وافي بالوفيات (جزء 27) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وافي بالوفيات (جزء 27) - نسخه متنی

خلیل بن ایبک؛ محققین: ترکی مصطفی، احمد ارناووط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: الوافي بالوفيات
المؤلف: الصفدي
الجزء: 27
الوفاة: 764
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى
الطبعة:
سنة الطبع: 1420 - 2000م
المطبعة: بيروت - دار إحياء التراث
الناشر: دار إحياء التراث
ردمك:
ملاحظات:
((بسم الله الرحمن الرحيم))
((حرف النون))
((نصر الله))
3 (أبو نصر الهيتي الشافعي))
نصر الله بن الحسن بن علوان الربعي الهيتي أبو نصر الشاعر سكن دمشق وتوفي بزرع سنة أربع وستين وخمسمائة وكان يتفقه للشافعي ويتأله ومن شعره
* أعندك صبر إن عراك صدود
* عسى أن أيام الوصال تعود
*
* وتمنح بعد المنع سلمى ودادها
* وتلغى دخول بيننا وحقود
*
* فلا شفي الهجر المبيرح بالفتى
* ولا اخضر يوما للقطيعة عود
* ومنه
* كيف يرجى معروف قوم من اللؤ
* م غدوا يدخلون في كل فن
*
* لا يرون العلى ولا المجد إلا
* برعلق وقحبة ومغني
*
* يتمنون أن تحل المسامي
* ر بأسماعهم ولا الصوت مني
*
* لئن أمسكت عني سحائب كفه
* فما أنا للبر القديم جحود
*
* ألم تر أن المزن يهطل تارة
* ويمسك بعد الهطل ثم يجود
* ومنه
* خل الصريم لواصفي آرامه
* وغزاله لمتيم بثغامه
*
* ودع الأراك وما سما من دوحه
* تدعو على الأغصان ورق حمامه
*
3 (ابن زريق المسند البغدادي))
نصر الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد أبو السعادات بن أبي منصور بن زريق الشيباني القزاز الحريمي مسند بغداد في وقته توفي

5
سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة
3 (الصاحب صفي الدين))
نصر الله بن محمد بن نصر الله صفي الدين أخو الوزير علاء الدين ابن نصر الله وتقدم ذكر أخيه علي بن محمد بن نصر الله في مكانه وولي الصاحب صفي الدين هذا بعد أخيه وزارة حماة للمنصور سنة أربع وسبعين وستمائة وسار على سيرة أخيه ومنواله ولم يزل إلى أن توفي رحمه الله سنة ثلاث وثمانين وستمائة بحماة في شهر رجب
3 (ابن القابض وزير صلاح الدين))
الصفي نصر الله بن القابض كان قد خدم السلطان صلاح الدين لما كان في شحنكية بغداد وأمده بالمال فرأى له ذلك فلما ملك استوزره وكان شجاعا ثقة أمينا ولما نزل الفرنج داريا والسلطان في الشرق جمع من أهل دمشق سوادا عظيما وخرج إلى ظاهر البلد فرآهم الفرنج فظنوهم عسكرا فرحلوا وكان كثير المعروف وكتب أملاكه لمماليكه لأنه لم يكن له ولد وبنى بالعقيبة مسجدا ودفن به ويعرف الآن بمسجد الصفي وتوفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة
3 (معين الدين الهيتي الشافعي))
نصر الله بن نصر الله بن نصر الله بن سلامة بن سالم أبو الفتح الهيتي معين الدين بن أبي المعالي الشافعي الشاعر مدح الملوك والوزراء وتوفي ستة سبع وثلاثين وستمائة قدم الإسكندرية ومدح رؤساءها وأكابرها ومدح ابن البوري الآتي ذكره بقصيدة أولها
* أترى الحبيب لطول مدة بعده
* يدري بما لاقيته من بعده)
* (فلقد كسا جسمي الضنى لفراقه
* وأذاقني فيه مرارة صده
*
* قد خددت خدي الدموع وطالما
* ألصقته عند الوداع لخده
*
* وجنيت والواشي بذلك شاهد
* من ريقه المعسول رائق شهده
*
* ما كان أطيب عصر أيام الصبى
* في سبط ريعان الشباب وجعده
*
* من خلعت به العذار ورحت في
* حب العذار أجر فاضل برده
*
* وشربت من كأسي غناه وفقره
* وشربت في هزل الغرام وجده
*
* والآن مالي رغبة في حب زي
* نب ولا لي مطمع في هنده
*

6
* لا أن طبعي مسه طبع ولا
* أنى صفا ينبو الهوى عن صلده
*
* لكن كدى في المساعي صدني
* عن عسف قلبي في الحسان وكده
*
* ورضاي من هذا الأنام بوحدتي
* لما اقتنعت من السراب بثمده
*
* كم قد وردت بغلة الصادي ولم
* يوني أخو بخل أحوم بورده
* قلت شعر متوسط
3 (أبو الفتح المصيصي الشافعي الأشعري))
نصر الله بن محمد بن عبد القوي أبو الفتح المصيصي ثم اللاذقي الدمشقي الشافعي الأصولي الأشعري نسبا ومذهبا كان متصلبا في السنة متجنبا أبواب السلاطين يدرس بالزاوية الغربية من الجامع الأموي وهو آخر من حدث بدمشق عن الخطيب روى عنه ابن الجوزي وابن عساكر ومكي بن علي العراقي والحموي وعسكر بن خليفة وغيرهم وآخر من حدث عنه أبو المحاسن بن أبي لقمة توفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة
3 (ابن قلاقس الشاعر))
نصر الله بن عبد الله بن مخلوف بن علي بن قلاقس القاضي الأغر أبو الفتح اللخمي الأزهري الإسكندري كان سناطا كثير الأسفار دخل اليمن ومدح أهلها وعاد مثريا فغرق جميع ما بقرب دهلك فرد إلى ياسر بن بلال وهو عريان ومدحه بقصيدته التي أولها
* صدرنا وقد نادى السماح بنا ردوا
* فعدنا إلى مغناك والعود أحمد
* وفي ابن قلاقس يقول الوجيه الذروي
* قلت وأيري في حشاه
* وقد أنشدني من شعره البارد)
* (يا ريح مفساه ويا شعره
* كلاكما من مخرج واحد
* وقال فيه أيضا
* يا سائلي عن أبي الفتوح وعن
* عيشته في البلاد من أين
*
* يعيش من شعره وفقحته
* فاعجب لمن عاش من كنيفين
* ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وتوفي بعيذاب في شوال سنة صقلية ومدح ملكها الإفرنجي

7
غليلم يقال إن من جملة ما أعطاه مركبا مملوءا جبنا ولما قدم إلى الإسكندرية خرج الناس للسلام عليه فلما نزل من المركب رآه أبو العباس أحمد بن أبي الصلاح فشهق له وقال
* أطل هلال الفاسقين فلا أهلا
* فلا مرحبا بالقادمين ولا سهلا
* ولابن قلاقيس نثر جيد وهو من الشعراء المجيدين ولعله لو عمر لكان شعره ازداد جودة ومن شعر ابن قلاقس
* لا تثن جيدك إن الروض قد جيدا
* ما عطل القطر من نواره جيدا
*
* إذا تبسم ثغر المزن عن يقق
* فانظره في وجنات الورد توريدا
*
* وإن تنثر ذر منه فاجتله
* بمبسم الأقحوان الغض منضودا
*
* واستنطق العود أو فاسمع غرائبه
* من ساجع لحنه يسترقص العودا
*
* يشدو وينظر أعطافا منمقة
* كأنه آخذ عنها الأغاريدا
*
* ماذا على العيس لو عادت بربتها
* مقدار ما تتقاضاها المواعيدا
*
* رد الركاب لأمر عن ثانية
* وسمه في بديع الحب ترديدا
*
* وقف أبثك ما لان الحديد له
* فإن صدقت فقل هل صرت دوادا
*
* حلت عرى النوم عن أجفان ساهرة
* رد الهوى هدبها بالنجم معقودا
*
* تفجرت وعصا الجوزاء تضربها
* فذكرتني موسى والجلاميدا
*
* يا ثعلب الفجر لا سرحان أوله
* خذ الثريا فقد صادفت نقودا
* وقال
* سفحت عيون الغيم أدمع قطره
* فالروض يضحك عن مباسم زهره
*
* وسرى النسيم بقهوة حيى بها
* دوحا لوت عطفيه راحة سكره
*
* وسرى بمؤتنق الحدائق قانصا
* فأثار طامس عرفها عن ذكره)
* (وانشق جيب الأفق عن متألق
* ينجاب تقطيب الظلام بتبره
*
* وكأنه ظن النجوم كواعبا
* فرمى لها بملاءة من فجره
*
* وكأن ذا الرعثات ينشد إثرها
* شجوا أثارا البين سالف ذكره
*
* ودعا بحي على الصبوح مؤمر
* حتم على الظرفاء طاعة أمره
*
* تزهي فضول التاج مفرق رأسه
* ويهز رقم الوجه مرهف خصره
*
* غنى فهز قوام قسيس الدجا
* طربا فشق صدارها عن صدره
*

8
* وارتاع من ماء الصباح فشمرت
* أذيال حلته لفائض نحره
*
* فاقذف شياطين الهموم بأنجم
* تثني الخليع إلى السرور بأسره
*
* بزجاجة حياك منها قيصر
* وكأنما هو في جوانب قصره
*
* ما ألبسته الراح ثوبا مذهبا
* إلا وقلده الحباب بدره
*
* يسقيكها رشأ كأن مذاقها
* من ريقه وحبابها من ثغره
*
* أرسلت لحظي رائدا فأضله
* ليل يمد بعذره وبغدره
*
* أعشى الدليل دجا الدلال فسائلوا
* فلك الأزرة عن طالع بدره
* وقال
* عرضت لمفترض الصباح الأبلج
* حوراء في طرف الظلام الأدعج
*
* فتمزقت شية الدجا عن غرتي
* شمسين في أفق وكله هودج
*
* ووراء أستار الحمول لواحظ
* غازلن معتدل الوشيح الأعوج
*
* من كل مبتسم السنان إذا جرى
* دمع النجيع من الكمي الأهوج
*
* ولقد صحبت الليل قلص برده
* لعباب بحر صباحه المتموج
*
* وكأن منتثر النجوم لآلىء
* نظمت على صرح من الفيروزج
*
* وسهرت أرقب من سهيل خافقا
* متفردا فكأنه قلب الشجي
*
* واستعبرت مقل السحاب فأضحكت
* منها ثغور مفوف ومدبح
* وقال
* سددوها من القدود رماحا
* وانتضوها من الجفون صفاحا
*
* يا لها حالة من السلم حالت
* فاستحالت ولا كفاح كفاحا)
* (صح إذ أذرت العيون دماء
* أنهم أثخنوا القلوب جراحا
*
* يا فؤادي وقد أخذت أسيرا
* أتقطرت أم وضعت السلاحا
*
* قل لأعشارك التي اقتسموها
* ضربوا فيك بالعيون قداحا
*
* عجبا للجفون وهي مراض
* كيف تستأسر القلوب الصحاحا
*
* أه من موقف يود به المغ
* رم لو مات قبله فاستراحا
*
* حيث يخشى أن ينظم اللثم عقدا
* فيه أو يعقد العناق وشاحا
* وقال
* عقدوا الشعور معاقد التيجان
* وتقلدوا بصوارم الأجفان
*

9
* ومشوا وقد هز الشباب قدودهم
* هز الكماة عوالي المران
*
* جروا الذوائب والذوابل وانثنوا
* فثنوا عناني محصن وحصان
*
* وتوشحوا وردا فقلت أراقم
* خلعت ملابسها على غزلان
*
* ولربما عطفوا الكعوب فواصلوا
* ما بين ليث الغاب والثعبان
*
* في حيث أذكى السمهري شراره
* رفع الغبار لها مثار دخان
*
* وعلا خطيب السيف منبر راحة
* يتلو عليه مقاتل الفرسان
*
* يا مرسل الرمح الصقيل سنانه
* أمسك فليس اليوم يوم طعان
*
* هاتيك شمس الراح يسطع ضوءها
* من خلف سحب مارق وقناني
*
* وهلال شوال يقول مصدقا
* بيدي غصبت النون من رمضان
*
* لا تسقنيها من محاجر نرجس
* حسبي التي بأنامل السوسان
*
* فأرادها ممزوجة قد خالطت
* بالياسمين شقائق النعمان
*
* والورق في الأوراق قد هتفت على
* عذب الغصون بأعذب الألحان
*
* فكأن أوراق الغصون ستائر
* وكأن أصوات الطيور أغاني
* وقال
* كم نابل في طرفك البابلي
* وذابل في عطفك الذابل
*
* وكم حوى ردفك من موجة
* تضرب من حصرك في ساحل
*
* يا كوكبا ناظره طالعا
* كناظر في كوكب آفل)
* (يوقعني منك على مانع
* مخابل عندك من باذل
*
* طلاقة أنشأ لي برقها
* سحائبا من دمعي الهاطل
*
* وسقم أجفان توهمتها
* ترثي لسقم الجسد الناحل
*
* ومعطف معتدل مائل
* ما لي وللمعتدل المائل
*
* حبك لا حبك هذا الذي
* أوقع في أنشوطة الحابل
*
* وليتني أشكو إلى غادر
* وليتني أشكى من العاذل
*
* وليلة أسلمت أصداءها
* من أكؤس الراح إلى صاقل
*
* فالتهبت فحمتها جمرة
* من خمرة قاتلة القاتل
*
* وانتسقت نحوي مسراتها
* نسق الأنابيب إلى العامل
*

10
وقال
* ما ست فقيل هي القضيب الأملد
* ورنت فقيل هي الغزال الأغيد
*
* ورأت بديع جمالها فتبسمت
* عن جوهر بمثاله تتقلد
*
* بيضاء روض الحسن منها أخضر
* ومدامعي حمر وعيشي أسود
*
* فعلت سيوف السحر من أجفانها
* ما يفعل الصمصام وهو مجرد
*
* يا هذه إن كنت دونك ثانيا
* طرفي ففي قلبي المقيم المقعد
*
* دافعت في صدر الظنون ولم يكن
* بسوى الثريا يستراب الفرقد
*
* هل عند ليل الشعر أني نائم
* ولصبوتي طرف عليك مسهد
*
* يا ضيف طيف ما هداه لمضجعي
* إلا لهيب في الحشا يتوقد
*
* والله لولا أنني بك طامع
* ما كنت من كلفي بحبك أرقد
*
* هذي النجوم وأنت من إخوانها
* بجميع ما نصيته لك تشهد
*
* كم فيك عن بلقيس من نبإ فهل
* قلبي سليمان وطرفي هدهد
*
* لا تنف همي بالعقار فإنها
* أبدا يثار بشربها ما يخمد
*
* لي روضة من خاطري ومدامة
* ورق القوافي بينهن تغرد
* وقال
* السحب ما عطفت إليك مدام
* والورق ما هتفت عليك ندام)
* (تقف النواسم فيك وهي لواثم
* وتسير زهر الروض وهو لثام
*
* تيمت حتى قيل صبت صبا
* وفتنت حتى قيل هامرهام
*
* ماذا بعثت إلى النفوس وإنما
* نمت إليك ببعضه الأجسام
*
* مليت مكتهل البنات فللحيا
* سبل يلاعب معطفيه غلام
*
* رحماك وهو أسنة وأعنة
* خيم مطنبة عليه خيام
*
* ما حيلة المشتاق في آرامه
* وهي التي عزت فليس ترام
*
* قسم السقام لجسمه وجفونها
* وتخالفت بوفاقها الأقسام
*
* فسقام أجفان الكواعب صحة
* هي في جفون العاشقين سقام
*
* يا ربة الخدر التي هي تحته
* بدر شريق النور وهو غمام
*
* يهتز من عطفيك غصن أراكة
* فينوح من وجدي عليه حمام
*
* وتسير عيسك كالقسي عواطفا
* فتصير في الأحشاء وهي سهام
*
* ويطول منك الظلم حتى أنه
* لولا جبينك قلت والإظلام
*

11
وقال
* ما زال يخدع قلبه حتى هفا
* برق يهز الجو منه مرهفا
*
* أعشى عيون الشهب حتى لم يدع
* طرفا لها إلا قضى أن يطرفا
*
* وألاح فيها يستطير كشارب
* نشوان رش على الحديقة قرقفا
*
* وكأنما وافى الظلام بعزله
* فتلا عليه من الصباح ملطفا
*
* حتى إذا سطع الضياء وأشبهت
* في لجة حببا طفا ثم انطفا
*
* خجلت خدود الزهر عنه بروضة
* غيداء قلدها نداه وشنفا
*
* أجرى النسيم بجانبي ميدانها
* طرفا وجر على رباها مطرفا
*
* وأغر كف الوصل غرب جماحه
* من بعد ما هجر المتيم ما كفى
*
* كلفت بدر التم مثل جماله
* وظلمته فلذا تبدأ أكلفا
*
* أنا والمدام بكفه وجفونه
* ما شئت سم من الثلاثة مدنفا
*
* أضحى يحن ويرجحن وإن من
* أحلى الحلى متعطفا متعطفا
*
* هل كنت أسلو والخيانة شأنه
* أيكون ذلك حين فاء إلى الوفا
*)
وقال
* كم مقلة للشقيق والغض رمداء
* إنسانها سابح في دمع أنداء
*
* وكم ثغور أقاح في مراشفها
* رضاب طائفة بالري وطفاء
*
* فما اعتذارك عن عذراء جامحة
* لاحت كما لامستها راحة الماء
*
* نضت عليها حسام المجد فامتنعت
* بلامة للحباب الجم حصداء
*
* أما ترى الصبح يخفى في دجنته
* كأنما هو سقط بين أحشاء
*
* والطير في عذبات الدوح ساجعة
* تطابق اللحن بين العود والناي
*
* وقد تضمخ ذيل الريح حين سرت
* بعاطر من شذى غيداء غناء
*
* فحي في الكأس كسرى تحي رمته
* بروح راح سرت في جسم سراء
*
* وعذ بمعجز آيات المدامة من
* نوافث السحر في أجفان حوراء
*
* فما الفصاحة إلا ماتكرره
* مبازل الدن من ترجيع فأفاء
*
* يديرها فاتن الألحاظ فاترها
* صاح معربد أعضاء وأعضاء
*
* ومحسن حسن ألقت إلى يده
* أعنة الحب طوعا كل سوداء
*
* ناهيك من شادن شاد تغار على
* أذن المصيخ إليه مقلة الرائي
*

12
* فاعكف على خلس اللذات مغتنما
* فالدر في حربه تلوين حرباء
* وقال
* شق الصباح غلالة الظلماء
* وانحل عقد كوكب الجوزاء
*
* وتكللت تيجان أزهار الربى
* بغرائب من لؤلؤ الأنداء
*
* وجرى النسيم فجر فضل ردائه
* متحرشا بمساقط الأنواء
*
* وعلا الحمام على منابر أيكة
* يبدي فصاحة ألسن الخطباء
*
* ودعا وقد رق الهواء منمق الس
* ربال طابت زهرة الصهباء
*
* لو لم يكن ملك الطيور لما انثنى
* بالتاج يمشي مشية الخلفاء
*
* فاشرب معتقة الطلا صرفا على
* رقص الغصون ورنة المكاء
*
* من كف وطفاء الجفون كأنما
* يسعى بنار أضرمت في ماء
*
* في سحر مقلتها وخمرة ريقها
* دائي الذي حملته ودوائي)
* (يا قاتل الله العيون فإنها
* شرك العقول وآفة الأعضاء
*
* يا هذه مهلا فلو أنني
* لا أنثني عن ذمة ووفاء
*
* لبلغت ما أرجو بحد مهند
* ذرب وعامل صعدة سمراء
*
* وطرقت دارك باللوى في معشر
* أخذوا شجاعتهم عن الآباء
*
* وأبحت يا أسماء معسول اللمى
* لهم وورد الوجنة الحمراء
*
* لكن ركنت إلى السلو ولم أقل
* أعزز علي بفرقة الخلطاء
* وقال
* أنسيم برق أم شيم عرار
* أورى بجانحتيه زند أوار
*
* أم هز معطفه الغرام فمزقت
* أيدي الصبابة عنه ثوب وقار
*
* أم باكرته يد الهوى بمدامة
* صرف فبات لها صريع خمار
*
* بل هز عطفيه لنوح حمامة
* هتفت ودمع غمامة مدرار
*
* وعليل نفحة روضة مطلولة
* باحت بما ضمت من الأسرار
*
* ما استنشقت منها المعاطف بلة
* إلا انثنت في القلب جذوة نار
*
* حيث الغصون تميس في كثبانها
* طريا لسجع ملاحن الأطيار
*
* عبثت بها أيدي الصبا فتمايلت
* فكأنما شربت بكأس عقار
*
* ووتكللت تيجان أزهار الربى
* بفرائد من لؤلؤ الأمطار
*

13
* فالجو في مسكية الغيم أنبري
* والأرض في موشية الأزهار
*
* والغانيات تميس في أرجائها
* مختالة ميس القنا الخطار
*
* من كل سافكة بسيف فتورها
* عمدا وما لقتيلها من ثار
*
* كالبدر في بعد المنال وفي السنا
* والريم في كحل وفرط نفار
*
* ومهفهف عبث الصبا بقوامه
* عبث الصبا بمعاطف الأشجار
*
* وسنان ما جالت قداح جماله
* إلا ثنى قلبي من الأعشار
*
* عاطيته راحا إلى الشمس انتمت
* بزجاجة تنمي لضوء نهار
*
* والليل من جوزائه وهلال
* يختال بين قلادة وسوار
* وقال)
* هذا اللوى لا حط منه لواء
* يرتادني عنه هوى وهواء
*
* فاحلل عقود الدمع في عقداته
* إن جرعتك غرامك الجرعاء
*
* والعب بعطفك كالقضيب فإنما
* أهدت بوارحها لك البرحاء
*
* لم يبق من آثار أنجم غيده
* إلا الدموع فإنها أنواء
*
* جعلوا الحماة حماءهم وترحلوا
* فبحيثما حلوا ظبي وظباء
*
* وتكنسوا قصب الوشيج وتفعل
* السمراء ما لا تفعل السمراء
*
* هذي المنازل كالمنازل فاسألوا
* عن بدرها فلقد دجت ظلماء
*
* ذم الفراق وما علقت بذمة
* من سلوة فمتى يذم لقاء
*
* لله ذاك العيش إذ لا بيننا
* بين ولا عاداتنا عدواء
*
* فالجو صاف والموارد عذبة
* والروض نضر والنسيم رخاء
*
* ولقد نزعت عن الغرام فشاقني
* أرج نماه مندل وكباء
*
* هبت صبا نجد وهب لي الصبى
* فتلاقت الأهواء والأهواء
*
* ماذا على العذال إن خلع الهوى
* عذري وعذري غادة عذراء
*
* بل كيف يحس بي الهوى ومحله
* دون الحضيض ودوني الجوزاء
*
* يا حبذا ري الكئيب من الظما
* لا حبذا أروى ولا ظمياء
*
* هو منكب العزم الذي لو أنه
* ريح لقالوا إنها نكباء
*
* ولدي فكر إن تبلج نوره
* شهد الذكاء بأن ذاك ذكاء
*
* ألقى القريض له مقالد أمره
* فاختار وهو المانع الأباء
*
* كم بيت شعر قد علا ببنائه
* بيت دعائم سمكه العلياء
*

14
* تحيى به الأموات بعد فنائها
* ولربما ماتت به الأحياء
*
* ألفاظه كالشهب إلا أنها
* في كل خطب فليق شهباء
*
* وإلى سراة بني عدي أنتمي
* في حيث تثنى الغرة القعساء
*
* قوم هم غرر الزمان وأهله
* والعالمون جبلة دهماء
*
* يتوردون الخطب وهو مهالك
* ويبادرون الحرب وهي فناء
*
* ويخاطبون بألسن البيض التي
* من دونها تتلجلج الخطباء)
* (من كل أروع ضارب بحسامه
* رأس الكمي إذا التظت هيجاء
*
* متناسب الأجزاء أجمع صدره
* قلب وأجمع قلبه سوداء
*
* إن تظلم الأقدار فهو مهند
* أو تظلم الأخطار فهو ضياء
*
* تأبى مناط نجاده فكأنه
* من تحت منعقد اللواء لواء
*
* ويهزه هزج الصهيل كأنما
* حكمت عليه القهوة الصهباء
*
* أبناء لخم الأكرمين عصابة
* لا ينثنون وفي الثبات ثناء
*
* نشروا أمام خميسهم أحسابهم
* في الحرب وهي الراية البيضاء
*
* ضربوا بمستن الركاب قبابهم
* فتساوت الغرباء والقرناء
*
* وتحكم الضيفان في أموالهم
* حتى كأنهم لهم شركاء
*
* يخشاهم ريب الزمان فجارهم
* لم يدر في السراء ما الضراء
*
* نسب لو أن الزهر في إشراقه
* لتشابه الإصباح والإمساء
* وقال
* أصبحت بين سوالف وعيون
* وقفا على أمنية ومنون
*
* فدعي الملامة في التصابي واعلمي
* أن الملامة ربما تغريني
*
* ماذا عليك إذا سفحت مدامعي
* وأطلت في آي الديار أنيني
*
* ما زلت أخفي الحب حتى هاجه
* وشك الفراق وأظهرته جفوني
*
* يا عاذلي رفقا على قلبي فما
* أرضيك في فعلي ولا ترضيني
*
* صادته أيدي الحب إذ نصبت له
* شركا بألحاظ الظباء العين
*
* خفض علي فما أراك تصدني
* باللوم عن شغفي ولا تثنيني
*
* كيف السبيل إلى السلو وقد خلت
* من آل حمدة جانبا يبرين
*
* وعلى الحمول غريرة أجفانها ال
* مرضى الصحاح بقتلتي تفتيني
*
* هيفاء تحت نقابها وثيابها
* ما شئت من ورد ومن نسرين
*

15
* سفرت فأبدت بدر تم طالعا
* لك في ليال للغدائر جون
*
* وبكت فأبقت في عقيق خدودها
* آثار لؤلؤ دمعها المكنون
* وقال)
* سرت وجبين الجو بالطل يرشح
* وثوب الغوادي بالبروق موشح
*
* فقابلت من أسماطها الزهر تجتلى
* وقبلت من أمراطها الزهر ينفح
*
* بحيث الربى تخضل والدوح ينثني
* ودمع الحيا ينهل والطير تصدح
*
* وفي طي أبراد النسيم خميلة
* بأعطافها نور المنى يتفتح
*
* تضاحك في مسرى العواطف عارضا
* مدامعه في وجنة الروض تسفح
*
* وتورى به كف الضيا زند بارق
* شرارته في فحمة الليل تقدح
*
* تفرس منه البدر في متن أشقر
* يلاعب عطفيه النسيم فيرمح
*
* على حين أوراق الصبا الغض نضرة
* وورق التصابي بالصبابة تفصح
* وقال
* سافر إذا حاولت قدرا
* سار الهلال فصار بدرا
*
* والماء يكسب ما جرى
* طيبا ويخبث ما استقرا
*
* وبنقلة الدرر النفي
* سة بدلت بالبحر نحرا
*
* وصلا إذا امتدت يدا
* ك فإن هما حلتا فهجرا
*
* فالبدر أنفق نوره
* لما بدا ثم استسرا
*
* زد رفعة إن قيل أت
* رب وانخفض إن قيل أثرى
*
* فالغضن يدنو ما اكتسى
* ثمرا ويسمو ما تعرى
*
* حركات عيسك إن أرد
* ت مهاد عيشك أن تقرا
*
* فالمهد أسكن للصغي
* ر بحيث جاء به ومرا
* وقال
* بعينه سكري لا بكأس عقاره
* رشا صاد آساد الشرى بنفاره
*
* فيا حبذا خمر الفتور يديرها
* على ورد خديه وآس عذاره
*
* سقاني فلما أن تملكني الهوى
* ثنى معطفيه عن صريع خماره
*
* فللبدر ما يبديه فوق لثامه
* وللغصن ما يخفيه تحت إزاره
*
* تضيء بروق البيض دون اجتلائه
* وتهوي نجوم السمر دون اهتصاره
*

16
* لئن كان قلبي مقفرا من جماله
* فإن فؤادي عامر بادكاره)
* (ووالله لولا أنه جنة المنى
* لما كان محفوفا لنا بالمكاره
*
* وفي فلك الأصداح بدر محاسن
* كسته أيادي البين ثوب سراره
*
* كأن الثريا والهلال تقاسما
* جمالهما من قرطه وسواره
*
* وكم جردت دون الظباء من الظبي
* لقتل شج لا يرتجى أخذ ثاره
*
* وما أطلقت بالسحر غزلان بابل
* لواحظها إلا انثنى في إساره
*
* إذا غرست أيدي الصبابة في الحشا
* أصول الهوى فالوجد بعض ثماره
*
* إذا هب نجدي النسيم أحاله
* سموما بما يمليه من وهج ناره
*
* غراما ببانات اللوى وأراكه
* وشوقا إلى قلامه وعراره
* وقال

17
* أرابه البان إن لم يقض آرابا
* فارتد ناظره المرتاد مرتابا
*
* كأن أوطان أوطار محاسنها
* تستنفد اللفظ إطراء وإطرابا
*
* حيث المغاني غوان ما اشتكت يدها
* يوما من الخرد الأترب أترابا
*
* ولا ألم بها مثلي فأدمعه
* فاستعجز الغيث إرباء و إربابا
*
* يا حبذا البان إذ أجنى فواكهه
* على ذرى البان أعنابا وعنابا
*
* وإذا أبيت وكأس الراح مالئة
* كفي حبابا وطرفي فيه أحبابا
*
* سقاه كالدمع إلا ما يؤثره
* فإنه منع الإجداء أجدابا
*
* وجر فيه كأنفاسي غلائله
* شذا يقول له الإطناب أطنابا
*
* قفا لأعتب دهرا لان ثم عسى
* عساه يعقب هذا العتب أعتابا
*
* واستنزلا بلطيف من عتابكما
* قلبا طواه على الأحقاد أحقابا
*
* لله ما ضمت الأحداج من قمر
* أرخى ذوائب عنهن الدجى ذابا
*
* أغمض اللحظ عنه حين ينظر عن
* جفن هو النصل إرهافا وإرهابا
*
* وربما زارني زورا وشق إلى
* وصلي حجابا يراعيه وحجابا
*
* ما كنت اسكر طرفي من مدام كرى
* لو لم يحرم على الأصحاء أصحابا
*
* يا من إذا وفى استوفى الحشاشة لا
* عدمت حاليك إعطاء وإعطابا
* وقال)
* هب للقلوب من العيون ملاذ
* ولها على مكنونها استحواذ
*
* هيهات ما سلت شفار لواحظ
* إلا تثنت والقلوب جذاذ
*
* لا ترسل سهام لحظك جاهدا
* إن المنية سيرها أغداد
*
* ومن العجائب أن خدي مجدب
* وعليه من سيل الدموع رذاذ
*
* يا راميا كبدي بنبل جفونه
* خفض عليك فإنها أفلاذ
*
* ومليحة الأوصاف حسنها الصبا
* والتيه لا ديباجها والاذ
*
* في طرفها الأحوى تأنق بابل
* نفاث سحر في الحشا نفاذ
*
* رقت جفونا فهي ماء دافق
* وقست فؤادا دونه الفولاذ
* وقال
* دعته المثاني وادعته المثالث
* فها هو للندمان والكاس ثالث
*
* وقارف قبل الموت والبعث قرقفا
* يعاجله منها مميت وباعث
*
* وكان الهوى أبقى عليه صبابة
* من اللب وافاها من الكاس وارث
*
* فقام إلى أم الخبائث إنها
* بها أبدا تصفو النفوس الخبائث
*
* وأحيا بروح الراح جسم زجاجة
* على يده منها قديم وحادث
*
* وقد قال للصهباء إني حالف
* فقالت له الصهباء إنك حانث
*
* وما العيش إلا للذي هو ماكث
* على غيه أو الذي هو ناكث
*
* فيا راحلا أبلغ أخلاي باللوى
* وإن رجعوا أني على العهد لابث
*
* لمن كلل مدت حوام حوامل
* فمادت بها عيس رواغ رواغث
*
* هناك ولا نعمان قضب موائس
* وثم ولا يبرين كثب عثائث
*
* دمي للدمى إن لم أرعها برحلة
* نديمي بها الدأماء أو فالدمائث
*
* ربيعة فتك لم تلدني مكدم
* عتيبة حرب لم يلدني حارث
*
* لي النافثات السحر في عقد النهى
* فما هي إلا العاقدات النوافث
* وقال
* ألحق بنفسج فجري وردتي شفق
* كافورة الصبح فتت مسكة الغسق
*
* وقد عطل الأفق من أسماط أنجمه
* فاعقد بخمرك فينا حلية الأفق)
* (قم هات جامك شمسا عند مصطبح
* وخل كاسك نجما عند مغتبق
*
* وأقسم لكل زمان ما يليق به
* فإن للزند حليا ليس للعنق
*

18
* هب النسيم وهب الريم فاشتركا
* في نكهة من نسيم الروضة العبق
*
* واسترقصتني كاسترقاص حاملها
* مخضرة الورق في مخضرة الورق
*
* وبت بالكاس أغنى الناس كلهم
* فالخمر من عسجد والماء من ورق
*
* كم وردت وجنات الصرف في قدح
* فتحت بالمزج ما تعلوه من حدق
*
* يسعى بها رشأ عيناه مذ رمقت
* لم يبق في ولا فيها سوى الرمق
*
* حبابها وأحاديثي ومبسمه
* ثلاثة كلها من لؤلؤ نسق
*
* حتى إذا أخذت منا بسورتها
* مآخذ النوم من أجفان ذي أرق
*
* ركبت فيه بحارا من عجائبها
* أني سلمت وما أدري من الغرق
*
* ولم أزل في ارتشافي منه ريق فم
* أطفأت في برده مشبوبة الحرق
*
* يا ساكن القلب عما قد رميت به
* من ساكن القلب مع ما فيه من قلق
*
* لا تعجبن لكل الجسم كيف مضى
* وإنما أعجب لبعض الجسم كيف بقي
*
* لم استرق بمنامي وصل طيفهم
* فما له صار مقطوعا على السرق
*
* ولا اجتلى الطرف برقا من مباسمهم
* فما له مثل صوب العارض الغدق
*
* في الهند قد قيل أسياف الحديد ولو
* لا هند ما قيل أسياف من الحدق
*
* نسيت ما تحت تفتير الجفون أما
* خلوقة الجفن إثر الصارم الدلق
*
* وبت بالجزع في أثرهم جزعا
* إن جرد البرق إيماضا على البرق
*
* في نار وجدي معنى تلهبه
* وفي فؤادي ما فيه من الولق
* وقال
* لا أشرب الراح إلا
* ما بين شاد وشادن
*
* وإن فنيت فعندي
* إلى معاد معادن
*
* قم يا نديمي فأنصت
* والليل داج لداجن
*
* غنى وناح فنزع
* ت ثوب خاش مخاشن
*
* طاوع على العزف والقص
* ف كل حاس وحاسن)
* (وانهض بطيشك عن سح
* ت ذي وقار وقارن
*
* أثور من ذي ومن ذا
* في كل غاب وغابن
*
* وإن رمتني الليالي
* يوما بداه اداهن
*

19
وقال على طريق أبي الرقمعن
* يا هذه لا تنطقي
* بسك لاتنقنقي
*
* أما علمت انني
* أصبحت شيخ الحمق
*
* أصيحت صبا هائما
* بثوبي المزوق
*
* فطبلي من بعد ذا
* إن شئت أو فبوقي
*
* وأرعدي من غضب
* علي أو فأبرقي
*
* ودففي وبعد ذا
* فإن أردت فصفقي
*
* أنا الذي فقت الورى
* من قبل لبس البخنق
*
* أنا الذي طفت بلا
* دالغرب ثم المشرق
*
* أنا الذي يا إخوتي
* أحب أكل الفستق
*
* والتين والجوز مع ال
* فانيذ ثم البندق
*
* يا هذه تعطفي
* توقفي ترفقي
*
* أما أما أما أما
* آن لنا أن نلتقي
*
* في جوسق مرتفع
* ناهيكه من جوسق
* ها فانظري وجه هلال فطر فوق الأفق
* كزورق من ذهب
* أكرم به من زورق
*
* والماء في النهر غدا
* مثل الحسام الأزرق
*
* كذاك لون الأقحوا
* ن مثل لون الزيبق
*
* والورد كالخد كما ال
* نرجس مثل الحدق
*
* ويلاه من مهفهف
* ممنطق مقرطق
*
* ذي وجنة أسيلة
* محمرى كالشففق
*
* وشعرة مسودة
* مثل اسوداد الغسق)
* (وقامة تميس كال
* غصن الرطيب المورق
*
* يا يختال في
* ذاك القباء الأزرق
*
* يا هذه لما بدا
* على الحصان الأبلق
*
* فشمر الكم إلى
* دوين رأس المرفق
*
* ورام أن يقفز با
* لأبلق عرض الخندق
*
* علقته وصرت من
* فرط الهوى في قلق
*
* إيه ومن وجدي به
* أمسكه في الطرق
*

20
* ولا أخاف عاذلا
* يعذلني في حرقي
*
* ولست بالصب الذي
* قول الوشاة يتقي
*
* يا عاذلي دع عذلي
* فليتني لم أخلق
*
* فالناس لا شك إذا
* منهم سعيد وشقي
*
* أما السعيد فالإما
* م الحافظ البر التقي
*
* وكل من يحسده
* فهو مدى الدهر الشقي
* وقال يشبه البدر والدبران
* وبدا الهلال وخلفه ال
* دبران يسرى حيث يسري
*
* فافهم إشارة نون نؤ
* ي بالنضار وخاء خدر
* وقال في ترس مكوبج ارتجالا
* لله در مجن قد حبيت به
* صيغت كوابجه فيه على قدر
*
* لم يخط تشبيهه من قال حين بدا
* إن الثريا بدت في صفحة القمر
* وكتب على سرجك
* أنا ممتطي بدر وليث صورا
* شخصا زهى الدنيا به والدين
*
* فأجل لحاظك في تنظر آلة
* جمعت محاسن هالة وعرين
* وقال يذم خالا يقول خدي روضة ترتع فيها المقل فقلت ما أقبح ما جئت به يا رجل)
لو كان وردا لم يكن يسكن فيه جعل وقال
* يا رب ليل أشتهي لباسه
* قد عطر الوصل لنا أنفاسه
*
* لم يلبث النجم به أن حاسه
* دع امرأ القيس ودع أمراسه
*
* فتر الهلال سرعة قد قاسه
* كالبرق حين يسرع اختلاسه
*
* منكسا نحو الثريا رأسه
* هل تعرف العرجون والكباسه
* وقال
* أنظر إلى الشمس فوق النيل غاربة
* واعجب لما بعدها من حمرة الشفق
*

21
* غابت وأبقت شعاعا منه يخلفها
* كأنها اخترقت بالماء في الغرق
*
* وللهلال فهل وافى لينقذها
* في إثرها زورقا قد صيغ من ورق
* وقال
* يا حسن وجه البحر حين بدا
* والسحب تهطل فوقه هطلا
*
* فكأنه درع وقد ملأت
* أيدي الرماة عيونه نبلا
* وقال
* مر بيمناه على طاره
* يلمسه أحسن ما لمس
*
* وواصل النقر على إصبع
* تغنيه لو شاء عن الخمس
*
* فحدثوا عن قمر مشرق
* يلعب بالبرق على الشمس
* وقال
* وأدهم كالغراب سواد لون
* يطير مع الرياح جناح
*
* كساه الليل شملته وولى
* فقبل بين عينيه الصباح
* وقال
* جحدت الهوى عن العواذل ضنة
* عليهم بمن أصبو إليه وأهوا
*
* ولو قلت إني عاشق فظنوا به
* لعلمهم أن ليس يعشق إلا هو
* وقال
* خيلانه في خده
* خيل بميدان القتال)
* (فكأنها وكأنه
* ساعات هجر في وصال
* وقال يصف الحمى
* وبغيضة تدنو وما دعيت
* فتبيت بين الخلب والكبد
*
* يصبو الفؤاد لبعدها فإذا
* ولت بكاها سائر الجسد
* وقال
* ولو لم أشاهد منه جود يمينه
* وحدثت عن إفراطها خلته كذبا
*
* خصالا رأيناها نجوما منيرة
* علاه لها فلا عدمت غربا
* وقال يصف صيادا بشبكة
* وأشعث مثل أهل النار ثاو
* بأخضر كل وسط منه جنة
*

22
* على يمناه أحداق صغار
* ترامي الماء عنها قد أجنه
*
* فيرسلها إليه وهي درع
* وتأتيه وقد ملئت أسنه
* وقال في رجل كبير الذقن
* جاءنا يحمل ذقنا
* حسبك الله وحسبي
*
* شعرها لو كان شعرا
* كان مثل المتنبي
*
* وهي فوق الصدر قد سد
* ته شرق لغرب
*
* لحية ردته في النا
* س ولا ضرطة وهب
* وقال في سوداء
* رب سوداء وهي بيضاء معنى
* نافس المسك عندها الكافور
*
* مثل حب العيون يحسبه النا
* س سوادا وإنما هو نور
* ومن موشحات ابن قلاقس نهيت عن نصحيمن رام أن يصحيفما انتهى وكيف للائمأن يغتدي الهائمكما اشتهى وأباني جؤذرمن لحظه مخدرليث العرين مثل الضحى منظريروق إذ ينظرمن الجبين قلت وقد أسكرلا قول من أنكرقم يا خدين)
وهات في الجنحشقيقة الصبحفقال ها ويلاه من ناعمكالرشإ الباغمقد قال ها علقته غصناكالبدر با أسنى بل كالصباح قلت وقد أجنى جناذاك الاقداح بيناه في شحقد عاد في سحفها وها يا واصلا صارمبجفنك الصارمصبري وهي بالله يا إلفيإنهض إلى إلفيوسقني من قهوة صرفعن مقبل الصرفلا تنثني وهاتها تشقيمن كاد أن يشفيوغنني في ابن أبي الفتحقد انتهى مدحيفلا انتهى

23
يا أيها الكاتمما القمر العاتممثل السهى
3 (ضياء الدين بن الأثير))
نصر الله بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني ابن الأثير ضياء الدين أبو الفتح الجزري أحد الإخوة وقد مر ذكر أخويه عز الدين ومجد الدين في مكانيهما وكانت بينه وبين أخيه غز الدين مجانبة شديدة ومقاطعة ولد هذا ضياء الدين بالجزيرة ونشأ بها وانتقل مع والده إلى الموصل واشتغل وحصل العلوم وحفظ القرآن وشيئا من الحديث وطرفا من النحو واللغة وعلم المعاني والبيان ولم حصل هذه الأدوات قصد الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وكان شابا فاستوزره لولده الأفضل علي وحسنت حاله عنده ولما توفي السلطان واستقل ولده الأفضل علي بالملك وأقام بدمشق استقل ضياء الدين بالوزارة واعتمد عليه في جميع المصالح ولما أخذت دمشق من الأفضل وانتقل إلى صرخد كان ضياء الدين قد أساء المعاملة إلى أهل دمشق فهموا يقتله فأخرجه الحاجب محاسن بن عجم مستخفيا في صندوق مقفلا عليه ثم صار إليه وصحبه إلى مصر لما أستدعي الأفضل لنيابة ابن أخيه الملك المنصور ولما قصد العادل مصر وأخذها من ابن أخيه خرج الفضل من مصر ولم يخرج ضياء الدين معه خوفا على نفسه من جماعة كانوا يقصدونه فخرج منها متسترا وغاب عن الأفضل مديدة فلما استقر الأفضل في سميساط عاد إلى)
خدمته وأقام عنده مدة ثم إنه فارقه واتصل بخدمة أخيه الظاهر غازي صاحب حلب فلم يطل مقامه عنده وخرج مغاضبا وعاد إلى الموصل فلم يستقم له حال فسافر إلى سنجار ثم عاد إلى الموصل واتخذها دار إقامته وولع بالحط على الأوائل الكبار مثل الحريري والمتنبي وغيرهما وبالغ في الغض من القاضي الفاضل وشحن تصانيفه بالحط عليه والهزء به فما أحب الناس منه ذلك وردوا عليه أقواله وزيفوها وسفهوا رأيه ومن مضحكات الدنيا وعجائبها أن ابن الأثير يعيب كلام القاضي الفاضل وله من تصانيفه بالحط المثل السائر وقد رزق فيه السعادة ورد عليه عز الدين بن أبي الحديد في كتاب سماه الفلك الدائر على المثل السائر ورد على ابن أبي الحديد بعض الأفاضل في كتاب سماه قطع الدائر ووضعت أنا كتابا سميته نصرة الثائر على المثل السائر وانتصفت منه للفاضل وللحريري وللمتنبي
ولابن الأثير كتاب الوشي المرقوم في حل المظلوم و كتاب المعاني المبتدعة وله غرة الصباح في أوصاف الإصطباح و كتاب الأنوار في مدح الفواكه والثمار وله غير ذلك ونظمه قليل جدا ومولده سنة ثمانين وخمسمائة وتوفي سنة

24
سبع وثلاثين وستمائة
ومن شعره
* ثلاثة تعطي الفرح
* كأس وكوب وقدح
*
* ما ذبح الزق بها
* إلا وللزق ذبح
* ومن نظمه
* وروضة طلقة حياء
* غناء مخضرة جنابا
*
* ينجاب عن نورها كمام
* تنحط عن وجهها نقابا
*
* وبات بها مبسم الأقاحي
* يرشف من طلها رضابا
* ومنه
* نثر النسيم الطل من أغصانه
* والروض بين مذهب ومفضض
*
* فتحا له فوق الغدير وقد طغا
* حبب يدور على بساط أبيض
* قلت كذا وجدته ولعله قال حببا يدور على سلاف أبيض والله أعلم ومنه
* وكمثرى حبوت به الندامى
* يزيل تقطب الوجه العبوس)
* (كأكواب صغار من زجاج
* وقد ملئت بصفرة خندريس
* ومن ترسله كتب الخادم هذا الكتاب ليلا وخاطره يغنيه عن الاستضاءة بمصباح ويكاد يمثل له في سواد الظلمة بياض الصباح غير أنه كان بين يديه شمعة وضعت للعادة المعتادة لا للحاجة المرادة وسنذكر من أوصاف صورتها ما للبيان فيه سبح طويل في ذكره ولربما كان هناك معنى غريب فينبه على سره وذاك أن لها قدا ألفي القوام مشبها في نحوله واصفراره حال المستهام وهي والقلم سيان في أنهما إذا قطع رأسهما صحا بعد السقام ومن عجيب شأنهما أن روحها تحيا بجسمها وبالأرواح تكون حياة الأجسام وقد وصفها قوم بأن لها خلقا كريما في رعاية عهود الإخوان وأن بكاءها ليس إلا لمفارقة أخيها الذي خرجت معه من بطن ونشأت معه من مكان وهذا الوصف من ألطف أوصافها وهو مما يهيج الألاف شوقا إلى ألافها وكانت الريح تتلعب بلهبها لدى الخادم فتشكله أشكالا فتارة تبرزه نجما وتارة تبرزه هلالا ولربما مثلته طورا بالجلنارة في تضاعف

25
أوراقها وطورا بالأنامل في اجتماعها وافتراقها وآونة تأخذه فتلفه على رأسها شبيها بالقناع ثم ترفعه عنها حتى يكاد يزايلها بذلك الارتفاع فلم يزل الخادم ينظر منها إلى هذه الصور ويستملي من بدائعها بدائع هذه الغرر وأحسن الحديث ما وافقت فيه صورة العيان معنى الخبر وكما كانت الريح تتلعب بالشمعة فتنقلها من مثال إلى مثال فكذلك الشوق يتلعب بالقلب فينقله من حال إلى حال غير أن حر هذه ليس كحر هذا في الاستعار والنار التي تتطلع عليها الأفئدة أشد لفحا من هذه النار
وقال أيضا يصف الشمعة من جملة كتاب ولما استنطقت الآن قلمي كان بين يدي شمعة تعم مجلسي بالإيناس وتغنيني بوحدتها عن كثرة الجلاس ويخبر لسان حالها أنها أحمد عاقبة من مجالسة الناس فلا الاسرار عندها ولا السقطات لديها بمحفوظة وكانت الريح تتلعب بلهبها وتختلف على شعبه بشعبها فطورا تقيمه فيصير أنملة وطورا تميله فيصير سلسلة وتارة تجوفه فيتمثل مدهنة وتارة تجعله ذا ورقات فيتمثل سوسنة وآونة تنشره فينبسط منديلا وآونة تلفه على رأسها فيستدير إكليلا ولقد تأملتها فوجدت نسبتها إلى العنصر العسلي وقدها قد العسال وبها يضرب المثل للحكيم غير أن لسانها لسان الجهال ومذهبها هو مذهب الهنود في إحراق نفسها بالنار وهي شبيهة بالعاشق في انهمال الدمع واستمرار السهر وشدة)
الصفار وكل هذه الأحوال تجددت لها بعد فراق أخيها ودارها والموت في فراق الأخ والدار وقد سألتها أن تملي علي دخانها من أشواقها فقالت إن تعليم الخمرة لا يهدي للعوان والنار التي صعداء الأنفاس أشد من النار ذات الدخان وأين اللهب الذي تطفئه الشفة بنفخها من اللهب الذي لا تدنو منه شفتان وكتب إلى الشيخ تاج الدين الكندي عمر الله أيام المجلس ولا أخلى جنابه من أهل ومرحب ووهبه من ألطافه الخفية ما لا يوهب وخصه من نخائل القلوب بالشأو الأبعد والود الأقرب وبنى له من المعالي مجدا ينطق عنه بالثناء المعرب وسير ذكره على صهوة الليل الأدهم وكفل الصباح الأشهب وأيأس الحساد من لحاقه حتى لا يرجوه راج إلا قيل هذا أطمع من أشعب وردت المكاتبة الكريمة التي حملت نشر الأحبة في سطرها وغارت من رسل الصبا أن تحمله على ظهرها وقالت ليس ما يسحب على الأرض إزارا ويحمل شيحا وعرارا بأهل أن يودع ألطاف الودائع ويفضى إليه بأسرار الأضالع
ولما وردت على الخادم وجدت عهده ما عرفته ووده ما كشفته خليفة عذري الهوى ترى الموت في صورة النوى وهي مروعة بين أهل العلى ولا أهل اللوى والوجد بالمجد غير الوجد بالغزل

26
3 (ابن الشقيشقة))
نصر الله بن مظفر بن أبي طالب بن عقيل بن حمزة نجيب الدين أبو الفتح الشيباني الدمشقي الصفار المعروف بابن الشقيشقة بشينين معجمتين وقافين المحدث الشاهد ولد سنة نيف وثمانين وخمسمائة وتوفي سنة ستة وخمسين وستمائة سمع وعني بالحديث وكان يعقد الأنكحة تحت الساعات وفيه يقول البهاء بن الحوط
* جلس الشقيشيقة الشقي ليشهدا
* بأبيكما ماذا عدا مما بدا
*
* هل زلزل الزلزال أم قد أخرج الد
* جال أم عدم الرجال ذوو الهدى
*
* عجبا لمحلول والعقيدة جاهل
* بالشرع قد أذنوا له أن يعقدا
* وقف قاعته التي بدرب البانياسي دار حديث وتولى مشيختها الشيخ جمال الدين المزي قال الشيخ شمس الدين ولم يكن بالعدل في دينه ومن شعر ابن الشقيشقة
* إلى كم أيها الرشأ المفدى
* أميل وأنت عن وصلي تحيد
*
* وأبلى في هواك أسى ووجدا
* ووجدي فيك والبلوى جديد)
* (وقلبك لا يرق لذي غرام
* فقل لي ذاك صخر أم حديد
* قلت شعر نازل
3 (ابن حواري وابن شقير الحنفي))
نصر الله بن عبد المنعم بن نصر الله بن أحمد بن جعفر بن حواري الشيخ شرف الدين أبو الفتح التنوخي الدمشقي الحنفي الأديب ويعرف بابن شقير أيضا ولد سنة أربع وستمائة وتوفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة سمع الأربعين من أبي الفتوح البكري وابن ملاعب وروى عنه الدمياطي وابن الخباز والدواداري وقاضي القضاة ابن صصرى وآخرون وخطه أسلوب غريب كتب كثيرا وملكت من ذلك عدة مجلدات وكتب الأربعين القشيرية الأسعدية وكان ممن سمع منه وهبه نسخة وكان أديبا فاضلا حسن المحاضرة حفظة للنوادر والأخبار حسن البزة كريما متجملا عمر في آخر عمره مسجدا عند طواحين الأشنان وتأنق في عمارته ودفن لما مات بمغارة الجوع وصنف كتاب إيقاظ الوسنان في تفضيل دمشق ووصف محاسنها ورأيته بخطه وكان مقامه بالعادلية

27
الصغيرة ولما ولي القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان وفوض إليه أمر الأوقاف جميعها طلب الحسبانات من أربابها ومن شرف الدين هذا عن وقف المدرسة فعمل له الحساب وكتب وريقة فيها
* ولم أعمل لمخلوق حسابا
* وها أنا قد عملت لك الحسابا
* فقال له القاضي خذ أوراقك ولا تعمل لنا حسابا ولا نعمل لك وكان له خلق حاد وفيه تسرع وهو أخو تاج الدين
3 (ابن بصاقة الحنفي))
نصر الله بن هبة الله بن أبي محمد بن عبد الباقي فخر القضاة أبو الفتح بن بصاقة الغفاري المصري الحنفي الناصري الكاتب شاعر كاتب ماهر كان خصيصا بالمعظم عيسى ثم بابنه الناصر داود توجه معه إلى بغداد ولد بقوص سنة تسع وسبعين وخمسمائة وتوفي سنة خمسين وستمائة بدمشق وقد تقدم في ترجمة الناصر داود ما كتبه على أبيات الناصر الجيمية ومن شعره في المحفة المحمولة على البغال
* وحاملة محمولة غير أنها
* إذا حملت ألقت سريعا جنينها
*
* وأكثر ما تحويه يوما وليلة
* وتضجر منه أن يدوم قرينها)
* (منعمة لم ترض خدمة نفسها
* فغلمانها من حولها يخدمونها
*
* لها جسد ما بين روحين يغتدي
* فلولاهما كان الترهب دينها
*
* وقد شبهت بالعرش في أن تحتها
* ثمانية من فوقهم يحملونها
* وقال أيضا في البيضة
* ومولودة لا روح فيها وإنها
* لتقبل نفخ الروح بعد ولادها
*
* وتسمو على الأقران في حومة الوغى
* ولكن سموا لم يكن بمرادها
*
* إذا جمعت فالنقص يعرو حروفها
* ولكنها تزداد عند انفرادها
* وقال في السيف
* وأبيض وضاح الجبين صحبته
* فأحسن حتى ما أقوم بشكره
*
* إذا خذلتني أسرتي وتقاعدت
* أخلاي عن نصري حباني بنصره
*
* يواصلني في شدتي منه قاطع
* يخفف عني في رجائي بهجره
*
* شددت يدي منه على قائم بما
* أكلفه يلقى الأعادي بصدره
*

28
* صبور على الشكوى فلو دست خده
* على رقة فيه وثقت بصبره
*
* إذا نابني خطب جليل ندبته
* فيهتز منه مستقل بأمره
*
* يخف غداة الروع مهما نهرته
* فيغرق في بحر العجاج بنهره
*
* ويمضي إذا أرسلته في مهمة
* فما يتلقاني مقيما لعذره
*
* غدا فاخرا بين الأنام بحده
* وراح أبيا عن أبيه بفخره
*
* فغص خلفه إن كنت تؤثر كشفه
* ولا تدعي التقصير عن طول بحره
*
* فها أنا عنه قد كشفت لأنني
* حلفت له أن لا أبوح بسره
* وقال في الرمح
* ولي صاحب قد كمل الله خلقه
* وليس به نقص يعاب فيذكر
*
* عصي ثقيل إن أطيل عنانه
* مطيع خفيف الكل حين يقصر
*
* يسابقني يوم النزال إلى العدى
* فإن لم أؤخره فما يتأخر
*
* ويؤمن منه الشر ما دام قائما
* ولكن إذا ما نام يخشى ويحذر
*
* أنال به في الروع مهما اعتقلته
* مراما إذا أطلقته يتعذر)
* (تعدى على أعدائه متنصلا
* إليهم وما أبدى اعتذارا فيعذر
*
* ترى منه أميا إلى الخط ينتمي
* ومغرى بغزو الروم وهو مدور
*
* ومن طاعن في السن ليس بمنحن
* ومن أرعن مذ عاش وهو موقر
*
* ففكر إذا ما رمت إفشاء سره
* فها أنا قد أظهرته وهو مضمر
* وقال في الخيمة
* ومنصوبة مرفوعة قد نصبتها
* ولكنه رفع يؤول إلى خفض
*
* تعين على حر الزمان وبرده
* بلا حسب زاك ولا كرم محض
*
* وتصبح للاجي إليها وقاية
* لبعض الأذى الطاري على الجسم لا العرض
*
* تقوم على رجلين طورا وتارة
* تقوم على رجل بلا عرج منض
*
* إذا حضرت كانت عقيلة خدرها
* وإن تبدلم تلزم مكانا من الأرض
*
* قصدت كريما خيمه ليبينها
* وقصد الكريم الخيم من جملة الفرض
* يا رافع لواء الأدباء ودافع لأواء الغرباء هذا اللغز ممهد موطأ مكشوف لا مغطى وقد سطر مفردا ومجموعا وذكر مقيسا ومرفوعا إلا أنه قد استخفى وهو مظهر واستتر وهو مجهر

29
وتعامى وهو بصير وتطاول وهو قصير وتصامم وهو سميع وتعاصى وهو مطيع ومثل مولاي من عرف وكره ولم يعمل فيه فكره والأمر له أعلى أمره وأطال للأولياء عمره وقال في جميع السواك
* أيا سيدا ما رام جدواه طالب
* فعاد ولم يظفر بأقصى مطالبه
*
* أبن لي عن الجمع الذي إن ذكرته
* تخاطب من خاطبته بمعايبه
* وكتب إلى ركن الدين قرطاي ببغداد وهو ساكن عند نهر عيسى
* أمولاي إني مذ رأيتك ساكنا
* على نهر عيسى لم أزل دائم الفكر
*
* لأنك بحر بالمكارم زاخر
* ومن عجب أن يسكن البحر في النهر
* وقال
* ومليح جاءنا يشطح في صدر نهار
* وهو في مبدأ شكر وعقابيل خمار
*
* فسقيناه إلى أن أظلم الليل لسار
* ثم لما نام قمنا وركبنا في عشاري
*
* وجذبنا في لبان ودفعنا بمداري
* فصبحناه بكأس وغبقناه بعار
*)
وكتب عن الناصر داود إلى الصالح نجم الدين فما سمعوا نداء الرقبا ولا منعوا حمى الوقبى ولا قابلوا سهام القسي بوكور من نحورهم ولا عاملوا ثعالب صدور الرماح بوجار من صدورهم بل اتخذوا الليل لسراهم حملا وعملوا الفرار لنفوسهم على رؤوسهم جبلا وسلكوا من وعور الفجاج بفرارهم قبل مخالطة العجاج سبلا فتحكمت يد القتل والأسر في إبطال أطلابهم واستولت غلبة النهب والسلب على أثقالهم وأسلابهم وتقسموا بين هزيم وأسير وجريح وقتيل وانتصف منهم وانتصر عليهم ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل وأسر من معارفهم المذكورة ووجوههم المشهورة فلان وفلان وأما النكرات التي لا يدخل عليها التعريف والأدنياء التي لا يتطرق إليهم التشريف فجمع يكثر عدده وبحر يغزر مدده ولم ينج منهم إلا من كان في عنان فرسه تقديم وفي كتاب أجله تأخير ولا سلم منهم الا من كان في هربه تطويل وفي طلبه تقصير خصوصا مقدمهم فإنه سار سيرة الحارث بن هشام وطلب النجاة لنفسه فنجا برأس طمرة ولجام وصيره الناصر جنديا فقال كنت كاتبا جيدا فصرت جنديا رديئا ومن مغايظ الدهر أني أفنيت عمري في الكتابة فصرت إلى الجندية ولا أعرف منها شيئا ونظم في ذلك
* أليس من المغايظ أن مثلي
* يقضي العمر في فن الكتابة
*

30
* فيؤمر بعد ذلك باجتناب
* لها فيرى الخطوب عن الخطابه
*
* ويطلب منه أن يبقى أميرا
* يسدد نحو من يلقى حرابه
*
* وحقك ما أصابوا في حديثي
* ولا لي إن ركبت لهم إصابه
* ولما كان ببغداد خرج للشعراء من عند المستنصر ذهب على أيدي الحجاب ولم يخرج إليه شيء فكتب إلى المستنصر
* لما مدحت الإمام أرجو
* ما نال غيري من المواهب
*
* أجدت في مدحه ولكن
* عدت بجدي العثور خائب
*
* فقال لي ما مدحوه لما
* فازوا وما فزت بالرغائب
*
* لم أنت فينا بغير عين
* قلت لأني بغير حاجب
* ومن شعره
* وعلق نفيس تعلقته
* فزار على خلوة وارتياع)
* (ولم يبق في المرد إلا كما
* يقال على أكلة والوداع
*
* فعاجلته عن دخول الكنيف
* بشح مطاع ورأي مضاع
*
* فغرقني منه نوء البطين
* ورواه مني نوء الذراع
* ومنه
* على ورد خديه وآس عذاره
* يليق بمن يهواه خلع عذاره
*
* وأبذل جهدي في مداراة قلبه
* ولولا الهوى يقتادني لم أداره
*
* أرى جنة في خده غير أنني
* أرى جل ناري شب من جلناره
*
* كغصن النقا في لينه واعتداله
* ورئم الفلا في جيده ونفاره
*
* سكرت بكأس من رحيق رضابه
* ولم أدر أن الموت عقبى خماره
* وكتب إلى بعض الملوك
* لو شرحت الذي وجدت من الوج
* د عليكم أمللتكم ومللت
*
* فلهذا خففت عنكم ولو شئ
* ت أن أطيل أطلت
*
* غير أن العبيد تحمل عن قل
* ب الموالي وهكذا قد فعلت
* وقال في مليح نحوي
* بليت بنحوي يخالف رأيه
* أوانا فيجزيني على المدح بالمنع
*
* تعجبت من واو تبدت بصدغه
* ولم يحظني منها بعطف ولا جمع
*

31
* ومن ألف في قده قد أمالها
* عن الوصل لكن لم يملها عن القطع
* وقال
* أياد سمت آثارها السحب فاغتدت
* تعاب إذا ما شبهت بالسحائب
*
* فما الوعد منه بالطويل ولا ترى
* مداه على حاكيه بالمتقارب
* منها
* سيوف إذا صلت سجدن رؤوسهم
* لآثار خيل شبهت بالمحارب
* وقال أبو الحسين الجزار يمدح فخر القضاة ابن بصاقة
* عفا الله عما قد جنته يد الدهر
* فقد بذل المجهود في طلب العذر
*
* أيحسن أن أشكو الزمان الذي غدت
* صنائعه عندي تجل عن الشكر)
* (لقد كنت في أسر الخمول فلم يزل
* بتدريجه حتى خلصت من الأسر
*
* فشكرا لأيام وفت لي بوعدها
* وأبدت لعيني فوق ما جال في فكري
*
* وكم ليلة قد بتها معسرا ولي
* بزخرف آمالي كنوز من اليسر
*
* أقول لقلبي كلما اشتقت للغنى
* إذا جاء نصر الله تبت يد الفقر
* منها
* وإن جئته بالمدح يلقاك باللهى
* فكم مرة قد قابل النظم بالنثر
*
* ويهتز للجدوى إذا ما مدحته
* كما اهتز حاشى وصفه شارب الخمر
* ومنها
* ولو أنني وافيت غيرك مادحا
* لتممت نقصى بالحماقة والفشر
*
* وأعطيت نفسي عنده فوق حقها
* من الكبر لكن ليس ذا موضع الكبر
*
* وكل امرئ لا يحسن العوم غارق
* إذا ما رماه الجهل في لجة البحر
* وقال فيه أيضا
* لمثلها كان رجاي أنظرك
* فأدرك فتى من الخطوب في درك
*
* لم أخش خذلانا وأنت ناصري
* وإنما يخذل من لا استنصرك
*
* عليك يا فخر القضاة عمدتي
* فانظر إلي لا عدمت نظرك
*
* واسأل كما عودتني عن خبري
* بلفظك المعهود حتى أخبرك
*
* هيهات أن أشرح ما قد حل بي
* إن لم يقل حلمك لا تخش درك
*
* مثلك من قام بنصر عاشق
* مثلي إن العشق أمر مشترك
*

32
* فقل لطرف بات منك بات هاجعا
* يا طرف لا تنس قديما سهرك
*
* وناد قلبا قد تناسى وجدده
* يا قلب خف ذاك الجفا أن يذكرك
*
* ولا يغرنك إمهال الهوى
* فالحب قد يأخذ بعد ما ترك
*
* إياك أن تهزأ بالعشق فقد
* أعذرك الأن به من أنذرك
*
* جار علي الدهر في أحكامه
* فليته في العدل يقفو أثرك
*
* تم على العبد وأنت هاهنا
* ما لا يتم لو تكون في الكرك
* بنو نصر الله جماعة منهم علاء الدين علي بن محمد بن نصر الله وزير صاحب حماة))
3 (شمس الملك صاحب ما وراء النهر))
نصر بن إبراهيم بن نصر السلطان شمس الملك صاحب ما وراء النهر كان من أفاضل الملوك علما ورأيا وحزما وسياسة وكان حسن الخط كتب مصحفا ودرس الفقه في دار الجوزجانية وخطب على منبر سمرقند وبخارى وعجب الناس من فصاحته وأملى الحديث عن الشريف حمد بن محمد الزبيري وكتب الناس عنه وتوفي سنة اثنتين وتسعين وأربعمائة
3 (المقدسي النابلسي الشافعي))
نصر بن إبراهيم بن نصر بن إبراهيم بن داود الفقيه أبو الفتح المقدسي النابلسي الشافعي شيخ الشافعية بالشام وصاحب التصانيف منها كتاب الحجة على تارك المحجة وهو مشهور مروي والانتخاب الدمشقي وهو كبير في بضعة عشر مجلدا والتهذيب في المذهب في عشر مجلدات والكافي في مجلد ليس فيه قولان ولا وجهان تفقه به جماعة دمشق وتوفي يوم عاشوراء سنة تسعين وأربعمائة ودفن بمقبرة باب الصغير
3 (البازياء))
نصر بن إبراهيم بن أبي الهيجاء البازيار مولده بحلب ومنشأه بدمشق كان معلم كتاب ومدح الوزير المزدقاني وزير صاحب دمشق بقوله
* تجافى الكرى ونبا المرقد
* وقل معينك والمسعد
*
* لقد كنت أطمع في زورة
* من الطيف لو أنني أرقد
*

33
* وصفراء كالتبر كرخية
* يطوف بها شادن أغيد
*
* جلا الصبح وهنأ بلألائها
* فصبح الندامى به سرمد
* ومنها في المدح
* أيا ابن الذين بنوا في العلى
* منازل من دونها الفرقد
*
* فأحيوا لمن قهروا ذكره
* فإن قيل أفنوا فقد خلدوا
* وقال في الوزير المحيى ابن الصوفي عند فتكه بالباطنية سابع عشر شهررمضان سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة
* أطيف المالكية زار وهنا
* حماك الغمض أم داء دفين
*
* وفي العيس التي بكرت بدور
* ترنحها على كثب غصون)
* (وأنت تسومني صبرا جميلا
* وهل صبر وقد رحل القطين
*
* وتأمر أن أصون دموع عيني
* أفي يوم النوى دمع مصون
*
* عجبت لمن يقيم بدار سوء
* يذل على الخطوب ويستكين
*
* نسام الخسف بين ظهور قوم
* تساوى الغث فيهم والسمين
*
* وما أهل العلى إلا سيوف
* ونحن لها الصياقل والقيون
* منها
* وفي جدوى الوجيه رجاء صدق
* إذا كذبت على الناس الظنون
*
* فمن ينضي المطي إلى سواه
* فما حركاته إلا سكون
*
* فقل لذوي النفاق بحيث كانوا
* أباد حماكم الأسد الحرون
*
* ملكناكم فصنا من وراكم
* ولو ملكتمونا لم تصونوا
*
* أسلنا من دمائكم بحورا
* جسومكم لجائشها سفين
*
3 (الخبزارزي))
نصر بن أحمد بن نصر بن مأمون أبو القاسم البصري الشاعر المعروف بالخبزارزي كان أميا لا يتهجى ولا يكتب وكان يخبز خبز الأرز بمربد البصرة في دكان وكان ينشد أشعار الغزل والناس يزدحمون عليه ويعجبون منه وكان أبو الحسين محمد بن لنكك الشاعر مع علو قدره ينتابه ليسمع شعره واعتنى به وجمع له ديوانا وقرأ الخطيب

34
عليه ديوانه وحضر إليه يوم عيد ابن لنكك الشاعر وغيره فقعدوا عنده وهو يخبز على طابقه فزاد في الوقود ودخن عليهم فنهض الجماعة فقال الخبزأرزي لابن لنكك متى أراك يا ابن الحسن فقال إذا اتشخت ثيابي لأنه سودها بالدخان وكانت جددا في يوم عيد ثم إن ابن لنكك كتب إليه
* لنصر في فؤادي فرط حب
* أنيف به على كل الصحاب
*
* أتيناه فبخرنا بخورا
* من السعف المدخن للثياب
*
* فقمت مبادرا وظننت أني
* أراد بذاك طردي أو ذهابي
*
* فقال متى أراك أبا حسين
* فقلت له إذا اتسخت ثيابي
* فكتب إليه الجواب إملاء
* منحت أبا الحسين صميم ودي
* فداعبني بألفاظ عذاب)
* (أتى وثيابه كقتير شيب
* فعدن له كريعان الشباب
*
* وبغضي للمشيب أعد عندي
* سوادا لونه لون الخضاب
*
* ظننت جلوسه عندي لعرس
* فجدت له بتمسيك الثياب
*
* فقلت متى أراك أبا حسين
* فجاوبني إذا اتسخت ثيابي
*
* فإذا كان التقزز فيه خير
* فلم يكنى الوصي أبا تراب
* قلت الجواب أشعر من الابتداء وقال الخبز أرزي
* خليلي هل أبصرتما أو سمعتما
* بأكرم من مولى تمشى إلى عبد
*
* أتى زائري من غير وعد وقال لي
* أعيذك من تعليق قلبك بالوعد
*
* فما زال نجم الوصل بيني وبينه
* يدور بأفلاك المسرة والسعد
*
* فطورا على تقبيل نرجس ناظر
* وطورا على تعضيض تفاحة الخد
* وقال
* ألم يكفني ما نالني من هواكم
* إلى أن طفقتم بين ولاه وضاحك
*
* شماتتكم بي فوق ما قد أصابني
* وما بي دخول النار بي طنر مالك
* وقال
* كم أناس وفوا لنا حين غابوا
* وأناس جفوا وهم حضار
*
* عرضوا ثم أعرضوا واستمالوا
* ثم مالوا وجاوروا ثو جاروا
*
* لا تلمهم على التجني فلو لم
* يتجنوا لم يحسن الاعتذار
* وقال

35
* وكان الصديق يزور الصديق
* لشرب المدام وعزف القيان
*
* فصار الصديق يزور الصديق
* لبث الهموم وشكوى الزمان
* وقال
* أستودع الله أحبابا حسدت بهم
* غابوا وما زودوني غير تثريب
*
* بانوا ولم يقض زيد وطرا
* ولا انقضت حاجة في نفس يعقوب
* وقال
* شكوت إلى إلفي سهادي وعبرتي
* وقلت احمرار العين يخبر عن وجدي)
* (فقال محال ما ادعيت وإنما
* سرقت بعينيك التورد من خدي
* وقال
* عبدك أمرضته فعده
* أمته إن لم تكن ترده
*
* قد ذاب لو فتشت عليه
* يداك في الفرش لم تجده
* قلت كذا وجدت الأول وهو لحن والأولى أن يكون أمته إن كنت لم ترده وقال
* رأيت الهلال ووجه الحبيب
* فكانا هلالين عند النظر
*
* فلم أدر من حيرتي فيهما
* هلال الدجى من هلال البشر
*
* فلولا التورد في الوجنتين
* وما راعني من سواد الشعر
*
* لكنت أظن الهلال الحبيب
* وكنت أظن الحبيب القمر
* وقال
* حب علي بن أبي طالب
* دلالة باطنة ظاهره
*
* تخبر عن مبغضه أنه
* نطفة رجس في حشا عاهره
* وقال
* أخداك ورد أم ثناياك جوهر
* وصدغاك مسك أم عذارك عنبر
*
* وأقمرت يا بدر الملاحة كلها
* فما ضرنا البدر الذي ليس يقمر
*
* وما نظرت عيني إلى الشمس ساعة
* من الدهر إلا خلتها لك تنظر
*
* وما دمعتي تلك التي قد تحدرت
* ولكنها ودق غدت تتحدر
* وقال
* لهفي على تلك المحا
* سن والمحاجر في المعاجر
*

36
* وحواجب كقوادم ال
* خطاف في خلق الأباجر
*
* أمضى وأنفذ في القلو
* ب من الخناجر في الخناجر
* وقال
* وذي فطنة نكته في استه
* على غير وعد بمثل الكتف
*
* فقلت له أعصر فنادى
* لحنت لقولك اعصر بفتح الألف
*
* فقلت لك الويل من أحمق
* فقال وأحمق لا ينصرف
*)
وقال
* بكم غفلة مما بنا من هواكم
* فيا عجبا من قائل وهو غافل
*
* ويا رب سهم قد أصاب مقاتلا
* ولم يدر رب السهم ما السهم فاعل
* وقال
* نعم أقول لو أن القول مقبول
* طال الهوى وتمادى القال والقيل
*
* ليس السلام بشافي القلب من دنف
* ما لم يكن معه لمس وتقبيل
*
* وليس يرضى محب عن أحبته
* حتى يفوز بما ضم السراويل
* وقال
* يا قمرا صار حسنه علما
* قتلت خلقا وما سفكت دما
*
* قاسمت بدر الدجى محاسنه
* وازددت ظرفا ومضحكا وفما
*
* لو كان في جاهلية سلفت
* صور تمثال حسنه نما صنما
* وتوفي الخبزأرزي سنة سبع عشرة وثلاثمائة
3 (أبو الحسن الساماني))
نصر بن أحمد بن إسماعيل بن أسد بن سامان الملك أبو الحسن صاحب ما وراء النهر كان ملكا رفيع العماد واري الزناد بقي في الملك ثلاثين سنة وقام في الملك بعده ولده أبو محمد نوح وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في مكانه من هذا الحرف وتوفي الملك أبو الحسن سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة
3 (الحافظ نصرك))
نصر بن أحمد الكندي البغدادي الحافظ المعروف بنصرك بالكاف من أئمة الحديث صنف المسند وتوفي في حدود الثلاثمائة

37
3 (نجم الدين الواعظ))
نصر بن إسفنديار نجم الدين البغدادي الواعظ كان ظريفا حسن الأخلاق عنده مشاركة في فنون أقام بدمشق وكان على كلامه في الوعظ ابن الصقاعي ذكره وقال نصر وقال الشيخ شمس الدين علي بن إسفنديار والظاهر أن اسمه علي وقد تقدم في حرف العين في مكانه
3 (السلمي))
)
نصر بن حجاج بن علاط بن خالد بن نويرة السلمي ثم البهزي تقدم ذكر والده في حرف الحاء في مكانه قيل إن الفارغة أم الحجاج كانت تحت المغيرة بن شعبة فطاف ليلة في المدينة عمر بن الخطاب رضي الله عنه فسمعها تنشد في خدرها
* هل من سبيل إلى خمر فاشربها
* أو من سبيل إلى نصر حجاج
* فقال عمر لا أرى معي في المدينة رجلا تهتف به العواتق في خدورها علي بنصر بن حجاج فأتى به فإذا هو أحسن الناس وجها وأحسنهم شعرا فقال عمر رضي الله عنه عزيمة من أمير المؤمنين ليأخذن من شعرك فأخذ من شعره فخرج له وجنتان كأنهما شقتا قمر فقال اعتم فاعتم ففتن الناس بعينه فقال عمر رضي الله عنه والله لا تساكني ببلدة أنا فيها قال يا أمير المؤمنين ما ذنبي قال هو ما أقول لك وسيره إلى البصرة فسار إليها ونزل على مجاشع بن مسعود فعشق امرأته شميلة وكان مجاشع أميا ونصر وشميلة كاتبين فكتب نصر على الأرض بحضرة مجاشع إني قد أحببتك حبا لو كان فوقك لأظلك ولو كان تحتك لأقلك فكتبت شميلة وأنا فقال مجاشع ماكتبت وكتب فقالت كتب كم تحلب ناقتكم وتغل أرضكم فكتبت وأنا فقال ما هذا لذاك بطبق وكفأ على الكتابة جفنه وأتى بمن قرأها فقال لنصر ما سيرك عمر لخير قم فإن وراءك أوسع لك فنهض خجلا إلى منزل السليميين فضني من حب شميلة فبلغ مجاشعا فعاده فوجده باليالما به فقال لشميلة قومي إليه فمرضيه ففعلت وضمته إلى صدرها فعادت قواه فقال بعض العواد قاتل الله الأعشى كأنه شهد أمرهما فقال
* لو أسندت ميتا إلى صدرها
* عاد ولم ينقل إلى قابر
* فلما فارقته عاد إلى مرضه ولم يزل يتردد فيه حتى مات فقال أهل البصرة أدنف من المتمنى فذهبت مثلا وقيل إنه بقي إلى أن مات عمر رضي الله عنه وركب راحلته وأتى

38
المدينة والله أعلم وكتب نصر إلى عمر بعد حول
* لعمري لئن سيرتني وإن حرمتي
* وما نلت ذنبا إن ذا لحرام
*
* وما نلت ذنبا غير ظن ظننته
* فذاك وفي بعض الظنون إثام
*
* أإن غنت الحواء ليلا بمنية
* وبعض أماني النساء عرام
*
* حققت بي الظن الذي ليس بعده
* بقاء فما لي في الندي كلام)
* (فأصبحت منفيا على غير ريبة
* وقد كان لي بالمكتين مقام
*
* ويمنعني مما تظن تكرمي
* وآباء صدق سالفون كرام
*
* ويمنعها مما ظننت صلاتها
* وفضل لها في قومها وصيام
*
* فهاتان حالانا فهل أنت راجعي
* وقد خب مني غارب وسنام
* وقالت المرأة
* قل للإمام الذي تخشى بوادره
* ما لي للخمر أو نصر بن حجاج
*
* إني عنيت أبا حفص بغيرهما
* شرب الحليب وطرف فاتر ساج
*
* إن الهوى زمه التقوى فجسه
* حتى أقر بالجام واسراج
*
* ما منية لم أرب فيها بضائرة
* والناس من هالك فيها ومن ناج
*
* لا تجعل الظن حقا أن تبينه
* إن السبيل سبيل الخائف الراجي
*
3 (نصر بن الحسن التنكتي))
نصر بن الحسن بن القاسم بن الفاضل أبو الليث وأبو الفتح التركي التنكتي بالتاء ثالثة الحروف والنون والكاف والتاء ثالثة الحروف الشاشي نزيل سمرقند وتنكت بلد عند الشاش رحل في كبره وسمع صحيح مسلم بنيسابور من عبد الغافر وحدث وروى عنه جماعة وتوفي سنة ست وثمانين وأربعمائة
3 (النميري الشاعر))
نصر بن الحسن بن جوشن بن منصور بن حميد يتصل بمضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو المرهف النميري الضرير الشاعر قدم بغداد وسكنها إلى حين وفاته سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وحفظ القرآن المجيد وتفقه لابن حنبل وسمع من القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك

39
الأنماطي وأبي الفضل محمد بن ناصر وغيرهم وقرأ الأدب على أبي منصور الجواليقي ومدح الخلفاء والأكابر وحدث وكان زاهدا ورعا وكان كثير الانقطاع إلى الوزير ابن هبيرة ومن شعره
* ترى يتألف الشمل الصديع
* وآمن من زماني ما يروع
*
* وتأنس بعد وحشتنا بنجد
* منازلنا القديمة والربوع
*
* ذكرت بأيمن العلمين عصرا
* مضى والشمل ملتئم جميع)
* (فلم أملك لدمعي رد غرب
* وعند الشوق تعصيك الدموع
*
* ينازعني إلى خنساء قلبي
* ودون لقائها بلد شسوع
*
* وأخوف ما أخاف على فؤادي
* إذا ما أنجد البرق اللموع
*
* لقد حملت من طول التنائي
* عن الأحباب ما لا أستطيع
* ومنه
* ما في قبائل عامر
* من معلم الطرفين غيري
*
* خالي زعيم عبادة
* وأبي زعيم بني نمير
* ومنه
* أحب عليا والبتول وولدها
* ولا أجحد الشيخين فضل التقدم
*
* وأبرأ ممن نال عثمان بالأذى
* كما أتبرأ من ولاء ابن ملجم
*
* ويعجبني أهل الحديث لصدقهم
* فلست إلى قوم سواهم بمنتمي
*
3 (ابن شقاقا الموصلي))
نصر بن الحسين بن بكير أبو القاسم الربعي الحنفي المعروف بابن شقاقا بشين معجمة وقافين وألفين الموصلي نزل أوانا وتولى بها القضاء وكان فقيها فرضيا يذهب إلى الاعتزال وفيه أدب وكان من أحسن الناس نادرة وحدث باليسير عن محمد بن صدقة بن الحسين الموصلي وغيره وتوفي
3 (ابن الخبازة المقرئ))
نصر بن الحسين أبو القاسم المقرئ المعروف بابن الخبازة قرأ بالروايات على الشريف عبد القاهر بن عبد السلام المكي ويحيى بن أحمد بن السبيتي وأبي الخطاب علي بن عبد الرحمن بن الجراح وأبي منصور محمد بن أحمد بن علي الخياط وسمع من النقيب طراد الزينبي وأبي عبد الله بن طلحة وأبي الخطاب بن البطر وأبي الحسين أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبي الحسن علي بن

40
الحسين بن أيوب وحدث وأقرأ القرآن وتوفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة
3 (صاحب سجستان))
نصر بن خلف السلطان أبو الفضل صاحب سجستان قال ابن الأثير عمر مائة سنة وملك)
ثمانين سنة قال الشيخ شمس الدينص لا أعلم أحدا في الإسلام بقي في الملك هذه المدة غيره وتولى بعده ولده أبو الفتح أحمد بن نصر شمس الدين وكان أبو الفضل ملكا عادلا عفيفا عن رعيته له آثار حسنة ونصرة للسلطان سنجر في غير موقف وتوفي سنة تسع وخمسين وخمسمائة
3 (قاضي نيسابور))
نصر بن زياد الفقيه النيسابوري قاضي نيسابور تفقه على محمد بن الحسن وتأدب علي النضر بن شميل وكان كوفي المذهب وولي قضاء نيسابور بضع عشرة سنة وتوفي سنة ست وثلاثين ومائتين كان يحيي الليل ويصوم الخميس والاثنين والجمعة وكان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويقول لولا هذا لم أتلبس لهم بعمل لكنني إذا لم أل القضاء لم أقدر على ذلك
3 (نصر بن سيار الأمير متولي خراسان))
نصر بن سيار الأمير أبو الليث المروزي متولي خراسان لمروان الحمار روى عن عكرمة وأبي الزبير وخطب بنيسابور غير مرة لما قدمها خرج عليه أبو مسلم الخراساني وحاربه فعجز عنه نصر فاستصرخ بمروان غير مرة فبعد عن إنجاده واشتغل عنه باحتلال الجزبرة وأذربيجان فتقهقر قدام أبي مسلم وأدركه الموت وقيل مرض بالري وحمل إلى ساوة فمات بها سنة إحدى وثلاثين ومائة ولي خراسان عشرة أعوام وكان قد كتب إلى مروان لما ظهر أبو مسلم
* أرى جذعا إن يثن لم يقو ريض
* عليه فبادر قبل أن يثني الجذع
* فلم يجبه مروان عن كتابه فكتب إليه ثانيا قول أبي مريم عبد الله بن إسماعيل البجلي الكوفي أرى خلل الرماد وميض جمر الأبيات التي تقدم ذكرها في ترجمة أبي مسلم الخراساني فأجابه بما تقدم في ترجمة

41
أبي مسلم فلما يئس نصر بن سيار من مروان هرب فكان ما كان
3 (الكناني الهروي الحنفي))
نصر بن سيار بن صاعد بن سيار شرف الدين أبو الفتح الكناني الهروي القاضي الحنفي من بيت القضاء والحشمة والرواية كان خبيرا بالمذهب سمع الكثير وكان أسند من بقي)
بخراسان وتوفي سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة
3 (القاضي أبو الفتح الأزدي))
نصر بن سيار القاضي أبو الفتح الأزدي الهروي قال الباخرزي له شعر كاسم أبيه بحوافر الإحادة سيار وبقوادم الإصابة طيار تنكرت الحال بينه وبين الأمير بيغو فساء ظنه فيه وأمر بنقله إلى سجستان معتقلا مع وزيره مسعود بن محمد بن سهل فأحس منه المتوكلون الاحتيال في التلمس من أيديهم فعمد له بعض مردة أولئك الشياطين وعلقوه في سوق أسفزار من بعض الأساطين فجف ريقه واختصر طريقه وتفرق عنه فريقه وترك بها مخنوقا ينوح الفضل منه على أسد في جيده حبل من مسد وقد أحاطت المخنقة منه بملعب الكرم وتدلى كما يتدلى العنقود من عريش الكرم رحمه الله ورضوانه على ذلك الجسد بل على ذلك الأسد وأورد له
* للمحسنين نصيب من مدائحنا
* وللحسان نصيب من قوافينا
*
* نظري أبا الفتح مسعودا وقد رفعت
* في كل واد وناد نار مطرينا
* ومن شعره
* بنفسي أغيد ألحاظه
* يمهد لي في الذنوب الرخص
*
* يشقق قلبي إذا ما شد
* ويرقص قلبي إذا ما رقص
* ومنه
* يا ليلة ضمنا عناق
* ولفنا تحتها التزام
*
* مالي سوى وجنتيه ورد
* ولا سوى ريقه مدام
*
* تابت إلينا بها الليالي
* فذمها بعد ذا حرام
* ومنه
* رب ليل كشعر ليلى سوادا
* شق جلبابها على الأرض نار
*
* فترى الأرض كالسماء فكل
* قد تجلى خلالها أنوار
*
* بشرار كأنهن نجوم
* ونجوم كأنهن شرار
*

42
ومنه
* وبدا لنا بدر الدجى والليل قد
* شمل الأنام بفاضل الجلباب)
* (غطى الكسوف عليه إلا لمعة
* فكأنها حسناء تحت نقاب
* ومنه في تفاحة معضوضة
* تفاحة قد عضها قمر
* عمدا ومسك موضع العضة
*
* وكأن عضته ممسكة
* صدغ أحاط بوجنة غضه
*
* وكأنها نونان قد كتبا
* بالمسك في كرة من الفضة
* ومنه
* وليلة سامحتني
* بها نوائب دهري
*
* بتنا نصيغ دجاها
* ما بين خمر وجمر
*
* فتلك ذائب جمر
* وذاك جامد خمر
* قلت هو مثل قول الآخر
* الخمر تفاح جرى ذائبا
* كذلك التفاح خمر جمد
*
* فاشرب على جامد ذا ذوب
* ذا ولا تدع لذة يوم لغد
* ومن شعر نصر بن سيار في وصف النار
* لها شرر مثل النجوم تطايرت
* فمرت دنانير وجاءت دراهم
* ومنه في رمانة سوداء
* وشادن نا ولني بغنج
* ظبي فراش وهزبر سرج
*
* غصن على دعص نقا مرتج
* رمانة سوداء قبل النضج
* كثدي بكر من بنات الزنج ومنه
* ونرجس غادرني
* ما بين عجب وعجب
*
* كطبق من فضة
* عليه كأس من ذهب
*
3 (الأمير أبو المظفر))
نصر بن سبكتكين الأمير أبو المظفر بن ناصر الدولة أخو السلطان محمود المقدم الذكر صحب الأئمة سمع من الحاكم أبي عبد الله وبنى المدرسة السعيدية ووقف عليها الأوقاف في نيسابور توفي سنة اثنتي عشرة وأربعمائة)

43
3 (الشيخ المنبجي المشهور))
نصر بن سلمان بن عمر الشيخ الإمام القدوة المقرئ المحدث النحوي الزاهد العابد القانت الرباني بقية السلف المنبجي نزيل القاهرة وشيخها ولد سنة ثمان وثلاثين وستمائة بمنبج وتوفي سنة تسع عشرة وسبعمائة وسمع بحلب من إبراهيم بن خليل وبمصر من الكمال الضرير وتلا عليه بعدة كتب وعلى الكمال بن فارس وتصدر في أيام مشايخه وشارك في العلوم وتفنن ثم إنه تعبد وانقطع وتردد إليه الكبار وكان يهرب منهم وارتفع ذكره جدا في دولة تلميذه الجاشنكير وكان يؤذي الشيخ تقي الدين بن تميمة قال ابن
أخته الحافظ عبد الكريم ما دخلت عليه قط إلا وجدته مشغولا بما ينفعه في آخرته وكان يتغالى في ابن عربي ولا يخوض في مزمناته قال الشيخ شمس الدين ولقد جلست معه بزاويته وأعجبني سمته وعبادته
3 (الليثي النحوي))
نصر بن عاصم الليثي كان فقيها عالما بالعربية قرأ القرآن على أبي الأسود وأبو الأسود قرأ على علي بن أبي طالب وكان يسند إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في القرآن والنحو وتوفي سنة تسع وثمانين للهجرة في أيام الوليد بن عبد الملك وقال ابن سلام أخذ نصر بن عاصم النحو عن يحيى بن يعمر العدواني وله كتاب في العربية وقال غيره أخذ عنه أبو عمرو ابن العلاء والناس وكان على رأي الخوارج ثم تركهم وقال
* فارقت نجدة والذين تزرقوا
* وابن الزبير وشيعة الكذاب
*
* وهوى النجاريين قد فارقتهم
* وعطية المتجبر المرتاب
*
* والصفر الآذان الذين تخيروا
* دنيا بلا نقد ولا بكتاب
* وقال أبو داود السجستاني وغيره هو أول من وضع النحو وروى عن مالك بن الحيرث وأبي بكرة الثقفي وروى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة
3 (قاتل الظافر والعادل العبيدي))
نصر بن عباس أبي الفتوح بن يحيى بن تميم بن المعز بن باديس تقدم ذكر أبيه أبي الفضل عباس في مكانه وفيه طرف من ذكر ولده هذا ونصر هذا هو الذي قتل العادل علي بن السلار وزير الظافر ودسه أبوه أيضا على أن قتل الظافر إسماعيل بن عبد المجيد العبيدي)
وكان نصر مليح الوجه وكان الظافر يحبه ويتعشقه ويميل

44
له فقال له أبوه عباس قد اسود عرضنا بالظافر فاقتله فقتله على ما هو مذكور في ترجمة الظافر وولده الفائز عيسى ولما حضر الصالح رزيك بن منية بني خصيب هرب عباس وولده نصر وأسامة بن منقذ فخرج الفرنج من عسقلان عليهم وقتلوا عباسا وجهزوا نصرا إلى القاهرة في قفص حديد فضرب بالسياط وقطعت يده اليمنى وقرض جسمه بالمقاريض وصلب على باب زويلة ثم إنه أحرقت جثته وأمره مستوفى في ترجمة العادل علي بن السلار والفائز عيسى بن إسماعيل فيطلب هناك وكان قتله سنة إحدى وخمسين وخمسمائة
((نصر بن عبد الله))
3 (تاج الرؤساء الرحبي الكاتب))
نصر بن عبد الله بن نصر بن الخلال أبو منصور الكاتب المعروف بتاج الرؤساء من أهل رحبة مالك بن طوق وهو ابن أخت سعد الله بن صاعد الرحبي مضى هو وخاله إلى مصر وحصل له هناك مال جم وتنقلت به الأحوال في الأسفار وخدم أصحاب الأطراف كتاج الدولة تتش وشرف الدولة مسلم بن قريش وقسيم الدولة آقسنقر صاحب حلب وغيرهم وقدم بغداد ولما قدم بركياروق رد إليه الاستيفاء وخرج معه إلى الجبل ولما كسر عاد إلى بغداد وولي الإشراف بديوان الزمام النظر به ثم عزل وقبض عليه سنة ست وتسعين وأربعمائة
3 (الواعظ القرائي))
نصر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم أبو منصور الواعظ المعروف بالقرائي من أهل قزوين من أولاد الأئمة ذكر أن جده إبراهيم قعد في صومعة قزوين تسمى القرائي سمع بقزوين أبا يعلى الخليل بن عبد الله بن أحمد الخليلي وأبا بكر أحمد بن خضر إمام جامع قزوين وأبا منصور الطيب بن محمد بن الحسن الطيبي وسمع ببغداد الحسن بن علي الجوهري ومحمد بن أحمد بن محمد بن حسنون النرسي ومحمد بن علي بن الفتح العشاري وغيرهم وكان واعظا صدوقا وهو محدث بن محدث بن محدث بن محدث بن محدث خمسة وبيتهم بقزوين كبيت بني مندة وبني اللبناني وبني البغدادي بإصبهان وبيت بني السمعاني بمرو قال ابن النجار ولا أعرف لهم سادسا سوى بني بقي بالأندلس ومولده سنة خمس وعشرين وأربعمائة))
3 (الإسكندري النحوي))
نصر بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن علي بن الحسين

45
بن زياد بن عبد القوي بن عامر بن محمد بن جعفر بن أشعث بن يزيد بن حاتم بن حمل بن بدر الفزاري أبو الفتح الإسكندري النحوي كان شابا فاضلا ذكيا له معرفة تامة بالأدب وصنف كتابا في أسماء البلدان والأمكنة والجبال والمياه كبيرا مليحا في معناه وقدم بغداد بعد الستين وخمسمائة وسمع بها من شيوخ ذلك الوقت وجالس العلماء
وحدث بشيء يسير عن الحافظ أبي القاسم ابن عساكر وهو يومئذ حي بدمشق ودخل إصبهان قال ابن النجار وأظنه توفي هناك
ومن شعره
* أقلب كتبا طالما قد جمعتها
* وأفنيت فيها العين والعين واليدا
*
* وأصبحت ذا ضن بها وتمسك
* لعلمي بما قد صغت فيها منضدا
*
* واحذر جهدي أن تنال بنائل
* مبين وأن يغتالها غائل الردى
*
* وأعلم حقا أنني لست باقيا
* فيا ليت شعري من يقلبها غدا
*
3 (الحنفي البغدادي))
نصر بن عبد الرحمن بن عبد السلام بن الحسن بن اللمغاني أبو الفتح الفقيه الحنفي كان فاضلا حسن المعرفة بالمذهب جيد الكلام في مسائل الخلاف متدينا صالحا كثير العبادة حدث باليسير وتوفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة
3 (قاضي القضاة أبو صالح الجيلي))
نصر بن الرزاق بن عبد القادر بن أبي صالح أبو صالح الجيلي عماد الدين البغدادي الشافعي تفقه في صباه ثم صحب محمد بن علي النوقاني الفقيه الشافعي وقرأ عليه الخلاف والأصول وبرع في ذلك وتولى التدريس بمدرسة جده بباب الأزج وبالمدرسة الشاطية عند باب المراتب وبنيت له دكة بجامع القصر للمناظرة وعقد مجلس الوعظ في مدرسته وكان له قبول عظيم وأذن له في الدخول في كل جمعة على الأمير أبي نصر محمد بن الإمام الناصر لسماع مسند مسلم فحصل له به أنس فلما بويع له بالخلافة ولقب بالإمام الظاهر قلده قضاء يوم الأربعاء لثمان خلون من ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين وستمائة وخلع عليه السواد وقرئ عهده في جوامع مدينة السلام الثالثة فسار السيرة المرضية وأقام ناموس الشرع ولم)

46
* نفس ما عن ديننا من بدل
* فدعي الدنيا وخلى جدلي
*
* ما تساوي أننا نمضي إلى
* مشرك إذ ذاك عين الزلل
*
* إن يكن دين علينا فلنا
* خالق يقضيه هذا املي
* ولم يزل ذلك الذهب عند الحكيم النصراني إلى أن مات فأخذ من تركته وحمل إلى القاضي ومولده سنة أربع وستين وخمسمائة ووفاته سنة ثلاث وثلاثين وستمائة وكانت جنازته عظيمة ودفن إلى جانب قبر أحمد بن حنبل وقيل بل دفن معه وتولى ذلك الرعاع والعوام وقبض على من فعل ذلك وعوقب وحبس ونبش ليلا ونقل من موضعه بعد أيام وعفي قبره ولم يعلم أين دفن
3 (قنبر الكاتب))
نصر بن علي بن أحمد بن محمد بن الناقد أبو طالب الكاتب المعروف بقنبر البغدادي كان من الأعيان الأماثل تولى أعمال الحالص مدة فظهرت كفايته فولى حاجبا بالباب النوبي والنظر في المظالم وإقامة الحدود ثم إنه عزل وولي الصدرية والنظر في المخزن ثم وليهما بديوان الزمام ثم عزل ثم إنه أعيد إلى الصدرية والنظر بالمخزن وخلع عليه ولم يزل على ذلك إلى أن توفي سنة اثنين وتسعين وخمسمائة ولم يكن محمودالسيرة وكان سفاكا للدماء وأخذ الأموال وانتهاك الحرم وكان رافضيا وهو أول من سن الظلم ببغداد ولم تظهر جنازته
3 (أبو الفتح الحراني))
نصر بن علي بن محمد بن هبة الله أبو الفتح الحراني قال ابن النجار كتب عنه أبو نصر هبة الله بن علي المجلي شيئا من شعره وغير ذلك ومن شعره)

47
* كنت في غفلة فلما افترقنا
* طرح البين غفلتي في جفوني
*
* فهي تجري دمعا وتمزح حينا
* ثم تجري دما فتدمى شؤوني
*
* وأرى فرقة الأحبة لا
* شك ستسقي المحب كأس المنون
*
3 (أبو الفتوح الحلي النحوي))
نصر بن علي بن منصور بن الخازن أبو الفتوح النحوي من الحلة السيفية وهو أخو علي بن علي قدم بغداد في صباه وقرأ الأدب على أبي محمد بن عبيدة الكرخي وغيره حتى برع فيه وسمع الحديث وقرأ الكتب الأدبية على المشايخ بجد واجتهاد وهمة عالية وانتخب كثيرا من الأحاديث والأخبار والحكايات والأشعار بخطه وكان حسن الأخلاق طيب المعاشرة مليح المجاورة حفظة للحكايات والأشعار وكان عارفا بالنحو متصديا للأشغال فيه يتردد إليه الأكابر ويقصدونه في بيته قال ابن النجار علقت عنه شيئا في المذاكرة ولم يكن مرضيا ولا يحتج بخطه ولا بقوله ولا بقرائته لأنه ادعى سماع أشياء ولم يسمعها ولقاء شيوخ ولم يلقهم وإذا قرأ الحديث يعبر سطورا لا يقرأها ويترك حديثا ويقرأ حديثا شاهدت ذلك منه وشاهده جماعة لما قرأ مسند أحمد على أبي محمد بن أبي المجد بدار قاضي القضاة ابن الشهرزوري وأنكروا ذلك عليه وشاع واجتنب الناس السماع بقراءته ولما رأى ذلك ترك القراءة على المشايخ وصاريسمع بقراءة غيره وكان مع كذبه خبيث العقيدة رافضيا غاليا توفي سنة ستمائة بالحلة
3 (ابن مريم خطيب شيراز))
نصر بن علي بن محمد أبو عبد الله الشيرازي الفرسي الفسوي يعرف بابن مريم خطيب شيراز وأديبها وعالمها ومن يرجع إلى رأيه في الأمور الشرعية وله تفسير القرآن في أربع مجلدات وقد جوده وشرح الإيضاح وكان حيا في سنة خمس وستين وخمسمائة
3 (الجهضمي))
نصر بن علي صهبان الجهضمي كان صدوقا وتوفي في حدود الستين والمائة وروى له الأربعة
3 (الحافظ الجهضمي))
نصر بن علي الجهضمي البصري الحافظ قال النسائي ثقة وروى الجماعة عنه وروى)
النسائي عن رجل عنه وخلق وتوفي سنة خمسين ومائتين قدم أبو عمرو الجهضمي بغداد فروى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن والحسين وقال من أحبني

48
وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة فأمر المتوكل أن يضرب ألف سوط ظنا منه أنه رافضي فكلمه فيه جعفر بن عبد الواحد القاضي وقال هذا الرجل من أهل الصلاح والسنة ورددها فتركه وقال نصر المذكور كان لي جار طفيلي فكنت إذا دعيت إلى مدعاة ركب لركوبي فإذا جلسنا أكرم من أجلي فاتخذ جعفر بن سليمان أمير البصرة دعوة ودعاني فقلت في نفسي والله لئن جاء هذا الطفيلي لأخزيته اليوم فجاء بين يدي ودخلنا فلما أن حضرت المائدة قلت حدثنا درست بن زياد عن أبان بن طارق عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من مشى إلى طعام لم يدع إليه دخل سارقا وخرج مغيرا فقال الطفيلي مثلك يا أبا عمر يتكلم بهذا الكلام على مائدة الأمير وليس ههنا إلا من يظن أنك رميته بهذا الكلام ثم لا تستحي وتروي عن درست ودرست كذاب لا يحتج بحديثه عن أبان بن طارق وأبان كان صبيان المدينة يلعبون به ولكن أين أنت عما حدنا به أبو عاصم النبيل عن ابن جريح عن ابن الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال طعام الواحد يكفي الاثنين وطعام الاثنين يكفي الثلاثة وطعام الثلاثة يكفي الأربعة الحديث قال نصر فكأني ألقمت حجرا فلما خرجنا من الدار أنشد الطفيلي
* ومن ظن ممن يلاقي الحروب
* بأن لا يصاب فقد ظن عجزا
*
3 (ابن منقذ صاحب شيزر))
نصر بن علي بن مقلد بن منقذ ذكره العماد الكاتب فيمن ملك شيزر واثنى عليه وعلى نظمه وأنه ملك شيزر بعد والده وأورد له مما يدل على كرمه وذلك أن القاضي أبا مسلم وادعا كتب إليه وقد نكب أبياتا منها
* هذا كتاب من أخي ثقة
* يشكو إليك نوائب الدهر
* فأطلق له ستة آلاف دينار واعتذر وكان يكنى أبا المرهف ولقبه عز الدولة ومن شعره
* كنت أستعمل البياض من الأم
* شاط عجبا بلمتي وشبابي
*
* فاتخذت السواد في حالة الشئ
* ب سلوا عن الصبا بالتصابي
* ولما قدم السلطان ملكشاه السلجوقي إلى الشام سلم إليه اللاذقية وأفامية وكفر طاب وبقيت)

49
3 (أبو جمرة الضبعي))
نصر بن عمران الضبعي البصري أبو جمرة أحد أئمة العلم روى عن ابن عباس وابن عمر وزهدم الجرمي وعائذ بن عمرو المزني وغيرهم وكان مضبب الأسنان بالذهب قال تمتعت فنهاني أناس فسألت ابن عباس فقال الله أكبر سنة أبي القاسم أو قال سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن سعد ثقة وتوفي سنة أربع وعشرين ومائة وروى له الجماعة
3 (نصر بن عناز الططماجي))
نصر بن عناز بن أبي القاسم أبو الفتح الجوهري البغدادي المعروف بالططماجي كان أديبا يقول الشعر كتب عنه عمر بن محمد العليمي الدمشقي شيئا من شعره بخوارزم في شهر رجب سنة تسع وأربعين وخمسمائة وروى عنه ومن شعره
* كم تستر الشيب يا ذا الشيب بالكذب
* هيهات ما للغواني فيك من أرب
*
* وكم تتوق إلى البيض الحسان وما
* يجدي عليك المنى شيئا سوى التعب
*
* وكم تحن إلى عصر نعمت به
* إذ أنت تقطفه باللهو واللعب
*
* هل بعد شيب عذار المرء من طمع
* أم هل يميل إلى اللذات والطرب
*
3 (أبو طاهر الحلي الشاعر))
نصر بن الفتح بن أبي المعمر بن أسد بن الحسن المعروف بباقلا بن أبي الخير ينتهي إلى طاهر بن الحسين الخزاعي أبو طاهر الطاهري الشاعر من الحلة السيفية كان شيخا فاضلا أديبا شاعرا دخل الشام ومدح الملوك والأعيان قال ابن النجار محب الدين لقيناه بالشام غير مرة وكتبت عنه شيئا من شعره في المحرم سنة خمس وعشرين وستمائة ومولده سنة إحدى وخمسين وخمسمائة
ومن شعره
* ما بين رامة والعقيق ديار
* كانت وكان بها الهوى ونوار
*
* درست على مر الزمان كأنما
* آثارها من ريطة آثار
*
* لم يبق إلا من أوار ما بدت
* إلا بدا فوق القلوب أوار
*
* عهدي بها قبل الشباب وما غدت
* من أهلها الغادين وهي قفار)
* (والدهر ما صدع الجميع وظلنا
* ضال النقا وظباءها السمار
*
* والأرض قد حكت السماء بأنجم
* في روضة نجمت بها الأزهار
*

50
* والطل يستبكي الربيع جفونه
* فإذا بكى يتضاحك النوار
*
* والدوح تهصره الصبا بعليلها
* فإذا أمادت ورقه الأوكار
*
* تشدو وتنشدنا القيان مناسبا
* نغم الكران ويصخب المزمار
*
* فتصفق الأغصان ما بين الغنا
* بيد النسيم وترقص الأشجار
*
* وشرابنا كرمية الاعراق بل
* كرمية الأخلاق بل بكر الخنا معطار
*
* كالتبر قد نثر اللجين فويقة
* الياقوت في ماء عليه نار
*
* راح بها روح القلوب وبرءها
* من عقر سيف الهم وهي عقار
*
* يغدو بها عبل الروادف
* ما انثنى إلا ثنى الأكباد وهي حرار
*
* قمر على غصن على دعص وهل
* هذي الصفات تحوزها الأقمار
*
* لبس العذار فظل يخلع دائما
* فيه العذار وتلبس الأعذار
*
* يجري غرار السيف منه إذا
* رنا لحظ له مني الرقاد غرار
*
* وكأن حمرة وجنتيه إذا بدا
* وأسيل خد سال فيه عذار
*
* ورد على طلع وخيط بنفسج
* متنطق بنضيده ومدار
*
* كم شد زنارا لديه مسلم
* ولها ولم يحلل له زنار
*
* فسقى لييلات مضين بهذه ال
* أوطان كم قضيت بها أوطار
*
* ديم تديم الانسكاب كأنها
* نعم يجود بها الغياث غزار
* قلت شعر جيد منيع
3 (ابن المني الحنبلي))
نصر بن فتيان بن مطهر النهرواني ناصح الدين أبو الفتح الفقيه الحنبلي المعروف بابن المني قرأ الفقه على أبي بكر أحمد بن محمد الدينوري ولازمه حتى برع في المذهب والخلاف وصار من الأئمة المشار إليهم في العلم والزهد ودرس بمسجده برأس درب السيدة وقصده الطلبة من البلاد وتخرج به جماعة من الفقهاء وكان ورعا كثير العبادة حسن السمت على منهاج السلف أضر في آخره عمره وطرش فكان لا يبصر ولا يسمع وهو يدرس الفقه إلى)
حين وفاته سمع من أبي بكر عمر بن علي بن الزنف المقرئ وأبي المعالي أحمد بن علي بن طاهر وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء والبارع أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وأبي الحسن علي بن عبيد الله ابن الزاغوني

51
وأبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال وغيرهم ولما مات سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة حضر جنازته خلق كثير وتولى حفظ جنازته جماعة من الأتراك خوفا من العوام وجعل على قبره ملبن من الخشب المنقوش بضبات الصفر والناس يتبركون بقبره
3 (الأمير البويهي))
أبو نصر بن فيروزجرد الأمير بن جلال الدولة أبي طاهر بن بوية هو آخر من ركب الخيل من بني بويه كان السلطان ملكشاه قد أقطعه المدائن وغيرها فهرب والتجأ إلى سيف الدولة ابن مزيد فأعرض عنه فتنقل في البلاد وأضمرته الأرض وعدم في سنة تسعين وأربعمائة
3 (أبو الليث الفرائضي الحنفي))
نصر بن القاسم أبو الليث الفرائضي الحنفي البغدادي كان ثقة علامة بصيرا بقراءة أبي عمرو توفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة
3 (أبو الفضل الصوفي الطوسي))
نصر بن محمد بن أحمد بن يعقوب بن منصور أبو الفضل بن أبي نصر العطار الصوفي الطوسي كانت له فتوة ظاهرة وسخاء نفس وكان من مشهوري المحدثين في بلده سمع بخراسان عبد الله بن محمد الشرقي وأبا حامد بن بلال وأبا بكر محمد بن الحسين القطان وعمر بن علي الجوهري المروزي وغيرهم ورحل في طلب الحديث وكتب الكثير بالعراق والجزيرة والشام ومصر وسمع من جماعة ببغداد ودمشق ومصر وبالرملة وبحلب وبمنبج وبالس والرقة وكان أحد أركان الحديث وصنف وجمع وحدث سنين ومات بالطابران سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ومات وهو ابن ثلاث وسبعين سنة ولم يخلف مثله في الحديث ولا في علوم الصوفية في اللقي والتقدم
3 (ابن الصقال الطيبي المقرئ))
نصر بن محمد بن أحمد بن الصقال الطيبي أبو القاسم المقرئ البغدادي كان تاجرا يسافر)
إلى خراسان وغيرها فأثرى وكثر ماله وقرأ بالروايات على عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط وعلي المبارك بن الحسين الشهرزوري وعلى جماعة من أصحاب أبي علي الحداد بإصبهان وسمع قال محب الدين ابن النجار وما علمت أنه حدث وتوفي سنة ست وثمانين وخمسمائة

52
3 (ابن باريس الكاتب))
نصر بن محمد بن زيد بن أحمد بن علي بن باريس أبو الفتح الكاتب البغدادي كان كاتبا شاعرا جمع كتابين من منظومه أحدهما في وصف الغلمان والآخر في وصف الجواري قال محب الدين ابن النجار رأيته غير مرة ولم يتفق أن أكتب عنه شيئا ومن شعره في غلام يعالج بالحجارة
* ظبي بدا لي في وسط حلقته الل
* عب بالصخر من صناعته
*
* قلت له والعيون شاخصة
* عجبا لما طاق من حجارته
*
* قلبك يا بدر من ملابسة ال
* صخر تعداه من قساوته
* ومنه في غلام يحمل عودا ويلعب
* أقبل حبي حاملا عوده
* كأنه غصن نقى في كثيب
*
* واعجبا للدهر من صرفه
* إذ يحمل اليابس عود رطيب
* قلت شعر نازل
3 (ابن الحصري الحافظ))
نصر بن محمد بن علي بن أبي الفرج أبو الفتوح بن الحصري الوقاياتي أصله من همذان قرأ بالروايات الكثيرة على أبي بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني والمبارك بن الحسن الشهرزوري وغيرهما وقرأ الأدب وحصل منه طرفا وطلب الحديث وجد فيه وأكثر من السماع والقراءة والكتابة وأتقن وحفظ وعرف الرجال وصحب الحافظ أبا بكر الباقداري وسمع أبا الوقت وغيره ولم يزل يقرأ ويفيد إلى أن توفي بالمهجم في المحرم سنة تسع عشرة وستمائة وكان يصوم الدهر ويكثر التلاوة وجاور بمكة نيفا وعشرين سنة وكان يطوف في اليوم والليل سبعين أسبوعا وكان يصلي إماما في مقام الحنابلة بالمسجد الحرام إلى أن ضعف وكان يطوف متكأ على عصا وخرج في آخر عمره إلى اليمين لما اشتد القحط بمكة)
فمات هناك
3 (أبو العز النحوي النيلي))
نصر بن محمد بن مبادر أبو العز النحوي النيلي أديب فاضل شاعر روى عنه ابن السمعاني ومن شعره
* هل الوجد إلا أن ترى العين منزلا
* تحمل عنه أهله فتبدلا
*
* عقلنا عزر الدموع وطالما
* عهدناه للغيد الأوانس معقلا
*

53
* إذا نحن أهللنا بذكراه أنشأت
* سحائب دمع بالأسى متهللا
*
* وإن نحن ألممنا به انبعث الجوى
* تحملنا داء من الهم معضلا
*
3 (ابن أبي الفنون النحوي))
نصر بن محمد بن المظفر بن عبد الله بن محمد أبو الفتوح البغدادي بن أبي الفنون النحوي سكن بغداد في زمن القائم وقرأ ببغداد على أبي محمد ابن الخشاب وعبد الرحمن ابن الأنباري وأبي محمد ابن عبيدة وأبي الفرج ابن الدباغ وأبي العز بن الخراساني وابن الصحبة وقرأ اللغة على أبي الحسن ابن العصار ثم سافر عن بغداد سنة أربع وخمسين وخمسمائة ودخل ولقي فضلاءها ثم سافر إلى مصر وسكنها إلى حين وفاته وسمع هناك الحديث وتصدر بها لإفادة النحو بالجامع الأزهر وسمع من أبي القاسم البوصيري ومولده سنة خمسين وخمسمائة وتوفي سنة ثلاثين وستمائة ودفن بسفح المقطم وسمع بمصر أيضا من سعيد المأموني وغيرهما ومدح جماعة من الملوك والوزراء وحدث وروى عن المنذري زكي الدين وله رسالة بديعة في الضاد والظاء ومن شعره
3 (أبو الليث السمرقندي الحنفي))
نصر بن محمد بن إبراهيم الإمام الفقيه الحنفي أبو الليث السمرقندي صاحب كتاب الفتاوى توفي سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
3 (ابن القبيطي))
نصر بن محمد بن علي بن حمزة بن فارس أبو الفتوح ابن القبيطي الحراني أخو عبد العزيز من أولاد المحدثين أسمعه عمه حمزة بن علي في صغره من الكاتبة شهدة وأبي الفتح بن شاتيل وجماعة وحدث باليسير ولد سنة ست وستين وخمسمائة وتوفي سنة أربع وثلاثين)
وستمائة وصلى عليه بالمدرسة النظامية
3 (ابن الأحمر المغربي))
نصر بن محمد بن محمد السلطان أبو الجيوش ابن السلطان الأحمر الأنصاري المغربي خرج على أخيه واعتقله وتملك وكانت دولته أربع سنين ثم وثب عليه ابن أخته الغالب بالله وقهره وتسلطن وقرر أبا الجيوش أميرا بوادي آش فدام بها نحوا من عشر سنين وتوفي سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة
3 (القوام النصيبي الشافعي))
نصر بن محمد بن أحمد بن عبد الباقي أبو الفتح

54
النصيبي الفقيه الشافعي المعروف بالقوام درس بالإسكندرية بالمدرسة العادلية بعد وفاة الحافظ السلفي وسمع بالثغر وكان إماما فاضلا وتوفي بالإسكندرية بعد الستمائة
3 (أبو الفتح ابن القيسراني))
نصر بن محمد بن نصر بن صغير أبو الفتح ابن الأديب مهذب الدين القيسراني توفي بحلب وكان له شعر لا بأس به ووفاته سنة خمس وعشرين وستمائة
3 (ابن مرداس الكلابي))
نصر بن محمود بن نصر بن صالح بن مرادس الكلابي صاحب حلب تقدم ذكر أبيه مكانه من حرف الميم وإنه ملك أخاه شبلا وأسكنه القلعة وجعل الخزائن عنده وأسكن نصرا البلد وكان يكرهه وإنه بذل العطاء وعدل فأحبه العساكر وملكوه عليهم ثم إنه قتل سنة ثمان وستين وأربعمائة وتولى الملك سنة سبع وأربعين وأربعمائة وكان نصر ممدحا جوادا وفيه يقول ابن حيوس
* كفى الدين عزا ما قضاه لك الدهر
* فمن كان ذا نذر فقد وجب النذر
*
* ثمانية لم تفترق مذ جمعتها
* فلا اقترفت ما ذب عن ناظر شفر
*
* ضميرك والتقوى وجودك والغنى
* ولفظك والمعنى وسيفك والنصر
*
* وقد جاد محمود بألف تصرمت
* وغالب ظني أن سيخلفها نصر
* فأعطاه ألف دينار وقال والله لو قال سيضعفها نصر لأضعفتها له وكان على بابه جماعة من الشعراء فكتبوا إليه)
* على بابك المعمور منا عصابة
* مفاليس فانظر في أمور المفاليس
*
* وقد قنعت منك الجماعة كلهم
* بعشر الذي أعطيته لابن حيوس
*
* وما بيننا هذا التفاوت كله
* ولكن سعيدا لا يقاس بمنحوس
* فقال ولم تقولون بعشر هلا قلتم بمثل ثم إنه وصلهم وأحسن إليهم رحمه الله
3 (ابن المعروف))
نصر بن محمود بن المعروف أبو المظفر كان ذكيا فطنا كثير الاجتهاد والعناية والحرص بالعلوم الحكمية وله نظر في صناعة الطب واشتغل على ابن العين زربي لازمه مدة وقرأ عليه كثيرا من العلوم قال ابن أبي أصيبعة رأيت خطه في آخر

55
تفسير الإسكندر لكتاب الكون والفساد لأرسطو يقول إنه قرأه عليه وأتقنه وتأريخ كتابته في شعبان سنة أربع وثلاثين وخمسمائة وكان حسن الخط والعبارة مغرى بصناعة الكيمياء والنظر فيها والاجتماع بأربابها وكتب بخطه كثيرا من الطب والحكمة وملك ألوفا كثيرة من الكتب في كل فن وجميع كتبه لا يوجد شيء منها إلا وقد كتب على ظهره ملحا ونوادر مما يتعلق بعلم ذلك الكتاب ومن شعره
* وقالوا الطبيعة مبدأ الكيان
* فيا ليت شعري ما هي الطبيعة
*
* أقادرة طبعت نفسها
* على ذاك أم ليس بالمستطيعه
* ومنه
* قالوا الطبيعة معلومنا
* ونحن نبين ما حدها
*
* لم يعرفوا الآن ما قبلها
* فكيف يرومون ما بعدها
* وله من الكتب تعاليق في الكيمياء وكتاب في علم النجوم مختار في الطب
3 (أبو الفضل))
نصر بن مزاحم بن سيار المنقري أبو الفضل من طبقة أبي مخنف أحد أصحاب السير ذكره أبو جعفر الطوسي في مصنفي الإمامية وذكر أنه روى عن لوط بن يحيى وروى عنه محمد بن علي الصيرفي ومحمد بن عيسى بن عبيد وله من التصانيف كتاب الغارات كتاب الجمل كتاب مقتل حجر بن عدي الكندي كتاب مقتل الحسين علي رضي الله عنهما كتاب عين الورد كتاب المختار بن أبي عبيد كتاب المناقب))
3 (النميري الشاعر))
نصر بن منصور بن الحسن بن جوشن بن منصور بن حميد ينتهي إلى نزار بن معد بن عدنان أبو المرهف النميري الشاعر كذا أثبته ابن النجار في ذيل بغداد وقال بعضهم نصر بن الحسن وقد تقدم ذكره
3 (أبو الفتوح الحكم))
نصر بن أبي منصور التيمي أبو الفتوح المؤدب المعروف بالحكم سكن واسط مدة وروى بها شيئا من شعره وشعر غيره وتوفي ببغداد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ومن شعره

56
* ولما رأى وردا بخديه يجتنى
* ويقطف أحيانا بغير اختياره
*
* أقام عليه حارسا من جفونه
* وسل عليه مرهفا من عذاره
*
3 (أبو الفوارس المدائني))
نصر بن ناصر بن ليث بن مكي أبو الفوارس المدائني سكن بغداد وكان أديبا شاعرا تولى الإشراف بدار التشريفات من دار الخلافة وكان ينشد المدائح بالتهاني على قاعدة شعراء الديوان وولي غير ذلك من الولايات الكبار ولقب بناظر النظار وعلا شأنه وولي النظر والصدرية بالمخزن وولى الوكالة للخليفة في جميع تصرفاته وتعقب ذلك عن الوزير ابن مهدي وإزالة الضرائب والمكوس وكف أيدي الظلمة وأزال شيئا كثيرا من المظالم فأحبه الناس وكان حسن السيرة لكن لم تطل أيامه حتى عاجله حمامه وتوفي سنة خمس وستمائة وكانت له جنازة عظيمة ومن شعره
3 (أبو سعد الدينوري))
نصر بن يعقوب أبو سعد الدينوري مصنف كتاب التعبير المعروف بالقادري ذكره الثعالبي في من ورد نيسابور وقال تعقد عليه الخناصر بخراسان في الكتابة والبراعة وله في الأدب تقدم محمودوفي المروءة قدمة مشهودة وشهادة الصاحب له بالفضل يسجل بها حكام العدل
وله تصانيف منها كتاب روائع التوجيهات في بدائع التشبيهات و كتاب ثمار الأنس في تشبيهات الفرس وكتاب الجامع الكبير في التعبير وهو القادري كتاب الأدعية كتاب حقة الجواهر وهو مزدوجة في الأمير خلف ومن شعره
* أبي لي أن أبالي بالليالي
* وأخشى صرفها فيمن يبالي)
* (حلولي في ذرى ملك كطود
* رفيع مشرف الأعلام عال
*
* إلى شمس الشتاء إلى ظلال ال
* مصيف إلى الغمام إلى الهلال
*
* إذا ما جاءه المذعور يوما
* وحل ببابه عقد الرحال
*
* تبوأ من ذراه خير دار
* فلم يخطر لمكروه ببال
*
* بودي لو نهضت بها ولكن
* ضعفت عن الحراك لضعف حالي
* ومنه
* اسقني كأسا كلون الذهب
* وامزج الريق بماء العنب
*
* فقد ارتجت بنا الأرض ضحى
* كارتجاج الزئبق المنسرب
*

57
* فكأن الأرض في أرجوحة
* وكأنا فوقها في لولب
*
3 (صاحب الكسائي))
نصر بن يوسف صاحب الكسائي كان نحويا لغويا وله من الكتب كتاب الإبل كتاب خلق الإنسان
3 (أستاذ بن السكيت))
نصر أستاذ ابن الكسيت قيل إن ابن السكيت عنه أخذ وقال نصران قرأت شعر الكميت على أبي حفص عمر بن بكير وكانت كتب نصران لابن السكيت حفظا وللطوسي سماعا
3 (الألقاب))
أبو نصر الفارابي اسمه محمد بن محمد بن طرخان تقدم ذكره في المحمدين
أبو نصر الشافع عبد الرحمن
نصر الدولة صاحب ميافارقين أحمد بن مروان
ابن أخي نصر علي بن أحمد
ابن نصر المروزي محمد بن نصر المحدث والفقيه الشافعي
((نصيب))
3 (نصيب الأكبر))
نصيب بن رباح مولى عبد العزيز بن مروان كانت أمه سوداء فوقع عليها أبوه فجاءت بنصيب فوثب إليه عمه بعد وفاة أبيه فباعه وكان شاعرا فحلا مقدما في النسيب والمديح ولم يكن له حظ في الهجاء وكان عفيفا توفي في حدود العشرين والمائة قال نصيب كنت أرعى غنما أو قال إبلا فضل منها بعير فخرجت في طلبه حتى قدمت مصر وبها عبد العزيز بن مروان فقلت ما بعد عبد العزيز أحد أعتمده ولم أكن قبل ذلك لقيت أحدا يمدح فحضرت بابه مع الناس فنحيت عن مجلس الوجوه وكنت وراءهم ورأيت رجلا على بغلة حسن المدخل يؤذن له إذا جاء فانصرف إلى منزله واتبعته أماشي بغلته فقال ما شأنك فقلت أنا رجل شاعر من أهل الحجاز وقد مدحت الأمير وخرجت إليه راجيا معروفه وقد ازدريت بالباب ونحيت قال فأنشدني فأنشدته فأعجبته فقال ويحك هذا شعرك إياك أن تنتحل فإن الأمير راوية عالم بالشعر وعنده رواة فلا تفضحني وتفضح نفسك

58
فقلت والله ما هو شعري فقال ويحك قل أبياتا تذكر فيها حوف مصر وفضلها على غيرها والقني بها غدا فغدوت عليه فأنشدته
* سري الهم حتى بيتتني طلائعه
* بمصر وبالحوف اعترتني روائععه
*
* وبات وسادي ساعد قل لحمه
* عن العظم حتى كاد تبدو أشاجعه
* وذكر الغيث فقال
* وكم دون ذاك العارض البارق الذي
* له اشتقت من وجه أسيل مدامعه
*
* تمسى به أبناء بكر ومذحج
* وأفناء عمرو فهو خصب مراتعه
*
* بكل مسيل من تهامة طيب
* دميث الربى تسقي البحار دوافعه
*
* أعني على برق أريك وميضه
* تضيء دجنات الظلام لوامعه
*
* إذا اكتحلت عينا محب بضوئه
* تجافت به حتى الصباح مضاجعه
* قال أنت والله شاعر احضر الباب فإني أذكرك قال فجلست على الباب ودخل فدعي لي فدخلت فسلمت على عبد العزيز فصعد في بصره وصوب وقال أشاعر ويلك أنت قلت نعم أيها الأمير قال فأنشدني فأنشدته)
* لعبد العزيز على قومه
* وغيرهم نعم غامره
*
* فبابك ألين أبوابهم
* ودارك مأهولة عامره
*
* وكيلك آنس بالمعتفين
* من الأم بالإبنة الزائره
*
* وكفك حين ترى السائلين
* أندى من الليلة الماطره
*
* فمنك العطاء ومنا الثناء
* بكل محبرة سائره
* فقال أعطوه أعطوه فقلت إني مملوك فدعا الحاجب وقال اخرج فأبلغ في قيمته فدعا المقومين فقال قوموا غلاما أسود ليس فيه عيب فقالوا مائة دينار قال إنه راعي إبل يحسن القيام عليها قالوا مائتا دينار قال إنه يبري القسي والنبل ويريشها قالوا أربعمائة دينار قال إنه رواية للشعر قالوا ستمائة دينار قال إنه شاعر لا يلحن قالوا ألف دينار قال عبد العزيز ادفعها إليه فقلت له أصلح الله الأمير ثمن بعيري الذي ضل قال كم ثمنه قلت خمسة وعشرون دينارا قال ادفعوها إليه قلت فجائزتي لنفسي عن مديحي إياك قال اشتر نفسك ثم عد إلينا ووفد النصيب على الحكم بن المطلب وهو ساع على بعض صدقات المدينة فأنشده
* أيا مروان لست بخارجي
* وليس قديم مجدك بانتحال
*

59
* أغر إذا الرواق انجاب عنه
* بدا مثل الهلال على المثال
*
* تراآه العيون كما تراءى
* عشية فطرها وضح الهلال
* فأعطاه أربعمائة ضانية ومائة لقحة ومائتي دينار وقال نصيب علقت جارية حمراء فمكثت زمانا تمنيني الأباطيل فلما ألححت عليها قالت إليك عني فوالله لكأنك من طوارق الليل فقلت والله وأنت لكأنك من طوارق النهار فقالت وما أظرفك يا أسود فغاظني قولها فقلت لها تدرين ما الظرف إنما الظرف العقل ثم قالت لي انصرف حتى أنظر في أمرك
فأرسلت إليها بهذه الأبيات
* فغن أك أسودا فالمسك أحوى
* وما بسواد جلدي من دواء
*
* ومثلي في رحالكم قليل
* ومثلك ليس يعدم في النساء
*
* فإن ترضي فردي قول راض
* وإن تأبي فنحن على السواد
* قال فلما قرأت الشعر تزوجني ودخل نصيب على سليمان بن عبد الملك وعنده الفرزدق)
فأنشده شعرا لم يرضه وكلح في وجهه وقال لنصيب قم فأنشد مولاك فقام فأنشده
* أقول لركب صادرين لقيتهم
* قفا ذات أوشال ومولاك قارب
*
* قفوا خبروني عن سليمان إنني
* لمعروفه من آل ودان طالب
*
* فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله
* ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
*
* وقالوا عهدناه وكل عشية
* على بابه من طالبي العرف راكب
*
* هو البدر والناس الكواكب حوله
* ولا يشبه البدر المضيء الكواكب
* فقال أحسنت يا نصيب وأمر له بجائزة ولم يصنع ذلك بالفرزدق فقال الفرزدق
* خير الشعر أكرمه رجالا
* وشر الشعر ما قال العبيد
* كان الأصمعي ينشد لنصيب يستجيده
* فإن يك من لوني السواد فإني
* لكالمسك لا يروى من المسك ناشقه
*
* وما ضر أثوابي سوادي وتحتها
* لباس من العلياء بيض بنايقه
*
3 (نصيب الأصغر))
نصيب الأصغر مولى المهدي كان قد نشأ باليمامة فاشتراه

60
المهدي فلما سمع شعره قال واله ما هو بدون نصيب بني مروان وأعتقه وزوجه أمة وكناه أبا الحجناء وأقطعه ضيعة بالسواد وعمر بعده ومدح هارون الرشيد بقوله
* أللبين يا ليلى جمالك ترحل
* ليقطع منا البين ما كان يوصل
*
* تعللنا بالوعد ثمت تلتوي
* بموعدها حتى يموت المعلل
*
* فلا الحبل من ليلى يؤاتيك وصله
* ولا أنت تنهى القلب عنها فيذهل
*
* خليلي إني ما يزال يشوقني
* قطين الحمى والظاعن المتحمل
*
* فأقسمت لا أنسى ليالي منعج
* ولا مأسل إذ منزل الحي مأسل
*
* أمن أجل آيات ورسم كأنه
* بقية وحي أو كتاب مفصل
*
* فيا أيها الزنجي مالك والصبي
* أفق عن طلاب البيض إن كنت تعقل
*
* فمثلك من أحبوشة الزنج قطعت
* رسائل أسباب بها يتوصل
*
* قصدنا أمير المؤمنين ودونه
* مهامه موماة من الأرض مجهل
*
* على أرحبيات طوى السر فانطوت
* شمائلها مما تحل وترحل)
* (إذا انبلج البابان والستر دونه
* بدا مثلما يبدو الأغر المحجل
*
* شريكان فينا منه عين بصيرة
* كلوء وقلب حافظ ليس يغفل
*
* فما فات عينيه رعاه بقلبه
* وآخر ما يرعى سواء وأول
*
* وما نازعت فينا أمورك هفوة
* ولا خطل في الرأي والرأي يخطل
*
* لئن نال عبد الله قبل خلافة
* لأنت من العهد الذي نلت أفضل
*
* إذا اشتبهت أعقابه بينت له
* معارف في أعجازه وهو مقبل
*
* وما زادك الملك الذي نلت بسطة
* ولكن بتقوى الله أنت مسربل
*
* ورثت رسول الله عضوا ومفصلا
* وذا من رسول الله عضو ومفصل
*
* على ثقة منا تحن قلوبنا
* إليك كما كنا أباك نؤمل
*
* إذا ما رهبنا من زمان ملمة
* فليس لنا إلا عليك معول
* ووجه المهدي نصيبا إلى اليمين في شراء إبل مهرية ووجه معه رجلا من الشيعة وكتب معه إلى عامله باليمن بعشرين ألف دينار فمد نصيب يده في الدنانير ينفقها وويشرب بها ويتزوج الجواري فكتب الشيعي يخبره إلى المهدي فأمره بحمله موثقا في الحديد فلما دخل على المهدي أنشده
* تأوبني ثقل من الهم موجع
* فأرق عيني والخليون هجع
*
* همومي توالت لو أطاف يسيرها
* بسلمى لظلت صمها تتصدع
*

61
* ولكنها نيطت فناء بحملها
* جهير المنايا حائن النفس مجزع
*
* وعادت بلاد الله ظلماء حندسا
* فخلت دجى ظلمائها لا تقشع
* منها
* إليك أمير المؤمنين ولم أجد
* سواك مجيرا يدني ويمنع
*
* تلمست هل من شافع لي فلم أجد
* سوى رحمة أعطاكها الله تشفع
*
* لئن جلت الأجرام مني وأفظعت
* لعفوك من جرمي أجل وأوسع
*
* لئن لم تسعني يا ابن عم محمد
* فما عجزت مني وسائل أربع
*
* طبعت عليها صبغة ثم لم تزل
* على صالح الأخلاق والدين تطبع
*
* تغابيك عن ذي الذنب ترجو صلاحه
* وأنت ترى ما كان يأتي ويصنع)
* (وعفوك عمن لو تكون جزيته
* لطارت به في الجو نكباء زعزع
*
* وإنك لا تنفك تنعش عاثرا
* ولم تعترضه حين يكبو ويخمع
*
* وحلمك عن ذي الجهل من بعد ما جرى
* به عنق من طائش الجهل أشنع
*
* ففيهن لي إما شفعن منافع
* وفي الأربع الأولى إليهن أفزع
*
* مناصحتي بالفعل إن كنت نائبا
* إذا كان دان منك بالقول يخدع
*
* وثانية ظني بك الخير عادة
* وإن قلت عبد ظاهر الغش مشبع
*
* وثالثة إني على ما هويته
* وإن كثر الأداء في وشنعوا
*
* ورابعة إني إليك يسوقني
* ولائي تولاك الذي لا يضيع
* وإني لمولاك الذي إن حفيته أتى مستكينا خاضعا يتضرع فقطع عليه المهدي الإنشاد ثم قال له ومن أعتقك يا ابن السوداء فأومأ بيده إلى الهادي وقال الأمير يا أمير المؤمنين فقال المهدي لموسى أأعتقته يا بني قال نعم يا أمير المؤمنين فأمضى المهدي ذلك وأمر بحديده ففك عنه وخلع عليه عدة من الخلع الخز والوشي والسواد والبياض ووصله بألفي دينار وأمر له بجارية يقال لها جعفرة جميلة فائقة من روقة الرقيق فقال له سالم قيم دار الرقيق لها أدفعها إليك أو تعطيني ألف درهم فقال قصيدته
* أأذن الحي فانصاعوا بترحال
* فهاج بينهم شوقي وبلبالي
* وقام بها بين يدي المهدي فلما قال
* ما زلت تبذل لي الأموال مجتهدا
* حتى لأصبحت ذا أهل وذا مال
*
* زوجتني يا ابن خير الناس جارية
* ما كان أمثالها يهدى لأمثالي
*

62
* زوجتني بضة بيضاء ناعمة
* كأنها درة في كف لآل
*
* حتى توهمت أن الله عجلها
* يا ابن الخلائف لي من خير أعمال
*
* فسألني سالم ألفا فقلت له
* أنى لي الألف يا قبحت من سال
*
* هيهات ألفك إلا أن أجيء بها
* من فضل مولى لطيف المن مفضال
* فأمر له المهدي بألف دينار ولسالم بألف درهم ومر نصيب بباب الفضل بن يحيى فرأى الشعراء واقفين فلما دخل إليه قال ما لقينا من جود فضل بن يحيى جعل الناس كلهم شعراء
النصيبي جماعة منهم كمال الدين المسند أحمد بن محمد ابن النصير كاتب الحكم علي بن)
محمد بن غالب
((نصيب))
3 (نصير الرازي النحوي))
نصير بن أبي نصير الرازي ذكره الأزهري في مقدمة كتابه وقال كان علامة نحويا جالس الكسائي وأخذ عنه النحو وقرأ عليه القرآن وله مؤلفات حسان سمعها منه أبو الهيثم الرازي ورواها عنه بهراة فما وقع في كتابي هذا له فهو مما استفاده أصحابنا من أبي الهيثم فأفادونا عنه وكان نصير صدوق اللهجة كثير الأدب وقد رأى الأصمعي وأبا زيد وسمع منهما وتوفي في حدود الأربعين والمائتين وكان من أئمة القراء المشهورين وله مصنف في رسم المصحف
((نصير))
3 (رأس النصيرية))
نصير مولى علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لعلي بن أبي طالب أنت إله فأبعده وحرقه بالنار فقال لو لم تكن إلاها ما عذبت بالنار وإليه تنسب الفرقة المعروفة بالنصيرية والنصيرية والإسحاقية فرقتان متقابلتان في المذهب منهم من أطلق أن عليا جزءا إلاهيا وفي أولاده ومنهم من قال كان شريكا لمحمد صلى الله عليه وسلم إلا أن النصيرية أقرب إلى تقرير الجزء الإلهي والإسحاقية أميل إلى القول بالاشتراك في النبوة وقالوا ظهور الروحاني بالجسد الجسماني أمر معقول أما في جانب الخير كظهور جبريل ببعض الأشخاص كالتصور بصورة أعرابي وأما في جانب الشر كظهور الجن في صورة البشر حتى يتكلم بلسانه فإذا ثبت هذا فنقول إن الله تعالى صوره بصورة اشخاص ولما لم يكن بعد رسول صلى الله عليه وسلم أفضل من علي وأولاده ظهر الحق سبحانه بصورهم ونطق بلسانهم فعن هذا

63
أطلقنا اسم الإلهية عليهم قالوا وإنما اختص هذا دون غيرهم لأنه أيد من اله تعالى بما يتعلق بباطن الاسرار قال النبي عليه السلام أحكم بالظاهر والله يتولى السرائر يعني أنه فوض السرائر إلى علي قالوا وعن هذا كان قتال المشركين إلى النبي صلى الله عليه وسلم لظهور شركهم وكان قتال المنافقين إلى علي لكتمان أمرهم قالوا وعن هذا قال النبي لعلي تشبيها له بعيسى بن مريم لولا أن يقول الناس فيك ما قالوا في عيسى بن مريم لقلت فيك)
مقالا والذين اثبتوا له شركا في الرسالة قالوا قال علي فيكم من يقاتل على تأويل كما قاتلت على تنزيل أي على وحي وقال أنا من أحمد كالضوء من الضوء وهذا بدل على نوع شركة والجواب عن جميع ما ذكروه يظهر بأول وهلة لمن له أدنى فهم ومسكة من عقل
3 (النصير ابن عرير الأديب))
النصير بفتح النون ابن عرير الأديب كتب عنه أبو محمد عبد الله بن أحمد بن الخشاب شيئا من شعره ومنه قوله
* مبتكر المعنى له رتبة
* وبعده من يفهم المبتكر
*
* وثالث اما هدى يهتدي
* ورابع لا يهتدي كالحمر
*
3 (الحمامي))
النصير بفتح النون بن أحمد بن علي المناوي الحمامي أخبرني الحافظ العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال كان المذكور أديبا بمصر كيس الأخلاق يتحرف باكتراء الحمامات وأسن وضعف عن ذلك وكان يستجدي بالشعر وكتبت عنه قديما وحديثا وأنشدني أثير الدين من لفظه قال أنشدني النصير المذكور لنفسه
* لا تفه ما حييت إلا بخير
* ليكون الجواب خيرا لديكا
*
* قد سمعت الصدى وذاك جماد
* كل شيء تقول رد عليكا
* قلت قوله في الصدى إنه جماد فيه نظر لأن الصدى هو الصوت العائد عليك عندما يقرع صوتك ما يقابلك من حائط أو غيره ولكن يمكن أن يتمحل له وجه وهو ضعيف والنصير أخذ هذا من قول ابن سناء الملك
* بان عليها الذل من بعدهم
* وزاد حتى كاد أن لا يبين
*
* فإن تقل أين الذين اغتدوا
* يقل صداها لك أين الذين
* وأخذه ابن سيناء الملك من القاضي ناصح الأرجاني حيث قال

64
* سأل الصدى عنه وأصغى للصدى
* كيما يجيب فقال مثل مقاله
*
* ناداه أين ترى محط رحاله
* فأجاب أين ترى محط رحاله
* وأنشدني أثير الدين لنصير المذكور أيضا)
* أقول للكأس إذ تبدت
* في كف أحوى أعن أحور
*
* خربت بيتي وبيت غيري
* وأصل ذا كعبك المدور
* وأنشدني له أيضا
* إن الغزال الذي هام الفؤاد به
* استأنس اليوم عندي بعد ما نفرا
*
* أظهرتها ظاهريات وقد ربضت
* فيها الأسود رآها الظبي فانكسرا
* وأنشدني له أيضا
* قالوا افتضحت بحبه
* فأجبت لي في ذا اعتذار
*
* من لي بكتمان الهوى
* وبخده نم العذار
* وأنشدني له أيضا
* ما زال يسقيني زلال رضابه
* لما خفيت ضني وذبت توقدا
*
* ويظنني حيا رويت بريقه
* فإذا دعا قلبي يجاوبه الصدا
* وأنشدني له أيضا
* ماذا يضرك لو سمحت بزورة
* وشفعتها بمكارم الأخلاق
*
* وردعت نفسك حين تمنعك اللقا
* وتقول هذا آخر العشاق
* وأنشدني من لفظه القاضي جمال الدين إبراهيم ابن شيخنا العلامة شهاب الدين أبي الثناء محمود قال أنشدني من لفظه لنفسه النصير الحمامي بقلعة الجبل
* لي منزل معروفه
* ينهل غيثا كالسحب
*
* أقبل ذا العذر به
* وأكرم الجار الجنب
* وأنشدني أيضا قال أنشدني لنفسه
* رأيت فتى يقول بشط مصر
* على درج بدت والبعض غارق
*
* متى غطى لنا الدرج استقمنا
* فقلت نعم وتنصلح الدقائق
* قلت في قوله الدقائق هنا نظر وقد ذكرت فساد التورية في كتابي المسمى فض الختام عن التورية والاستخدام وأنشدني القاضي جمال الدين إبراهيم المذكور قال أنشدني النصير الحمامي لنفسه

65
* ومذ لزمت الحمام صرت فتى
* خلا يداري من لا يداريه)
* (أعرف حر الأشيا وباردها
* وآخذ الماء من مجاريه
* قلت لما كتب أبو الحسين الجزار إلى نصير الحمامي
* حسن التأتي مما يعين على
* رزق الفتى والحظوظ تختلف
*
* والعبد مذ كان في جزارته
* يعرف من أين توكل الكتف
* كتب النصير الحمامي إليه البيتين المذكورين أولا وأنشدني الحافظ الشيخ فتح الدين بن محمد بن سيد الناس قال أنشدني النصير الحمامي لنفسه
* رأيت شخصا آكل كرشة
* وهو أخو ذوق وفيه فطن
*
* وقال ما زلت محبا لها
* قلت من الإيمان حب الوطن
* وقال النصير يوما للسراج الوراق قد عملت قصيدة في الصاحب تاج الدين وأشتهى أنك تزهره لها وتشكرها وسيرها إلى الصاحب فلما أنشدت بحضرة السراج قال السراج بعد ما فرغ منها
* شاقني للنصير شعر بديع
* ولمثلي في الشعر نقد بصير
*
* ثم لما سمعت باسمك فيه
* قلت نعم المولى ونعم النصير
* فأمر الصاحب له بدراهم وسيرها إليه وقال قل له هذه مائتا درهم صنجة فلما أدى الرسول الرسالة قال النصير قبل الأرض بين يدي مولانا الصاحب وقل يسأل إحسانك وصدقاتك أن تكون عادة فلما سمع ذلك الصاحب أعجبه وقال يكون ذلك عادة وكتب النصير إلى السراج يتشوق
* وكدرت حمامي بغيبتك التي
* تكدر من لذاتها صفو مشربي
*
* فما كان صدر الحوض منشرحا بها
* ولا كان قلب الماء فيها بطيب
* وكتب أيضا يستدعي إلى حمامه
* من الرأي عندي أن تواصل خلوة
* لها كبد حرى وفيض عيون
*
* تراعي نجوما فيك من حر قلبها
* وتبكي بدمعي فارح وحزين
*
* غدا قلبها صبا عليك وأنت إن
* تأخرت أضحى في حياض منون
* وكتب ناصر الدين حسن بن النقيب الفقيسي إلى النصير وقد حصل له رمد
* يقولون لي عين النصير تألمت
* ولازمه في جفنه الحك والأكل
*

66
)
* فقلت أعين الرأس أم عين غيره
* فللعلو شيء لا يداوى به السفل
*
* فقالوا بل العين التي تحت صلبه
* فقلت لها التشييف عندي والكحل
*
* وميل بماء الريق يبتل سفله
* فيدخل سهلا غير صعب وينسل
*
* وأغسلها بالبيض واللبن الذي
* علي بتقطيري له يجب الغسل
*
* فإن شاء وافيت الأديب مداويا
* ولم أشتغل عنه وإن كان لي شغل
* فكتب النصير الجواب عن ذلك
* أيا من له في الطب علم مباشر
* وما كل ذي قول له القول والفعل
*
* أتيت بطب قد حوى البيع والشرى
* يبين لي في ذلك الخرج والدخل
*
* وإن كان ذا سهلا بطبك إنه
* بسقمي صعب ليس هذا به سهل
*
* فلا عدم المملوك منك مداويا
* وما زال للمولى على عبده الفضل
* وكتب إليه النقيب أيضا وهو بقربه وفي خطه
* رغبت في كسب أجر
* وفي اغتنام مثوبه
*
* وهان ما كان فيه
* من السراح صعوبة
*
* ولست في أرض شام
* ولست في أرض نوبه
*
* وبيننا رمي سهم
* غلطت بل رجم طوبه
* فكتب النصير الجواب عن ذلك
* رحماك يا خير مولى
* ففي العتاب عقوبة
*
* وأنت إن زدت عتبا
* يغدو غلامك قوبه
*
* والعبد ما زال يهوى
* لا بل يحب الرطوبة
*
* تموز فكرك والعبد
* فكره فيك طوبه
* ومن شعر النصير دوبيت
* في وجهك للجمال والحسن فنون
* في طرفك للسحر فتور وفتون
*
* إني أسلو هواك يا من باتت
* عيناه تقول للهوى كن فيكون
* ومنه
* إن عجل النوروز قبل الوفا
* عجل للعالم صفع القفا)
* (فقد كفى من دمعهم ما جرى
* وما جرى من نيلهم ما كفى
* أنشدني إجازة العلامة أثير الدين أبو حيان قال أنشدني النصير الحمامي لنفسه

67
* إني لأكره في الأنام ثلاثة
* ما إن لها في عدها من زائد
*
* قرب البخيل وجاهلا متعاقلا
* لا يستحي وتوددا من حاسد
*
* ومن البلية والرزية أن ترى
* هذي الثلاثة جمعت في واحد
* وكتب النصير إلى السراج الوراق من أبيات
* كنت مثل الغزال والله يكفي
* صرت في وجهه إذا جئت كلبا
*
* ولعمري لا ذنب لي غير أني
* تبت لله ظن ذلك ذنبا
*
* وهو لو جاءني وقد تبت حتى
* يبتغي حاجة فلن أتأبى
* فكتب الوراق الجواب ومنه
* وأتى الطبي مرسلا منك فاستغ
* ربت لما دعوت نفسك كلبا
*
* ولكم جئت عاديا خلفه تلهث
* عدوا للصيد بعدا وقربا
*
* غير أني نظرت عين صفي الدين
* كادت أن تشرب الظبي شربا
*
* فاترك التوبة التي قد رآها
* لك وزرا كما زعمت وذنبا
*
* واجتهد في رضاه عنك وقرب
* كل نأي المدى تنل منه قربا
*
* فلكم رضت جامحا في تراضيه
* وذللت بالسفارة صعبا
* وكتب إلى السراج أيضا ملغزا في نون
* ما اسم ثلاثي يرى واحدا
* وقد يعد اثنين مكتوبه
*
* يظهر لي من بعضه كله
* إذ كل حرف منه مقلوبه
*
* أضف ثمانين إلى ستة
* إن شئت لا يعدوك محسوبه
*
* اطلبه في البر وفي البحر
* لا فات حجى مولاي مطلوبه
* فكتب الجواب الوراق
* يا سالب الألباب من سحره
* بمعجز أعجز أسلوبه
*
* ألغزت اسم وهو حرف وقد
* يخفى علينا منك محجوبه
*
* وهو اسم أنثى مرضع طفلها
* غير لبان الناس مشروبه)
* (مطرد منعكس شكله
* سيان في العين ومقلوبه
* فقلت قول النصير أضف ثمانين إلى ستة وهم منه لأن النونين بمائة والواو بستة فيكون مائة وستة

68
وكتب النصير أيضا إلى الوراق ملغزا في سيل
* أيا من له ذهن لدى الفكر لا يخبو
* ومن لم يزل يحنو ومن لم يزل يحبو
*
* قصدت سراج الدين في ليل فكرة
* يكاد جواد العقل في سبلها يكبو
*
* أرشدني شيئا به يدرك المنى
* له قلب صب كم فؤاد به صب
*
* إذا ركب البيداء يخشى ويتقى
* ولم يثنه طعن ولم يثنه ضرب
*
* بقلب يهد الصخر يوم لقائه
* ومن أعجب الأشياء ليس له قلب
* فأجاب السراج عن ذلك
* أراك نصير الدين عذبت خاطري
* وقد راق لي من لغزك المنهل العذب
*
* وأثبت قلبا منه ثم نفيته
* وأعرفه صبا وهام له قلب
*
* وأعرف منه أعينا لا يحفها
* جفون كعادات الجفون ولا هدب
*
* ومن وصفه صب كما أنت واصف
* صدقت ولولاه لما عرف الحب
*
* فدونك ما ألغزته لي مبينا
* وذلك ما يحتاجه العجم والعرب
* وكتب النصير إلى الوراق أيضا
* أتى فصل الخريف علي جدا
* بأمراض لواعجها شداد
*
* وأعذر عائدي إن لم يعدني
* ورب مريض قوم لا يعاد
* فأجاب الوراق عن ذلك
* خلائقك الربيع فليس تخشى
* خريفا في الجسوم له اعتياد
*
* ولا والله لم أعلمك إلا
* صحيحا والصحيح فما يعاد
* وكتب النصير إلى الوراق أيضا
* أيها المحسن الذي وهب الل
* ه تعالى الحسنى له وزيادة
*
* ضاع ما كان من وصولات وصلي
* فتصدق بكتبها لي معاده
*
* اين تلك الطروس نظما ونثرا
* منك تأتي على سبيل الإفاده)
* (كل طرس يجلى عروسا بدر ال
* قول كم من عقد وكم من قلادة
*
* كان عيشي إذا أتاني رسول
* منك يحيي خلا أمت وداده
*
* شهد الله ليس لي غير ذكرا
* ك وإلا خرست عند الشهادة
* فكتب الوراق الجواب
* لم يغب عن سواد عيني حبيب
* حل من قلبي المشوق سواده
*

69
* فكأني ولا أذوق له رز
* ءا جرير وذاك عندي سواده
*
* ذو بيان أدنى بلاغته تن
* سيك قسا وعصره واياده
*
* جوهري الألفاظ كم قلد الأج
* ياد عقدا من نظمه وقلاده
*
* فعبيد أدنى العبيد لديه
* ولبيد عن نظمه ذو بلاده
*
* ولأزجاله ابن قزمان يعنو
* ولتوشيحه يقر عباده
*
* فات دار الطراز منه خلال
* لو بها السعيد تمت سعاده
*
* يا صديقي الذي غدا راغبا ف
* ي وللأصدقاء في زهاده
*
* هجروني كأنني مصحف أو
* مسجد قد أقيم أو سجاده
*
* دمت نعم النصير لي ما تعنت
* ساجعات على ذرى مياده
* وكتب النصير أيضا إلى الوراق
* يا أيها المولى السرا
* ج وما جدا أعلى مناره
*
* يا من تجاوز فضله
* حد القياس أعلى مناره
*
* يا من يلوح بوجهه
* حسن لناظره نضاره
*
* يا بدر تم كم علي
* ه غدت من الفضلاء داره
*
* كم في الورى معنى
* تثير ولم أقل طورا وتارة
*
* وإذا مدحناه فما
* فيه صفات مستعاره
*
* لمبشري إن زرتني
* بشرى ويحظى بالبشاره
*
* يا واعدي في السبت ه
* ذا السبت جاء وشن غاره
*
* متصدقا زرني فذا
* يوم التصدق والزياره
* فكتب الوراق الجواب)
* مولاي يا حلو الخلا
* ئق والعبارة والإشارة
*
* ومنمقا في الطرس رو
* ضا كاد أن يجري غضاره
*
* قد كنت يوم السبت ذا
* عزم على قصد الزيارة
*
* لو لم تشن علي آ
* لامي كفاك الله غاره
* وكتب النصير أيضا إلى الوراق ملغزا في النار
* وما اسم ثلاثي به النفع والضرر
* له طلعة تغني عن الشمس والقمر
*
* وليس له وجه وليس له قفا
* وليس له سمع وليس له بصر
*

70
* يمد لسانا يختشي الرمح بأسه
* ويسخر يوم الضرب بالصارم الذكر
*
* يموت إذا ما قمت تسقيه قاصدا
* وأعجب من ذا أن ذاك من الشجر
*
* أيا سامع الأبيات دونك شرحها
* وإلا فنم عنها ونبه لها عمر
* فكتب الوراق الجواب
* أراك نصير الدين ألغزت في الذي
* يعيد لمسك الليل كافورة السحر
*
* رأى معشر أن يعشقوها ديانة
* وتالله لا تبقي عليهم ولا تذر
*
* وكل على قلب لهم ران اسمها
* فمسكنهم منها ومأواهم سقر
*
* وقد وصفوا الحسناء في بهجة بها
* كما وصفوا الحسناء بالشمس والقمر
*
* ولو لم تكن ما طاب خبز لآكل
* ولا لذ ماء في حماك لمن عبر
* وكتب النصير إلى الوراق ملغزا في ديك
* أيا من لديه غامض الشعر يكشف
* ومن بدره بادي السنا ليس يكسف
*
* عساك هدى لي إنني اليوم ذاهل
* عن الرشد فيما قد أرى متوقف
*
* أرى اسما له في الخافقين ترفع
* أخا يقظة ذكرا ولا يتعفف
*
* رأيت به الأشياء تبدو وضدها
* فكاد لهذا الأمر لا يتكيف
*
* فعرفه ذو السمع وهو منكر
* ونكره ذو اللب وهو معرف
*
* فجاوب لأحظى بالجواب فإنه
* إذا جاوب المولى العبيد يشرف
* فكتب الوراق الجواب عن ذلك
* إليك نصير الدين مني إجابة
* بها أوضح المعنى الخفي وأكشف)
* (رأيتك قد ألغزت لي في متوج
* بتذكاره أسماعنا تتشنف
*
* ينبه قوما للصلاة ومعشر
* عبادتهم أس وكأس وقرقف
*
* له كرم قد سار عنه وغيرة
* وعرف به من غيره ظل يعرف
*
* حظي تراه وادعا في ضرائر
* يزينه تاج وبرد مفوف
*
* وفي قلبه كيد ولكن صدره
* غدا ضيقا مثلي بذلك يوصف
* وكتب النصير إلى الوراق ملغزا في نعامة
* ومفرد جمعا يرى
* بحذف بعض الأحرف
*
* اسم نعى أكثره
* فقال باقيه اكفف
*
* تراه يعدو مسرعا
* في برده المفوف
*

71
فكتب الوراق الجواب
* لو قلت في من قد نعي
* مات لصدقتك في
*
* وكل باغ كالذي
* يبغي رهين التلف
*
* ألغزت اسم طائر
* في الأرض عنا ما خفي
*
* يفحص فافحص عنه يا
* رب الفنون تعرف
*
* وهو لعمري في السما
* ء يقتفى ويقتفي
* وكتب النصير إلى الوراق وعنده أحمد الزجال
* عندنا من غدا بحبك مغرى
* وله فيك عشقة وإغرام
*
* موصللي يهوى الملاح إذا ما
* جاء صبح اللحى وولى الظلام
*
* فهو لا يبتهي عن الشيب بالشي
* ب فماذا تقول يجدي الملام
*
* لا يسلى منه الفؤاد ندام
* عن حبيب ولو تغنى الحمام
*
* لو تبدى لعينه ابن ثماني
* ن غدا وهو عاشق مستهام
*
* يستبينه من العيون بياض
* ومن الألعس الشفاه ابتسام
*
* قر عينا وطب فديتك نفسا
* عنده أنت أنت بدر تمام
* فكتب الوراق الجواب
* حبذا من بنات فكرك عذرا
* ء لها من فتيق مسك ختام)
* (خلت ميم الروي فاها وقد ضاق
* ومن ذاق قال فيه مداد
*
* ولها من عقود لفظك
* حلي لم يجز مثل دره النظام
*
* أذكرت بالشباب عيشا خليعا
* نبت فوديه بعد آس ثمام
*
* كيف لا كيف لا ولم أر صعبا
* قط يأبى الإ وأنت زمام
*
* ومما فيك من تأت ولطف
* أنا شيخ للموصلي غلام
*
* فهو نعم المولى ونعم النصير ال
* مرتضى أنت صاحبا والسلام
* وكتب النصير إلى الوراق ملغزا في كنافة
* يا واحدا في عصره بمصره
* ومن له حسن السناء والسنا
*
* تعرف لي اسما فيه ذوق وذكا
* حلو المحيا والجنان والجنى
*
* والحل والعقد له في دسته
* ويجلس الصدر وفي الصدر المنى
*
* إن قيل يوما لذاك كنية
* فقل لهم لم يخل ذاك من كنى
*

72
فكتب الوراق الجواب
* لبيك يا نعم النصير والذي
* أدنت به المنية لي كل المنى
*
* عرفتني الاسم الذي عرفته
* وكاد يخفى سره لولا الكنى
*
* له من الحور الحسان طلعة
* تقابل المرآة منها الأحسنا
*
* وخدنه بعض اسمه طير غدا
* أصدق شيء إن بلوت الألسنا
*
* وهو لسان كله وبعد ذا
* تنظره عند الكلام ألكنا
*
* وفي خوان المجد كان مألفي
* عند الصيام رب فاجمع بيننا
* وكتب النصير إلى الوراق مع ظروف يقطين في فرد
* يا من لدفع الردى غدا جنه
* ومن له في قبولها المنه
*
* هدية في الإناء يتبعها
* خير نبي وهكذا السنة
*
* وإذا بدا ظرفها بغلظته
* يود فتح الأديب لو أنه
* فكتب الوراق الجواب
* يا من غدا لي من العدى جنه
* ومن بحمامه لنا جنة
*
* جاء بها الفرد وهو ممتلئ
* ملء فؤاد الحماة بالكنه)
* (وكل ظرف منها بنوه على ال
* فتح فحقق في حبه ظنه
* وكتب النصير أيضا إلى الوراق
* رب راو عن النبي حديثا
* مسندا شافيا كلاما فصيحا
*
* قال النبي قولا صحيحا
* قلت قال النبي قولا صحيحا
*
* وفهمت الذي أشار إليه
* وسمعت الذي رواه صريحا
*
* قال لي يا أديب أنت فقيه
* قلت لا قال حزت ذهنا مليحا
* فأجاب الوراق
* إن فعلا جعلته أنت قولا
* ليس فيه يحتاج منك وضوحا
*
* فابن منه مضارعا يظهر الخا
* في ويبد الذي كتبت صريحا
*
* وتراه يبدو لعينيك معتل
* ا وقد قلت فيه قولا صحيحا
*
* وهو فعل لم تأته أنت يا شي
* طان فافهم مقالتي تلويحا
* وقال النصير يصف حمامه
* حمام الأديب العارف
* ما يجري وحال واقف بها
*

73
بها أسطول وما فيها اسطال والما يتزن بالقسطال
* والعمال رأيتو بطال
* والإسكندراني ناشف
* وما ريت فيها بلان يسرح لحد بالإحسان
* والزبال يعر القوسان
* قال والخاتمة يصالف
* دي دونه وقيمها دون مبنية على ميه مجنون
* والما في المجاري مخزون
* والأنبوب معوج تالف
* وتابوت على فسيه قلتو مت بالكلية
* خذوا من نصير الدية
* وإلا انثنينا نتناصف
*)
وكتب النصير إلى السراج
* أهوى رشا في مهجتي مرتعه
* أفديه ربيب
*
* لا بل قمرا في ناظري مطلعه
* لم يدر مغيب
*
* حقف وهلال وغزال وغصن
* إن قام وإن رنا وإن لاح وإن
*
* والمؤمن كيس كما قيل فطن
* قلبي أبدا إلى محياه يحن
*
* ما أبعده وفي الحشا موضعه
* نا ئي وقريب
*
* قد راق به شعري لمن يسمعه
* إذ كان حبيب
*
* يا خجلة غصن البان لما خطرا
* يا حيرة بدر التم لما سفرا
*
* يا غيرة ظبي الرمل لما نظرا
* يا رخص عوالي فتيق المسك لما نثرا
*
* من لؤلؤ نثره لمن يجمعه
* زاه ورطيب
*
* ما أسعد ما أعيى في تصنعه
* عقدا لتريب
*
* دعني فحديث العشق إفك ومرا
* عندي إفك الزمان والحق أرا
*
* مدحي لسراج الدين نور الشعرا
* والكاتب عند الأمرا والوزرا
*
* كم فيه فضيلة غدت ترفعه
* عن قدر أديب
*
* الله بما قد حازه ينفعه
* والله مجيب
*
* معنى شعر وفاق مغنى كرما
* تلقاه إذا نحوته في العلما
*

74
* المفرد في زمانه والعلما
* كن ممتثلا مرسومه إن رسما
*
* فالفضل إليه كله مرجعه
* والرأي مصيب
*
* لولا عمر الفضل عفت أربعه
* أو كان غريب
*
* بالفرع غدت في شفق الخدين
* كالبدر يلوح نوره للعين
*
* لمياء رماها هاجري بالبين
* عنته وقد فارقها يومين
*
* قد غاب ولي يومين ما أقشعه
* خلوه يغيب
*
* لو راح إلى نجد أنا أتبعه
* حتى لو أصيب
* فأجابه
* البدر على غصن النقا مطلعه
* من فوق كثيب)
* (من طرفي والقلب له موضعه
* يبدو ويغيب
*
* إنسان جفوني ظل في الدمع غريق
* والقلب بنار البعد والصد حريق
*
* من يطفيها من بسكر الرح بريق
* والدر بثغر راق لمعا وبريق
*
* من يمنحه المسواك لا يمنعه
* ظمآن كئيب
*
* أبلاه بما يخفى به موضعه
* عن جس طبيب
*
* من فترة جفنه أثار الفتنا
* واستل بها من الجفون الوسنا
*
* إن ماس وإن أسفر أو عن لنا
* كالغصن وكالبدر وكالظبي رنا
*
* دع وصفي فالحسن له أجمعه
* من غير ضريب
*
* وانظر ملحا أضعاف ما تسمعه
* من كل لبيب
*
* لم أنس وسكري بين كأس ورضاب
* من فيه وشكي بين ثغر وحباب
*
* والليل كما شاب على أثر شباب
* والجو لنا رق كما رق عتاب
*
* لا بل غزل النصير إذ موقعه
* من كل لبيب
*
* كالماء من الظمأن إذ يكرعه
* في قيظ أبيب
*
* شيخ الأدباء شرقها والغرب
* من كل عروض يمتطى أو ضرب
*
* أو وصف مقام لذة أو حرب
* كم هز معاطف القنا والقضب
*
* بالجزل من اللفظ الذي يبدعه
* من كل غريب
*
* قد سلم في الشعر له أشجعه
* والشيخ حبيب
*
* هذا وإذا جدد خلعا لعذار
* في وصف رشيق القد أو ذات سوار
*
* أذكى لك منه الشجر الأخضر نار
* كم قد فتنت وجدا به ذات سوار
*

75
* ألقته وقالت أنى تراها معه
* تأخذ بنصيب
*
* مني وإذا زوجي أتى نصفعه
* لو كان شبيب
* قلت كذا نقله من خط السراج الوراق قوله ذات سوار مرتين والصواب أن تكون الأولى أو ذات خمار ولعله كذا قاله فإن السراج ما كان يؤتى من جهل وإنما سبق الأقلام لا ينكر وعلى كل حال فخرجة النصير أدخل وأحلى وأحر
3 (الأدفوي نصير الأدفوي))
)
قال كمال الدين جعفر لم أجد بأدفو من يعرف اسم أبيه وكان أديبا شاعرا ينظم الشعر وغير ذلك وكان في أوائل المائة السادسة وأظنه مات بعد الخمسين وستمائة قال وأنشدني له والدي رحمه الله في خولي بالبلد يقال له كستبان
* أبى كستبان الرجل أن يحمل الظرفا
* لقد عدم الحسنى كما عدم الظرفا
*
* يسمونه الخولي وهو مصحف
* ألا إته الحولي الذي يأكل الحلفا
* ومن نظمه هذا الموشح يا طلعة الهلالي هلا لي في الحب منتظر يا غاية الآمال أما لي من الهوى مفر
* أما لداي راق من راق
* قدرا على الأنام
*
* زهي بحسن الساق والساقي
* من ريقه المدام
*
* به فؤادي باقي والباقي
* في لجة الغرام
* وسبت والخلاق أخلاقي بالصبر إذ هجر فلذ للمذاق مذاقي في حبه السهر
* هل من فتى يسعى في إسعافي
* بالقرب من رشا
*
* إن مال بالأرداف أردى في
* قلبي مع الحشا
*
* مكمل الأوصاف أوصى في
* قتلي وأدهشا
* عقلي وحكمو الجافي الجافي ركوبه الغرر فكم من الإسراف أسرى في كفيه من خطر
* أزرى الجبين الحالي بالحال
* ممن قد اعتدى
*
* إذ فاق بالكمال كما لي
* أشقى وأنكدا
*

76
* من ابنة الدوالي دوالي
* قلبي من الردى
* ومذ بذلت مالي أو مالي باللحظ إذ نظر وقال إذ ألوى لي للوالي نرفع له الخبر
* يا غصن بان مائل يا مائل
* عني لشقوتي
*
* وارثي لدمعي السائل يا سائل
* عن حالي قصتي
*
* ولا تطيع العاذل يا عاذل
* وارفق بمهجتي
* وإن تزرني قابل أفوز بالنظر كي ينجلي يا فاضل الفاضل من حالة الغير
* يا منتهى آمالي آمالي
* في الحب من مجير
*
* إرثي لجسمي البالي يا بالي
* وارحم فتى أسير)
* (فقد بذلت الغالي يا غالي
* في القدر يا أمير
* وفيك قد ألقى لي يا قالي هجرانك الضرر وقطعت أوصالي يا صالي بقتلي سقر
* إن جزت بين السرب فسر بي
* عن حيهم قليل
*
* ومل بهم وعج بي
* فعجني قلبي بهم القتيل
*
* وقف بهم يا صحبي وصح بي
* إبكو على القتيل
* وإن تقضى نحبي فنح بي في السهل والوعر وانزل بهم والف بي والطف بي في البدور والحضر
* لم أنس إذ غناني
* أغناني واليل قد هدا
*
* وقال إذ حياني أحياني
* روحي لك الفدا
*
* واهتز بالأردان أرداني
* إذ قام منشدا
* وطائر الأفنان أفناني إذ ناح في السحر وهاتف الآذان آذاني إذ نبه البشر
((الألقاب))
النصير كاتب الحكم اسمه محمد بن غالب ابن نصير المغربي أحمد بن إبراهيم نصير الدين الطوسي الخواجا اسمه محمد بن محمد بن الحسن
((نضار))
3 (بنت أبي حيان))
نضار بنت محمد بن يوسف هي ابنة الشيخ العلامة أثير الدين أبي حيان تقدم ذكر والدها في المحمدين وكان والدها يثني عليها ثناء كثيرا وكانت تكتب

77
وتقرأ قال لي والدها رحمهما اللع تعالى إنها خرجت جزء حديث لنفسها وإنها تعرب جيدا وأظنه قال إنها تنظم الشعر وكان يقول ليت أخاها حيان كان مثلها وتوفيت رحمهما الله تعالى في سنة ثلاثين وسبعمائة في حياة والدها فوجد عليها وجدا عظيما ولم يثبت وطلع إلى السلطان وسأله أن يدفنها في بيته بالبرقية داخل القاهرة فأمر له بذلك وانقطع عند قبرها سنة ولازمه وبلغني خبر وفاتها وأنا برحبة مالك بن طوق فكتبت إليه بقصيدة أولها
* بكينا باللجين على نضار
* فسيل الدمع في الخدين جار
*
* فيالله جارية تولت
* فنبكيها بأدمعنا الجواري
*
((النضر))
3 (النضر النحوي))
النضر بن شميل بن خرشة بن يزيد بن كلثوم أبو الحسن التميمي المازني النحوي البصري كان عالما بفنون من العلم صدوقا ثقة صاحب غريب وفقه وشعر ومعرفة بأيام العرب ورواية الحديث وهو من أصحاب الخليل بن أحمد ضاقت المعيشة عليه بالبصرة فخرج يريد خراسان فشيعه من أهل البصرة ثلاث آلاف رجل ما فيهم إلا محدث أو نحوي أو لغوي أو عروضي أو أخباري فلما صار بالمربد جلس وقال يا أهل البصرة والله يعز علي فراقكم ولو وجدت كل يوم كيلجة باقلاء ما فارقتكم ولم يكن فيهم من يتكلف له ذلك قلت هذه القضية تشبه قضية عبد الوهاب المالكي لما خرج من بغداد إلى مصر وهي مذكورة في ترجمته وسار النضر حتى وصل خراسان فأفاد بها مالا عظيما وكان مقامه بمرو وسمع النضر من هشام بن عروة وإسماعيل بن أبي خالد وحميد الطويل وعبد الله بن عون وهشام بن حسان وغيرهم من التابعين وروى عنه يحيى بن معين وعلي بن المديني وكل من أدركه من أئمة عصره وله مع المأمون حكايات ونوادر لأنه كان يجالسه وأمر له في وقت بخمسين ألف درهم وتوفي سنة أربع ومائتين وقيل سنة ثلاث ومائتين بمدينة مرو وله من الكتب)
كتاب الأجناس على مثال الغريب وسماه كتاب الصفات الجزء الأول منه يحتوي على خلق الإنسان والجود والكرم وصفات النساء والجزء الثاني منه يحتوي على البيوت والأخبية وصفة الجبال والشعاب والجزء الثالث منه يحتوي على الإبل فقط والجزء الرابع منه يحتوي على الغنم والطير والشمس والقمر والليل والنهار والألبان والكمأة والآبار والحياض والأرشية والدلاء وصفة الخمر والجزء الخامس منه يحتوي على الزرع والكرم والعنب وأسماء البقول والأشجار والرياح والسحاب والأمطار و كتاب السلاح

78
و كتاب خلق الفرس و كتاب الأنواء و كتاب المعاني و كتاب غريب الحديث و كتاب المصادر و كتاب المدخل إلى كتاب العين وغير ذلك وقد وثق النضر غير واحد قال أبو حاتم ثقة صاحب سنة لم يكن في أصحاب الخليل من يدانيه وقال العباس كان إماما في العربية والحديث وهو أول من أظهر السنة بمرو وجميع خراسان وولي قضاء مرو قال لا يجد الرجل لذة العلم حتى يجوع وينسى جوعه وروى للنضر بن شميل الجماعة كلهم
3 (أبو مالك التميمي الأعرج))
النضر بن أبي النضر أبو مالك التميمي مولده ومنشأه بالبادية ثم إنه وفد إلى الرشيد ومدحه وخدمه فما أبعده وأحمد مذهبه ولحقته عناية من الفضل بن يحيى فبلغ ما أحب وهو صالح الشعر متوسط المذهب ليس من طبقة شعراء عصره المجيدين ولا من المرذولين وكان أعرج أصاب قوم من عشيرته الطريق وقطعوا على بعض القوافل فخرج عامل ديار مضر إلى ناحية كانت فيها طوائف من بني تميم فقصدهم وهم غارون فأخذ منهم جماعة فيهم أبو النضر وكان ذا مال فطالبه في من طالبه من الجناة وطمع في ماله فضربه ضربا أتى على نفسه وبلغ ذلك أبا مالك فقال يرثيه
* فيم يلحى على بكائي العذول
* والذي نابني فظيع جليل
*
* عد هذا الملام عني إلى غي
* ري فقلبي ببثه مشغول
*
* أيها الفاجعي بعزي وركني
* هبلتني إن لم أرعك الهبول
*
* سمتني خطه الصغار وأظلم
* ت نهاري على غالتك غول
*
* يا أبا النضر سوف أبكيك ما عش
* ت سويا وذاك مني قليل
*
* حملت نعشك الملائكة الأب
* رار إذ مالنا إليك سبيل)
* (غير أني كذبتك الود لم تق
* طر جفوني دما وأنت قتيل
*
* رضيت مقلتي بإرسال دمعي
* وعلى مثلك النفوس تسيل
* ومن شعره
* بكيت حذار البين علما بما الذي
* إليه فؤادي عند ذلك صائر
*
* وقال أناس لو صبرت وإنني
* على كل شيء ما خلا البين صابر
*
3 (أبو الأسود))
النضر بن عبد الجبار بن نضير أبو الأسود المرادي مولاهم

79
المصري الكاتب كاتب ابن لهيعة قاضي مصر قال أبو حاتم صدوق توفي بمصر سنة تسع عشرة ومائتين وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجة
3 (أبو صالح الرواية))
النضر بن حديد أبو صالح أحد أصحاب الأخبار والرواية للآثار والأشعار رآه ثعلب وأثنى عليه ولم يرو عنه وله كتاب الأمثال قال إسحاق الموصلي كتبت إلى أبي صالح النضر وقد جفاني وكان يولع بعمران المؤدب ويسميه عمران وكان أحمق طيبا
* جفانا أبو صالح بعد ما
* أقام زمانا لنا واصلا
*
* يروح ويغدو بألواحه
* إلى الباب مسترسدا سائلا
*
* فلما ترأس في نفسه
* وليس لذلك مستأهلا
*
* تبتل عنا فلم يأتنا
* وما كنت أحسبه فاعلا
*
* فصار كعمران في جهله
* وما كان مستضعفا جاهلا
* فكتب إليه النضر مجيبا
* بخلت فأعقبت الجفاء وإنما
* يواخي من الفتيان كل فتى سمح
*
* تقوم إذا جئنا ونمضي لنوبة
* كأنك برق بسبق اللحظ باللمح
*
* وما زلت في يمنى يدي نفاسة
* ووصلا إلى أن صرت للهجر والطرح
*
* ولست بسمح لا و لا في أرومه
* ولكن مطبوعا على البخل والشح
* وكان النضر صديقا للمعتصم أيام الحسن بن سهل والمعتصم إذ ذاك كرجل من بني هاشم فلما علا في أمره في أيام المأمون جفاه وحجبه فقال النضر)
* تصغر أبا إسحاق في الإذن إنني
* رأيتك تجفوني وأنت كبير
*
* قد أغنى إله الناس طرا بفضله
* فتركك لي خطب على يسير
*
* إذا ما أتيت الباب لم أر آذانا
* ضحوكا ولا من بالسلام يشير
* فبلغت أبياته المعتصم فدعاه ووصله واعتذر إليه وأمر أن لا يحجب عنه
3 (أبو سلمة اللغوي))
النضر بن سلمة بن عبد الله أبو سلمة النيسابوري اللغوي التميمي سمع أحمد بن سعيد الدارمي وروى كتاب المغرب عن عبد الله بن مخلد وسمعه منه الناس روى عنه الأستاذ أبو سهل الحنفي ومحمد بن عبد الله ذكره الحاكم وروى عن

80
أبي سهل عنه بنو النضر جماعة بالصعيد منهم علي بن محمد بن محمد
((نضلة))
3 (أبو برزة الأسلمي))
نضلة بن عبيد بن الحارث أبو بزرة الأسلمي غلبت عليه كنيته واختلف في اسمه فقيل نضلة بن عبد الله بن الحارث وقيل عبد الله بن نضلة وقيل سلمة بن عبيد والصحيح
الأول أسلم قديما وشهد فتح مكة ثم تحول إلى البصرة وولدها ثم غزا خراسان ومات بها أيام يزيد بن معاوية أو في آخر خلافة معاوية قال الأزرق بن قيس رأيت أبا بزرة الأسلمي رجلا مربوعا آدم وروي عن أبي بزرة أنه قال أنا قتلت ابن خطل وهو متعلق بأستار الكعبة روى عنه أبو العالية وأبو المنهال وأبو الوضيء والحسن البصري وجماعة وروى له الجماعة
3 (الففاري))
نضلة بن عمرو العغفاري له صحبة كان يسكن البادية في ناحية العرج روى عنه ابنه معن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء لم يرو عنه غير ابنه معن وروى هذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة
3 (الحرمازي))
نضلة بن طريف بن بهصل الحرمازي ثم المازني روى قصة الأعشى أعشى بني مازن مع امرأته فدومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنشاد الرجز المذكور وهو خير)
مضطرب الإسناد ولكنه روي من وجوه كثيرة
((نضير))
3 (القرشي الصحابي))
نضير بن الحارث بن علقمة من مسلمة الفتح ومن حلماء قريش أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل من غنائم حنين يتألفه فتوقف في أخذها وقال لا أرتشي على الإسلام توفي سنة خمس عشرة للهجرة وقيل إنه كان من المهاجرين وصحح ذلك ابن عبد البر وكان يكنى أبا الحارث وأبوه الحارث يعرف بالرهين ومن ولده محمد بن المرتفع بن نضير بن الحارث وكان للنضير من الأولاد علي ونافع والمرتفع وكان النضير يكثر الشكر لله على ما من عليه من الإسلام ولم يمت على ما مات عليه أخوه وآباؤه وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال الجهاد والنفقة في سبيل الله فهاجر إلى

81
المدينة ولم يزل بها إلى أن خرج إلى الشام غازيا وحضر اليرموك وقتل بها شهيدا
((الألقاب))
أبو النضير الشاعر اسمه عمر بن عبد الملك
نطاحة الكاتب اسمه أحمد بن إسماعيل
النطنزي أبو الفتح محمد بن علي
ابن النطروني المالكي اسمه عبد المنعم بن عبد العزيز
ابن نطيلا الكاتب مكي بن عبد المحسن نظام الملك الوزبر هو الحسن بن علي
النظام المصري جبريل بن ناصر
النظام المعتزلي إبراهيم بن سيار
((النعمان))
3 (الأنصاري))
النعمان بن عبد عمرو بن مسعود بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار ابن النجار شهد بدرا مع أخيه وقتل النعمان شهيدا يوم أحد
((النعمان))
3 (البلوي))
النعمان بن عصر بن الربيع بن الحارث بن أديم البلوي شهد بدرا والمشاهد كلها وقتل يوم اليمامة شهيدا
((نعيمان))
النعمان بن عمرو بن رفاعة بن سواد الأنصاري ويقال له نعميان شهد العقبة الأخيرة وهو من السبعين وشهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الواقدي بقي نعيمان حتى توفي في خلافة معاوية قال ابن عبد البر أظنه صاحب أبي بكر وسوبيط وأظنه الذي جلد في الخمر أكثر من خمس مرار قلت هو صاحب الحكايات الظريفة والنوادر منها أن أبا بكر خرج تاجرا إلى بصرى ومعه نعيمان وسوبيط بن حرملة وكلاهما بدري وسوبيط على الزاد فقال له نعيمان أطعمني فقال لا حتى تأتي أبو بكر فقال لأغيظنك وذهب إلى أناس حلبوا ظهرا فقال ابتاعوا مني غلاما عربيا فارها وهو ذو لسان ولعله يقول أنا حر فإن كنتم تاركيه لذلك فدعوني لا تفسدوا علي غلامي قالوا نبتاعه منك بعشر قلائص فأقبل بها يسوقها وأقبل بالقوم حتى عقلها ثم قال دونكم هو هذا فقال

82
القوم قد اشتريناك فقال هوكاذب أنا رجل حر فقالوا قد أخبرنا خبرك وطرحوا الحبل في عنقه وذهبوا به فجاء أبو بكر وأخبر الخبر فذهب هو وأصحابه وردوا القلائص وأخذوه ولما حكى هذا الخبر للنبي صلى الله عليه وسلم ضحك هو وأصحابه عن ذلك حولا وعن ربيعة بن عثمان قال جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فدخل المسجد وأناخ ناقته بفنائه فقال بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للنعيمان لو نحرتها فأكلناها فإنا قد قرمنا إلى اللحم ويغرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثمنها قال فنحرها نعيمان ثم خرج الأعرابي فرأى راحلته فصاح واعقراه يا محمد فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال من فعل هذا قالوا النعيمان)
فأتبعه يسأل عنه فوجده في دار ضباعة بني الزبير بن عبد المطلب قد اختفى في خندق وجعل عليه الجريد والسعف فأشار إليه رجل ورفع صوته ما رأيته يا رسول الله فأشار بإصبعه حيث هو فأخرجه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تغير وجهه بالسعف الذي سقط عليه فقال له ما حملك على ما صنعت قال الذين دلوك علي يا رسول الله هم الذين أمروني قال فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح عن وجهه ويضحك ثم غرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل كان مخرمة بن نوفل بن وهب الزهري شيخا كبيرا أعمى بالمدينة بلغ مائة وخمس عشرة سنة فقام يوما في المسجد يريد أن يبول فصاح به الناس فأتاه نعيمان فتنحى به ناحية من المسجد ثم قال له اجلس ههنا لإأجلسه وتركه يبول فبال فصاح به الناس فلما فرغ قال من جاء بي ويحكم هذا الموضع قالوا نعيمان بن عمرو فقال فعل الله به وفعل أما إن لله علي إن ظفرت به أن أضربه بعصاي هذه ضربة تبلغ منه ما بلغت فمكث ما شاء الله حتى نسي ذلك مخرمة ثم أتاه يوما وعثمان قائم يصلي في ناحية من المسجد وكان عثمان إذا صلى لا يلتفت فقال له هل لك في نعيمان قال نعم أين هو دلني عليه فأتى به حتى أرقفه على عثمان فقال دونكها فجمع مخرمة يديه بعصاه وضرب عثمان فشجه فقيل له إنما ضربت أمير المؤمنين عثمان فسمعت بذلك بنو زهرة فاجتمعوا لذلك فقال عثمان دعوا نعيمان لعن الله نعيمان فقد شهد بدرا وقيل إنه كان يصيب الشراب وكان يؤتى به النبي صلى الله عليه وسلم فيضربه بنعله ويأمر أصحابه فيضربونه بنعالهم ويحثون عليه التراب فلما أكثر ذلك منه قال له رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لعنك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تفعل فإنه يحب الله ورسوله وكان نعيمان لا يدخل المدينة رسل ولا طرفه إلا اشترى منها ثم جاء به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذا أهديته لك فإذا جاء أصحابه يطلبون ثمنه من نعيمان جاء بهم إللا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أعط هؤلاء ثمن هذا فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم أو لم تهد لي فيقول يا رسول الله لم يكن عندي ثمنه وأحببت أن تأكله فيضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأمر لأصحابه بثمنه وقال ابن عبد البر كان له ابن قد انهمك في شرب الخمر فجلده رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها أربع مرات فلعنه رجل كان عند

83
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعنه)
فإنه يحب الله ورسوله وفي جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه في الخمر أربع مرات نسخ لقوله صلى الله عليه وسلم فإن شربها الرابعة فاقتلوه
3 (العدوي))
النعمان بن عدي بن نضلة ويقال ابن نضيلة بن عبد العزى القرشي العدوي كان من مهاجرة الحبشة هاجر إليها هو وأبوه عدي فمات عدي هناك وورثه ابنه النعمان هناك وكان النعمان أول وارث في الإسلام وكان أبوه عدي أول موروث في الإسلام ثم إن عمر رضي الله عنه ولى على الخروج معه إلى ميسان فأبت عليه فقال النعمان
* فمن مبلغ الحسناء أن حليلها
* بميسان يسقى في زجاج وحنتم
*
* إذا شئت غنتني دهاقين قرية
* وصناجة تحدو على كل مسم
*
* إذا كنت ندماني فبالأكبر اسقني
* ولا تسقني بالأصغر المتلثم
*
* لعل أمير المؤمنين يسوءه
* تنادمنا الجوسق المتهدم
* فبلغ ذلك عمر فكتب إليه بسم الله الرحمن الرحيم حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم
غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذي الطول الآية أما بعد فقد بلغني قولك لعل أمير المؤمنين يسوءه وأيم الله لقجد ساءني ذلك وعزله فلما قدم عليه سأله فقال والله ما كان من هذا شيء وما كان إلا فضل شعر وجدته وما شربتها قط فقال عمر أظن ذلك ولكن لا تعمل لي على عمل أبدا فنزل البصرة فلم يزل يغزو مع المسلمين حتى مات رحمه الله
3 (المزني))
النعمان بن مقرن بن عائد المزني أبو حكيم صاحب لواء مزينة يوم الفتح هاجر ومعه سبعة إخوة له عجل شيخ فلطم خادما فقال له سويد بن مقرن اعجز عليك إلا حر وجهها لقد رأيتني سابع سبعة من بني مقرن ما لنا من خادم إلا واحدة فلطمها أصغرنا فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقها وروي عن النعمان أنه قال قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أربعمائة من مزينة ثم إن النعمان سكن البصرة ثم تحول عنها إلى الكوفة فوجهه سعد إلى كسكر وصالح أهل زندورد وقدم المدينة
بفتح القادسية ورد على عمر حينئذ اجتماع أهل إصبهان وهمدان والري وأذربيجان ونهاوند فأبلغه ذلك وشاور أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال علي بن أبي طالب ابعث إلى أهل الكوفة فيسير ثلثهم على)

84
ذراريهم وابعث إلى أهل البصرة قال فمن أستعمل عليهم أشر علي قال أنت أفضلنا رأيا وأعلمنا قال لأستعملن عليهم رجلا يكون لها فخرج إلى المسجد فوجد النعمان بن مقرن يصلي فسرحه وأمره وكتب إلى أهل الكوفة بذلك وروى أنه كتب إلى النعمان ليسير بثلثي أهل الكوفة ويبعث إلى أهل البصرة قال إن قتل النعمان فحذيفة فإن قتل فجرير فخرج النعمان ومعه حذيفة والزبير ومغيرة بن شعبة والأشعث بن قيس وعبد الله بن عمر كلهم تحت رايتة وهو أمير الجيش ففتح الله عليه إصبهان فلما أتى نهاوند قال النعمان يا معشر المسلمين شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لم يقاتل أول النهار أخر القتال حتى تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر اللهم ارزق النعمان شهادة تنصر المسلمين وافتح عليهم فأمن القوم وقال لهم إني أهز اللواء ثلاث مرات فإذا هززت الثالثة فاحملوا ولا يلو أحد على أحد فإن قتل النعمان فلا يلو أحد على أحد فلما هز اللواء الثالثة حمل وحمل الناس معه وكان أول صريع وأخذ حذيفة الراية ففتح الله عليهم وكان قتل النعمان يوم الجمعة سنة إحدى وعشرين للهجرة ولما جاء نعيه إلى عمر بن الخطاب خرج ونعاه إلى الناس يوم الجمعة ونعاه على المنبر ووضع يده على رأسه يبكي وقال عبد الله بن مسعود إن للإيمان بيوتا وللنفاق بيوتا وإن بيت ابن مقرن من بيوت الإيمان وروى عن النعمان من الصحابة معقل بن يسار وطائفة من التابعين منهم محمد بن سيرين وأبو خالد الوالبي وروى له الجماعة
3 (الصحابي))
النعمان بن قوقل ويقال ابن ثعلبة وثعلبة يدعى قوقلا من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أرأيت إن صليت الخمس وأحللت الحلال وأحرمت الحرام أأدخل الجنة قال نعم وروى عنه بلال بن يحيى
3 (الصحابي))
النعمان بن مالك بن ثعلبة شهد بدرا وأحدا وقتل يوم أحد شهيدا قتله صفوان بن أمية قال للنبي صلى الله عليه وسلم في حين خروجه إلى أحد ومشاورته عبد الله بن أبي بن سلول ولم يشاوره قبلها فقال النعمان والله يا رسول الله لأدخلن الجنة فقال له بم فقال بأني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله وأ ي لا أفر من الزحف فقال صدقت))
3 (الأنصاري))
النعمان بن العجلان الزرقي الأنصاري هو الذي خلف على خولة بنت قيس بن فهد الأنصارية بعد قتل حمزة بن عبد المطلب عنها والنعمان بن العجلان لسان

85
الأنصار وشاعرهم يقال إنه كان رجلا أحمر قصيرا تزدريه العين وهو القائل
* فقل لقريش نحن أصحاب مكة
* ويوم حنين والفوارس في بدر
*
* وأصحاب أحد والنضير وخيبر
* ونحن رجعنا من قريظة بالذكر
*
* ويوم بأرض الشام إذ قتل جعفر
* وزيد وعبد الله في علق يجري
*
* وفي كل يوم ينكر الكلب أهله
* نطاعن فيه بالمثقفة السمر
*
* ونضرب في يوم العجاجة أرؤسا
* ببيض كأمثال البروق على الكفر
*
* نصرنا وآوينا النبي ولم نخف
* صروف الليالي والعظيم من الأمر
*
* وقلنا لقوم هاجروا مرحبا بكم
* وأهلا وسهلا قد أمنتم من الفقر
*
* نقاسمكم أموالنا وديارنا
* كقسمة إيسار الخروف على الشطر
*
* ونكفيكم الأمر الذي تكرهونه
* وكنا أناسا نذهب العسر باليسر
*
* وكان خطاء ما أتينا وأنتم
* صوابا كأنا لا كريش ولا نبري
*
* وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم
* عتيق بن عثمان خلال أبا بكر
*
* وأهل أبو بكر لها خير قائم
* وإن عليا كان أخلق للأمر
*
* وكان هوانا في علي وإنه
* لأهل لها من حيث ندري ولا ندري
*
* وهذا بحمد الله يشفي من العمى
* ويفتح آذانا ثقلن من الوقر
*
* نجى رسول الله في الغار وحده
* وصاحبه الصديق في سالف الدهر
*
* فلولا اتقاء الله لم تذهبوا بها
* ولكن هذا الخير أجمع للصبر
*
* ولم يرض إلا بالرضا ولربما
* ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر
*
3 (الأنصاري))
النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة الأنصاري وأمه عمرة بنت رواحة أخت عبد الله بن رواحة ولد قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بثماني سنين وقيل بست والأول أصح لأن الأكثر على أنه ولد هو وعبد الله بن الزبير عام اثنتين من الهجرة في ربيع الآخر على رأس)
أربعة عشر شهرا من مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وهو أول مولد ولد للأنصار بعد الهجرة يكنى أبا عبد الله ولا يصحح بعضهم سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم قال ابن عبد البر وهو عندي صحيح لأن الشعبي يقول عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثين أو ثلاثة قال أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنب من الطائف فقال هذا العنقود فأبلغه أمك فأكلته قبل أن ابلغها إياه فلما كان بعد ليال قال ما فعل العنقود هل بلغته قلت لا فسماني غدر وكان النعمان

86
أميرا على الكوفة لمعاوية تسعة أشهر ثم كان أميرا على حمص لمعاوية ثم ليزيد فلما مات يزيد صار زبيريا فخالفه أهل حمص فأخرجوه منها واتبعوه فقتلوه سنة أربع
وستين للهجرة احتزوا رأسه غيلة بقرية من قرى حمص يقال لها بيرين وكان قد ولي قضاء دمشق وكان كريما جوادا شاعرا يروى أن أعشى همدان تعرض ليزيد بن معاوية فحرمه فمر بالنعمان بن بشير وهو على حمص فقال ما عندي ما أعطيك ولكن ولكن معي عشرين ألفا من أهل اليمن فإن شئت سألتهم فقال شئت فصعد النعمان بن بشير المنبر واجتمع إليه أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر أعشى همدان فقال إن أخاكم أعشى همدان قد أضصابته حاجة ونزلت به حائجة وقد عمد إليكم فما ترون قالوا دينار دينار قال لا ولكن بين اثنين دينار فقالوا قد رضينا فقال إن شئتم عجلتها له من بيت المال من عطائكم وقاصصتكم إذا خرجت عطايا كم فقالوا نعم فأعطاه عشرة آلاف دينار فقبضها الأعشى وقال
* ولم أر للحاجات عند التماسها
* كنعمان نعمان الندى بين بشير
*
* إذا قال أوفى بالمقال ولم يكن
* ككاذبة الأقوام حبل غرور
*
* فلولا أخو الأنصار كنت كنازل
* ثوى ما ثوى لم ينقلب بنقير
*
* متى أكفر النعمان لم أك شاكرا
* ولا خير في من لم يكن بشكور
* والنعمان بن بشير هو القائل
* وإني لأعطي المال من ليس سائلا
* وأدرك للمولى المعاند بالظلم
*
* وإني متى ما يلقني صارما له
* فما بيننا عند الشدائد من صرم
*
* فلا تعد ذا المولى شريكك في الغنى
* ولكن ما المولى شريكك في العدم
*
* وإذا مت ذو القربى إليك برحمه
* وغشك واستغنى فليس بذي رحم)
* (ولكن ذا القربى الذي يستحقه
* أذاك ومن يرمي العدو الذي يرمي
* ولما قتله أهل حمص قالت امرأته الكلبية ألقوارأسه في حجري وأنا أحق به وكانت قبله عند معاوية بن أبي سفيان فقال لامرأته ميسون اذهبي فانظري إليها فأتتها فنظرت ثم رجعت ثم قالت ما رأيت مثلها ورأيت خالا تحت سرتها لتوضعن رأس زوجها في حجرها فتزوجها حبيب بن مسلمة ثم طلقها فتزوجها النعمان وروى عن النعمان من التابعين حميد بن عبد الرحمن بن عوف والشعبي وأبو إسحاق الهمداني وسماك بن حرب وابنه محمد بن

87
النعمان وروى له الجماعة
3 (الأزدي))
النعمان بن بازية كان عريف الأزد وصاحب رايتهم سكن بالشام وذكره ابن عيسى في الحمصيين وقال النعمان بن الرازية وحدث عنه صالح بن شريح السكوني وأبو مريم الغساني قال كنت في من يقذف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجندل ثم غزوت معه الثانية فلما كانت الثالثة كنت ممن يحمل لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم
3 (أعشى ثعلبة))
النعمان بن معاوية بن ثعلبة هو أعشى ثعلبة ومن شعراء الدولة الأموية سكن الشام وكان نصرانيا عن ابن حبيب قال كان شمعلة بن عامر بن عمرو نصرانيا وكان ظريفا فدخل على بعض خلفاء بني أمية فقال أسلم يا شمعلة فقال لا والله لا أسلم كارها أبدا ولا أسلم إلا طوعا إذا شئت فغضب وأمر به فقطعت قطعة من لحم فخذه وشويت بالنار وأطعمه إياها فقال الأعشى يذكر ذلك
* أمن جذوة بالفخذ منك تباشرت
* عداك ولا عار عليك ولا وقر
*
* وإن أمير المؤمنين وجرحه
* لكالدهر لا عار بما فعل الدهر
* ومات شمعلة بعد مدة طويلة من الجرح فقال الأعشى
* ألا يا بني مروان هل توفينكم
* قروضكم من قبل أن يأتي الحشر
*
* أتنسى إذا ما لم تنلكم كريهة
* وندعى إذا ما هزهز الأسل الحمر
*
* ألم يك غدرا ما فعلتم بشمعل
* وقد خاب من كانت سريرته الغدر
*
* أجدكم لا ترهبون كتائبا
* بلملم دعواها الأراقم والنمر)
* (فإن تكفروا ما قد علمتم فطالما
* أتيح لكم قسرا بأسيافنا النصر
*
* فاقسم إن حرب عوان تلقحت
* وحان من الناس التنمر والحظر
*
* لنحن عليكم لا لكم أن عثرتم
* من الصرعة الأولى إذا قضي الأمر
*
* وكم قد دفعنا عنكم من ملمة
* ولكن أبيتم لا وفاء ولا شكر
*
* ألم نكفكم قيسا وقيس مهيبة
* زبيرية قلبا حواجبها صعر
*
* فما أقبلت للسلم حتى تمرست
* بها السرة الحصداء والعدد الدثر
*
* ونحن قتلنا مصعبا قد علمتم
* بمسكن يوم الحرب أبنائها حصر
*
* فما رب ذاك الفضل كاسر عينه
* هشام ولا عبد العزيز ولا بشر
* قال ابن حبيب فبعت إليه بشر بن مروان خاصة فأرضاه ووصله وكساه وحمله على

88
فرس جواد فقال يمدحه
* متى يقولوا أبو مروان سيدنا
* وخير من يرتجى بشر فقد صدقوا
*
* هو الجواد قديما كان سابقهم
* حتى أقروا ولو لم ينزعوا سبقوا
* وكان الوليد بن عبد الملك محسنا إليه فلما ولي عمر بن عبد العزيز وفد عليه مع الشعراء فلم يعطه شيئا وقال ما أرى للشعراء في بيت المال حقا ولو كان لهم حق ما كان لك لأنك امرؤ نصراني فقال
* لعمري لقد عاش الوليد حياته
* إمام هدى لا مستزاد ولا نصر
*
* كأن بني مروان بعد وفاته
* جلاميد لا تندى وإن بلها القطر
*
3 (الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه))
النعمان بن ثابت بن زوطى بضم الزاي وسكون الواو وفتح الطاء المهملة وبعدها ألف مقصورة اسم نبطي ابن ماه الإمام العلم الكوفي الفقيه مولى بني تميم الله بن ثعلبة ولد سنة ثمانين من الهجرة وتوفي في نصف شوال وقيل في رجب وقيل في شعبان سنة خمسين ومائة ورأى أنس بن مالك غير مرة بالكوفة قاله بن سعد وروى أبو حنيفة رضي الله عنه عن عطاء بن أبي رباح وقال ما رأيت أفضل منه وعن عطية العوفي ونافع وسلمة بن كهيل وأبي جعفر الباقر وعدي بن ثابت وقتادة وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج وعمرو بن دينار ومنصور وأبي الزبير وحماد بن أبي سليمان وعدد كثير وتفقه بحماد وغيره وبرع وساد في)
الرأي أهل زمانه في الفقه والتفريع للمسائل وتصدر للإشغال وتخرج به الأصحاب فمن تلامذته زفر بن الهذيل العنبري والقاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الأنصاري قاضي القضاة ونوح بن أبي مريم المروزي وأبو مطيع الحكم بن عبد الله البلخي والحسن بن زياد اللؤلؤي وأسد الدين بن عمرو ومحمد بن السن وحماد بن أبي حنيفة وخلق وكان خزازا ينفق من كيسه ولا يقبل جوائز السلطان تورعا وله دار وضياع ومعاش متسع وكان معدودا في الأجواد الأسخياء الألباء الأذكياء مع الدين والعبادة والتهج وكثرة التلاوة وقيام الليل رضي الله عنه قال الشافعي الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة قال ابن معين ثقة وقيل قال لا بأس به لم يتهم بكذب ضربه يزيد بن هبيرة على القضاء فأبى قال أبو يوسف قال أبو حنيفة علمنا هذا رأي وهو أحسن ما قدرنا عليه فمن جاءنا بأحسن منه قبلناه وقيل صلى بوضوء عشاء الآخرة الصبح أربعين سنة وختم القرآن في

89
ركعة وقال له رجل إني وضعت كتابا على خطك إلى فلان فوهب لي أربعة آلاف درهم فقال إن كنتم تنتفعون بهذا فافعلوه وقيل إنه ختم القرآن في الموضع الذي مات فيه سبعة آلاف مرة وردد ليلة كاملة قوله تعالى بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر وروى نوح الجامع أنه سمع أبا حنيفة يقول ما جاء عن رسول صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين وما جاء عن الصحابة اخترنا وما كان غير ذلك فهم رجال ونحن رجال وقال وكيع سمعت أبا حنيفة يقول البول في النمسجد أحسن من بعض القياس وقال ابن حزم جميع الحنفية مجمعون على أن مذهب أبي حنيفة ضعيف الحديث عنده أولى من القياس والرأي وقال يحيى القطان لا نكذب الله ما سمعنا أحسن من رأي أبي حنيفة وقد أخذنا أكثر أقواله ونقل المنصور أبا حنيفة من الكوفة إلى بغداد وأراده على القضاء فأبى فحلف عليه ليفعلن فحلف أبو حنيفة أن لا يفعل فقال الربيع ألا ترى أمير المؤمنين يحلف فقال أبو حنيفة أمير المؤمنين أقدر مني على كفارة اليمين وأبى الولاية فأمر بحبسه في الوقت وقيل إنه قال له اتق الله ولا ترعى في أمانتك إلا من يخاف الله والله ما أنا مأمون الرضى فكيف أكون مأمون الغضب ولو اتجه الحكم عليك ثم تهددتني أن تغرقني في الفرات أو إلى الحكم لا خترت أن أغرق في الفرات ولك حاشية يحتاجون إلى من يكرمهم لك ولا أصلح لذلك فقال له كذبت أنت تصلح لذلك فقال له قد حكمت لي على نفسك كيف يحل لك أن تولي على أمانتك من هو كذاب وقيل تولى)
القضاء يومين فلم يأته أحد فلما كان في اليوم الثالث أتاه رجل صفار ومعه آخر فقال الصفار لي مع هذا ددرهمان وأربعة دوانيق ثمن تور صفر فقال أبو حنيفة اتق الله وانظر فيما يقول الصفار قال ليس له علي شيء فقال أبو حنيفة للصفار ما تقول فقال استحلفه لي فقال أبو حنيفة للرجل قل والله الذي لا إله إلا هو فجعل يقول فلما رآه أبو حنيفة معزما على أن يحلف قطع عليه وأخرج من كمه صرة وأخرج منها درهمين ثقيلين وقال للصفار هذان الدرهمان عوض باقي تورك فنظر الصفار إليهما وقال نعم وأخذ الدرهمين فلما بعد يومين اشتكى أبو حنيفة ثم مرض ستة أيام ومات رحمه الله تعالى وكان يزيد بن هبيرة قد ضربه مائة سوط كل يوم عشرة أسياط وهو يمتنع من ولاية ذلك فلما رآه مصرا خلى سبيله وكان أحمد بن حنبل إذا ذكر ذلك بكى وترحم على أبي حنيفة وكان أبو حنيفة ربع من الرجال وقيل كان طوالا تعلوه سمرة أحسن الناس منطقا وأحلاهم نغمة ورأى أبو حنيفة في منامه كأنه نبش قبر رسوله الله صلى الله عليه وسلم فبعث من سأل محمد بن سيرين فقال ابن سيرين صاحب هذه الرؤيا يثور علما لم يسبقه إليه أحد قبله وقال الشافعي قيل لمالك هل رأيت أبا حنيفة قال نعم رأيت رجلا لو كلمك في هذه السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته وقال يحيى بن معين القراءة عندي قراءة حمزة والفقه

90
فقه أبي حنيفة على هذا أدركت الناس وقال بعض الكرامية
* إن الذين بجهلهم لم يقتدوا
* في الدين بابن كرام غير كرام
*
* الفقه فقه أبي حنيفة وحده
* والدين دين محمد بن كرام
* وقد تقدم هذان البيتان في ترجمة الشيخ صدر الدين محمد بن عمر بن الكيل وقال جعفر بن الربيع أقمت على أبي حنيفة خمس سنين فما رأيت أطول صمتا منه فإذا سئل عن الفقه تفتح وسال كالوادي وسمعت له دويا وجهارة بالكلام وكان إماما في القياس وقال علي بن عاصم دخلت على أبي حنيفة وعنده حجام يأخذ من شعره فقلت للحجام تتبع مواضع البياض لا تزد قال ولم لا قال لأنه يكثر قال فتتبع مواضع السواد لعله يكثر فحكيت لشريك هذه الحكاية فضحك وقال لو ترك أبو حنيفة قياسه لتركه مع الحجام وقال ابن المبارك رأيت أبا حنيفة في طريق مكة وشوي له فصيل سمين فاشتهوا أن يأكلوه بخل فلم يجدوا شيئا يصبون فيه الخل فتحيروا فرأيته وقد حفر في الرمل حفرة وبسط عليها السفرة وسكب الخل في ذلك)
الموضع فأكلوا الشواء بالخل فقالوا له تحس كل شيء فقال عليكم بالشكر فإن هذا شيء ألهمته لكم فضلا من الله عليكم ودعاه المنصور يوما فقال الربيع يا أمير المؤمنين هذا أبو حنيفة يخالف جدك كان عبد الله بن عباس يقول إذا حلف على اليمين ثم استثنى بعد ذلك بيوم أو يومين جاز الاستثناء وقال أبو حنيفة لا يجوز الاستثناء إلا متصلا باليمين فقال أبو حنيفة يا أمير المؤمنين إن الرببع يزعم أن ليس لك في رقاب جندك بيعة قال وكيف قال يحلفون لك ثم يرجعون إلى منازلهم فيستثنون فتبطل أيمانهم فضحك المنصور وقال يا ربيع لا تعرض لأبي حنيفة فلما خرج أبو حنيفة قال له الربيع أردت أن تشيط بدمي قال لا ولكنك أردت أن تشيط بدمي فخلصتك وخلص نفسي وان أبو العباس الطوسي سئ الرأي في أبي حنيفة وكان أبو حنيفة يعرف ذلك فدخل يوما على المنصور وكثر الناس فقال الطوسي اليوم أقتل أبا حنيفة فأقبل عليه وقال يا أبا حنيفة إن أمير المؤمنين يدعو الرجل فيأمره بضرب عنق الرجل لا يدري ما هو أفيسعه أن يضرب عنقه فقال يا أبا العباس أمير المؤمنين يأمر بالحق أو بالباطل قال بالحق قال أنفذ الحق حيث كان ولا تسأل عنه ثم قال أبو حنيفة لمن كان قريبا إن هذا أراد أن يوثقني فربطته وقال يزيد بن الكميت كان أبو حنيفة شديد الخوف من الله تعالى فقرأ بنا علي بن الحسن ليلة في العشاء الآخرة إذا زلزلت الأرض زلزالها وأبو حنيفة خلفه فلما قضى الصلاة وخرج الناس نظرت إليه وهو جالس يتفكر ويتنفس فقلت أقوم لا يشتغل قلبه بي فلما خرجت تركت القنديل ولم يكن فيه إلا زيت قليل فجئت وقد طلع الفجر وهو قائم

91
يصلي وقد أخذ بلحية نفسه وهو يقول يا من يجزي بمثقال ذرة خيرا وخيرا ويا من يجزي بمثقال ذرة شرا شرا أجر النعمان عبدك من النار وما يقرب منها من سوء وأدخله في سعة رحمتك قال فأدنت والقنديل يزهر وهو قائم فلما دخلت قال تريد أن تدخل القنديل قلت قد أذنت لصلاة الغداة قال اكتم علي ما رأيت وركع ركعتين وجلس حتى أقيمت الصلاة وصلى معنا الغداة على وضوء أول الليل وقال إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة عن أبيه قال لما مات أبي سألنا الحسن بن عمارة أن يتولى غسله ففعل فلما غسله قال رحمك الله وغفر لك لم تفطر منذ ثلاثين سنة ولم تتوسد يمينك في الليل منذ أربعين سنة وقد أتعبت من بعدك وفضحت القراء وقال عبد الله بن رجاء كان لأبي حنيفة جار بالكوفة إسكافي يعمل نهاره أجمع حتى إذا أجنه الليل رجع إلى منزله وقد حمل)
لحما فيطبخه أو سمكة فيشويها ثم لم يزل يشرب حتى إذا دب فيه غرد بصوت وهو يقول
* أضاعوني وأي فتى أضاعوا
* ليوم كريهة وسداد ثغر
* فلا يزال يشرب ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم وكان أبو حنيفة يسمع جلبته كل ليلة ففقد أبو حنيفة صوته ليلة فسأل عنه فقيل أخذه العسس منذ ليال وهو محبوس فصلى أبو حنيفة الفجر وركب بغلته واستأذن على الأمير فلما دخل قال لي جار إسكافي أخذه العسس منذ ليال يأمر الأمير بتخلية سبيله فقال نعم وكل من أخذ تلك الليلة فتركوا أجمعين وخرج أبو حنيفة والإسكافي يمشي وراءه فلما نزل أبو حنيفة رضي الله عنه مضى إليه وقال يا فتى أضعناك فقال لا بل حفظت ورعيت جزاك الله خيرا
عن حرمة الجوار ورعاية الحق وتاب ذلك الرجل ولم يعد إلى ما مكان عليه ولم يكن في أبو حنيفة رضي الله عنه ما يعاب به غير اللحن فمن ذلك أن أبا عمرو بن العلاء المقرئ النحوي سأله عن القتل بالمثل هل يوجب القود أو لا فقال لا كما هو قاعدة أبي حنيفة في مذهبه خلافا للشافعي فقال لع أبو عمرو ولوقتله بحجر المنجنيق فقال له ولو قتله بأبا قبيس يعني الجبل المطل على مكة وقد اعتذر الناس له وقالوا قال ذلك على لغة من يعرب الحروف الستة على أنها مقصورة ومنه قول القائل
* إن أباها وأبا أباها
* قد بلغا في المجد غايتاها
* وقال عبد الله بن المبارك يمدح الإمام
* رأيت أبا حنيفة كل يوم
* يزيد نبالة ويزيد خبرا
*
* وينطق بالصواب ويصطفيه
* إذا ما قال أهل الهجر هجرا
*

92
وقال فيه أيضا
* رأيت أبا حنيفة حين يؤتى
* ويطلب علمه بحرا غزيرا
*
* يقايس من يقايسه بلب
* فمن ذا تجعلون له نظيرا
*
* كفانا فقد حماد وكانت
* مصيبتنا به أمرا كبيرا
*
* فرد شماتة الأعداء عنا
* وأبدى بعده علما كثيرا
*
* إذا ما المشكلات تدافعتها
* رجال العلم كان بها بصيرا
* وقال فيه أيضا)
* لقد زان لبلاد ومن عليها
* غمام المسلمين أبو حنيفة
*
* بآثار وفقه مع حديث
* كآيات الزبور على صحيفة
*
* فما هي في المشرقين له نظير
* ولا في المغربين ولا بكوفه
*
* رأيت العائبين له سفاها
* خلاف الحق مع حجج ضعيفه
*
* يبيت مشمرا سهر الليالي
* وصام نهاره لله حيفه
*
* وصان لسانه عن كل إفك
* وما زالت جوار حه عفيفه
*
* يعف عن المحارم والملاهي
* ومرضاة الإله له وظيفة
*
* فمن كأبي حنيفة في نداه
* لأهل الفقر في السنة الجحيفة
*
* وكيف يحل أن يؤذى فقيه
* له في الدين آثار شريفه
*
* وقد قال ابن غدريس مقالا
* صحيح النقل في حكم لطيفه
*
* بأن الناس في فقه عيال
* على فقه الإمام أبي حنيفة
* وقال غسان بن محمد التميمي
* وضع القياس أبو حنيفة كله
* فأتى بأوضح حجة وقياس
*
* وبنى على الآثار رأس بنائه
* فأتت قواعده على الأساس
*
* والناس يتبعون فيها قوله
* لما استبان ضياؤه للناس
* وفي أبي حنيفة رضي الله عنه يقول مساور
* إذا ما الناس يوما قايسونا
* من الفتيا بآبدة طريفه
*
* أتيناهم بمقياس صحيح
* تلاد من طراز أبي حنيفة
*
* إذا سمع الفقيه بها وعاها
* وأثبتها بخير في صحيفة
* فأجابه بعض أصحاب الحديث

93
* إذا ذو الرأي خاصم في قياس
* وجاء ببدعة هنة سخيفه
*
* أتيناهم بقول الله فيها
* وآثار مبرزة شريفه
*
* فكم من فرج محصنة عفيف
* أحل حرامه بأبي حنيفة
*
3 (الخولاني))
نعمان بن ميمون الخولاني قال ابن رشيق في الأنموذج كان اسمه في صغره معاندا غير أن)
هذا الاسم غلب عليه فعرف به وهو شاعر ماهر صاحب قواف سرده ولغة عويصة إذا شاء وله قدرة على الكلام يأخذ من رقيقه وجزله ويسلك في حزنه وسهله مع حفظ للغة العرب ومعرفة بفصول الشعر وإنتقاده وله في ذلك تأليف مشهور على ابن مغيث في نقد كتابه الموسوم بالميلق وشعره في أيدي الناس قليل لقلة مدحه وهجائه وانقطاعه إلى طلب الدنيا من غير باب الأدب ومن شعره
* نبئت أنك مولى لا يواصلني
* وقد رميت بهجر منك قد حدثا
*
* فلا تفي النذر من آلى بمعصية
* هذي مقالة من بالحق قد بعثا
*
* واحنث فحنثك وصلي وهو يعتقني
* والعتق غاية تكفير لمن حنثا
*
* وإن تحرجت من إثم وخفت له
* فأعظم الإثم قتلي في الهوى عبثا
* ومنه
* أحاشيك إشفاقا من البوح بالهوى
* فيا ذل إشفاقي لعز وصالكا
*
* ولم أخفه صونا لقدري وإنما
* رايت اشتهاري نقصا لحالكا
*
* فها أنا منهوك التصبر حائر
* كأني غريب قد أضل المسالكا
*
* أصرف أفكاري لوجدان راحة
* وما لي بها إلا قليل نوالكا
*
* على أن حظي الستر في ذاك كله
* لنفسك لكن لم تجاز بذالكا
* ومنه
* وأشد المصاب أنك تنوي
* صفو ود لمن يرى لك غشا
*
* ومذيع كأنما عنده الس
* ر قروح مناه أن تتفشا
*
* ومشير كأنه حاكم في
* ك مجاز بوابل منك طشا
* ومنه
* نزل الظلام بعارضيه فانبرى
* نور السلو على فؤاد ينزل
*

94
* فاعجب لصبح يهتدي قلبي به
* لرشاده والأصل ليل اليل
* ومنه أيضا
* فالليل ألبسنا الحداد وسرنا
* والصبح ألبسنا البياض وساء
* قال ابن رشيق وقد احتذيت مثال هذا المعنى فقلت وزدت تشبيها في البيت الثاني)
* سررت بليل كالحداد لبسته
* وساءك صبح كالرداء المصبغ
*
* وما ذاك إلا للشباب وحبه
* وكره مشيب ناضل ومثمغ
* وضع نعمان أبياتا على لسان عبد الله بن فلاح الخواتمي يتهكم به فقال
* الحب كير على قلبي بحالته
* والعذل منفاخه والشوق نيران
*
* ولم يبق الضنى مما سبكت به
* ما يبتغي أخذه بالشفت إنسان
*
* وجل ما أشتكي شوقي لفم فتى
* كأنه خاتم والجسم عقبان
*
* أشتاقه فإذا ما رمت أبصره
* أعشى كأني امرؤ يغشاه دخان
*
* وأحسب القلب مني تحت مطرقة
* وتحته للمعيد الضرب سندان
*
3 (أبو حنيفة قاضي المعز))
النعمان بن محمد بن منصور أبو حنيفة المغربي قال المسبحي في تاريخ مصر كان من أهل الدين والفقه والنبل وله كتاب في أصول المذهب وقال غيره كان المتخلف مالكيا ثم إنه تحول إلى مذهب الشيعة لأجل الرياسة وداخل بني عبيد وصنف لهم كتاب ابتداء الدعوة وكتابا في الفقه وكتبا كثيرة في أقوال القوم وجمع في المناقب والمثالب ورد على الأئمة وتصانيفه تدل على زندقته وأنه نافق وله دعائم الإسلام ثلاثون مجلدا في مذهب القوم و منهاج شرح الآثار خمسون مجلدا وغير ذلك وجاء إليه مغربي وقال قد عزمت على الدخول في الدعوة فقال ما حملك على هذا قال الذي حمل سيدنا فقال نحن أدخلنا في هواهم حلواهم فأنت لماذا تفعل وله القصيدة الفقهية لقبها بالمنخبة وصنف ردا على أبي حنيفة ومالك والشافعي وابن سريج وكان من الفضل والعلم والعربية بمحل عال ولازم صحبة المعز ودخل معه الديار المصرية ولم تطل مدته ومات في رجب سنة ثلاث وستين وثلاثمائة بمصر وصلى عليه المعز
3 (الإصبهاني))
النعمان بن عبد السلام بن حبيب التميمي أبو المنذر الإصبهاني

95
الفقيه شيخ إصبهان وعالمها من كبار الزهاد المتورعين كان يتفقه على مذهب سفيان وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة
3 (أبو الوزير الغساني))
النعمان بن المنذر أبو الوزير الغساني الدمشقي وثقه أبو زرعة وتوفي في حدود الأربعين)
والمائة وروى له أبو داود والنسائي
3 (القاضي معز الدين الحنفي))
النعمان بن حسن بن يوسف قاضي القضاة معز الدين الخطيبي الحنفي قاضي القضاة بالقاهرة ناب أولا عن الصدر سليمان ثم ولي بعده وقدم دمشق أيضا لقضاء الجيوش ورجع إلى القاهرة وتوفي بها سنة اثنتين وتسعين وستمائة
((نعمة))
3 (أبو البركات الموقت))
نعمة بن أحمد بن أحم تاج الشرف أبو البركات الزيدي المصري المؤذن رئيس المؤذنين بجامع القاهرة تفقه على مذهب مالك وبرع في علم الوقت وتقدم على أقرانه ونظم في ذلك أرجوزة سمعت منه وتوفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة
((نعمة الله))
3 (أبو الفضل المراغي))
نعمة الله بن المفرج أبو الفضل المراغي قدم بغداد ومدح الشيخ أبي إسحاق بقصيدة أولها
* تراءت لنا بالرقمين منازل
* منازل فيها من دموعي مناهل
*
* فعرجت نحو الدار صدر مطيتي
* أسائل أين الحب والحب راحل
*
* فعجت ربع العامرية باللوى
* وأنشدت بيتا كنت قما أحاول
*
* زمان وصال هل أنت عائد
* ودهر فراق الحب هل أنت زائل
* ابن النعمة الأندلسي علي بن عبد الله
((نعيم))
3 (النحام الصحابي))
نعيم بن عبد الله النحام القرشي العدوي وإنما سمى

96
النحام لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دخلت الجنة فسمعت نحمة من نعيم فيها والنحمة السعلة وقيل النحنحة الممدودة آخرها فسمي النحام بذلك كان قديم الإسلام يقال إنه أسلم بعد عشرة أنفس قبل إسلام عمر وكان يكتم إسلام ومنعه قومه لشرفه فيهم من الهجرة لأنه كان ينفق على أرامل بني عدي وأيتامهم ويمونهم فقالوا أقم عندنا على أي دين شئت وأقم في ربعك واكفنا ما أنت كاف من أمور أهلنا فوالله لا يتعرض أحد إليك إلا ذهبت أنفسنا جميعا دونك وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له حين قدومه عليه قومك يا نعيم كانوا خيرا لك من قومي لي قال بل قومك خير يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قومي أخرجوني وأقرك قومك واختلف في وقت وفاته فقيل بأجنادين شهيدا سنة ثلاث عشرة للهجرة وقيل قتل باليرموك شهيدا سنة خمسة عشرة وروى عنه نافع ومحمد بن إبراهيم التيمي قال ابن عبد البر وما أظنهما سمعا منه ولم يحصل له هجرة إلى زمان الحديبية
3 (المزني))
نعيم بن مقرن أخو النعمان بن مقرن خلف أخاه نعمان حين قتل بنهاوند وكانت على يديه فتوح كثيرة وهو وأخوه من جلة الصحابة الصحابة ومن وجوه مزينة وكان عمر رضي الله عنه يعرف لهما موضعهما
3 (الأشجعي))
نعيم بن مسعود بن عامر الأشجعي هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي خذل المشركين وبني قريظة حين صرف الله المشركين بعد أن أرسل عليهم ريحا وجنودا لم يروها وخبره في تخذيل المشركين مذكور في السير وهو عجيب وهو الذي نزلت فيه الذين قال لهم الناس يعني نعيم بن مسعود وحده كنى عنه وحده بالناس في قول طائفة من أهل التفسير قال بعض أهل المعاني إنما قيل ذلك لأن كل واحد من الناس يقوم مقام الآخر في مثل ذلك وسكن نعيم المدينة ومات في خلافة عثمان وروى عنه ابنه سلمة بن نعيم وقيل قتل نعيم في الجمل والأول أصح وروى له أبو داود))
3 (الغطفاني))
نعيم بن هماز وقيل ابن جماز وقيل ابن هبان بالباء قبل الألف وقيل ابن همام وهو غطفاني معدود في أهل الشام روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثا واحدا فيما يحكيه عن ربه أنه قال ابن أدم صل لي أول النهار أربع ركعات أكفك آخره قال ابن عبد البر أختلف في هذا الحديث اختلافا كثيرا كاختلافهم في اسم أبيه فمنهم من يجعله عن نعيم عن عقبة بن عامر وحدث مكحول هذا ولم يسمع منه بينهما كثير بن مرة وقيس

97
الجذامي وقد روى عن نعيم هذا أبو إدريس الخولاني قال أحمد بن حنبل فيما روى عنه حنبل أن إسحاق بن حنبل اختلفوا فقال عبد الرحمن بن مهدي نعيم بن هبار وقال الخياط نعيم بن هماز وقال الوليد بن مسلم نعيم بن حمار وقال الغلابي عن يحيى بن معين اختلف الناس في نعيم بن هبار فقالوا هبار وحمار وأهل الشام يقولون همار وهم أعلم به وقال غيرهم كلما ذكر فيه أولا توفي في حدود الخمسين للهجرة
3 (المجمر))
نعيم بن عبد الله المجمر مولى آل عمر رضي الله عنه كان يبخر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم جالس أبا هريرة مدة وسمع من ابن عمر وجابر وطائفة وثقة أبو حاتم وغيره وتوفي في حدود العشرين والمائة وروى له الجماعة كلهم
3 (أبو عمرو النحوي))
نعيم بن ميسرة أبو عمر والنحوي الكوفي المقرئ نزيل الري قال أحمد لا بأس به وقال النسائي ثقة توفي سنة أربع وسبعين ومائة وروى له الترمذي
3 (الأشجعي الكوفي))
نعيم بن أشيم هند الأشجعي الكوفي وهو ابن عم سالم بن أبي الجعد وابن عم أبي مالك الأشجعي ولأبيه صحبة روى عن أبيه ونبيط بن شريط وسويد بن غفلة وأبي وائل وربعي بن حراش وآخرين وثقة النسائي وروى له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة وتوفي سنة عشر ومائة
3 (نعيم بن الهيصم))
نعيم بن الهيصم قال ابن معين صدوق وله نسخ مروية توفي سنة ثمان وعشرين ومائتين))
3 (الفرضي الخزاعي))
نعيم بن حماد بن معاوية الخزاعي المروزي الأعور الفارض الحافظ الفقيه نزيل مصر رأى الحسين بن واقد روى عنه البخاري مقرونا وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن رجل عنه ويحيى بن معين والذهلي وأبو زرعة الدمشقي وأبو حاتم الرازي وغيرهم وكان كاتبا لأبي عصمة وكان أبو عصمة شديد الرد على الجهمية ومنه تعلم وقال أنا كنت جهميا فلذلك عرفت كلامهم وقال أحمد بن حنبل لقد كان من الثقات وقال العباس بن مصعب نعيم بن حماد الفارض وضع كتابا في الرد على أبي حنيفة

98
وناقض محمد بن الحسن ووضع ثلاثة عشر كتابا في الرد على الجهمية وكان من أعلم الناس بالفرائض وحمل إلى العراق مع البويطي في امتحان القول بخلق القرآن فأبى أن يجيب بشيء مما أراده فجحبس بسر من رأى ومات في السجن سنة تسع وعشرين ومائتين
((نعيمان))
3 (نعيمان بن عمرو))
نعيمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث قد تقدم ذكره في ذكر النعمان بن رفاعة والله الموفق
((الألقاب))
الحافظ أبو نعيم اسمه عبد الملك بن محمد بن عدي
آخر اسمه أحمد بن عبد الله الإصبهاني
أبو نعيم عبيد الله بن الحسن
النعيمي أحمد بن عبد الله
النعيمي المحدث علي بن أحمد
النفاح المحدث البغدادي نزيل مصر اسمه محمد بن محمد بن عبد الله
ابن نفاده اسمه أحمد بن عبد الرحمن
نفطويه النحوي إبراهيم بن محمد
((نفير))
3 (الحضرمي الصحابي))
نفير بن المفلس بن نفير الحضرمي ويقال نفير بن مالك بن عامر وهو والد جبير بن نفير يكنى أبا جبير له صحبة وهو معدود في الشاميين روى عنه ابنه جبير أحاديث منها في صفة الوضوء ومنها في الدجال حديث طويل وابنه جبير بن نفير جاهلي إسلامي أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره وهو معدود في كبار التابعين بالشام
3 (الثمالي الصحابي))
نفير بن مجيب الثمالي شامي كان من قدماء الصحابة روى عنه الحجاج بن عبد الله الثمالي وله صحبة أيضا حديثا مرفوعا في صفة جهنم أعاذنا الله منها إن فيها سبعين ألف واد قال ابن عبد البر وهو حديث منكر لا يصح وقال أبو

99
زرعة وأبو حاتم الرازي إنما هو سفيان بن مجيب ولم يقله غيرهما بل قد قاله ابن قانع
((نفيس))
3 (النفيس ابن صعوة الحنبلي))
النفيس بن مسعود بن أبي سعد بن علي أبو الحسن الفقيه الحنبلي المعروف بابن صعوة وهو لقب لأبيه تفقه على أبي الفتح بن المنى حتى حصل طرفا صالحا من المذهب والخلاف وناظر ودرس وأفتى وعقد مجلس الوعظ وتوفي سنة ست وستين وخمسمائة وكان شابا حسنا ومن شعره
* أبني لا تك ما حييت مماريا
* ودع المزاح فإنه لا ينفع
*
* لا تؤذ جارك واحتمل منه الأذى
* إن الكريم لجاره متوسع
*
* وإذا هممت بأمر سوء جئته
* ليلا ليغفل عنك ناس هجع
*
* فاعلم بأن الله ليس بغافل
* عما هممت به ولا ما تصنع
*
* واحذر بني من القيامة موقفا
* لا بد منه يشيب منه المرضع
*
3 (أبو الخير الضرير))
النفيس بن معتوق بن يحيى بن فارس بن وهب الأسدي أبو الخير الضرير البغدادي سكن رحبة الشام وتفقه بها على أبي الحسن بن المتقنة ثم أقام بدمشق في آخر عمره وروى بها)
أرجوزة ابن المتقنة في الفرائض
3 (البزوري))
النفيس بن هبة الله بن وهبان بن رومي بن سلمان بن محمد بن سلمان بن صالح بن محمد بن وهباتن السلمي البزوري أبو جعفر الحديثي قدم بغداد وأقام بها إلى أن توفي فجأة سنة تسع وتسعين وخمسمائة وقرأ بالروايات على المبارك بن الحسن بن الشرزوري وعلى غيره وسمع من النقيب أبي الحسن محمد بن طراد الزينبي وأبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد بن السلال الوراق وأبي القاسم علي بن عبد السيد بن محمد بن الصباغ وغيرهم وكتب بخطه وطلب بنفسه قال محب الدين بن النجار كتبنا عنه وكان صدوقا فاضلا خيرا دينا كثير التلاوة حسن الأخلاق متواضعا سليم الباطن
((نفيسة))
3 (نفيسة التميمية))
نفيسة بني أمية التميمية أخت يعلى بن أمية لها صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم

100
3 (السيدة المشهورة))
نفيسة ابنة الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه السيدة المشهورة دخلت مصر مع زوجها إسحاق بن جعفر الصادق وقيل بل دخلت مع أبيها الحسن وإن قبره بمصر ولكنه غير مشهور وإنه كان واليا على المدينة من قبل المنصور أقام في الولاية مدة خمس سنين ثم غضب عليه فعزله واستصفى أمواله وحبسه ببغداد ولم يزل محبوسا إلى أن مات المنصور وولي المهدي فأخرجه من حبسه ورد عليه ما أخذ منه ولم يزل معه فلما حج المهدي كان في جملته فلما انتهى إلى الحاجر مات هناك سنة ثمان وستين ومائة وهو ابن خمس وثمانين سنة وصلى عليه علي بن المهدي وقيل توفي ببغداد والصحيح الأول وأما نفيسة هذه فكانت من النساء الصالحات التقيات ويروى أن الإمام الشافعي لما دخل مصر حضر إليها وسمع عليها الحديث وللمصريين فيها اعتقاد عظيم ولما توفي الشافعي أدخلت جنازته إليها وصلت عليه في دارها وكانت دارها مكان مشهدها اليوم ولم تزل به إلى أن توفيت في شهر رمضان سنة ثمان ومائتين ولما ماتت عزم زوجها المؤتمن إسحاق بن جعفر)
الصادق على حملها إلى المدينة ليدفنها هناك فسأله المصريون بقاءها عندهم فدفنت في الوضع المعروف بها الآن بين مصر والقاهرة عند والمشاهد وهذا الموضع كان يعرف يومذاك بدرب السباع فخرب الدرب واشتهر إجابة الدعاء عند قبرها
ابن نفيس المحدث علي بن مسعود
ابن النفيس الشيخ علاء الدين علي بن أبي الحزم
((نفيع))
3 (نفيع مولى النبي صلى الله عليه وسلم))
نفيع بن مسرح ويقال ابن الحارث بن كلدة الثقفي وأمه سمية أمة الحارث بن كلدة وهي أم زياد بن أبي سفيان ويكنى نفيع أبا بكرة وعن ابن عباس قال خرج غلامان يوم الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقهما أحدهما أبو بكرة وكانا مولييه ويقال إنه تدلى من حصن ببكرة ونزل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكناه صلى الله عليه وسلم أبا بكرة وسكن أبو بكرة البصرة وبها مات سنة إحدى وخمسين للهجرة وكان ممن اعتزل يوم الجل ولم يقاتل مع أحد من الفريقين وكان أحد فضلاء الصحابة قال الحسن لم يسكن البصرة أحد

101
من الصحابة أفضل من عمران بن حصين وأبي بكرة ولع عقب كثير كان لهم وجاهة وسؤدد بالبصرة وكان ممن شهد على المغيرة بن شعبة بالزناء فبت الشهادة وجلده عمر حد القذف إذ لم تتم الشهادة ثم قال له تب لتقل شهادتك فقال لا جرم لا اشهد بين اثنين أبدا ما بقيت في الدنيا وكان أبو بكرة يقول أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأبى أن ينتسب وكان مثل النصل من العبادة حتى مات وأوصى أن يصلي عليه أبو برزة الأسلمي فصلى عليه وقد روى له الجماعة كلهم وقد مر ذكر الشهادة التي شهدها على المغيرة بن شعبة وما جرى في ذلك في ترجمة المغيرة بن شعبة
((الألقاب))
النفيلي الحافظ عبد الله بن محمد
ابن النقار الشافعي اسمه عبد القادر بن داود
ابن النقار عبد الله بن أحمد
النقاش الطبيب علي بن عيسى)
النقاش البغدادي عيسى بن هبة الله
النقاش الحلبي مسعود بن الفضل
النقاش الأشعري اسمه محمد بن أحمد
النقاش المحدث اسمه محمد بن علي
النفاش الحنبلي اسمه محمد بن علي
نقاش الموصلي مسعود بن الحسين
النقاش المفسر محمد بن الحسن
النقاش بدر بن أبي الرضا
ابن نقطة الحافظ معين الدين اسمه محمد بن عبد الغني
ابن النقور أحمد بن محمد بن عبد الله
ابن النقيب المفسر اسمه محمد بن سليمان
ابن النقيب الشاعر الحسن بن شاور
ابن نما الحلي علي بن علي

102
((نمر))
3 (النمر العلكي الشاعر))
النمر بن تولب بن زهير بن أقيش بن عبد العلكي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومدحه بشعر أوله
* إنا أتيناك وقد طال السفر
* نقود خيلا ضمرا فيها ضرر
*
* نطعمها اللحم إذا عز الشجر
* واللحم في إطعامها اللحم عسر
* ومنها
* يا قوم إني رجل عندي خبر
* الله من آياته هذا القمر
*
* والشمس والشعرى وآيات أخر
* من يتشاءم بالهدى فالحنث شر
* قال الأصمعي كان النمر بن تولب أحد المخضرمين من الشعراء وكان أبو عمرو بن العلاء يسميه الكيس وقال أبو عبيدة النمر كان شاعر الرباب في الجاهلية ولم يمدح أحدا ولا هجا وأدرك الإسلام وهو كبير وقال محمد بن سلام كان النمر بن تولب جوادا لا يكاد يمسك شيئا وكان فصيحا جريئا على المنطق وهو الذي يقول
* لا تغضبن على امرئ في ماله
* وعلى كرائم صلب مالك فاغضب
*
* وإذا تصبك خصاصة فارج الغنى
* وإلى الذي يعطي الرغائب فارغب
* وهو القائل
* أعدني رب من حصر وعي
* ومن نفس أعالجها علاجا
* ويستحسن قوله
* تدارك ما قبل الشباب وبعده
* حوادث أيام تمر وأعقل
*
* يود الفتى طول السلامة والغنى
* فكيف يرى طول السلامة يفعل
*
* يرد الفتى بعد اعتدال وصحبة
* يبوء إذا رام القيام ويحمل
* وروى فروة بن خالد الجريري عن أبي العلاء بن الشخير قال كنا بالربذة فجاء أعرابي بكتف أو صحيفة فقال اقرءوا ما فيها فإذا فيها هذا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبني زهير بن أقيش إنكم إن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأديتم خمس ما غنمتم إلى النبي فأنتم آمنون بأمان الله عز وجل قلنا حدثنا يرحمك الله ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه)
وسلم فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وغر الصدر وقال

103
الجريري وحر الصدر قلنا أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا أراكم تتهموني وأخذ الصحيفة ومضى فسألنا عنه فقيل هذا النمر بن تولب وهو القائل
* أهيم بدعد ما حييت فغن أمت
* فوا حربا من ذا يهيم بها بعدي
* والقائل أيضا
* أبقى الحوادث والأيام من نمر
* آساد سف قديم أثره باد
*
* تظل تحفر عنه الأرض مندفنا
* بعد الذراعين والعينين والهادي
* ولما كبر النمر خرف وكان هجيراه أصبحوا الراكب أنحروا للضيف أعطوا السائل تحملوا لهذا في حمالته كذا وكذا لعادته بذلك ولم يزل يهذي بهذا ومثله حتى مات وخرقت امرأة من حي كرام وكان هجيراها زوجوني قولوا لزوجي يدخل مهده إلى جانب زوجي فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما لهج به أخو عكل النمر بن تولب في خرفه أفخر وأسرى وأجمل ما لهجت به صاحبتكم ثم ترحم عليه
((نمير))
3 (نمير الثقفي الصحابي))
نمير بن خرشة بن ربيعة الثقفي حليف لهم من بني الحارث بن كعب كان أحد الذين قدموا مع عبد يا ليل بإسلام ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم
3 (الخزاعي الصحابي))
نمير بن أبي الخزاعي ويقال الأزدي يكنى أبا مالك بابنه مالك بن نمير سكن البصرة لم يرو حديثه غير عصام بن قدامة عن مالك بن نمير عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الجلوس في الصلاة
3 (قاضي دمشق))
نمير بن أوس الأشجعي وقيل الأشعري قال ابن عبد البر ذكره في الصحابة من لم يمعن النظر روى عنه ابنه الوليد بن نمير ولا يصح له عندي صحبة وإنما روايته عن أبي الدرداء وأم الدرداء وكان قاضي دمشق
((الألقاب))
النميري الشاعر اسمه محمد بن عبد الله
النميري نصر بن الحسن

104
ابن نمير الخارقي اسمه محمد بن عبد الله
ابن نمير الشافعي أحمد بن محمد بن علي
ابن نميران أحمد بن محمد بن أحمد
((نميلة))
3 (الصحابي))
نميلة بن عبد الله الليثي نسبه ابن الكلبي وقال له صحبة قال نميلة بن عبد الله بن فقيم بن سمان بن عبد الله بن كعب بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث صحب النبي صلى الله عليه وسلم وقال ابن إسحاق نميلة بن عبد الله فقتل مقيس بن صبابة يعني يوم الفتح قال وكان رجلا من قومه ذكره إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق
((نهاية))
3 (الواعظة بنت الأوسي))
نهاية بنت صدقة بن علي بن مسعود الواعظة العالمة أمة العزيز بنت الشيخ أبي المواهب المقرئ المعروف بابن الأوسي سمعت من شهدة الكاتبة وتوفيت سنة تسع وعشرين وستمائة
((الألقاب))
النهاوندي القاضي جلال الدين قاضي صفد اسمه عثمان بن أبي بكر
وابنه القاضي شرف الدين محمد بن عثمان
ابن النن شمس الدين محمد بن عبد الله
النهرجوري الروضي أبو أحمد في آخر الأحمدين
((نهشل))
3 (نهشل أبو خيرة العدوي البدوي))
نهشل بن زيد أبو خيرة الأعرابي بدوي من بني عدي دخل الحضرة وله تصنيف وهو كتاب الحشرات قال الأصمعي دخل أبو خيرة البصري على أبي عمرو بن العلاء فقال له كيف تقول يا أبا خيرة خحفرت إراتك قال حفرت إراتك فنصب التاء قال فكيف تقول استأصل الله عرقاتهم فقال عرقاتهم فنصب التاء فقال أبو عمرو لان جلدك يا أبا خيرة يريد عاشرت الحاضرة فاخطأت قال أبو العباس وهي لغة لم تبلغ أبا عمرو قال الزجاجي الأجود في هذه التاء أن تكسر في موضع النصب لأنها غير أصلية أما أرات فجمع أرت وي حفرة يخبز فيها وعرقات جمع

105
عرق وهو الأصل ولكن من العرب من ينصبه وهي لغة لعلها لم تبلغ أبا عمرو ويجعلون العرقاة أصلها ويشبهون أرات إرة أثرها وأرا إذا حفرت حفيرة يطبخ فيها وإرات جمع إرة وقال المازني كان أبو عمرو يرده ويراه لحنا قال المازني اختلفوا فيها فقال بعضهم عرقاتهم وعرقاتهم فأما من قال عرقاتهم فإنه سيجعله جمع عرق ومن نصبه صيره وعراقاتهم فأما من عرقاتتهم فإنه يجعله جمع عرق ومن نصبه صيره بمنزلة سعلاة وعلقاة وأما لغاتهم وما أشبه ذلك فلا يجوز فيه غير الكسر لأنه تاء جمع والأصل في لغة لغوة فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا
((نهيك))
3 (نهيك الخزرجي))
نهيك بن أوس بن خزمة بن عدي أبي الخزرجي من القوافل شهد أحدا وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن أخي خزمة بن خزيمة ذكره الطبري وغيره في الصحابة
3 (اليكشري))
نهيك بن صريم اليكشري ويقال السكوني معدود في أهل الشام له حديث واحد روى عن أبي إريس الخولاني عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لتقاتلن المشركين أو قال الكفار حتى يقاتل بقيتكم الدجال على نهر بالأردن الحديث
3 (الصحابي))
نهيك بن عاصم بن المنتفق قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني عبد المنفق مع أبي رزين لقيط بن عامر مذكور في حديثه
((نوار))
3 (النوار الصحابية))
النوار بنت قيس بن الحارث بن عدي هي من المبايعات قاله العدويز
3 (أم زيد بن ثابت))
النوار بنت مالك بن صرمة أم زيد بن ثابت النصاري الفقيه الفارض كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنها أم سعد بنت أسعد بن زرارة والنوار صحابية
3 (امرأة الفرزدق))
النوار ابنة أعين بن ضبيعة بن عقال المجاشعي بفتح النون

106
وتخفيف الواو وبعد الألف راء زوجة الفرزدق وابنة عمه جدها ضبيعة هو الذي عقر جمل عائشة رضي الله عنها يوم الجمل وكان النوار قد خطبها رجل من قريش فبعثت إلى الفرزدق تسأله أن يكون وليها فقال إن بالشام من هو أقرب إليك مني وما آمن أن يقدم قادم فينكر ذلك علي فأشهدي عليك أنك قد جعلت أمرك إلي ففعلت فخرج
بالشهود فقال أشهدكم أنها قد جعلت أمرها إلي وأنا أشهدكم أني قد تزوجتها على مائة ناقة حمراء سود الحدق فغضبت من ذلك واستعدت عليه)
وخرجت إلى عبد الله بن الزبير والعراق والحجاز يومئذ إليه وخرج الفرزدق أيضا يتبعها فنزلت النوار على خولة بنت منظور بن زبان الفزارية زوجة عبد الله بن الزبير فرققتها وسألتها الشفاعة لها وأما الفرزدق فنزل على حمزة بن عبد الله بن الزبير وهو ابن خولة ومدحه فوعده الشفاعة فتكلمت خولة في النوار ويتكلم حمزة في الفرزدق فأنجحت خولة وأمر عبد الله بن الزبير للفرزدق أن لا يقربها حتى تصير إلى البصرة فيحتكمان إلى عامله عليها فخرجا وقال الفرزدق
* أما البنون فلم تقبل شفاعتهم
* وشفعت بنت منظور بن زبانا
*
* ليس الشفيع الذي يأتيك متزرا
* مثل الشفيع الذي يأتيك عريانا
* ثم إن الفرزدق اتفق معها وبقي زمانا لا يولد له ولد ثم ولد له بعد ذلك عدة أولاد منها مذكورين في ترجمة أبيهم ثم إن الفرزدق لم تزل به إلى أن طلقها لأمر يطول شرحه ثم إن ندم على ذلك وقال
* ندمت ندامة الكسعي
* لما غدت منه مطلقو نوار
*
* وكانت جنتي فخرجت عنها
* كآدم حين أخرجه الضرار
* ثم إنه راجعها واتفق بعد ذلك أنه أراد امرأة شريفة على نفسها فامتنعت عليه فتهددها بالهجاء والفضيحة فاستعانت عليه بالنوار وقصت أمرها فقالت لها واعديه ليلة ثم أعلميني ففعلت وجاءت النوار فدخلت الحجلة مع المرأة فلما دخل الفرزدق البيت أمرت الجارية فأطفأت السراج وبادرت المرأة الخروج من الحجلة ودخل الفرزدق الحجلة فوقع بالنوار وهو لا يشك أنها صاحبته فلما فرغ قالت له يا عدو الله يا فاسق فعرف نغمتها وأنه خدع فقال هلا وأنت هي يا سبحان الله ما أطيبك حراما وأردأك حلالا وأخبارهما مذكورة في كتاب الأغاني وتزوج الفرزدق عليها عدة من النساء وهي في حباله وتوفيت في حياته وأوصت بأن يصلي الحسن البصري عليها فصلى ودار بينه وبين الفرزدق كلام يأتي في ترجمة الفرزدق إن شاء الله

107
((نواس))
3 (النواس الكلابي الصحابي))
النواس بن سمعان بن خالد بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة معدود في الشاميين يقال إن أباه سمعان وفد على النبي صلى الله عليه وسلمن فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطاه نعليه فقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجه أخته فلما دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم تعوذت منه فتركها وهي الكلابية روى عن النواس جبير بن نفير وبشر بن عبيد الله وجماعة وتوفي في حدود الخمسين للهجرة وروى له مسلم والأربعة
3 (الألقاب))
أبو نواس الحسن بن هاني
ابن أبي نواس اسمه المطهر بن سليمان
ابن النوام عمر بن علي
النوباغي الأديب محمد بن عثمان
النوبختي جماعة منهم أبو محمد الحسن بن الحسين
والحسن بن موسى
والحسين بن علي
ومنهم سليمان بن إسماعيل
ومنهم علي بن أحمد
ومنهم علي بن العباس
ومنهم إسماعيل بن علي
ابن نوبي هبة الله بن محمد
ابن النوت المعري اسمه عبد الواحد بن الفرج
((نوح))
3 (نوح الضبعي الصحابي))
نوح بن مخلد الضبعي جد أبي حمزة الضبعي روى عنه أبو حمزة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بمكة فقال له ممن أنت قال من ضيعة بن ربيعة فقال

108
له رسول الله صلى الله عليه وسلم بخير ربيعة عبد القيس ثم الحي الذي أنت منهم قال ثم أبضع معي في حلتين من اليمن
3 (أبو عصمة الجامع))
نوح الجامع بن أبي مريم هو أبو عصمة المروزي قاضي مرو كان أحد الأعلام ولقب نوح الجامع لمعنى وهو أنه أخذ الفقه عن أبي حنيفة وابن أبي ليلى والحديث عن حجاج بن أرطأة والتفسير عن ابن الكلبي ومقاتل والمغازي عن ابن إسحاق وروى عن الزهري وعمرو بن دينار وابن المنكدر قال ابن حبان جمع كل شيء إلا الصدق وكان مرجئا وذكر الحاكم أنه وضع حديث فضائل سور القرآن وكان شديدا على الجهمية وقال البخاري ذاهب الحديث جدا وتوفي سنة ثلاث وسبعين ومائة
3 (قاضي بغداد))
نوح بن دراج القاضي بالجانب الشرقي من بغداد الكوفي الفقيه أحد المجتهدين تفقه على أبي حنيفة وعلى عبد الله بن شبرمة كذبه يحيى بن معين وقال ابن حبان روى موضوعات وضعفه النسائي وغيره وأضر بآخره وبقي يحكم ثلاث سنين حتى فطنوا له وتوفي سنة اثنتين وثمانين ومائة
3 (الحداني البصري))
نوح بن قيس الحداني الطاحي البصري روي عن ابن معين ثقة وقال النسائي ليس به بأس وتوفي سنة ثلاث وثمانين ومائة وروى له مسلم والأربعة
3 (الملك الحميد الساماني))
نوح بن نصر بن أحمد بن إسماعيل المير الساماني من بيت ملوك بخارى وهو الملك الحميد عثرت به فرسه فمات في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث وأربعين وثلاثمائة وبقي في الملك اثنتي عشرة سنة وثلاثة أشهر))
3 (جحى))
نوح أبو الغصن المعروف بجحى بكسر الجيم وفتح الحاء المهملة قال الجاحظ إنه أربى على المائة وفيه يقول عمر بن أبي ربيعة
* دلهت عقلي وتلعبت بي
* حتى كأني من جنوني جحى
* ثم أدرك أبا جعفر وترك الكوفة قيل له يوما تعلمت الحساب قال نعم ولم يشكل

109
علي منه شيء قيل له فاقسم أربعة دراهم على ثلاثة أنفس فقال لكل رجل منهما درهمان وليس للثالث شيء وأراد المهدي أن يعبث به فدعا بالنطع والسيف فلما أقعد في النطع وقام السياف على رأسه وهز السيف رفع إليه رأسه وقال انظر لا تصيب محاجمي بالسيف فإني قد احتجمت فضحك المهدي وأجازه وماتت لأبيه جارية حبشية فبعث به إلى السوق ليشتري لها كفنا فأبطأ عليه حتى أنفذ غيره وحملت جنازتها فجاء جحى وقد حملت فجعل يعدوا إلى المقابر ويقول هل رأيتم جنازة جارية حبشية وكفنها معي وجمحت به بغلته يوما فأخذت به في غير الطريق الذي أراده فلقيه صديق له فقال أين عزمت يا أبا الغصن فقال في حاجة للبغلة وحمل مرة جرة خضراء إلى السوق يبيعها فقيل له إنها مثقوبة فقال لا إنها كان فيها لأمي وما سال منه شيء وأعطاه أبوه درهما يزنه فطرحه في الكفة وطرح في الكفة الأخرى صنجة درهمين فلم يستويا فطرح على الدرهمين حبتين ثم قال لأبيه ليس فيه شيء وينقص حبتين وروي يوما في السوق وهو يقول مرت بكم جارية لمخضوب اللحية ونظر يوما إلى رجل مقيد وهو مغتم فقال ما غمك إذا نزع عنك فثمنه فيه ولبسه ربح وماتت خالته فقالوا اذهب واشتر لها حنوطا فقال أخشى أن لا ألحق الجنازة وتبخر يوما فاحترقت ثيابه فقال والله لا تبخرت إلا عريانا ولما قدم أبو مسلم العراق قال ليقطين بن موسى أحبي أن أرى جحى فوجه يقطين إليه وقال له تهيأ لتدخل غدا على أبي مسلم فإذا دخلت فسلم وإياك أن تتعلق بشيء فإني أخاف منه عليك فلما أدخل من الغد على أبي مسلم نظر وإذا يقطين إلى جانب أبي مسلم فسلم ثم قال يا يقطين أيكما أبو مسلم فضحك أبو مسلم حتى وضع يده على فيه ولم ير قبل ذلك ضاحكا وأراد الخروج إلى ضيعة فقيل له أحسن الله صحابتك فقال الموضع أقرب من ذلك وعجن في منزله فطلبوا منه خطبا فقال إن لم يكن خطب فاخبزوه فطيرا ولما حذق في الكتابة والحساب بعث به المعلم مع الصبيان إلى)
أبيه فقال له أبوه وكيف صار فيها دانقان فقال يكون فيها درهم ثقيل وأكل يوما مع أناس رؤوسا فلما فرغ قال أطعمكم الله من رؤوس أهل الجنة وضرط أبوه يوما فقال جحى على أيري فقال أبوه ما هذا فقال حسبتك أمي وماتت أمه فجعل يبكي ويقول رحمك الله فلقد كان بابك مفتوحا ومتاعك مبذولا ودخل يوما إلى البيت فرأى جارية أبيه نائمة فركب على صدرها وراودها فانتبهت وقالت من فقال اسكتي أنا أبي واجتاز يوما بقوم وفي كمه خوخ فقال من أخبرني بما في كمي فله أكبر خوخة في كمي فقالوا خوخ فقال ما أخبركم بذلك إلا من أمه زانية وقال له أبوه يوما احمل هذا الحب وقيره فذهب به وقيره من خارج فقال أبوه ما هذا أسخن الله عينك أرأيت من فير حبا من خارج

110
فقال اقلبه مثل الخف وقد صار القير من داخل وبات ليلة مع صبيان فجعلوا يفسون فقال لامرأته هذا والله بلية قالت دعهم يفسون فإنه ادفاء لهم فقام وخرىء وسط البيت
وقال أنبهي الصبيان حتى يصطلوا بهذه النار وقيل له يوما ما لوجهك مستطيلا قال ولدت في الصيف ولولا أن الشتاء أدركه لسال وجهي وأخذ بوله في قارورة ومضى به إلى الطبيب وقال إني أريد أن أنقطع إلى بعض الملوك فانظر هل أصيب منه خيرا وماتت له ابنة فذهب ليشتري كفنا فلما بلغ البزازين رجع مسرعا وقال لا تحملوها حتى أجيء أنا ومر بالميدان فرأى قصرا مشرفا فوقف ينظر ويتوسمه طويلا ثم قال أتوهم أني رأيته في محلة بني فلان وخرج يوما بقمقم يستقي فيه من ماء النهر فسقط من يده وغرق فقعد على شاطىء النهر فمر به صاحب له فقال ما يقعدك ههنا فقال غرق لي هنا قمقم وأنا أنتظر أنه ينتفخ ويطفو واشترى يوما نقانق فانقض عليه عقاب فاختطفه فقال له يا مسكين من أين لك جرذق يأكله به وركب يوما حمارا وعقد ذنبه فقالوا له لم فعلت هذا فقال لأنه يقدم سرجه
((نوروز))
3 (النوين نائب غازان))
نوروز نائب غازان كان دينا مسلما عالي الهمة حرض بغازان حتى أسلم وملكه البلاد ثم وقع بينهما فقتل غازان أخا نوروز وأعوانه وجهز لقتاله خطلوشاه النوين فتفلل جمع نوروز واحتمى بهراة فقاتل عنه أهلها ثم إنهم عجزوا عن نصرته فقتل نوروز في سنة ست وتسعين وستمائة وبعث برأسه إلى غازان
3 (الأمير سيف الدين الناصري))
نوروز الأمير سيف الدين الناصري كان في مصر معظما إلى أن حضر الأمير سيف الدين طاز من الحجاز فأقام قليلا ورسم بإخراج نوروز إلى دمشق على إقطاع الأمير سيف الدين شيخوا الساقي القازاني أمير مائة وحضر على ثلاثة أرؤس من خيل البريد فوصل إلى دمشق في يوم الجمعة رابع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وسبع مائة وأقام بها أميرا إلى أن ورد المرسوم من الملك الصالح صالح على الأمير سيف الدين أرغون الكاملي نائب الشام بإمساكه واعتقاله في قلعة دمشق فأمسكه في حادي عشرين شعبان سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة
النور الحكيم عبد الرحمن بن عمر

111
نورا لدين الهاشمي علي بن جابر
النورشاذر الخليع اسمه عبد القوي
((نوفل))
3 (عم النبي صلى الله عليه وسلم))
نوفل بن الحارث بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو أسن من أسلم من بني هاشم أعان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين بثلاثة آلاف رمح آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين العباس وتوفي سنة أربع عشرة للهجرة
3 (الدؤلي الصحابي))
نوفل بن معاوية الدؤلي له صحبة ورواية شهد الفتح وحج مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه وتوفي في حدود السبعين للهجرة وروى له البخاري ومسلم والنسائي وقيل عاش مائة وعشرين سنة ستين في الجاهلية وستين في الإسلام
3 (العامري الحجازي))
نوفل بن مساحق العامري الحجازي روى عن عمر وعثمان بن حنيف وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل توفي في حدود التسعين وروى له أبو داود
3 (الأمير ناصر الدين الزبيدي))
نوفل الأمير ناصر الدين سيد عرب زبيد كان حرمة ووجاهة ومكانة وهو الذي أخذ الملك الناصر يوسف صاحب الشام يوم المصاف ونجا به يوم البحرية فعرف له ذلك وتوفي سنة خمس وسبعين وستمائة
((الألقاب))
ابن أبي النوق الطبيب عتيق بن تمام
ابن أبي النوق الشاعر عثمان
النوقاني محمد بن أبي علي
النووي الشيخ محيي الدين اسمه يحيى بن شرف
النويري شهاب الدين المؤرخ المصري اسمه أحمد بن عبد الوهاب

112
النويري عثمان بن يوسف
((نيار))
3 (نيار الصحابي))
نيار بن مسعود بن عبدة بن مظهر شهد أحدا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبيه مسعود قاله الطبري
3 (الأسلمي الصحابي))
نيار بن مكرم الأسلمي له صحبة ورواية وهو أحد الذين دفنوا عثمان رضي الله عنه وهو حكيم بن حزام وجبير بن مطعم وأبو جهم بن حذيفة ونيار بن مكرم وقال مالك بن أنس إن جده مالك بن أبي عامر كان خامسهم روى نيار بن مكرم عن النبي صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى ألم غلبت الروم إلى قوله تعالى يومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله الحديث بطوله وروى عنه عروة بن الزبير وابنه عبد الله بن نيار
3 (الصحابي))
نيار بن ظالم بن عبس الأنصاري من بني النجار شهد أحدا قاله الطبري
3 (الألقاب))
ابن النيار الحسين بن محمد
ابن النيار علي بن محمد بن الحسين
النيري الخباز منصور بن محمد
النيريزي الخطيب بالنون والياء آخر الحروف علي بن محمد بن علي وهو غير الخطيب التبريزي بالتاء ثالثة الحروف والباء ثانية الحروف
النيلي الشافعي محمد بن عبد العزيز
النيلي المؤدب سعيد بن أحمد

113
((حرف الهاء))
((هادي))
3 (أبو الحسن الحسيني))
هادي بن مهدي بن محمد بن إسماعيل بن المهدي أبو الحسن بن أبي البركات العلوي الحسيني سبط شيخ الشيوخ إسماعيل بن أبي سعد الصوفي ولد ببغداد ونشأ بمكة وسمع الحديث من أبي القاسم بن الحصين وأبي البركات بن حبيش الفارقي وغيرهما وسافر إلى الشام واتصل بالملك العادل نور الدين الشهيد بحلب وصادف منه قبولا كثيرا وقدم معه دمشق دفعات وحدث بحلب بشيء يسير ومات بحلب سنة إحدى وخمسين وخمسمائة
3 (داعية الحاكم صاحب مصر))
هادي المستجيبين ظهر أمره وبهر كفره وسار في البوادي يدعو إلى عبادة الحاكم صاحب مصر وسب الرسول صلوات الله وسلامه عليه وبصق على المصحف ظفروا به وصلبوه وأحرقوه بمكة سنة عشر وأربعمائة
((الألقاب))
الهادي أمير المؤمنين العباسي اسمه موسى بن محمد
الهادي الفاطمي بن العاضد اسمه يوسف بن عبد الله
الهادي إلى الحق ابن طباطبا العلوي صاحب اليمن اسمه يحيى بن الحسين
ابن الهادي المحتسب اسمه محمد بن عبد الكريم
((هارون))
3 (أبو الحسن البصري الخزاز))
هارون بن إسماعيل أبو الحسن البصري الخزاز قال أبو حاتم شيخ تاجر محله الصدق توفي سنة ست ومائتين وروى له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة

114
3 (الهمذاني الكوفي الصالح))
هارون بن إسحاق الهمذاني الكوفي الرجل الصالح روى عنه الترمذي والنسائي وابن ماجة ووثقه النسائي وغيره وتوفي سنة ثمان وخمسين ومائتين
3 (الأمير ابن المقتدر))
هارون بن جعفر المقتدر بالله بن أحمد المعتضد بالله بن محمد الموفق بالله بن جعفر المتوكل على الله بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيدج بالله بن محم المهتدي بالله بن المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أبو عبد الله ذكر الصولي أن أباه خلع عليه وقلده فارس وكرمان لست بقين من شوال سنة ثمان عشرة وثلاثمائة وأنه سمع من أبي القاسم البغوي بإفادته له لأنه كان مؤدبه وأنه كان كاملا في عقله وأدبه وتوفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
3 (النحوي))
هارون بن زياد مؤدب الواثق بالله روى عنه ولده أبو محمد جعفر
3 (الهجري))
هارون بن زكريا الهجري أبو علي صاحب كتاب النوادر المفيدة وبعض يسميها الآمالي روى عنه ثابت بن حزم السرقسطي ولقيه قاسم بن ثابت بالمغرب ولقيه غيرهما بالمشرق
3 (الأيلي))
هارون بن سعيد الأيلي مولى بني سعد روى عنه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وثقة النسائي وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائتين
3 (ابن المأمون))
هارون بين عبد الله المأمون بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور قال الفضل بن محمد اليزيدي جاء عمي إبراهيم إلى هارون بن المأمون فصادفه فدخلا هو وجماعة من المعتزلة)
فلم يصل إليهم وحجب عنه فكتب إليه
* غلبت عليكم هذه القدرية
* فعليكم مني السلام تحية
*
* آتيكم شوقا فلا ألقاكم
* وهم لديكم بكرة وعشيه
*

115
* هارون قائدهم وقد حفت به
* أشياعه وكفى بتلك بليه
*
* لكن قائدنا الإمام ورأينا
* ما قد رواه فنحن مامونيه
*
3 (ابن المعتمد))
هارون بن عبد العزيز بن المعتمد على الله أحمد بن جعفر المتوكل على الله بن محمد بن المعتصم بن هارون الرشيد بالله بن المهي محمد بن المنصور عبد الله أبو محمد قرأ الأدب على أبي العباس المبرد وأحمد بن يحيى ثعلب وسمع منهما ومن القاسم بن بشار الأنباري وابنه أبي بكر وغيرهم وسافر إلى مصر وسكنها وأملى بها أمالي أدبية وروى عن جماعة من شيوخه وروى عنه الوزير أبو الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات وتوفي سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة
3 (الحافظ الحمال))
هارون بن عبد الله بن مروان الحافظ أبو موسى البغدادي البزاز المعروف بالحمال روى عنه مسلم والأربعة قال النسائي ثقة وقال الدارقطني إنما سمي الحمال لأنه حمل رجلا في طريق مكة على ظهره فانقطع به فيما يقال وقال إبراهيم الحربي لو كان الكذب حلالا لتركته نزاهة وتوفي سنة ثلاث وأربعين ومائتين
3 (أبو علي الأوارجي))
هارون بن عبد العزيز الأوارجي أبو علي ولي الأعمال الجليلة من الخراج وكتب الحديث وصحب الحلاج وخالط الصوفية ولما توقف على أمر الحلاج أظهر أمره وأطلع الوزير عليه وتوفي سنة أربع وأربعين وثلاثمائة
3 (ابن الزوال))
هارون بن العباس بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن يعقوب بن الحسين بن المأمون بن الرشيد بن المهدي بن المنصور أبو محمد بن أبي شجاع الهاشمي يعرف بابن الزوال توفي سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وكان فيه فضل وأدب سمع قاضي الممارستان وغيره وحدث)
وصنف كتاب منهاج الطالبين في التاريخ حوادث ولم يستقص فيه وقصر قال ياقوت الحموي رأيته وهو مشهور في ثلاث مجلدات
3 (الشذوني المالكي))
هارون بن عتاب الشذوني الغافقي الأندلسي كان إماما فقيها حفظ المدونة حفظا بارعا وتوفي سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة

116
3 (المنجم الشاعر))
هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور أبو عبد الله المنجم الأديب الفاضل كان رواية للأشعارحسن المنادمة لطيف المجالسة صنف كتاب البارع في أخبار الشعراء المولدين جمع فيه مائة وإحدى وستين شاعرا وافتتح بذكر بشار بن برد وختمه بمحمد بن عبد الملك بن صالح وهذا الكتاب أعني البارع كتاب الباخرزي وهو الدمية وكتاب
يتيمة الدهر وكتاب زينة الدهر وكتاب الخريدة كل هذه فروع على كتاب البارع وهو الأصل وله أيضا كتاب النساء وما جاء فيهن من الخير والشر ومحاسن ما قيل فيهن وقد تقدم ذكر ولده علي في مكانه وسوف يأتي ذكر أخيه يحيى بن علي إن شاء الله تعالى في حرف الياء في مكانه وكان أبو منصور جد أبيه منجم أمير المؤمنين المنصور وكان مجوسيا وكان ابنه يحيى أبو علي متصلا بذي الرياستين الفضل بن سهل وكان الفضل يعمل برأيه في أحكام النجوم فلما حدثت الكائنة على الفضل صار يحيلا منجم المؤمون ونديمه وأسلم على يده وصار بذلك مولاه وهم أهل البيت أدباء وفضلاء وشعراء وندماء جالسو الخلفاء وقد عقد لهم الثعالبي في اليتيمة بابا مستقلا وتوفي يحيى المذكور عند خروج المأمون إلى طرطوس وكان هارون نازلا في جوار عبيد الله بن عبد الله بن طاهر فانتقل عنه إلى دار اشتراها بنهر المهدي وهي إسحاق بن إبراهيم الموصلي فكتب إليه عبيد الله مستوحشا
* يا من تحول عنا وهو يألفنا
* بعدت جدا فلا يا صرت تلقانا
*
* فاعلم بأنك إذ بدلت جيرتنا
* بدلت دارا وما بدلت إخوانا
* فأجابه هارون بن علي
* يعدت عنكم بداري دون خالصتي
* ومحض ودي وعهدي كالذي كانا
*
* وما بدلت مذ فارقت قربكم
* إلا هموما أعانيها وأحزانا)
* (وهل يسر بسكنى داره أحد
* وليس أحبابه للدار جيرانا
* وقال هارون
* سأخرج عن بغداد عرضي موفر
* ولم تعتبني منة للئيم
*
* وإني على عسري الآنف أن أرى
* علي يدا نعمى لغير كريم
* ودخل هارون يوما على أبيه علي بن يحيى فقال يا أبه رأيت في النوم المتوكل وهو في داره على سرير إذ بصر بي فقال أقبل إلي يا هارون يزعم أبوك أنك تقول الشعر فأنشدني طريد هذا البيت وأنشأ يقول

117
* أسالت على الخدين دمعا لوانه
* من الدر عقد كان ذخرا من الذخر
* فلم أرد عليه شيئا وانتبهت فزحف أبوه إليه مغضبا وقال لم لم تقل
* فلما دنا وقت الفراق وفي الحشا
* لفرقتها لذع أحر من الجمر
* وتوفي هارون بن علي في حدود التسعين والمائتين قيل سنة ثمان وثمانين وهو شاب
3 (من بني المنجم))
هارون بن علي بن هارون بن علي بن يحيى بن أبي منصور حفيد المقدم ذكره قد ذكر لكل واحد من أهل بيته ترجمة تخصه وكان هارون هذا أديبا فاضلا عارفا بالغناء وله فيه صنعة وتقدم في علم الكلام وله اختيار كتاب الأغاني
3 (الشيباني الكوفي))
هارون بن عنترة الشيباني الكوفي وثقه أحمد وأبو زرعة قال ابن حبان لا يجوز أن أن يحتج به توفي سنة اثنتين وأربعين ومائة وروى له أبو داود والنسائي
3 (أمير المؤمنين الرشيد))
هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أمير المؤمنين أبو جعفر الرشيد بن المهدي بن المنصور يقال له المظفر والموفق والمؤيد وسمى هو نفسه الغازي الحاج وكتب ذلك على قلنسوة له كان شجاعا كثير الحج والغزو وحج في خلافته ثماني حجج وقيل تسع وغزا ثماني غزوات ولم يحج خليفة بعده وكان في أيامه فتح هرقلة وماتت أمه الخيزران سنة ثلاث وسبعين فمشى في جنازتها وهو أخو الهادي موسى لأبويه ولذلك قال الثائل)
* يا خيزران هناك ثم هناك
* أمسى العباد يسوسهم أبناك
* وكان طويلا جسيما مسمنا أبيض قد وخطه الشيب مولده سنة سبع وأربعين ومائة في نصف شوال بمدينة الري وبويع له بمدينة السلام في شهر ربيع الأول سنة سبعين ومائة يوم مات الهادي وكان ولي العهد بعده وله يومئذ اثنتان وعشرين سنة ونصف وتوفي بطوس لإحدى عشرة ليلة من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة وله ست وأربعون سنة غير شهرين وجاء نعيه إلى مدينة السلام يوم الأربعاء لاثنتي عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة فكانت مدة خلافته ثلاثا وعشرين سنة وشهرين وستة عشر يوما وكاتبه أبو علي يحيى بن

118
خالد بن برمك ثم الفضل بن يحيى ثم جعفر أخوه ثم كتب له أبو العباس الفضل بن الربيع وإسماعيل بن صبيح وحاجبه بشر بن ميمون ثم محمد بن خالد بن برمك ثم الفضل بن الربيع مولاه ونقش خاتمه كن مع الله على حذر وقيل كان نقش خاتمه بالحميرية الله ربي وعلى خاتم الخلافة لا إله إلا الله وكان يحج سنة ويغزو سنة ولذلك قال فيه القائل
* فمن يطلب لقاءك أو يرده
* فبالحرمين أو أقصى الثغور
*
* ففي أرض العدو على طمر
* وفي أرض الثنية فوق كور
* وكان جوادا بالمال واعتمد على البرامكة في دولته فزينوها إلى أ أكثروا الدالة عليه ففتك بهم ولكن ساء تدبيره للملك بعدهم وظهر الاختلال في دولته بعدهم وكان يقول أغرونا بهم حتى إذا هلكوا وجدنا فقدهم ولم يسدوا مسدهم وكان فصيح المقال قال لإسحاق بن إبراهيم الموصلي وقد أنشده أبياتا منها
* وكيف أخاف الفقر أو أحرم الغنى
* ورأي أمير المؤمنين جميل
* لله در أبيات تأتينا بها ما أحكم أصولها وأحسن فصولها وأقل فضولها فقال إسحاق أخذ الجائزة مع هذا الكلام ظلم وله شعر جيد منه قوله في جارية صالحها
* دعي عد الذنوب إذا التقينا
* تعالي لا نعد ولا تعدي
* ومنه
* ملك الثلاث الآنسات عناني
* وحللن من قلبي يكل مكان
*
* مالي تطاوعني البرية كلها
* وأطيعهن وهن في عصياني
*
* ما ذاك إلا أن سلطان الهوى
* وبه غلبن أعز من سلطاني
*)
وقيل إنها للعباس بن الأحنف قالها على لسان الرشيد ومن شعر الرشيد يرثي جاريته هيلانة
* أف للدنيا وللز
* ينة فيها والأثاث
*
* إذ حثا الترب على هي
* لان في الحفرة حاث
*
* فلها تبكي البواكي
* ولها تشجي المراثي
*
* خلفت سقمي طويلا
* جعلت ذاك ترابي
* وكان من أميز الخلفاء وأجل ملوك الدنيا وكان يصلي في اليوم مائة ركعة إلى أن مات ويتصدق كل يوم من صلب ماله بألف درهم وحدث عن أبيه وجده ومبارك بن فضاله

119
وروى عنه ابنه المأمون وكان يحب العلم وأهله ويعظم حرمات الله في الإسلام ولما مات ابن المبارك جلس للعزاء وأمر الأعيان أن يعزوه وخلف مائة ألف ألف دينار واجتمع له ما لم يجتمع لغيره وزراؤه البرامكة وقاضيه أبو يوسف وشاعره مروان بن أبي حفصة ونديمه العباس ابن محمد عم أبيه وحاجبه الفضل بن الربيع أتيه الناس وأعظمهم ومغنيه إبراهيم الموصلي وزوجته زبيدة قال ابن حزم أراه كان لا يشرب النبيذ المختلف فيه إلا الخمر المتفق على تحريمها ثم جاهر جهارا قبيحا ولما مات صلى عليه ابنه صالح ودفنه بطوس وكان له من الولد ثمانية وعشرون أربعة عشر ذكرا وأربع عشرة أنثى فالذكور محمد الأمين ومحمد المعتصم ومحمد بن عيسى ومحمد أبو يعقوب ومحمد أبو العباس ومحمد أبو سليمان ومحمد أبو علي وعبد الله المأمون والقاسم المؤتمن وعلي و صالح وأحمد السبتي وأبو أحمد هؤلاء الذكور وسكينة وأم حبيب وأروى وأم الحسن وحمدونة وفاطمة وأم سلمة وخديجة وأم القاسم ورملة وأم علي ليبق والعالية وريطة وذكر الرواة أن هارون الرشيد صنع قسيما من الشعر وهو الملك لله وحده ثم إنه ارتج عليه فقال استدعوا من بالباب من الشعراء فدخل عليه جماعة منهم الجماز فقال الرشيد أجيزوا وأنشدهم القسيم فبدرهم الجماز وقال وللخليفة بعده فقال الرشيد زد فقال الجماز وللمحب إذا ما حبيبه بات عنده فقال له الرشيد أحسنت لم تعد ما نفسي وأجازه بعشرة آلاف درهم
3 (أمير المؤمنين الواثق))
هارون بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أمير المؤمنين الواثق بالله بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور أبو جعفر وأبو)
القاسم كناه بها المأمون وأمه أم ولد يقال لها قراطيس أدركت خلافته وماتت فيها بالكوفة سنة سبع وعشرين ومائتين وكانت خرجت للحج ودفنت في دار عيسى بن موسى وكان أبيض إلى الصفرة حسن الوجه جميل الطلعة جسيما في عينه اليمنى نكتة بياض مولده يوم الاثنين لعشر بقين من شعبان سنة تسعين ومائة وبويع له بسر من رأى يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول سنة سبع وعشرين ومائتين يوم مات المعتصم بالله وله يومئذ ثلاثون سنة وتسعة أشهر وتسعة أيام وتوفي بسر من رأى يوم الثلاثاء أو الأربعاء لخمس بقين من ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين ومائتين وصلى عليه القاضي أحمد بن أبي داؤد ودفن بالهرواني وله ست وثلاثون سنة وتسعة أشهر وخمسة أيام وكانت خلافته خمس سنين وتسعة أشهر وستة أيام وكان كاتبه محمد بن

120
عبد الملك ابن الزيات وحاجبه ايتاخ ومحمد بن حماد بن دنقش ثم محمد بن عاصم وقيل يعقوب قوصرة ونقش خاتمه صورة أسدين بينهما صورة رجل وقيل صورة وعل وعلى خاتم الملك الله ثقة الواثق بالله وكان يقال له المأمون الصغير لشبه أحواله كلها بأحوال المأمون وكان أعلم بني العباس بالغناء وله أصوات مشهورة من تلحينه ومن نادر كلامه لشخص كان عاملا له على عمل نقل عنه أنه قال لمن تشفع إليه في قضية لو شفع لك النبي صلى الله عليه وسلم ما شفعتك لولا أن في خطاء لفظك إشارة إلى صواب معناك في استعظامك ووضعك رسول الله صلى الله عليه وسلم في غاية التمثيل لمثلت بك ثم أمر أن يضرب ثمانين سوطا ورئي الواثق في تلك الحالة وهو يرعد غضبا ثم قال والله لا وليت لي عملا أبدا وله شعر حسن منه قوله
* قالت إذا الليل دجا فأتنا
* فجئتها حين دجا الليل
*
* خفي الرجل من حارس
* ولو درى حل به الويل
* ومنه
* تنح عن القبيح ولا ترده
* ومن أوليته حسنا فزدهه
*
* ستكفى من عدوك كل كيد
* إذا كاد العدو ولم تكده
* وكان يحب خادما أهدي له من مصر فأغضبه الواثق يوما فسمعه يقول لبعض الخدم والله إن الواثق ليروم منذ أمس أن أكلمه فلم أفعل فقال
* يا ذا الذي بعذابي ظل مفتخرا
* هل أنت إلا مليك جار فاقتدرا)
* (لولا الهوى لتجارينا على قدر
* وإن أفق مرة منه فسوف ترى
* وقال ابن أكتم ما أحسن أحد إلى آل أبي طالب ما أحسن إليهم الواثق ما مات وفيهم فقير وكان ابن أبي دؤاد قد استولى على الواثق وحمله على التشدد في المحنة بالقول بخلق القرآن ويقال إن الواثق رجع قبل موته عن القول بخلق القرآن وقال عبيد الله بن يحيى إبرؤاهيم بن أسباط السكن قال حمل ممن حمل رجل مكبل بالحديد من بلاده فادخل فقال ابن أبي دؤاد تقول أو أقول قال هذا من أول جوركم أخرجتم الناس من بلادهم ودعوتموهم إلى لا شيء لا بل أقول قال قل والواثق جالس فقال أخبرني عن هذا الرأي الذي دعوتم إليه الناس أعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدع الناس إليه أم شيء لمم يعلمه قال فبهتوا واستضحك الواثق وقام قابضا على فمه ودخل بيتا ومد رجليه وهو يقول وسع النبي صلى الله عليه وسلم أن يسكت عنه ولم يسعنا فأمر أن يعطى ثلاثمائة دينار وأن يرد إلى بلده وقال زرقان بن أبي

121
دؤاد لما احتضر الواثق جعل يردد هذين البيتين
* الموت فيه جميع الخلق مشترك
* لا سوقة منهم يبقى ولا ملك
*
* ما ضر أهل قليل في تفاقرهم
* وليس يغنى عن الأملاك ما ملكوا
* ثم أمر بالبسط فطويت من تحته وألصق خده بالأرض وجعل يقول يا من لا يزول ملكه وكان في سنة اثنتين ومائتين قد صادر الدواوين وسجنهم وضرب أحمد بن أبي إسرائيل ألف سوط وأخذ منه ثمانين ألف دينار ومن سليمان بن وهب كاتب الأمير أيتاخ أربعمائة ألف دينار ومن أحمد بن الخصيب وكاتبه ألف ألف دينار ويقال إنه أخذ من الكتاب في هذه السنة ثلاثة آلاف ألف دينار وقال محمد بن عبد الملك يرثي الواثق
* سقى قبرك الهاطل المسبل
* وجادت لك الديم الحفل
*
* وأسكنك الله خلد الجنان
* وجاورك المصطفى المرسل
*
* فقد بنت منا على حاجة
* وهل يدفع القدر المنزل
*
* وذلك من خيرة ساقها
* إليك إلهك لا تجهل
*
3 (أخو الواثق بالله))
هارون بن محمد المعتصم وهو أخو أمير المؤمنين الواثق سمى باسم أخيه وهو غيره كان المعتز يزعم أن شعره كثير ولكنه لم يكن يظهره ومن شعره وقد عبث بغلام فقال دعنا)
* وغزال إذا تتنيت يوما
* فهو لا غيره الذي أتمنى
*
* يتجنى فإن نطقت بعذر
* رده ظالما له وتظنى
*
* أيها اللائم العيون إذا أب
* صرن من وجهه جمالا وحسنا
*
* أخرج السحر من جفونك عنا
* ثم إن لم ندعك نحن فدعنا
* ومنه
* وشادن يفضح بدر الدجا
* والبدر في ليلته يزهر
*
* يجحد أني مستهام به
* وهو لقولي أبدا منكر
*
* وقد كساني سقمي حلة
* تظهر من وجدي الذي أضمر
*
* يكفيك مني شاهدا أنني
* إليك من دون الورى أنظر
*

122
ومنه
* وشادن إن قست بدر الدجا
* بوجهه كنت مبينى المحال
*
* تحسده شمس الضحى حسنه
* والغصن الغض على الاعتدال
*
* وصاحب النقصان من شأنه
* أن يحسد الفاضل فضل الكمال
* ومنه
* سيدي أنت أحسن الناس وجها
* فلتكن أحسن العباد فعالا
*
3 (ابن الوزير ابن الزيات))
هارونبن محمد بن عبد الملك ابن الزيات هو ابن الوزير كنايته أبو موسى كان أخباريا واسع الرواية وله تصانيف منها أخبار ذي الرمة كتاب رسائله
3 (الأسواني المالكي))
هارون بن محمد بن هارون الأسواني أبو موسى ذكره ابن يونس وقال كان أحد أصحابنا الذين كتبوا معنا الحديث وكان فقيها على مذهب الإمام مالك توفي سنة سبع وعشرين وثلاثمائة
3 (أبو علي المروزي))
هارون بن معروف أبو علي المروزي كان خزازا وأضر بآخره روى عنه مسلم وأبو داود وروى البخاري عن رجل عنه وأحمد بن حنبل وصالح جزرة وغيرهم وقال رأيت في)
المنام قيل لي من آثر الحديث على القرآن عذب قال فظننت أن ذهاب بصري من ذلك وكان صدوقا فاضلا صاحب سنة وتوفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين
3 (القارئ الأعور))
هارون بن موسى النحوي الأزدي مولاهم أبو موسى البصري الأعور صاحب القراءة والعربية وثقه الأصمعي ويحيى بن معين وتوفي في حدود السبعين والمائة وروى له البخاري ومسلم وقال الخطيب كان هارون يهوديا فأسلم وطلب القراء فكان رأسا وحدث وحفظ النحو ناظره يوما إنسان في مسألة فغلب هارون فبئس ما صنعت فغلبه أيضا في هذا وكان شديد القول في القدر وكان هارون أول من تتبع وجوه القرآن وألفها وتتبع الشاذ منها وبحث عن إسناده

123
3 (الأخفش القارئ الدمشقي))
هارون بن موسى بن شريك أبو عبد الله القارئ يعرف بالأخفش من أهل دمشق توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين وككان شيخ القراءة في وقته وموته بعد أبي عمرو بن العلاء بمائتين وعشر سنين وبينه وبينه اثنان قال الشيخ شمس الدين وأبلغ من ذلك في زماننا بينهم وبين الجمال الإسلام الداؤودي اثنان وله قد مات مائتان وسبع وأربعون سنة وأبلغ من ذلك ابن كليب بينه وبين إسماعيل الصفار رجلان وعاش بعده مائتين وخمسا وخمسين سنة وكان هارون إمام الجامع الأموي بدمشق وكان طيب الصوت وله في القراءات كتب مشهورة وكان قيما بالقراءات السبع وكان عارفا بالتفاسير والمعاني والنحو والغريب والشعر وعنه اشتهرت قراءة أهل الشام ولولا ضبطه لكانت قد ارتفعت قرأ على عبد الله بن ذكوان عن عبد الله بن عامر اليحصبي وكان يعرف بأحفش باب الجابية وكان بداريا أحفش آخر من أهل القرآن والفضل إلا أنه لم يذكر مات سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
3 (أبو نصر القرطبي))
هارون بن موسى بن صالح بن جندل القيسي القرطبي أبو نصر الأديب توفي سنة إحدى وأربعمائة سمع من القالي وأبي عيسى الليثي وغيرهما وكان رجلا عاقلا مقتصدا صحيح الأدب يختلف إليه الأحداث ووجوه الناس لثقتهم بدينه وله كتاب في تفسير عيون كتاب سيبويه))
3 (الرشيد ابن المصلي))
هارون بن موسى بن محمد الرشيد المعروف بابن المصلي الرمنتي قال كمال الدين جعفر الأدفوي اجتمعت به ولم يعلق بذهني منه شيء وله شعر كثير يأتي من جهة الطبع ليس يعرف له اشتغال وكان إنسانا حسنا فيه لطافة توفي بأرمنت سنة ثلاثين وسبعمائة وأورد له
* حثها الشوق حثيثا من وراها
* فتراها عانقت ترب ثراها
*
* واعتراها الوجد حتى رقصت
* طربا أسكرني طيب شذاها
*
* غنني يا ساقي الراح بها
* ليس يغني فاقتي إلا غناها
* ومنها في ذم الحشيش ومدح الخمر
* وأمل لي حتى تراني ميتا
* إن موت السكر للنفس حياها
*
* ليس في الأرض نبات أنبتت
* فيه سر حير العقل سواها
*

124
* رامت الخضراء تحكي سكرها
* قتلوها بعد تقطيع قفاها
* وكان في قبلي الدمقرات قرية تسمى ببويه وفيها بدوية فقال الرشيد فيها
* بدوية في ببويه ساكنا
* صيرت عندي المحبة ما كنا
*
* اسمها ست العرب
* هيجت عندي الطرب
* أنا قاعد بين جماعة نستريح عبرت واحدة لها وجه مليح بقوام أعدل من الغصن الرجيح في الملاحة زايداووراها قايدالو تكون لي رايدا
* كنت نعطيها ألف دينار وازنا
* وابن في داخل بيوتي ماذنا
*
* وترى مني العجب
* في تصانيف الأدب
* نفرت مني كما نفر الغزال وأسفرت لي عن جبين يحكي الهلال ورنت أرمت بعينها نبال ثم قالت يا فلانخذ من أحداقي أمانمعك في طول الزمان
* فأنا والله مليحه فأتنا
* ومن الحساد ما أنا أمنا)
* (والملوك وأهل الرتب
* يأخذوا مني الحسب
* قلت يا ستي أنا هوني نموت أدفنوني عندكم جو البيوت والعذاري حولها يمشوا سكوت ثم قالوا كلميهيا عريبه وارحميهذا غريب لا تهجريه
* يشتهر حالك يصير لك كاينا
* يقتلوه أهلك وتبقى ضامنه
*
* ذا الحديث فيه العطب
* ليس ذا وقت الغضب
* قالت أمضي لا يكون عندك ضجر واصطبر واعمل على قلبك حجر ما طريقي سابله من جا عبر ذي العذارى يعوفوكما تراهم يسعفوكظلموني وانصفوك
* قم وعاهدني فما أنا خاينا
* وأنا الليلة لروحي راهنا
*

125
* مر وعبى لي الذهب
* فترى عقلك ذهب
* عاهدتني وبقيت في الانتظار وأورثتني الذل ثم الانكسار والدجا قد صار عندي كالنهار عندما غاب القمروأظلم الليل واعتكرجف قلبي وانكسر
* وعريبا في حديثي واهنا
* آمنه في سربها مطا منا
*
* والفؤاد مني اضطرب
* ونشف ذاك الطرب
* صرت نرعى النجم إلى وقت الصباح إذا بدا لي الكوكب الدري ولاح وإذا هي قد أتت ست الملاح والعذاري في عتابمع عريبا في ضرابثم قالت ذا الكلاب
* ينبجوا تاني الرجال الظاعنا
* بالسيوف وبالرماح الظاعنا
*
* يدركوني في الطلب
* يجعلوا رأسي ذنب
*))
3 (ابن الحائك النحوي))
هارون بن الحائك الضرير النحوي أحد أعيان أصحاب ثعلب وكان يوزن بميزانه أصله يهودي من الحيرة كان الوزير عبيد الله بن سليمان أرسل إلى ثعلب في الاختلاف إلى ولده القاسم فأبى واحتج عليه بالضعف فقال أنفذ إلي من ترتضيه من أصحابك فأنفذ هارون الضرير فاستحضر عبيد الله أبا إسحاق الزجاج وجمع بينهما فسأل له الزجاج كيف تقول صلى الله عليه وسلم ضربت زيدا ضربا فقال له كيف تكني عن زيد والضرب فأقحمه ولم يجبه وحار في يده وانقطع انقطاعا قبيحا وكان ذلك سبب منيته وما كان هارون ممن يذهب عليه ذلك وجواب المسألة أن تقول ضربته إياه ولهارون من التصانيف كتاب العلل في النحو كتاب الغريب الهاشمي واختلف في ذلك فقيل ألفه ثعلب
((الألقاب))
ابن هارون المغربي عبد الله بن محمد

126
((هاشم))
3 (هاشم الطبراني))
هاشم بن مرثد الطبراني هو من قدماء شيوخ الطبراني توفي هاشم المذكور في سنة ثمان وسبعين ومائتين
3 (أبو دلف الخزاعي))
هاشم بن محمد بن عبد الله الخزاعي أبو دلف أديب أريب زكي النفس حريص على الطلب ذو محل من العلم روى عن الرياشي وعبد الرحمن بن أخي الأصمعي وأبي غسان دماذ وروى عنه أبو الفرج الإصبهاني صاحب الأغاني فأكثر مات فجأة في جمادى ألآخرة سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وله مصنفات قال ابن شيران تزيد على مائة مصنف وله شعر ورثاه ابن دريد بقصيدة منها
* ولو لم تعل المكرمات سريره
* إذا ما أقلته فروع المناكب
*
* يغضون عنه وهو مدرج
* كغضهم عن وجهه في الكواكب
* وكان أحد القواد وأدخله بدر المعتضدي في ندمائه
3 (أبو خالد الغافقي))
)
هاشم بن أحمد بن غانم أبو خالد الغافقي القرطبي كان فقيها مشاورا نظر الأحباس أيام منذر القاضي وكان نحويا شاعرا وتوفي سنة تسع وخمسين وثلاثمائة ومن شعره أبو طاهر الخطيب هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم بن علي بن هاشم أبو طاهر الحلبي الخطيب كان أصلهم من الرقة وانتقلوا إلى حلب أيام رضوان وأول من انتقل منهم علي بن هاشم وتوفي أبو طاهر سنة سبع وسبعين وخمسمائة عن إحدى وثمانين سنة ونصف وله تصانيف منها كتاب اللحن الخفي وكتاب مناجاة العارفين وكتاب خطب كتاب أفراد أبي عمرو بن العلاء ورد إلى بغداد حاجا وسمع عليه بها خطبه وكتاب اللحن الخفي وكتاب المناجاة وخلع عليه ببغداد خلعة كاملة في الأيام المستنجدية وشرف بسيف كان عليه مكتوب
* شرفي على كل السيوف لأنني
* قدما سكنت خزانة المستنجد
* ولما تولى الخطابة وخطب ونزل وصلى وأتم الصلاة وانفتل من المحراب تقدم إليه أبو

127
عبد الله محمد بن نصر بن صغير القيسراني واعتنقه وقال
* شرح المنبر صدرا
* لتلقيك رحيبا
*
* أترى ضم خطيبا
* أم ترى ضمخ طيبا
*
3 (شرف العلاء الآمدي الكاتب))
هاشم بن أشرف بن الأعز بن هاشم بن القاسم الرئيس شرف العلا أبو المكارم العلوي الكاتب ولد بآمد سنة ثمان وستين وخمسمائة وتوفي سنة اثنتين وأربعين وستمائة وسمع بدمشق من ابن عساكر القاسم وكتب الإنشاء بحلب مدة في الدولة الظاهرية ثم عاد إلى آمد وخدم صاحبها الملك المسعود بن العادل وكان عارفا بالأخبار والتأريخ والنسب ثم إنه توجه إلى مصر وبها توفي
3 (المغني))
هاشم بن سليمان مولى بني أمية يكنى أبا العباس وكان الهادي موسى يسميه أبا الغريض وكان مغنيا حسن الصنعة غزيرها وفيه يقول الشاعر
* يا وحشتي بعدمك يا هاشم
* غبت فشجوي لي فيك لازم
*
* اللهو واللذة يا هاشم
* ما لم تكن حاضره ماتم
*)
واصطبح يوما موسى الهادي فقال يا هاشم غنني
* أبهار قد هيجت لي أوجاعا
* وتركتني عبدا لكم مطواعا
*
* بحديثك الحسن الذي لو كلمت
* وحش الفلاة به لجئن سراعا
*
* فإذا مررت على البهار منضدا
* في الس هيج لي إليك نزاعا
*
* والله لو علم البهار بأنها
* أضحت سميته لطال ذراعا
* فإن أصبت مرادي فلك حاجة مقضية فغناه فأصاب ففال أصبت وأحسنت سل حاجتك فقال يا أمير المؤمنين تملأ لي هذا الكانون دراهم فملىء فوسع ثلاثين ألف درهم فلما قبضها قال له يا ناقص الهمة والله لو سألت أن أملأه لك دنانير لفعلت فقال يا أمير المؤمنين قال لا سبيل إلى ذلك ولم يسعدك الجد فيه
3 (الزهري المرقال))
هاشم بن عتيبة بن أبي وقاص القرشي الزهري ابن أخي سعد بن أبي وقاص أبو عمرو قال الشيخ شمس الدين ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم تثبت له صحبة نزل بالكوفة أسلم يوم الفتح ويعرف بالمرقال وكان من الفضلاء الأخيار ومن

128
الأبطال البهم فقئت عينه يوم اليرموك ثم أرسله عمر من اليرموك مع خيل العراق إلى سعد فشهد القادسية وأبلى فيها بلاء حسنا وقام منه في ذلك ما لم يقم في أحد وكان سبب الفتح على المسلمين وهو الذي افتتح جلولاء ولم يشهدها سعد وقيل شهدها وكانت جلولاء تسمى فتح الفتوح بلغت غنائمها ثمانية عشر ألف ألف وكانت سنة سبع عشرة للهجرة وقيل سنة تسع عشرة وهاشم الذي امتحن مع سعيد بن العاص زمن عثمان إذ شهد في رؤية الهلال وأفطر وحده فأقصه من سعد على يد سعيد بن العاص في خبر فيه طول ثم شهد هاشم مع علي الجمل وشهد صفين وأبلى بلاء حسنا مذكورا وبيده راية علي على الرجالة يوم صفين ويومئذ قتل وهو القائل يومئذ
* أعور يبغي أهله محلا
* قد عالج الحياة حتى ملا
* لا بد أن يفل أو يلإفلا وقطعت رجله يومئذ فجعل يقاتل من دنا منه وهو بارك ويقول الفحل يحمي شوله معقولا
وفيه يقول أبو الطفيل عامر بن واثلة)
* يا هاشم الخير جزيت الجنة
* قاتلت في الله عدو السنة
* أفلج بما فزت به من منه
3 (أبو النضر الخراساني))
هاشم بن القاسم بن مسلم بن مقسم أبو النضر الليثي الخراساني ثم البغدادي قال ابن المديني وغيره ثقة وقال العجلي ثقة صاحب سنة توفي سنة خمس ومائتين روى له الجماعة
3 (المدني))
هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص المدني توفي في حدود الخمسين والمائة روى له الجماعة
3 (البطليوسي))
هاشم بن يحيى بن حجاج أبو الوليد البطليوسي سمع وروى قال ابن الفرضي توفي سنة خمس وثمانين وثلاثمائة
3 (رأس البهشمية))
أبو هاشم بن محمد أبي علي الجبائي المعتزلي رأس الطائفة البهشمية وافق أباه في مسائل وانفرد عنه بمسائل منها استحقاق الذم والعقاب من غير

129
معصية وأن التوبة عن كبيرة لا تصح مع الإصرار على غيرها وأن التوبة عن الذنب لا تصح بعد العجز عن فعلها حتى أن من كذب ثم صار أخرس ثم تاب عن الكذب لم تصح توبته ومن زنا وجب ذكره وتاب عن الزنا لا تصح توبته واختلفا في مسائل المشهور منها قال الجبائي أبو علي الباري تعالى عالم لذاته قادر لذاته ولا يقتضي كونه عالما صفة هي علم أو حالا يوجب كونه عالما فنفى الأحوال وقال أبو هاشم هو عالم لذاته بمعنى أنه ذو حالة وهي صفة وراء كونه ذاتا فأثبت الأحوال وقال هي صفاة لا موجودة ولا معدومة ولا معلومة ولا مجهولة وقال أيضا من مسائله المخالفة كونه سميعا حالة وكونه بصيرا حالة سوى كونه عالما فقال أبوه كون الرب سميعا بصيرا إنه حي لا آفة به ومن مسائلهما المختلف فيها في الاعتمادات اتفقت المعتزلة على انقسام الاعتمادات إلى لازمة طبيعية وهي اعتماد الثقيل إلى جهة السفل والخفيف إلى جهة العلو وإلى اعتمادات مجتلية وهي اعتماد الثقيل في جهة العلو عندما إذا رمى حجر مثلا إلى جهة فوق واعتماد الخفيف في جهة السفل حرك إليها أو غير ذلك من الجهات إذا عرف)
هذا فاختلف أبو علي وابنه فقال أبو علي الاعتمادات كلها متضادة وقال أبو هاشم لا تضاد بين الاعتمادات اللازمة والمجتلبة وهل يتضاد الاعتمادات اللازمة بعضها مع بعض وكذلك الاعتمادات المجتلية فقد اختلف قول أبي هاشم فيها فتارة قال بالتضاد وتارة بعدمه وقال أبو علي لا تشترط الرطوبة واليبوسة في شيء من الاعتمادات وهو الصحيح وقال أبو هاشم تشترط الرطوبة في الاعتماد اللازم إذا كان سلفيا واليبوسة إذا كان علويا دون الاعتمادات المجتلية وقال أبو علي سبب طفو الخشبة على الماء تخلخل أجزائها وتعلق الهواء الصاعد بها وسبب رسوب الحديد وغيره اندماج أجزائه وعدم تشبث الهواء فيه وقال أبو هاشم بل سبب ذلك إنما هو ثقل الحديد في نفسه وخفة الخشب في نفسه ولا أثر للهواء في ذلك وقال أبو علي اعتماد الهواء لازم علوي وقال أبو هاشم ليس له اعتماد لازم لا علوي ولاسفلي وإن وجد له اعتماد فلا يكون إلا مجتليا بسبب محرك واحتجا لدعواهما على كل خلاف بأدلة مذكورة واتفق الجبائي وابنه أبو هاشم على موافقة أهل السنة في أن الإمامة بالاختيار وأن الصحابة رضي الله عنهم مترتبون في الفضل ترتيبهم في افمامة غير أنهما أنكرا كرامات الأولياء من الصحابة وغيرهم وهو مذهب جميع المعتزلة ووافقهم الأستاذ أبو إسحاق الإسفرئيني من الأشاعرة الهاشمية من الشيعة أصحاب أبي هاشم عبد الله بن محمد تقدم ذكره في حرف العين

130
((هالة))
3 (هالة الصحابي))
هالة بن أبي هالة أخو هند بن أبي هالة الأسدي التميمي حليف لبنى عبد الدار بن قصي له صحبة روى عنه ابنه هند ابن هامل المحدث محمد بن عبد المنعم
((هانئ))
3 (هانىء أبو بردة البلوي))
بن نيار بن عمرو بن عبيد بن كلاب بن دهمان البلوي أبو بردة غلبت عليه كنيته شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد وهو خال البراء بن عازب توفي سنة خمس وأربعين للهجرة وقيل سنة إحدى وقيل سنة اثنتين ولا عقب له روى عنه البراء بن عازب وجماعة من التابعين وروى له الجماعة
3 (أبو شريح الصحابي))
هانىء بن يزيد بن نهيك وقيل يزيد بن كعب المذجحي وقيل الحارثي ويقال الضبابي وهو والد شريح بن هانىء كان يكنى في الجاهلية أبا الحكم لأنه كان يحكم بينهم فكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي شريح إذ وفد عليه وهو مشهور بكنيته شهد المشاهد كلها وروى عنه ابن شريح وحديثه عند ابن ابنه المقدم بن شريح بن هانىء وكان ابنه شريح من جلة التابعين ومن كبار أصحاب علي ممن شهد معه مشاهده كلها
3 (أبو مالك الكندي الصحابي))
هانىء بن أبي مالك الكندي أبو مالك هوجد خالد بن يزيد بن أبي مالك روى عنه يزيد بن أبي مالك يعد في الشاميين قال أبو حاتم الرازي هانىء الشامي أبو مالك جد يزيد
بن عبد الرحمن بن أبي مالك له صحبة
3 (الأسلمي الصحابي))
هانىء بن فراس الأسلمي كان ممن شهد بيعة الشجرة روى عنه مجزأة بن زاهر
3 (الكندي))
هانىء بن حجر بن معاوية الكندي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جد الوليد بن عدي بن هانىء)

131
3 (الصحابي))
هانىء بن الحارث بن جبلة بن شرحبيل وفد على النبي صلى الله عليه وسلم ذكره والذي قبله ابن الكلبي
3 (المخزومي))
هانىء المخزومي ذكره ابن السكن أتت عليه مائة وخمسون سنة قال لما كانت ليلة ولد النبي صلى الله عليه وسلم ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرفة وذكر حديث سطيح الكاهن بطوله
3 (الكلاعي المصري))
هانىء بن المنذر الكلاعي المصري كان أخباريا علامة بالأنساب وأيام العرب توفي في حدود الخمسين والمائة
ابن هانىء المغربي الشاعر اسمه محمد بن إبراهيم بن هانىء
((هبار))
3 (هبار المخزومي))
هبار بن سفيان بن عبد الأسد القرشي المخزومي كان من مهاجرة الحبشة وقيل غنه قتل يوم مؤتة وقال الواقدي استشهد يوم أجنادين قال ابن عبد البر وهو عندي أشبه لأنه لم يذكره ابن عقبة في من قتل يوم مؤتة شهيدا
3 (الأسدي))
هبار بن الأسود بن المطلب القرشي الأسدي وهو الذي عرض لزينب بني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفهاء من قريش حيث بعث بها زوجها أبو العاص فأهوى إليها هبار هذا ونخس بها فألقت ذا بطنها فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن وجدتم هبارا فأحرقوه بالنار ثم قال اقتلوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار فلم يوجد ثم أسلم يوم الفتح وحسن إسلامه وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وذكر الزبير أنه لما اسلم وقدم مهاجرا يسبونه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سب من سبك فانتهوا عنه وتوفي سنة ثلاث عشرة للهجرة
3 (الألقاب))
)
ابن الهبارية الشاعر الماجن اسمه محمد بن محمد بن صالح
الهباري أحمد بن علي

132
ابن هبل الطبيب علي بن أحمد بن علي
((هبة الله))
3 (الفارسي الأديب))
هبة الله بن إبراهيم بن كوهيار الفارسي أبو الثناء الأديب كان صاحبا لأبي زكريا يحيى بن علي التبريزي قرأ عليه كثيرا من مصنفاته ومن كتب الأدب وكان يكتب خطا حسنا كتب عنه أبو بكر المبارك بن كامل الخفاف شيئا من شعره ومن شعره
* ولما زارني بعد التجني
* وبل بوصله غلل اشتياقي
*
* قطعت به الدجا ضما ولئما
* وبثا ما لقيت وما ألاقي
*
* وقد رقدت صروف الدهر عنا
* ونحن من النعيم على اتفاق
*
* وكنت بهجره ميتا دفينا
* فأحياني التواصل والتلاقي
* قلت شعر نازل
3 (ابن ابن المهدي))
هبة الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أبو القاسم بن بن المهدي تقدم ذكر أبيه في الإباره جالس هبة الله هذا عدة من الخلفاء آخرهم المعتمد وكان من أحسن الناس علما بالغناء وكانت صنعته ضعيفة وله شعر ومات أول سنة خمس وسبعين ومائتين عن توبة حسنة بعد أن فرق في حياته مالا عظيما ومن شعره
* ألا يا ظالما يفدي
* ه مني الجسم والروح
*
* فؤاد الهائم المسكي
* ن بالهجران مجروح
*
* وقلب الصب بالصد
* الذي أظهرت مقروح
*
* فألا كان ذغ الصد
* وباب الصبر مفتوح
* ومنه
* ومهفهف فضحت رشا
* قة قده الغصن الرطيبا
*
* وإذا بدا إشراقه
* للشمس أسرعت الغروبا)
* (يا قسيا أدعو تع
* طفه فيأبى أن يجيبا
*
* لو كان فعلك مثل وجه
* هك لم أكن صبا كئيبا
*

133
قلت شعر جيد
3 (أبو القاسم المقرئ))
هبة الله أبو القاسم المقرئ الشافعي روى عنه ابن صصرى في معجم شيوخه وهو الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى
3 (ابن الطبر المقرئ))
هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري أبو القاسم المقرئ المعروف بابن الطبر البصري قرأ بالروايات على أبي بكر أحمد بن عبد العزيز بن الأطروش ومحمد بن علي بن موسى الخياط وأبي المعالي ثابت بن بندار البقال وغيرهم وبكر به إلى السماع فسمع من محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر الحريري المعروف بزوج الحرة وإبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي ومحمد بن علي بن الفتح العشاري ومحمد بن علي الخياط وغيرهم وعمر حتى جاوز التسعين ممتعا بسمعه وبصره وقوته إلى أن توفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة ويقرأ الناس عليه القرآن والحديث ولا يمل وكان دائم الذكر والتلاوة وهوآخر من حدث عن زوج الحرة وهو ثقة صدوق روى عنه الأئمة الحفاظ
وتوفي منهم جماعة قبله
3 (أبو الغنائم الرقي))
هبة الله بن أحمد بن المدمع بالعين المهملة أبو الغنائم الرقي الشاعر روى ببغداد شيئا من شعره روى عنه أبو الغنائم بن النرسي ومن شعره
* طاف بالقلب طيف من أهواه
* بعد وهن فبت ألثم فاه
*
* زارني والرقيب في غفلة عن
* ه وعين من الدجى ترعاه
*
* فأراني من بالعراق بمصر
* وهو طيف يسرني مسراه
*
* إن يكن صير البعيد قريبا
* وأراني في النوم ما لا أراه
*
* فلقد نلت منه ما كنت أهوا
* ه حراما حلا فما أحلاه
*
* واختيال الخيال في النوم يعطي
* ك من الحب كل ما تهواه
*
3 (ابن الأكفاني))
)
هبة الله بن أحمد بن محمد بن هبة الله بن علي بن فارس

134
الأكفاني الأمين الدمشقي محدث دمشق كان ثقة عسرا في التحديث كتب ما لم يكتبه أحد من جنسه وتوفي سنة أربع وعشرين وخمسمائة وكان قد سمع الكثير ولقي الشيوخ وسمع حده لأمه أبا الحسن ابن صصرى وغيره وكان يزكي الشهود إلى أن مات
3 (الفراش النهرواني))
هبة الله بن أرسلان بن منال الفراش أبو البركات النهرواني روى عنه ابن السمعاني شيئا من شعره قال ذكر لي أنه سمع الكثير ببغداد وغيرها وضاعت أصوله وكان شيخا صالحا سافر الكثير إلى خراسان والشام والجبال وأنشدني لنفسه
* هجرتك لا عن قلى قاطع
* وحليت عنك وثاق اليدين
*
* لأني رأيتك خوانة
* بعيني ولا أثرا بعد عين
*
3 (الخندف المقرئ))
هبة الله بن بدر بن أبي الفرج بن محمد بن بدر أبو القاسم العجان الدينوري المقرئ المعروف بالخندف قرأ القرآن على أبي الفوارس طراد بن محمد الزينبي وأبي الخطاب نصر بن البطر وعلي بن عبد الرحمان بن الجراح الكاتب وغيرهم وحدث باليسير وتوفي سنة ثمان عشرة وخمسمائة ببغداد
3 (ابن سناء الملك))
هبة الله بن جعفر بن سناء الملك هو القاضي السعيد عز الدين أبو القاسم بن القاضي الرشيد المصري الأديب الكامل المشهور قرأ القرآن على الشريف أبي الفتوح والنحو على ابن بري وسمع بالإسكندرية من السلفي كان كثير التنعم وافر السعادة محظوظا من الدنيا ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة وتوفي سنة ثمان وستمائة في العشر الأول من شهر رمضان وهوعندي من الأباء الكملة لأنه جود الترسل والموشحات البديعة وأما شعره فإنه في الذروة العليا كثير الغوص على المعاني كثير الصناعة واري زناد التورية قال ابن سعيد المغربي كان غاليا في التشيع وله مصنفات منها ديوان موشحات له وكتاب دار الطراز و كتاب مصايد الشارد وكتاب فصوص الفصول وعقود العقول وديوان شعره يدخل في مجلدين كله جيد إلى الغاية واختصر كتاب الحيوان للجاحظ وسماه روح الحيوان)
وهي تسمية لطيفة ولما انتشأ جعل في جملة

135
كتاب الإنشاء بمصر وأجري له على ذلك رزق كان يتناوله حضر الديوان أو لم يحضر وأحبه أهل الدولة لدماثة كانت فيه وحسن عشرة وتودد ورب المال محبوب فسار له ذكر جميل قال العماد الكاتب كنت عند القاضي الفاضل بخيمته بمرج الدلهمية فأطلعني على قصيدة عينية كتبها إليه ابن سناء الملك من مصر وذكر أن سنه لم يبلغ العشرين سنة فأعجبت بنظمها ثم ذكر القصيدة وأولها
* فراق قضى للقلب والهم بالجمع
* وهجر تولى صلح عيني مع الدمع
* وقال ياقوت الحموي حدثني الصاحب الوزير جمال الدين الأكرم قال كان سناء الملك واسمه رزين رجلا يهوديا صيرفيا بمصر وكانت له ثروة فأسلم ثم مات وخلف ولده الرشيد جعفرا وكان له مضاربات وقروض وتجارات اكتسب بها أموالا جمة ولم يكن عنده من العلم ما يشتهر إلا أنه ظفر بمصر بجزء من كتاب الصحاح الجوهري وهو نصف الكتاب بخط الجوهري نفسه فاشتراه بشيء يسير وأقام عنده محروسا عدة سنين إلى أن ورد إلى مصر رجل أعجمي ومعه النصف الآخر من صحاح الجوهري فعرضه على كتبي بمصر فقال له نصف هذا الكتاب الآخر عند الرشيد بن سناء الملك فجاءه به وقال هذا نصف الكتاب الذي عندك فإما أن تعطيني النصف الذي عندك وأنا أدفع إليك وزنه دراهم فجعل الرشيد يضرب أخماسا لأسداس ويخاصم نفسه في أحد الأمرين حتى حمل نفسه وأخرج دراهم ووزن له ما أراد وكان مقدارها خمسة عشر دينارا وبقيت النسخة عنده ونشأ له السعيد ابنه هبة الله فتردد بمصر إلى الشيخ أبي المحاسن البهنسي النحوي وهو والد الوزير البهنسي الذي وزر للأشرف بن العادل وكان عنده قبول وذكاء وفطنة وعاشر في مجلسه رجلا مغربيا كان يتعانى عمل الموشحات المغربية والأزجال فوقفه على أسرارها وباحثه فيها وكثر حتى انقدح له في عملها ما زاد على المغاربة حسنا وتعانى البلاغة والكتابة ولم يكن خطه جيدا انتهى قلت وكان ينبز بالضفدع لجحوظ في عينيه وفيه يقول ابن الساعاتي وكتب ذلك على كتابه مصايد الشوارد
* تأملت تصنيف هذا السعيد
* وإني لأمثاله ناقد
*
* فكم ضم بيت نهى سائرا
* وصيد به مثل شارد
*
* وفي عجب البحر قول يطول
* وأعجبه ضفدع صائد
*)
وفيه يقول أيضا وقد سقط عن بغل له كان عاليا جدا ويسمى الجمل
* قالوا السعيد تعاطى بغله نزقا
* فزل عنه وأهل ذاك للزلل
*

136
* فقل له لا أقال الله عثرته
* ولا سقته بنان العارض الهطل
*
* أبغضت بالطبع أم المؤمنين ولم
* تجيب أباها فهذي وقعة الجمل
* وهذا دليل على أن ابن سناء الملك كان شيعيا وقال ابن سناء الملك
* قيل لي قد هجاك ظلما علي
* قلت عذرا للم ذاك اللئيم
*
* مستحيل أن لا يكون هجائي
* وهو مغرى بهجو كل عظيم
* وهو مأخوذ من قول ابن القيسراني
* يا ابن منير هجوت مني
* حبرا أفاد الورى صوابه
*
* ولم تضيق بذاك صدري
* لأن لي أسوة الصحابة
* وقد قيل في ابن سناء الملك أيضا
* أبغضت كل أبي بكر وما
* تربت إلا يداك بذا حتى ابن أيوب
* ولما نظم ابن سناء الملك قصيدته التي امتدح بها تورانشاه أخا صلاح الدين وأولها
* تقنعت لكن بالحبيب المعمم
* وفارقت لكن كل عيش مذمم
* تعصب عليه شعراء الديار المصرية وهجنوا هذا الافتتاح وكتب إليه الوجيه ابن الذروي
* قل للسعيد مقال من هو معجب
* منه بكل بديعة ما أعجبا
*
* لقصيدك الفضل المبين وإنما
* شعراؤنا جهلوا به المستغربا
*
* عابوا التقنع بالحبيب ولو رأى الط
* ائي ما قد حكته لتعصبا
* فقال ابن المنجم
* ذروينا قتلته قلة عقله
* في نصر بيت شائع عن ضفدع
*
* شيء من الشعر الركيك رويته
* لمخنثين معصب ومقنع
* قلت لقد تحامل عليه من هجنه وتعنت من قبحه ولكن هذا من الحسد الذي جبلت عليه الطباع الرديئة لأنه قال تقنعت من القناعة ورشحه بالمعمم فصار من التقنع بالقناع وأشار بقوله الحبيب المعمم إلى قول أبي الطيب
* ولو أن ما بي من حبيب مقنع
* عذرت ولكن من حبيب معمم
*)
وكذلك تعنت شرف الدين علي بن جبارة على ابن سيناء الملك وعلق على شعره مجلدة

137
سماها نظم الدر في نقد الشعر وواخذه في أشياء ما أظنه كان له ذوق يفهم بها مقاصد ابن سيناء الملك ومن ترسلأه ما كتب به إلى القاضي الفاضل يشكو من رمد أصابه
كتب الله لمولانا على نفسه الرحمة وعلى عدوه النقمة وآتاه الخطاب والحكمة وأسبغ عليه كما أسبغ به النعمة وعضد بآزائه الدولة وببقائه الملة واعز بسلطانه الأمة وأدام الله أيامه حتى تطير من آفاقه النعائم وحتى تخلع أطواقها الحمائم وحتى تنزل من منازلها النجوم العواتم وحتى تسقط من كف الثريا الخواتم
* وحتى يؤوب القارظان كلاهما
* وينشر في القتلى كليب لوائل
* خدمته بعد أن حصلت عينه في قبضة الرمد وبعد أن قسا قلبه وطال عليه الأمد وبعد أن تعاقبت فيها الدمعتان دمعة الألم ودمعة الكمد وبعد أن أحجت عليها نار الله المؤصدة وأصبحت منها في عمد ممددة وبعد أن سخر الله عليها الآلام سبع ليال وثمانية أيام وكأنها والله سبع سنين وثمانية أعوام وبعد أن فصد في أسبوع واحد دفعتين وشرب المسهل ثلاث مرات وكاد لأجل السجعة يكذب ويقول مرتين وبعد أن ملأ الدار صراخا وأقلق الجار صياحا وبعد أن كلمه العمى شفاها وخاطبه صراحا وبعد أم مرت بعينه العبرات والعبر وبعد أن قذفت من القذى برماد ورمت من الدموع بشرر وبعد أن استشفى بتراب الربع الذي قال فيه الشاعر
* وربع الذي أهواه يروي شرابه ال
* عطاش ويشفي تربه الأعين الرمدا
* فضحك رمده من هذا الشاعر الكاذب وسخر منه باللحية والشارب وأما الشاعر فلو أبصره ما أبصره بصر المملوك لما قال
* يا شعر في بصري ولا في خده
* هذا السواد فداء أحمر وده
* ولكان يسأل الله أن يقي سواد عينه بأن ينبت في خد معشوقه شوك القنا فضلا عن شوك الورد وأن يطلع كل نبات في كتاب أبي حنيفة على ذلك الخد ولو علم جميل بن معمر مقادر أذى القذى لما دعا على محبوبته في قوله
* رمى الله في عيني بثينة بالقذى
* وفي الغر من أنيابها بالقوادح
* وأما القائل
* ترابهم وحق أبي تراب
* أعز علي من عيني اليمين
*)
فخصمه على كذبه من أقسم به في هذا الشعر ولكنهم جهلوا ما لم يحيطوا بعلمه وتكلم كل شاعر منهم وطرفه مخلص من يد سقمه ووالله لقد ناحت المملوك وهو في شدة المرض وساوسه وخاطبته هواجسه وقالت له لعلك عوقبت بما كنت تدعيه وتكذب فيه على

138
عينك في شعرك ولا سيما في قولك
* ولقد جرت منها الدما
* ء كأنني منها طعين
* وفي قولك
* ويقول دمعك لم يدع بصرا
* أسمعت قط لعاشق ببصر
* وفي قولك
* وإن بكيت فنكب عن مجاورتي
* واحذر وإياك من طوفان أجفاني
* ويعوذ المملوك بالله من فأل الشعر فوحيات مولانا لقد جرت من أجفان المملوك دموع تكون كالطوفان بالنسبة إلى الإنسان ولقد فاضت إلى أن كادت مياهها تغرقه ونيرانها تحرقهولقد شرقت به مما تشرقه ولقد ضاق بها منزله إلى أن قال ما قاله الشاعر
* بكى الناس أطلال الديار وليتني
* وجدت ديارا للدموع السواكب
* ولقد ندب مقلته وبكاها وتوجع لها ورثاها وقال لها ما قاله ذلك المتأخر المحسن
* يا عين والعاشقون قد عشقوا
* ولا كما ضاع جفنك الغرق
*
* تحظى بطيف الكرى والعيون وما
* طيفك إلا الدموع والأرق
* وهي دموع لو تقاسمها العشاق الذين نزحت دموعهم ويبست عيونهم وجفت جفونهم لكانت تكفيهم وتفضل عنهم وتفيض من أيديهم ويقضون بها حقوق الغياب ويروون بها ديار الأحباب ولكان القائل
* وما متعوني بالبكاء عليهم
* ولكن تولوا بالدموع وبالصبر
* قد تمتع بأحد مطلبيه ووجد الأيام قد ردت عليه أحد غائبيه ولو أدركها القائل أرأيت عينا للبكاء تعار لقال المملوك له نعم هذه عين خذها عارية وأقبلها هدية وأما القائل
* أفنيتم دمعي مقيمين
* يا لهفي بما أبكيكم ظاعنين
* فلو وجدها لوجد ما يبكي به عليهم أقاموا أو ظعنوا وأساءوا أو أحسنوا على أنها والله ما هي)
من الدموع التي تنفس من الخناق ولا تخفف عن الآماق ولا يرغب في مثلها العشاق ولا هي كما قيل حزن محلول على الخدين ولا ثقل موضوع عن العين بل دموع تزيد الكرب ولا تزيله وتعقد الهم ولا تحيله وتقتل الأهداب بتدبيقها وتقييد الأجفان بتلثيقها وتغلظ

139
العذاب بغليظها وترقق قلب الحسود برقيقها ولو أطال المملوك وقال ووسع المقال واستنحى الألسنة واستنجدها في وصف ما كان عليه من سوء الحال لقصر وقصر كل لسان وأقام الخبر عنها مقام العيان والجملة الملخصة أن عينه كانت تجر من وجهه بحبل من مسد وتنخس بأسنة الأسل وتجذب بمخالب الأسد ومما جعل الأمر قط على عينه ولا عبر على جفنه ولا مر على طرفه ولا أنست مقلته قط بالوهج الناري ولا تبرحت في الثوب الجلناري ولا قذيت قط إلا بالنظر إلى ثقيل ولا جرت دمعتها إلا على فراق خليل ولا سخنت إلا يوم سفر لمولانا وساعة رحيل ولا رابه بصره قط بعد صحة ولا خانه في لمحة ولا كان يكذبه في الأشياء بعدت عنه أو قربت منه بل ينقلها إليه على ما هي عليه لكن ربما أراه النجوم نهارا والأهله أقمارا وأبدى له خطوط الأحزاز كأنها خطوط الغمر وجلا عليه السهى في قد الشمس لبا قد القمر ولقد كان واثقا الجديد ة نظره الحديد كثقته بالتوحيد يوم الوعيد
* ما أعجب الشيء ترجوه فتحرمه
* قد كنت أحسب أني قد ملأت يدي
* ومن توابع الرمد التي كانت والله تضيق أنفاسه وتصدع رأسه الخرقة السوداء التي كانت كأنها لعنة الله على الكافر وفرار الأطباء إلى غمس الرجلين في الماء الفاتر وكل منهما لا يغني نقيرا ولا فتيلا ولا ينفع كثيرا ولا قليلا ولكنها استراحة من طبه مستراح وسلاح من لا له سلاح وأما اللبن الذي يغسل به العين ووضره وزيبق البيض وزفره والقطنة التي توضع على الجفن لترفعه وهي والله تطمره فنعوذ بالله السميع العليم ولا تسأل عن أصحاب الجحيم وأما العواد فرأى المملوك منهم فنونا وعلق من ألفاظهم عيونا فمنهم من يحضر شامتا ومنهم من قد أنعم الله عليه لو كان صامتا ومنهم من يقول الله يكفيك ويحميك بضم الياء ومنهم من يقول الله يغنيك عن الإعادة والنادرة التي لو سمعها ابن المعتز لسلك سبيلها في البديع ولو رآها الصنوبري لوصفها إذ يظنها زهرة من زهر الربيع قول بعض السابقين في ميدان التخلف والواصلين للدرجة العليا من الكلفة والتكلف وقد رأى عين المملوك والمجلس حافل حاشد وجميع الحاضرين لما قاله ساع وبه شاهد فبهت وشك وأراد الكلام فتقيد لسانه ورام)
الإقدام على النطق فجبن جنانه ثم تشجع فلم يفتح عليه إلا بأن قال يا مولاي هذه العين تزول فقال المملوك زاه زاه ما غلت والله رمدتي بهذه الواحدة ولقد كان يجب أن أسأل الرمد أن يشرفني بالحضور من هذا الرمد وإن تعجبه نورها وضياءها وكيف لا تظمأ وقد أقلعت عنها من بركة قربه أنواؤها وكيف لا تسخن وقد

140
تقلصت عنها ظلالها وفاء أفياؤها وما كانت سلامتها السالفة إلا بنظرها لطلعته الميمونة ولاكتحالها بغبار موكبه الذي السعادة به مقرونة والصحة به مضمونة لا مظنونة وما فرج الله عنه إلا بأدعية مولانا التي تخلصه كل وقت من العقابي والعقبات وتحرسه من بين يديه ومن خلفه بمعقبات وما أذهب عنه غير رمده وكمل له عافية جسده إلا سعيه إلى الدار الكريمة وتقبيل الأرض بين يدي سيدنا الأجل الأشرف أعلى الله قدره وإمرار يده الشريفة على مقلته وجلا ناظره بنور غرته وتهنئته بهذا الشهر الشريف عرف الله مولانا بركة أيامه وأعانه على ما فرض على نفسه من صيامه وقيامه وأراه فيه من البركات ما لا عين رأت ولا أذن سمعت وجعل من نعمة عليه فيه الصحة التي لا طمحت نفس الأمراض إلى زوالها عنه ولا طمعت وألبسه فيه العافية فإنها أشرف لباس ولا نزع عنه سرابيلها فإنها التي تقي الحر وتقي البأس وتقبل الله فيه أدعيته ولو قال وأدعية الخلائق فيه لكان قد خلط الأعلى بالأدون ومزج الأعز بالأهون لأن أدعيته أدام الله أيامه يحملها الروح الأمين وتكتبها ملائكة اليمين وتتعطر بها أفواه المقربين وترد حظيرة القدس فلا يضرب دونها حجاب وتصل إلى جنة عدن فتجدها مفتحة الأبواب ولا يقصد بها الدار الأخرى ولا يبتغي بها الحياة الدنيا ولا يرجو بها إلا أن تقرببه إلى الله زلفى وأدعية الخلائق له فإنما هي لأنفسهم لأن بقاءهم معذوق ببقائه وسلامتهم مرتبطة بسلامة حوبائه وأرزاقهم واصلة إليهم من نعم ويعود إلى تمام حديث رمده وإلى بشارة مولانا بأن شفاعة أدعيته له قد قبلت وأن بركة هذا الشريف قد عادت عليه بعوائد فضل ربه وفكت ناظره من إسار كربه إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم وما سطر خدمته إلا بعد أن زال ألمها وانفش ورمها وخمدت جمرتها وذهبت حمرتها وظهر إنسانها وجفت أجفانها ورقأت دموعها وعاد إليها
هجوعها وكملت بحمد الله صحتها ونقيت بحمد الله صفحتها وقد ذخرها المملوك ليفدي بها مواطىء مولانا إن رضها لفدائه أو أن يهبها لمن يبشره بإيابه ويهنئه بلقائه وجعلها سراجا يهتدي به إلى تسطير مدائح مولانا وتحبيرها وتصنيف سيرة دولته الفاضلية)
وتفسيرها وتاب إلى الله أن ينسب إلى عينه ما يدعيه الشعراء في شعرهم وينحوه الكتاب في نثرهم من أن نومها مفقود وأن هدبها بالنجم معقود وأن جفنها بالسهاد مكحول وأن سوادها بالدمع مغسول وأن ربعها بالقذى مأهول أو أنها رأت الطيف وما كانت رأته أو قرأت ما في وجه الحبيب وما كانت قرأته إلى غير ذلك مما يزخرفونه من زورهم ويطلقون به ألسنتهم لغرورهم فعسى يمحى بهذا الحديث ذاك القديم وسوى ذلك فالحديث الذي يأكل الأحاديث أن الأيام كانت تحس معه في بعض المعاملة وتجامله بعض المجاملة ولا تسقيه

141
كأس الصروف صرفا ولا ترسل إليه من الهموم صنفا إلا كفت عنه صفا ولا تبكي له عينا إلا تضحك له سنا ولا تذيقه خوفا إلا تتبعه أمنا وكان يذمها تارة ويشكرها أخرى وتنسيه مرارة البلوى ما يذوقه من حلاوة النعماء ثم رآها في هذا الوقت قد استحالت معه حالتها وانتقضت عليه عادتها وجاءته بعدد الرمل عربدة والحصى قوقلة والقطر أخلافا متلونة كأنها سهام مرسلة وسقته من تسنيم عينا يشرب بها المقربون من المصائب صرفا بلا مزاج ومدت عليه من ظلالها ليلا يهتدى فيه بشهاب ولا يمشى فيه بسراج وما قنعت له لوالد المملوك التوجه إلى البيت الحرام وجعلته مغرما بالسفر إليه أتم إليه غرام
* ما أنصفتني الحادثات رميتني
* بمفارقين وليس لي قلبان
* وكم رققه المملوك وحنته وأوضح له الغلط الدنيوي وبينه وأعلمه أنه يذيقه اليتم وإن فارق سن الحدوثة وقارب سن الكهل وذكره أن الكرش منثورة والعاملة كثيرة والكلفة كبيرة والذرية الضعيفة التي كان ذلك الشيخ رحمه الله يتقي الله خوفا عليها قد أسندها إليه وصيرها في يديه وتوكل بعد الله فيها عليه وأن الوزر بتضييعها ربما أحبط الأجر وضيعه وعكس الأمل وقطعه وأسهب الأصدقاء في هذا المعنى وأطنبوا وخلجوا بالعذل وأجلبوا فما زاده التسكين إلا نبوة ولا الترقيق إلا قسوة ولا التحنين إلا جفوة ولا العذل إلا تصميما على السفر ولا التفنيد إلا اعتزاما على ركوب الغرر وإن تولوا فقل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهورب العرش العظيم وفي بقاء مولانا أدام الله دولته ووجود جوده ما يغني المملوك عن الآباء قربوا أو بعدوا وراحوا أو قعدوا قسوا أو حنوا وسخوا أو ضنوا لا زال جبابه الكريم كعبة تطوف بها الآمال وكنزا يستغنى منه بالمال إلى أن يستغني به عن المال وله أدام الله أيامه فيما أنهاه علو رأيه وفضل الآية إن شاء الله تعالى وقال)
* ذكرتك واللحي يعاند بالعذل
* فكنت أبا ذر وكان أبا جهل
*
* له شاهدا زور من النهى
* عليك ومن عينك شاهدا عدل
*
* حبيبة هذا القلب من قبل خلقه
* يحبك قلبي قبل خلقك من قبلي
*
* رأيت محيا منك تحت ذوائب
* فأجلست طرفي منك في الشمس والظل
*
* ألا فارفعي ذا الشعر عنه فإنه
* أغار عليه من مداعبة الحجل
*
* إذا نشب الخلخال فيه فإنه
* يعانقه والخل يصبو إلى الخل
*
* عجبت له إذ يطمئن معانقا
* أما أذهل الخلخال خوف بني ذهل
*
* بشوك القنا يحمون شهد رضابها
* ولا بد دون الشهد من إبر النحل
*

142
* تطلع من بدر السماء إلى أخ
* وتنظر من زهر النجوم إلى أهل
*
* لها ناظر يا حيرة الظبي إذ يرى
* به كحلا ناداه يا خجلة الكحل
*
* وأثقلها الحسن الذي قد تكاثرت
* ملاحته حتى تثنت من الثقل
*
* وإني لأبكي وهي تبكي تطربا
* جعلتك من هذا التطرب في حل
*
* إذا استحسنوا في وردة دمعة الحيا
* فما نظروا في خدها دمعة الدل
*
* وإن فمي مغرى بفيها لأنه
* رحيم به أن الفطام أخو الثكل
*
* ووصل تولى أدمج الدهر ذكره
* كما أدمجت في منطق ألف الوصل
*
* تقضى فجسمي في أواخر من ضني
* عليه وعقلي في عقائل من خبل
*
* سأمنع عيني كلما يمنع البكا
* عليه وأسلي القلب عن كل ما يسلي
*
* وأغلق باب العشق عني فإنني
* جهلت إلى أن صار بابا بلا قفل
*
* فبدر الدجى أشهى إلي من الخنا
* وأقبح في عين الكريم من البخل
*
* ومن عرف ألأيام مثلي فإنه
* يعيش بلا حب ويحيا بلا خل
* وقال أيضا
* ليل الحمى بات بدري فيك معتنقي
* وبات بدرك مرميا على الطرق
*
* شتان ما بين بدر صيغ من ذهب
* وذاك بدري وبدر صيغ من بهق
*
* زار الحبيب وبدر التم في كمد
* باد عليه وغصن البان في قلق
*
* يمشي على خد من يهوى وأدمعه
* تهمي فسبحان منجيه من الغرق)
* (وقبل ذا كان طيفا من تكبره
* فإن سرى كان مسراه على الحدق
*
* وبات باللثم تحت الختم مبسمه
* والصدر بالضم تحت القفل والغلق
*
* وعفت طيفي لما جاء سيده
* يا عين عفي طريق الطيف بالأرق
*
* يا عاذلي فيه أما خده فند
* كما تراه وأما ثغره فنقي
*
* وما جفونك تلويها على سهري
* ولا ضلوعك تطويها على حرقي
*
* تريدني خارجيا عن محبته
* أنى وبيعة ذاك الحسن في عنقي
*
* يا صاحب الحسن لا تعجل بفرقتنا
* فما رمقتك إلا آخر الرمق
*
* وساترا لي عينيه بارحته
* ليت الضنى لي مسروقا من السرق
*
* ونكهة لك تحيي نفس ناشقها
* بمسترق من الفردوس مسترق
*

143
* جاء الغرام وهذا الحسن في قرن
* والغيث يهمي ونور الدين في طلق
* وقال
* باتت معانقتي ولكن في الكرى
* أترى درى ذاك الرقيب بما جرى
*
* ونعم درى لما رأى في بردتي
* ردعا وشم من الثياب العنبرا
*
* طيف تخطى الهول حتى يشتري
* بيت الحشا وقد اشترى وقد اجترا
*
* ما زار إلا في نهار جبينه
* فأقول سار ولا أقول له سرى
*
* بأبي وأمي من حلمت بذكرها
* لما انتبهت ومذ رقدت تفسرا
*
* علقتها بيضاء سمراء اللمى
* أسمعت في الدنيا بأبيض أسمرا
*
* ومن العجائب أن ماء رضابها
* حلو ويخرج حين تبسم جوهرا
*
* إني لأعشقها وما أبصرتها
* فالشمس يمنع نورها أن تبصرا
*
* أيروعني في كل وقت نهدها
* فغذا اعتنقنا خفت أن يتكسرا
*
* أشكو إليها رقتي لترق لي
* فتقول تطمع بي وأنت كما ترى
*
* وإذا بكيت دما تقول شمت بي
* يوم النوى فصبغت دمعك أحمرا
*
* من شاء يمنحها الغرام فدونه
* هذي خلائقها بتخيير الشرا
*
* يا من لها من الحس عبلة عبدة
* رقي علي فليس قلبي عنترا
*
* غادرتني والصبر مشدود الوكا
* وغدرت بي والدمع محلول العرا)
* (وجعلت قلبي بالهموم مزملا
* إذ كان طرفك بالفتور مدثرا
*
* وفتحت أبواب السهاد لناظري
* وجعلت ليلي بالهموم مسمرا
*
* فمتى أقول جوانحي بك قد هدت
* ومدامعي رجعت عليك إلى ورا
* وقال
* يا ليلة الوصل بل ليلة العمر
* أحسنت إلا إلى المشتاق في القصر
*
* يا ليت زيد بحكم الوصل فيك له
* ما طول الهجر من أيامه الأخر
*
* أوليت نجمك لم تعقل ركائبه
* أوليت صبحك لم يقدم من السفر
*
* أو ليت لم يصف فيك الشرق من عبس
* فذلك الصفو عندي غاية الكدر
*
* أو ليت كلا من الشرقين ما ابتسما
* أوليت كلا من النسرين لم يطر
*
* أو ليت كنت كما قد قال بعضهم
* ليل الضرير فصبحي غير منتظر
*
* أو ليت حط على الأفلاك قاطبة
* همي عليك فلم تنهض ولم تسر
*

144
* أو ليت فجرك مفتر به رشئي
* أو ليت شمسك ما غارت على قمري
*
* أو ليت قلبي وطرفي تحت ملك يدي
* فزدت فيك سواد القلب والبصر
*
* أو ليت ألقى حبيبي سحر مقلته
* على العشاء فأبقاها بلا سحر
*
* أو ليت كان يفدي من كلقت به
* در النجوم بما في العقد من درر
*
* أو ليت كنت سألتيه مساعدة
* فكان يحبوك بالتكحيل والشعر
*
* أو ليت جملة عمري لو غدا ثمنا
* في البعض منك ومن للعمي بالعور
*
* كأنها حين ولت قمت أجذبها
* فانقد في الشرق عنها الثوب من دبر
*
* لا مرحبا بصباح جاءني بدلا
* من غرة النجم أو من طلعة القمر
*
* زار الحبيب وقد قالت له خدعي
* زره وقال له الواشون لا تزر
*
* فجاء والخطو في ريب وفي عجل
* كقلبه جاء في أمن وفي حذر
*
* كأنه كان من تخفيف خطوته
* يمشي على الجمر أو يسعى على الإبر
*
* وقال إذ قلت ما أحلى تخفره
* تبرج الحسن ف خدي من الخفر
*
* يا أخضر اللون طابت رائحة
* وغبت عنا فما أبقيت للخضر
*
* فقام يكسر أجفانا ملاحتها
* تعزى إلى الحور دع تعزى إلى الحور)
* (وقمت أسأل قلبي عن مسرته
* بما حواه وعندي أكثر الخبر
*
* وبت أحسب أن الطيف ضاجعني
* حتى رجعت أشهى الظن في السهر
*
* أوردت صدري صدرا من معانقة
* وحين أوردت لم أقدر على الصدر
*
* وكان يمنعني ضما ورشف لمى
* ضعف من الخصر أو فرط من الخصر
*
* وكدت أغنى بذاك الريق من فمه
* ومنطق منه عن كأس وعن وتر
*
* وبت أشفق من أنفاسه حذرا
* من أن يعود عشاء الليل كالسحر
*
* ومر يسبق دمعي وهو يلحقه
* كالسيل شيع في مجراه بالمطر
* وقال
* يا قلب ويحك إن ظبيك قد سنح
* قتنح جهدك عن مراتعه تنح
*
* وأردت أعقله ففر من الحشا
* طربا وأحبسه فطار من الفرح
*
* وأتى فظل صريع هذاك اللمى
* عطشا وعاد قتيل هاتيك الملح
*
* جنح الغزال إلى قتال جوانحي
* فغدوت أجنح منه لما أن جنح
*
* ومن العجائب أنه لما رمى
* بسهامه قتل الفؤاد وما جرح
*
* ولمى صقيل من مراشف أهيف
* لو شئت أمسحه بلثمى لا نمسح
*

145
* كالليل إلا أنه لما دجا
* والمسك إلا أنه لما نفح
*
* قبلته وقبلت أمر صبابتي
* ونصحت نفسي في قطيعة من نصح
*
* ورشفت ريقته على رغم الطلا
* من كأس مرشفه على رغم القدح
*
* ورقيقة الخصرين كل منهما
* بسقامه لا بالوشاح قد اتشح
*
* في لحظها السحر الحلال قد استحى
* وبخدها الورد الجني قد انفتح
*
* عضت أناملها علي تدللا
* فأرت رضيع الطلع مع طفل البلح
*
* ثغر يريك الأحوان به شفى
* وقت الظهيرة أو يريك به قلح
*
* لي سبحة من جوهر في ثغرها
* ففضلت سائر من يسبح بالسبح
*
* لم لا تصالح قبلتي يا خدها
* والماء فيك مع اللهيب قد اصطلح
*
* كم يعذلون ولست أسمع منهم
* فأنا وهم مثل ألأصم مع الأبح
*
* ليس العذول عليك إنسانا هذى
* إن العذول عليك كلب قد نبح)
* (ولقد سألت القلب بعض تصبر
* يسخو علي به فشح وما رشح
*
* لم تعده بالبخل إذ سكنت به
* فلطالما سمحت وقلبي ما سمح
*
* بعدت علي فضاق صدري بعدها
* وذكرت عود أبي علي فانشرح
* وقال في مليح مرض
* حكيت جسمي نحولا
* فهل تعشقت حسنك
*
* وكان جفنك مضنى
* فصرت كلك جفنك
*
* وزادك السقم حسنا
* والله إنك إنك
* وقال في بادهنج
* وبادهنج علا بناء
* لكنه قد هوى هواء
*
* دام عليل النسيم فيه
* كأنه يطلب الدواء
* وقال
* بدت لي ثوب كوجهي أصفر
* علته بمنديل كقلبي أسود
*
* فأبصر منها الطرف مردود عسجد
* على طرف منه بقية إثمد
* وقال يذم خالا
* يا من غدت تختال من خالها
* وخالها يقضي بتهجينها
*
* كإنما خدك تفاحة
* وخالها نقطة تعيينها
*

146
وقال
* لا تلومي العذال من أجل عذلي
* وابسطي عذرهم جميعا وعذري
*
* أنا والله أقتضي منهم العذ
* ل لعلمي بأنه فيك يغري
* وقال
* عروسكم يا أيها الشرب طالق
* وإن فتنت من حسنها كل مجتل
*
* دفعت لها عقلي ومالي معجلا
* فقال وجنات النعيم مؤجلي
* وقال
* إنه مال وملا
* وأتى الطيف وسلا
*
* عاطلا حتى لقد عا
* د من اللثم محلى)
* (كنت تقبيلي الطي
* ف كمن قبل ظلا
* وقال
* رغبت في الجنة لما بدا
* أنموذج الجنة من شكله
*
* فصرت من حرصي على سبهه
* في البعث لا ألوي على وصله
*
* فانظر إلى ما جره حسنه
* من توبة تقبح عن مثله
* وقال
* أهواه كالظبي في حسن وفي غيد
* لا بل هو الليث في بأس وفي جلد
*
* فلو تراه وكأس الراح في فمه
* أبصرت كيف تحل الشمس في الأسد
* وقال
* علمت شيئا ما زال خير عمل
* ونلت أمرا ما زال ملء أمل
*
* قبلت خصرا لمن أحب فما
* دار عليه سوى ثلاث قبل
* وقال
* يا عاطل الجيد إلا من محاسنه
* طلت فيك الحشا إلا من الحزن
*
* في سلك جسمي در الدمع منتظم
* فهل لجيدك من عقد بلا ثمن
*
* لا تخش مني فإني كالنسيم ضني
* وما النسيم بمخشي على الغصن
* وقال
* أخذت فؤادي حين سرت ولم أكن
* أسر إذا ما غبت عني بقربه
*
* وما أدعي أنى ذكرتك ساعة
* وهل يذكر الإنسان إلا بقلبه
*

147
وقال
* ونون صدغ زادني جنة
* وربما يعذر فيه الجنون
*
* أقبل النونات من أجله
* حتى لقد قبلت نون المنون
* وقال
* يا ساقي الراح بل يا ساقي الفرح
* ويا نديمي بل يا كل مقترحي
*
* لا تخش في ليل لهوي من تقاصره
* أما تراني شربت الصبح في قدحي
* وقال)
* إن من خصه الفؤا
* د بإخلاص وده
*
* ضل في ظل هدبه
* خاله فوق خده
* وقال
* زهدني في خلتك
* زهادتي في قبلتك
*
* لأن شعر لحيتك
* طحلب ماء وجنتك
* وقال
* أحبتي هل عندكم أنني
* علقتها ما جنة علقه
*
* أثر تقبيلي فيخدها طابع
* حسن لم يكن خلقه
* وقال
* تطلبت من ثغره قبلتة
* فضن علي بذاك الشنب
*
* وقال ألا دونه وجنتي
* فصان اللجين وأعطى الذهب
* وقال
* عانقته حتى ظننت بأنني
* في مضجعي فرد بغير قرين
*
* ولقد ظننت بأن من ضمي له
* كان انحناء ضلوعه وضلوعي
* وقال
* ألا ليلة الصد لا تقصري
* ويا ليلة لبصبح لا تطلعي
*
* فإني لبست سواد الدجى
* حدادا على ربة البرقع
*
* ولو كنت مفتقرا للصباح
* لغرقت ليلي في مدمعي
* وقال
* ولما أن نزلت عليك ضيفا
* ولم أر من قرى غير القراع
*

148
* كسرت الجفن حين أردت قتلي
* وكسر الجفن من فعل الشجاع
* وقال
* ولما مررت بدار الحبيب
* وقد خاب في ساكنيها ظنوني
*
* حططت هموم جفوني بها
* لأن الدموع هموم الجفون
* وقال)
* لا غرو لما غاب شمس الضحى
* أن أطلع الجفن دموعي نجوم
*
* غلطت ما الدمع نجوم به
* لكنه در بحار الهموم
* وقال
* إن قلت ما أحسنه شاذيا
* فإنما قصدي ما أخشنه
*
* يظل أيري ضائعا في استه
* كأنه المغزل في الروزنه
* وقال
* يا هذه لا تستحي مني
* قد انكشف المغطى
*
* إن كان كسك قد تثاءب
* إن أيري قد تمتطى
* وقال
* يا باسما أبدى ثغره
* عقدا ولكن كله جوهر
*
* قال لي اللاحي ألم تستمع
* فقلت يا لاحي أما تبصر
* وقال
* لقد شيبتني في الزمان خطوبه
* ولا عجب أن شاب من شأنه الخطب
*
* ونور شيب في عذار معذبي
* ولا عجب أن نور الغصن الرطب
* وقال
* قالوا لقد شاب الحبي
* ب وشاب فيه كل عزم
*
* فأجبت من شرهي علي
* ه أذوقه في كل طعم
* وقال
* شادن لا أرى سواه وهيها
* ت وحوشيت أن أريد سواه
*
* إن لي ناظرا به مستهاما
* يشتهي أن يراه وهو يراه
* وقال
* يا بابي من ذكره في الحشا
* ضيفي وذكريفي الحشا ضيفه
*

149
* لا تحسبوني ناعسا إنما
* سجدت لما مر بي طيفه
* وقال في الجلنار
* وجلنار على غصون
* وكل غصن بهن مائس)
* (يحكي الشراريب وهي خضر
* وهو بأطرافها كبائس
* وقال
* وليلة وصل خلتها ليلة القدر
* تنعم فيها القلب بالشمس لا البدر
*
* وما زلت حتى فرق الصبح بيننا
* فكان زوال الشمس للصبح لا الظهر
* وقال
* أحل الخمر بعدكم
* لأشرب غير مكترث
*
* فنار القلب بعدكم
* تصيرها على الثلث
* وقال
* رأيت العاشقين ولست منهم
* وآخرهم شقاء لا سعاده
*
* وعشاق العثلوق إلى بغاء
* وعشاق القحاب إلى قياده
* وقال
* ألا إن شراب المدام هم الناس
* وغيرهم فيهم جنون ووسواس
*
* فيا ليت أني مثل كسرى مصور
* فليس يزال الدهر في فمه كأس
* وقال
* إن عشق الاحراج للقلب جرحة
* ليس فيه ملح ولا هو ملحه
*
* آي كس يكون في ضيق حجر
* واسع أو يكون في قدر فقحه
* وقال
* ورب علق قال لي مرة
* يا هاجري ظلما ولم أهجر
*
* معتز لي صرت فقلت اتئد
* واعتب على مبعدك الأشعري
* وقال
* في خرقها ألف خرقه
* وشقها ألف شقه
*
* وألف ألف كساء
* فيه وما سد خرقه
*
* أدخلت أيري فيها
* فضاع بين الأزقه
* وحار إذ ارشدته إلى الطريق بزعقه

150
* وتلك ضرطة است
* تدعى مجازا بحبقه)
* (فانسل منها برعب
* وقد طيلسته بخرقه
*
* مع بردها ظل أيري
* بين إلتهاب وحرقه
*
* مما تحشت بثوم
* وزنجبيل ودقه
*
* مما تغنيت منها
* لي بصقة بعد بصقه
*
* كم بهرة لي منها
* والست مع ذاك حرقه
* ومن موشحاته يريك إذ تلفت طرف شادن سقيما وعما عنه تبتسم المعادن نظيما
* يراه الله من حسن وطيب
* حبيب كل ما فيه حبيبي
*
* أعاد شبيبتي بعد المشيب
* وأمسى مسقمي وغدا طبيبي
* وخيم في ضمير القلب ساكن مقيما ولم تزل القلوب له موطن قديما
* جفتني كل لايمة ولايم
* عليه لأن عذري فيه قايم
*
* ويوم ممايس العطفين ناعم
* نعمت به وأنف الدهر راغم
* بغصن أجتنى منه ولكن نعيما ويحييني بهاتيك المحاسن نديما
* يذكرني المدام فأشتهيها
* واشربها فتشكرني بديها
*
* كأن حبيب قلبي كان فيها
* تجعلني رشيدا لا سفيها
* تحرك من شايلي السواكن كريما وتحيي من مسراتي الدفائن رميما
* يطوف بها علي أغن أحوى
* يراه الصب عطشانا فيروى
*
* ومن جحد الهوى كبرا وزهوا
* فإني والهوى قسما لأهوى
* غزالا فاتر الأجفان فاتن وسيما عليه رونق للحسن باين وسيما
* يجرد طرفه وهو المشيح
* سكاكينا تبيح وتسبيح
*
* لها في كل جارية جروح
* فكم جرحت وأنشده الجريح
* أيا من لم تدع منه السكائن سليما متى تغدو بعشاق مساكن رحيما ومن ذلك الراح في الزجاجة أعارها خد النديم حمرة الورد واستوهبت نسيمه فهيجت نشر العبير مع شذا الند)

151
* يا همت بالحميا
* إلا وقد سقتني
*
* مليحة المحيا
* مليحة التثني
*
* والحسن قد تهيا
* فيها بلا تأن
* أذكى بها سراجهرأيت في الليل البهيمشعلة الزند لو أنها عليمة تاهت على البدر المنيروهو في السعد
* إن التي ألام
* فيها على غرامي
*
* لقدها قوام
* كالغصن في القوام
*
* لثغرها نظام
* كالعقد في النظام
* لريقها مجاجة كالمسك في طيب الشميمجنى الشهد وعينها السقيمة وسنانة من الفتورلا من السهد
* تزيد في بلائي
* والنفس تشتهيها
*
* ولا أرى دوائي
* إلا بريق فيها
*
* قالت لأصدقائي
* وقد ضنيت فيها
* أحمى الهوى مزاجهدعوه من طب الحكيمفالدوا عندي محبوبتي حكيمهتطفي برمان الصدورحرقة الوجد
* كم في الأنام مثلي
* شفاؤه دواها
*
* وكم تريد قتلي
* ولم أرد سواها
*
* وقال لايم لي
* لججت في هواها
* طابت لي اللجاجة وقلت للأسقام دوميما أنا وحدي ذو مهجة سقيمة في القرب من ظبي غريروهو في البعد
* قلبي لها يتوق
* وقلبها يقول
*
* هيهات لا طريق
* هيهات لا وصول
*
* فقلت والمشوق
* يقنعه القليل
* أفض لي فرد حاجهيا ست بوسه في الفميموأخرى في الخد والحاجة العظيمهأن نطلعوا فوق السريرونضع يدي)
ومن ذلك
* مقامنا كريم وغيره لئيم
* مدامة وريم والسعد نديم
*
* لا عشت يا رقيبي
* ذا العيش
*

152
* وغادة مختالة كأنها الغزالة
* وملؤها ملالة وعينها النبالة
*
* تجيء للكئيب
* في حبيش
*
* قامتها كالصعدة وريقها كالشهدة
* وخدها كالوردة إن الحرير عنده
*
* في المطرف القشيب
* كالخيش
*
* لا تصغ للمحال واعشق ولا تبالي
* واشرب من الجريال فالرشد في الضلال
*
* والعقل للبيب
* في الطيش
*
* عانقني خليلي حتى ارتوى غليلي
* وقلت للعذول لما أتى فضولي
*
* عانقت أنا حبيبي
* وأنت أيش
*
3 (سديد الدين الكاتب المصري))
هبة الله بن حاتم بن عبد الجليل بن عبد الجبار بن حسن سديد الدين أبو القاسم الأنصاري المصري الكاتب الأديب ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة وسمع من أشياخ عصره وتقلب في الخدم الديوانية وتوفي سنة خمسين وستمائة
3 (عميد الرؤساء الحلي وجه الدويبة))
هبة الله بن حامد بن أحمد بن أيوب بن علي بن أيوب أبو منصور عميد الرؤساء اللغوي من الحلة المزيدية كان أديبا فاضلا نحويا لغويا شاعرا تصدر ببلده وعنه أخذ أهلها قرأ هو على ابن العصار وأبي العز بن الخراساني وأول ما قرأ على خزيمة بن محمد بن خزيمة وورد إلى بغداد وتوفي سنة عشر وستمائة وفيه يقول الحسين بن البغيديدي يهجوه وكان يعرف بوجه الدويبة وينسب إلى التطفل
* ليت شعري وجه الدويبة
* صخر ليس يندى من فعله أم ساج
*
* ما كفى الناس ما بهم منه حتى
* صار يغشاهم ومعه السراج
*
* وطعام على طعام عليه
* عند بقراط لا يصح المزاج
*
* يا عميدا وموضع الميم نون
* لا تخلط يعرض لك الانفلاج)
* (كن خفيف الغدا وإلا تأذي
* ت بداء يطول فيه العلاج
*
* قد تفردت بالفعال الذي
* للكلب من فعله القبيح انزعاج
*
* خارجا داخلا إلى ذا وعن ذا
* والطفيلي داخل خراج
*
* وإذا زرت لا تزر بجنيب
* لا يصح الطاعون والحجاج
*

153
وسمع المقامات من ابن النقور ورواها عنه ومن شعره يرثي زوجته
* لم تذهبي فأقول الذاهب امرأة
* وإنما ذهب المعروف والكرم
*
* بي مثل ما بك إلا أن ذاك بلى
* مغير وجهك الحالي وذا سقم
* ورثاه تلميذه الشريف فخار بن معد العلوي
* أودى ابن أيوب وغادر جذوة
* في الصدر مني ماتني تتلهب
*
* قد قلت للناعي غادة نعاه لي
* مات المبرد والخليل وثعلب
*
3 (اللالكائي الشافعي))
هبة الله بن الحسن بن منصور الحافظ أبو القاسم الرازي الطبري الأصل المعروف باللالكائي الفقيه الشافعي نزيل بغداد تفقه على الشيخ أبي حامد وسمع من جماعة قال الخطيب كان يفهم ويحفظ صنف كتابا في السنة وكتاب رجال الصحيحين وكتابا في السنن وعاجلته المنية فمات بالدينور في شهر رمضان سنة ثمان عشرة أربعمائة قال علي بن الحسين بن جد العكبري رأيت هبة الله الطبري في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي قلت بماذا قال كلمة خفية بالسنة
3 (الأشقر المقرئ))
هبة الله بن الحسن بن أحمد بن أبي المعالي أبو القاسم الخياط المقرئ المعروف بالأشقر من ساكني دار الخلافة ببغداد من القراء المشهرين بالإجادة وحسن الأداء ومعرفة وجوه القراءات بالروايات ويفهم طرفا حسنا من النحو قرأ بالروايات على محمد بن خالد الرزاز الضرير وعلى عبد الله بن عبد الله الجوهري وعرفة بن علي البقلي والنحو على الأسعد بن نصر العبرني وسمع من مسعود بن علي بن النادر وعمر بن أبي بكر بن التبان وغيرهما وقرأ عليه جماعة وكان يصلي إماما بالإمام الظاهر وتجهر على مذهب الشافعي وتوفي سنة أربع وثلاثين وستمائة))
3 (الجرذ الكاتب))
هبة الله بن الحسن بن محمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن الحسن المطلب أبو المعالي الملقب بالجرذ من بيت الوزارة والتقدم كان أديبا فاضلا شاعرا يكتب خطا حسنا ونسخ بخطه الكثير للناس توريقا وكان ظريفا لطيفا وجمع في

154
الهزل مجاميع مطبوعة وأسن وعجز عن الحركة وتوفي سنة ست وتسعين وخمسمائة ومن شعره
* قديت من في وجهها سنة
* أشهى إلى قلبي من الفرض
*
* تنسى عهودا سلفت بيننا
* كأنما قد أكلت قرصي
* أشار إلى أن أكل الطعام الذي أكل منه الفأر يروث النسيان فيما يزعمه أصحاب التجارب وحسن هذا لأن اسمه الجرذ ومنه
* ألا قبح الله هذي الوجوه
* وبد لنا غيرها أوجها
*
* فلا أفقها مؤذن بالندى
* ولا بالعلى مؤذن أوجها
* ومنه قوله في ابن دينار كاتب الوزير وكان أحاله عليه فمطله
* مولاي في منركم كاتب
* يزيد في ظلمي غفراطا
*
* مضيع للمال لكنه
* أضحى على شؤمي محتاطا
*
* ظن أباه من عطاياك
* لي فليس يعطيني قيراطا
* ومنه في ذم الغيم
* ما أقبح الغيم ولو أنه
* يمطرنا درا وياقوتا
*
* فكيف والآفاق مغبرة
* شوهاء لا ماء ولا قوتا
* ومنه
* نفض التراب عقوق عن مناكبنا
* لأنه نسب الآباء في القدم
*
3 (أبو القاسم السكاكيني))
هبة الله بن الحسن بن المظفر بن الحسن بن السبط أبو القاسم الهمذاني البغدادين من أولاد المحثين حدث هو وأبوه وجده أسمعه والده في صباه تبكيرا وعمر حتى حدث بالكثير وانفرد بأكثر مسموعاته وانتشرت الرواية عنه وكان شيخا ذكيا فهما متأدبا حفظة للحكايات والأشعار والنوادر وكان في شبابه يعمل السكاكين وآلات الكتابة صناعة بديعة عمل)
شطرنجا كاملا من عاج وآبنوس وزنه حبتان وأرزة وكان ينقله بشفت الصائغ لأن الأنامل تعجز عن نقله وكان مثل الخردل وأشكاله ظاهرة وأهداد لبنفشا مولاة المستضيء بالله ثم كبر وافتقر فساءت حاله وصار قذرا وسخا لا يستنزه عن النجاسات قال محب الدين بن النجار ولم يكن في دينه بذاك وكان عسرا في التحديب

155
سمع أباه وأحمد بن عبد الله بن رضوان وأحمد بن عبد الله بن كادش وهبة الله بن محمد بن الحصين ومحمد بن محمد بن الحسين بن الفراء وغيرهم وتوفي سنة ثلاث عشرة وخمسمائة
3 (الصائن ابن عساكر الشافعي))
هبة الله بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي بن عساكر أخو الحافظ بن عساكر أبي القاسم وكان الأكبر وكان يعرف بالصائن حفظ القرى ن في صباه وقرأه بروايات على أبي الوحش سبيع بن قيراط وأبي العباس أحمد بن محمد بن خلف بن محرز الأندلسي وسمع من الشريف أبي القاسم علي بن إبراهيم بن العباس العلوي وأبي طاهر بن الحنائي وأب الفرج غيث بن علي الصوري وغيرهم وقرأ الفقه على أبي الحسن علي بن المسلم ونصر الله بن محمد المصيصي وقدم بغداد سنة عشر وخمسمائة وعلق درس الخلاف على أسعد الميهني وقرأ أصول الفقه على أبي الفتح بن برهان وأصول الدين على أبي عبد الله القيسراني وسمع هناك على أشياخ
العصر وسمع بالكوفة ومكة بعد ما حج ورجع إلى بغداد ثم عاد إلى دمشق وصار معيدا لشيخه علي بن المسلم بالمدرسة الأمينية ثم إنه درس بالغزالية بالجامع الأموي وأفتى وحدث واعتنى بعلوم القرآن والنحو واللغة وحصل النسخ وتوريقا وشراء وكان فاضلا ظريفا مطبوعا كيسا عشيرا حريصا على طلب العلم وكتبه مبذولة للمسفيدين والغرباء ولم يزل يكتب ويصحح إلى أن مات رحمه الله تعالى
3 (ابن الدوامي))
هبة الله بن الحسن بن الدوامي أبو المعالي أحد الأعيان ولي حاجب الحجاب لديوان الخلافة ببغداد في صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة وعزل في خامس عشر صفر سنة ستمائة ثم ولي النظر بديوان الزمام في خامس عشر صفر سنة اثنتي عشرة وعزل في تاسع رجب سنة أربع عشرة وسمع الكثير في صباه من تجني الوهبانية وسمع كثيرا من كتب الأدب ودواوين الشعر من القاضي أحمد بن علي بن هبة الله بن المأمون وكان صدوقا كثير الصلاة والصيام)
والصدقة والمحبة لأهل الخير وداره مجمع أهل الفضل وتوفي سنة خمس وأربعين وستمائة
3 (أبو نصر الكاتب ابن الموصلايا))
هبة الله بن الحسن أبو نصر تاج الرؤساء الكاتب ابن أخت أبي سعد بن الحسن بن الموصلايا الكرخي كان نصرانيا فأسلم مع خاله في أيام الإمام المقتدي سنة أربع وثمانين وأربعمائة وحسن إسلامه وكان كاتبا جليلا

156
بليغا له معرفة بالأدب ويكتب جيدا وكان ينظم ويترسل وله عقل راجح وله كتابة الإنشاء بعد موت خاله سنة سبع وتسعين وأربعمائة وناب في الوزارة أسبوعا واحدا وتوفي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ودفن في تربة الشيخ أبي إسحاق الشيرازي في باب ابرز وكان لم يكتب كتابا بمسودة ومن شعره لغز
* ومنكوح إذا ملكته كف
* وليس يكون في هذا مرا
*
* له عين تخللها ضياء
* فإن كحلت فبالكحل العماء
*
* تظل طليعة للوصل صونا
* وللحامي بزورته احتماء
*
* فقد أوضحته وأنبت عنه
* ففسره فقد برح الخفاء
*
3 (أبو الحسن الحاجب))
هبة الله بن الحسن أبو الحسين الحاجب ذكره كمال الدين ابن الأنباري في كتاب النحويين ومات فجأة سنة ثمان وعشرين وأربعمائة وكان من أفاضل الشعراء ومن شعره
* يا ليلة سلك الزما
* ن بطيبها في كل مسلك
*
* إذ أرتقي ردف المس
* رة مدركا ما ليس يدرك
*
* والبدر قد فضح الظلا
* م فستره فيه مهتك
*
* وكأنما زهر النجو
* م بلمعها شعل تحرك
*
* والغيم أحيانا يمو
* ج كأنه ثوب مفرك
*
* وكأن تجعيد الريا
* ح بدجلة ثوب ممسك
*
* وكأن نشر المسك ين
* فح في النسيم إذا تحرك
*
* وكأنما المنثور مص
* فر الندى ذهب مشبك
*
* والروض نفسي أن أقو
* م بشرطها والشرط أملك
*
* حتى تولى الليل من
* هزما وجاء الصبح يضحك)
* (واها لنا لو أننا
* في ظل طيب العيش نترك
*
* والمرء يحسب عمره
* فإذا أتاه الشيب فذلك
*
3 (ابن العلاف الشيرازي))
هبة الله بن الحسن بن محمد بن الفضل بن إسماعيل

157
بن يونس بن المشمعل بن عبد الله بن الأسود يبنتهي إلى بكر بن وائل أبو بكر بن العلاف الأديب النحوي من أهل شيزار سمع حماد بن مدرك وإبراهيم بن حميد وأحمد بن الأعز ومحمد بن جعفر وأبا عبد الله محمد بن أحمد بن محمد الفارسي وطبقتهم وسمع منه الحاكم وتوفي بشيزار في شهر رمضان سنة سبع وسبعين وثلاثمائة وهو ابن نيف وتسعين سنة وذكره الثعالبي وكان يمثل بابن فارس وابن خالويه ومن شعره
* يا خرب القلب عامر البدن
* نمت وغرتك صحة البدن
*
* لقد تراخيت عن فلاحك ما
* أرخت لك الحادثات في الرسن
*
* لا إن تقصرت في القبيح ولا
* محوت بعض القبيح بالحسن
*
* تفطن الذر في المعاش ولا
* تصلح أمر العباد بالفطن
*
3 (ابن المؤذي))
هبة الله بن السين بن تغلب علي بن آدم الأسدي الواسطي التاجر أبو محمد وقيل أبو القاسم كان أبوه ينبز بالمؤذي فقلعت عينه في الشر فقال أنا المؤذي وكان ابنه هذا لا يكتب إلا ابن المؤذا بالألف قال الشعر بعد ثلاثين سنة وسلك طريق ابن الحجاج في المجون طوف البلاد ما بين العراق وأذربيجان وديار مصر وحكى عن أبي محمد الحريري صاحب المقامات وروى عن أبي الحسن بن أبي الصقر الواسطي شيئا من شعره وروى عنه أحمد بن علي بن المعبى البصري وأبو طاهر السلفي وأبو القاسم ابن عساكر ومن شعره
* قالوا تسل وخل عنه
* فقد تلقاك بالصدود
*
* فقلت لا حلت عن هواه
* ومقتضى الود والعهود
*
* عسى زمان الوصال يأتي
* فيبذل النحس بالسعود
* ومنه
* يا مبلسي ثوب الضنى
* ومجرعي غصص التجني)
* (ما التذ قلبي بالوصا
* ل كما اشتفى الهجران مني
* ومنه
* سواء صد أو وصلا
* أخالف فيه من عذلا
*
* وأغضي فيه مجتهدا
* وأرضى بالذي فعلا
*
* ومن صحت محبته
* وحمل معظما حملا
*

158
* وداري فوق طاقته
* أذى المحبوب واحتملا
* قلت شعر متوسط على ما فيه
3 (الوزير كمال الملك))
هبة الله بن الحسين بن علي بن عبد الرحيم أبو المعالي كمال الملك الوزير أخو الوزير عميد الملك أبي سعد محمد كان كاتبا سديدا عارفا بأحوال الجند وسياستهم ولي الوزارة للملك جلال الدولة اتبي طاهر بن أبي نصر بن عضد الدولة بن بويه مرتين الأخيرة منهما سبع سنين ثم ولي الوزارة للملك أبي كاليجار بن أبي شجاع بن أبي نصر بن عضد الدولة ثم لابنه أبي نصر وقام بالبيعة له وفتح له البلاد إلى شيزار وحصل له أموالا عظيمة وجرى على يده تخليط عظيم وفشت المصادرات في أيامه وكان يميل إلى الدين والخير فلما حصل بالأهواز تغيرت أخلاقه إلى الشر والأذى وهلك في الوقعة بين صاحبه الملك أبي نصر وأخيه أبي منصور بن أبي كاليجار بالأهواز سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وعمره ثلاث وخمسون سنة قال أبو القاسم بن مرشد فراش الملك أبي كاليجار وصلت إلى الطيب بعد الهزيمة ونزلت ونزلت المشهد هناك فحدثني إمام الموضع أنه رأى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في المنام وكان الناس حوله فسلمت عليه وقلت ما صنع أبو المعالي ابن عبد الرحيم فرفع رأسه إلي
وقطب في وجهي وقرأ مما خطاياهم أغرقوا فأدخلوا نارا فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا قال فعجبت من الرؤيا ولم نكن علمنا بهلاكه ثم انتشر الخبر وظهر أنه عبر يوم الهزيمة يروم المخاض فغاص في الصندوق بدجلة الأهواز فهلك هناك وامتدحه الشريف المرتضى بقصيدتين وجهزهما إليه وأول الواحدة منهما
* لم يبق لي بعد المشيب تصابي
* ذهب الشباب وبعده اطرابي
*
* فاليوم لا أرجو وصال خريدة
* عندي ولا أضخشى صدود كعاب
*)
منها
* عج بالوزير أبي المعالي أينقي
* واجعل إليه معقلي وغيابي
*
* لي من ودادك واصطفائك رتبة
* حسب أتيه به على الأحساب
*
* وأنا الذي لك بالولاء مواصل
* فاغفر لذاك زيارة الأعتاب
*
* أما بنو عبد الرحيم فإنهم
* حد الرجاء وغاية الطلاب
*
* ما فيهم إلا النجيب وإنه
* البيت الملئ بكثرة الأنجاب
*

159
فلما أنشدت للوزير وبلغ عج بالوزير قام الوزير قائما وقال هذا بعض حق الشريف المرتضى
3 (البديع الأسطرلابي))
هبة الله بن الحسين بن يوسف أبو القاسم البديع الأسطرلابي كان وحيد عصره وفريد دهره في معرفة الهيئة والهندسة وصنعة الآلات الفلكية كالاسطرلاب والكرة والرخامة والطرجهارة ومعرفة الرصد وتجزية أوقات الليل والنهار وساعاتهما وعمل طلاسم للملوك والسلاطين فأبدع فيها وأعجبتهم وحصل بذلك أموالا طائلة وتوفي سنة أربع وثلاثين وخمسمائة وله شعر رائق وأدب غزير واختار شعر ابن حجاج وبوبه مائة واحد وأربعين بابا وقفاه وسماه درة التاج من شعر ابن حجاج وكان ظريفا في جميع حركاته ومن شعره
* كن في زمانك مودودا لو اعترضت
* له شكاة بكاه من يعاديه
*
* ولا تكن مقتا لوجب غاربه
* لكان أكبر مسرور مصافيه
* ومنه
* ولما بدا خط بخد معذبي
* كظلمة ليل في بياض نهار
*
* تهتك ستري في هواه ولم أزل
* خليع عذار في جديد عذار
* ومنه
* قيل لي قد عشقته أمرد الخ
* د وقد قيل إنه نكريش
*
* قلت فرخ الطاؤوس أحسن ماكا
* ن إذا ما علا عليه الريش
* ومنه
* جدر ثم التحى حبيبي
* فماج في عشقه خصومي)
* (وأرجفوا بالسلو عني
* وشنعوا عنده لشومي
*
* وكيف أسلو وقد رماني
* خداه بالمقعد المقيم
*
* وفروز الورد بالغوالي
* ونقط البدر بالنجوم
* ومنه
* لنا صاحب يهوى محل فنائه
* ولا يهتدي ضيف محل فنائه
*
* نزلت عليه مرة فأضافني
* ولكن إلى الأقصين من بعدائه
*

160
ومنه
* متيقظ فإذا استضي
* ف به بصير من النيام
*
* وتراه في عدد الطغا
* م إذا رأى مضغ الطعام
*
* تبدو مصائبه العظا
* م أو ان تجريد العظام
* ومنه
* إن لي في هوى ذوي العذر عذرا
* كلما أعتم الملام تبلج
*
* كان قتلي ورد الخدود قد صا
* ر بلائي ورد عليه بنفسج
* ومنه
* صبها صرفا فلما
* قابلت ضوء السراج
*
* ظنها في الكأس نارا
* فطفاها بالمزاج
* ومنه
* أهدي لمجلسه الكريم لا وإنما
* أهدي له ما حاز من نعائه
*
* كالبحر يمطره وما له
* فضل عليه لأنه من مائه
*
3 (ابن الكاتبة الأقرع))
هبة الله بن حمزة بن عمر بن علي بن الحسن بن عبد العزيز بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس أبو الجوائز العباسي بن فاطمة الكاتبة بنت الأقرع سمع أبا طالب محمد بن محمد بن إبراهيم بن غيلان البزاز وحدث باليسير وروى عنه السقطي في معجمه حديثا وتوفي ثاني عشر صفر سنة أربع وتسعين وأربعمائة
3 (ابن شبيبا المقرئ))
)
هبة الله بن رمضان بن أبي العلاء بن شبيبا بالشين المعجمة المضمومة وبين البائين الموحدين من تحت ياء آخر الحروف وفي آخره ألف أبو القاسم الهيتي المقرئ كان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله حسن التلاوة ختم عليه جماعة قرأ بالروايات على البارع أبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس وعلى أبي محمد عبد الله بن علي بن أحمد سبط أبي منصور الخياط وسمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وإسماعيل بن أحمد بن السمرقندي وأبي غالب محمد بن الحسن الماوردي وغيرهم وتوفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة

161
3 (ابن جميع الطبيب))
هبة الله بن زين بن حسن بن إفرائيم بن يعقوب بن إسماعيل ابن جميع الشيخ الموفق شمس الرياسة أبو العشائر الإسرائيلي الطبيب المشهور المذكور كان مفننا في العلوم جيد المعرفة كثير الاجتهاد في الطب حسن المعالجة جيد التصنيف قرأ على الشيخ الموفق أبي نصر عدنان العين زربى ولازمه مدة وولد ابن جميع ونشأ بمصر وكان له نظر في العربية وتحقيق الألفاظ اللغوية لا يقرئ في الطب إلا وكتاب الصحاح للجوهري عنده حاضر إذا مرت كلمة لم يعرفها حققها منه وخدم الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب وحظي في أيامه وكان رفيع المنزلة عنده يعتمد عليه في الطب كان يوما جالسا في دكانه بالفسطاط ومرت عليه جنازة فنظر إليها وصاح يا أهل الميت صاحبكم لم يمت وإن دفنتموه دفنتموه حيا وأمرهم بالمصير به إلى البيت ونزع أكفانه وحمله إلى الحمام وسكب عليه الماء الحار وأحمى بدنه ونطله بنطول وعطشه وتمم علاجه إلى أن أفاق وعوفى وكان ذلك مبدأ اشتهاره وتوفي ومن تصانيفه كتاب الإرشاد لمصالح الأنفس والأجساد أربع مقالات كتاب التصريح بالمكنون في تنقيح القانون رسالة في طبع الإسكندرية وأحوالها رسالة إلى القاضي المكين أبي القاسم علي بن الحسين فيما يعتمده حيث لا يجد طبيبا مقالة في الليمون وشرابه ومنافعه مقالة في الرواند ومنافعه مقال في الحدبة أظنه عملها للقاضي الفاضل رساله في علاج القولنج سماها الرسالة السيفية في الأدوية وفي ابن جميع يقول الموفق بن شوعة الطبيب يهجوه
* يا أيها المدعي طبا وهندسة
* أوضحت يا ابن جميع واضح الزور)
* (إن كنت بالطب ذا علم فلم عجزت
* قواك عن طب داء فيك مستور
*
* تحتاج فيه طبيبا ذا معالجة
* بمبضع طوله شبران مطرور
*
* هذا ولا تشتفي منه فقل وأجب
* عن ذي سؤال بتمييز منشور
*
* يا هندسيا له شكل يهيم به
* وليس يرغب فيه غير منشور
*
* مجسم أسطواني على أكر
* تألفت بين مخروط وتدوير
*
* إلا نصف زاوية
* يكون فيه كمثل الحبل في البير
* ورثى ابن جميع يوسف بن هبة الله بن مسلم بقصيدة منها
* أعيني بما تحوي من الدمع فاسجمي
* وإن نفدت منك الدموع فبالدم
*
* فحق بأن تذري على فقد سيد
* فقدنا به فل العلى والتكرم
*

162
* وأفضل أهل العصر علما وسؤددا
* وأفضلهم في مشكل القول مبهم
* ومنها
* وما رد بقراطا عن الموت طبه
* وقد كان من أعيانه في التقدم
*
* ولا حاد جالينوس عن حتف يومه
* فسلم ما أعياه للمستلم
*
* لا كسر كسرى ثم تابع تبعا
* وعاد بعاد ثم جر بجرهم
*
3 (أبو القاسم المقرئ))
هبة الله بن سلامة أبو القاسم المقرئ الضرير المفسر كان من أحفظ الناس للتفسير والنحو والعربية وكانت له حلقة بجامع المنصور في بغداد وسمع الحديث من أبي بكر بن مالك القطيعي وغيره قال هبة الله هذا كان لنا شيخ نقرأ عليه في باب محول فمات بعض أصحابه فرآه الشيخ في النوم فقال له ما فعل الله بك قال غفر لي قال فما حالك مع منكر ونكير قال يا أستاذ لما أجلساني وقالا لي من ربك ومن نبيك ألهمني الله عز وجل أن قلت لهما بحق أبي بكر وعمر دعاني فقال أحدهما للآخر قد أقسم علينا بعظيم فتركاني وانصرفا وتوفي أبو القاسم هذا في سنة عشر وأربعمائة وله كتاب الناسخ والمنسوخ وله مسائل منثورة في العربية وأبو محمد رزق الله عبد الوهاب التميمي
المحدث هو ابن بنت هذا
3 (والد ابن الجميزي))
)
هبة الله بن سلامة بن المسلم بن أحمد بن علي أبو الفضائل اللخمي المصري الشافعي والد الشيخ أبي الحسن ابن الجميزي الشافعي رحل إلى العراق وسمع ولده المذكور من شهدة الكاتبة وطبقتهما وبالشام من الحافظ أبي القاسم ابن عساكر وبمصر من أبي محمد ابن بري وبالإسكندرية من الحافظ السلفي في خلق كثير وحدث بمصر وروى عنه بثغر الإسكندرية أبو عبد الله ابن الرمال ولد تقديرا سنة ثلاثين أو إحدى وثلاثين وخمسمائة وتوفي سنة سبع وستمائة
3 (الوزير الفائزي))
هبة الله بن صاعد الوزير شرف الدين الأسعد الفائزي خدم الملك الفائز إبراهيم بن العادل وكان نصرانيا فأسلم وكان رئيسا كريما خبيرا متصرفا خدم الكامل ثم ابنه الصالح ووزر للمعز أيبك التركماني وتمكن منه إلى أن ولاه الجيش وكتب له

163
مرة المملوك أيبك ثم إنه وزر لولده المنصور أياما وقبض عليه سيف الدين قطز وصادره قال قطب الدين في تأريخه قال القاضي برهان الدين السنجاري دخلت عليه الحبس فتحدث معي في إطلاقه على أن يحمل كل يوم ألف دينار فقلت كيف نقدر هذا وبادروا هلاكه وخنق وقيل أطعموه بطيخا كثيرا وربطوا ذكره حتى هلك بالحصر وزوج بنته بابن الصاحب بهاء الدين ابن حنا فأولدها الصاحب تاج الدين محمد وأخاه زين الدين أحمد وله من الولد القاضي بهاء الدين ابن الأسعد وكان فيه زهد ودين واحتاج إلى أن طلب يخدم في بعض الفروع وكان هلاك الوزير الفائزي سنة خمس وخمسين وستمائة وفيه يقول البهاء زهير
* لعن الله صاعدا
* وأباه فصاعدا
*
* وبينه فنازلا
* واحدا ثم واحدا
* وفيه يقول أبو الحسين الجزار
* لا تنسب المشتري لفعل
* ولا تعرج على عطارد
*
* فما رأيت السعود إلا
* من جهة الصاحب ابن صاعد
* وقال ابن الصقاعي إن الفائزي تولى نظر الديوان أيام الصالح مدة يسيرة ثم عاد إلى مصر وتولى بعض الأعمال البرانية ونقل عنه ما أوجب الكشف عليه فندب موفق الدين الآمدي للكشف عليه وكشف وبحث وطالع وحرف فرسم باستمرار موفق الدين عوضه وأن يعتقل)
الفائزي فأقام مدة وأفرج عنه فلما ولي وزارة المعز واستناب زين الدين ابن الزبير لمعرفته بالتركي فذكر الفائزي إلزامه وحاشيته بما فعله الآمدي معه وقرروا معه مقابلته فركب ونزل إلى المشهد النفيسي وصلى هناك وأشهد الله عليه أن لا يقابل الآمدي بمكروه وعاد فوقف له نساء رمين أزرهن وأكببن يقبلن حوافر بغلته فسألهن عن موجب ذلك فقلن نحن نسوان الموفق الآمدي فأمر الخادم أن يحضرهن إلى دار الأسعد وسبقهن فهيأ بقجة قماش غير مفصل وكيسا فيه ألفا درهم ودفع ذلك لزوجته وقال طيبي قلبك فسوف ترين ما أفعله ولما كان ثاني يوم وقف الأكابر ليسيروا في خدمته وفيهم الموفق فمال إلى نحوه وآنسه وبسط له الأنس وولاه أجل المناصب وكان في كل مدة يكتب أسماء البطالين من الكتاب فمنهم من يبره من ماله معجلا ومنهم من يصرفه في المدينة ومنهم من يستخدمه في الجهات البرانية إلى أن لا يبقى أحد عاطلا ولما توفي المعز نقل عن الوزير إلى شجر الدر أنه قال السلطنة ما تمشي بالصبيان وأن له باطنا في إخراج السلطنة للناصر صاحب الشام فبطشت به وقتلته ولم يزل يكشف عن ودائعه إلى معظم الدولة الظاهرية

164
3 (ابن التلميذ الطيب))
هبة الله بن صاعد بن هبة الله بن إبراهيم أمين الدولة أبو الحسن ابن التلميذ النصراني البغدادي شيخ الطب ببغداد وبقراط عصره بالغ العماد في ذكره في الخريدة و هو أخو أبو الفرج معتمد الملك يحيى بن صاعد ابن التلميذ وسيأتي ذكره في حرف الياء إن شاء الله تعالى وكان في المارستان العضدي إلى أن مات سنة ستين وخمسمائة وكان يكتب خطا منسوبا خبيرا باللسان السرياني والفارسي واللغة العربية وله نظم رائق وترسل حسن كثير ووالده أبو العلاء صاعد طبيب مشهور وكان أمين الدولة وأبو البركات أوحد الزمان في خدمته المستضيء بأمر الزمان أدخل إليه برجل منزف يعرق دما في الصيف فسأل تلاميذه وكانوا قدر خمسين فلم يعرفوا المرض فأمره أن يأكل خبز شعير مع باذنجان مشوي ففعل ذلك ثلاثة أيام فبرئ فسأله أصحابه عن ذلك فقال إن دمه رق ومسامه تفتحت وهذا الغذاء من شانه تغليظ الدم وتكثيف المسام
وأحضرت إليه امرأة محمولة لا يعلم أهلها أهي في الحياة أم ميتة فأمر بتجريدها من ثيابها وكان الزمان شتاء وصب الماء البارد صبا متتابعا ثم أمر بنقلها إلى مجلس دفئ قد بخر بالعود ودثر بأصناف الفراء فعطست ثم تحركت ثم قعدت)
وخرجت مع أهلها ماشية واستأذنت عليه امرأة ومعها صبي صغير فقال لها هذا صبيك به حرقة البول وهو يبول الرمل فقالت نعم فسألوه عن ذلك فقال رأيته يولع بإحليله ويحكه وأنامل يديه مشققة ولما أعطي رياسة الطب ببغداد اجتمع عنده سائر الأطباء ليرى ما عندهم وكان من جملة من حضر شيخ له هيبة ووقار وكان الشيخ دربة وليس له علم فلما انتهى الأمر إليه قال له ما للشيخ لا يشارك الجماعة فيما يجثون فيه حتى نعلم ما عنده فقال كل شيء يتكلمون فيه أنا أعرفه فقال له على من قرأت فقال له إذا صار الإنسان إلى هذا السن ما يليق به أن يسأل إلا كم له من التلاميذ وأما مشائخي فقد ماتوا قال فما قرأت من الكتب قال سبحان الله صرنا إلى حد ما يسأل عنه الصبيان سيدي يسألني عما صنفته ولا بد أن أعرفك بنفسي ثم إنه نهض إليه ودنا منه وقال له سرا اعلم أنني شخت وأنا أسم بهذه الصناعة وما عندي منها إلا معرفة اصطلاحات مشهورة في المداواة وعمري أتكسب بها وعندي عائلة فسألتك بالله سيدنا مشي حالي ولا تفضحني بين الجماعة فقال له أمين الدولة على شريطة أنك لا تهجم على مرض بما لم تعلمه فقال نعم فقال له أمين الدولة يا شيخ اعذرنا فما كنا نعرفك وأنت مستمر على حالك ثم غنه شرع يتحدث مع غيره وقال لآخر على من قرأت فقال على هذا الشيخ وأنا من تلاميذه ففهم أمين الدولة وتبسم وكتب إليه مؤيد الدين الطغرائي

165
* يا سيدي والذي مودته
* عندي روح يحيا بها الجسد
*
* من أمل الظهر استغنث وهل
* يألم ظهر إليك يستند
* وقال أمين الدولة فكرت يوما في المذاهب فلما نمت رأيت من ينشدني
* أعوم في بحرك علي أرى
* فيه لما أطلبه قعرا
*
* فما أرى فيه سوى موجة
* تدفعني عنها إلى أخرى
* وكان إذا حضر أحد من الطلبة لحان أسلمه إلى نحوي يقرئه النحو وللنحوي عليه مقدر من ماله وكان ظاهر داره يلي المدرسة النظامية فإذا مرض فيها ففقيه نقله إلى داره وعالجه وإذا أبل وهبه دينارين وله من الكتب كتاب القراباذين وهو مشهور وآخر اسمه الموجز صغير واختيار كتاب الحاوي و اختصار شرح جالينوس لفصول بقراط شرح مسائل حنين كناش مختصر الحواشي على القانون مقالة في الفصد وكانت بينه وبين أوحد)
الزمان الطبيب اليهودي تنافر وتنافس كما جرت العادة به بين أهل علم وصناعة ولهما في ذلك مجالس مشهورة ثم إن أوحد الزمان أسلم في آخر عمره وأصابه جذام فعالج نفسه بتسليط الأفاعي على جسده بعد أن جوعها فبالغت في نهشه فبرئ من الجذام وعمي فقال فيه ابن التلميذ
* لنا صديق يهودي حماقته
* إذا تكلم تبدو فيه من فيه
*
* يتيه والكلب أعلى منه منزلة
* كأنه بعد لم يخرج من التيه
* وكان ابن التلميذ كثير التواضع وأوحد الزمان متكبرا فقال البديع الأسطرلابي فيهما
* أبو الحسن الطبيب ومقتفيه
* أبو البركات في طرفي نقيض
*
* فهذا بالتواضع في الثريا
* وهذا بالتكبر في الحضيض
* وكان ابن التلميذ حسن السمت كثير الوقار حتى قيل إنه لم يسمع منه بدار الخلافة مدة ما تردد إليها شيء من المجون سوى مرة واحدة بحضرة المقتفي لأنه كان له راتب بدار القوارير ببغداد فقطع ولم يعلم به الخليفة فاتفق أنه كان عنده يوما فلما عزم على القيام لم يقدر عليه إلا بكلفة ومشقة من الكبر فقال له الخليفة كبرت يا حكيم
فقال نعم يا مولانا وتكسرت قواريري وأهل بغداد يقولون لمن كبر تكسرت قواريره فقال الخليفة هذا الحكيم لم أسمع منه هزلا قط فاكشفوا قضيته فوجدوا راتبه بدار القوارير قد قطع فتقدم

166
بردها عليه وزاده إقطاعا آخر ولما توفي لم يبق أحد من الجانبين ببغداد من لم يحضر البيعة وشهد جنازته ومن شعره لغز في الميزان الذي للشمس
* ما واحد مختلف السماء
* يعدل في الأرض وفي السماء
*
* يحكم بالقسط بلا رياء
* أعمى يري الإرشاد كل رائي
*
* أخرس لا من علة وداء
* يغني عن التصريح بالإيماء
*
* يجيب إن ناداه ذو امتراء
* بالرفع أو بالخفض في النداء
* يفصح إن علق في الهواء ومنه في ولده وكان بعيدا عن أبيه في سائر أحواله
* أشكو إلى الله صاحبا شكسا
* تسعفه النفس وهو يعسفها
*
* فنحن كالشمس والهلال معا
* تكسبه النور وهو يكسفها
*)
ومنه
* يا من رماني عن قوس فرقته
* بسهم هجر غلا تلافيه
*
* إرض لمن غاب عنك غيبته
* فذاك ذنب عقابه فيه
* وذكر العماد الكاتب في الخريدة البيت الثاني منسوبا إلى أبي محمد ابن جكينا وضم إليه بعده
* لو لم ينله من العقاب سوى
* بعدك عنه لكان يكفيه
* وأورد الحظيري في زينة الدهر لابن التلميذ
* عاتبت إذ لم يزرخيالك والن
* وم بشوقي إليك مسلوب
*
* فزارني منعما وعاتبني
* كما يقال المنام مقلوب
* ومن شعر ابن التلميذ
* بلهنة الشبيبة سكرة
* فصحوت واستأنفت سيرة مجمل
*
* وقعدت أنتظر الفناء كراكب
* عرف المحل فنام دون المنزل
* وذكر أن أبا محمد بن جكينا مرض فقصده ليعالجه فلما عوفي أعطاه دراهم فقال فيه
* جاد واستنف المريض وقد كا
* د ضني أن يلف ساقا بساق
*
* والذي يدفع المنون عن النف
* س جدير بقسمة الأرزاق
* وقصده مرة أن يعبر إليه دجلة ليداويه فكتب إليه

167
* إن امرؤ القيس الذي
* هام بذات المحمل
*
* كان شفاه عبرة
* وعبرة تصلح لي
* وكان ابن جكينا قد عمي في آخر عمره وجرت بينهما منافرة في أمر واشتهى مصالحته فكتب إليه
* وإذا شئت أن تصالح بشا
* ر بن برد فاطرح عليه أباه
* فسير إليه بردا وله معه وقائع وحكايات وبين ابن التلميذ مجارات ومحاورات ومن شعره ابن التلميذ
* جوده كالطبيب فينا يداوي
* سوء أحوالنا بحسن الصنيع
*
* فهو كالموميا إذا انكسر العظ
* م ومثل الترياق للملسوع
* وقال في ولده سعيد)
* حبي سعيدا جوهر ثابت
* وحبه لي عرض زائل
*
* به جهاتي الست مشغولة
* وهو إلى غيري بها مائل
* وقال أيضا
* تقسم قلبي في محبة معشر
* بكل فتى منهم هواي منوط
*
* كأن فؤادي مركز وهم له
* محيط وأهوائي إليه خطوط
* وكان دائما يؤنب ولده بهذا البيت
* والوقت أنفس ما عينت به
* وأراه أشهل ما عليك يضيع
* ويقال إن البيتين قبل هذا لأبي علي المهندس المصري وقال ابن التلميذ
* تعس القياس فللغرام قضية
* ليست على نهج الحجى تنقاد
*
* منها بقاء الشوق وهو بزعمهم
* عرض وتفنى دونه الأجساد
* ويقال إنهما لابن الدهان ناصح الدين ولابن التلميذ
* أكثرت حسو البيض حت
* ى يستقيم قيام أيرك
*
* مالا يقوم ببيضتي
* ك فلا يقوم ببيض غيرك
* وله أيضا
* بزجاجتين قطعت عمري
* وعليهما عولت دهري
*
* بزجاجة ملئت بحبر
* وزجاجة ملئت بخمر
*
* فبذي أثبت حكمتي
* وبذي أزيل هموم صدري
*

168
3 (ابن عصفور الحنبلي))
هبة الله بن صدقة بن هبة الله بن ثابت بن الحسن بن سعد الصائغ أبو البقاء الحنبلي المعروف بابن عصفور البغدادي طلب الحديث بنفسه وكتب بخطه وقرأ على المشايخ وسمع الكثير من أبي البدر إبراهيم بن محمد بن منصور الكرجي وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام وأبي عبد الله محمد بن محمد بن أحمد السلال الوراق وغيرهم وكان شيخا حسنا يفهم شيئا من العلم ويجمع ويؤلف وتوفي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وصنف ردا على الرافضة وفي الرد على أبي الوفاء بن عقيل في نصرة الحلاج
3 (ابن الزبير رئيس الأطباء الشافعي))
)
هبة الله بن صدقة بن عبد الله بن منصور الطبيب العالم نفيس الدين ابن الزبير الكولمي ولد بأسوان وبرع في العلم الطبيعي وولي رياسة الأطباء بمصر وكان فيه عدالة وله نظر في مذهب الشافعي وروى عنه المنذري والدمياطي وجماعة وتوفي سنة اثنتين وأربعين وستمائة حكي أن العاضد قال له عندي جارية تحتاج إلى الفصد وهي لا تحتمل أن ترى الحديد وقد قلقت فيأمرها قال فقلت عن إذن مولانا أحتال في ذلك قال قد أذنت لك في ذلك فخبأت في فمي مبضعا لطيفا وأخذت يد الجارية وقلت لا عليك أجس نبض العرق فجسست ثم أومأت إلى تقبيل يدها ففصدت العرق وهي لا تشعر والمبضع في فمي على حاله فأعجب ذلك العاضد وأمر لي بخلعة وكنت إذ ذاك مراهقا وهو من ولد ابن الزبير الشاعر توفي بعد الثلاثين وستمائة
3 (هبة الله بن عبد الله أبو الحسن))
هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن علي بن الحسن السيبي أبو الحسن من أهل قصر هبية استوطن بغداد وسمع بها من أبي الحسين علي بن محمد بن عبد الله بن بشران وقرأ الأدب وحصل منه طرفا حسنا ورتب مؤدبا للإمام المقتدي وكان ولي عهد صغيرا وحدث باليسير وروى عنه أبو القاسم السمرقندي وعلي بن هبة الله بن عبد السلام وتوفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة

169
* سألت الثمانين من خالقي
* لما جاء فيها عن المصطفى
*
* فبلغنيها وشكرا له
* وزاد عليها وقد نيفا
*
3 (أبو القاسم ابن الشروطي))
هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن عبد الله أبو القاسم الواسطي ابن أبي محمد الشروطي سمع الكثير من الشريفين أبي الحسن محمد بن علي بن المهتدي وأبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون وأبي جعفر محمد بن أحمد بن المسلمة وأبي بكر أحمد الخطيب وغيرهم وكتب بخطه الجيد كثيرا وكان كثير الضبط وحدث بالكثير على استقامة وحسن طريقة وكان خيرا فاضلا دينا ثقة صدوقا وتوفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة ومن شعره
* ما زلت أبكي على إلف فجعت به
* قد كان أنفع من ورق ومن عين
*
* ففاض دمعي على خدي مبتدرا
* كأنه فاض من نهر ومن عين)
* (وقلت للعين جودي بعده بدم
* ولا تضني فدتك النفس من عين
*
3 (الخطيب النقيب))
هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن المنصوري أبو القاسم من بيت الخطابة والعدالة كان خطيب جامع المهدي ببغداد وبجامع السلطان وكان له صوت حسن في إيراد الخطبة ونغمة طيبة في تلاوة القرآن مع خشوع وبكاء وكان يصحب الفقراء ويحب الصالحين ويسلك طريق الفقر والزهد ويتكلم في الطريقة على لسان أرباب القلوب وقلده المستنصر بالله نقابة الهاشميين وكان متواضعا في ولايته وحدث بالإجازة عن أبي الفتح ابن البطي وعبد القادر الجيلي وعن أحمد بن محمد الوراق وعن أبي الفرج ابن كليب بالسماع وسمع منه جماعة وتوفي سنة خمس وثلاثين وستمائة وقد قارب الثمانين
3 (أبو غالب الحنبلي))
هبة الله بن عبد الله بن هبة الله بن محمد السامري أبو غالب بن أبي الفتح الحنبلي ولد بالحريم الظاهري وسمع الحديث حضورا من أبي منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز سنة أربع وثلاثين وسماعا من أبي البدر إبراهيم بن محمد الكرخي وأبي القاسم سعيد بن أحمد البناء وغيرهم وتفقه وناظر في مسائل الخلاف وكان يدرس في مدرسة أبي حكيم النهرواني وحدث باليسير وكان جميل الأخلاق فقيها فاضلا له معرفة حسنة بالمذهب والخلاف صاحب صوت قوي في الجدال متدينا صالحا توفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة وكانت له جنازة عظيمة وحمل على رؤوس الناس

170
3 (بهاء الدين القفطي))
هبة الله بن عبد الله بن سي الكل العذري الشيخ بهاء الدين القفطي أبو القاسم نزيل أسنا اشتغل أولا بالعبادة ثم جاء إلى قوص فاجتمع بالشيخ مجد الدين علي بن وهب القشيري وقرأ عليه الفقه والأصول والعربية وقرأ الأصولين على شمس الدين محمد الإصبهاني بقوص وقرأ على الشريف قاضي العسكر وقرأ الفرائض والجبر والمقابلة على ابن منيع النميري وقرأ أشياء من النحو علي بن أبي الفضل المرسي وسمع من شيخه القشيري والعلامة أبي الحسن علي بن هبة الله بن سلامة وحدث بسيرة ابن فارس عن الفقيه أبي مروان محمد بن أحمد بن عبد الملك اللخمي وسمع منه أبو بكر محمد بن عبد الباقي وطلحة)
بن محمد القشيري وغيرهم قال كمال الدين جعفر الأدفوي وكان قيما بالمدرسة النجيبية فبرع في العلم وكان يعلق القناديل والطلبة تقرأ عليه وتمت عليه بركة الشيخ مجد الدين فتميز على أقرانه وانتهت إليه رئاسة العلم في زمانه ودارت عليه الفتوى وإفادة الطلبة بتلك البلاد وقصده أصناف العباد وتولى أمانة الحكم بقوص مدة واتفق أن وقف عليه ثمانمائة درهم لما عمل حساب الأيتام ولم يعرف وجه المصروف فبات على أنه يبيع منزله ويغرم ثمنه في ذلك فقال له أحد الشهود الذين معه النقدة الفلانية فتذكرها ثم قصد التنصل من المباشرة فاجتمع بشخص في ذلك فقال له متى تنصلت ما تجاب ولكن اجتمع بفلان وقل له بلغني أن القاضي يريد يعزلني وأظهر التألم من ذلك وسله الحديث معه في الاستمرار ثم اجتمع بفلان وعرفه أيضا ذلك ففعل فقال القاضي ما هذا الحرص إلا أورثني ريبة وعزله وتوجه إلى أسنا حاكما ومعيدا بالمدرسة العزية بها وتوفي المدرس فأضيف التدريس إليه وكان التشيع بأسنا فاشيا فما زال في إخماده وصنف النصائح المفترضة في فضائح الرفضة وهموا بقتله فحماه الله منهم ولم يزل يجتهد في إزالة ذلك إلى أن رجع جمع كبير عن التيع توفي بأسنا سنة سبع وتسعين وستمائة وولد سنة ستمائة وقيل سنة إحدى وقيل سنة سبع
3 (الشيرازي))
هبة الله بن عبد الرحمن بن محمد بن محمود بن الشيرازي أبو الفضل قال محب الدين بن النجار اصطحبنا في القافلة من نيسابور إلى بغداد وكنت أكتب عنه من شعره وشعر غيره في المنازل وكان شابا كيسا حسن الأخلاق ظريفا توفي سنة أربعين وستمائة ومن شعره

171
* حاشى الوداد وإن طال الزمان به
* توهي قواعده في القرب والبعد
*
* كيلا يقول رجال إن ودهم أخ
* نى عليه الذي أخنى على لبد
*
3 (ابن البارزي قاضي حماة))
هبة الله بن عبد الرحيم بن إبراهيم شيخ الإسلام ومفتي الشام القاضي شرف الدين أبو القاسم بن القاضي نجم الدين ين القاضي الكبير شمس الدين أبي الطاهر بن المسلم الجهني الحموي الشافعي البارزي قاضي حماة صاحب التصانيف توفي عن ثلاث وتسعين سنة سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة في ذي القعدة ومولده سنة خمس وأربعين وستمائة سمع من أبيه وجده وابن هامل والشيخ إبراهيم بن الأرموي يسيرا وتلا بالسبع على التاذقي وأجاز له نجم الدين)
البادرائي والكمال الضرير والرشيد العطار وعماد الدين بن الحرستاني وعز الدين بن عبد السلام وكمال الدين بن العديم وبرع في الفقه وغيره وشارك في الفضائل وانتهت إليه الإمامة في زمانه ورحل إليه وكان من بحور العلم قوي الذكاء مكبا على الطلب لا يفتر ولا يمل مع الصون والدين والفضل والرزانة والخير والتواضع جم المحاسن كثير الزيارة للصالحين حسن المعتقد اقتنى من الكتب شيئا كثيرا واذن لجماعة بالافتاء وحكم بحماة دهرا ثم ترك الحكم وذهب بصره وحج مرات وحدث بأماكن وحمل عنه خلق وكان يرى الكف عن الخوض في الصفات ويثني على الطائفتين ولما توفي ألقت حماة لمشهده وله من الكتب تفسيران و كتاب بديع القرآن و كتاب شرح الشاطبية وكتاب الشرعة في السبعة وكتاب الناسخ والمنسوخ و مختصر جامع الأصول مجلدان والوفاء في شرف المصطفى و الأحكام على أبواب التنبيه و غريب الحديث كبير و شرح الحاوي أربع مجلدات و مختصر التنبيه و الزبدة في الفقه و كتاب المناسك و كتاب عروض وأشياء غير ذلك وقف كتبه وهي تساوي مائة ألف درهم وباشر القضاء بلا معلوم لغناه عنه وما اتخذ درة ولا عزر أحدا قط ولا ركب بمهماز ولا بمقرعة وكان قد أخذ الفقه عن والده وجده عن القاضي عبد الله بن إبراهيم الحموي وعن فخر الدين بن عساكر وأخذ القاضي عبد الله عن القاضي أبي سعد بن عصرون عن الفارقي عن أبي إسحاق الشيرازي عن القاضي أبي الطيب وأخذ الفخر عن القطب مسعود النيسابوري عن عمر بن سهل السلطان عن الغزالي عن إمام الحرمين عن أبيه عن أبي بكر القفال له مما يقرأ طردا وعكسا سور حماه بربها محروس

172
3 (ابن الحداد الشاهد))
هبة الله بن عبد السيد بن أحمد أبو محمد العدل البغدادي كان فقيها شافعيا فاضلا إماما بالوزير أبي المعالي بن المطلب ويسافر معه عزل عن الشهادة وحدث باليسير عن أبي إسحاق علي بن الحسين بن أيوب البزاز وتوفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة
3 (الحافظ الشيرازي))
هبة الله بن عبد الوارث بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن جعفر بن بوزي أبو القاسم الحافظ الشيرازي كان واسع الرحلة جوالا في الآفاق مبالغا في الطلب والاجتهاد سمع)
بفارس والعراق وقومس والجبال وخوزستان والبصرة والحجاز وبلاد الجزيرة والقدس وبيروت وصور وصيدا وطرابلس والشام وبلاد الفرات وغير ذلك فأكثر وكتب بخطه وجمع وخرج التخاريج وعمل تاريخ شيزار وكان من الحفاظ الثقات المتقنين وتوفي سنة خمس وثمانين وأربعمائة بمرو ومن شعره
* عليك بأصحاب الحديث فأنهم
* على منهج للدين ما زال معلما
*
* وما النور إلا في الحديث وأهله
* إذا ما دجا الليل البهيم وأظلما
*
* وأعلى البرايا من إلى السنن اعتزى
* وأغوى البرايا من إلى البدع انتمى
*
* ومن ترك الآثار ضلل سعيه
* وهل يترك الآثار من كان مسلما
*
3 (القاضي الشيرازي))
هبة الله بن علي بن إبراهيم بن محد بن الحسين الشيرازي القاضي أبو تولى القضاء بكرمان وكان مشهورا بالفضل والعلم والفقه وأملى عدة مجالس بكرمان وكان أديبا شاعرا وسمي زين المحققين وسيد الخطباء وكان حسن العقيدة سمع أبا الفوارس عبد الوارث بن أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي وأبا عبد الله أحمد بن أحمد بن سلمان الواطىء وخلائق وروى عنه عبد الخالق بن أحمد البوشنجي وأبو العلاء أحمد بن محمد بن الفضل الحافظ وغيرهما وتوفي رحمه الله في سنة عشرين وخمسمائة ومن شعره
* ومذ أفلح الجهال أيقنت أنني
* أنا الميم والأيام أفلح أعلم
*
* وأخرني دهري وقدم معشرا
* بأنهم لا يعلمون وأعلم
*

173
* وعزمي أن أنسى علومي كلها
* لعل زماني عند ذلك يرحم
*
3 (هبة الله بن علي ابن الوقف المقرئ))
هبة الله بن علي بن بركة أبو القاسم الخباز المقرئ البغدادي المعروف بابن الوقف قرأ على أبي محمد رزق الله بن عبد الوهاب التميمي وعلى أبي الخطاب علي بن عبد الرحمن بن الجراح وأبي طاهر أحمد بن علي بن سوار وسمع من أبي الخطاب نصر بن البطر وجعفر بن أحمد السراج وروى عنه أبو سعد بن السمعاني وتوفي سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة
3 (الوزير ابن ماكولا))
هبة الله بن علي بن جعفر بن علكان بن محمد بن دلف بن أبي دلف العجلي أبو القاسم)
المعروف بابن ماكولا تقلد الوزارة لجلال الدولة أبي طاهر بن أبي نصر بن عضد الدولة مرات وكان حافظا للقرآن راويا للأخبار والأشعار متوحدا في علم النجوم والهيئة اعتقله أبو المجلى مبارك بن المقلد بن المسيب صاحب هيت في دار وخنق في محبسه بعد بعد تسعة وعشرين شهرا سنة ثلاثين وأربعمائة ورئي في المنام وهو يقول إن الله تعالى لا يغفل عن ظلمي ولا يمهل ظالمي فأصبح الأمير وقد لسعته عقرب فمات بعد يومين ومات ابن شهرام الذي خنقه مخنوقا أيضا
3 (ابن الشجري))
هبة الله بن علي بن محمد بن حمزة الشريف أبو السعادات العلوي الحسني ضياء الدين المعروف بابن الشجري كان إماما في النحو واللغة وأشعار العرب وأيامها وأحوالها كامل الفضائل متضلعا من الأدب صنف فيه عدة تصانيف ولد سنة خمس وأربعمائة له كتاب الأمالي وهو أكبر تآليفه وأكثرها فائدة أملاه في أربعة وثمانين مجلسا وهو يشتمل على فوائد جمة من فنون الأدب وختمه بمجلس قصره على شعر أبي الطيب تكلم عليه وذكر ما قاله الشراج وزاد من عنده ما سنح له وهو من الكتب المتممة ولما فرغ منه حضر إليه أبو محمد عبد الله بن الخشاب وأراد سماعه فما أجابه فعاداه ورد عليه في مواضع من الكتاب ونسبه فيها إلى الخطأ فوقف عليه الشريف أبو السعادات ورد عليه في ردة وبين وجوه غلطه وجمعه كتابا سماه الانتصار وهو على صغر حجمه مفيد جدا وسمعه عليه الناس وجمع

174
كتابا سماه الحماسة وله في النحو عدة تصانيف وكان حسن الكلام حلو الألفاظ جيد البيان والتفهم وقرأ الحديث بنفسه على جماعة مثل أبي الحسن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد بن القاسم الصيرفي وأبي علي محمد بن سعيد بن سهل الكاتب وغيرهما وقال ابن الأنباري في مناقب الأدباء إن العلامة أبا القاسم محمود الزمخشري لما قدم بغداد قاصد الحج في بعض أسفاره مضى إلى زيارة شيخنا أبي السعادات بن الشجيري ومضينا إليه معه فلما اجتمع به أنشده قول المتنبي
* وأستكبر الأخبار قبل لقائه
* فلما التقينا صغر الخبر الخبر
* ثم أنشده بعد ذلك
* كانت مساءلة الركبان تخبرني
* عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر)
* (ثم التقينا فلا والله ما سمعت
* أذني بأحسن مما قد رأى بصري
* فقال العلامة الزمخشري روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لما قدم عليه زيد الخيل يا زيد ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا رأيته دون ما وصف لي غيرك قال فخرجنا من عنده ونحن نعجب كيف يستشهد الشريف بالشعر والزمخشري بالحديث وهو رجل أعجمي وكان أبو السعادات نقيب الطالبيين بالكرخ نيابة عن أبيه الطاهر
ومن شعره
* هل الوجد خاف والدموع شهود
* وهل مكذب قول الوشاة جحود
*
* وحنى متى تفني شؤونك بالبكا
* وقد خدا للبكاء لبيد
*
* وغني وإن أحنت قناتي كبرة
* لذو مرة في النائبات جليد
* ومن شعره يمدح الوزير نظام الدين المظفر بن علي بن محمد بن جهير
* هذي السديرة والغدير الطافح
* فاحفظ فؤادك إنني لك ناصح
*
* يا سدرة الوادي الذي إن ضله ال
* ساري هاده نشرك المتفاوج
*
* هل عائد قبل الممات لمغرم
* عيش تقضى في ظلالك صالح
*
* ما أنصف الرشأ الضنين بنظرة
* لما دعا مصغي الصبابة طامح
*
* شط المزار به وبوىء منزلا
* بصميم قلبك فهو دان نازح
*
* غصن يعطفه النسيم وفوقه
* قمر يحف به ظلام جانح
*
* وإذا العيون تساهمته لحاظها
* لم يرو منه الناظر المتراوح
*
* ولقد مررنا بالعقيق فشاقنا
* فيه مراتع للمها ومسارح
*

175
* ظللنا به نبكي فكم من مضمر
* وجدا أذاع هواه دمع سافح
*
* مرت الشؤون رسومها فكأنما
* تلك العراص المقفرات نواضح
*
* يا صاحبي تأملا حييتما
* وسقى دياركما الملث الرائح
*
* أدمى بدت لعيوننا أم ربرب
* أم خرد أكفالهن رواجح
*
* أم هذه مقل الصوار رنت لنا
* خلل البراقع أم قنا وصفائح
*
* لم تبق جارحة وقد واجهتنا
* إلا وهن لها بهن جوانح
*
* كيف ارتجاع القلب من أسر الهوى
* ومن الشقاوة أن يراض القارح)
* (لو بله من ماء ضارج شربة
* ما أثرت للوجد فيه لوامح
* وقال
* ليلة الرمل جددت لي وصالا
* زار فيها خيال سعدى خيالا
*
* صاح رفا فطائر البين قد صا
* ح وقد أزمع الخليط ارتحالا
*
* علق القلب من عقائل كعب
* بالأثيلات كاعبا مكسالا
*
* ممليات الغرام لفظا ولحظا
* وابتساما وفترة ودلالا
*
* لو تراءت لنا بلحة ليل
* لغنينا أن نستضيء الذبالا
*
* ليت شعري يوم الوداع ألحظا
* نتقي من عيونها أم نصالا
*
* أورث الحارث بن ظالم الفتك
* عيونا أغرت بنا البلبالا
*
* لو رآها البراض أحجم لما
* جلل السيف عروة الرحالا
*
* يا خليلي ما ت لي بخليل
* إن أعرت المسامع العذالا
* وفي ابن الشجيري هذا يقول أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن جكينا يهجوه
* يا سيدي والذي يعيذك من
* نظم قريض يصدى به الفكر
*
* ما فيك من جدك النبي سوى
* أنك لا ينبغي لك الشعر
* وكان ابن الشجري قد قرأ على أبي المعمر بن طبابا العلوي وابن فضال المجاشعي وأبي جعفر سعيد بن علي السلالي الكوفي وأبي زكرياء التبريزي وممن قرأ عليه عليه الشيخ تاج الدين أبو اليمن الكندي وحضر ابن الشجري عند نقيب النقباء الكامل طراد بن محمد الزينبي في يوم هناء وقد حضر عنده جماعة من الهاشميين والعلويين فقال له طراد يا شريف ما ورخ عن علوي أنه كان له حلقة في جامع المنصور يدرس فيها إلا لك فقال

176
مسرعا يا سيدنا ولا ورخ أن علويا يقول معاوية خال علي غيري فأعجب الحاضرين حسن جوابه وقيل له قد كتبوا على عقد السماكين بالكرخ محمد وعلي خير البشر فقال صدقوا هذا قسم عن أمير المؤمنين عن النبي صلى الله عليه وسلم ومتع بجوارحه إلى أن مات قال ابن خلكان وشجرة قرية من أعمال المدينة وشجرة اسم رجل وقد تسمت به العرب ومن بعدها وقد انتسب إليه خلق كثير من العلماء ولا أدري إلى من ينسب الشريف المذكور هل نسبته إلى القرية أو إلى أحد أجداده كان اسمه شجرة قلت قال بعضهم إنه كانت في دارهم شجرة ليس في البصرة)
غيرها والله أعلم
3 (أبو نصر بن المجلي))
هبة الله بن علي بن محمد بن أحمد بن علي بن عمر بن هارون المجلي أبو نصر من أهل باب البصرة قرأ بالروايات على الحسن بن غالب بن المبارك والحسن بن أحمد بن البناء ومحمد بن علي بن موسى الخياط وأحمد بن الحسن بن أحمد اللحياني وأحمد بن الحسين القطان المقدسي وغيرهم وسمع الكثير من الشرفاء أبي الحسين محمد بن علي بن المهتدي وأبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المؤمون وأبي نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وجماعة وأكثر عن أصحاب أبي الحسن بن مخلد وأبي علي بن شاذان وأبي القاسم بن بشران وعمن دونهم من أصحاب أبي طالب بن غيلان وأبي القاسم التنوخي وأبي محمد الجوهري وجمع مجموعات كثيرة في فنون عديدة وأشأ خطبا وحدث باليسير ومات شابا سنة ثمان وثمانين وأربعمائة ومولده سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة وله من الكتب كتاب الخطب من إنشائه كتاب مسند الشعراء كتاب أخبار الخليل بن أحمد كتاب كتمان السر
3 (الشريحي البزاز))
هبة الله بن علي بن سعيد بن خلف الشريحي أبو تراب البزاز سمع القاضي أبا العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي وأبا علي الحسين بن الحسين بن درما النعالي وغيرهما وكان أديبا شاعرا وحدث باليسير وتوفي سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة وكان يتشيع ومن شعره
* إن كان قيس بن الملوح غاله
* في حب ليلى العامرية غول
*
* فلقد لقيت بحب من سفكت دمي
* بلحاظها ما الخطب فيه يطول
*
* أبكي كما تبكي ويسمح خاطري
* نظما ونثرا في الهوى فأقول
*

177
* ونجا من العذال منها هاربا
* وأقام عندي كاشح وعذول
*
3 (أوحد الزمان الطبيب))
هبة الله بن علي بن ملكا أبو البركات الطبيب الفاضل كان يهوديا وسكن بغداد وأسلم في آخر عمره خدم المستنجد ودخل يوما على الخليفة فقام الحاضرون سوى قاضي القضاة فإنه لم يقم له فقال يا أمير المؤمنين إن كان القاضي لم يوافق الجماعة لكوني على غير ملته فأنا اسلم ولا ينقصني فأسلم وكان له اهتمام بالغ في العلوم وفطرة فائقة وكان مبدأ)
تعلمه الطب أن أبا الحسن سعيد بن هبة الله كان له تصانيف وتلامذة وكان لا يقرئ يهوديا وكان أوحد الزمان يشتهي أن يقرأ عليه وثقل عليه بكل طريق فما مكنه وكان يتخادم للبواب ويجلس في الدهليز فلما كان بعد سنة جرت مسألة وبحثوا فيها ولم يتجه لهم عنها جواب فدخل وخدم الشيخ وقال يا سيدنا بإذنك أتكلم فقال قل فأجاب بشيء من كلام جالينوس و قال يا سيدنا هذا جرى في اليوم الفلاني في ميعاد فلان فاستعلم حاله فأوضحه فقال إذا كنت كذا فما نمنعك فقربه وصار من أجل تلامذته وكان في بغداد مريض بالمالنخوليا يعتقد أن رأسه دنا وأنه لا يفارقه فيتحايد السقوف القصيرة ويطأطىء رأسه فأحضره أبو البركات عنده وأمر غلامه أن يرمي دنا بقرب رأسه وأن يضربه بخشبة يكسره فزال بذلك الوهم عن الرجل وعوفي وأصر أبو البركات في آخر عمره وكان يملي على الجمال بن فضلان وعلى ابن الدهان المنجم وعلى يوسف والد عبد اللطيف وعلى المهذب النقاش كتاب المعتبر وهو كتاب جيد وله مقالة في سبب ظهور الكواكب ليلا وخفائها نهارا واختصار التشريح وكتاب القارباذين ومقالة في الدواء الذي ألفه وسماه برشعثا ورسالة في العقل وغير ذلك ومن تلامذته المهذب بن ميل وتوفي في حدود الستين وخمسمائة وقد مر ذكر في ترجمة ابن التلميذ هبة الله بن صاعد وعاش ثمانين سنة وكان كثيرا ما يلعن اليهود فقال مرة بحضور ابن التلميذ لعن الله اليهود فوجم لذلك وعرف أنه عناه
3 (مجد الدين أستاذ دار ابن الصاحب))
هبة الله بن علي بن هبة الله بن محمد بن الحسن مجد الدين أبو الفضل بن الصاحب أستاذ دار المستضيء بأمر الله انتهت غليه الرئاسة في زمانه وولي حجابة الباب في أيام المستنجد وبلغ رتبة الوزراء وولي وعزل وماج الرفض في أيامه وشمخت المبتدعة ولما بويع الناصر قربه وحكمه في الأمور ثم إن بعض الناس سعى

178
به فاستدعي إلى دار الخلافة وقتل بها في سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة وعلق رأسه على باب داره وكان سيىء الطريقة يرتكب المعاصي بخيلا خسيس النفس ساقط المروءة مذموم الأفعال كان إاذ رجع من متصيده وقد صحبه شيء من لحوم الصيد قطع راتبه من اللحم واجتزأ بلحم الصيد عنه ولم يقدر أح على أن يأكل له لقمة ولا ينتفع من ماله بشيء ولما هلك خلف من الأموال شيئا كثيرا وكان رافضيا محترفا شديد التعصب لهوائه معلنا بغلوائه ظهر بسببه سب الصحابة رضي الله عنهم على)
السنة الفسقة الرافضة مجهرا في الأسواق وفي المشاهد والمزارات ولم يجسر أحد من أهل السنة إنكار ذلك لا بيده ولا بلسانه خوفا من بطشه وبأسه قال محب الدين بن النجار أنشدني أبو الفتوح عبد الواحد بن عبد الوهاب شيخ الشيوخ من حفظه قال أنشدني أبو الفضل هبة الله بن علي بن الصاحب أستاذ دار العزيزة هذه الأبيات وقال أنشدها للملك صلاح الدين صاحب الشام
* خطبت إلى قلبي الوفاء وإنني
* بع عند غدر النائبات كفيل
*
* وأوليتني الود الذي أنت أهله
* وما الناس إلا قاطع ووصول
*
* فدونك ودا لا تزال غصونه
* تميد اشتياقا نحوكم وتميل
*
* إذا غيره أبدى الخفاء تطلعت
* له غرر ما تنقضي وحجول
*
* يزيد على مر الليالي تجددا
* ويبقى على الأيام وهي تزول
* وحكى أنه رئي في المنام في الليلة التي قتل في صبحيتها كأنه يشبر عنقه ويقدرها بيده فأصبح وقص منامه على رجل ضرير كان يعبر الرؤيا ولم يقل له أنه رآه بنفسه فقال له إن هذا الرائي لهذا المنام يقتل وتحز رقبته لأن الله تعالى يقول فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر
3 (أبو الغنائم بن أثردي))
هبة الله بن علي بن الحسين بن أثردي الطبيب البغدادي وهو أبو علي بن هبة الله بن أثردي الطبيب وقد تقدم ذكره في حرف العين وهذا هبة الله أبو الغنائم من أهل بغداد متميز في الطب والحكمة فاضل في صناعته مشهور بجودة العلم والعمل له تعاليق طبية وفلسفية وله مقالة في أن اللذة في النوم أي وقت توجد
3 (البوصيري))
هبة الله بن علي بن مسعود بن ثابت بن هاشم بن غالب بن ثابت

179
الأنصاري الخزرجي أمين الدين أبو القاسم وأبو الكرم البوصيري ويدعى سيد الأهل كان أديبا كاتبا له سماعات عالية ورواية تفرد بها وألحق الأصاغر بالأكابر في علو الإسناد ولم يكن في آخر عصره في درجته مثله وسمع بقراءة الحافظ السلفي وإبراهيم بن حاتم الأسدي على أبي صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني إمام الجامع العتيق بمصر وسمع عليه الناس وأكثروا ورحلوا إليه)
وكان جده مسعود قدم من المنستير إلى بوصير فأقام بها إلى أن عرف فضله في دولة الفاطميين فطلب إلى مصر وكتب في ديوان الإنشاء وولد أبو القاسم المذكور سنة ست وخمسمائة وتوفي سنة ثمان وتسعين وخمسمائة ودفن بسفح المقطم
3 (ابن عرام))
هبة الله بن علي بن عرام بعين مهملة مفتوحة وراء مشددة وبعد الألف ميم أبو محمد الربعي الأسواني كان أشعر من ابن عمه السديد وكان فهما جريئا ماضي العزم ذكره العماد الكاتب في الخريدة وابن ميسر في تاريخ مصر وتوفي سنة خمسين وخمسمائة ومن شعره
* كم عذلوه على بغاه
* شحا عليه فما أصاخا
*
* ولو رأى في الكنيف أيرا
* لغاص في إثره وساخا
*
* أعياهم داؤه صبيا
* واستيأسوا منه حين شاخا
* ومنه
* إذا حصل القوت فاقنع به
* فإن القناعة للمرء كنز
*
* وصن ماء وجهك عن بذله
* فإن الصيانة للوجه عز
* ولما نظم الأنجب أبو الحسن علي هذا البيت وهو
* أنحلني بعدي عنها فقد
* صرت كأني رقة خصرها
* قال ابن عرام المذكور توطئة له
* وقائل عهدي على هذا الفتى
* كروضة مقتبل زهرها
*
* واليوم أضحى ناحلا جسمه
* بحالة قد رابني أمرها
*
* فقلت إذ ذاك مجيبا له
* والعين مني قد وهى درها
*
3 (مجد الدين بن السديد الشافعي))
هبة الله بن علي بن السديد مجد الدين

180
الشافعي اشتغل بالفقه على الشيخ بهاء الدين القفطي وكان يطالع تفسير ابن عطية كثيرا وبنى مدرسة بأسنا ووقف عليها بساتينه قال الفاضل كمال الدين الأدفوني اتفق أن عند انتهاء العمارة حضر الشيخ تقي الدين إلى أسنا لزيارة بهاء الدين القفطي فسأله مجد الدين أن يلقي الدرس بها فألقى الشيخ بها درسا وكان شيخنا تاج الدين الدشناوي في خدمة الشيخ من قوص فقال لمجد الدين إذا فرغ الدرس قل للشيخ يا)
سيدي بدستور سيدي آخذ الدرس فيبقى ذلك إذنا من الشيخ فقال لا هذه مدرستي وأقول له أنا هذا الذي قلت فيسكت أو يقول لا فينقل عني وكان يدرس بها ويعمل للطلبة طعاما طيبا عاما ويقول لمن تتفق غيبته يا فلان فاتك اليوم الفوائد والموائد
* ارض لمن غاب عنك غيبته
* فذاك ذنب عقابه فيه
* وانتهت إليه رئاسة بلده وخطب بأصفون و توفي ببلده سنة تسع وسبعمائة
3 (أبو القاسم الكاتب))
هبة الله بن عيسى أبو القاسم كاتب مهذب الدولة علي بن نصر صاحب البطيحة ووزيره ومدبر أمره كان كاتبا سديدا عاقلا مترسلا فهما وكان يفضل على الأدباء ويحسن إلى العلماء مات سنة خمس وأربعمائة وبينه وبين أبي القاسم المغربي مكاتبات ومن شعره
* أضن بليلى وهي عني سخية
* وتبخل ليلى بالهوى وأجود
*
* وأعذل في ليلى ولست بمنية
* وأعلم أني مخطىء وأعود
* وقال الأستاذ أبو طاهر علي بن الحسن كنت عند أبي القاسم هبة الله جالسا وإذا الخياط قد جاء بدراعة دبيقية معلمة فعرضت بها فقال أنا أعطيك شقة مثلها دراعتي واسمي هبة الله وقد سمعت قول الشاعر
* أيا هبة الإله وقفت شعري
* على دراعة ذهبت قواها
*
* قصدت بها الصفوف إلى مطر
* يطربها فقال على حراها
*
* أراها في يديك فهات قل لي
* إذا نزلت تعارى من يراها
* وأمر فدفع إلي شقة دبيقية حسنة
3 (أبو القاسم القطان))
هبة الله بن الفضل بن عبد العزيز بن محمد بن الحسين بن علي بن أحمد بن الفضل بن يعقوب بن يوسف بن سالم أبو القاسم المتوثي القطان الشاعر من

181
أولاد المحدثين كان الغالب على شعره الهجاء وثلب الناس وهجا الأكابر والأعيان وكان الناس يتقون لسانه سمع الحديث في صباه من والده ومن أبي طاهر أحمد بن الحسن
الكرخي وأبي الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي والحسين بن أحمد بن عبد الرحمن بن أيوب العكبري وغيرهم وعمر وسمع من الحفاظ والأئمة وكان عسرا في الرواية)
سيىء الأخلاق كريه الملقى عبوسا مبغضا روى عنه ابن الأخضر وأبو الفتوح بن الحصري وثابت بن مشرف الأزجي ولد سنة ثمان وسبعين وأربعمائة وتوفي في شهر رمضان سنة ثمان وخمسين وخمسمائة وكان حاضر الجواب ويعرف الطب والكحل وهو الذي شهر الحيص بيص بهذا اللقب ومن شعره
* يا باعثا طيفه مثالا
* ما لك في الحسن من مثال
*
* وإنما كان ذاك عشقا
* بعث خيال إلى خيال
* ومن شعره
* ومدامة مرحت وقد مزجت لمن
* شرب العقار فساده بصلاحه
*
* يستنفذ الهموم من يد فكره
* قسرا فروح مديمها في راحه
*
* لم يحتج الساقي عشية صبها
* في كأسه ليلا إلى مصباحه
*
* فصباحه كمسائه سكرا بها
* ومساؤه من نورها كصباحه
*
* وقداحه قد فاز حين أراقها
* من لهوه إلا بريق في أقداحه
* ومنه
* يا من هجرت فما تبالي
* هل ترجع دولة الوصال
*
* ما أطمع يا عذاب قلبي
* أن ينعم في هواك بالي
*
* الطرف كما عهدت باك
* والجسم كما تراه بالي
*
* ما ضرك أن تعلليني
* في الوصل بموعد محال
*
* أهواك وأنت حظ غيري
* يا قاتلتي فما احتيالي
* وكانت لابن القطان مع الحيص بيص وقائع وله فيه أهاجي خرج الحيص بيص ليلة من دار الوزير شرف الدين أبي الحسن علي بن طراد الزينبي فنبح عليه جرو كلب وكان متقلدا سيفا فوكزه بعقب السيف فمات فبلغ ذلك ابن الفضل المذكور فنظم أبياتا وكتبها في ورقة وعلقها في عنق كلبة لها أجر ورتب معها من طردها وأولادها إلى باب دار الوزير كالمستغيثة فأخذت الورقة من عنقها وعرضت على الوزير فإذا هي
* يا أهل بغداد إن الحيص بيص أتى
* بفعلة أكسبته الخزي في البلد
*

182
* هو الجبان الذي أبدى تشاجعه
* على جري ضعيف البطش والجلد)
* (وليس في يده مال يديه به
* ولم يكن ببواء عنه في القود
*
* فأنشدت جعدة من بعد ما احتسبت
* دم الأبيلق عند الواحد الصمد
*
* تقول للنفس تأساء وتعزية
* إحدى يدي أصابتني ولم ترد
*
* كلاهما خلف من فقد صاحبه
* هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي
* وهذان البيتان تضمين من أبيات الحماسة وحضر الحيص بيص ليلة عند الوزير في شهر رمضان على السماط فأخذ ابن الفضل قطاة مشوية وقدمها إلى الحيص بيص فقال الحيص بيص للوزير يا مولانا هذا الرجل يؤذيني فقال الوزير وكيف ذلك قال لأنه يشير إلى قول الشاعر
* تميم بطرف اللؤم أهدى من القطا
* ولو سلكت سبل المكارم ضلت
* وكان الحيص بيص تميميا ودخل ابن الفضل يوما على الوزير المذكور وعنده الحيص بيص فقال قد عملت بيتين لا يمكن أن يعمل لهما ثالث فقال الوزير وما هما فأنشده
* زار الخيال بخيلا مثل مرسله
* فما شفائي منه الضم والقبل
*
* ما زارني قط إلا كي يوافقني
* على الخيال فينفيه ويرتحل
* فالتفت الوزير إلى الحيص بيص وقال ما تقول في دعواه فقال إن أعادهما سمع الوزير لهما ثالثا فقال الوزير أعدهما فأعادهما فوقف الحيص بيص لحيظة ثم قال
* وما درى أن نومي حيلة نصبت
* لطيفه حين أعيا اليقظة الحيل
* فاستحسن الوزير منه ذلك وهجا ابن الفضل قاضي القضاة جلال الدين الزينبي بقصيدة كافية فسير إليه أحد الغلمان فأحضره وصفعه وحبسه فطال حبسه فكتب إلى مجد الدين بن الصاحب أستاذ دار الخليفة
* إليك أظل مجد الدين أشكو
* بلاء حل لست له مطيقا
*
* وقوما بلغوا عني محالا
* إلى قاضي القضاة الندب شيقا
*
* فأحضرني بباب الحكم خصم
* غليظ جرني كما وزريقا
*
* وأخفق نعله بالصفع رأسي
* إلى أن أوجس القلب الخفوقا
*
* على الخصم الأداء وقد صفعنا
* إلى أن ما تهدينا الطريقا
*
* فيا مولاي هب ذا الإفك حقا
* أيحبس بعد ما استوفى الحقوقا
*

183
)
فأطلقه من الحبس فقال
* عند الذي طرف بي أنه
* قد غص من قدري وآذاني
*
* والجبس ما غير لي خاطرا
* والصفع ما لين آذاني
* ودخل يوما على الوزير بن هبيرة وعنده نقيب الأشراف وكان ينسب إلى البخل وكان في شهر رمضان والحر شديد فقال له أين كنت فقال كنت في مطبخ سيدي النقيب فقال الوزير ويلك في شهر رمضان في المطبخ فقال وحياة مولانا كسرت الحر فتبسم الوزير وضحك الحاضرون وخجل النقيب وقصد دار الأكابر في بعض الأيام فلم يؤذن له فعز عليه فأخرجوا من الدار طعاما لكلاب الصيد وهو يبصره فقال مولانا يعمل بقول الناس لعن الله شجرة لا تظل أهلها ولما ولي الزينبي الوزارة دخل ابن الفضل والمجلس محتفل بالرؤساء والأعيان فوقف بين يديه ودعا له وأظهر السرور والفرح ورقص فقال الوزير لبعض من يفضي إليه بسره قبح الله هذا الشيخ فإنه يشير برقصه إلى قولهم أرقص للقرد في دولته وقد نظم هذا المعنى وكتبه إلى بعض الرؤساء
* يا كمال الدين الذي
* هو شخص مشخص
*
* والرئيس الذي به
* ذنب دهري يمحص
*
* كلما قلت قد تبغه
* دد قومي تحصصوا
*
* وغواش على الرؤ
* س عليها المقرنص
*
* والرواشين والمنا
* ظر والخيل تقرص
*
* وأنا القرد كل يو
* م لكلب أبصبص
*
* كل من صفق الزما
* ن له قمت أرقص
*
* محن لا يفيد ذا النو
* ن منها التبرصص
*
* فمتى أسمع الندا
* ء وقد جاء مخلص
*
3 (أبو الفضل البيلقاني الشافعي))
هبة الله بن أبي القاسم بن هبة الله بن يعقوب أبو الفضل الفقيه الشافعي من أهل بيلقان قال محب الدين بتن النجار قدم علينا حاجا بغداد في صفر سنة خمس وستمائة لقيناه قطعة من شعر فلم يكن معه شيء ولا على اطره سوى منام رآه وحكاه لنا وذكر لنا أنه ولد ليلة)
الثلاثاء ثالث عشر المحرم سنة إحدى وعشرين وخمسمائة

184
وصحبت أبا النجيب ودرست عليه الفقه ولبست منه الخرقة سمعت الحديث ببغداد من جماعة منهم عبد القادر الجيلي ثم جلست للوعظ بمدرسة أبي النجيب وتوليت الإعادة لدرسه ثم خرجت من يغداد في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة ثم عدت إليها ثانيا سنة أربع وستين وحججت مع الحاج إلى بلدي ووليت به القضاء مرتين ثم دخلت بغداد مرة ثالثة سنة تسع وتسعين وحججت وعدت إلى بلدي ثم قدمت هذه المرة في آخر سنة أربع وستمائة وكان شيخا حسن الأخلاق متواضعا
3 (داعي الدعاة))
هبة الله بن كامل وقيل هبة الله بن عبد الله بن كامل أبو القاسم المصري قاضي القضاة وداعي الدعاة كان فاضلا عالما شاعرا أديبا متفننا من كبار علماء دولة العبيديين وكان أحد الجماعة الذين سعوا في إعادة الدولة فظفر بهم صلاح الدين يوسف وأول ما صلب هذا القاضي داعي الدعاة في سنة تسع وستين وخمسمائة بالقاهرة وكان خلفاء مصر يلقبونه فخر الأمناء قال ابن سعيد المغربي وكان قاضي القضاة ومن شعره
* لئن كان حكم النجم لا شك واقعا
* فما سعينا في ردة بنجيح
*
* وإن كان بالتدبير يبطل حكمه
* فقد صح أن الحكم غير صحيح
* ومنه
* آه من عمر تولى
* وزمان لا يرد
*
* وأناس ليس فيهم
* مع بختي من يرد
*
* أصبحوا غلا وقد كا
* ن بهم للدهر عقد
*
3 (أبو البركات السقطي))
هبة الله بن المبارك بن موسى بن علي بن تميم بن خالد أبو البركات السقطي طلب الحديث بنفسه وسمع الكثير وقرأ على المشايخ وكتب بخطه وحصل بجد واجتهاد وسافر إلى واسط والبصرة والكوفة والموصل وإصبهان والجبال وسمع هناك وبالغ في الطلب وبحث عن الشيوخ وكتب عن المتقدمين والمتأخرين حتى كتب

185
عن أقرانه وعمن دونه وعن جماعة حدثوه عن أشياخه وجمع لنفسه معجما في نيف وعشرين جزء وحدث به وكان موصوفا بالمعرفة والحفظ وله أنس بالأدب ومعرفة بالسير والتواريخ وأيام الناس وجمع في ذلك مجموعات)
وخرج تخاريج وحدث باليسير ولم يكن موثوقا به كان متهاونا قليل الإتقان ضعيفا سمع القاضي أبا يعلى محمد بن الفراء ومحمد بن علي بن المهتدي ومحمد بن أحمد بن النرسي وغيرهم وتوفي سنة تسع وخمسمائة ومن شعره
* يا رب إنا رحلنا عن منازلنا
* في طاعة نتشر الأخبار والدينا
*
* فكن لنا كالئا في حال غربتنا
* وراعيا لذارينا وأهلينا
* ومنه
* فلا تعب وإن واريت شيبتي
* وغير لمتي هذا الخضاب
*
* فإني قد أخاف يثرام مني
* عقول ذوي المشيب فلا يصاب
*
3 (أبو القاسم المقدسي))
هبة الله بن المحسن بن رزق الله أبو القاسم المقدسي الشافعي نزيل الإسكندرية حدث بها عن أبي الحسن محمد بن ناصر الأنماطي المصري وحمد بن علي الرهاوي وعبد الوهاب بن الحسين النابلسي ونصر بن إبراهيم المقدسي في آخرين وروى عنه القاضي أبو محمد العثماني الديباجي والحافظ أبو طاهر السلفي وذكر أنه تفقه على نصر بن إبراهيم المقدسي ثم على تلميذه أبي الحسين يحيى بن المفرج المقدسي وانتقل معه الإسكندرية حين استولى الفرنج على بلدهم وناب في القضاء بالثغر عن أبي الحسين يحيى المذكور في حدود الخمسمائة ودرس للشافعية بمدرسة أبي الحسين يحيى بسوق البقل وهي تعرف بالمقادسة وتوفي أربع عشرة وخمسمائة
3 (أبو الغنائم الحنبلي))
هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد الغباري أبو الغنائم ابن أبي طاهر الحنبلي البغدادي قرأ الفقه على القاضي أبي يعلى ابن الفراء وحصل طرفا صالحا وناظر وأفتى وجلس في حلقة أبيه بعد موته ومات سنة تسع وثلاثين وأربعمائة
3 (أبو غالب الحنبلي))
هبة الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أبي موسى أبو

186
غالب الهاشمي الفقيه الحنبلي البغدادي سمع أبا إسحاق البرمكي وحدث باليسير كان حيا سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة
3 (أبو النجم الوزير))
)
هبة الله بن محمد بن بديع بن عبد الله الحاجب أبو النجم بن أبي الوفاء الوزير الإصبهاني سمع الكثير في صباه من والده وأبي طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الكاتب وأبي الحسن علي بن القاسم المقرئ وأبي الوفاء مهدي بن أحمد الواعظ البغدادي وغيرهم وسمع بآمد وبالقدس وقدم بغداد سنة ثمان وتسعين وحدث بها بفوائده وكان وزيرا لتاج الدولة تتش أخي ملكشاه ثم لابنه رضوان بن تتش بالشام وروى عنه أبو طاهر السلفي وأبو المعمر الأنصاري وكانت له أبهة ومنظر حسن ثم إن طغتكين استوزره مدة ثم قبض عليه واستصفى أمواله سنة اثنتين وخمسمائة ثم أمر به فخنث وألقي في جب بقلعة دمشق
3 (أبو محمد الكاتب))
هبة الله بن محمد بن الحسن بن عبد الله أبو محمد الكاتب البغدادي طلب بنفسه وسمع الكثير وكتبي بخطه وحدث باليسير سمع النقيب أبا الفوارس طراد بن محمد بن علي الزينبي ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي وأبا الخطاب بن البطر وغيرهم وتوفي سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة في شهر رمضان
3 (أبو منصور المتكلم))
هبة الله بن محمد بن عبد الملك بن النقاش أبو منصور المتكلم البغدادي كان فاضلا حفظة للحكايات والأشعار سمع محمد بن علي بن سكينة الأنماطي وأبا علي ابن الشبل وغيرهما وتوفي سنة تسع عشرة وخمسمائة
أبو الفضل الواسطي هبة الله بن محمد بن محمد بن عيسى بن جهور الرئيس أبو الفضل أخو القاضي أبي تغلب ابن جهور قاضي واسط توفي في نحو خمسمائة أو بعدها وكان أديبا فاضلا شاعرا مكثرا صحب أبا غالب ابن بشران وعنه أخذ النحو والأدب
3 (ابن الحصين المسند))
هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن العباس بن إبراهيم بن الحصين ينتهي إلى عدنان أبو القاسم بن أبي عبد الله الكاتب أسمعه والده في صباه مسند أحمد بن حنبل من أبي علي بن المذهب و فوائد أبي بكر الشافعي من أبي

187
طالب بن غيلان وأخبار اليشكري من الأمير أبي محمد الحسن بن عيسى بن المقتدر وتفرد برواية ذلك عنهم وسمع أيضا من أبي)
القاسم علي بن المحسن التنوخي وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وأبي الطيب طاهر بن عبد الله الطبري وعمر وقصده الطلاب من الأقطار وصارت الرحلة إليه وألحق الأبناء والأحفاد بالأجداد وسمع منه الحفاظ والكبار من سائر البلاد ورووا عنه في حياته ومات منهم جماعة قبله وروى عنه أبو القاسم ابن السمرقندي وأبو الفضل بن ناصر وأبو المعمر الأنصاري وأبو محمد ابن الخشاب وروى عنه أبو الفرج ابن الجوزي وغيره ولد سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة وتوفي يوم الأربعاء رابع عشر شوال سنة خمس وعشرين وخمسمائة وهو آخر من روى ببغداد عن ابن غيلان وابن المذهب وحسن الأمير والتنوخي
3 (ابن الزانكي الطبال))
هبة الله بن محمد بن أبي العز بن عبد الباقي بن علي أبو المظفر الطبال المعروف بابن الزانكي البغدادي شدا في صباه طرفا من الفقه وسمع من أبي بكر محمد بن الباقي الأنصاري وأبي القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وغيرهما وكان شيخا مطبوعا كيسا دمثا حدث باليسير وله شعر وتوفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة ومن شعره
* ما في ادكارك وادي البان والآس
* ولا البكاء على الأطلال من باس
*
* إن حدثتكم بسلواني ظنونكم
* فاستغفروا الله واستحيوا من الناس
*
* ما كنت للود مذاقا ولا كلفا
* بالملهيات ولا للعهد بالناسي
*
* وكيف أنسى وفي قلبي لكم وطن
* دان المحل وأنتم فيه جلاسي
*
* إن عزني قدر عنكم فلي وزر
* بالصبر أحمله عنفا على رأسي
*
3 (ابن الغريق))
هبة الله بن محمد بن علي بن محمد بن عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي أبو الحسن بن القاضي أبي الحسين المعروف بابن الغريق البغدادي كان والده يعرف براهب بني العباس لزهده وحسن طريقته وقد حدث بالكثير وكان خطيبا قاضيا من الأعيان وروى عنه الحافظ أبو بكر الخطيب وأما ولده هذا أبو الحسن فولي لما بيد أبيه من القضاء بمدينة المنصور والخطابة بجامع القصر وكان فصيحا مليح الإيراد وسمع من أبي بكر أحمد بن محمد بن غالب البرقاني والحسن بن أحمد بن شاذان والحسين بن محمد

188
الخلال وغيرهم وحدث باليسير توفي سنة تسع وسبعين وأربعمائة في مكان قد جرت فتنة بين أهل الكرخ وباب)
البصرة فقتل بينهم جماعة وأصاب ابن الغريق سهم فقتله
3 (السمساني الكاتب المزوق))
هبة الله بن محمد بن علي بن عبد الغفار أبو القاسم السمساني المذهب البغدادي سمع الحسن بن أحمد بن شاذان وحدث باليسير كان يكتب المصاحف ويذهبها وكان طبقة في
الإذهاب وتمثيل الأشكال ولم يلحق خطه بخط أبيه ولا جده وكان من ذوي الهيئات النبلاء توفي فجأة سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة
3 (الوزير أبو المعالي الكرماني ابن المطلب))
هبة الله بن محمد بن علي بن الحسن بن المطلب الكرماني أبو المعالي ابن أبي سعد الكاتب كان كاتبا مجيدا حاسبا سديدا تفرد في زمانه بكتابة الحساب وتدبير الضياع ولي ديوان الزمام في أيام المستظهر وقلده الوزارة سنة خمسمائة فأقام وزيرا سنتين وأربعة عشر يوما وعزل وكان قد تفقه للشافعي وسمع من محمد بن علي بن المهتدي وعبد الصمد بن علي بن المأمون وأحمد بن محمد بن النقور وغيرهم وكان يحفظ السير والتواريخ وكان كثير الصدقة والمعروف حدث باليسير قال رأيت في المنام قائلا يقول
* إذا كان لله البقاء وكلنا
* يصير إلى موت فماذا التنافس
* وكان قد زوج ابنته بأبي علي بن صدقة وتوفي أبو المعالي سنة ثلاث وخمسمائة
3 (أبو دلف الحنبلي))
هبة الله بن محمد بن علي بن الحسن بن داود بن الحسن بن عبد الله بن عبد السلام أبو دلف ابن أبي الوفاء المقرئ الحنبلي البغدادي كان أديبا فاضلا سمع الشريف أبا نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي وعلي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري ومحمد بن أبي نصر الحميدي وأكثر عنه وكتب بخطه الكثير وكان خطه حسنا وقرأ عليه أبو محمد ابن الخشاب كتاب المجمل لابن فارس بسماعه من الحميدي وكان شيخا حسنا خيرا توفي سنة تسع وعشرين وخمسمائة
3 (ابن حبيش الحنبلي))
هبة الله بن محمد بن كامل حبيش أبو علي الحنبلي البغدادي كان شيخا صالحا متصوفا زاهدا فقيها فاضلا تفقه على أبي علي ابن القاضي وسمع من محمد بن عبد الباقي الأنصاري وعبد)
الملك بن علي بن عبد الملك بن يوسف

189
وعبد الوهاب بن المبارك الأنماطي وغيرهم وحدث باليسير وتوفي سنة ثلاث وستين وخمسمائة
3 (ابن الجلخت الواسطي))
هبة الله بن محمد بن محمد بن مخلد بن أحمد بن خلف بن مخلد بن امرئ القيس أبو الفضل الأزدي بن الجلخت الواسطي كان من المعدلين وكان زاهدا ورعا حدث ببغداد عن علي بن عبد الله العجمي وعلي بن محمد بن حسن العبدي وغيرهما وكان يعرف الحديث والفقه والفرائض والقراءات والحساب وله جاه عند السلطان وتوفي سنة إحدى وثمانين وأربعمائة
3 (ابن نوبي الأنباري))
هبة الله بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن نوبى أبو علي الأنباري الكاتب المعروف بالقاضي الموفق كان كاتبا جليلا أديبا فاضلا تولى الجزية بديوان الزمام أيام المسترشد وكان قد جمع تاريخا وسمع من علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري وعلي بن محمد بن علي ين العلاف وحدث باليسير وتوفي بعد أن فسد حسه ثلاث وخمسين وخمسمائة ومن شعره
* إن قدم الدهر أقواما وأخرني
* وجار في الحكم جورا غير مقتصد
*
* ففي النجوم إمام العصر معتبر
* إذ كان للثور تقديم على الأسد
* ومنه
* لي بالكرخ دون نهر معلى
* شجن لا يحول عن ميثاق
*
* كلما أخلق الزمان هواه
* جددته مكارم الأخلاق
*
* وإذا ما سلاه غيري فعندي
* حسن عهد الحنين والأشواق
*
* منزل فيه للسرور مع النف
* س نكاح المنى بغير طلاق
*
3 (ابن الصفار المقرئ))
هبة الله بن محمد بن موسى بن الطيب بن أبي الحسين الواسطي المعروف بابن الصفار المقرئ قرأ على ابن علان وعلى ابن الواف وعلى الهزمزان أحمد علي العجمي وكان إماما في النجوم فوم لثلاثين سنة آتية وله مصنفات في القراءات وتوفي سنة ست وثمانين وأبعمائة))
3 (أبو محمد ابن الشيرازي))
هبة الله بن محمد بن هبة الله بن مميل أبو محمد بن

190
أبي نصر الشيرازي الواعظ تقدم ذكر جماعة من أهل بيته ولد ببغداد سنة خمسمائة ونشأ بها وسمع كتاب غريب الحديث لأبي عبيد من أبي علي بن نبهان وسافر إلى دمشق ثلاثين وخمسمائة وأقام مدة ثم خرج منها وعاد إليها سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة وسكنها إلى حين وفاته وشهد عند قضائها وفوضت إليه عقود الأنكحة وكان محمود السيرة يقضي حوائج الناس وتولى إمامة مشهد علي بعد وفاة البسطامي وحدث بكتاب الغريب بدمشق وروى عنه أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى وولده أبو نصر وإسماعيل بن إبراهيم بن أحمد الغزنوي وتوفي سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ودفن بسفح قاسيون
3 (أبو المظفر الكاتب الشافعي))
هبة الله بن محمد بن هبة الله بن محمد بن علي بن أحمد بن البخاري أبو المظفر الكاتب البغدادي من أولاد المحدثين تفقه على مذهب الشافعي وحصل طرفا حسنا وقرأ شيئا من الكلام واشتغل بالكتابة والتصرف وولي النظر والصدرية بديوان الزمام وعزل ثم ولي نيابة الوزارة أيام الإمام الناصر إلى أن توفي سنة ثمانين وخمسمائة وكان حسن السيرة وسمع شيئا من الحديث وروى عن ابن جكينا الشاعر
3 (أبو العباس النديم بن المنجم))
هبة الله بن محمد بن يوسف بن يحيى بن علي بن يحيى أبو العباس النديم بن المنجم تقدم ذكر جماعة من أهل بيته روى عن جده وروى عنه القاضي أبو علي التنوخي وأبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان وقد نادم أبا محمد المهبلي واختض به ومن بعده من الوزراء وكان له معرفة بالفقه والجدل والشعر وتوفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة في شهر رمضان
3 (ابن الواعظ الإسكندراني))
هبة الله بن محمد بن الحسين بن المفرج بن حاتم بن الحسن بن المقدسي أبو البركات الإسكندراني الفقيه الشافعي المعروف بابن الواعظ كان شيخا حسنا من أولاد العلماء والشهود حسن المذاكرة لطيف المحاضرة يحفظ جملا من الآداب والتواريخ وروى عن الحافظ السلفي وغيره وكان ثقة ثبتا توفي سنة خمسين وستمائة))
3 (زكي الدين بن رواحة باني المدرسة))
هبة الله بن محمد بن عبد الواحد بن رواحة زكي الدين الأنصاري بن رواحة الحموي التاجر المعدل كان كثير الأموال محتشما

191
أنشأ مدرسة بدمشق وأخرى بحلب وحدث أوصى أن يدفن في مدرسته في البيت القبو فما مكنهم المدرس الشيخ تقي الدين بن الصلاح وشرط على الفقهاء والمدرس شروطا صعبة وأن لا يدخل مدرسته يهودي ولا نصراني ولا حنبلي حشوي توفي سنة اثنتين وعشرين وستمائة
الحافظ البغدادي هبة الله بن محمد بن أحمد بن المجلي الحافظ أبو نصر البغدادي له تصانيف وخطب وتوفي رحمه الله تعالى سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة
3 (معين الدين بن حشيش))
هبة الله بن مسعود بن أبي الفضائل القاضي معين الدين بن حشيش تقدم ذكر والده في حرف الميم كان معين الدين فاضلا ذكيا حفظة رواية للأخبار والأشعار عالما بالأنساب يجيد معرفته وينقل أيام الناس وتراجم الناس كان آية في ذلك وكان ينظم نظما مقاربا وكان قلمه جارئا ولكن ليس له نثر جيد اللهم إلا إن ترسل وكتب بلا سجع فإنه يأتي بالمثل المطبوع والبيت السائر ويأتي بالشاهد على ما يحاوله وذلك في غاية البلاغة والفصاحة وكان في مبدأ أمره كاتبا في الدباغة حتى كتب للأعسر أو لغيره ممن كان له الحكم في ذلك الوقت
* يا أميرا حاز الحيا والبلاغة
* قتلتني روائح الدباغة
* ثم إنه انتقل إلى طرابلس وخدم في الجيش وكان يساعد ابن الذهبي كاتب الإنشاء بطرابلس فاشتهر وعرف بالأدب فأحبه الأمير سيف الدين أسندمر نائب طرابلس ولم يزل إلى أن توجه نائب طرابلس الأمير سيف الدين أسندمر صحبة الملك الناصر محمد لما جاء من الكرك سنة تسع وسبعمائة فجهز طلبه من طرابلس وسعى له إلى أن استخدم في جيش مصر فأقام إلى الروك وحضر ليفرق الأخبار بالشام فأقام إلى أن فرغ من ذلك ثم توجه إلى مصر ولما أمسك القاضي قطب الدين ابن شيخ السلامية
ناظر جيش الشام سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة حضر معين الدين من مصر ناظر الجيش مكانه فانفرد بذلك قليلا ثم أشرك بينه وبين القاضي قطب الدين ابن شيخ السلامية ناظر جيش الشام سنة اثنين وعشرين وسبعمائة)
حضر معين الدين من مصر ناظر الجيش مكانه فانفرد بذلك قليلا ثم اشرك بينه وبين القاضي قطب الدين ابن شيخ السلامية في النظر وكان قطب الدين هو أكبر الناظرين ولم يزل بدمشق إلى سنة ثمان وعشرين وسبعمائة فلما أراد القاضي فخر الدين يتوجه للحجاز طلب القاضي معين الدين لينوب عنه في الجيش بالقاهرة فأقام بالديار المصرية إلى أن توفي رحمه الله سنة تسع وثلاثين وسبعمائة ومن شعره ما أنشدنيه البرزالي إجازة

192
* طيف ألم وطرف الهم وسنان
* وناظر لارتقاب الوصل يقظان
*
* سرى ومركبه شوقي وموطئه
* خدي وذا لكما طرف وميدان
*
* حتى تضمنه الجفن السهيد وقد
* غطى شهيد الكرى للدمع طوفان
*
* فلم يزل دون تقويم يمتعنا
* بالوصل زورا وطرف النجم سهران
*
* فكم تلقى بصدري فرحة فرشت
* له السرائر فالأحشاء أوطان
*
* وإذ تمشى إلى جرح الجوارح يأ
* سوه فكم طفئت للوجد نيران
*
* فشق باللطف عن قلبي وعزل عن
* ه ما يشق فقلبي اليوم فرحان
*
* وراح يخلع جلباب السرور على
* وقتي وقد مر دهر وهو عريان
*
* أهلا به من خيال عاد لي أملي
* به وعاودني روح وريحان
*
* فالعيش رغد ودار الأنس جامعة
* وجيرة الحي بعد الهجر جيران
*
* ورقبة البدر سهد والمنى حلم
* تحلو لنا ومغاني الحي أوطان
*
* فهذه منح الطيف الملم بنا
* سرا فليت يوافي السر إعلان
* قلتك شعر فوق المرذول ودون المتوسط
3 (ابن البوري الشافعي))
هبة الله بن معد بن عبد العزيز بن عبد الكريم القرشي الدمياطي الشافعي المعروف بالزين ابن البوري تنفقه بالشام على القاضي أبي سعد عبد الله بن أبي عصرون ورحل إلى بغداد وتفقه بالنظامية وعاد إلى الإسكندرية وولي تدريس المدرسة الحافظية وكان من العلماء المفتيين وروى عن أبي الفرج الرحمن بن الجوزي وأبي الثناء محمود بن الشعار الحراني وأبي أحمد ابن سكينة وبورة قرية من أعمال دمياط وتوفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة بالقاهرة))
3 (هبة الله بن وزير))
هبة الله بن وزير هو أبو المكارم الشاعر المصري تقدم في حرف الميم على أن اسمه مكارم والصحيح هبة الله
3 (ابن البوقي الشافعي))
هبة الله بن يحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الباقي أبو جعفر الشافعي الواسطي المعروف بابن البوقي كان إماما فاضلا قيما بمذهب الشافعي متدينا كثير العبادة صام أربعين سنة دائما وقرأ الفقه على القاضي أبي علي الحسن بن إبراهيم بن

193
برهون الفارقي وعلى أبي المكارم بن البخاري قاضي واسط وقرأ بالبصرة على قاضيها عبد السلام الجيلي وسمع الكثير بواسط والبصرة وبغداد ومكة ولد سنة ثمان وثمانين وأربعمائة وتوفي سنة إحدى وسيعين وخمسمائة وقد تقدم ذكر ولده محمد في المحمدين في مكانه
3 (أبو الفتوح الكاتب))
هبة الله بن يوسف بن خمارتاش بن عبد الله البغدادي البزاز أبو الفتوح الكاتب وهو أخو عبد الرحمن سمع سلمان بن مسعود بن حامد الشحام وعبد الملك بن محمد بن علي الهمذاني وحدث باليسير وتوفي سنة ست وخمسمائة فجأة ودون شعره في مجلده لطيفة ومنه
* وتمتعي بالوصل منه إذا دنا
* وإذا نأى فبطيفه وخياله
*
* قمر على غصن يميس كثنا
* ويتيه من إعجابه بجماله
*
* ولئن رميت من الزمان ببينه
* فالدهر لا يبقى على أحواله
*
* زمن غشوم جائز في صرفه
* وبنوه قد نسجوا على منواله
*
3 (السديد الماعز النصراني))
هبة الله المعروف بالسديد الماعز القبطي النصراني مستوفي المملكة كان ماهرا في الحساب مقما على أبناء جنسه معروفا بالأمانة وله مكانة وافرة عند الملك المنصور قلاوون والوزير يستضيء برأيه ولم يكن لأحد معه كلام وكان فيه خدمة وتودد ومداراة وإقالة للعثرات متمسكا بملته كثير الإحسان والصدقات على النصارى توفي سنة إحدى وثمانين وستمائة ورتب السلطان بعده ولده الأسعد جرجس مكانه فتضاعفت منزلته وشكرت سيرته والسديد هو خال الصاحب أمين الدين أمين الملك))
3 (أبو الأسعد ابن القشيري الصوفي))
هبة الله بن عبد الواحد بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن أبو الأسعد القشيري خطيب نيسابور وكبير القشيرية في وقته قال أبو أسعد السمعاني كان يرجع إلى فضل وتمييز ومعرفة بطريق القوم وفيه ظرف حسن الأخلاق متوددا سليم الجانب كان أسند من بقي من أهل خراسان وكانت الرحلة إليه وظهر به صمم ومع ذلك يسمع إذا رفع القارئ صوته توفي سنة ست وأربعين وخمسمائة
((هبة))
3 (أمير العرب))
هبة بن مانع ولما أمسك هبة وأودع الاعتقال بقلعة حلب أقام بها قليلا وهرب منها ثم إنه أمسك وبلغ الخبر إلى الناصر صاحب الشام فقال لرشيد الدين

194
الفارقي اكتب كتابا إلى نائب حلب بشنق هبة على القلعة فكتب رشيد الدين الفارقي بيتين ودفعهما إلى الناصر وهما
* عذري عن القلعة الشهباء موضحة
* لربها زاد ربي في سعادته
*
* تعلمت منه إطلاق الهبات بها
* فأطلقت هبة منها كعادته
* فعفا السلطان عنه وأمر بسجنه ثم أطلقه
((هبل))
3 (ابن هبل الطبيب))
مهذب الدين علي بن أحمد بن علي وولده شمس الدين أحمد بن علي بن أحمد
((هبيرة))
3 (هبيرة التمار المقرئ))
هبيرة بن محمد التمار المقرئ البغدادي قرأ على أبي عمر حفص بن سليمان الأسدي صاحب عاصم بن أبي النجود وقرأ عليه أبو علي حسنون بن الهيثم الدويري وروى عنه أبو جعفر أحمد بن علي الخزاز
3 (الثقفي الصحابي))
هبيرة بن شبل العجلان بن عتاب الثقفي هو أول من صلى جماعة بمكة بعد الفتح أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وكان إسلامه بالحديبية واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على مكة إذ سار إلى الطائف قاله الطبري
3 (العامري الصحابي))
هبيرة بن المفاضة العامري بعث إلى بني سليم يأمرهم بالثبوت على الإسلام حين ارتدت العرب قاله وثيمة
3 (الشبامي))
هبيرة بن يريم الشبامي ويقال الخارقي روى عن علي وطلحة وتوفي سنة ست وستين للهجرة وروى له الأربعة
3 (هبيرة بن النعمان))
هبيرة بن النعمان بن قيس بن مالك بن معاوية بن سعنة يقال له الغفار كان شريفا شهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه واستعمله على المدائن

195
((الألقاب))
الوزير عون الدين بن هبيرة اسمه يحيى بن محمد بن هبيرة يأتي ذكره إن شاء الله في حرف الياء في مكانه
وابنه محمد بن يحيى)
وأخو الوزير المذكور مكي بن محمد
وابن هبيرة النسفي اسمه محمد بن علي
وابن هبيرة الفزاري اسمه يزيد بن عمر
((هجمية))
3 (أم الدرداء الصغرى))
هجمية أم الدرداء الصغرى الحميرية روت عن زوجها أبي الدرداء وقرأت عليه القرآن وروت عن سلمان الفارسي وكعب بن عاصم الأشعري وعائشة وأبي هريرة وكانت عالمة زاهدة كبيرة القدر وأم الدرداء الكبرى خيرة بنت أبي حدرد صحابية وكان لهذه الصغرى حرمة وجلالة عجيبة وتوفيت في حدود التسعين للهجرة وروى لها الجماعة
((هدبة))
3 (هدبة بن خشرم القضاعي الأسلمي))
هدبة بن خشرم بن كرز القضاعي ثم الأسلمي كالن شاعرا فصيحا وهو راوية الحطيئة والحطيئة راوية كعب بن زهير وكان جميل راوية هدبة وكثير راوية جميل وكان بين هدبة وبين زيادة بن زيد ملاحاة وأهاج وزاد ذلك إلى أن قتل هدبة زيادة ثم هرب وذلك في عهد معاوية فانفد سعيد بن العاص إلى عم هدبة وأهله فحبسهم فلما بلغ ذلك هدبة أقبل حتى خلصهم وأمكن من نفسه ولم يزل محبوسا حتى شخص عبد الرحمن أخو المقتول إلى معاوية فأورد كتابا إلى سعيد بن العاص بأن يقيد منه إذا قامت البينة
فأقامها فمشت بنو عذرة إلى عبد الرحمن فسألوه قبول الدية فامتنع وقال
* أنحتم علينا كلكل الحرب مرة
* فنحن منيخوها عليكم بكلكل
*
* فلا يدعني قومي لزيد بن مالك
* لئن لم أعجل ضربة أو أعجل
*
* أبعد الذي بالنعف نعف كويكب
* رهينة رمس ذي تراب وجندل
*

196
* أذكر بالبقيا على ما أصابني
* وبقياي أني جاهد غير مؤتل
* وقيل بل أحضرهم معاوية فلما صاروا بين يديه قال يا أمير المؤمنين أشكو إليك مظلمتي وقتل أخي وترويع نسوتي فقال له معاوية يا هدبة قل قال إن شئت قصينا كلاما أو شعرا قال لا بل شعرا فارتجل هدبة)
* ألا يا لقومي للنوائب والدهر
* وللمرء يردي نفسه وهو لا يدري
*
* وللأرض كم من صالح قد تلأمت
* عليه فوارثه بلماعة قفر
*
* فلا يتقي ذا هيبة لجلاله
* ولا ذا ضياع هن يتركن للفقر
*
* رمينا فرامينا قصادف رمينا
* منايا رجال في كتاب وفي قدر
*
* وأنت أمير المؤمنين فمالنا
* وراءك من مغدى ولا عنك من قصر
*
* فإن تك عن أموالنا لم نضق بها
* ذراعا وإن صبرا فنصيبر للصبر
* فقال له معاوية قد أقررت بقتل صاحبهم ثم قال لعبد الرحمن هل لزيادة ولد قال نعم المسور وهو غلام حفر وأنا عمه ولي دم أبيه فقال المسور أحق بدم أبيه ورده إلى المدينة فحبس ثلاث سنين حتى بلغ المسور فقالت أم هدبة لما شخص إلى المدينة ليحبس
* أيا إخوتي أهل المدينة أكرموا
* أسيركم إن الأسير كريم
*
* فرب كريم قد قراه وضافه
* ورب أمور كلهن عظيم
*
* عصا حبلها يوما عليه مراسه
* من القوم عياب أشم حليم
* ولما مضى هدبة من السجن ليقتل التفت إلى امرأته وكانت من أجمل النساء فقال لها
* أقلي علي اللوم يا أم بوزعا
* ولا تعجبي مما أصاب فأوجعا
*
* ولا تنكحي إن فرق الدهر بيننا
* أغم القفا والوجه ليس بأنزعا
*
* ضروبا بلحيته على عظم زوره
* إذا القوم هشوا للفعال تقنعا
*
* كليلا سوى ما كان من حد ضرسه
* أليبيد مبطان العشيات أروعا
*
* وكوني حبيسا أو لأروع ماجد
* إذا ضن أعساس الرجال تبرعا
*
* وحلي بذي أكرومة وحمية
* وصبرا إذا ما الدهر عض فاسرعا
* فمالت زوجته إلى جزار فأخذت شفرته فجدعت أنفها وشفتيها وجائته وهي تدمى فقالت أتخاف أن يكون بعدها نكاح فرسف هدبة في قسيوده وقال الآن طاب الموت ثم التفت فرأى أبويه يتوقعان الثكل فقال لهما

197
* أبلياني اليوم صبرا منكما
* إن حزنا إن بدا بادىء شر
*
* لا أرى ذا اليوم إلا هينا
* إن بعد الموت دار المستقر
*
* اصبرا اليوم فإني صابر
* كل حي لقضاء وقدر
*)
ثم التفت إلى أهله فقال بلغني أن القتيل يعقل ساعة بعد سقوط رأسه فإن عقلت فإني قابض على رجلي وباسطها ثلاثا ففعل ذلك حين قتل وقال قبل أن يقتل
* إن تقتلوني في الحديد فإنني
* قتلت أخاكم مطلقا لم يقيد
* فقال عبد الرحمن والله لا أقتله إلا مطلقا فقام غليه وقد أطلق فهز السيف وقال
* قد علمت نفسي وأنت تعلمه
* لأقتلن اليوم من لا أرحمه
* ثم قتله وقيل إن المسور الذي قتله وقد ذكر هذا الخبر بطوله وتمامه صاحب الأغاني واختصرته أنا وهو من أظرف الأخبار وأحسنها وهدبة هذا هو أول من أقيد منه في الإسلام وقال واسع بن خشرم يرثي أخاه هدبة
* يا هدب يا خير فتيان العشيرة من
* يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا
*
* الله يعلم إني لو خشيتهم
* أو أوجس القلب من خوف لهم جزعا
*
* لم يقتلوه ولم أسلم أخي لهم
* حتى نعيش جميعا أو نموت معا
* وقال مصعب الزبيري كنا بالمدينة أهل البيوتات إذا لم يكن عند أحدنا أخبار هدبة وزيادة وأشعارهما ازدريناه وكنا نرفع من قدر أخبارهما وأشعارهما ونعجب بها وبعث هدبة إلى عائشة رضي الله عنها يقول لها استغفري لي فقالت إن قتلت استغفرت لك وكان لهدبة ثلاثة إخوة حوط وواسع وسيحان قال المدائني مرت كاهنة بأم هدبة وهو وإخوته نيام بين يديها فقالت يا هذه إن الذي معي يخبرني عن نبيك هؤلاء بأمر قالت وما هو قالت أما هدبة وحوط فيقتلان صبرا وأما الواسع وسيحان فيموتان كمدا وكان كذلك وقال صاحب الأغاني إن امرأة هدبة تزوجت بعده وجاءها ولدان
3 (الثوباني البصري))
هدبة بن خالد أبو خالد القيسي الثوباني البصري يقال له هداب روى له البخاري ومسلم وأبو داود وبقي بن مخلد وجماعة قال أبو حاتم صدوق وعن ابن معين ثقة توفي سنة ست وثلاثين ومائتين

198
((هذيل))
3 (هذيل الكوفي))
هذيل بن شرحبيل الأودي الكوفي روى عن علي وابن مسعود وسعد بن أبي وقاص وأبي موسى وتوفي في حدود التسعين للهجرة وروى له البخاري والأربعة
((الألقاب))
أبو الهذيل العلاف المعتزلي اسمه محمد بن الهذيل وقيل أحمد وقد تقدم ذكره في المحمدين في مكانه
الهراء النحوي معاذ بن مسلم
الهراسي جماعة منهم
الخوارزمي محمد بن علي بن إبراهيم
الهرغي عبد الله بن محمد
((هرثمة))
3 (هرثمة العنبري أخو زفر الحنفي))
هرثمة بن الهذيل بن قيس العنبري قال حمزة في تأريخ إصبهان وكان هرثمة أعرف الناس بالأنساب والأشعار وعنه أخذ حماد الرواية وهو أخو زفر بن الهذيل فقيه الكوفة ومولد زفر بإصبهان وكان أبوهما الهذيل قد خرج بإصبهان أيام فتنة الوليد بن عبد الملك وتغلب عليها وقيد واليها من قبل المروانية وهو زيد بن الحصين بن شهاب واستولى على إصبهان وبقي بها سنتين حتى وردها عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فأزاحه عنها واستولى عليها وذلك في سنة سبع وعشرين ومائة
((هرم))
3 (هرم الربعي البصري الصحابي))
هرم بن حيان العبدي الربعي البصري روى عن عمر وتوفي في حدود الثمانين للهجرة ذكر خليفة عن الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال وجه عثمان بن أبي العاص هرم بن حيان إلى قلعة بجرة يقال لها قلعة الشيوخ فافتتحها عنوة وسبى أهلها وذلك في سنة ست وعشرين وقال أبو عبيد كان الأمير في

199
وقعة صهاب هرم وقال غيره بل كان الحكم بن أبي العاص
3 (الأنصاري))
هرم بن عبد الله الأنصاري هو أحد البكائين الذين نزلت فيهم تولوا وأعينهم تفيض من الدمع
3 (الصحابي))
هرم بن قطبة الفزاري دعا بن حصين إلى الثبات على الإسلام يوم الردة قاله وثيمة عن ابن إسحاق
3 (الصحابي))
هرم بن عبد الله بن رفاعة شهد الخندق والمشاهد إلا تبوك وقيل هو أحد البكائين
((هرماس))
3 (أبو حدير الباهلي))
الهرماس بن زياد أبو حدير الباهلي رأى النبي صلى الله عليه وسلم يخطب بمنى على ناقته وتوفي في حدود التسعين للهجرة وروى له أبو داود والنسائي
ابن هرمة الشاعر اسمه إبراهيم بن علي
((هريم))
3 (البجلي الكوفي))
هريم بن سفيان البجلي الكوفي أحد الأثبات توفي في حدود السبعين والمائة وروى له الجماعة
الهروي الكاتب الشافعي اسمه الفضل بن محمد الهروي أبو سهل محمد بن علي الهروي القاضي محمد بن نصر
((هريرة))
3 (هريرة الصحابية))
هريرة بنت زمعة أخت سودة هي زوجة معبد بن وهب العبدي ومنهم من قال هوبرة بواو وباء
3 (الألقاب))
أبو هريرة اسمه عبد الرحمن بن صخر

200
ابن أبي هريرة الشافعي اسمه الحسن بن الحسين ابن أبي هريرة اسمه أحمد بن سليمان أبو هريرة المؤذن اسمه واثلة بن الأسقع
((هزار))
3 (الهروي المحدث))
هزار سب بن عوض بن حسن أبو الخير الهروي المفيد المحدث نزيل بغداد أحد من عني بالحديث حصل أصولا كثيرة وخطه دقيق مليح وتوفي سنة خمس عشرة وخمسمائة
3 (تاج الملوك الكردي))
هزار سب بن تنكير بن عياض أبو كاليجار تاج الملوك الكردي توفي منصرفه عن باب السلطان من إصبهان إلى خوزستان بموضع يعرف بفرنده حادي عشرين شهر رمضان سنة اثنتين وستين وأربعمائة وكان قد تكبر وتجبر وتسلط وتفرعن وتزوج بأخت السلطان وأخذها معه في هذا الوقت فلما ضعف ومات عادت إلى الري لأنه مرض بعلة الذرب قال محمد بن الصابىء قام في الليلة التي مات فيها ألفين وأربعمائة مجلس قلت لعل هذا القدر كان في مدة المرض
((هشام))
3 (هشام بن إبراهيم الكرنبائي))
هشام بن إبراهيم الكرنبائي الأنصاري أبو علي جالس الأصمعي وأضرابه وكان عالما بأيام العرب ولغاتها وكان يعارض عبد الصمد بن المعذل ويهاجيه وروى عنه أبو خليفة الفضل بن الحباب كتاب الحشرات كتاب الوحوش كتاب خلق الخيل كتاب النبات وفيه يقول عبد الصمد بن المعذل يهجوه
* ولم تر أبلغ من ناطق
* أتته البلاغة من كرنبا
*
3 (أبو الوليد الوقشي))
هشام بن أحمد بن خالد بن سعيد أبو الوليد الكناني الطليطلي ويعرف بالوقشي بفتح الواو وتشديد القاف وبعدها شين معجمة ووقش قرية على اثني عشر ميلا من طليطلة أخذ العلم عن أبي عمر الطلمنكي وجماعة وكان عالما بالنحو واللغة ومعاني الشعر والعروض وصناعة البلاغة وكان شاعرا بليغا حافظا للسنن وأسماء

201
الرجال بصيرا بالاعتقادات وأصول الفقه واقفا على كثير من فتاوي فقهاء الأمصار نافذا في علوم الشروط والفرائض محققا في الحساب والهندسة مشرفا على آراء الحكماء حسن النقد للمذهب وكان الشيخ أبو)
محمد الريوالي يقول فيه
* وكان من العلوم بحيث يقضى
* له في كل علم بالجميع
* توفي رحمه الله في جمادى الآخرة سنة تسع وثمانين وأربعمائة ومن شعره في غلام خصي مليح
* وفاره يحمله فاره
* مربنا معتقلا صعده
*
* سنانها منتخل لحظه
* وقدها منتحل قده
*
* قلت لنفسي حين مدت لها الآ
* مال والآمال ممتده
*
* لا تطمعي فيه كما الشعر لا
* يطمع في تسويده خده
* ومنه
* عجبا للمدام ماذا استفادت
* من سجايا معذبي وصفاته
*
* طيب أنفاسه وطعم ثنايا
* ه وسكر العقول من لحظاته
*
* وهي من بعد ذا علي حرام
* مثل تحريمه جنى رشفاته
*
3 (ابن العواد القرطبي))
هشام بن أحمد بن سعيد أبو الوليد القرطبي المعروف بابن العواد كان من جلة الأئمة وأعيان المفتين بقرطبة مقدما في الرأي والمذهب طلب للقضاء فامتنع وتفقه عليه خلق كثير وتوفي سنة تسع وخمسمائة
3 (أمير المدينة))
هشام بن إسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة حمو عبد الملك بن مروان وأميره على المدينة وهو الذي ضرب سعيد بن المسيب لما امتنع من البيعة للوليد توفي في حدود التسعين للهجرة
3 (العابد العطار))
هشام بن إسماعيل بن يحيى الدمشقي العطار العابد قال النسائي ثقة وقال العجلي صاحب سنة توفي سنة سبع عشرة ومائتين وروى له أبو داود والترمذي والنسائي

202
3 (الطليطلي))
هشام بن حبيش من أهل طليطلة كان صاحب رأى ومسائل رحل وسمع من القاسم وأشهب)
بن عبد العزيز وكان من أهل الفتيا والأسماع بصيرا بالإعراب قال ابن الفرضي ذكره ابن حارث
3 (الصحابي))
هشام بن أبي حذيفة بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي كان من مهاجرة الحبشة في قول ابن إسحاق والواقدي كان يقول هاشم بن أبي حذيفة ويقول هشام وهم ممن قاله ولم يذكره موسى بن عقبة ولا أبو معشر في من هاجر إلى ارض الحبشة
3 (القردوسي))
هشام بن حسان القردوسي مولاهم البصري وقيل إنه صريح النسب كان أعلم الناس بحديث الحسن وله أوهام لا تخرجه عن الاحتجاج به توفي سنة سبع وأربعين ومائة وروى له الجماعة
3 (رئيس الهشامية))
هشام بن الحكم الكوفي الرافضي رئيس الطائفة الهشامية كان حزازا وكان ضالا مشبها توفي في حدود الثلاثين والمائتين والهشامية فرقتان فرقة تنسب إلى هشام هذا وفرقة تنسب إلى هشام بن سالم الجواليقي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى وفرقة أخرى هشامية تنسب إلى هشام بن عمرو الفوطي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى إلا أن هذه الفرقة من فرق المعتزلة فهم بمعزل عن هاتين الفرقتين فأما هشام بن الحكم فإنه زعم أن ربه تعالى الله عن قوله علوا كبيرا ذو حد ونهاية عريض طويل عميق وطوله مثل عرضه وعرضه مثل عمقه وأنه نور ساطع يتلألأ كالسبيكة الصافية وأنه ذو لون وطعم ورائحة وأن لونه هو طعمه طعمه هو ريحه ولم يثبت لونا وطعما وريحا عن نفسه وقال كان الله ولا مكان ثم تحرك فحدث مكانه بحركته ومكانه هو العرش وحكى بعض المتكلمين عن هشام هذا أنه قال في معبوده إنه سبعة أشبار بشبر نفسه وقاسه على الإنسان فإن الغالب على الإنسان أن يكون سبعة أشبار بشبر نفسه وحكى أبو الهذيل العلاف المعتزلي قال لقيت هشام بن الحكم بمكة عند جبل أبي قييس فسألته أيما أكبر معبوده أو جبل أبي قبيس فأشار إلى أن الجبل يوفي على الله تعالى الله عز وجل علوا كبيرا وحكى الجاحظ في بعض كتبه عن هشام أنه قال إن الله سبحانه وتعالى إنما يعلم ما تحت الثرى بالشعاع

203
المنفصل منه الذاهب في عمق)
الأرض وذكر أبو عيسى الوراق أن بعض أصحاب هشام قال إن الله تعالى مماس لعرشه لا يفضل عن عرشه ولا ينقص تنزه الله سبحانه وتعالى عن ذلك وتقدس وحكى عنه مقالات شنيعة يكفي إحداها في تكفيره وتضليله وكفرته الإمامية بتجويزه المعصية على الأنبياء وعدم تجويز المعصية على الإمام حتى قال عصى محمد ربه في أخذه الفداء من أسارى بدر ثم عفا عنه وفرق بين الأنبياء والإمام بأن قال النبي إذا عصى أتى عليه وحي عرفه المعصية والإمام لا يأتيه وحي فلهذا جازت المعصية على الأنبياء دون الإمام
3 (المؤيد الأموي))
هشام بن الحكم بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان الأموي المؤيد وسمى أمير المؤمنين صاحب الأندلس تولى بكرة يوم الاثنين لخمس خلون من صفر سنة ست وستين وثلاثمائة ومولده في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين وثلاثمائة وأمه صبح جارية أم ولد كان قد رباها صهر محمد بن أبي عامر وكانت تعرفه ويعرفها فمن هنا كان ابن أبي عامر وكيلا لابنها المؤيد هشام لحديث يطول ذكره وتولى الحجوبية له ثم وثب على الملك وأكفأه كما يكفأ الإناء وكان المؤيد قدعا طاهر الثوب متنزها عن الريب وكانت فيه غفلة وصحة مذهب قال ابن حزم في كتاب الملل والنحل أنذرنا الجفلى لحضور دفن المؤيد هشام بن الحكم المستنصر فرأيت أنا وغيري نعشا وفيه شخص مكفن وقد شاهد غسله رجلان شيخان جليلان حكمان من حكام المسلمين من عدول القضاة في بيت وخارج البيت أبي رحمه الله وجماعة عظماء البلد ثم صلينا عليه في ألوف من الناس ثم لم يليث الاشهورا نحو التسعة حتى ظهر حيا وبويع بالخلافة ودخلت إليه أنا وغيري وجلست بين يديه وبقي كذلك ثلاثة أعوام غير شهرين وأيام حتى لقد أدى ذلك إلى تشويش جماعة لهم عقول في ظاهر الأمر إلى أن ادعوا حياته إلى الآن وزاد الأمر حتى أظهروا بعد ثلاث وعشرين سنة من موته على الحقيقة إنسانا قالوا هو هذا وسفكت بذلك الدماء وهتكت الأستار وأخليت الديار وأثيرت الفتن انتهى وقال صاحب الريعان والريحان فلما شعرت العامة بذلك يعني موت عبد الملك بن الحاجب محمد بن أبي عامر المسمى بالمنصور لأن أخاه عبد الرحمن سمه في نصف تفاحة كما تقدم في ترجمة عبد الملك المذكور قال وثبت العامة على عبد الرحمن فقتله)
وثارت الفتن بقرطبة الزانية وإنما

204
الزانية لأنها لا تصبر على واحد وقام محمد بن عبد الجبار بن الناصر على العامريين ثم قام عليه سليمان المستعين بن الحكم الملقب بالمهدي خنقا ودفن ونبش أربع مرار ذكر ذلك ابن حيان ثم قام عبد الرحمن المستظهر ثم المعتمد وذلك كله حول عام أربعمائة في العشر التي بعدها وثار كل وال في مكانه وظهر القاسم بن حمود يزعم أنه من ولد فاطمة رضي الله عنها فثار على المستعين وادعى أنه عهد إليه هشام المؤيد
3 (الأسدي الصحابي))
هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى القرشي الأسدي أسلم يوم الفتح ومات قبل أبيه في حدود الأربعين للهجرة وكان من فضلاء الصحابة وخيارهم يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وهو الذي صارع النبي صلى الله عليه وسلم وصرعه وذكر مالك أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يقول إذا بلغه أمر ينكره أما ما بقيت أنا وهشام بن حكيم فلا يكون ذلك وقال مالك كان هشام كالسائح لم يتخذ أهلا ولا ولدا وروى له مسلم وأبو داود والنسائي
3 (الأزرق الدمشقي))
هشام بن خالد الدمشقي الأزرق روى عنه أبو داود وابن ماجة وبقي بن مخلد وأبو زرعة الرازي وغيرهم وتوفى سنة تسع وأربعين ومائتين
3 (حفيد أنس))
هشام بن زيد بن أنس بن مالك روى عن جده قال أبو حاتم صالح الحديث توفي في حدود العشرين والمائة وروى له الجماعة كلهم
3 (رأس الرافضة))
هشام بن سالم رأس الفرقة الهشامية من الرافضة الذين تقدم ذكرهم في ترجمة هشام بن الحكم كان هشام هذا مع رفضه مفرطا في التجسيم والتشبيه لأنه زعم أن ربه على صورة الإنسان لكنه قال ليس بلحم ولا دم بل نور ساطع وأنه ذو حواس كحواس الإنسان
3 (الدستوائي))
هشام بن سنبر أبي عبد الله الدستوائي البصري صاحب البز والدستواء قرية من أعمال)
الأهواز ولد في حياة الصحابة الصغار وكان من كبار الحفاظ كان يقول إذا فقدت السراج ذكرت ظلمة القبر وما زال يبكي حتى فسدت عيناه وله مناقب

205
جمة لكنه رمي بالقدر قال ابن سعد حجة ثقة إلا أنه رمي بالقدر توفي سنة ثلاث وخمسين ومائة وروى له الجماعة كلهم
3 (أخو عمرو بن العاص هشام بن وائل بن هشام بن سعيد بن سهم القرشي السهمي أخو عمرو))
بن العاص كان قديم الإسلام أسلم بمكة وهاجر إلى الحبشة ثم قدم مكة حين بلغه مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم فحبسه أبوه وقومه بمكة حتى قدم بعد الخندق على رسول الله وكان أصغر سنا من أخيه عمرو بن العاص وكان فاضلا خيرا سئل عمرو بن العاص من أفضل أنت أو أخوك هشام فقال أحدثكم عني وعنه أمه بنت هشام بن المغيرة وأمي سبية وكان أحب إلى أبيه مني وتعرفون فراسة الوالد في ولده واستبقنا إلى الله فسبقني أمسك على السرة حتى تطهرت وتخبطت وأمسكت عليه حتى فعل ذلك ثم عرضنا أنفسنا على الله فقبله وتركني وقتل هشام يوم أجنادين في خلافة أبي بكر سنة ثلاث عشرة للهجرة وقيل إنه استشهد يوم اليرموك ضرب رجلا من غسان فأبدى سحره قكرت غسان على هشام فضربوه بأسيافهم حتى قتلوه ووطئته الخيل حتى كر عمرو فجمع لحمه فدفنه وقال خالد بن معدان لما انهزمت الروم يوم أجنادين انتهوا إلى موضع لا يعبره إلا إنسان إنسان فجعلت الروم تقاتل عليه وقد تقدموه وعبروه فتقدم هشام بن العاص فقاتلهم حتى قتل فوقع على تلك الثلمة فسدها فلما انتهى المسلمون إليها هابوه أن يوطئوه الخيل فقال عمرو بن العاص أيها الناس إن الله قد استشهده ورفع درجته وإنما هو جثة فأوطئوه الخيل ثم أوطأه هو وتابعه الناس حتى قطعوه فلما انتهت الهزيمة ورجع المسلمون إلى العسكر كر عليه عمرو فجعل يجمع لحمه وعظامه وأعضائه وحمله في نطع وواراه وقال النبي صلى الله عليه وسلم أبنا العاص مؤمنان هشام وعمرو رواه محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة
3 (المخزومي الصحابي))
هشام بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي هو الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فكشف عن ظهره ووضع يده على خاتم النبوة فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فأزالها ثم ضرب في صدره ثلاثا)
وقال اللهم أذهب عنه الغل والحسد ثلاثا وكان الأوقص وهو محمد بن عبد الرحمن بن هشام بن يحيى بن هشام بن العاص يقول نحن أقل أصحابنا حسدا وقتل العاص بن هشام أبوه يوم بدر كافرا قتلع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان خاله

206
3 (الأنصاري الصحابي))
هشام بن عامر بن أمية الحسحاس بن مالك بن عامر غنم بن عدي بن النجار الأنصاري كان يسمى في الجاهلية شهابا فغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه فسماه هشاما واستشهد أبوه عامر يوم أحد وسكن هشام البصرة ومات بها في حدود الستين للهجرة وروى له مسلم والأربعة
3 (أمير المؤمنين))
هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن العاص بن أمية أبو الوليد أمير المؤمنين الأموي كان يلقب السراق والمتفلت لأنه قطع عطاء أهل المدينة سنتين ثم أعطاهم قبل موته عطاء واحدا فسموه المتفلت أمه أم هاشم فاطمة بنت هشام بن إسماعيل بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان أبيض أحول مسمنا طويلا اكشف يخضب بالسواد مولده سنة قتل ابن الزبير سنة اثنتين وسبعين للهجرة وتوفي بالرصافة من أرض قنسرين ليلة الأربعاء لست خلون من شهر ربيع الآخر سنة خمس وعشرين ومائة وله إحدى وستون سنة وقيل ثلاث وخمسون سنة وشهر وصلى عليه ابنه مسلمة بن هشام وبويع له لخمس بقين من شعبان سنة خمس ومائة ويقال بعد موت أخيه يزيد بخمسة أيام وبعهد من أخيه مستهل شهر رمضان بالرصافة وهو يومئذ ابن ثلاث وأربعين سنة وكانت أيامه تسع عشرة سنة سبعة أشهر وهو الذي قتل زيد بن علي بالكوفة سنة إحدى وعشرين ومائة وكاتبه سالم مولى سعيد بن عبد الملك وحاجبه غالب بن مسعود مولاه ويقال غالب بن منصور ونقش خاتمه الحكم للحكم الحكيم وكانت داره عند باب الخواصين التي بعضها الآن المدرسة النورية قال مصعب بن الزبير زعموا أن عبد الملك رأى في منامه أنه بال في المحراب اربع مرات فدس من سأل سعيد بن المسيب وكان يعبر الرؤيا وعظمت على عبد الملك فقال سعيد بن المسيب يملك من ولده لصلبه أربعة فكان آخرهم هشام وكان يجمع المال ويوصف بالحرص وببخل وكان حازما عاقلا صاحب سياسة حسنة قال أبو عمير بن النحالي حدثني أبي قال كان لا يدخل)
بيت مال هشام مال حتى يشهد أربعون قسامة لقد أخذ من حقه ولقد أعطي لكل ذي حق حقه وقيل إنه ما كان أحد من الخلفاء أكره إليه الدماء ولا أشد عليه من هشام لقد دخله من مقتل زيد بن علي ويحيى بن زيد أمر شديد ولقد ثقل عليه خروج زيد فما كان شيء حتى أتي إليه برأسه وصلب بدنه بالكوفة قال الواقدي فلما ظهر بنو العباس عمد عبد الله بن علي فنبش هشاما من قبره وصلبه وكان هشام رجل بني أمية حزما ورأيا وتثبتا ولما أتته الخلافة سجد لله شكرا ورفع رأسه فوجد

207
الأبرش الكلبي معه فقال مالك لم تسجد معي فقال يا أمير المؤمنين رأيتك قد رفعت إلى السماء وأنا مخلد إلى الأرض فقال أريتك إن رفعتك معي أتسجد قال الآن طاب السجود وسجد فأمر له بالإحسان الكثير وأن يكون جليسه طول مدته وعوتب في شأنه وقيل له ما تجالس من هذا الأبرش فقال حظي منه عقله لا وجهه وجمع من الأموال ما لم يجمعه خليفة قبله فلما مات احتاط الوليد على كل ما تركه فما غسل ولا كفن إلا بالقرض والعارية والمشهور عنه أنه ليس له من الشعر سوى هذا البيت
* إذا أنت لم تعص الهوى قادك الهوى
* إلى كل ما فيه عليك مقال
* ونسب إليه ابن المعتز أيضا
* أبلغ أبا مروان عني رسالة
* فماذا بعيب من وفاء ومن صبر
*
* ونحن كفيناك الأمور كما كفى
* أبوك أبانا الأمر في سالف الدهر
* وعزا إليه أيضا
* أبلغ أبا وهب ما لقيته
* فإنك شر الناس غيبا لصاحب
*
* تبدى له بشرا إذا ما لقيته
* وتلسعه بالغيب لسع العقارب
* قيل ومن بخله أنه رأى بعض أولاده وبثوبه خرق فقال له عزمت عليك إلا ما رفأته وتمثل بقول القائل
* قليل المال تصلحه فيبقى
* ولا يبقى الكثير مع الفساد
*
3 (ابن الصابوني القرطبي))
هشام بن عبد الرحمن بن عبد الله أبو الوليد ابن الصابوني القرطبي له كتاب في تفسير البخاري على حروف المعجم كثير الفائدة توفي سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة
3 (صاحب الأندلس))
)
هشام بن عبد الرحمن بن معاوية تقدم تمام نسبه في ذكر عبد الرحمن بن معاوية والده في حرف العين بويع له بعد ستة أيام من وفاة أبيه سنة اثنتين وسبعين ومائة وتوفي في صفر سنة ثمانين ومائة فكانت خلافته سبع سنين وتسعة أشهر وتوفي رحمه الله تعالى وهو ابن تسع وثلاثين سنة وأربعة أشهر وأربعة أيام ودفن في القصر وصلى عليه ابنه الحكم المذكور في حرف الحاء وعده ملوك الأندلس من بني أمية أربعة عشر

208
على عدد أسلافهم ومدة ملكهم مائتان وثمانون سنة فأولهم عبد الرحمن بن معاوية والد هشام هذا أقام في الأمر ثلاثا وثلاثين سنة ثم ولي ابنه هشام هذا وكانت ولايته سبع سنين ثم ولي ابنه الحكم بن هشام بعده وأقام سبعا وعشرين سنة ثم ولي ابنه عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن وأقام في الأمر اثنتين و ثلاثين سنة وكانت وفاته في أيام المتوكل ثم ولى ابنه محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن فأقام في الأمر أربعا وثلاثين سنة وتوفي أيام المعتمد ثم ولي ابنه المنذر بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن عبد الرحمن بن هشام فأقام سنتين وتوفي أيام المعتمد ولم يكن له ولد وانقرض نسله ثم ولي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن أخو المنذر فأقام خمسا وعشرين سنة ثم ولي ابنه عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن فأقام في الأمر خمسين سنة وتوفي زمن المطيع ثم ولي بعده الحكم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن وأقام في الأمر خمس عشرة سنة وتوفي في أيام الطائع ثم ولي ابنه هشام بن الحكم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن فأقام في الأمر تسعا وثلاثين سنة ومات في أيام القادر وكان قد غلب عليه محمد بن هشام بن عبد الجبار بن عبد الرحمن الملقب بالناصر ولقب محمد نفسه المهدي ثم قوي عليه سليمان بن الحكم ثم إن محمد بن هشام هرب إلى الشرق ثم قتله سليمان وولي هشام بن الحكم بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن هشام وكان هشام بن عبد الرحمن من خيار خلفاء المغرب صاحب زهد ونسك وكان أبيض مشربا حمرة بعينيه حول وسيرته مطولة في كتاب المقتبس
3 (صاحب الخضراء))
هشام بن عبيد الله بن الناصر لدين الله الأمير أبو الوليد الأموي الأندلسي ويعرف بصاحب)
الخضراء قال ابن الأبار كان خير من بقي من أهل بيت الخلافة عفافا ومروءة وسخاء إلى أدب ومعرفة وجمع للكتب توفي سنة أربعمائة
3 (أبو الوليد الطيالسي))
هشام بن عبد الملك الإمام أبو الوليد الطيالسي البصري مولى باهلة ولد سنة ثلاث وثلاثين ومائة وتوفي سنة سبع وعشرين ومائتين وروى عنه البخاري وأبو داود وروى
الباقون عن رجل عنه

209
وروى أبو داود أيضا عن رجل عنه وإسحاق بن راهويه وإسحاق الكوسج والدارمي قال أحمد بن حنبل أبو الوليد اليوم شيخ الإسلام ما أقدم اليوم عليه أحدا وقال أبو زرعة أدرك أبو الوليد نصف الإسلام عاش أربعا وتسعين سنة
3 (أبو التقى الحمصي))
هشام بن عبد الملك بن عمران أبو التقى اليزني الحمصي روى عنه أبو داود والنسائي وابن ماجة قال أبو حاتم كان متقنا للحديث وتوفي سنة إحدى وخمسين ومائتين
3 (أبو المنذر))
هشام بن عروة بن الزبير بن العوام المدني أبو المنذرأحد الأئمة الأعلام روى عن عمه عبد الله بن الزبير وأبيه وأخويه وغيرهم قال ابن سعد كان ثبتا ثقة كثير الحديث حجة وقال أبو حاتم ثقة إمام في الحديث وقال عبد الرحمن بن خراش بلغني أن مالكا نقم على هشام بن عروة حديثه لأهل العراق ورأى جابر بن عبد الله الأنصاري وأنس بن مالك وسهل بن سعد وقيل إنه رأى ابن عمر ولم يسمع منه وروى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وسفيان الثوري ومالك بن أنس وأيوب السختياني وابن جريح وعبيد الله بن عمر والليث بن سعد وسفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد القطان ووكيع وغيرهم وقدم الكوفة أيام المنصور وسمع منه الكوفيون وروي أنه دخل على المنصور فقال يا أمير المؤمنين اقض عني ديني فقال وكم دينك فقال مائة ألف فقال وأنت في فقهك وفضلك تأخذ دينا مائة ألف ليس عندك قضاؤها فقال يا أمير المؤمنين شب فتيان من قومنا فأحببت أن ابوئهم وخشيت أن ينشر علي من أمرهم ما أكرهه فبواتهم واتخذت لهم منازل وأولمت عنهم ثقة بالله وبأمير المؤمنين قال فردد عليه مائة ألف مائة ألف استعظاما لها ثم قال قد أمرنا لك بعشرة آلاف درهم فقال يا أمير المؤمنين أعطني ما أعطيت وأنت طيب النفس فإني سمعت أبي يحدث عن رسول الله)
صلى الله عليه وسلم أنه قال من أعطى عطية وهو بها طيب النفس بورك للمعطى والمعطى له قال فإني بها طيب النفس وأهوى إلى يد المنصور فقبلها بفمه فمنعه وقال يا ابن عروة إنا نكرمك عنها ونكرمها عن غيرك ودخل يوما على المنصور فقال له يا أبا المنذر تذكر يوما دخلت عليك أنا و إخوتي الخلائف وأنت تشرب تسويقا بقصبة يراع فلما خرجنا من عندك قال لنا أبونا اعرفوا لهذا الشيخ حقه فإنه لا يزال في قومكم بقية ما بقي قال لا أذكر ذلك يا أمير المؤمنين فلما خرج من عنده قيل له

210
يذكرك أمير المؤمنين ما تمت به إليه فتقول لا أذكره فقال لم أكن ذاكرا ذلك ولم يعودني الله في الصدق إلا خيرا ومولده سنة إحدى وستين للهجرة وتوفي سنة ست وأربعين ومائة وقيل سنة خمس وقيل سنة سبع وصلى عليه المنصور
3 (السيرافي))
هشام بن علي السيرافي روى عنه أحمد بن عبيد الصفار وفاروق الخطابي وغيرهما وتوفي في ذي الحجة سنة أربع وثمانين ومائتين
3 (أبو الوليد المقرئ))
هشام بن عمار بن نصير بن أبان بن ميسرة السلمي الظفري القارئ أبو الوليد أخذ القراءة عن عبد الله بن عامر اليحصبي وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين وقيل سنة ست وله تسع وثمانون سنة كان خطيب جامع دمشق يخطب ويصلي بهم يوم الجمعة فقط روى عنه جلة العلماء وحدث أبو عبيد بالقراءة قبل وفاة هشام بنحو من أربعين سنة وكان أهل الشام مع جلالة قدر هشام وديانته وورعه يفضلون عليه عبد الله بن ذكوان وهشام أسن منه وأكثر حديثا وتصنيفا وعمر حتى لحق وفاة ابن ذكوان وعاش بعده ثلاث سنين وجاء إليه رجل فقال هشام ممن أنت فقال من بني لازب فقال أبو علي الأهوازي إنما نسبه إلى قول اللع عز وجل من طين لازب فضحك هشام وكان هشام مقرىء دمشق ومفتيها ومحدثها وروى عنه البخاري وأبو داود والنسائي وابن ماجة وروى الترمذي عن رجل عنه وبقي بن مخلد ومحمد بن سعد كاتب الواقدي وقال الدارقطني صدوق كبير المحل وكان فصيحا مفوها بليغا
3 (الصحابي))
)
هشام بن عمرو بن ربيعة بن الحارث بن حبيب قال ابن عبد البر لا أعرفه بأكثر من أنه معدود عندهم في المؤلفة قلوبهم ومن عد هذا ومثله بلغ بهم أربعين رجلا
3 (رأس الهشامية المعتزلة))
هشام بن عمرو رأس الهشامية وهو فرقة من المعتزلة كبيرهم هذا هشام الفوطي زاد على أصحابه المعتزلة ببدعة ابتدعها منها أنه قال الجنة النار ليستا مخلوقتين الآن ومنه نشأ اعتقادا لمعتزلة المتأخرين في نفي خلق الجنة والنار ومن أصحابه أبو بكر الأصم وافقه في كل ذلك وبالغا في نفي إضافة الطبع والجسم إلى الله تعالى وقد تقم ذكر أبي بكر المذكور ومقالته في الإمامة وما أبدعه فيها ومن جملة

211
أتباع هشام بن عمرو وعباد وافقه على معتقده جميعا وزاد عليها بأن قال النبوة جزء على عمل وإنها باقية ما بقيت الدنيا وهذا كفر صراح وخلاف للمسلمين
3 (الجرشي هشام بن الغازبن ربيعة الجرشي قال أحمد صالح الحديث وقال دجيم وغيره))
ثقة كان على بيت المال للمنصور وتوفي سنة ثلاث وخمسين ومائة روى له الأربعة
3 (هشام بن محمد ابن الكلبي))
هشام بن محمد بن السائب بن بشر أبو المنذر الكلبي النسابة العلامة الأخباري الحافظ قال أحمد بن حنبل إنما كان صاحب سمر ونسب ما ظننت أحدا يحدث عنه وقال
الدارقطني وغيره متروك وفيه رفض قال ابن سعد توفي سنة ست ومائتين وقال الخطيب سنة أربع ومائتين وروى عنه خليفة بن خياط ومحمد بن سعد ومحمد بن أبي السري ومحمد بن حبيب وهو من أهل الكوفة قدم بغداد وحدث بها قال إسحاق الموصلي رأيت ثلاثة يذوبون إذا رأوا ثلاثة الهيثم بن عدي إذا رأى هشاما الكلبي وعلويه إذا رأى مخارقا وأبا نواس إذا رأى أبا العتاهية وقال ابن المعتز قال لي الحسن بن عليك العنزي كان يحيى بن معين يحسن الثناء على هشام وكان أحمد بن حنبل يكرهه وقال حفظت ما لم يحفظه أحد ونسيت ما لم ينسه أحد كان لي عم يعاتبني على حفظ القرآن فدخلت بيتا وحلفت أن لا أخرج منه حتى أحفظ القرآن فحفظته في ثلاثة أيام ونظرت يوما في المرآة فقبضت على لحيتي لآخذ ما دون القبضة فأخذت منها ما فوق القبضة وهذا الخبر يروى عن أبيه أيضا وكان هشام يقول الإسناد في الخبر مثل العلم في الثوب قال ياقوت الحموي وقد ذكر هذا فأما أنا فما)
زلت أحب الساذج من كل شيء فهرست تصانيفه كتبه في الأحلاف كتاب حلف عبد المطلب وخزاعة كتاب حلف الفضول وقصة الغزال كتاب حلف كلب وتميم كتاب المغتربات كتاب حلف أسلم في قيس كتبه في المآثر والبيوتات والمنافرات والألقاب كتاب المنافرات كتاب بيوتات قريش كتاب فضائل قيس غيلان كتاب الموؤدات كتاب بيوتات ربيعة كتاب الكنى كتاب أخبار العباس بن عبد المطلب كتاب خطبة علي بن أبي طالب رضي الله عنه كتاب ألقاب بني طابخة كتاب ألقاب قيس

212
غيلان كتاب ألقاب ربيعة كتاب ألقاب اليمن كتاب نوافل قيس كتاب نوافر إياد كتاب نوافر ربيعة كتاب تسمية من نقل من عاد وثمود والعماليق وجرهم وبني إسرائيل والعرب وقصة هجرس وأسماء قبائل الجن كتاب نوافر قضاعة كتاب ادعاء زياد معاوية كتاب زياد بن أبيه كتاب صنائع قريش كتاب المشاجرات كتاب المناقلات كتاب المعاتبات كتاب المشاغبات كتاب ملوك الطوائف كتاب ملوك كندة كتاب بيوتات اليمن كتاب ملوك التبايعة كتاب افتراق ولد نزار كتاب تفرق الأزد كتاب طسم وجديس كتاب من قال بيتا من الشعر فنسب إليه كتاب المعرقات من النساء في قريش كتبه في أخبار الأوائل كتاب حديث آدم وولده كتاب الأولى والأخرى كتاب تفرق عاد كتاب أصحاب الكهف كتاب رفع عيسى عليه السلام كتاب المسوخ من بني إسرائيل كتاب الأوائل كتاب أقيال حمير كتاب خير الضحاك كتاب منطق الطير كتاب غربة كتاب لغات القرآن كتاب المعمرين كتاب الأصنام كتاب القداح كتاب أسنان الجزور كتاب أديان العرب كتاب أحكام العرب كتاب وصايا العرب كتاب السيوف كتاب الخيل كتاب الدفائن كتاب أسماء فحول خيل العرب كتاب الندماء كتاب اللعناء كتاب الكهان كتاب الجن كتاب أخذ كسرى رهن العرب كتاب ما كانت الجاهلية تفعله ووافق حكم الإسلام كتاب أبي عتاب ربيع حين سأله عن العويص كتاب عدي بن زيد العبادي كتاب أبي زهر الدوسي كتاب حديث ببهس وإخوته كتاب مروان القرظ كتاب السيوف كتبه فيما قارب الإسلام من الجاهلية كتاب اليمن وسيف بن ذي يزن كتاب مناكح أزواج العرب كتاب الوفود كتاب أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كتاب زيد بن حارثة كتاب تسمية من قال بيتا أو قيل فيه كتاب الديباج في أخبار الشعراء كتاب من فخر بأحواله من قريش كتاب من هاجر وأبوه حي كتاب أخبار الجن وأشعارهم كتبه في أخبار الإسلام كتاب أخبار عمر)
ابن أبي ربيعة كتاب دخول جرير على الحجاج كتاب تأريخ الخلفاء كتاب صفات الخلفاء كتاب المصلين كتبه في أخبار البلدان كتاب البلدان الكبير كتاب البلدان الصغير كتاب تسمية من بالحجاز من أحياء العرب كتاب تسمية الأرضين كتاب الأنهار كتاب الحيرة كتاب منازل اليمن كتاب العجائب الأربعة كتاب أسواق العرب كتاب الأقاليم كتاب اشتقاق أسماء البلدان كتاب الحيرة وتسمية البيع والديارات ونسب العباديين كتبه في أخبار الشعراء وأيام العرب كتاب تسمية ما في شعر امرئ القيس من أسماء الرجال والنساء وأنسابهم وأسماء الأرضين والجبال والمياه كتاب من قال شعرا فنسب إليه كتاب المنذر ملك العرب كتاب داحس والغبراء كتاب أيام فزارة ووقثائع بني شيبان كتاب وقائع الضباب وفزارة كتاب سيف اسم موضع كتاب الكلاب وهو يوم

213
النسناس كتاب أيام بني حنيقة كتاب أيام قيس ابن ثعلبة كتاب الإمام كتاب مسيلمة الكذاب وسجاح كتبه في الأخبار والأسمار صلى الله عليه وسلم كتاب الفتيان الأربعة كتاب السمر كتاب الأحاديث كتاب المقطعات كتاب حبيب العطار كتاب عجائب البحر كتاب النسب الكبير وكان سماه الجامع فسماه ابن حبيب الجمهرة كتاب الكلاب الأول والكلاب الثاني كتاب أولاد الخلفاء كتاب أمهات النبي صلى الله عليه وسلم كتاب أمهات الخلفاء كتاب العواتك كتاب تسمية ولد عبد المطلب كتاب كنى آباء رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب جمهرة الجمهرة كتاب النوافل والجيران كتاب الفريد في النسب كتاب الملوكي في النسب
3 (الطليطلي الصوفي))
هشام بن محمد بن سعيد أبو علي الطليطلي الأندلسي الصوفي الزاهد قدم بغداد وتوفي بها سنة ست عشرة وخمسمائة كان من أعيان المشايخ وله كلام حسن في الحقيقة ومن شعره
* يا عاشق الدنيا ويحسب أنه
* سنالها كرا له ويعالج
*
* ويظن أن بعزمه وبحزمه
* فيها يوالج أهلها ويخارج
*
* دنياك ميدان وأنت بظهره
* كره وأسباب القضاء صوالج
* ومنه
* يا لاهيا بالعيش عن ذكر الردى
* ما أنزر الدنيا به وأقلها
*
* ولعل ساعتك التي تلهو بها
* عي ساعة الأجل الحثيث لعلها)
* (كم نية عقدت على نيل المنى
* ظفرا به حل المنون فحلها
*
3 (المعتد بالله الأموي))
هشام بن محمد بن عبد الملك بن الناصر عبد الرحمن بن محمد المعتد بالله أبو بكر الأموي المرواني الأندلسي لما قطعت دعوة يحيى بن علي بن حمود الإدريسي ثاني مرة أجمعوا على رد الأمر إلى بني أمية فبايعوه ولم يقم إلا يسيرا حتى قامت عليه طائفة من الجند فخلعوه وجرت أمور طويلة واخرج من القصر هو وحاشيته وحرمه حافيات حاسرات ولحق هو بابن هود المتغلب على سرقسطة فأقام في كنفه إلى أن مات سنة سبع وعشرين وأربعمائة
3 (الضرير النحوي))
هشام بن معاوية أبو عبد الله الضرير النحوي الكوفي

214
صاحب أبي الحسن علي الكسائي أخذ عنه كثيرا من النحو وله فيه مقالة تعزى إليه وله فيه تصانيف منها كتاب الحدود وهو صغير و كتاب المختصر و كتاب القياس وغير ذلك وكان إسحاق بن إبراهيم بن مصعب قد كلم المأمون يوما فلحن في كلامه فنظر إليه المأمون ففطن لما أراد وخرج من عنده وجاء إلى هشام المذكور وقرأ النحو عليه وتوفي هشام سنة تسع ومائتين قال أبو نصر سندي بن صدقة كنت أهوى غلاما يقال له إسحاق من أبناء الكتاب وكان هشام النحوي يعرف أمري معه فقال لي يوما يا ابا نصر رأيت في المنام أنك بطحت إسحاق وأنت تضربه فقلت إن صدقت رؤياك نلت أملي منه فلم أزل حتى خلوت معه فقلت
* ما رأينا كمثل رؤيا هشام
* لم تكن من كواذب الأحلام
*
* كان تأويلها وقد يكذب الحا
* لم نيكا وشرب صفو المدام
*
* في ندامى كأنهم أوبة الأحب
* باب من حسن منطق وندام
*
* فاقترحنا ونحن أنضاء سكر
* من لقلب متيم مستهام
*
* ذاك حتى بدا وضح الفج
* ر ومال الصباح بالأظلام
*
* جاد لي أحمد فدت نفسه نف
* سي ما سئت من صنوف الحرام
*
* ولقد كان بعد بطح ونطح
* واغتلام ما تشتهي من غلام
*
3 (أبو الوليد الغافقي))
هشام بن الوليد بن محمد بن عبد الجبار بن هشام الغافقي أبو الوليد العروضي من أهل)
قرطبة سمع من بقي بن مخلد ومحمد بن وضاح وغيرهما وكان نحويا عروضيا وهو الذي أدب الناصر عبد الرحمن بن محمد ثم أدب بعده ولي عهده الحكم المستنصر وكان العروض أغلب عليه توفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة
3 (قاضي صنعاء))
هشام بن يوسف الصنعاني الفقيه قاضي صنعاء وعالمها قال ابن معين هو أثبت من عبد الرزاق وابن جريح وقال أبو حاتم ثقة متقن توفي سنة سبع وتسعين ومائة وروى له البخاري والأربعة

215
((هشيم))
3 (هشيم الواسطي))
هشيم بن بشير بن أبي حازم أبو معاوية السلمي الواسطي أحد الأعلام كان من كبار المدلسين مع حفظه وصدقه قال معروف الكرخي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول لهشيم جزاك الله خيرا عن أمتي قال نصر بن بسام فقلت لمعروف أنت رأيت هذا قال نعم هشيم خير مما تظن توفي سنة ثلاث وثمانين ومائة وروى له الجماعة
أبو هفان النحوي اللغوي اسمه عبد الله بن أحمد
((هفتكين))
3 (أبو منصور الشرابي))
هفتكين الأمير أبو منصور الشرابي هرب من بغداد خوفا من عضد الدولة ونزل نواحي حمص فسار إليه ظالم العقيلي من بعلبك ليأخذه فلم يقدر وكاتبوه من دمشق فقدمها وغلب عليها وأقام الدعوة للعباسيين وواقع جند بني عبيد وقتل منهم جماعة وأخذ لهم مراكب من ساحل صيداء ثم إنه رحل عنها لما بلغه مجيء القرمطي وخرج العزيز صاحب مصر في سبعين ألفا فالتقاهم هفتكين وثبت ثم انكسر واسروه في أول سنة ثمان وستين وثلاثمائة وحمل إلى مصر ثم إن العزيز من عليه وأطلقه وصار له موكب فخافه الوزير أبو يوسف بن كلس فدسوا عليه من سقاه السم فقتله في أواخر سنة ثمان وستين وثلاثمائة وكان إليه المنتهى في الشجاعة
((هقل))
3 (الدمشقي كاتب الأوزاعي))
الهقل بن زياد الدمشقي نزيل بيروت كان كاتب الأوزاعي وتلميذه قال يحيى بن معين ما كان بالشام أوثق منه توفي سنة خمس وسبعين ومائة وقيل سنة تسع وسبعين وروى له مسلم والأربعة
3 (الألقاب))
الهكاري المسند اسمه أحمد بن عبد الرحمن ضياء الدين الهكاري عيسى بن محمد شرف الدين الهكاري عيسى بن محمد بن أبي القاسم شهاب الدين الهكاري اسمه أحمد بن أحمد بن الحسين

216
((هلال))
3 (هلال النمري الخزرجي))
هلال الدين بن إبراهيم بن نجاد بن علي بن شريف أبو البدر النمري الخزرجي الشاعر قدم دمشق ذكره ابن عساكر وكان من الحديثة ومن شعره
* أطعت الهوى لما تملكني قسرا
* ولم أدر أن الحب يستعبد الحرا
*
* وأصبحت أصغي إلى لوم لائم
* ولا عاذل في العذل مشتهر مغرى
*
* إذا ما تذكرت الحديثة الشرى
* وطيب زماني بادرت مقلتي تترى
*
* أشرخ شبابي بالفرات وسرني
* وميدان لهوي هل لنا عودة أخرى
*
3 (الصحابي))
هلال بن المعلى بن لوذان بن حارثة الأنصاري الخزرجي شهد بدرا مع أخيه رافع بن المعلى
3 (الواقفي الصحابي))
هلال بن أمية الأنصاري الواقفي شهد بدرا وهو أحد الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك فنزل القرآن فيهم وعلى الثلاثة الذين خلفوا الآية وهو الذي قذف امرأته بشريك بن السمحاء
3 (الصحابي))
هلال بن علقمة الصحابي قتل يوم القادسية شهيدا وهو أول من عبر دجلة يومئذ وقال الشعبي أول من أقحم فرسه سعد ويقال أول من عبرها رجل من بني عبد القيس
3 (الصحابي))
هلال بن الحمراء قال أقمت بالمدينة شهرا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتي منزل فاطمة وعلي كل غداة فيقول الصلاة الصلاة إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا وحديثه عند أبي إسحاق السبيعي عن أبي داود القاص عن أبي الحمراء
3 (الصحابي))
هلال بن عمرو أبي خولي بن زهير الجعفي كان حليفا للخطاب بن نفيل ذكره موسى بن عقبة في من شهد بدرا)

217
3 (الصحابي))
هلال بن سعد أحد بني منيعان جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدية عسل فقبلها منه ثم أتاه بمثلها وقال هي صدقة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تضم إلى أموال الصدقات
3 (الصحابي))
هلال بن وكيع بن بشر بن عمرو الدارمي التميمي قتل يوم الجمل مع عائشة رضي الله عنها
3 (الرقي))
هلال بن العلاء بن هلال الباهلي الرقي الأديب شيخ الرقة وعالمها روى عنه النسائي وقال ليس به بأس وتوفي سنة تسع وسبعين ومائتين
3 (أبو العلاء البصري))
هلال بن خباب أبو العلاء البصري مولى زيد بن صوحان سكن المدائن ووثقه ابن معين وتوفي سنة أربع وأربعين ومائة وروى له الأربعة
3 (العامري))
هلال بن علي أبي ميمونة مولى آل عامر بن لؤي كان من الثقات المشاهير روى عن أنس بن مالك وعطاء بن يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن أبي عمرة قال النسائي ليس به بأس وقال أبو حاتم شيخ يكتب حديثه وتوفي في حدود الثلاثين والمائة وروى له الجماعة
3 (ابن الصابىء))
هلال بن محمد بن هلال بن المحسن بن إبراهيم الصابىء أبو الحسين بن أبي الحسن الكاتب كان أديبا فاضلا كثير المحفوظ من الحكايات والأشعار وأيام الناس وكان يدعى الأشرف وتوفي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة
3 (أبو الحسين بن الصابىء))
هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال أبو الحسين بن الصابىء وهو جد الأشرف هلال المذكور آنفا وتقدم ذكر جماعة من أهل بيته الفضلاء كان أبوه وجده على دين الصابئة)
وأسلم هو ولإسلامه قصة فيها طول سردها ياقوت في كتاب معجم الأدباء وخلاصتها أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم سنة تسع وتسعين وثلاثمائة فأقامه وقال له لا ترع وحمله إلى بالوعة في الدار وقال توضأ وضوء الصلاة وصل وجذبه إلى جانبه وقرأ بالحمد وسورة النصر ودعاه إلى الإسلام وأسلم على يده وقص منامه على أبيه فبشره

218
وأمره بالكتمان ثم إنه رأى رؤيا ثانية وقال له ما فعلت شيئا مما وافقتك عليه فقال بلى قال كان في نفسك بقية شبهة وحمله إلى باب المسجد الذي في المشرعة وعليه رجل خراساني نائم على قفاه وجوفه كالغرارة المحشوة من الاستسقاء ويداه وقدماه منتفختان فأمرعلى بطنه يده فقام الرجل صحيحا ثم رآه مرة ثالثة فقال يا هذا كم آمرك بما أريد فيه الخير لك فقال أنا متصرف علي قال بلى ولكن لا يغني الباطل الجميل مع الظاهر القبيح وإن كنت تراعي أمرا فمراعاتك الله أولى قم الآن وافعل ما يحب فقال
السمع والطاعة فانتبه وذهب إلى الحمام وجاء إلى المشهد وصلى فيه وكتب مصحفا فرأى بعض شهود رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وهو يقول قل لهذا المسلم نويت تكتب مصحفا فاكتبه يتم إسلامك وكتب لفخر الملك أبي غالب محمد بن خلف ولما مات أودعه ثلاثين ألف دينار ولم تؤخذ منه لأن الوزير مؤيد الملك أبا علي الحسن بن الحسين الزحجي كان صاحبه واعترف هو له بذلك فقال هي لك فعاش فيها إلى أن مات ولأبي الحسين من التصانيف كتاب التأريخ ذيله على تأريخ ثابت بن سنان الصابىء الطبيب وكان نسيبه بدا فيه من سنة ستين وثلاثمائة وقطعه على سنة سبع وأربعين وأربعمائة وذيل عليه ابنه غرس النعمة كتاب الدولة البوبهية وله كتاب غرر البلاغة في الرسائل من كلامه كتاب رسالة أنشأها عن المملوك والوزراء تقارب رسائل جده أبي إسحاق و كتاب رسوم دار الخلافة و كتاب أخبار بغداد كتاب الوزراء ذيله على كتاب الصولي أو الجهشياري و كتاب مآثر أهله كتاب الكتاب كتاب السياسة وتوفي سنة ثمان وأربعين وأربعمائة
3 (المازني الشاعر))
هلال بن الأسعر بن خالد من بني مازن من بني تميم كان شاعرا إسلاميا أدرك الدولة الأموية قال صاحب الأغاني أظنه أدرك الدولة العباسية وكان رجلا شديدا عظيم الخلق معدودا في الأكلة وكان فارسا شجاعا قال وقد سئل مرة إني جعت يوما ومعي بعيري)
فنحرته وأكلته إلا ما بقي حملته على ظهري ثم أردت المجامعة فلم أقدر فقالت امرأتي كيف تصل إلي وبيننا بعير فقيل له وكم تكفيك هذه الأكلة قال أربعة أيام وقال شيخ من مازن أتانا هلال فأكل جميع ما في بيتنا فبعثنا إلى الجيران نقرض الخبز فلما رأى اختلاف الخبز عليه قال هل عندكم سويق قلنا نعم فجئته بجراب طويل فيه سويق وبين يديه نبيذ فصب السويق كله وصب عليه النبيذ حتى أتى عليه كله وقال المدائني مر هلال على رجل من بني مازن بالبصرة قد حمل من بستانه رطبا في زواريق فجلس على زورق منها وقد كثب الرطب فيها وغطاه بالبواري فقال يا ابن عم آكل من

219
رطبك قال نعم قال ما يكفيني قال ما يكفيك فجلس على صدر الزورق وجعل يأكل إلى أن اكتفى ثم قام وانصرف فكشف الزورق فإذا هو مماوء نوى وليس فيه رطب وقال سئل عن إذاجب شيء أكله فقال مائتي رغيف مع مكوك ملح وقال صدقة بن عبيد المازني أولم أبي علي لما تزوجت فعملنا عشر جفان ثريد بن جزور وكان أول من جاءنا هلال فقدمنا له جفنة فأكلها ثم أخرى ثم أخرى حتى أتى على العشرة ثم استسقى فأتي بقربة من نبيذ فوضع طرفها على فيه ففرغها في جوفه ثم قام فاستأنفنا عمل الطعام وعن كنيف بن عبد الله المازني قال كنت يوما مع هلال ونحن نبقي إبلا فدفعنا إلى قوم من بكر بن وائل وقد لعبنا وعطشنا وإذا نحن بفتية عند ركية وقد وردت إبلهم فلما رأوا هلالا استهولوه فقام رجلان منهم إليه فقال له أحدهما يا عبد الله هل لك في الصراع فقال له هلال أنا إلى غير ذلك أحوج قال وما هو قال إلى لبن وماء فإني لغب ظمآن قال وما أنت بذائق من ذلك شيئا حتى تعطينا عهدا لتجيبنا إلى الصراع إذا رويت فقال إني لكما ضيف والضيف لا يصارع أهله وأنتم مكتفون من ذلك إنما أقول لكم اعمدوا إلى أشد فحل من إبلكم شدة وأهيبه صولة وإلى أشد رجل منكم ذراعا فإن لم أقبض على هامة البعير وعلى يد صاحبكم فلا يمتنع الرجل ولا البعير حتى أدخل الرجل في فم البعير فإن لم أفعل فقد صرعتموني فأحضروا فحلا من إبلهم هائج صائل قطم فأتاه هلال ومعه نفر من أولئك القوم وشيخ لهم فأخذ بهامة الفحل مما فوق مشفره فضغطها ضغطة جرجر لها الفحل ورغا وقال ليعطيني من اجيتم يده حتى أولجها في فم هذا الفحل فقال الشيخ يا قوم تنكبوا هذا الشيطان والله ما سمعت هذا الفحل جرجر منذ برك قبل اليوم لا تعرضوا لهذا الشيطان وجعلوا يتبعونه وينظرون إلى أعضائه حتى جازهم وأخباره في القوة)
كثيرة مذكورة في الأغاني ومن شعره وهو بأرض اليمن
* أقول وقد جاوزت نعمى وناقتي
* تحن إلى جنبي فليج مع الفجر
*
* سقى الله يا ناق البلاد التي بها
* هواك وإن عنا نأت سبل القطر
*
* فما عن قلى منا لها خفت النوى
* بنا عن مراعيها وكثبانها القفر
*
* ولكن صرف الدهر فرق بيننا
* وبين الأداني والفتى عرض الدهر
*
* فسقيا لصحراء الإهالة مربعا
* وللوقبى من منزل دمث مثر
*
* وسقيا ورعيا حيث حلت بمازن
* وأيامها الغر المحجلة الزهر
*
3 (البصري أبو هلال بن سليم الراسبي البصري قال أبو حاتم كان محلة

220
الصدق وقال))
النسائي ليس بالقوي وقال الشيخ شمس الدين علق له البخاري وروى له الأربعة وتوفي في حدود السبعين والمائة
3 (اليعقوبي))
هلال بن مقلد بن سعد اليعقوبي أبو النجم المؤدب روى عنه أبو بكر بن كامل شيئا من شعره في معجم شيوخه ومن شعره
* إذا ما وسع الله
* على الإنسان في الرزق
*
* فما يصنع بالأسفا
* ر لولا كثرة الحمق
* ومنه
* قالوا سكوتك حرمان فقلت لهم
* ما قدر الله يأتيني بلا طلب
*
* ولو يكون كلامي حين أنشره
* من اللجين لكان الصمت من ذهب
*
3 (الزنجاني))
هلال بن المظفر أبو علي الزنجاني المعروف بالديوادي أورد له الباخرزي في الدمية قوله
* أودعته سري مستكتما
* فبثه الأحمق في الحال
*
* من يضع السر لديه فقد
* أودع ماء جوف غربال
* وقوله
* تلك الليالي وأيام الصبى ذهبت
* فلا يحس لها عين ولا أثر
*
* وا حسرتا لشباب قد مضى هدرا
* كذاك كل شباب قد مضى هدر)
* (وكنت أشعر خلق الله كلهم
* فمات شعري لما شاب الشعر
* وقوله
* تمنيت المشيب فحين انحى
* على شعري تمنيت الشبابا
*
* أصبت من الأماني كل حظ
* وما للمرء إلا ما أصابا
* وقوله
* إني ليعجبني العذار ممسكا
* والصدغ مطروحا عليه مزرفنا
*
* ويصيدني القد القويم كأنه
* غصن إذا عبرت به الريح انثنى
*
* ويشوقني سحر العيون المجتلى
* ويروقني ورد الخدود المجتنى
*

221
وقال الباجرزي قلب فروة البحتري حيث قال
* إني وإن جانبت بعض مطالبي
* فتوهم الواشون إني مقصر
*
* ليشوقني سحر العيون المجتلى
* ويروقني ورد الخدود الأحمر
* قلت إلا أنه قلب الفروة ولبسها مطرزة لأن المجتلى والمجتنى أحسن من المحتلى والأحمر في كمي هذه الفروة
3 (زربول الأدب))
هلال بن أبي الفضل أبو النجم الحلاوي الحبلي الملقب زربول الأدب مولده سنة ثمان وستين وخمسمائة ووفاته سنة ست وثلاثين وستمائة
ابن هلال الصاحب تقي الدين أحمد بن سليمان
ابن هلال نجم الدين علي بن محمد بن عمر
أبو هلال القيرواني الحسن بن أحمد
((همام))
3 (همام السعدي الصحابي))
همام بن الحارث بن نفيل السعدي قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله حفر لنا بئر فخرجت مالحة فدفع إلي أداوة فيها ماء فقال صبه فيها فصببته فيها فعذبت فهي أعذب ماء باليمن
3 (البطل))
همام بن قبيصة كان من أبطال معاوية قتل بمرج راهط في حدود السبعين للهجرة
3 (النخعي))
همام بن الحارث النخعي الكوفي يروي عن عمر وعمار والمقداد وحذيفة توفي في حدود الثمانين للهجرة وروى له الجماعة
3 (صاحب الصحيفة))
همام بن منبه بن كامل بن سيج اليماني الأبناوي الصنعاني صاحب الصحيحة التي كتبها عن أبي هريرة وثقه يحيى بن معين وغيره توفي في حدود الأربعين والمائة وروى له الجماعة
3 (العوذي))
همام بن يحيى بن دينار العوذي مولاهم البصري كان أحد أركان

222
الحديث بالبصرة قال أحمد بن حنبل ثبت في كل مشايخه وأما القطان فكان لا يرضى حفظه قال الشيخ شمس الدين احتج به أرباب الصحاح بلا نزاع بينهم وقال أبو حاتم ثقة في حفظه توفي في شهر رمضان سنة ثلاث وقيل سنة أربع وستين ومائة وروى له الجماعة
3 (الضرير الموصلي))
همام بن غانم أبو الحسن السعدي الضرير الوصلي الشاعر قدم بغداد ومدح بها عضد الدولة وابن بقية الوزير وقاضي القضاة ابن معروف كان مجدورا جهوري الصوت يقوده أخوه وتوفي سنة سبعين وثلاثمائة دخل مرة على ابن بقية وأنشده قصيدة أولها ما تأبيت في الديار الخلاء ومطط إنشاده وطوله فقال ابن بقية لما فرغ من المصراع أبعدوا هذا الذي قد تهوع علينا في)
الخلاء وأعطوه جائزته وقطع إنشاده وقال قصيدة في القاضي ابن معروف
* اليوم أشرق وجه الدين وابتسما
* وازداد نورا بأسنى قادم قدما
*
* قاضي القضاة الذي حلت مآثره
* فوق النجوم وساد العرب والعجما
*
* يزين الحكم أحكام له سمعت
* ترى الأصالة فيما حاولت أمما
*
* أقام سوق المعالي بعد ما كسدت
* ورد للشعر ذكرا بعد ما انخرما
* قلت شعر مقبول
3 (أبو العزمات الشافعي المصري))
همام بن راجي الله بن ناصر بن داود أبو العزمات الفقيه الشافعي المصري من أولاد الأجناد قدم بغداد في سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وتفقه بها على ابن فضلان وبرع في المذهب والخلاف وسمع من أبي الفرج بن كليب وغيره وقرأ الأدب وعاد إلى مصر ودرس بها وناظر وأفتى وصنف في المذهب والأصول وكان كثير الفضل قليل الحظ ولد سنة تسع وخمسين وهمسمائة وتوفي سنة ثلاثين وستمائة بقرية ونا من الصعيد ومن شعره
* يقولون لي في ثوب حبك رقة
* جلت حسنه كالبدر تحت سحابه
*
* فقلت لهم ما رقة الثوب حاليا
* ولا غلط فيها منيع حجابه
*
* ولكنه من نوره وبهائه
* يرى منه شفافا غليظ ثيابه
*

223
3 (الفرزدق))
همام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم بن مالك واسمه عرف سمى بذلك لجوده وقيل غرف بالغين المعجمة والراء ابن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم بن مر أبو فراس الفرزدق التميمي المشهور صاحب جرير كان أبوه غالب من جلة قومه ومن سراتهم وكنيته أبو الأخطل ولم يكن بالبادية أحسن دينا من جده صعصعة ولم يهاجر وهو الذي أحيا الوئيدة وبه افتخر الفرزدق في قوله
* وجدي الذي منع الوائدات
* فأحيا الوئيد ولم يوأد
* قيل إنه أحيا ألف موءودة وحمل على ألف فرس وأم الفرزدق ليلى بنت حابس أخت الأقرع بن حابس وله مناقب مشهورة وقد تقدم ذكر والده غالب في حرف الغين مكانه وتقدم أيضا ذكر جده صعصعة الصحابي في حرف الصاد في مكانه والفرزدق لغزا لقطعة من العجين أو)
الرغيف الضخم لأن وجهه كان ضخما غليظا روى عن علي بن أبي طالبوكأنه مرسل وعن أبي هريرة والحسين وابن عمر وأبي سعيد والطرماخ الشاعر وروى عنه
الكميت ومروان الأصغر وخالد الحذاء وأشعث بن عبد الملك والصعق بن ثابت وابنه لبطة بن الفرزدق وحفيده أعين بن لبطة ووفذ على الوليد وسليمان ومدحهما قال الشيخ شمس الدين ولم أر له وفادة على عبد الملك بن مروان وقال ابن الكلبي وفد على معاوية ولم يصح روى معاوية بن عبد الكريم عن أبيه قال دخلت على الفرزدق فتحرك فإذا في رجليه قيد قلت ما هذا يا أبا فراس قال حلفت أن لا أخرجه من رجلي حتى أحفظ القرآن وقال أبو عمرو بن العلاء حضرت الفرزدق وهو يجود بنفسه فما رأيت أحسن ثقة منه بالله وتوفي الفرزدق سنة عشر ومائة وقيل سنة اثنتي عشرة وقيل سنة أربع عشرة وكان الفرزدق كثير التعظيم لقبر أبيه فما جاءه أحد واستجار به إلا قام معه وساعده على بلوغ غرضه ومن ذلك أن الحجاج لما ولى تميم بن زيد القتبي بلاد السند دخل البصرة وجعل يخرج من أهلها من شاء فجاءت عجوز إلى الفرزدق وقالت إني استجرت بقبر أبيك وأتت منه بحصيات فقال ما شأنك قالت إن تميم بن زيد خرج بابن لي معه ولا قرة لعيني ولا كاسب علي غيره فقال لها وما اسم ابنك فقالت حنيس فكتب إلى تميم مع بعض من شخص
* تميم بن زيد لا تكونن حاجتي
* بظهر فلا يعيا علي جوابها
*

224
* وهب لي حنيسا واحتسب فيه منة
* لعبرة أم لا يسوغ شرابها
*
* أتتني فعاذت يا تميم بغالب
* وبالحفرة السافي عليها ترابها
*
* وقد علم الأقوام أنك ماجد
* وليث إذا ما الحرب شب شهابها
* فلما ورد الكتاب على تميم شك في الاسم فلم يعرف أحنيس أم حبيش ثم قال انظروا من له مثل هذا الاسم فأصيب ستة ما بين حنيس وخبيش فوجه بهم إليه قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان رحمه الله تعالى وقد اختلف أهل المعرفة بالشعر في الفرزدق وجرير والمفاضلة بينهما والأكثرون على أن جريرا أشعر منه قلت أنا ما من يهاجي الفرزدق وأبوه وجده كما تقدم ذكرهما في الفخر والسؤدد ويكون جرير وأبوه على ما تقدم في ترجمة جرير من الخسة والنذالة إلا وجرير أشعر بلا شك لمقاومته لمثل الفرزدق ومهاجاته ومفاخرته على أنه قد قيل للمفضل الضبي الفرزدق أشعر أم جرير فقال الفرزدق قيل له ولم قال لأنه)
قال بيتا هجا به قبيلتين ومدح قبيلتين وأحسن في ذلك فقال
* عجبت لعجل إذ تهاجي عبيدها
* كما آل يربوع هجوا آل دارم
* فقيل له فقد قال جرير
* إن الفرزدق والبعيث وأمه
* وأبا البعيث لشر ما إستار
* فقال وأي شيء أهون من أن يقول إنسان فلان وفلان والناس كلهم بنو الفاعلة ومن فخر الفرزدق قوله
* لو أن جميع الناس كانوا بربوة
* وجئت بجدي دارم وابن دارم
*
* لظلت رقاب الناس خاضعة لنا
* سجوا على أقدامنا بالجماجم
* قلت وأزيدك أخرى وهي أن الفرزدق تفرغ لهجاء جرير وحده ولم يهج غيره وأما جرير فقد هاجى ثمانين شاعرا وقد أنصف أبو الفرج الإصبهاني حيث قال في كلام طويل آخره أما من كان يميل إلى جزالة الشعر وفخامته وشدة أسره فيقدم جريرا وقال يونس بن حبيب ما شهدت مشهدا قط ذكر فيه جرير والفرزدق فاجتمع أهل المجلس على أحدهما وقال أيضا لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث لغة العرب وكان جرير قد هجا الفرزدق بقصيدة منها
* وكنت إذا نزلت بدار قوم
* رحلت بخزية وتركت عارا
* واتفق بعد ذلك أن الفرزدق نزل بامرأة من أهل المدينة وجرى له معها قضية يطول شرحها خلاصة الأمر أنه راودها عن نفسها بعد أن كانت أضافته وأحسنت إليه مما متنعت عليه

225
وبلغ الخبر عمر بن عبد العزيز وهو يومئذ والي المدينة فأمر بإخراجه من المدينة فلما أخرج أركب ناقة لينفوه فقال قاتل الله ابن المراغة كأنه شاهد هذا الحال حتى قال وكنت إذا نزلت بدار قوم البيت ومن شعر الفرزدق لما كان بالمدينة
* هما دليلاني من ثمانين قامة
* كما انقض باز أقتم الرأس كاسره
*
* فلما استوت رجلاي في الأرض قالتا
* أحي فيرجى أم قتيل نحاذره
*
* فقلت ارفعا الأسباب لا يشعروا بها
* وأقبلت في أسباب ليل احادره
*
* أحاذر بوابين قد وكلا بنا
* وأسود من ساج تصر مسامره
* فقال جرير لما بلغه ذلك
* لقد ولدت أم الفرزدق شاعرا
* فجاءت بوزوار قصير القوادم)
* (يوصل حبليه إذا جن ليله
* ليرقى إلى جارته بالسلالم
*
* تدليت تزني من ثمانين قامة
* وقصرت عن باع العلا والمكارم
*
* هو الرجس يا أهل المدينة فاحذروا
* مداخل رجس بالخبيثات عالم
*
* لقد كان إخراج الفرزدق عنكم
* طهورا لما بين المصلى وواقم
* فأجاب الفرزدق عنها بقصيدة طويلة منها
* وإن حراما أن أسب مقاعسا
* بآبائي الشم الكرام الخضارم
*
* ولكن نصفا لو سببت وسبني
* بنو عبد شمس من مناف وهاشم
*
* أولئك أمثالي فجئني بمثلهم
* وأعتد أن أهجو كليبا بدارم
* ولما سمع أهل المدينة أبيات الفرزدق المذكورة أولا جاءوا إلى مروان بن الحكم وهو والي المدينة من قبل معاوية فقالوا ما يصلح هذا الشعر بين أزواج رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقد أوجب على نفسه الحد فقال مروان لست أحده لكن أكتب إلى من يحده وأمر أن يخرج من المدينة وأجله ثلاثة أيام لذلك فلذلك يقول الفرزدق
* توعدني وأجلني ثلاثا
* كما وعدت لمهلكها ثمود
* ثم كتب مروان إلى عامله كتابا يأمره أن يحده ويسجنه وأوهمه أنه كتب له بجائزة ثم ندم مروان على ما فعل فوجه عنه سفيرا وقال إني قد قلت شعرا فأسمعه
* قل للفرزدق والسفاهة كاسمها
* إن كنت تارك ما أمرتك فاجلس
*
* ودع المدينة إنها محبوبة
* واقصد لمكة أو لبيت المقدس
*
* وإن اجتنيت من الأمور عظيمة
* فخذن لنفسك بالعظيم الأكيس
* فلما وقف الفرزدق عليها فطن لما أراد مروان فرمى الصحيفة وقال

226
* مروان إن مطيتي محبوسة
* ترجو الحباء وربها لم ييأس
*
* وحبوتني بصحيفة مخبوءة
* يخشى علي بها حباء النقرس
*
* الق الصحيفة يا فرزدق لا تكن
* نكدا مثل صحيفة المظمس
* وأتى سعيد بن العاص الأموي وعنده الحسن والحسين رضي الله عنهما وعبد الله بن جعفر فأخبرهم الخبر فأمر له كل واحد بمائة دينار وراحلة وتوجه إلى البصرة فقيل لمروان أخطأت فيما فعلت فإنك عرضت عرضك لشاعر مضر فوجه إليه رسولا ومعه مائة دينار)
وراحلة خوفا من هجائه صعد الوليد بن عبد الملك المنبر فسمع صوت ناقوس فقال ما هذا قيل البيعة فأمر بهدمها وتولى بعض ذلك بيده فكتب إليه ملك الروم إن هذه البيعة قد أقرها من كان قبلك فإن كانوا أصابوا فقد أخطأت وإن كنت أصبت فقد أخطأوا فقال الوليد من يجيبه فقال الفرزدق يكتب إليه وداود وسليمان إذا يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتيا حكما وعلما الآية وكان يقول الفرزدق خير السرقة ما لا يقطع فيه يعني بذلك سرقة الشعر ودخل الفرزدق مع فتيان من آل المهلب في بركة يتبردون فيها ومعهم ابن أبي علقمة الماجن فجعل يتلفت إلى الفرزدق ويقول دعوني حتى أنكحه فلا يهجونا أبدا وكان الفرزدق من أجبن الناس فجعل يستغيث ويقول ويلكم لا يمس جلده جلدي فيبلغ ذلك جريرا فيوجب علي أنه قد كان منه إلي الذي يقول فلم يزل يناشدهم حتى كفوه عنه وركب الفرزدق يوما بغلته ومر بنسوة فلما حاذاهن لم تتمالك البغلة ضرطا فضحكن منه فالتفت إليهن وقال لا تضحكن فما حملتني أنثى إلا ضرطت فقالت إحداهن فقالت إحداهن ما حملك أككثر من أمك فأراها قد قاست منك ضراطا عظيما فحرك بغلته وهرب وقال ما أعياني جواب قط كما أعياني جواب دهقان مرة قال لي أنت الفرزدق الشاعر قلت نعم قال إن هجوتني تخرب ضيعتي قلت لا قال فتموت عيشونة ابنتي فقلت لا قال فرجلي إلى عنقي فيحر أمك فقلت ويلك لم تركت رأسك قال حتى أنظر أي شيء تصنع الزانية ولما استعمل الحجاج الخيار بن سبرة المجاشعي على عمان كتب إليه الفرزدق يستهدي جارية فكتب الخيار إليه
* كتبت إلي تستهدي الجواري
* لقد أنعظت من بلد بعيد
*
* فلولا أن أمك كان عمي
* أباها كنت أخرس بالنشيد
* وسمع الفرزدق رجلا يقرأ والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبنا نكالا من الله والله غفور رحيم فقال اقطعوا أيديهما والله غفور رحيم أينبغي أن يكون هذا هكذا فقيل له إنما عزيز حكيم فقال هكذا ينبغي أن يكون وقال قد علم الناس أني فحل

227
الشعراء وربما أتت علي الساعة أقلع ضرسا من أضراسي أهون علي من قول بيت وأخبار الفرزدق كثيرة مطولة مذكورة في كتاب الأغاني ولما توفي الفرزدق رثاه جرير بأبيات منها
* قد ولدت بعد الفرزدق حامل
* ولا ذات بعل من نفاس تعلت)
* (هو الوافد الميمون والراتق الثائي
* إذا النعل يوما بالعشيرة زلت
* ورثاه بغير ذلك وقال ابنه لبطة رأيت أبي في المنام فقلت ما فعل الله بك نفعتني الكلمة التي نازعت فيها الحسن على القبر قلت وذلك أن النوار زوجته لما حضرتها الوفاة أوصت الفرزدق ان يصلي عليها الحسن البصري فأخبره الفرزدق بذلك فقال إذا فرغتم منها اعلمني فأخرجت وجاء الحسن وسبقهما الناس فانتظروهما فأقبلا والناس ينظرون فقال الحسن ما للناس فقال ينتظرون خير الناس وشر الناس فقال إني لست بخيرهم ولست بشرهم وقال له الحسن على قبرها ما أعددت لهذا المضجع فقال شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة ورئي في النوم فقيل له ما فعل الله بك قال غفر لي بإخلاصي يوم الحسن وقال لولا شيتبك لعذبتك بالنار وأولاد الفرزدق من النوار لبطة وسبطه وحطبه وركضة وزمعة وكلهم من النوار وليس لواحد من ولده عقب وقد تقدم ذكر النوار زوجته في مكانه في حرف النون وشئ من أخبارهما ومات له ابن فدفنه ولما فرغ منه التفت إلى الناس وقال
* وما نحن إلا مثلهم غير أننا
* أقمنا قليلا بعدهم وتقدموا
* الهمذاني المؤرخ اسمه محمد بن عبد الملك
أبو همذان قاضي هيت اسمه القاسم بن بهرام
((هميم))
3 (الطبري))
هميم بن همام الخثعمي الطبري الآملي ارتحل وسمع وحدث وتوفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين
((هناد))
3 (هناد الحافظ الكوفي))
هناد بن السري أبو السري التميمي الكوفي الدارمي الحافظ أحد العباد روى عنه مسلم والأربعة وروى البخاري عنه في غير الصحيح وتوفي في حدود الخمسين والمائتين لم يتزوج ولم يتسر كان إذا صلى الفجر جلس حتى تطلع

228
الشمس يقرأ القرآن فإذا ارتفعت الشمس صلى الضحى ثم خرج إلى منزله فيتوضأ ويرجع إلى المسجد فيصلي إلى الزوال وإذا صلى الظهر صلى إلى العصر وإذا صلى العصر قرأ القرآن وبكى إلى المغرب ثم يصلي المغرب وعشاء الآخرة ويقوم الليل أقام على ذلك سبعين سنة
3 (هناد بن السري الكوفي))
هناد بن السري بن يحيى أخي هناد توفي في حدود الثلاثين وثلاثمائة وهو ابن أخي هناد المتقدم ذكره
3 (قاضي بعقوبا))
هناد بن إبراهيم بن محمد بن نصر أبو المظفر النسفي سكن بغداد وولي قضاء بعقوبا وغيرها وسمع وحدث ورحل وخرج الفوائد لكن الغالب على روايته المناكير توفي سنة خمس وستين وأربعمائة
((هند))
3 (هند أم سلمة أم المؤمنين))
هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم واسمه حذيفة ويعرف بزاد الراكب وهو أحد أجواد قريش وهي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من قال اسمها رملة قال ابن عبد البر هند هو الصواب وعليه جماعة العلماء كانت قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت أبي سلمة بن عبد الأسد وهي بنت عم أبي جهل وبنت عم خالد بن الوليد وأبو سلمة أخو النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة وهي آخر أمهات المؤمنين وفاة قال بعضهم توفيت سنة تسع وخمسين وهو غلط وتوفيت في حدود السبعين للهجرة ويقال إنها أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة وقيل بل ليلى بنت أبي حثمة زوج عامر بن ربيعة تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم أم سلمة سنة ثنتين من الهجرة بعد وقعة بدر عقد عليها في شوال وابتنى بها فيه وقال لها إن شئت سبعت عندك وسبعت لنسائي وإن شئت ثلثت ودرت قالت ثلث ولما توفيت أوصت أن يصلى عليها سعيد بن زيد وكان أميرا بالمدينة يومئذ مروان وقيل بل الوالي الوليد بن عتيبة وصلى عليها أبو هريرة ودخل قبرها عمر وسلمة ابنا أبي سلمة وعبد الله بن عبد الله بن أمية وعبد الله بن وهب بن زمعة ودفنت بالبقيع رضي الله عنها وروى لها الجماعة وهاجرت أم سلمة وأم حبيبة إلى أرض الحبشة ولما خرجت
إلى المدينة خرج معها رجل من المشركين وكان ينزل بناحية منها إذا نزلت ويسير معها ويرحل

229
بعيرها ويتنحى إذا ركبت فلما رأى نخل المدينة قال لها هذه النخل التي تريدين ثم سلم عليها وانصرف وشهدت أمير المؤمنين سلمة غزوة خيبر فقالت سمعت وقع السيف في إنسان مرحب وروى شعبة عن خليد بن جعفر قال سمعت أبا إياس يحدث عن أم الحسن أنها كانت عند أم سلمة فأتى مساكين فجعلوا يلحون وفيهم نساء فقلنا أخرجوا أو اخرجن فقالت أم سلمة ما بهذا أمرنا يا جارية ردي كل واحد أو كل واحدة ولو بتمرة تضعينها في يدها
3 (أخت علي بن أبي طالب))
هند بنت أبي طالب أم هانىء اختلف في اسمها فقيل هند وقيل فاختة وكلاهما قاله جماعة من العلماء وقد تقدم ذكرها في حرف الفاء في مكانه فليطلب من هناك))
3 (الأنصارية))
هند بنت عمرو بن حرام عمة جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري كانت تحت عمر بن الجموح فقتل عنها يوم أحد وقتل أخوها عبد الله بن عمرو يومئذ ودفنا في قبر واحد وهي في عداد الصحابيات
3 (أم معاوية))
هند بني عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف أم معاوية رضي الله عنه أسلمت عام الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان وأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على نكاحهما وكانت امرأة فيها ذكرة لها نفس واثقة شهدت أحدا كافرة مع زوجها أبي سفيان وكانت تقول في يوم أحد
* نحن بنات طارق
* نمشي على النمارق
*
* والمسك في المفارق
* والدر في المخانق
*
* إن تقبلوا نعانق
* ونفرش النمارق
*
* أو تدبروا نفارق
* فمات غير وامق
* أرادت نحن بنات النجم من قوله تعالى والسماء والطارق النجم الثاقب ولما قتل حمزة وثبت فمثلت به وشقت بطنه واستخرجت كبده فشوتها وأكلتها لأنه قتل أباها يوم بدر وقيل إن الذي مثل بحمزة معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية وقتله النبي صلى الله عليه وسلم صبرا منصرفه من أحد فيما ذكره ابن الزبير ختم الله لها بالإسلام ولما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعة على النساء ومن الشرط فيها ولا يسرقن ولا يزنين قالت هند بنت عتيبة

230
وهل تزني الحرة أو تسرق يا رسول الله فلما قال ولا تقتلن أولادكن قالت قد ربيناهم صغارا وقتلتهم أنت كبارا أو نحوا من هذا القول وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن زوجها أبا سفيان لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك أنت وولدك وتوفيت هند في خلافة عمر في اليوم الذي مات فيه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق
3 (الأنصارية))
هند بنت أسيد بن حصين الأنصاري روى عنها أبو الرجال عن النبي صلى الله عليه وسلم)
أنه كان يخطب بالقرآن قالت وما تعلمت ق والقرآن المجيد إلا من كثرة ما كنت أسمعها منه وهو يخطب بها على المنبر
3 (الهاشمية))
هند بنت ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ولدت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي التي كانت تحت حبان بن واسع هي وامرأة أخرى فطلق الأنصارية وهي ترضع فمرت بها سنة ثم هلك عنها ولم تحصن فقالت أنا أرثه ولم أحصن فاختصما إلى عثمان فقضى لها بالميراث فلامت الهاشمية عثمان فقال لها هذا عمل ابن عمك هو أشار علينا بهذا يعني علي بن أبي طالب رضي الله عنه
3 (زوج النبي صلى الله عليه وسلم))
هند بنت يزيد بن البرصاء بن أبي بكر بن كلاب ذكرها أبو عبيد في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وقيل عمرة بنت يزيد قال ابن عبد البر وفيها نظر لأن الاضطراب فيها كثير جدا
3 (الصحابية))
هند بنت سماك بن عبيد بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل وهي أم الحارث بن أوس بن معاذ قال العدوي كانت من المبايعات
3 (الصحابية))
هند بنت منبه بن الحجاج أسلمت يوم الفتح وهي أم عبد الله بن عمرو بن العاص قاله الواقدي
3 (الصحابية))
هند بنت أثالة بن عباد بن عبد المطلب هي التي كانت ترثي رسول الله صلى الله عليه وسلم اقطع لها من خبير فيما ذكره الواقدي

231
3 (امرأة بلال))
هند الخولانية امرأة بلال حكت عن زوجها قال كان بلال إذا أخذ مضجعه قال تقبل حسناتي واغفر سيئاتي
3 (أخت خالد بن الوليد))
)
هند بنت الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس وقال ابن عبد البر اسمها فاطمة وقد تقدم ذكرها في حرف الفاء في مكانه فليطلب من هناك
3 (زوج الحجاج))
هند بنت أسماء بن خارجة هي أخت مالك بن أسماء بن خارجة وهي زوجة الحجاج بن يوسف الثقفي وقد مر لها ذكر في ترجمة أخيها مالك بن أسماء
3 (المغربية))
هند خادم أبي محمد مسلمة بن مسلمة الشاطبي الكاتب حكى أبو محمد بن أبي بكر الداني الطبيب أن الوزير عامر بن ينق كتب إليها من مجلس انس يستدعيها
* يا هند هل لك في زيارة فتية
* نبذوا المحارم غير شرب السلسل
*
* سمعوا البلابل قد شدت فتذكروا
* نغمات عودك في الثقيل الأول
* فكتب الجواب إليه
* يا سيدا حاز العلى عن سادة
* شم الأنوف من الطراز الأول
*
* حسبي من الإسراع نحوك أنني
* كنت الجواب مع الرسول المقبل
*
3 (التميمي))
هند بن أبي هالة التميمي ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخو أولاده من خديجة توفي سنة ست وثلاثين للهجرة
3 (أخو أسماء))
هند بن حارثة الأسلمي أخو أسماء قال أبو هريرة ما كنت أرى هندا وأسماء إلا خادمين لرسول الله صلى الله عليه وسلم من طول لزومهما بابه وخدمتهما إياه توفي في حدود الستين للهجرة

232
3 (سبط خديجة))
هند بن هند سبط أم خديجة قتل مع مصعب بن الزبير وقيل مات بالطاعون بالبصرة في حدود السبعين للهجرة
ابن هندو الشاعر اسمه علي بن الحسين
أبو الهندي اسمه غالب بت عبد القدوس تقدم في مكانه من حرف الغين)
الهندي صفي الدين الأصولي اسمه محمد بن عبد الرحمن
3 (هوذة المسند الأصم أبو الأشهب))
هوذة بن خليفة الثقفي البكراوي البصري الأصم أبو الأشهب نزيل بغداد ومسندها روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن سعد ويوسف بن موسى القطان وغيرهم قال ابن معين
ضعيف توفي سنة ست عشرة ومائتين وروى له ابن ماجة
((هولاكو))
3 (ملك التتار))
هولاكو بن تولى قان بن جنكزخان ملك التتار ومقدمهم كان طاغية من أعظم ملوك التتار وكان شجاعا مقداما حازما مدبرا ذا همة عالية وسطوة ومهابة وخبرة بالحروب ومحبة في العلوم العقلية من غير أن يتعقل منها شيئا اجتمع له جماعة من فضلاء العالم وجمع حكماء مملكته وأمرهم أن يرصدوا الكواكب وكان يطلق الكثير من الأموال والبلاد وهو على قاعدة المغل في عدم التقييد بدين لكن زوجته تنصرت وكان سعيدا في حروبه طوى البلاد واستولى على الممالك في أيسر مدة فتح بلاد خراسان وفارس وأذربيجان وعراق العجم وعراق العرب والشام والجزيرة والروم وديار بكر كذا قال قطب الدين وقال الشيخ شمس الدين الذي فتح خراسان وعراق العجم جنكزخان وهولاكو أباد الملوك وقتل الخليفة المستعصم وأمراء العراق وصاحب الشام ميافارقين وقال الظهير الكازروني حكى النجم أحمد بن البواب النقاش نزيل مراغة قال عزم هولاكو على زواج بنت ملك الكرج فأبت حتى يسلم فقال عرفوني ما أقول فعرضوا عليه الشهادتين فأقر بهما وشهد عليه بذلك خواجا نصير الدين الطوسي وفخر الدين المنجم فلما بلغها ذلك أجابت فحضر القاضي فخر الدين الخلاطي وتوكل لها النصير ولهولاكو الفخر المنجم وعقدوا العقد باسم تامار خاتون بنت الملك داود إيواني على ثلاثين

233
ألف دينار قال ابن البواب وأنا كتبت الكتاب في ثوب أطلس أبيض وتوفي هولاكو بعلة الصرع وأخفوا موته وصبروه وجعلوه في تابوت وكان ابنه أبغا غائبا فطلبه المغل وملكوه وهلك هولاكو وله ستون سنة أو نحوها في سنة أربع وستين وستمائة وخلف من الأولاد سبعة عشر ولدا سوى البنات وهو أبغا و واشموط و تمشين و تكشى وكان جبارا واجاي ويستز ومنكوتمر الذي التقى هو والمنصور قلاوون على حمص)
وانهزم جريحا وباكودر وارغون ونغاي دمر والملك أحمد وقد جمع صاحب الديوان كتابا في أخبارهم في مجلدين وكان القان الأعظم في أيام هولاكو مونكوقا بن تولى بن جنكزخان فلما هلك جلس بعده على التخت أخوهما قبلاي وامتدت أيامه وطالت دولته ومات قبلاي في خان بالق سنة خمس وتسعين وستمائة وكانت مملكته نحوا من أربعين سنة وقد تقدم ذكر قبلاي في مكانه من حرف القاف
ابن هود الحسن بن علي أبو الهول الحميري الشاعر اسمه عامر بن عبد الرحمن
((هياج))
3 (الحطيني))
هياج بن عبيد بن حسين الفقيه الزاهد أبو محمد الحطيني بكسر الحاء المهملة وتشديد الطاء المهملة وبعدها ياء آخر الحروف ونون وحطين قرية عند طبرية وبها قبر شعيب عليه السلام توفي سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة وفيه يقول الشاعر
* أقول لمكة ابتهجي وتيهي
* على الدنيا بهياج الفقيه
*
* إمام طلق الدنيا ثلاثا
* فلا طمع لها من بعد فيه
*
3 (هياج الهروي))
هياج بن بسطام الحنظلي الهروي كان أعلم الناس و أحلمهم وأفقههم و أسخاهم و أشجعهم وأرحمهم في زمانه قال ابن حبان يروي المعضلات عن الثقات وقال أحمد بن حنبل متروك توفي سنة سبع وسبعين ومائة وروى له الترمذي
ابن الهيتي أحمد ابن أبي الفضل الهيتي معين الدولة نصر الله بن نصر الله

234
((هيثم))
3 (الهيثم السلمي الصحابي))
الهيثم السلمي ذكره ابن قانع أن النبي صلى الله عليه وسلم استعلمه على صدقة قومه فلما ارتدت العرب فاء بها
3 (أبو العريان المذحجي))
الهيثم بن الأسود أبو العريان المذحجي الكوفي أحد المعمرين الشعراء له شرف وبلاغة وفصاحة أدرك عليا وسمع عبد الله بن عمر وغزا القسطنطينية وتوفي في حدود العشر والمائة
3 (أبو حية النميري))
الهيثم بن الربيع بن زرارة أبو حية بالحاء المهملة والياء آخر الحروف المشددة النميري كان من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية وكان فصيحأ من ساكني البصرة وكان أهوج جبانا كذابا وقيل إنه كان يصرع وكان له سيف يسميه لعاب المنية ليس بينه فرق وبين الخشب حدث جار له قال دخل إلى بيته كلب ليلة فطنه لصا فأشرفت عليه وقد انتضى سيفه لعاب المنية وهو واقف في وسط الدار وهو يقول أيها المغتر بنا والمجترىء علينا بئس والله مااخترت لنفسك خير قليل وسيف صقيل لعاب المنية الذي سمعت به مشهورة ضرباته لا تخاف نبوته اخرج بالعفو عنك قبل أن أدخل بالعقوبة عليك والله إن أدع قيسا إليك لا تقم لها
وما قيس تملأ والله الفضاء خيلا ورجلا سبحان الله ما أكثرها وأطيبها فبينا هو كذلك إذا الكلب قد خرج فقال الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفانا حربا وقال يوما إني أخرج إلى الصحراء فأدعو الغربان فتقع حولي فآخذ منها ما أشاء فقيل له يا أبا حية أفرأيت إن أخرجناك إلى الصحراء فدعوتها فلم تأتك فماذا تصنع فقال أبعدها الله إذن وحدث يوما قال عن لي ظبي فرميته فراغ عن سهمي فعارضه السهم ثم راغ فعارضته فما زال والله يروغ ويعارضه حتى صرعه ببعض الحانات وما أحلى قول ابن قلاقس الإسكندري
* عسكري حما له
* بطل ليس يدفع
*
* قام عن قوس حاجب
* يه بعينيه ينزع
*
* أسهم كيف ما انحرف
* ن إلى القلب تتبع)
* (هكذا كنت عن أبي
* حية قبل أسمع
*

235
وقلت أنا أيضا ومنه أخذت
* وشادن إن هب عرف الصبا
* شممت منه نشره طيه
*
* أميل عنه خوف عشقي له
* وجفنه يتبعني غيه
*
* كأنني قدامه ظبية
* وطرفه سهم أبي حيه
* وفد أبو حية النميري على المنصور وامتدحه بقصيدة وهجا فيها بني حسن فوصله أبو جعفر بشيء دون أمله فاحتجن لعياله أكثره وصار إلى الحيرة فشرب عند خمارة وأعجبه الشرب وكره أن ينفد ما معه وأحب أن يدوم له ما كان فيه فسأل الخمارة أن تبيعه بنسيئة وأعلمها أنه مدح الخليفة وقواده ففعلت وشرهت إلى فصل السيئة وكان لأبي حية أير كعنق الظليم فأبرزه لها فتدلهت وكانت كلما سقته في الحائط خطا فقال أبو حية
* إذا سقيتني كوزا بخط
* فخطي ما بدا لك في الجدار
*
* فإن أعطيتني عينا بدين
* فهات العين وانتظري ضماري
*
* خرقت مقدما من جنب ثوبي
* حيال مكان ذاك من الإزار
*
* فصدت بعد ما نظرت إليه
* وقد ألمحتها عنق الحوار
*
3 (الإشبيلي الشاعر))
الهيثم بن أحمد بن جعفر بن أبي غالب أبو المتوكل السكوني الشاعر الإشبيلي قال ابن الأبار هو أحد فحول الشعراء المجودين بديهة وروية وكان عالما بالآداب وضروبها أخباريا علامة توفي في سنة ثلاثين وستمائة
3 (الغساني))
الهيثم بن حميد الغساني مولاهم قال أبو داود قدري ثقة توفي في حدود التسعين والمائة وروى له الأربعة
3 (أبو الحكم العنسي))
الهيثم بن مروان العنسي بالنون أبو الحكم الدمشقي قال الشيخ شمس الدين لم نر لأحد فيه كلاما محله الصدق توفي سنة تسع وتسعين ومائة
3 (الإخباري))
)
الهيثم بن عدي بن عدي بن زيد أسيد بن جابر أبو عبد

236
الرحمن الطائي الثعلبي البحتري الكوفي كان راوية إخباريا نقل من كلام العرب وأشعارها ولغاتها كثيرا وكان أبوه نازلابواسط وهو خير وأما الهيثم فكان يتعرض لمثالب الناس ونقل أخبارهم وأورد معايبهم وكانت مستورة فكره لذلك ونقل عن العباس شيئا فحبس لذلك سنين حبسه الرشيد وقيل إن ذلك نقل عنه زورا لأنه صاهر قوما فلم يرضوه فلبسوا عليه ما لم يقله وكان يرى رأي الخوارج قال ابن معين وأبو داود كذاب وقال النسائي وغيره متروك الحديث وقل ما روى من المسند وتوفي سنة سبع ومائتين وله عقب ببغداد وكانت وفاته بفم الصلح عند الحسن بن سهل وله ثلاث وتسعون سنة وكان قد روى عن مجالد وابن عياش المنتوف وغيرهما وأكثر وأتاه أبو نواس وهو في حلقته فلم يعرفه فلما توجه من عنده قيل له هذا أبو نواس فقال إنا لله هذه والله بلية لم أجنها قوموا بنا إليه فجاء إليه واعتذر بأعذار مقبولة فقال قد قبل الله عذرك وما ظننت إلا بعض من حضرك قد عرفك أمري قال لم يكن ذلك فلا تذكرني بشيء قال أما في المستألف فلا فقال الهيثم قد قنعت وخرج ودس بعض تلاميذه أن يعود إليه فعاد إليه فأنشده
* يا هيثم بن عدي لست للعرب
* ولست من طيء إلا على شغب
*
* الهيثم بن عدي في تلونه
* في كل يوم له رجل على حسب
*
* فما يزال أخا حل ومرتحل
* إلى الموالي وأحيانا إلى العرب
*
* لله أنت فما قربى تهم بها
* إلا اجتلبت لها الأنساب من كثب
*
* إذا نسبت عديا في بني ثعل
* فقدم الدال قبل العين في النسب
*
* كأنني بك فوق الجسر منتصبا
* على جواد قريب منك في الحسب
*
* حتى نراك وقد درعته قمصا
* من الصديد مكان الليف والكرب
* ومن قول أبي نواس فيه
* لا خير في نسابة عالم
* يعجز عن ذي نسب يبتغيه
*
* إذا أب شرف في مجلس
* شد عليه هيثم يدعيه
* ولأبي الهول الحميري أيضا فيه هجاء وقال دعبل يهجوه أحمد بن أبي دؤاد
* سألت أبي وكان أبي عليما
* بأخبار الحواضر والبوادي)
* (فقلت له أهيثم من عدي
* فقال كأحمد بن أبي دؤاد
*
* فإن يك هيثم منهم صحيحا
* فأحمد غير شك من إياد
*

237
* متى كانت إياد ترؤس قوما
* لقد غضب الإله على العباد
* وله من الكتب كتاب المثالب كتاب المعمرين كتاب بيوتات قريش كتاب الدولة كتاب بيوتات العرب كتاب هبوط آدم وافتراق العرب ونزولها منازلها كتاب نسب طي كتاب نسب نزول العرب بخراسان والسواد كتاب مدائح أهل الشام كتاب حلف كلب وتميم ووحلف ذهل وحلف طيء وأسد كتاب تاريخ العجم وبني أمية كتاب المثالب الصغير كتاب النوافل كتاب أخبار طيء ونزولها الجبلين و حلف ذهل وثعل كتاب تداعي أهل الشام كتاب أخبار زياد بن أبيه كتاب من تزوج من الموالي في العرب كتاب السباب كتاب الجامع كتاب الوفود كتاب خطط الكوفة كتاب بغايا قريش في الجاهلية كتاب ولاة الكوفة كتاب النساء كتاب النكد كتاب فخر أهل الكوفة على البصرة كتاب تاريخ الأشراف الكبير كتاب تاريخ الأشراف الصغير كتاب طبقات الفقهاء والمحدثين كتاب خواتم الخلفاء كتاب شرط الخلفاء كتاب الخوارج كتاب قضاة الكوفة والبصرة كتاب الشرط لأمراء العراق كتاب الصوائف كتاب المواسم كتاب النوادر كتاب طبقات من روى عن النبي صلى الله عليه وسلم كتاب تسمية الفقهاء والمدثين كتاب التاريخ على السنين كتاب منتحل الجواهر كتاب الحسن بن علي ووفاته كتاب السمر كتاب أخبار الفرس كتاب خطباء المصرين مكة والمدينة كتاب مقطعات الأعراب كتاب المحبر كتاب مقتل خالد القسري والوليد بن يزيد ويزيد بن خالد القسري ومات له ابن يدعى عبيدا فقال الهيثم يرثيه
* ذهل العزاء فؤادك المجهود
* وبكى ضميرك والدموع جمود
*
* ضنت عليك فما تجود بقطرة
* عبراء ضن بنومها التسهيد
*
* غارت بدمعك غصة ما تنقضي
* وجوى تضمنه الفؤاد شديد
*
* أسفا على شق الفؤاد أصابه
* قدر لعمري ما لبه مردود
*
* يا واحدي وذخيرة لم يبق لي
* ويدي التي أحمي بها وأذود
*
* ذهبت بشاشة كل سئ بعده
* ومضى السرور فما أراه يعود
*)
وهي أطول من هذا
3 (ابن الصائغ المقرئ الشافعي))
الهيثم بن أحمد بن محمد بن مسلم أبو الفرج

238
القرشي الشافعي المقرئ المعروف بابن الصائغ إمام مسجد اللؤلؤ بدمشق قرأ على علي بن محمد بن إسماعيل بن بشر ومحمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي وصنف أصول قراءة حمزة وحدث عن جماعة وكان من أهل العلم وتوفي سنة ثلاثين وأربعمائة
3 (الإخباري))
الهيثم بن فراس الشامي أحد رواة الأخبار والعالمين بالأخبار وهو من بني سامة بن لوي بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة قال في الفضل بن مروان
* تجبرت يا فضل بن مروان فاعتبر
* فقبلك كان الفضل والفضل والفضل
*
* ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم
* أبادهم الموت والمشتت والقتل
*
* فإنك قد أصبحت في الناس ظالما
* ستودي كما أودى الثلاثة من قبل
* يريد الفضل بن يحيى والفضل بن الربيع والفضل بن سهل
3 (الفأفاء الكاتب))
الهيثم بن مطهر الفأفاء الكاتب كان بغداديا ظريفا له أشعار ملاح وكان منقرسا أعرج وقف على باب الخيزران ينتظر بعض من يخرج من دارها فبعث إليه كاتبها يقول انزل عن ظهر دابتك فقد جاء في الحديث كراهية ذلك فقال أنا رجل المرج وإن خرج صاحبي خفت أن لا أدركه فقال إن لم تنزل أنزلناك فقال هو حبيس في سبيل الله إن أنزلتني عنه إن أقضمته شعيرا شهرا فأيما خير كد ساعة أو جوع شهر فقال هذا شيطان وكف عنه
3 (المروزي))
الهيثم بن خارجة أبو أحمد المروزي البغدادي روى عنه البخاري وروى النسائي عن رجل عنه وأحمد بن حنبل وعبد الله ابنه وأبو زرعة وأبو يعلى الموصلي وكان ابن حنبل يثني عليه رآه البغوي ولم يسمع منه وتوفي سنة سبع وعشرين ومائتين
3 (الشاشي))
الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل أبو سعيد الشاشي مصنف المسند توفي سنة خمس)
وثلاثين وثلاثمائة
3 (أمير البصرة))
الهيثم بن معاوية العكي الأمير بالبصرة مات فجأة سنة ست

239
وخمسين ومائة ببغداد
ابن الهيثم صاحب التصانيف في الرياضي وغيره اسمه الحسن بن الحسن
أبو الهيثم الأنصاري اسمه مالك بن التيهان
((هيجاء))
3 (الأمير فخر الدين بن خشترين))
أبو الهيجاء بن عيسى بن خشترين الأمير الكبير فخر الدين بن الأمير حسام الدين الكردي أحد الشجعان كانت له اليد البيضاء يوم عين جالوت رتبه المظفر قطز مشاركا للحلبي في نيابة دمشق في الرأي والتدبير وكان أبوه أكبر أمير عند الظاهر غازي صاحب حلب توفي في سنة إحدى وستين وستمائة
ابن أبي الهيجاء والي دمشق محمد بن أبي الهيجاء
3 (المري أمير العرب))
أبو الهيذام المري أمير العرب وزعيم قيس وفارسها المشهور وهو القائد للعرب المضرية في الفتنة العظمى الكائنة بدمشق في أيام الرشيد وله شعر جيد مشهور وخرج على الرشيد لكونه قتل أخاه ثم ظفر به الرشيد فاستعطفه بأبيات فأطلقه وتوفي في حدود التسعين والمائة
أبو الهيذام اللغوي كلاب بن حمزة
3 (الأمير فخر الدين بن خشترين))
أبو الهيجاء بن عيسى بن خشترين الأمير الكبير فخر الدين بن الأمير حسام الدين الكردي أحد الشجعان كانت له اليد البيضاء يوم عين جالوت رتبه المظفر قطز مشاركا للحلبي في نيابة دمشق في الرأي والتدبير وكان أبوه أكبر أمير عند الظاهر غازي صاحب حلب توفي في سنة إحدى وستين وستمائة
ابن أبي الهيجاء والي دمشق محمد بن أبي الهيجاء
((هيذام))
3 (المري أمير العرب))
أبو الهيذام المري أمير العرب وزعيم قيس وفارسها المشهور وهو القائد للعرب المضرية في الفتنة العظمى الكائنة بدمشق في أيام الرشيد وله شعر جيد مشهور وخرج على الرشيد لكونه قتل أخاه ثم ظفر به الرشيد فاستعطفه بأبيات فأطلقه وتوفي في حدود التسعين والمائة
أبو الهيذام اللغوي كلاب بن حمزة
ابن الهيصم الكرامي اسمه محمد بن الهيصم
((هيلانة))
3 (جارية الرشيد))
هيلانة جارية الرشيد هارون كان شديد الحب لها وكانت قبله ليحيى بن خالد البرمكي وكان الرشيد قبل الخلافة يمضي إلى دار يحيى فلقيته في ممر فأخذت بكمه وقالت له ما لنا فيك من نصيب فقال وكيف السبيل إليك قالت تطلبني من هذا الشيخ فطلبها من يحيى فوهبها له فغلبت عليه وأقامت عنده ثلاث سنين ثم ماتت فوجد عليها وجدا شديدا وقال فيها
* قد قلت لما ضمنوك الثرى
* وجالت الحسرة في صدري
*
* اذهب فلا والله لا سرني
* بعدك شيء آخر الدهر
* وقال العباس بن الأحنف
* يا من تباشرت القبور بموتها
* قصد الزمان مساءتي فرماك
*
* أبقى الأنيس فلا أرى لي مؤنسا
* إلا التردد حيث كنت أراك
*

240
* ملك بكاك وطال بعدك حزنه
* لو يستطيع بملكه لفداك
*
* يحمي الفؤاد عن النساء حفيظة
* كيلا يحل حمى الفؤاد سواك
* فأعطاه الرشيد أربعين ألفا وقال لو زدت لزدناك ووفاتها رحمها الله تعالى ثلاث وسبعين ومائة

241
((حرف الواو))
((وابصة))
3 (الأسدي الصحابي))
وابصة بن معبد بن مالك بن عبيد الأسدي من بني أسد بن خزيمة يكنى أبا شداد سكن الكوفة ثم تحول إلى الرقة ومات بها في حدود الستين من الهجرة وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وله أحاديث منها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر رجلا رآه يصلي خلف الصف وحده أن يعيد الصلاة وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجة
((واثق))
3 (أبو القاسم الطبري))
واثق بن عبد الملك بن أحمد بن أبي منصور بن الحسن أبو القاسم الطبري سبط المدبر الشبلي ولد ببغداد وسمع من هبة الله بن الحصين وعلي بن عبد الواحد الدينوري وأحمد بن عبيد الله بن كادش وأحمد بن الحسن بن البناء وغيرهم وكتب بخطه كثيرا ورحل إلى خراسان وسمع بطوس ونيسابور وهراة وسرخس وبلخ وأدركه أجله هناك شابا بعد سنة عشرين وخمسمائة وحدث في بغداد باليسير قال أبو سعد بن السمعاني سمعت عمر البسطامي يقول عنه إنه أفسد سماعات بلخ ووصفه بكثرة التخليط ومن شعره
* إلا هي شكرا لما قد وهبت
* وذاك محبة قول الرسول
*
* وإني مدى الدهر في رغدة
* لما فيه من نيل قصد وسول
*
* ولو لم يكن ذاك كنت امرءا
* سؤوما عن العيش أعمى السبيل
*
3 (ابن الشوكي المقرئ))
واثق بن علي بن عمران الشوكي البغدادي أبو البركات المقرئ سمع الكثير من ابن الحصين وابن البناء وابن كادش وأبي بكر الأنصاري وأبي القاسم بن السمرقندي وأبي البركات الأنماطي وغيرهم وكتب بخطه وحصل وروى شيئا يسيرا سمع منه الحافظ معمر بن عبد الواحد وروى عنه أبو سعد بن السمعاني وكان حنبليا وقدم دمشق وحدث بشيء يسير وتوفي بها سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة
((الألقاب))
)
الواثق بالله أمير المؤمنين العباس اسمه هارون بن محمد

242
الواثق صاحب المغرب المؤمني اسمه إدريس بن عبد الله الواثقي العباسي اسمه عبد الله بن عثمان من ولد الواثق الواثقي والي بغداد أحمد بن محمد بن يحيى الواثق الصمادحي عبد الله بن محمد بن معن
((واثلة))
3 (واثلة الليثي الصحابي))
واثلة بن الأسقع بالسين المهملة والقاف بن عبد العزى بن عبد ياليل بن ناشب ينتهي إلى كنانة الليثي وقيل ابن الأسقع بن كعب بت عامر بن ليث بن بكر والأول أكثر أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يتجهز إلى تبوك يقال إنه خدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث سنين وهو من أهل الصفة يقال إنه نزل البصرة وله بها دار ثم سكن الشام وكان منزله بقرية البلاط شهد المغازي بدمشق وحمص ثم إنه تحول إلى بيت المقدس وتوفي هناك وهو ابن مائة سنة وقيل إنه توفي بدمشق في آخر خلافة عبد الملك سنة خمس أو ست وثمانين وهو ابن ثمان وتسعين سنة يكنى أبا الأسقع وقيل أبا محمد وقيل أبو قرصافة في قول الواقدي وروى عنه أبو المليح بن أسامة الهذلي وروى له الجماعة وهو آخر الصحابة موتا بدمشق
3 (أبو هريرة المؤذن))
واثلة بن الأسقع بن أبي العلاء بن أبي الفتح بن الفيض بن أحمد بن علي بن حامد بن إبراهيم أبو إبراهيم بن حامد أبو هريرة المؤذن الهمذاني قال محب الدين بن النجار هكذا نسبه يوسف بن خليل الدمشقي كان شيخا صالحا من أصحاب الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار سمع بهمذان من أبي بكر هبة الله بن الفرح بن أخت الطويل وأبي المحاسن نصر بن المظفر البرمكي وغيرهما وقدم بغداد سنة ست وأربعين وخمسمائة وسمع من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف الأرموي وابن ناصر الحافظ وسعيد بن أحمد بن البناء وأمثالهم ثم قدم مرة ثانية سنة خمس وسبعين وخمسمائة وحدث بها وسمع منه أبو الحسن القطيعي وغيره ثم قدمها ثالثة حاجا سنة ثمان وثمانين وخمسمائة وحدث بها أيضا سمع منه)
أصحابنا ولم نلقه ودخلت همذان بعد وفاته وقد كتب إلي بالإجازة بجميع مروياته وسألت ابنه محمد بن واثلة عن وفاة أبيه فقال توفي بالكرخ في شوال سنة خمس وستمائة

243
((وائلة))
3 (ابن كراز))
وائلة بن بقاء بن أبي نصر بن عبد السلام أبو الحسن الملاح البغدادي المعروف بابن كراز سمع أبا علي أحمد بن محمد الرحبي قال محب الدين بن النجار كتبت عنه وكان شيخا صالحا توفي سنة اثنتين وثلاثين وستمائة
((الألقاب))
الواجكا اسمه عبد السلام بن الحسن الواحدي المفسر علي بن أحمد الوادعي محمد بن الحسين الوادعي يحيى بن زكريا القاضي الحنفي ابن الوادي سعد الله بن نجا الوادعي علي بن مظفر ابن واره الحافظ اسمه محمد بن مسلم ابن الواسطي المسند شمس الدين اسمه محمد بن علي بن أحمد الواسطي عماد الدين اسمه أحمد بن إبراهيم الواسطي المقرئ علي بن علي الواسطي المعتزلي محمد بن زيد الواسطي تقي الدين إبراهيم بن علي الواسطي أبو علي الشافعي يحيى بن الربيع الواشحي قاضي مكة سليمان بن حرب
((واسع))
3 (الصحابي واسع بن حبان بن منقذ))
شهد بيعة الرضوان والمشاهد كلها مع أخيه سعد بن حبان وقتلا يوم الحرة سنة ثلاث وستين للهجرة
3 (الأنصاري))
واسع بن حبان الأنصاري المدني روى عن عبد الله بن زيد بن عاصم المازني وابن عمر ورافع بن خديج وتوفي في حدود المائة وروى له الجماعة

244
((واصل))
3 (واصل الأحدب))
واصل بن حيان الأحدب الأسدي الكوفي روى عن زر وأبي وائل والمعرور بن سويد وإبراهيم وثقة ابن معين وتوفي سنة عشرين ومائة وروى له الجماعة كلهم
3 (أبو يحيى البصري))
واصل بن السائب أبو يحيحى الرقاشي بصري قال البخاري منكر الحديث وقال أبو داود وغيره ليس بشيء وتوفي سنة سبع وأربعين ومائة وروى له الترمذي وابن ماجة
3 (رأس المعتزلة))
واصل بن عطاء أبو حذيفة البصري الغزال لأنه كان يدور في سوق الغزل ليتصدق على النساء اللواتي يبعن الغزل مولى بني مخزوم وقيل مولى بني ضبة هو رأس المعتزلة وكبيرهم ورئيسهم وأولهم كان تلميذ الحسن البصري يقرأ عليه العلوم فدخل رجل على الحسن وقال له قد ظهر في زماننا جماعة يكفرون أصحاب الكبائر والكبيرة عندهم كفر وهم وعيدية الخوارج وجماعة يرجئون أصحاب الكبيرة ويقولون الكبيرة عندهم لا تضر الإيمان وإنه لا يضر مع الإيمان معصية كما لا ينفع مع الكفر طاعة ففكر الحسن في ذلك فقال واصل قبل أن يجيب الحسن بشيء أنا أقول إن صاحب الكبيرة لا مؤمن ولا كافر ثم قام واعتزل إلى أسطوانة المسجد يقرر جوابه على جماعة من أصحاب الحسن فقال الحسن اعتزل واصل عنا فسموا معتزلة من ذلك الوقت بهذا السبب وكان سبب سؤال السائل ذلك للحسن البصري أنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم خوض في هذه المسائل ولا)
في صدر الإسلام وإنما حدث ذلك في أواخر عصر متأخري الصحابة رضي الله عنهم وأول حدوثه في مسألة القدر وفي الاستطاعة من معبد الجهني وغيلان الدمشقي والجعد بن درهم وتبرأ منهم متأخروا الصحابة عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله وأبو هريرة وتواصوا وأوصوا أخلافهم أن لا يسلموا عليهم ولا يصلوا على جنائزهم ولا يعودوا مرضاهم وإنما حملهم على ذلك ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذم القدرية وقد أجمع المعتزلة على أن الله تعالى قديم والقدم أخص وصف ذاته واتفقوا على أن التحسين والتقبيح يجب معرفتهما بالعقل وأن شكر المنعم واجب عقلا واختلفوا في الإمامة والقول فيها أيضا واختيارا هذا ما اتفقوا على نفي الصفات القديمة عنه أصلا فقالوا الباري تعالى عالم لذاته لا بعلم زائد على ذاته قادر لذاته لا بقدرة زائدة

245
على ذاته حي لذاته لا بحياة زائدة على ذاته مريد لذاته لا بإدارة على ذاته وكذلك قالوا في باقي الصفات من السمع والبصر وغيرهما قالوا لأن هذه الصفات لو شاركته في القدم الذي هو أخص وصف ذاته لشاركته في الإلهية واتفقوا على أن كلامه محدث مخلوق بحرف وصوت واتفقوا على نفي رؤية الله تعالى بالأبصار في الآخرة
واتفقوا على أن العبد خالق لأفعاله خيرها وشرها غير مخلوقة لله تعالى واتفقوا على أنه تعالى منزه عن أن يضاف إليه الشر لأنه لو خلق الظلم لكان ظالما كما أنه لو خلق العدل لكان عادلا واتفقوا على وجوب رعاية مصالح العباد على الله تعالى ولهم خلاف في الأصلح واللطف واتفقوا على أن المؤمن إذا مات عن توبة استحق الثواب والعوض وإذا مات عن كبيرة ارتكبها استحق الخلود في النار لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار وسموا هذا النمط وعدا ووعيدا فلهذا يسمون الوعيدية أيضا واتفقوا عليه من المسائل في أصول الديانات واختلفوا في مسائل فيما بينهم وهم عشرون فرقة كل فرقة تكفر الأخرى فالأولى الواصلية نسبة إلى واصل بن عطاء هذا والثانية العمرية أصحاب عمرو بن عبيد وقد تقدم ذكره في حرف العين والثالثة الهذيلية أصحاب أبي الهذيل محمد بن عبد الله وقد تقدم ذكره في المحمدين والرابعة النظامية أصحاب إبراهيم بن سيار وقد تقدم ذكره في الاباره والخامسة الأسوارية أصحاب الأسواري صاحب النظام وقد تقدم في حرف الهمزة السادسة الإسكافية أصحاب أبي جعفر الإسكاف وقد تقدم في حرف الجيم السابعة الجعفرية أصحاب جعفر بن مبشر وجعفر بن حرب وقد تقدم في حرف الجيم الثامنة البشرية أصحاب بشر بن المعتمر)
وقد تقدم في حرف الباء التاسعة المعمرية أصحاب معمر بن عباد وقد تقدم في حرف الميم العاشرة أصحاب أبي عيسى بن صبح الملقب بالمرداز وقد تقدم في حرف العين الحادية عشر الثمامية أصحاب ثمامة بن أشرس وقد تقدم في حرف الثاء الثانية عشر أصحاب هشام بن عمرو الفوطي وقد تقدم في حرف الهاء الثالثة عشر الجاحظية أصحاب عمرو بن بحر الجاحظ وقد تقدم ذكره في حرف العين الرابعة عشر الخياطية أصحاب أبي الحسن الخياط وقد تقدم ذكره في حرف الحاء الخامسة عشر أصحاب أبي القاسم الكعبي وقد تقدم ذكره في حرف القاف السادسة عشر الصالحية أصحاب الصالحي السابعة عشر أصحاب أحمد بن حابط ويدعون الحابطية الثامنة عشر الحدثية أصحاب فضل الحدثي وقد تقدم ذكره في حرف الفاء التاسعة عشر الشحامية أصحاب أبي يعقوب الشحام يأتي ذكره في حرف الياء العشرون البهشمية أصحاب أبي هاشم بن علي الحبائي وقد تقدم ذكرهم في حرف الهاء وذكر في ترجمة كل شخص من المذكورين ما انفرد به عن بقية المعتزلة وواصل هو الذي أحدث القول بالمنزلة

246
بين منزلتين وقال في أصحاب وقعة الجمل وصفتين من الفريقين أحدهما مخطىء لا بعينه وشك في عدالة علي وللديه الحسن والحسين وابن عباس وعائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم وقال لو شهد عندي علي وطلحة على ناقة بقل لم أحكم بشهادتهما لأن أحدهما فاسق لا بعينه ولا أعرفه فجوز الفسق على هؤلاء السادة المشهود لهم بالجنة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده أن الفاسق مخلد في النار نعوذ بالله من الضلال والخذلان وكان واصل أحد الأعاجيب وذلك أنه كان يسمى خطيب المعتزلة لبلاغته وفصاحته وقدرته على الكلام وكان يلثغ بالراء لثغة قبيحة وكان يتجنب الراء في كلامه فلا يكاد يسمع منه كلمة فيها راء ولا يفطن به وقال فيه بعض الشعراء
* ويجعل البر قمحا في تصرفه
* وخالف الراء حتى احتال للشعر
*
* ولم يطق مطراوالقول يعجله
* فجاء بالغيث إشفاقا من المطر
* ويقال إنه امتحن حتى أنه يقرأ أول سورة براءة فقال من غير فكر ولا روية عهد من الله ونبيه إلى الذين عاهدتم من الفاسقين فسيحوا في البسيطة هلالين وهلالين وبلغه أن بشار بن برد الأعمى الشاعر هجاه فقال غير مفكر أما لهذا الأعمى المكنى بأبي معاذ من يقتله أما والله لولا أن الغيلة خلق من أخلاق الغالية لبعثت إليه من يبعج بطنه على مضجعه ثم لا)
يكون إلا سدوسيا أو عقليا ولم يأت في كلامه براء لأنه قال أبو معاذ ولم يقل المرعث ولا بشارا وقال يبعج ولميقل يبقر وقال مضجعه ولم يقل فراشه وقال الغيلة ولم يقل الغدر وقال الغالية ولم يقل المغيرية ولا المنصورية وأراد بذكر عقيل وسدوس ما كان يذكره بشار بن برد من الاعتزاء إليهما وقال الأرجاني
* هجر الراء واصل بن عطاء
* في خطاب الورى من الخطباء
*
* وأنا سوف أهجر القاف والراء
* مع الضاد من حروف الهجاء
* وقال بعض الشعراء
* ولما رأيت الشيب راء بعارضي
* تيقنت أن الوصل لي منك واصل
* وقال أخر في مليح النغ
* أعد لفظه لوان وأصل حاضر
* ليسمعها ما اسقط الراء وصل
* وقد أورد المرزباني في كتابه المرشد في أخبار المتكلمين خطبة خطب بها واصل بن عطاء بحضرة عبد الله بن عمر بن عبد العزيز لما ولي العراق وصار إلى البصرة وامر بحفر النهر الذي ينسب إليه وهي خطبة بليغة المعاني فصيحة الألفاظ طويلة جدا ليس فيها راء ولد سنة ثمانين بالمدينة وتوفي سنة إحدى وثلاثين ومائة وله كتاب التوبة كتاب

247
معاني القرآن وأصناف المرجئة و كتاب خطب في التوحيد والعدل كتاب السبيل إلى معرفة الحق كتاب الدعوة كتاب ما جرى بينه وبين عمرو بن عبيد كتاب طبقات أهل العلم والجهل وكان واصل طويل العنق جدا بحيث كان يعاب بذلك وفيه يقول بشار بن برد الأعمى
* ماذا بليت بغزال له عنق
* كنقيق الدو إن ولى وإن مثلا
*
* عنق الزرافة ما بالي وبالكم
* تكفرون رجالا كفروا رجلا
*
3 (الكوفي))
واصل بن عبد الأعلى الكوفي روى عنه مسلم والأربعة وثقه النسائي وتوفي في حدود الخمسين والمائتين
ابن واصل القاضي جمال الدين اسمه محمد بن سالم
((واقد))
3 (واقد التميمي الصحابي))
وافد بن عبد الله التميمي اليربوعي الحنظلي أسلم قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم وآخى بينه وبين بشر بن البراء بن معرور وهو الذي قتل عمرو بن الحضرمي في أول يوم من رجب وكان مع عبد الله بن جحش حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نخلة فلقي عمرو بن الحضرمي خارجا نحو العراق فقتله فبعث المشركون أهل مكة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إنكم تعظمون الشهر الحرام وتزعمون أن القتال لا يصلح فيه فما بال صاحبكم قتل صاحبنا فأنزل الله تعالى يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه الآية فواقد هذا أول قاتل في المسلمين وعمرو بن الحضرمي أول قتيل من المشركين في الإسلام وشهد واقد بدرا وأحد والمشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان حليفا للخطاب بن نفيل وفي قتل واقد عمرا يقول عمر بن الخطاب
* شفينا من ابن الحضرمي رماحنا
* بنخلة لما أوفد الحرب واقد
*
3 (مولى النبي صلى الله عليه وسلم))
واقد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم روى عنه زاذان قوله من أطاع الله فقد ذكره وإن قلت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن

248
ومن عصى الله فلم يذكره وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته القرآن
3 (الأنصاري))
واقد بن الحارث الأنصاري له صحبة وهو القائل عند ابن عباس أما كلام الناس فكلام خائف وأما العمل منهم فعمل آمن
أبو واقد الليثي الصحابي تقدم في حرف الحاء واسمه الحارث بن عوف
الواقدي اسمه محمد بن عمر
الواقفي المقرئ اسمه العباس بن الفضل
((والبة))
3 (والبة أبو أسامة الأسدي))
والبة بن الحباب أبو أسامة الأسدي هو أستاذ أبي نواس وكان ظريفا غزلا وصافا للخمر والغلمان المرد وشعره في غير ذلك مقارب وهاجى بشارا وأبا العتاهة فلم يصنع شيئا وفضحاه قال المهدي لعمارة بن حمزة من أرق الناس شعرا قال والبة بن الجباب الذي يقول
* ولها ولا ذنب لها
* حب كأطراف الرماح
*
* في القلب يقدح والحشا
* فالقلب مجروح النواحي
* فقال صدقت والله قال فما يمنعك من منادمته يا أمير المؤمنين قال قوله
* قلت لساقينا على خلوة
* أدن كذا رأسك من رأسي
*
* ونم على وجهه لي ساعة
* إني امرؤ أنكمح جلاسي
* أفتريد أن أكون من جلاسه على هذا الشريطة قال الدعلجي غلام أبي نواس أنشدت يوما بين يدي أبي نواس قصيدته ياشفيق النفس من حكم وكان قد سكر فقال ألا أخبرك بشيء على أن تكتمه قلت نعم قال أتدري من المعني بيا شفيق النفس من حكم قلت لا قال أنا والله المعني بذلك والشعر لوالبة بن الحباب قاله وما علم بهذا غيرك وحكي عن والبة أنه كشف يوما عن عجز أبي نواس وهو أمرد حسن الوجه مليح الجسم فلما رأى والبة حمرة أليتيه وبياضهما قبلهما فضرط أبو نواس فقال له والبة لم فعلت هذا وبلك قال كراهية أن يضيع قول القائل ما جزاء من قبل الاست قال ضرطة وعن أبي سلهب الشاعر قال كان والبة صديقي وكان ماجنا خبيث الدين فشربت أنا وهو يوما بغمى فانتبه من سكرة

249
وقال لي اسمع ثم أنشدني
* شربت وفاتك مثلي جموح
* بغمى بالكؤوس وبالبواطي
*
* يعاطيني الزجاجة أريحي
* رخيم الدل بورك من معاط
*
* أقول له على طرب ألطني
* ولو بمؤاجر علج نباطي
*
* فما خير الشراب بغير فسق
* يتابع بالزناء وباللواط
*
* جعلت الحج في غمى وبنى
* وفي قطربل أبدا رباطي)
* (فقل للخمس آخر ملتقانا
* إذا ما كان ذاك على الصراط
* يعني بالخمس الصلوات وتوفي والبة في حدود المائتين
الواني المصري علي بن عمر ابن الواني أمين الدين محمد بن إبراهيم
ووالده جمال الدين إبراهيم بن محمد وولده أمين الدين شرف الدين عبد الله
((واهب))
3 (المعافري المصري))
واهب بن عبد الله المعافري الكعبي المصري خرج له البخاري في كتاب الأدب وكان معمرا وتوفي سنة سبع وثلاثين ومائة
الوأواء الدمشقي الشاعر اسمه محمد بن أحمد الوأواء الحلبي اسمه عبد القاهر بن عبد الله
((وائل))
3 (الحضرمي الصحابي))
وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل أبو هنيدة الحضرمي كان قيلا من أقيال حضر موت وكان أبوه من ملوكهم وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأسلم ويقال إنه بشر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه قبل قدومه وقال يأتيكم وائل بن حجر من أرض بعيدة من حضر موت طائعا راغبا في الله عز وجل وفي رسوله وهو بقية أبناء الملوك فلما دخل عليه رحب به وأدناه من نفسه وقرب مجلسه وبسط له رداءه فأجلسه عليه مع نفسه على مقعده وقال اللهم بارك في وائل وولده وولد ولده واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الأقيال من حضر موت وكتب معه ثلاثة كتب إلى المهاجر بن أبي أمية وكتاب إلى الأقيال والعباهلة وأقطعه أرضا وأرسل معه معاوية بن أبي سفيان فخرج معه معاوية ووائل بن حجر

250
على ناقته راكبا فشكا إليه معاوية حر المضاء فقال له أنتعل حر الرمضاء فقال له انتعل ظل الناقة فقال له معاوية وما يغني ذلك عني لو جعلتني ردفا فقال له وائل اسكت فلست من أردف الملوك ثم عاش وائل حتى ولي معاوية فدخل عليه فعرفه وأذكره بذلك)
ورحب به وأجازه لوفوده عليه فأبى من قبول جائزته وحبائه وأراد أن يرزقه فأبى وقال يأخذه من هو أولى مني فإني في غنى عنه وكان وائل زاجرا حسن الزجر خرج يوما من عند زياد بالكوفة وأميرها المغيرة بن شعبة فرأى غرابا ينعق فرجع إلى زياد وقال يا أبا المغيرة هذا غراب يرحلك من ههنا إلى خير فقدم رسول معاوية إلى زياد من يومه أن سر إلى البصرة واليا روى وائل عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث روى عنه كليب بن شهاب و إبناه علقمة وعبد الجبار ابنا وائل ولم يسمع عبد الجبار من أبيه فيما يقولون بينهما علقمة بن وائل وتوفي وائل في حدود الخمسين من الهجرة
الوائلي الحافظ عبيد الله بن سعيد
((وبرة))
3 (وبرة الصحابي))
وبرة بن مسهر الحنفي ويقال ووبر له صحبة وكان أرسله مسيلمة الكذاب في جماعة منهم ابن النواحة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم من بينهم
3 (الصحابي))
وبرة بن يحنس ويقال ابن محصن الخزاعي له صحبة وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى داذويه وفيروز الديلمي وحشيش الديلمي باليمن ليقتلوا الأسود الكذاب العنسي الذي ادعى النبوة قال ابن عباس قاتل النبي صلى الله عليه وسلم الأسود ومسيلمة وطليحة بالرسل ولم يشغله ما كان فيه من الوجع عن القيام بأمر الله والذب عن دينه يعني كان تلك الحكاية في مرضه الذي مات فيه صلى الله عليه وسلم
ابن الوتار الواعظ عثمان بن منصور الوتار محمد بن أبي بكر بن سيف
((وثاب))
3 (صاحب مصياف))
وثاب بن محمود بن نصر بن صالح بن مرداس أبو الدوام أحد أمراء بني كلاب كان صاحب حصن مصياف ورأيته بخط الحافظ اليغموري مصياف بالثاء المثلثة والظاهر أنه بالفاء فلما مات وثاب المذكور سنة خمس متسعين وأربعمائة

251
بمصياف فصده المزين فاسودت يده ومات وخلفه ولده ناصر الدين سابق باعها لمعز الدين أبي العساكر سلطان بن منقذ في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة وتسلمه منه وجعل فيه الحاجب سنقر فقتله الباطنية في الحصن وملكوه سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وكان الأمير وثاب داهية من دواهي العرب
الوثابي إسماعيل بن محمد وولده الأكرم محمود بن إسماعيل
((وثيمة))
3 (الوشاء صاحب كتاب الردة))
وثيمة بن موسى بن الفرات الفارسي نزيل مصر صنف كتاب الردة وجوده وكان تاجرا له معرفة بالأخبار وأيام الناس توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين أصله من فسا ونشأ بالبصرة وقدم مصر وتوجه إلى الأندلس ثم عاد إلى مصر وبها مات
وجه الدويبة هبة الله بن حامد وجه السبع الأمير مظفر الدين سنقر
((وجيه))
3 (أبو المقدام التنوخي))
وجيه بن عبد الله بن نصر أبو المقدام التنوخي شاعر فصيح لما فعلت الفرنج ما فعلت دخلها وهو يبكي وقال
* هذه بلدة قضى الله يا صا
* ح عليها كما ترى بالخراب
*
* فقف العيس وقفة وابك من كا
* ن بها من شيوخها والشباب
*
* واعتبر إن دخلت يوما إليها
* فهي كانت منازل الأحباب
* توفي رحمه الله بدمشق وقد جاوز السبعين سنة ثلاث وخمسمائة
((الألقاب))
الوجيه الشافعي أحمد بن عمر الوجيه ابن الدهان المبارك بن المبارك الوجيه الذروي الشاعر علي بن يحيى الوجيه الصغير النحوي إبراهيم بن مسعود الوجيه الكبير اسمه المبارك

252
الوحاظي يحيى بن صالح
((وحواح))
3 (الأنصاري))
وحواح بن الأسلت واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل الأنصاري أخو أبي قيس بن الأسلت الشاعر لم يسلم أبو قيس شهد الوحواح الخندق وما بعدها من المشاهد وله يقول أبو قيس أخوه حين خرج إلى مكة مع أبي عامر
* أرى وحوحا ولى علي بأمره
* كأني امرؤ من حضرموت غريب
*
* كأني إذا ولى ولا يدسنا
* وأنت حبيب في الفؤاد قريب
*
* وإن بنى العلات قوم وإنني
* أخوك فلا يكذبن عنك كذوب
*
* أخوك إذا نابتك يوما عظيمة
* تحملها والنائبات تنوب
* وذكروا أن أبا قيس أقبل يريد النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عبد الله بن أبي حنيف والله بني الخزرج فقال لا جرم والله لا أسلم العام فمات في الحول
((وحشي))
3 (الحبشي الصحابي))
وحشي بن حرب الحبشي من سودان مكة مولى جبير بن مطعم في قول ابن إسحاق يكنى أبا دسمة وهو الذي قتل حمزة بن عبد المطلب يوم أحد وكان كافرا اختفى له خلف حجر ثم رماه بحربة كانت معه يرمي بها رمي الحبشة ثم أسلم وحشي بعد الفتح الطائف شهد اليمامة ورمى مسيلمة بحربته التي قتل بها حمزة وزعم أنه أصابه وقتله وقال قتلت بحريتي هذه خير الناس وشر الناس وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غيب وجهك عني يا وحشي لا أراك ذكرت هنا قول البحتري
* ولا عجب للأسد إن ظفرت بها
* كلاب الأعادي من فصيح وأعجم
*
* فحربة وحشي سقت حمزة الردي
* وموت علي من حسام ابن ملجم
* وسكن وحش حمص ومات في الخمر غلبت عليه وتوفي وحشي في حدود الخمسين للهجرة
((الوحش))
3 (أبو حليقة الطبيب))
أبو الوحش بن الفارس أبي الخير بن أبي سليمان داود بن أبي المنى الحكيم الرشيد أبو حليقة النصراني سمى أبا حليقة لحلقة كانت في أذنه أوحد زمانه في الطب وله
شعر وكان له حظ من الأدب ولد بجعبر سنة إحدى وتسعين وخمسمائة وتوفي سنة سبعين وستمائة خرج من جعبر إلى الرهاء وربى بها وخدم الكامل

253
وكان نصف العزيزية له وخدم الملك الصالح وخدم الترك إلى دولة الظاهر بيبرس وقرأ الطب على عمه أبي سعيد بدمشق وعلى مهذب الدين الدخوار وله نوادر في أعمال الطب كان قد أحكم معرفة نبض الكامل حتى أنه أخرج يده يوما إليه من خلف ستارة من الدور المرضي فقال هذا نبض مولانا السلطان وهو بحمد الله صحيح فعجب منه ولما طال عليه عمل الدرياق الفاروق لتعذر ادويته عمل درياقا مختصرا توجد أدويته في كل مكان وقصد بذلك التقرب إلى الله تعالى وكان يخلص المفلوجين لوقته وينشىء في العصب زيادة في الحرارة الغريزية ويقويه ويذيب البلغم في وقته ويسكن القولنج في وقته وحصل للسلطان نزلة في أسنانه ففصد لذلك وداواه الأسعد لاشتغال الرشيد بعمل الدرياق فلم ينجع وزاد الألم فصلب الرشيد وتضور فقال تسوك من الدرياق الذي عملته في البرنية الفضة وترى العجب فلما وصل إلى الباب خرجت ورقة السلطان فيها يا حكيم استعملت ما قلت وزال جميع ما بي لوقته وبعث له خلعا وذهبا ومر على أبواب القاهرة بمفلوج ملقى على جنبه فأعطاه من درياقه شربة وطلع إلى القلعة وعاد فقام المفلوج يعدو في ركابه ويدعو له فقال له اقعد فقال يا مولانا شبعت قعودا وألف للملك الصالح صلصا يأكل به اليخنى واقترح عليه أن يكون مقويا للمعدة منبها للشهوة ملينا للطبع فركب من المقدونس جزءا ومن الريحان الترنجاني جزءا ومن قلوب الأترج المنقعة في الماء والملح ثم تغسل بالماء الحلو من كل واحد نصف جزء ويدق في جرن الفقاعي كل واحد بمفرده ويخلط ويعصر عليه ماء الليمون والملح ويعمل في أوان ويختم بالزيت فلما استعمله السلطان أثنى عليه ثناء كثيرا وسقى من درياقه من به حصاة ففتتها واراق الماء لساعته ومن نوادره أن امرأة من الريف أتت إليه ومعها ولد أصفر ناحل فأخذ يده ليعرف نبضه وقال لغلامه هات الفرجية فتغير نبض الصبي في يده فقال لها هذا الصبي عاشق في واحدة)
اسمها فرجية فقالت أمه إي والله يا مولاي وقد عجزت عما أعذله فتعجب الحاضرون منه وله كتاب المختار في ألف عقار وله مقالة في ضرورة الموت وأن الإنسان يحلله الحرارة التي في داخله وحرارة الهواء وقال متمثلا إحديهما قاتلي فكيف إن اجتمعا ومقاله في حفظ الصحة ومقالة في أن الملاذ الروحانية ألذ من الجسمانية وهو أبو مهذب الدين محمد المذكور في المحمدين ووالد علم الدين إبراهيم المذكور في الإباره ومن شعره في منظرة سيف الإسلام
* سمح الحبيب بوصله في ليلة
* غفل الرقيب ونام عن جنباتها
*
* في روضة لولا الزوال لشابهت
* جنات عدن في جميع صفاتها
*
* والطير تطرب في الغصون بصوته
* والراح تجلى في كؤوس سقاتها
*
* ومجالسي القمر المنير تنزهت
* فيه الحواس باسمها و كناتها
*

254
((الألقاب))
الوحيد البصري الشاعر شارح ديوان المتنبي اسمه سعد بن محمد ابن الوحيد الكاتب اسمه محمد بن شريف وحيش اسمه سبع بن خلف الوحشي الحافظ الحسن بن علي
3 (الصحابي))
ودقة بن إياس بن عمرو الأنصاري شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل يوم اليمامة شهيدا
3 (الصحابي))
وديعة بن عمر بن جراد بن يربوع الجهني الأنصاري حليف لبني سواد بن مالك بن غنم بن النجار شهد بدرا وأحدا
((الألقاب))
ابن وداع عبد الله بن محمد الوداعي علاء الدين علي بن مظفر الأديب صاحب التذكرة
ابن وداعة الصاحب عز الدين الحلبي اسمه عبد العزيز بن منصور)
ابن ودعان اسمه محمد بن علي ابن وداعة الأمير مجد الدين اسمه محمد بن الحسين
((وراد))
3 (كاتب المغيرة بن شعبة))
وراد كاتب المغيرة بن شعبة ومولاه روى عنه وعن معاوية وهو قليل الحديث توفي في حدود التسعين للهجرة وروى له الجماعة
الوراق جماعة منهم محمود الوراق والوراق الكرماني اسمه محمد بن عبد الله والوراق النحوي أبو الحسن اسمه محمد بن عبد الله والسراج الوراق عمر بن محمد

255
ابن الوراق النحوي اسمه محمد بن هبة الله
((ورد))
3 (الصحابي))
ورد بن خالد بن كان على ميمنة النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة
3 (الصحابي))
الورد بن خالد السلمي البجلي من بني مالك ذكره أبو عبيد في الصحابة
((وردان))
3 (الصحابي))
وردان بن مخرم بن مخرمة العنبري التميمي قال الطبري له ولأخيه حيدة بن مخرم صحبة وفدا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلما ودعا لهما
3 (مولى عمرو بن العاص))
وردان مولى عمرو بن العاص أبو عبيد الرومي من أرمينة وقيل من الشام وقيل من طرابلس الغرب شهد فتح مصر واحتاط بها وحضر صفين مع عمرو وولاه على خراج مصر وكان فهما داهية وبعثه للمرابطة بإسكندرية وروى عنه مالك بن زيد الناشري وعلي بن رباح وخرج وردان في رباطه إلى راهب خارج الحصن كان يقف به فيحادثه فقال له يوما إني أراك مقتولا في ثلاث فانصرف وردان حتى وقف على مجلس الصدف فأخبرهم بخبره ونزلت الروم البرلس فاستنفر أهل الإسكندرية وخرج وردان فقتل هنالك سنة ثلاث وخمسين للهجرة
((الألقاب))
ابن الوردي القاضي زين الدين عمر بن مظفر تقدم ذكره في حرف العين في مكانه
وآخر جمال الدين يوسف بن مظفر بن عمر ابن الورد الشاعر عبد الله بن أحمد ابن ورد المغربي أحمد بن محمد بن عمر ورش المقرئ اسمه عثمان بن سعيد تقدم ذكره في حرف العين في مكانه
((ورقاء))
3 (ورقاء اليشكري الخراساني))
ورقاء بن عمرو بن كليب اليشكري الخراساني الإمام

256
الثبت توفي في حدود السبعين والمائة وروى له الجماعة
3 (لسان الحمرة))
ورقاء بن الأشعر المعروف بلسان الحمرة وأبو كلاب كان ناسبا فصيحا وكان أشد الناس تيها ذكره أبو منصور الأزهري قال روى شهم عن ابن الكلبي أن عوانة حدثه أن المغيرة سأل عن لسان الحمرة عن النساء فقال النساء أربع فربيع مربع وجميع مجمع وشيطان سمعمع وروي سمع وغل لا يخلع فقال الربيع المربع الشابة الجميلة التي إذا نظرت إليها سرتك وإذا أقسمت عليها برتك وأما الجميع التي تجمع فالمرأة تزوجها ولك نشب ولها فتجمع ذلك وأما الشيطان السمعمع فهي الكالحة في وجهك إذا دخلت والمولولة في أثرك إذا خرجت وقال بعضهم امرأة سمعمعة كان غول والشيطان الخبيث يقال له سمعمع قال وأما الغل الذي لا يخلع فبنت عمك القصيرة الفوهاء الذميمة الشوماء التي قد نثرت لك ذات بطنها فإن طلقتها ضاع ولدك وإن أمسكتها أمسكتها على مثل جذع أنفك
((ورقة))
3 (ورقة بن نوفل))
ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي أمه هند بنت أبي كثير بن عبد العزى هو أحد من اعتزل عبادة الأوثان وطلب الدين وقرأ الكتب وامتنع من أكل ذبائح الأوثان قد مر ذكره في ترجمة النبي صلى الله عليه وسلم لما توجهت إليه خديجة رضي الله عنها بالنبي صلى الله عليه وسلم قال عروة كان بلال لجارية من بني جمح بن عمرو وكانوا يعذبونه برمضاء مكة يلصقون ظهره بالرمضاء ليشرك بالله فيقول أحد أحد فيمر عليه ورقة بن وفل وهو على ذلك فيقول أحد أحد يا بلال والله لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا كأنه يقول لأتمسحن به وقال ورقة في ذلك
* لقد نصحت لأقوام وقلت لهم
* أنا النذير فلا يغرركم أحد
*
* لا تعبدن إلها غير خالقكم
* فإن دعوكم فقولوا بيننا جدد
*
* سبحان ذي العرش سبحان يعود له
* وقبل قد سبحته الجود الجمد
*
* مسخر كل ما تحت السماء له
* لا ينبغي أن يناوي ملكه أحد
*
* لا شيء مما نرى إلا بشاشته
* يبقى الإله ويودي المال والولد
*
* لم تغن عن هرمز يوما خزائنه
* والخلد قد حاولت عاد فما خلدو
*
* ولا سليمان إذ دان الشعوب له
* والجن والإنس تجري بينها البرد
*

257
عن هشام بن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأخي ورقة بن نوفل أو لابن أخيه أشعرت أني قد رأيت لورقة جنة أو جنتين يشك هشام وعن عروة بن الزبير قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ورقة بن نوفل كما بلغنا قال لقد رأيته في المنام كأن عليه ثيابا بيضا وقد أظن أن لو كان من أهل النار لم أر عليه البياض
((الألقاب))
بنو ورقاء جماعة منهم جعفر بن محمد بن ورقاء ومنهم الحسين بن عبد الله الوركاني محمد بن الحسن)
وولده الحسن بن محمد بن الحسن وولده الآخر الحسين بن محمد بن الحسن والوركاني محمد بن جعفر الورك الحكيم موفق الدين عبد الله بن عمر ابن وركشين أحمد بن أحمد
((وريزة))
3 (الإخباري))
وريزة بن محمد أبو هاشم الغساني الشامي الحمصي الإخباري توفي سنة إحدى وثلاثين ومائتين
((الألقاب))
ابن الوزان يحيى بن علي الوزان النحوي إبراهيم بن عثمان الوزير المغربي الحسين بن علي ابن وزير الشاعر اسمه مكارم الوشاء النحوي اسمه محمد بن أحمد الوشاء أبو بكر البغدادي أحمد بن محمد الوشاء الكوفي علي بن محمد

258
الوشاء الجرفي موسى بن سهل الوشاء البغدادي أحمد بن عيسى ابن وشاح التميمي اسمه بكير بن وشاح
((وشاح))
3 (أبو طاهر المقرئ الضرير))
وشاح بن جواد بن أحمد بن الحسن بن جواد أبو طاهر الضرير المقرئ من أهل قرية دازريجان وهي بين المدائن وبغداد سكن بغداد إلى أن توفي سنة ثمانين وخمسمائة قرأ القرآن على المشايخ وسمع من أبي طالب بن يوسف وغيره وحدث باليسير روى عنه ابن الأخضر وكان شيخا صالحا جيد التلاوة يصلي إماما بالوزير علي بن طراد الزينبي
((وصيف))
3 (الأمير التركي))
وصيف التركي الأمير غلام الإمام المتوكل كان من كبار الأمراء القواد استولى على المعتز واحتجر واصطفى لنفسه الأموال والذخائر فشغبت عليه الفراغنة والأشروسنية
وطالبوه بالأرزاق فقال مالكم عندنا إلا التراب فوثبوا عليه وقتلوه بالدبابيس وقطعوا رأسه ونصبوه على رمح في سنة ثلاث وخمسين ومائتين وكان وصيف هو وبغا الشرابي وقد تقدم ذكره في حرف الباء في موضعه قد حجرا على المستعين حتى قال الشاعر
* خليفة في قفص
* بين وصيف وبغا
*
* يقول ما قالا له
* كما تقول الببغا
* وكان في الأصل مملوكا لشيخ من أهل قم اشتراه لما سبى من الديلم وأحسن تربيته وأسلمه مع ابنه في المكتب وكان إذا وقع في يده شيء تركه عند بقال في المحلة ثم إنه بعد بلوغه تعلق بالعمل بالسلاح ثم توجه مع بعض الجند إلى خراسان بعدما أخذ ماله من عند البقال ثم تقلبت به الأحوال إلى أن اتصل بالمتوكل ولما تولى وصيف على قم طلب الشيخ أستاذه واعترف له بالرق فأنكر ذلك فقال له أنا مملوكك فلان ودفع إليه ثلاث بدر وقماشا ودواب وطيبا بمثل ذلك وأمر لابن الشيخ بعشرة آلاف درهم وبعث إلى زوجة الشيخ وبناته مالا كثيرا ودفع إلى البقال خمسمائة دينار وقال يا أهل قم ما على وجه الأرض أحد أوجب حقا علي منكم إلا أني أخالفكم في التشيع
الوصي الزيدي الشريف محمد بن أبي إسماعيل

259
((وضاح))
3 (وضاح الحافظ أبو عوانة))
وضاح بن عبد الله أبو عوانة البزاز الواسطي الحافظ مولى يزيد بن عطاء اليشكري قال أحمد بن حنبل صحيح الكتاب وإذا حدث من حفظه ربما يهم توفي في سنة ست وسبعين ومائة وروى له الجماعة
3 (الشروي))
وضاح الشروي مولى أمير المؤمنين المنصور له قصر ببغداد معروف به حكى عن مولاه وروى عنه ولده الفضل
((الألقاب))
وضاح البمن اسمه عبد الرحمن بن إسماعيل ابن وضاح الحافظ المغربي اسمه محمد بن وضاح ابن الوضاح الأنباري محمد بن الحسين الوطواط الكتبي اسمه محمد بن إبراهيم الوعلاني المصري إبراهيم بن نشيط
((وفاء))
3 (وفاء ابن البهي الخباز))
وفاء بن أسعد بن النفيس بن البهي التركي أبو الفضل الخباز البغدادي كان شيخا صالحا من أولاد الأتراك سمع علي بن أحمد بن بيان وعبد الرحمن بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف وأبا الخطاب بن محفوظ بن أحمد الكلوذاني وعبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن القشيري وغيرهم وحدث بالكثير وروى عنه ابن الأخضر وغيره وكان نظيفا مليح الخلق والخلق قشر تفاحة بظفره فدخل تحت ظفره من قشرها ولم يخرج واشتد به الألم ثم ورمت كفه وقاحت ثم ورمت يده وسقط ظفره وبقي بذلك أربعة أشهر ومات سنة ثمان وسبعين وخمسمائة
3 (الحضرمي المصري))
وفاء بن شريح الحضرمي مصري روى عن المستورد بن شداد ورويفع بن ثابت وسهل بن سعد وتوفي في حدود التسعين للهجرة وروى له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة

260
((وقاص))
3 (وقاص الصحابي))
وقاص بن مجزر المدلجي ذكره غير واحد أنه قتل في غزوة ذي قرد مه محرز بن نضلة قاله ابن هشام وفي قول ابن إسحاق لم يقتل من المسلمين غير محرز بن نضلة
أبو الوقت عبد الأول الوقشي هشام بن أحمد
((وكيع))
3 (وكيع الصحابي))
وكيع بن مالك عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني حنظلة مع مالك بن نويرة ذكره سيف في الفتوح
3 (الإمام أبو سفيان))
وكيع بن الجراح بن مليح الإمام أبو سفيان الرؤاسي الأعور الكوفي أحد الأعلام ورؤاس بطن من قيس عيلان ولد سنة تسع وعشرين ومائة وتوفي سنة سبع وتسعين ومائة
أصله من خراسان وكان أبوه ناظرا على بيت المال بالكوفة وأراد الرشيد يولي وكيعا القضاء فامتنع وورث من أمه مائة ألف درهم يصوم الدهر ويختم القرآن في كل ليلة قال ابن معين هو كالأوزاعي في زمانه وقال أحمد بن حنبل ما رأيت أحدا أوعى منه ولا أحفظ وكيع إمام المسلمين وقد روى غير واحد أنه كان يترخص في شرب النبيذ وقال الجهر بالبسملة بدعة سمعها أبو سعيد الأشج منه قال داود بن يحيى بن يمان رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم فقلت يا رسول الله من الأبدال قال الذين لا يضربون بأيديهم شيئا وإن وكيعا منهم حج وكيع ومات بفيد سنة ست وتسعين قاله أحمد والصحيح ما تقدم وترجمته في تاريخ الشيخ شمس الدين سبع ورقات وروى له الجماعة
ابن وكيع الحسن بن علي وكبع القاضي اسمه محمد بن خلف ابن الوكيل الشيخ صدر الدين محمد بن عمر

261
((ولاد))
3 (ولاد المصادري النحوي))
ولاد المصادري هو الوليد بن محمد التميمي النحوي توفي سنة ثلاث وستين ومائتين وكان نحويا مجودا روى كتبا لنحو واللغة وأصله من البصرة ونشأ بمصر ودخل العراق وسمع العلماء ولم يكن بمصر شيء من كتب النحو واللغة قبله وقيل إنه كان يأخذ النحو عن رجل من المدينة يعرف بالمهلبي تلميذ الخليل بن أحمد ولم يكن من الحذاق فسمع ولاد بالخليل فرحل إليه ولقيه بالبصرة وسمع منه ولازمه ورحل إلى مصر وجعل طريقه إلى المدينة فلقيه معلمه فلما تكلم معه ورأى تدقيقه للمعاني وتعليله النحو قال لقد نقيت بعدنا يا هذا الخردل قال ياقوت كذا ذكر وفاته ابن الجوزي في كتابه المنتظم فإن صح أن ولادا اجتمع بالخليل فوفاته باطلة لأن الخليل مات سنة سبعين ومائة وقيل سنة خمس وسبعين
ولاد النحوي أحمد بن محمد بن الوليد ابن ملاد النحوي اسمه أحمد بن ولاد
((ولادة))
3 (بنت المستكفي))
ولادة بنت محمد هو المستكفي بن عبد الرحمن كانت واحدة زمانها المشار إليها في أوانها حسنة المحاضرة مشكورة المذاكرة كتبت بالذهب على طرازها الأيمن
* أنا والله أصلح للمعالي
* وأمشي مشيتي وأتيه تيها
* وكتبت على طرازها الأيسر
* وأمكن عاشقي من صحن خدي
* وأعطي قبلة من يشتهيها
* وكانت مع ذلك مشهورة بالصيانة والعفاف
* وأمكن عاشقي من صحن خدي
* وأعطي قبلة من يشتهيها
* وكانت مع ذلك مشهورة بالصيانة والعفاف وفيها خلع ابن زيدون عذاره وله فيها القصائد والمقطعات منها القصيدة النونية المذكورة في ترجمة ابن زيدون وكان لها جارية سوداء بديعة الغناء ظهر لولادة من ابن زيدون ميل إلى السوداء فكتبت إليه
* لو كنت تنصف في الهوى ما بيننا
* لم تهو جاريتي ولم تتخير)
* (وتركت غصنا مثمرا بجماله
* وجنحت للغصن الذي لم يثمر
*
* ولقد علمت بأنني بدر السما
* لكن ولعت لشقوتي بالمشتري
* وكان مجلس ولادة بقرطبة منتدى لأحرار المصر وفناؤها ملعبا لجياد النظم والنثر يتهالك

262
أفراد الكتاب والشعراء على حلاوة عشرتها وسهولة حجابها مرت يوما بالوزير أبي عامر بن عبدوس وهو جالس أمام بركة تتولد من كثرة الأمطار ويسيل منها شيء من الأوساخ والأقذار فوقفت أمامه وقالت بيت أبي نواس في الخصيب والي مصر
* أنت الخصيب وهذه مصر
* فتدفقا فكلاكما بحر
* فتركته لا يحير جوابا ولا يهتدي صوابا وطال عمرها وعمر أبي عامر المذكور حتى أربيا على الثمانين ولم يدعا المواصلة ولا المراسلة وكانت أولا تهوى الوزير ابن زيدون ثم مالت عنه إلى الوزير أبي عامر ابن عبدوس وكان يلقب بالفأر وفي ذلك يقول ابن زيدون
* أكرم بولادة علقا لمعتلق
* لو فرقت بين بيطار وعطار
*
* قالوا أبو عامر أضحى يلم بها
* قلت الفراشة قد تدنو من النار
*
* أكل شهي أصبنا من أطايبه
* بعضا صفحنا عنه للفأر
* وفيها أيضا من قطعة
* قد علقنا سواك علقا نفيسا
* وصرفنا عنك النفوسا
*
* ولبسنا الجديد من خلع ألح
* ب ولم نأل أن خلعنا اللبيسا
*
* ليس منك الهوى ولا أنت منه
* أهبطي مصر أنت من قوم موسى
* أشار ابن زيدون إلى قول أبي نواس
* أتيت فؤادها أشكو إليه
* فلم أخلص إليه من الزحام
*
* فيا من ليس يكفيها خليل
* ولا ألفا خليل كل عام
*
* أظنك من بقية قوم موسى
* فهم لا يصبرون على طعام
* وكتب أبن زيدون إلى أبي عبد الله البطليوسي وقد بلغه اتصاله بولادة وهي طويلة جيدة
* أبا عبد الإله اسمع
* وخذ بمقالتي أو دع
*
* وأنقص بعدها أو زد
* وطر في إثرها أو قع
*
* ألم تعلم بأن الده
* ر يعطي بعد ما يمنع)
* (وكم ضر امرأ أمر
* توهم أنه ينفع
*
* فإن قصارك الدهلي
* ز حيث سواك في المضجع
* وكانت ولادة تلقب ابن زيدون بالمسدس وفيه تقول

263
* ولقبت المسدس وهو نعت
* تفارقك الحياة ولا يفارق
*
* فلوطي ومأبون وزان
* وديوث وقرنان وسارق
* وقالت فيه أيضا
* إن ابن زيدون له فقحة
* تعشق قضبان السراويل
*
* لو أبصرت أيرا على نخلة
* صارت من الطير الأبابيل
* وقالت ترميه بأنه مع فتاة على حاله
* ان ابن زيدون على جهله
* يعتبني ظلما ولا ذنب لي
*
* يلطخني شزرا إذا جئته
* كأنني جئت لأخصي علي
* وقالت تهجو الأصبحي
* يا اصبحي اهنأ فكم نعمة
* جاءتك من ذي العرش رب المنن
*
* قد نلت باست ابنك مالم ينل
* بفرج بوران أبوها الحسن
*
3 (ولادة بنت العباس))
ولادة بنت العباس جزء بن الحارث بن زهير العبسي هي أم الوليد بن عبد الملك وأخيه سليمان بن عبد الملك
((الوليد))
3 (ابن بوقة الإصبهاني))
الوليد بن أبان الإصبهاني يعرف بابن بوقة قال حمزة في كتاب إصبهان له كتاب في التفسير قد جمع فيه أقاويل علماء التفسير يقع في عشرة آلاف ورقة وأصحاب الحديث معترفون بأن أحدا لم يصنف في التفسير كتابا أجمع منه قال الشيخ شمس الدين أبو بونة أبو العباس الحافظ كثير الترحال صنف التفسير والمسند توفي سنة عشر وثلاثمائة
3 (الكرابيسي المتكلم))
الوليد بن أبان المتكلم الكرابيسي أخذ الكلام عنه حسين الكرابيسي توفي في حدود الثلاثين والمائتين
3 (الزوزني الواعظ))
الوليد بن أحمد بن الوليد أبو العباس الزوزني الواعظ العارف كان من علماء الحقائق وعباد الصوفية توفي سنة ست وسبعين وثلاثمائة

264
3 (ابن صبرة الغافقي))
وليد بن إسماعيل بن صبرة أبو مروان الغافقي من أهل روقة عمل سرقسطة بالثغر الشرقي قال ابن الأبار كان فارسا أديبا ذا نظم ونثر من شعره
* لعمر أبيك الخير إني لكاتب
* ولكن صدور الدارعين القراطس
*
* أخط بخطي وأشكل بالظبا
* فيقرأه الأمي والليل دامس
*
* لئن قالت الكتاب إني كاتب
* لقد قالت الفرسان إني فارس
* وقصد أبا القاسم بن قسي عند ثورته بغرب الأندلس فمر في طريقه بقوم أنكروه وسمع بعضهم يقول من هذا فقال بديها
* إني امرؤ غافقي ليس لي حسب
* إلا أقب وعسال وقصال
*
* من آل صبرة قدما قد سمعت بهم
* سحب إذا وهبوا أسد إذا صالوا
* وقال ما يكتب على قوس
* تألفت من عظم وعود كأنني
* هلال وعند النزع بدر تمام
*
* فبي تدرك الأرواح يوم كريهة
* إذا بعدت عن ذابل وحسام)
* (وإن رد عن روح حساما وذابلا
* دلاص فما تستطيع رد سهامي
*
* كأن سهامي لحظ عفراء في الوغى
* وكل كمي عروة حزام
* وقال
* لقد شقيت نفس ابن صبرة في الهدى
* فتبا لها بعد اليقين ارتيابها
*
* إذا كانت الأديان أفراس حلبة
* فإن منيلات السباق عرابها
* قال ابن الآبار وله رد على أبي عامر بن غرسية وهو رسالة أثبتها في كتاب إيماض البرق
3 (الغمري))
الوليد بن بكر بن مخلد بن أبي دثار أبو العباس الغمري الأندلسي السرقسطي رحل من الأندلس إلى مصر والشام والعراق وخراسان وسمع وروى وتوفي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة ومن شعره
* لأي بلائك لا تدكر
* وماذا يضرك لو تعتبر
*

265
* فبان الشباب وحل المشيب
* وحان الرحيل فما تنتظر
*
3 (المرهبي الهمذاني))
الوليد بن أبي ثور المرهبي الهمذاني قال ابن حبان منكر الحديث جدا وقال النسائي توفي سنة اثنتين وسبعين ومائة وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجة
3 (البحتري))
الوليد بن جابر بن ظالم البحتري وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتابا فهو عندهم
3 (أبو حزابة))
الوليد بن حنيفة أبو حزابة أحد بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم كان شاعرا من شعراء الدولة الأموية القدماء بدويا حضريا سكن البصرة وضرب عليه البعث إلى سجستان وكان بها مدة وعاد إلى البصرة وخرج مع ابن الأشعث قال صاحب الأغاني أظنه قتل معه وكان شاعرا راجزا فصيحا خبيث اللسان هجاء كان أبو حزابة قد مدح طلحة الطلحات فأبطأت عليه الجائزة ورأى ما يعطيه الناس فأنشده)
* وأدليت دلوي في دلاء كثيرة
* فجئن ملاء غير دلوي كماهيا
*
* وأهلكني أن لا تزال رغيبة
* تقصر دوني أو تحل ورائيا
*
* أراني إذا استمطرت منك سحابة
* لتمطرني عادت عجابا وسافيا
* فرماه طلحة بحقة فيها درة فأصابت صدره ووقعت في حجره وقيل أعطاه أربعة أحجار وقال لا تخدع عنها فباعها بأربعين ألفا ومات طلحة بسجستان وولي بعده رجل من بني عبد شمس يقال له عبد الله بن علي وكان شحيحا ثم وليها عبد العزيز بن عبد الله بن عامر بن كريز فجاء أبو حزابة إلى البصرة وحضر المربد وأنشد مرثية في طلحة وذما لعبد الله بن علي وهي
* هيهات هيهات الجناب الأخضر
* والنائل الغمر الذي لا ينزر
*
* واراه عنا الجدث المغور
* قد علم القوم غداة استعبروا
*
* إن لم يروا مثلك حتى ينشروا
* إنا أتانا أجرد محمر
*
* لذكره سريرنا والمنبر
* والمنزل المختصر المطهر
*

266
* بنية نيرانها لا تسجر
* وخلف يا طلح منك أعور
*
* أقل من شبرين حين يشبر
* مثل أبي القعواء لا بل أصغر
* وكان أبو القعواء صاحب لطلحة وكان قصيرا فقال له عون بن عبد الرحمن بن سلامة وسلامة أمه أتشاهد الناس تشتم رجال قريش فقال إني لم أعم إنما سميت رجلا واحدا وأغلظ له عون حتى انصرف ثم إن عونا أمر ابن أخ له فدعا أبا حزابة وأطعمه وسقاه وخلط له في الشراب شيئا أسهله فقام أبو حزابة وقد أخذه بطنه فسلح على بابهم وفي طريقه حتى بلغ أهله ومرض شهرا ثم عوفي فركب فرسا له وأتى المربد فإذا عون بن سلامة واقف فصاح به فقال أبو حزابة
* يا عون قف فاستمع الملامه
* لا سلم الله على سلامه
*
* زنجية تحسبها نعامه
* شكاء صار جسمها ذمامه
*
* ذات حر كريشتي حمامه
* بينهما كرأس الهامة
*
* اعلمها دعاكم العلامة
* لو أن تحت بظرها صمامه
* لوقعت قدما بها أمامه)
فصار الناس يصيحون أعلمها وعالم العلامة ولما خرج أبو الأشعث كان معه أبو حزابة فمر في طريقه بدستبى وبها مستزاد الصناجة وكانت لا تبيت إلا بمائة درهم فرهن أبو حزابة سرجه وبات بها فلما أصبح وقف لعبد الرحمن بن الأشعث ثم صاح به
* أمن عصاك نالني بالفج
* كأنني مطالب بخرج
*
* ومستزاد رهنت بالسرج
* في فتنة الناس وهذا الهرج
* فعرف ابن الأشعث القصة فضحك وأمر له بألف درهم فلما بلغ الحجاج ذلك قال يجاهر في عسكره بالفجور فيضحك ولا ينكر ظفرت به إن شاء الله تعالى
3 (الحافظ السكوني))
الوليد بن شجاع بن الوليد السكوني الكوفي الحافظ روى عنه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وتوفي في حدود الخمسين والمائتين
3 (الشاري))
الوليد بن طريف الشيباني الشاري أحد الأبطال الشجعان الطغاة كان رأس الخوارج وكان مقيما بنصيبين والخابور وتلك النواحي خرج في أيام هارون

267
الرشيد وبغى وحشد جموعا كثيرة فنهض إليهم عامل ديار ربيعة فقتلوه وحضروا عبد الملك بن صالح الهاشمي بالرقة فاستشار الرشيد ليحيى بن خالد البرمكي في من يوجه إليه فقال له وجه إليه موسى بن خازم التميمي فإن فرعون اسمه الوليد وموسى غرقه فوجهه في جيش كثيف فلاقاه الوليد فهزم أصحابه وقتله فوجه إليه معمر بن عيسى العبدي فكانت بينهم وقائع بدارا وزاد ظهور الوليد فأرسل إليه الرشيد جيشا كثيفا مقدمه أبو خالد يزيد بن مزيد بن زائدة الشيباني وسوف يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في مكانه من حرف الياء فجعل يحتاله ويماكره وكانت البرامكة منحرفة عن يزيد فأغروا به الرشيد وقالوا إنه يراعيه من جهة الرحم وإلا فشوكة الوليد يسيرة وهو يواعده وينتظر ما يكون من أمره فوجه إليه الرشيد كتاب مغضب وقال لو وجهت بأحد الخدم لقام بأكثر مما تقوم به ولكنك مداهن متعصب وأمير المؤمنين يقسم بالله تعالى لئن أخرت مناجزة الوليد ليبعثن إليك من يحمل رأسك إلى أمير المؤمنين فلقي الوليد فظهر عليه فقتله وذلك في سنة تسع وسبعين ومائة عشية خميس في شهر رمضان وهي واقعة مشهورة وكانت للوليد أخت تسمى الفارعة وقيل فاطمة تجيد الشعر وتسلك سبيل الخنساء)
في مراثيها لأخيها صخر فرثت أخاها الوليد بقصائد وكان الوليد ينشد يوم المصاف
* أنا الوليد بن طريف الشاري
* قسورة لا يصطلى بناري
* جوركم أخرجني من داري ولما انكسر جيش الوليد وانهزم تبعه يزيد بن مزيد بنفسه حتى لحقه على مسافة بعيدة فقتله وحز رأسه ولما علمت أخته لبست عدة حربها وحملت على جيش يزيد فقال يزيد دعوها ثم خرج فضرب بالرمح فرسه وقال اغربي غرب الله عليك فقد فضحت العشيرة فاستحيت وانصرفت وقالت ترثي أخاها الوليد
* ذكرت الوليد وأيامه
* إذ الأرض من شخصه بلقع
*
* فأقبلت أطلبه في السماء
* كما يبتغي أنفه الأجدع
*
* أضاعك قومك فليطلبوا
* إفادة مثل الذي ضيعوا
*
* لو أن السيوف التي حدها
* يصيبك تعلم ما تصنع
*
* نبت عنك إذ جعلت هيبة
* وخوفا لصولك لا تقطع
* وقالت فيه أيضا
* بتل نهاكي رسم قبر كأنه
* على جبل فوق الجبال منيف
*
* تضمن مجدا عدمليا وسؤددا
* وهمة مقدام ورأي حصيف
*

268
* فيا شجر الخابور مالك مورقا
* كأنك لم تحزن على ابن طريف
*
* فتى لا يحب المال إلا من التقى
* ولا الزاد إلا من قنا وسيوف
*
* ولا الذخر إلا كل جرداء صلدم
* معاودة للكر بين صفوف
*
* كأنك لم تشهد هناك ولم تقم
* مقاما على الأعداء غير خفيف
*
* ولم تستلم يوما لورد كريهة
* من السرد في خضراء ذات رفيف
*
* ولم تسع يوم الحرب والحرب لاقح
* وسمر القنا تنكزنها بأنوف
*
* حليف الندى ما عاش يرضى به الندى
* فإن مات لا يرضى الندى بحليف
*
* فقدناك فقدان الشباب وليتنا
* فديناك من دهمائنا بألوف
*
* وما زال حتى أزهق الموت نفسه
* شجى لعدو أولجا لضعيف
*
* ألا يا لقومي للحمام وللبلى
* وللأرض همت بعده برجيف)
* (ألا يا لقومي للنوائب والردى
* ودهر ملح بالكرام عنيف
*
* وللبدر من بين الكواكب إذ هوى
* وللشمس لما أزمععت بكسوف
*
* ولليث كل الليث إذ يحملونه
* إلى حفرة ملحودة وسقيف
*
* ألا قاتل الله الحشا حيث أضمرت
* فتى كان للمعروف غير عيوف
*
* فإن يك أرداه يزيد بن مزيد
* فرب زحوف لفها بزحوف
*
* عليه سلام الله وقفا فإنني
* أرى الموت وقاعا بكل شريف
*
3 (الصحابي))
الوليد بن عبادة بن الصامت ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عن أبيه فقط وتوفي في حدود التسعين للهجرة وروى له البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة
3 (المخزومي))
الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي قتل يوم اليمامة شهيدا تحت لواء ابن عمه خالد بن الوليد وكان قد أسلم يوم الفتح
3 (الدمشقي))
الوليد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمذاني الدمشقي أخو يزيد روى عن أبي إدريس الخولاني وقزعة بن يحيى وجماعة قال ابن خراش لا بأس به وكان مؤدبا سكن الكوفة وتوفي سنة خمس وعشرين ومائة وروى له الترمذي والنسائي

269
3 (العبدي الجارودي))
الوليد بن عبد الرحمن العبدي الجارودي توفي سنة اثنتين ومائتين وروى له البخاري
3 (أمير المؤمنين))
الوليد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف أبو العباس أمير المؤمنين الأموي كان يلقب النبطي للحنه أعاب عليه أبوه عبد الملك لحنه وقال كيف تعلو رؤوس الناس فدخل بيت وأخذ جماعة عنده يتعلم منهم العربية وطين عليه وعليهم الباب وقال لا أخرج حتى أقيم لساني إعرابا ثم إنه خرج بعد ستة أشهر أو أكثر فلما خطب زاد لحنه على ما كان فقال أبوه لقد أبلغت عذرا أمه ولادة بنت العباس وقد تقدم ذكرها في موضعه كان أبيض أفطس به أثر جدري بمقدم رأسه ولحيته وكان جميلا)
طويلا بويع له بدمشق يوم الخميس نصف شوال بعهد من أبيه سنة ست وثمانين وقيل لعشر خلون من شوال وتوفي يوم السبت لأربع عشرة ليلة خلت من جمادى الآخرة بدمشق وصلى عليه أخوه سليمان وله تسع وأربعون سنة وقيل صلى عليه ابنه عبد العزيز بدير مران من دمشق وحمل على أعناق الرجال ودفن بباب الصغير وكانت أيامه تسع سنين وسبعة أشهر ويوما وفي أيامه هلك الحجاج وكاتبه القعقاع بن خليد ويقال هو ابن جبلة ويقال إن الدواوين نقلت من الفارسية إلى العربية في أيامه نقلها سليمان بن سعد الخشيني وصالح بن عبد الرحمن مولى بني مرة وحاجبه سعد مولاه وخالد مولاه ونقش خاتمه يا وليد إنك ميت وقيا إنه كان ذميما وكان يتبختر في مشيته قال لولا أن الله تعالى ذكر آل لوط في القرآن ما ظننت أن أحدا يفعل هذا وكان يختن الأيتام ويرتب لهم المؤدبين ورتب للزمني والأضراء من يقودهم ويخدمهم لأنه أصابه رمد بعينيه فأقام مدة لا يبصر شيئا فقال إن أعادهما الله علي قمت بحقه فيهما فلما برئ رأى أن شكر هذه النعمة الإحسان إلى العميان فأمر أن لا يترك أعمى في بلاد الإسلام يسأل بل يرتب له ما يكفيه ولما حضرته الوفاة قال ما أبالي بفراق الحياة بعدما فتحت السند والأندلس وبنيت جامع دمشق وأغنيت العميان عن عيونهم ويكفيه بناؤه جامع دمشق ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزخرفتيهما ورزق الفقهاء و الفقراء فإن له في ذلك شرفا خالدا وذكرا باقيا وكان مطلاقا لا يصبر على المرأة إلا القليل ويطلقها فقيل له في ذلك فقال إنما النساء رياحين فإذا ذبلت باقة استأنفت أخرى يقال إنه تزوج ثلاثا وستين امرأة وحديثه مع وضاح

270
اليمن ومع زوجته أم البنين مذكور في ترجمة وضاح اليمن واسمه عبد الرحمن ولما مات أبوه عبد الملك بن مروان عبد الملك بن مروان تمثل هشام أو سليمان
* فما كان قبس هلكه واحد
* ولكنه بنيان قوم تهدما
* فقال الوليد اسكت فإنك تكلم بلسان الشيطان أفلا قلت كما قال أوس بن حجر
* إذا مقرم منا ذرا حد نابه
* تخمط فينلا ناب آخر مقرم
* وعيره خالد بن يزيد باللحن فقال أنا ألحن في قولي وأنت تلحن في فعلك وكان لأمير المؤمنين الوليد بن عبد الملك من الأولاد جماعة وهم العباس وعبد العزيز ومروان وعنبسة ومحمد وعائشة أمهم أم المؤمنين ويزيد وهو الناقص وإبراهيم وليا الخلافة وأمهما شاهفريد)
بنت يزدجرد وعمر وأمه نباتة الكندية وأبو عبيدة لأم ولد وعبد الرحمن ويحيى وتمام ومسرور وبشر وروح وجزى ومنصور ومبشر وعتبة وخالد وصدقة لأمهات أولاد شتى
3 (البحتري الشاعر))
الوليد بن عبيد بن يحيى بن عبيد بن شملال بن جابر بن سلمة بن مسهر بن الحارث بن الخيثم بن أبي الحارثة ينتهي إلى يعرب بن قحطان أبو عبادة الطائي البحتري ولد بمنبج وقيل بزردفنه بزاي مفتوحة وبعدها راء ساكنة ودال مهملة مفتوحة وفاء ساكنة وبعدها نون وهاء قرية من قرى منبج سنة ست وقيل سنة خمس ومائتين وقيل سنة مائتين وتوفي سنة أربع وثمانين وقيل خممس وثمانين وقيل ثلاث وثمانين ومائتين وتوفي وهو ابن ثمانين سنة أو أكثر نشأ البحتري وتخرج بمنبج وخرج إلى العراق ومدح جماعة من الخلفاء أولهم المتوكل وخلقا كثيرا من الأكابر ثم عاد إلى الشام قال صالح بن الأصبغ رأيت النحوي ها هنا عندنا قبل أن يخرج إلى العراق يجتاز بنا في الجامع من هذا الباب يمدح أصحاب البصل والباذنجان وينشدنا في ذهابه ومجيئه ثم كان أمره ما كان وكان البحتري يقول أول أمري في الشعر ونباهتي فيه أني صرت إلى أبي تمام وهو بحمص فعرضت عليه شعري وكان يجلس فلا يبقى شاعر إلا قصده وعرض عليه شعره فلما سمع شعري أقبل علي وترك سائر الناس فلما تفرقوا قال أنت أشعر من أنشدني فكيف حالك فشكوت خلة فكتب إلى أهل معرة النعمان وشهد لي بالحذق وشفع لي إليهم وقال امتدحهم فصرت إليهم فأكرموني بكتابه ووظفوا لي أربعة آلاف درهم فكانت أول ما

271
أصبته وقال أول ما رأيت أبا تمام أني دخلت إلى أبي سعيد محمد بن يوسف فامتدحته بقصيدتي التي أولها
* أأفاق صب في الهوى فأفيقا
* أم خان عهدا أم أطاع شفيقا
* فأنشدتها له فلما أتممتها سر بها وقال لي أحسن الله إليك يا فتى فقال له رجل في المجلس هذا أعزك الله شعري علقه هذا فسبقني إليه فتغير أبو سعيد وقال يا فتى قد كان في نسبك وقرابتك ما يكفيك أن تمت به إلينا ولا تحمل نفسك على هذا فقلت هذا شعري أعزك الله فقال الرجل سبحان الله يا فتى لا تقل هذا ثم ابتدأ فأنشد من القصيدة أبياتا فقال أبو سعيد نحن نبلغك ما تريد ولا تحمل نفسك على هذا فخرجت متحيرا لا أدري ما أقول ونويت أن أسأل عن الرجل من هو فما أبعدت حتى ردني أبو سعيد وقال
لي جنيت عليك فاحتمل)
أتدري من هذا قلت لا قال هذا ابن عمك حبيب بن أوس الطائي أبو تمام قم إليه فقمت إليه فعانقته ثم أقبل يقرظني ويصف شعري وقال إنما مزحت معك فلزمته بعد ذلك وعجبت من سرعة حفظه وقال الصولي إن ابا تمام راسل أم البحتري في التزوج بها فأجابته وقالت اجمع الناس للإملاك فقال الله أجل أن يذكر بيننا ولكن نتصافح ونتسافح وقيل للبحتري أيما أشعر أنت أم أبو تمام فقال جيده خير من جيدي ورديئي خير من رديئه قلت لعمري إن البحتري لصادق وقد أنصف وقيل لأبي العلاء المعري أي الثلاثة أشعر أبو تمام أم المتنبي أم البحتري فقال أبو تمام والمتنبي حكيمان والشاعر البحتري وفيه يقول ابن الرومي
* والفتى البحتري يسرق ما قا
* ل ابن أوس في المدح والتشبيب
*
* كل بيت له يجود معنا
* ه فمعناه لابن أوس حبيب
* وقال البحتري أنشدت أبا تمام من شعري فأنشد بيت أوس بن حجر
* إذا مقرم منا ذرا حد نابه
* تخمط فينا ناب آخر مقرم
* وقال نعيت إلي نفسي فقلت أعيذك بالله فقال إن عمري ليس يطول وقد نشأ لطيء مثلك أما علمت أن خالد بن صفوان المنقري رأى شبيب بن شبة وهو من رهطه يتكلم فقال يا بني نعى إلي نفسي إحسانك في كلامك لأنا أهل بيت ما نشأ فينا خطيب إلا مات من قبله قال فمات أبو تمام بعد سنة من هذا وقال أنشدت أبا تمام شعرا لي في بعض بني حميد وصلت به إلى ما خطر فقال لي أحسنت أنت أمير الشعراء بعدي فكان قوله هذا أحب إلي من جميع ما حويته وكان للبحتري غلام اسمه نسيم فباعه فاشتراه أبو

272
الفضل الحسن بن وهب الكاتب ثم إن البحتري ندم على بيعه وتتبعته نفسه وكان يعمل فيه الشعر وقيل إنه خدع في بيعه ولم يبعه باختياره فمن قوله فيه
* أنسيم هل للدهر وعد صادق
* فيما يؤمله المحب الصادق
*
* مالي فقدتك في المنام ولم تزل
* عون المشوق إذا جفاه الشائق
*
* أمنعت أنت من الزيارة مشفقا
* منهم فهل منع الخيال الطارق
*
* اليوم جاز بي الهوى مقداره
* في أهله وعلمت أني عاشق
*
* فليهنىء الحسن بن وهب أنه
* يلقى أحبته ونحن نفارق
*)
وله فيه أشعار كثيرة مشهورة ولذلك قلت وأنا في رمل مصر وقد زاد الحر ولم تهب نسمة هواء
* ويوم زاد فيه الحر حتى
* هلكت به من الكرب العظيم
*
* فلو أبصرتني وأنا فريد
* ومالي صاحب إلا حميمي
*
* كأني البحتري عنا ووجدا
* أسائل من أراه عن نسيم
* وقال صاحب الأغاني كان نسيم غلاما روميا ليس بحسن الوجه وكان البحتري قد جعله بابا من أبواب الحيل على الناس وكان يبيعه ويعمل أن يصيره إلى بعض أهل المروءة ومن بنفق عنده الأدب فإذا حصل في ملكه شبب به وتشوقه ومدح مولاه حتى يهبه له ولم يزل كذلك حتى مات نسيم اشترى مملوكا غيره وأقامه مقام نسيم والله أعلم وكان بحلب شخص يقال له محمد بن طاهر الهاشمي مات أبوه وخلف له مقدار مائة ألف دينار فأنفقها على الشعراء والزوار وفي سبيل الله تعالى فقصده البحتري من العراق فلما وصل إلى حلب قيل له إنه قعد في بيته من ديون ركبته فاغتم لذلك غما شديدا وبعث المدحة إليه مع بعض مواليه فلما وصلته ووقف عليها بكى ودعا بغلام له وقال له بع داري فقال تبيع دارك وتبقى على رؤوس الناس فقال لا بد من بيعها فأباعها بثلاثمائة دينار وأخذ صرة وأودعها مائة دينار وأنفذها إلى البحتري وكتب معها
* لو يكون الحباء حسب الذي أن
* ت لدينا به محل وأهل
*
* لحبيت اللجين والدر واليا
* قوت حبوا وكان يقل
*
* والأديب الأريب يسمح بالعذ
* ر إذا قصر الصديق المقل
* فلما وصلت الرقعة إلى البحتري رد الدنانير وكتب إليه
* بأبي أنت والله للبر أهل
* والمساعي بعد وسعيك قبل
*

273
* والنوال القليل يكثر إن شا
* ء مرجيك والكثير يقل
*
* غير أني رددت برك إذ كا
* ن ربا منك والربا لا يحل
*
* وإذا ما جزيت شعرا بشعر
* قضي الحق والدنانير فضل
* فلما عادت الدنانير حل الصرة وضم إليها خمسين دينارا أخرى وردها إليه وحلف أنه لا يعيدها فلما وصلت إلى البحتري قال)
* شكرتك إن الشكر للعبد نعمة
* ومن يشكر المعروف فالله زائده
*
* لكل زمان واحد يقتدى به
* وهذا زمان أنت لا شك واحده
* واجتاز البحتري مرة بالموصل أو برأس عين فمرض بها مرضا شديدا وكان الطبيب يختلف إليه ويداويه فوصف له يوما مزورة ولم يكن عنده من يخدمه سوى غلامه وكان بعض رؤساء البلد عنده قد جاء يعوده فقال الرئيس ليس هذا الغلام يحسن طبخها وعندي طباخ من نعته من صفته فترك الغلام عملها اعتمادا على ذلك الرئيس وقعد البحتري ينتظرها واشتغل الرئيس عنها ونسي أمرها فلما أبطأت عليه وفات وقت وصولها إليه ولم تجيء كتب البحتري إلى ذلك الرئيس
* وجدت وعدك زورا في مزورة
* حلفت مجتهدا إحسان طاهيها
*
* فلا شفى الله من يرجو الشفاء بها
* ولا علت كف ملق كفه فيها
*
* فاحبس رسولك عني أن تجيء بها
* فقد حبست رسولي عن تقاضيها
* حدث أبو العنبس الصيمري قال كنت عند المتوكل والبحتري ينشده
* عن أي ثغر تبتسم
* وبأي طرف تحتكم
* حتى بلغ إلى قوله
* قل للخليفة جعفر ال
* متوكل بن المعتصم
*
* والمجتدى ابن المجتدى
* والمنعم بن المنتقم
*
* أسلم لدين محمد
* فإذا سلمت فقد سلم
* قال وكان البحتري من أبغض الناس إنشادا يتشدق ويتزاور في مشيته مرة جانبا ومرة القهقرى ويهز رأسه ومنكبيه ويشير بكمه ويقف عند كل بيت ويقول أحسنت والله ثم يقبل على المستعين ويقول ما لكم لا تقولون لي أحسنت هذا والله ما لا يحسن أحد أن يقول مثله فضجر المتوكل وقال أما تسمع يا صيمري ما يقول فقلت بلى يا سيدي فمر بما أحببت فقال بحياتي اهجه على هذا الروي فقلت تأمر ابن حمدون أن يكتب ما أقول فدعا بدواة وقرطاس وحضرني على البديهة أن قلت

274
* أدخلت رأسك في الحرم
* وعلمت أنك تنهزم
*
* يا بحتري حذار ويح
* ك من قضا قضة ضغم)
* (فلقد أسلت بواديي
* ك من الهجا سيل العرم
*
* والله حلفة صادق
* وبقبر أحمد والحرم
*
* وبحق جعفر الإما
* م ابن الإمام المعتصم
*
* لأصيرنك شهرة
* بين المسيل إلى العلم
*
* فبأي عرض تعتصم
* وبهتكه جف القلم
*
* حي الطلول بذي سلم
* حيث الأراكة والخيم
*
* يا ابن الثقيلة والثقي
* ل على قلوب ذوي النعم
*
* وعلى الصغير مع الكبي
* ر مع الموالي والحشم
*
* في أي سلح ترتطم
* وبأي كف تلتقم
*
* إذ رحل أختك للعجم
* وفراش أمك للظلم
*
* وبنات دارك حانة
* في بيته يؤتى الحكم
* قال فخرج مغضبا وأنا أصيح به
* أدخلت رأسك في الحرم
* وعلمت أنك تنهزم
* والمتوكل يضحك ويصفق حتى غاب عنه وأمر لي بالصلة التي كانت أعدت له ولما قتل المتوكل قال أبو العنبس
* يا وحشة الدنيا على جعفر
* على الهمام الملك الأزهر
*
* على قتيل من بني هاشم
* بين سرير الملك والمنبر
*
* والله رب البيت والمشعر
* والله أن لو قتل البحتري
*
* لثار بالشام له ثائر
* في ألف نغل من بني عضجر
*
* يقدمهم كل أخي ذلة
* على حمار دابر أعور
* فشاعت حتى وصلت إلى البحتري فضحك وقال هذا الأحمق يرى أني أجيبه عن مثل هذا ولو عاش امرؤ القيس وقال هذا لم أجبه وقال البحتري قصيدة يرثي بها العلاء بن صاعد من جملتها
* ولم أر كالدنيا حليلة وامق
* محب متى تحسن لعينيه تطلق
*

275
* تراها عيانا وهي صنعة واحد
* وتحسبها صنعي لطيف وأخرق
*)
فقيل إن السبب في خروج البحتري عن بغداد في آخر أيامه هذا البيت لأن بعض أعدائه شنع عليه بأنه ثنوي وكانت العامة حينئذ غالبة على البلد فخاف على نفسه فقال لابنه أبي الغوث قم يا بني حتى تطفأ هذه الثائرة بخرجة نلم فيها ببلدنا ونعود فخرج منها فلم يعد
3 (أمير المدينة الأموي))
الوليد بن عتبة بن أبي سفيان الأموي ولاه عمه معاوية المدينة وكان جوادا حليما فيه خير ودين وأراد أهل الشام على الخلافة فطعن فمات قال الشيخ شمس الدين ولم يصح أنه قدم للصلاة على معاوية فأصابه الطاعون في صلاته فمات وتوفي الوليد بالطاعون سنة أربع وستين للهجرة
3 (الأموي))
الوليد بن عقبة بن أبي أبان معيط أبان بن ذكوان بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف هو أخو عثمان بن عفان لأمه وأمهما أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب وكناية الوليد أبو وهب أسلم يوم الفتح هو وأخوه خالد بن عقبة قال ابن عبد البر وأظنه يومئذ كان قد ناهز الاحتلام ولما افتتح رسول الله مكة جعل أهلها يأتون بصبيانهم فيمسح على رؤوسهم ويدعو لهم بالبركة قال فأتي بي إليه وأنا مضمخ بالخلوق فلم يمسح على رأسي ولم يمنع من ذلك قال ابن عبد البر وهو حديث منكر مضطرب لا يصح ولا يمكن أن يكون من بعث مصدقا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صبيا يوم الفتح ومن كان غلاما مخلقا ليس يجيء منه مثل هذا ولا خلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن أن قوله عز وجل إن جاءكم فاسق بنبأ أنها نزلت في الوليد بن عقبة وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه إلى بني المصطلق مصدقا فأخبر عنهم أنهم ارتدوا وأبوا ن أداء الصدقة وذلك أنهم خرجوا إليه فهابهم ولم يعرف ما عندهم فانصرف عنهم وأخبر بما ذكر فبعث إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد وأمره أن يتثبت فيهم فأخبروه أنهم مستمسكون بالإسلام وعن ابن عباس قال نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ثم ولاه عثمان الكوفة وعزل عنها سعد بن أبي وقاص فلما قدم على سعد قال له والله ما أدري أكسبت بعدنا أم حمقنا بعدك قال لا تجزعن أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون فقال سعد أراكم والله ستجعلونها ملكا وأتاه ابن مسعود فقال له ما جاء بك قال)
جئت أميرا فقال ما أدري أصلحت بعدنا أم فسد الناس وله أخبار فيها نكارة وشناعة تقطع بسوء حاله وقبح أفعاله غفر اللهلنا وله فقد كان من رجال قريش ظرفا وحلما وشجاعة وأدبا

276
وكان من الشعراء المطبوعين وكان الأصمعي وأبو عبيد وابن الكلبي وغيرهم يقولون كان الوليد بن عقبة فاسقا شريب خمر وكان شاعرا كريما وقال ابن عبد البر أخباره في شربه الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي كثيرة مشهورة عن ابن شوذب قال صلى الوليد بالكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ثم التفت إليهم فقال أزيدكم فقال عبد الله ابن مسعود ما زلنا معك في زيادة مذ اليوم وقال الحطيئة
* شهد الحطيئة يوم يلقى ربه
* أن الوليد أحق بالغدر
*
* نادى وقد تمت صلواتهم
* أأزيدكم سكرا وما يدري
*
* فأبوا أبا وهب ولو أذنوا
* لقرنت بين الشفع والوتر
*
* كفوا عنانك إذ جريت ولو
* تركوا عنانك لم تزل تجري
* وقال أيضا
* تكلم في الصلاة وزاد فيها
* علانية وجاهر بالنفاق
*
* ومج الخمر في سنن المصلى
* ونادى والجميع إلى افتراق
*
* أزيدكم على أن تحمدوني
* فما لكم ولالي من خلاق
* وعزله عثمان رضي الله عنهم أجمعين وولى سعيد بن العاص فقال بعض شعرائهم
* فررت من الوليد إلى سعيد
* كأهل الحجز إذ جزعوا فباروا
*
* بلينا من قريش كل عام
* أمير محدث أو مستشار
*
* لنا نار نؤججها فنخشى
* وليس لهم فلا يخشون نار
* وقال الطبري نعصب على الوليد قوم من الكوفة بغيا وحسدا وشهدوا عليه زورا أنه تقيأ وذكر القصة وفيها أن عثمان قال له يا أخي اصبر بأجرك ويبوء القوم بإثمك قال ابن عبد البر وهذا الخبر من نقل أهل الأخبار ولا يصح عند أهل الحديث ولا له عند أهل العلم أصل والصحيح عندهم في ذلك ما رواه عبد العزيز بن المختار وسعيد بن أبي عروبة عن عبد الله الداناج عن حصين بن المنذر أبي ساسان أنه ركب إلى عثمان فأخبره بقصة الوليد وقدم على عثمان رجلان فشهدا عليه بشرب الخمر وأنه صلى الغداة بالكوفة أربعا ثم قال أزيدكم فقال)
أحدهما رأيته يشربها وقال الآخر رأيته يتقيأها فقال عثمان إنه لم يتقيأها حتى شربها وقال لعلي أقم عليه الحد فقال علي لابن أخيه عبد الله بن جعفر أقم عليه الحد فأخذ السوط وجلده وعثمان يعد حتى بلغ أربعين فقال علي أمسك جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر أربعين وجلد أبو بكر أربعين وجلد عمر ثمانين وكل سنة وقيل كان سوط له طرفان

277
وقيل إنه لما جلد قال لعلي نشدتك بالله وبالقرابة فقال علي اسكت أبا وهب فإنما هلكت بنو إسرائيل بتعطيلهم الحدود وسكن الوليد المدينة ونزل الكوفة وبنى بها دارا ولما قتل عثمان نزل البصرة ثم خرج إلى الكوفة ونزلها واعتزل عليا ومعاوية ومات بالرقة في خلافه علي وكان معاوية لا يرضاه وهو الذي حرضه على قتال علي وهو القائل لمعاوية
* فوالله ما هند بأمك إن مضى
* النهار ولم يثأر بعثمان ثائر
*
* أيقتل عبد القوم سيد أهله
* ولم يقتلوه ليت أمك عاقر
*
* وأنى متى تقتلهم لا يفيدهم
* مفيد وقد دارت عليك الدوائر
* وهو القائل
* ألا من لليل لا تغور كواكبه
* إذا لاح نجم غار نجم يراقبه
*
* بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم
* ولا تنهبوه ما تحل مناهبه
*
* بني هاشم لا تعجلونا فإنه
* سواء علينا قاتلوه وسالبه
*
* وإنا وإياكم وما كان بيننا
* كصدع بدا لا يرأب الصدع شاعبه
*
* بني هاشم كيف التعاقد بيننا
* وعند علي سيفه وحرائبه
*
* لعمرك لا أنسى ابن أروى وقتله
* وهل ينسأن الماء ما عاش شاربه
*
* هم قتلوه كي يكونوا مكانه
* كما غدرت يوما بكسرى مرازبه
* فأجابه الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب
* فلا تسألونا بالسلاح فإنه
* أضيع وألقاه لدى الروع صاحبه
*
* وشبهته كسرى وقد كان مثله
* سبيها بكسرى هديه وضرائبه
*
* وإني لمجتاب إليكم بجحفل
* يصم السميع جرسه وجلائبه
*
3 (المخزومي))
الوليد بن عمارة بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ابن أخي خالد هو)
وأخوه أبو عبيدة بن عمارة مع خالد بن الوليد في البطاح لهم صحبة
3 (الأندلسي الأموي))
الوليد بن عيسى بن حارث أبو العباس الأندلسي مولى بني أمية كان بصيرا بالشعر شرح ديوان أبي تمام الطائي ومسلم بن الوليد وكان بعيد الصيت

278
في تعليم أولاد المملوك توفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة
3 (الصحابي))
الوليد بن القاسم الصحابي كانت له صحبة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس القوم قوم يستحلون الحرمات بالشبهات والشهوات كل قوم على زينة من أمرهم مفلحة عند أنفسهم يزرون على من سواهم سنن الحق مقاييس العدل عند ذوي الألباب من الناس قال ابن عبد البر وفي صحبته نظر
3 (البلقاوي))
الوليد بن محمد الموقري البلقاوي قال أبو حاتم ضعيف الحديث وقال ابن المديني لا يكتب حديثه وقال ابن خزيمة لا احتج به وقال ابن معين يكذب وقال النسائي ليس بثقة توفي سنة اثنتين وثمانين ومائة وروى له الترمذي وابن ماجة
3 (حفيد ابن أبي دؤاد))
الوليد بن محمد بن أحمد بن أبي دؤاد حفيد قاضي القضاة المشهور ووالده محمد ولي القضاء للمتوكل في حياة أبيه لما فلج وتوفي في حياة أبيه بعد أن عزل ونكب وتفرق آل أبي دؤاد في البلاد وكان الوليد هذا صغيرا بسامراء فلم يفارقها إلى أن بلغ مبالغ الرجال وذلك عند استيلاء أحمد بن عبد العزيز بن دلف على ممالك إصبهان وبلاد الجبل فقصده الوليد ومت إليه بالوصلة التي كانت بين جده أحمد بن أبي داؤد وبين دجلف بن أبي دلف جد أحمد بن عبد العزيز وكان دلف بن أبي دلف ختن أحمد بن أبي دؤاد على بعض بناته فعرف له أحمد حق القرابة فجعله من ندمائه وولاه المظالم وألبسه الطيلسان والدنية وكان ينظر فيما بين أهل العسكر وبقي على ذلك إلى أن عزل أحمد وولي فيما بعده قضاء إصبهان ولم يزل كذلك حتى مات سنة سبع وتسعين ومائتين ومن شعره
* يا ناق سيري غير ملتاثة
* إلى الهمام السيد الحارث)
* (إلى قريع المجد من وائل
* ووارث المجد عن الوارث
*
* ميراث آباء لأبائهم مجدا
* قديما ليس بالحادث
*
* لم يأخذوا ملكهم بغتة
* ولا التمني عبثة العابث
* آخر الجزء السابع والعشرون من كتاب الوافي بالوفيات يتلوه إن شاء الله تعالى الوليد بن مسلم الإمام أبو العباس والحمد لله رب العالمين)

279
/ 1