وافي بالوفيات (جزء 2) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وافي بالوفيات (جزء 2) - نسخه متنی

خلیل بن ایبک صفدی؛ محققین: احمد ارناووط، ترکی مصطفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: الوافي بالوفيات
المؤلف: الصفدي
الجزء: 2
الوفاة: 764
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى
الطبعة:
سنة الطبع: 1420 - 2000م
المطبعة: بيروت - دار إحياء التراث
الناشر: دار إحياء التراث
ردمك:
ملاحظات:
((الجزء الثاني))
((بسم الله الرحمن الرحيم))
3 (الخطيب أصيل الدين محمد بن إبراهيم بن عمر آبو علي أصيل الدين العوفي))
الاسعردي المولد قدم دمشق وعزل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام فتولى خطابة الجامع بدمشق ثم عرل وتولى عماد الدين خطيب بيت الآبار ثم تولى عماد الدين عبد الكريم بن الجهاتي ثم تولى أصيل الدين المذكور ثم عزل فانتقل إلى الديار المصرية وتولى خطابة الجامع الذي عمره الصالح طلايع بن رزيك ظاهر باب زويلة وتولى نيابة الحكم عن القاضي)
بدر الدين السنجاري وبقي على الخطابة ونيابة الحكم إلى أن توفي سنة ثمان وستين وستمئة في بيت الخطابة قبل الصلاة وقد لبس ثياب الخطابة ليخرج إلى الصلاة فجاءه رئيس المؤذنين فوجده لابسها وقد سجد وهو ميت فاحضروا ولده فخطب عوضه وصلى بالناس وكانت جنازته حفلة ودفن بقرافة سارية وكان دينا متواضعا لطيفا حسن العبارة والصوت وله مشاركة في كثير من العلوم وله ديوان خطب وغير ذلك من التصانيف وله نظم كثير ونظم ما أوصى بوضعه في كفنه
* إذا ما جاء قوم في الميعاد
* بصوم مع صلاة واجتهاد
*
* ومعروف واحسان جزيل
* وحج واعتمار مع جهاد
*
* اتيت بحبكم يا آل طه
* وما أعددت من صدق الوداد
*
* فذاك ذخيرتي في يوم حشري
* وحسن الظن من رب العباد
* وكان أصيل الدين المذكور قد حضر مع المظفر قطز إلى دمشق وحضر وقعة عين جالود وخطب بجامع دمشق مدة مقام المظفر بها فلما توجه إلى مصر توجه معه ذكره قطب الدين اليونيني في ذيل المرآة والله أعلم
3 (الحكيم شمس الدين الكلى محمد بن إبراهيم بن أبي المحاسن بن أرسلان شمس الدين أبو))
عبد الله الحكيم الطبيب الكلي لأنه كان يحفظ كليات القانون كان فاضلا في الطب وله مشاركة في الأدب والتاريخ أقام مدة ببعلبك قال قطب الدين اليونيني كان يلازم والدي وسكن في جواره وسمع عليه ومولده بدمشق سنة سبع وتسعين وخمس ماية سمع الكثير بدمشق من عبد الصمد الحرستاني وحدث وتوفي بالقاهرة سنة خمس وسبعين

5
وست ماية قال ابن أبي اصيبعة في تاريخ الأطباء كان والده اندلسيا قدم دمشق وأقام بها إلى أن توفي ونشأ ولده المذكور واشتغل على مهذب الدين الدخوار وكان جيد الفهم غزير العلم لا يخلى وقتا من الاشتغال حسن المحاضرة خدم الملك الأشراف ابن العادل إلى حين وفاته ثم خدم بالبيمارستان النوري قال الشيخ قطب الدين اليونيني وكان يعاني مشتري المماليك الملاح بأوفر الآثمان وعنده الخيول والغلمان وهو كثير التجمل وخلف عدة أولاد وكان بعضهم بالرحبة وقال فيه الموفق الحكيم المعروف بالورن لما تولى رياسة الطب)
* رياسة الطب غدا حكمها
* وكل جزء منه للكلى
*
* كأنه قا آن في طبه
* يسقى شراب الموت بالمغلى
*
3 (عز الدين ابن شداد الحلبي محمد بن إبراهيم))
وقيل محمد بن علي بن إبراهيم بن شداد عز الدين أبو عبد الله الحلبي ولد بحلب سادس ذي الحجة سنة ثلث عشرة وست ماية وتوفي سنة أربع وثمانين وست ماية ودفن من الغد بسفح المقطم كان رئيسا حسن المحاضرة صنف تاريخا بحلب وسيره للملك الظاهر وكان من خواص الملك الناصر وترسل عنه إلى هولاكو وغيره من الملوك واستوطن الديار المصرية بعد أخذ التتار حلب وكانت له مكانة عند الملك الظاهر بيبرس والملك المنصور قلاوون وحرمته وافرة وله توصل ومداخلة وعنده بشر كثير
ومسارعة إلى قضاء حوايج من يقصده التميمي الكموني محمد بن إبراهيم التميمي الكموني ذكره ابن رشيق في الأنموذج فقال شاعر فصيح لفاظ حسن التقسيم جيد الترسيم جزل الشعر ظاهر البلاغة عالم بأسرار الكلام إذا ركب معنى أجاده وله في المعاتبات مذهب مليح وأورد له من نظمه
* إليك ابن باديس إلى حين قوست
* قناتي وأفشى الدهر غرة ادهمى
*
* قطعت نياط الأرض من بعد مظلم
* مضيئا وما فيه عصي لمخيم
*
* تبسم لما حله الليث باكيا
* ولولا بكاء الليث لم يتبسم
* وأورد له أيضا
* طربت لذكرى منك هزت جوانحي
* كما يطرب النشوان كأس مدام
*
* وما زال بي ذكراك في كل ساعة
* وشخصك حتى كنت طيف منامي
*
* وما ذكرتك النفس إلا أصابها
* كلذع ضرام أو كوخز سهام
*
* وأن حديثا منك أحلى مذاقة
* من الشهد ممزوجا بماء غمام
*

6
وأورد له أيضا
* وهي كالدر مبسما وكبد ال
* تم وجها والخيزرانة قدا
*
* ومهاة النقا لحاظا وأم الخش
* ف جيدا ووردة الروض خدا
*
* تتمشى ما بين غصن ودعص
* ذا مروح وذا مهيل مندى
* منها)
* عرضت بابتسامة زجرت لي
* أن من بعدها بعادا وصدا
*
* واستدلت بالبرق يومض لمحا
* وهو بعد الوميض ينذر رعدا
* توفي
3 (القفصي الكفيف المغربي محمد بن إبراهيم بن عمران القفصي الكفيف))
أصله من دائية وتأدبه بها ذكره ابن رشيق أيضا فقال شاعر متقدم علامة بغريب اللغة قادر على التطويل يضع القصيدة تبلغ الماية وأكثر في ليلتها ويحفظها فلا يشذ عنه منها شيء ويسرد أكثر مسايل كتاب العين للخليل ابن أحمد أورد له قوله
* ومن غير الأيام أني شاعر
* أديب بسربال الخمول مسربل
*
* أروم على أكداء حالي تجملا
* واخشن من مضغ الحديد التجمل
* وأورد له
* سقاك بلحظ مقلته مداما
* وهز الغصن من خنث قواما
*
* وظل الصبح يخطر في رداه
* وقد خط العذار به ظلاما
*
* كأن تتموج الأصداغ منه
* عقارب مسكه تشكو الضراما
*
* مجمجمة بها الواوات تعلو
* على قرطاسها لاما فلاما
*
* بعينيه من المنصور سيف
* يقد بشفرتيه طلى وهاما
*
* فتى لبس المكارم وارتداها
* وشد عرى أزمتها غلاما
* وأورد له
* نثرت فريد الدمع نثر فريدها
* حاكت معاندة سلوك عقودها
*
* ولهى غداة رأت ركابي قربت
* مشدودة بنسوعها وقتودها
*
3 (أبو الطيب السبتي المالكي محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر أبو الطيب السبتي المالكي))
نزيل قوص كان من العلماء العاملين الفقهاء الفضلاء الأدباء سمع من الحافظ

7
أبي يعقوب يوسف بن موسى وقرأ عليه جملة من التهذيب للبراذعي وجملة من مذهب مالك بسبتة وقرأ النحو بها على الأستاذ عبد الله بن أحمد بن عبيد الله بن محمد بن أبي الربيع قرأ عليه شرح الإيضاح وغيره وكتاب سيبويه وقدم قوص وسمع بها من العلامة تقي الدين ابن دقيق العيد وكتب)
بخطه سيبويه وشرح ابن أبي الربيع للايضاح واختصره في مجلد وكتب شرح المحصول للقرافي وكتبا كثيرة وكان يعرف الهندسة والهيئة وعلوما غيرهما واقام بقوص سنين كثيرة ووقف كتبه بخزانة بالجامع وكان ورعا قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي واشتغل عليه بقوص طلبتها في النحو وغيره وتوفي بقوص سنة خمس وتسعين
وست ماية وبني حوض سبيل ظاهر قوص ووقف عليه وقفا وقال الشيخ أثير الدين أبو حيان اجتمعت به في قوص وقال لو وجدت بالقاهرة رغيفين ما خرجت منها وهو الذي ادخل شرح ابن أبي الربيع إلى مصر
3 (ابن الفهاد الشافعي محمد بن إبراهيم بن علي فتح الدين القوصي ابن الفهاد))
فقيه حسن مشكور السيرة اشتغل بفقه الشافعي على أبيه وغيره وتولى الحكم بسمهود ثم استوطن القاهرة وجلس بحانوت الشهود يعقد الأنكحة وعرف بذلك ومضى على جميل وتوفي سنة أربع وثلثين وسبع ماية
3 (أبو بكر النحوي الجوري محمد بن إبراهيم بن عمران بن موسى الجوري))
جور فارس الأديب أبو بكر النحوي كان من الأدباء المنقرين علامة في معرفة الأنساب وعلوم القرآن نزل نيسابور مدة وكثر الانتفاع به وسمع حماد بن مدرك وجعفر بن درستويه وأبا بكر بن دريد وأقرانهم قال الحاكم وجاءنا نعيه من فارس سنة أربع وخمسين وثلث ماية صدر الدين القنائي محمد بن إبراهيم بن أبي المني عرفات بن صالح بن محمد صدر الدين الهذلي القنائي سمع من تقي الدين ابن دقيق العيد وتولى الحكم بقنا وكان كثير الصدقة وكانت له معصرة يرسل غلمانه يجعلون في دهليز كل بيت من الفقراء قادوس محلب وطن قصب في ليلة عيد الفطر قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي قيل أنهم قوموا ركبته البغلة والبدلة وما معها بآلف دينار ولما وصل ابن بشكور إلى قنا نزل عند أولاد القرطبي وكانوا أعداءه فطلبه وقال تحمل الساعة ماية آلف درهم فقال نعم وخرج فحملها ثم كتب إلى الخزندار نايب السلطنة وإلى الصاحب بهاء الدين فكتبا بالإنكار على ابن بشكور ورسما له بإعادة ما أخذه منه إليه وتوفي ببلده فجاءة بعد خروجه من الحمام سنة اثنتين وسبعين وست ماية
3 (أبو الخطاب الكعبي الطبري محمد بن إبراهيم بن علي العلامة أبو الخطاب الكعبي الطبري))
شيخ الشافعية ببخارا توفي سنة ثمانين وأربع ماية)

8
3 (ابن المنخل الشلبي الشاعر محمد بن إبراهيم بن المنخل أبو بكر المهري الأديب الشلبي))
أحد الشعراء المجودين وكان يعرف علم الكلام توفي في عشر الستين وخمس ماية من شعره مسليا عن هزيمة
* لا تكترث يا بن الخليفة أنه
* قدر أتيح فما يرد متاحه
*
* قد يكدر الماء القراح لعلة
* ويعود صفوا بعد ذاك قراحه
*
3 (ابن الشواش الجميمي محمد بن إبراهيم الجميمي بالجيم والميمين))
ويعرف بابن الشواش بالشينين المعجمتين والواو المشددة قال ابن الآبار لم اعرف وفاته واراها قبل الماية السابعة وهو من أهل بلنسية أورد له
* فتى حاز في شرخ الشبيبة غاية
* من المجد تكبو الريح فيها وتطلح
*
* يصرف بين الناس والجود راحة
* هي الدهر ذو الحالين تسطو وتمنح
*
3 (قاضي بجاية محمد بن إبراهيم القاضي أبو عبد الله))
قاضي بجاية أمام بارع في المذهبين مالك والشافعي صنف كتابا سماه وكان قيما بالأصول والكلام والفلسفة توفي سنة أربع وست ماية رحل ولقي جماعة وسمع بمصر وولي قضاء مرسية وناب في قضاء مراكش وكان علم وقته علما وكمالا حتى اشتهر بالاصولي اعتني بإصلاح مستصفى الغزالي وامتحن هو وأبو الوليد ابن رشد محنتهما المشهورة من أجل نظرهما في علم الأوايل وكف بصره بآخره
3 (معين الدين الجاجرمي الشافعي محمد بن إبراهيم بن أبي الفضل الأمام معين الدين أبو حامد))
السهلي الجاجرمي الشافعي كان إماما مفتيا مصنفا مشهورا صنف في الفقه الكفاية وإيضاح الوجيز وله طريقة مشهورة في الخلاف والقواعد المشهورة به واشتغل الناس عليه وانتفعوا به وبكتبه من بعده خصوصا القواعد وشرح أحاديث المهذب والألفاظ المشكلة وتوفي بكرة الجمعة حادي عشر شهر رجب سنة ثلث عشرة وست ماية بنيسابور وجاجرم بجيمين بلدة بين نيسابور وجرجان قنور الصوفي الأربلي محمد بن إبراهيم بن مسلم بن سليمان أو سلمان الفخر آبو عبد الله الأربلي الصوفي خرج له الزكي البرزالي مشيخة في جزء لقب بقنور وقال ابن مسدي القور روى عنه جماعة وتوفي سنة ثلث وثلثين وست ماية)

9
3 (الفخر الصوفي الخبري محمد بن إبراهيم بن أحمد بن طاهر الشيرازي الخبري بالخاء))
المعجمة والباء ثاني الحروف الفيروزاباذي الشافعي فخر الدين أبو عبد الله الصوفي شيخ مشهور عالم بمقالات الصوفية معظم له تصانيف في الطريقة وفي علم الكلام كان بذي اللسان كثير الوقيعة في الناس توفي سنة اثنتين وعشرين وست ماية وهو نزيل مصر
3 (القاضي شمس الدين ابن العماد الحنبلي محمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور))
الشيخ الأمام قاضي القضاة شمس الدين أبو بكر ابن الشيخ العماد المقدسي الصالحي الحنبلي ولد في صفر سنة ثلث وست ماية وتوفي بالقاهرة سنة ست وسبعين وست ماية سمع التاج الكندي وابن الحرستاني وابن ملاعب والشيخ الموفق وتفقه عليه وحضر ابن طبرزذ وسمع ببغداذ من الفتح بن عبد السلام وعمر بن كرم الحمامي والداهري وابن روزبه وجماعة وسكنها وتأهل بها وجاءته الأولاد واسمعهم من الكاشغري ثم ارتحل وسكن مصر ورأس بها في مذهب الأمام أحمد وصار شيخ الإقليم في الأيام الظاهرية وكان محققا حسن الشكل روى عنه الدمياطي وسعد الدين الحارثي والشيخ على النشار وقطب الدين عبد الكريم وقال هو أول شيخ سمعت منه ويحكى عنه كرامات ومكاشفات وعزل عن القضاء وحبس بالقلعة سنتين وأطلق ولزم بيته يدرس ويفتى ويروى الحديث وهو أول من درس الدرس بالصالحية لمذهب أحمد وأول من ولي قضاء القضاة من بيته وولي مشيخة خانقاه سعيد السعداء وكان الصاحب بهاء الدين ابن حنا يغرى به الملك الظاهر
3 (شرف الدين الميدومي النحوي المحدث محمد بن إبراهيم ابن أبي القسم بن عنان))
الإمام المحدث المتقن شرف الدين أبو عبد الله الميدومي بالياء آخر الحروف والدال المهملة المصري النحوي ولد بالقاهرة سنة إحدى عشرة وست ماية وسمع الكثير وكتب واشتغل وكان من العلماء الأتقياء سمع من عبد العزيز بن باقا وابن رواج وابن الجميزي ودرس وأعاد وكان خصيصا بالحافظ المنذري وولي خزانة كتب الكاملية وطلب لمشيختها فامتنع مدة ثم وليها إلى أن مات أخذ عنه الحارثي وأبو عمرو ابن الظاهري وقطب الدين
3 (بهاء الدين ابن النحاس محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي نصر))
الشيخ

10
الأمام العلامة حجة العرب بهاء الدين أبو عبد الله ابن النحاس النحوي شيخ العربية)
بالديار المصرية سمع من ابن اللتي والموفق بن يعيش النحوي وأبي القسم ابن رواحة وابن خليل ووالده وقرأ القرآن على أبي عبد الله الفاسي وأخذ العربية عن الشيخ جمال الدين محمد بن عمرون ودخل مصر لما خربت حلب وقرأ القرآن على الكمال الضرير وأخذ عن بقايا شيوخها ثم جلس للإفادة كان حسن الأخلاق منبسطا على الإطلاق متسع النفس في حالتي الغني والإملاق ذكي الفطر زكي المخالطة والعشرة مطرح التكلف مع أصحابه عديم التخلف عن أشكاله وإضرابه ومع ذلك فلم يرزق أحد وجاهته في صدور الصدور ولا فرح أحد بسيادته التي آربت على تمام البدور وكان معروفا بحل المشكلات موصوفا بإيضاح المعضلات كثير التلاوة والأذكار كثير الصلاة في نوافل الأسحار موثوقا بديانته مقطوعا بأمانته وأما علمه بالعربية فاليه الرحلة من الأقطار ومن فوايده تدرك الأماني وتنال الأمطار قد اتقن النحو وتصريفه وعلم حد ذلك ورسمه وتعريفه ما أظن ابن يعيش مات إلا من حسده ولا ابن عصفور لأجله طار ذكره إلا في بلده ولا المرسي رست له معه قواعد ولا لأبي البقاء العكبري معه ذكر خالد بذهن نحي النحاس القديم عن مكانه وجعل ابن بري بريا من فصاحة لسانه وتحقيق ما اهتدى ابن جني إلى إظهار خباياه ولا نسبت إلى السخاوي هباته ولا عطاياه تخرج به الأفاضل وتحرج منه كل مناظر ومناضل وانتفع الناس به وبتعليمه وصاروا فضلاء من توقيفه وتفهيمه وكتب خطا آزري بالوشى إذا حبك والذهب إذا سبك ولم يزل على حاله إلى أن بلغ من الحياة امدها واهدى الزمان إلى عينه بفقده رمدها وتوفي رحمه الله تعالى يوم الثلاثاء سابع جمدى الآخرة سنة سبع وعشرين وست ماية وكان من العلماء الأذكياء الشعراء له خبرة بالمنطق وحظ من أقليدس وكان على ما قيل يحفظ ثلث صحاح الجوهري وكان مطرحا صغير العمامة يمشى في الليل بين القصرين بقميص وطاقية فقط وربما ضجر من الأشغال فأخذ الطلبة ومشى بهم بين القصرين والقى لهم الدروس وكان متين الديانة وله أبهة وجلالة في صدور الناس وكان بعض القضاة إذا انفرد بشهادة حكمه فيها وثوقا بديانته واقتنى كتبا نفيسة أخبرني الشيخ نجم الدين الصفدي وكان ممن قرأ عليه قال قال الشيخ بهاء الدين ما يزال عندي كتب بآلف دينار واحضر سوق الكتب دايما ولابد أن يتجدد لي علم بأتم كتاب ما سمعت به انتهى ولم يتزوج قط وكانت له أوراد من العبادة وكان يسعى في حوايج الناس ويقضيهم واخبرني القاضي الرئيس عماد الدين ابن)
القيسراني أنه لم يكن يأكل العنب قال لأنه كان يحبه فآثر أن يكون نصيبه في الجنة واخبرني الحافظ ابن سيد الناس في زكي بعض الفقهاء تزكية عند بعض القضاة ما زكاها أحد قط لأنه أمسك بيد الذي زكاه وقال للقاضي يا مولانا الناس ما يقولون ما يؤمن على الذهب والفضة إلا حمار قال نعم قال

11
وهذا حمار وانصرف فحكم القاضي بعدالة ذلك الفقيه واخبرني أيضا أن الأمير علم الدين الشجاعي لما فرغت المدرسة المنصورية بين القصرين في أيام السلطان الملك المنصور قلاون طلبه الأمير المذكور فتوجه إليه وعمامته صغيرة بكراتة على مصطلح أهل حلب فلما جلس عنده ولم يكن رآه أخذ الأمير يتحدث بالتركي مع بعض مماليكه قال يا أمير المملوك يعرف بالتركي فاعجب الأمير هذه الحركة منه وقال له السلطان قد فوض إليك تدريس التفسير بالقبة ونهار غد يحضر السلطان والأمراء والقضاة والناس فغدا تحضر وتكبر عمامتك هذه قليلا فانصرف ولما كان من الغد رآه الأمير علم الدين من بعيد وهو جايز إلى المدرسة بتلك العمامة فجهز إليه يقول ما قلت لك تكبر عمامتك قليلا فقال يا مولانا تعلموني مسخرة وأراد أن يرجع فقال الأمير علم الدين دعوه يدخل فلما جلس مع الناس نظر الملك المنصور إلى الذين هناك فقال هذا ما هو الشيخ بهاء الدين ابن النحاس قالوا نعم فقال هذا اعرفه لما كنت ساكن في المدينة والناس يقرأون عليه وشكر الشجاعي على إحضاره قال الشيخ فتح الدين فلم
يعرف السلطان غيره ولا اثني الا عليه واخبرني عنه غير واحد أنه لم يزل عنده في بيته من أصحابه ومن الطلبة من يأكل على ما يدته لا يدخر شيئا ولا يخبأه عنهم وهنا أناس يلعبون الشطرنج وهنا أناس يطالعون وكل واحد في شأنه لا ينكر على أحد شيئا ولم تزل أخلاقه مرتاضة حتى يكون وقت الاشتغال يتنكر وكان لا يتكلم في حل النحو للطلبة إلا بلغة العوام لا يراعى الأعراب واخبرني الأمام أثير الدين وعليه قرأ بالديار المصرية قال كان الشيخ بهاء الدين والشيخ محيي الدين محمد ابن عبد العزيز المازوني المقيم بالإسكندرية شيخى الديار المصرية ولم الق أحدا أكثر سماعا منه لكتب الأدب وانفرد بسماع صحاح الجوهري وكان كثير العبادة والمروءة والترحم على من يعرفه من أصحابه لا يكاد يأكل شيئا وحده ينهى عن الخوض في العقايد وله ترداد إلى من ينتمي إلى الخير ولي التفسير بجامع ابن طولون وبالقبة المنصورية وله تصدير في الجامع الأقمر وتصادير بمصر ولم يصنف شيئا إلا ما وجدناه من املايه على الأمير سنان الدين الرومي شرحا لكتاب المقرب)
لابن عصفور وذلك من أول الكتاب إلى باب الوقف أو نحوه وقال وكنت أنا وإياه نمشي بين القصرين فعبر علينا صبي يدعى بجمال وكان مصارعا فقال الشيخ بهاء لينظم كل منا في هذا المصارع ونظم الشيخ بهاء الدين
* مصارع تصرع الآساد سمرته
* تيها فكل مليح دونه همج
*
* لما غدا راجحا في الحسن قلت لهم
* عن حسنه حدثوا عنه ولا حرج
* قال أثير الدين ونظمت أنا
* سباني جمال من مليح مصارع
* عليه دليل للملاحة واضح
*
* لئن عز منه المثل فالكل دونه
* وأن خف منه الخصر فالردف راجح
* قال وسمع الشيخ شهاب الدين العزازي نظمينا فيه وانشدنيه
* هل حكم ينصفني في هوى
* مصارع يصرع أسد الشرى
*

12
* مذ فر مني الصبر في حبه
* حكي عليه مدمعي ما جرى
*
* أباح قتلى في الهوى عامدا
* وقال لي كم عاشق في الورى
*
* رميته في أسر حبي ومن
* اجفان عينيه أخذت الكرى
* قلت أما قول الشيخ بهاء الدين رحمه الله فإنه منحط وما أتى فيه منه مصطلح القوم إلا بلفظه الراجح لا غير وأما قول شيخنا أثير الدين فإنه غاية لأنه أتى فيه بلفظ المثل والدون والراجح وأما قول شهاب الدين العزازي فبين بين لم ينحط ولم يرتفع لأنه أتى بلفظه حكى عليه والإباحة والرمي وأخذ الكري في أربعة أبيات وفيها عيب وهو التضمين وهو تعلق الثالث بالرابع وقوله الكرى أخطأ فيه لان الكرى بمعنى النوم بفتح الكاف والكري بمعنى الأجرة بكسر الكاف فتنافيا وقد أشبعت القول في هذا في كتابي فض الختام عن التورية والاستخدام أنشدني شيخنا العلامة أثير الدين قال أنشدني الشيخ بهاء الدين لنفسه يخاطب الشيخ رضي الدين الشاطبي وقد كلفه أن يشترى له قطرا
* أيها الأوحد الرضي الذي طا
* ل علاء وطاب في الناس نشرا
*
* أنت بحر لا غرو أن نحن وافي
* ناك راجين من نداك القطرا
* وأنشدني قال وأنشدني لنفسه يرثى الشيخ أحمد المصري النحوي
* عزاءك زين الدين في الفاضل الذي
* بكته بنو الآداب مثنى وموحدا)
* (فهم فقدوا منه الخليل بن أحمد
* وأنت ففارقت الخليل وأحمدا
* وأنشدني قال أنشدني لنفسه مما يكتب على منديل
* ضاع مني خصر الحبيب نحولا
* فلهذا أضحى عليه آدور
*
* لطفت خرقتي ودقت فجلت
* عن نظير لما حكتها الخصور
*
* اكتم السر عن رقيب لهذا
* بي يخفى دموعه المهجور
* وأنشدني قال أنشدني لنفسه
* أني تركت لذا الورى دنياهم
* وظللت انتظر الممات وأرقب
*
* وقطعت في الدنيا العلايق ليس لي
* ولد يموت ولا عقار يخرب
* أنشدني شيخنا نجم الدين الصفدي من لفظه قال أنشدنا الشيخ بهاء الدين لنفسه
* قلت لما شرطوه وجرى
* دمه القاني على الخد اليقق
*
* ليس بدعا ما آتوا في فعله
* هو بدر ستروه بالشفق
* قلت ذكرت أنا هنا ما نظمته في هذا
* قلت إذ شرطوا الحبيب وقد ضا
* ق علي الغرام في كل مسلك
*
* قد ملكت الفؤاد من غير شرط
* قال لكنني مع الشرط املك
*

13
وقلت أنا فيه أيضا
* تشرط من أحب فذبت خوفا
* وقال وقد رأى جزعي عليه
*
* عقيق دم جرى فأصاب خدي
* وشبه الشيء منجذب إليه
* واخبرني شيخنا الذهبي قال قرأت على الشيخ بهاء الدين رحمه الله جزء شيء قلت وغالب روايات الشيخ أثير الدين كتب الأدب عنه اعني الشيخ بهاء الدين رحمه الله تعالى محمد بن إبراهيم التجاني بالتاء المثناة من فوق والجيم والنون من بعد الألف البجلي اللغوي قال الشيخ أثير الدين مشافهة هو أديب متفنن من أهل تونس مشهور بالعلم والأدب لم يقض لي به اجتماع عند دخول تونس أنشدنا له أبو يحيى ابن عريهة
* كم قلت إذ عذر من
* كان الفؤاد منزله
*
* وعطلت من فتكها
* تلك العيون الغزله)
* (يا أشعري خده
* أني من المعتزلة
* وأنشدني بالسند المذكور
* قطفت باللحظ من بستان وجنته
* تفاحة ضرجتها حمرة الخفر
*
* وقلت هذا أمان من قطيعته
* فالشرع قد نص أن لا قطع في ثمر
* قلت هو شعر جيد
3 (الوطواط الكتبي محمد بن إبراهيم بن يحيى بن علي الأنصاري))
المروي الأصل المصري المولد جمال الدين الكتبي المعروف بالوطواط مولده بمصر سنة اثنتين وثلثين وست ماية أخبرني الشيخ أثير الدين أبو حيان من لفظه قال المذكور له معرفة بالكتب وقيمها وله نثر حسن ومجاميع أدبية وكان بينه وبين ابن الخوتي قاضي القضاة مودة لما كان بالمحلة فلما تولى قضاء الديار المصرية توهم جمال الدين أنه يحسن إليه ويبره فسأله فلم يجبه إلى شيء من مقصوده فاستفتى عليه فضلاء الديار المصرية فكتبوا له على فتياه بأجوبة مختلفة وصير ذلك كتابا وقد راحت به نسخة إلى بلاد المغرب وكان قد سألني أن أجيب على ذلك فامتنعت لأن الإجابة اقتضت ذم المستفتى عليه وكذلك أجاب جميع من كتب عليها انتهى قلت هذا المذكور كان له فضيلة وعنده ذوق وفهم يدل على ذلك مجاميعه ولم يكن يقدر على النظم وأما النثر فإنه كان فيه مجيدا وأما هذه الفتيا المذكورة فقد رأيتها ونقلتها بخطى وسماها فتوى الفتوة ومرآة المروة وكتب له فيها الشيخ بهاء الدين ابن النحاس وناصر الدين حسن ابن النقيب ومحيي الدين ابن عبد الظاهر كتب له جوابين أحدهما له والآخر عليه وشرف الدين ابن فضل الله والسراج الوراق وناصر

14
الدين شافع وشرف الدين القدسي وشهاب الدين ابن قاضي اخميم ومكين الدين الجزري كتب جوابين والنصير الحمامي وكمال الدين ابن القليوبي وعلم الدين ابن بنت العراقي وشمس الدين الخطيب الجزري وعلم الدين القمني وبدر الدين الحلبي الموقع وعماد الدين ابن العفيف الكاتب وشمس الدين ابن مهنا وبدر الدين المنبجي وأمين الدين ابن الفارغ وشمس الدين ابن دانيال والفقيه شعيب وناصر الدين ابن الإسكاف ونور الدين المكي وآخر لم يذكر اسمه لأنه عاهده على ذلك ومن تصانيف جمال الدين الوطواط كتاب مباهج الفكر ومناهج العبر أربع مجلدات تعب عليه وما قصر فيه وكتاب الدرر والغرر والدرر والعرر وملكت بخطه تاريخ ابن الأثير المسمى بالكامل وقد)
ناقش المصنف في حواشيه وغلطه وواخذه وكان جمال الدين المذكور لا يزال القاضي محيي الدين ابن عبد الظاهر يكرهه ويغض منه والتقليد السليماني الذي أنشأه بالولاية لابن غراب على أجناس الطير عرض فيه بالوطواط قال في أوله بعد أن عمل خاتما على هذه الصورة أنه من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم وفيه يقول الحكيم شمس الدين ابن دانيال وهو أرمد
* ولم اقطع الوطواط بخلا بكحله
* ولا أنا من يعييه يوما تردد
*
* ولكنه ينبو عن الشمس طرفه
* وكيف به لي قدرة وهو آرمد
* وأنشدني فيه لنفسه إجازة ناصر الدين شافع
* كم على درهم يلوح حراما
* يا لئيم الطباع سرا تواطى
*
* دايما في الظلام تمشي مع النا
* س وهذي عوايد الوطواط
* وأنشدني له أيضا
* قالوا نرى الوطواط في شدة
* من تعب الكد وفي ويل
*
* فقلت هذا دأبه دايما
* يسعى من الليل إلى الليل
*
3 (قاضي القضاة ابن جماعة محمد بن إبراهيم بن سعد الله ابن جماعة بن علي بن جماعة بن))
حازم بن صخر قاضي القضاة الأمام العالم بدر الدين أبو عبد الله الكناني الحموي الشافعي ولد بحماة سنة تسع وثلثين وسمع سنة خمسين من شيخ الشيوخ الأنصاري وبمصر من الرضى ابن البرهان والرشيد العطار وإسماعيل بن عزون وعدة وبدمشق من ابن أبي اليسر وابن عبد وطايفة وأجاز له عمر بن البراذعي والرشيد بن مسلمة وطايفة وحدث بالشاطبية عن ابن عبد

15
الوارث صاحب الشاطبي وسمعتها عليه مع جماعة بمنزله بمصر مجاور الجامع الناصري وأجاز لي في سنة ثمان وعشرين وسبع ماية وحدث بالكثير وتفرد في وقته وكان قوي المشاركة في علوم الحديث والفقه والأصول والتفسير خطيبا تام الشكل ذا تعبد وأوراد وحج وله تصانيف درس وافتى واشغل نقل إلى خطابة القدس ثم طلبه الوزير ابن السلعوس فولاه قضاء مصر ورفع شأنه ثم حضر إلى الشام قاضيا وولي خطابة دمشق أيضا مع القضاء ثم طلب لقضاء مصر بعد ابن دقيق العيد وامتدت أيامه إلى أن شاخ واضر وثقل سمعه فعزل بقاضي القضاة جلال الدين القزويني سنة سبع وعشرين وسبع ماية وكثرت أمواله وباشر آخرا بلا معلوم على)
القضاء ولما رجع السلطان من الكرك صرفه وولي جمال الدين الزرعي فاستمر نحو السنة ثم أعيد قاضي القضاة بدر الدين وولي مناصب كبارا وكان يخطب من انشايه وصنف في علوم الحديث وفي الأحكام وله رسالة في الإسطرلاب أخبرني القاضي شمس الدين ابن الحافظ ناظر الجيش بصفد وطرابلس قال كنت اقرأ عليه بدمشق وهو في بيت الخطابة رسالته في الإسطرلاب فقال لي يوما إذا جئت تقرأ في هذه فاكتمه فإن اليوم جاء إلى مغربي وقال يا مولانا قاضي القضاة رأيت اليوم واحدا يمشي في الجامع وفي كمه آلة الزندقة فقلت وما هي فقال الإسطرلاب أو كما قال وتوفي سنة ثلث وثلثين وسبع ماية في جمدي الأولى بمصر وتوفي أبوه بالقدس سنة خمس وسبعين وللقاضي بدر الدين نظم ومنه ما انشدنيه إجازة
* يا لهف نفسي لو تدوم خطابتي
* بالجامع الأقصى وجامع جلق
*
* ما كان اهنى عيشنا والذه
* فيها وذاك طراز عمري لو بقي
*
* الدين فيه سالم من هفوة
* والرزق فوق كفاية المسترزق
*
* والناس كلهم صديق صاحب
* داع وطالب دعوة بترقق
* وأنشدني لنفسه إجازة
* لما تمكن من فؤادي حبه
* عاتبت قلبي في هواه ولمته
*
* فرثى له طرفي وقال أنا الذي
* قد كنت في شرك الهوى أوقعته
*
* عاينت حسنا باهرا فاقتادني
* سرا إليه عندما أبصرته
* وأنشدني لنفسه إجازة
* أحن إلى زيارة حي ليلى
* وعهدي من زيارتها قريب
*
* وكنت أظن قرب العهد يطفى
* لهيب الشوق فأزداد اللهيب
* وأنشدني لنفسه إجازة
* إذا ما قصدت طيبة شوقا
* صار سهلا لدي كل عسير
*
* وإذا ما ثنيت عزمي عنها
* فعسير علي كل يسير
* قلت هو من قول القايل

16
* يا ليل ما جئتكم زايرا
* إلا وجدت الأرض تطوى لي
*
* ولا آنثنى عزمي عن بابكم
* إلا تعثرت باذيالي
*))
3 (ابن معضاد محمد بن إبراهيم بن معضاد الشيخ))
من بيت توفي سنة سبع وثلثين وسبع ماية بمصر وسيأتي ذكر والده أن شاء الله تعالى في مكانه ولما توفي رحمه الله تعالى قام أخوه عمر قال العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبو الحسن على السبكي الشافعي هم أهل بيت لا يتكلم فيهم أحد حتى يموت قبله واحد منهم
3 (ابن إبراهيم العامري الخطيب محمد بن إبراهيم القرشي العامري الخطيب النحوي))
من أهل شلب واصله من مدينة باجة أورد له ابن الآبار ما أمر أن يكتب على قبره
* لئن نفذ القدر السابق
* بموتي كما حكم الخالق
*
* فقد مات والدنا آدم
* ومات محمد الصادق
*
* ومات الملوك وأشياعهم
* ولم يبق من جمعهم ناطق
*
* فقل للذي سره مهلكي
* تأهب فإنك بي لاحق
* قلت في معنى هذا البيت الرابع قول الآخر
* تشفى بشيء لا يصيبك مثله
* وإلا فشئ أنت وارده فلا
* وأورد ابن الأبار قول ابن خفاجة فيما كتبه على قبره
* خليلي هل من وقفة بتألم
* على جدثي أو نظرة بترجم
*
* خليلي هل بعد الردى من ثنية
* وهل بعد بطن الأرض دار مخيم
*
* وأنا حيينا أوردينا لاخوة
* فمن مر بي من مسلمك فليسلم
*
* وما ذا عليه أن يقول محييا
* إلا عمم صباحا أو يقول إلا أسلم
*
* وفاء لا شلاء كرمن على البلى
* فعاج عليها من رفات وآعظم
*
* يردد طورا آهة الحزن عندها
* ويذرف طورا دمعة المترحم
* وقول عبد الرحمن بن محمد بن مغاور الكاتب بالغين والواو المكسورة والراء
* أيها الواقف اعتبارا بقبري
* استمع فيه قول عظمي الرميم
*
* أودعوني بطن الضريح وخافوا
* من ذنوب كلومها باديمي
*

17
* قلت لا تجزعوا علي فاني
* حسن الظن بالرؤوف الرحيم
*
* وأتركوني بما أكتسبت رهينا
* غلق الرهن عند مولى كريم
*
3 (ابن المهندس محمد بن إبراهيم بن غنايم الصالحي))
)
الحنفي المحدث العدل شمس الدين الشروطي ابن المهندس سمع من ابن أبي عمر وابن شيبان والفخر وطبقتهم وكتب العالي والنازل ورحل إلى مصر بابنه ونسخ الكثير وحصل الأصول وخرج وأفاد مع التصون والتواضع وطيب الخلق وصحة النقل وخلف أولادا وملكا وكان رأسه يضطرب دايما لا يفتر أوصى بوقفية أجزايه وكتب الشيخ شمس الدين عنه توفي سنة ثلث وثلثين وسبع ماية قلت وأجاز لي أيضا رحمه الله
3 (أمين الدين المؤذن الواني محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد))
الفقيه المفيد الرحال آمين الدين الواني الدمشقي الحنفي رئيس المؤذنين وابن السيخ برهان الدين رئيس المؤذنين كتب وتعب وحصل الأصول حدث بمصر وبمكة ودمشق عن أبي الفضل ابن عساكر والتقى ابن مؤمن وجماعة وتوفي بعد والده بشهر ودفن إلى جانبه سنة خمس وثلثين وسبع ماية عاش أحدى وخمسين سنة قال الشيخ شمس الدين كان من خير الطلبة وأجودهم نقلا وهو والد شرف الدين
3 (شمس الدين الجزري المورخ محمد بن إبراهيم بن أبي بكر المورخ))
شمس الدين الجزري ولد سنة ثمان وخمسين وست ماية ولهج بالتاريخ وجمعه وسمع من إبراهيم بن حمد بن كامل والفخر على وابن الواسطي والأبرقوهي وابن الشقاري وغيرهم من الشعراء وكان حسن المذاكرة سليم الباطن صدوقا وفي تاريخه عجايب وغرايب وعامية توفي سنة تسع وثلثين وسبع ماية ودفن في مقبرة باب الصغير وله نظم ساقط أجاز لي بخطه سنة ثلثين وسبع ماية بدمشق روى الشيخ علم الدين البرزالي رحمه الله عن شمس الدين الجزري هذه الأبيات وهي
* الهي قد أعطيتني ما أحبه
* واطلبه من أمر دنياي والدين
*
* وأغنيتني بالقنع عن كل مطمع
* وألبستني عزا يجل عن الهون
*
* وقطعت عن كل الأنام مطامعي
* فنعماك تكفيني إلى حين تكفيني
*
* ومن دق بابا غير بابك خاضعا
* غدا راجعا عنه بصفقة مغبون
*

18
قلت وأنا أستكثر هذه الأبيات عليه رحمه الله وسامحه وأن لم تكن في ذروة النظم
3 (ابن البرهان الطبيب محمد بن إبراهيم العدل الرئيس الفاضل صلاح الدين أبو عبد الله))
المتطبب)
المعروف بابن الجرايحي ويعرف بابن البرهان وهو الأشهر وفي أبيه برهان الدين يقول من قال
* كل من عالج الجراحة فدم
* وأقيم الدليل بالبرهان
* أخبرني القاضي شهاب الدين ابن فضل الله قال كان أبوه جرايحيا فلما نشأ صلاح الدين اقرأه القرآن الكريم فحفظ منه نحو النصف وقرأ طرفا من العربية علي ابن النحاس وقرأ الطب على العماد النابلسي ثم على الشيخ علاء الدين ابن النفيس وأجيز أولا في الكحل ثم بالتصرف في الطب وكان فاضلا في فروع الطب مشاركا في الحكمة مايلا إلى علم النجوم والكلام على طبايع الكواكب وأسرارها وقرأ في آخر عمره على شيخنا شمس الدين الأصبهاني كثيرا من الحكمة وسمع بقراءة الفخر عبد الوهاب ابن الحكيم كتاب الشفاء لابن سينا على الشيخ شمس الدين وهو يشرحه لصلاح الدين ميعادا فميعادا إلى أن أكمله قال وسألت الأصبهاني عنه فقال اشتغاله أكثر من ذهنه وكان علمه بالطب أكثر من معالجته قال حكي لي شيخنا الأصبهاني أنه طلعت في إصبعه سلعة فاستطب لها صلاح الدين فبهت ثم وصف أشياء لم تفده فقال له الفخر عبد الوهاب لو عملت كذا كان انفع له فعمله فنفعه وبرأ به قال وكان صلاح الدين ذا مال واسع ومتجر بالصعيد وأكثره في اخميم وكان من أعيان أطباء السلطان الذين يدخلون عليه ويعرف له السلطان مكانته وفضله وكان خصيصا بالنايب آرغون ثم بطقزتمر يطلع في كل سنة طقزتمر إلى الصعيد فيكون معه في خدمته ويستعين بصحبته على استخراج ماله ونفاق متاجره ولما ولي القاضي جلال الدين الديار المصرية صحبه صلاح الدين المذكور وكان يسفر عنده لقضاة الصعيد يقدم إليه كتبهم ويجهز إليهم أجوبته وكان لا يزال ذرعه ضيقا يتقدم ابن النغربي عليه وكتب إلى السلطان يسأله الإعفاء من الطب وأن يكون من تجار الخاص فقال السلطان نحن نعرف أنه إنما قال هذا لكون ابن المغربي هو الرئيس مع كونه هو أكبر وأفضل فلا يأخذ في خاطره من هذا فهو عندنا عزيز كريم وإنما إبراهيم ابن المغربي صاحبنا ولاجل هذا عملناه الرئيس
ونحن نعرف أنه ما يستحق التقديم عليه فطاب خاطر صلاح الدين بذلك وخطب آخت ابن المغربي وتزوج بها واتحدا بعد مباينة البواطن قال وكان صلاح الدين يثبت علم الكيمياء ويقول أنه صحب ابن أمير كان اسمه ابن سنقر الرومي وأنه كان عملها بحضوري غير مرة إلى غير هذا مما كان مغري به من الروحانيات واعتقاد ما)
يقال من المخاطبات النجومية قال وعلى الجملة فكان قليل المثل في وقته انتهى قلت كان صلاح الدين رحمه الله يتردد كثيرا إلى القاضي شهاب الدين ويجتمع به وهو من أعرف الناس بحاله وقد اجتمعت به غير مرة وسمعت كلامه وكان يستحضر كليات القانون وكان يلثغ بالراء لثغة مصرية وعلى ذهنه شيء من الحماسة والمقامات وشعر أبي الطيب وكان في ذهنه جمود وكان يجتمع هو والشيخ

19
ركن الدين ابن القوبع رحمه الله تعالى في دكان الشهود الذي في باب الصالحية ويذكر صلاح الدين شيئا من كلام الرئيس إما من الإشارات أو غيرها ويشرح ذلك شرحا غير مطابق لكلام الرئيس فما يصبر له الشيخ ركن الدين ويقول سبحان الله من يكون ذهنه هذا الذهن يشتغل فلسفة هذا الكلام معناه كذا وكذا فهو في واد وأنت في واد وهذا الذي يفهم من كلام الشيخ وهو المطابق للقواعد عند القوم فيعود صلاح الدين في خجل كثير بين الجلوس وأظنه فارق الزوجة التي تزوجها من بيت ابن المغربي قبل وفاته ولما مرض النايب ارغون بحلب أول مرة طلبه من السلطان فحضر إليه وعالجه بحلب ثم توجه إلى القاهرة ثم أنه لما مرض الثانية التي مات فيها طلبه فوصل إلى أربد وبلغته وفاته فعاد وتوفي صلاح الدين بالقاهرة في سنة ثلث وأربعين وسبع ماية
3 (ابن الأكفاني الحكيم شمس الدين محمد بن إبراهيم بن ساعد شمس الدين أبو عبد الله))
الأنصاري المعروف بابن الأكفاني السنجاري المولد والأصل المصري الدار فاضل جمع اشتات العلوم وبرع في علوم الحكمة خصوصا الرياضي فإنه أمام في الهيئة والهندسة والحساب له في ذلك تصانيف وأوضاع مفيدة قرأت عليه قطعة جيدة من كتاب أقليدس فكان يحل لي فيه ما اقرأه عليه بلا كلفة كأنما هو ممثل بين عينيه فإذا ابتدأت في الشكل شرع هو فيسرد باقي الكلام سردا وأخذ الميل ووضع الشكل وحروفه في الرمل على التخت وعبر عنه بعبارة جزلة فصيحة بينة واضحة كأنه ما يعرف شيئا غير ذلك الشكل وقرأت عليه مقدمة في وضع الآفاق فشرحها لي أحسن شرح وقرأت عليه أول الإشارات فكان يحل شرح نصير الدين الطوسي بأجل عبارة وأجلى إشارة وما سألته عن شيء في وقت من الأوقات عما يتعلق بالحكمة من المنطق والطبيعي والرياضي والألهي إلا وأجاب بأحسن جواب كأنما كان البارحة يطالع تلك المسألة طول الليل وأما الطب فإنه كان أمام عصره وغالب طبه بخواص)
ومفرادت يأتي بها إلى المريض وما يعرفها أحد لأنه يغير كيفيها وصورتها حتى لا تعلم وله أصابات غريبة في علاجه وأما الأدب فإنه فريد فيه يفهم نكته ويذوق غوامضه ويستحضر من الأخبار والوقايع والوفيات للناس قاطبة جملة كبيرة ويحفظ من الشعر شيئا كثيرا إلى الغاية من شعر العرب والمولدين والمحدثين والمتأخرين وله في الأدب تصاني ويعرف العروض والبديع جيدا وما رأيت مثل ذهنه يتوقد ذكاء بسرعة ما لها روية وما رأيت فيمن رأيت أصح ذهنا منه ولا أذكى وأما عبارته الفصيحة الموجزة الخالية من الفضول فما رأيت مثلها كان الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس يقول ما رأيت من يعبر عما في ضميره بعبارة موجزة مثله انتهى ولم أر امتع منه ولا أفكه من محاضرته ولا أكثر أطلاعا منه على أحوال الناس وتراجمهم ووقايعهم ممن تقدم وممن عاصره وأما أحوال الشرق ومتجددات التتار في بلادهم في أوقاتها فكأنما كانت القصاد تجىء إليه والملطفات تتلى عليه بحيث أنني كنت

20
أسمع منه ما لم أطلع عليه من الديوان وأما الرقي والعزايم فيحفظ منها جملا كثيرة وله اليد الطولى في الروحانيات والطلاسم وما يدخل في هذا الباب وقرأت عليه من تصانيفه إرشاد القاصد إلى آسنى المقاصد واللباب في الحساب ونخب الذخاير في معرفة الجواهر وغنية اللبيب عند غيبة الطبيب ومما لم اقرأه عليه من تصانيفه كتاب كشف الرين في أمراض العين وله نظم أنشدني منه من لفظه لنفسه
* ولقد عجبت لعاكس للكيميا
* في طبه قد جاء بالشنعاء
*
* يلقى على العين النحاس يحيلها
* في لمحة كالفضة البيضاء
* وله تجمل في بيته وملبسه ومركوبه من الخيل المسومة والبرة الفاخرة ثم أنه اقتصر وترك الخيل وآلى على نفسه أنه لا يطب أحدا إلا في بيته أو في البيمارستان أو في الطريق وله اليد الطولى في معرفة الأصناف من الجواهر والقماش والآلات وأنواع العقاقير والحيوانات وما يحتاج إليه البيمارستان المنصوري بالقاهرة لا يشترى ولا يدخل إلى البيمارستان إلا بعد عرضه عليه فإن أجازه اشتراه الناظر وأن لم يجزه لم يشتر البتة وهذا اطلاع كثير وخبرة تامة فإن المارستان يريد كل ما في الوجود مما يدخل في الطب والكحل والجراح وغير ذلك وأما معرفة الرقيق من المماليك والجواري فإليه المآل في ذلك ورأيت المولعين بالصنعة يحضرون إليه ويذكرون له وما وقع لهم من الخلل في أثناء أعمالهم فيرشدهم إلى الصواب)
ويدلهم على اصلاح ذلك الفساد ولم أره يعوز شيئا من كمال الأدوات غير أن عربيته ضعيفة وخطه أضعف من مرضى مارستانه ومع ذلك فله كلام حسن ومعرفة جيدة بأصول الخط المنسوب والكلام على ذلك وتوفي رحمه الله تعالى في طاعون مصر سنة تسع وأربعين وسبع ماية وتألمت لفقده رحمه الله تعالى
3 (كمال الدين ابن رفاعة القوصي محمد بن إبراهيم بن محمد ابن علي بن رفاعة كمال الدين))
أبو الفتوح القوصي عالم مفنن يعرف الفقه والأصلين والنحو واللغة والتفسير تولى الحكم بالأعمال القوصية سنين كثيرة ومدحه الأديب الفاضل علي بن صادق بن علي بن محمد الخزرجي بمدايح جمعها في كتاب وقفاها وعمل فيها مقدمة وصفه فيها بنظم ونثر وهو كتاب كبير قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي مولده بقوص سنة أربعين وخمس ماية وتوفي سنة ست وتسعين وخمس ماية
3 (ابن الجاموس الشافعي محمد بن إبراهيم بن رافع بن هبة الله شهاب الدين أبو عبد الله))
الغساني الحموي الفقيه الشافعي المدرس الواعظ المعروف بابن الجاموس درس بمشهد الحسين بالقاهرة وخطب بجامعها وبالقدس بعد القاضي محيي الدين ابن الزكي ودرس بها وتفقه ببغداذ وتوفي رحمه الله بحماة في العشر الأوسط من شهر ربيع الأول سنة خمس عشرة وست ماية وفيه يقول ابن عنين وقد تجادل مع ابن البغل الفقيه

21
* البغل والجاموس في جدليهما
* قد أصبحا عجبا لكل مناظر
*
* برزا عشية يومنا لتجادل
* هذا بقرنيه وذا بالحافر
*
* ما أتقنا غير الصياح كأنما
* لقنا جدال المرتضى ابن عساكر
*
* لفظ طويل تحت معنى قاصر
* كالعقل في عبد اللطيف الناظر
*
* اثنان ما لهما وحقك ثالث
* إلا رقاعة مدلويه الشاعر
* وقال الوزير نجم الدين أبو المظفر يوسف بن المحاور وقد خطب الجاموس يوم الأضحى
* خطيبنا الجاموس من حذقه
* علا على المنبر والصرح
*
* لأنه في يومه خايف
* يا ملك الأرض من الذبح
*)
وقال فيه
* قل لمليك الأرض أن لم تجد
* أضحية الضأن مع المعز
*
* فخذ خطيب العيد أضحية
* فإنه عن سبعة يجزى
* وقال فيه
* قلت والجاموس يلقى
* درسه من غير لبس
*
* ويك ذا جاموس درس
* ليس ذا جاموس درس
*
3 (شمس الدين المقدسي محمد بن إبراهيم بن أحمد))
القاضي شمس الدين المقدسي حضر على البدر عمر بن محمد الكرماني وسمع من الفخر ابن البخاري أجاز لي بالقاهرة سنة ثمان وعشرين وسبع ماية
3 (شمس الدين البهلوان محمد بن أتابك الدكز))
شمس الدين البهلوان كان حاكما على العراق وآذربيجان والري وأصفهان وكان أسم الملك واقعا على طغريل بن أرسلان بن طغريل بن ملكشاه وكان تحت حجر البهلوان يأكل البلاد باسمه وكان ظالما فاتكا ولما احتضر أوصى إلى أخيه لأمه قزل ومات بهمذان سنة اثنتين وثمانين وخمس ماية وخلف ما لم يخلفه مثله قال صاحب المرآة أما الأموال فما تحصى وأما المماليك فترك خمسة آلاف مملوك وثلثين ألف فرس وبغل وجمل وقام أخوه مقامه فلما شب طغريل انف من الاحتجار فركب من همذان ومعه مماليك أبيه وجاء إلى أصبهان وتبعه قزل ووقعت الحرب فأحرق قزل أصبهان حتى المدارس والربط والمسجد ومات الناس جوعا

22
محمد بن أحمد من ولد عبيد الله بن قيس الرقيات قال ابن المرزبان مات بعد الثمانين والمأتين أو فيها قطعت الأعراب عليه الطريق فقال لما دخل على أبي الأعز بالرها ارتجالا
* أنا شاكر أنا ذاكر أنا ناشر
* أنا جايع أنا راجل أنا عار
*
* هي ستة وأنا الضمين لنصفها
* فكن الضمين لنصفها بعيار
*
* أحمل وأطعم وأكس ثم لك الوفا
* عند اختيار محاسن الأخبار
*
* فالعار في مدحي لغيرك فأكفني
* بالجود منك تعرضي للعار
* محمد بن أحمد بن رشيد مولى المهدي أمير المؤمنين من شعره
* مريضة كر الطرف مجدولة الحشا
* بعيده مهوى القرط يشبهها البدر)
* (لها نظر يسبى القلوب بحسنه
* هو السحر في الأوهام أو دونه السحر
*
* أقول إذا ما أشتد شوقي والتظى
* بقلبي من هجران قاتلتي جمر
*
* عسى فرج يأتي به الله أنه
* له كل يوم في خليقته أمر
* محمد بن أحمد بن واصل المرودي يقول في المعلي بن أيوب
* أنت لليل إذا جل
* لني ليلى ضياء
*
* قمر بدر ونور
* وتمام وأمتلاء
*
* وإذا لاح نهار
* أنت شمسي والبهاء
*
* يا معلي يا ابن أيو
* ب فما هذا الجفاء
*
* أبسوء العتب يرعى
* الأصدقاء الأصدقاء
*

23
* كل ما بلغته عن
* ي فإفك وأفتراء
* محمد العتبي المالكي القرطبي محمد بن أحمد بن عبد العزيز العتبي الأندلسي القرطبي الفقيه المالكي صاحب المسايل العتبية توفي في عشر الستين بعد المأتين الحرشي النيسابوري محمد بن أحمد بن حفص الحرشي بالحاء المهملة والشين المعجمة النيسابوري توفي في عشر السبعين بعد المأتين
3 (الرياحي محمد بن أحمد بن أبي العوام الرياحي))
قال الدارقطني وغيره صدوق توفي سنة ست وسبعين ومأتين أبو عمرو الصغير محمد بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري أبو عمرو الصغير النحوي كان كبيرا في العلوم توفي سنة اثنتين وخمسين وثلث ماية
3 (محمد بن أحمد بن سيد حمدونه أبو بكر التميمي الدمشقي الزاهد))
له الكرامات والأحوال صحب أبا القسم الجوعي أقام خمسين سنة ما استند ولا مد رجله بين يدي الله هيبة له نبح عليه كلب في الليل فاخسأه فمات وتوفي سنة أحدى وثلث ماية ابن المرزبان قاضي دمشق محمد بن أحمد بن المرزبان قاضي دمشق بعد أبي زرعة من قبل المقتدر توفي سنة أربع وثلث ماية
3 (ابن كيسان النحوي محمد بن أحمد بن كيسان أبو الحسن النحوي))
)
اللغوي الأمام الفاضل أحد المذكورين بالعلم والموصوفين بالفهم كان يحفظ البصريين والكوفيين في النحو لأنه أخذ عن المبرد وثعلب وكان أبو بكر ابن مجاهد المقرئ يقول هو أنحى منهما وله التصانيف والأقوال المشهورة في التفاسير ومعاني الآيات وكان فوق الثقة توفي سنة تسع وتسعين ومأتين في خلافة المقتدر قال ياقوت في معجم الأدباء وجدت في تاريخ أبي غالب

24
همام بن الفضل بن المهذب المغربي أن ابن كيسان توفي سنة عشرين وثلث ماية وكان أبو بكر بن مجاهد يقول أبو الحسن ابن كيسان انحى من الشيخين يعني المبرد وثعلبا وله من التصانيف كتاب المهذب في النحو كتاب غلط أدب الكاتب كتاب اللامات كتاب الحقايق كتاب البرهان كتاب مصابيح الكتاب كتاب الهجاء والخط كتاب غريب الحديث نحو أربع ماية ورقة كتاب الوقف والأبتداء كتاب القراءات كتاب التصاريف كتاب الشاذاني في النحو كتاب المذكر والمؤنث كتاب المقصور والممدود كتاب معاني القرآن كتاب مختصر في النحو كتاب المسايل على مذهب النحويين ما اختلف فيه الكوفيون والبصريون كتاب الفاعل والمفعول به كتاب المختار في علل النحو ثلث مجلدات أو أكثر قال أبو حيان التوحيدي وما رأيت مجلسا أكثر فايدة وأجمع لأصناف العلوم وخاصة ما يتعلق بأنحف والطرف والنتف من مجلس ابن كيسان حتى قال الصابي هذا الرجل من الجن إلا أنه في شكل إنسان
3 (الوشاء النحوي محمد بن أحمد بن إسحاق بن يحيى الوشاء أبو الطيب النحوي))
من أهل الأدب حسن التصنيف مليح التأليف أخباري توفي سنة خمس وعشرين وثلث ماية وله ابن يعرف بابن الوشاء كذا قال ياقوت محمد بن أحمد الوشاء وقال الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن إسحاق بن يحيى العلامة أبو الطيب الوشاء الأخباري أخذ عن ثعلب والمبرد وبرع في فنون الأدب وألف كتبا كثيرة وقال ياقوت أخذ الوشاء عن أحمد بن عبيد بن ناصح والحرث بن أبي أسامة وثعلب والمبرد وقال الخطيب روت عنه منية جارية خلافة أم ولد المعتمد قال محمد بن إسحاق النديم كان نحويا معلما لمكتب العامة وكان يعرف بالأعرابي وله من الكتب الجامع في النحو كتاب مختصر في النحو المقصور والممدود المذكر والمؤنث كتاب الفرق خلق الإنسان خلق الفرس المثلث أخبار صاحب الزنج الزاهر في الأنوار والزهر كتاب السلوان المذاهب الموشح سلسة الذهب أخبار)
المتظرفات الحنين إلى الأوطان حدود الطرف الكبير الموشي ومن شعره
* لا صبر لي عنك سوى أنني
* أرضي من الدهر بما يقدر
*
* من كان ذا صبر فلا صبر لي
* مثلي عن مثلك لا يصبر
*
3 (القاضي محمد بن أحمد بن أبي دؤاد محمد بن أحمد بن أبي دؤاد أبو الوليد الأيادي القاضي))
وهو أخو حريز بن أحمد قيل أن أسم أبي دؤاد الفرج وقيل دعمي وقيل اسمه

25
كنيته وسيأتي ترجمة أبيه في الأحمدين أن شاء الله تعالى ولي محمدا أمير المؤمنين المتوكل القضاء بعد أن فلج أبوه ومات في حيوة أبيه وكانت وفاته ببغداذ في ذي الحجة سنة تسع وثلثين ومأتين ومات أبوه بعده بعشرين يوما وكان المتوكل قد عزله عن القضاء ومظالم العسكر سنة سبع وثلثين ووكل بضياعه وضياع أبيه ثم صولح على الفي ألف دينار وأشهد على ابن أبي دؤاد وابنه بشراء ضياعهما وأحدرا إلى بغداذ وقيل حمل ماية ألف وعشرين ألف دينار وجوهرا قيمته عشرون ألف دينار ثم صولح بعد ذلك على ستة عشر ألف درهم وكان أبوه أحمد ممن اشتهر بالسخاء وابنه أبو الوليد كان بخيلا وله في البخل أخبار ظريفة هي محفوظة عنه ولبعضهم فيه هجو وهو
* إلى كم تجعل الأعراب طرا
* ذوي الأرحام منك بكل واد
*
* تضم على لصوصهم جناحا
* لتثبت دعوة لك في أياد
*
* فاقسم أن رحمك في اياد
* كرحم بني أمية من زياد
* وقال آخر
* عفت مساو تبدت منك واضحة
* عل محاسن بقاها أبوك لكا
*
* لئن تقدمت أبناء الكرام به
* لقد تقدم آباء اللئام بكا
* وقال أبو تمام يعاتبه
* أترجو أن تعد كريم قوم
* وبابك لا يطيف به كريم
*
* كمن جعل الحضيض له مهادا
* ويزعم أن أخوته النجوم
*
3 (العمراوي الراوية محمد بن أحمد بن سلمان أبو عمرو العمراوي الراوية))
هو القايل لعبيد الله بن يحيى بن خاقان في رواية محمد بن داود بن الجراح وغيره يرويه للزبير بن بكار)
* ما أنت بالسبب الضعيف وإنما
* نجح الأمور بقوة الأسباب
*
* فاليوم حاجتنا إليك وإنما
* يدعى الطبيب لساعة الأوصاب
*
3 (القاهر بالله محمد بن أحمد أمير المؤمنين القاهر بالله العباسي))
أبو منصور ابن أمير المؤمنين المعتضد بالله أبي العباس بويع بالخلافة سنة عشرين عند قتل المقتدر وخلعوه في جمدى الأولى سنة اثنتين وعشرين وسملت عيناه فسالتا وحبسوه مدة ثم اهملوه وأطلقوه فمات في جمدى الأولى سنة تسع وثلثين وثلث ماية وكان ربعة أسمر أصهب الشعر طويل الأنف وأمه أم ولد تسمى قتول لم تدرك خلافته ووزر له أبو علي ابن مقلة وهو بشيراز وخلفه عبيد الله ابن

26
محمد الكلوذاني ثم أحمد بن الخصيب وكان حاجبه بليق ثم سلامة الطولوني ونقش خاتمه القاهر بالله المنتقم من أعداء الله لدين الله ولما بويع له يوم الخميس لليلتين بقيتا من شوال سنة عشرين وثلث ماية كان ذلك بمشورة مؤنس المظفر قال هذا رجل قد سمى مرة للخلافة فهو أولى بها ممن لم يسم وكأنما سعى مؤنس في حتف نفسه لأنه أول من قتله القاهر وكان سن القاهر يوم بويع ثلثا وثلثين سنة وكانت خلافته سنة وستة أشهر وثمانية أيام ولما توفي ببغداذ دفن في دار محمد بن طاهر وكان يسعى بين الصفوف في الجمع ويقول إيها الناس تصدقوا على من كان يتصدق عليكم تصدقوا على من كان خليفتكم ولما ولي الراضي أوقع القاهر في وهمه بما يلقيه من فلتات لسانه أن له بالقصر دفاين عظيمة من الأموال والجواهر فأحضره وقال ألا تدلني على دفاينك قال نعم بعد تمنع يسير وقال أحفروا المكان الفلاني والمكان الفلاني وجعل يتبع الأماكن التي كان بناها أحسن بناء واصطفاها لنفسه حتى خربها كلها ولم يجدوا شيئا فقال والله ما لي مال ولا كنت ممن يدخر الأموال فقالوا له فلم تركتنا نحرب هذه الأماكن فقال لأني كنت عملتها لا تمتع بها فحرمتموني إياها وأذهبتم نور عيني فلا أقل من أن أحرمكم التمتع بما عملته لي
3 (الجرجاني الوراق محمد بن أحمد أبو الحسن الجرجاني الوراق))
قال ابن المرزبان كان يتشيع وله أشعار يمدح فيها الطالبيين ورأيته سنة تسع وثلث ماية أورد له قصيدة أولها
* ألا خل عينيك اللجوجين تدمعا
* لمؤلم خطب قد ألم فاوجعا
*
* وليس عجيبا أن يدوم بكاهما
* وأن يمتري دمعيهما الوجد أجمعا
*)
منها
* بكته سيوف الهند لما فقدنه
* وآضت جياد الخيل حسرى وظلعا
*
* وكان قديما يرتع البيض في الطلى
* فأصبح للبيض المباتير مرتعا
*
* لقد عاش محمودا كريما فعاله
* ومات شهيدا يوم ولي فودعا
* هذه القصيدة رثى بها ليلى بن النعمان الديلمي الخارج بنيسابور توفي سنة ثمان وثلث ماية أبو نصر العسقلاني محمد بن أحمد أبو نصر العسقلاني الكناني أورد له ابن المرزباني
* تركتني رحمة أبكي ويبكي لي
* تراك أفكرت يوم البين في حالي
*
* أذال فقدك أوصالي فلو خرجت
* نفسي لما علمت بالبين أوصالي
*

27
* قد جاء بعدك عذالي فما برحوا
* حتى بكي لي مع الباكين غذالي
* وقال
* كل شيء يبلى وحبك باق
* علم الله علم ما أنا لاق
*
* ليس موت العشاق أمرا بديعا
* كم مضى هكذا من العشاق
*
3 (الحافظ أبو بشر الدولابي محمد بن أحمد بن حماد بن سعيد ابن مسلم أبو بشر الدولابي))
الأنصاري الحافظ الوراق من أهل الري سمع الكثير ببلده وبالكوفة والبصرة وبغداذ ودمشق والحرمين وصنف التصانيف قال الدارقطني تكلموا فيه وما تبين من امره الأخير وقال ابن عدي منهم فيما يقوله في نعيم بن حماد لصلابته في أهل الرأي توفي سنة عشر وثلث ماية محمد بن أحمد بن زهير بن طهمان القيسي
3 (أبو الحسن الطوسي))
محدث مصنف توفي سنة سبع عشرة وثلث ماية
3 (أبو الفضل الحافظ الهروي محمد بن أحمد بن محمد بن عمار الحافظ الشهيد ابن أبي الحسن))
وكنية الحافظ أبو الفضل الهروي أمام كبير عارف بعلل الحديث له جزء فيه بضعة وثلاثون حديثا من الأحاديث التي بين عللها في حديث مسلم في صحته قتله القرامطة بمكة وهو متعلق بحلقتي الباب وقد خرج صحيحا على رسم مسلم ولم يتكهل توفي سنة سبع عشرة وثلث ماية
3 (ابن شنبوذ المقرئ محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت ابن شنبوذ أبو الحسن المقرئ))
)
المشهور قرأ على أبي حسان محمد بن أحمد العنزي تخير لنفسه قراآت شاذة يقرأ بها في المحراب مما يروى عن ابن مسعود وأبي بن كعب فحسن امره فقبض عليه الوزير أبو علي بن مقلة وأحضر له القضاة والقراء وجماعة من العلماء فاغلظ في خطاب الوزير

28
والقاضي وأبي بكر ابن مجاهد المقرئ ونسبهم إلى قلة المعرفة وأنهم ما سافروا في طلب العلم فامر الوزير بضربه فأقيم وضرب سبع درر فدعا وهو يضرب على الوزير بقطع يده فكان كما دعا ثم أوقفوه على الحروف التي كان يقرأ بها فأنكر ما كان شنيعا وقال فيما سواه أنه قرأه قوم فاستتابوه فتاب وأنه لا يقرأ إلا بمصحف عثمان وكتب عليه بذلك محضر وكان مما أنكر عليه إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فأمضوا إلى ذكر الله وتجعلون شكركم أنكم تكذبون وتبت يدا أبي لهب وقد تب وكالصوف المنفوش وننجيك بنداءيك ولو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى والذكر والأنثى وفقد كذب الكافرون فسوف يكون لزاما ولتكن منكم فئة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويستعينون الله على ما أصابهم أوليك هم المفلحون وإلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد عريض وكتب الشهود في المحضر وكتب ابن شنبوذ خطه بالتوبة من ذلك وأنه متى خالف ذلك أو بان منه غيره فدمه حلال لأمير المؤمنين ثم أن أبا أيوب السمسار كلم الوزير فيه في أخراجه إلى المداين خفية وإلا متى توجه إلى بيته قتلته العوام ففعل ذلك وتوفي فيما قيل بدار السلطان في محبسه سنة ثمان وعشرين وثلث ماية ببغداذ وشنبوذ بفتح الشين المعجمة والنون وضم الباء الموحدة وبعد الواو ذال معجمة
3 (أبو الطيب المقرئ غلام ابن شنبوذ محمد بن أحمد بن يوسف))
أبو الطيب المقرئ يعرف ابن شنبوذ المتقدم ذكره آنفا قال قرأت على إدريس بن عبد الكريم لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا الآية فقال لي ضع يدك على رأسك فإن شيخي أمراني بهذا وسلسل الحديث إلى ابن مسعود وأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قرأها ابن مسعود قال له ضع يدك على رأسك فإن جبريل امرني بهذا قال وفيها شفاء من كل داء إلا السام والسام الموت توفي سنة تسع وثلثين وثلث ماية
3 (أبو الفرج الشنبوذي محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو الفرج الشنبوذي المقرئ))
)
حفظ خمسين ألف بيت شعر شواهد على القرآن وتكلم الناس في رواياته توفي سنة ثمان

29
وثمانين وثلث ماية وسئل عنه الدارقطني فأساء القول فيه وله كتاب الإشارة في تلطيف العبارة في علم القرآن وله تفسير ولم يتم
3 (أبو بكر السدوسي ابن عصفور محمد بن أحمد بن يعقوب ابن شيبة السدوسي))
أبو بكر البغداذي وثقه الخطيب وتوفي سنة أحدى وثلثين وثلث ماية وكان يعرف بابن عصفور أعد له أبوه لما أخبره المنجمون عن مدة عمره فحسب له كل يوم دينارا وجعل ذلك جبا ثم أضاف إليه جبا آخر استظهارا فنفد الجميع وكان يأتي إليهم ليسمعهم بغير أزار فيهبونه شيئا يبروه به
3 (أبو العرب الأفريقي المالكي محمد بن أحمد بن تميم بن تمام أبو العرب الأفريقي))
كان جده من أمراء أفريقية وسمع من أصحاب سحنون وكان حافظا لمذهب مالك مفتيا غلب عليه الحديث والرجال وله تصانيف منها كتاب المحن وطبقات أهل أفريقية
وفضايل مكة وفضايل سحنون وعباد أفريقية توفي سنة ثلث وثلثين وثلث ماية
3 (اللؤلؤي البصري محمد بن أحمد بن عمرو أبو علي اللؤلؤي))
بصري مشهور ثقة توفي سنة ثلث وثلثين وثلث ماية
3 (أبو رجاء الأسواني الشاعر محمد بن أحمد بن الربيع بن سليمان بن أبي مريم))
أبو رجاء الأسواني المصري الشاعر صاحب القصيدة التي لا يعلم في الوجود أطول منها سئل قبل موته بسنتين كم بلغت قصيدتك إلى الآن فقال ثلثين وماية ألف بيت وقد بقي الطب والفلسفة لأنه نظم فيها أخبار العالم وقصص الأنبياء وكان أديبا شافعي المذهب توفي سنة خمس وثلثين وثلث ماية
3 (المقرئ الأثرم محمد بن أحمد بن أحمد بن حماد البغداذي))
المقرئ الأثرم توفي سنة ست وثلثين وثلث ماية
3 (ابن قريش الحكيمي محمد بن أحمد بن إبراهيم بن قريش الحكيمي))
البغداذي الكاتب وثقه البرقاني توفي سنة ست وثلثين وثلث ماية روى عن يموت بن المزرع وأحمد بن

30
عبيد بن ناصح ومحمد بن أسحق الصاغاني وروى عنه أبو عبد الله المرزباني وغيره له من المصنفات كتاب حلية الأدباء وهو يشتمل على أخبار وأشعار)
ومحاسن وكتاب سفط الجوهر وكتاب الشباب كتاب الفاكهة والدعابة
3 (ابن بالويه المحدث محمد بن أحمد بن بالويه أبو بكر النيسابوري الجلاب))
من أعيان المحدثين والرؤساء توفي سنة أربعين وثلث ماية
3 (الأسواري المحدث محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن سابور الأسواري بفتح الهمزة))
وسكون السين ثقة مسند من كبار شيوخ أصبهان وحديثه بعلو في الثقفيات توفي سنة وأربعين وثلث ماية المحبوبي المحدث محمد بن أحمد بن محبوب بن فضيل أبو العباس المروزي المحبوبي محدث سماعاته مضبوطة وكان ذا ثروة ومال توفي سنة ست وأربعين وثلث ماية العسال الأصبهاني محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سليمان أبو أحمد الأصبهاني القاضي المعروف بالعسال بالعين المهملة والسين المهملة كان قاضي أصبهان سمع وروى عنه الكبار توفي سنة تسع وأربعين وثلث ماية
3 (اللؤلؤي القرطبي محمد بن أحمد أبو بكر القرطبي اللؤلؤي))
الفقيه المالكي أفقه أهل الأندلس بعد موت ابن أيمن وله بصر بالشعر والوثايق واللغة وعليه تفقه ابن زرب وكان أخفش العينين توفي سنة خمسين وثلث ماية
3 (الوزير القراريطي محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عبد المؤمن أبو إسحاق الإسكافي))
الكاتب المعروف بالقراريطي الوزير كان كاتبا لمحمد بن رايق ثم وزر للمتقي لله بعد أبي عبد الله البريدي ثم عزل بعد تسعة وثلثين يوما وأخذ منه مأتان وأربعون ألف دينار ثم وزر ثم قبض عليه بعد ثمانية أشهر ثم صار إلى الشام وكتب لسيف الدولة ابن حمدان ثم قدم بغداذ وكان ظالما غشوما وفاته ببغداد في المحرم سنة سبع وخمسين وثلث ماية
3 (أبو العبر الهاشمي محمد بن أحمد الهاشمي))
وقال صاحب الأغاني أسمه

31
أحمد بن عبد الله والظاهر أنه الصحيح لأنه كانت كنيته أبا العباس فصيرها أبا العبر ثم كان يزيد فيها في كل سنة حرفا فمات وهو أبو العبر طزد طبك طبري بك بك بك وكان شاعرا ترك الجد وعدل إلى الهزل ويعرف والده بحمدون الحامض حبسه الأمير إسحاق بن إبراهيم الطاهري أمير بغداذ وقال هذا عار على بني هاشم فصاح في المحبس نصيحة لأمير المؤمنين فأخرج فقال له اسحق هات نصيحتك فقال الكشكية أصلحك)
الله لا تطيب إلا بكشك فضحك وقال هو فيما أرى مجنون فقال أبو العبر إنما أمتخط حوت فقال ويلك ما معنى قولك فقال أصلحك الله زعمت أنني مججت نون وأنا أمتخط حوت فاطلقه وقال أظنك في حبسك مأثوم فقال لا ولكنك في ماء بصل فقال أخرجوه عني ولا يقيم ببغداذ فهذا عار على أهل البيت وكان في مبدأ أمره صالح الشعر فرأى أن شعره مع توسطه لا ينفق مع أبي تمام والبحتري وأضرابهما فعدل إلى الحمق وكسب بذلك أضعاف ما كسبه كل شاعر بالجد ومن قوله الصالح
* لا أقول الله يظلمني
* كيف أشكو غير متهم
*
* وإذا ما الدهر ضعضعني
* لم تجدني كافر النعم
*
* قنعت نفسي بما رزقت
* وتناهت في العلى هممي
*
* ليس لي مال سوى كرمي
* وبه أمنى من العدم
* قال عبد العزيز بن أحمد كان أبو العبر يجلس بسر من رأى في مجلس يجتمع إليه فيه المجان يكتبون عنه وكان يجلس على سلم وبين يديه بلوعة فيها ماء وحمأة قد سد مجراها وبيده قصبة طويلة وعلى رأسه خف وفي رجليه قلنسيتان ومستمليه في جوف بئر وحوله ثلاثة يدقون بالهواوين حتى تكثر الجلبة ويقل السماع ويصيح مستمليه في البئر ثم يملى عليهم فإن ضحك أحد ممن حضر قاموا فصبوا على رأسه من البلوعة أن كان وضيعا وأن كان ذا مروءة رشوا عليه بالقصبة من مائها ثم يجلس في الكنيف إلى أن ينقضى المجلس فلا يخرج منه حتى يغرم درهمين ومن شعره الصالح
* أيها الأمرد المولع بالهج
* ر أفق ما كذا سبيل الرشاد
*
* فكأني بحسن وجهك قد أل
* بس في عارضيك ثوب حداد
*
* وكأني بعاشقيك وقد أب
* دلت فيهم من خلطة ببعاد
*
* حين تنبو العيون عنك كما ين
* قبض السمع عن حديث معاد
*
* فأغتنم قبل أن تصير إلى كا
* ن وتضحى في جملة الأضداد
*

32
ومنه
* رأيت من العجايب قاضيين
* هما أحدوثة في الخافقين
*
* هما أقتسما العمى نصفين قدا
* كما اقتسما قضاء الجانبين)
* (هما فأل الزمان بهلك يحيى
* إذ أفتتح القضاء باغورين
*
* وتحسب منهما من هز رأسا
* لينظر في مواريث ودين
*
* كأنك قد جعلت عليه دنا
* فتحت بزاله من فرد عين
* وقال جحظة لم أر أحفظ منه لكل عين ولا أجود شعرا ولم يكن في الدنيا صناعة إلا وهو يحفظها ويعملها بيده حتى لقد رأيته يعجن ويخبز وقال محمد ابن إسحاق له من الكتب جامع الحماقات وحاوي الرقاعات كتاب المنادمة أخلاق الرؤساء وكان المتوكل يرمى به في المنجنيق إلى البركة فإذا علا في الهوى يقول الطريق الطريق جاءك
المنجنيق حتى يقع في البركة فتطرح عليه الشباك فيصاد ويخرج وهو يقول
* ويأمر بي ذا الملك
* فيطرحني في البرك
*
* ويصطادني بالشبك
* كأني بعض السمك
* ويضحك لي هك هك وقال بعضهم رأيته ببعض آجام سر من رأى وهو عريان لا يواريه شيء وبيده اليمنى بأشق وباليسرى قوس وعلى رأسه قطعة رئة في حبل مشدود بانشوطة وفي ذكره شعر مفتول فيه شص قد ألقاها في الماء ليصيد السمك وعلى شفتيه دوشاب ملطخ فقيل له خرب بيتك ماذا تفعل فقال اصطاد بجميع جوارحي وقد عقد له الآبي في الكتاب السابع من نثر الدر بابا في نوادره ليس فيها ما سقته له ها هنا
3 (ابن الصواف البغداذي محمد بن أحمد بن الحسين بن إسحاق أبو علي))
ابن الصواف محدث بغداذ قال الدارقطني ما رأت عيناي مثل الصواف توفي في شعبان سنة تسع وخمسين وثلث ماية
3 (ابن شاهويه الشافعي أبو بكر الفارسي محمد بن أحمد بن علي ابن شاهويه))
أبو بكر الفارسي الفقيه الشافعي قاضي بلاد فارس أقام بها مدة وبها مات وله وجه في المذهب ووجوهه في المذهب بعيدة تفرد بها توفي سنة اثنتين وستين وثلث ماية ابن النابلسي الشهيد محمد بن أحمد بن سهل بن نصر أبو بكر الرملي الشهيد المعروف بابن النابلسي قال أبو ذر الهروي سجنه بنو عبيد وصلبوه على السنة وكان يرى قتال

33
المغاربة بني عبيد وكان قد هرب من الرملة إلى دمشق فقبض عليه متوليها أبو محمد الكتاني وجهزه)
في قفص خشب إلى مصر فلما وصل قالوا له أنت الذي قلت لو أن معي عشرة اسهم لرميت تسعة في المغاربة وواحدا في الروم فاعترف بذلك فأمر أبو تميم فسلخ وحشى جلده تبنا وصلب وذكر ابن الشعشاع المصري أنه رآه في النوم فقال له ما فعل الله بك فقال
* حباني مالكي بدوام عز
* وواعدني بقرب الانتصار
*
* وقربني وأدناني إليه
* وقال أنعم بعيش في جواري
* وكان صلبه سنة ثلث وستين وثلث ماية روى عنه الدارقطني
3 (القاضي أبو الطاهر الذهلي محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير))
بالباء الموحدة المضمومة والجيم المفتوحة والياء الساكنة والراء القاضي أبو الطاهر الذهلي البغداذي نزيل مصر وقاضيها ولي قضاء واسط وجانب بغداذ وقضاء دمشق ثم قضاء مصر معها واستناب على دمشق وسمع وروى وثقه الخطيب وكان مفوها حسن البديهة شاعرا حاضر الحجة علامة عارفا بأيام الناس وكان غزير الحفظ لا يمله جليسه قال عبد الغني لما تلقي القاضي أبو الطاهر المعز بالإسكندرية سأله المعز فقال يا قاضي كم رأيت خليفة قال واحدا قال من هو قال أنت والباقون ملوك فأعجبه ذلك ثم قال له أحججت قال نعم قال وسلمت على الشيخين قال شغلني عنهما النبي صلى الله عليه وسلم كما شغلني أمير المؤمنين عن ولي عهده فأزداد به المعز أعجابا وتخلص من ولي العهد إذ لم يسلم عليه بحضرة المعز فأجازه المعز يومئذ بعشرة آلاف درهم وتوفي سنة سبع وستين وثلث ماية
3 (الأزهري اللغوي الشافعي محمد بن أحمد بن الأزهر بن طلحة أبو منصور الهروي))
والأزهري النحوي اللغوي الشافعي سمع الحديث بهراة ورحل إلى بغداذ وسمع أبا القسم البغوي وأبا بكر ابن أبي داود ونفطويه وابن السراج ولم يأخذ عن ابن دريد تدينا أخذ عنه أبو عبيد الهروي صاحب الغريبين وحدث عنه أبو يعقوب القراب بالقاف والراء المشددة والباء الموحدة وغيره وصنف تهذيب اللغة في عشر مجلدات والتقريب في التفسير وتفسير ألفاظ كتاب المزني وعلل القراءات والروح وما ورد فيه من الكتاب والسنة وتفسير الأسماء الحسني

34
والرد على الليث وتفسير أصلاح المنطق وتفسير السبع الطوال وتفسير ديوان أبي تمام وكتاب الأدوات وله سوى ذلك من المصنفات وكان قد وقع في أسر عرب غرباء نشأوا بالبادية يتبعون مساقط الأنواء أيام النجع ويرجعون إلى أعداد المياه في محاضرهم ويتكلمون)
بطباعهم فبقي عندهم دهرا طويلا فأستفاد منهم ألفاظا في اللغة ولد سنة اثنتين وثمانين ومأتين وتوفي سنة سبعين وثلث ماية
3 (أبو عبد الله الطائي الأشعري محمد بن أحمد بن يعقوب بن مجاهد الطائي أبو عبد الله))
المتكلم صاحب الشيخ أبي الحسن الأشعري قدم بغداذ ودرس بها علم الكلام وصف التصانيف وعليه درس القاضي أبو بكر الباقلاني هذا الفن قال الخطيب ذكر لنا عنه غير واحد أنه كان ثخين الستر حسن التدين توفي في عشر السبعين وثلث ماية تقريبا
3 (الحيري المقرئ النحوي محمد بن أحمد بن حمدان بن علي ابن عبد الله بن سنان أبو عمرو))
ابن الزاهد أبي جعفر الحيري النيسابوري الزاهد المقرئ المحدث النحوي كان فراش المسجد نيفا وثلثين سنة سمع وروى توفي سنة ثمان وسبعين وثلاث ماية
3 (النقاش الأشعري محمد بن أحمد بن العباس أبو جعفر السلمي البغداذي الجوهري))
نقاش الفضة وثقه الأزهري وقال كان أحد المتكلمين على مذهب الأشعري ومنه تعلم أبو علي ابن شاذان علم الكلام توفي سنة تسع وسبعين وثلث ماية
3 (أبو الحسن الأخباري محمد بن أحمد بن طالب أبو الحسن الأخباري))
رحل وسمع الكثير وكان فاضلا وسمع ابن الأعرابي وتوفي سنة أحدى وسبعين وثلث ماية
3 (أبو عبد الله اليشكري محمد بن أحمد أبو عبد الله اليشكري))
قال يمدح عبد الله بن محمد بن نوح لما أوقع بالديلم
* قرت بفتحك أعين الأمصار
* فنسيمه كالمسك في الأقطار
*
* وتأزر الإسلام منه شقة
* شقت شقاق الكفر في الكفار
*
* لما نزلت على الديالم أيقنت
* أعمارها يتقاصر الأعمار
*
* وتجرعوا بك اكؤسا من وقعة
* ممزوجة من لذعها ببوار
*
* لما آلاح بسيفه نادي الهدى
* عنه بصوت النافع الضرار
*

35
هذا الشعر جسم بلا روح كما تراه
3 (ابن الحاجب محمد بن أحمد))
المعروف بابن الحاجب كان صديقا لابن الرومي فسأله ابن الحاجب زيارته مع أخوانه في يوم ذكره لهم فصاروا إليه فلم يجدوه فقال ابن الرومي يعاتبه بقصيدته التي أولها)
* نجاك يا ابن الحاجب الحاجب
* وليس ينجو مني الهارب
* فلما مات ابن الرومي أظهر ابن الحاجب قصيدته وذكر أنه أجابه بها وأولها
* يا صاحبا أعضلني كيده
* لقيت خيرا أيها الصاحب
*
* فهمت أبياتك تلك التي
* أثقب فيها كيدك الثاقب
*
* بيت وبيت عقرب يتقى
* داري محل في اللها ذايب
*
* جرحتني فيها وداويتني
* فأنت أنت الصادع الشاعب
*
3 (الحاجب محمد بن أحمد بن نصر أبو شجاع الحاجب))
قال ابن النجار كان متأدبا ويقول الشعر حدث عن أبي الخطاب علي بن عبد الرحمن ابن الجراح سمع منه الحسين بن عبد الرحمن بن محبوب الغزي في رجب سنة سبع عشرة وخمس ماية ومن شعره
* فما أعزك أن كن
* ت قانعا بالقليل
*
* فالموت للحر خي
* ر من المقام الذليل
*
3 (ابن فاذشاه محمد بن أحمد بن نصر بن علي بن الحسين بن فاذشاه أبو عبد الله الأصبهاني))
من بيت الوزارة والحديث والرواية قدم بغداذ وحدث بها بأحاديث لوين عن أبي بكر ابن ماجة سمع منه ومن أخيه فاذشاه أبو بكر ابن كامل
3 (ابن أبي البغل محمد بن أحمد بن يحيى بن أبي البغل أبو الحسين الكاتب))
كان من أعيان كتاب الدواوين وولي الجبل وأصبهان مدة وله نظم ونثر روى عنه أبو علي الحسين بن القسم الكوكبي وأبو اسحق إبراهيم بن علي الهجيمي وغيرهما توفي سنة ثلث عشرة وثلث ماية ومن شعره
* ولي همة تعلو السماكين رفعة
* وتسمو إلى الأمر الذي هو أشرف
*
* وجدي عثور كلما رمت نهضة
* تقاعد بي يغتالني ليس ينصف
*
3 (الطوال النحوي محمد بن أحمد أبو عبد الله النحوي المعروف بالطوال))
من أهل الكوفة أحد أصحاب الكسائي حدث عن الأصمعي وقدم بغداذ وحدث بها سمع منه أبو عمرو

36
حفص بن عمر الدوري المقرئ قال أبو العباس ثعلب كان الطوال حاذقا بالقاء العربية توفي سنة ثلث وأربعين ومأتين))
3 (ابن أبي الليث الكاتب محمد بن أحمد أبو الحسن ابن أبي الليث الكاتب))
روى عنه القاضي أبو علي التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة حكايات وشيئا من شعره من شعره
* رفقا أقيك بمقلة
* كلفتها طول السهاد
*
* أصبحت منها في السوا
* د وفي السواد من الفؤاد
* ومنه
* عصيت الهوى وأطعت العدول
* وكنت كما قال في الحسود
*
* وملكت رقك وهو المنى
* وبعتك للدين فيمن يزيد
*
* لئن لم أكن أتمنى السقام
* لعلى ألقاك فيمن يعود
*
3 (ابن رامين محمد بن أحمد بن رامين أبو الحسن))
جمعه بعض مجالس الأنس بنفر من الفضلاء فسألوه أن يجيز قول مجنون بني عامر
* أقول لظبي مر بي وهو راتع
* أأنت أخو ليلى فقال يقال
* فأرتجل على النفس
* فقلت يقال المستقيل من الهوى
* إذا مسه ضر فقال يقال
* فتعجب القوم من حدة ذهنه وإسراعه في تجنيس القافية ووقف على ذلك بعض المتأخرين فقال
* فقلت أفي ظل الأراكة بالحمى
* يقال ويستسقى فقال يقال
* محمد بن أحمد أبو الفتح الدباوندي قال الثعالبي في التتمة ريحانة الرؤساء وشمامة الوزراء يستوطن الري ويرجع إلى فضل كثير وأورد له من أبيات يهجو فيها قوالا
* وداخل ثوبه جرب عتيق
* توارثه على قدم الزمان
*
* وآباط يفوح لها صنان
* وأبزار العمى شتم الصنان
*
* فذا يغمى وذا يعدى فإني
* تنادم من يكون بذا المكان
*
* وفيه ابنة قدمت وشاعت
* مع الشؤم المزنر في قران
*

37
* وما دار آلم بها فأبقى
* سوى الأطلال فيها مع معان
*
* فاشأم حين يضحى من قذار
* وأطفل حين يمسى من بنان)
* (واثقل من قضاء السوء وجها
* واوسخ من قدور الباقلاني
*
* وأن أبصرته يوما يغنى
* فإن الفقر في تلك الأغاني
*
* وأن أخذ القضيب يروم صوتا
* بكى منه قضيب الخيزران
*
* إذا غنى ووقع مستطيلا
* علاه قبل أصوات الأغاني
*
* دوار الرأس حشرجة التراقي
* سعال الحلق تفقيع البنان
*
3 (أبو بكر الأندلسي الأموي محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى بن مفرج أبو عبد الله))
وقيل أبو بكر الأندلسي القرطبي مولى بني أمية اتصل بصاحب الأندلس وكان ذا مكانة عنده وصنف له عدة كتب فولاه القضاء وكان حافظا بصيرا بالرجال أكثر الناس عنه من السماع صنف في فقه التابعين وتوفي في شهر رجب سنة ثمانين وثلث ماية
3 (أبو الطيب الشافعي محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أبي بردة البغداذي))
الفقيه أبو الطيب الشافعي سمع أبا القسم البغوي وقدم قرطبة فأكرمه المستنصر ورزقه وكان من أعلم الناس بمذهب الشافعي وينسب إلى الاعتزال قال ابن الفرضي بلغ ذلك السلطان عنه فأخرجه من البلد وتوفي بتاهرت في عشر الثمانين والثلث ماية تقريبا محمد بن حماد محدث الكوفة محمد بن أحمد بن حماد بن سفيان أبو الحسن الكوفي محدث الكوفة توفي سنة أربع وثمانين وثلث ماية
3 (ابن سمعون الواعظ محمد بن أحمد بن إسماعيل بن عبيس))
بالعين المهملة المضمومة والباء الموحدة والياء المثناة من تحت والسين المهملة على وزن فليس هكذا قيده الشيخ شمس الدين وقيده ابن خلكان بالنون والباء الموحدة وعنبس اسم الأسد الأمام أبو الحسين البغداذي الواعظ الخطيب كان أوحد دهره وفرد عصره في الكلام على علم الخواطر والإشارات ولسان الوعظ دون الناس حكمه وجمعوا كلامه من كلامه رأيت المعاصي نذالة فتركتها مروءة فاستحالت ديانة وإياه عني الحريري في المقامة الحادية والعشرين بقوله متواصفون فتى يقصدونه ويحلون ابن سمعون دونه ولم يأت في الوعظ مثله توفي في ذي

38
الحجة سنة سبع وثمانين وثلث ماية قال سبط الجوزي كان القاضي أبو بكر الباقلاني وأبو حامد إذا رأياه قتلا يده وكان أبو بكر يقول ربما خفي علي كلامه لدقته ابن خويز منداذ المالكي محمد بن أحمد بن عبد الله بن خويز منداذ بالخاء المعجمة والياء)
للتصغير والزاي على وزن فليس المالكي صاحب أبي بكر الأبهري من كبار المالكية العراقيين صنف كتابا كبيرا في الخلاف وآخر في أصول الفقه وله اختيارات في الفقه خالف فيها المذاهب كقوله أن العبيد لا يدخلون في خطاب الأحرار وأن خبر الواحد يوجب العلم قال القاضي عياض وقد تكلم فيه أبو الوليد الباجي وقال لم أسمع له في علماء العراقيين ذكرا وكان يجانب الكلام وينافر أهله توفي سنة تسعين وثلث ماية تقريبا
3 (الحافظ البحيري محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر بن بحير))
بالباء الموحدة والحاء المهملة والياء آخر الحروف والراء على وزن جرير ابن نوح أبو عمرو البحيري النيسابوري المزكي قال الحاكم كان من حفاظ الحديث توفي سنة ست وتسعين وثلث ماية
3 (أبو مسلم البغداذي الكاتب محمد بن أحمد بن علي بن حسين))
أبو مسلم البغداذي الكاتب نزيل مصر سمع وروى وتفرد في الدنيا بالرواية عن البغوي وجماعة وروى عنه الحافظ عبد الغني وأبو عمرو الداني وغيرهما توفي سنة تسع وتسعين وثلث ماية
3 (العطار المالكي الأديب محمد بن أحمد بن عبيد الله بن سعيد أبو عبد الله الأموي القرطبي))
العطار المالكي المتبحر في الفقه سمع وروى وكان حافظا متيقظا أديبا شاعرا ذكيا نحويا بصيرا بالفتوى والفرايض والحساب واللغة رأسا في الشروط وعللها مدققا في معانيها لا يجاريه فيها أحد صنف فيها كتابا حسنا وجرى له مع فقهاء قرطبة خطوب طويلة انتاب طلاب العلم قبره وقرأوا عليه ختمات توفي سنة تسع وتسعين وثلث ماية
3 (الوأواء الدمشقي محمد بن أحمد وقيل محمد بن محمد أبو الفرج الوأواء الغساني الدمشقي))
شاعر مطبوع منسجم الألفاظ عذب العبارة حسن الاستعارة جيد التشبيه بني الحريري مقامة على قوله
* وأمطرت لؤلؤا من نرجس فسقت
* وردا وعضت على العناب بالبرد
*

39
وأرى أن قوله وعضت أحسن من قول الحريري وضرست البلور بالدرر لأنه أتم وتتمة هذا البيت مشهورة ومن شعره
* وليل كفكري في صدود معذبي
* وإلا كأنفاسي عليه من الوجد)
* (وإلا كعمر الهجر فيه فإنه
* إذا قسته بالوصل كان بلاحد
* ومنه
* سقياني ذبيحة الماء في الكا
* س وكفا عن شرب ما تسقياني
*
* أنني قد آمنت بالأمس إذ م
* ت بها أن أموت موتا ثاني
*
* قهوة تطرد الهموم إذا ما
* سكنت في مواطن الأحزان
*
* نثرت راحة المزاج عليها
* حدقا ما تدور في أجفان
*
* فهي تجري من اللطافة في الأر
* واح مجرى الأرواح في الأبدان
*
* يتهادى بكأسها من هدايا
* ه إلينا طرايف الأشجان
*
* ما رأينا وردا كورد بخدي
* ه بدا طالعا على غصن بان
*
* زارني والصباح في ساعد الأف
* ق كنحر في نصفه نصف جان
*
* وغدا والهلال في شرك الفج
* ر شريكي في قبضة الأرتهان
*
* ويمين الجوزاء تبسط باعا
* لعناق الدجى بغير بنان
*
* وكأن الإكليل في كلة اللي
* ل ثلث من فوق عقد ثمان
*
* وكأن الذراع فوق الثريا
* راية ركبت بغير سنان
*
* وكأن المريخ إذ رمى الغر
* ب به حربة من النيران
*
* وكأن النجوم أحداق روم
* ركبت في محاجر السودان
*
* رشأ تشره النفوس إلى ما
* في ثناياه من رحيق اللسان
*
* لا وما أحمر من تورد خدي
* ه وما أصفر من شموس الدنان
*
* لأطلت السجود في قبلة الكأ
* س بتسبيح ألسن العيدان
*
* كم صلاة على فتى مات سكرا
* قد أقيمت فينا بغير أذان
*
* أيها الرايح الذي راحتاه
* بخضاب الكؤس مخضوبتان
*
* عج بضحك الأقداح في رهج القص
* ف إذا ما بكت عليها القناني
*
* وأسقني القهوة التي تنبت الور
* د إذا شئت في خدود الغواني
*
* لا تدغدغ صدر المدام بأيدي ال
* مزج ما دغدغت صدور المثاني
*
* في رياض تريك بالليل منها
* سرجا من شقايق النعمان
*

40
)
* كتبتها أيدي السحاب باقلا
* م دموع على طروس المغاني
*
* الفات مؤلفات ولاما
* ت تكون من ضمير المعاني
* أنظر إلى ما في هذه القصيدة من جودة التشبيه وصحته ولطف الاستعارات ورشاقة ألفاظها ومن شعره
* وجلا الثريا في ملا
* ءة نوره البدر التمام
*
* فكأنها كأس ليش
* ربها الدجى والبدر جام
*
* وكأن زرق نجومها
* حدق مفتحة نيام
* ومن شعره وهو مشهور
* سقيا ليوم غدا قوس الغمام به
* والشمس مشرقة والبرق خلاس
*
* كأنه قوس رام والبروق له
* رشق السهام وعين الشمس برجاس
* ومنه أيضا
* والبدر أول ما بدا متلثما
* يبدي الضياء لنا بخد مسفر
*
* وكأنما هو خوذة من فضة
* قد ركبت في هامة من عنبر
* ومنه أيضا
* لست أنسى قلبي وقد راح نهبا
* بين بين مبرح وصدود
*
* وسماء العيون إذا ذاك تسقى
* بسحاب الدموع روض الخدود
* ومنه وهو لطيف عذب
* بالله ربكما عوجا على سكني
* وعاتباه لعل العتب يعطفه
*
* وعرضا بي وقولا في حديثكما
* ما بال عبدك بالهجران تتلفه
*
* فإن تبسم قولا في ملاطفة
* ما ضر لو بوصال منك تسعفه
*
* وأن بدا لكما في وجهه غضب
* فغالطاه وقولا ليس نعرفه
* أخذه القايل فنظمه دوبيت
* باللطف إذا لقيت من اهواه
* عاتبه وقل له الذي ألقاه
*
* أن أغضبه الوصال غالطه به
* أو رق فقل عبدك لا تنساه
* وقال الآخر)
* ألا يا نسيم الريح بلغ رسالتي
* سليمي وعرض بي كأنك مازح
*
* فإن أعرضت عني فموه مغالطا
* بغيري وقل ناحت بذاك النوايح
* وقال الآخر حلاوى

41
* بحرمة العهد أن جزت النقايا سعد
* وأبصرت ذات المحيا والأثيث الجعد
*
* عرض بذكرى وغالطها وقل يا دعد
* إذ لم تجودي بوصلك فأسمحي بالوعد
* وقلت أنا من أبيات
* ويا رسولي إليهم صف لهم أرقي
* وأن طرفي لضيف الطيف مرتقب
*
* وأسأل مواهبهم للعين بعض كرى
* عساي أن يهبوا لي بعض ما نهبوا
*
* ولطف القول لا تسأم مراجعة
* وأشك الهوى والنوى قد ينجح الطلب
*
* عرض بذكرى فإن قالوا أتعرفه
* فأسأل لي الوصل وأنكرني إذا غضبوا
* والأصل في هذا كله قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي
* فأتتها طبة عالمة
* تمزج الجد مرارا باللعب
*
* تغلظ القول إذا لانت لها
* وتراخي عند سورات الغضب
* والوأواء الدمشقي من شعراء سيف الدولة ابن حمدان ومن مديحه فيه من جملة قصيدة
* من قاس جدواك بالغمام فما
* أنصف في الحكم بين اثنين
*
* أنت إذا جدت ضاحك أبدا
* وهو إذا جاد دامع العين
* ومن شعره أيضا
* أيا ملزمي ذنب الدموع وقد جرت
* فأبدت من الأسرار كل مصون
*
* أعني على تأديب دمعي فإنه
* يتوب إذا ما كنت أنت معيني
* ومنه أيضا وهو لطيف جدا
* إذا أشتد ما ألقي جلست حذاءه
* ونار الهوى قد أضرمت بين أوصالي
*
* أقبل من فيه نسيم كلامه
* إذا مر بي صفحا بأفواه آمالي
* ومنه أيضا
* يا من بزرقة سيف اللحظ طل دمي
* والسيف ما فخره إلا بزرقته
*
* علمت إنسان عيني أن يجود فقد
* جادت سباحته في ماء عبرته
*)
ومنه أيضا
* ولما وقفنا ساحة الحي لم نطق
* كلاما تناجينا بكسر الحواجب
*
* نناجي بأضمار الهوى ظاهر الهوى
* بأطيب من نجوى الأماني الكواذب
* توفي الوأواء الدمشقي في عشر التسعين والثلاث ماية تقريبا

42
الخباز البلدي محمد بن أحمد بن حمدان المعروف بالخباز البلدي نسبة إلى بلد وهي مدينة بالجزيرة التي منها الموصل قال صاحب اليتيمة كان أميا وكان حافظا للقرآن يقتبس منه وكان يتشيع قال
* كأن يميني حين حاولت بسطها
* لتوديع الفي والهوى يذرف الدمعا
*
* يمين ابن عمران وقد حاول العصا
* وقد جعلت تلك العصا حية تسعى
* وقال
* أترى الجيرة الذين تداعوا
* بكرة للزيال قبل الزوال
*
* علموا أنني مقيم وقلبي
* راحل فيهم أمام الجمال
*
* مثل صاع العزيز في أرحل القو
* م ولا تعلمون ما في الرحال
* وقال
* سار الحبيب وخلف القلبا
* يبدي العزاء ويضمر الكربا
*
* قد قلت إذ سار السفين بهم
* والبين ينهب مهجتي نهبا
*
* لو أن لي عزا أصول به
* لأخذت كل سفينة غصبا
* وقال
* ألا آن أخواني الذين عهدتهم
* أفاعي رمل لا تقصر عن لسعي
*
* ظننت بهم خيرا فلما بلوتهم
* نزلت بواد منهم غير ذي زرع
* وقال
* أنا في قبضة الغرام رهين
* بين سيف مجاذب ورديني
*
* وكأن الهوى أمره علوي
* ظن أني وليت قتل الحسين
*
* وكأني يزيد بين يديه
* فهو يختار أوجع القتلتين
* وقال)
* وحمايم نبهنني
* والليل داجي المشرقين
*
* شبهتهن وقد بكي
* ن وما ذرفن دماء عيني
*
* بنساء آل محمد
* لما بكين على الحسين
* وقال
* ليل المحبين مطوى جوانبه
* مشمر الذيل منسوب إلى القصر
*

43
* ما ذاك إلا لأن الصبح نم بنا
* فأطلع الشمس من غيظ على القمر
*
3 (ابن السكري محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن عمر السكري أبو الحسن الخازن))
الشاعر من أولاد المحدثين كان جد أبيه علي بن عمر محدثا مشهورا روى عنه الكبار ووالده أبو منصور روى عنه الخطيب وأبو الحسن هذا روى عنه أبو الفضل أحمد بن خيرون وشجاع بن فارس الذهلي وأبو طاهر أحمد بن علي بن الأخوة توفي سنة خمسين وأربع ماية ومن شعره
* يا دهر ما آن أن نلقى أحبتنا
* يدنو الغرام وتنأى منهم الدار
*
* ما غيب البين من أقمارهم قمرا
* إلا وأطلعه شوق وتذكار
*
* تسرى الليالي وأشواقي مخيمة
* وما أنقضت لي من الأحباب أوطار
*
* أستودع الله من فاز الفراق بهم
* وخلفوني ودمع العين مدرار
* قلت شعر جيد في التوسط
3 (الهادي الدقوقي محمد بن أحمد بن صنعون بن يحيى بن عبد السيد ابن الفضل بن علي))
المعروف بالهادي أبو عبد الله الدقوقي كان جوالا حدث في الغربة بهمذان وتبريز وخوى وبر وجرد وآمل طبرستان عن أبي طالب محمد بن علي بن يوسف القرشي الهكاري وعن القاضي أبي الحسين محمد بن علي ابن المهتدي وأبي نصر ابن ودعان الموصلي وأبي محمد الصريفيني روى عنه أبو بكر محمد بن بديل بن المجمع الصوفي وأبو بكر يحيى بن إبراهيم السلماسي وأبو بكر محمد بن أحمد بن الحسين البروجردي وعبد الملك بن علي الهمذاني قال ابن النجار وذكر أنه سمع في ذي الحجة سنة خمس وتسعين وأربع ماية وتوفي سنة ثلث وثلثين وأربع ماية))
3 (أبو بكر التميمي المالكي محمد بن أحمد بن عبد الله بن بكير أبو بكر التميمي))
الفقيه المالكي كان أحذق الناس بمذهب مالك توفي فجاءة سنة خمس وثلث ماية
3 (ابن جميع الصيداوي محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن يحيى ابن جميع أبو الحسن))
الصيداوي الغساني رحل وطوف وسمع وروى وثقه الخطيب وغيره توفي في سنة اثنتين وأربع ماية
3 (ابن أبي الحديد المحدث محمد بن أحمد بن عثمان بن الوليد ابن الحكم أبو بكر بن أبي الحديد))
السلمي الدمشقي العدل سمع وروى قال أبو الفرج ابن عمرو رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال لي أبو بكر ابن أبي الحديد قوال بالحق وقال الكتاني كان ثقة مأمونا توفي في شوال سنة خمس وأربع ماية

44
3 (ابن الجبني المقرئ محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الدمشقي))
المعروف بابن الجبني الأطروش المقرئ توفي سنة ثمان وأربع ماية
3 (الحافظ غنجار محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان البخاري الحافظ أبو عبد الله))
غنجار بالغين المعجمة والنون الساكنة والجيم وبعد الألف راء مصنف تاريخ بخارا كان من بقايا الحفاظ بتلك الديار توفي سنة أثنتي عشرة وأربع ماية
3 (ابن رزقويه المحدث محمد بن أحمد بن محمد بن رزقويه))
بالزاي بعد الراء البغداذي البزاز المحدث قال الخطيب كان ثقة صدوقا كثير السماع توفي سنة اثنتي عشرة وأربع ماية
3 (الحافظ ابن أبي الفوارس محمد بن أحمد بن محمد بن فارس ابن سهل الحافظ أبو الفتح))
ابن أبي الفوارس وهي كنية سهل كان ذا حفظ ومعرفة وأمانة مشهورا بالصلاح انتخب على المشايخ وأول سماعه من أبي بكر النجاد توفي سنة اثنتي عشرة وأربع ماية الحافظ الهروي الجارودي محمد بن أحمد بن محمد أبو الفضل الجارودي الهروي الحافظ قال بعضهم هو أول من سن بهراة تخريج الفوايد وشرح الرجال والتصحيح توفي سنة ثلث عشرة وأربع ماية
3 (أبو نصر الجندي محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبدان أبو نصر الجندي الغساني))
)
الدمشقي أمام الجامع ونايب القاضي بدمشق ومحدث البلد كان ثقة مأمونا توفي سنة سبع عشرة وأربع ماية
3 (الصرايري الشاعر محمد بن أحمد بن خليفة أبو الحسن التونسي))
الشاعر الشهير الملقب بالصرايري بالصاد المهملة له شعر كثير على طريق ابن حجاج في هجو وقبايح دخل مصر ومات بالريف في سنة ثمان عشرة وأربع ماية قال ابن رشيق في الأنموذج كان يصحب القاضي حسين بن مهنا الفاسي وأخذ بزيه في ترك شاربه لا يحفيه تشبيها برجال الدولة من صنهاجة فشكاه إليه بعض أصحابه فأسمعه وقال له في بعض كلامه أنا ظلمتك لأني جعلتك تنفح شاربك على الناس كبرا وطغيانا وسكت الصرايري فأنصرف وقص شاربه وأودعه رقعة كتب فيها

45
* الله يا قاضي على ما أرى
* أراحني منك ومن كاتبك
*
* كسبت في أيامكم شاربا
* فخذه والسلح على شاربك
* وسافر من البلد وقال حدثت عمن رآه في سوق ابن هشام ماشيا في فرو أحمر قديم ما يواري ركبتيه وقلنسوة مثله وهو يشترى لحما فتواريت عنه أكبارا له وحياء له من رؤيته على تلك الحال وأتبعته إلى بيته فلما عرفته ذهبت فأتيته بعيبة كانت لي فيها ثياب لأجعلها عليه ونفقة ليغير بها حاله فإذا هو يصلح القدر وعليه ثياب نفيسة وعمة شريفة وفي وسطه أحرام دبيقي مرتفع فسلمت عليه متعجبا منه فأنكر حالي فقال ما لك فقصصت عليه القصة من أولها إلى آخرها فأثنى بخير وقال قابلت العامة العمياء بما يشبهها وأنشد بعد أطراق ساعة
* هانت على النفس وهي كريمة
* من أجل قوم بينهم أتصرف
*
* فلقيتهم فيما يليق بمثلهم
* ورجوت أني بينهم لا أعرف
*
* وإذا خلوت بهمتي لم يرضني
* إلا الأجل من الأمور وأشرف
* ومن أعابيثه قوله في بعض أحداث بني زرت
* يا سيد الناس من بني زرت
* أحب لو نمت ساعة تحتي
*
* ولا تحفني فإن عيني ما
* تراك إلا كما ترى أختي)
* (أولا فجرب فإن كذبت فلا
* ترحم خضوعي ولا أباتي
*
* وأجعل سبالي على شفا جرف
* فإن ثنا قلت دسها في أسى
* وقوله من أبيات
* أحبب به ليلة عانقته
* مرتشفا منه ثنايا عذاب
*
* لله ما أحسنها ليلة
* ألزمني تذكارها الأكتياب
*
* وسدت من اهوى يميني بها
* من غير أمر بيننا يستراب
*
* ثم أعتنقنا فترانا معا
* في ظلمة العتب ونور العتاب
*
* روحين في جسم له مشهد
* لا تنثني عدته في الحساب
*
* جسمان صارا في الهوى واحدا
* كشكلتين أختلطا في كتاب
* قلت أنا أخذ هذا معنى من أبي الطيب حيث يقول
* دون التعانق ناحلين كشكلتي
* نصب أدقهما وضم الشاكل
* لكن في قول أبي الطيب زيادات فاتت الصرايري لأنه قال شكلتا نصب فهو أخص من قول كشكلتين اختلطا لأن الشكلتين قد يكونا ضمتين أو غير ذلك والأشبه بالمتعانقين إنما هو النصبتان لأنهما شكلان ممتدان على الاستواء وقال نصب ولم يقل جر طلبا للمحل الأرفع وقال

46
أدقهما وضم الشاكل مبالغة في مقاربة الاتحاد وهو أحسن من قول الصرايري أختلطا لأن قول أبي الطيب أقرب إلى الحق وفي معنى قول الصرايري ما قاله ابن سناء الملك
* وليلة بتنا بعد سكري وسكره
* نبذت وسادي ثم وسدته يدي
*
* وبتنا كجسم واحد من عناقنا
* وإلا كحرف في الكلام مشدد
* وما أظرف قول سيف الدين المشد
* ولما زار من أهواه ليلا
* وخفنا أن يلم بنا مراقب
*
* تعانقنا لأخفيه فصرنا
* كأنا واحد في عقد حاسب
* سمع هذا بعض الظرفاء فقال لعله كان قواقيا فإن الصغير كان فوق يريد أن الخنصر فوق البنصر في عدد الحساب
3 (أبو علي الهاشمي الحنبلي محمد بن أحمد بن أبي موسى الشريف أبو علي الهاشمي البغداذي))
شيخ الحنابلة وعالمهم صاحب التصانيف المذكورة قال الخطيب توفي في ربيع الآخر سنة)
ثمان وعشرين وأربع ماية وكان ثقة وله التصانيف في مذهب أحمد
3 (أبو الريحان البيروني محمد بن أحمد))
وقيل أحمد بن محمد أبو الريحان البيروني يأتي ذكره في حرف الهمزة أن شاء الله تعالى في أحمد ابن محمد
3 (عبدان الجواليقي محمد بن أحمد بن عبد الله أبو الحسن الجواليقي التيمي))
مولاهم الكوفي الملقب بعبدان قال الخطيب كان ثقة وتوفي سنة أحدى وثلثين وأربع ماية النذير الشيرازي الواعظ محمد بن أحمد بن موسى أبو عبد الله الشيرازي الواعظ يقال له النذير سافر إلى الشام وغيره قال الخطيب حدثني النذير أنه دخل على أحمد بن فارس اللغوي وكان قد وصف له فقال له هات يابا عبد الله قال النذير فسكت فقال ابن فارس ما لك فقال استولت علي صفاتك فأنسيتني كل شيء فقال أشهد أنك من فارس أراد قول النبي صلى الله عليه وسلم لو كان العلم بالثريا لنا له رجال من فارس توفي سنة تسع وثلثين وأربع ماية

47
3 (أبو حسان المزكي محمد بن أحمد بن جعفر أبو حسان المزكي المولقاباذي))
الفقيه الشيخ الثقة كان مشهورا بالفضل والصلاح والعلم وإليه كانت التزكية بنيسابور توفي سنة اثنتين وثلثين وأربع ماية
3 (أبو عبد الله اللخمي الأشبيلي محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة اللخمي))
الباجي أبو عبد الله الأشبيلي كان بصيرا بالعقود وعللها صنف فيها كتابا حسنا وكتابا مستوعبا في سجلات القضاة إلى ما جمع من أقوال الشيوخ المتأخرين مع ما كان عليه من الطريقة المثلى توفي سنة ثلث وثلثين وأربع ماية
3 (راوي معجم الصحابة للبغوي محمد بن أحمد بن عيسى بن عبد الله القاضي أبو عبد الله))
السعدي البغداذي الفقيه الشافعي راوي معجم الصحابة للبغوي كان من تلامذة أبي حامد الأسفراييني توفي سنة أحدى وأربعين وأربع ماية
3 (القاضي السمناني محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو جعفر السمناني))
)
قاضي الموصل وشيخ الحنفية سكن بغداذ وحدث عن المرجي والدارقطني قال الخطيب كتبت عنه وكان صدوقا حنفيا فاضلا يعتقد مذهب الأشعري وله تصانيف ذكره ابن حزم فقال السمناني المكفوف قاضي الموصل أكبر أصحاب الباقلاني مقدم الأشعرية في وقتنا ثم أخذ في الشناع عليه توفي سنة أربع وأربعين وأربع ماية
3 (أبو المنصور ابن النقور محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن النقور))
أبو المنصور بن أبي الحسين البزاز من أولاد المحدثين سمع إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي وأبا القسم علي بن المحسن التنوخي وأبا محمد الحسن ابن علي الجوهري وأبا الحسن علي بن عمر القزويني الزاهد وأبا الحسن علي بن محمد ابن حبيب الماوردي وأبا الفتح عبد الملك بن عمر بن خلف الرزاز وأباه أبا الحسين أحمد وأبا القسم عبيد الله بن محمد بن لؤلؤ وغيرهم وروى عنه ولده أبو بكر عبد الله والشريف أبو المعمر المبارك بن أحمد الأنصاري توفي سنة سبع وتسعين وأربع ماية
3 (ابن قيداس الحطاب محمد بن أحمد بن محمد بن عمر بن قيداس الحطاب أبو طاهر البغداذي))
من أهل التوثة سمع أبا بكر محمد بن عبد الله ابن علي بن أبي زيد الأنماطي وأبا الحسن أحمد بن شاذان وعبد الله بن عبيد الله الحرفي وهبة الله بن الحسن اللالكائي ومحمد بن الحسن الخلال وكانت له إجازة من علي بن محمد بن بشران وغيره روى عنه الشريف أبو

48
المعمر الأنصاري وأحمد ابن المقرب الصوفي توفي سنة ثمان وتسعين وأربع ماية
3 (أبو الحافظ أبي طاهر السلفي محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن سلفة))
أبو أحمد الصوفي من أهل أصبهان هو والد الحافظ أبي طاهر السلفي كان شيخا صالحا متصونا خدم الشيخ معمر بن أحمد اللنباني وصحبه وسمع منه ومن أبي الفتح الحداد وحج ودخل بغداذ وسمع ابن البطر أبا الخطاب وغيره وخرج له ولده أبو طاهر عن شيوخه سمع منه عبد الوهاب الأنماطي والحسين ابن محمد بن خسرو البلخي وعمر بن ظفر المغازلي وغيرهم توفي سنة أحدى وخمس ماية
3 (ابن أبي نصر الصاعدي محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد بن محمد بن أحمد بن عبد الله))
أبو سعيد ابن أبي نصر الصاعدي قاضي نيسابور سمع أباه أبا نصر وعمه أبا سعد يحيى وأبا حفص عمر بن أحمد بن مسرور)
ومحمد بن عبد الرحمن الجنزروذي وجماعة وقدم بغداذ وحدث بها وروى عنه عبد الوهاب ابن المبارك الأنماطي وأبو الفضل عبد الملك بن علي بن يوسف وأبو العز ثابت بن منصور الكيلي والحافظ محمد بن ناصر توفي سنة سبع وعشرين وخمس ماية
3 (ابن صرما محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم الصايغ المعروف بابن صرما البغداذي))
من أهل باب الأزج سمع بإفادة خاله ناصر بن محمد بن علي الكثير من أبي الحسين أحمد بن محمد بن النقور وأبي محمد عبد الله ابن الصريفيني وأبي القسم عبد الله بن الحسن بن محمد الخلال وأبي منصور محمد ابن محمد بن عبد العزيز العكبري وغيرهم وعمر حتى حدث بالكثير وكان صحيح السماع روى عنه عبد الوهاب بن علي الأمين وعبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي ويوسف بن المبارك بن كامل ويحيى بن محاسن الفقيه والأنجب بن الدجاجي توفي سنة ثمان وثلثين وخمس ماية
3 (الواعظ كلي الأصبهاني محمد بن أحمد بن محمد بن أبي القسم أبو بكر الواعظ المعروف))
بكلي الأصبهاني سمع الكثير من محمد بن عبد الواحد المصري وأبي الفتح أحمد بن محمد بن سعيد الحداد وأبي القسم غانم بن محمد البرجي وغيرهم وقدم بغداذ حاجا سن ست وخمس ماية وسمع بها أبا القسم علي بن أحمد بن بيان وعلي بن محمد نبهان وأبا الغنايم محمد بن علي النرسي وأبا غالب شجاع الذهلي وسمع بالكوفة علي بن محمد بن يحيى الشغلي الهمداني وبمكة موسى بن العباس الجزري وغيره وبالمدينة محمد بن الطاهر المقدسي ثم قدم بغداذ سنة ست وثلثين وخمس ماية وحدث باليسير وكان فاضلا متورعا توفي سنة خمس وأربعين وخمس ماية ليلة عيد الفطر
3 (أبو المظفر الحنبلي محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سعدان أبو المظفر الحنبلي))
قرأ على القاضي أبي الحسين محمد بن الفراء وغيره وسمع الحديث وروى توفي سنة اثنتين وخمسين وخمس ماية

49
راوية المتنبي أحد الأيمة الأدباء والأعيان الشعراء خدم سيف الدولة وصنف أشياء حسنة وله ذكر في مصر والعراق وما وراء النهر والشاش وجالس الصاحب بن عباد ولقي أبا الفرج الأصبهاني وروي عنه وله معه أخبار ومن تصانيفه الانتصار المني عن فضل المتنبي كتاب)
التنبيه عن رذايل المتنبي تحفة الكتاب في الرسايل مبوبا كتاب تذكرة النديم وهو ممتع الرسالة الممتعة كتاب بقية الانتصار المكثر للاختصار قال أخذت قول المتنبي
* كفي بجسمي نحولا أنني رجل
* لولا مخاطبتي أياك لم ترني
* فلم أدع لغيري فيه زيادة وقلت من قصيدة
* عدمت من النحول فلا بلمس
* يكيفني الوجود ولا العيان
*
* ولولا أنني أذكي البرايا
* لكنت خفيت عني لا أراني
* قال واختفائي عني أبدع من أختفائي عن غيري وأبلغ في المعنى واقترح عليه الصاحب ابن عباد وصف رغيف فقال ارتجالا
* ورغيف كأنه الترس يحكى
* حمرة الشمس بالغدو احمراره
*
* جمعته أناملي ثم حلت
* ه فسيان طيه وانتشاره
*
* ناعم لين كمبسم من قا
* م بعذري عند البرايا عذاره
* وهي أكثر من هذا فأعجب الصاحب وقال خذه صلة فوضعه على رأسه وخرج به مارا في الطريق فعرف الصاحب الخبر فقال ردوه اتتمر به في الأسواق هكذا فقال نعم ليقال ما هذا فأقول صلة مولانا الصاحب فقال بعنا إياه فقال بخمس ماية دينار قال له آنقصنا وأجعلها دراهم فقال نعم فأمر له بخمس ماية درهم وخلعه المادرائي الأطروش محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو عبيد الله المادرائي الأطروش سكن مصر وحدث بها عن الزبير بن بكار وعبيد الله بن سعد الزهري وعمر بن شبة وأبي العباس المبرد وروى عنه ولده عثمان وأبو أحمد ابن أبي الطيب المادرائي وأبو الطيب أحمد بن سليمان الحريري توفي سنة اثنتين وعشرين وثلث ماية
3 (ابن الحداد الشافعي محمد بن أحمد بن جعفر))
الفقيه أبو بكر المصري

50
الكناني الشافعي شيخ المصريين المعروف بابن الحداد ولد يوم وفاة المزني قال ابن خلكان قال صاحبنا عماد الدين ابن باطيش في كتابه الذي وضعه على المهذب في طبقات الفقهاء أنه كان من أعيان أصحاب المزني وقال القضاعي في كتاب خطط مصر أنه ولد في اليوم الذي مات فيه المزني فكيف يمكن أن يكون من أصحابه انتهى
سمع من النسائي وغيره وجالس الأمام أبا أسحق المروزي لما قدم عليهم وصنف كتاب الفروع في المذهب وهو صغير دقيق المسائل شرحه القفال المروزي وأبو الطيب الطبري وأبو علي)
السنجي وكان ابن الحداد غواصا على المعاني محققا كبير القدر له وجه في المذهب ولي القضاء والتدريس بمصر والملوك تعظمه وتحترمه وكان يتصرف في علوم كثيرة حج ومرض في الرجوع وتوفي يوم الثلاثاء لأربع بقين من المحرم سنة أربع وأربعين وثلث ماية عاش تسعا وسبعين سنة وكان كثير الصلاة يصوم يوما ويفطر يوما وصلى عليه يوم الأربعاء أبو القسم ابن الأخشيذ وكافور حضرا جنازته ودفن بسفح المقطم وكتابه المعروف بفروع ابن الحداد من أجل الكتب ولم يتفق للرافعي أن ينقل من كتابه شيئا كأنه لم يظفر به الترمذي الشافعي محمد بن أحمد بن نصر الفقيه أبو جعفر الشافعي الترمذي لم يكن في وقته للشافعية مثله ورعا وتقللا ورياسة سكن بغداذ وحدث بها عن يحيى المصري ويوسف بن عدي وكثير بن يحيى وغيرهم وروى عنه أحمد بن كامل الشافعي وعبد الباقي ابن قانع وغيرهما وكان ثقة من أهل العلم والفضل سئل عند موته عن حديث النزول فأجاب بجواب مالك رحمه الله تعالى قال محمد بن موسى بن حماد أنه تقوت في سبعة عشر يوما بخمس حبات أو ثلث حبات فقيل له كيف عملت قال لم يكن عندي غيرها فاشتريت بها لفتا فكنت آكل كل يوم واحدة وقال أبو أسحق الزجاج النحوي أنه كان مجرى عليه في كل شهر أربعة دراهم وكان يقول تفقهت على مذهب الأمام أبي حنيفة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد المدينة عام حججت فقلت يرسول الله قد تفقهت بقول أبي حنيفة أفآخذ به قال لا قلت بقول مالك بن أنس فقال خذ منه ما وافق سنتي قلت فآخذ بقول الشافعي فقال ما بقوله إلا أنه أخذ بسنتي ورد علي من خالفها قال فخرجت في أثر هذه الرؤيا إلى مصر وكتبت كتب الشافعي وقال الدارقطني ثقة مأمون ناسك وكان يقول كتبت الحديث تسعا وعشرين سنة ولد في ذي الحجة سنة مأتين وقيل سنة عشر ومأتين وتوفي في المحرم سنة خمس وتسعين ومأتين واختلط آخر عمره اختلاطا عظيما ومات وأم يغير شيبه وهو صاحب وجه في المذهب قال محيي الدين النووي أن أبا جعفر جزم بطهارة شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خالف في هذه المسألة جمهور الأصحاب

51
3 (ابن الحرون محمد بن أحمد بن الحسن بن الأصبغ بن الحرون بالحاء المهملة والراء وبعد))
الواو نون قال ابن النجار أبو عبد الله أديب فاضل من أولاد الكتاب له مصنفات حسنة في الأدب وشعر)
جيد روى عنه أبو الحسن علي بن سليمان الأخفش وأبو محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه له كتاب المطابق والجناس والحقايق والشعر والشعراء والآداب والرياض والكتاب والمحاسن عمي له أبو العباس المبرد بيتا فأستخرجه وقال
* قل لمن زانه عفاف ودين
* وسماح ونجدة وحياء
*
* والذي سما في العلوم فما يب
* لغة ذو الكساء والفراء
*
* قد أتانا البيت المترجم بالطي
* ر وفيه النسور والعنقاء
*
* فخلونا به وقد دارت الأص
* وات في مجلس وطاب الطلاء
*
* فظفرنا به ووفقنا الل
* ه الذي باسمه تقوم السماء
*
* وهو بيت لشاعر من بني مخ
* زوم أضنت فؤاده أسماء
*
* حبذا أنت يا بغوم وأسما
* ء وعيش يكفنا وخلاء
*
3 (أبو زيد الفاشاني الشافعي محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد))
أبو زيد الفقيه الفاشاني الشافعي كان من الأيمة الأجلاء حسن النظر مشهورا بالعلم حافظا للمذهب وله فيه وجوه غريبة أخذ الفقه عن أبي إسحاق المروزي وأخذ عنه أبو بكر القفال المروزي ودخل بغداذ وحدث بها وسمع منه الحافظ الدارقطني ومحمد بن أحمد بن القسم المحاملي ثم خرج إلى مكة وجاور بها سبع سنين وحدث هناك بصحيح البخاري عن محمد بن يوسف الفربري وأبو زيد أجل من روى هذا الكتاب وقال أبو بكر الخباز عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة فما أعلم أن الملايكة كتبت عليه خطيئة وقال أبو الحسن أحمد ابن محمد الحاتمي الفقيه سمعت أبا زيد يقول رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأنا بمكة كأنه يقول لجبريل يا روح الله أصحبه إلى وطنه وكان في أول أمره فقيرا لا يقدر على شيء ويكتم باطن حاله ثم أقبلت الدنيا عليه في آخر عمره وقد اسن وتساقطت أسنانه وبطلت آلته وكان يقول للنعمة لا بارك الله فيك أقبلت حيث لا ناب ولا نصاب قال الحاكم كان من أيمة المسلمين ومن أحفظ الناس لمذهب الشافعي توفي بمرو سنة أحدى وسبعين وثلث ماية ومولده سنة أحدى وثلث ماية

52
3 (الخضري الشافعي محمد بن أحمد أبو عبد الله المروزي))
الفقيه الشافعي المعروف بالخضري كان يضرب به المثل في قوة الحفظ وقلة النسيان كان من)
كبار أصحاب القفال وله في المذهب وجوه غريبة نقلها الخراسانيون وقد روى أن الشافعي صحح دلالة الصبي على القبلة وكان ثقة في نقله وله معرفة بالحديث ونسبته إلى الخضر بعض أجداده توفي في عشر الستين والأربع ماية وقال الخضري معنى قول الشافعي أن يدل الصبي على قبلة تشاهد في الجامع فأما في موضع الاجتهاد فلا تقبل وسئل عن قلامة ظفر المرأة هل يجوز للأجنبي النظر إليها فأطرق الشيخ طويلا ساكتا وكانت ابنة الشيخ أبي علي التستري تحته فقالت له لم تتفكر وقد سمعت أبي يقول في جواب هذه المسألة أن كانت من قلامة أظفار اليدين جاز وأن كانت من الرجلين لم يجز وأنما كان كذلك لأن يدها ليست بعورة ففرح الخضري وقال لو لم آستفد من اتصالي بأهل العلم إلا هذه المسألة لكانت كافية قال ابن خلكان هذا التفصيل بين اليدين والرجلين فيه نظر فإن أصحابنا قالوا اليدان في الصلاة ليستا بعورة فأما بالنسبة إلى نظر الأجنبي فما نعرف فرقا بينهما فلينظر الشاشي المستظهري الشافعي محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الأمام أبو بكر الشاشي الفقيه الشافعي المستظهري لقبه فخر الإسلام ولد بميافارقين سنة تسع وعشرين وأربع ماية وتفقه على الأمام أبي عبد الله محمد بن بيان الكازروني وتفقه على قاضي ميافارقين أبي منصور الطوسي تلميذ الأستاذ أبي محمد الجويني ثم رحل إلى العراق ولازم الشيخ أبا أسحق وكان معيد دروسه وتردد إلى ابن الصباغ وقرأ عليه الشامل وسمع الحديث من الكازروني شيخه ومن ثابت بن أبي القسم الخياط وبمكة من أبي محمد هياج الحطيني وسمع ببغداذ الخطيب أبا بكر وجماعة روى عنه أبو المعمر الأزجي وأبو الحسن علي بن أحمد اليزدي وأبو بكر بن النقور وشهدة والسلفي وغيرهم وله كتاب حلية العلماء ذكر فيه اختلاف الأيمة صنفه للأمام المستظهر بالله وكتاب الترغيب في المذهب وكتاب الشافي شرح فيه مختصر المزني استوفي فيه أقوال الشافعي ووجوه أصحابه وأقاويل الفقهاء ذكر لكل مقالة حجة وكان أشعري الاعتقاد وإليه انتهت رياسة الشافعية ببغداذ ولما القي الدرس وضع منديله على عينيه وبكى كثيرا وهو جالس على السدة وأنشد
* خلت الديار فسدت غير مسود
* ومن العناء تفردي بالسودد
* وقد قيل أن الذي فعل ذلك إنما هو الغزالي ومدحه تلميذه أبو المجد معدان بن كثير البالسي بقصيدة قال فيها)

53
* يا كعبة الفضل أفتنا لم لم يجب
* شرعا على قصادك الأحرام
*
* ولما تضمخ زايريك بطيب ما
* نلقيه وهو على الحجيج حرام
* وتوفي سنة سبع وخمس ماية ودفن في تربة الشيخ أبي أسحق الشيرازي أنشد محب الدين ابن النجار في ذيل تاريخ بغداذ بسند أتصل بفخر الإسلام محمد بن أحمد المستظهري الشاشي قوله
* مدحتكم أرجو فواضل بركم
* فما نالني منكم نوال ولا بر
*
* وكنت أرجي كشف ضري عندكم
* فقد زاد عندي مذ عرفتكم الضر
*
* سأرحل لم أظفر لديكم بطايل
* وكفاي مما كنت آمله صفر
*
* لحا الله دهرا سدتم فيه أهله
* وأفضي إليكم فيهم النهي والأمر
*
* فلم تسعدوا إلا وقد نحس الورى
* ولم ترأسوا إلا وقد خرف الدهر
*
* إذا لم يكن نفع وضر لديكم
* فأنتم سواء والذي ضمه القبر
*
3 (أبو جعفر النسفي الحنفي محمد بن أحمد بن محمود))
أبو جعفر النسفي الفقيه الحنفي من ساكني نهر البزازين بالجانب الغربي من بغداذ كان من أعيان الفقهاء وله تعليقة في الخلاف مشهورة حسنة وكان زاهدا ورعا متعففا فقيرا قنوعا يحكي أنه بات ليلة مهموما من الإضافة وسوء الحال فوقع في خاطره فرع من فروع مذهبه فأعجب به فقام يرقص في داره ويقول أين الملوك وأبناء الملوك فسألته زوجته عن ذلك فأخبرها فتعجبت حدث بيسير عن أبي بكر أحمد بن علي الحصاص الرازي وأبي القسم عبيد الله البزاز البغداذي وروى عنه أبو حاجب الأستراباذي وأبو نصر الشيرازي توفي سنة أربع عشرة وأربع ماية
3 (أبو نصر المضري محمد بن أحمد))
أبو نصر المضري بضم الميم وفتح الضاد المعجمة الموصلي روي عنه ابن وشاح قوله
* آنست بوحدتي حتى لو أني
* رأيت الأنس لأستوحشت منه
*
* ولم تدع التجارب لي صديقا
* أميل إليه إلا ملت عنه
*
3 (ابن البواب محمد بن أحمد بن البواب أبو نصر))
قال ابن النجار كان متأدبا يقول الشعر وأورد له قوله)
* بنهر معلي والحديث شجون
* غزال رماني والسهام عيون
*
* تعرض لي والدال يجذب عطفه
* كما أهتز في مر النسيم غصون
* المعموري البيهقي محمد بن أحمد المعموري البيهقي الأديب الفيلسوف كان

54
من علية الحكماء والأيمة أتفق أنه أنتقل إلى أصبهان في خدمة تاج الملك الذي وزر بعد نظام الملك وكان قد نظر في زايجة طالعه فرأى من التسييرات إلى القواطع وشعاع النحوس ما يدل على الخوف والوجل فأغلق باب داره عليه فأخرج وقتل وأحرق على سبيل الغلط سنة خمس وثمانين وأربع ماية وله كتاب في التصريف مجدول كتاب في النحو كتاب في المخروطات والهندسة وغير ذلك ومن شعره
* دعاك الربيع وأيامه
* ألا فأستمع قول داع نصوخ
*
* يقول أشرب الراخ ودرديه
* ففي الراح يا صاح روح وروح
*
* وغني البلابل عند الصباح
* لأهل الشراب الصبوح الصبوح
*
3 (أبو سعد العميدي الكاتب محمد بن أحمد بن محمد))
أبو سعد العميدي أديب لغوي نحوي مصنف سكن مصر وتوفي سنة ثلث وثلثين وأربع ماية وكان يتولى ديوان الترتيب وعزل عنه ثم تولى ديوان الإنشاء أيام المستنصر عوضا من ولي الدولة ابن خيران وتولى الديوان بعده أبو الفرج الذهلي وله تنقيح العبارة في عشر مجلدات الإرشاد إلى حل المنظوم والهداية إلى نظم المنثور انتزاعات القرآن كتاب العروض القوافي كبير ومن نظمه
* إذا ما ضاق صدري لم أجد لي
* مقر عبادة إلا القرافه
*
* لئن لم يرحم المولي اجتهادي
* وقلة ناصري لم ألق رأفه
*
3 (المتوثي القطان محمد بن أحمد بن عبد الله بن زياد))
القطان المتوثي بفتح الميم وتشديد التاء ثالثة الحروف مضمومة وبعد الواو ثاء مثلثة سمع الحديث ورواه قال ياقوت وكان ثقة جيد المعرفة وتوفي سنة تسع وأربعين وثلث ماية سمع كثيرا من كتب الأدب عن بشر بن موسى الأسدي ومحمد بن يونس الكديمي وأبي العيناء وثعلب والمبرد وغيرهم ولقي السكري وسمع عليه أشعار اللصوص وسمع منه الخالع أبو عبد الله الشاعر وفلج آخر عمره وكان يتشيع ويتظاهر به إلا أنه كان في الأصول على رأى)
المجبرة وله شعر منه
* غضب الصولي لما
* كسر الضيف وسمى
*
* ثم عند المضغ منه
* كاد أن يتلف غما
*
* قال للضيف ترفق
* شم ريح الخبز شما
*
* وأغتنم شكري فقال
* الضيف بل اكلا وذما
*

55
قلت شعر نازل محمد بن أحمد بن عبد الله بدر الدين الحلبي أخبرني من لفظه الشيخ أثير الدين قال رفيقنا عند الشيخ بهاء الدين ابن النحاس كاتب مترسل شاعر مجيد حسن الخط كان خاملا فتعلق ببني الأثير فأعلقوه بالتوقيع السلطاني وكان عاقلا فاضلا أنشدنا لنفسه من لفظه في القبة المنصورية التي عمرها الشجاعي
* ومذ دعوت لها شم الجبال أتت
* طوعا على عجل تسعى بها قدم
*
* مثل الكتايب أشطارا إذا أعتدلت
* أو السطور على القرطاس ترتسم
*
* فهي العوامل جرت لأرتفاع بنا
* ما دون مجرورة الأطماع تنجزم
* وأنشدني أيضا لبدر الدين
* ولقد ذكرتك والصوارم تلمع
* والموت دان والردى متوقع
*
* وقد أستثار من الغبار غمامة
* منها المنايا تسهل وتهمع
*
* والخيل من تحت الكماة صهيلها
* يعلو وأطراف الأسنة شرع
*
* والناس بين مقنع ومدرع
* مستقبلين منية لا تدفع
*
* وأنا وذكرك في أجتناء لطايف
* لا من يروعنا ولا من يمنع
* قلت أحسن شبكا من هذا ما أنشدنيه لنفسه شهاب الدين محمود رحمه الله تعالى
* ولقد ذكرتك والسيوف لوامع
* والموت يرقب تحت حصن المرقب
*
* والحصن من شفق الدروع تخاله
* حسناء ترفل في رداء مذهب
*
* سامي السماء فمن تطاول نحوه
* للسمع مسترقا رماه بكوكب
*
* والموت يلعب بالنفوس وخاطري
* يلهو بطيب ذكرك المستعذب
* وقد أوردت في هذه المادة ولغيري من المتقدمين والمتأخرين عدة مقاطيع في شرح لامية)
العجم وسوف أوردها أن شاء الله تعالى في ترجمة الحسن بن رشيق القيرواني أو في ترجمة الصاحب جمال الدين يحيى بن عيسى بن مطروح وأنشدني الشيخ أثير الدين لبدر الدين المذكور ما كتبه رسالة في ورق أصفر بمداد أحمر
* هذي رسالة صب نحوكم صدرت
* فيها أشارات ما يخفي من الحرق
*
* فدمعه قد حكاه الخط بعدكم
* ولونه قد حكته صفرة الورق
*

56
3 (القرشي المغربي الصالح محمد بن أحمد بن إبراهيم أبو عبد الله القرشي الهاشمي))
العبد الصالح الزاهد من أهل جزيرة الخضراء قال القاضي شمس الدين ابن خلكان كانت له كرامات ظاهرة ورأيت أهل مصر يحكون عنه أشياء خارقة ولقيت جماعة ممن صحبه وقد نمى عليهم من بركته وذكروا أنه وعد الجماعة الذين صحبوه مواعيد من الولايات والمناصب العلية وأنها صحت كلها قدم مصر ثم سافر إلى الشام لزيارة القدس فأقام به إلى أن مات في ذي الحجة سنة تسع وتسعين وخمس ماية ومن وصاياه لأصحابه سيروا إلى الله عرجا ومكاسير فإن انتظار الصحة بطالة
3 (أبو عبد الله النحوي المقرئ محمد بن أحمد بن هبة الله ابن تغلب الفزاري أبو عبد الله))
الضرير النحوي كان يعرف بالبهجة من أعمال نهر الملك قدم بغداذ في صباه وقرأ القرآن والنحو وسمع الكثير وقرأ الأدب علي أبي عبد الله أحمد بن الخشاب وصحبه مدة وسمع من ابن الشهر زورى وابن الحصين وأبي الفضل ابن ناصر وجماعة وكان عالما بالنحو والقراآت انقطع في بيته وقصده الناس للقراءة وكان كيسا نظيف الهيئة وقورا توفي سنة ثلث وست ماية ابن أرقم الوادي آشي محمد بن أحمد بن محمد بن أراقم الوادي آشي أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال قرأ المذكور كتاب سيبويه على ابن أبي الربيع وحضر في كثير منه عند شيخنا أبي جعفر ابن الزبير
3 (أبو الحسن ابن طباطبا محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل بن))
إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه شاعر مفلق وعالم محقق مولده بأصبهان وبها مات سنة اثنتين وعشرين وثلث ماية وله عقب كثير بإصبهان فيهم علماء وأدباء ومشاهير كان مذكورا بالفطنة والذكاء وصفاء القريحة)
وصحة الذهن وجودة المقاصد وله من المصنفات كتاب عيار الشعر كتاب تهذيب الطبع كتاب العروض لم يسبق إلى مثله كتاب في المدخل إلى معرفة المعمى كتاب تقريظ الدفاتر ومن شعره قصيدة تسعة وثلاثون بيتا ليس فيها راء ولا كاف وأولها
* يا سيدا دانت له السادات
* وتتابعت في فعله الحسنات
* منها يصف القصيدة
* ميزانها عند الخليل معدل
* متفاعلن متفاعلن فعلات
*
* لو واصل بن عطاء الباني لها
* تليت توهم أنها آيات
*

57
ومنه
* لا تنكرا أهداءنا لك منطقا
* منك أستفدنا حسنه ونظامه
*
* فالله عز وجل يشكر فعل من
* يتلو عليه وحيه وكلامه
* وقال في أبي علي الرستمي يهجوه بالدعوة والبرص
* أنت أعطيت من دلايل رسل ال
* له آيا بها علوت الرءوسا
*
* جئت فردا بلا أب وبيمنا
* ك بياض فأنت عيسى وموسى
* ومنه قوله وأجاد في ضروب التشبيه
* لنا صديق نفسنا
* في مقته منهمكه
*
* أبرد من سكونه
* وسط الندى الحركة
*
* وجدري وجهه
* يحكيه جلد السمكه
*
* أو جلد أفعى سلخت
* أو قطعة من شبكه
*
* أو حلق الدرع إذا
* أبصرتها مشبكه
*
* أو كدر الماء إذا
* ما الريح أبدت حبكه
*
* أو سفن محبب
* أو كرش منفركه
*
* أو منخل أو عرض
* رقيقة منهتكه
*
* أو حجر الحمام كم
* من وسخ قد دلكه
*
* أو كور زنبور إذا
* أفرخ فيه تركه
*
* أو سلحة يابسة
* قد نقرتها الديكه
*)
ومنه
* ما آنس لا أنس حتى الحشر مايدة
* ظلنا لديك بها في اشغل الشغل
*
* إذا أقبل الجدي مكشوفا ترايبه
* كأنه متمط دايم الكسل
*
* قد مد كلتي يديه لي فذكرني
* بيتا تمثلته من أحسن المثل
*
* كأنه عاشق قد مد صفحته
* يوم الفراق إلى توديع مرتحل
*
* وقد تردى باطمار الرقاق لنا
* مثل الفقير إذا ما راح في سمل
*
3 (الجيهاني محمد بن أحمد بن نصر الجيهاني أبو عبد الله))
لما ولي أبو الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل سنة أحدى وثلث ماية وهو ابن ثمان سنين تولى التدبير الجيهاني فاجري

58
الأسباب على وجوهها وكان حسن النظر لمن أمله وقصده معينا لمن أمه واعتمده وكان مبتلى بالمذهب ولم يكن يصافح أحدا دون كاغذ أو ثوب ومر يوما بنخاس يعالج دابة فتأفف وأبرز يده من كمه وعلقها إلى أن نزل وصب عليها قماقم من الماء تقذرا مما فعله النخاس كأنه هو الذي تولى ذلك ولم يكن يأذن في إمساك السنانير في دوره فكان الفأر يتعابث فيها وفيه يقول أبو الطيب الطاهري
* رأيت الوزير على بابه
* من المذهب الشايع المنتشر
*
* يرى الفأر أنظف شيء يدب
* على ثوبه ويعاف البشر
*
* يبيت حفيا بها معجبا
* ويضحي عليها شديد الحذر
*
* فإن سعبت فهو في حجرها
* يفت لها يابسات الكسر
*
* فلم صار يستقذر المسلمين
* ويألف ما هو عين القذر
* قلت هكذا أثبته ياقوت وجاء في الأحمدين فقال أحمد بن محمد بن نصر الجيهاني وأظنه هذا والله أعلم ولكن هكذا أثبته في المحمدين وفي الأحمدين
3 (التميمي الطبيب محمد بن أحمد بن سعيد أبو عبد الله التميمي الطبيب))
كان بالقدس أولا ونواحيه وله معرفة جيدة بالنبات وماهيته وكان متميزا في الطب والاطلاع على دقايقها وله خبرة فاضلة في تركيب المعاجين والأدوية المفردة واستقصى معرفة الدرياق الكبير الفاروق وركب منه شيئا كثيرا على أتم ما يكون وانتقل إلى مصر وأقام بها إلى أن توفي وكان قد أجتمع بالقدس براهب يقال له أنباز خرما بن ثوابة كان يتكلم في أجزاء العلوم)
الحكمية والطب وكان في الماية الرابعة فلازمه وأخذ عنه فوايد واختص التميمي بالحسن بن عبد الله بن طعج المستولي على الرملة ثم أدرك الدولة العلوية بمصر وصحب الوزير يعقوب بن كلس وصنف له كتابا كبيرا عدة مجلدات سماه مادة البقاء بإصلاح فساد الهواء والتحرز من ضرر الوباء وصنف كتابا في ماهية الرمد وأنواعه وأسبابه وعلاجه وكتاب الفحص والأخبار وكان التميمي موجودا بمصر سنة سبعين وثلث ماية محمد بن أحمد بن الحسين
3 (ابن المسند المشهور))
توفي سنة خمسين وأربع ماية
3 (أبو عاصم العبادي الهروي الشافعي محمد بن أحمد بن محمد ابن محمد بن

59
عبد الله بن عباد))
أبو عاصم العبادي الهروي الفقيه الشافعي كان أمام دقيق النظر صنف كتاب المبسوط وكتاب الهادي وأدب القاضي وطبقات الفقهاء توفي سنة ثمان وخمسين وأربع ماية
3 (ابن بشران اللغوي محمد بن أحمد بن سهل أبو غالب الواسطي))
المعروف بابن بشران وبابن الخالة المعدل الحنفي اللغوي شيخ العراق في اللغة أكثر من رواية كتب الأدب توفي سنة اثنتين وستين وأربع ماية بواسط يوم الخميس نصف شهر رجب ومن شعره
* يا شايدا للقصور مهلا
* أقصر فقصر الفتى الممات
*
* لم يجتمع شمل أهل قصر
* إلا وقصراهم الشتات
*
* وإنما العيش مثل ظل
* منتقل ما له ثبات
* ومنه
* ولما رأى عشاقه ووشاته
* وقد حاولوه من جميع جهاته
*
* رمى كل قلب من هواه بلوعة
* فغودر مطويا على زفراته
* ومنه
* لما رأيت سلوى غير متجه
* وأن عزم أصطباري عاد مفلولا
*
* دخلت بالرغم مني تحت طاعتكم
* ليقضي الله أمرا كان مفعولا
*)
ومنه
* لا تغترر بهوى الملاح فربما
* ظهرت خلايق للملاح قباح
*
* وكذا السيوف يروق حسن صقالها
* وبحدها يتخطف الأرواح
* ومنه
* أن قدم الحظ قوما ما لهم قدم
* في فضل علم ولا حزم ولا جلد
*
* فهكذا الفلك العلوي أنجمه
* تقدم الثور فيها أنجم الأسد
* قلت شعر جيد وشعره كثير جيد
3 (ابن المسلمة البغداذي محمد بن أحمد بن محمد بن عمر أبو جعفر بن المسلمة

60
المسلمى))
البغداذي أسلم الرفيل بعض أجداده على يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان أبو جعفر ثقة نبيلا كثير السماع حسن الطريقة توفي سنة خمس وستين وأربع ماية
3 (لؤلؤ الوراق محمد بن أحمد بن نصير بن عرفة الثقفي البغداذي أبو الحسن))
لؤلؤ الوراق سمع وروى وهو صدوق غير أنه ردئ الكتاب توفي سنة سبع وسبعين وثلث ماية
3 (ابن الغطريف محمد بن أحمد بن الحسين الجرجاني الرياطي الغطريفي))
كانت الرحلة إليه في آخر زمانه وجزؤه الذي رواه ابن طبرزذ من أعلى الأجزاء توفي سنة سبع وسبعين وثلث ماية
3 (ابن الوليد المعتزلي محمد بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الوليد أبو علي المعتزلي))
شيخ المعتزلة الداعية إلى مذهبهم كان يدرس الاعتزال والحكمة فأضطره أهل السنة إلى أن لزم بيته قال صاحب المرآة خمسين سنة لا يتجاسر على الظهور ولم يكن عنده من الحديث سوى حديث واحد رواه عن شيخه أبي الحسين البصري المعتزلي ولم يرو غيره وهو قوله صلى الله عليه وسلم إذا لم تستحي فأصنع ما شئت فكأنهما خوطبا بهذا الحديث لأنهما ما استحيا من بدعتهما كان القعنبي لم يسمع من شعبة غير هذا الحديث لأنه قدم البصرة فصادف مجلس شعبة قد انقضى ومضى إلى منزله فوجد الباب مفتوحا وشعبة على البالوعة فهجم عليه من غير أذن وقال أنا غريب وقد قصدتك من بلد بعيد لتحدثني فأستعظم ذلك شعبة وقال)
دخلت منزلي بغير أذني وتكلمني وأنا على مثل هذه الحال حدثنا منصور عن ربعي بن حراش عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا لم تستحي فأصنع ما شئت والله لا حدثتك غيره ولا حدثت قوما أنت منهم وحكي في هذه الواقعة غير هذا والحديث صحيح اتفق البخاري ومسلم على أخراجه ولفظ الصحيح أن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى الحديث قال ابن عقيل جرت مسألة بين أبي علي ابن الوليد وبين أبي يوسف القزويني في إباحة جماع الولدان في الجنة فقال ابن الوليد لا يمتنع أن يجعل ذلك من جملة اللذات في الجنة لزوال المفسدة لأنه إنما منع منه في الدنيا لما فيه من قطع النسل وكونه محلا للأذى وليس في الجنة ذلك ولهذا أبيح شرب الخمر لما أمن فيه السكر وغايلة العربدة وزوال العقل فلذلك لم يمنع من الألتذاذ بها فقال أبو يوسف الميل إلى الذكور عاهة وهو قبيح في نفسه لأنه محل لم يخلق للوطىء ولهذا لم يبح في شريعة بخلاف الخمر وهو مخرج الحدث والجنة منزهة عن العاهات فقال ابن الوليد العاهة هي التلويث بالأذى وإذا لم يكن أذى لم يبق إلا مجرد الألتذاذ وسئل أبو الفضل بن ناصر

61
عن الرواية فقال لا تحل كان داعية إلى الاعتزال وتوفي في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين وأربع ماية ومن شعره
* أيا رئيسا بالمعالي أرتدي
* وأستخدم العيوق والفرقدا
*
* مالي لا أجري على مقتضي
* مودة طال عليها المدى
*
* أن غبت لم أطلب وهذا سلي
* من بن داود نبي الهدى
*
* تفقد الطير على ملكه
* فقال مالي لا أرى الهدهدا
* قال ابن النجار قرأت في كتاب التاريخ لأبي الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني وذكر وفاة أبي علي قال ولم نعرف في أعمارنا مثل ورعه وقناعته ولما توفي أبوه خلف مالا جما فتورع من أخذ سهمه وقال لم أتحقق أنه أخذ سهمه وقال لم أتحقق أنه أخذ حراما قط ولكني أعافه ولما كبر وافتقر جعل ينقض داره ويبيع منها خشبة يتقوت بثمنها وداره هذه كانت من حسان الدور حتى أن الملك أبا طاهر صعد في بعض الأيام على السطح لدار المملكة فقال لغلمانه ألحقوا نهر الدجاج فقد وقع بها الحريق فمضوا وعادوا فأخبروه أن الذي لاح له رأوه دار ابن الوليد وبها سدلي مذهب والشمس تلمع على ذهبه فيظن من شاهده أنه نار وكان لباسه الخشن من القطن صيفا وشتاء)
محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل أبو طاهر ابن أبي الصقر اللحمي الأنباري الخطيب له مشيخة توفي سنة ست وسبعين وأربع ماية
3 (المحاملي أبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القسم))
أبو الفضل ابن العلامة أبي الحسن المحاملي الفقيه الشافعي توفي سنة سبع وسبعين وأربع ماية وسوف يأتي ذكر ولده أبي طاهر يحيى في مكانه محمد بن أحمد بن إبراهيم بن سلة أبو الطيب الأصبهاني توفي سنة سبع وسبعين وأربع ماية
3 (ابن الحداد الأندلسي الشاعر محمد بن أحمد بن عثمان أبو عبد الله القيسي الأندلسي))
ابن الحداد الشاعر المشهور ولقبه مازن له ديوان كبير ومؤلف في العروض اختص بالمعتصم ابن صمادح توفي في عشر الثمانين والأربع ماية تقريبا ومن شعره قوله
* بعيشكما ذات اليمين فأنني
* أراح لشم الروح من عقداتها
*
* فقد عبقت رمح النعامي كأنما
* سلام سليمى راح من نفحاتها
*

62
* وتيماء للقلب المتيم منزل
* فعوجا بتسليم على سلماتها
*
* مشاعر تهيام وكعبة فتنة
* فؤادي من حجاجها ودعاتها
*
* فكم صافحتني في مناها يد المنى
* وكم هب عرف اللهو في عرفاتها
*
* عهدت بها أصنام حسن عهدنني
* هوى عبد عزاها وعبد مناتها
*
* أحل بأشواقي إليها وأتقي
* شرايعها في الحب حق تقاتها
* ومنه أيضا
* هم في ضميرك خيموا أم قوضوا
* ومني جفونك أقبلوا أم أعرضوا
*
* وهم رضاك من الزمان وأهله
* سخطوا كما زعمت وشاتك أم رضوا
*
* أهواهم وأن أستمر قلاهم
* ومن العجايب أن يحب المبغض
* ومنه أيضا
* ما بال ريقته في سلم مبسمه
* وواجب أن تذيب القهوة البردا
*
* أعدي جناني فحاكي طرفه مرضا
* وغره أن يحاكي خصره جلدا
*
* كأن كفي في صدري يصافحه
* فما رفعت يدا إلا وضعت يدا
* ومنه أيضا)
* وقد هوت بهوى نفسي مها سباء
* فهل درت مضر من تيمت سبأ
*
* كأن قلبي سليمان وهدهده
* طرفي وبلقيس ليلى والهوى النبأ
* ومنه قوله في المديح
* يدين نداه دين كعب وحاتم
* فحتم عليه الدهر وصل صلاتها
*
* يجاهد في ذات الندى بيت ماله
* ولا جيش إلا من أكف عفاتها
*
* إذا البدر انثالت عليهم حسبتها
* بأيدي مواليها رؤس عداتها
* ومنه في ذكر المصلوبين
* وهامهم في الجذوع الشم ضاحية
* كأنها بقع الغربان والرخم
*
* مواثلا في سبيل الركب تحسبها
* تسايل الركب عن أجسادها القمم
*
* وقد تلم بها الغربان واقعة
* كأنها فوق محلوقاتها لمم
*
* صوامت نطق الهيئات قايلة
* عقبي عصاة ابن معن هذه النقم
* قلت شعر جيد في الذروة كثير الغوص
3 (الخياط محمد بن أحمد بن منصور أبو بكر الخياط النحوي السمرقندي))
قدم

63
بغداذ ومات في ما ذكره أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني سنة عشرين وثلث ماية قال كان قد أنحدر مع البريديين لما غلبوا على البصرة وبها مات وجرت بينه وبين الزجاج ببغداذ مناظرة وكان يخلط المذهبين وقرأ عليه أبو علي الفارسي وكان جميل الأخلاق طيب العشرة محبوب الخلقة وله من الكتب معاني القرآن النحو الكبير الموجز في النحو المقنع في النحو
3 (الحافظ ابن سمكويه محمد بن أحمد بن عبد الله أبو الفتح ابن سمكويه الأصبهاني))
نزيل هراة أحد الحفاظ سمع الكثير وحصل الأصول توفي سنة اثنتين وثمانين وأربع ماية
3 (ابن شكرويه محمد بن أحمد بن علي بن شكرويه القاضي أبو منصور الأصبهاني))
خلط في كتابه سنن أبي داود توفي سنة اثنتين وثمانين وأربع ماية
3 (صاحب بستان العارفين محمد بن أحمد بن جعفر الطبسي النيسابوري أبو الفضل))
زاهد عالم صنف بستان العارفين وسمع من أبي عبد الله الحاكم وغيره توفي سنة اثنتين وثمانين وأربع ماية))
3 (المقرئ الكركانجي محمد بن أحمد بن علي بن حامد أبو نصر))
المروزي الأستاذ المقرئ صاحب أبي الحسين الدهان كان أماما في علوم القرآن له في ذلك مصنفات منها كتاب المعول والتذكرة طوف الكثير ورحل إلى العراق والشام والحجاز والسواحل توفي سنة أربع وثمانين وأربع ماية قال الكركانجي أردت أن اقرأ القرآن بالشام على بعض القراء برواية وقعت له عالية فامتنع علي ثم قال لي تقرأ علي كل يوم عشرا وتدفع لي مثقالا من الفضة فقبلت ذلك منه قال فلما وصلت إلى المفصل أذن لي كل يوم في قراءة سورة كاملة وكنت أرسل غلماني في التجارة إلى البلاد وأقمت عنده سنة وخمسة أشهر حتى ختمت واتفق أن لم يرد علي في هذه الرواية خلافا من جودة قراءتي فلما قرب أن أختم الكتاب جمع أصحابه الذين قرأوا عليه في البلاد القريبة منه وأمرهم أن يحمل إلي كل واحد منهم شستكة قيمتها دينار أحمر وفيها من دينارين إلى خمسة وقال لهم أعلموا أن هذا الشاب قرأ علي الرواية الفلانية

64
ولم يحتج أن أرد عليه ووزن لي في كل يوم مثقالا من الفضة وأردت أن أعرف حرصه في القراءة مع الجودة ورد علي ما كان أخذ مني ودفع إلي كلما حمله أصحابه من الشاتك والذهب فامتنعت فأظهر الكراهة حتى أخذت ما أشار إليه وخرجت من تلك البلدة وسأل يوما أصحابه أين في القرآن كلمة متصلة عشرة أحرف فأفحمهم فقال ليستخلفنكم في الأرض ثم قال فأين جاء في القرآن بين أربع كلمات ثمان نونات فأفحمهم فقال أنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون نحن نقص عليك وذكر السمعاني بأسناد أن الكركانجي قال نصف القرآن لقد جئت شيئا نكرا النون والكاف من النصف الأول
3 (أبو بكر بن الخاضبة محمد بن أحمد بن عبد الباقي ابن منصور الحافظ أبو بكر))
ابن الخاضبة البغداذي الدقاق مفيد بغداذ والمشار إليه في القراءة الصحيحة مع الصلاح حدث عن الخطيب وغيره كان علامة في الأدب قدوة في الحديث جيد اللسان جامعا لخلال الخير كتب صحيح مسلم في سنة سبع مرات بعد الغرق قال فنمت فرأيت كأن القيامة قد قامت قد ومناديا ينادي أين ابن الخاضبة فأحضرت فأدخلت الجنة فلما دخلت الباب وصرت من داخل استلقيت على قفاي وقلت استرحت والله من النسخ فرفعت رأسي فإذا بغلة مسرجة ملجمة في يد غلام فقلت لمن هذه فقال للشريف أبي الحسن ابن الغريق فلما كان صبيحة تلك الليلة نعي إلينا أنه مات تلك الليلة توفي سنة تسع وثمانين وأربع ماية))
3 (النوقاتي محمد بن أحمد بن سليمان بن أيوب بن غيثة النوقاتي))
بالتاء المثناة من فوق قبل ياء النسبة ونوقات محلة بسجستان يقال لها توهات فعربت يكنى أبا عمر السجستاني رحل إلى خراسان وكتب بهراة ومرو وبلخ وما وراء النهر وسمع الكثير من الشيوخ وأكثر واشتغل بالتصنيف وبلغ فيها الغاية وكان مرزوقا فيها محسنا وأحسن في كل التصنيف وروى عنه أبناه عمر وعثمان ومن شيوخه الحاكم ابن البيع والحافظ أبو حاتم محمد بن حبان وتوفي سنة اثنتين وثمانين ثلث ماية وله كتاب آداب المسافرين كتاب العتاب والأعتاب كتاب فضل الرياحين كتاب العلم كتاب الشيب محنة الطرف في أخبار العشاق كتاب معاشرة الأهلين ومن شعره
* نمت دموعي على سرى وكتماني
* وشرد النوم عن عيني أحزاني
*
* واقلقتني عما أستعين به
* على الهوى حسرات منك تغشاني
*
* يا من جفاني وأقصاني وغادرني
* صبا واشمت بي من كان يلحاني
*
* لا تنس أيام أنس قد مننت بها
* وداو غلة قلب فيك أعياني
* قلت شعر رقيق متوسط الرتبة

65
3 (الأبيوردي الشاعر محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق الرئيس أبو المظفر الأموي))
المعاوي الأبيوردي اللغوي الشاعر المشهور من أولاد عنبسة بن أبي سفين بن حرب بن أمية كان واحد عصره في معرفة اللغة والأنساب وله تاريخ ابيورد ونسا قبسة العجلان في نسب آل أبي سفين نهزة الحافظ المجتبي من المجتني تعلة المشتاق إلى ساكني العراق كوكب المتأمل يصف فيه الخيل تعلة المقرور يصف فيه البرد والنيران الدرة الثمينة صهلة القارح يرد فيه على المعري في سقط الزند وله في اللغة مصنفات ما سبق إليها وكان فيه تيه وكبر ويفتخر بنسبه ويكتب العبشمي المعاوي لا أنه من ولد معاوية بن أبي سفين بل من ولد معاوية بن محمد بن عثمان بن عتبة ابن عنبسة بن أبي سفين اثنى عليه أبو زكرياء ابن مندة في تاريخه بحسن العقيدة وجميل الطريقة وقال السمعاني صنف كتاب المختلف وكتاب طبقات العلم وما اختلف وائتلف من أنساب العرب وله في اللغة مصنفات ما سبق إليها كتب رقعة إلى المستظهر بالله المملوك المعاوي فحك الخليفة الميم ورد الرقعة إليه وسمع الحديث)
ورواه وكان من تيهه إذا صلى يقول اللهم ملكني مشارق الأرض ومغاربها وتوفي سنة ثمان وخمس ماية ومن شعره
* ملكنا أقاليم البلاد فأذعنت
* لنا رغبة أو رهبة عظماؤها
*
* فلما أنتهت أيامنا علقت بنا
* شدايد أيام قليل رخؤها
*
* وكان الينا في السرور أبتسامها
* فصار علينا في الهموم بكاؤها
*
* وصرنا نلاقي النايبات بأوجه
* رقاق الحواشي كاد يقطر ماؤها
*
* إذا ما هممنا أن نبوح بما جنت
* علينا الليالي لم يدعنا حياؤها
* ومنه
* تنكر لي دهري ولم يدر أنني
* أعز وأحداث الزمان تهون
*
* فبات يريني الخطب كيف أعتداؤه
* وبت أريه الصبر كيف يكون
* ومنه وهو بديع في الخمر
* ولها من نفسها طرب
* فلهذا يرقص الحبب
*

66
ومنه
* صلى يا ابنة الأشراف أروع ماجدا
* بعيد مناط الهم جم المسالك
*
* ولا تتركيه بين شاك وشاكر
* ومطر ومغتاب وباك وضاحك
*
* فقد ذل حتى كاد ترحمه العدى
* وما الحب يا ظمياء إلا كذلك
* وكان الأبيوردي ملقى من الناس في شعره ففيه يقول القايل
* قعاقع ما تحتها طايل
* كأنها شعر الأبيوردي
* ويقول البارع الخراساني
* وليلة بت بها نافضا
* أضالعي من شدة البرد
*
* كإنما تنفض آفاقها
* على الربا شعر الأبيوردي
* فقال الأبيوردي
* هاتيك نيسابور أشرف خطة
* بنيت بمعتلج الفضاء الواسع
*
* لكن بها بردان برد شتايها
* أما شتوت وبرد شعر البارع
* وما أحسن قول سيف الدين المشد)
* كيف خلاص القلب من شاعر
* دقت معانيه عن النقد
*
* يصغر نثر الدر عن نثره
* ونظمه جل عن العقد
*
* قد أفحم الوأواه صدغ له
* والخد أودي بالأبيوردي
*
* وشعره الطايل في حسنه
* طال على النابغة الجعدي
* توفي بأصبهان سنة سبع وخمس ماية محمد بن عمار الخطيب محمد بن أحمد بن عمار أبو عبد الله التجيبي الأندلسي من أهل الأردة رحل إلى بلنسية وولي خطابة أوريولة أخذ عنه زياد بن الصفار وأبو القسم ابن فتحون وأبو عبد الله بن مطع قال ابن عباد كان مشاركا في عدة علوم وله تصنيف في القرآن توفي سنة تسع عشرة وخمس ماية
3 (المسند ابن الحطاب محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد أبو عبد الله الرازي))
ثم المصري المعدل الشاهد ويعرف بابن الحطاب بالحاء المهملة مسند مصر والإسكندرية تفرد بالرواية عن كثير من أشياخه وانقطع بموته سند عال وروى عنه السلفي وغيره توفي سنة خمس وعشرين وخمس ماية
3 (الخطيب شيخ الأسرة محمد بن أحمد بن محمد المهتدى أبو الغنايم الخطيب

67
المعدل))
كان محترما عند الخلفاء لقبه المستظهر شيخ الأسرة توفي عن بضع وثمانين سنة وهو ممتع بجوارحه وكان ذا هيئة جميلة وصلاح وصدق وعفاف وفاته سنة سبع عشرة وخمس ماية ودفن قريبا من بشر الحافي بباب حرب
3 (قاضي الجماعة ابن الحاج القرطبي محمد بن أحمد بن خلف بن إبراهيم أبو عبد الله بن الحاج))
التجيبي القرطبي قاضي الجماعة بقرطبة قال ابن بشكوال كان من جلة العلماء وكبارهم معدودا في الأدباء والمحدثين بصيرا بالفتوى كان معتنيا بالحديث والآثار جامعا لها مقيدا لما أشكل ضابطا لأسماء الرجال ذاكرا للغريب والأنساب واللغة والأعراب عالما بمعاني الشعر والأخبار روى عنه خلق كثير توفي سنة تسع وعشرين وخمس ماية وقد يأتي في الأبارة ذكر اثنين من بيته فاضلين))
3 (البرتاني الشاعر البلنسي محمد بن أحمد بن عثمان أبو عامر البلنسي))
البرتاني بالباء الموحدة والراء والتاء ثالثة الحروف والنون بعد الألف الأديب كان من جلة الشعراء عاش ستا وثمانين سنة وكان من طبقة ابن خفاجة في الأندلس توفي سنة ثلث وثلثين وخمس ماية
3 (المقتفي لأمر الله أمير المؤمنين محمد بن أحمد))
المقتفي لأمر الله أبو عبد الله ابن المستظهر بالله ابن المقتدي عبد الله ابن الأمير محمد بن القايم بأمر الله كان من سروات الخلفاء عالما دينا شجاعا حليما دمث الأخلاق كامل السودد قليل المثل في الخلفاء لا يجري في دولته أمر وأن صغر إلا بتوقيعه وكتب في خلافته بخطه ثلث ربعات بويع في الخلافة سادس عشر ذي القعدة سنة ثلثين وخمس ماية وقد جاوز الأربعين ومرض بالمراقيا وقيل بدمل كان في عنقه ومن العجب أنه وافق أباه في مرض المراقيا ومات مثل أبيه في شهر ربيع الأول وتقدم موت شاه محمد على موت المقتفي بثلاثة أشهر كما مات السلطان محمد بن ملكشاه قبل المستظهر بثلاثة أشهر ومات المقتفي بعد الغرق بسنة وكذلك القايم مات بعد الغرق بسنة وكان من سلاطين دولته سنجر شاه صاحب خراسان ونور الدين صاحب الشام واستوزر عون الدين ابن هبيرة وهو الذي أقام حشمة الدولة العباسية وقطع عنها أطماع السلجوقية وغيرهم من المتغلبين وفي أيامه عادت بغداذ والعراق بإيدي الخلفاء وكان محبا للحديث سمع من مؤدبه أبي البركات ابن أبي الفرج ابن السني قال ابن السمعاني أظنه سمع من ابن عرفة وسبب وفاته أنه خرج في بعض منتزهاته في حر شديد فأكل رطبا كثيرا أياما متواترة فحم حمي حادة وعاد مريضا واتصل مرضه إلى أن توفي ثاني شهر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وخمسماية ومولده سنة تسع وثمانين وأربع ماية وكانت خلافته أربعا وعشرين سنة وثلاثة أشهر واحدا وعشرين يوما وأمه أم ولد تدعي بغية النفوس وقيل نسيم ودفن في داره بعد أن صلى عليه المستنجد وكبر أربعا ثم نقل بعد ذلك إلى الرصافة قال عفيف الناسخ وكان صالحا رأيت في المنام قايلا يقول إذا اجتمعت ثلث خاآت

68
كان آخر خلافة فقلت خلافة من قال المقتفي نزل المقتفي يوما بنهر عيسى والدنيا صايفة فدخل إليه المستنجد وهو إذا ذاك أمير وقد أثر الحر في وجهه والعطش فقال له أيش بك قال أنا عطشان قال ولم تركت نفسك إلى أن بلغ بك العطش هذا قال يا مولانا كان الماء في)
الموكبيات قد حمى فقال له أيش في فمك قال خاتم يزدن عليه مكتوب الاثنا عشر أماما وهو يسكن العطش فقال له والك يريد يزدن يجعلك رافضيا سيد هؤلاء الأيمة الحسين وقد مات عطشان أرمه من فمك
3 (أمير المؤمنين الظاهر بالله محمد بن أحمد المؤمنين أبو نصر الظاهر بالله ابن الأمام الناصر))
ابن الأمام المستضىء ايع له أبوه ثم خلعه فلما توفي أخوه بايع له ثانيا وأستخلف عند موت والده وكانت وفاته سنة ثلث وعشرين وست ماية فكانت خلافته تسعة أشهر ونصفا وروى عن والده بالإجازة قال ابن الأثير ولما ولي الظاهر بالله أظهر من الإحسان والعدل ما أعاد به سيرة العمرين فإنه لو قيل ما ولي الخلافة بعد عمر بن عبد العزيز مثله لكان القايل صادقا فإنه أعاد من الأموال المغصوبة والأملاك المأخوذة في أيام أبيه وقبلها شيئا كثيرا وأطلق المكوس في البلاد جميعها وأمر بإعادة الخراج القديم في جميع العراق وأسقاط جميع ما جدده أبوه وأخرج المحبسين وأرسل إلى القاضي عشرة آلاف دينار ليوفيها عمن أعسر وقيل له هذا الذي تخرجه من الأموال ما تسمح نفس ببعضه فقال أنا فتحت الدكان بعد العصر فأتركوني أفعل الخير وفرق في العلماء والصلحاء ماية ألف دينار انتهى وعمر رباط الأخلاطية والتربة ورباط الحريم ومشهد عبد الله وتربة عون ومعين وتربة والدته والمدرسة إلى جانبها والرباط الذي يقابلها كان دار والدته ومسجد سوق السلطان ورباط المرزبانية ودور المضيف في جميع المحال ودار ضيافة الحاج وغرم على هذه الأماكن أموالا جليلة ونقل إليها الكتب النفيسة بالخطوط المنسوبة والمصاحف الشريفة وزر له عبد الله بن يونس وابن حديدة وابن القصاب وابن مهدي وكتب له محمد ابن الأنباري وولده على ثم اسفنديار ثم ابن القصاب ثم يحيى بن زبادة ثم القمي وفتح خوزستان وششتر وتشتمل على أربعين قلعة وهمذان وأصبهان وحمل إليه خراجها وتكريت ودقوقا والحديثة وكان جميل الصورة أبيض مشربا حمرة حلو الشمايل شديد القوى وحديثه مع الجاموس بحضرة والده مشهور ولد في المحرم سنة سبعين وخمس ماية وخطب له والده بولاية العهد على المنابر سنة خمس وثمانين وعزله في سنة أحدى وست ماية وألزمه إلى أن أشهد على نفسه بخلعه ثم أعيد إليه ولاية العهد سنة ثمان عشرة وست ماية ولما توفي والده الناصر سنة اثنتين وعشرين وست ماية بويع بالخلافة وله من العمر اثنتان)
وخمسون سنة إلا شهورا وصلى على أبيه بالتاج وعمل العزاء ثلاثة أيام ولما خلعه أبوه الناصر أسقط ذكره من الخطبة على المنبر في ساير الآفاق فسقطت إلا خوارزم شاه قال قد صح عندي توليته ولم يثبت عندي موجب عزله وجعل ذلك حجة لطروق العراق بالعساكر ليرد خطبته وحبس الناصر ولده الظاهر في دار مبيضة الأرجاء ليس فيها لون غير البياض وكان حراسه يفتشون اللحم خوفا أن يكون فيه شيء أخضر ينعش به نور بصره فضعف بصره حتى كاد يعمى إلى أن تحيل ابن الناقد الذي صار وزيرا بعد ذلك فدخل

69
عليه ومعه سروال أخضر وأرى أنه يحتاج إلى المستراح فدخل وترك السروال في المستراح وفطن الظاهر لذلك فدخل على أثره فوجده فلبسه ولم يزل يتعلل به حتى تراجع بصره ويقال أن الظاهر أشار إليه إشارة لطيفة وحك عينه ففهم ابن الناقد ذلك واحضر له ذلك السروال شمس الدين الكوفي الواعظ محمد بن أحمد ابن أبي علي عبيد الله بن داود الزاهد بن محمد بن علي الأبزاري شمس الدين الكوفي الواعظ الهاشمي خطيب جامع السلطان ببغداذ توفي في الكهولة سنة ست وسبعين وست ماية وشعره متوسط وله موشحات نازلة ومن شعره
* حنت النفس إلى أوطانها
* وإلى من بان من خلانها
*
* بديار حيها من منزل
* سلم الله على سكانها
*
* تلك دار كان فيها منشإي
* من غرييها إلى كوفانها
*
* وبها نوق الصبي أرسلتها
* هملا تمرح في أرسانها
*
* فلكم حاورت فيها أحورا
* ولكم غازلت من غزلانها
*
* لا يلام الصب في ذكر ربا
* بان من غير رضي عن بأنها
*
* ولكم قضيت فيها أربا
* آه وأشوقا إلى كثبانها
*
* اكتست أفناؤها سندسية
* تدهش الألباب من افنانها
*
* فغدت مثل عروس تجتلى
* وسحيق المسك في أردانها
*
* ليس بي شوق إلى أطلالها
* إنما شوقي إلى جيرانها
*
* كلما رمت سلوا عنهم
* لا تريم النفس عن أشجانها
*
* شقيت نفسي بالحزن فمن
* يسعد النفس على أحزانها
* ومن شعره موشح)
أدهش لبيهذا الجوذرحاوي الملح شوش قلبيحالي غيرلما سنح نقش ربيوردا أحمربمثل الشبح
* من نملحير عقلي
* في خدود ذا البدر
* قم استجليذا واستمليمن عذاره عذري بلا مينمشروحيوما أجيب بلا مينسبا روحيهذا الحبيب من الحينبما يوحى هو الطبيب

70
* دع عذليما يسلي
* بل ربما يغري
*
* كم مثليمن قبلي
* من كان أمره أمري
* تفدي نفسيوقلت فدالذا القد فيا شمسيقل لي غداوما وعدي كمل أنسى برغم العدى آجب قصدي
* دع قتليصل حبلي
* وأغتنم به أجري
*
* وأسمح ليبالوصل
* حبيبي فني صبري
*
3 (ابن الصابوني الأشبيلي الشاعر محمد بن أحمد ابن الصابوني الصدفي))
من أهل إشبيلية الشاعر قال ابن الأبار شاعر عصره المجيد والمبدىء في محاسن القريض المعيد الذي ذهبت البدايع بذهابه وختمت الأندلس شعراءها به توجه إلى المشرق فتوفي في طريقه من الإسكندرية إلى مصر سنة أربع وست ماية من شعره من جملة قصيدة
* والبيض تسكن أوصال الكماة وقد
* شحا لها الضرب كالأفواه للجدل
*
* إذا المقاتل عن قصد الردى كمهت
* سوى لها الطعن مثل الأعين النجل
*
* وللشفار شروع في الدروع كما
* تواتر الطير في الغدران للنهل
* ومنه من قصيدة
* أقسم فرق الليل عن سنة الضحى
* وأهبط خصر القاع من كفل الدعص
*
* إلى أن أرى وجها إذا شمت برقه
* رأيت جبين البدر مكتمل القرص
*)
قال ابن الأبار وقد عورضت هذه القصيدة بقصايد يأتي ذكرها مستوفي في كتاب إيماض البرق من جمعي وأنشد ابن الأبار هنا لنفسه
* أتجحد قتلي ربة الشنف والخرص
* وذاك نجيعي في مخضبها الرخص
*
* وفيت لحرصي في هواها فخانني
* وقدما أصيب الناس من قبل في الحرص
*
* تلوث على بدر التمام لثامها
* إذا الوشى زرته على الغصن والدعص
* ومن شعر ابن الصابوني
* القت إلى الهرب الأعداء أنفسها
* وما عبيت لها جيشا سوى الرهب
*
* خير الكتايب ما لم يغن غايبه
* وأفضل الفتح ما وافي بلا تعب
* ومن شعره
* لقد حجبت زج الحواجب سلوتي
* فهل لحظ وصف سميت بالحواجب
*
* وواوت أصداغ أقارب نسبة
* لنوناتها تدعى بوصف عقارب
*
* وميم فم من تحت صاد لشارب
* سلافا حواها حتم صاد لشارب
*

71
ومن شعره يرثى
* قد كنت آمل أن يقدر قبله
* يومي فيختم بالجهاز حباءي
*
* أعزز بأن عكس الردى أمنيتي
* فختمت فيه مدايحي برثاءي
* ومن شعره
* أما وعذار فوق خدك أنه
* لانكا فعلى مقلتيك لفاعل
*
* وما خليت نفسي إلي بأنه
* ستفعل أفعال السيوف الحمايل
* ومن شعره
* رأيت في خده عذرا
* خلعت في حبه عذارى
*
* قد كتب الحسن فيه سطرا
* ويولج الليل في النهار
* ومنه
* يسقى الرحيق المختوم من فمه
* ختامه من عذاره مسك
*
* أسبل دمعي لصدره دررا
* جسمي لفرط الضني لها سلك
*
3 (ابن حاضر المقرئ الضرير محمد بن أحمد بن محمد بن حاضر أبو عبد الله الضرير))
)
المقرئ الشاعر الأنباري قدم بغداذ وسكن باب البصرة وكان موصوفا بالصلاح والديانة قال ابن النجار وله قصيدة في السنة سماها الموضحة سمعها منه محمد بن علي بن اللتي المقرئ ورواها عنه أبو علي الحسن بن إسحاق ابن موهوب الجواليقي ومدح الوزير ابن هبيرة بقصيدة أولها
* لك الجود والعدل الذي طبق الأرضا
* وبلج أياد بعضها يشبه البعضا
*
* ورأى له الحاظ بأس كأنها
* سيوف على الأعداء لكنها أقضا
*
* فمن مات منهم مات بالذل خاملا
* وأحياؤهم منها قلوبهم مرضى
*
* لك الحسب الزاكي الخطير الذي له
* عوارف أضحى العرض منك بها رحضا
*
* فكل لسان شاكر لك ناشر
* ثناء على طول المدى نضرا غضا
* قلت شعر يقارب التوسط توفي سنة أربع وسبعين وخمس ماية
3 (أبو الفرج ابن نبهان محمد بن أحمد بن محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان الكاتب أبو))
الفرج ابن أبي المظفر ابن أبي علي الشاعر من أهل الكرخ من أولاد الرؤساء المحدثين قال ابن النجار كان أحد الشعراء بديوان الخلافة ينشد في التهاني والتعازي وسمع من جده أبي علي ومن أبي القسم ابن بيان وحدث باليسير وتوفي سنة ثمانين وخمس ماية ومن شعره
* تركت القريض لمن قاله
* وجود فلان وأفضاله
*

72
* وتبت من الشعر لما رأيت
* كساد القريض وأهماله
*
* وعدت إلى منزلي واثقا
* برب يرى الخلق سؤاله
*
* فنجل ابن نبهان يرجو الإله
* يمحص عنه الذي قاله
*
* من الكذب في نظمه للقريض
* فربي كريم لمن سأله
* قلت شعر متوسط
3 (المقرئ الوكيل محمد بن أحمد بن محمد المقرئ الوكيل))
كان وكيلا بين يدي القضاة ووالده أعمى يقرأ بين يدي الوعاظ توفي سنة أحدى وتسعين وخمس ماية ومن شعره
* يا زمنا قد مضى لنا بمنى
* هل لك من عودة فتجمعنا)
* (وياليالي بطن العقيق ألا
* عودي على مدنف حليف ضني
*
* يحن شوقا إلى الحجاز وقد
* كانت مغاني اللوى له وطنا
*
* يا سايق العيس نحو كاظمة
* رفقا بصب فؤاده ظعنا
*
* يبكي على طيب عيشة سلفت
* برامة والرقيب ما فطنا
* قلت شعر عذب منسجم لكنه بلا غوص
3 (علم الدين المغربي شارح الشاطبية والمفصل محمد بن أحمد بن الموفق بن جعفر أبو القسم))
علم الدين الأندلسي المرسي اللورقي مولده سنة خمس وسبعين وخمس ماية سمع من عبد العزيز بن الأخضر وأبي اليمن الكندي وغيرهما وأشتغل بالقرآن والعربية وبرع في ذلك وشرح المفصل ومقدمة الجزولي والشاطبية وكان أماما عالما أحد المشايخ الفضلاء الصلحاء يجمع بين العلم والعمل وكان يسمى القسم أيضا توفي في شهر رجب سنة أحدى وستين وست ماية ودفن بمقابر باب توما بدمشق قال الشيخ شمس الدين وقرأ بمصر على أبي الجود وبالغرب على الحصار والمرادي المرسي وأجتمع بالجزولي وسأله عن مسألة في مقدمته وسمع بحلب من الافتخار الهاشمي وقرأ سيبويه على الكندي وكمله وقرأ ببغداذ على أبي البقاء وقرأ الأصلين والحكمة وكان خبيرا بهذه العلوم مقصودا بها ولي مشيخة التربة العادلية وكان مليح الشكل حسن البزة عزم على الرحلة إلى الأمام فخر الدين فبلغه موته وكأن له خلقة اشغال وهو كان الحكم بين أبي شامة والشمس أبي الفتح في أيهما أولى بمشيخة التربة الصالحية والقصة معروفة فرجح أبا الفتح وقال عن أبي الفتح هذا يدري القراءات وعن أبي شامة هذا أمام فوقعت العناية بأبي الفتح

73
3 (عز الدين ابن العجمي محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحيم عز الدين))
أبو عبد الله الحلبي الأصل المعروف بابن العجمي ابن كمال الدين لما توفي والده رتب ولده عز الدين المذكور مكانه في كتابة الإنشاء وكان فيه مروءة ومثابرة على قضاء حوايج الناس وكان عارفا بالفقه على مذهب الشافعي مشاركا في العلوم درس بعدة مدارس بالقاهرة وغيرها وصنف وله نظم كثير فمنه
* حكم الغرام وحكمه مقبول
* أني بسيف لحاظه مقتول)
* (فعلام ينكر ما جنت الحاظه
* ودمي على وجناته مطلول
*
* غصن وبدر قده ورضا به
* ذا عاسل يثنى وذا معسول
*
* لا غرو أن أضحى القوام مثقفا
* فسنانه من جفنه مسلول
*
* حل أصطباري عقد مبسمه وما
* عقد الوداد لوده محلول
* ومنه لغز في عقرب
* وما أسم رباعي إذا ما عددته
* تراه بلا شك يزيد على عشر
*
* له منزل أن شئت في أبرج السما
* ومنزله في الأرض باد لذي حجر
*
* ومعكوسه ستر إذا ما رفعته
* رأيت جمالا جل باريه كالبدر
*
* وتصحيفه أرجوه من خالق الورى
* يمن به قولا إذا خفت من وزري
* ومنه
* اتراه يدري في الهوى ولهي به
* أم عنده خبر الجوى ولهيبه
*
* أم هل ترى النوى لمقاطع
* ما زال يوصل دمعه نجيبه
*
* عجبا له عذبت بفيه مشارب
* وغدا بها سببا إلى تعذيبه
*
* فنحيبه لحبيبه وسراره
* لرقيبه وسقامه لطبيبه
* قلت هو نظم منحط توفي سنة ثلث وسبعين وست ماية
3 (أبو زيد الكشي محمد بن أحمد أبو زيد الكشي))
من بلاد الترك قدم بغداذ طالب الحج بعد الخمسين وخمس ماية وروى بها شيئا من شعره وذكره الخطيري في زينة الدهر وأثنى عليه وقال أنشدني لنفسه
* دنياك يا صاح دار داره
* توقها فهي عار عاره
*
* لعادميها عناء عدم
* وللمصيبين غار غاره
* وقال أنشدني له
* لا يخدعنك يوما مادح بعلي
* وحسن سمت وأنت النازل النازي
*

74
* فقابل المدح زورا عرضه عرض
* لنا فذات سهام الهازل الهاري
* وقال أنشدني له
* تلاقي إذا ما تلاقي عيانا
* معاني المعاني وظرف الظرافه)
* (فمرآه في الجد والهزل غنم
* وملقاه أن لأن أو فظ رافه
*
3 (ابن منظور الزاهد المصري محمد بن أحمد بن منظور الأمام الزاهد أبو عبد الله الكناني))
المصري العسقلاني شيخ صالح عارف له مريدون وأتباع وزاوية بالمقس حدث عن أبي الفتوح الجلاجلي وروى عنه الدمياطي والدواداري وكان فقيها فاضلا وله جدة وصدقة توفي سنة ست وسبعين وست ماية
3 (أبو عبد الله الزهري شارح المقامات محمد بن أحمد بن سليمان ابن أحمد بن إبراهيم أبو عبد))
الله الزهري ولد بمالقة من الأندلس وطاف الأندلس وحصل طرفا صالحا من الأدب ثم أتى مصر وسمع بها الحديث من جماعة ودخل الشام وبلاد الجزيرة وسمع بها ولقي الفضلاء ثم أتى بغداذ وسمع من أبي الفرج ابن كليب وذاكر الخفاف وابن بوش وقرأ الكتب الكبار ونسخ بخطه وتوجه إلى أصبهان وسمع بها من أبي جعفر الصيدلاني وغيره ثم خرج إلى بلاد الجبل وسكن الكرج ثم أنتقل إلى بروجرد وأقام بها يقرئ الأدب إلى حين وفاته قتيلا بيد التتار سنة سبع عشرة وست ماية أجتمع به ابن النجار في أصبهان وصادقه وكتب عنه أحاديث وأناشيد صنف كتاب البيان والتبيين في أنساب المحدثين ستة أجزاء والبيان فيما أبهم من الأسماء في القرآن مجلدة وأقسام البلاغة وأحكام الفصاحة جزآن وشرح الإيضاح في النحو في خمسة عشر جزءا وشرح المقامات الحريرية وشرح اليميني للغتبي في مجلدة وله لغز في اسم صارم
* اسم من ريقه مذوف براح
* وصف ألحاظه المراض الصحاح
*
* بعد قلب له وتصحيف حرف
* منه فأكشفه يا أخا الألتماح
*
* وأطلب الشعر فهو فيه مسمى
* غير أن البليد ليس بصاح
* ابن رافع الشافعي محمد بن أحمد بن عبد الله بن رافع أبو عبد الله الفقيه الشافعي الدمشقي قال ابن النجار قدم بغداذ وأقام بها ودرس الفقه وكان أديبا شاعرا مدح ببغداذ أبا المعالي ابن الدوامي وكان حينئذ حاجب الحجاب بعدة قصايد وكان شابا حسن الطريقة متدينا ومن شعره
* ألف الصدود فما يرق لما بي
* رشأ نعيمي في هواه عذابي
*

75
)
* ساجي اللحاظ كأنما وجناته
* ورد إذا أستخجلته بعتاب
*
* متأود الأعطاف يسفر عن سنا
* صبح ويبسم عن نظيم حباب
*
* يرنو فيختطف النفوس كأنما
* في جفن مقلته ليوث الغاب
* قلت شعر متوسط
3 (أبو الفضايل ابن طوق الموصلي محمد بن أحمد بن عبد الباقي ابن الحسن بن محمد بن))
عبيد الله بن طوق بن سلام بن مختار بن سليمان الخيراني أبو الفضايل الربعي من أهل الموصل من أولاد المحدثين قال ابن النجار قدم بغداذ واستوطنها إلى أن توفي تفقه على أبي إسحاق الشيرازي وسمع أبا طالب محمد بن محمد بن غيلان وأبا محمد الحسن بن علي الجوهري وأبا اسحق إبراهيم البرمكي والقاضيين أبا الطيب طاهر الطبري وأبا القسم علي بن المحسن التنوخي وغيرهم وكتب بخطه الكثير وكان يكتب خطا عجيبا روى عنه أبو المظفر ابن الصباغ وأبو بكر محمد بن الزاغوني وأبو الفتح محمد
بن عبد الباقي وأبو عبد الله كثير بن الحسين شماليق الوكيل وأبو نصر أحمد بت محمد الحديثي وتوفي سنة أربع وتسعين وأربع ماية
3 (أبو منصور النرسي محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن أبي سعد))
النرسي أبو منصور من بيت القضاء والعدالة والرواية سمع جده أبا البركات عبد الباقي وأبوى القسم هبة الله بن أحمد الحريري وإسماعيل ابن أحمد الفارقي وأبا البركات يحيى بن عبد الرحمن بن حبيش الفارقي وغيرهم قال ابن النجار سمع منه رفقاؤنا توفي سنة ثلث وتسعين وخمس ماية المشطب الحنفي محمد بن أحمد بن عبد الجبار أبو المظفر الحنفي من أهل سمنان ويعرف بالمشطب رحل إلى مرو وتفقه على أبي الفضل الكرماني وجال في بلاد خراسان ودخل بغداذ وأستوطنها وولي تدريس مدرسة زيرك بسوق العميد وحدث عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن الفرخان السمناني وأبي المعالي جعفر بن حيدر العلوي وأبي بكر محمد بن علي بن حفص الحلواني وأبي طاهر محمد بن أبي بكر السبخي وأبي نصر أحمد بن الحسين بن رجب السمرقندي وأبي حامد أحمد بن محمد بن محمد الشجاعي وغيرهم وسمع منه عمر بن علي القرشي وأبو القسم ابن الحداد بإصبهان ولد سنة اثنتين وتسعين وأربع ماية وتوفي سنة)
ثلث وسبعين وخمس ماية
3 (ابن طومار محمد بن أحمد بن عبد الصمد بن صالح بن علي ابن المهدي بالله أبو

76
عبد الله))
الهاشمي المعروف بابن طومار ولي نقابة العباسيين والطالبيين جميعا أيام المقتدر وكان يعرف الأنساب معرفة حسنة ذكر ذلك أبو الحسن محمد بن عبد الملك الهمذاني توفي سنة عشرين وثلث ماية وله سبعون سنة
3 (ابن صداع المقرئ محمد بن أحمد بن عبد الملك بن الحسن ابن جعفر بن محمد بن علي))
بن يزيد بن هارون الأشكري أبو بكر البواري المقرئ المعروف بابن صداع سمع أبا الحسين بن بشران وأبا الحسن على الحمامي المقرئ وقرأ عليه بالروايات ودرس الفقه على مذهب ابن حنبل وحدث باليسير وتوفي سنة ثمان وأربعين وأربع ماية
3 (ابن عطية الشاعر محمد بن أحمد بن عطية الشاعر))
قال ابن النجار قرأت بخطه قصيدة مدح بها الأمام المقتفي لأمر الله أولها
* طرف الكريم عن الغلياء لم ينم
* حتى ينال مراما قط لم يرم
*
* ويقتفي بالندى أثر العلي طلبا
* وعزمه مثل غرب الصارم الخدم
*
* علما بأن المعالي من يفوز بها
* في الخلق لا تعتليه سورة الندم
*
* نيل السيادة أقسام فمن ظفرت
* يداه منها بحبل غير منفصم
*
* فهو الذي قدحه الأعلى وهمته
* تسمو إذا صدرت عن جد معتصم
*
* علي أدراك ما حاولته فإذا
* حرمت ما رمت بعد السعي لم ألم
*
* ما ذنب من تعكس الأقدار مقصده
* وعكس مقصده من أعظم النقم
* قلت شعر متوسط وفوله علي أدراك ما حاولته غير مستقيم فإن الإنسان ما عليه إلا الطلب والسعي لا غير والأدراك على مقدور الله تعالى له كما قال القايل
* وعلي أن أسعى ولي
* س علي أدراك النجاح
* وقول الآخر
* وما علي إذا ما لم أنل غرضي
* إذا رميت وسهمي فيه تسديد
* وقول الآخر
* وعلي أن أشكو الهوى
* وعليك أن لا تسمعي
*))
3 (وهذا مشهور متداول وعليه العمل في البحث والشاعر نفسه ناقض كلامه بآخره في البيت))
ابن الأخوة محمد بن أحمد بن علي بن عبد الغفار أبو الغنايم البيع المعروف بابن الأخوة سبط أبي علي بن الشبل الشاعر من أهل الحريم الطاهري كان أديبا حدث عن أبي القسم ابن البسري بيسير وروى عن جده شيئا من شعره
3 (الحمامي الجورتاني محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن عبد الله ابن عبد الملك

77
الحمامي))
الجورتاني أبو عبد الله الحنبلي الأديب من أهل أصبهان وجورتان قرية من قراها يعرف بالمصلح كان فاضلا كامل المعرفة بالأدب وأكثر أدباء أصبهان تلامذته قدم بغداذ وكان متدينا حسن الطريقة قال ابن النجار حدث باليسير عن أبي علي الحسن بن أحمد الحداد وروى لنا عنه أحمد بن البندنيجي وأبو البدر سعيد بن المبارك بن الحمال ويوسف بن سعيد المقرئ توفي سنة تسعين وخمس ماية
3 (ابن أمسينا محمد بن أحمد بن علي أبو البدر ابن أبي العباس))
الكاتب المعروف بابن أمسينا من واسط خدم مع الأمراء وأختص بخدمة الأمير طغرل صاحب البصرة وترقت به الحال إلى أن ولي النظر في ديوان الزمام وبقي مدة طويلة إلى أن عزل الوزير ناصر ابن مهدي العلوي عن الوزارة سنة أربع وست ماية فركب إلى الديوان وناب في الوزارة وجلس مجلس الوزارة وأسكن دار الوزارة مقابل باب الشريف النوبي وكان كاتبا سديدا مليح الخط حسن السيرة محمود الطريقة الغالب عليه السكون وكان يتشيع وعزل عن ولايته سنة ست وست ماية وأعتقل بدار الخلافة ومولده سنة تسع وأربعين وخمس ماية
3 (أبو عبد الله النابلسي محمد بن أحمد بن يحيى أبو عبد الله المقدسي من ولد محمد الديباج))
وهو من أهل نابلس وأصله من مكة ولد سنة اثنتين وأربعين وأربع ماية ببيروت وسمع الحديث وجاور بمكة وتولى عمارة الحرم وقدم بغداذ وجلس للوعظ بجامع الخليفة ودرس بالنظامية وكان له عند الخليفة والناس حرمة وجاه لصيانته وعفته ولزومه مسجده توفي ببغداد في صفر سنة ست وعشرين وخمس ماية وقيل تسع وعشرين
3 (القاضي أبو طاهر الكرخي محمد بن أحمد أبو طاهر الكرخي))
ولي قضاء واسط وباب الأزج وحريم دار الخلافة وولي لخمسة من الخلفاء المستظهر)
والمسترشد والراشد والمقتفي والمستنجد وهو الذي حكم بفسخ ولاية الراشد توفي شهر ربيع الأول سنة ست وخمسين وخمس ماية
3 (أبو نصر الأواني محمد بن أحمد بن الحسين بن محمود بن أبي عبد الله بن علي بن محمود))
الفروخي أبو نصر الكاتب الأواني كان كاتبا على أعمال السواد من قبل الوزير ابن هبيرة وكان شيخا فاضلا نبيلا أديبا نبيها حاذقا صنف عدة رسايل منها رسالة في الربيع وتوفي سنة سبع وخمسين وخمس ماية من شعره
* ما لعين جنت على القلب ذنب
* إنما يرسل اللحاظ القلب
*
* والهوى قايد القلوب فإن س
* لط جيش الغرام فالقلب نهب
*

78
* أحيوة بعد التفرق يا قل
* ب فأين الهوى وأين الحب
*
* كان دعوى ذاك التأوه للبي
* ن ولم ينصدع لشملك شعب
*
* أن موت العشاق من ألم الفر
* قة في الحب سنة تستحب
*
* وعلاج الهوى عذاب المحبي
* ن ولكنه عذاب عذب
* ومنه
* يا رب عفوك أنني في معشر
* لا أبتغي منهم سواك ملاذا
*
* هذا ينافق ذا وذا يغتاب ذا
* ويسب ذا هذا ويشتم ذا ذا
* ومنه قوله
* قالت وقد عاينت حمرة كفها
* لا تعتبا فالعهد غير مضيع
*
* ما أن تعمدت الخضاب وإنما
* زفرات حبك أوقدت في أضلعي
*
* فبكيت من شوقي دما فمسحته
* بأناملي فتخضبت من أدمعي
* قلت شعر جيد
3 (ابن الفضل البغداذي محمد بن أحمد بن سعيد بن الفضل أبو بكر الكاتب))
أديب شاعر بغداذي قدم دمشق ومدح بها الأفضل ابن أمير الجيوش بقصيدة أولها
* أعلى الكثيب عرفت رسم المنزل
* وملاعب الظبي الغرير الأكحل
*
* يا حبذا طلل الجميع وحبذا
* دار لعمرة باللوى لم تشكل)
* (أن الأولى رحلوا شموس محاسن
* وخدت بهم خوض الركاب الذلل
*
* فسقي ديارهم سحاب صيب
* تهتز في ريح الصبا والشمأل
*
* يا صاحبي تبصرا من وايل
* هل بعد رامة واللوى من منزل
*
* فلقد عهدت بجوة من عامر
* هيفاء تهزأ بالغصون الميل
* قلت شعر جيد
3 (المفجع النحوي البصري محمد بن أحمد بن عبد الله الكاتب المفجع البصري النحوي))
تقدم في محمد بن محمد بن عبد الله فليطلب هناك
3 (الوزير ابن صدقة محمد بن أحمد بن صدقة الوزير جلال الدين أبو الرضا))
وزر للراشد بالله وكان هو المدبر لأموره ولما بويع المقتفي استخدمه في غير الوزارة وكان يرجع إلى خير ودين سمع وروى وتوفي سنة ست وخمسين وخمس ماية

79
المسند أبو الخير الباغبان محمد بن أحمد بن محمد بن عمر الأصبهاني المقدر أبو الخير الباغبان شيخ مسند عالي الأسناد مشهور قال ابن نقطة كان ثقة صحيح السماع حدث بحضرة أبي العلاء الحافظ وسمع منه مسند الشافعي أشياخنا توفي سنة تسع وخمسين وخمس ماية
3 (أبو عامر البلوي السالمي محمد بن أحمد بن عامر أبو عامر البلوى الطرطوشي السالمي))
من مدينة سالم سكن مرسية وكان عالما أديبا مؤرخا لغويا صنف في اللغة كتابا مفيدا وله كتاب في الطب سماه الشفاء وكتاب في التشبيهات توفي سنة تسع وخمسين وخمس ماية ابن جياء الكاتب محمد بن أحمد بن حمزة بن حياء بكسر الجيم أبو الفرج الكاتب الحلي لم يكن مثله في العراق في الترسل والأدب والنظم الحسن ولكنه ناقص الحظ له ملك يتبلغ منه إلى أن مات في المحرم سنة تسع وسبعين وخمس ماية من شعره
* حتام أجري في ميادين الهوى
* لا سابقا أبدا ولا مسبوق
*
* ما هزني طرب إلى رمل الحمى
* إلا تعرض أجرع وعقيق
*
* شوق بأطراف البلاد مفرق
* يحوى شتيت الشمل منه فريق
*
* ومدامع كفلت بعارض مزنة
* لمعت لها بين الضلوع بروق
*
* وكأن جفني بالدموع موكل
* وكأن قلبي للجوى مخلوق)
* (أن عادت الأيام لي بطويلع
* أو ضمنا والظاعنين طريق
*
* لأنبهن على الغرام بزفرتي
* ولتطربن إما أبث النوق
* ومن شعر ابن جياء الكاتب قوله
* أما والعيون النجل تصمي نبالها
* ولمع الثنايا كالبروق تخالها
*
* ومنعطف الوادي تأرج نشره
* وقد زار في جنح الظلام خيالها
*
* وقد كان في الهجران ما يربح الهوى
* ولكن شديد في الطباع انتقالها
* منها في المدح
* أيا ابن الألى جادوا وقد بخل الحيا
* وقادوا المذاكي والدماء نعالها
*
* ذد الدهر عني من رضاك بعزمة
* معودة أن لا يفك رعالها
* ومنه قوله
* قل لحادي عشر البروج أبي العا
* شر منها رب القران الثاني
*

80
* يا ابن شكر أن ضلة لزمان
* صرت فيه تدعي من الأعيان
*
* ليس طبعي ذم الزمان ولكن
* أنت أغريتني بذم الزمان
* قلت شعر جيد وبينه وبين الحريري مراسلات
3 (ابن صابر السلمي الكاتب محمد بن أحمد بن عبد الله بن صابر السلمي الكاتب))
كتب المنسوب وتصويره أحسن وأعلى طبقة من خطه كان مغري بأن ينسخ الكتاب ويصوره مثل ديوان أبي نواس رواية حمزة الأصبهاني ومثل فلك المعاني لابن الهبارية وغير ذلك ملكت بخطه وتصويره كتاب فلك المعاني وذكر في آخره أنه كتبه وصوره في المحرم سنة ثمان وعشرين وست ماية
3 (محمد بن أحمد بن أبي علي محمد بن سعيد بن نبهان أبو الفرج البغداذي الكرخي))
توفي وله أربع وتسعون سنة وله شعر مدح به الرؤساء وله سماع
3 (الخدب النحوي محمد بن أحمد بن طاهر أبو بكر الأنصاري الأشبيلي النحوي))
يعرف بالخدب بكسر الخاء المعجمة والدال المهملة المفتوحة والباء الموحدة المشددة أخذ العربية عن أبي القسم ابن الرماك وغيره وساد أهل زمانه في العربية ودرس في بلاد مختلفة وكان قايما على كتاب سيبويه وله عليه تعليقة سماها الطرر لم يسبق إلى مثلها وكان يعاني)
التجارة أخذ عنه أبو ذر الخشني وأبو الحسن ابن خروف واقرأ بمصر وحج وورد حلب والبصرة ثم رجع واختلط عقله فأقام ببجاية وربما ثاب إليه عقله فتكلم في مسايل أحسن ما يكون وتوفي سنة ثمانين وخمس ماية
3 (المفيد الحيسوب البغداذي محمد بن أحمد بن داود الشيخ أبو الرضا المؤدب الحيسوب))
المعروف بالمفيد بغداذي بارع في الحساب له تصانيف تخرج به خلق وسمع من ابن البطي قليلا توفي سنة اثنتين وثمانين وخمس ماية
3 (أبو الوليد ابن رشد القرطبي صاحب المعقول محمد بن أحمد ابن محمد بن أحمد بن رشد))
أبو الوليد القرطبي حفيد العلامة ابن رشد الفقيه عرض الموطأ على والده وأخذ الطب

81
عن أبي مرون بن حزبول ودرس الفقه حتى برع وأقبل على علم الكلام والفلسفة وعلوم الأوايل حتى صار يضرب به المثل ومن تصانيفه كتاب التحصيل جمع فيه اختلاف العلماء شرح كتاب المقدمات في الفقه لجده نهاية المجتهد كتاب الحيوان الكليات في الطب شرح أرجوزة ابن سينا في الطب جوامع كتب أرسطو في الطبيعيات والألهيات كتاب في المنطق تلخيص الإلهيات لنيقولاوس تلخيص ما بعد الطبيعة لأرسطو شرح السماء والعالم لأرسطو تلخيص كتاب الأسطقسات لجالينوس تلخيص كتاب المزاج وكتاب القوى وكتاب العلل وكتاب التعرف وكتاب الحميات وكتاب حيلة البرء وتلخيص كتاب السماع الطبيعي لأرسطو وله تهافت التهافت رد فيه على الغزالي وكتاب منهاج الأدلة في الأصول كتاب فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من الاتصال شرح كتاب القياس لأرسطو مقالة في العقل مقالة في القياس كتاب الفحص في
أمر العقل كتاب الفحص عن مسايل وقعت في الإلهيات من الشفاء لابن سينا مسألة في الزمان مقالة فيما يعتقده المشاؤون والمتكلمون من أهل ملتنا كتاب في كيفية وجود العالم متقارب المعنى مقالة في نظر أبي نصر الفارابي في المنطق ونظر أرسطو مقالة في اتصال العقل المفارق للإنسان مقالة في ذلك أيضا مباحثات بينه وبين أبي بكر ابن الطفيل في رسمه للدواء مقالة في وجود المادة الأولى مقالة في الرد علي ابن سينا في تقسيمه الموجودات إلى ممكن على الإطلاق وممكن بذاته مقالة في المزاج مسألة في نوايب الحمي مسايل في الحكمة مقالة في حركة الفلك مقالة فيما خالف فيه أبو نصر لأرسطو في كتاب)
البرهان مقالة في الدرياق تلخيص كتاب الأخلاق لأرسطو تلخيص كتاب البرهان ومختصر المستصفي وكتاب في العربية وبداية المجتهد ونهاية المقتصد في الفقه علل فيه ووجه لا يعلم في فنه أنفع منه ولا أحسن مساقا وقيل أنه حفظ ديوان أبي تمام والمتنبي وكان يفزع إلى فتياه في الطب كما يفزع إلى فتياه في الفقه مع الحظ الوافر من العربية وعلى الجملة فما أعلم في تلخيص كتب الأقدمين مثله وولي قضاء قرطبة بعد أبي محمد ابن مغيث وحمدت سيرته وعظم قدره وأمتحن آخر عمره أمتحنه السلطان يعقوب وأهانه ثم أكرمه ثم أنه مات في حبس داره لما شنع عليه من سوء المقالة والميل إلى علوم الأوايل توفي سنة خمس وتسعين وخمس ماية
3 (مؤيد الدين التكريتي محمد بن أحمد بن سعيد الأديب مؤيد الدين التكريتي أبو البركات))
الشاعر توفي سنة تسع وتسعين وخمس ماية لما انتقل وجيه الدين الأعمى ابن الدهان من مذهب الحنفي إلى مذهب الشافعي وكان قبل أن يتحنف حنبليا نظم فيه مؤيد الدين المذكور
* تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبل
* وذلك لما أعوزتك المآكل
*

82
* وما اخترت رأى الشافعي تدينا
* ولكنما تهوى الذي هو حاصل
*
* وعما قليل أنت لا شك صاير
* إلى مالك فأفطن لما أنت قايل
*
3 (المسند المنداءي محمد بن أحمد بن بختيار بن علي بن محمد القاضي أبو الفتح ابن القاضي))
أبي العباس المنداءي الواسطي مسند العراق سمع الكثير وروى وكان جيد السماع صحيح الأصول وهو آخر من حدث بمسند أحمد كاملا توفي سنة خمس وست ماية
3 (أبو عمر المقدسي محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام ابن نصر الأمام الزاهد أبو))
عمر المقدسي الجماعيلي سمع الكثير وروى وكان يحفظ الخرقي ويكتبه من حفظه ويعرف الفرايض والنحو مع الزهد العظيم والعبادة والصيام والصدقة ببعض ثيابه كتب الكثير بخطه المليح من المصاحف والحلية لأبي نعيم والأبانة لابن بطة وتفسير البغوي والمغني لأخيه كتب رقعة إلى المعظم عيسى فقيل له تكتب هذا والمعظم على الحقيقة إنما هو الله تعالى فرمى الورقة من يده وقال)
تأملوها فإذا هي بكسر الظاء وهو جد شيخ الجبل وله شعر توفي سنة سبع وست ماية ابن اليتيم المغربي محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الأنصاري الأندلسي المعروف بابن اليتيم وبابن البلنسي وبالأندرشي من أهل المرية رحل وسمع بالإسكندرية والقاهرة وبغداذ والموصل ودمشق قال ابن مسدي لم يكن سليما من التركيب حتى كثرت سقطاته وتتبع عثراته أبو الربيع ابن سالم توفي سنة أحدى وعشرين وست ماية
3 (ابن صاحب الصلاة المقرئ محمد بن أحمد بن مسعود بن عبد الرحمن أبو عبد الله))
الأزدي الشاطبي المقرئ المعروف بابن صاحب الصلاة كتب بخطه علما كثيرا قرأ برواية نافع علي أبي الحسن بن هذيل وسمع منه كثيرا من تصانيف أبي عمرو الداني توفي سنة خمس وعشرين وست ماية
3 (ابن حبون الشاعر محمد بن أحمد بن حبون بالحاء المهملة والباء الموحدة المشددة أبو بكر))
المعافري المرسي الشاعر اقرأ العربية وكان له حظ من الشعر توفي سنة سبع وعشرين وست ماية
3 (القادسي الكتبي المورخ محمد بن أحمد بن محمد بن علي أبو عبد الله القادسي الكتبي))
صاحب التاريخ كان فاضلا له اعتناء بالتواريخ والحوادث توفي ببغداذ سنة اثنتين وثلثين وست ماية

83
3 (أبو الفتح ابن أشرس النحوي محمد بن أحمد بن محمد بن أشرس))
أبو الفتح النحوي من أهل نيسابور كان من تلاميذ أبي بكر محمد بن العباس الخوارزمي قدم بغداذ وقرأ بها الأدب على جماعة من أصحاب أبي علي الفارسي كعلي بن عيسى الربعي وأبي الحسن السمسمي وسكنها إلى حين وفاته سنة أحدى وعشرين وأربع ماية وقرأ الناس عليه الأدب وأخذوا عنه وروى شيءا من شعره الصاحب ابن
عباد عنه وكتب عنه علي بن الحسن بن الصقر الذهلي وذكره في معجم شيوخه وأورد له ابن النجار قوله
* كأنما الأغصان لما علا
* فروعها قطر الندى ثرا
*
* ولاحت الشمس عليها ضحى
* زبرجد قد أثمر الدرا
* قال الباخرزي نقد الحاكم أبو سعد على بيته قوله قد أثمر الدرا لا يستقيم في النحو لأنه لا)
يقال قد أثمرت النخلة الثمر إنما يقال قد أثمرت ثمرا بغير الألف واللام بمعنى أثمرت بالثمر ومن شعره أيضا ما ذكره ياقوت في معجم الأدباء
* رب غلام صار في
* بغداد أحدى الفتن
*
* رقعت خرق ظهره
* برقعة من بدني
* قال الحاكم في هذبن البيتين خلل لأنه يمكن أن يفسر على وجه قبيح لأن لحيته أيضا من بدنه قال القاضي البحاثي فقلت له وهذا التفسير أشبه لأن اللحية أشبه بالرقعة من الفعل قال نعم لأن اللحية ترفع وذاك يمزق قلت أحسن من هذا قول ابن رشيق
* ولو تراني فوقه ألوطه
* أفتقه كأنني أخيطه
*
3 (أبو مروان قاضي الجماعة بأشبيلية محمد بن أحمد بن عبد الملك ابن أحمد بن عبد الله))
الباجي القاضي أبو مرون اللخمي الأشبيلي الأندلسي قاضي الجماعة بإشبيلية رحل للحج ودخل دمشق من مرسى عكا وسمع وحج وعاد إلى مصر وتوفي بها سنة خمس وثلثين وست ماية تاج الدين أمام الكلاسة محمد بن أحمد بن علي الأمام المحدث تاج الدين أبو الحسن ابن أبي جعفر القرطبي أمام الكلاسة وابن أمامها روى الكثير وسافر في شبيبته إلى الهند واليمن توفي سنة ثلث وأربعين وست ماية
3 (شمس الدين أمام الكلاسة محمد بن أحمد بن عثمان بن سياوش))
الشيخ الأمام المقرئ الفقيه الصالح بقية السلف شمس الدين أبو عبد الله الخلاطي الدمشقي الشافعي الصوفي

84
أمام الكلاسة وابن أمامها كان دينا خيرا وقورا حسن الشكل طيب الصوت إلى الغاية جيد المشاركة في القراءات والفقه مليح الكتابة خطب بجامع دمشق ولي بعد الشيخ شرف الدين وتوفي رحمه الله فجأة بعد سنة سنة ست وسبع ماية عاش اثنتين وستين سنة وولي بعده الخطابة جلال الدين القزويني
3 (أبو شجاع الواسطي ابن دواس القنا محمد بن أحمد بن علي ابن محمد بن علي العنبري))
المعروف بابن دواس القنا أبو شجاع ابن أبي العباس الشاعر من واسط كان أسمه مقاتلا فعيره بمحمد قدم بغداد وقرأ بها الأدب على كمال الدين عبد الرحمن ابن الأنباري وعلي أبي الفرج ابن الدباغ وقرأ اللغة على أبي الحسن ابن العصار ولازم مصدق بن شبيب النحوي وقرأ عليه)
كثيرا من دواوين الشعراء ومدح الأمام الناصر وأرباب دولته وأثبت أسمه في جملة الشعراء الذين ينشدون في التهاني والتعازي قال ابن النجار كنت أجتمع به كثيرا في سوق الكتب بباب بدر وعلقت عنه من شعره وشعر غيره وكان أديبا فاضلا حسن المعرفة بالأدب يقول الشعر الجيد مليح المحاضرة طيب النشوار حفظة للحكايات والأشعار جميل الأخلاق أورد له من شعره
* لاموا على ترك مديحي له
* فلم أكن مستدرك الفارط
*
* وقلت خلوني على ما أرى
* فما يليق المدح بالحايط
* ولد سنة أربع وخمسين وخمس ماية وتوفي سنة ست عشرة وست ماية
3 (أبو الطيب الأسدي محمد بن أحمد بن عمر بن بحر))
أبو الطيب الأسدي أورد له ابن النجار قوله
* لا وشوقي إليكم وأنعطافي
* وأحتشامي من غيركم وأنصرافي
*
* ما تبينت للحياة وجودا
* ونعيما مذ غاب وجه التصافي
*
* ولعمري أن الممات ملح
* بي في هجرة الملاح الظراف
*
* أن قلبا يبقى ثلاثة أيا
* م على هجر من يحب لجاف
*
3 (اللبلى الفقيه محمد بن أحمد بن خليل بن إسماعيل أبو عمرو السكوني))
اللبلي بلام بعد أداة التعريف مفتوحة وباء موحدة ساكنة ولام قبل ياء النسب من بيت علم وجلالة روى عن أبيه وأعمامه وأبي بكر ابن الجد وكان من جلة العلماء له تصانيف في الفقه ولي القضاء بمواضع توفي سنة ست وأربعين وست ماية
3 (معين الدين ابن القيسراني محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن نصر ابن صغير))

85
معين الدين أبو بكر ابن القيسراني قال الشيخ شمس الدين الذهبي والد شيخنا الصاحب فتح الدين عبد الله روى عن أبي محمد ابن علوان الأسدي وغيره توفي هو وابن عمه عز الدين بدمشق في سنة ست وخمسين وست ماية روى عنه الدمياطي
3 (ابن القاضي الأشرف ابن الفاضل محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الرئيس عز الدين أبو عبد))
الله ابن القاضي الأشراف ابن القاضي الفاضل سمع بإفادة أبيه وبنفسه الكثير وخرج على الشيوخ وكتب الكثير توفي بدمشق سن سبع)
وخمسين وست ماية
3 (والد قطب الدين اليونيني محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أبي الرجال أحمد بن))
علي الشيخ الفقيه أبو عبد الله اليونيني الحافظ الحنبلي ذكره ولده الشيخ قطب الدين في تاريخه ورفع نسبه إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولد في رجب سنة اثنتين وسبعين بيونين ولبس الخرقة من الشيخ عبد الله البطايحي صاحب الشيخ عبد القادر ولزم الشيخ الموفق وقرأ عليه المذهب وعلى الحافظ عبد الغني الحديث وسمع منهما ومن أبي طاهر الخشوعي وحنبل الكندي وأبي التمام القلانسي وجماعة وروى الكثير بدمشق وبعلبك وكان والده مرخما ببعلبك وروى عنه أولاده أبو الحسين وأبو الخير وفاطمة وآمنة وأمة الرحيم وأبو عبد الله ابن أبي الفتح وموسى بن عبد العزيز وجماعة وكان يكرر على الجمع بين الصحيحين للحميدي وكتب الخط المنسوب وذكر الشيخ شمس الدين ترجمته في ثلث قوايم وأما ولده قطب الدين فإنه ذكرها مطولة في كراسين قطع البلدي كاملا توفي سنة ثمان وخمسين وست ماية وسيأتي ذكر ولده شرف الدين علي ابن سيد الناس جد فتح الدين محمد بن أحمد بن عبد الله ابن محمد بن يحيى بن سيد الناس الحافظ الخطيب أبو بكر اليعمري الأندلسي الأشبيلي جد الشيخ فتح الدين المقدم ذكره ولد في صفر سنة سبع وتسعين وخمس ماية وسمع الحديث وعني بهذا الشأن وأكثر منه وحصل الأصول والكتب النفيسة وحدث وصنف وجمع ذكره عز الدين الشريف في الوفيات قال وبه ختم هذا الشأن بالمغرب ولي منه إجازة كتبها إلى من تونس وبها توفي في الرابع والعشرين من شهر رجب سنة تسع وخمسين وست ماية انتهى وقال الشيخ شمس الدين توفي أبوه سنة ثمان عشرة رأيت له كتاب جواز بيع أمهات الأولاد دلني على سعة علمه وسيلان ذهنه وأعلى ما عنده سماع البخاري من أبي محمد الزهري صاحب شريح وكان خطيب تونس شعلة المقرئ الموصلي محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد ابن الحسين الأمام

86
أبو عبد الله الموصلي المقرئ الحنبلي الملقب بشعلة ناظم الشمعة في القراءات السبعة كان شابا فاضلا مقرئا مجودا محققا يتوقد ذكاء صنف في القراءات والفقه والتاريخ عاش ثلثا وثلثين سنة ومات بالموصل سنة ست وخمسين وست ماية))
3 (القرطبي صاحب التفسير محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأمام العلامة أبو عبد الله))
الأنصاري الخزرجي القرطبي أمام متفنن متبحر في العلم له تصانيف مفيدة تدل على كثرة اطلاعه ووفور فضله توفي أوايل سنة أحدى وسبعين وست ماية بمنية بني خصيب من الصعيد الأدنى بمصر وقد سارت بتفسيره الركبان وهو تفسير عظيم في بابه وله كتاب الأسنى في أسماء الله الحسنى وكتاب التذكرة وأشياء تدل على إمامته وكثرة اطلاعه أخبرني من لفظه الشيخ فتح الدين محمد بن سيد الناس اليعمري قال ترافق القرطبي المفسر والشيخ شهاب الدين القرافي في السفر إلى الفيوم وكل منهما
شيخ فنه في عصره القرطبي في التفسير والحديث والقرافي في المعقولات فلما دخلاها أرتادا مكانا ينزلان فيه فدلا على مكان فلما أتياه قال لهما إنسان يا مولانا بالله لا تدخلاه فإنه معمور بالجان فقال الشيخ شهاب الدين للغلمان أدخلوا ودعونا من هذا الهذيان ثم أنهما توجها إلى جامع البلد إلى أن يفرش الغلمان المكان ثم عادا فلما استقرا بالمكان سمعا صوت تيس من المعز يصيح من داخل الخرستان وكرر ذلك الصياح فأمتقع لون القرافي وخارت قواه وبهت ثم أن الباب فتح وخرج منه رأس تيس وجعل يصيح فذاب القرافي خوفا وأما القرطبي فإنه قام إلى الرأس وأمسك بقرنيه وجعل يتعوذ ويبسمل ويقرأ آالله أذن لكم أم على الله تفترون ولم يزل كذلك حتى دخل الغلام ومعه حبل وسكين وقال يا سيدي تنح عنه وجاء إليه أخرجه وانكاه وذبحه فقالا له ما هذا فقال لما توجهتما رأيته مع واحد فاسترخصته واشتريته لنذبحه ونأكله وأودعته في هذا الخرستان فأفاق القرافي من حاله وقال يا أخي لا جزاك الله خيرا ما كنت قلت لنا وإلا طارت عقولنا أو كما قال
3 (الشيخ مجد الدين ابن الظهير الحنفي محمد بن أحمد بن عمر ابن أحمد بن أبي شاكر الشيخ))
مجد الدين أبو عبد الله ابن الظهير الأربلي الحنفي الأديب ولد باربل في ثاني صفر سنة اثنتين وست ماية وسمع ببغداذ في الكهولة من أبي بكر ابن الخازن والكاشغري وبدمشق من السخاوي وكريمة وتاج الدين ابن حمويه وتاج الدين ابن أبي جعفر وقيل أنه سمع من ابن اللتي روى عنه أبو شامة والقوصي والدمياطي وأبو الحسين اليونيني وشيخنا شهاب الدين محمود وعليه تدرب وبه تخرج وابن العطار وابن الخباز والشيخ جمال الدين المزي وجماعة وكان من كبار

87
الحنفية وفضلايهم درس بالقايمازية بدمشق مدة)
وكان ذا دين وهو من أعيان شيوخ الأدب وفحول المتأخرين في الشعر له ديوان موجود ولما توفي سنة سبع وسبعين وست ماية دفن بمقابر الصوفية ورثاه شيخنا الأمام شهاب الدين محمود رحمه الله بقصيدة أولها
* تمكن ليلى وأطمأنت كواكبه
* وسدت على صبحي الغداة مذاهبه
* منها
* بكته معاليه ولم ير قبله
* كريم مضى والمكرمات نواد به
*
* ولا غرو أن تبكي المعالي بشجوها
* على المجد إذا أودى وهن صواحبه
*
* فإي أمام في الهدى والندى غدت
* لآمله آدابه ومآدبه
*
* أظن الردى نسر السماء وأنه
* علا فوقه فأستنزلته مخالبه
* وهي قصيدة طويلة مليحة وأنشدني شهاب الدين محمود قراءة منى عليه قال أنشدني الشيخ مجد الدين ابن الظهير لنفسه ما كتبه في إجازة
* أجاز ما قد سألوا
* بشرط أهل السند
*
* محمد بن أحمد
* بن عمر بن أحمد
* قلت وهذا النوع الذي يسميه أصحاب البديع الأطراد وهو أن يذكر الاسم وأباه وأجداده من غير حشو وهو كثير وأنشدني إجازة قال أنشدني المذكور لنفسه
* حيث الأراكة والكثيب الأوعس
* واد يهيم به الفؤاد مقدس
*
* يحمى بأطراف الرماح طرافه
* عزا وبالبيض المواضي يحرس
*
* وتكاد أنفاس النسيم إذا سرت
* من خيفة الغيران لا تتنفس
*
* وبجو ذاك الشعب أنفس مطلب
* أمست تذوب اسى عليه الأنفس
*
* وبكل خدر منه ليث محدر
* أفغابة ذاك الحمي أم مكنس
*
* يا جيرة الحي المظلل بالقنا
* هل ناركم بسوى الأضالع تقبس
*
* أضرمتموها للنزيل ودونها
* غير أن فتاك الحفيظة أشوس
* وأنشدني المذكور بالسند له
* غش المفند كامن في نصحه
* فأطل وقوفك بالغوير وسفحه
*
* وأخلع عذارك في محل ريه
* برذاذ دمع العاشقين وسفحه)
* (وإذا سرى سحرا طليح نسيمه
* مالت به سكرا ذوايب طلحه
*
* جهل الهوى قوم فراموا شرحه
* جل الهوى وجنابه عن شرحه
*
* وبي الذي يغنيه فاتر طرفه
* عن سيفه وقوامه عن رمحه
*

88
* ذو وجنة شرقت بماء نعيمها
* كالورد أشرقه نداه برشحه
*
* وكأن طرته ونور جبينه
* ليل تألق فيه بارق صبحه
* منها وأنشدنيها الشيخ أثير الدين من لفظه قال أنشدني بدر الدين المنيحي
* قلبي وطرفي ذا يسيل دما وذا
* دون الورى أنت العليم بقرحه
*
* وهما بحبك شاهدان وإنما
* تعديل كل منهما في جرحه
*
* والقلب منزلك القديم فإن تجد
* فيه سواك من الأنام فنحه
* قلت البيتان من هذه الثلاثة قد أكثر الشعراء من النظم في معناهما ومن أحسن ما حضرني الآن قول شرف الدين شيخ الشيوخ الحموي
* بقيت مسرورا فلم يبق لي
* بعدك لا جسم ولا روح
*
* دل على صدقي من مقلتي
* شاهد عدل وهو مجروح
* وقد عقدت لهذا المعنى بابا في كتابي الذي سميته لذة السمع في صفة الدمع وأنشدني الأمام شهاب الدين محمود بالسند المذكور للشيخ مجد الدين أيضا
* أواصل فيه لوعتي وهو هاجر
* ويؤنسني تذكاره وهو نافر
*
* ويغرى هواه ناظري بأدمع
* يوردها ورد بخديه ناضر
*
* ويفتن في تيه الملاحة خاطرا
* فكل خلي في هواه مخاطر
*
* ويزور سخطا ثاني العطف معرضا
* فلا عطفه يرجى ولا الطيف زاير
*
* محياه زاه بالملاحة زاهر
* فقلبي وطرفي فيه ساه وساهر
*
* يجيل على القد المهفهف معجبا
* حبالة شعر كم بها صيد شاعر
*
* جلا طلعة كالروض دبجه الحيا
* ترف بماء الحسن فيه أزاهر
*
* وشهر خدا بالعذار مطرزا
* فما لفؤاد لم يهم فيه عاذر
*
* فإن صاد قلبي طرفه فهو جارح
* وأن فتنت آياته فهو ساحر
*
* إذا كان صبري في الصبابة خاذلا
* فما لي سوى دمعي على الشوق ناصر)
* (على أن فيض الدمع لم يرو غلة
* من الوجد إذ كتها العيون الفواتر
* وأنشدني بالسند المذكور له أيضا
* أذابل أم قدك الناضر
* وباتر أم جفنك الفاتر
*

89
* ووردة هاتيك أم وجنة
* وروضة أم وجهك الباهر
*
* يا راقد الجفن أما رحمة
* منك لصب جفنه ساهر
*
* يا كاملا في حسنه صل أخا
* شوق مديد حزنه وافر
*
* تخذت من شعرك أحبولة
* لا غرو أن صيد بها شاعر
*
* حاجبك المفرط في ظلمه
* أعانه ناظرك الجاير
*
* وعامل القد على قتلتي
* من مرشف الصدغ له ناظر
*
* يا رشأ آنسني بالآسى
* لم أنت عني أبدا نافر
*
* لا حكم للنادر لكنما
* حسنك والحكم له النادر
* أخبرني العلامة نجم الدين القحفازي النحوي الحنفي قال أخبرني قاضي القضاة صدر الدين على الحنفي قال أنشدت الشيخ مجد الدين ابن الظهير قول الشاعر
* وما فزت إلا من بعيد بنظرة
* وهل تنظر الأقمار إلا على بعد
* فأطرق قليلا ورفع رأسه وأنشد لنفسه موطيا لذلك
* قضيت وما قضيت منكم لبانتي
* ولا ظفرت نفسي بوصل ولا وعد
* ومن شعر الشيخ مجد الدين قوله ملغزا في بلبل
* وما اسم ثنائي
* رباعي بلامين
*
* كلا شطريه أن ضوع
* ف فعلان بلامين
*
* وان خاطبت مأمورا
* به عاد كلامين
*
* وأن حرفت حرفين
* غدا فعلا وحرفين
* ومن شعره أيضا
* أكثر اللوم في الحبيب أناس
* عيروني ببذله بعد منع
*
* قلت شمس الضحى أشد أبتذالا
* وهي محبوية إلى كل طبع
* أنشد العلامة شهاب الدين محمود وقال أنشدني الشيخ مجد الدين لنفسه في قراقوش ملغزا)
* أسم من قد هويته
* ظاهر غير ظاهر
*
* قسم البعد قلبه
* بين قلبي وناظري
* وأنشدني لنفسه الشيخ فتح الدين محمد بن سيد الناس في ذلك
* ظبي من الترك هضيم الحشا
* مهفهف القد رشيق القوام
*

90
* للطرف من تذكاره عبرة
* والقلب شوق أرق المستهام
* وسيأتي في ترجمة طاهر بن محمد بن قريش لغز فيه أيضا وقول مجد الدين أحسن الثلاثة وأرشقها وأمكنها
3 (قاضي القضاة ابن سنى الدولة محمد بن أحمد بن يحيى بن هبة الله ابن الحسن بن سنى))
الدولة قاضي القضاة نجم الدين أبو بكر ابن قاضي القضاة صدر الدين أبي العباس ابن قاضي القضاة شمس الدين أبي البركات الدمشقي الشافعي ناب عن والده في قضاء دمشق وولي قضاء القضاة عند كسرة التتار على عين جالوت فبقي سنة وعزل بابن خلكان وصودر وأسكن مصر وتعب وولي القضاء بحلب ودرس بالأمينية وعدة مدارس وكان موصوفا بجودة النقل وصحته وكثرته وحدث عن أبي القسم ابن صصري وابن باسويه وغيرهما وكان مشهورا بالصرامة والهمة العالية والتحري في الأحكام ومولده سنة ست عشرة وتوفي سنة ثمانين وست ماية ودفن بسفح قاسيون في تربة جده جوار المدرسة الصاحبية وقد أساء الثناء عليه شهاب الدين أبو شامة في ذيل الروضتين قال وأنشدني العماد داود لنفسه
* نجم أتاه ضياء الشمس فأحترقا
* وراح في لجج الأدبار قد غرقا
*
* ناحت عليه الليالي وهي شامتة
* وعرفته صروف الدهر ما أختلقا
*
* وحدثته الأماني وهي كاذبة
* بأنه لا يرى بعد النعيم شقا
*
* وجاد بالمال كي تبقي رياسته
* وفتق الشرع والتقوى وما رتقا
*
* فجاءه سهم غرب حل مرسله
* فمات معنى وما أخطاه من رشقا
*
* وألقيت في قلوب الناس بغضته
* لكنهم قد غدوا في ذمه فرقا
*
* ففرقة بقبيح الظلم تذكره
* وفرقة حلفت بالله قد فسقا)
* (وفرقة سلبته ثوب عصمته
* بأنه من رباط الدين قد مرقا
*
* وراح قسرا إلى مصر على عجل
* موافقا للذي من قبله سبقا
*
* مفارقا لنعيم كان منغمسا
* فيه ولذة نوم بدلت أرقا
* قال وزدت أنا
* وفرقة وصفته بالخلاعة مع
* خبث وكبر وكل منهم صدقا
*
3 (شمس الدين ابن أبي الحسين البعلبكي محمد بن أحمد بن مكتوم أبو عبد الله شمس الدين))
البعلبكي المعروف بابن أبي الحسين كان فاضلا مشاركا مستقلا بعلم الأدب وله

91
النظم الحسن حفظ القرآن العزيز واتقنه وتفقه على مذهب الشافعي وكان أولا حنبليا وحفظ التنبيه وكان معيدا بمدرسة أمين الدولة علي بن العقيب بجامع بعلبك وحفظ المقامات الحريرية وأتقنها وكان على ذهنه شعر كثير وقطعة من التاريخ حسن المحاضرة دمث الأخلاق شريف النفس عنده قناعة قال قطب الدين اليونيني وكان يلازمني كثيرا وإذا سافرت صحبني فلما كانت وقعة حمص توجه معي واستشهد يوم الخميس رابع العشر شهر رجب سنة ثمانين وست ماية ولم يستكمل الأربعين وكتب إلي وأنا بدمشق في صدر كتاب
* رام أن يترك الهوى فبدا له
* فرأى حسن وجهه فبدا له
*
* كلما لمته على الجهل يزدا
* د ضلالا فخله والجهالة
*
* كيف يرجو الشفاء منه لصب
* لم نخل السقام إلا خياله
*
* ناقص صبره كثير بكاه
* لو رآه عدوه لرثى له
*
* دنف ظل مستهاما ببدر
* عمه الوجد حين عاين خاله
*
* فاتر الطرف فاتن الوصف ألمى
* يفضح البدر حسنه والغزاله
*
* يخجل الأسمر المثقف لينا
* أن رأى حسن قده وأعتداله
*
* ويغير الغصن المهفهف لينا
* كلما راح ينثني في الغلاله
*
* قلت لما عاينته يا منى النف
* س إلى كم هذا الجفا والملاله
*
* أي يوم أنال منه بك الوص
* ل فولي وقال لي لن تناله
* ومن شعره)
* فديتك لا تعجب لطرفك أن كبا
* وخامره ضعف فليس له ذنب
*
* ومن فوقه طود وبحر سماحة
* عن شامخ كيف لا يكبو
*
3 (أبو الحسن القطيعي محمد بن أحمد بن عمر بن الحسين ابن خلف القطيعي أبو الحسن ابن))
أبي العباس من أهل القطيعة بباب الأزج بكر به والده وأسمعه من صغر من أبي الحسن محمد بن الخل الفقيه وأبي العباس أحمد بن محمد العباسي المكي وأبي بكر محمد بن الزاغوني وأبي القسم نصر بن نصر العكبري وأبي الوقت عبد الأول السجزي وسلمان الشحام وطلب هو بنفسه وكتب بخطه وسافر إلى الشام وسمع من أبي عبد الله محمد ابن أبي الصقر وغيره وأقام بالموصل وسمع بها من أبي الفضل عبد الله ابن أحمد الطوسي وصحب أبا الفرج ابن الجوزي الواعظ وقرأ عليه كثيرا من مصنفاته ومروياته وكان قد ذيل على كتاب التاريخ الذي عمله أبو سعد ابن السمعاني وأذهب عمره فيه قال ابن النجار وطالعته فرأيت فيه من الغلط والوهم

92
والتصحيف والتحريف كثيرا أوقفته على وجه الصواب فيه فلم يفهمه وقد نقلت عنه أشياء ونسبتها إليه ولا يطمئن قلبي إليها والعهدة عليه فيما قاله فإنه لم يكن محققا فيما ينقله ويقوله عفا الله عنا وعنه وهو آخر من حدث ببغداذ بصحيح البخاري كاملا عن أبي الوقت وانفرد في وقته بالرواية عن ابن الزاغوني والعباسي وابن الخل والعكبري والشحام توفي سنة أربع وثلثين وست ماية ودفن بباب حرب
3 (مؤدب سيف الدولة محمد بن أحمد بن أبي الغريب الصيني مؤدب سيف الدولة ابن حمدان))
قال ابن النجار ذكر أبو محمد هارون بن موسى العكبوي أنه سمع منه ببغداذ سنة اثنتين وعشرين وثلاث ماية وروى عنه حديثا في مشيخته
3 (الشريف الناسخ الكتبي محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عيسى المحدث شرف الدين أبو عبد))
الله القرشي الدمشقي الكتبي الناسخ ولد سنة عشر وست ماية وسمع من أبي القسم ابن صصري وابن الزبيدي وجماعة ببغداذ وبمصر وكتب الأجزاء والطباق وقرأ الكثير وكان ضعيفا بين المحدثين يتهمونه سمع منه ابن الخباز وعلم الدين البرزالي وجماعة قال الشيخ شمس الدين لم يكن عليه أنس المحدثين وخطه كثير السقم مع حسنه قال الحافظ سعد الدين الحارثي كان مزورا كذابا سمع لنفسه)
وزور توفي سنة ثمانين وست ماية
3 (اللخمي شارح الدريدية محمد بن أحمد بن هشام بن إبراهيم أبو علي))
اللخمي السبتي شارح الدريدية وهو من أحسن الشروح كتبته بخطي في زمن الصبي توفي رحمه الله تعالى في حدود السبعين وخمس ماية
3 (شمس الدين المقدسي أخو شرف الدين محمد بن أحمد بن نعمة بن أحمد المقدسي))
شمس الدين المفتي أخو المفتي شرف الدين تفقه وبرع في المذهب وناب في تدريس الشامية البرانية بدمشق عن الشيخ تقي الدين ابن رزين ثم اشترك هو والقاضي عز الدين في تدريسها ثم استقل بها إلى أن مات وناب في الحكم عن القاضي عز الدين وكان فقيها صالحا ورعا مشكور السيرة جمع بين العلم والعمل وحدث عن السخاوي وغيره وروى عنه ابن العطار والبرز إلى وغيرهما وتوفي سنة اثنتين وثمانين وست ماية
3 (جمال الدين ابن الشريشي محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سجمان))
جمال الدين أبو بكر البكري الأندلسي الشريشي المالكي ولد بشريش سنة أحدى وست ماية وسمع بالإسكندرية من محمد بن عمار وببغداذ من أبي الحسن القطيعي وابن روزبه وأبي بكر بن بهروز

93
وابن اللتي وياسمين بنت البيطار وأبي صالح الجيلي والأنجب بن أبي السعادات ومحمد بن السباك وعبد اللطيف بن القبيطي وطايفة وبدمشق من مكرم وابن الشيرازي وجماعة وباربل من الفخر الأربلي وبحلب من الموفق بن يعيش وجماعة وتفقه حتى برع في المذهب واتقن العربية والأصول والتفسير وتفنن ودرس وافتى واقرأ الحديث وعني به وقال الشعر ودرس بالرباط الناصري بحضور السلطان واقفه ودخل الديار المصرية ودرس بالفاضلية وتخرج به جماعة منهم ولده الشيخ كمال الدين ثم قدم إلى القدس وأقام به مدة ثم أتى دمشق وأخذ الناس عنه وكان من واعية العلم صنف لألفية ابن معطي شرحا مليحا وقد مدحه علم الدين السخاوي بقصيدة مشهورة وطلب لقضاء دمشق فأمتنع وبقي المنصب لأجله شاغرا إلى أن مات ودرس بالنورية وبالحلقة التي بالجامع مع مشيخة الرباط ومشيخة أم الصالح روى عنه ابنه ابن تيمية والمزي وابن العطار والبرزالي والصيرفي وابن الخباز وخلق سواهم وأجاز للشيخ شمس الدين الذهبي مروياته توفي سنة خمس وثمانين وست ماية الشيخ قطب الدين القسطلاني محمد بن أحمد بن علي بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد)
بن ميمون الأمام الزاهد قطب الدين أبو بكر أخو الأمام تاج الدين علي بن القسطلاني التوزري الأصل المصري ثم المكي ابن الشيخ الزاهد أبي العباس ولد بمصر سنة أربع عشرة ونشأ بمكة وسمع بها جامع الترمذي من أبي الحسن ابن البناء وسمع من أبي القسم ابن السهروردي كتاب عوارف المعارف وسمع من ابن الزبيدي وجماعة وقرأ العلم ودرس وافتى ورحل في طلب الحديث وسمع من محمد بن نصر بن الحصري ويحيى بن القميرة وابرهيم بن أبي بكر الزعبي وطائفة كثيرة ببغداذ والشام ومصر والموصل واستجاز لأولاده السبعة محمد والحسن وأحمد ومريم ورقية وفاطمة وعايشة وأسمع بعضهم وكان شيخا عالما عاملا زاهدا عابدا جامعا للفضايل كريم النفس كثير الإيثار حسن الأخلاق قليل المثل طلب من مكة إلى القاهرة وولي مشيخة الكاملية إلى أن مات وله شعر مليح وروي عنه الدمياطي والمزي والبرزالي وخلق أخبرني الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس أن الشيخ قطب الدين كان يتوجه إلى أبي الهول الذي عند أهرام مصر وهو رأس الصنم الذي هناك ويعلو رأسه باللالكة ويقول يا أبا الهول أفعل كذا افعل كذا قلت رأيت جماعة من أهل مصر يعتقدون أن الشمس إذا كانت في الحمل وتوجه أحدهم إلى أبي الهول وبخر أمامه بشكاعا وباذ أورد ووقف أمامه وقال ثلثا وستين مرة كلمات يحفظونها ويقول معها يا أبا الهول أفعل كذا فزعموا أن ذلك يتفق وقوعه وكان الشيخ قطب الدين رحمه الله كان يفعل ذلك إهانة لأبي الهول وعكسا لذلك المقصد الفاسد لأن تلك لعلها تكون تعظيما له ضرورة توفي الشيخ قطب الدين سنة ست وثمانين وست ماية ومن نظمه
* إذا كان أنسى في ألتزامي لخلوتي
* وقلبي عن كل البرية خال
*

94
* فما ضرني من كان لي الدهر قاليا
* ولا سرني من كان في موالي
* ومنه
* ألا هل لهجر العامرية أقصار
* فيقضي من الوجد المبرح أوطار
*
* عسى ما مضى من خفض عيشى على الحمى
* يعود فلي فيه نجوم وأقمار
*
* عدمت فؤادي أن تعلقت غيرها
* وأن زين السلوان لي فهو غدار
*
* ولي من دواعي الشوق في السخط والرضى
* على الوصل والهجران ناه وأمار
*
* آآسلو وفي الأحشاء من لاعج الجوى
* لهيب أسأل الروح فالصبر منهار
*)
أخبرني الشيخ أثير الدين شفاها قال سمعت عليه الحديث وله تواليف لطيفة وكان بينه وبين ابن سبعين عداوة إذ كان ينكر عليه بمكة كثيرا من أحواله وقد صنف في الطايفة التي يسلك طريقهم ابن سبعين وبدأ بالحلاج وختم بالعفيف التلمساني وكان مأما للمساكين والفقراء الواردين إلى القاهرة يعمل لهم سماطا يأكلون عنده ويبرهم ويعين كثيرا منهم على الحج وأنشدني الشيخ قطب الدين لنفسه
* لما رأيتك مشرقا في ذاتي
* بدلت من حالي ذميم صفاتي
*
* وتوجهت أسرار فكري سجدا
* لجميل ما واجهت من لحظاتي
*
* وتلوت من آيات حسنك سورة
* سارت محاسنها بجميع شتاتي
*
* وبلوت أحوالي فخلت معبرا
* في الصحو عن سكري بصدق ثباتي
*
* وتحولت أحوال سرى في العلى
* فعلت على محو وعن أثبات
*
* وتوحدت صفتي فرحت مروحا
* نظرا لما أشهدت من آيات
*
* لا آشتهي أن أشتهي متنزها
* بل انتهى عن غفلة الشهوات
*
* لا أدعي عزا لذل قام في
* الأشباح من تأثير نعت سماتي
*
* أنا أن ظهرت فعن ظهور بواطن
* شهدت بنطق كان من سكناتي
*
* من كان يجهل ما أقول عذرته
* فالشمس تخفي في دجا الظلمات
*
* فدع المعنف والعدول وقل له
* الحق أبلج فأستمع كلماتي
*
* لا تأنسن بذاهب من حاضر
* أو غايب يدعو إلى الغفلات
*
* لا تنظرن لغير ذاتك وأسترح
* عن كل ما في الكون من طلبات
*
* نزه مصادر وردها عن كل ما
* يلقى بها في ظلمة الشبهات
* قلت ما قال عفيف الدين التلمساني في شعره إلا هذا أو ما هذا يقاربه وهذا هو طريق القوم الذين أنكر عليهم والله مطلع على النيات وعالم بالخفيات

95
3 (الصدفي الأشبيلي محمد بن أحمد بن إبراهيم الصدفي الأشبيلي الأديب البارع أبو بكر))
أخبرني الشيخ أثير الدين شفاها قال المذكور له أشعار كثيرة حسنة وتواشيح وله قراءة على الأستاذ أبي على الشلوبين بأشبيلية وعلى غيره وله معه حكاية مضحكة مدح الملوك ورحل عن الأندلس فقدم الديار المصرية ومدح بها بعض من كان يوصف بالكرم فوصله بنزر يسير)
فكر راجعا إلى الغرب فتوفي ببرقة وكان ممن بحث في النحو على الأستاذ أبي علي أنشدنا له ابن عم أبيه المجد عيسى بن محمد بثغر دمياط
* ما بي موارد حبي بل مصادره
* اللحظ أوله واللحد آخره
*
* أرسلت طرفي مرتادا فطل دمي
* روض من الحسن مطلول أزاهره
* منها
* يباشر الوشي من أعطافه بشرا
* يكاد يجرحه قولي يباشره
*
* هو الرياض ولكن ربما كمنت
* مكان حياته منه غدايره
* قلت هو شعر جيد
3 (عماد الدين ابن الشيرجي محمد بن أحمد بن محمد عماد الدين أبو عبد الله الأنصاري))
عرف بابن الشيرجي كان من أعيان الدماشقة وأكابرهم وعدولهم من ذوي الثروة والوجاهة والرياسة وهو ناظر أوقاف ست الشام بدمشق المدرستين والخانقاه سمع الكثير وحدث وبيته مشهور بالرياسة والتقدم وكان عماد الدين فيه خير وديانة وكرم أخلاق وتواضع وحسن عشرة ولي عدة ولايات جليلة آخرها نظر الخزانة بدمشق مولده سنة
ثلث عشرة وست ماية وتوفي في شهر ربيع الأول سنة ثلث وثمانين وست ماية
3 (ابن يمن العرضي محمد بم أحمد جمال الدين أبو عبد الله))
المعروف بابن يمن العرضي كان من أكابر دمشق من أهل الثروة الطايلة ولم يكن في زمانه من يضاهيه في كثرة المال وله مروءة وفيه تواضع وصدقات في السر أرصد عشرين ألف درهم يقرضها درهما بدرهم من غير ربح لمن يقصد ذلك ووقف على غلمانه وغيرهم أوقافا حسنة وجرى في تركته خبط كثير من ولده شمس الدين خطيب المزة لأنه أثبت أشياء تخصه فصودر وأنعكس مقصده وذهب لوالده من الدفاين شيء كثير ولم ينتفع بشيء مما خلفه أبوه وهلك بعده بمدة يسيرة وتوفي والده المذكور سلخ جمدى الآخرة سنة خمس وثمانين وست ماية
3 (شرف الدين القناوي الشافعي محمد بن أحمد بن إبراهيم بن عرفات القاضي شرف الدين ابن))
أبي المنى القناوي كان شافعيا أديبا كريما حسن الصورة والشكل قرأ الفقه على الشيخ جلال الدين أحمد)
الدشناوي وأجازه بالفتوى وتولى الحكم بقنا والخطابة بها وله خطب ونظم وتوفي سنة اثنتين وتسعين وست ماية قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي كان سريع الكتابة ثبت عند القاضي بقنا أنه كتب بمدة واحدة ماية وعشرين سطرا في البيت الأول من قصيدة

96
الحصري التي أولها
* يا ليل الصب متى غده
* أقيام الساعة موعده
* قال وبلغني من جماعة أنه انتهى في الكتابة بمدة واحدة إلى ثلث ماية سطر أو ما يقرب منها قلت هذا ما يجئ بسرعة الكتابة نعم سرعة الكتابة في مثل هذا جزء علة من علل كثيرة وأورد له كمال الدين الأدفوي من شعره قوله
* إذا عرض الحادي بطيبة أو غني
* أحن إلى الوادي وأصبو إلى المغنى
*
* أهيم فما أدري أسجع حمايم
* أم الغيد بالألحان شنفن لي أذنا
* منها
* على نايبات الدهر أرجو محمدا
* يساري في اليسرى يمناي في اليمنى
*
* مناي من الدنيا زيارة أحمد
* وقصدي في الأخرى شفاعته الحسنى
*
3 (النجيب الهمذاني المحدث محمد بن أحمد بن محمد بن المؤيد ابن علي))
المحدث نجيب الدين أبو عبد الله الهمذاني الأصل المصري شيخ عالم فاضل قرأ بالسبع على ابن الرماح والحديث على ابن باقا وسمع من أبي البركات ابن الجباب ومكرم وعلي بن إسماعيل بن جبارة وله إجازة من عفيفة الفارفانية بفائين وابن طبرزذ وصار كاتبا آخر عمره أخذ عنه الشيخ أثير الدين أبو حيان والشيخ جمال الدين المزي والبرزالي وأبو عمرو بن الظاهري وأبو محمد الحلبي توفي سنة سبع وثمانين وست ماية
3 (بدر الدين سبط أمام الكلاسة محمد بن أحمد بن محمد بن النجيب المحدث المفيد بدر الدين))
سبط إمام الكلاسة كان شابا فاضلا ذكيا مليح الكتابة كثير الفوايد شديد الطلب سمع بدمشق وبعلبك وخرج وأفاد ونسخ الكثير وتوفي سنة تسع وثمانين وست ماية
3 (قاضي القضاة شهاب الدين الخويي محمد بن أحمد بن خليل ابن سعادة بن جعفر))
قاضي القضاة ذو الفنون شهاب الدين أبو عبد الله ابن قاضي القضاة شمس الدين الخويي)
الشافعي قاضي دمشق وابن قاضيها ولد في شوال سنة ست وعشرين وست ماية ونشأ بها واشتغل في صغره ومات والده وله أحدى عشرة سنة فبقي منقطعا بالعادلية ثم أدمن الدرس والسهر والتكرار مدة بالمدرسة وحفظ عدة كتب وعرضها وتنبه وتميز على أقرانه وسمع في صغره من

97
ابن اللتي وابن المقير والسخاوي وابن الصلاح وأجاز له خلق من أصبهان وبغداذ ومصر الشام وخرج له تقي الدين عبيد الحافظ معجما حافلا وخرج له أبو الحجاج الحافظ أربعين متباينة الأسناد وحدث بمصر ودمشق وأجاز له عمر بن كرم وأبو حفص السهروردي ومحمود بن هندة وهذه الطبقة ولازم الاشتغال في كبره وصنف كتابا
كبيرا في مجلد يحتوي على عشرين علما وشرح الفصول لابن معط ونظم علوم الحديث لابن الصلاح والفصيح لثعلب وكفاية المتحفظ وشرح من أول الملخص للقابسي خمسة عشر حديثا في مجلد قال الشيخ شمس الدين فلو تم هذا الكتاب لكان أكبر من التمهيد وأحسن انتهى وله مدايح في النبي صلى الله عليه وشعره جيد فصيح وكان على كثرة علومه من الأذكياء الموصوفين ومن النظار المنصفين يبحث بتؤدة وسكينة ويحب الذكي وينوه باسمه أخبرني تقي الدين عبد الرحمن ابن الشيخ كمال الدين محمد بن الزملكاني رحمهما الله تعالى قال قال لي والدي لو لم يقدر الله تعالى لقاضي القضاة شهاب الدين ابن الخويي أن يجئ إلى دمشق قاضيا ما طلع منا فاضل انتهى وكان حسن الأخلاق حلو المجالسة دينا متصونا صحيح الاعتقاد يحب الحديث وأهله ويقول أنا من الطلبة درس وهو شاب بالدماغية ثم ولي قضاء القدس قبل هولاكو قال الشيخ شمس الدين ثم أنجفل إلى القاهرة فولى قضاء القاهرة والوجه البحري خاصة أقتطع له من ولاية الوجيه البهنسي وأقام البهنسي على قضاء مصر والوجه القبلي إلى أن توفي وأخبرني الشيخ أثير الدين قال تولى القضاء بالمحلة من الغربية ثم تولى قضاء القاهرة وما ينسب إليها انتهى وتولى موضعه تقي الدين ابن بنت الأعز ثم نقل الخوتي إلى الشام ومات الخضر السنحاري فجمع قضاء الديار المصرية لابن بنت الأعز ولما مات القاضي بهاء الدين ابن الزكي بدمشق نقل ابن الخوتي إليها سمع منه ابن الفرضي والشيخ جمال الدين المزي والبرزالي والختي وعلاء الدين المقدسي والشهاب ابن النابلسي وروى صحيح البخاري بالإجازة نوبة عكا وسمع منه خلق قال الشيخ أثير الدين وسمعنا عليه مسند الدارمي انتهى وتوفي في بستان صيف فيه بالسهم يوم الخميس خامس عشرين شهر رمضان سنة ثلث)
وتسعين وست ماية وصلى عليه بالجامع المظفري بين الصلاتين ودفن عند والده بتربته بالجبل وكان يعرف من العلوم التفسير والأصولين والفقه والنحو والخلاف والمعاني والبيان والحساب والفرايض والهندسة ومن شعره
* بخفي لطفك كل سوء أتقي
* فأمنن بأرشادي إليه ووفق
*
* أحسنت في الماضي وأني واثق
* بك أن تجود علي فيما قد بقي
*
* أنت الذي أرجو فما لي والورى
* أن الذي يرجو سواك هو الشقي
* ومنه
* أما سواك فبابه لا أطرق
* حسبي كريم جوده متدفق
*

98
* ما أن يخاف بطل بابك واقف
* ظمأ وبحر نداك طام مغدق
*
* بحبال جودك لا يزال تعلقي
* ما خاب يوما من بها يتعلق
*
* بشرى لمن أضحى رجاؤك كنزه
* وله الوثوق بأنه لا يملق
*
3 (كمال الدين ابن ضياء الدين القرطبي محمد بن أحمد كمال الدين بن ضياء الدين القرطبي))
نشأ بقنا وتوفي بها سنة ثلث وتسعين وست ماية وقد تقدم ذكر والده وابنه قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي كان فاضلا سمع الحديث من الشيخ شرف الدين محمد بن عبد الله بن أبي الفضل المرسي وحدث سمع منه شيخنا العلامة أثير الدين وغيره وألف تاريخا في مجلدات وكانت له رياسة ووجاهة وكان مبخلا حكي لنا شيخنا أثير الدين قال وردت قنا وسمعت عليه من أول مسلم وأمتدحته بقصيدة منها
* وبيننا نسبة ترعى وأن بعدت
* لكوننا ننتمي فيها لأندلس
*
3 (سعد الدين الكاساني محمد بن أحمد الشيخ سعد الدين))
الكاساني شيخ خانقاه الطاحون كان فاضلا في فنه على رأى الصوفية بصيرا بأقوالهم قرأ هو والشيخ شمس الدين الأيكي على الشيخ صدر الدين القونوي وهو قرأ على الشيخ محيي الدين ابن عربي وقد شرح قصيدة ابن الفارض في مجلدتين وتوفي سنة تسع وتسعين وست ماية
3 (التجيبي البلشي محمد بن أحمد بن حسن بن عامر بن أحمد ابن محمد بن حسن))
التجيبي من أهل بلش حصن بالأندلس مولده سنة ثلث وعشرين وست ماية أخبرني الشيخ)
أثير الدين من لفظه قال قرأ المذكور على عبد الله ابن مفرج والقاضي علي بن أبي الأحوص رحل من الأندلس واستوطن القاهرة وكان يحضر دروس المالكية وينسخ وهو شيخ ظاهر الصلاح وله أدب وشعر أنشدنا المذكور لنفسه
* أتانا العيد في مقلوب شلب
* فأفطرنا التأسي والدموعا
*
* كذا شأن الغريب بكل أرض
* إذا فقد الأحبة والربوعا
* وأنشدنا له في مليح له رقيب أحول
* بأبي رشا يحوى مع الإحسان
* ملكية موضوعها أنساني
*
* أحوى الجفون له رقيب أحول
* الشيء في أدراكه شيئان
*
* يا ليته ترك الذي أنا مبصر
* وهو المخير في الغزال الثاني
*

99
3 (ابن الدراج قاضي سلا محمد بن أحمد بن عمر الأمام أبو عبد الله ابن الدراج التلمساني))
الأنصاري نشأ بسبتة فكفله العزفي صاحبها وكان أحسن أقرانه في زمانه ولاه أبو يعقوب المريني قضاء سلا توفي سنة ثلث وتسعين وست ماية
3 (القاضي جمال الدين الطبري قاضي مكة محمد بن أحمد بن عبد الله المفتي))
جمال الدين ابن الشيخ الأمام محب الدين الطبري قاضي مكة روى عن ابن الجميزي وكان متقنا للعربية أصابه فالج ومات في سنة خمس وتسعين وست ماية روى عنه ابن العطار وأجاز للشيخ شمس الدين مروياته وله شعر وهو والد القاضي نجم الدين الطبري وقد تقدم وسيأتي ذكر والده في الأحمدين
3 (شمس الدين الكيشي محمد بن أحمد بن عبد اللطيف المصنف ذو الفنون))
شمس الدين القرشي الكيشي مدرس النظامية ببغداذ ولد بكيش سنة خمس عشرة وتوفي بشيراز سنة خمس وتسعين وست ماية
3 (معين الدين ابن الصواف الأسكندراني محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن عبد الله بن علي))
بن عبد الباقي العدل الخطيب معين الدين أبو المعالي ابن الصواف الأسكندراني المالكي الشروطي ولد سنة اثنتين وعشرين وسمع أربعين السلفي من جده قال الشيخ شمس الدين قرأتها عليه وهو أخو شيخنا شرف)
الدين يحيى وكان شيخا جليلا ينوب في خطابة الثغر ويعقد الوثائق توفي سنة ست وتسعين وست ماية
3 (زين الدين ابن القلانسي أبو جلال الدين محمد بن أحمد بن محمود بن محمد بن محمد))
الرئيس الفاضل زين الدين أبو عبد الله العقيلي القلانسي الدمشقي الكاتب قرأ القرآن على السخاوي وعرض عليه القصيد وسمع منه ومن عتيق السلماني ومكي بن علان وكان كاتبا متصرفا فيه دين وخير وهو والد الشيخ جلال الدين نزيل القاهرة قال الشيخ شمس الدين قرأ لنا ابن أخت ابن عصفور محمد بن أحمد بن نوح بن أحمد بن زيد بن محمد بن عصفور الأديب الفاضل أبو عبد الله الأشبيلي شيخ مطبوع حلو المجالسة دمث الأخلاق متفنن في الآداب واللغة وله نصيب من علم القرآن والأثر والبلاغة والحساب وله اليد البيضاء في الشعر وفيه ديانة وعفاف أخذ عن علماء المغرب قال الشيخ شمس الدين جالسته مرات ولد

100
بأشبيلية سنة أحدى وثلثين وتوفي سنة تسع وتسعين وست ماية وهو ابن أخت الأمام ابن عصفور صاحب المقرب
3 (شمس الدين الشرواني الصوفي محمد بن أحمد بن صلاح شمس الدين الشرواني الصوفي))
شيخ الخانقاه الشهابية كان عارفا بالنجوم والأرصاد والأحكام ويقرىء الفلسفة ويشارك في بقية العقليات أخبرني الشيخ الأمام شمس الدين محمد بن إبراهيم المعروف بابن الأكفاني وقد تقدم قال قرأت أشارات الرئيس أبي علي بن سيدنا على الشيخ شمس الدين الشرواني الصوفي بخانقاه سعيد السعداء داخل القاهرة أواخر سنة ثمان وتسعين واوايل سنة تسع وقال لي قرأتها بشرحها على شارحها خواجا نصير الدين محمد الطوسي قال قرأتها على الأمام أثير الدين المفضل الأبهري قال قرأتها على الشيخ قطب الدين إبراهيم المصري قال قرأتها على الأمام المعظم فخر الدين محمد الرازي قال قرأتها على الشيخ شرف الدين محمد المسعودي قال قرأتها على الشيخ أبي الفتح محمد المعروف بابن الخيام قال قرأتها على بهمنيار تلميذ الرئيس قال قرأتها على مصنفها الرئيس أبي علي ابن سينا وتوفي الشرواني بضم الشين المعجمة وسكون الراء سنة تسع وتسعين وست ماية))
3 (المسند ابن القزاز محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد الشيخ المقرئ العابد))
المسند أبو عبد الله الحراني القزاز أبوه الحنبلي ابن أخت المحدث سراج الدين ابن شحانة ولد سنة ثمان عشرة بحران فيما زعم سمع صحيح البخاري من ابن روزبه أو بعضه وسمع من إبراهيم بن الخير والمؤتمن بن قميرة وأبي الوقت الركبدار ومحمد بن أبي البدر بن المنى وعلي بن بكروس ومحمد ابن إسماعيل بن الطبال وتفرد بإشياء وسمع بمصر من ابن الجميزي وسمع الصحيح من صالح المدلجي صاحب الماموني وسمع من الضياء ابن النعال والشرف المرسي وابن بنين ومحمد بن عبد الله بن إبراهيم المخزومي وبحلب من ابن خليل وكان زاهدا تاليا لكتاب الله صاحب نوادر ودعابة قال الشيخ شمس الدين حدثني أنه تلا بمكة أزيد من ألف ختمة وأنه اتكأ في ميزاب الرحمة فتلا فيه ختمة فلعله قرأ سورة الإخلاص ثلثا وحدث بدمشق والحجاز توفي سنة خمس وسبع ماية
3 (ابن الدباهي محمد بن أحمد القدوة الزاهد شمس الدين محمد ابن أحمد بن أبي نصر الدباهي))
البغداذي الحنبلي كان من أكابر التجار كأبيه ثم تزهد ولبس عباءة وجاور مدة وتصوف ولقي المشايخ وكان ذا صدق وتأله وأنابة وله مواعظ نافعة قدم دمشق وصحب الشيخ

101
تقي الدين ابن تيمية وكان قوالا بالحق وفيه صفات حميدة يغبط عليها توفي سنة أحدى عشرة وسبع ماية
3 (أبو الوليد أمام محراب المالكية محمد بن أحمد بن قاضي الجماعة أبو الوليد ابن أبي عمر))
بن محمد بن عبد الله بن القاضي أبي جعفر بن الحاج التجيبي الأندلسي القرطبي الأشبيلي المالكي نزيل دمشق أمام محراب المالكية بجامع بني أمية ولد سنة ثمان وثلثين ومات أبوه وجده كلاهما عام أحد وأربعين وورث مالا جزيلا فتمحق بمصادرة السلطان ابن الأحمر له أخذ له في وقت عشرين ألف دينار وعدمت له كتب جليلة ونشأ يتيما في حجر أمه وتحولوا إلى شريش ثم غرناطة ثم شب وقدم تونس وسكنها خمس سنين ثم رحل بولديه أمامي المالكية إلى دمشق فسكنوها وسمعوا من الفخر ابن البخاري وذكر لنيابة القضاء فأمتنع نسخ عدة كتب وكان وقورا منور الشيبة حسن الفضيلة متين الديانة منقبضا عن الناس قال الشيخ شمس الدين سمعت عليه حديثا واحدا وتوفي سنة ثمان عشرة وسبع ماية وكانت له جنازة مشهودة)
عز الدين قاضي الكرك محمد بن أحمد بن إبراهيم القاضي عز الدين الأميوطي الشافعي حكم بالكرك ثلثين سنة تفقه على ضياء الدين ابن عبد الرحيم والنصر ابن الطباخ وأخذ أيضا مذهب مالك عن ابن الأبياري قاضي الثغر وبحث عليه مختصر ابن الحاجب وقرأ بالسبع على النور الكفتي والمكين الأسمر وجماعة وتصدر للأقراء وتخرج به فقهاء وكان من جلة العلماء وفيه ورع كمل خمسة وسبعين عاما وتوفي سنة خمس وعشرين وسبع ماية
3 (بدر الدين ابن العطار محمد بن أحمد))
القاضي بدر الدين ابن العطار توفي سنة ست وعشرين وسبع ماية وسيأتي ذكر والده كمال الدين أن شاء الله تعالى في الأحمدين
3 (محمد بن أحمد بن عيسى بن رضوان العسقلاني القاضي فتح الدين))
ولي القضاء بصفد ورأيته مرات ولم أجتمع به غزل به القاضي شرف الدين النهاوندي وعاد فتح الدين إلى القاهرة فيما بعد وهو من بيت علم أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال ثم ولي القضاء باشموم وله نظم ونثر ومولده في العشر الأوسط من شهر رمضان سنة اثنتين وستين وست ماية أنشدني المذكور لنفسه
* تظافر الموت والغلاء
* هذا لعمري هو البلاء
*
* والناس في غفلة وجهل
* لو فطن الناس ما أساءوا
*

102
وأنشدني لنفسه وقد أهدي إليه بسر غليظ النوى رقيق الجلد
* أرسلت لي بسرا حقيقته نوى
* عار فليس لجسمه جلباب
*
* وإذا تباعدت الجسوم فودنا
* باق ونحن على النوى أحباب
* وأنشدني لنفسه
* أني لأوثر أن أرا
* ك ولست أوثر أن تراني
*
* علما بأني في السما
* ع أجل مني في العيان
* وأنشدني لنفسه في مليح محدث
* علقته محدثا
* شرد عن عيني الوسن
*
* حديثه ووجهه
* كلاهما عندي حسن
* وأنشدني لنفسه)
* يا أيها المولى الوزير الذ
* ي أفضاله أوجب تفضيله
*
* أحسنت إجمالا ولم ترض
* بالإجمال إذ أرسلت تفصيله
* قلت شعر جيد فيه قوة ولطف
3 (البجدي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن بن علي الشيخ الصالح الخير المقرئ))
أبو عبد الله البجدي بتشديد الجيم الصالحي الحنبلي سمعوا منه قديما في حياة ابن عبد الدايم ثلاثيات البخاري مرات عن ابن الزبيدي ثم ترددوا فيه فسأله شمس الدين سنة ثلث وسبع ماية بكفر بطنا عن جلية الأمر قال الشيخ شمس الدين فذكر ما يقتضي أن مولده سنة ست وثلثين وأنه من أقران عبد الله بن الشيخ وقال كان لي أخ أسمه اسمى ذاك من أقران القاضي تقي الدين سليمان مات صبيا وسمع من المرسي وخطيب مردا وابرهيم ابن خليل وأجاز له الكثير منهم عبد اللطيف بن القبيطي وعلي بن أبي الفخار وكريمة القرشية وطال عمره وروى الكثير وكان ذا نصيب من صلاة وتأله وتواضع وقناعة وبجد قرية من الزبداني وتوفي سنة اثنتين وعشرين وسبع ماية
3 (المسند الصايغ المقرئ محمد بن أحمد بن عبد الخالق بن علي ابن سالم بن مكي الخطيب))
شيخ القراء ومسندهم تقي الدين أبو عبد الله المصري الشافعي المشهور بالصايغ ولد سنة ست وثلثين وتلا بعدة كتب على الكمال الضرير والكمال ابن فارس والتقي الناشري وسمع من الرشيد العطار وجماعة وأعاد بالطيبرسية وغيرها وكان شاهدا عاقدا خيرا صالحا

103
متواضعا صاحب فنون صحب الرضى الشاطبي مدة وتضلع من اللغة وسمع صحيح مسلم من ابن البرهان وكان يدري القراءات ويعلل ويناظر صنف خطبا للجمع وابتدأ كل خطبة بعلامة قاض وجودها وكتب الختمة في سبعة وعشرين يوما وتلا عليه أيمة مثل البرهان الحكري وأسمعيل العجمي وابن غدير وأبي اسحق الرشيدي والجمال ابن عوسجة وتاج الدين ابن مكتوم وعلى الحلبي الضرير وعوض السعدي ومحمد ابن الزمرذي وأبي العباس العكبري النحوي والقاضي بهاء الدين ابن عقيل والشمس العزب وخلق سواهم توفي سنة خمس وعشرين وسبع ماية
3 (المسند شمس الدين ابن الزراد محمد بن أحمد بن أبي الهيجاء الشيخ المسند الرحلة الصدوق))
شمس الدين أبو عبد الله الصالحي ابن الزراد الحريري)
ولد سنة ست وأربعين وسمع بعد الخميس من البلخي ومحمد بن عبد الهادي وأخيه والعماد بن النحاس واليلداني والصدر البكري وخطيب مردا وابرهيم بن خليل والفقيه
اليونيني وعدة وسمع الكتب الكبار وتفرد وروي الكثير خرج له الشيخ الدين مشيخة وكان دينا متواضعا يتجبر ويرتفق ثم ضعف حاله وافتقر وساء ذهنه قبل موته وتبلغم وكان له نظم
3 (تاج الدين ابن قدس محمد بن أحمد بن هبة الله بن قدس تاج الدين الأرمنتي))
كان مقرئا فاضلا وكان أمام المدرسة الظاهرية بالقاهرة توفي بالقاهرة في حدود السبع ماية من شعره
* قد قلت إذ لج في معاتبتي
* وظن أن الملال من قبلي
*
* خدك ذا الأشعري حنفني
* وكان من أحمد المذاهب لي
*
* حسنك ما زال شافعي أبدا
* يا مالكي كيف صرت معتزلي
* ومنه
* احفظ لسانك لا أقول فإن أقل
* فنصيحة تخفي على الجلاس
*
* وأعيذ نفسي من هجايك فالذي
* يهجي يكون معظما في الناس
*
3 (المصغوني محمد بن أحمد بن فتوح المحدث العالم أبو الفضل))
المصغوني بالميم والصاد المهملة والغين المعجمة وواو بعدها نون وياء النسبة الأسكندراني قدم دمشق وطلب الحديث سنة ثلث عشرة وسبع ماية وقرأ الصحيح على بنت المنجا وسمع من القاضي تقي الدين وطايفة قال الشيخ شمس الدين ذاكرته وعلقت عنه شيئا وكان دينا عاقلا فاضلا ولد قبل الثمانين وست ماية وتوفي رحمه الله تعالى في ذي الحجة سنة أربعين وسبع ماية وحدث عن التاج الغرافي

104
3 (كمال الدين الجعفري محمد بن أحمد بن يعقوب الأمام الفقيه))
كمال الدين أبو عبد الله الهاشمي الجعفري الدمشقي الكاتب ولد سنة نيف وسبع ماية وطلب الحديث في وقت ودار على الشيوخ وكتب الطباق سمع من الحجار والعفيف الآمدي وله محفوظات وكان توجه لكتابة الدرج بالرحبة ووكالة بيت المال بها بعدي في سنة أحدى وثلثين وسبع ماية وأقام بها مدة ثم حضر إلى دمشق وتوجه إلى ثغر جعبر كاتب درج أيضا وأقام مديدة ثم حضر إلى دمشق وباشر في ديوان الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى ثم)
توجه إلى مصر وباشر في ديوان الأسرى بدمشق وبيده فقاهات في المدارس ولما كان في سنة ست وأربعين وسبع ماية في أواخرها دخل ديوان الإنشاء بدمشق في آخر أيام الأمير سيف الدين يلبغا رحمه الله تعالى
3 (المعمر ابن منعة محمد بن منعة بالنون الساكنة والعين المهملة ابن مطرف بن طريف))
القنوى ثم الصالحي الشيخ الصالح المعمر شمس الدين أبو يوسف مولده سنة خمس وثلثين وسمع من عبد الحق بن خلف جزء ابن عرفة حضورا وسمع من ابن قميرة أن شاء الله والمرسي واليلداني وأجاز له ابن يعيش النحوي والحافظ الضياء وابرهيم ابن الخشوعي وحدث بالكثير قال الشيخ شمس الدين وكان خيرا أمينا مات في المحرم سنة سبع وعشرين وسبع ماية وله اثنتان وتسعون سنة وكان يعرف مضيه للسماع من ابن قميرة بدرب السوسي وإنما لم يجزم لأن له أخوين بإسمه
3 (عز الدين ابن القلانسي المحتسب محمد بن أحمد بن محمد ابن أحمد بن محمود))
القاضي عز الدين ابن القلانسي العقيلي ناظر الخزانة ومحتسب دمشق توفي سنة ست وثلثين وسبع ماية وكان يرجع إلى سكون ودين وخمد في مباشراته ولما شهد الجماعة بأن الصاحب شمس الدين غبريال إنما عمر أملاكه من بيت المال لأنه كان فقيرا طلب ليشهد بذلك فأمتنع وقال كيف أشهد بذلك وهو في كل شهر يصرف له جامكية وغيرها من بيت المال بمبلغ عشرة آلاف درهم وله هذه المدة الطويلة الزمانية يتناول ذلك ومن كان كذلك ما يكون فقيرا ولم يشهد فقيل له أنك تعزل من وظايفك فلم يوافق وعزل ولم يشهد ولما بلغ السلطان ذلك أعجبه دينه ولم يحل وقف أملاك الصاحب
3 (القاضي شمس الدين ابن القماح محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن حيدرة بن علي القرشي))
المصري هو القاضي الأمام شمس الدين أبو عبد الله المعروف بابن القماح الشافعي سمع من أبي أسحق إبراهيم بن عمر بن مضر صحيح مسلم إلا قليلا ومن النجيب عبد اللطيف والعز عبد العزيز ابني عبد المنعم بن علي بن الصيقل الحراني وعبد الرحيم بن يوسف ابن خطيب

105
المزة وقاضي القضاة تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين الشافعي في آخرين وحدث وتفقه وبرع)
وأعاد وأفتى وناب في الحكم على باب الجامع الصالحي بظاهر القاهرة ودرس بالمدرسة المجاورة لقبر الأمام الشافعي بالقرافة قال الشيخ شمس الدين كان آية في حفظ القرآن الكريم وفي الذكاء مشطورا في الفتاوى وناب عن قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة في تدريس الكاملية مدة غيبته في الحجاز وجمع مجاميع مفيدة وعلى ذهنه وفيات وتواريخ وحكايات ونوادر مولده سنة ست وخمسين وست ماية قلت أجاز لي بالقاهرة سنة ثمان وعشرين وسبع ماية
3 (تاج الدين الدشناوي الشافعي محمد بن أحمد بن عبد الرحمن ابن محمد))
تاج الدين ابن الشيخ جلال الدين الدشناوي محتدا القوصي مولدا ودارا ووفاة عالم فاضل محدث أديب شاعر كريم الأخلاق طيب العشرة قوي الجنان فصيح اللسان قرأ القراءات على الشيخ نجم الدين عبد السلام بن حفاظ وسمع على المنذري وعلى الرشيد العطار وتقي الدين ابن دقيق العيد والحافظ الدمياطي وغيرهم وحدث بقوص ومصر والقاهرة والإسكندرية وسمع منه ابن سيد الناس فتح الدين والشيخ عبد الكريم بن عبد النور وفخر الدين عثمان النويري المالكي وسراج الدين عبد اللطيف بن الكويك وغيرهم وأخذ الفقه عن الشيخ مجد الدين ابن دقيق العيد وعن والده جلال الدين الدشناوي والشيخ بهاء الدين هبة الله القفطي ودرس بالفاضلية بالقاهرة نيابة عن الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد ودرس بالعزية بظاهر قوص والمدرسة النجمية والمدرسة السراجية وأفتى وحدث مولده سنة ست وأربعين وست ماية وتوفي سنة اثنتين وعشرين وسبع ماية قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي أنشدني شيخنا تاج الدين قال أنشدني الشيخ شمس الدين التونسي
* أصبر على حادثة أقبلت
* فهي سواء والتي ولت
*
* وأرهف العزم فليس الظبي
* تفري وتبري كالتي كلت
* قال فنظمت هذه الأبيات وأنشدتها للشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد فاستحسنها وهي
* ليت يدا صدت حبيبا أتى
* للوصل يشفي غلتي غلت
*
* قضيت قدما معه عيشة
* يا ليت فيها مدتي مدت
*
* لو لم أرض نفسي بصبر غدا
* ساعة صد جنتي جنت
* قال وأنشدني لنفسه)
* الشين في الشيخ من شرب غدا كدرا
* فلم تعفه نفوس الغانيات سدى
*
* والياء من يأس أن تصبوا إليه وقد
* بدت لها لحمة من شيبه وسدى
*
* والخاء من خوف أن تقضي له فترى
* ما أبيض من شعره في جيدها مسدا
*

106
قال الفاضل كمال الدين ومما نظمته أنا في ذلك قولي
* الشين في الشيخ من شين ألم به
* والياء يأس من اللذات والهمم
*
* والخاء من خامر الجسم الصحيح أذى
* يقصي قواه ويدنيه من العدم
* ومن شعر الشيخ تاج الدين
* ولولا رجاي أن شملي بعد ما
* تشتت بالبين المشت سيجمع
*
* لما بقيت مني بقايا حشاشة
* تحال على طيف الخيال فتقنع
* ومنه
* عجزت عن قصة الطبيب وعن
* قصة أخذ الشراب أن وصفه
*
* والحال أبدت لمن تميزها
* تعجبا ساء مصدرا وصفه
*
3 (الشيخ محمد ابن تمام محمد بن أحمد بن تمام بن كيسان أبو عبد الله الصالحي الحنبلي))
الخياط هو الشيخ البركة أخو الشيخ تقي الدين ابن تمام ولد بطريق الحج سنة أحدى وخمسين وست ماية وسمع سنة ست وخمسين من عمر بن عوة التاجر وتمام السروري ومن ابن عبد الدايم وعبد الوهاب ابن محمد ومن والده عن القزويني خرج له الشيخ شمس الدين مشيخة في جزء ضخم وسمع منه خلق كثير واشتهر بالصلاح والتواضع وطال عمره وحدث أكثر من أربعين سنة وكان يرتزق من خياطة الخام ومما يفتح عليه ويطعم ويؤثر وكان مليح الوجه بساما لين الكلمة أمارا بالمعروف له وقع في لقلوب ومحبة في الصدور نشأ في تصون وعفاف وتفقه قليلا وصحب الأخيار كالشيخ شمس الدين ابن الكمال ورافق الأمام شمس الدين ابن مسلم والشيخ علي بن نفيس وكان الأمير سيف الدين تنكز يكرمه ويزوره ويذهب هو إليه ويشفع عنده ومتع بحواسه وابطأ شيبه قال الشيخ شمس الدين روى لنا عن المؤتمن بن قميرة وتوفي في ثالث عشر ربيع الأول سنة أحدى وأربعين وسبع ماية بمنزلة وشيعه خلق عظيم وهو أخو الشيخ تقي الدين عبد الله بن تمام الأديب الفاضل وسيأتي ذكره أن شاء الله تعالى قلت وقد أجاز لي أيضا بخطه في سنة تسع)
وعشرين وسبع ماية بدمشق
3 (محمد بن أحمد بن خالد بن محمد بن أبي بكر الفارقي الشيخ بدر الدين ابن الصدر شمس))
الدين أجاز لي محمد بن أحمد بن إبراهيم بن حيدرة

107
ابن المنجا ناظر الجامع محمد بن أحمد بن المنجا الشيخ عز الدين ابن الشيخ شمس الدين التنوخي الحنبلي ناظر الجامع الأموي بدمشق وابن عم قاضي القضاة علاء الدين الحنبلي حسن الشكل والعمة تام القامة ريض الأخلاق بسام الثغر فيه رياسة وسكون وكان جماعة للكتب اقتني منها شيئا كثيرا وكان يميل إلى الشافعية ويؤثرهم ويحبهم عزل من الجامع بعد ما كمل عمارته وعمارة المأذنة الشرقية وغيرها من أوقاف الجامع من أحسن ما يكون وبقي بطالا مدة ثم أنه تولى الحسبة بدمشق فباشرها قليلا قريبا من خمسة أشهر وتوفي رحمه الله في عشرين جمدى الأولى سنة ست وأربعين وسبع ماية وخلف عليه ديونا كثيرة لم تف بها التركة ابن الفوية محمد بن أحمد بن محمد الأسكندراني الصوفي شمس الدين المعروف بابن الفوية اجتمعت به غير مرة بالقاهرة وتوفي سنة تسع وأربعين وسبع ماية في طاعون مصر وكان قد نسك آخر عمره وأنشدني كثيرا من شعره فمن ذلك قوله
* لي أم من أصلح الناس تدعو
* لي رب السماء سرا وجهرا
*
* جعل الله كل يابسة يا
* نور عيني بين كفيك خضرا
*
* فأستجيب الدعاء في وما ر
* دت يداها من المواهب صفرا
*
* فلذا لا أفيق ظهرا وعصرا
* سكرة لا ولا عشاء وفجرا
* وأنشدني أيضا له
* أعجامنا قد أصبحت قلوبهم
* وجدا يحب الخانقات خافقه
*
* لا تعجبوا فكل كلب نابح
* ولا يحب الكلب إلا خائفه
* وأنشدني له أيضا وقالوا الشيخ مجد الدين شيخ الجهالة والبلاده فقلت وأوحد في اللياط وفي القياده وزيدوا أن أردتم وشيخ النحس زاده)
كتب المولى جمال الدين محمد بن نباتة إلى شمس الدين ابن الفوية
* واحربا من سوالف الخشف
* والنواعس الوطف
* كم لك يا خشف من فتى وامق لنون صدغيك يعبد الخالق

108
يا لكما من رشا ومن عاشق
* من ذا ومن نون صدغ ذا قل في
* عابد على حرف
* سكنت عندي بيتا هو القلب وغبت عن ناظري فلا عتب يفديك يا بدر هايم صب
* بمنزل القلب منه تستكفي
* لا بمنزل الطرف
* جادت جفوني بالأدمع الحمر جود ابن فضل الإله بالتبر لله منه جواد ذا الدهر
* يمسك جود الحيا عن الوكف
* وهو جايد الكف
* أنظر لآثار مجده العالي وصنعه بالعدى وبالمال صنعة نحو بديعة الحال
* فالمال نحو العفاة للصرف
* والعداة للحذف
* ختام ذكر العلي به مسك وان لفظي لفضله سلك وصفي وجدواه ليس ينفك فليس يخلى يدايمن عرفأو علاه من وصف وأغيد زاره مخالفه وعاد بعد الجفا يساعفه وقال لما مشى يكاثفه)
* أصبح بعد الجفاء والخلف
* كالطراز على كتفي
* فكتب الجواب إليه عن ذلك
* زهر أم الزهر يانع القطف
* من كمايم السجف
* رياض حسن قد راضها الدل من ورد خد فيه الحيا طل وآس صدغ فيه الحيا ظل
* كففت عن هصر زهرها كفي
* إذ رعيت بالطرف
*

109
من لي ببدر حشاشتي أفقه يزيده حسن وجهه طلقه لو جال في سمع عاذلي نطقه
* لقال فيه بالصوت والحرف
* عاذلي بلا خلف
* قلت وصدغ في الخد قد عقرب ونمل ذاك العذار فيه دب وحسنه في طرازه المذهب
* يا واو صدغ من لين العطف
* هل أتيت للعطف
* قال وأبدي ابتسامه درا أعطيت نظم الجمال والنثرا ونطقه فأتخذتهم ثغرا
* وصنتهم في مواضع الرشف
* لا مواضع الشنف
* أشرف يا بني نباتة الأدب وقد نشا في القريض والخطب فهم ولو لم يضمهم نسب
* بينهم نسبة من الظرف
* والبيان واللطف
* وغادة دون حسنها الوصف يثقلها عند خطوها الردف)
قالت وأمواج ردفها تطفو
* هذا الثقيل ردفي يعتمد خلفي
* أمشي ينقطع خلفي
*
3 (ابن جابر محمد بن أحمد بن علي بن جابر الأندلسي الضرير أبو عبد الله الهواري المريي))
عرف بابن جابر قدم إلى دمشق وسمع بها على أشياخ عصره وتوجه من دمشق إلى حلب في أخريات سنة ثلث وأربعين وسبع ماية اجتمعت به وسألته عن مولده فقال سنة ثمان وتسعين وست ماية بالمرية وقرأ القرآن والنحو على أبي الحسن علي بن محمد بن أبي العيش والفقه لمالك رضي الله عنه علي أبي عبد الله محمد بن سعيد الرندي وسمع علي أبي عبد الله محمد الزواوي صحيح البخاري غير كامل وينظم الشعر جيدا وأنشدني شيئا من شعره وكتب إلي يستجيزني

110
* أن البراعة لفظ أنت معناه
* وكل شيء بديع أنت معناه
*
* أنشاد نظمك أشهى عند سامعه
* من نظم غيرك لو أسحق غناه
*
* تحجب الشعر عن قوم وقد جهدوا
* وعندنا جئته أبدي محياه
*
* أتيت منه بمثل الروض مبتسما
* فلو تكلم زهر الروض حياه
*
* حجرت بعد ابن حجر أن يحوز فتى
* محاسن الشعر إلا كنت إياه
*
* وهل خليل إذا عدت محاسنه
* إلا حبيب إذا عدت مزاياه
*
* إذا المعري رامت ذكره بلد
* قلنا لها الصفدي اليوم أنساه
*
* أعلام كل بديع راق سامعه
* أعلام فجر تلقهن كفاه
*
* ما لذة السمع إلا من فوايده
* ولا لفض ختام العلم إلا هو
*
* يا مشبه البحر فيما حاز من درر
* لكن وردك عذب أن وردناه
*
* حليت أسماعنا بالدر منك وما
* كمال ذلك إلا أن رويناه
*
* تلك الذخاير أولى ما نسير بها
* للغرب مغربة فيما سمعناه
*
* كذا الكواكب شرق الأرض مطلعها
* وكلها أبدا للغرب مسراه
*
* أن ابن جابر أن تسأله معرفة
* محمد عند من نادى فسماه
*
* لما عمرت مجال السمع منه بما
* لو جال في سمع ملحود لأحياه
*
* وأفاكم مستجيزا والإجازة من
* أمثالك اليوم أحدى ما سألناه)
* (فألفظ مجيزا لنا ما صغت من كلم
* ينازع الروض مرآه ورياه
*
* نظم ونثر يهز السامعين له
* لو صيغ للدر حلى كان إياه
*
* إجازة شملت ما قد رويت وما
* الفت يا نخبة فيمن رأيناه
*
* فعش لنظم المعاني في مواقعها
* ودم لوارف عز طاب مجناه
* فكتبت له إجازة صدرتها بقولي
* يا فاضلا كرمت فينا سجاياه
* وخصنا باللآلى من هداياه
*
* خصصتني بقريض شف جوهره
* لما تألق منه نور معناه
*
* من كل بيت مبانيه مشيدة
* كم من خبايا معان في زواياه
*
* إذا أديرت قوافيه وقد ثمل ال
* نديم أغنته عن راح تعاطاه
*
* وغير مستنكر من أهل أندلس
* لطف إذا هب من روض عرفناه
*
* هم فوارس ميدان البلاغة في
* يوم الفصاحة أن خطوا وأن فاهو
*
* إيه تفضلت بالنظم البديع فما
* أعلاه عندي من عقد وأغلاه
*

111
* أقسمت لو سمعته أذن ذي حزن
* في الدهر الهمه البشري والهاه
*
* أشرت فيه بأمر ما أقابله
* إلا بطاعة عبد خاف مولاه
*
* ولست أهلا لأن تروى فضايح ما
* عندي لأني من التقصير أخشاه
*
* وليس إلا الذي ترضاه فأرو عن ال
* مملوك ما رحت تهواه وترضاه
*
3 (بدر الدين ابن بصخان محمد بن أحمد بن بصخان بفتح الباء الموحدة وسكون الصاد المهملة))
وبعد الخاء المعجمة ألف ونون ابن عيد الدولة الأمام شيخ القراء بدر الدين أبو عبد الله ابن السراج الدمشقي المقرئ النحوي ولد سنة ثمان وستين وست ماية وسمع الكثير بعد الثمانين من أبي أسحق اللمتوني والعز ابن الفراء والأمام عز الدين الفاروثي وطايفة وعني بالقراءات سنة تسعين وبعدها فقرأ للحرميين وأبي عمر علي رضي الدين
ابن دبوقا ولابن عامر على جمال الدين الفاضلي ولم يكمل عليه ختمة الجمع ثم كمل على الدمياطي وبرهان الدين الأسكندراني وتلا لعاصم ختمة على الخطيب شرف الدين الفزاري ولازمه مدة وقرأ عليه شرح القصيد لأبي شامة قال الشيخ شمس الدين وترددنا جميعا إلى الشيخ المجد عليه في القصيد ثم حج غير مرة وانجفل عام سبع ماية إلى مصر)
وجلس في حانوت تاجرا قبل على العربية فأحكم كثيرا منها وقدم دمشق بعد سنة أعوام وتصدي لأقراء القراءات والنحو وقصده الطلبة وظهرت فضايله وبهرت معارفه وبعد صيته ثم أنه اقرأ لأبي عمرو بأدغام الحمير لتركبوها وبابه ورآه سايغا في العربية والتزم أخراجه من القصيد وصمم على ذلك مع اعترافه بأنه لم يقل به أحد وقال أنا قد أذن لي في الأقراء بما في القصيدة وهذا يخرج منها فقام عليه شيخنا المجد وابن الزملكاني وغيرهما فطلبه قاضي القضاة ابن صصري بحضورهم وراجعوه وباحثوه فلم ينته فمنعه الحاكم من الأقراء بذلك وأمره بموافقة الجمهور فتألم وأمتنع من الأقراء جملة ثم أنه أستخار الله تعالى في الأقراء بالجامع وجلس للأفادة فأزدحم عليه المقرئون وأخذوا عنه واقرأ العربية وله ملك يقوم بمصالحه ولم يتناول من الجهات درهما ولا طلب جهة مع كمال أهليته قال الشيخ شمس الدين وذهنه متوسط لا بأس به ثم ولي بلا طلب مشيخة التربة الصالحية بعد مجد الدين التونسي بحكم أنه اقرأ من بدمشق في زمانه قلت وأشهر عنه أنه لا يأكل إلا اللحم مصلوقة والحلاوة السكرية لا غير ولم يأكل المشمش عمره ومن شعره في المشمش
* قد كسر المشمش قلبي ولم
* أكسر له منذ أتى قلبا
*
* لسعره الغالي وعسري معا
* وأستحي أن القط الحبا
*

112
وكان يدخل الحمام وعلى رأسه قبع لباد غليظ فإذا تغسل رفعه وإذا بطل قلب الماء أعاده فأورثه ذلك ضعفا في البصر وكان له قعدد في جلوسه ومشيته لا يتنخم ولا يبصق إذا كان جالسا للأقراء وتوفي رحمه الله تعالى خامس ذي الحجة سنة ثلث وأربعين وسبع ماية بدمشق وكان حسن البزة والعمة منور الشيبة طيب النغمة جيد الأداء أنشدني شمس الدين محمد بن يوسف الخياط قال أنشدني من لفظه لنفسه
* كلما اخترت أن ترى يوسف الحس
* ن فخذ في يمينك المرآة
*
* وأنظرا في صفايها تبصرته
* وأعذرا من لأجل ذا الحسن باتا
*
* لا يذوق الرقاد شوقا إليه
* قلق القلب لا يطيق ثباتا
* وأنشدني بالسند المذكور له في مليح دخل الحمام مع عمه فلما جعل السدر على وجهه قلب الماء عليه أسود كان هناك)
* وبروحي ظبي على وجهه السد
* ر وقد أغمض الجفون لذلك
*
* قايلا عند ذاك حين أتاه
* يسكب الماء عليه أسود حالك
*
* من ترى الذي يصب أعمى
* قلت بل ذا الذي يصب كخالك
* قلت قد حقق الشيخ بدر الدين رحمه الله ما قيل عن شعر النحاة من الثقالة على أنني ما أعتقد أن أحدا رضي لنفسه أن ينظم هكذا والذي أظنه أنه تعمد هذا التراكيب القلقة وإلا فما في طباع أحد يعاني النظم هذا التعسف ولا هذه الركاكة ولكن المعاني جيدة ودخل يوما هو والشيخ نجم الدين القحفازي في درب العجم وبه ظروف زيت فعثر في أحدها فقال الشيخ نجم الدين تعسنا في ظرف المكان فقال الشيخ بدر الدين لأنك تمشي بلا تمييز فقال أن ذا حال نحس أجاز لي رحمه الله جميع ما صنفه ونظمه
وسمعه وكتب لي بخطه سنة ثمان وعشرين وسبع ماية
3 (ابن عبد الهادي الحنبلي محمد بن أحمد بن عبد الهادي ابن عبد الحميد بن عبد الهادي بن))
يوسف بن محمد بن قدامة شمس الدين الحنبلي مولده سنة خمس وسبع ماية وتوفي في العشر الأول من جمادى الأولى سنة أربع وأربعين وسبع ماية سمع القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة وأبا بكر بن عبد الدايم وعيسى المطعم وأحمد بن أبي طالب الحجار وأكثر عن محمد الزراد وسعد الدين ابن سعد وعدة وتفقه بالقاضي شمس الدين ابن مسلم وتردد كثيرا إلى العلامة تقي الدين ابن تميية وأخذ العربية عن أبي العباس الأندرشي وعلق على التسهيل مجلدتين وتأذى بذلك أبو العباس الأندرشي وأخذ بعض القراءات تفقها عن ابن بصخان وحفظ كتبا منها أرجوزة الحويي في علم الحديث والشاطبية والرائية والمقنع ومختصر ابن الحاجب وعلق على أحاديثه وعمل تراجم الحفاظ وعمل كتاب الأحكام ولم يكمل قيل لي أنه في ثمان مجلدات وله غير

113
ذلك وكان أخيرا قد نزل عن وظايفه بالمدارس ليلازم الاشتغال والعمل ولو عمر لكان يكون من أفراد الزمان رأيته يواقف الشيخ جمال الدين المزي ويرد عليه في أسماء الرجال واجتمعت به غير مرة وكنت اسأله اسولة أدبية واسولة نحوية فأجده كأنه كان البارحة يراجعها لأستحضاره ما يتعلق بذلك وكان صافي الذهن جيد البحث صحيح النظر موقع الجزيرة محمد بن أحمد بن عبد السيد هو شرف الدين ابن عماد الدين ابن شرف الدين العوفي الجزيري موقع الجزيرة شيخ حسن حلو العبارة فصيحها له نظم ونثر وكتابة حسنة)
وله على الدولة خدم ومناصحات رتب له السلطان على ذلك راتبا أنحنى كبرا ومشى على عكازة سألته عن مولده فقال في تاسع شهر رمضان سنة خمس وستين وست ماية أنشدني لنفسه كثيرا فمنه قوله
* بكت دررا بكيت لها عقيقا
* فصار قلايدا فوق الصدور
*
* فلم أر مثل أدمعنا عقودا
* نقلن من البحور إلى النحور
* ومنه وقد سكن بين السورين بدمشق
* تبا لساكن جانب النهر الذي
* في جلق فمقام ساكنه عنا
*
* أن بلت يغتسل الذي تحتي به
* أو بال من فوقي أغتسلت به أنا
* قلت من قول القايل في شيزر
* النهر أضحى كالطبيعة لونه
* من غير ما سقم عراه ولا ضني
*
* أخرى فيشربه الذي تحتي كما
* يخرى الذي فوقي فأشربه أنا
* ومنه في غلاية
* ما قبة حمراء أن شئت أن
* تحملها يا سيدي تحمل
*
* الماء في ظاهرها ساكن
* والنار في باطنها تشعل
*
3 (الشيخ شمس الدين الذهبي محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الشيخ الأمام العلامة الحافظ))
شمس الدين أبو عبد الله الذهبي حافظ لا يجاري ولا فظ لا يباري اتقن الحديث ورجاله ونظر علله وأحواله وعرف تراجم الناس وأزال الإبهام في تواريخهم

114
والألباس من ذهن يتوقد ذكاؤه ويصح إلى الذهب نسبته وانتماؤه جمع الكثير ونفع الجم الغفير وأكثر من التصنيف ووفر بالأختصار مؤنة التطويل في التأليف وقف الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني رحمه الله على تاريخه الكبير المسمى بتاريخ الإسلام جزءا بعد جزء إلى أن أنهاه مطالعة وقال هذا كتاب علم اجتمعت به واخذت عنه وقرأت عليه كثيرا من تصانيفه ولم أجد عنده جمود المحدثين ولا كودنة النقلة بل هو فقيه النظر له دربة بأقوال الناس ومذاهب الأيمة من السلف وأرباب المقالات وأعجبني منه ما يعانيه في تصانيفه من أنه لا يتعدى حديثا يورده حتى يبين ما فيه من ضعف متن أو ظلام أسناد أو طعن في رواته وهذا لم أر غيره يراعى هذه الفايدة فيما يورده ومن تصانيفه تاريخ)
الإسلام وقد قرأت عليه منه المغازي والسيرة النبوية إلى آخر أيام الحسن وجميع الحوادث إلى آخر سنة سبع ماية وتاريخ النبلاء والدول الإسلامية وطبقات القراء وسماه معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار تناولته منه وأجازني روايته وكتبت عليه
* عليك بهذه الطبقات فأصعد
* إليها بالثنا أن كنت راقي
*
* تجدها سبعة من بعد عشر
* كنظم الدر في حسن أتساق
*
* تجلى عنك ظلمة كل جهل
* به أضحى مقالك في وثاق
*
* فنور الشمس أحسن ما تراه
* إذا ما لاح في السبع الطباق
* وطبقات الخفاظ مجلدين ميزان الاعتدال ف الرجال في ثلاثة أسفار كتاب المشتبه في الأسماء والأنساب مجلد نبأ الدجال مجلد تذهيب التهذيب أختصار تهذيب الكمال للشيخ الحافظ جمال الدين المزي أختصار كتاب الأطراف للمزي أيضا الكاشف أختصار التذهيب أختصار السنن الكبير للبيهقي تنقيح أحاديث التعليق لابن الجوزي المستحلي أختصار المحلي المقتني من الكني المغنى في الضعفاء العبر في خبر من غبر مجلدان أختصار المستدرك للحاكم أختصار تاريخ ابن عساكر في عشرة أسفار أختصار تاريخ الخطيب مجلدان أختصار تاريخ نيسابور مجلد الكباير جزآن تحريم الأدبار جزآن أخبار السد أحاديث مختصر ابن الحاجب توقيف أهل التوفيق على مناقب الصديق نعم السمر في سيرة عمر التبيان في مناقب عثمان فتح المطالب في أخبار علي بن أبي طالب وقرأته عليه معجم أشياخه وهم ألف وثلث ماية شيخ أختصار كتاب الجهاد

115
لبهاء الدين ابن عساكر ما بعد الموت مجلد أختصار كتاب القدر للبيهقي ثلاثة أجزاء هالة البدر في عدد أهل بدر أختصار تقويم البلدان لصاحب حماة نغض الجعبة في أخبار شعبة قض نهارك بأخبار ابن المبارك أخبار أبي مسلم الخراساني وله في تراجم الأعيان لكل واحد مصنف قايم الذات مثل الأيمة الأربع ومن جرى مجراهم لكنه أدخل الكل في تاريخ النبلاء أخبرني من لفظه بمولده قال في ربيع الآخر سنة ثلث وسبعين وست ماية وأرتحل وسمع بدمشق وبعلبك وحمص وحماة وحلب وطرابلس ونابلس والرملة وبلبيس والقاهرة والإسكندرية والحجاز والقدس وغيرها وتوفي رحمه الله تعالى ليلة الاثنين ثالث ذي القعدة سنة ثمان وأربعين وسبع ماية ودفن في مقابر باب الصغير أخبرني العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي قال عدته ليلة مات فقلت له كيف)
تجدك قال في السياق وكان قد أضر رحمه الله تعالى قبل موته بأربع سنين أو أكثر بماء نزل في عينيه فكان يتأذى ويغضب إذا قيل له لو قدحت هذا لرجع إليك بصرك ويقول ليس هذا بماء وإنما أعرف بنفسي لأنني ما زال بصري ينقص قليلا قليلا إلى أن تكامل عدمه وقلت أنا أرثيه
* لما قضى شيخنا وعالمنا
* ومات في التاريخ والنسب
*
* قلت عجيب وحق ذا عجبا
* كيف تحظى البلى إلى الذهب
* وقلت أيضا
* أشمس الدين غبت وكل شمس
* يغيب وزال عنا ظل فضلك
*
* وكم ورخت أنت وفاة شخص
* وما ورخت قط وفاة مثلك
* أنشدني من لفظه لنفسه مضمنا وهو تخيل جيد إلى الغاية
* إذا قرأ الحديث على شخص
* وأخلى موضعا لوفاة مثلي
*
* فما جازي بإحسان لأني
* أريد حياته ويريد قتلي
* وأنشدني من لفظه لنفسه
* لو أن سفين على حفظه
* في بعض همي نسي الماضي
*
* نفسي وعرسي ثم ضرسي سعوا
* في غربتي والشيخ والقاضي
* وأنشدني من لفظه لنفسه
* العلم قال الله قال رسوله
* أن صح والإجماع فأجهد فيه
*
* وحذار من نصب الخلاف جهالة
* بين الرسول وبين رأى فقيه
* وأنشدني أيضا من لفظه لنفسه

116
* أفق ما معنى بجمع الحطام
* ودرس الكلام ومين يصاغ
*
* ولازم تلاوة خير الكلام
* وجانب أناسا عن الحق زاغوا
*
* ولا تخدعا عن صحيح الحديث
* فما في محق لرأي مساغ
*
* وما للتقي وللبحث في
* علوم الأوايل يوما فراغ
*
* بلاغا من الله فأسمع وعش
* قنوعا فما العيش إلا بلاغ
* ولما توفي الشيخ علم الدين البرزالي تولى الشيخ شمس الدين تدريس الحديث بالمدرسة)
النفيسية وأمامتها عوضا عنه وكتبت له توقيعا بذلك وهو رسم بالأمر العالي لا زالت أوامره المطاعة تطلع في آفاق المدارس شمسا وتزيل بمن توليه عن المشكلات لبسا أن يرتب المجلس السامي الشيخي الشمسي في كذا وكذا علما بأنه علامة وحافظ متى أطلق هذا الوصف كان علما عليه وعلامة ومتبحر أشبه البحر اطلاعه والدر كلامه
ومترجم رفع لمن ذكره في تاريخ الإسلام أعلامه فالبخاري طاب أرج ثنايه عليه ومسلم أول مؤمن بأن هذا الفن انتهى إليه وأبو داود يحمد آثاره في سلوك سنن السنن والترمذي يخال أنه فداه بنور ناظره من آفات دار الفتن والنسائي لو نسأ الله في أجله لرأي منه عجبا وابن ماجة لو عاين ما جاء به ماج له طربا فليباشر ما فوض إليه مباشرة تليق بمحاسنه وتدل طالبي الصواب على مظانه وأماكنه ويبين لهم طرق الرواية فالفقه حلة وعلم الحديث علمها وطرازها والرواية حقيقة ومعرفة الرجال مجازها ويتكلم على الأسانيد ففي بعض الطرق ظلم وظلام ويورد ما عنده من الجرح والتعديل أن بعض الكلام فيه كلام ويوضح أحوال الرواة الذين سلفوا فليس ذاك بعيب وما لجرح بميت أيلام ونيم بما أطلع عليه من تدليسهم فما أحسن روضة هو فيها نمام ويسرد تراجم من مضى من القرون التي أنقضت فكأنها وكأنهم أحلام ويحرض على اتصال السند بالسماع ليكون له من الورق والمداد رصدان ضوء الصبح والأظلام ولا يدع لفظة توهم أشكالا فالشمس تمحو حندس الأوهام حتى يقول الناس أن شعبة منك شعبة وأبا زرعة لم تترك عنده من الفضل حبة وابن حزم ترك الحزم وما تنبه وابن عساكر توجس منك رعبه وابن الجوزي عدم لبه وأكل الحسد قلبه ولا تغفل عن الزام الطلبة بالتكرار على المتون الصحيحة دون السقيمة فما يستوى الطيب والخبيث وذكرهم بقوله عليه السلام من حفظ على أمتي أربعين حديثا وأن كان الحفظ

117
بمعنى الجمع فالعمل بظاهر الحديث فأنت ذو الصفات التي اشتهرت والفضايل التي بهرت والدربة التي أقتدرت على هذا الفن ومهرت والفوايد التي ملأت الأمصار وظهرت والحجج التي غلبت الخصوم وقهرت لم تضع وقتا من زمانك أما أن تسمع أو تلقي أو تنتقي وأما أن تجتهد في نصرة مذهب الشافعي رضي الله عنه حتى كأنك البيهقي وأما أن تصنف ما يتمنى بقي ابن مخلد لو عاش له وبقي وأنت أدري بشروط الواقف رحمه الله فأرعها وأتبع أصلها وفرعها وأهد الدعاء له عقيب كل ميعاد وأشركه مع المسلمين في ذلك فأنوار الرحمة تلمع على هذا)
السواد وأذكر من تقدمك فيها بخير ففضله كان مشهورا وأسأل له الجنة من الله ليسرك يوم القيامة إذا أصبح علما منشورا والوصايا كثيرة ومثلك لا ينبه ولا يقاس بغيره ولا يشبه وملاك الأمور تقوى الله تعالى وقد سلكت منها المحجة وملكت بها الحجة فلا تعطل منها جيدك الحالي وأرو ما عندك فيها فسندك فيها عالي والله يمدك بالأعانة ويوفقك للأنابة والأبانة بمنه وكرمه
3 (ابن اللبان الشافعي محمد بن أحمد بن عبد المؤمن الأسعردي الدمشقي))
الشيخ الأمام أبو عبد الله الشافعي المعروف بابن اللبان سمع بدمشق من أبي حفص عمر بن عبد المنعم ابن القواس وانجفل إلى مصر وسمع بها من الشيخ شرف الدين الدمياطي ومن عبد الرحمن بن عبد القوي بن عبد الكريم الخثعمي بطهرمس من الجيزية وحدث بالديار المصرية وسمع منه الطلبة وخرج له شهاب الدين أحمد بن أيبك الدمياطي جزءا من حديثه وتفقه وبرع ودرس بزاوية في جامع عمرو بن العاص ثم بالشافعي وعقد مجالس الوعظ في وقت مولده تقريبا في حدود خمس وثمانين وست ماية ووفاته رحمه الله تعالى في سنة تسع وأربعين وسبع ماية في طاعون مصر
3 (ابن عدلان الشافعي محمد بن أحمد بن عثمان بن إبراهيم بن عدلان بن محمود بن لاحق بن))
داود الكناني أبو عبد الله المصري سمع من العز ابن الصيقل الحراني ومن النظام محمد بن الحسين بن الخليلي مشيخة عمر بن طبرزذ تخريج ابن الدبيثي بإجازتهما منه ومن محمد بن إبراهيم بن ترجم وسمع من الدمياطي أخيرا وأجاز له عبد الله بن عبد الواحد بن علاق وعبد الرحين بن خطيب المزة وأبو بكر محمد بن أحمد بن القسطلاني وغيرهم وحدث وقرأ القرآن على الصفي خليل ابن أبي بكر المراغي وقرأ المفصل على الشيخ بهاء الدين ابن النحاس

118
وقرأ الأصول على الشيخ شمس الدين الأصبهاني وقرأ الفقه على الوجيه البهنسي وبرع في الفقه وشرح مختصر المزني ولم يتم وتوجه رسولا إلى صاحب اليمن في أيام سلار والجاشنكير وباشر الوكالة لأمير موسى ابن الصالح على ابن الملك المنصور ودرس بعدة مدارس وافتى وولي نيابة القضاء للشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد ومولده بعد الستين وتوفي رحمه الله تعالى بين العيدين سنة تسع وأربعين وسبع ماية في طاعون مصر وكان ممن أفتى في أمر السلطان الناصر محمد بن)
قلاون في نوبة الجاشنكير فلما عاد الناصر من الكرك نقم عليه هذا الحال وبقي مدة أيام الناصر وهو عنده ممقوت وقرأ له في وقت القاضي شهاب الدين أحمد بن فضل الله قصة عليه فقال له قل له الذين كانوا يعرفونك ماتوا ثم أنه ولي قضاء العسكر أيام الناصر أحمد بن محمد ولم يزل عليه إلى أن مات
3 (شرف الدين المزي محمد بن أحمد بن أبي بكر بن يوسف الفقيه المقرئ المحدث شرف))
الدين المزي الصوفي حصل وقرأ ونسخ وعمل ثم أنه ترك وظايفه بالشام وتحول إلى مصر وتنزل بخانقاه سري أقوس في سنة سبع وعشرين وسبع ماية وسمع على أشياخ العصر بمصر وسمع بقراءتي كتاب بشرى اللبيب بذكرى الحبيب بخطه على مصنفه الشيخ فتح الدين ابن سيد الناس اليعمري سنة ثمان وعشرين وسبع ماية ويكتب خطا جيدا ويذهب على الكاغذ وأخذ عن الشيخ شمس الدين طبقات القراء ومولده سنة أحدى وسبع ماية
3 (الخطيب الشافعي محمد بن أحمد بن عثمان بن سياوش))
الأمام العالم شمس الدين أبو عبد الله الخلاطي ثم الدمشقي الشافعي المقرئ الصوفي خطيب الشام ولد سنة أربع وأربعين وست ماية وتوفي فجاءة رحمه الله في ثامن شوال سنة ست وسبع ماية قرأ على والده وقرأ الفقه والنحو وطلب الحديث قليلا وكتب الطباق روى عن ابن البرهان وابن عبد الدايم والكرماني وطايفة وأم بالكلاسة بعد والده زمانا ثم ولي خطابة البلد أشهرا الرقي محمد بن أحمد بن علي الأمام المفتي شيخ القراء شمس الدين الرقي سمع الحديث ورافق الطلبة ودار على المشايخ وتميز في الفقه والقراآت وغير ذلك وتلا بالسبع على الفاروثي وابن مزهر وغيرهما واقرأ ودرس وروى الكثير عن ابن البخاري وطبقته مولده تقريبا سنة سبع وستين وست ماية وتوفي رحمه الله في غرة شهر ربيع الأول سنة اثنتين وأربعين وسبع ماية
3 (محمد بن أحمد الشيخ بدر الدين ابن الحبال الحنبلي))
فاضل الحنابلة في عصره

119
توفي رحمه الله تعالى بالديار المصرية في سلخ شهر ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وسبع ماية سألت العلامة قاضي القضاة تقي الدين أبا الحسن عليا السبكي)
الشافعي فقال فاضل فقيه كان ينوب للقاضي تقي الدين الحنبلي
3 (محمد بن أحمد بن عبد الرحيم الموقت هو الأمام شمس الدين أبو عبد الله المزي))
موقت الجامع الأموي قرأ على الأمام شمس الدين ابن الأكفاني وكان شمس الدين ابن الأكفاني يثني على ذهنه وكان يحفظ الشاطبية وينقل القراءات وعلى ذهنه عربية وبرع في وضع الأسطرلات والأرباع لم نر أحسن من أوضاعه ولا أظرف يباع أسطرلابه في حياته بمبلغ مايتي درهم وأكثر وأرباعه تباع بمبلغ خمسين وأكثر ولعلها بعد موته تبلغ ضعف ذلك وبرع في دهن القسي وقول الناس قوس عمل المزي يريدون أنه دهنه ويباع قوس المزي زايدا عن غيره ومن ملازمة الشمس للدهن نزل في عينه ماء ثم أنه قدح عينيه ورأى بالواحدة وكان أولا يوقت بالربوة ثم انتقل إلى الجامع وكان يعرف أشياء من حيل بني موسى ويضعها وله نظم وله رسايل في الأسطرلاب ورسالة سماها كشف الريب في العمل بالحبيب وكان من أبناء الستين فما فوقها رحمه الله في أوايل سنة خمسين وسبع ماية
3 (ولي الدين المنفلوطي محمد بن أحمد بن إبراهيم))
هو الأمام العالم العلامة الورع الزاهد العابد ولي الدين ابن جمال الدين ابن زين الدين العثماني الديباجي المنفلوطي الشافعي

120
3 (الأمام الشافعي رضي الله عنه محمد بن إدريس بن العباس ابن عثمان بن شافع بن السايب))
بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف بن قصي الأمام أبو عبد الله الشافعي المكي الفقيه المطلبي نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد سنة خمسين وماية بغزة وقيل باليمن وقيل بعسقلان وغزة أصح وحمل إلى مكة وهو ابن سنتين فنشأ بها وأقبل على الأدب والعربية والشعر فبرع في ذلك وحبب إليه الرمي حتى فاق الأقران وصار يصيب من العشرة تسعة ثم كتب العلم لقي جده شافع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مترعرع وكان أبوه السايب صاحب راية بني هاشم يوم بدر فأسر وفدى نفسه ثم أسلم فقيل له لم لم تسلم قبل أن تفدي نفسك قال ما كنت لا حرم المؤمنين طمعا لهم في وروى عن مسلم بن خالد الزنجي فقيه مكة وداود بن عبد الرحمن العطار وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون وعمه محمد بن علي بن شافع ومالك ابن أنس وعرض عليه الموطأ حفظا وعطاف بن خالد وسفين بن عيينة وابرهيم ابن سعد وابرهيم بن أبي يحيى)
الأسلمي الفقيه وأسمعيل بن جعفر وعبد الرحمن ابن أبي بكر المليكي وعبد العزيز الدراوردي ومحمد بن علي الجندي ومحمد بن الحسن الفقيه وإسماعيل بن علية ومطرف بن مازن قاضي صنعاء وخلق سواهم وكانت أمه أزدية قال ابن عبد الحكم لما حملت به أمه رأت كان المشتري خرج من فرجها حتى انقض بمصر ثم وقع في كل بلد منه شطية فتأول المعتبرون أنه يخرج منها عالم يخص علمه أهل مصر ثم يتفرق في ساير البلدان وقال الشافعي حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين وقرأت الموطأ وأنا ابن عشر سنين وأقمت في بطون العرب عشرين سنة آخذ أشعارها ولغاتها وحفظت القرآن فما علمت أنه مر بي حرف إلا وقد علمت المعنى فيه والمراد ما خلا حرفين أحدهما دساها وكان يختم القرآن في رمضان ستين مرة وكان من

121
أحسن الناس قراءة روى الزبير بن عبد الواحد الأستراباذي قال سمعت عباس بن الحسين يقول سمعت بحر بن نصر يقول كنا إذا أردنا أن نبكي قال بعضنا لبعض قوموا بنا إلى هذا الفتى المطلبي يقرأ القرآن فإذا أتيناه أستفتح القرآن حتى يتساقط الناس ويكثر عجيبهم بالبكاء من حسن صوته فإذا رأى ذلك أمسك عن القراءة ولما حج بشر المريسي رجع قال لأصحابه رأيت شابا من قريش بمكة ما أخاف على مذهبنا إلا منه يعنى الشافعي وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل قلت لأبي يا أبه أي رجل كان الشافعي فإني سمعتك تكثر الدعاء له فقال يا بني كان الشافعي للدنيا كالشمس وكالعافية للناس فهل رأيت لهذين من خلف أو منهما عوض وقال حرملة سمعت الشافعي يقول سميت ببغداذ ناصر الحديث حكي البيهقي عن عبد الله بن أحمد قال قال لي الشافعي أنتم أعلم بالأخبار منا فإذا كان خبر صحيح فأخبرني به حتى أذهب إليه قال البيهقي إنما أراد أحاديث العراق أما أحاديث الحجاز فالشافعي أعلم بها من غيره وقال أحمد بن حنبل ما أحد مس محبرة ولا قلما إلا وللشافعي في عنقه منه قال ابن معين ليس به بأس وقال أبو زرعة ما عند الشافعي حديث فيه غلط وقال أحمد كان الشافعي إذا تكلم كأن صوته صنج أو جرس من حسن صوته وقال الشافعي تعبد من قبل أن ترأس فإنك أن رأست لم تقدر أن تتعبد وقال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ما رأيت الشافعي ناظرا أحدا إلا رحمته ولو رأيت الشافعي يناظرك لظننت أنه سبع يأكلك وهو الذي علم الناس الحجج وقال الشافعي إذا صح الحديث فهو مذهبي وقال إذا صح الحديث فأضربوا بقولي الحايط وقال الربيع سمعته يقول أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا رويت)
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلم أقل به وقال أبو ثور سمعته يقول كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وقال الربيع كان الشافعي عند مالك وعنده سفين بن عيينة والزنجي فأقبل رجلان فقال أحدهما أنا رجل أبيع القماري وقد أبعت هذا قمريا وحلفت له بالطلاق أنه لا يهدأ من الصياح فلما كان بعد ساعة أتاني وقال قد سكت فرد علي وقد حنثت فقال مالك بانت منك امرأتك فمرا بالشافعي وقصا عليه القصة فقال للبايع أردت أن لا يهدأ أبدا أو أن كلامه أكثر من سكوته فقال بل أردت أن كلامه أكثر من سكوته لأني أعلم أنه يأكل ويشرب وينام فقال الشافعي رد عليك امرأتك فإنها حلال وبلغ ذلك مالكا فقال للشافعي من أين لك هذا قال من حديث فاطمة بنت قيس فإنها قالت يرسول الله أن معاوية وأبا جهم خطباني فقال لها أن معاوية رجل صعلوك وأن أبا جهم لا يضع عصاه عن عاتقه وقد كان أبو جهم ينام ويستريح
وإنما خرج كلامه على الغالب فعجب مالك وقال الزنجي أفت فقد آن لك أن تفتى وهو ابن خمس عشرة سنة وقال الشافعي العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان يعني الفقه والطب وكان يتطير من الأعور والأحول والأعرج والأحدب والأشقر جدا وقال إياكم وأصحاب العاهات

122
وقال كلما طالت اللحية تكوسج العقل وقال من تعلم القرآن عظمت قيمته ومن نظر في الفقه نبل قدره ومن تعلم اللغة والنحو رق طبعه ومن كتب الحديث قويت حجته ومن تعلم الحساب جزل رأيه ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه وكان يقول عليك بالزهد فإن الزهد على الزاهد أحسن من الحلى على الناهد وقال ما حلفت بالله لا صادقا ولا كاذبا وقال الحميدي قدم الشافعي صنعاء فضربت له خيمة ومعه عشرة آلاف دينار فجاء قوم فسألوه فما قلعت الخيمة ومعه منها شيء وقال ابن عبد الحكم كان الشافعي أسخى الناس بما يجد وقال الشافعي خرجت إلى اليمن وكان بها وال غشوم من قبل الرشيد فكنت أمنعه من الظلم وآخذ على يده وكان باليمن سبعة من العلوية ولا امر لي معه ولا نهى فكتب إليه بحملنا جميعا فحملنا فضربت رقاب العلوية ونظر إلي فوعظته فبكى وقال من أنت فقلت المطلبي فأعجبه كلامي وأعطاني خمسين ألفا ففرقتها في حجابه وأصحابه ومن على بابه وقال لي ألزم بابي ومجلسي وكان محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة جيد المنزلة عنده فجالسته وعرفت قوله ووقعت منه موقعا فكان إذا قام ناظرت أصحابه فقال لي يوما ناظرني قلت أجلك عن المناظرة قال لا قل قلت ما تقول في رجل غصب ساحة فبنى عليها دارا قيمتها ألف دينار)
فجاء صاحبها فأقام البينة أنها ساحته قال له قيمتها ولا تقلع قلت ولم قال لقوله عليه السلام لا ضرر ولا اضرار في الدين قلت الغاصب أدخل الضرر على نفسه ثم قال محمد ما تقول في من غصب خيط إبريسم فخاط به بطن نفسه فجاء إنسان أقام البينة أن هذا الخيط له أينزع من بطنه قلت لا قال ناقضت قولك قلت لا تعجل هذا الضرر أعظم وأوردت عليه لوح السفينة ومسايل من هذا الجنس وكان وروده إلى بغداذ سنة خمس وتسعين وماية فأقام بها شهرا وخرج إلى مصر وكان وصوله إليها سنة تسع وتسعين ولم يزل بها إلى أن مات وقال الربيع كنت أنا والمزني والبويطي عند الشافعي فقال لي أنت تموت في الحديد وقال للمزني لو ناظر الشيطان قطعه وجدله وقال للبويطي أنت تموت في الحديد فدخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيدا مغلولا وقال الشافعي خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى متبتها جميعها وقيل أنه نظر في التنجيم فجلس يوما وامرأته في الطلق فقال تلد جارية عوراء على فرجها خال أسود تموت إلى كذا وكذا فكان الأمر كما قال فجعل على نفسه أن لا ينظر في التنجيم أبدا ودفن تلك الكتب وقال المزني قدم علينا الشافعي فأتاه ابن هشام صاحب المغازي فذاكره أنساب الرجال فقال له الشافعي بعد أن تذاكرا دع عنك أنساب الرجال فإنها لا

123
تذهب عنا وعنا وخذ بنا في أنساب النساء فلما أخذا فيها بقي ابن هشام ساكتا وقال ما ناظرت أحدا على الغلبة وبودي أن جميع الخلق تعلموا هذا الكتاب يعنى كتبه على أن لا ينسب إلى منها شيء قال هذا يوم الأحد ومات يوم الخميس وقيل يوم الجمعة وأنصرف الناس من جنازته ليلة الجمعة فرأوا هلال شعبان سنة أربع ومأتين رحمه الله ورضي عنه وله ثمان وخمسون سنة وقال ابن أبي حاتم ثنا الربيع حدثني أبو الليث الخفاف وكان معدلا حدثني العزيزي وكان متعبدا قال رأيت ليلة مات الشافعي كأنه يقال لي مات النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الليلة فأصبحت فقيل مات الشافعي رحمه الله قال سفين بن وكيع رأيت فيما يرى النايم كان القيامة قد قامت والناس في أمر عظيم إذا بدر لي أخي فقلت ما حالكم قال عرضنا على ربنا قلت فما حال أبي قال غفر له وأمر به إلى الجنة قلت فمحمد بن إدريس قال حشر إلى الرحمن وفدا وألبس حلل الكرامة وتوج بتاج البهاء وقال أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر الترمذي رأيت في المنام النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة كأني جئت إليه وقلت يرسول الله أكتب رأى أبي حنيفة قال لا قلت أكتب رأى مالك قال لا تكتب منه إلا ما وافق حديثي قلت)
أكتب رأى الشافعي فقال بيده هكذى كأنه أنتهرني وقال تقول رأى الشافعي أنه ليس برأي ولكنه رد على من خالف سنتي وقال الشيخ شمس الدين وقد روى عن جماعة عديدة نحو هذه القصة والتي قبلها في أنه غفر له وساق منها الحافظ ابن عساكر جملة وقال الربيع بن سليمان رأيته في المنام فقلت يابا عبد الله ما فعل الله بك قال أجلسني على كرسي من ذهب ونثر علي اللؤلؤ الرطب وكان الشافعي رضي الله عنه نحيفا خفيف العارضين يخضب بالحناء قال الربيع بن سليمان كان الشافعي به علة البواسير ولا يبرح الطست تحته وفيه لبدة محشوة وما لقي أحد من السقم ما لقي وقال ابن عبد الحكم كان لا يستطيع أن يقرب النساء للبواسير التي به قال الشيخ شمس الدين أصابه هذا بآخرة وإلا فقد تزوج وجاءته الأولاد ومصنفاته كثيرة منها الأم وكتابه في الفروع رواه عنه الزعفراني في نيف وعشرين جزءا قال ابن زولاق صنف بمصر نحو مايتي جزء منها الأمالي الكبير ثلاثون جزءا والأمالي الصغير اثنا عشر جزءا وكتاب السنن ثلاثون جزءا قال ابن خلكان وغيره الشافعي أول من تكلم في أصول الفقه وقال أبو ثور من قال أنه رأى مثل الشافعي في علمه وفصاحته ومعرفته وبيانه وتمكنه فقد كذب وقال الربيع كنا جلوسا في حلقة الشافعي بعد موته بيسير فوقف علينا أعرابي وقال أين قمر هذه الحلقة وشمسها قلنا توفي فبكى بكاء شديدا وقال رحمه الله وغفر له فلقد كان يفتح ببيانه مغلق الحجة ويسد على خصمه واضح المحجة ويغسل من العار وجوها مسودة ويوسع بالرأي أبوابا منسدة ثم أنصرف والشافعي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن الشفاء بنت هاشم بن عبد مناف

124
وهي أم عبد يزيد وقال الأمام أحمد قد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل ماية سنة من يجدد لها دينها قال أحمد فنظرنا في رأس الماية الأولى فإذا هو عمر بن عبد العزيز ونظرنا في الثانية فإذا هو الشافعي وأقوال الشافعي القديمة كلها مذهب مالك رضي الله عنه وقيل أنه قال إنما رجعت إلى أقوالي الجديدة لأني لما دخلت مصر بلغني أن بالمغرب قلنسوة من قلانس مالك يستسقي بها الغيث فخفت أن يتمادى الزمان ويعتقد فيه ما أعتقد في المسيح فأظهرت خلافه ليعلم الناس أنه أمام مجتهد يخطئ ويصيب وهذا مقصد صالح رضي الله عنه وقال الشافعي ما رأيت مثل أهل مصر اتخذوا الجهل علما يقولون في مسايل)
هذه ما قال مالك فيها شيئا أو كما قال وإنما لم يخرج البخاري ولا مسلم ولا أبو داود ولا الترمذي ولا أرباب السنن المشهورة لأنهم وقع لهم أرفع رواية منه قال الشيخ شمس الدين في كتاب من تكلم فيه وهو موثق الأمام الشافعي ثقة لا عبرة بقول من لينه فإنه تكلم فيه بهوى وقال الخطيب الأمام الشافعي رب الفقهاء وتاج العلماء قدم بغداذ مرتين وحدث بها وسموه ناصر الحديث وقال أحمد بن حنبل ما عرفت ناسخ الحديث ومنسوخه حتى جالست الشافعي وقرأ الأصمعي على الشافعي شعر الهذيليين وحسبك بمن يقرأ الأصمعي عليه وقال الربيع بن سليمان خرجنا مع الشافعي من مكة نريد منى فلم ننزل واديا ولم نصعد شعبا إلا وسمعته يقول
* يا راكبا قف بالمحصب من منى
* وأهتف بقاعد خيفها والناهض
*
* سحرا إذا سار الحجيج إلى منى
* فيضا كملتطم الفرات الفايض
*
* إن كان رفضا حب آل محمد
* فليشهد الثقلان أني رافضي
* وقال القاضي شمس الدين ابن خلكان نقلت من خط الحافظ السلفي للشافعي
* أن الذي رزق اليسار ولم يصب
* حمدا ولا خيرا لغير موفق
*
* الجد يدني كل أمر شاسع
* والجد يفتح كل باب مغلق
*
* فإذا سمعت بأن محروما أتى
* ماء ليشربه فغاض فصدق
*
* وإذا سمعت بأن مجدودا حوى
* عودا فأثمر في يديه فحقق
*
* لو كان بالحيل الغني لوجدتني
* بنجوم أقطار السماء تعلقي
*
* لكن من رزق الحجي حرم الغني
* ضدان مفترقان أي تفرق
*
* ومن الدليل على القضاء وكونه
* بؤس اللبيب وطيب عيش الأحمق
*

125
وقال الشافعي تزوجت امرأة بمكة من قريش وكنت أمازحها فأقول ومن البلية أن تحب ولا يحبك من تحبه فتقول هي
* ويصد عنك بوجهه
* وتلح أنت فلا تعبه
* ومن المنسوب إليه
* رام نفعا فضر من غير قصد
* ومن البر ما يكون عقوقا
*)
ومن المنسوب إليه أيضا
* كلما أدبني الده
* ر أراني نقص عقلي
*
* وإذا ما ازددت علما
* زادني علما بجهلي
* وقال المزني دخلت على الشافعي في علته التي مات فيها فقلت له كيف أصبحت فقال أصبحت من الدنيا راحلا ولأخواني مفارقا ولكأس المنية شاربا ولسوء أعمالي ملاقيا وعلى الله واردا فلا أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها ثم أنشد
* ولما قسى قلبي وضاقت مذاهبي
* جعلت رجائي نحو عفوك سلما
*
* تعاظمني ذنبي فلما قرنته
* بعفوك ربي كان عفوك أعظما
*
* وما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل
* تجود وتعفو منة وتكرما
* وقال المزني أيضا سمعته ينشد
* وما شئت كان وإن لم أشا
* وما شئت أن لم تشا لم يكن
*
* خلقت العباد على ما أردت
* ففي العلم يجري الفتى والمسن
*
* على ذا مننت وهذا خذلت
* وهذا أعنت وذا لم تعن
*
* فمنهم شقي ومنهم سعيد
* ومنهم قبيح ومنهم حسن
* يقال أن الأمام فخر الدين الرازي شرح هذه الأبيات في مجلدة ولما مات الشافعي رحمه الله تعالى رثاه خلق كثير وأورد الخطيب قول ابن دريد اللغوي قصيدة يرثيه بها منها
* ألم تر آثار ابن إدريس بعده
* دلايله في المشكلات لوامع
*
* معالم يفنى الدهر وهي خوالد
* وتنخفض الأعلام وهي روافع
*
* مناهج فيها للورى متصرف
* موارد فيها للرشاد مشارع
* منها
* أبي الله إلا رفعه وعلوه
* وليس لما يعليه ذو العرش واضع
*
* توخي النهدي وأستنفذته يد التقي
* من الزيغ أن الزيغ للمرء صارع
*

126
* ولاذ بآثار الرسول فحكمه
* لحكم رسول الله في الناس تابع
*
* وعول في أحكامه وقضايه
* على ما قضى في الوحي والحق ناصع
*
* فمن يك علم الشافعي أمامه
* فمرابعه في ساحة العلم واسع
*)
قال أبو المظفر ابن الجوزي سمعت جدي ينشد في مجالس وعظه
* من أراد الهدى بقول ابن أدري
* س هداه وأين كالشافعي
*
* وشفاء العي السؤال وأني
* بإمام سواه كشاف عي
* وقال القاضي شمس الدين ابن خلكان أخبرني أحد المشايخ الفضلاء أنه عمل في مناقب الشافعي رضي الله عنه ثلاثة عشر تصنيفا انتهى قلت وللأمام فخر الدين الرازي مجلد في ترجيح مذهب الشافعي على غيره فيه له مناقب كثيرة ولصاحب الكشاف مصنف سماه شافي العي من كلام الشافعي
3 (محمد بن إدريس السامري محمد بن إدريس بن أياس أبو الوليد السامري السرخسي))
رحل وسمع وتوفي سنة عشرة وثلث ماية
3 (الحافظ الجرجرائي محمد بن إدريس بن محمد بن إدريس بن سليمان الحافظ أبو بكر))
الشافعي الجرجرائي بجيمين ورائين تلميذ محمد بن أحمد المفيد رحال جوال كان موصوفا بالمعرفة والحفظ توفي سنة خمس عشرة وأربع ماية
3 (مرج الكحل محمد بن إدريس بن علي أبو عبد الله الأندلسي))
الشاعر المعروف بمرح الكحل قال ابن الأبار شاعر مفلق بديع التوليد توفي سنة أربع وثلثين وست ماية من نظمه
* مثل الرزق الذي تطلبه
* مثل الظل الذي يمشى معك
*
* أنت لا تدركه متبعا
* وإذا وليت عنه تبعك
* ومن نظمه
* لك الخير يا مولاي ما العبد بأمره
* لديه حسام بل لديه يراع
*
* وهل أنا ألا مثل حسان شيمة
* جبان وفي النظم النفيس شجاع
*

127
ابن إدريس الطائي محمد بن إدريس الطائي شاعر مجيد من شعره
* ليث إذا أبكي شبا أسيافه
* أضحكن مفرق رأس كل عنيد
*
* وكأنما آراؤه تحت الوغى
* وشبا القنا أشتقت من التأييد
*
* وإذا دجت حرب أضاء بوجهه
* صبحا من التوفيق والتسديد
*)
وقال في الحسين بن طاهر بن الحسين وقد بلغه أنه أعتل
* ما برد جسمك إلا علة العدم
* ولا أعتلالك إلا علة الكرم
*
* بنا ولا بك خطب الدهر أن ندى
* بنان كفك فينا عصمة الهمم
* أحسن من هذا قول أبي تمام الطائي
* أنا جهلنا فخلناك أعتللت ولا
* والله ما أعتل إلا الملك والأدب
* توفي المذكور
3 (ابن أبي حفصة محمد بن إدريس بن سليمان بن يحيى بن أبي حفصة))
يكنى أبا جعفر قال ابن المرزبان بارد الشعر ضعيف القول أنشدني له علي بن هارون عن محمد بن يحيى بن علي قصيدة طويلة مدح بها المتوكل لم أجد فيها بيتا واحدا مما سبيله أن يدون
3 (ابن المسيح محمد بن إدريس بن محمد بن الحسن بن الطيب ابن طاهر بن مسبح الجازري))
أبو الحسن ابن أبي البقاء من أهل البصرة قدم بغداذ سنة اثنتين وسبعين وأربع ماية وحدث بها عن أبي علي الحسن بن محمد بن موسى الشاموخي البصري وأبي الحسن إبراهيم بن طلحة بن غسان وروى عنه محمد بن عبيد الله الزاغوني مولده سنة تسع وأربع ماية
3 (أبو حاتم الرازي محمد بن إدريس بن المنذر بن داود ابن مهران الحافظ))
أبو حاتم الرازي أحد الأيمة الأعلام ولد سنة خمس وتسعين وماية سمع الكثير أول سماعه سنة تسع ومأتين سمع عبيد الله ابن موسى وأبا نعيم وطبقتهما بالكوفة ومحمد بن عبد الله الأنصاري والأصمعي وطبقتهما بالبصرة وعفان وهوذة بن خليفة وطبقتهما ببغداذ وأبا مسهر وأبا الجماهر محمد بن عثمان وطبقتهما بدمشق وأبا اليمان ويحيى الوحاظي وطبقتهما بحمص وسعيد بن أبي مريم وطبقته بمصر وخلقا بالنواحي والثغور وتردد في الرحلة زمانا وحدث عنه من شيوخه الصغار جماعة ومن أقرانه أبو زرعة الرازي وأبو زرعة الدمشقي ومن أصحاب السنن أبو داود والنسائي وقيل البخاري ومسلم ولم يصح وابن أبي الدنيا وابن صاعد وأبو عوانة وغيرهم قال النسائي ثقة وتوفي في شعبان وله اثنتان وثمانون سنة وكانت وفاته

128
سن سبع وسبعين ومأتين))
3 (فقيه الشيعة محمد بن إدريس بن أحمد بن إدريس الشيخ أبو عبد الله العجلي الحلي))
فقيه الشيعة وعالم الرافضة في عصره كان عديم النظير في الفقه صنف كتاب الحاوي لتحرير الفتاوى ولقبه كتاب السراير وهو كتاب مشكور بين الشيعة وله كتاب
خلاصة الاستدلال ومنتخب كتاب البيان فقه والمناسك وغير ذلك في الأصول والفروع وله تلامذة وأصحاب ولم يكن في وقته مثله ومدحه بعض الشعراء بقصيدة فضله فيها على الشافعي توفي سنة سبع وتسعين وخمس ماية
3 (القللوسي محمد بن إدريس أبو بكر))
القللوسي بالقاف المفتوحة وبعدها لأمان مفتوحتان وواو ساكنة وبعدها سين مهملة أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال كان المذكور أديبا من أهل المغرب بسبتة جاز إلى الأندلس أنشدنا له الخطيب أبو عبد الله محمد بن رشيد السبتي بالقاهرة قال أنشدنا لنفسه في مشروط
* لا تنكرن تشاريطا بوجنته
* فإنها أثر الألحاظ والفكر
*
* فطالما جرحت باللحظ وجنته
* والجرح ليس له بد من الأثر
*
3 (نجم الدين القمولي محمد بن إدريس بن محمد))
نجم الدين القمولي بالقاف والميم والواو واللام كان من الفقهاء الصلحاء توفي بقوص في جمدى الأولى سنة تسع وسبع ماية قال الفاضل كمال الدين جعفر الأدفوي نبل في الفقه حتى كاد يستحضر الروضة وينقل من شرح مسلم للنووي كثيرا ويكاد يستحضر الوجيز للواحدي في التفسير وتنبه في العربية والأصول والفرايض والجبر والمقابلة وكان لا يستغيب أصلا ولا يستغاب بحضرته قايما بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ملازما للعبادة والأشتغال بالعلوم متقللا من الدنيا قليل النظير وأظنه لو عاش ملأ الأرض علما حج وزار وعاد فتوفى في قوص
3 (الغزنوي الفقيه محمد بن آدم بن عبد الكريم))
الغزنوي أبو عبد الله الفقيه من أهل دمشق قدم بغداذ وروى بها أناشيد عن أبي أسحق إبراهيم بن محمد بن عقيل الشهرزوري الواعظ نزيل دمشق وعن أبي محمد عبد الله بن القسم بن الشهرزوري الموصلي وغيرهما
3 (السلطان خربندا محمد بن أرغون بن أبغا بن هولاكو ابن جنكز خان المغلي القان غياث))
)
الدين خدابندا معناه عبد الله وإنما الناس غيروه وقالوا خربندا صاحب العراق وأذربيجان وخراسان ملك بعد أخيه غازان وكانت دولته ثلث عشرة سنة وكان شابا مليحا لكنه كان أعور جوادا لعابا محبا للعمارة أنشأ مدينة جديدة بأذربيجان وهي مدينة سلطانية وحاصر الرحبة سنة اثنتي عشرة سنة وأخذها بالأمان في رمضان وعفا عن أهلها ولم يسفك فيها دما وبات بها ليلة الأربعاء

129
الخامس والعشرين من رمضان سنة أثنتي عشرة وسبع مائة فما أصبح وترك لأهل الرحبة أشياء كثيرة من أثقال مناجيق وغيرها وكان معه يومئذ قرا سنقر والأفرم وسليمان بن مهنا وكان أهلها قد حلفوا لخربندا فلما أرتحل عنها وأستقر الأمر التمس قاضيها ونايبتها وطايفة حلفت له عزلهم من السلطان لمكان اليمين لخربندا فعزلهم وكان مسلما فما زال به الأمامية إلى أن رفضوه وغير شعار الخطبة وأسقط ذكر الخلفاء من الخطبة سوى علي رضي الله عنه وصمم أهل باب الأزج على مخالفته فما أعجبه ذلك وتنمر ورسم بإباحة مالهم ودمهم فعوجل بعد يومين بهيضة مزعجة داواه الرشيد فيها بمسهل منظف فخارت قواه وتوفي في رمضان سنة ست عشرة وسبع ماية ودفن بسلطانية في تربته وهو في عشر الأربعين وفي رحيله عن الرحبة قال علاء الدين الوداعي
* ما فر خربندا عن الرحبة ال
* عظمى إلى أوطانه شوقا
*
* بل خاف من مالكها أنه
* يلبسه من سيفه طوقا
* ولما تشيع السلطان خدابندا المذكور قال جمال الدين إبراهيم ابن الحسام المقيم بقرية مجدل سلم من بلاد صفد يمدحه وسيأتي ذكره في موضعه أن شاء الله تعالى
* أهدى إلى ملك الملوك دعائي
* وأخصه بمدايحي وثنائي
*
* وإذا الورى والوا ملوكا غيره
* جهلا ففيه عقيدتي وولائي
*
* هذا خدابندا محمد الذي
* ساد الملوك بدولة غراء
*
* ملك البسيط والذي دانت له
* أكنافها طوعا بغير عناء
*
* أغنتك هيبتك التي أعطيتها
* عن صارم أو صعدة سمراء
*
* ولقد لبست من الشجاعة حلة
* تغنيك عن جيش ورفع لواء
*
* ملأ البسيطة رغبة ومهابة
* فالناس بين مخافة ورجاء)
* (من حوله عصب كآساد الشرى
* لا يرهبون الموت يوم لقاء
*
* وإذا ركبت سرى أمامك للعدى
* رعب يقلقل أنفس الأعداء
*
* ولقد نشرت العدل حتى أنه
* قد عم في الأموات والأحياء
*
* فليهن دينا أنت تنصر ملكه
* وطبيبه الداري بجسم الداء
*
* نبهته بعد الخمول فأصبحت
* تعلو بهمته على الجوزاء
*
* وبسطت فيه بذكر آل محمد
* فوق المنابر السن الخطباء
*
* وغدت دراهمك الشريفة نقشها
* بأسم النبي وسيد الخلفاء
*
* ونقشت أسماء الأيمة بعده
* أحسن بذاك النقش والأشماء
*
* ولقد حفظت عن النبي وصية
* ورفعت قرباه على القرباء
*

130
* فأبشر بها يوم المعاد ذخيرة
* يجزيكها الرحمن خير جزاء
*
* يا ابن الأكاسرة الملوك تقدموا
* وورثت ملكهم وكل علاء
*
3 (الأخباري محمد بن أزهر بن عيسى))
أحد الأخباريين المشهورين قال محمد بن إسحاق النديم مات سنة تسع وسبعين ومأتين وكان قد سمع من ابن الأعرابي وغيره وله من الكتب كتاب التاريخ من خيار الكتب
3 (محمد بن أسامة بن زيد محمد بن أسامة بن زيد بن حارثة ابن حب رسول الله صلى الله))
عليه وسلم مدني قليل الرواية روى عن أبيه وروى له الترمذي توفي في عشر التسعين للهجرة

131
ابن إسحاق
3 (القاضي أبو الحسن الملحي محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن محمد بن سلم الخزاعي أبو))
الحسن القاضي المعروف بالملحي أخو أبي بكر أحمد حدث عن عبد الكبير بن محمد بن عبد الله بن حفص بن هشام بن زيد بن أنس ابن مالك الأنصاري والحسين بن عبد الله بن يزيد الرقي وسهل بن علي بن سهل الذوري وأحمد بن يحيى بن خالد الكندي وعبد الله بن أحمد بن حنبل وأحمد ابن مسروق الطوسي وجماعة وروى عنه أبو زرعة أحمد بن الحسين الرازي وأبو علي محمد بن علي الأسفراييني وغيرهما))
3 (السراج النيسابوري محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الله أبو العباس))
السراج النيسابوري مولى ثقيف ولد سنة ثمان عشرة ومأتين ورحل في طلب العلم إلى الأمصار بغداذ والكوفة والبصرة والحجاز وعني بالحديث وكان من المكثرين صنف كتبا كثيرة وكان مجاب الدعوة قال رأيت في المنام كأني أرقا في سلم طويل إلى السماء فصعدت تسعا وتسعين درجة فعاش تسعا وتسعين سن ومات سنة ثلث عشرة وثلث ماية سمع إسحاق بن راهويه وخلقا كثيرا وروى عنه البخاري ومسلم وغيرهما واتفقوا على صدقه وفضله وثقته وورعه قال الشيخ شمس الدين هو محدث خراسان وأسم أبي جده مهران قال ختمت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة ألف ختمة وضحيت عنه اثنتي عشرة ألف أضحية قال محمد بن أحمد الدقاق رأيت السراج يضحي في كل أسبوع أو أسبوعين أضحية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو سهل الصعلوكي كنا نقول السراج كالسراج الهاشمي محمد بن إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب بن هاشم هو شاعر وأبوه شاعر وجده شاعر وجد أبيه شاعر وأخوه عبد الله بن إسحاق شاعر وكان هو وأخوه في زمن المهدي وبعده ومحمد القايل
* أعاذل ما على مثلي عتاب
* وبي عن نصح عاذلتي أجنتاب
*
* فكفي بعض لومك لي فعندي
* وإن أمسكت عن رد جواب
*
3 (صاحب المغازي محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي المخزومي))
مولاهم المدني

132
يقال أبو بكر ويقال أبو عبد الله الأحوال أحد الأعلام وصاحب المغازي رأى أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وحدث عن أبيه وعمه موسى ابن يسار وعطاء والأعرج وسعيد بن أبي الهند والقسم بن محمد وفاطمة بنت المنذر والمقبري ومحمد بن إبراهيم التيمي وعاصم بن عمر بن قتادة وابن شهاب وعبيد الله بن عبد الله بن عمر ومكحول ويزيد بن أبي حبيب وسليمان بن سحيم وعمرو بن شعيب ونافع وأبي جعفر الباقر وخلق سواهم قال العجلي ابن إسحاق ثقة وقال ابن معين ثقة لكن ليس بحجة رواه عباس عن ابن معين ومرة قال ليس به بأس ومرة قال ذاك ضعيف وروى عنه أنه قال هو صدوق وقال أحمد بن حنبل حسن الحديث وقال شعبة هو أمير المؤمنين في الحديث قال
الشيخ شمس الدين الذي استقر عليه الأمر أنه صالح الحديث وأنه في المغازي أقوى منه في الأحكام توفي سنة اثنتين)
وخمسين وماية روى عنه الأربعة ومسلم متابعة قال ابن خلكان لم يخرج مسلم عنه إلا حديثا واحدا في الرجم لأن مالك بن أنس قال لما بلغه عنه أنه قال هاتوا حديث مالك فأنا طبيب بعلله فقال مالك وما ابن إسحاق إنما هو دجال من الدجاجلة نحن أخرجناه من المدينة يشير والله أعلم أن الدجال لا يدخل المدينة حدث هارون ابن عبد الله الزهري قال سمعت ابن أبي خازم قال كان ابن إسحاق في حلقته فأغفى ثم انتبه فقال رأيت حمارا أقتيد بحبل حتى أخرج من المسجد فلم يبرح حتى أتته رسل الوالي فأقتادوه بحبل فأخرجوه من المسجد وكان يروى عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير وهي امرأة هشام بن عروة بن الزبير فبلغ ذلك هشاما فأنكره وقال أهو كان يدخل على امرأتي ومن كتب محمد بن إسحاق أخذ عبد الملك بن هشام سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب المبدأ كتاب الخلفاء
3 (المسيبي محمد بن إسحاق المسيبي))
روى عنه مسلم وأبو داود وأبو زرعة وغيرهم توفي سنة وثلثين ومأتين
3 (ابن أبي يعقوب اللؤلؤي محمد بن إسحاق بن حرب أبو عبد الله اللؤلؤي السهمي))
مولاهم من أهل بلخ يعرف بابن أبي يعقوب كان حافظا لعلوم الحديث والأدب عارفا بأيام

133
الناس قدم بغداذ وجالس الحفاظ من أهلها وذاكرهم وحدث عن مالك بن أنس وخارجة بن مصعب وبشر بن السري ويحيى بن اليمان وخالد بن عبد الرحمن المخزومي وغيرهم وروى عنه أبو بكر بن أبي الدنيا والفضل بن محمد اليزيدي وأبو عبد الله بن أبي الأحوص الثففي وعبيد الله ابن أحمد بن منصور الكسائي الرازي قال الخطيب ولم يكن يوثق في علمه ابن رفاعة نقيب الأنصار محمد بن إسحاق بن إبراهيم ابن أفلح بن رافع ينتهى إلى رفاعة الذي شهد العقبة وأحدا أبو الحسن الأنصاري الزرقي كان نقيب الأنصار ببغداذ عارفا بأمورهم ومناقبهم وكان ثقة حسن السيرة توفي في بغداذ في جمدى الآخرة سنة ست وستين وثلث ماية أبو عبد الله ابن مندة محمد بن إسحاق بن محمد بن مندة أبو عبد الله الأصفهاني أحد الحفاظ المكثرين والمحدثين الجوالين من بيت الحديث والفضل صنف التاريخ والشيوخ قال كتبت عن ألف شيخ قال الحافظ جعفر بن محمد ما رأيت أحفظ من أبي عبد الله بن مندة سألته كم يكون سماع الشيخ فقال يكون خمسة آلاف صن والصن بكسر الصاد السلة المطبقة قال الشيخ شمس الدين بقي ابن مندة في الرحلة نيفا وثلثين سنة وأقام بما وراء النهر زمانا وسمع)
بإصبهان وخراسان والعراق والحجاز ومصر والشام وبخارا قال أبو عبد الله ابن أبي ذهل سمعته يقول لا يخرج الصحيح إلا من يترك أو يكذب وكتب عن ابن الأعرابي بمكة ألف جزء وعن خيثمة بطرابلس ألف جزء وعن العباس بن الأصم بنيسابور ألف جزء وعن الهيثم بن كليب ببخارا ألف جزء قاله عبد الرحمن ولده وقال سمعت أبي يقول كتبت عن ألف وسبع ماية شيخ وكان الحافظ أبو نعيم كثير الحط على ابن مندة لمكا المعتقد وأختلافهما في المذهب قال في تاريخه أنه أختلط في آخر عمره فحدث عن أبي أسيد وعبد الله ابن أخي أبي زرعة وابن الجارود بعد أن سمع منه أن له عنهم إجازة وتخبط في أماليه ونسب إلى جماعة أقوالا في المعتقدات لم يعرفوا بها نسأل الله الستر والسلامة قال الشيخ شمس الدين لو سمعنا كلام الأقران بعضهم في بعض لأتسع الخرق قلت هذا هو الأنصاف فقد سمعت أنا وغير واحد غير مرة من الشيخ أثير الدين الطعن البالغ والإزراء التام على الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد وهو شيء خلاف الإجماع لصورة كانت بينهما توفي سنة ست وتسعين وثلث ماية وسيأتي ذكر
3 (ابن غرس النعمة محمد ابن إسحاق بن محمد بن هلال الصائي))
من ولد غرس

134
النعمة صاحب التاريخ ولد سنة أحدى وثمانين وأربع ماية وولي ديوان الزمام للمقتدى وله ترسل وكلام فصيح وهو من بيت الرياسة والفضل والكتابة كان ثقة وتوفي ببغداذ في شوال سنة ثلث وستين وخمس ماية وسيأتي ذكر حفيده محمد بن إسحاق أيضا
3 (أبو العنبس محمد بن إسحاق بن إبراهيم ابن أبي العنبس أبو العنبس الصيمري))
أحد الأدباء الظرفاء كان خبيث اللسان هاجي أكثر شعراء زمانه وله كتب ملاح نادم المتوكل وله مع البحتري خبر مشهور وقال يهجو إبراهيم بن المدبر
* أسل الذي عطف الموا
* كب بالأعنة نحو بابك
*
* وأذل موقفي العزي
* ز على وقوف في رحابك
*
* وأراك نفسك مالكا
* ما لم يكن لك في حسابك
*
* أن لا يطيل تجرعي
* غصص المنية من حجابك
* وقال
* كم مريض قد عاش من بعد يأس
* بعد موت الطبيب والعواد)
* (قد يصاد القطا فينجو سليما
* ويحل البلاء بالصياد
* قال الخطيب مات سنة خمس وسبعين ومأتين وحمل إلى الكوفة فدفن بها قال محمد بن إسحاق النديم في الفهرست كان الصيمري من أهل الفكاهات أصله من الكوفة وكان قاضي الصيمرة وكان مع استعماله للهزل شريفا عارفا بالنجوم وله فيه كتاب يمدحه المنجمون وأدخله المتوكل في ندمايه وخص به وكان يقول قوام الإنسان بتسع دالات دار ودينار ودرهم ودقيق ودابة ودبس ودن ودسم ودعوة وله من الكتب تأخير المعرفة العاشق والمعشوق الرد على المنجمين الطبلبنب كرزابلا طوال اللحى الرد على المتطببين عنقاء مغرب الراحة ومنافع القيادة فضايل حلق الرأس هندسة العقل الأحاديث الشاذة فضايل الرق الرد على ميخائيل الصيدناني في الكيمياء عجايب البحر مساوى العوام وأخبار السفلة الأغتام فضل السلم على الدرجة الفاس بن الحايك الدولتين في تفضيل الخلافتين تذكية العقل السحاقات والبغائين الخضخضة في جلد عميرة أخبار أبي

135
فرعون كندر بن جحدر تفسير الرؤيا الثقلاء نوادر القواد دعوة العامة الأخوان والأصدقاء كني الدواب أحكام النجوم المدخل إلى صناعة التنجيم صاحب الزمان الحلقتين استغاثة الجمل على ربه فضل السرم على الفهم ولما أنشد البحتري قصيدته للمتوكل وهي
* عن أي ثغر تبتسم
* وبأي طرف تحتكم
* وكان من أبغض الناس أنشادا يتشدق ويتزاور في مشيه مرة جائيا ومرة القهقري ويهز رأسه ومنكبيه ويقول أحسنت والله ويقبل على السامعين ويقول ما لكم لا تقولون أحسنت هذا والله لا يحسن أحد يقوله فضجر المتوكل وأقبل على الصيمري وقال أما تسمع ما يقول قال مرني فيه بما تحب فقال أهجه على هذه القصيدة فقال
* في أي سلح ترتطم
* ولأي كف تلتقم
*
* أدخلت رأسك في الحرم
* وعلمت أنك تنهزم
*
* فلقد أسلت لوالدي
* ك من الهجا سيل العرم
* وهي طويلة فلم يزل المتوكل يضحك ويصفق فغضب البحتري وخرج فأمر المتوكل للصيمري بعشرة آلاف درهم
3 (القمع محمد بن إسحاق بن إبراهيم أبو بكر الوراق))
)
يعرف بالقمع بغداذي روى عنه أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم العطار
3 (ابن المنجم العواد محمد بن إسحاق ابن المنجم أبو عبد الله))
المغني العواد من بيت مشهور بالفضل والآداب ومنادمة الخلفاء كان من ندماء عضد الدولة ببغداذ وغيرها توفي بشيراز سنة أحدى وأربعين وثلث ماية ولم يخلف بعد موته من يقاربه فضلا عمن يشاكله
3 (ابن الهيثم الإسكافي محمد بن إسحاق بن الهيثم الإسكافي أبو بكر الأديب))
روى عن أبي بكر محمد بن القسم الأنباري كتاب الألفات من جمعه
3 (الطرسوسي محمد بن إسحاق الطرسوسي))
قال ابن المرزبان متوكلي ماجن خبيث يكثر القول في مدح شوال وذم شهر رمضان من قوله في ذلك
* نهار الصيام حلول الشقا
* وليل التراويح ليل البلى
*
* تمارض تحل لك الطيبات
* وبعض التمارض كل الشفا
*
* وأن كان لا بد من صومه
* فأكثر من الصوم بعد العشا
*

136
* وأن كنت لا تستحل المدام
* فعاد الصيام بخبز وما
*
* ولا بأس بالشرب نصف النهار
* إذا كنت في ثقة بالخفا
*
* يظن بي الصوم أهل الشقا
* ومن دون صومي بلوغ السهى
*
3 (الشابشتي محمد بن إسحاق أبو عبد الله الشابشتي))
صاحب خزانة كتب العزيز بمصر كان من أهل الفضل والأدب توفي سنة تسع وتسعين وثلث ماية أيام الحاكم وقيل أن أسمه أبو الحسن علي بن أحمد وقيل ابن محمد وسيأتي ذكره في موضعه أن شاء الله تعالى والله أعلم ومن تصانيفه كتاب الديارات اليسر بعد العسر مراتب الفقهاء التوقيف والتخويف مراسلات ديوان شعره كتاب في الزهد والوعز ومن شعره
3 (أبو النضر محمد بن إسحاق بن أسباط الكندي أبو النضر المصري))
أخذ النحو عن الزجاج وله كتاب العيون والنكت في النحو وكتاب التلقين وكتاب الموقظ والمغني وقال التنوخي في كتاب النشوار أنه كان قيما بالهندسة وعلوم الأوايل ومن شعره)
* وكأس من الشمس مخلوقة
* تضمنها قدح من نهار
*
* هواء ولكنه ساكن
* وماء ولكنه غير جار
*
* فهذا النهاية في الأبيضاض
* وهذا النهاية في الأحمرار
*
* وما كان في الحكم أن يوجدا
* لفرط التنافي وفرط النفار
*
* ولكن تجاور سطحا هما ال
* بسيطان فأجتمعا بالحوار
*
* كأن المدير لها باليمين
* إذا طاف للسقي أو باليسار
*
* تدرع ثوبا من الياسمين
* له فرد كم من الجلنار
* ومنه
* هات اسقني بالكبير وأنتخب
* نافية للهموم والكرب
*
* فلو تراني إذا أنتشيت وقد
* حركت كفي بها من الطرب
*
* لخلتني لابسا مشهرة
* من لازورد يشف من ذهب
*

137
قلت شعر جيد
3 (محمد بن إسحاق الصاغاني محمد بن إسحاق بن جعفر))
وقيل ابن إسحاق بن محمد أبو بكر الصاغاني الحافظ نزيل بغداذ طوف وجال وأكثر الترحال وبرع في العلل والرجال روى عنه مسلم والأربعة قال ابن خراش ثقة مأمون توفي سنة سبعين ومأتين
3 (الفقيه ابن راهويه محمد بن إسحاق بن راهويه))
الفقيه أبو الحسن سمع أباه وعلي بن حجر وأحمد بن حنبل وابن المديني وروى عنه جماعة قتله القرامطة بطريق مكة سنة أربع وتسعين ومأتين
3 (إمام الأيمة ابن خزيمة محمد بن إسحاق بن خزيمة بن المغيرة بن صالح بن بكر إمام الأيمة))
الحافظ أبو بكر النيسابور سمع اسحق ابن راهويه ومحمد بن حميد الرازي ومحمد بن أبان المستملى وخلقا كثيرا روى عنه البخاري ومسلم في غير الصحيح وجماعة سئل من اين أوتيت العلم فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ماء زمزم لما شرب له وأني لما شربت ماء زمزم سألت الله علما نافعا وقيل له لو حلقت شعرك فقال لم يثبت عندي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حماما)
ولا حلق شعره وإنما يأخذ شعري جارية لي بالمقراض قال ابن سريج وذكر ابن خزيمة يستخرج النكت من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمنقاش ومصنافه تزيد على ماية وأربعين كتابا سوى المسايل المصنفة أكثر من ماية جزء وله فقه حديث بريرة في ثلاثة أجزاء استوعب الحاكم أخباره في تاريخ نيسابور توفى سنة إحدى عشرة وثلث ماية
3 (حامض رأسه محمد بن إسحاق بن يزيد أبو القسم المروزي الأصل البغدادي المعروف))
بحامض رأسه كان ثقة وتوفي سنة تسع وعشرين وثلث ماية
3 (الأستجى الشاعر محمد بن إسحاق بن مطرف أبو عبد الله الاستحى))
سمع الحديث وكان شاعرا عالما باللغة والنحو توفي سنة ثلث وستين وثلث ماية

138
3 (محمد بن إسحاق النديم محمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق النديم الأخباري البغدادي أبو))
الفرج كان شيعيا معتزليا وله تصانيف منها الفهرست في أخبار الأدباء والتشبيهات توفي سنة ثمانين وثلث ماية
3 (الزوزني البحاثي محمد بن إسحاق بن علي بن داود))
القاضي أبو جعفر الزوزني بزائين وواو ساكنة البحاثي شاعر مفلق له تصانيف عجيبة مفيدة جدا وهزلا رزق من الهجاء نظما ونثرا طريقة لم يسبق إليها ما ترك أحدا من الكبار إلا هجاه قال ما وقع بصرى على شخص قط إلا تصور في قلبي هجاؤه وله ديوان موجود وتوفي سنة ثلث وستين وأربع ماية ومن تصانيفه شرح ديوان البحتري وهو جيد قال يهجو
* أبو طاهر في اللؤم والشؤم غاية
* بعيد عن الإسلام والعقل والدين
*
* على وجهه خأل قريب من آنفه
* كمثل ذباب واقع فوق سرقين
* وقال
* ينيكون غزلان الحسان ولا أرى
* غزالا من الغزلان حل بساحتي
*
* فمن يك قد لاقى من إليك راحة
* ففي راحتي والريق انسى وراحتي
* وقال في البطيخ
* وزايرة تاهت على بسبردها
* ويعجبني منها خشونة جلدها
*
* ثقيلة ما بين الإهاب قصيرة
* وصفرتها تبدو بظاهر خدها)
* (وفاح لها طيب يسير أمامها
* فيحي لنفس الصب مست وجدها
*
* فقمت إليها مسرعا فافترعتها
* وذقت لذيذا من غسيلة شهدها
* ومن شعر الزوزني
* يا لحية قد علقت من عارضي
* لا أستطيع لقبحها تشبيها
*
* طالت فلم تفلح ولم تك لحية
* لتطول إلا والحماقة فيها
* وقال
* سألونا عن قراه
* فاختصرنا في الجواب
*

139
* كان فيه كل شئ
* بادرا غير الشراب
* وقال
* الحمد لله وشكرا على
* إنعامه الشامل في كل شئ
*
* أن الذي لاعبني في الصبي
* مات ومن قد نكته بعد حي
* وقال
* ليت شعري إذا خرجت من الدن
* يا وأصبحت ساكن الأجداث
*
* هل يقولن اخوتي بعد موتي
* رحمه الله ذلك البحاثي
* فلما مات قال فيه أبو سعد ابن دوست
* يا أبا جعفر ابن إسحاق أني
* خانني فيك نازل الأحداث
*
* من هوى من منازل العز قسرا
* يك تحت الرجام في الأحداث
*
* فلك اليوم من قواف حسان
* سرن في المدح سيرها في المراثي
*
* مع كتب جمعت في كل فن
* حين يروين كل باك وراث
*
* قايل كلها بغير لسان
* رحمه الله ذلك البحائي
* وسوف يأتي في ترجمة أحمد بن عثمان الخشنائي أبيات على هذا الروى مرثية في البحاثي وهي ليعقوب بن أحمد وقال محمد بن محمود النيسابوري في سر السرور أن شعر البحاثي نيف على عشرين ألف بيت ومن شعره
* بليت بطفل قل طايل نفعه
* سوى قبل يزرى بها طول منعه
*
* ويمسحها من عارضيه بكمه
* ويغسلها عن وجنته بدمعه)
* (يكا شفتى أن لاح شخصي بعينه
* ويغتابني أن مر ذكرى بسمعه
* ومنه
* من كان يرغب في البدا
* ل من الورى فأنا شريكه
*
* ما العيش إلا أن تني
* ك وأن ينيك من تنيكه
* ومنه
* يتوب عن الذنوب أخو الخطايا
* وأن لذت له تلك الذنوب
*
* وذايق ففحة التركي نيكا
* يصر على الذنوب فلا يتوب
*
3 (ابن الصابي محمد بن إسحاق بن أبي الحسن محمد بن أبي نصر إسحاق بن

140
غرس النعمة))
أبي الحين محمد بن هلال بن المحسن الصابي الشيخ الصالح سمع من عبد الله بن منصور الموصلي ولغرس النعمة تاريخ تمم به تاريخ والده أبي الحسين وكان صاحب ديوان الإنشاء في أيام القايم بأمر الله وأبوه أبو الحسين كان أخباريا أديبا علامة صابئا فاسلم وحسن أسلامه وهو حفيدج إبراهيم بن هلال الصابي صاحب الترسل توفي صاحب الترجمة سنة تسع عشرة وست ماية
3 (الابرقوهي محمد بن إسحاق بن محمد بن المؤيد المحدث قطب الدين أبو الفضل))
واسمه ذاكر أيضا الهمذاني الابراقوهي ثم المصري سمع الكثير وكتب وخرج لنفسه ثمانيات وروى عنه الدمياطي وغيره توفي سنة إحدى وخمسين وست ماية
3 (الشيخ صدر الدين القونوي محمد بن إسحاق بن محمد بن يوسف))
الشيخ الكبير الشهير صدر الدين أبو عبد الله القونوى شيخ الأعارية بقونية صحب الشيخ محي الدين ابن عربي وقرأ كتاب جامع الأصول على الأمير العالم شرف الدين يعقوب الهذباني ورواه عنه قرأ عليه الشيخ قطب الدين الشيزاري وله تصانيف في السلوك فمن ذلك النفحات وتحفة الشكور وتجليات وتفسير الفاتحة في مجلدة توفي بقونية سنة اثتين وسبعين وست ماية وأوصى أن يحمب تابوته إلى دمشق ويدفن مع شيخه ابن عربي فلم يتهيأ له ذلك ومات وهو ابن اثنتين وثلثين سنة تقريبا
3 (اليغموري محمد بن إسحاق اليغموري))
صاحب كتاب الاطلاع على منادمة الصناع ملكته بخطه وقد قال في آخره كتبه مصنفه في)
العشر الآخر من ربيع الأول سنة تسع وسبعين وست ماية وهو كتاب حسن كثير التورية يشبه كتاب ابن مولاهم المصري في الصنايع ووقفت عليه ورأيت فيه لحينات ظاهرة لكنه ظرف فيه
3 (ابن صقر محمد بن إسحاق بن صقر الحلبي شمس الدين))
ناظر أوقاف حلب توفي سنة ست وعشرين وسبع ماية كان ممدحا رئيسا أنشدني من لفظه لنفسه جمال الدين محمد بن نباتة من جملة امداحه فيه
* يا سايلي عن حلب لا تطل
* والله لولا شمسها المجتبي
*

141
* لم يلق راجى حلب زبدة
* ولم يصادف لبنا طيبا
* وأنشدني له فيه وقد اسن
* حمى الله شمس المكرمات من الأذى
* ولا نظرت عيناي يوم مغيبه
*
* لقد أبقت الأيام مه لأهلها
* بقية صافي المزن غير مشوبه
*
* كأن شجاياه اللطيفة قهوة
* حباب حمياها بياض مشيبه
*

142
3 (المديني الزاهد محمد بن أسد المديني))
الزاهد المعمر كان مجاب الدعوة وهو ممن عاش بعد سماعة تسعين سنة توفي ثلث وتسعين ومأتين
3 (الكاتب البغدادي محمد بن أسد بن علي أبو الحسن))
الكاتب البغدادي المقرئ قال الخطيب كتبت عنه وكان صدوقا وهو صاحب الخط توفي سنة تسع وأربعماية وهو شيخ ابن لبواب الكاتب المشهور وقد سمع ابن أسد أبا بكر
أحمد بن سلمان النجاد وعلي بن محمد بن الزبير الكوفي وجعفر الخالدي وعبد الملك بن الحسن السقطي وجماعة من هذه الطبقة

143
3 (الهمذاني الصالح محمد بن أسعد بن عبد الرحمن أبو عبد الله))
الهمذاني الشيخ الصالح الزاهد كان من الأولياء الأفراد أقام بمشهد عروة في جامع دمشق منعكفا على العبادة سنين إلى أن توفى سادس صفر سنة تسع وستين وست ماية ودفن بسفح قاسيون
3 (كمال الدين القاياتي محمد بن أسعد بن عبد الكريم ابن سليمان القاياتي))
)
الشيخ الإمام كمال الدين المصري مع من النجيب عبد اللطيف الحراني وأخيه العز عبد العزيز وابن الحامض وغيرهم توفي ثامن عشر جمادى الآهرة سنة ثلثين وسبع ماية ودفن بالقرافة أجاز لي رحمه الله تعالى
3 (الشريف الجواني محمد بن أسعد بن علي بن معمر بن عمر بن علي بن الحسين بن أحمد))
بن علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن محمد الجواني الشريف النسابة أبو علي الشريف ابن أبي البركات العلوي الحسيني العبيدلي المصري ولي نقابة الشراف مدة بمصروله كتاب طبقات الطالبين وتاج الأنساب ومنهاج الصواب وكان شيعيا توفي سنة ثمان وثمانين وخمس ماية لقبه رشيد الدين والجواني بالجيم والواو المشددة والنون بعد الألف ويعرف بالمازندراني
3 (مجد الدين حفدة الواعظ محمد بن أسعد بن محمد بن الحسين ابن القسم))
الفقيه مجد الدين العطار الطوسي الشافعي أبو منصور المعروف بحفدة بالحاء المهملة المفتوحة والفاء المفتوحة والدال المفتوحة كان فقيها فاضلا أصوليا فصيحا واعظا تفقه بمرو على أبي بكر محمد بن منصور السمعاني والد الحافظ المشهور ثم انتقل إلى مرو الروذ واشتغل على القاضي حسين البغوي وانتقل إلى بخارا واشتغل على البرهان عبد العزيز ابن مازة الحنفي ثم عاد إلى مرو وعقد له مجلس التذكير ثم خرج إلى العراق والجزيرة واجتمع الناس عليه للوعظ وسمعوا منه الحديث وكانت مجالس وعظه من أحسن المجالس وتوفي سنة

144
أحدى وسبعين بتبريز
3 (شارح المقامات محمد بن أسعد بن محمد بن نصر))
الفقيه أبو النظفر ابن الحكيم البغدادي العراقي الحنفي الواعظ نزيل دمشق كان يعظ بها ودرس بالطرخانية وبالصادرية بني له الأمير معين الدين انزر مدرسته وشرح المقامات وذكر انه سمعها من الحريري توفي سنة سبع وستين وخمس ماية ودفن بباب الصغير بدمشق ومن شعره
* ألا هل أصب بالديار متيم
* بحبكم بين الأنام بلاغ
*
* له شغل بالحب عن كل شاغل
* وليس له عما عراه فراغ
*
* تجرع يوم البين كأس فراقكم
* فليس لكأس الصبر فيه مساغ
*)
ومنه أيضا
* الدهر يوضع عامدا
* فيلا ويرفع قدر نمله
*
* فإذا تنبه لليا
* م وقام للنوام نم له
*
3 (محمد بن اسفهسلار بن محمد أبو علي الجرباذقاني))
قال ابن النجار ذكر أبو سعد ابن سعد ابن السمعاني أنه كان شابا فاضلا لطيف الطبع حسن الشعر له معرفة تامة بالأدب قال قدم علينا بغداد مع العسكر ورأيته في المدرسة
النظامية وعلقت عنه من شعره وكان ينظم على طريقة الابيوردى وكان تلميذه ومن شعره
* الا يا صبا نجد على تنسمي
* ويا عبرتي لا يحبسنك مانع
*
* فإن الصبا تنفى هموم أخي الأسى
* وتشفى صبابات الفؤاد المدامغ
*

145
3 (ابن أسلم الطوسي محمد بن اسلم الأمام أبو الحسن الطوسي الكندي))
أحد الأبدال الحفاظ صنف المسند والأربعين وغير ذلك قال أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف الفقيه سمعت إبراهيم بن إسماعيل العنبري يقول كنت بمصر وأنا أكتب بالليل كتب ابن وهب وذلك لخمس بقين من المحرم سنة اثنتين وأربعين ومأتين فهتف بي هاتف يا إبراهيم مات العبد الصالح محمد ابن اسلم قال فتعجبت من ذلك وكتبته على ظهر كتابي فإذا به قد مات في تلك الساعة ودفن بجانب إسحاق بن راهويه كان يكتم تبعداته في التطوع ويقول لو أمكنني أن اتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت ومناقبه كثيرة
الأنصاري محمد ابن اسلم الأنصاري الساعدي قال يوم الحرة
* وأن تقتلونا يوم حرة وأقم
* فنحن على الإسلام أول من قتلن
*
* ونحن تركناكم ببدر أذلة
* وابنا بأسلاب لنا منكم نفل
*
* فإن ينج منها عايذ البيت سالما
* فما نالنا منكم وأن شفنا جلل
*

146
الكوفي السلمى محمد بن إسماعيل الكوفي السلمى وثقه ابن معين روى عنه مسلم وأبو داود توفي
3 (ابن أبي فديك محمد بن إسماعيل بن مسلم بن أبي فديك الديلي))
مولاهم المدني الحافظ قال ابن سعد وحده ليس بحجة روى له الجماعة أصحاب الحديث الصحيح توفي سنة مأتين))
3 (المدني محمد بن إسماعيل المدني))
قال ابن المرزباني معتصمي كان يصحب غلاما يقال له باذنجانه فقال نصيب بن وهيب المدني يمازحه
* كلف مغرم بباذنجانه
* قد ثنى صبوة إليه عنانه
*
* كل يوم له هوى مستفاد
* هو منه في ذلة واستكانه
*
* أو ما في المشيب والصلع ألفا
* حش شغل عن الصبي لمجانه
* فأجابه محمد بن إسماعيل
* لا تلمني فإن باذنجانه
* بد بالحسن عندنا اقرانه
*
* حسن الشكل ناعم القد حلو
* يتثنى تثني الخيزرانه
*
* أن يكن أصلع علاه مشيب
* فأراه الرشاد حتى استبانه
*
* أن تحت الكسي لطرف فتى
* ذو اختيار وجمة فينانه
*
* قد سقاه الهوى بكأس التصابي
* فجرى جامحا يجر عنانه
*
3 (التبوذكى محمد بن إسماعيل التبوذكي البصري الحافظ مولى بني منقر))
روى عنه البخاري وأبو داود وروى مسلم والنسائي وابن ماجة عن رجل عنه وروى عنه يحيى بن معين والذهلي وأبو زرعة وأبو حاتم وخلق كثير وتوفي بالبصرة سنة ثلث وعشرين ومأتين

147
3 (ابن أبي سمينة محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة أبو عبد الله الهاشمي))
مولاهم البصري المحدث الغازي روى عنه أبو داود والبخاري عن رجل عنه وأبو زرعة وأبو حاتم كان من شجعان الناس توفي سنة ثلثين ومأتين
3 (البخاري محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه))
بالباء الموحدة المفتوحة والراء الساكنة والدال المهملة المكسورة والزاي الساكة والباء الموحدة المفتوحة والهاء الإمام العلم أبو عبد الله الجعفي مولاهم البخاري صاحب صحيح البخاري والتصانيف ولد في شوال سنة أربع وتسعين وماية وأول سماعة سنة خمس ومأتين وحفظ تصانيف ابن المبارك وحبب إليه العلم في الصغر وإعانه عليه الذكاء المفرط رحل سنة عشر ومأتين بعد أن سمع الكثير ببلده من سادة وقته محمد بن سلام البيكندي ومحمد بن يوسف)
البيكندي وعبد الله بن محمد المسندي ومحمد بن غرير وهارون بن الأشعث وطايفة وسمع ببلخ مكي بن إبراهيم ويحيى بن بشر الزاهد وقتيبة وجماعة وكان مكي أحد من حدثه عن ثقات التابعين وسمع بمرو من علي بن الحسن بن شقيق وعبدان ومعاذ بن أسد وصدقة بن الفضل وجماعة وسمع بنيسابور من يحية ابن يحيى وبشر بن الحكم واسحق وعدة وبالري من إبراهيم بن موسى الحافظ وغيره وببغداد من محمد بن عيسى الطباع وسريج بن النعمان وعفان ومعوية بن عمرو الأزدي وطايفة وبالبصرة من أبي عاصم النبيل وبدل بن المحبر ومحمد بن عبد الله الأنصاري وعبد الرحمن بن حماد الشعيثي وعمرو ابن عاصم الكلابي وعبد الله بن رجاء الغداني وطبقتهم وبالكوفة من عبد الله بن موسى وأبي نعيم وطلق بن غنام والحسن بن عطية وهما أقدم شيوخه موتا وخلاد بن يحيى وخالد بن مخلد وفروة بن أبي المغراء وقبيصة وطبقتهم وبمكة من أبي عبد الرحمن المقرئ والحميدي وأحمد بن محمد الأزرق وجماعة بالمدينة من عبد العزيز الأويسى ومطرف بن عبد الله وأبي ثابت محمد بن عبيد الله وطايفة وبواسط من عرمو بن عون وغيره وبمصر من سعيد بن أبي مريم وعبد الله ابن صالح الكاتب وسعيد بن تليد وعمرو بن الربيع بن طارق وطبقتهم وبدمشق

148
من أبي مسهر شيئا يسيرا ومن أبي نضر الفراديسي وجماعة وبقيسارية من محمد بن يوسف الفريابي وبعسقلان من آدم بن أبي إياس وبحمص من أبي المغيرة وأبي اليمان وعلي بن عياش وأحمد بن خالد الوهبي ويحيى الوحاظي وذكر أنه سمع من ألف نفس وقد خرج عنهم مشيخة وحدث بها قال الشيخ شمس الدين ولم نرها وحدث بالحجاز والعراق وخراسان ومن وراء النهر وكتبوا عنه وما في وجهه شعرة وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم قديما وروى عنه م أصحاب الكتب الترمذي والنسائي على نزاع في النسائي والأصح انه لم يرو عنه شيئا وروى عنه مسلم في غير الصحيح وجماعة كبار وآخر من روى عنه الجامع الصحيح منصور بن محمد البزدوى وجامعه أجل كتب الإسلام في الحديث وأفضلها بعد كتاب الله تعالى وهو أعلى شئ في وقتنا اسنادا للناس قال الشيخ شمس الدين ومن ثلثين سنة يفرحون الناس بعلو سنده فكيف اليوم ولو رحل الإنسان لسماعه من ألف فرسخ لما ضاعت رحلته وقال أحمد ابن الفضل البلخي ذهبت عينا محمد في صغره فرأت أمه إبراهيم عليه السلام في المنام فقال لها يا هذه قد رد الله على ابنك بصره بكثرة بكايك أو دعايك فأصبح وقد رد الله)
عليه بصره وعن جبريل بن ميكائيل سمعت البخاري يقول لما بلغت خراسان أصبت ببصرى فعلمني رجل أن احلق رأسي واغلفه بالخطمى ففعلت فرد الله بصرى وقال ما وضعت في الصحيح حديثا إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين وقال أخرجت في هذا الكتاب من نحو ست ماية ألف حديث وصنفته في ست عشرة سنة وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى وقال الفربري سمعته يقول ما ساتصغرت نفسي عند أحد إلا عند ابن المديني وربما كنت اغرب عليه وقال أرجو أني القى الله تعالى ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا قال الشيخ شمس الدين يشهد لهذا كلامه رحمه الله تعالى في التجريح والتضعيف فإنه أبلغ ما يقول في الرجل المتروك أو الساقط فيه نظر أو سكتوا عنه
ولا يكاد يقول فلان كذاب ولا فلان يضع الحديث وهذا من شدة ورعه وكان يركب إلى الرمي فكان لا يسبق ولا يكاد سهمه يخطئ الهدف وكان كريما جوادا وحديثه في امتحان أهل بغداد له في قلب المتون والأسانيد مشهور وقال محمد بن أبي حاتم سمعت أبا ذر يقول رأيت في المنام محمد بن حاتم الحلقاني فسألته وأنا أعرف أنه ميت عن شيخي هل رأيته قال نعم رأيته ثم سألته عن محمد بن إسماعيل البخاري فقال رأيته أشار إلى السماء إشارة كاد يسقط منها لعلو ما يشير واستسقى الناس بقبره في سمرقند وسقوا قال لشيخ شمس الدين وقد أفردت في مناقبه مصنفا ومات ليلة عيد الفطر سنة ست وخمسين ومأتين في بيت وحده وفاح من تراب قبره مثل رايحة المسك ثم علت سواري بيض في السماء مستطيلة بحذاء قبره فجعل الناس يختلفون ويتحدثون

149
وأما تراب قبره فإنه كان يرفعون عنه حتى ظهر القبر ولم يقدر على حفظه بالحرس وقال الفضل بن إسماعيل الجرجاني
* صحيح البخاري لو انصفوه
* لما خط إلا بماء الذهب
*
* اسنايد مثل نجوم السماء
* أمام متون كمثل الشهب
*
* فيا عالما اجمع العالمون
* على فضل رتبته في الرتب
*
* نفيت السقيم من الناقلين
* ومن كان متهما بالكذب
*
* وأثبت من عدلته الرواة
* وصحت روايته في الكتب
*
* وأبرزت من حسن ترتيبه
* وتبويبه عجبا للعجب
*
3 (ابن أبي العتاهية محمد بن إسماعيل أبو عبد الله))
)
ويلقب بعتاهية هو ابن أبي العتاهية كان زاهدا عفيفا طاهر اللسان حذا حذو أبيه في القول في الزهد من شعره
* لربما غوفض ذو شرة
* أصح ما كان ولم يسقم
*
* يا واضع الميت في قبره
* خاطبك اللحد فلم تفهم
* وقال
* قد أفلح الساكت الصموت
* كلام راعى الكلام قوت
*
* ما كل نطق له جواب
* جواب من يكره السكوت
*
* يا عجبا لأمرء ضعيف
* مستيقن أنه يموت
* شعر منحط توفي سنة أربع وأربعين بعد المأتين
3 (ابن يسار محمد بن إسماعيل بن يسار))
قال أبو هفان محمد بن إسماعيل بن يسار شاعر وأبوه إسماعيل شاعر وجده يسار شاعر وابنه عبيد الله بن محمد شاعر وهو القايل
* راح الشقي على ربع يسايله
* ورحت اسأل عن خمارة البلد
*
* يبكي على طلل الماضين من أسد
* فتكت أمك قل لي من بنو أسد
*
* ومن تميم ومن عقل ومن يتمن
* ليس الأعاريب عند الله من أحد
*
3 (الحكيم القرطبي النحوي محمد بن إسماعيل أبو عبد الله النحوي))
يعرف بالحكيم من أهل قرطبة سمع محمد بن وضاح ومحمد بن ومحمد بن عبد السلام الخشني ومطرف بن قيس وعبد الله

150
بن مسرة ومحمد بن عبد الله بن الغاز وكان عالما بالنحو والحساب دقيق النظر مثير اللمعاني الغامضة لا يتقدمه أحد في ذلك وعمر إلى أن بلغ ثمانين عاما وأدب الحكم المتنصر وتوفي سنة إحدى وثلثين وثلث ماية
3 (ابن زنجي الكاتب محمد بن إسماعيل بن زنجي أبو عبد الله الكاتب))
له نباهة وذكر في أيام المعتضد وإلى آخر أيام الراضي وكان من جلة الكتاب ومشايخهم معروف بجودة الخط وله تصانيف منها كتاب الكتاب والصناعة وكتاب رسايله وله أخبار حسنة كثيرة توفي سنة أربع وعشرين وثلث ماية وكان من الأنبار
أبو عبد الله المغربي الزاهد محمد بن إسماعيل أبو عبد الله المغربي الزاهد أستاذ إبراهيم)
الخواص وإبراهيم بن شيبان وغيرهما كان كبير الشأن في علم المعاملات والمكاشفات حج على قدميه قال ابن الجوزي في المرآة سبعا وسبعين حجة وما كان يأكل مما تصل إليه يد ابن آدم ولم يتسخ له ثوب ولا طال له ظفر ولا شعر ومن كلامه من ادعى العبودية وله مراد باق فهو كذاب ولا تصح العبودية إلا لمن افنى مراداته بالكلية وقام بمراد سيده وأنشد
* لا تدعني إلا بيا عبدها
* لأنه اشرف أسمائي
* توفي سنة تسع وتسعين ومأتين
3 (ابن طباطبا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل ابن إبراهيم بن الحسن بن))
الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه العلوي قال ابن الجوزي في المرآة إنما سمى جده طباطبا لأنه أمه كانت ترفضه وتقول كباكبا يعنى نام قلت وذكر ابن خلكان وغيره ما معناه أن المذكور كان يلثغ في القاف فيجعلها طاء فطلب يوما من غلامه قباء يلبسه فاتاه بفرجية فقال لا إنما أردت طباطبا أي قباقبا سكن المذكور مصر وكان سيدا فاضلا جوادا ممدحا له المنزلة والجاه عند السلطان والعامة وبها توفي سنة خمس عشرة وثلث ماية وقبره بالقرافة يزار حدث عن أبيه وغيره وروى عنه المصريون قدم الشام صحبة خمارويه ابن طولون
3 (الصايغ محمد بن إسماعيل الصايغ))
القرشي بغدادي نزل مكة روى عنه أبو داود قال ابن أبي حاتم صدوق توفي سنة ست وسبعين ومأتين
3 (الحساني الضرير محمد بن إسماعيل الحساني بالحاء المهملة والسين المشددة

151
المهملة))
الواسطي الضرير روى عنه الترمذي وابن ماجة قال الدارقطني ثقة توفي سنة ثمان وخمسين مايتن
3 (ابن ابن علية الأسدي محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي))
الإمام ولد الإمام ابن علية روى عنه النسائي توفي سنة سبعين ومأتين
3 (أبو إسماعيل الترمذي محمد بن إسماعيل بن يوسف أبو إسماعيل السلمى الترمذي البغدادي))
الحافظ رحل وجمع وصنف روى عنه الترمذي والنسائي قال الخطيب كان فهما متقنا مشهورا)
بذاهب السنة توفي في رمضان سنة ثمانين ومأتين
3 (خير النساج محمد بن إسماعيل))
هو خير النساج يأتي في حرف الخاء المعجمة أن شاء الله توفي سنة اثنتين وعشرين وثلث ماية
3 (المستملى على ابن خزيمة محمد بن إسماعيل بن عيسى أبو عبد الله الجرجاني))
المستملى على ابن خزيمة وعلى ابن الشرقي توفي سنة أربع وعشرين وثلث ماية
ابن عباد والد المعتضد وجد المعتمد المغربي محمد بن إسماعيل ابن عباد بن قريش اللخمي الإشبيلي من ذرية النعمان بن المنذر ملك الحيرة أصله من العريش أول رمل مصر دخل إسماعيل الأندلس ونشأ له ولده أبو القسم فاعتني بالعلم وبرع في الفقه وتنقلت به الأحوال إلى أن وصل إلى قضاء إشبيلية في أيام بني حمود الأدريسي فأحسن السياسة مع الرعية وجرت له أمور إلى أن تملك فبلغه أن هشام بن الحكم أمير المؤمنين بقلعة رباح في مسجد فأحضره وبايعه بالخلافة وفوض إليه وجعل ابن عباد نفسه كالوزير بين يديه قال ابن حزم في نقط العروس اخلوقة لم يسمع بمثلها فإنه ظهر رجل يقال له خلف الخضري بعد اثنتين وعشرين سنة من موت المؤيد بالله هشام بن الحكم فادعى أنه هشام فبويع وخطب له على المنابر بالأندلس وسكفت الدماء وتصادمت الجيوش وأقام نيفا وعشرين سنة وقال أيضا فضجيهة لم يقع في العالم مثلها أربعة رجال في مسافة ثلاثة أيام في مثلها كلهم تسمى بأمير المؤمنين وهم خلف الخضري بإشبيلية على أنه هشام بن الحكم ومحمد بن القسم بن حمود بالجزيرة ومحمد بن إدريس بن حمود بمالقة وإدريس بن علي بن حمود ببشتر وقال أيضا في كتابه الملل والنحل

152
أنذرنا الجفلى لحضور دفن المؤيد هشام ابن الحكم المستنصر فرأيت أنا وغيري نعشا وفيه شخص مكفن وقد شاهد غسله رجلان شيخان جليلان حكمان من حكام المسلمين من عدول القضاة في بيت وخارج البيت أبي رحمه الله وجماعة عظماء البلد ثم صلينا عليه في ألوف من الناس ثم لم يلبث إلا شهورا نحو التسعة حتى ظهر حيا وبويع بالخلافة ودخلت إليه أنا وغيري وجلست بين يديه وبقى كذلك ثلاثة أعوام غير شهرين وأيام حتى لقد أدى ذلك إلى توسوس جماعة لهم عقول في ظاهر الأمر إلى أن ادعوا حياته حتى الآن وزاد الأمر حتى اظهروا بعد ثلث وعشرين سنة من موته على الحقيقة انسانا قالوا هو هذا وسفكت بذلك الدماء)
وهتكت الأستار واخليت الديار واثيرت الفتن انتهى قلت وقد جرى مثل ذلك في سنة ثمان وثلثين وتسع وثلثين وسبع ماية وما قبلها وبعدها وهو ظهور الذي ادعى أنه دمرتاش ابن جوبان وجاء إلى أولاد دمتاش ونسايه وأهله ووافقوه على ذلك والتف عليه جماعة وصارت له شوكة وحيف على الشام ومصر منه إلى أن كفى الله أمره وقتل وكان ظهوره بعد موت دمرتاش بتسع سنين أو ما حولها والتبس الحال في أمره على السلطان الملك الناصر حتى نبش قبره وأخرجت عظامه من مكانها برا باب القرافة بقلعة الجبل وكان المذكور قد قطع رأسه وجهز إلى الملك بو سعيد وكان يدعى أنه حصل الاتفاق في أمره وهرب من الاعتقال في سجن القلعة ووصل إلى البحر وركب فيه مركبا وتغيب إلى أن ظهر وأن الذي قتل كان غيره وليس لذلك صحة أصلا بل الذي قتل وقطع رأسه بحضور امناء السلطان ومماليكه الخواص الذين لا يتجاسرون على وقوع شئ من ذلك ثم أن ابن عباد بقي كالوزير واستبد بالأمر ولم يزل لمكا مستقلا إلى أن توفى في آخر جمادى الأولى سنة ثلث وثلثين وأربع ماية ودفن بقصر إشبيلية وقام بالأمر بعده ولده المعتضد بالله أبو عمرو عباد وقيل إنما كان إقامة الذي زعم أنه هشام في أيام المعتضد ومن شعره
* ويا سمين حسن المنظر
* يفوق في المرأى وفي المخبر
*
* كأنه من فوق أغصانه
* دراهم في مطرف اخضر
* ومنه
* يا حبذا الياسمين إذ يزهر
* فوق غصون رطيبة نضر
*
* قد امتطى للجلال ذروتها
* فوق بساط من سندس اخضر
*
* كأنه والعيون ترمقه
* زبرجد في خلاله جوهر
*
3 (أبو الحسين الكاتب المغربي محمد بن إسماعيل بن إسحاق أبو الحسين الكاتب))
قال ابن رشيق في الأنموذج من بيت شعر وكتابة وكان أبوه من جلة أهل زمانه في الرياسة والكتابة وعلم الدواوين وأسرار الشعر وكذلك ولده محمد المذكور كان شاعرا حديد الخاطر ذلق اللسان مبرزا حسن البصر بصناعة الشعر وأورد له قطعة منها في فرس أشقر

153
* أشقر كالتبر جلا لونه
* عن محضه بالسبك صقاله
*
* كساه بارى الخلق ديباجة
* قصر فيها عنه أمثاله)
* (كأنما البدر إذا ما بدا
* غرته والشمس سرباله
*
* كأن في حلقومه جلجلا
* حركه للسمع تصهاله
*
* جانبه باء ومن خلفه
* جيم ومن قدامه داله
* قلت يريد أنه جيد وذكرت بالثالث قول ابن خفاجة وهو أحسن تخيلا
* واشقر تضرم منه الوغى
* بشعلة من شعل الباس
*
* وتطلع العرة من وجهه
* حبابة تضحك في الكاس
* وقول ابن سعيد المغربي
* وعسجدي اللون أعددته
* لساعة تظلم أنوارها
*
* كأنه في رهج شمعة
* مصفرة غرته نارها
* وأورد له ابن رشيق قطعة قالها في محمد بن أبي العرب منها
* واثنى بما أوليتني من صنيعة
* ومن منه تغدو على وتطرق
*
* فكل أمره يرجو نداك موفق
* وكل امرء يثنى عليك مصدق
* وأورد له أيضا
* أبرق سرى أم وجه ليلى تبلجا
* فشق بأيدي النور أقمصة الدجا
*
* لئن بينت بالبين وجدا لقلبه
* أثار جوى هجرانها متأججا
*
* فما صدعت إلا حشا متصدعا
* ولا هيجت إلا فؤادا مهيجا
* منها
* تريك الشقيق الغض منها محاجرا
* مكحلة منها وخدا مضرجا
*
* وتحسب نور الأقحوان إذا بدا
* وكف الحيا يجلوه ثغرا مفلجا
*
* كأن دنانيرا به ودرهما
* نثرن عليها مفردا ومزوجا
* وأورد له في الموج
* انظر إلى البحر وأمواجه
* فقد علاها زبد متسق
*
* تخالها العين إذا أقبلت
* خيلا بدت في حلبة تستبق
*
* خمر ودهما فإذا ما دنت
* من شاطئ البحر علاها بلق
*

154
قلت هذا الثالث تخيل لطيف ولى في مثل هذا من جملة أبيات)
* ولقد نزلنا البحر من طبرية
* وقلوبنا من شوقها تتضرم
*
* وكما علمت لكل بحر ساحل
* والموج ينزل في قفاه ويلطم
*
* واللج عبس وجهه من موجه
* غيظا وفي حافاته يتبسم
* توفي أبو الحسين الكاتب سنة ثمان وأربع ماية وقد بلغ السبعين
3 (أبو جعفر الميكالي محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال أبو جعفر الميكالي))
كان أديبا شاعرا لغويا فقيها توفي في صفر سنة ثمان وثمانين وثلث ماية وكان قد تفقه عل قاضي الحرمين أبي الحسين وعقد له مجلس املاء سمع منه الحاكم أبو عبد الله ابن البيع الحافظ ومن شعره
3 (الشريف الزيدي الوصي محمد بن إسماعيل بن علي بن الحسين ابن الحسن بن القسم بن))
محمد الشريف الزيدي الهمذاني المعروف بالوصى سمع وروى قال أبو سعيد الدريسي يحكى عنه أنه كان يجازف في الرواية توفي سنة ثلث وتسعين وثلث ماية
ابن ودعة البقال الشافعي محمد بن إسماعيل بن عبيد الله ابن ودعة البقال أبو عبد الله الفقيه الشافعي قال ابن النجار كان خازنا بالمظفرية وكان فقيها فاضلا حسن المعرفة بالمذهب والخلاف مليح الكلام في النظر والجدل ورتب معيدا بالنظامية في أيام شيخنا علي بن علي الفارقي ثم خرج من بغداد وتوجه إلى الشام وناظر الفقهاء في البلاد التي دخلها وظهر كلامه عليهم واستحسنوا كلامه وكان ذكيا المعيا صنف كتابا مليحا في اللعب بالبندذ وقسمه على تقسيم كتب الفقه على السنة التي يعرفها الرماة فجاء حسنا في فنه وأظنه قصد به الإمام الناصر توفي بدمشق ودفن بها سنة ثمان وثمانين وخمس ماية ومات شابا وبقى والده بعده مدة طويلة حيا وكان شيخا صالحا حافظا لكتاب الله
3 (الحيزاني محمد بن إسماعيل بن حمدان أبو بكر))
الحيزاني بالحاء المهملة المكسورة والياء آخر الحروف الساكنة والزاي والنون بعد الألف نزيل بلد الجزيرة كان فقيها شافعيا أديبا شاعرا مدح السلطان صلاح الدين فأجازه بثلث ماية دينار وفرس وخلعة وولى قضاء القدس ثم عاد إلى الجزيرة وصار محتسبها توفي سنة خمس عشرة وست ماية))
3 (ابن أبي صادق المصري محمد بن إسماعيل القاضي أبو عبد الله المصري))
الكاتب عرف بابن أبي صادق ولى ديوان قوص وتوفي بالعسكر ظاهر دمياط
3 (المتيجي الخطيب محمد بن إسماعيل بن محمد أبو عبد الله الحضرمي المغربي الممتيجي))
ومتيشة بناحية بجاية وهي بفتح الميم وتاء ثالث الحروف مشددة وسكون الياء آخر

155
الحروف وشين بين الجيم والشين المعجمة دخل الأندلس وسكن مرسية وولى خاطبتها كان مكثرا عن ابن بشكوال وأبي بكر ابن خيرة وكان مليح الخط والضبط مشاركا في علم الحديث فاضلا زاهدا شاعرا كتب علما كثيرا وتوفي سنة خمس وعشرين وست ماية
3 (الحافظ ابن خلفون محمد بن إسماعيل بن محمد بن خلفون الحافظ أبو بكر الأزدي الأندلسي))
نزيل إشبيلية كان بصيرا بصناعة الحديث حافظا للرجال متقنا وله كتاب سماه المنتقى في رجال لحديث وغيره ذلك ولى قضاء بعض النواحي وكان مشكورا توفي سنة ست وثلثين وست ماية
ضياء الدين الصويتي كاتب الجيش محمد بن إسماعيل بن عبد الجبار ابن أبي الحجاج شبل بن علي القاضي الرئيس ضياء الدين أبو الحسين ابن القاضي أبي الطاهر الجذامي الصويتي بالصاد المهملة تصغير صوت المقدسي المصري كان أديبا كاتبا ولد سنة أربع وسبعين وعنى بالحديث وخرج لجماعة وكتب وهو من بيت رياسة حدث عنه الدمياطي والعماد البالسي في جماعة طعنه الفرنج بالمنصورة وحمل إلى القاهرة وتوفي بسمنود سنة سبع وأربعين وست ماية وكان صاحب ديوان الجيش للملك الصالح
3 (خطيب مردا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبي الفتح الفقيه أبو عبد الله))
المقدسي النابلسي خطيب مردا ولد سنة ست وستين وكان اسن من الشيخ الضياء قدم دمشق في صباه وتفقه على مذهب أحمد بن حنبل وحفظ القرآن وسمع من يحيى الثقفي ورجل إلى مصر وسمع من البوصيري وحدث بكتب كبار كمسلم والسيرة لابن اسحق والمسند لأبي يعلى والأجزاء التي لم يحدث بها أحد بعده بدمشق روى عنه ماعة قال الدمياطي كان صالحا صحيح السماع
3 (مجد الدين ابن عساكر محمد بن إسماعيل بن عثمان بن المظفر ابن هبة الله بن عبد الله بن))
الحسين الشيخ مجد الدين أبو عبد الله ابن عساكر الدمشقي الشافعي)
ولد في حدود سنة سبع وثمانين وسمع من الخشوعي والقسم ابن عساكر وعبد اللطيف بن أبي سعد وحنبل وابن طبرزد والكندي وجماعة وروى عنه ابن الخباز والشيخ عبد الرحيم القرامزي وابن العطار ونعمون الحراني وهو آخر من روى كتاب التجريد لابن الفحام عاليا توفي سنة تسع وستين وست ماية
3 (ابن الأنماطي محمد بن إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن أبو بكر ابن الحافظ أبي الطاهر))
ابن الأنماطي المصري ثم الدمشقي نزيل القاهرة سمع الكندي وابن البناء وابن ملاعب وابن الحرستاني وأجاز له ابن الأخضر والمؤيد الطوسي وخلق يطول ذكرهم وحدث بكثير

156
من مروياته وكان سهلا في الرواية وانفرد بأشياء كثيرة لم يحدث بها لكون الأصول بدمشق قال الشيخ شمس الدين وسمعت عليه كثيرا بالقاهرة التاريخ محمد بن إسماعيل المعروف بالتاريخ قال العماد الكاتب قريب العصر من أهل مصر وأورد له من شعره
* لاه بغانية وراح
* ناه لعاذلة ولاح
*
* ما زال يشرب كأسه
* صرفا على ضرب الملاح
*
* ما بين زمزمة البنو
* د وبين وسواس الوشاح
*
* حتى مضا مسك الدجا
* وأثار كافور الصباح
* وقال يمدح ابن التبان
* لما توجه نحو مصر قادما
* والدهر بين يديه من أعوانه
*
* نشر السفين جناحه في راحة
* كجناح رحمته وفيض بنانه
*
* فتبارك الرحمن أية آية
* بحريكون البحر من ركبانه
*
* يا جنة للقاصدين تزخرفت
* لهم وطاب الخلد في رضوانه
*
3 (الصفى الأسود محمد بن إسماعيل بن محمود بن أحمد بن حسن بن إسماعيل الحميري اليمنى))
أبو عبد الله الصفى الأسود الكاتب الأشرقي ولد بالمحلة وتوفي بالرقة سنة اثنتين وعشرين وست ماية من شعره
* فديته ليس عليه جناح
* وأن تعدى طور كل الملاخ
*
* دمى له حل وعرضي لمن
* يلوم أو يعذل فيه مباخ)
* (مفقه الالحاظ لكنها
* لم تقر إلا في كتاب الجراخ
* أورد له القاضي محيي الدين ابن عبد الظاهر قوله
* كرم شمولي تضوع نشره
* وندى طفيلي أجاب وما دعى
* قلت أورد الشيخ قطب الدين اليونيني في ذيله على المرآة في ترجمة الشيخ شرف الدين عبد العزيز الأنصاري المعروف بشيخ الشيوخ عن والده زين الدين ملخصه كنت جالسا بسوق الخواصين فوقف على شاب رث الثياب ظاهر الاكتياب عليه أثر الفاقة والمرض ما يل السمرة إلى السواد فناولني ورقة فيها أبيات شعر يشكو فيها رقة حاله فقلت له هذا شعرك فقال نعم فرحمته وقلت له انظم أبياتا في ضياء الدين الشهرزوري لأحملها إليه وخذ هذا الدينار فمضى وأتاني في اليوم الثاني بالأبيات فأوصلتها إليه فسلم عليه وأعطاه خمسة دنانير ثم لم أره ثم انتقلت إلى حماة ووليت بها نظر الأوقاف بعد مجدة وقدم الرشيد المعروف بالصفوى بعد انصرافه عن خدمة الملك

157
الأشرف فتعصب له جماعة من الدولة المنصورية فولى وزارة الملك المنصور ورام مي الحضور فامتنعت فشكاني للسلطان فقال هذا ليس لك عليه اعتراض فتركني الرشيد وأخذ يستميل مودتي فلم انبسط له وفاء للزين ابن فريح لأن أمور الديوان كانتإليه قبل ذلك فما كان إلا أن تغير المنصور على الرشيد فعزله واعتقله بجامع القلعة فجهزت إليه ولدى عبد العزيز وعرض عليه المعونة والمساعدة بكل ما يليق فشكر واثنى والتمس التلطف في خلاصه فسعيت في امره ورد ما كان أخذه من المعلوم على
المباشرة ثم حبس نوابه وطلب منهم ارتجاع معاليمهم فقال الرشيد أن هؤلاء حبسوا بسببي وأنا الذي عوقتهم من مكاسبهم وأنا أقوم بما يطلب منهم فوزن ما طلب منهم وزرته وخاديته وصادقته وباسطته فقال لي يوما خلوة والله يا مولانا ما كان طلبي لك للحكم عليك في عملك بل لا تعرف إليك أما ترعف ذلك الفقير الأسود الأصفير الرث الحال والهيئة الذي وقف عليك بسوق الخواصين وأعطاك ورقة فيها
* يا أجمل الناس في خلق وأخلاق
* عليك معتمدي من بعد خلاقي
*
* أسعد مريضا غريب الدار منفردا
* ابكى أعاديه من ضر واملاق
* فأحسنت إليه وأمرته بمدح ابن الشهرزوري فنظم لك أبياتا منها
* غرة الظبي الغرير
* من هواها من مجيري)
* (فلئن صد حبيبي
* ونفى عني سروري
*
* وأماتتني الليالي
* موت ذي سقم فقير
*
* فحياتي بأخي الجو
* د ابن يحيى الشهرزوري
* فأوصلته إليه وأخذت له الجايزة أنا والله ذلك الشخص فاستحييت منه وأطرقت فقال يا مولانا من كانت حاجته إليك وإلى مثلك ما عليه عار قلت أظن هذا الرشيد و صاحب هذه الترجمة والله أعلم وإلا فهو الرشيد عبد الله بن المظفر الصفوي وهو الصحيح وسيأتي ذكره في حرف العين مكانه ومن شعر صفى الدين محمد بن إسماعيل المذكور يمدح الأشرف موسى
* ما طبعوا سيوفهم من الحدق
* إلا لأنها أحد وادق
*
* فواتر بواتر ما رمقت
* قط فابقت للمحبين رمق
*
* كم أودعت يوم الغرام لوعة
* لهيبها لو لمس النار احترق
*
* تراهم رقوا لما لقيته
* بعدهم من الفراق والفرق
*
* يكذبون ما ادعيت من هوى
* وشاهد الحال لدعواى صدق
*
* أنفقت عمرى في تقضى وصلهم
* فضاع ما أنفقته وما اتفق
*
* واببأبي من جمعت وجنته
* ماء ونارا أو صباحا وغسق
*

158
* كأنما في قسمات وجهه
* بين مسائين ابتسامات فلق
*
* ريم له قلوبنا مراتع
* غصن له ملابس الحسن ورق
*
* ذو هيف كيف أطاق خصره
* حمل الذي رصع فيه من حدق
*
* أسهرني ونام ملء جفنه
* موسدا من الفؤاد ما خفق
*
* قد فتحت لي فيه أبواب عنا
* لأيها شاء الغرام بي طرق
*
* ألف ما بين الجفون والحشا
* فليته بين الجفون ما فرق
*
* صاحب ديوان الغرام خاله
* له على الناس ديون وعلق
*
* مذ سلمت خزاين الحسن له
* فك جميع ما عليها من غلق
* وحازها فلم يجد أحسن من صفات مولانا فخان وسرق
* مظفر الدين المليك الأشرف ال
* كريم حقا وسواه مختلق
*
* اللابس المجد جديدا والورى
* عليهم منه الفتيق والخلق)
* (حم السحاب خجلا من جوده
* فرعده الرعدة والغيث العرق
* قلت قوله ذو هيف البيت أخذ معناه من المتنبي حيث قال
* وخصر تثبت الأبصار فيه
* كأن عليه من حدق نطاقا
* وقوله أيضا حم السحاب خجلا البيت أخذه من أبي الطيب المتنبي أيضا قال
* لم تحك نايلك السحاب وإنما
* جمت به فصبيبها الرخصاء
* لكن صفى الدين أبرزه في قالب أحسن وأوضح وزاد فيه رعدة الرعد والجناس فضلة ومن شعر صفى الدين أيضا
* عنا بعد لك فالزمان مواتي
* والخد نقلي والعيون سقاني
*
* والروض قد حمل النسيم تحية
* عن زهره مسكية النفحات
*
* ركعت أباريق المدام وصاح ح
* تى على الصبوح مؤذن الصلوات
*
* وتجاوبت أوتارنا بلغاتها
* فالتفت النغمات بالنغمات
*
* فاستجل بكرا توجب بحبابها
* لما عقدت لها على ابن فرات
* وكتب إليه ابن الكعكي صاحب ديوان الجيش يطلب منه ورقا
* يا من نداه قد فهق
* وجوده مثل الوهق
*
* امنن على بالورق
* كما مننت بالورق
* فأنت بالفضل أحق فأجاب ارتجالا

159
* يا من إلى الفضل سبق
* بشكرك الدهر نطق
*
* من درة خلقت والن
* اس جميعا من علق
*
* أنت بما وصفته
* من ساير الناس أحق
*
* قد سير الخادم ما
* أمكنه من الورق
*
* ولو أطاق كسر ال
* راء ولكن ما اتفق
*
3 (الأفضل صاحب حماة))
محمد بن إسماعيل السلطان الملك الأفضل ناصر الدين ابن السلطان العالم الملك المؤيد عماد الدين بن الأفضل على ابن الملك المظفر بن المنصور ابن صاحب حماة تقي الدين عمر بن)
شاهنشاه ابن أيوب بن شادي حضر إلى دمشق في أوايل شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وأربعين وسبع ماية وقد رسم السلطان الملك الأشرف علاء الدين كجك ابن السلطان الملك الناصر بحضوره إلى دمشق ليكون بها مقيما أمير ماية رأس الميسرة ويطلق له من دخل حماة ألف ألف درهم ومايتا ألف درهم في كل سنة فركب بها موكبين وحصل له قولنج اعقب بصرع فتوفى ليلة الثلاثاء حادي عشر الشهر المذكور ومن الغريب أن زوجته كانت قد مرضت وأشرفت على الموت فجزع عليها وصنع لها تابوتا ليضعها فيه إذا توفيت ويحملها إلى حماة فلما توفي هو وضعته والدته في ذلك التاوت وحملته إلى حماة من ليلته ثم أن الزوجة المذكورة توفيت عشية ذلك اليوم ثم أن أبنيه توجها إلى مصر صحبة جدتهم فأكرموا نزلها اكراما لابنها الملك الأفضل أعطوا لابنه الكبير إمرة سبعين فارسا فمات في مصر قبل خروجهم منها فسبحان من يقرب الآدال ويقطع الآمال وكان والده الملك المؤيد قد سماه في حياته بالملك المنصور فلما توفي والده في سنة اثنتين وثلثين وسبع ماية ورسم له السلطان الملك الناصر بمكان أبيه سماه الملك الأفضل باسم جده وكان إنسانا حسنا يعطى العطاء الوافي الوافر وهو مذموم غير محمود وكان أبوه أسعد منه وما زال مروعا مدة حياته تارة من جهة السلطان وتارة من جهة الأمير سيف الدين تنكز وتارة من جهة أقاربه وشكواهم عليه وتارة من جهة العربان وكان قد نسك في وقت وجلس على الصوف والتزم بأن لا يسمع الشعر ثم ترك ذلك وجلس على الحرير وسمع الشعر وولاني نظر المدرس التقوية بدمشق نيابة عنه وسمعت كلامه غير مرة فما كان يخلو من استشهاد بشعر مطبوع أو مثل مشهور وأما والده فكان فاضلا صاحب مصنفات وسيأتي ذكر والده في حرف إسماعيل أن شاء الله وترك الملك الأفضل عليه من الدين فيما بلغني ممن له اطلاع على حاله جملة فوق الألفي ألف درهم وكان الأمير سيف الدين تنكز قد حنا عليه آخر وشذ منه ولما أمسك تعب بعده ولزمته مغارم وكثرت الشكاوى عليه وقل ناصره فتضعضعت أحواله واختلت

160
أموره وكان الموت فجاءة آخر خموله نعوذ بالله منه وقال شاعره وشاعر أبيه من قبل جمال الدين محمد بن نباتة يرثيه
* تغرب عن مغني حماة مليكها
* ماودى بها من بعد ذلك مماته
*
* وما مات حتى مات بعض نسايه
* بهم وكادت أن توت حماته
*)
وقال أيضا قصيدة أولها
* بكى الشعر أيام المنى والمنايح
* ففي كل بت للثنا صوت نايح
*
* ولما ادلهمت صفحة الألفق بالأسى
* علمنا بأن الشهب تحت الصفايح
*
* حيا المزن اسعدني على فقد سادتي
* بدمع كجدواهم على الخلق سافح
*
* ابعد بني شاد وقد سكنوا الثرى
* قريض لشاد أو سرور لفارح
*
* أبعد ملوك العلم والبأس والندى
* تشب العلا نار القرى والقرايح
*
* لئن أوحشوا منهم بيوت مقامهم
* لقد اوحشوا منا بيوت المدايح
* منها
* تلا فقد إسماعيل فقد محمد
* فيا للأسى من فادح بعد فادح
*
* وزالا فما إنسان عيني بممسك
* بكاه ولا إنسان قولي بكادح
*
* كأن لم يجد بعد المؤيد أفضل
* فمن جذع بذ الجياد وقارح
*
* كأن زناد الفضل لم يور منها
* سنا شيم ما فيه قول لقادح
* منها
* ووالله ما نوفى صفات محمد
* إذا نحن اثنينا عليه بصالح
*
* صلام على جنات أجداثهم ولا
* سلام لنار الحزن بين الجوانح
* وأنشدني من لفظه لنفسه الأديب علي بن مقاتل الحوي بحماة يرثى الملك الأفضل
* صاحب حماة ما عطى في الدست الهامات
* يبذق تفرزن عقد بندو على الهامات
*
* دارات عليه رخاخ فيال وها ما مات
* لعب بنفس على خيل ركب هامات
* وأنشدني له أيضا
* يا أولاد الأفضل كسرتم كسر ما لو حيز
* فقدتم ابن المؤيد نجل ذاك الحبر
*
* تصبر واندبوا من قد حواه القبر
* فآل أيوب هم أهل البلا والصبر
* وأنشدني له أيضا
* بالأمس يا أولاد الأفضل صاح صايحكم
* على الملا بين غاديكم ووايحكم
*

161
* واليوم صارت مغانيكم نوايحكم
* واتبدلت بمراثيكم مدايحكم
* وأنشدني له أيضا)
* محمد المصطفى المختار من منشأه
* من شرف الكون في سابع سما ممشاه
*
* أذاقه الموت من كل الورى تخشاه
* من هو ملك مصر أو من ابن شاهنشاه
*
3 (ابن التيتي محمد بن إسماعيل بن أسعد الأمير شمس الدين ابن الصاحب شرف الدين الآمدي))
المعروف بابن التيتي بتائين ثالثة الحروف بينهما ياء آخر الحروف كان وزيرا بماردين وحضرا أخيرا في الرسلية من الملك أحمد صحبة الشيخ عبد الرحمن الكواشي لآتي ذكره في مكانه فمات مرسلهم على ما يأتي في ترجمة الشيخ عبد الرحمن وحبسوا ومات الشيخ عبد الرحمن وطلب شمس الدين إلى مصر وأعطى خبزا في الحلقة وترقا إلى أن صار نايب دار العدل وجفل به فرس فمات رحمه الله تعالى سنة أربع وسبع ماية بمصر
3 (أبو دهمان محمد بن أبي الأسود))
أبو دهمان بصرى عربي تقلد سابور من من كور فارس ولما ضرب المهدي أبا العتاهية بسبب تشبيبه بعتية قال أبو دهمان
* لولا الذي أحدث الخليفة في ال
* عشاق من ضربهم إذا عشقوا
*
* لبخت باسم التي أحب ول
* كني امرؤ قد نبابي الفرق
*
* أخاف أن بحت أن أعاقب فال
* قلب بطول الكتمان يحترق
*
* من أجل حبيك قد أحببت حماكا
* أظنها دون خلق الله تهواكا
*
* حماك حماشة حماك عاشقه
* لو لم تكن هكذا ما قبلت فاكا
* أخذ بعض المتأخرين فزاده وقال
* لو لم تكن حماه مشغوفة
* تعشقه مثلي وتهواه
*
* ما عانقت إذا أقبلت صدره
* وقبلت إذا فارقت فاه
*
3 (الحربي محمد بن أشرس الحربي))
حدث عن أبي زيد العكلي وأبي عبد الله أحمد بن حنبل وروى عنه أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الحافظ الكوفي وأبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال وعباس بن محمد الدوري

162
3 (محمد بن الأشعث بن قيس الكندي الكوفي ابن أم فروة وأخت أبي بكر الصديق رضى الله))
عنه)
حدث عن عمر وعثمان وعايشة وروى له أبو داود والنسائي وتوفي في عشر السبعين من الهجرة وولد أكثر من ثلثين ولدا ذكرا وابنه عبد الرحمن الذي خرج على الحجاج
الأمير محمد بن الأشعث محمد بن الأشعث بن يحيى الخزاعي الخراساني الأمير أحد قواد بني العباس ولى دمشق للمنصور ثم ولى مصر ودخل القيروان لحرب الإباضية
كان شجاعا مهيبا توفي سنة تسع وأربعين وماية
3 (المروزي محمد بن الأشعث أبو الأشعث المروزي))
كان منقطعا إلى آل طاهر قال يمدح محمد بن إسحاق بن إبراهيم المصعبي بقصيدة أولها
* نوم العذال عن سهره
* وغنوا بالنفع عن ضرره
*
* ورمى الهجران مقلته
* بسهام الحب عن وتره
*
* فحشاه يلتظى لهبا
* ليس يطفى لهف مستعره
*
* تيمته مقلتا رشإ
* حل عقد السحر في نظره
*
* لو رآه عاذلي سفها
* فر من عذل إلى عذره
*
3 (الزهري الكاتب الكوفي محمد بن الأشعث بن فحرة))
الكاتب الكوفي أحد بني زهرة من قريش كان شاعرا مغنيا وكان يلقى الغناء على جواري ابن رامين وغيره
3 (الحافظ ابن اشكاب محمد بن اشكاب))
الحافظ أبو جعفر البغدادي أخو علي بن اشكاب روى عنه البخاري وأبو داود والنسائي وقال أبو حاتم صدوق توفي سنة إحدى وستين ومأتين
3 (ابن أمية الشاعر محمد بن أمية))
قال ابن المرزبان هو ابن أبي أمية واسم أبي أمية عمرو قال صاحب الإغاني كان محمد كاتبا شاعرا ظريفا وكان حسن الخط والبيان كان يهوى

163
جارية اسمها خداع لبعض جواري خل المعتصم وكان يدعوها ويعاشره أخوانه إذا دعوه بها اتباعا لمسرته وأراد المعتصم الغزو وأمر الناس بالخروج جميعا فدعاه بعض أخوانه قبل خروجهم فلما أصبحوا جاءهم من المطر أمر عظيم لم يقدر أحد أن يطلع رأسه من المطر وكاد محمد يموت غما فكتب إلى الذي دعاه
* تمادى القطر وانقطع السبيل
* من الألفين إذ جرت السيول)
* (على أني ركبت إليك شوقا
* ووجه الأرض واديه يجول
*
* وكان الشوق يقتلني دليلا
* وللمشتاق معترما دليل
*
* فلم أجد السبيل إلى حبيب
* أودعه وقد أفد الرحيل
*
* فأرسلت الرسول فغاب عني
* فيا لله ما فعل الرسول
* ومن شعره
* رب وعد منك لا أنساه لي
* واجب الشكر وإن لم تفعل
*
* اقطع الدهر بوعد حسن
* واجلى كربة ما تنجلى
*
* كلما أملت يوما صالحا
* عرض المكروه دون الأمل
*
* وارى الأيام لا تدنى الذي
* ارتجى منك وتدنى اجلى
* قال ابن المرزبان كان عمرو ينشد هشام بن عبد الملك الشعار بالتطريب يتشاغل بها عن الغنى وهو مولاه ومحمد من أهل بيت شعر وطرفة وكتبه وأدب وهو أشعرهم وكان يكتب للعباس بن الفضل بن الربيع توفي قال ابن المرزبان شاعر غزل مأموني من شعره
* هويت فلم يبل الهوى وبليت
* وقاسيت كل الذل حين هويت
*
* كتمت الهوى حتى تشكت نحولها
* عظامي بإفصاح وهن سكوت
*
* يذب المنى عني المنايا ولو خلا
* مقيل المنى من مهجتي لطفيت
*
* واضمر في قلبي العتاب فإن بدت
* وساعفني قرب المزار نسيت
* ومنه
* لله ذو كبد يكابد في الهوى
* طمع الحريص وعفة المتحرج
*
* يأبى الحياء إذا التقيتك خاليا
* من أن ابنك ما أخاف وارتجي
* ومنه
* وإني لأرجو منك يوما يسرني
* كماساءني يوم وأني لآمن
*
* أؤمل عطف الدنر بعد انصرافه
* فيا أملي في الدهر هل أنت كاين
*

164
توفي المذكور
3 (النعال الصوفي محمد بن الأنجب بن أبي عبد الله بن عبد الرحمن الشيخ صاين الدين أبو))
الحسن البغدادي الصوفي المعروف بالنعال)
كان مشهورا بالصلاح والهير روى عنه الدمياطي وغيره وكان أعلى اسنادا ممن بقي بالقاهرة توفي سنة تسع وخمسين وست ماية
3 (المرواني الكوفي محمد بن أنس وقيل ابن عبد الرحمن بن عبيد الله الكوفي المرواني يكنى))
أبا جعفر وقيل أبا إسحاق شاعر مطبوع له مع أبي نواس خبر قال في غلام مجدور
* ومجدور سأسرف في
* هواه أيما سرف
*
* حكى الجدري في خدي
* ه نقط الحبر في الصحف
*
* كأن نعطف الزنا
* ر في لين وفي لطف
*
* على حقويه فوق لخص
* ر معقود على ألف
* وقال وقد روى لغيره
* كل عروس حسن وجهها
* زهت فبالخمر أباهيها
*
* الحلى مها مستعار لها
* وخمر كأسى حليها فيها
*

165
3 (البكيري محمد بن إياس بن البكيري عبد يا ليل بيائين آخر الحروف ولامين الليثي المدني))
من أولاد البدريين روى عن عايشة وأبي هريرة وابن عباس وروى له أبو داود توفي في عشر التسعين للهجرة
3 (محمد بن إياس بن أبي البكير الليثي))
حليف بني عذرة بن كعب قال في حرب بني عدي بن كعب بالمدينة ويرثى بن الخير
* ألا ليت أمي لم تلدني
* ولم أك في الغواة لدى البقيع
*
* ولم أر مصرع ابن الخير زيد
* هنالك من صريع
*
* هو الرزء الذي عظمت وجلت
* مصيبته على الحي الجميع
*
3 (ابن الحراني والي دمشق محمد بن أياز الأمير ناصر الدين ابن الأمير افتخار الدين))
الحراني الحنبلي ولى ولاية دمشق بعد موت والده وأضيف إليه شد الأوقاف والنظر فيها استقلالا وكان نايب دمشق حسام الدين لاجين لا يخالفه ولا يخرج عن رأيه رأيت بخط القاضي محي الدين ابن فضل الله كتبا ومراسيم مكتوبا فيها برسالة الأمير ناصر الدين وكان ذا عقل ورأى وله المكانة)
العالية عند الملك الظاهر وكان مليج الخط جيد الفضيلة كثير المكارم قال الشيخ قطب الدين عبد الكريم رأيته يكتب وهو ينظر إلى حهة اخر قال بعض الأمراء والله يصلح لوزارة بغداد زمن الخلفاء ولا يقوم غيره مقامه واستعفى من ولاية البلد وأجيب ثم ولاه المنصور نيابة حمص فتوجه إليها على كره ولم تطل مدته بها وتوفي بحمص سنة أربع وثمانين وست ماية ونقل إلى دمشق ودفن بتربة الشيخ أبي عمر ولم يبلغ الستين

166
3 (ابن الإسكندراني محمد بن أيبك بن عبد الله ناصر الدين ابن عز الدين))
الإسكندراني كان والده نايب لرحبة أيام الظاهر ولما كنت بالرحبة رأيت كتب السلطان إلى والده كان ناصر الدين هذا ممن جمع بين حسن الصورة وحسن الأوصاف ووفور العقل والرياسة والحشمة تأبى لما مات والده تأبيا كبيرا ومنع مماليكه وغلمانه من جر شعورهم وهلب أذناب خيله وتقدم إلى الطباخ وعمل الطعام ومد السماط للناس وسقاهم السكر والليمون وكان في شهر رمضان وأباع التركة وجمعها وأوفى دين والده وحلف من لم يكن له بينه وأعطاه ووصل إلى دمشق وخرج عن أمور كان يعانيها وتاب ولازم الصلاة والصيام وركب وخرج إلى أرض الخرجلة وهو صايم فمر به الحصان على نهر فرماه وطلبوه في النهر فلم يجدوه إلا بعد يومين قد تعلق في سياج بمهمازه وحصل الأسف عليه وحزن الناس عليه حزنا عظيما لمحاسن حواها وكان غرقه سنة خمس وسبعين وست ماية وله دون العشر سنة وسيأتي ذكر والده
3 (ابن أبيك الطويل محمد بن أبيك الأمير صلاح الدين))
المعروف بابن أيبك الطويل تنقل في المباشرات فباشر شد الساحل وولاية الولاية بالصفقة القبلية ثم تنقل في نيابة الرحبة وجعبر مرات وكاد في واقعة الأمير سيف الدين تنكز أن ينعطب لأنه كان في جعبر نايبا وكان قد أودع عنده زرد خاناه وطلب إلى مصر عقيب إمساك تنكز فأصلح أمره وعاد ولما كان في آخر الأمر جهز إلى صفد صحبة الامراء الذين رسم بتجهيزهم إلى محل اقطاعهم فأقام قريبا من نصف سنة وتوفي بها رحمه الله تعالى في العشر الأواخر من شهر ربيع الآخر تسع وأربعين وسبع ماية في طاعون صفد
الرهاوي محمد بن أيمن الرهاوي قال في تتمة اليتيمة كان يعارض أبا العتاهية ويجرى في طريقه من شعره)
* أن المكارم كلها لو حصلت
* رجعت بجملتها إلى شيئين
*
* تعظيم أمر الله جل جلاله
* والسعي في إصلاح ذات البين
* وقال
* أنا ننافس في دنيا مفارقة
* ونحن قد نكتفي منها بادناها
*
* حذرتك الكبر لا يعلقك ميسمه
* فإنه ملبس نازعته الله
*

167
3 (المسند ابن ضريس محمد بن أيوب))
بن ضريس تصغير ضرس أبو عبد الله البجلي الرازي شيخ الري ومسندها روى عنه ابن أبي حاتم وثقه وكان ذا معرفة وحفظ وعلو رواية توفي يوم عاشوراء سنة أربع وتسعين ومأتين
3 (عميد الرؤساء الكاتب محمد بن أيوب أبو طالب))
عميد الرؤساء ولد سنة سبعين وثلث ماية وكتب للقايم ستة عشر سنة وتوفي عن ثمان وسبعين سنة سنة ثمان وأربعين وأربع ماية وكان فاضلا شجاعا وصنف كتابا في الخراج وروى شعر البحتري عن الحسين بن محمد بن جعفر الخالع عن أبي سهل بن زياد القطان عن أبي الغوث ابن البحتري عن أبيه وديوان أبي نصر ابن نباتة الشاعر وهو القايل الكتاب سبعة فأولهم الكامل وهو الذي ينشئ وينملي ويكتب والثاني الأعزل وهو الذي ينشئ ويملى ولا يكتب خطا رايقا والثالث المبهم وهو الذي يكتب خطا مليحا ولا يد له في إنشاء ولا إملاء والرابع الرقاعي وهو الذي يبلغ حاجته في رقعة يكتبها ولاحظ له في طول نفس وتنوع في معان ولخامس المخبل وهو الذي له حفظ ورواية ولاحظ له في إنشاء كتاب فإذا كان عاقلا صلح أن يكون نديما للملوك والسادس المخلط وهو الذي يأتي فيما ينشئه بدرة وبعرة يقرن بينهما فيذهب رونق ما ينشئه والسابع السكيت يشبه بالمتأخر في الحلبة وربما جهد نفسه فأتى بعد اللتيا والتي بمعنى يفهم
3 (العادل الكبير محمد بن أيوب بن شادى بن مرون السلطان الملك العادل سيف الدين أبو بكر))
ابن أبي الشكر الدويني ثم التكريتي ثم الدمشقي ولد ببعلبك سنة أربع وثلثين غذ أبوه ناي بعليها لزنكي والد نور الدين وهو أصغر من صلاح الدين بسنتين وقيل ولد سنة
ثمان وثلثين وقيل ولد سنة أربعين اشتهر بكنيته نشأ في خدمة)
نور الدين مع أبيه وحضر مع أخيه جميع فتوحاته وملك من الكرج إلى قريب همذان والشام ومصر والجزيرة واليمن وكان خليقا بالملك حسن التدبير حليما صفوحا مجاهدا عفيفا متصدقا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر طهر جميع ولايته من الخمر والخواطئ والمكوس والمظالم كذا قال أبو المظفر سبط الجوزي والعهدة عليه في هذه المجازفة قال وكان الحاصل من ذلك بجهة دمشق خاصة ماية ألف دينار وكفن في غلاء مصر من الغرباء ثلث ماية ألف نفر قال الشيخ شمس الدين وهذا من مجازفات المذكور وكان يميل إلى العلماء وصنف له الأمام فخر الدين كتاب تأسيس التقديس وجهزه إليه

168
من خراسان قيل أنه ستر إليه ألف دينار ولما قسم ملكه بين أولاده كان يصيف بالشام وشتى بالقاهرة وكان فيه أناة وصبر على الشدايد ويأكل عندما ينام رضيعا ورطل خبيص سكر بالدمشقى وكان قليل الأمراض قال طبيبه خبره على حرام فإني لم أداوه إلا مرة واحدة في يوم وكان نكاحا غيورا لا يدخل إلى دوره طواش إلا قبل البلوغ وكان عفيف الفرج لا يعرف غير حلايله انجب له أولاده وسلطان الذكور وزوج البنات بملوك الأطراف وسعد في أولاده وسمع من السلفي وحدث وكان له سبعة عشر وادا وهم شمس الدين مودود والد الملك الجواد والملك الكامل محمد والمعظم عيسى والأشرف موسى والأوحد أيوب والفايز إبراهيم وشهاب الدين غازي والعزيز عثمان والأمجد حسن والحافظ رسلان والصالح إسماعيل والمغيث عمر والقاهر اسحق ومجير الدين يعقوب وتقى الدين عباس وقطب الدين أحمد وخليل وكان له عدة بنات ومات في أيامه شمس الدين مودود والمغيث عمر والملك الأمجد وآخر أولاده وفاة عباس وهو أصغر الأولاد بقي إلى سنة تسع وستين وست ماية وكان العادل من أفراد العالم توفي في سابع جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وست ماية بعالقين بالعين المهملة والقاف قريبا من دمشق فكتبوا إلى المعظم ولده وكان بنابلس فساق في ليلة واتى فصبره وجعله في محفة ونقله إلى قلعة دمشق فلما صار بها اظهروا موته ثم نقل إلى تربته ومدرسته المعروفة به بدمشق ولما تولى المعظم رد المكوس والخمر واعتذر بالفرنج وقلة المال ومدحه ابن عنين الآتي ذكره بقصيدة طنانة رائية وكان أخوه صلاح الدين قد نفاه إلى اليمن يسأله العود إلى دمشق وأذن له في ذلك وأولها
* ماذا على طيف الأحبة لو سرى
* وعليهم لو سامحوني بالكرى
*
* جنحوا إلى قلو الوشاة اعرضوا
* والله يعلم أن ذلك مفترى
*)
منها في المديح
* وله البنون بكل أرض منهم
* ملك يقود إلى الأعادي عسكرا
*
* من كل وضاح الجبين تخاله
* بدرا وأن شهد الوغى فغضنفرا
*
* متقدم حتى إذا النقع انجلى
* بالبيض عن سبى الحريم تأخرا
*
* قوم زكوا أصلا وطابوا محتدا
* وتدفقوا جودا وراقوا منظرا
*
* وتعاف خيلهم الورود بمنهل
* ما لم يكن بدم الوقايع احمرا
*
* يعشوا إلى نار الوغى شغفا بها
* ويجل أن يعشوا إلى نار القرى
* منها
* العادل الملك الذي أسماؤه
* في كل ناحية تشرف منبرا
*
* وبكل أرض جنة من عدله
* الصافي نداه أسال فيها كوثرا
*

169
* ما في أبي بكر لمعتقد الهدى
* شك يريب بأنه خير الورى
*
* سيف صقال المجد اخلص متنه
* ابان طيب الأصل منه الجوهرا
*
* بين الملوك الغابرين وبينه
* في الفضل ما بين الثريا والثرى
*
* نسخت خلايقه الحميدة ما أتى
* في الكتب عن كسرى الملوك وقيصرا
*
* ملك إذا خفت حلوم ذوى النهى
* في الروع زاد صيانة وتوقرا
*
* ثبت الجنان تراع من وثباته
* وثباته يوم الوغى أسد الشرى
*
* يقظ يكاد يقول عما في غد
* ببديهة أغنته أن يتكفرا
*
* حلم تخف له الحلوم وراءه
* عزم ورأى يحقر الاسكندرا
*
* يعفو عن الذنب العظيم تكرما
* ويصد عن قول الخنا متكبرا
*
* لا تسمعن حديث ملك غيره
* يروى فكل الصيد في جوف الفرا
* وهي قصيدة هايلة طايلة جارية في البلاغة جايلة قوله وتعاف خيلهم الورود البيت أخذه وقصر فيه عن قول أبي الطيب
* تعود أن لا تقضم الحب خيله
* إذا الهام لم ترفع جنوب العلايق
*
* ولا ترد الغدران إلا وماؤها
* من الدم كالريحان تحت الشقايق
* وجمع في قوله يعشوا إلى نار الوغى بين نار الوغى ونار القرى تشبها بقول ابن عمار فقصر)
عنه حيث قال
* قداح زند المجد لا ينفك من
* نار الوغى إلا إلى نار القرى
* وممن مدح العادل ابن سناء الملك بقصيدة أولها
* رجع الغرام إلى الحبيب الأول
* فرجعت بعد تعزلي لتعزلي
*
* ولبست أثواب الصبي مصقولة
* وصقال ثوب هواي شيب تكهلي
* منها
* وتناولت كفا أبي بكر بها
* لما علا زهر الكواكب من على
*
* ولقد تطأطأ للنجوم لأنه
* من فوقها ولأنها من أسفل
* منها يذكر قدوم أولاده من الشام
* وتمل يا ملك الورى بالسادة
* إلا ملاك يا ليث الشرى بالاشبل
*
* غابوا الذي غابوا وهم كاهلة
* واتوك لكن كالبدر الكمل
*
* فجنيت منهم واجتليت وجوههم
* زهرا فأنت المجتنى والمجتلى
*

170
3 (محمد بن أيوب بن محمد بن وهب بن نوح))
الإمام العلامة أبو عبد الله ابن الشيخ الجليل أبي محمد الغافقي الأندلسي السرقسطي الأصل ولد ببلنسية سمع وروى كان من الراسخين في العلم بارعا في العربية والفقه والإفتاء اطنب ابن الأبار في وصفه كثيرا
3 (نقيب السبع ابن الطحان محمد بن أيوب بن علي بن حازم الدمشقي الشافعي))
ابن الطحان نقيب السبع والشامية ولد سنة اثنتين وخمسين وست ماية في شهر ربيع الأول وتفقه وقرأ بروايات وأذن مدة بتربة أم الصالح وكان فاضلا مناظراص حسن الخلق فيه وسوسة في أمر المياه سمع مع زوج خالته النجم ابن الشاطبي من عثمان خطيب القرافة جزءا ومن الزين خالد والكرماني ويوسف بن يعقوب الأربلي شاخ وعجز وانقطع بالشامية سمع منه جماعة الطلبة قال الشيخ شمس الدين ورويت عنه في المعجم قلت ومعت أنا عليه بقراءة ابن طغريل الجزء الثاني من الأول من فوايد القاضي أبي الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق الحافظ بالمدرسة الرواحية بدمشق وتوفي فيما أظن في سنة خمس وثلثين وسبع ماية))
3 (الأشقر الزرعي محمد بن أيوب الفقيه العالم شمس الدين))
الأشقر الزرعي سمع الكثير ودار على الشيوخ في أيام البخاري ونظم الشعر مولده قبل الستين وست ماية وتوفي رحمه الله سنة إحدى عشرة وسبع ماية وحدث
3 (التاذفي المقرئ محمد بن أيوب بن عبد القاهر الإمام بدر الدين شيخ القراء بحماة الحنفي))
الحلبي ولد سنة ثمان وعشرين وست ماية وتلا على الفاسي وسمع ابن علاق وابن العديم وجماعة وقرأ بنفسه وتميز وصنف قال الشيخ شمس الدين أخذت عنه مباحث وسمعنا منه وتوفي رحمه الله تعالى سنة خمس وسبع ماية

171
3 (ابن الصايغ الأندلسي محمد بن باجة))
وقيل ابن يحيى بن باجة أبو بكر التجيبي الأندلسي السرقسطي المعروف بابن الصايغ الفيلسوف الشاعر المشهور ذكره صاحب القلايد في كتابه وقال في حقه رمد جفن الدين وكمد قلب اليقين نظر في تلك التعاليم وفكر في إجرام الأفلاك وحدود الأقاليم ورفض كتاب الله الحكيم ونبذه وراء ظهره ثاينا من عطفه وأراد أبطال ما لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه واقتصر على الهيئة وانكر أن يكون لنا إلى الله معاد وفية ولعمري ما خلا كلامه في حقه من حظ نفس فقد بالغ وقد ذكرت سبب هذا في ترجمة الفتح بن خاقان فليوخذ من هناك وأورد له من شعره
* اسكان نعمان الأراك تيقنوا
* بأنكم في ربع قلبي سكان
*
* ودوموا على حفظ الوداد فطالما
* بلينا بأقوام إذا استؤمنوا خانوا
*
* سلوا الليل عني مذ تناءت دياركم
* هل اكتحلت بالغمض لي فيه أجفان
* وهذه الأبيات موجودة في ديوان ابن حيوس ومن شعره
* ضربوا القباب على إقاحة روضة
* خطر النسيم بها ففاح عبيرا
*
* لا والذي صاغ الغصون معاطفا
* لهم وصاغ الأقحوان ثغورا
*
* ما مر بي ريح الصبا من بعدهم
* إلا شهقت له فعاد سعيرا
* ولما حضرته الوفاة في شهر رمضان سنة ثلث وثلثين وقيل خمس وعشرين وخمس ماية وكان قد ستم في باذنجان بفاس كان ينشد)
* أقول لنفسي حين قابلها الردى
* فراغت فرارا منه يسرى إلى يمنى
*
* قفي تحملي بعض الذي تكرهينه
* فقد طالما اعتدت الفرار إلى هنا
* وقد ناقض ابن خافان في ترجمى ابن باجة ما قاله الكاتب أبو عمرو عثمان بن علي ابن عثمان الأنصاري في كتاب سمط الجمان وسقط الأذهان حيث ذكر ابن باجة فقال في حقه الوزير الأديب الكاتب الماهر الطبيب الفيلسوف الجهبذ الأريب أبو بكر ابن الصايغ سر

172
الجزيرة إذا تهندست وجهبذها إذا تنطست ومنير محاسنها إذا ادلهمت وعسعست لولاه ما سفرت عن شريق ولا اهتدت إلى الرياضيات سمت طريق ولا ضربت بعرق في البرهانيات عريق به شاركت في الدقايق الرقاق وعليه فيها وقع الآصفاق وعنه عرف ثقيل الحجاز وخفيف العراق وأما آدابه فالرياض العرايس والاعلاق النفايس وأما أقلامه فالرماح الخطية والغصون الموايس اطلعت لهاذمها كل عريب وأسمعت أغصانها شجو الورقاء وطرب العندليب وما عسى أن يقال في الفتح وسيره تصغر عن الثلب والقدح غير أنه لما ارهف شباته واحضر أقلامه ودواته جعل نفسه الخبيثة مرآته فأردته معايبه ونثلت بين يديه مثالبة فسطرها في كتاب ونسقها نسق حساب وما شعر أنه أخر وقدم وكم غادر من متردم ولمز بما لم يتستر عن اتيان نكره وعرض بما صرح هو في صحو القبيح وسكره واعتمد القمر بنباحه ورجم المعالي بسلاحه ولكنهما قد صارا أثرا بعد عين وللحاكم بين الرجلين بيت أبي الطيب أحمد بن الحسين وسأثبت من كلامه الرقيق ونظامه الرايع الأنيق ما ترتدي به ذكاء ويود لو يجتذبه في روضته المكاء ويقيم به سوقه الطرب المستقر والبكاء فمن ذلك
* خليلي لا والله ما القلب سالم
* وأن ظهرت مني شمايل صاح
*
* وإلا فما بالي ولم أشهد الوغى
* أبيت كأني مثخن بجراح
* وله
* تراءى أمام الركب ركب محصب
* ومن دونه أعداؤه ووشاته
*
* فأرسلت فيها نظرة ما تخلصت
* من الجفن حتى بلها عبراته
*
* ونازعني فضل التفاتي مشمر
* يسايب أين الخيف أو عرفاته
* ولما مات ابن باجة رحمه الله تعالى وقف على قبره أبو بكر ابن الحمارة وأنشد)
* يا صاحب القبر القريب ودونه
* هم تبيت له الكواكب تسهر
*
* قم أن أطقت وهات عن صور الردى
* خبرا فقد عاينت كيف تصور
*
* وأخبر عن الملكوت كيف رأيته
* أن الغريب عن الغرايب يخبر
*
3 (ابن باخل محمد بن باخل الأمير شمس الدين الهكارى))
متولى إسكندرية توفي بها سنة ثلث وثمانين وست ماية كان صارما عادلا وله ميل إلى الأدب سمع جميع سنن ابن ماجة من الموفق عبد اللطيف بن يوسف ومقامات الحريري بحران وخرج له الحافظ منصور بن سليم وأجاز لقطب الدين عبد الكريم وسمع عليه الشيخ أثير الدين أبو حيان وعنه روى كتاب

173
المقامات للحريري وله نظم أنشدني الشيخ أثير الدين من لظفه قال أنشدني المذكور لنفسه
* انظر إلى الدنيا بعين بصيرة
* ودع التشاغل بالذي لا ينفع
*
* كم رامها فيما مضى من جاهل
* ليفوز منها بالذي هو يطمع
*
* ويكون فيها آمنا في سربه
* لا يختشى ريبا ولا يتوقع
*
* قلبت له ظهر المجن فما درى
* إلا وأسياف المنية تلمع
* قلت هو شعر متوسط رثاه السراج الوراق بقصيدة أولها
* أخفاك يا شمس النهار كسوف
* للشمس منه ناظر مكفوف
*
* تبكى لفقد سميها والدمع من
* وسميها لوليها مذروف
*
* والبدر يعول في احتراق وهو في
* عمر التمام وطرفه مطروف
*
* والشهب في ثوب الحداد من الدجا
* والصبح عن طرق الهدى مصروف
*
* والثغر بعد الانتظام مبدد
* وشذاه ذاك العنبري خلوف
*
* وسواك لم يحسن سواك نظامه
* ومن الأراك أسنة وسيوف
*
* فهو الملوكي الذي أفعاله
* أبدا إليها ينسب التصريف
*
* ومقدم عند الملوك كرتبة
* الأسماء والناس الجميع حروف
*

174
3 (أبو الحسين الرهني محمد بن بحر))
أبو الحسين الرهني بالراء والنون نسبة إلى رهنة قرية من قرى الزمان وهو شيباني معروف بالفضل والفقه قال ابن النحاس في كتابه قال بعض أصحابنا أنه كان في مذهبه ارتفاع)
وحديثه قريب من السلامة وقال غيره كان يذاكر بثمانية آلاف حديث غير أنه كثر حفظه وتتبع الغرايب ومن طلب الغرايب كذب وله كتاب البدع وكتاب نحل العرب ذكر فيه فرق العرب وله كتاب الدلايل على نحل القبايل
3 (أبو مسلم الأصبهاني محمد بن بحر الأصبهاني))
أبو مسلم الكاتب المترسل البليغ المتكلم الجدلي مولده سنة أربع وخمسين ومأتين ووفاته سنة اثنتين وعشرين وثلث ماية كان الوزير أبو الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح يشتاقه ويصفه قال محمد بن إسحاق له من الكتب جامع التأويل لمحكم التنزيل على مذهب الاعتزال أربع عشرة مجلدة كتاب جامع رسايله الناسخ والمنسوخ وكان معتزليا ومن شعره
* وقد كنت أرجو أنه حين يلتحى
* يفرج عني أو يجدد لي صبرا
*
* فلما التحى واسود عارض وجهه
* تحول إلى البلوى بواحدة عشرا
* ومنه
* هل أنت مبلغ هذا القايد البطل
* عني مقالة طب غير ذي خطل
*
* أن كنت أخطأت قرطاسا عمدت له
* فأنت في رمي قلبي من بني ثعل
*

175
3 (الأبله العراقي محمد بن بختيار بن عبد الله المولد))
المعروف بالأبله البغدادي الشاعر المشهور ديوانه موجود بأيدي الناس ذكره العماد في الخريدة فقال هو شاب ظريف يتزيا بزي الجند رقيق أسلوب الشعر حلو الصناعة رايق البراعة قال أنشدني لنفسه سنة خمس وخمسين وخمس ماية ببغداد
* زار من أحي بزورته
* والدجا في لون طرته
*
* قمر يثنى معاطفه
* بانة في ثنى بردته
*
* بت استجلى المدام على
* غرة الواشي وغرته
* ومن شعره
* ما يعرف الشوق إلا من يكابده
* ولا الصبابة إلا من يعاينها
* ومن شعره وهو في غاية الرقة
* دعني أكابد لوعتي وأعاني
* أين الطليق من السير العاني
*
* آليت لا ادع السلو يغرني
* من بعد ما أخذ الغرام عناني)
* (أولى تروض العاذلات وقد أرى
* روضات حسن في خدود حسان
*
* يا برق أن تجر العقيق فطالما
* أغنته عنك سحايب الأجفان
*
* هيهات أن أنسى رباك ووقفة
* فيها أغير بها على الغيران
*
* هيهات أن أنسى رباك ووقفة
* فيها أغير بها على الغيران
*
* ومهفهف ساجي اللحاظ حفظته
* فأضاعني وأطعته فعصاني
* يصمى قلوب العاشقين بمقلة طرف السنان وطرفها سيان
* خنث الدلال بشعره وبثغره
* يوم الوداع أضلني وهداني
*
* ما قام معتدلا يهز قوامه
* ألا وبانت خجلة في البان
*
* يا أهل نعمان إلى وجناتكم
* تغزى الشقايق لا إلى النعمان
*
* ما يفعل المران من يد قلب
* في القلب فعل مرارة الهجران
* وإنما قيل له الأبله لأنه كان في غاية الذكاء فسمى الأبله من باب تسمية الشئ بضه كما

176
قيل للأسود كافور وكان له ميل إلى بعض أبناء البغاددة فعبر على باب داره فوجده خلوة فكتب على الباب
* دارك يا بدر الدجى جنة
* بغيرها نفسي ما تلهو
*
* وقد روى في خبر أنه
* أكثر أهل الجنة البله
* ولابن التعاويذى فيه هجو أفحش فيه قال ابن الجوزي توفي في جمادى الآخرة سنة تسع وسبعين وقال غيره ثمانين وخمس ماية ببغداد ودفن بباب ابرز قال الشيخ شمس الدين خلف ثمانية آلاف دينار وشاع عنه أنه كان يعامل بالربا ومن شعره
* يا ذا الذي كفل اليتي
* م وقصده كفل اليتيم
*
* أن كنت ترغب في النعي
* م فقد حصلت على الجحيم
* وحكى عنه أنه كان له قرين ينظم له الشعر وذكر ابن الجوزي في المرآة حكاية تؤيد هذه الدعوى وقال ياقوت الرمي الشاعر دخلت عليه أعوده وقد مرض فقال ما بقيت أقدر انظم شيئا قلت فما سببه قال أن تابعي قد مات وتوفي بعد ذلك
أخو الأستاذ دار محمد بن بختيار بن عبد الله أخو أستاذ دار الخليفة كان فاضلا أنشد يوما وهو حاضر)
* قسما بمن سكن الفؤاد وأنه
* قسم به لو تعلمون عظيم
* فأجاب بديها
* أني به صب كئيب مدنف
* قلق الفؤاد موله مهموم
*
* لا أستطيع مع التناوئ سلوة
* حتى الممات وأنني لسليم
*
* فتعطفوا بالوصل بعد تهاجر
* فالصبر ينفد والرجاء مقيم
* قلت لا تصلح هذه الأبيات أن تنخرط في سلك البيت الأول لتفاوت بينهما توفي سنة خمس وست ماية
3 (ابن بدر الطولوني محمد بن بدر الأمير أبو بكر الحمامي بالتخفيف))
الطولوني أمير بلاد فارس وابن أميرها حدث ببغداد عن بكر بن سهل الدمياطي والنسائي وروى عنه

177
الدار قطني وجماعة وكان ثقة قاله أبو نعيم وقال محمد بن العباس بن الفرات كان له مذهب في الرفض توفي سنة أربع وستين وثلث ماية
3 (النحوي محمد بن بركات بن هلال أبو عبد الله النحوي))
نقلت من خط الأديب نور الدين علي بن سعيد المغربي قال عالي المحل في النحو والأدب وساير فنون الأدب منحط الشعر توفي سنة عشرين وخمس ماية ومولده سنة عشرين وأربع ماية ومن شعره
* يا عنق الإبريق من فضة
* ويا قوام الغصن الرطب
*
* هبك تجافيت فابعدتني
* تقدر أن تخرج من قلبي
* وقال ياقوت في معجم الأدباء وله من الكتب كتاب خطط مصر أجاد فيه وله عدة تصانيف في النحو وله الناسخ والمنسوخ

178
3 (ابن بركة))
الحافظ برداعس محمد بن بركة بن الحكم بن إبراهيم اليخصبي القنسريني المعروف ببرداعس قال ابن مأكولا كان حافظا وعن الدارقطني أنه ضعيف توفي سنة سبع وعشرين وثلث ماية
ابن كرما محمد بن بركة بن خلف بن الحسن بن كرما أبو بكر الصوفي ولد بفم الصلح وقدم بغداد وصحب الشيخ حماد الدباس وتأدب وسمع الحديث الكثير من الشريفين أبي على محمد بن محمد بن المهدي وأبي الغنايم محمد بن محمد بن المهتدي وجماعة وروى عنه الحافظ ابن عساكر ثم انتقل إلى الموصل ثم إلى دمشق وتوفي بها سنة ست وستين وخمس ماية ودفن بجبل قاسيون
السراخلي محمد بن بركة بن عبد الله السراخلي أبو بكر من أهل الموصل شيخ كيس فطن متأدب قدم بغداد صحبة ابن الشهرزوري قاضي الموصل قال ابن النجار كتبنا عنه وكتب عني
ابن الكسا محمد بن بركة بن عبد الباقي بن بسينة السقلاطوني أبو بكر المعروف بابن الكسا قال ابن النجار كان شيخا صالحا في السنة شديدا سمع أبا منصور محمد بن أحمد المقرئ الخياط وأبا سعد محمد بن عبد الملك الأسدي وأبا غالب محمد بن الحسن الباقلاني وغيرهم وروى عنه عبد العزيز ابن الأخضر واثنى عليه توفي سنة خمس وخمسين وخمس ماية
ابن بركة خان محمد بن بركة خان بن دولة خان الأمير بدر الدين هو خال الملك السعيد ابن الملك الظاهر أحد أعيان الأمراء بالديار المصرية وحصل له عندما صار الملك السعيد ابن أخته سلطانا تقدم كثير في الدولة ومكانة عظيمة وقدم معه إلى دمشق ونزل بدار صاحب حماة داخل باب الفراديس فتمرض بها وتوفي سنة ثمان وسبعين وست ماية عمره تقدير خمسين سنة ودفن بسفح قاسيون بالتربة المجاورة لرباط الملك الناصر وعمل له عدة حتم واعزية وحضر الملك السعيد بعضها ومد سماط عظيم من فاخر الأطعمة والحلوى وخلع السلطان على والدته ومماليكه وهو في العزاء فلبسوا ثم أنه نقل تابوته إلى القدس سنة تسع وسبعين ودفن عند قبر والده
الحافظ بندار محمد بن بشار بن عثمان بن داود بن كيسان الحايك الحافظ أبو بكر

179
العبدي)
البصري بندار والبندار في الاصطلاح هو الحافظ كان عارفا متقنا بصيرا بحديث البصرة روى عنه الجماعة وجماعة قال أبو حاتم صدوق وقال العجلي ثقة كثير الحديث حايك قال ولدت في السنة التي مات فيها حماد بن سلمة ومات هو في شهر رجب سنة اثنتين وخمسين ومأتين وقال القواريري كان صاحب حمام يلعب بالطيور
ابن بشاير القوصي محمد بن بشاير القوصي الأخميمي اشتغل بالحديث وصنف فيه وبنى مكانا للحديث ووقف عليه وقفا وكان فاضلا أديبا شارعا وباشر شاهدا عند بعض الأمراء ولما تغلب الشريف ابن تغلب على الصعيد الأعلى ولاه الوزارة عنه ولما طلع الفارس اقطاى وهرب الشريف أمسك ابن بشاير ورسم بشنقه فدخلت أمه على الوزير فقال لهم نحن نطلب أموالا ومتى شنق ضاعت فاخر وتناساه وتوفي بالقاهرة سنة اثنتين وتسعين وست ماية ومن شعره
* حدث فقد طاب ما تملى من السير
* عنهم وقد صح ما تروى من الخبر
*
* وانظم يلخ كل عقد مثمن بهج
* وانثر بفح كل زهر طيب عطر
*
* عن جيرة نزلوا بطحاء كاظمة
* حسا ومعنى سواد القلب والنظر
*
* بوأنهم مهجتي دارا لحبهم
* فغير ذكرهم في النفس لم يدر
*

180
3 (ابن بشر))
العبدي محمد بن بشر العبدي وبشر ابن الفرافصة ابن المختار بن رديح روى له الجماعة ووثفة ابن معين وغيره وتوفي سنة ثلث ومأتين
ابن بشر بن معاوية محمد بن بشر بن معوبة بن عبد الله بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء بن عامر العامري وفد جده معاوية على النبي صلى الله عليه وسلم فدعا له ومسح رأسه وأعطاه اعنزا فقال محمد
* وأنا الذي مسح النبي برأسه
* ودعا له بالخير والبركات
* توفي محمد المذكور في محمد بن بشر الذي انتدبه عمرو بن الليث الصفار لمحاربة إسماعيل ابن أحمد أمير ما وراء النهر على ما يأتي ذلك مفصلان أن شاء الله تعالى في ترجمة عمرو بن الليث فلما عبر إسماعيل نهر جيحون دخل موسى السجزي على محمد بن بشر وهو يحلق رأسه فقال له هل استأذنت إسماعيل في حلق رأسك يعني أن رأسه يكون بين يدي إسماعيل لأنه انتصب لمحاربته فقال محمد بن بشر اغرب عني لعنك الله ثم تحاربوا من الغد فانكسر أصحاب محمد بن بشر وقبضوا عليه وحزوا رأسه وحملوه إلى إسماعيل في جملة الرؤس وكان الأمر كما قال السجزي وذلك في سنة ست وثمانين ومأتين
ابن بشير الخارجي محمد بن أبي بشر الخارجي أحد بني يشكر قاله ابن المرزبان وقال صاحب الأغاني ابن بشير من شعره
* بيضاء خالصة الجمال كأنها
* قمر توسط ليل صيف مبرد
*
* موسومة بالحسن ذات محاسد
* أن الجمال مظنة للحسد
*
* خودا ذا كثر الكلام تعوذت
* بحمى الحياء وأن تكلم تقصد
* توفي المذكور

181
ابن بشير الحميري بن بشير الحميري البصري أبو جعفر مولى بني سدوس وقيل مولى بني هاشم وقيل هو من جذام قال ابن المرزبان وهو حكيم الشعر فصيح المعاني قد سير أمثالا في شعره وكان أزرق ابرش وله مع أبي نواس أخبار من شعره
* لا تيأسن وإن طالت مطالبة
* إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا)
* (أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته
* ومدمن القرع للأبواب أن يلجا
*
* أبصر لرجلك قبل الخطو موقعها
* فمن علا زلقا عن غرة زلجا
*
* ولا يغرنك صفو أنت شاربه
* فربما صار بالتكدير ممتزجا
* ومن شعره
* ويل لمن لم يرحم الله
* ومن تكون النار مثواه
*
* كأنه قد قيل في مجلس
* قد كنت آتيه واغشاه
*
* من طال في الدنيا به عمره
* وعاش فالموت قصاراه
*
* صار البشيري إلى ربه
* يرحمنا الله وإياه
* توفي المذكور
محمد بن بشير قال صاحب الأغاني هو من بني رياش من خثعم شاعر ظريف متقلل لم يفارق البصرة ولا وفد إلى خليفة ولا شريف منتجعا بشعره وكان ماجنا خبيثا هجاء كان من بخلاء الناس له في داره بستان قدره أربع طوابيق فغرس فيه أصل رمان وفسيلة لطيفة وزرع حواليه بقلا فأقبلت شاة لجاره منيع فأكلت البقل ومضغت الخوص ودخلت إلى بيته فأكلت قراطيس فيها شعره وأشياء من سماعاته فقال
* لي بستان أنيق زاهر
* ناضر الحضرة ريان يرف
*
* راسخ الأعراق ريان الثرى
* غدق تربته ليست تجف
*
* لمجاري الماء فيه سنن
* كيف ما صرفته فيه انصرف
*
* صابر ليس يبالي كثرة
* جز بالمنجل أو منه نتف
*
* لا ترى للكف فيه أثرا
* فيه بل ينمى على لمس الأكف
*
* فترى الأطباق لا تمهله
* صادرات واردات تختلف
*
* أقحوان وبهار مؤنق
* وسو ذلك من لك الطرف
*
* اعفه يا رب من واحدة
* ثم لا احفل أنواع التلف
*

182
* اكفه شاة منيع وحدها
* يوم لا يصبح في البيت علف
*
* ترهج الطرق على مجتازها
* بتدانى المشي والخطو القطف
*
* في يديها طرف من مشيها
* خلقة القوس وفي الرجل حنف)
* (فإذا ما سعلت واحدة
* جاوب المبعر منها فعصف
*
* ذات قرن وهي حماء الا
* ان ذا الوصف لوصف مختلف
*
* لا ترى تيسا عليها مقدما
* رميت من كل تيس بالصلف
*
* ليتها قد اقلبت في جفنة
* من دقيق وعجين مخترف
*
* وتلقت شفرة من أهله
* قدر الأصبع شيئا أو اشف
*
* فتناهت بين أضعاف المعا
* وتبوت بين أثناء الشغف
*
* اورمتها قرحة زادت لها
* ذوبانا كل يوم ونحف
*
* كل يوم فيه يدنو يومها
* أو ترى واردة حوض الدنف
*
* فغدت ميتة قد أعقبت
* بطنة من بعد ادمان الهتف
*
* فتراها بينهم مسحوبة
* تخرق الترب بجنب منحرف
*
* فإذا صاروا إلى المأوى بها
* اعملوا الآجر فيها والخزف
*
* ثم قالوا ذا جزاء للتي
* تأكل البستان منا والصحف
*
* لا تلوموني فلو أبصرت ذا
* كله فيها إذا لم انتصف
* وهذه القصيدة طويلة اختصرتها وجرى يوما بينه وبين يوسف بن جعفر بن سليمان على النبيذ كلام فعربد يوسف عليه وشجه فقال ابن بشير
* لا تجلسا مع يوسف في مجلس
* ابدا ولم تحمل دم الأخوين
*
* ريحانه بدم الشجاج ملطخ
* وتحية الندمان لطم العين
* ومن شعره
* تخطى النفوس مع العيا
* ن وقد تصيب مع المظنة
*
* كم من مضيق في الفضا
* ء ومخرج بين الأسنة
* وكان يصف نفسه بالحفظ والذكاء والاستغناء عن تدوين شئ يسمعه حتى قال
* إذا ما غدا الطلاب للعلم ما لهم
* من الحظ إلا ما يدون في الكتب
*
* غدوت بتشمير وجد عليهم
* ومحبرتي أذني ودفترها قلبي
*

183
بدر الدين ابن بصخان محمد بن بصخان الشيخ الإمام المقرئ المجود النحوي بدر الدين اسمه محمد بن أحمد تقدم في مكانه فليطلب هناك)
ابن البعيث محمد بن البعيث بن حلبس الربعي خرج على المتوكل في أول أيامه بنواحي أذربيجان فأخذه وحبسه فهرب من الحبس وعاد إلى ما كان عليه وجمع جمعا وقال
* كم قد قضيت أمورا كان أهملها
* غيرى وقد أخذ الإفلاس بالكظم
*
* لا تعذليني فيما ليس ينفعني
* إليك عني جرى المقدار بالقلم
*
* سأتلف المال في عسر وفي يسر
* أن الجواد الذي يعطى على العدم
* فانفذ إليه بغا الشرابي فقبض جمعه وأخذه واتى به ففرش له نطعا وجاء السياف ولوح له فقال المتوكل ما دعاك إلى ما صنعت قال الشقوة يا أمير المؤمنين وأنت الحبل الممدود بين الله وبين الناس وأن لي بك لظنين اسبقهما إلى قلبي أولاهما بك وهو العفو ثم قال
* أبى الناس إلا أنك اليوم قاتلي
* أمام الهدى والصفح أولى وأجمل
*
* تساءل ذنبي عند عفوك قلة
* فمن بعفو منك فالعفو أفضل
*
* فأنك خير السابقين إلى الغلى
* وأنك بي خير الفعالين تفعل
* فعفا عنه وحبسه فمات في محبسه وقيل أنه جعل في عنقه ماية رطل من الحديد فلم يزل مكبوبا على وجهه حتى مات

184
3 (ابن بكار))
ابن بكار قاضي دمشق محمد بن بكار بن بلال العاملي الدمشقي قاضي دمشق ذكره أبو زرعة في أهل الفتوى وقال ابن أبي حاتم كتب عنه أبي بمكة روى له أبو داود والترمذي والنسائي وتوفي سنة ست عشرة ومأتين
ابن بكار البغدادي محمد بن بكار بن الريان الهاشمي مولاهم الرصافي البغدادي روى عنه مسلم وأبو داود وقال الدار قطني ثقة توفي سنة ثمان وثلثين ومأتين
ابن داسة محمد بن بكير بن محمد بن عبد الرزاق أبو بكر ابن داسة البصري التمار راوي السنن سمع أبا داود السجستاني توفي سنة ست وأربعين وثلث ماية
والى دمشق محمد بن بكتاش الأمير ناصر الدين متولى مدينة دمشق كان أولا مشد غزة والساحل في أواخر أيام الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله تعالى وسرقت له عملة من بيته بدمشق ولم يقع لها على خبر إلى آخر وقت قيل أنها كانت بخمسين ألف درهم ثم أنه تولى مدينة دمشق بعد ذلك فعمل الولاية على أتم ما يكون من العفة والأمانة والصلف الزايد ثم أن حريق دمشق وقع في أيامه وامسك النصارى وجرى لهم ما جرى وورد كتاب السلطان الملك الناصر محمد إلى تنكز يقول فيه أن هذا فعل أهل دمشق كراهية في ابن بكتاش ولما امسك تنكز رسم بعزله وقطع خبزه فبقى بطالا مدة فاحتيج إليه من أجل الولاية فأعيد إليها بلا إقطاع ثم عزل عنها ثم أعيد إليها ثم عزل عنها وبقي بطالا ثم جهز إلى حماة مشد الدواوين بها فأقام بها سنة ونصفا تقريبا ثم طلب هو وناظرها القاضي شرف الدين حسين ابن ريان إلى مصر فتوجها وعاد القاضي شرف الدين المذكور إلى حماة وحضر الأمير ناصر الدين ابن بكتاش إلى نيابة المرقب وأعطي طبلخاناة ثم خرجت الطبلخاناة عنه وبقي في طرابلس أميرا فلما كان طاعون طرابلس توفي ابنه الأصغر وجماعة من أهل بيته فنزح عن طرابلس فاتت ابنته في الطريق فجاء إلى بعلبك ليدفها ونزل على رأس العين فحضر إليه نايب بعلبك بطعام واقسم عليه أن يأكل فأكل بعض شئ وتوفي عقيب ذلك رحمه الله في أواخر شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وسبع ماية فدفن إلى جانب ابنته وكان قد ولى شد الخاص دومة وداريا في أيام الأمير سيف الدين تنكز وكان يهز رأسه دايما وإذا انشد الشعر لا يقيم وزنه
ناصر الدين القرندلي الكاتب محمد بن بكتوت الظاهري الكاتب المجود المعروف

185
بالقرندلي)
لأنه لبس زيهم في حلب حكى لي أنه لبس زيتهم وأقام بينهم ينسخ فقالوا له هذا ما هو طريقنا أن تتكسب قال فقلت لهم فأنتم تعلمون هذه القلايد الصوف فقال له من بينهم واحد أريد أن أنزل أنا وأنت في هذا البركة بالبلاس قال فنزلت معه في يوم بارد في مثل حلب فبقينا نغطس إلى أن عجز هو وطلع فلما أعياهم قالوا له فينا واحد يكاثرك في أكل الحشيش فقلت احضروه وجعلوا يلقموننا وأنا وإياه نأكل إلى أن نزل الدم م منخريه وأظنه قال مات فعند ذلك أخرجوه من بينهم وكان الذي أغواه بالكتابة القاضي جمال الدين أبو الربيع سليمان بن ريان فإنه رأى خطه ويده القابلة فلازمه وجعل ينسخ له المجلدات فنسخ له الكشاف وغيره ورتب له الدراهم والطعام والزمه بالكتابة فأجاد وكتب المنسوب في الأقلام السبع وكتب أولاده وأقاربه وحكى لي الجماعة عنه أنه كان يضع المبحرة في يده الشمال والمجلد من الكشاف على زنده ويكتب منه وهو يغنى ويكتب ما شاء الله ولا يغلط وكان قد أقام بحماة مدة عند الملك المؤيد ينسخ له فأحب امرأة تعرف ببنت النصرانية وكان كل ما يحصله ينفقه عليها ويشتغل بها عن الكتابة فشق هذا الحال على الملك المؤيد فنفاها إلى شيزر فحكى لي أنه كان يكتب في حماة إلى المغرب ويجرى من حماة إلى شيزر فحكى لي أنه كان يكتب في حماة إلى المغرب ويجرى من حماة إلى شيزر ويبيت عندها ويقوم من الأذن في الصبح ويجرى إلى حماة ويقعد يكتب فأقام على ذلك سنة وكانت قد تعنتت يوما عليه وقالت له أن كنت تحبني فاكوفي رأسك صليبا ورأيت كي الصليب في يا فوخة وكان كاتبا مطيقا كتب الكثير من المجدات والربعات الفصاح والختم بالمحقق الكبير في قطع البغدادي كلاما وكتبت عليه أربعة عشر سطرا قلم الرقاع وتوفي بطرابلس وهو في خدمة القاضي جمال الدين ابن ريان في يوم الاثنين خامس عشر شهر ربيع الأول سنة خمس
وثلثين وسبع ماية عفا الله عنه وسامحه وكان يدعى أنه كتب على شرف الدين ابن الوحيد ولم يكن لذلك صحة لكنه كتب صغيرا على خطيب بعلبك أبي بهاء الدين محمود الكاتب ثم قويت يده على ما ذكرت أولا فقارب النهاية في الحسن

186
3 (ابن أبي بكر))
ابن أبي بكر الصديق محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما جرت العادة عند جماعة من المحققين أن يورد مثل هذا الاسم هنا والغوا ذكر الأب من الكناية ونظروا ما هو مضاف إليه ولدته أسماء بنت عميس في حجة الوداع روى عنه النسائي وابن ماجة وتوفي سنة سبع وثلثين مقتولا وكان في حجر علي بن أبي طالب لما تزوج أمه وتولى تربيته ولما سار عل بن أبي طالب رضي الله عنه إلى الجمل سار معه محمد وكان على الرجالة وشهد معه صفين وولاه مصر بعد عزل قيس بن سعد بن عبادة عنها لآن عليا اتهم قيسا بمعاوية ثم بان له أنه ناصح له فلما قدم محمد على قيس خلابه وقال له يابا القسم أنك قد جئت من عند امرء لا رأي له وليس عزله إياي بمانعي أن انصح له ولك وأنا من أمركم هذا على بصيرة وأني ادلك على الذي كنت أكيد به معاوية وعمرا وأهل خربتا فكايدهم به فأنك أن كايدتهم بغيره تهلك ووصف له قيس بن سعد المكايدة فاستغشه محمد وخالفه في كل شئ امره به فجهز معاوية إليه عمرا ابن العاص في ستة آلاف فلما دانى مصر خرجت العثمانية إليه فكتب إليه عمرو بن العاص أما بعد فتنح عني بدمك فإني أحب أن لا يصيبك مني قلامة ظفر والناس بهذه البلاد قد اجتمعوا على خلافك فأخرج أني لك من الناصحين وجاءه كتاب معاوية يقول يا محمد أن البغي والظلم عظيم الوبال وسفك الدم الحرام من النقمة في الدنيا والآخرة وأنا لا نعلم أن أحدا كان على عثمان أشد منك سعيت عليه مع الساعين وسفكت دمه مع السافكين ثم أنت تظن أني نايم عنك أو ناس لك فعلك حتى تأتي فتتأمر على بلاد أنت فيها جارى وجل أهلها انصارى يرون رأيي ويرقبون قولي ويستصرخون عليك وقد بعثت إليك قوما حناقا يستشفون بدمك ويتقربون إلى الله بجهادك وقد أعطوا الله عهدا ليقاتلونك وذكر فعله بعثمان وضربه بالمشاقص ثم قال ولن يسلمك القصاص أينما كنت والسلام ولما ظفر به معاوية امسكه معاوية بن حديج وقتله ثم جعله في جوف حمار وحرقه بالنار وبلغ عايشة ذلك فساءها وقنتت دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن حديج وعمرو وهذا ما روى أبو مخنف وأما الواقدي فقال قاتل حتى قتل وقال ابن عبد ربه أن معاوية بن حديج بعث برأس محمد إلى معاوية وكان أول رأس طيف به في الإسلام
قاضي المدينة محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري قاضي المدينة كان)
أكبر من أخيه عبد الله بن أبي بكر روى عن أبيه وعمرة وعباد بن تميم وعبد الملك

187
بن أبي بكر بن عبد الرحمن رأى بعض الصحابة وكان من الثقات وروى له الجماعة وتوفي سنة اثنتين وثلثين وماية
المقدمي محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المحدث أبو عبد الله الثقفي مولاهم البصري المقدمي والد أحمد بن محمد روى عنه البخاري ومسلم وروى النسائي عن رجل عنه وثقه ابن معين وأبو زرعة توفي سنة أربع وثلثين ومأتين
البرساني محمد بن بكر بن عثمان البرساني بضم الباء الموحدة وسكون الراء وبعدها سين مهملة وبعد الألف نون البصري وبرسان من الأزد روى له الجماعة ووثقه ابن معين وابن سعد وتوفي سنة ثلث ومأتين
أبو جعفر الخوارزمي الحافظ محمد بن بكر بن الياس بن بيان أبو جعفر الخوارزمي الحافظ يعرف بابن أبي على ختن أبي الآذان عمر بن إبراهيم النصيبي قال ابن النجار هكذا سماه ونسبه إبراهيم بن محمد بن حمزة الحافظ الأصبهاني في معجم شيوخه وكذا نسبه أبو نعيم الحافظ في تاريخ أصبهان وخالفهما في نسبه أبو عبد الله بن مندة وأبو الشيخ الأصبهاني فسمياه محمد بن الياس بن بكر وخالفهم كلهم أبو أحمد بن عدي الجرجاني فسماه محمد بن بكيل بن أحمد بن الياس بن بيان وذكره الخطيب في تاريخه فسماه محمد بن عبيد الله والصحيح ما تقدم
النوقاني الشافعي محمد بن بكر النوقاني الطوسي الفقيه شيخ الشافعية ومدرسهم بنيسابور توفي سنة عشرين وأربع ماية
الجلالي البغدادي محمد بن أبي بكر بن محمد أبو عبد الله الجلالي بالجيم البغدادي ذكر أنه سمع المقامات من المصنف وكان جليلا نبيلا سمع وروى وتوفي سنة اثنتين وتسعين وخمس ماية
ابن ننة محمد بن أبي بكر بن فرح بن سليمان من أهل جيان يعرف بابن ننة بنونين الأولى مكسورة والثانية مفتوحة مشددة من شعره في ديك
* وله إذا ولى الظلام تطرب
* تلتذه اسماع كل طروب
*
* ليبثه في يومه مستعليا
* حتى تميل ذكاؤه لغروب)
* (ولقد يريك بصفحتيه سوسنا
* ما بين ورد بالحياء مشوب
*

188
* ويريك من مثل الدمشق ملاءة
* لم ترمها عين رنت بعيوب
*
* ترنو إلى عينيه إذ يذكيهما
* فتقول ماء جال في الهوب
* قال ابن الأبار معاني هذه الأبيات من قول أبي العلاء المعري
* أيا ديك عدت من أياديك صيحة
* بعثت بها ميت الكرى وهو نايم
*
* عليك ثياب خاطها الله قادرا
* بها ريمتك العاطفات الروايم
*
* وتاجك معقود كأنك هرمز
* تباهي به أملاكه وتوايم
*
* وعيناك سقط ما خبا عند قرة
* كلمعة برق ما لها الدهر شايم
*
* ورثت هدى التذكار من قبل جرهم
* أوان ترقت في السماء النعايم
*
* وما زلت للدين القويم دعامة
* إذا قلقت من حامليه الدعايم
* وأورد ابن الأبار لابن معمعة قصيدة في ديك منها
* لي ديك حضنته وهو في البي
* ضة من منصب كريم الحيم
*
* يأكل العفو كيف ما شاء من ما
* لي كأكل الوصي مال اليتيم
*
* أبيض اللون أفرق العرف نظا
* ئر بعين كأنها عين ريم
*
* وعلى نحره وشاحان من شذ
* ر نثير ولؤلؤ منظوم
*
* رافع راية من الذنب المش
* رف يسعى بها كسعى الظليم
*
* وإذا ما مشى التبهنس مشى
* الطرب المنتشى في الخرطوم
*
* وسم الأرض وسم طين كتاب
* بحواتيم كاتب مختوم
*
* وله خنجران في قصب السا
* قين قد ركبا لحفظ الحريم
*
* وعليه من ريشه طيلسان
* صيغ من صنعة اللطيف الحكيم
*
* وإذا ما رأيته بين خمس
* من دجاجاته كبار الجسوم
*
* قلت ملك يخدمنه فتيات
* يتهادين بي زنج وروم
*
* وترى عرفه فتحسبه التا
* ج على رأس كسروي كريم
*
* ثاقب العلم بالمواقيت ليلا
* ونهارا وحاذق بالنجوم
*
* ويحث الجيران حولي على الب
* ر كحث المدير كأس النديم
*)
قلت وقصيدة ابن زريق الكاتب التي يرثى بها ديكه من أجل القصايد في هذا المعنى وستأتي في ترجمته وما أحسن قول القايل
* يا رافعا قوس السماء ولا بسا
* للحسن روض الحزن غب سماء
*

189
* أيقنت أنك في الطيور مملك
* لما رأيتك سرت تحت لواء
* البسطامي اللغوي محمد بن بكر البسطامي قال ياقوت لا أعرف من حاله إلا ما ذكره حمزة الأصبهاني وقد ذكر الخليل وغيره ثم قال وصنف بالأمس محمد بن بكر البسطامي كتابا على كتاب محمد بن الحسن بن دريد المسمى الجمهرة وقال كان السبب لوضعي هذا الكتاب نظري في الكتاب المسمى كتاب الياقوتة أن منصفه حشا أكثر الكتاب بما لم تنطق به العرب وعزاه إلى ثعلب وقد طلبنا ما ادعى من ذلك على العرب في المصنفات فلم نجده ثم سألنا عنه أصحاب ثعلب فلم يعرفوه والذي صنف هذه الكتب لم يقم على ما أودعه شاهدا ولا دليلا من القرآن ولا من الحديث ولا من المثل ولا نحا قيما رواه إلا إلى أخبرنا ثعلب عن ابن الأعرابي فتمت له رواية تلك الأباطيل بين قوم لم يطالبوه بدليل ثم ذكر كتاب العين وأنه من نصنيف تلاميذ الخليل
الوتار محمد بن أبي بكر بن سيف شمس الدين أبو عبد الله التنوحي الموصلي الوتار ولد بالموصل سنة تسع وسبعين وخمس ماية واشتغل بها في الأدب وسكن دمشق مدة
وتولى خطابة المزة وخطب بها إلى أن توفى في ذي الحجة سنة اثنتين وستين وست ماية ومن شعره
* وكنت وإياها مذ اختط عارضي
* كروحين في جسم وما نقصت عهدا
*
* فلما أتاني الشيب يقطع بيننا
* توهمته سيفا فالبسته غمدا
* قلت جلا هذا المعنى عروسا في ثياب حداد لأن المعنى جيد والألفاظ مرذولة التركيب وكانت له نوادر مع الحكام وحصل بينه وبين صفى الدين ابن مرزوق كلام بسبب جارية بعد عزله من الوزارة فكان يعامله على عادة معاملته له في الوزارة فقال الوتار
* ما أبصر الناس ولم يبصروا
* في عصرهم مثل ابن مرزوق
*
* من جهله يحكم في عزله
* كهارب يضرب بالبوق
* ومن شعره الوتار)
* من لي بصاح والمدامة ريقه
* ثمل القوام لحاظه أبريقه
*
* ثم العواذل حين نم عذاره
* والغصن أحسن ما يكون وريقه
*
* وقف العذار بحده فكأنه
* لما تكامل آسه وشقيقه
*
* صبح أحاط به الظلام وقد غدا
* متحيرا لم يدر أين طريقه
* ابن مدودا الجزري محمد بن أبي بكر بن عباس الأمير وكان أولا محتسب الجزيرة

190
العمرية وانتقل إلى ماردين فولى حسبتها زمانا ثم انتقل منها وتعانى التجارة مسافرا فلما وصل العباسة وجد علم الدين تعاسيف المشد بها فسخر جماله بسبب أثقال الملك الصالح فتوجه إليه وقال له تطلق جمالى فلم يلتفت إليه فقال له مرة ثانية القها والجيد لك فقال له علم الدين أيش يتعانى المولى فقال له الأدب فقال أيش عملت في تسخير جمالك وأنشده بديها
* اسكان مصر لا استقرت نفوسكم
* بأمن وطالت في الزمان الأراجيف
*
* ولا برحت عمالكم تعسف الورى
* بظلم تولاه المشد تعاسيف
* وشرع يتمم فقال إليه وقبل يده وعانقه وقال له بس وأطلق جماله وجمال القفل لأجله وكتب إلى نواب بلبيس ونواب الزكاة بالقاهرة بان يعتدوا بما وجب عليه من جامكية المشد وتوفي فخر الدين سنة تسع وستين وست ماية
شرف الدين الاردويلي الصوفي محمد بن أبي بكر شرف الدين أبو عبد الله الاردويلي الصوفي الشيخ الصالح كان من العلماء كثير الزهد والعبادة والذكر لازمه جماعة من الناس وانتفعوا به وكان مقيما بالسميساطية وله خلوات ومجاهدات ورياضات توفي سنة خمس وسبعين وست ماية بكرة نهار الخميس رابع المحرم وأخرجت جنازته إلى ميدان الحصا ودفن إلى جانب شيخه برهان الدين الموصلي المعروف بابن الحلوانية مجاورا لقبر صهيب الرومي رضي الله عنه على ما يقال وقد نيف على السبعين
ابن خليل المكي محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم بن يحيى ابن فارس الإمام رضى الدين المعروف بابن خليل المكي الشافعي شيخ الحرم ولد سنة ثلث وثلثين وروى عن ابن الجميزى وغيره وكان فقيها عالما متفننا ذا فضايل ومعارف وعبادة وصلاح وحسن أخلاق سمع منه ابن العطار البرزالي وأجاز للشيخ شمس الدين مروياته توفي سنة ست وتسعين وست ماية)
الحفار محمد بن أبي بكر بن عبد السلام بن إبراهيم الصالحي المقرئ الحفار يعرف بابن الطبيل شيخ معمر ذو جلادة وهمة وملازمة للجماعة سمع الصحيح من ابن الزبيدي وحدث عنه ابن الخباز في معجمه في حياة ابن عبد الدايم وسمع منه ابن البرزالي وأخذ الشيخ شمس الدين عنه الثلاثيات وغير ذلك وتوفي سنة إحدى وسبع ماية
ابن النور البلخي المقرئ محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف أبو عبد الله ابن النور البلخي ثم الدمشقي المقرئ بالألحان ولد بدمشق سنة تسع وخمسين وسمع في القاهرة والإسكندرية روى عنه الحافظ المنذري وتوفي سنة ثلث وخمسين وست ماية

191
أمين الدين ابن النحاس محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق الأسدي الحلبي الصفار الشيخ الصالح المعمر المسند أمين الدين نزيل دمشق ولد سنة خمس وعشرين وسمع لما حج مع أخوته من صفية القرشية ومن شعيب الزعفراني بمكة ومن يوسف الساوى وابن الجمزيى بمصر ومن ابن خليل بحلب وأجاز له أبو إسحاق الكاشغري وطايفة وتفرد وضر وعجز وانحطم وأبطل الحانوت وكان ساكنا خيرا عاميا وله دنيا وفيه بر وما تزوج قط ولا احتلم ثم أنه قدح بعد ما أضر فأبصر وتوفي سنة عشرين وسبع ماية
شمس الدين السكاكيني الشافعي محمد بن أبي بكر بن أبي القسم شيخ الأمامية وعالمهم شمس الدين الهمذاني الدمشقي السكاكيني الشيعي مولده بسفح قاسيون سنة خمس وثلثين حفظ القرآن بالسبع وتفقه وتأدب وسمع في حداثته من الرشيد بن مسلمة والرشيد العراقي ومكي بن علان وجماعة وخرج له ابن الفخر عنهم ربى يتيما فاقعد في صناعة السكاكين عند شيخين رافضيين فافسداه وأخذ عن أبي صالح الحلبي وصاحب الشريف محيي الدين ابن عدنان وله نظم وفضايل ورد على التلمساني في الاتحاد أم بقرية جسرين مدة ثم أخرج منها وأم بالسامرية ثم أخذه منصور بن جماز الحسيني معه إلى المدينة لأنه صاحبها واحترمه وأقام بالحجاز سبعة أعوام ثم رجع وهو شيعي عاقل لم يحفظ عنه سب بل نظم في فضل الصحابة وكان حلو المجالسة ذكيا عالما فيه اعتزال وينطوى على دين وإسلام وتعبد على بدعته وترفض به إناس من أهل القرى قال الشيخ تقى الدين ابن تيمية هو ممن يتشيع به السنى ويتسنن به الرافضي وكان يجتمع به كثيرا وقيل أنه رجع آخر عمره عن أشياء نسخ صحيح البخاري وكان ينكر الجبر ويناظر على القدر وتوفي سنة إحدى وعشرين وسبع ماية احضر)
صلاح الدين ابن شاكر الكتبي بدمشق إلى العلامة شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين السبكي كتابا في عشرين كراسا قطع البلدي في ورق جيد وخط مليح سماه مصنفه الطرايف في معرفة الطوايف افتتحه بالحمد لله وشهادة أن لا إله إلا الله فقط وقال بعد ذلك أما بعد فإني رجل من أهل الذمة ولي على الإسلام حرمة فلا تعجلوا بسفك دمي قبل سماع ما عندي ثم أخذ في نقض عري الدين عروة عروة أورد أحاديث وتكلم على متونها وإسنادها وتكلم في جرح الرجال وطعن عليهم كلام محدث عارف بما يقول وذكر أمورا دلت على زندقته وتشيعه وختم ذلك بان قال ولله القايل
* وإن كنت ارضى ملة غير ملتي
* فما أنا إلا مسلم اتشيع
* وشهد صلاح الدين المذكور وآخر أهل الحديث المعروفين بان هذا خط شمس الين السكاكيني فظهر من ذلك أنه تصنيفه لأنه قال في فهرسة الكتاب المذكور تصنيف عبد المحمود

192
بن داود المصري لم يعرف هذا الرجل وقال لشيخ عماد الدين بن كثير أن الأبيات التي كتبت للشيخ تقي الدين ابن تيمية وأولها أيا معشر الإسلام ذمي دينكم وقد ذكرتها في ترجمة الشيخ علاء الدين القونوى هي لهذا السكاكيني فقطع قاضي القضاة هذا الكتاب الملعون وغسله وخرقه والله أعلم بحقيقة الحال في ذلكن وقالوا أن قاضي القضاة شمس الدين ابن مسلم رجع من جنازته وعلى الجملة فالظاهر من امره أنه كان مريض العقيدة غير صحيحها ونقلت من خط الشيخ علم الدين البرزالي قال أنشدني لنفسه
* أجزت لهم ما يسألون بشرطه
* أثابهم ربي ثواب أولى العلم
*
* ووفقهم أن يعلموا بالذي رووا
* فعال أولى الإخلاص والجد والعزم
*
* وكاتبها العبد الفقير محمد
* هو ابن أبي بكر بن قاسم العجم
*
* ومولده في عام خمس وبعدها
* ثلاثون والست المئين لدى النجم
* ونقلت منه أيضا مما خاطب به صاحب المدينة منصورا وصاحب مكة رميثة
* ألا يا ذوى الألباب اصغوا لناطق
* بحق وباغى الحق من ذا يدافعه
*
* إذا لم يكن نسل النبي محمد
* يتابعه في الدين من ذا يتابعه
*
* فإن كان مسبوقا وذو البعد سابق
* إلى المصطفى والدين من ذا يمانعه)
* (فكم من بعيد للشريف معلم
* طرايق آباء له وهو سامعه
*
* وهذا بديع في الزمان وأهله
* وما زال هذا الدهر جم بدايعه
* نقلت من خط الشيخ شهاب الدين أحمد بن غانم قال أنشدني الشيخ شمس الدين السكاكيني لنفسه
* هي النفس بين العقل الطبع والهوى
* وماالعقل إلا كالعقال يصونها
*
* فداعى الهوى يدعو إلى ما يشينها
* وداعي النهى يدعو إلى ما يزينها
*
* فإن أطلقت من غير قيد توثبت
* على حظها الأدنى وزاد جنونها
*
* وأن نظرت بالعقل ينبوع نوره
* أضاءت لها الظلمات طاب معينها
*
* وحنت إلى الذكر الحكيم تدبرا
* رياص معانيه وذاك يعينها
*
* وفزت به منه إليه تحققا
* وعادت إلى الأكوان تزكو فنونها
*
* فأكرم بها نفسا زكت مطمئنة
* بمحبوبها قرت لديه عيونها
*
* فيا ذا الذي ضيعت نفسك في الهوى
* تروم لها عزا وأنت تهينها
*
* أجب إذ دعاك الحق طوعا لأمره
* بطيب رضى نفس قوى يقينها
*

193
* ولا تبخلن وبالنفس إذ هي ملكة
* إليه بها فارجع فأنت أمينها
* قلت شعر غير واضح التركيب ولا محكم الصوغ قاضي المغل برهان الدين محمد بن أبي بكر بن عمر بن محمد قاضي الممالك القانية برهان الدين أبو عبد الله السمرقندي النوجاباذي الحنفي البخاري قاضي المغل صدر معظم وعالم مفخم فيه كيس ولطف وحسن مذاكرة كان يلازم السلطان والوزارء قدم بغداد مرارا وروى بالإجازة عن سيف الدين الباخرزى يقال سمع منه قال الشيخ شمس الدين ولم يصح مولده سنة ثلث وأربعين ويوم كمل من عمره ثمانين سنة عمل وليمة عظيمة واتفق موته بعدها بجمعة سنة ثلث وعشرين وسبع ماية بقريب تبريز أخذ عنه السراج القزويني ومحمد بن يوسف الزرندي وأجاز لأولاد الشيخ شمس الدين
قاضي القضاة علم الدين الأخنائي محمد بن أبي بكر بن عيسى بن بدران الإمام قاضي القضاة علم الدين الأخنائي السعدي المصري الشافعي ولد في رجب سنة أربع وستين وحدث عن أبي بكر ابن الأنماطي والإبرقوهي وابن دقيق العيد وتفقه وشارك وكان من عدول الخزانة بالديار)
المصرية ثم ندب لقضاء الإسكندرية ثم نقل إلى قضاء الشام بعد الشيخ علاء الدين القونوي وحضر صحبة تنكز نايب الشام من باب السلطان وكان عالما دينا نزها وافر الجلالة حميد السيرة متوسطا في العلم لازم الدمياطي مدة وكان محبا للرواية سلفى الطريقة ولما قدم القاضي علم الدين إلى دمشق امتدحه جمال الدين محمد بن نباتة بقصيدة أولها
* قاضى القضاة بيمنى كفه القلم
* يا سارى القصد هذا البان والعلم
*
* هذا اليراع الذي تجنى الفخار به
* يد الإمام الذي معروفه أمم
*
* معيي الأماثل في علم وفيض ندى
* فالسحب باكية والبحر يلتطم
*
* وافى الشآم وما خلنا الغمام إذا
* بالشام ينشأ من مصر وينسجم
*
* آها لمصر وقد شابت لفرقته
* فليس ينكر إذ يعزى لها هرم
*
* وأوحش الثغر من رؤيا محاسنه
* فما يكاد بوجه الدهر يبتسم
*
* ينشى وينشد فيه الثغر من آسف
* بيتا تكاد به الأحشاء تضطرم
*
* يا من يعز علينا أن نفارقهم
* وجداننا كل شئ بعدكم عدم
*
* يزهى الشآم بمن فارقت طلعته
* واحر قلباه ممن قلبه شبم
*

194
قاضي القضاة المالكي محمد بن أبي بكر بن ظافر بن عبد الوهاب قاضي القضاة بالشام وشيخ الشيوخ شرف الدين الهمداني بسكون الميم والدال المهملة ابن قاضي القضاة معين الدين أبي بكر ابن الشيخ زكي الدين أبي المنصور حضر من الديار المصرية في سنة تسع عشرة وسبع ماية فيما أظن وتوفي بكرة الأحد ثالث المحرم سنة ثمان وأربعين وسبع ماية كان ساكنا وقورا محتشما يتجمل في ملبسه ومأكله لا يرى أحسن من قماشه ولا انضف وكان فيه كرم وحسن بشر في ملتقاه رحمه الله تعالى وكان النواب يعظمونه ويحترمونه وصلى عليه نايب دمشق يلبغا اليحيوى والقضاة والحجاب ولأعيان في سوق الخيل ودفن في تربته التي أنشأها بميدان الحصا وفي يوم موته حررت قبلة الجامع الذي عمره نايب دمشق المذكور
محمد بن أبي بكر بن محمد بن طرخان بن أبي الحسن العالم الفاضل الأديب شمس الدين كتب المنسوب وله نظم ونثر ومولده سنة وخمس وخمسين وست ماية وسمع حضورا من إبراهيم بن خليل والنجيب عبد اللطيف وسمع الكثير من ابن عبد الدايم وأجاز لي بخطه في سنة ثمان وعشرين وسبع ماية بدمشق وتوفي رحمه الله سنة خمس وثلثين وسبع ماية ودفن)
بقاسيون وله نظم
الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الشيخ الإمام العلامة شمس الدين الحنبلي المعروف بابن قيم الجورية مولده سابع صفر سنة إحدى وتسعين وست ماية سمع على الشهاب العابر وجماعة كثيرة منهم سليمان بن حمزة الحاكم وأبي بكر بن عبد الدايم وعيسى المطعم وأبي نصر محمد ابن عماد الدين الشيرازي وابن مكتوم والبهاء ابن عساكر وعلاء الدين الكندي الوداعي ومحمد بن أبي الفتح البعلبكي أيوب ابن نعمة الكحال والقاضي بدر الدين ابن جماعة وجماعة سواهم وقرأ العربية على أبي الفتح البعلي قرأ عليه الملخص لأبي البقاء ثم قرأ الجرجانية ثم قرأ ألفية ابن مالك وأكثر الكافية الشافية وبعض التسهيل ثم قرأ على الشيخ مجد الدين التونس قطعة من المقرب وأما الفقه فأخذه عن جماعة منهم الشيخ إسماعيل بن محمد الحراني قرأ عليه مختصر أبي القسم الخرقي والمقنع لابن قدامة ومنهم ابن أبي الفتح البعلي ومنهم الشيخ الإمام العلامة تقي الدين ابن تيمية قرأ عليه قطعة من المحرر تأليف جده وأخوه الشيخ شرف الدين وأخذ الفرايض أولا عن والده وكان له فيها يد ثم

195
على إسماعيل بن محمد ثم على الشيخ تقي الدين ابن تيمية وأما الأصول فأخذها عن جماعة منهم الشيخ صفى الدين الهندي واسعميل بن محمد قرأ عليه أكثر الروضة لابن قدامة ومنهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية قرأ عليه قطعة من المحصول ومن كتاب الأحكام للسيف الآمدي وقرأ في أصول الدين على الشيخ صفى الدين الهندي أكثر الأربعين والمحصل وقرأ على الشيخ تقي الدين ابن تيمية قطعة من الكتابين وكثيرا من تصانيفه واشتغل كثيرا ناظر واجتهدوا واكب على الطلب وصنف وصار من الأيمة الكبار في علم التفسير والحديث والأصول فقها وكلاما والفروع والعربية ولم يخلف الشيخ العلامة تقي الدين ابن تيمية مثله ومن تصانيفه زاد المعاد في هدى دين العباد أربعة أسفار مفتاح دار السعادة مجلد كبير تهذيب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته نحو ثلاثة أسفار سفر الهجرتين وطريق السعادتين سفر كبير كتاب رفع اليدين في الصلاة سفر متوسط معالم الموقعين عن رب العالمين سفر كبير كتاب الكافية الشافية لانتصار الفرقة الناجية وهو نظم نحو ثلاثة آلاف بيت الرسالة الحلبية في الطريقة المحمدية بيان الاستدلال على بطلان محلل السباق والنضال التحبير بما يحل ويحرم لبسه من الحرير الفروسية المحمدية حلى الإفهام)
في أحكام الصلاة والسلام على خير الأنام تفسير أسماء القرآن تفسير الفاتحة مجلد كبير اقتضاء الذكر بحصول الخير ودفع الشر كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء الرسالة الشافية في أسرار المعوذتين معاني الأدوات والحروف بدايع الفوايد مجلد كبير أنشدني من لفظه لنفسه
* بني أبي بكر كثير ذنوبه
* فليس على من نال من عرضه أثم
*
* بني أبي بكر جهول بنفسه
* جهول بأمر الله أني له العلم
*
* بني أبي بكر غدا متصدرا
* يعلم علما وهو ليس له علم
*
* بني أبي بكر غدا متمنيا
* وصال المعالي والذنوب له همم
*
* بني أبي بكر يروم ترقيا
* إلى جنة المأوى وليس له عزم
*
* بني أبي بكر يرى الغرم في الذي
* يزول ويفنى والذي تركه الغنم
*
* بني أبي بكر لقد خاب سعيه
* إذا لم يكن في الصالحات له سهم
*
* بني أبي بكر كما قال ربه
* هلوع كنود وصفه الجهل والظلم
*
* بني أبي بكر وأمثاله غدوا
* بفتواهم هذي الخليقة تأتم
*
* وليس لهم في العلم باع ولا التقى
* ولا الزهد والدنيا لديهم هي الهم
*
* فوالله لو أن الصحابة شاهدوا
* أفاضلهم قالوا هم الصم والبكم
*

196
وتوفي رحمه الله في ثالث عشر شهر رجب الفرد سنة إحدى وخمسين وسبع ماية
قاضى القضاة المالكية بمصر محمد بن أبي بكر بن عيسى قاضي القضاة تقي الدين الأخنائي الحاكم بالديار المصرية المالكي أجاز لي في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وسبع ماية
محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عبد الدايم المقدسي سمع الكثير من جده ومن محمد بن إسماعيل خطيب مردا وأجاز لي بخطه سنة ثمان وعشرين وسبع ماية بدمشق وتوفي رحمه الله في رابع شهر ربيع الأول سنة ست وثلثين وسبع ماية وسيأتي ذكر جده في الأحمدين مكانه
بدر الدين القلانسي الطبيب محمد بن بهرام بن محمد القلانسي هو بدر الدين محمد السمرقندي قال ابن أبي أصيبعة مجيد في صناعة الطب وله عناية بالنظر في معالجات الأمراض ومداواتها وله من الكتب كتاب الانقرا باذين وهو تسعة وأربعون بابا قد استوعب)
فيه ذكر ما يحتاج إليه من الأدوية المركبة وجمع أكثر ذلك من الكتب المعتمد عليها مثل القانون والحاوي والكامل والمنصورى والذخيرة والكافية انتهى كلامه ولم يذكر وفاته
الملك جمال الدين ابن تاج الملوك محمد بن بوري بن طغتكين الملك جمال الدين أبو المظفر تاج الملوك صاحب دمشق ولاه أبوه بعلبك وتسلم دمشق لما قتل أخوه وكان سيئ السيرة مات سنة أربع وثلثين وخمس ماية في شعبان ولم تطل مدته
السعيد بن الظاهر محمد بن بيبرس السلطان الملك السعيد ناصر الدين أبو المعالي بركة خان ابن السلطان الملك الظاهر ولد سنة ثمان وخمسين في صفر بالعش من ضواحي القاهرة سلطنه أبوه وهو ابن خمس سنين أو نحوها وبويع بالملك بعد والده وهو ابن ثمان عشرة وكان شابا مليحا كريما فيه عدل ولين وإحسان إلى الرعية ليس في طبعه ظلم ولا عسف يحب الخير ويفعله قدم بالجيوش دمشق في ذي الحجة سنة سبع وعملت لمجيئه القباب ولكونه شابا عجز عن ضبط الأمور فخلع من السلطنة وعمل بذلك محضر واطلقوا له سلطنة الكرك فسار إليها بأهله ومماليكه فلما استقر بها قصده جماعة من الناس فكان ينعم عليهم ويصلهم وكثروا عليه فانفد كثيرا من حواصله فبلغ ذلك السلطان الملك المنصور فتأثر منه ولعب بالكرة فتقطر وحصل له بذلك حمى شديدة توفي منها بعد أيام سنة ثمان وسبعين وست ماية وله عشرون سنة وأشهر ويقال أنه سم ودفن عند جعفر الطيار ثم نقل إلى تربته بدمشق ودفن عند والده بعد سنة وخمسة أشهر ووجدت عليه امرأته بنت السلطان الملك المنصور قلاوون
وجدا شديدا ولم تزل باكية عليه إلى أن ماتت بعده بمدة قريبة وترتب بعده في مملكة الكرك أخوه الملك المسعود خضر مديدة وحبس

197
3 (ابن التابلان))
الزاهد المنبجي محمد بن التابلان المنبجي الزاهد قال الحافظ عبد القادر كان رفيق الشيخ عدى والشيخ سلامة من تلاميذ الشيخ عقيل توفي سنة ثمانين تقريبا

198
الحاجب محمد بن تركانشاه بن محمد بن الفرح أبو الوفاء الأبهري اللوجردى سمع بأصبهان عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن زياد وأبا بكر محمد بن أحمد السمسار والرئيس أبا عبد الله القسم وقدم بغداد وأقام بها وسمع أبا نصر الزينبي وكان حاجبا للوزير أبي شجاع الروذراورى وحدث فسمع منه أبو الفضل ابن ناصر والحافظ السلفي وتوفي سنة ثلث عشرة وخمس ماية ومولده سنة سبع وثلثين وأربع ماية محمد بن تركاتشاه بن محمد بن تركانشاه أبو عبد الله حفيد المذكور آنفا قال ابن النجار كان أديبا يقول الشعر وأورد قوله يمدح الوزير ابن شروان
* لقد كنت أرجو في ضميري بأن أرى
* أمور البرايا في يديك زمامها
*
* فلما أتاني ما أردت تحققت
* عداتي وقلت العام لا شك عامها
*
* وقد كنت أعطى الناس منك ابن خالد
* أماني أرجو أن يتم تمامها
*

199
علاء الدين خوارزم شاء محمد بن تكش بن أيل أرسلان بن التسر بن محمد بن انوشتكين السلطان علاء الدين خوارزم شاه أباد ملوك العالم ودانت له الممالك واستولى على الأقاليم وكان صبورا على التعب وادمان السير غير متنعم ولا مقبل على لذة إنما نهمته في الملك وتدبيره وحفظه وحفظ رعيته وكان فاضلا عالما بالفقه والأصول وغيرهما وكان يكرم العلماء ويحب مناظرتهم بين يديه ويعظم أهل الدين أفنى ملوك خراسان وما وراء النهر وقتل صاحب سمرقند كان في خزانته عشرة آلاف ألف دينار وألفا حمل قماش اطلس وغيره وخيله عشرون ألف فرس وبغل وله عشرة آلاف مملوك هرب من الخطا وركب في مركب صغير إلى جزيرة فيها قلعة ليتحصن بها فأدرك الأجل ودفن على ساحل البحر سنة سبع عشرة وست ماية وهرب ولداه وتفرقت المماليك بعده وأخذت التتار البلاد لأن مؤيد الدن ابن القمي وزير الناصر اتفق مع الخطا على قتله وبعث لهم الأموال سرا والخيول وصادف رسله إلى الخطا ومعه من الخطا في عسكره سبعون ألفا فلم يمكنه الرجوع وكان خاله من امراء جلال فحلفوه أن لا يطلع خوارزم شاه على ما دبروا فجاء إليه في الليل وكتب في يده صورة الحال فنظر)
إلى السطور وخرج من تحت الخيمة ومعه ولداه جلال الدين والآخر وجرى ما جرى وكان السلطان علاء الدين قد خطب له عل منابر فارس واران وأذربيجان إلى ما يلي دربند اشروسنة وملك ما يقارب أربع ماية مدينة وكان عسكره أربع ماية ألف ولما دانت له الممالك سمت همته إلى طلب ما كان لنبي سلجوق من الحكم والملك ببغداد فجهز رسالة فيها خشونة فجاء الجواب من الديوان أن ذلك الحكم إنما كان لتغلب الخارجي ابن ميكائيل والقضية مشهورة فاقتضى ذلك حكم بني سلجوق في البلاد وما يلزم أن يكون لك تحكم مثل أوليك ومتى احتجنا إليك في مثل ذلك والعياذ بالله أجبنا سؤالك وأنت فممالكك متسعة فلم تضايق في دار أمير المؤمنين وأعيد رسوله ومعه الشيخ شهاب الدين عمر السهروردي فتلقاه السلطان وعظمه لشهرة اسمه ووقف قايما حتى دخل فلما استقر جالسا فقال من سنة الداعي للدولة القاهرة أن يقدم على أداء رسالته حديثا من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تيمنا وتبركا فإذن له السلطان وبرك على ركبتيه تأدبا في الجلوس عند سماع حديث النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الشيخ حديثا معناه التحذير من أذية آل عباس فلما فرغ من رواية الحديث قال السلطان أنا وأن كنت تركيا قليل المعرفة باللغة العربية فهمت ما ذكرته من الحديث غير أنني ما آذيت أحدا من أولاد العباس ولا قصدتهم بسوء وبلغني أن في محابس أمير المؤمنين منهم خلقا كثيرا مخلدون يتوالدون ويتناسلون

200
فلو أعاد الشيخ هذا الحديث عل مسامع أمير المؤمنين كان أولى واجدى فقال الشيخ أن الخليفة إذا بويع على كتاب الله وسنة رسوله واجتهاد أمير المؤمنين فإن اقتضى اجتهاده حبس شرذمة لإصلاح الأمة لا يقدح ذلك في طريقته المثلى وطال الكلام في ذلك وعاد الشيخ والوحشة قايمة ثم أن السلطان عزم على قصد بغداد وسير أمامه العساكر وسار وراءهم إلى أن وصل عقبة استراباذ وكان قد قسم نواحي بغداد بهمذان اقطاعا واعمالا وكتب بها تواقيع ثم اتفق أنه رجع عن بغداد بخيبة وبأس ولم يبلغ غرضا وندم على ما توعد به على لسان الشيخ شهاب الدين فنفذ الوزير مؤيد الدين ابن القمي على ما قيل في السر من حسن لجنكزخان التعرض للسلطان علاء الدين فتم ما كان وآل الأمر إلى ما آل

201
والد طراد الزينبي محمد بن أبي تمام علي بن الحسن نقيب النقباء نور الهدى العباس الزينبي والد طراد الزينبي وأخواته توفي سنة ست وعشرين وأربع ماية
فخر الدين محمد بن تمام بن يحيى بن عباس بن يحيى بن أبي الفتوح بن تميم فخر الدين أبو)
بكر الحميري الدمشقي كان من صدور دمشق وأعيانها وعدولها سمع من موفق الدين ابن قدامة المقدسي وغيره وحدث بدمشق والقاهرة وتوفي بدمشق في شهر رجب
ودفن من يومه بمقابر باب الصغير سنة تسع وستين وست ماية ومولده سنة ثلث وست ماية

202
الطبيب المغربي محمد بنت تمليج كان رجلا ذا وقار وسكينة ومعرفة بالطب والنحو واللغة والشعر والرواية وخدم الناصر بصناعة الطب وكان المقيم برياسته أحمد بن الياس وولاه الناصر خطبة الرد وقضاء شرونة وله في الطب تأليف حسن الأشكال وأدرك صدرا من دولة الحكم المستنصر بالله وكان حظيا عنده وخدمه بصناعة الطب وولاه النظر في بنيان الزيادة من قبلي الجامع بقرطبة فكملت بحث أشرافه وأمانته قال القاضي صاعد ورأيت اسمه مكتوبا بالذهب وقطع الفسيفساء على حايط المحراب بها وأن ذلك كمل على يديه عن أمر الخليفة الحكم سنة ثمان وخمسين وثلث ماية

203
3 (ابن تميم))
محمد بن تميم المغربي محمد بن تميم أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال كان المذكور بتونس لما دخلتها أنشدنا له أبو الزهر قال أنشدنا له أبو الزهر قال أنشدنا يرثي الأديب أبا الطيب محمد بن أبي الطيب الأريولي
* مات أبو الطيب وا ويلتاه
* مات الندى والجود والمكرمات
*
* ولو نعوا قايله قيل قد
* مات الخنا والفسق والمكرمات
* وأنشدنا له وذكر أنه لا يزاد عليها
* يا رب ارض أصبحت روضة
* فجاء ذئب فخرا فيها
*
* وأصبحت ميتة بعده
* سبعون شاة وخرافيها
* قال الشيخ أثير الدين فزاد ابن زنون
* وصاحب قطع لي جبة
* فلم أجد في بلخ رافيها
* قال أثير الدين قوله وخرافيها لا يصح أن يكون الخراف بفتح الخاء جمعا لخروف فإنه بكسر الخاء كقلوص وقلاص وأنشدني قال أنشدنا أبو يحيى ابن هريمة لمحمد بن تميم وقد قرب رمضان والناس يشترون الصبحيات بسوق الزجاج
* بسوق الزجاج جرت عبرتي
* فوليت عنه بقلب قريح)
* (لتبديل كأس بصبحية
* وإبريق راح بقنديل ريح
* كاتب الدرج باليمن محمد بن تميم شرف الدين أبو عبد الله الإسكندري نزيل اليمن أحد كتاب درج الملك المؤيد نقلت من خط الشيخ تاج الدين اليمنى نشأ المذكور في بلاد المعبر من بلاد الهند وكان كاتب درج الملك الرحيم تقي الدين عبد الرحمن بن محمد السواملي الطيبي ثم لما مات مخدومه وفد إلى الملك المؤيد واستكتبه وكان ذا نظم بديع ولفظ صنيع وله إنشاء حسن وعمل مقامات وكان يعرف بالمقاماتي وحاولته عن أن أرى تلك المقامات وكان يجيب ما هي مقامات بل قمامات اجتمعت به في عدن سنة ثلث وسبع ماية وأنشدني قصيدة يمدح بها عز الدين عبد العزيز بن منصور الحلبي عرف بالكويكي وقد جاء إلى عدن بمال عظيم لم ير مثله وأول القصيدة

204
* أتذكر ليلى عهدنا المتقدما
* أم البين أنساها عهودا على الحمى
*
* وأيامنا اللاتي على الخيف قد مضت
* بمجلس أنس بالمسرة تمما
* وكنت وإياه يوما على باب البحر بثغر عدن فمر خادم هندي بديع الصورة فقال لي انظم في هذا بيتين فنظمت بديها
* بأبي ظبي من الهند حكى
* لحظه الهندي في أفعاله
*
* جوهري الثغر يدعى جوهرا
* واراه الفرد في أمثاله
* فعجب من سرعة البديهة فقال لكنني أحكي لك حكاية اتفقت لي في بلاد الهند اقترح على بعض التجار الرعنى اقتراحا فيه قبح وذلك أنه كان له خادم هندي يسمى جوهرا وكان مغرما به فقال لي تستطيع أن تنظم أبياتا مضمونها أن فعلى لذلك الحال موجب لنفاسة هذا العلق ومتى فعلت أعطيتك عشرين عينا فأنشدت أبياتا من غير روية وهي
* أقول للخل عداك الردى
* أني أنا الماس فلا تعتجب
*
* في أصلى الحدة اسطو بها
* على أصم الجوهر المنتسب
*
* والجوهر الشفاف ما لم يكن
* يثقبه الثاقب لم ينتسب
*
* فلى على الجوهر فضل إذا
* صيرته بين الورى منثقب
* وكان مولعا بأكل البرشعثا أكثر أوقاته غايب الذهن منها وكرهه السلطان لذلك مات سنة خمس عشرة وسبع ماية وله موشحات بديعة)
أبو المعالي البرمكي اللغوي محمد بن تميم أبو المعالي البرمكي اللغوي له كتاب المنتهى في اللغة منقول من كتاب صحاح الجوهري وزاد فيه أشياء قليلة واغرب في ترتيبه وكان هو والجوهري متعاصرين لأن صاحب الصحاح فرغ منه سنة ست وتسعين وثلث ماية وذكر البرمكي أنه صنفه سنة سبع وتسعين وثلث ماية

205
3 (ابن ثابت))
محمد بن ثابت بن قيس بن شماس توفي سنة ثلث وستين للهجرة حنكه رسول الله صلى الله عليه وسلم بريقه لأنه ولد في حياته روى له النسائي
البناني محمد بن ثابت بن أسلم البناني روى عن أبيه ومحمد بن المنكدر وجعفر بن محمد وروى عنه جعفر بن سليمان الضبعي وأبو داود الطيالسي وبكر بن بكار وعبد الصمد بن عبد الوارث وجماعة قال البخاري فيه نظر وقال النسائي ضعيف توفي في عشر الستين للهجرة تقريبا
الخجندي المتكلم الشافعي محمد بن ثابت بن حسن بن إبراهيم ابن الزبير بن مخلد بن معاوية بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة جمال الإسلام أبو بكر الجندي أحد فحول المتكلمين كان يعظ ويتكلم في كل فن ويقع كلامه في القلوب تفقه به جماعة في مذهب الشافعي توفي سنة اثنتين وثمانين وأربع ماية وأولاده ملكوا رياسة العلماء شرقا وغربا ويأتي ذكر كل واحد منهم مكانه
أبو بكر النميري الأصبهاني محمد بن ثابت بن محمد بن سوار ابن علوان النميري الأصبهاني أبو بكر أمام جامع أصبهان قال يحيى بن مندة كان سنيا فاضلا بارعا في الأدب شاعرا فصيحا كثير السماع قليل الرواية روى عن عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك وأبي بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ وأحمد بن عبد الله النهرديرى كتب عنه عمى الأمام وغيره
محمد بن ثابت بن ثابت الفقيه شمس الدين الخبي الحنبلي الصالحي رفيق ابن سعد قال الشيخ شمس الدين عاقل سمع ودار على الشيوخ وتنبه قليلا ثم أم بقرية بالمرج سمع مني وتوفي رحمه الله شابا في جمادى الآخرة سنة سبع وعشرين وسبع ماية

206
الكاتب الغرناطي محمد بن ثعلبة أبو بكر الكاتب من أهل غرناطة أورد له ابن الأبار من أبيات)
* وفي حماهم شادن
* لم يكتنفه الربب
*
* تترع لي الحاظه
* كأس الهوى فأشرب
*
* اهيف إلا فضلة
* لا تدعيها الكتب
*
* عذبني حاملها
* وهو بها معذب
* قلت في البيت الثالث كناية مليحة عن الردف خرج يوما صحبة أبي بحر صفوان بن إدريس وجماعة في مرسية فقعدوا على صهريج ماء يحف به ادواح مزهرة وسقيط نورها على الماء واقع فقال ابن ثعلبة
* خليلي أبا بحر وما قرقف اللمى
* بأعذب من قولي خليلي أبا بحر
*
* اجز غير مأمور قسيما نظمته
* تأمل على مجرى المياه حلى الزهر
* فقال أبو بحر
* تأمل على مجرى المياه حلى الزهر
* كعهدك بالخضراء والأنجم الزهر
*
* وقد ضحكت للياسمين مباسم
* سرورا بآداب الفقيه أبي بكر
*
* واصغت من الآس النضير مسامع
* لتسمع ما تتلوه من سور الشعر
*

207
محمد بن أبي الثلج الرازي البغدادي حدث عنه البخاري والترمذي توفي سنة ستين ومأتين تقريبا

208
3 (ابن جابر))
السحيمي محمد بن جابر اليمامي الضرير الحنفي السحيمي روى له أبو داود وابن ماجة وضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما توفي سنة سبع وسبعين وماية
ابن جابر الحراني المنجم محمد بن جابر بن سنان الحراني البتاني بالياء الموحدة المفتوحة والتاء ثالث الحروف وبعد الألف نون الحاسب المشهور الصابئ له الأعمال العجيبة والأرصاد المتقنة وأول ما ابتدأ بالارصاد في سنة أربع وستين ومأتين إلى سنة ست وثلث ماية وأثبت الكواكب الثابتة في زيجه لسنة تسع وتسعين ومأتين وكان أوحد عصره في فنه وأعماله تدل على غزارة علمه له من التصانيف الزيج وهي نسختان أولى وثانية وهي أجود وكتاب معرفة مطالع البروج فيما بين أرباع الفلك ورسالة في مقدار الاتصالات وكتاب شرح فيه أربعة أرباع الفلك ورسالة في تحقيق أقدار الاتصالات وشرح أربع مقالات لبطلميوس وغير ذلك توفي سنة سبع عشرة وثلث ماية عند رجوعه من بغداد بقصر الحضر
الوادي آشى محمد بن جابر العالم المقرئ المحدث الجليل أبو عبد الله الأندلسي الوادي آشي ثم التونسي المالكي ولد سنة ثلث سبعين وست ماية وقرأ على والده وبالسبع على طايفة وسمع من ابن هارون الطائي وأبي العباس ابن الغماز وطايفة بتونس قال الشيخ شمس الدين وقرأ عندنا صحيح البخاري وسمع من البهاء ابن عساكر وبمكة من الرضى الإمام انتقى عليه العلائي جزءا وكان حسن المشاركة في الفضايل خرج الأربعين البلدانية كتبها عنه الحافظ البرزالي

209
ابن مطعم محمد بن جبير بن مطعم المدني أخو نافع روى عن أبيه وعمر بن الخطاب ومعوية رضي الله عنهم وروى له الجماعة توفي في عشر الماية للهجرة

210
الكوفي محمد بن جحادة الكوفي أحد الأيمة روى عن أنس وأبي حازم الأشجعي وأبي صالح السمان وأبي صالح باذام ورجاء بن حيوة وثقه العجلي وأبو حاتم وكان من فضلاء الكوفة وروى له الجماعة وتوفي سنة إحدى وثلثين وماية

211
ابن جرير الطبري محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري وقيل يزيد بن كثير بن غالب صاحب التفسير الكبير والتاريخ والشهير كان أماما في فنون كثيرة منها التفسير والحديث والفقه والتاريخ وغير ذلك وله مصنفات مليحة في فنون عديدة وكان من الأيمة المجتهدين لم)
يقلد أحدا وكان أبو الفرج المعافي بن زكرياء النهرواني الآتي ذكره أن شاء الله تعالى على مذهبه وكان ابن جرير ثقة في نقله وتاريخ أصح التواريخ ومن المنسوب إليه
* إذا عسرت لم يعلم صديقي
* وأستغنى فيستغنى صديقي
*
* حيائي حافظ لي ماء وجهي
* ورفقي في مطالبتي رفيقي
*
* ولو أني سمحت ببذل وجهي
* لكنت إلى الغنى سهل الطريق
* وأبو بكر الخوارزمي الشاعر ابن أخته وكانت ولادة ابن جرير سنة أربع وعشرين ومأتين بآمل طبرستان ووفاته يوم السبت سادس عشرين شوال سنة عشر وثلث ماية ودفن يوم الأحد في داره ببغداد وزعم قوم أنه بالقرافة مدفون والصحيح الأول وقد طوف الأقاليم وسمع محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب وإسحاق بن أبي اسرايل وإسماعيل بن موسى الفزاري وأبا كري وهناد بن السرى والوليد بن شجاع وأحمد بن منيع ومحمد بن حميد الرازي ويونس بن عبد الأعلى وخلقا سواهم وقرأ القرآن على سليمان بن عبد الرحمن الطلحي صاحب خلاد وصنف كتابا حسنا في القراءات وروى عنه جماعة قال الخطيب كان أحد الأيمة يحكم بقوله ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره فكان حافظا لكتاب الله بصيرا بالمعاني فقيها في أحكام القرآن عالما بالسنن وطريقها صحيحها وسقيمها ناسخها

212
ومنسوخها عارفا بأقوال الصحابة والتابعين بصيرا بأيام الناس وأخبارهم له الكتاب المشهور في تاريخ الأمم وكتاب التفسير الذي لم ير مثله وتهذيب الآثار لم أر مثله في معناه ولم يتم وله في الأصول والفروع كتب كثيرة واختار من أقاويل الفقهاء وتفرد بمسايل حفظت عنه ومكث أربعين سنة يكتب كل يوم أربعين ورقة وقال الفرغاني حسب تلامذته آنه مذ بلغ الحلم إلى أن مات فصار له لكل يوم سبعة عشر ورقة وقال وأبو حامد الأسفراييني لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا وقال الإمام ابن خزيمة ما اعلم على أديم الأرض اعلم من ابن جرير قالوا كم قدره فذكر نحو ثلثين ألف ورقة فقالوا هذا شئ مما تفنى الأعمار دونه فقال أنا لله ماتت الهمم فأملاه في نحو ثلاثة آلاف ورقة ومن كتبه القراءات والعدد والتنزيل واختلاف العلماء تاريخ الرجال من الصحابة والتابعين إلى شيوخه لطف القول في أحكام شرايع الإسلام وهو مذهبه الذي اختاره وجوده واحتج وهو ثلاثة وثمانون كتابا ولطايف القول وخفيفه في شرايع الإسلام ومسند ابن عباس)
واختلاف علماء الأمصار كتاب اللباس كتاب الشرب كتاب أمهات الأولاد أمثلة العدول في الشروط تهذيب الآثار بسيط القول آداب النفوسن الرد على ذي الأسفار يرد فيه على داود رسالة النصير في معالم الدين صريح السنة فضايل أبي بكر مختصر الفرايض الموجز في الأصول مناسك الحج والتبصير في أصول الدين وابتدأ بكتاب البسيط فخرج كتاب الطهارة نحو ألف وخمس ماية ورقة وقال الخطيب عاش خمسا وثمانين سنة ورثاه أبو بكر بن دريد بقصيدة أولها
* لن تستطيع لأمر الله تعقيبا
* فاستنجد الصبر أو فاتبع الخوبا
* ورثاه أبو سعيد ابن الأعرابي بأبيات منها
* قام ناعي العلوم اجمع لما
* قام ناعي محمد بن جرير
* ولما قدم من طبرستان إلى بغداد تعصب عليه أبو عبد الله ابن الجصاص وجعفر ابن عرفة والبياضى وقصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل يوم الجمعة في الجامع وعن حديث الجلوس على العرش فقال أبو جعفر أما أحمد بن حنبل فلا يعد خلافة فقالوا له فقد ذكره العلماء في الاختلاف فقال ما رأيته روى عنه ولا رأيت له أصحابا يعول عليهم وأما حديث الجلوس على العرش فمحال ثم أنشد
* سبحان من ليس له أنيس
* ولا له في عرشه جليس
*

213
فلما سمعوا ذلك وثبوا ورموه بمحابرم وقد كانت الوفا فقام بنفسه ودخل داره فردموا داره بالحجارة حتى صار على بابه كالتل العظيم وركب نازوك صاحب الشرطة في عشرات ألوف من الجند يمنع عنه العامة ووقف على بابه إلى الليل وأمر برفع الحجارة عنه وكان قد كتب على بابه البيت المتقدم فأمر نازوك بمحو ذلك وكتب مكانه بعض أصحاب الحديث
* لأحمد منزل لا شك عال
* إذا وافى إلى الرحمن وافد
*
* فيدنيه ويقعده كريما
* على رغم لهم في أنف حاسد
*
* على عرش يغلفه بطيب
* على الأكبار يا باغ وعاند
*
* إلا هذا المقام يكون حقا
* كذاك رواه ليث عن مجاهد
* فخلا في داره وعمل كتاب المشهور في الاعتذار إليهم وذكر مذهبه واعتقاده وجرح من ظن فيه غير ذلك وقرأ الكتاب عليهم وفضل أحمد بن حنبل وذكر مذهبه وتصويب اعتقاده ولم)
يخرج كتابه في الاختلاف حتى مات فوجدوه مدفونا في التراب فأخرجوه ونسخوه

214
3 (ابن جعفر))
محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم كان مع أخيه محمد بن أبي بكر الصديق فلما هزم ابن أبي بكر اختفى فدل عليه رجل من عك ثم من غافق فلحق بفلسطين فلجأ إلى رجل من أخواله خثعم فأرسل معاوية إليه أن يوجه به إليه فمنعه فقال محمد
* لو لم تلدني الخثعمية لم يكن
* لصهري جد في قريش ولا ذكر
*
* لعمري للحيان عك وغافق
* أذل لوطئ الناس من خشب الجسر
*
* أجرتم فلما أن أجرتم غدرتم
* ولن تجد العكى إلا على غدر
* محمد بن جعفر بن عبيد الله بن العباس كان صاحب مروءة وفضل متصديا لقضاء حوايج الناس جوادا عاقلا سمحا وكانت له من المنصور منزلة ويعجب به ويلتذ بمحادثته وكان مكانته من المنصور يفزع الناس إليه بحوايجهم فلما افرط في ذلك حجبه المنصور عنه أياما ثم اشتاق إلى محادثته فقال يا ربيع أن جميع اللذات عندي قد اخلقن إلا محادثة محمد ومؤانسته وقد كدرها علي بما يحملني من حوايج الناس فاحتل عليه لعله يقصر من ذلك فجاء الربيع إلى محمد وعاتبه واتفقا على أنه لا يحمل لأحد قصته فلما غدا إلى المنصور بلغ الناس خبره فوقف له أرباب الحوايج على الطرق وبأيديهم الرقاع فاعتذر إليهم فالحوا عليه فقال لست أكلم أمير المؤمنين في حاجة فإن أحببتم أن تودعوا رقاعكم كمي فافعلوا فقذفوا بالرقاع في كمه ودخل على المنصور وهو في القبة فعاتبه وتحادثا ساعة وكان المنصور يشرف على دجلة والفرات والبساتين والمزارع فقال له ما ترى ما أحسن مشترفنا فقال محمد يا أمير المؤمنين ما بنت العرب والعجم في الإسلام والكفر مدينة أحسن منها ولا أحصن ولا اجمع لخصال الخير لكن ليس لي فيها ضيعة فقال اقطعتك ثلث ضياع في أكنافها فاغد على أمير المؤمنين ليسجل لك بها فبينا هو يحادثه إذ بدت الرقاع من كمه فضحك المنصور فقال له ما هذه فأخبره الخبر فقال له المنصور أبيت يا ابن معلم الخير إلا كرما ثم أمره فنثرها بين يديه فوقع عليها وقضى حوايج أربابها وتمثل بقول الشاعر

215
* لسنا وإن أحسابنا كرمت
* يوما على الإحساب نتكل
*
* نبنى كما كانت أوايلنا
* تبنى وتفعل مثل ما فعلوا
*)
توفي محمد سنة اثنتين وستين وماية
المنتصر بالله أمير المؤمنين محمد بن جعفر أمير المؤمنين المنتصر بالله أبو جعفر وقيل أبو العباس وغير ذلك ابن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور أمه أم ولد رومية اسمها حبشية كان أعين أقنى أسمر مليح الوجه مضبرا جسيما كبير البطن مليحا مهيبا لما قتل أبوه المتوكل دخل عليه قاضي القضاة جعفر بن سليمان الهاشمي فقيل له بايع أمير المؤمنين فقال وأين المتوكل أمير المؤمنين فقال قتله الفتح بن خاقان فقال وما فعل بالفتح قال قتله بغا قال فأنت ولى الدم وصاحب الثار بايعه فبايعه وبايعه الوزير والكبار ثم أنه نفى عمه عليا من سر من رأى إلى بغداد ووكل به وكان المنتصر قد عمل على قتل أبيه مع مماليكه بغا وباغر وكان المنتصر وافر العقل راغبا في الخير قليل الظلم محسنا إلى العلوينن وكان يقول يابغا أين أبي من قتل أبي ويسب الأتراك ويقول هؤلاء قتلة الخلفاء فتحيلوا إلى أن دسوا لطبيبه ابن طيفور ثلثين ألف دينار عند مرضه فأشار بفصده وصده بريشه مسمومة فمات وقيل أن ابن طيفور نسي وقال لغلامه ففصده بتلك الريشة فمات أيضا وقيل مات بالخوانيق وقيل سم في كمثراة بإبرة وقال عند فراقه يا أماه ذهبت مني الدنيا والآخرة عاجلت أبي فعوجلت فلم يمتع بالخلافة لأنه ولى بعد عيد الفطر ومات في خامس شهر ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين ومأتين وعاش ستا وعشرين سنة أولاده عبد الوهاب وعبد الله وأحمد لأمهات أولاد وزيره أحمد بن الخصيب من أهل جرجرايا وكان كاتبه أيام إمارته وكان جاهلا أحمق قاضيه جعفر بن عبد الواحد أجبه وصيف وبغا دفع إلى أحمد بن الخصيب مالا جزيلا وقال فرقه في العلويين فقد نالهم جفوة فقال يا أمير المؤمنين سوف افعل فقال إذا تسعد عند الله وعندي فإني ما وليتك الوزارة إلا لتخلفني فيهم وتتفقد أحوالهم وتقضى حوايجهم فقال يزيد بن المهلبي
* ولقد بررت الطالبية بعدما
* ذموا زمانا بعدهم وزمانا
*
* ووردت الفة هاشم فرأيتهم
* بعد العداوة بينهم أخوانا
*
* لو يعلم الإسلاف كيف بررتهم
* لرأوك اثقل مهم ميزانا
* ولما قال لامه عند فراق الدنيا يا أماه عاجلت أبي فعوجلت أنشد
* فما متعت نفسي بدنيا أصبتها
* ولكن إلى الرب الكريم أصير)
* (وما كان ما قدمته أي فلتة
* ولكن بفتياها أشار مشير
* ومن شعر المنتصر أورده المرزباني

216
* من ترفع الأيام من قد وضعته
* وينقاد لي دهر على جموح
*
* أعلل نفسي بالرجاء وأنثى
* لاغدو على ما ساءني واروح
* وله أظنه فيما نسب إليه من قتل أبيه
* لم يعلم الناس الذي نالني
* فليس لي عندهم عذر
*
* كان إلى الأمر في ظاهر
* وليس لي في باطن أمر
* قال سبط ابن الجوزي في المرآة أراد المتوكل أن ينقل العهد من ابنه المنتصر لابنه المعتز لمحبته لامه وسام المنتصر أن ينزل عن ولاية العهد فأبى وكان يحضره مجالسه العامة ويتهدده بالقتل فأحضره ليلة وشتمه شتما قبيحا وقال أنت المنتظر لموتس وشتم أمه فقام المنتصر وقال والله لو أنها أمة لبعض سواسك لمنعت من ذكرها ولوجب عليك صيانتها فغضب المتوكل وقال للفتح بن خاقان برئت من قرابتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن لم تلطمه لأقتلنك فقام الفتح ولطمه وقال المتوكل اشهدوا على أني قد خلعته من الخلافة فبقيت هذه الأشياء في قلبه ومن كلام المنتصر بالله والله ما عز ذو باطل ولو طلع من جبينه القمر ولاذل ذو حق ولو اصفق العالم
عليه والمنتصر هذا اعرق الناس في الخلافة لأنه ابن المتوكل ابن المعتصم ابن الرشيد ابن المهدي ابن المنصور ومن العجايب شيرويه وهو اعرق الملوك قتل أباه فلم يعش بعده إلا ستة أشهر والمنتصر كذلك
ابن جعفر الصادق محمد بن جعفر الصادق بن محمد الباقر لقب الديباج لقب بذلك لحسن وجهه خرج بمكة أوايل دولة المأمون ودعا لنفسه فبايلعوه فندب عسكرا لقتاله فأخذوه وقدم صحبة المعتصم إلى بغداد وكان بطلا شجاعا عاقلا يصوم يوما ويفطر يوما قيل أنه دخل الحمام بعد ما جامع وافصد في يوم واحد فمات فجاءة بجرجان فصلى عليه المأمون ونزل في لحده وكانت الوفاة سنة أربع ومأتين وقيل سنة ثلث وهو الصحيح ولما رأى المأمون جنازته ترجل وحمل نعشه
القارئ البغدادي محمد بن جعفر بن محمد بن فضالة البغدادي أبو بكر الأدمي القارئ الشاهد صاحب الألحان والصوت الطيب خلط قبل موته فيما قيل توفي سنة ثمان وأربعين وثلث)
ماية
المعتز بالله محمد بن جعفر ويقال الزبير ويقال أحمد أمير المؤمنين المعتز بالله ابن

217
أمير المؤمنين جعفر المتوكل ابن أمير المؤمنين المعتصم ولد سنة اثنتين وثلثين ومأتين ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه بويع عند عزل المستعين بالله سنة اثنتين وهو ابن تسع عشرة سنة في أول السنة وكتب بذلك إلى الآفاق فلم يلبث المؤيد أن مات وخشي المعتز أن يتحدث أنه الذي اختال عليه وقتله فاحضر القضاة حتى شاهدوه وليس به أثر وكانت خلافته ثلث سنين وستة أشهر وأربعة عشر يوما ومات عن أربع وعشرين سنة وكان مستضعفا مع الأتراك اجتمع إليه الأتراك وقالوا له اعطنا أرزاقنا لنقتل صالح بن وصيف وكان يخافه فطلب من أمه مالا لنفقة الأتراك فأبت ولم يكن في بيوت الأموال شئ فاجتمعوا هم وصالح واتفقوا على خلعه وجروه برجله وضربوه بالدبابيس وأقاموه في الشمس في يوم صايف فبقى يرفع قدما ويضع أخرى وهم يلطمون وجهه ويقولون اخلع نفسك ثم احضروا القاضي ابن أبي الشوارب والشهود وخلعوه ثم احضروا محمد بن الواثق من سر من رأى فسلم عليه المعتز بالخلافة وبايعه ولقبوه المهتدي ثم أنهم اخذوا المعتز بعد خمسة أيام وادخلوه الحمام فلما تغسل عطش وطلب ماء فمنعوه من ذلك حتى هلك عطشا فلما أغمي عليه أخرجوه وسقوه ماء بثلج فشربه وسقط ميتا وقال ابن الجوزي في المرآة لما واقفه الأتراك في الشمس طلب نعلا فلم يعطوه فاسبل سراويله على رجليه وقيل أنهم نزعوا أصابع يديه ورجليه ثم خنقوه قيل ادخلوا سردابا مخصصا بجص جديد فاختنق ولم يعذب خليفة ما عذب على صغر سنه وتوفي يوم السبت لست خلون من شعبان وقيل لليلتين وقيل في اليوم الثاني من رمضان سنة خمس وخمسين ومأتين ودفن إلى جانب أخيه في ناحية قصر الصوامع وكان أبيض جميل الوجه على خده الأيسر خال أسود وصلى عليه المهتدي وأمه رومية أم ولد ونقش خاتمه المعتز بالله وهو ثالث خليفة خلع من بني العباس ورابع خليفة قتل منهم وكان له من الولد جماعة لم يشتهر منهم إلا عبد الله ووزر له جعفر بن محمد الإسكافي ثم عزله وولى عيسى بن فرخان شاه ثم أحمد بن إسرائيل وقاضيه الحسن بن أبي الشوارب وقال البحتري كنت صاحبا لأبي معشر المنجم فاضقنا أضاقة شديدة فدخلنا على المعتز وهو محبوس قبل أن يلي الخلافة فأنشدته أبياتا كنت قلتها)
* جعلت فداك الدهر ليس بمنفك
* من الحادث المشكو أو النازل المشكي
*
* وما هذه الأيام إلا منازل
* فمن منزل رحب إلى منزل ضنك
*
* وقد هذبتك الحادثات وإنما
* صفا الذهب إلا بريز قبلك بالسبك
*
* أما في رسول الله يوسف أسوة
* لمثلك محبوسا على الظلم والإفك
*
* أقام جميل الصبر في الحبس برهة
* فآل به الصبر الجميل إلى الملك
*

218
فدفع الورقة إلى خادم على رأسه وقال احتفظ بها فإن فرج الله ذكرني لأقضي حق هذا الرجل وكان أبو معشر قد أخذ مولده فحكم له بالخلافة بمقتضى طالع الوقت فناوله رقعة فيها ذلك فلما ولى الخلافة اعطى كل واحد منا ألف دينار أجرى له في كل شهر ماية دينار وقال الزبير بن بكار دخلت على المعتز فقال لي يأبا عبد الله قد قلت أبياتا
في مرضى هذا وقد أعي على إجازة بعضها وأنشدني
* أني عرفت علاج القلب من وجعي
* وما عرفت علاج الحب والهلع
*
* جزعت للحب والخمى صبرت لها
* فليس يشغلني عن حبكم وجعي
* قال الزبير فقلت
* وما أمل مبيتي ليلتي أبدا
* مع الحبيب ويا ليت الحبيب معي
* ومن شعره في يونس بن بغا
* شوال شهر السرور والسكر
* والصوم شهر العناق والنظر
*
* قد كنت للشرب عاشقا سحرا
* فاليوم يا ويلنا من السحر
*
* من كان فيما يحب معتذرا
* فلست في يونس بمعتذر
* ومن شعره فيه أيضا
* تعيب فلا افرح
* فليتك لا تبرح
*
* وأن جئت عذبتني
* لأنك لا تسمح
*
* على ذاك يا سيدي
* دنوك لي اصلح
* وكان المعتز من أجمل الناس صورة وكذلك نديمه يونس بن بغا وللمعتز ذكر في ترجمة يعقوب بن إسحاق ابن السكيت وقال لما بويع له بالخلافة
* تفرد لي الرحمن بالعز والتقى
* فأصبحت فوق العالمين أميرا
*)
ومن شعره أيضا
* الله يعلم يا حبيبي أنني
* مذ غبت عنك مدله مكروب
*
* يدنو السرور إذا دنا بك منزل
* ويغيب صفو العيش حين تغيب
* الأمير الموفق محمد بن جعفر قيل طلحة الأمير الموفق أبو أحمد ابن المتوكل قيل اسمه طلحة كان ولي عهد المؤمنين وهو الد المعتضد بالله وأمه أم ولد ولد سنة تسع وعشرين ومأتين وكان من أجل الملوك رأيا أشجعهم قلبا وأسمحهم نفسا واغزرهم عقلا وأجودهم رأيا وكان محببا إلى الناس قد استولى على الأمور وانقادت له الجيوش
وحارب صاحب

219
الزنج وظفر به وقتله وكان يلقب الناصر لدين الله ولما غلب على الأمر حظر على المعتمد أخيه واحتاط عليه وعلى ولده وجمعهم في موضع واحد ووكل بهم أجرى عليهم وعلى الناس الأمور على مجاريها إلى أن توفي لثمان بقين من صفر سنة ثمان وسبعين ومأتين وله تسع وأربعون سنة وكانوا ينظرونه بالمنصور في حزمه ودهايه ورأيه وكان قد غضب على ولده المعتضد وحبسه ووكل به إسماعيل ابن بلبل فضيق عليه ولما احتضر رضى عنه وولاه المعتمد ولاية العهد ولما ضيق الموفق على أخيه المعتمد ولم يكن له معه كلام قال المعتمد
* أليس من العجايب أن مثلي
* يرى ماهان ممتنعا عليه
*
* وتؤكل باسمه الدنيا جميعا
* وما من ذاك شئ في يديه
* ابن المتوكل محمد بن جعفر كان فاضلا شاعرا وهو القايل لما أراد أخوه المعتمد الخروج إلى الشام والدنيا مضطربة
* أقول له عند توديعه
* وكل بعبرته مبلس
*
* لئن قعدت عنك أجسامنا
* لقد سافرت معك الأنفس
* بلغ المعتضد أنه كاتب خمارويه فأهلكه في سنة اثنتين وثمانين ومأتين وقيل إنما أهلكه لما ولى الخلافة سنة تسع وسبعين ومأتين
العلوي الشاعر محمد بن جعفر بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما يكنى أبا إسماعيل اشعر يكثر الافتخار بآياته كان في أيام المتوكل وبقى بعد دهرا طويلا وهو القايل
* أني كريم من أكارم سادة
* أكفهم تندى بجزل المواهب)
* (هم خير من يخفى وأفضل ناعل
* وذروة هضب الغر من آل غالب
*
* هم المن والسلوى لدان يودهم
* وكالسهم في حلق العدو المجانب
*
* بعثت إليها ناظري بتحية
* فابدت لي الأعراض بالنظر الشرر
*
* فلما رأيت النفس أوفت على الردى
* فزعت إلى صبري فاسلمني صبري
* أبو جعفر الخازمي الشافعي محمد بن جعفر بن محمد بن خازم أبو جعفر

220
الخازمي الاستراباذي كان أحد أيمة الفقهاء الشافعية قال ابن النجار ذكره أبو سعد الأدريسي حكى أنه أملي شرح كتاب المزني باستراباذ عن ظهر قلب يروى عن أبي عبد الله بن أبي بكر بن أبي خيثمة وأبي العباس بن سريج وأبي عمران بن هانئ الجرجاني وغيرهم وحدث عنه علي بن محمد بن موسى الاستراباذي وعقد له ببغداد المجلس قبل أن يعقد لأبي إسحاق المروزي توفي سنة أربع وعشرين وثلث ماية
الخرايطي محمد بن جعفر بن محمد بن أبي سهل أبو بكر الخرايطي السامري كان حسن الاختيار مليح التصانيف كان من الأعيان اجمعوا على ثقته وفضله صنف مكارم الأخلاق وغيره قدم دمشق سنة خمس وعشرين وثلث ماية دخل يوما داره فسمع بكاء ولد له رضيع فقال ما له فقالوا فطمناه فكتب على مهده
* منعوه أحب شئ إليه
* من جميع الورى ومن والديه
*
* منعوه غذاءه ولقد كا
* ن مباحا له وبين يديه
*
* عجبا منه ذا على صغر الس
* ن هوى فاهتدى الفراق إليه
* وكتب على قبر أبيه
* آنس الله وحشتك
* رحم الله وحدتك
*
* أنت في صحبة البلى
* أحسن الله صحبتك
* ومن تصانيفه اعتلال القلوب في أخبار العشاق ومكارم الأخلاق ومساوى الأخلاق وقمع الحرص بالقناعة هواتف الجنان وعجيب ما يحكى عن الكهان كتاب القبور
الهروي اللغوي محمد بن أبي جعفر الأستاذ أبو الفضل المنذري الهروي اللغوي الأديب أخذ العربية عن ثعلب والمبرد وله عدة مصنفات منها كتاب نظم الجمان والملتقط والفاخر والشامل روى عنه أبو منصور الأزهري فأكثر ملأ التهذيب بالرواية عنه وتوفي سنة تسع)
وعشرين وثلث ماية
الراضي بالله محمد بن جعفر بن أحمد الراضي بالله أمير المؤمنين ابن المقتدر بن المعتضد كذا قاله صاحب المرآة وقال الشيخ شمس الدين أحمد بن جعفر والظاهر أن الأول

221
أصح كان سمحا واسع النفس أديبا شاعرا حسن البيان كريم الأخلاق محبا للعلماء مجالسا لهم سمع من البغوي قبل الخلافة ووصله بمال قال ابن الجوزي وغيره ختم الخلفاء في أمور عدة منها أنه آخر خليفة له شعر مدون وآخر خليفة انفرد بتدبير الجيوش والأموال وآخر خليفة جالس الندماء وأوصلهم إليه وآخر خليفة كانت عطاياه ونفقاته وجوايزه وخزاينه ومجالسه تجري على ترتيب الخلفاء الأول وقع حريق بالكرخ فاطلق خمسين ألف دينار لعمارة ما احترق قال الصولي دخلت عليه وهو يبنى شيئا وقد جالس عل آجرة حيال الصناع وكنت أنا وجماعة من الجلساء فنام فأمرنا بالجلوس فأخذ كل واحد منا آجرة فجلس عليها واتفق أن أخذت أنا آجرتين ملتصقتين فلما قمنا أمر أن توزن كل آجرة ويدفع إلى صاحبها دراهم أو دنانير الشك من الراوي قال الصولي فتضاعفت جايزتي عليهم وقد حكى له أنواع من الكرم وكان مغرى بنقض قصور دور الخلافة وجعلها بساتين وقال وقد تكلم الناس في أنفاقه الأموال
* لا تعذلي كرمي على الإسراف
* ربح المحامد متجر الأشراف
*
* أجرى كآبائي الخلايف سابقا
* واشيد ما قد أسست أسلافي
*
* أني من القوم الذين أكفهم
* معتادة الاتلاف والأخلاف
* وقال
* يصفر وجهي إذا تأمله
* طرفي ويحمر خده خجلا
*
* حتى كأن الذي بوجنته
* من دم جسمي إليه قد نقلا
* وقال يخاطب ابن رايق
* أيطلب كيدي من يهون كياده
* ويوقد نارا مثل نار الحباحب
*
* لقد رام صبغا لم يرمه شبيهه
* وراض شموسا لا يذل لراكب
*
* واظهر لي حبا يطيف به قلى
* كخلب برق في عراص سحايب
*
* أيقعد لي كيد النساء بمرصد
* وأني فتى السن شيخ التجارب)
* (ألا ربما عزت على الحازم الذي
* يراها بكفيه فريسة طالب
* وقال أيضا
* قد أفصحت بالوتر الأعجم
* وافهمت من كان لم يفهم
*
* جارية تحصن من لطفها
* مخاطبا ينطق لا من فم
*
* جست من العود مجارى الهوى
* جس الأطباء مجارى الدم
* وقال عند موته
* كل صفو إلى كدر
* كل أمر إلى حذر
*

222
* ومصير الشباب لل
* موت فيه أو الكبر
*
* أيها الآمل الذي
* تاه في لجة الغرر
*
* أين من كل قبلنا
* درس الشخص والأثر
*
* رب أني ذخرت عن
* دك أرجوه مدخر
*
* أنني مؤمن بما
* بين الوحي في السير
* مرض وقاء في يومين أربعة عشر رطل دم وقيل أنه استسقى وأصابه ذرب عظيم وكان أعظم آفاته كثرة الجماع توفي ببغداد منتصف شهر ربيع الآخر سنة تسع وعشرين وثلث ماية وهو ابن أحدى وثلثين سنة وستة أشهر وكانت خلافته ست سنين وعشرة أيام وصلى عليه القاضي يوسف بن عمرو وغسله أبو الحسن محمد بن عبد الله الهاشمي القاضي ولم يوجد له حنوط لأن الخزاين أغلقت عند موته فاشتروا له حنوطا من بعض الدكاكين وحمل إلى الرصافة في طيار ودفن في تربة عظيمة له أنفق عليها أموالا كثيرة قال ابن الجوزي درست الآن ولم يبق لها عين ولا أثر ولد سنة سبع وتسعين ومأتين وأمه أمة رومية وكان قصيرا أسمر نحيفا في وجهه طول بويع بالأمر بعد عمه القاهر لما سملوا القاهر سنة اثنتين وعشرين وثلث ماية وكان له من الولد أحمد وعبد الله ووزر له أبو علي ابن مقلة وعلي بن عيسى وأخوه عبد الرحمن وأبو جعفر الكرخي وسليمان بن مخلد والفضل بن الفرات وأبو عبد الله البريدي
الوركاني محمد بن جعفر الوركاني روى عنه مسلم وأبو داود وعباس الدوري وكتب عنه أحمد وابن معين ووثقاه توفي سنة ثمان وعشرين ومأتين)
ابن ثوابة الكاتب محمد بن جعفر بن محمد بن ثوابة بن خالد أبو الحسن ابن أبي الحسين الكاتب صاحب ديوان الرسايل كان من البلغاء الفضلاء والكتاب الأجلاء توفي سنة ست عشرة وثلث ماية ومن شعره
* نور تجسم من شمس ومن قمر
* يكاد من هيف ينقد كالغصن
*
* زهى على الناس لما لم يجد شبها
* لنفسه في كمال الظرف والحسن
*
* مددت طرفي إليه كي ينزهني
* فعاد طرفي بداء متلف بدني
*

223
ومنه أيضا
* أفر من الأهواء جهدي وطاقتي
* فانجو وما لي عن هواك محيص
*
* واهجر أبياتا تحب زيارتي
* وأني على أبياتكم لحريص
* أبو الخطاب الربعي النيلي محمد بن جعفر أبو الخطاب الربعي النيلي أحد الشعراء قال ابن النجار قدم علينا بغداد شابا ومدح الأمام الناصر وأكابر دولته واجتمعت به مرارا وسمعت منه وكان أديبا فاضلا حسن الأخلاق متوددا وسافر إلى بلاد الجزيرة وأقام بآمد ومدح السلاطين وأثرت حاله وشعره جيد وغزله رقيق وأسلوبه حسن ومن شعره
* تعلم رمى النبل من سحر طرفه
* فصاحب يوم الرمي قوسا واسهما
*
* وصير قلبي في الهوى غرضا له
* واجرى على سهميه من كبدي دما
*
* أصاب بسهم اللحظ والكف مقتلي
* وجرحني هجرانه بعد ما رمى
*
* إذا الشفة الحمراء عض لرميه
* يرصع في الياقوت درا منظما
* قال وأنشدني أبو الخطاب لنفسه
* شكوت الذي بي من حبه
* وقلبي من هيبة قد خفق
*
* فقلت أمولاي عطفا فقد
* أرقت دموعي بطول الارق
*
* فاعرض في اللاذ لا مشفق
* على كشمس علاها شفق
*
* وحبة قلبي تنادي الحريق
* وإنسان عيني يصيح الغرق
* قلت هو شعر متوسط
الجربي المقرئ محمد بن جعفر أبو عبد الله الجربي بالجيم وبعدها راء وباء موحدة المقرئ ذكره أبو بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني في طبقات القراء قال هو بغدادي قرأ عليه أبو)
حفص الكتاني وقرأ على أبي جعفر محمد بن علي البزاز صاحب ابن عون الواسطي وقرأ أبو جعفر على أبي عون عن شعيب بن أيوب عن يحيى عن أبي بكر ومحمد بن علي مجهول قال ابن النجار لا أعرف له ذكرا
برمه الصيدلاني محمد بن جعفر الصيدلاني كان صهر أبي العباس المبرد على ابنته ويلقبه برمه وكان أديبا شاعرا روى عن أبي هفان الشاعر أخبارا وحدث عنه أبو الفرج الأصبهاني وأنشد الخطيب له
* أما ترى الروض قد لاحت زخارفه
* ونشرت في رباه الريط والحلل
*

224
* واعتم بالأرجوان النبت منه فما
* يبدو لنا منه إلا مونق خصل
*
* والنرجس الغض ترنو من محاجره
* إلى الورى مقل تحيى بها المقل
*
* تبر جواه لجين فوق أعمدة
* من الزمرد فيها الزهر مكتهل
*
* فعج بنا نصطبح يا صاح صافية
* صهباء في كأسها من لمعها شعل
*
* فقد تجلت لنا عن حسن بهجتها
* رياض قطربل واللهو مشتمل
* الكامل الآمدي محمد بن جعفر بن بكرون الآمدي المعروف بالكامل أورد له العماد الكاتب في الخريدة
* يستعذب القلب منه ما يعذبه
* ويستلذ هواه وهو يعطبه
*
* مثل الفراشة تدنى جسمها أبدا
* إلى ذبالة مصباح فتلهبه
* أبو عمر الزاهد محمد بن جعفر بن محمد أبو عمر الزاهد البغدادي روى عنه حفاظ نيسابور وغيرهم وكان صايما قايما قنوعا يضرب اللبن لقبور الفقراء ويفطر على رغيف وجزرة ونحوها اجمعوا عليه وتوفي سنة ستين وثلث ماية بنيسابور عن خمس وتسعين سنة
الحافظ غندر محمد بن جعفر بن الحسن بن محمد بن زكرياء أبو بكر الوراق غندر كان حافظا متقنا سمع بنيسابور ومرو وبغداد والجزيرة والشام ومصر والعراق وما وراء النهر وكتب من الحديث ما لم يكتبه أحد وسمع ما لم يسمعه استدعى إلى بخارى لينزل إلى الحضرة فمات في المفازة سنة سبعين وثلث ماية قال الخطيب كان حافظا ثقة
زوج الحرة محمد بن جعفر بن أحمد بن جعفر أبو بكر البغدادي الحريري المعدل المعروف بزوج الحرة سمع محمد بن جرير وأبا القسم البغوي قال البرقاني ثقة جليل كان يحضر)
مجلسه الدارقطني وابن مظفر وكانت زوجة المقتدر بنت بدر المعتضدي لما قتل زوجها أفلتت هي من النكبة وسلمت أموالها وخرجت من الدار وكان يدخل إلى مبطخها حدثا وكان حركا فصار وكيل المطبخ فرأته فاستكاسته فردت إليه وكالتها وترقى أمره وصار ينظر في ضياعها وصارت تكلمه من وراء ستر وزاد اختصاصه حتى علق بقلبها فجسرته على تزويجها وبذلت الأموال حتى تم ذلك وأعطته نعمة ظاهرة وأموالا لئلا يمنعها أهلها منه فاعترض بعض الأولياء فغالبتهم بالمال وتزوجها

225
وأقام معها سنين وحصل له منها محو ثلث ماية ألف دينار ولذلك قيل زوج الحرة توفي سنة اثنتين وسبعين وثلث ماية
صاحب المصلى محمد بن جعفر بن سليمان البغدادي أبو الفرج صاحب المصلى سمع من الهيثم بن خلف وغيره ضعفه حمزة السهمي توفي سنة ست وسبعين وثلث ماية
محمد بن جعفر أبو الحسين البغدادي كان يجيد الغزل ولد سنة ثمان وخمسين وثلث ماية وسكن دار القطن توفي سنة ثلث وثلثين وأربع ماية من شعره
* يا ويح قلبي من تقلبه
* أبدا يحن إلى معذبه
*
* قالوا كتمت هواه عن جلد
* لو كان لي جلد لبحت به
*
* بأبي حبيب غير مكترث
* يجنى ويكثر من تعتبه
*
* حسبي رضاه من الحياة ويا
* قلقي وموتي من تغضبه
* الوزير ابن فسانجس محمد بن جعفر بن محمد بن فسانجس الوزير الكبير أبو الفرج ذو السعادات وزر لأبي كاليجار وعزل سنة خمس وثلثين وأربع ماية وحكم على العراق وكان ذا أدب غزير ومعرفة باللغات وكان يحسن إلى الجند عاش ستين سنة ومات في شهر رمضان سنة أربعين وأربع ماية وقال أبو الحسن محمد بن عبد الملك بن الهمذاني في كتاب الوزراء له نسب صحيح بفارس معروف بأنه من ولد بهرام جور من ولد سابور ذي الأكتاف وهو من بيت جليل كتب إليه أحد شهود الأهواز قد مات فلان وخلف خمسين ألف دينار عينا ولم يخلف غير طفلة من جارية فإن رأى استقراض المال إلى أن تبلغ الطفلة ففي عقارها وأملاكها كفاية فوقع عل ظهر كتابه الطفلة جبرها الله والمال ثتمره الله والساعي لعنه الله لا حاجة بالسلطان إلى المال
القزاز اللغوي محمد بن جعفر أبو عبد الله التميمي القيرواني المعروف بالقزاز شيخ اللغة)
بالمغرب كان لغويا نحويا بارعا مهيبا عند الملوك صنف كتاب الجامع في اللغة وهو كتاب كبير يقال أنه ما صنف مثله وفي وقف الفاضل بالقاهرة نسخة به والتعريض والتصريح مجلد واعتاب الدريدية مجلد ما أخذ على المتنبي الضاد والظاء وله أدب السلطان والتأدب له عشر مجلدات شرح رسالة البلاغة عدة مجدلات أبيات معان من شعر المتنبي وصنف كتاب العشرات في اللغة ذكر اللفظة ومعانيها المترادفة ويزيد في بعضها

226
على الشعرة وقال في آخره وعقبيها اجهز كتاب المئات كان في خدمة العزيز بن المعز العبيدي توفي سنة اثنتي عشرة وأربع ماية ومن شعره
* أحين علمت أنك نور عيني
* وأني لا أرى حتى اراكا
*
* جعلت مغيب شخصك عن عياني
* يغيب كل مخلوق سواكا
* ومنه
* أما ومحل حبك في فؤادي
* وقدر مكانه فيه المكين
*
* لو انبسطت لي الآمال حتى
* يصير من عنانك في يميني
*
* لصنتك في مكان سواد عيني
* وخطت عليك من حذر جفوني
*
* فابلغ منك غايات الأماني
* وآمن فيك آفات الظنون
* ابن النجار المقرئ محمد بن جعفر بن محمد بن هارون ابن فروة أبو الحسين التميمي النحوي المقرئ ابن النجار توفي سنة اثنتين وأربع ماية
أبو الفضل المقرئ محمد بن جعفر بن عبد الكريم بن بديل أبو الفضل الخزاعي الجرجاني المقرئ مصنف الواضح في القراءات وضع كتابا في الحروف نسبه إلى أبي حنيفة كان ضعيفا غير موثوق به توفي سنة ثمان وأربع ماية
الجهرمي الشاعر محمد بن جعفر أبو الحسن الجهرمي الشاعر وجهرم قرية توفي سنة ثلث وثلثين وأربع ماية ومن شعره لغز في العين
* أن التي أردت فؤادي بكت
* حزنا عليه وهو مكسوعها
*
* جملتها واحد اجزايها
* طبيعة يعجب مطبوعها
*
* فالكل إذ يقرأ بعض لها
* والبغض إذ يذكر مجموعها
*
* عميتها في لحن قولي فمن
* يخرجها أن كان يسطيعها
*)
ومنه لغز في الزر والعروة
* وناكحة بلا منهر حليلا
* به يغدى إليها أو يراح
*
* أحل المسلمون لها أخاها
* بعقد حله طلق مباح
*

227
* فإن سموه بينهم نكاحا
* ففي أعناقهم ذاك النكاح
* قال ابن عدلان وقد أجاب عنه أبو المحاسن رحمه الله تعالى فقال
* تحاجيني ولفظك مثل در
* له من فكرك الوارى نصاح
*
* وقدحك في العلوم هو المعلى
* غداة تجال في النادي القداح
*
* بفعل كله ذكر صحيح
* وأنثى كلها فرج مباح
*
* وتفضى هذه ويجب هذا
* ولا يوذيهما ذاك الجراح
* ومنه لغز في حجر القطايف
* ومجلو على الكرس
* ي جلل وجهه نقطا
*
* دراهم عاد طابعها
* عليه لهن ملتقطا
*
* وهن بغير أجنحة
* طواير بعضهن قطا
* الشريف تقي الدين القنائي محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الرحيم ابن أحمد بن حجون الشيخ الشريف تقي الدين ابن الشيخ ضياء الدين القنائي بالقاف والنون كان فقيها شاعرا صالحا سمع من أبي محمد عبد الغنى بن سليمان وأبي اسحق إبراهيم بن عمر بن نصر بن فارس وحدث بالقاهرة وسمع منه الشيخ عبد الكريم بن عبد النور وجماعة ودرس بالمدرسة المسرورية وتولى مشيخة خانقاه أرسلان الدوادار وانقطع بها وتزوج بعلما أخت الشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد ورزق منها ابنين فقيهين قال كمال الدين جعفر الادفوى كان خفيفا لطيفا وله شعر أنشدني له بعض أصحابنا بقوص مما نظمه سنة اثنتين وسبع ماية عندما حصلت الزلزلة
* مجاز حقيقتها فاعبروا
* لا تعمروا هو نوها تهن
*
* وما حسن بيت له زخرف
* تراه إذا زلزلت لم يكن
* ومن شعره
* من بعد فراقكم جرت لي أشيا
* لا يمكن شرحها ليوم اللقيا)
* (كم قلت لقلبي بدلا قال بمن
* والله ولا بكل من في الدنيا
* مولده بقوص ظنا سنة خمس وأربعين وست ماية ووفاته بظاهر القاهرة في جمادى الأولى سنة ثمان وعشرين وسبع ماية أخبرني من لفظه القاضي تاج الدين محمد ابن محمد بن البارنبارى قال قال لي الشيخ تقي الدين المذكور لما نظمت مجاز حقيقتها فاعبروا البيتين بقي نفسي شئ من كوني ذكرت في الشعر أسماء سور من القرآن العظيم
فأتيت إلى الشيخ تقي الدين ابن دقيق العبد رحمه الله فأنشدتهما له فقال لي لو قلت وما حسن كهف له زخرف لكنت قد زدت ذلك

228
سورة رابعة قال فقلت له يا سيدي افدتني وأفتيتني أو كما قال وأنشدني قال أنشدني المذكور لنفسه لغزا في العين الباصرة
* ومحبوبة عند المنام ضممتها
* أحس بها لكنني ما نظرتها
*
* لذيذة ضم لا أطيق فراقها
* ورب ليال في هواها سهرتها
* قلت ما أحسن قوله في هواها سهرتها وأنشدني قال أنشدني لنفسه
* حياة المنازل سكانها
* همم روحها وهي جثمانها
*
* أضاءت بمن حلها بهجة
* كما حل بالعين أنسانها
*
* وللظاعنين تحن الديار
* كأن الأحبة أوطانها
* وأنشدني قال أنشدني لنفسه في الباذهنج
* كأنما الباذهنج قلع
* علا على الفلك حين تسرى
*
* لكن ذاك الرياح اجرت
* وذا غدا للرياح يجرى
* وأنشدني قال أنشدني لنفسه في شيخ منحن مطيلس وهو تشبيه غريب
* كالعين شيخ منحن
* مطيلس اعرفه
*
* تقويسها كظهره
* ورأسها رفرفه
* وأنشدني قال أنشدني من جهز إليه بورية فايتة
* دع الاضطراب عن الحيا
* ة وخل نفسك ثابته
*
* وازرع فحبات القلو
* ب بها المحبة نابته
*
* وذكرت فايتة وقم
* للفور واقض الفايته
* ألب رسلان السلجوقي محمد بن جغريبك بن سلجوق بن دقاق السلطان عضد الدولة أبو شجاع)
الب رسلان الملقب بالعادل أول من ذكر بالسلطنة على منابر بغداد قدم حلب وحاصرها سنة ثلث وستين فخرج إليه محمود بن نصر بن صالح بن مرداس صاحبها مع أمه
فانعم عليه بحلب وسار إلى الملك ديوجانس وقد خرج من القسطنطينية فالتقاه وأسره ثم من عليه بالإطلاق وكان ملكا عادلا مهيبا معظما ولى السلطنة بعد وفاة عمه طغرلبك اتوه بوالي قلعة اسمه يوسف الخوارزمي فأمر بان يضرب له أربعة أوتار وتشد أطرافه إليها فقال يوسف يا مخنث مثلي يقتل هذه القتلة فقال السلطان خلوه وأخذ القوس ورماه ثلث فردات ساب فاخطأه فيها ولم يكن يخطئ له سهم فأسرع يوسف إليه فقام السلطان عن السرير ونزل فعثر على وجهه وبرك عليه يوسف وضربه بسكين كانت معه في خاصرته ولحق بعض الخدم يوسف فقتله ارمني فقتله وحمل السلطان

229
وهو مثقل فقضى محبه ووثب على يوسف فراش ارمني فضربه في رأسه بمرزبة فقتله ومات السلطان سنة خمس وستين وأربع ماية ونقل إلى مرو ودفن بها في مدرسته وجعل ولده ملكشاه ولى عهده وقال المأموني في تاريخه أنه لم يعبر الفرات في قديم الزمان ولا حديثه في الإسلام ملك تركي قبل ألب رسلان فإنه أول من عبر الفرات مفيد الدين الأحواضي الشيعي محمد بن الجمال بن أبي صالح عبد الله بن أبي أسامة مفيد الدين الأحواضي رأس الشيعة الغلاة وقدوتهم مات بقرية حراجل من جبل الجرد وقد قارب الأربعين سنة أربع وسبعين وست ماية وكان كثير الفنون لكنه احكم المنطق والفلسفة أبو قريش الأصم محمد بن جمعة بن خلف القهستاني الأصم أبو قريش الحافظ صنف المسندين على البواب وعلى الرجال وصنف حديث مالك وشعبة والثوري وكان متقنا يذاكر بحديث هؤلاء وروى عنه أبو بكر الشافعي وغيره واتفقوا على صدقه وفضله
الكاتب التميمي محمد بن جميل الكاتب التميمي الكوفي مولى بني تميم يقول لحميد بن عبد الحميد الطوسي
* لئن أنا لم أبلغ بجاهك حاجة
* ولم يك لي فيما وليت نصيب
*
* أنت أمير الأرض من حيث اطلعت
* لك الشمس قرينها وحين تغيب
* الأمير ناصر الدين ابن البابا محمد بن جنكلي بن البابا بن محمد بن الأمير ناصر الدين ابن الأمير بدر الدين أحد أمراء الدولة الناصرية بالقاهرة ووالده أكبر أمير في الدولة يجلس رأس)
الميمنة بعد الأمير جمال الدين آقوش نايب الكرك ولم يزل معظما عند السلطان موقرا مكرما وكان ناصر الدين صاحب هذه الترجمة جمال مواكب الديار المصرية وجها وصباحة وقدرا وشكلا محببا تام الخلق حسن الخلق لم يكن في زمانه أحسن وجها منه وتوفي في رجب سنة إحدى وأربعين وسبع ماية وقد تجاوز الأربعين كتب طبقة واشتغل في غالب العلوم ولم يزل مواظبا عل سماع الحديث واختلط بالشيخ فتح الدين كثيرا وعنه أخذ معرفة الناس وأيامهم وطبقاتهم وأسماء الرجال وكان آية في معرفة فقه السلف ونقل مذاهبهم وأقوال الصحابة والتابعين وهذا أجود ما عرفه مع مشاركة جيدة في العربية والطب والموسيقى وكان جهوري الصوت ولم يكن في النظم طبقة بل هو متوسط وربما تعذر عليه حينا لكن له ذوق في الأدب يفهم لطف المعاني ويدركها ويهتز للفظ السهل ويطرب لنكت الشعراء المتأخرين كالجزار والوراق وابن النقيب وابن دانيال وابن العفيف ومن أشبههم ويستحضر من مجون ابن الحجاج جملة اجتمعت به رحمه الله غير مرة رأيت مه أنسا كثيرا وودا أثيرا وكان يتمذهب الإمام أحمد بن حنبل

230
رضي الله عنه أنشدني من لفظه لنفسه غير مرة
* بك استجار الحنبلي
* محمد بن جنكلي
*
* فاغفر له ذنوبه
* فأنت ذو التفضل
* وفي آخر الأمر مال إلى الظاهر ورأى رأى ابن حزم لأنه كان كثير المطالعة لكلامه وكان فيه إيثار وبر لأهل العلم ولا يزال يجالس الفضلاء والفقراء ويخير محادثتهم على مجالسة الأمراء والأتراك كثير الميل إلى من يهواه لا يزال متيما هايما يذوب صبابة ووجدا يستحضر في هذه الحالة لما ناسبها من شعر الشريف الرضى ومهيار ومتيمي العرب جملة يترنم بها ويراسل بها ويعاتب خرج له شهاب الدين أحمد بن أبيك الدمياطي أربعين حديثا وحدث بها قبل موته وقد شاركته في بعض سماعاته وسمع بقراءتي بعض تصانيف الشيخ فتح الدين ولما بلغتني وفاته قلت ارثيه رحمه الله وضمنت القصيدة أعجاز أبيات قصيدة أبي الطيب المتنبي وهي
* هي الأيام ليس لها ذمام
* وليس لها على عهد دوام
*
* نصبنا للردى غرضا فاصمت
* حشانا من رزاياه السهام
*
* وما بعد الرضاع وذاك حق
* تبين عندنا إلا الفطام)
* (نسير على مطايا للمنايا
* وفي كف الزمان لها زمام
*
* إذا متنا تنبهنا لهول
* ترى أن الحياة هي المنام
*
* ألم تر كيف عاث الدهر فينا
* واودى ناصر الدين الهمام
*
* فشق الرعد جيب السحب لما
* تلهب برقها وبكى الغمام
*
* فيا أسفا لوجه كان يبدو
* فيستحي له القمر التمام
*
* ويا لشمايل كم هام فيها
* فؤاد ما يسليه المدام
*
* ويا لخلايق كالروض لما
* تفتح عن ازاهره الكمام
*
* ويا لفضايل قلنا لديها
* افدنا أيها الحبر الأمام
*
* ويا لكتابة كالدر لما
* يؤلفها على النحر انتظام
*
* وكان يرام في بذل العطايا
* وأما في الجدال فما يرام
*
* ولم نر في الزمان له شبيها
* وأن كثر التجمل والكلام
*
* أيا من في الرقاب له أياد
* هي الأطواق والناس الحمام
*
* لئن عمت مصيبتك البرايا
* وصار بها على الدنيا ظلام
*
* فكم حسنت بك الأوقات حتى
* كأنك في فم الدنيا ابتسام
*
* ستندبك المواكب كل يوم
* ويبكيك المثقف والحسام
*

231
* لأنك ما شهدت الحرب إلا
* تعالى الجيش وانحط القتام
*
* فلو تفدى بذلنا كل نفس
* لأن حلال بقايانا حرام
*
* ولو رد الرحى حرب لشبت
* وكان وقودها جثث وهام
*
* وكف الخطب عنك كفاة أهل
* هم في الروع أمجاد كرام
*
* أب وأخ هما ليثا عرين
* إذا ما كان للحرب اصطلام
*
* يعز عليهما أن بت فردا
* وجالت في محاسنك الهوام
*
* وما تركاك رهن الترب عمدا
* ولكن معدن الذهب الرغام
*
* فنم فلو افترقت لفعل بر
* لاعطوك الذي صلوا وصاموا
*
* وما تحتاج عند الله قربى
* مواهبه لنا ابدا جسام
*
* فللرحمن لطف واعتناء
* بمن بالعلم كان له اعتصام)
* (فكم اذريت خوف الله دمعا
* غمايمه إذا انهلت سجام
*
* قضيتك بالرثا حقا أكيدا
* لأن بصحبة يجب الذمام
*
* سأجعل طيب ذكرك لي سميرا
* ومن يعشق يلذ له الغرام
*
* وأرجو الله أن يوليك رحمي
* ومن إحدى عطاياه الدوام
*
* فلا تبعد فنحن عليك وفد
* وغايتنا لهذا والسلام
* وأنشدني من لفظه لنفسه لما اخرج السلطان خليل ابن بلغدار إلى الشام بسببه وكان له إليه ميل عظيم
* ومن حيثما غيبت عنى ظاهرا
* وسرت عل رغمى وفار قتنى قسرا
*
* أقمت ولكني وعيشك آيس
* من الروح بعد الخل أن تسكن الصدرا
*
* فكم عبرة للعين أجريتها دما
* وكم حرق في الصدر أذكيتها جمرا
*
* لعل الذي أضحى له الأمر كله
* على طول ما ألقاه يحدث لي أمرا
* أبو عبد الله السمري الكاتب محمد بن الجهم بن هارون السمري بكسر السين المهملة وتشديد الميم المفتوحة وبعدها راء أبو عبد الله الكاتب مات سنة سبع وسبعين ومأتين عن تسع وثمانين سنة سمع يعلى بن عبيد الطنافسي وعبد الوهاب بن عطاء ويزيد بن هارون وآدم بن أبي أياس وروى عن الفراء تصانيفه وروى عنه الحافظ موسى بن هارون والقسم بن محمد

232
الأنباري وأبو بكر بن مجاهد المقرئ ونفطويه وإسماعيل بن محمد الصفار وغيرهم قال الدارقطني هو ثقة صدوق وهو القايل يمدح الفراء قصيدة منها
* نحو أحسن النحو فما في
* ه معيب ولا به ازراء
*
* ليس من صنعة الضعايف لكن
* فيه فقه وحكمة وضياء
*
* حجة توضح الصواب وما قا
* ل سواه فباطل وخطاء
*
* ليس من قال بالصواب كمن قا
* ل بجهل والجهل داء عياء
*
* وكأني أراه يملى علينا
* وله واجبا علينا الدعاء
*
* كيف نومي على الفراش ولما
* تشمل الشام غارة شعواء
*
* تذهل المرء عن بنيه وتبدي
* عن خدام العقيلة العذراء
* قلت هذان البيتان الأخيران لعبد الله بن قيس الرقيات وإعرابهما مشكل وأما شعر هذا السمري)
فبئس الشعر مع ما فيه من مد المقصور وهو عيب
محمد بن أبي الجهم بن حذيفة كان هو ومحمد بن أبي حذيفة في قصر العرصة فأنزلهما مسلم بالأمان وقتلهما سنة ثلث وستين للهجرة
الأمير ابن جهور محمد بن جهور بن محمد بن جهور الأمير أبو الوليد ابن أبي الحزم رئيس قرطبة ومدبر أمرها كوالده قرأ القرآن وسمع الحديث واعتني بالرواية توفي معتقلا في سجن ابن عباد في سنة إحدى وستين وأربع ماية
التلعفرى المقرئ محمد بن جوهر بن محمد أبو عبد الله التعفرى المقرئ المجود الصوفي ولد بتلعفر سنة خمس عشرة وقرأ على أبي إسحاق بن وثيق التيسير لأبي عمرو وأخذ عنه التجويد ومخارج الحروف وسمع بحلب من ابن رواحة وابن خليل والصلاح موسى بن راجح وغيرهم قال الشيخ شمس الدين قدم علينا دمشق وقرأت عليه مقدمته في التجويد وجزءا من الحديث كان شيخا ظريفا فيه دعابة وحسن محاضرة توفي سنة ست وتسعين وست ماية
أبو عبد الله السمين محمد بن حاتم بن ميمون أبو عبد الله السمين البغدادي كان صاحب غزو قال التقينا الروم فأخذني روع فقلت لنفسي أي كذابة أين ما كنت تدعين ثم نزلت النهر واغتسلت وأخذت سلاحي وأتيت من وراء الروم وكبرت تكبيرة عظيمة وكان النصر للروم فلما سمعوا التكبيرة ظنوا أن كمينا وراءهم فانهزموا ومنح الله المسلمين أكتافهم قتلا وأسرا روى

233
عن سفين بن عيينة وغيره واختلفوا فيه توفي سنة إحدى وستين ومأتين روى عنه مسلم وأبو داود ووثقه ابن حبان
محمد بن حاتم بن خزيمة أبو جعفر الأسامي بضم الهمزة وفتح السين المهملة وبعد الألف ميم من ولد أسامة بن زيد الحب الكشي المعمر توفي سنة تسع وثلثين وثلث ماية
محمد بن الحرث بن أسد أبو عبد الله الحشنى القيرواني الحافظ دخل الأندلس وتمكن من صاحبها الحكم بن الناصر وصنف له كتبا منها كتاب الاتفاق والاختلاف في مذهب مالك وكتاب الفتيا وتاريخ الأفريقيين والنسب قال ابن الفرضي بلغني أن صنف ماية ديوان وكان شاعرا بليغا لكنه يلحن وكان يعاني الكيمياء واحتاج بعد موت الحكم إلى أن جلس في حانوت ييع الأدهان وتوفي سنة إحدى وستين وثلث ماية
محمد بن الحرث بن بسخنر أبو جعفر يزعمون أنه مولى المنصور قال صاحب الأغاني)
احسبه ولاء خدمة لا ولاء عتق أصله من الري وكان يزعم أنه من ولد بهرام جوين وولد بالحيرة وكان يغنى مرتجلا لأن أصل ما غنى عليه المعزفة وكانت تحمل معه إلى دار الخليفة فمر بها غلامه يوما فقال قوم كانوا جلوسا على الطريق مع هذا الغلام مصيدة الفار فقال بعضهم لا هذه معزفة محمد بن الحرث فحلف محمد بن الحرث بالطلاق والعتاق أنه لا يغنى بها أبدا وكان أحسن خلق الله أداء وسرعة أخذ للغناء وكان لأبيه الحرث جوار محسنات وكان الموصلي يرضاهن ويأمرهن أن يطرحن على جواريه
أبو معاوية الضرير محمد بن حازم أبو معاوية الضرير مولى بني عمرو بن سعد بن زيد مناة التيمي من الطبقة السابعة من أهل الكوفة ولد سنة ثلث عشرة وماية ذهب بصره وله أربع سنين جرى له مع هارون الرشيد حديث منه قال هارون لا يثيب أحد خلافة علي بن أبي طالب إلا قتلته فقال ولم يا أمير المؤمنين قالت تيم منا خليفة وقالت عدى منا

234
خليفة وقالت بنو أمية منا خليفة فأين حظكم يا بني هاشم من الخلافة لولا على فقال صدقت لا ينفى أحد عليا من الخلافة إلا قتلته توفي سنة أربع وتسعين وماية بخلاف في ذلك قدم بغداد وحدث عن الأعمش وكان أثبت أصحابه لأنه لازمه عشرين سنة وروى عن هشام بن عروة وليث بن أبي سليم وروى عنه أحمد وابن معين والحسن بن عرفة وآخرون وكان يحفظ القرآن وهو ثقة قال ابن سعد كان يدلس وكان مرجئا ولم يشهد وكيع جنازته وهذا أبو معاوية غير أبي معاوية الأسود لأن ذلك اسمه اليمان نزل طرسوس وصحب سفين الثوري وابن أدهم والفضيل وكان عظيم الزهد ولورع أسود اللون من موالى نبي أمية كان ابن معين يقول أن كان بقي أحد من البدال فأبو معاوية
الأسود ذهب بصره آخر عمره فكان إذا أراد أن يقرأ في المصحف رد الله عليه بصره فإذا ترك القراءة ذهب بصره
الباهلي محمد بن حازم الباهلي أبو جعفر هو مولى باهلة كان يهجو محمد بن حميد الطوسي عتبه يحيى بن أكثم على اختصاره الشعر فقال
* أبي لي أن أطيل الشعر قصدي
* إلى المعنى وعلمي بالصواب
*
* وإيجازي بمختصر قريب
* حذفت به الفضول من الجواب
*
* فابعثهن بمختصر قريب
* حذفت به الفضول من الجواب
*
* فابعثهن أربعة وستا
* مثقفة بألفاظ عذاب)
* (وهن إذا وسمت بهن قوما
* كاطواق الحمايم في الرقاب
*
* وهن وإن أقمت ما فرات
* تهاداها الرواة مع الركاب
* ابن حاطب الجمحي محمد بن خاطب الجمحي أخو الحرث بن حاطب له صحبة وحديث واحد في الضرب بالدف في النكاح روى عنه مسلم والنسائي وابن ماجة توفي سنة أربع وسبعين للهجرة
محمد بن حامد بن الحرث أبو رجاء البغدادي المقرئ المعروف بالسراج نزيل مكة توفي سنة ثلث وأربعين وثلث ماية

235
ابن حبان محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ ابن معبد بن سهيد بن هدبة بن مرة أبو حاتم التميمي البستي الحافظ العلامة صاحب التصانيف مع بالعراق والشام ومصر الجزيرة وخراسان والحجاز من الكبار وروى عنهم وروى عنه الحاكم وغيره ولى قضاء سمرقند زمانا وكان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار عالما بالطب والنجوم وفنون العلم ألف المسند الصحيح والتاريخ والضعفاء وفقه الناس بسمرقند وقال الخطيب كان ثقة نبيلا ذكره ابن الصلاح في طبقات الشافعية فقال غلط الغلط الفاحش في تصرفه قال ابن حبان في كتاب الأنواع والتقاسيم ولعلنا قد كتبنا عن أكثر من ألف شيخ قال أبو إسماعيل الأنصاري سمعت عبد الصمد بن محمد بن محمد يقول سمعت أبي يقول أنكروا عل ابن حبان قوله النبوة العلم والعمل فحكموا عليه بالزندقة وهجر وكتب فيه إلى الخليفة فكتب بقتله قال الشيخ شمس الدين قول ابن حبان كقول النبي صلى الله عليه وسلم الحج عرفة وفي ذلك أحاديث ومعلوم أن الرجل لو وقف بعرفة فقط ما صار بذلك حاجا وإنما ذكر أشهر أركان الحج وكذلك ابن حبان ذكر أكمل نعوت النبي فلا يكون العبد نبيا إلا أن يكون عالما عاملا ولو كان عالما عاملا فقط لما عد نبيا إذ حيلة للبشر في اكتساب النبوة توفي ابن حبان سنة أربع وخمسين وثلث ماية
السهر وردى المقتول الشافعي محمد بن حبش بن أميرك شهاب الدين أبو الفتوح السهروردي الحكيم المقتول بحلب اختلف في اسمه فقال صاحب المرآة محمد السهروردي ولم يذكر أباه وقال ابن أبي اصبيعة في تاريخ الأطباء عمر ولم يذكر أباه وقال القاضي شمس الدين ابن خلكان يحيى بن حبش بن أميرك بالجاء المهملة والباء ثاني الحروف والشين والمعجمة في)
أبيه وجده أميرك أمير في آخره كاف ولعل هذه التسمية هي الصحيح قرأ الحكمة وأصول الفقه على الشيخ مجد الدين الجيلي بمراغة وهذا الجيلي على ما ذكره ابن خلكان شيخ الإمام فخر الدين الرازي وكان السهروردي مفرط الذكاء فصيح العبارة حكى عنه بعض فقهاء العجم قال خرجنا معه من دمشق فلما كنا بالقابون على باب دمشق لقينا قطيع غنم مع تركمان فقلنا يا مولانا نريد من هذا القطيع رأس غنم فقال معي عشرة دراهم خذوها واشتروا بها رأسا

236
فاشترينا رأسا ومشينا به قليلا فلحقنا رفيق التركماني وقال ردوا الرأس وخذوا أصغر منه فإن هذا ما عرف يبيعكم لأن هذا الرأس وامضوا به وأنا أقف معه وأرضيه فلما ابعدنا قليلا تركه الشيخ ولحقنا وبقي التركماني يمشى ويصيح به وهو لا يلتفت عليه فلما لم يكلمه لحقه وجذب يده اليسرى بغيظ وقال ابن تروح وتخليني فإذا بيد الشيخ قد انخلعت من كتفه وبقيت في يد التركماني والدم يجرى فبهت التركماني ورمى اليد وخاف فرجع الشيخ وأخذ تلك اليد بيده اليمنى ولحقنا وبقى التركماني راجعا وهو يلتفت إليه حتى غاب عنه فلما وصل إلينا رأينا في يده منديلا لا غير قال شمس الدين ابن خلكان ويحكى عنه من هذا كثير وكان شافعي المذهب وتلقب بالمؤيد بالملوكت وكان يتهم بانحلال العقيدة ورأى الحكاء قال سيف الدين الآمدي اجتمعت به في حلب فقال لي لا بد أن اتملك فقلت من أين لك هذا قال رأيت في المنام كأني شربت البحر ولا بد
أن أملك الأرض فقلت له لعل هذا يكون اشتهار العلم وما يناسب هذا فرأيته لا يرجع عما في نفسه ورأيته كثير العلم قليل العقل ودخل إلى حلب واجتمع بالظاهر غازي ابن صلاح الدين واستماله واراه أشياء فارتبط عليه فبلغ الخبر صلاح الدين فكتب إليه يأمره بقتله وصمم عليه فاعتقله في قلعة حلب فلما كان يوم الجمعة بعد الصلاة سلخ ذي الحجة سنة سبع وثمانين وخمس ماية أخرجوه ميتا من الحبس فتفرق عنه أصحابه وقيل صلب أياما ولما تحقق القتل كان كثيرا ما ينشد
* أرى قدمي أراق دمي
* وهان دمي فها ندمي
* وهذا من قول أبي الفتح البستي
* إلى حتفي سعى قدمي
* أرى قدمي أراق دمي
*
* فلم أنفك من ندم
* وليس بنافعي ندمي
* ومن نظمه في مادة قول ابن سينا في النفس)
* خلعت هياكلها بجرعاء الحمى
* وصبت لمغناها القديم تشوقا
*
* وتلفتت نحو الديار فشاقها
* ربع عفت اطلاله فتمزقا
*
* وقفت تسايله فرد جوابها
* رجع الصدى أن لا سبيل إلى البقا
*
* فكأنها برق تألق بالحمى
* ثم انطوى فكأنه ما ابرقا
* قلت وبينهما فرق بعيد وبون لان أبيات الرئيس امتن أعذب وافصح وأطول ومن تصانيفه التنقيحات في أصول الفقه والتلويحات وهو أكثر مسايل من إشارات الرئيس والهياكل وحكمة الإشراق والحكمة الغريبة في نمط رسالة حي بن يقظان ورسايل كثيرة وأدعية فيها تمجيد وتقديس لله تعالى والناس مختلفون في صلاحه وزندقته والذي أفتى بقتله الشيخان زين الدين ومجد الدين ابنا جهبل ومن دعايه اللهم خلص لطيفي من هذا العالم الكثيف قال سبط ابن الجوزي في المرآة فجمعهم لمناظرته يعنى الظاهر غازي جمع الفقهاء

237
لمناظرة السهروردي فناظروه وظهر عليهم بعبارته فقالوا أنك قلت في بعض مصنفاتك أن الله قادر على أن يخلق نبيا وهذا مستحيل فقال لهم وما وجه استحالته فإن القادر هو الذي لا يمتنع عليه شئ فتعصبوا عليه فحبسه الظاهر وجرت بسببه خطوب وشناعات وكان دنى الهمة زرى الخلقة دنس الثياب وسخ البدن لا يغسل له ثوبا ولا جسما ولا يدا من زهومة ولا يقص ظفرا ولا شعرا وكان القمل يتناثر على وجهه ويسعى على ثيابه وكل من رآه يهرب منه وهذه الأشياء تنافى الحكمة والعقل والشرع انتهى وأورد له القاضي شمس الدين ابن خلكان قصيدة حائية أولها
* أبدا تحن إليكم الأرواح
* ووصالكم ريحانها والراح
*
* وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم
* والى لذيذ لقايكم ترتاح
*
* وا رحمتا للعاشقين تحملوا
* ستر المحبة والهوى فضاح
*
* بالسر إن باحوا تباح دماؤهم
* وكذا دماء البايحين تباح
*
* وإذا هم كتموا تحدث عنهم
* عند الوشاة المدمع السفاح
*
* وبدت شواهد للسقام عليهم
* فيها لمشكل أمرهم إيضاح
*
* خفض الجناح لكم وليس عليكم
* للصب في خفض الجناح جناح
*
* فإلى لقاكم نفسه مرتاحة
* والى رضاكم طرفه طماح)
* (عودوا بنور الوصل من غسق الجفا
* فالهجر ليل والوصال صباح
*
* صافاهم فصفوا له فقلوبهم
* في نورها المشكاة والمصباح
*
* وتمتعوا فالوقت طاب بقربهم
* راق الشراب ورقت الأقداح
*
* يا صاح ليس على المحب ملامة
* أن لاح ف أفق الوصال صباح
*
* لا ذنب للعشاق أن غلب الهوى
* كتمانهم فنمى الغرام وباحوا
*
* سمحوا بأنفسهم وما بخلوا بها
* لما دروا أن السماح رباح
*
* ودعاهم داعى الحقايق دعوة
* فغدوا بها متأنسين وراحوا
*
* ركبوا على سفن الوفا فدموعهم
* بحر وشدة شوقهم ملاح
*
* والله ما طلبوا الوقوف ببابه
* حتى دعوا واتاهم المفتاح
*
* لا يطربون لغير ذكر حبيبهم
* أبدا فكل زمانهم افراح
*
* حضروا وقد غابت شواهد ذاتهم
* فتهتكوا لما رأوه وصاحوا
*
* أفناهم عنهم وقد كشفت لهم
* حجب البقا فتلاشت الأرواح
*
* فتشبهوا أن لم تكونوا مثلهم
* أن التشبه بالكرام فلاح
*
* قم يا نديم إلى المدام فهاتها
* في كأسها قد دارت الأقداح
*

238
* من كرم إكرام بدن ديانة
* لا خمرة قد داسها الفلاح
* ومن كلامه وقد سماه وارد التقديس الأعلى لكل يوم تعاليت مولانا منك السلام وإليك السلام أنت واجب الوجود الواحد من جميع الوجوه لا واجب في الوجود غيرك أنت إله الآلهة لا إله للعالمين سواك توحدت بالمجد الأرفع والسناء الأعظم واللاهوت الأكبر والنور الأقهر والجلال الأعلى والكمال الأتم والجود الأعم والخير الأبسط والبهاء الأشرف والضياء الأظهر والكبرياء الأقوى والطول الأفضل والملك الأوسع والجمال الأبهى واللقاء الإكرام والجبروت المقدس والملكوت الطاهر سبحانك مبدع الكل أول الأوايل مبدأ المبادئ موجد جميع الماهيات مظهر كل الهويات مسبب الأسباب رب الأرباب فعال العجايب وما هو أعجب من العجايب متقن اللطايف وما هو الطف من اللطايف آلة العقول الفعالة والذوات المجردة عن المواد والأمكنة والجهات التي هي الأنوار القاهرة المفارقة من جميع الوجوه وهم الكاملون الأقربون وآلة النفوس الناطقة البرية عن حلول المكان والانطباع في الأجسام المدبرة للإجرام لا)
بالاتصال والمماسة المستفيدة من العالم العقلي منك مبدأها وإليك منتهاها وآلة المحدد الأعلى سماء السماوات منتهى الإشارات وجميع الأشياء الشريفة الكريمة الفلكية ممتنعة الخرق والفساد واضوايها النيرة الرفيعة وآلة جميع العنصريات بسايطها ومركباتها تباركت اللهم يا حي يا قيوم يا سبوح يا قدوس يا رب الملأ الأعلى يا نور النور يا صانع السرمد منك الأزل وبك الأبد أنت موجد كل ما اتصف بعرضية أو جوهرية أو كثرة أو وحدة أو علية أو معلولية وإليك نهاية الرغبات غرقت ذوات القديسين في أبحر انوارك رأيك عيونهم بشعاع ذاتك الغاشي المغرق وما رأتك بإحاطة أنك أنت المتعالي القاهر لجميع الآنيات بنورك الذي لا يتناهى ولا يقهرك شئ من الأشياء لا يتصل بك شئ احتجبت بشدة ظهورك وكمال نورك ليس لعبيدك الأنوار القاهرين الأقربين اللاهوتين المجردين عن العيون والمواد ضد ولا ممانع ولا زوال ولا فناء ولا يقدر البشر أن يحمدوا أو يمدحوا أقلهم مرتبة على ما يليق بكماله فكيف نحمد ونحصى ثناء على من غرق في نور قهره وانطمس في بناء مجده أعظم طبقة عجز الواصفون عن وصف أصغرها مرتبة كفرت بمن زعم أن لك كيقية أو كمية أو أينا أو وضعا أو حجما أو عرضا من الأعراض أو وصفا من الأوصاف إلا لضرورة العبارة والتفهيم أنت الله لا إله إلا هو نور الأنوار المحمود بالسلب لبيك اللهم لبيك اشتاقت الذوات الطاهات إليك وخضعت رقاب الموجودات بين يديك وتوكلت النفوس الزاكيات عليك أنت فوق ما لا يتناهى أسألك أن تفيض على أنوارك وتكلمني بمعرفة أسرارك الشريفة وأن تودني بالنور وتعصمني بالنور وتحشرني إلى النور وأسألك الشوق إلى لقايك والانغماس في تأمل كبريايك انصر اللهم أهل النور والاشراق وبارك فيهم وقدسهم وإيانا إلى أبد الآبدين ودهر الداهرين تمت
ابن حبيب التنوخي محمد بن حبيب التنوخي قال ابن رشيق في الأنموذج شاع حاذق في المقطعات عاجز عن التطويل قطعه كالنار في أي معنى قصد على لوثة فيه قال ابن رشيق سئلت في خاتم فبعثته وكتبت معه

239
* لا بأس فيما رأى السماح
* أن يوهب الخاتم السلاح
*
* لم يلا يبيح الأنام شيئا
* تصحيف معكوسه مباح
* فقال ابن حبيب بئس وجه الطيرة بالخاتم وصنع)
* من عادة الخاتم اعطاؤه
* للمرسل الذاهب والذاهيه
*
* فمن هنا خيفت مهاداته
* لفرقة الصاحب والصاحبة
* واستدعى المناقضة ثقة بقوله فصنعت
* يا ابن حبيب أنت في غفلة
* ولم تجئ بالحجة الغالبة
*
* لا يدفع الإنسان خيتامه
* إلا ليقضي حاجة غايبه
*
* فاغطه من شئت تظفر به
* فإن فيه حسن العاقبة
* قال وكان قد علق غلاما فكلما زاره لم يوافقه وإذا حضر لم يزره وكثر ذلك منهما فقال بالله تعالى نصنع في هذا الفصل بديهة فصنعت أنا
* ما بالنا نجفي فلا نوصل
* إلا خلافا مثل ما نفعل
*
* تأتي إذا غبنا فإن لم نغب
* جعلت لا تأي ولا تسأل
*
* كهاجر أحبابه زاير
* اطلالهم من بعد أن يرحلوا
* وصنع ابن حبيب
* يا تاركا أن لم اعب زورتي
* وزايري رأيا إذا غبت
*
* وددت أن ودك لاينثنى
* يزور فقداني لو مت
* فحاكمني إلى بعض علما ينا فقضى له وأنا أرى أني قد ظلمت فلما رجعت إلى النظر وجدت كلام صاحبنا أوجز قلت أحسن من قوليهما قول الآخر
* كأننا في فلك داير
* فأنت تخفى وأنا اظهر
* قال وكان كثيرا ما يجالسنا غلام مليح ذو خال تحت لحيه فنظر محمد يوما وأشار إلى الخال ثم اطرق ساعة ففهمت عنه أنه يصنع شيئا فصنعت بيتين وأمسكت عنهما خوف الوقوع دونه فلما رفع رأسه قال اسمع وأنشد
* يقولون لم من تحت صفحة خده
* تنزل خال كان منزله الخد
*
* فقلت رأى بهو الجمال فهابه
* فحط خضوعا مثلما خضع العبد
* فقلت أحسنت أحسن الله إليك ولكن اسمع قال وصنعت شيئا قلت نعم وأنشدته
* حبذا الخال كاينا منه بين ال
* جيد والخد رقبة وحذارا
*
* رام تقبيله اختلاسا ولكن
* خاف من لحظ طرفه فتوارى
*

240
)
فقال فضحتني قطع الله لسانك واشتد ضجره وادرد له
* ملكت لضيق معرفتي زمانا
* إلى أن كان لي في الدهر سر
*
* فصرت مكاتبا بالحجب عنه
* إذا أحكمت فضلا مر شهر
*
* فلم اعجز فصرت مليك امرى
* ومن وفى الكتابة فهو حر
* وأورد له وقايع جرت منه تدل على ما كان فيه من اللوثة
ابن حبيب الأخباري محمد بن حبيب أبو جعفر صاحب كتاب المحبر اخباري صدوق واسع الرواية عارف بأيام الناس وهو ابن ملاعنة نسب إلى أمه توفي سنة خمسين ومأتين وكتبه صحيحة وروى كتب قطرب وابن الكلبي وابن الأعرابي وله كتاب الموشى وغير ذلك قال أبو الحسن ابن أبي رؤية عبرت إلى ابن حبيب في مكتبه وكان يعلم ولد العباس بن محمد في شكوك شككت فيها وروى محمد بن موسى البربري عن ابن حبيب قال إذا قلت للرجل ما صناعتك فقال معلم فاصفع وأنشد ابن حبيب
* أن المعلم لا يزال معدما
* لو كان علم آدم الأسماء
*
* من علم الصبيان صبوا عقله
* حتى بنى الخلفاء والخلفاء
* قال المرزباني وكان محمد بن حبيب يغير على كتب الناس فيدعيها ويسقط أسماءهم فمن ذلك الكتاب الذي ألفه إسماعيل بن أبي عبيد الله واسم أبي عبيد الله معاوية وكنيته هي الغالبة على اسمه فلم يذكرها لئلا يعرف وابتدأ فساق كتاب الرجل من أوله إلى آخره ولم يغير فيه حرفا ولا زاد فيه وقال محمد ابن إسحاق ولابن حبيب من الكتب كتاب النسب المنمق وهو الأمثال على افعل السعود والعمود العماير والرباع الموشح المختلف والمؤتلف في أسماء القبايل غريب الحديث والأنواء المشجر من استجيبت دعوته المهذب في أخبار الشعراء وطبقاتهم نقايض جرير وعمر بن لجأ نقايض جرير والفرزدق المفوف تاريخ الخلفاء من سمى ببيت قاله مقاتل الفرسان الشعراء وأنسابهم كتاب العقل كنى الشعراء السمات أيام جرير التي ذكرها في شعره أمهات أعيان بني عبد المطلب أمهات السبعة من قريش الخيل النبات ألقاب القبايل المقتبس الأرحام التي بين النبي عليه السلام وأصحابه سوى العصبة ألقاب اليمن ومصر وربيعة القبايل الكبيرة والأيام جمعه للفتح بن خاقان وجمع للعرب عدة دواوين)

241
الأبرش الحمصي محمد بن حرب الخولاني الأبرش الحمصي كاتب الزبيدي أبو عبد الله قيل أنه ولى قضاء دمشق وثقه ابن معين وغيره وروى عنه الجماعة وتوفي سنة أربع وتسعين وماية
محمد بن حرب بن عبد الله النحوي الحلبي أبو المرجا أحد أعيان حلب المشهورين بعلم الأدب توفي سنة ثمانين وخمس ماية أو ما يقارب ذلك قال رأيت في النوم إنسانا ينشدني هذا البيت
* أروم عطا الأيام والدهر مهلكي
* ممر لها والدهر وهي عطاها
* فأجزته بأبيات
* أيا طالب الدنيا الدنية أنها
* سترديك يوما أن علوت مطاها
*
* صن النفس لا تركن إليها فإن أبت
* فردد عليها آي آخر طه
*
* ودع روضة الآمال والحرص أنه
* إذا ردع النفس الهدى بسطاها
*
* فلا بد يوما أن تلم ملمة
* فتنشط منا عقدة نشطاها
* وقال في الزمان
* ولما فضضت الختم عنهن لاح لي
* فصوص عقيق في بيوت من التبر
*
* وذر ولكن لم يدنسه غايص
* وماء ولكن في محازن من حمر
* وقال أيضا
* لما بدا ليل عارضيه لنا
* يحكى سطورا كتبن بالمسك
*
* تلى علينا العذار سورة وال
* ليل وغنى لنا قفا نبك
*

242
وله أيضا
* تجلى لنا شمعة تشابهني
* وقدا ولونا وادمعا وفنا
* قلت شعر جيد وله أرجوزة في مخارج الحروف محمد بن حرب بن خربان أبو عبد الله الواسطي النشائي وقيل النشاستجى روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود قال أبو حاتم صدوق توفي سنة خمس وخمسين ومأتين
التميمي البصري محمد بن الحرث التميمي البصري من عبد شمس بن زيد مناة بن تميم قال ابن المرزبان مأموني يقول)
* كأن طرف المحب حين يرى
* حبيبه خنجر على كبده
*
* قد يكره الشئ وهو منفعة
* ويطرف المرء عينه بيده
* العبشمي والى مصر محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة العبشمي أبو القسم قتله شيعة عثمان بفلسطين سنة ثمان وثلثين للهجرة وكان أبوه أبو حذيفة قد استشهد يوم اليمامة وكان ابنه محمد صغيرا فكفله عثمان بن عفان رضي الله عنه وأحسن كفالته ورباه وأجمل تربيته فلما ترعرع سأل عثمان أن يوليه ولاية فأبى فتنسك وتعبد وقيل أنه خرج إلى مصر وبها عبد الله بن سعد بن أبي سرح عامل عثمان فوفد عبد الله بن سعد على عثمان فانتزى محمد بن أبي حذيفة على مصر وأخذها فلما عاد ابن سعد إليها منعه من دخولها فرجع ابن سعد إلى عسقلان وأقام بها وأقام ابن أبي حذيفة على مصر حتى ولى علي عليه السلام على مصر قيس بن سعد وعزل عنها ابن أبي حذيفة فخرج إلى الشام فقتله مولى لعثمان وقال هشام بن الكلبي استأذن محمد عثمان في غزو البحر فأذن له وخرج إلى مصر فلما رأى الناس وزهده وعبادته اعظموه وأطاعوه وكان جهوري الصوت فكبر يوما خلف ابن سعد تكبيرة أفزعته فشتمه ابن سعد وقال أنت حدث أحمق ولولا ذلك قاربت بين خطاك وكان ابن أبي حذيفة وابن أبي بكر يعيبان على عثمان توليته ابن سعد ويؤلبان عليه فكتب ابن سعد إلى عثمان أخبره فكتب إليه عثمان أما ابن أبي بكر فيوهب لأبيه ولعايشة وأما ابن أبي حذيفة فابنى وتربيتي وهو فرخ قريش فكتب ابن سعد أن هذا الفرخ قد نبت ريشه وما بقي إلا أن يطير فبعث عثمان إلى ابن أبي حذيفة بثلثين ألفا وكسوة فجمع محمد المصريين ووصع المال في المسجد وقال أن عثمان يريد أن يخدعني ويرشوني عل ديني وفرقه فيه فازداد في عيون القوم وازدادوا طغيانا على عثمان فاجتمعوا وبايعوا محمدا على رياستهم فلم

243
يزل يؤلبهم على عثمان حتى ساروا إليه وقتلوه وقال غيره قدم معاوية مصر سنة ثلثين ونزل عل عين شمس وكتب إلى محمد بن أبي حذيفة يخدعه ويقول أنا لا نريد قتال أحد من المسلمين وأنا جئنا نطلب القود لعثمن فادفعوا إلينا قاتليه ابن عديس وكنانة بن بشر فهما رأسا القوم فقال ابن أبي حذيفة أني لم أكن لاقيد بعثمان حدثا فقال معاوية اجعلوا بيننا وبينكم اجلا حتى يجتمع الناس على أمام وارهنوا عندنا رهنا فأجابه محمد إلى ذلك واستخلف على مصر وخرج مع الرهن في هذا العهد إلى الشام فلما نزلوا بلد سجنهم معاوية وقيل سجن ابن أبي حذيفة بدمشق وابن عديس ببعلبك فهرب ابن)
أبي حذيفة وما كان معاوية يختار قتله وكان يود هروبه أرسل خلفه عبد الله بن عمرو الخثعمي وكان عثمانيا فوجده قد دخل غارا فدخل خلفه وقتله مخافة أن يطلقه معاوية وعلى الجملة فاختلفوا في كيفية قتله
السمتي محمد بن حسان السمتي البغداني روى عنه أبو داود وأبو بكر ابن أبي الدنيا قال الدارقطني ثقة يحدث عن الضعفاء توفي سنة ثمان وعشرين ومأتين
الأزرق محمد بن حسان الأزرق الشيباني الواسطي وثقه الدارقطني وغيره وروى عنه الترمذي توفي سنة ثمان وخمسين ومأتين
المهذب الدمشقي محمد بن حسان بن أحمد بن الحسين بن الخضر المهذب أبو طالب الدمشقي المولد اليمنى الأصل قال العماد الكاتب زارني في المدرسة التي ادرس بها في شهر ربيع الأول سنة إحدى وسبعين وخمس ماية وأنشدني لنفسه
* اظبى تجرد من عيون ظباء
* يوم الأبيزق تحت ظل خباء
*
* أم أسد خيس أبرزت لطعاننا
* ورماحهن لواحظ الاطلاء
*
* علقت اسنتهن في علق النهى
* منا فلم تخرج بغير دماء
*
* وهززن اعطاف الغصون يشقنتا
* بل سقننا بازمة البرحاء
*
* والركب بين أثيل منعرج اللوى
* والجزع مزور إلى الزوراء
*
* تخفى هوادجه البدور وقلما
* تخفى بدور التم في الظلماء
*
* ويلحن من خلل البراقع مثل ما
* في الدجى لاحت غرة ابن ذكاء
*
* بين الحواجب والعيون مصارع ال
* عشاق لا في ملتقى الأعداء
*
* وقدود أغصان الحدوج كأنها
* الالفات فوق صحايف البيداء
*

244
* من كل هيفاء القوام مزيلة
* باللحظ منها عقل قلب الراءى
*
* تملى أحاديث الجوى بجفونها
* سرا وتشكو الشوق بالايحاء
*
* وحديث أبناء الغرام بحاجب
* أو ناظر من خشية الرقباء
*
* واها لقتلي عشق كل مذيبة
* بالصد قلب الصخرة الصماء
*
* قتلوا بأسياف العيون وضايع
* دم من يطالب مقلة الحناء
*
* وإذا الهوى سلت صوارمه على
* قلب فصاحبه من الشهداء)
* (ومهفهف نضر الصبي ثنت الصبا
* منه كقد الصعدة السمراء
*
* متلثم بالحسن خشية ناظر
* يدميه منه بصارم الأنحاء
*
* قمر منازله القلوب وشرقه
* فلك الجيوب وغربه احشاءى
*
* سقت الملاحة ورد روضة خده
* طل الحيا وسلافة الصهباء
* قلت شعر متوسط
محمد بن حسان النملي يكنى أبا حسان أحد الكتاب ولأدباء وكان في أيام المتوكل وله معه حديث وله كتاب برمان وحباحب وهو كبير في أخبار النساء والباء كتاب آخر صغير في هذا المعنى كتاب البغاء كتاب السحق كتاب خطاب المكارى لجارية البقال
محمد بن حسان الضبي أبو عبد الله كان نحويا فاضلا وأديبا شاعرا وكان يؤدب العباس بن المأمون وغيره من ولده فماتوا فقال يرثيهم
* خل دمع العين ينهمل
* بان من اهواه فاحتملوا
*
* كل دمع صانه كلف
* فهو يوم البين مبتذل
*
* يا إخلائي الذين نأت
* بهم الطيات وانتقلوا
*
* قد أبى أن ينثني بكم
* أوبة يحيى بها الأمل
* وولاه المأمون مظالم الجزيرة وقنسرين والعواصم والثغور سنة خمس عشرة ومأتين ثم زاده بعد ذلك مظالم الموصل وأرمينية وولاه المعتصم مظالم الرقة وأقره الواثق عليها وأورد له المرزباني

245
* ففيم اجن الصبر والبين حاضر
* وامنع تذراف الدموع السواكب
*
* وقد فرقت جمع الهوى طبية النوى
* وغودرت فردا شاهدا مثل غايب
* قلت شعر جيد

246
3 (ابن الحسن))
محمد بن الحسن الحنفي محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني بالولاء الفقيه الحنفي أصله من قرية حرستا في غوطة دمشق قدم أبوه إلى واسط وأقام بها فجاءه محمد ونشأ بالكوفة وطلب الحديث ولقى جماعة من الأيمة سمع أبا حنيفة وأخذ عنه بعض كتب الفقه وسمع مسعرا ومالك بن مغول والأوزاعي ومالك بن أنس ولزم القاضي أبا يوسف وتفقه به أخذ عنه أبو عبيد وهشام بن عبيد الله وعلي بن مسلم الطوسي وعمر بن أبي عمر الحراني وأحمد بن حفص البخاري وخلق سواهم وقد افرد له الشيخ شمس الدين ترجمة في جزء نظر في الرأي وغلب عليه وسكن بغداد واختلف الناس إليه ولاه الرشيد القضاء بعد أبي يوسف وكان إماما مجتهدا من الأذكياء الفصحاء قال الشافعي لو أشاء أن أقول نزل القرآن بلغة محمد بن الحسن لقلت لفصاحته وقد حملت عنه وقر بختي كتبا وقال ما نظرت سمينا أذكى من محمد وناظرته مرة فاشتدت مناظرتي له فجعلت أوداجه تنتفخ وأزراره تتقطع زرا زرا احتج به الشافعي وقال الدارقطني لا يستحق عندي الترك وقال النسائي حديثه ضعيف يعنى من قبل حفظه قال محمد بن أحمد ابن أبي رجاء سمعت أبي يقول رأيت محمدا في النوم فقلت إلام صرت فقال غفر لي قلت بم قال قيل لي لم نجعل هذا العلم فيك إلا ونحن نغفر لك وصنف الكتب الكثيرة النادرة مها الجامع الكبير والجامع الصغير وله في مصنفاته المسايل المشكلة خصوصا ما يتعلق بالعربية من ذلك قال في الجامع الكبير إذا قال أي عبيدي ضربك فهو حر واي عبيدي ضربت فهو حر من ضربه من العببيد تحرر وإذا ضرب العبيد كلها تحرر الأول منهم انتهى قلت بضم الياء في أي الأولى وفتحها في الثانية وإنما كان ذلك لأن الفعل في المسألة الأولى شايع والفاعل متصل به فشاع لذلك الفاعل فاقتضى أن من ضرب تحرر والفعل في المسألة الثانية واقع على المفعول والمفعول غير متصل بالفعل اتصال الفاعل به فاقتضى ذلك التحصيص فإذا ضرب البعيد أجمعين تحرر الأول فقط وقال الشافعي ما رأيت أحدا يسأل عن مسألة فيها نظر إلا تبينت الكراهة في وجهه إلا محمد بن الحسن وذكر الشيخ أبو إسحاق في كتاب طبقات الفقهاء أن الشافعي كتب إلى محمد بن الحسن وقد طلب منه كتبا لينسخها فتأخرت عنه

247
* قل لمن لم تر عين
* نا من رآه مثله)
* (ومن كأن من رآ
* ه قد رأى من قبله
*
* العلم ينهى أهله
* أن يمنعوه أهله
*
* لعله يبذله
* لأهله لعله
* وتوفي محمد بن الحسن هو والكسائي في يوم واحد سنة تسع وثمانين وماية ومولده سنة خمس وثلثين وقيل اثنتين وثلثين وماية وهو ابن خالة الفراء النحوي وكان أبوه جنديا موسرا قال ترك أبي ثلثين ألف درهم فأنفقت خمسة عشر ألفا على النحو والشعر وخمسة عشر ألفا على الفقه والحديث كان أبو حنيفة يتكلم في مسألة الصبي إذا صلى العشاء الآخرة ثم بلغ قبل طلوع الفجر ومحمد قايم في الحلقة وهو صبي فقال أبو حنيفة تجب عليه الإعادة لبقاء الوقت في حقه فمضى محمد واغتسل وعاد فوقف مكانه فأدناه أبو حنيفة وقال الزمنا فيوشك أن يكون لك شأن فلزمه وأول قدومه العراق اجتمع الناس عليه يسمعون كلامه ويستفتونه فرفع خبره إلى الرشيد وقيل له أن معه كتاب الزندقة فبعث بمن كبسه وحمل معه كتبه فأمر بتفتيشها قال محمد بن الحسن فخشيت على نفسي من كتاب الحيل فقال لي الكاتب ما ترجمة هذا الكتاب قلت كتاب الخيل فرمى به ولم يحمله قلت صحفه لأن كتاب الحيل بالحاء المهملة المكسورة وفتح الياء آخر الحروف جمع حيلة فصحفه بالخيل بفتح الهاء المعجمة وسكون الياء آخر الحروف فخلص مما أراد بنقطة واحدة
الرؤاسي النحوي محمد بن الحسن بن أبي سارة الرؤاسي أبو جعفر سمى بذلك لأنه كان كبير الرأس وكان ينزل النيل فقيل له النيلي وهو ابن أخي معاذ الهراء وهو أول من وضع من الكوفيين كتابا في النحو ومات في أيام الرشيد وهو أستاذ الكسائي والفراء وكان رجلا صالحا وقال بعض الخليل إلى يطلب كتاب فبعثت به إليه فقرأه فكل ما في كتاب سيبويه وقال الكوفي كذا فإنما عني به الرؤاسي هذا وكتابه يقال له الفيصل وقال المبرد ما عرف الرؤاسي بالبصرة وقد زعم بعض الناس أنه صنف كتابا في النحو فدخل البصرة ليعرضه على أصحابنا فلم يلتفت إليه أو لم يجسر على إظهاره لما سمع كلامهم وقال ابن درستويه زعم جماعة من البصريين أن الكوفي الذي يذكره الأخفش في آخر كتاب المسايل ويرد عليه هو الرؤاسي وله كتاب معاني القرآن كتاب التصغير كتاب الوقف والابتداء الكبير الوقف والابتداء الصغير وكانت له امرأة تزوجها بالكوفة في أهل النيل وشرطت عليه أنها تلم بأهلها في كل مدة فكانت)
لا تقيم عنده إلا القليل ثم يحتاج إلى إخراجها وردها فمل ذلك منها وفارقها وقال

248
* بانت لمن تهوى حمول
* فاسقت في أثر الحمول
*
* ابتعتهم عينا علي
* هم ما تفيق من الهمول
*
* ثم ارعويت كما ارعوى
* عنها المسايل للطلول
*
* لاحت محايل خلفها
* وخلافها دون القبول
*
* ملت وأبدت جفوة
* لا تركنن إلى ملول
* قلت شعر مقبول
أبو بكر الأعين محمد بن الحسن بن طريف أبو بكر الأعين البغدادي كان الإمام أحمد يثنى عليه ويقول إني لأغبطه لقد مات ولا يعرف إلا الحديث ولم يكن صاحب كلام سمع سعيد بن أبي مريم وغيره روى عنه أبو زرعة الرازي وغيره وكان ثقة توفي سنة أربع وأربعين ومأتين
المصعبي محمد بن الحسن بن مصعب نسيب إسحاق بن إبراهيم المصعبي أحد الأدباء العلماء بالألحان نشأ بخراسان وقدم العراق وكان إسحاق بن إبراهيم يكرمه من بين أهله ويعظمه ولاسحق بن إبراهيم الموصلي معه أخبار في أمر الغناء وهو القايل
* أعرضت عند وداعنا لفراقكم
* وصددت ساعة لا يكون صدود
*
* يا ليت شعري هل حفظت على النوى
* عهدي وعهد أخي الحفاظ شديد
* الحجة المنتظر محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم الحجة المنتظر ثاني شعر الأيمة الاثني عشر هو الذي تزعم الشيعة انه المنتظر القايم المهدي وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة ينتظرون ظهوره آخر الزمان من السرداب بسر من رأى ولهم إلى حين تعليق هذا التاريخ أربع ماية وسبعة وسبعين سنة ينتظرونه ولم يخرج ولد نصف شعبان سنة خمس وخمسين

249
ومأتين والشيعة يقولون أنه دخل السرداب في دار أبيه وأمه تنظر إليه ولم يخرج إليها وذلك سنة خمس وستين ومأتين وعمره يومئذ تسع سنين وذكر ابن الأزرق في تاريخ ميافارقين انه ولد تاسع شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين ومأتين وقيل في ثامن شعبان سنة ست وخمسين وهو الأصح وأنه)
لما دخل السرداب كان عمره أربع سنين وقيل خمس سنين وقيل أنه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومأتين وعمره سبعة عشر سنة والله أعلم بالصواب في ذلك
ابن سماعة محمد بن الحسن سماعة الحضرمي الكوفي قال الدارقطني ليس بالقوى توفي في جمادى الآخرة سنة ثلث ماية للهجرة
البرجلاني الزاهد محمد بن الحسين أبو جعفر البرجلاني بضم الباء الموحدة وبعد الراء الساكنة جيم مضمومة نسبة إلى محلة البرجلانية كان فاضلا زاهدا له مصنفات كثيرة في الزهد والرقايق مع خلقا كثيرا منهم زيد بن الحباب وكان ثقة صدوقا اثني عليه الإمام أحمد وكان إذا سئل عن أحاديث الزهد يقول عليك بالبرجلاني توفي سنة ثمان وثلثين ومأتين
ابن مقسم المقرئ محمد بن الحسن بن يعقوب بن الحسن ابن الحسين بن مقسم أبو بكر العطار المقرئ ولد سنة خمس وستين ومأتين ببغداد سمع الكثير ولم يكن له ما يعاب به إلا أنه قرأ بحروف خالف فيها الإجماع وارتفع أمره إلى السلطان فاحضر واستتابه بحضور الفقهاء فتاب ولم يرجع قال أبو أحمد الفرضي رأيت في المنام غير مرة كأني في المسجد الجامع أصلى مع الناس ورأيت ابن مقسم يستدبر القبلة وظهره إليها فتأولت ذلك مخالفته الإجماع وكان ثقة في الحديث توفي سنة أربع وخمسين وثلث ماية وكان ابن مقسم زعم أن كل ما صح فيه عنده وجه من العربية ووافق خطه المصحف فقراءته جايزة في الصلاة وغيرها ومن تصانيفه الأنوار في تفسير القرآن كتاب المدخل إلى علم الشعر كتاب الاحتجاج في القراءات كتاب في النحو كبير كتاب المقصور والممدود المذكر والمؤنث مجالسات تعلب كتاب مفرداته الوقف والابتداء كتاب المصاحف كتاب عدد التمام كتاب أخبار نفسه الانتصار لقراء الأمصار الموضح شفاء الصدور كتاب

250
الأوسط كتاب اللطايف في جمع هجاء المصاحف كتاب في قوله تعالى ومن يقتل والرد على المعتزلة وكان له ابن يكنى أبا الحسن وكان حفظة عالما له كتاب عقلاء المجانين
أبو بحر ابن كوثر محمد بن الحسن بن كوثر أبو بحر البر بهارى بغداذي معمر كان الدارقطني يقول اقتصورا من حديث أبي بحر على ما انتخبته وقال ابن أبي الفوارس فيه نظر توفي سنة اثنتين وثلثين وثلث ماية
محمد بن الحسن بن عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب الفقيه أبو)
الحسن القاضي ببغداد توفي سنة سبع وأربعين وثلث ماية
الختن الشافعي محمد بن الحسن بن إبراهيم الاستراباذي وقيل الجرجاني الشافعي المعروف بالختن كان فقيها فاضلا ورعا مشهورا في عصره وله وجوه حسنة في المذهب وكان مقدما في الأدب ومعاني القرآن والقراآت وهو من العلماء المبرزين في النظر والجدل سمع أبا نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي واقرانه ببلده ودخل نيسابور وأقام بها ثم دخل أصبهان وسمع بها مسند أبي داود من عبد الله بن جعفر ودخل العراق وكتب بعد الأربعين وكان كثير السماح والرحلة وشرح كتاب التلخيص لأبي العباس ابن القاص وإنما قيل له الختن لأنه كان ختن الفقه أبي بكر الإسماعيلي وختن الرجل زوج ابنته هذا في عرف العوام وأما عند أهل اللغة فالختن كل من كان من قبل المرآة مثل الأب والأخ وهم الأختان توفي بجرجان يوم عيد الأضحى سنة ست وثمانين وثلث ماية وهو ابن خمس وسبعين سنة
فتح الدين القمني محمد بن الحسن بن إبراهيم فتح الدين الأنصاري المعروف بالقمنى سمعت عليه بثغر الإسكندرية في صفر سنة ثمان وثلثين وسبع ماية جميع الحديث المسلسل بروايته عن النجيب عبد اللطيف الحراني وأجاز لي جميع ما يجوز له روايته وكتب لي بخطه
ابن دريد محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بلغ به ابن خلكان إلى قحطان أبو بكر الأزدي البصري نزيل بغداد تنقل في جزاير البحر وفارس وطلب الأدب واللغة وكان أبوه من رؤساء زمانه وكان أبو بكر رأسا في العربية وأشعار العرب وله شعر كثير ورثى جماعة من أهل العلم رثى الشافعي وغيره حدث عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل العباس الرياشي

251
وابن أخي الأصمعي وروى عنه السيرافي وابن شاذان وأبو الفرج صاحب الأغاني وأبو عبيد الله المرزباني عاش بضعا وتسعين سنة مولده سنة ثلث وعشرين ومأتين وتوفي سنة إحدى وعشرين وثلث ماية قال يوسف بن الأزرق ما رأيت احفظ من ابن دريد ما رأيته قرئ عليه ديوان قط إلا وهو يسابق إلى روايته لحفظه له وقال أبو
حفص ابن شاهين كنا ندخل على ابن دريد فنستحي مما نرى من العيدان المعلقة والشراب وقد جاوز التسعين وله كتاب الجمهرة في اللغة كتاب جيد والأمالي واشتقاق الأسماء للقبايل والمجتبي وهو صغير قال الشيخ شمس الدين سمعناه بعلو والخيل والسلاح وغرايب القرآن ولم يتم وأدب الكاتب وفعلت وأفعلت والمطر والرواد والاشتقاق والسرج واللجام والخيل الكبير والصغير)
والأنواء والملاحن وزوار العرب والوشاح وهو صغير قال الخطيب عن أبي بكر الأسدي كان يقاهو اعلم الشعراء واشعر العلماء قال الدارقطني تكلموا فيه قال الشيخ شمس الدين وقع لنا من عواليه في أمالي الوزير ومقصورته مشهورة وعارضها جماعة واعتنى بشرحها جماعة من المتقدمين والمتأخرين وآخر من علمته شرحها الشيخ شمس الدين الضايع شرحها في مقدار يدخل في ثلاثة أسفار كبار وهي عندي ومدح بالمقصورة الشاه بن ميكال الأمير يقال أنه أتى فيها بأكثر اللغة وكان ابنا ميكال على عمالة فارس وصنف لهما الجمهرة وقلداه ديوان فارس فتصدر كتب فارس عنه ولا ينفذ أمر إلا بعد توقيعه فأفاد معهما أموالا كثيرة وكان مفيد مبيدا لا يمسك درهما سخاء وكرما ولما مدحهما بالمقصورة وصلاه بعشرة آلاف درهم فلما عزلا وصل إلى بغداد ونزل على علي بن محمد الخواري فأفضل عليه وعرف به المقتدر فأجرى عليه في الشهر خمسين دينارا إلى أن مات وعرض له آخر عمره فالج سقى الديارق فبرئ ورجع إلى أفضل أحواله وأملايه على تلامذته ثم عاوده الفالج وبطل من محزمه إلى قدميه وكان إذا دخل أحد عليه ضج وتألم لدخوله ولم يصل إليه قال تلميذه أبو علي القالي فكنت أقول في نفسي أن الله عز وجل عاقبه بقوله في المقصورة
* مارست من لو هوت الأفلاك من
* جوانب الجو عليه ما شكا
* وعاش بعد ذلك عامين وقال لي مرة وقد سألته عن بيت شعر لئن طفئت شحمتا عيني لم تجد من يشفيك من العلم وكذلك قال لي أبو حاتم السجستاني وقد سألته عن شئ فقال لي قال كذلك الأصمعي وقد سألته عن شئ قال أبو علي وآخر شئ سألته عنه جاونبي بان قال يا بني حال الجريص دون القريض قلت الجريض غصص الموت وهو مثل مشهور وله حكاية وكان كثيرا ما ينشد في ضعفه
* فوا حزنا أن لا حياة لذيذة
* ولا عمل يرضى به الله صالح
* وحكى عنه المرزباني قال قال لي ابن دريد سقطت من منزلي بفارس فانكسرت ترقوتي

252
فسهرت ليلتي فلما كان آخر الليل أغمضت عيني فرأيت رجلا طويلا أصغر الوجه كوسجا دخل على وأخذ بعضادتي الباب وقال أندشني أحسن ما قلت في الخمر فقلت ما ترك أبو نواس لأحد شيئا فقال أنا أشعر منه فقلت ومن أنت قال أنا أبو ناجية من أهل الشام وأنشدني
* وحمراء قبل المزج صفراء بعده
* أتت بين ثوبي نرجس وشقايق)
* (حكت وجنة المعشوق صرفا فسلطوا
* عليها مزاجا فاكتسب ثوب عاشق
* فقلت له أسأت فقال ولم قلت لأنك قلت وحمراء فقدمت الحمرة ثم قلت بين ثوبي نرجس وشقايق فقدمت الصفرة فهلا قدمتها على الأخرى فقال وما هذا الاستقصاء في هذا الوقت يا بغيض وحكاها أبو علي الفارسي على غير هذا الوجه قلت ليس ما انتقده ابن دريد بوارد فقد جاء النشر على غير ترتيب اللف كثيرا قال ابن حيوس
* كيف أسلو وأنت حقف وغصن
* وغزال قدا ولحظا وردفا
* ومن شعر ابن دريد
* غراء لو جلت الخدور شعاعها
* للشمس عند طلوعها لم تشرق
*
* غصن على دعص تأود فوقه
* قمر تألق تحت ليل مطبق
*
* لو قيل للحسن احتكم لم يعدها
* أو قيل خاطب غيرها لم ينطق
*
* فكأننا من فرعها في معرب
* وكأننا من وجهها في مشرق
*
* تبدو فيهتف بالعيون ضياؤها
* الويل حل بمقلة لم تطبق
* ولما مات ابن دريد رثاه جحظة البرمكي بقوله
* فقدت بابن دريد كل فايدة
* لما غدا ثالث الأحجار والترب
*
* وكنت أبكي لفقد الجود منفردا
* فصرت أبكي لفقد الجود والأدب
* قرأت جميع مقصورة ابن دريد في مجلس واحد على العلامة أثير الدين أبي حيان وأخبرني بها قال قرأتها على الشيخ بهاء الدين محمد بن إبراهيم ابن النحاس قال أنا أبو محمد القسم بن أحمد اللورقي وأبو عبد الله الحسين بن إبراهيم الأربلي قالا أنا أبو اليمن زيد الكندي ح قال الشيخ أثير الدين وأنبأ بها أبو بكر محمد بن إسماعيل الأنصاري عن أبي اليمن الكندي أنا أبو منصور موهوب ابن الجواليقي أنا أبو زكرياء يحيى بن علي التبريزي أنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل عرف بابن يشران النحوي أنا أبو الحسين علي بن محمد بن دينار الكاتب أنا أبو الفتح عبيد الله بن أحمد بن محمد النحوي عرف بجخجخ ح قال الجواليقي وأنا التبريزي والمبارك بن عبد الجبار البغدادي عرف بابن الطيوري قالا أنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قال اللورقي وأنا عبد المجيب ابن أبي القسم بن زهير ابن زهير البغدادي أنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري إجازة قال أنا الجوهري إجازة قال الأربلي وأنا أبو حفص)
عمر بن طبرزذ أنا أبو القسم إسماعيل ابن أحمد بن عمر السمرقندي أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور قالا أعني

253
الجوهري وابن النقور أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الفضل بن الجراح الكاتب قال الشيخ أثير الدين وأنا أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن علي العثماني قراءة مني عليه أنا الأمير المكرم بن الأمير أحمد إسماعيل عرف بابن اللمفى أنا أبو العباسي أحمد بن الحطئة أنا أبو عبد الله محمد بن منصور الحضرمي أنا أبو العباس أحمد بن سعيد بن نفيس الطرابلسي أنا أبو أسامة جنادة بن محمد بن جنادة اللغوي قالوا أعنى جخجها وابن الجراح وجنادة أنا أبو بكر بن دريد بها
الحاتمي محمد بن الحسن بن المظفر الكاتب اللغوي أبو علي البغدادي المعروف بالحاتمي أحد الأعلام المشاهير المبطقين المكثرين أخذ الأدب عن أبي عمر الزاهد غلام ثعلب وروى عنه أخبارا وأملاها في مجالس الأدب وأخذ عنه جماعة من النبلاء منهم القاضي أبو القسم التنوخي وغيره وله الرسالة الحاتمية التي شرح فيها ما دار بينه وبين المتنبي لما قدم إلى بغداد وهي مجلد دل فيها على وفور فضله واطلاعه واظهر فيها سرقات المتنبي وله رسالة الآدهم أتى فيها بأدب جم وله الحاتمية التي طابق فيها كلام أرسطو وكلام المتنبي وله رسالة سماها تقريع الهلباجة في معرفة الشعر والشعراء أتى فيها بعلم جم في الأدب ومعرفة الشعر والنقد وله حلية المحاضرة يدخل في مجلدين تأخر عن مجلس أبي عمر الزاهد شيخه فسأل عنه فقيل له مريض فجاءه يعوده فوجده قد خرج إلى الحمام فكتب على بابه باسفيذاج
* واعجب شئ سمعنا به
* مريض يعاد فلا يوجد
* ونسب بالحاتمي إلى بعض أجداده وتوفي سنة ثمان وثمانين وثلث ماية
ابن فورك محمد بن الحسن بن فورك بالفاء المضمومة والواو الساكنة والراء المفتوحة والكاف أبو بكر الأصبهاني المتكلم سمع مسند الطيالسي من عبد الله بن جعفر لأصبهاني وله تصانيف جمة في الكلام كان رجلا صالحا بلغت مصنفاته قريبا من ماية ودعى إلى غرنة وجرت له مناظرات وكان شديد الرد على ابن كرام ثم عاد إلى نيسابور فسموه في الطريق ومشهده بالحيرة ظاهر يزار ويستجاب الدعاء عنده قال أبو القسم القشيري سمعت أبا على الدقاق يقول دخلت على أبي بكر ابن فورك رحمه الله عايدا فلما رآني دمعت عيناه فقلت له أن الله تعالى يعافيك ويشفيك فقال لي أتراني خايفا من الموت أنما أخاف مما وراء الموت ولما)
استوطن نيسابور بنى بها له مدرسة ودار واحيي الله تعالى به أنواعا من العلوم وظهرت بركاته على الفقهاء بها وكانت وفاته سنة ست وأربع ماية

254
الأحول الناسخ محمد بن الحسن بن دينار الأحول أبو العباس كان ناسخا غزير العلم واسع الفهم جيد الرواية حسن الدراية روى عنه أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي وقرأ عليه ديوان عمرو بن الأهتم سنة خمسين ومأتين قال نفطويه جمع أبو العباس الأحول أشعار ماية وعشرين شاعرا وعملت أنا خمسين شاعرا وذكره أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي وجعله في طبقة المبرد وثعلب وكان يورق لحنين بن إسحاق المتطبب في منقولاته لعلوم الأوايل وكان محدودا أي قليل الحظ من الناس وقال اجتمعنا مع أبي العباس ثعلب في بيته فقال بعض أصحابنا عرفوني القابكم فقال ثعلب أنا ثعلب وقال الآخر أنا كذا فلما بلغوا إلى قاموا وأنت ما لقبك فقلت منعت العاهة من اللقب وكان يكتب كل ماية ورقة بعشرين درهما وله كتاب الدواهي كتاب السلاح كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه وكتاب فعل وافعل كتاب لأشباه
النقاش المفسر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد بن هارون بن جعفر بن سند المقرئ أبو بكر المعروف بالنقاش الموصلي الأصل البغدادي عالم بالقرآن والتفسير صنف
تفسيرا سماه شفاء الصدور والإشارة في غريب القرآن والموضح في القرآن ومعانيه وصد العقل والمناسك وفهم المناسك وأخبار القصاص وذم الحسد ودلايل النبوة والأبواب في القرآن وارم ذات العما والمعجم الأصغر والأوسط والأكبر في أسماء القراء وقراآتهم وكتاب السبعة بعللها الكبير والسبعة الأوسط والسبعة الأصغر وسافر الشام ومصر والجزيرة والموصل والجبال وخراسان وما وراء النهر والكوفة والبصرة ومكة وسمع بهن ذكر عند طلحة بن محمد بن جعفر قال كان يكذب في الحديث والغالب عليه القصص وقال البرقاني كل حديث النقاش مناكير ليس في تفسير حديث صحيح وقال هبة الله اللالكائي الحافظ تفسير مناكير النقاش اشفاء الصدور ليس شفاء الصدور قال الخطيب في حديثه مناكير بأسانيد مشهورة قال الدارقطني في كتاب المصحفين قال النقاش مرة أبو شروان جعلها كنية وكان يدعو فيقول لا رجعت يد قصدتك صفراء من عطايك ومد والصواب صفرا بالكسر وقد اعتمد صاحب التيسير على رواياته قال الشيخ شمس الدين الذي وضح أن هذا

255
الرجل مع جلالته ونبله متروك ليس بثقة وأجود ما قيل فيه قول أبي عمرو الداني النقاش مقبول الشهادة توفي سنة)
إحدى وخمسين وثلث ماية وولد سنة ست وقيل سنة خمس وستين ومأتين
محمد بن الحسن بن يونس أبو العباس الهذلي النحوي الكوفي توفي سنة اثنتين وثلثين وثلث ماية
الحنيني محمد بن الحسن بن موسى الحنيني بالحاء المهملة ونونين بينهما ياء آخر الحروف الكوفي المحدث صاحب المسند وثقه الدارقطني وغيره وتوفي سنة ثمانين ومأتين
الزاذاني محمد بن الحسن أبو عبد الله الزاذاني نزل أوانا من قرى بغداد كان زاهدا منقطعا ورعا قنوعا من الدنيا صاحب كرامات قال في المرآة طلب منه ولد له صغير غزالا فقال يا بني ومن أين لي غزال فالح عليه فقال الساعة يأتيك فجاء غزال فجعل يضرب الباب بقرنيه فقال يا بني قم فخذ الغزال توفي سنة أربع وتسعين وأربع ماية باوانا
الوركاني محمد بن الحسن هو الأديب أبو الحسين الوركاني والد فخر الدين الحسن أبي المعالي مفتى الفريقين ووالد أبي المحاسن الحسين بن محمد وسيأتي ذكرهما أن شاء الله تعالى في مكانهما من حرف الحاء كان أديب أصبهان ولقى نظام الملك ومدحه وصنف له كتبا في الأدب وغيره ومن شعره
* مر الثمانين وأطوارها
* غير من حظى ما استحسنا
*
* كذاك عمر المرء كالكأس في
* آخرها يرسب ما استحشنا
* ومنه
* مدحتك للحماقة لا لأنى
* وجدتك مستحقا للمديح
*
* فاورثني غموضا وانحطاطا
* كذاك جزاء ذي الأفك الصريح
* أبو يعلى البصري الصوفي محمد بن الحسن وقيل الحسين أبو علي البصري قال الثعالبي في التتمة هو من شيوخ الصوفية وظراف الشعراء وفضلاء الغراب وخلفاء الخضر والاقذاء في عين الأرض قد نقب في البلاد ولقى أفاضلها وحفظ الغرر من ظرايفهم ولطايفهم وطرأ على نيسابور سنة إحدى وعشرين وأربع ماية فافدنا مما لم تجده عند غيره أورد له
* يا أبا القسم الذي قسم الرح
* من من راحتيه رزق الأنام
*

256
* أنا في الشعر مثل مولاي في الجو
* د حليفا مكارم ونظام
*
* وإذا ما وصلتني فأمير ال
* جود اعطى المنى أمير الكلام
*)
قلت أخذه من قول أبي الطيب وقصر عنه
* شاعر المجد خدنه شاعر اللف
* ظ كلانا رب المعاني الدقاق
* وأورد له الثعالبي في عجوز اكول
* لي عجوز كأنها ال
* بدر في ليلة المطر
*
* ناطق عن جميع اع
* ضايها شاهد الكبر
*
* غير اضارسها ففي
* ها لذي اللب معتبر
*
* أعظم غير أنها
* أعظم تطحن الحجر
* أبو الحسن البرمكي محمد بن الحسن أبو الحسن البرمكي أورد له الثعالبي في التتمة
* أنا شاب رأسي فالمشيب موقر
* وذوو العلوم بشيبهم يتبرك
*
* والشيب تغتفر الغواني ذنبه
* ما دام ذاك الشئ فيه تحرك
* وأورد له أيضا
* وذي عينين كحلاوين يرمى
* بسهمهما سويداء الفؤاد
*
* ألم بعارضيه نصف لام
* وهمم بشاربيه نصف صاد
* العميد أبو سهل محمد بن الحسن الشيه العميد أبو سهل أورد له الثعالبي في التتمة
* عجبت من الأقلام لم تند خضرة
* وباشرن منه كفه والأناملا
*
* لو أن الورى كانوا كلاما واحرفا
* لكان نعم منها وكان الأنام لا
* الباذنجاني محمد بن الحسن بن زكرياء بن أسد المعروف بالباذنجاني صاحب ابن دريد قال يرثى الأخشيد محمد بن طغج بقصيدة منها
* ليس منعى الأخشيد منعي مليك
* مات لكن موت النهى والمعالي
*
* كان غيث الأنام أن أخلف الغي
* ث أطلت سحابه بانهمال
*

257
ابن الكتاني المغربي محمد بن الحسن المذحجي أبو عبد الله يعرف بابن الكتاني ذكره الحميدي في تاريخ الأندلس وقال له مشاركة قوية في علم الأدب والشعر وله تقدم في علوم المنطق والطب والكلام في الحكم مات بعد الأربع ماية وله كتاب محمد وسعدى مليح في بابه ومن شعره
* نأيت عنكم فلا صبر ولا جلد
* وصحت واكبدي حتى مضت كبدي)
* (أضحى الفراق رفيقا لي يواصلني
* بالبعد والشجو والأحزان والكمد
*
* وبالوجوه التي تبدو فأنشدها
* وقد وضعت على قلبي يدي بيدي
*
* إذا رأيت وجوه الطير قلت لها
* لا بارك الله في الغربان والصرد
* قلت شعر نازل الجبلي النحوي محمد بن الحسن الجبلي النحوي ذكره الحميدي في تاريخه أيضا وقال هو أديب شاعر كثير القول كان يقرأ عليه الأدب توفي سنة خمس وأربع ماية ومن شعره
* وما الأنس الذين عهدتهم
* بأنسى ولكن فقد أنسهم أنسى
*
* إذا سلمت نفسي وديني منهم
* فحسبي أن العرض مني لهم ترسي
* الطوسي الشيعي محمد بن الحسن بن حسين بن علي أبو جعفر الطوسي شيخ الشيعة وعالمهم له تفسير كبير عشرون مجلدا وعدة تصانيف مشهورة قدم بغداد وتعين وتفقه للشافعي ولزم الشيخ المفيد فتحول رافضيا توفي بالمشهد سنة تسع وخمسين وأربع ماية
المرادي القيرواني محمد بن الحسن أبو بكر الحضرمي المعروف بالمرادي القيرواني دخل الأندلس وأخذ عنه أهلها وكان نبيلا عالما بالفقه أماما في أصول الدين له في ذلك تصانيف حسان مفيدة وله حظ وافر من البلاغة والفصاحة توفي
أبو طالب الأصبهاني محمد بن الحسن بن محمد القزويني أبو طالب الثقفي أخو

258
جلال الدين أبي العلاء علي بن الحسن من أهل أصبهان قال ابن الساعي مولده في سابع عشر صفر سنة خمس وسبعين وخمس ماية أورد له
* بؤسي لدنيا أصبحت غدارة
* من صار مغرورا بزينتها هلك
*
* من رام فيها العيش غير مكدر
* فليطلبا سقفا سوى هذا الفلك
* وأورد له
* أخدوده شربت كؤوس عقار
* ولحاظه فترت لفرط خمار
*
* وكأنها والخط يسرى فوقها
* ليل يدب على أديم نهار
* الشيلمة الكاتب محمد بن الحسن بن سهل المعروف بشيلمة بالشين المعجمة والياء آخر الحروف ساكنة وبعد اللام ميم وهاء وأبوه الحسن ابن سهل هو الوزير المعروف أخو الفضل كان رجل من أولاد الواثق يسكن مدينة المنصور فسعى في طلب الخلافة وشيلمة معه ليكون)
هو وزيره فأخذ له البيعة على أكثر أهل الدولة والحضرة من الهاشميين والقضاة والقواد والجيش وأهل بغداد والأحداث وقوي أمره وانتشر خبره وهم بالظهور في المدينة
والاعتصام بها فبلغ المعتضد الخبر على شرحه إلا اسم المستخلف فكبس شيلمة وأخذ فوجد في داره جرايد بأسماء من بايع وبلغ الخبر الهاشمي فهرب وأمر المعتضد بالجرايد فأحرقت ولم يقف عليها لئلا يفسد قلوب الجيش بوقوفه عليها وأخذ يسايل شيلمة عن الخبر فصدقه عن جميع ما جرى إلا اسم الرجل المستحلف فرفق به ليصدقه عنه فلم يفعل وطال الكلام بينهما فقال له شيلمة والله لو جعلتني كردناكا ما أخبرتك باسمه قط فقال المعتضد للفراشين هاتم أعمدة الخيم الكبار الثقال وشده عليها شدا وثيقا واحضروا فحما عظيما وفرش على الطوابيق بحضرته واحجوا نارا وجعل الفراشون يقلبون تلك النار وهو مشدود على الأعمدة إلى أن مات بين يديه
الزبيدي المغربي النحوي محمد بن الحسن بن عبد الله بن مذحج أبو بكر الزبيدي الأندلسي النحوين كان شيخ العربية بالأندلس اختصر كتاب العين اختصارا جيدا وله كتاب في أبنية سيبويه وكتاب فيما تلحن فيه عوام الأندلس وطبقات النحويين وكتاب

259
الموضح وكان المستنصر بالله قد طلبه من أشبيلية إلى قرطبة لتعليم ولده وتأديبه وهو المؤيد بالله ثم تولى قضاء قرطبة واصله من حمص الشام أخذ العربية عن أبي عبد الله الرياحي وأبي على القالي واستأذن المستنصر في الرجوع إلى أشبيلة فلم يأذن له فكتب إلى جارية له تدعى سلمى
* ويحك يا سلم لا تراعى
* لا بد للبين من زماع
*
* لا تحسبيني صبرت إلا
* كصبر ميت على النزاع
*
* ما خلق الله من عذاب
* أشد من وقفة الوداع
*
* ما بينها والحمام فرق
* لولا المناجاة والنواعي
*
* أن يفترق شملنا وشيكا
* من بعد ما كان ذا اجتماع
*
* فكل شمل إلى افتراق
* وكل شعب إلى انصداع
*
* وكل قرب إلى بعاد
* وكل وصل إلى انقطاع
* قلت شعر جيد وتوفي سنة تسع وسبعين وثلث ماية
أبو علي القمي الكاتب محمد بن الحسن بن جمهور القمي الكاتب أبو علي قال أبو عل)
التنوخي كان من شيوخ الأدب بالبصرة وكثير الملازمة لأبي وحرر لي خطي لما قويت على الكتابة وكان جيد الخط حسن الترسل كثير المصنفات لكتب الأدب وأورد له
* إذا تمنع صبري
* وضاق بالهجر صدري
*
* ناديت والليل داج
* وقد خلوت بفكري
*
* يا رب هب لي منه
* وصال يوم بعمري
* ابن امرأة الشيخ على الفريثي محمد بن الحسن بن علي المعروف بابن المراة الشيخ على الفريثي كان شيخا صالحا حسن الشكل حلو المحادثة سليم الصدر عليه آثار الخير والصلاح وله زاوية بسفح قاسيون على نهر يزيد من أحسن الزوايا وأقدمها وفي جانبها قبة فيها ضريح الشيخ على الفريثي وحضر السلطان الملك الناصر صلاح الدين إلى زيارته توفي في سنة ثلث وستين وست ماية وخلف أولادا
ابن المقدسية المالكي محمد بن الحسن بن عبد السلام بن عتيق بن محمد بن محمد أبو بكر التميمي السفاقسي الأسكندري المولد والدار المالكي العدل المعروف بابن المقدسية ولد سنة اثنتين وسبعين وخمس ماية وحضر الحافظ أبا طاهر السلفي وسمع من

260
أبي القسم هبة الله ابن البوصيري وغيره وهو آخر من كان باقيا من أصحاب السلفي وناب في الحكم بالإسكندرية مدة وتوفي بها سنة أربع وخمسين وست ماية
شرف الدين ابن دحية المحدث محمد بن حسن بن عمر بن علي ابن محمد الجميل بن فرح بن خلف بن قوس بن ملاك بن أحمد بن بدر بن دحية بن خليفة الكلبي أبو الطاهر شرف الدين مولده في شهر رمضان سنة عشر وست ماية بالقاهرة وسمع من أبيه الحافظ ابن دحية وغيره وتولى مشيخة دار الحديث الكاملية بالقاهرة مدة وحدث وكان فاضلا توفي بالقاهرة سنة سبع وستين وست ماية
تاج الدين الأرموي محمد بن حسن تاج الدين الأرموي الشافعي مدرس الشرفية ببغداد صحب الأمام فخر الدين الرازي وبرع في العقليات وكان له جاه وحشمة بوجود أقبال الشرابي وكان له عدة مماليك ترك ملاح وسراري وفيه تواضع ورياسة توفي عن نيف وثمانين سنة في سنة ثلث وخمسين وست ماية وقيل محمد بن الحسين وقيل توفي في سنة خمس وخمسين وهو صاحب كتاب التحصيل كان سلطان المناظرين)
الشيخ شرف الدين الأخميمي محمد بن الحسن بن إسماعيل بن محمد الشيخ شرف الدين الأخميمي الزاهد روى جزء ابن يحيى عن ابن طلحة النصيبيني وسمعه منه الشيخ تقي الدين ابن تميية وعلم الدين البرزالي وكان كثير التعبد وللناس فيه حسن اعتقاد وهو الذي ذكره كمال الدين ابن طلحة في تصنيفه في علم الحروف وقال أن الشيخ محمدا رأى علي بن أبي طالب رضي الله عنه في المنام فأراه دايرة الحروف يأتي الأمر مفصلا في ترجمة ابن طلحة أن شاء الله تعالى توفي بزاويته بسفح قاسيون سنة أربع وثمانين وست ماية وهو في عشر السبعين وغسله الشيخ فخر الدين ابن عز القضاة والشيخ شرف الدين أحمد الفزاري والشيخ برهان الدين الإسكندري وصلى عليه الشيخ جمال الدين ابن الشريشي وحضر جنازته خلق وكان عليها روح وكان يتحصل له من الأمراء والناس جمل كثيرة وإذا قوبل بقدر يسير لا يقبله
أبو عبد الله الفاسي المقرئ الحنفي محمد بن الحسن بن محمد بن يوسف أبو عبد الله الفاسي المغربي المقرئ العلامة جمال الدين نزيل حلب ولد بفاس بعد الثمانين وقدم مصر فقرأ بها على أبي موسى عيسى بن يوسف بن إسماعيل الدمشقي وأبي القسم عبد الواحد بن سعيد الشافعي وعرض عليهما الشاطبية عن أخذهما عن أبي القسم الشاطبي وعرض الرائية على الجمال على ابن أبي بكر الشاطبي بروايته عن المصنف وقدم حلب واستوطنها وروى بها القراءات والعربية والحديث وتفقه بحلب على مذهب أبي حنيفة وكان مليح الخط إلى

261
الغاية على طريق المغاربة وكان يتكلم على مذهب الأشعري وشرح الشاطبية شرحا في غاية الجودة أبان فيه عن تضلع من العلوم وتبحر في القراءات وإسناده في القراءات نازل مر ببلد من أعمال الديار المصرية وبها طايفة يمتحنون الناس فكل من لم يقل أن الله تكلم بحرف وصوت آذوه وضربوه فأتوه جماعة فقالوا له يا فقيه أيش تقول في الحرف والصوت فألهمت أن قلت كلم الله موسى بحرف وصوت على طور سيناء فأكرموه واحضروا له قصب سكر ونحوه وبكر بالغداة خوفا أن يشعروا به أنه جعل موسى الفاعل وتوفي سنة ست وخمسين وست ماية
القاضي المحلى محمد بن الحسن بن عمر القاضي أبو عبد الله المحلى الأديب عاش ثمانين سنة وتوفي سنة ستين وست ماية وله شعر)
الديباجي محمد بن الحسن بن أحمد شرف الدين أبو عبد الله ابن الوزير ابن الديباجي كان أبوه في محل الوزارة عند الكامل بن العادل بن أيوب وساد هو عند العادل بن الكامل ووزر بعد ذلك للملك الصالح إسماعيل ابن العادل صاحب دمشق أورد له نور الدين علي بن سعيد المغربي في كتابه المغرب في أخبار المغرب ومن خطه نقلت
* شهر الحسام وكالاقاحي خده
* ثم انثنى كشقايق النعمان
*
* لو لم يكن طربا براحته لما
* غنى بضرب مثالث ومثان
*
* بطل يثير من العجاجة غيهبا
* يجلو دجاه بانجم الخرصان
*
* وصبا إلى عطف الوشيج يهزه
* فحلا له المران بالعسلان
* قلت شعر جيد
ابن رمضان النحوي محمد بن الحسن بن رمضان النحوي له فيما ذكر محمد بن إسحاق
كتاب أسماء الخمر وعصيرها وكتاب الديرة
أبو علي الهيثم الرياضي محمد بن الحسن أبو علي ابن الهيثم يأتي ذكره في الحسن بن الحسن في حرف الحاء أن شاء الله تعالى فليطلب هناك
الدمشقي محمد بن الحسن بن الحسين أبو عبد الله الدمشقي أورد له صاحب المرآة
* فإن عزم اللعذال يوم لقاينا
* وما لهم عندي وعندك من ثأر
*
* وشنوا على اسماعنا كل غارة
* وقل جنودي عند ذاك وانصارى
*
* لقيناهم من ناظريك ومهجتي
* ومن ادمعي بالسيف والسيل والنار
*

262
قلت وقد ادعيت هذه الأبيا لجماعة عديدة توفي المذكور سنة تسع وثمانين وماية
محمد بن الحسن بن شعبة الحسنى شاعر سكن طرابلس الشام ارتجل في صديق له ركب البحر إلى الإسكندرية من طرابلس
* قربوا للنوى القوارب كيما
* يقتلوني ببينهم والفراق
*
* شرعوا في دمي بتشريع شرع
* تركوني من شدها في وثاق
*
* قلعوا حين اقلعوا بفؤادي
* ثم لم يلبثوا كقدر الفواق
*
* ليتهم حين ودعوني وساروا
* رحموا عبرتي وطول اشتياقي
*
* هذه وقفة الفراق فهل اح
* يي ليوم يكون فيه التلاقي
*)
توفي المذكور في السنة المذكورة
الكفر طابى محمد بن الحسن بن الكفر طابى الأديب خلف له أبوه عشرة آلاف دينار فانفقها في الأصدقاء والصلات وكان من أولاد الشهود وقيل القضاة ومن شعره
* قد عبرت عبرتي عن سر أجفاني
* وحاورت حيرتي من قبل إعلاني
*
* لا تسألوا كيف حالي بعد بعدكم
* قد خبرتكم شؤون العين عن شأني
* وتوفي رحمه الله تعالى بدمشق سنة ثمان وتسعين وأربع ماية
ابن كامل محمد بن الحسن بن كامل القاضي الأندلسي كان فقيها شاعرا فمن نظمه في مراكش
* وأرض سكناها فيا شر مسكن
* بها العيش نكد والجناح مهيض
*
* نروح ونغدو ليس إلا مروع
* عقارب سود أو أراقم بيض
* توفي سنة تسع وثلثين وخمس ماية بالمغرب
ابن حمدون صاحب التذكرة محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون أبو المعالي ابن أبي سعد الكاتب المعدل كافي الكفاة بهاء الدين البغدادي من بيت فضل ورياسة وكان ذا معرفة بالأدب والكتابة له أخوان أبو نصر أبو المظفر سمع وروى صنف كتاب التذكرة في لأدب والنوادر والتواريخ وهو كبير يدخل في اثني عشر مجلدا مشهور اختص

263
بالمستنجد يجتمع به ويذاكره وولاه ديوان الزمام وكان أولا عارض جيش المقتفى وكان كريم الأخلاق حسن العشرة وقف المستنجد على حكايات رواها في التذكرة توهم غضاضة على الدولة فأخذ من دست منصبه وحبس ولم يزل في نصبه إلى أن رمس توفي محبوسا سنة اثنتين وستين وخمس ماية ومن شعره
* يا خفيف الرأس والعقل معا
* وثقيل الروح أيضا والبدن
*
* تدعى أنك مثلي طيب
* طيب ا ت ولكن باللبن
* قلت يريد أنه قرع ومن شعره
* وحاشى معاليك أن تستزاد
* وحاشى نوالك أن يقتضى
*
* ولكنما استزيد الحظوظ
* وأن أمرتني النهى بالرضى
* ابن حمدون المنشئ محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون من كتاب الإنشاء ببغداد)
له ترسل وشعر توفي سنة خمس وأربعين وخمس ماية وهو أخو محمد بن الحسن صاحب التذكرة وذاك لقبه أبو المعالي وهذا لقبه أبو نصر وكتب في الديوان من أوايل سنة ثلث عشرة وخمس ماية إلى أن توفي وكان منفردا بالمهمات ولم يثبت رسايله لأنها كانت تنثال عليه انثيالا ويكتبها ارتجالا وله كتاب رسايل وتاريخ الحوادث
ابن الأردخل الشاعر محمد بن أبي الحسن بن يمن مهذب الدين أبو عبد الله الأنصاري الموصلي المعروف بابن الاردخل الشاعر نديم صاحب ميافارقين كان من الشعراء المجيدين مدح الأشراف موسى وغيره والاردخل هو المجيد في البناء توفي سنة ثمان وعشرين وست ماية من شعره
* أير ينام الليل وهو يقوم
* حامى الإهاب كأنه يحموم
*
* مغرى بطول الجر إلا أنه
* ما زال مفتوحا به المضموم
* ومنه أيضا
* ولقد رأيت على الإدراك حمامة
* تبكى فتسعدني على الأحزان
*
* تبكى على غصن واندب قامة
* فجميعنا يبكى على الأغصان
*
* صرع الزمان وحيدها فتعللت
* من بعده بالنوح والأحزان
*

264
* تخشى من الأوتار وهي مروعة
* منها فكم غنت على العيدان
* مما اخترته من شعر المهذب بن الأردخل رحمه الله
* أفي كل يوم لي من الدهر صاحب
* جديد ولي حاد إلى بلد يحدو
*
* أروح واغدو للغنى غير مدرك
* ويدركه من لا يروح ولا يغدو
* ومنه
* وذكرها ماء بدجلة لايم
* فلم تتمالك أن جرت عبراتها
*
* فلله عين ما عتبت دموعها
* صمتن واقرار الجواري صماتها
* ومنه
* ما على من وصاله الصبح لو ق
* صر من ليل هجره ما أطاله
*
* ألفي القوام عني أما لو
* ه فقلبي مكسور تلك الاماله
* ومنه)
* واها عل عيش مضت سنواته
* وكأنما كانت هي الساعات
*
* والراح ترحم كل هم طالع
* بكواكب أفلاكها الراحات
*
* قابلت بالساقي السماء فاطلعت
* بدرا على كأنها مرآت
*
* الخضر عارضه وواضح ثغره
* عين الحياة وصدغه الظلمات
* ومنه
* يا قريبا عصيت فيه التنائي
* وعزيزا أطعت فيه الهوانا
*
* أخذت وصف قدك الورق عني
* فأحبت لحبه الأغصانا
* ومنه
* الشوق يهواني واهوى طرفه
* حتى كلانا واله بسقيم
*
* وكفى بأنواء الجفون إشارة
* في عارضى إلى طلوع نجوم
* ومنه يصف سيوفا
* بيض تخير ما تشاء مدلة
* والبيض تأتي الاختيار دلالا
*
* فمن الكواكب يتخذن قبايعا
* ومن الأهلة يتخذن نعالا
* ومنه

265
* لي حشى ما بليت شب سعيره
* فعسى غيره حشى استعيره
*
* وعزيز على فقد غرير
* اضلعي روضه ودمعي غديره
*
* مر يحمى بصارم اللحظ ثغرا
* كلما شم نوره زاد نوره
*
* عجبي للمدام في الجفن منه
* كيف يبقى ودايما تكسيره
*
* ولخط بخده غير مقرو
* ء وبالخال معجم مسطوره
*
* بت اخشى بعاده ناحل الخص
* ر وقد يبعد الجواد ضموره
*
* ويح مستقسم له مضمر هي
* كي لقد فاز قدحه وضميره
*
* مثل ما فاز من عدا ومجير الد
* ين من حادث الزمان مجيره
* ومنه
* فخذ بسنان الرمح عن اكبد العدى
* فلم يبق فيه من صداهن رونق
*
* وشبه بالمريخ لما خضبته
* وما ذاك إلا وهو أشقر أزرق
*)
ومنه من قصيدة
* ستسبح دهرا في النجيع رؤوسهم
* مقنعة سبح القوابع في الخمر
* ومن أخرى
* لكنني المرء من قوم إذا امتهنوا
* طاروا إلى العز من عدن إلى سقر
* منها
* لو لم يكن خارقا للعاد ما قربت
* توطئة الأم فيه حيضة الذكر
*
* ولا يحلل ماء من صوارمه
* جمر يطير عليه الهام كالشرر
* ابن حبيش محمد بن الحسن بن حبيش بالحاء المهملة والباء ثاني الحروف والياء آخر الحروف والشين المعجمة هو أبو بكر نزيل تونس أخبرني الشيخ أثير الدين من لفظه قال هو أحد الأدباء المكثرين له تصانيف في الآداب دخلت تونس ولم يقض لي به اجتماع واستجازه لي صاحبنا أبو العباس الأشعري وله سماع ورواية أنشدني أثير الدين لابن حبيش قال أنشدني إجازة
* قدم الربيع يحف بالأزهار
* مثل المليك بعسكر جرار
*
* وجنوده ما قاد من زهر الربا
* وبنوده عذبات برق سار
*
* وقبابه الدوحات تجرى حولها
* خيل النسيم بملعب التيار
*
* ولجينه من ياسمين ناصع
* ونضاره مطلول كل عرار
*

266
منها
* فنهز للأغصان سمر ذوابل
* وتمد للأنهار بيض شفار
*
* وبهارها يزهى بباهر شكله
* كأنامل مدت بكأس عقار
*
* والورد يسفر عن مورد صفحه
* والآس دار بها كبدء عذار
*
* والسوسن الأبهى يزان بصفرة
* زين العبير ترايب الأبكار
*
* شقت كمايمه كما حللت عن
* صدر الفتاة معاقد الأزرار
*
* وشقايق النعمان يخجل خدها
* إذ حدقت فيه عيون بهار
* وهي طويلة جيدة
شمس الدين الصايغ محمد بن الحسن بن سباع شمس الدسن الصايغ العروضي أقام بالصاغة)
زمانا يقرئ الناس العروض ويشتغل عليه أهل الأدب وكان يألف يقطب الدين ابن شيخ السلامية وبيته ورأيته غير مرة توفي سنة اثنتين وعشرين وسبع ماية تقريبا وكان له نظم ونثر شرح ملحة الأعراب وشرح الدريدية في مجلدين يقربان من أربعة وهما عندي بخطه ووقفت فيه على أشياء في الشواهد ضبطها بخطه على غير الصواب واختصر صحاح الجوهري وجرده من الشواهد وله غير ذلك ونظم قصيدة تائية في مقصد الهيتية التي لشيطان العراق تزيد عل الألف بيت بكثير وله المقالة الشهابية وشرفها عملها للقاضي شهاب الدين الخوبي وهي عندي بخطه أيضا ومن شعره
* أن جزت بالموكب يوما فلا
* تسأل عن السيارة الكنس
*
* فثم آرام على ضمر
* لله ما تفعل بالأنفس
*
* بأحمر هذا وذا أصفر
* وأخضر هذا وذا سندسي
*
* فقل لذي الهيئة يا ذا الذي
* ينقل ما ينقل عن هرمس
*
* قولك هذا خطل باطل
* أما ترى الأقمار في الأطلس
* أخذه من سيف الدين ابن قزل المشد ونقصه فإنه قال

267
* زعم الأوايل إنما
* تبدو الذوايب للكواكب
*
* وتوهموا الفلك المع
* ظم اطلسا ما فيه ثاقب
*
* أتراهم لم ينظروا
* ما في الزمان من العجايب
*
* كم من هلال قد بدا
* في اطلس وله ذوايب
* وقال في رنك الأفرم وكان سيفا أحمر على مسن في بياض
* ملك له في الله وجه أبيض
* وبعدله في الناس عيش أخضر
*
* وبرنكه اللونان مد عليهما
* لعداته في الحرب سيف أحمر
* وقال بمصر يتشوق إلى دمشق
* لي نحو ربعك دايما يا حلق
* شوق أكاد به جوى أتمزق
*
* وهمول دمع من جوى بأضالعي
* ذا مغرق طرفي وهذا محرق
*
* اشتاق منك منازلا لم أنسها
* أني وقلبي في ربوعك موثق
*
* طلل به خلقي تكون أولا
* وبه عرفت بك لما أتخلق)
* (وقف عليك لذا التأسف والبكى
* قلبي الأسير ودمع عيني المطلق
*
* ادمشق لا بعدت ديارك عن فتى
* أبدا إليك بكله يتشوق
*
* أنفقت في ناديك أيام الصبي
* حبا وذاك أعز شئ ينفق
*
* ورحلت عنك ولى إليك تلفت
* ولكل جمع صدعه وتفرق
*
* فاعتضت عن أنسي بظلك وحشة
* منها وهي جلدي وشاب المفرق
*
* فلبست ثوب الشيب وهو مشهر
* ونزعت ثوب الشرخ وهو معتق
*
* ولكم اسكن عنك قلبا طامعا
* بوعود قربك وهو شوقا يخفق
* منها
* والريح تكتب في الجداول أسطرا
* خط له نسخ النسيم محقق
*
* والطير يقرأ والنسيم مردد
* والغصن يرقص والغدير يصفق
*
* ومعاطف الأغصان غنتها الصبا
* طربا فذا عار وهذا مورق
*
* وكأن زهر اللوز أحداق إلى ال
* زوار من حلل الغصون تحدق
*
* وكأن أشجار الغياض سرادق
* في ظلها من كل لون نمرق
*
* والورد بالألوان يجلو منظرا
* ونسيمه عطر كمسك يعبق
*
* فبلابل منها تتهيج بلابل
* ولذاك أثواب الشقيق تشقق
*
* وهزاره يصبو إلى شحروره
* ويجاوب القمري فيه مطوق
*

268
* وكأنما في كل عود صارخ
* عود حلا مزمومه والمطلق
*
* والورق في الأوراق يشبه شجوها
* شجوى وأين من الطيق الموثق
* مجد الدين ابن عساكر محمد بن حسن بن عبد الواحد بن عساكر يجتمع في هبة الله بالحافظ أبي القسم بن عساكر هو الشيخ الأمام مجد الدين ابن بدر الدين ابن نجم الدين كتب المنسوب الفايق وبرع في الكتابة وكتب على جماعة منهم الشيخ بهاء الدين محمود ابن الخطيب وسمع السيرة قديما والبخاري على الحجار وسمع على المزي مشيخة ونظم جيدا وسألته عن مولده فقال في شهر رجب سنة سبع وسبع ماية كتب على كتابي لذة السمع في صفة الدمع
* ولما وقفت على روضة
* دموع المحبين أزهارها
*
* ثملت باكؤس أحسان من
* به لمعت لي أنوارها)
* (فيا حسنها جنة قد جرت
* بنظمك والنثر وأنهارها
*
* وأضحت وادمع حسادها
* مضاعفة بالأسى نارها
* وكتب عليه أيضا
* يا لذة السمع والقلوب
* بمطرب مرقص غريب
*
* من نظم در لبحر علم
* أبي الصفا الأوحد الأريب
*
* والبحر لا شك كل وقت
* يظهر للناس بالعجيب
* وكتب عليه أيضا
* صنف في الدمع أما
* م أوحد في فنه
*
* مصنفا بنظمه
* زهت رياض حسنه
*
* فظل من يحسده
* تنهل سحب جفنه
* وكتب على كتابي كشف الحال في وصف الخال
* كل ما صنف الأمام صلاح
* الدين ينتهي له في مجال
*
* أدب رايق ونحو وطب
* وحديث فقه واسما رجال
*
* ولغات كثيرة وأصول
* وتواريخ سالفات الليالي
*
* سيما كشف حال وصف لخال
* فهو للفضل خير عم وخال
* وكتب على كشف الحال أيضا
* اسعفتني بكتابك الخال الذي
* قد عم خد الطرس بالاحسان
*
* يا من غدا في حسن وجه زماننا
* خالا تيمم بهجة الإنسان
*

269
* وغدوت للآداب من دون الورى
* خالا وعما يا ابا للسان
*
* فلتبق ما ضاءت سماء محاسن
* بكواكب من عنبر الخيلان
*
* يا جامعا للناس شمل فضايل
* كان الخطيب بها لسان بنان
*
* نظمتها كعقود دتر بعد ما
* كانت شرودا من قديم زمان
*
* فاستأنست بتلطف من فضلك ال
* وافي ووافت ساير البلدان
* وكتب أيضا على كتابي المثاني والمثالث
* أيا من لأهل المعاني يروض
* خيول القريض بمهمازه)
* (لقد فقت في الأدب المجتلى
* بإحسان أنواع اعجازه
*
* ورقت الأنام بشعر حلا
* سحرت العقول بالغازه
*
* يطيل التعجب أطنابه
* ويلطف موقع إيجازه
* وكتب عليه أيضا
* لقد كملت محاسن نظم حبر
* حوى في الفضل اشتات الكمال
*
* صلاح للتأدب في البرايا
* خليل للمفاخر والمعالي
* وكتب عليه أيضا
* تفرد بالمثاني والمثالث
* أمام جد ليس تراه عابث
*
* له في كل يوم بكر معنى
* إلى القلب السرور الجم باعث
*
* نسيم في رياض بل رحيق
* نشاط المرء عنها المرء وارث
*
* عيون في الأذان تلذ سمعا
* غدا خمارها بالسحر نافث
*
* فيا لله من أدب قديم
* وفخر كل يوم فيه حادث
*
* وكم جليت له بمصنفات
* عقايل ما سواه لها بطامث
*
* كأن السامعين لها نشاوى
* غصون قد تثنت بالمثالث
*
* تقاد له المعاني الغر عفوا
* فدع تكليف همام وحارث
*
* فعنه أن رويت حديث نظم
* أمنت به على الأدب الحوادث
* كما الدين خطيب صفد محمد بن الحسن بن محمد الخطيب كما الدين أبو عبد الله ابن الخطيب الشيخ نجم الدين ابن الكمال العثماني القرطبي الأصل الصفدي النشأة الدمشقي المولد ولد في قرأ القرآن وصلى به واشتغل معنا على والده رحمه الله

270
تعالى فحفظ جانبا جيدا من الخلاصة لابن مالك ثم كان يحل في التسهيل على والده واعرفه يقرأ في الحاوي وكان والده قد جعله ينوب في الخطابة عنه وهو أمرد في سن سبع عشرة سنة أو ما حولها فجود الخطابة وأداها بفصاحة معروفة من أصله وكان والده كان تفرس ذلك فلما توفي فجاءة على ما يأتي في ترجمته قدم فصلى على أبيه ورسم له الأمير سيف الدين ارقطاى بالخطابة وتنجز له توقيعا من السلطان فمهر وجاء خطيبا عديم المثل وتوفي والده وهو عار من الكتابة والعلم إلا أنه عنده خماير كانت تمر على سمعه فانتخى لنفسه وجود فكتب جيدا ونظم ونثر واكب على)
المطالعة والاشتغال فجاء كاتبا ماهرا وسمع على الشيخ أبي الحسن علي بن الصياد الفاسي الآتي ذكره في مكانه أن شاء الله تعالى وسمع من لفظي بعض مصنفاتي وكتب بعض مجاميعي وحضر إلى دمشق أيام الفخري وولاه كتابة الدرج بصفد سنة اثنتين وأربعين وسبع ماية في رمضان فكتبت له توقيعا بذلك ونسخته رسم بالأمر العالي لا زال يزيد بدور أوليايه كمالا ويفيد سفور نعمايه جمالا ويعيد وفور الآية على من بهر بفوايده التي غدا سحر بيانها حلالا أن يرتب المجلس السامي الكمالي في كذا لأنه الأصيل الذي ثبت في النسب الأموي ركنه وتفرع في الدوحة العثمانية غصنه وكمل قبل بلوغ الحلم حلمه فلم يكن في هضبات الأبرقين وزنه وألف حين أشبل غاب المجد حتى كأنه كنه والبليغ الذي تساوى في البديع نظمه ونثره وخلب العقول من كلامه سحره وفاق زهر الليالي لآلئه ودرارئها دره والفاضل الذي القى إليه العلم فضل الرسن ومج السهاد فم جفنه وغيره قد ذر الكسل فيها فترة الوسن وبرع في مذهبه للشافعية به كما للحنفية محمد بن الحسن والخطيب الذي يلعو صهوة المنبر فيعرفه وأن لم يضع العمامة ويطمئن له مطاه حتى كان بينه وبين علميه علامة ويبرز في سواد شعاره بوجه يخجل البدر إذا بدا في الغمامة ويود السمع إذا أطاب لو أطال فإنه ما سامه سآمة
ويغسل درن الذنوب إذا أية بالناس وذكر أهوال القيامة ويتحقق الناس أن كلامه روض ومنبره غصن وهو في أعلاه حمامة فليباشر ذلك مباشرة هي في كفالة مخايله وملام شمايله ومطامح الآمال في نتيجة المقدمات من أوايله وليدبج المهارق بإقلامه التي تنفث السحر في العقد وتشب برق الإسراع حتى يقال هذا الجمر وقد وقد وتنبه على قدر هذا الفن فإنه من عهد والده خمل وخمد وتنبيه فإنه ما رقا لما رقد ليسر ذلك الليث الذي شب له منه شبله وذلك الغيث الذي فض له فضله والوصايا كثيرة وهو غنى عن شرحها ملى بحراسة سرحها فلا يهدى إلى هجره منها تمرة ولا يلقى إلى بحره منها درة ولكن تقوى الله تعالى أهم الوصايا واعمم نفعا مما في حنايا الزوايا من الخبايا وهو بها يأمر الناس على المنابر والآن تنطق بها السنة أقلامه من أفواه المحابر فليكن بها أول مأمور وأولى متصف أسفر له صبحها من سواد الديجور والله يزيده فضلا ويفيده من القول المحكم فصلا والخط الكريم أعلاه حجة بمقتضاه وكتب إلى الخطيب كمال الدين محمد بن الحسن مع ياسمين أهداه

271
* مولاي صبحك السرور ودمت في
* حفظ الإله من النوايب)
* (مالي منعت من اللقا والود ما
* لك مهجتي والشوق غالب
*
* يا شمس أنسى ما ظهر
* ت وما لعيني عنك حاجب
*
* لما احتجبت ولم أجد
* بدر السما عنك بنايب
*
* حملت بعض تحيتي الياسمي
* ن وسقته يحكى الكواكب
* فكتبت أنا الجواب إليه
* بالرغم مني أن يكو
* ن لنور عيني عنك حاجب
*
* لكن خشيت من المها
* لك أن تعارض في المطالب
*
* من قبل تحجبني النوى
* والآن تمنعني النوايب
*
* أترى سواي ترى له
* صبرا على هذى المصايب
*
* يا ابن الكرام السالفي
* ن سقاهم صوب السحايب
*
* يا من غدا كالبحر عن
* ه تحدث الناس العجايب
*
* ونظامه وهباته
* ملء الحقايق والحقايب
*
* أرسلت شعرا قدره
* أرخى على الشعرى الذوايب
*
* وشفعته بهدية
* هي مثل أنفاس الحبايب
*
* مثل النجوم الزهر ل
* كن ليس تطلع في الغياهب
*
* فنظام ذا ونثار تل
* ك لمن تحققه مناسب
*
* لكن ذاك من الترا
* ب وذا تزان به الترايب
*
* وعلى الصحيح فأنت قد
* مغلطت في تلك المواهب
*
* إذا أنت يا مولاي تع
* لم والورى يدريه غايب
*
* أن الذي يهوى كما
* ل البدر لا يرضى الكواكب
* فكتب الجواب هو إلى بعد ذلك
* يا من محل مقامه
* حيث العلى اعلا الذوايب
*
* يا بحر علم في الورى
* عنه المحدث ليس كاذب
*
* يا سيدا فيه وعن
* ه لنا الرغايب والغرايب
*
* ومن انتقى حلو الكلا
* م فصاغه حلى الترايب)
* (ومن ارتقى أوج الفخا
* ر وغيره حل المغارب
*
* ومن اقتنى غرر المحا
* مد واحتذى هام الكواكب
*

272
* ولذيل برد بيانه
* ابدا على سحبان ساحب
*
* يا من لسان يراعه
* امضى من البيض القواضب
*
* يا أوحدا في عصره
* يا بدر ديجور الغياهب
*
* قلدتني بجواهر
* من در لفظك بل مواهب
*
* رقت أوراق جمالها
* فهي الحباب أو الحبايب
*
* وافت فاحرزت السن
* ى من المرجى في المطالب
*
* وأتت كروض ضاحك
* لبكاء أجفان السحايب
*
* حيت تحية عاطف
* أو دمية لمياء كاعب
*
* أوليتني مننا بها
* ولأنت في الأفضال دايب
*
* لم يقض شكري حقها
* وأنا له أبدا ملازب
*
* فأنا المقصر دايما
* وعلى الدعا فأنا المواضب
*
* فيك التشيع مذهبي
* وسواك في علياك ناصب
*
* فأسلم ودم مترقيا
* لذرى الرفيع من المراتب
* وقال في غير هذا النحو
* كم ذا الجفا وفؤاد الصب يهواكي
* وكم تشحى على المضنى بلقياكي
*
* وكم تصدى دلالا في هواك وقد
* علمت بالهجر ما يلقى معنا كي
*
* يمسى ويصبح في نيران حبك لا
* ينال منك سوى لذات ذكراكي
*
* ويضمر الوجد والأشواق تظهر
* ويشتكي البعد والأحشاء مثواكي
*
* ويدعى حب أخرى كي يغالط يا
* دنيا اللواحي وما يصيبه الاك
*
* ويرتجى خلو وصل منك يطلبه
* فما تنيليه إلا مر بلواكي
*
* يهدي إليك مواثيقا مؤكدة
* في كل حال وتبدي عهد أفاك
*
* ما كان ضرك لو دمتي محافظة
* على المواثيق يا دنيا لمضناك
*
* وكم تعاطيت بالنطق الوفاء لنا
* ونفهم الغدر من لحظات عينيك)
* (كردت صفو حيوتي بالمطال إلى
* أن كان يوم الردى فيها قصاراك
* وقال

273
* صب نأوا عن قربه خلانه
* فأرسلت طوفانها أجفانه
*
* لذ له ذل الغرام فيهم
* وما حلا قط له سلوانه
*
* ولا اعتراه ملل في حبهم
* حينا ولا لازمه هجرانه
*
* بحقكم يا نازلين مهجتي
* رفقا بقلب أنتم سكانه
*
* والله ما لذ لطرفي وسن
* مذ بنتم لأنكم إنسانه
*
* لو لم يكن ظل الحمى مقيلكم
* ما شاقه البان ولا كثبانه
*
* أن ادعى الناظر بعدا عنكم
* ففي حشاى أنتم جيرانه
*
* أو قال بالطيف اكتفى عن وصلكم
* والله ما ذاقت كرى أجفانه
* وقال
* خليلي باق معهد الود أم عفا
* فمورد طيب العيش بعدك ما صفا
*
* ويا ليت شعري دوحة الأنس بعدنا
* تقلص منها الظل في الربع أم ضفا
*
* ويا جيرة لذت حياتي بقربهم
* ومذ هجروا عاد السرور تكلفا
*
* تواليت في حبي لكم فنصبتم
* لقلبي إشراك القطيعة والجفا
*
* وما رفضت نفسي قديم حقوقكم
* ولا دنت إلا بالتشيع والوفا
*
* ولم يسلني حاشاكم البين عنكم
* ولو أن قلبي عن غرام على شفا
* الشريف القنائي المالكي محمد بن الحسن بن عبد الرحيم بن أحمد بن حجون الشيخ الشريف القنائي قال كمال الدين جعفر الأدفوي جمع بين العلم والعبادة والورع الزهادة وحسن ألفاظ تفعل في العقول ما لا تفعله العقار مع سكون ووقار سمع من العلامة أبي الحسن علي بن هبة الله ابن سلامة والحافظ عبد العظيم المنذري والشيخ عز الدين ابن عبد السلام بقراءته عليهم وكان فقيها ماليكا ويقرئ مذهب الشافعي نحويا فرضيا حاسبا محمود الطرايق انتفع بعلمه وبركته طوايف من الخلايق تنقل عنه كرامات وتؤثر عنه مكاشفات وكان ساقط الدعوى كثير الخلوة والانعزال عن الخلق صايم الدهر قايم الليل قال قال لي الخطيب حسن بن منتصر خطيب ادفو سمعته يقول كنت في بعض
السياحات فكنت أمر بالحشايش فتخبرني عما)
فيها من المنافع وتوفي رحمه الله في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وتسعين وست ماية بقنا
صدر الدين الشافعي محمد بن الحسن بن يوسف الأرموي الفقيه المحدث الصالح صدر الدين الشافعي نزيل دمشق ولد سنة عشر وست ماية وتو في رحمه الله تعالى سنة سبع ماية قدم دمشق ولزم ابن الصلاح وحدث عنه وعن كريمة والتاج ابن حمويه وابن قميرة وعدة تفقه وحصل وتعبد قال الشيخ شمس الدين كتبت عنه أنا وساير الرفاق

274
3 (ابن الحسن))
القاضي الوادعي محمد بن الحسين بن حبيب القاضي أبو حصين يفتح الحاء المهملة وكسر الصاد المهملة الوادعي الكوفي طال عمره وصنف المسند وثقه الدارقطني توفي سنة ثمان وتسعين ومأتين
محمد بن الحسين بن الحسن بن الخليل أبو بكر النيسابوري القطان الشيخ الصالح مسند نيسابور توفي سنة اثنتين وثلثين وثلث ماية
الأبدي محمد بن الحسين بن إبراهيم بن عاصم أبو الحسن الآبري بهمزة ممدودة باء ثاني الحروف مضمومة وراء مهملة قبل ياء النسب وآبر من قرى سجستان رحل وطوف وصنف كتابا كبيرا في مناقب الشافعي توفي سنة ثلث وستين وثلث ماية
سيف الدين الغوري محمد بن الحسين الملك سيف الدين ابن الملك علاء الدين الغوري بالغين المعجمة المضمومة والراء ملك بعد أبيه فلم تطل مدته قتله الغز كان عادلا حسن السيرة منع جنده من إذية المسلمين وكانت قتلته سنة ثمان وخمسين وخمس ماية
المحمد اباذي محمد بن الحسين بن محمد أبو طاهر النيسابوري المحمد أباذي ومحمد أباذ محلة بظاهر نيسابور كان من الثقات العالمين بمعاني القرآن والأدب توفي سنة ست وثلثين وثلث ماية
شيخ الأشراف محمد بن الحسين بن داود بن علي السيد أبو الحسن العلوي الحسني النيسابوري شيخ الأشراف في عصره سمع وروى وكان يعد في مجلسه ألف محبرة وأملى ثلث سنين ثم توفي فجاءة سنة إحدى وأربع ماية
صاحب قيد الأوابد محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي ابن إبراهيم بن عبد الله بن)
يعقوب الحافظ العلامة أبو عبد الله البنجديهي الزاغولي الأرزي ولد سنة اثنتين وسبعين واربح ماية كان عارفا بالحديث وطرقه واشتغل به طول عمره وجمع كتابا مطولا أكثر من أربع ماية مجلدة يشتمل على التفسير والحديث والفقه سماه قيد الأوابد توفي سنة تسع وخمسين وخمس ماية

275
الآجري محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري وآجر بالجيم قرية من قرى بغداد الفقيه الشافعي المحدث صاحب الأربعين المشهور كان صالحا عابدا دخل مكة فأعجبته فقال اللهم ارزقني الإقامة بها سنة فسمع هاتفا يقول بل ثلثين سنة فعاش بعد ذلك ثلثين سنة ومات سنة ستين وثلث ماية بمكة روى عن أبي مسلم البلخي وأبي شعيب الحراني وأحمد بن يحيى الحلواني والمفضل بن محمد الجندي وخلق كثير وصنف في الحديث والفقه كثيرا وروى عنه جماعة من الحفاظ منهم الحافظ أبو نعيم وغيره قال الخطيب كان صدوقا دينا
الشريف الرضى محمد بن الحسين بن موسى بن محمد بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم المعروف بالشريف الرضى بن الطاهر ذي المناقب أبي أحمد الحسين صاحب الديوان المشهور يسميه الأدباء النايحة الثكلى لرقة شعره قال الشعر بعد أن جاوز عشر سنين بقليل وهو أشعر الطالبين ويقال أشعر قريش قلت معناه أنه ليس لقرشي كثرة جيده كان أبوه قديما يتولى نقابة الطالبين والنظر في المظالم والحج بالناس فلما توفي أبوه رثاه أبو العلاء المعرى بقصيدته الفائية المشهورة التي أولها
أودى فليت الحادثات كفاف منها يذكر الغراب
* لا خاب سعيك من خفاف اسحم
* كسحيم الأسدي أو كخفاف
*
* من شاعر للبين قال قصيدة
* يرثى الشريف على روى القاف
* منها
* فارقت دهرك ساخطا افعاله
* وهو الجدير بقلة الأنصاف
*
* ولقيت ربك فاسترد لك الهدى
* ما نالت الأقوام بالإتلاف
*
* أبقيت فينا كوكبين سناهما
* في الصبح والظلماء ليس بخاف)
* (قدرين في الإرداء بل مطرين في
* الأجداء بل قمرين في الأسداف
*
* والراح أن قيل ابنة العنب اكتفت
* بأب من الأسماء والأوصاف
*

276
* ما زاغ بيتكم الرفيع وإنما
* بالوهم ادركه خفى زحاف
* قلت ما غزى كبير بذاهب سلف بمثل هذا البيت وقوله فيما مر يرثى الشريف على روى القاف يريد قول الغراب غاق كلما كررها وهو من أحسن تخيل وردت الأعمال التي كانت بيد أبيه إليه في حياته قال ابن جنى احضر الشريف وهو صغير لم يبلغ العشر من السنين إلى ابن السيرافي فلقنه النحو فلما كان بعد مديدة وهو قاعد في الحلقة ذاكره بشئ من الأعراب على عادة التعليم فقال له إذا قلنا رأيت عمر ما علاقة النصب فيه فقال الرضى بغض على فعجب السيرافي والحاضرون من حدة ذهنه قلت ذكرت ها هنا قول الوراق الحظيري فيمن اسمه فتح وهو مليح إلى الغاية
* يا فتح يا اشهر كل الورى
* باللوم والخسة والكذب
*
* كم تدعى شيعة آل العبا
* اسمك ينبيني عن النصب
* وله كتاب في مجاز القرآن نادر وكتاب في معاني القرآن والمتشابه في القرآن مجازات الآثار النبوية مشتمل على أحاديث تلخيص البيان عن مجازات القرآن سيرة والده الطاهر شعر ابن الحجاج أخبار قضاة بغداد رسايله ثلث مجدلات ديوان شعره ثلث مجلدات والناس يزعمون أن نهج البلاغة من انشايه سمعت الشيخ الإمام العلامة تقي الدين أحمد بن تيممية رحمه الله تعالى يقول ليس كذلك بل الذي فيه من كلام علي بن أبي طالب معروف والذي فيه للشريف الرضى معروف أو كما قال يقال أنه اجتاز بعض الأدباء بدار الشريف الرضى وقد هدمت واخنى عليها الزمان واذهب ديباجتها وبقايا رسومها فتعجب من صروف الزمان وأنشد قول الرضى
* ولقد وقفت على ربوعهم
* وطلولها بيد البلى نهب
*
* فبكيت حتى ضج من لغب
* نضوى ولج بعذلى الركب
*
* وتلفتت عيني فمذ خفيت
* عني الطلول تلفت القلب
* فمر به آخر وهو ينشدها فقال أتعرف هذه الدار لمن فقال لا قال هي لقايل هذه الأبيات الشريف الرضى ومن نظم الشريف الرضى يخاطب الإمام القادر)
* عطفا أمير المؤمنين فاتنا
* في دوحة العلياء لا نتفرق
*

277
* ما بيننا يوم الفخار تفاوت
* أبدا كلانا في السيادة معرق
*
* إلا الخلافة ميزتك فأنني
* أنا عاطل منها وأنت مطوق
* فيقال أن الخليفة لما بلغته الأبيات قال على رغم أنف الرضى ويقال أنه كان يوما جالسا بين يديه فأخذ يعبث بذقنه ويرفعها إلى أنفه فقال له الخليفة كأنك تشم فيها رايحة الخلافة فقال لا والله رايحة النبوة وهذا أنا استبعد وقوع مثله بين يدي الخليفة ومن شعره قوله
* يا ليلة السفح إلا عدت ثانية
* سقى زمانك هطال من الديم
*
* ماض من العيش لو يفدى بذلت له
* كرايم المال من خيل ومن نعم
*
* بتنا ضجيعين في ثوبي تقى ونقا
* فضمنا الشوق من قرع إلى قدم
*
* وبات بارق ذاك الثغر يوضح لي
* مواقع اللثم في داج من الظلم
*
* وامست الريح كالغيري تجاذبنا
* على الكثيب فضول اريط واللمم
*
* واكتم الصبح عنها وهي نايمة
* حتى تكلم عصفور على علم
*
* فقمت انفض بردا ما تعلقه
* غير العفاف وغير الرعى للذمم
* ومنه قوله أيضا
* يا صاحب القلب الصحيح أما اشتفى
* يوم النوى من قلبي المصدوع
*
* أأسأت بالمشتاق حين ملكته
* وجزيت فرط نزاعه بنزوع
*
* هيهات لا تتكلفن لي الهوى
* فضح التطبع شيمة المطبوع
*
* وتركتني طمآن اشرب ادمعي
* اسفا على ذاك اللمى الممنوع
*
* قلبي وطرفي منك هذا في حمى
* قيظ وهذا في رياض ربيع
*
* ابكى ويبسم والدجى وما بيننا
* حتى استضاء بثغره ودموعي
*
* قمر إذا استجليته بعتابه
* لبس الغروب فلم يعد لطلوع
*
* ابغى الوصال بشافع من غيره
* شر الهوى ما رمته بشفيع
*
* ما كان إلا قبلة التسليم ار
* دفها الفراق بضمة التوديع
*
* وتبيت ريان الجفون من الكرى
* وأبيت منك بليلة الملسوع
*
* قد كنت أجزيك الصدود بمثله
* لو أن قلبك كان بين ضلوعي
*)
ومنه قوله أيضا
* عارضا بي ركب الحجاز اسايل
* ه متى عهده بأيام جمع
*

278
* واستملا حديث من سكن الخي
* ف ولا تكتباه إلا بدمعي
* ومنه قوله
* أيها الرايح المجد تحمل
* حاجة للمتيم المشتاق
*
* اقرعني السلام أهل المصلى
* فبلاغ السلام بعض التلاقي
*
* وإذا ما وصلت للخيف فاشهد
* أن قلبي إليه بالأشواق
*
* ضاع قلبي فأنشده لي بين جمع
* ومني عند بعض تلك الحداق
*
* وابك عني فطالما كنت من قب
* ل أعير الدموع للعشاق
* وقوله أيضا
* يا خليلي من ذؤابة قيس
* في التصابي مكارم الأخلاق
*
* عللاني بذكرهم واسقياني
* وامزجالي دمعي بكأس دهاق
*
* وحذا النوم من جفوني فإني
* قد خلعت الكرى على العشاق
* قيل أن المطرز لما وقف عليها قال رحم الله الشريف الرضى وهب ما لا يملك على من لا يقبل فبلغني أن الشيخ صدر الدين ابن الوكيل رحمه الله لما سمع ذلك قال والله قول المطرز عندي أحسن من قول الشريف الرضى وقوله في القصيدة الكافية أولها
* يا ظبية البان ترعى في خمايله
* ليهنك اليوم أن القلب مرعاك
* سمعت القاضي شهاب الدين محمودا رحمه الله تعالى يقول الله يرزق المليحة بخت الوحشة ما من شاعر إلا وقد عارض هذه القصيدة وليس له ديباجتها أو كما قال ومحاسن شعره كثيرة إلى الغاية وكانت ولادته سنة تسع وخمسين وتوفي بكرة الخميس سادس المحرم وقيل صفر سنة ست وأربع ماية وتوفي والده سنة أربع ماية وقيل سنة ثلث وأربع ماية ولما توفي الشريف الرضى حضر الوزير فخر الملك وجميع الأشراف والقضاة والشهود والأعيان ودفن في داره بالكرخ ومضى أخوه الشريف المرتضى إلى مشهد موسى بن جعفر لأنه لم يستطع أن ينظرإلى تابوته وصلى عليه الوزير مع جماعة أمهم أبو عبد الله ابن المهلوس العلوي ثم دخل الناس أفواجا فصلوا عليه وركب الوزير آخر النهار إلى المشهد بمقابر قريش فعزى)
المرتضى والزمه العود إلى داره ورثاه المرتضى بمراث كثيرة منها قوله
* يا للرجال لفجعة خدمت يدي
* ووددتها ذهبت على برأسي
*
* ما زلت آبي وردها حتى أتت
* فحسوتها في بعض ما أنا حاس
*
* ومطلتها زمنا فلما صممت
* لم يثنها مطلى وطول مكاسي
*

279
* لا تنكرا من فيض دمعي عبرة
* فالدمع خير مساعد ومواسى
* ومن ورع الرضى أنه اشترى جزازا من امرأة بخمسة دراهم فوجد فيه جزءا بخط ابن مقلة فأرسل إليها وقال وجدت في جزازك هذا وقيمته خمسة دنانير فإن شئت الجزء وأن شئت خمسة دنانير فأبت وقالت ابعتك ما في الجزاز فلم يزل بها حتى أخذت الذهب وقال الخالع مدحت الرضى بقصيدة فبعث إلى بتسعة وأربعين ردهما فقلت لا شك أن الأديب خانني ثم أني اجتزت بسوق العروس فرأيت رجلا يقول لآخر اتشتري هذا الصحن فإنه أخرج من دار الرضى أبيع بتسعة وأربعين درهما وهو يساوي خمسة دنانير فعلمت أنه كان وقته مضيقا فاباع الصحن وأنفذ ثمنه إلى ومحاسنه كثيرة ولما توفي الشريف الرضى قال الوزير المغربي يرثيه بقصيدة أولها رزء أغار به النعي وأنجدا منها
* اذكرتنا يا ابن النبي محمد
* يوما طوى عني أباك محمدا
*
* ولقد عرفت الدهر قبلك ساليا
* إلا عليك فما أطاق تجلدا
*
* ما زلت نصل الدهر يأكل غمده
* حتى رأيتك في حشاه مغمدا
* ابن نجدة محمد بن الحسين بن محمد الطبري النحوي يعرف بابن نجدة مشهور في أهل الأدب له خط مرغوب فيه
اليمنى المغربي النحوي محمد بن الحسين بن عمر اليمنى أبو عبد الله النحوي الأديب كان مقيما بمصر وتوفي فيما ذكره أبو إسحاق الحبال في سنة أربع ماية وله تصانيف منها أخبار النحويين مضاهاة أمثال كليلة ودمنة من أشعار العرب وكتب إليه أبو محمد عبد الله بن أبي الجوع عند قدومه من المغرب قصيدة طويلة أولها
* خففت إلى عتابي بالهجاء
* وحلت عن المودة والصفاء)
* (وكم لك من طريقي حدت عنه
* وقارعة الطريق على استواء
*
* ولو أنا تناصفنا لكنا
* نجومك حين تطلع من سماءي
*
* لأني استشفك عن ضمير
* كمثل النار ملتهب الذكاء
* فكتب إليه الجواب
* هديت وما عرفتك بالهذاء
* وأعلنت العويل مع العواء
*

280
* وصرفت العتاب إلى هجاء
* وليس بسالك وجه الهجاء
*
* وأكثرت الدعاوى في عتابي
* على أني دعوتك للوفاء
*
* وكنت ككامن في سر زند
* وقدح الزند يذكى بالضياء
* ومن شعره ما زعم أنه ليس لقافيها خامس
* اسقمني حب من هويت فقد
* صرت بحبيه في الهوى آية
*
* يا غاية في الجمال صوره
* أما لهذا الصدود من غاية
*
* تركتني بالسقام مشتهرا
* اشهر للعالمين من رايه
*
* أحب جيرانكم من أجلكم
* بحجة الطفل تشبع الدايه
* الصوفي محمد بن الحسين بن موسى أبو عبد الله الأزدي أبا السلمى جدا لأنه سبط أبي عمرو إسماعيل بن بحر كان شيخ الصوفية وعالمهم بخراسان وسمع وحدث وانتخب عليه الكبار توفي سنة اثنتي عشرة وأربع ماية
ابن طلحة محمد بن الحسين بن محمد بن طلحة هو أبو الحسن ابن الشيخ أبي علي أورد له الثعالبي في التتمة وقال سنة دون العشرين
* رعى الله دارا بالحمى هي دارنا
* وقوما هم أحبابنا والحبايب
*
* فكم بالحمى من مرهف القد ناعم
* قد اختلفت للشعر فيه المناسب
*
* محياه للورد الجنى ملابس
* ورياه للمسك الذكي مسالب
*
* فيا دار بل يا دارة البدر في الدجى
* سقتك دموع لاسقتك سحايب
* منها
* ودوية لا ماء إلا سرابها
* ولا ركب إلا آلها المتراكب
*
* كأن مطايانا مخاريق لاعب
* تألق فوق الأكم والأكم لاعب
*)
أبو عبد الله الخولاني محمد بن الحسين بن المضرس الخولاني أبو عبد الله النحوي وكان مقدما في النحو وله شعر ومناقضات مع أبي يعلى حمزة بن محمد المهلبي ومات بالبصرة سنة سبع وعشرين وثلث ماية
ابن العميد الكاتب محمد بن الحسين بن محمد أبو الفضل بن أبي عبد الله

281
الكاتب المعوف بابن المعميد لقب والده بذلك على عادة أهل خراسان في التعظيم وكان والده يلقب بكله بضم الكاف وفتح اللام مخففة وبعدها هاء وسيأتي ذكره في ترجمة علي بن محمد الإسكافي الكاتب وكان ابن العميد وزير ركن الدولة أبي على الحسن بن بويه والد عضد الدولة تولى وزارته عقيب موت وزيره أبي على القمي سنة ثمان وعشرين وثلث ماية وكان متوسعا في علوم الفلسة والنجوم وأما الأدب والترسل فلم يقاربه في ذلك أحد في زمانه كان يسمى الحافظ الثاني قال الثعالبي كان يقال بدئت الكتابة بعبد الحميد وختمت بابن العميد وكان كامل الرياسة جليل المقدار من بعض اتباعه الصاحب ابن عباد ولأجل صحبته له قيل له الصاحب وكان يقال له الأستاذ توجه الصاحب إلى بغداد وعاد فقال له كيف وجدتها فقال له بغدادي في البلاد كالأستاذ في العباد وكان سايسا مدبرا للملك قصده جماعة من الشعراء من البلاد الشاسعة منهم أبو الطيب المتنبي مدحه بقصيدته التي أولها
* باد هواك صبرت أم لم تصبرا
* وبكاك أن لم يجر دمعك أو جرى
* فوصله بثلاثة آلاف دينارن ومدحه ابن نباتة السعدي بقصيدة أولها
* برح اشتياق وادكار
* ولهيب أنفاس حرار
* فتأخرت صلة ابن العميد عنه وطالت المدة فدخل عليه وهو في مجلسه الحفل وجرى بينهما محاورة ومجاوبة طويلة إلى أن قام ابن العميد من مجلسه مغضبا ولما كان
ثاني يوم طلبه ليصله فلم يقع له عل خبر وكان حسرة في قلب ابن العميد إلى أن مات وقد ذكر هذه الواقعة بطولها ابن خلكان ثم لم يثبتها لابن العميد إلى أن مات وقد ذكر هذه الواقعة بطولها ابن خلكان ثم لم يثبتها لابن نباتة ولابن عباد فيه مدايح كثيرة ومن شعر ابن العميد
* رأيت في الوجه طاقة بقيت
* سوداء عيني تحب رؤيتها
*
* فقلت للبيض إذ تروعها
* بالله إلا رحمت وحدتها
*
* فقل لبث السوداء في بلد
* تكون فيه البيضاء ضرتها
*)
توفي ابن العميد في صفر وقيل في المحرم بالري وقيل ببغداد سنة ستين وثلث ماية لما مات رتب مخدومه ركن الدولة ولده ذا الكفايتين أبا الفتح عليا مكانه وسيأتي ذكر أبي الفتح على في مكانه أن شاء الله تعالى
آخر الجزء الثاني من الوافي بالوفيات يتلوه أن شاء الله تعالى محمد بن الحسين بن عبد الله والحمد لله وحده

282
/ 1