهيم بن محمد بن الأغلب بن إبراهيم.
أبو محمد التميمي الأغلبي أمير القيروان وابن أمرائها.
ولي بعد أبيه سنة كاملة، ومات شابا في ذي القعدة سنة خمسين، وولي الأمر ابن أخيه محمد بن أحمد. زيد بن بشر بن زيد.
أبو البشر الأزدي، وقيل الحضرمي.
رأى عبد الله بن لهيعة.
وسمع: ابن وهب، ورشدين بن سعد، وأشهب بن عبد العزيز.
وكان أحد فقهاء المغرب.
روى عنه: أبو زرعة الرازي وقال: ثقة رجل صالح عاقل، خرج إلى المغرب فمات هناك.
وروى عنه: سليمان بن سالم، ويحيى بن عمر، وسعيد بن أبي إسحاق المغاربة.

277
وكان أحد الكرماء الأجواد.
قال أبو العرب: كان سبب خروجه من مصر المحنة بخلق القرآن.
وقال ابن يونس: توفي بتونس سنة اثنتين وأربعين.
وقال أبو عمر الكندي: كان زيد بن بشر من صليبة الأزد، وكانت أم أبيه مولاة لحضرموت، فأعتق بشرا عبد الله بن يزيد الحضرمي، وربي زيد بن بشر في حجر ابن لهيعة، وما سمع منه شيئا.
وقال يحيى بن عثمان: كان فقيها من أكابر أصحاب ابن وهب. زيد بن الحريش الأهوازي.
عن: عمران بن عيينة الهلالي، وعبد الوهاب بن عطاء، وجماعة.
وعنه: عبدان الأهوازي، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وغيرهما.
توفي سنة إحدى وأربعين. وكان صاحب حديث. زيد بن سنان الأسدي.
أبو سنان القيرواني. كان فقيها إماما مفتيا صالحا.
سمع: ابن عيينة، وعبد الرحمن بن القاسم، وأبا ضمرة.
وعاش تسعين سنة. وكان يخدم نفسه، ويحمل خبزه إلى الفرن.)
توفي سنة أربع وأربعين. زيد بن أبي موسى المروزي.
عن: نوح بن أبي مريم الفقيه، وأبي غانم يونس بن رافع.
وعنه: بيان بن عمرو البخاري، وحنش بن حرب البيكندي، وغيرهما.
توفي سنة خمسين ومائتين.

278
4 (حرف السين))
سختويه بن الجنيد.
أبو عبد الله الجرجاني الدباغ. رحال جوال.
سمع: عبد الرزاق، وأبا داود الطيالسي، وأبا عاصم، وطبقتهم.
وعنه: عبد الرحمن بن عبد المؤمن، وأبو عمران بن هانيء، ومحمد بن إبراهيم الرقاق الجرجانيون.
ولا أعلم فيه جرحا. سعيد بن العباس.
أبو عثمان الرازي الزاهد. من سادة الصوفية.
قال أبو نعيم الحافظ: له كلام في المبسوط في مصنفاته، وله من كثرة الحديث مسانيد وتفسير ما يقارب الأئمة في الكثرة.
حدث عن: أبي نعيم، ومكي بن إبراهيم، والحميدي، وجماعة.
ثم روى فصلا طويلا من كلامه في الزهد. سعيد بن عبد الرحمن ت. ن.

279
أبو عبيد الله المخزومي المكي.
سمع: سفيان بن عيينة، والحسن بن زيد بن علي بن الحسين، وعبد الله بن الوليد العدني، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، ويحيى بن صاعد، وابن خزيمة، وطائفة.
وثقه النسائي.
وتوفي سنة تسع وأربعين. سعيد بن عثمان الكريزي.
عن: حفص بن غياث، وغندر، ويحيى القطان.)
وعنه: يوسف بن محمد المؤدب، ومحمد بن أحمد بن مزيد الزهري الإصبهانيان.
له مناكير. سعيد بن الفرج ن. أبو النضر البلخي.
عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، ويحيى بن أبي بكير.
وعنه: ن.، وعبد الله بن محمد البلخي، ومحمد بن شاذان النيسابوري.

280
قال النسائي: لا بأس به.
توفي بمكة سنة إحدى وأربعين ومائتين. سعيد بن وهب الإصبهاني الجرواني الحافظ.
رحل وسمع: مسلم بن إبراهيم، وعمرو بن حكام، وأبا عمر الحوضي، وسليمان بن حرب، وخلقا.
وعنه: محمد بن أحمد الزهري، وأبو عبد الرحمن المقرئ الإصبهانيان. سعيد بن يحيى بن الأزهر م. ق. أبو عثمان الواسطي.
سمع: ابن عيينة، ووكيعا، وجماعة.
وعنه: م. ق. وأبو خبيب العباس بن البرتي، وعمران بن موسى السختياني، وغيرهم.
توفي سنة أربع وأربعين.
ووثقه علي بن الحسين بن الجنيد. سعيد بن يحيى بن سعيد بن أبان ع. إلا ق.

281
أبو عثمان الأموي البغدادي.
سمع: أباه، وأعمامه عبدا ومحمدا، وعبيدا، وعبد الملك بن المبارك، وعبد الله بن إدريس.
وعنه: الستة سوى ق.، وأبو يعلى الموصلي، وابن صاعد، والقاضي المحاملي، وخلق.
وثقه النسائي، وغيره.
ومات في ذي القعدة سنة تسع وأربعين. سعيد بن يعقوب د. ت. ن. أبو بكر الطالقاني.)

282
عن: حماد بن زيد، وخالد بن عبد الله الطحان، وإسماعيل بن عياش، وطائفة.
وعنه: د. ت. ن.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، والفريابي، وأبو العباس السراج، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة أربع وأربعين.
وكان يحفظ ويذاكر الأئمة. سفيان بن زياد الرصافي المخرمي.
عن: عيسى بن يونس.
وعنه: عباس الدوري، وتمتام، وغيرهما.
وثقه الخطيب. سفيان بن محمد المصيصي.

283
عن: يوسف بن أسباط، وعبد الله بن وهب، وهشيم، وجماعة.
وعنه: الحسين بن فهم، وأحمد بن إسحاق بن بهلول، وآخرون.
قال الدارقطني: لا شيء.
وقال أبو حاتم: كتبت عنه، وهو ضعيف لا أحدث عنه.
وقال ابن عدي: يسرق الحديث. سفيان بن وكيع بن الجراح ت. ق. أبو محمد الرؤاسي الكوفي.
يروي عن: أبيه، وجرير بن عبد الحميد، وأبي خالد الأحمر، وعبد السلام بن حرب، وحفص بن غياث، وخلق كثير.
وعنه: ت. ق.، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو عروبة الحراني، ويحيى بن صاعد، وطائفة آخرهم أبو علي أحمد بن محمد الباشاني.

284
قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها.
وقال أبو زرعة: لا يشتغل به. كان يتهم.
وقال ابن أبي حاتم: أشار عليه أبي أن يغير وراقه فإنه أفسد حديثه، وقال له: لا تحدث إلا من أصولك.
فقال: سأفعل.
ثم تمادى وحدث بأحاديث أدخلت عليه.)

285
توفي سنة سبع وأربعين في ربيع الآخر. سلمة بن الخليل.
أبو عمرو الكلاعي الحمصي.
وعنه: ابن جوصا، والعباس بن الخليل الطائي.
ولم يذكره ابن أبي حاتم. وما علمت فيه ضعفا. سلمة بن شبيب م. ع.

286
الحافظ أبو عبد الرحمن الحجري المسمعي النيسابوري. نزيل مكة، رحال جوال.
سمع: زيد بن الحباب، ويزيد بن هارون، وعبد الرزاق، ومحمد بن يوسف الفريابي، وأبا داود الطيالسي، وحفص بن عبد الرحمن النيسابوري، وحجاج بن محمد، وأبا المغيرة الحمصي، وخلقا.
وعنه: الستة إلا البخاري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعلي بن أحمد علان المصري، وحاتم بن محبوب الهروي، والحسن بن محمد بن دكة الإصبهاني، ومحمد بن هارون الروياني، وخلق. ومن القدماء: أحمد بن حنبل أحد شيوخه.
قال النسائي: ليس به بأس.
قال أبو نعيم: قدم إصبهان سنة اثنتين وأربعين. وحدث بها.
وعن: سلمة بن شبيب قال: بعت داري بنيسابور، وأردت التحول إلى مكة بعيالي، فقلت أصلي أربع ركعات وأودع عمار الدار. فصليت وقلت: يا عمار الدار سلام عليكم، فإنا خارجون إلى مكة نجاور بها.
فسمعت هاتفا يقول: وعليكم السلام يا سلمة، ونحن خارجون من هذه الدار، فإنه بلغنا أن الذي اشتراها يقول: القرآن مخلوق.
وذكر ابن أبي داود أن سلمة توفي من أكلة فالوذج.
توفي سلمة بن شبيب في رمضان سنة سبع وأربعين.
قال ابن يونس.
وذكر أنه قدم مصر سنة ست وأربعين فحدث بها، رحمه الله.

287
سليمان بن أبي شيخ.
أبو أيوب الواسطي.
عن: ابن عيينة، وعبد الله بن إدريس.)
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وأحمد بن خيثمة، وجماعة.
وثقه أبو داود. وكان إخباريا نسابة.
توفي سنة ست وأربعين ومائتين. سليمان بن عبيد الله بن عمرو الغيلاني م. ن. أبو أيوب البصري.
سمع: بهز بن أسد، وعبد الرحمن بن مهدي، ومسلم بن قتيبة، وأبا عامر العقدي، وجماعة.
وعنه: م. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن ناجية، وآخرون.
توفي سنة ست وأربعين.

288
سليمان بن عمر بن خالد بن الأقطع.
أبو أيوب المخرمي مولاهم الرقي.
سمع: ابن علية، ويحيى بن سعيد الأموي، وطبقتهما.
روى عنه: أبو عروبة، وطبقته.
قال ابن أبي حاتم فيه: العامري. روى عن: عيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة، ومخلد بن الحسين. كتب عنه أبي بالرقة.
وقال الحاكم أبو أحمد: يكنى أبا عمر، ويقال أبو أيوب.
ورخه أبو عروبة سنة تسع وأربعين. سليمان بن يوسف بن صالح العقيلي الإصبهاني.
عن: النعمان بن عبد السلام.
وعنه: ابنه أحمد.
شيخ لأبي أحمد العسال.
توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين. سهل بن صالح د. ن. أبو سعيد الأنطاكي البزاز.

289
عن: أبي خالد الأحمر، وأبي معاوية الضرير، وغيرهما.
وعنه: د. ن. وابن جوصا، وإبراهيم بن متويه الإصبهاني، وأبو حاتم وقال: ثقة، والحسن بن أحمد بن فيل، وجماعة.) سوار بن عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة د. ت. ن. أبو عبد الله التميمي العنبري البصري قاضي الرصافة ببغداد.
وهو من بيت العلم والقضاء.
سمع: عبد الوارث بن سعيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان،

290
وبشر بن المفضل، ويحيى القطان.
وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد، وابن صاعد، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، وطائفة.
قال النسائي: ثقة.
قلت: كان ظريفا مطبوعا شاعرا محسنا.
قال إسماعيل القاضي: دخل سوار القاضي على محمد بن طاهر فقال: أيها الأمير إني جئت في حاجة رفعتها إلى الله قبل رفعها إليك. فإن قضيتها حمدنا الله وشكرناك، وإن لم تقضها حمدنا الله وعذرناك. فقضى جميع حوائجه.
قال أحمد بن المعدل: كان سوار بن عبد الله القاضي قد خامر قلبه شيء من الوجد فقال:
* سلبت عظامي مخها فتركتها
* عواري في أجلادها تتكسر
*
* وأخليت منها مخها فكأنها
* قوارير في أجوافها الريح تصفر
*
* خذي بيدي ثم اكشفي الثوب تنظري
* بلى جسدي لكنني أتستر
* مات سنة خمس وأربعين بعد أن عمي، وكان فقيها فصيحا مفوها، وافر اللحية. وقع لي حديثه بعلو من رواية المخلص، عن ابن صاعد، عنه.

291
4 (حرف الشين))
شجاع.
فتاة المعتصم وأم المتوكل. كانت لها الحرمة الوافرة في دولة ابنها.
وكانت دينة كثيرة الصدقات والمعروف إلى الغاية.
وبلغنا أنها خلفت من الذهب المصري خمسة آلاف ألف دينار، هذا سوى الأثاث والجواري والعقار.
توفيت سنة ست وأربعين، وقيل: سنة سبع. شعيب بن سهل.
أبو صالح الرازي القاضي شعبويه.

292
ولاه أحمد بن أبي دؤاد قضاء بغداد، وكان من أعيان الجهمية وفضلائهم.
وكان قد كتب على باب مسجده القول بخلق القرآن، فوثب قوم من ذعار السنة فأحرقوا بيته ونهبوه، فهرب، وذلك)
في سنة سبع وعشرين.
وعاش إلى سنة ست وأربعين.
روى عن الصباح بن محارب.
وقد ذكره أحمد بن حنبل فقال: أخزاه الله كان يرى رأي جهم.
رواها حرب، عنه. شيبة بن الوليد بن سعيد.
أبو محمد العثماني الدمشقي.
عن: أبيه، وجده لأمه عبد الرحمن بن علي بن العجلان، وعمه خالد.
وعنه: أبو داود السجزي، وأبو طالب عبد الله بن أحمد بن سوادة، وأحمد بن المعلى القاضي.

293
4 (حرف الصاد))
صالح بن حرب أبو معمر.
حدث ببغداد عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وسلام بن أبي خبزة.
روى عنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو يعلى، وأبو العباس السراج.
وهو صدوق. صالح بن مسمار السلمي المروزي م. ت. عن: شعيب بن حرب، ومعاذ بن هشام، ووكيع، وسفيان بن عيينة، وابن أبي فديك، ومعن بن عيسى، وجماعة.
وعنه: م. ت.، وأبو حاتم وقال: صدوق، وابن خزيمة، وابن جرير الطبري، وآخرون.

294
توفي بكشميهن في رمضان سنة ست وأربعين. صالح بن عدي ن. أبو الهيثم النميري البصري الذارع.
عن: يزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، والسميدع بن راهب.
وعنه: ن.، وأبو حاتم، وعمر بن بجير، ومحمد بن جرير، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق. صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ق.)
أخو أحمد بن محمد.
عن: عثمان بن عمر بن فارس، وعبيد الله بن موسى، وخالد بن مخلد.
وعنه: ق.، وأبو داود السجستاني في حديث مالك تأليفه، وأحمد بن عمرو البزار، وأحمد بن يحيى التستري، وآخرون. صهيب بن عاصم.
أبو محمد القيسي الكرميني.

295
عن: الفضيل بن عياض، وابن عيينة، ووكيع، وطبقتهم.
وعنه: عامر بن المنتجع، وسيف بن حفص، والطيب بن محمد الإستيخني.
ورخه ابن ماكولا.

296
4 (حرف الضاد))
الضحاك بن حجوة المنبجي.
تالف.
عن: ابن عيينة، ومحمد بن عبيد الطنافسي، وجماعة.
وعنه: عمر بن سنان، وصالح بن أصبغ المنبجيان.
قال ابن عدي: منكر الحديث.
وقال الدارقطني: كان يضع الحديث.

297
4 (حرف الطاء))
طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي المصعبي.
أمير خراسان وابن أميرها.
حدث عن: سليمان بن حرب.
روى عنه: قطن بن إبراهيم، وغيره.
ولي الأمر بعد أبيه سنة ثلاثين ومائتين من قبل الواثق.
ومات في رجب سنة ثمان وأربعين. فولي خراسان ولده محمد بن طاهر بعده. الطيب بن إسماعيل.
أبو حمدون الذهلي البغدادي اللؤلؤي المقرئ العابد.)

298
كان كبير الشأن كثير الورع. إماما في القراءة والتجويد.
روى الحروف عن: الكسائي، ويعقوب الحضرمي، ويحيى بن آدم.
وقرأ على: إسحاق المسيبي، وعبيد الله بن موسى، وحسين الجعفي.
وروى عن: سفيان بن عيينة، وغير واحد.
روى عنه: إسحاق بن سنين الختلي، وسليمان بن يحيى الضبي، وأبو العباس بن مسروق، والقاسم بن أحمد القسري.
وقرأ عليه: أبو علي الحسن بن الحسين الصواف المقرئ، والخضر بن الهيثم الطوسي، والقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله بن الهيثم البلخي، والحسين بن شيرك الآدمي شيخ المطوعي.
نقل الخطيب في تاريخه أن أبا حمدون رحمه الله كان له صحيفة فيها أسماء ثلاثمائة نفس من أصحابه، فكان يدعو لهم كل ليلة ويسميهم. فنام عنهم ليلة، فقيل له في النوم: يا أبا حمدون لم تسرج مصابيحك. قال: فقعد ودعا لهم.
وبلغنا أنه كان يلتقط الأشياء المنبوذة، فيتقوت بها، رحمه الله.

299
4 (حرف العين))
عامر بن أسيد بن واضح.
أبو عمر الإصبهاني الواضحي.
عن: معتمر بن سليمان، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وجماعة.
وعنه: أحمد بن محمود بن صبيح، والحسين بن إسحاق الخلال الإصبهانيان. عامر بن سيار.
عن: سليمان بن أرقم، وسوار بن مصعب، وعبد الحميد بن بهرام، ومحمد بن عبد الملك المدني الطويل، وغيرهم.
وعنه: حازم بن يحيى الحلواني، وعمر بن الحسن الحلبي شيخ لأبي المظفر.
قال أبو حاتم: هو مجهول.
وقال الخطيب أبو بكر: بلغني أنه توفي نحو سنة أربعين، أو بعد ذلك.

300
قلت: وروى عنه بقي بن مخلد. عامر بن عمر.
أبو الفتح الموصلي المقرئ. الملقب بأوقية.
كان فصيحا مجودا لكتاب الله.
قرأ على: يحيى بن المبارك اليزيدي.)
وسمع من: وكيع، وأبي أسامة، وغيرهما.
وتصدر للإقراء، فتلا عليه جماعة منهم: أحمد بن سمعويه، وعيسى بن رصاص، وأحمد بن مسعود السراج، وموسى بن جمهور.
وروى عنه بعض الشيوخ قليلا من الحديث.
توفي سنة خمسين وقد أخذ القراءة أيضا عن العباس بن الفضل بالموصل. عباد بن زياد الأسدي الساجي.
عن: سفيان بن عيينة، وعثمان بن عمر بن فارس، وعمرو بن أبي المقدام ثابت، ويحيى بن العلاء الرازي.
وعنه: أبو بكر البزار في مسنده، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو داود السجنستاني في جمعه حديث مالك، وابنه أبو بكر بن أبي داود فقال: صدوق أراه كان يتهم بالقدر. عباد بن يعقوب الرواجني خ. ت. ق.

301
أبو سعيد الأسدي الكوفي.
أحد رؤوس الشيعة.
روى عن: شريك القاضي، وعباد بن العوام، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى المدني، وإسماعيل بن عياش، وعبد الله القدوس، والحسين بن زيد بن علي العلوي، والوليد بن أبي ثور، وعلي بن هاشم بن البريد، وطائفة.
وعنه: خ. حديثا واحدا قرنه بغيره وت. ق.، وأحمد بن عمرو البزار، وصالح بن محمد جزرة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وابن صاعد، وابن خزيمة، وطائفة.
وروى عنه أبو حاتم وقال: شيخ ثقة.
وقال الحاكم: كان ابن خزيمة يقول: ثنا الثقة في روايته، المتهم في دينه عباد بن يعقوب.
وقال ابن عدي: فيه غلو في التشيع. سمعت عبدان يذكر عن الثقة أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف.

302
قال ابن عدي: وقد روى أحاديث أنكرت عليه في فضائل أهل البيت ومثالب غيرهم.
وقال علي بن محمد الحسني، عن صالح جزرة: كان ابن يعقوب يشتم عثمان رضي الله عنه، وسمعته يقول: الله أعدل من أن يدخل طلحة والزبير الجنة قاتلا عليا بعد أن بايعاه.
وقال القاسم بن زكريا المطرز: دخلت على عباد بالكوفة، وكان يمتحن من يسمع منه. قال: من حفر البحر فقلت: الله خلق البحر.
قال: هو كذلك، ولكن من حفره)
فقلت: يذكر الشيخ.
فقال: حفره علي. فمن أجراه فقلت: الله.
قال: هو كذلك، ولكن من أجراه قلت: يفيدني الشيخ.
قال: أجراه الحسين.
وكان عباد بن يعقوب مكفوفا، فرأيت سيفا وجحفة، فقلت: لمن هذا السيف قال: لي، أعددته لأقاتل به مع المهدي.
فلما فرغت من سماع ما أردت منه، دخلت عليه فقال: من حفر البحر فقلت: حفره معاوية، وأجراه عمرو بن العاص. ثم وثبت وعدوت، فجعل يصيح: أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه.
قلت: هذه حكاية صحيحة رواها ابن المظفر الحافظ، عن القاسم.
قال محمد بن جرير: سمعت عباد بن يعقوب يقول: من لم يتبرأ في صلاته كل يوم من أعداء آل محمد صلى الله عليه وسلم، حشره الله معهم.

303
قلت: هذا الكلام أبو جاد الرفض. فإن آل محمد عليه السلام قد عادى بعضهم بعضا على الملك، كآل العباس، وآل علي، وإن تبرأت من آل العباس لأجل آل علي فقد
تبرأت من آل محمد، وإن تبرأت من آل علي لأجل آل العباس فقد تبرأت من آل محمد. وإن تبرأت من الظالم منهما للآخر، فقد يكون الظالم علويا قاطبا، فكيف أبرأ قاطبا، فكيف أبرأ منه وإن قلت: ليس في آل علي ظالم.
فهو دعوى العصمة فيهم، وقد ظلم بعضهم بعضا. فبا لله اسكتوا حتى نسكت، وقولوا ربنا آغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان الآية.
قال البخاري: مات في شوال سنة خمسين. عبادة المخنث.
صاحب نوادر ومجون. كان ببغداد في هذا العصر.
قيل: إنه دخل على الواثق زمن محنة القرآن فقال: أعظم الله أجرك يا أمير المؤمنين.
قال: ويلك، فيمن قال: في القرآن.)
قال: والقرآن يموت قال: أليس كل مخلوق يموت بالله من يصلي بالناس التراويح

304
.
فقال: أخرجوه، وأخرجوه.
وقيل: إن عبادة دخل على المتوكل، فتوعده بالضرب وقال: تصفع إمام مسجد فقال: يا أمير المؤمنين دخلت وأنا مستعجل، فصلى بنا الصبح وطول، وقرأ جزءا حتى كادت الشمس أن تطلع، وأنا أتقلب. فلما سلم قال: أعيدوا صلاتكم، فإني كنت بلا وضوء. فصفعته واحدة.
فضحك المتوكل. العباس بن عبد العظيم بن إسماعيل بن توبة الحافظ ع. أبو الفضل العنبري البصري.
عن: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعاذ بن هشام، وعبد الرزاق، وعمر بن يونس اليمامي، والنضر بن محمد، ويزيد بن هارون، وأبي عاصم، وخلق.
وعنه: ع. لكن البخاري تعليقا، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي،

305
وابن خزيمة، وعمر بن بجير، وزكريا الساجي، وطائفة.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال محمد بن المثنى السمسار: كان من سادات المسلمين.
وقال غيره: كان من عقلاء أهل زمانه وفضلائهم.
توفي سنة ست وأربعين. العباس بن الوليد بن صبح ق. أبو الفضل السلمي الدمشقي الخلال.
عن: الوليد بن مسلم، وعمر بن عبد الواحد، ومحمد بن عيسى بن سميع، وعمرو بن هاشم البيروتي، وزيد بن يحيى بن عبيد الدمشقي، وأبو مسهر، وخلق من الشاميين.

306
وعنه: ق.، وأبو الجهم أحمد بن طلاب، والحسن بن سفيان، والحسن بن علي بن عوانة الكفربطناني، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، وخلق.
قال أبو حاتم: شيخ.
وقال غيره: كان عالما بالأخبار والرجال، فاضلا.)
وقال عمرو بن دحيم: توفي في صفر سنة ثمان وأربعين. عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان د. ق. أبو عمرو وأبو محمد البهراني، مولاهم الدمشقي.
مقريء دمشق وإمام جامعها.
قرأ على أيوب بن تميم المقرئ، عن يحيى الذماري، عن ابن عامر.
وتصدر للإقراء والحديث، فقرأ عليه خلق منهم: أحمد بن يوسف التغلبي، ومحمد بن موسى الصوري، وهارون بن شريك الأخفش، ومحمد بن قاسم الإسكندراني.
وحدث عن: بقية، وسويد بن عبد العزيز، والوليد بن مسلم، ووكيع،

307
وعراك بن خالد المري، وضمرة بن ربيعة، وجماعة.
وعنه: د. ق.، وابنه أبو عبيدة أحمد بن عبد الله، وعثمان بن خرزاد، وإسماعيل بن قيراط، وعبد الله بن محمد بن مسلم المقدسي، ومحمد بن إسحاق بن الحريص، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو زرعة الدمشقي: لم يكن بالعراق، ولا بالحجاز، ولا بالشام، ولا بمصر، ولا بخراسان في زمان عبد الله بن ذكوان أقرأ عندي منه.
وقال الوليد بن عتبة: ما با العراق أقرأ من ابن ذكوان.
وقال محمد بن الفيض الغساني: سمعت هشام بن عمار يقول وقد رأى عصا لعبد الله بن ذكوان، وقد مضى ابن ذكوان يتوضأ: ما هذه العصا قالوا: هذه لابن ذكوان.
فقال: أنا أكبر من أبيه وما أحمل عصا.
وقال ابن ذكوان: ولدت يوم عاشوراء سنة ثلاث وسبعين.
وقال غير واحد: توفي يوم الاثنين لليلتين بقيتا من شوال سنة اثنتين وأربعين.
وغلط من قال سنة ثلاث.
وكان إمام جامع بني أمية. وكان هشام الخطيب وهو أسن من ابن ذكوان بعشرين سنة، وعليهما دارت قراءة ابن عامر.
وقد انفرد ابن ذكوان بهذا الحديث، ورواه عنه جماعة قال: ثنا عراك بن

308
خالد، عن عثمان بن عطاء الخراساني، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما عزي النبي صلى الله عليه وسلم بابنته رقية قال: الحمد لله دفن البنات من)
المكرمات.
وقال محمد بن الفيض الغساني: جاء رجل من الحرجلة يطلب لعابين، لعرسه، فوجد السلطان قد منعهم، فجاء يطلب المعبرين، فلقيه صوفي ماجن، فأرشده إلى ابن ذكوان وهو خلف المنبر، فجاءه وقال: إن السلطان قد منع المخنثين.
فقال: أحسن والله.
فقال: نعمل العرس بالمعبرين. وقد أرشدت إليك.
فقال: لنا رئيس، فإن جاء معك جئت، وهو ذاك.
فقام الرجل إليه، وهو هشام بن عمار، وكان متكئا بحد المحراب، فسلم عليه، فقال هشام: أبو من فرد عليه ردا ضعيفا وقال: أبو الوليد.
قال: أنا من الحرجلة.
قال: ما أبالي من أين كنت.
قال: أخي عمل عرسه.
قال: فماذا أصنع قال: قد أر سلني أطلب له المخنثين.
قال: لا بارك الله فيهم ولا فيك.
قال: وقد طلبت المعبرين، فأرشدت إليك.
قال: من أرشدك قال: ذاك.
فرفع هشام رجله ورفسه وقال: قم. ثم قال لابن ذكوان: قد تفرغت لهذا.

309
قال: أي والله أنت رئيسنا وشيخنا، لو مضيت مضينا. عبد الله بن أحمد بن حرب البغدادي الأديب.
وهو أبو هفان الشاعر المشهور.
أخذ الأدب عن: الأصمعي، وغيره.
وعنه: جنيد بن حكيم، ويموت بن المزرع، وغيرهما. عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن يونس بن قيس ت. ن. أبو حصين اليربوعي الكوفي.)
سمع: أباه، وعبثر بن القاسم ليس إلا.
وعنه: ت. ن. وقال: ثقة، ومطين، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير، وعمر البجيري، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وأبو طاهر الحسن بن فيل.

310
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال مطين: توفي في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين. عبد الله بن جابر الأموي.
مولاهم الأندلسي.
قال ابن يونس: روى عن عبد الله بن وهب.
ومات بسوسة من المغرب سنة ست وخمسين ومائتين. عبد الله بن خالد اللؤلؤي.
عن: محمد بن جعفر غندر، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وعنه: محمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد.
وثقه بعض الكبار. عبد الله بن خالد.
أبو مقاتل الأزدي البخاري المكتب، ولقبه: باباج.
روى عن: عيسى غنجار، ومحمد بن الفضل، وأباه بن نهشل.
وعنه: حمدويه بن خطاب، وموسى بن أفلح، وحامد بن مجاهد.
قال ابن ماكولا: مات في شوال سنة إحدى وأربعين ومائتين. عبد الله بن ذؤاب الموصلي العابد.
عن: المعافى بن عمران، وعبد الله بن المبارك، وزيد بن أبي الورقاء.
وكان أمارا بالمعروف، نهاء عن المنكر.
استشهد هو وابنه أحمد في الوقعة، ومقدمهم عمر بن عبيد الله، وذلك في

311
سنة تسع وأربعين.
روى عبد الله اليسير. عبد الله بن سليمان بن يوسف.
أبو محمد العبدي البعلبكي. ويقال البغدادي.)
عن: الليث بن سعد، وابن لهيعة، وأبي إسحاق الفزاري.
وعنه: بكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، وجماعة.
قال أبو أحمد بن عدي: ليس بذاك المعروف. عبد الله بن الصباح الهاشمي ع. إلا ق. مولاهم البصري العطار.
عن: هشيم، ومعتمر بن سليمان، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، ويزيد بن هارون، وخلق.
وعنه: الجماعة سوى ابن ماجة، وابن خزيمة، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن هارون الروياني، وابن صاعد، وطائفة.

312
وثقه النسائي وغيره.
مات سنة خمسين.
وقال السراج: سنة ثلاث وخمسين. عبد الله بن عامر بن براد بن يوسف بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري ق. وهو ابن أخي عبد الله بن براد.
سمع: عبد الله بن إدريس، وأبا أسامة، وزيد بن الحباب.
وعنه: ق.، وأبو يعلى. عبد الله بن عبد الجبار بن نضير المرادي.
عن: ابن عيينة، وابن وهب.
توفي سنة. عبد الله بن عمران العابدي المخزومي المكي ت. أبو القاسم.
عن: إبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حاتم، وعبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد، وفضيل بن عياض، وجماعة.

313
وعنه: ت.، وإسحاق بن إبراهيم النيسابوري البشتي، وعبد الله بن صالح البخاري، وعبد الرحمن بن يوسف بن خراش، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والمفضل بن محمد الجندي، ويحيى بن صاعد، وخلق.)
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن حيان: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. عبد الله بن عمران ق. أبو محمد الأسدي، مولاهم الرازي. أصبهاني سكن الري.
روى عن: جرير، وأبي معاوية، ووكيع، وطبقتهم.
وعنه: ق.، وإبراهيم بن محمد بن نائلة، وإبراهيم بن يوسف الرازي، وجعفر بن أحمد بن فارس، وأبو يحيى جعفر بن محمد الزعفراني، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق. عبد الله بن محمد بن إسحاق د. ن.

314
أبو عبد الرحمن الأذرمي النصيبي الموصلي.
عن: جرير بن عبد الحميد، وزياد بن عبد الله البكائي، وهشيم، وغندر، وسفيان بن عيينة، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن صالح البخاري، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
قال الخطيب: كان الواثق أشخص شيخا من أهل أذنة للمحنة، وناظر ابن أبي دؤاد بحضرته، واستعلى بالحجة، فأطلقه الواثق.
ويقال إنه كان أبا عبد الرحمن الأذرمي.
قلت: وقع لي حديثه عاليا. أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنا ابن الحرستاني حضورا، أنا أبو الحسن السلمي، أنا ابن طلاب، أنا محمد بن أحمد الغساني، ثنا عبد الله بن خلف بن عبد الله أبو بكر الصيدلاني بأنطاكية، ثنا عبد الله بن محمد الأذرمي، نا هشيم، عن أبي الزبير، عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يبيتن رجل عند امرأة ثيب إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم. الأذرمي: قيده ابن نقطة بالقصر والسكون، مع الآزرمي بالمد وزاي محركة، وهو محمد بن عبد الملك الآزرمي يروي عن أبي بكر الإسماعيلي، وطبقته. عبد الله بن محمد بن رمح بن المهاجر التجيبي ق.

315
مولاهم المصري.)
سمع: عبد الله بن وهب فقط.
وعنه: ق.، وبكر بن سهل الدمياطي، ومحمد بن محمد بن الأشعث.
توفي في ربيع الأول سنة خمسين.
وأبوه مشهور روى عن الليث، وابن لهيعة. نذكره في هذه الطبقة. عبد الله بن محمد بن يحيى الخشاب الرملي.
عن: الوليد بن مسلم، والفريابي، والوليد بن محمد الموقري، وجماعة.
وعنه: أحمد بن سيار المروزي، وأبو داود، وابنه عبد الله بن أبي داود، ويحيى بن عبد الباقي الأذني، وغيرهم. عبد الله بن محمد بن يحيى الطرسوسي د. ن. الملقب بالضعيف، لكونه كان ضعيفا في بدنه.
وقال النسائي: شيخ صالح ثقة، لقب بالضعيف لكثرة عبادته.
وقال ابن حبان: لإتقانه في ضبطه. قيل له الضعيف.
يعني من تسمية الشيء بالضد.

316
سمع: سفيان بن عيينة، وأبا معاوية، ومعن بن عيسى، وعبد الوهاب الثقفي، ويعقوب الحضرمي، وطبقتهم.
وعنه: د. ن.، وموسى بن هارون الحافظ، وعمر بن سنان المنبجي، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون. عبد الله بن محمد بن داود.
أبو محمد الإصبهاني البراد.
زاهد عابد قانت.
روى عن: يحيى القطان، ومعاذ، وجماعة.
وعنه: علي بن يونس، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وغيرهما. عبد الله بن مسلم بن رشيد.
أبو محمد الهاشمي، مولاهم الدمشقي.
شيخ واه، حدث بنيسابور.
عن: مالك، والليث، وابن لهيعة.
وعنه: أيوب بن الحسن، ومحمد بن شاذان، وجماعة.
وكان حيا بعد الأربعين.)
قال ابن حبان: كان يضع الحديث.
وقال الحاكم: روى عنه من المتأخرين محمد بن عبد الله بن المبارك.
وأظنه مات بعد الأربعين.

317
عبد الله بن معاوية بن موسى الجمحي البصري المعمر د. ت. ق. أبو جعفر مسند العراق في زمانه.
روى عن: الحمادين، والقاسم بن الفضل الحداني، ومحمد بن راشد المكحولي، ومهدي بن ميمون، وثابت بن يزيد الأحول، والحارث بن نبهان، وجماعة. وتفرد بالرواية عن غير واحد. وعمر مائة سنة وزيادة.
وعنه: د. ت. ق.، وأحمد بن عمرو البزار، وأبو يعلى الموصلي، وبكر بن أحمد بن مقبل، وعلي بن أحمد بن بسطام الزعفراني، وعلي بن عبد الحميد الغضائري.
وجده هو موسى بن أبي غليظ نشيط بن مسعود بن أمية بن خلف القرشي الجمحي.
قال الحسن بن أحمد بن الليث: رأيت عبد الله بن معاوية وكان له مائة سنة وزيادة على عشرة، تزوج جارية فبنى بها، فسألتها أمها من الغد، فقالت افتضها البارحة.
قال موسى بن هارون: مات بالبصرة سنة ثلاث وأربعين. عبد الله بن منير خ. ت. ن.

318
أبو عبد الرحمن المروزي الزاهد.
عن: النضر بن شميل، وأبي النضر بن القاسم، وعبد الرزاق، وسعيد بن عامر، ووهب بن جرير، وعبد الله بن بكر السهمي، ويزيد بن هارون، وخلق.
وعنه: خ. ت. ن.، وإسرائيل بن السميدع، وعبدان المروزي، وهبيرة بن الحسن البغوي.
ووثقه النسائي.
وكان من الأولياء.
قال الفربري: سمعت بعض أصحابنا يقول: سمعت البخاري يقول: لم أر مثله.
قال الفربري: كان يسكن فربر وبها توفي سنة إحدى وأربعين.
وقال اللالكائي: توفي سنة ثلاث وأربعين في ربيع الآخر.
وقال يعقوب بن إسحاق بن محمود الهروي: سمعت يحيى بن بدر القرشي يقول: كان عبد الله بن منير قبل الصلاة يكون بفربر، فإذا كان وقت الصلاة يرونه في مسجد
آمل، فكانوا يقولون إنه يمشي على الماء. فقيل له، فقال: أما)
المشي على الماء فلا أدري، ولكن إذا أراد الله جمع حافتي النهر حتى يعبر الإنسان.
قال: وكان إذا قام من المجلس خرج إلى البرية مع قوم من أصحابه يجمع شيئا مثل الأشنان وغيره يبيعه في السوق، ويعيش منه.
فخرج يوما مع أصحابه، فإذا هو بالأسد رابض، فقال لأصحابه: قفوا.
وتقدم هو إلى الأسد، فلا ندري ما قال له، فقام الأسد فمر.

319
عبد الله بن نصر الأصم الخراساني ثم الأنطاكي.
عن: أبي بكر بن عياش، ووكيع، وشبابة بن سوار.
وعنه: الفضل بن سليمان الأنطاكي، وعمر بن سنان المنبجي، ويحيى بن علي بن هاشم، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.
استنكر ابن عدي له أحاديث، وأوردها. عبد الله بن الوضاح بن سعيد أو سعد ت. أبو محمد الأودي الوضاحي الكوفي اللؤلؤي.
عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وزياد بن عبد الله، وحسين الجعفي، وجماعة.
وعنه: ت.، وأحمد بن عمرو البزار، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة.
وثقه ابن حبان.
وقال مطين: مات في جمادى الآخرة سنة خمسين.
قلت: وقع لي من عواليه. عبد الله بن يحيى بن سعد المرادي.
روى عن: ابن لهيعة.

320
وعنه: أحمد بن يحيى بن خالد الرقي، وأبو علاثة محمد بن أبي غسان.
توفي سنة اثنتين وأربعين. عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى بن هلال الأسدي الكوفي ت. ن. عن: عبد الله بن إدريس، وأبي أسامة، وابن فضيل، ويحيى بن آدم، ويعلى بن عبيد، وطائفة.
وعنه: ت. ن.، والحسن بن سفيان، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
قال النسائي: ثقة.)
وقال مطين: مات سنة سبع وأربعين. عبد الأول بن موسى بن إسماعيل.
أبو نعيم.
روى عن: ابن عيينة، وابن وهب.
قال ابن يونس: توفي سنة خمسين.
قلت: وكان مؤدبا، روى عنه محمد بن عبد الله بن عرس شيخ للطبراني. عبد الجبار بن العلاء بن عبد الجبار م. ت. ن.

321
أبو بكر البصري المجاور بمكة. مولى الأنصار.
سمع: سفيان بن عيينة، ومروان بن معاوية، وعبد الوهاب الثقفي، ويوسف بن عطية، وغندرا، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن.، وأبو بكر بن عاصم، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، وعمر البجيري، وأبو قريش محمد بن جمعة، وابن صاعد، وابن خزيمة، وأبو عروبة.
وروى النسائي أيضا عن زكريا خياط السنة، عنه، وقال: لا بأس به.
وقال أبو حاتم: صالح.
وقال ابن خزيمة: ما رأيت أسرع قراءة منه ومن بندار.
قال السراج: مات بمكة في أول جمادى الأولى سنة ثمان وأربعين. عبد الحميد بن بيان م. د. ق. أبو الحسن الواسطي العطار السكري.

322
عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وإسحاق الأزرق، وعلي بن هاشم بن البريد، وغيرهم.
وعنه: م. د. ق.، وابن أبي عاصم، وأبو حبيب العباس بن البرقي، وعبدان الأهوازي، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، ومحمد بن جرير الطبري، ومطين، وجماعة.
قال بحشل: مات سنة أربع وأربعين ومائتين. عبد الحميد بن صبيح العنبري.
مولاهم البصري.
عن: حماد بن زيد، وهشيم بن بشير، وبشير بن ميمون.
وعنه: محمد بن إبراهيم الدبيلي المكي، ومحمد بن إدريس وراق الحميدي.)
ولا بأس به. عبد الخالق بن منصور.
أبو عبد الرحمن القشيري النيسابوري.
عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وأبي نعيم، وجماعة.
وعنه: هلال بن العلاء، وسعيد بن هاشم، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، وجماعة.
وآخر من روى عنه الحسين بن محمد بن داود مأمون القيسي.
توفي بمصر سنة ست وأربعين، ولا أعلم فيه جرحا. عبد الرحمن بن إبراهيم بن عمرو بن ميمون خ. د. ن. ق.

323
أبو سعيد الأموي، مولى آل عثمان رضي الله عنه الحافظ الدمشقي، دحيم.
ولد سنة سبعين ومائة.
وسمع: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن شعيب، وإسحاق الأزرق، وأبا أسامة، وضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد الرمليين، ومعاذ هشام، وخلقا.
ورحل إلى الكوفة، والبصرة، ومصر.
وعنه: خ. د. ن. ق.، وابناه عمرو، وإبراهيم، وأحمد بن المعلى، وزكريا السجزي، وسعيد بن هاشم بن مرثد الطبراني، وبقي بن مخلد، وأبوا زرعة، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن عون الوحيدي، ومحمد بن خريم العقيلي، وخلق كثير.
وكان من الأئمة الأثبات. ولي قضاء فلسطين.
قال عبدان الأهوازي: سمعت الحسن بن علي بن بحر يقول: قدم دحيم بغداد سنة اثنتي عشرة يعني ومائتين فرأيت أبي، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وخلف بن سالم قعودا بين يديه كالصبيان.

324
قال أبو بكر الخطيب: كان دحيم ينتحل في الفقه مذهب الأوزاعي.
وقال أبو حاتم، وغيره: ثقة.
وقال أبو داود: حجة، لم يكن بدمشق في زمانه مثله.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كان دحيم يختلف إلى بغداد، فذكروا الفئة الباغية هم أهل الشام. فقال: من قال هذا فهو ابن الفاعلة.)
فنكب عنه الناس، ثم سمعوا منه.
وقال محمد بن يوسف الكندي: ورد كتاب المتوكل على دحيم وهو على قضاء فلسطين يأمره با لانصراف إلى مصر ليليها. فتوفي بفلسطين يوم الأحد لثلاث عشرة بقين من رمضان سنة خمس وأربعين.
قلت: وقع لي حديثه عاليا. عبد الرحمن بن أيوب بن سعيد.
أبو عمرو السكوني الحمصي.
سمع: العطاف بن خالد، وبقية بن الوليد.
وعنه: علي بن ميمون الرقي، ومحمد بن محمد الباغندي. عبد الرحمن بن الأسود الهاشمي ت. ن.

325
مولاهم البصري الوراق أبو عمرو.
عن: عبيدة بن حميد، ومعمر بن سليمان الرقي، ومحمد بن ربيعة الكلابي.
وعنه: ت. ن.، وإبراهيم بن محمد المروزي، ومحمد بن عبدة بن حرب القاضي، ومحمد بن جرير الطبري. عبد الرحمن بن الحارث الكفرتوثي.
ولقبه جحدر.
سمع: بقية، وابن إدريس، ويحيى بن يمان، وجماعة.
وكان صاحب حديث لكنه واه.
روى عنه: القاسم بن الليث الرسعني، والحسين بن عبد الله القطان، وزيد بن عبد العزيز الموصلي، وإبراهيم بن محمد بن الحارث الغازي، وآخرون.
ذكره ابن عدي فقال: كان يسرق الحديث من قوم ثقات. وهو بين الضعف.
ومن بلاياه: نا بقية، نا ثور، عن خالد بن معدان، عن معاذ، مرفوعا: لو تعلم أمتي ما لها في الحلية لا شتروها بوزنها ذهبا.

326
عبد الرحمن بن زبان.
أبو علي بن أبي البختري الطائي.
روى عن: عبد الله بن إدريس، وأبي بكر بن عياش، والمحاربي.
وعنه: ابن أبي الدنيا، ومحمد القنبيطي، وابن صاعد.) عبد الرحمن بن برد التجيبي الحافظ دحيم.
ذكره ابن يونس فقال: مصري كان يحفظ الحديث يلقب دحيم.
توفي في سلخ شوال سنة اثنتين وأربعين ومائتين. عبد الرحمن بن عبد الوهاب العمي البصري الصيرفي ق. عن: عبد الله بن نمير، ووكيع، وأبي عامر العقدي، وجماعة.
وعنه: ق.، وبقي بن مخلد، ومطين، وجماعة.
وثقه ابن حبان. عبد الرحمن بن عبيد الله بن حكيم الأسدي الحلبي الكبير د. ن. أبو محمد، المعروف بابن أخي الإمام. كان إمام جامع حلب ومحدثها في زمانه مع أبي نعيم عبيد بن هشام.
روى عن: عبيد الله بن عمرو الرقي، وخلف بن خليفة، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز الدراوردي، وأبي المليح

327
الحسن بن عمر، وطبقتهم.
رحل إلى الحجاز، والشام، والجزيرة، والعراق.
وعنه: د. ن.، وبقي بن مخلد، والحسين بن إسحاق التستري، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي نزيل دمشق، وعبد الرحمن بن عبد الله بن عبد العزيز المعروف أيضا ابن أخي الإمام الكلبي الهاشمي، وعبدان الأهوازي. والحسن بن سفيان، وعمر بن سعيد المنبجي، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: لا بأس به. عبد الرحمن بن عمر بن يزيد بن كثير الزهري ق. رستة الإصبهاني المديني.
سمع: يحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وعبد الوهاب الثقفي، وعدة.
وعنه: ق.، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبد الله بن أحمد بن أسيد، وابن أخيه عبد الله أبو محمد بن عمر الزهري، وابن أخيه الآخر محمد بن عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أحمد عبدوس الهمداني، والحسن بن محمد الداركي، وخلق.
وكان عنده عن ابن مهدي ثلاثون ألف حديث.

328
قال إبراهيم بن محمد بن الحارث الإصبهاني، عن أحمد بن حنبل: ما ذهبت يوما إلى عبد الرحمن إلا وجدت)
الأخوين الأزرقين عنده، يعني عبد الرحمن وأخاه عبد الله بن عمر.
وقال أبو الشيخ: غرائب حديث رستة ثلاثة.
قلت: توفي سنة خمسين. قاله ابن أخيه محمد بن عبد الله. عبد الرحمن بن محمد بن سلام بن ناصح الطرسوسي د. ن. وقد ينسب إلى جده تخفيفا. يكنى أبا القاسم، وولاؤه لبني هاشم.
سكن طرسوس. وإنما هو بغدادي الدار، محدث حافظ.
روى عن: أبي معاوية الضرير، وإسحاق الأزرق، وحسين الجعفي، وأبي أسامة، ومحمد بن ربيعة الكلابي، ويزيد بن هارون، وأبي النضر، وحجاج الأعور، وطبقتهم.
وعنه: د. ن.، وحرب الكرماني، وأبو حاتم، وأبو علي وصيف الأنطاكي، وعمر بن سنان المنبجي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الله بن أبي داود، وعبد الله ابن أخي أبي زرعة، وجماعة آخرهم حفيده أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شيخ لا بن جميع.
قال النسائي: لا بأس به.

329
قلت: وقع لنا حديثه عاليا. عبد الرحمن بن مسروق.
أبو عون البغدادي.
سمع: عبد الوهاب بن عطاء، وكثير بن هشام.
وعنه: أبو القاسم البغوي، ومحمد بن إسحاق السراج. عبد الرحمن بن واقد بن مسلم ت. ق. أبو مسلم الواقدي البصري ثم البغدادي.
عن: خلف بن خليفة، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وشريك القاضي، وفرج بن فضالة، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وأبي مسلم عبد الله قائد الأعمش، وخلق.
وعنه: ت. وق. عن رجل، عنه، وابن أبي الدنيا، وأبو بكر بن داود، وحاجب بن أركين الفرغاني، وأبو حامد الحضرمي، ومحمد بن حامد خال ولد البستي، وجماعة.
وثقه ابن حبان، وغيره.
قال حاجب: مات سنة سبع وأربعين.) عبد الرحمن بن يونس بن محمد السراج.

330
أبو محمد الرقي.
عن: عتاب بن بشير، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزير الدراوردي، وأب بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وطائفة.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن صالح البخاري، وزكريا الساجي، وحاجب بن أركين، ومحمد بن هارون الروياني، وابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
وقع لي حديثه عاليا.
قال الدارقطني: لا بأس به.
وقال ابن صاعد: مات سنة ثمان وأربعين.
وهو من أقران عبد الرحمن بن يونس المستملي المذكور بعد العشرين. عبد السلام بن عبد الحميد بن سويد.
أبو الحسن الجزري إمام مسجد حران ومسندها في وقته.
روى عن: زهير بن معاوية، وموسى بن أعين، وغيرهما.
روى عنه: محمد بن محمد الباغندي، وأبو عروبة، وأخوه أبو معشر الفضل، وآخرون.
ويعقوب الفسوي في مشيخته.
قال أبو عروبة: كتب الناس عنه قبل الأربعين، ثم ظهروا منه على تخليط فتركوه، فلم يحدث عنه أحد من أصحابنا.

331
وقال أبو أحمد: ليس بالقوي عندهم.
قلت: هو آخر من حدث عن زهير.
قال أبو عروبة: توفي سنة أربع وأربعين ومائتين. عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة بن معبد الأسدي د. القاضي أبو الفضل الرقي.
ولي قضاء الرقة وحران، وقضاء حلب. ثم ولي قضاء بغداد في أيام المتوكل.
روى عن: أبيه، ووكيع، وعبد الله بن جعفر الرقي.
وعنه: د. حديثا واحدا، وأحمد بن إبراهيم الدورقي وهو من أقرانه، وجماعة.
وكان يعرف بالوابصي. ولي قضاء بغداد بعد زوال دولة الجهمية في سنة أربع وثلاثين. وقيل كان ضعيفا في الفقه،)
ولكنه حمد في القضاء.
توفي سنة سبع وأربعين قاله أبو عروبة.

332
وقيل: سنة تسع. عبد الصمد بن سليمان بن أبي مطر ت. أبو بكر العتكي البلخي الأعوج الحافظ، ولقبه عبدوس.
عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، ويعلى بن عبيد، ومكي بن إبراهيم، وأبي عبد الرحمن المقري، وهوذة بن خليفة، وخلق.
وعنه: ت.، وأبو بكر بن خزيمة، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وجعفر بن محمد بن سوار، وجماعة.
حدث بنيسابور في رجب سنة ست وأربعين.
وقال الترمذي في عقيب حديث قتيبة، عن الليث حديث معاذ في الجمع بين الصلاتين: حدثنا عبد الصمد بن سليمان، ثنا زكريا بن يحيى اللؤلؤي، ثنا أبو بكر الأعين قال: حدثنا علي بن المديني، ثنا أحمد بن حنبل، ثنا قتيبة بهذا.
قال شيخنا أبو الحجاج الحافظ: وهو في عدة نسخ من رواية أبي العباس المحبوبي، وغيره، وسقط من النسخ المتأخرة. عبد الصمد بن الفضل بن خالد.

333
أبو نصر الربعي.
عن: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، ووكيع.
قال أبو سعيد بن يونس: قد لقيت من يروي عنه. لقبوه بالمراوحي، لأنه أول من عمل المراوح بمصر. وكان رجلا صالحا نزل المعافر بمصر، وتوفي في جمادى الآخرة سنة ثلاث وأربعين.
قلت: روى عنه أبو حاتم. عبد الصمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي.
الأمير أبو إبراهيم الهاشمي العباسي.
ولي إمرة الحاج في خلافة المتوكل غير مرة.
وحدث عن: أبيه، وعلي بن عاصم.
وعنه: ولده إبراهيم.)
وقع لنا حديثه في جزء البانياسي. عبد الغفار بن عبد الله بن الزبير.
أبو نصر التمار الموصلي.
سمع: أبا شهاب الحناط، والمعافى بن عمران، وعلي بن مسهر، والعباس بن الفضل المقرئ صاحب أبي عمرو بن العلاء.
وعنه: أبو يعلى الموصلي، وغيره.
وتوفي سنة ثلاث وأربعين.

334
ذكره يزيد بن محمد في تاريخه. عبد الكريم بن الحارث بن مسكين الزهري.
مولاهم المصري الفقيه أبو بكر.
حدث عن: ابن وهب، وغيره.
وليس أبوه قاضي مصر، بل آخر توفي سنة ثمان وأربعين. عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد م. د. ن. أبو عبد الله الفهمي المصري.
عن: أبيه، وعبد الله بن وهب، وأسد السنة.
وعنه: م. د. ن.، وأحمد بن إبراهيم البسري، وعبدان الأهوازي، وعمر البجيري، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو حاتم الرازي، وقال: صدوق.
توفي في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين، وكان عسرا في الحديث، بصيرا بالفقه. عبد الملك بن عبد ربه الطائي.
حدث ببغداد عن: هشيم، وعبثر بن القاسم.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، والحسين بن محمد، وأحمد بن الحسن الصوفي الكبير، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير، وغيرهم.

335
عبد الملك بن مروان بن قارظ الأهوازي د. أبو مروان، وأبو الوليد البصري، إمام مسجد أبي عاصم.
عن: أبي داود الطيالسي، وشبابة بن سوار، وأبي عامر العقدي، وزيد بن الحباب، وطبقتهم.)
وقيل إنه روى عن: يزيد بن زريع.
وعنه: د.، وأبو زرعة، وعمران بن موسى السختياني، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن المسيب الأرغياني، وجماعة.
توفي سنة خمسين. عبد الواحد بن يحيى بن خالد الغافقي المعروف بسوادة.
نزل في غافق، وإنما ولاؤه لعمر بن عبد العزيز، رحمه الله.
روى عن: ضمام بن إسماعيل، ورشدين بن سعد، وابن وهب.
روى عنه جماعة آخرهم عبد الكريم بن إبراهيم بن حبان.
ترجمه ابن يونس وقال: توفي قريبا من سنة خمس وأربعين ومائتين.
وأخبرنا أحمد بن إبراهيم بن حكم المعافري: ثنا عبد الواحد بن يحيى، ثنا ضمام بن إسماعيل، عن ربيعة بن سيف قال: كنا برودس، فقتل رجل، قتله العدو، وتوفي رجل. فحملا إلى قبريهما، فمال الناس إلى المقتول، فقال فضالة بن عبيد صاحب النبي صلى الله عليه وسلم: والله ما كنت أبالي من أي حفرتيهما بعثت.
ثم تلا والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا أو ماتوا الآيتين.

336
رواه ابن يونس في اسم ربيعة. عبد الوهاب بن زكريا.
أبو سعيد الإصبهاني المعدل. عم عبد الله بن محمد بن زكريا.
يروي عن: أبي داود الطيالسي، وعبد الله بن بكر السهمي، وأزهر السمان، والقعنبي، وجماعة.
وعنه: مطين، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري. عبد الوهاب بن الضحاك ق. أبو الحارث العرضي.
يروي عن: إسماعيل بن عياش، وعبد العزيز بن أبي حازم، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو عروبة الحراني، وعبدان، والحسن بن سفيان، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.

337
وولي قضاء سلمية، وبها توفي سنة خمس وأربعين.
قال الدارقطني وغيره: متروك.
وقال البخاري: عنده عجائب.)
وقال د: كان يضع الحديث، قد رأيته.
وأما محمد بن عوف فكان يحسن القول فيه.
وقال عبدان: هو والمسيب بن وضاح سواء.
وقال ابن عدي: بعض حديثه لا يتابع عليه. عبد الوهاب بن عبد الرحيم الأشجعي الدمشقي الجويري د. عن: سفيان بن عيينة، وشعيب بن إسحاق، وجماعة.
وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الدحراح أحمد بن محمد، وآخرون.
توفي في المحرم سنة خمسين ومائتين.

338
وكان صدوقا. عبد الوهاب بن فليح المكي المقرئ.
أبو إسحاق، مولى عبد الله بن عامر بن كريز.
أحد الحذاق بالقراءة.
قرأ على: داود بن شبل بن عباد، ومحمد بن سبعون، ومحمد بن بزيع، وشعيب بن أبي مرة، وجماعة من المكيين.
وسمع من: سفيان بن عيينة، واليسع بن طلحة، وعبد الله بن ميمون، ومروان بن معاوية الفزاري، والمعافى بن عمران الموصلي.
روى عنه القراءة عرضا: إسحاق الخزاعي المكي، ومحمد بن عمران الدينوري، والحسن بن محمد الحداد، والعباس بن أحمد.
قال النقاش: نا محمد بن عمران: سمعت عبد الوهاب بن فليح يقول: قرأت على أكثر من ثمانين نفسا، منهم من قرأت عليه، ومنهم من سألته عن الحروف المكية.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم: عبد الوهاب بن فليح المقرئ، روى عنه أبي، وسئل عنه فقال: صدوق، كتبت عنه بمكة سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
وقال محمد بن أحمد الشطوي: نا عبد الوهاب بن فليح، نا سفيان، فذكر حديثا.
وقال محمد بن هارون الأزدي: ثنا عبد الوهاب بن فليح، نا مروان بن مروان، فذكر حديثا.

339
وقال يحيى بن محمد بن صاعد: نا عبد الوهاب بن فليح، نا عبد الله بن ميمون القداح.
وممن روى عنه: حاتم بن منصور الشاشي، ومحمد بن موسى الحلواني.)
وغلط من قال: توفي سنة ثلاث وسبعين.
وقد وقع لي حديثه عاليا. قرأت على عبد الحافظ بنابلس، ويوسف الحجار بدمشق: أخبرنا موسى بن عبد القادر، أنا سعيد بن البنا، أنا علي بن البسري، أنا أبو طاهر المخلص: ثنا يحيى بن محمد بن صاعد، ثنا عبد الوهاب بن فليح المكي: حدثني جدي اليسع بن طلحة بن أبزود المكي، عن أبيه، عن ابن عباس قال: جاءت أم محصن بنت قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها لم يأكل الطعام فقالت: يا رسول الله، برك عليه. فأجلسه في حجره فبال عليه الصبي، فدعا بماء فصبه على البول ولم يغسله.
اليسع هذا يروي عن عطاء بن أبي رباح أيضا. كان الحميدي يحط عليه، وقال البخاري: منكر الحديث.
قلت: وأبوه لم يذكره أبو محمد بن أبي حاتم، ولا أعرفه. عبد بن حميد بن مضر م. ت.

340
أبو محمد الكشي، ويقال الكسي بكسر الكاف وسين مهملة. واسمه عبد الحميد، ولكن خفف.
صنف المسند الكبير الذي وقع لنا منتخبه، والتفسير، وغير ذلك.
وكان أحد الحفاظ بما وراء النهر.
رحل في حدود المائتين ولقي الكبار.
فسمع: يزيد بن هارون، وابن أبي فديك، ومحمد بن بشر العبدي، وعلي بن عاصم، ومحمد بن بكر البرساني، وحسين بن علي الجعفي، وأبا أسامة، وعبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وعبد الرزاق، وخلقا كثيرا.
وعنه: م. ت.، وولده محمد بن عبد، وعمر بن محمد بن بجير، وبكر بن المرزبان السمرقندي، وزاهد بن عبد الله الصغدي، وإبراهيم بن خريم الشاشي، وحامد بن الحسن الشاشي، وحفص بن بوخاش، وخلق سواهم.
توفي بسمرقند سنة تسع وأربعين.
علق له البخاري في دلائل النبوة من صحيحه.
قال غنجار في تاريخه: نا أحمد بن أبي حامد الباهلي، ثنا حفص بن برخاش الكشي قال: كان شيخنا يحيى بن عبد القادر مريضا، فعاد عبد بن حميد، فبكى وقال: لا أبقاني الله بعدك يا با زكريا.
قال: فماتا جميعا. مات يحيى، ثم مات عبد اليوم الثاني فجأة من غير مرض، ورفعت جنازتهما في يوم واحد. كذا في السند ابن برخاش، وهو ابن بوخاش.
وممن حدث عن عبد: أبو معاذ عباس بن إدريس، وسليمان بن إسرائيل الخجندي، والشاه بن جعفر النسفي، ومحمود بن عبثر، ومكي بن نوح المقرئ.)

341
عبد ربه بن خالد النميري البصري ق. أبو المغلس.
روى عن: أبيه، وفضيل بن سليمان النميري.
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وابن أبي الدنيا، وعبدان الأهوازي.
وثقه ابن حبان.
وتوفي سنة اثنتين وأربعين. عبدة بن عبد الرحيم ن. أبو سعيد المروزي.
عن: ابن عيينة، وبقية، ووكيع، وطبقتهم.
وعنه: ق. وقال: ثقة، ومحمد بن زبان المصري، ومحمد بن أحمد بن عمارة، وآخرون.
توفي يوم عرفة بدمشق من سنة أربع وأربعين.
ويقال له: الباباني. وبابان محلة بمرو.
قال الحاكم: نا أبو الحسين بن أبي القاسم المذكر: سمعت عمر بن أحمد بن علي الجوهري ابن علك: أنا أبي قال: قال عبدة بن عبد الرحيم: خرجنا في سرية، معنا شاب مقريء صائم قوام، فمررنا بحصن، فمال لينزل، فنظر إلى امرأة من الحصن فعشقها، فقال لها: كيف السبيل إليك

342
قالت: هين تتنصر وأنا لك.
ففعل، فأدخلوه. فلما قفلنا من غزونا رأيناه ينظر من فوق الحصن، فقلنا: ما فعل قرآنك ما فعلت صلاتك قال: اعلموا أني نسيت القرآن كله، ما أذكر منه إلا قوله: ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ذرهم يأكلوا ويتمتعوا الآية. عبيد الله بن إدريس النرسي ثم البغدادي.
عن: إسماعيل بن عياش، وعبد الله بن المبارك، وجماعة.
وعنه: ابنه أحمد، والقاسم بن زكريا المطرز، وعبد الله المدائني، وآخرون.
وكان ثقة، من موالي بني ضبة.
توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. عبيد الله بن الجهم البصري الأنماطي ق.)
عن: ضمرة بن ربيعة، وأيوب بن سويد الرمليين.
وعنه: ق.، وأبو عروبة الحراني، وابن خزيمة، وأبو روق أحمد بن محمد الهزاني، وجماعة. عبيد الله بن حفص بن عمر.

343
أبو محمد العبدي البصري، ويعرف بعبيد.
سمع: معاذ بن هشام، والفضل بن عبد الحميد الموصلي.
وعنه: أبو عروبة. عبيد الله بن سعيد بن يحيى بن براد خ. م. ن. أبو قدامة السرخسي. مولى بني يشكر.
سكن نيسابور ونشر بها علمه. وكان من الحفاظ الأثبات.
سمع: حفص بن غياث، ويحيى القطان، وسفيان بن عيينة، ومعاذ بن هشام، ووهب بن جرير، وعبد الرحمن بن مهدي، وإسحاق الأزرق، وطبقتهم.
وقد روى البخاري في كتاب الأفعال عنه، عن حماد بن زيد. فإن كان لقيه فهو أكبر شيوخه.
روى عنه: خ. م. ن.، وإبراهيم بن أبي طالب، وأبو زرعة، وجعفر الفريابي، والحسن بن محمد القباني، ومحمد بن إسحاق السراج، وابن خزيمة، وخلق.
قال النسائي: ثقة مأمون قل من كتبنا عنه مثله.
وقال ابن حبان: هو الذي أظهر السنة بسرخس، ودعا الناس إليها.

344
وقال يحيى بن الموصلي: كان إماما فاضلا خيرا.
وقال البخاري: مات سنة إحدى وأربعين. زاد غيره: بفربر. عبيد الله بن عبد الله بن المنكدر بن محمد بن المنكدر التيمي.
أبو القاسم الدني. نزيل قوص.
روى عن: ابن أبي فديك، وغيره.
روى عنه: عليل بن أحمد، وعلي بن الحسن بن قديد، وأحمد بن داود، وجماعة مصريون.
توفي في آخر سنة خمس وأربعين بمكة بعد قضاء النسك. عبيد بن آسباط بن محمد ت. ق. أبو محمد القرشي. مولاهم الكوفي.)
عن: أبيه، وعبد الله بن إدريس، ويحيى بن يمان، وغيرهم.
وعنه: ت. ق.، والبخاري في غير الجامع، ومطين، ومحمد بن يحيى بن مندة، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وجماعة.
قال مطين: مات في ربيع الآخر سنة خمسين.
قال: وكان ثقة.

345
عبيد بن إسماعيل خ. أبو محمد القرشي الهباري الكوفي.
اسمه عبد الله.
روى عن: المحاربي، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، وأبي أسامة، وجماعة.
وعنه: خ.، وعبد الله بن زيدان البجلي، وعلي بن العباس المقارني، وعمر البجيري، ومطين، ومحمد بن الحسين الخيثمي الأشناني، وآخرون.
وثقه مطين أيضا وقال: مات في آخر ربيع الأول سنة خمسين. عبيد بن هشام د. أبو نعيم الحلبي القلانسي. جرجاني الأصل.
روى عن: مالك بن أنس، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وأبي المليح الحسن بن عمر الرقي، وابن المبارك، وبكر بن خنيس العابد، وسفيان بن عيينة، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وجماعة.
وعنه: د. حديثا واحدا، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، وجعفر

346
الفريابي، وأبو عروبة، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو داود: ثقة، إلا أنه تغير في آخر أمره. لقن أحاديث ليس لها أصل.
وقال النسائي: ليس بالقوي. عبدوس بن مالك العطار.
صاحب الإمام أحمد.
كان أحمد يجله ويحترمه لسنه.)
روى عن: إسحاق الأزرق، وشبابة بن سوار، وجماعة.
وعنه: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إسحاق السراج، وآخرون. عتبة بن عبد الله بن عتبة اليحمدي المروزي ن. أبو عبد الله. من بقايا المسندين بخراسان.
روى عن: مالك بن أنس، وسعيد بن سالم القداح، وابن المبارك، وابن عيينة، والفضل بن موسى السيناني، وجماعة.
وعنه: ن.، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، وإسحاق بن إبراهيم البستي، والحسن بن سفيان،

347
وابن خزيمة، وهو من كبار شيوخه.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال مرة: ثقة.
وممن روى عنه: أبو رجاء محمد بن حمدويه مؤرخ مرو وقال: مات في ذي الحجة سنة أربع وأربعين. عتاب بن ورقاء.
أحد فحول الشعراء في هذا الوقت.
وله في الزهد هذه القطعة البديعة.
* أما صحى، أما انتهى، أما آرعوى
* أما رأى الشيب بفوديه بدا
*
* سقيا لأيلم الشباب وله
* غادرني من بعده بادب الأسى
*
* أكان ربعا ذا أنين فعفا
* أم كان بردا ذا شباب فنضا
*
* بل كان ملكا فآنقضى وخفض
* عيش فمضى وجد سعد فكبى
* وله:
* إن الليالي للأنام مناهل
* تطوى وتنشر بينها الأعمار
*
* فقصارهن مع الهموم طويلة
* وطوالهن مع السرور قصار
* عثمان بن إسماعيل بن عمران ق. أبو محمد الهذلي الدمشقي.
عن: الوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية.
وعنه: ق.، وأحمد بن أنس بن مالك، والحسن بن سفيان، ومحمد بن خريم العقيلي، وجماعة.

348
عثمان بن أيوب بن أبي الصلت القرطبي.)
الفقيه الزاهد.
روى عن: الغاز بن قيس، وأصبغ بن الفرج المصري، وجماعة.
وهو أول من أدخل المدونة إلى الأندلس. وكان كبير المحل.
أريد على القضاء فامتنع. وكان صديقا ليحيى بن يحيى.
توفي سنة ست أو سبع وأربعين ومائتين. عذرة بن مصعب القدري.
أبو مجاهد المصري المؤذن بحلب.
عن: ابن وهب، وغيره.
مات في شعبان سنة اثنتين وأربعين ومائتين. عسكر بن الحصين.
أبو تراب النخشبي الزاهد.
من كبار مشايخ الطريق. ونخشب هي نسف، بلد من نواحي بلخ.
صحب: حاتما الأصم، وغيره.

349
وحدث عن: محمد بن عبد الله بن نمير، ونعيم بن حماد، وأحمد بن نصر النيسابوري، وغيرهما.
وعنه: الفتح بن شخرف، وأحمد بن الجلاء، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن محمد بن زكريا الإصبهاني، ويوسف بن الحسين الرازي، وعلي بن أحمد السائح، وآخرون.
وكان صاحب أحوال وكرامات.
روى عن أحمد بن نصر، عن أبي غسان الكوفي، عن مسلم بن جعفر قال: قال وهب بن منبه: الإيمان عريان ولباسه التقوى، وزينته الحياء، وماله الفقه.
وقال: ثلاث من مناقب الإيمان: الاستعداد للموت، والرضا بالكفاف، والتفويض إلى الله. وثلاث من مناقب الكفر: طول الغفلة عن الله، والطيرة، والحسد.
وعن يوسف بن الحسين قال: كنت مع أبي تراب بمكة فقال: احتاج إلى كيس دراهم. فإذا رجل قد صب في حجره كيس دراهم، فجعل يفرقه على من حوله، وكان فيهم فقير يتراءى له أن يعطيه شيئا، فما أعطاه شيئا. ونفدت الدراهم، وبقيت أنا وأبو تراب والفقير، فقال له: تراءيت لك غير مرة، فلم تعطني شيئا.
فقال له: أنت لا تعرف المعطي.)
وعن أبي تراب قال: إذا رأيت الصوفي قد سافر بلا ركوة فآعلم أنه قد عزم على ترك الصلاة.
وسئل أبو تراب عن صفة العارف، فقال: الذي لا يكدره شيء، ويصفو به كل شيء.
وقال أبو عبد الله بن الجلاء: لقيت ألفي شيخ، ما لقيت فيهم من الصادقين إلا رجلين، أحدهما أبو تراب النخشبي والآخر أبو عبيد البسري.

350
وقال أحمد بن مروان الدينوري: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: جاء أبو تراب النخشبي إلى أبي، فجعل يقول أبي: فلان ضعيف، فلان ثقة.
فقال أبو تراب: لا تغتاب العلماء يا شيخ.
فالتفت أبي إليه وقال له: ويحك، هذا نصيحة، ليس هذا غيبة.
كان أبو تراب رحمة الله عليه كثير الحج، فآنقطع ببادية الحجاز، فنهشته السباع في سنة خمس وأربعين ومائتين. عصابة الجرجرائي.
اسمه إسماعيل بن محمد بن حاتم الباذامي، نسبة إلى جده باذام.
قال الصولي: كان يتعسف الألفاظ، ويتشيع، ويهجو العباسيين.
وقال محمد بن داود بن الجراح الكاتب في أخبار الشعراء: يطيل ويتعسف، غريب الكلام، وليس لشعره حلاوة. وقد مدح إسحاق بن إبراهيم متولي بغداد.
قال الصولي: أنشدنا أبو مالك الكندي: أنشدنا إسماعيل بن محمد الباذامي لنفسه في الحسن بن رجاء:
* خوان الأمير معمى المكان
* له شبح ليس بالمستهان
*
* يرى بالخواطر لا بالمجس
* وبالخبر الشاذ لا بالعيان
*
* رقاق كمثل خيوط السمام
* يقعن من الشمس في حراءان
*
* فإن شرعت فيه أيديهم
* رجعن إليهم قصار البنان
*
* وأما غضائره الواردات
* فأسماء ليس لها معاني
*

351
عصمة بن الفضل النميري ت. ق. أبو الفضل النيسابوري.
عن: أبي معاوية، وحسين الجعفي، وزيد بن الحباب، وحرمي بن عمارة، وجماعة.
وعنه: ت. ق.، وعبد الله بن أحمد بن أبي وارة، ومحمد بن إسحاق السراج، والحسن بن الحباب المقرئ، ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة، وطائفة.)
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال الحسين القباني: مات عصمة سنة خمسين ومائتين. عقبة بن قبيصة بن عقبة ن. أبو رياب السوائي العامري الكوفي.
سمع: أباه، وعمه سفيان، وعبيد الله بن موسى، وأبا نعيم.
وعنه: ن.، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، ومطين، وابن خزيمة، وغيرهم.
قال النسائي: صالح.

352
عقبة بن مكرم م. د. ت. ق. أبو عبد الملك العمي البسري، لا الكوفي ذلك تقدم في الطبقة الماضية.
عن: غندر، ومحمد بن أبي عدي، وابن أبي فديك، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ووهب بن جرير، وخلق.
وعنه: م. د. ت. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن زاطيا، وأبو القاسم البغوي، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
قال أبو داود: ثقة ثقة، فوق بندار في الثقة عندي.
وقال غيره: كان ثقة مجودا.
قال السراج: مات سنة ثلاث وأربعين. علكدة بن نوح بن اليسع الرعيني الأندلسي.
عن: ابن وهب، وابن القاسم، وغيرهما.
توفي سنة اثنتين وأربعين.

353
علي بن الأزهر بن عبد ربه بن الجارود ابن صاحب تستر الهرمزان.
أبو الحسن الرازي.
يروي عن: الفضيل بن عياض، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن سليم، وغيرهم.
توفي يوم عرفة بخجند مما وراء النهر. علي بن بكار بن هارون.
أبو الحسن المصيصي.)
عن: أبي إسحاق الفزاري، ومخلد بن الحسين.
وعنه: أبو الطيب أحمد بن عبيد الله الدارمي، وأحمد بن هارون البردنجي، والحسن بن أحمد بن فيل، ومحمد بن بركة برداعس، ومطين، وجماعة.
وذكره ابن حبان في الثقات.
توفي بعد الأربعين ومائتين. علي بن جميل الرقي.

354
أبو الحسن.
عن: جرير، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم.
وعنه: الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان، وأبو عروبة، والفضل بن عبد الله بن مخلد.
وكان كذابا.
قال ابن عدي: يسرق الحديث وروى البواطيل عن الثقات.
وقال ابن حبان: لا يحل كتبه حديثه بحال.
توفي سنة سبع وأربعين. علي بن الجهم بن بدر.
أبو الحسن السامي الخراساني الأصل. البغدادي الشاعر المشهور، صاحب الديوان المعروف.
قيل كان يرجع إلى دين وخير، وبراعة في ضروب الشعر. وله اختصاص زائد بالمتوكل.
ومن شعره:
* خليلي ما أحلى الهوى وأمره
* وأعلمني بالحلو منه وبالمر
*

355
* بما بيننا من حرمة: هل رأيتما
* أرق من الشكوى وأقسى من الهجر
*
* وأفصح من عين المحب لستره
* ولا سيما إن أطلقت عبرة تجري.
* وله:
* نوب الزمان كثيرة وأشدها
* شمل تحكم فيه يوم فراق
*
* يا قلب لم عرضت نفسك للهوى
* أو ما رأيت مصارع العشاق
* وكان ناصبيا منحرفا عن علي عليه السلام. وقع في الآخر بينه وبين المتوكل لكونه هجاه، فنفاه وكتب إلى ابن طاهر الأمير فصلبه يوما كاملا، ثم أطلقه. فسافر وتنقل إلى الشام، فورد على المستعين كتاب من صاحب البريد بحلب أن)
علي بن الجهم خرج من حلب إلى العراق، فخرجت عليه وعلى جماعة معه خيل من كلب، فقاتلهم قتالا شديدا دون ماله، فأثخن بالجراح، ولحقه الناس بآخر رمق، فمات في سنة تسع وأربعين.
وكانت بينه وبين أبي تمام الطائي مودة أكيدة.
ويقال كان علي بن الجهم في المحدثين كالنابغة في المتقدمين، لأنه اعتذر إلى المتوكل بما لا يقصر عن اعتذارات النابغة إلى النعمان.
فمن ذلك:
* عفا الله عنك أما حرمه
* تعوذ بعفوك أن أبعدا
*
* ألم تر عبدا عدا طوره
* ومولى عفا وشيدا هدا
*
* أقلني أقالك من لم يزل
* يقيك ويصرف عنك الردا
* وله في حبسه:

356
* قالوا: حبست، فقلت: ليس بضائري
* حبسي، وأي مهند لم يغمد
* وله وقد عري وصلب أبيات يشبه نفسه بالسيف وقد جرد. وكان يعد من طبقة أبي تمام في الشعر.
وقد ذكر المسعودي عنه أنه كان يسب أباه الذي سماه عليا بغضا منه لعلي، رضي الله عنه ولا رضي عن باغضه. علي بن حجر بن إياس بن مقاتل بن مخارش بن مشمرخ خ. م. ت. ن. أبو الحسن السعدي المروزي. ولمشموخ صحبة ووفادة.
ثقة، حافظ، رحال عالي الإسناد، كبير القدر.
سمع: شريك بن عبد الله، وعبيد الله بن عمرو الرقي، وإسماعيل بن

357
جعفر، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن علية، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وابن المبارك، وهشيم بن بشير، وأبا الخطاب معروفا الخياط صاحب واثلة بن الأسقع، وخلقا كثيرا بالشام، والعراق، والحجاز، وخراسان، والجزيرة.
وعنه: خ. م. ت. ن.، وإبراهيم بن أورمة الإصبهاني، وعبدان بن محمد المروزي، والحسن بن سفيان، وأبو رجاء محمد بن حمدويه، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وابن عمه محمد بن عبد الله بن أبي عون، والحسين بن الطيب البلخي، ومحمد بن إسحاق بن خزيمة، وخلق.
وروى عنه: محمد بن علي بن ضمرة المروزي وقال: كان فاضلا حافظا، نزل بغداد ثم تحول إلى مرو فنزل قرية زرزم.)
وقال النسائي: ثقة مأمون حافظ.
وقال أبو بكر الأعين: مشايخ خراسان ثلاثة: قتيبة بن سعد، وعلي بن حجر، ومحمد بن مهران الرازي.
ولعلي مصنفات منها أحكام القرآن.
وقال الحسن بن سفيان: سمعت علي بن حجر ينشد:
* وظيفتنا مائة للغريب
* في كل يوم سوى ما يقاد
*
* شريكية أو هشيمية أحا
* ديث فقه قصار جياد
* قال: وأنشد مرة وقد سألوه الزيادة:
* لكم مائة في كل يوم أعدها
* حديثا لا أزيدكم حرفا
*
* وما طال منها من حديث فإنني
* به طالب منكم على قدره حرفا
*
* فإن أقنعتكم فاسمعوها سريحة
* وإلا فجيئوا من يحدثكم ألفا
*

358
وقال محمد بن عبد الرحمن الدغولي: ثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي قال: وجه بعض مشايخ مروا إلى علي بن حجر بشيء من السكر والأرز وثوب، فرده وكتب إليه:
* جاءني عنك مرسل بكلام
* فيه بعض الإيحاش والإحشام
*
* فتعجبت ثم قلت: تعلى
* ربنا، ذا من الأمور العظام
*
* فات سعيي لئن شريت خلاقي
* بعد تسعين حجة بحطام
*
* أنا بالصبر واحتمالي لإخوا
* ني أرجو حلول دار السلام
*
* والذي سمتنيه يزري بمثلي
* عند أهل العقول والأحلام
* قال أبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي: سمعت علي بن حجر يقول: ولدت سنة أربع وخمسين ومائة.
وقال غير واحد: توفي في نصف جمادى الأولى سنة أربع وأربعين.
فاستكمل تسعين سنة. علي بن الحسن الكوفي اللاني ت. ولان من فزارة. واللان من بلاد العجم.
روى عن: المعافى بن عمران، وعبد الرحيم بن سليمان.
وعنه: ت.، وعبد الله بن ناجية، ومطين، وغيرهم.
صدوق.)

359
علي بن الحسن الكوفي ت. عن: إسماعيل بن إبراهيم التيمي، ومحبوب بن محرز القواريري.
وعنه: ت.
وأظنه اللاني. علي بن الحسن بن السماك.
ويقال السمان.
عن: عبد الرحمن المحاربي.
وعنه: مطين، وأبو بكر أحمد بن عمرو البزار.
كنيته أبو الحسين. علي بن سعيد بن مسروق ت. ن. أبو الحسن الكندي الكوفي، ابن أخي محمد بن مسروق قاضي مصر.
روى عن: ابن المبارك، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ويحيى بن يعلى التيمي، وعبيد الله الأشجعي، وحفص بن غياث، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، وأحمد بن يحيى التستري، وعلي بن العباس المقانعي، وابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي، وابن صاعد، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.

360
وقال مطين: ثقة.
مات في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين ومائتين. علي بن عيسى بن يزيد الكراجكي البغدادي ت. عن: شبابة، وروح بن عبادة، ومحمد بن عمر الواقدي، وعبد الله بن بكر السهمي، وجماعة.
وثقه ابن حبان.
ومات سنة سبع وأربعين. علي بن الفضل القيسي الكرابيسي البصري.
أبو الحسن.
سمع: إبراهيم بن سعد، وسفيان بن عيينة.)
سمع: منه: أبو حاتم الرازي في الرحلة الثالثة وقال: صدوق. علي بن ميمون ن. ق.

361
أبو الحسن الرقي العطار.
عن: أبي معاوية الضرير، وحفص بن غياث، ومعن بن عيسى، وسفيان بن عيينة، وطبقتهم.
وعنه: ن. ق.، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي، وأبو عروبة، والحسن بن أحمد بن فيل الواشي، وآخرون.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال أبو علي الحراني: مات سنة ست وأربعين ومائتين. علي بن نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي م. د. ت. ن. أبو الحسن الجهضمي البصري، من أولاد العلماء.
روى عن: أبي عاصم النبيل، وعبد الصمد بن عبد الوارث، ووهب بن جرير، ويزيد بن هارون، وطائفة.
وعنه: م. د. ت. ن.، وأحمد بن يحيى التستري، وجعفر الفريابي، وأبو بكر بن أبي داود، وطائفة.
وروى عنه البخاري في تاريخه.

362
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فرثقه، وأطنب في ذكره والثناء عليه.
وقال الترمذي: كان حافظا صاحب حديث.
قلت: ورخوه في شعبان سنة خمسين ومات أبوه قبله بنحو مائة يوم أو أكثر. علي بن الهيثم البغدادي خ. صاحب الطعام.
عن: حماد بن مسعدة، وعمر بن يونس اليمامي، ويحيى بن سليم، ومعلى بن منصور الرازي، وغيرهم.
وعنه: خ.، ومحمد بن علي الطبري، والقاضي المحاملي. علي بن يونس بن أبان الإصبهاني.
مولى بني تميم.
عن: عبد الرحمن بن مهدي، وجماعة.
وعنه: محمد بن العباس الأخرم، وعبد الله بن أحمد بن أسيد، وابنه حسن بن علي. علي بن أبي علي الأنصاري.

363
مولاهم الإصبهاني.)
عن: ابن عيينة، وأبي داود الطيالسي، وأبي عامر العقدي، وحبيب بن هوذة.
وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري، وأحمد بن علي بن الجارود، وأحمد بن محمود بن صبيح الإصبهانيون.
توفي سنة اثنتين وأربعين. عمار بن الحسن بن بشير ن. أبو الحسن الهمداني الرازي. نزيل نسا.
عن: جرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن المبارك، وشجاع البلخي المقرئ، وزافر بن سليمان، وسلمة بن الفضل الأبرش، وجماعة.
وعنه: ن.، والحسن بن سفيان، وعبدان بن محمد المروزي، وعبد الله بن أحمد بن خزيمة الباوردي، ومحمد بن أحمد بن أبي عون النسائي، وطائفة كبيرة.
وثقه النسائي، وغيره. وله شعر حسن. توفي سنة اثنتين وأربعين، وله ثلاث وثمانون سنة.

364
عمار بن طالوت بن عباد ق. أخو عثمان.
يروي عن: أبي عاصم النبيل، وعبد الملك بن عبد العزيز بن الماجشون، ومحمد بن أبي عدي، وجماعة.
وعنه: ق.، وإبراهيم بن أورمة، وعبدان الأهوازي، وعبد الرحمن بن محمد بن حماد الظهراني، وآخرون. عمارة بن عقيل.
بغدادي إخباري، أديب علامة.
روى عنه: أبو العيناء، والمبرد.
نقل الخطيب في تاريخه عنه حكاية وهي: قال: كنت رجلا دميما داهيا، فتزوجت امرأة حسناء رعناء، ليكون أولادي في جمالها، وفي دهائي، فجاؤوا في رعونتها ودمامتي. عمران بن خالد بن يزيد ن.

365
أبو عمر، ويقال أبو عمرو القرشي، ويقال: الطائي.
مولاهم الدمشقي أخو هاشم بن خالد.
روى عن: سفيان بن عيينة، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، وعيسى بن يونس، وإسماعيل بن عبد الله بن سماعة، ومعروف الخياط، وطائفة.
وعنه: ن.، وإبراهيم بن دحيم، وأحمد بن أنس بن مالك، والحسن بن سفيان، ومحمد بن المعافى الصيداوي، ومحمد)
بن محمد الباغندي، وطائفة.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال عمرو بن دحيم: مات في ربيع الآخر سنة أربع وأربعين ومائتين. عمران بن محمد.
أبو جعفر الموصلي الخيزراني.
عن: معتمر بن سليمان، ويزيد بن هارون، وجماعة.
وعنه: صالح بن العلاء العبدي الموصلي.
توفي سنة تسع وأربعين. عمران بن موسى الليثي القزاز ت. ن. ق. أبو عمرو البصري.
عن: حماد بن زيد، وعبد الواحد بن زياد، وعبد الوارث بن سعيد.
وعنه: ت. ن. ق.، وعمر بن محمد بن بجير، وابن خزيمة، وجماعة.

366
وثقه النسائي.
وتوفي سنة بضع وأربعين ومائتين. عمران بن موسى الطرسوسي.
عن: أبي جابر محمد بن عبد الملك، وعفان، وجماعة.
ومات كهلا.
روى عنه: أبو الجهم بن طلاب، وسعيد بن عمرو البرذعي. عمر بن إسماعيل بن مجالد بن سعيد الهمداني الكوفي ت. نزيل بغداد.
عن: أبيه، عن جده، وعن، حفص بن غياث، ومعتمر بن سليمان، ويعلى بن الأشدق، وجماعة.
وعنه: ت.، وأحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وابن ناجية، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة.
قال أبو حاتم: ضعيف.
وقال النسائي: متروك.)

367
قلت: ومن ذنوبه روايته عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس رفعه: أنا مدينة العلم وعلي بابها. والحديث موضوع، ما رواه الأعمش. عمر بن حفص بن صبيح.
أبو الحسن الشيباني اليماني ثم البصري.
عن: عبد الله بن وهب، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة.
وعنه: ت.، وابن خزيمة، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو عروبة الحراني، وآخرون.

368
توفي في حدود سنة خمسين.
وهو صدوق. عمر بن حفص بن عمر بن سعد النميري الوصابي الحمصي د. عن: بقية بن الوليد، ومحمد بن حمير، واليمان بن عدي.
وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، ومكحول البيروتي، وجماعة.
توفي سنة ست وأربعين ومائتين. عمر بن حفص الدمشقي الخياط.
عن: معروف الخياط صاحب واثلة بن الأسقع.
وعنه: أحمد بن عامر، وأبو الحسن بن جوصا، وغيرهما.
وهو منكر الحديث. عمر بن محمد بن الحسن ابن التل خ. ن.

369
أبو حفص الأسدي الكوفي. أخو جعفر.
سمع: أباه، ووكيعا، ويحيى بن يمان.
وعنه: خ. ن.، وزكريا خياط السنة، ومحمد بن المجدر، وابن صاعد، وأحمد بن عبد الله الوكيل، وابنا المحاملي، وآخرون.
قال النسائي: صدوق.
وقال البخاري: مات في شوال سنة خمسين.
قال سعيد البردعي: قال لي أبو حاتم: كان ابن التل يصحف فيقول معاذ بن خيل، وحجاج بن قراقصة، وعلمة بن مرثد.)
فقلت له: أبوك لم يسلمك إلى الكتاب فقال: كان لنا فسه أشغلتنا عن الحديث. عمر بن يزيد السياري د. أبو حفص البصري الصفار. نزيل الثغر.

370
عن: عبد الوارث، وسفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، ومسلم بن خالد الزنجي، وعباد بن العوام، وطائفة.
وعنه: د.، وبقي بن مخلد، وعبدان الأهوازي، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وأبو عبيد بن حربويه القاضي، وأبو الطاهر بن فيل، ووالده.
وقال محمد بن عبد الرحيم صاعقة: صدوقز عمرو بن بحر بن محبوب.

371
أبو عثمان الجاحظ. البصري المتكلم المعتزلي.
صاحب التصانيف المشهورة.
أخذ عن: أبي إسحاق النظام، وغيره.
وحدث عن: أبي يوسف القاضي، وثمامة بن أشرس، وحجاج بن محمد.
وعنه: أبو العيناء محمد بن القاسم، ويموت بن المزرع، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو سعيد العدوي، وغيرهم.
وكان واسع النقل كثير الاطلاع، من أذكياء بني آدم وأفرادهم وشياطينهم.
قال أبو العباس ثعلب: ليس بثقة ولا مأمون.
قال الخطيب: ثنا علي بن أحمد النعيمي من حفظه: ثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، ثنا أبو بكر بن أبي داود قال: دخلت على عمرو بن بحر الجاحظ فقلت له: حدثني بحديث.
فقال: ثنا الحجاج بن محمد، نا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة.
وأما ما رواه محمد بن عبد الله الشيباني الكذاب فقال: ثنا ابن أبي داود، قال: أتيت منزل الجاحظ، فاطلع إلى من خوخة فقال: من هذا قلت: رجل من أصحاب الحديث.

372
قال: ومتى عهدتني أقول بالحشوية؟ قلت: إني ابن أبي داود.)
قال: مرحبا بك وبأبيك. فنزل وفتح لي وقال: أدخل، إيش تريد فقلت: حدثني بحديث.
قال: اكتب: ثنا حجاج، عن حماد، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على طنفسة.
فقلت: حدثني حديثا آخر.
فقال: ابن أبي داود لا يكذب.
قال يموت بن المزرع: كان جد الجاحظ حمالا أسود.
وعن الجاحظ قال: نسيت كنيتي ثلاثة أيام، فأتيت أهلي فقلت: بمن أكنى قالوا: بأبي عثمان.
وقال المبرد: حدثني الجاحظ قال: وقفت أنا وأبو حرب على قاص، فأردت الولوع به، فقلت لمن حوله: إنه رجل صالح لا يحب الشهرة، فتفرقوا عنه. فقال لي: الله حسيبك، إذا لم ير الصياد طيرا كيف يمد شبكته.
وذكر المبرد أنه ما أرى أحرص على العلم من ثلاثة: الجاحظ، وكان إذا وقع بيده كتاب قرأه كله وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه إلا وبيده كتاب ينظر فيه والفتح بن خاقان، كان يحمل الكتاب في خفه، فإذا قام من بين يدي المتوكل لأمر نظر فيه وهو يمشي، وكذلك في رجوعه.
وقال يموت بن المزرع: سمعت خالي الجاحظ يقول: أمليت على إنسان مرة: أنا عمرو، فكتب: أبا بشر وكتب أبا زيد.
وقال إسماعيل بن الصفار: نا أبو العيناء قال: أنا والجاحظ وضعنا حديث

373
فدك، فأدخلنا على الشيوخ ببغداد، فقبلوه إلا ابن شيبة العلوي، فإنه قال: لا يشبه آخر هذا الحديث أوله. فلم يقبله.
قال الصفار: كان أبو العيناء يحدث بهذا بعدما تاب.
وأنشد المبرد للجاحظ:
* إن حال لون الرأس عن حاله
* ففي خضاب الرأس مستمتع
*
* هب من له شيب له حيلة
* فما الذي يحتاله الأصلع
* وقال رجل للجاحظ: كيف حالك فقال: يتكلم الوزير برأيي، وصلات الخليفة متواترة لي، وآكل من لحم الطير أسمنها، وألبس من ألينها، وأنا صابر حتى يأتي الله بالفرج.
فقال له: الفرج ما أنت فيه.)
قال: بل أحب أن ألي الخلافة، وتحيلت إلى محمد بن عبد الملك، يعني الوزير، فهذا هو الفرج.
وقال أبو العيناء: أنشدنا الجاحظ:
* يطيب العيش أن تلقى حكيما
* وفضل العلم يعرفه الأديب
*
* سقام الحرص ليس له داء
* وداء الجهل ليس له طبيب
* وقد عمر الجاحظ وبقي كلحم على قضم.
قال المبرد: دخلت على الجاحظ في آخر أيامه فقلت: كيف أنت؟

374
قال: كيف من نصفه مفلوج ونصفه الآخر منقرس، لو طار عليه الذباب لآلمه، والآفة في هذا أني قد جاوزت التسعين.
وعن عبدان الطبيب قال: دخلنا على الجاحظ نعوده فأتى إليه رسول المتوكل يطلبه، فقال: وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل ما تقولون في رجل له شقان، أحدهما لو غرز بالمسال ما أحس والآخر يمر به الذباب فيغوث. وأكثر ما أشكوه الثمانون.
قال ابن زبر في الوفيات: توفي سنة خمسين.
وقال الصولي: سنة خمس وخمسين.
قال أبو هفان: ثلاثة لم أر قط، ولا سمعت أحب إليهم من الكتب والعلوم: الجاحظ، لم يقع بيده كتاب إلا استوفى مطالعته، حتى أنه كان يكتري دكاكين الوراقين، ويبيت فيها للنظر.
والفتح بن خاقان، كان يمشي والكتاب في كمه ينظر فيه.
وإسماعيل القاضي، ما دخلت إليه رأيته يطالع، أو نحو ذلك. عمرو بن سواد بن الأسود بن عمرو بن محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح م. ن. ق. أبو محمد العامري السرحي المصري. راوية ابن وهب.
وروى أيضا عن: الشافعي، وأشهب بن عبد العزيز.
وعنه: م. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو حاتم، وأسامة بن أحمد التجيبي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسن بن سفيان،

375
ومحمد بن محمد الباغندي، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: توفي في العشرين من رجب سنة خمس وأربعين ومائتين. عمرو بن سهل.)
أبو علي الرازي.
عن: يحيى بن ضريس، وعبد الله بن نمير، وأبي أسامة، وطبقتهم.
وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم.
وقال أبو حاتم: صدوق. عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني البصري ق. عن: أبيه أبي عاصم النبيل.
وعنه: ق.، وابنه أبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة.
ولم أر له رواية عن غير والده.
قال ابن حبان في الثقات: مستقيم الحديث. كان على قضاء الشام.
وقال ابنه: مات سنة اثنتين وأربعين.

376
عمرو بن علي بن بحر بن كنيز ع. أبو حفص الباهلي البصري الصيرفي الفلاس الحافظ. أحد الأعلام.
ولد في حدود الستين ومائة، أو بعدها بقليل.
سمع: يزيد بن زريع، وعمر بن علي المقدمي، ومعتمر بن سليمان، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وبشر بن المفضل، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن سواء، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الوهاب الثقفي، وعبد الرحمن بن مهدي، وفضيل بن سليمان، ومحمد بن فضيل، وخلقا سواهم.
وعنه: ع.، ون. أيضا، عن رجل، عنه، وعفان بن مسلم أحد شيوخه، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن جرير، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ويحيى بن صاعد، وجعفر الفريابي، والقاضي المحاملي، وخلق آخرهم موتا أبو روق أحمد بن محمد الهزاني.
قال النسائي: ثقة حافظ، صاحب حديث.

377
وقال أبو حاتم: كان أرشق من علي بن المديني. سمعت عباسا العنبري يقول: ما تعلمت الحديث إلا من عمرو بن علي.
وقال حجاج بن الشاعر: لا يبالي عمرو بن علي أحدث من حفظه أو من كتابه.
وذكره أبو زرعة فقال: ذاك من فرسان الحديث. ولم نر بعصره أحدا أحفظ منه، ومن علي بن المديني، وسليمان)
الشاذكوني.
وقال الفلاس: حضرت مجلس حماد بن زيد وأنا صبي وضيء، فأخذ رجل بخدي، ففررت فلم أعد.
وقال الفرهياني: سمعت ابن أشكاب الصغير يقول: ما رأيت مثل عمرو بن علي. كان يحسن كل شيء.
قال الفرهياني: ولم يكن ابن أشكاب يعد لنفسه نظيرا.
وقال أبو بكر بن أبي داود: نا الفلاس، نا عبد ربه بن بارق: حدثني سماك بن الوليد، عن ابن عباس، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان له قرطان من أمتي أدخله الله الجنة.. الحديث.
قال الفلاس: روى هذا الحديث أبو عاصم.
وقال: روى عني عفان حديثا، فسماني الفلاس... فلا ساقط.
وأخبرنا أبو المعالي القرافي، أنا المبارك بن أبي الجود، أنا أحمد بن

378
غالب، أنا عبد العزيز بن علي، أنا محمد بن عبد الرحمن الذهبي، ثنا محمد بن هارون الحضرمي، ثنا عمرو بن علي، ثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك العرب رجل من بيتي يواطيء اسمه اسمي. هذا حديث حسن صحيح.
توفي الفلاس بالعسكر في آخر ذي القعدة سنة تسع وأربعين ومائتين، وهو في عشر التسعين.
وقد دخل إصبهان مرات، وحدث بها. عمرو بن عيسى الضبعي البصري الأدمي خ. ن. عن: عبد العزيز بن عبد الصمد، ومحمد بن سواء، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وعنه: خ. ون.، عن رجل، عنه، وعبدان، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعمر بن محمد بن بجير، وأبو بكر بن أبي عاصم، وآخرون. عمرو بن قتيبة ن.

379
عن: الوليد بن مسلم.
وعنه: ن.، وسعد بن محمد البيروتي، وبالإجازة أحمد بن المعلى القاضي، وأبو الحسن أحمد بن جوصا.
له حديث واحد عند النسائي، من رواية حمزة الكناني، وأبي علي الأسيوطي، وأبي الحسن بن حيويه، وشذا بن السني. وقال عمرو بن عثمان فوهم. عمرو بن مالك ت.)
أبو عثمان الراسبي الغبري لا النكري، البصري.
عن: سفيان بن عيينة، ويوسف بن عطية، وفضيل بن سليمان النميري، ومروان بن معاوية، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى.
وعنه: ت.، وعبدان، ومحمد بن جرير الطبري، وإسحاق بن إبراهيم المنجنيقي، وأبو يعلى الموصلي، وجماعة.
فيه لين.
وأما النكري ففي عصر الزهري. عمرو بن محمد بن عمرو بن ربيعة بن الغاز.
أبو حفص الجرشي الدمشقي.

380
عن: الوليد بن مسلم، ومخيس بن تميم.
وعنه: أحمد بن نصر بن شاكر، وأحمد بن المعلى، وجماهر الزملكاني، وأحمد بن أنس، وآخرون.
وثقه النسائي. عمرو بن منصور ن. أبو سعيد النسائي الحافظ.
عن: أبي نعيم، وعفان، ومحمد بن عيسى الطباع، وعبد الأعلى بن مسهر، وعلي بن عياش، والقعنبي، وخلق كثير.
وعنه: ن. وقال: ثقة مأمون ثبت، وعبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني، والقاسم بن زكريا المطرز.
قال عباس العنبري: ما اقدم علينا مثله ومثل أبي بكر الأثرم. عمرو بن هشام بن بزين ن. أبو أمية الجزري الحراني.
عن: جده لأمه عتاب بن بشير، وسفيان بن عيينة، وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن سلمة، ومخلد بن يزيد، وجماعة.
وعنه: ن.، وبقي بن مخلد، وأحمد بن علي الأبار، والحسين بن إسحاق

381
التستري، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.
قال النسائي: ثقة.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. عمرو بن يزيد ن. أبو بريد الحرمي البصري.)
عن: غندر، وعبد الرحمن بن مهدي، ومحمد بن أبي عدي، وبهز بن أسد، وجماعة.
وعنه: ن.، وأبو حاتم الرازي، وعمر بن محمد بن بجير، وأحمد بن عمرو البزار، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وجماعة.
قال النسائي: ثقة. عنبسة بن إسحاق بن شمر الضبي البصري.
الأمير.
كان من أجلاد القوم ودهاتهم. ولي الديار المصرية للمتوكل عشرة أعوام فبقي عليها إلى سنة اثنتين وأربعين.
قال ابن يونس: أخبرني من رآه يروح إلى الجمعة في محفية بيضاء

382
طيلسان ويغلطاق راجلا.
وقيل: إنه كتب الحديث ببلده. العلاء بن مسلمة البغدادي الرواس ت. عن: ضمرة بن ربيعة، وعبد المجيد بن أبي رواد، وجماعة.
وعنه: ت.، وابن صاعد، ومحمد بن علي الحكيم الترمذي.
وكان متهما بوضع الحديث. عيسى بن حماد زغبة م. د. ن. ق. أبو موسى التجيبي، مولاهم المصري.
عن: الليث، ورشدين بن سعد، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن وهب، وابن القاسم.

383
وعنه: م. د. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو عمران موسى بن سهل الجوني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن زبان بن حبيب وأحمد بن عبد الوارث العسال، وإسماعيل بن داود بن وردان، والحسين بن محمد المصري مأمون، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر بن محمد بن بجير ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الدمشقي وآخر من روى عنه أحمد بن عيسى الوشاء.
وثقه النسائي، والدارقطني.
قال ابن يونس: هو آخر من روى عن الليث من الثقات. وهو مكثر عنه.
توفي في ثاني ذي الحجة سنة ثمان وأربعين ومائتين.
قال أبو حاتم: كان ثقة رضيا. عيسى بن شاذان البصري القطان د.)
أحد الحفاظ. مات كهلا ولم يشتهر اسمه.
يروي عن: عبد الله بن رجاء الغداني، وأبي عمر الحوضي، وهذه الطبقة.
وعنه: د.، وولده أبو بكر بن أبي داود، وعلي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وآخرون.
قال أبو عبيد الآجري: سمعت أبا داود يقول: ما رأيت أحفظ من النفيلي.

384
قلت له: ولا عيسى بن شاذان قال: ولا عيسى بن شاذان. عيسى بن صبيح.
من حذاق المعتزلة البغداديين.
توفي إلى... سنة....
ورخه المسعودي، عيسى بن أبي عيسى السليحي الحمصي د. ن. المعروف بابن البراد.
عن: محمد بن حمير، ويحيى بن أبي بكير، وأبي المغيرة عبد القدوس، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وحرمي بن أبي العلاء، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو عروبة. عيسى بن المساور البغدادي الجوهري ت. ن.

385
عن: الوليد بن مسلم، وسويد بن عبد العزيز، ومروان بن معاوية الفزاري، وطبقتهم.
وعنه: ت. ن.، والقاسم بن زكريا المطرز، ومحمد بن هارون الحضرمي، وآخرون.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال غيره: توفي في شوال سنة أربع وأربعين.
وقيل: سنة خمس. عيسى بن مهران الرازي.
أبو موسى المستعطف.
عن: عبد الواحد بن زياد، معتمر بن سليمان، ومروان بن معاوية، وجماعة.
وعنه: محمد بن جرير الطبري.
قال ابن أبي حاتم: سمع منه أبي ثم ترك حديثه وقال: هو كذاب.)
وقال ابن عدي: هو متحرف في الرفض. حدث بأحاديث موضوعة.

386
عيسى بن يوسف بن عيسى بن الطباع.
أبو يحيى أخو محمد.
عن: أبي بكر بن عياش، وابن أبي فديك، وجماعة.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وعبد الله بن ناجية، وابن صاعد، وآخرون.
توفي سنة سبع وأربعين ومائتين.

387
4 (حرف الغين.))
غياث بن جعفر الرحبي ق. من الرحبة. ولا أعلم أحدا من أهلها له ذكر قبل هذا.
استملى على: سفيان بن عيينة وروى عنه حديثا كثيرا، وعن: الوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو العباس السراج، ومحمد بن جرير الطبري، ومحمد بن المجدر، وآخرون.

388
4 (حرف الفاء))
الفتح بن خاقان.
الأمير أبو محمد التركي الكاتب، وزير المتوكل.
كان فصيحا مفوها، وشاعرا محسنا موصوفا بالسخاء والكرم والرئاسة

389
والسؤدد. وكان المتوكل لا يكاد يصبر عنه استوزره وقدمه وأمره على الشام، وأذن له أن يستنيب عنه بها.
وللفتح أخبار في الجود والأدب والمكارم والطرافة. وكان معادلا للمتوكل على جمازة لما قدم دمشق.
حكى عنه: المبرد، وأحمد بن يزيد المؤدب، وغيرهما.
قال أبو العيناء: دخل المعتصم يوما على خاقان يعوده، فرأى ابنه الفتح صبيا لم يثغر، فمازحه، ثم قال: أيما أحسن، دارنا أم داركم فقال الفتح: دارنا أحسن إذا كنت فيها.
فقال المعتصم: والله لا أبرح حتى أنثر عليه مائة ألف درهم.
وقال الصولي: ثنا أبو العيناء قال: قال الفتح بن خاقان: غضب علي المعتصم ثم رضي عني فقال: إرفع حوائجك لتقضى.
فقلت: يا أمير المؤمنين ليس شيء من عوض الدنيا وإن جل يفي برضى أمير المؤمنين وإن قل. فأمر فحشي فمي)
درا.
ومن شعره قرله:
* بني الحب على الجور فلو
* أنصف المعشوق فيه لسمج
*
* ليس يستحسن وفي وصف الهوى عاش
* ق يحسن تأليف الحجج
* وقال البحتري: قال لي المتوكل: قل في شعرا وفي الفتح، فإني أحب أن يجيء معي ولا أفقده، فيذهب عيشي ولا يفقدني. فقل في هذا المعنى. فقلت

390
أبياتي التي كنت عملتها في غلامي، وأريته أني عملتها في الحال. وغيرت فيها لفظة ما عشت ببا بفتح. وهي:
* سيدي أنت كيف أخلفت عهدي
* وتثاقلت عن وفاء بعهدي
*
* لا أرتني الأيام فقدك يا فت
* ح ولا عرفتك ما عشت فقدي
*
* أعظم الرزء أن تقدم قبلي
* ومن الرزء أن تؤخر بعدي
*
* حذرا أن تكون إلفا لغيري
* إذ تفردت بالهوى فيك وحدي
* قال: فقتلا معا، وكنت حاضرا فربحت هذه الضربة. وأوما إلى ضربة في ظهره.
قلت: قتلا في سنة سبع وأربعين ومائتين.
ويحى أن الفتح كان مع قوة ذكائه متبحرا في العلوم، لا يكاد يمل من المطالعة في فنون الأدب. فتح بن عمرو التميمي.
أبو نصر الكشي.
رحل، وروى عن: أبي يحيى الحماني، وأبي أسامة، وأزهر السماك، وعبد الرزاق بن همام، وخلق.
وعنه: أبو زرعة، وأبو حاتم، وأحمد بن سلمة النيسابوري، وجماعة آخرهم وفاة محمد بن حاتم بن خزيمة شيخ لأبي عبد الله الحاكم.
وتوفي سنة خمسين.
قال أبو حاتم: صدوق.

391
فرج بن مرزوق.
أبو مسلم المدني، مولى المنكدر.
روى عن: مالك بن أنس، وعبد العزيز بن أبي حازم، وغيرهما.
وعنه: علي بن الحسن بن قديد.)
توفي بمصر في ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومائتين. قاله ابن يونس. فضالة بن الفضل الكوفي الطهوي ت. عن: أبي بكر بن عياش، وأبي داود الحفري.
وعنه: ت.، وعلي بن العباس المقانعي، وعمر البجيري، ومحمد بن جرير، ويحيى بن صاعد، وأبو عروبة، ومحمد بن الحسين الأشناني، وطائفة.
وثقه النسائي، وغيره.
قال مطين: توفي سنة خمسين ومائتين. الفضل بن إسحاق الدوري البزاز.
عن: عبيد الله الأشجعي، والقاسم بن مالك.
وعنه: عبد الله بن أحمد، والباغندي، ومحمد بن إسحاق السراج.
توفي سنة اثنتين وأربعين. الفضل بن أبي حسان البكائي الوراق.

392
سمع: زيد بن الحباب، وأبا النضر، وشريح بن النعمان، وعدة.
وعنه: ابن صاعد، وأحمد بن علي بن العلاء الجوزجاني.
وثقه الخطيب.
مات في شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين. الفضل بن السكين القطيعي.
يعرف بالسندي، لسواده.
روى عن: صالح بن بيان، وغيره.
وعنه: أبو يعلى الموصلي، ومحمد بن محمد الباغندي.
كذبه يحيى بن معين وقال: لعن الله من يكتب عنه. الفضل بن الصباح ت. ق. أبو العباس البغدادي السمسار.
عن: هشيم، وسفيان، ووكيع، وابن فضيل، ومعن القزاز، وأبي معاوية.
وعنه: ت. ق.، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وأبو العباس السراج، ومحمد بن هارون الحضرمي،)
ومحمد بن المسيب الأرغياني، وآخرون.
وثقه ابن معين.

393
قال السراج: كان من خيار عباد الله.
توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. الفضل البكائي.
عن: أبي النضر هاشم بن القاسم، وزيد بن الحباب.
روى عنه: يحيى بن صاعد، وغيره، وأحمد بن علي الجوزجاني.
وثقه الخطيب.
ويقال له الفضل بن أبي حسان.
توفي سنة تسع وأربعين ومائتين. الفضل بن مروان الوزير.
روى عن: علي بن عاصم، وغيره.
روى عنه: المبرد، وحسين بن يحيى، وسليمان بن وهب الكاتب، وجماعة.
كنيته: أبو العباس. وأصله من البردان. وتنقلت به الأحوال إلى أن وصل إلى وزارة المعتصم.
وكان أديبا فصيحا، وافر الحشمة والحرمة.

394
قال محمد بن إسحاق النديم: الفضل بن مروان بن ما سرجس النصراني، وعمر ثلاثا وتسعين سنة، وخدم المأمون والمعتصم ووزر له، وخدم من بعدهما من الخلفاء. وكان قليل العلم خبيرا بخدمة الخلفاء. وكان المعتصم يكثر الإطلاق على اللهو، وكان الفضل لا يمضي ما يطلقه في بعض الأحايين، فبلغ المعتصم ذلك فنفاه إلى السن، واستوزر محمد بن عبد الملك الزيات. ثم إن الفضل فيما بعد سكن سامراء.
وعنه: قال: أنعمت النظر في علمين، فلم أرهما يصحان: النجوم والسحر.
ومما كتبه بعض الأدباء على باب داره:
* تفر عنت يا فضل بن مروان فاعتبر
* فقبلك كان الفضل والفضل
*
* ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم
* أبادتهم التنكيل والحبس والقتل
*
* إنك قد أصبحت للناس عبرة
* ستودي كما أودى الثلاثة من قبل
* يعني الفضل بن يحيى البرمكي، والفضل بن الربيع الحاجب، والفضل بن سهل. ثم إن الفضل بقي خاملا إلى أن مات)
في شوال سنة خمسين ومائتين.

395
4 (حرف القاف))
القاسم بن بشر بن معروف البغدادي د. قيل هو القاسم بن أحمد البغدادي الذي روى د عنه، عن أبي عامر العقدي.
روى عن: سفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: أبو العباس السراج، وابن صاعد، وابن خزيمة، وعمر البجيري.
وهو ثقة. القاسم بن زكريا بن دينار م. ت. ن. ق. أبو محمد القرشي الكوفي الطحان. وقد ينسب إلى جده.
روى عن: الحسين بن علي الجعفي، وأبي أسامة، ووكيع، وطلق بن غنام، ومعاوية بن هشام، ومصعب بن المقدام، وطائفة.
وعنه: م. ت. ن. ق.، والهيثم بن خلف، والقاسم بن زكريا المطرز،

396
والحسن بن سفيان، وجماعة.
وقال النسائي: ثقة. القاسم بن عثمان الجوعي.
أبو عبد الملك العبدي الدمشقي الزاهد شيخ الصوفية ورفيق أحمد بن أبي الحواري في صحبة أبي سليمان الداراني.
سمع: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، والزاهد أبا معاوية الأسود، وجعفر بن عون، وجماعة.
وعنه: أبو حاتم الرازي، وإبراهيم بن دحيم، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وجعفر بن أحمد بن عاصم، وأحمد بن أنس بن مالك، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال العقيلي: تفرد عن عبد الله بن نافع، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. وقال سعيد بن أوس: ثنا قاسم الجوعي: كان صوفيا نسب إلى الجوع.
وقال أبو بكر بن أبي داود: رأيت أحمد بن أبي الحواري يقرأ عند

397
القاسم بن عثمان القرآن، فيصيح ويصعق. وكان فاضلا من محدثي دمشق.
وكان يقدم في الفضل على أحمد الحصائري.)
قال قاسم الجوعي: وكان عابد أهل الشام، فذكر حكاية.
وقال محمد بن الفيض الغساني: قدم يحيى بن أكثم دمشق مع المأمون، فبعث إلى أحمد بن أبي الحواري، فجاء إليه وجالسه، وخلع عليه يحيى طويلة وشيئا من ملابسه، ودفع إليه خمسة آلاف درهم وقال: يا أبا الحسن فرقها حيث ترى.
فدخل بها المسجد وصلى صلوات بالقلنسوة. فقال قاسم الجوعي: أخذ دراهم اللصوص ولبس ثيابهم، ثم أتى الجامع.
فمر بابن أبي الحواري وهو في التحيات، فلما حاذى به لطم القلنسوة، فسلم أحمد وأعطى القلنسوة ابنه إبراهيم، فذهب بها. فقال له من رآه: يا أبا الحسن ما رأيت ما فعل بك هذا الرجل فقال: رحمه الله.
ومن كلام القاسم: رأس الأعمال الرضا عن الله تعالى، والورع عماد الدين، والجزع مخ العبادة، والحصن الحصين ضبط اللسان.
وقال قاسم الجوعي: سمعت سلم بن زياد يقول: مكتوب في التوراة: من سالم سلم، ومن شاتم شتم، ومن طلب الفضل من غير أهله ندم.
وقال سعيد بن عبد العزيز: سمعت القاسم الجوعي يقول: الشهوات نفس الدنيا فمن ترك الشهوات فقد ترك الدنيا.
وسمعته يقول: إذا رأيت الرجل يخاصم فهو يحب الرئاسة.
قال عمرو بن دحيم: توفي في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين.

398
القاسم بن عيسى الطائي الواسطي.
عن: خالد بن عبد الله الطحان، وهشيم، وعبد الحكيم بن منصور.
وعنه: إبراهيم الحربي، وأبو داود السجستاني، وبحشل الواسطي، وغيرهم.

399
4 (حرف الكاف))
كثير بن عبيد د. ن. ق. الإمام أبو الحسن المذحجي الحمصي الحذاء المقرئ، وإمام جامع حمص ستين سنة.
وكان سيدا عارفا خائفا، قانتا لله.
حدث عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وبقية بن الوليد، وأبي ضمرة، وخلق.
وعنه: د. ن. ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأبو عروبة الحراني، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن أحمد بن جوصا، وآخرون.)
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وقال ابن أبي داود: كان يقال إنه يؤم أهل حمص ستين سنة فما سهى في صلاة قط.
قلت: وزاد غيره أنه سئل عن ذلك فقال: ما دخلت من باب المسجد قط

400
وفي نفسي غير الله تعالى.
قلت: رحل إليه ابن جوصا في سنة خمسين وسمع منه.
وتوفي فيها أو بعدها.

401
4 (حرف اللام))
الليث بن سعد بن نجيح المصري.
شيخ غريب الحال.
حدث عن: عبد الله بن وهب، وغيره.
وتوفي في المحرم سنة ثمان وأربعين ومائتين.

402
4 (حرف الميم))
محمد بن آدم بن سليمان المصيصي د. ن. عن: عبد الله بن المبارك، وأبي المليح الرقي، ويحيى بن زكريا بن أبي زائد، وحفص بن غياث، وطائفة.
وعمر دهرا ورحلوا إليه.
روى عنه: د. ن.، ومحمد بن سفيان المصيصي، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن إبراهيم البسري، وعمر بن بحر الأسدي.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال ابن أبي داود: يقال إنه من الأبدال، رحمه الله.
توفي سنة خمسين ومائتين. محمد بن أبان بن وزير البلخي خ. ع.

403
أبو بكر المستملي.
سمع: سفيان بن عيينة، وعبد الله بن وهب، وأبا خالد الأحمر، ووكيعا، وطائفة.
واستملى على وكيع مدة.
وعنه: خ. ع.، وإبراهيم الحربي، وعبد الله بن أحمد، وابن خزيمة، وأبو العباس السراج، ومسلم في غير صحيحه، وخلق كثير.)
وكان ثقة حافظا مصنفا مشهورا.
توفي سنة أربع وأربعين في المحرم ببلخ، قاله جماعة. محمد بن إبراهيم بن حدران د. ت. ن. أبو جعفر الأزدي السلمي البصري المؤذن.
عن: يزيد بن زريع، ومعتمر، وبشر بن المفضل، وطائفة.
وعنه: د. ت. ن.، وأبو يعلى، وابن خزيمة، وعمر بن بجير، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وآخرون.

404
قال أبو حاتم: صدوق.
توفي سنة سبع وأربعين. محمد بن إبراهيم بن سليمان د. أبو جعفر الأسباطي الكوفي الضرير، نزيل مصر.
عن: عبد السلام بن حرب، والمطلب بن زياد، وجماعة.
وعنه: د.، وعبد الله بن محمد بن يونس السمناني، وعبد الله بن محمد بن سلم المقدسي، وأبو حاتم وقال: صدوق.
توفي سنة ثمان وأربعين. محمد بن إبراهيم بن العلاء الدمشقي الغوطي الشامي ق. الزاهد السائح أبو عبد الله. نزيل عبادان.
عن: عبيد الله بن عمرو الرقي، وإسماعيل بن عياش، وبقية، وشعيب بن إسحاق.
وعنه: ق.، وبقي بن مخلد، وأبو يعلى الموصلي، وآخرون.
قال الدارقطني: كذاب.

405
وقال ابن عدي: عامة أحاديثه غير محفوظة. محمد بن إبراهيم بن العلاء الزبيدي الحمصي ابن زبريق.
قال محمد بن عوف: كان يسرق الأحاديث.
فأما أبوه فشيخ غير متهم. محمد بن إبراهيم بن يحيى بن أبي سكينة.
أبو عبد الله الحلبي.
عن: أبي الأحوص، ومالك، ومحمد بن الحسن بن الحسين الفقيه، والوليد بن مسلم.)
وعنه: سبطه يحيى بن علي الكندي الحلبي.
وقع لي حديثه عاليا.
توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين.
يقع حديثه في معجم ابن المقرئ، وفي جزء الحلبي.
وقد ذكره ابن ماكولا في سكينة بالضم، وزاد: روى عن: فضيل بن عياض، ومحمد بن سلمة الحراني.

406
وعنه: عبد الله بن سعد الكريزي الرقي، والفضل بن محمد الأنطاكي العطار. محمد بن أحمد بن الجراح ق. أبو عبد الرحيم الجوزجاني.
حدث بنيسابور سنة خمس وأربعين عن: أبي النضر، وجعفر بن عوف، وروح بن عبادة، ويزيد بن هارون، وطبقتهم.
وعنه: ابن ماجة في تفسيره، وأبو حاتم، وابن خزيمة، وبدر بن الهيثم، وآخرون.
وكان ثقة عالما صاحب سنة، تفقه بأحمد بن حنبل. محمد بن أحمد بن الحجاج ن. ق. أبو يوسف الرقي الصيدناني.
سمع: عيسى بن يونس، ومحمد بن سلمة الحراني، وجماعة.
وعنه: ن. ق. ن. وأبو عروبة، وغيرهم.
وكان موصوفا بالصدق والحفظ.
توفي سنة ست وأربعين ومائتين. محمد بن أحمد بن نافع.

407
أبو بكر العبدي البصري.
وهو بكنيته أشهر، يأتي في الكنى. محمد بن أبي يعقوب إسحاق بن منصور الكرماني خ. أبو عبد الله نزيل البصرة.
عن: حسان بن إبراهيم الكرماني، وسفيان بن عيينة، وبشر بن المفضل، وغندر، ومعتمر بن سليمان، وخلق.
وعنه: خ.، وعمر بن الخطاب السجستاني، وطائفة آخرهم موتا عبد الله بن يعقوب الكرماني شيخ ابن محمش)
الزيادي.
وكان صدوقا صاحب حديث ومعرفة.
توفي سنة أربع وأربعين. محمد بن أسد بن أبي الحارث.
حدث ببغداد عن: محمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن كثير الكوفي.
وعنه: عبد الله بن ناجية، والقاضي المحاملي.
قال الخطيب: ثقة. محمد بن أسلم بن سالم الطوسي.

408
الإمام أبو الحسن الكندي، أحد الأبدال والحفاظ.
سمع بخراسان من طائفة.
وبالكوفة من: محمد، ويعلى ابني عبيد، وجعفر بن عون، ومحاضر بن المورع، وعبيد الله بن موسى، وطبقتهم.
وبالحجاز من: مؤمل بن إسماعيل، وأبي عبد الرحمن المقرئ.
وبواسط من: يزيد بن هارون.
وبالبصرة من: مسلم بن إبراهيم، وطبقتهم.
وعني بالأثر قولا وعملا، وصنف المسند والأربعين، وغير ذلك.
وأقدم شيوخه النضر بن شميل.
روى عنه: إبراهيم بن هانيء، ومحمد بن عبد الوهاب الفراء، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، والحسين بن محمد القباني، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن وكيع الطوسي، وآخرون.
قال محمد بن يوسف البناء الإصبهاني الزاهد: أنا محمد بن القاسم الطوسي خادم محمد بن أسلم: سمعت إسحاق بن راهويه يقول في حديث: إن الله لا يجمع أمة محمد على ظلالة، فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم. فقال رجل: يا أبا يعقوب من السواد الأعظم قال: محمد بن أسلم وأصحابه، ومن تبعه. لم أسمع عالما منذ خمسين سنة أشد تمسكا بالأثر منه.
وقال أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه: سمعت إبراهيم بن

409
إسماعيل العنبري يقول: كنت بمصر وأنا أكتب بالليل كتب ابن وهب وذلك لخمس بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين فهتف بي هاتف: يا إبراهيم، مات العبد الصالح محمد بن أسلم. قال: فتعجبت من ذلك، وكتبته على ظهر كتابي، فإذا به قد مات في تلك الساعة.)
وقال محمد بن القاسم الطوسي: سمعت أبا يعقوب المروزي ببغداد، وقلت له: قد صحبت محمد بن أسلم، وأحمد بن حنبل، وأي الرجلين كان عندك أرجح أو أكبر أو أبصر بالدين فقال: يا أبا عبد الله، لم تقول هذا إذا ذكرت محمد بن أسلم في أربعة أشياء فلا تقرن به أحدا: البصر بالدين، واتباع أثر الرسول صلى الله عليه وسلم، والزهد في الدنيا، وفصاحة لسانه بالقرآن والنحو.
ثم قال لي: فنظر أحمد بن حنبل في كتاب الرد على الجهمية الذي وضعه محمد بن أسلم فتعجب منه.
ثم قال لي: يا با عبد الله كان عندك مثل محمد فقلت: لا.
قال محمد بن القاسم: سألت يحيى بن يحيى النيسابوري عن ست مسائل، فأفتى بها. وقد كنت سألت محمد بن أسلم، فأفتى بها بغير ذلك، ونصح فيها بالحديث. فآخبرت يحيى بن يحيى فقال: يا بني أطيعوا أمره وخذوا بقوله، فإنه أبصر منا، ألا ترى يحتج بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في كل مسألة، وليس ذلك عندنا.
وقيل لأحمد بن نصر النيسابوري: صلى على محمد بن أسلم ألف ألف من الناس.
وقال بعضهم: ألف ألف ومائة ألف.

410
وقال محمد بن القاسم: صحبته عشرين وأكثر، لم أره يصلي حيث أراه ركعتين من التطوع إلا يوم الجمعة. وسمعته غير مرة يحلف: لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي ففعلت، خوفا من الرياء.
ثم حكى محمد بن القاسم فعلا طويلا في شمائل محمد بن أسلم ودرجة إخلاصه.
قال أبو إسحاق المزكي: سمعت ابن خزيمة يقول: عودا وبدءا إذا حدث محمد بن أسلم: ثنا من لم تر عيناي مثله أبو الحسن. وكان زنجويه بن محمد إذا حدث عن محمد بن أسلم يقول: ثنا محمد بن أسلم الزاهد الرباني.
وقال محمد بن شاذان: سمعت محمد بن رافع يقول: دخلت على محمد بن أسلم، فما تشبه إلا بأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال قبيصة: كان علقمة أشبه الناس بابن مسعود في حديثه وسمته، وكان إبراهيم النخعي أشبه الناس بعلقمة في ذلك، وكان منصور يشبه بإبراهيم، وكان سفيان الثوري يشبه بمنصور، وكان وكيع يشبه بسفيان.
قال أبو عبد الله الحاكم: مقام محمد بن أسلم مقام وكيع، وأفضل من مقامه لزهده وورعه وتتبعه للأثر.
وقال ابن خزيمة: ثنا رباني هذه الأمة محمد بن أسلم.
وقال أحمد بن سلمة: سمعت محمد بن أسلم يقول: لما أدخلت على عبد الله بن طاهر ولم أسلم عليه بالإمرة غضب وقال: عمدتم إلى رجل من أهل

411
القبلة فكفرتموه.
فقيل: قد كان ما أنهي إلى الأمير.)
فقال عبد الله: شراك نعل عمر بن الخطاب خير منك، وكان يرفع رأسه إلى السماء، وقد بلغني أنك لا ترفع رأسك إلى السماء.
فقلت برأسي هكذا إلى السماء ساعة، ثم قلت: ولم لا أرفع رأسي إلى السماء وهل أرجو الخير إلا بمن في السماء ولكني سمعت المؤمل بن إسماعيل يقول: سمعت سفيان الثوري يقول: النظر في وجوهكم معصية.
فقال بيده هكذا يحبسني، فأقمنا وكنا أربعة عشر شيخا، فحبست أربعة عشر شهرا، ما اطلع الله على قلبي أني أردت الخلاص من ذلك الحبس.
قلت: الله حبسني وهو مطلقي وليس لي إلى المخلوقين من حاجة.
فأخرجت وأدخلت عليه، وفي رأسي عمامة كبيرة طويلة.
فقال لي: ما تقول في السجود على كور العمامة.
قلت: نا خلاد بن يحيى، عن عبد الله بن المحرر، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد على كور العمامة.
فقال: هذا إسناد ضعيف.
فقلت: يستعمل هذا حتى يجيء أقوى منه.
ثم قلت: وعندي أقوى منه: ثنا يزيد بن هارون، ثنا شريك، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في ثوب واحد يتقي بفضوله حر الأرض وبردها. هذا الدليل على السجود على كور العمامة.
فقال: ورد كتاب أمير المؤمنين ينهى عن الجدل والخصومات، فتقدم إلى أصحابك أن لا يعودوا.
فقلت: نعم. ثم خرجت من عنده.

412
قال أحمد بن سلمة: فقلت له: أخبرني غير واحد أن جل أصحابنا صاروا إلى يحيى بن يحيى فكلموه أن يكتب عبد الله بن طاهر في تخليتك، فقال يحيى: لا أكاتب السلطان. وإن كتب على لساني لم أكره حتى يكون خلاصه.
فكتب بحضرته على لسانه، فلما وصل الكتاب إلى عبد الله بن طاهر أمر بإخراجك وأصحابك.
قال: نعم.
وعن: بعضهم قال: كان محمد بن أسلم يشبه في وقته بابن المبارك.
وعن محمد بن أسلم قال: لو قدرت والله أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت.
وكان يدخل بيتا فيبكي، ثم إذا خرج غسل وجهه واكتحل. وكان يبعث إلى قوم بعطاء أو كسوة في الليل، ولا يعلمون)
من أين هي، وقال أحمد بن سلمة: سمعت أن محمد بن أسلم مرض في بيت رجل من أهل طوس معمر، فقال له: لا تفارقني الليلة، فإن أمر الله يأتيني قبل أن أصبح. فإذا مت فلا تنتظر بي أحدا، واغسلني للوقت وجهزني واحملني إلى مقابر المسلمين. قال: ففاضت نفسه بالليل، فغسل وكفن وحمل وقت الصبح. فآتاهم صاحب الأمير طاهر بن عبد الله، وأمرهم أن يحملوه إلى مقبرة الساذياخ ليصلي عليه طاهر.
قال: فوضعت الجنازة والناس يؤذنون لصلاة الصبح، وما نادى على جنازته أحد، ولا روسل بوفاته أحد، وإذا الخلق قد تجمعوا بحيث لا يذكر مثله، فتقدم طاهر للصلاة عليه، ودفن بجنب إسحاق بن راهويه، رحمة الله عليهما.

413
قال محمد بن موسى الباشاني: مات لثلاث بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن إسماعيل الرماني النيسابوري.
سمع: عبد الله بن المبارك، وخارجة بن مصعب.
وعنه: زكريا بن داود الخفاف، ومكي بن عبدان.
قاله الحاكم. محمد بن إسماعيل بن أبي ضرار ق. أبو صالح الرازي الضراري.
رحل وروى عن: عبد الرزاق، ويعلى بن عبيد، ومحمد بن يوسف الفريابي.
وعنه: ق.، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بشر الدولابي.
وهو صدوق. محمد بن الأغلب بن إبراهيم التميمي القيرواني.
الأمير أبو العباس متولي القيروان وسائر المغرب.
ولي سنة ست وعشرين ومائتين بعد والده، ودانت له إفريقية، وجدد مدينة

414
سنة تسع وثلاثين سماها العباسية، فأحرقها أفلح الإباضي رأس الخوارج.
توفي محمد كهلا في غرة المحرم سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن أفلح ت. ن. أبو عبد الرحمن النيسابوري الملقب بالترك روح، لقيه إسحاق بن راهويه.
روى عن: عبد الله بن إدريس، ووكيع، وأبي أسامة.
وعنه: ت. عن إسحاق، وأبو عمرو المستملي، وحسين بن محمد القباني، وأبو يحيى الخفاف.)
قال الحاكم أبو عبد الله: هو ختن يحيى بن يحيى، على الأرجح. محمد بن... بن مساور.
أبو جعفر السراج.
عنده نسخة عن عيسى بن يونس، عن الأعمش.
توفي حول الخمسين ومائة. محمد بن بشر بن النجم.
أبو عبد الله الحرشي النيسابوري.
سمع: ابن عيينة، وعيسى بن يونس، والوليد بن مسلم، ووكيعا.
وعنه: الحسين بن محمد القباني، وإبراهيم بن أبي طالب، ومحمد بن إسحاق الثقفي.

415
قال ابن ماكولا: مات سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن بكر بن خالد.
أبو جعفر القصير، كاتب القاضي أبي يوسف.
روى عنه، وعن: الفضيل بن عياض، وعبد العزيز الدراوردي.
وعنه: أحمد بن علي الخزاز، وغيره.
وتوفي سنة تسع وأربعين ومائتين.
وثقه الخطيب. محمد المنتصر بالله.

416
أمير المؤمنين أبو جعفر، وقيل: أبو عبد الله بن المتوكل على الله جعفر بن المعتصم بالله محمد بن هارون الهاشمي العباسي.
وأمه أم ولد رومية اسمها حبشية. وكان أعين، أقنى، أسمر، مليح الوجه، مضبرا، ربعة، جسيما، كبير البطن، مليحا، مهيبا.
ولما قتل أبوه دخل عليه قاضي القضاء جعفر بن سليمان الهاشمي، فقيل له: بايع.
فقال: وأين أمير المؤمنين المتوكل على الله فقال: قتله الفتح بن خاقان.
قال: وما فعل بالفتح)
قال: قتله بغا.
قال: فأنت ولي الدم وصاحب الثأر. فبايعه، وبايعه الوزير والكبار.
ثم صالح المنتصر بالله إخوته من ميراثهم على أربعة عشر ألف ألف درهم. ثم نفى عمه عليا من سامراء إلى بغداد، ووكل به.
وكان المنتصر وافر العقل، راغبا في الخير، قليل الظلم، محسنا إلى العلويين، وصولا لهم. وقيل إنه كان يقول: يا بغا أين أبي من قتل أبي ويسب الأتراك ويقول: هؤلاء قتلة الخلفاء.
فقال بغا الصغير للذين قتلوا المتوكل: ما لكم عند هذا رزق.
فعملوا عليه وهموا به، فعجزوا عنه لأنه كان مهيبا شجاعا فطنا محترزا، فتحيلوا إلى أن رشوا إلى طبيبه ابن طيفور ثلاثين ألف دينار عند مرضه. فأشار

417
بفصده، ثم فصده بريشة مسمومة فمات.
فيقال إن ابن طيفور نسي ومرض، فأمر غلامه ففصده بتلك الريشة، فمات أيضا.
وقال بعض الناس: بل حصل للمنتصر مرض في أنثييه، فمات في ثلاث ليال، وقيل: مات بالخوانيق.
وقيل: بل سم في كمثراة بإبرة.
وجاء عنه أنه قال في مرضه: ذهبت يا أماه في الدنيا والآخرة. عاجلت أبي فعوجلت.
وكان يتهم بقتل أبيه.
وزر له أحمد بن الخصيب أحد الظلمة.
وقال المسعودي: أزال المنصر عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين.
كان أبون المتوكل قد أمر بهدم القبر، وأن يعاقب من وجد هناك. فلما ولي المنتصر أمر بالكف عن آل أبي طالب ورد فدك على آل الحسين، فقال البحتري:
* وإن عليا لأولى بكم
* وأزكى يدا عندكم من عمر
*
* وكله له فضله والحجو
* ل يوم التراهن دون الغرر
* وقال يزيد المهلبي:

418
* ولقد بررت الطالبية بعدما
* ذموا زمانا بعدها وزمانا
*
* ورددت ألفة هاشم، فرأيتهم
* بعد العداوة بينهم إخوانا
* ثم خلع المنتصر بالله أخويه: المعتز، وإبراهيم من ولاية العهد الذي عقد لهم المتوكل بعده.
ومن كلام المنتصر إذ عفا عن الشاري الخارجي المكنى بأبي العمرد: لذة العفو أعذب من لذة التشفي، وأقبح فعال)
المقتدر الانتقام.
قال المسعودي: وقد كان المنتصر أظهر الإنصاف في الرعية، فمالت إليه القلوب مع شدة هيبتهم.
وقال علي بن يحيى المنجم: ما رأيت مثل المنتصر ولا أكرم مالا بغير تبجح منه. لقد رآني مغموما فسألني فوريت، فاستحلفني، فذكرت إضاقة لحقتني في شراء ضيعة، فوصلني بعشرين ألفا.
قلت: وحاصل الأمر أنه لم يمتع بالخلافة، وهلك بعد أشهر معدودة. فإنه ولي بعد عيد الفطر، ومات في خامس ربيع الآخر، وعاش ستا وعشرين سنة، سامحه الله تعالى.
ذكر علي بن يحيى المنجم أن المنتصر جلس مجلسا للهو، فرأى في بعض البسط دائرة فيها فارس، عليه ساج، وحوله كتابة فارسية، فطلب من يقرأ ذلك، فأحضر رجل، فنظر فيها وقطب، فقال: ما هذه قال: لا معنى لها.

419
فألح عليه، فقال: مكتوب: أنا شرويه بن كسرى بن هرمز، قتلت أبي، فلم أمتع بالملك إلا ستة أشهر. فتغير وجه المنتصر وقام.
وقال جعفر بن عبد الواحد: قال لي المنتصر: يا جعفر، لقد عوجلت، فما أسمع بأذني ولا أبصر بعيني. قاله في مرضه. محمد بن جعفر خ. ت. ق. أبو جعفر بن أبي الحسين السمناني القومسي الحافظ.
رحل وطوف وسمع: أبا نعيم، وأبا مسهر، وعلي بن عياش وطبقتهم.
وعنه: خ. ت. ق.، وأبو زرعة، وابن خزيمة، وآخرون.
ومات كهلا. محمد بن حاتم بن سليمان الزمي الخراساني المؤدب ت. ن.

420
أبو جعفر، ويقال أبو عبد الله.
له حديث عن: هشيم، وجرير بن عبد الحميد، وعلي بن ثابت الجزري، وعمار بن محمد الثوري، والحكم بن ظهير، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، وعبد الله بن أحمد، ومحمد بن هارون الحضرمي.
وثقه الدارقطني.
وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين.)
وقد مر: محمد بن حاتم السمين.
في الطبقة المارة. محمد بن حاتم بن بزيع البصري خ. د. نزيل بغداد.
حدث عن: جعفر بن عون، وأسود بن عامر، وعبيد الله بن موسى، وعبد الله بن بكر.
وعنه: خ. د.، وأبو العباس السراج، وأبو بكر بن أبي داود، وجماعة.

421
توفي سنة تسع وأربعين.
قال النسائي: ثقة. محمد بن الحارث بن راشد ق. مؤذن جامع مصر. ويلقب صدرة.
حدث عن: الليث، وابن لهيعة، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم.
وعنه: ق.، ويعقوب الفسوي، وحبش بن سعيد الصوفي، والحسين بن إدريس الهروي، والحسن بن سفيان، وأحمد بن داود بن أبي صالح الحراني، وآخرون.
توفي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين. محمد بن الحارث الرافقي البزاز.
حدث عن: أبي يوسف القاضي، وعتاب بن بشير الجزري، ومن بن عيسى.
وعنه: النسائي في حديث مالك، وأبو عروبة الحراني، وجماعة.
توفي سنة ثلاث وأربعين.
وعنه أيضا: المحاملي. قاله المزي.

422
محمد بن الحارث.
أبو عبد الله الليثي الحراني البزاز، خال أحمد بن أبي شعيب الحراني.
روى عن: هشيم، ومحمد بن سلمة الحراني، وجماعة.
قال أبو عروبة: مات بحران سنة ثلاث وأربعين ومائتين. محمد بن أبي الليث الحارث بن عبد الله الإيادي.
القاضي أبو بكر الأصم الجهمي المعتزلي. ولي قضاء مصر في أيام المعتصم والواثق.)
وقد مر ذكره في الحوادث.
توفي ببغداد سنة خمسين. محمد بن حبيب.
صاحب كتاب المحبر. إخباري صدوق، واسمع الرواية.
عارف بأيام الناس، متبحر في ذلك. وهو ابن ملاعنة فنسب إلى أمه حبيب.
أخذ عن: هشام بن محمد الكلبي، وغيره.
روى عنه: أبو سعيد السكري.
وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين.
ذكره الخطيب في الملخص فقال: كان عالما بالنسب روى عنه: محمد بن أحمد بن عرابة الكوفي، وأبو سعيد الحسن بن الحسين السكري، وأبو روبة البغدادي،
وغيرهم.

423
محمد بن الحجاج بن رشدين المهري.
المصري.
عن: أبيه، وابن وهب.
توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن... ميسرة.
أبو جعفر الهروي... ويعرف بأبي حمحام.
روى عن: حماد بن زيد، وأبي يوسف القاضي.
روى عنه: محمد بن... الماليني.
وكان ورعا صالحا كبير القدر.
توفي سنة اثنتين وأربعين. محمد بن حماد الأبيوردي الزاهد.
عن: ابن المبارك، وابن عيينة، والوليد بن مسلم، ووكيع، وأبي ضمرة، والقطان.
وعنه: محمد بن عبد الوهاب الفراء، ومحمد بن أحمد بن أبي عون، ومحمد بن حيويه الإسفرائيني، وحاجب بن أحمد الطوسي.
وثقه ابن حبان، وقال: مات سنة ثمان، أو تسع وأربعين.)
قلت: حديثه عند السفلي عاليا.

424
محمد بن حميد بن حيان د. ت. ق. أبو عبد الله الرازي الحافظ.
عن: يعقوب القمي، وعبد الله بن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وحكام بن سلم، والفضل السيناني، وزافر بن سليمان، ونعيم بن ميسرة، وخلق كثير.
وهو مكثر عن سلمة بن الفضل الأبرش، وله مناكير وغرائب كثيرة.
وعنه: د. ت. ق.، وأحمد بن حنبل مع تقدمه، وابنه عبد الله بن أحمد، والحسن بن علي المعمري، وأبو زرعة الرازي، ومحمد بن محمد الباغندي، وعبد الله بن أبي الدنيا، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن حريز، وصالح بن محمد جزرة، وعبد الله بن محمد البغوي، وخلق.
قال أبو زرعة: من فاته محمد بن حميد يحتاج أن ينزل في عشرة آلاف حديث.
وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: لا يزال بالري علم ما دام.

425
محمد بن حميد حيا.
وقال أبو قريش الحافظ: قلت لمحمد بن يحيى: ما تقول في محمد بن حميد فقال: ألا تراني أحدث عنه.
قال أبو قريش: وكنت في مجلس محمد بن إسحاق الصغاني فقال: ثنا محمد بن حميد.
فقلت: تحدث عنه فقال: وما لي لا أحدث، وقد حدث عنه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين.
وقال البخاري: في حديثه نظر.
وقال صالح جزرة: كنا نتهمه.
وقال أبو علي النيسابوري: قلت لابن خزيمة: لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد، فإن أحمد بن حنبل قد أحسن الثناء عليه.
قال: إنه لم يعرفه، ولو عرفه كما عرفناه لما أثنى عليه أصلا.
وقال أبو أحمد العسال: سمعت فضلك يقول: دخلت على محمد بن حميد وهو يركب الأسانيد على المتون.
وقال يعقوب بن إسحاق الفقيه: سمعت صالح بن محمد الأسدي يقول: ما رأيت أحذق بالكذب من سليمان الشاذكوني، ومحمد بن حميد الرازي.)
وكان حديث محمد كل يوم يزيد.

426
وقال أبو إسحاق الجوزجاني: هو غير ثقة.
وقال أبو حاتم: سمعت ابن معين يقول: قدم علينا محمد بن حميد بغداد، فأخذنا منه كتاب يعقوب القمي، ففرقنا الأوراق ومعنا أحمد بن حنبل، فسمعناه ولم نر إلا خيرا. فأي شيء ينقمون عليه قلت: يكون في كتابه شيء فيقول ليس هو كذا، ويأخذ العلم فيغيره، وقال: ليس هذه الخصلة.
وقال النسائي: ليس بثقة.
مات سنة ثمان وأربعين ومائتين. محمد بن خالد بن خداش ق. أبو بكر المهلبي، مولاهم البصري الضرير.
عن: إسماعيل بن علية، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة.
وعنه: ق.، وابن أبي داود، وأبو عروبة، وعمر البجيري، وآخرون.
توفي في حدود الخمسين ومائتين.

427
محمد بن خلف بن طارق الداراني د. نزيل بيروت.
حدث سنة تسع وأربعين عن: زيد بن يحيى بن عبيد، وأبي مسهر الغساني.
وعنه: د.، وابن جوصا، وابن أبي داود، وآخرون.
وله عقب بداريا. محمد بن خليفة ت. أبو عبيد الله البصري الصيرفي.
عن: ت.، وجعفر بن أحمد بن محمد بن الصباح الجرجرائي.
توفي بعد الأربعين. محمد بن الخليل البلاطي الخشني ن.

428
عن: إسماعيل بن عياش، وسويد بن عبد العزيز، ومسلمة بن علي الخشني، والحسن بن يحيى الخشني.
وعنه: ن.، وهشيم بن دحيم، وجماعة شاميون.
قال النسائي: لا بأس به.) محمد بن أبي خنيس الخولاني الإفريقي.
روى عن: أبي ضمرة أنس بن عياض، وغيره.
وتوفي سنة خمسين. محمد بن داود بن صبيح د. ت. أبو جعفر المصيصي.
عن: حسين بن محمد المروذي، وأبي نعيم، وجماعة.
ومات كهلا.
وعنه: د. ن.، وأبو عروبة الحراني، ومحمد بن خزيم الدمشقي، وابن قتيبة العسقلاني، وآخرون.
أثنى عليه أبو داود، وقال: كان ينتقد الرجال. محمد بن داود بن سفيان د. أبو جعفر المصيصي.

429
عن: عبد الرزاق، ويحيى بن حسان التنيسي.
وعنه: د. فقط وكأنه الأول. محمد بن رافع بن أبي زيد سابور ع. إلا ق. أبو عبد الله القشيؤي، مولاهم النيسابوري الحافظ الزاهد، أحد الأعلام.
سمع: النضر بن شميل، وطبقته بخراسان وسفيان بن عيينة، وطبقته بالحجاز وعبد الرزاق، ويزيد بن أبي حكيم، وعبد الله بن الوليد، وطبقتهم باليمن ووكيعا، وابن نمير، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم بالكوفة وأبا داود الطيالسي، ووهب بن جرير، وطبقتهما بالبصرة وشبابة، وأبا النضر، وطبقتهما ببغداد ويزيد بن هارون، وطبقته بواسط.
وعني بالأثر حالا ومالا.
وعنه: خ. م. د. ت. ن.، ومحمد بن يحيى الذهلي، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن سلمة، وإبراهيم بن أبي طالب، وابن خزيمة، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عقيل الخزاعي لا البلخي، وحاجب بن أحمد الطوسي، وآخر من روى حديثه بعلو السلف بالثقفيات.
قال أبو عمرو المستملي: سمعت محمد بن رافع يقول: كنت مع أحمد، وإسحاق عند عبد الرزاق، فجاءنا يوم الفطر، فخرجنا مع عبد الرزاق إلى

430
المصلى، ومعنا ناس كثير. فلما رجعنا دعانا عبد الرزاق إلى الغداء، فجعلنا نتغدى معه، فقال لأحمد وإسحاق: رأيت اليوم منكما عجبا، لم تكبرا)
فقالا: يا با بكر نحن ننظر إليك هل تكبر فنكبر، فلما رأيناك لم تكبر أمسكنا.
قال: وأنا كنت أنظر إليكما هل تكبران فأكبر.
قال جعفر بن أحمد بن نصر الحافظ: ما رأيت من المحدثين أهيب من محمد بن رافع. كان يستند إلى شجرة الصنوبر في داره، فتجلس الغلمان بين يديه على مراتبهم، وأولاد الطاهرية ومعهم الخدم كأن على رؤوسهم الطير.
فيأخذ الكتاب بيده ويقرأ بنفسه، ولا ينطق أحد ولا يتبسم إجلالا له. وإذا تبسم أحد في المجلس أو راطن صاحبه قال: وصلى الله على محمد. فلا يقدر أحد أن يراجعه أو يستزيده. ولقد تبسم خادم للطاهرية يوما، فقطع ابن رافع، وأنهى الخبر بعد ذلك. فأمر بقتل الخادم حتى احتلنا لخلاصه.
قال الحاكم: سمعت أبا جعفر محمد بن سعيد المذكر يقول: سمعت زكريا بن دلويه يقول: بعث طاهر بن عبد الله إلى محمد بن رافع بخمسة آلاف درهم، فدخل عليه الرسول بعد العصر وهو يأكل الخبز مع فجل، فوضعها وقال: بعث بها الأمير.
فقال: خذ خذ لا أحتاج إليه، فإن الشمس قد بلغت رأس الحيطان، إنما تغرب بعد ساعة، وقد جاوزت الثمانين إلى متى أعيش فدخل عليه ابنه فقال: ليس لنا الليلة خبز.
قال: فبعث بعض أصحابه خلف الرسول ليرد المال إلى حضرة صاحبه فزعا من أن يذهب ابنه خلف الرسول، فيأخذ المال.
قال زكريا: وربما كان يخرج إلينا في الشتاء الشاتي، وقد لبس لحافه الذي يلبسه بالليل.

431
قال محمد بن رافع: سمعت أحمد بن حنبل يقول: إن قال المؤذن في أذانه: صلوا في الرجال، فلك أن تتخلف، وإن لم يقل، فقد وجبت عليك.
وقال: أنا أفدت أحمد عن يزيد بن مسلم الصغاني الراوي، وعن وهب بن منبه. ونزلت أنا وأحمد، ومات الشيخ، وكان قد أتى له مائة وخمس وثلاثون سنة. رواها أحمد بن سلمة، عن محمد بن رافع.
وقال أحمد بن عمر بن يزيد: نا محمد بن رافع: سمعت عبد الرزاق: سمعت معمرا يقول: رأيت باليمن عنقود عنب وقر بغل تام.
قال زنجويه بن محمد: توفي في ذي الحجة سنة خمس وأربعين، وغسله أحمد بن نصر العابد، وصلى عليه محمد بن يحيى الذهلي.
وقال مسلم، والنسائي: ثقة، مأمون.) محمد بن الربيع.
مولى الأزد. مصري معمر، يعرف بنعمة.
حدث عن: عبد الله بن لهيعة.
مات في رمضان سنة سبع وأربعين ومائتين. محمد بن رجاء بن السندي.
أبو عبد الله النيسابوري، والد محمد بن محمد بن رجاء الإسفرائيني.
سمع: النضر بن شميل، ومكي بن إبراهيم.
وعنه: ابنه، وزكريا بن داود، وابن خزيمة.
قال أبو عبد الله بن الأخرم: هو وأبوه وابنه ثقات أثبات.

432
محمد بن رزق الله.
أبو بكر الكلوذاني.
عن: يزيد بن هارون، وشبابة، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد، ويوسف بن يعقوب الأزرق، وغيرهما.
وكان صدوقا.
توفي سنة تسع وأربعين ومائتين. محمد بن رمح بن المهاجر م. ق. أبو عبد الله التجيبي، مولاهم المصري.
سمع: الليث بن سعد، وابن لهيعة، ومسلمة بن علي الخشني.
وحكى عن: مالك رحمه الله.
وعنه: م. ق.، والحسن بن سفيان، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، وعلي بن أحمد بن علان، وأحمد بن عبد الوارث العسال، ومحمد بن زبان المصريون، وخلق سواهم.

433
وكان موصوفا بالإتقان الزائد حتى قال فيه النسائي: ما أخطأ في حديث واحد.
وقال أبو سعيد بن يونس: ثقة ثبت. كان أعلم الناس بأخبار بلدنا.
توفي في شوال سنة اثنتين وأربعين.
قال النسائي: لو كان يكتب عن مالك لأثبته في الطبقة الأولى من أصحابه.) محمد بن روح بن عمران.
أبو عبد الله المصري، مولى قتيرة، من تجيب.
روى عن: عبد الله بن وهب وكان منكر الحديث. قاله ابن يونس.
قال: وكان رجلا صالحا.
توفي في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن زاهر بن حرب النسائي.
ابن أخي أبي خيثمة.
سكن دمشق، وحدث عن: القعنبي، وجماعة.
وكان طلابة للعلم. مات كهلا.

434
روى عنه: محمود بن سميع، وسعد بن محمد البيروتي.
قال أبو حاتم: أنا صليت عليه، وكان من أقراني. لا بأس به. محمد بن زنبور المكي ن. هو أبو صالح محمد بن جعفر بن أبي الأزهر، ولقب أبيه جعفر: زنبور.
روى عن: حماد بن زيد، وإسماعيل بن جعفر، وعبد العزيز بن أبي حازم، وجماعة.
وعنه: ن.، وأبو عروبة، وعمر بن محمد بن بجير، وابن صاعد، وأبو علي أحمد بن محمد الباشاني، ومحمد بن أحمد الدبيلي، وخلق سواهم.
قال النسائي: ثقة.
وضعفه ابن خزيمة.
توفي في ذي الحجة سنة ثمان وأربعين.
وقع لي حديثه عاليا. محمد بن أبي السري.

435
أبو جعفر الأزدي.
يروي عن: هشام بن الكلبي تصانيفه.
وعن: إسحاق الأزرق.
وعنه: أبو سعيد السكوني، ومحمد بن خلف بن المرزبان، وأبو أحمد البربري، وآخرون.) محمد بن سعيد بن حماد.
أبو إسحاق الأنصاري الحراني.
عن: عتاب بن بشير، ومسكين بن بكير.
وعنه: النسائي، وابن الباغندي، وأبو عروبة.
توفي سنة أربع وأربعين ومائتين. محمد بن سعيد بن عفير المصري.
عن: ابن وهب.
قال ابن يونس: توفي سنة سبع وأربعين ومائتين. محمد بن سعيد بن يزيد بن إبراهيم التستري البصري ق. أبو بكر، أخو أحمد.
عن: معاذ بن هشام، ويعقوب الحضرمي، وأبي عاصم النبيل، وطائفة.

436
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون. محمد بن سعيد بن عبد الملك بن أبي قفيز.
أبو جعفر السلمي الدمشقي.
عن: معروف الخياط الراوي، عن واثلة بن الأسقع.
وعن: بقية، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: أبو الحسن بن جوصا، ومحمد بن أحمد بن معدان، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن مروان، وآخرون. محمد بن سفيان بن أبي الزرد الأبلي د. عن: سعيد بن عامر الضبعي، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة.
وعنه: د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعلي بن أحمد بن بسطام، وابن خزيمة، وآخرون. محمد بن سلمة المرادي م. د. ت. ق. مولاهم المصري الفقيه.
عن: ابن وهب، وابن القاسم، وغيرهما.
وعنه: م. د. ت. ق.، ومحمد بن محمد الباغندي، وعلي بن أحمد علان، وجماعة.

437
وكان من ثقات المصريين وفضلائهم.)
توفي في ربيع الأول سنة ثمان وأبعين.
استكتبه الحارث بن مسكين إذ كان قاضيا، يكنى أبا الحارث.
ذكره النسائي يوما وقال: ثقة ثقة. محمد بن سليمان بن حبيب د. ن. أبو جعفر الأسدي البغدادي، نزيل المصيصة ولقبه: لوين.
وهو صاحب الجزء المشهور الذي يروى اليوم عاليا.
سمع: مالك بن أنس، وسليمان بن بلال، وحماد بن زيد، وحديج بن معاوية، وأبا عوانة، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وسفيان بن عيينة، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وعبد الله بن أحمد، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، ومحمد بن إبراهيم الحروري، وأبو بكر بن أبي داود، وخلق.
وحدث بالثغور، وببغداد، وإصبهان. وعمر دهرا طويلا.
روى النسائي في سننه أيضا، عن رجل، عنه، وقال: ثقة.

438
قال محمد بن القاسم الأزدي: قال لوين: لقبتني أمي لوينا، وقد رضيت.
وقال الخطيب، وغيره: كان يبيع الدواب، فيقول هذا الفرس له: لوين.
فلقب بذلك.
وقال أحمد بن القاسم بن نصر: ثنا لوين سنة أربعين ومائتين.
وسأله أبي: كم لك قال: مائة وثلاث عشر سنة.
قلت: لو سمع في صباه للقي التابعين كهشام بن عروة، وطبقته.
ولو سمع وهو ابن ثلاثين سنة لسمع من شعبة، وابن أبي ذئب ولكنه سمع وهو كهل. ومع هذا فصار من أسند أهل زمانه.
توفي سنة ست وأربعين. وقيل: سنة خمس وأربعين بأذنة.
وكان غضب على أولاده، فتحول من المصيصة إلى أذنة. وهما من بلاد سيس. محمد بن سوار الأزدي الكوفي د. سكن مصر، وحدث عن: عبد السلام بن حرب، وعبدة بن سليمان، وجماعة.)
وعنه: د.، وابنه أبو بكر بن أبي داود، وعلان بن الصيقل، وآخرون.

439
توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين. محمد بن شجاع ت. وهو محمد بن عبد الله بن شجاع أبو عبد الله المروذي، نزيل بغداد.
عن: سفيان بن عيينة، وابن علية، وجماعة.
وعنه: ت.، ويعقوب الفسوي، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن أحمد بن زهير، وآخرون.
توفي سنة أربع وأربعين. محمد بن صدقة ن. أبو عبد الله الحمصي الجبلاوي المؤدب.
عن: بقية، ومحمد بن حرب، وأبي ضمرة، وغيرهم.
وعنه: ن.، وعمرو بن بجير، وابن أبي داود، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق.

440
محمد بن طريف البجلي الكوفي م. د. ت. ق. أبو جعفر.
عن: حفص بن غياث، وابن فضيل، وأبي معاوية، وطبقتهم.
وعنه: م. د. ت. ق.، ومحمد بن صالح بن ذريح، وعبد الله بن زيدان، وآخرون.
وكان ثقة، صاحب حديث.
توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. محمد بن عباد بن موسى البغدادي.
سندولا.
سمع: عبد السلام بن حرب، وعبد الله بن إدريس، وإسماعيل بن علية، وطائفة.
وعنه: إبراهيم الحربي، وابن أبي الدنيا، وأبو حامد محمد بن هارون.
وكان إخباريا، ضعيف الحديث.

441
محمد بن عباد بن آدم الهذلي ن. ق. البصري.)
عن: معتمر بن سليمان، ومحمد بن جعفر غندر، وجماعة.
وعنه: ن. ق.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن محمد بن وهب، وآخرون.
ولعله بقي إلى بعد الخمسين. محمد بن عبد الله بن عمار ن. الحافظ أبو جعفر الموصلي، مفيد الموصل ومحدثها.
سمع: المعافى بن عمران، وأبا بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعيسى بن يونس، وطبقتهم.

442
وله كتاب جليل في معرفة العلل والشيوخ.
وعنه: ن.، والحسين بن إدريس الهروي، وجعفر الفريابي، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو يعلى الموصلي، وعبد الله بن أحمد، وخلق.
وكان تاجرا فقدم بغداد مرات وحدث بها.
وكان عبيد العجلي يعظم أمره ويرفع قدره.
قال النسائي: ثقة، صاحب حديث.
قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين، وقد كمل ثمانين عاما.
وقال فيه الخطيب: كان أحد أهل الفضل المتحققين بالعلم، حسن الحفظ، كثير الحديث.
روى عنه: الحسين الهروي كتابا في علل الحديث ومعرفة الشيوخ.
وقال ابن عدي: سمعت أبا يعلى يسيء القول في ابن عمار ويقول: شهد على خالي بالزور.
وذكر الخطيب أنه مخرمي نزل الموصل.
قلت: فهو أبو جعفر محمد بن عبد الله المخرمي الحافظ.
سيعاد مع أبي جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي الحافظ المذكور في الطبقة الآتية، إن شاء الله.
وقال ابن قانع: توفي سنة إحدى وثلاثين، وهو وهم.

443
محمد بن عبد الله بن بزيع البصري م. ت. ن. عن: جعفر بن سليمان الضبعي، وفضيل بن سليمان، وبشر بن المفضل، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن.، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، ومحمد بن علي الترمذي الحكيم، وجماعة.
وثقه أبو حاتم.
توفي سنة سبع وأربعين ومائتين.) محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم بن سعيه بن أبي زرعة د. ن. أبو عبد الله بن البرقي المصري الحافظ، مولى بني زهرة، وأخو أحمد.
سمع: عمرو بن أبي سلمة التنيسي، وإدريس بن يحيى الخولاني، وعبد الملك بن هشام، ومحمد بن يوسف الفريابي، وعبد الله بن يوسف، وأبا عبد الرحمن المقرئ، وطائفة.
وتكلم في الجرح والتعديل، وأخذ عن: يحيى بن معين، وغيره.

444
روى عنه: د. ن.، والحسن بن الفرج الغزي، ومحمد بن المعافى، وعمر بن محمد بن بجير، وجماعة.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال أبو سعيد بن يونس: كان ثقة، حدث بالمغزي عن عبد الملك بن هشام. وتوفي في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين.
قال: وإنما عرف بالبرقي لأنه كان وإخواته يتجرون إلى برقة. محمد بن عبد الله بن عبيد بن عقيل د. ن. ق. أبو مسعود الهلالي البصري.
عن: جده عبيد، وبشر بن عمر الزهراني، وأبا عاصم النبيل، وعمرو بن عاصم، وعثمان بن عمر بن فارس، وجماعة.
وعنه: د. ن. ق.، وأحمد بن يحيى التستري، وأبو عروبة، ومحمد بن نوح الجنديسابوري، وأحمد بن محمد بن صدقة الحافظ، وطائفة.
قال النسائي: لا بأس به. محمد بن عبد الله بن بكر الخزاعي ن. ويقال الهاشمي، مولاهم الصنعاني المقدسي، الخلنجي.

445
أبو الحسن نزيل بيت المقدس.
عن: سفيان بن عيينة، وسعيد بن سالم القداح، وعبد الله بن ميمون القداح، ومالك بن سعيد.
وعنه: ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي، وآخرون، آخرهم محمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني. محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس بن مالك الأنصاري البصري ق. عن: محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي، وأبي عاصم، ويحيى بن كثير، وغيرهم.
وعنه: ق.، وابن خزيمة، وأبو قريش، وأبو عروبة، وابن صاعد.) محمد بن عبد الله بن أبي حماد الطرسوسي القطان د. عن: عبد الرحمن بن مغراء، وأبي تميلة يحيى بن واضح، وجماعة.
وعنه: د.، وعلي بن الحسين بن الجنيد، وأبو عبد الرحمن النسائي في الكنى، وآخرون. محمد بن عبد الله بن حسن.

446
أبو عبد الله الجرجاني العصار.
كان مع أحمد بن حنبل في اليمن.
روى عن: عبد الرزاق، وإبراهيم بن الحكم بن أبان.
وعنه: عمران بن موسى السختياني، وعبد الرحمن بن عبد المؤمن المهلبي، وإبراهيم بن تومرد.
قال حمزة السهمي: هو أول من أظهر مذهب الحديث بجرجان، رحمه الله. محمد بن عبد الأعلى م. ت. ن. ق. أبو عبد الله الصنعاني القيسي.
عن: معتمر بن سليمان، ويزيد بن زريع، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، وعثام بن علي، وعبد الرزاق، وطائفة.
وعنه: م. ت. ن. ق.، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وعمر بن بجير، وابن خزيمة، وقاسم المطرز، وخلق.
وثقه أبو حاتم، وغيره.
توفي بالبصرة سنة خمس وأربعين ومائتين.

447
محمد بن عبد الرحمن بن حكيم بن سهم الأنطاكي م. عن: معتمر بن سليمان، وأبي إسحاق الفزاري، وابن المبارك، وعيسى بن يونس، وبقية بن الوليد.
وعنه: م.، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي، وموسى بن هارون، وأبو القاسم البغوي، وخلق سواهم.
وثقه أبو بكر الخطيب.
وتوفي سنة ثلاث وأربعين. محمد بن عبد الصمد بن داود بن مهران الحراني.
أبو جعفر.
ولد بمصر وسمع من: ابن وهب، ورشدين بن سعد.)
توفي سنة إحدى وأربعين. محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة غزوان اليشكري خ. ع. مولاهم المروزي أبو جعفر.
حج بأخرة، وحدث عن: ابن المبارك، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، والفضل بن موسى، وأبي معاوية، وطائفة.

448
وعنه: ع.، و خ، عن رجل، عنه، وأبو زرعة الرازي، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وأبو إسحاق السراج، ومحمد بن هارون بن المجدر، وابن المبارك، سمع منه ثلاثة أحاديث فقط.
وروى البخاري في صحيحه عن سعيد بن مروان، وعنه، عن سلمون بن صالح.
توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين. محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب محمد بن عبد الله بن أبي عثمان بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية.
أبو عبد الله القرشي الأموي البصري.
عن: أبي عوانة، وعبد العزيز بن المختار، ويوسف بن الماجشون، وعبد الواحد بن زياد، وكثير بن سليم، وكثير بن عبد الله الأيلي، وعدة.
وعنه: م. ت. ن. ق.، وأبو بكر بن أبي الدنيا، ومحمد بن محمد الباغندي، وأبو القاسم البغوي، وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن جرير الطبري، وطائفة.

449
وكان من جلة المشايخ وفضلائهم.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال ابن قانع: مات بالبصرة في جمادى الأولى لعشر بقين منه سنة أربع وأربعين.
وقال الصولي: نهى المتوكل عن الكلام في القرآن، وأشخص الفقهاء والمحدثين إلى سامراء، منهم ابن أبي الشوارب، وأمرهم أن يحدثوا وأجزل صلاتهم.
قلت: لما ولي ابنه الحسن بن محمد القضاء تخوف وقال له: يا حسن أعيذ وجهك الحسن من النار.
وفي ذريته عدة قضاة يقع لي حديثه عاليا. محمد بن عبيد بن محمد بن واقد د. ت. ن. أبو جعفر المحاربي الكوفي النحاس.)
عن: علي بن مسهر، وعبد السلام بن حرب، وعمر بن عبيد، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن عياش، وأبي الأحوص سلام، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وابن المبارك، وطائفة.
وطال عمره، وآشتهر اسمه.
وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو لبيد السرخسي، وعنه: د. ت. ن.، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو لبيد السرخسي،

450
ومحمد بن جرير الطبري، وعبد الله بن زيدان البجلي، وطائفة.
قال النسائي: لا بأس به.
وقال ابن حبان: مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
قال ابن أبي عاصم: توفي سنة إحدى وخمسين. محمد بن عبيد بن محمد بن ثعلبة العامري الكوفي ق. المعروف بالحماني لنزوله فيهم. ويلقب بالحوت.
روى عن: أبيه، وعمر بن عبيد الطنافسي.
وعنه: ق.، وأحمد بن يحيى التستري، وحاجب بن أركين، وعلي بن العباس المقانعي، ويحيى بن صاعد، وآخرون.
ذكره ابن حبان في الثقات. محمد بن عبيد المدني.
تقدم. محمد بن عبيد بن عبد الملك ت. أبو عبد الله الأسدي الهمداني، الكوفي الأصل، الجلابة.
عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، ويحيى بن سعيد الأموي، وعبيدة بن حميد، وإسماعيل بن علية، وعلي بن أبي بكر الإسفذني، وجماعة.
وعنه: ت.، والحسن بن علي بن أبي الحناء، وعلي بن سعيد

451
العسكري، وقاسم بن زكريا المطرز، وأبو بشر محمد بن أحمد الدولابي، وعبد الرحمن بن أحمد بن عباد، ومحمد بن ماجة في غير السنن، وآخرون.
وكان عبدا صالحا.
وثقه أبو زرعة وأثنى عليه.
وقال الحسن بن يزداد الخشاب: لو كان محمد بن عبيد ببغداد كان شبيها بأحمد بن حنبل.
وقال غيره: كان يصوم الدهر.)
قلت: وقع لنا حديثه عاليا.
وتوفي سنة تسع وأربعين ومائتين. محمد بن عثمان بن خالد ق. أبو مروان العثماني المدني.
عن: أبيه، وإبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، ومحمد بن ميمون، وجماعة.
وعنه: ق.، وأحمد بن زيد القزاز، وإسحاق الخزاعي، وبقي بن مخلد، وجعفر الفريابي، وعمران بن موسى بن مجاشع، ومحمد بن يحيى بن مندة، وطائفة.
قال صالح جزرة: ثقة صدوق، إلا أنه يروي عن أبيه المناكير.

452
وقال موسى بن هارون: مات سنة إحدى وأربعين.
وقال البخاري: صدوق. محمد بن عثمان بن بحر ن. أبو عبد الله العقيلي البصري.
عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الرحمن الطفاوي، وأبي عاصم النبيل.
وعنه: ن،. وأحمد بن عمرو البزار، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وطائفة. محمد بن عصام بن يزيد بن عجلان الإصبهاني جبر.
ولقب أبيه أيضا جبر.
روى عن: أبيه، وله عنه نسخة كبيرة عن سفيان الثوري.
وعنه: محمد بن يحيى بن مندة، وأحمد بن علي بن الجارود، وسلم بن عصام، ومحمد بن أحمد بن يزيد الزهري. محمد بن عقبة بن هرم السدوسي البصري.

453
عن: جعفر بن سليمان الضبعي، وحماد بن زيد، وحسان الكرماني، وجرير بن عبد الحميد.
وعنه: أحمد بن عمرو البزار، والحسن بن سفيان، وعبدان الأهوازي، وجماعة.
ضعفه أبو حاتم.
وقد روى عنه البخاري في كتاب الأدب. محمد بن عكاشة الكرماني.
روى الموضوعات عن مثل: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم.)
وعنه: إسماعيل بن قتيبة النيسابوري، وغيره.
ذكره ابن عساكر فقال: محمد بن عكاشة بن محصن، وأبو عبد الله الكرماني. ذكر أنه سمع من: الوليد، ووكيع، وابن عيينة، ومندل بن علي، وعبد الرزاق، وطائفة.
روى عنه: إسماعيل بن قتيبة، وإبراهيم بن محمد بن هانيء، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي.
قال الدارقطني: كان يضع الحديث.

454
وقال أحمد بن محمد بن يونس الهروي البزاز: كان يحدث بالبواطيل، فبلغني أنه شهد الجمعة بكرمان، فقرأ الإمام على المنبر، فصعق فمات.
قلت: ومما وضع على سند الصحيحين: أطعموا نساءكم لبانا، فإن يكن ذكرا يخرج ذكيا شجاعا، وإن يكن جارية حسن خلقها وأعظم عجيزتها، وحظيت عند زوجها.
ومن موضوعاته على النبي صلى الله عليه وسلم، عن جبريل، عن الله عز وجل: من لم يؤمن بالقدر فليس مني، أو نحوه. محمد بن العلاء بن كريب ع.

455
أبو كريب الهمداني الحافظ. محدث الكوفة.
عن: عبد الله بن المبارك، وسفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وعبيد الله الأشجعي، وعمر بن عبيد، وحاتم بن إسماعيل، وعبد الله بن إدريس، وهشيم، وخلق.
وعنه: ع.، وبقي بن مخلد، وعبد الله بن أحمد، وأحمد بن علي المروزي، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن ناجية، وابن خزيمة، وأبو عروبة، ومحمد بن هارون الروياني، وعبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، وخلق.
سمع بدمشق من: شعيب بن إسحاق.
وعنه: قال: أتيت يحيى بن حمزة، فوجدت عليه سواد القضاء، فلم أسمع منه. كنت سافرت أريد إفريقية.
وقال علي بن نصر النيسابوري: سمعت أبا عمرو الخفاف يقول: ما رأيت في المشايخ بعد إسحاق أحفظ من أبي كريب.
وقال النسائي: ثقة.
قال صالح جزرة: تيبس رأس أبي كريب، فأمر الطبيب أن يغلف رأسه بفالوذج. قال: فتناوله من رأسه، وأكله وقال: بطني أحوج إلى هذا من رأسي.)
قال مطين: أوصى أبو كريب بكتبه أن تدفن، فدفنت.
قال حجاج الشاعر: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لو حدثت عن أحد ممن أجاب، يعني في المحنة، لحدثت عن اثنتين: أبو معمر، وأبو كريب، وأما أبو معمر فلم يزل بعدما أجاب يذم نفسه على إجابته، ويحسن أمر الذي لم يجب. وأما أبو كريب فأجري عليه ديناران، وهو محتاج، فتركها لما علم أنه

456
أجري عليه لذلك.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير: ما بالعراق أكثر حديثا من كريب، ولا أعرف بحديث بلدنا منه.
وقال الحافظ أبو علي النيسابوري: سمعت أبا العباس بن عقدة يقدم أبا كريب في الحفظ والكثرة على جميع مشايخهم.
ويقول: ظهر لأبي كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث.
وقال موسى بن إسحاق: سمعت من أبي كريب مائة ألف حديث.
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال أبو عمرو الخفاف: ما رأيت في المشايخ بعد إسحاق مثل أبي كريب.
وقال محمد بن يحيى لإبراهيم بن أبي طالب: من أحفظ من رأيت بالعراق.
قال: لم أر بعد أحمد بن حنبل أحفظ من أبي كريب.
قال البخاري: توفي أبو كريب يوم الثلاثاء لأربع بقين من جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين ومائتين.
زاد غيره: عاش سبعا وثمانين سنة، رحمه الله.

457
محمد بن علي بن الحسن بن شقيق ت. ن. أبو عبد الله المروزي.
حدث ببغداد وخراسان، عن: أبيه، والنضر بن شميل، وأبي أسامة، ويزيد بن هارون، وعبدان بن عثمان، وجماعة.
وعنه: ت. ن، والحسن بن سفيان، وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وابن صاعد، وخلق آخرهم القاضي المحاملي.
وثقه النسائي، وغيره.
قال محمد بن موسى الباشاني، وابن قانع: مات سنة خمسين. زاد الباشاني: لثلاث بقين من المحرم. سقط من السطح فمات. محمد بن علي بن حمزة ن. أبو عبد الله المروزي الحافظ.
عن: إسحاق بن سليمان الرازي، وعبيد الله بن موسى، وأبي اليمان،

458
وعبدان بن عثمان، وطبقتهم.
وعنه: ن.، وإبراهيم بن أبي طالب، وعلي بن سعيد الرازي، وابن خزيمة، وأبو قريش محمد بن جمعة، وآخرون.)
وأكثر عنه ابن خزيمة، وسأله عن العلل والرجال.
أقام بنيسابور مدة بعد الأربعين. أما محمد بن علي بن حمزة العلوي البغدادي.
فشيخ ثقة. توفي سنة ست وثمانين ومائتين.
عنده عن: أبي عثمان المازني. ومحمد بن علي بن حمزة الأنصاري.
عن: عبيد الله القواريري. ومحمد بن علي بن حمزة الأنطاكي.
نزل بغداد، روى عن: أبي أمية الطرسوسي، وطبقته.
وبقي إلى سنة ثلاث عشر وثلاثمائة. محمد بن عمران بن أيوب الإصبهاني.
عن: سلمة بن الفضل، وعبيد الله بن موسى، وطائفة.
وعنه: ابنه عبد الله، شيخ لأبي الشيخ، وغيره.

459
محمد بن عمران بن زياد.
أبو جعفر الضبي الكوفي النحوي.
سكن بغداد، وأدب ابن المعتز.
وحدث عن: أبي نعيم، وأبي غسان النهدي، وجماعة كثيرة.
ورحل إلى الشام، فسمع من: هشام بن عمار.
روى عنه: عبد الله بن أبي سعد الوراق، وأبو العباس بن مسروق.
مات كهلا وثقه الدارقطني. محمد بن عمر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي البصري ع. ت. ابن عم محمد بن أبي بكر.
سمع: أباه، ومحمد بن جعفر غندر، ومحمد بن أبي عدي، ويوسف بن عطية، ومعاذ بن هشام، ويحيى القطان، وعدة.
وعنه: ع.، وأحمد بن عمرو البزار، وجعفر بن أحمد الحافظ،

460
وابن خزيمة، ومحمد بن جرير، وآخرون.)
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن عمر بن حرب بن سنان القرشي البصري.
حدث بإصبهان عن: يحيى القطان، وغندر، والحكم بن سنان.
وعنه: عبد الله بن محمد بن وهب، وأحمد بن محمد بن مسلم. محمد بن عمرو بن العباس.
أبو بكر الباهلي البصري.
حدث عن: سفيان بن عيينة، وغندر، وعبد الوهاب الثقفي، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وآخرون.
توفي سنة تسع وأربعين ومائتين.
يقع لنا من عواليه. محمد بن عمرو بن الحكم الهروي.
حدث ببغداد عن: الجارود بن يزيد، وعبد الله بن واقد، ووكيع، ومكي بن إبراهيم، وغسان بن سليمان.
وعنه: ابن صاعد، والمحاملي.

461
قال الخطيب: ثقة، عنده عن الجارود بن يزيد، ومكي بن إبراهيم. محمد بن....
أبو عبد الله... الحافظ، نزيل هراة.
روى عن: إسحاق الأزرق، ويزيد بن...، وعبد الرزاق، وجماعة.
وعنه: أبو يحيى البزاز، ومحمد بن عبد الرحمن بن الشامي، ومحمد بن شاذان.
صدوق.
قيل: إنه كان يحفظ سبعين ألف حديثه. محمد بن أبي عون.
أبو بكر البغدادي.
عن: محمد بن فضيل، وشعيب بن حرب.
وعنه: ابن صاعد، والمحاملي، وجماعة.)
توفي سنة تسع وأربعين ببغداد في شعبان.
واسم أبيه أبي عون محمد. محمد بن عيسى بن زياد ن.

462
أبو الحسين الدامغاني. نزيل الري.
حدث عن: ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وسلمة الأبرش، وجماعة.
وعنه: ن.، ومحمد بن جرير الطبري، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو نعيم عبد الملك بن عدي، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، وآخرون كثيرون.
ولعله بقي إلى بعد الخمسين. محمد بن أبي غالب القومسي الطيالسي خ. د. أبو عبد الله، نزيل بغداد.
عن: يزيد بن هارون، وسعيد بن سليمان سعدويه، وعبد الرحمن بن شريك النخعي، وطائفة.
وعنه: خ. د.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو بكر بن أبي داود.
قال البخاري: مات في سلخ رمضان سنة خمسين.
قلت: روى البخاري عنه عن: محمد بن أبي سمية.
وعنه عن: إبراهيم بن المنذر الحزامي.

463
وكان من الثقات.
وأما محمد بن أبي غالب.
صاحب هشيم، فمات سنة أربع وعشرين ومائتين. محمد بن فراس ت. ق. أبو هريرة البصري الصيرفي.
عن: وكيع، ومعاذ بن هشام، وسلمة بن قتيبة، وحرمي بن عمارة أبي داود، وطبقتهم.
وعنه: ت. ق.، وأحمد بن عمرو البزار، وعمر بن بجير، ومطين، و... محمد بن سليمان المالكي البصري، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.)
قلت: توفي سنة اثنتين وأربعين. محمد بن قدامة بن أعين بن المسور الجوهري أبو جعفر المصيصي.

464
عن: ابن المبارك، وجرير بن عبد الحميد، وفضيل بن عياض، ووكيع، وعثام بن علي، وسفيان بن عيينة، وأبي الحسن الكسائي، وطائفة.
وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن عبيد الله الأسدي الحلبي ابن أخي الإمام، وعبد الرحمن بن عبيد الله الهاشمي الحلبي ابن أخي الإمام، وعمر بن الحسن أبو حفيص الحلبي القاضي، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن المسيب الأغياني، ومحمد بن سفيان.
قال النسائي: لا بأس به.
ووثقه الدارقطني.
وقال ابن حبان: مات قريبا من سنة خمسين.
قلت: وقع لنا حديثه عاليا في معجم ابن جميع. محمد بن الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي.
قاضي الجزيرة.
توفي بالجزيرة بعد الأربعين ومائتين.
روى عن: أبيه، وغيره.
وذكر ابن يونس أنه سمع أيضا من: سفيان بن عيينة الهلالي.
قال: وله أخ باسمه توفي سنة إحدى وثلاثين بمصر.

465
محمد بن محمد بن مرزوق الباهلي م. ت. بصري ثقة.
حدث ببغداد، عن: روح بن عبادة، وأبي عامر العقدي، ومحمد بن عبد الله الأنصاري.
وعنه: م. ت.، ونسباه إلى جده، ومحمد بن جرير، وابن خزيمة، والمحاملي.
وسيعاد. محمد بن محمد بن النعمان بن شبل الباهلي البصري.
روى عن: مالك بن أنس، وغيره.
وعمر دهرا.)
روى عنه: أحمد بن محمد بن روق الهزاني. محمد بن مرداس الأنصاري البصري.

466
عن: زياد بن عبد الله البكائي، وبشر بن المفضل، وعبد الله بن عيسى الخزاز.
وعنه: محمد بن إسماعيل البخاري في بعض تواليفه، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن هارون الروياني، ومحمد بن أحمد بن سليمان الهروي، وآخرون.
توفي سنة تسع وأربعين. أما محمد بن مرداس الأنصاري.
عن خارجة بن مصعب، فآخر لا يعرف. محمد بن مرزوق الباهلي م. ت. ق.

467
هو محمد بن محمد بن مرزوق بن بكير، مر. وأكثر ما يأتي منسوبا إلى جده.
روى عنه: م. ت. ق.، وخلق.
قال ابن أبي عاصم: توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين.
قلت: تفرد عن الأنصاري، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رفعه: إذا أكل ناسيا فلا قضاء عليه ولا كفارة.
لم يروه أحد بهذا الإسناد غيره. محمد بن مسعدة البزاز.
روى عن: محمد بن شعيب بن شابور.
وعنه: أبو العباس السراج، وقاسم المطرز، ويحيى بن صاعد. محمد بن مسعود بن يوسف د. أبو جعفر بن العجمي. نزيل طرسوس وشيخها في زمانه.
روى عن: عيسى بن يونس، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وزيد بن الحباب، وعبد الرزاق، وطائفة.
وعنه: د.، وجعفر الفريابي، ومحمد بن وضاح الأندلسي، وحاجب بن

468
أركين، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن إسحاق السراج، وعبد الله بن محمد بن وهب الدينوري، والحسين بن إسماعيل المحاملي، وآخرون.
وثقه الخطيب، وغيره.
وقال محمد بن وضاح: رفيع الشأن فاضل، ليس بدون أحمد بن حنبل.)
قلت: سمع منه أحمد بن علي الجزري في سنة سبع وأربعين.
قال ابن عبد البر: قال ابن وضاح: ما أعلم أحدا أعلم بالحديث من محمد بن مسعود. محمد بن مسكين اليمامي خ. م. د. ن. أبو الحسن.
حدث ببغداد، عن: جعفر بن يوسف الفريابي، وبشر بن بكر، ويحيى بن حسان التنيسيين، وأبي مسهر، وطائفة.
وآخر شيخ له: وهب بن جرير.

469
وعنه: خ. م. د. ن.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وأحمد بن عمرو البزار، ومحمد بن حسين بن مكرم، ومحمد بن يحيى بن مندة، وعمر البجيري، وابن خزيمة، وآخرون.
وثقه أبو داود، وغيره. محمد بن مصفى بن بهلول د. ن. ق. أبو عبد الله القرشي الحمصي، الرجل الصالح.
روى عن: بقية، وسفيان بن عيينة، ومحمد بن حرب الخولاني، والوليد بن مسلم، وابن أبي فديك، وطائفة.
وعنه: د. ن. ق.، والحسن بن فيل، وسعيد بن عبد العزيز الحلبي، وعبدان الأهوازي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن تمام البهراني، ومحمد بن العباس بن الدرفس، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي، وعبد الغافر بن سلامة الحمصي وخلق.

470
قال أبو حاتم: صدوق.
قال: محمد بن عبد الفضل الكلاعي: عادلته إلى مكة سنة ست وأربعين، فأقبل بالجمعة ومات بمنى. وكان دخل مكة وهو لما به، فدخل أصحاب الحديث عليه وهو في النزع، فقرأوا عليه، فما عقل مما قريء شيئا.
وقال محمد بن عوف: رأيت محمد بن مصفى في النوم، فقلت: يا أبا عبد الله أليس قد مت إلى ما صرت قال: إلى خير، ومع ذلك فنحن نرى ربنا كل يوم مرتين.
فقلت: يا أبا عبد الله صاحب سنة في الدنيا، وصاحب سنة في الآخرة قال: فتبسم إلي.
قلت: روى ابن ماجة أيضا عن مرار بن حمويه عن محمد بن مصفى.
وقال جزرة: له مناكير. محمد بن معروف القرشي الإصبهاني العطار.)
حدث عن: يحيى بن سعيد القطان، ويزيد بن هارون.

471
وقرأ القرآن على يعقوب الحضرمي. حدث عنه: محمد بن أحمد بن تميم، وعبد الله بن أبي عيسى، وغيرهما.
وأم بجامع إصبهان.
وكان من العبادة والورع بمحل. رحمه الله. محمد بن مقاتل.
أبو عبد الله الرازي.
عن: جرير بن عبد الحميد، ووكيع، وحكام بن سلم، وجماعة.
وعنه: أحمد بن جعفر الجمال، وعيسى بن محمد المروزي الكاتب، والزاهد أبو عثمان سعيد بن إسماعيل الجيزي، وآخرون.
وهو من الضعفاء والمتروكين.
قيل إنه توفي سنة ست وأربعين، وكان من الفقهاء الكبار. أما محمد بن مقاتل المروزي.
فقد مات قبل هذا بعشرين سنة. محمد بن موسى بن نفيع ت. ن.

472
أبو عبد الله الحرشي البصري.
عن: حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، ومحمد بن ثابت العبدي، وسهيل بن أبي حزم، وفضيل بن سليمان، وطائفة.
وعنه: ت. ن.، وأحمد بن عمرو البزار، والحسين بن إسحاق التستري، والقاسم المطرز، وعمر بن محمد بن بجير، وابن صاعد، وطائفة.
قال أبو داود: ضعيف.
وقال أبو حاتم: شيخ.
وقال النسائي: صالح.
ووثقه ابن حبان.
توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين. محمد بن موسى بن عمران خ. م. ق. أبو جعفر الواسطي القطان، ابن عمة أحمد بن سنان القطان.)
عن: يزيد بن هارون، وأبي سفيان الحميري، وأبي عامر العقدي، وأبي عاصم، والمثنى بن معاذ العنقزي، وطائفة.

473
وعنه: خ. م. ق.، وأحمد بن يحيى التستري، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن عمرو البزار، وابن خزيمة، وابن صاعد، وطائفة.
ذكره ابن حبان في الثقات. محمد بن أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن ت. أبو عبد الملك السندي المدني، مولى بني هاشم.
عن: أبيه، والنضر بن منصور، وغيرهما.
وعنه: ت.، وإبراهيم بن محمد بن متويه، ومحمد بن المجدر، وشعيب الذارع، ومحمد بن جرير، وأحمد بن عبد الله بن سابور الدقاق، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وجماعة.
قال أبو حاتم: محله الصدق.
ووثقه أبو يعلى الموصلي.
توفي سنة أربع، وقيل: سنة سبع وأربعين، وله تسع وتسعون سنة.
قال ابن معين: سألت حجاجا بالمصيصة عنه فقال: طلب مني كتب أبيه مما سمعته، فأخذها فنسخها، وما سمعها مني.

474
قلت: هذا لا يدل على أنه حدث بما نسخ، فلا يضره ذلك. محمد بن النضر الزبيري الإصبهاني.
عن: عامر بن إبراهيم، وبكر بن بكار، وجماعة.
وعنه: أحمد بن الحسين الأنصاري، وعبد الله محمد بن عيسى. محمد بن النعمان بن عبد السلام بن حبيب بن حطيط.
أبو عبد الله التيمي الإصبهاني. شيخ إصبهان وابن شيخها وأبو شيخها عبد الله.
لم يسمع من أبيه لصغره.
ورحل، وسمع من: سفيان بن عيينة، وحفص بن غياث، وأبي بكر بن عياش، ووكيع، وطائفة.
وعنه: زيد بن أخرم وقال: ثنا عابد أهل إصبهان محمد بن النعمان.
وروى عنه: هارون بن سليمان، ومحمد بن يزيد، وجعفر بن أحمد بن فارس.
قال أبو الشيخ: هو أحد الورعين. لم يحدث إلا بالقليل.)
ذكر أنه خرج إلى البصرة، فأقام بها زمانا، وتزوج بها ابنة عبد الله بن بكر السهمي.
كان أبيض الرأس واللحية، وكان ثوبه خشنا، وكمه إلى طرف أصابعه.

475
ثم وصفوا له التنعم، وأنه إن لم يفعل خيف على عقله، فكان بعد ذلك يلبس الثياب الفاخرة، ويتغلف بالغالية.
قال: وتوفي سنة أربع وأربعين ومائتين. محمد بن هارون الرشيد بن محمد المهدي بن المنصور.
أبو العباس الهاشمي. وهو معروف بكنيته، لأن له عدة إخوة، إنما يعرفون بكناهم. وكان هذا مغفلا، فحدث أبو العيناء قال: حدثني أبو العالية قال: لما مات سعيد بن سلم الباهلي قال لي الرشيد: علم ابني تعزيته.
فقلت: يا أبا العباس، إذا صرت إلى القوم فقل: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم ورحم موتاكم.
فقال: هذا طويل.
فقلت: قل: أعظم الله أجركم وأحسن عزاءكم.
فقال: هذا أطول من ذاك.
فقلت: قل: أعظم الله أجركم. وأخذت أكررها على سمعه ثلاثا. فلما ركبنا في اليوم الثالث وركب الناس وقربنا من دار الميت، خرج أولاده حفاة، فنزل ودخل فقال: ما فعل أبو عمرو قالوا: مات.
قال: جيد، فإيش عملتم قالوا: دفناه.
فقال: أحسنتم.

476
ورخ وفاة أبي العباس هذا أحمد بن أبي طاهر في سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن هارون.
أبو عيسى الوراق. صاحب التصانيف.
ذكره المسعودي بأنه توفي سنة سبع وأربعين ومائتين ببغداد، وله تصانيف كثيرة في العلات والإمامة والنظر. محمد بن هشام بن عوف.
أبو محلم التميمي السعدي اللغوي، أحد أئمة العربية.
سمع: سفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن فضيل، وخالد بن الحارث، وطائفة.
ودخل البادية في طلب لسان العرب، وبقي بها مدة، وكتب الكثير من كلامهم.)
وكان ينظر بابن الأعرابي.
أخذ عنه: الزبير بن بكار، وثعلب، والمبرد، وعلي بن الصباح، وآخرون.
من علماء العراق.

477
توفي سنة خمس وأربعين.
وقيل: سنة ثمان وأربعين. محمد بن الهيثم بن خالد.
أبو عبد الله البجلي الكوفي الحافظ.
روى عن: عم أبيه الحسن بن الربيع البوراني، وحسين الجعفي، وأبي أسامة، وأبي نعيم.
وحدث ببخارى، روى عنه أهلها.
قال بكر بن منير: سمعت أبي يسأل محمد بن إسماعيل البخاري، عن محمد بن الهيثم لما قدم بخارى، فقال: اكتبوا عنه فإنه ثقة. وجميع ما حدث ببخارى حدثناه حفظا، والكتب بين يديه مطروحة.
أنا ابن الخلال، وأنا جعفر، أنا السلفي، أنا أبو علي البرداني، أنا هناد السلفي، أنا غنجار في تاريخه: ثنا أحمد بن أبي حامد الباهلي، سمعت بكر بن منير بن خليد: سمعت محمد بن الهيثم البجلي ببخارى يقول: كان ببغداد قائد من بعض قواد المتوكل، وكانت امرأته تلد البنات. فحملت المرأة مرة، فحلف زوجها: إن ولدت هذه المرة بنتا فإني أقتلك بالسيف.
فلما قربت ولادتها وجلست قابلة، ألقت المرأة مثل الجريب وهو يضطرب، فشقوه، فخرج منه أربعون ابنا وعاشوا كلهم.
قال محمد بن الهيثم: وأنا رأيتهم ببغداد ركبانا خلف أبيهم. وكان اشترى لكل واحد منهم ظئرا.

478
قال بكر بن منير: حضرت مجلس محمد بن إسماعيل البخاري، فأخبره والدي بما حكى لنا محمد بن الهيثم فقال: اكتبوا عنه، فإنه رجل صدوق مستور.
قال غنجار: توفي سنة تسع وأربعين ومائتين.
قلت: وبكر ثقة مشهور. محمد بن الهيثم الكوفي المقرئ.
أجل أصحاب خلاد بن خالد.
قال الداني: عرض على جماعة من حمزة، منهم: حسين الجعفي، وعبد الرحمن بن أبي حماد.)
وروى عن: يحيى بن زياد الفراء، وغيره.
قرأ عليه: القاسم بن نصر المازني، وعبد الله بن ثابت.

479
وحدث عنه: ابن أبي الدنيا، وسليمان بن يحيى الضبي، وعلي بن الحسن الطيالسي.
وكان يقول: هذا الإفراط في المد والهمز وغير ذلك من التكلف، عندنا مكروه. محمد بن الوزير المصري د. عن: بشر بن بكر التنيسي، والشافعي، وسعيد بن عفير.
وعنه: د.
أغفله ابن يونس صاحب تاريخ مصر، وابن عساكر صاحب النبل، ولا نعلم أحدا روى عنه غير أبي داود. والله أعلم. محمد بن الوزير بن الحكم د. أبو عبد الله السلمي الدمشقي، ختن أحمد بن أبي الحواري.
روى عن: الوليد بن مسلم، وضمرة بن ربيعة، ومحمد بن شعيب بن شابور، والوليد بن مزيد البيروتي، وجماعة.
وعنه: د.، وأبو الجهم بن طلاب، وأبو الحسن بن جوصا، والحسن بن علي الكفربطناوي، وأبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن بدر الباهلي، وطائفة.

480
وثقه أبو حاتم، وغيره.
وتوفي في سادس ذي القعدة سنة خمسين ومائتين. وأما محمد بن وزير الواسطي فسيأتي. محمد بن الوليد الأموي المديني الخياط.
عن: سفيان بن عيينة، وهشام بن سليمان، والزحاف بن أبي الزحاف.
وعنه: إسماعيل بن أحمد بن أسيد، وإبراهيم بن نائلة، وأحمد بن الحسين الأنصاري، وآخرون.
قال محمد بن يحيى بن مندة: كان من الأبدال.
وقال أبو نعيم الحافظ: حكى ابنه عنه أنه قال: أنا من ولد سليمان بن عبد الملك بن مروان ولا تخبر به أحدا فإني رجل خياط. محمد بن وهب بن أبي كريمة ن. أبو المعافى الحراني.)

481
عن: عتاب بن بشير، ومحمد بن سلمة، وعيسى بن يونس، ومسكين بن بكير.
وعنه: ن.، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، والحسين بن إسحاق التستري، وأبو عروبة، وجماعة.
قال النسائي: لا بأس به.
قلت: توفي في رمضان سنة ثلاث وأربعين ومائتين. محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني ت. ن. ق. نزيل مكة، أبو عبد الله الحافظ.
عن: سفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، ومروان بن معاوية، وعبد العزيز

482
الدراوردي، وسعيد بن سالم القداح، ووكيع، وسعيد بن سالم، ومعتمر بن سليمان.
وعنه: ت. ق. ون. بواسطة، وإسحاق بن أحمد الخزاعي، والحكم بن معبد الخزاعي، وعبد الله بن صالح البخاري، ومحمد بن إسحاق السراج، وعلي بن عبد الحميد الغضائري، والفضل بن محمد الجندي، وآخرون.
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: كان رجلا صالحا، وكان به غفلة. رأيت عنده حديثا موضوعا، حدث عن ابن عيينة، به، وكان صدوقا.
وعن الحسن بن أحمد بن الليث: ثنا ابن أبي عمر العدني، وكان قد حج سبعا وسبعين حجة، وبلغني أنه لم يقعد من الطواف ستين سنة، رحمه الله.
قلت: له مسند ضعيف.
قال البخاري: مات بمكة لإحدى عشرة بقيت من ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين ومائتين. محمد بن يحيى بن عبدويه الثقفي القصري الهروي المؤدب ت. ن. عن: عبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وجماعة.
وعنه: ت. ن.، وأحمد بن سنان المروزي، وجماعة.
قال النسائي: ثقة، كان يحفظ.

483
محمد بن يحيى بن فياض د. أبو الفضل الحنفي الزماني البصري.
عن: عبد الأعلى بن عبد الأعلى، وأبيه يحيى، ويوسف بن عطية الصفار، وعبد الوهاب الثقفي، ويحيى القطان، وبشر بن المفضل، وجماعة.
وعنه: د.، وزكريا السجزي، وأبو يعلى الموصلي، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الرحمن بن عبيد الله ابن أخي)
الإمام، وابن خزيمة، وابن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن خريم بن مروان الدمشقي، وابن صاعد، وخلق.
وحدث بالعراق، وإصبهان، ودمشق، ومكة.
وثقه الدارقطني.
وكان قدومه دمشق في سنة ست وأربعين. محمد بن يزيد ن. أبو جعفر البغدادي الأدمي الخراز المقابري.
عن: سفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، ومعن بن عيسى، ومحمد بن فضيل، ويحيى بن سليم الطائفي، وطائفة.
وعنه: ن.، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن إسحاق السراج، وابن صاعد،

484
وأبو حامد الحضرمي، ومحمد بن أحمد بن عمارة العطار، وطائفة.
قال السراج: توفي لست بقين من شوال سنة خمس وأربعين.
قال: وكان زاهدا من خيار المسلمين. محمد بن يزيد بن سابق الهروي الزاهد محمويه.
روى عن: الفضيل بن عياض، وسفيان بن عيينة.
وعنه: القاسم بن محمد بن عنبر الهروي.
توفي سنة ست وأربعين. محمد بن يزيد بن محمد بن كبير بن رفاعة م. ت. ق. أبو هشام العجلي الرفاعي الكوفي، قاضي بغداد.
عن: المطلب بن زياد، وأبي الأحوص سلام بن سليم، كذا في

485
التهذيب وأبي بكر بن عياش، ومحمد بن فضيل، وعبد الله بن الأجلح، وحفص بن غياث، ويحيى بن يمان، وطائفة.
وعنه: م. ت. ق.، وأحمد بن أبي خيثمة، وابن خزيمة، وابن صاعد، ومحمد بن هارون الحضرمي، وعمر بن بجير، وجعفر بن محمد بن الحسن الجروي، والحسين المحاملي، وآخرون.
قال أحمد العجلي: لا بأس به، صاحب قرآن. قرأ على سليم، وولي قضاء المدائن.
وقال البخاري: رأيتهم مجتمعين على ضعفه.
وقال ابن عقدة، عن مطين، عن محمد بن عبد الله بن نمير: إنه يسرق الحديث.
وقال أبو حاتم، عن ابن نمير: كان أضعفنا طلبا، وأكثرنا غرائب.)
وقال طلحة بن محمد بن جعفر: استقضي أبو هشام الرفاعي، يعني ببغداد، في سنة اثنتين وأربعين. وهو من أهل القرآن والعلم والفقه والحديث.
له كتاب في القراءات، قرأ علينا ابن صاعد أكثره.
وقال أحمد بن محمد بن محرز: سألت ابن معين، عن أبي هشام الرفاعي، فقال: ما أرى به بأسا.
وقال البرقاني: هو ثقة. أمرني الدارقطني أن أضع حديثه في الصحيح.

486
وقال النسائي: ضعيف.
وقال السراج: مات أخر يوم من شعبان ببغداد، وكان قاضيا عليها، في سنة ثمان وأربعين.
وأخطأ من قال مات سنة تسع.
قال الداني: أخذ القراءة عن جماعة. وله عنهم شذوذ كثير. فارق فيه سائر أصحابه.
روى عنه القراءة جماعة. محمد بن يزيد.
أبو بكر الواسطي أخو كرم.
سمع: أبا خالد الأحمر، ويحيى القطان، وجماعة.
وعنه: ابن صاعد.
وكان موثقا، صدوقا.
توفي سنة ثمان أيضا. محمد بن يعقوب ن. أبو عمر الأسدي الزبيري المدني.

487
عن: سفيان بن عيينة، وابن وهب.
وعنه: ن.، وعمر بن بجير، وابن صاعد.
قال أبو حاتم: لا بأس به.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. محمد بن يونس المخرمي الجمال.
عن: ابن عيينة وغندر، وحفص بن غياث.
وعنه: عبيد العجل، ومحمد بن إسحاق الصنعاني، وعبد الله بن محمد بن ناجية، وأحمد بن الحسين الصوفي الصغير،)
وجماعة.
وقال محمد بن الجهم: كان عندي متهما.
وقال ابن عدي: هو ممن يسرق الحديث. مالك بن سعد بن عبادة القيسي البصري ن. أبو غسان.
عن: عمه روح بن عبادة، وأبي حامد الزبيري، وغيرهما.
وعنه: ن.، وجعفر بن أحمد بن فارس، وعلي بن العباس البجلي،

488
وابن خزيمة، وجماعة.
وقع لي من موافقاته. مجاهد بن موسى بن فروخ م. ع. أبو علي الخوارزمي الزاهد، نزيل بغداد.
عن: هشيم، وأبي بكر بن عياش، وسفيان بن عيينة، والوليد بن مسلم، وابن علية، وطائفة.
وعنه: م. ع.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وإبراهيم الحربي، وموسى بن هارون، وأبو يعلى الموصلي، وأبو القاسم البغوي، وآخرون.
قال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين: ثقة، لا بأس به.
وقال موسى بن هارون: كان أسن من أحمد بن حنبل بست سنين.
قال الخطيب: قرأت في كتاب عبيد الله بن جعفر: نا أبو يعلى الطوسي نا محمد بن القاسم الأزدي قال: قال لنا مجاهد بن موسى، وكان إذا حدث بالشيء رمى بأصله في دجلة أو غسله.

489
فجاء يوما ومعه طبق فقال: هذا بقي، وما أراكم تروني بعدها.
فحدثنا به ورمى به، ثم مات بعد ذلك، رحمه الله.
قال البغوي: مات في ربيع الأول سنة أربع وأربعين ومائتين. محمود بن خالد بن يزيد د. ن. ق. أبو علي السلمي الدمشقي.
عن: أبيه، والوليد بن مسلم، ومروان بن معاوية، وابن أبي فديك، ومحمد بن شعيب، وعمر بن عبد الواحد، وعبد الله بن كثير القارئ الطويل، وعدة.
وعنه: د. ن. ق.، وبقي بن مخلد، والحسن بن سفيان، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الجهم بن طلاب، وعبد الله بن)
غياث الزفتي، وأبو الدحداح أحمد بن محمد، وخلق.
قال أبو حاتم: كان ثقة رضى.

490
وقال عمرو بن دحيم، وغيره: توفي في نصف شوال سنة تسع وأربعين ومائتين.
وقال أبو زرعة: ولد في رمضان سنة ست وسبعين ومائة، رحمه الله. محمود بن خداش ت. ق. أبو محمد الطالقاني. نزيل بغداد.
عن: هشيم، وابن المبارك، وعباد بن العوام، وسفيان بن عيينة، وفضيل بن عياض، وسيف بن محمد الثوري، وخلق.
وعنه: ت. ق.، والنسائي في بعض تصانيفه، وبقي بن مخلد، ويحيى بن صاعد، ومحمد بن فيروز الأنماطي، والحسين المحاملي، وآخرون.
قال أحمد بن محمد بن محرز، عن ابن معين: ثقة، لا بأس به.
وقال أبو بكر محمد بن أحمد بن الرواس: سمعت محمود بن خداش

491
يقول: ما بعت شيئا قط ولا اشتريته.
وقال السراج: كان ولد سنة ستين ومائة.
وقال يعقوب الدورقي: كنت فيمن غسله، فرأيته في المنام، فقلت: يا أبا محمد، ما فعل بك ربك قال: غفر لي ولجميع من تبعني.
قلت: فأنا قد تبعتك.
فأخرج رقا من كمه فيه مكتوب يعقوب بن إبراهيم بن كثير.
قال السراج: مات سنة خمسين ومائتين.
تقع لنا موافقاته. مخارق بن ميسرة.
أبو علي الإستراباذي الحراني.
سمع: عثمان بن عبد الرحمن الطرائفي، ومؤمل بن الفضل الحراني.
وعنه: أبو عروبة.
مات قبل سنة سبع وأربعين ومائتين. مخلد بن عمرو بن لبيد.)
أبو موسى البلخي.

492
حدث بنيسابور عن: فضيل بن عياض، والمحاربي، ووكيع بن الجراح، وجماعة.
روى عنه: جعفر بن محمد بن سوار، وغيره.
بقي إلى سنة ست وأربعين ومائتين. مخلد بن مالك بن جابر خ. أبو جعفر الرازي، نزيل نيسابور.
عن: عبد العزيز الدراوردي، ومعاذ بن معاذ، والوليد بن مسلم، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد الأموي، ومبشر بن إسماعيل الحلبي، وخلق.
وعنه: خ.، وعبد الله الدارمي، والحسن بن سفيان، ومحمد بن نعيم النيسابوري، وجماعة.
وكان يوصف بالصلاح والفضل.
قال الحاكم: سكن نيسابور وبها مات. روى عنه إماما الحديث محمد بن إسماعيل، ومسلم بن الحجاج في الصحيح.
وقرأت وفاته بخط أبي عمرو المستملي في ذي القعدة سنة إحدى وأربعين ومائتين.

493
مخلد بن مالك بن شيبان.
أبو محمد الحراني السلمسين قرية من قرى حران.
روى عن: حفص بن ميسرة، وإسماعيل بن عياش، وعطاف بن خالد، وأبي خالد الأحمر، ومسكين بن بكير، وجماعة.
وعنه: محمد بن يحيى بن كثير الحراني، وزكريا السجزي خياط السنة، وأبو إسماعيل الترمذي، وجعفر الفريابي، وجماعة.
قال أبو زرعة: لا بأس به.
وقال ابن حبان: مات في جمادى الأولى سنة اثنتين وأربعين ومائتين. مخلد بن محمد.
أبو خراش الزهراني البصري.
عن: كثير بن عبد الله الأبلي صاحب أنس، ومعاوية بن عبد الكريم، وغيرهما.
وعنه: ابن خزيمة، وأبو يعلى محمد بن زهير الأبلي. مروان بن أبي الجنوب.)

494
أبو السمط الشاعر المشهور.
مدح المتوكل، وابن دؤاد، والكبار.
قال أحمد بن أبي طاهر الكاتب: أخبرني مروان بن أبي الجنوب قال: لما استخلف المتوكل بعثت بقصيدة إلى ابن أبي دؤاد قال: فذكرني للمتوكل، فأمره بإحضاري، فقال: هو باليمامة. نفاذة الواثق، وعليه دين ستة آلاف دينار.
فقال: نقضي عنه.
فوجه إلي بالمال، فقضيته وصرت إلى سامراء، وامتدحت المتوكل بقصيدتي:
* رحل الشباب وليته لم يرحل
* والشيب حل وليته لم يحلل
* فأمر لي بخمسين ألف درهم. مسعود بن جويرية بن داود ن. أبو سعيد المخزومي الموصلي.
عن: سفيان بن عيينة، والمعافى بن عمران، وهشيم، ووكيع، وأبي يوسف القاضي.
وعنه: ن.، وأبو روح جعفر بن محمد البلدي، وإبراهيم بن عبد العزيز الموصلي، وجماعة.

495
قال النسائي: لا بأس به.
وقال أبو زكريا الأزدي: كان نبيلا من الرجال.
توفي سنة ثمان وأربعين. المسيب بن واضح بن سرحان.
أبو محمد السلمي التلمنسي، وهي من قرى حمص.
روى عن: عبد الله بن المبارك، ومعتمر بن سليمان، وإسماعيل بن عياش، وأبي إسحاق الفزاري، وحفص بن ميسرة، ويوسف بن أسباط، وخلق.
وعنه: ذو النون المصري، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن تمام البهراني، وأبو عروبة وأبو بكر بن أبي داود، والحسن بن سفيان، وطائفة.
قال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرا، فإذا قيل له لم يقبل.
قال ابن عدي: وكان النسائي حسن الرأي فيه، ويقول: الناس يؤذوننا فيه.
وذكر له ابن عدي عدة أحاديث مناكير، ثم قال: أرجو أن باقي حديثه مستقيم، وهو ممن يكتب حديثه. وسمعت أبا عروبة، يقول: كان المسيب بن

496
واضح لا يحدث إلا بشيء يعرفه ويقف عليه.)
سمعت الحسين بن عبد الله القطان يقول: سمعت المسيب بن واضح يقول: خرجت من تلمنس أريد مصر إلى ابن لهيعة، فأخبرت بموته.
ثنا أبو عروبة، ثنا المسيب، ثنا يوسف بن أسباط، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي عبيدة، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من بنى فوق ما يكفيه كلف ثقل البنيان إلى المحشر يوم القيامة.
وقال السلمي: سألت الدارقطني عنه فقال: ضعيف.
مات سنة ست وأربعين.
وقيل: في غرة المحرم سنة سبع.
وقع لي من عواليه.

497
مشرف بن أبان البغدادي.
عن: سفيان بن عيينة، وغيره.
وعنه: أبو بكر بن أبي الدنيا، وابن صاعد. مصعب بن عبد الله بن مصعب بن محمد بن ثابت.
أبو عبد الله العبدي المدني.
له رواية.
توفي بمصر في شعبان سنة اثنتين وأربعين.
وهو يشتبه بمصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت الزبيري المدني النسابة. معاوية بن عبد الرحمن الرحبي الحمصي.
شيخ معمر.
قال: سمعت حريز بن عثمان يقول: لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله. فإن يك محسنا فيما بينه وبين الله، فإن الله لا يسلمه لعداوتك، وإن يك مسيئا، فأوشك أن يكفيكه بعمله.
روى هذا الكلام أبو بكر بن أبي داود، عن هذا الشيخ. سمعه منه أبو أحمد الحاكم، وغيره.

498
وروى ابن جوصا، عن معاوية بن عمرو الكلاعي: ثنا حريز بن عثمان، لكن ما هو هو.
وقال ابن عدي: نا أحمد بن عنبسة، وابن جوصا قالا: نا معاوية بن عبد الرحمن: سمعت حريز بن عثمان، عن ابن بشر. معلى بن سلام الدمشقي الرفاء الخباز.)
روى عن: معروف الخياط، وعبد الملك بن مهران المغازلي.
وعنه: محمد بن وضاح الأندلسي، وأحمد بن المعلى، والحسن بن سفيان. المغيرة بن عبد الرحمن ن. أبو أحمد الأسدي، مولاهم الحراني.
عن: عيسى بن يونس، ومحمد بن ربيعة الكلابي، وشجاع بن الوليد، وجماعة.
وعنه: ن.، وإبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وأبو عروبة الحراني، وآخرون.
توفي سنة ثلاث وأربعين. المفضل بن غسان.

499
أبو عبد الرحمن الغلابي البصري الحافظ الإخباري. مصنف التاريخ.
سمع: ابن عيينة، ويحيى القطان، وابن علية، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، والواقدي، وخلقا من طبقتهم.
ورحل، وعني بالحديث.
روى عنه: ابنه أبو أمية أحوص، ويعقوب بن شيبة، وابن أبي الدنيا، والزبير بن بكار، والبغوي، والسراج.
وثقه الخطيب.
وتوفي سنة ست وأربعين. مقدم بن يحيى بن عطاء المقدمي الواسطي خ. عن: عمه القاسم بن يحيى فقط.
وعنه: خ.، وبحشل، وأحمد بن عمرو البزار، وعلي بن العباس المقانعي، وجماعة. مكي بن عبد الله بن مهاجر الرعيني.
روى عن: ابن عيينة، وابن وهب.
يكنى أبا الفضل.

500
قال ابن يونس: لم يتابع على ما روى عن ابن وهب.
وقال ابن يونس أيضا في ترجمة أخيه ليث: روى مكي، عن ابن عيينة، وابن وهب مناكير لا يتابع عليه.
توفي سنة تسع وأربعين، أو سنة خمسين ومائتين. منخل بن منصور الجهني.
نزل عكا.)
عن: مروان بن معاوية الفزاري، ومحمد بن حمير، وجماعة.
وعنه: بقي بن مخلد، وصالح بن بشر الطبراني، وأحمد بن بشر الصوري، وغيرهم. المنذر بن الوليد بن عبد الرحمن العبدي الجارودي البصري خ. د. عن: أبيه، وسلم بن قتيبة، وعبد الله بن بكر السهمي.
وعنه: خ. د.، وعمر البجيري، وأبو بكر بن أبي داود، ويحيى بن صاعد، وجماعة. موسى بن حزام الترمذي خ. ت. ن. نزيل بلخ.

501
عن: أبي أسامة، ويزيد بن هارون، وحسين الجعفي، وجماعة.
وعنه: خ. ت. ن.، وعبد العزيز بن منيب، وأبو بكر بن أبي داود، وآخرون.
وثقه النسائي.
وقال عنه الترمذي: ثنا الرجل الصالح.
وقال غيره: كان يقال إنه من الأبدال.
قلت: حدث بترمذ سنة إحدى وخمسين ومائتين، فيؤخر. موسى بن عبد الملك.
أبو عمران الإصبهاني الكاتب. من جلة الكتاب وأعيانهم وشعرائهم.
توفي سنة ست وأربعين ومائتين. موسى بن قريش التميمي البخاري.
عن: إسحاق بن بكر بن مضر، ويحيى الوحاظي، وجماعة.
وعنه: م. وعدة.
يأتي.
توفي سنة أربع وخمسين ومائتين.

502
موسى بن محمد بن سعيد بن حيان.
بصري صدوق.
عن: عبد الرحمن بن مهدي، وابن أبي عدي.
وعنه: أبو بكر الصغاني، وأحمد بن الحسن الصوفي، وعبد الله المارستاني.)
وأكثر عنه أبو يعلى. موسى بن عبد الرحمن بن القاسم الضبي.
مولاهم المصري.
عن: أبيه، وابن وهب.
وكان عبدا صالحا خيرا مقبولا عند القضاة.
توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وأربعين ومائتين. موسى بن علي الهمداني البخاري.
عن: محمد بن سلام البيكندي، وجبارة بن المغلس.
مات شابا سنة سبع وأربعين ومائتين. موسى بن مروان البغدادي د. ق. ن.

503
التمار الرقي.
عن: أبي المليح الحسن بن عمر، والمعافى بن عمران، وبقية بن الوليد، وعيسى بن يونس.
وعنه: د. ق.، وهلال بن العلاء، والقاسم بن الليث الرسعني، وجعفر الفريابي، وجماعة.
وروى ن.، عن رجل، عنه.
توفي سنة ست وأربعين ومائتين. موسى بن ناصح البغدادي.
عن: هشيم، وسفيان بن عيينة.
وعنه: أبو الزنباع روح بن الفرج، وأحمد بن زغبة، وجماعة مصريون.
توفي سنة أربع وأربعين ومائتين.

504
4 (حرف النون))
نجاح بن سلمة بن نجاح بن عتاب.
الوزير أبو الفضل البغدادي، ابن عم يحيى بن معين. لأن عتاب أخو زياد جد يحيى بن معين بن عون بن زياد.
قدم نجاح دمشق في صحبة المتوكل، وولي له ديوان التواقيع. واختص به وعظم قدره إلى أن حسده جماعة وعملوا عليه إلى أن سخط عليه ومات تحت الضرب في سنة خمس وأربعين. نصر بن الحسين بن صالح بن غزوان.)
أبو الليث البخاري.
عن: عيسى غنجار، وسفيان بن عيينة، ويحيى بن سليم الطائفي، وجماعة.
وعنه: سهل بن شادويه، وأحمد بن عبد الواحد بن رفيد، وإسحاق بن أحمد بن خلف، وغيرهم. نصر بن خزيمة بن علقمة بن محفوظ بن علقمة.

505
أبو علقمة الحضرمي الحمصي.
سمع: أباه.
روى له نصر بن علقمة.
وعنه: يوسف بن موسى المروروذي، وسليمان بن عبد الحميد البهراني، والعباس بن الخليل بن جابر الحمصي. نصر بن عبد الرحمن بن بكار الكوفي الوشاء ت. ق. أبو سليمان، ويقال أبو سعيد.
عن: عبد الرحمن المحاربي، وهشيم بن أبي ساسان، وعبد الوهاب الخفاف، وحكام بن سلم، وعبد الله بن إدريس، وجماعة.
وعنه: ت. ق.، ومطين، وعبد الله بن زيدان، وعمر بن محمد بن بجير، ومحمد بن جرير، وأبو لبيد محمد بن إدريس، وزكريا الساجي، وأبو عروبة، وخلق.
قال أبو حاتم: رأيته يحفظ ما يحدث به، ما رأينا إلا جمالا وحسن خلق.
وقال النسائي: ثقة.
وقال مطين: مات في شوال سنة ثمان وأربعين. نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي ع.

506
أبو عمرو الأزدي الجهضمي البصري الحافظ.
عن: الربيع بن قيس الحداني، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سليمان، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وبشر بن المفضل، والحارث بن وجيه، وخالد بن الحارث، وسفيان بن عيينة، وعبد ربه بن بارق الحنفي، وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي، وعثام بن علي العامري، وفضيل بن سليمان النميري، وخلق.
وعنه ع.، ون. أيضا، عن رجل، عنه، وإسماعيل القاضي، وزكريا الساجي، وأبو بكر بن أبي داود، وابن خزيمة، وأبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، وبكر بن أحمد بن مقبل، ومحمد بن الحسين بن مكرم، وابن صاعد، وخلق.
قال أحمد بن حنبل: ما به بأس.)
وقال أبو حاتم: هو أحب إلي من أبي حفص الصيرفي وأوثق منه وأحفظ.

507
وقال النسائي: ثقة.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثني نصر بن علي: أخبرني علي بن جعفر بن محمد: حدثني أخي موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين وقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.
قال عبد الله: لما حدث نصر بهذا الحديث أمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: هذا الرجل من أهل السنة. ولم يزل به حتى تركه. وكان له أرزاق، فوفرها عليه موسى.
قال الخطيب: ظنه المتوكل رافضيا، فلما علم أنه من أهل السنة تركه.
وقال ابن أبي داود: كان المستعين بالله بعث إلى نصر بن علي يشخصه للقضاء، فدعاه عبد الملك أمير البصرة، فأمره بذلك، فقال: ارجع فأستخير الله عز وجل. فرجع إلى بيته نصف النهار، فصلى ركعتين وقال: اللهم إن كان لي عندك خير فآقبضني إليك. فنام، فأنبهوه فإذا هو ميت. أنبأنا بها جماعة قالوا: أنا الكندي، أنا القزاز، أنا الخطيب، أنا الحسن بن عثمان الواعظ، أنا جعفر بن محمد بن الحكم الواسطي، نا ابن أبي داود.
وهذه كرامة ظاهرة لهذا الإمام، رحمه الله.
وأخبرنا ابن تاج الأمناء، عن القاسم بن الصفار: أنا عائشة بنت الصفار، أنا ابن العلاء البستي، أنا أبو زكريا المزكي، ثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ،

508
سمعت علي بن العباس البجلي المقانعي يقول: كنا عند نصر بن علي، فورد عليه كتاب بتقليده قضاء البصرة، فقال: أشاور نفسي الليلة. فغدونا من الغد، فإذا على بابه نعش. فسألنا أهله، فقالوا: بات ليلته يصلي، ثم سجد في السحر فأطال، فحركناه فوجدناه ميتا.
قال البخاري: مات في ربيع الأخر سنة خمسين ومائتين.
وقيل: مات سنة إحدى وخمسين، وليس بشيء. نص جماعة على الأول.
ووقع لنا حديثه عاليا. نصر بن محمد بن سليمان بن أبي ضمرة ق. أبو القاسم الحمصي.
عن: أبيه، وإسماعيل بن عياش.
وعنه: ق.، ويعقوب الفسوي، وعلي بن الحسين بن الجنيد، ومحمد بن أحمد بن عبيد بن فياض الزاهد، وجماعة.
قال أبو حاتم: ضعيف لا يصدق. أدركته ولم أكتب عنه.) نصير بن الفرج د. ن. أبو حمزة الأسلمي الثغري خادم الزاهد أبي معاوية الأسود.

509
عن: شعبة بن حرب، ومحمد بن الجعفي، وأبي أسامة، ومعاذ بن هشام، وجماعة.
وعنه: د. ن.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وأبو بكر بن أبي داود.
وثقه النسائي.
وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين. نصير بن يزيد.
أبو ضمرة الحنفي البغدادي: نزيل سمرقند.
عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية الضرير.
وعنه: سيف بن حفص السمرقندي، ومحمد بن سهل الغزال.
توفي سنة سبع وأربعين. النضر بن طاهر.
أبو الحجاج البصري.
عن: جويرية بن أسماء، وبكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة، وهشيم، وعيسى بن يونس، ودلهم بن الأسود.

510
وعنه: عبد الله بن ناجية، وحمزة بن داود الثقفي، ومحمد بن صالح الكلبي، ومحمد بن الحسين بن شهريار، وآخرون.
قال ابن عدي: ضعيف جدا، يسرق الحديث. ويثب على حديث الناس، ويحدث عمن لم يرهم.
وقال أبو أحمد الحاكم: ثنا محمد بن القاسم بن جناح: ثنا النضر بن طاهر، فذكر حديثا. نهار بن عثمان.
أبو معاذ البصري.
عن: معتمر بن سليمان، وعمر بن علي المقدمي.
وعنه: أبو حاتم، وقال: صدوق، لقيته في الرحلة الثالثة. نوح بن حبيب القومسي د. ن. البذشي نسبة إلى قرية من قرى بسطام.
أبو محمد.)
عن: أبي بكر بن عياش، وعبد الله بن إدريس، وحفص بن غياث، وإبراهيم بن خالد الصغاني، وعبد الرزاق، ويحيى القطان، وعدة.

511
وعنه: د. ن.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وموسى بن هارون، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن الحسن بن قتيبة العسقلاني، والحسن بن سفيان، ومحمد بن عبدوس بن كامل، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وآخرون.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: لا بأس به.
وقال أحمد بن سيار: كان ثقة صاحب سنة وجماعة، مات في رجب سنة اثنتين وأربعين.
وقال غيره: في شعبان.

512
4 (حرف الهاء))
هارون بن حاتم.
أبو بشر الكوفي البزاز.
عن: عبد السلام بن حرب، وأبي بكر بن عياش، وجماعة.
وله تاريخ، وقع لنا من تاريخه، وامتنعنا من الرواية عنه.
وقد كتب عنه أبو زرعة وأبو حاتم ولم يحدثا عنه.
قال أبو حاتم فيه: أسأل الله السلامة.
قلت: ومن مناكيره ما رواه عن يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: النظر إلى وجه علي عبادة.
وكان له اعتناء بالقراءات، فروى الحروف عن: أبي بكر بن عياش وعن: حسين بن علي الجعفي وعن: سليم.
روى عنه القراءة: موسى بن إسحاق، وأحمد الحلواني، والمنذر بن

513
محمد، والحسن بن العباس الرازي، وغيرهم.
قال مطين: توفي سنة تسع وأربعين ومائتين. هارون بن يزيد بن أبي الزرقاء د. ن. نزيل الرملة.
روى عن: أبيه، وضمرة بن ربيعة.
وعنه: د. ن.، وأبو بكر بن أبي داود، وأحمد بن الحسين الباغندي، وجماعة. هارون بن سفيان.)
أبو سفيان المستملي مكحلة.
سمع: بقية بن الوليد، ويعلى بن الأشدق، ومحمد بن حرب الأبرش، وجماعة.
وعنه: عبد الله المدائني، وأبو القاسم البغوي، وأهل بغداد.
توفي في شعبان سنة سبع وأربعين. هارون بن عبد الله بن مروان م. ع.

514
الحافظ أبو موسى البغدادي البزاز المعروف بالحمال.
عن: سفيان بن عيينة، وأبي أسامة، وعبد الله بن نمير، وأبي داود الطيالسي، وحسين الجعفي، ومحمد بن أبي فديك، ويزيد بن هارون، وخلق كثير.
وعنه: م. ع.، وابنه موسى بن هارون، ومحمد بن وضاح، وبقي بن مخلد القرطبيان، والبغوي، وابن صاعد، وخلق.
وقال المروذي: سألت أحمد بن حنبل عنه فقال: أي والله أكتب عنه.
قلت: إنهم ذكروا عنك أنك سكت عنه حين سألوك.
قال: ما أعرف هذا.
وقال إبراهيم الحربي: لو كان الكذب حلالا تركه تنزها.
وقال النسائي: ثقة.
وقال الدارقطني: إنما سمي الحمال لأنه حمل رملا في الطريق مكة على ظهره، فانقطع به فيما يقال.

515
وقال ابنه موسى: ولد سنة إحدى وسبعين أو اثنتين وسبعين ومائة وتوفي لتسع عشرة خلت من شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وقال بعضهم: سنة تسع وأربعين، فغلط ووهم. هارون بن عيسى.
أبو موسى الكوفي الفقيه الحنفي، كانت له حلقة الانشغال بجامع مصر.
وتوفي في المحرم سنة ثمان وأربعين ومائتين. هارون بن فراس.
أبو موسى السجستاني، المعروف بالعسكري.
نزل مصر بعسكر الفسطاط، وكان جنديا. ولزم ابن وهب وأكثر عنه.)
وتعانى التجارة.
توفي في شعبان. هارون بن محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي د. ن. عن: أبيه، وعمه جامع، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبه بن عثمان، وأبي مسهر، وجماعة.
وعنه: د. ن.، وعبدان الأهوازي، ومحمد بن إسماعيل بن مهران

516
الإسماعيلي، ومحمد بن يوسف الهروي، وأبو بكر بن أبي داود، وأبو الحسن بن جوصا، وجماعة.
قال أبو حاتم: صدوق. هارون بن موسى بن حيان التميمي القزويني ق. عن: عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي، وعبد العزيز بن المغيرة، وإبراهيم بن موسى الفراء، وجماعة.
وعنه: ق.، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وسعيد بن عمرو البرذعي، وابنه موسى بن هارون.
قال أبو حاتم: ثقة، صدوق.
وقال أبو يعلى الخليلي: ثقة، كبير المحل، مشهور بالديانة والعلم والإمامة.
مات في سنة ثمان وأربعين ومائتين. هاشم بن محمد بن يزيد بن يعلى.
أبو الدرداء الأنصاري الشامي المقدسي.
سمع: عمرو بن بكر السكسكي، وعتبة بن السكن.

517
وعنه: أبو حاتم الرازي، وأبو القاسم عبد الله بن محمد المدني، وعبد الله بن أبان بن شداد العسقلاني، وأحمد بن جوصا، وآخرون. هاشم بن ناجية.
أبو ثور السلماني. من أهل سلمية.
روى عن: عطاء بن مسلم الخفاف، وغيره.
روى عنه: محمد بن محمد الباغندي، وأبو عروبة الحراني. هاني بن المتوكل بن إسحاق.
أبو هاشم الإسكندراني الفقيه.
يروي عن: مالك، وحيوة بن شريح، وخالد بن حميد، وغيرهم.)
كان مفتيا معمرا.
توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين، وقد جاوز المائة. قاله علي بن أبي مطر الإسكندراني.
وهو أكبر شيخ لبقي بن مخلد.
وقيل: إنه روى عن معاوية بن صالح. هاني بن النضر الأزدي ق.

518
عن: منبه بن عثمان، وأحمد بن خالد الوهبي، وعمرو بن سلمة التنيسي، والفريابي.
وعنه: بكر بن منير، وإسحاق بن أحمد بن خلف، وأبو بكر بن حريث، وأهل ما وراء النهر. هدية بن عبد الوهاب ق. أبو صالح المروزي.
عن: الفضل بن موسى، وسفيان بن عيينة، والنضر بن شميل، ووكيع، والوليد بن مسلم، وجماعة.
وعنه: ق.، وإبراهيم بن أبي طالب، وعثمان بن خرزاد، وموسى بن إسحاق الأنصاري، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفريابي، والحسين بن عبد الله الرقي القطان، وخلق.
وثقه ابن حبان، وقال: ربما أخطأ.
وقال ابن عساكر: مات سنة إحدى وأربعين ومائتين. هشام بن خالد د. ق.

519
أبو مروان الدمشقي الأزرق.
عن: بقية، والوليد، ومروان بن معاوية، وضمرة، وسويد بن عبد العزيز، والحسين بن يحيى الخشني، ومبشر بن إسماعيل، وخلق.
وعنه: د. ق.، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة الرازي، وأبو بكر بن أبي داود، وعمر البجيري، وأبو الجهم بن طلاب، ومحمد بن قتيبة العسقلاني، وخلق.
قال أبو حاتم: صدوق.
وعده أبوه زرعة الدمشقي في أهل الفتوى بدمشق.
قال عمرو بن دحيم: مولده سنة أربع وخمسين ومائة. وتوفي لسبع بقين من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين. هشام بن عبيد الله الكلبي الدمشقي.
أبو الوليد.)
عن: بقية بن الوليد، وعتبة بن حماد.
وعنه: سليمان بن حذلم، وأبو الجهم أحمد بن طلاب، وأبو الدحداح أحمد بن محمد الدمشقيون. هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة خ. ع.

520
الإمام أبو الوليد السلمي، ويقال: الظفري الدمشقي، خطيب دمشق ومفتيها ومقرئها ومحدثها.
قال الباغندي: سمعته يقول: ولدت سنة ثلاث وخمسين ومائة.
روى عن: مالك، وعبد الرحمن بن أبي الرجال، ومسلم بن خالد الزنجي، والحكم بن هشام الثقفي، وإسماعيل بن عياش، ومعروف الخياط الذي رأى واثلة، ويحيى بن حمزة، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعيسى بن يونس، والهيثم بن حميد، والوليد بن مسلم، وصدقة بن خالد، والهقل بن زياد، وخلق كثير.
وعنه: خ. د. ن. ق. وت.، عن رجل، عنه، وبقي بن مخلد، ومحمد بن

521
سعد كاتب الواقدي، وأبو عبيد القاسم بن سلام وهما أقدم منه موتا، وأبو بكر بن أبي عاصم، وجعفر الفريابي، وعبد الله بن مسلم المقدسي، وعبدان الأهوازي، وابن قتيبة العسقلاني، ومحمد بن محمد الباغندي، ومحمد بن خريم العقيلي، وعبد الله بن عتاب الزفتي، وخلق كثير من سائر الآفاق.
وقد قرأ القرآن على: عراك بن خالد، وأيوب بن تميم.
وتصدر للإقراء، فعرض عليه: أبو عبيد مع تقدمه، وأحمد بن يزيد الحلواني، وهارون بن موسى الأخفش، وأبو علي إسماعيل بن الحويرس، وأحمد بن محمد بن مامويه، وطائفة.
وقد روى عنه لجلالته شيخان من شيوخه: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب بن شابور.
قال معاوية الأشعري، وإبراهيم بن الجنيد، فيما روياه عن يحيى بن معين: ثقة.
وقال أبو حاتم، عن ابن معين: كيس كيس.
وقال النسائي، وغيره: لا بأس به.
وقال الدارقطني: صدوق كبير المحل.
قال هشام: كتب إلينا ابن لهيعة، عن أبي عشانة، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله ليعجب إلى الشاب ليست له صبوة. رواه ابن عدي، عن الحسني بن عبد الله القطان: ثنا هشام بن عمار، ثنا كامل بن طلحة، عن ابن لهيعة: ثنا أبو عشانة، سمع عقبة مثله.

522
تفرد به ابن لهيعة.)
وعن هشام قال: ما أعدت خطبة منذ عشرين سنة.
قال عبدان: ما كان في الدنيا مثله.
وقال محمد بن الفيض: سمعت هشام بن عمار قال: باع أبي بيتا بعشرين دينارا، وجهزني للحج، فلما صرت إلى المدينة أتيت مجلس مالك، ومعي مسائل أريد أن أساله عنها. فأتيته وهو جالس في هيئة الملوك، وغلمان قيام، والناس يسألونه، وهو يجيبهم. فلما انقضى المجلس قلت: يا أبا عبد الله، ما تقول في كذا وكذا فقال: حصلنا على الصبيان. يا غلام احمله.
فحملني كما يحمل الصبي، وأنا يومئذ مدرك، فضربني بدرة مثل درة المعلمين، سبعة عشرة درة، فوقفت أبكي، فقال: ما يبكيك، أوجعتك هذه قلت: إن أبي باع منزله ووجه بي أتشرف بك بالسماع منك، فضربتني.
فقال: أكتب. فحدثني سبعة عشر حديثا. وسألته عما كان معي من المسائل، فأجابني.
وقال صالح جزرة: سمعته يقول: دخلت على مالك، فقلت: حدثني.
فقال: اقرأ.
فقلت: لا، بل حدثني.
فقال: اقرأ.
فلما أكثرت عليه، قال: يا غلام تعال اذهب بهذا فاضربه. فذهب بي، فضربني خمس عشرة درة بغير جرم، ثم جاء بي إليه، فقلت: قد ظلمتني، لا أجعلك في حل.
فقال: ما كفارته؟

523
قلت: كفارته أن تحدثني بخمسة عشرة حديثا. فحدثني فقلت له: زد من الضرب، وزد في الحديث. فضحك وقال: اذهب.
وقال محمد بن خريم: سمعت هشام بن عمار يقول في خطبته: قولوا الحق، ينزلكم الحق منازل أهل الحق، يوم لا يقضى إلا بالحق. وكان هشام فصيحا مفوها بليغا.
قال الفسوي: سمعته يقول: سمعت من سعيد بن بشير مجلسا مع أصحابنا، فلم أكتبه. ورأيت بكير بن معروف، وسمعت منه الكثير، فلم أكتب عنه.
وقال محمد بن الفيض: كان هشام ممن يريع بعلي.
وقال أبو زرعة الرازي: من فاته هشام بن عمار يحتاج إلى أن ينزل في عشرة آلاف حديث.)
وقال أحمد بن علي الحواري: إذا حدثت في بلد فيه مثل أبي الوليد هشام بن عمار فيجب للحيتي أن تحلق.
وقال محمد بن عوف، أتينا هشام بن عمار في مزرعة له، وهو قاعد، وقد آنكشفت سوءته، فقلنا: يا شيخ غط سوؤتك. فقال: رأيتموه، لن ترمدوا أبدا.
وقال أبو عبد الله الحميدي الحافظ: أخبرني بعض أهل الحديث ببغداد أن

524
هشام بن عمار قال: سألت الله سبع حوائج: سألته أن يغفر لي ولوالدي، فما أدري ما نصنع في هذه وقضى لي الستة، وهي أن يرزقني الحج، وأن يعمرني مائة، وأن يجعلني مصدقا على حديث نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل الناس يغدون إلي في طلب العلم، وأن أخطب على منبر دمشق، وأن يرزقني ألف دينار حلالا.
فقيل له: من أين لك الألف دينار قال: وجه المتوكل ببعض ولده ليكتب عني لما خرج إلينا، ونحن نلبس الأزر، ولا نلبس السراويلات، فجلست، فانكشفت ذكري، فرآه الغلام فقال: يا عم استتر.
فقلت: رأيته قال: نعم.
قلت: أما إنك لا ترمد إن شاء الله.
فلما دخل على المتوكل ضحك، فسأله فأخبره، فقال: فال حسن تفاءل به رجل من أهل العلم. احملوا إليه ألف دينار.
فحملت إلي من غير مسألة، ولا استشراف نفس.
قلت: كان فيه دعابة.
قال المروذي: ذكر أحمد بن حنبل هشام بن عمار فقال: طياش خفيف.
وقال المروروذي: ورد علي كتاب من دمشق فيه: سل لنا أبا عبد الله فإن هشام بن عمار قال: لفظ جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن مخلوق.
فسألت أبا عبد الله فقال: أعرفه طياش، قاتله الله، الكرابيسي لم يجتر أن يذكر جبريل ولا محمدا صلى الله عليهما.
هذا قد تجهم.
وكان في كتابهم: سل لنا أبا عبد الله عن الصلاة أنه قال في خطبته على المنبر: الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه.

525
فسألت أبا عبد الله فقال: قاتله الله، أو دمر الله عليه، هذا جهمي، الله تعالى تجلى للجبل، يقول هو: الله تجلى لخلقه بخلقه. إن صلوا خلفه فليعيدوا الصلاة.
وتكلم أبو عبد الله بكلام غليظ.)
قال محمد بن الفيض: سمعت هشام بن عمار يقول: في جوسية رجل شرعبي كان له بغل، فكان يدلج على بغله من جوسية، وهي من قرى حمص، يوم الجمعة، فيصلي الجمعة في مسجد دمشق، ثم يروح فيبيت في أهله، فكان الناس يعجبون منه. ثم إن بغله مات، فنظروا إلى جنبيه، فإذا ليس له أضلاع، إنما له صفحتان عظم مصمت.
قال ابن الفيض: وسمعت جدي، وبكار بن محمد يذكران حديث الشرعبي، كما ثنا هشام. رواها تمام، عن محمد بن سليمان الربعي، عنه.
وقال أبو حاتم: لما كبر هشام تغير، فكان كلما لقن تلقن، وهو صدوق.
وقال أبو داود: حدث هشام بأرجح من أربعمائة حديث، ليس لها أصل، مسندة كلها. كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر، وغيره يلقنها هشام بن عمار، وكنت
أخشى أن يفتق في الإسلام فتقا.
وقال ابن عدي سمعت قسطنطين مولى المعتمد على الله يقول: حضرت إلى مجلس هشام بن عمار، فقال له المستملي: من ذكرت قال: ثنا

526
بعض مشايخنا، ثم نعس. ثم قال له: من ذكرت فنعس فقال: لا تنتفعوا به.
فجمعوا له شيئا فأعطوه، فكان بعد ذلك تحدث إليهم حتى يملوا.
وقال محمد بن مسلم بن وارة: عزمت زمانا أن أمسك عن حديث هشام، لأنه كان يبيع الحديث.
وقال صالح جزرة: كان هشام يأخذ على الحديث، فقال لي مرة: حدثني. فقلت: ثنا علي بن الجعد، نا أبو جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية قال: علم مجانا كما علمت مجانا.
قال: تعرضت بي يا با علي.
قلت: بل قصدتك.
وروى الإسماعيلي، عن عبد الله بن محمد بن سيار قال: كان هشام بن عمار يلقن. وكان كل شيء ما كان من حديثه. وكان يقول: أنا قد أخرجت هذه الأحاديث صحاحا.
وقال الله: فمن بدله بعدما سمعه فإنما إثمه على الذين يبدلونه. وكان يأخذ على كل ورقتين درهما، ويشارط ويقول: إن كان الخط دقيقا فليس بيني وبين الدقيق عمل.
فقلت له: إن كنت تحفظ فحدث، وإن كنت لا تحفظ فلا تلقن ما تلقن.
فاختلط من ذلك وقال: أنا أعرف هذه الأحاديث. ثم قال لي بعد ساعة: إن كنت تشتهي أن تعلم فأدخل إسنادا في شيء.
فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب، فجعلت أسأله عنها، فكان يمر فيها يعرفها.

527
قال البخاري، وغيره: مات في آخر المحرم سنة خمس وأربعين.)
قلت: وكان ابنه أحمد بن هشام ممن قرأ عليه وروى عنه، وبقي إلى سنة ست عشرة وثلاثمائة.
ووقع لنا حديث هشام عاليا. هلال بن بشر د. ن. أبو الحسن المزني البصري الأحدب.
عن: حماد بن زيد، وعبد العزيز العمي، وجماعة.
وعنه: د. ن.، وابن خزيمة، وأبو عروبة، ويحيى بن محمد بن صاعد.
توفي سنة ست وأربعين ومائتين. هلال بن يحيى البصري.

528
المتكلم المعروف بهلال الرأي.
مات في ذي القعدة سنة خمس وأربعين ومائتين.
وكان عالما بالفقه. من كبار علماء الحنفية ببلده. ومن أبصر الناس بالشروط.
روى عن: عبد الواحد بن زياد وروى عن: أبي عوانة، وغيرهما.
وقل ما روى من الحديث. وهو ضعيف عندهم لأن له غلطات على قلة ما عنده.
وروى أيضا عن: عبد الرحمن بن مهدي.
حدث عنه: عبد الله بن قحطبة شيخ لابن حبان، والحسين بن أحمد بن بسطام، وغيرهما.
وذكره ابن حبان في كتاب الضعفاء فقال: ثنا عبد الله بن قحطبة، ثنا هلال بن يحيى الرأي، ثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس قال: كانت قبضة سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضة، وكان نعله له قبالان.
وروى عن: عبد الواحد بن زياد.
أدرك السماع عنه: أبو بكر البزار. هناد بن السري بن مصعب بن أبي بكر بن شبر بن صعفوق بن عمرو بن حاجب بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم م. ع.

529
أبو السري التميمي الدارمي الكوفي الحافظ، أحد العباد.
روى عن: أبي الأحوص سلام بن سليم، وشريك، وعبثر بن القاسم، وهشيم، وإسماعيل بن عياش، وابن المبارك، وعبد الرحمن ابن أبي الزناد، وعبد السلام بن حرب، وفضيل بن عياض، وخلق.
وعنه: م. ع.، والبخاري في غير الصحيح، وأبو زرعة، وأبو حاتم، ومحمد بن صالح بن ذريح، وعبدان)
الأهوازي، ومحمد بن إسحاق السراج، وآخرون.
وسئل أحمد بن حنبل: عمن نكتب بالكوفة فقال: عليكم بهناد.
وقال قتيبة: ما رأيت وكيعا يعظم أحدا تعظيمه لهناد. ثم يسأله عن الأهل.
وقال النسائي: ثقة.
وقال أحمد بن سلمة النيسابوري: سمعت هناد بن السري غير مرة إذا ذكر قبيصة بن عقبة قال: الرجل الصالح.
وتدمع عيناه.
قال: وكان هناد كثير البكاء. كنت عنده ذات يوم في مسجده، فلما فرغ

530
من القراءة عاد إلى منزله، فتوضأ وانصرف إلى المسجد، وقام على رجليه يصلي إلى الزوال، وأنا معه في المسجد. ثم رجع إلى منزله فتوضأ وآنصرف إلى المسجد، فصلى بنا الظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر ويرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيرا. ثم صلى بنا العصر، وجاء إلى المسجد فجعل يقرأ في المصحف إلى الليل، فصليت، معه المغرب، وقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة.
قال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل وما تزوج قط ولا تسرى قط، وكان يقال له: راهب الكوفة.
قلت: ولهناد مصنف كبير في الزهد يرويه ابن الخير.
قال السراج: سمعته يقول: ولدت سنة اثنتين وخمسين ومائة. ومات في آخر سنة ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين ومائتين، رحمه الله ورضي عنه. الهيثم بن مروان بن الهيثم بن عمران العنسي الدمشقي ن. عن: خاله محمد بن عائذ، وزيد بن يحيى، ومحمد بن عيسى بن سميع، ومنبه بن عثمان.
وعنه: ن.، وأبو بشر الدولابي، وأبو الحسن بن جوصا، ومحمد بن المسيب الأرغياني.

531
4 (حرف الواو))
واصل بن عبد الأعلى الكوفي م. ع. عن: أبي بكر بن عياش، ومحمد بن فضيل، ووكيع، وطائفة.
وعنه: م. ع.، وأبو العباس السراج، ومحمد بن يحيى بن مندة، وآخرون.
وثقه النسائي.)
وتوفي سنة أربع وأربعين ومائتين. الوليد بن شجاع بن الوليد بن قيس م. د. ت. ق.

532
أبو همام بن أبي بدر السكوني الكوفي الحافظ، نزيل بغداد.
سمع: أباه، وشريك بن عبد الله، وإسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن المبارك، والوليد بن مسلم، وخلقا.
وعنه: م. د. ت. ق.، وعباس الدوري، وموسى بن هارون، وعبد الله بن ناجية، وأبو القاسم البغوي، وابن صاعد، وأبو يعلى، وخلق.
قال أبو كريب: ما أخرج الشيوخ إلي كتابا إلا وفيه: فرغ أبو همام، فرغ أبو همام.
وقال ابن معين، والنسائي: لا بأس به.
وقال محمد بن زكريا الغلابي: سمعت يحيى بن معين يقول: عند أبي همام مائة ألف حديث عن الثقات.
قلت: مات في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين، وقد وقع لي حديثه عاليا، ومات في عشر التسعين. الوليد بن عمرو بن السكين الضبعي البصري ق.

533
عن: يعقوب الحضرمي، وأبي همام محمد بن محبب الواسطي.
وعنه: ق.، وأبو عروبة الحراني، وعبد الله بن عروة الهروي. وهب بن بيان الواسطي د. ن. سكن مصر، وحدث عن: سفيان بن عيينة، وابن وهب.
وعنه: د. ن.، وابن أبي داود، وأحمد بن عبد الوارث العسال، وغيرهم.
وثقه النسائي.
ومات سنة ست وأربعين ومائتين. وهب الله بن رزق.
أبو هريرة المصري.
لم يذكره ابن يونس في تاريخه.
سمع: بشر بن بكر التنيسي، ويحيى بن بكير، وعبد الله بن يحيى المعافري، وغيرهم.
وعنه: أبو بكر بن أبي داود، ومحمد بن عبد الله بن عرس شيخ الطبراني. وهب بن حفص.)

534
أبو الوليد البجلي الحراني.
عن: محمد بن يوسف الفريابي، وغيره.
وعنه: أبو عبد الله المحاملي.
قال الدارقطني: كان يضع الحديث.
قلت: وهو وهب بن يحيى بن حفص بن عمرو البجلي. كان ينسب إلى جده تخفيفا.
روى أيضا عن: أبي قتادة الحراني، ومحمد بن سليمان البومة، وعبد الملك الجدي.
روى عنه: ابن خزيمة، ومحمد بن محمد الباغندي.
إتهمه أبو عروبة بالكذب.
وقد روى عنه من المصريين: علي بن أحمد بن علان، وغيره.
مات سنة خمسين ومائتين.

535
4 (حرف الياء))
يحيى بن أكثم بن محمد بن قطن ت.

536
قاضي القضاة أبو محمد التميمي المروزي ثم البغدادي.
سمع: الفضل بن موسى السيناني، وجرير بن عبد الحميد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن إدريس، وابن المبارك، وعبد العزيز الدراوردي، وطائفة.
وعنه: ت.، وأبو حاتم، والبخاري، وإسماعيل القاضي، وأبو العباس السراج، وإبراهيم بن محمد بن متويه، وعبد الله بن محمود المروزي، وجماعة.
وكان أحد الأئمة المجتهدين أولي التصانيف.
قال أحمد بن حنبل: ما عرفت فيه بدعة.
وقال الحاكم: من نظر في كتاب التنبيه ليحيى بن أكثم عرف تقدمه في العلوم.
وقال طلحة الشاهد: كان واسع العلم بالفقه، كثير الأدب، حسن المعارضة، قائما لكل معضلة، غلب على المأمون حتى لم يتقدمه أحد عنده من الناس جميعا، مع براعة المأمون في العلم.
وكانت الوزراء لا تعمل في تدبير الملك شيئا إلا بعد مطالعة يحيى.

537
وقال الخطيب: ولاه المأمون القضاء ببغداد، وهو من ولد أكثم بن صيفي التميمي.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: لما سمع يحيى بن أكثم، من ابن المبارك، وكان صغيرا، صنع أبوه طعاما ودعا)
الناس ثم قال: اشهدوا أن هذا سمع من ابن المبارك وهو صغير.
وقال أبو داود السنجي: سمعت يحيى بن أكثم يقول: كنت عند سفيان فقال: بليت بمجالستكم بعدما كنت أجالس من جالس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أعظم مني مصيبة فقلت: يا أبا محمد، الذين بقوا حتى جالسوك بعد مجالسة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أعظم مصيبة منك.
وقال علي بن خشرم: أخبرني يحيى قال: صرت إلى حفص بن غياث، فتعشينا عنده، فأتى بعس فشرب منه، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة، فشرب منه، فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم، فقال له: أيسكر كثيره قال: أي والله، وقليله.
فلم يشرب.
وقال أبو حازم القاضي: سمعت أبي يقول: ولي يحيى بن أكثم قضاء البصرة وله عشرون سنة، فاستصغروه، فقال أحدهم: كم سن القاضي قال: أنا أكبر من عتاب الذي استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على أهل مكة، وأكبر من معاذ الذي وجه به رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا على اليمن، وأكبر من كعب بن سور الذي وجه به عمر قاضيا على البصرة وبقي بها سنة لا يقبل بها شاهدا.

538
فتقدم إليه أبي، وكان من الأمناء، فقال: أيها القاضي قد وفقت الأمور وبرئت.
قال: وما السبب.
قال: في ترك القاضي قبول الشهود.
قال: فأجاز يومئذ شهادة سبعين نفسا.
وقال الفضل بن محمد الشعراني: سمعت يحيى بن أكثم يقول: القرآن كلام الله، فمن قال: مخلوق يستتاب، فإن تاب، وإلا ضربت عنقه.
وعن يحيى بن أكثم قال: ما سررت بشيء سروري بقول المستلمي: من ذكرت رضي الله عنك.
وقد ذكر للإمام أحمد ما يرمى به يحيى بن أكثم، فقال: سبحان الله، من يقول هذا وقال الصولي: سمعت إسماعيل القاضي وذكر يحيى بن أكثم فعظم أمره، وذكر له هذا اليوم، يعني يوم قيامه في وجه المأمون لما أباح متعة النساء، وما زال به رده إلى الحق. ونص له الحديث في تحريمها.
فقال لإسماعيل رجل: فما كان يقال قال: معاذ الله أن تزول عدالة مثله بكذب باغ أو حاسد. وكانت كتبه في الفقه أجل كتب تركها الناس لطولها.)
وقال أبو العباس: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن أكثم، وأحمد بن أبي دؤاد أيهما أنبل فقال: كان أحمد مجد مع جاريته وابنته، وكان يحيى يهزل مع

539
عدوه وخصمه.
قلت: وقد ضعفوه في الحديث.
وقال أبو حاتم: فيه نظر.
وقال جعفر بن أبي عثمان، عن ابن معين: كان يكذب.
وقال إسحاق بن راهويه: ذاك الدجال يحدث عن ابن المبارك وقال علي بن الحسين بن الجنيد: كان يسرق الحديث.
وقال صالح جزرة: حدث عن عبد الله بن إدريس بأحاديث لم يسمعها.
وقال أبو الفتح الأزدي: روى عن الثقات عجائب.
وكان يحيى بن أكثم أعور. وقد وردت عنه حكايات في ميله إلى المرد.
وكان ميله إلى الملاح ونظره إليهم في حال الشبيبة والكهولة. فلما شاخ أقبل على شأنه، وبقيت الشناعة عليه استصحابا بالحال.
قال أبو العيناء: تولى يحيى بن أكثم وقف الأضراء وطالبوه، ثم اجتمعوا فقال: ليس لكم عند أمير المؤمنين شيء.
فقالوا: لا تفعل يا أبا سعيد.
فقال: الحبس الحبس.
فحبسوا، فلما كان الليل ضجوا، فقال المأمون: ما هذا قيل: الإضراء.
فقال له: لم حبستهم أعلى أن كنوك؟

540
قال: بل حبستهم على التعريض بشيخ لائط في الخريبة.
وقال أبو بكر الخرائطي: ثنا فضلك المروزي قال: مضيت أنا وداود الإصبهاني إلى يحيى بن أكثم، ومعنا عشرة مسائل، فأجاب في خمسة منها أحسن جواب. ودخل غلام مليح، فلما رآه، اضطرب، فلم يقدر يجيء ولا يذهب في المسألة السادسة، فقال داود: قم، فإن الرجل قد اختلط.
وقال أبو العيناء: كنا في مجلس أبي عاصم، وكان أبو بكر بن يحيى بن أكثم حاضرا، فنازع غلاما، فقال أبو عاصم: مهيم.
قالوا: أبو بكر ينازع غلاما.)
فقال: إن يسرق فقد سرق أب له من قبل.
وقد هجي يحيى بأبيات مفرقة أعرضت عنها.
قال الخطيب: لما استخلف المتوكل صير يحيى بن أكثم في مرتبة أحمد بن أبي دؤاد، وخلع عليه خمس خلع.
وقال نفطويه: لما عزل يحيى بن أكثم عن القضاء بجعفر بن عبد الواحد الهاشمي جاءه كاتبه، فقال: سلم الديوان.
فقال: شاهدان عدلان على أمير المؤمنين أنه أمرني بذلك. فلم يلتفت، وأخذ منه الديوان قهرا، وغضب عليه المتوكل وأمر بقبض أملاكه، ثم حول إلى بغداد، وألزم بيته.
قال الكوكبي: نا أبو علي محرز بن أحمد الكاتب: حدثني محمد بن

541
مسلم السعدي قال: دخلت على يحيى بن أكثم فقال: افتح هذا القمطر، ففتحتها، فإذا شيء قد خرج منها، رأسه رأس إنسان، ومن سرته إلى أسفله خلقة زاغ، وفي ظهره سلعة، وفي صدره سلعة، فكبرت وهللت وفزعت، ويحيى يضحك فقال لي بلسان فصيح طلق:
* أنا الزاغ أبو عجوه
* أنا ابن الليث واللبوه
*
* أحب الراح والزيحا
* ن والنشوة والقهوه
*
* فلا عربدتي تخشى
* ولا تحذر لي سطوه
* ثم قال لي: يا كهل، أنشدني شعرا غزلا.
فقال لي يحيى: قد أنشدك فأنشده. فأنشدته:
* أغرك أن أذنبت ثم تتابعت
* ذنوب فلم أهجرك ثم أتوب
*
* وأكثرت حتى قلت ليس بصارمي
* وقد يصدم الإنسان وهو حبيب
* فصاح: زاغ زاغ زاغ. وطار ثم سقط في القمطر.
فقلت: أعز الله القاضي، وعاشق أيضا.
فضحك. فقلت: ما هذا قلت: هو ما ترى. وجه به صاحب اليمن إلى أمير المؤمنين، وما رآه بعد.
وقال سعيد بن عفير المصري: ثنا يعقوب بن الحارث، عن شبيب بن شيبة بن الحارث قال: قدمت الشحر على رئيسها، فتذاكرنا النسناس.
فقال: صيدوا لنا منها.

542
فلما أن رحت إليه، فإذا بنسناس مع الأعوان، فقال: أنا بالله وبك.
فقلت: خلوه. فخلوه، فخرج يعدو. وإنما يرعون نبات الأرض.)
فلما حضر الغد قال: استعدوا للصيد، فإنا خارجون. فلما كان السحر سمعنا قائلا يقول: أبا مخمر، إن الصبح قد أسفر، والليل قد أدبر، والقانص قد حضر فعليك بالوزر.
فقال: كلي ولا تراعي.
فقال الغلمان: يا أبا مخمر. فهرب، وله وجه كوجه الإنسان، وشعرات بيض في ذقنه، ومثل اليد في صدره، ومثل الرجل بين وركيه. فألط به كلبان وهو يقول:
* إنكما حين تجارياني
* ألفيتماني خضلا عناني
*
* لو بي شباب ما ملكتماني
* حتى تموتا أو تفارقاني
* قال: فأخذاه.
قال: ويزعمون إنهم ذبحوا منها نسناسا، فقال قائل منهم: سبحان الله ما أحمر دمه.
فقال نسناس من شجرة: كان يأكل السماق.
فقالوا: نسناس خذوه.
فأخذوه وقالوا: لو سكت، ما علم به.
فقال آخر من شجرة: أنا صميميت.

543
فقالوا: نسناس خذوه.
قال: وبنو مهرة يصطادونها يأكلونها.
قال: وكان بنو أميم بن لاوذ بن سام بن نوح قد سكنوا زنار أرض رمل كثيرة النخل، ويسمع فيها حس الجن، حتى كثروا، فعصوا، فعاقبهم الله وأهلكهم، وبقي منهم بقايا للعرب يقع عليهم للرجل والمرأة منهم يد أو رجل في شق واحد، يقال لهم: النسناس.
قال السراج في تاريخه: مات يحيى بالربذة منصرفه من الحج، يوم الجمعة نصف ذي الحجة سنة اثنتين وقال ابن أخيه: بلغ ثلاثا وثمانين سنة وأربعين ومائتين سنة.
ورؤي أنه غفر له وأدخل الجنة. يحيى بن جعفر بن أعين البيكندي البخاري خ. أبو زكريا الحافظ.
رحل وسمع: سفيان بن عيينة، ووكيعا، ويزيد بن هارون، وطبقتهم.
ورحل إلى عبدان فيمن رحل.)
وعنه: خ. وعبيد الله بن واصل، ومحمد بن أبي حاتم وراق البخاري، وآخرون.

544
توفي في شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين.
وكان من الأئمة. يحيى بن الحارث الإخميمي.
أبو زكريا.
روى عن: ابن وهب.
مات في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين. يحيى بن حبيب بن عربي م. ع. أبو زكريا البصري.
عن: حماد بن زيد، ويزيد بن زريع، ومعتمر بن سلميان، ومرحوم بن عبد العزيز العطار، وجماعة.
وعنه: م. ع.، وزكريا الساجي، وعبدان الأهوازي، وابن خزيمة، وآخرون.
توفي سنة ثمان وأربعين عن سن عالية.
وثقه غير واحد.
وقال النسائي: ثقة مأمون قل شيخ رأيته مثله بالبصرة.
قلت: هو أكبر شيخ لعمر بن بجير. يحيى بن حكم الأندلسي.

545
الشاعر الملقب بالغزال.
له ديوان معروف. وقد طال عمره وعاش أربعا وتسعين سنة.
ومات سنة خمسين ومائتين. يحيى بن خلف م. د. ت. ق. أبو سلمو الباهلي البصري المعروف بالجوباري.
ثقة، صاحب حديث.
روى عن: معتمر بن سليمان، وبشر بن المفضل، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وجماعة.
وعنه: م. د. ت. ق.، وجعفر بن أحمد بن فارس الإصبهاني، وعبدان الأهوازي، وطائفة.
توفي سنة اثنتين وأربعين.) يحيى بن داود.
أبو السفر الواسطي.
عن: أبي معاوية، ووكيع، وإسحاق الأزرق، وجماعة.
وعنه: محمد بن جرير، وأبو القاسم البغوي، وعلي بن إسحاق بن زاطيا، وغيرهم.

546
توفي سنة أربع وأربعين ومائتين، ولا أعلم فيه جرحا ذكر ابن عساكر في النبل أن ق. روى عنه. وذلك وهم أوضحه صاحب التهذيب. وإنما روى ق. عن يحيى بن يزداد. يحيى بن درست بن زياد ن. ق. أبو زكريا القرشي البصري.
عن: أبي إسماعيل القتاد إبراهيم، وأبي عوانة، وحماد بن زيد، وغيرهم.
وعنه: ت. ن. ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وعبدان الأهوازي، وإبراهيم بن محمد بن متويه الإصبهاني، ومحمد بن أحمد بن عثمان المديني المصري، وجماعة سواهم.
وكان صدوقا. يحيى بن سليمان بن نضلة الخزاعي المدني.
روى الموطأ عن مالك.
وروى عن: عبد الرحمن بن أبي الزناد، وسليمان بن بلال، والكبار. وكان ابن صاعد تلميذه يقدمه ويفخم أمره.

547
قال ابن عقدة: سمعت ابن خراش يقول: لا يسوي شيئا. يحيى بن طلحة اليربوعي الكوفي ت. عن: قيس بن الربيع، وشريك، وأبي الأحوص سلام بن سليم.
وعنه: ت.، وعبد الله بن زيدان البجلي، ومحمد بن يحيى بن مندة، وإبراهيم بن متويه الإصبهانيان، وأبو العباس السراج، وعبد الله بن ناجية، وآخرون.
قال النسائي: ليس بشيء.
ووثقه غيره. يحيى بن عبد الرحيم بن محمد.
أبو زكريا البغدادي الخشرمي، نزيل مصر.
روى عن: عبد الله بن عثمان الوقاصي، وعبيد بن حبان الجبيلي، والفضل بن عبد الرحمن الموصلي.)
سمع منه: أبو حاتم بمصر في الرحلة الثانية. يحيى بن عبد الغفار الكتبي.
صاحب كتاب السنة.

548
روى عن: زيد بن الحباب، ويعلى بن عبيد، وطبقتهما.
وتوفي في رمضان سنة ثمان وأربعين ومائتين.
وقيل: سنة تسع وأربعين. يحيى بن محمد بن قيس الأنصاري الكوفي.
المقرئ المعروف بالعليمي.
قرأ القرآن على: أبي بكر بن عياش، وحماد بن شعيب.
وتصدر للإقراء وطال عمره، وعاش ثلاثا وتسعين سنة.
ومات في ثلاث وأربعين.
أخذ عنه: أبو يوسف بن يعقوب الواسطي، وغيره.
قرأ على أبي بكر سنة سبعين ومائة. يحيى بن مخلد ن. أبو زكريا المقسمي البغدادي الفقيه.
روى عن: المعافى بن عمران، وعمرو بن عاصم الكلابي.
وعنه: ن.، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وابن صاعد، وغيرهم.
قال النسائي: ثقة. يحيى بن واقد.
أبو صالح الطائي. عراقي نزل إصبهان.

549
وروى عن: هشيم، وابن أبي زائدة، وابن علية.
وعنه: محمد بن أحمد بن يزيد الزهري، وأبو العباس الجمال.
وثقه إبراهيم بن أورمة. وكان رأسا في العربية.
آخر من روى عنه: محمد بن القاسم شيخ الحافظ ابن مندة. يحيى بن يزيد بن ضماد.)
أبو شريك المرادي المصري.
عن: مالك بن أنس، وحماد بن زيد، ومفضل بن فضالة، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم.
وعنه: محمد بن داود بن عثمان الصدفي، ويعقوب الفسوي، وأبو حاتم الرازي، ومحمد بن محمد الباغندي، وآخرون.
توفي في شعبان سنة ست وأربعين ومائتين. يزيد بن سعيد.
أبو خالد الإسكندراني، مولى بني سهم ويعرف بالصباحي.
روى عن: الليث بن سعد، ومالك بن أنس، ويعقوب بن عبد الرحمن القاري، وضمام بن إسماعيل، وغيرهم.
وكان فيما ذكر ابن يونس آخر من حدث بمصر عن مالك.
توفي في صفر سنة تسع وأربعين ومائتين.
قلت: روى عنه ليعقوب الفسوي، وأحمد بن محمد بن ميسر شيخ لابن المقرئ، والحسن بن إبراهيم بن مطروح الخولاني، وآخرون.

550
وما علمت فيه ضعفا.
روى عنه أبو حاتم، وقال: محله الصدق. يزيد بن عبد الله بن رزيق الدمشقي.
عن: الوليد بن مسلم، ومحمد بن شعيب.
وعنه: أحمد بن المعلى، وسليمان بن حذلم، وأبو بكر بن أبي داود، وعبد الله بن عتاب الزفتي.
وروى النسائي، عن رجل، عنه.
توفي سنة نيف وأربعين ومائتين. يعقوب بن إسحاق بن السكيت.
أبو يوسف البغدادي النحوي، صاحب كتاب إصلاح المنطق. كان دينا فاضلا، موثقا في نقل العربية.

551
أخذ عن: أبي عمرو الشيباني، وغيره.
وعنه: أبو عكرمة الضبي، وأحمد بن فرج المقرئ، وجماعة.
وكان أبوه مؤدبا، فتعلم يعقوب النحو واللغة، وبرع فيهما. وتوصل إلى أن ندب لتعليم أولاد الأمير محمد بن عبد الله بن طاهر بوساطة كاتب ابن طاهر.)
ثم ارتفع شأنه، وأدب ولد المتوكل. وله من التصانيف نحو عشرين كتابا.
ويروى أن المتوكل نظر إلى ولديه المعتز والمؤيد فقال لابن السكيت: من أحب إليك، هما، أو الحسن والحسين قال: قنبر، يعني مولى علي، خير منهما.
قال: فأمر الأتراك فداسوا بطنه حتى كاد يهلك، فبقي يوما ومات.
ومنهم من قال: حمل ميتا في بساط، وبعث إلى ابنه بديته.
وكان المتوكل نصب بلا خلاف.
أبو عمر، عن ثعلبة قال: ما عرفنا لابن السكيت خربة قط. وقال محمد بن فرج: كان يعقوب بن السكيت يؤدي مع أبيه ببغداد صبيان العامة.
ثم تعلم النحو.
قال المفضل بن محمد بن مسعر المعري في أخبار النحاة: روى يعقوب عن: أبيه، والأصمعي، وأبي عبيدة، والفراء.
وكتبه صحيحة نافعة.
ولم يكن له نفاذ في علم النحو، وكان يميل إلى تقديم علي رضي الله عنه.
وقال أحمد بن عبيد: شاورني يعقوب في منادمة المتوكل، فنهيته، فحمل قولي على الحسد ولم ينته.

552
وقال غيره: كان إليه المنتهى في اللغة.
وروى المبرد، عن المازني قال: كنت عند ابن الزيات الوزير، وعنده يعقوب بن السكيت، فقال: سل أبا يوسف عن مسألة. فكرهت ذلك، ودافعت لكونه صاحبي. فألح علي الوزير، واخترت مسألة سهلة، فقلت له: ما وزن نكتل فقال: نفعل.
قلت: فيكون ماضيه كيل.
فقال: لا، بل وزنه نفتعل.
قلت: فيكون أربعة حروف بوزن خمسة.
فخجل وسكت.
فقال الوزير: وإنما تأخذ كل شهر ألفي درهم، ولا تحسن ما وزن نكتل فلما خرجنا قال لي: هل تدري ما صنعت بي قلت: والله لقد قاربتك جهدي.
قال ثعلب: أجمع أصحابنا أنه لم يكن بعد ابن الأعرابي أعلم باللغة من ابن السكيت. وكان المتوكل ألزمه تأديب ابنه)
المعتز.
قلت: ولابن السكيت شعر جيد سائر.
توفي ابن السكيت، رحمه الله، سنة أربع وأربعين. وأكثر الملوك يحشدون مع قتلة الأنفس. يعقوب بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم البصري.
قاضي المدينة.

553
سمع: سفيان بن عيينة، ويحيى القطان.
وعنه: حفيده أبو عمر محمد بن يوسف بن يعقوب، لقنه حديثا واحدا وابنه يوسف، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وعبد الله بن ناجية، وقاسم المطرز.
قال أبو حاتم: صدوق.
وقال غيره: توفي على قضاء فارس سنة ست وأربعين ومائتين. هناك. يعقوب بن حميد بن كاسب المدني ق. نزيل مكة.
عن: إبراهيم بن سعد، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد الله بن وهب، وخلق.
وعنه: ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، وإسماعيل القاضي، والبخاري في غير الصحيح، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وآخرون.
ضعفه أبو حاتم.
وقال البخاري: لم نر إلا خيرا.

554
وفي صحيح البخاري موضعين في: الصلح، وفي: من شهد بدرا: ثنا يعقوب، نا إبراهيم بن مسعد. فقائل يقول هو هذا. وقائل يقول هو: يعقوب الدورقي.
وأما من قال: هو يعقوب بن إبراهيم بن سعد، أو هو يعقوب بن محمد الزهري، فقد أخطأ بلا شك.
توفي ابن كاسب في آخر سنة إحدى وأربعين.
وكان من أئمة الحديث بالمدينة.

555
يعقوب بن ماهان البناء ن. عن: هشيم، وغيره.
وعنه: ن.، وقاسم المطرز، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج.)
توفي سنة أربع وأربعين ومائتين.
قال أبو حاتم: صدوق. يمان بن عيسى.
عن: هشيم، وأنس بن عياض.
وعنه: محمد بن إبراهيم مربع، وعلي بن الحسين بن الجنيد. وكتب عنه من الكبار: يحيى بن معين.
وثقه مربع. يوسف بن إبراهيم بن شبيب.
أبو الحجاج الإصبهاني الفرساني الحافظ.

556
رحل وعني بهذا الشأن، وبرع فيه.
ولقي: عبد الله بن موسى، وأبا نعيم، وسليمان بن حرب، وطبقتهم.
روى عنه: محمد بن يحيى بن مندة، وغيره.
ولم يشتهر ذكره، لأنه مات قبل أوان الرواية. وكان يعارض الحافظ أحمد بن الفرات في زمانه.
توفي سنة اثنتين وأربعين.
وكان يسكن قرية فرسان. يوسف بن حماد المعنى م. ت. ن. ق. أبو يعقوب البصري.
عن: حماد بن زيد، وعبد الوارث، وزياد البكائي، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن. ق.، وأبو بكر بن أبي عاصم، ومحمد بن جرير الطبري. وآخرون.
توفي سنة خمس وأربعين ومائتين.
ووثقه النسائي. يوسف بن حماد.
أبو يعقوب الأستراباذي.

557
عن: سفيان بن عيينة، وأبي معاوية، ووكيع.
وعنه: حفيده محمد بن يوسف، ومحمد بن جعفر بن طرخان، وعمران بن موسى بن مجاشع، وآخرون.
وكان صدوقا.)
قال أبو سعد الإدريسي: مات بعد الأربعين ومائتين. يوسف بن سلمان الباهلي ت. ويقال المازني البصري.
عن: حاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز الدراوردي، وجماعة.
وعنه: ت.، وعمر البجيري، وإمام الأئمة ابن خزيمة، وجماعة.
توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين. يوسف بن عيسى بن دينار المروزي خ. م. ت. ن. عن: سفيان بن عيينة، والفضل السيناني، وعبد الله بن إدريس، وطبقتهم.
وعنه: خ. م. ت. ن.، وعمر بن محمد بن بجير، والحسن بن سفيان، وآخرون.

558
توفي سنة تسع وأربعين.
وقد مر. يوسف بن عيسى بن ماهان المروزي، ثم البغدادي المؤدب، صاحب إبراهيم بن سعد.

559
4 (الكنى))
أبو أيوب.
الخياط المقرئ سليمان بن الحكم.
بغدادي من أعيان أصحاب اليزيدي.
روى عنه القراءة: أحمد بن حرب المعدل، وإسحاق بن مخلد، والسري بن مكرم. أبو بكر بن نافع البصري م. ت. ن. اسمه محمد بن أحمد بن نافع.
روى عن: بشير بن المفضل، ومحمد بن جعفر غندر، وعبد الرحمن بن مهدي، وجماعة.
وعنه: م. ت. ن.، وزكريا الساجي، وعبدان، وآخرون. أبو بكر بن النضر بن أبي النضر هاشم بن القاسم البغدادي م. ت. ن.

560
وكثيرا ما ينسب إلى جده فيقال فيه أبو بكر بن أبي النضر.
سمع: جده، ومحمد بن بشر العبدي، ويعقوب بن إبراهيم، وأبو عاصم النبيل.
وعنه: م. ت. ن. أيضا، وأبو يعلى الموصلي، وأبو العباس السراج، وآخرون.)
قال أبو حاتم: صدوق.
قلت: توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. أبو تراب النخشبي هو عسكر. وقد ذكر. أبو حصين بن يحيى بن سليمان الرازي د. لا يعرف له اسم.
سمع: ابن عيينة، ويحيى بن أبي زائدة، ووكيعا، وأسباط بن محمد، وعبد الرزاق، وجماعة.
وعنه: د.، وأحمد بن علي الأبار، وعلي بن سعيد بن بشير، ومحمد بن إبراهيم الطيالسي، وجعفر بن أحمد بن فارس، ومحمد بن وضاح القرطبي، وآخرون.
وثقه أبو حاتم.

561
أبو هفان.
الشاعر عبد الله بن أحمد. أبو يزيد البسطامي.
يذكر بعد الستين ومائتين إن شاء الله تعالى.

562
/ 1