تاريخ الإسلام (جزء 46) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاريخ الإسلام (جزء 46) - نسخه متنی

محمد بن احمد ذهبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: تاريخ الإسلام
المؤلف: الذهبي
الجزء: 46
الوفاة: 748
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1407 - 1987م
المطبعة: لبنان/ بيروت - دار الكتاب العربي
الناشر: دار الكتاب العربي
ردمك:
ملاحظات:
5 (بسم الله الرحمن الرحيم))
5 (الطبقة الرابعة والستون حوادث))
((الأحداث من سنة إلى))
4 (سنة إحدى وثلاثين وستمائة))
4 (خروج الكامل إلى الروم ورجوعه خائبا))
فيها جاء الكامل، واجتمع بإخوته وبصاحب حمص الملك المجاهد شيركوه، وساروا ليدخلوا الروم من عند النهر الأزرق، فوجدوا عساكر الروم قد حفظوا الدربند ووقفوا على رؤوس الجبال، وسدوا الطرق بالحجارة.
وكان الأشرف ضيق الصدر من جهة الكامل لأنه طلب منه الرقة، فقال الكامل: ما يكفيه كرسي بني أمية فاجتمع شيركوه بالأشرف، وقال: إن حكم الكامل على الروم أخذ جميع ما بأيدينا، فوقع التقاعد منهما.
فلما رأى الكامل ذلك عبر الفرات ونزل السويداء، وجاءه صاحب خرت برت الأرتقي، فقال: عندنا طريق سهلة تدخل منها فجهز الكامل بين يديه ابنه الملك الصالح، وابن أخيه الملك الناصر داود، وصوابا الخادم، فلم يرعهم إلا وعلاء الدين صاحب الروم بالعساكر، وكان صواب في خمسة آلاف، فاقتتلوا، وأسر صواب، وطائفة، منهم الملك المظفر صاحب حماة، وقتل طائفة وهرب الباقون.
فتقهقر الكامل ودخل آمد، ثم أطلق علاء الدين صوابا والمظفر والأمراء، مكرمين.
وأعطى الكامل إذ

5
ذاك ولده الصالح حصن كيفا، واستناب صوابا بآمد، ورجع إلى الشام خائبا.
4 (تسلطن صاحب الموصل))
وفيها تسمى لؤلؤ صاحب الموصل بالسلطنة، وضرب السكة باسمه.
قاله أبو الحسن علي بن أنجب ابن الساعي.
4 (اكتمال بناء المستنصرية))
قال: وفيها تكامل بناء المدرسة المستنصرية ببغداد، ونقل إليها الكتب وهي مائة وستون حملا، وعدة فقهائها مائتان وثمانية وأربعون فقيها من المذاهب الأربعة، وأربعة مدرسون، وشيخ حديث، وشيخ نحو، وشيخ طب، وشيخ فرائض.
فرتب شيخ الحديث أبو الحسن ابن القطيعي.)
ورتب فيها الخبز والطبيخ والحلاوة والفاكهة.
فأنبأني محفوظ ابن البزوري، قال: تكامل بناء المستنصرية وجاءت في غاية الحسن ونهايته، وخلع على أستاذ الدار العزيزة متولي عمارتها وعلى أخيه علم الدين أبي جعفر ابن العلقمي، وعلى حاجبه، وعلى المعمار، وعلى مقدم الصناع.
ونقل إلى خزانة الكتب كثير من الكتب النفيسة، فبلغني أنه حمل إليها ما نقله مائة وستون حمالا، سوى ما نقل إليها فيما بعد، وأوقفت، وجعل الشيخ عبد العزيز شيخ الصوفية برباط الحريم، وخازن كتب دار الخلافة، هو وولده ضياء الدين أحمد ينظران في ترتيبها، فرتبا الكتب

6
أحسن ترتيب.
وفي بعض الأيام اتفق حضور أمير المؤمنين عندها لينظر، فسلم عليه عبد العزيز وتلا قوله تعالى: تبارك الذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنات تجري من تحتها الأنهار ويجعل لك قصورا فخشع المستنصر بالله أمير المؤمنين، ورد عليه السلام، وكلمه، وجبر قلبه.
وشرط لكل مدرس أربعة معيدين، واثنان وستون فقيها، وأن يكون بالدار المتصلة بالمدرسة ثلاثون يتيما يتلقنون.
4 (وقفية المستنصرية))
قلت: رأيت نسخة كتاب وقفها في خمسة كراريس، والوقف عليها عدة رباع وحوانيت ببغداد، وعدة قرى كبار وصغار ما قيمته تسعمائة ألف دينار فيما يخال إلي، ولا أعلم وقفا في الدنيا يقارب وقفها أصلا سوى أوقاف جامع دمشق وقد يكون وقفها أوسع.
فمن وقفها بمعاملة دجيل: قصر سميكة، وهي ثلاثة آلاف وسبعمائة جريب وجميد وضياعة كلها ومساحته ستة آلاف وأربعمائة جريب، والأجمة كلها، وهي خمسة آلاف جريب وخمسون، ومن نهر الملك برفطا كلها، وهي خمسة آلاف وخمسمائة جريب، وناحية البدو، وهي ثلاثة آلاف وتسعمائة وتسعون جريبا، وقوسنيثا، وهي ثلاثة آلاف جريب ونيف، وقرية يزيد كلها، وهي أربعة آلاف جريب ومائة وثمانون جريبا، ومن ذلك ناحية

7
طبسنى، ومساحتها ثمانية آلاف ومائة جريب، ومن ذلك سستا، وهي ثلاثة آلاف جريب وزيادة، وناحية الأرحاء، وهي أربعة آلاف جريب، ومن ذلك ناحية البسطامية، وهي أربعة آلاف جريب، والفراشة، ألف جريب، وقرية حد النهرين، وهي ألف جريب ومائتا جريب، والخطابية، وهي أربعة)
آلاف وثمانمائة جريب، وناحية بزندي، وهي ستة آلاف وخمسمائة جريب، ومن ذلك الشدادية ومبلغها عشرون ألف جريب ومائتان وخمسون جريبا، وحصن بقية، وهو أربعة آلاف جريب وثمانمائة، ومن ذلك فرهاطيا، ستة آلاف جريب، ومن ذلك حصن خراسان، وهي خمسة آلاف جريب وتسعمائة جريب، وما أضيف إلى ذلك، وهو سبعة آلاف جريب ومائتا جريب.
ومن أعمال نهر عيسى قرية الجديدة، وهي ألفا جريب وستمائة جريب، والقطنية، وهي ستة آلاف وأربعمائة جريب، وقرية المنسل، وهي خمسة آلاف وخمسمائة جريب، وميثا، وهي ألفان وخمسمائة جريب، وقرية الدينارية، وهي أربعة آلاف وستمائة جريب، والناصرية كلها، وهي تسعة عشر ألف جريب.
فالمرتزقة من أوقاف هذه المدرسة على ما بلغني نحو من خمسمائة نفس المدرسون فمن دونهم، وبلغني أن تبن الوقف يكفي الجماعة ويبقى مغل هذه القرى مع كري الرباع فضلة، فكذا فليكن البر وإلا فلا.
وحدثني الثقة أن ارتفاع وقفها بلغ في بعض السنين وجاء نيفا وسبعين ألف مثقال ذهب.

8
وفي خامس رجب يوم الخميس فتحت، وحضر سائر الدولة والقضاة والمدرسون والأعيان، وكان يوما مشهودا.
4 (عودة ركب العراق))
وفيها سار ركب العراق، فبلغهم أن العرب قد طموا المياه، وعزموا على أخذ الركب، فرد بالناس قيران الظاهري أميرهم، ووصل أوائلهم في ذي الحجة إلى بغداد، وماتت الجمال والناس.
وكانت سنة عجيبة.
وكان معهم تابوت مظفر الدين صاحب إربل ليدفن بمكة، فعادوا به ودفنوه بمشهد علي رضي الله عنه.
4 (إقامة الجمعة بمسجد جراح))
وفيها أقيمت بمسجد جراح الجمعة بالشاغور.
4 (تعليق حبل بباب جامع دمشق))
وفيها أمر وزير دمشق، وابن جرير أن يعلق بباب الجامع حبل، فمن دخل من أصحاب)
الحريري، علق فيه.

9
4 (سنة اثنتين وثلاثين وستمائة))
4 (الشروع في بناء جامع العقيبة))
فيها شرع الملك الأشرف في بناء جامع العقيبة، وكان قبل ذلك خانا يقال له: خان الزنجاري، فيه الخمور والخواطئ، فأنفق عليه أموالا كثيرة.
4 (وصول رسول من اليمن))
وفيها في صفر وصل إلى الديوان العزيز رسول من الأمير عمر بن رسول أنه استولى على بلاد اليمن، وأرسل تقادم وتحفا.
4 (ختم المستعصم للقرآن))
وفيها ختم القرآن عبد الله ابن المستنصر بالله، وهو المستعصم الذي قتلته التتار، ختم على مؤدبه أبي المظفر علي ابن النيار، فعملت دعوة هائلة غرم عليها عشرة آلاف دينار، وأعطى ابن النيار شيئا كثيرا، من ذلك: ألف دينار، وخلع عديدة.

10
4 (ضرب دراهم بأمر المستنصر بالله))
وفيها جلس الوزير نصير الدين بن الناقد، واستحضر الولاة والتجار والصيارف، ثم فرشت الأنطاع، وأفرغ عليها الدراهم التي ضربت بأمر المستنصر بالله، فقام الوزير والدولة خدمة لرؤيتها، ثم قال: قد رسم مولانا أمير المؤمنين بمعاملتكم بهذه الدراهم عوضا عن قراضة الذهب، رفقا بكم، وإنقاذا لكم من التعامل بالحرام من الصرف الربوي، فأعلنوا بالدعاء والطاعة.
ثم سعرت كل عشرة بدينار إمامي، وأديرت بالعراق، فقال الموفق أبو المعالي القاسم بن أبي الحديد:
* لا عدمنا جميل رأيك فينا
* أنت باعدتنا عن التطفيف
*
* ورسمت اللجين حتى ألفنا
* ه، وما كان قبل بالمألوف
*
* ليس للجمع كان منعك للصر
* ف، ولكن للعدل والتعريف
*
4 (وقعة أهل سبتة مع الفرنج))
وفي ربيع الأول كانت وقعة أهل سبتة مع الفرنج، وذلك أن متوليها الينشتي كان قد بالغ في)
تألفهم، فكانوا يأتون بالتجارات، فكثروا إلى الغاية بسبتة بحيث إنهم صاروا بها أكثر من أهلها، فطمعت الفرنج وراموا تملك البلد وأعملوا الحيلة.
وكان لأبي العباس الينشتي ابنان: أحدهما قائد البحر، والآخر قائد البر.
فخرج قائد البر نوبة بجيشه لأخذ الخراج من القبائل، فعزم الملاعين على أمرهم، ولبسوا أسلحتهم وخرجوا، فطلبوا من سقاء ماء، فأبى، فقتلوه، وشرعوا في القتال.
وثار المسلمون إليهم، والتحم الحرب، فقتلوا من أهل

11
الربض خلقا، وسد أهل البلد الباب في وجوههم، ورموهم بالنشاب من المرامي، وأسرع الصريخ إلى قائد البر فكر بالجيش ركضا، والإفرنج قد ملكوا الربض، وسدوا بابه الواحد، وهم على أن يغلقوا الثاني، فحمل الجيش عليهم حملة صادقة، فدخلوا عليه فلم يفلت منهم إلا الشريد، ففروا إلى البحر هاربين، وغنم المسلمون من الأموال من ما لا يوصف.
فذهب المنهزمون واستنجدوا بالفرنج، ثم أقبلوا في هيئة ضخمة من الرجال والمراكب وآلات الحصار والمجانيق، ونازلوا سبتة، واشتد الأمر، فطلب المسلمون المصالحة، فقالوا: لا نرد حتى يغرموا لنا جميع ما أخذ لنا في العام الماضي.
فأعطوا جميع ذلك التزم الينشتي لهم بذلك، وعجز عن البعض، فشرع في مصادرة العامة، فتوغلت صدورهم عليه، وقال له الأعيان: الرأي يا أبا العباس أن نصالح صاحب المغرب، فكأنه أحس منهم القيام عليه، فأجاب على كره، فكاتبوا الرشيد عبد الواحد فبعث جيشا مع وزيره، وفتح أهل سبتة له البلد، وأسر الينشتي هو وابنه الواحد ثم قتلا بالسم بمراكش، وهرب ابنه الآخر في البحر، فما استقر إلا بعدن.
وأما الفرنج فنازلوا على إثر ذلك بلنسية، فأخذوها.

12
4 (سنة ثلاث وثلاثين وستمائة))
4 (دخول الناصر داود بغداد))
في المحرم دخل بغداد الناصر داود بن المعظم، وتلقاه الموكب وخلع عليه قباء أطلس وشربوش، وأعطي فرسا بسرج ذهب، وأقيمت له الإقامات.
ولما مر بالحلة عمل له زعيمها سماطا عظيما، فقيل: إنه غرم على الدعوة اثني عشر ألف دينار، ولما أراد التوجه، خلع عليه قباء أسود، وفرجية ممزج، وعمامة قصب كحلية مذهبة،)
وأعطي فرسا بمشدة حرير، يعني الحزام الرقبة، وأعطي علما، وخفتاتين، وخيما، وكراعا، وآلات، وعدة أرؤس من الخيل، وبقج قماش، وخمسة وعشرين ألف دينار، وذلك بعد الصلح بينه وبين عميه الكامل والأشرف. وأرسل في حقه رسول إلى الكامل، وسافر في رمضان.
4 (خروج التتار إلى إربل والموصل))
وفي ربيع الأول جاء فرقة من التتار إلى إربل فواقعوا عسكرها، فقتل جماعة من التتار، وقتل من الأرابلة نفر يسير. ثم إن التتار ساقوا إلى الموصل ونهبوا وقتلوا، فاهتم المستنصر بالله وفرق الأموال والسلاح. فرجع التتار ودخلوا الدربند، ورد عسكر بغداد وكان عليهم جمال الدين قشتمر.

13
4 (قضاء القضاة والتدريس بالمستنصرية))
وفيها عزل أبو المعالي بن مقبل عن قضاء القضاة، وتدريس المستنصرية. وولي التدريس أبو المناقب محمود بن أحمد الزنجاني الشافعي. ثم ولي قضاءالقضاة أبو الفضل عبد الرحمن بن اللمغاني.
4 (تدريس المالكية بالمستنصرية))
وفيها وصل سراج الدين عبد الله بن عبد الرحمن الشرمساحي المالكي إلى بغداد بأهله، فولي تدريس المالكية بالمستنصرية، وبانت فضائله.
4 (التدريس الحنفي بالمستنصرية))
وفيها وصل إلى بغداد أيضا شهاب الدين أحمد بن يوسف ابن الأنصاري الحلبي الحنفي، وولي تدريس المستنصرية.
4 (تعدية الكامل والأشراف إلى الشرق وعودتهما))
وفيها عدى الكامل والأشرف الفرات إلى الشرق، واستعاد الكامل حران والرها من صاحب الروم، فأخرب قلعة الرها. ثم نزل على دنيسر فأخربها. فجاءه كتاب صاحب الموصل أن التتار قد قطعوا دجلة في مائة طلب، ووصلوا إلى سنجار، فخرج إليهم معين الدين ابن كمال الدين بن مهاجر فقتلوه. فرد الكامل والأشرف إلى الشام. فأتت عساكر الروم والخوارزمية إلى ماردين فنزل إليهم صاحبها، وأتوا إلى نصيبين، فأخربوها، وبدعوا، وعملوا فيها أعظم مما فعل الكامل درينسر، فلا
حول ولا قوة إلا بالله.)

14
قال سعد الدين ابن شيخ الشيوخ وأجازه لنا: فيها وصلت الأخبار من مصر بأن فيها وباء عظيما، بحيث إنه مات في شهر نيف وثلاثون ألف إنسان.
ثم ساق كيفية حصار الكامل لحران. وقتل عليها عدد من المسلمين. وزحف عليها الكامل والأشرف مرات، وجرح خلق كثير. ثم أخذها بالأمان من نواب صاحب الروم وأخذهم في القيود، وجرت أمور قبيحة جدا.
4 (آمرية مائة فارس بدمشق))
وفي رمضان كان الملك الكامل بدمشق نازلا في دار صاحب بعلبك التي داخل باب الفراديس، فأعطى آمرية مائة فارس للصاحب عماد الدين عمر ابن الشيخ.
4 (منازلة صاحب الروم حران وآمد))
وفي آخر السنة حشد صاحب الروم وجمع ونازل حران وآمد، وتعثرت الرعية بينه وبين أولاد العادل، نسأل الله اللطف. ثم جرت أمور.
4 (أخذ الفرنج قرطبة))
وفيها أخذت الفرنج لعنهم الله قرطبة بالسيف، واستباحوها، فقال لنا أبو حيان: توفي ابن الربيع بإشبيلية بعد استيلاء النصارى على شرقي قرطبة سنة ثلاث وثلاثين.

15
وقال ابن الأبار: استولت الروم على قرطبة في شوال سنة ثلاث وثلاثين.
قلت: هي أكبر مدائن الأندلس وما زالت دار إسلام من زمن الوليد بن الملك إلى أن استولت النصارى الآن عليها بالأمان.

16
4 (سنة أربع وثلاثين وستمائة))
4 (انخساف مشرفة بجماعة))
في المحرم قصد جماعة عيادة مريض ببغداد، فطلعوا وجلسوا عنده على مشرفة، فانخسفت بهم، فماتوا جميعا سوى المريض، وكانوا سبعة.
4 (مصرع طير لابن صاحب الموصل))
وفيها صرع الطير الأمير ركن الدين إسماعيل ابن صاحب الموصل، فادعي لشرف الدين إقبال الشرابي، وبعث بالطير إلى بغداد، فقبله، وعلق ببغداد، ونثر عليه ألف دينار فالتقطها رماة البندق.))
4 (امتناع الحج من العراق))
ولم يحج أحد هذا العام من العراق.
4 (نكبة ركب الشام))
وجرى على ركب الشام نكبة شديدة من العطش قبل ثجر وهي على درب خيبر.

17
4 (مصالحة الكامل وصاحب الروم))
وفيها وقع الصلح بأمر الخليفة بين الكامل وبين صاحب الروم في شهر محرم.
4 (السيل العرم بدمشق))
وفيها جاء بدمشق سيل عرم قدر قامة وبسطة، خرب الخانات، والدور التي بالعقيبة من شمالي باب الفرج، وذهب للناس شيء كثير.
4 (وفاة صاحب حلب))
وفيها مات صاحب حلب الملك العزيز.
4 (وفاة صاحب الروم))
وصاحب الروم علاء الدين.
4 (عرس بنت صاحب الموصل))
وفيها كان عرس مجاهد الدين أيبك الدويدار الصغير على بنت بدر الدين صاحب الموصل.
وكان عرسا ما شهد مثله. وخلع عليه الخليفة، وأعطاه، ونوه باسمه، ومشى في ركابه الأمراء، ووراء ألوية الملك. وأعطي أنواعا كثيرة وتحفا، واستمر دخوله إلى دار الخلافة في كل يوم.
4 (نزول التتار على إربل))
وفيها نزل التتار على إربل وحاصروها، ونقبوا السور وأخذوها عنوة، وقتلوا

18
وسبوا، وجافت إربل بالقتلى. وكان باتكين نائب البلد بالقلعة فقاتلهم. ثم إن التتار نقبوا القلعة، وجعلوا تحتها سربا وطرقا، وقلت المياه على أهل القلعة، ومات بعضهم من العطش، ولم يبق إلا أخذ القلعة، ثم لطف الله بمن بقي بالقلعة، ورحلت التتار بمكاسب لا تحصى.
4 (الخلاف بين الكامل والأشرف))
وفيها وقع بين الكامل والأشرف، لأن الأشرف طلب من أخيه الرقة فامتنع، وأرسل إليه عشرة)
آلاف دينار عوضها، فردها. فغضب الكامل وقال: يكفيه عشرته للمغاني، فتنمر الأشرف، وبعث إلى حلب والشرق، فاتفقوا معه. وأما الكامل فإنه خاف ومضى إلى مصر، فلما دخل باس الأرض شكرا، وقال: رأيت روحي في قلعتي، أنبأني بذلك سعد الدين: أن ابن عمه فخر الدين حكى له ذلك.
4 (الاحتياط على ديوان الكامل))
وفي ذي القعدة احتاط الأشرف على ديوان الكامل الذي بدمشق، وأمر بنفي نوابه. وختم على الحواصل من غير أن يتصرف فيها.

19
4 (سنة خمس وثلاثين وستمائة))
4 (اختلاف الخوارزمية على الصالح أيوب))
فيها اختلفت العساكر الخوارزمية الذين من جيش الصالح نجم الدين أيوب عليه، وهموا بالقبض عليه، فهرب إلى سنجار، وترك خزائنه فنهبتها الخوارزمية. فلما صار في سنجار، سار إليه بدر الدين صاحب الموصل وحاصره. فطلب منه الصلح فأبى. فبعث الملك الصالح قاضي سنجار بدر الدين وحلق لحيته ودلاه من السور، فاجتمع بالخوارزمية وشرط لهم كل ما أرادوا. فساقوا من حران بسرعة فكبسوا بدر الدين، فهرب على فرس النوبة، وانتهبوا خزائنه وثقله، واستغنوا.
4 (أخذ صاحب حمص عانة))
وفيها أخذ أسد الدين صاحب حمص عانة من صاحبها صلحا، واحتوى عليها، وجعل له واليا من البلد.
4 (دخول عساكر الأمراء بغداد))
وفيها وصل إبراهيم بن الأمير خضر بن السلطان صلاح الدين إلى بغداد في

20
ستمائة فارس، لأن الخليفة كان قد سير إلى الشام مالا يستخدم به جيشا لحرب التتار، فدخلها في شوال، ودخل بعده الملك المظفر عمر والملك السعيد غازي ابنا الملك الأمجد صاحب بعلبك، ومعهما عساكر نفذهم الكامل.
4 (الصواعق ببغداد))
وفيها كثرت الصواعق ببغداد في تشرين الأول، فوقعت صاعقة على راكب بغل ظاهر السور)
فأهلكتهما وأخرى في بيت يهودي، وأخرى على نخلة بالمحول، وأخرى في ساحة المستنصرية، الكل في ساعة.
4 (رسول ملكة الهند))
وفيها قدم بغداد الرسول من ملكة الهند بنت السلطان شمس الدين ايتامش مملوك السلطان شهاب الدين الغوري. وسبب ملكها أن أخاها ركن الدين تملك في السنة الماضية بعد والده، فلم ينهض بتدبير الرعية، وتفرقت عليه عساكره. فقبضت على أخته هذه، وملكت، وأطاعها الأمراء، ولقبت رضية الدنيا والدين.
4 (قضاء دمشق))
وفيها ولي قضاء دمشق شمس الدين أحمد الخويي، وهو أول قاض رتب مراكز الشهود بالبلد.
وكان قبل ذلك يذهب الناس إلى بيوت العدول يشهدونهم.
4 (امتناع الحج العراقي))
ولم يحج أحد أيضا في العام من العراق بسبب كسرة التتار لعسكر الخليفة، وأخذ إربل في السنة الماضية.

21
4 (موت الأشرف الكامل))
ومات السلطانان الأخوان الأشرف والكامل.
4 (سلطنة الصالح إسماعيل))
ولما انقضى عزاء الأشرف تسلطن أخوه الصالح إسماعيل أبو الخيش، وركب، وعن يمينه صاحب حمص الملك المجاهد أسد الدين، وحمل الغاشية عز الدين أيبك المعظمي.
4 (وصول التتار إلى دقوقا))
وفيها وصلت التتار إلى دقوقا، وقلق الناس، خصوصا أهل العراق.
4 (مصادرة الرؤساء بدمشق))
وأخذ أبو الخيش في مصادرة الرؤساء بدمشق، فصادر العلم تعاسيف، وأولاد ابن مزهر، وابن عريف البدوي. وأخذ أموالهم وحبسهم. وأخرج الحريري من قلعة عزتا، لكنه منعه من دخول دمشق.

22
4 (حصار دمشق))
)
ثم جاء عسكر الكامل صاحب مصر إلى قريب دمشق، فحصنها أبو الخيش، وقسم الأبرجة على الأمراء. وجاء عز الدين أيبك من صرخد، فأمر بفتح الأبواب. وجاء لأجل الكامل الناصر داود صاحب الكرك فنزل المزة، ونزل مجير الدين، وتقي الدين ابنا العادل بالقابون، وقدم الكامل، فنزل عند مسجد القدم، وقطعت المياه عن المدينة، ووقع الحصار، وغلت الأسعار، وسد أكثر أبواب البلد. ورد الكامل ماء بردى إلى ثوري وغيره. وأحرق أبو الخيش العقيبة والطواحين لئلا يحتمي المصريون. وزحف الناصر داود إلى باب توماء، ووصلت النقوب، ولم يبق إلا فتح البلد. ثم تأخر الناصر إلى وطأة برزة، جاءه أمر الكامل بذلك لئلا يفتح البلد على يده، وأحرق قصر حجاج والشاغور، وتعثر الناس وتمت قبائح.
ثم آل الأمر إلى أن أعطي الصالح إسماعيل بعلبك وبصرى، وأخذت منه دمشق. ودخل الكامل القلعة في نصف جمادى الأولى وما هنأه الله بها، بل مات بعد شهرين بدمشق. فبهت الخلق ولم يتحزنوا عليه لجبروته.
4 (الوقعة بين الناصرولجواد))
وفيها كانت الوقعة بين الناصر صاحب الكرك والجواد صاحب دمشق ثم اجتمع عز الدين أيبك، وسيف الدين علي بن قليج، وعماد الدين وفخر الدين ابنا شيخ الشيوخ، والركن الهكاري، وتشاوروا، فانفصلوا على غير شيء. وكان الناصر داود بدار سامة، فجاءه الركن الهكاري فبين له

23
الطريق، ونفذ إليه عز الدين أيبك يقول: أخرج الأموال، وأنفق في مماليك أبيك، والعوام معك، وتملك البلاد، ويبقوا محصورين في القلعة، فلم يصر حال، فأصبحوا واجتمعوا في القلعة، وذكروا الناصر وذكروا الجواد، فكان أضر ما على الناصر عماد الدين ابن الشيخ، لأنه كان يتم في مجالس الكامل مباحثات، فيخطئه الناصر ويستجهله، فحقد عليه، وكان أخوه فخر الدين يميل إلى الناصر، فأشار عماد الدين بالجواد فوافقه الباقون، وأرسلوا أميرا إلى الناصر داود في الحال، فقال: أيش قعودك في بلد القوم فقام وركب وازدحم الناس من بابه إلى القلعة، وما شكوا أنه تسلطن، وساق، فلما تعدى مدرسة العماد الكاتب، وخرج من باب الزقاق، انعطف إلى باب الفرج، فصاحت الناس: لا، لا، لا، وانقلب البلد، فذهب إلى القابون، ووقع بعض الأمراء في الناس بالدبابيس، فهربوا، وسلطنوا الجواد، وفتح الخزائن وبذل الأموال.)
قال المظفر ابن الجوزي: فبلغني أنه فرق ستمائة ألف دينار، وخلع خمسة آلاف خلعة.
4 (افتقار الناصر داود))
وقال سعد الدين بن حمويه: بلغت النفقة تسعمائة ألف دينار وضيعوا الخزائن، وأساءوا التدبير، وكانت النفقة في الطواشي عشرين دينارا، وثلاثين دينارا، وللأمير نصف ما لأجناده.
وبطلت الخمور والقحاب و المكوس، وهموا

24
بالقبض على الناصر، فراح من القابون، ووصل إلى عجلون، ثم نزل غزة، واستولى على الساحل، فخرج إليه الجواد في عسكر مصر والشام، وقال للأشرفية: كاتبوه وطمعوه. ففعلوا، فاغتر، وساق إلى نابلس بخزائنه ومعه سبعمائة فارس، فأحاطت بهم الجيوش، فانهزم جريدة، وحازوا خزائنه وجنائبه وذخائره، وكانت خزائنه على سبعمائة جمل، واستغنوا غناء للأبد، وافتقر هو.
قال أبو المظفر: فبلغني أن عماد الدين ابن الشيخ وقع بسفط جوهر وفصوص، فاستوهبه من الجواد فأعطاه إياه.
وتوجه فخر الدين ابن الشيخ، وعدة أمراء إلى مصر.
4 (سلطنة العادل))
وفيها سلطن بمصر الملك العادل ولد الملك الكامل، وانضم إليه حاشية أبيه.
4 (وقعة التتار والأمير بكلك))
وفي ذي العقدة كانت الوقعة بين التتار وبين الأمير جمال الدين بكلك، وعدة جيشه سبعة آلاف فارس. وعدة العدو عشرة آلاف، فانكسر المسلمون من بعد أن أنكوا وقتلوا خلقا من التتار وكادوا ينتصرون عليهم، ووصل

25
المنهزمون إلى بغداد، وهلك الأكثر، وعدم في الوقعة مقدمهم بكلك.
ويقال: إنه قتل في الوقعة قريب من خمسين أميرا فإنا لله وإنا إليه راجعون وكانت التتار يعيثون في الشرق، والأمر شديد بهم.

26
4 (سنة ست وثلاثين وستمائة))
4 (حبس الوزير ابن مرزوق))
في أولها قبض الملك الجواد صاحب دمشق على الوزير صفي الدين بن مرزوق، وأخذ منه أربعمائة ألف درهم، وسجن بقلعة حمص، فبقي ثلاث سنين لا يرى الضوء. وقيل: حبس)
اثنتي عشر سنة، ولكن أسد الدين شيركوه أظهر موته.
4 (ضعف سلطنة الجواد بدمشق))
وفيها تمهن الجواد وضعف عن سلطنة دمشق، وقايض الملك الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل بدمشق سنجار وعانة. وكان الجواد قد سلط على أهل دمشق خادما يقال له: الناصح، فصادرهم، وضرب، وعلق.

27
وأما عماد الدين ابن الشيخ، فإنه سار إلى مصر، فلامه الملك العادل ابن الكامل، وتوعده، لكونه قام في سلطنة الجواد، فقال: أنا أمضي إلى دمشق، وأنزل بالقلعة، وأبعث إليك بالجواد.
فقدم دمشق، ونزل بالقلعة، فأمر ونهى وقال: أنا نائب السلطان، وقال للجواد: تسير إلى مصر.
فاتفق الجلاد والمجاهد شيركوه على قتل عماد الدين.
قال أبو المظفر ابن الجوزي: ذكر لي سعد الدين مسعود بن تاج الدين شيخ الشيوخ قال: خرجنا من القاهرة في ربيع الأول، فودع عماد الدين إخوته فقال له أخوه فخر الدين: ما أرى رواحك رأيا، وربما آذاك الجواد. فقال: أنا ملكته دمشق فكيف يخالفني قال: صدقت، أنت فارقته أميرا، وتعود وقد صار سلطانا، فكيف يسمح بالنزول عن السلطنة وأما إذا أبيت، فانزل على طبرية وكاتبه، فإن أجاب، وإلا فتقيم مكانك، وتعرف العادل. فلم يلتفت إلى قول فخر الدين، وسار.
قال سعد الدين: فنزلنا المصلى، وجاء الجواد فتلقانا وسار معنا، وأنزل عماد الدين في القلعة.
وقدم أسد الدين شيركوه من حمص، وبعث الملك الجواد لعماد الدين الذهب و الخلع، فما وصلني من رشاشها مطر مع

28
ملازمتي لعماد الدين في مرضه، فإنه ما خرج من القاهرة إلا في محفة.
ثم إن الجواد رسم عليه في الباطن ومنعه الركوب، واجتمع به وقال: إذا أخذتم مني دمشق وأعطيتموني الإسكندرية، فلابد لكم من نائب بدمشق فاحسبوني ذلك النائب، وإلا فقد نفذت إلى الصالح نجم الدين أسلم إليه دمشق، وأذهب إلى سنجار. فقال: إذا فعلت هذا أصلحت بين الصالح وأخيه العادل، وتبقى أنت بغير شيء. فقام مغضبا، وقص على أسد الدين ما جرى، فقال له: والله لئن اتفق الصالح والعادل ليتركونا نشحذ في المخالي. فجاء أسد الدين إلى عماد الدين وقال: مصلحة أن تكتب إلى العادل تستنزله عن هذا الأمر. فقال: حتى أروح إلى مقام)
برزة وأصلي صلاة الاستخارة. فقال: تروح إلى برزة وتهرب إلى بعلبك فغضب من هذا. ثم اتفق شيركوه والجواد على قتله. وسافر شيركوه إلى حمص، ثم بعث الجواد يقول: إن شئت أن تركب وتتنزه، فاركب، فاعتقد أن ذلك عن رضى، فلبس فرجية وبعث إليه بحصان، فلما خرج من باب الدار، وقابله النصراني بيده قصة فاستغاث، فأراد حاجبه أن يأخذها، فقال: لا، لي مع الصاحب شغل. فقال عماد الدين: دعوه، فتقدم إليه وناوله القصة، ثم ضربه بسكين على خاصرته بدد مصارينه، ووثب آخر يضربه على ظهره بسكين، فرد إلى الدار ميتا. وأخذ الجواد جميع تركته، وعمل محضرا يتضمن أنه ما مالأ على قتله، وبعث إلى أبي، فقال: اطلع، فجهز ابن أخيك، فجهزناه، وأخرجناه. وكانت له جنازة عظيمة، ودفناه بقاسيون في زاوية الشيخ سعد الدين ابن حمويه. وعاش ستا وخمسين سنة.
وقد كتب مرة على تقويم:
* إذا كان حكم النجم لا شك واقعا
* فما سعينا في دفعه بنجيح
*
* وإن كان بالتدبير يمكن رده
* علمنا بأن الكل غير صحيح
*

29
قال أبو المظفر: وحبس النصراني أياما و أطلق.
4 (خروج الجواد من دمشق))
وخرج الجواد عن دمشق فتسلمها الملك الصالح، وعبر في أول جمادى الآخرة، والملك الجواد والملك المظفر الحموي بين يديه يحملان الغاشية بالنوبة، فنزل بالقلعة. ثم ندم الجواد حيث لا ينفعه الندم، وطلب الأمراء وحلف جماعة، فعلم الملك الصالح فهم أن يحرق داره، فدخل ابن جرير في الصلح. وخرج الجواد إلى النيرب، ووقف الناس على باب النصر يدعون عليه ويسمعونه لكونه صادرهم وأساء إليهم. فأرسل إليه الصالح ليرد إلى الناس أموالهم، فما التفت، وسافر.
4 (وزارة ابن جرير ووفاته))
واستوزر الصالح جمال الدين علي بن جرير، وزير الأشرف، فمات بعد أيام.
4 (وزارة الإربلي))
قلت: ثم ولي الوزارة بعده على ما ذكر سعد الدين فيجريدته تاج الدين ابن الوليد الإربلي.))
4 (الغلاء بدمشق))
وحصل بدمشق الغلاء، وأبيعت الغرارة بمائتين وعشرين درهما.

30
4 (توجه الصالح إلى مصر))
وتوجه الملك الصالح قاصدا ديار مصر، وكاتب عمه عماد الدين إسماعيل صاحب بعلبك ليسير إليه، فسار الصالح نجم الدين إلى نابلس، واستولى على بلاد الناصر داود في شوال، فسار الناصر إلى مصر، وأقام الصالح ينتظر قدوم عمه الصالح إسماعيل. وكان ولد أبو الخيش وعسكره عند الملك الصالح، وعمه في باطن الأمر قد كاتب ولده ناصر الدين ابن يغمور ليحلفا له الجند، والأموال تفرق بدمشق بدار النجم بن سلام، ولم يكن أحد يجسر أن يعرف الملك الصالح لهيبته. وجبوا أسواق البلد لأجل سوقية العسكر، من كل دكان عشرة دراهم.
4 (سرقة النعل))
وفي شوال سرق النعل الذي بدار الحديث، فشدد أولو الأمر على القوام وأهل الدار، فرموه في تراب.
4 (استيلاء الفرنج على قرطبة))
وحدثني أبو القاسم بن عمران عن غير واحد من مشايخ سبتة: أن الفرنج استولوا على جميع قرطبة سنة ست هذه. وذكر أن استيلاءهم على شرقيها كان في سنة ثلاث وثلاثين كما ذكرنا.
قال الأبار: وفي صفر سنة ست أخذت الفرنج بلنسية بعد حصار خمسة أشهر.

31
4 (سنة سبع وثلاثين وستمائة))
4 (حصار الصالح دمشق))
في صفر خرج الملك الصالح عماد الدين إسماعيل من بعلبك وقد تهيأت له الأمور كما يريد، وذلك بترتيب وزيره الأمين الطبيب السامري، بعث إلى دمشق الأموال والخلع ففرقت. ثم خرج من بعلبك بالفارس والراجل على أنه متوجه إلى نجدة ابن أخيه نجم الدين أيوب، إلى نابلس من طريق بانياس، فبات بالمجدل. وسرح بطاقة إلى نجم الدين بأنه واصل إليه، وساق بسحر وقصد دمشق، فوصل إلى عقبة دمر، ووقف. فجاءه صاحب حمص أسد الدين من جهة)
منين، وقصدوا باب الفراديس وهجموا البلد. فنزل الصالح في داره بدرب الشعارين، ونزل أسد الدين بداره تجاه العزيزة. ثم أصبحوا من الغد يوم الأربعاء فزحفوا على القلعة، ونقبوها من عند باب الفرج وكان بها الملك المغيث عمر ابن الملك الصالح نجم الدين وكان الصالح عماد الدين يكاتب ابن أخيه ويعده المجيء، وسير إليه يطلب منه ولده ليصل إلى بعلبك كي يقيم عوضه في بعلبك، فبعث به إليه. وكان عز الدين أيبك صاحب صرخد قد كاتب الصالح عماد الدين واتفق معه. ثم إن الصالح عماد الدين ملك القلعة بالأمان، ثم نكث وقبض على المغيث عمر، وحبسه في برج. وخربت لذلك دار الحديث الأشرفية ودور وحوانيت من شأن الحصار، ونصب على القلعة سبعة مجانيق، وأخذوا في النقوب، ثم أخذت الأمان. وبلغ نجم الدين ما جرى، فسير عميه مجير الدين، وتقي الدين، وأيدكين، وألتميش وأنفق فيهم وقال: سوقوا إلى دمشق قبل أن تؤخذ القلعة، فساقوا، فبلغهم أخذ القلعة، فمالوا عن نجم الدين

32
خوفا على أهليهم وأسبابهم، وانضموا إلى الصالح عماد الدين، وتم له الدست. وبقي الصالح نجم الدين في مماليكه وجاريته أم خليل، فطمع فيه أهل الغور والقبائل.
واتفق عود الملك الناصر من مصر عن غير رضى، فأخبروه بما تم، فأرسل عسكره، فأحاطوا بالملك الصالح نجم الدين وحملوه على بلغة بلا مهماز، وأحضروه إلى الناصر، فاعتقله مكرما بالكرك سبعة أشهر. فطلب الملك العادل أخاه نجم الدين من الملك الناصر، وبذل فيه مائة ألف دينار. وطلبه أيضا عمه الملك الصالح وصاحب حمص، فما أجابهم الناصر. واتفق معه على أيمان وعهود، ثم خرج به، وقصد مصر. فلما بلغ الملوك إخراجه تألموا من الناصر وعادوه. واختلفت على الملك العادل ولد الكامل عساكره، وكاتبوا الملك الصالح أخاه يسألونه الإسراع، فوصل إلى بلبيس في أواخر ذي القعدة، وبها منصوب مخيم الملك العادل، فنزل به.
وذكر أبو عبد الله الجزري وغيره، قصة نجم الدين أيوب، قال: بقي في غلمانه وطمع فيه أهل الغور والعشران، وكان مقدمهم شيخ جاهل يقال له: تبل البيساني، فما زالوا وراءه وهو يحمل فيهم، وأخذوا بعض ثقله، ثم نزل على سبسطية. وكان الوزيري قد عاد إلى نابلس، فأرسل إليه يقول: قد مضى ما مضى وما زالت الملوك كذا، وقد جئت مستجيرا بابن عمي. ونزل في الدار التي للناصر بنابلس. ثم كتب الوزيري إلى الناصر يخبره الخبر. فبعث الناصر عماد)
الدين ابن موسك، والظهير ابن سنقر الحلبي في ثلاثمائة فارس، فركب الصالح نجم الدين فتلقاهم، فقالوا: طيب قلبك، إلى بيتك جئت. فقال: لا ينظر ابن عمي إلى ما فعلت وقد استجرت به. فقالوا: قد جارك وما عليك بأس.

33
وأقاموا أياما نازلين حوله، فلما كان في بعض الليالي صرخ بوق النفير، وقيل: جاءت الفرنج. فركب الناس والعساكر ومماليك الصالح وساقوا إلى سبسطية. ثم جاء ابن موسك وابن سنقر إليه، فدخل ابن سنقر إليه، وقال: تطلع إلى الكرك إلى ابن عمك، وأخذ سيفه.
قال أبو المظفر الجوزي: فبلغني أن جاريته كانت حاملا فأسقطت، وأخذوه إلى الكرك، فحدثني بالقاهرة سنة تسع وثلاثين قال: أخذوني على بغلة بلا مهماز ولا مقرعة، وساروا بي ثلاثة أيام، والله ما كلمت أحدا منهم كلمة، وأقمت بالكرك أشهرا، ورسموا على الباب ثمانين رجلا.
وحكى لي أشياء من هذه الواقعة.
ثم أن الوزيري أطلع خزائنه وخيله وحواصله إلى الصلت، وبقيت حاشيته بنابلس. ووصل علاء الدين ابن النابلسي من مصر من عند الملك العادل إلى الناصر يطلب الصلح، ويعطيه مائة ألف دينار، فما أجاب. فلما طال مقامه، استشار عماد الدين ابن موسك وابن قليج، ثم أخرجه، وتحالفا واتفقا في عيد الفطر. فحدثني الصالح
قال: حلفني الناصر على أشياء ما يقدر عليها ملوك الأرض، وهو أن آخذ له دمشق، وحمص، وحماة، وحلب، أو الجزيرة، والموصل وديار بكر، ونصف ديار مضر، وأعطيه نصف ما في الخزائن من المال والجواهر والخيل والثياب، فحلفت له من تحت القهر والسيف.

34
قال: وبرز العادل إلى بلبيس يقصد الشام، فاختلف عليه العسكر وقبضوه، وأرسلوا إلى الصالح نجم الدين يعرفونه ويحثونه على المجيء، فسار ومعه الناصر وابن موسك وجماعة أمراء فقدموا بلبيس، فنزل الصالح في مخيم أخيه، أخوه معتقل في خركاه من المخيم. وكان محيي الدين يوسف ابن الجوزي بمصر وقد خلع على الملك العادل، وعلى الوزير الفلك المسيري من جهة الخليفة.
وحدثني الصالح نجم الدين قال: والله ما قصدت مجيء الملك الناصر معي إلا خفت أن تكون معمولة علي، ومنذ فارقنا غزة، تغير علي، ولا شك، إلا أن بعض أعدائي أطمعه في الملك، فذكر لي جماعة من مماليكي أنه تحدث معهم في قتلي، ولما أفرج عني، ندم وهم بحبسي)
ثانيا، فرميت روحي على ابن قليج، فقال: ما كان قصده إلا أن نتوجه أولا إلى دمشق فنأخذها، فإذا أخذناها عدنا إلى مصر.
قال: فلما أتينا بلبيس، شرب الناصر تلك الليلة، وشطح إلى خركاه العادل، فخرج من الخركاه، وقبل الأرض بين يديه فقال له: كيف رأيت ما أشرت عليك ولم تقبل مني فقال: يا خوند التوبة. فقال: طيب قلبك، الساعة أطلقك. ثم جاء فدخل على الخيمة ووقف، فقلت: بسم الله اجلس. قال: ما أجلس حتى تطلق العادل. فقلت: اقعد وهو يكرر الحديث فسكت. ولو أطلقته لضربت رقابنا كلنا. قال: فنام، فما صدقت بنومه، وقمت باقي الليل، فأخذت العادل في محفة ودخلت به القاهرة. ثم بعثت إلى الناصر بعشرين ألف دينار، فردها.
وذكر لي الصالح نجم الدين قول الناصر له: بس يدي ورجلي يعني ليلة بلبيس فقلت: ما أظن هذا يبدو منه، هو رجل عاقل. فأقسم بالله أن هذا وقع.

35
4 (الخطبة للعادل بدمشق))
وأما الصالح إسماعيل، فلما استقر بقلعة دمشق خطب للعادل ابن الكامل صاحب مصر، ثم لنفسه. وقدم عليه عز الدين أيبك من صرخد.
4 (مرض صاحب حمص))
ثم قوي المرض بصاحب حمص فسافر إليها.
4 (حبس الشهاب القوسي والوزير الإربلي))
وفي ربيع الأول رفع الشهاب القوصي إلى الصالح أنه يستخلص الأموال من أهل دمشق، فصفعه الصالح وحبسه، وحبس الوزير تاج الدين ابن الولي الإربلي، وزير الصالح أيوب.
4 (أخذ سنجار من الملك الجواد))
وفيها أخذ صاحب الموصل بدر الدين لؤلؤ سنجار من الملك الجواد بموافقة من أهلها، لسوء سيرة الجواد فيها، فإنه صادرهم. وخرج يتصيد ويحج في البرية، فبعثوا إلى بدر الدين، فجاء وفتحوا له، فمضى الجواد إلى عانة ولم يبق له سواها، ثم باعها للخليفة.
4 (التدريس بالشامية البرانية))
وفيها درس الرفيع عبد العزيز الجيلي بالشامية البرانية.

36
4 (إنزال الكامل في تربته))
)
وفيها أنزل الملك الكامل من القلعة في تابوته إلى تربته التي عملت له، وفتح شباكها إلى الجامع الأموي.
4 (خطابة العز بن عبد السلام بدمشق))
وفي ربيع الآخر ولي خطابة دمشق الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، فخطب خطبة عرية من البدع، وأزال الأعلام المذهبة، وأقام عوضها سودا بأبيض، ولم يؤذن قدامه سوى مؤذن واحد. وعزل الذي قبله وهو أصيل الدين الإسعردي.
4 (الخطبة لصاحب الروم بدمشق))
وفيها أمر الملك الصالح إسماعيل خطباء دمشق أن يخطبوا لصاحب الروم معه.
4 (زيادة الأسعار والسيل المخرب))
وفيها كانت الزيادة في أيام المشمش، جاء سيل عرم هدم وخرب.
4 (ولاية قضاء دمشق))
وفيها ولي قضاء دمشق بعد تدريسه بالشامية القاضي الرفيع، وكان قاضي بعلبك في أيام الصالح بها.

37
4 (مقاتلة أبي الكرم للتتار))
وفيها جاء الخبر إلى بغداد أن رجلا ببخارى يعرف بأبي الكرم له أتباع، قال لأصحابه: إني قادر على كسر التتار بمن يتبعني بقوة الله تعالى من غير سلاح، فتبعه طائفة
، ونهضوا على شحنة البلد ومن معه فهربوا، وقوي أمره، وتبعه الخلق. فبلغ ذلك جرماغون ملك التتار يومئذ، فنفذ جيشا وشحنه. فخرج لحربهم أبو الكرم في ألوف كثيرة بلا سلاح، وتقدم أمامهم فأحجم عنهم التتار إلا واحدا، فأقدم ليجرب، وحمل على أبي الكرم، فقتله، وشد التتار على الناس قتلا. ويقال: إن عدة الناس كانوا ستين ألفا.
4 (الاحتفال بالعيد في بغداد))
وقال ابن الساعي: فيها رفل الخلائق ببغداد في الخلع في العيد بحيث حزر المخلوع عليهم بأكثر من ثلاثة عشر ألفا.
4 (امتناع الحج العراقي))
ولم يحج ركب من العراق.))
4 (حبس الحريري))
وفي المحرم حبسوا الحريري بعزتا لأجل صبي من قرائب القيمري، حلق رأسه وصحبه.
4 (قدوم رسول ملك اليمن))
وفيها قدم رسول الأمير الذي ملك اليمن نور الدين عمر بن علي بن رسول التركماني، إلى الديوان العزيز. وهذا ولد باليمن وخدم مع صاحبها الملك المسعود أقسيس ابن الكامل، فلما مات أقسيس علت همة هذا، واستولى على

38
البلاد وملكها، وقطع خطبة الملك الكامل وطرد نوابه، وخطب لنفسه، وأرسل يطلب من المستنصر بالله تقليدا بسلطنة اليمن. وبقي الملك في بنيه باليمن إلى اليوم.
4 (موت جماعة من أمراء الكاملية))
وفي ذي القعدة كان الصالح عماد الدين إسماعيل قد قبض على جماعة من أمراء الكاملية، فحبسهم وضيق عليهم فماتوا، وهم: أيبك قضيب البان، وبلبان الدنيسري، وأيبك الكردي، وبلبان المجاهدي رحمهم الله.
4 (امتناع الحج العراقي))
ولم يحج ركب العراق في هذه السنين للاهتمام بأمر التتار.

39
4 (سنة ثمان وثلاثين وستمائة))
4 (تسليم قلعة الشقيف للفرنج))
فيها سلم الملك الصالح أبو الخيش إسماعيل قلعة الشقيف إلى الفرنج، فتملكها صاحب صيدا، فأنكر على الصالح الشيخان: عز الدين بن عبد السلام، وأبو عمرو ابن الحاجب، فعزل عز الدين عن الخطابة، وحبسهما بالقلعة. وولي الخطابة وتدريس الغزالية الخطيب العماد داود بن عمر المقدسي خطيب بيت الآبار. ثم أطلقهما بعد مدة، وأمرهما بلزوم بيتهما.
4 (كتاب ملك التتار إلى صاحب ميافارقين))
وفيها قال أبو المظفر ابن الجوزي: قدم رسول ملك التتار ومعه كتاب إلى صاحب ميافارقين شهاب الدين غازي ابن العادل، وإلى الملوك، عنوان الكتاب: من نائب رب السماء، ماسح وجه الأرض، ملك الشرق والغرب، ويأمرهم أعني ملوك الإسلام بالدخول في طاعة القاآن الأعظم. وقال لشهاب الدين: قد جعلك سلحداره، وأمرك أن تخرب أسوار بلادك. فقال:)
أنا من جملة الملوك الذين أرسل إليهم، فمهما فعلوا فعلت.
ثم قال أبو المظفر: وكان هذا الرسول شيخا لطيفا، مسلما، إصبهانيا، حكى لشهاب الدين عجائب منها، قال: بالقرب من بلاد قاقان، قريبا من يأجوج ومأجوج على البحر المحيط، أقوام ليس لهم رؤوس، وأعينهم في مناكبهم،

40
وأفواههم في الرقبة، وإذا رأوا الناس هربوا، قال: وعيشهم من السمك. وهناك طائفة تزرع في الأرض بزرا يتولد منه غنم كما يتولد الدود، ولا يعيش الخروف أكثر من شهرين أو ثلاثة، مثل بقاء النبات. وإن هذه الغنم لا تتناسل. وأخبر أن عندهم آدمي بري، وعلى جسمه شعر كثير. وخيل بريد لا تلحق.
4 (قدوم ولد ملك الخوارزمية إلى بغداد))
وفي ذي الحجة قدم بغداد شمس الدين بن بركات خان بن دولة شاه، ولد ملك الخوارزمية، وله عشر سنين، فتلقاه الموكب الشريف، وخلع عليه بشربوش، وأركب فرسا بسرج ذهب. ثم قدم بعده ابن كشلي خان أحد أمراء الخوارزمية، فخلع عليه.
4 (امتناع الحج من بغداد))
ولم بحج أحد في هذا العام من بغداد.
4 (كسرة الناصر داود للفرنج))
وفي أولها وصل الناصر داود من مصر إلى غزة، فكان بينه وبين الفرنج وقعة، كسرهم فيها.
4 (نهب الركب الشامي))
وفيها وصل الركب الشامي منهوبين، أخذتهم العرب بين تيماء وخيبر.
4 (القبض على أمراء للصالح))
وفيها قبض الصالح على خمسة أمراء من أمراء دولة أبيه.

41
4 (انكسار الخوارزمية أمام الحلبيين))
وفيها سار جيش حلب ومعهم الملك المنصور إبراهيم صاحب حمص إلى حران، فعملوا مع الخوارزمية مصافا، فانكسرت الخوارزمية، وقتلوا، وأسروا. وأخذ المنصور حران، وعصت عليه القلعة.
4 (هياج الأمراء بمصر))
وفيها هاجت الأمراء بمصر واختلفوا، فمسك منهم الملك الصالح عدة، فسكن الوقت.))
4 (تسلم الروم آمد))
وفيها تسلم عسكر الروم آمد بعد حصار طويل. وقيل: إنهم اشتروها بثلاثين ألف دينار.
4 (ظهور البابا التركماني))
وفيها ظهر بالروم البابا التركماني، وادعى النبوة، وكان يقول: لا إله إلا الله، البابا ولي الله، واجتمع عليه خلق عظيم. فجهز صاحب الروم جيشا لقتاله، فالتقوا، وقتل في الوقعة أربعة آلاف، وقتل البابا لا رحمه الله.

42
4 (كسرة عسكر حلب))
وفيها جاء الملك الجواد والصالح بن شيركوه صاحب حمص ومعهم جيش من الخوارزمية، وقصدوا حلب، فنازلوا بزاعة في خمسة آلاف فارس، فخرج إليهم عسكر حلب في ألف وخمسمائة فارس، فكسروا عسكر حلب، وقتلوا، وأسروا، وقربوا إلى حيلان وقطعوا الماء عن حلب. ثم ردوا فنهبوا منبج، وقتلوا أهلها، ولهذا عمل المصاف على حران.

43
4 (سنة تسع وثلاثين وستمائة))
4 (التوسع التتاري))
استهلت والتتار في هذه السنين بأيديهم من الخطا إلى قريب العراق وإربل، وغاراتهم تبدع كل وقت، والناس منهم في رعب، وراسلهم إلى الآن المستنصر بالله ثلاث مرات.
4 (زوال دولة الخوارزمية))
وأما الخوارزمية فزالت دولتهم، وتمزقوا، وقطشت أذنابهم، وبقوا حرامية، يقتلون ويسبون الحريم، ويفعلون كل قبيح.
4 (التجاء الملك الجواد إلى الناصر بالكرك))
وفيها قدم الملك الجواد ملتجئا إلى السلطان الملك الصالح أيوب، فخاف منه الصالح، ونوى أن يمسكه، فرد الجواد من الرمل والتجأ إلى الملك الناصر بالكرك.
4 (حبس الجواد))
وفيها قدم كمال الدين ابن شيخ الشيوخ في جيش من المصريين، فنزل غزة. فجهز الناصر عسكره مع الجواد، فالتقوا، فكسرهم الجواد وأخذ كمال الدين ابن الشيخ أسيرا، وأحضر إلى بين يدي الناصر داود، فوبخه، فقال الجواد: لا توبخه. ثم بعد قليل تحيل الناصر من الجواد)
فأمسكه، وبعث به إلى بغداد

44
تحت الحوطة، فلما نزل بنواحي الأزرق عرفه بطن من العرب فأطلقوه، فالتجأ إلى الملك الصالح صاحب دمشق، ثم لم يثبت، وقصد الفرنج، وبقي معهم مدة.
ثم رجع إلى دمشق فحبسه الصالح بحصن عزتا، وهلك في سنة إحدى وأربعين.
4 (تعمير وتخريب في مصر))
وفيها شرع الصالح صاحب مصر في عمارة المدرسة بين القصرين، وفي عمارة قلعة الجزيرة، وأخذ أملاك الناس، وخرب نيفا وثلاثين مسجدا، وقطع ألف نخلة، وغرم على هذه القلعة دخل مصر عدة سنين. ثم أخربها غلمانه في سنة إحدى وخمسين وستمائة.
4 (تخلص الوزير ابن مرزوق من الحبس))
وفيها تخلص الوزير صفي الدين إبراهيم بن مرزوق من حبس حمص بعد أن بقي به عدة سنين. وكان الملك الجواد وصاحب حمص قد تعصبا عليه، وأخذا منه أموالا عظيمة، فيقال: أخذا أربعمائة ألف درهم.
4 (دخول العز بن عبد السلام مصر))
وفيها دخل الشيخ عز الدين بن عبد السلام الشافعي إلى ديار مصر، وأقبل عليه السلطان إقبالا عظيما، وولاه الخطابة والقضاء، فعزل نفسه من القضاء مرتين وانقطع.

45
4 (هرب السلطان غياث الدين من التتار))
وفيها دخل بايجوا وطائفة من التتار في بلاد الروم فعاثوا، وسفكوا، وهرب منهم السلطان غياث الدين وضعف عن الملتقى.
4 (تدريس النظامية))
وفيها ولي تدريس النظامية نجم الدين عبد الله ابن البادرائي مدرس مدرسة الإمام الناصر، وخلع عليه بطرحة.
4 (صلح المظفر غازي والخوارزمية))
وفيها أغارت الخوارزمية ونهبت وسبت نصيبين ورأس عين ودنيسر، وقتلوا عددا كبيرا من المسلمين. ثم طلبوا الصلح مع المظفر غازي، فحلف لهم وحلفوا له، ومقدمهم الكبير هو بركة خان، وهم نحو خمسة آلاف فارس. ودون بركة خان في الرتبة اختيار الدين بردي خان، وقد كان أمير حاجب السلطان جلال الدين، وهو شيخ داهية، له رأي ورواء، ودونه صاروا خان،)
شحنة الجمال التي لجلال الدين خوارزم شاه، وهو شيخ بطين أبله، ثم كشلوخان تربية جلال الدين، شاب عاقل، وابن أخت جلال الدين، وبهادر، وبكجري، وتبلو، وغيرهم من الأمراء.
وهذا بركة خان، شاب مليح، أول ما طر شاربه. فتزوج الملك المظفر بابنة عم بركة خان، وتسلطت الخوارزمية على بلاد الجزيرة، وبالغوا في العيث والفساد، وخربوا أعمال الموصل حتى أبيع الثور بأربعة دراهم، وقنطار الحديد بدرهمين ثلاثة، والحمار بثلاثة دراهم، لكثرة الشيء ولكونه حراما. قال سعد الدين هذا كله، وقال: في رمضان نفوا الحريرية من ميافارقين وأنا بها لكثرة إفسادهم أولاد الناس.

46
4 (سنة أربعين وستمائة))
4 (تجهيز جيش مصر لقصد الشام))
فيها عزم الصالح صاحب مصر على قصد الشام، فقيل له: البلاد مختلفة، فجهز الجيش وأقام.
4 (الواقعة بين صاحب ميافارقين وعسكر حلب))
وفيها كانت وقعة هائلة بين صاحب ميافارقين شهاب الدين وبين عسكر حلب. كانت الخوارزمية قد خربوا بلاد الموصل وقراها وماردين. وحلفوا لصاحب ميافارقين وحلف لهم، ووافقهم صاحب ماردين. فجمع صاحب ميافارقين الخانات، وهم مقدمو الخوارزمية وشاورهم، فقال: لا بد من تخريب بلد الموصل، وقالوا هم: لا بد من اللقاء. فلما كان في المحرم ركبوا وطلبوا من جبل ماردين إلى الخابور. وساقوا إلى المجدل، ووقف الخانات ميمنة وميسرة، وغازي صاحب ميافارقين في القلب. وأقبل عسكر حلب فصدموا صدمة رجل واحد، فانهزمت الخوارزمية، وركب الحلبيون أقفيتهم أسرا وقتلا، ونهبوا أثقال غازي وعساكره، وأغنام التركمان ونساءهم. وكانوا خلقا، وأبيع الفرس بخمسة دراهم، والشاة بدرهم، ونهبت نصيبين وسبي أهلها. وقد نهبت قبلها مرارا من المواصلة والخوارزمية. ثم فعلوا كذلك برأس العين والخابور. وجرت قبائح.

47
4 (ملك خلاط))
وفيها ملك شهاب الدين غازي مدينة خلاط
4 (تملك الفرنج مرسية))
وفي شوال قدم أحمد بن محمد بن هود مرسية بجماعة من وجوه الفرنج، فملكهم مرسية)
صلحا.
4 (الوباء ببغداد))
وفيها كان الوباء ببغداد، وزادت الأمراض.
4 (وفاة المستنصر بالله))
وتوفي المستنصر بالله.
4 (بيعة المستعصم بالله))
وبويع المستعصم بالله أبو أحمد عبد الله بن منصور، الذي استشهد على يد التتار.
4 (موت كمال الدين ابن الشيخ))
وفيها سار من مصر الجيش لمحاصرة الصالح إسماعيل، وعليهم كمال الدين ابن الشيخ، فمات بغزة، فقيل: إنه سقي السم.

48
4 (أخذ عدة مدن ونهبها))
قال سعد الدين الجويني: وفي المحرم أخذت التتار أرزن الروم، وقتلوا كل من فيها. وانجفل أهل خلاط، وتفرقوا خوفا من التتار. ثم حكى كسرة الحلبيين للمظفر
وللخوارزمية. ثم قال: حكى شخص من أهل نصيبين قال: نهبت نصيبين في هذه السنة سبع عشرة مرة: من المواصلة والماردانية والفارقية، ولولا بساتيننا هجينا في البلاد، فما شاء الله كان.

49
5 (الطبقة الرابعة والستون وفيات))
4 (وفيات سنة إحدى وثلاثين وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن أحمد بن إبراهيم بن أسد، المنتجب.))
أبو العباس الدمشقي سمع: أبا القاسم الحافظ، وأبا سعد بن عصرون. وسمع بعد ذلك بمصر من البوصيري.
وهو جد صاحبنا شرف الدين أحمد بن نصر الله بن أسيدة.
كتب عنه جماعة. وروى عنه بالإجازة فاطمة بنت سليمان، والفخر إسماعيل بن عساكر، وعلي بن هارون الثعلبي.
وتوفي في رابع عشر ذي الحجة.
وأصله من صور.
4 (أحمد بن إبراهيم بن نصر.))
أبو العباس، ابن المركب. القيسي، الطبيب.
حدث عن: عبد الرحمن بن علي اللخمي، والقاسم بن عساكر.
ومات في شعبان.
4 (أحمد بن أبي بكر جعفر بن أحمد بن علي بن عبد الله.))

50
أبو العباس، الحربي، المعروف بابن عمارة.
سمع من: عمر بن بنيمان المستعمل، وعبد المغيث بن زهير.
وحدث.
وللفخر ابن عساكر، ولمحمد بن يوسف الإربلي، ومحمد ابن الشيرازي. منه إجازة.
وتوفي في المحرم.
وعمارة: بالتشديد، قيده المنذري.
4 (أحمد بن عبد السيد بن شعبان بن محمد بن جابر بن قحطان.))
الأمير الكبير، صلاح الدين الإربلي.
ولد ونشأ بإربل، وقدم مصر. وكان حاجب الملك مظفر الدين صاحب إربل، فتغير عليه،)
وسجنه مدة، ثم أطلقه، فقصد الشام صحبة الملك القاهر أيوب ابن العادل. فخدم الملك المغيث محمود ابن العادل. فلما توفي المغيث، دخل مصر، وخدم السلطان الملك العادل، وعظم عنده، وأحبه.
وكان فقيها، وعالما، أديبا، شاعرا مجودا، ظريفا، فصيحا. ثم إن الكامل تغير عليه وحبسه سنة ثمان عشرة، فبقي في الحبس خمس سنين، وعمل:
* ما أمر تجنيك على الصب خفي
* أفنيت زماني بالأسى والأسف
*
* ماذا غضب بقدر ذنبي فلقد
* بالغت وما أردت إلا تلفي
* ثم أوصلهما لبعض القيان، فغنت به للملك الكامل فأعجبه وقال: لمن هذا قيل: للصلاح الإربلي. فأطلقه، وعاد إلى منزلته.

51
وله ديوان ودوبيت كثير. وله:
* يوم القيامة فيه ما سمعت به
* من كل هول فكن منه على حذر
*
* يكفيك من هوله أن لست تبلغه
* إلا إذا ذقت طعم الهول بالسفر
* وكان في خدمة الكامل حين قصد الروم، فمرض بالمعسكر وحمل إلى الرها فمات قبل دخولها، ودفن بظاهرها في ذي الحجة. وعاش ستين سنة. ثم نقله ابنه بعد أعوام إلى مصر ودفنه بتربته.
وكان الصاحب محيي الدين ابن الجوزي قد توجه رسولا إلى مصر، فانتظروه فتأخر أياما، فعمل الصلاح الإربلي:
* قالوا الرسول أتى وقالوا إنه
* ما رام يوما عن دمشق نزوحا
*
* ذهب الزمان وما ظفرت بمسلم
* يروي الحديث عن الرسول صحيحا
*
4 (أحمد بن علي بن ثبات.))
الإمام، أبو العباس، الواسطي، الشافعي، الفرضي، الحاسب.
ولد في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة. وسمع ببغداد من أبي طالب المبارك صاحب ابن الخل.
وكان بصيرا بالفرائض، والحساب، وصنف فيه. وانتفع به جماعة.
توفي في رجب.)

52
4 (أحمد ابن الموفق محمد بن أبي الفتح محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن عثمان.))
الشرف، أبو العباس، ابن الصابوي، المحمودي، الشافعي.
حدث بدمشق ومصر عن السلفي، وأبي الفتح بن شاتيل.
روى عنه: ابن عمه الجمال محمد ابن الصابوني، والمحيي محمد ابن الحرستاني الخطيب، وأخوه عبد الصمد، وسعد الخير بن أبي القاسم النابلسي، وأخوه أبو الفرج نصر، وإبراهيم بن عثمان اللمتوني، وأخوه علي، وأبو الحسين علي بن محمد اليونيني، وجماعة.
قال الحافظ المنذري: سمعت منه، وتوفي في ثالث رمضان بمصر، وسألته عن مولده: فذكر ما يدل تقريبا أنه في سنة تسع وستين وخمسمائة.
قلت: وكان كريم النفس، دائم البشر.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد.))
الشريف، أبو هاشم، الهاشمي، العباسي، الحلبي، الشاعر، بدر الدين.
من ذرية صالح بن علي الهاشمي الأمير عم المنصور، ولم يزل آباؤه بحلب منذ وليها صالح، ولهم وقف عليهم.
وكان شاعرا مجودا. توفي في رمضان.
4 (أحمد بن مسلم بن أبي البدر بن عبد الرزاق.))
أبو العباس، الراذاني، بغدادي.

53
سمع من أبي المكارم المبارك بن محمد الباذرائي.
وتوفي في ربيع الأول.
4 (أحمد بن منظور بن ياسين.))
أبو العباس العسقلاني، ثم المصري، الحريري، التاجر، كهل.
سمع مع زكي الدين عبد العظيم من جعفر بن آموسان.
وكتب عنه زكي الدين وقال: مات في رجب.
4 (أحمد بن يوسف بن علي.))
أبو العباس الكردي، الهكاري، الجندي.
حدث عن السلفي)
روى عنه الزكي المنذري وسأله عن مولده: فقال: بدمشق في سنة أربع وخمسين. وله غزوات ورباط. ومات في الثاني والعشرين من ربيع الآخر.
وروى عنه الجمال محمد بن الصابوني، وغيره.
4 (إسماعيل بن أبي جعفر أحمد بن علي بن أبي بكر.))
أبو الحسين، القرطبي، ثم الدمشقي.
ولد بدمشق سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وسمع من: يحيى الثقفي، وعبد الرحمن بن الخرقي، وإسماعيل الجنزوري، وجماعة.
كتب عنه ابن الحاجب، وغيره.
وروى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما. وبالإجازة الفخر بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والقاضي تقي الدين، وابن الشيرازي.

54
وكان صالحا، زاهدا، ورعا، تقيا، منقبضا عن الناس. وكان مقرئا فصيحا، أم بالكلاسة مدة.
وكان كثير الوسواس في الطهارة.
قال أبو شامة: وفي منتصف شوال توفي البرهان إسماعيل بن أبي جعفر إمام الكلاسة، وكانت له جنازة عظيمة. وكان منقطعا بالمنارة الشرقية.
4 (إسماعيل بن علي بن إسماعيل بن باتكين.))
أبو محمد، الجوهري.
شيخ صالح بغدادي، مسند.
ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: هبة الله بن هلال الدقاق، وأبي المعالي عمر بن علي الصيرفي، وابن البطي، وأبي زرعة، ويحيى بن ثابت، والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن البيضاوي، وأحمد بن المقرب، وعبد الله بن سعد خريفة، وشهدة، وجماعة.
روى عنه: أحمد ابن الجوهري، وعمر ابن الحاجب، وعز الدين أحمد الفاروثي، والمحب ابن النجار، وابن نقطة.
وأجاز للفخر ابن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والقاضي الحنبلي، وغيرهم.
ومن مسموعه كتاب المغازي لعبد الرزاق، سمعه من ابن البطي، أخبرنا جعفر الحكاك،)
أخبرنا محمد بن الحسين الصنعاني، عن النقوي، عن

55
الدبري، عنه. وسمع كتاب المغازي لموسى بن عقبة، من ابن المقرب: أخبرنا أبو طاهر ابن الباقلاني. وسمع كتاب مسند الطيالسي، من ابن البطي: أخبرنا حمد الحداد.
سمع الكتب الثلاثة منه أبو العباس ابن الجوهري.
قال ابن نقطة: سمعت منه، وسماعه صحيح.
وقال غيره: شيخ صالح، ثقة، مسند.
توفي في الرابع والعشرين من ذي القعدة. وقد تفرد بإجازته أبو نصر ابن الشيرازي.
4 (إسماعيل بن أبي طالب المبارك بن عبد الخالق.))
أبو أحمد، ابن الغضائري، البغدادي.
ولد سنة ستين وخمسمائة.
وحدث عن شهدة. وكان تاجرا.
روى لنا عنه بالإجازة إسماعيل بن عساكر، وابن عمه البهاء.
مات في ربيع الأول.
4 (آمنة بنت الزاهد أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة.))
الصالحة، العابدة، أم أحمد، المقرئة.
كان البنات بالدير يقرأن عليها. وكانت حافظة لكتاب الله.
روت بالإجازة عن أبي الفتح بن البطي، وابن المقرب، وسعد الله بن الدجاجي.
روى عنها: أخوها الشيخ شمس الدين، والفخر علي، والشمس محمد ابن الكمال.

56
قال ابن الحاجب: قرأت القرآن على والدها. وقال لي الحافظ الضياء: ما أعلم رأيت امرأة ولا رجلا في الخير مثلها. وسافرت معها إلى مكة. وما أظن كاتبيها كتبا عليا خطيئة، ولا أعرف لها سيئة، وكانت كثيرة الصدقة.
ولدت سنة خمس وخمسين بجبل قاسيون، وتوفيت في سلخ رمضان. قلت: آخر من روى عنها بالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وهي عمة جده.
وتوفيت أختها خديجة بعد جمعة.
4 (حرف الباء))
))
4 (بسام بن أحمد بن حبيش بن عمر بن عبد الله بن شاكر.))
أبو الرضى، الغافقي، الجياني، نزيل مالقة.
سمع من: أبيه، وأبي عبد الله بن الفخار، وأبي جعفر بن مضاء، ويحيى بن نجبة بن يحيى، وأبي القاسم بن بشكوال. وروى أيضا عن أبي زيد السهيلي، وأبي محمد بن عبيد الله، وجماعة.
قال الأبار: وكان من أهل الفضل، والورع، والعناية بالحديث. وله حظ من العربية والشعر وولي القضاء بالمنكب وغيرها وحدث وتوفي في عاشر شعبان بمالقة. وولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
4 (حرف الثاء))
4 (ثابت بن تاوان بن أحمد.))

57
الإمام، نجم الدين، أبو البقاء، التفليسي، الصوفي.
حدث عن أبي الفرج ابن الجوزي، وغيره.
وكان صوفيا جليلا، معظما، نبيلا، له معرفة بالفقه، والأصول، والعربية، والأخبار، والشعر، والسلوك. وكان صاحب رياضيات ومجاهدات. وكان من كبار أصحاب الشيخ شهاب الدين السهروردي وأذن له أن يصلح ما رأى في تصانيفه من الخلل. قدم دمشق وكان شيخ الأسدية، وشيخ المنيبع، وله كلام في التصوف، وشعر حسن.
قال أبو شامة: كان كبير المحل، حسن الأخلاق، مشتغلا بعملي الشريعة والحقيقة.
وقال المنذري: قدم مصر رسولا من الديوان العزيز، ولم يتفق لي الاجتماع به.
قلت: وهو مليح الكتابة، نسخ الأجزاء، وعني بالرواية سنة نيف وعشرين، وسمع ولده.
وولده سنة خمس وسبعين وخمسمائة. وتوفي في سابع جمادى الأولى.
روى عنه الجمال ابن الصابوني، وبالإذن البهاء ابن عساكر.

58
4 (ثعلب بن عبد الله بن عبد الواحد، القاضي، رضي الدين.))
أبو العباس، المصري، الشافعي، الفقيه، الخطيب، العدل.
تفقه على أبي الحسن بن حمويه الجويني شيخ الشيوخ، وشهد عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الرحمن ابن السكري، ومن بعده.)
وولي القضاء بالجيزة، والخطابة بالجامع المجاور لضريح الشافعي.
وتوفي في ذي الحجة.
4 (حرف الحاء))
4 (الحسن بن أبي طالب صفي الدين.))

59
البغدادي، الأديب.
جاور بالمدينة، وكتب لصاحب المدينة، ثم وزر له، واشتد على قمع المفسدين، فوثب عليه جماعة على باب المسجد النبوي فضربوه بأسيافهم وقتلوه داخل المسجد في آخر سنة إحدى وثلاثين.
4 (الحسن بن محمد بن سكن.))
أبو علي الموصلي. شيخ، رئيس، أديب، شاعر.
توفي في ذي الحجة، وهو في عشر التسعين.
4 (الحسين بن أبي بكر المبارك بن محمد بن يحيى بن مسلم. الشيخ سراج الدين.))
أبو عبد الله، الربعي، الزبيدي الأصل، البغدادي، الفقيه الحنبلي، البابصري، الفرسي نسبة إلى ربيعة الفرس.
ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة تقريبا، وقيل: سنة خمس وأربعين.
وسمع من: جده، وأبي الوقت السجزي، وأبي الفتوح الطائي، وأبي زرعة المقدسي، وأبي حامد الغرناطي، وأبي زيد جعفر بن زيد الحموي، وغيرهم.
وأجاز له أبو علي الخزاز، وغيره.
وحدث ببغداد، ودمشق، وحلب.

60
وكان فقيها، فاضلا، دينا، خيرا، حسن الأخلاق، متواضعا، درس بمدرسة الوزير عون الدين يحيى بن هبيرة.
وحدث عنه خلق لا يحصون، منهم: أبو عبد الله الدبيثي، والضياء، والبرزالي، وابن أبي عمر، وسالم بن ركاب، وعمر بن محمود الرقي، ونصر بن عبيد السوادي، والشهاب أحمد بن محمد الخرزي، والشيخ إبراهيم بن عبد الله الأرموي، والتقي عمر بن يعقوب الإربلي، والمنصور محمود ابن الملك الصالح إسماعيل، والحافظ محمد بن السعيد شاهنشاه ابن الأمجد،)
والمفتي تاج الدين عبد الرحمن، والخطيبان: محيي الدين محمد ابن الحرستاني، وجمال الدين عبد الكافي، ومجد الدين يوسف ابن المهتار، ومحيي الدين يحيى ابن القلانسي، ومجد الدين محمد بن أحمد بن آبي طالب الأنصاري، ومحيي الدين يحيى بن علي الموسوي الحسيني، وسعد الخير ونصر ابنا النابلسي، وعلاء الدين علي بن محمد المراكشي، والكمال محمد بن عبد الواحد بن أبي بكر الحموي، والرشيد عثمان بن أبي الفضل بن المحبر الحنبلي، والبدر يوسف بن إبراهيم الزراد سبط ابن الحنبلي، والحاج عبد الرحمن بن عباس الخباز، والمحيي يحيى بن أحمد بن المعلم، والفخر عمر بن يحيى الكرجي، والعماد عبد الله بن محمد بن حسان الخطيب، وبدر الأتابكي، والمعمر العماد أبو بكر بن هلال بن عياد الحنفي، والصفي إسحاق بن إبراهيم الشقراوي، والكمال علي بن محمد الفرنثي.
وأخبرنا عنه: أبو الحسين اليونيني، والكمال عبد الله بن قوام، والشمس محمد بن هاشم العباسي، والنجم أبو تغلب الفاروتي، والعماد يوسف ابن الشقاري، والشرف أحمد بن عساكر، والأمين أحمد بن رسلان، والعماد أحمد بن محمد بن سعد، والعز إسماعيل ابن الفراء، وعلي بن عثمان اللمتوني، وعلي، وعمر، وأبو بكر بنو ابن عبد الدائم، ومحمد بن نوال الرصافي، وأبو بكر بن عجرمة الحجار، والشمس محمد بن حازم، وعلي بن بقاء الزاهد، والبدر يوسف بن عطاء، والعز أحمد ابن العماد، ونصر الله بن عياش، وأحمد بن

61
إبراهيم الرقوقي، وعمر بن أبي الفتوح الصحراوي، ومحمد بن أبي الذكر الصقلي، والعماد عبد الحافظ بن بدران، ويحيى ابن العدل، وأحمد ابن المجاهد، وأحمد بن عزيز اليونيني، ومحمد بن قايماز الطحان، ومحمد بن علي ابن الواسطي، ومحمد بن أبي بكر المقبري، وسونج التركماني، وعبد الصمد ابن الحرستاني، وعبد الحميد بن خولان، وأحمد بن أبي بكر الهمذاني، ومحمد بن يوسف الذهبي، ونصر ابن أبي الضوء الفامي الزبداني، وعبد الدائم بن أحمد القباني، وأحمد بن زيد الجمال، وعيسى بن أبي محمد المغاري، وعلي بن محمد الثعلبي، والتقي أحمد بن مؤمن، وسنقر القضائي الحلبي، والشرف عمر بن محمد الفارسي، والقاضي علي بن أحمد الحنفي، والشهاب محمد بن مشرف التاجر، والمفتي رشيد الدين إسماعيل ابن المعلم، والبدر حسن بن أحمد بن عطاء، وعيسى المطعم، والقاضي تقي الدين سليمان بن قدامة، وعثمان بن إبراهيم الحمصي، وأحمد بن أبي طالب الحجار، وخديجة بنت سعد، وهدية بنت عبد الحميد، وخديجة)
بنت الرضي، وفاطمة بنت الآمدي، وخديجة بنت المراتبي، وفاطمة بنت البطائحي، وزينب بنت الإسعردي، وست الوزراء بنت المنجى، وهدية بنت عسكر، وفاطمة بنت الفراء.
قرأت بخط السيف ابن المجد قال: بقي في نفسي عند سفري من بغداد سنة ثلاثين أنني أقدم بلا شيخ يروي البخاري. ثم ذكر قصة ابن روزيه، وأنه سفره في سنة ست وعشرين وأعطوه خمسين دينارا من عند الصالح العادل، فلما وصل إلى رأس عين، أرغبوه، فقعد وسمعوا منه البخاري. ثم سار فأرغبوه في حران وسمعوا منه الكتاب، ثم فعل به أهل حلب كذلك وحرصوا أن لا يصل إلى دمشق، وخوفوه من حصار دمشق، فرجع إلى بغداد. قال السيف: فمضيت إليه وقد ذاق الكسب، فإنه حصل له أكثر من مائة دينار فاشتط علينا، واشترط جملة ومن يخدمه، ونفقة عند أهله وتردد مع ذلك، فكلمنا أبا الحسن ابن القطيعي فاشترط مثل ذلك. فمضيت إلى أبي عبد الله ابن الزبيدي، وأنا لا أطمع به فقال: نستخير الله، ثم قال: لا تعلم أحدا وحرضه على التوجه ابنه عمر، وكان على الشيخ دين نحو سبعين دينارا، فلأجله ذكر أنه يسافر، فرافقناه. فكان خفيف المؤنة، كثير الاحتمال، حسن الصحبة، كثير الذكر، فنعم الصاحب كان.

62
قلت: ولما قدم، فرح السلطان الأشرف بقدومه وذلك في أثناء رمضان، فأخذه إلى القلعة ولازمه وسمع منه الصحيح في أيام يسيرة. ثم نزل إلى دار الحديث الأشرفية وقد فتحت من نحو شهر، فحشد الناس له وتزاحموا عليه وفرغوا عليه الصحيح في شوال. ثم حدث بالكتاب وبمسند الشافعي بالجبل، واشتهر اسمه وبعد صيته. ثم سافر في الحال إلى بلده، فدخل بغداد متمرضا، وتوفي إلى رحمة الله في الثالث والعشرين من صفر، ودفن بمقبرة جامع المنصور. وقد حدث من بيته جماعة.
4 (حرف الخاء))
4 (خديجة بنت محمد بن عبد الله بن العباس الحراني.))
سمعت من والدها جزء الحفار.
كتب عنها ابن الجوهري، وغيره. وروى عنها بالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وسعد الدين، والبهاء ابن عساكر، وغيرهم.
ولا أعلم متى توفيت، إنما كتبتها على التخمين هنا.))
4 (الخضر بن بدران بن بغرا.))
الأديب، أبو العباس، التركي، الشاعر.
من أولاد الأمراء المصريين. وله شعر كثير.

63
وكان شيخا كبيرا. عاش ثمانيا وثمانين سنة.
كتب عنه الزكي المنذري، وغيره.
ومات في ربيع الأول.
4 (حرف الزاي))
4 (زكريا بن علي بن أبي القاسم حسان بن علي بن حسين.))
أبو يحيى، السقلاطوني، الحريمي، الصوفي، المعروف بابن العلبي.
ولد في أول سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وسمع من: أبيه، ومن أبي الوقت، وأبي المعالي ابن اللحاس.
روى عنه: ابن النجار، والسيف ابن المجد، والشرف ابن النابلسي، والمجد عبد العزيز ابن الخليلي، والتقي ابن الواسطي، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، والشهاب الأبرقوهي، والعماد إسماعيل ابن الطبال شيخ المستنصرية، وبالإجازة الفخر إسماعيل ابن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، والقاضي تقي الدين.
وكان من صوفية رباط أبي النجيب السهروردي، وكان ساكنا لا يكاد يتكلم إلا جوابا.
وقرأت بخط السيف قال: رأيت اسمه قد ألحق في طبقه مسند عبد.

64
وقد كان في الآخر يطلب على السماع أجرا، ويصرح به. فسمع عليه جماعة كتاب الدارمي وكتاب ذم الكلام وعند إنهائه قالوا: قد بقي منه شيء إلى غد أو نعطيك شيئا ثم لم يعودوا إليه، فكان يشتمهم وينال منهم.
قلت: مات في أول ربيع الأول.
4 (حرف السين))
4 (سعيد بن أبي المظفر، البندنيجي.))
عرف بابن عفيجة.
سمع من عبد الحق.)
ومات في جمادى الأولى.
4 (سليمان بن المظفر بن غنائم.))
الإمام رضي الدين، أبو داود، الجيلي، الشافعي.
تفقه ببغداد بالنظامية، ودرس، وأفتى، وصنف، وبرع في المذهب. وحدث بالإجازة عن الإمام الناصر لدين الله.
وتفقه عليه جماعة كثيرة، وندب إلى مشيخة الرباط الكبير فامتنع. وطلب للقضاء فامتنع.
قال القاضي شمس الدين ابن خلكان: كان من أكابر فضلاء عصره. وصنف كتابا في الفقه يدخل في خمس عشرة مجلدة. وعرضت عليه المناصب،

65
فلم يفعل. وكان دينا، نيف على الستين. وتوفي في ثاني ربيع الأول. وكان ملازما لبيته، حافظا لوقته.
4 (السيف الآمدي.))
اسمه علي بن أبي علي.
4 (حرف الشين))
4 (شهريار بن أبي بكر بن أبي الكرم.))
أبو أحمد، البغدادي، النساج، الفقير.
رجل صالح.
حدث عن: محمد بن بركة الحلاج، وعلي بن يحيى ابن الطراح.
كتب عنه ابن الحاجب، وغيره.
ورخه المنذري بالسنة.
4 (حرف الصاد))
4 (صهيب بن عبد المهيمن.))
أبو يحيى، المراكشي.
سمع الموطأ من أبي بكر ابن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون.
سمع منه ابن فرتون بفاس.
وقال الأبار: توفي في رمضان.
4 (حرف الطاء))
))
4 (طالب بن شمائل بن أحمد الغساني.))
المعروف بابن الدندان الداراني.
سمع الحافظ ابن عساكر.
وحدث عنه الزكي البرزالي، وغيره. وأجاز لجماعة.

66
توفي في المحرم عن اثنتين وثمانين سنة.
4 (طغريل، الأمير الكبير شهاب الدين.))
أتابك السلطان الملك العزيز صاحب حلب، ومدبر دولته.
كان خادما، رئيسا، من كبار الأمراء الظاهرية. لما توفي أستاذه، قام بأمر ولده الملك العزيز أتم قيام. وحفظ عليه البلاد، واستمال الملك الأشرف حتى أعانهم ودافع عنهم.
وكان طغريل صالحا، دينا، صاحب ليل وبكاء. وكان كثير الصدقات، وافر الخيرات. كان الملك الأشرف يقول: إن كان لله في الأرض ولي، فهو هذا الخادم. ولما استعاد الأشرف تل باشر، دفعها له، وقال: هذه تكون برسم صدقاتك، فإنك لا تتصرف في أموال الصغير. وكان قد طهر حلب من الفسق والخمور والمكوس والفجور، قاله أبو المظفر الجوزي.
توفي بحلب في حادي عشر المحرم، ودفن بباب أربعين.
وقد حدث عن الصالح أبي الحسن علي بن محمد الفاسي.
4 (طي المصري.))
الفقير الصالح، مريد الشيخ محمد القروي.
قدم الشام وانقطع إلى العبادة بزاويته بدمشق بناحية عقبة الكتان. وكان كيسا، لطيفا، ذا مروءة، صحبه جماعة.

67
قال ابن الجوزي: كانت مجالسي تطيب بحضوره.
قلت: دفن بزاويته. ونسبه بعضهم إلى الزوكرة والمحال. ولما مرض، نزل الملك الأشرف فعاده. فلما توفي أوصى السلطان على أولاده، وقرر ابنه في المشيخة. وكان الحريرية ينالون من طي ويؤذونه.
قال العز النسابة: مات شابا، وحضره خلق، وخلف جملة.
4 (حرف العين))
))
4 (العباس، الأمير.))
أبو عبد الله أخو الإمام الخليفة المستنصر بالله.
توفي في المحرم، وغسله عبد العزيز بن دلف. وعملت فيه المراثي.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد الواعظ.))
أبو محمد، ابن الكمال الأنباري صاحب العربية.
ولد سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وسمع من أبيه، وعبيد الله بن شاتيل. وحدث.
ومات في صفر.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عفير.))
أبو محمد، الأموي، مولاهم، البلنسي، المحدث.
سمع أبا محمد بن حوط الله، وحج فسمع من يونس بن يحيى الهاشمي،

68
وزاهر بن رستم.
ودخل العراق وخراسان والشام. وسمع من عبد الوهاب بن سكينة، وعمر بن طبرزد، والمؤيد الطوسي، والتاج الكندي، سمع منه تاريخ بغداد. وسمع الموطأ، وصحيح مسلم من المؤيد.
ثم قتل إلى المغرب.
وحدث بتونس.
وتوفي بعد الثلاثين وستمائة. قاله الأبار.
4 (عبد الله بن عبد الودود بن محمد.))
أبو السعود، البصري، المعروف بابن الدباس.
سمع من عبد الله بن عمر بن سليخ.
ومات في ربيع الأول.
4 (عبد الله بن محمد بن حسين.))
أبو محمد، العبدري، الغرناطي، الكواب.
روى عن: أبي الحسن بن كوثر، وأبي خالد بن رفاعة.
وتصدر لإقراء القرآن.
وكان ورعا، صالحا، خطيبا ببلده.)
توفي عن خمس وسبعين سنة.
ومن الطلبة من سماه: عبد الله بن الحسين بن مجاهد.
وقد قرأ بالسبع على الخطيب محمد بن عروس الغرناطي، صاحب يحيى بن المخلوف.
قرأ عليه بالروايات عدد كبير، منهم: محمد بن إبراهيم الطائي النحوي، وأبو علي الحسن بن أبي الأحوص، وأبو جعفر أحمد ابن الطباع، وقرأ أيضا على أبي خالد يزيد بن رفاعة تلميذ أبي الحسن ابن الباذش.

69
قال ابن مسدي: لم ألق مثله إنفاقا وتجويدا. وكان يعمل في شبيبته الأكواب. وكان خطيب غرناطة.
4 (عبد الله بن يونس الأرمني.))
الشيخ الزاهد القدوة، نزيل سفح قاسيون.
وهو من أرمينية الروم، وقيل من قونية. جال في البلاد، ولقي الصلحاء والزهاد. وكان صاحب أحوال ومجاهدات. وكان سمحا، لطيفا، متعففا، لازما لشأنه، مطرح التكلف. ساح مدة وبقي يتقنع بالمباحات. وكان متواضعا، سيدا، كبير القدر، له أصحاب ومريدون. ولا يكاد يمشي إلا وحده، ويشتري الحاجة بنفسه ويحملها. وكانت له جنازة مشهودة. وكان قد حفظ القرآن، وكتاب القدوري، فوقع برجل من الأولياء، فدله على الطريق إلى الله.
وقد طول أبو المظفر الجوزي، ترجمته رحمه الله تعالى.
وتوفي في التاسع والعشرين من شوال.
وزاويته مطلة على مقبرة الشيخ الموفق.
4 (عبد الحق بن عبد الله بن عبد الحق.))
أبو محمد الأنصاري، المغربي، المهدوي، قاضي الجماعة بمراكش وبإشبيلية.

70
ولي أولا قضاء غرناطة، ثم ولي سنة تسع عشرة وستمائة مراكش وقتا، وامتحن فيها بالفتنة المتفاقمة حينئذ.
قال الأبار: وكان من العلماء المتفننين، فقيها مالكيا، حافظا للمذهب، نظارا، بصيرا بالأحكام، صليبا في الحق، مهيبا، معظما. وله كتاب في الرد على أبي محمد بن حزم، دل على فضله علمه، وأفاد بوضعه، ولا أعلم له رواية. وذكر وفاته.))
4 (عبد الحميد بن أبي المكارم عرفة بن علي بن الحسن.))
أبو سعد، ابن بصلا، البندنيجي.
ولد سنة نيف وستين.
وسمع من: عبد الحق اليوسفي، وشهدة.
وكان شيخا صالحا، عابدا.
مات في ذي القعدة.
4 (عبد الرحيم بن محمد بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين، القاضي.))
أبو نصر، الدمشقي، ابن عساكر.
أخو تاج الأمناء، وفخر الدين. كان ناقص الفضيلة.
سمع الكثير من: عميه الصائن، والحافظ، وعبد الرحمن بن أبي العجائز،

71
وأبي بكر عبد الله بن محمد النوقاني، وأبي نصر عبد الرحيم اليوسفي، وأبي المعالي بن صابر، وأبي المفاخر علي بن محمد بن الحسن البيهقي، وغيرهم.
روى عنه: الزكي البرزالي، والشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية.
وحدثنا عنه الشرف أحمد بن عساكر، وأبو الفضل محمد بن يوسف الذهبي، وأبو إسحاق إبراهيم ابن المخرمي. وبالحضور الفخر إسماعيل بن عساكر، والبهاء قاسم بن عساكر.
وأجاز للقاضي تقي الدين سليمان، ولجماعة. وكان يلقب بالقاضي.
قرأت بخط عمر ابن الحاجب في ترجمة هذا قال: لم يكن عنده مما عند بيته لا قليل ولا كثير. وكان يرمى برذائل لا تليق بأهل العلم. وكان الغالب عليه البله والخواثة. وسألت أبا عبد الله البرزالي عنه فقال: ليس بثقة.
قال المنذري: توفي في الثاني والعشرين من شعبان. وقد أجاز لي.
4 (عبد السلام بن يوسف بن علي البرزي.))
من قرية برزة.
حدث عن أبي الفتح عمر بن علي بن حمويه.
وتوفي في ربيع الأول.
روى عنه الزكي الرزالي، وغيره. وأجاز لطائفة.)
وكان أمينا في القرى. وقد صحب الحافظ عبد الغني مديدة.
4 (عبد العزيز بن عبد الله بن علي بن عبد الباقي.))

72
أبو محمد، ابن الصواف الإسكندري.
شيخ صالح، معتبر، مؤدب ببلده.
ولد في سنة خمسين وخمسين.
وحدث عنه السلفي.
كتب عنه ابن الحاجب، وغيره.
وحدثني عنه حفيداه: الشرف يحيى، وأبو المعالي محمد ابنا أحمد بن الصواف.
وتوفي في رابع ذي القعدة.
4 (عبد المجير بن محمد بن عشائر.))
أبو محمد، كمال الدين، القبيصي، العدل. شيخ معمر، فاضل.
قرأ القراءات بالموصل على يحيى بن سعدون القرطبي، وسمع منه ومن خطيب الموصل.
قال الزكي المنذري: كان من القراء المجودين، وأعيان الفقهاء. توفي في جمادى الأولى.
قلت: سمع منه القاضي مجد الدين العديمي، وغيره. وكان عالي الإسناد في القراءات. ولا أعلم أحدا ممن قرأ عليه.
وقد روى عنه القراءات بالإجازة عبد الصمد بن أبي الجيش.
4 (عبد الواحد بن محمد ن عبد الواحد بن شنيف.))
أبو الفرج، الدارقزي.
حدث عن مسعود بن محمد بن شنيف.
ومات في جمادى الآخرة.

73
4 (علي بن حسان بن محمد.))
أبو الحسن، الكتبي. الحنفي.
حدث عن: أحمد بن حمزة ابن الموازيني، والخشوعي.
وكان فقيها، فاضلا. لقبه موفق الدين.
انتقى له زكي الدين البرزالي جزءا.)
روى عنه: أمين الدين عبد الصمد بن عساكر، والمجد ابن الحلوانية، ومحمد بن عربشاه.
توفي في رابع عشر شعبان.
4 (علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي.))
العلامة، المتكلم، سيف الدين، الآمدي، الحنبلي، ثم الشافعي.
ولد بعد الخمسين وخمسمائة بيسير بآمد، وقرأ بها القراءات على الشيخ محمد الصفار، وعمار الآمدي. وحفظ الهداية في مذهب أحمد. وقرأ القراءات أيضا ببغداد على ابن عبيدة.
وقدم بغداد وهو شاب فتفقه بها على أبي الفتح بن المني الحنبلي،

74
وسمع من أبي الفتح بن شاتيل. ثم انتقل شافعيا وصحب أبا القاسم بن فضلان، واشتغل عليه في الخلاف، وبرع فيه.
وحفظ طريقة الشريف، ونظر في طريقة أسعد الميهني، وغيره. وتفنن في علم النظر، والفلسفة وأكثر من ذلك. وكان من أذكياء العالم.
ثم دخل الديار المصرية وتصدر بها لإقراء العقليات بالجامع الظافري. وأعاد بمدرسة الشافعي. وتخرج به جماعة. وصنف تصانيف عديدة. ثم قاموا عليه، ونسبوه إلى فساد العقيدة، والانحلال، والتعطيل، والفلسفة. وكتبوا محضرا بذلك.
قال القاضي ابن خلكان: وضعوا خطوطهم بما يستباح به الدم، فخرج مستخفيا إلى الشام فاستوطن حماة. وصنف في الأصلين، والمنطق، والحكمة، والخلاف، وكل ذلك مفيد، فمنه: كتاب أبكار الأفكار في علم الكلام، ومنتهى السول في علم الأصول. وله طريقة في الخلاف. وشرح جدل الشريف. وله نحو من عشرين تصنيفا. ثم تحول إلى دمشق، ودرس بالعزيزية مدة، ثم عزل عنها لسبب اتهم فيه. وأقام بطالا في بيته. ومات في رابع صفر، وله ثمانون سنة.
وقال أبو المظفر الجوزي: لم يكن في زمانه من يجاريه في الأصلين، وعلم الكلام. وكان يظهر منه رقة قلب، وسرعة دمعة. وأقام بحماة، ثم انتقل إلى دمشق.
قال: ومن عجيب ما يحكى عنه، أنه ماتت له قطة بحماة فدفنها، فلما سكن دمشق، أرسل، ونقل عظامها في كيس، ودفنها في تربة بقاسيون. وكان أولاد الملك العادل كلهم يكرهونه لما اشتهر عنه من الاشتغال بالمنطق، وعلم الأوائل. وكان يدخل على المعظم والمجلس غاص بأهله فلم يتحرك له،

75
فقلت له: قم له عوضا عني فقال: ما يقبله قلبي. ومع ذلك ولاه تدريس)
العزيزية. فلما مات المعظم، أخرجه منها الأشرف، ونادى في المدارس: من ذكر غير التفسير والفقه، أو تعرض لكلام الفلاسفة، نفيته. فأقام السيف خاملا في بيته قد طفئ أمره إلى أن مات، ودفن بقاسيون بتربته.
وقال أبو محمد المنذري: توفي في ثالث صفر.
قلت: وصنف أبكار الأفكار في أصول الدين، خمس مجلدات، ثم اختصره في مجلد. وصنف الإحكام في أصول الأحكام، أربع مجلدات.
ومن تلامذته القاضي صدر الدين ابن سني الدولة، والقاضي محيي الدين ابن الزكي، وغيرهما.
وقدم إلى الشام سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة. وكان شيخنا القاضي تقي الدين سليمان يحكي عن الشيخ شمس الدين بن أبي عمر رحمه الله قال: كنا نتردد إلى السيف الآمدي، فشككنا فيه هل يصلي فتركناه وقد نام، فعلمناه على رجله بالحبر، فبقيت العلامة نحو يومين مكانها.
فعرفنا أنه ما كان يتوضأ نسأل الله السلامة.
وقد حدث ب غريب الحديث لأبي عبيد، عن ابن شاتيل.
4 (حرف الغين))
4 (غنائم بن أبي القاسم بن علي الخشاب، الدمشقي.))
يعرف بابن المنجنيقي.
روى عن أبي المعالي بن صابر.
روى عنه الزكي البرزالي، وغيره.

76
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن إسماعيل بن جوهر بن مطر.))
أبو الحسن، الدمشقي، الفراء.
سمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر.
روى عنه الزكي البرزالي، وغير واحد من الطلبة. وبالإجازة إبراهيم ابن أبي الحسن المخرمي، وفاطمة بنت سليمان، وجماعة.
وتوفي في تاسع عشر صفر.)
وكان صالحا، متعبدا.
4 (محمد بن خالد بن كرم بن سالم.))
أبو خالد، الحربي، المؤذن، البقال.
ولد في شعبان سنة تسع وخمسين.
وسمع من: يحيى بن ثابت، ولاحق، ودهبل ابن كاره، وغيرهم.
روى عنه بالإجازة القاضيان شهاب الدين الخويي، وتقي الدين المقدسي، وغيرهما.
توفي في أول صفر.
4 (محمد بن عبد الله بن الحسين بن رواحة أبو عبد الله، الحموي، التاجر، ابن عم عز الدين))
عبد الله بن الحسين.
ولد سنة ست وخمسين بحماة. ورحل فسمع من السلفي.
روى عنه مجد الدين ابن العديم، وغيره.
ومات بحلب في صفر.
4 (محمد بن عبد الله بن محمود بن حبيش.))

77
أبو عبد الله، الحسيني، العدل، الإسكندري، المالكي، الأديب، صاحب التصانيف.
سمع من ابن موقا، وعدة. صحب أبا الخطاب بن دحية، ولقي الكندي.
له النظم، والنثر، وله ديوان.
توفي في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين. وله خمسون سنة.
ذكره ابن العمادية في تاريخه: بفتح الحاء وتثقيل الموحدة، وشين معجمة.
4 (محمد بن عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن خطاب.))
الدينوري، الخيمي، أبو الفضل. شيخ بغدادي.
حدث عن عبيد الله بن شاتيل.
وأجاز لشيوخنا.
4 (محمد بن علي بن أبي بكر بن سالم.))
أبو علي، الأزجي، الحداد.
سمع من: أبي الحسين عبد الحق، وأبي هاشم الدوشابي.)
روى عنه القاضي شهاب الدين الخويي، وغيره بالإجازة.
ومات في ربيع الآخر.
4 (محمد ابن الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل بن علي بن مفرج.))
أبو الطاهر اللخمي، المقدسي، ثم الإسكندراني، الفقيه المالكي.
ولد سنة خمس وستين وخمسمائة.

78
وسمع من: جده أبي المكارم، وأبي طاهر السلفي، وبدر الخداداذي، وأبي القاسم محمد بن علي بن العريف، وجماعة كثيرة.
وناب عن والده في تدريس الصاحبية بالقاهرة.
روى عنه: الزكي المنذري، والزكي البرزالي، وغيرهما.
وتوفي في العشرين من جمادى الآخرة.
4 (محمد بن عمر بن يوسف.))
الإمام، أبو عبد الله، الأنصاري القرطبي، المقرئ، المالكي، الزاهد، المعروف بالأندلس بابن مغايظ.
انتقل به أبوه إلى فاس فنشأ بها. ثم حج وسمع بمكة من أبي المعالي عبد المنعم بن عبد الله ابن الفراوي. وسمع بالإسكندرية من القاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وعبد الرحمن بن موقا. وبمصر من الأستاذ أبي القاسم بن فيرة الشاطبي، ولزمه مدة وقرأ عليه القراءات.
وسمع من: أبي القاسم البوصيري، وعلي بن أحمد الحديثي، ومحمد بن حمد الأرتاحي، والمشرف ابن المؤيد الهمذاني.
وكان إماما صالحا، زاهدا، مجودا للقراءآت، عارفا بوجوهها، بصيرا بمذهب مالك، حاذقا بفنون العربية. وله يد طولى في التفسير. تخرج به جماعة. وجلس بعد موت الشاطبي في مكانه للإقراء.

79
قال أبو عبد الله الأبار: حدث بالقاهرة. وأخذ عنه القرآن والحديث، والعربية. ونوظر عليه في كتاب سيبويه. ثم جاور بالمدينة. وشهر بالفضل والصلاح والورع. وأم بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم. وقال ابن الطيلسان: توفي بمصر ودفن بقرافتها، كذا قال، وإنما مات بالمدينة.
وقال المنذري: توفي في مستهل صفر. وقرأ القراءات على الشاطبي. وسمع، وحدث، وأقرأ،)
وانتفع به جماعة. وحج مرات. وأكثر المجاورة عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم. وبرع في التفسير والأدب. وكان له القبول التام من الخاصة والعامة، مثابرا على قضاء حوائج الناس.
سمعته يذكر ما يدل على أن مولده سنة ثمان أو سبع وخمسين وخمسمائة.
قلت: روى عنه الزكي المنذري، والشهاب القوصي، والمجد ابن العديم، وعبد الصمد بن أبي الجيش، وأبو محمد الحسن سبط زيادة، وهو آخر من روى عنه.
4 (محمد بن محمد بن سعيد.))
أبو عبد الله، اليحصبي الجياني، اللوشي.
روى عن: أبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون. وحج فسمع بالإسكندرية محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وغيره.
وولي القضاء والخطابة ببلده مدة، ثم خطابة قرطبة. وأسمع الناس.
ومات في رمضان.
4 (محمد بن أبي بكر محمد بن أبي القاسم عبد الله بن محمد.))
الحافظ، المفيد، أبو الرشيد، الغزال، الإصبهاني.

80
ولد سنة تسع وستين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفتح الخرقي، وخليل الداراني، ومسعود الجمال، وأبي المكارم اللبان، وأبي جعفر الصيدلاني، وجماعة من أصحاب الحداد، وفاطمة الجوزدانية.
وعني بالحديث، وكتب، وحصل الأصول. وكان محمود الصحبة، حسن الطريقة، متدينا. دخل خوارزم، فأثرى بها، وكثر ماله. ثم عاد إلى إصبهان، وجمع شيئا كثيرا من الكتب. ثم عاد إلى خراسان، وعبر النهر. وسكن بخارى مدة إلى أن دخلها العدو واستباحوها، فأحرقت كتبه، وراحت أمواله، وهرب إلى الجبال والشعاب. فلما جعلوا بها شحنة، عاد أبو رشيد إليها، وبقي يشتري من كتب النهب بأيسر ثمن. وكان يحفظ ويفهم مع ثقة، ودين ومروءة.
توفي ببخارى في شوال في هذه السنة.
روى عنه سيف الدين الباخرزي، وحافظ الدين محمد بن محمد البخاري شيخ بخارى، وابن النجار، وقال: قدم علينا بغداد في آخر سنة ست وتسعين وخمسمائة، فسمع من أصحاب ابن الحصين. وكنا نصطحب كثيرا. وسمع بقراءتي، وسمعت بقراءته. وكان محمود الصحبة،)
متدينا. ثم رحل إلى خراسان وسمع بها الكثير، وبما وراء النهر، وأقام بمرو يقرأ على شيخنا أبي المظفر ابن السمعاني، ويكتب عنه فلعله سمع أكثر ما كان عنده. ثم قدم علينا هراة وكنت بها سنة إحدى عشرة، فأقام نحوا من سنة يكتب ويسمع ويحصل بهمة وافرة وجد واجتهاد شديد، ويكتب العالي والنازل. إلى أن قال: وكان يرجع إلى فضل، وحفظ، ومعرفة، وإتقان، وصدق، ومروءة ظاهرة، وديانة، وصلاح. حدثنا أبو رشيد ببغداد، أخبرنا إسماعيل بن غانم، أخبرنا أبو سعد المطرز فذكر حديثا.
4 (محمد بن محمد بن أبي بكر.))
أبو سعد الشهرستاني الصوفي.
توفي بدمشق في ذي الحجة.

81
يروي عن: أبي سعد عبد الله بن عمر الصفار، ومحمد بن فضل الله السالاري.
وكان صالحا، عارفا، معروفا بتربية الأصحاب والمريدين. وهو من أعيان صوفية السميساطية.
لقبه: منصف الدين.
سمع منه ابن الحاجب، وغيره.
4 (محمد بن المبارك بن أبي المظفر هبة الله بن محمد ابن الوزير أبي طالب محمد بن أيوب.))
أبو الحسن، البغدادي، الحاجب.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: محمد بن محمد بن السكن، ومحمد بن إسحاق ابن الصابئ، وغيرهما.
وكان يسمي نفسه عليا، وهو مشهور بالكنية. وجدهم وزير للقائم بأمر الله.
روى عنه بالإجازة القاضيان ابن الخويي، والتقي سليمان، وابن الشيرازي، وفاطمة بنت سليمان، وجماعة.
وكان صالحا ن دينا، متعبدا.
توفي فجاءة في الخامس والعشرين من صفر.
وحدث عنه الفاروثي.
4 (محمد بن نصر بن قوام بن وهب بن مسلم.))
)
العدل، شمس الدين، وأبو عبد الله، الرصافي، التاجر، الشاهد.
ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة بالرصافة.
ودخل إصبهان مع أخيه للتجارة، وسمعا مع يوسف بن خليل وكانا يحسنان إليه وأنزلاه عندهم.

82
روى عن خليل الراراني، وغيره.
حدثنا عنه محمد بن قايماز الدقيقي.
قال عمر ابن الحاجب: هو من ذوي اليسار، له دين، وكرم، وتودد.
وقال الضياء: كان خيرا، ذا مروءة. توفي في شوال.
قلت: وهو والد شيخنا الكمال عبد الله.
4 (محمد بن يحيى بن علي بن الفضل بن هبة الله، قاضي القضاة، محيي الدين.))
أبو عبد الله، ابن فضلان، البغدادي، الفقيه الشافعي، مدرس المستنصرية.
وقد ولي قضاء القضاة للإمام الناصر في آخر دولته.
وكان مولده في سنة ثمان وستين وخمسمائة.
تفقه على والده العلامة أبي القاسم يحيى ابن فضلان. وبرع في المذهب.
ورحل إلى خراسان وناظر علماءها. وكان علامة في المذهب، والخلاف، والأصول، والمنطق، موصوفا بحسن المناظرة، سمحا، جوادا، نبيلا. لا يكاد يدخر شيئا. ولما عزل من القضاء، انقطع في داره يكابد فقرا، ويتعفف ويكتم حاله. وولي تدريس النظامية ببغداد. وتفقه عليه جماعة.
وقد سمع من أصحاب أبي القاسم بن بيان الرزاز، وأبي طالب الزينبي.
وولي قضاء القضاة في سنة تسع عشرة وستمائة، ثم عزله الخليفة الظاهر بعد شهر من بيعته، ولزم بيته ثمانية أشهر، ثم ولي نظر المارستان، فبقي ستة أشهر، وعزل. وولي نظر ديوان الجوالي، ثم ولي تدريس مدرسة أم الناصر لدين

83
الله. وذهب رسولا إلى الروم. ثم ولي تدريس المستنصرية في رجب من سنة وفاته، فأدركه الموت.
توفي العلامة محيي الدين ابن فضلان في سلخ شوال. وكان قوالا بالحق، متدينا، ازدحموا على نعشه رحمه الله تعالى فلقد كان من خيار الحكام.)
قال علي بن أنجب عنه: إنه كتب إلى الناصر في شأن أهل الذمة: يقبل الأرض، وينهي أن الأنعام تحمله على النهوض بمحامد الذكر، فالمأخوذ من أهل الذمة في العام أجرة عن سكناهم في دار السلام، فلا يؤخذ منهم أقل من دينار، ويجوز أن يؤخذ منهم ما زاد إلى المائة حسب امتداد اليد عليهم. فإن رأى من الغبطة الملاحظة لبيت المال أن يضاعف على الشخص منهم ما يؤخذ في السنة فللآراء الشريفة علوها وساق فصلا طويلا في ترقي الملاعين على رقاب المسلمين.
4 (محمد بن أبي بكر بن عثمان بن إبراهيم.))
أبو عبد الله، السمرقندي، القارئ بالألحان.
توفي في صفر عن ستين سنة.
وروى عن أحمد بن علي بن هبة الله بن المأمون.
4 (محمد بن أبي بكر بن علي.))
العلامة، نجم الدين ابن الخباز، الموصلي، الشافعي، الفقيه.
كان من كبار العلماء.

84
ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
قدم مصر، وأقام بها مدة. وتفقه عليه جماعة.
وكان كيسا، لطيفا، متواضعا، بصيرا بالمذهب.
4 (محمود بن همام بن محمود.))
الفقيه، الإمام، الزاهد، المحدث، عفيف الدين، أبو الثناء، الأنصاري، الدمشقي، المقرئ، الضرير.
روى عن: يحيى الثقفي، وإسماعيل الجنزوي، وبركات الخشوعي، وعبد الرحمن ابن الخرقي، والقاسم بن عساكر، وابن طبرزد، وجماعة. ولازم الحافظ عبد الغني كثيرا، وأخذ عنه السنة.
قرأت بخط الضياء المقدسي: وفي يوم الأحد ثالث عشر ربيع الآخر توفي الشيخ الإمام العالم الزاهد أبو الثناء محمود بن همام، ودفن من يومه بالجبل. وكان الخلق في جنازته كثيرا جدا.
وما رأينا من أئمة الشافعية مثله. ما كان يداهن أحدا في الحق، ويتكلم عند من حضره بالحق من أمير، أو قاض، أو فقيه. ولأهل السنة كان مجدا وناصرا، فرحمة الله عليه ورضوانه.)
وقرأت في ترجمته بخط محمد بن سلام: جمع الله فيه كل خلة مليحة، واحتوى على كل فضيلة مع دماثة الأخلاق، وطيب الأعراق. وكان فقيها، محققا، مدققا، حسن الأداء للقرآن.
وانتفع بع عالم عظيم. وقرأوا عليه القرآن. وكان طويل الروح على التلقين. وكان قد جمع مع هذا الزهد العظيم، والورع الغزير، كان صائم الدهر، ملازما للجامع، ما كان يخرج منه إلا بعد العشاء ليفطر، ويعود إليه سحرا.
قلت: روى عنه الضياء حكايات. وحدثنا عنه الشرف ابن عساكر. وأجاز للشيخ علي القارئ، وفاطمة بنت سليمان، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وغيرهم.

85
4 (المسلم بن أحمد بن علي بن أحمد.))
أبو الغنائم، المازني، النصيبي، ثم الدمشقي، ويعرف بخطيب الكتان.
شيخ معمر، عالي الرواية. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وأبي القاسم علي بن الحسن الحافظ، وأخيه الصائن هبة الله. وذكر أنه دخل الإسكندرية، وسمع من أبي طاهر السلفي.
وكان يخدم في الضمان والمكس، ثم ترك ذلك، وحسنت حاله، ولزم بيته والجامع. وافتقر وباع ملكه.
وروى الكثير، روى عنه: البرزالي، والقوصي، والمجد ابن الحلوانية، والحافظ ضياء الدين، والشرف ابن النابلسي، وابن الصابوني، وعلي بن هارون بمصر.
وحدثنا عنه: أبو الفضل بن عساكر، وأبو الفضل محمد بن يوسف الذهبي، والخضر بن عبدان الأزدي، وفاطمة بنت سليمان. وبالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي، وابن الشيرازي، وتاج العرب بنت علان، والفخر إسماعيل ابن عساكر.
وتوفي في الثامن والعشرين من ربيع الأول.
4 (مقبل بن عمر بن مهنا الأزجي، النجار.))
سمع من عيسى الدوشابي.
ومات في ذي الحجة.
4 (مكرم بن مسعود بن حماد بن عبد الغفار بن سعادة بن معقل بن عبد

86
الحميد بن أحمد بن))
محمد ابن قاضي القضاة أحمد بن أبي داود الإيادي.)
ولد سنة ست وخمسين وخمسمائة.
وولي القضاء ببلاد الروم. وقدم مصر وحدث عن عبد المنعم ابن الفراوي.
روى عنه الزكي المنذري.
ومكرم: مخفف.
توفي بأبهر زنجان في السنة.
4 (منصور بن زكي بن منصور بن مسعود الغزال.))
شيخ بغدادي.
ولد سنة ست وخمسين.
وسمع من: عبد الله بن منصور الموصلي، وعبد الله بن أحمد ابن النرسي، وعبد الحق اليوسفي.
روى عنه ابن النجار، وقال: لا بأس به.
ومات في ربيع الأول.
أجاز لابن الشيرازي. ويقال له: أبو منصور.
4 (منكورس الفلكي، الأمير الكبير.))
ركن الدين، العادلي.
ناب في الديار المصرية للملك العادل، وفي دمشق مرة. وكان محتشما، عفيفا، دينا، خيرا، كثير الصدقات. يجيء المؤذن إلى الجامع وحده وبيده طوافة. وله بجبل قاسيون تربة ومدرسة وقف عليهما أوقافا كثيرة.

87
4 (موسى، الملك المفضل، قطب الدين.))
ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي.
أجاز له العلامة أبو محمد عبد الله بن بري، ومحمد بن صدقة الحراني.
وتوفي في ذي الحجة.
4 (حرف النون))
4 (ناصر بن عبد العزيز بن ناصر بن عبد الله بن يحيى.))
أبو الفتوح، الأغماتي الأصل، الإسكندراني، ويعرف بابن السقطي.)
ولد سنة ستين وخمسمائة.
وحدث عن: السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، وغيرهما.
وكان رجلا مباركا، صالحا.
مات في رابع ذي العقدة.
وحدثنا عنه عبد المعطي الهمداني.
4 (نصر الله بن حسان بن أبي الزهر.))
أبو الفتح، الدمشقي، الشروطي، الدلال.
روى عن: الخشوعي، وغيره.
ومات في سادس صفر.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن حسن بن حسين، الشريف.))

88
أبو الفضائل، العلوي، الجواني، الواسطي.
توفي في رمضان عن ست وثمانين سنة، بواسط.
يروي عن أبي طالب بن علي الكتاني.
4 (يحيى بن سلمان بن أبي البركات بن ثابت.))
أبو البركات، البغدادي، المأموني، الصواف.
ولد سنة تسع وأربعين.
وسمع من أبي الفتح بن البطي.
روى عنه بالإجازة القاضي شهاب الدين الخويي، وغيره. وبالسماع عز الدين الفاروتي، وقبله محب الدين ابن النجار وقال: كان لا يأس به، توفي في سادس ربيع الأول.
4 (يحيى بن منصور بن يحيى بن الحسن.))
الفقيه، أبو الحسين، السليماني، اليماني، المقرئ، الشافعي.
من أعيان شيوخ القاهرة.
قرأ القراءات على أبي الجود. وتفقه على الشهاب محمد بن محمود الطوسي. وقرأ علم الكلام بالثغر على أبي الحسن البخاري. ولازم الحافظ علي بن المفضل مدة.)
ودرس بمدرسة قاضي قوص بالقاهرة، وأم بمسجد.
وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (يوسف بن حيدرة بن حسن، العلامة.))

89
رضي الدين، أبو الحجاج، الرحبي.
شيخ الطب بالشام. له القدم والاشتهار عند الخاص والعام. ولم يزل مبجلا عند الملوك. وكان كبير النفس، عالي الهمة، كثير التحقيق، حسن السيرة، محبا للخير، عديم الأذية.
كان أبوه من الرحبة كحالا، فولد له رضي الدين بجزيرة ابن عمر، أقام بنصيبين مدة، وبالرحبة. وقدم بعد ذلك دمشق مع أبيه في سنة خمس وخمسين وخمسمائة. ثم بعد مدة توفي أبوه بدمشق، وأقبل رضي الدين على الاشتغال. والنسخ، ومعالجة المرضى. واشتغل على مهذب الدين ابن النقاش ولازمه، فنوه بذكره وقدمه. ثم اتصل بالسلطان صلاح الدين، فحسن موقعه عنده، أطلق له في كل شهر ثلاثين دينارا، وأن يكون ملازما للقلعة والبيمارستان. ولم تزل عليه إلى أيام المعظم، فنقصه النصف، ولم يزل مترددا إلى المارستان إلى أن مات.
وقد اشتغل عليه خلق كثير، وطالت أيامه، وبقي أطباء الشام تلامذته. ومن جملة من قرأ عليه أولا مهذب الدين عبد الرحيم.
قال ابن أبي أصيبعة: حدثني رضي الدين الرحبي قال: جميع من قرأ علي سعدوا، وانتفع الناس بهم ثم سمى كثيرا منهم قد تميزوا وكان لا يقرئ أحدا من أهل الذمة، ولم يقرئ في سائر عمره منهم سوى اثنين، وكل منهما نبغ، وتميز، وكتب. قد قرأت عليه في سنة اثنتين وثلاث وعشرين وستمائة كتبا في الطب، وانتفعت به. وكان محبا للتجارة مغرى بها. وكان يراعي مزاجه، ويعتني بنفسه، ويحفظ صحته. وكان لا يصعد في سلم، وإذا طلب لمريض، سأل عن ذلك أولا. ويطلع إلى بستانه يوم السبت يتنزه. وكان الصاحب صفي الدين ابن شكر يلزم أكل الدجاج، فشحب لونه، فقال له رضي الدين يوما: الزم لحم الضأن وقد ظهر لونك، ألا ترى إلى لون هذا اللحم ولون هذا اللحم قال: فلزمه،

90
فصلح لونه واعتدل مزاجه، لأن لحم الضأن يتولد منه دم متين بخلاف الدجاج.
ولد رضي الدين الرحبي في جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين، وعاش سبعا وتسعين سنة.
ومات يوم عاشوراء المحرم. وكان مرضه شهرا ولم يتبين تغير شيء من سمعه ولا بصره،)
وإنما كان في الآخر يعتريه نسيان لأشياء القريبة العهد المتجددة. وخلف ولدين: شرف الدين عليا، وجمال الدين عثمان، وكلاهما طبيب فاضل.
4 (يونس ابن الخطيب أبي عبد الله محمد بن أبي الفضل بن زيد الدولعي.))
أبو المظفر.
حدث عن: جده لأمه الخطيب عبد الملك بن زيد الدولعي، وعبد اللطيف ابن شيخ الشيوخ.
ومات في ذي القعدة، قبل أبيه.
4 (الكنى))
4 (أبو الفرج المالكي.))
أحد العلماء، وصاحب كتاب الحاوي.
قال لي أبو عبد الله الوادياشي: إنه تفي سنة.
4 (وفيها ولد))
الإمام محيي الدين النواوي.
والقاضي حسام الدين الرومي الحنفي: الحسن بن أحمد الرازي، باقسرا.
والقاضي عز الدين عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض الحنبلي.

91
وزين الدين المنجى بن عثمان، شيخ الحنابلة.
وشمس الدين محمد بن حمزة، أخو القاضي تقي الدين.
وسعد الدين يحيى بن محمد بن سعد، في ربيع الأول.
والبهاء أبو بكر بن عبد الله بن عمر ابن العجمي، في رجب.
والشمس محمد بن عثمان بن مشرق، في رمضان.
والأديب أبو عبد الله محمد بن أحمد بن مفرج الإشبيلي.
والبدر أحمد بن محمد بن حسن الصواف.
والنجم أحمد بن إسماعيل ابن التبلي الحلبي.
والقاضي أحمد بن محمد بن أحمد البشع.
والشيخ علي بن جعفر، مؤذن القلعة.
والزاهد إبراهيم بن أحمد بن حاتم، ببعلبك.)

92
4 (وفيات سنة اثنتين وثلاثين وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن عمر، ابن الأمير السلار، بختيار الأتابكي، الدمشقي.))
الأمير، الأديب، زين الدين، أبو العباس.
من بيت إمرة وتقدم. وله شعر بديع.
روى عنه شهاب الدين القوصي، وغيره.
توفي في المحرم.
أنشدنا له نسيبه الأديب ناصر الدين أبو بكر ابن السلار:
* أحن إلى الوادي الذي تسكنونه
* حنين محب زال عنه قرينه
*
* وأشتاقكم شوق العليل لبرئه
* وقد أميل آسيه وقل معينه
*
* ولولا رضاكم بالعباد لزرتكم
* زيارة من دنياه أنتم ودينه
*
* وأرغمت أنف البين في جمع شملنا
* ولكن بجهدي في رضاكم أعينه
*
4 (أحمد بن علي بن عبد العزيز، العفيف.))
أبو العباس، القرشي، المصري، الشافعي، المقرئ، المعروف بابن الصيرفي.
قرأ القراءات على أبي الجود. وسمع من أبي الحسن علي بن نجا. أجاز له الأثير أبو الطاهر الأنباري، وجماعة.

93
وأم بمسجد الشارع، وأدب فيه.
ومات في سادس عشر شوال، وجاوز السبعين.
4 (أحمد بن محمد بن الحسين.))
أبو بكر ابن الخرساني، الخطاط.
سمع أبا الحسن عبد الحق.
روى عنه ابن النجار، وقال: كان متدينا، صالحا، على طريقة السلف، توفي في ربيع الآخر، وله سبعون سنة.
وأجاز لشيخنا أبي نصر ابن الشيرازي.
4 (أحمد بن ناصر بن محمود.))
)
أبو إسماعيل الخزرجي، الكفرسوسي، المعمر.
سمع في سنة خمس وخمسمائة من أبي القاسم الحافظ.
وحدث في هذا العام ببيت رأس.
سمع منه ابن الحلوانية، وجماعة، أجاز للبهاء ابن عساكر.
4 (حرف الجيم))
4 (جعفر بن الأسعد بن أبي القاسم بن سعد.))
أبو القاسم، الصوفي، الخياط.
ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
وطلب الحديث في الكبر بعد الثمانين، وسمع من: عبيد الله بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وأبي الخير القزويني، وجماعة.

94
وروى الكثير بمكة، وحصل الأصول والأجزاء. وكان صواما، قواما، تاليا للقرآن، حجاجا.
وكان يعرف بابن الشيعية.
أم بمسجد الظفرية مدة. وكتب عنه طلبة بغداد.
حدث عنه عز الدين الفاروثي. وأجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبي نصر محمد ابن الشيرازي، وتقي الدين سليمان الحاكم.
وتوفي في ثامن جمادى الأولى.
قال ابن النجار: حصل الأصول، ونسخ الكثير مع ضعف يده ورداءة خطه. وكان صالحا، ورعا، عفيفا، حافظا للقرآن، كثير التلاوة والتعبد، صدوقا.
4 (حرف الحاء))
4 (الحسن بن يحيى بن صباح بن الحسين بن علي.))
أبو صادق، القرشي، المخزومي، المصري، الكاتب، نشء الملك.
قال: ولدت في العاشر من جمادى الأولى سنة إحدى وأربعين بمصر في زقاق بني جمح.
سمع من الفقيه عبد الله بن رفاعة، وأجاز له وهو آخر أصحابه. وكان عدلا، دينا، صالحا.
روى عنه: الضياء، وابن خليل، والبرزالي، وجماعة من الحفاظ، وابنه علي، وسليمان بن إبراهيم ابن القائد، ومحيي الدين ابن الحرستاني الخطيب، وأمين الدين عبد الصمد بن عساكر،)
وابن عمه الشرف أحمد، ونصر وسعد الخير

95
ابنا النابلسي، والشرف يوسف ابن النابلسي، والجمال محمد ابن الصابوني، والعلامة الجمال محمد بن مالك النحوي، وأبو الحسين بن محمد اليونيني، والعز إسماعيل ابن الفراء، والعز أحمد ابن العماد، والشهاب محمد بن أبي العز الأنصاري، وهو آخر من حدث عنه سماعا، ومحمد بن قايماز الطحان، والتقي ابن مؤمن، والعماد أحمد بن سعد، وعبد الحميد بن خولان، ومحمد بن مكي القرشي، وأبو الحرم بن محمد الأبار، وعلي بن الزين بن عبد الدائم، وأحمد بن المجاهد، ومحمد بن حازم، وعلي بن بقاء الملقن، وعبد الدائم بن أحمد الوزان، ومحمد بن علي الواسطي، وعبد الصمد ابن الحرستاني، ومحمد بن سلطان الحنفي، وخلق سواهم.
قال ابن الحاجب: هو شيخ ثقة، وقور، مكرم لأهل الحديث، كثير التواضع. قال لي: إنه يبقى ستة أشهر لا يشرب الماء، قلت: فتركته لمعنى قال: لا أشتهيه.
وقرأت بخط الضياء: توفي شيخنا أبو صادق بدمشق، وحمل من يومه إلى الجبل فدفن به.
وكان خيرا قل من رأيت إلا ويشكره ويثني عليه. وهو آخر من روى عن ابن رفاعة فيما علمت. توفي في يوم الجمعة سادس عشر رجب.
قلت: استوطن دمشق من بعد السبعين وخمسمائة، وشهد بها، أظنه كان من شهود الخزانة بدمشق.
4 (الحسين بن إبراهيم بن هبة الله بن مسلمة.))
أبو القاسم، التنوخي، الدمشقي.
سمع من: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي القاسم بن عساكر، وأبي المجد ابن البانياسي.
وتوفي في شعبان.
روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، والجمال ابن الصابوني، وعلي بن محمد المراكشي.

96
4 (الحسين ابن الإمام الفقيه عتيق بن الحسين بن عتيق بن الحسين بن رشيق بن عبد الله.))
الفقيه، العالم، جمال الدين، أبو علي الربعي، المصري، المالكي.
شهد عند قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك بن درباس، فمن بعده. وسمع بالإسكندرية من)
أبي الطاهر بن عوف، وبمصر من أبيه.
ودرس بالمسجد المعروف به بالفسطاط مدة، وأفتى، وصنف في المذهب. وتفقه به جماعة، وكان دينا، ورعا.
قال: ولدت بالإسكندرية في ثالث شعبان سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
روى عنه الزكي المنذري وقال: توفي في ثالث وعشرين ربيع الآخر.
وسيأتي غير واحد من بيته. وتوفي أبوه في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
4 (وتوفي ابنه الفقيه عبد الحميد بن الحسين بعده في شعبان من السنة كهلا، ولم يحدث.))

97
4 (حمزة بن أحمد بن عم ابن الزاهد القدوة أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة.))
أبو عبد الله، المقدسي، الحنبلي.
والد قاضي القضاة تقي الدين الحنبلي.
سمع الكثير، ولم يحدث لأنه مات قبل أوان الرواية بقرية جماعيل، في جمادى الآخرة في حياة والده الجمال أبي حمزة، وربيت أولاده اليتامى، وجاء منهم مثل: قاضي القضاة، وأخيه المقرئ ناصر الدين داود، والفقيه شمس الدين محمد.
4 (حرف الخاء))
4 (خلف بن أبي المجد.))
موفق الدين الأنصاري، المصري، الشافعي، الفقيه.
عاش بضعا وثمانين سنة. وتصدر بالجامع الأقمر بالتبانين بالقاهرة مدة.
وسمع من أبي الجيوش عساكر بن علي، وغيره. ومات في جمادى الأولى.
4 (حرف الدال))
4 (داود، الملك الزاهر ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي.))

98
أبو سليمان، صاحب إلبيرة.
ولد بمصر. وأجاز له عبد الله بن بري النحوي، وأحمد بن حمزة ابن الموازيني، والبويصري.
وكان فاضلا، شاعرا. ملك إلبيرة مدة طويلة.
مولده بالقاهرة في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وتوفي بإلبيرة في تاسع صفر، فتملك إلبيرة صاحب حلب ابن شقيق له.))
4 (حرف الراء))
4 (رتن الهندي.))
الذي زعموا أنه صحابي.
ذكر النجيب عبد الوهاب الفارسي الصوفي: أنه توفي في حدود سنة اثنتين وثلاثين. وذكر النجيب: أنه سمع من الشيخ محمود ولد بابارتن، وأنه بقي إلى سنة تسع وسبعمائة. وأنه قدم عليهم شيراز، فذكر: أنه ابن مائة وستة وسبعين عاما، وأنه تأهل ورزق أولادا.
قلت: من صدق بهذه الأعجوبة وآمن ببقاء رتن، فما لنا فيه طب، فليعلم أنني أول من كذب بذلك، وأنني عاجز منقطع معه في المناظرة. وما أبعد أن يكن جني تبدى بأرض الهند، وادعى ما ادعى، فصدقوه، لأن هذا شيخ مفتر كذاب كذب كذبة ضخمة لكي تنصلح خابية الضياع وأتى بفضيحة كبيرة، فوالذي يحلف به إن رتن لكذاب قاتله الله أنى يؤفك. وقد أفردت جزءا فيه أخبار هذا الضال وسميته: كسر وثن رتن.

99
4 (حرف الزاي))
4 (زهرة بنت عبد العزيز ابن الشيخ عبد القادر الجيلي.))
قال أبو محمد المنذري: توفيت في جمادى الآخرة. وروت بالإجازة عن أبي الحسين عبد الحق.
4 (زهرة بنت الحافظ عبد القادر الرهاوي.))
روت عن أبيها. قاله المنذري.
4 (حرف السين))
4 (ست العز بنت الرئيس أبي الغنائم هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي.))
أم منعم.
أجاز لها عبد الجليل بن أبي سعد الهروي الراوي عن بيبى الهرثمية، ومحمد بن أسعد حفدة العطاري.
وسمع منها الطلبة. وتوفيت في رمضان، ودفنت بسفح قاسيون.
وهي أخت الحافظ.
4 (سيدة الرؤساء بنت محمد بنت شجاع الحاجي البغدادي.))
)
سمعت من تجني الوهبانية.
وماتت في صفر.
روى عنها بالإجازة أبو نصر ابن الشيرازي، وغيره.

100
4 (حرف الشين))
4 (شرف الدين ابن الفارض.))
هو عمر بن علي. سيأتي إن شاء الله.
4 (حرف الصاد))
4 (صواب، الطواشي الكبير، شمس الدين.))
العادلي، الخادم.
مقدم الجيوش العادلية، وأحد الأبطال المذكورين، ومن أمراء الدولتين، فكان إذا حمل، يقول: أين أصحاب الخصي أسره ملك الروم، ثم خلص. وقيل: إنه كان له مائة مملوك خدام، وطلع منهم جماعة أمراء، منهم: الأمير بدر الصوابي، والأمير شبل الدولة الخزندار، والطواشي السهيلي خزندار الكرك. وكان له بر وصدقة.
وتوفي بحران في أواخر رمضان، وكان مقيما بها، وهي مضافة إليه مع ديار بكر وما والاها.
4 (حرف الظاء))
4 (ظافر بن تمام بن ظافر.))
أبو العباس الدمشقي، الطحان.
حدث عن أبي المعالي بن صابر، روى عنه المجد ابن الحلوانية، وغيره.

101
وتوفي في شعبان.
وأجاز للشيخ علي بن هارون، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، ولفاطمة بنت سليمان، والقاضي تقي الدين الحنبلي.
وخرج عنه البهاء ابن عساكر.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن أيدغمش بن أحمد.))
أبو محمد، الدمشقي، الزاهد، المعروف بالمارديني.)
صحب المشايخ، وتزهد، وانقطع إليه جماعة، ورزق القبول خصوصا من الأمراء. وكان كثير الإقدام عليهم والإغلاظ لهم.
وسمع من: الحافظ عبد الغني، وغيره.
ثم جاور بمكة وبها مات في المحرم.
4 (عبد الله ابن الأمير علي ابن الوزير أبي منصور الحسين ابن الوزير أبي شجاع محمد بن))
الحسين الروذراوري.
ثم البغدادي.
ولد بإصبهان سنة خمس وخمسين.
وسمع من: محمد بن تميم بن محمد اليزدي.
أجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وابن الشيرازي.
وتوفي في جمادى الأولى.
كنيته أبو منصور.
4 (عبد الخالق بن طرخان بن الحسين.))

102
أبو محمد القرشي، الأموي، الإسكندراني، الحريري.
حدث عن عبد الرحمن بن موقا.
ومات في ربيع الأول.
وهو والد الشرف محمد، الراوي عن ابن المفضل المقدسي.
4 (عبد السلام ابن المطهر ابن قاضي القضاة أبي سعد عبد الله ابن أبي السري محمد ابن هبة))
الله ابن المطهر بن علي بن أبي عصرون.
الفقيه، شهاب الدين، أبو العباس، التميمي، الدمشقي، الشافعي.
سمع من: جده أبي سعد، ومن يحيى الثقفي، وأحمد ابن الموازيني، وجماعة.
وكان فقيها، جليل القدر، وافر الديانة. ترسل من حلب إلى بغداد وإلى الأطراف. وانقطع في الآخر بمكانه بالجبل عند حمام النحاس. وكان منهمكا في التمتع. كان له أكثر من عشرين سرية حتى يبست أعضاؤه وتولدت عله أمراض.
روى عنه: البرزالي، والقوصي، والمجد ابن الحلوانية، والمجد ابن أبي جرادة الحاكم،)
وجماعة.
وحدثنا عنه ابنه تاج الدين محمد.
وتوفي في الثامن والعشرين من المحرم.
4 (عبد الكريم بن عمر ابن شيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم ابن إسماعيل بن أبي سعد))
النيسابوري.

103
ثم البغدادي، الصوفي، أبو سعد.
ولد سنة خمس وسبعين.
وحدث عن عبيد الله بن شاتيل.
وتوفي ذي القعدة.
4 (عبد اللطيف بن أبي المظفر البغدادي.))
أبو طالب، ابن عفيجة.
حدث عن أبي الحسين عبد الحق اليوسفي.
ومات في ربيع الآخر. روى عنه ابن الشيرازي.
4 (عبد المولى بن عبد السيد بن إبراهيم، بدر الدين.))
القرشي، الدمشقي، الوكيل بمجلس الحكم.
حدث عن يحيى الثقفي.
روى عنه الشهاب القوصي وقال: مات في المحرم.
4 (عبد الوهاب بن محمود بن الحسن بن علي.))
أبو محمد، الجوهري، التاجر، البغدادي، المعروف بابن الأهوازي.
سمع من: يحيى بن ثابت، وأحمد بن المقرب، وأحمد بن محمد بن بكروس.
وتوفي في سابع جمادى الأولى، وقد قارب الثمانين. قاله المنذري.
قلت: أجاز لكمال الدين أحمد ابن العطار، وللفخر إسماعيل بن عساكر،

104
ولزينب بنت الإسعردي، ولمحمد بن يوسف الذهبي، وابن الشيرازي، وفاطمة بنت سليمان.
وكتب عنه ابن النجار، وغيره.
4 (علي بن إبراهيم بن علي. القاضي، الإمام، الحافظ.))
)
المتقن أبو الحسن، الجذامي، الغرناطي، ابن القفاص.
روى عنه: أبي عبد الله بن زرقون، وعبد الحق بن بونه، وأبي زيد السهيلي، وأبي القاسم بن حبيش، وعدة، واعتنى، وقيد، وكتب الكثير.
قال ابن الزبيري: كان ضابطا، فقيها، حافظا جليلا. اختصر كتاب الاستذكار لابن عبد البر.
روى عنه أبو علي بن أبي الأحوص، مات في ذي الحجة سنة اثنتين وثلاثين عن سبع وسبعين سنة.
4 (علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن جبارة، القاضي.))
الرئيس، شرف الدين، أبو الحسن، الكندي، التجيبي، السخاوي المولد، المحلي الدار، النحوي، المالكي، العدل.
ولد في أول سنة أربع وخمسين.
وحدث عن السلفي.
وتوفي في القاهرة في خامس ذي الحجة، قاله الحافظ المنذري، وروى عنه هو، وشيخنا التاج العراقي.

105
وكان من أئمة العلم. أضر بأخرة. نظر في الديوان، وخدم الدولة بالمحلة. وله ديوان شعر كبير. وكان يقرئ النحو.
قرأت على علي بن أحمد الهاشمي: أخبرك الأديب شرف الدين علي بن إسماعيل بالقاهرة، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا أبو الحسين الصيرفي، أخبرنا محمد بن علي الصوري، أخبرنا ابن النحاس، أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد الحراني، حدثنا هاشم بن مرثد، حدثنا المعافى، حدثنا موسى بن أعين، عن عبد الله، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تجوزوا في الصلاة، فإن خلفكم الضعيف، والكبير، وذا الحاجة.
4 (علي بن الحسن بن أحمد بن رشيد.))
أبو الحسن، الرشيدي، البزاز، الضرير.
شيخ بغدادي. سمع من: عبد الواحد بن الحسين البارزي، ويحيى بن ثابت البقال.
وتوفي في ثامن عشر ربيع الأول.)
أجاز للفخر ابن عساكر، ولفاطمة بنت سليمان، ولأبي نصر محمد بن محمد المزي.
وقد سمع منه ابن الجوهري، وعلي ابن الأخضر، وجماعة بقراءة الحافظ محمد ابن النجار.

106
وكتب له ابن النجار: الشيخ الصالح.
قرأت على محمد بن محمد، عن علي بن أبي محمد الرشيدي، أن عبد الواحد بن حسين أخبرهم، أخبرنا الحسين بن طلحة، أخبرنا ابن بشران، أخبرنا إسماعيل الصفار، حدثنا عمر بن مدرك، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن سالم، عن ابن عمر، قال: كل استثناء غير موصول فصاحبه حانث.
4 (علي بن علي بن محمد بن نصر بن غنيمة.))
أبو الحسن، الواسطي، البزاز عرف بابن قطب.
ولد بواسط سنة خمس وستين.
وسمع من أبي طالب محمد بن علي الكتاني.
وتوفي في رجب.
4 (علي بن أبي الفتح المبارك بن الحسن بن أحمد بن إبراهيم.))
أبو الحسن، الواسطي، البرجوني، الفقيه، المقرئ، تقي الدين، ابن باسويه، وهو لقب لأحمد.
حفظ القرآن على أحمد بن سالم البرجوني، وقرأ بالعشر على أبي الحسن

107
علي بن المظفر الخطيب، وأبي بكر بن منصور الباقلاني. وسمع من أبي طالب الكتاني، ومسعود بن علي بن صدقة، وقدم بغداد، فسمع بها من عبيد الله بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وعبد المنعم بن عبد الله الفراوي، والحافظ أبي بكر محمد بن عثمان الحازمي، وابن بوش، وابن كليب، وجماعة.
وقدم دمشق وسكنها، وأقرأ بها، وحدث. وكان جيد الأداء، حسن الأخلاق، ثقة، فاضلا. وقد تفقه علي أبي طالب صاحب ابن الخل، ويعيش بن صدقة.
سمع منه: الزكي البرزالي، والضياء، والسيف، وابن الحاجب، والقوصي، وابن الحلوانية، وجماعة.
وقرأ عليه القراءات علم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، والتقي يعقوب الجرائدي، والرشيد بن أبي الدر، وغيرهم.
وحدثنا عنه أبو القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني، ومحمد بن قايماز الطحان، والشهاب بن)
مشرف. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، والفخر إسماعيل بن عساكر.
وتوفي في ثامن شعبان، وله ست وسبعون سنة، ودفن بمقبرة باب الصغير. ولسعد، والمطعم منه إجازة.
4 (عمر بن أحمد بن أحمد بن أبي سعد.))
الإمام، أبو حفص، شعرانة، الإصبهاني، المستملي، الحافظ.
سمع الكثير، وكتب، وانتخب، وهو الذي رتب مسند الإمام أحمد على أبواب الفقه. وصنف كتابا في ثمانية أسفار سماه روضة المذكرين وبهجة المحدثين وما أحسبه رحل في الحديث.

108
سمع: أبا جعفر الصيدلاني، وعفيفة، وأبا الفضائل العبدكوي، ومحمود بن أحمد الثقفي، ومسعود بن إسماعيل الجنداني، وأبا القاسم الخوارزمي الخطيب، وأبا الماجد محمد بن حامد المصري، وخلقا سواهم.
كأنه عدم بإصبهان في هذا العام رحمه اللهفي الكهولة.
روى عنه بالإجازة جماعة من شيوخنا من آخرهم ابن الشيرازي، وابن عساكر الطبيب.
4 (عمر بن علي بن مرشد بن علي.))
الأديب البليغ، شرف الدين، أبو القاسم، الحموي الأصل، المصري المولد والدار، ابن الشيخ أبي الحسن الفارض.
سيد شعراء العصر، وشيخ الاتحادية.
ولد في رابع ذي القعدة سنة ست وسبعين وخمسمائة بالقاهرة.
وسمع بها من بهاء الدين القاسم بن عساكر شيئا قليلا.
وذكره الحافظ زكي الدين عبد العظيم في معجمه وقال: سمعت منه من شعره.

109
وقال في الوفيات: كان قد جمع في شعره بين الجزالة والحلاوة.
قلت: وديوان شعره مشهور، وهو في غاية الحسن، واللطافة، والبراعة، والبلاغة، لولا ما شانه بالتصريح بالاتحاد الملعون في ألذ عبارة وأرق استعارة كالفالوذج سمه سم الأفاعي، وهاأنا أذكر لك منه أبياتا لتشهد بصدق دعواي، فإنه قالتعالى الله عما يقول:
* وكل الجهات الست نحوي مشيرة
* بما تم من نسك وحج وعمرة
*
* لها صلواتي بالمقام أقيمها
* وأشهد فيها أنها لي صلت)
* (كلانا مصل واحد ساجد إلى
* حقيقته بالجمع في كل سجدة
*
* إلى كم أواخي الستر ها قد هتكته
* وحل أواخي الحجب في عقد بيعتي
*
* وها أنا أبدي في اتحادي مبدئي
* وأنهي انتهائي فيتواضع رفعتي
*
* فإن لم يجوز رؤية اثنين واحدا
* حجاك ولم يثبت لبعد تثبت
*
* فبي موقفي، لا بل إلي توجهي
* ولكن صلاتي لي، ومني كعبتي
*
* فلا تك مفتونا بحسك معجبا
* بنفسك موقوفا على لبس غرة
*
* وفارق ضلال الفرق فالجمع منتج
* هدى فرقة بالاتحاد تحدت
*
* وصرح بإطلاق الجمال ولا تقل
* بتقييده ميلا لزخرف زينة
*
* فكل مليح حسنه من جمالها
* معار له أو حسن كل مليحة
*
* بها قيس لبنى هام بل عاشق
* كمجنون ليلى أو كثير عزة
*
* وما ذاك إلا أن بدت بمظاهر
* فظنوا سواها وهي فيهم تجلت
*
* وما زلت إياها، وإياي لم تزل
* ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت
*
* وليس معي في الملك شيء سواي وال
* معية لم تخطر على ألمعيتي
*
* وها دحية وافى الأمين نبينا
* بصورته في بدء وحي النبوة
*
* أجبريل قل لي كان إذ بدا
* لمهدي الهدى في صورة بشرية
* ومنها:

110
* ولا تك ممن طيشته دروسه
* بحيث استقلت عقله فاستقرت
*
* فثم وراء النقل علم يدق عن
* مدارك غايات العقول السليمة
*
* تلقيته عني ومني أخذته
* ونفسي كانت من عطائي ممدتي
*
* ولا تك باللاهي عن اللهو جملة
* فهزل الملاهي جد نفس مجدة
*
* تنزهت في آثار صنعي منزها
* عن الشرك بالأغيار جمعي وألفتي
*
* فبي مجلس الأذكار سمع مطالع
* ولي حانة الخمار عين طليعتي
*
* وما عقد الزنار حكما سوى يدي
* وإن حل بالإقرار بي فهي حلت
*
* وإن خر للأحجار في البد عاكف
* فلا تعد بالإنكار بالعصبية
*
* قد عبد الدينار معنى منزه
* عن العار بالإشراك بالوثنية)
* (وما زاغت الأبصار من كل ملة
* وما زاغت الأفكار في كل نحلة
*
* وما حار من للشمس عن غرة صبا
* وإشراقها من نور إسفار غرتي
*
* وإن عبد النار المجوس وما انطفت
* كما جاء في الأخبار في ألف حجة
*
* فما قصدوا غيري وإن كان قصدهم
* سواي وإن لم يظهروا عقد نية
*
* رأوا ضوء نوري مرة فتوهمو
* ه نارا فضلوا في الهدى بالأشعة
* توفي ابن الفارض في جمادى الأولى، ثاني يوم منه بمصر. وقد جاور بمكة زمانا.
وأنشدنا غير واحد له أنه قال عند الموت هذين البيتين لما انكشف له الغطاء:
* إن كان منزلتي في الحب عندكم
* ما قد لقيت فقد ضيعت أيامي
*
* أمنية وثقت نفسي بها زمنا
* واليوم أحسبها أضغاث أحلام
*

111
4 (عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عمويه.))
الشيخ شهاب الدين، أبو حفص وأبو عبد الله، القرشي، التيمي، البكري، الصوفي، السهروردي، الزاهد، العارف، شيخ العراقرضي الله عنه.
ولد في رجب سنة تسع وثلاثين وخمسمائة بسهرورد.
وقدم بغدادوهو أمردفصحب عمه الشيخ أبا النجيب عبد القاهر، وأخذ عنه التصوف والوعظ. وصحب أيضا الشيخ عبد القادر. وصحب بالبصرة الشيخ أبا محمد بن عبد.

112
وسمع من: عمه، وأبي المظفر هبة الله ابن الشبلي، وأبي الفتح بن البطي، ومعمر بن الفاخر، وأبي زرعة المقدسي، وأحمد بن المقرب، وأبي الفتوح الطائي، وسلامة بن أحمد ابن الصدر، ويحيى بن ثابت، وخزيفة ابن الهاطرا، وغيرهم. ومشيختهجزء لطيف اتصل لنا.
روى عنه: ابن الدبيثي، وابن نقطة، والضياء، والبرزالي، وابن النجار، والقوصي، والشرف ابن النابلسي، والظهير محمود بن عبيد الله الزنجاني، والشمس أبو
الغنائم بن علان، والتقي ابن الواسطي، والعز أحمد بن إبراهيم الفاروثي الخطيب، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، والرشيد محمد بن أبي القاسم، والشهاب الأبرقوهي، وآخرون. وبالإجازة البدر حسن بن الخلال، والكمال أحمد ابن العطار، والفخر إسماعيل ابن عساكر، والشمس محمد بن محمد ابن الشيرازي، والتقي سليمان القاضي، وجماعة.)
وكناه بعضهم أبا نصر، وبعضهم أبا القاسم.
قال الدبيثي: قدم بغداد مع عمه أبا النجيب. وكان له في الطريقة قدم ثابت، ولسان ناطق.
وولي عدة ربط للصوفية، ونفذ رسولا إلى عدة جهات.
وقال ابن النجار: كان أبوه أبو جعفر قد قدم بغداد وتفقه على أسعد الميهني. وكان فقيها واعظا، قال لي ابنه: قتل بسهرورد وعمري ستة أشهر. كان ببلدنا شحنة ظالم فاغتاله جماعة، وادعوا أن أبي أمرهم بذلك، فجاء غلمان المقتول وفتكوا بأبي، فمضى العوام إلى الغلمان فقتلوهم، وثارت الفتنة، فأخذ السلطان أربعة منهم وصلبهم حتى سكنت الفتنة. فكبر قتلهم على عمي أبي النجيب، ولبس القباء وقال: لا أريد التصوف. حتى استرضي من جهة الدولة.
ثم قال ابن النجار في الشيخ شهاب الدين: كان شيخ وقته في علم الحقيقة، وانتهت إليه الرئاسة في تربية المريدين، ودعاء الخلق إلى الله، وتسليك

113
طريق العبادة والزهد. صحب عمه، وسلك طريق الرياضات والمجاهدات. وقرأ الفقه، والخلاف، والعربية، وسمع الحديث، ثم انقطع ولازم الخلوة، وداوم الصوم، والذكر، والعبادة، إلى أن خطر له عند علو سنه أن يظهر للناس ويتكلم عليهم، فعقد مجلس الوعظ بمدرسة عمه على دجلة، فكان يتكلم بكلام مفيد من غير تزويق ولا تنميق. وحضر عنده خلق عظيم. وظهر له قبول عظيم من الخاص والعام، واشتهر اسمه، وقصد من الأقطار، وظهرت بركات أنفاسه على خلق من العصاة فتابوا. ووصل به خلق إلى الله، وصار له أصحاب كالنجوم. ونفذ رسولا إلى الشام مرات، وإلى السلطان خوارزم شاه. ورأى من الجاه والحرمة عند الملوك ما لم يره أحد. ثم رتب شيخا بالرباط الناصري، وبرباط البسطامي، ورباط المأمونية. ثم إنه أضر في آخر عمره وأقعد. ومع هذا فما أخل بالأوراد، ودوام الذكر وحضور الجمع في محفة، والمضي إلى الحج، إلى أن دخل في عشر المائة، وضعف، فانقطع في منزله.
قال: وكان تام المروءة، كبير النفس، ليس للمال عنده قدر، لقد حصل له ألوف كثيرة، فلم يدخر شيئا، ومات ولم يخلف كفنا. وكان مليح الخلق والخلق. متواضعا، كامل الأوصاف الجميلة. قرأت عليه كثيرا وصحبته مدة، وكان صدوقا، نبيلا. صنف في التصوف كتابا شرح فيه أحوال القوم، وحدث به مرارا يعنيعوارف المعارف.
قال: وأملى في أخر عمره كتابا في الرد على الفلاسفة، وذكر أنه دخل بغداد بعد وفاة أبي)
الوقت المحدث.
وقال ابن نقطة: كان شيخ العراق في وقته، صاحب مجاهدة وإيثار، وطريقة حميدة، ومروءة تامة، وأوراد على كبر سنه.
وقال يوسف الدمشقي: سمعت وعظ أبي جعفروالد السهرورديببغداد في جامع القصر، وفي المدرسة النظامية، وتولى قضاء سهرورد، وقتل.

114
وقال ابن الحاجب: يلتقي هو والإمام أبو الفرج ابن الجوزي في النسب، في القاسم بن النضر بن القاسم بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ابن الصديق أبي بكر رضي الله عنهوقال: هو عمر بن محمد بن عبد الله عمويه بن سعد بن الحسين بن القاسم بن النضر.
قلت: وقد ذكرنا نسب ابن الجوزي في ترجمته، أنبأني مسعود بن حمويه: أن قاضي القضاة بدر الدين يوسف السنجاري حكى عن الملك الأشرف موسى أن السهروردي جاءه رسولا، فقال في بعض حديثه: يا مولانا تطلبت كتا بالشفاءلابن سينا من خزائن الكتب ببغداد، وغسلت جميع النسخ. ثم في أثناء الحديث قال: كان السنة ببغداد مرض عظيم وموت. فقلت: كيف لا يكون وأنت قد غسلت الشفاءمنها.
قلت: وقد لبست الخرقة بالقاهرة من الشيخ ضياء الدين عيسى بن يحيى الأنصاري السبتي وقال: ألبسنيها الشيخ شهاب الدين بمكة في سنة سبع وعشرين وستمائة.
توفي الشيخ في أول ليلة من السنة ببغداد.

115
4 (عمر بن محمد بن عمر بن محمد بن أبي نصر.))
العلامة، أبو حفص، الفرغاني، الحنفي.
مدرس الطائفة الحنفية بالمستنصرية. قدم بغداد واستوطنها. ودرس، واشتغل، وأفتى. وكان مع تفننه بالعلوم صاحب عبادة، وصلاح، ونسك. وله النظم والنثر.
توفي في هذا العام.
وقد درس قبل بسنجار، وحدث عن الحافظ أبي بكر الحازمي، وغيره.
4 (عيسى بن سليمان بن عبد الله بن عبد الملك.))
أبو موسى، الرعيني، الأندلسي، المالقي، المعروف بالرندي، لأنه نشأ برندة. وقد كنى نفسه)
أخيرا: أبا محمد.
سمع ببلده من أبي محمد ابن القرطبي، وأبي العباس ابن الجيار، وبحصن اصطبة من إبراهيم بن علي الخولاني. وحج وتوسع في الرحلة، وقدم دمشق وسمع بها
الكثير من أبي محمد ابن البن، والموجودين على رأس العشرين وستمائة.

116
قال الأبار: كان ضابطا، متقنا. كتب الكثير لكنه امتحن في صدره بأسر العدو فذهب أكثر ما جلب. وولي خطابة مالقة. وأجاز لي. وتوفي في ربيع الأول، وله إحدى وخمسون سنة.
وقال ابن الحاجب: ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. وكان محدثا، حافظا، متقنا، أديبا، نبيلا، ساكنا، وقورا، نزها، وافر العقل، ثقة، محتاطا في نقله، يفتش عن المشكل. سألت عنه الحافظ الضياء، فقال: خير عالم متيقظ، ما في طلبة زمانه مثله. وسألت الزكي البرزالي عنه، فقال: ثقة، ثبت، محصل، حدثنا من حفظه أنه قرأ على الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن علي، أخبرنا أبو مروان عبد الرحمن بن محمد بن قزمان، حدثنا محمد بن فرج الطلاع، فذكر حديثا منالموطأ.
قلت: مات ابن قزمان سنة أربع وستين وخمسمائة، وإبراهيم سنة ست عشرة.
4 (عيسى بن سنجر بن بهرام بن خمارتكين.))
حسام الدين، الإربلي، الجندي، الشاعر المفلق، المعروف بالحاجري.
وديوانه مشهور.
حبس مرة بقلعة إربل، ثم خلص، ولبس زي الصوفية، واتصل بخدمة صاحب إربل. ثم وثب عليه شخص قتله في شوال، وله خمسون سنة.
وغلب عليه الحاجري لكثرة ذكره الحاجر في شعره.
وكان ذا نوادر، ومفاكهة، ونحوه قليل، لكن شعره في الذروة.

117
4 (حرف الغين))
4 (غانم بن علي بن إبراهيم بن عساكر بن حسين.))
الشيخ، القدوة، الزاهد، أبو علي، الأنصاري، السعدي، المقدسي، النابلسي.
أحد مشايخ الطرق. ولد بقرية بورين من عمل نابلس سنة اثنتين وستين وخمسمائة. وسكن القدس عام أنقذه السلطان من الفرنج سنة ثلاث وثمانين، وساح بالشام، ورأى الصالحين. وكان)
زاهدا، عابدا، مخبتا، قانتا لله، مؤثرا للخمول والانقباض، صاحب أحوال وكرامات.
حكى ابنه الشيخ عبد الله: أن أباه أخبره أن رجلا من الصديقيين اجتمع به ساعة قال: فلما وقعت يدي في يده انتزعت الدنيا من قلبي، ولما نهضت قال لي: وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى. فجعلت هذه الآية قدوتي إلى الله، وسلكت بها في طريقي، وجعلتها نصب عيني لكل شيء قالته لي نفسي. فإن قالت لي: كل، أجوع، وإن قالت: نم، سهرت، وإن قالت: استرح، أتعبتها.
قال ابنه عبد الله: انقطع رحمه الله تحت الصخرة في الأقباء السليمانية سنة ستين، وصحب الشيخ عبد الله الأرموي بقية عمره وعاشا جميعا مصطحبين.
قال: وحج ثلاث مرات محرما من القدس، فقال: رجعت من الحج وأنا مريض لا أستطيع الكلام، فانطرحت في البرية، فجاءني مغربي فسلم، فأومأت له، فقال: قم. فأقامني وجعل يده تحت جناحي، ثم سار بي يحدثني بما أنا فيه وبما يكون مني، لا أشك أني سائر في الهواء غير أني قريب من الأرض مقدار ساعة، ثم قال: اجلس ونم فنمت ونام معي فاستيقظت، فلم أجده، ووجدت نفسي قريبا من الشام وأنا طيب، ولم أحتج بعد ذلك إلى طعام ولا شراب حتى دخلت بيت المقدس.

118
ثم أخذ ولده عبد الله يصف توكله وفناءه ومحبته ورضاه ومقاماته، وأن أخلاقه كريمة وهيبته عظيمة، وأنه بقي عشرين سنة بقميص واحد وطاقية على رأسه، ثم سأله الفقراء أن يلبس جبة، فلبس، وأنه ما لقي أحدا إلا ابتسم له.
قال: ورأيت ابن شير المغربي، وحج سنة، ثم قدم وحضر عند الفقراء، فقال: كيف كان وصول الشيخ قالوا: الشيخ ما حج. فقال: والله لقد سلمت عليه على الجبل وصافحته، ثم أتى إليه وسلم عليه، وقال: يا شيخ غانم أما سلمت عليك بالجبل فتبسم وقال: يا شمس الدين هذا يكون بحسن نظرك والسكوت أصلح.
وحكى الشيخ القدوة إبراهيم بن عبد الله الأرموي قال: حضرت مع والدي سماعا حضره الشيخ غانم والشيخ طي والشيخ علي الحريري، فلما تكلم الحادي حصل للشيخ غانم حال، فحملني وقام بي، ودار مرارا، فنظرت، فإذا بي في غير ذلك الموضع، ورأيت بلادا عجيبة، وأشجارا غير المعهودة، وناسا موشحين بوزرات، حتى رأيت شخصا خارجا من باب حديقة)
وهو يسوق بقرة، فهالني ذلك. فلما جلس بي الشيخ، قال له الشيخ طي أو غيره: أيش كانت وظيفة ولد الشيخ عليك في هذه القومة فلم ينطق. فقال والدي: الشيخ عبد الله فرج ولدي في إقليم الهند وجاء، فسكت الشيخ غانم. هذه الحكاية يرويها قاضي القضاة أبو العباس بن صصرى، والشيخ علاء الدين علي ابن شيخنا شمس الدين محمد سبط الشيخ غانم.
وقد أفرد سيرة الشيخ غانم في جزء مليح حفيد شيخنا شمس الدين المذكور المولى الأمام أبو عبد الله محمد ابن الشيخ علاء الدين أبقاهما الله ورحمهما وقال: توفي في غرة شعبان سنة اثنتين وثلاثين، ودفن في الحضرة التي بها صاحبه ورفيقه الشيخ عبد الله الأرموي بسفح قاسيون.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الملك.))

119
أبو عبد الله، ابن مشليون، الأنصاري، الفقيه الأندلسي.
روى عن أبي بكر بن نمارة، وغيره.
أخذ عنه الأبار وقال: توفي في ربيع الأول، وله تسعون سنة.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن علي.))
أبو عبد الله، القادسي، الكتبي، صاحب التاريخ.
حدث عن عبيد الله بن شاتيل الدباس، وغيره.
وكان رجلا فاضلا، ذا اعتناء بالتواريخ والحوادث.
أجاز لتاج الدين إسماعيل بن إبراهيم بن قريش المخزومي، ولفاطمة بنت سليمان الأنصاري، وجماعة.
وتوفي في التاسع عشر من جمادى الآخرة ببغداد.
وهو منسوب إلى القادسية التي بين سامراء وبغداد، لا قادسية الكوفة التي كانت بها الوقعة المشهورة.
وقد ذكرنا والده من سنوات.
4 (ابن القاضي أبي محمد جامع بن عبد الباقي بن عبد الله بن علي، علاء الدين.))
أبو المعالي، التميمي، الأندلسي، ثم الدمشقي.)
سمعه أبوه من: بركات الخشوعي، وعبد اللطيف بن أبي سعد، والقاسم بن عساكر، وعمر بن طبرزد، وجماعة. وبمصر من عبد الله بن محمد بن مجلي، وجماعة. وبحران من عبد القادر الرهاوي الحافظ. وبحماة، وحلب.
وحدث.

120
ووالده:
4 (جامع بن باقي من أصحاب السلفي.))
روى عنه ابن خليل في معجمه وغيره.
روى عن محمد زكي الدين البرزالي، ومجد الدين ابن الحلوانية.
وتوفي في ذي الحجة بدمشق.
4 (محمد بن جعفر بن أحمد، أبو عبد الرحمن.))
المخزومي، الشقري.
سمع أباه، وحج، فأخذ عن العلامة أبي محمد عبد الحق الإشبيلي نزيل بجاية كتاب التهجد له.
ولم يكن له معرفة بالحديث، بل له حظ مبرور من منظوم ومنثور.
وتوفي في شوال.
4 (محمد بن حسن بن محمد.))
أبو عبد الله، الأنصاري. من أهل قرطاجنة عمل مرسية.
روى عن: خاله أبي الحسن بن أبي العافية، وأبي بكر بن أبي جمرة.
وولي قضاء موضعه أربعين سنة. وكان له حظ من الفقه والأدب.
توفي في شوال، وله ثمان وسبعون سنة.
4 (محمد بن دلف بن كرم بن فارس.))
أبو الكرم، العكبري، القصار.
ولد سنة إحدى وستين.
وسمعه أبوه من: عبد الله بن أحمد ابن النرسي، ويحيى بن ثابت، ومسلم بن ثابت ابن النخاس.
وحدث، ومات في صفر.

121
4 (محمد بن أبي غالب زهير بن محمد.))
)
وجيه الدين، الأصبهاني، الزاهد، يعرف بشعرانة.
سمعصحيح البخاري من أبي الوقت بإصبهان.
وطال عمره. وحدث مدة. وأجاز في سنة ثلاثين وسنة إحدى وثلاثين لأهل الشام.
وكان شيخا صالحا، عابدا.
أجاز لمحمد بن أبي العز بن مشرف، وإبراهيم بن علي بن الحبوبي، وفاطمة بنت سليمان، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وللقاضي تقي الدين سليمان، وجماعة.
وحدث عنه القاضي كتابة بصحيحالبخاري.
4 (محمد بن عبد الواحد بن أبي سعد.))
أبو عبد الله المديني، الشافعي، الواعظ.
ولد في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة بمدينة جي.
وسمع من: أبي القاسم إسماعيل بن علي الحمامي، وأبي الوقت السجزي، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان، وغيرهم.
روى عنه الضياء المقدسي، وابن النجار.
وسمعنا بإجازته على الشرف أحمد بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والأمين أحمد بن رسلان، والقاضي تقي الدين سليمان، وغيرهم.

122
قال ابن النجار: هو واعظ، مفت، شافعي. له معرفة بالحديث وله قبول عند أهل بلده. وحدثني عن أبي الوقت بجزء بيبى، وفيه ضعف. وبلغنا أنه قتل بإصبهان شهيدا على يد التتار في أواخر رمضان سنة اثنتين.
قلت: أخذت التتار إصبهان في هذا العام، وسلمت منهم إلى هذا الوقت وقتلوا بها خلقا لا يحصون.
4 (محمد بن عبد الرشيد بن محمد بن عبد الرشيد بن ناصر.))
أبو الفضل، الإصبهاني.
من بيت العلم، والزهد.
وولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وسمع من أحمد بن ينال الترك. وصحب الصوفية. وكان يعظ في القرى.)
كتب عنه ابن النجار، وغيره.
وقال ابن النجار بلغنا أنه قتل بإصبهان في شوال.
قلت: هذا لم أره فيمن أجاز للقاضي تقي الدين.
4 (محمد بن عماد بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن أبي يعلى.))
أبو عبد الله، الجزري، الحراني، الحنبلي، التاجر.
ولد بحران يوم الأضحى سنة اثنين وأربعين وخمسمائة.
وقدم ديار مصر وهو مراهق، فسمع الخلعيات من عبد الله بن رفاعة

123
الفرضي. وسمع بالإسكندرية من السلفي. وببغداد من: أبي الفتح ابن البطي، ويحيى بن ثابت، وأبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبي، وأبي محمد ابن الخشاب، وعبد الله بن منصور الموصلي، وسعد الله ابن الدجاجي، وأبي بكر بن النقور، وشهدة، وأحمد بن المقرب، والأبله الشاعر، وغيرهم.
وروى بالإجازة عن هبة الله بن أبي شريك، وأبي القاسم ابن البناء، وأبي الوقت.
وسمع بمصر أيضا من علي بن نصر الأرتاحي، عن أبي علي بن نبهان.
روى عنه: ابن النجار، والزكي المنذري، ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان الكندي، وعطية بن ماجد، وعلي بن عبد الله المنبجي، وجمال الدين محمد بن أحمد الشريشي الفقيه، وعبد المنعم ابن النجيب عبد اللطيف الحراني، وأبي محمد بن غلام الله ابن الشمعة، والتاج عبد الغني الجذامي، ومحمد بن عثمان الإربلي، وأبو العز بن محاسن، وكافور الصواف، وطائفة.
وحدثنا عنه محمد بن الحسين الفوي، وعلي بن أحمد العلوي، ويحيى بن أحمد الصواف، وآخر من روى عنه هو بالسماع، والقاضي تقي الدين سليمان بالإجازة.
وكان ثقة، صدوقا، صالحا.
ذكره عمر ابن الحاجب فقال: شيخ عالم، فقيه، صالح، كثير المحفوظ، ثقة، حسن الإنصات، كثير السماع. سمع الكثير بإفادة خاله. وأصوله بأيدي المحدثين، وطال عمره. وسكن الإسكندرية، ورحل إليه. وتوفي في عاشر صفر بالإسكندرية.
4 (محمد بن غسان بن غافل بن نجاد بن غسان بن غافل بن نجاد بن ثامر الحنفي، الأمير،))
الأنصاري.

124
الخزرجي، الحمصي، سيف الدولة، أبو عبد الله.)
ولد بحمص في سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وقدم دمشقوهو صبيفسمع من الصائن هبة الله، والحافظ علي ابني الحسن بن هبة الله، وأبي المظفر سعيد بن سهل الفلكي، وأبي المكارم عبد الله بن هلال، وعلي بن أحمد الحرستاني، وعبد الخالق بن أسد الحنفي، وغيرهم.
روى عنه: الضياء، ابن خليل، والجمال ابن الصابوني، وسعد الخير النابلسي، وأخوه نصر، وعلي بن عثمان اللمتوني، وسليمان بن داود بن كسا، والمؤيد علي بن إبراهيم الكاتب، والشرف أحمد بن عساكر، وأحمد بن عبد الرحمن المنقذي، ومحمد بن حازم، والعز أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الواسطي، وآخرون. وآخر من روى عنه حضورا البهاء قاسم بن عساكر.
وكان يعيش من ملكه، ويواظب على الصلاة في جماعة.
توفي في ثالث عشر شعبان.
4 (محمود بن إبراهيم بن سفيان بن إبراهيم بن عبد الوهاب ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بن))
إسحاق بن مندة.
أبو الوفاء، العبدي، الإصبهاني.
من بيت الحديث والرواية، حدث من بيته طائفة كبيرة. وسمع من: أبي رشيد أحمد بن محمد الفيج، ومسعود بن الحسن الثقفي، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان، والحسن الثقفي، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان، والحسن بن العباس الرستمي، وعبد المنعم بن محمد بن سعدويه، وجماعة.

125
قال ابن النجار: سمع كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا، وكتاب حلم معاوية، وكتابالرقة والبكاء، وكتابالموت، وكتابالتهجد، لابن أبي الدنيا، وكتا بالإيمانلابن مندة في مجلدة، سمعه من الرستمي، عن عبد الوهاب بن مندة، عن أبيه. فأما التهجدفسمعه من مسعود الثقفي.
وأماالرقة والمحتضرينفسمعه من أبي الخير الباغبان. وأماذكر الموتوحلم معاوية فسمعه من أبي عبد الله الرستمي بسندهم.
روى عنه: ابن النجار، والضياء، وعبد الصمد بن أبي الجيش، والكمال عبد الرحمن المكبر شيخ المستنصرية، وآخرون. وبالإجازة القاضيان شهاب الدين ابن الخويي، وتقي الدين)
سليمان، والشرف ابن عساكر، وأبو الحسين علي ابن اليونيني، والعماد إسماعيل ابن الطبال، وإبراهيم بن علي ابن الحبوبي، وفاطمة بنت سليمان، والشيخ علي بن هارون القارئ، ومحمد بن مشرف، والأمين أحمد بن أبي بكر ابن البعلبكي، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، ومحمد بن يوسف الذهبي، وعزية بنت محمد الكفر بطنانية، وغيرهم.
وكان مولده في سنة خمسين أو اثنتين وخمسين وخمسمائة، وسمع الكثير، فمن ذلك، قال: من مسموعاتي كتبمعرفة الصحابة للإمام أبي عبد الله جدي، سمعته من أبي الخير الباغبان سنة ست وخمسين وخمسمائة.
قلت: وأكثر سماعاته وهو في الخامسة، فإنه كتب: وولادتي في سنة اثنتين وخمسين.
وعدم في أخذ إصبهان هو، ومحمد بن عبد الواحد المدينيوقد مر، ومحمد بن زهير شعرانة وقد مر.
4 (وأبو بكر بن أحمد بن محمد ابن الحافظ أبي حامد بن كوتاه.))

126
الإصبهاني صاحب أحمد بن ينال.
4 (وأبو الفتوح محمد بن محمد بن أبي المعالي الوثابي الإصبهاني.))
الراويمسند الشافعي عن رجاء بن حامد المعداني، عن مكي السلار.
وسمع من جده أبي المعالي كتاب الذكر لابن أبي الدنيا، بسماعه من طراد الزينبي، وسمع جامع الترمذي من شاكر الأسواري: أخبرنا أبو الفتح الحداد، أخبرنا إسماعيل بن ينال، إجازة، أخبرنا ابن محبوب، أخبرنا الترمذي.
وكان مولد في سنة أربع وخمسين.
4 (وابنه أبو علي محمد بن محمد.))
وله سماعات كثيرة من عين الشمس الثقفية، وطبقتها.
4 (ومحمد بن أبي سعيد بن أبي الرجاء بدر بن أبي الفتح الراراني.))
أبو عبد الله.
سمع شيئا كثيرا بعد الستين وخمسمائة.
4 (والفقيه الحافظ المحدث ظهير الدين أبو محمد عبد الأعلى ابن العلامة عبد الله محمد بن))
أبي القاسم ابن القطان الرستمي الإصبهاني.)
مكثر عن الترك وأبي موسى المديني، وبنيمان بن أبي الفوارس، وأبي رشيد إسماعيل بن غانم.
وسمع حضورا مسندالشافعي من أبي بكر محمد بن أحمد بن ماشاذة. ومعجمهذكر أنه خمسمائة وخمسون نفسا. وقد ذكر أنه سمع كتبا كبارا كدلائل النبوة، وحلية الأولياءلأبي نعيم، ومعالم السنن للخطابي، وغير ذلك.
وولد سنة ثمان وستين وخمسمائة.

127
4 (والزاهد صائن الدين أبو القاسم جامع بن إسماعيل بن غانم الإصبهاني المقرئ الصوفي))
المعروف بيالة.
راويجزءلوين، عن أبي بكر محمد بن أبي القاسم بن محمد الصالحاني.
4 (والشيخ عماد الدين أبو العباس أحمد بن أحمد بن عبد الغفار ابن أميركا.))
الذين يروي عن أبي جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني.
4 (والشيخ جمال الدين أبو محمد أسعد بن أحمد بن محمد بن معدان الإصبهاني السمسار.))
الذي يروي عن القاسم بن الفضل الصيدلاني.
4 (وأبو عبد الله محمد ابن النجيب أحمد بن نصر بن طاهر الإصبهاني.))
الذي يروي عن إسماعيل بن غانم.
4 (وابن عمه محمد بن سعيد بن أحمد بن أبي طاهر الأسواري.))
وأحسبه ابن عم محمدالذي قبله.
يروي أيضا إسماعيل بن غانم.
4 (والإمام أبو نجيح محمد بن معاوية بن محمد بن أحمد الإصبهاني المقرئ.))
مقرىء أهل إصبهان.
له رواية عن الحافظ أبي موسى المديني.
4 (وأبو إسحاق إبراهيم بن إبراهيم الإصبهاني، المقرئ، المستملي.))
سمع أحمد بن ينال الترك. وكان شيخا صالحا.
4 (والمحدث الواعظ أبو الماجد محمد بن صالح بن أحمد ابن المصلح أبي عبد الله بن أحمد))
بن علي الإصبهاني، الحنبلي.)

128
سمع من جد أبيه المصلح جميع الحلية: أخبرنا الحداد، أخبرنا المصنف أبو نعيم.
وسمع صحيح مسلم من جده.
4 (والإمام المحدث أبو حفص عمر بن أحمد بن أحمد بن أبي سعد الإصبهاني، المستملي))
شعرانة، الشيخ السلفي.
سمع وخرج وكتب الكثير وصنف ورتب مسندالإمام أحمد على أبواب الفقه والأحكام. وصنف كتابا آخر في ثمان مجلدات سماهروضة المذكرين وبهجة المحدثين. وسمع عن أبي جعفر محمد بن أحمد الصيدلاني، وأبي الفضائل العبد كوي، ومحمد بن أحمد الثقفي، وطبقتهم.
وقد تفرد القاضي تقي الدين سليمان بالراوية بحكم الإجازة المحققة عن هؤلاء المذكورين، وعن خلق سواهم أذنوا له ولغيره في الرواية، وكاتبوه من إصبهان. واستشهد سائرهم بسيف التتار الكفرة في هذا العام. ومن سلم منهم أضمرته البلاد وانقطع خبره. فسبحان وارث الأرض ومن عليها ومعيد من خلق منه إليها.
ولقد كانت إصبهان تكاد أن تضاهي بغداد في علو الإسناد في زمان أبي محمد بن فارس، والطبراني، وأبي الشيخ. ثم كان بعدهم طبقة أخرى في العلو وهم: أبو بكر ابن المقرئ، وغيره. ثم طبقة أبي عبد الله بن مندة العبدي، وأبي إسحاق بن خرشند قوله، وأبي جعفر ابن المرزبان الأبهري، ثم طبقة أبي بكر بن مردويه، وأبي نعيم. ثم طبقة ابن ريذدة، وأبي طاهر بن عبد الرحيم، ورواة أبي الشيخ. ثم طبقة أصحاب ابن المقرئ. ثم أصحاب ابن مندة. ثم طبقة من بعدهم هكذا إلى أن سلط الله عليهم بذنوبهم العدو الكافر ليكفر عنهم ويعوضهم بالآخرة الباقية. فنسأل الله العفو والعافية.
وأبو الوفاء محمود ابن منده، هو آخر من روى الحديثفيما علمتمن أهل بيته، وكان يلقب بجمال الدين.

129
4 (محمود بن عبد الله بن محمد بن يوسف.))
أبو الثناء، المغربي الأصل.
الرومي المولد، المصري الدار المؤذن، الحنفي، ابن الملثم، المعروف بالعجمي.
قدم مصر في حدود السبعين وخمسمائة.
وسمع من: علي بن هبة الله الكاملي، وهبة الله بن علي الأنصاري، وجماعة.)
وأجاز له السلفي.
وحصل أصولا، وكتبا كثيرة، وأنفق على المحدثين جملة.
روى عنه الزكي المنذري، وعمر ابن الحاجب ووصفه بالصلاح.
مولده بأقصرا سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
ومات في خامس ربيع الأول.
وقد أذن للسلطان مدة طويلة.
4 (محمود بن علي بن محمود بن قرقين، الأمير الفاضل.))
شمس الدين، أبو الثناء الجندي المقرئ.
ولد بدمشق سنة أربع وستين وخمسمائة.
وسمع من أبي سعد من أبي عصرون.
وسكن بعلبك واختص بملكها الملك الأمجد.
وكان أديبا، منشئا، شاعرا، يرجع إلى ديانة وخير.
روى عنه: تاج الدين محمد بن أبي عصرون، ومجد الدين ابن العديم، ومحمد بن يوسف الذهبي، وقبلهم البرزالي.

130
وكانت وفاته في شوال بمدينة بصرى.
4 (المهذب بن الحسين بن أبي غانم محمد بن الحسين بن الحسن بن زينة.))
أبو غانم، الإصبهاني، الحافظ.
ولد في حدود السبعين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفتح الخرقي، وأحمد بن ينال الترك، وأبي موسى الحافظ، ووالده أبي ثابت، وطبقتهم. وأكثر عن أصحاب أبي علي الحداد كأبي جعفر الطرسوسي، وغيره.
وسمع منه الزكي البرزالي، وغيره.
قال ابن نقطة: دخلت إصبهان وهو بقرية، فلم يقدر لي لقيه، وهو حافظ، ثقة، وقيد زينة بالكسر.
ولا أدري متى مات، لكنه أجاز للقاضي تقي الدين سليمان في سنة ثلاثين وستمائة.
4 (مهلهل بن عبد الله بن مهلهل.))
)
أبو السعادات، القطيعي.
سمع من أبي المكارم المبارك بن محمد البادرائي. وحدث.
توفي في منتصف جمادى الآخرة.
4 (حرف النون))
4 (ناصر بن سعد بن رشيد.))
أبو محمد، العراقي، الحربوي، الكاتب المجود.
تنقل في الخدم. وكتب بين يدي الوزير ابن الناقد.

131
4 (حرف الواو))
4 (وائلة بن بقاء بن أبي نصر بن عبد السلام.))
أبو الحسن البغدادي، الحريمي، الملاح، المعروف بابن كراز.
سمع من أبي علي أحمد ابن الرحبي رابع المحامليات.
كتب عنه عبد اللطيف بن بورنداز، وعمر ابن الحاجب، والطلبة.
وروى عنه التقي ابن الواسطي، والشمس ابن الزين، والشهاب الأبرقوهي. وبالإجازة الفخر بن عساكر، وغيره.
وتوفي في السابع والعشرين من رجب. وكان صالحا، خيرا.
أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أخبرنا وائلة بن كراز بقراءة ابن نقطة الحافظ، أخبرنا أبو علي أحمد بن محمدحوأخبرنا أبو المعالي، أخبرنا نصر بن عبد الرزاق الفقيهحوأخبرنا أحمد ابن العماد، ومحمد بن بطيخ، وعبد الحميد بن خولان، وأحمد بن مؤمن، قالوا: أخبرنا عبد الرحمن بن نجم الواعظح. وأخبرتنا خديجة بنت عبد الرحمن، أخبرنا عبد الرحمن بن إبراهيم حضورا في الرابعة، قالوا: أخبرتنا شهدة الكاتبة. قالا: أخبرنا الحسين بن طلحة ح. وأخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا محمد بن هبة الله بن عبد العزيز، أخبرنا عمي محمد بن العزيز الدينوري، أخبرنا عاصم بن الحسن، قالا: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد، حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي، حدثنا القاسم بن محمد المروزي، حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن مطرف، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد، جافى بطنه عن فخذيه.)

132
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن إبراهيم بن عبد الأعلى.))
أبو الفتح، الواسطي، الخطيب.
حدث عن هبة الله بن نصر الله بن الجلخت.
وتوفي في صفر.
4 (يحيى بن مظفر بن موسى.))
الإمام، أبو زكريا، الهاشمي، الواسطي. المعروف بابن الصابوني، الواعظ، الفقيه، الشاعر.
سمع الحديث، وقال الشعر.
4 (يوسف بن رافع بن تميم بن عتبة بن محمد بن عتاب.))

133
قاضي القضاة، بهاء الدين، أبو المحاسن وأبو العز، الأسدي، الحلبي الأصل، الموصلي المولد والمنشأ، الشافعي، الفقيه، المعروف بابن شداد.
ولد في رمضان سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
وحفظ القرآن. ولزم أبا بكر يحيى بن سعدون القرطبي فقرأ عليه القراءات والعربية، وسمع منه ومن أسعد حفدة العطاري، وابن ياسر الجياني، وأبي الفضل خطيب الموصل، وأخيه عبد الرحمن بن أحمد، والقاضي أبي الرضا سعيد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري، وأبي البركات عبد الله بن الخضر ابن الشيرجي الفقيه، ويحيى الثقفي. وببغداد من شهدة الكاتبة، وأبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني.
وتفقه، وتفنن، وبرع في العلم.
وحدث بمصر، ودمشق، وحلب.
روى عنه: أبو عبد الله الفاسي المقرئ، والزكي المنذري، والكمال العديمي، وابنه المجد، والجمال ابن الصابوني، والشهاب القوصي، ونصر الله وسعد الخير ابنا النابلسي، والشهاب الأبرقوهي، وأبو صادق محمد بن الرشيد العطار، وسنقر القضائي، وجماعة. وبالإجازة قاضي القضاة تقي الدين سليمان، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعة.
وكانكما قال عمر ابن الحاجب: ثقة، حجة، عارفا بأمور الدين، اشتهر اسمه، وسار ذكره.
وكان ذا صلاح وعبادة. وكان في زمانه كالقاضي أبي يوسف في زمانه. دبر أمور الملك)
بحلب، واجتمعت الألسن على مدحه. وأنشأ

134
دار حديث بحلب. وصنف كتابدلائل الأحكامفي أربع مجلدات.
وحكى القاضي ابن خلكان، أن بعض أصحابه حدثه قال: سمعت القاضي بهاء الدين يقول: كنا في النظامية فاتفق أربعة من فقهائها أو خمسة على شرب البلاذر، واشتروا قدرا قال لهم الطبيبواستعملوه في مكان، فجنوا، ونفروا إلى بعد أيام وإذا واحد منهم قد جاء إلى المدرسة عريانا بادي العورة، وعليه بقيار كبير بعذبة إلى كعبه، وهو ساكت مصمم، فقام إليه فقيه، وسأله عن الحال، فقال: اجتمعنا وشربنا البلاذر فجن أصحابي وسلمت أنا وحدي، وصار يظهر العقل العظيم، وهم يضحكون وهو لا يدري.
وقال القاضي شمس الدين ابن خلكان: انحدر إلى بغداد، وأعاد بها، ثم مضى إلى الموصل، فدرس بالمدرسة التي أنشأها القاضي كمال الدين ابن الشهرزوري. وانتفع به جماعة. ثم حج سنة ثلاث وثمانين وزار الشام، فاستحضره السلطان صلاح الدين، وأكرمه، وسأله عن جزء حديث ليسمع منه، فأخرج لهجزءا فيه أذكار منالبخاريفقرأه عليه بنفسه. ثم جمع كتابا مجلدا في فضائل الجهاد وقدمه للسلطان، ولازمه فولاه قضاء العسكر المنصور وقضاء القدس. وكان حاضرا موت صلاح
الدين. ثم خدم بعده ولده الملك الظاهر، فولاه قضاء مملكته، ونظر أوقافها سنة نيف وتسعين. ولم يرزق ولدا، ولا كان له أقارب. وتفق أن الملك الظاهر أقطعه إقطاعا يحصل له منها جملة كثيرة، فتصمد له مال كثير، فعمر منه مدرسة سنة إحدى وستمائة، ثم عمر في جوارها دار حديث وبينهما تربة له. قصده الطلبة واشتغلوا عليه للعلم والدنيا. وصار المشار إليه في تدبير الدولة بحلب إلى أن كبر، واستولت عليه البرودات والضعف، فكان يتمثل بهذا:
* من يتمن العمر فليدرع
* صبرا على فقد أحبابه
*
* ومن يعمر يلق في نفسه
* ما يتمناه لأعدائه
*

135
وقال شيخنا ابن الظاهري: ابن شداد هو جد قاضي القضاة بهاء الدين هذا لأمه، فنسب إليه.
وقال الأبرقوهي: قدم مصر رسولا غير مرة آخرها القدمة التي سمعت منه فيها.
وقال ابن خلكان: كان يكنى أولا أبا العز فغيرها بأبي المحاسن.
وقال: قال في بعض تواليفه: أول من أخذت عنه شيخي صائن الدين القرطبي، فإني لازمت)
الراءة عليه إحدى عشرة سنة، وقرأت عليه معظم ما رواه من كتب القراءات، والحديث وشروحه، والتفسير، وكتب لي خطه بأنه ما قرأ عليه أحد أكثر مما قرأت عليه.
إلى أن قال: ومن شيوخي سراج الدين محمد بن علي الجياني قرأت عليهصحيحمسلم كله بالموصل، والوسيط للواحدي، وأجاز له سنة تسع وخمسين. ومنهم: فخر الدين أبو الرضا أسعد ابن الشهرزوري سمعت عليه مسند أبي يعلى، ومسند الشافعي، وسننأبي داود، وجامع الترمذي. وسمعت من جماعة، منهم: شهدة ببغداد.
قال ابن خلكان: أعاد بالنظامية ببغداد في حدود السبعين. وحج سنة ثلاث وثمانين. وقدم زائرا بيت المقدس، فبالغ في إكرامه صلاح الدين، فصنف له مصنفا في الجهاد وفضله. وكان شيخنا وأخذت عنه كثيرا. وكتب صاحب إربل في حقي وحق أخي كتابا إليه يقول: أنت تعلم ما يلزم من أمر هذين الوالدين وأنهما ولدا أخي، وولدا أخيك، ولا حاجة مع هذا إلى تأكيد. فتفضل القاضي وتلقانا بالقبول والإكرام وأحسن حسب الإمكان، وكان بيده حل الأمور وعقدها، ولم يكن لأحد معه كلام. ولا يعمل الطواشي شهاب الدين طغريل شيئا إلا بمشورته، وكان للفقهاء به حرمة تامة وافرة، وطال عمره. وأثر الهرم فيه حتى

136
صار كالفرخ وضعفت حركته. ثم طول ترجمته وهي ثمان ورقات منها، قال: وكان القاضي يسلك طريق البغاددة في أوضاعهم، ويلبس زيهم، والرؤساء ينزلون عن دوابهم إليه على قدر أقدارهم. ثم سار إلى مصر لإحضار ابنة الكامل لزوجها العزيز، فقدم وقد استقل العزيز بنفسه ورفعوا عنه الحجر ونزل طغرل إلى البلد. واستولى على العزيز جماعة شباب يعاشرونه فاشتغل بهم، ولم ير القاضي وجها يرتضيه، فلازم داره إلى أن مات وهو باق على القضاء. ولم يبق له حديث في الدولة، فصار يفتح بابه لإسماع الحديث كل يوم، وظهر عليه الخرف بحيث أنه صار إذا جاءه إنسان، لا يعرفه، وإذا عاد إليه، لا يعرفه، ويسأل عنه، واستمر على هذا الحال مديدة. ثم مرض أياما قلائل، ومات يوم الأربعاء رابع عشر صفر بحلب. وقد صنف كتابملجأ الحكامفي مجلدين، وكتابسيرة صلاح الدينفجودها.
4 (يوسف ابن الوزير الجليل أبي محمد عبد الله ابن القاضي أبي الحسن علي بن الحسين))
الشيبي.
الدميري، المصري، الوزير العالم تاج الدين، أبو إسحاق، المعروف بابن شكر.)
ولد سنة إحدى وثمانين وخمسمائة بمصر.
وتفقه، وبرع، وقرأ الأدب، ودرس بمدرسة الصاحب والده. وأخذ بدمشق عن تاج الدين أبي اليمن الكندي. وناب عن والده بالشام ومصر مدة. وولي وزارة الجزيرة وديار بكر مدة.
توفي في حادي عشر رجب بحران.
روى عنه القوصي في معجمه شعرا.

137
4 (الكنى))
4 (أبو بكر بن أبي زكري الكردي.))
الأمير الكبير، سيف الدين، من كبار الدولة الكاملية. وله مواقف مشهودة.
ذكره المنذري فيالوفياتفق ال: توفي ليلة ثالث عشر محرم ودفن قريبا من قبر ذي النون المصريرضي الله عنه. قال: وكان شجاعا، وكريما، عزيز النفس، عالي الهمة. وهو أحد الأمراء المشهورين.
4 (وفيها ولد))
المفتي علاء الدين علي بن محمد بن خطاب الباجي الشافعي بدمشق.
والفقيه عماد الدين عبد الرحمن بن محمد بن علي المكي.
ونجم الدين عمر بن أبي القاسم بن أبي الطيب، الوكيل بالبلاد الشامية.
وشمس الدين محمد بن منصور بن موسى الحاضري المقرئ.
والزين أحمد بن شمخ بن ثابت العرضي، وأخوه محمد توأما.
وخطيب جماعيل أيوب بن يوسف بن محمد الحنبلي.
وعمر بن أبي طالب بن محمد ابن القطان.
ويحيى بن محمد بن الحسين السفاقسي الإسكندري.
والأمين عبد القادر بن محمد الصعبي.
والبهاء عبد المحسن بن محمد بن أحمد ابن العديم العقيلي الصوفي.

138
4 (وفيات سنة ثلاث وثلاثين وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن عمر ابن الزاهد الكبير أبي عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة.))
)
جمال الدين، أبو حمزة وأبو طاهر، المقدسي، الحنبلي.
ولد في رجب سنة تسع وستين.
رحل إلى بغدادوهو صبي مع بعض أقاربه وسمع من: نصر الله القزاز، وعبيد الله بن شاتيل، وابن كليب، وعبد الخالق بن عبد الوهاب، وأبي الفرج ابن الجوزي. وبدمشق من: الخضر بن طاوس، وأبي المعالي ابن صابر، وأبي المجد ابن البانياسي، وابن صدقة الحراني.
واشتغل اشتغالا يسيرا، ثم اشتغل بالخدمة، وتعانى ركوب الخيل والفروسية. وحضر مرة مع الغيارة، فحمل وقتل إفرنجيا، وفرسه، فهابه الأجناد، وصار له بذلك عندهم منزلة. وتولى على قرية جماعيل مدة.
روى عنه: عمه الشيخ شمس الدين، والحافظ الضياء، والشمس محمد ابن الكمال، والعز أحمد ابن العماد والتقي أحمد بن مؤمن، وعبد الحميد ابن خولان، وطائفة آخرهم حفيده القاضي تقي الدينأبقاه الله.
توفي الجمال أبو حمزة في خامس ربيع الأول، ودفن عند جده الشيخ أبي عمر.

139
4 (أحمد بن أبي عبد الله محمد بن أبي عبد الله محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل.))
أبو الحسين، الأنصاري، الخزرجي، التلمساني، ثم المصري، الشيخ موفق الدين.
ولد بمصر في سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة، وأدرك ابن رفاعة، وكان يمكنه السماع منه، لكن كانت السنة غامرة ميتة بدولة بني عبيد أصحاب مصر، فلما أزال السلطان صلاح الدين دولتهم ولله الحمد أظهر السنة والرواية والآثار وهلم جرا. وإنما سمع هذا من البوصيري، وبحران من عبد القادر الرهاوي.
روى عنه الزكي المنذري، وغيره، قال: توفي في ربيع الآخر. انقطع في آخر عمره بالرباط المجاور للجامع العتيق وجمع مجاميع في التصوف بعبارة حسنة، وله شعر.
قلت: في تصوفه انحراف.
وقد أخذ عنه ابن مسدي الحافظ، فقال: غلب عليه الكلام في معنى الباطن، حتى ظهر عليه من ذلك كل باطن، وربما تصدر عنه نفثات أولى بها لأن تكون سكتات.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن حرب.))
أبو العباس. قاضي المحول، البغدادي، المقرئ.)
ذكره ابن النجار، فقال: ذكر أنه قرأ في عمره أربعا وعشرين ألف ختمة. ذكر لي عبد الصمد بن أبي الجيش المقرئ أنه قرأ عليه القرآن وأثنى عليه خيرا. وقال: قرأ على عبد الوهاب بن شحانة، عن عبد الوهاب الصابوني.
توفي في رمضان عن خمس وسبعين سنة.

140
4 (أحمد بن محمد بن أحمد اللخمي الفقيه.))
المحدث، الرئيس، أبو العباس، ابن الخطيب أبي عبد الله، اللخمي، السبتي، المعروف بالعزفي.
سمع الكثير من أبي محمد بن عبيد الله الحجري. وأجاز له ابن بشكوال، وطائفة.
وله تواليف حسنة. وكان ذا فضل، وصلاح، وجلالة، وإتقان.
أجاز له: أبو القاسم بن حبيش، وأبو محمد بن فيره الشاطبي، وعبد الحق مصنف الأحكام، وعبد الجليل القصري.
وهو والد صاحب سبتة.
قال لي أبو القاسم بن عمران: أخبرني عنه الوزير أبو عبد الله محمد ابن أبي عامر الأشعري المالقي، وأبو بكر محمد بن محمد المومنائي، وأبو الحسين بن أبي الربيع، وغيرهم.
قلت: صنف كتابا في مولد النبي صلى الله عليه وسلم وجوده. وكان إماما ذا فنون.
وقد ذكره ابن مسدي في معجمه وأوضح اسمه، فقال: أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سليمان بن أبي عزفة، مكين المكانة في العلم والديانة، له عناية بالحديث، معلن في فتياه مذهب مالك، وربما خالفه. وكان معتمد بلده بفقهه وسنده. له الجاه والمال. سمع من ابن غاز، ومن أبي عبد الله بن زرقون لما ولي قضاء سبتة، ومن السهيلي، وجماعة لما وفدوا إلى مراكش. وكان فصيحا لسنا، وعلى الرواية مؤتمنا. قال لي: إنه ولد سنة تسع وخمسين، أخبرنا أبو العباس، أخبرنا أبي أبو عبد الله بن أبي عزفة، أخبرنا القاضي عياض فذكر حديثا.

141
قلت: روى عنه جماعة.
مات في رمضان، وله ست وسبعون سنة.
4 (إبراهيم بن مرتفع بن نصر. أبو إسحاق، الحمزي، الشارعي.))
الشافعي، وبعرف بصفي الدين ابن البطوني.)
سمع من: القاسم بن عساكر، وإسماعيل بن ياسين، وجماعة.
روى عنه الزكي المنذري وقال: كان من أهل العفاف والخير. ولأهل الشارع به نفع كثير.
ولد سنة ستين وخمسمائة، وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (إدريس بن الخضر بن إدريس بن محمد.))
أبو البهاء، الهروي الأصل، السقباني.
سمع بسقبا من الحافظ أبي القاسم الدمشقي.
روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، وأظن ابن الصابوني.
وقال المنذري توفي في هذا السنة.
4 (إسماعيل بن عمر بن إبراهيم بن سليمان.))
أبو الفضل، اللرستاني، الصوفي، نزيل دمشق.
شيخ صالح.
روى عن الخشوعي، والقاسم. روى عنه ابن الحلوانية. وتوفي في رمضان.
4 (آسية بنت الشهاب محمد بن خلف بن راجح.))
زوجة الحافظ الضياء.

142
نقلت من خطه: كانت دينة خيرة، حافظة لكتاب الله. وكانت عندي أربعين سنة وثلاثة أشهر.
لم تدخل حماما ولا دخلت المدينة، وكنت أخذتها بذلك فأطاعتني. وكانت تؤثرني على نفسها.
وقد سمع عليها بالإجازة عن جماعة.
قلت: منهم أبو السعادات القزاز.
روى عنها الشمس ابن الكمال وغيره. وبالإجازة القاضي تقي الدين. وتوفيت في المحرم.
4 (آمنة بنت الحافظ عبد العزيز بن الأخضر.))
أمة الرحيم.
روت عن: شهدة، وعبد الحق اليوسفي.
وتوفيت في عاشر صفر.
روى عنها أخوها علي.
4 (إياز، الأمير الكبير، فخر الدين المعروف بالبانياسي.))
)
كان من أمراء الدولتين العادلية والكاملية. وكان مشهورا بالقوة في بدنه ولا سيما في شبيبته.
وكان فيه خير، وله صدقات.
توفي في ربيع الأول ببلاد الجزيرة.
4 (حرف الباء))
4 (بدر بن أبي الفرج.))
أبو القاسم، البغدادي، المقرئ، التاجر. سمع من ابن كليب، وجماعة.
وتوفي في ربيع الآخر.
روى عنه إجازة أبو نصر ابن الشيرازي.

143
4 (بقي بن محمد بن تقي.))
أبو علي الجذامي، المالقي. من العلماء الأذكياء.
ورخه ابن فرتون، وقيد جده بتاء مثناة.
أخذ عن أبي علي الرندي.
4 (حرف الجيم))
4 (جودي بن عبد الرحمن بن جودي بن موسى بن وهب بن عدنان.))
أبو الكرم الأندلسي من أهل مدينة وادي آش.
روى عن: أبي القاسم السهيلي، وأبي جعفر بن الحكم، ويعقوب بن طلحة، وأبي بكر بن أبي جمرة، وجماعة.
قال الأبار: كان راويا مكثرا، معتنيا بالحديث. أدب بالقرآن، وعلم بالعربية. أخذ عنه أصحابنا.
دخلت وادي آش ولم أره. وتوفي بعد خدر أصابه واختلال أعطبه سنة ثلاث وثلاثين أو نحوها.
4 (حرف الحاء))
4 (الحسن بن عبد الرحمن.))
أبو علي، الكتاني المرسي، الرفاء، المقرئ.
قال الأبار: أخذ القراءات عن أبي محمد الشمنتي. وسمع من أبي عبد الله بن حميد، وغيره.
وكان صاحب فضائل.)

144
4 (الحسن بن محمد بن إسماعيل.))
الأديب، أبو علي، القيلولي، المؤرخ.
حدث عن الأبله الشاعر، وعن عمر بن طبرزد. وعاش سبعين سنة.
وهو من قيلوية: بفتح القاف، وضم اللام، وسكون الواو، ثم ياء مفتوحة، وتاء تأنيث، قرية بأرض بابل. ولنا قيلوية بنهر الملك.
وكان أديبا، تاجرا في الكتب، سفارا بها، متوددا، ظريفا، جيد المذاكرة، مليح الشعر.
روى عنه: الشهاب القوصي، والزكي المنذري.
وكان يلقب بالقاضي، وبعز الدين.
توفي في ثاني ذي القعدة بدمشق.
وله تاريخ كبير عمله على الشهور. وهو صعب الكشف.
قال ابنه علي: كان في فن التاريخ أوحد العصر، وفي فن الأدب. وكتب الكثير، من ذلك الصحاح في اللغة ست نسخ. وقد سألته: كم مقدار ما كتبت قال: ألفي مجلدة ما بين صغيرة وكبير. قال: وكان مليح المحاضرة، دينا، خيرا، سليم الباطن. ولد بالنيل من أعمال بغداد سنة أربع وستين وخمسمائة.
4 (حرف الخاء))
4 (الغرز خليل.))
من أمراء دمشق، وإليه تنسب الدار التي هي اليوم لبلبان التتري وحمام الغرز.

145
توفي في شعبان.
4 (حرف الراء))
4 (ربيع بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع.))
القاضي، أبو سليمان الأشعري، القرطبي، قاضي قرطبة.
سمع من: أبي القاسم الشراط، وأبي القاسم أحمد بن بقي. وأجاز له والده، وأبو القاسم بن بشكوال.
قال الأبار: كان صالحا، عدلا في أحكامه، نبيه القدر والبيت. حدث بشيء يسير. ونزح عن قرطبة لما استولى الروم لعنهم الله عليها في شوال فنزل إشبيلية، وتوفي على إثر ذلك)
عن بضع وستين سنة.
قلت: وكان بارعا في اللغة، عارفا بالحديث والأدب.
وهو أخو أبي عامر يحيى، وأبي جعفر أحمد، رحمهم الله. مر أحمد سنة ست وعشرين.
وسيأتي أبو عامر.
4 (ربيعة بنت علي بن محمد بن محفوظ بن صصرى، التغلبية.))
زوجة أمين الدين سالم ابن الحافظ أبي المواهب بن صصرى.
روت عن أبي الحسين أحمد ابن الموازيني.
كتب عنها ابن الحاجب، وغيره.
وروى عنها المجد ابن الحلوانية.
توفيت في ذي العقدة.
4 (حرف الزاي))
4 (زهرة بنت محمد بن أحمد بن حاضر.))

146
أم الحياء، الأنبارية، ثم البغدادية.
سمعت من: أبي الفتح بن البطي، ويحيى بن ثابت، وأحمد بن المبارك المرقعاتي.
قال ابن النجار: كانت امرأة صالحة منقطعة في رباط. ولدت في رمضان سنة أربع وخمسين.
وزهرة: بالضم.
كتب عنها ابن النجار، وابن الجوهري. وروى عنها محمد بن مكي بن أبي القاسم، وعز الدين الفاروثي. وبالإجازة فاطمة بنت سليمان، والقاضي سليمان، وإسماعيل بن عساكر.
وتوفيت في حادي عشر جمادى الأولى.
وأجازت أيضا لابن الشيرازي، وسعد، وابن الشحنة، وغيرهم.
قال ابن النجار: سمعت مسند مسدد في مجلدة من يحيى بن ثابت، عن أبيه، عن أبي العلاء الواسطي، وسمعت كتاب التاريخ والرجال لأحمد بن عبد الله العجلي من يحيى بن ثابت، عن أبيه، عن الحسين بن جعفر السلماسي، عن الوليد بن بكر.
4 (زينب، فخر النساء، ابنة الوزير أبي الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله ابن المظفر ابن))
الوزير رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن المسلمة.)
سمعت من تجني الوهبانية.
لأبي نصر ابن الشيرازي منها إجازة.
روى عنها ابن النجار، وقال: ماتت في جمادى الآخرة.

147
4 (حرف السين))
4 (سليمان بن أحمد بن علي بن أحمد.))
أبو الربيع، السعدي، الشارعي، الشافعي، المقرئ، المعروف بابن المغربل.
قرأ القرآن على الفقيه رسلان بن عبد الله.
وقال ابن مسدي: أخذ القرآن بالروايات عن محمد بن إبراهيم الكيزاني، فهذا آخر من روى عنه في الدنيا. وسمعت منه من شعره.
قلت: وسمع بمكة من أبي الحسن علي بن حميد بن عمار، وبالشارع من قاسم بن إبراهيم المقدسي. وذكر أنه سمع من أبي العباس أحمد بن الحطيئة، والسلفي.
وولد بالشارع في سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
روى عنه الزكي المنذري، وجماعة من المصريين. ولم يدرك أحدا سمع منه. وروى عنه بالإجازة سعد، والقاضيان ابن الخويي، وابن حمزة الحنبلي، وغيرهم.
وهو آخر من حدث بمصر عن ابن عمار.
توفي في التاسع والعشرين من ذي الحجة.
4 (سليمان بن داود بن علي بن درع.))
أبو الربيع، الحربي، النساج.
ولد في حدود الخمسين وخمسمائة.
وسمع من علي بن المبارك بن نغوبا.
روى عنه بالإجازة: القاضي ابن الخويي، وأبو النصر ابن الشيرازي وسعد، والمطعم.

148
4 (حرف الصاد))
4 (صالح ابن الأمير المكرم أبي الطاهر إسماعيل بن أحمد بن حسن ابن اللمطي.))
الأمير، أبو التقى.
سمع من: عبد الوهاب بن سكينة، وعمر بن طبرزد، ومحمد بن هبة الله الوكيل، ومنصور)
الفراوي، والمؤيد الطوسي، وأبي روح عبد المعز الهروي، وأبي المظفر ابن السمعاني، وأبي الفضل عبد الرحمن بن المعزم الهمذاني، وأبي القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني.
وعبر نهر جيحون وطوف البلاد. ولم يحصل من مسموعاته إلا اليسير. وحدث.
دفن بتربته بالقرافة، وقد قارب الستين.
4 (حرف الطاء))
4 (طاهر بن الحسين المحلي، الخطيب، الزاهد، ويعرف بالجابري، خطيب جامع القصر.))
ذكره القوصي في معجمه وأنه مات في هذه السنة، وله ثمانون سنة.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن أبي بكر عتيق بن علي بن إبراهيم.))
أبو محمد، المالكي، العدل، المعروف بابن الزيات.
ولد بمصر في حدود سنة ست وأربعين وخمسمائة.
وولي عقد الأنكحة بمصر، وحسبتها مدة. وكان كثير التحري.

149
سمع من: أبي العباس أحمد بن الحطيئة، والشريف عبد الله العثماني.
وكان يتمنع من التحديث.
وتوفي في رابع عشر ربيع الآخر.
سماه المنذري في معجمه.
4 (عبد الخالق بن إسماعيل بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عتيق.))
الفقيه، وجيه الدين أبو محمد، التنيسي المولد، الإسكندراني الدار.
تفقه، وسمع، وحدث عن السلفي، والعثماني، والفقيه إسماعيل بن عوف. ثم تقلب في الخدم الديوانية.
ولد سبع وخمسين وخمسمائة.
قال الزكي المنذري: كان من أهل الأمانة، والتحري، والصلاح، والخير. مضى على سداد، وأمر جميل. وتوفي في ثالث عشر ربيع الأول.
قلت: روى عنه هو، وشيخنا الشرف ابن الصواف. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وأبو نصر محمد بن محمد المزي، وسعد، والمطعم، وغيرهم.))
4 (عبد الخالق بن أبي المعالي بن محمد بن عبد الواحد.))
الإمام بهاء الدين، أبو المكارم، الأراني، الفقيه، الشافعي، الزاهد.
درس بخلاط مدة. ثم سكن دمشق. وكان صالحا، ورعا، منقبضا عن الناس، خبيرا بالمذهب.
توفي في نصف شوال، ودفن بقاسيون، وشيعه خلق كثير.
وأران: إقليم صغير بين أذربيجان، وأرمينية. ومن مدنه بيلقان وجنزة.

150
4 (عبد الرحمن بن عبد العزيز بن مكي بن أبي العرب.))
أبو القاسم، المغربي الأصل، البغدادي، التاجر.
سمع: الأسعد بن يلدرك، ومحمد بن جعفر بن عقيل، ونصر الله القزاز.
وكان تاجرا سفارا.
روى عنه الزكي المنذري، وقال: قتله الكفار خذلهم الله بطريق سنجار، فجاء الخبر إلى بغداد في ربيع الأول.
4 (عبد الرحمن بن عمر بن عبد الرحمن بن أبي منصور النساج.))
أبو محمد.
شيخ معمر، دمشقي، صالح، خير. كان يسكن بدرب الوزير.
سمع من: أبي تميم سلمان بن علي الخباز، والحافظ ابن عساكر.
روى عنه: الزكي البرزالي عن ابن عساكر، والعز ابن الحاجب، والجمال محمد ابن الصابوني، وجماعة.
وأخبرنا عنه الشمس محمد ابن الواسطي.
وكمل تسعين سنة، وتوفي في سابع صفر.
4 (عبد الكريم بن خلف بن نبهان بن سلطان بن أحمد الأنصاري.))
السماكي.
خطيب زملكا، ولد بها في المحرم سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وهو من ذرية أبي دجانة سماك بن خرشة رضي الله عنه.
حدث عن: الحافظ أبي القاسم الدمشقي، وأبي بكر عبد الله بن محمد النوقاني.

151
روى عنه الزكي البرزالي، وغيره. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، ومحمد بن محمد)
ابن الشيرازي.
وكان خيرا صالحا، ابتلي بالمرض مدة.
توفي في الثاني والعشرين من ذي الحجة.
4 (عبد المحسن بن أبي عبد الله بن علي بن عيسى.))
أبو محمد، العشيشي الشامي، ثم المصري، الفامي، السطحي.
قيم سطح الجامع العتيق، وصاحب الواعظ أبي الحسن بن نجا، صحبه مدة، وسمع منه، ومن أبي طاهر السلفي.
ولد سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
روى عنه زكي الدين المنذري، وابن الجوهري، وأهل القاهرة. وبالإجازة تقي الدين سليمان.
وما أظنه روى غير جزء الذهلي.
وكان رجلا صالحا، دينا. توفي في الثالث والعشرين من ربيع الأول. وأجاز أيضا لعيسى الشجري، وسعد السكاكري.
4 (عبد المنعم بن صالح بن أحمد بن محمد.))
أبو محمد، المصري، المسكي، النحوي.
المعروف بالإسكندراني لسكناه بها يعلم العربية مدة.
ولد في شعبان سنة سبع وأربعين وخمسمائة.

152
وأخذ النحو عن العلامة أبي محمد عبد الله بن بري، وانقطع إليه مدة حتى أحكم الفن.
وسمع من حماد الحراني، وروى شيئا من شعره.
وكان مليح الخط.
كتب عنه الزكي المنذري وقال: توفي في الثالث والعشرين من ربيع الآخر.
وروى عنه ابن مسدي الحافظ في معجمه فقال: ومسكة: من أعمال الإسكندرية. وكان علامة ديار مصر أدبا، ونحوا، وشيخ مجونها لعبا ولهوا. له النوادر الغريبة
والأبد العجيبة. أكثر عن ابن بري. وكان يذكر أنه سمع من السلفي، ومن العثماني. روى لنا ديوان محمد بن هانئ الأندلسي بإسناد غريب. قال لي: إنه ولد في سنة تسع وأربعين.
4 (عبد المولى بن القاسم بن عبد الجبار.))
)
أبو محمد، القطيعي.
سمع من: أبي الحسين عبد الحق، ومحمد بن جعفر بن عقيل.
ومات في جمادى الأولى.
4 (علي بن أحمد بن محمود، الشيخ عماد الدين.))
ابن الغزنوي، الحنفي، الفقيه، نزيل مصر، ومدرس مدرسة السيوفيين.
توفي في جمادى الأولى.
4 (علي بن سليمان بن إيداش بن السلار، أمير الحاج.))

153
شجاع الدين، أبو الحسن.
رجل صالح، كثير العبادة والأوراد. حج بالناس من الشام نيفا وعشرين حجة. وكان الملك المعظم يحترمه، ثم كان في خدمة ابنه الملك الناصر بالكرك، فبلغه عنه شيء، فكلمه كلاما خشنا، فتركه وقدم دمشق.
قال ابن الجوزي: حكى لي ذلك، فقلت: هو ولدك، فقال: والله ما قلت عنه إلا أنه يقرأ المنطق، فقلت: الفقه أولى به كما كان والده.
توفي في جمادى الآخرة.
4 (علي بن عبد الصمد بن محمد بن مفرج.))
الشيخ عفيف الدين، ابن الرماح، المصري، المقرئ، النحوي، الشافعي، المعدل.
ولد سنة سبع وخمسين بالقاهرة.
وسمع من السلفي.
وقرأ القراءات على أبي الجيوش عساكر بن علي، والإمام أبي الجود. وأخذ العربية عن أبي الحسين يحيى بن عبد الله.
وتصدر للإقراء، والعربية بالمدرسة السيفية، والمدرسة الفاضلية مدة. وحمل عنه جماعة وشهد عند قاضي القضاة عبد الرحمن ابن السكري فمن بعده. وكان من محاسن الشيوخ.

154
روى عنه الزكي المنذري وقال: كان حسن السمت، مؤثرا للانفراد، مقبلا على خويصته، منتصبا للإفادة، راغبا في الإقراء. اتصل بخدمة السلطان مدة ولم يتغير عن طريقته وعادته.
قلت: قرأت القرآن كله على النظام محمد بن عبد الكريم التبريزي، وأخبرني: أنه قرأ على ابن)
الرماح. ولم يحدثني أحد عنه.
وآخر من روى عنه بالإجازة القاضي تقي الدين سليمان.
توفي في الثاني والعشرين من جمادى الأولى.
بل إجازته باقية لابن الشيرازي وسعد.
4 (علي بن محمد بن عبد الودود الأندلسي.))
خطيب مريبط.
أخذ القراءات عن أبي عبد الله محمد بن واجب. وسمع من جماعة.
وأجاز له أبو الطاهر إسماعيل بن عوف من الإسكندرية.
وكان رجلا صالحا.
روى عنه أبو عبد الله الأبار وقال: توفي في ذي الحجة.
4 (علي بن أبي بكر بن روزبة بن عبد الله.))
أبو الحسن، البغدادي، القلانسي، الصوفي، العطار.
سمع صحيح البخاري من أبي الوقت، وسمع جزء ابن العالي.

155
وحدث ببغداد، وحران، وحلب، ورأس عين بالصحيح مرات، وازدحموا عليه، ووصله بجملة جيدة من الذهب.
وكان عازما على المجيء من حلب إلى دمشق، فخوفوه من حصار دمشق فرد إلى بغداد فطالبوه بما كانوا أعطوه ليذهب إلى دمشق، فأعطى البعض وماطل بما بقي، ثم أضر في أواخر عمره. وكان لا يحقق مولده ولكنه بلغ التسعين.
روى عنه: عز الدين عبد الرزاق الرسعني، والشريف أبو المظفر ابن النابلسي، والجمال يحيى ابن الصيرفي، وابنه الفخر محمد، والقاضي شمس الدين محمد ابن العماد الحنبلي، والزين نصر الله بن عبد المنعم بن حواري الحنفي، والمجد عبد الرحمن العديمي، والعز أحمد بن الفاروثي، والجمال أبو بكر محمد بن أحمد الشريشي، والأمين أحمد ابن الأشتري، والسيف عبد الرحمن بن محفوظ، والشمس عبد الواسع الأبهري، والشمس حمد بن عبد الله الخابوري، والضياء محمد بن أبي بكر الجعفري، والتاج علي بن أحمد الغرافي، والرشيد محمد بن أبي القاسم، وأبو الغنائم بن محاسن الكفرابي، والجمال عمر بن إبراهيم العقيمي، ويعقوب بن)
فضائل، وأحمد ابن السيف سليمان المقدسي، وأبو الحسن علي بن عبد الغني بن تيمية، ومحمد بم مؤمن الصوري، والتاج محمد بن عبد السلام بن أبي عصرون، وابن عمه الشرف محمد بن يوسف بن عبد الرحمن، وسنقر القضائي الزيني، وخلق سواهم.
وكان شيخا حسنا، مليح الشيبة والهيئة، حلو الكلام، قوي النفس على كبر السن. من ساكني رباط الخلاطية.
سمع الصحيح بقراءة يوسف بن مقلد الدمشقي، وكان معه به ثبت صحيح عليه خط أبي الوقت.
قال الحافظ عبد العظيم: توفي فجاءة في ليلة الخامس من ربيع الآخر، وقد جاوز التسعين.

156
وأجاز لابن الشيرازي، وابن عساكر، وسعد والمطعم، وأحمد ابن الشحنة، وغيرهم.
4 (عمر بن حسن بن علي بن محمد الجميل بن فرح بن خلف بن قومس بن مزلال بن ملال))
بن أحمد بن بدر بن دحية بن خليفة كذا نسب نفسه.
العلامة، أبو الخطاب، ابن دحية. الداني الأصل، السبتي.
كان يكتب لنفسه: ذو النسبيين بين دحية والحسين.
قال أبو عبد الله الأبار: كان يذكر أنه من ولد دحية الكلبي، وأنه سبط

157
أبي البسام الحسيني الفاطمي. وكان يكنى أبا الفضل، ثم كنى نفسه أبا الخطاب.
قال: وسمع بالأندلس أبا عبد الله ابن المجاهد، وأبا القاسم بن بشكوال، وأبا بكر بن الجد، وأبا عبد الله بن زرقون، وأبا بكر بن خير، وأبا القاسم بن حبيش، وأبا محمد بن عبيد الله، وأبا العباس بن مضاء، وأبا محمد بن بونه، وجماعة.
قال: وحدث بتونس بصحيح مسلم عن طائفة من هؤلاء. وروى عن آخرين، منهم: أبو عبد الله بن المناصف، وأبو القاسم بن دحمان، وصالح بن عبد الملك، وأبو إسحاق بن قرقول، وأبو العباس بن سيد، وأبو عبد الله بن عميرة، وأبو خالد بن رفاعة، وأبو القاسم بن رشد الوراق، وأبو عبد الله القباعي، وأبو بكر بن مغاور.
وكان بصيرا بالحديث معتنيا بتقييده، مكبا على سماعه، حسن الحظ معروفا بالضبط، له حظ وافر من اللغة، ومشاركة في العربية وغيرها.
ولي قضاء دانية مرتين، ثم صرف عن ذلك لسيرة نعتت عليه، فرحل منها، ولقي بتلمسان)
قاضيها أبا الحسن بن أبي حيون فحمل عنه.
وحدث بتونس أيضا سنة خمس وتسعين. وحج، وكتب بالمشرق عن جماعة بإصبهان ونيسابور من أصحاب أبي علي الحداد، وأبي عبد الله الفراوي وغيرهما. وعاد إلى مصر، فاستأدبه الملك العادل لابنه الكامل ولي عهده وأسكنه القاهرة، فنال بذلك دنيا عريضة.
وكان يسمع ويدرس، وله تواليف منها: كتاب إعلام النص المبين في المفاضلة بين أهل صفين. وكتب إلي بالإجازة سنة ثلاث عشرة.
قلت: رحل وهو كهل فحج، وسمع بمصر من أبي القاسم البويصيري، وغيره، وببغداد من جماعة. وبواسط من أبي الفتح المندائي، سمع منه مسند أحمد. وسمع بإصبهان معجم الطبراني الكبير من أبي جعفر الصيدلاني. وسمع بنيسابور صحيح مسلم بعلو بعد أن حدث به بالمغرب بالإسناد الأندلسي النازل، ثم صار إلى دمشق وحدث بها.

158
روى عنه الدبيثي وقال: كان له معرفة حسنة بالنحو واللغة، وأنسة بالحديث، فقيها على مذهب مالك، وكان يقول: إنه حفظ صحيح مسلم جميعه، وأنه قرأه على بعض شيوخ المغرب من حفظه، ويدعي أشياء كثيرة.
قلت: كان صاحب فنون، وله يد طولى في اللغة، ومعرفة جيدة بالحديث على ضعف فيه.
قرأت بخط الضياء الحافظ: وفي ليلة الثلاثاء رابع عشر ربيع الأول توفي أبو الخطاب عمر بن دحية. وكان يتسمى بذي النسبين بين دحية والحسين. لقيته بإصبهان، ولم أسمع منه شيئا، ولم يعجبني حاله. وكان كثير الوقيعة في الأئمة. وأخرني إبراهيم السنهوري بإصبهان: أنه دخل المغرب، وأن مشايخ المغرب كتبوا له جرحه وتضعيفه. وقد رأيت منه أنا غير شيء مما يدل على ذلك.
قلت: بسببه بنى السلطان الملك الكامل دار الحديث بالقاهرة، وجعله شيخها.
وقد سمع منه الإمام أبو عمرو ابن الصلاح الموطأ سنة نيف وستمائة، وأخبر به عن جماعة منهم: أبو عبد الله بن زرقون بإجازته من أحمد بن محمد الخولاني، وهو إسناد مليح عال.
ولكن قد أسنده الضياء أعلى من هذا والعهدة عليه. فقرأت بخط الحافظ علم الدين أنه قرأ بخط ابن الصلاح رحمه الله قال: سمعت الموطأ على الحافظ ابن دحية، وحدثنا به بأسانيد كثيرة جدا، وأقربها ما حدثه به الشيخان الفقيهان: أبو الحسن علي بن حنين الكناني، والمحدث)
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن خليل القيسي قالا: حدثنا أبو عبد الله محمد بن فرج الطلاع، وأبو بكر خازم بن محمد بن خازم، قالا: حدثنا يونس بن عبد الله بن مغيث بسنده.
قال الذهبي: أما القيسي فحدث بفاس ومراكش، واستوطن بلاد العدوة

159
فكيف لقيه ابن دحية فلعله أجار له. وكذلك ابن حنين فإنه خرج عن الأندلس ولم يرجع بل نزل مدينة فاس ومات سنة تسع وستين. فبالجهد أن يكون لابن دحية منه إجازة. وقوله: حدثني، فهذا مذهب رديء يستعمله بعض المغاربة في الإجازة، فهو تدليس قبيح.
وقرأت بخط أبي عبد الله محمد بن عبد الملك القرطبي وقد كتبه ثمان وثمانين وخمسمائة وتحته تصحيح ابن دحية: حدثني القاضي أبو الخطاب ابن الكلبي بكتاب الموطأ عن أبي الحسن علي بن الحسين اللواتي، وابن زرقون قالا: حدثنا الثقة أحمد بن محمد الخولاني، حدثنا أبو عمرو القيشطالي سماعا، حدثنا يحيى بن عبيد الله، عن عم أبيه عبيد الله، عن أبيه يحيى بن يحيى، عن مالك.
قال ابن واصل: وكان أبو الخطاب مع فرط معرفته الحديث وحفظه الكثير له، متهما بالمجازفة في النقل، وبلغ ذلك الملك الكامل، فأمره يعلق شيئا على الشهاب، فعلق كتابا تكلم فيه على أحاديثه وأسانيده، فلما وقف الكامل على ذلك، قال له بعد أيام: قد ضاع مني ذلك الكتاب فعلق لي مثله، ففعل، فجاء في الثاني مناقضة للأول. فعلم السلطان صحة ما قيل عنه.
فنزلت مرتبته عنده وعزله من دار الحديث آخرا وولى أخاه أبا عمرو الذي نذكره في العام الآتي.
قال ابن نقطة: كان موصوفا بالمعرفة والفضل، ولم أره. إلا أنه كان يدعي أشياء لا حقيقة لها.
ذكر لي أبو القاسم بن عبد السلام ثقة قال: نزل عندنا ابن دحية، فكان يقول: أحفظ صحيح مسلم، والترمذي قال: فأخذت خمسة أحاديث من الترمذي، وخمسة من المسند وخمسة من الموضوعات فجعلتها في جزء، ثم عرضت عليه حديثا من الترمذي فقال: ليس بصحيح، وآخر فقال: لا أعرفه. ولم يعرف منها شيئا.

160
قلت: ما أحسن الصدق، ولقد أفسد هذا المرء نفسه.
وقال ابن خلكان: عند وصول ابن دحية إلى إربل صنف لسلطانها المظفر كتاب المولد وفي آخره قصيدة طويلة مدحه بها، أولها:)
* لولا الوشاة وهم
* أعداؤنا ما وهموا
* ثم ظهرت القصيدة بعينها للأسعد بن مماتي في ديوانه.
قلت: وكذلك نسبه شيء لا حقيقة.
قرأت بخط ابن مسدي: كان أبوه تاجرا يعرف بالكلبي بين الباء والفاء وهو اسم موضع بدانية. وكان أبو الخطاب أولا يكتب الكلبي معا إشارة إلى البلد والنسب، وإنما كان يعرف بابن الجميل تصغير جمل. وكان أبو الخطاب علامة زمانه، وقد ولي أولا قضاء دانية.
وقال التقي عبيد الإسعردي: أبو الخطاب ذو النسبين، صاحب الفنون والرحلة الواسعة. له المصنفات الفائقة والمعاني الرائفة. وكان معظما عند الخاص والعام. سئل عن مولده فقال: سنة ست وأربعين وخمسمائة.
وحكي عنه في مولده غير ذلك. حدث عنه جماعة.

161
4 (عمر بن يحيى بن شافع بن جمعة.))
أبو عبد الغني، النابلسي، المؤذن.
شيخ معمر.
سمع من الحسن بن مكي المرندي سنة تسع وخمسين وخمسمائة بدمشق جزءا من حديث الجلابي.
روى عنه: التقي ابن الواسطي، وأخوه محمد، وأحمد بن محمد بن أبي الفتح، والعز أحمد ابن العماد، والشمس محمد ابن الكمال، وغيرهم.
وقد سمع منه الحافظ الضياء. وخطيب كفربطنا الجمال محمد الدينوري.
توفي بنابلس في هذه السنة.
4 (عوض بن محمود بن صاف بن علي بن إسماعيل.))
أبو الوفاء، الحميري، البوشي، المالكي.
سمع من أبي المفاخر سعيد المأموني.

162
روى عنه الزكي المنذري، وغيره، قال المنذري: جاور بعبد ي النون، وصحب جماعة من المشايخ. وكان أحد مشايخ الفقراء المشهورين والصلحاء المذكورين، مقبلا على خويصته وعبادته، وله القبول التام من العامة والخاصة. وأم بالمسجد الذي بجزيرة مصر مدة. وبوش:)
بلدة مشهورة بالصعيد الأدنى. وذكر لي ما يدل على أنه ولد سنة خمس وخمسين. وتوفي في سلخ ربيع الآخر.
وقد أجاز لأبي نصر ابن الشيرازي وغيره.
4 (حرف الكاف))
4 (كرم بن أحمد بن كرم.))
أبو محمد. الحربي، الذهبي.
حدث عن أبي الحسين عبد الحق اليوسفي.
وكان لا بأس به.
توفي في شوال.
روى عنه بالإجازة القاضي ابن الخويي، والفخر إسماعيله بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن إبراهيم بن مسلم.))
الفخر، أبو عبد الله، الإربلي، الصوفي.

163
ولد سنة تسع وخمسين، وقال مرة أخرى: في المحرم سنة ستين.
وروى عنه: يحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النقور، وعلي ابن عساكر البطائحي، وشهدة الكاتبة، والحسن بن علي البطليوسي، وهبة الله بن يحيى الوكيل، وخمرتاش مولى أبي الفرج ابن رئيس الرؤساء، وتجني الوهبانية، وغيرهم.
روى عنه: الجمال ابن الصابوني، والجمال الدينوري خطيب كفربطنا، والعماد يوسف ابن الشقاري، والشرف أبو الحسن اليونيني، والجمال أحمد ابن الظاهري، والشرف أحمد ابن عساكر، وعلي بن بقاء المقرئ، والعماد بن سعد، وعلي وعم وأبو بكر بنو ابن عبد الدائم، وعمر بن طرخان المعري، والتقي بن مؤمن، والشمس محمد بن يوسف الذهبي، وعيسى بن أبي محمد المغاري، والمحيي أبو بكر بن عبد الله ابن خطيب بيت الآبار، ومحمد بن مكي الصقلي، وعبد المنعم بن عساكر، وخلق.
وخرج له الزكي البرزالي مشيخة في جزء.)
تفرد به بمصر موسى بن علي الموسوي، حضره في الرابعة. وبقي بدمشق في سنة أربع عشرة.
من الرواة عنه بالحضور: أبو بكر بن عبد الدائم المذكور، وعيسى المطعم، والقاضي تقي الدين سليمان، وبهاء الدين القاسم بن عساكر.
قال شيخنا ابن الظاهري: توفي بإربل في رمضان أو شوال.
ووجدت بخط السيف ابن المجد: رأيت أصحابنا ومشايخنا يتكلمون فيه بسبب قلة الدين والمروءة. وكان سماعه صحيحا.
وقال لي شمس الدين ابن سامة: عن لقبه قنور.
وقرأت بخط ابن مسدي، إنه يعرف بالقور. قال: وكان لا يتحقق مولده،

164
وذكر ما يدل على أنه بعد الخمسين وخمسمائة، وقال مرة: ولدت بعد ذلك. فلهذا امتنعوا من الأخذ عنه بإجازات، فإنه يذكر ما يدل على أن مولده بعد تاريخها.
4 (محمد بن الحسين بن عبد الرحمن.))
الإمام، أبو الطاهر، الأنصاري، الجابري، الشافعي، المحلي.
خطيب جامع مصر. قدم من المحلة إلى مصر، وتفقه على التاج محمد بن هبة الله الحموي، وغيره. وصحب الشيخ أبا عبد الله القرشي الزاهد مدة، وكان من أعيان أصحابه.
وسمع من الفقيه إبراهيم بن عمر الإسعردي، وغيره. ودرس، وأفاد، وخطب.
وكان مولده ظنا في سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
قال الزكي المنذري: كتبت عنه فوائد. وكان من أهل الدين والورع التام على طريقة صالحة، ذا جد في جميع أموره، قاضيا لحقوق معارفه، ساعيا في أفعال البر، كثير الإجهاد في العبادة.
حصل كتبا كثيرة وكان لا يمنعها، وربما لأعارها لمن لا يعرفه. توفي في سابع ذي القعدة رحمه الله تعالى.

165
4 (محمد بن رجب بن علي))
أبو بكر، الحارثي، الفقيه، الحنبلي.
من أهل قرية الحارثية من أعمال نهر عيسى.
سكن بغداد وتفقه وسمع من عبد الحق اليوسفي، وأبي العز بن مواهب الخراساني.)
روى عنه ابن النجار، وقال: كان متيقظا، حسن الطريقة، توفي في شعبان، وله إحدى وثمانون سنة.
4 (محمد بن علي بن محمد بن أحمد، الشريف.))
أبو شجاع، فخر الدين، الأموي، العثماني، البغدادي، الكاتب.
ولد ببغداد في سنة خمس وستين، وسكن الديار المصرية.
وحدث عن عبد الرحمن بن موقا.
روى عنه الزكي المنذري، وقال: كان حسن السمت، كثير التصون جدا، من أعيان الطائفة العثمانية، رق حاله، وانقطع للعبادة. وتوفي في خامس شعبان.
4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي زاهر.))
أبو حامد، البلنسي، المؤدب.
أخذ القراءات عن أبيه. وسمع من أبي العطاء بن نذير، وأبي عبد الله ابن نسع، فأكثر. وأدب بالقرآن.
قال الأبار: هو معلمي، وعنه أخذت قراءة نافع، وسمعت منه، وسمع

166
مني كتاب معدن اللجين في مراثي الحسين من تأليفي. وكان امرأ صدق ناشئا في الصلاح، متواضعا، بارع الخط، يكتب المصاحف، ويؤم بمسجد. وأخذ عنه صاحبنا أبو الحجاج بن عبد الرحمن، وسافر ليحج فتوفي في آخر سنة ثلاث هذه.
4 (محمد بن محمد بن المطهر بن سالم بن شجاع.))
أبو الفوارس، الكلبي، الفقيه الحنفي.
شيخ دمشقي متميز.
روى عن: يحيى الثففي، وعبد الرحمن الخرقي، وإسماعيل الجنزوي.
روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما.
وكان عارفا بالحساب وكتابة الديوان.
توفي في صفر.
4 (محمد بن محمد بن أبي المفاخر سعيد بن الحسين.))
الشريف، أبو بكر، العباسي، المأموني، النيسابوري الأصل، المصري المولد، المقرئ على)
الجنائز.
سمعه أبوه من السلفي، وإسماعيل بن قاسم الزيات، وجده.
روى عنه الزكي المنذري، وجماعة من الطلبة. وحدثنا عنه ابنه محمد، والشهاب الأبرقوهي.
ولد في أول سنة سبعين وخمسمائة. وتوفي في الرابع والعشرين من ربيع الآخر.

167
أخبرنا محمد بن محمد المأموني، وأبو المعالي الأبرقوهي، قالا: أخبرنا أبو بكر المأموي، أخبرنا السلفي، أخبرنا الثقفي، أخبرنا الجرجاني، أخبرنا محمد بن الحسين القطان، حدثنا علي بن عيسى الهلالي، حدثنا عبد المجيد بن أبي رواد، حدثنا ابن جريح، عن أبي الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تستبطئوا الرزق واتقوا الله أيها الناس، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حل ودعوا ما حرم.
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله المقرئ.))
الزاهد، أبو عبد الله، القرطبي، المعروف بابن الفريشي بتشديد الراء.
كان معروفا بإجابة الدعوة.
أخذ عنه ابن مسدي وقال: تلا بالسبع على أبي القاسم بن غالب. وسمع من ابن بشكوال، وحج. وسمع من يونس بمكة. استشهد في شوال وقت أخذ قرطبة.
4 (محمد بن هندي بن يوسف بن يحيى بن علي بن حسين بن هندي القاضي.))
زين الدين، أبو الفضل، المازني، الحمصي، قاضي حمص.
صدر جليل، فاضل.
سمع بدمشق من: أبي الحسين أحمد ابن الموازيني، وأبي القاسم عبد الملك الدولعي، وأبي اليسر شاكر التنوخي، وغيرهم.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، ونصر وسعد الخير ابنا أبي القاسم النابلسي. وله مشيخة في جزء خرجها البرزالي.
توفي في تاسع عشر ذي القعدة، وله نيف وثمانون سنة.

168
4 (محمد بن يحيى بن أبي المكارم.))
الشيخ شمس الدين، الطائي، الواسطي، الواعظ.
لقي جماعة من الفضلاء والوعاظ، وبرع في الوعظ. وقدم مصر بعد التسعين وخمسمائة)
وسمع من البوصيري، وجماعة. وحدث، ووعظ، وتقدم على أقرانه بالديار المصرية. وحصل له قبول زائد من العامة.
توفي في ربيع الآخر، وله نيف وستون سنة.
4 (محمد بن يحيى بن أحمد، القاضي.))
وجيه الدين، الأنصاري، المصري، الكاتب، المعروف بابن السدار.
مشارف الأوقاف.
ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. ورحل إلى الإسكندرية، وسمع من السلفي.
روى عنه الزكي المنذري وقال: توفي في مستهل ذي القعدة. وأجاز لسعد، والمطعم. ومن مسموعه العاشر من الثقفيات.
4 (محمد بن يوسف بن همام.))
أبو الفتح المقدسي، ثم الدمشقي، الحنبلي، نزيل بغداد.
ولد سنة بضع وخمسين وخمسمائة.
ودخل بغداد سنة إحدى وثمانين، فسمع الحديث من أبي السعادات القزاز وطبقته. وتفقه على أبي الفتح ابن المني. ثم تحول شافعيا. وولي خزن الكتب بالنظامية. وكان متوددا، مطبوعا، دينا.

169
أثنى عليه ابن النجار، وروى عنه.
وتوفي في شعبان.
4 (المأمون بن أحمد بن العباس بن محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن يعقوب بن))
حسين ابن الخليفة المأمون بن هارون الرشيد، الشريف.
أبو محمد، الهاشمي، المأموني، البغدادي، الواعظ،.
كان يتكلم في الأعزية. وله حظ من الأدب، وصوته طيب.
سمع من: أبي الحسين عبد الحق، ومحمد بن نسيم العيشوني.
وعاش ثلاثا وسبعين سنة.
وأجاز: للفخر إسماعيل بن عساكر، ومحمد بن يوسف الذهبي، وفاطمة بنت سليمان، وسعد الدين بن سعد، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وجماعة.)
وتوفي في رابع عشر ذي القعدة فجاءة.
4 (محمود بن خليل بن محمود.))
أبو الثناء، التبريزي، ثم البغدادي، السقلاطوني.
أمين الحكم كأبيه. لعب في أموال الأيتام، فحبس مدة، ثم اخرج، وافتقر.
وجد له سماع كتاب المصحفين للدارقطني من يحيى بن ثابت، فرواه مرات.
مات في ذي القعدة سنة، وله إحدى وثمانون سنة.
وقد روى عنه ابن النجار. وأجاز لشيخنا أحمد ابن الشحنة.
4 (محمود بن أبي العز بن مواهب ابن الشطيطي.))
الموصلي، الحداد.

170
روى جزء الأصم عن خطيب الموصل. حدث عن القاضي شمس الدين ابن العماد.
مات في جمادى الأولى سنة ثلاث.
4 (مريم بنت خلف بن راجح. أم أحمد، المقدسية.))
امرأة صالحة، كثيرة العبادة والإيثار.
روت بالإجازة عن الحافظ أبي موسى المديني.
وتوفيت في صفر.
كتب عنها العز ابن الحاجب، وغيره.
4 (مشهور بن منصور بن محمد.))
أبو أحمد القيسي، الحوراني، الفلاح بالنيرب.
سافر في خدمة المحدث عماد الدين علي بن القاسم بن عساكر إلى خراسان، فسمع من المؤيد الطوسي، وأبي روح، وزينب الشعرية.
روى عنه الشرف أحمد بن عساكر، وغيره. وتفرد بالحضور عنه البهاء ابن عساكر.
توفي في ثالث عشر ذي الحجة، ودفن بالنيرب.
4 (حرف النون))
4 (نصر الله بن عبد الرحمن بن أبي المكارم بن فتيان.))
أبو الفتح، الأنصاري، الدمشقي.)
ابن أخي الفقيه البهاء.

171
روى عن: أبي القاسم بن عساكر، وأبي سعد بن أبي عصرون، وأبي نصر عبد الرحيم اليوسفي، والأمير أسامة بن منقذ.
ويعرف بابن الحكيم، وبابن النحاس.
روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، والشرف بن عساكر، وجماعة.
ولد سنة ست وخمسين وخمسمائة.
وتوفي في سابع ذي الحجة.
4 (نصر الدين بن عبد الله بن عبد العزيز بن بشير، القدوة.))
أبو عمرو، الغافقي، الأندلسي، الفرغليطي، نزيل قيجاطة، ويعرف بالشقوري.
قال الأبار: سمع من جده لأمه نصر بن علي، وعبد الله بن سهل الكفيف. وبقرطبة من عبد الرحمن بن أحمد بن بقي، وأبي القاسم بن بشكوال. وبمرسية من أبي عبد الله بن عبد الرحيم.
وأجاز له أبو الحسن ابن هذيل، وأبو طاهر السلفي. وتصدر بقيشاطة للإقراء، فأخذ عنه وسمع منه. وكان من أهل الزهد والفضل، يشار إليه بإجابة الدعوة. عمر وأسن وأسر عند تغلب الروم على قيشاطة في سنة إحدى وعشرين. ثم تخلص بعد ذلك. وقدم قرطبة فأخذ عنه أبو القاسم ابن الطيلسان، وقال: توفي بلورقة عام ثلاثة وعشرين وستمائة، ومولده سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.
قال: وقال ابن فرقد: كتب أبو عمرو الغافقي لي ولابني محمد وأحمد في جمادى الأولى سنة سبع وعشرين وستمائة.
وقال ابن فرتون: توفي سنة ثلاث وثلاثين.

172
قلت: هذا أصح من قول ابن الطيلسان.
4 (نصر بن عبد الرزاق ابن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح بن جنكي دوست، قاضي))
القضاة.
عماد الدين، أبو صالح، ابن الحافظ الزاهد الإمام أبي بكر، الجيلي، ثم البغدادي، الأزجي، الفقيه، الحنبلي.
ولد في ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمسمائة.)
وأجاز له وهو ابن شهر أبو الفتح ابن البطي، وأبو محمد ابن الخشاب، والمبارك بن محمد الباذرائي، وغيرهم.
وسمع من: أبيه، وعلي بن عساكر البطائحي، وخديجة بنت أحمد الهوزاني، وشهدة بنت الإبري، وعبد الحق اليوسفي، ومسلم بن ثابت النحاس، وأحمد بن المبارك المرقعاتي، وسعيد بن صافي الجمال، وعيسى الدوشابي، ومحمد بن بدر الشيحي، وفاطمة بنت أبي غالب محمد بن الحسن الماوردي، وأبي شاكر السقلاطوني، وجماعة.
وتفقه على والده، وأبي الفتح بن المني. ودرس، وأفتى، وناظر، وبرع في المذهب.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، والشرف ابن النابلسي، والشمس محمد بن

173
هامل، والعز الفاروثي، والتاج الغرافي، والجمال محمد ابن الدباب، والجمال محمد البكري، والعلاء ابن بلبان الناصري، والشهاب الأبرقوهي، وآخرون.
وجمع لنفسه أربعين حديثا سمعناها من الأبرقوهي. ودرس بمدرسة جده.، وبالمدرسة الشاطئية. وتكلم في الوعظ. وألف في التصوف. وولي القضاء للظاهر بأمر الله وأوائل دولة المستنصر بالله ثم صرف.
سئل الضياء عنه فقال: فقيه، خير، كريم النفس، ونالته محنة، فإن سنة أربع وعشرين صاموا ببغداد رمضان بشهادة اثنين، ثم ثاني ليلة رقب الهلال فلم ير، ولاح خطأ الشهود، وأفطر قوم من أصحاب أبي صالح، فأمسكوا ستة من أعيانهم، فاعترفوا، فعززوا بالدرة وحبسوا. ثم أخذ الذين شهدوا، فحبسوا وضرب كل واحد خمسين، ثم إن قاضي المحول أفطر بعد الثلاثين على حساب ما شهدوا، فضرب، وطيف به. واحتمى أبو صالح بالرصافة في بيت حائك، واجتمع عنده خلق من باب الأزج، فمنعوا من الدخول إليه، ثم أطلق بعد انسلاخ شوال. نعم.
وذكره ابن النجار، فقال: قرأ الخلاف على أبي محمد بن أبي علي النوقاني الشافعي. ودرس بمدرسة جده. وبنيت له دكة بجامع القصر للمناظرة، وجلس للوعظ. وكان له قبول تام، ويحضره خلق كثير. وأذن له في الدخول على الأمير أبي نصر محمد ابن الإمام الناصر في كل جمعة لسماع مسند الإمام أحمد منه بإجازته من أبيه الناصر، فحصل له به أنس. فلما استخلف، قلده القضاء في ذي القعدة سنة اثنتين وعشرين، فسار السيرة الحسنة، وسلك الطريقة المستقيمة، وأقام ناموس الشرع، ولم يحاب أحدا في دين الله. وكان لا يمكن أحدا من الصياح)
بين يديه. ويمضي إلى الجمعة ماشيا. ويكتب الشهود من دواته في مجلسه. فلما أفضت الخلافة إلى المستنصر أقره أشهرا، ثم عزله. روى الكثير. وكان ثقة متحريا، له في المذهب اليد الطولي. وكان لطيفا، متواضعا، مزاحا، كيسا. وكان مقداما رجلا من الرجال، سمعته يقول: كنت في دار الوزير القمي وهناك جماعة، إذ دخل رجل ذو هيئة، فقاموا له وخدموه، فقمت، وظننته بعض الفقهاء، فقيل: هذا ابن كرم اليهودي عامل دار الضرب، فقلت له: تعال إلى

174
هنا، فجاء ووقف بين يدي، فلت له: ويلك، توهمتك فقيها، فقمت إكراما لذلك، ولست ويلك عندي بهذه الصفة، ثم كررت ذلك عليه. وهو قائم يقول: الله يحفظك، الله يبقيك، ثم قلت: اخسأ هناك بعيدا عنا. فذهب.
قال: وحدثني أنه رسم له برزق من الخليفة، وأنه زار يومئذ قبر الإمام أحمد، فقيل لي: دفع رسمك إلى ابن توما النصراني، فامض إليه فخذه، فقلت: والله لا أمضي ولا أطلبه، فبقي ذلك الذهب عنده إلى أن قتل لعنه الله في السنة الأخرى، وأخذ الذهب من داره فنفذ إلي.
توفي في سادس عشر شوال، ودفن في الدكة التي لقبر الإمام أحمد بن حنبل. وقيل: دفن معه في قبره، تولى ذلك الرعاع والعوام، فقبض على من فعل ذلك وعوقب وحبس. ثم نبش أبو صالح ليلا بعد أيام، ولم يعلم أين دفن رحمه الله.
قلت: وأجاز لإبراهيم بن حاتم البعلبكي، وإسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والبدر حسن ابن الخلال، والقاضي الحنبلي، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وسعد بن محمد بن سعد، وأبي بكر بن عبد الدائم، وأبي نصر بن مميل، وغيرهم.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن إسحاق بن حمو بن علي، الأمير الجليل.))
أبو زكريا، الصنهاجي، الميورقي الذي خرج على بني عبد المؤمن ويعرف بابن غانية.
توفي في أواخر شوال بالبرية بنواحي تلمسان.

175
ذكره الحافظ زكي الدين عبد العظيم فقال: يقال: إن خروجه كان من ميورقة في شعبان سنة ثمانين وخمس مائة، واستولى على بلاد كثيرة. وكان مشهورا بالشجاعة والإقدام.
قلت: وقد أقام في بلاده الدعوة والخطبة لبني العباس، وقدم رسوله إلى العراق يطلب تقليدا بالسلطنة، فنفذت إليه الخلع واللواء. وقد ذكرنا ذلك في الحوادث.))
4 (يحيى ابن الخليفة الناصر محمد ابن المنصور المؤمني.))
المغربي، أبو زكريا.
تملك المغرب بعد العادل عبد الله سنة أربع وعشرين، فكانت دولته ثلاثة أعوام ونصفا، وفي بعضها كان معه على جملة من الممالك ابن عمه.
مات يحيى في ذي القعدة أو شوال.
4 (يعقوب بن علي بن يوسف.))
أبو عيسى، الموصلي، الحكاك، الجوهري.
سمع من خطيب الموصل أبي الفضل الطوسي. وببغداد من: عبيد الله بن شاتيل، وعبد المغيث بن زهير، ونصر الله القزاز، وجماعة.
وجاور بمكة، وحدث بها، وبالمدينة ومصر.
روى عنه: الزكي المنذري، والشرف ابن الجوهري، وعثمان بن موسى إمام الحطيم، وغيرهم.
قال المنذري: توفي في الرابع والعشرين من صفر ببغداد بالبيمارستان العضدي.

176
قلت: وقيل: إنه توفي بالمدينة سنة أربع.
4 (يوسف بن جبريل بن جميل بن محبوب.))
أبو الحجاج، القيسي، اللواتي، الحنفي، البزاز.
ولد في حدود سنة سبع وستين وخمسمائة.
وسمعه أبوه الإمام أبو الأمانة من السلفي، وبدر الخداداذي، وأحمد بن عبد الرحمن الحضرمي.
وقدم دمشق ولم يرو بها.
روى عنه: ابن النجار، والزكي عبد العظيم، والشهاب الأبرقوهي.
وتوفي في أواخر شعبان.
4 (وفيها ولد))
شيخنا زين الدين عبد الله بن مروان الفارقي، في المحرم.
وعز الدين عبد العزيز بن محمد ابن العديم الحنفي، قاضي حماة، في رمضان.)
وبدر الدين محمد بن مسعود ابن التوزي.
والشمس محمد بن إسحاق بن محمد بن صقر: اللبيون، بحلب.
الشيخ يوسف بن قيس بن أبي بكر ابن الشيخ حياة بن قيس.
والبهاء أبو القاسم بن يحيى بن زياد، خطيب بيت لهيا.
والأمين عبد الله بن عبد الأحد بن شقير: الحرانيون، بها.
والصفي أحمد بن محمد بن إبراهيم الطبري، بمكة.
والبدر حسن بن علي بن يوسف بن هود المرسي، بها.
وشيخ تدمر عيسى بن ثروان. وشيخ الحرم الظهير محمد بن عبد الله بن منعة البغدادي.
وناصر الدين محمد بن نوح ابن المقدسي، وله حضور في الأولى على ابن اللتي.

177
4 (وفيات سنة أربع وثلاثين وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن أكمل بن أحمد بن مسعود بن عبد الواحد بن مطر بن أحمد بن محمد.))
الشريف، أبو العباس، الهاشمي، العباسي، البغدادي، الحنبلي، الخطيب، العدل.
ولد سنة سبعين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفتح بن شاتيل، ووفاء بن أسعد، وأبي العلاء محمد بن جعفر بن عقيل.
وحدث من بيته غير واحد.
توفي في ربيع الأول.
4 (أحمد بن الخضر.))
الأمير، شهاب الدين، الكاملي.
توفي في جمادى الأولى بالقاهرة. وكان من كبار الدولة.
4 (أحمد بن سليمان بن كسا المصري.))
الشاعر المشهور.

178
كان محتشما، ذا ثروة وله غلمان ترك.
توفي في صفر بالقاهرة. والأصح وفاته في السنة الآتية.
4 (أحمد بن يوسف بن أيوب بن شاذي.))
)
الملك المحسن، يمين الدين، أبو العباس، ابن سلطان صلاح الدين.
ولد سنة سبع وسبعين.
وسمع بدمشق من: أبي عبد الله بن صدقة الحراني، وحنبل، وابن طبرزد، وبمصر من أبي القاسم البوصيري، وغير واحد.
وعني بالحديث وطلبه. وكتب، واستنسخ. وقرأ على الشيوخ. وكان مليح الكتابة، جيد النقل، متواضعا متزهدا، حسن الأخلاق، مفضلا على أصحاب الحديث وعلى الشيوخ. وحصل الكتب النفيسة والأصول المليحة، ووجد المحدثون به راحة عظيمة، وجاها ووجاهة. وهو الذي كان السبب في مجيء حنبل وابن طبرزد. وكان كثير التحري في القراءة.
وسمع بمكة من أبي الفتوح ابن الحصري، وببغداد من عبد السلام الداهري.
سئل عنه الضياء فقال: سمع وحصل الكثير، وانتفع الخلق بإفادته، وطلب الحديث على وجهه.
ووجدت بخط السيف ابن المجد أنه ينبز بميل إلى التشيع.

179
قلت: روى عنه القاضي شمس الدين أبو نصر الشيرازي وهو أكبر منه، والقاضي مجد الدين العديمي، وسنقر القضائي. وبالإجازة: أبو نصر محمد بن محمد المزي.
وتوفي بحلب في الرابع والعشرين من المحرم، وحمل إلى الرقة، فدفن بها بقرب قبر عمار بن ياسر.
4 (أحمد بن أبي الذر بن معالي بن أبي البقاء.))
أبو العباس، القطفتي، المقرئ، والضرير.
ولد سنة ثلاث أو أربع وخمسين.
وسمع من: يحيى بن موهوب بن السدنك.
ومات في جمادى الأولى.
أجاز لفاطمة بنت سليمان، وعيسى المطعم، وجماعة.
4 (أحمد بن أبي الغنائم بن صدقة بن أحمد بن الخضر.))
أبو الفتح القرشي، الواسطي، الزاهد، نزيل الإسكندرية.
لقي جماعة من المشايخ بالعراق. وقدم مصر وانتفع به طائفة. وكان له القبول التام من العالم.
توفي في شوال.))
4 (إبراهيم بن عبد الرحمن بن الحسين بن عبد الله.))
أبو إسحاق، ابن الجباب، التميمي، السعدي، الأغلبي، المصري، الزاهد.

180
ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة في نصف رجب بمكة.
وسمع بالإسكندرية من السلفي.
كتب عنه عمر ابن الحاجب، والزكي المنذري. وروى لنا بالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي.
وتوفي في خامس ذي القعدة.
وكان أبوه سنيا له مع بني عبيد مواقف وأمور.
4 (إبراهيم بن علي بن محمد بن الحسن بن تميم بن الحسين.))
أبو إسحاق، التميمي، الصقلي، المحلي المولد والمنشأ، العدل، أمين الحكم بالمحلة.
ولد سنة خمس وخمسين.
وسمع من السلفي.
روى عنه الزكي المنذري، وغيره من المصريين.
وحدثنا عنه عبد القوي بن عبد الكريم المنذري.
توفي في جمادى الآخرة.
4 (إسحاق بن أحمد بن غانم.))
أبو محمد، العلثي، الحنبلي، الزاهد.
سمع ببغداد من عبيد الله بن شاتيل، وغيره.
وحدث بالعلث.
وكان صالحا، زاهدا فقيها، عابدا، قوالا بالحق، أمارا بالمعروف، لا تأخذه في الله لومة لائم.

181
توفي بالعلث في ربيع الأول.
ذكره الحافظ عبد العظيم فقال: قيل إنه لم يكن في زمانه أكثر إنكارا للمنكر منه، وحبس على ذلك مدة.
وهو ابن عم المحدث الزاهد طلحة بن مظفر العلثي الذي مر في سنة.
والعلث: من قرى بغداد.
وقد سمع الشيخ إسحاق أيضا من عبد الرزاق الجيلي، وابن الأخضر، وجماعة.)
روى عنه العماد إسماعيل بن علي الطبال.
وقيل: إنه مات في صفر، ذكره الفرضي.
ورأيت له رسالة في ورقات كتبها إلى ابن الجوزي ينكر عليه خوضه التأويل، وينكر عليه ما خاطب به الملائكة على طريق الوعظ، فما اقصر، وأبان عن فضيلة وورع رحمه الله.
4 (أسعد بن عبد الرحمن بن الخضر بن هبة الله بن حبيش.))
وجيه الدين، أبو التمام، التنوخي، الدمشقي.
روى عن إسماعيل الجنزوري.
روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية. وأجاز للقاضي تقي الدين الحنبلي، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وجماعة.
وتوفي في ثالث صفر.
وكان رئيسا فاضلا، وشاعرا محسنا.
4 (إقبال بن أبي محمد.))
أبو علي، الحريمي المشتري.

182
سمع من يحيى بن السدنك.
ومات في جمادى الأولى.
4 (أنجب بن محمد بن أبي القاسم بن أبي الحسن بن صيلا.))
أبو محمد، الحربي، الحمامي.
سمع من قرابته أبي بكر عتيق بن صيلا في سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
روى عنه بالإجازة: القاضيان شهاب الدين الخويي، وتقي الدين الحنبلي، والفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو نصر ابن الشيرازي.
وتوفي في رمضان.
4 (حرف الباء))
4 (بركات بن ظافر بن عساكر بن عبد الله بن أحمد.))
المحدث، وجيه الدين، أبو اليمن، الأنصاري، الخزرجي، المصري، الصبان.
سمع الكثير من: أبي القاسم البوصيري، وأبي عبد الله الأرتاحي، وأحمد بن طارق الكركي،)
وفاطمة بنت سعد الخير، وأبي نزار ربيعة اليمني، وابن المفضل، وخلق كثير. حتى إنه سمع ممن هو أصغر منه. وكتب الكثير.
وحدث. وعني بفن الرواية. ولم يزل يسمع إلى أن مات.
روى عنه الزكي المنذري، وبالإجازة غير واحد.
وله نظم ونثر، ومعرفة بالطب والهندسة.
ولد سنة ستين. وتوفي في أول ربيع الآخر.
وذكره ابن مسدي في معجمه فقال: كان يستفيد ولا يفيد، ويستعير ولا

183
يعيد. وكان ينظم ويهجو ويستميح من يرجو. سمع مني وسمعت منه. مات، فرأيته غير مرة، ويقول: لقيت شدة وما نظر لي في شيء. ثم رأيته وقد حسن زيه وقال: رحمني ربي بصلاتي على النبي صلى الله عليه وسلم.
4 (بركة بن أبي بكر بن عمر بن ربيع.))
أبو محمد، البغدادي، العلاف.
حدث عن أبي الحسين عبد الحق.
ومات في ربيع الأول عن نيف وسبعين سنة.
روى عنه ابن النجار.
4 (حرف الثاء))
4 (ثامر بن أبي افتح مسعود بن مطلق بن نصر الله بن محرز.))
أبو المظفر، الربعي، الفرسي، الأزجي، الطحان، البواب.
ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
وسمع من أبي الفتح بن البطي.
وكان اسمه قديما يحيى، ثم اشتهر بثامر.
روى عنه أبو القاسم علي بن بلبان جزء البانياسي.
وأجاز له الفخر ابن عساكر، وسعد الدين بن سعد، وأحمد بن أبي طالب الشحنة، وعيسى المطعم، وأبي نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي.
وتوفي في أواخر المحرم.))
4 (حرف الحاء))
4 (حسين بن مسعود بن بركة.))

184
أبو عبد الله، البغدادي، البيع.
سمع من: مسلم بن ثابت النخاس، وأبي الخير القزويني.
وأجاز للقاضي شهاب الدين الخويي، وللكمال أحمد ابن العطار، وفاطمة بنت سليمان.
وتوفي في رابع عشر رمضان.
وقد تفرد بإجازته أبو النصر ابن الشيرازي.
4 (حمد بن أحمد بن محمد بن بركة بن أحمد بن صديق بن صروف، الفقيه.))
موفق الدين، أبو عبد الله، الحراني، الحنبلي، ولد سنة ثلاث أو أربع وخمسين.
رحل إلى بغداد، وتفقه على ناصح الإسلام أبي الفتح بن المني، وأبي الفرج ابن الجوزي.
وسمع من: عبد الحق اليوسفي، وأبي هاشم عيسى الدوشابي، وتجني الوهبانية، وأبي الفتح بن شاتيل، وعبد المغيث بن زهير، وغيرهم. وسمع بحران من أحمد بن أبي الوفاء الصائغ، وعبد الوهاب بن أبي حبة.
وأعاد بمدرسة حران مدة، وحدث بها، وبدمشق.
وكان ثقة، فقيها، صحيح السماع.

185
روى عنه: الزكي المنذري، والشرف ابن النابلسي، والمجد ابن الحلوانية، والشهاب الأبرقوهي، والبدر أبو علي ابن الخلال، ومحمد بن أبي الذكر، وآخرون.
توفي ابن صديق في سادس عشر صفر بدمشق، ودفن بسفح قاسيون.
4 (حمزة ويسمى عبد الرحمن بن الحسين بن أبي الحسين أحمد بن حمزة بن علي بن))
الحسن بن الحسين.
أبو طاهر، ابن الموازيني، السلمي، الدمشقي، العطار.
حدث عن: جده، وأبي سعد بن أبي عصرون، ويحيى الثقفي.
روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، وجماعة. ولم ألق أحدا من أصحابه.
توفي في جمادى الآخرة.)
وقد أجاز للفخر ابن عساكر، والشرف المخرمي، وجماعة.
4 (حيدر بن محمد بن زيد بن محمد، السيد.))
أبو الفتوح، الحسيني، نقيب الأشراف بالموصل.
كان صدرا جليلا، محتشما. له مصنف في صفات سيد البشر، وله شعر متوسط.
4 (حرف الخاء))
4 (خديجة بنت أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن العباس بن عبد الحميد الحراني.))
أم محمد. امرأة صالحة مسنة.
سمعت من أبيها جزء الحفار.
كتب عنها جماعة.

186
وأجازت للفخر ابن عساكر، وللقاضي شهاب الدين الخويي، وفاطمة بنت سليمان، وعيسى المطعم، وأبي بكر بن عبد الدائم. وأحمد ابن الشحنة، وجماعة.
وتوفيت في سادس عشر ذي الحجة.
قال ابن النجار: جاوزت الثمانين.
4 (الخليل بن أحمد بن علي بن خليل بن إبراهيم بن خليل بن وشاح.))
أبو طاهر، الجوسقي الصرصري، الخطيب بها.
ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وقرأ القراءات على جماعة.
وسمع من: والده الشيخ أبي العباس، وأبي الفتح بن البطي، وعبد الله بن عبد الصمد السلمي، وشهدة، وصدقة بن الحسين الناسخ، والأسعد ابن يلدرك.
وخطب بجامع صرصر الدير بعد والده. وكان صالحا، عالما، خيرا.
روى عنه: أبو الفرج أيوب بن محمود ابن البعلبكي، وأبو القاسم علي بن بلبان، ومحمد بن مؤمن، والجمال أبو بكر الشريشي، ومحمد بن مكي بن حامد الإصبهاني، ثم الدمشقي، وأحمد بن محمد الطيبي التاجر، ومحفوظ بن الحامض.
وأجاز للقاضيين ابن الخويي والحنبلي، وسعد الدين بن سعد، وأبي بكر بن عبد الدائم، وأبي نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعة.)
وتوفي في العشرين من ربيع الأول.

187
4 (خليل بن إبراهيم بن خليل.))
أبو الصفاء، العقيسي، الدمشقي.
شيخ معمر. سمع في كبره من: أحمد بن وهب بن الزنف، وإلياس بن أحمد المقرئ.
روى عنه: الزكي البزالي، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما.
وتوفي في صفر.
وكان يقرئ بالجامع.
4 (حرف الراء))
4 (رضوان بن عمر بن علي بن خميس.))
أبو الجنان، الديباجي، الدمشقي، الكاغدي، الحلاوي، الشاعر.
قدم مصر بعد الستمائة، ومدح جماعة، وله شعر جيد، روى عنه منه زكي الدين عبد العظيم.
ومات في نصف ربيع الأول.
4 (حرف السين))
4 (سرخاب بن زرير بن سرخاب بن أبي الفوارس.))
الشريف، أبو المناقب، الحسيني، الدينوري، الصوفي، الحنبلي، نزيل دمشق.
حدث عن النسابة أبي علي بن محمد بن أسعد الجواني، والخشوعي.

188
روى عنه المجد ابن الحلوانية، وغيره. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وجماعة.
توفي في السادس والعشرين من المحرم بدمشق.
4 (سعيد بن محمد بن ياسين بن عبد الملك بن مفرج.))
أبو منصور، بن أبي نصر، البغدادي، البزاز، السفار.
فذكر أبو طالب بن أنجب في تاريخه: أنه حج تسعا وأربعين حجة.
قلت: كان يحج تاجرا.
سمع من: أبي الفتح بن البطي، وجعفر وتركناز ابني عبد الله بن محمد الدامغاني.
روى عنه: عز الدين أحمد الفاروثي، وأبو القاسم بن بلبان، وغيرهما. وبالإجازة القاضيان ابن)
الخويي، وتقي الدين سليمان، والفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو نصر محمد بن محمد المزي، والقاسم بن عساكر.
توفي في خامس صفر.
قال ابن النجار: أسقطت شهادته لسوء طريقته وظلمه.
4 (سعيد بن محمد بن سعيد الظهيري.))
روى عن: أبي منصور بن عبد السلام، وابن كليب.
وكان سيخا مهيبا، جليلا.
أجاز لأبي نصر ابن الشيرازي، وسعد، والمطعم، وغيرهم.
4 (سليمان بن مسعود الطوسي.))

189
ثم الحلبي، الشاعر.
توفي بحلب في صفر.
ومن شعره.
* وذي هيف فيه يقوم لعاذلي
* بعذرى إذا ما لام لام عذاره
*
* فلا بدر إلا ما بدا من جيوبه
* ولا غصن إلا ما انثنى في إزاره
*
4 (سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الحميري.))
الكلاعي، الأندلسي، البلنسي.
هو الحافظ الكبير، أبو الربيع ابن سالم.
ولد في رمضان سنة خمس وستين وخمسمائة.
وكان بقية أعلام الحديث ببلنسية.
ذكره أبو عبد الله الأبار، فقال: سمع ببلده أبا العطاء بن نذير، وأبا الحجاج بن أيوب. ورحل، فسمع أبا القاسم بن حبيش، وأبا بكر بن الجد، وأبا عبد الله بن زرقون، وأبا عبد الله ابن الفخار، وأبا محمد بن عبيد الله، وأبا

190
محمد بن بونه، وأبا الوليد بن جمهور، ونجبة بن يحيى، وخلقا سواهم. وأجاز له أبو العباس بن مضاء، وأبو محمد عبد الحق صاحب الأحكام وآخرون. وعني أتم عناية بالتقييد والرواية. وكان إماما في صناعة الحديث، بصيرا به، حافظا، حافلا، عارفا بالجرح والتعديل، ذاكرا للمواليد والوفيات، يتقدم أهل زمانه في ذلك،)
وفي حفظ أسماء الرجال، خصوصا من تأخر زمانه وعاصره. وكتب الكثير، وكان الخط الذي يكتبه لا نظير له في الإتقان والضبط، مع الاستبحار في الأدب والاشتهار بالبلاغة، فردا في إنشاء الرسائل، مجيدا في النظم، خطيبا، فصيحا، مفوها، مدركا، حسن السرد والمساق لما يقوله، مع الشارة الأنيقة والزي الحسن. وهو كان المتكلم عن الملوك في مجالسهم والمبين عنهم لما يريدونه على المنبر في المحافل. ولي خطابة بلنسية في أوقات. وله تصانيف مفيدة في عدة فنون، ألف كتاب الاكتفاء في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم والثلاثة الخلفاء، وهو في أربعة مجلدات، وله كتاب حافل في معرفة الصحابة والتابعين لم يكمله، وكتاب مصباح الظلم يشبه الشهاب، وكتاب في أخبار الإمام أبي عبد الله البخاري وسيرته، وكتاب الأربعين، وتصانيف سوى ذلك كثيرة في الحديث، والأدب، والخطب. وإليه كانت الرحلة في عصره للأخذ عنه. أخذت عنه كثيرا، وانتفعت به في الحديث كل الانتفاع، وحضني على هذا التاريخ يعني تكملة الصلة.
قال: وأمدني من تقييداته وطرفه بما شحنته به. واستشهد بكائنة أنيشة على ثلاثة فراسخ من بلنسية، مقبلا غير مدبر، في العشرين من ذي الحجة سنة أربع وثلاثين. وكان أبدا يحدثنا أن السبعين منتهى عمره لرؤيا رآها. وهو آخر الحفاظ والبلغاء المترسلين بالأندلس.
قلت: وقد روى أبو العباس ابن الغماز قاضي تونس عدة دواوين.
قال ابن الغماز: أنشدنا أبو الربيع لنفسه:

191
* قبائح آثار شغلن ظنوني
* وخوقن أفكاري لقاء منون
*
* وكيف اعتذاري عن ذنوبي وقبحها
* ويأبى لي العذر الجميل حقيني
*
* على أن لي من حسن ظني بخالقي
* معاذا بحصن في المعاد حصين
*
* فإن أوبقتني سلفات تقدمت
* فحسن يقيني بالإله يقيني
* قال ابن مسدي: لم ألق مثله جلالة، ونبلا، ورياسة وفضلا. وكان غماما مبرزا في فنون من منقول ومعقول، ومنشور وموزون، جامعا للفضائل. وبرع في علوم القرآن والتجويد والأدب، فكان ابن بجدته، وهو ختام الحفاظ، ندب لديوان الإنشاء فاستعفى. أخذ القراءات عن أصحاب ابن هذيل. رحل واختص بأبي القاسم بن حبيش بمرسية. أكثرت عنه رحمه الله.
وقال أبو العباس ابن الغماز: وله كتاب الأربعين عن أربعين شيخا، وكتاب الموافقات)
العوالي، وجزء المسلسلات.
وقال أبو محمد المنذري: في العشرين من ذي الحجة توفي الحافظ أبو الربيع الكلاعي الخطيب الكاتب شهيدا بيد العدو خذله الله بظاهر بلنسية. ومولده بظاهر مرسية في مستهل رمضان سنة خمس وستين. سمع ببلنسية من محمد بن جعفر النحوي، وأبي الحجاج يوسف بن عبد الله، وأبي بكر أحمد بن أبي المطرف، وبمرسية من أبي القاسم عبد الرحمن بن حبيش، بإشبيلية، وشاطبة، وغرناطة، وسبته، ومالقة، ودانية. وجمع مجاميع مفيدة تدل على غزارة علمه وكثيرة حفظه ومعرفته بهذا الشأن. وكتب إلينا بالإجازة من بلنسية سنة أربع عشرة وستمائة.
4 (حرف الضاد))
4 (الضحاك بن أبي بكر بن أبي الفرج.))
أبو الفرج، القطيعي، النجار، المعروف بابن الأطروش.

192
ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة ظنا.
وسمع من أبي المكارم المبارك الباذرائي.
وتوفي في تاسع شعبان.
وكان صالحا، خيرا.
سمع منه الكمال ابن الدخميسي، والسيف ابن المجد.
وحدثنا عنه بالإجازة: أبو المعالي الأبرقوهي، وفاطمة بنت سليمان، والقاضي تقي الدين الحنبلي، والفخر إسماعيل بن عساكر، ومحمد بن محمد ابن الشيرازي، والمطعم وسعد، وابن الشحنة.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن إسماعيل بن الحسين.))
الواعظ، أبو طالب، ابن الفخر، غلام ابن المني.
تنقل في البلاد، ووعظ بالقاهرة مدة. وما أقام ببلدة مدة إلا أزعج منها لسوء سيرته.
سمع من ابن كليب جزء ابن عرفة.
مات في شعبان كهلا.))
4 (عبد الله ابن القاضي أبي الطاهر إسماعيل بن رمضان بن عبد السميع.))

193
القاضي، الرئيس، أبو الفضل، الإسكندراني، المالكي، ناظر الإسكندرية.
سمع من السلفي. وحضر أبا محمد العثماني، وأخاه أبا الطاهر إسماعيل بن عبد الرحمن العثماني.
وولي النظر مدة وغير ذلك من الخدم.
روى عنه الزكي المنذري، وسأله عن مولده فقال: في شعبان سنة ست وستين. وتوفي في الرابع عشر من جمادى الآخرة. قال: وكان محبا لأهل الصلاح والخير ساعيا في حوائجهم، مؤثرا للاجتماع بهم والانقطاع إليهم.
قلت: أجاز لأبي الفضل محمد بن محمد ابن الشيرازي، والفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان.
4 (عبد الله بن صالح بن عيسى بن عبد الملك.))
الفقيه، أبو محمد، المصري، المالكي.
تفقه على: أبي محمد بن اللهيب، وأبي المنصور ظافر الأزدي، وأبي البركات هبة الله بن ثعلب.
ودخل الإسكندرية ورأى الإمام أبا طاهر السلفي، وحكى عنه، وعن أبي الطاهر بن عوف.
روى عنه الزكي المنذري، وقال: كان على طريقة أهل العلم والصلاح، مقبلا على ما يعنيه.
مضى على سداد وأمر جميل. ولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة. وتوفي بالفرعونية من أعمال الغريبة في العشرين من جمادى الأولى.
4 (عبد الله بن معالي بن أبي بكر.))
أبو بكر الديناري، الخياط. توفي ببعقوبا في جمادى الآخرة.

194
سمع من شهدة، وعبد الحق. لا أعرفه.
4 (عبد الرحمن بن إبراهيم بن محفوظ.))
أبو علي، البغدادي، القطان.
سمع من عبد الحق.
وتوفي في أول رجب.)
ولا أعرفه أيضا. فإن كان ابن البزازة فقد أجاز لأبي نصر ابن الشيرازي.
4 (عبد الرحمن بن حمدان بن أحمد، القاضي.))
أبو محمد، الكناني، التكريتي، قاضي الكرك.
سمع بالموصل من أبي ياسر عبد الوهاب بن أبي حبة، وبدمشق من إسماعيل الجنزوي، وجماعة. وسمع الكثير. وكتب بخطه مع الدين والفضل. وناب في القضاء بدمشق.
روى عنه المجد ابن الحلوانية، وغيره.
وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (عبد الرحمن ابن العلامة أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن مهران.))
الفقيه، صدر الدين، أبو القاسم، القرميسيني، ثم الإسكندراني، الشافعي، العدل، الحاكم.
له أدب وشعر جيد، وفضائل. وولي الحكم بالغربية مدة. وخدم في الديوان، ودرس بمصر بزاوية المجد البهنسي مدة.

195
كتب عنه الزكي المنذري وقال: كان عالي الهمة، حاد القريحة. توفي في صفر.
4 (عبد الرحمن بن محمود بن أبي منصور.))
الشيخ الصالح أبو منصور، الدمشقي الحنفي، النصولي.
سمع من: القاضي أبي سعد عبد الله بن أبي عصرون، وابن صدقة الحراني. وببغداد من: ذاكر بن كامل، وابن بوش، وابن كليب. وبمصر من: أبي القاسم البوصيري، وغيرهم.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والمؤيد علي ابن خطيب عقرباء، وجماعة. وأجاز لغير واحد.
وتوفي في ثامن ربيع الآخر.
4 (عبد الرحمن بن نجم ابن شرف الإسلام أبي البركات عبد الوهاب ابن الشيخ الإمام أبي))
الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي.

196
الإمام، ناصح الدين، أبو الفرج، ابن الحنبلي، الأنصاري، السعدي، العبادي، الشيرازي الأصل، الدمشقي، الحنبلي، الواعظ.
ولد في شوال سنة أربع وخمسين وخمسمائة. واشتغل بالوعظ وبرز فيه.
ورحل وسمع من: شهدة، وأبي الحسين عبد الحق، ومسلم بن ثابت، وأبي شاكر يحيى)
السقلاطوني، وتجني الوهبانية، ونعمة بنت القاضي أبي خازم محمد ابن الفراء، وجماعة ببغداد. والحافظ أبي موسى المديني، وأحمد بن أبي منصور الترك بإصبهان. وبهمذان من عبد الغني بن أبي العلاء.
وحدث. ووعظ بمصر ودمشق. وكان له قبول زائد.
وصنف، ودرس، وأفتى، وله خطب ومقامات. وكتاب تاريخ الوعاظ وأشياء في الوعظ.
وكان حلو الكلام، جيد الإيراد، شهما، مهيبا، صارما. وكان رئيس المذهب في زمانه بالشام.
وهو من بيت العلم والجلالة والسؤدد.
روى عنه: الدبيثي، والضياء، والبرزالي، والزكي المنذري، والجمال ابن الصابوني، والشمس ابن الكمال، والشمس ابن خازم، والعز ابن العماد، والتقي بن مؤمن، ونصر الله بن عياش، ومحمد بن أبي بكر بن بطيخ، وأحمد بن إبراهيم الرقوقي، وعبد الحميد بن خولان، وعلي بن بقاء المقرئ، ومحمد بن علي الطواسي، والشهاب محمد بن مشرف، وطائفة سواهم. وقد تفرد بالرواية عنه حضورا أبو بكر بن عبد الدائم. وروى بالإجازة القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين بن أبي عمر.
أخبرنا محمد بن علي بقراءتي، أخبرنا عبد الرحمن بن نجم الواعظ، أخبرنا أبو موسى الحافظ، أخبرنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا إسحاق بن حمزة، حدثنا عبدان.

197
قال أبو نعيم: وحدثنا الحسين بن محمد بن رزين الخياط، حدثنا الباغندي.
قالا: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا عبد الرحمن بن جابر، حدثنا عطية بن قيس، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، أخبرني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ما كذبني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف، ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة فيأتيهم رجل لحاجة، فيقولون له: ارجع إلينا غدا. فيبيتهم الله تعالى، ويضع العلم عليهم، ويمسخ آخرون قردة وخنازير. أخرجه البخاري تعليقا عن هشام، ورواه الدبيثي في تاريخه عن الناصح.
توفي في ثالث المحرم بدمشق، ودفن بسفح قاسيون بتربتهم.
4 (عبد الرحمن ابن الشيخ أبي البقاء العكبري.))
أبو محمد.)
سمع أكثر مصنفات والده أبي البقاء عبد الله بن الحسين، وسمع من ابن كليب.
وتوفي كهلا.
4 (عبد السلام بن جعفر.))
أبو الغنائم التكريتي، العدل.
سمع ابن شاتيل.
4 (عبد العزيز بن عبد الملك بن عثمان المقدسي.))

198
الحنبلي، الفقيه، العز.
من كبار العلماء.
تفقه على الشيخ الموفق، ورحل إلى إصبهان، وسمع من: أبي الفخر أسعد بن سعيد، وغيره.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والشيخ شمس الدين بن أبي عمر.
وأجاز للشيخ علي بن هارون، وللشهاب محمد بن مشرف، وللشرف إبراهيم ابن المخرمي، وغيره.
قرأت بخط الضياء: وفي يوم الاثنين حادي عشر ذي القعدة توفي الفقيه الإمام العالم أبو محمد عبد العزيز بن عبد الملك رحمة الله عليه ورضوانه. وكان إماما عالما فطنا ذكيا. وفقد ألقى الدرس مدة بمدرسة شيخنا أبي عمر. وكان دينا خيرا. دفن في تربة خال أمه الشيخ موفق الدين.
4 (عبد العزيز بن محمد بن علي بن حمزة بن فارس.))
أبو البركات ابن القبيطي.
سمع مع أخيه عبد اللطيف من: شهدة، وأبي نصر عبد الرحيم اليوسفي، وابن شاتيل، ومحمد بن نسيم.
وكان من أعيان قراء بغداد، جيد الأداء، طيب الصوت. قرأ القراءات على عمه أبي يعلى حمزة. وأم بمسجدهم على باب البدرية. وكان فقيها، دينا، شافعيا، حسن السمت.
ولد سنة ثلاث وستين. وتوفي في رابع عشر ربيع الأول.
روى عنه أبو القاسم بن بلبان. وأجاز للبهاء ابن عساكر.
قال ابن النجار: قرأت عليه كتاب التذكار لابن شيطا بسماعه من أبي نصر عبد الرحيم بن)
يوسف، عن الباقرحي، عنه. وكان صدوقا.

199
4 (عبد العزيز بن نصر بن هبة الله بن سلامة بن معالي.))
أبو محمد الحراني، الحنبلي، الصفار، العدل، المعروف بابن أبي الربع.
سمع من: أبي الفتح أحمد بن أبي الوفاء.
وأجاز له أبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وتجني الوهبانية، وجماعة.
روى عنه: الحافظ عبد العظيم، وعمر ابن الحاجب، وغيرهما.
وقد سمع بدمشق من الشيخ الموفق.
4 (عبد القادر بن عبد القاهر بن أبي الفرج عبد المنعم بن أبي الفهم، الفقيه.))
الإمام، ناصح الدين، أبو الفرج، الحراني، الحنبلي.
تفقه بحران وسمع بها من ابن طبرزد، وببغداد من يحيى بن بوش، وابن كليب، وبدمشق من ابن صدقة الحراني، ويحيى الثقفي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي.
وأقرأ، وحدث، وأفاد، ودرس، وأفتى.
كتب عنه عمر ابن الحاجب وقال: عرض عليه قضاء حران، فامتنع، وكان مفتيا، صالحا، لم يكن ببلده مثله.
ولد سنة ثلاث وستين وخمسمائة.

200
وروى عنه: الزكي المنذري، والنجم أحمد بن حمدان الفقيه. وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، وأظن أن ابن حمدان تفقه عليه.
توفي في حادي عشر ربيع الأول بحران.
رأيت شيخنا ابن تيمية يبالغ في تعظيم شأنه ومعرفته بالمذهب.
4 (عبد القادر بن عبد الله ابن الفقيه القدوة الشيخ عبد القادر الجيلي.))
أبو محمد.
سمع من أبي الحسين عبد الحق.
وحدث.
ومات بسواد بغداد في ربيع الآخر.
4 (عبد القادر بن أبي عبد الله محمد بن الحسن.))
)
الإمام، شرف الدين، أبو محمد، ابن البغدادي، المصري، الشافعي.
رحل من الشام في الصبى وسكن القاهرة، وتفقه بها على الشهاب محمد بن محمود الطوسي.
ودرس بجامع السراجين، ثم بالمدرسة القطبية إلى حين وفاته. وكان قد تفقه بدمشق على القطب مسعود بن محمد النيسابوري، وسمع من الحافظ ابن عساكر بعض مجالسه.
وولد في سنة ثلاث وخمسين.
روى عنه الزكي المنذري وقال: كان فقيها حسنا، من أهل الدين والعفاف، طارحا للتكلف مقبلا على ما يعينه. توفي في الثاني والعشرين من شعبان.

201
قلت: روى لنا عنه أحمد بن عبد الكريم الواسطي.
وأجاز للقاضي شهاب الدين ابن الخويي، ولأحمد بن أبي الغنائم بن علان، وجماعة.
وقال ابن مسدي: ولد بدمشق، وكان رأسا في الفتوى، مشارا إليه بالبر والتقوى. سكن القاهرة.
4 (عبد اللطيف ابن الأديب البارع أبي الفتح محمد بن عبيد الله ابن التعاويذي.))
أبو القاسم، البغدادي، الحاجب.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: شهدة الكاتبة، وأبي الحسين عبد الحق. وسمع من والده ديوانه.
روى عنه: السيف ابن المجد، وعبد اللطيف بن بورنداز، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وأبو القاسم علي بن بلبان، وأبو عبد الله محمد ابن المجير الكتبي، وغيرهم. وبالإجازة: الفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو نصر محمد بن محمد الشيرازي، وفاطمة بنت سليمان، ويحيى بن محمد بن سعد، وعيسى المطعم، وآخرون.
توفي في الثاني والعشرين من صفر.
4 (عبد المنعم بن جماعة بن ناصر، صائن الدين.))
أبو محمد، الحمزي، الشارعي.
شيخ صالح، خير. صحب المشايخ، وسمع من فاطمة بنت سعد الخير وزوجها ابن نجا الواعظ.

202
حدثنا عنه أبو المعالي الأبرقوهي.
وتوفي في تاسع جمادى الأولى.))
4 (عبد الواحد بن نزار بن عبد الواحد البغدادي.))
أبو نزار، التستري. ابن الجمال، الرجل الصالح.
شيخ دين، معمر. كان يمكنه السماع من ابن الطلاية، والأرموي، لأنه ولد في رمضان سنة ثمان وثلاثين.
سمع من علي بن محمد بن أبي عمر البزاز، وعمر الحربي، سمع منها مجلسا من أمالي طراد، تفرد في الدنيا به، وبإجازة المبارك بن أحمد الكندي.
كتب عنه عمر ابن الحاجب، والقدماء.
وحدث عنه: أبو القاسم بن بلبان، وأبو بكر محمد بن أحمد البكري الأصولي. وبالإجازة: الفخر إسماعيل بن عساكر، والقاضيان ابن الخويي وتقي الدين سلمان، وسعد الدين بن سعد، وعيسى بن عبد الرحمن المطعم، وأحمد بن أبي طالب الحجار، وجماعة.
وقال ابن النجار: سمعنا منه قديما. وهو شيخ متيقظ لا بأس به.
توفي في عاشر شعبان. وأخوه بركة سمع من هبة الله ابن الطبر، وقد مر سنة ستمائة.
4 (عبيد الله بن بيرم بن يوسف بن خمرتكين، شمس الدين.))
أبو محمد، الصوري، ثم الحلبي، المحدث.
ولد سنة أربع وسبعين، وعاش ستين سنة.
طلب، وكتب، وتعب، وأفاد، وحصل الأصول.

203
وروى عن الافتخار الهاشمي فمن بعده.
4 (عثمان بن حسن بن علي بن الجميل محمد بن فرح.))
أبو عمرو، الكلبي، السبتي، اللغوي.
أخو أبي الخطاب ابن دحية.
سمع مع أخيه، ووحده من جماعة كثيرة منهم: أبو القاسم خلف بن بشكوال، وأبو بكر بن الجد، وأبو عبد الله بن زرقون، وأبو الحسن الشقوري، وأبو بكر بن خير، وأبو الحسين بن ربيع، وأبو محمد بن عبيد الله، وأبو القاسم السهيلي.
قال الأبار: لكنه كان لا يحدث عن السهيلي ويقع فيه. ومن شيوخه الذين سمع منهم: أبو محمد بن بونه، وأبو محمد عبد المنعم بن الخلوف. وحج، وحدث بإفريقية، ونزل القاهرة عند أخيه)
وفي كنفه. ورأس.
قلت: ودرس بعده بالكاملية. وكان مولعا بالتقعير في كلامه ورسائله لهجا بذلك.
ورخه أبو شامة فيها: ولم يذكره المنذري.
وقال الأبار: توفي سنة خمس أو ست وثلاثين.
ثم ظفرت بوفاته، ذكرها ابن واصل في ثالث عشر جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين.
وكان من كبار الأئمة، لكنه يتمقت بما يستعمله من اللغة في رسائله.

204
سمع الملخص للقابسي منه أبو محمد الجزائري.
وقد ذكره ابن نقطة فقال: رأيته بالإسكندرية لما قدم والناس مجتمعون عليه بالجامع يوم الجمعة يسمعهم الترمذي، فقلت لرجل: أمن أصل فقال: قد قال الشيخ لا أحتاج إلى أصل، اقرؤوه من أي نسخة شئتم، فإني أحفظه. ثم ظهر منه كلام قبيح في ذم مالك والشافعي، وغيرهما. فتركت الاجتماع به لذلك.
قلت: نعم كان يسيء الأدب في درسه على العلماء.
قال ابن مسدي: أربى أبو عمرو على أخيه بكثرة السماع كما أربى عليه أخوه بالفطنة، وكرم الطباع. وكان متزهدا، لم يكن له أصول. وكان شيخه ابن الجد يصله ويعظمه. ولما بلغه حال أخيه بمصر، نهد إليه، ونزل عليه إلى أن خرف أخوه فيما أنهي إلى الكامل فجعله عوضه بالكاملية. وكان متساهلا يحدث من غير أصل. وألف منتخبا في الأحكام. مات في جمادى الأولى عن ثمان وثمانين سنة.
4 (عزيزة بنت عبد الملك الهاشمية.))
أم أبي العباس.
المرأة الصالحة، الزاهدة.
ولدت بمرسية، ونشأت بقرطبة، وعمرت بضعا وثمانين سنة. وقدمت ديار مصر وصحبت الشيخ الزاهد أبا إسحاق إبراهيم بن طريف مدة وخدمته، وحجت.
وكان الشيخ عتيق وأبو العباس الرأس يثنون عليها كثيرا.
علق عنها الحافظ عبد العظيم.
وتوفيت في رجب.))
4 (علي بن أحمد بن عبد الله بن محمد.))

205
أبو الحسن، ابن خيرة، البلنسي، المقرئ. خطيب بلنسية.
قال الأبار: أخذ عن أبي جعفر طارق بن موسى قراءة ورش. وأخذ القراءات عن شيخنا أبي جعفر بن عون الله. وسمع من أبي العطاء بن نذير، وغيره. وأجاز له أبو عبد الله بن حميد، وأبو محمد بن عبيد الله، وحج سنة ثمان وسبعين، وجاوز وسمع من: أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وحماد الحراني، وعبد المجيد بن دليل، سمع منه سنن أبي داود عن أبي بكر الطرطوشي في سنة تسع وخمسمائة، وسمع من الإمام عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي ببجاية، ومن أبي حفص عمر الميانشي بمكة. وانصرف إلى بلده وأقام على حاله من الانقباض وحسن السمت إلى أن قلد الصلاة، فتولاها أربعين سنة لم يحفظ عنه سهو فيها إلا في النادر. وأقرأ القرآن وقتا. وحدث. وأخذ الناس عنه. وكان عدلا راجح العقل. وفي مشيخته كثرة. تلوث عليه بالقراءآت السبع، وسمعت منه جل ما عنده. واختلط قبل موته بأزيد من عام، وأخر عن الصلاة في رجب سنة ثلاث وثلاثين وستمائة لاختلال ظهر في كلامه. ولم يسمع منه بعد ذلك شيء. وتوفي في أواخر رجب سنة أربع، وكانت جنازته مشهودة حضرها السلطان، ونزل في قبره أبو الربيع بن سالم. وولد سنة خمسين أو إحدى وخمسين وخمسمائة.
قلت: لقيه ابن الغماز فقال: سمعت منه سنن أبي داود، وسمعت منه كتاب الشهاب للقضاعي، بسماعه من الحضرمي، بسماعه من الرازي، عنه.
4 (علي بن سليمان بن إيداش بن السلار، الأمير، شجاع الدين.))
أبو الحسن، الدمشقي، الحنفي، أمير الحاج.
ورخه أبو المظفر ابن الجوزي في سنة ثلاث كما ذكرنا وإنما توفي

206
في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة سنة أربع.
كما ورخه المنذري قال: وحدث عن محمد بن حمزة بن أبي الصقر، والخشوعي. وكان منقطعا عن الناس، محبا للفقراء، تاركا للإقبال على الدنيا. وحج بالناس مرارا رحمه الله.
4 (علي بن محمد بن جعفر بن معالي.))
أبو الحسن ابن أبي الفرج، البصري، ثم البغدادي، التاجر المؤدب، المعروف بابن كبة.)
كان يؤدب الصبيان.
وولد سنة خمس وخمسين.
وسمع من أبي الفتح بن البطي.
روى عنه: ابن الدبيثي، وعز الدين أحمد الفاروثي، وعلاء الدين علي بن بلبان، وجمال الدين محمد الشريشي، وجماعة. وأجاز للقاضي تقي الدين، ولعيسى المطعم، وسعد، وفاطمة بنت جوهر، وأحمد ابن الشحنة، وأبي بكر بن عبد الدائم.
وتوفي في نصف رجب.
4 (علي بن أبي الفتح بن يحيى الحكيم.))
كمال الدين، أبو الحسن، ابن الكناري، الموصلي، الطبيب، الصفار.

207
روى عن خطيب الموصل أبي الفضل.
ولد في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وتوفي بحلب في المحرم.
روى عنه: مجد الدين ابن العديم، وشهاب الدين ابن تيمية، وعلاء الدين سنقر القضائي.
أخبرنا سنقر، أخبرنا أبو الحسن الكناري، أخبرنا أبو الفضل الطوسي، أخبرنا منصور بن بكر، أخبرنا محمد بن علي، حدثنا الأصم، حدثنا ابن المنادي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا أشعث، عن الحسن، عن جابر قال: كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا صعدنا كبرنا، وإذا هبطنا سبحنا.
4 (علي بن أبي الفرج بن أبي منصور بنعلي.))
أبو القاسم، ابن البعقوبي.
ولد سنة خمس وأربعين.
وأجاز له الشيخ عبد القادر، وابن البطي.
وسمع في الكهولة من عبد المنعم بن كليب، وجماعة.
توفي بالموصل في جمادى الأولى.
4 (عمر بن أبي البركات بن هبة الله.))
أبو حفص، ابن السمين. شيخ بغدادي.)
سمع من: عبد الحق اليوسفي، وعبيد الله الشاتيلي، وغيرهما.
توفي في سابع عشر ربيع الأول.
4 (حرف الفاء))
4 (فتوح بن نوح بن عيسى بن نوح.))

208
العدل، خطير الدين، أبو نصر، الساماني، الخويي، نزيل دمشق.
كان مختصا بخدمة العماد الكاتب، فسمع منه ومن بركات الخشوعي، وبواسط من أبي الفتح ابن المندائي، وبمصر والإسكندرية.
روى عنه: مجد الدين ابن الحلوانية، وغيره.
وحدثنا عنه محمد بن يوسف الذهبي، وزينب بنت القاضي محيي الدين.
توفي في العشرين من ذي القعدة.
4 (فضائل بن علي بن عبد الله بن شبيل بن حسن.))
الفقيه، أبو الوفاء، القرشي، المخزومي، الأرسوفي، ثم المصري، الشافعي، الجلاجلي، المواقيتي.
ولد تقديرا في سنة اثنتين وستين.
وتفقه على أبي القاسم عبد الرحمن ابن الوراق، وقبله أيضا على جماعة.
وسمع من: أبي عبد الله الأرتاحي، وفاطمة بنت سعد الخير، والحافظ عبد الغني، وانقطع إليه مدة.
واشتغل بالمواقيت وبرع فيها، وولي رئاسة المؤذنين بجامع القاهرة إلى أن توفي.
روى عنه الزكي المنذري وقال: توفي في الرابع والعشرين من رجب.
4 (حرف الكاف))
4 (كتائب بن أحمد بن مهدي بن محمد بن علي.))
أبو أحمد، البانياسي، ثم الصالحي.
من أهل جبل الصالحين.
حدث عن: أبي المعالي بن صابر، وأبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق.

209
وكان رجلا خيرا، دينا.)
روى عنه: الزكي البرزالي، والضياء بن عبد الواحد، والمجد ابن الحلوانية، والشمس ابن الكمال، والعز أحمد ابن العماد، وغيرهم.
أنبأنا أبو عبد الله ابن الكمال، أخبرنا الضياء الحافظ: سمعت العفيف كتائب بن مهدي بعد موت الشيخ الموفق بأيام وهو عندنا عدل مأمون ثقة ما عرفنا له زلة قط يقول: رأيت الشيخ الموفق على حافة النهر شرقي المدرسة من الناحية القبلية يتوضأ، فوقفت بجانب المدرسة، وقلت: لا أنزل أتوضأ حتى يفرغ، فلما توضأ أخذ قبقابه ومشى على الماء إلى الجانب الآخر ثم لبس القبقاب، وصعد المدرسة. ثم حلف لي بالله لقد رأيته وما لي في الكذب من حاجة، وكتمت ذلك في حياته. فقلت هل رآك قال: لا ولم يكن ثم أحد وذلك وقت الظهر، فقلت: هل كانت رجلاه تغوص قال: لا إلا كأنه يمشي على وطاء.
توفي كتائب في رجب.
4 (كيقباذ بن كيخسرو بن قلج أرسلان.))
سلطان الروم، الملك علاء الدين.
توفي في شوال في اليوم السابع منه. وكان ملكا، مهيبا، شجاعا، راجح العقل، سعيدا. كسر خوارزم شاه وعسكر الملك الكامل. واستولى على عدة بلاد تجاوره. وزوجه السلطان الملك العادل بابنته، وولد له منها.

210
وكان قد تملك الروم قبله أخوه كيكاوس فحبس أخاه كيقباذ هذا فلما نزل به الموت أحضره وفك قيده، وعهد إليه بالملك، وأوصى إليه بأطفاله. فطالت أيامه واتسعت ممالكه.
وكان يرجع إلى عدل ونصفة فيما بلغنا.
وهو كيقباذ بن كيخسرو بن قليج أرسلان بن مسعود بن قليج أرسلان بن سليمان بن قتلمش بن سلجوق السلجوقي.
وتملك بعده ولده السلطان غياث الدين كيخسرو.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن عمر بن حسين بن خلف.))
الحافظ، المفيد، أبو الحسن، البغدادي، القطيعي.
ولد في رجب سنة ست وأربعين.)
وسمعه أبوه الفقيه أبو العباس من: أبي بكر ابن الزاغوني، وأبي القاسم نصر بن نصر العكبري، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وأبي الوقت السجزي، وسلمان الشحام، وأبي الحسن ابن الخل، وجماعة. ثم سمع بنفسه على طبقة بعد هؤلاء.
وعني بالحديث ورحل فيه، وكتب، وحصل. فقرأ بالموصل في رحلته

211
على يحيى بن سعدون القرطبي، وسمع منه ومن خطيب الموصل. وسمع بدمشق من أبي المعالي بن صابر، ومحمد بن أبي الصقر. ثم لزم الشيخ أبا الفرج ابن الجوزي وأخذ عنه الوعظ، وقرا عليه كثيرا من كتبه، وناب لولده الصاحب محيي الدين في الحسبة بباب الأزج. وخدم في أماكن.
وجمع تاريخا لبغداد ذيل به على تاريخ ابن السمعاني الذي ذيل تاريخ الخطيب، ولم يتممه.
وخدم في بعض الجهات، وفتر عن الحديث بل تركه، ثم طال عمره، وعلا سنده، وتفرد في زمانه. وهو أول شيخ ولي دار الحديث بالمستنصرية. وكان يخصب بالسواد ثم تركه.
وهو آخر من حدث بالبخاري كاملا بالسماع عن أبي الوقت. وتفرد بأجزاء عديدة.
قال ابن نقطة: هوشيخ صحيح السماع. صنف لبغداد تاريخا إلا أنه ما أظهره.
قلت: وكان عنده أصول له يحدث منها، وكان عسرا في الرواية. روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، والسيف ابن محمد ابن الكسار، وأبو القاسم بن بلبان، والفقيه أبو العز سعيد بن أحمد الطيبي الشافعي، والمجد عبد العزيز بن الحسين الخليلي، والتاج علي بن أحمد العلوي الغرافي، والشهاب الأبرقوهي. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان، وأبو علي ابن الخلال، والفخر إسماعيل ابن عساكر، والبهاء ابن عمه، وعيسى المطعم، وسعد الدين بن سعد، وأحمد ابن الشحنة، وأبو بكر بن عبد الدائم، وفاطمة بنت جوهر، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعة.

212
وقال ابن النجار: جمع تاريخا ولم يكن محققا فيما ينقله ويقوله عفا الله عنه وانفرد بالرواية في وقته عن ابن الزاغواني، والعباس ابن الخل، ونصر، والشحام. توفي في رابع أو خامس ربيع الآخر. وأذهب كل عمره في التاريخ الذي عمله، طالعته، فرأيت كثيرا من الغلط والتصحيف، فأوقفته على وجه الصواب فيه، فلم يفهم. وقد نقلت عنه منه أشياء لا يطمئن قلبي إليها، والعهدة عليه. سمعت عبد العزيز بن دلف يقول: سمعت الوزير أبا المظفر بن يونس)
يقول لأبي الحسن ابن القطيعي: ويلك عمرك تقرأ الحديث، ولا تحسن تقرأ حديثا واحدا صحيحا.
قال ابن النجار: وكان لحنة، قليل المعرفة بأسماء الرجال. أسن وعزل عن الشهادة ولزم منزله.
4 (محمد بن إدريس بن علي.))
أبو عبد الله الأندلسي الشقري، الشاعر المشهور المعروف بمرج الكحل.
قال الأبار: شاعر مفلق، بديع التوليد. وقد حمل عنه ديوان شعره. وسمعت منه. كتب عنه الحافظ أبو الربيع بن سالم، وأبو عبد الله ابن أبي البقاء. وتوفي في ربيع الأول. ومن شعره:
* مثل الرزق الذي تطلبه
* مثل الظل الذي يمشي معك
*
* أنت لا تدركه متبعا
* وإذا وليت عنه تبعك.
* قال: وأنشدني أبو محمد بن برطلة، أنشدني ابن مرج الكحل لنفسه:
* لك الخير يا مولاي ما العبد بامرئ
* لديه حسام، بل لديه يراع
*
* وهل أنا إلا مثل حسان شيمة
* جبان وفي النظم النفيس شجاع
*

213
4 (محمد بن الحسن بن المبارك سعد الله.))
أبو بكر ابن البواب المقرئ الحريمي.
ولد سنة أربع وخمسين تقريبا.
وسمع من: أبي علي ابن الرحبي، وأحمد بن علي العلوي، وعبد الحق اليوسفي، ولاحق ودهبل ابني علي بن كارة. وأجاز له ابن البطي، وأبو المعالي ابن اللحاس.
كتب عنه جماعة. وأجاز للفخر إسماعيل ابن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبي نصر ابن الشيرازي، وجماعة.
وتفي في المحرم.
4 (محمد بن سلامة بن عبد الله بن علي.))
أبو محمد الحراني العطار.
ولد سنة اثنتين وستين وخمسمائة.
وسمع من أحمد بن أبي الوفاء.)
وتوفي في منتصف ذي العقدة.
4 (محمد بن علي بن أبي المعالي بن عبد الواحد البغدادي الصائغ.))
ويعرف بابن غبلان.
سمع من أبي الحسيس عبد الحق.
ومات في صفر.
4 (محمد بن علي بن مهاجر.))

214
الصاحب، كمال الدين أبو الكلام الموصلي.
قدم دمشق وسكنها.
وسمع من يحيى الثقفي بالموصل، ومن ابن طبرزد بدمشق.
روى عنه: الزكي البرزالي، وغيره. وحدثنا عنه أبو علي ابن الخلال.
قال نجم الدين ابن السابق: قدم ابن مهاجر دمشق وسكن بعقبة الكتان في دار ابن البانياسي، وشرع في الصدقات وشراء الأملاك ليوقفها. وكان قد اتفق مع والدي على عمل رصيف عقبة الكتان، وقال: تجيء غدا وتأخذ دراهم لعمله. فلما أمسى، بعث إليه الملك الأشرف خرزة بنفسج وقال: هذه بركة السنة. فأخذها وشمها فكانت القاضية، فأصبح ميتا، فورثه السلطان، وأعطوا من تركته ألف درهم، فاشتروا له بها تربة في سوق الصالحية.
قلت: فلما كان بعد ذلك بنى الصاحب تقي الدين توبة بن علي بن مهاجر التكريتي في حيطان البرية خمسة دكاكين وادعى أنه ابن عمه.
وقال أبو المظفر الجوزي: بلغ قيمة ما خلف الصاحب كمال الدين ثلاثمائة ألف دينار. وأراني الملك الأشرف مسبحة فيها مائة حبة، مثل بيض الحمام يعني: من التركة.
توفي في مستهل جمادى الآخرة.
قلت: وروى عنه القوصي في معجمه فقال: الوزير كمال الدين ابن الشهيد معين الدين. كان من سادات الكرام في زمانه، مستعينا بأمواله عن أموال السلطان، باذلا إنعامه للإخوان، مديما لهم مد الخوان.
توفي في يوم الجمعة وهو ساجد في صلاة الصبح.
4 (محمد، السلطان، الملك، العزيز، غياث الدين.))
)

215
ابن السلطان الملك الظاهر غازي ابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب، صاحب حلب.
ولي بعده والده وله أربع سنين أو نحوها. وجعل أتابكه الطواشي طغريل، وأقر الملك العادل ذلك، وأمضاه لأجل الصاحبة والدة العزيز لأنها بنت العادل، وكانت هي الكل إلى أن اشتد.
وكان فيه عدل، وشفقة، وتودد، وميل إلى الدين.
قال ابن واصل: يكفيه من المناقب له رده لكمال الدين عمر ابن العجمي لما طلب قضاء حلب بعد موت ابن شداد، وبذل نحو ستين ألف درهم في القضاء فما التفت إليه ولا ولاه.
توفي في ربيع الأول شابا طريا، وله نيف وعشرون سنة.
وخلف ولده الملك الناصر يوسف صغيرا، فأقاموه في الملك بعده، نعوذ بالله من إمرة الأطفال.
4 (محمد بن قراطاي الإربلي.))
الأمير، أبو العباس.
كان مليح الصورة، مهيبا، من أمراء صاحب إربل، فلما مات صاحب إربل قدم هذا حلب فأكرمه الملك العزيز وأقطعه خبزا.

216
وله شعر حسن كأخيه، فمنه:
* أقدك هذا أم هو الغصن الرطب
* وطرفك ذا أم هو الصارم العضب
*
* أيا بدر تم فيك للعين نزهة
* والقلب تعذيب ولكنه عذب
*
* خف الله في قتل الكئيب وعده بال
* وصال عسى نار بمهجته تخبو
* توفي في رجب بحلب شابا، وله ثمان وعشرون سنة إلا شهرين.
4 (محمد بن محمد بن وضاح.))
أبو بكر، اللخمي، الأندلسي. خطيب مدينة شقر.
روى عن أبيه أبي القاسم، وأخذ عنه القراءات.
وسمع أبا إسحاق بن فتحون. وحج سنة ثمانين وخمسمائة، وسمع من الشطاطبي قصيدته حرز الأماني. وسمع ببجاية من الحافظ عبد الحق بن عبد الرحمن. وأجاز له الإمام أبو الحسن بن هذيل، وحماعة.
وتصدر بلده للإقراء. وحدث بيسير.)
قال الأبار: وكان رجلا صالحا، لقيته مرارا. ولد سنة تسع وخمسين. وتوفي في سادس شهر صفر.
وقال ابن مسدي: حكى لي أن ابن هذيل اشترى له شيئا وألبسه إياه. قال: ففرحت به، فقال لأبي: هذا تذكرة العهد إذا كبر. وسمع من ابن هذيل التيسير بعضه أو كله في سنة أربع وستين. ثم خرج ابن مسدي عنه من ذلك سند الكبير.
وسمع منه التيسير ابن أبي الأحوص شيخ أبي حيان النحوي.
4 (محمد بن يحيى بن قائد بالقاف.))

217
أبو عبد الله، الأموي العثماني المعروف بالزواوي.
أحد الصلحاء المشهورين بمصر. كان زاهدا خيرا منقطعا عن الناس لازما للعزلة. كان يسكن القرافة.
قال المنذري كتبت عنه فوائد.
4 (محمد بن يوسف بن محفوظ بن محمد بن عبد المنعم.))
أبو الحسن، ابن الوراق، البغدادي، الوكيل.
شيخ مبارك، حسن السمت.
روى عن جده محفوظ، عن أبي الحسين ابن الطيوري.
كتب عنه ابن الحاجب، وغيره.
ولد في سنة إحدى وخمسين، وتوفي في ذي الحجة.
وروى عنه بالإجازة القاضي الحنبلي.
4 (محمود بن سالم بن سلامة، أبو القاسم.))
التكريتي، الشاهد.
أحد عدول تكريت وعلمائها. له معرفة بالأدب، وشعر حسن كثير. ويلقب بالناصح.
سمع من عبد الله بن علي بن سويدة.
روى عنه بالإجازة بهاء الدين ابن عساكر.
توفي في أواخر ذي القعدة.
أرخه ابن النجار.))
4 (محمود بن عبد اللطيف بن محمد بن سيما بن عامر.))

218
أبو الثناء، السلمي، الدمشقي، المحتسب، فخر الدين، ابن المحتسب أبي محمد.
روى عن: أبي سعد بن عصرون، وابن صدقة الحراني، وطغدي الأميري، والبهاء ابن عساكر.
روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية. وآخر من روى عنه ابنه علي حضورا.
وأجاز لغير واحد.
وتوفي في الثامن والعشرين من شوال.
4 (محفوظ بن المبارك بن المبارك بن هبة الله بن بكري.))
أبو الوفاء، الحريمي، المستعمل.
سمع من: أحمد بن موهوب بن السدنك، ولاحق بن كارة.
ومات في صفر.
أجاز لابن الشيرازي.
4 (مرتضى بن أبي الجود حاتم بن المسلم بن أبي العرب.))
أبو الحسن، ابن العفيف، الحارثي، المصري، الحوفي.
ولد سنة تسع وأربعين تقريبا بالحوف.
وقرأ القراءات، وسمع بالإسكندرية من السلفي، والقاضي الحضرمي. وبمصر من: عبد الله بن بري، وإسماعيل بن قاسم الزيات، وسلامة بن عبد الباقي الأنباري، وغيرهم.

219
روى عنه: الزكي المنذري، وابن النجار، وأبو طاهر أحمد بن عبد الكريم المنذري، وحفيده أبو الجود حاتم بن الحسين بن مرتضى، والشهاب أحمد الأبرقوهي، والغرافي. وآخر من روى عنه بالحضور أبو عبد الله محمد بن مكرم، وجماعة بالإجازة.
وكان من الأئمة العاملين.
قال الزكي عبد العظيم: كان على طريقة حسنة، كثير التلاوة للقرآن في الليل النهار. ووالده العفيف أحد المنقطعين المشهورين بالخير والصلاح، وله القبول من الناس.
قات: حدث مرتضى بدمشق أيضا. وكان عنده فقه، ومعرفة، ونباهة. وكتب بخطه كثيرا.
وقال التقي عبيد الحافظ: كان فقيرا، صبورا، له قبول. ويختم كل يوم وليلة ختمة، وله في)
رمضان ستون ختمة.
وتوفي بالشارع في ليلة التاسع والعشرين من شوال.
وكان شافعي المذهب.
ولم يذكر المنذري على من قرأ القراءات.
4 (مرهف بن صارم بن فلاح بن راشد.))
أبو المهند الجذامي، المنظوري، السفطي، الشافعي، الزاهد.
صحب الشيخ أبا عبد الله القرشي زمانا، وغيره من الصالحين. وأم بالمسجد بزقاق الطباخ بمصر، ثم انقطع بالمسجد الملقب بالأندلس الذي بالقرافة. وكان يزار ويتبرك بلقائه. وله شعر حسن.

220
روى عنه الزكي المنذري وقال: كان متواضعا، حسن المحاضرة، منبسط الوجه، أحد المشهورين بالصلاح والخير. ذكر ما يدل على أن مولده في سنة ثمان وأربعين.
ومنظور: فخذ من جذام.
وسفط: قرية مشهورة تعرف بسفط نهيا بجيزة الفسطاط. وبديار مصر سبعة عشر موضعا تسمى سفط.
4 (مسعود بن يرنقش.))
الأمير، بدر الدين، النجمي.
حدث عن أبي الحسن علي بن محمد ابن الساعاتي الشاعر.
روى عنه زكي الدين عبد العظيم وقال: ولد بتكريت سنة تسع وأربعين وخمسمائة، ومات في ربيع الأول بالشوبك.
4 (مظفر بن عبد الله بن مظفر بن أبي البركات.))
أبو المنصور، الهاشمي، العباسي، الإربلي، الواعظ ويعرف بالشريف العباسي.
تفقه بإربل على مذهب الشافعي. واشتغل بالوعظ.
وسمع من: الفقيه عمر بن محمد العاقلي، وذاكر بن كامل.
وحدث بمصر ودمشق. ووعظ بجامع مصر.
وتوفي بإربل في شوال.)

221
كتب عنه الزكي المنذري، عمر ابن الحاجب. وروى عنه بالإجازة البهاء بن عساكر.
4 (مكي بن عمر بن نعمة بن يوسف بن سيف بن عساكر.))
الفقيه، أبو المحرم، ابن الزاهد المقرئ أبي حفص، الرؤبي، المقدسي، ثم المصري، الحنبلي، البناء. أحد العالمين بمذهب الإمام أحمد.
سمع من: والده، والعلامة عبد الله بن بري، وأبي الفتح محمود الصابوني، والبوصيري، وخلق كثير. وبمكة من محمد بن الحسين الهروي، ويونس الهاشمي، وجماعة.
وله مجاميع في الفقه، وغيره. وتخرج به جماعة. وأم بالمسجد المعروف به بدرب البقالين بمصر. وكان يبني ويأكل من كسب يده.
والرؤبي: نسبة إلى رؤبة جدهم.
روى عنه: ابن النجار، والزكي المنذري، وغيرهما.
وتوفي في العشرين من جمادى الآخرة.
وأبوه من الرواة عن أبي الفتح الكروخي.
وكان مولد مكي في رمضان سنة ثمان وأربعين.
4 (موفق بن محمد بن حسين، القاضي.))
أبو المؤيد الخوارزمي، الحنفي، الأصولي، الصوفي.
كان فقيها، عارفا بالنظر والجدل، قيما بالمناظرة، مليح النظم والنثر. ولي القضاء للسلطان جلال الدين خوارزم شاه ثم استعفى، وقدم بغداد.

222
توفي بمصر في سنتنا هذه.
ذكره أبو عبد الله ابن الجزري.
4 (المؤمل ابن الكامل أبي الفوارس شجاع ابن أمير الجيوش شاور.))
القاضي، العدل، أوحد الدين، أبو المكارم، السعدي، الشافعي.
شهد عند القاضي أبي القاسم عبد الرحمن ابن السكري فمن بعده.
ومولده في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وأدرك دولة جده.
قال المنذري: كان من أهل الدين والخير، مقبلا على ما يعنيه على طريقة حسنة.
4 (حرف النون.))
))
4 (ناصر بن أبي المفاخر بن ناصر الهاشمي.))
البغدادي، النقاش، أبو المنيع.
حدث عن عيسى بن أحمد الدوشابي.
ومات في ربيع الأول.
4 (ناصر بن عبد الله بن عبد الرحمن.))
أبو علي المصري، العطار، نزيل مكة.
شيخ صالح مسن.
قال المنذري: بلغنا أنه وقف ستين وقفة. حدث عن الفقيه محمد بن علي القلعي، وعلي بن حميد الطرابلسي المقرئ. ولنا منه إجازة. حججت ولم يتفق لي السماع منه.

223
4 (ناصر بن عبد الله بن عبد الرحمن.))
المصري، العطار، الزاهد المجاور، أبو أحمد.
ذكره القطب ابن السقطلاني في شيوخه الصوفية. وقال: ذكر لي أنه حج ستين حجة، وسمع البخاري من علي بن عمار، وعمر ستا وتسعين سنة. قال: قرأت عليه، وسمعت منه، وكان مشغولا بما يعينه. مات بمكة في أوائل سنة أربع وثلاثين رحمه الله.
سمع منه الرشيد العطار.
4 (نجم بن أبي الفرج بن سالم.))
الفقيه، أبو الثريا، الكناني، المصري، الشافعي.
سمع من: عبد الله بن بري، وعشير بن علي المزارع، وفارس بن تركي الضرير.
وتصدر بالجامع العتيق، وأعاد بالمدرسة السيفية، وصنف في الفقه. وكان فقيها حسنا من أهل الخير والصيانة.
روى عنه الزكي المنذري.
وولد في حدود سنة تسع وخمسين.
وتوفي في ثامن ربيع الأول.
4 (نصر بن محمد بن علي.))
أبو الفتوح، ابن القبيطي.)

224
أخو عبد العزيز المذكور آنفا، وعبد اللطيف الذي في سنة إحدى وأربعين.
ولد سنة ست وستين.
وسمع من: شهدة، وعبيد الله بن شاتيل، ونصر الله القزاز.
روى عنه: محمد بن أبي الفرج ابن الدباب، وغيره.
وسمع منه: العز عمر ابن الحاجب، والشرف أحمد ابن الجوهري.
وروى عنه بالإجازة: القاضي شهاب الدين ابن الخويي، وفاطمة بنت سليمان، وأبو علي ابن الخلال، والبهاء ابن عساكر، ومحمد ابن الشيرازي.
وكان يتعانى الكتابة.
توفي في نصف ربيع الأول.
ومن مسموعاته عوالي طراد على شهدة الكاتبة.
4 (حرف الهاء))
4 (هبة الله بن الحسن.))
أبو القاسم، البغدادي، المقرئ، المعروف بالأشقر. إمام مسجد ابن حمدي.
كان من أعيان القراء بالروايات. ورتب خازنا بالديوان العزيز.
4 (هبة الله بن عمر بن الحسن.))
أبو بكر، الحربي، القطان، ويعرف بابن كمال الحلاج.
سمع من: هبة الله بن أحمد الشبلي، وكمال بنت الحافظ أبي محمد ابن السمرقندي وهو آخر من حدث عنهما، وأبي المعالي محمد ابن اللحاس.

225
روى عنه: أبو القاسم بن بلبان، وغيره. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان، وأبو المعالي الأبرقوهي، والفخر إسماعيل ابن عساكر، والبهاء ابن عساكر، وابن الشحنة، وابن سعد، والمطعم، وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصر محمد بن محمد المزي.
وكتب عنه السيف المقدسي، والكمال ابن الدخميسي.
وكان فيه دين، صلاح، وخشوع.
توفي في العشرين من جمادى الأولى عن نيف وثمانين سنة.
4 (حرف الياء))
))
4 (ياسمين بنت سالم بن علي بن سلامة ابن البيطار.))
أم عبد الله، الحريمية.
سمعت من أبي المظفر هبة الله ابن الشبلي وهي آخر من روى عنه وهي أخت ظفر.
روى عنها: علاء الدين علي بن بلبان، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وتقي الدين إبراهيم ابن الواسطي، وشمس الدين عبد الرحمن ابن الزين. ومن القدماء أبو عبد الله ابن الدبيثي، وغيره. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وسعد الدين بن سعد، وعيسى المطعم، والفخر إسماعيل ابن عساكر، وابن عمه بهاء الدين قاسم، وأحمد بن أبي طالب، وأبو بكر بن عبد الدائم، وجماعة.
وتوفيت يوم عاشوراء.
4 (يحيى بن أحمد بن محمد الأنصاري.))

226
السعدي، الأمير أبو الحسين، الداني.
سمع من: صهره أبي بكر بن أبي حمزة، وأبي الخطاب بن واجب، وخلق.
وعني بالحديث مع حظ من البلاغة والأدب والشعر.
ولي شاطبة من قبل محمد بن يوسف بن هود.
ومات في شعبان عن خمس وخمسين سنة.
4 (يوسف بن أحمد بن علي بن حسين.))
أبو المظفر، الحلاوي، البغدادي، الحنبلي، الفقيه، الصالح.
روى عن أبي الفتح بن شاتيل.
روى عنه بالإجازة: الفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصر محمد ابن الشيرازي، وسعد الدين بن سعد، وعيسى المطعم، وجماعة.
توفي في العشرين من ربيع الأول، وقد بلغ الستين.
4 (الكنى))
أبو الفرج القطيعي.
يسمى الضحاك، وقد تقدم.
4 (وفيها ولد))
)
القاضي زين الدين علي بن مخلوق المالكي. وعز الدين محفوظ بن معتوق ابن البزوري، التاجر، المؤرخ.
وبدر الدين محمد بن فضل الله الكاتب.
والشهاب أبو بكر أحمد بن محمد الدشتي، بحلب.

227
والزين إبراهيم بن عبد الرحمن ابن الشيرازي، في أول المحرم.
والقطب محمود بن مسعود الشيرازي، صاحب التصانيف، في صفر بكازون.
والشهاب أحمد بن أبي بكر القرافي الصوفي.
والزين محمد بن سليمان بن طرخان المشهدي.
وأبو محمد عبد الله بن عمر ابن الإمام بهاء الدين ابن الجميزي.
ويوسف بن محمد بن مزيبل المخزومي الشاهد.
ونخوة بنت محمد بن عبد القاهر ابن النصيبي.
وعبيد الجمل، وهو: عبد الرحمن بن عبد الواحد المقدسي الفقير.
وعبد الحميد بن سليمان بن معالي المغربي المعدل، بحلب.

228
4 (وفيات سنة خمس وثلاثين وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن إبراهيم بن علي بن محمد))
أبو العباس، الحريمي، الواعظ، عرف بابن الزبال.
ولد سنة ستين وخمسمائة.
وحدث عن النقيب أحمد بن علي العلوي.
كتب عنه السيف ابن المجد، والكمال الدخميسي.
وأجاز للقاضي تقي الدين سليمان بن حمزة، وفاطمة بنت سليمان، وابن سعد، وأبي بكر بن عبد الدائم، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وغيرهم.
وكان كثير الصمت، قليل المخالطة للناس.
والزبال: بباء موحدة.
توفي في التاسع والعشرين من رجب.))
4 (أحمد بن سليمان بن حميد بن إبراهيم بن مهلهل.))
أبو العباس، القرشي، المخزومي، البلبيسي، الشافعي، الأديب، الشاعر المعروف بابن كسا.
ولد سنة سبع وستين وخمسمائة.

229
وتفقه، وقال الشعر الجيد. وسافر الكثير. واشتغل بدمشق. وذكر بدمشق. وذكر أنه اجتمع بالفخر الرزاي صاحب التصانيف بخوارزم. وكان له أنس بالنظريات والخلافيات.
وتفي في ربيع الآخر.
وحدث بشيء من شعره.
4 (أحمد بن علي بن أحمد. أبو عبد الله، الأواني.))
شاعر محسن، توفي فيها. فمن شعره:
* سلوا من كسا جسمي نحافة خصره
* وكلفني في الحب طاعة أمره
*
* يبدل نكر الوصل منه بعرفه
* لدي وعرف الهجر منه بنكره
*
* فما تنعم اللذات إلا بوصله
* ولا تعظم الآفات إلا بهجره
*
* فأقسم بالمحمر من ورد خده
* يمينا وبالمبيض من در ثغره
*
* لقد كدت لولا ضوء صبح جبينه
* أتيه ضلالا في دياجي شعره
*
4 (أحمد بن علي بن أبي جعفر أحمد بن أبي الحسن بن الباذش.))
أبو جعفر، الأنصاري، الغرناطي، المقرئ.
قرأ بالروايات على أبي الحسن بن كوثر.
عرض عليه الختمة ابن مسدي وقال: مات سنة بضع وثلاثين. ولم يعقب.
وجده هو مؤلف الإقناع في القراءات.
4 (أحمد بن محمد بن أبي الفهم عبد الوهاب ابن الشيرجي.))
شرف الدين، أبو الفتح، ابن فخر الدين، الأنصاري، الدمشقي.
حدث عن الخشوعي.

230
ومات في شعبان.
4 (أحمد بن محمد بن محمد.))
الشيخ أبو حجة. القرطبي، القيسي.)
أخذ القراءات عن عبد الرحمن ابن الشراط.
وكان من العباد، بلي بالأسر.
ومات في هذا الحدود عن نيف وسبعين سنة.
4 (أحمد بن يوسف بن محمد.))
أبو جعفر الدلال. نزيل بلنسية.
سمع: أبا العطاء بن نذير، وأبا عبد الله بن نوح الغافقي، وأبا زكريا الدمشقي، وجماعة.

231
قال الأبار: وكان ثبتا، ورعا، بصيرا بالفرائض والشروط.
توفي في جمادى الآخرة، وله سبع وستون سنة. وبعد وفاته في رمضان نازل الفرنج لعنهم الله بلنسية وأخذوها صلحا بعد حصار خمس أشهر ملكوها في صفر سنة ست.
4 (إبراهيم بن ترجم بن حازم.))
أبو إسحاق، المازني، المصري، الضرير، المقرئ، الشافعي.
قرأ القراءات على أبي الجود. وسمع من: إسماعيل بن ياسين، والبوصيري.
صحب أبا عبد الله القرشي الزاهد. وتفقه، وتصدر بالجامع العتيق، وأم بالمدرسة الفاضلية.
وكان ذا مروءة وخير.
روى عنه الزكي المنذري.
وتوفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى.
4 (إبراهيم بن محمد بن غالب.))
أبو إسحاق، الأنصاري، المرسي، نزيل المرية.
أخذ عن أبي موسى الجزولي إملاءه على الجمل المترجم بالقانون.
وصحب أبا عبد الله بن عماد. وأقرأ القرآن والنحو. وروى الحديث.
وكان صالحا. ورعا، منقبضا. لم يدخل الحمام أربعين سنة.
4 (الأسعد، الطبيب المشهور بالديار المصرية.))
اسمه عبد العزيز.
4 (إسماعيل بن إبراهيم بن أبي غالب.))

232
أبو عبد الله، الأزجي.)
ظهر سماعه بعد موته من أبي الحسين عبد الحق.
وأجاز له أحمد بن علي بن المعمر، وجماعة.
ومات في أول رجب.
4 (إسماعيل بن علي بن يوسف.))
سراج الدين، أبو الطاهر، الحميري، المهدوي، الكاتب.
قدم مصر، واشتغل، ولقي أبا الخير سلامة بن عبد الباقي النحوي، والنسابة أبا علي محمد بن أسعد الجواني. ورحل إلى بغداد وكتب على ابن البرفطي مدة. وكتب عنه ابن الدبيثي أناشيد.
وعاد إلى مصر وانقطع بالقرافة. كتبت عنه من شعره، قاله المنذري. وتوفي في ذي القعدة.
4 (الأنجب بن أبي السعادات بن محمد بن عبد الرحمن.))
أبو حمد البغدادي، الحمامي، ويسمى أيضا محمدا.
قال ابن النجار: حدث بالكثير، وقصده الغرباء. وكان سماعه صحيحا. وكان شيخا لا بأس به، حسن الأخلاق، عزيز النفس مع فقره، يلقى المحدثين بوجه طلق، ويصبر على طول قراءتهم وإبرامهم.
قلت: ولد في المحرم سنة أربع وخمسين وخمسمائة.

233
وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأبي المعالي ابن اللحاس، وأبي زرعة، وأحمد بن المقرب، ويحيى بن ثابت، وسعد الله ابن الدجاجي.
وأجاز له مسعود الثقفي، والحسن بن العباس الرستمي.
وكان شيخا حسنا، محبا للرواية، حسن الأخلاق.
سمع منه أبو العباس ابن الجوهري المنتقى من سبعة أجزاء المخلص بسماعه من ابن اللحاس عن كتابة ابن البسري عن المخلص، وسمع منه جميع سنن ابن ماجة بسماعه من أبي زرعة.
وقال ابن نقطة: سمع سنن ابن ماجة من أبي زرعة، ومسند الحميدي من سعد الله ابن الدجاجي، وكان سماعه صحيحا.
قلت: وروى عنه ابن النجار، وعز الدين الفاروثي، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وجمال الدين محمد ابن الدباب، وعلاء الدين بن بلبان، وتقي الدين إبراهيم ابن الواسطي، والشمس)
عبد الرحمن ابن الزين، والمجد عبد العزيز ابن الخليلي، ومحمد بن مكي الإصبهاني، والشهاب الأبرقوهي، وسنقر القضائي، وعبد الله بن أبي السعادات، وطائفة آخرهم ابن ابن عمه الشيخ أحمد بن أبي طالب بن أبي طالب بن أبي بكر بن محمد بن عبد الرحمن الحمامي.
وروى عنه بالإجازة الفخر إسماعيل بن عساكر، والقاضيان ابن الخويي، وتقي الدين الحنبلي، وعيسى المطعم، ويحيى بن سعد، وأحمد بن أبي طالب الحجار، وأبو بكر بن عبد الدائم، وأبو نصر المزي، وجماعة.
وقال التقي عبيد: حدث الأنجب بالكثير من ذلك: حلية الأولياء لأبي نعيم بسماعه من ابن البطي.
وقال المنذري: توفي بالمارستان العضدي في تاسع عشر ربيع الآخر رحمه الله.

234
4 (الأوحد الكرماني.))
أبو حامد، ابن أبي الفخار.
من مشايخ الصوفية وأعيانهم، له أتباع ومريدون.
عاش خمسا وسبعين سنة. وتوفي ببغداد في شعبان رحمه الله.
4 (حرف التاء))
4 (تورانشاه ابن الأمير عباس الحلبي.))
المعروف بالشيخ شمس الدين، الزاهد.
كان من أحسن الناس صورة، فزهد في صباه، وصحب الشيخ عبد الله اليونيني، ولزم العبادة فبنى له أبوه الزاوية المعروفة بظاهر حلب. وكان صاحب أحوال ورياضيات وجد. وكان يسمى عروس الشام. وبلغنا أنه عمل خلوة أربعين يوما بوقية تمر فخرج ومعه ثلاث تمرات.
وقال الشيخ سليمان الجعبري: ما رأيت شيخا اصبر على حمل الأذى من الشيخ شمس الدين بن عباس.
وقال الشيخ خضر ابن الأكحل: ما رأيت شيخا أكرم أخلاقا من الشيخ شمس الدين بن عباس، كان يطعم الفقراء، ويخضع لهم، ويباسطهم، وكان صاحب حلب يجيء إلى عنده، فما كان يلتفت عليه وما يصدق متى يفارقه. وكان يمد للفقراء الأطعمة والحلاوات.
توفي في رجب.))
4 (حرف الحاء))
الحسن بن عبد العزيز بن إسماعيل.

235
أبو علي، التجيبي، الأندلسي، القشتلوني، البلنسي.
وقشتليونة: من عمل بلنسية.
ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
ذكره أبو عبد الله الأبار، فقال: أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل، وأجاز له إجازة عامة في جمادى الآخرة سنة ثلاث وستين. وكان يكتب المصاحف. وسكن تونس وأقرأ بها القرآن.
ورأيت الآخذ عنه في سلخ شعبان سنة خمس وثلاثين وعلى أثر ذلك توفي بتونس لأني قدمتها رسولا من قبل والي بلنسية في منتصف السنة التي بعدها، فلم أجده.
4 (الحسن بن محمد بن الحسن بن فاتح.))
أبو علي البلنسي، الشعار.
لقي أبا الحسن ابن النعمة، وأخذ عنه القراءات السبع، وأجاز له، وأخذها أيضا عن أيوب بن غالب صاحب ابن هذيل.
وسمع من وهب بن نذير صحيح البخاري، ومن ابن نوح الغافقي.
وحج. وتعانى التجارة. وجلس أخيرا للإقراء.
روى عنه أبو عبد الله الأبار، وقال: توفي يوم الأضحى، وله أربع وثمانون سنة.
4 (حسن بن عبد الله الدجيلي.))
الشيخ الصالح المعروف بشليل.
من مشايخ الفقراء بالعراق، له زاوية ومريدون. وكان ساذجا سليم الصدر، كثير الصلاة، وللناس فيه اعتقاد. وكان يمد الكسرة ويحضر سماع الفقراء. ولا يدخر شيئا. وقد جاوز السبعين.

236
وتوفي في شوال، وشيعه خلائق.
4 (الحسين بن علي بن الحسين بن هبة الله ابن رئيس الرؤساء أبي القاسم علي بن الحسن بن))
المسلمة.
أبو محمد البغدادي، الصوفي.)
شيخ محتشم، أصيل، دين، صالح. ينسخ ويأكل من كسبه.
ولد في شعبان سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأبي بكر بن المقرب.
روى عنه: أبو القاسم بن بلبان، وعز الدين أحمد الفاروثي، وغيرهما. وبالإجازة فاطمة بنت سليمان، وأبو علي ابن الخلال، وأبو نصر ابن الشيرازي، وجماعة.
وتوفي في ثالث رجب.
4 (حرف الخاء))
4 (خطلبا، الأمير، صارم الدين التبنيني.))
كان غازيا مجاهدا، دينا، كثير الرباط والصدقات.
توفي بدمشق في شعبان، ودفن بتربة جهاركس بالجبل، وهو الذي أنشأها ووقف عليها من ماله رحمه الله.
4 (حرف الزاي))
4 (زينب بنت محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الزهرية.))

237
البلنسية، المدعوة عزيزة بنت ابن محرز.
ولدت سنة نيف وخمسين.
قال الأبار: سمعت من جدها لأمها أبي الحسن بن هذيل كتاب التقصي لابن عبد البر. وكانت امرأة صالحة. وقد أخذ عنها يسيرا.
وكان خطها ضعيفا. عمرت وبلغت الثمانين. وتوفيت في نصف جمادى الأولى.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن إبراهيم بن علي بن مواهب.))
أبو محمد، الأنصاري، البغدادي، الصوفي الصالح، المعروف بابن الزراد.
قدم مصر غير مرة وسمع بها من إسماعيل بن ياسين، وفاطمة بنت سعد الخير، وببغداد من أبي محمد ابن الأخضر. وذكر أنه سمع من والده أبي إسحاق، وهو شيوخ الحافظ الكبير أبي سعد ابن المعاني حدثه عن أبي النرسي.
ولد عبد الله ببغداد سنة ست وستين، وتوفي بها في ثالث ذي القعدة.))
4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن.))
أبو محمد، الثقفي، الأندلسي، البياسي، المالكي، الفقيه، الكاتب، نزيل القاهرة.
ولد ببياسة سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
لقي أبا القاسم السهيلي، وجماعة من الفضلاء، وقدم مصر وتولى بها ولايات.
وكان أديبا فاضلا، إخباريا. له شعر حسن.

238
كتب عنه الحافظ عبد العظيم، وغيره، وقال: توفي في جمادى الأولى.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بن عبد الله بن علوان بن رافع.))
قاضي حلب، زين الدين، أبو محمد، ابن الأستاذ، الأسدي أسد خزيمة، الشافعي.
ولد بحلب في ربيع الأول سنة ثمان وسبعين.
وسمع من يحيى الثقفي. وتفقه.
وناب في القضاء عن ابن شداد، ثم ولي بعده قضاء القضاة، والتدريس، وترسل إلى الديوان العزيز. وكان صدرا معظما جامعا للفضائل. له عناية بالحديث والسماع.
حدث ببغداد، وحلب، ودمشق، ومصر.
وقد اختصر ابن النجار ترجمته وأبلغ، فقال: كان كامل الأوصاف، له أياد يعجز عن حصرها قلمي، ويقصر عن شرحها كلمي. كان ثقة. وما رأيت عيناي أكمل منه.

239
قلت: روى عنه القاضي مجد الدين ابن العديم، وعلاء الدين سنقر الزيني، مولاه، وغيرهما.
وتوفي في سادس عشر شعبان بحلب، وكانت جنازته مشهودة.
4 (عبد الله بن عمر بن علي بن عمر بن زيد.))
الشيخ، أبو المنجى، ابن اللتي، البغدادي، الحريمي، الطاهري، القزاز.
ولد بشارع دار الرقيق في العشرين من ذي العقدة سنة خمس وأربعين وخمسمائة.

240
وسمع بإفادة عمه محمد بن علي ابن اللتي من سعيد بن أحمد ابن البناء في الخامسة، ومن: أبي الوقت السجزي، وأبي الفتوح الطائي، وأبي المعالي محمد ابن اللحاس، وعمر بن عبد الله الحربي، والحسن بن جعفر المتوكلي، وأبي الفتح بن البطي، وأحمد بن المقرب، ومقبل بن أحمد بن الصدر، وعمر بن بنيمان، وأخيه أحمد، والمفتي أبي عبد الله الرستمي، وأبي القاسم فورجة، وإسماعيل بن شهريار، وعلي بن أحمد اللباد، وأبي جعفر محمد بن الحسن)
الصيدلاني، وأبي عاصم قيس بن محمد السويقي من إصبهان. وفاتته إجازة أبي الفضل الأرموي وطبقته.
قال ابن نقطة: سماعه صحيح. وله أخ قد زور لعبد الله إجازات من ابن ناصر، وغيره، وإلى الآن ما علمته روى بها شيئا وهي باطلة. فأما الشيخ فشيخ صالح لا يدري هذا الشأن البتة.
قلت: وكان قد سمع كتاب ذم الكلام لشيخ الإسلام من أبي الوقت بفوت كراس. ولا أعلمه حدث إلا بمنتقى ابن النابلسي له وهو جزء ضخم. وأنا أتعجب كيف فوت ابن الجوهري والطلبة ذلك عليه.
وروى الكثير ببغداد، وحلب ودمشق، والكرك. واشتهر اسمه وعلا سنده، وتفرد في الدنيا.
قال ابن النجار: وبه ختم حديث أبي القاسم البغوي بعلو. قال: وكان سماعه صحيحا.
قلت: أقدمه الشام معه المفيد أبو العباس ابن الجوهري، قدم في ذي القعدة من سنة ثلاث وثلاثين فنزل به ببستانهم بجديا. وسمع عليه قبل كل أحد

241
أبا علي ابن الخلال وإخوته. ثم حدث بالكثير بالصالحية وبالبلد غير مرة. وذهب إلى الكرك، طلبه الملك الناصر فسمع عليه أولاده وأهل الكرك، وأنعم عليه، وأقام بالكرك مدة. ثم رجع إلى دمشق، وحدث بخان الصارم بظاهر دمشق. وذهب إلى حلب، فحدث بها في ذي القعدة وذي الحجة من سنة أربع. وسافر إلى بغداد. وقد حصل جملة صالحة من صلات الناصر وأهل حلب. ازدحم عليه الطلبة، وجلس بين يديه الحفاظ والأئمة.
حدث عنه: ابن النجار، وأبو عبد الله الدبيثي، والضياء، والأشرف ابن النابلسي، والشمس محمد بن هامل، والجمال محمد ابن الصابوني، والضياء علي ابن البالسي، والنجم محمد بن محمد السبتي، والشمس محمد بن عبد الوهاب الحنبلي، والشهاب أحمد بن الخزري، والجمال أحمد ابن الظاهري، والشريف أبو الحسين اليونيني، وأبو القاسم بن بلبان، والمجد يوسف ابن المهتار، والبهاء محمد بن إبراهيم النحوي، والعز بن عبد الحق، وأبو حامد المكبر، وعيسى المغاري، وعيسى المعلم وعيسى المطعم، وأحمد بن عبد الرحمن المنقذي، وعلي بن هارون القارئ، وخطيب بعلبك عبد الرحمن بن عبد الوهاب السلمي، والفخر إسماعيل بن عساكر، ومحمد بن قايماز الدقيقي، والزين محمد بن عبد الغني الذهبي، وإبراهيم بن علي ابن الحبوبي، وعمر بن إبراهيم الجندي، والصدر بن مكتوم، وعبد الأحد ابن تيمية، وزينب الإسعردي،)
وهدية بنت الهراس، وزينب بنت شكر، وأحمد بن أبي طالب الحجار، والقاسم بن عساكر، وخلق كثير.
وتوفي ببغداد في رابع عشر جمادى الأولى.
وكان شيخا صالحا، مباركا، خاليا من العلم.
4 (عبد الله بن عمر بن يوسف، خطيب بيت الآبار.))
نجيب الدين، أبو حامد، ابن خطيب بيت الآبار، المقدسي، العدل.

242
كان مشهورا بالخير والأمانة.
ولد سنة خمس وسبعين وخمسمائة.
وحدث عن: القاضي أي سعد بن عصرون، ويحيى الثقفي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وإسماعيل الجنزوي، وجماعة.
روى عنه المجد ابن الحلوانية، وجماعة. وأجاز لأبي نصر ابن الشيرازي.
وأخبرنا عنه ست الفقهاء بنت أخيه.
توفي في ربيع الآخر.
4 (عبد الله بن محمد بن يوسف.))
أبو محمد، التجيبي، الأندلسي.
ولد بعد الخمسين وخمسمائة.
وذكر أنه سمع من أبي عبد الله ابن عبد الفخار، وأنه رأى أبا زيد السهيلي.
وقدم مصر وسكنها. وأدب الصبيان بالشارع. وكان فيه دين، وخير، ونزاهة نفس، وله سمت حسن. وقد قدم مصر بعد الثمانين، ثم عاد إلى المغرب، ثم قدم.
كتب عنه الزكي المنذري، وغيره.
توفي في ربيع الآخر.
4 (عبد الله بن أبي الفخر محمد بن أبي الطاهر عبد الوارث ابن قاضي القضاة أبي الفضائل))
هبة الله بن عبد الله بن الحسين.
الشيخ، أبو الحسين، الأنصاري، المصري، الشافعي، الصوفي، المعروف بابن الأزرق.
ولد بالقاهرة سنة أربع وستين وخمسمائة.)
وسمع من: محمد بن أبي الضوء التونسي، والفقيه أبي القاسم محمود ابن محمد القزويني.
وصحب الصوفية.

243
وحدث. وتوفي في شوال.
4 (عبد الله بن مسعود بن مطر.))
الشيخ المعمر، الصالح، أبو محمد، الرومي، الصوفي.
ولد في ذي العقدة سنة أربعين وخمسمائة.
وصحب ببغداد الشيخ أبا النجيب السهروردي ولعله آخر أصحابه.
كتب عنه الزكي المنذري وقال: توفي في صفر بمصر.
4 (عبد الله بن المظفر ابن الوزير أبي القاسم علي بن طراد بن محمد بن علي.))
أبو طالب، الهاشمي، الزينبي، البغدادي.
ولد في شعبان سنة تسع وخمسين.
وسمع من: أبي الفتح ابن البطي، ومحمد بن محمد السكن، ويحيى بن ثابت، وأبي بكر بن النقور، وشهدة.
وهو من بيت شرف، ووزارة، ونقابة.
روى عنه: علاء الدين بن بلبان، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وعز الدين أحمد الفاروثي، وآخرون. وبالإجازة: القاضيان أبو عبد الله ابن الخويي، وأبو الربيع المقدسي، والفخر بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبو نصر محمد بن محمد المزي، والسعد بن سعد، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وجماعة.
وتوفي في سادس عشر رمضان.

244
4 (عبد الله بن منصور بن أبي طالب.))
أبو الفتح ابن السياف، البغدادي، الإسكاف.
ولد سنة إحدى وخمسين.
وسمع وهو كبير من: أبي ياسر عبد الوهاب بن أبي حبة، والمبارك بن علي ابن أخي الحريص، وعلي بن محمد بن علي المقرئ.
توفي في شعبان.)
روى عنه بالإجازة: القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين الحنبلي، وسعد الدين بن سعد، وجماعة.
وكتب الحديث. وكان رجلا خيرا.
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن إبراهيم البغدادي.))
الصوفي، المطرز.
حدث عن عبيد الله بن شاتيل.
وتوفي في صفر.
4 (عبد الرحمن بن عمر بن أبي بكر محمد بن أحمد بن الحسن ابن جابر.))
أبو بكر، الدينوري، ثم البغدادي.
سمع من: وفاء بن البهي، وعبيد الله بن أحمد السراج بن حمتيش بشين معجمة.
وتوفي في صفر.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار.))

245
الإمام، رضي الدين، أبو محمد، المقدسي، الحنبلي، المقرئ، والد السيف ابن الرضي.
شيخ صالح، تال لكتاب الله، كثير الخير والعبادة، يلقن بالجبل احتسابا لله تعالى من نحو أربعين سنة. ختم عليه القرآن خلق كثير.
وحدث عن: يحيى الثقفي، وأبي الحسين أحمد ابن الموازيني، وابن صدقة الحراني، وجماعة من الشاميين، وهبة الله البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، وجماعة من المصريين.
قال عز الدين ابن الحاجب: كان رفيقي إلى مكة. وكتب كثيرا. أراه يتلو القرآن، وفي أكثر ليله يدعو الله تعالى ويتهجد، سألت عنه الضياء فقال: إمام دين، يقرئ الناس احتسابا.
قلت: روى عنه لنا بنته خديجة، والشمس محمد ابن الواسطي، والعز أحمد ابن العماد، والتقي سليمان الحاكم، وغيرهم.
قال الضياء: توفي في ليلة الخميس ثاني صفر. وكان يلقن القرآن احتسابا. حدثني ولده أبو العباس أحمد قال: كنا عنده قبل موته، فإذا هو كأنه ينظر إلى أحد ويبش إليه كأنه يريد القيام له، فقلنا له في ذلك، فقال: جاءني رجل حسن الوجه، ووصفه، فقال: أنا أونسك في قبرك قال: وكان قبل ذلك قد صار لفمه رائحة، فطابت رائحة فمه، ولما وضعناه في قبره وجدنا له رائحة)
طيبة، أو كما قال.
4 (عبد الرحمن بن أبي القاسم بن غنائم بن يوسف.))

246
الأديب، بدر الدين، الكناني، العسقلاني، ابن المسجف، الشاعر.
ولد سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
وتوفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة، ودفن عند والده بالمزة.
وكان أديبا، شاعرا، ظريفا، خليعا، عفا الله عنه.
قال سعد الدين بن حمويه: توفي فجاءة. وظهر له خمسمائة ألف درهم، فأخذها ابن ممدود يعني الجواد صاحب دمشق وله أخت عمياء فقيرة منعها حقها. وكان ابن المسجف يتجر، وله رسوم على الملوك. وأكثر شعره في الهجو، سلك طريق الشرف بن عنين.
4 (عبد الرحيم بن علي بن أحمد بن أبي مسعود.))
الرئيس، أبو جعفر، ابن الناقد، البغدادي.
ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وحدث بالإجازة عن أبي الحسن محمد بن محمد بن غبرة، وابن البطي.
ومات في صفر، وله سبع وثمانون سنة.
4 (عبد الرزاق بن عبد الوهاب بن علي بن علي بن عبيد الله.))
شيخ الشيوخ، صدر الدين، أبو الفضائل، ابن الإمام أبي أحمد بن سكينة، البغدادي، الصوفي.
ولد في جمادى الآخرة سنة تسع وخمسين.
وسمع من أبي الفتح بن البطي حضورا، ومن: شهدة، وجده لأمه أبي

247
القاسم عبد الرحيم بن إسماعيل بن أبي سعد.
وحدث ببغداد ودمشق.
وكان شيخا جليلا، له رواء ومنظر. وهو من بيت رواية ومشيخة.
كتب عنه البكار. وحدث عنه: البرزالي، وعلاء الدين بن بلبان، وسعد الخير ونصر الله ابنا أبي الفرج النابلسي، والشرف أحمد بن عساكر، وجماعة.
وولي مشيخة رباط جده أبي القاسم. وروسل به إلى الأطراف.
وروى عنه بالإجازة: الفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو نصر محمد بن محمد.)
وتوفي في الثاني والعشرين من جمادى الأولى.
4 (عبد العزيز بن علي بن المظفر بن أبي المعالي.))
أبو محمد، البغدادي، الصوفي، النعال، ويعرف بابن المنقي.
روى عن: محمد بن جعفر بن عقيل، وعبيد الله بن شاتيل، والقزاز.
توفي في رجب.
أجاز لأبي نصر ابن الشيرازي، وغيره.
4 (عبد العزيز بن أبي الحسن.))
الحكيم، أسعد الدين، أبو محمد، المصري، رئيس الأطباء بالديار المصرية.
سمع من القاسم بن عساكر. وشهد على القضاة.
وتوفي في سابع ذي القعدة بالقاهرة.
وأخذ الطب عن أبي زكريا البياسي. وخدم الملك المسعود أقسيس مدة باليمن. وحصل أموالا.
وعاش خمسا وستين سنة.

248
وكان أبوه طبيبا أيضا.
وللأسعد كتاب نوادر الألباء في امتحان الأطباء.
4 (عبد القادر بن أب الفضل عبيد الله بن أحمد بن هبة الله.))
الشريف، الخطيب، أبو طالب، ابن المنصوري، الهاشمي، البغدادي.
سمع ابن شاتيل.
وتوفي في ذي القعدة.
4 (عبد الكافي بن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن.))
الصالح، أبو محمد، السلاوي، المالكي.
ولد بمكة، ونشأ بالإسكندرية وسمع من السلفي.
روى عنه الزكي المنذري وقال: توفي في ربيع الأول. وروى عنه بالإجازة جماعة.
قال ابن مسدي: منعه الأشرف ابن البيساني من الإسماع لغيره، وأغلق عليه. فسمعنا من خلف الباب.
4 (عبد الكريم بن خلف بن نبهان.))
)
الخطيب، الصالح، أبو محمد، الأنصاري، السماكي، الخرشي، خطيب زملكا.
روى عن: أبي القاسم بن عساكر، ومحمد بن أبي العباس النوقاني.
روى عنه: زكي الدين البرزالي، وغير واحد. وبالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي، وإبراهيم ابن المخرمي، وغيرهما.
مرض مدة، وتوفي في هذه السنة.

249
ورخه أبو شامة هكذا.
وقد مر في سنة ثلاث.
4 (عبد الواحد بن محمد بن الحسين بن الخضر بن عبدان.))
أبو الفضل، الأزدي، الدمشقي.
سمع من محمد بن حمزة بن أبي الصقر.
وتوفي في جمادى الآخرة.
روى عنه الزكي البرزالي.
4 (علي بن أبي بكر محمد بن عمر بن بركة بن أبي الريان.))
المؤدب، البغدادي، الوراق.
أخو عمر شيخ الأبرقوهي.
ولد بعد الخمسين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف المقرئ، ودهبل ابن كارة.
وتوفي في ثالث عشر جمادى الأولى.
قال المحب ابن النجار: كان شيخا لا بأس به.
قلت: روى عنه بالإجازة القاضي شهاب الدين ابن الخويي، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وغيرهما.
4 (علي بن المبارك بن علي بن محمد بن غنيمة بن فائق.))
أبو الحسن، البغدادي.

250
الوكيل، المدير يعني مدير الإسجالات على شهود الحكم كان وكيلا، شروطيا بارعا في الحكومات.)
ولد سنة ثمان وخمسين.
وسمع من: يحيى بن ثابت بن بندار، وعبد الحق اليوسفي.
وأجاز لفاطمة بنت سليمان، وكمال الدين أحمد ابن العطار، وأبي علي ابن الخلال، والقاضي تقي الدين سليمان، وغيرهم.
ومات في مستهل جمادى الأولى.
4 (علي بن نصر الله ابن جمال الأئمة أبي القاسم علي بن أبي الفضائل الحسن بن الحسن بن))
أحمد.
الفقيه، الرئيس، عز الدين، أبو الحسن، الكلابي، الدمشقي، الشافعي، المعروف بابن الماسح والماسح: هو أبو الفضائل.
وولي العز الوكالة السلطانية بحران. وانقطع إلى شيخ الشيوخ صدر الدين أبي الحسن بن حمويه مدة. وولي التدريس بالجامع الظافري بالقاهرة إلى أن توفي بالقاهرة في تاسع جمادى الأولى.
4 (حرف الغين))
غضيبة بنت عنان بن حميد.
أم الحسن، السعدية، المصرية، وتدعى عزية وعزيزة.
زوجة مرتضى ابن العفيف حاتم.
سمعها زوجها من: منجب بن عبد الله المرشدي، وأبي القاسم عبد الرحمن بن محمد السبتي، وغيرهما.

251
روى عنها الحفظ عبد العظيم، وقال: توفيت في ثالث عشر المحرم.
وهي بضم الغين، وفتح الضاد، المعجمتين.
4 (حرف الفاء))
4 (فخر النساء بنت علي بن ثابت بن علي الباجسرائي.))
روت عن جدها أبي المظفر يحيى ابن الخيمي.
سمع منها ابن النجار.
روى لنا عنها بالإجازة: الفخر إسماعيل بن عساكر، والقاضي تقي الدين سليمان، وابن)
الشحنة، والمطعم، وابن عبد الدائم، وسعد.
توفيت في صفر.
4 (حرف القاف))
4 (قلج رسلان بن محمد بن عمر بن شاهنشاه بن أيوب.))
الملك الناصر ابن المنصور، صاحب حماة.
ملك بعد أبيه وبقي في الأمر سنوات تسعا. ثم أخذ أخوه الملك المظفر منه حماة بإعانة الملك الكامل. ثم بقيت له قلعة بعرين، ثم أخذت منه. فسافر إلى مصر، فأعطي بها خبز مائتي فارس، ثم بدا منه كلام فج فحبسه الكامل بقلعة الجبل إلى أن مات قبل وفاة الكامل بأيام قليلة.
4 (حرف الميم))
4 (محاسن بن إسماعيل بن علي، الأديب المشهور.))
شهاب الدين، الحلبي، الشواء.

252
كوفي الأصل. بديع النظم.
مات بحلب في صفر سنة خمس وقد كمل السبعين.
4 (محمد بن أحمد بن عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك ابن أحمد بن عبد الله ابن))
الباجي.
القاضي، أبو مروان، اللخمي، الإشبيلي، الأندلسي.
قاضي الجماعة بإشبيلية.
سمع الكثير من أبي بكر بن الجهد الفهري، وغيره. وأجاز له والده أبو عمر، وأبو القاسم السهيلي، وجماعة.
وولي قضاء إشبيلية وخطابتها مدة طويلة.
قال الأبار: لم يكن من أهل العناية بالرواية. امتحن في الفتنة عند مقتل ابن أخيه متولي إشبيلية أبي مروان أحمد بن محمد بن أحمد على يدي أبي عبد الله بن الأحمر في سنة إحدى وثلاثين وستمائة. ورحل للحج في سنة أربع وثلاثين، فدخل دمشق من مرسى عكا، وسمع من أبي نصر الشيرازي. وحج وعاد إلى مصر، فتوفي بها في ربيع الآخر.
قال المنذري: في الثامن والعشرين منه. وكان من أعيان أهل الأندلس، مشهورا بالصلاح)
والدين، مقبلا على أمر آخرته، فارا بدينه من الفتن، راغبا عن صحبة أهل الدنيا.
وقال أبو شامة: في سنة أربع قدم القاضي أبو مروان محمد بن أحمد بن عبد الملك اللخمي الإشبيلي، من بيت كبير يعرف ببيت الباجي، قدم في البحر

253
إلى عكا. وجدهم أبو عبد الملك أحمد بن عبد الله من شيوخ أبي عمر بن عبد البر.
قلت: أجاز لشيخنا أبي نصر ابن الشيرازي.
4 (محمد بن رشيد بن محمود بن أبي القاسم.))
رشيد الدين، أبو عبد الله، النيسابوري، العطار، الصوفي، الكاتب المجود.
كتب الناس عليه بجامع دمشق.
وحدث عن المؤيد الطوسي، وزينب الشعرية.
أجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وللشيخ علي بن هارون، ولإبراهيم ابن أبي الحسن المخرمي، وفاطمة بنت سليمان، وجماعة.
وتوفي في تاسع ربيع الآخر.
4 (محمد بن عبد الكافي بن عبد الرحمن.))
تاج الدين، أبو عبد الله، الحنفي، المصري.
حدث عن البوصيري، وغيره.
وتوفي في شعبان.
4 (محمد بن محمد بن شيب بن سالم.))
أبو عبد الله، القزاز، الحلبي.
سمع من شهدة.
وعنه مجد الدين ابن العديم.
وتوفي بحلب في ربيع الأول.
4 (محمد السلطان الملك الكامل ناصر الدين، أبو المعالي.))

254
وأبو المظفر، ابن السلطان الملك العادل سيف الدين أبي بكر محمد بن أيوب ابن شاذي، صاحب مصر.
ولد بمصر سنة ست وسبعين وخمسمائة.)
وأجاز له العلامة عبد الله بن بري، وأبو عبد الله بن صدقة الحراني، وعبد الله الرحمن ابن الخرقي.
قرأت بخط ابن مسدي في معجمه: كان الكامل محبا في الحديث وأهله، حريصا على حفظه ونقله، وللعلم عنده سوق قائمة على سوق. خرج له أبو القاسم ابن الصفراوي أربعين حديثا وسمعها جماعة. وحكى عنه ابن مكرم الكاتب أن أباه العادل استجاز له السلفي قبل موت السلفي بأيام.
قال ابن مسدي: ثم وقفت أنا على ذلك. وأجاز لي ولابني.
قلت: وتملك الديار المصرية أربعين سنة، شطرها في أيام والده.
وقيل: بل ولد في ذي القعدة سنة خمس وسبعين.
قال المنذري: أنشأ دار الحديث بالقاهرة وعمر القبة على ضريح الشافعي، وجر الماء من بركة الحبش إلى حوض السبيل والسقاية، وهما على باب القبة المذكورة. ووقف غير ذلك من الوقوف على أنواع من أعمال البر بمصر

255
وغيرهما. وله المواقف المشهودة في الجهاد بدمياط المدة الطويلة، وأنفق الأموال الكثيرة.
قلت: وأنشأ بالغرب مدينة كبيرة جدا، وجعلها دار ملكه، وأسكنها جيشه.
ومن شعره كتبه من دمياط:
* يا مسعفي إن كنت حقا مسعفي
* فارحل بغير تقيد وتوقف
*
* واطو المنازل والديار ولا تنخ
* إلا على باب المليك الأشرف
*
* قبل يديه لا عدمت وقل له
* عني بحسن تعطف وتلطف
*
* إن تأت صنوك عن قريب تلقه
* ما بين حد مهند ومثقف
*
* أو تبط عن إنجاده فلقاؤه
* يوم القيامة في عراص الموقف
* وكافح العدو المخذول برا وبحرا ليلا ونهارا، يعرف ذلك من شاهده. ولم يزل على ذلك حتى أعز الله الإسلام وأهله وخذل الكفر وأهله. وكان معظما للسنة النبوية راغبا في نشرها والتمسك بها، مؤثرا للاجتماع مع العلماء والكلام معهم حضرا وسفرا.
وقال غيره: كان الملك الكامل فاضلا عادلا، شهما، مهيبا، عاقلا، محبا للعلماء يباحثهم ويفهم أشياء. وله شعر حسن، واشتغال في العلم.)
وقيل: إنه شكا إليه ركبدار أستاذه بأنه استخدمه ستة أشهر بلا جامكية، فأنزل أستاذه من فرسه، وألبسه ثياب الركبدار، وألبس الركبدار ثيابه، وأمره بخدمة الركبدر، وحمل مداسه ستة أشهر. وكانت الطرق آمنة في زمانه. وقد بعث ابنه الملك المسعود إقسيس، فافتتح اليمن والحجاز ومات قبله، وورث منه أموالا عظيمة. وكانت رايته صفراء.

256
وفيه يقول البهاء زهير:
* بك اهتز عطف الدين في حلل النصر
* وردت على أعقابها ملة الكفر
* يقول فيها:
* وأقسم إن ذاقت بنو الأصفر الكرى
* لما حملت إلا بأعلامك الصفر
*
* ثلاثة أعوام أقمت وأشهرا
* تجاهد فيهم لا بزيد ولا عمرو
*
* وليلة نفر للعدو رأيتها
* بكثرة من أرديته ليلة النحر
*
* فيا ليلة قد شرف الله قدرها
* فلا غرو إن سميتها ليلة القدر
* وهي من غرر القصائد.
ولما بلغته وفاة أخيه الأشرف سار إلى دمشق وقد تملكها أخوه الصالح فحاصره وأخذها منه وملكها واستقر بقلعتها في جمادى الأولى من السنة، فلم يمتع بها، وعاجلته المنية، ومات بعد شهرين بالقلعة في بيت صغير، ولم يشعر أحد بموته، ولا حضره أحد من شدة هيبته. مرض بالسعال والإسهال نيفا وعشرين يوما، وكان في رجله نقرس ولم يتحزن الناس عليه، ولحقتهم بهتة لما سمعوا بموته. وكان فيه جبروت. ومن عدله الممزوج بالعسف أنه شنق جماعة من الأجناد على آمد في أكيال شعير أخذوه، وكذا لما نزل دمشق، بعث صاحب حمص رجاله نجدة لإسماعيل، عدتهم خمسون نفسا، فأخذهم وشنقهم كلهم.
ذكر شمس الدين محمد بنإبراهيم الجزري: أن عماد الدين يحيى البصراوي الشريف قال: حكى لي الخادم الذي للكامل قال: طلب مني الكامل طستا حتى يتقيأ، فأحضرته. وكان الملك الناصر داود على الباب ليعود عمه، فقلت: داود على الباب. فقال: ينتظر موتي وانزعج، فخرجت، وقلت: ماذا وقتك، السلطان منزعج. فنزل إلى دار سامة، وكان نازلا بها، ودخلت إلى السلطان، فرأيته قد قضى والطست بين يديه وهو مكبوب على المخدة.

257
قال ابن واصل: حكى لي طبيبه قال: أصابه لما دخل قلعة دمشق زكام، فدخل الحمام، وصب)
على رأسه ماء شديد الحرارة اتباعا لقول محمد بن زكريا الرازي في كتاب سماه طب ساعة قال: من أصابه زكام، فصب على رأسه ماء شديد الحرارة، انحل زكامه لوقته. وهذا لا ينبغي أن يعمل على إطلاقه. قال: فانصب من دماغه مادة إلى فم معدته فتورمت، وعرضت له حمى شديدة، وأراد القيء، فنهاه الأطباء وقالوا: إن تقيأ هلك، فخالفهم وتقيأ فهلك لوقته.
قال ابن واصل: وحكى لي الحكيم رضي الدين قال: عرضت له خوانيق فانفقأت، وتقيأ دما كثيرا ومدة، وأراد القيء أيضا، فنهاه أبي موفق الدين إبراهيم وأشار به بعض الأطباء، فتقيأ، فانصبت بقية المادة إلى قصبة الرئة، وسدتها فمات.
قال ابن واصل: استوزر في أول ملكه وزير ابنه صفي الدين ابن شكر، فلما مات لم يستوزر أحدا، بل كان يباشر الأمور بنفسه. وكان ملكا جليلا، مهيبا، حازما سديد الآراء حسن التدبير لممالكه، عفيفا، حليما، عمرت في أيامه ديار مصر عمارة كبيرة. وكانت عنده مسائل غريبة من الفقه والنحو يوردها، فمن أجاب، حظي عنده.
قال المنذري: توفي بدمشق في الحادي والعشرين من رجب.
قلت: دفن بالقلعة في تابوت، ثم نقل سنة سبع وثلاثين إلى تربة بنيت له إلى جانب السميساطة، وفتح لها شباك وباب إلى الجامع الأموي. وخلف ولدين: الملك العادل أبا بكر والملك الصالح أيوب، والصاحبة.
4 (محمد بن محمود بن يحيى، أبو علي، البغدادي.))

258
الحمامي.
ولد سنة ثمان وخمسين.
وحدث عن أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن النرسي.
روى عنه أبو عبد الله ابن النجار، وغيره.
وأضر في آخر عمره.
وتوفيت في أول صفر.
4 (محمد بن مسعود بن بهروز.))
الطبيب، المعمر، أبو بكر البغدادي.
حدث أن جده قدم من العجم إلى بغداد في طلب علم الطب.)
وسمع هو بإفادة خاله يحيى ابن الصدر من أبي الوقت مسند عبد، والدرامي، وكتاب ذم الكلام. وسمع من: أبي الفتح بن البطي وأبي زرعة، وأحمد بن علي ابن
المعمر الحسيني.
وتفرد بالسماع ببغداد من أبي الوقت.
روى عنه: أبو المظفر ابن النابلسي، وأبو القاسم بن بلبان، وأبو بكر الشريشي، والرشيد أبو عبد الله بن أبي القاسم، وأبو الحسن علي بن أحمد الغرافي، وأخوه محمد، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الفاروثي، والمجد محمد بن خالد بن حمدون، والعماد أحمد بن عبد الرحمن الأشقر خطيب الحرم، وأبو الحسن محمد بن علي بن علي بن أبي البدر، وأخته ست الملوك،

259
وعبد الله بن أبي السعادات، ويوسف بن صعنين، وطائفة.
وأجاز للقاضيين: أبي عبد الله ابن الخويي، وأبي الربيع سليمان بن حمزة، والفخر إسماعيل بن عساكر، وللشيخ علي بن هارون، وفاطمة بنت سليمان، وسعد بن محمد بن سعد، وعيسى بن عبد الرحمن المطعم، وأبي بكر بن عبد الدائم، وابن الشيرازي، وفاطمة بنت جوهر البعلبكية، وأحمد بن أبي طالب ابن الشحنة.
توفي في مستهل رمضان، وقد جاوز التسعين.
4 (محمد بن موسى بن مهيا بن عيسى بن أبي الفرج.))
أبو عبد الله، اللخمي، الإسكندراني.
سمع من أبي الطاهر السلفي. وحدث.
ومهيا: بالياء.
قال المنذري: توفي في هذه السنة، ولنا منه إجازة.
ومهنا بالنون كثير.
4 (محمد بن نصر بن عبد الرحمن بن محمد بن محفوظ بن أحمد بن الحسين.))
الشرف أبو عبد الله، القرشي، الدمشقي، الفقيه.
ابن ابن أخي الشيخ أبي البيان.
ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
وسمع من الحافظ ابن عساكر. وحدث.

260
وكان فاضلا، أديبا، شاعرا، صالحا، منقطعا عن الناس.)
روى عنه: ناصر الدين محمد بن عربشاه، وأمين الدين عبد الصمد بن عساكر، وابن عنه الشرف أحمد بن هبة الله، والمجد ابن الحلوانية، وسعد الخير النابلسي، وأخوه نصر الله، ومحمد بن يوسف الذهبي، وجماعة.
وتوفي في ثالث عشر رجب.
وروى عنه من القدماء الزكيان البرزالي والمنذري.
وذكره ابن الحاجب فقال: إمام زاهد، ورع، كثير الذكر، له مؤلفات على لسان القوم في الطريقة. وكان شيخ رباط عمه.
4 (محمد بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن يحيى بن بندار بن مميل.))
القاضي، شمس الدين، أبو نصر، ابن الشيرازي، الدمشقي، الشافعي.
ولد في ذي القعدة سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وأجاز له: أبو الوقت السجزي، ونصر بن سيار الهروي، وجماعة.

261
وسمع من: أبي يعلى ابن الحبوبي، والخطيب أبي البركات الخضر بن شبل الحارثي، وأبي طاهر إبراهيم ابن الحصني، والصائن هبة الله ابن عساكر، وأخيه الحافظ أبي القاسم، فأكثر عنه، وعلي بن مهدي الهلالي، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي المعالي محمد بن حمزة ابن الموازيني، ومحمد بن بركة الصلحي، وداود بن محمد الخالدي، وأبي علي الحسن بن علي البطليوسي، وأبي المظفر محمد بن أسعد ابن الحكيم العراقي، وجماعة.
وحدث بمصر والقدس ودمشق. وطال عمره، وتفرد عن أقرانه.
روى عنه البرزالي، وابن خليل، والمنذري وقال: ولي الحكم بالبيت المقدس، وغيره. ودرس، وأفتى. وهو آخر من حدث عن الفقيه أبي البركات الحارثي، والصائن، وأبي طاهر الحصني.
وانفرد برواية أكثر من مائتي جزء من تاريخ دمشق.
ومميل بالفارسية: محمد.
وذكره ابن الحاجب فقال: أحد قضاة الشام استقلالا بعد نيابة.
قلت: استقل بالقضاء مع مشاركة غيره مديدة. ثم لما استقل بالقضاء القاضيان الشمسان ابن سني الدولة، والخويي، عرضت عليه النيابة، فامتنع. ثم عزل في سنة تسع وعشرين بالعماد ابن الحرستاني، ثم عزل العماد في سنة إحدى وثلاثين، وولي ابن سني الدولة.)
وكان ابن الشيرازي يدرس بمدرسة العماد الكاتب ثم تركها، ثم درس بالشامية الكبرى. وكان رئيسا، نبيلا، ماضي الأحكام، عديم المحاباة، يستوي عنده الخصمان في النظر والإقبال عليهم.
وكان ساكنا، وقورا، مليح الشيبة، حلو الشكل، يزجى غالب زمانه في نشر العلم وإلقاء الدرس على أصحابه.

262
أخذ الفقه عن القطب النيسابوري، وأبي سعد بن أبي عصرون فيما أرى.
روى عنه: الشرف ابن النابلسي، والجمال ابن الصابوني، وأبو الحسين ابن اليونيني، ومحمد بن أبي الذكر الصقلي، وخديجة بنت يوسف الحمامي، والشرف عبد المنعم بن عساكر، والشرف أحمد بن عساكر، والشهاب محمد بن مشرف، وأبو محمد ظافر النابلسي، ومحمد بن علي ابن الواسطي، وأحمد ابن العماد عبد الحميد، ومحمد بن يوسف الذهبي، وطائفة سواهم.
وتفرد بالحضور عنه حفيده أبو نصر محمد بن محمد، وأبو محمد القاسم بن عساكر.
وتوفي في ثاني جمادى الآخرة.
4 (محمد بن أبي الفتح بن حسين.))
أبو عبد لله، الحريمي، الباقلاني.
سمع من: دهبل بن كاره، وأخيه لاحق، وعبد المغيث بن زهير، وغيرهم.
وتوفي في رجب.
4 (محمد بن أبي الفضل بن زيد بن ياسين بن زيد. الخطيب، الإمام، جمال الدين.))
أبو عبد الله، التغلبي، الأرقمي، الدولعي، الشافعي، خطيب دمشق.

263
ولد بقرية الدولعية من قرى الموصل في سنة خمس وخمسين ظنا.
وقدم دمشق شابا، وتفقه على عمه خطيب دمشق ضياء الدين عبد الملك الدولعي وسمع منه، ومن: أبي عبد الله محمد بن علي بن صدقة، وشيخ الشيوخ صدر الدين عبد الرحيم بن إسماعيل، والخشوعي.
وولي الخطابة من بعد عمه وطالت مدته.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والجمال ابن الصابوني، وغيرهما.
وحدثنا عنه خادمه الجمال سليمان بن أبي الحسن الشاهد.
وتوفي في رابع عشر جمادى الأولى، ودفن بمدرسته التي بجيرون رحمه الله.)
قال أبو شامة: وكان المعظم قد منعه من الفتوى مدة. ولم يحج لحرصه على المنصب. وولي بعده الخطابة أخ له جاهل.
وقال غيره: كان ذا سمت وناموس. وكان يفخم كلامه. وكان شديدا على الرافضة. درس مدة بالغزالية.
4 (المبارك بن علي بن الحسين.))
أبو علي ابن المطرز، الحريمي، القزاز.
سمع من: النقيب أحمد بن علي الحسيني، وأبي الفتح محمد ابن البطي، ودهبل بن كاره، وأخيه لاحق.
روى عنه: الشمس عبد الرحمن ابن الزين، والتقي ابن الواسطي، وغيرهما. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين بن أبي عمر، وسعد الدين بن سعد، وعيسى السمسار، وأحمد ابن الشحنة، وجماعة.
وتوفي في رابع عشر ربيع الأول.
4 (محمود بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن شجاع، الشيباني.))

264
الحانوي، الحكيم، سديد الدين، أبو الثناء، ابن زقيقة، الطبيب.
والد المحدث أبي العباس أحمد. كان من رؤوس علماء الطب، ومن كبار الشعراء. نظم عدة كتب في الطب رجزا في غاية السهولة والجزالة. ولازم الفخر المارديني، وهو محمد بن عبد السلام، وتخرج عليه في الطب والفلسفة.
وكان لسديد الدين يد في الكحل والجراح، ويد في التنجيم.
وقد روى عنه الموفق بن أبي أصيبعة الكثير من النثر والنظم، وصحبه مدة، وأثنى عليه وعلى علومه، وقال: أخبرنا سديد الدين من لفظه، حدثني الفخر المارديني، حدثنا موهوب ابن الجواليقي، حدثنا أبو زكريا التبريزي، فذكر حديثا.
ولد بمدينة حيني ونشأ بها، وعاش إحدى وسبعين سنة. وأقام بخلاط مدة وبميافارقين، وقدم دمشق سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، فأنعم عليه الأشرف، ورتب له جامكية إلى أن مات في هذه السنة.
4 (المسلم بن عبد الوهاب بن مناقب بن أحمد بن علي بن أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد))
)
بن الحسين بن محمد بن إسماعيل المنقذي بن جعفر الصادق.
الشريف، أبو الغنائم، العلوي، الحسيني، المنقي، الدمشقي، الشروطي.
سمع من: ابن صدقة الحراني، وأبي يعلى حمزة بن الحسن الأزدي، وإسماعيل الجنزوي، وأبي الفوارس الحسن بن عبد الله بن شافع.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والفخر إسماعيل بن عساكر، وابن عمه بهاء الدين القاسم.
توفي في حادي عشر رجب.

265
4 (مكتوم بن أحمد بن محمد بن سليم بن مجلي.))
أبو السر، القيسي، السويدي، الحوراني، الشافعي.
روى عن: ابن صدقة الحراني، وإسماعيل الجنزوي، وجماعة.
وسمع أولاده يوسف وعبد الله.
وكان مولده في ذي الحجة سنة خمس وخمسين وخمسمائة بالسويداء من قرى حوران، لا السويداء التي على مرحلتين من طيبة، ولا التي بقرب حران.
قدم دمشق في شبيبته وسكنها، وتفقه على الخطيب عبد الملك الدولعي. وقرأ القرآن وأتقنه، ولقن بجامع دمشق مدة.
وكان صالحا، متوددا.
وسمع أيضا من: أبي اليسر شاكر بن عبد الله، وأبي المظفر أسامة بن منقذ.
وكان من جملة الفقهاء الشافعية.
وهو جد المعمر صدر الدين إسماعيل.
روى عنه حفيده هذا، والفخر إسماعيل بن عساكر، وابن عمه البهاء قاسم، وغيرهم.
وأجاز لجماعة من شيوخنا. توفي في رجب.
4 (مكرم بن محمد بن حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة بن أبي جميل، الشيخ نجم الدين.))
أبو المفضل، ابن الإمام المحدث أبي عبد الله بن أبي يعلى بن أبي عبد الله

266
القرشي، الدمشقي، التاجر، السفار، المعروف بابن أبي الصقر.
ولد بدمشق في رجب سنة ثمان وأربعين.
وسمع من: حسان بن تميم الزيات، وحمزة بن أحمد بن كروس، وعبد الرحمن بن أبي الحسن)
الداراني، والوزير سعيد بن سهل الفلكي، وأبي يعلى حمزة ابن الحبوبي، والصائن هبة الله بن عساكر، وعلي بن أحمد بن مقاتل، وعلي بن أحمد الحرستاني، وأبي المعالي بن صابر.
وحدث في تجارته إلى بغداد وحلب ومصر بهن.
قال أبو محمد المنذري: كان يقدم مصر كثيرا للتجارة.
وقال عمر ابن الحاجب: كان يواظب على الخمس في جماعة، ويشتغل بالتجارة. وكان كثير المجون مع أصحابه. ولم يكن مكرما لأهل الحديث بل يتعاسر عليهم.
قلت: روى عنه ابن خليل، والبرزالي، والمنذري، والضياء، وخلق من المتقدمين والمتأخرين، وأبو حامد ابن الصابوني، وأبو المظفر ابن النابلسي، وأبو عبد الله بن هامل، وأبو المجد ابن العديم الحاكم، وأبو علي ابن الخلال، وعبد المنعم بن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، وابن عمه الشرف أحمد، والمؤيد علي ابن الخطيب، وعلي بن عثمان اللمتوني، ومحمد بن مكي القرشي، وأبو الحسين اليونيني، ومحمد بن يوسف الذهبي، وسنقر القضائي، والبهاء أيوب بن أبي بكر الحنفي، والشهاب محمد بن مشرف البزاز، وموسى بن علي الموسوي الشاهد. وأما الصدر إسماعيل بن يوسف بن مكتوم، فإنه سمع منه الموطأ لكن خبط في اسمه كاتب الأسماء، فصحف يوسف بيونس، فبقي في النفس شيء، وهو إن شاء الله هو.
توفي مكرم في ثاني رجب بدمشق ودفن على والده بمقبرة باب الصغير.

267
4 (موسى، السلطان الملك الأشرف، مظفر الدين.))
أبو الفتح، شاه أرمن، ابن الملك العادل أبي بكر محمد بن أيوب.
ولد بالقصر بالقاهرة سنة ست وسبعين وخمسمائة.
وسمع من عمر بن طبرزد. وسمع صحيح البخاري من أبي عبد الله ابن الزبيدي.
روى عنه الشهاب القوصي، وغيره.
وحدثنا عنه أبو الحسين اليونيني بأربعين حديثا خرجت له.
أعطاه أبوه أول شيء القدس، ثم أعطاه حران والرها. وجهزه أخوه الملك المعظم بالخيل والمماليك. وسار وتنقلت به الأحوال، وجرت له أمور أشرنا إلى أخبارها في الحادث. وكسر المواصلة، وكسر الخوارزمية والروم. ولقب شاه أرمن لتملكه مدينة الخلاط، وهي قصبة أرمينية. وتملك دمشق سنة ست وعشرين وأخذها من الناصر داود ابن المعظم، فأحسن إلى)
أهلها وعدل فيهم وأزال عنهم بعض الجور وأحبوه. وكان فيه دين، وخشية، وعفة في الجملة، وسخاء مفرط حتى لقد قال ابن واصل: كان يطلق الأموال الجليلة ولم يسمع أن أحدا من

268
الملوك والعظماء بعد آل البرمك فعل فعله في العطاء. ومن سعادته أنه عاد أخوه الأوحد بخلاط، فتماثل ودخل الحمام، فأراد الأشرف الرجوع إلى حران، فقال له طبيب الأوحد: اصبر، فإن الأوحد ميت. فأقام ليلة ومات الأوحد، فاستولى على مملكة خلاط جميعها.
قلت: إلا أنه كان منهمكا في الخمر والملاهي. وكان مليح الشكل، حلو الشمائل، وافر الشجاعة، يقال: إنه لم تكسر له راية قط. وكان يحب الفقراء والصالحين، ويتواضع لهم، ويزورهم ويصلهم، ويجيز الشعراء. وكان في رمضان لا يغلق باب القلعة، ويخرج منها صحون الحلواء إلى أماكن الفقراء. وكان ذكيا، فطنا، يشارك في الصنائع، ومحاسنه كثيرة، الله يسامحه.
قال أبو المظفر: وكان يحضر الملك الأشرف مجالسي بخلاط وحران ودمشق، وكان عفيفا.
ولما كنت عنده بخلاط قال لي: والله ما مددت عيني إلى حريم أحد لا ذكر ولا أنثى. ولقد جاءتني عجوز من عند بيت شاه أرمن صاحب خلاط بورقة، فذكرت أن الحاجب عليا قد أخذ ضيعتها، فكتبت بإطلاقها، فقالت العجوز: هي تسأل الحضور بين يديك، فعندها سر، فقلت: بسم الله، فقامت وغابت ساعة ثم جاءت بها، فإذا هي امرأة ما رأيت أحسن من قدها، ولا أظرف من شكلها، كأن الشمس تحت نقابها، فخدمت، ووقفت، فقمت لها، وقلت: أنت في هذا البلد وما أعلم بك فسفرت عن وجه أضاءت منه المنظرة، فقلت: استتري، فقالت: مات أبي صاحب هذه المدينة، واستولى بكتمر على البلاد، وكان لي ضيعة أعيش منها أخذها الحاجب علي، وما أعيش إلا من عمل النقش وأنا في دور الكراء. فبكيت وأمرت لها بقماش، وأن يصلح دار لسكناها، وقلت: بسم الله. فقالت العجوز: يا خوند ما جاءت إلى خدمتك إلا حتى تحظى بك الليلة. فساعة سمعت كلامها، أوقع الله في قلبي تغير الزمان، وأن يملك خلاط غيري وتحتاج بنتي إلى أن تقعد مثل هذه القعدة فقلت: معاذ الله، والله ما

269
هو من شيمتي، ولا خلوت بغير محارمي، فخذيها وانصرفي كريمة. فقامت باكية وهي تقول: صان الله عاقبتك كما صنتني.
وحدثني قال: مات مملوك بالرها، وخلف ولدا لم يكن في زمانه أحسن منه، وكان من لا يدري)
يتهمني به، وكنت أحبه، وهو عندي أعز من الولد، وبلغ عشرين سنة، فضرب غلاما له فمات، فاستغاث أولياؤه وأثبتوا أنه قتله وجاؤوا يطلبون الثأر، فاجتمع عليهم مماليكي وقالوا: نحن نعطيكم عشر ديات، فأبوا، فطردوهم فوقفوا لي، فقلت: سلموه إليهم، فسلموه فقتلوه. خفت الله أن أمنعهم حقهم لغرض نفسي.
قال أبو المظفر: وقضيته بحران مشهورة مع أصحاب الشيخ حياة لما بددوا المسكر من بين يديه، وكان يقول: بها نصرت.
قال أبو المظفر: لما فارقت دمشق وطلعت إلى الكرك، أقمت عند الناصر، فكنت أتردد إلى القدس من سنة ست وعشرين إلى سنة ثلاث وثلاثين. ثم جرت أسباب أوجبت قدومي دمشق، فسر بقدومي وزارني وخلع علي، فامتنعت من لبسها، فقال: لا بالله ألبسها ولو ساعة، ليعلم الناس انك قد رضيت وزالت الوحشة. وبعث لي بغله الخاص وعشرة آلاف درهم، وأقمت بدمشق إلى أن توفي في أرغد عيش معه.
وحدثني الفقيه محمد اليونيني قال: حكى لي فقير صالح قال: لما مات الأشرف رأيته في المنام وعليه ثياب خضر وهو يطير مع الأولياء، فقلت: أيش تعمل مع هؤلاء وأنت كنت تفعل وتصنع فتبسم وقال: الجسد الذي كان يفعل تلك الأفاعيل عندكم والروح التي كانت تحب هؤلاء قد صارت معهم.
قال: وقيل: إن هذه الأبيات من نظمه كتب بها إلى الإمام الناصر:
* العبد موسى طوره لما غدا
* بغداد آنس عندها نار الهدى
*

270
* عبد أعد لدى الإله وسيلة
* دينا ودنيا أحمدا ومحمدا
*
* هذا يقوم بنصره في هذه
* عند الخطوب وذاك شافعه غدا
* ومما أنشده الملك الأشرف:
* لولا هيف القد وغنج المقل
* ما كنت تجرعت كؤوس العذل
*
* في حب مقرطق من الترك يلي
* أمري وأنا له وإن أصبح لي
* وقال أبو المظفر: كنت أغشى الأشرف في مرضه لما أحس بوفاته فقلت له: استعد للقاء الله فما يضرك قال: لا، والله، ل ينفعني. ففرق البلاد، وأعتق مائتي نفس من مملوك وجارية، وقف دار فرخشاه التي يقال لها: دار السعادة، وبستان النيرب على ابنته، وأوصى لها بجميع)
الجواهر.
وقال سعد الدين بن مسعود بن حمويه في تاريخه: وقف دار السعادة على ابنته، وبستانه بالنيرب، وأوصى لها بجميع الجواهر، وأعتق مائتي مملوك ومائتي جارية. وفي آخر ذي الحجة غشي عليه حتى ظنوا أنه قد مات، فجاؤوا به إلى القلعة من النيرب وقد أفاق.
قال ابن واصل: خلف بنتا واحدة تزوجها ابن عمها الملك الجواد يونس لما تملك دمشق، فلما ملك عمه الصالح إسماعيل دمشق ثانيا، فسخ نكاحها منه، لأنه حلف بطلاقها في أمر وفعله، ثم تزوجها ثانية الملك المنصور وهي معه إلى الآن.
قلت: وقد أنشأ جامع العقيبة وكان حانة.
قال أبو المظفر الجوزي: جلست فيه لما فرغ، فحضر وبكى، وأعتق كثيرا من المماليك. وأنشأ بالقلعة مسجد أبي الدرداء، وأنشأ مسجد باب النصر، ومسجد القصب، ومسجد جراح، وجامع بيت الآبار، ودار الحديث، وأخرى

271
بالجبل. ولم يخلف ولدا ذكرا. وأنشأ دار السعادة، وبالنيرب الدهشة، وصفة بقراط.
ومن حسنات الأشرف قال ابن واصل في تاريخه: وقعت بدمشق فتنة بين الشافعية والحنابلة بسبب العقائد، وتعصب الشيخ عز الدين ابن عبد السلام على الحنابلة، وجرى بذلك خبط طويل حتى كتب عز الدين إلى الأشرف يقع في الحنابلة، وذكر الناصح ابن الحنبلي وعرض بأنه ساعد على فتح باب السلامة لعسكر الملك الأفضل والملك الظاهر لما حاصرا العادل بدمشق. فكتب الأشرف بخطه وقد رأيته: يا عز الدين الفتنة ساكنة، فلعن الله مثيرها.
وأما حديث باب السلامة فكما قال الشاعر:
* وجرم جره سفهاء قوم
* فحل بغير جانيه العذاب
* قال: وقد تاب الأشرف في مرضه، وأظهر الابتهال والاستغفار والذكر إلى أن توفي تائبا، وختم له بخير.
وقال ابن الجوزي: مرض الملك الأشرف في رجب سنة أربع وثلاثين وستمائة مرضين مختلفين في أعلاه وأسفله، فكان الجرائحي يخرج العظام من رأسه وهو يسبح الله تعالى ويحمده، واشتد به ألمه، فلما يئس من نفسه، قال لوزيره ابن جرير: في أي شيء تكفنوني فما بقي في قوة تحملني أكثر من غد فقال: عندنا في الخزانة نصافي فقال: حاش الله أن أكفن من)
الخزانة. ثم نظر إلى ابن موسك الأمير فقال: قم وأحضر وديعتي. فقام وعاد وعلى رأسه مئزر صوف، ففتحه فإذا فيه خرق من آثار الفقراء. وطاقيات قوم صالحين مثل الشيخ مسعود الرهاوي، والشيخ يونس البيطار، وفي ذلك إزار عتيق يساوي نصف درهم أو نحوه فقال: هذا يكون على جسدي أتقي به حر جهنم، فإن صاحبه كان من الأبدال، كان حبشيا أقام بجبل الرها مدة يزرع قطعة أرض زعفرانا، ويتقوت منها

272
وكنت أزوره فأعرض عليه المال فيمتنع، فهو وهبني هذا الإزار وقال لي: أحرمت فيه عشرين حجة.
قلت: وأما تعظيمه للفقيه محمد اليونيني فأمر زائد، كان عنده بالقلعة وهو في سماع البخاري، فتوضأ الفقيه مرة، فقام ونفض تخفيفته وقدمها إلى يديه ليتنشف بها أو ليطأ عليها أنا أشك حدثني بذلك شيخنا أبو الحسين ابن اليونيني. وقد سار مرة إلى بعلبك، فبدأ قبل كل شيء، فأتى دار الفقيه، ونزل فدق الباب، فقيل: من ذا فقال: موسى.
قال أبو المظفر ابن الجوزي: مات في يوم الخميس رابع المحرم ودفن بالقلعة. وقال: وكان آخر كلامه لا إله إلا الله، ونقل إلى تربته بعد أربعة أشهر.
وقال سعد الدين في تاريخه: كان مرضه دمامل في رأسه ومخرجه. تنسر جرحه، ودود، ووقع منه لحم. وأظهر الناس عليه حزنا عظيما. ولبس أجناده وحاشيته البلاسات والحصر، وجاءه نساؤهم إلى باب القلعة يندبن ويبكين. وغلقت الأسواق.
4 (حرف النون))
4 (ناص بن نصر بن قوام بن وهب.))
العدل، الأجل، أمين الدين، الرصافي، التاجر.
ولد سنة سبع وستين وخمسمائة.
وسمع بإصبهان من خليل الراراني بإفادة شمس الدين ابن خليل.
روى عنه: زكي الدين البرزالي، وشهاب الدين القوصي، ومجد الدين ابن الحلوانية، وغيرهم.

273
وتوفي في رجب بدمشق.
4 (حرف الهاء))
4 (هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن هبة الله بن عبد القادر.))
الخطيب، الشريف أبو القاسم، الهاشمي، العباسي، البغدادي، المعروف بابن المنصوري، نقيب)
بني هاشم، وخطيب جامع المهدي.
أجاز له الشيخ عبد القادر الجيلي، وابن البطي.
وسمع في كبره من: يحيى بن بوش، وابن كليب.
وتوفي في جمادى الآخرة.
كتب عنه عمر ابن الحاجب.
وأجاز لغير واحد من المتأخرين منهم القاسم بن عساكر.
4 (هبة الله بن علي بن جراح بن الحسين.))
القاضي، الرئيس، أبو القاسم، المصري، الكاتب.
ولد في ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وسمع من السلفي. وحدث.
روى عنه الزكي عبد العظيم وقال: تقلب في الخدم الديوانية بمصر، وغيرها. ومات بقلعة الشوبك في الثالث والعشرين من ذي الحجة، وحمل بعد دفنه ونقل إلى القاهرة.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن المظفر بن عمار.))
أبو القاسم، البزاز.
روى عن أبي زرعة. وبالإجازة من أبي الكرم الشهرزوري، لكن زور ذلك له ولده.

274
قاله ابن النجار، قال: ولمت ابنه فما نفع. وما أظن سمع منه غير ابنه.
4 (يحيى بن هبة الله بن الحسن بن يحيى بن محمد بن علي ابن صدقة.))
قاضي القضاة، شمس الدين، أبو البركات، ابن سني الدولة، الدمشقي، الشافعي.
والد قاضي القضاة صدر الدين أحمد، ويعرف بيتهم بأولاد الخياط الشاعر المشهور.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وتفقه على القاضي أبي سعد بن أبي عصرون، واشتغل بالخلاف على القطب النيسابوري، والشرف ابن الشهرزوري. وسمع من: أبي الحسين أحمد ابن الموازيني، ويحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، والخشوعي. وسمع ولده من الخشوعي معه.
وولي قضاء الشام وحمدت سيرته. وكان إماما فاضلا، مهيبا جليلا.)
حدث بمكة، والقدس، ودمشق، وحمص.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والشرف ابن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، وجماعة.
وتوفي في خامس ذي القعدة.

275
4 (يوسف بن إسماعيل بن علي.))
الأديب البارع، شهاب الدين، أبو المحاسن، ابن الشواء، الكوفي الأصل، الحلبي، الشاعر المشهور.
ديوانه في أربع مجلدات، وتقع له معان بديعة.
توفي في المحرم وله ثلاث وسبعون سنة.
ومن شعره في صبي مليح وقد ختن:
* أمعذبي كيف استطعت على الأذى
* جلدا وأجزع ما يكون الريم
*
* لو لم تكن هذي الطهارة سنة
* قد سنها من قبل إبراهيم
*
* لفتكت جهدي بالمزين إذ غدا
* في كفه موسى وأنت كليم
* وله:
* بنفسي وعيني رأس عين ومن فيها
* وبيض السواقي حول زرق سواقيها
*
* إذا راقني منها جواري عيونها
* أراق دمي منها عيون جواريها
*
4 (يوسف بن محمد بن علي بن خليفة.))
أبو الحجاج، القضاعي، الأندي، نزيل بلنسية.
سمع: أبا محمد بن عبيد الله، وأبا الحسن بن النقرات، وجماعة.
وأخذ العربية عن أبي ذر الخشني، وأبي بكر بن زيدان. وبرع في النحو، وجلس لإقرائه عامة عمره.
وكان دينا، خيرا، مقبلا على شأنه، يؤثر العزلة.
قال الأبار: أخذت عنه جملة من كتب النحو واللغة. وأجاز لي. وتوفي

276
وبلنسية محاصرة في شهر ذي القعدة سنة خمس، وعمره ثمان وسبعون سنة.
4 (الكنى))
4 (أبو بكر حديد بن طاهر البغدادي، الزوري.))
)
الصوفي.
عاش نيفا وسبعين سنة.
وروى عن نصر الله القزاز، وغيره.
4 (أبو بكر بن هشام بن عبد الله بن هشام بن سعيد.))
أبو يحيى، الأزدي، القرطبي، الأديب.
روى عن أبيه أبي الوليد. وأجاز له ابن بشكوال.
ورخه الأبار وقال: كان كاتبا بليغا، وشاعرا مجودا.
4 (وفيها ولد))
سعد الدين سعد الله بن مروان الفارقي الموقع.
وضياء الدين إسماعيل بن عمر ابن الحموي الكاتب.
والمحيي أبو بكر بن عباس بن جعوان.
والشمس عبيد الله بن محمد بن أحمد بن عبيد الله الحنبلي.
والكمال عمر بن محمد بن عمر بن هلال.
وأبو بكر بن محمد بن منيع الشطاري.
وشيخ الشيعة الشيخ محمد بن أبي بكر الهمذاني السكاكيني، في رجب.
والشمس عبد القادر بن يوسف ابن الحظيري الكاتب، في صفر.
والجمال عبد الغني بن منصور الحراني المؤذن.
والمحيي يحيى بن مكي بن عبد الرزاق.

277
والشيخ علي بن محمد بن عطاف النشار.
والعز إبراهيم ابن الملك الحافظ.
والشيخ علي بن عمر الواني، يروي عن ابن رواج.
وشهاب الدين إبراهيم بن محمد بن باجوك، في ذي القعدة.
والمجد عبد الرحمن بن محمد بن محمد الأسفراييني.
والقاضي شمس الدين أحمد بن علي بن الزبير الجيلي.

278
4 (وفيات سنة ست وثلاثين وستمائة))
))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن صدقة بن المظفر.))
أبو المظفر، البغدادي، الصوفي، عرف بابن الطاهري نسبة إلى طاهر بن الحسين الخزاعي.
حدث عن عبد المنعم بن كليب.
أجاز للقاسم بن عساكر، وأقرانه.
4 (أحمد بن عبد القوي بن أبي الحسن بن ياسين القيسراني.))
أبو الرضا، ابن المحدث المفيد الفاضل أبي محمد، المصري، الكتبي، الجلد.
سمعه أبوه من: إسماعيل بن قاسم الزيات، والعلامة عبد الله بن بري، وعشير بن علي بن المزارع، وأبي الجيوش عساكر المقرئ، وجماعة.
روى عنه الزكي المنذري، وقال: ولد سنة سبعين، وتوفي في الخامس والعشرين من رجب، والجمال ابن الصابوني، وولده أحمد، وسليمان بن أبي الهكاري.
ولم ألق من يروي عنه فيما علمت.
4 (أحمد بن علي بن محمد بن الحسن.))

279
الشيخ، أبو العباس، القسطلاني، ثم المصري، الفقيه، المالكي، الزاهد.
تلميذ الشيخ أبي عبد الله محمد بن أحمد القرشي، صحبه دهرا، وجمع من كلامه كتابا حسنا.
وسمع من العلامة عبد الله بن بري. وأجاز له أبو طاهر السلفي، وغيره.
وولي التدريس بمدرسة المالكية بمصر. ثم توجه إلى مكة وجاور بها، وحدث بها وبمصر.
وولد في سنة تسع وخمسين وخمسمائة.
روى عنه الزكي المنذري وقال: كان قد جمع بين الفقه والزهد وكثرة الإيثار مع الإقتار والانقطاع التام عن مخالطة الناس. توفي بمكة في مستهل جمادى الآخرة. وروى عنه: مجد الدين ابن العديم وولداه تاج الدين وقطب الدين أبو بكر، وغيرهم.
4 (إبراهيم بن أحمد بن أبي الكرم بن علي.))
أبو إسحاق، البغدادي، الخياط، الصوفي، سبط يحيى بن بوش.
سمع من جده، ومن عبد المنعم بن كليب.
وتوفي في سلخ ربيع الآخر.)
سمعنا بإجازته من القاضي تقي الدين، وغيره.
4 (إبراهيم بن شعيب ابن الشيخ أبي العباس أحمد بن إبراهيم بن أبي الفتح.))

280
أبو إسحاق، العريشي الأصل، الرشيدي المولد، الإسكندراني الدار، المالكي.
حدث عن جده، وأبيه بأناشيد.
كتب عنه زكي الدين المنذري، وغيره، وقال: كان جده من أصحاب الفقيه أبي بكر الطرطوشي، فسكن ثغر رشيد. ولد إبراهيم في سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وعاش ثمانية وثمانين عاما.
4 (إبراهيم بن عبد الله بن محمد.))
أبو إسحاق، الكلبي، البلنسي، المعروف باليابري.
قال الأبار: كان ثقة، تاجرا. حج وسمع الموطأ سنة ثمانين من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي. وحدث.
4 (إبراهيم بن علي بن حامد بن قنبر بضم القاف والباء بن هندي.))
أبو إسحاق، البغدادي، الحنبلي.
سمع من: نصر الله القزاز، وعبد المغيث بن زهير، وجماعة كثيرة.
وتوفي في شعبان.
وأجاز لابن الشيرازي، والمطعم، وسعد.
4 (أرتق ابن الملك أرسلان بن ألبيبن تمرتاش بن أيل غازي، الأرتقي.))

281
التركماني، صاحب ماردين، الملك المنصور، ناصر الدين.
ولي ماردين بعد أخيه حسام الدين أيل غازي وهو دون البلوغ. وكان أتابكه مملوك أخيه وزوج أمه، فلما تمكن قتلهما سنة ستمائة واستقام أمره.
وكان عادلا، حسن السيرة، يصوم الخميس والاثنين، ويترك الخمر في الثلاثة أشهر. فقتله مماليكه بمواطأة من ولد ولده ألبي غازي بن نجم الدين غازي بن أرتق. وكان شديد المحبة لهذا إلا أنه كان قد أبعد والده بحيث أنه حلق رأسه وتفقر، فغضب أبوه عليه وحبسه. فلما قتل، أخرجه ابنه وحلف له وقام بأمر سلطنته. ذكر ذلك ابن الجوزي وغيره. وكان قتله في وسط ذي الحجة، فلما تمكن الملك السعيد غازي قبض على ولده وحبسه إلى أن مات.))
4 (أسعد بن أبي الغنائم المسلم بن مكي بن خلف بن المسلم بن أحمد بن محمد بن علان.))
أبو المعالي، ابن الرئيس الأمين، القيسي، الدمشقي.
سمع: أباه، وأبا القاسم بن عساكر، وعلي بن هبة الله بن خلدون الواعظ، وأبا الفهم بن أبي العجائز، والفضل بن الحسين البانياسي، وأبا المفاخر علي بن محمد البيهقي، وجماعة.
وكان عدلا متميزا، يشهد تحت الساعات. وهو أكبر من أخيه السديد.
روى عنه: الشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، والبدر ابن الخلال، وتاج العرب بنت ابن أخيه المسلم، وغيرهم. وبالإجازة القاضي شهاب الدين

282
الخويي، ومحمد بن عثمان بن مشرق.
لقبه تاج الدين.
توفي في رجب، وله ست وسبعون سنة.
وقد حدث بمصر، وبها سمع منه الحافظ عبد العظيم.
4 (حرف الباء))
4 (بدل بن أبي المعمر بن إسماعيل بن أبي نصر.))
أبو الخير، التبريزي، المحدث، المفيد.
ولد سنة اثنتين وخمسين ظنا.
وقدم دمشق وهو شاب فسمع بها من: الإمام أبي سعد بن عصرون، ويحيى الثقفي، وأحمد بن حمزة ابن الموازيني. ولازم بهاء الدين القاسم بن عساكر وسمع منه بدمشق وبمصر فأكثر عنه. ثم رحل إلى إصبهان فسمع من أبي المكارم اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني، وأبي جعفر الصيدلاني، وجماعة. ووصل إلى نيسابور، فسمع من أبي سعد الصفار، وعبد الرحيم ابن الشعري وأخته زينب. ورحل إلى مصر، فسمع من البوصيري، وغيره.
وعني بالحديث، وكتب الكثير، وخطه رديء، وكان من أهل الفضل والدين. سكن إربل وولي مشيخة دار الحديث بها. وخرج مجاميع وفوائد. فلما

283
أخذت الكفرة التتار إربل، نزح إلى حلب وأقام بها إلى حين وفاته.
روى عنه: محيي الدين بن سراقة، وشهاب الدين القوصي، ومجد الدين ابن العديم، وظهير الدين محمود الزنجاني. وبالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي، والفخر بن عساكر، وأبو نصر ابن الشيرازي.)
توفي بدل في خامس جمادى الأولى.
وكان مع كثرة طلبه مزجى البضاعة.
4 (حرف الجيم))
4 (جعفر بن علي بن أبي البركات هبة الله بن جعفر بن يحيى بن أبي الحسن بن منير بن أبي))
الفتح.
أبو الفضل، الهمذاني، الإسكندراني، المقرئ، المجود، المحدث الفقيه، المالكي.

284
ولد في عاشر صفر سنة ست وأربعين وخمسمائة.
وقرأ الفقه، وقرأ بالروايات للسبعة، ويعقوب على الإمام الصالح أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف الله بن عطية القرشي الإسكندراني المؤذن صاحب ابن الفحام.
ثم سمع الحديث وله أربع وعشرون سنة من السلفي. ونسخ، وقابل، وحصل الفوائد. وسمع من: أبي محمد العثماني، وأحمد بن جعفر الغافقي، وأبي يحيى اليسع بن عيسى بن حزم الغافقي، وأبي الطاهر بن عوف الزهري، وعبد الواحد بن عسكر، وابن عطية شيخه، والقاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وغيرهم.
وأجاز له جماعة كثيرة من الأندلس، وإصبهان، وهمذان.
وأم بمسجد النخلة، وأقرأ به مدة. وحدث ببلده، وبمصر، ودمشق. وكتب الكثير ورواه.
روى عنه: أبو عبد الله ابن النجار، وأبو بكر بن نقطة، والسيف بن قدامة، وابن الحلوانية، والكمال أحمد ابن الدخميسي. وأخذ عنه القراءات الشيخ علي الدهان، وغيره.
وحدثنا عنه: أبو الحسين ابن اليونيني، وأبو المعالي الأبرقوهي، وإبراهيم بن عبد الرحمن المتيجي النجار، والعز أحمد ابن العماد، والقاضي أبو الربيع سليمان بن حمزة، وأخواه محمد وداود، والقاضي أبو حفص عمر بن عبد الله بن عمر بن عوض، ومحمد بن علي ابن الواسطي، وأحمد بن مؤمن، ونصر الله بن عياش، وأبو القاسم بن عمر الهواري، وأبو علي ابن الخلال، ومحمد بن يوسف الذهبي، وأبو بكر بن عبد الدائم الأصم، وزينب بنت شكر، وهدية بنت عسكر، وعبد الرحمن بن جماعة الإسكندراني وهو آخر من بقي بها من أصحابه والفخر إسماعيل بن عساكر، وعيسى المطعم، وطائفة سواهم.

285
قال المنذري: أقرأ، وانتفع به جماعة. وكان بعث إليها ليحضر إلى مصر، فتوجه من بلده إلى)
مصر، ومعه جملة من مسموعاته، وأقام بالقاهرة مدة، وحدث بها.
قلت: سمع منه بها الكثير: سعد الدين عبد الرحمن بن علي ابن القاضي الأشرف.
قال: ثم توجه إلى دمشق، وأقام بها، وحدث بها الكثير، ولم يزل بها إلى حين وفاته.
قلت: روى الكثير بالبلد، وبالصالحة، والقابون، وأقام بها تسعة أشهر أو نحوها أقدمه الشرف أحمد ابن الجوهري إلى دمشق، وقام بواجب حقه.
قال ابن نقطة: سمعت منه. وكان ثقة صالحا، من أهل القرآن.
وقال المنذري: توفي ليلة السادس والعشرين من صفر بدمشق، ودفن بمقابر الصوفية.
قلت: لو كان له من يعتني به، لأخذ له إجازة القاضي أبي الفضل الأرموي، وطبقته.
4 (حرف الحاء))
4 (حامد بن أبي العميد بن أميري بن ورشي بن عمر.))
أبو الرضا، القزويني، المفتي، الفقيه، الشافعي، شمس الدين، ويكنى أيضا أبا المظفر.
ولد بقزوين سنة ثمان وأربعين.

286
تفقه، وقرأ شيئا من الخلاف على القطب النيسابوري. وكان إماما، فقيها بارعا، رئيسا.
سمع من: شهدة بنت الإبري، وخطيب الموصل، ويحيى الثقفي.
روى عنه: مجد الدين ابن العديم وأبوه. وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وغيرهما.
ومات بحلب.
وأبو نصر محمد بن المز. وروى عنه أيضا سماعا شهاب الدين عبد الحليم بن تيمية.
وقيل: ولد سنة ست وأربعين. وقدم الشام سنة ست وسبعين مع القطب النيسابوري. وولي قضاء حمص، ثم درس بحلب. وكان من كبار الأئمة بحلب. وكان ابنه عماد الدين مدرسا.
4 (حسان بن أبي القاسم عبد الرحمن بن حسان بن محمد بن عبد الواحد.))
الفقيه، أبو علي، الجهني، المهدوي، المغربي، ثم الإسكندراني، المالكي، الطبيب.
حدث عن السلفي. وقرأ الأصول، والطب وبرع في ذلك.
سمعنا بإجازته من شمس الدين عبد القادر ابن الحظيري.
توفي في أواخر رجب.
وروى عنه: المجد ابن الحلوانية، وابن العمادية، وغير واحد.))
4 (الحسين بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن حسون.))

287
عماد الدين، أبو عبد الله، القرشي، الفوي، الشافعي، خطيب فوة.
ولد سنة أربع وستين وخمسمائة ببلد سخا.
وولي القضاء ببعض الأعمال. وأرسل ولده محمدا شيخنا إلى الإسكندرية فسمع الخلعيات من ابن العماد.
حدث عن الفقيه أبي القاسم عبد الرحمن بن سلامة.
روى عنه الحافظ زكي الدين شيئا من شعره وقال: توفي في سادس صفر.
وخرج عنه ابن مسدي، وقال: سمع من البوصيري، وحماد الحراني. وكان متصدرا بجامع مصر.
4 (حرف الخاء))
4 (خالد بن مسعود بن أبي نصر.))
أبو بكر، الأزجي، البقال، المعروف بابن المشهدية.
ولد سنة ثمان وستين وخمسمائة.
وسمع من أبي الحسين عبد الحق اليوسفي.
ومات ببعقوبا في صفر.
4 (حرف الذال))
4 (ذاكر بن عبد الوهاب بن عبد الكريم بن المتوج.))
أبو الفضل، الأنصاري، السقباني.
سمع من الحافظ أبي القاسم بن عساكر.

288
ومات بسقبا في جمادى الأولى.
روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، والطلبة.
وكتب عنه ابن الحاجب وقال: شيخ أمي، لا يكاد يعرف ما الناس فيه، ذاكرته فيما كنت أسمع به من الوقائع التي بين أهل كفربطنا وسقبا وقت فرط الجوز، وما يجري من السب واللعن لعداوة المذهب، فإن أهل كفربطنا حنابلة، وأهل سقبا أشاعرة، فقلت: ماذا الذي يتم بينكم وبين أهل كفربطنا من اللعنة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: لا يكون المؤمن لعانا أنا أحدثك،)
هؤلاء يدعونا إلى سب أبي الحسن وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم كما علمت وزوج بنته، فكيف يجوز لنا لعنته وإلا ما ثم شيء آخر، ولذا نلعنهم.
قلت: أفلا يكون لأبي الحسن الأشعري لتعصبكم فيه فقال: ومن هو أبو الحسن الأشعري فعرفت أنه جاهل بما يقول.
4 (حرف السين))
4 (سونج بن صيرم.))
الأمير جمال الدين.
من كبار أمراء الدولة الكاملية. له مدرسة بقرب الجامع الكبير بالقاهرة.
توفي في صفر.
وأعتق عند موته الأرقاء وتصدق.
4 (حرف الطاء))
4 (طغريل التركي، الشبلي، الحسامي.))

289
أبو سعيد.
روى عن الخشوعي.
وتوفي في ربيع الآخر، ودفن بقاسيون.
روى عنه ابن الحلوانية، وغيره.
4 (حرف العين.))
4 (عبد الله بن إبراهيم بن عيسى بن مغنين.))
أبو محمد، العجيسي، المتيجي.
ولد في آخر سنة إحدى وخمسين ظنا.
وقدم الإسكندرية في حياة السلفي، وسمع من: عبد المجيد بن دليل، والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وجماعة.
وعجيسة: قبيلة بالمغرب. ومتيجة: ناحية وولاية بالمغرب.
توفي في ثامن شعبان.
سمعت من حفيده إبراهيم بن عبد الرحمن.))
4 (عبد الله بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الغني.))
أبو القاسم، الطبري، ثم البغدادي، المقرئ.
سمعه أبوه من: أبي السعادات نصر الله القزاز، وأبي الخير القزويني.
وتوفي في صفر.
روى عنه بالإجازة: أبو نصر ابن الشيرازي، وسعد الدين والمطعم.
4 (عبد الله بن أبي غالب هبة الله بن أبي الفتح عبد الله السامري.))

290
أبو الفتح، المؤدب.
سمع من خمرتاش الرؤسائي. وأجاز له عبد الحق، وشهدة.
روى عنه البهاء في معجمه، وابن النجار في تاريخه.
توفي في شعبان.
4 (عبد الرحمن بن أبي طاهر إسحاق ابن العلامة أبي منصور موهوب بن أحمد ابن))
الجواليقي.
أبو بكر، البغدادي، المقرئ.
شيخ صالح، خير.
ولد سنة نيف وستين.
وسمع بنفسه من عبيد الله بن شاتيل، ومحمد بن المطهر العلوي. وحدث.
وقد تقدم أخوه أبو علي الحسن.
روى عنه أبو القاسم بن بلبان، وغيره. وبالإجازة: القاضي شهاب الدين الخويي، وفاطمة بنت سليمان، والمطعم، وأبو نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعة.
وتوفي في ثاني عشر ذي الحجة.
4 (عبد الرحمن بن عبد المجيد بن إسماعيل بن عثمان بن يوسف بن الحسين بن حفص.))

291
الإمام، جمال الدين، أبو القاسم، ابن الصفراوي، الإسكندراني، المالكي، المقرئ، المفتي.
ولد بالإسكندرية في أول يوم من سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
وقرأ القراءات على أبي القاسم عبد الرحمن بن خلف الله بن محمد بن عطية القرشي، وعلى أبي العباس أحمد بن جعفر الغافقي، وأبي يحيى اليسع بن عيسى بن حزم، وأبي الطيب عبد)
المنعم بن الخلوف.
وتفقه على العلامة أبي طالب صالح بن إسماعيل بن بنت معافى.
وسمع: السلفي، وأبا الطاهر إسماعيل بن عوف، وأبا محمد العثماني، وجماعة.
وكان من الأئمة الأعلام انتهت إليه رئاسة الإقراء والفتوى ببلده، ونزل الناس بموته في القراءات درجة. وهو آخر من قرأ على الأربعة المذكورين.
حدث ببلده، وبمصر، والمنصورة.
قرأ عليه: الرشيد أبو بكر بن أبي الدر، والمكين عبد الله بن منصور الأسمر، والشرف يحيى بن أحمد ابن الصواف، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عمران الدكالي، وجماعة. وممن قرأ عليه بعض القراءات: أبو الفضل يوسف بن حسن القابسي، وأبو العباس أحمد بن هبة الله بن عطية، والنظام محمد بن عبد الكريم التبريزي.
قرأت القرآن على النظام، والدكالي، وحدثاني أنهما قرآ عليه.
وأخبرنا عنه القابسي، وابن عطية، وأبو الهدى عيسى بن يحيى السبتي، وأبو الحسين ابن الصواف.
وممن روى عنه: أبو بكر محمد بن منصور المالكي الوراق، والمفتي أبو محمد عبد القادر بن عبد العزيز الحجري الحاكم، وأبو محمد عبد المعطي بن عبد النصير الأنصاري، وعمر بن علي بن الكدوف، وجماعة.
وسمعنا بإجازته على أبي الحسن علي بن سيما، ومحمد بن عثمان بن مشرق، وابن الحظيري.

292
وقد درس، وأفتى، وتخرج عليه جماعة نبلاء في القراءات، والفقه. وخرج لنفسه مشيخة.
وكان صاحب ديانة، وعدالة، وجلالة. وعاش اثنتين وتسعين سنة وأشهرا. توفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر.
4 (عبد العزيز بن إبراهيم بن عبد الله.))
أبو محمد، المصري، الأبزاري، التمار، المعروف بالحكمة.
ولد سنة ستين أو إحدى وستين وخمسمائة.
وسمع من أبي القاسم البوصيري وطبقته، فأكثر.
وحصل كتبا حسنة. وكان يؤثر الطلب والسماع على معاشه. وكان على طريقة حسنة.)
روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما.
وتوفي في سابع جمادى الآخرة.
4 (عبد العظيم بن عبد القوي بن فريج.))
أبو محمد، المصري، الخراز بخاء معجمة وراء ثم زاي.
سمع الأرتاحي، وعمر بن طبرزد. وحدث.
ومات بدمشق.
4 (عبد القادر بن عثمان بن أبي البركات بن علي بن رزق الله بن عبد الوهاب التميمي.))
أبو محمد، البغدادي.
شيخ صالح، معمر، من بيت مشيخة وعلم.
ولد في رابع صفر سنة خمس وثلاثين.

293
ولو سمعه أبوه لصار مسند الدنيا، فإنه أدرك إجازة القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي القاسم ابن السمرقندي، وأدرك السماع من أصحاب أبي جعفر بن المسلمة، وابن هزار مرد الصريفيني. ولكن ذهب تعميره ضياعا.
وقد صحب الشيخ عبد القادر الجيلي، وذكر أنه سمع منه.
ومات في رمضان رحمه الله.
4 (عبد الواحد بن إبراهيم بن الحسن بن نصر الله بن عبد الواحد.))
أبو منصور. ابن الحصين، الشباني، البغدادي، ثم الموصلي.
ولد بالموصل في سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وسمع حضورا من أبي الفضل خطيب الموصل.
وحدث ببغداد.
وهو من بيت رئاسة وفضيلة. وكان أديبا، كاتبا، بديع الخط، مليح الشعر. كتب الكثير بخطه.
ويعرف بابن الفقيه.
روى عنه ابن النجار.
4 (عبد الواحد بن بركات بن إبراهيم الخشوعي.))

294
الدمشقي. روى عن أبيه أبي طاهر.)
سمع منه بعض الطلبة.
ومات في صفر.
4 (عثمان بن سليمان بن أحمد. أبو عمرو، البغدادي.))
المطرز، الزاهد، شيخ رباط رئيس الرؤوساء بالقصر، ويقال له: عثمان القصر.
صحب عبد الغني بن نقطة الزاهد. وسمع من: ذاكر بن كامل، وعمر بن أبي بكر التبان، وعبد المنعم بن كليب.
وكان الناس يعتقدون فيه ويرجون بركته.
قال ابن النجار: كان ساكنا، حسن الخلاق، متواضعا. صار له أتباع ومريدون، فاتخذ زاوية بالحريم، وخدمه أبناء الدنيا، وجاءته العطايا والصلات ففرقها على أصحابه، فكثر أتباعه، وعمر موضعا كبيرا أضافه إلى زاويته. واستغنى جماعة من أتباعه، وصاروا ينفذون التجارات للتكسب. وهو مع هذا يعطيهم من الصدقات ولم يدخر لنفسه شيئا. وكان مديما لصلاة والصيام ويلبس الخشن الوسخ. وما أظنه تزوج قط. كان ربما يطعم أبناء الدنيا الشيء اللطيف، ويطعم الفقراء دونه. سمع الحديث منه آحاد الطلبة. توفي في السادس والعشرين من جمادى الأولى وقد ناطح السبعين رحمه الله.
قلت: أجاز للقاضي الحنبلي، وابن عبد الدائم، وابن سعد، والمطعم، وأحمد ابن الشحنة، وجماعة.
4 (عثمان بن أبي نصر بن منصور بن هلال.))

295
أبو الفرج وأبو الفتوح، المسعودي، المعروف بابن الوتار، الواعظ، الحنبلي.
ولد في حدود الخمسين وخمسمائة.
وتفقه على الإمام أبي الفتح بن فتيان بن المني، وسمع منه ومن: عيسى الدوشابي، وعبد الله بن عبد الرزاق السلمي، ومسلم بن ثابت النخاس، وشهدة الكاتبة، وخديجة النهروانية.
وتكلم في مسائل الخلاف. وناظر، ودرس، وأفتى، ووعظ. وكان مطبوعا، حسن الخلاق.
روى عنه ابن النجار، والشريشي، وغيرهما. وبالإجازة: القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين سليمان، والفخر بن عساكر وعيسى المطعم، وسعد الدين بن سعد، وأحمد ابن الشحنة، وأبو بكر بن أحمد بن عبد الدائم، وجماعة.)
وهو من أهل المسعودة وهي محلة بشرقي بغداد.
توفي في السابع والعشرين من جمادى الأولى.
وروى لنا عنه تاج الدين الغرافي.
4 (عزيز بن عبد الملك بن محمد بن خطاب.))
أبو بكر، رئيس مرسية.
ذكره أبو عبد الله القضاعي الأبار، فقال: أخذ عن أبي محمد بن حوط الله، وغيره. وأجاز له أبو القاسم بن سمجون، وجماعة. ونظر في العلوم على

296
تفاريقها، وتحقق بكثير منها، مع بلاغة في النظم والنثر. وكان من رجالات الأندلس وأهل الكمال. زهد في أول أمره، وأقبل على الآخرة، ثم مالت به الدنيا وقدم لولاية مرسية، فلم تحمد سيرته، فعزل عنها، ثم صارت إليه رئاستها آخرا فدبرها ودعا لنفسه. قتل بعد صلاة التراويح في رمضان، وعاش سبعا وستين سنة.
4 (عسكر بن عبد الرحيم بن عسكر بن أسامة بن جامع بن مسلم.))
أبو عبد الرحيم، العدوي، النصيبي.
شيخ أهل نصيبين، ولد بها في سنة خمس وستين وخمسمائة. وهو من بيت مشيخة وصلاح.
وكان جده عسكر من أهل الدين والحديث.
وهذا ذكره ابن الحاجب، فقال: شيخ زاهد، عابد، يقصده القراء من البلاد، وله بر ومعروف، وفيه صلاح وجهاد، ومعرفة بكلام القوم. رحل وسمع من: عبد العزيز بن منينا، وسليمان الموصلي، وإسماعيل بن سعد الله بن حمدي. وسمع بهمذان من عبد البر بن أبي العلاء الهمذاني، وبمصر من أصحاب عبد الله بن رفاعة، وبالموصل وحران. وسمع معنا. وكان يطوف ويكتب بنفسه. وهو حريص على الحديث. وله إجازة من الحافظين أبي بكر الحازمي وأبي الفرج ابن الجوزي. وكان كثير التواضع، جوادا على الإضافة.
وقال المنذري: حدث ببغداد ونصيبين ودمشق. وجمع مجاميع. ولنا فيه إجازة. وتوفي في المحرم.

297
4 (علي بن جرير، الصاحب، الوزير الأجل.))
جمال الدين، الرقي.)
وزر للأشرف في آخر أيامه، ووزر للصالح إسماعيل شهرا. ومرض يومين، ومات في أواخر جمادى الآخرة، ودفن بمقابر الصوفية.
4 (علي بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد.))
أبو الحسن، الدووي، الصوفي.
سمع من شهدة، وجماعة.
والدووي بواوين: نسبة إلى حمل الدواة.
توفي في الثامن والعشرين من شوال.
روى عنه ابن النجار وقال: لا بأس به.
4 (علي بن علي بن عبد الله بن ياسين بن نجم. أبو الحسن، الكناني.))
العسقلاني الأصل، التنيسي المولد، المصري المنشأ، المقرئ، المعروف بابن البلان.
ولد سنة بضع وخمسين وخمسمائة.
وقرأ القراءات على أبي الجود، وقرأ العربية على عبد الله بن بري، ولزمه مدة، وسمع منه ومن المشرف بن علي الأنماطي.

298
وتصدر بالجامع العتيق بمصر. وأم بمسجد سوق وردان. ودخل بغداد ودمشق. وكان ثقة، متحريا، صالحا، دينا، كثير التلاوة.
والبلان: هو قيم الحمام.
توفي في ثامن عشر ذي القعدة.
4 (علي بن أبي غالب بن أحمد بن حميدان.))
أبو البدر، الأزجي، الدقاق.
روى عن شهدة.
روى عنه: العلامة أبو بكر الشريشي، والفقيه أبو الحسن الغرافي.
وأجاز لأبي علي ابن الخلال، وأبي نصر محمد بن محمد ابن الشيرازي، وجماعة.
وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (عمر، الرئيس، الصاحب، شيخ الشيوخ.))
عماد الدين، أبو الفتح ابن العلامة شيخ الشيوخ صدر الدين أبي الحسن محمد ابن شيخ الشيوخ)
عماد الدين أبي الفتح عمر بن علي ابن الزاهد الكبير أبي عبد الله محمد بن حمويه، الحموئي، الجويني الأصل، الدمشقي المولد والوفاة.

299
ولد في شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة. ونشأ بمصر، وسمع بها من الأثير أبي الطاهر محمد بن بنان، وأبي الفضل الغزنوي.
ولقب بعد وفاة أبيه بشيخ الشيوخ، وولي مناصب والده: التدريس بمدرسة الشافعي، وبمشهد الحسين، وخانقاه سعيد السعداء. وحدث بدمشق، والقاهرة.
كان صدرا معظما، نبيلا. قام بسلطنة الملك الجواد بدمشق عند موت الملك الكامل.
قال الإمام أبو شامة: وفي السادس والعشرين من جمادى الأولى قفز ثلاثة على عماد الدين عمر ابن شيخ الشيوخ داخل قلعة دمشق، فقتله أحدهم. وكان من بيت التصوف والإمرة. من أعيان المتعصبين لمذهب الأشعري.
وقال سعد الدين في الجريدة: نزل عماد الدين من المحفة في المصلى ليركب فرسا، وكنت أفتح شاش علم عماد الدين، فأخذه الملك الجواد مني وقال: هذا يلزمني خدمة المولى عماد الدين لأنه جعلني من اليأس، وكان السبب في ملكي لدمشق.
وقال أبو المظفر الجوزي: كان عماد الدين هو السبب في إعطاء دمشق للجواد، فلما مضى لامه الملك العادل ابن الكامل، فقال: أنا أمضي إلى دمشق وأبعث بالجواد إليك، وإن امتنع أقمت نائبا عنك. فقدم دمشق، ونزل بالقلعة، وأمر ونهى، وقال: أنا نائب السلطان، وقال للجواد: تسير إلى مصر. فتألم الجواد، وأراد قتله. وكان العماد منذ خرج من مصر مريضا في محفة، فتلقاه الجواد إلى المصلى وأرسل إليه بالأموال والخلع. وقال له فيما قال: اجعلوني نائبا لكم بدمشق، وإلا فأنا أسلم دمشق إلى الملك الصالح أيوب بن الكامل، وآخذ منه سنجار.
فقال: إذا فعلت ذلك نصلح نحن بين الأخوين، وتبقى أنت بلا شيء. فغضب، وجهز عليه فداوية. فذكر لي سعد الدين مسعود

300
ابن شيخ الشيوخ تاج الدين، قال: خرجنا من القاهرة في ربيع الأول، فودع عماد الدين إخوته، وقال له أخوه فخر الدين: ما أرى رواحك مصلحة.
وربما آذاك الجواد، فقال: أنا ملكته دمشق فكيف يخالفني فقال: صدقت، أنت فارقته أميرا وتعود إليه وقد صار سلطانا فكيف يسمح لنفسه بالنزول عن السلطنة وإذا أتيت فانزل على طبرية وكاتبه، فإن أجاب، وإلا فتقيم مكانك وتعرف العادل. فلم يقبل، وسار فنزلنا بالمصلى،)
وجاء الجواد للقائنا وسار معنا، وأنزل عماد الدين في القلعة. وعاد أسد الدين من حمص إلى دمشق. وبعث الجواد لعماد الدين الذهب والخلع، وما وصلني من رشاشها مطر مع ملازمتي له في مرضه، فإنه ما خرج من القاهرة إلا في محفة. ثم إن الجواد رسم عليه ومنعه في المخالي، فجاء أسد الدين إلى ابن الشيخ وقال: المصلحة أن تكتب إلى العادل تستنزله عن هذا.
فقال: فقال: حتى أروح إلى برزة وأصلي صلاة الاستخارة فقال: تروح إلى برزة، وتهرب إلى بعلبك. فغضب وانفصلا على هذا ثم اتفقوا على قتله. وسافر أسد الدين إلى حمص ثم بعث إلى الجواد يقول: إن شئت أن تركب وتتنزه، فاركب. فاعتقد أن ذلك عن رضا، فلبس فرجية كان خلعها عليه، وبعث إليه بحصان، فلما خرج من باب الدار، إذا شخص بيده قصة، واستغاث، فأراد حاجبه أن يأخذها منه، فقال: لي مع الصاحب شغل. فقال عماد الدين: دعوه فتقدم وناوله القصة وضربه بسكين في خاصرته بدد مصارينه، وجاء آخر فضربه بسكين على ظهره، فرد إلى الدار ميتا. وأخذ الجواد جميع تركته، وعمل محضرا أنه ما مالأ على قتله، وبعث إلى أبي فقال: اطلع، فجهز ابن أخيك. فجهزناه وأخرجناه وخيطنا جراحاته ودفناه في زاوية الشيخ سعد الدين ابن حمويه بقاسيون. وكانت له جنازة عظيمة.
ومن شعره:
* ولما حضرنا والنفوس كأنها
* لفرط اتحاد بيننا جوهر فرد
*
* وقام لنا ساق يدير مع الدجى
* كؤوس اقتراب ما لشاربها حد
*
* فيا رب لا تجعل حراما حلالها
* فيصبح حدا من تناوله البعد
*

301
4 (عمر بن محمد بن عيسى بن محمد ن عيسى بن أحمد.))
الأمير، مجد الدين، أبو حفص، الكردي، أخو الفقيه عيسى الهكاري.
سمع من عساكر بن علي بمصر، ومن ابن موقى بالإسكندرية.
وحدث عن السلفي بإنشاد.
وكان من كبار الدولة وله مواقف مشهورة.
ولد سنة ستين وخمسمائة، وتوفي في الثالث والعشرين من ذي الحجة. روى عنه الزكي المنذري، والمصريون. وكان مشهورا بأخي الفقيه عيسى.
أجاز لمحمد بن مشرق الخشاب، وغيره.))
4 (حرف الفاء))
4 (فاطمة بنت أبي بكر بن مواهب بن عبد الملك بن زنكي.))
سمعت من الحسن علي بن شيرويه.
وتوفيت في رمضان ببغداد.
4 (فضلان بن طالب بن مفلح.))
أبو نصر. الأزجي، الوزان. سمع أبا الحسين عبد الحق، وغيره.
وتوفي في صفر.
4 (حرف الميم))
4 (محمد ابن الإمام القدوة أبي إسحاق إبراهيم بن عيسى بن روبيل الفقيه.))
الحافظ، القاضي، المحدث، المقرئ، أبو عبد الله، الأنصاري، البلنسي.

302
ذكره أبو العباس الغماز في مشيخته، وأنه أخذ عن أبي عبد الله بن نوح، ومحمد بن سعيد المرادي، وأبي الخطاب بن واجب، وابن اليتيم الأندرشي، وسمى عدة. ولي قضاء دانية وخطابتها. تلوث عليه بروايات. وأخذت عنه كثيرا. مات في المحرم عام ستة.
4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الجليل بن غالب.))
أبو عبد الرحمن، الخزرجي، الأندلسي، الألشي.
وألش: بليدة من عمل مرسية.
قال الأبار: سمع من أبي بكر بن أبي جمرة، وأبي يحيى بن إدريس، وأبي محمد بن غلبون، وخلق سواهم. وأجاز له جماعة. وكان من أهل المعرفة والدراية والمناظرة، بصيرا بالحديث.
ولي قضاء المرية، فحمدت سيرته. وتوفي بغرناطة وقد طلب للقضاء بها في صفر.
وعاش إحدى وخمسين سنة.
4 (محمد بن إسماعيل بن محمد بن خلفون.))
أبو بكر، الحافظ الأزدي، الأندلسي، الأونبي، نزيل إشبيلية.
قال الأبار: ولد سنة خمس وخمسين. وسمع من أبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون.
وأبي بكر النيار، وجماعة. وكان بصيرا بصناعة الحديث، حافظا للرجال، متقنا. وله كتاب سماه المنتقى في رجال الحديث في خمسة أسفار، وله كتاب المفهم في شيوخ البخاري)
ومسلم، وكتاب في علوم الحديث، وغير ذلك. وولي القضاء ببعض النواحي، فشكر في قضائه. أخذ عنه جماعة، وكان أهلا للأخذ عنه. توفي في ذي القعدة.

303
4 (محمد بن الحسن بن أبي الفائز محمد بن أبي يعلى يحيى بن عبد المتكبر ابن المهتدي بالله.))
الشريف، أبو المنجي، الهاشمي، خطيب جامع المنصور.
سمع من عثمان بن محمد بن قديره.
وتوفي يوم عرفة.
4 (محمد بن علي بن يوسف بن مطرف.))
أبو بكر، الأموي، المالقي.
روى عن: أبي إسحاق بن قرقول، والقاسم بن حمكان، وأبي عبد الله ابن الفخار، وجماعة.
قال الأبار: ولي خطة الشورى ببلده، فحمدت سيرته. وحدث وتوفي في ربيع الآخر عن أربع ثمانين سنة.
4 (محمد بن علي بن خضر بن هارون.))
أبو عبد الله، الغساني، المالقي، المعروف بابن عساكر.
سمع من: أبي الحجاج ابن الشيخ، وأبي القاسم بن سمجون، وجماعة بعدهما.
قال الأبار: ولي قضاء مالقة مرتين. وكان فقيها مجيدا، حافظا للغة، أديبا بليغا، له مصنفات مفيدة منها: أربعون حديثا التزم فيها موافقة اسم شيخه اسم الصحابي وما أراه سبق إلى ذلك.
توفي في جمادى الآخرة وله نيف وستون سنة.
4 (محمد بن علي بن سليمان بن رفاعة.))
أبو بكر، الشريشي.

304
روى عن: أبي بكر بن زهر، وأبي محمد بن عبيد الله.
وكان عدلا، حسن السمت. يشارك في الطب والأدب.
4 (محمد بن محمد بن أحمد.))
أبو القاسم الأنصاري، الشاطبي، المعروف بالولي.
سمع: أباه، وأبا عبد الله بن سعادة وأخذ عنهما القراءات، وأبا الخطاب بن واجب، وجماعة.
وتصدر للإقراء، وأخذ عنه.))
4 (محمد بن محمد بن الحسن.))
أبو الفضل ابن السباك، البغدادي، الوكيل عند القضاة.
ولد سنة نيف وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأبي المعالي محمد ابن اللحاس، وعمر بن بنيمان. ومن مسموعه المنتقى من سبعة أجزاء المخلص سمعه من ابن اللحاس.
روى عنه: أبو القاسم بن بلبان، وأبو العباس أحمد بن إبراهيم الفاروثي، وأبو بكر محمد بن أحمد الشريشي، وسنقر القضائي الحلبي، وآخرون.
وأجاز للفخر بن عساكر، والقاضي تقي الدين سليمان، وفاطمة بنت سليمان، وعيسى المطعم، وابن سعد، وأبي بكر بن عبد الدائم، وابن الشحنة، وفاطمة بنت البطائحي، ومحمد بن محمد ابن الشيرازي.

305
قال ابن النجار: كان لا بأس به.
وقال ابن الحاجب: كان منسوبا إلى الدهاء وكثرة الشر في الحكومات. وكان ربيب أزهر ابن السباك وهو الذي سمعه.
قلت: مات في سابع عشر ربيع الآخر.
4 (محمد بن المبارك بن هبة الله.))
أبو البقاء، بن بكري، الحريمي، الصوفي.
روى عنه أبي شاكر يحيى القسطلاني.
وتوفي في ذي الحجة. أجاز للبهاء ابن عساكر.
4 (محمد بن محمود بن حسين.))
أبو عبد الله، ابن العلاف، الأزجي.
سمع ابن بوش، وابن كليب، وحدث.
روى عنه بالإجازة محمد ابن الشيرازي.
4 (محمد بن يحيى بن إبراهيم.))
أبو عبد الله، الخزرجي الأنصاري، الغرناطي، ويعرف بابن الحلاء.
قرأ على جماعة. وسمع من أبي خالد بن جماعة.)
وتصدر للإقراء. وولي الخطابة.
وعاش سبعا وخمسين سنة.

306
4 (محمد بن يوسف بن محمد بن أبي يداس.))
الحافظ، الرحال، زكي الدين، أبو عبد الله، البرزالي، الإشبيلي.
ذكر أن مولده تقريبا في سنة سبع وسبعين وخمسمائة.
وقدم الثغر سنة اثنتين وستمائة، فحبب إليه سماع العلم وكتابته، فسمع الحافظ ابن المفضل، وعبد الله بن عبد الجبر العثماني. وبمصر من عبد الله بن محمد بن مجلي القاضي، وجماعة.
وحج فسمع من زاهر بن رستم، ويونس الهاشمي. وجاوز سنة أربع. وقدم دمشق سنة خمس وستمائة، فسمع بها من التاج الكندي، والخضر بن كامل. ثم رجع إلى مصر، ثم رد إلى دمشق، ورحل إلى خراسان وبلاد الجبل، وسمع بإصبهان من عين الشمس الثقفية، ومحمد بن محمد بن محمد بن الجنيد، ومحمد بن أبي طاهر بن غانم بن خالد، وطائفة. وبنيسابور منصور بن عبد الله الفراوي، والمؤيد بن محمد الطوسي، وزينب الشعرية. وجماعة. وبمرو من أبي المظفر عبد الرحيم ابن السمعاني وجماعة. وبهراة من أبي روح عبد المعز، وجماعة.
وبهمذان من عبد البر بن أبي العلاء، وجماعة. وببغداد من أبي محمد بن الأخضر، وأحمد بن الدبيقي، وعبد العزيز بن منينا، وطائفة. وبالري، والموصل، وتكريت، وإربل، وحلب، وحران. وعاد

307
إلى دمشق بعد خمسين سنين، فاستوطنها وأكثر بها، وكتب عمن دب ودرج بخطه المليح، ونسخ شيئا كثيرا لنفسه وللناس. وخرج لعدد كثير من شيوخ دمشق. وأم بمسجد فلوس بطرف ميدان الحصا، وسكنه.
وكان مطبوعا، حسن الأخلاق، متواضعا، سهل العارية، كثير الاحتمال. ولي مشيخة مشهد عروة.
وحدث بالكثير. ولم يفتر عن السماع، وسمع ولده يوسف شيئا كثيرا سنة بضع وعشرين وبعدها.
قال الزكي المنذري: وفي ليلة الرابع عشر من رمضان توفي الحافظ أبو عبد الله البرزالي بمدينة حماة ودفن بها، وهو في سن الكهولة. قال: وكتب الكثير، وخرج على جماعة من الشيوخ. وكان يحفظ ويذاكر مذاكرة حسنة. وصحبنا مدة عند شيخنا الحافظ أبي الحسن)
المقدسي بالقاهرة. وسمعت منه وسمع مني.
قلت: روى عنه الجمال محمد ابن الصابوني، وعمر بن يعقوب الإربلي، والقاضي أبو المجد ابن العديم، والجمال محمد بن واصل، والشرف بن عساكر، ومحمد بن يوسف الذهبي، وأبو علي ابن الخلال، وجماعة.
وبرزالة: قبيلة بالمغرب.
4 (محمود بن أحمد بن عبد السيد بن عثمان، العلامة.))

308
جمال الدين، أبو المحامد، البخاري، الحصيري، التاجري.
شيخ الحنفية.
ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة.
وتفقه ببخارى على جماعة. ولو سمع في صغره لصار مسند أهل الشام في زمانه، وإنما سمع وهو كهل لما مر بنيسابور من أبي سعد عبد الله ابن الصفار، ومن منصور بن عبد الله الفراوي، والقاضي أبي الفضائل إبراهيم بن علي بن حمك المغيثي، والمؤيد بن محمد الطوسي، وغيرهم.
وحدث. ودرس، وأفتى، وناظر، وتفقه به طائفة كبيرة. وكان مع براعته في المذهب دينا، صالحا متواضعا، جامعا للعلم والعمل، كبير القدر، وافر الحرمة. ولي تدريس المدرسة النورية سنة إحدى عشرة وستمائة وإلى أن مات.
ونسبته بالحصيري إلى محلة ببخارى ينسج فيها الحصر.
روى عنه الزكي البرزالي، ومجد ابن الحلوانية، ومجد الدين ابن العديم، وجمال الدين ابن الصابوني. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان.
وأخبرنا عنه فاطمة بنت إبراهيم البطائحي وهي آخر من روى عنه سمعت منه صحيح مسلم.
توفي في ثامن صفر ودفن بمقابر الصوفية، وازدحم الخلق على جنازته وحمله الفقهاء على الأصابع رحمه الله.
وابن حمك روى عن هبة الله السيدي الموطأ.
4 (موسى بن يوسف بن ريس، أبو عمران. الشارعي. العطار.))
)
روى عن القاسم بن إبراهيم المقدسي.

309
روى عنه الحافظ عبد العظيم، وقال: توفي في سابع عشر جمادى الأولى.
4 (حرف النون))
4 (ناصر بن الأفضل بن أبي الحارث بن محمد بن عبد الله.))
أبو هشم، الهاشمي، العباسي، الدوباشي.
من ولد محمد الملقب بدوشاب بن علي بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي البغدادي الصوفي.
عاش اثنتين وثمانين سنة. وحدث عن عبد الحق، وعبيد الله بن شاتيل.
ومات في ربيع الأول.
روى عنه القاضي تقي الدين كتابة، ثم البهاء ابن عساكر، وعيسى السمسار، وابن سعد.
4 (نذير بن وهب بن لب بن عبد الملك.))
أبو عامر، الفهري، البلنسي، المقرئ.
أخذ القراءات عن أبيه، وسمع منه ومن أبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد. وأجاز له أبو الحسن بن هذيل.
وتفقه على أبي بكر بن أبي حمزة.
قال الأبار: عني بعقد الشروط، فلم يكن أحد يدانيه فيها. وكان قائما على كتاب الكامل للمبرد. وولي قضاء بعض الكور، ثم قضاء دانية. وسمعت منه كثيرا. وتوفي بدانية في شعبان.

310
4 (حرف الهاء))
4 (هارون بن العباس بن حيدرة بن بدر.))
أبو جعفر، الهاشمي، الرشيدي، الواسطي، العدل.
روى عن أبي طالب محمد بن علي الكتاني، وجماعة. وقدم، فسمع من ابن كليب.
وسكن بغداد وخطب بها ببعض الجوامع. وكان دينا، متواضعا، حسن الطريقة.
توفي في رمضان.
وللبهاء ابن عساكر منه إجازة.))
4 (حرف الياء))
4 (ياسمين بنت عبد الرحيم بن أبي خازم محمد بن أبي يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء.))
أمة الرحيم.
سبطة أبي الفتح بن شاتيل، روت عنه.
وتوفيت في رابع صفر.
4 (يحيى بن عبد الله بن هاشم بن الحسن.))
أبو الفضل، العباسي، الحلبي.
سمع يحيى الثقفي.
وعنه أبو المجد ابن العديم.
ومات في ذي العقدة.
4 (يوسف بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن.))

311
أبو الحجاج بن أبي الفتح، البلنسي، المعروف بابن المزينة.
قال الأبار: سمع معنا من أبي عبد الله بن نوح، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي الخطاب بن واجب، وأبي سليمان بن حوط الله، وأبي عبد الله بن زلال. وانفرد بلقي جماعة، منهم: أبو القاسم الطرسوني، وأبو الحسن بن يبقى. ومهر في علم العربية، وجلس لإقرائها نحو عشرين سنة. وكان معتنيا بالرواية، مشاركا في الفقه، مع الصلاح والذكاء. وولي قضاء بلنسية سنة ثلاث وثلاثين. وسمعت منه. وتوفي بشاطبة في جمادى الآخرة.
4 (يوسف بن عبد الوهاب بن زيد.))
أبو الحجاج، الثعلبي بثاء مثلثة الدمشقي.
روى عن أحمد بن حمزة ابن الموازيني.
ومات في ربيع الآخر.
4 (يوسف بن عمر بن أبي بكر.))
أبو يعقوب، ابن صقير، الواسطي، الصوفي، المحدث.
سمع الكثير من: هبة الكريم بن سليمان الزاهد، وهبة الله بن علي بن قسام، وسليمان بن محمد العكبري الزاهد، وأبي طالب المحتسب، وهبة الله بن الجلخت، وأبي هاشم الدوشابي، وأبي)
الحسين عبد الحق، وتجني الوهبانية، وخلق. قال ابن النجار: كان حافظا لحديثه، عارفا بأحوال شيوخه، صدوقا،

312
فاضلا، متدينا. ولد تقريبا سنة خمس وخمسين وخمسمائة، ومات في تاسع عشر ربيع الآخر من السنة بواسط.
4 (الكنى))
4 (أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن صيلا الحمامي، الحربي.))
سمع عتيق بن عبد العزيز بن صيلا.
وتوفي في ثاني رجب.
أجاز للفخر بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وسعد بن محمد بن سعد، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، ومحمد بن محمد المزي، وجماعة.
4 (وفيها ولد))
الرضي إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطبري، إمام المقام.
والشرف يحيى بن محمد بن علي المكي.
والحافظ عز الدين أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسيني، بمصر في شوال.
والجمال علي بن يحيى ابن الشاطبي.
ومحمد بن أحمد الكركرية، كلاهما في رجب بدمشق.
والشمس عمر بن عباس بن جعوان.
والشرف عبد الله بن عمر بن غمش الحلبي.
والشرف حسن ابن الكمال علي بن شجاع العباسي.
والشمس محمد بن أحمد بن أبي بكر، أخو المحب.
والشهاب أحمد ابن العفيف محمد بن عمر الحنفي.

313
والشرف عبد العزيز بن عبد الرحمن بن هلال.
وعلي بن إبراهيم المعري، تربية الشاطبي.
والشمس محمد بن إسحاق ابن قاضي اليمن، المجلد.
والتاج أحمد بن علي بن دقيق العيد.
والشمس موسى بن عبد العزيز بن جعفر البعلبكي.)
والموفق عبد السلام ابن التاج عبد الخالق البعلبكي، في رجب.
وأبو السعود محمد بن عبد الكريم بن عبد القوي المنذري.
والشرف محمد بن علي بن محمد بن سعيد ابن القلانسي.
والسراج عبد اللطف بن رشيد التكريتي، بها.
4 (وفيها ظنا))
شمس الدين محمد بن أحمد ابن الدباهي.
والشمس محمد بن علي بن أحمد بن محمد المعافري المالقي، ثم الكركي، تقريبا.
والنور محمود بن أحمد بن محمد بن أبي الرضا البعلبكي، الشاهد، ببعلبك في أواخر السنة.
وشيخ المقرئين بمصر تقي الدين محمد بن أحمد الصائغ، في جمادى الآخرة.

314
4 (وفيات سنة سبع وثلاثين وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن الخليل بن سعادة بن جعفر بن عيسى.))
قاضي القضاة بالشام، شمس الدين، أبو العباس، الخويي، الشافعي.
ولد في شوال سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة. ودخل خراسان وقرأ بها الأصول والكلام على فخر الدين ابن الخطيب، والفقه على الرافعي. وقرأ علم الجدل على علاء الدين الطاووسي.
وسمع من المؤيد الطوسي، وبدمشق من ابن الزبيدي، وابن صباح.
وكان فقيها، إماما، مناظرا، خبيرا بعلم الكلام، أستاذا في الطب والحكمة دينا، كثير الصلاة والصيام. وله كتاب في النحو، وكتاب في الأصول، وكتاب فيه رموز حكمية.

315
قال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة: قرأت عليه كتاب التبصرة لابن سهلان.
وقال الرشيد الفارقي: أنشدني القاضي شمس الدين الخويي لنفسه في قاضي خوي:
* وقاض لنا ما مضى حكمه
* وأحكام زوجته ماضيه
*
* فيا ليته لم يكن قاضيا
* ويا ليتها كانت القاضيه
* وله كتاب في العروض، وفيه يقول الإمام أبو شامة:
* أحمد بن الخليل أرشده الله
* لما أرشد الخليل بن أحمد
*
* ذاك مستخرج العروض وهذا
* مظهر السر منه والعود أحمد
*)
سمع منه: تاج الدين بن أبي جعفر مع تقدمه، والعز عمر ابن الحاجب، والمعين إبراهيم القرشي، والجمال محمد ابن الصابوني.
وروى عنه ولده قاضي القضاة شهاب الدين محمد.
وخوي: من مدن أذربيجان.
توفي في سابع شعبان، ودفن بسفح قاسيون. ومات بحمى الدق.
4 (أحمد بن أبي اليسر شاكر بن عبد الله بن محمد بن سليمان التنوخي، المعري.))
القاضي الأجل، صفي الدين، أبو العلاء.
سمع من أبي القاسم بن عساكر الحافظ في سنة خمس وستين. وأجاز له أحمد بن المقرب.
وجماعة.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، ومحمد بن يوسف الإربلي الذهبي، وغيرهما.

316
حدث بدمشق وبالمعرة.
وهو عم الشيخ تقي الدين بن أبي اليسر.
حدث في هذا العام، ولا أعلم متى توفي.
4 (أحمد بن محمد بن عمر.))
الإمام، أبو جعفر، المالقي، النباتي.
حدث عن: ابن الجد، وأبي عبد الله ابن الفخار، وطائفة. ورحل، فحج، وسمع.
وكان عارفا بالنبات، خيرا، مؤثرا، معلما للخير.
قال ابن فرتون: اجتمعت به في سنة خمس وثلاثين وستمائة وهو في عشر الثمانين.
4 (أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن واجب.))
أبو الحسن، القيسي، البلنسي.
سمع من ابن عمه أبي الخطاب بن واجب، وأبي العطاء بن نذير. وأجاز له السلفي.
ومولده سنة سبعين وخمسمائة.
وولي قضاء بلده وخطابته، وكان من أطيب الناس صوتا بالقرآن.
قال الأبار: سمعت منه جل ما عنده. توفي بسبتة في ربيع الآخر.
4 (أحمد بن محمد بن مفرج.))
)

317
الحافظ، أبو العباس، الأندلسي، الإشبيلي، الأموي، الحزمي الظاهري، ويعرف بابن الرومية، النباتي، العشاب، الزهري.
ولد سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وسمع من: أبي عبد الله بن زرقون، وأبي بكر بن الجد الفهري، وأبي محمد أحمد بن جمهور، ومحمد بن علي التجيبي، وأبي ذر الخشني. ثم حج، ورحل إلى العراق وغيرها، وسمع من أصحاب الفراوي، وأبي الوقت.
قال الأبار: كان ظاهريا متعصبا لابن حزم بعد أن كان مالكيا. وكان بصيرا بالحديث ورجاله، وله مجلد مفيد فيه استلحاق على الكامل لأبي أحمد بن عدي. وكانت له بالنبات والحشائش معرفة فاق أهل العصر فيها، وقعد في دكان لبيعها.

318
وسمع منه جل أصحابنا. وتوفي في ربيع الآخر.
وقال الحافظ عبد العظيم: سمع ببغداد. ولقيته بمصر بعد عوده. وحدث بأحاديث من حفظه بمصر، ولم يتفق لي السماع منه. وجمع مجاميع.
قلت: له كتاب التذكرة في معرفة مشيخته، واختصر كامل ابن عدي، وألف كتاب المعلم بما زاد البخاري على مسلم.
قال أحمد بن فرتون في تاريخه قال: وأفرد بعض أصحابه له سيرة. ثم ذكر أنه توفي فجاءة في سلخ ربيع الأول، ورثاه ناس من تلامذته.
وروى عنه: أبو بكر المؤمنائي، وأبو إسحاق البلفيقي.
وكتب عنه ابن نقطة وقال: كان ثقة، حافظا، صالحا. والزهري: بفتح أوله.
4 (إبراهيم بن عثمان بن علي بن عبد الله.))
ركن الدين، أبو إسحاق، الحموي، ثم الدمشقي، الفقه، الحنفي.
شيخ دين، فاضل، زاهد، خير.
سمع من أبي سعد بن أبي عصرون. وأقام بحلب مدة.
روى عنه الصاحب أبو القاسم ابن العديم وأولاده: أبو المجد، وشهدة، وخديجة، وسنقر القضائي، وغيرهم.

319
وتوفي في شوال وله سبع وستون سنة رحمه الله.)
وكان أبوه زكي الدين أبو عمرو فقيها، فاضلا.
وقد سمع الركن أيضا بالقاهرة من البوصيري، والأرتاحي. وسكن بجبل قاسيون مدة.
قال ابن الحاجب: وكان عنده تقشف زائد.
4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم.))
أبو إسحاق، البطليوسي، المعروف بالأعلم، النحوي، نزيل إشبيلية.
روى عن أبيه، وأبي الحسن بن سليمان المقرئ واختص به، وعن أبي عبد الله بن زرقون، وأبي محمد بن عبيد الله.
وأقرأ القرآن والنحو. وله شروح في الإيضاح، والجمل، والأمالي.
قال الأبار: توفي سنة سبع وثلاثين أو نحوها. ولم يكن بالضابط.
4 (أرتق، ناصر الدين.))
صاحب ماردين. توفي هذه السنة.
وأخته هي زوجة الملك المعظم التي بنت المدرسة عند الجسر الأبيض، ولم تدفن بها، لأنها رجعت بعد موت المعظم إلى ماردين.
مات أرتق بماردين، خنقه ابنه وهو سكران.
وقد مر في العام الماضي، فتحرر السنة.

320
4 (أسعد بن محمد بن الحسين بن الخضر بن عبدان.))
زين الأمناء، أبو المعالي، الأزدي، الدمشقي، الكاتب.
حدث عن والده.
وتوفي بالمحلة من ديار مصر في أول جمادى الأولى.
4 (إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان.))
عفيف الدين، الصبري، الزفتاوي، الشافعي.
سمع من البوصيري.
وأدب الصبيان مدة. وكان مقرئا بقبة الشافعي.
روى شيئا من شعره.
وتوفي في جمادى الأولى وله ست وثمانون سنة.))
4 (إسماعيل بن إبراهيم بن غازي بن علي.))
الفقيه، أبو أحمد، النميري، المارديني، الحنفي، المعروف بابن فلوس.
كان ذا بصر بالكلام، والمنطق، والطب، والنحو. ودرس بمصر ثم درس بدمشق بالعزية التي على الشرف الشمالي.
وتوفي في صفر.
وابنه أحمد محدث معروف.
4 (إسماعيل بن أبي الحسن محمد بن يحيى بن علي.))

321
أبو البقاء، البغدادي، المقرئ، المؤدب.
شيخ صالح، دين، ثقة، مشهور.
سمع من: أبي الفوارس سعد بن محمد الحيص بيص، وأبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني.
وحدث بمسند إسحاق بن راهويه عن القزويني.
روى عنه: جمال الدين ابن الشريشي، وابن بلبان، ومحمد بن أبي بكر القزويني الفقيه، والرشيد محمد بن أبي القاسم، والعماد ابن الطبال.
ومات في عاش المحرم.
4 (حرف الثاء))
4 (ثابت بن محمد بن أبي بكر أحمد بن محمد ابن الخجندي.))
ثم الإصبهاني، الصدر، الإمام، علاء الدين، أبو سعد.
ولد سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.
وسمع صحيح البخاري حضورا من أبي الوقت السجزي في سنة إحدى وخمسين، وسمع من أبي الفضل محمود بن محمد بن أبي بكر الشحام.
وهو آخر من حضر مجلس أبي الوقت. وكان بإصبهان إلى أن دخلها التتار بالسيف في سنة اثنتين وثلاثين وستمائة، فسلم وذهب إلى شيراز، فأقام بها إلى أن مات في
هذا العام. كذا ذكره الحافظ أبو محمد المنذري.

322
روى عنه بالإجازة القاضي تقي الدين الحنبلي، وجماعة.
4 (حرف الجيم))
))
4 (جوهرة بنت وهب الكبريتي.))
توفيت ببغداد في صفر.
وحدثت عن أبي نصر محمد بن المبارك بن جابر الراوي، عن أبي علي بن نبهان.
4 (حرف الحاء))
4 (الحسن بن معالي بن مسعود.))
أبو علي، الحلي، النحوي، شيخ العربة في وقته ببغداد.
قرأ عليه جماعة. ونفذ صحبة المؤيد أبي عبد الله الحسين ابن الأمير علي ابن الخليفة الناصر إلى تستر حين صير ملكها، ليعلمه النحو. وقد نسخ بخطه كتبا نفيسة.
توفي في جمادى الأولى وله سبعون سنة.
وكان ذا تفنن في العلوم، قاله ابن البزوري.
وقال ابن النجار: أبو علي الباقلاني الحل اشتغل على يوسف بن إسماعيل اللغماني، والمجيز محمود البغدادي، وأبي البقاء العكبري، وبرع في عدة

323
علوم، وحاز قصب السبق. سمع من مسعود ابن النادر، وابن كليب. وكان متواضعا، صدوقا، خارق الذكاء.
4 (الحسن بن سيف بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن مكثر بن يعلى بن عبد الله بن محمد.))
أبو علي، المنذري، الأندلسي الأصل، المصري، الوراق، المقرئ.
قرأ القراءات على أبي الجيوش عساكر بن علي، وسمع منه، وبمكة من عمر الميانشي.

324
وحج مرات. وورق بالقاهرة مدة طويلة للناس، وبها ولد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وتوفي في الحادي والعشرين من شعبان.
روى عنه: الزكي المنذري، والشهاب الأبرقوهي، وغيرهما.
4 (الحسين بن أبي السعادات أحمد بن الحسين بن شاكر.))
أبو محمد، الواسطي، النهرباني.
سمع من أبي طالب الكتاني، وحدث ببغداد.
ومات في شوال.
أجاز لقاسم بن عساكر، والمطعم، وجماعة.
الحسين بن يوسف بن الحسن بن عبد الحق.)
أبو علي، الصنهاجي، الشاطبي، ثم الإسكندراني، الكتبي، الناسخ.
ولد بالإسكندرية في المحرم سنة إحدى وستين وخمسمائة. وسمع من: السلفي، وأبي الطاهر بن عوف الفقيه، وأبي القاسم مخلوف بن جارة، وأبي الطيب عبد المنعم بن الخلوف، وغيرهم.
وحدث بالإسكندرية، ومصر.
وكان فاضلا، متيقظا، كتب الكثير بخطه.
وهو أخو المحدث أبي محمد عبد الله بن عبد الجبار العثماني لأمه.
روى عنه: الزكي المنذري، والتاج الغرافي، والمجد ابن الحلوانية. وأجاز لابن مشرق، وابن الشيرازي.
توفي في الخامس والعشرين من ذي القعدة.

325
وكان يلقب بالنظام. وهو أقدم شيخ للدمياطي موتا.
4 (حرف الخاء))
4 (الخضر بن عبد الرحمن بن الخضر بن عبد الرحمن بن علي بن الحسن.))
العدل، فخر الأمناء، أبو عبد الله، ابن الدواتي، الدمشقي، الأديب.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: الحافظ أبي القاسم بن عساكر، وأبي طاهر الخشوعي، وجماعة.
روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد الحلواني، وغيرهما.
وتوفي في رمضان بدمشق.
أجاز للقاضي تقي الدين سليمان، ولعلي بن هارون القارئ، ومحمد بن محمد المزي، ولإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، وجماعة.
4 (الخياط العجمي ببغداد.))
كان أعرج، قصيرا، له حدبة. وكان أستاذا في الخياطة. عمل أشياء عجيبة بديعة. وأقفل عليه صندوق وعنده تفصيله، ثم أصبح وقد خاطه قباء وطواه.
وكان مذموم السيرة، فجرح جارا له، فمات، فأخذ وصلب في سنة.
4 (حرف السين))
4 (سالم ابن الحافظ أبي المواهب الحسن بن هبة الله بن محفوظ بن الحسن بن محمد.))
)

326
الرئيس، أمين الدين، أبو الغنائم، ابن صصرى، التغلبي، البلدي الأصل، الدمشقي، الشافعي، المعدل.
شهد على القضاة وله عشرون سنة، ورحل به والده وله خمس سنين، فأسمعه من: أبي الفتح بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وأبي العلاء محمد بن جعفر بن عقيل، وأبي الفرج محمد بن أحمد بن نبهان، وأحمد بن المبارك بن درك، وشيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل، وابن بوش، وطائفة. وسمع بدمشق من: أبي طالب الخضر بن طاووس، والأمير أسامة بن منقذ، وعبد الرزاق النجار، ويحيى الثقفي، والفضل بن الحسين البانياسي، وغيرهم.
وحفظ القرآن، وتفقه، وقرأ في الأدب شيئا.
روى عنه الزكي البرزالي في حياته، والشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، وسعد الخير بن أبي الفرج النابلسي، وطائفة.
وحدثنا عنه الشرف أحمد بن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، ومحمد بن يوسف الذهبي، وأبو علي ابن الخلال، وأبو بكر بن عبد الدائم وهو آخر من حدث عنه.
قال القوصي في معجمه: أخبرنا القاضي الرئيس العدل أبو الغنائم بمنزله المجاور لي بدرب زكري. وكان جميل الصحبة والمعاشرة، فكه المحاضرة، حسن المحاورة والمجاورة. حمدت سيرته فيما تولاه من المارستانات والمواريث.
قلت: توفي في ثالث جمادى الآخرة عن ستين سنة، ودفن بتربته بسفح قاسيون.
4 (حرف الشين))
4 (شيركوه، السلطان، الملك المجاهد، أسد الدين.))

327
أبو الحارث، صاحب حمص، ولد الأمير ناصر الدين محمد ابن السلطان الملك المنصور أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان بن يعقوب.
ولد بمصر سنة تسع وستين وخمسمائة.
وأعطى السلطان صلاح الدين حمص بعد موت والده في سنة إحدى وثمانين، فملكها ستا وخمسين سنة.
وسمع بدمشق من أبي الفضل بن الحسين ابن البانياسي. وأجاز له العلامة عبد الله بن بري، وجماعة.)
وحدث بدمشق وحمص.
وشهد غزاة دمياط، ورابط عليها. وسكن المنصورة إلى انقضاء الغزاة، واستنقاذ دمياط. وكان شهما، مهيبا، بطلا، شجاعا، مقداما، معروفا بالشجاعة. قرر الحمام في نواحي بلاده لنقل الأخبار. وكانت بلاده طاهرة من الخمر والمكوس. ومنع النساء من الخروج من أبواب حمص مدة إمرته عليها خوفا أن يأخذ أهل حمص أهاليهم وينزحون عنها لفسقه وجوره. وله أخبار في الظلم والتعذيب والاعتقال. إلا أنه كان لا يشرب الخمر أبدا، ويلازم الصلاة في أوقاتها، ولا يقبل على اللهو، بل همته في مصالح ملكه. وكان ذي رأي ودهاء. وكان الملك الكامل قد استوحش منه واتهمه بأنه أوقع بينه وبين الأشرف، فلما

328
مات الأشرف وتملك الكامل دمشق تلك الشهرين، طلب من شيركوه مالا عظيما، فبعث إليه نساءه يشفعن فيه، فما أجاب وقال: لا بد من المال، فأيس وهيأ الأموال، ولم يبق إلا تسييرها فأتته بطاقة بموت الكامل، فجاء وجلس عند ق الكامل وتصرف في أمواله وخيله.
مات بها بحمص في تاسع عشر رجب.
وشيركوه: لفظة أعجمية تعني أسد الجبل، فإن شير أسد، وكوه جبل.
ولما مرض أعطى حمص لولده الملك المنصور إبراهيم، وفرق باقي بلاده وأمواله على أولاده. وكان له بكل بلد تجارة. ولما مات قبض ابنه المنصور أخيه الملك المسعود صاحب الرحبة.
4 (حرف الصاد))
4 (صالح بن شافع بن صالح بن حاتم.))
الشيخ، أبو المعالي، الجيلي، ثم البغدادي الدار.
سمع من والده. وأجاز له أبو الفتح بن البطي، وأبو بكر بن النقور.
من بيت الفقه والحديث.
توفي في جمادى الأولى.
4 (صفية بنت أبي القاسم عبد العزيز بن هبة الله.))
أم عثمان، الأزجية، الواعظة.
روت عن الشيخ عبد القادر، وابن الطي بالإجازة. وسمعت من عبد المنعم بن كليب.))
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن إقبال الخزيمي.))

329
4 (عبد الله بن صدقة بن محمد بن يوسف.))
أبو محمد، الأنصاري، الخزرجي.
حدث بدمشق عن أبي القاسم البوصيري، وبها مات بالمارستان.
وكان من المقرئين المجودين.
روى عنه أبو المجد ابن الحلوانية، وبالإجازة البهاء ابن عساكر.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن العربي المعافري.))
الإشبيلي، أبو محمد.
روى عن: أبيه، وأبي الحسن نجبة بن يحيى.
وسما بنفسه وببيته وتلبس بالدنيا. ولم يكن يعرف الحديث.
وتوفي بمراكش.
أخذ عنه أبو إسحاق ابن الكماد.
4 (عبد الحميد بن عبد الرشيد بن عل بن بنيمان.))
القاضي، أبو بكر، الهمذاني، الشافعي، الحداد، سبط الحافظ أبي العلاء الهمذاني.
ولد سنة أربع وستين وخمسمائة.
وسمع من جده وله أربع سنين سنن أبي مسلم الكجي بروايته عن أبي

330
علي الحداد، وجامع معمر، وهو جزآن بروايته عن الحداد، وغانم البرجي، قالا: أخبرنا أبو نعيم. وسمع ببغداد من شهدة اختيار خلف بن هشام، وسمع من: عبيد الله بن شاتيل، وعبد المغيث بن زهير، وجماعة.
وهو ابن عاتكة بنت الحافظ أبي العلاء.
وتفقه ببغداد، وأعاد بالنظامية، وناب في القضاء بالجانب الغربي عن أخيه أبي الحسن علي بن عبد الرشيد.
وكان صالحا، ورعا دينا، زاهدا على طريقة السلف. وكان كثير المحفوظ. قدم دمشق، وحدث بها في سنة إحدى وعشرين وستمائة، ونزل بالغزالية بالجامع. ثم رجع إلى بغداد، وولي)
قضاء الجانب الشرقي، وكان محمود الولاية.
روى عنه: عز الدين أحمد الفاروثي، وعلاء الدين ابن بلبان، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، والخطيب عبد الحق بن عبد الله بن شمائل، وغيرهم.
وأجاز لأبي علي بن الخلال، وابن الشيرازي، وفاطمة بنت سليمان، والقاضي شهاب الدين ابن الخويي.
وتوفي في سابع شوال.
وفي هذا العام أجاز لابن سعد، والبجدي، وبنت مؤمن، وست الفقهاء بنت الواسطي.
وممن سمع عليه: إسماعيل ابن الطبال، وعبد الله بن أبي السعادات شيخا المستنصرية.
4 (عبد الرحمن بن أبي السعود محمد بن محمد بن جعفر.))
أبو القاسم، البصري.
ولد سنة سبعين.

331
وسمع بالبصرة من أبي الحسين المبارك بن عبد الله، وغيره.
وأجازت له شهدة.
ومات في جمادى الأولى.
4 (عبد الرحيم ابن المحدث يوسف بن هبة الله بن محمود بن الطفيل.))
أبو القاسم، الدمشقي، ثم المصري، الصوفي، ويعرف بابن المكبس.
سمع أو أجازه بدمشق من: الوزير أبي المظفر سعيد بن سهل الفلكي، وأبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي البركات الخضر بن شبل الخطيب، وأبي المعالي محمد بن حمزة ابن الموازيني، وأبي بكر محمد بن بركة الصلحي، وجماعة، وبالإسكندرية من السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، وجماعة. وبمصر من: علي بن هبة الله الكاملي، ومحمد بن علي الرحبي، وعثمان بن فرج العبدري، وعبد الله بن بري النحوي، وإسماعيل بن قاسم الزيات، وجماعة.
وولد بدمشق في عاشر صفر سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
ومن مسموعاته من السلفي معجم أبي بكر الذكواني، وجزء علي بن حرب رواية العباداني، وغير ذلك.
روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، والعلاء ابن بلبان، والجمال محمد ابن)
الصابوني، وابنه أحمد، والتاج الغرافي، والشهاب الأبرقوهي، والضياء عيسى السبتي، ويوسف بن كوركيك.
وأجاز لابن الشيرازي، والمطعم، وسعد، وغيرهم.
وسمع منه ابن مسدي وقال: لم تكن حالة مرضية، لكن سماعه صحيح.

332
وهو آخر من حدث عن الفلكي وسماعه منه في ربيع الآخر سنة ستين وخمسمائة. طلق زوجته، ولزم بيته.
فأكثرت عنه، واستوعبت لولدي عليه.
توفي في رابع ذي الحجة.
4 (عبد السيد بن عبد الرحمن بن عبد السيد بن صدقة.))
أبو العز، البغدادي، الحربي.
عرف بابن البوراني وهو نسبة إلى عمل البواري.
ولد سنة ثمانين.
وسمع من: أبي منصور بن عبد السلام، وفارس بن أبي القاسم الحفار. وحدث.
4 (عبد العزيز بن بركات بن إبراهيم بن طاهر.))
أبو محمد الخشوعي، الدمشقي، الحنفي.
إمام الربوة.
حدث عن: أبي القاسم بن عساكر، وأبي الفرج يحيى الثقفي، وغيرهما.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والمجد ابن العديم، والشرف أحمد بن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، والبدر حسن ابن الخلال، والشمس محمد بن يوسف الإربلي.
وأجاز لابن الشيرازي، ولبهاء الدين ابن عساكر.
وتوفي في ثامن ربيع الآخر.
4 (عبد العزيز بن دلف بن أبي طالب.))

333
أبو محمد، البغدادي، المقرئ، الناسخ، الخازن.
ولد في حدود الخمسين وخمسمائة.
وقرأ بالروايات على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي وهو من آخر أصحابه أو آخرهم، وعلى أبي الحارث أحمد بن سعيد العسكري، ويعقوب بن يوسف الحربي، وأحمد بن أحمد ابن)
القاص، وسمع منهم ومن أبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وخديجة بنت النهرواني، وشهدة الكاتبة، ولاحق بن كاره، وعبيد الله بن شاتيل، وجماعة كثيرة.
وكان عدلا، ثقة، فاضلا، صالحا، كثير التلاوة والصوم والخير والسعي في مصالح الناس والشفاعة لهم. وكان له صورة كبيرة ببغداد.
روى عنه ابن النجار في تاريخه وقال: كان كثير العبادة، دائم الصلاة والصوم، سعاء في مصالح الناس. لم تر العيون مثله.
وروى عنه الرشيد بن أبي القاسم، وغيره. وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، وفاطمة بنت سليمان، ويحيى بن سعد، والقاضي تقي الدين سليمان، وجماعة.
ومن مسموعه كتاب الموطأ من طريق القعنبي، سمعه من شهدة، وجزء الغرباء للآجري، سمعه من أبي الحسين عبد الحق، وست مجالس أبي جعفر

334
ابن البختري سمعها من شهدة، ومحاسبة النفس لابن أبي الدنيا، عنها، وغير ذلك.
وولي خزانة الكتب المستنصرية، وغيرها.
توفي في السادس والعشرين من صفر.
وقرأ عليه بالروايات الشيخ عبد الصمد.
4 (عبد العزيز ابن الشيخ أبي طاهر المبارك بن المبارك ابن المعطوش.))
أبو القاسم.
ولد سنة ثمان وخمسين.
وسمع: أباه، ولاحق بن كاره، وعبد الخالق بن البندار، وجماعة متأخرين.
مات في المحرم، وقل ما روى.
4 (عبد الواحد بن محمد بن بقي بموحدة بن محمد بن تقي بمثناة الجذامي.))
أبو عمرو.
روى عن عتيق بن خلف، وأبي الرندي، وغيره.
ومات بمراكش.
وهو خال الشيخ أبي عبد الله الطنجالي.
4 (علي بن إبراهيم بن عبد الله بن خلف بن وهب، الفقيه.))
)

335
جمال الدين، أبو الحسن، القرشي، المخزومي، المصري، البوشي، المالك، العدل.
سمع بالإسكندرية من: أبي الطاهر بن عوف، والقاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وأخيه أبي الفضل. وبمصر من البوصيري.
وتفقه ببغداد على أبي علي يحيى بن الربيع. وحدث ببغداد.
وعاد إلى مصر، وتصدر بالجامع العتيق، وشهد على القضاة.
وبوش: من الصعيد الأدنى.
روى عنه: الزكي المنذري، والجمال ابن الصابوني، وغيرهما.
وكان فقيها، مناظرا، عارفا بمذهب مالك.
4 (علي بن أحمد بن الحسن بن إبراهيم التجيبي.))
الإمام، أبو الحسن، الحرالي الأندلسي.
وحرالة: قرية من أعمال مرسية.
ولد بمراكش. وأخذ العربية من أبي الحسن بن خروف، وأبي الحجاج بن نمر.

336
وحج، ولقي العلماء، وجال في البلاد، وتغرب. وشارك في فنون عديدة. ومال إلى النظريات وعلم الكلام. وأقام بحماة، ومات بها.
وله تفسير فيه أشياء عجيبة الأسلوب. ولم أتحقق بعد ما كان ينطوي عليه من العقد. غير أنه تكلم في علم الحروف والأعداد وزعم أنه استخرج علم وقت خروج الدجال، ووقت طلوع الشمس من مغربها، ويأجوج ومأجوج. وتكلم ووعظ بحماة. وصنف في المنطق، وفي الأسماء الحسنى، وغير ذلك. وله عبارة حلوة إلى الغاية وفصاحة وبيان. ورأيت شيخنا المجد التونسي يتغالى في تفسيره، ورأيت غير واحد معظما له، وجماعة يتكلمون في عقيدته. وكان من أحلم الناس بحيث يضرب به المثل. وكان نازلا عند قاضي حماة ابن البارزي رحمه الله.
حكى لنا القاضي شرف الدين ابن البارزي: أنه تزوج بحماة، قال: وكانت زوجته تؤذيه وتشتمه وهو يبتسم ويدعو لها. وأن رجلا راهن جماعة على أن يحرجه، فقالوا: لا تقدر، فأتاه وهو يعظ وصاح، وقال: أنت كان أبوك يهوديا وأسلم فنزل من الكرسي إليه، فاعتقد الرجل أنه غضب وأنه تم له ما رامه حتى وصل إليه، فقلع فرجية عليه وأعطاه إياها، وقال: بشرك الله بالخير الذي شهدت لأبي بأنه مات مسلما.)
وكان شيخنا ابن تيمية، وغيره يحط على كلامه ويقول: تصوفه على طريقة الفلاسفة.

337
4 (علي بن حازم البغدادي، المقرئ.))
هو الشيخ علي الأبله.
كان آية في حفظ القرآن وجودة أدائه. وكان من تمكنه من حفظ القرآن يقرأ السورة معكوسة للآيات كأسرع ما يكون. وكان فيه بلة في حديثه وحركاته.
كان يقرأ عليه إنسان فحركه فوجده ميتا.
4 (علي بن معالي، العلامة، شيخ النحو.))
ابن الباقلاني، الحلي، المتكلم، الحنفي، ثم الشافعي.
من فضلاء زمانه ببغداد. وله نظم.

338
كبر وشاخ. توفي سنة سبع.
4 (حرف القاف))
4 (قشتمر، الأمير، جمال الدين.))
الناصري، المستنصري. مقدم الجيوش الأمامية. كان أميرا، جليل القدر، مهيبا، وقورا، كثير الصدقات والمعروف.
توفي في ذي القعدة، وكان يوما مشهودا، غسله الأمام نجم الدين عبد الله الباذائي الشافعي وساعده على غسله المقرئ عبد الصمد بن أبي الجيش. وشيعه الكافة. ودفن بتربته.
وكان أكبر الدولة المستنصرية، كان حوله من الغلمان والخدم المحللين الشعور نحو خمسمائة نفس.
4 (حرف اللام))
4 (ليث بن علي بن محمود بن أبي نصر بن خليل.))
أبو الفرج، ابن السقاء، البغدادي، البوقي، السمسار.
كان يصنع البوق.
سمع من: أحمد بن المبارك بن درك، وعبيد الله بن شاتيل، ونصر الله القزاز.
أبو الفرج.
توفي في ثامن ربيع الأول.)
ويقال له: سبط خليل السقاء.

339
وقد أجاز للفخر ابن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وأبي نصر بن محمد بن محمد ابن الشيرازي، وعيسى بن معالي، وأبي بكر بن عبد الدائم، وابن سعد، والقاضي تقي الدين سليمان، وأحمد بن أبي طالب الحجار، وجماعة.
وروى عنه أبو القاسم علي بن بلبان، وغيره.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن عدي بن حسن بن أبي العلاء.))
زين الدين، أبو عبد الله، السلماني، ثم الدمشقي، الصالحي، الوكيل، الفقيه.
كان مختصا بخدمة بني سني الدولة.
وحدث عن يحيى الثقفي، وغيره.
وحدث عن البهاء ابن عساكر كتابة.
وتوفي في غرة رجب.
ذكره ابن الحاجب في معجمه.
4 (محمد بن أحمد، أبو عبد الله، اللخمي.))
السلاوي، الفقيه.
أخذ بمدينة سلا عن أبي محمد عبد الله بن سليمان بن حوط الله الحافظ.
وتفقه بالقاهرة على التاج محمد بن الحسين الأرموي.
وتوفي بالقاهرة في صفر.
4 (محمد بن جبريل بن المغيرة بن سلطان بن نعمة.))
القاضي، عماد الدين، أبو عبد الله، المعروف بابن لأخي العلم، المصري، الشافعي، الكاتب، العدل.
قال المنذري: ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وسمع من أبي

340
المفاخر سعيد المأموني، وعساكر المقرئ. وتقلب في الدواوين. وكان مشهورا بالأمانة. توفي في خامس شعبان.
روى عنه المجد ابن الحلوانية.
4 (محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن إبراهيم، الأديب.))
)
العالم، شمس الدين، أبو عبد الله، ابن الكريم، البغدادي، الكاتب، الماسح، الحاسب، المحدث.
قال مولدي في صفر سنة تسع وسعين. وحفظت القرآن على السراج عبد الرحمن بن البزن.
وتفقهت في مذهب الشافعي على الزين أبي بكر الهمذاني، ثم في الخلاف على الرضي محمد بن ياسين. وسمعت ببغداد على جدي محمد بن علي، والحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي وهو ابن عم جدي المذكور وعلى أبي الفرج ابن الجوزي، ويحيى بن بوش، وعبد المنعم بن كليب. ثم سمى جماعة. واشتغلت بالعربية والحساب على أبي البقاء، وسمعت عليه معظم مصنفاته. ثم بالحساب والمساحة على والدي أبي منصور، والصاحب كمال الدين داود بن يونس. وخدمت بالأعمال السلطانية ببغداد إلى آخر سنة تسع وستمائة. ثم قدمت دمشق، وخدمت الملك المعظم في سنة تسع عشرة في المساحة والكشف. ولي من المؤلفات أنس المسافر مجلد، كتاب في صناعة الطبيخ، كتاب نهج الوضاحة في المساحة، كتاب في الحساب. وغير ذلك.
قلت: وكتب الكثير من الأجزاء. وله شعر جيد.
روى عنه: الشهاب محمد بن مشرف، القاضي تقي الدين سليمان، والبهاء قاسم الطبيب، والمجد ابن الحلوانية، وآخرون.

341
مات في رجب.
4 (محمد بن أبي المعالي سعيد بن يحيى بن علي بن الحجاج ابن محمد، الحافظ الكبير،))
المؤرخ.
أبو عبد الله، الدبيثي، ثم الواسطي، الشافعي، العدل.
ولد في رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
وسمع بواسط من: أبي طالب محمد بن علي الكتاني، وهبة الله بن علي بن قسام، وهبة الله بن نصر الله بن الجلخت، وعلي بن المبارك الآمدي، وطبقتهم.
وقرأ القراءات بها على أصحاب أبي العز القلانسي كأبي بكر ابن الباقلاني، وأبي الحسن علي بن المظفر خطيب شافيا. وقرأ الفقه والعربية.

342
ثم رحل إلى بغداد في حدود الثمانين، وسمع من: أبي الفتح عبيد الله ابن شاتيل، ونصر الله القزاز، وأبي العلاء محمد بن جعفر بن عقيل، وأبي الفرج محمد بن أحمد بن نبهان، وعبد)
المنعم بن عبد الله ابن الفراوي، وأبي العز محمد بن محمد ابن الخراساني، وعبد الجبار ابن الأعرابي، والحافظ أبي بكر محمد بن موسى الحازمي، وعبد الله بن أحمد بن حمتيس السراج، وعبد المغيث بن زهير، وخلق كثير بعدهم ببغداد، والحجاز، ومصر، والموصل.
وقرأ ببغداد القراءات على جماعة. وقرأ الفقه على أبي الحسين بن هبة الله ابن البوقي. وعلق الأصول والخلاف. وعني بالحديث ورجاله. وصنف تاريخا كبيرا لواسط، وصنف تاريخا ذيل به على الذيل لأبي سعد السمعاني. وله شعر جيد.
وكان من المعدلين الأعيان ببغداد، وعزل من العدالة، والعدالة ببغداد منصب كالقضاء والفتيا.
فذكر ابن النجار في ترجمته: أنه ولي الإشراف على الوقف العام مدة، ثم إنه استعفى من الشهادة ضجرا، فأجيب، فانقطع في منزله منعكفا على إقراء القرآن ورواية الحديث.
سل عنه الحافظ الضياء، فقال: هو حافظ.
وقال ابن نقطة: له معرفة وحفظ.
وقال ابن النجار: سكن بغداد، وحدث ب تاريخ واسط وبتذييل تاريخ بغداد له، وبمعجمه.
وقل أن يجمع شيئا إلا وأكثره على ذهنه. وله معرفة تامة بالأدب والشعر. وهو سخي بكتبه وأصوله. صحبته عدة سنين، فما رأيت منه إلا الجميل والديانة وحسن الطريقة.

343
قال: هو أحد الحفاظ المكثرين ما رأت عيناي مثله في حفظ التواريخ والسير وأيام الناس رحمه الله.
قلت: روى عنه هو، والشرف أحمد ابن الجوهري، وابن نقطة، والزكي الرزالي، وأبو الحسن علي بن محمد الكازروني ثم البغدادي، وعز الدين الفاروثي، وجمال الدين أبو بكر الشريشي، وتاج الدين أبو الحسن الغرافي، وجماعة سواهم.
وسمع منه من شيوخه أحمد بن طارق الكركي، وأبو طالب بن عبد السميع. وأجاز للقاضي تقي الدين سليمان، وغيره.
وقد وجدت سماعه من القزاز في سنة ست وسبعين وخمسمائة في ربيع الأول بجزء الآدمي وما معه من حديث الفتون.
ولابن الدبيثي مما رواه عنه ابن النجار في تاريخه وانقطعت إجازته اليوم.
قال:)
* إذا اختار كل الناس في الدين مذهبا
* وصوبه رأيا ودققه فعلا
*
* فإني أرى علم الحديث وأهله
* أحق اتباعا بل أسدهم سبلا
*
* لتركهم فيه القياس وكونهم
* يؤمون ما قال الرسول وما أملى
* أنشدني أبو الحسن علي بن أحمد الحسيني، أنشدنا أبو عبد الله الدبيثي لنفسه:
* علم الحديث فضيلة تحصيلها
* بالسعي والتطواف في الأمصار
*
* فإذا أردن حصولها بإجازة
* فقد استعضت الصفر بالدينار
* قال ابن النجار: أضر ابن الدبيثي بأخرة. وتوفي في ثامن ربيع الآخر ببغداد، ولقد مات عديم النظير في فنه.

344
4 (محمد بن طرخان بن أبي الحسن علي بن عبد الله.))
تقي الدين، أبو عبد الله، السلمي، الدمشقي، الصالحي، الحنبلي.
ولد بجبل قاسيون في سنة إحدى وستين وخمسمائة.
وسمع من: أبي المعالي بن صابر، وأبي المجد ابن البانياسي، ويحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وأبي الحسين ابن الموازيني، والخشوعي، وطائفة.
وخرج له الشيخ الضياء أربعين حديثا، وخرج هو لنفسه مشيخة كبيرة. وكان شيخا فاضلا، فقيها، حسن الطريقة، متوددا إلى الناس.
روى عنه: الضياء المقدسي، والمجد ابن الحلوانية، والفخر ابن البخاري، وأبو علي ابن الخلال، والعز أحمد ابن العماد، والشرف أحمد ابن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، والتقي أحمد بن مؤمن، والشمس محمد بن علي ابن الواسطي، وجماعة.
وتوفي في تاسع المحرم بسفح قاسيون.
وقد سمع بالحجاز واليمن من غير واحد. وسمع ولده أبا بكر.
4 (محمد بن أبي المعالي عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد بن علي بن صابر.))
أبو طالب، السلمي، الدمشقي، الزاهد، ويعرف بابن سيدة.
سمع: أباه، وأبا طاهر الخشوعي بدمشق. وإسماعيل بن ياسين، وغيره بمصر.

345
وهو من بيت الحديث والرواية، كان جده أبو القاسم محدث الشام في وقته، سمع ما لا يوصف كثرة وأخذ عنه السلفي، وابن عساكر. وكان أبوه عبد الله من بقايا المسندين بدمشق روى عنه)
الحافظ أبو سعد السمعاني مع تقدمه وذكره في تاريخ بغداد.
وكان أبو طالب مشهورا بالصلاح، والدين، والفضيلة على طريقة الصوفية. وله كلام في الطريق، وكان مليح الشكل، كريم النفس، مطرحا للتكلف، يخضب بالحناء. وكان كثير الأسفار، ثم صار شيخا للحدث بالعزية التي على الشرف.
روى عنه ابن الحلوانية فقال: أخبرنا الشيخ العابد الورع شيخ الطائفة، ثم ذكر حديثا. وسعد الخير بن أبي الفرج النابلسي، وأبو علي ابن الخلال، والشرف أحمد بن عساكر، وابن عمه الفخر، وأبو الفضل محمد الذهبي، وأبو المحاسن ابن الخرقي، والجمال عبد الله الجزائري، والعلاء ابن البقال، وجماعة.
توفي في سابع المحرم بدمشق.
وكانت له دنيا وثروة وتزهد، وجاور مدة. ثم لما قدم أبو حفص السهروردي دمشق، لبس منه وصحبه إلى بغداد وسمع بها من أبي أحمد عبد الوهاب بن سكينة.
قال ابن النجار: لم أر إنسانا كاملا غيره، اجتمعت به كثيرا ببغداد ودمشق وبيت المقدس. وهو زاهد عابد، ورع، تقي، كثير الصلاة والصيام، كتب بخطه الكثير.
4 (محمد بن عبد الكريم بن يحيى بن شجاع بن عياش.))
رشيد الدين، أبو الفضل، القيسي، الدمشقي، المحتسب، المعروف بابن الهادي.

346
سمع: أباه، وأبا القاسم علي بن الحسين الحافظ، وأبا المعالي بن صابر.
وكان عارفا بأمور الحسبة. وله هيبة ووقار، ويه عفة وكرم. ترك الحسبة مدة، ثم وليها في دولة الناصر داود.
روى عنه: الزكي البرزالي، والمجد ابن الحلوانية، وسعد الخير النابلسي، وأبو علي ابن الخلال، وأمير الحاج أبو المحاسن يوسف ابن الشقاري، وجماعة.
ولد في صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة. وتوفي في سادس جمادى الآخرة.
أنبأني سعد الدين ابن حمويه: أن الرشيد حكى له أنه كان يدور يوما في البلد أيام الملك العادل، فوقف على إنسان ونهاه عن البخس في الوزن، قال: فقام إي بسكين، وقال: أنا غلام دار الدعوة تهددني فشمرت أكمامي، ونزلت عن البغلة، ولكمته في رأسه رميته وأخذت السكين من يده وكتفته وحبسته. قال: ولم يخرج إلا بعد شفاعة ألا يقيم في المدينة.))
4 (محمد ابن الأمير عثمان ابن الأمير علكان.))
الأمير أبو عبد الله، الكردي.
كان شابا، دينا، خيرا. قتل بظاهر غزة مقبلا غير مدبر في وقعة بين الملوك. وعاش ثلاثين سنة.
وهو ابن بنت الأمير سيف الدين يازكوج الأسدي.
4 (محمد بن محمد بن أبي علي بن أبي نصر.))
فخر الدين، أبو عبد الله، النوقاني.

347
سمع ببغداد من: شهدة الكتبة، وعبد المنعم الفراوي، وأبي القاسم عبد الرحيم بن أبي سعد الصوفي شيخ الشيوخ، وأبي الثناء محمد بن محمد الزيتوني، وجماعة. وسمع من عمر بن أحمد الخطيبي.
وقدم مصر، وسكن بمدرسة الشافعي.
روى عنه الزكي المنذري وقال: سألته عن مولده فقال: في تاسع ذي القعدة سنة تسع وأربعين بطوس. قال: وكان شيخا صالحا، حسن السمت، مشتغلا بنفسه. وأبوه الإمام أبو المفاخر النوقاني أحد الفضلاء المذكورين.
ونوقان: من قرى نيسابور.
وروى عنه أيضا المجد ابن الحلوانية. وأجاز لمحمد بن مشرق.
وتوفي في سادس ربيع الآخر.
4 (محمد بن منير بن البطريق.))
فصيح الدين، العجلي، البغدادي، الجزري، الشاعر، الأديب.
سمع منه الزكي المنذري شعرا له بالقاهرة، وكناه أبا بكر.
توفي بدمشق في سادس جمادى الآخرة.
4 (ممد بن هبة الله بن أحمد بن هبة الله بن قرناص.))
أبو عبد الله، الخزاعي، الطاهري، الحموي.
ولد سنة ست وخمسين بحماه.
وروى عن عبد العزيز بن عبد الواحد ابن القشيري، عن هبة الرحمن.)
روى عنه مجد الدين العديمي وقال: توفي في رجب.

348
وروى عنه ابن مسدي فقال: كبير بلده، وصدر محتده. سمع من أبي هاشم بن ظفر.
4 (محمد بن ياقوت بن عبد الله.))
أبو بكر، الرومي، البغدادي، الصوفي.
عتيق أبي الحسن الجازري من جازرة: قرية من قرى النهروان.
سمع: أبا الفتح بن البطي، وأبا منصور عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الطوسي، وأبا الحسين عبد الحق اليوسفي.
أجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وسعد الدين بن عبد القاهر الطوسي، وأبي بكر بن عبد الدائم، والقاضي تقي الدين الحنبلي، وعيسى المطعم،
وأحمد ابن الشحنة، وجماعة.
وتوفي في العشرين من رمضان.
ورخه ابن النجار، وروى عنه حديثا.
4 (محمد بن يوسف ابن الفقيه سعيد الدولة عبد المعطي بن منصور.))
الفقيه، تاج الدين، ابن المخيلي، الإسكندراني، المالكي.
توجه رسولا إلى حمص، فأدركه أجله في ربيع الآخر في حياة والده.
تفقه على الحافظ أبي الحسن علي بن المفضل. وتصدر بالإسكندرية، ودرس، وأفتى. وتقلب في الخدم الديوانية.
وعاش خمسين سنة.
كتب عنه الزكي المنذري، وغيره.

349
4 (محمد بن أبي بكر بن علي بن سلمان.))
الفقيه، رشيد الدين، النيسابوري، الحنفي.
تفقه على مذهب أبي حنيفة. وسمع من: أبي الجيوش عساكر بن علي، وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن المسعودي، والبوصيري، وجماعة. وبدمشق من الخشوعي.
ودرس بها. وحدث.
وذكر أنه ولد بنيسابور في سنة تسع وخمسين.)
وكان من كبار الحنفية.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، ومحمد بن يوسف الذهبي، وسبطه موسى بن علي الحسيني.
توفي في خامس ذي القعدة.
وأجاز للقاسم بن عساكر.
وقد ولي قضاء الكرك، والشوبك. ثم درس بالمعينية.
وقد تفقه بخراسان على الركن المغيثي. وبمكة على محمد بن مكرم الكرماني. وبمصر على الفقيه ندى بن عبد الغني. وبدمشق على البرهان مسعود الحنفي. وروى عنه بالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي.
4 (محمد الزيلعي، الأسود.))
أبو عبد الله، الزاهد. إمام المدرسة النظامية.
كان صالحا، عابدا، خاشعا، قانتا، قليل النوم، لين الكلمة، متواضعا.
توفي في صفر، وحمل على الرؤوس وازدحموا على نعشه.

350
4 (المبارك بن أحمد بن أبي البركات المبارك بن موهوب بن غنيمة بن علي، الصاحب))
الرئيس.
شرف الدين، أبو البركات، ابن المستوفي، اللخمي، الإربلي، الكاتب.
ولد بإربل في سنة أربع وستين وخمسمائة.
قرأ القرآن والأدب على أبي عبد الله محمد بن يوسف البحراني، وأبي الحرم مكي بن ريان الماكسيني. وسمع من: عبد الوهاب بن أبي حبة، والمبارك بن طاهر الخزاعي، وحنبل بن عبد الله، وعمر بن طبرزد، وعبد اللطيف بن أبي النجيب السهروردي، وأبي المعالي نصر الله بن سلامة الهيتي، وخلق كثير من القادمين إلى إربل.
وأجاز له جماع. وكتب العالي والنازل. وعني بالتاريخ والأخبار وأيام الناس. وجمع لإربل تاريخا حسنا في خمس مجلدات. وكان بيته مجمع الفضلاء بإربل. وكان كثير المحفوظ، مليح الخط، حسن الإيراد، جيد النظم والنثر.
وله إجازة من أبي حعفر الصيدلاني، وقد أجاز لشيخنا ابن الشيرازي.

351
ولي نظر الديوان بإربل، ونزح عنها بعد استيلاء التتار عليها إلى الموصل فأقام بها. وولي)
والده أبو الفتح الاستيفاء بإربل مدة، وكذا والدهم أبو البركات كان مستوفيا بها.
وقال ابن خلكان رحمه الله: كان شرف الدين رئيسا، جليل القدر، متواضعا، واسع الكرم، مبادرا إلى رفادة من يقدم البلد، ومتقربا إلى قلبه بكل ما يقدر عليه. وكان
جم الفضائل، عارفا بعدة فنون منها: الحديث وفنونه وأسماؤه وما يتعلق به. وكان ماهرا في فنون الأدب من النحو، واللغة، والبيان، والشعر، والعروض، وأيام العرب. وكان بارعا في علم الديوان وحسابه وقوانينه. صنف كتاب المحصل في نسبة أبيات المفضل في مجلدين. سمعت منه كثيرا، وسمعت بقراءته على المشايخ الواردين شيئا كثيرا.
قال ابن الشعار في كتاب قلائد الجمان بعد أن بالغ في وصف الصاحب أبي البركات وفضائله ومكارمه: وكان محافظا على عمل الخير والصلاح، مواظبا على الصلاة والعبادة، كثير الصوم، دائم الذكر، متتابع الصدقات. وله ديوان شعر أجاد فيه. خرج من مسجده ليلا إلى داره، فوثب عليه شخص فضربه بسكين في عضده، فأحضر مزينا وقمطها بلفائف وسلم.
وكتب إلى مظفر الدين صاحب إربل:
* يا أيها الملك الذي سطواته
* من فعلها يتعجب المريخ
*
* آيات جودك محكم تنزيلها
* لا ناسخ فيها ولا منسوخ
*
* أشكو إليك وما بليت بمثلها
* شنعاء ذكر حديثها تاريخ
*
* هي ليلة فيها ولدت وشاهدي
* فيما ادعيت القمط والتمريخ
* خرجت من إربل سنة ست وعشرين وشرف الدين في رتبة دون الوزارة، ثم

352
وليها في أول سنة تسع وعشرين. فلما صارت إربل للخليفة، لزم بيته. ولما أخذت إربل سلم هو بالقلعة، ثم سكن الموصل، وأقام بها في حرمة وافرة، واقتنى من الكتب النفيسة شيئا كثيرا. ومات في خامس المحرم.
قلت: ومن شعره وهو عذب رائق:
* ومخنث الأعطاف مياس الخطا
* حلو الصبا متناسب التركيب
*
* عاتبته فتوردت وجناته
* من حر أنفاسي ونار لهيب
*
* وشكوت ما ألقى فأعرض مغضبا
* فرجعت عنه بذلة المكروب
*
* يا من تبيت قريرة أجفانه
* حاشاك من قلقي وطول نحيبي)
* (أتنام عن سهري وأنت معللي
* وتمل من سقمي وأنت طبيبي
*
* وأقل ما ألقاه من ألم الهوى
* أني أموت وأنت لا تدري بي
* وله:
* رعى الله ليلات تقضت بقربكم
* قصارا وحياها الحيا وسقاها
*
* فما قلت إيه بعدها لمسامر
* من الناس إلا قال قلبي آها
*
4 (محمود بن عمر بن محمد بن إبراهيم بن شجاع، الحكيم، الأستاذ البارع، سديد الدين،))
الشيباني، المعروف بابن زقيقة.
والد المحدث أحمد.
كان مع تقدمه في الطب أديبا، شاعرا متميزا.
توفي في جمادى الآخرة بدمشق، وله ثلاث وسبعون سنة.
روى عنه: الموفق أحمد بن أبي أصيبعة، والشهاب القوصي.
ومر في العام الماضي.
4 (حرف النون))
4 (نصر الله بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد.))

353
الصاحب، ضياء الدين، أبو الفتح، ابن الأثير، الشيباني، الجزري، الكاتب، مصنف المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر.
ولد بجزيرة ابن عمر في سنة ثمان وخمسين. وانتقل منها مع أبيه وإخوته إلى الموصل، فنشأ بها، وحفظ القرآن، وسمع الحديث، وأقبل على العربية واللغات والشعر حتى برع في الأدبيات، فإنه قال في أول كتاب الوشي المرقوم له: حفظت من الأشعار القديمة والمحدثة ما لا أحصيه كثرة، ثم اقتصرت بعد ذلك على شعر أبي تمام والبحتري والمتنبي، فحفظت هذه الدواوين الثلاثة، وكنت أكرر عليها حتى تمكنت من صوغ المعاني، وصار الإدمان لي خلقا وطبعا.
ذكره القاضي ابن خلكان وقال: ثم إنه قصد السلطان صلاح الدين سنة سبع وثمانين، فوصله القاضي الفاضل بخدمة صلاح الدين، فأقام عنده أشهرا، ثم بعثه إلى ولده الملك الأفضل ليكون عنده مكرما، فاستوزره. فلما توفي صلاح الدين واستقل الأفضل بدمشق، رد الأمور إلى)
ضياء الدين، فأساء في الناس العشرة وهموا بقتله فأخرجه الحاجب محاسن مستخفيا في صندوق وسار معه إلى مصر. ولما قصد الملك العادل مصر، وأخذها من ابن أخيه، وخرج من مصر، لم يخرج ابن الأثير في خدمته، لأنه خاف على نفسه، فخرج متنكرا. ولما أخذت دمشق من الأفضل، واستقر بسميساط، راح إليه ابن الأثير وأقام عنده، ثم فارقه

354
في سنة سبع وستمائة، واتصل بالملك الظاهر صاحب حلب، فلم ينتظر أمره، فذهب مغاضبا إلى الموصل، واستقر بها، وكتب الإنشاء لصاحبها ناصر الدين محمود ابن عز الدين مسعود، ولأتابكه بدر الدين لؤلؤ. وله يد طولى في الترسل، وكان يعارض القاضي الفاضل في رسائله، فإذا أنشأ رسالة، أنشأ مثلها وكانت بينهما مكاتبات ومحاربات. وأنشأ في العصا: هذه لمبتدأ ضعفي خبر ولقوس ظهري وتر وإن كان إلقاؤها دليلا على الإقامة، فإن حملها دليل على السفر.
وقال ابن النجار: حاز قصب السبق في الإنشاء. وكان ذا رأي ولسان وعارضة وبيان. قدم بغداد رسولا غير مرة، وروى بها كتاب المثل السائر له. ومرض بها أياما ومات في ربيع الآخر.
وقال غيره: كان بينه وبين أخيه عز الدين علي مجانبة شديدة ومقاطعة.
4 (نصر الله بن أبي المعالي نصر الله بن أبي الفتح سلامة بن سالم.))
أبو الفتح، الهيتي، معين الدين، الشافعي، الشاعر، نزيل مصر.
ولد يوم عاشوراء سنة خمس وسبعين وخمسمائة. ومدح الملوك والوزراء.
توفي في نصف شوال.
وأبوه محدث فاضل معروف.
4 (حرف الياء))
4 (ياقوت الرومي، الأتابكي، الموصلي.))
شاعر محسن، رشيق القول.
توفي بالموصل في جمادى الآخرة.

355
4 (يحيى بن المبارك بن علي ابن شيخ الحنابلة المبارك بن علي بن الحسين بن بندار))
المخرمي.
الرئيس، عز الدين، البغدادي، والد صاحب الديوان فخر الدين.)
كان كاتبا في أعمال السواد، وناظرا كيسا، حميد السيرة.
مات فجاءة في رمضان عن نيف وثمانين سنة.
4 (يوسف بن أحمد بن نجم بن عبد الوهاب ابن الحنبلي.))
أبو المظفر، الأنصاري، الدمشقي.
سمع: يحيى الثقفي، وعبد الرحمن ابن الخرقي، وعبد المنعم بن كليب.
وعاش خمسا وستين سنة.
ومات بالغور في شعبان وحمل إلى جبل قاسيون فدفن بتربتهم.
4 (يوسف بن إسماعيل ابن القاضي الأكرم أبي محمد عبد الجبار بن شبل بن علي.))
القاضي، الرئيس، جمال الدين، أبو الحجاج، الجذامي، الصويتي، المقدسي الأصل، ثم المصري، الكاتب.
سمع من القاسم بن عساكر.
وولي ديوان الجيوش المنصورة مدة. وتوجه إلى اليمن، فأقام بها مدة وعاد.
وحدث.
كتب عنه من شعره الحافظ عبد العظيم وقال: ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
وهو أخو الضياء محمد.

356
4 (الكنى))
4 (أبو الكرم العجمي، الصوفي.))
مارق، نصاب، متحيل، بالشعوذة. ظهر ببخارى وأراهم الخوارق، فكان يأمر من يرميه بسهم فتثقل يده ويعجز، فكثر جمعه، واستباح اليهود، واستفحل شأنه، وقال: أنا قادر على قتل المغل بنفسي بقدرة الله بلا سلاح. وشد على شحنة بخارى فقتله في عدة من المغل، فعظم على جرماغون، وجهز لحربه، فبرز أبو الكرم في ألوف من الناس بلا سلاح، فالتقى الجمعان، فأحجمت عنه المغل، فقال مقدم: أنا أريد أن أجرب، ثم شد على أبي الكرم طير رأسه، وحملت المغل فحصدوهم، فيقال: قتلوا ستين ألفا، وذلك في سنة سبع وثلاثين وستمائة.
4 (وولد فيها))
شمس الدين محمد بن إسماعيل بن التيبتي الآمدي، بمصر في المحرم.)
وناصر الدين محمد بن يوسف ابن المهتار، في رجب بدمشق.
والشمس أحمد بن محمد بن عبد الرحمن ابن العجمي، بحلب.
والشمس محمد ابن الخطيب جمال الدين عبد الكافي الربعي.
والبدر محمد بن داود بن محمد بن أبي القاسم الهكاري، بحلب.
والجمال يوسف بن محمد الإعزازي المنشد.
والأمين إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الرقي الشاهد، بجبل قاسيون.
وعيسى بن عبد الرحمن بن أحمد المعري، ببعلبك.
والعماد أحمد ابن الشيخ شمس الدين ابن العماد الحنبلي، ببغداد.
والنجم عبد الرحيم بن علي ابن الحبال البعلبكي.
والمعين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الحميد الشاهد.
والشيح عبيد الرحمن بن عبد الواحد الصالحي الجمل في رمضان. وقيل: سنة أربع.

357
4 (وفيات سنة ثمان وثلاثين وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن فارس بن عبد العزيز، القاضي، الوزير.))
نجيب الدين، أبو العباس، التميمي، السعدي، الأهتمي، الصفواني، الخالدي، الإسكندراني، المالكي.
تفقه على: أبي القاسم مخلوف بن جارة، وأبي الفضل أحمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وابن المفضل الحافظ.
وسمع من عبد المجيد بن دليل، وجماعة. وحدث.
وتقلب في الخدم الديوانية بمصر، ودمشق، والجزيرة، وولي نظر الديوان بدمشق.
روى عنه الحافظ عبد العظيم وقال: وسألته عن مولده فقال: ولدت في سنة ست وستين وخمسمائة بالإسكندرية، وبها توفي في الحادي والعشرين من ربيع الأول.
وهو والد الكمال إبراهيم بن فارس الكاتب المقرئ، وأخيه عبد الله، ولهما سماع من الكندي.
4 (أحمد بن صالح بن أحمد بن طاهر.))
أبو العباس، السجستاني.)

358
روى بالإجازة عن السلفي، وأبي الطاهر بن عوف، سمع أبوه منهما واستجاز له.
وحدث بدمشق وحران.
روى عنه: محمد بن يوسف الذهبي، وأبو إسحاق الفاضلي، وعبد الله بن يحيى الجزائري.
وبالإجازة أبو المعالي الأبرقوهي، والعماد محمد ابن البالسي.
وتوفي بدمشق في ثالث جمادى الأولى.
4 (أحمد بن محمد بن طلحة بن الحسن بن طلحة.))
أبو بكر، البغدادي.
سمع: يحيى بن بوش، وعبد المنعم بن كليب، وطائفة. وقدم مصر وحدث بها.
روى عنه: الزكي المنذري، وابن النجار، وغيرهما.
ومات ببغداد في ثالث ربيع الآخر عن بضع وستين سنة.
وأجاز للقاضي سليمان.
قال ابن النجار: كتب بخطه كثيرا بهمة وجد واجتهاد، وقرأ الفقه على مذهب أحمد. وكلم في مسائل الخلاف. وحصل طرفا صالحا من الأدب. ثم صار حاجبا لمحيي الدين ابن الجوزي.
وقد خرج لنفسه السباعيات ومعجما لشيوخه. وهو ثقة، نزة، محبوب إلى الناس. ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
4 (أحمد بن محمد بن محمود بن المعز بن إسحاق.))

359
أبو علي، الحراني، ثم البغدادي، الصوفي، ابن القاضي أبي الفتح.
سمعه أبوه من: أبي الفتح محمد بن البطي، وأحمد بن المقرب، ومحمد بن محمد بن السكن، ويحيى بن ثابت، وأبي طالب بن خضير، وأبي المكارم الباذرائي، وغيرهم.
وكان من صوفية رباط شهدة. وقد سافر وأقام بالموصل مدة.
روى عنه: ابن النجار، وأبو القاسم بن بلبان، وجمال الدين الشريشي، ومجد الدين ابن الحلوانية، وعز الدين الفاروثي، وجماعة. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين الحنبلي، والفخر بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان.
وولي أبوه قضاء باب الأزج.
توفي أبو علي في سلخ المحرم.)
قال ابن النجار: شيخ حسن الهيئة، متودد، لطيف الأخلاق.
4 (أحمد ابن الشهاب محمد بن خلف بن راجح بن بلال بن هلال بن عيسى.))
القاضي، العلامة، نجم الدين، أبو العباس، المقدسي، الحنبلي، ثم الشافعي.
ولد ليلة نصف شعبان سنة ثمان وسبعين.
وسمع من يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني في الخامسة، ومن: عبد

360
الرحمن بن علي الخرقي، وإسماعيل الجنزوي، وغيرهم.
واشتغل أولا على الشمس أحمد بن عبد الواحد المقدسي البخاري. ثم سافر إلى بغداد مع الضياء وله سبع عشرة سنة، فسمع من ابن الجوزي، وغيره. وسافر إلى همذان إلى الركن الطاوسي الأصولي فلازمه مدة حتى صار معيده، وسمع بها من أبي العز عبد الباقي بن عثمان الهمذاني، وغيره. ثم سافر هو وأخوه إبراهيم إلى
بخارى واشتغلا بها مدة. وبرع هو في علم الخلاف وصار له صيت بتلك الديار ومنزلة رفيعة. وتفقه في المذهب الشافعي وأتقنه.
ومن جملة محفوظاته: كتاب الجمع بين الصحيحين للحميدي.
قال زكي الدين المنذري: تقدم في الخلاف، وناظر. وكان له اعتناء بحفظ الجمع بين الصحيحين.
وقال الضياء: من وقت قدومه إلى دمشق لم يزل يشغل الناس، ويذكر الدروس في التفسير، والحديث، والخلاف، وغير ذلك. وحفظ الصحيحين. وكان لا يكاد يقعد بلا اشتغال. وهو ممن يقوم الليل، ويداوم على صلاة الضحى صلاة حسنة طويلة. قال: وسمعت أنه يقرأ كل ليلة ثلث القرآن. وسمعت عمر بن صومع يذكر أنه رأى الحق في النوم، فسأله عن النجم، فقال: هو من المقربين. فذكرت التعصب عليه لما أثبت رؤية الهلال فقال: ما يضره وهذا ما يقضي إلا بالحق أو ما معناه.
وقال العز ابن الحاجب: كان إماما ورعا، معظما لفضله وبيته، عديم النظير في فنه، بالغ في طلب العلم. وكان وافر الحظ من الخلاف. وكان سليم الباطن، ذا سمت، ووقار، وتعبد. كثرت التشانيع على وكلاء مجلسه وما يعلمونه في المحاضر، وأشرفت بعض الحقوق على الضياع من فتح أبواب الرشا، فصرف عن القضاء، وربما اطلع على بعض ذلك وسامح.
قلت: غاب عن دمشق ثلاث عشرة سنة. وأخذ عن نجم الدين الكبرى

361
الزاهد. وذكر أنه رأى)
الحق تعالى عشرة مرة ورأى النبي صلى الله عليه وسلم بضعا وأربعين مرة. وقد ساق ذلك كله الضياء في ترجمته فمنها: قال: رأيت كأني أسمع كلامه سبحانه يقول: إن سهامنا ستصيب من أرادك بسوء.
قال: ورأيت كأنه تعالى يقول: ادن مني مرحبا بالحاكم الفاضل، أوصيك بالقاضي الخويي.
ورأيت في سنة ثمان وعشرين كأني أسمع من الحق تعالى: أنا عنك راض، فهل أنت عني راض وقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وإذا هو يقول: تعالوا فانظروا ماذا أمرني به ربي فدنوت منه، فإذا بيده لوح فيه خط بالكوفي: يا محمد، إنك لن تطيعني حتى تتبع رضاي في سخطك.
وقال: ورأيته صلى الله عليه وسلم بخوارزم فقلت: يا رسول الله، لماذا أنزل الله في التوراة والإنجيل والقرآن وسائر الكتب: إن الله في السماء وأرى الناس ينكرون ذلك قال: ومن ينكر ذلك الأمر كذلك.
قال: ورأيته فسمعته عليه السلام يقول: ليس أحد أقرب إلي من مؤمن آل فرعون، فحكيته للشيخ نجم الدين الكبرى، فقال: المراد بمؤمن آل فرعون الذي يقول الحق، ويظهره عند غلبة الباطل وظهور الكفر كما فعل مؤمن آل فرعون.
وقال: رأيته صلى الله عليه وسلم بدهستان، فقال لي: من لم يرو عني حديثا عذب. فقلت: كيف يروي عنك، يراك هكذا فيسمع منك قال: لا، بل يقول: حدثنا فلان قال: حدثنا فلان، وذكر إسنادا فيه إجازة، ثم ذكر متنه خطبة لم أحفظها.
قال الضياء: ولما تولى المدرسة العذراوية رأى القاضي صدر الدين سليمان الحنفي رحمه الله في النوم كأن الإمام أحمد يدرس فيها، فيفسر به.

362
وذكر درسا في مدرسة الشيخ أبي عمر وهو حنبلي. وقرأ على شيخنا موفق الدين كتاب المقنع، وكتب له خطه عليه ما لم يكتبه لغيره في سنة ثلاث عشرة.
قال: ثم درس بالعذراوية، ودرس بالصارمية التي بحارة الغرباء، ودرس بمدرسة أم الصالح إسماعيل، وبالشامية البرانية. ومات وهو يدرس بالعذراوية، بها.
قلت: وناب في القضاء عن القاضي جمال الدين المصري، والقاضي شمس الدين الخويي،)
والقاضي عماد الدين عبد الكريم ابن الحرستاني الخطيب، والقاضي شمس الدين ابن سني الدولة، والرفيع الجيلي ناب عنه إلى أن مات.
قال أبو شامة: كان يعرف بالحنبلي. وكان فاضلا، دينا، بارعا في علم الخلاف، وفقه الطريقة، حافظا للجمع بين الصحيحين للحميدي.
وقرأت وفاته بخط الضياء في يوم الجمعة خامس شوال ودفن ليومه بالجبل، وكان الجمع في جنازته كثيرا. قال: وكان أوحد عصره في علم الخلاف. وكان مجتهدا في الخير لا سيما في آخر عمره.
قلت: وصنف طريقته في الخلاف وهي مجلدان، وكتاب الفصول والفروق، وكتاب الفروق، وكتاب الدلائل الأنيقة وغير ذلك.
روى عنه الحافظ الضياء حديثا واحدا، والمجد ابن الحلوانية، والشرف ابن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، والبدر حسن ابن الخلال، والشمس محمد ابن الكمال، ومحمد بن يوسف الذهبي، والعماد بن بدران.
وانفرد بإجازته القاسم بن عساكر الطبيب.
4 (إسماعيل بن أحمد بن الحسن.))
الأمير الأجل، مكرم الدين، ابن اللمطي.

363
من بيت مشهور.
ولد في حدود سنة خمس وأربعين.
وسمع من الفقيه أبي العباس أحمد بن الحطيئة.
وولي عدة ولايات بالوجه القبلي، والوجه البحري.
روى عنه الحافظ عبد العظيم وقال: توفي بالصعيد في السابع والعشرين من ربيع الأول.
4 (حرف الجيم))
4 (جبريل بن عبد الله، الزاهد.))
مريد الشيخ عبيد الله الإخميمي الزاهد.
من شيوخ الصعيد، له أحوال ومقامات. وانتفع بصحبته جماعة من الصالحين.
توفي بمنية بني خصيب في رابع جمادى الأولى رحمه الله.))
4 (جمهة بنت المفرج بن علي بن المفرج بن عمرو بن مسلمة.))
أم الفتيان، أخت الرشيد أحمد.
ولدت في سنة ثمان وأربعين أو نحو ذلك.
وأجاز لها أبو الوقت السجزي، ومسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وجماعة.
روى عنها: المجد ابن الحلوانية، ونصر الله وسعد الخير ابنا النابلسي. ولشيخنا البهاء ابن عساكر إجازة منها.
وتوفيت في ثالث عشر صفر.
4 (حرف الحاء))
4 (الحسين بن محمد بن علي بن وزير.))
زين الدين، أبو المعالي، الصوفي.

364
من أهل واسط. كان يلقن.
سمع من ابن بوش، وغيره في الكبر.
توفي في رمضان. ذكره ابن النجار. وروى عنه بالإجازة البهاء ابن عساكر.
4 (حرف الخاء))
4 (خليفة بن سليمان بن خليفة بن محمد، الفقيه.))
أبو السرايا، القرشي، الشروطي، الحنفي.
ولد سنة ست وستين.
وحدث بحلب عن ابن صدقة الحراني.
روى عنه القاضي مجد الدين العقيلي.
توفي رحمه الله في شوال.
وذكره الصاحب في تاريخ حلب. وأنه تفقه بالعجم. وكتب الحكم بين يدي والدي، ثم بين يدي ابن شداد. ثم درس بمدرسة الجاولي، ثم بمدرسة الأتابك طغرك. وكان لا يحرر مولده.
4 (حرف السين))
4 (سعد بن أبي منصور سعيد بن محمد ابن العلامة أبي منصور ابن الرزاز البغدادي.))
أبو محمد.)
سمع حضورا من عبيد الله بن شاتيل. وحدث.
وتوفي في جمادى الأولى.
4 (سعيد بن علي بن أبي الفتح المبارك بن أحمد بن محمد بن علي بن بكري.))

365
أبو الرضا، الحريمي، الصوفي.
ولد سنة ثلاث وخمسين.
وسمع من: أبي الفتح البطي، وأبي المكارم محمد بن أحمد الطاهري، وأبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وأبي شجاع أحمد، ويحيى ابني موهوب بن السدنك، وغيرهم.
ذكره المنذري وقال: توفي في حادي عشر شوال. ولنا منه إجازة.
قلت: لم أعرفه بعد.
4 (سعيد بن محمد بن سعيد بن جحدر، القاضي.))
بهاء الدين، أبو منصور، الأنصاري، الخزرجي، الجزري، الصوفي، الشافعي، الحاكم.
ولد بجزيرة ابن عمر في سنة تسع وأربعين.
وسمع في كبره من محمود بن نصر ابن الشعار.
ونزل بخانقاه سعيد السعداء مدة، وولي القضاء ببعض بلاد الصعيد.
روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما. وبالإجازة القاضي شهاب الدين ابن الخويي، والفخر إسماعيل بن عساكر، وأبو نصر محمد ابن الشيرازي، وسعد، والمطعم.
وتوفي إلى رحمة الله ليلة السابع والعشرين من رمضان.
4 (سليمان بن أبي بكر بن أميرك، العلامة، علم الدين.))
أبو الربيع، النيسابوري الأصل، الحموي المولد، المصري الديار، الحنفي.
كان مدرسا بالقاهرة بمدرسة يازكوج الأسدي، ومدرسة حارة الديلم، ومسجد الشهاب الغزنوي.
وحدث عن: أبي عبد الله الأرتاحي، والعماد الكاتب.

366
وكان دينا، خيرا، عارفا بالمذهب.
توفي في ذي القعدة.
4 (حرف الشين))
))
4 (سمخ بن ثابت بن عنان بن وافد بالفاء.))
أبو علي العرضي، السنبسي، خطيب داريا.
فقيه شافعي، فصيح، قادر على صوغ الخطب.
سمع بخراسان من: محمد بن فضل الله السالاري، ومحمد بن أحمد البخاري الخوارزمي.
روى عنه: ابنه الخطيب، والمجد ابن الحلوانية، وأبو علي ابن الخلال، وغيرهم. وبالإجازة العماد محمد ابن البالسي، وإبراهيم بن أبي الحسن المحرمي.
قرأت وفاته بخط الضياء في عاشر رمضان.
4 (شمس الدين بن برق.))
أحمد أمراء دمشق. وكان والي البر.
ذكروا أنه كاتب صاحب مصر، وأن كمال الدين ابن شيخ الشيوخ لما وصل إلى دمشق اعتنقه وسلم عليه وبالغ، فقبض عليه الصالح إسماعيل ونفذه إلى بعلبك، فشنق بها في جمادى الأولى من السنة. نقله تاج الدين عبد الوهاب.
4 (حرف الصاد))
4 (صالح بن خلف بن أحمد بن علي بن أحمد.))
الفقيه، أبو التقي الجهني، المصري، الشافعي، المقرئ، والد شيخنا أبي عبد الله محمد.

367
قرأ القرآن على أبي الجواد. وتفقه وسمع من المتأخرين. وأسمع ولده من ابن باقا.
وتصدر بالجامع الظافري مدة.
وكان شيخا صالحا، فاضلا.
توفي في شوال ببلبيس.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن رافع بن ترجم بن رافع.))
أبو محمد، الشارعي، الشافعي.
شيخ صالح، خير، مشهور بزيارة قبور الصاحين ومعرفة مواضعها له نهمة في ذلك، وقصد صالح.
روى عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد السبيي.)
روى عنه الحافظ عبد العظيم وقال: توفي في ثالث عشر شعبان. ولقبه الشيخ عابد بباء موحدة، عاش بضعا وسبعين سنة.
وأجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وأبي نصر محمد ابن الشيرازي.
4 (عبد الله بن محمد بن علي بن محمد.))
الأديب، أبو محمد، ابن الهروي، البغدادي.
ذكره ابن النجار فقال: من أولاد المحدثين. قرأ الأدب، وقال الشعر وغلب عليه المجون والخلاعة والفحش والسخف. وجمع مقامات في الهزل. وكان متهتكا. سيئ الطريقة. مات في جمادى الأولى، وله إحدى وسبعون سنة.
روى عنه ابن النجار شعرا.

368
4 (عبد الله بن يوسف بن أحمد.))
أبو حمد، البلنسي، المقرئ.
سمع من: أبي عبد الله بن نوح الغافقي.
وأخذ القراءات عن: أبي جعفر ابن الحصار، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي علي بن زلال.
وتفقه، ونوظر عليه في كتب الرأي.
وولي خطابة بلنسية مدة إلى أن أخذتها الفرنج صلحا في سنة ست وثلاثين، فنزح إلى دانية وولي خطابتها، ثم انتقل إلى مرسية وبها توفي. ذكره الأبار.
4 (عبد الحميد بن الحسن بن يحيى بن علي.))
القاضي، رشيد الدين، أبو المكارم، التميمي، المصري، المعدل.
حدث بدمشق عن البوصيري.
وأدركه الأجل بقطنا في أول شعبان.
روى عنه المجد ابن الحلوانية.
4 (عبد الرحمن بن عبد المؤمن بن عبد الله بن أبي طالب.))
أبو علي، السلمي، الموازيني، الطرائفي، العطار، المعروف بزريق الصيدلاني.
حدث عن: أبي القاسم بن عساكر المؤرخ، وأبي المواهب بن صصرى.
روى عنه: الزكيان البرزالي والمنذري، والمجد ابن الحلوانية، والبدر ابن الخلال، وجماعة.)
وكان عطارا في سوق الكبير.

369
وتوفي في رابع عشر جمادى الأولى.
أخبرنا أبو علي القلانسي، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد المؤمن، أخبرنا علي بن الحسن، أخبرنا الفراوي وزاهر قالا: أخبرنا أبو سعد الكنجروذي، أخبرنا الحسين بن علي التميمي، أخبرنا البغوي، حدثني جدي، وشجاع، ومحمود قالوا: حدثنا ابن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لايتمن أحدكم الموت لضر نزل به ولكن ليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي أخرجناه من حديث ابن علية.
4 (عبد الرحيم ابن الفقيه أبي الحجاج يوسف بن محمد ابن الشيخ.))
أبو محمد، البلوي، المالقي.
أخذ عن: أبيه، وأبي محمد القرطبي، وعبد الحق بن محمد.
وأجاز له: عبد الوهاب بن علي، وأبو العباس بن مقدام الرعيني.
مولده سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة.
ولي خطابة مالقة.
أخذ عنه ابن فرتون وورخه.
4 (عبد المعطي بن محمود بن عبد المعطي بن عبد الخالق.))
أبو محمد، الإسكندراني، اللخمي، المالكي، الضرير، الرجل الصالح.
سمع من عبد المجيد بن دليل.
وعاش خمسا وسبعين سنة.
وكان له بالإسكندرية رباط مشهور وانتفع بصحبته جماعة. وله فوائد ومجاميع.

370
وتوفي بمكة في أواخر ذي الحجة رحمه الله.
4 (عفيفة بنت أبي منصور محمد بن أحمد بن الفرج الدقاق.))
أم سارة، البغدادية.
أجاز لها: أبو زرعة، ومعمر بن الفاخر، وأحمد بن المقرب، وجماعة.
وتوفيت بالمحرم.))
4 (علي بن أحمد بن محمد بن العالي بن جوشن.))
أبو الحسن، القرشي، الشارعي، المقرئ، الشافعي، الجباس بجيم وباء موحدة.
قرأ القراءات على فارس بن تركي الضرير وصحبه مدة.
وكان كثير التلاوة يختم في كل ليلة جمعة بالقرافة ختمة، وفي كل ليلة ثلاثاء بمشهد نفيسة رحمها الله ختمة وبمشهد زيد كل ليلة سبت ختمة، أقام على هذا مدة. وكان له قبول تام من الناس، وانتفع به جماعة في حفظ القرآن.
وعاش نيفا وثمانين سنة. ومات في ثاني ربيع الأول.
4 (علي بن مختار بن نصر بن طغان.))
جمال الملك، أبو الحسن، العامري، المحلي المولد، الإسكندراني، المعروف بابن الجمل.
ولد في أول سنة ثمان وأربعين.

371
وسمع من: السلفي، والشريف أبي محمد العثماني.
وحدث غير مرة، روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، وشيخنا الشرف الدمياطي، وخديجة بنت غنيمة البغدادية، والزين محمد بن عبد الوهاب ابن الجباب الكاتب، وأبو القاسم عبد الرحمن بن عمران الدكالي حنون، وأبو القاسم عبد الرحمن بن مخلوف بن جماعة، وشرف القضاة أبو الفتح محمد ابن الشيخ أبي الفضل أحمد بن محمد ابن الجباب، وأبو صادق محمد ابن الرشيد العطار، وآخرون. وبالإجازة شمس الدين عبد القادر ابن الحظيري، وسعد الدين بن سعد، والقاضي تقي الدين سليمان، والقاضي شهاب الدين الخويي.
وهو من أولاد أمراء الدولة العبيدية.
سمع قطعة صالحة من السلفي.
وتوفي في ثامن عشر شعبان.
4 (عمر ابن الملك الأمجد بهرام شاه بن فروخشاه.))
الملك المظفر، تقي الدين.
توفي في ربيع الأول بدمشق.
وله شعر جيد.
4 (عمر بن مظفر بن سعيد، القاضي.))
)
رشيد الدين، أبو حفص، الفهري، الفوي، المصري، الشاعر، الكاتب.
تقلب في الخدم الديوانية. وكان شاعرا محسنا، مدح الملوك والوزراء. وكان كثير المحفوظ، حلو النادرة.

372
روى عنه الزكي المنذري، وغيره.
وعاش خمسا وسبعين سنة. توفي في سابع جمادى الأولى.
4 (عوض بن فخير بن رمضان.))
أبو القاسم القرشي، الفهري، الفوي، ثم المصري، الأديب، الشاعر، ويعرف بالأديب القطان.
صحب الأديب إسماعيل العطار.
روى عنه من شعره الزكي المنذري وقال: كان محبا للفضيلة، كثير الشغف بعرفة التواريخ، والوفيات، والوقائع.
توفي في العشرين من رمضان عن أربع وثمانين سنة.
4 (حرف اللام))
4 (لب بن عمر بن جراح.))
أبو عيسى الأنصاري، المراكشي.
أخذ كتابي النجم والكواكب للإقليشي عن ابن كوثر. وتلا بالسبع بسبتة على أبي زكريا الهورني.
توفي في شوال. قاله ابن فرتون.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن يعلى.))
أبو عبد الله، الهاشمي، المالقي، المعمر، المالكي، الضرير، نزيل الإسكندرية، ويعرف بالغزال.
ذكر أنه ولد بمالقة سنة أربع وثلاثين وخمسمائة. وأنه سمع الأحكام

373
الكبرى من عبد الحق ببجاية، وأنه سمع من السلفي بالإسكندرية.
كتب عنه الزكي عبد العظيم، وذكره في معجمه. وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله. الشيخ، محيي

374
الدين، أبو بكر، الطائي،))
)
الحاتمي، الأندلسي، المرسي، المعروف بابن العربي.
ويعرف أيضا بالقشيري لتصوفه، صاحب المصنفات، وقدوة أهل الوحدة.
ولد في رمضان سنة ستين وخمسمائة برسية.
وذكر أنه سمع بمرسية، وأنه سمع بقرطبة من أبي القاسم خلف بن بشكوال، وبإشبيلية من أبي بكر محمد بن خلف بن صاف. وقد سمع بمكة من زاهر بن رستم كتاب الترمذي، وسمع بدمشق من أبي القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني القاضي، وبالموصل، وبغداد، وسكن الروم مدة.
قرأت بخط ابن مسدي يقول عن ابن العربي: ولقد خاض في بحر الإشارات، وتحقق بمجال العبارات، وتكون في تلك الأطوار حتى قضى ما شاء من لبانات وأوطار، فضربت عليه العلمية رواقها، وطبق ذكره الدنيا وآفاقها، فجال بمجالها، ولقي رجالها. وكان جميل الجملة والتفصيل، محصلا للفنون أحصن تحصيل، وله في الأدب الشأو الذي لا يلحق. سمع ابن الجد، وابن زرقون، ونجبة بن يحيى. وذكر أنه لقي ببجاية عبد الحق وفي ذلك نظر وأن السلفي أجاز له وأحسبها العامة وذكر أنه سمع من أبي الخير أحمد بن إسماعيل الطالقاني.
قلت: هذا إفك بين ما لحقه أبدا.
قال ابن مسدي: وله تواليف تشهد له بالتقدم والإقدام ومواقف النهايات في مزالق الإقدام. وكان مقتدرا على الكلام، ولعله ما سلم من الكلام، وعندي من أخباره عجائب. وكان ظاهري المذهب في العبادات، باطني النظر في الاعتقادات، ولهذا ما ارتبت في أمره والله أعلم بسره.

375
ذكره أبو عبد الله الدبيثي فقال: أخذ عن مشيخة بلده، ومال إلى الآداب، وكتب لبعض الولاة، ثم حج ولم يرجع، وسمع بتلك الديار. وروى عن السلفي بالإجازة العامة. وبرع في علم التصوف وله فيه مصنفات كثيرة. ولقيه جماعة من العلماء والمتعبدين وأخذوا عنه.
وقال ابن نقطة: سكن قونية وملطية مدة. وله كلام وشعر غير أنه لا يعجبني شعره.
قلت: كأنه يشير إلى ما في شعره من الاتحاد وذكر الخمر والكنائس والملاح، كما أنشدنا أبو المعالي محمد بن علي عن ابن العربي لنفسه:
* بذي سلم والدير من حاضر الحمى
* ظباء تريك الشمس في صورة الدمى)
* (فأرقب أفلاكا وأخدم بيعة
* وأحرس روضا بالربيع منمنما
*
* فوقتا أسمى راعي الظبي بالفلا
* ووقتا أسمى راهبا ومنجما
*
* تثلث محبوبي وقد كان واحدا
* كما صيروا الأقنام بالذات أقنما
*
* فلا تنكرن يا صاح قولي غزالة
* تضيء لغزلان يطفن على الدما
*
* فللظبي أجيادا وللشمس أوجها
* وللدمية البيضاء صدرا ومعصما
*
* كما قد أعرت للغصون ملابسا
* وللروض أخلاقا وللبرق مبسما
* ومن شعره في الحق تعالى:
* ما ثم ستر ولا حجاب
* بل كله ظاهر مبين
* وله:
* فما ثم إلا الله ليس سواه
* فكل بصير بالوجد يراه
* وله:
* لقد صار قلبي قابلا كل صورة
* فمرعى لغزلان ودير لرهبان
*

376
* وبيت لأوثان وكعبة طائف
* وألواح توراة ومصحف قرآن
*
* أدين بدين الحب أين توجهت
* ركائبه فالحب ديني وإيماني
* وله من قصيدة:
* عقد الخلائق في الإله عقائدا
* وأنا اعتقدت جميع ما اعتقدوه
* هذا الرجل كان قد تصوف، وانعزل، وجاع، وسهر، وفتح عليه بأشياء امتزجت بعالم الخيال، والخطرات، والفكرة، فاستحكم به ذلك حتى شاهد بقوة الخيال أشياء ظنها موجودة في الخارج.
وسمع من طيش دماغه خطابا اعتقده من الله ولا وجود لذلك أبدا في الخارج، حتى إنه قال: لم يكن الحق أوقفني على ما سطره لي في توقيع ولايتي أمور العالم، حتى أعلمني بأني خاتم الولاية المحمدية بمدينة فاس سنة خمس وتسعين. فلما كانت ليلة الخميس في سنة ثلاثين وستمائة أوقفني الحق على التوقيع في ورقة بيضاء، فرسمته بنصه: هذا توقيع إلهي كريم من الرؤوف الرحيم إلى فلان، وقد أجزل له رفده وما خبينا قصده، فلينهض إلى ما فوض إليه، ولا تشغله الولاية عن المثول بين أيدينا شهرا بشهر إلى انقضاء العمر.
ومن كلامه في كتاب فصوص الحكم قال: أعلم أن التنزه عند أهل الحقائق في الجناب الإلهي)
عين التحديد والتقييد، فالمنزه، إما جاهل وإما صاحب سوء أدب، ولكن إذا أطلقاه، وقالا به، فالقائل الشرائع المؤمن إذا نزه ووقف عند التنزيه، ولم ير غير ذلك، فقد أساء الأدب، وأكذب الحق والرسل وهو لا يشعر، وهو كمن آمن ببعض وكفر ببعض، ولا سيما وقد علم أن ألسنة الشرائع الإلهية إذا

377
نطقت في الحق تعالى بما نطقت به إنما جاءت به في العموم على المفهوم الأول وعلى الخصوص على كل مفهوم يفهم من وجوه ذلك اللفظ بأي لسان كان في موضع ذلك اللسان، فإن للحق في كل خلق ظهورا، فهو الظاهر في كل مفهوم، وهو الباطن عن كل فهم، إلا عن فهم من قال: إن العالم صورته وهويته وهو الاسم الظاهر، كما أنه بالمعنى روح ما ظهر فهو الباطن، فنسبته لما ظهر عن صور العالم نسبة الروح المدبرة للصورة، فتوجد في حد الإنسان مثلا باطنة وظاهرة، وكذلك كل محدود، فالحق محدود بكل حد، وصور العالم لا تنضبط، ولا يحاط بها، ولا يعلم حدود كل سورة منها إلا على قدر ما حصل لكل عالم من صوره، ولذلك يجهل حد الحق،
فإنه لا يعلم حده إلا بعلم حد كل صورة وهذا محال. وكذلك من شبهه وما نزهه، فقد قيده وحدده وما عرفه. ومن جمع في معرفته بين التنزيه والتشبه، وصفه بالوصفين على الإجمال، لأنه يستحيل ذلك على التفصيل، كما عرف نفسه مجملا لا على التفصيل. ولذلك ربط النبي صلى الله عليه وسلم معرفة الحق بمعرفة النفس، فقال: من عرف نفسه عرف ربه. وقال تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم وهو عينك حتى يتبين لهم أي للناظرين أنه الحق من حيث إنك صورته، وهو روحك، فأنت له كالصورة الجسمية لك، وهو لك كالروح المدبر لصورة جسدك، فإن الصورة الباقية إذا زال عنها الروح المدبر لها لم تبق إنسانا ولكن يقال فيها: إنها صورة تشبه صورة الإنسان، فلا فرق بينها وبين صورة من خشب أو حجارة ولا ينطق عليها اسم إنسان إلا بالمجاز لا بالحقيقة. وصورة العالم لا يتمكن زوال الحق عنها أصلا، فحد الألوهية له بالحقيقة لا بالمجاز كما هو حد الإنسان.
إلى أن قال في قوله تعالى: وقالوا لا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث

378
ويعوق ونسرا قال: فإنهم إذا تركوهم جهلوا من الحق على قدر ما تركوا من هؤلاء فإن للحق في كل معبود وجها يعرفه من يعرفه، ويجهله من يجهله من المحمديين وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه أي: حكم، فالعالم يعلم من عبد، وفي أي صورة ظهر حتى عبد، وإن التفريق والكثرة كالأعضاء)
في الصورة المحسوسة، وكالقوى المعنوية في الصورة الروحانية، فما عبد غير الله في كل معبود. إلى أن قال: مما خطيئاتهم فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم بالله، وهو الحيرة فأدخلوا نارا في عين الماء في المحمديين وإذا البحار سجرت سجرت التنور: إذا أوقدته فلم يجدوا من دون الله أنصارا فكان الله عين أنصارهم، فهلكوا فيه إلى الأبد فلو أخرجهم إلى السيف سيف الطبيعة لنزل بهم عن هذه الدرجة الرفيعة، وإن كان الكل لله وبالله، بل هو الله. وقال في قوله: يا أبت افعل ما تؤمر فالوالد عين أبيه، فما رأى يذبح سوى نفسه، وفداه بذبح عظيم، فظهر بصورة كبش من ظهر بصورة إنسان، لا بل بحكم ولد من هو عين الوالد، وخلق منها زوجها فما نكح سوى نفسه فمنه الصاحبة والولد والأمر واحد في العدد.
وفيه:
* فيحمدني وأحمده
* ويعبدني وأعبده
*
* ففي حال أقر به
* وفي الأعيان أجحده
*
* فيعرفني وأنكره
* وأعرفه فأشهده
* وقال: ثم تممها محمد صلى الله عليه وسلم بما أخبرنا به عن الحق تعالى بأنه عين السمع

379
والبصر واليد والرجل واللسان، أي: هو عين الحواس. والقوى الروحانية أقرب من الحواس، فاكتفى بالأبعد المحدود عن الأقرب المجهول الحد.
إلى أن قال: وما رأينا قط من عبد الله في حقه تعالى في آية أنزلها أو إخبار عنه أوصله إلينا فيما نرجع إليه إلا بالتحديد، تنزيها كان أو غير تنزيه، أوله العماء الذي ما فوقه هواء وما تحته هواء فكان الحق فيه قبل أن يخلق الخلق. ثم ذكر أنه استوى على العرش فهذا أيضا تحديد، ثم ذكر أنه ينزل إلى السماء الدنيا فهذا تحديد، ثم ذكر أنه في السماء وأنه في الأرض وأنه معنا أينما كنا إلى أن أخبرنا أنه عيننا ونحن محدودون فما وصف نفسه إلا بالحد. وقوله: ليس كمثله شيء حد أيضا إن أخذنا الكاف زائدة لغير الصفة، وإن جعلنا الكاف للصفة قد حددناه. وإن أخذنا ليس كمثله شيء على نفي المثل تحققنا بالمفهوم، وبالخبر الصحيح أنه عين الأشياء، والأشياء محدودة، وإن اختلفت حدودها، فهو محدود بحد كل محدود، فما تحد شيئا إلا وهو حد للحق، فهو الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم يكن الأمر كذلك ما صح الوجود، فهو عين الوجود. وذكر فصلا من هذا النمط. تعالى الله عما يقول علوا)
كبيرا. أستغفر الله، وحاكي الكفر ليس بكافر.
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في ابن العربي هذا: شيخ سوء، كذاب، يقول بقدم العالم ولا يحرم فرجا. هكذا حدثني شيخنا ابن تيمية الحراني به عن جماعة حدثوه عن شيخنا ابن دقيق العيد أنه سمع الشيخ عز الدين يقول ذلك. وحدثني بذلك المقاتلي، ونقلته من خط أبي الفتح بن سيد الناس أنه سمعه من ابن دقيق العيد.
قلت: ولو رأى كلامه هذا لحكم بكفره، إلا أن يكون ابن العربي رجع عن هذا الكلام، وراجع دين الإسلام، فعليه من الله السلام.
وقد توفي في الثاني والعشرين من ربيع الآخر.

380
ولابن العربي توسع في الكلام، وذكاء، وقوة حافظة، وتدقيق في التصوف، وتواليف جمة في العرفان. ولولا شطحات في كلامه وشعره لكان كلمة إجماع، ولعل ذلك وقع منه في حال سكره وغيبته، فنرجو له الخير.
4 (محمد بن جعفر بن أحمد بن علي.))
أبو عبد الله، الأنصاري، الصولي، المالكي.
ولد بصول قبل الستين وخمسمائة.
وصول: من الصعيد الأدنى.
وسمع من أبي البركات هبة الله بن عبد المحسن.
روى عنه الزكي المنذري شعرا وقال: توفي في ثاني عشر المحرم.
4 (محمد بن سعيد بن محمد بن سعيد ابن الرزاز.))
أبو سعد، البغدادي.
حضر في الرابعة عند عبيد الله بن شاتيل. وصار عدلا، وولي وكالة أولاد الخليفة. وحدث.
وتوفي في جمادى الأولى، ودفن عند أبيه وأجداده.
4 (محمد ابن القاضي عبد الله ابن القاضي السعيد علي بن عثمان، القاضي شرف الدين.))
أبو الحسن، المخزومي، الشافعي، العدل.

381
سمع من البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، والأرتاحي، وجماعة كثيرة.
وشهد على القضاة، وتقلب في الخدم.)
وحدث بمصر والشام.
وعاش خمسين سنة. وتوفي في ذي القعدة بغزة.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن علوان بن عبد الله بن علوان بن رافع، قاضي))
القضاة.
جمال الدين، أبو عبد الله، ابن الأستاذ، الأسدي، الحلبي، الشافعي.
ولد بحلب في سنة أربع وستين وخمسمائة.
وسمع من: جده لأمه عبد الصمد لن ظفر، ويحيى الثقفي، وأبي الفتح عمر بن علي الجويني، وغيرهم.
وحدث بمصر وحلب.
وناب عن أخيه القاضي زين الدين عبد الله، فلما توفي ولي القضاء.
وكان من النبلاء العلماء يرجع إلى فضل، ودين وسؤدد.
روى عنه: الجمال محمد ابن الصابوني، والمجد ابن العديم الحاكم، والشهاب الأبرقوهي، وجماعة.
وقد سمع في سنة تسع وستين بقراءة الحافظ عبد القادر الرهاوي على جده المهذب عبد الصمد الخامس عشر من الأفراد للدارقطني: أخبرنا طاهر بن عبد الرحمن ابن العجمي سنة عشرون وخمسمائة، أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسين بن سعدون الموصلي بحلب سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، أخبرنا الدارقطني.

382
توفي جمال الدين في صفر بحلب.
وقد روى سعد الخير النابلسي، عنه عن القطب مسعود بن محمد.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن مسعود بن الحسين ابن الحلي.))
أبو عبد الله، البغدادي.
سمع من: أبي السعادات القزاز، وطاعن الزبيري.
وكان كاتبا متصرفا، متميزا، حسن الطريقة.
توفي في جمادى الآخرة.
أجاز للقاضي شهاب الدين ابن الخويي، والبدر حسن ابن الخلال، وزينب بنت الإسعردي،)
ومحمد ابن الشيرازي، والبهاء بن عساكر.
4 (محمد بن عبد الملك بن يوسف بن محمد بن قدامة.))
الإمام، أبو يوسف، الجماعيلي.
روى عن يحيى الثقفي.
روى لبا عنه العماد عبد الحافظ بن بدران.
قال الحافظ الضياء: توفي في المحرم بجماعيل. قال: وقال لي بشارة عتيق أبي حمزة: توفي في ذي الحجة سنة سبع، والله أعلم.
4 (محمد بن علي بن عبد الوهاب بن خليف بن عبد القوي.))
الشيخ الجليل، أبو البركات، الجذامي، السعدي، الإسكندراني.
من بيت حشمة وتقدم.
ولد سنة خمس وستين وخمسمائة.
وحدث عن السلفي ببلده وبمصر.

383
روى عنه الحافظ عبد العظيم وقال: توفي في التاسع والعشرين من جمادى الآخرة.
وروى عنه الجمال ابن الصابوني وقال: سقط عليه جدار فقتله.
4 (محمد بن علي بن محفوظ بن تميم بن إسماعيل.))
الشيخ الجليل، أبو البركات، الأنصاري، الإسكندراني، المعروف بابن تاجر عينة.
ولد سنة تسع وأربعين.
وحدث عن: السلفي، وعبد العزيز بن فارس الشيباني.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والتاج الغرافي، وجماعة.
وقد توفي في شعبان.
4 (محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي العجائز.))
أبو عبد الله، الأزدي، الدمشقي.
من بيت كبر قديم. رق حاله وافتقر، وصار يخدم القضاة، ويقف بين أيديهم.
حدث عن: أبي القاسم بن عساكر الحافظ، وأبي بكر عبد الله بن محمد النوقاني.
روى عنه الزكي المنذري وقال: كان شيخا صالحا، حدث من أهل بيته جماعة.)
قلت: وقد حدث الحافظ أبو القاسم عن جده أبي الفهم عبد الرحمن.

384
وممن روى عن محمد: المجد ابن الحلوانية، والبدر ابن الخلال. وأجاز لأبي المعالي ابن البالسي، وتقي الدين سليمان الحاكم، وإبراهيم بن أبي الحسن المخرمي، والشيخ علي القارئ.
وتوفي في رابع شوال.
4 (محمد بن لؤي.))
أبو منصور البغدادي، الأديب.
من شعراء الديوان العزيز.
وكان مسنا، عاش تسعين سنة. وتوفي في جمادى الأولى.
وله من قصيدة:
* لا نفع في عذلي وعندي منهم
* خوف التفرق مقعد ومقيم
*
* ولقد أراني ذا اشتياق بعدهم
* إن هب من أرض الغوير نسيم
*
* هل عندكم ترياق من هو في الهوى
* بلحاظ آرام الخدور سليم
*
4 (محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ابن الحاج.))
أبو القاسم، التجيبي، القرطبي.
سمع من: نجبة بن يحيى، وابن غالب. وتوفي بإشبيلية في عشر السبعين في صفر.
4 (محمد بن أبي المظفر محمد بن علي بن عبد الله.))
المعروف الصدر، ابن الهروي.
بغدادي، شاعر، وخليع ماجن، له يد طولى في النظم والنثر، والجد

385
والهزل. وسلك في شعره أسلوب ابن حجاج في الفحش في بعض الأوقات. وله مقامات مليحة.
توفي في تاسع جمادى الآخر.
4 (محمد بن أبي بكر بن عبد الواسع الهروي.))
الإسكاف، نزيل جبل قاسيون.
حدث عن أحمد بن حمزة الموازيني.
كتب عنه عمر ابن الحاجب.
وحدث عنه ابن الحلوانية، وغيره.)
وتوفي بعد الحج بخيبر في المحرم.
4 (مظفر بن أبي القاسم عبيد الله بن المبارك بن إبراهيم بن مختار.))
العدل، الرئيس، أبو نصر، ابن السيبي، البغدادي، الأزجي، الدقاق.
أسمعه أبوه من: نصر الله القزاز، وذاكر بن كامل، وجماعة.
وحضر ابن شاتل.
وهو من بيت حديث وعدالة.
قال ابن النجار: لم يكن محمود الطريقة. توفي في ثامن عشر ربيع الأول.
أجاز لسعد الدين، وللبجدي، وبنت مؤمن.
4 (ممدود بم عبد الله الربابي، القوال، البغدادي.))
كان أستاذا في الطرب وعلم الموسيقى. ولم يكن في وقته مثله. وكان طيب الصوت، بعيد الصيت، ظريفا، خفيفا، لطيفا، له حشمة ودنيا.
توفي في ذي القعدة، وله سبعون سنة، ودفن بداره.
4 (مواهب بن أبي الرضا محمد بن المبارك بن عد الرحمن بن عصية بالضم، والأصح))
بالفتح.

386
أبو بكر، البغدادي.
سمع من عبد المغيث بن زهير.
مات في ربيع الآخر.
4 (حرف الهاء))
4 (هبة الله بن أحمد بن أبي الفتح ابن الدخني.))
بغدادي. روى عن فارس الحفار.
4 (هبة الله بن علي بن أبي البركات هبة الله.))
أبو البركات أخو الإمام أبي الفضل جعفر الهمذاني.
روى عن السلفي بالإجازة.
4 (حرف الياء))
4 (يوسف ن سلمان بن قاسم.))
)
أبو الحجاج، القلوسني، الصعيدي، الزاهد، مريد الشيخ أبي عبد الله القرشي.
كان أحد من يشار إله بقلوسنا بالصلاح والكرامات، وله أتباع. وكان من أبناء الثمانين.
توفي في جمادى الآخرة.
4 (يوسف بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور بن رافع بن حسن.))

387
الفقيه، تقي الدين، أبو عبد الله، المقدسي، ثم النابلسي، الحنبلي.
ولد ببيت المقدس تقديرا في سنة ست وثمانين.
وقدم دمشق وسمع بها من: عمر بن طبرزد، وأبي اليمن الكندي، وأبي القاسم ابن الحرستاني، وست الكتبة بنت الطراح، وطائفة.
وتفقه على الشيخ الموفق. وكتب الخط المنسوب.
وكان إمام الجامع الغربي بنابلس. وفيه دين، وعبادة، وخير. كتب عنه عمر ابن الحاجب، وغيره. وتوفي في عاشر ذي القعدة.
4 (وفيها ولد))
العماد محمد بن علي ابن البالسي العدل، في صفر.
والبهاء محمد بن يوسف ابن البرزالي العدل، في رجب.
وأبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد ابن الحاج القرطبي المالكي.
والعماد علي بن عبد العزيز ابن السكري، الخطيب المصري.
والفتح محمد ابن محيي الدين عبد الله بن عبد الظاهر الموقع.
والعفيف محمد بن عبد المحسن ابن الدواليبي الواعظ، شيخ المستنصرية.
والعفيف عبد الخالق بن أبي علي ابن الفارع الحموي، في رجب.
وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الحسيني الناسخ، أخو التاج الغرافي، بالإسكندرية.
والنجم عبد اللطيف بن عبد العزيز بن تيمية.
والصلاح صالح بن أحمد القواس البعلبكي الشاعر.
وإسماعيل بن صالح بن هاشم ابن العجمي الحلبي الفقيه.
والشيخ محمد بن أحمد بن منعة الصالحي.
والمجد محمد بن عمر بن محمد ابن العماد الكاتب، في جمادى الأولى.)
والفتح عبد الوهاب بن محمد بن محمد بن محمد ابن البلخي الحنفي، بحلب.

388
4 (وفيات سنة تسع وثلاثين وستمائة.))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن أسفنديار بن الموفق.))
أبو العباس، البوشنجي، الواعظ، شيخ رباط الأرجوانية.
كان أديبا، شاعرا، مفوها.
توفي فجاءة في ذي القعدة.
4 (أحمد بن الحسين بن أحمد بن معالي بن منصور.))
العلامة شمس الدين، أبو عبد الله، ابن الخباز، الإربلي الأصل، الموصلي، النحوي، الضرير، صاحب التصانيف.
كان أستاذا بارعا في النحو واللغة والعروض والفرائض. وله شعر رائق.
توفي في رجب في عاشره بالموصل، وله خمسون سنة.
وله:

389
* سقت الغضون الراح من حركاتها
* وتعلم الملكان من لحظاتها
*
* سمراء تحمى بالملاحة، طرفها
* كسنانها، وقوامها كقناتها
*
* يا من غرسن لها المودة في الحشى
* وسقتها من أدمعي لنباتها
*
* لا تحسبي طول النوى ينسي الهوى
* حتى ترد النفس عن صبواتها
*
4 (أحمد ابن تاج الدولة عبد الله ابن الوزير أبي الفرج محمد بن عبد الله بن هبة الله بن))
المظفر ابن رئيس الرؤساء الوزير أبي القاسم ابن المسلمة.
أبو الفضل، البغدادي.
كان عاشر الفقراء ويسلك منهجهم. وكان يقرأ بصوت طيب.
توفي في رجب.
4 (أحمد بن يعقوب بن عبد الله بن عبد الواحد.))
أبو العباس، البغدادي، المارستاني، الصوفي، قم جامع المنصور.
ولد في حدود سنة خمس وأربعين وخمسمائة.)
وسمع: أبا المعالي محمد بن محمد ابن اللحاس، وعمر بن بنيمان البقال، وأبا علي أحمد بن محمد الرحبي، ومحمد بن أسعد العطاري حفدة، وخديجة بنت النهرواني، وشهدة بنت الإبري، وأبا الفرج محمد بن أحمد الدقاق، وغيرهم.
وكان شيخا صالحا، معمرا، عالي الإسناد.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والفاروثي، وأبو القاسم بن بلبان، وأبو الفضل محمد بن أبي الفرج ابن الدباب، وأبو بكر محمد بن أحمد الشريشي، وعبد الله بن أبي السعادات، وأبو الحسن علي بن أحمد الحسيني الغراف، وجماعة. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين سليمان، والفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، وابن سعد، وعيسى المطعم، وأحمد بن الشحنة، وآخرون.

390
قال ابن نقطة: هو ابن الحبيق. سمعت منه، وسماعه صحيح. وكان رجلا صالحا. توفي في الثالث والعشرين من ذي الحجة.
قلت: ومن مسموعه كتاب التقوى لابن أبي الدنيا على ابن اللحاس بإجازته من أبي القاسم ابن البسري.
وسمع منه ابن الجوهري نسخة الكجي عن القعنبي، بسماعه من جعفر ابن الدامغاني، عن ابن سوار، وابن المقير، وعن محمد بن الحسين الحراني، عن ابن ماسي، عنه. وسمع منه الجزء الثاني عشر من مسند الحارث بن أبي أسامة، بسماعه من عمر بن بنيمان في سنة ست وخمسين وخمسمائة: أخبرنا الطريثيثي، أخبرنا الحسين بن شجاع، عن ابن خلاد، عنه.
قرأت على أبي الحسن العلوي أن أحمد بن يعقوب أخبرهم: أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا علي بن أحمد كتابة، أخبرنا عبيد الله ن أبي مسلم، حدثنا أبو بكر الصولي، حدثنا أبو بكر أحمد بن عمرو البزار، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا علي بن هاشم بن البريد، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده، عن أي ذر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب: أنت أول من آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكافرين.
محمد بن عبيد الله ليس بشيء.))
4 (أرسلان شاه بن أبي بكر بن أيوب بن شاذي السلطان.))

391
الملك الحافظ نور الدين ابن السلطان الكبير الملك العادل الأيوبي صاحب جعبر.
ملك قلعة جعبر دهرا طويلا، وكان بها خزائن عظيمة من المال لوالده، فلما تولى أخوه أخذها منه، فلما كان في أواخر أمره وخاف من الخوارزمية لأنهم شعثوا بلاده، وخاف من ابنه أن يسلم إليهم القلعة، فأرسل إلى أخته صاحبة حلب ليسلم إليها قلعة جعبر وبالس، وأن تعوضه بمدينة عزاز، ففعل ذلك وتسلم نوابه بلد عزاز وقلعتها، فسمعت الخوارزمية وأغاروا على جعبر وبالس، وعثروا على أهلها ثم إنه سكن عزاز، فتوفي بها وحمل تابوته إلى حلب ودفن بالفردوس.
4 (إسحاق بن طرخان بن ماضي بن جوشن.))
الفقيه، تقي الدين، أبو الفداء، ابن الفقيه العالم أبي محمد، اليمني الأصل، الدمشقي، الشاغوري، الشافعي.
سمع والده في سنة أربع وخمسين من أبي يعلى حمزة بن أحمد ابن كورس الثلث الأخير من كتاب البسملة لسليم الفقيه وأجاز له الباقي. وحدث بهذا الكتاب مرات عديدة.
وكان شيخا فاضلا، حسن الطريقة، يؤم بمسجد بالشاغور.
روى عنه: الشرف أبو المظفر ابن النابلسي، والمجد ابن الحلوانية، والشهاب القوصي، والشهاب أحمد بن محمد ابن الخرزي، والشرف ابن عساكر، والبدر

392
ابن الخلال، والشرف عبد المنعم بن عساكر. وبالحضور العماد محمد ابن البالسي. وآخر من روى عنه الشرف محمد بن داود ابن خطيب بيت الآبار.
توفي بالشاغور في عاشر رمضان.
وهو آخر من روى عن ابن كروس.
4 (إسحاق بن يعقوب بن عثمان.))
الفقيه، جمال الدين، المراغي، الشافعي.
تفقه بمراغة على والده. وبالموصل على ابن يونس مدة.
وصحب الشيخ صدر الدين أبا الحسن بن حمويه بمصر وأعاد له مدة. وولي تدريس جامع الإسكندرية.)
وكان إماما فاضلا. له تعليق في الخلاف.
توفي في حادي عشر جمادى الأولى بالقاهرة، وقد نيف على السبعين رحمه الله تعالى.
4 (أسعد ابن القاضي عبد الغني بن أسعد بن عبد الغني بن أسعد.))
القاضي الجليل، نفيس الدين، أبو الكرم، ابن قادوس، العدوي، المصري.
شيخ معمر. ولد بمصر في رجب سنة ثلاث وأربعين.
وسمع من: الشريف أبي الفتوح الخطيب، وأبي العباس أحمد بن الحطيئة وهو آخر أصحابهما، وأبي الحسن علي بن عبد الرحيم ابن العصار، وعبد الله بن بري، ومحمد بن علي الرحبي، وغيرهم.
وبالإسكندرية من: عبد المجيد بن دليل، والقاضي محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وأبي طاهر السلفي، لكن لم يظهر سماعه منه إلا قبيل موته ولم يحدث عنه. سمع الأول من الثقفيات.

393
وكان كثير التلاوة للقرآن.
روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، وابن مسدي، وأثنى عليه في معجمه.
وبالإجازة القاضي شهاب الدين ابن الخويي، وغيره.
ولم أسمع على أحد من أصحابه لا بالسماع ولا بالإجازة.
توفي في التاسع والعشرين من ذي الحجة بالإسكندرية.
4 (إسماعيل بن سعد السعود بن أحمد بن هشام.))
أبو أمية الأموي، الأندلسي، اللبلي، نزيل إشبيلية.
روى عن أبي الوليد والده، وعن أبي بكر محمد بن خلف بن صاف، وأخذ عنه القراءات، وسمع منه صحيح البخاري.
وسمع صحيح مسلم بقرطبة من أبي بكر بن خير.
وكان مولده في سنة ثمان وخمسين.
ومات ابن صاف سنة خمس وثمانين، وهو من كبار أصحاب أبي الحسن شريح.
ولي أبو أمية قضاء مراكش في الفتنة. ثم انصرف إلى إشبيلية.
قال الأبار: أخذ عنه أصحابنا. وتوفي سنة تسبع. قلت: كتابتها تحتمل العامين فالله أعلم.))
4 (إسماعيل بن ظفر بن أحمد بن إبراهيم بن مفرج بن منصور ابن ثعلب بن عنيبة ثانيه))
نون

394
.
الرجل الصالح، أبو الطاهر، المنذري، النابلسي، ثم الدمشقي، الحنبلي، المحدث.
من ولد النعمان بن المنذر ملك عرب الشام.
ولد بدمشق في سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
وسمع بمصر من: أبي القاسم البوصيري، وأبي عبد الله الأرتاحي، وإسماعيل بن ياسين، وجماعة. ورحل إلى العراق، فسمع من: المبارك بن المعطوش، وأبي الفرج ابن الجوزي، وعبد الله بن أبي المجد. ودخل إصبهان، فسمع من: أبي المكارم اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني، وأبي جعفر الصيدلاني، وطائفة. ورحل إلى خراسان وأدرك أبا سعد عبد الله بن عمر الصفار، وسمع منه ومن منصور الفراوي، والمؤيد. وبحران: عبد القادر الحافظ، وانقطع إليه مدة وأكثر عنه. وجاور سنة بمكة لأجل ابن الحصري.
وكان كثير الأسفار، فقيرا، قانعا، دينا، صالحا، له كرامات.
قال عمر ابن الحاجب: كان عبدا صالحا، ذا مروءة، مع فقر مدقع، صاحب كرامات.
قلت: حدث بدمشق، وحران، وبغداد.
وعني بالحديث، وكتب بخطه الكثير وهو خط رديء فيه سقم.
قال الحافظ الضياء: وهو رجل دين، خير، اعتنى بطلب الحديث وجمعه.
قلت: روى عنه هو، والزكيان البرزالي، والمنذري، والمجد ابن الحلونية، والعماد إبراهيم بن الماسح، والحسام عبد الحميد اليونيني، والبدر حسن ابن الخلال، والعماد إسماعيل ابن الطبال، والنجم موسى الشقراوي، والشمس محمد ابن الواسطي، والعز أحمد ابن العماد، والفخر إسماعيل بن عساكر، والقاضي تقي الدين سليمان. وبالحضور العماد محمد ابن البالسي.
ومات بجبل قاسيون في رابع شوال.

395
4 (حرف الجيم))
4 (جعفر بن محمد بن هبة الله.))
أبو الفضل، الخلدي، البغدادي، الصوفي، ساكن الديار مصر.
قال ابن مسدي: لقيته، فذكر لي أنه سمع البخاري من أبي الوقت، وأن له سماعات كثيرة من)
أبي زرعة، وغيره. ورحل إلى السلفي، وأن أثباته مودعة، وأنه ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة فقرأت عليه بالإجازة العامة من أبي الوقت. مات بقوص سنة تسع وثلاثين.
4 (جعفر بن مكي بن علي بن سعيد.))
الحاجب، الرئيس، أبو محمد، فخر الدين، البغدادي، المقرئ، الشافعي، الشاعر.
قرأ القراءات، وتفقه، وقرأ الأصلين، والخلاف، والعربية. وله شعر كثير مدون في مجلدتين.
وكان خازن كتب النظامية، ثم صار حاجبا بباب المراتب، ثم عزل ثم أعيد،

396
ثم عزل، ثم صار من حجاب المناطق، وقدم على سائر الشعراء الديوان العزيز.
وتوفي في ثاني صفر.
وقد حدث عن عمر بن بكرون. وعاش سبعا وستين سنة.
ومن شعره:
* كم سامني أبرق الوادي وأجرعه
* شوقا ظللت غداة البين أجرعه
*
* وكم يسمعني فيه العذول على
* حبي ظالما ما لست أسمعه
*
* بان الحبيب ولما يقض لي وطر
* فبان عني لما بان موضعه
*
* نخلف الجسم عنه يوم كاظمة
* لكن قلبي المعنى سار تبعه
*
4 (حرف الحاء))
4 (حرمي بن محمود بن عبد الله بن زيد بن نعمة.))
الصالح، أبو الحرم، الرؤبي، ورؤبة: بالضم، قرية بالشام المصري المولد والدار، الطحان.
ولد قبل الستين وخمسمائة.
وسمع من عبد الله بن عبد الرحمن البلنسي بمصر، ومن الشريف أبي الفضل عباس بن الحسين العباسي الطبري بمكة.
روى عنه زكي الدين المنذري وقال: توفي في العشرين من صفر.
4 (الحسن بن إبراهيم بن هبة الله بن دينار.))

397
أبو علي، المصري، السمسار، الصائغ.
ولد سنة خمسين.)
وسمع من السلفي.
روى عنه: الزكي المنذري، والكمال ابن العديم الصاحب، وابنه أبو المجد الحاكم، والمجد ابن الحلوانية، والجمال محمد ابن الصابوني، وولده الشهاب أحمد، والعلاء بن بلبان، والضياء عيسى السبتي، وموفقية المصرية، وجماعة. وبالإجازة أبو نصر محمد ابن الشيرازي، والشمس عبد القادر ابن الحظيري، وغيرهما.
ومات في ثامن عشر جمادى الآخرة.
4 (الحسن بن علي بن أبي السعود.))
الأديب، أبو محمد، الكوفي، نزيل القاهرة.
له قصيدة نونية في القراءات رواها عنه الدمياطي أبو محمد وقال: توفي في جمادى الآخرة بالقاهرة.

398
4 (الحسين بن أحمد بن الخضر.))
أبو عبد الله، الحربي، البزاز.
شيخ صالح. حدث عن عبد المغيث بن زهير.
ومات في ربيع الآخر.
4 (حرف الراء))
4 (ربيعة بن أبي الجواد حاتم بن سنان بن بشر.))
أبو محمد، الرملي، ثم المصري، الجلد، الكتبي.
سمع من: قاسم بن إبراهيم المقدسي، وأبي القاسم هبة الله البوصيري.
وأم بمسجد عبد الله بمصر.
روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، وجماعة.
توفي في ذي القعدة.
4 (رشيد الدين ابن الصوري.))
الطبيب، أبو منصور، ابن أبي الفضل بن علي.
ولد سنة ثلاث وسبعين بصور، ونشأ بها.

399
واشتغل على موفق الدين عبد العزيز، والموفق عبد اللطيف بن يوسف.)
وطب بالقدس مدة. وخدم الملك العادل، ثم عظم عند المعظم، وتمكن منه ومن ابنه الناصر، وفوض إليه ابنه رئاسة الأطباء.
وكان له حلقة إشغال.
توفي بدمشق في أول رجب.
4 (حرف السين))
4 (سليمان بن إبراهيم بن هبة الله بن رحمة.))
الفقيه، المحدث، الزاهد، أبو الربيع، الإسعردي، خطيب بيت لهيا.
ولد بإسعرد في سنة سبع وستين وخمسمائة.
وطلب الحديث بدمشق لما قدمها، وتخرج بالحافظ عبد الغني، وسمع منه ومن الخشوعي، وجماعة. وبمصر من: البوصيري، وابن ياسين، وفاطمة بنت سعد الخير، والأرتاحي.
وبالإسكندرية من عبد الرحمن بن موقى.
وكتب الكثير بخطه وهو طريقة معروفة فيها تكويف.
وكان صالحا، ثقة، خيرا. أسمع بنته زينب الكثير، وهي أحد من روى صحيح البخاري بالقاهرة عاليا.
روى عنه الشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، والشرف أبو الحسين اليونيني، والبدر حسن ابن الخلال، وأبو إسحاق إبراهيم بن حاتم، وأبو العباس أحمد بن طي، وجماعة.
وبالإجازة: العماد ابن البالسي، ومحمد بن مشرق، وغيرهما.
ومات في الثاني والعشرين من ربيع الآخر ببيت لهيا.

400
4 (حرف الشين))
4 (شمس الدين ابن الخباز النحوي.))
أحمد، تقدم.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن المبارك بن أحمد بن أحمد.))
أبو محمد البقال، البغدادي.
حدث عن المنعم بن كليب.)
وعاش ثمانين سنة.
وتوفي في نصف ربيع الأول.
4 (عبد الله بن معد بن عبد العزيز بن عبد الكريم.))
الفقيه، جمال الدين، أبو محمد، ابن البوري، الدمياطي، الشافعي، المدرس بالإسكندرية بمدرسة السلفي.
ولد سنة أرع وستين وخمسمائة ظنا.
وتفقه، ودرس، وتقلب في الخدم الديوانية.
وحدث بدمشق عن أبي القاسم عبد الرحمن بن موقى.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والبدر ابن الخلال، وغيرهما.
وولي التدريس بالإسكنرية إلى أن توفي.
مات بالقاهرة في عاشر جمادى الآخرة.
4 (عبد الحميد بن محمد بن أبي بكر بن ماضي بن وحيش بن علي، الفقيه.))

401
أبو محمد، المقدسي، الحنبلي.
حدث عن يحيى الثقفي.
وجلس لإقراء القرآن، وانتفع به خلق بالجبل. وكان من أهل الدين والصلاح.
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، وأبو علي ابن الخلال، والعماد الحافظ، ومحمد بن علي الواسطي، وغيرهم.
توفي في الثاني والعشرين من جمادى الآخرة.
4 (عبد الرحمن بن مقبل بن الحسين بن علي، العلامة.))
قاضي القضاة، عماد الدين، أبو المعلي، الواسطي، الشافعي.
ولد بواسط سنة سبعين، وتفقه بها.
وقرأ القرآن وجوده فتفقه على ابن البوقي، وعلى: المجير البغدادي، وأبي القاسم بن فضلان، وابن الربيع.
وبرع في المذهب، وأعاد وأفتى، ودرس، وناب في القضاء عن أبي صالح الجيلي، ثم ولي بعده قضاء القضاة في سنة أربع وعشرين. وولي تدريس مذهبه بالمستنصرية إحدى وثلاثين.)
ثم عزل من الكل في شعبان ثلاث وثلاثين، ولزم بيته، ونسك، وتعبد، ثم ولي مشيخة رباط الموزبانية في سنة خمس وثلاثين إلى أن مات.
وحدث عن عبد المنعم بن كليب.
مات في الحادي والعشرين من ذي القعدة عن سبعين سنة.

402
وكان من عقلاء العلماء.
4 (عبد الرحيم بن أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي بن سكينة.))
عون الدين، أبو محمد.
شيخ رباط العميد، وناظر وقفه. وكان له اتصال بالدولة. وولي وكالة شرف الدين إقبال الشرابي وكان مقصدا في قضاء الحوائج، ذا مروءة وتودد، وحسن عشرة.
توفي في شعبان كهلا.
4 (عبد السيد بن أحمد بن عبد السيد بن أبي سعد بن محمد.))
أبو محمد، الضبي، البعقوبي، خطيب بعقوبا.
سمع من: يحيى بن ثابت، وأحمد بن المبارك المرقعاتي، وغيرهما.
روى عنه: أبو المعالي الإبرقوهي، وغيره. وبالإجازة القاضيان ابن الخويي وتقي الدين سليمان، والفخر بن عساكر، وأبو بكر بن عبد الدائم، وعيسى المطعم، وسعد الدين بن سعد، والشهاب أحمد بن أبي طالب، وغيرهم.
توفي ببعقوبا في ثاني عشر صفر وله تسع وسبعون سنة.
4 (عبد العظيم بن عبد المنعم بن يحيى بن الحسن بن موسى.))
أبو محمد، التيمي، الكري.
ذكر أنه من ولد نوح بن طلحة بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه.

403
ولد بعد السبعين وخمسمائة بالصعيد. وصحب الصالحين، ودخل المغرب وذكر أنه سمع من أبي عبد الله محمد ابن القطان بمنكاسة.
كتب عنه الزكي المنذري فوائد وقال: كان صالحا، حسن الطريقة، له قبول تام بدهر يوط، وبها مات في المحرم.))
4 (عبد الغني ابن شيخ حران وخطيبها فخر الدين أبي عبد الله محمد بن الخضر بن محمد بن))
الخضر بن علي بن تيمية.
الخطيب، سيف الدين، أبو محمد، والد شيخنا العدل أبي الحسن علي.
سمع من والده، ومن عبد القادر الرهاوي.
وولي الخطابة بعد أبيه.
ولد سنة إحدى وثمانين، وتوفي في سابع عشر المحرم.
4 (عبد اللطيف بن أحمد بن مكي بن رجاء.))
أبو طالب، التيمي، البغدادي، الخياط.
حدث عن أبي السعادات نصر الله القزاز.
ومات في صفر.
4 (عبد المجيد ابن تاج الدين الحسن بن أبي الفتوح عبد الله بن هبة الله بن المظفر ابن رئيس))
الرؤساء.
ابن أخي الوزير أبي الفرج.
ولد سنة ست وستين ببغداد.

404
وسمع من أبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني. وأجاز له أبو الحسين عبد الحق، وشهدة.
وهو من بيت حشمة ووزارة.
أجاز للقاضي تقي الدين سليمان، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وسعد الدين، وجماعة.
وتوفي في رمضان.
عبد المنعم بن رضوان بن سيدهم بن مناد.
زين الدين، أبو محمد، الكتامي، المصري، الشارعي، الشافعي، المقرئ.
ولد ظنا في سنة ثمان وخمسين وخمسمائة. وقرأ بالروايات على الشيوخ.
وسمع من: علي بن هبة الله الكاملي، وعثمان بن فرج العبدري، وإسماعيل بن ياسين، وجماعة.
وأجاز له أبو القاسم بن حبيش الحافظ، وأبو زيد السهيلي من المغرب.
وكان إمام مسجد فندق مسرور.)
روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، والشهاب الأبرقوهي، والشرف الدمياطي، وجماعة.
وكان صالحا، خيرا كوالده.
توفي في ثاني عشر جمادى الآخرة.
4 (عبد الواحد الدمشقي.))
الزاهد رحمه الله تعالى.
قال الإمام أبو شامة: أقام قسا راهبا بكنيسة مريم سبعين سنة، ثم أسلم

405
قبل موته بأيام، وأخذته الصوفة إلى السميساطية وأقام بها أياما، ومات وكانت له جنازة حافلة.
4 (عثمان بن سعيد بن كثير.))
الإمام شمس الدين، أبو عمرو، الصنهاجي، الفاسي.
قدم مصر في صباه وسكنها.
وسمع من: عشير بن علي المزارع، وهبة الله البوصيري، وغيرهما. وتفقه على الشهاب محمد بن محمود الطوسي، ومهر في مذهب الشافعي.
وولي قضاء قوص، وتصدر بالجامع العتيق بمصر، وولي وكالة القاهرة ومصر مدة، ودرس بالجامع الأقمر.
ولد بفاس في سنة خمس وستين وخمسمائة ظنا.
وتوفي بالقاهرة في جمادى الأولى.
4 (علي بن حيدرة بن محمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة بن الحسين، الشريف، العدل.))
أبو الحسن، الحسيني، المصري، ويعرف بابن سكر.
سمع من: الشريف يونس بن يحيى الهاشمي، وغيره.
وشهد عند أبي القاسم عبد الملك بن درباس ومن بعده.
وهو من بيت جلالة ونبل.
وسكر: بسين مهملة، وكاف مثقلة.
توفي في جمادى الآخرة.
4 (علي بن عبد الصمد بن عبد الجليل بن عبد الملك.))
)

406
الفقيه، بدر الدين، أبو الحسن، الرازي، ثم الدمشقي، الأديب، المؤدب.
ذكر أنه ولد في سنة أربع وستين وخمسمائة.
وسمع ثمانين حديثا للآجري من السلفي.
وكان يؤدب بمكتب جاروخ جوار العادلية. وله سعر لا بأس به.
روى عنه: أبو عبد الله البرزالي، وأبو العباس ابن الحلوانية، وأبو علي ابن الخلال، وأبو المحاسن ابن الخرقي، وأبو بكر عبد الله بن الصائن العامري، وغيرهم. وروى عنه بالحضور: العماد محمد ابن البالسي، ومحمد بن أحمد ابن الكركرية. وأجاز لجماعة.
وتوفي في ربيع الآخر.
وحضور الاثنين منه في حادي عشر هذا الشهر ومات على إثر ذلك.
ورخ وفاته الإمام أبو شامة.
4 (علي بن أبي بكر بن محمد بن محمود.))
أبو الحسن، الصنهاجي، الإسكندراني، العابر، ويعرف بابن الطبيبة.
ولد سنة سبع وخمسين.
وسمع من أبي طالب أحمد بن المسلم بن رجاء.
وله شعر حسن، ومعرفة بالتعبير. وفيه خير وصلاح. أضر بأخرة.
ومات في سادس عشر شوال.
4 (عمر بن وفاء بن يوسف بن غنيمة.))
أبو الوفاء، الحربي.
شيخ لا بأس به.

407
سمع محمد بن المبارك ابن الحلاوي قال: أخبرنا محمد بن عبد السلام الأنصاري إجازة.
4 (عياش بن محمد بن أحمد بن خلف بن عياش.))
أبو بكر، القرطبي، الأنصاري، ويعرف بالشنتيالي المقرئ.
أخذ القراءات عن أبيه، وعن جده لأمه أبي القاسم بن غالب. وسمع من أبي العباس ابن الحاج.
وولي خطابة قرطبة.)
مات بمالقة هو والشيخ أبو عامر يحيى بن الربيع في يوم واحد، في ربيع الأول.
4 (حرف الغين))
4 (غياث بن أفضل بن الأشرف بن أبي المظفر بن أبي المكارم.))
الشريف، أبو المظفر، العباسي، المتوكلي، الحريمي.
سمع من: أبي شاكر يحيى السقلاطوني، ولاحق بن كاره، وعبد المغيث بن زهير.
وهو بكنيته أشهر.
وقيل: إن المحدثين سموه وسمعوا منه.
أجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، والبدر ابن الخلال، وفاطمة بنت سليمان، وجماعة.
4 (حرف القاف))
4 (قاسم بن عبد الله أحمد بن جمهور.))

408
أبو عبيد، القيسي، الأندلسي.
سمع: أباه، وأبا بكر بن الجد.
وعالج الشروط. وبقي إلى قبل الأربعين وستمائة.
4 (قايماز، الأمير، مجاهد الدين.))
أبو المظفر، المعظمي، الشمسي، أبو فصيد.
مولى الملك المعظم شمس الدولة تورانشاه بن أيوب بن شاذي بن مروان.
كان والي البحيرة، وغيرها. وحمدت سيرته وعفته. كان موصوفا بالشجاعة والإقدام. له حرمة وقدم.
ولد في حدود سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وسمع من أبي طاهر السلفي.
وحدث بدمشق ومصر.
روى عنه: الزكي المنذري، والمجد ابن الحلوانية، والعلاء بن بلبان، وطائفة سواهم.
وبالإجازة العماد محمد ابن البالسي.
وتوفي في سلخ شوال.
4 (حرف الميم))
))
4 (محمد بن عبيد الله بن عمر بن علي.))
أبو عبد الله، الأنصاري، الأوسي، القرطبي، الضرير، المعروف بابن الصفار.

409
قال الأبار: سمع أبا القاسم بن بشكوال، وأبا بكر بن الجد، وأبا عبد الله بن زرقون، وأبا محمد بن عبيد الله الحجري، وجماعة. وسكن مراكش، وأخذ القراءات عن أبي القاسم ابن الشراط، وغيره. وأقرأ. وتجول كثيرا في الفتنة، ثم استقر بتونس، وبها لقيته وصحبته طويلا وسمعت منه. وادعى الإكثار عن شيوخه، فاستربت. وكان يقرئ العربية، ويسمع الحديث، وله مشاركة في النظم. توف في جمادى الآخرة وقد نيف على السبعين.
4 (محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن قسوم.))
أبو بكر، الإشبيلي.
مصنف كتاب مجالس الأبرار في معاملة الجبار ويشتمل على أخبار صلحاء إشبيلية.
روى عنه الحافظ أبو بكر ابن سيد الناس.
توفي في ذي الحجة.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المجيد.))
أبو عبد الله، البغدادي، الصوفي، المعروف بالمصري.
ولد سنة ثمانين. وسمع من: أبي منصور عبد الله بن عبد السلام، وذاكر بن كامل، وابن كليب، وطائفة.
وكان إماما فاضلا متفننا، عارفا بالفقه، والخلاف، والنحو، صاحب أدب وشعر، ولطف ونوادر، وفيه مروءة وأخلاق.
طلب بنفسه، وأكثر عن أصحاب ابن الحصين، وقاضي المارستان. وكان ثقة متقنا.

410
روى عنه ابن النجار في تاريخه، وجمال الدين أبو بكر الشريشي. وبالإجازة القاضي شهاب الدين الخويي، والعماد ابن البالسي، وغيرهما.
توفي في ثالث ذي العقدة، وقيل: في خامسه.
وأظن المحب أدركه.
4 (محمد بن عبد الله بن علي بن الحسين بن عبد الخالق.))
القاضي، الرئيس، عز الدين، أبو عبد الله، ابن الصاحب صفي الدين، ابن شكر، الشيبي،)
المالكي.
سمع من: الحافظ ابن المفضل. وأجاز له الخشوعي، وجماعة.
توفي في المحرم.
4 (محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي القاسم بن صدقة بن حفص.))
قاضي القضاة، شرف الدين، أبو المكارم، ابن القاضي الرشيد أبي الحسن،

411
ابن القاضي أبي المجد، ابن الصفراوي، الإسكندراني، ثم المصري، الشافعي، المعروف بابن عين الدولة.
ولد بالإسكندرية في سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وقدم القاهرة في سنة ثلاث وسبعين، فكتب لقاضي القضاة صدر الدين عبد الملك بن درباس، ثم ناب عنه في القضاء سنة أربع وثمانين وخمسمائة. وقد حكم بالإسكندرية من أعمامه وأخواله ثمانية أنفس. وناب في القضاء أيضا عن قاضي القضاة ابن أبي عصرون، وعن زيد الدين علي بن يوسف الدمشقي، وعن عماد الدين عبد الرحمن ابن السكري. ثم استقل بالقضاء بالقاهرة في سنة ثلاث عشر وستمائة. وولي قضاء الديار المصرية وبعض الشامية في سنة سبع عشرة.
قال ذلك الحافظ زكي الدين وقال: كان عارفا بالأحكام، مطلعا على غوامضها. وكتب الخط الجيد. وله نظم ونثر. وكان يحفظ من شعر المتقدمين والمتأخرين جملة. وتوفي في تاسع عشر ذي القعدة.
قلت: وروى عنه حكاية في معجمه وقال: سمع من والده، ومن أبي الطاهر محمد بن محمد بن بنان شعرا، وسمع من قاضي القضاة ابن درباس.
وقد ذكره القاضي جمال الدين ابن واصل وقال: عزل عن قضاء مصر بالقاضي بدر الدين السنجاري في سنة ثمان وثلاثين. وبقي شرف الدين ابن عين الدولة قاضيا بالقاهرة وبالوجه البحري.
قلت: ثم عاش بعد ذلك أشهرا ومات.
قال: وكان فاضلا في الفقه، والأدب، والشروط، عفيفا، نزيها. وكان يحفظ كثيرا من علم الأدب. ونقل المصريون عنه كثيرا من النوادر والزوائد، وكان يقولها يسكون وناموس.
ومن شعره:)

412
* وليت القضاء وليت القضا
* ء لم يك شيئا توليته
*
* فأوقعني في القضاء القضا
* وما كنت قدما تمنيته
*
4 (محمد بن عبد العزيز بن يحيى بن أحمد بن علي.))
أبو عبد الله، ابن أبي بكر، البغدادي، الخراز بخاء معجمة ثم راء.
سيخ صالح، مسن جاوز الثمانين.
وحدث عن: أحمد بن علي بن المعمر العلوي، وأبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وعبد الحق.
وحدث من بيته جماعة.
وتوفي في نصف ذي القعدة، قاله المنذري.
وروى عنه ابن النجار. وبالإجازة ابن عساكر، وابن الشيرازي، وسعد، والمطعم، وطائفة.
4 (محمد بن علي بن أبي العز سلطان بن سالم.))
أبو عبد الله، الشيباني، الصوفي، الواعظ.
حدث عن ابن كليب.
ومات في ثاني عشر ربيع الأول.
4 (محمد بن علي بن سعيد بن أبي نصر.))
الأستاذ، أبو عبد الله، الحصيني، البغدادي، النحوي، الضرير.
من أئمة العربية، أخذ عن أبي البقاء.
وسمع من: عبد الوهاب بن سكينة، وابن الأخضر.

413
ودرس النحو بالمستنصرية، وانتفع به جماعة.
ومات في شوال.
وحصين: من قرى نهر عيسى بالعراق.
4 (محمد بن عيسى بن معتصر.))
أبو عبد الله، المغربي.
روى عن: أبي ذر الخشني، وأبي موسى الجزولي.
وكان يشارك في فنون.
قتل بمراكش.))
4 (محمد بن محمد بن عيسى، الأديب.))
أبو عبد الله، الفاسي، المالكي.
ولي القضاء بأماكن من المغرب.
وحدث عن: أبي بكر بن أبي جمرة، ونجبة بن يحيى، وطائفة.
وعاش سبعين سنة.
4 (محمد بن يحيى بن مظفر بن علي بن نعيم.))

414
القاضي، العالم، أبو بكر، البغدادي، الشافعي، المعروف بابن الحبير بضم الحاء المهملة.
ولد سنة تسع وخمسين.
وسمع من: شهدة، وعبد الله بن عبد الصمد السلمي، ومحمد بن نسيم العيشوني، وأبي الفتح بن المني.
وحدث، روى عنه لنا أبو الحسن الغرافي.
كان إماما عارفا بالمذهب بصيرا بدقائقه، دينا، خيرا، كثير التلاوة والحج، صاحب ليل وتهجد.
وكانت له يد طولى في الجدل والمناظرة.
تفقه على أبي الفتح بن المني الحنبلي، وعلى المجير أبي القاسم محمود بن المبارك البغدادي، وأبي المفاخر النوقاني. وتأدب على أبي الحسن بن العصار، وغيره.
وكان حنبليا في أوئل أمره ثم تحول شافعيا. وناب في القضاء عن أبي عبد الله بن فضلان. ثم ولي تدريس النظامية في سنة ست وعشرين وستمائة.
أخبرنا علي بن أحمد العلوي، أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الفقيه، أخبرتنا شهدة، أخبرنا طراد، أخبرنا هلال، أخبرنا ابن عياش القطان، أخبرنا أبو الأشعث، حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر: أن رجلا أتى المسجد والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصليت يا فلان قال: لا قال: قم فاركع.
توفي في سابع شوال. قاله ابن النجار وقد روى عنه، ووصفه بالعلم والعمل، فأطنب.
أجاز للبهاء ابن عساكر.

415
4 (محمد بن يوسف.))
أبو عبد الله، المنبجي الصوفي.)
توفي بعد ذي النون المصري.
وحدث عن البوصيري.
مات في رمضان.
4 (مكي بن أحمد بن علي.))
أبو الجرم، المكناسي الوراق.
روى عن: عبد المجيد بن محمد الكركنتي، وغيره.
4 (مكي بن داود بن هلال.))
أبو الحرم السعدي، الجزري، نبيه الدين، المالكي.
مدرس المالكية بمصر.
فقيه، إمام. له شعر وأدب.
وقد سمع من الحافظ ابن المفضل.
وهو منسوب إلى جزيرة الفسطاط.
توفي في تاسع ربيع الأول.
4 (منصور بن حباسة.))
القاضي وجيه الدين الإسكندراني، التاجر، العدل.
من أعيان التجار وذوي الثروة.
له ببلده مدرسة معروفة، ورباط.
توفي في ثاني ذي القعدة.

416
4 (موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك.))
العلامة، كمال الدين، أبو الفتح، الموصلي، الشافعي.
أحد الأعلام.
ولد في صفر سنة إحدى وخمسين وخمسمائة بالموصل.
وتفقه على والده. ثم توجه إلى بغداد، فتفقه بالنظامية على معيدها السديد السلماسي بالخلاف والأصول.
وقرأ العربية بالموصل على الإمام يحيى بن سعدون، وببغداد على الكمال عبد الرحمن)
الأنباري.
وتميز، وبرع في العلم. ورجع إلى الموصل، وأقبل على الدروس والاشتغال والاستبحار من العلوم حتى اشتهر اسمه وبعد صيته، ورحل إليه الطلبة، وتزاحموا عليه.
قال القاضي شمس الدين ابن خلكان وهو من بعض تلامذته: انثال عليه الفقهاء، وجمع من العلوم ما لم يجمعه أحد، وتفرد بعلم الرياضي.

417
قال: وقيل: إنه كان يتقن أربعة عشر فنا من العلوم. وكان الحنيفية يقرأون عليه مذهبهم، ويحل مسائل الجامع الكبير أحسن حل. وكذلك أهل الذمة يقرأون عليه التوراة والإنجيل، ويشرحها لهم شرحا يعترفون أنهم لا يجدون من يوضحها لهم مثله. وكذلك في كل فن متى أخذ معه يوهم أنه لا يعرف سواه لجودة معرفته به. وبالجملة فأخبار فضله في جميع العلوم مشهورة حتى إن الأثير مفضل بن عمر الأبهري على جلالة قدره في العلم وما له من التصانيف كالتعليقة في الخلاف والزيج يجلس بين يديه، ويقرأ عليه والناس يوم ذاك يشتغلون في تصانيف الأثير. وسئل الشيخ كمال الدين عن الأثير ومنزلته في العلوم، فقال: ما أعلم فقيل: وكيف وهو في خدمتك منذ سنين عديدة واشتغل عليك فقال: لأني مهما قلت له تلقاه بالقبول وما جاذبني في مبحث قط حتى أعلم حقيقة فضله. ولما حج الشيخ قال الأثير لما بلغه انهم لم ينصفوه من دار الخلافة: ولله ما دخل بغداد مثل أبي حامد الغزالي، وولله ما بينه وبين الشيخ نسبة.
قال ابن خلكان: وكان الشيخ يعرف الفقه، والأصلين، والخلاف، والمنطق، والطبيعي، والإلهي، والمجسطي، وإقليدس، والهيئة، والحساب، والجبر، والمقابلة، والمساحة، والموسيقى معرفة لا يشاركه فيها غيره. وكان يقرأ كتاب سيبويه، المفصل للزمخشري. وكان له في التفسير، والحديث، وأسماء الرجال يد جيدة. وكان يحفظ من التاريخ والأخبار شيئا كثيرا. وله شعر حسن. وكان الأثير يقرأ عليه في المجسطي، وهي لفظة يونانية، أي: الترتيب. وكان شيخنا تقي الدين ابن الصلاح
يبالغ في الثناء عليه، ويعظمه، فقيل له يوما: من شيخه فقال: هذا الرجل خلقه الله عالما، لا يقال على من اشتغل فإنه أكبر من هذا.

418
وطول ابن خلكان ترجمته، ثم قال: ومن وقف على هذه الترجمة فلا ينسبني إلى المغالاة فمن كان فاضلا وعرف ما كان عليه الشيخ، عرف أني ما أعرته وصفا ونعوذ بالله من الغلو.)
ثم إن القاضي رحمه الله أنصف، وقال: كان سامحه الله يتهم في دينه لكون العلوم العقلية غالبة عليه. وعمل فيه العماد المغربي وهو عمر بن عبد النور الصنهاجي النحوي:
* أجدك أن قد جاء بعد التعبس
* غزال بوصل لي وأصبح مؤنسي
*
* وعاطيته صهباء من فيه مزجها
* كرقة شعري أو كدين ابن يونس
* وللعماد هذا فيه وقد حضر درس الشيخ جماعة بالطيالسة:
* كما كمال الدين للعلم والعلى
* فهيهات ساع في معاليك يطمع
*
* إذا اجتمع النظار في كل موطن
* فغاية كل أن تقول ويسمعوا
*
* فلا تحسبوهم من عناد تطيلسوا
* ولكن حياء واعترافا تقنعوا
* وقال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة في تاريخ الأطباء له في ترجمة كمال الدين: وهو علامة زمانه، وأوحد أوانه، وقدوة العلماء، وسيد الحكماء، أتقن حكمة يعني الفلسفة وتميز في سائر العلوم، كان يقرئ العلوم بأسرها، وله مصنفات في نهاية الجودة، ولم يزل مقيما بالموصل. وقيل: إنه كان يعرف علم السيمياء وله كتاب تفسير القرآن، وكتاب شرح التنبيه وكتاب مفردات ألفاظ القانون وكتاب في الأصول، وكتاب عيون المنطق، وكتاب لغز في الحكمة، وكتاب في النجوم.

419
قال ابن خلكان: توفي بالموصل في رابع عشر شعبان. ولما ترددت إليه، وقع في نفسي أن جاءني ابن سميته باسمه، فرزقت ولدي الأكبر في صفر سنة إحدى وخمسين بالقاهرة يعني كمال الدين موسى خطيب كفربطنا قال: وعجبت من موافقته له في تاريخ المولد فبينهما مائة سنة كاملة.
قال الموفق عبد اللطيف: ولما كان سنة خمس وثمانين وخمسمائة حيث لم يبق ببغداد من يملأ عيني، ويحل ما يشكل علي، دخلت الموصل فلم أجد فيها بغيتي، لكن وجدت الكمال بن يونس جيدا في الرياضيات والفقه متطرفا من باقي أجزاء الحكمة ولقد استغرق عقله ووقته حب الكيمياء، وعملها حتى صار يستخف بكل ما عداها.
وقال أبو شامة: توفي في نصف شعبان.
4 (حرف النون))
4 (نصر بن علي بن عبد الله بن المبارك بن نغوبا.))
)
أبو القاسم، الواسطي.
ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة. وتوفي في هذه السنة.
وله إجازة أبي الفتح بن البطي، ولقد حدث عنه بها.
قلت: سمع شيخنا سنقر القضائي ببغداد سنة أربع وثلاثين جزء البانياسي على خمسة مجتمعين أحدهم ابن نغوبا. ولم يسم في الطبقة، بل كتبوه ابن نغوبا فقط، والظاهر أنه هذا، لأنا لم نعرف أحدا كان حيا في سنة أربع وثلاثين من أولاد ابن نغوبا له سماع أو إجازة إلا هو.

420
4 (حرف الهاء))
4 (هواش بن رزين بن نمير.))
أبو قايماز، الفرمي، الطيني، المعمر.
شيخ صالح طاعن في السن.
توفي في صفر بدمياط.
قال الحافظ زكي الدين: علقت عنه بالطينة على بحيرة تنيس فوائد في سنة أربع وثلاثين، فحدثني أن له من العمر مائة وست سنين، وأن مولده بالفرما، وأن له بالطينة سبعين إلا سنة.
قال: ولم تزل الفرما عامرة حتى خربها شاور، فرأيت الفرما أنا في سنة أربع ثلاثين خالية وعليها سور وأبراج.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع بن أحمد بن ربيع.))
أبو عامر، الأشعري، القرطبي.
كان من أجل أهل بيته وأعلمهم.
روى عن: أبيه، وخلفة بن بشكوال، وأبي بكر بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون، وطائفة.
له مصنفات كلامية.
ولي قضاء قرطبة، وخرج منها سنة ثلاث وثلاثين حين تغلب عليها العدو، وكان قيما بعلم الكلام يقرئه، ويقرئ الفقه وأصوله.
ولد سنة ثلاث وستين، ومات في ثامن عشر ربيع الأول.)

421
روى عنه: ابنه أبو الحسين محمد، وأبو علي ابن الأحوص، وأبو جعفر ابن الطباع.
توفي بمالقة.
4 (يسار بن خلف بن سراج، الفقيه.))
عفيف الدين، أبو عبد الله، القيسي، الدمشقي، الشاغوري، الشافعي.
ولد بحوران، وقدم دمشق، فتفقه، وجود المذهب.
وسمع من: يحيى الثقفي، والخشوعي، وجماعة.
وروى عنه: الشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، وجماعة.
وتوفي في تاسع صفر.
وكان يشهد ويحضر المدارس.
4 (يوسف بن يحيى بن البركات.))
أبو المظفر، البغدادي، البزاز.
ولد سنة ثلاث وستين.
وسمع من تجني الوهبانية.
أجاز لابن سعد، وللبجدي، وبنت مؤمن، وجماعة.
4 (الكنى))
4 (أبو بكر بن أحمد بن معبد الكريدي.))
الحربي.
سمع من أبي الفتح بن البطي.
وولد في حدود الخمسين وخمسمائة.
وكان شيخا صالحا، خيرا. سماه الطلبة تماما.

422
وتوفي في خامس جمادى الآخرة.
4 (أبو بكر بن جعفر بن حسن الباهي وباها: قريبة من القاهرة.))
المالكي، العابر، الرجل الصالح.
كان إماما في تعبير الرؤيا مقدما فيها.
توفي بباها وحمل، فدفن بقرب قبر الليث رحمه الله في صفر.))
4 (أبو غالب بن خضر بن نحرير الصالحي.))
الشاوي.
حدث عن أبي الحسين أحمد ابن الموازيني.
ومنهم من يسميه غالبا.
سمع من: التاج بن أبي جعفر، والمجد ابن الحلوانية، وغيرهما. وأجاز للقاضي تقي الدين الحنبلي.
ومات في شعبان.
4 (وفيها ولد))
شيخنا القاضي بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة الكناني، في ربيع الآخر.
والقاضي شرف الدين حسن بن عبد الله ابن الشيخ أبي عمر الحنبلي.
والقاضي بهاء الدين يوسف بن محمد بن محمد ابن الأستاذ الحلبي.
والنور علي بن عبد العظيم بن سلمان العلوي الرسي، بمصر. سمع ابن رواج.
ووكيل بيت المال بمصر مجد الدين عيسى بن عمر ابن الخشاب.
والعماد أبو بكر بن مكي بن أبي الخوف، بدمشق، قاضي سرمين.

423
وشهاب الدين غازي ابن الملك الناصر داود ابن المعظم.
وزين الدين عبد الرحمن بن نصر بن عبيد الله الحنفي.
والعماد محمد ابن التقي يعقوب ابن الجرائدي.
والبدر محمد بن عتيق الأنصاري الشاهد.
وأحمد بن عمر النصيبي، الموقت بالقدس.
والكمال محمد بن نصر الله بن إسماعيل ابن النحاس، بقاسيون.
والشرف إسماعيل ابن الخطيب محيي الدين محمد ابن الحرستاني.
والبدر محمد بن علي بن الزبير الجيلي الأصم.
والركن عمر بن محمد بن يحيى العتبي الإسكندري.
والبهاء إبراهيم بن عبد الرحمن بن نوح المقدسي الكاتب.
والعفيف محمد بن عبد المحسن ابن الخراط، شيخ المستنصرية.)

424
4 (وفيات سنة أربعين وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن ثناء بن أحمد.))
أبو العباس، ابن القرطبان، الحربي.
سمع: محمد بن المبارك ابن الحلاوي.
وعنه ابن النجار وقال: مات في المحرم وقد بلغ الثمانين.
قلت: أظن للقاضي تقي الدين سليمان بن حمزة منه إجازة. وأجاز لابن الشيرازي، والمطعم، وسعد، وابن الشحنة.
وهو أحمد بن أبي حامد ثناء.
4 (أحمد بن عبد الملك بن عثمان بن عبد الله بن سعد.))
الشيخ، زين الدين، أبو العباس، المقدسي، الحنبلي، الناسخ، الشروطي، المحدث.
سمع: يحيى الثقفي، وابن صدقة الحراني، وعبد الرحمن بن علي اللخمي، وإسماعيل الجنزوي، وجماعة بدمشق. والبوصيري، وإسماعيل ابن ياسين، وجماعة بمصر. وأبا الفرج ابن الجوزي، والمبارك بن المعطوش، وعبد الله بن أبي المجد، وجماعة ببغداد.
وكان مليح الخط، فاضلا، فقيها. سئل عنه الضياء فقال: ما عرفنا منه إلا الخير.

425
روى عنه: المجد ابن الحلوانية، والتاج عبد الرحمن شيخ الشافعية، وأخوه الشرف خطيب دمشق، والبدر ابن الخلال، والشمس محمد ابن الواسطي، والعز أحمد ابن العماد، وجماعة.
وبالحضور ابن البالسي.
وتوفي في تاسع عشر رمضان، وله ثلاث وستون سنة.
وهو والد الشمس عبد الرحمن.
4 (أحمد بن علي بن محمد بن علي بن شكر.))
أبو العباس، الأندلس، المقرئ.
قال الأبار: رحل، وأخذ القراءات عن أبي الفضل جعفر الهمذاني، وسمع من أبي القاسم بن عيسى. وسكن الفيوم، واختصر التيسير، وصنف شرحا للشاطبية.
وتوفي في حدود الأربعين وستمائة.))
4 (أحمد بن المبارك بن المبارك بن هبة الله بن بكري.))
أبو بكر بن أبي المعالي، الحريمي.
سمع من أبي شاكر السقلاطوني.
كتب عنه ابن النجار وقال: لا بأس به. توفي في المحرم.

426
قلت: ومن مسموعه السابع من حديث ابن السماك على أبي شاكر. أجاز لابن الشيرازي وروى عنه بالإجازة.
4 (أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه.))
الصاحب الجليل، مقدم الجيوش الصالحية، كمال الدين، أبو العباس، ابن الشيخ الإمام صدر الدين أبي الحسن، الجويني، ثم الدمشقي، الصوفي، الشافعي.
ولد بدمشق سنة أربع وثمانين.
وأجاز له: الخشوعي، وأبو الفرج ابن الجوزي. وسمع من جماعة. وحدث.
ودرس بمدرسة الشافعي، وبالناصرية المجاورة للجامع العتيق، ومشيخة الشيوخ، وغير ذلك.
ودخل في أمور الدولة، وكان نافذ الأمر، مطاع الكلمة هو وإخوته.
وكان أخوه معين الدين هو وزير الصالح حينئذ. وفي العام الماضي جرد الصالح نجم الدين عسكرا عليهم كمال الدين لحرب الناصر داود، فالتقاه بجبل القدس. واقتتلوا أشد قتال، فانكسر المصريون، وأسر الناصر جماعة منهم مقدم الجيش كمال الدين فمن الناصر عليهم وأطلقهم.
قلت: ثم إن كمال الدين خرج من الديار المصرية بالعساكر لحصار الصالح إسماعيل بدمشق فأدركه أجله بغزة، ودفن بها في ثاني عشر صفر.
4 (أحمد بن محمد ابن القاضي أبي العباس أحمد.))

427
الفقيه، الإمام، تاج الدين، أبو العباس، البكري، الشريشي، الصوفي، المالكي، الأصولي.
له مصنفات في الأصول والنظر ويد في الطب والشعر.
وقد دخل بغداد، ولقي بها الشيخ شهاب الدين السهروردي.
قال المنذري: توفي بالفيوم في عاشر ربيع الآخر.
4 (أحمد بن نجم بن أحمد بن أبي بكر.))
أبو العباس، البغدادي، الخياط.)
رجل صالح. سمعه أبوه كثيرا من المتأخرين.
وحدث عن عبد المغيث بن زهير.

428
أجاز للقاسم بن عساكر، وسعد الدين، والبجدي، وطائفة.
توفي في شهر ربيع الآخر.
4 (أحمد بن أبي القاسم بن عنان.))
الفقيه الصالح، أبو العباس، الميدومي، المالكي.
كان من أعيان أصحاب أبي القاسم عبد الرحمن بن سلامة المالكي.
واشتغل بعلوم النظر، وتصدر بالجامع الأزهر، وأخذ عنه طائفة. وولي خطابة منية الشيرج بظاهر القاهرة، وأم بمسجد الصاغة بالقاهرة، وكان على طريقة السلف، مطرح التكلف، حسن التفهيم.
ولد بميدوم من كورة بوش.
ومات بالقاهرة في سابع ذي الحجة، ودفن بسفح المقطم بقرب قبر كافور الأخشيدي.
قال المنذري: كتبت عنه فوائد.
وروى عنه الدمياطي وبحث عليه المنخول للغزالي.
4 (إبراهيم بن بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي.))
أبو إسحاق، الخشوعي، الدمشقي.

429
ولد سنة ثمان وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: أبيه أبي طاهر، وأبي المكارم عبد الواحد بن محمد بن هلال وهو آخر من سمع منه، وأبي القاسم بن عساكر الحافظ، وأبي الفهم بن أبي العجائز، وأبي المعالي بن صابر، والخضر بن طاوس، وعبد الرزاق النجار، ويحيى الثقفي، وغيرهم. وكان مكثرا عن الحافظ أبي القاسم لعله سمع منه أكثر أماليه وكثيرا من مصنفاته. وخرج له أبو عبد الله البرزالي مشيخة.
روى عنه: الحافظ الضياء وقال: ما علمت فيه إلا الخير وابن الحلوانية، والشيخ تاج الدين الفزاري، ومحمد بن محمد الكنجي، وأبو علي ابن الخلال، وأبو الفضل الذهبي، وأبو الفداء بن عساكر، ويوسف بن عبادة البقال، وأبو الحسن علي بن أحمد ابن البقال، وخلق)
سواهم.
وحضر عليه العماد محمد ابن البالسي. وأجاز لجماعة تأخروا.
عاش اثنين وثمانين سنة، وتوفي في سلخ رجب بدمشق.
وله جماعة إخوة. ولقبه زكي الدين.
4 (إبراهيم بن عمر بن أحمد بن عمر بن سالم.))
أبو إسحاق، الحربي، المعروف بابن الدردانة.
ولد سنة اثنتين وخمسمائة.
وسمع بنفسه من: أبي منصور بن عبد السلام، وفارس بن أبي القاسم الحفار، وأبي الفرج ابن الجوزي، وطبقتهم.
وأجاز له أبو الفتح بن البطي، وأبو بكر بن النقور، وجماعة.
سمعنا بإجازته من العماد محمد ابن البالسي، وجماعة.
وروى عنه ابن النجار في تاريخه وقال: عزل عن الشهادة لجهله.
توفي في ربيع الآخر.

430
4 (آسية بنت عبد الواحد المقدسية.))
أم أحمد، أخت الحافظ الحجة ضياء الدين.
نقلت وفاتها من خط أخيها في السادس والعشرين من رجب، وقال: كانت دينة، خيرة، كثيرة الصلاة والصيام، حافظة لكتاب الله، وكانت تلقن النساء.
قلت: روت بالإجازة عن أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات القزاز. وولدت سنة سبع وسبعين.
وهي والدة الحافظ الزاهد سيف الدين أحمد ابن المجد.
وقرأت بخط ابن الحاجب قال: قال الضياء: توصف بالدين والخير وما في زمانها مثلها، لا تكاد تخلي قيام الليل.
قلت: روى عنها الشمس ابن الكمال، وعائشة بنت المجد وهي أمها وبالإجازة القاضي تقي الدين سليمان، وغيره.
4 (حرف الباء))
))
4 (باتكين، الأمير.))
أبو الفضل الخليفتي الناصري.
قدم بغداد صبيا في سنة أربع وسبعين وخمسمائة. وتأدب، وأحب الفضيلة، وتنقلت به الأحوال إلى أن أمر وأقطع البصرة في الأيام الناصرية فأثر بها الآثار الجميلة، وبنى بها المدارس، وجدد جامعها، وبنى المارستان والرباط، ووقف على ذلك الأوقاف، وبنى قبة على قبر طلحة رضي الله عنه وبنى سورا على البصرة وحصنها، وعدل في الرعية، واشتهر ذكره. ثم طلب وولي سلطنة

431
إربل، فتوجه إليها، وعدل في أهلها. وكان يرجع إلى دين وخير. وآثاره جميلة كثيرة الله يرحمه فلما أخذت التتار إربل، قدم بغداد ولزم منزله إلى أن توفي في الثالث والعشرين من شوال.
أنبأني بأمره ابن البزوري.
4 (بدران بن شبل بن طرخان.))
أبو محمد، المقدسي، الحنبلي، الشيخ الصالح.
سمع بدمشق من: الخشوعي، وعمر بن طبرزد.
وولد في حدود سنة سبعين بقرية زيتا من أعمال قيسارية.
وحدث.
وهو والد شيخنا عبد الحافظ.
قتل في جملة من قتل بنابلس إذ دخلها الفرنج واستباحوها وقتلوا بها خلقا كثيرا، والأمر لله.
4 (حرف التاء))
4 (تركان خاتون، الجهة الأتابكية.))
بنت السلطان عز الدين مسعود ابن قطب الدين مودود بن زنكي بن آقسنقر، زوجة الملك الأشرف مظفر الدين موسى.
توفيت في ربيع الأول ودفنت بتربتها.
4 (حرف الجيم.))
جمال النساء بنت أبي بكر أحمد بن أبي سعد ابن الغراف.

432
أم الخير، البغدادية.)
سمعها أبوها من: أبي الفتح بن البطي، وأبي المظفر أحمد بن محمد الكاغدي، وشجاع بن خليفة الحربي، وغيرهم.
وكانت امرأة صالحة من أهل الحربية. حجت غير مرة. وروت.
وكان أبوها يروي عن هبة الله بن الحصين.
أجازت للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والقاضيين ابن الخويي وتقي الدين سليمان، وأبي بكر بن عبد الدائم، وابن سعد، وابن الشحنة، والبجدي، وجماعة.
وتوفيت في التاسع والعشرين من جمادى الأولى.
والغراف: بغين معجمة. وسمع منها ابن النجار.
4 (حرف الحاء))
4 (حسام بن مرهف بن إسماعيل.))
الفقيه، أبو المهند، الفزاري، المصري، الشافعي.
قال المنذري: قرأ القراءات، وسمع معنا من جماعة. وتصدر بالجامع الظافري، وأم بالمدرسة الفاضلية. توفي في ذي الحجة.
4 (حمد بن شكر، بهاء الدين.))
أبو الثناء، الزفتاوي، المصري، العدل.
شهد على القضاة، وتفقه.
ومات في ذي الحجة.

433
4 (حرف الذال))
4 (ذاكر بن هبة الله بن عبد الوهاب بن أبي حبة.))
أبو البدر، الدقاق.
سمع من: جده، وأحمد بن السدنك.
وعنه ابن النجار.
مات في عشر الثمانين.
4 (حرف السين))
4 (ست العجم بنت إبراهيم بن أبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي.))
)
سمعت من جدها.
وحدثت بالربوة.
سمع منها: العز ابن الحاجب، والمجد ابن الحلوانية. وحضر عليها العماد ابن البالسي.
وتوفيت في شوال.
4 (ستهم بنت بركات بن إبراهيم الخشوعي.))
عمة ست العجم.
تروي عن والدها.
وتوفيت أيضا في هذه السنة.
4 (سعيدة بنت عبد الملك بن يوسف بن قدامة.))
أم أحمد، المقدسية، أخت محمد، وقد تقدم.
امرأة خيرة مباركة.

434
روت بالإجازة عن أبي محمد العثماني الديباجي.
روى لنا عنها أبو علي ابن الخلال، وغيره. وأجازت للعماد محمد ابن البالسي، وغيره.
وتوفيت في رجب بقاسيون.
4 (سهل بن محمد بن سهل بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن مالك.))
أبو الحسن، الأزدي، الغرناطي.
سمع من: خاله أبي عبد الله بن عروس، وأبي بكر بن يحيى بن محمد بن عروس خال والدته، وأبي الحسن بن كوثر، وأبي خالد بن رفاعة، وأبي محمد بن الفرس. ورحل إلى مرسية، وسمع من أبي القاسم عبد الرحمن بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد. ولقي بمالقة أبا القاسم السهيلي، وأبا عبد الله ابن الفخار. وسمع أيضا من أبي بكر بن الجد، وأبي العباس بن مضاء، وجماعة.
قال الأبار: وكان من جلة العلماء الأدباء والأئمة البلغاء الخطباء مع التفنن في العلوم. وكان رئيسا في بلده جوادا محسنا معظما. نالته في الفتنة محنة، وغرب عن غرناطة إلى مرسية، وأسكنها مدة إلى أن هلك محمد بن يوسف بن هود سنة خمس وثلاثين بالمرية، فسرح أبو الحسن إلى بلده. رأيته بإشبيلية سنة سبع عشرة. وأجاز لي مروياته وتواليفه. وتوفي عن)
إحدى وثمانين سنة.
وممن روى عنه ابن مسدي المهلبي وعظمه.

435
4 (سيدة بنت عبد الرحيم بن أبي النجيب عبد القاهر بن عبد الله السهروردي.))
زوجة الشيخ شهاب الدين السهروردي.
ولدت في سنة ثلاث وستين.
وسمعت من تجني الوهبانية. وحدثت.
وأجازت للقاضي تقي الدين، ولسعد الدين، وأبي بكر بن عبد الدائم، وعيسى بن معالي، وأحمد ابن الشحنة، والبجدي، وبنت الواسطي، وجماعة.
وكان فيها صلاح، وخير، وتعبد.
توفيت في سادس عشر رجب.
4 (حرف الشين))
4 (شعبة ابن الحافظ أبي عبد الله محمد بن سعيد بن يحيى.))
أبو المعالي، ابن الدبيثي، الواسطي، ثم البغدادي.
سمعه أبوه من: يحيى بن بوش، وعبد المنعم بن كليب، وجماعة.
وتوفي في سادس عشر جمادى الأولى.
4 (شيرين الهندية، مولاة أبي بكر محمد بن تميم البندنيجي.))
توفيت في ذي الحجة.
سمع منها: الرفيع الهمذاني، وولداه وأحمد، وغيرهم ببغداد.
أخبرنا أحمد، أخبرنا أبو بكر محمد بن تميم وفتاته شيرين وغيرهما، قالوا: أخبرنا ابن كليب، أخبرنا ابن بيان، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن إبراهيم، قال: أول من أسلم أبو بكر رضي الله عنه.

436
4 (حرف الضاد))
4 (الصاحبة ضيفة خاتون بنت السلطان الملك العادل.))
زوجة الملك الظاهر صاحب حلب، وأم العزيز صاحب حلب، وجدة الناصر سلطان الشام.
كانت ملكة جليلة عاقلة.)
توفيت في جمادى الأولى بحلب، وبها ولدت في سنة إحدى وثمانين وخمسمائة حين كانت لوالده العادل.
وقد تزج الطاهر قبلها بأختها غازية، فولدت منه ابنا مات صغيرا، ثم ماتت فزوجه العادل بهذه. ولما مات ولدها العزيز، تصرفت تصرف السلاطين ونهضت بالملك أتم نهوض بعدل، وشفقة، وبذل، وصدقة، وعمل، وحذلقة.
قال ابن واصل: أزالت المظالم والمكوس في جميع بلاد حلب. وكانت تؤثر الفقراء والعلماء، وتحمل إليهم الصدقات الكثيرة، وما قصدها أحد إلا رجع بخير محبورا. ولما توفيت غلقت أبواب حلب ثلاثة أيام، ثم أشهد الناصر صلاح الدين على نفسه بالبلوغ وله يومئذ ثلاث عشر سنة، وأمر ونهى، وجلس في دار العدل. والإشارة والرأي إلى جمال الدولة إقبال، والوزير القفطي.
4 (حرف العين))
4 (عائشة بنت الإمام المستنجد بالله يوسف ابن المقتفي.))

437
السيدة المكرمة المدعوة بالفيروزجية.
مسنة معمرة، ذات دين وصلاح. أدركت خلافة أبيها، وأخيها، وابن أخيها الناصر، وابن ابن أخيها الظاهر، وابن هذا المستنصر بالله، وحفيده المستعصم، وماتت في ذي الحجة. وشيعها كافة الدولة. وتكلم الوعاظ.
وعمرت نحوا من ثمانين سنة رحمها الله وبنت ببغداد رباطا.
4 (عبد الله بن ريحان بن تيكان بن موسك.))
أبو محمد، الحربي.
سمع من: أبي الحسين عبد الحق، وغيره.
ومات في جمادى الآخرة.
أجاز للبجدي ورفاقه.
4 (عبد الله بن عبد الملك بن مظفر بن غالب.))
أبو محمد، الحربي.
سمعه أبوه من: أبي الفتح بن شاتيل، وأبي المنصور بن عبد السلام، وجماعة. ثم سمع هو)
الكثير بنفسه.
وكان رجلا صالحا، من أولاد المحدثين.
ولد سنة أربع وسبعين وخمسمائة. وتوفي في رجب.
روى عنه بالإجازة: بهاء الدين محمد ابن البرزالي، وعماد الدين محمد ابن البالسي، وسعد، والبجدي، وهدية بنت عبد الله بن مؤمن.
سمع الشكر من ابن شاتيل.
4 (عبد الحميد بن محمد بن سعد.))
أبو محمد، المرداوي، الطيان، الصالحي.

438
حدث عن يحيى الثقفي.
وسئل عنه الضياء، فقال: ثقة أمين.
روى عنه: ابن الحلوانية، والشيخ تاج الدين، وأخوه الخطيب شرف الدين، وأبو عبد الله محمد بن علي الواسطي. وبالحضور العماد ابن البالسي. وأجاز لجماعة.
وتوفي في رجب.
4 (عبد الدائم ابن العلامة عبد الله بن بري بن عبد الجبار.))
أبو القاسم، المقدسي الأصل، المصري، الكاتب بديوان الزكاة.
ولد في سنة ثمان وستين وخمسمائة تقديرا.
وسمع من: أبيه، والشريف أبي المفاخر المأموني.
روى عنه: الحافظ عبد العظيم، والحافظ أبو محمد الدمياطي، وغيرهما.
وتوفي في حادي عشر رمضان.
4 (عبد الرحمن بن إسماعيل الأزدي.))
أبو القاسم، ابن الحداد، التونسي.
قال الأبار: أخذ عن أبي محمد بن أبي القاسم المؤدي، وعلي بن اليسع، وعبد الولي بن المناصف. ولقي بمكة أبا حفص الميانشي، وبمصر أبا القاسم بن جارة، وأبا القاسم بن فيره الشاطبي، وبالإسكندرية أبا الطاهر ابن عوف، فسمع منهم. وسكن إشبيلية وقتا وتصدر لإقراء العربية. توفي بمراكش في حدود الأربعين وستمائة، وقد عمر.))
4 (عبد الرحمن بن يحيى بن أبي الحسن بن ياقوت.))
أبو القاسم، الإسكندراني، الصوفي.

439
حدث عن عبد الرحمن بن موقى.
4 (عبد الرزاق بن أبي القاسم بن علي بن دادا.))
أبو بكر، البغدادي، النصري، الخباز.
سمع من عبد الحق بن يوسف.
كتب عنه ابن النجار.
وعاش ثلاثا وثمانين سنة.
مات في جمادى الآخرة سنة أربعين.
4 (عبد العزيز بن أبي القاسم عبد المنعم بن إبراهيم بن يحيى.))
الأجل، عماد الدين، أبو محمد، ابن النقار، المصري، الشافعي، الكاتب، أخو الرشيد عبد المحسن.
كان على ديوان الحشرية بمصر إلى أن مات.
ولد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
وسمع من السلفي.
روى عنه: الزكي المنذري، والعلاء بن بلبان، والشرف الدمياطي، والمجد ابن الحلوانية، والقاضي أبو المجد ابن العديم، وموفقية بنت وردان.
توفي في التاسع والعشرين من رمضان.
4 (عبد العزيز بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي الحرم.))
أبو محمد، الصالحي، المعروف بابن الدجاجية، وبابن أبيه.

440
ولد سنة أربع وستين.
وسمع من الحافظ ابن عساكر.
وكان شيخا حسنا ملازما لحلق الذكر والصلاة.
روى عنه: أبو علي ابن الخلال، والشريف حسن بن المظفر المنقذي، والفخر إسماعيل بن عساكر، والنجم أحمد بن صصرى الكاتب، وأبو محمد ظافر النابلسي. وبالحضور العماد ابن)
البالسي، والبهاء ابن عساكر.
وتوفي في الخامس والعشرين من المحرم.
4 (عبد العزيز بن مكي بن أبي منصور سلمان بن طراد بن كرسا.))
أبو محمد، البغدادي، الحريري.
شيخ طاعن في السن، مسند.
سمع من: أبي الفتح بن البطي، وأحمد بن علي العلوي، وأحمد بن بنيمان، ولاحق بن كاره، وأبي الحسين عبد الحق، وغيرهم.
وتوفي في ربيع الآخر.
حدثنا عنه: القاضي تقي الدين سليمان، وأبو نصر ابن الشيرازي، وسعد، والمطعم، وهدية بنت عبد الله بن مؤمن. وآخرون بالإجازة.
قال ابن النجار: كتبت عنه، ولا بأس به. جاوز الثمانين.
4 (عبد القادر بن ذاكر بن كامل.))
أبو بكر، الخفاف، الأعرج.
شيخ بغدادي يؤم بمسجد، ويلقن القرآن. وطال عمره. لم يعتن به أبوه في السماع، فإنه ولد في سنة ست وخمسين، وأدرك الكبار وأكثر ما عنده إجازة يحيى بن ثابت. وسمع من أبيه.

441
توفي في ثالث عشر شعبان.
أجاز لسعد، وهدية بنت مؤمن، وستيت بنت الواسطي، وغيرهم.
4 (عبد القادر بن المطهر بن أبي علي الحسن بن عبد القاهر بن شجاع.))
العدل، زين الدين، أبو محمد، ابن ثمامة، الكلبي، الدمشقي، الشروطي، الأديب.
ولد سنة ست وخمسين وخمسمائة.
وتفقه على القطب النيسابوري، والفخر الأرموي. وأخذ الأدب عن فتيان الشاغوري. وقال الشعر الوسط. وسمع من يحيى الثقفي.
روى عنه: الشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، والبدر ابن الخلال، وجماعة.
ولي في صدر عمره ديوان زرع، وما سلم من آفات الخدم. ثم كتب الشروط بباب الجامع.
روى عنه بالإجازة أبو نصر ابن الشيرازي.))
4 (عبد القوي بن أبي العز عزون بن داود بن عزون بن الليث.))
أبو محمد، الأنصاري، المصري، المقرئ، الشافعي، والد إسماعيل وشيخنا محمد.
ولد سنة سبع وستين وخمسمائة.
وسمع بنفسه من: هبة الله البوصيري، وإسماعيل بن ياسين، والغزنوي، والقاسم بن عساكر، وطائفة. ورحل، فسمع بالثغر من حماد الحراني، وغيره. وبدمشق من الخشوعي، وغيره.
وبحلب، والموصل.
وتفقه وقرأ القراءات على أبي الجود اللخمي.

442
وأم بمسجد جهاركس. وكان فاضلا، عالما، دينا، متصونا، متحريا.
روى عنه: الحافظان المنذري والدمياطي، وأبو المعالي الأبرقوهي، وغيرهم. وما أظن إجازته إلا قد انقطعت.
توفي هو والعلم ابن الصابوني في يوم واحد في رابع عشر شوال.
4 (عبد الكريم بن غازي بن أحمد.))
الفقيه، تاج الدين، أبو نصر، ابن الأغلافي، الواسطي المولد، المصري الدار، الشافعي، المقرئ، الضرير.
والد شيخنا أحمد.
قرأ القراءات على أبي الجود. وسمع من البوصيري. وتفقه على مذهب الشافعي. وحدث.
وتصدر بالجامع الظافري. وأعاد، وأفاد. وكان فاضلا، دينا، حاد القريحة.
توفي في نصف رجب.
4 (عبد الملك ابن الشيخ الزاهد ذيال.))
استشهد على يد الفرنج لعنهم الله دير أبي القرطام من الأرض المقدسة في ربيع الآخر.
حكى عنه الحافظ الضياء حكايات.
4 (عبد الواحد بن أبي العلى إدريس بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي.))

443
صاحب المغرب وأمير المؤمنين به، الملقب بالرشيد، ابن المأمون.
ولي الأمر سنة ثلاثين بعد أبيه. وكان أبوه قد قطع خطبة المهدي ابن تومرت، فأعاد ذكرها الرشيد، واستمال بها قلوب جماعة. وبقي إلى أن توفي غريقا في صهريج بستان له بمراكش)
وكتموا موته شهرا. وولي بعده أخوه السعيد علي بن إدريس، فقيل: إنه صنع له مركب في قصره، فكان ينزل فيه هو وإماؤه، فقدمن بالمركب فانقلب بهن، فغرقوا.
4 (علي بن إبراهيم البغدادي البزوري.))
شيخ صالح، معتبر، كثير البر والصدقة والمروءة، راغب في الخيرات، له حجات عديدة.
وفوض إليه سبيل أمير المؤمنين المستنصر بالله، فحمدت فيه سيرته. ولما حضره الموت تصدق بثلث ماله. أنبأني بذلك نسيبه أبو بكر ابن البزوري وقال: توفي في
المحرم، وصلى عليه الخلق العظيم.
4 (علي بن محمد بن إلياس بن عبد الرحمن.))
العدل، بهاء الدين، أبو الحسن، ابن الشيرجي، الأنصاري، الدمشقي.
حدث عن الخشوعي.
وتوفي في ربيع الأول.
كتب عنه: الزكي البرزالي، والعز ابن الحاجب.
وحدثنا عنه محمد بن يوسف الذهبي.
4 (علي بن محمود بن أحمد بن علي بن أحمد بن عثمان.))

444
علم الدين، أبو الحسن، ابن العارف الزاهد أبي الفتح، ابن الصابوني، المحمودي، الجويثي، الصوفي.
ولد سنة ست وخمسين وخمسمائة بالجويث وهي حاضر كبير بظاهر البصرة بينهما دجلة.
واستجاز له والده جماعة من الكبار، وتفرد بالرواية عن بعضهم، أجاز له أبو الحسن علي بن إبراهيم بن بنت أبي سعد المصري، وأبو المطهر القاسم بن الفضل الصيدلاني، وأبو جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني، وأبو طاهر الخضر بن الفضل المعروف برجل، ومعمر بن الفاخر، وأبو مسعود عبد الرحيم الحاجي، وأبو الفتح بن البطي.
وأسمعه أبوه من السلفي، ومنه.
روى عنه: ابنه الجمال محمد، وحفيده الشهاب أحمد بن محمد، والضياء محمد، والزكي عبد العظيم، والشرف عبد المؤمن، والضياء السبتي، والتقي بن مؤمن، والتاج بن أبي عصرون، والشرف بن عساكر، وعلي بن بقاء المقرئ الوزان، والشمس محمد ابن الواسطي، وعبد)
الرحمن ومحمد ابنا سليمان المشهدي، وسنقر القضائي، والجمال محمد ابن السقطي، وآخرون. وإجازته موجودة لجماعة.
وولي مشيخة الصوفية ببعض الربط.
وكان عادلا، جليلا، متواضعا، كيسا واسع الرواية.
حدث بمصر، ودمشق، وحلب.
وأم بالسلطان الملك الأفضل علي بالشام مدة. وولي مشيخة جامع الفيلة، وبالرباط الخاتوني.
وله سفرات عديدة من الشام إلى مصر، ثم سكنها إلى أن توفي بها بالرباط المجاور للست نفيسة في ثالث عشر شوال.
وقد انفرد بالسماع منه شمس الدين ابن الشيرازي.

445
4 (علي بن النفيس بن أبي منصور.))
أبو الحسن، البغدادي، المعروف بابن المقدسي، الإجازاتي، ويعرف أيضا بابن المكبر.
سمع ببغداد، ومصر، ودمشق.
وحدث.
وعني بالسماع وسعى في حمل الإجازات سنين وسافر بها فعرف بالإجازاتي.
توفي بالقاهرة في المحرم.
4 (علي بن أبي طالب بن علي.))
كمال الدين، ابن الشواء، الكاتب المجود صاحب الخط المنسوب.
توفي في هذا العام.
4 (عمر بن عبد العزيز بن أبي الرضا أحمد بن مسعود ابن الناقد.))
أبو الفضل، البغدادي.
أمين القاضي، ويعرف أيضا بابن الجصاص.
ولد سنة سبع وستين وخمسمائة.
وسمع من: تجني الوهبانية، وعبيد الله بن شاتيل، وغيرهما.
وكان رجلا جيدا، مشكورا.

446
كتب عنه محب الدين عبد الله المقدسي، وغيره.)
وأجاز للعماد محمد ابن البالسي، وأقرانه.
وتوفي في عاشر شوال. وهو من بيت حديث.
وللقاضي، وابن سعد، وابن الشحنة، والمطعم، والبجدي، وبنت الواسطي، وابن العماد الكاتب، منه إجازة.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن عبد الرحيم.))
الإمام، سيف الدين، أبو المحامد، الزنجاني.
شيخ جليل.
حدث بإكرام الضيف للحربي، عن أبي جعفر الصيدلاني بحلب في رمضان سنة أربعين.
سمع منه: عبد الله بن أحمد التاذفي، وعباس بن بزوان، وفتح الدين ابن القيسراني.
ومات بعد السماع بأسبوع في رابع شوال، وله سبع وسبعون سنة.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن خلف.))
أبو عبد الله الأنصاري، البلنسي.
سمع من: أبي العطاء بن نذير، وأبي عبد الله بن نوح، وأخذ عنهما القراءات والعربية. وسمع أيضا من أبي الخطاب بن واجب.
ثم زهد وأقبل على العلم، وبرع في التفسير، وجلس لذلك بجامع بلنسية وقتا.

447
وأخذ عنه القراءات جماعة. وصنف كتاب نسيم الصبا في الوعظ على طريقة البغاددة، وكتابا في الخطب.
قال أبو عبد الله الأبار: كتبت عنه، وصحبته طويلا. أقام بشاطبة حال حصار بلنسية، لأنه كان وجه إلى مرسية لاستمداد أهلها. وتوفي بأوريولة في رجب، وازدحم الخلق على نعشه حتى كسروه. وولد سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد.))
ابن المهتدي بالله، الشريف، أبو الحسن، الهاشمي، العباسي، البغدادي، العدل.
ولد سنة سبع وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: محمد بن نسيم العيشوني، وأبي العز محمد بن محمد بن مواهب.)
وهو من بيت خطابة وجلالة. كتب عنه أبو الفتح ابن الحاجب، وغيره. وله شعر.
وكان متوددا، كريما، متواضعا، رئيسا.
روى لنا عنه بالإجازة: أبو المعلي ابن البالسي، ومحمد البجدي، وبنت الواسطي، وغير واحد.
وتوفي في الحادي والعشرين من صفر.
قال ابن النجار: خدم في الأعمال، وعزل من الشهادة مرارا.

448
4 (محمد بن أبي الفرج عبد الرحمن بن محمد ابن الشيخ أبي طالب عبد القادر بن محمد بن))
يوسف.
أبو الحسن، اليوسفي، البغدادي.
ولد سنة تسع وستين وخمسمائة في ذي الحجة.
وسمع حضورا من: شهدة، وأبي الحسين عبد الحق.
كتب عنه الضياء علي ابن البالسي بمكة، وغيره.
وأجاز للفخر إسماعيل بن عساكر، وفاطمة بنت سليمان، والبدر ابن الخلال، والبجدي، وبنت مؤمن، وجماعة.
توفي في ذي الحجة.
4 (محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن أحمد بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله))
محمد بن أبي عيسى ابن المتوكل على الله جعفر ابن المعتصم ابن الرشيد.
الشريف، المسند، أبو الكرم، المتوكلي، البغدادي، المعروف بابن شفنين.
ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وسمع من: عمه أبي تمام عبد الكريم بن أحمد الهاشمي، وأبي نصر يحيى بن السدنك.
وأجاز له: أبو بكر ابن الزاغواني، وأبو القاسم نصر بن نصر العكبري، وأبو الوقت، وأبو المظفر محمد بن أحمد ابن الريكي، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، وأحمد بن محمد بن عبد العزيز العباسي، وجماعة.

449
وكان شيخا جليلا، سريا. حسن الطريقة، جيد الفضيلة، عالي الإسناد.
روى عنه: ابن النجار في تاريخه وأثنى عليه، وجمال الدين الشريشي، ومجد الدين ابن العديم.)
وسمع منه: ابن الحاجب، وابن المجد، والطلبة. وبالإجازة: القاضيان ابن الخويي وتقي الدين الحنبلي، وبهاء الدين البرزالي، والعماد ابن البالسي، وعيسى المطعم، وابن سعد، وأحمد ابن الشحنة. والبجدي، وبنت الرضي، وبنت مؤمن، وآخرون.
توفي في رابع رجب.
شفنين: لقب عبيد الله.
4 (محمد بن علي بن خطلخ.))
أبو عبد الله، البغدادي، الصوفي، الخياط.
سمع حضورا من تجني، وعبد الحق. وسمع من عبيد الله بن شاتيل.
روى عنه جمال الدين الشريشي، وغيره. وبالإجازة إسماعيل بن عساكر، وابن سعد، وأحمد ابن الشحنة، وعيسى السمسار، والعماد ابن البالسي، وجماعة.
توفي في مستهل جمادى الأولى.
وتوفي سميه ابن خطلخ في سنة عشرة وستمائة.
4 (محمد بن معن بن سلطان.))

450
أبو عبد الله، الدمشقي، الصيدلاني، والفقيه، الشافعي.
حدث عن الحافظ أبي المواهب الحسن بن صصرى.
ودرس بالمدرسة الظاهرية التي بظاهر دمشق.
أخبرنا عنه شرف الدين الفزاري، والفخر ابن عساكر.
4 (معالي بن أبي الخير سلامة بن عبد الله بن علي بن صدقة.))
أبو الفضل، الحراني، العطار، الحنبلي، العدل، التاجر، المعروف بابن سويطلة.
ولد سنة ست وستين وخمسمائة تقريبا بحران.
وسمع بإصبهان من: أبي الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وأحمد بن ينال الترك.
وأجاز له: أبو سعد محمد بن عبد الواحد الصائغ، وأبو موسى المديني، وأبو الفتح بن شاتيل، وجماعة. وكان من كبار التجار بحران.
روى عنه: الزكي عبد العظيم، وأثنى عليه، والنجم بن حمدان الفقيه، وعبد المنعم ابن النجيب عبد اللطيف، وعلي ابن السيف بن تيمية، والتقي إبراهيم ابن الواسطي، وعبد الملك ابن)
العتيقة.
وتوفي في شعبان.
ومات أخوه حمد قبله.
4 (مكي بن أبي طاهر بن أبي العز بن حمدون.))

451
أبو الحرم، الطيبي، الكتبي، الأديب.
ولد سنة ستين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الحسين عبد الحق، وعبيد الله بن شاتيل، وجماعة.
وتوفي في سادس عشر رجب.
روى عنه ابن النجار، وأجاز لابن الشيرازي، وجماعة.
4 (منصور المستنصر بالله أمير المؤمنين، أبو حعفر.))
ابن الظاهر بأمر الله أمير المؤمنين محمد ابن الناصر لدين الله أبي العباس أحمد ابن المستضيء بأمر الله الحسن ابن المستنجد يوسف ابن المقتفي الهاشمي، العباسي، البغدادي.
ولد سنة ثمان وثمانين وخمسمائة. وأمه جارية تركية.

452
بويع بعد موت أبيه في رجب سنة ثلاث وعشرين.
قال ابن النجار: فنشر العدل في الرعايا، وبذل الإنصاف في القضايا، وقرب أهل العلم والدين، وبنى المساجد والربط والمدارس والمارستانات، وأقام منار الدين، وقمع المتمردة، ونشر السنن، وكف الفتن وحمل الناس على أقوم سنن، وقام بأمر الجهاد أحسن قيام، وجمع الجيوش لنصرة الإسلام، وحفظ الثغور، وافتتح الحصون. إلى أن قال: وكان أبيض، أشقر الشعر، ضخما، قصيرا وخطه الشيب، فخضب بالحناء، ثم ترك الخضاب.
وقال الموفق عبد اللطيف: بويع أبو جعفر، وسار السيرة الجميلة، وعمر طرق المعروف الداثرة، وأقام شعائر الدين ومنار الإسلام، وعمر بسخائه وبذله. واجتمعت القلوب على حبه والألسنة على مدحه. ولم يجد أحد من المتعنتة فيه معابا وقد أطبقوا عليه. وكان جده الناصر يقربه ويحبه ويسميه القاضي لعقله وهديه وإنكاره ما يجد من المنكر. والناس معه اليوم في بلهنية هنية، وعيشة مرضية. وسير إليه خوارزم شاه يلتمس منه سراويل الفتوة، فسيره إليه مع أموال جمة وتحف، وفيما سير إليه فرس النوبة، فسر بذلك وابتهج، وقبل الأرض مرات)
شكرا لله على هذه المنزلة التي رزقها وحرمها أبوه، ثم إنه أذعن بالعبودية والطاعة.
وقال ابن واصل: بنى المستنصر على دجلة من الجانب الشرقي مما يلي دار الخلافة مدرسة ما بني على وجه الأرض أحسن منها ولا أكثر وقفا، وهي بأربعة مدرسين على المذاهب الأربعة، وعمل فيها بيمارستانا كبيرا ورتب فيها مطبخا للفقهاء، ومزملة للماء البارد، ورتب لبيوت الفقهاء الحصر، والبسط، والفحم، والأطعمة، والورق، والحبر، والزيت، وغير ذلك.
وللفقيه بعد ذلك في الشهر ديناران، ورتب لهم حماما، ورتب لهم بالحمام قومة. وهذا ما سبق إليه. وللمدرسة شبابيك على دجلة. وللخليفة منظرة مطلة على المدرسة يحضر فيها الخليفة، ويسمع الدرس إلى أن قال: واستخدم عساكر عظيمة لم يستخدم

453
مثلها أبوه لا جده، وكانت تزيد على مائة ألف وعشرين ألف فارس، وأكثر من ذلك، كذا قال ابن واصل وكان ذا همة عالية، وشجاعة وإقدام عظيم، قصدت التتار البلاد فلقيهم عسكره فهزموا التتار هزيمة عظيمة. وكان له أخ له يقال له الخفاجي فيه شهامة زائدة، كان يقول: إن وليت لأعبرن بالعساكر نهر جيحون، وأخذ البلاد من أيدي التتار استأصلهم. فلما مات المستنصر لم يرى الدويدار ولا الشرابي تقليد الخفاجي خوفا منه، وأقاما أبا أحمد للينه وضعف رأيه، ليكون لهما الأمر لينفذ الله أمره في عباده.
وقد رثاه الناصر داود بقصيدة فائقة مطلعها:
* أيا رنة الناعي عبثت بمسمعي
* وأججت نار الحزن ما بين أضلعي
*
* وأخرست مني مقولا ذا براعة
* يصوغ أفانين القريب الموشع
*
* نعيت إلي البأس والجود والحجى
* فأوقفت أمالي وأجريت أدمعي
* وقال الحافظ عبد العظيم: مولده في صفر سنة ثمان وثمانين، وتوفي في العشرين من جمادى الأولى.
قال: وكان راغبا في فعل الخير، مجتهدا في تكثير أعمال البر وله في ذلك آثار جميلة كثيرة، وأنشأ المدرسة المعروفة به، ورتب فيها من الأمور الدالة على تفقده لأحوال أهل العلم وكثرة فكرته فيما يقضي براحتهم وإزاحة عللهم ما هو معروف لمن شاهده وسمع به.
وأنبأني ابن البزوري أنه توفي يوم الجمعة عاشر جمادى الآخرة، وكذا قال ابن النجار في تاريخه، وغيره. وهو الصحيح. وقول المنذري وهم.)
قال ابن البزوري: توفي بكرة عن إحدى وخمسين سنة وأربعة أشهر وسبعة

454
أيام. وكتم يومئذ موته فخطبوا له يومئذ، فحضر شرف الدين إقبال الشرابي ومعه جمع من الخدم إلى التاج الشريف، وحضروا بين يدي ولده أبي أحمد عبد الله، فسلم عليه إقبال بإمرة المؤمنين، واستدعاه إلى سدة الخلافة، ثم عرف الوزير، وأستاذ الدار ذلك، واستكتماه إلى الليل. ثم استدعي الوزير، فجاء من باب السر الذي بدار الأمير علاء الدين الدويدار المقابل لداره، واستدعي وهو عاجز في محفة، وأحضر أيضا مؤيد الدين محمد ابن العلقمي أستاذ دار، فمثلا بين يدي السدة فقبلا الأرض وهناه بالخلافة، وعزياه بالمستنصر وبايعاه. وأحضر جماعة من الأسرة الشريفة من أعمامه وأولاد الخلفاء، ثم خرج الوزير وسلم إلى الزعماء والولاة محال بغداد، وأمر أن لا يركب أحد من الأمراء من داره. وفي بكرة السبت رأى الناس أبواب الخلافة مغلقة، وجلس عبد اللطيف بن عبد الوهاب الواعظ وأخبر بوفاة الخليفة وجلوس ولده المستعصم بالله ومولده سنة تسع وستمائة ثم لما ارتفع النهار، استدعي الأعيان للبيعة وجلس الوزير لعجزه، ودونه بمرقاة أستاذ الدار، وكان يأخذ البيعة على الناس، وصورتها. أبايع سيدنا ومولانا أمير المؤمنين على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد رأيه الشريف وأن لا خليفة للمسلمين سواه.
فبايع الناس على درجاتهم. ثم أسلبت الستارة وبايع من الغد الأمراء الصغار والمماليك الميامين، ثم بايع في اليوم الثالث من تبقى من الأمراء التجار وبياض الناس. ثم جلس الملأ للعزاء بالمستنصر، وتكلم المحتسب جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن ابن محيي الدين يوسف ابن الإمام أبي الفرج ابن الجوزي، وتكلم الشعراء فأول من أورد مقدمهم صفي الدين عبد الله بن جميل حاجب المخزن بقصيدته التي يقول فيها:
* عز العزاء وأعوز الإلمام
* واسترجعت ما أعطت الأيام
*
* فدع العيون تسح بعد فراقهم
* عوض الدموع دما فليس تلام
*
* بانوا فلا قلبي يقر قراره
* أسفا ولا جفني القريح ينام
*
* فعلى الذين فقدتهم وعدمتهم
* مني تحية موجع وسلام
*

455
ثم أنشد الشعراء وعزوا بالمستنصر، وهنأوا بالمستعصم. ثم برزت مطالعة على يد إقبال)
الشرابي في كيس، وبسمل الخدم بين يديها، فقرأها الوزير، ثم قرأها أستاذ الدار على الناس قائما خلاصتها التأسي والتسلي والوعد بالعدل والإحسان.
قلت: بلغ ارتفاع وقوف المستنصرية في بعض الأعوام نيفا وسبعين ألف مثقال، وتليها في الكبر وكثرة الريع المنصورية بالقاهرة وبها ضريح السلطان في قبة عظيمة، وبها دار جملة القرى الموقوفة على المدرسة المستنصرية ما مساحته مائة ألف جريب، وخمسون ألف جريب سوى الخانات والرباع، وغير ذلك. ويقرب من وقفها وقوف جامع دمشق وهي أكثر منه وقوفا. لكن اليوم ما يدخل المستنصرية عشر ذلك، بل أقل بكثير.
4 (منصور بن عبد الله بن جامع بن مقلد.))
الشيخ شرف الدين، أبو علي، الأنصاري، الدهشوري، المصري، المقرئ، الضرير.
قرأ القراءات على أبي الجود، وعلى أبي عبد الله محمد بن عمر القرطبي صاحب الشاطبي وقرأ بدمشق بكتاب المبهج على أبي اليمن الكندي.
وسمع من عمر بن طبرزد، وغيره. وتصدر للإقراء بالفيوم مدة.
وقرأ عليه جماعة منهم الرشيد بن أبي الدر.
توفي في هذا العام أو في الذي بعده. قال المنذري.
ودهشور: من أعمال جيزة الفسطاط.

456
4 (موسى، العلامة، كمال الدين.))
ابن يونس، الموصلي.
ذكر المنذري وفاته في رابع شعبان من هذه السنة.
وقد ذكرناه في سنة تسع.
قال: وقرأ شيئا من الأدب على أبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي. وبرع في فنون من العمل، ودرس في عدة مدارس بالموصل. وحدث عن والده.
4 (حرف الهاء))
4 (هاشم، الشريف، علاء الدين.))
أبو نضلة، العلوي، البغدادي.
رسول الخلافة المعظمة.)
قال المنذري: توفي بالقاهرة في عاشر ربيع الآخر.
4 (هبة الله بن أبي بكر بن شنيف بن نجم.))
أبو الفضل، البغدادي، دلال الكتب.
حدث عن عبيد الله بن شاتيل.
وعاش تسعا وستين سنة.
كان قبيح السيرة. وقد حدث.
ولابن الشيرازي، وقاسم بن عساكر منه إجازة.
4 (حرف لام ألف.))
أبو بكر لافظ.

457
ابن أحمد بن بدر الحربي، ابن الكريدي.
قال ابن النجار: شيخ مسن. سمع أجزاء من حلية الأولياء من ابن البطي، قرأت عليه منها.
ولعله جاوز التسعين. مات في جمادى الآخرة.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن عبد الرحمن بن أحمد بن عبد الرحمن بن ربيع.))
القاضي، أبو عامر، الأشعري، القرطبي.
سمع: أباه أبا الحسين، وأبا القاسم بن بشكوال. وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون، وأبو بكر بن الجد.
قال الأبار: كان إماما في علم الكلام وأصول الفقه ماهرا، نوظر عليه في كتب أبي المعالي الجويني كتاب الشامل وكتاب الإرشاد وغير ذلك. وله تواليف في ذلك. وكان يقرأ عليه صحيح البخاري، وغيره تفهما. وولي قضاء قرطبة إلى أن أخذتها الروم في سنة ثلاث وثلاثين، فنزح عنها، فولي قضاء غرناطة. وتوفي بمالقة معزولا من فالج أصابه وأقعده.
وعاش سبعا وسبعين سنة. وكان أجل أهل بيته.
وأما شيخنا أبو حيان فقال: توفي في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين. روى عنه ابنه القاضي أبو الحسن محمد، وأبو علي بن أبي الأحوص، وأبو جعفر ابن الطباع.
4 (يحيى بن علي بن أحمد بن غالب.))
)
زين الدين، أبو زكريا، الحضرمي، الأندلسي، المالقي، النحوي، الأديب.
ولد سنة سبع أو ثمان وسبعين بمالقة.

458
وسمع من: الحافظ أبي محمد، وأبي سلمان ابني حوط الله. وبمصر من ابن المفضل الحافظ.
وبنيسابور من: المؤيد الطوسي، والقاسم بن عبد الله الصفار. وبدمشق من التاج الكندي، وجماعة. وقرأ على الشيوخ.
وأقرأ الناس القراءات والعربية. وله شعر جيد.
روى عنه: الشيخ زين الدين الفارقي، والشيخ تاج الدين الفزاري، وأخوه الخطيب شرف الدين، والفخر ابن عساكر، وجماعة. وبالحضور أبو المعالي ابن البالسي.
وأدركه أجله في وسط جمادى الأولى.
وحدث بصحيح مسلم.
4 (الكنى))
أبو بكر ابن الشيخ أبي المعالي المبارك بن المبارك بن هبة الله بن محمد بن بكري البغدادي.
شيخ صالح.
حدث عن أبي شاكر يحيى بن يوسف السقلاطوني.
وتوفي في المحرم.
ولأبيه رواية عن أبي بكر بن الأشقر. هذا اسمه أحمد وقد ذكر.
4 (أبو بكر بن وردة الحربي.))
الحلاوي.
مات في المحرم.
سمع من محمد بن المبارك الحلاوي سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.

459
أجاز للبجدي، وابن سعد، وبنت مؤمن.
4 (أبو القاسم بن محمد بن أبي القاسم بن محمد بن القير الحريمي.))
البواب.
سمع من: أبي علي أحمد بن محمد الرحبي.
روى لنا عنه بالإجازة سليمان بن حمزة الحاكم، وغيره.)
توفي في حادي عشر جمادى الأولى.
4 (أبو القاسم بن أبي الحسن بن أبي القاسم الحربي.))
الحاجي، المالحاني.
سمع من أبي بكر عتيق بن صيلا.
والمالحاني: هو الذي يبيع السمك المالح.
روى عنه: القاضيان ابن الخويي، وتقي الدين سليمان، وغيرهما.
وقال ابن النجار: لا بأس به. توفي في عاشر صفر وقد قارب الثمانين.
أجاز للبجدي، ورفاقه.
4 (وفيها ولد من المشاهير))
القاضي بهاء الدين يوسف ابن القاضي محيي الدين يحيى ابن محيي الدين محمد ابن الزكي القرشي، بدمشق.
وقطب الدين موسى ابن الشيخ الفقيه ببعلبك.
والشرف عبد الله ابن الشيخ شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، بخلف فيه.
وتاج الدين محمد ابن فخر الدين محمد بن علي المصري، ابن جني.
ومحمد بن علي بن عبد الله الحلبي العجوي.

460
والمنتجب علي بن علي الزكوي.
والحسن بن أحمد بن مظفر الحظيري، بكنبايت.
ومحمود بن أحمد بن يوسف البعلبكي، بدمشق.
ومحمد بن عثمان بن عبد الملك المصري النجار.

461
4 (المتوفون بعد الثلاثين))
4 (محمد بن علي بن أبي بكر بن سالم.))
أبو عبد الله، الحداد.
سمع من أبي هاشم الدوشابي جزء الترقفي أو بعضه.
روى عنه بالإجازة أبو نصر ابن الشيرازي.
4 (المبارك بن محمد بن عبد الله بن عفيجة.))
)
أبو البركات، البندنيجي. من أولاد الشيوخ.
سمع أبا الحسين بن يوسف.
أجاز لابن الشيرازي، وعيسى المطعم، وأحمد ابن الشحنة، وسعد.
4 (أبو بكر بن مسعود بن أبي نصر البغدادي.))
ابن المشهدية.
سمع من عبد الحق بن يوسف.
أجاز لابن الشيرازي.
4 (أبو بكر بن حديد بن طاهر البزوري.))
وسموه واثقا.
سمع من نصر الله القزاز.
أجاز لابن الشيرازي.
4 (محمد بن جابر بن علي.))
أبو بكر، الأنصاري، الإشبيلي، السقطي.
روى عن: نجبة بن يحيى، وأبي ذر الخشني، وجماعة.
وكان محدثا، مفسرا، مقرئا، نحويا.

462
توفي سنة نيف وثلاثين وستمائة.
4 (محمد بن محمد بن إبراهيم بن الحسن.))
أبو عبد الله، ابن الحصني، الحموي، الصوفي.
سمع عبد الرزاق بن نصر النجار، وغيره.
وحدث بدمشق، ومصر. وكان من صوفية الخانقاه السعيدية.
روى عنه: الشرف ابن عساكر، والحافظ الدمياطي، وغيرهما. وأجاز للعماد ابن البالسي، وغيره.
بقي إلى قريب الأربعين.

463
4 (وممن كان بعد الثلاثين وستمائة حيا))
4 (السديد بن أبي البيان اليهودي.))
)
المصري، الطبيب. اسمه داود بن سليمان بن إسرائيل بن أبي الطيب.
ولد سنة ت وخمسين وخمسمائة.
وكان محققا للطب ماهرا فيه، بارعا في الأدوية المفردة والمركبة.
قال الموفق بن أبي أصيبعة: لقد شاهدت منه حيث كنا نعالج المرضى بالبيمارستان الناصري بالقاهرة من حسن تأتيه لمعرفة الأمراض وتحقيقها، وذكر مداواتها، والاطلاع على ما ذكره جالينوس فيها ما يعجز عنه الوصف. وكان أقدر الناس على تركيب الأدوية ومعرفة مقاديرها.
أخذ الطب عن الرئيس هبة الله بن جميع اليهودي، وأبي الفضائل ابن الناقد. وخدم السلطان الملك العادل. وعاش فوق الثمانين. وله كتاب الاقراباذين في غاية الحسن.
4 (فتح الدين ابن الجمال عثمان بن أبي الحوافر الدمشقي.))
ثم المصري، الطبيب.
من كبار الأطباء يقرب من والده. خدم الملك الكامل بعده ابنه الصالح نجم الدين أيوب، وتوفي في دولته.
وهو والد شهاب الدين طبيب السلطان الملك الظاهر ورئيس الأطباء في الدولة الظاهرية.
4 (عمر بن الخضر بن اللمش بن ألدزمش بن إسرائيل.))

464
الحافظ، العالم، الحكيم، كمال الدين، أبو حفص، التركي، ثم الدنيسري، الشافعي.
سمع: عبد المنعم بن كليب، وأبا الفرج ابن الجوزي، والمبارك بن المعطوش، وطبقتهم ببغداد.
وأبا حفص بن طبرزد بإربل. وجعفر بن محمد العباسي بدنيسر.
وكان مولده في سنة أربع وسبعين وخمسمائة.
سمع منه جماعة كثيرة بدنيسر وماردين.
روى عنه ابنه أبو محمد عبد الرحمن بن عمر.
وكان عارفا بالطب. مجموع الفضائل. جمع تاريخا لدنيسر.
4 (عبد الكافي بن حسين بن محمد.))
أبو محمد، القرشي، الصقلي، ثم الدمشقي، المقرئ.
سمع: أبا القاسم الحافظ، وأبا الحسين أحمد ابن الموازيني، والمفضل بن حيدرة، وعبد الله بن عبد الواحد بن شواش، والخشوعي، وطائفة.)
وخرج له الزكي البرزالي مشيخة.
حدث عنه: ابن الحلوانية، وابن عربشاه، وأبو علي ابن الخلال. وأجاز لابن البالسي.
4 (عبد العزيز بن علي بن المظفر ابن المنقى.))
شيخ بغدادي.
سمع بعض مشيخة الفسوي من أبي السعادات القزاز.
أجاز للبهاء ابن عساكر، والشمس ابن الشيرازي.
4 (عبد الرزاق بن أبي القاسم بن علي دادا.))
أبو بكر الخباز.

465
من محلة النصرية ببغداد.
ولد سنة سبع وخمسين.
وسمع من أبي الحسين اليوسفي.
أجاز لابن الشيرازي، والقاسم بن عساكر، وجماعة.
4 (علي بن الأنجب بن ما شاء الله حسن.))
أبو الحسن، الجصاص، الحنبلي، الفقيه.
كان رأسا في معرفة مسائل الخلاف.
سمع من شهدة، وعبد الحق. وانحدر، فقرأ بواسط على ابن الباقلاني.
كتب عنه ابن الشيرازي.
4 (محمد بن أبي بكر بن عبد الواحد البغدادي.))
أبو بكر.
سمع عبد الحق اليوسفي.
أجاز لابن الشيرازي.
4 (محمد بن بزغش.))
مولى أنوشتكين الجوهري.
قال: أخبرنا علي بن أنوشتكين الجوهري، أخبرنا أبي النرسي.
أجاز لابن الشيرازي.))
4 (مغيث بن أحمد بن أبي بكر بن محمد بن يوسف بن محمد بن يونس بن مغيث.))

466
القاضي، أبو يونس، القرطبي.
من بيت العلم والخلافة بقرطبة.
روى عن أبيه، وأبي الوليد بن رشد وهو جده لأمه وعن أبي جعفر بن يحيى الحميري، وطائفة.
لقيه ابن فرتون بسبتة في سنة خمس وثلاثين وستمائة، ولم يذكر له وفاة.
4 (أبو بكر بن عمر بن علي بن مقلد الدمشقي.))
الفقاعي.
سمع من السلفي، ومن: المسعودي، وابن ياسين.
مولده في رجب سنة ست وخمسين.
وأجاز في إجازة ابن الحاجب سنة ثلاثين في مشيخة البهاء عنه.
((الحوادث والوفيات من إلى ه))

467
/ 1