بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الكتاب: تاريخ الإسلام المؤلف: الذهبي الجزء: 36 الوفاة: 748 المجموعة: مصادر التاريخ تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى الطبعة: الأولى سنة الطبع: 1407 - 1987م المطبعة: لبنان/ بيروت - دار الكتاب العربي الناشر: دار الكتاب العربي ردمك: ملاحظات: 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)) 5 (الطبقة الثالثة والخمسون حوادث)) ((الحوادث من سنة إلى)) 4 (سنة إحدى وعشرين وخمسمائة)) 4 (حرب الخليفة والسلطان في بغداد)) قد ذكرنا أن أهل بغداد كانوا بالجانب الغربي، وعسكر محمود في الجانب الشرقي، وتراموا بالنشاب. ثم إن جماعة من عسكر محمود حاولوا الدخول إلى دار الخلافة من باب النوبي، فمنعتهم الخاتون، فجاءوا إلى باب الغربة في رابع المحرم، ومعهم جمع من الساسة والرعاع، فأخذوا مطارق الحدادين، وكسروا باب الغربة، ودخلوا إلى التاج فنهبوا دار الخلافة من ناحية الشط، فخرج الجواري حاسرات تلطمن، ودخلن دار خاتون وضج الخلق، فبلغ الخليفة، فخرج من السرداق، وابن صدقة بين يديه، وقدموا السفن دفعة واحدة، ودخل عسكر الخليفة، وألبسوا الملاحين السلاح، وكشفوا عنهم. ورمى العيارون أنفسهم في الماء وعبروا. وصاح المسترشد بالله بنفسه، يا آل بني هاشم. فصدق الناس معه القتال، وعسكر السلطان مشغولون بالنهب، فلما رأوا عسكر الخليفة ذلوا وولوا الأدبار، ووقع فيهم السيف، واختفوا في السراديب، فدخل وراءهم البغداديون وأسروا جماعة من الأمراء ونهب العامة دور، وقتلوا أصحاب السلطان، ودار وزيره، ودار العزيز أبي نصر المستوفي، وأبي البركات الطيب وأخذ من داره ودائع وغيرها بما قيمته ثلاثمائة ألف. وقتل من أصحاب السلطان عدة وافرة في الدروب والمضائق.
5 ثم عبر الخليفة إلى داره في سابع المحرم بالجيش، وهم ثلاثين ألف مقاتل بالعوام وأهل البر، وحفروا بالليل خنادق عند أبواب الدروب، ورتب على أبواب المحال من يحفظها. وبقي القتال أياما إلى يوم عاشوراء، انقطع القتال، وترددت الرسل، ومال الخليفة إلى الصلح والتحالف، فأذعن السلطان وأحب ذلك، وراجع الطاعة، واطمأن الناس، وطمت الخنادق. ودخل أصحاب السلطان يقولون: لنا ثلاثة أيام ما أكلنا خبزا، ولولا الصلح لمتنا جوعا.) فكانوا يسلقون القمح ويأكلونه. فما رؤي سلطان حاصر فكان هو المحاصر، إلا هذا. وظهر منه حلم وافر عن العوام. 4 (إرسال الخلع إلى ابن طراد)) وبعث الخليفة مع علي بن طراد إلى سنجر خلعا وسيفين، وطوقا ولواءين، ويأمره بإبعاد دبيس من حضرته. 4 (مقتل وزير سنجر)) وجاء الخبر بأن سنجر قتل من الباطنية اثني عشر ألفا، فقتلوا وزيره المعين، لأنه كان يحرض عليهم وعلى استئصالهم. فتجمل رجل منهم، وخدم سائسا لبغال المعين، فلما وجد الفرصة وثب عليه وهو مطمئن فقتله، وقتل بعده، وكان هذا الوزير ذا دين ومروءة، وحسن سيرة.
6 4 (مرض السلطان محمود)) ومرض السلطان محمود في الميدان، وغشي عليه، ووقع من فرسه، واشتد مرضه. ثم تماثل فركب، ثم انتكس، وأرجف بموته ثم خلع عليه وهو مريض، وأشار عليه الطبيب بالرواح من بغداد، فرحل يطلب همذان، وفوض شحنكية بغداد إلى عماد الدين زنكي. 4 (القبض على المستوفي والوزير)) وبعد أيام جاء الخبر من همذان بأن السلطان قبض على العزيز المستوفي وصادره وحبسه، وعلى الوزير فصادره فحبسه وكان السبب أن الوزير تكلم على العزيز، وأن برتقش الزكوي تكلم على الوزير. 4 (وزارة أنوشروان)) ثم بعث السلطان إلى أنوشروان بن خالد الملقب بشرف الدين، فاستوزره، فلم يكن له ما يتجهز به حتى بعث له الوزير جلال الدين من عند الخليفة الخيم والخيل، فرحل إلى إصبهان في أول رمضان في السنة. أقام في الوزارة عشر أشهر، واستعفى وعاد إلى بغداد. 4 (تفويض بهروز ببغداد والحلة)) ) وفي رمضان وصل مجاهد الدين بهروز إلى بغداد، وقد فوض إليه السلطان بغداد والحلة.
7 4 (تفويض زنكي الموصل)) وفوض إلى زنكي الموصل، فسار إليها. 4 (وفاة مسعود بن آقسنقر)) ومات عز الدين مسعود بن آقسنقر البرسقي في هذه السنة. وكان قد وصل إلى الموصل بعد قتل والده، واتفق موته بالرحبة، فإنه سار إليها. وكان بطلا شجاعا، عالي الهمة. رد إليه السلطان جميع إقطاع والده، وطمع في التغلب على الشام، فسار بعساكره، فبدأ بالرحبة، فحاصرها، ومرض مرضا حادا، فتسلم القلعة، ومات بعد ساعة، وبقي مطروحا على بساط، وتفرق جيشه، ونهب بعضهم بعضا، فأراد غلمانه أن يقيموا ولده، فأشار الوزير أنوشروان بالأتابك زنكي لحاجة الناس إلى من يقوم بإزاء الفرنج، لعنهم الله. 4 (سؤال الإسفرائيني عن حديث)) وفيها سئل أبو الفتح الإسفرائيني في مجلسه ببغداد عن الحديث: لم يكذب إبراهيم إلا ثلاث كذبات. فقال: لم يصح. 4 (خبر الإسفرائيني)) أبو الفتح الإسفرائيني، رضوان الله عليه من كبار أهل السنة ومن ذوي الكرامات الظاهرة. وما نسب إليه من الاستخفاف بالقرآن كذب وزور هو وغيره
8 من الأشاعرة يصرحون بتكفير من استخف بالمصاحف وشيخنا الذهبي غير عادته بهم، وأذن برأيهم، والحديث في الصحيح. وقال يوما على المنبر: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم كيف أصبحت فقال: أعمى بين العميان، ضالا بين الضالين. فاستحضره الوزير، فأقر، وأخذ يتأول تأولات فاسدة، فقال الوزير للفقهاء: ما تقولون فقال ابن سلمان مدرس النظامية: لو قال هذا الشافعي ما قبلنا منه، ويجب على هذا أن يجدد إيمانه وتوبته. فمنع من الجلوس بعد أن استقر أنه يجلس، ويشد الزنار، ثم يقطعه ويتوب، ثم يرحل.) فنصره قوم من الأكابر يميلون إلى اعتقاده، وكان أشعريا. فأعادوه إلى الجلوس، وكان يتكلم بما يسقط حرمة المصحف من قلوب العوام، فافتتن به خلق، وزادت الفتن ببغداد. وتعرض أصحابه بمسجد ابن جردة فرجموه، ورجم معهم أبو الفتوح. وكان إذا ركب يلبس الحديد ومعه السيوف مسللة، ثم اجتاز بسوق الثلاثاء، فرجم ورميت عليه الميتات، ومع هذا يقول: ليس هذا الذي نتلوه كلام الله، إنما هو عبارة ومجاز. ولما مات ابن فاعوس انقلبت بغداد، وغلقت الأسواق، وكان عوام الحنابلة يصيحون على عادتهم: هذا يوم سني حنبلي لا أشعري ولا قشيري ويصرخون بأبي الفتوح هذا. فمنعه المسترشد بالله من الجلوس، وأمره أن يخرج من بغداد. وكان ابن صدقة يميل إلى السنة، فنصرهم. ثم ظهر عند إنسان كراس قد اشتراها، فيها مكتوب القرآن، وقد كتب بين الأسطر بالأحمار أشعار على وزن أواخر الآيات. ففتش على كاتبها، فإذا هو مؤدب، فكبس بيته، فإذا هو كراريس كذلك، فحمل إلى الديوان، وسئل عن ذلك، فأقر، وكان من أصحاب أبي الفتوح، فنودي عليه حمار، وشهر، وهمت العامة بإحراقه. ثم أذن لأبي الفتوح، فجلس.
9 4 (ظهور الشيخ عبد القادر الحنبلي)) وظهر في هذه الأيام الشيخ عبد القادر الحنبلي، فجلي في الحلبة، فتشبث به أهل السنة، وانتصروا بحسن اعتقاد الناس به. 4 (وقعة مرج الصفر)) قال ابن الأثير: كانت وقعة مرج الصفر بين المسلمين، أنهم التقوا في أواخر ذي الحجة، واشتد القتال، فسقط طغتكين، فظن الجند أنه قتل فانهزموا إلى دمشق، وركب فرسه ولحقهم، فساقت الفرنج وراءهم، وبقية رجالة التركمان قد عجزوا عن الهزيمة، فحملوا على رجالة الفرنج، فقتلوا عامتهم، ونهبوا عسكر الفرنج وخيامهم، ثم عادوا سالمين غانمين إلى دمشق. ولما ردت خيالة الفرنج من وراء طغتكين، رأوا رجالتهم صرعى، وأموالهم قد راحت، فتموا) منهزمين. قال: وهذا من الغريب أن طائفتين تنهزمان.
10 4 (وفيات سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة)) 4 (وفاة ابن صدقة)) فيها توفي ابن صدقة الوزير، وناب في الوزارة علي بن طرد. 4 (مصالحة السلطان محمود وسنجر)) وفيها ذهب السلطان محمود إلى السلطان سنجر، فأصلحا بعد خشونة، ثم سلم سنجر إلى دبيسا وقال: تعزل زنكي ابن آقسنقر عن الموصل والشام. وتسلم البلاد إلى دبيس، وتسأل الخليفة أن يرضى عنه. فأخذه ورحل. وقال أبو الحسن الزاغوني: تقدم إلى نقيب النقباء ليخرج إلى سنجر، فرفع إلى الخزانة ثلاثين ألف دينار، وتقدم إلى شيخ الشيوخ ليخرج، فرفع إلى الخزانة خمس عشر ألف دينار ليعفى. 4 (الطموح للوزارة)) وتطاول للوزارة عز الدين بن المطلب، ابن الأنباري، وناصح الدولة ابن المسلمة، وأحمد بن نظام الملك، فمنعوا من الكلام في ذلك.
11 4 (ملك زنكي حلب)) وفي أول السنة سار عماد الدين زنكي فملك حلب، وعظم شأنه، واتسعت دولته.
12 4 (سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة)) 4 (الختم على وقف مدرسة أبي حنيفة)) في المحرم دخل السلطان محمود بغداد، وأقام دبيس في بعض الطريق، واجتهد في أن يمكن دبيس فامتنع. وأمر السلطان بالختم على أموال وقف مدرسة أبي حنيفة ومطالبة العمال بالحساب، ووكل بقاضي القضاة الزينبي كذلك. وكان قد قيل للسلطان إن دخل المكان ثمانين ألفا، ما ينفق عليه عشرة. 4 (وزارة علي بن طراد)) ) وفي ربيع الآخرة خلع المسترشد علي أبي القاسم علي بن طراد واستوزره. 4 (إقرار زنكي في مكانه)) وضمن زنكي أن ينفذ السلطان مائة ألف دينار، وخيلا، وثيابا، على أن يقر في مكانه. واستقر الخليفة على مثل ذلك، على أن لا يولي دبيس شيئا.
13 4 (بيع عقار للخليفة)) وباع الخليفة عقارا بالحرم، وقريء لذلك، وما زال يصحح. 4 (دخول دبيس بغداد)) ثم إن دبيسا دخل إلى بغداد بعد جلوس الوزير ابن طراد، ودخل دار السلطان، وركب في الميدان ورآه الناس. 4 (تسليم الحلة بهروز)) وجاء زنكي فخدم. وسلمت الحلة والشحنكية إلى بهروز 4 (خطف دبيس ولدا للسلطان)) وكانت بنت سنجر التي عند ابن عمها السلطان محمود قد تسلمت دبيسا من أبيها، فكانت تشد منه وتمانع عنه، فماتت، ومرض السلطان محمود، فأخذ دبيس ولدا صغيرا لمحمود، فلم يعلم به حتى قرب من بغداد، فهرب بهروز من الحلة، فقصدها دبيس ودخلها في رمضان وبعث بهروز عرف السلطان، فطلب قزل والأجهيلي وقال: أنتما ضمنتما دبيسا، فلا أعرفه إلا منكما. 4 (أخذ دبيس الأموال من القرى)) وساق الأجهيلي يطلب العراق، فبعث دبيس إلى المسترشد: إن رضيت عني رددت أضعاف ما نفذ من الأموال. فقال الناس: هذا لا يؤمن. وباتوا تحت السلاح طول رمضان، ودبيس يجمع الأموال، ويأخذ من القرى، حتى قيل إنه
14 حصل خمسمائة ألف دينار، وإنه قد دون عشرة آلاف، بعد أن كان قد وصل في ثلاثمائة فارس. 4 (مساومة دبيس للسلطان)) ) ثم قدم الأجهيلي بغداد، وقبل يد الخليفة، وقصد الحلة. وجاء السلطان إلى حلوان، فبعث دبيس إلى السلطان رسالة وخمسة وخمسين مهرا عربية، وثلاثة أحمال صناديق ذهب، وذكر أنه قد أعد إن رضي عنه الخليفة ثلاثمائة حصان، ومائتين ألف دينار، وإن لم يرض عنه دخل البرية. فبلغه أن السلطان حنق عليه، فأخذ الصبي وخرج من الحلة، وسار إلى البصرة، وأخذ منها أموالا كثيرة. وقدم السلطان بغداد، فبعث لحربه قزل في عشرة آلاف فارس، فسار دبيس ودخل البرية. 4 (غدر زنكي بسونج بن بوري)) وفي سنة ثلاث أظهر عماد الدين زنكي بن آقسنقر أنه يريد جهاد الفرنج، وأرسل إلى تاج الملوك بوري يستنجده، فبعث له عسكرا بعد أن أخذ عليه العهد والميثاق، وأمر ولده سونج أن يسير إليه من حماة. ففعل فأكرمهم زنكي، وطمنهم أياما، وغدر بهم، وقبض على سونج، وعلى أمراء أبيه، ونهب خيامهم، وحبسهم بحلب، وهرب جندهم. ثم سار ليومه إلى حماة، فاستولى عليها، ونازل حمص ومعه صاحبها خرخان فأمسكه، فحاصرها مدة، ولم يقدر عليها ورجع إلى الموصل. ولم يطلق سونج ومن معه حتى اشتراهم تاج الملوك بوري منه بخمسين ألف دينار. ثم لم يتم ذلك. ومقت الناس زنكي على قبيح فعله.
15 4 (مقتل ابن الخجندي)) وفيها وثبت الباطنية على عبد اللطيف بن الخجندي رئيس الشافعية بإصبهان، ففتكوا به. 4 (الفتنة في وادي التين)) وأما بهرام، فإنه عتى وتمرد على الله، وحدثته نفسه بقتل برق بن جندل من مقدمي وادي التيم لا لسبب، فخدعه إلى أن وقع في يده فذبحه. وتألم الناس لذلك لشهامته وحسنه وحداثة سنه، ولعنوا من قتله علانية، فحملت الحمية أخاه الضحاك وقومه على الأخذ بثأره، فتجمعوا وتحالفوا على بذل المهج في طلب الثأر.) فعرف بهرام الحال، فقصد بجموعه وادي التيم، وقد استعدوا لحربه، فنهضوا بأجمعهم نهضة الأسود، وبيتوه وبذلوا السيوف في البهرامية، وبهرام في مخيمه، فثار هو وأعوانه إلى السلاح، فأزهقتهم سيوف القوم وخناجرهم وسهامهم، وقطع رأس بهرام لعنه الله. 4 (الانتقام من الباطنية في وادي التيم)) ثم قام بعده صاحبه إسماعيل العجمي، فجدوا في الإضلال والإستغواء، وعامله الوزير المزدقاني بما كان يعامل به بهراما، فلم يمهله الله، وأمر الملك بوري بضرب عنقه في سابع عشر رمضان، وأحرق بدنه، وعلق رأسه، وانقلب البلد بالسرور وحمد الله وثارت الأحداث والشطار في الحال بالسيوف والخناجر يقتلون من رأوا من الباطنية وأعوانهم، ومن يتهم بمذهبهم، وتتبعوهم حتى
16 أفنوهم، وامتلأت الطرق والأسواق بجيفهم. وكان يوما مشهودا أعز الله فيه الإسلام وأهله. وأخذ جماعة أعيان منهم شاذي الخادم تربية أبي طاهر الصائغ الباطني الحلبي، وكان هذا الخادم رأس البلاء، فعوقب عقوبة شفت القلوب، ثم صلب هو وجماعة على السور. 4 (الحذر من الباطنية)) وبقي صاحب دمشق يوسف فيروز، ورئيس دمشق أبو الذواد مفرج بن الحسن بن الصوفي يلبسان الدروع، ويركبان وحولهما العبيد بالسيوف، لأنهما بالغا في استئصال شأفة الباطنية. 4 (تسليم بانياس للفرنج)) ولما سمع إسماعيل الداعي وأعوانه ببانياس ما جرى انخذلوا وذلوا، وسلم إسماعيل إلى الفرنج، وتسلل هو وطائفة إلى البلاد الإفرنجية في الذلة والقلة. 4 (هلاك داعية الباطنية)) ثم مرض إسماعيل بالإسهال، وهلك وفي أوائل سنة أربع وعشرين. 4 (موقعة جسر الخشب)) فلما عرف الفرنج بواقعة الباطنية، وانتقلت إليهم بانياس، قويت نفوسهم،
17 وطمعوا في دمشق، وحشدوا وتألبوا، وتجمعوا من الرها، وأنطاكية، وطرابلس، والسواحل، والقدس، ومن البحر، وعليهم كندهر الذي تملك عليهم بعد بغدوين، فكانوا نحوا من ستين ألفا، ما بين فارس وراجل، فتأهب تاج الملوك بوري، وطلب التركمان والعرب، وأنفق الخزائن.) وأقبل الملاعين قاصدين دمشق، فنزلوا على جسر الخشب والميدان في ذي القعدة من السنة، وبرز عسكر دمشق، وجاءت التركمان والعرب، وعليهم الأمير مرة بن ربيعة وتعبوا كراديس في عدة جهات، فلم يبرز أحد من الفرنج، بل لزموا خيامهم، فأقام الناس أياما هكذا، ثم وقع المصاف، فحمل المسلمون، وثبت الفرنج، فلم يزل عسكر الإسلام يكر عليهم ويفتك بهم إلى أن فشلوا وخذلوا. ثم ولى كليام مقدم شجعانهم في فريق من الخيالة، ووضع المسلمون فيهم السيف، وغودروا صرعى، وغنم المسلمون غنيمة لا تحد ولا توصف، وهرب جيش الفرنج في الليل، وابتهج الخلق بهذا الفتح المبين. ومنهم من ذكر هذه الملحمة في سنة أربع كما يأتي، وانفرجت الكربة من نصر الله تعالى ما لم يخطر ببال. وأمن الناس، وخرجوا إلى ضياعهم، وتبدلوا بالأمن بعد الخوف. 4 (قتل الباطنية بدمشق)) وفيها قتل من كان يرمى بمذهب الباطنية بدمشق، وكان عددهم ستة آلاف
18 4 (قتل الأسداباذي ببغداد)) وكان قد قتل ببغداد من مديدة إبراهيم الأسداباذي، وهرب ابن أخيه بهرام إلى الشام وأضل خلفاءه واستغواهم، ثم إن طغتكين ولاه بانياس، فكانت هذه من سيئات طغتكين، عفا الله عنه. 4 (قتال الباطنية في وادي التيم)) وأقام بهرام له بدمشق خليفة يدعو إلى مذهبه، فكثر بدمشق أتباعه. وملك بهرام عدة حصون من الجبال منها القدموس. وكان بوادي التيم طوائف من الدرزية والنصيرية والمجوس، واسم كبيرهم الضحاك، فسار إليهم بهرام وحاربهم، فكبس الضحاك عسكر بهرام، وقتل طائفة منهم، ورجعوا إلى بانياس بأسوأ حال. 4 (خيانة المزدقاني وقتله)) وكان المزدقاني وزير دمشق يعينهم ويقويهم. وأقام بدمشق أبا الوفاء، فكثر أتباعه وقويت شوكته، وصار حكمه في دمشق مثل حكم طغتكين.) ثم إن المزدقاني راسل الفرنج، لعنهم الله، ليسلم إليهم دمشق، ويسلموا إليه صور. وتواعدوا إلى يوم جمعة، وقرر المزدقاني مع الباطنية أن يحتاطوا ذلك اليوم بأبواب الجامع، لا يمكنون أحدا من الخروج، ليجيء الفرنج ويملك دمشق. فبلغ ذلك تاج الملوك بوري، فطلب المزدقاني وطمنه، وقتله وعلق رأسه على باب القلعة، وبذل السيف في الباطنية، فقتل منهم ستة آلاف. وكان ذلك فتحا عظيما في الإسلام في يوم الجمعة نصف رمضان. فخاف الذين ببانياس وذلوا،
19 وسلموا بانياس إلى الفرنج، وصاروا معهم، وقاسوا ذلا وهوانا. 4 (انكسار الفرنج)) وجاءت الفرنج ونازلت دمشق، فجاء إلى بغداد في النفير عبد الوهاب الواعظ الحنبلي، ومعه جماعة من التجار، وهموا بكسر المنبر، فوعدوا بأن ينفذ إلى السلطان في ذلك. وتناخى عسكر دمشق والعرب والتركمان، فكسبوا الفرنج، وثبت الفريقان، ونصر الله دينه فقتل من الفرنج خلق، وأسر منهم ثلاثمائة، وراحوا بشر خيبة، ولله الحمد.
20 4 (سنة أربع وعشرين وخمسمائة)) 4 (المطر والحريق بالموصل)) وردت أخبار بأن في جمادى الأولى ارتفع سحاب أمطر بلد الموصل مطرا عظيما، وأمطر عليهم نارا أحرقت من البلد مواضع ودورا كثيرة، وهرب الناس. 4 (كسرة الإفرنج عند دمشق)) وفيها كسرت الإفرنج على دمشق، وقتل منهم نحو عشرة آلاف، ولم يفلت منهم سوى أربعين. وصل الخبر إلى بغداد بذلك، وكانت ملحمة عظيمة. 4 (الملحمة بين ابن تاشفين وابن تومرت)) وفيها كانت ملحمة كبرى بين ابن تاشفين، وبين جيش ابن تومرت، فقتل من الموحدين ثلاثة عشر ألفا، وقتل قائدهم عبد الله الونشريسي، ثم تحيز عبد المؤمن بباقي الموحدين. وجاء خبر الهزيمة إلى ابن تومرت وهو مريض، ثم مات في آخر السنة.
21 4 (غدر زنكي بسونج مرة أخرى)) وفيها راسل زنكي ابن آقسنقر صاحب حلب تاج الملوك بوري يلتمس منه إنفاذ عسكره ليحارب) الفرنج، فتوثق منه بأيمان وعهود، ونفذ إلى زنكي خمسمائة فارس، وأرسل إلى ولده سونج وهو على حماة أن يسير إلى زنكي، فأحسن ملتقاهم وأكرمهم، ثم عمل عليهم، وغدر بهم، وقبض على سونج وجماعة أمراء، ونهب خيامهم، وهرب الباقون. 4 (تملك زنكي حماة)) ثم زحف إلى حماة فتملكها، ثم ساق إلى حمص، وغدر بصاحبها خرخان بن قراجا واعتقله، ونهب أمواله، وتحلف منه أن يسلم حمص، ففعل، فأبى عليه بوابه بها، فحاصرها زنكي مدة، ورجع إلى الموصل ومعه سونج، ثم أطلقه بمال كثير. 4 (مقتل الخليفة الآمر)) وفيها قتل صاحب مصر الخليفة الآمر بأحكام الله.
22 4 (استيلاء سنجر على سمرقند)) وفي سنة أربع قتل أمير سمرقند، فسار السلطان سنجر فاستولى عليها، ونزل محمد خان من قلعتها بالأمان، وهو زوج بنت سنجر، وأقام سنجر بسمرقند مدة. 4 (انكسار الإفرنج أمام زنكي عند الأثارب)) وأما أهل حلب فكانوا مع الفرنج الذين استولوا على حصن الأثارب في ضر شديد لقربهم منهم. والأثارب على ثلاثة فراسخ من غربي حلب، فجاء عماد الدين زنكي في هذا العام وحاصره، فسارت ملوك الفرنج لنجدته وللكشف عنه، فالتقاهم زنكي، واشتد الحرب، وثبت الفريقان ثباتا كليا ثم وقعت الكسرة على الملاعين، ووضع السيف فيهم، وأسر فيهم خلق. وكان يوما عظيما. وافتتح زنكي الحصن عنوة، وجعله دكا. 4 (محاصرة زنكي حارم)) ثم نزل على حارم، وهي بالقرب من أنطاكية، فحاصرها، وصالحهم على نصف دخلها. ومنها ذلت الفرنج، وعلموا عجزهم عن زنكي، واشتد أزر المسلمين.
23 4 (إنهزام صاحب ماردين أمام زنكي)) وعدى زنكي الفرات، فنازل بعض ديار بكر، فحشد صاحب ماردين لقتاله، ونجده ابن عمه داود بن سقمان من حصن كيفا، وصاحب آمد، حتى صاروا في عشرين ألفا، فهزمهم زنكي،) وأخذ بعض بلادهم. 4 (خلافة الحافظ بمصر)) وفيها مات الآمر بأحكام الله صاحب مصر، وولي بعده الحافظ. 4 (وفاة زوجة السلطان)) وفيها ماتت زوجة السلطان محمود خاتون بنت السلطان سنجر. 4 (مقتل صاحب أنطاكية)) وفيها قتل بيمند صاحب أنطاكية. 4 (وزارة ابن الصوفي بدمشق)) وفيها وزر بدمشق الرئيس مفرج ابن الصوفي.
24 4 (ظهور عقارب طيارة)) وفيها ظهر عقارب طيارة، لها شوكتان، وخاف الناس منها وقد قتلت جماعة أطفال. 4 (ملك السلطان قلعة الموت)) وفيها ملك السلطان محمود قلعة الموت.
25 4 (ومن سنة خمس وعشرين وخمسمائة)) 4 (رواية ابن الأثير عن دبيس)) وقد ساق ابن الأثير قصة دبيس فقال: لما فارق البصرة قصد الشام، لأنه جاءه من طلبه إلى صرخد، وقد مات صاحبها، وغلبت سريته على القلعة، وحدثوها بما جرى على دبيس، فطلبته للتزوج به، وتسلم إليه صرخد بما فيها. فجاء إلى الشام في البرية، فضل ونزل بأناس من كلب بالمرج، فحملوه إلى تاج الملوك، فحبسه، وعرف زنكي صاحب الموصل، فبعث يطلبه من تاج الملوك، على أن يطلق ولده سونج ومن معه من الأمراء، وإن لم يفعل جاء وحاصره بدمشق، وفعل وفعل فأجاب تاج الملوك، وسلم إليه دبيسا، وجاءه ولده والأمراء. وأيقن دبيس بالهلاك للعداوة البليغة التي بينه وبين زنكي، ففعل معه خلاف ما ظن، وبالغ في إكرامه، وغرم عليه أموالا كثيرة، وفعل معه ما يفعل مع أكابر الملوك. ولما جرى على الباطنية ما ذكرناه عام ثلاثة وعشرين تحرقوا على تاج الملوك، وندبوا لقتله) رجلين، فتوصلا حتى خدما في ركابه، ثم وثبا عليه في جمادى الآخرة سنة خمس، فجرحاه، فلم يصنعا شيئا، وهبروهما بالسيوف، وخيط جرح بعنقه فبرأ، والآخر بخاصرته، فتنسر، وكان سببا لهلاكه.
26 4 (وفاة الدباس)) وفيها توفي الشيخ حماد الدباس الزاهد ببغداد 4 (عودة زنكي إلى الموصل)) قال ابن واصل: وفي المحرم سنة خمس وعشرين توجه زنكي راجعا من الشام إلى الموصل. 4 (رد العراق إلى زنكي)) وفي ربيع الآخر من السنة رد السلطان محمود أمر العراق إلى زنكي، مضافا إلى ما بيده من الشام والجزيرتين.
27 4 (سنة خمس وعشرين وخمسمائة)) 4 (القبض على دبيس وبيعه)) فمن الحوادث أن دبيسا ضل في البرية، فقبض عليه مخلد بن حسان بن مكتوم الكلبي بأعمال دمشق، وتمزق أصحابه وتقطعوا، فلم يكن له منجى من العرب، فحمل إلى دمشق، فباعه أميرها ابن طغتكين من زنكي بن آقسنقر صاحب الموصل بخمسين ألف دينار. وكان زنكي عدوه، لكنه أكرمه وخوله المال والسلاح، وقدمه على نفسه. 4 (وفاة المسترشد)) وتوفي للمسترشد ابن بالجدري، وعمره إحدى وعشرين. 4 (الحرب بين السلطان داود وعمه مسعود)) وتوفي السلطان محمود، فأقاموا ابنه داود مكانه، وأقيمت له الخطبة ببلاد
28 الجبل وأذربيجان، وكثرت الأراجيف. وأراد داود قتل عمه مسعود بقيام عمه سنجر. وكان طغرل يوم المصاف على ميمنة عمه، وكان على المسيرة خوارزم بن أتسز بن محمد، فبأهم قراجا بالحملة، فحمل على القلب بعشرة آلاف، فعطف على حنيتي العشرة آلاف ميمنة سنجر وميسرته، فصار في الوسط، وقاتلوا قتال الموت وأثخن قراجا بالجراحات، ثم أسروه،) فانهزم الملك مسعود، وذلك في ثامن رجب. وقيل: وجاء مسعود مستأنسا إلى السلطان، فأكرمه وأعاده إلى كنجة وصفح عنه.
29 4 (سنة ست وعشرين وخمسمائة)) 4 (الحرب على السلطنة في بغداد)) فيها سار الملك مسعود بن محمد إلى بغداد في عشرة آلاف فارس، وورد قراجا الساقي معه سلجوق شاه بن محمد أخو مسعود، وكلاهما يطلب السلطنة. وانحدر زنكي من الموصل لينضم إلى مسعود أو سلجوق، فأرجف الناس بمجيء عمهما سنجر، فعملت السور وجنى العقار، وخرجوا جريدة بأجمعهم متوجهين لحرب سنجر، وألزم المسترشد قراجا بالمسير، فكرهه ولم يجد بدا من ذلك، وبعث سنجر يقول: أنا العبد، ومهما أريد مني فعلت. فلم يقبل منه. ثم خرج المسترشد بعد الجماعة، وقطعت خطبة سنجر، فقدم سنجر همذان، فكانت الوقعة قريبا من الدينور. 4 (رواية ابن الجوزي)) قال ابن الجوزي: وكان مع سنجر مائة ألف وستون ألفا. وكان مع قراجا
30 ومسعود ثلاثون ألفا. وكانت ملحمة كبيرة، أحصي القتلى فكانوا أربعين ألفا، وقتل قراجا، وأجلس طغرل على سرير الملك، وعاد سنجر إلى بلاده. 4 (هزيمة زنكي ودبيس)) وجاء زنكي ودبيس في سبعة آلاف ليأخذ بغداد، فبلغ المسترشد اختلاط بغداد، وكسرة عسكره، فخرج من السرداق بيده السيف مجذوب، وسكن الأمر. وخاف هو، وعاد من خانقين، وإذا بزنكي ودبيس قد قاربا بغداد من غربيها، فعبر الخليفة إليهم في ألفين، وطلب المهادنة، فاشتطا عليه، فحاربهما بنفسه وعسكره، فانكسرت ميسرته، فكشف الطرحة ولبس البردة، وجذب السيف، وحمل، فحمل العسكر، فانهزم زنكي ودبيس، وقتل من جيشهما مقتلة عظيمة، وطلب زنكي تكريت، ودبيس الفرات منهزمين.)) 4 (هلاك بغدوين)) وفيها هلك بغدوين الرويس ملك الفرنج بعكا، وكان شيخا مسنا، داهية، ووقع في أسر المسلمين غير مرة في الحروب، ويتخلص بمكره وحيله، وتملك بعده القومص كندانحور، فلم يكن له رأس، فاضطربوا واختلفوا ولله الحمد.
31 4 (تملك شمس الملوك دمشق)) وتملك دمشق شمس الملوك بعد أبيه تاج الملوك بوري بن طغتكين، فقام بالأمر، وخافته الفرنج، ومهد الأمور، وأبطل بعد المظالم، وفرح الناس بشهامته وفرط شجاعته، واحتملوا ظلمه. 4 (وقعة همذان)) وفيها كانت وقعة بهمذان بين طغرل بن محمد وبين داود بن محمود بن محمد، فانتصر طغرل. 4 (وزارة أنوشروان)) وفيها وزر أنوشروان بن خالد للمسترشد بعد تمنع، واستعفى. 4 (هزيمة دبيس)) وعاد دبيس بعد الهزيمة يلوذ ببلاده، فجمع وحشد. وكانت الحلة وأعمالها في يد إقبال المسترشدي، وأمد بعسكر من بغداد، فهزم دبيس، وحصل دبيس في أجمة فيها ماء وقصب ثلاثة أيام، لا يأكل شيئا، حتى أخرجه جماس على ظهره وخلصه.
32 4 (قدوم الملك داود بغداد)) وقدم الملك داود بن محمد إلى بغداد. 4 (القبض على الوزير شرف الدين)) وفيها قبض الخليفة على الوزير شرف الدين، وأخذ سائر ما في دياره.
33 4 (سنة سبع وعشرين وخمسمائة)) 4 (الخطبة بالسلطنة لمسعود)) خطب لمسعود بن محمد بالسلطنة ببغداد في صفر، ومن بعده لداود، وخلع عليهما وعلى الأمير آقسنقر الأحمديلي مقدم جيوش السلطان محمود، وهو المقيم داود بعده في الملك.) واستقر مسعود بهمذان. 4 (إنهزام طغرل)) وكانت وقعة انهزم فيها طغرل. 4 (مقتل آقسنقر)) ثم قتل آقسنقر، قتلته الباطنية.
34 4 (غارة التركمان على بلاد طرابلس)) وفيها قصد أمير التركمان الجزريين بلاد الشام، فأغاروا على بلاد طرابلس، وصموا وسبوا، فخرج ملك طرابلس بالفرنج، فتقهقر التركماني، ثم كروا عليه فهزموه، وقتلوا في الفرنج فأكثروا وأطنبوا، فالتجأ إلى حصن بعرين، فحاصرته التركمان أياما. وخرج في الليل هاربا، فجمعت الفرنج لنجدته ملوكهم، ورد فواقع التركمان ونال منهم. 4 (الخلاف بين الفرنج)) وفيها وقع الخلف بين الفرنج بالشام، وتحاربوا وقتل منهم، ولم يجر لهم بذلك سابقة. 4 (وقعة الأمير سوار بالفرنج)) وفيها واقع الأمير سوار نائب زنكي على حلب الفرنج، فقتل من الفرنج نحو الألف، ولله الحمد.
35 4 (محاولة اغتيال شمس الملوك)) وفيها وثب على شمس الملوك صاحب دمشق مملوك نجدة، فضربه بسيف لم يغن شيئا، وقتلوه بعد أن أقر على جماعة وادعى أنه إنما فعل ذلك ليريح المسلمين من ظلمه وعسفه، فقتل معه جماعة. 4 (مقتل سونج)) وقتل شمس الملوك أخاه سونج الذي أسره زنكي، فحزن الناس عليه. 4 (إنهزام دبيس بواسط)) وفيها جمع دبيس جمعا بواسط، وانضم إليه جماعة من واسط، فنفذ الخليفة لحربه البازدار وإقبال الخادم، فهزموه وأسروا بختيار. 4 (حصار المسترشد الموصل)) وعزم المسترشد على المسير إلى الموصل، فعبرت الكوسات والأعلام إلى الجانب الغربي في) شعبان، ونودي ببغداد: من تخلف من الجند حل دمه. ثم سار أمير المؤمنين في اثني عشر ألف فارس، ونفذ إلى بهروز يقول له: تنزل عن القلعة، وتسلم الأموال، وتدخل تحت الطاعة. فقال: أنا رجل كبير عاجز، ولكن أنفذ الإقامات وتقدمة. ففعل وعفى عنه. ووصل الخليفة الموصل في العشرين من رمضان، فحاصرها ثمانين يوما، وكان القتال كل يوم. ووصل إليه أبو الهيج الكردي من الجبل في عساكر كثيرة.
36 ثم إن زنكي بعث إلى الخليفة: إني أعطيك الأموال، فترحل عنا. فلم يجبه، ثم رحل، فقيل كان سبب رحيله أنه بلغه أن السلطان مسعودا قد غار وقتل الأحمديلي، وخلع على دبيس. 4 (وعظ ابن الجوزي بجامع المنصور)) وقال ابن الجوزي: وتوفي شيخنا ابن الزاغوني، فأخذ بحلقته بجامع القصر أبو علي بن الراذاني، ولم أعطها لصغري، فحضرت عند الوزير أنوشروان، وأوردت فصلا في الوعظ، فأذن لي في الجلوس بجامع المنصور، فحضر مجلسي أول يوم الكبار من أصحابنا عبد الواحد بن شنيف، وأبو علي ابن القاضي، وابن قسامي، وقوي إشتغالي بفنون العلم. وأخذت عن أبي بكر الدينوري الفقه، وعن ابن الجواليقي اللغة، وتتبعت مشايخ الحديث. 4 (أخذ بانياس من الفرنج)) وفيها أخذ شمس الملوك بانياس من الفرنج بالسيف، وقلعتها بالأمان، فلما نزلوا أسروهم. وقدم شمس الملوك دمشق مؤيدا منصورا، والأسرى بين يديه ورؤوس القتلى. ورأى الناس ما أقر أعينهم، فلله الحمد. وكان يوما مشهودا.
37 4 (وفاة صاحب مكة)) وفيها مات صاحب مكة أبو فليتة، وولي بعده أبو القاسم. 4 (حصار مدينة أفراغه بالأندلس)) ) وفيها نازل ابن ردمير مدينة أفراغه، فحاصرها وبها ابن مردنش.
38 4 (سنة ثمان وعشرين وخمسمائة)) 4 (الخلعة لإقبال الخادم)) فيها خلع على إقبال الخادم خلعة الملك، ولقب بسيف الدولة ملك العرب. 4 (مصالحة زنكي)) ووقع الصلح مع زنكي بن آقسنقر، وجاء منه الحمل. 4 (وزارة ابن طراد)) وصرف عن الوزارة أنوشروان، وأعيد أبو القاسم بن طراد. وقبص على بطر الخادم وسجن وأخذت أمواله. وخلع على ابن طراد خلعة الوزارة، وأعطي فرسا برقية، وثلاثة عشر حمل كوسات، وأعلاما ومهدا.
39 4 (الخلعة لابن الأنباري)) وقدم رسول السلطان سنجر، فخلع عليه، وأرسل إلى سنجر مع رسوله ومع ابن الأنباري خلعا عظيمة الخطر بمائة وعشرين ألف دينار. 4 (محاصرة بهروز)) وبعث الخليفة إلى بهروز الخادم، وهو بالقلعة، يطلب منه حملا فأبى، فبعث جيشا لقتاله، فحاصروه. 4 (خدمة السلحدار)) وقدم ألبقش السلحدار التركي طلبا للخدمة مع الخليفة. 4 (استعراض الخليفة الجيش)) ثم إن الخليفة خلع على الأمراء، وعرض الجيش يوم العيد، ونادى: لا يختلط بالجيش أحد. ومن ركب بغلا أو حمارا أبيح دمه. وخرج الوزير وصاحب المخزن والقاضي ونقيب النقباء وأركان الدولة في زي لم ير مثله من الخيل والزينة والعسكر والملبس، فكان الجيش خمسة عشر ألف فارس. 4 (توطد الملك لطغرل)) ) وعاد طغرل إلى همذان وانضمت إليه عساكر كثيرة، وتوطد له الملك، وانحل أمر أخيه مسعود. وسببه أن الخليفة بعث بخلع إلى خوارزم شاه، فأشار دبيس على طغرل بأخذها، وإظهار أن الخليفة بعثها له. ففعل.
40 4 (الخلاف بين الخليفة ومسعود)) وبعث الخليفة يحث مسعودا على المجيء ليرفع عنه، فدخل إصبهان في زي التركمان، وخاطر إلى أن وصل بغداد في ثلاثين فارسا، فبعث إليه الخليفة تحفا كثيرة. وعثر على بعض الأمراء أنه يكاتب طغرل، فقبض عليه الخليفة، فهرب بقية الأمراء إلى مسعود، وقالوا: نحن عبيدك، فإذا خذلتنا قتلنا الخليفة. فطلبهم الخليفة، فقال مسعود: قد التجأوا إلي. فقال الخليفة: إنما أفعل هذا لأجلك، أو يصيبك نوبة بعد نوبة. ووقع الاختلاف بينهما، وشاش العسكر، ومدوا أيديهم إلى أذى المسلمين، وتعذر المشي بين المحال، فبعث إليه الخليفة يقول له: تنصرف إلى بعض الجهات، وتأخذ العسكر الذين صاروا إليك. فرحل في آخر السنة والخواطر متوحشة. فأقام بدار الغربة. وجاءت الأخبار بتوجه طغرل إلى بغداد. فلما كان يوم سلخ السنة نفذ إلى مسعود الخلع والتاج، وأشياء بنحو ثلاثين ألف دينار نعم. 4 (هزيمة ابن ردمير وموته)) وفيها حاصر ملك الفرنج ابن ردمير مدينة أفراغه من شرق الأندلس، وكان إذ ذاك على قرطبة تاشفين ابن السلطان، فجهز الزبير اللمتوني بألفي فارس، وتجهز أمير مرسية وبلنسية يحيى بن غانية في خمسمائة وتجهز عبد الله بن عياض صاحب لاردة في مائتين، فاجتمعوا وحملوا الميرة إلى أفراغه. وكان ابن عياض فارس زمانه، وكان ابن ردمير في اثني عشر ألف فارس.) فأدركه العجب، وقال لأصحابه: اخرجوا خذوا هذه الميرة. ونفذ قطعة من جيشه، فهزمهم ابن عياض، فساق ابن ردمير بنفسه، والتحم الحرب،
41 واستحر القتل في الفرنج، وخرج أهل أفراغه الرجال والنساء، فنهبوا خيم الروم. فانهزم الطاغية، ولم يفلت من جيشه إلا القليل، ولحق بسرقسطة، فبقي يسأل عن كبار أصحابه، فيقال له: قتل فلان، قتل فلان، فمات غما بعد عشرين يوما. وكان بلية على المسلمين، فأهلكه الله. 4 (فتح الموحدين لتادلة)) وفيها خرج عبد المؤمن في الموحدين من فافتتح تادلة ونواحيها، وسار في تلك الجبال يفتتح معموره. 4 (حرب تاشفين للموحدين)) وأقبل تاشفين من الأندلس باستدعاء ابنه، فانتدب لحرب الموحدين. 4 (مسير الفرنج إلى حلب)) وفيها سار صاحب القدس بالفرنج فقصد حلب، فخرج إليه عسكرها، فالتقوا، فانهزم المسلمون، وقتل منهم مائة فارس، ثم التقوا ونصر الله. 4 (محاولة اغتيال شمس الملوك)) وفيها وثب إيليا الطغتكيني في الصيد على شمس الملوك بأرض صيدنايا بالسيف، فغطس عنها، ورمى بنفسه إلى الأرض، وضربه ثانية، فوقعت في رقبة
42 الفرس أتلفته. وتلاحقت الأجناد فهرب إيليا، ثم ظفروا به، فقتله صبرا، وقتل جماعة بمجرد قول إيليا فيهم، وبنى على أخيه حائطا، فمات جوعا. وبالغ في الظلم والعسف، وبنى دار المسرة بالقلعة، فجاءت بديعة الحسن. 4 (خلاف الإسماعيلية والسنة بمصر)) وفيها جاءت الأخبار من مصر بخلف ولدي الحافظ لدين الله عبد المجيد وهما: حيدرة، والحسن. وافترق الجند فرقتين، إحداهما مائلة إلى الإسماعيلية، و الأخرى إلى مذهب السنة. فاستظهرت السنة، وقتلوا خلقا من أولئك، واستحر القتل بالسودان، واستقام أمر ولي العهد) حسن، وتتبع من كان ينصر الإسماعيلية من المقدمين والدعاة، فأبادهم قتلا وتشريدا. قال أبو يعلى حمزة: فورد كتاب الحافظ لدين الله شمس الملوك بهذا الخلاف. 4 (نقض الفرنج الهدنة)) وفيها فسخت الفرنج الهدنة وأقبلت بخيلائها، فجمع شمس الملوك جيشه، واستدعى تركمان النواحي، وبرز في عساكره نحو حوران، فالتقوا. وكانت الفرنج في جمع كثيف، فأقامت المناوشة بين الفريقين أياما، ثم غافلهم شمس الملوك، ونهض ببعض الجيش، وقصد عكا والناصرة، فأغار وغنم، فانزعجت الفرنج، وردوا ذليلين، وطلبوا تجديد الهدنة.
43 4 (سنة تسع وعشرين وخمسمائة)) 4 (إخراج مسعود من بغداد)) قد ذكرنا أن الخليفة قال لمسعود: ارحل عنا. وأنه بعث إليه بالخلع والتاج، ثم نفذ إلى الجاولي شحنة بغداد، مصانعا له على الخروج، وأمره إن هو دافع أن يرمي خيمته. ثم أحس منه أنه قد باطن الأتراك، واطلع منه على سوء نية، فأخرج أمير المؤمنين سرادقه، وخرج أرباب الدولة، فجاء الخبر بموت طغرل، فرحل مسعود جريدة، وتلاحقته العساكر، فوصل همذان، واختلف عليه الجيش، وانفرد عنه قزل، وسنقر، وجماعة، فجهز لحربهم، وفرق شملهم، فجاء منهم إلى بغداد جماعة، وأخبروا سوء نيته، منهم البازدار، وقزل، وسنقر. 4 (القبض على أنوشروان)) وسار أنوشروان بأهله إلى خراسان لوزارة السلطان مسعود، فأخذ في الطريق. 4 (استرجاع زنكي المعرة)) وفيها افتتح الأتابك زنكي بن أقسنقر المعرة، فأخذها من الفرنج. وكان لها
44 في أيديهم سبع، وثلاثون سنة، ورد أملاكهم، وكثر الدعاء له. 4 (طاعة ابن زنكي للخليفة)) وفيها قدم الموصل ابن زنكي من عند والده بمفاتيح الموصل مذعنا بالطاعة والعبودية للخليفة، فخرج الموكب لتلقيه، وأكرم مورده.) ونزل وقبل العتبة. 4 (موت رسول دبيس)) وجاء رسول دبيس يقول: أنا الخاطيء المقر بذنبه. فمات رسوله، فذهب هو إلى مسعود. 4 (كتاب ابن الأنباري)) وجاء السديد بن الأنباري من عند السلطان سنجر، ومعه كتابه يقول فيه: أنا العبد المملوك. ثم توارت الأخبار بعزم مسعود على بغداد، وجمع وحشد، فبعث الخليفة إلى بكبة نائب البصرة، فوعد بالمجيء. ووصل إلى حلوان دبيس وهو سائس عسكر مسعود، فجهز الخليفة ألفي فارس تقدمه، وبعث إلى أتابك زنكي، وكان منازلا دمشق. 4 (انفصال الأمراء عن جيش مسعود)) وبعث سنجر إلى مسعود أن هؤلاء الأمراء، وهم البازدار وابن برسق، وقزل، وبرتقش، ما يتركونك تنال غرضا لأنهم عليك، وهم الذين أفسدوا أمر
45 أخيك طغرل، فابعث إلي برؤوسهم. فأطلعهم على الكتاب، فقبلوا الأرض وقالوا: الآن علمنا أنك صاف لنا، فابعث دبيسا في المقدمة. ثم اجتمعوا وقالوا: ما وراء هذا خير، والرأي أن نمضي إلى أمير المؤمنين، فإن له في رقابنا عهدا. وكتبوا إليه: إنا قد انفصلنا عن مسعود، ونحن في بلاد برسق، ونحن معك، وإلا فاخطب لبعض أولاد السلاطين، ونفذه نكون في خدمته. فأجابهم: كونوا على ما أنتم عليه، فإني سائر إليكم. وتهيأ للخروج، فلما سمع مسعود ساق لكبسهم، فانهزموا نحو العراق، فنهب أموالهم. وجاءت الأخبار، فهيأ لهم الخليفة الإقامات والأموال. 4 (مهاجمة مقدمة جيش الخليفة)) وخرج عسكر بغداد والخليفة، وانزعج البلد. وبعث مسعود خمسة آلاف ليكسبوا مقدمة الخليفة، فبيتوهم وأخذوا خيلهم وأموالهم، فأقبلوا) عراة، ودخلوا بغداد في حال رديئة. فأطلق لهم ما أصلح أمرهم. وجاء الأمراء الكبار الأربعة في دجلة فأكرموا وخلع عليهم، وأطلق لهم ثمانون ألف دينار، ووعدوا بإعادة ما مضى لهم. 4 (قطع الخطبة لمسعود)) وقطعت خطبة مسعود وخطب لسنجر، وداود.
46 4 (استمالة مسعود الأطراف إليه)) ثم برز الخليفة، وسار في سبعة آلاف فارس، وكان مسعود بهمذان في آلف وخمسمائة فارس ثم أفسد نيات الأطراف بالمكاتبة، واستمالهم حتى صار في نحو خمسة عشر ألف فارس، وتسلل إليه ألفا فارس من عسكر المسترشد. ونفذ زنكي إلى الخليفة نجدة، فلم يلحق. 4 (أسر المسترشد)) ووقع المصاف في عاشر رمضان، فلما التقى الجمعان هرب جميع العسكر الذين كانوا مع المسترشد، وكان على ميمنته قزل، والبازدار، ونور الدولة الشحنة، فحملوا على عسكر مسعود، فهزموهم ثلاثة فراسخ ثم عادوا فرأوا الميسرة قد غدرت، فأخذ كل واحد منهم طريقا وأسر المسترشد وحاشيته، وأخذ ما معه، وكان معه خزائن عظيمة، فكانت صناديق الذهب على سبعين بغلا أربعة آلاف ألف دينار، وكان الثقل على خمسة آلاف جمل، وخزانة السبق أربعمائة بغل. ونادى مسعود: المال لكم، والدم لي، فمن قتل أقدته. ولم يقتل بين الصفين سوى خمسة أنفس غلطا. ونادى: من أقام من أصحاب الخليفة قتل. فهرب الناس، وأخذتهم التركمان، ووصلوا بغداد وقد تشققت أرجلهم، وبقي الخليفة في الأسر.
47 4 (كتاب الخليفة إلى أستاذ الدار)) وبعث بالوزير ابن طراد وقاضي القضاة الزينبي، وبجماعة إلى قلعة، وبعث شحنة بغداد ومعه كتاب من الخليفة إلى أستاذ الدار، أمره مسعود بكتابته، فيه: ليعتمد الحسين بن جهير مراعاة) الرعية وحمايتهم، فقد ظهر من الولد غياث الدنيا والدين، أمتع الله به في الخدمة ما صدقت به الظنون. فليجتمع وكاتب الزمام وكاتب المخزن إلى إخراج العمال إلى النواحي، فقد ندب من الجانب الغياثي هذا الشحنة لذلك، وليهتم بكسوة الكعبة، فنحن في إثر هذا المكتوب. 4 (ثورة أهل بغداد)) وحضر يد الفطر، فنفر أهل بغداد ووثبوا، ووثبوا على الخطيب، وكسروا المنبر والشباك، ومنعوه من الخطبة، وحثوا في الأسواق على رؤوسهم التراب يبكون ويضجون، وخرج النساء حاسرات يندبن الخليفة في الطرق
48 وتحت التاج، وهموا برجم الشحنة، وهاشوا عليهم، فاقتتل أجناده والعوام، فقتل من العوام مائة وثلاثة وخمسون نفسا، وهرب أبو الكرم الوالي، وحاجب الباب إلى دار خاتون، ورمى أعوان الشحنة الأبواب الحديد التي على السور، ونقبوا فيه فتحات، وأشرفت بغداد على النهب، فنادى الشحنة: لا ينزل أحد في دار أحد، ولا يؤخذ لأحد شيء، والسلطان جاي بين يدي الخليفة، وعلى كتفه الغاشية. فسكن الناس. وطلب السلطان من الخليفة نظر الخادم فنفذ أطلقه، وسار بالخليفة إلى داود، إلى مراغة. 4 (زلزلة بغداد)) وقال ابن الجوزي: وزلزلت بغداد مرارا كثيرة، ودامت كل يوم خمس أو ست مرات إلى ليلة الثلاثاء، فلم تزل الأرض تميد من نصف الليل إلى الفجر، والناس يستغيثون. 4 (تفاقم الأمر ببغداد)) وتصرف عمال السلطان في بغداد، وعوقوا قرى ولي العهد، وختموا على غلاتها، فافتك ذلك منهم بستمائة دينار، فأطلقوها. وتفاقم الأمر، وانقطع خبر العسكر، واستسلم الناس.
49 4 (رسالة سنجر إلى مسعود بطاعة الخليفة)) ثم أرسل سنجر إلى ابن أخيه مسعود يقول: ساعة وقوف الولد غياث الدنيا والدين على هذا المكتوب يدخل على أمير المؤمنين ويقبل الأرض بين يديه، وتسأله العفو والصفح، وتتنصل غاية التنصل، فقد ظهرت عندنا من الآيات السماوية والأرضية ما لا طاقة لنا بسماع مثلها،) فضلا عن المشاهدة من العواصف والبروق والزلازل، ودوام ذلك عشرين يوما، وتشويش العساكر وانقلاب البلدان، ولقد خفت على نفسي من جانب الله وظهور آياته، وامتناع الناس من الصلوات في الجوامع، ومنع الخطباء ما لا طاقة لي بحمله، فالله الله بتلافي أمرك، وتعيد أمير المؤمنين إلى مقر عزه، وتسلم إليه دبيسا ليحكم فيه، وتحمل الغاشية بين يديه أنت وجميع الأمراء، كما جرت عادتنا وعادة آبائنا. فنفذ مسعود بهذه المكاتبة مع الوزير، ونظر، فدخلا على الخليفة، واستأذنا لمسعود، فدخل وقبل الأرض، ووقف يسأل العفو، فقال: قد عفي عن ذنبك، فاسكن وطب نفسا. 4 (شفاعة مسعود بدبيس)) ثم عامله مسعود بما أمره به عمه، وسأل من الخليفة أن يشفعه في دبيس، فأجابه، فأحضروه مكتوفا بين أربعة أمراء، ومع واحد سيف مجذوب، وكفن منشور، وألقي بين يدي السرير، وقال مسعود: يا أمير المؤمنين هذا السبب الموجب لما تم، فإذا زال السبب زال الخلاف، ومهما تأمر نفعل به. وهو يبكي ويتضرع ويقول: العفو عند المقدرة، وأنا أقل وأذل. فعفى عنه وقال: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم فخلوه، وقبل يد أمير المؤمنين وأمرها على
50 وجهه، وقال: بقرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ما عفوت عني، وتركتني أعيش في الدنيا، فإن الخوف منك قد برح بي. 4 (نقض سور بغداد)) وأما بكبة شحنة بغداد، فإنه أمر بنقض السور ببغداد، فنقض مواضع كثيرة. وقال: عمرتموه بفرح، فانقضوه لذلك. وضربت لهم الدبادب، وردوا الباب الحديد الذي أخذ من جامع المنصور إلى مكانه. 4 (قتل الباطنية الخليفة المسترشد)) وقدم رسول ومعه عسكر يستحث مسعود أمر جهة عمه على إعادة الخليفة إلى بغداد، فجاء في العسكر سبعة عشر من الباطنية، فذكر أن مسعودا ما علم بهم، فالله أعلم، فركب السلطان والعساكر لتلقي الرسول، فهجمت الباطنية على الخليفة، ففتكوا به رحمه الله، وقتلوا معه جماعة من أصحابه، فعلم العسكر، فأحاطوا بالسرادق فخرج الباطنية وقد فرغوا من شغلهم، فقتلوا.) وجلس السلطان للعزاء، ووقع النحيب والبكاء وذلك على باب مراغة، وبها دفن.
51 وجاء الخبر، فطلب الراشد الناس طول الليل فبايعوه ببغداد، فلما أصبح شاع قتله، فأغلق البلد، ووقع البكاء والنحيب، وخرج الناس حفاة مخرقي الثياب، والنساء منشرات الشعور يلطمن، ويقلن فيه المراثي على عادتهن، لأن المسترشد كان محببا فيهم بمرة، لما فيه من الشجاعة والعدل والرفق بهم. فمن مراثي النساء فيه: * يا صاحب القضيب ونور الخاتم * صار الحريم بعد قتلك رائم * * اهتزت الدنيا ومن عليها * بعد النبي ومن ولي عليها * * قد صاحت البومة على السرادق * يا سيدي ذا كان في السوابق * * ترى تراك العين في حريمك * والطرحة السواد على كريمك * وعمل العزاء في الديوان ثلاثة أيام، تولى ذلك ناصح الدولة ابن جهير، وأبو الرضا صاحب الديوان. 4 (بيعة الراشد بالخلافة)) ثم شرعوا في الهناء، وكتب السلطان إلى الشحنة بكبة أن يبايع للراشد.
52 وجلس الراشد في الشباك في الدار المثمنة المقتدرية، وبايعه الشحنة من خارج الشباك، وذلك في السابع والعشرين من ذي القعدة. وظهر للناس وكان أبيض جسيما بحمرة مستحسنة. وكان يومئذ بين يديه أولاده وإخوته، ونادى بإقامة العدل ورد بعض المظالم. 4 (ظهور التشيع أيام الغدير)) وفي أيام الغدير ظهر التشيع، ومضى خلق إلى زيارة مشهد علي ومشهد الحسين. 4 (منازلة زنكي دمشق)) وفيها نازل زنكي دمشق، وحاصرها أشد حصار، فقام بأمر البلدان أتم قيام، وأحبه الناس، فجاء زنكي رسول المسترشد بالله يأمره بالرحيل. 4 (مسير سنجر إلى غزنة وهرب ملكها)) وفي ذي القعدة سار السلطان سنجر بالجيوش إلى غزنة فأشرف عليها، وهرب منه ملكها،) فأمنه ونهاه عن ظلم الرعية، وأعاده إلى مملكته، وهو بهرام شاه. ورجع السلطان فوصل بلخ في شوال من سنة ثلاثين.
53 4 (سنة ثلاثين وخمسمائة)) 4 (رفض الراشد بالله مضمون كتاب المسترشد)) جاء برتقش بأمور صعبة، فقالوا للراشد بالله: جاء مطالبا بخط كتبه المسترشد بالله لتخليص من أسره بمبلغ، وهو سبعمائة ألف دينار، ويطالب لأولاد صاحب المخزن بثلاثمائة ألف، وبقسط على أهل بغداد خمسمائة ألف دينار. فاستشار الراشد الكبار، فأشاروا عليه بالتجنيد، وأرسل الخليفة إلى برتقش: أما الأموال المضمونة فإنما تكتب لإعادة الخليفة إلى داره، وذلك لم يكن، وأنا مطالب بالثأر، وأما مال البيعة، فلعمري، لكن ينبغي أن تعاد إلى أملاكي وإقطاعي، حتى يتصور ذلك. وأما الرعية فلا سبيل لكم عليهم، وما عندي إلا السيف. ثم أحضر بكبة وخلع عليه، وأعطاه ثلاثة آلاف دينار، وقال له: دون بهذه العسكر كله. وجمع العسكر، وبعث إلى برتقش يقول: قد تركنا البلد مع الشحنة والعميد، فلما جئت بهذه الأشياء فعلنا هذا. 4 (انزعاج أهل بغداد)) وانزعج أهل بغداد، وباتوا تحت السلاح، ونقل الناس إلى دار الخلافة ودار خاتون متاعهم، وقيل للخليفة إنهم قد عزموا على كبس بغداد وقت الصلاة، فركب العسكر، وحفظ الناس البلد، وقطع الجسر، وجرى في أطراف البلد قتال قوي.
54 وفي صفر قدم زنكي، والبازدار، وإقبال، عليهم ثياب العزاء، وحسنوا للراشد الخروج فأجابهم، واستوزر أبا الرضا بن صدقة، واتفقوا على حرب مسعود. 4 (دخول السلطان دار المملكة)) وجاء السلطان داود بن محمود فنزل بالمزرفة، ثم دخل دار المملكة، وأظهر العدل، وجاء إليه أرباب الدولة ومعهم تقدمة من الراشد، فقام ثلاث مرات، فقبل الأرض. 4 (تقديم صدقة بن دبيس الطاعة)) وجاء صدقة ولد دبيس ابن خمس عشرة سنة وقبل الأرض بإزاء التاج وقال: أنا العبد ابن العبد) جئت طائعا. 4 (قطع الخطبة لمسعود)) وقطعت خطبة مسعود، وخطب لداود. 4 (القبض على إقبال الخادم)) وقبض على إقبال الخادم ونهب ماله، فتألم العسكر من الخليفة لذلك. ونفذ زنكي يقول: هذا جاء معي. ويعتب ويقول: لابد من الإفراج عنه. ووافقه على ذلك البازدار. وغضب كجبة ومضى إلى زنكي، فرتب مكانه غيره. واستشعر العسكر كلهم وخافوا، وجاء أصحاب البازدار وزنكي فخربوا
55 عقد السور، فشاش البلد، وأشرف على النهب. وجاء زنكي فضرب بإزاء التاج، وسأل في إقبال سؤالا تحته إلزام، فأطلق له. 4 (الإفراج عن ابن طراد)) وأما السلطان مسعود فإنه أفرج عن الوزير ابن طراد، وقاضي القضاة والنقيب وسديد الدولة ابن الأنباري. فأما نقيب الطالبيين أبو الحسن بن معمر فتوفي حين أخرج. وأما القاضي الزينبي فدخل بغداد سرا، وأقام الباقون مع مسعود. 4 (القبض على ابن جهير)) وقبض الراشد على أستاذ داره أبي عبد الله بن جهير، فخاف الناس من الراشد وهابوه. 4 (تأخر ابن صدقة عن الخليفة)) ثم نفذ زنكي إلى الراشد يقول: أريد المال الذي أخذ من إقبال، وهو دخل الحلة، وذلك مال السلطان. وتردد القول في ذلك، ثم نفذ الراشد إلى الوزير ابن صدقة وصاحب الديوان يقول: ما الذي أقعدكما وكانا قد تأخرا أياما عن الخدمة خوفا من الراشد، فقال ابن صدقة: كلما أشير به يفعل ضده، وقد كان هذا الخادم إقبال بإزاء جميع العسكر، وأشرت بأن لا يمسك، فما سمع مني،) وأنا لا أوثر أن تتغير الدولة وينسب إلي. فإن هذا ابن الهاروني الملعون قصد إساءة السمعة وإهلاك المسلمين.
56 4 (قتل ابن الهاروني)) فقبض الخليفة على ابن الهاروني في ربيع الأول. فجاءت رسالة زنكي يشكو ما لقي من ابن الهاروني وتأثيراته في المكوس والحواضر، ويسأل تسلميه إلى المملوك ليقتله، فقال: ندبر ذلك. ثم أمر الوالي بقتله فقتله، وصلب ومثل به العوام، فسرقه أهله بالليل، وعفوا أثره. وظهر له أموال، ووصل إلى الخليفة من ماله مائتا ألف. 4 (إقطاع أملاك الوكلاء)) وأقطعت أملاك الوكلاء. وسببه أن زنكي طلب من الخليفة مالا يجهز به العسكر لينحدروا إلى واسط، فقال: الأموال معكم، وليس معي شيء، فاقطعوا البلاد. 4 (مصانعة زنكي)) ثم استقر أن يدفع إلى زنكي ثلاثون ألفا مصانعة عن الأملاك ثم بات الحرس تحت التاج خوفا من زنكي. 4 (وزارة ابن صدقة)) ثم أشار زنكي على ابن صدقة أن يكون وزيرا لداود، فخلع عليه بذلك. ثم استوثق زنكي من اليمين من الخليفة وعاهده، وقبل يده. وطلب الخليفة أبا الرضا بن صدقة فجاء، ففوض إليه الأمور كلها.
57 4 (مسير الخليفة لحرب مسعود)) وأمر السلطان داود والأمراء بالمسير لحرب مسعود، فساروا، فبلغهم أنه رحل يطلب العراق، فردهم الراشد وحلفهم وقال: أريد أن أخرج معكم. فلما انسلخ شعبان خرج الخليفة ورحلوا، وخاض العامة، وشرعوا في إصلاح السور، ولبسوا السلاح، فكان الأمراء ينقلون اللبن على الخيل، وهم نقضوه. وجاءت كتب، إلى سائر الأمراء من مسعود، فأحضروها جميعها إلى الخليفة، وأنكر شحنة) بغداد المكاتبة وأخفاها، ثم كتب جوابها إلى مسعود، فأخذه زنكي فغرقه. 4 (منازلة عسكر مسعود بغداد)) وفي وسط رمضان جاء عسكر مسعود فنازلوا بغداد، ووقع القتال، وخامر جماعة أمراء إلى الخليفة، فخلع عليهم وقبلهم، ثم بعد أيام كان وصول رسول مسعود يطلب الصلح، فقرئت الرسالة على الأمراء، فأبوا إلا القتال. وصلى الناس العيد داخل السور، فوصل يومئذ أصحاب مسعود فدخلوا الرصافة، وكسروا أبواب الجامع ونهبوا، وقلعوا شبابيك الترب وعاثوا. وجاء مسعود في رابع شوال في خمسة آلاف راكب على غفلة، وخرج الناس للقتال، ودام الحصار أياما. وجاء ركابي لزنكي، فقتله العيارون فقال زنكي: أريد أن أكبس الشارع والحريم، وآخذ ما قيمته خمسمائة ألف دينار من الحرير والقماش والذهب والفضة. 4 (نهب مسعود النعمانية)) ونفذ مسعود عسكرا إلى واسط فأخذها، والنعمانية فنهبها، فتبعهم عسكر
58 الخليفة ونودي: لا يبقى ببغداد أحد من العسكر. 4 (دخول الراشد بغداد)) وخرج الراشد فنزل على صرصر، واستشعر بعض العسكر من بعض، فخشي زنكي من البازدار والبقش، فعاد إلى ورائه، فرجع أكثر العسكر منهزمين، ودخل الراشد بغداد. وقيل إن مسعودا كاتب زنكي سرا، وحلف له أنه يقره على الموصل والشام، وكاتب الأمراء أيضا فقال: من قبض منكم على زنكي أو قتله أعطيته بلاده. فعرف زنكي بذلك، فأشار على الراشد أن يرحل صحبته. وفي رابع عشر ذي القعدة ركب الخليفة ليلا وسار، وزنكي قائم ينتظره، فدخل دار برتقش. ولم ينم الناس، وأصبحوا على خوف شديد. وخرج أبو الكرم الوالي يطلب الخليفة فأسر وحمل إلى مسعود، فأطلقه وأكرمه، وسلم إليه بغداد. ورحل الراشد يومئذ ولم يصحبه شيء من آلة السفر، لأنه لما بات في دار برتقش أصبحوا،) ودخل خواصه يصلحون له آلة السفر، فرحل على غفلة. 4 (دخول مسعود بغداد)) ودخل مسعود بغداد، ونهب دواب الجند، وجاء صافي الخادم فقال: لم يفعل الخليفة صوابا بذهابه، والسلطان له على نية صالحة. وسكن الناس. وأظهروا العدل، واجتمع القضاة والكبار عند السلطان مسعود، وقدحوا في الراشد، وبالغ في ذلك الوزير علي بن طراد. وقيل: بل أخرج السلطان خط الراشد: إني متى جندت أو خرجت انعزلت. فشهد العدول أن هذا خط الخليفة. والقول الأول أظهر.
59 4 (كتابة محضر بحق الراشد)) ثم أحكم ابن طراد النوبة، واجتمع بكل من القضاة والفقهاء، وخوفهم وهددهم إن لم يخلعوه. وكتب محضرا فيه: إن أبا جعفر بن المسترشد بدا منه سوء أفعال وسفك دماء، وفعل ما لا يجوز أن يكون معه إماما. وشهد بذلك الهيتي، وابن البيضاوي، ونقيب الطالبيين، وابن الرزاز، وابن شافع، وروح بن الحديثي، وأخر. وقالوا: إن ابن البيضاوي شهد مكرها. وحكم ابن الكرخي قاضي البلد. بخلعه في سادس عشر ذي القعدة، وأحضروا أبا عبد الله محمد بن المستظهر بالله، وهو عم المخلوع. 4 (البيعة للمقتفي بالله)) قال سديد الدولة ابن الأنباري: أرسل السلطان إلى عمه السلطان سنجر: من نولي فكتب إليه: لا تولي إلا من يضمنه الوزير، وصاحب المخزن، وابن الأنباري فاجتمع مسعود بنا، فقال الوزير: نولي الزاهد الدين محمد بن المستظهر. فقال: وتضمنه قال: نعم.) وكان، صهرا للوزير على بنته، فإنها دخلت يوما في خلافة المستظهر، فطلب محمد بن المستظهر هذا من أبيه تزويجها، فزوجه بها، وبقيت عنده، ثم توفيت. قلت: فبايعوه، ولقب المقتفي لأمر الله. ولقب بذلك بسبب. قال ابن الجوزي: قرأت بخط أبي الفرج بن الحسين الحداد قال: حدثني من أثق به أن المقتفي رأى في منامه قبل أن يستخلف بستة أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول
60 له: سيصل هذا الأمر إليك، فاقتفي بي. فلقب المقتفي لأمر الله. ثم بويع اليوم الثاني البيعة العامة في محل عظيم. وبعث مسعود بعد أن أظهر العدل، ومهد بغداد، فأخذ جميع ما في دار الخلافة من دواب، وأثاث، وذهب، وستور، وسرادق، ومساند، فلم يترك في إصطبل الخلافة سوى أربعة أفراس، وثمانية أبغال برسم الماء. فيقال: بأنهم بايعوا المقتفي على أن لا يكون عنده خيل ولا آلة سفر، وأخذوا من الدار جواري وغلمانا، ومضت خاتون تستعطف السلطان، فاجتازت بالسوق وبين يديها القراء والأتراك. وكان عندها حظايا الراشد وأولاده، فأطلق لهم القرى والعقار. ثم إن السلطان ركب سفينة، ودخل إلى المقتفي، فبايعه يوم عرفة. وفي ثاني الأضحى وصلت الأخبار بأن الراشد دخل الموصل، وبلغه أنه خلع من الخلافة. 4 (أتابكية دمشق)) وفي جمادى الأولى ولي أتابكية جيش دمشق الأمير أمين الدولة كمشتكين الأتابكي الطغتكيني، واقف الأمينية، متولي بصرى وصرخد، وأنزل في دار الأتابك بدمشق، وخلع عليه. 4 (قتل الأمير يوسف بن فيروز)) ثم بعد يومين قتل الأمير يوسف بن فيروز الحاجب في الميدان، وكان من
61 أكبر الأمراء، تملك مدينة تدمر مدة، وكان فيه ظلم وشر. شد عليه الأمير بزواش فقتله، ثم حمل إلى المسجد الذي بناه فيروز بالعقبة، فدفن في تربته. 4 (أتابكية بزواش)) ) وجرت أمور ثم صرف أمين الدولة. وولي الأتابكية الأمير بزواش المذكور، ولقب بجمال الدين. وتوجه أمين الدولة مغاضبا إلى ناحية صرخد. 4 (السيل العظيم بدمشق)) وفيها، في أيار، جاء بدمشق سيل عظيم لم يسمع بمثله، وطلعت على البلد سحابة سوداء، بحيث صار الجو كالليل، ثم طلع بعدها سحابة حمراء، صار الناظر يظنها كالنار الموقدة. 4 (كبس نائب حلب اللاذقية)) وفي شعبانها، اجتمعت عساكر حلب مع الأمير سوار نائب حلب، وكبسوا اللاذقية بغتة، فقتلوا وأسروا وغنموا. قال ابن الأثير: كانت الأسرى سبعة آلاف نفس بالصغار والكبار، ومائة ألف رأس من الدواب والمواشي، وخربوا اللاذقية، وخرجوا إلى شيزر سالمين. وفرح المسلمون بذلك فرحا عظيما. ولم يقدر الفرنج، لعنهم الله، على أخذ الثأر عجزا ووهنا.
62 5 (الطبقة الثالثة والخمسون وفيات)) 4 (وفيات سنة إحدى وعشرين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن أحمد بن الشمس)) بن عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن الشمس عبيد الله بن محمد بن أبي عيسى بن المتوكل. أبو السعادات المتوكلي الهاشمي البغدادي. شريف صالح، حافظ لكتاب الله. سمع الكثير، وحدث عن: أبي بكر الخطيب، وابن المسلمة. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وعبد الرحمن بن جامع بن غنيمة. قال أبو بكر المفيد: ختم أبو السعادات القرآن في التواريخ ليلة سبع وعشرين من رمضان، ورجع إلى بيته، فوقع من السطح في محلة التوثة فمات لساعته، وعاش ثمانين سنة. 4 (أحمد بن ثابت بن محمد))
63 أبو العباس الطرقي الحافظ، نزيل يزد. وطرق من قرى إصبهان، ويزد بين إصبهان وكرمان من نواحي إصطخر. كان حافظا عارفا بالفقه والأصول والأدب، حسن التصنيف. رحل وسمع: أباه، وأبا عمرو بن مندة، والمطهر بن عبد الواحد البزاني. ورحل إلى نيسابور، وإلى الأهواز، وهراة. قال ابن السمعاني: سمعت جماعة من الشيوخ يقولون إنه كان يقول: إن الروح قديمة. توفي بعد العشرين وخمسمائة بيزد. قال عبد الخالق بن أحمد بن يوسف: توفي في شوال سنة إحدى وعشرين. وقد سمع ببغداد من: أبي القاسم علي بن البسري، وأبي نصر الزينبي. وبهراة: شيخ الإسلام.
64 4 (أحمد بن عبد السلام بن محمد المديني.)) أبو عبد الله الصوفي ابن الصوفي، شيخ الصوفية بنيسابور بدويرة السلمي. سمع من: أبي سعد الحبيبي، وأبي القاسم القشيري.) وله نفس وقبول عند الصدور، وإنفاق على الصوفية ومعرفة برسومهم. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الوهاب.)) أبو البركات الدباس، أخو الشيخ أبي عبد الله البارع. سمع: أبا يعلى بن الفراء، والحسن بن غالب المقرئ. روى عنه: المبارك بن أحمد الأنصاري، وذاكر بن كامل، وابن يونس. مات في سابع شوال. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن عبد العزيز بن حمدين.)) أبو القاسم الثعلبي الأندلسي، قاضي الجماعة بقرطبة. تفقه على أبيه، وسمع من: محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني، وجماعة. وتقلد القضاء مرتين. وكان نافذا في أحكامه، جزلا في أفعاله، من بيت علم وجلالة. وتوفي على القضاء في ربيع الآخر، وصلى عليه ابنه أبو عبد الله، وعاش خمسين سنة.
65 4 (حرف العين)) 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن يوسف.)) أبو الحسن بن عفيف، وعفيف جده لأمه، الأموي الطليطلي، نزيل قرطبة. سمع: قاسم بن محمد بن هلال، وجماهر بن عبد الرحمن. وأجاز له محمد بن عتاب مروياته. وكان فاضلا عفيفا يعظ الناس، ويصلي بجامع قرطبة. وكانت العامة تعظمه لصلاحه، ولم يكن بالضابط. كان كثير الوهم في الأسانيد. قال ابن بشكوال وقال: روينا عنه. وتوفي في جمادى الآخرة. وولد سنة بضع وثلاثين وأربعمائة. 4 (عبد الوهاب بن عبد الله بن عبد العزيز.)) أبو محمد الصدفي القرطبي.) أخذ عن: أبي بكر المرادي. وتفقه على: أبي الوليد هشام بن أحمد. وكان ملازما لمجلس أبي الوليد بن رشد. وكان حافظا للفقه، ذاكرا للمسائل والفرائض والأصول. توفي في ذي الحجة. 4 (علي بن عبد الله بن محبوب.)) الطرابلسي المغربي. قال السلفي: قدم الإسكندرية متفقها، وكان له اهتمام بالتواريخ. صنف تويريخا لطرابلس حدثني به. وكتب عنه. وكان فاضلا في فنون. توفي بمكة.
66 4 (علي بن عبد الواحد بن أحمد.)) أبو الحسن الدينوري، ثم البغدادي. سمع: أبا الحسن القزويني، وأبا محمد الخلال، وأبا محمد الجوهري، وغيرهم. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، والحافظ ابن عساكر، وأخوه الصائن، وابن الجوزي. قال ابن السمعاني: كان صاحب الخبر. توفي في جمادى الأولى. 4 (علي بن المبارك بن علي بن الفاعوس.)) أبو الحسن البغدادي، الإسكاف، الزاهد. كان شيخا صالحا، خيرا، متقشفا، من أصحاب الشريف أبي جعفر بن أبي موسى. كان يقرأ للناس يوم الجمعة الحديث بلا سند، وكان صاحب إخلاص، وله قبول تام عند العامة.
67 سمع: أبا يعلى بن الفراء، وأبا منصور العطار. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر. قال أبو سعد السمعاني: سمعت أبا القاسم بدمشق يقول: ابن الفاعوس كان يتعسر في الرواية،) وأهل بغداد يعتقدون فيه. وأبو القاسم بن السمرقندي كان يقول إن أبا بكر ابن الخاضبة يقول لابن الفاعوس الحجري لأنه كان يقول: الحجر الأسود يمين الله حقيقة. قلت: هذا تشغيب وأذية لرجل صالح، وإلا فهذا نزاع محض في عبارة، وعرفنا مراده بقوله: يمين الله حقيقة، كما تقول: بيت الله حقيقة، وناقة الله حقيقة، إن ذلك إضافة ملك وتشريف، فهي إضافة حقيقة، وإن شئت قلت: يمين الله مجازا، وهو أفصح وأظهر، لأن في سياق الحديث ما يوضح ذلك. وهو قوله: فمن صافحه فكأنما صافح الله، يعني هو بمنزلة يمين الله في الأرض. قال غير واحد: نبا يحيى بن سليم، عن ابن جريح، سمعت محمد بن عباد بن جعفر المخزومي يقول: سمعت ابن عباس يقول: إن هذا الركن الأسود يمين الله في الأرض، يصافح به عباده مصافحة الرجل أخاه.
68 ورواه عيسى بن يونس، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عباس. وروي بإسناد آخر، عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي حسين، عن ابن عباس. ورواه عبد الرزاق، عن أبيه، عن وهب بن منبه. قوله: فإما أن يكون أراد به يمين الله، استغفر الله، حقيقة باعتبار صفة الذات، فهذا لا يعتقده بشر، فضلا عن أن يعتقده مسلم، بل ولا يدور في ذهن عاقل. وأما قوله: كان يتعسر بالرواية، فكان يفعل ذلك إزراء على نفسه، وتفويتا لحظه. وقد رأينا غير واحد من الصالحين يمتنع من الرواية، لكن من فعل ذلك ثقالة ونكادة كابن يوسف الإربلي وغيره من شيوخنا، فهو مذموم. وقال أبو الفرج بن الجوزي: توفي في تاسع عشر شوال، وانقلبت بغداد بموته، وغلقت الأسواق، وضج العوام بذكر السنة، ولعن أهل البدع. ودفن بمقبرة الإمام أحمد. 4 (حرف الفاء)) 4 (فاطمة بنت الحسين بن الحسن بن فضلويه الرازي.)) ) العالمة المعروفة ببنت حمزة. واعظة مشهورة ببغداد، متعبدة، لها رباط تأوي إليه النساء. روت عن: ابن المسلمة، وأبي بكر الخطيب. روى عنها: أبو القاسم بن عساكر، وقال: توفيت في ربيع الأول. روى عنها: ابن ناصر، وأبو الفرج بن الجوزي.
69 4 (حرف الهاء)) 4 (هبة الله بن عبد الله بن الحسن ابن البصيدائي)) وبصيداء: من قرى بغداد. أبو البقاء أحد الرؤساء والأكابر. سمع: أبا محمد الجوهري، وغيره. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم الحافظ. توفي في صفر. 4 (حرف الياء)) 4 (يحيى بن عبيد بن سعادة.)) الزاهد الخير. من أهل الإسكندرية. قال السلفي: أنبأ عن: أبي العباس أحمد بن إبراهيم الرازي. 4 (يحيى بن عمرو بن بقاء.)) أبو بكر الحزامي المرجوني. نزل قرطبة، وأخذ بها عن: محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني. وتفقه عند أبي الحسن بن حمدين. وكان حافظا للفقه، بارعا في الشروط، حصل منها دينا. توفي في جمادى الأولى، وله بضع وستون سنة.
70 4 (وفيات سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة)) 4 (حرف الحاء)) )) 4 (الحسين بن علي بن صدقة.)) أبو علي الوزير جلال الدين، وزير المسترشد بالله. كان من رجال الدهر رأيا وحزما وله في مخدومه المسترشد بالله: * وجدت الورى كالماء طعما ورقة * وأن أمير المؤمنين زلاله * * وصورت معنى العقل شخصا مصورا * وأن أمير المؤمنين مثاله * * ولولا مكان الدين والشرع والتقى * لقلت من الإعظام: جل جلاله * توفي في رجب. قاله ابن الجوزي. وقد تكرر ذكره في الحوادث. وذكره ابن النجار فقال: ولد بنصيبين سنة تسع وخمسين، وخدم إبراهيم بن قرواش صاحب الموصل، فلما أمسك هرب جلال الدين إلى بغداد،
71 ثم خدم بها، ولم يزل في ارتقاء إلى أن تزوج بابنة الوزير ابن المطلب. ثم ولي وزارة في سنة ثلاث عشرة. ثم قبض عليه بعد ثلاث سنين، ونهبت داره ورضوا عنه ثم أعيد إلى الوزارة سنة سبع عشرة، فكان يوما مشهودا. وكان منسبا بليغا أديبا. 4 (الحسين بن علي بن أبي القاسم.)) الشيخ أبو علي اللامشي السمرقندي الحنفي. قال السمعاني: إمام فاضل متدين يضرب به المثل في النظر وعلم الخلاف. وكان على طريقة السلف من طرح التكلف والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. روى شيخه دينار لنا عن القاضي محمد بن الحسن بن منصور النسفي. وسمع أيضا من: الحافظ عبد الرحمن بن عبد الرحيم القصار، وأبي علي الحسين بن عبد الملك النسفي. وتوفي في رمضان. قال ابن الجوزي: قدم رسولا من خاقان ملك سمرقند.) قال السمعاني: مر بمرو رسولا من ملك سمرقند محمد بن سليمان. ولامش من قرى فرغانة. سمعت منه بقراءة عمي أبي القاسم. ولد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وكان قوالا بالحق.
72 4 (حرف السين)) 4 (سهل بن إبراهيم المسجدي السبعي.)) أبو القاسم النيسابوري. يروي عن: أبي حفص بن مسرور، وعبد الغافر الفارسي، وأبي محمد الجويني. سمع منه حضورا أبو سعد السمعاني. وكان والده يقرأ كل يوم سبعين، وابنه أحمد بن سهل يروي عن يعقوب بن أحمد الصيرفي. توفي سهل سنة نيف وعشرين. قال السمعاني: كان صالحا حسن السيرة، كثير العبادة، سمع الكثير، وعمر الطويل، وتفرد عن جماعته. قلت: روى عن: أبي عثمان الصابوني، ودحية بن أبي الطيب الحلاب، والكنجرودي. روى عنه: حفيده محمد بن أحمد، وأبو المعالي بن الفراوي، وعبد
73 الرحيم بن عبد الرحمن الشعري، وأبو سعد الصفار، وابن ياسر الجياني، وآخرون. وكان خادم مسجد المطرز دين صالح. 4 (حرف الطاء)) 4 (طغتكين.)) الأمير أبو منصور، المعروف بأتابك. من أمراء تاج الدولة. زوجه بأم ولده دقاق. وكان مع تاج الدولة لما سار إلى الري لقتال ابن أخيه. فلما قتل تاج الدولة رجع إلى دمشق، وصار أتابك دقاق. فلما مات دقاق تملك بدمشق.) وكان شهما، مهيبا، شديدا على الفرنج والمفسدين، ولقبه ظهير الدين. وهو والد تاج الملوك بوري بن طغتكين.
74 قال ابن الأثير: توفي أتابك طغتكين، كذا سماه ابن الأثير في ثامن صفر، وهو من مماليك الملك تتش بن ألب أرسلان. وكان عاقلا خبيرا، كثير الغزوات والجهاد للفرنج، حسن السيرة في رعيته، مؤثرا للعدل. وملك بعده ابنه بوري أكبر أولاده بوصية منه، فأقر وزير أبيه أبا علي طاهر بن سعد المزدغاني على وزارته. وقال سبط الجوزي: كان طغتكين شجاعا، شهما، عادلا، حزن عليه أهل دمشق، ولم يبق فيها محلة ولا سوق إلا والمأتم قائم عليه فيه، لأنه كان حسن السيرة، ظاهر العدل، مدبرا للممالك. أقام حاكما على الشام خمسة وثلاثين سنة. وسار ابنه سيرته ثم تغيرت نيته، وأضمر السوء لأصحاب أبيه، والظلم للرعية، وتمكن وزيره المزدغاني من أهل دمشق، وصادق الباطنية، واستعان بهم. وقبض بوري على خواص أبيه، فاسترابوا به، ونفرت القلوب منه. وقال أبو يعلى بن القلانسي: مرض أتابك طغتكين مرضا أنهك قوته، وأنحل جسمه. وتوفي في ثامن صفر، فأبكى العيون، وأنكأ القلوب، وفت في الأعضاد، وفتت الأكباد، وازداد الأسف، فرحمه الله وبرد مضجعه. وماتت زوجته الخاتون شرف النساء، أم بوري، بعده بثلاثة أشهر، ودفنت بتربتها التي خارج باب الفراديس. قلت: ومات في هذه السنة ودفن بتربته، قبلي المصلى ثامن صفر.
75 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن أحمد بن سعيد بن سليمان بن يربوع.)) الأستاذ الحافظ أبو محمد الأندلسي الشنتريني ثم الإشبيلي. نزيل قرطبة. سمع صحيح البخاري من محمد بن أحمد بن منظور، عن أبي ذر الهروي. وسمع من: أبي محمد بن خزرج، وحاتم بن محمد، وأبي مروان بن سراج، وأبي علي) الغساني. وأجاز له أبو العباس العذري. قال ابن بشكوال: وكان حافظا للحديث وعلله، عارفا برجاله وبالجرح والتعديل، ضابطا، ثقة. كتب الكثير، وصحب أبا علي الغساني واختص به. وكان أبو علي يفضله، ويصفه بالمعرفة والذكاء. صنف كتاب الإقليد في بيان الأسانيد، وكتاب تاج الحلية وسراج البغية في معرفة أسانيد الموطأ، وكتاب المنهاج في رجال مسلم وسمعت منه مجالس.
76 وتوفي في صفر. ومولده في سنة أربع وأربعين وأربعمائة. 4 (عبد الرحمن بن سعيد بن هارون.)) أبو المطرف الفهمي السرقسطي المقرئ ابن الوراق. روى عن: أبي عبد الله المغامي، والحسن بن مبشر، وأبي داود، وغيرهم من القراء. وجود القراءات. وسمع من: أبي الوليد الباجي. وأجاز له أبو عمر بن عبد البر. وأقرأ الجناس بجامع قرطبة، وأم بالناس فيه. أخذ الناس عنه، وكان ثقة. توفي في صفر، وله ثمانون سنة. أجاز لابن بشكوال. 4 (علي بن أستكين.)) الأمير أبو الحسن العميدي، الحاجي، النيسابوري. كان خفيف الروح، صالحا عابدا. ترك الخدمة ولبس لباس الصالحين، وقنع بما له من ميراث. وحدث عن: أبي الحسن محمد بن محمد الحسيني العلوي، والحسن بن محمد الصفار، وأبي نصر عبد الرحمن التاجر، وغيرهم.) توفي بنيسابور. 4 (علي بن الحسن بن علي بن سعيد بن محمد.)) أبو الحسن الدمشقي العطار.
77 كان أبوه مقدم الشهود ورئيسهم بدمشق، وكان مثريا فاشترى لابنه جارية مغنية، فتعلم منها الغناء ثم افتقر وتعثر، فكان يغني في مجالس الخمر، ويغني ويشرب، ثم كبر وضعف. قال ابن عساكر: سمع الكثير من أبي القاسم السميساطي، وأبي القاسم الحنائي، وأبي بكر الخطيب، فأتيناه فرغبناه في التوبة، فتاب وترك الغناء، وسمعنا منه كتبا. توفي في صفر. وكان مولده في سنة خمس وأربعين وأربعمائة. 4 (علي بن الحسن بن محمد بن محمد.)) الإمام أبو القاسم ابن الإمام أبي علي النيسابوري الصفار. فاضل، علامة، متفنن. روى عن: أبي عثمان البحيري، وأبي سعد الكنجروذي، وأحمد بن منصور المغربي، وأصحاب الخفاف. ثم عن: أصحاب الحاكم، وابن يوسف. ثم عن: أصحاب الحيري. وله النسخ والأجزاء. وكان بإسفراين وبها مات في رمضان. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن أبي شجاع العبيدي.)) الأمير ابن الأمير، المأمون بن نور الدولة. كان المأمون وزير الآمر بأحكام الله العبيدي المصري ومدبر دولته، بقي على ذلك أربع سنين. ثم قبض الآمر عليه في سنة تسع عشرة وخمسمائة، ثم
78 قتل في رجب سنة اثنتين وعشرين، وصلب بظاهر القاهرة. 4 (موسى بن أحمد بن محمد.)) ) أبو القاسم النشادري، الفقيه الحنبلي. سمع الكثير، وقرأ بالروايات. وتفقه على أبي الحسن بن الزاغوني وناظر. وتوفي في رجب شابا. 4 (حرف الهاء)) 4 (هبة الله بن علي بن محمد.)) أبو القاسم المروزي، ويعرف بقاضي مرغرن، وهي قرية من قرى مرو. محدث كثير المحفوظ، حريص على عقد المجالس. له قبول عند العامة، إلا أنه غير ثقة. كان لا يبالي ما يقول بحسب الوقت. سمع: أبا إسماعيل الأنصاري بهراة. وعاش نيفا وستين سنة.
79 4 (وفيات سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة)) 4 (حرف الجيم)) 4 (جعفر بن عبد الواحد بن محمد بن محمود بن أحمد.)) أبو الفضل الثقفي الإصبهاني، الرئيس، النبيل. سمع: ابن ريذة الثاني، وعبد الحمن بن أبي بكر بن أبي علي المعدل، وعبد الرزاق بن أحمد الخطيب، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وسعيد بن أبي سعيد العيار، ومحمد بن عبد الرحمن بن زياد الأرزناني. روى عنه: أحمد بن أبي منصور بن الزبرقان، والحافظ أبو موسى، وأسعد بن أبي طاهر الثقفي، وعبد الواحد بن أبي المطهر الصيدلاني، وعبد الجليل بن أبي نصر بن رجاء، ومحمد بن أحمد المهاد، وناصر بن محمد الويرج الإصبهانيون. وقد ذكره السمعاني في التحبير.
80 يقال: كان صالحا، سديدا، وكان خير من روى عن الرجال، عن ابن ريذة. ومن مروياته: شروط الذمة لأبي الشيخ، والسنة له، والعتق له، والضحايا والعقيقة له، والنوادر) له، وفوائد العراقيين له، وأحاديث طلحة بن مصرف له، وكتاب السبق والرمي له، وكتاب القطع والسرقة له، وغير ذلك. روى الجميع عن ابن عبد الرحيم، عنه. وكتاب الأدب لابن أبي عاصم، وكتاب معجم ابن المقرئ و فوائده التي في خمسة عشر جزءا، وكتاب حرملة، وكتاب الأسماء والكنى لأبي عروبة، وكتاب الجامع لأحمد بن الفرات، وسنن الشافعي، رواية ابن عبد الحكم، وكتاب الآحاد والمثاني لابن أبي عاصم، وكتاب طبقات إصبهان لأبي الشيخ، وكتاب الصلاة لأبي نعيم الفضل بن دكين، وكتاب البكاء للفريابي، وكتاب شواهد الشعر لأبي عروبة. وسمع صحيح البخاري من سعيد العيار. وكان مولده في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، وتوفي في تاسع جمادى الأولى، وله ثمانون سنة. 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن المظفر بن الحسن بن المظفر بن يزيد.)) أبو علي بن أبي سعد السبط. كان أبوه سبط أبي بكر بن لآل الهمذاني.
81 سمع: أباه، وأبا محمد الجوهري، وأبا الحسين بن المهتدي بالله. روى عنه: ابنه هبة الله، ويحيى بن يوسف، وأبو القاسم بن عساكر، وآخرون. توفي في ربيع الأول. وثقه ابن عساكر. 4 (حمزة بن هبة الله بن محمد بن الحسين بن داود.)) أبو الغنائم بن أبي البركات العلوي الحسني النيسابوري. كان جده محدث نيسابور. وكان هو حسن السيرة محدث بالكثير، وتفرد في وقته. وسمع: أباه، وأبا نصر محمد بن الفضل النسوي، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وأبا حفص بن مسرور، وعبد الرحمن بن محمد الأنماطي صاحب أبي بكر الإسماعيلي، وعمرو بن أبي عمرو البحيري.) وحج فسمع ببغداد من: القاضي أبي عبد الله الدامغاني، وأبي يوسف عبد السلام القزويني. وقال ابن السمعاني: أجاز لي، وحدثني عنه جماعة. وكان زيدي المذهب.
82 توفي في سادس المحرم، وله ست وتسعون سنة. 4 (حرف الطاء)) 4 (طاهر بن سعد.)) الوزير كمال الدين أبو علي المزدغاني، وزير صاحب دمشق تاج الملوك بوري بن طغتكين. اتهم بمذهب الباطنية، فقتل في رمضان، ونصب رأسه على باب القلعة، ووضع الجند السيف في الباطنية بدمشق، فقتلوا منهم ستة آلاف نفس، كما مر في الحوادث. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن شاذان.)) أبو الفتح بن علوية السعيدي السرخسي، الفقيه. سمع: الليث بن الحسن الليثي، وزهير بن الحسن، والحافظ محمد بن محمد بن زيد العلوي. ولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. أجاز لابن السمعاني، وقال: مات يوم التروية بسرخس. 4 (عبد الله بن أبي المعمر شيبان بن عبد الله بن أحمد بن محمد.))
83 الحافظ أبو محمد البرجي، الإصبهاني، المحتسب. ولد سنة سبع وأربعين، وسمع: سبط حرويه، وجماعة. وكان عارفا برجال الصحيحين. وكان صحافا. روى عنه: أبو موسى المديني. 4 (عبيد الله بن محمد ابن الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين بن علي.)) أبو الحسن البيهقي الخسروجردي. لم يكن يعرف شيئا من العلم، بل سمع الكتب من جده. وسمع من: أبي يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابوني، وأبي سعد أحمد بن إبراهيم) المقرئ. وقدم الحج بعد العشرين، فحدث ببغداد. روى عنه: ابن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو الفتح المندائي، وآخرون. قال ابن السمعاني: كره السماع منه جماعة لقلة معرفته بالحديث، وسألت عنه أبا القاسم الدمشقي فقال: ما كان يعرف شيئا. وكان يتغالى بكتب الإجازة ويقول: ما أجيز إلا بطسوج. قال: وسمع لنفسه في جزء، عن جده تسميعا طريا. وكان سماعه فيما عداه صحيحا.
84 وقال أبو محمد بن الخشاب: سألته عن مولده فقال: سنة تسع وأربعين. وقال ابن ناصر: مات في ثالث جمادى الأولى ببغداد. مرض ثلاثة عشر يوما. 4 (علي بن عبد المجيد بن يوسف بن شعيب.)) أبو الحسن السلمي السمرقندي. أحد الأئمة. توفي في شوال وله اثنتان وثمانون سنة. روى عن: أبي حمية محمد بن أحمد الحنظلي. وعنه: عمر النسفي. 4 (علي بن عبد الواحد بن الحسن بن علي بن شواش.)) أبو الحسن الدمشقي المعدل. سمع: أبا الحسن بن قبيس، وأبا القاسم بن أبي العلاء. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وقال: كان أمينا على المواريث، ووقف الأشراف. وكان ثقة. 4 (عمر بن أبي عيسى أحمد بن عمر بن أبي عيسى.)) الإمام أبو بكر المديني الإصبهاني المقرئ.) ولد سنة أربع أو خمس وستين وأربعمائة بمدينة جي. ثم انتقل به أبوه إلى إصبهان وهو يرضع. روى عن: أبي عمرو بن مندة، وغيره. روى عنه: ابنه الحافظ أبو موسى، وقال: كانت له يد قوية في معرفة القراء والقراءآت وعلم الفرائض. وتوفي خامس رجب.
85 4 (عيسى بن موسى بن سعيد.)) أبو الأصبغ الأنصاري البلنسي، ويعرف بالمتولي. روى عن: أبيه، وأبي داود المقرئ. وأجاز له أبو الوليد الباجي. وقدم للشورى. وصدق في علم الرأي، واشتغل وأفتى ببلنسية. روى عنه: محمد بن سليمان القلعي. وتوفي في ربيع الأول. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن أحمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل.)) أبو عامر الطليطلي، نزيل قرطبة. روى عن: أبي المطرف عبد الرحمن بن محمد، وأبي المطرف عبد الرحمن بن أسد، وأبي أحمد جعفر بن عبد الله، ومحمد بن خلف السقاط، ومحمد بن محمد بن جماهر، وجماعة. وأجاز له أبو الوليد الباجي، وأبو العباس العذري، وغيرهم. قال ابن بشكوال: كان معتنيا بلقاء الشيوخ، جامعا للكتب والأصول. كانت عنده جملة كبيرة من أصول علماء بلده وفوائدهم، وكان ذاكرا لأخبارهم وأزمانهم. وقد سمع منه أصحابنا. وترك بعضهم التحديث عنه لأشياء اضطرب فيها شاهدتها منه مع غيري، وتوقفنا في الرواية عنه.) وقد كنت أخذت عنه كثيرا ثم زهدت فيه لأشياء أوجبت ذلك. توفي في ربيع الأول. وكان مولده سنة. 4 (محمد بن سعد بن الفرج بن مهمت.)) أبو نصر السيباني الحلواني المؤدب.
86 شيخ بغدادي، فاضل، ثقة. روى عن: أبي الغنائم بن المأمون، وأبي الحسين بن المهتدي بالله، وابن النقور. وخرج له عبد الوهاب الأنماطي فوائد في جزء. وروى عنه: ابن ناصر، وأبو محمد بن سوفتين، وذاكر بن كامل. 4 (المقرب بن الحسين بن الحسن.)) أبو منصور العقيلي العيسوي النساج، والد أحمد الكرخي. شيخ صالح، خير. سمع: أبا يعلى بن الفراء، وأبا جعفر ابن المسلمة، وغيرهما. روى عنه: السلفي، وابن بوش. وتوفي رحمه الله في ربيع الأول. 4 (منصور بن هبة الله بن محمد الموصلي.)) أبو الفوارس الحنفي، من كبار أئمة المذهب. ولي القضاء بأماكن من السواد. 4 (حرف الياء)) 4 (يحيى بن محمد بن موسى بن عابد.)) أبو محمد الرياحي الأندلسي. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، عفيف، سمع الكثير ونسخ، وبالغ في الطلب وكان ثقة صدوقا. جاور مدة، وقدم بغداد، ومضى إلى ما وراء النهر. وكان موته ببخارى. سمع: أبا مكتوم عيسى بن أبي ذر، وعلي بن المفرج الصقلي، وأبا إسماعيل الأنصاري، وأبا) عبد الله العميري، وأبا بكر بن خلف الشيرازي.
87 وسمع أيضا بسمرقند، ونسف. وأكثر الترحال. وروى لي عنه: الأمير أبو علي أحمد بن محمد بن جبريل الطرازي، وجماعة سمعوا منه.
88 4 (وفيات سنة أربع وعشرين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن عبد الله بن أحمد بن عبد الملك بن رضوان.)) أبو نصر البغدادي المراتبي. شيخ صالح من باب المراتب. سمع: أبا محمد الجوهري وسماعه صحيح. روى عنه: محمد بن طاهر المقدسي مع تقدمه، وأبو القاسم بن عساكر. ومات في جمادى الآخرة وله إحدى وثمانون سنة. وقد أجاز له عبد العزيز الأزجي الحافظ. قال ابن النجار: روى لنا عنه أبو القاسم ابن السبط. وكان شيخا صالحا أمينا، كثير الصلاة والصدقة. سمع أيضا أبا يعلى بن الفراء. 4 (أحمد بن عبد الواحد بن الحسن بن زريق.)) الشيباني البغدادي القزاز، عم أبي منصور عبد الرحمن بن محمد. شيخ صالح. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الحسين بن النقور. توفي في شعبان. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو المعمر الأنصاري.
89 4 (إبراهيم بن عثمان بن محمد.)) أبو إسحاق، وقيل أبو مدين الكلبي الغزي، الشاعر المشهور. أحد فضلاء الدهر، ومن يضرب به المثل في صناعة الشعر.) ذو الخاطر الوقاد، والقريحة الجيدة. تنقل في البلدان، ومدح الأعيان، وهجا جماعة. ودور في الجبال، وخراسان. وسار شعره. وقد سمع بدمشق من الفقيه نصر سنة إحدى وثمانين وأربعمائة. قال ابن النجار: هو إبراهيم بن عثمان بن عياش بن محمد بن عمر بن عبد الله الأشهبي الكلبي. ثم قال: هكذا رأيت نسبه بخط محمد بن طرخان التركي. روى ببغداد كثيرا من شعره. وعنه من أهلها: محمد بن جعفر بن عقيل البصري، ومحمد بن علي بن المعوج، وعبد الرحيم بن أحمد ابن الأخوة. وروى السلفي عنه. وروى أيضا عن يوسف بن عبد العزيز الميورقي، عنه.
90 ومن شعره: * أغيد للعين حين ترمقه * سلامة في خلالها عطب * * واخضر في وجنتيه * الماء ينبت العشب * * يدير فينا بخده قدحا * يجتمع الماء فيه واللهب * قلت: وقيل: هو إبراهيم بن يحيى بن عثمان بن محمد. أقام بالنظامية ببغداد سنين كثيرة. وله ديوان شعر مختار نحو ألفي بيت. وقال العماد في الخريدة: مدح ناصر الدين مكرم بن العلاء وزير كرمان بالقصيدة التي يقول فيها: * حملنا من الأيام ما لا نطيقه * كما حمل العظم الكسير العصائبا * * وليل رجونا أن يدب عذاره * فما اختط حتى صار بالصبح سائبا * قال ابن السمعاني: ما اتفق أني سمعت منه شيئا، وكان ضنينا بشعره، إلا أنه اتفق له الخروج من مرو إلى بلخ، فباع قريبا من عشرة أرطال من مسودات شعره من بعض القلانسيين،) ليفسدها في القلانس، فاشتراها منه بعض أصدقائي، وحملها إلي، فرأيت شعرا أدهشت من حسنه وجودة صنعته. فبيضت منه أكثر من خمسة آلاف بيت. ولد رحمه الله سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. وقال ابن نقطة في استدراكه على الأمير: نبا أبو المعالي محمد بن أبي الفرج البغدادي: حدثني سعد بن الحسن التوراني الخراساني الشاعر قال: كنا نسمع على إبراهيم الغزي ديوانه، فاختلف رجلان في إعراب بيت، فقال: قوموا، فوالله لا أسمعت بقيته، ولأبيعن ورقه للعطارين يصرون فيه الحوائج.
91 ومن شعره: * قالوا: تركت الشعر قلت: ضرورة * باب الدواعي والبواعث مغلق * * خلت الديار فلا كريم يرتجى منه * النوال، ولا مليح يعشق * * ومن العجائب أنه لا يشترى * ومع الكساد يخان فيه ويسرق * وله: * أإحتمال خد يوم وجرة، أم جيد * أم اللحظ فيما غازلتك المها الغيد * * سفرن فقال الصبح: لست بسفير * ومسن، فقال البان: ما في املود * * وخوطي المهتز أمكن وصلها * وطرف رقيت الحي بالنوم مصفود * * لك النوم تحت السجف والطيب والحلى، * ولي عزماتي والعلندات والبيد * * فقالت: أمط عنك القريض وذكره، * فما لك في نظم القصائد تجويد * وله: * طول حياة ما لها طائل * نقص عندي كلما يشتهى * * أصبحت مثل الطفل في ضعفه * تشابه المبتدأ والمنتهى * * فلا تلم سمعي وإن خانني، * إن الثمانين وبلغتها * وله: * بجمع جفنيك بين البرء والسقم * لا تسفكي من دموعي بالفراق دمي *
92 * إشارة منك تكفيني، وأحسن ما * رد السلام، وغداة البين بالعنم) * (تعليق قلبي بذات القرط يؤلمه * فينكر القرط تعليقا بلا ألم * * وما نسيت، ولا أنسى تجشمها * ومنسم الجو غفل، غير ذي علم * * حتى إذا طاح منها المرط من دهش * وانحل بالضم سلك العود في الظلم * * تبسمت فأضاء الجو، فالتقطت * حبات متعثر في ضوء منتظم * وله: * إذا ما قل عقل المرء قلت همومه * ومن لم يكن ذا مقلة كيف يرمد * * وقد تصقل الضبات وهي كليلة * وتصيد أحد السيف وهو مهند * وله: * إني لأشكو خطوبا لا أعينها * ليبرأ الناس من لومي ومن عذلي * * كالشمع يبكي ولا يدرى، أعبرته * من حرقة النار، أو من فرقة العسل * وله القصيدة السائرة: * أحط عن الدرر الزهر اليواقيتا * واجعل لحج تلاقينا مواقيتا *
93 * فثغرك اللؤلؤ المبيض لا الحجر ال * مسود طالبه يطوي السباريتا * * لنا بذكراك أذكى الطيب رائحة * ونور وجهك رد البدر مبهوتا * * وفتية من كماة الترك ما تركت * للرعد كنانهم صوتا ولا صيتا * * قوم إذا قوبلوا كانوا ملائكة * حسنا، وإن قوتلوا كانوا عفاريتا * * مدت إلى النهب أيديهم وأعينهم، * وزادهم قلق الأخلاق تثبيتا * وله: * طفقت تقول أسيرة الكلل * لك ناظر أهدى فؤادك لي * * وأراك رائد مهمة قذف * ما عاقها القمران عن زحل * * من ضنها بالطيف توعدنا * جود النبأ يعد في البخل * * استغفر الله المركب في أسل * القدود لها ذم المقل * * فاسنن عليك دلاص تسلية * فاللحظ يبطل حجة البطل * * بك من جواري السرب نازلة * بالحسن بين مراكز الأسل * * بدوية الحلل افتتنت بها * لما بدت خصرية الحلل) * (يا دمية سفكت دمي عشارا * أنا ابن بجدة حومة الوهل * * ما ضقت يوما بتحيتي لهم * إلا وكان نزالهم نزلي * * ومن السفاهة مقت ذي معة * ومن العناء عتاب ذي ملل * وله: * ورب خطيب حللت عقدته * بمنزل لا تحل فيه حبا * * وما لك جئت نحوه ظلما * فزرته مشرق المنى شحبا *
94 * جاد بما يملأ الحقائب لي * وحدث بالمدح يملأ الحقبا * * وكم تصيدته والصبي شركي * شرب ظبا لحاطمين ظبا * * على عذير بروده نظمت * نوادرها حول بدره شهبا * * يدق فيه الغمام أسهمه * فيكتسي من نصالها حسبا * * ويعجم الطل ما يحط على صفحته * مر شمال وصبا * * ضروب نقش كأنما خلع الز * هر عليهن برده طربا * * لو كن يتقين ظنهن صفي * الدولة الأحرف التي كتبا * قال ابن السمعاني: خرج الغزي متوجها من مرو إلى بلخ في سنة أربع وعشرين، فأدركته المنية في الطريق، فحمل إلى بلخ ودفن بها، وله ثلاث وثمانون سنة. 4 (إسماعيل بن الفضل بن أحمد بن محمد بن علي الإخشيد.))
95 التاجر الإصبهاني المعروف بالسراج. سمع: أبا القاسم بن أبي بكر الذكواني، وأبا طاهر بن عبد الرحيم، وعلي بن القاسم المقرئ، وأبا العباس بن النعمان الصائغ، وأحمد بن الفضل الباطرقاني، وأبا الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، وجماعة. روى عنه: أبو طاهر السلفي، وكناه أبا سعيد ووثقه، وأبو موسى المديني، ويحيى الثقفي، وناصر الويرج، وخلف بن أحمد الفراء، وأسعد بن أحمد الثقفي، وأبو جعفر الصيدلاني، وآخرون. سمعه أبو موسى يقول: ولدت ليلة نصف شعبان سنة ست وثلاثين وأربعمائة. قال: وكان أبي اسمه محمد، وكنيته أبو الفضل، فغلب عليه الفضل.) قلت: وكان من المكثرين في السماع والرواية، وقرأ القرآن على المشايخ. وكان تاجرا أمينا. كناه أبو سعد السمعاني أبو الفتح وقال: كان سديد السيرة. قرأ بروايات، ونسخ أجزاء كثيرة، وكان واسع الرواية، موثوقا به. كتب لي الإجازة. فمن مسموعاته: طبقات الصحابة لأبي عروبة، في أربعة وعشرين جزءا، بروايته عن أبي طاهر بن عبد الرحيم، عن ابن المقري، عنه وكتاب الإشراف في اختلاف العلماء لابن المنذر، بروايته عن ابن عبد الرحيم، عن ابن المقري، عنه وكتاب السنن للحلواني، رواية الفضل الجندي، عنه. قلت: توفي رحمه الله في رمضان، وقيل في شعبان. وله فوائد مروية. 4 (حرف الخاء)) 4 (خلف بن عمر بن عيسى.)) أبو القاسم الحضرمي القرطبي.
96 روى عن: سراج بن عبد الملك. وتفقه عند: هشام بن أحمد الفقيه. قال ابن بشكوال: عن جماعة معنا. وكان رحمه الله من العلماء المتفننين. توفي في رجب. 4 (حرف السين)) 4 (سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم.)) أبو القاسم النيسابوري المسجدي النسفي، خادم مسجد المطرز. قال السمعاني، وقد أجاز له: كان شيخا صالحا، كثير العبادة، معمرا، متفردا بالرواية عن مثل أبي سعيد بن أبي الخير الميهني، وأبي محمد الجويني، وأبي عبد الرحمن محمد بن أحمد بن محمد الشاذياخي.) وسمع من: عبد الغافر الفارسي، وابن مسرور. سمعني والدي منه أجزاء. ولد في حدود سنة ثلاثين، وحدث في آخر سنة ثلاث، ووفاته بعد ذلك. 4 (سهل بن محمود بن محمد بن إسماعيل.)) أبو المعالي البخاري البراني. وبرانية من قرى بخارى. كان إماما، ذكيا، واعظا، صالحا، عابدا، حج على التجريد، وبقي مع وفاقه حافيا عريانا، حتى توصلوا إلى مكة بعد الرفقة. وجاور بمكة حتى حج. ودخل اليمن، وركب البحر إلى كرمان. سمع: أباه، والمظفر بن إسماعيل الجرجاني. روى عنه: ابنه حمزة. وتوفي ببخارى.
97 4 (حرف الطاء)) 4 (طراد بن علي بن عبد العزيز.)) أبو فراس السلمي الدمشقي الكاتب المعروف بالبديع. مات متوليا بمصر. وكان مولده بدمشق في سنة أربع وخمسين. قال السلفي: علقت عنه شعرا. وكان آية في النظم والنثر. له مقامات ورسائل. قلت: ومن شعره في تاج الدولة تتش بن ألب رسلان: * غزال غزا قلبي بعين مريضة * لها ضعف أجفان تهد قوى صبري * * له لين أعطاف أرق من الهوى * وقلب على العشاق أقسى من الصخر * وهي طويلة.) ومن شعره أيضا قوله: * قيل لي: لما جلست في طرف القو * م وأنت البديع رب القوافي * * قلت: آثرته لأن المنادي * ل يرى طرزها على الأطراف * * وكفاني من الفخار بأني نازل * في منازل الأشراف *
98 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن علي بن عبد الملك أبو محمد الهلالي الغرناطي، يعرف بابن سمجون.)) أحد جلة العلماء والفقهاء. ولي قضاء غرناطة. وأخذه عنه: أبو جعفر بن البادش، وعبد الحق بن بونة. وعاش بضعا وسبعين سنة. يروي عن: أبي علي الغساني، وطبقته. 4 (عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن صدقة.)) أبو محمد المصري، المجاور بمكة. ويعرف بابن الغزال. شيخ كبير صالح. سمع: أبا عبد الله القضاعي بمصر، وأبا القاسم الحنائي، والكتاني بدمشق وكريمة المروزية. وطال عمره وكف بصره. قال ابن عساكر: سمعت من لفظه حديثا واحدا لصمم شديد كان به. لقناه الحديث. وذكر لي أن جده لقب بالغزال لسرعة عدوه. توفي أبو محمد في صفر. وقال السلفي: أجاز لي، وقد أخبرني عنه بإصبهان إسماعيل بن محمد الحافظ سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة. وحججت سنة تسع وتسعين ولم أعلم به. سمع: عبد العزيز بن الضراب، وأبا محمد المحاملي، والمقريء أبا الحسين الشيرازي.) وكان مقرئأ صالحا. وسمعت من أخيه إبراهيم بمصر.
99 4 (عبد الحق بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الحق.)) أبو محمد الخزرجي القرطبي. روى عن: الفقيه محمد بن فرج واختص به وناظر عند: أبي جعفر بن رزق، وأبي الحسن بن حمدين. وأجاز له أبو العباس بن العذري. وكان فقيها إماما شروطيا مدرسا. توفي في صفر، وله اثنان وسبعون عاما. 4 (عبد العزيز بن محمد بن معاوية.)) أبو محمد الأنصاري الدورقي الأطروش. سكن قرطبة. وحدث عن: أبي بكر محمد بن مفوز، وأبي علي الصدفي، وأبي عبيد الله الخولاني. وكان حافظا، عارفا بالعلل والصحيح والسقيم والرجال، مقدما في جميع ذلك على أهل وقته، قاله ابن بشكوال وجمع كتبا مفيدة. سمعنا منه، وكان حرجا نكد الخلق. توفي في ربيع الآخر. 4 (عبد الملك بن عبد العزيز بن فيرة بن وهب.)) أبو مروان المرسي. سمع من: أبي علي الغساني، وغيره. وحج، ودخل بغداد، ودمشق وروى هناك. ولم يذكره ابن عساكر. وكان حافظا للرأي، ذاكرا للمسائل، صالحا خيرا. وعاش إحدى وسبعين سنة.
100 4 (عبد المنعم بن مروان بن عبد الملك بن سمجون.)) ) أبو محمد اللواتي الطنجي. نشأ بغرناطة وتفقه بها على: أبي محمد عبد الواحد بن عيسى. وسمع من: أبي علي الغساني. وكان فقيها، جزلا، مهيبا. ولي قضاء إشبيلية بعد عزل أبي مروان الباجي. ثم نقل إلى قضاء غرناطة. وتوفي في شعبان. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن سيدة.)) أبو المظفر الإصبهاني المقرئ. توفي في رمضان. 4 (عثمان بن منصور بن عبد الكريم.)) أبو عمرو الطرازي النظامي. سكن بلخ، وحدث عن أبي الحسن محمد بن محمد الحسيني. روى عنه: عبد الله بن عمر الفقيه ببلخ، ومحمد بن الفضل المارشكي بطوس. وكان رجلا جليل القدر، واعظا، محتشما. 4 (حرف الفاء)) 4 (فاطمة بنت عبد الله بن أحمد بن القاسم بن عقيل.))
101 أم إبراهيم، وأم الغيث، وأم الخير الجوزدانية. قال أبو موسى المديني: قدمت علينا من جوزدان، وكان مولدها نحو الخمس والعشرين وأربعمائة. وسمعت من: أبي بكر بن ريذة سنة خمس وثلاثين. وهي آخر أصحابه. قلت: هي أسند أهل العصر مطلقا، وهي للإصبهانيين كابن الحصين للبغداديين. سمعت من ابن ريذة المعجم الكبير والمعجم الصغير للطبراني، وكتاب الفتن لنعيم بن حماد.) روى عنها: أبو العلاء الهمذاني، وأبو موسى المديني، ومعمر بن الفاخر، وأبو جعفر الصيدلاني، وأبو الفخر أسعد بن سعيد، وعائشة بنت معمر، وعفيفة بنت أحمد، وأبو سعيد محمد الأرجاني الحللي، وعبد الرحيم بن أحمد ابن الأخوة، وداود بن سليمان بن نظام الملك، وشعيب بن الحسن السمرقندي، وفاطمة بنت سعد الخير، لها عنها حضور، وجماعة كثيرة. أنبا أبو علي القلانسي: أنبأتنا كريمة: عن أبي مسعود عبد الرحيم الحاجي أنهل توفيت في غرة شعبان. وقال ابن نقطة: في رابع عشر رجب. 4 (فضل الله بن محمد بن وهب الله بن محمد.)) أبو القاسم الأنصاري المقرئ. أقرأ بجامع قرطبة مدة، وأخذ القراءات عن: أبي محمد بن شعيب، وأبي عبد الله بن شريح.
102 وسمع من: محمد بن فرج الطلاعي، وأبي محمد بن خزرج. روى عنه: ابن بشكوال، وقال: توفي في رمضان، وله سبعون سنة. وقرأ عليه بالروايات: علي بن محمد بن خاف، شاب قرطبي. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن سعدون بن مرجى بن سعدون.)) الإمام أبو عامر القرشي العبدري الميورقي المغربي، نزيل بغداد. أحد الحفاظ والعلماء المبرزين، ومن كبار الفقهاء الظاهرية. رحل إلى بغداد. وسمع: أبا عبد الله البانياسي، وأبا الفضل بن خيرون، وطراد بن محمد، ويحيى السبتي، والحميدي، وابن البطر، وخلقا سواهم. قال القاضي أبو بكر محمد بن المغربي في معجمه: أبو عامر العبدري هو أنبل من لقيته. وقال ابن ناصر: كان فهما، عالما، متعففا، مع فقره، وكان يذهب إلى أن المناولة كالسماع. وذكره السلفي في معجمه فقال: كان من أعيان علماء الإسلام بمدينة السلام، متصرف في فنون من العلوم أدبا ونحوا، ومعرفة بالأنساب. وكان داوودي المذهب، قرشي النسب.) كتب عني وكتبت عنه. ومولده بقرطبة من مدن الأندلس. قال ابن نقطة: نبا أحمد بن أبي بكر البندنيجي أن الحافظ ابن ناصر قال
103 لما دفنوا أبا عامر العبدري: خلا لك الجو فبيضي واصفري مات أبو عامر حافظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن شاء فليقل ما شاء. وقال ابن عساكر: كان فقيها على مذهب داود، وكان أحفظ شيخ لقيته ذكر أنه دخل الشام في حياة أبي القاسم بن أبي العلاء، وسمعت أبا عامر وقد جرى ذكر مالك، فقال: جلف جاف، ضرب هشام بن عمار بالدرة. وقرأت عليه الأموال لأبي عبيد، فقال، وقد مر قول لأبي عبيد: ما كان إلا حمارا مغفلا لا يعرف الفقه. وقيل لي عنه إنه قال في إبراهيم النخعي: أعور سوء. فاجتمعنا يوما عند ابن السمرقندي في قراءة الكامل، فنقل فيه قولا عن السعدي، فقال: يكذب ابن عدي، إنما هو قول إبراهيم الجوزجاني. فقلت له: فهو السعدي فإلى كم نحتمل منك سوء الأدب. تقول في إبراهيم النخعي كذا، وتقول في مالك كذا، وفي أبي عبيد كذا فغضب وأخذته الرعدة وقال: كان ابن الخاضبة والبرداني وغيرهما يخافوني، فآل الأمر إلى أن تقول في هذا. قال له ابن السمرقندي: هذا بذاك. فقلت: إنما نحترمك ما احترمت الأئمة. فقال: والله قد علمت من علم الحديث ما لم يعلمه غيري ممن تقدم،
104 وإني لأعلم من صحيح البخاري ومسلم ما لم يعلماه. فقلت مستهزئا: فعلمك إذا إلهام. وهجرته. قال: وكان سئ الاعتقاد، ويعتقد من أحاديث الصفات ظاهرها. بلغني أنه قال في سوق باب الأزج يوم يكشف عن ساق فضرب على ساقه وقال: ساق) كساقي هذه. وبلغني أنه قال: أهل البدع يحتجون بقوله تعالى: ليس كمثله شيء أي في الإلهية، فأما في الصورة فهو مثلي ومثلك. قال الله تعالى: يا نساء النبي لستن كأحد من النساء أي في الحرمة. وسألته يوما عن أحاديث الصفات، فقال: اختلف الناس فيها، فمنهم من تأولها، ومنهم من امسك، ومنهم من اعتقد ظاهرها. ومذهبي آخر هذه الثلاثة مذاهب. وكان يفتي على مذهب داود بن علي، فبلغني أنه سئل عن وجوب الغسل على من جامع ولم ينزل، قال: لا غسل عليه، الآن فعلت ذلك بأم أبي بكر، يعني ولده، وكان بشع الصورة، زري اللباس. وقال ابن السمعاني: حافظ مبرز في صنعة الحديث، داوودي المذهب، سمع الكثير، ونسخ بخطه إلى آخر عمره. وكان يسمع وينسخ. وقال ابن ناصر: فيه تساهل في السماع، يتحدث ولا يصغي ويقول:
105 يكفيني حضور المجلس. ومذهبه في القراءات مذهب سوء. مات في ربيع الآخر. قلت: روى عنه أبو القاسم بن عساكر، ويحيى بن بوش، وأبو الفتح المندائي، وجماعة. وخمل ذكره لبدعته. 4 (محمد بن عبد الله بن تومرت.)) أبو عبد الله الملقب نفسه بالمهدي المصمودي، الهرغي، المغربي، صاحب دعوة السلطان عبد المؤمن ملك المغرب. كان يدعي أنه حسني علوي، وهو من جبل السوس في أقصى المغرب. نشأ هناك، ثم رحل إلى المشرق لطلب العلم، ولقي أبا حامد الغزالي، وإلكيا أبا الحسن الهراسي، وأبا بكر الطرطوشي.
106 وجاور بمكة، وحصل طرفا جيدا من العلم.) وكان متورعا. متنسكا، مهيبا، متقشفا، مخشوشنا، أمارا بالمعروف، كثير الإطراق، متعبدا، يبتسم إلى من لقيه، ولا يصحبه من الدنيا إلى عصاة وركوة. وكان شجاعا، جريئا، عاقلا، بعيد الغور، فصيحا في العرب، قد طبع على النهي عن المنكر، متلذذا به، متحملا المشقة والأذى فيه. أوذي بمكة لذلك، فخرج إلى مصر، وبالغ في الإنكار، فزادوا في أذاه وطرد. وكان إذا خاف من البطش وإيقاع الفعل به خلط في كلامه ليظنوه مجنونا، فخرج إلى الإسكندرية، فأقام بها مدة. ثم ركب البحر إلى بلاده. وكان قد رأى في منامه وهو بالمشرق كأنه قد شرب ماء البحر جميعه كرتين، فلما ركب السفينة شرع ينكر، وألزمهم بالصلاة والتلاوة، فلما انتهى إلى المهدية، وصاحبها يومئذ يحيى بن تميم الصنهاجي، وذلك في سنة خمس وخمسمائة، نزل بها في مسجد مغلق على الطريق. وكان يجلس في طاقته، فلا يرى منكرا من آلة الملاهي أو أواني الخمور إلا نزل وكسرها. فتسامع به الناس، وجاءوا إليه، وقرأوا عليه كتبا في أصول الديانة، وبلغ خبره الأمير يحيى، فاستدعاه مع جماعة من الفقهاء، فلما رأى سمته وسمع كلامه أكرمه، وسأله الدعاء، فقال له: أصلحك الله لرعيتك. ثم نزح عن البلد إلى بجاية، فأقام بها ينكر كدأبه، فأخرج منها إلى قرية ملالة، فوجد بها عبد المؤمن بن علي القيسي، فيقال: إن ابن تومرت كان قد وقع بكتاب فيه صفة عبد المؤمن وصفة رجل يظهر بالمغرب الأقصى من ذرية النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو إلى الله يكون مقامه ومدفنه بموضع من المغرب، يسمى ت ي ن م ل، ويجاوز وقته المائة الخامسة. فوقع في ذهنه أنه هو. وأخذ يتطلب صفة عبد المؤمن فبلغ إلى أن رأى في الطريق شابا قد بلغ أشده على الصفة التي معه، فقال: يا شاب ما اسمك قال: عبد المؤمن. فقال: الله أكبر، أنت بغيتي، فأين مقصدك؟
107 قال: المشرق لطلب العلم. قال: قد وجدت علما وشرفا وصحبني شلة.) ثم نظر في حليته فوافقت، وقال: ممن أنت قال: من كومية. فربط الشاب، وألقى إليه سره. وكان ابن تومرت قد صحبه عبد الله الونشريسي ممن تهذب وتفقه، وكان جميلا، فصيحا في العربية، فتحدثا يوما في كيفية الوصول إلى الأمر المطلوب، فقال لعبد الله: أرى أن تستر ما أنت عليه من العلم والفصاحة عن الناس، فتظهر من العي واللكن والجهل ما تشتهر به، لتجد الخروج عن ذلك، وإظهار العلم دفعة واحدة، فيكون ذلك معجزة. ففعل ذلك. ثم استدنى محمد أشخاصا أجلادا في القوى الجسمانية، أغمارا، فاجتمع له ستة، فتوجهوا إلى مراكش، وملكها علي بن يوسف بن تاشفين، وكان ملكا حليما، عادلا، متواضعا، وكان بحضرته مالك بن وهيب الأندلسي الفقيه، فأخذ ابن تومرت في الإنكار، حتى أنكر على ابنة الملك، وذلك في قصة طويلة، فبلغ خبره الملك، وأنه يحدث في تغيير الدولة، فكلم مالك بن وهيب في أمره، وقال: نخاف من فتح باب يعسر علينا سده. وكان محمد وأصحابه مقيمين في مسجد خراب بظاهر البلد، فأحضرهم في محفل من العلماء، فقال الملك: سلوا هذا ما يبغي. فكلموه، وقال: ما الذي يذكر عنك من القول في حق الملك العادل الحليم المنقاد إلى الحق فقال: أما ما نقل عني، فقد قلته، ولي من ورائه أقوال، وأما قولك إنه يؤثر طاعة الله على هواه، وينقاد إلى الحق، فقد حضر اعتبار هذا القول عليه، ليعلم بتعريه عن هذه الصفة. إنه مغرور بما تقولون له وتطرونه به، مع علمكم أن الحجة عليه متوجهة. فهل بلغك يا قاضي أن الخمر تباع جهارا، وتمشي
108 الخنازير بين المسلمين، وتؤخذ أموال اليتامى وعدد من ذلك أشياء، حتى ذرفت عينا الملك، وأطرق حياء، ففهم الدهاة من كلامه طمعه في الملك. ولما رأوا سكوت الملك وانخداعه له لم يتكلموا، فقال مالك بن وهيب: إن عندي نصيحة، إن قبلها الملك حمد عاقبتها، وإن تركها لم آمن عليه. قال: وما هي قال: إني خائف عليك من هذا الرجل، وأرى أن تسجنه وأصحابه، وتنفق عليهم كل يوم دينارا،) وإلا أنفقت عليه خزائنك. فوافقه الملك، فقال الوزير: أيها الملك، يقبح أن تبكي من موعظة هذا، ثم تسيء إليه في مجلس واحد. وأن يظهر منك الخوف مع عظم ملكك، وهو رجل فقير لا يملك سد جوعه. فأخذت الملك العزة، واستهون أمره وصرفه، وسأله الدعاء. وقيل إنه لما خرج من عنده لم يزل وجهه تلقاء وجهه، إلى أن فارقه، فقيل له: نراك تأدبت مع الملك. فقال: أردت أن لا يفارق وجهي الباطل حتى أغيره ما استطعت. ولما خرج قال لأصحابه: لا مقام لنا بمراكش مع وجود ماله بن وهيب، فإنا نخاف مكره، وإنا لنا بأغمات أخا في الله فنقصده، فلم نعدم منه رأيا ودعاء. وهو الفقيه عبد الحق بن إبراهيم المصمودي. فسافروا إليه فأنزلهم، وبثوا إليه سرهم، وما جرى لهم، فقال: هذا الموضع لا يحميكم، وإن أحصن الأماكن المجاورة لهذا البلد تين مل، وهي مسيرة يوم في هذا الجبل، فانقطعوا فيه برهة ريثما ينسى ذكركم. فلما سمع ابن تومرت بهذا الاسم تجدد له ذكر اسم الموضع الذي رآه في الكتاب فقصده مع أصحابه. فلما أتوه رآهم أهل ذلك المكان على تلك الصورة فعلموا أنهم طلاب علم. قال: فتلقوهم وأكرموهم وأنزلوهم.
109 وبلغ الملك سفرهم، فسر بذلك. وفشا مع أهل الجبل بوصول ابن تومرت، فجاءوه من النواحي يتبركون به، وكان كل من أتاه استدناه، وعرض عليه ما في نفسه من الخروج، فإن أجابه أضافه إلى خواصه، وإن خالفه أعرض عنه. وكان يستميل الشباب والأغمار، وكان ذوو الحلم والعقل من أهاليهم ينهونهم ويحذرونهم من اتباعه خوفا عليهم من الملك، فكان لا يتم له مع ذلك حال. وطالت المدة، وكثرت أتباعه من أهل جبال درن، وهو جبل لا يفارقه الثلج، وطريقه ضيق) وعسر. قال اليسع بن حزم: لا أعلم مدينة من تينمل، لأنها بين جبلين، ولا يسع الطريق إليها إلا الفارس، وقد ينزل عن فرسه في أماكن صعبة، وفيها مواضع لا يعبر فيها إلا على خشب، فإذا أزيلت خشبة لم يمر أحد. وهذه الطريق مسافة يوم. فأخذ أصحابه يغيرون على النواحي سبيا وقتلا، وتقوا وكثروا. ثم إنه غدر بأهل تينمل الذين آووه ونصروه، وأمر أصحابه، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، قاتله الله. فقال له الفقيه الإفريقي، وهو أحد العشرة، عن ما فعل بأهل تينمل: هؤلاء قوم أكرمونا وأنزلونا دورهم قتلتهم فقال لأصحابه: هذا شك في عصمتي، خذوه فاقتلوه. فقتلوه، وعلقوه على جذع. قال: وكل ما أذكره من حال المصامدة فمنه ما شاهدته، ومنه ما أخذته بنقل التواتر. وكان في وصيته إلى قوم إذا ظفروا بمرابط أو أحد من تلمسان أن يحرقوه. فلما كان في عام تسعة عشر خرج إليهم يوما، فقال: تعلمون أن البشير، الذي هو الونشريسي، إنه أمي لا يقرأ ولا يكتب وإنه لا يثبت على دابة، وقد جعله الله مبشرا لكم مطلعا على أسراركم، وهو آية لكم، فإنه حفظ القرآن، وتعلم الركوب.
110 ثم استعرضه القرآن، فقرأه لهم في أربعة أيام، وركب حصانا وساقه، فتعجبوا وعدوا ذلك آية، وصح لابن تومرت بذلك ما أطواه على نفوس سليمة لا يعرفون بواطن الأمور، فتحقق تصديقهم إياه. فقام خطيبا وقال: قال الله تعالى: ليميز الله الخبيث من الطيب فقال: منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون. وهذا البشير مطلع على الأنفس محدث، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن في أمتي محدثين. وإن عمر منهم. وقد صحبنا أقوام أطلعه الله على سرهم ونفاقهم، ولابد من النظر فيهم، ويتمم العدل فيهم.) ثم نودي في جبال المصامدة: من كان مطيعا للإمام فليقبل. فكانوا يأتون قبائل قبائل، فيعرضون عليه، فيخرجون قوما على يمينه، ويعدهم من أهل الجنة، وقوما على يساره، ويقول: هؤلاء شاكون في الأمر. حتى كان يؤتى بالرجل فيقول: ردوا هذا على اليمين، فإنه تائب، وقد كان قبل كافرا، ثم أحدث البارحة توبة، فيعترف بما أخبر به. واتفقت له فيهم عجائب. وكان يطلق أهل اليسار وهم يعلمون أن مآلهم إلى القتل فلا يفر منهم أحد. وكان إذا اجتمع منهم كثير قتلهم قراباتهم، يقتل الأب ابنه، والأخ أخاه، وابن العم ابن العم. فالذي صح عندي أنه قتل منهم سبعون ألفا على هذه الصفة، ويسمونها التمييز. ولما كمل التمييز وجه جموعه مع البشير نحو أغمات، فالتقوا المرابطين فهزموهم، وقتل خلق من المصامدة لكونهم ثبتوا، وجرح عمر الهنتاني جراحات، فحملوه على أعناقهم وهو كالميت، لا ينبض له عرق. فقال لهم البشير: إنه لا يموت حتى يفتح البلاد، ويغزو في الأندلس. وبعد مدة من استماتته فتح عينيه، فزادهم ذلك إيمانا بأمرهم. ولما أتوا عزاهم ابن تومرت وقال: يوم بيوم، وكذلك حرب الرسل.
111 ونقل عبد الواحد بن علي التميمي المراكشي في كتاب المعجب الذي اختصرته، أن ابن تومرت رحل إلى بغداد، فأخذ الأصول عن أبي بكر الأصولي الشاشي، وسمع من المبارك بن عبد الجبار ابن الطيوري. وقال: إن أمير الإسكندرية نفاه منها فبلغني أنه استمر ينكر في المركب إلى أن ألقوه في البحر. فأقام نصف يوم يجري في ماء السفينة ولم يغرق، فأنزلوا إليه من أطلعه وعظموه، إلى أن نزل بجاية، ووعظ بها، ودرس، وحصل له القبول، فأمره صاحبها بالخروج منها خوفا منه، فخرج، ووقع بعبد المؤمن وكان بارعا في خط الرمل. ووقع بجفر فيما قيل، وصحبهما من ملالة عبد الواحد الشرقي، فتوجه الثلاثة إلى أقصى المغرب.) وقيل إنه لقي عبد المؤمن ببلاد متيحة، فرآه يعلم الصبيان، فأسر إليه، وعرفه بالعلامات. وكان عبد المؤمن قد رأى رؤيا، وهي أنه يأكل مع أمير المسلمين علي بن يوسف في صحفة قال: ثم زاد أكلي على أكله، ثم اختطفت الصحفة منه. فقصها على عابر فقال: هذه لا ينبغي أن تكون لك، إنما هي لرجل ثائر يثور على أمير المسلمين، إلى أن يغلب على بلاده. وسار ابن تومرت إلى أن نزل في مسجد بظاهر تلمسان، وكان قد وضع له هيبة في النفوس. وكان طويل الصمت، كثير الإنقباض، إذا انفصل عن مجلس العلم لا يكاد يتكلم. أخبرني شيخ عن رجل من الصالحين كان معتكفا في ذلك المسجد أن ابن تومرت خرج ليلة فقال: أين فلان قالوا: مسجون. فمضى من وقته ومعه رجل، حتى أتى إلى باب المدينة، فدق على البواب دقا عنيفا. ففتح له بسرعة، فدخل حتى أتى الحبس، فابتدر إليه السجانون يتمسحون به. ونادى: يا فلان. فأجابه، فقال: أخرج، فخرج والسجانون باهتون لا يمانعونه، وخرج به حتى أتى المسجد. وكانت هذه عادته في كل ما يريد، لا يتعذر عليه. قد سخرت له الرجال. وعظم شأنه بتلمسان إلى أن انفصل عنها، وقد استحوذ على قلوب
112 كبرائها. فأتى فاس، وأظهر الأمر بالمعروف، وكان جل ما يدعو إليه علم الاعتقاد على طريقة الأشعرية. وكان أهل المغرب ينافرون هذه العلوم، ويعادون من ظهرت عليه. فجمع والي فاس الفقهاء له، فناظرهم، فظهر عليهم لأنه وجد جوا خاليا وناسا لا علم لهم بالكلام، فأشاروا على المتولي بإخراجه. فسار إلى مراكش، وكتبوا بخبره إلى ابن تاشفين، فجمع له الفقهاء، فلم يكن فيهم من يعرف المناظرة إلا مالك بن وهيب، وكان متفننا قد نظر في الفلسفة. فلما سمع كلامه استشعر حدته وذكاءه فأشار على أمير المسلمين ابن تاشفين بقتله، وقال: هذا لا تؤمن عائلته، وإن وقع في بلاد المصامدة قوي شره، فتوقف عن قتله دينا، فأشار عليه) بحبسه، فقال: علام أسجن مسلما لم يتعين لنا عليه حق. ولكن يخرج عنا. فذهب هو وأصحابه إلى السوس، ونزل تينمل. ومن هذا الموضع قام أمره، وبه قبره، فلما نزله اجتمع إليه المصامدة، فشرع في بث العلم والدعاء إلى الخير. وكتم أمره، وصنف لهم عقيدة بلسانهم، وعظم في أعينهم، وأحبته قلوبهم. فلما استوثق منهم دعا إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونهاهم عن سفك الدماء، فأقاموا على ذلك مدة، وأمر رجالا منهم ممن استصلح عقولهم بنصب الدعوة. واستمال رؤساء القبائل، وأخذ يذكر المهدي ويشوق إليه، وجمع الأحاديث التي جاءت في فضله، فلما قرر عندهم عظمة المهدي ونسبه ونعته، ادعى ذلك لنفسه، وقال: أنا محمد بن عبد الله، وسرد له نسبا إلى علي عليه السلام، وصرح بدعوى العصمة لنفسه، وأنه المهدي المعصوم، وبسط يده للمبايعة فبايعوه، فقال: أبايعكم على ما أبايع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم، وصنف لهم تصانيف في العلم، منها كتاب سماه أعز ما يطلب، وعقائد على مذهب الأشعري في أكثر المسائل إلا في إثبات الصفات، فإنه وافق المعتزلة في نفيها، وفي مسائل غيرها قليلة. وكان يبطن شيئا من التشيع. ورتب أصحابه طبقات، فجعل منهم العشرة، وهم الأولون السابقون إلى إجابته. وهم الملقبون بالجماعة.
113 وجعل منهم الخمسين، وهم الطبقة الثانية. وهذه الطبقات لا تجمعها قبيلة، بل هم من قبائل متفرقة. وكان يسميهم المؤمنين، ويقول لهم: ما على وجه الأرض من يؤمن إيمانكم، وأنتم العصابة المعنيون بقوله صلى الله عليه وسلم: لا تزال طائفة بالمغرب ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله. وأنتم الذين يفتح الله بكم الروم، ويقتل بكم الدجال، ومنكم الأمير الذي يصلي بعيسى بن مريم. هذا مع جزيئات كان يخبرهم بها وقع أكثرها.) وكان يقول: لو شئت أن أعد خلفاءكم خليفة خليفة لعددت. فعظمت فتنة العوام به، وبالغوا في طاعته، إلى أن بلغوا حدا لو أمر أحدهم بقتل أبيه أو أخيه أو ابنه لقتله. وسهل ذلك عليهم ما في طباعهم من القسوة المعهودة في أهل الجبال، لا سيما الخاربة البربر، فإنهم جبلوا على الإقدام على الدماء، واقتضاه إقليمهم. حتى قيل إن الإسكندر أهديت له فرس لا تسبق، لكنها لا تصهل، فلما حل بجبال درن، وهي بلاد المصامدة هذه، وشربت تلك الفرس من مياهها صهلت. فكتب الإسكندر إلى الحكيم يخبره، فكتب إليه: هذه بلاد سر وقسوة، فعجل بالخروج منها. وأنا فقد شاهدت من إقدامهم على القتل لما كنت بالسوس ما قضيت منه العجب. قال: وقوي أمر ابن تومرت في سنة خمس عشرة وخمسمائة، فلما كان في سنة سبع عشرة جهز جيشا من المصامدة، جلهم من أهل تينمل والسوس، وقال لهم: اقصدوا هؤلاء المارقين المبدلين الذين تسموا بالمرابطين، فادعوهم إلى إماتة المنكر، وإزالة البدع، والإقرار بالإمام المهدي المعصوم، فإن أجابوكم فهم إخوانكم، وإلا فقاتلوهم، وقد أباحت لكم السنة قتالهم. وقدم عليهم عبد المؤمن، فسار بهم قاصدا مراكش، فخرج لقتالهم الزبير
114 ابن أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، فلما تراءى الجمعان كلموا المرابطين بما أمرهم به ابن تومرت، فردوا عليهم أسوأ رد، ووقع القتال، فانهزم المصامدة، وقتل منهم مقتلة، ونجا عبد المؤمن. فلما بلغ الخبر ابن تومرت قال: أليس قد نجا عبد المؤمن قيل: نعم. قال: لم يفقد أحد. ثم أخذ يهون عليهم، ويقرر عندهم أن قتلاهم شهداء، فزادهم حرصا على الحرب. وقال الأمير عزيز في كتاب الجمع والبيان في أخبار القيروان إن ابن تومرت أقام بتينمل، وسمى أصحابه وأتباعه بالموحدين، والمخالفين أمره: مجسمين. وأقام على ذلك نحو العام، فاشتهر أمره سنة خمس عشرة، وبايعته هرغة على أنه المهدي، فجهز له علي بن يوسف جيشا من الملثمين، فقال ابن تومرت لأصحابه الذين بايعوه: إن هؤلاء قد جاءوا في طلبي، وأخاف عليكم منهم، والرأي أن أخرج عنكم بنفسي إلى غير هذه البلاد) لتسلموا أنتم. فقام بين يديه ابن توفيان، من مشايخ هرغة، وقال له: تخاف شيئا من السماء قال: لا، بل من السماء تنصر. فقال ابن توفيان: فدع كل من في الأرض يأتينا. ووافقه جميع قبيلته على ذلك القول. فقال: إنما أردت أن أختبر صبركم وثباتكم وأما الآن، فأبشروا بالنصر، وأنكم تغلبون هؤلاء الشرذمة، وبعد قليل تستأصلون دولتهم، وترثون أرضهم. فالتقوا جيش الملثمين فهزموهم، وأخذوا الغنيمة، ووثقت نفوسهم بالمهدي، وأقبلت إليه أفواج القبائل من النواحي ووحدت قبيلة هنتانة، وهي من أقوى القبائل إلى أن قال: ثم نهج لهم طريق التودد والآداب، فلا يخاطبون الواحد منهم إلا بضمير الجمع في وقار وبشاشة، ولا يلبسون إلا الثياب القصيرة الرخيصة، ولا يخلون يوما من طراد ومناصفة ونضارة. وكان في كل قبيلة قوم أشرار مفسدون، فنظر
115 ابن تومرت في ذلك، فطلب مشايخ القبائل ووعظهم، وقال: لا يصح دينكم إلا بالنهي عن المنكر، فابحثوا عن كل مفسد وانهوه، فإن لم ينته فاكتبوا أسماءهم، وارفعوها إلي. ففعلوا ذلك ثم أمرهم بذلك ثانيا وثلاثا. ثم جمع الأوراق، فأخذ ما تكرر من الأسماء، فأفردها عنده. ثم جمع القبائل كلها وحضهم على أن لا يغيب منهم أحد. ودفع الأسماء التي أفردها إلى عبد الله الونشريسي، الملقب بالبشير، ثم جعل يعرضهم رجلا رجلا، فمن وجد اسمه أفرده في جهة الشمال، ومن لم يجده جعله في جهة اليمين. إلى أن عرض القبائل جميعها. ثم أمر بتكتيف جهة الشمال، وقال لقبائلهم: هؤلاء أشقياء من أهل النار قد وجب قتلهم. ثم أمر كل قبيلة أن تقتل أشقياءها، فقتلوا كلهم. وكانت واقعة عجيبة. وقال: بهذا الفعل يصح لكم دينكم ويقوى أمركم.) وعلى ذلك استمرت الحالة في جميع بلادهم. ويسمونه: التمييز. وكان له أصحاب عشرة يسمون أهل عشرة. وأصحاب من رؤوس القبائل سماهم أهل خمسين، كانوا ملازمين مجلسه. فأما العشرة: فعبد المؤمن، والشيخ أبو إبراهيم الهزرجي، والشيخ أبو حفص عمر بن يحيى الهنتاني المعروف بعمرانيني، والشيخ أبو محمد عبد الله البشير، والشيخ أبو محمد عبد الواحد الزواوي، وكان يعرف بطير الجنة، والشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي بكر، والشيخ أبو حفص عمر بن أرناق، والشيخ أبو محمد واسناد الأغماتي، والشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن جامع، وآخر. فهؤلاء الذين سبقوا وتعرفوا به لأخذ العلم عنه. وكان اجتماعهم به أفرادا في حال تطوافه في البلاد، فآثرهم واختصهم. وفي أول سنة أربع وعشرين جهز جيشا زهاء عشرين ألف مقاتل، قدم عليهم البشير، ثم دونه عبد المؤمن، بعد أمور وحروب. فساروا إلى مراكش، وحاصروها عشرين يوما، فأرسل علي بن يوسف بن تاشفين إلى عامله على سجلماسة، فجمع جيشا وجاء من جهة، وخرج ابن تاشفين من البلد من جهة، ووقع الحرب، واستحر يومئذ القتل بجيش المصامدة، فقتل أمريهم عبد الله
116 البشير، فالتفوا على عبد المؤمن، ودام القتال إلى الليل. وصلى بهم عبد المؤمن صلاة الخوف والحرب قائمة. وتكاثر الملثمون، وتحيز المصامدة إلى بستان هناك ملتف بالشجر يعرف بالبحيرة، فلذا قيل وقعة البحيرة. وبلغت قتلاهم ثلاثة عشر ألفا. وأنهي الخبر إلى المهدي فقال: عبد المؤمن سالم قيل: نعم. قال: ما مات أحد، الأمر قائم. وكان مريضا، فأمر باتباع عبد المؤمن، وعقد له من بعده، وسماه أمير المؤمنين، وقال لهم:) هذا الذي يفتح الله البلاد على يده، فلا تشكوا فيه وأعضدوه بأموالكم وأنفسكم. ثم مات في آخر سنة أربع وعشرين. قال اليسع بن حزم: سمى ابن تومرت اتباع المرابطين مجسمين، وما كان أهل المغرب يدينون إلا بتنزيه الله تعالى عما لا يجب له، وصفته بما يجب له، وترك الخوض فيما تقصر العقول عن فهمه. وكان علماء المغرب يعلمون العامة أن اللازم لهم أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير إلى أن قال: فكفرهم ابن تومرت بوجهين، بجهل العرض والجوهر. وأن من لا يعرف ذلك لا يعرف المخلوق، ولم يعرف الخالق. الوجه الثني إن من لم يهاجر إليه ولم يقاتل المرابطين معه فهو كافر، حلال الدم والحريم. وذكر أن غضبه لله، وإنما قام حسبة على قوم أغرموا الناس ما لا يجب عليهم. وهذا تناقض، لأنه كفرهم، وإن كانوا مسلمين. فأخذ المرابطين منهم النزر اليسير أشبه من قتلهم ونهبهم. وحصل له في نفوس أتباعه من التصديق له والبركة ما لا يجوزه الوصف. وقال القاضي شمس الدين: طالت المدة على ابن تومرت، فشرع في حيلة، وذلك أنه رأى أولاد المصامدة شقرا زرقا، ولون الآباء سمر، قال لهم عن ذلك، فلم يجيبوه، فلما ألح عليهم فقالوا: نحن من رعية أمير المسلمين علي، وله علينا خراج. وفي كل سنة تصعد مماليكه إلينا، وينزلون في بيوتنا، ويخرجونا
117 عنها، ويخلون بنسائنا وما لنا قدرة على دفع ذلك. فقال ابن تومرت: والله، الموت خير من هذه الحياة. كيف رضيتم بهذا، وأنتم أضرب خلق الله بالسيف وأطعنهم بالرمح قالوا: بالرغم منا. قال: أرأيتم لو أن ناصرا نصركم على هؤلاء، ما كنتم تصنعون قالوا: كنا نقدم أنفسنا بين يديه للموت، فمن هو قال: ضيفكم. فقالوا: السمع والطاعة.) فبايعهم، ثم قال: استعدوا لحضور هؤلاء بالسلاح. فإذا جاءوكم فأجروهم على عادتهم، ثم ميلوا عليهم بالخمور، فإذا سكروا فآذنوني بهم. فلما جاءوهم ففعلوا ذلك بهم وأعلموه، فأمر بقتلاهم، فلم تمض ساعة من الليل حتى أتوا على آخرهم، وأفلت منهم واحد، فلحق بمراكش، فأخبر الملك، فندم على فوات محمد من يده حيث لا ينفعه الندم. وجهز جيشا. وعرف ابن تومرت أنه لابد من عسكر يغشاهم. فأمر أهل الجبل بالقعود على أنقاب الوادي، فلما وصلت إليهم الخيل نزلت عليهم الحجارة من جانبي الوادي كالمطر، ودام القتال إلى الليل، فرجع العسكر، وأخبروا الملك، فعلم أنه لا طاقة لنا بأهل الجبل لتحصنهم، فأعرض عنهم. ثم قال ابن تومرت لعبد الله الونشريسي: هذا أوان إظهار فضائلك وفصاحتك دفعة واحدة. ثم اتفقا على أن يصلي الصبح، ويقول بلسان فصيح: إني رأيت في النوم أنه نزل بي ملكان من السماء، وشقا فؤادي، وغسلاه، وحشياه علما وحكمة. فلما أصبح فعل ذلك، فدهشوا وعجبوا منه، وانقادوا إليه كل الانقياد. فقال له ابن تومرت: فعجل لنا البشرى في نفسنا، وعرفنا أسعداء نحن أم أشقياء. فقال له: أما أنت فإنك المهدي القائم بأمر الله، من تبعك سعد، ومن خالفك شقي.
118 ثم قال: أعرض أصحابك حتى أميز أهل الجنة من أهل النار. وعمل ذلك حيلة، قتل فيها من خالف أمر ابن تومرت ثم لم يزل إلى أن جهز، بعد فصول طويلة، عشرة آلاف مقاتل. وأقام هو في الجبل، فنزلوا لحصار مراكش، فأقاموا عليها شهرا، ثم كسروا كسرة شنيعة وهرب من سلم من القتل، وقتل الونشريسي المذكور. وقال عبد الواحد بن علي المراكشي: ثم جعلوا يشنون الغارات على قرى مراكش، ويقطعون عنها الجلب، ويقتلون ويسبون الحريم. وكثر الداخلون في دعوتهم المنحاشون إليهم، وابن تومرت في ذلك كله يكثر الزهد والتقلل والعبادة.) أخبرني من رآه يضرب على الخمر بالأكمام والنعال وعشب النخل كفعل الصحابة. وأخبرني من شهده وقد أتي برجل سكران فحده، فقال يوسف بن سليمان، أحد الأعيان: لو شددنا عليه حتى يخبرنا من أين شربها. فأعرض عنه، فأعاد قوله، فقال: أرأيت لو قال شربتها في دار يوسف بن سليمان ما كنا نصنع فاستحى وسكت. ثم ظهر أن عبيد يوسف بن سليمان سقوه، فزادهم هذا ونحوه فتنة بابن تومرت. قال اليسع بن حزم: ألف ابن تومرت كتاب القواعد، ومما فيه: إن التمادي على ذرة من الباطل كالتمادي على الباطل كله. وألف لهم كتاب الإمامة، يقول فيه: حتى جاء الله بالمهدي، يعني نفسه، وطاعته صافية نقية، لا ضد له ولا مثل له، ولا ند في الورى. وإن به قامت السماوات والأرض. قال اليسع: هذا نص قوله في الإمامة، وهذا نص تلقيته من قراءة عبد المؤمن بن علي. دون لهم هذا بالعربي وبالبربري. فلما قرأوا هذين الكتابين زادهم ذلك شدة في مذهبهم من تكفير الناس بالذنوب، وتكفيرهم بالتأخر عن طاعة المهدي الذي قامت به السماوات والأرض.
119 هذا نص ما قاله اليسع. قال: وأمرهم بجمع العساكر، فخرجوا إلى ناحية مراكش، فوجدوا جيشا للمرابطين، فالتقوا، فانهزم المرابطون هزيمة مات فيها أكثر من شهدها، وصبر فيها الموحدون. فلما كان في سنة إحدى وعشرين تألفوا في أربعين ألف راجل وأربعمائة فارس، ونزلوا يريدون حضرة مراكش فحدثني جماعة أنهم نزلوا على باب أغمات بعد أن خرج إليهم المرابطون في أكثر من مائة ألف، بين فارس وراجل، فخذلوا ودخلوا المدينة في أسوأ حالة. فجاء من الأندلس ابن همبك في مائة فارس، فشجع أمير المسلمين، وخرج فقاتل، فانتصر المرابطون، وقتل من المصامدة نحو من أربعين ألفا، فما سلم منهم إلا نحو أربعمائة نفس. كذا قال اليسع. وقال ابن خلكان: حضرت ابن تومرت الوفاة، فأوصى أصحابه وشجعهم، وقال: العاقبة لكم.) ومات في سنة أربع وعشرين إثر الوقعة التي قتل فيها الونشريسي، ودفن بالجبل، وقبره مشهور معظم. ومات كهلا. وكان ربعة، أسمر، عظيم الهامة، حديد النظر، مهيبا. وقيل فيه: آثاره تغنيك عن أخباره حتى كأنك بالعيان تراه، قدم في الثرى وهامة في الثريا، ونفس ترى إراقة ماء الحياء دون ماء المحيا. أغفل المرابطون ربطه حتى دب دبيب الفلق في الغسق، وترك في الدنيا دويا. وكان قوته من غزل أخته رغيفا في كل يوم، بقليل سمن أو زيت. فلم ينتقل عن ذلك حين كثرت عليه الدنيا. ورأى أصحابه يوما وقد مالت نفوسهم إلى كثرة ما غنموه، فأمر بإحراق جميعه، وقال: من كان يبتغي الدنيا فما له عندي إلا هذا، ومن كان يبتغي الآخرة فجزاؤه عند الله.
120 ومن شعره: * أخذت بأعضادهم إذ نأوا * وخلفك القوم إذ ودعوا * * فكم أنت تنهى ولا تنتهي * وتسمع وعظا ولا تسمع * * فيا حجر الشحذ حتى متى * تسن الحديد ولا تقطع * وكان يتمثل كثيرا من قول: * تجرد من الدنيا فإنك إنما * خرجت إلى الدنيا وأنت مجرد * ولم يتملك شيئا من البلاد، وإنما قرر القواعد ومهدها، وبغته الموت. وكانت الفتوحات على يد عبد المؤمن. وقد كان الملك أبو يعقوب يوسف بن عبد المؤمن في أيامه، وقد زار قبر ابن تومرت بمحضر من الموحدين، فقام شاعر وأنشد هذه القصيدة، وفيها جمل مما كان يعتقده ابن تومرت يخبر به: * سلام على قبر الإمام الممجد * سلالة خير العالمين محمد * * وشبهه في خلقه ثم في اسمه * وفي اسم أبيه والقضاء المسدد * * أتتنا به البشرى بأن يملا الدنا * بقسط وعدل في الأنام مخلد * * ويفتتح الأمصار شرقا ومغربا * ويملك عربا من ثعير ومنجد) * (فمن وصفه أثني وأجلي وأن * علاماته خمس تبين لمهتدي * * زمان واسم والمكان ونسبه * وفعل له في عصمة وتأبد * * ويلبث سبعا أو فتسعا يعيشها * كذا جاء في نص من النقل مسند * * فقد عاش تسعا مثل قول نبينا * فذلكم المهدي بالله يهتدي * وخرج إلى مدح عبد المؤمن وبنيه. ولابن تومرت أخبار طويلة عجيبة. 4 (محمد بن علي بن أبي الغنائم عبد الصمد بن علي بن المأمون.))
121 أبو غانم الهاشمي. يروي عن: جده. وعنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو طاهر السلفي. 4 (محمد بن علي بن محمود.)) المعمر أبو منصور الزولهي التاجر، المعروف بالكراعي، ويقال إن اسمه أحمد. وكتب له محمد وأحمد من قرية زولاه، إحدى قرى مرو. شيخ صالح صائن، رحل إليه الناس، وصارت زولاه مقصد الطلبة والفقهاء بسببه. وكان آخر من روى عن جده لأمه أبي غانم الكراعي. وكان قدر مسموعاته قريبا من عشرين جزءا. سمعت منه. قاله أبو سعد السمعاني. وقال: سمعت منه بقراءة السنجي اثني عشر جزءا. ثم أحضره شيخنا الخطيب أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن المروزي في الخانقاه، وقرأ عليه الأجزاء المسموعة له، فسمعتها منه. ولد في العشرين من شوال سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة. ومات في أواخر سنة أربع وعشرين أو في أوائل سنة خمس بقريته. قلت: هو في زمانه لأهل خراسان كفاطمة الجوزدانية لأهل إصبهان، وكابن الحصين لأهل بغداد، وكالرازي لأهل مصر.) وقد حدث عنه بالشام محمد بن محمد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن المروزي، وبقي إلى سنة ثمانين وخمسمائة.
122 4 (منصور.)) أبو علي. الآمر بأحكام الله ابن المستعلي بالله أبي القاسم أحمد بن المستنصر بالله أبي تميم معد بن الظاهر بالله علي بن الحاكم بن العزيز بن المعز العبيدي المصري، صاحب مصر. كان رافضيا كآبائه. فاسقا، ظالما، جائرا، مستهزئا لعابا، متظاهرا باللهو والمنكر، ذا كبر وجبروت. وكان مدبر سلطانه الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش. ولي الأمر وهو صبي، فلما كبر قتل الأفضل وأقام في الوزارة المأمون أبا عبد الله محمد بن مختار بن فاتك البطائحي، فظلم وأساء السيرة إلى أن قبض عليه الآمر سنة تسع عشرة وخمسمائة، وصادره ثم قتله في سنة اثنتين وعشرين وصلبه، وقتل معه خمسة من إخوته. وفي أيام الآمر أخذت الفرنج عكا سنة سبع وتسعين وأربعمائة، وأخذوا طرابلس الشام في سنة اثنتين وخمسمائة فقتلوا وسبوا، وجاءتها نجدة المصريين بعد فوات المصلحة وأخذوا عرفة، وبانياس، وجبيل. وتسلموا سنة إحدى عشرة وخمسمائة قلعة تبنين، وتسلموا صور سنة ثمان عشرة، وأخذوا بيروت بالسيف في سنة ثلاث وخمسمائة، وأخذوا صيدا سنة أربع.
123 ثم قصد الملك بردويل الإفرنجي مصر ليأخذها ودخل الفرما، وحرق جامعها، والفرما قريبة من قطيا من ناحية البحر، خربت وأحرق مساجدها، فأهلكه الله قبل أن يصل إلى العريش، فشق أصحابه بطنه وصبروه، ورموا حشوته هناك، فهي ترجم إلى اليوم بالسبخة، ودفنوه بقمامة. وكان هو الذي أخذ بيت المقدس، وعكا، وعدة حصون من السواحل. وذلك كله بتخلف هذا المشؤوم الطلعة. وفي أيامه ظهر ابن تومرت وفي أيام أبيه أخذت الفرنج أنطاكية، والمعرة، والقدس. وجرى على الشام أمر مهول من ظهر الرفض والسب، ومن استيلاء الفرنج والسبي والأسر، نسأل الله العفو والأمن.) وولد الآمر في أول سنة تسعين وأربعمائة، واستخلف وله خمس سنين، وبقي في الملك تسعا وعشرين سنة وتسعة أشهر، إلى أن خرج من القاهرة يوما في ذي القعدة، وعدى على الجسر إلى الجيزة، فكمن له قوم بالسلاح، فلما عبر نزلوا عليه بأسيافهم، وكان في طائفة يسيرة، فردوه إلى القصر مثخنا بالجراح، فهلك من غير عقب، وهو العاشر من أولاد المهدي عبيد الله الخارج بسجلماسة، وبايعوا بالأمر ابن عمه الحافظ أبا الميمون عبد المجيد بن محمد بن المستنصر بالله، فعاش إلى سنة أربع وأربعين. وكان الآمر ربعة، شديد الأدمة، جاحظ العينين، حسن الخط، جيد العقل والمعرفة. وقد ابتهج الناس بقتله لعسفه وسفكه الدماء، وكثرة مطاردته، واستحسانه الفواحش. وعاش خمسا وثلاثين سنة. وبنى وزيره المأمون بالقاهرة الجامع الأقمر. 4 (حرف الهاء)) 4 (هبة الله بن القاسم بن عطاء بن محمد.))
124 أبو سعد المهراني النيسابوري. قدم بغداد، وسمع أبا محمد الصريفيني. وكان قد سمع من عبد الغافر الفارسي صحيح مسلم. وسمع من: أبي عثمان الصابوني، وأبي سعد الكنجروذي، وأبو نعيم بسرويه بن محمد. وولد سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. قال أبو سعد السمعاني: كان شيخا أصيلا نبيلا، نظيفا، من بيت العلم والزهد والورع، حافظا للقرآن، قانعا بالكفاف. انزوى في آخر عمره، وترك الناس، وأقبل على العبادة. أجاز لي وحدثني عنه جماعة، منهم: سعيد بن محمد الطيوري، وأبو منصور علي بن محمد الغيد الطريثيثي. وتوفي في العشرين من جمادى الأولى بنيسابور، وعمره ثلاث وتسعون سنة. قلت: وروى عنه: أبو بكر محمد بن علي بن ياسر الحياني. 4 (حرف الواو)) )) 4 (وهب الله ابن الحافظ الكبير أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن أحمد بن)) محمد بن حشكان بن حسين بن عبد الله بن الحكم بن الوليد بن عقبة بن عامر بن عبد المجيد بن الأمير عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف.
125 العبشمي، الكريزي، النيسابوري، ابن الحذاء. سمع: أباه، وأحمد بن محمد بن مكرم الصيدلاني، وأبا يعلى بن الصابوني. مات في سابع شوال عن أربع وسبعين سنة. كنيته أبو الفضل.
126 4 (وفيات سنة خمس وعشرين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن حامد بن محمد بن عبد الملك بن علي بن محمود بن هبة الله بن آله.)) وآله هو العقاب بالعجمي. عزيز الدين أبو نصر الإصبهاني المستوفي، عم العماد الكاتب. كان رئيسا نبيلا، وكاتبا بليغا، كثير البر والصلات. روى الحديث عن: أبي مطيع محمد بن عبد الواحد المديني. روى عنه: سعد الله بن الدجاجي، وغيره. وقد ولي مناصب في الدولة السلجوقية، ومدحه الشعراء. وفيه يقول الحسن بن أحمد بن حكينا: * فميلوا بنا نحو العراق ركابكم * لنكتال من مال العزيز بصاعه * وكان في الآخر متولي خزانة السلطان محمود بن محمد السلجوقي، فتزوج محمود ببنت عمه سنجر، فماتت عنده، فطالبه عمه بما كان خرج معها، فجحده محمود، وخاف من العزيز أن يشهد عليه بما وصل صحبتها لأنه كان مطلعا على ذلك، فقبض عليه، وسيره إلى قلعة تكريت، وكانت له، فحبسه بها. ثم قتله على يد متوليها في أوائل سنة خمس وعشرين، وله ثلاث وخمسون سنة.
127 4 (أحمد بن علي بن محمد.)) أبو السعود بن المجلي البغدادي البزاز.) شيخ، صالح، صبور على القراءة، ولم يكن يعرف شيئا من الحديث. وكان يعظ ويذكر بجامع المنصور. سمعه أبوه هبة الله من: القاضي أبي يعلى بن الفراء، وعبد الصمد بن المأمون، وأبي جعفر ابن المسلمة، وابن المهتدي بالله، وأبي بكر الخطيب، وجماعة. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابن الجوزي، وأبو الفتوح بن غيث، والحسن بن عبد الرحمن الفارسي، وأبو الفتح المندائي، وجماعة. ولد سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وتوفي في ثامن ربيع الأول رحمه الله. 4 (حرف الحاء)) 4 (حماد بن مسلم بن ددوة.)) أبو عبد الله الدباس الرحبي، رحبة مالك بن طوق.
128 الزاهد العارف ولد بالرحبة، ونشأ ببغداد. وكان له كاركة للدبس، يجلس في غرفتها. وكان من الأولياء أولي الكرامات. صحبه خلق، فأرشدهم إلى الله تعالى، وظهرت بركته عليهم، وكان يتكلم على الأحوال. وقد كتبوا من كلامه نحوا من مائة جزء. وكان أميا لا يكتب. قال عبد الرحمن بن محمد بن حمزة الشاهد: رأيت في المنام كأن قائلا يقول لي: حماد شيخ العارفين والأبدال. وعن حماد قال: مات أبواي في يوم واحد، ولي نحو ثلاثين سنة. وكانا من أهل الرحبة. وقال أحمد بن صالح الجيلي: سمع من أبي الفضل بن خيرون، وكان يتكلم على آفات الأعمال في المعاملات، والرياضات، والورع، والإخلاص. وقد جاهد نفسه بأنواع المجاهدات، وزوال أكثر المهن والصنائع في طلب الحلال. وكان كأنه مسلوب الاختيار، مكاشفا بأكثر الأحوال. ومن كلام الشيخ حماد: إذا أحب الله عبدا أكثر همه فيما فرط، وإذا أبغض عبدا أكثر همه فيما) قسمه له ووعده به. العلم محجة، فإذا طلبته لغير الله صار حجة. وقال أبو سعد السمعاني: سمعت أبا نصر عبد الواحد بن عبد الملك يقول: كان الشيخ حماد يأكل من النذر، ثم تركه لما بلغه قوله عليه السلام إنه يستخرجه به من البخيل، فكره أكل مال البخيل. وصار يأكل بالمنام. كان الإنسان يرى في النوم أن قائلا يقول له: أعط حمادا كذا فيصبح ويحمل ذلك إلى الشيخ.
129 وقال الشيخ أبو النجيب عبد القاهر: مرض الشيخ حماد، فاحتاج إلى التنشق بماء ورد، فحمل إليه أبو المظفر محمد بن علي الشهرزوري الفرضي منه شيئا، فلما وضع بين يديه قال: ردوه فإنه نجس. فردوه إلى أبي المظفر فقال: صدق الشيخ، كان قد وقع في طرفه نجاسة وتركته وحده لأريقه، فنسيت. وقال المبارك بن كامل: مات الشيخ العارف الورع الناطق بالحكمة حماد الدباس في سنة خمس، ولم أر في زماني مثله صحبته سنين وسمعت كلامه. وكان مكاشفا يتكلم على الخواطر، مسلوب الاختيار، زيه زي الأغنياء، وتارة زيه زي الفقراء متلون، كيف أدير دار. وكان شيخ وقته، يشبه كلامه كلام الحصري. كانت المشايخ إذا جاءت إليه كالميت بين يدي الغاسل، لا يتجاسر الشخص أن يختلج. وقال ابن الجوزي قاتله الله: كان حماد الدباس على طريقة التصوف، يدعي المعرفة والمكاشفة وعلوم الباطن، وكان عاريا عن علم الشرع فلم ينفق إلا على الجهال. وكان ابن عقيل ينفر الناس عنه، حتى بلغه أنه يعطي كل من يشكو الحمى لوزة وزبيبة ليأكلها فيبرأ، فبعث إليه ابن عقيل: إن عدت إلى مثل هذا ضربت عنقك. فكان يقول: ابن عقيل عدوي. وصار الناس ينذرون له النذور. ثم تركه، وصار يأخذ بالمنامات، وينفق على أصحابه ما يفتح له، ومات في رمضان.) قلت: وقد نقم ابن الأثير وأبو المظفر بن قزغلي في تاريخيهما على ابن الجوزي، حيث حط على الشيخ حماد، فقال أبو المظفر: ولو لم يكن لحماد من الفضائل التي اتصف بها في زهادته وطريقته، إلا أن الشيخ عبد القادر أحد تلامذته.
130 4 (حرف الخاء)) 4 (خلف بن مفرج بن سعيد.)) أبو القاسم بن الحبان الشاطبي الكناني. عاش تسعين سنة إلا أشهرا. وروى عن: أبي الوليد الباجي، وأبي عبد الله بن سعدون، وطاهر بن مفوز. وكان فقيها، مشاورا، مدرسا. روى عنه: أبو عبد الله بن مفاوز، وعبد الغني بن مكي، وأبو عبد الله المكناسي. 4 (حرف الزاي)) 4 (زهر بن عبد الملك بن محمد بن مروان بن زهر.)) أبو العلاء الإيادي الإشبيلي الطبيب. رحل إلى قرطبة فأخذ عن: أبي علي الغساني، وعبد الله بن أيوب، وأبي بكر بن مفوز. وأخذ الطب عن والده فمهر فيه، وصنف فيه حتى إن الأندلسيين ليفخرون به، وحل من السلطان محلا عظيما. وكانت إليه رئاسة إشبيلية. وكان بارعا في الأدب، شاعرا، محسنا. روى عنه: ابنه أبو مروان، وأبو بكر بن أبي مروان، وأبو عامر بن يبق، وغيرهم.
131 وكان محتشما جوادا، لكن فيه بذاءة لسان. وله كتاب الخواص، وكتاب الأدوية المفردة، وكتاب الإيضاح في الطب، وكتاب حل سلوك الرازي على الكتب، وكتاب النكت الطبية، وغير ذلك. وكان أبوه أبو مروان من رؤوس الأطباء، وكان جده محدثا، فقيها، مشهورا. وتوفي بقرطبة منكوبا. ومن شعره:) * يا راشقي بسهام ما لها غرض * إلا الفؤاد وما منها لنا عوض * * وممرضي بجفون كلها غنج * صحت وفي طبعها التحريض والمرض * * جد لي ولو بخيال منك يطرقني * وقد يسد مسد الجوهر العرض * 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن محمد بن نجا بن علي بن محمد بن شاتيل.)) أبو محمد المراتبي الدباس. شيخ صحيح السماع، أضر في آخر عمره. وسمع: أبا محمد الجوهري، وأبا محمد الصريفيني. وعنه: أبو المعمر، وأبو القاسم الحافظ. وكان لا يعرف شيئا. وهو والد أبي الفتح عبيد الله. توفي في نصف المحرم. 4 (عبد الباقي بن الحسين بن إبراهيم.)) أبو الحسين النجاد، كشلة. بغدادي له دكان بسوق الثلاثاء. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، والصريفيني. وقرأ القراءات على: أبي علي بن البنا.
132 قال ابن السمعاني: حدثني عنه جماعة، وسمعت أنه ما كانت له سيرة حسنة. توفي في نصف المحرم أيضا. 4 (عبد الباقي بن عامر بن زيد.)) أبو المجد الأنصاري الهروي، سبط أبي إسماعيل، شيخ الإسلام. واعظ حسن الإيراد، بارز العدالة، نبيل، عالم. سمع: جده، ومحمد بن عبد العزيز الفارسي، وأبا عطاء الجوهري. وأملى مجلسا بجامع المنصور. وتوفي رجب.)) 4 (علي بن طاهر البغدادي.)) المغازلي. قال المبارك بن كامل: هو عم والدتي. عاش مائة وعشرين سنة. ورأى: أبا الحسن القزويني. وسمع قليلا. 4 (عيسى بن حزم بن عبد الله بن اليسع.)) أبو الأصبغ الغافقي، نزيل المرية. أخذ القراءات عن: أبيه. وروى عن: أبي داود، وابن الدوش، وجماعة.
133 وتصدر للإقراء. وكان محمودا، محققا، صالحا. ولي خطة الشورى والخطابة بالمرية. وحدث عن: ابن الطلاع، وأبي علي الغساني. أخذ عنه: أبو القاسم بن حبيش، وأبو العباس البراذعي، وأبو عبد الله بن عباد الحنائي. ولا يعلم وفاته، لكنه حدث في هذا العام. وأكثر عنه ولده أبو يحيى اليسع صاحب المغرب. 4 (حرف الميم)) 4 (مالك بن يحيى بن أحمد بن عامر.)) أبو عبد الله الإشبيلي، أحد رجال الكمال والارتسام بمعرفة العلوم على تفارقها. سمع من: أحمد بن محمد الخولاني، وغيره. ومات رحمه الله تعالى بمراكش عن اثنتين وسبعين سنة. ورخه ابن بشكوال. 4 (محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد.)) أبو عبد الله الرازي، ثم المصري.) المعدل الشاهد ويعرف بابن الخطاب. مسند الديار المصرية وشيخ الإسكندرية. ولد سنة أربع وثلاثين وأربعمائة، وعني به أبوه وأسمعه الكثير في سنة أربعين.
134 سمع: أباه، وأبا الحسن بن حمصة الحراني، وعلي بن ربيعة، ومحمد بن الحسين الطفال، وعلي بن محمد الفارسي، وأحمد بن محمد بن الفتح الحكيمي، وأبا الفضل أحمد بن محمد السعدي، وأحمد بن علي بن هاشم تاج الأئمة، وأبا الفتح أحمد بن بابشاذ والد طاهر، وعبد الملك بن مسكين، ومحمد بن الحسين بن سعدون الموصلي، ومحمد بن الحسين بن الترجمان، وتتمة سبعة وأربعين شيخا، تخرج عنهم في مشيخته، وترفد بالرواية عن كثير منهم، فانقطع إسناد عال بموته، رحمه الله. روى عنه: أبو طاهر السلفي، ويحيى بن سعدون القرطبي، وأبو محمد العثماني، وعبد الواحد بن عسكر المخزومي، وأبو القاسم علي بن مهدي الفقيه ابن قليتا، وأبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وبدر الحذاء داوبي، وأبو طالب أحمد بن المسلم التنوخي، والفقيه أبو الطاهر إسماعيل بن عوف، وإسماعيل بن صالح بن ياسين، وخلق آخرهم موتا عبد الرحمن بن موقا. وتوفي سادس جمادى الأولى، وله إحدى وتسعون سنة. ولو عاش أصحابه بعده كما عاش هو بعد شيوخه لتأخروا إلى سنة عشر وستمائة. والسماع قسمية. 4 (محمد بن الحسن بن علي بن الحسن.)) الشيخ أبو غالب الماوردي الصادق. ولد بالبصرة سنة خمسين وأربعمائة. وسمع: أبا علي التستري، وعبد الملك بن شعبة، وجماعة بالبصرة. وأبا الحسين بن النقور، وعبد العزيز الأنماطي، وعبد الله بن الحسن الخلال ببغداد. وأبا عمر بن مندة، ومحمود بن جعفر الكوسج، والبراني بإصبهان.
135 ومحمد بن أحمد بن علان أبا الفرج، وأبا الحسن محمد بن الحسن بن المنور الجهني بالكوفة. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وأبو أحمد بن سكينة، وابن بوش،) وجماعة. قال ابن الجوزي: كتب بخطه الكثير، وكان يورق للناس. وكان صالحا. توفي في رمضان ببغداد. قال: ورؤي في المنام فقال: غفر الله لي ببركات الحديث، وأعطاني جميع ما أملته. 4 (محمد بن داود بن عطية.)) أبو عبد الله العكي القلعي القيرواني الأصل. روى بالأندلس عن: عبد الجليل الربعي وأكثر عن أبي علي الغساني. واستقضى بتلمسان وبعدها بإشبيلية، ثم بفاس. وكان من جلة العلماء. وقد حدث. توفي في عاشر ذي القعدة في عشر الثمانين. 4 (محمد بن عمر بن عبد العزيز.)) أبو بكر البخاري الحنفي المقرئ المعروف بكاك. إمام أصحاب أبي حنيفة بمكة. كان فقيها، صالحا، محدثا. سمع: عبد الباقي بن يوسف المراغي، وأبا بكر أحمد بن سهل السراج، وجماعة.
136 وعنه: أبو القاسم بن عساكر، ومحمود بن محمد بن بابشاذ، وغيرهما. وعاش أربعا وسبعين سنة. 4 (حرف الهاء)) 4 (هبة الله بن محمود بن عبد الواحد بن حمد بن العباس بن الحصين.)) أبو القاسم الشيباني الهمذاني، ثم البغدادي، الكاتب. مسند العراق. ولد في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة في رابع ربيع الأول. وسمع: أبا طالب بن غيلان، وأبا علي بن المذهب، وأبا محمد بن المقتدر، وأبا القاسم التنوخي،) والقاضي أبا الطيب الطبري. قال ابن السمعاني: شيخ ثقة، دين، صحيح السماع، واسع الرواية، عمر حتى صار أسند أهل عصره. ورحل إليه الطلبة، وازدحموا عنده. حدث بمسند أحمد وأحاديث أبي بكر الشافعي، واليشكريات. وهو آخر من حدث بهذه الكتب. وحدثني عنه: أبو بكر بن أبي القاسم الصفار، وأبو عبد الله حامد المديني الحافظ، وأبو أحمد معمر بن الفاخر، وأبو الخير عبد الحريم الإصبهاني، والحافظ أبو القاسم الشافعي، وجماعة كثيرة. وكانوا يصفونه بالسداد والأمانة والخيرية.
137 وقال ابن الجوزي: بكر به أبوه وبأخيه عبد الواحد فأسمعهما، وعمر حتى صار أسند أهل عصره. وكان ثقة صحيح السماع. سمعت منه المسند جميعه، والغيلانيات جميعها، وغير ذلك. وأملى عدة مجالس باستملاء شيخنا ابن ناصر. قلت: هي أربعون مجلسا. قال: وتوفي في رابع عشر شوال، وصلى عليه ابن ناصر بوصية منه. توفي بعد الظهر يوم الأربعاء، وترك إلى يوم الجمعة، يعني حتى دفن. قال الحسين بن خسرو: دفن يوم الجمعة بباب حرب في اليوم الثالث من وفاته. قلت: حدث عنه: الحافظ أبو العلاء الهمذاني، والحافظ أبو موسى المديني، والإمام أبو الفتح بن المنى، وقاضي القضاة أبو الحسن علي بن أحمد بن الدامغاني، وقاضي الشام أبو سعد بن أبي عصرون، وأبو منصور عبد الله بن محمد بن حمديه، وأخوه أبو طاهر إبراهيم، وأبو محمد بن شدقيني، وعبد الرحمن بن سعود القصري، والعلامة مجير الدين أبو القاسم محمود بن المبارك الواسطي، ويحيى بن ياقوت النجار، وعبد الخالق بن هبة الله البندار، والقاضي عبيد الله بن محمد الساوي، وعلي بن المبارك بن جابر العدل، وعبد الرحمن بن أبي الكرم بن ملاح الشط،) وعبد الله بن أبي بكر بن الطويلة، وعلي بن عمر الحربي الواعظ، وعبد الله بن أبي المجد الحربي، وهبة الله بن أبي المجد الحربي، وهبة الله بن الحسن السبط، وعلي بن محمد بن علي الأنباري، وعبد الله بن نصر بن مزروع التلاحي، وعبد الرحمن بن أحمد العمري، والحسن بن إبراهيم بن أشنانة، وعبد الله بن محمد بن عليان الحربي، ولاحق بن قندرة، روى المسند سنة ستمائة، وفاطمة بنت سعد الخير، وأبو
138 القاسم بن شدقيني، وعمر بن جريرة القطان، والمبارك بن إبراهيم بن مختار بن السبتي. وبقي بعد الستمائة من أصحابه: عبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب البقلي: توفي سنة إحدى. وحنبل المكبر: توفي في أول سنة أربع وأبو الفتح محمد بن أحمد المندائي، وهو آخر من حدث بالمسند كاملا: توفي في شعبان سنة خمس، ودفن بداره بواسط. والحسين بن أبي نصر بن القارص الحريمي، وتوفي في شعبان أيضا. وعبد الوهاب بن سكينة، وتوفي سنة سبع في ربيع الآخر. وعمر بن طبرزد، وفيها توفي في رجب، وهو آخر أصحابه. وتوفي أبوه محمد بن عبد الواحد الكاتب سنة تسع وستين.
139 4 (وفيات سنة ست وعشرين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد ابن الأفضل شاهنشاه ابن أمير الجيوش بدر الجمالي.)) الأرمني، ثم المصري، صاحب مصر وسلطانها، الملك الأكمل أبو علي، ابن صاحبها ووزيرها. ولما قتل أبوه في سنة خمس عشرة وخمسمائة، وأخذ الآمر بأحكام الله جميع أمواله سجن هذا مدة، فلما مات الآمر أشغلوا الوقت بعده بابن عمه الحافظ عبد المجيد إلى أن يولد حمل للآمر، فجاء بنتا. وأخرجوا من السجن أبا علي عند موت الآمر، وجعلوا الأمور إليه. وكان شهما شجاعا مهيبا، عالي الهمة كأبيه وجده، فاستولى على الديار المصرية، وحفظ على الآمر، ومنعه من الظهور، وأدعه في خزانة، فلا يدخل إليه أحد إلا بأمر الأكمل. وعمد إلى القصر فأخذ جميع ما فيه إلى داره كما فعل الآمر بأبيه جزاء وفاقا، وأهمل الخلفاء) العبيديين والدعاء لهم، لأنك كان في تسنن كأبيه. وأظهر التمسك بالإمام المنتظر، فجعل الدعاء في الخطبة له، وأبطل من
140 الأذان حي على خير العمل وغير قواعد الباطنية، فأبغضه الأمراء والدعاة. وأمر الخطباء بأن يخطبوا له بهذه الألقاب التي نص لهم عليها، وهي: السيد الأفضل الأجل، سيد ممالك أرباب الدولة، المحامي عن حوزة الدين، ناشر جناح العدل على المسلمين، ناصر إمام الحق في غيبته وحضوره والقائم بنصرته بماضي سيفه وصائب رأيه وتدبيره، أمين الله على عباده، وهادي القضاة إلى اتباع شرع الحق واعتماده، ومرشد دعاة المؤمنين بواضح بيانه وإرشاده، مولى النعم، ورافع الجور عن الأمم، ومالك فضيلتي السيف والقلم، أبو علي ابن السيد الأجل الأفضل، شاهنشاه أمير الجيوش. فكرهوه وصمموا على قتله، فخرج في العشرين من المحرم للعب بالكرة فكمن له جماعة، وحمل عليه مملوك إفرنجي للحافظ، فطعنه فقتله، وقطعوا رأسه، وأخرجوا الحافظ وبايعوه. ونهب دار أبي علي، وركب الحافظ إلى الدار فاستولى على خزائنه، واستوزر مملوكه أبا الفتح يأنس الحافظي، ولقبه أمير الجيوش، فظهر شيطانا ماكرا بعيد الغور، حتى خاف منه الحافظ، فتحيل عليه بكل ممكن، وعجز حتى واطأ فراشه بأن جعل له في الطهارة ماء مسموما، فاستنجى به، فعمل على سفله ودود، فكان يعالج بأن يلصق عليه اللحم الطري، فيتعلق به الدود، فترجع للعافية، وأتاه الحافظ عائدا، فقام له، وجلس الحافظ عنده لحظة وانصرف، فمات من ليلته في السادس والعشرين من ذي الحجة من السنة، وكانت وزارته إحدى عشر شهرا. واستوزر الحافظ ولده ولي عصره الحسن الذي قتل سنة تسع وعشرين. 4 (أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد.))
141 أبو العز بن كادش، السلمي البغدادي العكبري. سمع: أقضى القضاة أبا الحسن الماوردي، وهو آخر من حدث عنه، وأبا الطيب الطبري، وابن الفتح العشاري، وأبا محمد الجوهري، وأبا علي الجازري. روى الكثير، وأثنى عليه جماعة. قال ابن الجوزي: كان مكثرا ويفهم الحديث. وقال ابن السمعاني: شيخ مسند سمع بنفسه، وكان يفهم، وأجاز لي، ونبا عن جماعة.) ونبا ابن ناصر أنه سمع إبراهيم بن سليمان يقول: سمعت أبا العز بن كادش يقول: أنا وضعت حديثا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان ابن ناصر سئ الرأي فيه. وقال لي عبد الوهاب الأنماطي: كان مخلطا. وأما أبو القاسم بن عساكر وأبو محمد بن الخشاب فأثنيا عليه. وروى عنه: ابن عساكر، ويحيى بن بوش، وهبة الله بن الحسن السبط، وأبو موسى المديني، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أيوب الحربي، وإبراهيم بن بركة البيع، وآخرون.
142 وتوفي في جمادى الأولى، وله تسعون سنة أو جازها. قال ابن النجار: كان مخلطا كذابا لا يحتج به. قرأت بخط عمر بن علي القرشي القاضي: سمعت أبا القاسم علي بن الحسن الحافظ يقول: قال لي أبو العز بن كادش: وضع فلان حديثا في حق علي، فوضعت حديثا في حق أبي بكر، بالله أليس فعلت جيدا قال ابن النجار: رأيت لأبي العز كتابا سماه الانتصار لدم القحاب على نظم جماعة من الشعراء يقول فيه: أنشدتني فلانة المغنية، وأنشدتني ستوت المغنية بأوانا. وخطه رديء إلى الغاية في التعقد والتسلسل. قيل: مولده سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة. 4 (أحمد بن عمر بن خلف.)) أبو جعفر بن قبليل الهمداني، الغرناطي، الفقيه. روى عن: أبي علي الغساني، وأبي عبد الله الطلاعي، وأصبغ بن محمد. حدث عن: أبو عبد الله بن عبد الرحيم، وأبو خالد بن رفاعة، وأبو جعفر بن البادش، وأبو القاسم بن بشكوال. قال ابن الأبار: دارت عليه الفتيا ببلده. وكان من جلة الفقهاء المشاورين. توفي في ذي القعدة.
143 4 (حرف الجيم)) )) 4 (جهور بن إبراهيم بن محمد بن خلف.)) أبو الحزم التجيبي الأندلسي. حج وسمع صحيح مسلم من أبي عبد الله الطبري. قال ابن بشكوال: بإشبيلية لقيته وأجاز لي. وكان رجلا فاضلا، منقبضا، مقبلا على ما يعنيه تولى الصلاة بموضعه، يعني بقرية مورور. 4 (حرف الحاف)) 4 (الحسين بن محمد بن خسرو.)) أبو عبد الله البلخي، ثم البغدادي. السمسار، مفيد أهل بغداد ومحدث وقته. سمع من: أبي الحسين الأنباري، والبانياسي، وعبد الواحد بن فهد العلاف، وأبي عبد الله الحميدي، وطبقتهم، وخلق بعدهم. وسمع بإفادته جماعة كثيرة. روى عنه أبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وجماعة. قال السمعاني: سألت أبا القاسم الحافظ فقال: ما كان يعرف شيئا. وسألت ابن ناصر عنه فقال: كان يذهب إلى الاعتزال. وكان حاطب ليل، يسمع من كل أحد. ومات ابن خسرو في شوال، رحمه الله. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن أبي جعفر محمد بن عبد الله بن أحمد.))
144 العلامة أبو محمد الخشني المرسي، الفقيه. أخذ بقرطبة عن: أبي جعفر أحمد بن رزق الفقيه. وتخرج به أبو محمد بن أبي جعفر. وسمع من حاتم بن محمد كتاب الملخص بسماعه من القابسي. وحج فسمع صحيح مسلم من الحسين بن علي الطبري. وقال القاضي عياض: سمع من: أبي عمر بن عبد البر، وأبي العباس العذري، وابن مسرور، والطليطلي.) وقال ابن بشكوال: روى عن: أبو الوليد الباجي، ومحمد بن سعدون القروي. وكان حافظا للفقه على مذهب مالك، مقدما فيه على جميع أهل وقته، بصيرا بالفتوى، مقدما في الشورى، عارفا بالتفسير، ذاكرا له. يؤخذ عنه الحديث، ويتكلم على بعض معانيه. انتفع به الطلبة. وكان رفيعا في أهل بلده، معظما فيهم، كثير الصدقة والذكر لله تعالى. كتب إلينا بإجازة مروياته. قال محمد بن حمادة الفقيه: كان غالبا عليه الفقه. دخلت عليه بمرسية سنة إحدى وعشرين وهو ينام، والقاريء يقرأ عليه، ولعابه يسيح عن فمه، فسألني عن سبتة وأهلها. ثم رفعت مسألة فيمن خرج باغيا أو عاديا، فاضطر إلى الميتة، فقلت: مشهور مذهب مالك أنه لا يباح له أكلها. وقال عبد الله بن حبيب: له أكلها. فقال: ليس هو ابن حبيب إنما هو ابن الماجشون. ثم قال لصبي: قم إلى الخزانة، وأخرج السفر الفلاني، ثم اقلب منه كذا وكذا ورقة. قال: فإذا بالمسألة كما ذكر. فتعجبت من حفظه وهو على تلك الحال. وأجاز لي كتاب الموطأ.
145 وحج فسمع منه بسبتة قاضينا أبو عبد الله بن عيسى التميمي، وجماعة. وطال عمره، ورحل الناس إليه من الأقطار. وقد سمع صحيح مسلم من أبيه أبي بكر، ومات أبوه في سنة أربع وتسعين وأربعمائة، بسماعه من أبي حفص عمرو الهوزني المذبوح في سنة ستين وأربعمائة، بسماعه من عبد الله بن سعيد السبتجالي، عن أبي سعد بن عمرو بن محمد السنجري، عن الجلودي نازلا. قال ابن بشكوال: ولد بمرسية سنة سبع وأربعين وأربعمائة وتوفي في ثالث رمضان. يعرف بابن أبي جعفر.) عبد الله بن موسى بن عبد الله. أبو محمد القرطبي. روى عن: حازم بن محمد، ومحمد بن فرج، وأبي علي الغساني، وأبي الحسن العبسي المقرئ. وحدث. قال ابن بشكوال: عني بالحديث عناية كاملة، وكان متفننا في عدة علوم مع الحفظ الإتقان. وتوفي في صفر. 4 (عبد الرحمن ابن الفقيه محمد ابن الفقيه عبد الرحمن ابن الفقيه عبد الرحيم ابن الفقيه أحمد)) بن العجوز. الفقيه أبو القاسم الكتامي السبتي، قاضي الجزيرة الخضراء، ثم قاضي سلا. كان أحد الأعلام. قال القاضي عياض: حضرت مجلسه في تدريس المدونة، فما رأيت أحدا أحسن منه احتجاجا، ولا أبين منه تعليلا. وكان سل سمت وهمة.
146 توفي بفاس. نبا عن أبيه، عن جده. عبد الكريم بن حمزة بن الخضر بن العباس. أبو محمد السلمي الدمشقي الحداد. سمع: أبا القاسم الحنائي، وأبا بكر الخطيب، ومحمد بن مكي الأزدي المصري، وعبد الدائم بن الحسن، وعبد العزيز الكتاني، وأبا الحسن بن أبي الحديد، وعبيد الله بن عبد الله الداراني، وجماعة. وأجاز له: أبو جعفر ابن المسلمة، وأبو الحسن بن مخلد الواسطي. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر وقال: كان ثقة مستورا سهلا، قرأت عليه الكثير، وتوفي في ذي القعدة وأبو طاهر السلفي، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وإسماعيل الخبروي، وبركات الخشوعي، وأبو القاسم بن الحرستاني، وآخرون.) وكان من أسند شيوخ الشام في عصره. 4 (علي بن الحسين بن محمد بن مهدي.)) الأستاذ أبو الحسن البصري، الصوفي، العارف. دار في الشام، ومصر، والجزيرة، وأذربيجان، ولقي العباد. وكانت له مقامات، وأحوال، وكرامات. وسكن بغداد في الآخر. سمع: أبا الحسن الخلقي، والمثنى بن إسحاق القرشي الأذربيجاني. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر.
147 ويروى أنه حضرت عنده امرأة فقالت: يا سيدي، ضاع كتابي الذي شهدت فيه، وأريد أن تشهد. قال: ما أشهد إلا بشيء حلو. قال: فتعجب الحاضرون منه. فمضت وعادت ومعها كاغد حلواء. فضحك وقال: والله ما قلت لك إلا مزاحا، إذهبي وأطعميه لأولادك. ولمح الكاغد الذي فيه الحلواء فقال: أرينيه. فأرته، فإذا هو كتابها، وفيها شهادته، فقال: ما ضاعت الحلواء، هذا كتابك. توفي أبو الحسن البصري في جمادى الأولى. 4 (عمر بن يوسف.)) القدوة، الزاهد، أبو حفص ابن الحذاء القيسي الصقلي، نزيل الثغر. سمع منه: السلفي، عن أبي بكر عتيق بن علي السمنطاري بصقلية: نبا أحمد بن إسحاق المهراني، ثنا ألو بكر بن خلاد، ثنا، تمتام، نبا القعنبي بحديث: الذي تفوته العصر. قال السلفي: كان من مشاهير الزهاد وأعيان العباد. له مجد كبير عند أهل صقلية. وكان من أهل العلم. تمنع من الرواية كثيرا تورعا، وجرى بيني وبينه خطب طويل.) وقفت على سماعه من السمنطاري بموطأ القعنبي، بهذا الإسناد. ولد بصقلية سنة ثلاثين وأربعمائة، وحج سنة إحدى وخمسين. وقرأ على جماعة القرآن. توفي في المحرم، رحمه الله.
148 4 (حرف الميم)) 4 (منصور بن الخير بن تمكي.)) أبو علي المغراوي، المالقي، المقرئ الأحدب. حج، وأدرك أبا معشر الطبري وأخذ عنه. ولقي أبا عبد الله محمد بن شريح وأخذ عنه. وجالس أبا الوليد الباجي. وعني بالقراءآت، وصنف فيها كتبا أخذها عنه الناس. قال ابن بشكوال قال: وسمعت بعض شيوخنا يضعفه. توفي بمالقة في شوال. قلت: قرأ عليه: محمد بن أبي العيسى الطرطوشي، ومحمد بن عبيد الله بن العويص. وقيل إنه متهم في لقي أبي معشر، مع أنه رأس في القراءات، قين بتجويدها وعللها. قال اليسع بن حزم: رحلت إليه، فوجدته بحرا في علوم القراءات، بعيد الغور والغايات، فجلست واستفدت وتشكلت، فقال: ما حجة من جهر وحجة من أخفى فقلت: حجة الجهر فإذا قرأت القرآن فاستعذ، وأخفوا لئلا يتوهم أنها آية من القرآن. وذكر باقي الكلام.
149 قال أحمد بن ثعبان: انصرفت من مكة، فلقيني منصور بن الخير فقال: ما فعل أبو معشر قلت: توفي. فلما حج رجع إلى الأندلس وقال: قرأت على أبي معشر.
150 4 (وفيات سنة سبع وعشرين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد ابن الشيخ الإمام أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله.)) ) أبو غالب بن البنا البغدادي الحنبلي. شيخ صالح، كثير الرواية، عالي السند. سمع: أبا محمد الجوهري، وأبا الحسين بن حسنون النرسي، وأبا يعلى بن الفراء، وأبا الغنائم بن المأمون ووالده، وابن المهتدي، بالله وطائفة. وله مشيخة. وكان مولده في سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وأجاز له: أبو الطيب الطبري، وأبو إسحاق البرمكي، وأبو بكر بن بشران، والعشاري. وثقه ابن الجوزي، وروى عنه هو، و: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، وهبة الله بن مسعود البابذيني، ومحمد بن هبة الله أبو الفرج
151 الوكيل، وعبد الوهاب بن الشيخ عبد القادر، وإسماعيل بن علي القطان، وعمر بن طبرزد، وخلق سواهم. وتوفي في صفر. وقيل في ربيع الأول. وتفرد بالأجزاء القطعيات التي لم يبق ببغداد شيء أعلى منها في وقته. 4 (أحمد بن عمار بن أحمد بن عمار بن المسلم.)) أبو عبد الله الحسيني الكوفي، مجد الشرف، الشاعر المشهور. مدح المسترشد، والوزير أبا علي بن صدقة. ومن شعره: * وباكية أبكت فأبدت محاسنا * أراقت فراقت أنفس الركب عن عمد * * حبابا على خمر وليل على ضحى * وغصنا على دعص وذرا على ورد * وله: * ناس يسيء برأيه ويرى * صرف الحوداث غير متهم * * لك في الذي تبديه معذرة * من نام لم ينفك في حلم * عاش اثنتين وخمسين سنة. 4 (أسعد بن صاعد بن منصور بن إسماعيل.)) أبو المعالي النيسابوري الحنفي، خطيب نيسابور.) سمع: جده، وأبو بكر بن خلف الشيرازي، وموسى بن عمران الصوفي، وأبا بكر الشيروي.
152 كان إليه الخطابة والوعظ والتدريس ببلده، وكان مقبولا عند السلطان. توفي في ذي القعدة، وقد قدم بغداد رسولا من السلطان سنجر، فسمع منه ابن عساكر، وغيره. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن أحمد بن علي بن جحشويه.)) المحدث المفيد أبو محمد البغدادي. سبط قريش. طلب بنفسه وكتب الكثير، وسمع من: النعالي، وطراد، وابن البطر، وطبقتهم. وحدث بأكثر مسموعاته. روى عنه: عبد الله بن أبي المجد الحربي، وغيره. قال ابن النجار: مات في شوال سنة سبع وعشرين. 4 (عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد.)) أبو محمد الأزدي، الصقلي، الشاعر. له ديوان مشهور.
153 دخل الأندلس ومدح المعتمد بن عباد. وتوفي هذه السنة في رمضان بجزيرة ميورقة. وجزيرة صقلية يحيط بها البحر، وهي بحذاء إفريقية. أخذتها النصارى في سنة أربع وستين وأربعمائة. 4 (عبد الكريم بن إسحاق.)) أبو زرعة البزاز الرازي. قدم سنة إحدى وثمانين ببغداد، وسمع عاصم بن الحسن، وجماعة. وسمع بالري من: عبد الكريم الوزان وبإصبهان من: أبي عبد الله الرفقي. قال أبو سعد السمعاني: كان صدوقا، ثقة. حدثنا عنه جماعة.) وعاش سبعا وثمانين سنة. 4 (عبد الملك بن عبد الله بن داود.)) أبو القاسم الحمزي. من حمزي مدينة بالمغرب. قدم بغداد وسكنها. قدم على أبي علي التستري، فسمع منه سنن أبي داود. وسمع ببغداد من: أبي نصر الزينبي. سمع منه: أبو القاسم بن عساكر السنن، وحدث عنه هو، وأبو المعمر. توفي في ربيع الآخر. 4 (علي بن عبيد الله بن نصر بن عبيد الله بن سهل.)) الإمام أبو الحسن بن الزاغوني، شيخ الحنابلة ببغداد.
154 سمع الكثير بنفسه، ونسخ بخطه. وولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة. حدث عن: أبي جعفر بن المسلمة، وابن هزار مرد، وعبد الصمد بن المأمون، وعلي بن البسري، وأبي الحسين بن النقور، وجماعة. وقرأ بالروايات، وتفقه على يعقوب البرزبيني. وكان إماما فقيها، متبحرا في الأصول والفروع، متفننا، واعظا، مناظرا، ثقة، مشهور بالصلاح، والديانة، والورع، والصيانة، كثير التصانيف. قال ابن الجوزي: صحبته زمانا، وسمعت منه، وعلقت عنه الفقه والوعظ. وتوفي في سابع عشر المحرم. وكان الجمع يفوت الإحصاء. وقال أبو سعد السمعاني: روى لنا عنه: علي بن أبي تراب، وأبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم الحافظ. وسمعت حامد بن أبي الفتح المديني: سمعت أبا بكر محمد بن عبيد الله بن الزاغوني يقول: حكى بعض الناس ممن يوثق بهم أنه رأى في المنام ثلاثة يقول واحد منهم: إخسف وواحد) يقول: أغرق وواحد يقول: أطبق. يعني البلد. فأجاب أحدهم: لا، لأن بالقرب منا ثلاثة أحدهم أبو الحسن بن الزاغوني، والثني أحمد بن الطلاية، والثالث محمد بن فلان من الحربية. قلت: وروى عنه: بركات بن أبي غالب السقلاطوني، ومسعود بن غيث
155 الدقاق، وأبو القاسم بن معالي بن شدقيني، وأبو الحسن علي بن عساكر، وأبو موسى المديني، وأبو حفص بن طبرزد، وطائفة سواهم. وهو من متكلمي الحنابلة ومصنفيهم. أملى علي القاضي عبد الرحيم بن عبد الله، أنه قرأ بخط أبي الحسن بن الزاغوني: قرأ أبو محمد عبد الله بن أبي سعد الضرير علي القرآن من أوله إلى آخره، بقراءة أبي عمرو، رواية اليزيدي، طريقة ابن مجاهد، وكنت رأيت في المنام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأت عليه القرآن من أوله إلى آخره بهذه القراءة المذكورة، وهو صلى الله عليه وسلم يسمع، وإني لما بلغت في سورة الحج إلى قوله تعالى: إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات الآية، أشار بيده أي إسمع، ثم قال: هذه الآية من قرأها غفر له ثم أشار أن إقرأ، فلما بلغت أول يس، قال لي: هذه السورة من قرأها أمن من الفقر فلما بلغت إلى سورة الإخلاص قال لي: هذه السورة من قرأها، فكأنما قرأ ثلث القرآن. فلما كملت الختمة قال لي: ما أعطى الله أحدا ما أعطي أهل القرآن. وإني قلت له كما قال لي. وكتب علي بن عبيد الله بن الزاغوني قال: وقرأ علي هذا الكتاب، يعني مختصر الخرقي، من أوله إلى آخره أبو محمد الضرير من حفظه، ورويته لي عن أبي القاسم الخرقي رحمه الله. وكتب ابن الزاغوني سنة تسع وخمسمائة.
156 4 (علي بن يعلى بن عوض.)) أبو القاسم الهاشمي العلوي العمري، من ولد عمر بن علي بن أبي طالب. شيخ جليل واعظ مشهور، صاحب قبول. من أهل هراة.) سمع من أبي عامر الأزدي، ونجيب بن ميمون، ومحمد بن علي العميري الزاهد. وورد بغداد فوعظ بها، وسمع من: أبي القاسم بن الحصين. وكان يورد في مجلس وعظه الأحاديث بأسانيدها، ويظهر السنة. قال ابن الجوزي: حصل له ببغداد مال وكتب وقبول كثير، وحملت إليه وأنا صغير، وحفظني مجلسا من الوعظ، فتكلمت بين يديه يوم ودع الناس وسافر إلى مرو. وقال ابن السمعاني: سمعت منه حديثا واحدا. 4 (عمر بن محمد بن محمد بن موسى.)) أبو جعفر الشاشي، نزيل قاشان، إحدى قرى مرو.
157 تفقه على الإمام أبي الفضل التميمي، وسمع منه. ومنه: أبو عبد الله محمد بن الحسين المهربندشاني، وإسماعيل بن عبد القاهر الجرجاني. وقدم بغداد قبل الثمانين وأربعمائة حاجا، وسمع أبا عبد الرحمن بن ميمون المتولي. وحدث. توفي سنة سبع وعشرين، فيحول إليها. 4 (حرف الكاف)) 4 (كريم الملك.)) أبو الحسن. واسمه: أحمد بن عبد الرزاق. وزير الملك شمس الملوك صاحب دمشق. مات في ذي الحجة، وتأسف الناس عليه لحسن طريقته، وحميد خلاله، وكثرة تلاوته. 4 (كريمة بنت الحافظ أبي بكر محمد بن أحمد ابن الخاضبة.)) روت عن: أبي الحسين بن النقور. وعنها: أبو القاسم بن عساكر، وأبو المعمر الأنصاري، وغيرهما. وتوفيت في رجب. قال ابن السمعاني: رأيت نسخة بتاريخ بغداد كاملة بخطها. 4 (حرف الميم)) )) 4 (محمد بن إدريس.)) أبو عبد الله الجذامي الغرناطي. حدث ب صحيح البخاري، عن بكار، عن أبي ذر الهروي، وكان فقيها، مفتيا.
158 روى عنه: أبو خالد بن رفاعة. 4 (محمد بن الحسين بن علي.)) أبو بكر البغدادي المزرفي، ومزرفة بين عكبرا وبغداد، الفرضي الحاجي. ولد سنة تسع وثلاثين وأربعمائة ببغداد. وسكن به أبوه مدة في أيام الفتنة بالمزرفة. وقرأ بالروايات وجود. وسمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الحسين ابن المهتدي بالله، وعبد الصمد بن المأمون، وأبا علي بن البنا، والصريفيني، وخلقا سواهم. وتلا على أصحاب الحمامي. روى عنه: ابن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وأبو موسى المديني، وأبو الفتح المندائي، وطائفة. وأقرأ القراءات. ويقول الحافظ ابن عساكر وغيره إنه مات ساجدا. مات في أول السنة. وقال ابن الجوزي: كان ثقة، عالما، حسن العقيدة رحمه الله. 4 (منصور بن محمد بن محمد بن الطيب.))
159 أبو القاسم العلوي العمري الهروي، المعروف بالفاطمي. كان فقيها، مناظرا، وواعظا، رئيسا. كان رفيع المنزلة عند الخاص والعام، ذا ثروة وأموال. يقال كان له ثلاثمائة وستون طاحونة. سمع بهراة من: جده لأمه أبي العلاء صاعد بن منصور الأزدي، ومحلم بن إسماعيل، ومحمد بن أبي عاصم العمري.) وبنيسابور من: أبي القاسم القشيري، وأبي شجاع المكيالي. وقدم بغداد مرتين. وروى عنه: ابن ناصر، والسلفي، ويحيى بن بوش. قال ابن السمعاني: كان شيخنا أبو الحسن الأزدي سئ الرأي فيه، قال: لا أروي عنه حرفا. توفي أبو القاسم الفاطمي بهراة في رمضان. وقال السمعاني في التحبير: أجاز لنا، وكان فقيها مبرزا مدققا، مولده سنة أربع وأربعين وأربعمائة.
160 4 (وفيات سنة ثمان وعشرين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن علي بن إبراهيم.)) الشيخ أبو الوفاء الشيرازي، القدوة، الزاهد، الفيروز أباذي، شيخ الرباط الذي حذاء جامع المنصور ببغداد. قدم بغداد وسمع من: أبي طاهر الباقلاني، وأبي الحسن الهكاري شيخ الإسلام. وخدم المشايخ، وسكن بالرباط المذكور. ويعرف برباط الزوزني. قال ابن السمعاني: اتفقت الألسن على مدحه. صحب المشايخ بفارس، وكان يحفظ من كلام القوم وسيرهم وأحوالهم، ومن الأشعار المناسبة لذلك شيئا كثيرا. واتفق أن أبا علي المغربي أحضر رجلا يقال له محمد المغربي إلى الشيخ أبي الوفاء وأثنى عليه، وقال: إنه يصلح لخدمتك، فاستخدمه الشيخ وقربه، وكان يسعى في مهماته، فضاق منه أبو علي المغربي، فقال لأبي الوفاء: أريد أن تخرجه من الرباط ولا يخدمك.
161 فقال: ما يحسن هذا. تثني على رجل فتقربه، ثم تضيق منه فتخرجه. هذا لا يليق. فعمل أبو علي:) * إن خلي أبا الوفا * في صفاي أبى الوفا * * باع ودي برد من * لطفه غاية الجفا * وقال أبو الفرج بن الجوزي: كان أبو الوفاء على طريقة مشايخه في سماع الغناء والرقص. وكان يقول لشيخنا عبد الوهاب: إني لأدعو الله في وقت السماع. وكان شيخنا يتعجب ويقول: أليس يعتقد أن ذلك وقت إجابة، وهذا غاية القبح. وحكى أبو الوفاء أن فقيرا كان يموت وعياله يبكون، ففتح عينيه وقال: لم تبكون، ألموتي قالوا: لا، الموت لابد منه، ولكن نبكي على فضيحتنا، لأنه ليس لك كفن. فقال: إنما نفتضح لو كان لي كفن. قال ابن الجوزي: توفي أبو الوفاء في حادي عشر صفر. وصلى عليه خلق، منهم أرباب الدولة وقاضي القضاة. ودفن على باب الرباط. وعمل له الخادم نظر بعد يومين دعوة عظيمة، أنفق فيها مالا على عادة الصوفية، واجتمع فيها خلق. وكان أبو الوفاء ينشد أشعارا، أنشد مرة لأبي منصور الثعالبي: * وخيط نم في حافات وجه * له في كل يوم ألف عاشق * * كأن الريح قد مرت بمسك * وذرت ما حوته من الشقائق * 4 (أحمد بن علي بن الحسن بن سلمويه.)) أبو عبد الله النيسابوري الصوفي. شيخ طريف معمر. ولد قبل الأربعين.
162 وحدث عن: عبد الغافر بن محمد الفارسي، وعمر بن مسرور، وأبي سعد الكنجروذي. ورحل مع والده، وسمع من: أبي محمد الصريفيني، وغيره. وخدم أبا القاسم القشيري، وكان يقرئ بين يديه الأبيات بصوت رخيم لين. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: توفي سنة أو قبلها. 4 (أحمد بن علي بن محمد بن السكن.)) ) أبو محمد بن المعوج. سمع: علي بن البسري، وجماعة. وعنه: معمر بن الفاخر، ومحمود الخيام، وغيرهما. 4 (أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت.)) أبو الصلت الأندلسي الداني، مصنف كتاب الحديقة. كان عالما بالفلسفة، ماهرا في الطب، إماما فيه وفي علوم الأوائل. سكن الإسكندرية مدة، وكان مولده بدانية في سنة ستين وأربعمائة. أخذ عن: أبي الوليد الوقشي قاضي دانية، وغيره. وقدم الإسكندرية سنة تسع وثمانين، ونفاه الأفضل شاهنشاه من مصر في سنة خمس وخمسمائة. ثم دخل إلى المهدية، وحل من صاحبها علي بن يحيى بن باديس بالمحل الجليل.
163 وكان بارعا في معرفة النجوم والوقت، بارعا في الموسيقى وفي الشعر، حاذقا بلعب الشطرنج. وله رسالة مشهورة في الأسطرلاب. وله كتاب الوجيز في علم الهيئة، وكتاب الأدوية المفردة، وكتاب في المنطق، وكتاب الانتصار في أصول الطب. صنف بعضها في سجن الأفضل. وقيل إن أمير الإسكندرية حبسه مدة لأنه قدم إلى الإسكندرية مركب موقر نحاسا، فغرق وعجزوا عن استخراجه، فقال أبو الصلت: عندي فيه حيلة. فطاوعه الأمير، وبذل له أموالا لعمل الآلات، وأخذ مركبا كبيرا فارغا، وعمل على جنبيه دواليب بحبال حرير، ونزل الغطاسون، فأوثقوا المركب الغارق بالحبال، ثم أديرت الدواليب، فارتفع المركب الغارق بما فيه إلى أن لاطخ المركب الذي فيه الدواليب وتم ما رامه، لكن انقطعت الحبال وهبط، فغضب الأمر للغرامة وسجنه. ومن شعره: * إذا كان أصلي من تراب فكلها * بلادي، وكل العالمين أقاربي * * ولابد لي أن أسأل العيس حاجة * تشق على شم الذرى والغوارب *) وله: * وقائلة: ما بال مثلك خامل * أأنت ضعيف الرأي، أم أنت عاجز * * فقلت لها: ذنبي إلى القوم أنني * لما لم يحوزوه من المجد حائز * وله: * ومهفهف تركت محاسن وجهه * ما مجه في الكأس من إبريقه *
164 * ففعالها من مقلتيه، ولونها * من وجنتيه، وطعمها من ريقه * وله: * عجبت من طرفك في ضعفه * كيف يصيد البطل الأصيدا * * يفعل فينا وهو في غمده * ما يفعل السيف إذا جردا * ومن شعره، وأوصى أن يكتب على قبره، وهو يدل على أنه مسلم الاعتقاد: * سكنتك يا دار الفناء مصدقا * بأني إلى دار البقاء أصير * * وأعظم ما في الأمر أني صائر * إلى عادل في الحكم ليس يجور * * فإن أك مجزيا بذنبي فإنني * بشر عقاب المذنبين جدير * * وإن يك عفو منه عني ورحمة * فثم نعيم دائم وسرور * توفي رحمه الله بمرض الاستسقاء بالمهدية في منسلخ العام، وقيل: في مستهل سنة تسع. 4 (حرف الثاء)) 4 (ثابت بن منصور الكيلي.)) أبو العز من أهل العراق. سمع الكثير ونسخ، وعني بالحديث. سمع: رزق الله التميمي، وعاصم بن الحسن، ومحمد بن إسحاق الباقرحي.
165 قال ابن ناصر: هو صحيح السماع ما يعرف شيئا. توفي في ذي الحجة. وقال غيره: كان يحفظ ويدري. وقال ابن النجار: خرج في فنون، وكان صدوقا. روى لنا عنه: مظفر بن علي الخياط، وست الكتبة بنت يحيى الهمذاني.) وروى عنه: السلفي وقال: كان فقيها على مذهب أحمد. كتب كثيرا معنا وقبلنا، وكان ثقة زعر الأخلاق. 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن أحمد بن محمد بن جكينا.)) أبو محمد الحريمي الشاعر المشهور، صاحب الرشاقة، والحلاوة، والظرافة في شعره. وكان هجاء، غواصا على المعاني. ويلقب بالبرغوث. وهو القائل: * ولائم لام في التحالي * لما استباحوا دم الحسين * * فقلت: دعني احق عضو * ألبسه بالحداد عيني * مات في ربيع الأول، ترجمة ابن النجار. 4 (الحسن بن أبي الذكر محمد بن عبد الله بن حسين.)) القدوة، أبو عبد الله المصري، الجوهري، الزاهد، الناطق بالحكمة. قال السلفي: قرأنا عليه، عن أبي إسحاق الحبال، وغيره. وكان حلو الوعظ. وتوفي في جمادى الأولى.
166 4 (حرف الخاء)) 4 (الخفرة بنت مبشر بن فاتك.)) الدمشقية الجديدة. روت عن: محمد بن الحسين الطفال، وأبي طاهر محمد بن سعدون الموصلي، وغيرهما. روى عنها: أبو طاهر السلفي، وقال: توفيت في جمادى الأولى أيضا. قلت: هي آخر من حدث عن الطفال. وكان أبوها محمود الدولة من أمراء المصريين، صنف في الطب، والمنطق، وغير ذلك. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن المبارك بن الحسن.)) ) أبو محمد البغدادي المقرئ، ويعرف بابن ينال. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصما، وأبا الغنائم بن أبي عثمان. وتفقه على: أبي الوفاء بن عقيل، وأبي سعد البرداني. وباع ملكا له واشترى كتاب الفنون وكتاب الفصول لابن عقيل، ووقفهما. وتوفي رحمه الله في جمادى الأولى. 4 (عبد الخلاق بن عبد الواسع بن عبد الهادي ابن شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبد الله بن)) محمد بن علي.
167 الأنصاري الهروي، أبو الفتوح بن أبي رفاعة، من أبي عروبة. كان حسن الأخلاق، حلو الشمائل. سمع محمد بن علي العميري، ونجيب بن ميمون الواسطي. وحدث ببغداد. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر. وتوفي في شعبان. 4 (عبد الواحد بن شنيف.)) أبو الفرج البغدادي. تفقه على أبي علي البرداني. وكان فقيها، مناظرا، مجودا. له مال ورئاسة. توفي في شعبان. 4 (علي بن أحمد بن علي.)) العلامة أبو حسن السجزي، ثم البلخي، الفقيه المعروف بالإسلامي. مقدم أصحاب أبي حنيفة، رحمه الله، ببلخ.
168 عمر دهرا، وروى الكثير، وكان زاهدا، حسن السيرة. روى عنه بالإجازة: السمعاني، وقال: سمع: منصور بن إسحاق الحافظ، والوخشي، والعيار. فمن ذلك صحيح البخاري، سمعه من منصور ابن إسحاق، عن إسماعيل الكشاني، ويرويه) أيضا عن أبي عثمان العيار. وسمع سنن أبي داود من الوخشي. مات في سلخ ربيع الآخر، وقيل: ليلة نصف ذي الحجة. 4 (علي بن عطية الله بن مطرق.)) أبو الحسن اللخمي، البلنسي، الشاعر المشهور بابن الزقاق. أخذ عن أبي محمد البطليوسي، وبرع في الآداب، وتقدم في صناعة الشعر، وامتدح الكبار، واشتهر اسمه، ودون شعره، ولم يبلغ الأربعين. سمع منه: الحافظ أبو بكر بن رزق الله. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن أحمد بن علي.)) أبو بكر القطان البغدادي، ويعرف بابن الحلاج. حدث عن: أبي الغنائم بن أبي عثمان. قال ابن الجوزي: كان خيرا، زاهدا، كثير العبادة، دائم التلاوة، حسن الأخلاق. كان الناس يتبركون به، وكنت أزوره. وقال غيره: سمع من: مالك البانياسي، وقرأ على أبي طاهر بن سوار. روى عنه: الحافظان ابن عساكر، وأبو موسى المديني.
169 4 (محمد بن حبيب بن عبيد الله بن مسعود.)) أبو عامر الأموي الشاطبي. روى عن: طاهر بن مفوز، وأبي داود المقرئ، ويوسف بن عديس. قال ابن بشكوال: أجاز لنا، وسمع منه أصحابنا ووصفوه بالجلالة والفضل والديانة. توفي بشاطبة. 4 (محمد بن سعيد بن مسعود.)) الإمام أبو الفضل المروزي، الزاهد، المسعودي، الواعظ. قال السمعاني: كان حسن الموعظة والنصح، سريع الدمعة، كان السلطان سنجر يزوره. سمع من جماعة، وحدث.) مولده في سنة إحدى وخمسين، ومات في جمادى الأولى. 4 (محمد بن عبد العزيز بن أحمد بن زغيبة.)) أبو عبد الله الكلابي الأندلسي المرسي. ولد سنة خمسين وأربعمائة. وروى عن: أبي العباس العذري، والقاضي أبي عبد الله بن المرابط، وعبد الجبار بن أبي قحافة، وأبي علي الغساني، وجماعة. وكان ذاكرا للمسائل، عارفا بالنوازل، حاذقا بالفتوى. قاله ابن بشكوال. وقال: أجاز لنا وتوفي في ذي الحجة. أنبا محمد بن جابر، أنبا أحمد بن الغماز، أنبا أبو الربيع بن سالم، أنبا أبو محمد بن عبيد الله، أنبا ابن زغينة قراءة، عن أحمد بن عمر العذري، عن أحمد بن الحسن الرازي، أنبا ابن عمرويه، ثنا ابن سفيان، نبا مسلم: قال ابن
170 قعنب: نبا أفلح بن حميد، عن القاسم، عن عائشة قالت: طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي لحرمه حين أحرم ولحله حين أحل قبل أن يطوف بالبيت. 4 (محمد بن علي بن عبد الواحد.)) أبو رشيد الآملي. ولد سنة سبع وثلاثين وحج، وجاور، وكان زاهدا متبتلا، مشتغلا بنفسه. قيل إنه فارق أصحابه من المركب، وأقام في جزيرة يتعبد، ثم رجع إلى آمل. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (معالي بن هبة الله بن الحسن بن الحبوبي.)) أبو المجد الدمشقي، البزاز. سمع: أبا القاسم المصيصي، ونصر المقدسي، وسهل بن بشر. روى عنه: ابن عساكر ووثقه، ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر. توفي في سلخ رمضان. ويروي عنه: ابن الحرستاني.)
171 4 (وفيات سنة تسع وعشرين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن عبد العزيز بن محمد بن حبيب.)) الفقيه، أبو الطيب المقدسي، الواعظ، إمام جامع الرافقة. سمع من: نصر المقدسي، والحسين بن علي الطبري. وله ديوان شعر. وكان مستورا، قصيرا، معيلا. سمع منه: أبو القاسم بن عساكر في هذا العام بالرافقة، وهي الرقة الجديدة. وله يقول: * يا واقفا بين الفرات ودجلة * عطشان يطلب شربة من ماء * * إن البلاد كثيرة أنهارها * وسحابها فكثيرة الأنواء * * أرض بأرض والذي خلق الورى * قد قسم الأرزاق في الأحياء * وله: * يا ناظري ناظري دفن على السهر * ويا فؤادي فؤادي منك في ضرر * * ويا حياتي حياتي غير طيبة * وهل تطيب بفقد السمع والبصر *
172 * ويا سروري سروري قد ذهبت به * وإن تبقى قليل فهو في الأثر * * والعين بعدك يا عيني مدامعها * تسقي مغانيك ما يغني عن المطر * وله: * من لصب نازح الدار * نهب أشواق وأفكار * * مستهام القلب محترق * بهوى أذكى من النار * * فنيت بالبعد أرمقه * فهو يبكي بالدم الجاري * * فإلى من أشتكي زمنا * عالني في حكمه الجاري * * صرت أرضى بعد رؤيتكم * بخيال أو بأخبار * 4 (إبراهيم بن الحسن بن محمد بن الحسين.)) الشريف، أبو إسحاق الحسيني، الكليمي، النقيب بالديار المصرية.) روى لنا عن: عبد العزيز بن الضراب، وأبي إسحاق الحبال، وعبيد الله ابن أبي مطر الإسكندراني. قاله السلفي. وقال: توفي في جمادى الآخرة وله خمس وسبعون سنة. 4 (أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت.)) قال السلفي: توفي في أول سنة تسع وعشرين. وقد تقدم في سنة ثمان.
173 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر العبيدي.)) المصري. استوزره أبوه وجعله ولي عهده في سنة ست وعشرين، فظلم وعسف وسفك الدماء، وقتل أعوان أبي علي الوزير الذي قبله، حتى قيل: إنه قتل في ليلة أربعين أميرا، فخافه أبوه، وجهز لحربه جماعة، فحاربهم، واختلطت الأمور، ثم دس أبوه من سقاه السم، فهلك في هذه السنة. ولكنه كان يميل إلى أهل السنة. 4 (الحسن بن المبارك بن أحمد الأنماطي.)) أخو الحافظ عبد الوهاب. حدث عن: أبي نصر الزينبي. توفي في جمادى الأولى. 4 (حرف الطاء)) 4 (طغرل بن محمد بن ملكشاه السلجوقي.)) أحد الملوك السلجوقية. توفي بهمذان في أول السنة. وهو أخو السلطان محمود والسلطان مسعود.
174 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن إسماعيل بن عبد الملك.)) ) الفقيه أبو القاسم الصدفي الإشبيلي. روى عن: أبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي علي الغساني. وكان فقيها حافظا للمسائل، مفتيا معظما ببلده. توفي في أوائل سنة. 4 (محمد بن أبي الخيار.)) العلامة أبو عبد الله العبدري، القرطبي، صاحب التصانيف. روى عن: أصبغ بن محمد، وأبي عبد الله بن حمدين. وتفقه بهما، وبالشهيد أبي عبد الله بن الحاج. ذكره ابن الأبار، وقال: كان من أهل الحفظ والاستبحار في علم الرأي. درس ونوظر عليه. وله ثنائية على المدونة، ورد على أبي عبد الله بن الفخار. وصنف كتاب السجاج، وكتاب أدب النكاح. ورأس قبل موته في النظر، فترك التقليد، وأخذ بالحديث، وبه تفقه: أبو الوليد بن خير، وأبو خالد بن رفاعة. قال أبو القاسم بن الشهيد بن الحاج: قرأت عليه المدونة تفقها وعرضا. توفي إلى رحمة الله في عاشر ربيع الأول. 4 (محمد بن علي بن محمد العربي.)) أبو سعيد السمناني.
175 سمع: أبا القاسم القشيري، وكان من مريديه. حدث وأملى، وروى عنه جماعة. ذكره ابن السمعاني فقال: أحد المشهورين بالفضل والعلم والزهد، وكان متحليا بالأخلاق الزكية. رأيت الناس مجمعين على الثناء عليه. وتوفي قبل دخولي سمنان قبل سنة ثلاثين بسنة أو سنتين رحمه الله. 4 (المفضل بن عبد الله بن أبي الرجاء محمد بن علي بن أحمد بن جعفر.)) ) أبو المعالي، التميمي، المعدل. إصبهاني جليل. روى عن: أبي مسلم بن مهربزد صاحب ابن المقري. روى عنه: أبو موسى الحافظ، وقال: سألته عن مولده فقال: سنة أربع وخمسين. وتوفي في رجب. 4 (منصور بن محمد بن علي.)) أبو المظفر الطالقاني، نزيل مرو. قدمها وتفقه على الإمام أبي المظفر السمعاني. قال أبو سعد السمعاني: كان منبسطا في شبيبته، دخالا في الأمور، ثم حسنت طريقته، وترك ما لا يعنيه، واشتغل بالعبادة، وأقبل على المطالعة. حج وحدث ببغداد. وكان لينا فصيحا. سمع: جدي، والفضل بن أحمد بن متويه الصوفي، وإسماعيل بن الحسين العلوي. وكتبت عنه. وسمع منه: أبو القاسم بن عساكر ببغداد. توفي في رمضان بنواحي أبي ورد.
176 4 (وفيات سنة ثلاثين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن الحسن بن هبة الله.)) أبو الفضل ابن العالمة، عرف بالإسكاف. شيخ، صالح، مقرئ، إمام، فقيه، مجود، قنوع، خير، حسن التلاوة، محدث. سمع الكثير من: أبي الحسين بن النقور، وأبي محمد الصريفيني. وحدث وتوفي في شوال. وقد قرأ بالروايات على: أبي الوفاء بن القواس وتلقن على الزاهد أبي منصور الخياط. روى عنه: ابن الجوزي، وغيره.) وكان مولده في رمضان سنة تسع وخمسين. ومن شيوخه في القراءات، عبد السيد بن عتاب. أقرأ بالروايات مدة. 4 (أحمد بن علي بن محمد بن موسى المقرئ.)) أبو بكر الإصبهاني، الأديب، المؤدب. روى عن: أبي الطيب بن شمة.
177 روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: كان والدي وأخي في مكتبه، وتوفي في سادس شوال. وقال السمعاني في معجمه الملقب بالتحبير: يعرف بالزين العلم. ومن مسموعاته: فضل رمضان لسلمة بن شبيب، سمعه من أحمد بن الفضل الباطرقاني، عن محمد بن أحمد بن الحسين، عن الفضل بن الخصيب، عنه، وكتاب الحجة في القراءات الثمان تأليف أبي الفضل الخزاعي، رواه عن الباطرقاني عنه. 4 (أحمد بن أبي الفضل محمد بن عبد العزيز بن عبد الواحد.)) أبو الرجاء القارئ. روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: لم أر مثله في طريقته من الطراز الأول. روى عن: أبي الحسين ابن المهتدي بالله. 4 (إبراهيم بن الفضل.)) أبو نصر الإصبهاني البئار المفيد. قال ابن السمعاني: رحل، وسمع، ونسخ، وجمع، وما أظن أن أحدا بعد محمد بن طاهر المقدسي رحل وطوف مثله، وجمع كجمعه، إلا أن الإدبار لحقه في آخر الأمر، وكان يقف في أسواق إصبهان، ويروي من حفظه بالسند. وسمعت أنه يضع في الحال.
178 سمع: أبا الحسين بن النقور، وعبد الرحمن بن مندة، وأخاه أبا عمرو عبد الوهاب بن مندة، والفضل بن عبد الله بن المحب، وأبا عمرو المحمي، وأبا إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام، وخلقا من معاصريهم. قال لي إسماعيل بن الفضل الحافظ: أشكر الله لئن ما لحقت إبراهيم البأر، وأساء الثناء عليه.) توفي البئار سنة ثلاثين. روى عنه جزءا من حديثه: يحيى الثقفي، وداود بن سليمان بن أحمد بن نظام الملك، وأبو طاهر السلفي وقال: كان يسمى بدعلج، له معرفة، وسمعنا بقراءته كثيرا، وغيره أرضى منه. وقال معمر بن الفاخر: رأيت إبراهيم البئار واقفا في السوق، وقد روى أحاديث منكرة بأسانيد صحاح، فكنت أتأمله تأملا مفرطا، ظنا مني أنه الشيطان على صورته. قال: وتوفي في شوال. قلت: كان أبوه يحفر الآبار. قال ابن طاهر المقدسي: حدثته عن مشايخ مكيين ومصريين، فبعد أيام بلغني أنه حدث عنهم، فبلغت القصد إلى شيخ البلد، أبي إسماعيل الأنصاري، فسأله عن لقي هؤلاء بحضرتي، فقال: سمعت مع هذا. فقلت: ما رأيته قط إلا هنا. قال الشيخ: حججت قال: نعم. قال: فما علامات عرفات قال: دخلناها بالليل. قال: يجوز، فما علامة منى قال: كنا بها بالليل.
179 قال: ثلاثة أيام وثلاث ليال لم يصبح لكم الصبح لا بارك الله فيك. وأمر بإخراجه من البلد، وقال: هذا دجال. ثم انكشف أمره بعد هذا حتى صار آية في الكذب. 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسين بن محمد بن أحمد بن جعفر.)) أبو عبد الله النهربيني المقرئ الفقيه. سمع: ابن طلحة النعالي، ويحيى بن أحمد السبتي. قال ابن عساكر: ذكر لي أنه سمع من: أبي الحسين بن النقور، وسكن دمشق بالمدرسة) الأمينية. كتبت عنه، وكان خيرا، ثقة، يؤم بالناس في مسجد سوق الغزل المعلق، ويقريء القرآن. توفي بقرية الحديثة عند أخيه أحمد الفلاح بالغوطة. 4 (الحسين بن عبد الرزاق.)) أبو علي الأبهري الفقيه، المعروف بالقاضي الرحبة، قاضي همذان كان صدوقا، محمودا في عمله، داهية، بعيد النظر والغور. سمع: علي بن محمد بن محمد الخطيب الأنباري، وجماعة ببغداد. وكان مولده في سنة ست وأربعين وأربعمائة. وتوفي في هذه السنة، أو في التي بعدها.
180 4 (حرف الدال)) 4 (دردانة بنت إسماعيل بن عبد الغافر بن محمد الفارسي.)) أمة الغافر النيسابوري. والدة أبي حفص عمر بن أحمد الصفار. سمعت من: جدها أبي القاسم القشيري، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وأبي حامد الأزهري. وعنها: الحافظ ابن عساكر، والسمعاني. ماتت في صفر عن أربع وثمانين سنة. 4 (حرف الشين)) 4 (شهفيروز بن سعد بن عبد السيد.)) أبو الهيجا، البغدادي، الشاعر. رقيق النظم، لطيف الطبع. أنشأ مقامات. وقد سمع من: أبي جعفر ابن المسلمة. وعنه: ابن ناصر، ويحيى بن بوش، وجماعة. وكتب عنه: أبو علي البرداني، وسماه أحمد. مات في ربيع الأول عن سن عالية.)) 4 (حرف العين)) 4 (عبد الواحد بن الفضل بن محمد بن علي.)) أبو بكر ابن القدوة أبي علي الفارمذي الطابرائي.
181 كان جليل القدر، حسن الأخلاق، مكرما للغرباء. سافر وصحب المشايخ. وكان بقية أولاد الشيخ. سمع ببغداد من أبي القاسم بن بيان، وابن نبهان. وكان قد سمع بمرو من: أبي الخير محمد بن أبي عمران وبنيسابور من: أبي بكر بن خلف الشيرازي. قال ابن السمعاني: كتبت عنه بطوس. توفي في صفر. 4 (علي بن أحمد بن الحسن.)) الموحد أبو الحسن بن البقسلام الوكيل. من أعيان البغداديين ومتميزيهم. وله معروف كثير. ولد سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. وسمع: أبا يعلى بن الفراء، وهناد بن إبراهيم النسفي، وأبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الحسين ابن المهتدي بالله، وابن المأمون، والصريفيني، وأبا علي محمد بن وشاح، وخلقا كثيرا. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وعبد الله بن صافي الخازني. وسئل ابن عساكر عن علي الموحد فأثنى عليه ووثقه.
182 وقال أبو بكر بن كامل: وإنما قيل البقسلام، لأن جده أو أباه مضى إلى قرية سلام، وكانت كثيرة البق، فكان يقول طول الليل: بق سلام، فلزمه ذلك لقبا. وقال ابن ناصر: كان أبو الحسن في خدمة الدولة، وكان يظلم جماعة من أهل السواد. وكان في أيام الفتنة ولم يكن من أهل السنة، ولا العارفين بالحديث، فلا يحتج بروايته.) وتوفي في رمضان. 4 (علي بن الخضر.)) أبو محمد البغدادي الفرضي. قرأ الفرائض على أبي حكيم الخبري، وأبي الفضل الهمذاني. وسمع: أبا الحسين بن النقور، وابن البسري. وكان قيما بعلم الفرائض. توفي في ثالث ربيع الأول. 4 (علي بن عبد القاهر بن خضر.)) أبو محمد بن آسة الفرضي تلميذ الخبري. سمع: عبد الرحمن بن المأمون، وأبا جعفر ابن المسلمة. وعنه: هبة الله بن الحسن السبط. وكان شيخا صالحا. عاش 85 سنة. مات في ربيع الأول سنة 530.
183 4 (عمر بن عبد الرحيم.)) أبو بكر الشاشي، المروزي الصوفي، نزيل رباط الشيخ يعقوب. ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ مسن، حسن السيرة، كثير الصلاة والعبادة. صحب المشايخ. رأيته. وسمع من: جدي أبي المظفر، وأبي القاسم إسماعيل الزاهدي، وهبة الله الشيرازي الحافظ. كتبت عنه، وتوفي بمرو في سنة ثلاثين. 4 (عيسى بن محمد بن عبد الله بن عيسى بن مؤمل الزهري.)) الشنتريني. سمع من: أبي الوليد الباجي، والدلائي، وأبي شاكر وابن الفلاس، وأبي الحجاج الأعلم. ذكره ابن بشكوال فقال: رحل إلى المشرق وأخذ عن: كريمة المروزية، وأبي معشر الطبري،) وأبي إسحاق الحبال وذكر عنه أنه كان إذا قريء عليه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي بكاء كثيرا، يعني الحبال ولقي جماعة غير هؤلاء. أخذ الناس عنه، وسكن العدوة. وتوفي نحو الثلاثين وخمسمائة. كتبه لي القاضي عياض بخطه، وذكر أنه أخذه عنه. 4 (حرف الفاء)) 4 (الفضل بن أبي الحسن بن أبي القاسم بن أبي علي بن أبي زيد.)) الميموني الآملي، أبو زيد، التاجر.
184 كان محسنا لأهل العلم، حريصا على الطلب. حصل الأصول، وأنفق المال في جمعها، وحج تسعا وعشرين حجة. وورد بغداد غير مرة، ومات بطريق الحج بحلولا. سمع: أبا المحاسن الروياني بآمل، وأبا منصور الكراعي بمرو، وأبا علي الحداد بإصبهان، وأبا سعد الطيوري ببغداد. وحدث. قال ابن السمعاني: أجاز لي، وحدثني عنه: علي بن محمد بن جعفر الفاروثي وقال: توفي في شوال. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن سعدويه.)) أبو سهل الإصبهاني المزكي. حدث ببغداد، وإصبهان بمسند الروياني عن أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، والمبارك بن علي الطباخ، والمؤيد ابن الأخوة، ويحيى بن بوش، وعبد الخالق بن الصابوني، وإبراهيم وعبد الله ابنا محمد بن أحمد بن حمديه. ومن شيوخه: إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، والحافظ محمد بن الفضل الحلاوي، وآخرون.
185 ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة، وتوفي في ذي القعدة. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن حبيب.)) ) أبو بكر العامري الصوفي الواعظ، ويعرف بابن الخباز. ولد سنة تسع وستين وأربعمائة، أظن ببغداد. وسمع: رزق الله التميمي، وطرادا الزينبي، وابن البطر، وابن طلحة النعالي. ورحل وسمع من: عبد الغفار بن شيرويه، وعلي بن أبي صادق وبنيسابور، وبلخ، وهراة. روى عنه أبو الفرج بن الجوزي كتاب الشهاب. وكانت له معرفة بالحديث والفقه، وكان يعظ ويتكلم على طريقة التصوف والمعرفة من غير تكلف الوعاظ. وكم من يوم المنبر وفي يده مروحة، وليس عنده من يقرأ، كما يفعل الوعاظ. قرأت عليه كثيرا من الحديث والتفسير، وكان نعم المؤدب يأمر بالإخلاص وحسن القصد، وبنى رباطا بقراح ظفر واجتمع فيه جماعة من المتزهدين فلما احتضر قال له أصحابه: أوصنا. قال: أوصيكم بتقوى الله ومراقبته في الخلوة، واحذروا مصرعي هذا، فقد عشت إحدى وستين سنة، وما كأني رأيت الدنيا. ثم قال لبعض أصحابه: أنظر هل ترى جبيني يعرق فقال: نعم. قال: الحمد لله هذه، علامة المؤمن.
186 ثم بسط يده وقال: * ها قد بسط يدي إليك فردها * بالفضل لا بشماتة الأعداء * توفي في نصف رمضان، ودفن برباطه رحمه الله. والبيت من شعر أبي نصر القشيري. 4 (محمد بن علي بن أبي ذر محمد بن إبراهيم.)) أبو بكر الصالحاني الإصبهاني. والصالحان محلة. سمع: أبا طاهر بن عبد الرحيم. وهو آخر من حدث عنه. ومولده في سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة.) روى عنه خلق كثير منهم: أبو موسى المديني، وتميم بن أبي الفتوح المقرئ، وخلف بن أحمد بن حميد، وسعد بن روح الصالحاني، وعبيد الله بن أبي نصر اللفتواني، ومحمد بن أبي عاصم بن زينة، ومحمد بن أبي نصر الحداد الضرير، وزاهر بن أحمد الثقفي، وأبو مسلم ابن الأخوة، وإدريس بن محمد العطار، ومحمود بن أحمد المصري، والمخلص محمد بن معمر بن الفاخر، وعين الشمس بنت أحمد الثقفية. ووصفه أبو موسى المديني بالصلاح، وقال: توفي في ثاني جمادى الآخرة. وهو آخر من روى حديث أبي الشيخ بعلو. قلت: وآخر أصحابه عين الشمس، وسماعها منه حضورا.
187 4 (محمد بن عبد الله بن أبي الحسن.)) قاضي مرو أبو جعفر الصايغي المروزي. إمام ورع، كبير القدر، سديد الأحكام. كان خطيب مرو. تفقه على القاضي أبي بكر محمد بن الحسين الأرسابندي. وحدث عنه. عاش سبعين سنة. 4 (محمد بن علي بن عبد الله.)) أبو الفتح المضري الهروي. سمع: أبا عبد الله الفارسي، ويعلى بن هبة الله الفضيلي، وأبا عاصم الفضل، وبيبى الهرثمية. وببلخ: أبا حامد أحمد بن محمد. وبنيسابور: فاطمة بنت الدقاق، وجماعة. قدم بغداد، وحدث بجامع الترمذي. وكان صدوقا مكثرا. روى عنه: هبة الله بن المكرم الصوفي، وعلي بن أبي سعيد الخباز، ويحيى بن بوش، وجماعة. توفي في ذي القعدة بخراسان.)) 4 (محمد بن القاسم بن محمد.))
188 أبو العز البغدادي، المقرئ، المعروف بابن الزبيدية. قرأ القراءات وجودها، وقال الشعر الرائق، وتفقه. وسمع الكثير، ومدح المسترشد بالله. ومات شابا. 4 (محمد بن موهوب.)) أبو نصر البغدادي الفرضي الضرير. له مصنفات في الفرائض. مؤرخ في المنتظم. 4 (محمد بن هشام بن أحمد بن وليد بن أبي حمزة.)) أبو القاسم الأموي المرسي. أخذ عن: أبي علي بن سكرة وصحب أبا محمد عبد الله بن أبي جعفر، وتفقه عنده. وناظر عند الفقيه هشام بن أحمد، وغيره. وكان من أهل الحفظ، والفهم، والذكاء. استقضي بغرناطة فنفع الله بها أهلها لصرامته، ونفوذ أحكامه، وقويم طريقته. توفي بمرسية في صدر رمضان. 4 (مظفر بن الحسين بن علي بن أبي نزار.)) أبو الفتح المردوستي. أحد الحجاب. ثم ترك الحجابة وتصوف وتزهد. سمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا منصور العكبري. روى عنه: أبو المعمر، وأبو القاسم الحافظ. وولد في سنة ست وخمسين وأربعمائة. وتوفي سنة ثلاثين، أو قبلها بأشهر.
189 4 (مفرج بن الحسن.)) ) أبو الذواد الكلابي، رئيس دمشق، وابن رئيسها، ويعرف بابن الصوفي محيي الدين. روى عن: الفقيه نصر المقدسي، وأبي الفضل بن الفرات. قرأ عليه أبو البركات بن عبيد صحيح البخاري. وكان ذا بر ومعروف وحشمة. ولي الوزارة، بعد قتل أبي علي المزدقاني، لتاج الملوك بوري، ثم صادره وآذاه، ثم أعاده إلى المنصب، إلى أن مات بوري، فوزر بعده لابنه شمس الملوك إسماعيل. ثم قتل ظلما في رمضان. أغلظ للأمراء فقتلوه. 4 (حرف الهاء)) 4 (هشام بن أحمد بن هشام.)) أبو الوليد الهلالي، الغرناطي، نزيل المرية. ويعرف بابن بقري. سمع عامة شيوخ المرية: طاهر بن هشام، وصحاج بن قاسم، وخلف بن أحمد الجرادي. ومن الطارئين عليها: القاضي أبي الوليد الباجي، ومن أبي العباس أحمد بن عمر العذري. ثم خرج سنة ثمانين وأربعمائة إلى غرناطة بلده، وولي الأحكام بها مدة وبغيرها. قال ابن بشكوال: كان من حفاظ الحديث المعتنين بالسبر عن معانيه، واستخراج الفقه منه، مع التقدم في حفظ الفقه، والبصر بعقد الوثائق، والتقدم في معرفة أصول الدين.
190 روى عنه جماعة من أصحابنا. وولد في صفر سنة أربع وأربعين. وتوفي بغرناطة في ربيع الأول. 4 (حرف الياء)) 4 (يعيش بن مفرج اللخمي البابري.)) أبو البقاء، نزيل إشبيلية. سمع سنة خمس وتسعين وأربعمائة جامع الترمذي ببابرة من أبي القاسم الهوزني، وحج، فسمع من: أبي عبد الله الرازي، وأبي طاهر السلفي.) وروى عنه: أبو بكر بن طبر. وسمع منه في هذه السنة أبو القاسم بن بشكوال كتاب المحدث الفاصل، بسماعه من السلفي، فابن بشكوال في هذا الكتاب في طبقة شيخنا أبي الفتح القرشي.
191 ((المتوفون ما بين العشرين والثلاثين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن إسماعيل بن عيسى.)) أبو بكر الغزنوي، الجوهري، المفسر، أحد أئمة غزنة وفضلائهم. سافر إلى خراسان، والحجاز، والعراق، ولقي أبا القاسم القشيزي، وسمع منه، ومن: الحاكم أحمد بن عبد الرحيم السراج، وجماعة. وخرج لنفسه أربعين حديثا، وعاش إلى بعد العشرين. وله شهرة بغزنة. 4 (أحمد بن الفضل بن محمود.)) الصاحب أبو نصر، سيد الوزراء، مختص الملوك والسلاطين، أحد الأعيان المشهورين. ذكره عبد الغافر فقال: أحد أكابر العراق، وخراسان، المجمع على علوم قدره كل إنسان، ارتضع ثدي الدولة في النوبة الملكشهائية ولقي أكابر المتصرفين، وتلمذ للأستاذين، ومارس الأمور العظام، وصحب الملوك، ومهر في أنواع التصرف ورسوم الدولة. وزاد على ما عهد من سني المراتب، وعلي المناصب، حتى اشتهر أنه بذل بعد الإعراض عن ملابسة الأشغال ومداخلة الأعمال في إرضاء الخصوم، وتدارك ما سلف له من المظالم، يتقرر من المظلوم آلافا مؤلفة، وصارت أوقاته عن أوضار الأوزار منطقة. وبقي مدة عن طلب الولاية خاليا، وبرتبة الفقاعة خاليا، إلى أن ضرب الدهر ضرباته، ودار
192 تبدل الأمور والأحوال دورانه، واستوفى أكثر الكفاة في الدولة أعمارهم، وانقرض من الصدور بقايا آثارهم. واحتاجت المملكة إلى من يلم شعثها، وينفي خبثها، ويحل صدر الوزارة مستحقها، ويرجحن بالظلم جانب النصفة وشتها، فاقتضى الرأي المصيب الاستضاءة في الملك بنور رأيه، فصار الأمر عليه فرض عين، ووقع الاختيار عليه من البين.) والتزم قصر اليد عن الرشا والتحف، وإحياء رسوم العدل والإنصاف. وهو الآن على المسيرة التي التزمها يستفرغ في مناقبة أهل العلم أكثر أوقاته، صرف الله عنه بوائق الدهر وآفاته. وذكر الكثير من هذا. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الملك الطبري.)) الزاهد، شيخ الحرم في زمانه. ذكره ابن السمعاني في ذيله فقال: كان أحد المشهورين بالزهد والورع: أقام بمكة قريبا من أربعين سنة على الجهد والاجتهاد وفي العبادة، والرياضة، وقهر النفس. وكان ابتداء أمره أنه كان يتفقه في المدرسة، فلاح له شيء فخرج على التجريد إلى مكة، وأقام بها. وكان يلبس الخشن، ويأكل الخشب، ويزجي وقته على ذلك صابرا. سمعت أبا الأسعد هبة الرحمن القشيري يقول: لما كنت بمكة أردت زيارته فأتيته فوجدته محموما منطرحا، فتكلف وجلس، وقال: أنا إذا حممت أفرح بذلك، لأن النفس تشتغل بالحمى، فلا تشغلني عما أنا فيه، وأخلو بقلبي كما أريد. وقال الحسين الزغندي: رأيت حوضا يقال له عنبر، والماء في أسفله، بحيث لا تصل إليه اليد، فرأيت غير مرة أن الشيخ عبد الملك توضأ منه، وارتفع الماء إلى أن وصل إليه، ثم غار الماء، ونزل بعد فراغه.
193 وكنت معه ليلة في الحرم، وكانت ليلة باردة، وكان ظهره قد تشقق من البرد، وكان عريانا، فنام على باب المسجد، ووضع يده اليمنى تحت خده اليمنى، واليد اليسرى على رأسه، وكان يذكر الله. فقلت له: لو نمت في زاوية من زوايا المسجد كان يكنك من البرد. فقال: نمت في بعض الليالي، فرأيت شخصين دخلا المسجد، وتقدما إلي، وقالا لي: لا تنم في المسجد، فقلت لهما: من أنتما فقالا: نحن ملكان.) فانتبهت، وما نمت بعد ذلك في المسجد. وقلت له: أراك صبورا على الجوع. قال: آكل قليلا من ورق الغضا فأشبع. 4 (علي بن الحسين بن محمد بن مهدي.)) أبو الحسن المصري الصوفي، من مشايخ الصوفية الكبار. تغرب إلى الشام، ومصر، والجزيرة، واستقر ببغداد. وكان ذا عبادة، وطريقة جميلة. حدث عن: أبي الحسن الخلعي. وعنه: جماعة. توفي بعد سنة خمس وعشرين. 4 (علي بن عبد القاهر بن الخضر بن علي.)) أبو محمد المراتبي الفرضي المعروف بابن آسة، لأن جده ولد تحت آسة، فسمي بها. إمام في الفرائض، صالح، خير، منقبض عن الناس. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون وجماعة. سمع منه: أبو القاسم بن عساكر. وأجاز لابن السمعاني. وتوفي بعد ثلاث وعشرين. 4 (علي بن علي بن جعفر بن شيران.))
194 أبو القاسم الضرير، الواسطي، المقرئ. قرأ بالروايات على: أبي علي غلام الهراس. وحدث عن: الحسن بن أحمد الغندجاني. وتصدر للإقراء مدة مع أبي الفراء القلانسي. قرأ عليه: أبو بكر عبد الله بن منصور الباقلاني، وأبو الفتح نصر الله بن الكيال، وجماعة. وكان قدم بغداد في سنة ثلاث وخمسمائة، وحدث بها. روى عنه: علي بن أحمد اليزدي.) وقيل عنه إنه كان يميل إلى الاعتزال. توفي في سنة نيف وعشرين بواسط. 4 (حرف الغين)) 4 (غالب بن أحمد بن محمد بن إبراهيم.)) أبو نصر البغدادي الأدمي. القارئ بالألحان، المغني بالقضيب. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر. وامتنع بعضهم من السماع منه للغناء. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن أحمد بن الحسين بن علي بن قريش.)) أبو غالب البغدادي، النصري، الحنفي. سمع: عبد الصمد بن المأمون، وأبا يعلى بن الفراء، وجماعة.
195 روى عنه: مسعود بن غيث الدقاق، وعمر بن طبرزد. وبقي إلى سنة. 4 (حرف الياء)) 4 (يوسف بن أحمد بن حسدائي بن يوسف.)) الإسرائيلي المسلم الأندلسي، أبو جعفر، الطبيب. من أعيان الفضلاء في الطب، وله مصنفات. قدم ديار مصر، واتصل بالدولة، وكان خصيصا بالمأمون وزير الآمر بأحكام الله، وشرح له بعض كتب أبقراط. وله كتاب الإجمال في المنطق. وهو من بيت طب وفلسفة، وأجداده من فضلاء اليهود وأخيارهم، لعنهم الله. آخر الطبقة الثالثة والخمسين من تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام للحافظ شمس الدين الذهبي غفر الله له وللمسلمين أجمعين.)
196 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)) 5 (الطبقة الرابعة والخمسون حوادث)) ((الأحداث من سنة إلى)) 4 (القبض على أبي الفتوح بن طلحة)) وجباية الأموال ورد أبو البركات بن مسلمة وزير السلطان مسعود، فقبض على أبي الفتوح بن طلحة، وقرر عليه بحمل مائة ألف دينار من ماله ومن دار الخلافة، فبعث إليه المقتفي يقول: ما رأينا أعجب من أمرك، أنت تعلم أن المسترشد سار إليك بأمواله، فجرى ما جرى. وأن المسترشد ولي ففعل ما فعل، ورحل وأخذ ما تبقى، ولم يبق إلا الأثاث، فأخذته كله وتصرفت في دار الضرب، وأخذت التركات والجوالي، فمن أي وجه نقيم لك هذا المال وما بقي إلا نخرج من الدار ونسلمها، فإني عاهدت أن لا آخذ من المسلمين حبة ظلما. قال: فأسقط ستين ألفا، وقام أبو الفتوح صاحب المخزن من ماله بعشرة آلاف دينار، وأمر السلطان بجباية الأملاك، فلقي الناس من ذلك شدة، فخرج رجل صالح يقال له ابن الكواز إلى السلطان إلى الميدان، وقال: أنت المطالب بما يجري على الناس، فما يكون جوابك فانظر بين يديك، ولا تكن ممن إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم، فأسقط ذلك. 4 (الوباء بهمذان وإصبهان)) وجاءت الأخبار بأن الوباء شديد بهمذان وإصبهان. ثم عادت الجباية من الأملاك، وصودر التجار، ولم يترك إلا العقار الخاص.
199 4 (بيعة سنجر للمقتفي)) وجاءت مكاتبة سنجر إلى ابن أخيه مسعود يأمره أن يدخل إلى المقتفي ويبايع عنه. 4 (بيعة زنكي صاحب الموصل)) ثم أخذت البيعة من زنكي صاحب الموصل. ودفع الراشد عن زنكي، فتوجه نحو أذربيجان. 4 (زواج المقتفي أخت السلطان)) وتزوج المقتفي بفاطمة أخت السلطان مسعود.)) 4 (استبانة ألبقش على بغداد)) وتوجه مسعود إلى بلاد الجبل، واستناب على بغداد ألبقش السلاحي، فورد سلجوق شاه، أخو مسعود، إلى واسط، فطرده البقش، وكان مستضعفا. 4 (وقعة الملك داود والسلطان)) واجتمع الملك داود وعساكر أذربيجان، فواقعوا السلطان مسعودا، وجرت وقعة هائلة. ثم قصد مسعود أذربيجان، وقصد داود همذان، ووصلها الراشد المخلوع يوم الوقعة. وتقررت القواعد أن الخليفة المقتفي يكتب لزنكي عشرة
200 بلاد، ولا يعين الراشد. ونفذت إليه المحاضر التي أوجبت خلع الراشد، وأثبتت على قاضي الموصل، فخطب للمقتفي ومسعود. فلما سمع الراشد نفذ يقول لزنكي: غدرت قال: ما لي طاقة بمسعود. 4 (ذهاب الراشد إلى مراغة)) فمضى الراشد إلى داود في نفر قليل، وتخلف عنه وزيره ابن صدقة، ولم يبق معه صاحب عمامة سوى أبي الفتوح الواعظ. ونفذ مسعود ألفي فارس لتأخذه، ففاتهم ومضى إلى مراغة، فدخل إلى قبر أبيه، وبكى وحثى التراب على رأسه. فوافقه أهل مراغة، وحملوا إليه الأموال، وكان يوما مشهودا. 4 (عودة الظلم إلى بغداد)) وقوي داود، وضرب المصاف مع مسعود، فقتل من أصحاب مسعود خلق، وعادت الجباية والظلم ببغداد. 4 (هرب وزير مصر الأرمني)) وفيها هرب الذي ولي الوزارة بالديار المصرية بعد الحسن ابن الحافظ العبيدي، وهو تاج الدولة بهرام الأرمني النصراني. وكان قد تمكن من البلاد، واستعمل الأرمن، وأساء السيرة في الرعية، فأنف من ذلك رضوان بن الوبخشي، فجمع جيشا وقصد القاهرة، فهرب منه بهرام لعنه الله إلى الصعيد، ومعه خلق من الأرمن، فمنعه متولي أسوان من دخولها، فقاتله، فقتل السودان
201 طائفة من الأرمن، فأرسل) يطلب الأمان من الحافظ فأمنه، فعاد إلى القاهرة، فسجن مدة، ثم ترهب وأخرج من الحبس. 4 (وزارة رضوان الأفضل بمصر)) وأما رضوان فوزر للحافظ، ولقب بالملك الأفضل، وهو أول وزير بمصر لقبوه بالملك. ثم فسد ما بينه وبين الحافظ، فهرب في شوال سنة ثلاث وثلاثين، ونهبت أمواله وحواصله، فأتى الشام، فنزل على أمين الدولة كمشتكين صاحب صرخد، فأكرمه وعظمه. وجرت له أمور ذكرنا بعضها سنة ثلاث وأربعين. 4 (جلوس ابن الخجندي بجامع الخليفة)) قال ابن الجوزي: ونودي في الأسواق لابن الخجندي الواعظ بالجلوس في جامع الخليفة، فجلس يوم الجمعة بعد الصلاة، ومنع من كان يجلس. ونودي له بالجلوس في النظامية، فاجتمع خلائق، وحضر الوزير والشحنة والمستوفي. ونظر، وسديد الدولة، وجماعة من القضاة. وحضرت يومئذ، وكان لا يحسن يعظ ولا يندار في ذلك. 4 (إعادة البلاد للخليفة)) وفي جمادى الأولى أعيدت بلاد الخليفة، ومعاملاته والتركات إليه، واستقر عن ذلك عشرة آلاف دينار. وعادت ببغداد الجبايات مرة خامسة بعنف وعسف.
202 4 (إعادة الولاية لأبي الكرم)) وقبض الشحنة على أبي الكرم الوالي وقال: لم تتصرف بلا أمري فذهب أبو الكرم إلى رباط أبي النجيب، فتاب وحلق رأسه، ثم خلع عليه، وأعيد إلى الولاية، وكان كافيا فيها. 4 (مهاجمة الأمير بزواش إفرنج طرابلس)) وفيها سار عسكر دمشق وعليهم الأمير بزواش، فحاربوا عسكر طرابلس فنصروا، وقتل خلق من الفرنج، ورجع المسلمون بالغنائم والسبي الكثير. 4 (وقعة بعرين)) وفيها وقعة بعرين بقرب حماة، التقى الأتابك زنكي والفرنج، فنصر عليهم أيضا، وأخذ قلعة بعرين.) وكان ذلك أول وهن أدخله الله على الفرنج. 4 (تسلم زنكي بعلبك)) وسار زنكي إلى بعلبك، فسلمها إليه كمشتكين الخادم.
203 4 (مهاجمة الروم بلادا لابن لاون الأرمني)) ولما أخذ زنكي قلعة بعرين ثارت الروم، وقدموا في البحر من القسطنطينية. وسبق الفرسان إلى أنطاكية، ثم وصلت مراكبهم، فنازلوا أذنة والمصيصة، وهما لابن لاون الأرمني، فأخذها منه الروم،، ثم أخذوا عين زربة عنوة، وتل حمدون ثم حاصروا أنطاكية في آخر سنة إحدى وثلاثين، وضيقوا على أهلها وبهما بيمند الفرنجي. ثم تصالح الأرمن والروم. ثم نازلوا حلب. 4 (حرب الموحدين والملثمين)) وفيها، وفي التي بعدها كان بين الموحدين والملثمين حروب عدة، ومنازلة طويلة ومضاربة. كان عبد المؤمن بالموحدين في الجبل والشعراء، وابن تاشفين قبالته في الوطاء. ثم جاءت أمطار عظيمة تلف فيها أصحاب ابن تاشفين، وهلكت خيلهم، وجاعوا. 4 (إحتجاب هلال رمضان)) وفي ليلة الثلاثين من رمضان رقب الهلال، فلم ير، فأصبح أهل بغداد صائمين أيام العدة. فلما أمسوا رقبوا الهلال، فما رأوه أيضا، وكانت السماء جلية صاحية ومثل هذا لم يسمع بمثله في التواريخ، وهو عجيب.
204 4 (وفيات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة)) 4 (صلب العيارين ببغداد)) فيها ظفروا بأحد عشر عيارا، فصلبوا في الأسواق ببغداد، وصلب صوفي من رباط البسطامي لكم صبيا فمات. 4 (أخذ الروم بزاعة)) وفيها أخذ الروم بزاعة فاستباحوها، وجاء الناس يستنفرون. 4 (القبض على نائب بغداد)) ) وفيها قبض على نائي بغداد، وولي مكانه بهروز الخادم. 4 (زواج السلطان ببنت دبيس)) وتزوج السلطان بسفرى بنت دبيس الأسدي. وسببه أن أولاد دبيس أقطعت أماكنهم واحتاجوا، فجاءت بنت دبيس وأمها بنت عميد الدولة جهير، وكانت بديعة الحسن، فدخلت على خاتون زوجة المستظهر لتشفع لها إلى السلطان، لبعيد عليها بعض ما أخذ منها، فوصفت له، فتزوجها، وأغلقت
205 بغداد سبعة أيام للفرح، وضربت الطبول وشربت الخمور ظاهرا وكثر الفساد. 4 (صلب أحد رجال الشحنة)) وفي جمادى الآخرة قتل شحنة بعض البلدان صبيا مستورا من المختارة، فأمر السلطان بصلب الشحنة فصلب، ورهطه العوام فقطعوه. 4 (زواج السلطان)) وفي رمضان وصف للسلطان مسعود أمرأة بالحسن، فخطبها وتزوجها، وأغلق البلد ثلاثة أيام. 4 (قتل الباطنية الراشد)) وكان أمر الراشد بالله قد استفحل، واجتمعت عليه عساكر كثيرة، فدخل عليه الباطنية لعنهم الله فقتلوه. 4 (قتل ألبقش)) وفيها أمر السلطان بقتل ألبقش الذي كان نائب بغداد، فقتل، وقيل: غرق نفسه، فأخرجوه من الماء وقطعوا رأسه. 4 (تسلم الروم بزاعة)) وفيها نازل ملك الروم لعنهم الله مدينة بزاعة، فتسلموها بالأمان في
206 رجب، وكان عدة من خرج منها خمسة آلاف وثمانمائة نفس، وتنصر قاضيها وجماعة من أغنيائها نحو أربعمائة نفس. 4 (منازلة الفرنج حلب)) ثم نازل حلب، فخرج إليه خلق من أهلها، فقاتلوه، فقتل خلق من الروم، وقتل بطريق كبير، ثم ملكوا قلعة الأثارب.)) 4 (منازلة الفرنج شيزر)) ثم نازلوا شيزر وبها سلطان بن علي الكناني، فنصبوا عليها ثمانية عشر منجنيقا، وعاثوا في الشام، وقتلوا ونهبوا، فضايقهم عماد الدين زنكي، ولم يقحم عليهم، ونفذ في الرسلية كمال الدين الشهرزوري القاضي إلى السلطان مسعود يستنجد به، فما نفع، ولطف الله، ورحلت الملاعين الروم عن الشام بتهويل من زنكي بين الروم والأرمن.
207 4 (وفيات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة)) 4 (الزلزلة بجنزة)) قال أبو الفرج بن الجوزي: كانت فيها زلزلة عظيمة بجنزة، أتت على مائتي ألف وثلاثين ألفا، فأهلكهم الله، وكانت الزلزلة عشرة فراسخ في مثلها، فسمعت شيخنا ابن ناصر يقول: جاء الخبر أنه خسف بجنزة، وصار مكان البلد ماء أسود، وقدم التجار من أهلها، فلزموا المقابر يبكون على أهاليهم، فإنا لله وإنا إليه راجعون. قلت: في مرآة الزمان مائتي ألف وثلاثين ألفا، أعني الذين هلكوا في جنزة بالزلزلة. وكذا قال ابن الأثير في كامله ولكن ذكر ذلك سنة أربع وثلاثين.
208 4 (خطبة زوجة المستظهر لصاحب كرمان)) وفيها وصل رسول ابن قاروت صاحب كرمان إلى السلطان مسعود يخطب خاتون زوجة المستظهر بالله، ومعه التقادم والتحف. فجاء وزير مسعود إلى الدار يستأذنها، ونثرت الدنانير وقت العقد، وبعثت إليه، فكانت وفاتها هناك. 4 (إزالة المواخير ببغداد)) وفي ربيع الأول أزيلت المواخير والمكوس من بغداد، ونقشت الألواح بذلك.
209 4 (قتل الوزير كمال الدين الرازي)) كان السلطان قد استوزر محمد بن الحسن كمال الدين الرازي الخازن، فأظهر العدل ورفع المكوس والضرائب، ثم دخل إليه ابن عمارة، وابن أبي قيراط، فدفعا في المكوس مائة ألف دينار، فرفع أمرهما إلى السلطان، فشهرا في البلد مسودين الوجوه، وحبسا. فلم يتمكن مع الوزير أعداؤه مما يريدون، فأوحشوا بينه وبين قراسنقر صاحب أذربيجان، فأقبل) قراسنقر في العساكر الكثيرة، وقال: إما يحمل رأسه إلي أو الحرب. فخوفوا السلطان مسعود من حادثة لا تتلافى، ففسح لهم في قتله على كره شديد، فقتله تتر الحاجب، وحمل رأسه إلى قراسنقر. واستولى الأمراء على مغلات البلاد وعجز مسعود، ولم يبق له إلا مجرد الاسم. 4 (خروج خوارزم شاه عن طاعة السلطان سنجر)) وفيها خرج خوارزم شاه عن طاعة السلطان سنجر، فسار سنجر لحربه وقاتله، وقتل في الوقعة ولد لخوارزم شاه، ودخل سنجر خوارزم، وأقطعها ابن أخيه سليمان بن محمد، ورتب له وزيرا وأتابكا، ورد إلى مرو فجاء خوارزم شاه، وهرب منه سليمان، فاستولى على البلد. 4 (أخذ الأتابك زنكي بعلبك)) وفيها قتل شهاب الدين محمود، وأحضروا أخاه محمدا من بعلبك، فتملك دمشق. فجاء زنكي الأتابك، فأخذ بعلبك بعد أن نصب عليها أربعة عشر منجنيقا ترمي بالليل والنهار، فأشرف أهلها على الهلاك، وسلموا البلد،
210 وعصى بالقلعة جماعة من الأتراك، ونزلوا بالأمان، فغدر بهم وصلبهم، فمقته الناس وأبغضوه، ونفر منه أهل دمشق وقالوا: لو ملك دمشق لفعل بنا مثل ما فعل بهؤلاء. 4 (الزلازل بالشام والجزيرة)) وفي صفر كانت زلازل هائلة بالشام والجزيرة، وخرب كثير من البلاد لا سيما حلب، فلما كثرا عليهم خرج أهلها إلى الصحراء. قال ابن الأثير: عدوا ليلة واحدة أنها جاءتهم ثمانين مرة، ولم تزل تتعاهدهم بالشام من رابع صفر إلى تاسع عشره. وكان معها صوت وهدة شديدة.
211 4 (وفيات سنة أربع وثلاثين وخمسمائة)) 4 (عقد السلطان على بنت المقتفي)) في رجب عقد السلطان مسعود على بنت المقتفي لأمر الله. 4 (وقوع الوحشة بين الوزير والخليفة)) وتمكن الوزير أبو القاسم بن طراد من الدولتين تمكنا زائدا، ثم وقعت وحشة بينه وبين الخليفة.)) 4 (عودة الحياة إلى رجل بعد الصلاة عليه)) وتوفي رجل مبارك من أهل باب الأزج نودي عليه، واجتمع الناس في مدرسة الشيخ عبد القادر للصلاة عليه، فلما أريد غسله عطس وعاش. 4 (تكاثر كبسات العيارين ببغداد)) وفيها تكاثرت كبسات العيارين ببغداد، وصاروا يأخذون جهارا، وعم الخطب. 4 (محاصرة زنكي دمشق)) وفيها حاصر زنكي دمشق، فذكر ابن الأثير أن زنكي ملك بعلبك،
212 وسار فنزل داريا، وراسل جمال الدين محمد بن بوري يطلب منه دمشق، ويعوضه عنها أي بلد يختار، فلم يجبه. فالتقى العسكران، فانهزم الدمشقيون، وقتل كثير منهم، ثم تقدم زنكي إلى المصلى، فالتقاه جمع كبير من جند دمشق وأحداثها ورجال الغوطة، وقاتلوه، فانهزموا، وأخذهم السيف، فقتل فيهم وأكثر الأسر، ومن سلم عاد جريحا. وأشرف البلد على أن يؤخذ، لكن عاد زنكي فأمسك عدة أيام عن القتال، وتابع الرسل إلى صاحب دمشق وبذل له بعلبك وحمص، فلم يجيبوه. فعاود القتال والزحف متتابعا، فلم يقدر على البلد. وولي بعد موت محمد ابنه مجير الدين أبق، ودبر دولته أنز، فلما ألح عليهم زنكي بالقتال راسل أنز الفرنج يستنجد بهم، وخوفهم من زنكي إن تملك دمشق. فتجمعت الفرنج، وعلم زنكي، فسار إلى حوران لملتقاهم فهابوه ولم يجيئوا، فعاد إلى حصار دمشق، ونزل بعذرا، وأحرق قرى المرج وترحل. فجاءت الفرنج واجتمعوا بأنز، فسار بعسكر دمشق إلى بانياس، وهي لزنكي، فأخذها وسلمها إلى الفرنج. فغضب زنكي، وعاد إلى دمشق، فعاث بحوران وأفسد، وجاء إلى دمشق فخربوا واقتتلوا، وقتل جماعة. ثم رحل عنها ومع أصحابه شيء كثير من النهب. وسار إلى الموصل، فملك شهرزور وأعمالها. 4 (مقتل صاحب تلمسان)) ) وفيها جهز عبد المؤمن جيشا من الموحدين إلى تلمسان فخرج صاحبها محمد بن يحيى بن فانوا اللمتوني، فالتقاهم، فقتل وانهزم جيشه، وانتهبهم الموحدون. 4 (استيلاء عبد المؤمن على جبال غماره)) وفيها استولى عبد المؤمن على جبال غمارة، ووحدوا وأطاعوا، وما برح
213 عبد المؤمن يسير في الجبال، وتاشفين بن علي يحاذيه في الوطاء مدة طويلة، نحو سنتين، حتى قتل تاشفين. 4 (الخلف بين جيش مصر)) وفيها وقع الخلف بين جيش مصر، وقتل خلق من الجند.
214 4 (وفيات سنة خمس وثلاثين وخمسمائة)) 4 (وزارة المظفر أبي نصر)) فيها استوزر أبو نصر المظفر محمد بن جهير. نقل من الأستاذ دارية إلى الوزارة، وعزل ابن طراد. 4 (ادعاء رجل الزهد ببغداد)) وفيها ظهر ببغداد رجل قدم إليها وأظهر الزهد والنسك، وقصده الناس من كل جانب، فمات ولد لإنسان، فدفنه قريبا من قبر السبتي، فذهب ذلك المتزهد فنبشه، ودفنه في موضع، ثم قال للناس: اعلموا أنني رأيت عمر بن الخطاب في المنام، ومعه علي رضي الله عنهما، فسلما علي وقالا: في هذا الموضع صبي من أولاد علي بن أبي طالب. ودلهم على المكان، فحفروه، فإذا صبي أمرد، فمن الذي وصل إلى قطعة من أكفانه. وانقلبت بغداد، وخرج أرباب الدولة، وأخذ التراب للبركة، وازدحم الخلق، وبقوا يقبلون يد التزهد وهو يبكي ويتخشع. وبقي الناس على هذا أياما، والميت مكشوف يراه الناس، ويتمسحون به. ثم أنتن. وجاء الأذكياء وتفقدوا الكفن، فإذا هو جديد، فقالوا: كيف يمكن أن يكون هذا هكذا من أربعمائة سنة ونقبوا على ذلك حتى جاء أبوه فعرفه وقال: هو والله ولدي، دفنته عند السبتي. فمضوا معه، فرأوا القبر قد نبش، فكشفوا فإذا ليس فيه ميت.
215 وسمع المتزهد فهرب، ثم وقعوا به وقرروه، فأقر، فأركب حمارا، وصفع، في ربيع الأول.)) 4 (تملك الإسماعيلية حصن مصيات)) وفي سنة خمس وثلاثين ملكت الإسماعيلية حصن مصيات، كان واليه مملوكا لصاحب شيزر، فاحتالوا عليه ومكروا به، حتى صعدوا إليه وقتلوه، وملكوا الحصن، وبقي بأيديهم إلى دولة الملك الظاهر. 4 (وفاة الوزير ابن الأنباري)) وفيها توفي الوزير سيد الدولة ابن الأنباري وزير الخليفة وبعده سنجر. 4 (إنهزام سنجر أمام الخطا)) وكان قد قتل إبنا لخوارزم شاه أتسز بن محمد في الوقعة المذكورة، فحنق خوارزم شاه، وبعث إلى الخطا فطمعهم في خراسان، وتزوج إليهم، وحثهم على قصد مملكة سنجر، فساروا في ثلاثمائة ألف فارس، فسار إليهم سنجر،
216 فالتقوا بما وراء النهر، فانهزم سنجر بعد أن قتل من جيشه أحد عشر ألفا، وأسرت زوجة السلطان سنجر، وانهزم إلى بلخ. فأسرع خوارزمشاه إلى مرو، فدخلها وقتل جماعة، وقبض على أعيانها. ولم يزل السلطان سنجر سعيدا هذا الوقت. فطلب ابن أخيه السلطان مسعود، وأمره أن يقرب منه وينزل الري. 4 (رواية ابن الأثير عن إسلام الترك)) قال ابن الأثير: وقيل إن بلاد تركستان، وهي كاشغر، وبلاساغون، وختن، وطراز، كانت بيد الترك الخانية، وهم مسلمون من نسل فراسياب. وسبب إسلامهم جدهم الأول أنه رأى في منامه كأن رجلا ينزل من السماء، فقال له بالتركية: أسلم تسلم في الدنيا والآخرة. فأسلم في منامه، وأصبح فأظهر إسلامه. ولما مات قام بعده ولده موسى بن سنق ولم يزل الملك بتركستان في أولاده إلى أرسلان خان محمد بن سليمان بن داود بغراجان بن إبراهيم طمغاج بن أيلك أرسلان بن علي بن موسى بن سنق. فخرج عليه قدر خان فانتزع الملك منه، فظفر السلطان سنجر بقدر خان، وقتله في سنة أربع وتسعين من إحدى، وله أربعون سنة.) وأعاد الملك إلى أرسلان خان. وكان من جنده
217 نوع من الترك يقال لهم القارغلية، ونوع يقال لهم الغز الذين نهبوا خراسان سنة ثمان وأربعين كما يأتي. 4 (القبض على المغربي الواعظ ببغداد)) وفيها أخذ المغربي الواعظ ببغداد مكشوف الرأس إلى باب النوبى، وجدوا في داره خابية نبيذ وعودا وآلات اللهو، فكان ينكر ويقول امرأته مغنية والعود لها. 4 (تسليم البردة والقضيب للمقتفي)) وفيها وصل رسول السلطان سنجر ومعه البردة والقضيب، فسلمه إلى المقتفي لأمر الله، وكانا مع الراشد لما قتل بظاهر إصفهان. 4 (غارة الفرنج على عسقلان)) وفيها غارت الفرنج على عمل عسقلان، فخرج جندها وقتلوا جماعة، وهزموا الفرنج.
218 4 (وفيات سنة ست وثلاثيين وخمسمائة)) 4 (موت البهلوي رئيس الباطنية)) فيها مات رئيس الباطنية إبراهيم البهلوي، فأحرقه شحنة الري في تابوته. 4 (دخول ملك خوارزم مدينة مرو)) وفيها دخل ملك خوارزم أتسز بن محمد مدينة مرو، وفتك بها مراغمة للسلطان سنجر حين تمت عليه الهزيمة، وقبض على رئيس الحنفية أبي الفضل الكرماني، وعلى جماعة من الفقهاء. 4 (إنجاز شق النهروان)) وفيها تم عمل شق النهروان، وخلع المقدم بهروز على الصناع جميعهم جباب ديباج رومي، وعمائم مذهبة. وبنى لنفسه هناك تربة. وجاء السلطان مسعود عقيب فراغه، وعند جريان الماء في النهر، فقعد بهروز والسلطان في سفينة، وسار في النهر المحفور، وفرح السلطان به. وقيل إنه عاتبه في تضييع المال، فقال: أنفقت عليه سبعين ألف دينار، أنا أعطيك إياها من ثمن التبن في سنة واحدة.)
219 4 (شحنكية بغداد)) ثم إنه عزله عن شحنكية بغداد، وولى قزل. 4 (استفحال أمر العيارين)) وظهر من العيارين ما حير الناس. وذاك أن كل قوم منهم اجتمعوا بأمير واحتموا به، وأخذوا الأموال، وظهروا مكشوفين. وكانوا يكبسون الدور بالشموع، ويدخلون الحمامات، ويأخذون الثياب، فلبس الناس السلاح لما زاد النهب، وأعانهم وزير السلطان والنهب يعمل، والكبسات متوالية. ثم أطلق السلطان الناس في العيارين فتتبعوهم. 4 (العفو عن الوزير ابن طراد)) وفيها عفى الخليفة عن الوزير علي بن طراد بعد شفاعة السلطان مسعود فيه غير مرة إلى الخليفة المقتفي، وزادت حرمته، وعلت كلمته. 4 (هزيمة سنجر أمام كافر ترك)) وفيها كانت وقعة هائلة بين السلطان سنجر وبين كافر ترك بما وراء النهر، فانكسر سنجر، وبلغت الهزيمة إلى ترمذ، وأفلت سنجر، في نفر يسير، فوصل بلخ في ستة أنفس، وأخذت زوجته وبنته زوجة محمود، وقتل من جيشه مائة ألف أو أكثر. وقيل إنهم أحصوا من القتلى أحد عشر ألفا، كلهم صاحب عمامة، وأربعة آلاف امرأة. وكان سنجر قد قتل أخا صاحب خوارزم، فاستنجد عليهم بكافر ترك، وكان مهادنا له وقد صاهره، فسار الملعون في ثلاثمائة ألف فارس، فأحاطوا
220 بسنجر. ولم تر وقعة أعظم منها. وكانت في المحرم، وقيل: في صفر.
221 4 (أحداث سنة سبع وثلاثين وخمسمائة)) 4 (اجتماع العسكر مع سنجر)) أرسل سنجر إلى السلطان مسعود أن يجمع الجيش وينزل الري، بحيث إن احتاجه طلبه لأجل النكبة الماضية من الترك. ووصل إلى مسعود عباس شحنة الري بعسكر كثير، وخدمه.) ووصل إليه جماعة من الأمراء. 4 (أخذ زنكي الحديثة)) وفيها أخذ زنكي الحديثة واعتقل من فيها من آل مهارش. 4 (وفاة صاحب ملطية)) وفيها توفي محمد بن الدانشمند صاحب ملطية، فاستولى على بلاده الملك مسعود بن قلج أرسلان سليمان بن قتلمش السلجوقي صاحب قونية. 4 (الوباء بمصر)) وفيها كان بمصر وباء عظيم، وهلك الناس.
222 4 (هلاك ملك الروم)) وفيها جاء طاغية الروم في جموعه يعبر إلى الشام، وخاف الناس. وتلقاه صاحب أنطاكية. ثم أهلك الله طاغية الروم في هذه السنة. 4 (موت قاضي دمشق)) وفيها مات قاضي دمشق المنتجب أبو المعالي محمد بن يحيى، وولي قضاء دمشق بعده ابنه أبو الحسن علي. بعث إليه بمنشور القضاء قاضي قضاة بغداد.
223 4 (أحداث سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة)) 4 (مصالحة السلطان مسعود وزنكي على مال)) جمع السلطان مسعود العساكر لقصد الموصل والشام، وترددت رسل زنكي. ثم تم الصلح على ثلاثمائة ألف دينار في نوب. فعجل ثلاثين ألفا، ثم تقلبت الأحوال واحتاج إلى مدارة زنكي، وسقط المال، وقبض البعض. 4 (الصلح بين سنجر وخوارزم شاه)) وفيها سار السلطان سنجر وحاصر خوارزم، وكاد أن يفتحها عنوة، فأخرج خوارزمشاه أتسز الرسل ببذل الطاعة والمال، ويعود إلى الانقياد، ويعتذر عما تقدم. فصالحه سنجر، وانعقد الصلح.)) 4 (فتوحات زنكي)) وافتتح زنكي في هذا العصر فتوحات عظيمة، وهابته الملوك، واتسعت ممالكه.
224 4 (حرامية بغداد)) وكان البلاء شديدا ببغداد من الحرامية وأذيتهم، ثم صلب جماعة منهم، فسكن الناس قليلا. 4 (قدوم المناظر النيسابوري بغداد)) وقدم السلطان بغداد، وقدم معه الحسن بن أبي بكر النيسابوري الحنفي أحد الكبار والمناظرين. قال ابن الجوزي: جالسته مدة، وسمعت مجالسه كثيرا، وجلس بجامع القصر. وكان يلعن الأشعري جهرا على المنبر ويقول: كن شافعيا ولا تكن أشعريا، وكن حنفيا ولا تكن معتزليا، وكن حنبليا ولا تكن مشبها. وما رأيت أعجب من الشافعية، يتركون الأصل ويتعلقون بالفرع. وكان يمدح الأئمة الأعلام، وزاد في الشطرنج نقلا. وقد جلس في رجب في دار السلطنة، وحضر السلطان مجلس وعظه. وكان قد كتب على باب النظامية اسم الأشعري، فتقدم السلطان بمحوه وكتب مكانه اسم الشافعي. وكان أبو الفتوح الإسفرائيني يجلس ويعظ في رباطه، ويتكلم على محاسن مذهب الأشعري، فتقع الخصومات، فذهب أبو الحسن الغزنوي إلى السلطان وأخبره بالفتن وقال: إن أبا الفتو صاحب فتنة، وقد رجم ببغداد مرارا، والصواب إخراجه. فأخرج من بغداد، وعاد الحسن بن أبي بكر النيسابوري إلى وطنه.
225 4 (ترجمة الإسفرائيني)) ويعرف الإسفرائيني المذكور بابن المعتمد، واسمه محمد بن الفضل بن محمد. ولد سنة أربع وسبعين وسبعمائة بإسفراين، ودخل بغداد فاستوطنها. وكان يبالغ في التعصب لمذهب الأشعري. وكان بينه وبين الواعظ أبي الحسن الغزنوي حسد وشنان، وكان كل واحد منهما ينال من الآخر على المنبر. فلما بويع الراشد بالله، وخرج عن بغداد، خرج معه أبو الفتوح إلى الموصل.) فلما قتل الراشد سئل المقتفي فيه، فأذن له في العود إلى بغداد، فجاء وتكلم. واتفق مجيء الحسن بن أبي بكر النيسابوري فوعظ. ووجد الغزنوي فرصة، فكلم السلطان في أبي الفتوح، فأصغى إليه. وقال ابن الجوزي: بلغني أن السلطان قال للحسن النيسابوري: تقلد دم أبي الفتوح حتى أقتله. قال: لا أتقلد. فوكل بأبي الفتو ح حتى أخرج من بغداد. ووقف عند السور خمسة عشر تركيا، شيعه خلق كثير، فلما وصولوا إلى السور ضربتهم الأتراك، فرجعوا. وأرسل إلى همذان، ثم سلم إلى عباس، فبعثه إلى إسفراين، واشترط عليه أنه متى خرج من بلد أهلك. وجاء حموه، والقاسم شيخ الرباط، وأبو منصور الرزاز، ويوسف الدمشقي، وأبو النجيب الشهرزوري إلى السلطان يسألون فيه، فلم يلتفت إليهم. ونودي في بغداد أن لا يذكر أحد مذهبا، ولا يثير فتنة. فلما وصل أبو الفتوح إلى بسطام توفي بها في ذي الحجة ودفن هناك. وعمل له العزاء في رباطه ببغداد، فحضره الغزنوي، فلامه بعض الناس وقال: ما لك أظهرت الحزن عليه وبكيت قال: أنا بكيت على نفسي. كان يقال فلان وفلان، فعدم النظير، ودنا الرحيل.
226 4 (حصار تلمسان)) وفيها نازل عبد المؤمن تلمسان، وحاصرها مدة طويلة، فكشف عنها تاشفين بن علي.
227 4 (وفيات سنة تسع وثلاثين وخمسمائة)) 4 (غارة عسكر بعلبك على الفرنج)) فيها نهض عسكر بعلبك، فأغاروا على الفرنج، فقتلوا وسبوا، ثم التقوا الفرنج، فنصرهم الله، ورجعوا إلى بعلبك، وكذا فعل عسكر حلب. وأخذوا قفلا كبيرا للفرنج، وجاءوا بالغنيمة، فلله الحمد.)) 4 (فتح الرها)) وفيها نازل زنكي على الرها، وهي للفرنج، فنصب عليها المجانيق، ونقب سورها، وطرح فيها الحطب والنار، فانهدم، ودخلها، فحاربهم ونصر المسلمون، وغنموا وسبوا، وخلص منها خمسمائة أسير. فلما قتل زنكي استردها الفرنج، وقتلوا من بها من المسلمين، فلله الأمر. 4 (إنتهاب حجاج العراق)) وفيها حج بالناس من العراق نظر الخادم، فنهب أصحاب هاشم بن فليتة
228 ابن القاسم العلوي الحسيني صاحب مكة الناس في أوسط الحرم، ولم يرقبوا منهم إلا ولا ذمة. 4 (وفاة قاضي المرية)) وفيها تولى تدبير مملكة غرناطة أبو الحسن علي بن عمر الهمذاني قاضي المرية، وذلك عند انقضاء دولة الملثمين، فلم تطل أيامه، وتوفي عشر السبعين. وكان من كبار الفقهاء، ومن فصحاء الشعراء. 4 (جيش إلى وهران)) وفيها وجه عبد المؤمن جيشا مع أبي حفص الهناتي إلى وهران، فهاجمها وأخذها بغتة، فأسرع إليه تاشفين، ففر منها أبو حفص ونزل عندها. ثم هلك تاشفين كما ذكرنا في ترجمته. 4 (أحداث سنة أربعين وخمسمائة))
229 5 (بسم الله الرحمن الرحيم)) 5 (ربنا أفرغ علينا صبرا)) 5 (الطبقة الرابعة والخمسون وفيات)) 4 (وفيات سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن بركة بن يحيى البقال.)) صحيح السماع، بغدادي. يروي عن: أبي القاسم بن السري، وعاصم العاصمي. توفي في شعبان. 4 (أحمد بن خلف بن عيشون بن خيار.)) أبو العباس الجذامي، الإشبيلي، المقرئ، ابن النحاس. ويكنى أبا جعفر أيضا. أخذ القراءات عن: أبي عبد الله محمد بن شريح، وأبي الحسن العبسي، وأبي عبد الله السرقسطي، ومحمد بن يحيى العبدري. وأجاز له أبو علي الغساني، وجماعة.
230 وتصدر للإقراء في أيام أبي داود، وابن الدوش. أخذ عنه: أبو جعفر بن الباذش، وأبو بكر بن خير، ونجبة بن يحيى. وكان يلقب بالمجود لحسن قراءته. وله مصنف في الناسخ والمنسوخ. توفي في رجب: وكان مولده سنة أربع خمسين وأربعمائة. تلا عليه بالسبع أبو جهير عبد العزيز السمناني. 4 (أحمد بن أبي العلاء بن أحمد العبدي.)) النبيل، أبو رشيد القاشاني، الإصبهاني. سمع من: البزاني، وأبا منصور بن شكروه. قال السمعاني: كتبت عنه في هذه السنة. 4 (أحمد بن عقيل بن محمد بن علي.)) أبو الفتح بن أبي الحوافر البعلبكي.) حدث عن: أبيه. روى عنه: ابن عساكر، وعبد الخالق بن أسد الحنفي وقال: توفي في
231 ربيع الأول. وأبوه فارسي الأصل، فقيه روى عن عبد الرحمن بن أبي نصر. 4 (أحمد بن علي.)) أبو البركات بن الأبرادي، الفقيه الحنبلي، الرجل الصالح. تفقه على أبي الوفاء بن عقيل. وسمع من: أبي الحسن الأنباري، وأبي الغنائم بن أبي عثمان، وغيرهما. وقف داره مدرسة على الحنابلة، وهي بالبدرية. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأشرف بن أبي هاشم. توفي في رمضان. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.)) أبو العباس النعالي، الأسداباذي، محدث، رحال. سمع الكثير، وتعب وجمع. ولم يكن له كبير فهم. سمع ببلده: أبا الحسين المحكمي. وببغداد: أبا نصر الزينبي، وأخاه طرادا، وجماعة. قال ابن السمعاني: ثنا عنه جماعة من أصحابنا. وتوفي في ذي القعدة. 4 (أحمد بن محمد بن ثابت بن حسن بن علي.)) أبو سعد، والد الإمام أبي بكر الخجندي، الإصبهاني.
232 تفقه على واحد، وشاخ. وولي تدريس النظامية غير مرة. قال ابن السمعاني: رأيته بإصبهان لازما بيته. سمع: علي بن عبد الرحمن بن عليك النيسابوري، والحسن بن عمر بن يونس الحافظ. وقرأ عليه جزءا.) وتوفي في شعبان، وله ثمان وثمانون سنة. 4 (أحمد بن أحمد بن محمد.)) أبو الحسن بن القصير، الغرناطي. روى عن: القاضي أبي الأصبغ عيسى بن سهل، ومحمد بن سابق، وأبي علي الغساني، وأبي عبد الله الكلاعي. وكان فقيها، حافظا، مشاورا ببلده، واستقضى بغير موضع. وتوفي ذي الحجة. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي عثمان.)) أبو عبد الله بن أبي تمام الدقاق، الهمذاني، الشروطي. بغدادي أصيل. سمع: أباه، وعمه أبا الغنائم، وعبد الصمد بن المأمون، وهناد بن إبراهيم النسفي، وجماعة. قال ابن النجار: ثنا عنه أحمد بن صالح المصري. توفي في ذي الحجة وله ثمان وسبعون سنة.
233 4 (أحمد بن محمد بن أبي القاسم فليزة.)) أبو نصر الإصبهاني، الكاتب، الخوزي. كان يسكن سكة الخوزيين. سمع: أبا عمرو بن مندة، وجماعة. توفي في شوال في عشر السبعين. أخذ عنه أبو سعد السمعاني. 4 (إبراهيم بن محمد بن عبد الواحد بن عبدويه.)) أبو إسحاق الإصبهاني، الحللي. روى عن: أبي القاسم عبد الواحد بن أحمد. وعنه: أبو موسى المديني. توفي في ربيع الأول. 4 (إسماعيل بن أبي القاسم عبد الرحمن بن أبي بكر صالح.)) ) أبو محمد النيسابوري، القارئ. قال ابن نقطة: سمع صحيح مسلم من عبد الغافر بن محمد الفارسي، وأحاديث يحيى بن معين.
234 وسمع من: أبي حفص بن مسرور وجماعة أجزاء. روى عنه: الحافظ أبو القاسم بن عساكر، وأبو العلاء الهمذاني، وأبو سعد السمعاني، والحسن بن محمد القشيري، وزينب الشعرية، وآخرون. وقال أبو سعد: شيخ، صالح، عفيف، صوفي، نظيف، مواظب على الجماعات، خدم الأستاذ أبا القاسم القشيري. وولد في رجب سنة تسع وثلاثين وأربعمائة وتوفي يوم الجمعة العشرين من رمضان سنة إحدى وثلاثين. وقال أبو نقطة: روى عنه صحيح مسلم أبو سعد الحسن بن محمد بن المحسن القشيري. قال: أخبرتنا زينب بنت عبد الرحمن قالت: أنا إسماعيل بن أبي القاسم القارئ، قراءة عليه وأنا أسمع، في سنة أربع وعشرين وخمسمائة، أنبا عمر بن مسرور، أن ابن نجيد، فذكر حديثا. قلت: سمعت جزء ابن نجيد على غير واحد بإجازة زينب المذكورة، بهذا الإسناد. وقد أجاز لأبي القاسم بن الحرستاني. وحدث عنه بأجزاء ابن مسرور.
235 4 (حرف الباء)) 4 (بركات بن عبد العزيز بن الحسين.)) أبو الحسن الدمشقي، الأنماطي. سمع: أبا بكر الخطيب، وأحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد. وكان حافظا للقرآن، مستورا. قاله ابن عساكر. وقال: كان شيخا مغفلا. حدثني أبو الحسين القيسي أنه قال: إنهم يقولون إن صلاتي كافرة. فقال: إنما يقولون بدعة.) فقال: هو هذا. وكان يديم الخروج إلى مغارة الدم، ويصلي بالناس النوافل، ويعمم الصبيان يوم العيد. وتوفي في رمضان. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وعبد الخالق بن أسد. 4 (حرف التاء)) 4 (تميم بن أبي سعيد بن أبي العباس.)) أبو القاسم الجرجاني، المؤدب. سمع مسند أبي يعلى، من أبي سعد الكنجروذي. وسمع من: أبي حفص عمر بن مسرور، وأبي عامر الحسين بن محمد بن علي النسوي القومسي، وأبي بكر أحمد بن منصور المغربي، وعلي بن محمد بن علي بن عبيد الله البحاثي راوي التقاسيم والأنواع، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي.
236 وكان مسند هراة في زمانه. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وجماعة. وآخر من روى عنه أبو روح عبد المعز الهروي. قال ابن نقطة: ذكر لي يحيى بن علي المالقي ببغداد أنه لما قدم أبو جعفر بن خولة الغرناطي من الهند إلى هراة، أخرج إليهم بقية الأصل بمسند أبي يعلى، وفيه سماع أبي روح، من تميم. قال يحيى: فكمل له جميع المسند سماعا منه بتلك المجلد. قلت: لا أعلم متى توفي تميم، لكنه كان باقيا في حدود هذه السنة بهراة. وسماعاته بنيسابور. وكان يؤدب. وسماع أبي روح منه في سنة تسع وعشرين وخمسمائة. أخبرنا محمد بن عبد السلام التميمي، عن أبي روح: أنا تميم بن أبي سعيد، نا أبو سعد الكنجروذيسنة ثمان وأربعين وأربعمائة قراءة عليه: أنا أبو عمرو بن حمدان، أبو يعلى، ثنا أبو الربيع الزهراني، ثنا فليح، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن أبا بكر بعثه في الحجة التي أمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في يوم النحر) في رهط يوذن في الناس: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان. أخرجه البخاري، عن الزهري، فوافقناه. وأخبرنا ابن الخلال: أنا عتيق السلماني، وغيره قالا: أنا أبو القاسم بن عساكر، أنا تميم الجرجاني بهراة في شعبان سنة ثلاثين، فذكر حديث بهز بن حكيم في البر، من جزء ابن نجيد. وقد قال ابن السمعاني إنه لما دخل هراة كان تميم قد توفي، وإنه أجاز له في سنة ثمان وعشرين.
237 وقد سمع منه أبو روح في هذه السنة أيضا. وقال ابن السمعاني في التحبير: تميم بن أبي سعيد المؤدب، المعلم، القصاري، أكثر بإفادة خاله القاضي أبي محمد عبد الله بن يوسف الجرجاني. ثم سكن هراة. وكان مسندا، ثقة، صالحا، يعلم الصبيان. سمع: ابن مسرور، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وأبا عثمان الحيري، وأبا عثمان الصابوني، والبيهقي، ومحمد بن عبد الله العمري الهروي، وأبا بكر محمد بن الحسن بن علي الطبري. وروى لي عنه جماعة. فمن جملة ما سمعه: معجم الحاكم. أنا البيهقي، عنه، ومسند أبي يعلى القدر الذي كان عند أبي سعيد، في خمسة وثلاثين جزءا، وكتاب المتفق للجوزقي، بروايته عن أبي بكر المغربي، للقدر الذي عنده منه، وكتاب الترغيب لحميد بن زنجويه. أنا أبو بكر المعمري، أنا ابن أبي شريح، أنا الراذاني، عنه، سوى الجزء الخامس من تجزئة عشرة، و صحيح ابن حبان، روايته عن البحاثي، عن محمد بن أحمد المروزي، عنه، وفوائد المغربي، انتقاء خاله عليه، ومعرفة علوم الحديث، للحاكم، عن الكنجروذي، عنه.
238 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن أحمد بن عبد الصمد بن محمد بن تميم.)) أبو القاسم التميمي، الدمشقي، الشاهد.) سمع من: أبي القاسم بن أبي العلاء، ونصر المقدسي، وسهل بن بشر، وأبي عبد الله بن أبي الحديد. وكتب بخطه الكثير. روى عنه: عبد الخالق بن أسد. وقال ابن عساكر: سمع منه أصحابنا، وأجاز لي. وتوفي في صفر ودفن بداره بباب البريد، ثم نقل بعد خمس وعشرين سنة إلى جبل قاسيون. وكان مولده في سنة ست وستين وأربعمائة. 4 (الحسن بن منصور بن محمد بن عبد الجبار.)) الشيخ أبو محمد التميمي، السمعاني، المروزي. عم الحافظ أبي سعد. قال: جمع الكثير ونسخه، وجمع جموعا في الحديث. وقرأ عليه الكثير. وكان إماما، زاهدا، ورعا، وقورا، تاركا لمخالطة الناس. سمع: نظام الملك، ووالده، وعلي بن أحمد المديني، وخلقا. ولد سنة ثمان وستين وأربعمائة، دخل السراق في الليل فخنقوه لأجل مال
239 أودع عندهم، والله يرحمه، في غرة جمادى الأولى. 4 (الحسن بن هادي بن الحسين.)) أبو العز العلوي، الإصبهاني. سمع: أبا مسلم بن مهريزد، وعائشة الوركانية. قرأ عليه ابن السمعان ورقة. وجئناه مرة، فصاح فينا، فقلنا: جئنالك لنقرأ حديث جدك صلى الله عليه وسلم فتكلم بكلام يكفر الإنسان تدوينها، وضربت على سماعي منه. عاش نيفا وثمانين سنة. 4 (الحسين بن محمد بن مرداس.)) أبو محمد البيهقي، الخسروجردي، وخسروجرد إحدى قرى بيهق.) سمع بقريته من: عبيد الله بن المعتز البيهقي. أخذ عنه: أبو سعد السمعاني، وغيره. مات في صفر سنة. 4 (الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن الفرخان.)) أبو عبد الله السمناني. ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ صالح، صحب المشايخ وخدمهم.
240 ورحل إلى نيسابور. وسمع: أبا القاسم القشيري، وأبا الحسن الواحدي المفسر، وأبا بكر أحمد بن خلف. وروى ببغداد الوسيط للواحدي. وقد رحل إلى بوشنج، وسمع بها من جمال الإسلام أبي الحسين الداودي. وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وغيره. قال أبو سعد السمعاني: دخلت سمنان في أواخر صفر لأسمع منه، فذكر لي جماعة أنه مات من شهر، رحمه الله. 4 (حمزة بن شجاع بن أبي بكر محمد بن إبراهيم اللفتواني.)) أبو الوفاء. أسمعه أخوه الحافظ محمد بن أبي بكر من أبي عبد الله الثقفي، وجماعة. مات كهلا في رجب. أخذ عنه السمعاني. 4 (حرف السين)) 4 (سعيد بن طلحة بن حسين بن أبي ذر محمد بن إبراهيم.)) الصالحاني، الإصبهاني، أبو الخير، الأديب. شاعر مفلق، أجاز له أحمد بن الفضل الباطرقاني.
241 وسمع من: عائشة الوركانية. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وغيرهما.) وتوفي في رمضان. 4 (سهل بن علي بن عثمان.)) أبو نصر النيسابوري، التاجر، السفار، الشافعي. حضر درس أبي المعالي الجويني. وسمع: أبا بكر بن خلف الشيرازي، وأبا الفتح نصر بن الحسن التنكتي. ودخل الأندلس، وحدث بالإسكندرية. قال القاضي عياض: حدثني بحكايات، وروى عنه: أبو محمد العثماني. توفي غريقا منصرفه من المرية في سنة إحدى هذه.
242 4 (حرف الشين)) 4 (شبيب بن عبد الله بن محمد بت خورة.)) الإصبهاني، أبو المظفر. سمع: أحمد بن الباطرقاني. مات في رمضان عن ثمانين سنة. 4 (حرف الطاء)) 4 (طاهر بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد.)) أبو محمد الإسفرائيني، الصائغ، دمشقي من أولاد الشيوخ. ولد سنة خمسين وأربعمائة. وسمع: أباه المحدث أبا الفرج، وأبا القاسم الحنائي، وعبد الكريم بن الحسين الهلالي، وأبا الحسين محمد بن مكي الأزدي، وأبا بكر الخطيب، والكتاني، وابن أبي الحديد، وغيرهم. روى عنه: الحافظ أبو نعيم وقال: كان شيخا عسرا، مع جهله بالحديث، وعدم ثقته. حك اسم أبيه من كتاب الشهاب للقضاعي، وأثبت بدله اسمه، وتوفي في ذي الحجة.
243 قلت: روى عنه: عبد الرحمن بن علي الخرقي، وأبو القاسم عبد الصمد ابن محمد بن الحرستاني، وجماعة. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن محمد بن أحمد بن حملة.)) ) أبو منصور الإصبهاني، الشروطي، المعروف بالكسائي. سمع: عبد الرحمن بن مندة، والمظفر البراثي، وأبا عيسى بن زياد، وأبا بكر بن ماجة. روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو المجد زاهر الثقفي، وآخرون. توفي في أول سنة إحدى وثلاثين. 4 (عبد الجبار بن عبد الوهاب بن عبد الله بن محمد.)) أبو الحسن بن أبي الحسن بن الأستاذ أبي القاسم الدهان، النيسابوري، البيع. لم أظفر له بوفاة، لكني أعلم أنه كان في هذه الحدود. ذكره عبد الغافر فقال: شاب عهدناه في أيا م الصبا، سديد الطريقة، من بيت الثروة والمروءة. سمع من الأئمة مثل: البيهقي، وسعيد العيار، والطبقة. إلى أن توفي جده. سمع الانتخاب منه، وقريء عليه الكثير. قلت: روى عنه: السنن الكبير عبد الرحيم بن عبد المؤمن الشعري. وذكره أبو سعد السمعاني وأنه أجاز له في سنة سبع وعشرين وقال:
244 شيخ ثقة، من أهل الخير والأمانة. وكان عنده تصانيف أبي بكر البيهقي، وحدث بالكثير. وسمع: أبا طاهر محمد بن علي الزراد الحافظ، والبيهقي، وأبا يعلى الصابوني. 4 (عبد الرحمن بن الحسن بن محمد.)) الإمام أبو محمد ابن العلامة أبي عبد الله الطبري، الشافعي. ولد ببغداد، وبها نشأ. ووالده من أعيان أصحاب الشيخ أبي إسحاق. أنفق هذا أبو محمد الأموال والذخائر حتى ولي تدريس النظامية ببغداد. وقال ابن السمعاني: خرج عنه في الرشوة إلى الأكابر لتحصيل المدرسة ما لو أراد لبنى به مدرسة، تأمله. وورد علينا مرو، وكان شيخا بهي المنظر، حسن الكلام في المسائل. ثنا عن أبي علي الحداد وقال: سمعت من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وتفقهت عليه، وأصولي) ببغداد. وذكر أنه مولده في سنة. توفي بخوارزم في سنة إحدى وثلاثين وفي سنة ثلاثين. 4 (عبد الرزاق بن عبد الله بن الأستاذ أبي القاسم القشيري.)) أبو المكارمصالح، خير. سمع: جدته فاطمة بنت الدقاق، والفضل بن محمد. مات في صفر، أو في ربيع الأول. أخذ عنه: السمعاني، وغيره.
245 4 (عبد العزيز بن علي بن عيسى.)) أبو الأصبغ الغافقي، المعروف بالشقوري، نزيل قرطبة. روى عن: أبي علي بن سكرة، وجماعة. وكان من كبار الفقهاء، كتب للقضاة بقرطبة. توفي يوم عيد الفطر. 4 (عبد الغني بن محمد بن عبد الغني بن محمد بن حنيفة.)) أبو القاسم الباجسري، من أبناء بعقوبا. كان صالحا، فاضلا، متميزا، وله شعر حسن. سمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا نصر الزينبي. روى عنه: أبو الفضل بن ناصر، وأبو المعمر الأنصاري، وابنه أبو المعالي أحمد. وتوفي في شعبان ببعقوبا. 4 (عبد الكريم بن شريح.)) الفقيه أبو معمر الروياني، قاضي أهل طبرستان. إمام مناظر، سمع ببسطام، وآمل، وساوة من: محمد بن أحمد الكامخي وبإصبهان من: محمود الكوسج وبنيسابور من: محمد بن إسماعيل التفليسي.
246 أخذ عنه السمعاني. مات في رمضان.)) 4 (عبد الملك بن علي بن عبد الملك بن محمد بن يوسف.)) أبو الفضل بن أبي الحسن اليوسفي، البغدادي. طلب الحديث بنفسه، وأكثر، وحصل الأصول. وهو من بيت علم ورواية. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، وعلي بن محمد بن محمد الأنباري. وحدث، وسمع منه جماعة. وتوفي في رابع ذي الحجة. وكان أبوه يروي عن أبي علي المذهب. روى عنه: عبد الرحمن بن محمد القصري، وصالح بن محمد الأزجي. 4 (عبيد الله بن الحسن بن عبيد الله بن شباب.)) أبو المعالي البروجردي، أخو القاضي شبيب. شيخ معمر، ممتع بحواسه. سمع من: أبي محمد نصر الزينبي. وحدث ببروجرد بالجعديات غير مرة. وتوفي، رحمه الله، في شهر ربيع الأول، عن تسعين سنة.
247 4 (عبيد الله بن مسعود بن عبد العزيز.)) أبو البقاء الرازي، ثم البغدادي، القاضي. أخو عبد الله. سمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله، والصريفيني. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، ويحيى بن بوش. توفي في جمادى الأولى. 4 (علي بن أحمد بن عبد الله.)) أبو الحسن الربعي، المقدسي، التاجر، الشافعي. قال ابن بشكوال: له سماع من أبي بكر، ومن نصر المقدسي. ودرس على أبي إسحاق الشيرازي.) وسكن المرية. أنبا عنه القاضي عياض وقال: أنبأ أبو الحسن هذا، عن أبي بكر الخطيب، عن أبي حازم العبدوي، فذكر حديثا. قال: وتوفي سنة إحدى وثلاثين. 4 (علي بن محمد بن علي.)) أبو الحسن الهروي، الأديب، مؤدب أولاد الوزير أنوشروان بن خالد.
248 حدث عن: البانياسي، ورزق الله التميمي. 4 (علي بن المبارك بن علي.)) أبو الحسن الدردائي، ودرداء من قرى بغداد. رئيس متمول. حدث عن: أبي القاسم بن البسري. روى عنه جماعة. 4 (حرف الكاف)) 4 (كامل بن بجير بن فارس بن يوسف.)) الأديب، أبو الهيجا القرميسيني. شيخ صالح يؤدب الصبيان. سمع: أباه، ومكي بن بجير الهمذاني بهمذان، وأبا معشر الطبري بمكة. وحدث، وأجاز لابن السمعاني. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن أحمد بن علي.))
249 أبو الحسن بن الأبرادي، الزاهد. تفقه وتعبد، وصحب أبا الحسين بن الناعوس، ووقف دارا له بالبدرية، مدرسة للحنابلة. وتوفي في ثاني رمضان ببغداد. 4 (محمد بن أحمد بن الحسن.)) أبو بكر البروجردي، الجوهري، رئيس بروجرد، بلدة عند همذان.) كان محتشما متمولا، رحل وعني بالحديث. وخرج معجما لنفسه. سمع ببلده من جماعة، وبالكرخ من مكي السلار، وبهمذان من: صاوي الكامخي، وحمد بن منصور، وأحمد بن عمر البيع. وبإصبهان من: أبي العلاء محمد الفرساني، وأبي مطيع. وببسطام، وساوة، ودامغان. وسمع بنيسابور من: علي بن أحمد بن الأخرم، ونصر الله بن أحمد الخشنامي. وبمرو: أحمد بن عبد الوهاب المروزي. وبهراة: صاعد بن سليم القاضي، وأبا عطاء عبد الأعلى بن عبد الواحد المليحي. وببلخ من: أحمد بن محمد الخليلي.
250 وببغداد من: علي بن محمد العلاف، وابن بيان، وخلق. روى عنه: المبارك بن كامل، ويحيى بن بوش. قال ابن ناصر: كان تاجرا، وما كان يعرف شيئا من الحديث. وقال السمعاني: ولد سنة ستين، وتوفي في جمادى الأولى. قلت: كان يتجر ويسمع بهذه النواحي. 4 (محمد بن أبي علي الحسن بن محمد بن عبد الله.)) أبو جعفر الهمذاني، الحافظ. شيخ، صالح، ثقة مأمون، معمر، رحل إلى العراق في سنة ستين وأربعمائة فسمع بها، ولكن لم يكن معتنيا حينئذ بالسماع. ثم سمع بعد ذلك من: أبي الحسين بن النقور، وأبي القاسم بن البسري، وهذه الطبقة ببغداد. ورحل إلى نيسابور: فسمع: الفضل بن عبد أبا صالح المؤذن، وأصحاب العلوي، وأبي نعيم الإسفرائيني. وحج فسمع: أبا علي الشافعي، وسعد بن علي الزنجاني شيخ الحرم. وسمع بهراة شيخ الإسلام أبا إسماعيل. وسمع صحيح البخاري من أبي الخير محمد بن موسى الصفار.) وحدث بجامع أبي عيسى عن: أبي عامر الأزدي، ومحمد بن محمد بن العلاء، وأبي حامد ثابت بن أبي العباس بن سهلك القاضي، بسماعهم من الجراحي. وسمع جماعة بهمذان. وكان من أئمة السنة، ومن مشايخ الصوفية.
251 قال ابن السمعاني: سافر الكثير إلى البلدان الشاسعة، وسمع، ونسخ بخطه. وما أعرف أن في عصره أحدا سمع أكثر منه. قال: وحكي عنه أنه قال: دخلت بغداد سنة ستين، فكنت أحضر الشيوخ، وأسمع، ولا أدعهم يكتبون اسمي، لأني كنت لا أعرف العربية، ثم دخلت البادية فلم أزل أدور مع الظاعنين من العرب حتى رجعت إلى بغداد، فقال لي الشيخ أبو إسحاق: رجعت إلينا عربيا. وكان يسميني الخثعمي، لإقامتي في بني خثعم في البادية. قال ابن السمعاني: وكان خطه رديئا، وما كان له كبير معرفة بالحديث على ما سمعت. وسمعت محمد بن أبي طاهر الصوفي بإصبهان يقول: سمعت أبا جعفر بن أبي علي يقول: تعسر علي بعض شيوخي بجرجان، فحلفت أن لا أخرج منها أو لا أكتب كل ما عنده. فأقمت مدة. وكان يخرج إلي الأجزاء والرقاع، حتى كتبت جميع ما عنده. روى عنه: أبو العلاء الهمذاني. ومن القدماء: محمد بن طاهر المقدسي. وآخر من روى عنه: عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن المعزم الهمذاني. توفي في منتصف ذي القعدة، وهو الذي رد على إمام الحرمين في إثبات العلو لله، وقال: حيرني الهمذاني. وقد روى عنه ابن عساكر. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد.))
252 الهلالي، الخلوقي، المروزي، إمام، مفت، عارف بالمذهب. سمع: أبا الخير الصفار، ومحمد بن الحسن المهر بندقشائي، وجماعة. مات في ربيع الأول، عن ثمان وسبعين سنة.)) 4 (محمد بن علي.)) الخفاف بغدادي، يعرف بابن الكوفية. روى عن: أبي نصر الزينبي. وتوفي في رجب. 4 (محمد بن الفضل بن عبد الواحد.)) القاضي أبو الوفاء الناينجي الإصبهاني. ويعرف بابن حلة. كان يتولى القضاء بنايين، وهي ناحية من نواحي إصبهان. قال ابن السمعاني: شيخ كيس، سمع الكثير، وحصل الأصول.
253 سمع: أبا بكر محمد بن أحمد بن ماجة، وإبراهيم بن محمد القفال، وطائفة، ورحل إلى بغداد فسمع من: طراد، وابن البطر. وخرج له أبو نصر اليونارتي. وتوفي بإصبهان. 4 (محمد بن الفضل بن محمد.)) أبو بكر الإصبهاني، الخاني، المقرئ، من مسندي إصبهان. روى عن: أبي مسلم بن مهريزد، وأحمد بن الفضل البطرقاني، وبكر بن حيد، وعلي بن محمد الحسناباذي، وجماعة. وعنه: السمعاني، وغيره. لم أظفر له بوفاة 4 (محمد بن محمد بن أحمد.))
254 أبو نصر الخموشي، السرخسي. صدوق، مكثر، رئيس. ولد سنة. وسمع: زهير بن الحسن الجذامي، وعبد الله بن عباس العبدوسي، وغيرهما. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبوه.) مات في ربيع الآخر. 4 (محمد بن محمد بن الحسين بن القاسم بن خميس.)) أبو البركات الموصلي. من بيت العلم والفضيلة بالموصل. روى عن: أبي نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق. وعنه: الصائن هبة الله بن عساكر، والكمال محمد بن عبد الله بن الشهرزوري القاضي. وسماع الكمال منه ببغداد سنة ثلاث عشرة وخمسمائة. قال ابنه سليمان: توفي أبي في شوال هذه السنة، وكان مولده سنة. 4 (المبارك بن علي بن أبي الجود.)) أبو القاسم البغدادي، العتابي، من شارع العتابيين. كان أمين القاضي. سمع: أبا الحسين بن النقور.
255 روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وأبو القاسم بن عساكر. توفي في شعبان. 4 (مرشد بن علي بن نصر بن منقذ.)) أبو سلامة الشيزري. من بيت الإمرة، والفروسية، والحشمة. كان سمحا، جوادا، شجاعا، شاعرا، مليح الكتابة. كتب مصحفا بالذهب، فجاء غاية في الحسن. ولد سنة ستين وأربعمائة بحلب، وسافر إلى إصبهان، وبغداد. قال ابن عساكر: كان بارعا في العربية، وبحسن الخط والشعر. حسن التلاوة، كثير الصيام. بطلا شجاعا. نسخ بخطه سبعين ختمة. حدثني ابنه الأمير محمد، قال: لما مات عمي صاحب شيزر أبو المرهف نصر بن علي أوصى) بشيزر لأبي، فقال: والله، لا وليتها، ولأخرجن من الدنيا كما دخلت إليها، فولاها أخاه أبا العشائر سلطان بن علي.
256 ومن شعر مرشد: * لنا منك يا سلمى عذاب وتعذيب * وجفن قريح دمعه فيك مسكوب * * ووعد كوعد الدهر للحر بالغنى * ولكنه بالمين والمطل مقطوب * وهي قصيدة طويلة. قال أبو المغيث بن مرشد: كنت عند أبي وهو ينسخ مصحفا، ونحن نتذاكر خروج الفرنج الروم، فرفع المصحف وقال: اللهم بحق من أنزلته عليه، إن قضيت بخروج الروم فخذ روحي ولا أراهم. فمات في رمضان سنة إحدى وثلاثين بشيزر، ونازلتها الروم في شعبان سنة اثنتين وثلاثين، ونصبوا عليها ثمانية عشر منجنيقا، ثم رحلوا عنها بعد حصار أربعة وعشرين يوما. 4 (مكي بن الحسن بن المعافي.)) أبو الحرم السلمي، الجبيلي. سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، ومقاتل بن معكود. وقال إنه سمع بطرابلس كتاب الشهاب من مصنفه. وولد بجبيل سنة أربعين، أو قبلها.
257 روى عنه: الحافظان السلفي، وابن عساكر. وتوفي في جمادى الأولى. وكان كثير التلاوة في المصحف، متين الديانة، صالحا. 4 (حرف النون)) 4 (نصر بن الحسين بن الحسن.)) أبو القاسم بن الخبازة، البغدادي، الحنبلي، المقرئ. قرأ بالروايات على عبد القاهر العباسي صاحب الكارزيني، وعلى يحيى بن أحمد السبيتي صاحب الحمامي. وسمع من: طراد الزينبي، وجماعة.) وحدث وأقرأ. روى عنه: معمر بن الفاخر، وأبو الفرج بن الجوزي، وغيرهما. 4 (هبة الله بن أحمد بن عمر.))
258 أبو القاسم البغدادي، الكريزي، المقرئ، المعروف بابن الطبر. قال الحافظ عبد الوهاب الأنماطي، شيخ مشهور، معمر، مقرىء، ثقة، صدوق، عارف بالقراءآت. ولد يوم عاشوراء سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، وقرأ القرآن على أبي بكر محمد بن علي بن موسى الخياط في سنة إحدى وستين، عن قراءته على أبي أحمد الفرضي، والسوسنجردي، وجماعة. قرأ عليه: التاج الكندي، وهو أقدم شيخ له. وسمع الحديث من: أبي الحسن محمد بن عبد الواحد ابن زوج الحرة، وأبي إسحاق البرمكي، وأبي طالب العشاري، وغيرهم. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، ويحيى بن ياقوت النجار، وعبد الخالق بن هبة الله البندار، والحسن بن عبد الرحمن الفارسي الصوفي، وعبد الله بن أبي بكر ابن الطويلة، وعلي بن محمد بن علي الأنباري، وعبد الرحمن بن أحمد العمري، وفاطمة بنت سعد الخير، وبقاء بن حيد، وأبو الفتح محمد بن أحمد المندائي، وعمر بن طبرزد، والكندي، وآخرون. وقال أبو الفرج بن الجوزي: كان صحيح السماع، قوي التدين، ثبتا، كثير الذكر، دائم التلاوة. وهو آخر من حدث عن ابن زوج الحرة. سمعت عليه الكثير، وقرأت عليه. وكانت قوته حسنة، كنت أجيء إليه في الحر فيقول:
259 اصعد سطح المسجد، فيسبقني في الدرج. ومتع بسمعه وبصره وجوارحه إلى أن توفي في ثاني جمادى الأولى عن ست وتسعين سنة وأشهر ودفن بالشونيزية. قلت: إنما توفي في جمادى الآخرة يوم الأربعاء، قاله أبو موسى المديني. وقال المبارك بن كامل: توفي في غرة جمادى الآخرة.) وقال ابن السمعاني: سمعت حامد بن أبي الفتح المديني يقول: مات يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة ودفن يوم الخميس. وقال أبو موسى المديني: كان قد ذهب بصره وثم عاد بصيرا. 4 (هبة الله بن محمد بن الحسن.)) الكاتب الأزجي. سمع من: طراد الزينبي، وأبي الحسن بن أيوب. روى عنه: أبو القاسم الحافظ. وتوفي في رمضان. 4 (حرف الياء)) 4 (يحيى بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن البنا.)) أبو عبد الله بن أبي علي البغدادي. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، من أهل الجانب الشرقي، حسن السيرة، مكثر، واسع الرواية. ومتع بما سمع، وعمر حتى حدث بالكثير.
260 وكان حسن السيرة والأخلاق، متوددا، متواضعا، برا بالطلبة، مشفقا عليهم. سمعه أبوه من جماعة: أبي الحسن بن المهتدي بالله، وأبي الحسين بن الأبنوسي، وعبد الحميد بن المأمون، وأبي الحسين بن النقور. وأجاز لي، وحدثني عنه جماعة. وسمعت الحافظ عبد الله بن عيسى بن أبي حبيب الأندلسي يذكر هذا ويثني عليه، ويمدحه ويطريه. ويصفه بالعلم، والتمييز، والفضل، وحسن الأخلاق، وترك الفضول، وعمارة المسجد، وملازمته له. وقال: ما رأيت في الحنابلة ببغداد مثله، وكان شيخنا عمر بن عبد الله البسطامي كثير الثناء عليه، يصفه بالخير، والصلاح، والعلم، وكذلك كل من رأيته ممن سمع منه كان يثني عليه ويمدحه. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى، وابن الجوزي، وابن طبرزد، ويحيى بن) ياقوت، وفاطمة بنت سعد الخير، وآخرون. ولد في ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. وتوفي في ثامن ربيع الأول، رحمه الله.
261 4 (وفيات سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن إبراهيم بن عبد الواحد بن محمد بن أبي ذر.)) أبو الوفاء الصالحاني، الإصبهاني. من شيوخ أبي موسى المديني. قال: سمعته يقول: ولدت في نصف رجب سنة خمس وخمسين وأربعمائة. وتوفي في شوال. وكان صالحا عابدا، يحج كل سنة عن الناس، فيقال إنه حج نيفا وأربعين حجة. وحدث عن: عائشة الوركانية، وأبي سهل حمد بن دلكين، وجماعة. وروى عنه: ابن عساكر، وسعد الله بن الوادي. 4 (أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن أيوب.)) أبو القاسم النيسابوري، القري. وقر: محلة. إمام فاضل خير، سكن أستوا. سمع: محمد بن إسماعيل التفليسي، وفاطمة بنت الدقاق.
262 مات في هذه السنة. كذا ذكره. ابن السمعاني في شيوخه. 4 (أحمد بن سهل بن محمد الميهني.)) قاضي قرية ختن وخطيبها، من أعمال طوس. سمع من: جده أبي الفضل العارف. وعاش اثنتين وسبعين سنة.) مات في غرة صفر. ذكره السمعاني. 4 (أحمد بن طاهر بن علي بن عيسى.)) أبو العباس الأنصاري، الخزرجي، العبادي، من ولد مسعد بن عبادة رضي الله عنه، الأندلسي الداني، الفقيه. سمع الكثير من: أبي داود المقرئ، وأبي علي الغساني، وأبي الحسين ابن شفيع، وجماعة. ورحل إلى العدوة، وصنف، وأفتى نيفا وعشرين سنة. قال ابن الأبار: كان ورعا، فاضلا، نبيلا، له مجموع في رجال مسلم. روى عنه: ابنه محمد، وأبو العباس الإقليشي، وأبو عبد الله المكناسي. وكان يميل إلى القول بالظاهر.
263 توفي في جمادى الأولى. 4 (أحمد بن ظفر بن أحمد.)) البغدادي المغازلي. أخو المحدث عمر بن ظفر. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، مشتغل بكسبه. سمع: أبا الغنائم بن المأمون، وأبا محمد الصريفيني. وولد سنة، وتوفي في سادس رمضان. وسمعت منه جزءا. وقال ابن الجوزي: سمعت منه، وكان ثقة. 4 (أحمد بن عبد الباقي بن الحسين بن منازل.))
264 الشيباني، السقلاطوني، الحريمي، أبو المكارم. قال ابن السمعاني: كان شيخا، صالحا، فقيرا، معيلا، مكتسبا. كتب الكثير، وسمع: أبا الحسين بن النقور، وأبا نصر الزينبي، وغيرهما. وكان مولده في صفر سنة ستين. وتوفي في أوائل صفر.) كتبت عنه يسيرا. 4 (أحمد بن علي بن غزلون.)) أبو جعفر الأموي، الأندلسي. قال ابن بشكوال: هو معدود في كبار أصحاب أبي الوليد الباجي، من أهل الحفظ، والمعرفة، والذكاء. توفي بالعدوة في نحو العشرين وخمسمائة، وقيل سنة، وقيل سنة وخمسمائة، وقد مر. 4 (أحمد بن عمر بن محمد بن عبد الله بن محمد.)) الحافظ، أبو نصر الغازي. من كبار محدثي إصبهان. ولد في حدود سنة. قال ابن السمعاني: ثقة، دين، حافظ. واسع الرواية، كتب الكثير، وحصل الكتب. وما رأيت أكثر رحلة منه في شيوخي. سمع: أبا القاسم عبد الرحمن، وعبد الرحمن ابني أبي عبد الله بن مندة، وابن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وجماعة كثيرة بإصبهان وأبا الحسين بن النقور، وعبد الباقي بن محمد العطار، وأبا القاسم بن البسري،
265 وجماعة ببغداد والفضل بن المحب، وأبا بكر بن خلف الشيرازي، وطائفة بنيسابور وشيخ الإسلام أبا إسماعيل، وأبا عامر محمود بن القاسم، وجماعة بهراة ومحمد بن عبد الملك المظفري بسرخس، وأبا علي التستري بالبصرة. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، والسلفي، وأبو موسى المديني،، والمؤيد ابن الأخوة، ومحمود بن أحمد المصري، وآخرون. قال السلفي: كان من أهل المعرفة والحفظ، سمعنا بقراءته كثيرا، وأملى علي شيئا. وقال ابن السمعاني: سمعت عليه الكثير، ونقلت من تاريخه. وكان جماعة من أصحابنا يفضلونه على إسماعيل بن محمد بن الفضل التيمي الطلحي في الإتقان والمعرفة، ولم يبلغ هذا الحد، لكنه كان أعلى سندا من إسماعيل وما كان يفرق بين السماع والإجازة.) قلت: اين السماع والإجازة عنده في الاحتجاج وهناك سواء، إلا أنه لا يعرف السماع من الإجازة، فإن من له أدنى معرفة يدري أن السماع شيء والإجازة شيء. قال السمعاني: توفي في ثالث رمضان ودفن في بغداد. وحضرت دفنه. زاد غيره: صلى عليه إسماعيل الحافظ. 4 (أحمد بن الفضل بن أحمد بن سمكويه.)) أبو العباس الإصبهاني، السمكوي، المهاد، الخياط. شيخ معمر عامي.
266 روى الكثير عن جده لأمه أبي بكر محمد بن إبراهيم الحافظ، العطار، وعبد الرزاق بن الباطرقاني. أخذ عنه: السمعاني، وابن عساكر. مات بإصبهان. 4 (أحمد بن الفضل بن أحمد بن عبد الله.)) أبو العباس القصري، الإصبهاني، المميز، أحد الطلبة. سمع الحديث الكثير وعني به، وبالغ، وقرأ على الشيوخ. وعمر دهرا. سمع: عائشة الوركانية، وعبد الوهاب بن مندة. وعنه: السمعاني، وقال: بقي إلى هذه السنة، وقد جاوز الثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن مخلد بن عبد الرحمن بن أحمد ابن الحافظ الكبيربقي بن مخلد)) بن يزيد. أبو القاسم الأندلسي، القرطبي. سمع من: أبيه بعض ما عنده، ومن محمد بن أحمد بن منظور الإشبيلي. وصحب أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه. وانتفع بصحبته. وأجاز له أبو العباس العذري.) وبرع في الفقه وأفتى، وشوور في الأحكام. وهو من بيت علم وصيانة. وكان بصيرا بالأحكام، دربا بالفتوى، رأسا في معرفة الشروط وعللها. أخذ الناس عنه. روى عنه: أبو القاسم بن بشكوال وأبو بكر بن خير، وأبو القاسم بن الشراط، وآخرون.
267 قال ابن بشكوال: سألت عن مولده، فقال: في شعبان سنة ست وأربعين وأربعمائة. قال: وتوفي في يوم الخميس سلخ ذي الحجة، وصلى عليه ابنه أبو الحسن. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد.)) أبو بكر بن أبي الفتح الدينوري، ثم البغدادي، الفقيه الحنبلي. سمع من: رزق الله التميمي، وجماعة. وتفقه على: أبي الخطاب. وبرع في المناظرة. وكان الإمام أسعد الميهني يقول: ما اعترض أبو بكر الدينوري على دليل أحد إلا ثلمه. قال ابن الجوزي: قال لي شيخنا أبو بكر الدينوري: كنت أتفقه على الإمام أبي الخطاب، وكنت في بدايتي أجلس في آخر الحلقة والناس فيها على مراتبهم، فجرى بيني وبين رجل كان يجلس قريبا من الشيخ كلام. فلما كان في اليوم الآتي جلست على عادتي، فجاء ذلك الرجل، فجلس إلى جانبي، فقال له الشيخ: لم تركت مكانك فقال: أترك مثل هذا فاجلس معه. يزري علي. فوالله ما مضى إلا قليل حتى تقدمت في الفقه، فصرت أجلس إلى
268 جانب الشيخ، وبيني وبين ذلك الرجل رجال. توفي أبو بكر، رحمه الله، في جمادى الأولى. وكان من أئمة المذهب، إلا أنه كان لحانا لا يعرف النحو. روى عنه: أبو طاهر إبراهيم بن محمد بن حمدية العكبري، وغيره. 4 (أحمد بن محمد بن عبد الملك بن عبد الغافر.)) ) أبو نصر الأسدي، البغدادي. سمع: أبا الفرج المخبزي، وأبا بكر الخطيب.
269 وحدث. توفي في ربيع الآخر. ويعرف بابن المطوعة. روى عنه: ذاكر بن كامل، وعبيد الله بن محمد الشاوي القارئ. 4 (أحمد بن محمد.)) أبو العباس الجذامي، المرسي، الزنقي. وزنقا: بزاي، ونون، وقاف، قرية من عمل مرسية. أخذ عن: أبي علي بن سكرة. وأخذ علم الأصول والكلام عن أبي بكر بن سابق الصقلي. وبرع في ذلك صنف، وبعد صيته. روى عنه: أبو جعفر بن الباذش، وأبو عبد الله بن عبد الرحيم. مات بعد الثلاثين تقريبا. 4 (إبراهيم بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن حمدان.)) أبو تمام الصيمري، رئيس بروجرد. ولد سنة ست وأربعين وأربعمائة، وسمع بها.
270 وحج، وسمع بمكة من أبي معشر الطبري. وببغداد من: أبي إسحاق الشيرازي. توفي ببروجرد. وقد كان سمع بها من الحافظ يوسف بن محمد. روى عنه: أبو سعد بن السمعاني. 4 (إسماعيل بن الحافظ أبي صالح المؤذن أحمد بن عبد الملك بن علي.)) النيسابوري، أبو سعد الفقيه، أحد الأئمة. قال ابن السمعاني: كان ذا رأي، وعقل، وعلم.) برع في الفقه. وكان له عز ووجاهة عند الملوك. تفقه على: أبي المعالي الجويني، وأبي المظفر السمعاني. وسمعه أبوه أبو صالح المؤذن من طائفة كبيرة. وكان مولده في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة أو سنة اثنتين. سمع أبو سعد: أباه، وأبا حامد أحمد بن الحسن الأزهري، وأبا بكر أحمد بن منصور المغربي، الحاكم أحمد بن عبد الرحيم الإسماعيلي، وبكر بن محمد بن حيد التاجر، وشجاع بن طاهر المؤدب، ونسيب بن أحمد
271 السبيعي، وأبا العلاء صاعد بن منصور بن محمد بن محمد الأزدي الهروي، وأبا القاسم عبد الكريم القشيري، وعمر بن سعيد بن محمد البحيري، والفقيه أبا الحسن علي بن يوسف الجويني، وأبا سهل محمد بن أحمد الحفصي، وأبا بكر محمد بن الحسين الخبازي المقرئ، والمسيب بن محمد الأرغياني، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، وغيرهم. وأجاز له أبو سعد الكنجروذي. روى عنه: الحافظ محمد بن طاهر مع تقدمه في معجم البلدان. وأنبأنا أحمد بن سلامة، عن محمد بن إسماعيل، أن محمد بن طاهر أجازهم، قال: سمعت أبا سعد إسماعيل بن أحمد النيسابوري ببردشير دار مملكة كرمان يقول: سمعت محمد بن أحمد الصيرفي، سمعت أبا عمرو البحيري الحافظ، سمعت محمد بن موسى الفقيه، سمعت إبراهيم بن محمد المروزي، سمعت محمد بن سعيد الرباطي، سمعت أحمد بن حنبل يقول: طلبنا هذا العلم بالذل، فلا نعطي بالذل. وروى عنه: أبو القاسم بن عساكر وأبو موسى المديني، وأبو الفرج بن الجوزي، والقاضي أبو سعيد عبد الله بن أبي عصرون، وعبد الخالق بن عبد الوهاب الصابوني الخفاف، وأبو القاسم هبة الله بن الحسن السبط، وأبو طاهر علي بن فاذشاه، وعبد الواحد بن أبي المطهر القاسم بن الفضيل الصيدلاني. وقال أبو موسى المديني: أنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد النيسابوري الواعظ، الكرماني المنزل.) قدم علينا مرارا رسولا إلى السلطان من كرمان. وتوفي في آخر شوال. وقال ابن الجوزي: توفي ليلة الفطر.
272 4 (زاد غيره: بكرمان.)) وقال أبو سعد السمعاني: كان ذا رأي، وعقل، وتدبير، وفضل وافر، وعلم غزير. ظهر له العز، والجاه، والثروة. وبقي بكرمان. وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري: كان إماما في الأصول والفقه، حسن الطريقة، مقدما في الذكر. وكان وجيها عند السلطان بكرمان، معظما في أهلها، محترما بين العلماء في سائر البلاد. قرأ الإرشاد على إمام الحرمين. 4 (حرف الباء)) 4 (بختيار بن محمد بن الحسين بن محمد الإصبهاني الخلال.)) ابن عم الحسين بن عبد الملك الخلال. أجاز له عبد الرزاق بن شمة. سمع منه: أبو سعد لسمعاني سنة إحدى وثلاثين، ومات بعد ذلك. وكان معمرا. 4 (بدر بن ثابت بن روح.)) أبو الرجاء الإصبهاني، الراراني، الصوفي، الرجل الصالح. والد المعمر أبي سعيد خليل الراراني.
273 سمع: إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطيان، وأبا الخير بن ررا، وجماعة. سمع منه: أبو سعد السمعاني، وابن عساكر. مات في رمضان عن نحو سبعين سنة. 4 (بدر بن عبد الله.)) أبو النجم الشيحي، الأرمني، مولى المحدث عبد المحسن الشيحي.) سمع الكثير من مولاه، وطال عمره. وحدث عن: أبي بكر الخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، والصريفيني، وجماعة. وما كان يعرف شيئا. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وجماعة. قال أبو سعد: سمعت بعض الطلبة يقول، والعهدة عليه: طلبت من بدر الشيحي إجازة لبعض الناس، فقال: كم تستجيزون ما بقي عندي إجازة أجيزها لكم. روى عنه: أبو الفرج بن الجوزي وقال: كان سماعه صحيحا. وتوفي في رابع وعشرين رمضان من ثمانين سنة، ودفن عند مولاه. قلت: آخر من حدث عنه أبو الفرج محمد بن هبة الله الوكيل.
274 4 (بزواش.)) مقدم عساكر دمشق، سار بالجيش فحارب الفرنج ونصر عليهم، وجاء الجند بالسبي، وكان شجاعا، فاتكا، مفسدا، في شر وجهل. استوحش من صاحب دمشق شهاب الدين محمود بن بوري، فأقام بظاهر البلد. ثم راسله وخدعه، فدخل إليه فتركه أياما، وقتله على يد الشمسية، وأخرج ملفوفا في كساء، ودفن بقبته التي بالعقيبة، تعرف بقبة بزواش. وولي أتابكية العسكر بعده معين الدولة أنز. 4 (بقش السلاحي.)) من كبار أمراء الدولة. قال ابن الجوزي: قبض عليه السلطان، وحبس بتكريت. ثم أمر بقتله
275 بعد قليل، فغرق نفسه، فأخرج من الماء وقطع رأسه وحمل إلى السلطان. 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن أحمد بن محمد.)) الواعظ أبو علي الأنصاري، الصوفي، الملقب بالبركان. سمع: رزق الله التميمي، والنعالي.) وعنه: السمعاني، وابن سكينة، وجماعة. مات في شوال. 4 (الحسن بن علي بن الحسن بن عبيد الله.)) أبو محمد العلويي، الحسيني، البلخي، الرئيس. أحد الكبار المذكورين بالسخاء والجود، ومحبة العلماء. كانت داره مجمع الفضلاء. سمع: أبا علي الوحشي، وغيره. وحدث بسنن أبي داود. روى عنه: محمد بن علي بن ياسر الحنائي.
276 4 (الحسين بن تكمش بن بزدمر.)) أبو الفوارس التركي، ثم البغدادي. سمع: مالكا البانياسي، ورزق الله التميمي. وتصوف، وصحب أبا بكر الطريثيثي. وكان حسن السيرة، له شعر وكلام في المعرفة. توفي في شعبان. 4 (الحسين بن طلحة بن الحسين بن أبي ذر محمد بن إبراهيم الصالحاني.)) أبو عبد الله. إصبهاني، جلد، مسند.
277 كان يؤدب. حدث عن: أبي القاسم إبراهيم سبط بحرويه. روى عنه: ابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو موسى، وآخرون. وتوفي في شوال، أو في ذي القعدة، قاله أبو موسى. وقال عبد الرحيم الحاجي: توفي في أواخر رجب. وكناه: أبا منصور. وقال ابن السمعاني: مولده في سنة.)) 4 (الحسين بن عبد الملك بن الحسين بن محمد بن علي.)) الشيخ أبو عبد الله الإصبهاني، الخلال، الأديب، النحوي، البارع، المحدث، الأثري. سمع: أبا الفضل عبد الرحمن بن الحسين الرازي، وأحمد بن محمود الثقفي، وأبا طاهر عمر الحرفي، وإبراهيم بن منصور السلمي السبط، وعبد الرزاق بن هتمة، وأبا الفضل أحمد الباطرقاني، وسعيد بن أبي سعيد العيار، وعبيد الله وعبد الرحمن وعبد الوهاب أولاد ابن مندة، وطائفة. وقدم بغداد وسمع بها من: أبي القاسم بن بيان، وابن نبهان وحدث بها بالبخاري، عن العيار. وكان أحد من عني بهذا لشأن. ولد في صفر سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم الدمشقي، وأبو موسى المديني، وأبو المجد زاهر بن أحمد الثقفي، وأبو نجيح فضل الله بن عثمان،
278 والمؤيد ابن الأخوة، ومحمود بن أحمد المضري، وتقية بنت أموسان، ومحمد بن أبي نجيع النعماني، ومحمد بن معمر بن الفاخر، وخلق سواهم. قال ابن السمعاني: رأيته بعد أن أضر وكبر، وكان حسن المعاشرة والمحاورة، بساما، كثير المحفوظ. قرأ عليه ابن ناصر صحيح البخاري. وكان عزيز النفس، قانعا، لا يقبل من أحد شيئا، مع احتياجه. خرج له محمد بن أبي نصر اللفتواني معجما في أكثر من عشرة أجزاء. قلت: سمع منه البخاري: عبد الرحمن بن جامع، وعبد الخالق بن وهاب الصابوني. وسمع منه مسند أبي يعلى بروايته عن سبط بحرويه: أبو القاسم بن عساكر، والمؤيد هشام ابن الأخوة، وزاهر الثقفي. وحدث بمسند الروياني، عن أبي الفضل الرازي. وكان ثقة صدوقا، إماما في العربية، كثير المحاسن. توفي، رحمه الله، في حادي عشر جمادى الأولى، وكان يلقب بالأثري. 4 (الحسين بن علي بن الحسين بن أحمد بن أشليها.)) أبو علي الدمشقي.) سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، ونصر المقدسي، وغيرهما. روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وعبد الخالق بن أسد، وغيرهما. وتوفي في جمادى الأولى، وله اثنتان وثمانون سنة. 4 (حيدرة بن بدر.)) أبو يعلى العباسي، الهاشمي، ثم الرشيدي، الواسطي، المعدل.
279 سمع شهاب القضاعي من الحميدي. رواه عنه أبو الفتح المندائي. مات في جمادى الأولى، قاله الدبيثي. 4 (حرف الخاء)) 4 (خالد بن عمر بن محمد بن عبد الله.)) أبو الفتح الإصبهاني، أخو الحافظ أبي نصر الغازي. روى عن: أبي عمرو بن مندة. وعنه: أبو موسى المديني، وغير واحد. توفي في صفر. 4 (خلف بن يوسف بن فرتون.)) أبو القاسم بن الأبرش، الأندلسي، الشنتريني، النحوي. روى عن: عاصم بن أيوب، وأبي الحسين بن السراج، وأبي علي الغساني. وكان رأسا في العربية واللغات، مع الفضل، والدين، والخير، والانقباض. وكان كثير التجول في الأندلس. ومن محفوظاته كتاب سيبويه.
280 وهو القائل: * لو لم يكن لي آباء أسود بهم * ولم يثبت رجال العرب لي شرفا * * ولم أنل عند ملك العصر منزلة * لكان في سيبويه الفخر لي وكفا * توفي بقرطبة في ذي القعدة، ولم يقرأ عليه كثير أحد لأخلاقه. 4 (حرف السين)) 4 (سعدة بنت السلطان بركياروق.)) ) زوجة السلطان مسعود. توفيت بهمذان. 4 (سعيد بن أبي الرجاء محمد بن أبي منصور بكر بن أبي الفتح بن بكر بن الحجاج.)) أبو الفرج الهمذاني، الصيرفي، الخلال، السمسار في الدور. ولد سنة أربعين تقريبا، وسمع سنة ست وأربعين وأربعمائة من أحمد بن محمد بن النعمان القضاض مسند العدني، بروايته عن ابن المقرئ. وسمع مسند أحمد بن منيع، من الشيخ عبد الواحد بن أحمد المعلم. وحدث بالكتابين، وبمسند أبي يعلى، رواه ملفقا عن إبراهيم سبط
281 بحرويه، عن ابن النعمان. وحدث أيضا عن: أحمد بن الفضل الباطرقاني، ومنصور بن الحسين، وعبد الله بن شبيب، وأبي نصر إبراهيم بن محمد الكسائي، وأبي جعفر أحمد بن محمد بن هاموشة، وأبي مسلم محمد بن علي بن مهربزد، وسعيد بن أبي سعيد العيار، وخلق. روى عنه: الحافظان ابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو موسى، وأبو الخير عبد الرحيم بن موسى، وعبد الواحد بن محمد التاجر، ومحمد بن أبي القاسم بن الفضل، ومحمود بن أحمد الثقفي الخطيب، ومحفوظ بن أحمد الثقفي، وزاهر بن أحمد الثقفي، وأبو مسلم ابن الأخوة، وعائشة بنت معمر، وعين الشمس بنت أبي سعيد ابن سليم، وزليخا بنت أبي حفص الغضائري، وآخرون. وكان عبد الرحيم ابن الأخوة يقول: ثنا سعيد بن أبي الرجاء الدوري، لأنه كان يبيع الدور. وقد سئل أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل عنه فقال: كثير السماع، لا بأس به. وقال أبو سعد السمعاني: شيخ، صالح، مكثر، صحيح السماع. سمعه خاله الكثير، وعمر. وكان حريصا على الرواية. سمعت منه الكثير، ولازمته. قال لي: رويت ببغداد جزءا واحدا. توفي في تاسع عشر صفر. وخاله هو محمد بن أحمد الخلال.)) 4 (حرف الطاء)) 4 (طلحة بن أبي غالب بن عبد السلام.)) أبو محمد البغدادي، الرناني الفواكهي، سبط يوسف المهرواني.
282 قال ابن السمعاني: كان فقيرا، مستورا، صحيح السماع، مشتغلا بالكسب يحرر النعال واللوالك. سمع من: القاضي أبي يعلى بن الفراء مجلسين وجزءا. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، وأبو اليمن الكندي، وآخرون. قال ابن السمعاني: لم يتفق لي السماع عنه. توفي في ربيع الآخر أو بعده. قلت: قل ما سمع هذا الشيخ. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الرحمن بن الحسين بن نصر بن عبيد الله بن المرهف.)) أبو القاسم النهاوندي، الفقيه. ولي القضاء مدة ببلده. وكان أبوه قد سكن بغداد، وولد بها أبو القاسم، وسمع من شيوخها من: هزارمرد الصريفيني، وأبي الحسين بن النقور، وطائفة. وحدث ببلده. قال أبو سعد السمعاني: خرجت من بروجرد إلى نهاوند قاصدا لأكتب عن أبي القاسم، فلما وصلت إليها لقيت جنازة وجماعة تشيعها، فسألت: جنازة من فقيل لي: جنازة القاضي أبي القاسم بن المرهف. فنزل بي من الحزن والتحسر ما الله به عليم. وكان قد توفي بهمذان، وحملوه إلى بلده نهاوند، ودفن بها في المحرم. 4 (عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة.)) أبو مروان اللخمي، الباجي، من علماء إشبيلية.
283 روى عن: أبيه، وعمه أبي عبد الله محمد، وأبي عمر محمد، وابن عمه عبد الله بن علي. قال ابن بشكوال: كان من أهل الحفظ للمسائل، متقدما في معرفتها، استقضي بإشبيلية مرتين.) وكان من أهل الصرامة والنفوذ في أحكامه. وقد ناظر الناس، وتفقهوا عليه. وحدث، وكف بصره. وتوفي في رجب، وله خمس وثمانون. 4 (عبد الملك بن عبد الواحد بن الحسن.)) أبو الفضل بن زريق الشيباني، البغدادي القزاز. عم الشيخ أبي منصور عبد الرحمن. شيخ صالح، سمع: أبا الحسين بن النقور. قال ابن السمعاني: حدثني عنه جماعة من أصحابنا. 4 (عبد المنعم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن.)) أبو المظفر بن القشيري النيسابوري. آخر من بقي من أولاد الشيخ. ولد سنة خمس وأربعين وأربعمائة، وسمع مسند أبي يعلى من أبي سعد الكنجروذي، وسمع مسند أبي عوانة من أبيه.
284 وسمع من: أبي عثمان سعيد بن محمد البحيري، وأبي بكر البيهقي، وأبي الوليد الدربندي، وأبي بكر بن خلف المغربي، وجماعة بنيسابور. وأبا الحسين بن النقور، وأبا القاسم يوسف النهرواني، وعبد العزيز بن علي الأنماطي، وعبد الباقي بن غالب العطار ببغداد. وأبا علي الشافعي، وأبا القاسم الزنجاني بمكة. وحدث بنيسابور، وبغداد. روى عنه: عبد الوهاب الأنماطي، وأبو الفتح محمد بن علي بن عبد السلام، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وعبد الرحيم بن الشعيري، وأخته أم المؤيد زينب، وجماعة. وقد ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ، ظريف، مستور الحال، سليم الجانب، غير مداخل للأمور. نشأ في حجر أخيه أبي نصر، وحج معه. ثم خرج ثانيا إلى بغداد، وأقام بها مدة، وخرج إلى كرمان في أيام الصاحب مكرم ابن العلاء،) فأنعم عليه. سمعت منه مسند أبي عوانة وأحاديث السراج في اثني عشر جزءا، والرسالة لوالده. وكان حسن الإصغاء إلى ما يقرأ عليه. كان ابن عساكر يفضله في ذلك على الفراوي. وفد بغداد ثالثا، وحدث بها. توفي بين العيدين. وقد ذكره ابن أخته عبد الغافر في تاريخه. وقال في ترجمته: وقد خرج له أبوه جزءا جزءا القوائد، سمعت منه. وقال ابن النجار: قال السمعاني: لزم البيت، واشتغل بالعبادة وكتابة المصاحف رحمه الله.
285 4 (عبد الواحد بن حمد بن عبد الواحد.)) أبو الوفا الإصبهاني، الشرابي، الصباغ، من شيوخ أبي موسى المديني. توفي في ثامن جمادى الأولى. سمع: أبا طاهر بن محمود الثقفي، وأبا القاسم إبراهيم سبط بحرويه، وأبا عثمان العيار. وكان محتاجا، مقلا، يطلب على الرواية. وكان دينا محله الصدق. ولد سنة ست وأربعين. روى عنه أيضا ابن السمعاني. 4 (علي بن محمد بن عبيد الله بن بكار.)) أبو الحسين البغدادي، المقرئ، الوقاياتي. حدث عن: مالك البانياسي. وليس بثقة، كان يلحق اسمه في الطباق. 4 (علي بن الخضر السلمي، الدمشقي.)) المعدل. زوج بنت القاضي، الزكي، أبي الفضل.
286 صحب الفقيه نصر المقدسي، وحدث عنه باليسير.)) 4 (علي بن عبد الله بن محمد بن سعيد بن موهب.)) أبو الحسن الجذامي، الأندلسي، المريي. مكثر عن: أبي العباس العذري. وروى أيضا عن: أبي إسحاق بن وردون القاضي، وأبي بكر ابن صاحب الأحباس القاضي. وأجاز له أبو عمر بن عبد البر، وأبو الوليد الباجي. قال ابن بشكوال: كان من أهل المعرفة، والعلم، والذكاء، والفهم. صنف في التفسير كتابا مفيدا، وله معرفة في أصول الدين وحج، وأخذ الناس عنه. وكتب إلينا بالإجازة. ولد في عاشر رمضان سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وتوفي في السادس عشر من جمادى الأولى، وله إحدى وتسعون سنة. كتب إلي سعد الخير وغيره أن أبا القاسم بن أخبرهم: أن عبد الله ابن محمد الأشيري بحلب سنة تسع وخمسين وخمسمائة، أنا علي بن عبد الله بن موهب الجذامي، أنا أبو عمر بن عبد البر الحافظ: أنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن، نا محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب: ثنا
287 علي بن حرب، نا سفيان، عن عاصم سمع ذرا يقول: أتيت صفوان بن عسال، فقال: ما جاء بك قلت: ابتغاء العلم. قال: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يطلب. كذا رواه علي بن حرب موقوفا. 4 (علي بن علي بن عبيد الله.)) أبو منصور البغدادي، الأمين. سمع الجعديات من الصريفيني. وسمع من: جعفر السراج، وأبي الحسن العلاف، وأبي عبد الله النعالي. روى عنه: ابنه عبد الوهاب ابن سكينة، وأبو سعد السمعاني، وابن عساكر، وأبو موسى، وآخرون. كان يسكن دار الخلافة، ثم انتقل إلى ربطا صهره شيخ الشيوخ. قال ابن السمعاني في الذيل: شيخ كبير، متدين، ثقة خير، كثير الصلاة، والصدقة، والخيرات،) مبادرا إلى الطاعات، صام صوم داود خمسين سنة. وكان مع هذه العبادة حسن المعاشرة، دمث الأخلاق، صحب الكبار، وتخلق أخلاقهم. ما رأيت في البغداديين مثله. ولد في المحرم سنة تسع وأربعين وأربعمائة، وتوفي في خامس ذي القعدة، وجاءنا نعيه ونحن بالحلة متوجهين إلى الحج. وروى ابن الجوزي وقال: كان تحت يده أموال اليتامى. 4 (علي بن قاسم بن مظفر بن علي.)) أبو الحسن بن الشهرزوري الموصلي الشافعي القاضي.
288 قال ابن عساكر: ولي قضاء واسط، ثم قضاء الرحبة، ثم قضاء الموصل. وقد قدم مع قسيم الدولة زنكي حين حاصر دمشق. وكان حسن الاعتقاد، فهما، رجلا من الرجال. توفي بحلب في رمضان، وحمل تابوته إلى الرقة. وهو أحد الإخوة. 4 (علي بن هبة الله.)) البصري، البزاز، المغفل. سمع الكثير من: أبي علي بن المهتدي، وطبقته. وكتب بخطه. وله حكايات في التغفل، قيل رآه بعضهم ويداه مفتوحتان، كأنه يعانق شيئا، فقيل: ما شأنك قال: طلبت أمي أجانة في هذا القدر. وقال آخر: لقيته ومعه كوز زيت يرشح، فأعلمته، فقلبه ليرى الخرم، فساح الزيت على ثيابه. وكان رجلا خيرا. 4 (عمر بن محمد بن عمويه بن سعد بن الحسن بن القاسم بن علقمة ابن النضر بن معاذ بن)) عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق. التيمي، البكري، أبو حفص السهروردي، الصوفي، نزيل بغداد. تفقه على أبي القاسم الدبوسي، وخدم الصوفية في رباط الشرط بالجانب الشرقي.) وسمع: عاصم بن الحسن، ورزق الله التميمي، وغيرهما. سمع منه: أبو شجاع عمر البسطامي، وابن أخيه أبو النجيب عبد القاهر السهروردي. وكان جميل الأمر، مرضي الطريقة. لبس منه الخرقة أبو النجيب.
289 وكان مولده سنة. وتوفي ثامن ربيع الأول. وهو إدراك شيخ الرباط المذكور. 4 (حرف الفاء)) 4 (فاطمة بنت علي بن المظفر بن الحسين بن زعبل.)) البغدادي أبوها، النيسابورية، أم الخير. قال أبو سعد السمعاني: هي امرأة صالحة، من أهل القرآن. تعلم الجواري القرآن. سمعت من أبي الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي جميع صحيح مسلم، وغريب الخطابي أيضا، وغير ذلك. مولدها في سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، وتوفيت في أوائل المحرم سنة اثنتين وثلاثين، وقيل: سنة ثلاث وثلاثين. قلت: روى عنها ابن السمعاني، وابن عساكر، والمؤيد، وزينب الشعرية.
290 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن إبراهيم بن غالب.)) أبو بكر العامري، الأندلسي، الشلبي، خطيب شلب. أخذ العربية عن أبي الحجاج الأعلم، وبرع في الآداب، واشتهر بها، وطال عمره. وسمع صحيح البخاري من أبي عبد الله بن منظور. وتوفي في جمادى الأولى، وله ست وثمانون سنة. قاله ابن بشكوال. وتوفي ابن منظور سنة سبع وستين.)) 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد.)) أبو بكر المروروذي، ثم البلخي. من مسموعاته: جامع الترمذي، عن أبي عبد الله محمد بن محمد المحمدي، عن أبي القاسم الخزاعي، عن الهيثم بن كليب، عنه. حدث في هذا العام. قاله السمعاني. 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن أحمد.)) أبو غالب الصيقلي، الدامغاني، ثم الجرجاني. نزيل كرمان. ولد سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. ورحل في طلب الحديث، وسمع
291 الكثير. وكان صالحا ثبتا، من أهل السنة. روى عن: الفضيل بن عبد الله المحب، وأبي عمرو بن مندة، وإسماعيل ابن مسعدة، وغيرهم. روى عنه: أبو موسى المديني. وتوفي في هذه السنة بكرمان. وكان كبير الصوفية هناك. وروى عنه: عبد الخالق بن الصابوني، وأبو سعد السمعاني. 4 (محمد بن حسين بن أحمد بن محمد.)) أبو عبد الله الأنصاري، الأندلسي، المريي. روى عن: أبي علي الغساني، وأبي محمد بن أبي قحافة، ويزيد بن أبي المعتصم، وعبد الباقي بن محمد. وصحب الشيخ أبا عمر بن التمتاش الزاهد. وكان متحققا بالحديث ونقله، منسوبا إلى معرفة الرجال. له كتاب مليح في الجمع بين الصحيحين. أخذه الناس عنه.) قال ابن بشكوال: كان دينا، فاضلا، متواضعا، متبعا للآثار والسنن، ظاهري المذهب. كتب إلينا بالإجازة. وتوفي في المحرم، وله ست وسبعون سنة.
292 وقال غيره: كان يعرف بابن أبي أحد عشر. 4 (محمد بن حمد بن عبد الله.)) أبو نصر الإصبهاني، الكبريتي، الفواكهي، القباني، الوزان. شيخ صالح. سمع: أحمد بن المفضل الباطرقاني، وأبا مسلم بن مهربزود. روى عنه: أبو سعد بن السمعاني، وأبو موسى المديني، وابن عساكر، وجماعة. توفي في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة، وآخر أصحابه محمود بن أحمد الثقفي. 4 (محمد بن حمد بن منصور العطار.))
293 أبو نصر الإصبهاني. يروي عن: سعيد العيار، وغيره. وعنه: أبو موسى. توفي في نصف ربيع الأول. 4 (محمد بن حمزة بن إسماعيل.)) أبو المناقب العلوي، الحسيني، الهمذاني. قال ابن السمعاني: فاضل، شاعر، كتب الكثير بخطه، وطلب، وطاف على الشيوخ، وصنف، وجمع. ورحل إلى بغداد، وإصبهان، وحدث. وقال ابن ناصر: فيه تساهل في الأخذ والسماع، وهو ضعيف عند أهل بلده. سمع من: الشيخ أبي إسحاق الشيرازي لما ورد همذان. ومولده في سنة ست وستين وأربعمائة. وتوفي في شوال. وقيل: توفي سنة ثلاث.) روى عنه: ابن عساكر، وأبو محمد بن الخشاب. 4 (محمد بن عبد الملك بن محمد بن عمر.))
294 الإمام، أبو الحسن الكرجي، الفقيه، الشافعي. ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وسمع: مكي بن منصور السلار، وجده أبا منصور الكرجي. وسمع بهمذان: أبا بكر بن فنجويه الدينوري، وغيره. وبإصبهان: أحمد بن عبد الرحمن الذكواني. وببغداد الحسين بن العلاف، وابن نبهان. وحدث. روى عنه: ابن السمعاني، وأبو موسى المديني، وجماعة. قال ابن السمعاني: رأيته بالكرج، إمام، ورع، فقيه، مفت، محدث خير، أديب، شاعر. أفنى عمره في جمع العلم ونشره. وكان لا يقنت في الفجر ويقول: قال الشافعي: إذا صح الحديث فاتركوا قولي وخذوا بالحديث. وصح عندي أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك القنوت في صلاة الصبح. وله القصيدة المشهورة في السنة، نحو مائتي بيت، شرح فيها عقيدة السلف، وله تصانيف في مذهب التفسير. كتبت عنه الكثير، وتوفي في شعبان. قلت: أول قصيدته: * محاسن جسمي بدلت بالمعائب * وشيب فودي الحبائب * منها: * عقائدهم أن الإله بذاته * على عرشه مع علمه بالغرائب * ومنها: * ففي كرج، والله، من خوف أهلها * يذوب بها البدعي بأشر ذائب *
295 * يموت ولا يقوى لإظهار بدعة * مخافة حز الرأس من كل جانب * ومن شعره:) * العلم ما كان فيه قال حدثنا * وما سواه إنما خبط في الظلام * * دعائم الدين آيات مبينة * وبينات من الأخبار أعلام * 4 (محمد بن علي بن أحمد.)) أبو عبد الله التجيبي، الغرناطي، النوالشي المقرئ الأستاذ. أخذ القراءات علما وإتقانا عن: أبي داود بن نجاح، وابن البياز، وابن الدوش، وأبي الحسين العيشي، وخازم بن محمد القرطبي. قال ابن الآبار: تصدر للإقراء وبعد صيته لإتقانه وصلاحه. وأخذ الناس عنه. وقد وجدت سماع عبد المؤمن بن الخلوف الغرناطي المقرئ منه على
296 الرعاية لمكي في سنة اثنتين وثلاثين. ومن تلامذته: ابن عروس، وعبد الوهاب بن غياث وغيرهما. 4 (محمد بن عمر بن أميرجة.)) أبو المكارم الأشهبي، المحدث، الحافظ، نزيل بلخ. قال أبو سعد السمعاني: الأشهبي لقب له، وهو حافظ. سافر إلى الهند، وجال في خراسان، وكتب الكثير. وسمع بهراة: الزاهد محمد بن علي العميري، وأبا عطاء عبد الأعلى بن المليحي. وببلخ: أحمد بن محمد الخليلي. وتوفي في شوال. ولقي بخراسان نصر الله الخشنامي. مولده سنة ست وستين وأربعمائة. 4 (محمد بن الفضل بن محمد بن علي.)) أبو بكر الخالنجاني.
297 شيخ صالح، مقرئ، معمر. سمع: أبو مسلم بن مهريزد، وأحمد الباطرقاني، وأبا منصور بكر بن حيد. كتب عنه: السمعاني، وغيره.) مات في رمضان. 4 (محمد بن محمد بن طاهر بن النعمان.)) أبو بكر الإصبهاني، الدلال. من أصحاب عبد الرحمن بن مندة. روى عنه، وعن أخيه أبي عمرو. سمع منه: السمعاني وقال: كبير مسن. ثم ورخه. 4 (محمد ابن الشريف أبي الفضل محمد بن عبد السلام بن أحمد.)) الأنصاري، البغدادي، أبو الحسن. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، وأبا محمد الصريفيني، وابن النقور. روى عنه: ابن عساكر، والسلفي، وجماعة. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (محمد بن نجاح.)) أبو عبد الله الأموي، القرطبي، الفقيه المالكي. تفقه على أبي جعفر بن رزق. روى عن: أبي الحسن حمدين، وأبي علي الغساني، وأبي عبد الله محمد ابن فرج.
298 وذكر لي أنه سمع على أبي القاسم حاتم بن محمد كتاب الملخص للقابسي، قاله ابن بشكوال. قال: وذكر أن أبا العباس العذري أجاز له، ورأيت له تخليطا كثيرا ارتبت منه. توفي في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن ناصر بن أحمد بن أبي عياض.)) أبو نصر السرخسي، العياضي، الواعظ الشهير. سمع: السيد أبا الحسين محمد بن محمد، وعبد الواحد بن عبد الرحمن الزبيري المعمر، وجماعة. مات رحمه الله في ذي الحجة. قاله السمعاني.)) 4 (محمد بن أبي النجم بن محمد.)) أبو طاهر المروزي، الشوالي، الخطيب.
299 رجل خير، ذكره ابن السمعاني فقال: سمع محمد بن أبي عمران الصفار، وأبا الفتح أحمد بن عبد الله الزندانقاني، وغيرهما. ورحل من قرية شوال إلى مرو، وحدث بصحيح البخاري، وانتخب له أجزاء. 4 (محمد بن أبي نصر محمود بن أحمد بن أبي نصر.)) الواعظ، أبو بكر الإصبهاني، المعروف بقل هو الله جران. روى عن: أبي مطيع. وعنه: أبو موسى المديني. ومات كهلا بواسط غريبا، رحمه الله. 4 (معقل بن الحسين بن أبي نزار.)) البغدادي الحاجب. سمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا منصور العكبري. روى عنه أبو القاسم بن عساكر، ويوسف بن مقلد. وتوفي في المحرم. وكان من كبار الحجاب، ثم إنه زاهد، متصوف. 4 (منصور الراشد بالله.))
300 أمير المؤمنين أبو جعفر بن المسترشد بالله الفضل بن المستظهر بالله أحمد بن المقتدي بالله عبد الله، الهاشمي، العباسي. ولد سنة اثنتين وخمسمائة. ويقال إنه ولد مسدودا، وأحضروا الأطباء، فأشاروا بأن يفتح له مخرج بآلة من ذهب، ففعل ذلك به فنفع. وأمه أم ولد. خطب له أبوه بولاية العهد في سنة ثلاث عشرة. قال ابن واصل القاضي: حكي عمن كان يدخل إلى دار الخلافة ويطلع على أسرارهم، أن) الخليفة المسترشد أعطى ولده الراشد، وعمره أقل من تسع سنين، عدة جواري، وأمرهن أن يلاعبنه. وكانت فيهن جارية حبشية، فحملت من الراشد، فلما ظهر الحمل وبلغ ذلك المسترشد أنكره، فسألها، فقالت: والله ما تقدم إلي سواه، وإنه احتلم. فسأل باقي الجواري، فقلن كذلك. فأمر أن تحمل الجارية قطنا، ثم دخلها الراشد، ثم أخرجت القطن وعليه المني، ففرح المسترشد وهذا من أعجب الأشياء. ثم وضعت الجارية ولدا سماه أمير الجيش. وقد قيل إن صبيان تهامة يحتلمون لتسع، وكذلك نساؤهم. وكان للراشد نيف وعشرون ولدا. بويع بالخلافة في ذي القعدة سنة تسع وعشرين. وكان أبيض، مليحا، تام الخلق، شديد الأيد، شجاعا. قيل إنه كان في بستان دار الخلافة أيل عظيم الشك، اعترض في البستان، وأحجم الخدم عنه، فهجم هو عليه، وأمسك بقرنيه ورماه إلى الأرض وطلب منشارا، وقطع قرنيه. وكان حسن السيرة، جيد الطوية، يؤثر العدل، ويكره الشر.
301 وكان فصيحا، أديبا، شاعرا، سمحا، جوادا، لم تطل أيامه حتى خرج من بغداد إلى الموصل، ودخل ديار بكر، ومضى إلى أذربيجان، ومازندران، ثم عاد إلى إصبهان. وأقام على باب إصبهان إلى أن قتلته الملاحدة هناك. وكان بعد خروجه من بغداد وصول السلطان مسعود بن محمد إليها، فاجتمع بالكبار، وخلع الراشد بالله، وبايع عمه الإمام المقتفي. ودام الأمر سنة للراشد قبل ذلك. قال ابن ناصر الحافظ: دخل السلطان محمود إلى بغداد وفي صحبته أصحاب المسترشد بالله الوزير علي بن طراد، وصاحب المخزن ابن طلحة، وكاتب الإنشاء، فخرج الراشد بالله طالبا إلى الموصل في صحبة أميرها زنكي. وفي اليوم الثالث أحضروا ببغداد القضاة والعلماء عند الوزير علي بن طراد، وكتبوا محضرا) فيه شهادة طائفة بما جرى من الراشد بالله من الظلم، وأخذ الأموال، وسفك الدماء، وشرب الخمر، واستفتوا العلماء في من فعل ذلك، هل تصح إمامته وهل إذا ثبت فسقه يجوز لسلطان الوقت أن يخلعه، ويستبدل به خيرا منه فأفتوا بجواز خلعه، وفسخ عقده ووقع الاختيار على تولية الأمير أبي عبد الله محمد بن المستظهر بالله، فحضر السلطان مسعود والأمراء إلى دار الخلافة، وأحضر الأمير أبو عبد الله، وحضر الوزير، وأبو الفتوح بن طلحة، وابن الأنباري الكاتب، وبايعوه، ولقب بالمقتفي لأمر الله، وبايع الخلق وعمره أربعون سنة، وقد وخطه الشيب. وخرج الراشد بالله من الموصل إلى بلاد أذربيجان، وكان معه جماعة، فقسطوا على مراغة مالا، وعاثوا هناك، ومضوا إلى همذان فدخلوها. وقتلوا جماعة، وصلبوا آخرين، وحلقوا لحى جماعة من العلماء وأفسدوا. ثم مضوا إلى نواحي إصبعان فحاصروا البلد ونهبوا القرى. ونزل الراشد بظاهر إصبهان، ومرض مرضا شديدا، فبلغنا أن جماعة من العجم كانوا فراشين معه دخلوا عليه خركانة في سابع وعشرين رمضان، فقتلوه بالسكاكين، ثم قتلوا كلهم. وبلغنا أنهم كانوا سقوه سما، فلو تركوه لما عاش. وبنى له هناك تربة، سامحه الله.
302 قال ابن السمعاني: قتل فتكا في سادس وعشرين رمضان صائما، ودفن في جامع مدينة جي. وعقد له العزاء ببغداد. وعاش ثلاثين سنة. وقال العماد الكاتب: كان له الحسن اليوسفي، والكرم الحاتمي، بل الهاشمي استدعى والدي صفي الدين ليوليه الوزارة، فتعلل عليه. خلف ببغداد نيفا وعشرين ولدا ذكرا. وقال ابن الجوزي: في سبب موته ثلاثة أقوال: أحدها، أنه سقي السم ثلاث مرات. والثاني، أنه قتله الفراشون. والثالث: أنه قتلته الباطنية. وجاء الخبر، فقعدوا له للعزاء يوما واحدا.) وقد ذكر الصولي أن الناس يقولون أن كل سادس يقوم للناس يخلع، فتأملت هذا، فرأيته عجبا. اعتقد الأمر لنبينا صلى الله عليه والسلام، ثم قام بعده أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، والحسن فخلع، ثم معاوية، ويزيد، ومعاوية، بن يزيد، ومروان، وعبد الملك، وابن الزبير، فخلع وقتل ثم الوليد، وسليمان، وعمر، ويزيد، وهشام، والوليد، فخلع وقتل، ثم لم ينتظم لبني أمية أمر، فولي السفاح، والمنصور، والمهدي، والهادي، والرشيد، والأمين، فخلع وقتل ثم المأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل، والمنتصر، والمستعين، فخلع وقتل، ثم المعتز، والمهتدي، والمعتمد، والمعتضد، والمكتفي، والمقتدر، فخلع، ثم رد، ثم قتل ثم القاهر، والراضي، والمتقي، والمستكفي، والمطيع، والطائع فخلع ثم القادر، والقائم، والمقتدي، والمستظهر، والمسترشد، والراشد، فخلع. قلت: وهذا الفصل منخرم بأشياء، أحدها قوله: وعبد الملك وابن الزبير وليس الأمر كذلك بل ابن الزبير خامس، وبعده عبد الملك، أو كلاهما خامس أو أحدهما خليفة، والآخر خارج على نزاع بين العلماء في أيهما خارج على الأمر. والثاني تركه لعدد يزيد الناقص وأخيه إبراهيم الذي خلع، ومروان،
303 فيكون الأمير باعتبار عددهم تاسعا، فلا يستقيم ما ادعاه. والمستعين خلعوه أيضا كما قال، وخلعوا الذي بعده، وهو المعتز بالله، وقتلوا المهتدي بالله، رضي الله عنه، وخلعوا القاهر وسملوه. فليس الخلع مقتصرا على كل سادس لو صح العدد. 4 (حرف النون)) 4 (نوشروان بن خالد بن محمد.)) الوزير، أبو نصر القاشاني، الفيني، وفين: من قرى قاشان. وزير الدولتين جميعا للخليفة المسترشد، وللسلطان محمود بن محمد. قال ابن السمعاني: كان قد جمع الله فيه الفضل الوافر، والعقل الكامل، والتواضع، والخيرية، ورعاية الحقوق. أدركته ببغداد وقد كبر وأسن وتضعضع، وأقعده العجز في داره بالحريم الظاهري. عاقني المرض عن الحضور عنده.) وقد حدث عن: عبد الله بن الحسن الكامخي العبادي. وسمع منه جماعة من أصحابنا. وكان هو السبب في إنشاء مقامات الحريري، وكان يميل إلى التشيع.
304 قال ابن الجوزي: كان عاقلا مهيبا، عظيم الخلقة. دخلت عليه فرأيت من هيبته ما أدهشني. وكان كريما. سأله رجل خيمة، فلم تكن عنده، فأرسل إليه مائة دينار، وقال: إشتر بها خيمة. فكتب إليه الرجل، وهو أبو بكر الأرجاني الشاعر: * لله در ابن خالد رجلا * أحيا لنا الجود بعدما ذهبا * * سألته خيمة ألوذ بها * فجاء لي ملء خيمة ذهبا * وكتب إليه الحريري صاحب المقامات: * ألا ليت شعري والتمني تعلة * وإن كان ثمة راحة لأخي الكرب * * أتدرون أني مذ نأت دياركم * وشط اقترابي من جنابكم الرحب * * أكابد شوقا ما يزال أواره * يقلبني في الليل جنبا على جنب * * وأذكر أيام التلاقي فأنثني * لتذكارها بادي الأسى طائر اللب * * ولي جنة في كل وقت إليكم * ولا جنة الصاديء إلى البارد العذب * * ومما شجا قلبي المعنى وشقه * رضاكم بإهمال الإجابة عن كتبي * * وقد كنت لا أخشى مع الذنب جفوة * فقد صرت أخشاها وما لي من ذنب * * ولما سرى الوفد العراقي نحوكم * وأعوزني المسرى إليكم مع الركب * * جعلت كتابي نائبي عن ضرورة * ومن لم يجد ماء تيمم بالترب *
305 قال ابن النجار: أنوشروان الوزير، ولد بالري في رجب سنة تسع وخمسين وأربعمائة، ووزر ثم عزل، ثم أعيد. وكان موصوفا بالجود والإفضال، محبا للعلماء. أحضر ابن الحصين إلى داره يسمع أولاده مسند أحمد بقراءة ابن الخشاب. وأذن للناس في الدخول، فعامة من سمعه ففي داره.) روى عنه: أبو القاسم بن عساكر في معجمه. وسماعه من الساوي في سنة ثمان وسبعين. توفي في رمضان، ودفن بداره، ثم نقل بعد ذلك إلى الكوفة، فدفن بمسجد علي عليه السلام. وفي تاريخ ابن النجار نقل من خط قاضي المرستان: توفي أنوشروان في ثاني عشر صفر سنة ثلاث وثلاثين. 4 (حرف الياء)) 4 (يونس بن محمد بن مغيث بن محمد بن يونس بن عبد الله بن محمد بن مغيث.)) أبو الحسين القرطبي، أحد الأئمة. روى عن: جده مغيث. وعن: القاضي أبي عمر بن الحذاء، وحاتم بن محمد، ومحمد بن بشير، وأبي مروان بن سراج، وأبي عبد الله بن منصور،
306 ومحمد بن سعدون القروي، وأبي جعفر بن رزق، ومحمد بن فرج، والغساني، وغيرهم. قال ابن بشكوال: كان عارفا باللغة والإعراب، ذاكرا للغريب والأنساب، وافر الأدب، قديم الطلب، نبيه البيت والحسب، جامعا للكتب، رواية للأخبار، عالما بمعاني الأشعار، أنيس المجالسة، فصيحا، حسن البيان، مشاورا في الأحكام، بصيرا بالرجال وأزمانهم وثقاتهم، عارفا بعلماء الأندلس وملوكها. أخذ الناس عنه كثيرا، وقرأت عليه، وأجازني. ومولده في رجب سنة سبع وأربعين وأربعمائة. وتوفي في ثامن جمادى الآخرة، وصلى عليه ابنه أبو الوليد. قلت: كان يونس من أسند من بقي بالأندلس وأجلهم. روى عنه: محمد بن عبد الله بن مفرج القنطري الحافظ، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبادة الجياني المقرئ، ومحمد بن عبد الرحيم بن الفرس الغرناطي، ومحمد بن عبد الله بن ميمون العبدري الشاعر، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن عبيد الله الحجري، وعبد الله بن طلحة المحاربي الغرناطي، وأبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حبيش، وعبد الرحمن بن محمد الشراط، وآخرون.) وأول سماعه بعد الستين وأربعمائة.
307 4 (وفيات سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن الحسين بن أحمد.)) أبو العباس البغدادي، المقرئ، العسال. قال ابن السمعاني: شيخ، صالح، مستور. قرأت عليه يسيرا، عن أبي عبد الله البسري. وتوفي في شعبان. 4 (أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن منازل.)) أبو المكارم الشيباني، السقلاطوني، الحريمي، ابن عم ابن زريق القزاز. سمع الكثير من: أبي الحسين بن النقور، وأبي نصر الزينبي، وطائفة. ونسخ بخطه. روى عنه: أبو حامد عبد الله بن ثابت بن النحاس. مات في عاشر صفر. أثنى عليه عمر بن أحمد بن سهلان وسمع منه.
308 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أبي عقيل.)) أبو المكارم. ذكره الحافظ ابن المفضل في الوفيات هكذا، ولا أعرفه. 4 (أحمد بن عبد الملك بن موسى بن أبي جمرة.)) الأموي، مولاهم المرسي، أبو العباس. سمع: أباه، وأبا بكر بن أبي جعفر، وهشام بن أحمد، وغيرهم. وأجاز له
309 أبو عمر بن عبد البر، وأبو عمرو المقرئ. قاله ابن الأبار. وقال: حدث عنه ابنه القاضي أبو بكر محمد شيخنا. وتوفي في رمضان.) قلت: أبو عمرو هو عثمان بن سعيد الداني، وهو آخر من حدث عنه في الدنيا بالإجازة. والقاضي أبو بكر هو آخر من روى عن أبيه، وبقي إلى سنة تسع وتسعين. وهو أكبر شيخ لأبي عبد الله الأبار المؤرخ. سمع التيسير من أبيه، عن المصنف إجازة. 4 (أحمد بن علي.)) أبو البقاء الظفري، البيطار. حدث عن: أحمد بن عثمان بن نفيس. وتوفي بالشونيزية. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد.)) أبو الفضل الطوسي، الشلانجردي، وشرنجرد: قرية من قرى طوس. كان رجلا صالحا، خيرا، استوطن به أبوه الإسكندرية، وأم بمسجد المواريث. قال السلفي: أنبا عن أبي الليث نصر بن الحسين التنكتي، وهبة الله بن عبد الوارث الشيرازي. وكان مولده في سنة سبع وأربعين وأربعمائة. وتوفي في جمادى الأولى، وشيعه خلائق.
310 4 (أحمد بن محمد بن عبد العزيز.)) أبو جعفر اللخمي، الأشبيلي، تلميذ أبي علي الغساني. قال ابن بشكوال: أخذ عنه معظم ما عنده. وكان أبو علي يصفه بالمعرفة والذكاء. ويرفع بذكره. وأخذ أيضا عن: أبي الحجاج الأعلم، وأبي مروان بن سراج، وأبي بكر المصحفي. وكان من أهل المعرفة بالحديث والرجال، مقدما في الإتقان، مع التقدم في اللغة والأدب والأخبار، ومعرفة أيام الناس. أخذت عنه وجالسته. وتوفي في ربيع الأول بقرطبة. قال ابن نقطة وغيره: يعرف بابن المرجي مستفاد من المرجي، بالجيم.) قلت: روى نع محمد بن عبد الله الشلبي، وعلي بن عتيق بن موسى. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن نصرويه.)) الفراض، أبو العباس. من أهل باب المراتب. سمع: أبا عبد الله الحميدي، وابن طلحة النعالي.
311 قال ابن السمعاني: شيخ صالح، فقير، تابع. كان يسمع معنا. وتوفي في إحدى الجماديين. 4 (أحمد بن منصور بن محمد بن القاسم بن خنب.)) أبو نصر النيسابوري، الصفار، والد عمر، وجد أبي سهل. سمع: أبا سهل الحفصي، وأبا سعد أحمد بن إبراهيم المقرئ، وأبا القاسم القشيري. سمع منه: أبو سعد السمعاني وقال: كان شيخا، متميزا، عالما، سديد السيرة، صالحا. ولد سنة سبع وأربعين وأربعمائة في شعبان. توفي في أول رمضان سنة ثلاث. سمعت منه، ومن زوجته دردانة بنت إسماعيل بن عبد الغافر، ومن ولديهما عمر، وعائشة. 4 (أحمد بن هبة الله بن محمد بن الزينبي.)) أبو العباس. توفي بالبصرة في شغل للخليفة. روى عن: أبي نصر الزينبي. وعنه: ابن السمعاني، وابن عساكر. 4 (إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجة.))
312 أبو إسحاق الأندلسي، الشاعر المشهور. وديوانه موجود بأيدي الناس عاش ثلاثا وثمانين سنة. وكان رئيسا مفخما. له النظم المفلق، والنثر الرائق، وله تأليف في غريب اللغة، وهو القائل:) * وعشي أنس أضجعتني نشوة * فيه تمهد مضجعي وتدمث * * خلعت علي الأراكة ظلها * والغصن يصغي والحمام يحدث * * والشمس تجنح للغروب مريضة * والرعد يرقى والغمامة تخفت * 4 (إسماعيل بن محمد بن أحمد.)) أبو طاهر الإصبهاني، الوثابي، الشاعر. أضر في آخر عمره وافتقر. وقيل كان يخل بالصلوات. روى عن: أبي عمرو بن مندة.
313 4 (أنوشروان.)) مر في عام أول، وهو هنا على قول. 4 (حرف التاء)) 4 (تمام بن عبد الله الظني الدمشقي.))
314 السراج. شيخ حافظ للقرآن. سمع: علي بن الحسن بن طاوس، وسهل بن بشر الإسفرائيني. روى عن: الحافظ ابن عساكر. 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن سلامة بن ساعد.)) المنبجي، الفقيه، قاضي نهر عيسى. أبو علي. ورد بغداد، وتفقه بها على: القاضي أبي عبد الله الدامغاني. وقيل: كان معتزليا. ولم يظهر عنه. حدث عن: أبي نصر الزينبي. وعنه: أبو سعد السمعاني، وابن عساكر، ومحمود بن الحسن المؤدب.)) 4 (الحسن بن الفضل.)) أبو علي الإصبهاني، الأدمي، الفقيه، الأديب. أحد طلبة الحديث. سمع: أبا منصور بن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وطائفة. روى عنه: رجب بن مذكور، وغيره. أرخه ابن النجار في ربيع الأول من السنة. 4 (الحسين بن الخليل بن أحمد.)) الإمام أبو علي النسفي، الفقيه. نزيل سمرقند. سمع صحيح البخاري من الحسن بن علي الحمادي، صاحب أبي علي الكسائي، وحدث به.
315 تفقه ببخارى على: أبي الخطاب الكعبي. وببلخ على: الإمام أبي حامد الشجاعي. ذكره ابن السمعاني فقال: إمام، فاضل، ورع، له يد باسطة في النظر. وورد بغداد حاجا في سنة ست عشرة، وحدث بها. ولي منه إجازة. توفي أبو علي هذا في الحادي والعشرين من رمضان. وأبو الخطاب هذا هو: محمد بن إبراهيم القاضي. 4 (حميد بن منصور.)) أبو نصر الدرعي، الهمذاني، الصوفي، المعروف بالشيخ الزاهد. نزيل بغداد، وخادم رباط بهروز. قال ابن السمعاني: كان صالحا، كثير التهجد، دائم التلاوة، خدم الفقراء، وناطح التسعين. وسمع بهمذان: بجير بن منصور، ومحمد بن الحسين بن فنجويه. وسمعت منه، وقال: ثلاث وتسعون سنة. قال: وذلك في وسط سنة اثنتين. وتوفي في ثامن عشر رمضان سنة ثلاث وثلاثين.) وصلى عليه أبو محمد سبط الخياط بوصية منه. وتوفي شيخه بجير سنة تسعين وأربعمائة. 4 (حرف الزاي)) 4 (زاهر بن طاهر بن محمد بن محمد بن أحمد بن يوسف بن محمد بن المرزبان.))
316 أبو القاسم بن أبي عبد الرحمن النيسابوري، الشحامي، الشروطي. المحدث المستملي. ولد في ذي القعدة سنة ست وأربعين وأربعمائة بنيسابور، واعتنى به أبوه فسمعه الكثير، وبكر به، واستجاز له الكبار. وسمع أيضا مسند أبي يعلى من أبي سعد الكنجروذي والسنن الكبير للبيهقي، منه. وسمع الأنواع والتقاسيم من علي بن محمد البحاثي، عن محمد بن أحمد الزوزني، عن أبي حاتم البستي. وسمع كتاب شعب الإيمان والزهد الكبير والمدخل إلى السنن وبعض تاريخ الحاكم أو أكثره، من أبي بكر البيهقي. وسمع: أباه، وأبا يعلى إسحاق بن عبد الرحمن الصابزني، وأبا سعد الكنجروذي المذكور، وأبا عثمان سعيد بن أبي عمرو البجيري، وسعيد بن لأبي سعيد العيار، ومحمد بن محمد بن حمدون السلمي، وأبا القاسم عبد الكريم القشيري، وسعيد بن منصور القشيري، وأبا سعد أحمد بن إبراهيم بن أبي شمس، وأحمد بن منصور المغربي، وأبا بكر محمد بن الحسن المقرئ، ومحمد بن علي الخشاب، وأبا الوليد الحسن بن محمد البلخي، وخلقا سواهم في مشيخته التي وقعت لنا بالإجازة العالية. وأجاز له: أبو حفص بن مسرور الزاهد، وأبو محمد الجوهري، وأبو الحسين عبد الغافر الفارسي.
317 وحدث بنيسابور، وبغداد، وهراة، وهمذان، وإصبهان، والري، والحجاز. واستملى بعد أبيه على شيوخ نيسابور كأبي بكر بن خلف الشيرازي فمن بعده. وكان شيخا متيقظا، له فهم ومعرفة، فإنه خرج لنفسه عوالي مالك وعوالي سفيان بن عيينة، والألف حديث السباعيات.) وجمع عوالي وقع له من حديث ابن خزيمة في نيف وثلاثين جزءا، وعوالي وقع له من حديث السراج، نحوا من ذلك. وعوالي عبد الله بن هاشم، وعوالي عبد الرحمن بن بشر، وتحفة العيدين، ومشيخته. وأملى بنيسابور قريبا من ألف مجلس، وصار له أنس بالحديث. وكان ذا نهمة في تسميع حديثه، رحل في بذله كما يرحل غيره في طلب الحديث وكان لا يضجر من القراءة. قال ابن السمعاني: كان مكثرا متيقظا، ورد علينا مرو قصدا للرواية بها، وخرج معي إلى إصبهان، لا له شغل إلا الرواية بها. وازدحم عليه الخلق. وكان يعرف الأجزاء. وجمع، ونسخ، وعمر. فقرأت عليه تاريخ نيسابور في أيام قلائل، فكنت أقرأ من قبل طلوع الشمس إلى الظهر، ثم أصليوأقرأ إلى العصر، ثم إلى المغرب. وربما كان يقوم من موضعه. وكان يكرم الغرباء يعيرهم الأجزاء، ولكنه لا يخل بالصلاة إخلالا ظاهرا وقت خروجه معي إلى إصبهان، فقال لي أخوه وجيه: يا فلان، اجتهد حتى تقعد هذا الشيخ ولا يسافر ويفتضح بترك الصلاة. وظهر الأمر كما قال أخوه، وعرف أهل إصبهان ذلك وشنعوا عليه، حتى ترك أبو العلاء أحمد بن محمد الحافظ الرواية عنه، وضرب على سماعاته منه. وأنا فوقت قراءتي عليه التاريخ، ما كنت أراه يصلي، وأول من عرفنا ذلك رفيقنا أبو القاسم الدمشقي، قال: أتيته قبل طلوع الشمس، فنبهوه فنزل ليقرأ عليه وما صلى، وقيل له في ذلك، فقال: لي عذر وأنا أجمع بين الصلوات كلها. ولعله تاب في آخر عمره، والله يغفر له.
318 وكان خبيرا بمعرفة الشروط، وعليه العمدة في مجلس القضاء. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وأبو بكر) محمد بن منصور السمعاني والد أبي سعد، ومنصور بن أبي الحسن الطبري، وصاعد بن رجاء الهمذاني، وعلي بن القاسم الثقفي، وعلي بن الحسين بن زيد الثقفي، وأسعد بن سعيد، ومحمود بن أحمد المقرئ. وعبد الغني ابن الحافظ أبي العلاء العطار، وأبو العمد عبد الوهاب ابن سكينة، وزاهر بن أحمد الثقفي، وعبد اللطيف بن محمد الخوارزمي، ومحمد بن محمد بن محمد بن الجنيد، وعبد النبي بن عثمان الهمذاني، وإبراهيم بن بركة البيع المقرئ، وعبد الله بن المبارك بن دوما الأزجي، وأبو الخير أحمد بن إسماعيل القزويني وإبراهيم بن محمد بن حمدية، وعبد الخالق ابن عبد الوهاب الصابوني، وثابت بن محمد المديني الحافظ، وعلي بن محمد بن يعيش الأنباري، ومحمد بن أبي المكارم أسعد القاضي، ومودود بن محمد الهروي ثم الإصبهاني، والمؤيد بن محمد الطوسي، وأبو روح عبد المعز الهروي، وزينب الشعرية. وتوفي في رابع عشر ربيع الآخر بنيسابور. ولا ينبغي أن يروى عن تارك الصلاة شيء البتة.
319 4 (زهير بن علي بن زهير.)) أبو نصير الخدامي، بخاء مكسورة، السرخسي، ثم الميهني. سمع: عبد الرحمن بن محمد البوسنجي، والحافظ محمد بن محمد بن زيد الحسيني. ولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: مات في رمضان. 4 (حرف السين)) 4 (سلامة بن غياض.)) أبو الخير الكفرطابي. من أئمة النحو. أخذ بمصر عن ابن القطاع. وصنف كتابا عشر مجلدات في الأدب. أخذ عنه ابن الخشاب. كان حيا في هذا العام.)
320 4 (حرف الصاد)) 4 (صالح بن محمد بن علي بن محمد بن المعزم.)) أبو زيد الهمذاني، إمام الجامع بهمذان. شيخ فاضل، حسن الطريقة. سمع بهمذان: أبا إسحاق الشيرازي، وسفيان بن منجويه، وأحمد بن عمر الصدوقي. روى عنه: أبو سعد السمعاني. ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة، وتوفي بهمذان في أواخر شعبان. 4 (حرف الطاء)) 4 (الطيب بن محمد بن أحمد.)) أبو بكر الأبيوردي، الغضائري. ذكره السمعاني في الذيل، فقال: شيخ صالح، دين، خير، من أهل القرآن. حسن الأخلاق. صحب المشايخ، وجال في الآفاق، وصحب السلفي، وسمع بقراءته من: محمد بن حامد المروزي، ومحمود بن أبي مخلد الطبري، وجماعة. قال: قدم علينا مرو، وانتخب له جزاءا، وما رأيت في الصوفية أجمع للأخلاق الحسنة، مع التواضع التام والخدمة، على كبر السن مثله.
321 وسمع بسلماس من محمود بن شعبان، وأبا الحسن بن نعمة الله. مات بأبيورد في أحد الربيعين. 4 (حرف الظاء)) 4 (ظالم بن زيد بن علي بن شهريار.)) أبو النجم الإصبهاني، البيع. سمع: شجاع بن علي المعقلي، وعبد الجبار بن برزة الواعظ، وجماعة. أخذ عنه السمعاني، وقال: مات في رمضان عن نيف وثمانين سنة. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف.)) ) أبو القاسم البغدادي، الحربي، النجار. أخو الحافظ عبد الخالق، وعبد الواحد. ولد في مستهل عام اثنتين وخمسين وأربعمائة. وسمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، ومحمد بن علي بن الغريق، والصريفيني، وابن النقور. روى عنه: السلفي، وابن السمعاني، وابن عساكر وعبد المجيب بن زهير، وعبد الله بن طليب، ومحاسن بن أبي بكر، وتامر بن جامع القطان، وحسين بن عثمان الكوفي القطان، وضياء بن جندل، وعمر بن عبد الكريم
322 الحمامي، ونفيس بن عبد الجبار، وأبو اليمن زيد بن الحسن الكندي، وهو آخر من حدث عنه. قال ابن السمعاني: دين خير، من بيت الحديث. صالح، جاور بمكة سنين، وسمع منه والدي بمكة مجلسا أملاه ابن هزارمرد الصريفيني. وجرت أموره على سداد واستقامة إلى آخر عمره. وتوفي في العشرين من رجب بالحربية وله سنة. 4 (عبد الله بن علي بن أحمد بن علي.)) أبو محمد اللخمي، الشاطبي. سمع من جده لأمه الحافظ أبي عمر بن عبد البر، وأجاز له تواليفه في سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين. وسمع الصحيحين من أبي العباس العذري، وصحيح البخاري من القاضي أبي الوليد الباجي. وولي قضاء مدينة أغمات. وأخذ عنه جماعة. وأجاز لأبي القاسم بن بشكوال، وأغفله ولم يذكره في الصلة. توفي في صفر وله تسعون سنة. وقيل: توفي سنة اثنتين. ذكره أبو عبد الله الأبار.) روى عنه: حفيده ابن بنته عمر بن عبد الله الأغماتي، وعيسى بن الملجوم. 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن خلف.)) أبو محمد بن أبي تليد الخولاني، الشاطبي. المعروف بالحمصي. أخذ القراءات عن: أبي الحسين بن الدوش.
323 وسمع من: طاهر بن مفوز، وأبي عمران بن أبي تليد. وتصدر للإقراء بشاطبة، وحدث، وكان فاضلا، صالحا، مجاب الدعوة. روى عنه: أبو عمر بن عباد. 4 (عبد الله بن محمد بن محمد بن سعد.)) أبو جعفر البصري، البرذعي الشاهد. شيخ متميز، ذو بيئة. سمع: أبا علي التستري. وعنه: أبو سعد السمعاني. سمع سنن أبي داود. ومات في شوال. 4 (عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن علي بن جعفر بن زريق.)) أبو القاسم الأسدي، المضري، النسفي، ثم الإصبهاني، الخطيبي، الحنفي. خطيب الجامع الكبير بإصبهان. ولد في ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. وسمع: أبا الخطيب عبد الرزاق بن شمة، وأبا بكر أحمد بن الفضل الباطرقاني، والشريف أحمد بن حاتم البكري. وحدث بإصبهان، وبغداد. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وأبو الفرج بن الجوزي، ومحمود بن أحمد المضري، وجماعة. وهو ابن عم قاضي إصبهان عبيد الله الخطيبي.)
324 4 (عبد الرحمن بن كليب.)) أبو محمد الحموي، المقرئ، الفرضي. قال ابن عساكر: كان علامة في الفرائض، والحساب. وكان يعلم الصبيان في مكتبه، ولا يأخذ منهم شيئا. لما توفي لم يبق أحد بحماه إلا شهد جنازته. 4 (عبد العزيز بن عثمان بن إبراهيم.)) أبو محمد الأسدي، الفقيه، البخاري، قاضي بخارى. قدم بغداد، وسمع: أبا طالب بن يوسف، وجماعة. وأملى ببخارى، وبها توفي. وكان رئيسا، كبير الشأن، عالما. روى عنه: محمد بن عمر القلانسي. 4 (عبد العزيز بن ناصر بن المحاملي.)) أبو القاسم. حدث عن: أبي الحسن الأنباري، وحمد الإصبهاني الحداد. سمع منه: أبو بكر المفيد، وغيره. 4 (عبد الملك بن مسعود بن موسى بن بشكوال بن يوسف.)) الأنصاري، القرطبي، والد الحافظ خلف. يكنى: أبا مروان. أخذ القراءات عن: يحيى بن حبيب، وغيره. ولازم أبا عبد الله محمد بن فرج الفقيه زمانا. وكان عارفا بمذهب مالك، رأسا في معرفة الشروط، كثير التلاوة.
325 توفي في جمادى الآخرة، وله نحو من ثمانين سنة. ذكره ابنه في الصلة. وقرأ شيخه ابن حبيب على محمد بن أحمد الفراء تلميذ مكي. 4 (عبد الواحد بن حمد.)) ) ورخه بعضهم سنة ثلاث، والصواب سنة اثنتين. 4 (عطية بن علي بن عطية بن علي بن الحسن.)) أبو الفضل القيرواني، القرشي، العتبي. يعرف بابن الأدخان. جاور بمكة مع أبيه مدة، وولد بها. وقدما بغداد فسكنها عطية إلى أن توفي بها. وكان ظريفا، كيسا، مطبوعا، حسن الشعر. حدث عن: أبي معشر الطبري، وغيره. روى عنه: السلفي في مشيخته. وتوفي في صفر سنة ثلاث. 4 (علي بن أفلح.)) أبو القاسم البغدادي، الكاتب، الشاعر. له النظم والنثر، والهجو الكثير السائر. ذكره أبو الفرج بن الجوزي فقال: كان المسترشد بالله قد خلع عليه ولقبه جمال الملك، وأعطاه أربعة آدر في درب الشاكرية، عمر بها وأنشأها دارا علية مليحة، وأعطاه الخليفة خمسمائة دينار، وأطلق له مائة جذع، ومائتي ألف آجرة، وأجرى عليه معلوما، فظهر أنه يكاتب دبيسا، فنم عليه بوابه لكونه
326 طرده، فهرب ابن أفلح، وأمر المسترشد بنقض الدار. وكان قد غرم عليها عشرين ألف دينار. وكان فيها حمام، ولمستراحها أنبوب، إن فرك يمينا جرى ماء ساخن، وإن فرك شمالا جرى ماء بارد. ثم ظهر بتكريت، واستجار بهارون الخادم. ثم آل الأمر إلى أن عفا عنه. ومن شعره: * دع الهوى لأناس يعرفون به * قد مارسوا الحب حتى لان أصعبه * * بلوت نفسك فيما لست تخبره * والشيء صعب على من لا يجربه) * (أهن اصطبارا وإن لم تستطع جلدا * فرب مدرك أمر عز مطلبه * * أحيوا الضلوع على قلب يحيرني * في كل يوم ويعييني تقلبه * * تنازع الريح من نجد يهيجه * ولامع البرق من نعمان يطربه * 4 (علي بن المسلم بن محمد بن علي بن الفتح.))
327 أبو الحسن السلمي، الدمشقي، الفقيه الشافعي، الفرضي، جمال الإسلام. سمع: أبا نصر بن طلاب، وأبا الحسن بن أبي الحديد، وعبد العزيز الكتاني، ونجا العطار، وغنائم بن أحمد، وعلي بن محمد المصيصي، والفقيه نصر بن إبراهيم، وجماعة. وتفقه على: القاضي أبي المظفر المروزي. وأعاد الدرس للفقيه نصر، وبرع في الفقه. قال الحافظ ابن عساكر: وبلغني أن أبا حامد الغزالي قال: خلفت بالشام شابا إن عاش كان له شأن، فكان كما تفرس فيه. ودرس في حلقة الغزالي بالجامع مدة. ثم ولي تدريس الأمينية سنة أربع عشرة وخمسمائة. سمعنا منه الكثير، وكان ثقة، ثبتا، عالما بالمذهب والفرائض، وكان يحفظ كتاب تجريد التجريد لأبي حاتم القزويني. وكان حسن الخط موفقا في الفتاوى. كان على فتاويه عمدة أهل الشام. وكان كثير عيادة المرضى وشهود الجنائز، ملازما للتدريس والإفادة، حسن الأخلاق. وله مصنفات في الفقه والتفسير. وكان يعقد مجلس التذكير، ويظهر السنة، ويرد على المخالفين، ولم يخلف بعده مثله. قلت: روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابنه القاسم، والسلفي، وخطيب دومة عبد الله بن حمزة الكرماني، وعبد الوهاب بن علي الزبيري المعدل، وأبو الحزم مكي بن علي، ويحيى بن الخضر الأرموي، وإسماعيل الجنزوي، وبركات الخشوعي، ومحمد بن الخصيب، وطائفة آخرهم وفاة القاضي أبو القاسم الحرستاني. وقد أملى عدة مجالس.) وقع لنا من طريقه بعلو معجم ابن جميع.
328 ذكره ابن عساكر أيضا في طبقات الأشاعرة من كتاب تبيين كذب المفتري، فقال: تفقه أولا على القاضي أبي المظفر عبد الجليل بن عبد الجبار المروزي، وغيره. وعني بكثرة المطالعة والتكرار، فلما قدم الفقيه نصر المقدسي دمشق لازمه. ولزم الغزالي مدة مقامه بدمشق، وهو الذي أمره بالتصدر بعد موت الفقيه نصر، وكان يثني على علمه وفهمه. وكان عالما بالتفسير، والأصول، والفقه، والتذكير، والفرائض، والحساب، وتعبير المنامات. وتوفي في ذي القعدة ساجدا في صلاة الفجر، رحمه الله تعالى. 4 (علي بن المطهر بن مكي بن مقلاص.)) أبو الحسن الدينوري، الشافعي. تفقه على: أبي حامد الغزالي. وسمع من: نصر بن البطر، ونحوه. وكان فقيها صالحا. توفي ليلة السابع والعشرين من رمضان ببغداد رحمه الله.
329 4 (حرف الفاء)) 4 (فاطمة بنت السيد ناصر بن الحسين.)) أم المجتبة، العلوية الإصبهانية. شريفة معمرة. سمعت الكثير من: عبد الرزاق بن شمة، وإبراهيم سبط بحرويه، وسعيد بن أبي سعيد العيار. وعنها: ابن عساكر، والسمعاني وقال: ماتت سنة ثلاث. 4 (فاطمة بنت محمد بن محمد بن فرحية المقرئ، الدينوري.)) بغدادية. روت عن أبي القاسم علي بن الحسين الربعي أحاديث يسيرة. وتوفيت في حدود هذه السنة ببغداد. 4 (حرف الميم)) )) 4 (محمد بن أحمد بن الحسين بن أبي بشر.)) الإمام أبو بكر المروزي، الخرقي، المتكلم. رحل إلى نيسابور فتفقه وأحكم الكلام. وسمع من: أبي بكر بن خلف، وجماعة. وسكن قريته يفتي ويعظ، وهي خرق، على ثلاثة فراسخ من مرو، بها سوق وجامع.
330 مات في شوال في عشر الثمانين. روى عنه: ابن السمعاني. 4 (محمد بن أحمد بن عثمان.)) أبو عامر البلنسي، الرياني، الأديب. كان من جلة الشعراء. عاش ستا وثمانين سنة. أخذ عنه: أبو عبد الله بن نابل. وكان من طبقة أبي إسحاق الخفاجي، فماتا في هذا العام. 4 (محمد بن يحيى بن باجة.)) أبو بكر الأندلسي، السرقسطي، الشاعر، الفيلسوف، المعروف بابن الصائغ. منسوب إلى انحلال العقيدة وسوء المذهب. وكان يعتقد أن الكواكب تدبر العالم. وقد استولى الفرنج على سرقسطة في سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. وباجة: هي الفضة في لسان فرنج المغرب. وكان آية في آراء الأوائل والفلاسفة. وهم به المسلمون غير مرة، وسعوا في قتله. وكان عارفا بالعربية، والطب، وعلم الموسيقى.
331 قال أبو الحسن علي بن عبد العزيز ابن الإمام: هذا مجموع من أفعال أبي بكر بن الصائغ في العلوم الفلسفية. قال: وكان في ثقابة الذهن ولطف الغوص على المعاني الدقيقة أعجوبة دهره، فإن هذه الكتب) الفلسفية كانت متداولة بالأندلس من زمان الحكم جالبها، فما انتهج الناظر فيها قبله بسبيل كما تبدد عن ابن حزم، وكان من أجل نظار زمانه، وكان أبو بكر أثقب منه نظرا فيها. قال: ويشبه أن هذا لم يكن بعد أبي نصر الفارابي مثله في الفنون التي تكلم عليها، فإنه إذا قرنت أقاويله بأقاويل ابن سينا، والغزالي، وهما اللذان فتح عليهما بعد الفارابي بالمشرق في فهم تلك العلوم، ودونا فيها، بان لك الرجحان في أقاويله، وحسن فهمه، لأقاويل أرسطو. قلت: وكان ابن الإمام من تلاميذ ابن باجة. كان كاتبا، أديبا، وهو غرناطي أدركه الموت بقوص. ومن تلامذة ابن باجة أبو الوليد بن رشد الحفيد. توفي ابن باجة بفاس، وقبره بقرب قبر القاضي أبي بكر بن العربي المعافري. ومات قبل الكهولة وله مصنفات كثيرة. ومن شعره: * ضربوا القباب على أقاحة روضة * خطر النسيم بها ففاح عبيرا * * وتركت قلبي سار بين حمولهم * دامي الكلوم يسوق تلك العيرا * * لا والذي جعل الغصون معاطفا * لهم وصاغ الأقحوان ثغورا * * ما مر بي ريح الصبا من بعدهم * إلا شهقت له، فعاد سعيرا *
332 وقد ذكر أبا بكر بن باجة أيضا أليسع بن حزم في تأليفه فقال فيه: هو الوزير، الفاضل، الأديب، العالم بالفنون، المعظم في القلوب والعيون. أرسل قلمه في ميادين الخطابة فسبق، وحرك بعاصف ذهنه من العلوم ما لا يكاد يتحرك. إلى أن قال: ومن مثل أبي بكر جاد به الزمان على الخواطر والأذهان، كلامه في الهيئة والموسيقى كلام فاضل، تعقب كلام الأوائل، وحل عقد المسائل، وإني لأتحقق من عقله ما يشهد له بالتقييد للشريعة ولا شك إنه في صباه عشق، وصبا، وسبح في أنهار المجانة وحيا، وشعر ولحن، وامتحن نفسه في الغناء فمحن، وأنطق جماد الأوتار، وركب من الخلاعة كل عار. 4 (محمد بن خلف بن إبراهيم.)) أبو بكر بن المقري أبي القاسم بن النحاس القرطبي. أخذ القراءات عن أبيه.) وسمع من: ابن الطلاع، وأبي علي الغساني. وتفقه وبرع في العلم.
333 توفي في ربيع الآخر. 4 (محمد بن أبي نصر شجاع بن أحمد بن علي الإصبهاني.)) أبو بكر اللفتواني، الحافظ، المفيد. سمع: أبا عمرو عبد الوهاب بن مندة، وسهل بن عبد الله الغازي، وسليمان بن إبراهيم الحافظ. ورحل إلى بغداد بعد العشرين، وحدث بها. وقد سمع من: رزق الله التميمي، وطراد النقيب. لكن بإصبهان. ولم يزل يسمع ويقرأ إلى حين وفاته. روى عنه: أبو موسى المديني، وابن السمعاني، وجماعة. وأبوه من شيوخ السلفي، وابنه عبيد الله ممن أجاز للفخر بن البخاري. وكان شيخا صالحا، فقيرا، ثقة، متعبدا. ولد سنة سبع وستين وأربعمائة، وتوفي في حادي وعشرين جمادى الأولى. وأثنى عليه أبو موسى المديني، وقال: لم أر في شيوخي أكثر كتبا وتصنيفا منه. استغرق عمره في طلب الحديث وكتبه وتصنيفه ونشره. وقال ابن السمعاني: كان شيخا، صالحا، كثير الصلاة، حسن الطريقة، خشنها. لقيته بإصبهان، وسمعت منه الكثير. وما دخلت عليه إلا وهو
334 مشتغل بخبر، إما أن يصلي، أو ينسخ، أو يتلو. وكان يقرأ قراءة غير مفهومة، وهو عارف بالحديث وطرقه. كتب عن من أقبل وأدبر. وخطه لا يمكن قراءته لكل أحد. وكان يقول: يكفي من السماع شمه. 4 (محمد بن الحسين بن الحسن بن الحسين بن ربينة.)) الشيخ أبو غانم بن أبي ثابت الإصبهاني، الواعظ، المفسر، المحدث.) سمع الحديث الكثير، وقرأ وأفاد وتصدر. سمع: جده لأمه محمد بن الحسن بن سليم، وأخاه عمر بن الحسن، ومحمد بن محمد بن عبد الوهاب المديني، وعمر بن أحمد بن عمر السمار، وخلائق. وسمع ببغداد سنة أربع عشرة من الموجودين. سمع منه ابن الجوزي، بقراءة ابن ناصر. ولد في أول سنة إحدى وثمانين.
335 ومات في سلخ المحرم. 4 (محمد بن حمد.)) أبو منصور الإصبهاني، العطار، الطيبي. شيخ متعبد ومتيقظ، خير. سمع: إبراهيم بن منصور سبط بحرويه، وسعيد العيار، وجماعة. وعنه: ابن عساكر، والسمعاني. حدث بأجزاء من مسند أبي يعلى. وعاش بضعا وثمانين سنة. 4 (محمد بن ظفر بن عبد الواحد بن أحمد.)) الإصبهاني، أبو بكر المعدل. من شيوخ أبي موسى. توفي في صفر. يروي عن: محمد بن عبد العزيز الغزال، عن الجرجاني. 4 (محمد بن عبد الغني بن عمر بن عبد الله بن فندلة.)) أبو بكر الإشبيلي، الأديب، اللغوي. تلميذ أبي الحجاج الأعلم. وأخذ أيضا عن: أبي محمد بن خزرج، وأبي مروان بن سراج. وذكر أنه سمع بقرطبة من محمد بن عتاب كتبا ذكرها. قال ابن بشكوال: ويبعد ما ذكره.) والله أعلم. وقد أخذ عنه.
336 وتوفي في عقب شوال وله تسعون سنة إلا أشهرا. 4 (محمد بن عبد المتكبر بن الحسن بن عبد الودود.)) أبو جعفر بن المهتدي بالله الهاشمي، العباسي، الخطيب. قاضي باب البصرة ببغداد. روى عن: أبي القاسم بن البسري، وغيره. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني. وقال: كان خطيب جامع المنصور. وحمدت سيرته في القضاء. قال ابن عساكر: توفي سنة ثلاث. وقال ابن السمعاني: توفي سنة أربع وثلاثين. 4 (محمد بن غانم بن أبي الفتح أحمد بن محمد بن سعيد.)) الحداد، الإصبهاني، أبو عبد الله البيع. شيخ كبير، ثقة، كثير السماع. سمع من جده، وطائفة. وقدم بغداد مع جده للحج، وسمع من: مالك البانياسي، وابن البطر. قال ابن السمعاني: قرأت عليه أربعة أجزاء، خرجها له يحيى بن مندة. 4 (المبارك بن عثمان بن حسين.)) أبو منصور بن الشوا، الدقاق، الأزجي. روى عن: مالك البانياسي. حدث عنه: أبو المعمر، وابن عساكر. 4 (مجاهد بن أحمد بن محمد.))
337 أبو بكر المجاهدي، البوشبجي، الطبيب. شيخ صالح.) سمع: جمال الإسلام الداوودي. أخذ عنه: السمعاني بالإجازة. مات في ذي الحجة. 4 (محمود بن بوري بن طغتكين.)) الملك شهاب الدين أبو القاسم. ولي دمشق بعد قتل أخيه شمس الملوك. وكانت أمه زمرد هي الغالبة عليه والمدبرة له، إلى أن تزوجها زنكي والد الملك نور الدين، وخرجت إليه إلى حلب. فقام بتدبير الأمور معين الدولة أنز مملوك جده. قال ابن عساكر: وكانت الأمور تجري في أيامه على استقامة إلى أن وثب عليه جماعة من خدمه، وقتلوه في شوال. وقدم أخوه محمد بن بعلبك، فتسلم القلعة والبلد من غير منازعة. قال أبو يعلى حمزة: قتل ليلة جمعة بيد غلمانه الملاعين ألبقش الأرمني الذي اصطنعه وقربه، ويوسف الخادم الذي وثق به لدينه، والفراش الراقد حوله. فكانوا ثلاثتهم يبيتون حول فراشه، فقتلوه في جوف الليل وهو نائم، وأخفوا سرهم، بحيث خرجوا من القلعة، فظهر الأمر، وطلب ألبقش فهرب، وأمسك الآخران، فصلبا على باب الجابية.
338 4 (المنذر بن سعد بن سعيد بن أبي الخير فضل الله بن أحمد الميهني.)) أبو الثناء الصوفي. شيخ صالح، عفيف، لازم لتربة جده، ناهض بحقوق الواردين. ولد في حدود سنة. وحدث عنه ابن السمعاني. 4 (حرف النون)) 4 (ناصر بن سهل.)) أبو سعد النوقاني.) عالم، فقيه، ثقة. سمع: محمد بن سعيد الفرخزاذي، وأبا عاصم عبد الرحمن الجوهري. مات في شوال عن تسعين سنة. 4 (حرف الهاء)) 4 (هبة الله بن سهل بن عمر بن أبي عمر محمد بن الحسين بن محمد بن أبي الهيثم.))
339 أبو محمد البسطامي، النيسابوري، المعروف بالسيدي. ولد في ربيع الأول سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. ذكره ابن المعاني فقال: عالم، خير، كثير العبادة والتهجد، ولكنه كان عسر الخلق، بسر الوجه، لا يشتهي الرواية، ولا يحب أصحاب الحديث. كنا نقرأ عليه بجهد جهيد وبالشفاعات. سمع: أبا حفص عمر بن مسرور، وأبا الحسين عبد الغافر الفارسي، وأبا عثمان البحيري، وأبا سعيد الكنجروذي، وأبا يعلى إسحاق الصابوني، وأبا بكر البيهقي، وجماعة. وسمعت منه الموطأ إلا كتاب المساقاة والقراض. وتوفي في الخامس والعشرين من صفر. قلت: وروى عنه الحافظ ابن عساكر، والمؤيد الطوسي، وأجاز لأبي القاسم بن الحرستاني، وغيره. وكان زوج بنت إمام الحرمين أبي المعالي الجويني. وكان من الفقهاء
340 بنيسابور. وقد روى أجزاء كثيرة تفرد بها، منها جزء ابن نجيد، وبعض الحفاظ استثنى من الموطأ كتاب الفرائض. وهذا الفوت كله قديم. فاته زاهر بن أحمد.
341 4 (وفيات سنة أربع وثلاثين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن جعفر بن أحمد بن مهدويه الأنباري.)) ) سمع: أبا طاهر محمد بن أحمد بن أبي الصقر. وعنه: ابن السمعاني. 4 (أحمد بن جعفر بن الفرج.)) أبو العباس الحربي. شيخ صالح، عابد. له سمت وهيبة وسكون. يروي عن أبي طلحة النعالي. قال ابن الجوزي: كان يقال إنه رئي بعرفات في سنة ما حج فيها. وتوفي في رمضان. وقال ابن النجار أحمد الأكاف الزاهد، كان ورعا، زاهدا، دائم الفكرة، سريع الدمعة، مخفيا لأحواله، مجاب الدعوة، ظاهر الكرامات، يعد في درجة الشيخ أبي الحسن القزويني.
342 روى لنا عنه أبو علي عبد الله بن طليب. قال كرم بن أحمد: كان أحمد بن جعفر يعمل معنا سنين في السقلاطون، فما رأيته يحدث بما لا يعنيه. وكان يقول: أقصروا عما ليس فيه فائدة، فإنه يكتب عليكم. وكان إذا جاءه من يقبل يده يكره ذلك ويقول: من أنا حتى تقبل يدي رحمه الله. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين الباباني، الواسطي.)) مقرئ صالح، سكن بغداد. حدث عن: أبي القاسم بن فهد، وابن البطر. وتوفي في شعبان. روى عنه: ابن عساكر، والسمعاني. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين بن سرطان الأنباري.)) سمع من: الخطيب بن الأخضر. وعنه: ابن السمعاني. عاش بضعا وسبعين سنة.)) 4 (أحمد بن محمد بن المسلم.)) أبو القاسم الهاشمي، الدمشقي. سمع: أبا القاسم السميساطي وكان عنده جزء واحد من موطأ ابن وهب. سمعه منه في سنة إحدى وخمسين وأربعمائة.
343 وكان لا بأس به. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر. وتوفي في ثامن المحرم. ودفن بمقابر الكهف. وهو آخر من حدث عن السميساطي. 4 (أحمد بن منصور بن المؤمل.)) أبو المعالي الغزال. بغدادي. سمع: أبا الحسين بن النقور، وأبا بكر بن حمدويه، وأبا نصر الزينبي. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وعمر بن طبرزد، وحنبل المكبر، وآخرون. قال ابن الجوزي: كان خيرا، ويسقي الأدوية بالمارستان العضدي، ويعبر الرؤيا. أتاه رجل يوم الجمعة الثامن والعشرين من ربيع الآخر فقال: رأيتك أنك قدمت في هذا الموضع. وأشار إلى خربة مقترنة بالمارستان. ففكر ساعة ثم قال: ترحموا علي. ومضى فصلى الجمعة ورجع، فوصل قريبا من ذلك الموضع، وسقط ميتا، رحمه الله. 4 (أحمد بن عمر بن أحمد التنجكردي الطوسي.)) الضرير، الواعظ. سمع: أبا بكر بن خلف، وموسى بن عمران الصوفي. قال السمعاني: سمعت منه الأربعين للحاكم. مات في المحرم.)) 4 (إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق بن شيث.))
344 الإمام أبو إسحاق الأنصاري، الزاهد، المعروف بالصفار. زاهد، عابد، كبير القدر، قوال بالحق، شهير. أراد بعض الملوك قتله لذلك. سمع: أباه أبا أحمد الشهيد، ويوسف بن منصور السياري الحافظ. مات في ربيع الأول. أجاز للسمعاني. 4 (إبراهيم بن سليمان بن رزق الله.)) أبو الفرج الورديسي، الضرير. وورديس قرية عند اسكاف من النهروان، وبها ولد. وكان يسكن بباب الأزج. قال ابن الجوزي: كان فهما للحديث، حافظا لأسماء الرجال، ثقة. سمع الكثير، وحدث باليسير. سمع: رزق الله التميمي، وابن البطر. وتوفي في سابع ربيع الأول. قلت: سمع جماعة كثيرة. روى عنه: يحيى بن بوش. 4 (إبراهيم بن طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي.)) أبو إسحاق القرشي الخشوعي، الدمشقي، الرفاء، الصواف. سمع: أبا القاسم علي بن محمد المصيصي، والفقيه نصر بن إبراهيم، وجعفر بن أحمد السراج.
345 وسمع ولده أبا طاهر كثيرا. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابنه أبو طاهر بركات، وعبد الخالق بن أسد. وقال ابن عساكر: كان ثقة خيرا. توفي في شعبان. 4 (أسد بن علي بن عبد الله بن أبي الحسن ابن القائد محمد بن الحسن الغساني الحلبي.)) ) ويكنى أبا الفضل. ذكره يحيى بن أبي طيء في تاريخه، فقال: هو عم والدي. وكان فقيها، قارئا نحويا. ولد سنة خمس وثمانين. وتوفي ببلاد قم، ولم يعقب. وكان قد قرأ القراءات قبل أن يبلغ، ثم قرأ الأصول على مذهب الإمامية، وصنف كتابا في مناقب أهل البيت، وشرح ديوان أبي تمام. 4 (حرف الثاء)) 4 (ثابت بن حميد.)) المستوفي. من أعيان بغداد. قال ابن الجوزي: قبض عليه الوزير البروجردي، وحبسه في سرداب بهمذان في الشتاء بطاق قميص، فمات من البرد. وأخذ من ماله ثلاثمائة ألف دينار. 4 (حرف الجيم)) 4 (جعفر بن محمد بن أبي سعيد بن شرف.))
346 أبو الفضل الجذامي، القيرواني، نزيل الأندلس شاعر عصره. قال ابن بشكوال: ولد سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ودخل الأندلس في سنة سبع وأربعمائة مع والده. قال: واستوطن برجة من ناحية المرية. روى عن: أبيه وعن: عبد الله بن المرابط، وأبي الوليد الوقشي، وأبي سعيد الوراق، وغيرهم. كان من جلة الأدباء وكبار الشعراء. وكان شاعر وقته غير مدافع، وطال عمره، فأخذ الناس عنه، وله تصانيف حسان في الأمثال، والأخبار، والآداب، والأشعار. وكتب إلينا بإجازة ما رواه وصنفه.) وتوفي في منتصف ذي القعدة. وكان من خلصاء صاحب المرية ابن صمادح. قال اليسع بن حزم: ومنهم شيخنا الحكيم الوزير جعفر بن شرف، له حفظ كالسيل، وجري إلى المعالي كالخيل. ما عسى أن أصف به من برع في كل فن، وأصبح على أترابه له الفضل والمن، مع تواضع نفس. قال لي: أنشدت المعتصم بن صمادح في روضة حللنا بها بعد تعب: * رياض تعشقها سندس * توشت معاطفها بالزهر * * مدامعها فوق خدي ريا * لها نظرة فتنت من نظر * * لكل مكان بها جنة * وكل طريق إليها سقر * وله من الكتب كتاب الحش والتجميش في الطبيعيات والإلهيات، وكتاب عقيل وعليم حاكى به كليلة ودمنة وله شعر، كثير. وأخذ يبالغ اليسع ابن حزم في إطرائه.
347 4 (جوهر الحبشي.)) خادم السلطان سنجر. كان مستوليا علة مملكته محكما فيه. جاءه الباطنية في زي النساء واستغاثوا ثم قتلوه. وذلك بالري. 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن عمر.)) أبو علي الطوسي، البيع. من أهل نيسابور، متميز بها. سمع: أبا صالح المؤذن، وأبا إسحاق الشيرازي الفقيه، وجماعة. ولد على رأس الستين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد، وقال: مات رحمه الله في غرة جمادى الآخرة.)) 4 (الحسن بن نصر بن الحسن.))
348 ويعرف بابن المغني. أبو محمد الدينوري، البزاز. ولد بالري، وسكن بغداد. وكان يتجر بالبز في خان الخليفة. سمع: أبا القاسم بن البسري. وبصور من الفقيه نصر المقدسي. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني. وعاش ثمانين سنة. وتوفي في حدود هذه السنة، لأنه كان باقيا فيها. 4 (حمزة بن الحسن بن مفرج.)) أبو يعلى الأزدي، الدمشقي، المقرئ، الدلال في الكتب. سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، وأبا عبد الله بن أبي الحديد، وسهل بن بشر. روى عنه: ابن عساكر، وعبد الخالق بن أسد. توفي في صفر. وكان مستورا. 4 (حرف الراء)) 4 (رابعة بنت معمر بن أحمد بن محمد اللنباني.)) أم الفتوح الإصبهانية، زوجة الحافظ أبي سعد البغدادي. سمعت المطهر البزاني، وابن ماجة الأبهري. قال السمعاني: سمعت منها جزء لوين. ماتت رابع المحرم.
349 4 (حرف الزاي)) 4 (زفرة الإصبهاني المفيد.)) قال السمعاني: هو أبو بكر محمد بن أحمد بن علي. حرص وما فاته شيخ بإصبهان.) ولم يكن يعرف شيئا أصلا، وصار يعرف أسماء الكتب والأجزاء، حتى أن صاحبنا الشهاب محمد بن أبي الوفا قرأ يوما فقال: حمزة بن محمد الكتاني. فصاح فيه زفرة، وقال: الكناني: فتعجبوا من صوابه الشهاب. سمع: أبا الفتح الحداد، وهبة الله بن علي الشيرازي. وقرأت عليه الأول من حديث أبي بكر الشافعي، عن الشيرازي، عن ابن غيلان، عنه. مات في جمادى الأولى، رحمه الله. 4 (حرف الشين)) 4 (شبيب بن الحسين بن عبيد الله بن الحسين بن شباب.)) القاضي، أبو المظهر البروجردي، الفقيه، الشافعي. قال ابن سمعان: قدم بغداد بعد السبعين وأربعمائة وتفقه على أبي إسحاق. وبرع في العلم. وهو إمام مفت، مناظر، أديب، شاعر، مليح المناظرة حلو النطق، متواضع. سمع: الفقيه أبا إسحاق، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي، وأبا نصر الزينبي. وبإصبهان: أبا بكر محمد بن أحمد بن ماجة. وببروجرد: يوسف بن محمد بن يوسف الهمذاني الخطيب، صاحب ابن لآل.
350 وسألته عن مولده فقال: في رجب سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وقرأت عليه أجزاء ببروجرد، وكان قاضيها وكان من مفاخر العراق. وتوفي بعد رجوعه من حجته الثانية لأربع خلون من ربيع الأول ببغداد. ودفن عند أستاذه الشيخ أبي إسحاق. وقد كتب عنه السلفي. 4 (حرف العين)) 4 (عباد بن محمد بن عبد الله بن أبي الرجاء.)) أبو نهشل التميمي، الإصبهاني، المعدل. من شيوخ أبي موسى المديني. توفي في ثامن ذي القعدة.)) 4 (عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن محمد بن حيان.)) أبو سعد النسوي، النيسابوري. ذكره ابن السمعاني فقال: شيخ صالح، مرض، من أولاد المشايخ، خدم الكبار وصحبهم، وشدا طرفا من العلم. وسمعه أبوه من: أبي بكر بن خلف، وأبي المظفر موسى بن عمران. كتبت عنه، وكان ثقة، متيقظا. ولد سنة إحدى وسبعين وأربعمائة، وتوفي، رحمه الله، في ذي القعدة بنيسابور. 4 (عبد الرزاق بن محمد بن سهل.)) أبو الفتح الإصبهاني، الشرابي.
351 قال السمعاني: مقرئ، فاضل، حسن السيرة، حسن الإقراء، ختم جماعة بإصبهان. ورحل في الحديث إلى خراسان، وكرمان، والبصرة. وسمع: رزق الله التميمي، وأبا المظفر السمعاني جدي، وأبا عبد الله النعالي، وابن البطر، ومظفر بن محمد العباداني البصري. وسمع بكرمان: أبا محمد بن محمد بن عبد الرزاق الكرماني. سمعت منه جزءا خرجه بنفسه. ولد ظنا في السبعين وأربعمائة، وتوفي في صفر. قلت: سمعنا من طريقه الرد على الجهمية لعثمان الدارمي، على زينب ببعلبك، بإجازتها من عبد العظيم بن عبد اللطيف الإصبهاني الشرابي، قال: أخبرتنا ضوء النساء بنت عبد الرزاق الشرابي، أنا أبي، أنا الخطيب محمد بن عبد الله الهروي، أنا ثابت بن محمد بن أحمد السعدي، أنا أبي، أنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم القرشي، عن المؤلف. وثابت تقدم في سنة ستين وأربعمائة. وهذا الكتاب بنزول درجتين، لكنه كتاب نفيس. 4 (عبد السلام بن الفضل.)) أبو القاسم الجيلي، الشافعي. أقام ببغداد مدة، وتفقه في النظامية على الكيا أبي الحسن الهراسي.) وولي قضاء البصرة، وسمع بمكة صحيح مسلم من الحسين بن علي الطبري. وتوفي في خامس جمادى الآخرة.
352 قال ابن الجوزي: برع في الفقه والأصول. وكان وقورا، له هيئة. وجرت أحكامه على السداد. وكان أبو العباس البصري الواعظ يقول: ما بالبصرة شيء يستحسن غير القاضي عبد السلام والجامع. 4 (عبد السلام بن محمود.)) أبو الخير الحسناباذي، الإصبهاني. ثقة، عالم، فاضل. ولد في رمضان سنة سبع وأربعين وأربعمائة. سمع: أحمد الباطرقاني، وشجاع بن علي. وعنه: السمعاني، وقال: مات في صفر. 4 (عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن.)) أبو القاسم المديني، دولجة. رحل إلى خراسان، والعراق، وغير موضع. قال ابن السمعاني: ما كان يفهم شيئا، ويقرأ قراءة مدغمة غير مفهومة. وكان خطه كقوله. أظن أنه كان شيخا صالحا، خيرا، فقيرا. سمع ببغداد من: ابن البطر، وجماعة. وبإصبهان: أبا المطيع، وخلقا كبيرا. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني وقال: توفي في ذي القعدة، وهو ابن عمة والدي. 4 (علي بن عبد الرحمن بن محمد.))
353 أبو الحسن النيسابوري، الشروطي، الحافظ المزكي الحاكم.) سمع: أبا بكر محمد بن القاسم الصفار، وعبد الرحمن بن رامش. وعنه: السمعاني وقال: ولد سنة خمسين وأربعمائة، ومات رحمه الله في ربيع الآخر. 4 (عمر بن عبد الله بن أحمد بن محمد.)) أبو العباس الأرغياني، الأحدب. أخو أبي نصر الفقيه. شيخ، صالح، فقيه. سمع: أبا القاسم القشيري، وأبا حامد الأزهري، وجماعة. وتفقه على ابن الحريني. سمع منه: أبو سعد السمعاني. مات في رمضان عن نحو تسعين سنة. 4 (عمر بن علي بن أحمد.)) أبو حفص الفاضلي، النوقاني، النحوي. قال السمعاني: إمام، فاضل، مناظر، متواضع. سمع: الفضل بن محمد الزجاجي، وأبا بكر بن خلف، وجماعة. كتب عنه بنوقان طوس.
354 وتوفي رحمه الله في غرة صفر. 4 (عنبر بن عبد الله الحبشي.)) أبو المسك، المعروف بعنبر الستري، لأنك كان يحمل أستار الكعبة من بغداد. وقد جاور سنين، وكان صالحا كثير المعروف. قال ابن السمعاني: سمعت منه بمكة في الحجتين. روى عنه: عبد الله النعالي، وابن البطر. خرج له ابن ناصر جزءين. وتوفي في ذي الحجة. 4 (حرف الفاء)) 4 (فاطمة بنت الفقيه أبي حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري الفرضي الشافعي.)) ) خالة ابن ناصر الحافظ. قال السمعاني: امرأة خيرة، دينة، ستيرة. سمعت: ابن المسلمة، وأبا منصور علي بن الحسن الكاتب، ويوسف المهرواني، وأبا منصور العكبري. وحدثت بالكثير، وتفردت في عصرها برواية الموفقيات للزبير بن بكار، عن أبي منصور الكاتب بفوت. وكان مولدها في جمادى الأولى. روى عنها: ابن ناصر، وابن السمعاني، وأبو الفرج بن الجوزي، وابن سكينة، وعبد الله بن مسلم بن النحاس، وطائفة. وتوفيت في خامس رجب.
355 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن إسماعيل بن الفضيل بن محمد بن الفضيل.)) الفضيلي، الأنصاري، الهروي، المزكي. سمع: محلم بن إسماعيل الضبي، وأبا عمر المليحي، وسعيد بن أبي سعد العيار. روى عنه: الهرويون. وعنه: ابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو روح، وغيرهم. وتوفي بمرو غريبا في صفر، وحمل إلى هراة. وقد ذكره ابن السمعاني في معجمه فقال: أملى مدة بجامع هراة، وورد مرو وأنا بالعراق، وأجاز لي. يروي صحيح البخاري عن أبي عمر المليحي، عن النعيمي، وكتاب العلل ومعرفة الرجال رواية عباس الدوري، عن ابن معين. يروي عن: حكيم الإسفرائيني. قلت: ما أظن ابن السمعاني سمع منه. 4 (محمد ابن تاج الملوك بوري بن طغتكين.)) الملك جمال الدين أبو المظفر، صاحب دمشق.) ولاه أبوه بعلبك، فأقام بها مدة إلى أن دبر على أخيه الملك شهاب الدين
356 محمود بن بوري من قتله، ثم قدم من بعلبك، وتسلم دمشق في شوال من السنة الماضية. وكان سئ السيرة. لم تطل مدته ولا متعه الله، فمات في شعبان من هذه السنة وأجلس في الملك ابنه أبق. وزاد تعجب الناس من قصر مدة جمال الدين، ودفن بتربة جده طغتكين بظاهر دمشق. 4 (محمد بن الحسن بن منصور.)) أبو الفتوح الإصبهاني، المعلم، المؤذن. سمع: عبد الرحمن، وعبد الوهاب ابني أبي عبد الله المطهر البراني. وعنه: السمعاني، وقال: مات في ذي القعدة عن بضع وثمانين سنة. 4 (محمد بن عبد المتكبر بن الحسن بن عبد الودود بن المهتدي بالله.)) أبو جعفر الهاشمي، خطيب جامع المنصور. كان حسن السيرة بهي المنظر. سمع: أبا القاسم بن البسري، وطراد الزينبي، وعاصما. وعنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، ويوسف بن المبارك الخفاف. وتوفي في جمادى الأول، وله تسع وستون سنة.
357 4 (محمد بن علي بن محمد بن أحمد.)) أبو جعفر بن أبي القاسم بن الشيخ أبي جعفر السمناني، ابن الرحبي، الوراق، الوكيل بباب القضاة. كان من مناحيس الوكلاء. ولد سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، وحدث عن: عبد الصمد بن المأمون، وأبي بكر الخطيب، والصريفيني، وجماعة. وحدث بسنن أبي داود عن الخطيب. روى عنه: ابن السمعاني، وعلي بن يحيى بن الطراح، وأبو الفتح المندائي، وجماعة. قال ابن السمعاني: شيخ كبير، كان الزمان قد قعد به، واختلت أحواله. وكان صحيح السماع، ويدفع الحق عن أربابه.) قلت: هذا شأن كل الوكلاء حتى لقد دب هذا المرض إلى وكلاء بيت المال. توفي في المحرم. 4 (محمد بن محمد بن محمد بن عطاف.)) أبو الفضل الهمذاني، الجزري. ولد بجزيرة ابن عمر، وسكن بغداد. وسمع الأكابر، وصحب الأئمة. وكان يرجع إلى فضل وتمييز وديانة. سمع: رزق الله، وابن البطر، وجماعة. روى عنه: أبو سعد السمعاني وقال: سألته عن مولده فقال: سنة أربع وستين وأربعمائة. توفي في تاسع عشر شوال.
358 قلت: عمل لنفسه معجما، وصنف الطب النبوي. روى عنه: ولده سعيد. 4 (محمد بن محمود بن محمد بن علي بن شجاع.)) أبو نصر الشجاعي، السرخسي، الفقيه، المعروف بالسره مرد. قال السمعاني: قدم من خراسان، وتفقه ببغداد على السيد علي بن أبي يعلى الأبوسي، ثم رجع إلى بلاده. وهو شيخ حسن، كبير القدر، فاضل، ورع، كثير التهجد، والصيام، والذكر. كان يفتي ويناظر، ويذهب مذهب الشافعي، ويذب عنه. سمع: أبا نصر محمد بن عبد الرحمن القرشي آخر أصحاب زاهر بن أحمد، وأبا القاسم العبدوسي، وعمه أبا حامد أحمد بن محمد الشجاعي الفقيه، وأبا القاسم عبد الرحمن الفوراني الفقيه، وأبا علي نظام الملك، والسيد أبا المعالي محمد بن محمد بن زيد، وغيرهم. روى عنه: ابن السمعاني المذكور، وابن عساكر، وجماعة. قال ابن السمعاني: سمعت منه بمرو جزءا، ثم ارتحلت إليه إلى سرخس. ومولده سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وتوفي في تاسع عشر ذي الحجة.) ودفن بمدرسته بسرخس. وقد سمعته يقول: دخلت جامع طوس، فلقيت جماعة يسمعون جزءا على شيخ يرويه عني، فلما رأوني عرفوني وفرحوا، وقاموا فقرأوا الجزء علي. أخبرنا محمد بن محمود بمرو، أنا أبو القاسم عبد الله بن العباس العبدوسي، أنا زاهر بن أحمد، فذكر حديثا. 4 (محمد بن ناصر بن منصور بن أحمد بن علجة.))
359 أبو الفضائل الإصبهاني، عميد بغداد. وقد ولي الوزارة للخاتون زوجة أمير المؤمنين المقتفي، وحمدت ولايته. قال ابن السمعاني: دخلت عليه ببغداد، وهو مريض، فتكلف وقعد بجهد وتأدب. سمع: أبا مسعود سليمان بن إبراهيم الحافظ، والرئيس الثقفي، وجماعة. ولد بإصبهان في سنة سبع وستين، وتوفي في أول سنة. 4 (محمد بن نصر.)) أبو الفتح الصوفي، المعروف بالمقريء الهمذاني. شيخ معمر، خادم للصوفية، ذو همة وسعي، وإطعام ومروءة، وكان يصله أهل إصبهان بأموال عظيمة. قال السمعاني: سمعته يقول، وقد جاوز الثمانين: كان لي بهمذان خمسة آلاف، يعطيني ألف منهم خمسة آلاف دينار، وألف منهم أربعة آلاف، وألف ثلاثة، وألف دينارين دينارين وألف دينارا دينارا، فاليوم لم يبق منهم أحمد. سمع: عبدوس بن عبد الله، ومحمد بن جابار. كتبت عنه جزءا. ولد تقديرا سنة خمسين وأربعمائة، ومات في المحرم. 4 (المختار بن محمد بن المختار بن محمد بن عبد الواحد بن المؤيد بالله.)) الهاشمي، أبو الفضل بن أبي العز، أخو أبي تمام أحمد. من أهل الحريم الطاهري، ويعرف بابن الخص. سمع: نصر الزينبي، وغيره.)
360 روى عنه: أبو سعد السمعاني، ويوسف بن كامل. 4 (المهدي بن محمد بن إسماعيل بن مهدي بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن موسى بن)) إسحاق بن إبراهيم بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق. أبو البركات بن أبي جعفر العلوي، الموسوي، الواعظ. ولد بإصبهان في سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، ونشأ ببغداد. قال ابن السمعاني: هكذا أملى علي نسبه. وقال السيد النسابة أحمد بن علي بن السقاء: هذا نسب مختلط، وكان مليح الوعظ، متوددا، ظريفا، كثير الترداد إلى إصبهان. ثم صاهر شيخنا إسماعيل بن أبي سعد. وسمع: ابن البطر، وأبا عبد الله النعالي، وثابت بن بندار. كتبت عنه بمرو. خسف بجنزة سنة أربع وثلاثين، وهلك فيها عالم لا يحصون من المسلمين، منهم المهدي بن محمد العلوي. 4 (موسى بن سيد.)) أبو بكر الأموي، خطيب الجزيرة الخضراء. حج، وجاور وسمع صحيح مسلم من الحسين الطبري. سمع منه: أبو بكر بن خير في هذه السنة. 4 (حرف الهاء)) 4 (هبة الله بن الحسين بن يوسف.))
361 أبو القاسم البغدادي، المعروف بالبديع الأصطرلابي. الشاعر المشهور. ذكره القاضي شمس الدين بن خلكان فقال: كان وحيد دهره في عمل الآلات الفلكية، وحصل له من جهتها مال طائل في خلافة المسترشد. ومما أورد له العماد في الخريدة، والحظيري في زينة الدهر، ويقال إنهما لغيره: * أهدي لمجلسه الكريم وإنما * أهدي له ما حزت من نعائمه) * (البحر يمطره السحاب وما له * فضل عليه لأنه من مائه * وكان كثير الخلاعة والمجون. اختار ديوان ابن حجاج، ورتبه على مائة وواحد وأربعين بابا، وسماه درة التاج في شعر ابن حجاج. توفي بعلة الفالج ببغداد في هذا العام. وقال ابن أبي أصيبعة: هو طبيب، عالم، وفيلسوف متكلم، غلبت عليه الحكمة وعلم الكلام، والرياضي. وكان صديقا لأمين الدولة بن التلميذ. قال ابن النجار: بديع الزمان، وحيد دهره، وفريد عصره، في علم الهيئة، والهندسة، والرصد، وصنعة الآلات. وله شعر مليح.
362 4 (حرف الياء)) 4 (يحيى بن بطريق.)) أبو القاسم الطرسوسي، ثم الدمشقي. قال ابن عساكر: كان حافظا للقرآن، مستورا. توفي في رمضان. سمع: أبا الحسين بن محمد بن مكي، وأبا بكر الخطيب. روى عنه: ابن عساكر، وابنه القاسم وهو أكبر شيخ للقاسم، وعبد الخالق بن أسد. 4 (يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسين.)) القاضي أبو المفضل القرشي الدمشقي، قاضي دمشق. ويعرف بابن الصائغ. قال ابن أخته الحافظ ابن عساكر: سمع: عبد العزيز الكتاني، والحسن ابن علي بن البري، وحيدرة بن علي، وعبد الرزاق بن الفضيلي، وأبا القاسم بن أبي العلاء، وغيرهم. ورحل إلى بغداد فسمع بها من: عبد الله بن طاهر التميمي الفقيه، وغيره. وتفقه على أبي بكر الشاشي.)
363 وتفقه بدمشق على القاضي المروزي، وصحب الفقيه نصر المقدسي مدة. وكان عالما بالعربية. قرأ على أبي القاسم الفاسي، وقال لي: ولدت سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة. وقد ولي القضاء نيابة عن القاضي أبي عبد الله محمد بن موسى البلاساغوني، ثم ناب عن أبي سعد محمد بن نصر الهروي، وقتل أبو سعد وجدي على القضاء. خرج إلى الحج على طريق بغداد سنة عشر، فكان ولده القاضي أبو المعالي هو الحاكم. وكان ثقة، حلو المحاضرة، فصيح اللسان. أنا جدي، أنا عبد الرزاق سنة خمس وخمسين وأربعمائة بقراءة أبي الفرج الحنبلي، فذكر حديثا. وقال ابن السمعاني: كان جميل الأمر، مرضي السيرة. كان الناس يحمدونه في قضاياه وأحكامه. وهو أبو شيخنا محمد بن يحيى قاضي دمشق، وجد رفيقنا أبي القاسم. وكان مقلا من الحديث. أجاز لي. قلت: روى عنه: القاسم بن الحافظ، وعبد الخالق بن أسد، وجماعة. وتوفي في الخامس والعشرين من ربيع الأول، ودفن عند مسجد القدم بتربة.
364 4 (وفيات سنة خمس وثلاثين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن جعفر بن أحمد بن الخصيب.)) أبو العباس القيسي، القرطبي، المقرئ، المعروف بالقيشطالي. وقد تبدل الشين جيما. أخذ القراءات عن أبي القاسم بن النحاس، وحدث عن أبي محمد بن عتاب. وأقرأ القرآن والعربية. روى عنه: أبو الحسن بن ربيع، وأبو عبد الله بن العويص، وأبو العباس بن مضاء، وغيرهم. 4 (أحمد بن سعد بن علي بن الحسن بن القاسم بن عنان.)) )
365 أبو علي العجلي، الهمذاني، المعروف بالبديع. ولد سنة ثمان وخمسين. وسمعه أبوه، ثم رحل هو بنفسه إلى إصبهان، وبغداد، والكوفة، والري. سمع: بكر بن حيد صاحب أبي الحسين القنطري، وأبا إسحاق الشيرازي، ويوسف بن محمد الهمذاني الخطيب، وأبا الفرج بن عبد الحميد، وأبا طاهر بن الزاهد، وعامة همذانيين وسليمان بن إبراهيم الحافظ، والقاسم بن الفضل الرئيس بإصبهان، وأبا الغنائم محمد بن أبي عثمان، وابن البطر، وجماعة ببغداد ومكي بن علان بالكرج. روى كتاب المتحابين لابن لآل، سماعا عن أبي الفرج علي بن محمد بن عبد الحميد، عنه. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وابن الجوزي، وطائفة. قال ابن السمعاني: شيخ، إمام، فاضل، ثقة، كبير، جليل القدر، واسع الرواية، حسن المعاشرة. وله نظم جيد. وقد ذكره شيرويه في الصفات، فقال: صدوق، فاضل، يرجع إلى نصيب من كل العلوم أدبا، وفقها، وحديثا، وتذكيرا. وكان يراعي الناس ويداريهم، ويقوم بحقوقهم، مقبولا بين الخاص والعام. وقال غيره: توفي سنة ست وثلاثين في رجب، وقبره يزار، رحمه الله. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن هالة.))
366 أبو العباس الرناني، ورنان، من قرى إصبهان. كان من أعيان القراء. قرأ على: أبي علي الحداد وبواسط على أبي العز القلانسي. وسمع من غانم البرجي فمن بعده. وببغداد من طائفة بعد العشرين وخمسمائة. ونسخ الكثير، وخرج للشيوخ، وختم خلقا. وتوفي بالحلة السيفية، مرجعه من الحج، فجأة في صفر. وقد خرج الحافظ إسماعيل بن محمد التيمي عشرة أجزاء له. 4 (إسماعيل بن أبي القاسم بن عبد الواحد.)) ) الإمام، أبو سعيد الخرجردي، وهي بليدة من أعمال بوسنج. فاضل عالم عابد، نزل هراة، وحدث عن: أبي صالح المؤذن، وأبي عمرو المحمي، وابن خلف الشيرازي. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: توفي في جمادى الأولى. قلت: هو الآتي في سنة ست. 4 (إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي بن أحمد بن طاهر.))
367 الحافظ الكبير، أبو القاسم التيمي، الطلحي، الإصبهاني، المعروف بالحوزي، الملقب بقوام السنة. ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة في تاسع شوال. وسمع من: أبي عمرو بن مندة، وعائشة بنت الحسن الوركانية، وإبراهيم بن محمد الطيان، وأبي الخير بن ررا، وأبي منصور بن شكرويه، وابن ماجة الأبهري، وأبي عيسى بن عبد الرحمن بن محمد بن زياد، وطائفة من أصحاب ابن خرشيذ قوله. ورحل إلى بغداد، فأدرك أبا نصر الزينبي، وهو أكبر شيخ له، فسمع منه، ومن: عاصم الأديب، ومالك البانياسي، والموجودين. ورحل إلى نيسابور فسمع: أبا نصر محمد بن سهل السراج، وعثمان بن محمد المحمي، وأبا بكر بن خلف، وجماعة من أصحاب ابن محمش. وسمع بعدة بلاد، وجاور بمكة سنة، وصنف التصانيف، وأملى، وتكلم في الجرح والتعديل. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، ويحيى بن محمود الثقفي، وعبد الله بن محمد بن حمد الخباز، والقاضي أبو الفضائل محمود بن أحمد العبدكوي، وأبو نجيح فضل الله بن عثمان، وأبو المجد زاهر بن أحمد، والمؤيد ابن الأخوة، وآخرون. قال أبو موسى في معجمه: أبو القاسم إسماعيل ابن الشيخ، الصالح حقيقة، أبي جعفر محمد بن الفضل الحافظ، إمام أئمة وقته، وأستاذ علماء عصره، وقدوة أهل السنة في زمانه، حدثنا عنه غي واحد من مشايخنا في حال حياته بمكة، وبغداد، وإصبهان. وأصمت في صفر سنة أربع وثلاثين، ثم فلج
368 بعد مدة، وتوفي بكرة يوم الأضحى، وصلى عليه أخوه أبو المرضي، واجتمع في جنازته جمع لم نر مثلهم كثرة، رحمه الله.) قلت: وقد أفرد أبو موسى له ترجمة في جزء كبير مبوب، فافتتحه بتعظيم والده أبي جعفر محمد بن الفضل، ووصفه بالصلاح، والزهد، والأمانة، والورع. ثم روى عن أبي زكريا يحيى بن مندة أنه قال: أبو جعفر عفيف، دين، لم نر مثله في الديانة والأمانة في وقتنا، قرأ القرآن على أبي المظفر بن شبيب، وسمع من سعيد العيار، ومات في سنة إحدى وتسعين وأربعمائة. قال أبو موسى: ووالدته من أولاد طلحة رضي الله عنه، وهي بنت محمد بن مصعب. فقال أبو القاسم في بعض أماليه عقيب حديث رواه عن شيخ له، عن أبي بكر محمد بن علي بن إبراهيم بن مصعب: كان أبو بكر عم والدي، وهو من أوائل أهل إصبهان، له أوقاف كثيرة في البلد. قال أبو موسى: قال أبو القاسم إسماعيل: سمعت من عائشة الوركانية وأنا ابن أربع سنين. وقد سمع إسماعيل أيضا من أبي القاسم علي بن عبد الرحمن بن عليك القادم إصبهان في سنة إحدى وستين، ولا أعلم أحدا عاب عليه قولا ولا فعلا، ولا عانده أحد في شيء إلا وقد نصره الله. وكان نزه النفس عن المطامع، لا يدخل على السلاطين، ولا على المتصلين بهم. قد خلى دارا من ملكه لأهل العلم، مع خفة يده، ولو أعطاه الرجل الدنيا بأسرها لم يرتفع ذلك عنده، ويكون هو وغيره ممن لم يعطه شيئا سواء. يشهد بجميع ذلك الموافقون والمخالفون. بلغ عدد أماليه هذا القدر، وكان يحضر مجلس إملائه المسندون، والأئمة، والحفاظ. ما رأيناه قد استخرج إملاءه كما يفعله المملون، بل كان يأخذ معه آجر، فيملي منها على البديهة. أخبرنا أبو زكريا يحيى بن مندة الحافظ إذنا في كتاب الطبقات:
369 إسماعيل بن محمد الحافظ أبو القاسم، حسن الإعتقاد، جميل الطريقة، مقبول القول، قليل الكلام، ليس في وقته مثله. وقال أبو مسعود عبد الجليل بن محمد كوتاه: سمعت أئمة بغداد يقولون: ما رحل إلى بغداد بعد أحمد بن حنبل أفضل وأحفظ من الشيخ الإمام إسماعيل. قال أبو موسى: إن الدليل على أنه إمام المائة الخامسة الذي أحيا الله به الدين.) قال: لا أعلم أحدا في ديار الإسلام يصلح لتأويل هذا الحديث إلا هذا الإمام. قلت: تكلف أبو موسى في هذا الكتاب تكلفا زائدا، وجعل أبا القاسم على رأس الخمسمائة، وإنما كان اشتهاره من العشرين وخمسمائة ونحوها، وإلى أن مات. هذا إذا سلم له أنه أجل أهل زمانه في العلم. وقال أيضا: فإن اعترض معترض بقول أحمد: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث برجل من أهل بيتي. قيل له: لم يرد أن يكون من بني هاشم أو بني المطلب. قلت: لم يقل أحد هذا أصلا، ولا قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالاعتراض باطل. ثم إنه أخذ يتكلف عن هذا، وقال: كتبت أنه صلى الله عليه وسلم أراد من قريش. وهذا الإمام الذي تأولته على الحديث من قريش من أولاد طلحة بن عبيد الله من جهة الأم. ثم شرع ينتصر بأن ابن أخت القوم منهم. وهذا يدل على أن إمامنا قرشي. وعن أبي القاسم إسماعيل قال: ما رأيت في عمري أحدا يحفظ حفظي.
370 قال أبو موسى: وكان رحمه الله يحفظ مع المسانيد الآثار والحكايات. سمعته يقول يوما: ليس في الشهاب للقضاعي من الأحاديث إلا قدر خمسين حديثا، أو نحو ذلك. قال أبو موسى: وقد قرأ عدة ختمات بقراءآت على جماعة، وأما علم التفسير، والمعنى، والإعراب، فقد صنف فيه كتابا بالعربية وبالفارسية وأما علم الفقه فقد شهر فتاويه في البلد والرساتيق، بحيث لم ينكر أحد شيئا من فتاويه في المذهب، وأصول الدين، والسنة. وكان يجيد النحو. وله في النحو يد بيضاء. صنف كتاب إعراب القرآن. ثم قال: أنا أبو سعد محمد بن عبد الواحد، نا أبو المناقب محمد بن حمزة بن إسماعيل العلوي بهمذان: ثنا الإمام الكبير، بديع وقته، وقريع دهره، أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل، فذكر حديثا.) سألت أبا القاسم إسماعيل بن محمد يوما، وقلت له: أليس قد روي عن ابن عباس في قوله تعالى: استوى قعد قال: نعم. قلت له: يقول إسحاق بن راهويه: إنما يوصف بالقعود من عمل القيام. فقال: لا أدري أيش يقول إسحاق. وسمعته يقول: أخطأ ابن خزيمة في حديث الصورة، ولا يطعن عليه بذلك، بل لا يؤخذ عنه هذا فحسب. قال أبو موسى: أشار بذلك إلى أنه قل من إمام إلا وله زلة فإذا ترك ذلك الإمام لأجل زلته ترك الكثير من الأئمة، وهذا لا ينبغي أن يفعل. وكان من شدة تمسكه بالسنة، وتعظيمه للحديث، وتحرزه من العدول عنه، ما تكلم فيه من حديث نعيم بن حماد الذي رواه بإسناد في النزول بالذات. وكان من اعتقاد الإمام إسماعيل أن نزول الله تعالى بالذات. وهو مشهور من مذهبه، قد كتبه في فتاوى عدة، وأملى فيه أمالي، إلا أنه كان يقول: وعلى بعض رواته مطعن. سمعت محمد بن محمش: سمعت الإمام أبا مسعود يقول: ربما كنا
371 نمضي مع الإمام أبي قاسم إلى بعض المشاهد المعروفة، فكلما استيقظنا من الليل رأيناه قائما يصلي. وسمعت من يحكي عنه باليوم الذي قدم بولده ميتا، وجلس للتعزية، جدد الوضوء في ذلك اليوم قريبا من ثلاثين مرة. كل ذلك يصلي ركعتين. وسمعت غير واحد من أصحابه أنه كان يملي شرح مسلم عند قبر ولده أبي عبد الله، فلما كان ختم يوم الكتاب عمل مأدبة وحلاوة كثيرة، وحملت إلى المقبرة. وكان أبو عبد الله محمد قد ولد نحو سنة خمسمائة، ونشأ فصار إماما في العلوم كلها، حتى ما كان يتقدمه كبير أحد في وقته في الفصاحة، والبيان، والذكاء، والفهم. وكان أبوه يفضله على نفسه في اللغة، وجريان اللسان. وقد شرح في الصحيحين فأملى في شرح كل واحد منهما صدرا صالحا. وله تصانيف كثيرة مع صغر سنه، ثم اخترمته المنية بهمذان في سنة ست وعشرين.) وكان والده يروي عنه إجازة، وكان شديد الفقد عليه. سمعت أبا الفتح أحمد بن الحسن يقول: كنا نمشي مع أبي القاسم يوما، فوقف والتفت إلى الشيخ أبي مسعود الحافظ وقال: أطال الله عمرك، فإنك تعيش طويلا، ولا ترى مثلك. وهذا من كراماته. قال أبو موسى: صنف أبو القاسم التفسير في ثلاثين مجلدة كبارا، وسماه الجامع. وله كتاب الإيضاح في التفسير أربع مجلدات، وكتاب الموضح في التفسير ثلاث مجلدات، وكتاب المعتمد في التفسير عشر مجلدات، وكتاب التفسير بالإصبهاني عدة مجلدات، وكتاب السنة مجلدة، وكتاب الترغيب والترهيب، وكتاب سير السلف مجلدة ضخمة، وشرح صحيح مسلم، كان قد صنفه ابنه فأتمها، وكتاب دلائل النبوة مجلدة، وكتاب المغازي مجلدة، وكتاب صغير في السنة، وكتاب في الحكايات، مجلدة ضخمة، وكتاب الخلفاء في جزء، وتفسير كتاب الشهاب باللسان الإصبهاني، وكتاب التذكرة نحو ثلاثين جزءا. وقد تقدمت أماليه. قال الحافظ ابن ناصر: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسين بن محمد ابن أخي الحافظ إسماعيل قال: حدثني أحمد الأسواري الذي تولى غسل عمي،
372 وكان ثقة، أنه أراد أن ينحي عن سوءته الخرقة لأجل الغسل، فجبذها إسماعيل من يده، وغطى بها فرجه، فقال الغاسل: أحياة بعد موت وقال ابن السمعاني: هو أستاذي في الحديث، وعنه أخذت هذا القدر: وهو إمام في التفسير، والحديث، واللغة، والأدب، عارف بالمتون والأسانيد، وكنت إذا سألته عن الغوامض والمشكلات أجاب في الحال بجواب شاف. وسمع الكثير ونسخ، ووهب أكثر أصوله في آخر عمره. وأملى بجامع إصبهان قريبا من ثلاثة آلاف مجلس. وسمعته يقول: والدك ما كان يترك مجلس إملائي. وكان والدي يقول: ما رأيت بالعراق ممن يعرف الحديث أو يفهمه غير اثنين: إسماعيل الحوزي بإصبهان، والمؤتمن الساجي ببغداد. قال أبو سعد: استفدت منه الكثير، وتتلمذت له.) وسألته عن أحوال جماعة. وسمعت أبا القاسم الحافظ بدمشق يثني عليه، وقال: رأيته وقد ضعف وساء حفظه. وأثنى عليه أبو زكريا ابن مندة في تاريخ إصبهان. وذكره محمد بن عبد الواحد الدقاق فقال: عديم النظير، لا مثيل له في وقته. كان والده ممن يضرب به المثل في الصلاح والرشاد. قال السلفي: كان فاضلا في العربية ومعرفة الرجال. سمعت أبا عامر العبدري يقول: ما رأيت شابا ولا شيخا قط مثل إسماعيل. ذاكرته فرأيته حافظا للحديث، عارفا بكل علم، متقنا. استعجل علينا بالخروج. وسمعت أبا الحسن بن الطيوري يقول غير مرة: ما قدم علينا من خراسان مثل إسماعيل بن محمد، رحمه الله.
373 4 (حرف الجيم)) 4 (جعفر بن محمد بن مكي بن أبي طالب بن محمد بن مختار.)) أبو عبد الله القيسي، اللغوي، القرطبي. له اليد الباسطة في علم اللسان. روى عن: أبيه ولزم عبد الملك بن سراج، واختص به. قال ابن بشكوال: قال لي صحبت أبا مروان خمسة عشر عاما أو نحوها، وأجاز لي أبو علي الغساني. وأخذ عن خلف بن رزق. قال: وكان عالما بالآداب واللغات، متقنا لها، ضابطا لجميعها، صنف فيها. اختلفت إليه وسمعت منه وقال لي: ولدت بعد الخمسين وأربعمائة بيسير. ثم قال ابن بشكوال: توفي الوزير أبو عبد الله بن مكي لتسع بقين من المحرم سنة خمس. قلت: آخر أصحابه موتا أبو جعفر بن يحيى، عاش إلى سنة عشر وستمائة. 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن علي.)) ) الكاتب أبو علي الدوامي. سمع: ابن البطر. وعنه: عبيد الله، سمع منه في هذه السنة. يخدم خطبة القائم الدوامية.
374 4 (الحسين بن مفرج بن حاتم.)) الواعظ، أبو علي المقدسي. أحد فقهاء الشافعية بالثغر المحروس. وهو عم والد الحافظ بن الفضل. ذكره في الوفيات، وقال: توفي في نصف شعبان. روى عن: القاضي الرشيد المقدسي. روى عنه: ابنه أبو عبد الله، وأبي، وأبو طاهر السلفي، وأبو محمد العثماني. 4 (حمزة بن الحسين.)) ويقال له: حمزة بن سعادة. أبو يعلى البستي، ثم البغدادي، المقرئ، الصوفي، نزيل نيسابور. سمع أبا المظفر موسى بن عمران، وعبد الباقي بن يوسف المراغي. قال ابن السمعاني: قال لي إنه سمع بمكة من كريمة. توفي في ثالث وعشرين ذي القعدة. 4 (حمزة بن محمد بن أحمد بن سلامة.)) أبو يعلى بن أبي الصقر بن أبي جميل القرشي، الدمشقي، البزاز. سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء المصيصي، والفقيه نصر بن إبراهيم. روى عنه: ابنه محمد، وأبو القاسم الحافظ، وعبد الخالق بن أسد، وجماعة. وتوفي في صفر. ودفن بمقبرة باب الصغير.
375 4 (حرف الراء)) 4 (رزين بن معاوية بن عمار.)) ) أبو الحسن العبدري، الأندلسي، السرقسطي، الحافظ. جاور بمكة دهرا، وسمع بها البخاري من: عيسى بن أبي ذر الهروي ومسلما من: الحسين الطبري. وله مصنف مشهور جمع فيه الكتب الستة. روى عنه: قاضي الحرم أبو المظفر محمد بن علي بن الحسن الطبري، والشيخ أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي والد أبي عمر، والحافظ أبو موسى المديني، وغيرهم. وقع لنا من حديثه، أناه العماد عبد الحافظ: أنبا الموفق رحمه الله، عن أبيه، عنه. وتوفي في المحرم بمكة. وله في الكتاب زيادات واهية. 4 (رستم بن الفرج.)) البغدادي، التاجر، نزيل خراسان.
376 حدث عن: أبي الحسين بن الطيوري، وغيره. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: توفي تقريبا. 4 (حرف السين)) 4 (سلطان بن إبراهيم.)) أبو الفتح المقدسي، الفقيه الشافعي. قال ابن نقطة في الاستدراك: قال السلفي: مات في أواخر جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين. مر سنة. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن يوسف بن سمجون.)) أبو محمد السرقسطي، نزيل بلنسية. حج، فلقي بطنجة المقرئ أبا الحسين الخضري الضرير، فأخذ عنه قصيدته في قراءة نافع. وولي خطابة شاطبة. وأخذ عنه: أبو الحسن بن هذيل، وغيره. 4 (عبد الجبار بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة.)) ) أبو منصور الأسدي العكبري، ثم البغدادي، أخو أبي الحسين محمد.
377 قال ابن السمعاني: كان شيخا صالحا، ثقة، خيرا، قيما بكتاب الله، صحب الشيخ أبا إسحاق الشيرازي وخدمه. وكان حسن الإصغاء للسماع، كثير البكاء. حضر عبد الصمد بن المأمون. وسمع: أبا محمد الصريفيني، وابن النقور، وأبا القاسم بن البسري. قال ابن السمعاني: وكتبت عنه الكثير. قلت: وآخر من حدث عنه: التاج الكندي. وروى عنه: يوسف بن مبارك الخفاف، وعبد العزيز بن الأخضر. قال ابن السمعاني: توفي في ثالث جمادى الآخرة. وقال لي: ولدت في جمادى الأولى سنة اثنتين وستين وأربعمائة. 4 (عبد الحميد بن محمد بن أحمد.)) القاضي أبو علي الخوازي، البيهقي، أخو عبد الجبار. سمع: البيهقي، والقشيري، وأبا سهل الحفصي، وجماعة. قال ابن السمعاني: سمعت منه بخسروجرد. ومات في نصف رجب. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن مبارك.)) أبو منصور بن زريق الشيباني، القزاز، البغدادي، الحريمي.
378 قال ابن السمعاني: كان شيخا، صالحا، متوددا، سليم الجانب، مشتغلا بما يعنيه، من أولاد المحدثين. سمعه أبوه وعمه وشجاع الذهلي كثيرا، وعمر. وكان صحيح السماع، وتفرقت أجزاؤه وبيعا عند الحاجة. سمع التاريخ من الخطيب سوى الجزء الثالث والثلاثين، فإنه قال: توفيت والدتي، واشتغلت بدفنها والصلاة عليها، ففاتني هذا الجزء، وما أعيد لي، لأن الخطيب كان قد اشترط في الابتداء أن لا يعاد فوت لأحد.) ثم حصل لي أصل شيخنا أبي منصور بالتاريخ، بخط شجاع الذهلي، وعلى كل جزء منه سماع لأبي غالب محمد بن عبد الواحد القزاز، ولابنه عبد الرحمن، ولأخيه عبد المحسن. وكان على وجه السادس والسابع والثلاثين إجازة لأبي غالب وأبي منصور، عن الخطيب. فكأنهما ما سمعا الجزأين من الخطيب وما كنا نعرف إجازته عن الخطيب، فشهد شجاع أن لهما إجازته. وقرأنا عليه السابع والثلاثين بالسماع، وهو إجازة، لأن شجاعا كان شديد البحث عن السماعات، ولو عرف ذلك لأثبته. خصوصا إذا كان كتب النسخة له. قال أبو سعد: فمن قال إن أبا منصور سمع السابع والثلاثين فقد وهم. وسمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله، وأبا جعفر ابن المسلمة، وأبا علي بن وشاح، وأبا الغنائم بن المأمون. وكتبت عنه الكثير. وكان شيخا صبورا، حسن الأخلاق، قليل الكلام. قال: ولدت، أظن، في سنة ثلاث وخمسين. وتوفي في رابع عشر شوال، وصلى عليه أخوه أبو الفتح. قرأت بخط الحافظ ضياء الدين المقدسي قال: شاهدت مجلدة من تاريخ الخطيب بخط الإمام الحافظ أبي البركات الأنماطي فيها: السابع
379 والثلاثين. وقد نقل الأنماطي سماع القزاز فيه وهي في وقف الزيدي. قلت: وكذلك رواه الكندي للناس، عن القزاز سماعا متصلا. وروى عنه: ابن عساكر، وأبو موسى المديني، وابن الجوزي، وأحمد بن علي بن بذال، وأحمد بن الحسن العاقولي، وعمر بن طبرزد، وأبو اليمن الكندي، وأحمد بن يحيى الدبيقي، وخلق سواهم. وروى عنه بالإجازة: المؤيد الطوسي، وغيره. وممن روى عنه: أبو السعادات القزاز. 4 (عبد الصمد بن أحمد بن سعيد.)) ) أبو محمد الجياني. روى عن: أبي الأصبغ بن سهل، وأبي نصر الغساني، وأبي محمد بن العسال. ذكره ابن الأبار، وقال: كان رحمه الله مائلا إلى القول بالظاهر، ومن أهل المعرفة بالحديث. له كتاب المستوعب في أحاديث الموطأ. وقد سمعوا منه الموطأ في سنة خمس وثلاثين. قلت: ولم يؤرخ وفاته. 4 (عبد المنعم بن عبد الواسع بن عبد الهادي ابن شيخ الإسلام أبي إسماعيل عبيد الله.)) الأنصاري، الهروي، أبو المروح بن أبي رفاعة. ذكره ابن السمعاني فقال: إمام، جميل السيرة، مرضي الطريقة، ذو سمت، ووقار، وعفة، وحياء. حريص على سماع الحديث وطلبه. سافر وتغرب، وسمع الكثير، وحصل الأصول، وحج وجاور سنة.
380 وسمع من: ابن الحصين. ودخل إصبهان، وكان قد سمع ببلده من: نجيب بن ميمون، ومحمد بن علي العميري، وأبي عطاء المليحي. كتبت عنه بإصبهان. وتوفي بهراة في ذي القعدة. 4 (عبد المنعم بن أبي أحمد نصر بن يعقوب بن أحمد بن علي.)) الإصبهاني، المقرئ. أبو المطهر. شيخ مسن. روى عن: أبي طاهر أحمد بن محمود الثقفي، وهو جده لأمه. روى عنه: أبو موسى المديني، وقال: توفي في رجب. وروى عنه: أبو سعد السمعاني، وجماعة. 4 (عبد الوهاب بن شاه بن أحمد بن عبد الله.)) ) أبو الفتوح النيسابوري، الشاذياخي، الخرزي. كان شيخا صالحا يبيع الخرز في حانوت بنيسابور. سمع الرسالة من القشيري، وصحيح البخاري من أبي سهل محمد بن أحمد الحفصي.
381 وسمع من: أبي حامد الأزهري، وعبد الحميد بن عبد الرحمن البحيري، وأبي صالح المؤذن، وشبيب البستيغي، وحسان المنيعي، ونصر بن علي الطوسي الحاكمي، وأحمد بن محمد بن مكرم. روى عنه: ابن السمعاني في معجمه، وقال: كان من أهل الخير والصلاح. ولد سنة ثلاث وخمسين. وتوفي في الحادي والعشرين من شوال. روى عنه: ابن عساكر، وإسماعيل بن علي المغيثي، ومنصور بن الفروي، والمؤيد الطوسي، وزينب بنت الشعري، وغيرهم. وسمع منه جميع صحيح البخاري منصور، والمؤيد، وزينب، والمغيثي المذكورون. قاله ابن نقطة. 4 (عطاء بن أبي سعد بن عطاء.)) أبو محمد الثعلبي، الهروي، الصوفي، الفقاعي. صاحب شيخ الإسلام أبي إسماعيل.
382 محدث، رحال، وصوفي عمال. ولد سنة أربع وأربعين وأربعمائة بمالين هراة، وسمع من أبي إسماعيل. وبنيسابور من: فاطمة بنت الدقاق. وببغداد من: أبي نصر محمد بن محمد الزينبي، وأبي القاسم علي بن البسري، وأبي يوسف عبد السلام القزويني، وجماعة كثيرة. روى عنه: أولاده الثلاثة وقد سمع أبو سعد السمعاني منهم، عن أبيهم. وممن روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، ومحمود بن الفضل الإصبهاني. قال ابن السمعاني: كان ممن يضرب به المثل في إرادة شيخ الإسلام والجد في خدمته وله آثار، وحكايات، ومقامات وقت خروج شيخ الإسلام إلى بلخ في المحنة.) وجرى بينه وبين الوزير النظام مقالات وسؤآلات في هذه الحادثة. وكان نظام الملك يحتمل ذلك كله من عطاء. وسمعت أن عطاء قد م إلى الخشبة ليصلب، فنجاه الله تعالى لحسن الاعتقاد والجد الذي كان له فيما مر فيه. فلما أطلق قام في الحال إلى التظلم وما فتر. وخرج مع النظام إلى الروم ماشيا. وسمعت أنه كان في المدة التي كان شيخ الإسلام غائبا فيها عن وطنه ما ركب عطاء دابة، ولا عبر على قنطرة، بل كان يمشي مع الخيل، ويخوض الأنهار، ويقول: شيخي في المحنة والغربة، فلا أستريح. وما استراح إلى أن ردوا شيخه إلى وطنه. وسمعت محمد بن عطاء يقول: سمعت والدي يقول: كنت في طريق الروم أعدوا مع موكب النظام، فوقع نعلي، فما التفت لها، ورميت الأخرى، وجعلت أعدو. فأمسك النظام الدابة وقال: أين نعالك قلت: وقع إحداهما، فما وقفت عليها خشية أن تفوتني وتسبقني. فقال: هب أنه قد وقع إحداهما، فلم خلعت الأخرى ورميتها قلت: لأن شيخي عبد الله الأنصاري أخبرني أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمشي الإنسان في نعل
383 واحد، فما أردت أن أخالف السنة. فأعجب النظام ما فعل وقال: أكتب إن شاء الله حتى يرجع شيخك إلى هراة. وقال لي: اركب بعض الجنائب، فأبيت وقلت: شيخي في المحنة وأنا أركب الجنائب وعرض عليه مالا، فلم يقبله. وقدم أبي بإصبهان إلى الخشبة ليصلب عليها بعد أن حبسوه مدة، فقال له الجلاد: صل ركعتين. فقال: ليس ذا وقت صلاة، اشتغل بما أمرت، فإني سمعت شيخي يقول: إذا علقت الشعير على الدابة في أسفل العقبة لا توصلك في الحال إلى أعلاها. الصلاة نافعة في الرخاء، لا في حالة اليأس. ووصل مسرع من السلطان ومعه الخاتم بتسريحه، فترك.) وكانت الخاتون امرأة السلطان معينة في حقه. قال: فكلما أطلق رجع في الحال إلى التظلم والتشنيع. سمعت أبا الفتوح عبد الخالق بن زياد يقول: أمر بعض الأمراء أن يضرب عطاء الفقاعي في محنة الشهيد عبد القادر ابن شيخ الإسلام مائة سوط. فبطح على وجهه، وكان يضرب إلى أن ضربوا ستين، فشكوا كم كان خمسين أو ستين، فقال عطاء: وهو مكبوب على وجهه: خذوا بالأقل احتياطا. وحبس بعد الضرب مع جماعة من النساء، وكان في الموضع أترسة، فقام بجهد من الضرب، وأقام الأترسة بينه وبين النساء وقال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخلوة مع غير محرم. قال محمد بن عطاء: توفي أبي تقديرا سنة خمس وثلاثين.
384 4 (علي بن الحسن بن علي بن عبد الواحد.)) السلمي، الدمشقي، أبو الحسن بن البري. سمع من عمه عبد الواحد جزء ابن أبي ثابت. قرأه عليه ابن عساكر. 4 (علي بن محمد بن إسماعيل بن علي.)) الإمام، أبو الحسن السمرقندي، المعروف بالأسبيجابي. ولد سنة أربع وخمسين وأربعمائة. وسمع من: علي بن أحمد بن الربيع الشيكاني. روى عنه: عمر النسفي، وقال: توفي في ذي القعدة. وقد ذكره السمعاني في معجمه فعظمه وقال: يعرف بشيخ الإسلام، لم يكن أحد في زمانه بما وراء النهر يعرف مذهب أبي حنيفة مثله، ظهر له الأصحاب، وطال عمره في نشر العلم. كتب إلي بمروياته.
385 4 (علي بن محمد بن علي بن الحسن بن أبي المضاء.)) الفقيه، أبو الحسن البعلبكي، الشافعي. تلمذ لنصر المقدسي، وصحبه مدة، وسمع منه.) ومن: أبيه محمد، والحسن بن أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وقال: توفي في ربيع الأول ببعلبك. 4 (علي بن محمد بن لب بن سعيد.)) أبو الحسن القيسي، الداني، المقرئ. روى عن: أبي عبد الله المغامي، وأبي داود. وأخذ عنه: ابن رزق أبو بكر، وأبو بكر بن خير، وأبو الحسن نجبة، وآخرون. استشهد بعد هذا العام بيسير. 4 (علي بن يوسف بن تاشفين.)) صاحب المغرب. قيل: توفي فيها، والأصح سنة سبع كما سيأتي. 4 (عمر بن محمد بن حيذر، بذال معجمة.)) أبو حفص المروزي، البرمويي، العارف.
386 قال السمعاني: شيخ صالح، ثقة، دين، جميل الأمر، جواد النفس، أمي لا يكتب، غير أن له كلاما حسنا في علم القوم إذا سئل. ما رأيت في فنه مثله، وكان مزينا بالشريعة، واستعمال السنن، والعزلة، والانفراد. سمع بقراءة والدي، أنا عبد الله بن محمد بن الحسن المهربندقشائي، وأبا الخير محمد بن أبي عمران الصفار، وبمكة أبا شاكر أحمد بن علي العثماني. سمعت منه، وكنت أكثر من زيارته، وقرأت صحيح البخاري في رباطه. وتوفي في الحادي والعشرين من جمادى الآخرة. 4 (حرف الفاء)) 4 (الفتح بن محمد بن عبد الله بن خاقان.)) الأديب أبو نصر القيسي، الإشبيلي، صاحب كتاب قلائد العقيان، جمع فيه من شعراء المغرب طائفة كبيرة، وتكلم عليها فأجاد. وله كتاب مطمح الأنفس في ملح أهل الأندلس، يدل كلامه فيه على تبحره.
387 وكان كثير الأسفار والتجول، خليع العذار.) أمر السلطان بقتله، فذبح في سنة خمس هذه، وقيل: بل في سنة تسع وعشرين، فالله أعلم. ذكره القاضي ابن خلكان. 4 (حرف القاف)) 4 (قرسنقر.)) الأتابك، صاحب خراسان وأران. من مماليك الملك طغرل بن السلطان محمد بن ملكشاه. وكان شجاعا، مهيبا، ظلوما، غشوما، عظيم المحل. كان السلطان مسعود يخافه ويداريه، وقتل الوزير كمال الدين الرازي من أجله. وقد مات له إبنان تحت الزلزلة بجنزة. ومرض بالسل، ومات بأردبيل. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الجبار بن توبة.)) أبو الحسن الأسدي، العكبري، أخو عبد الجبار.
388 ولد سنة خمس وخمسين وأربعمائة، وقرأ القراءات بروايات. وكان حسن التلاوة. قرأ على أصحاب الحمامي، وقرأ شيئا من الفقه على أبي إسحاق الشيرازي. وكان له سمت حسن ووقار. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وأبا بكر الخطيب، وأبا الغنائم بن المأمون، وأبا محمد الصريفيني، وابن النقور. قال ابن السمعاني: صالح خير، قرأ بروايات، وكان حسن الأخذ. قرأت عليه الكثير، وكنت أقدم السماع عليه على غيره. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وأبو اليمن الكندي، وآخرون. توفي في صفر. وقد أنا بكتاب السبعة لابن مجاهد: أبو حفص القواص، أنا الكندي في كتابه، أنا ابن توبة. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم.)) ) أبو عبد الله الخوارزمي، القصاري. ولد في رمضان سنة إحدى وستين وأربعمائة ببغداد. وسمع حضورا من: أبي محمد الصريفيني. وحدث. وتوفي في جمادى الأولى. 4 (محمد بن إبراهيم بن جعفر.))
389 أبو عبد الله الدمشقي، الكردي، المقرئ. سمع: أبا القاسم بن أبي العلاء، وغيره. روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم. وكان يلقن. 4 (محمد بن عبد الباقي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن الربيع بن ثابت بن)) وهب بن مشجعة بن الحارث بن عبد الله بن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وشاعره، وأحد الثلاثة الذين خلفوا كعب بن مالك الأنصاري. القاضي أبو بكر بن أبي طاهر، البغدادي، الحنبلي، البزاز. ويعرف أبوه بصهر هبة، ويعرف هو بقاضي المرستان. مسند العراق، بل مسند الآفاق. ولد في عاشر صفر سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، ويقال له النصري، لأنه من محلة النصرية. ويقال له السلمي، لأن كعب بن مالك من بني سلمة. سمعه أبوه حضورا في الرابعة من أبي إسحاق البرمكي جزء الأنصاري،
390 وسمعه من علي بن عيسى الباقلاني أمالي القطيعي و الوراق. ثم سمعه الكثير بإفادة جاره عبد المحسن بن محمد الشيحي التاجر من: أبي محمد الجوهري، وأبي الطيب الطبري، وعمر بن الحسين الخفاف، وأبي طالب العشاري، وأبي الحسين بن حسنون النرسي، وعلي بن عمر البرمكي، والحسن بن علي المقرئ، وأبي الحسين بن الأبنوسي، وأبي الحسن بن أبي طالب المكي، وأبي يعلى بن الفراء، وأبي الغنائم بن المأمون،) وأبي الفضل هبة الله بن المأمون، وغيرهم. وتفرد برواية عنهم، سوى أبي يعلى، وأبي الغنائم. وسمع بمصر من أبي إسحاق الحبال. وبمكة من: أبي معشر الطبري، وأبي الحسين الصقلي. وأجاز له أبو القاسم التنوخي، وأبو الفتح بن شيطا المقرئ، وأبو عبد الله محمد بن سلامة القضاعي. وتفقه على القاضي أبي يعلى ابن الفراء، وشهد عند قاضي القضاة أبي الحسين بن الدامغاني. روى عنه خلق لا يحصون، منهم من مات في حياته، ومنهم من تأخر، وهم: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعد السمعاني، وأبو موسى المديني، وابن الجوزي، وعبد الله بن مسلم بن جوالق، والمكرم بن هبة الله الصوفي، وأبو أحمد بن تزمش الخياط، وسعيد بن عطاف، وعلي بن محمد بن يعيش الأنباري، وعبد الله بن المظفر بن البواب، وعبد الخالق بن هبة الله البندار، ويوسف بن المبارك بن كامل الخفاف، وعبد اللطيف بن أبي سعد الصوفي، وعمر بن طبرزد، وعبد العزيز بن الأخضر، وزيد بن الحسن الكندي، وعبد العزيز بن معالي بن سينا، وأبو علي ضياء بن الخريف، والحسين بن سعيد بن شنيف، وأحمد بن يحيى بن الدبيقي. وآخر من روى عنه بالإجازة المؤيد الطوسي.
391 وقد تكلم فيه ابن عساكر بكلام فج وحش، فقال: كان يتهم بمذهب الأوائل، ويذكر عنه رقة دين. قال: وكان يعرف الفقه على مذهب أحمد، والفرائض، والحساب، والهندسة. ويشهد عند القضاة، وينظر في وقف المارستان العضدي. وسرد أبو موسى نسبه كما ذكرنا، ثم قال: هو أملاه علي، وكان إماما في فنون العلم. قال: وكان يقول: حفظت القرآن وأنا ابن سبع سنين، وما من علم إلا وقد نظرت فيه، وحصلت منه الكل أو البعض، إلا هذا النحو، فإني قليل البضاعة فيه. وما أعلم أني ضيعت ساعة من عمري في لهو ولعب. وقال ابن الجوزي: ذكر لنا القاضي أبو بكر أن منجمين حضرا حين ولد، فأجمعا أن العمر اثنتان وخمسون سنة.) قال: وهانا قد جاوزت التسعين. قال ابن الجوزي: وكان حسن الصورة، حلو المنطق، مليح المعاشرة، كان يصلي في جامع المنصور، يجيء في بعض الأيام فيقف وراء مجلسي وأنا على منبر الوعظ، فيسلم علي. واستملى عليه شيخنا ابن ناصر بجامع القصر. وقرأت عليه الكثير، وكان ثقة، فهما، ثبتا، حجة، متفننا في علوم كثيرة، متفردا في علم الفرائض، قال لي يوما: صليت الجمعة وجلست أنظر إلى الناس، فما رأيت أحدا أشتهي أن أكون مثله.
392 وكان قد سافر فوقع في أسر الروم، وبقي سنة ونصفا، وقيدوه وغلوه، وأرادوه أن ينطق بكلمة الكفر، فلم يفعل، وتعلم منهم الخط الرومي. وسمعته يقول: من خدم المحابر خدمته المنابر. وسمعته يقول: يجب على المعلم أن لا يعنف، وعلى المتعلم أن لا يأنف. ورأيته بعد ثلاث وتسعين سنة صحيح الحواس، لم يتغير منها شيء، ثابت العقل، يقرأ الخط الدقيق من بعد. ودخلنا عليه قبل موته بمديدة فقال: نزلت في أذني مادة، فقرأ علينا من حديثه، وبقي على هذا نحوا من شهرين، ثم زال ذلك، وعاد إلى الصحة، ثم مرض فأوصى أن يعمق قبره زيادة على العادة، وأن يكتب على قبره قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون، وبقي ثلاثة أيام لا يفتر من قراءة القرآن، إلى أن توفي قبل الظهر ثاني رجب. قال ابن السمعاني: ما رأيت أجمع للفنون منه، نظر في كل علم، وبرع في الحساب والفرائض، وسمعته يقول: ثبت من كل علم تعلمته إلا الحديث وعلمه. ورأيته وما تغير من حواسه شيء. وكان يقرأ الخط البعيد الدقيق. وكان سريع النسخ، حسن القراءة للحديث. وكان يشتغل بمطالعة الأجزاء التي معي، وأنا مكب على القراءة، فاتفق أنه وجد جزءا من حديث أبي الفضل الخزاعي، قرأته بالكوفة على الشريف عمر بن إبراهيم الحسيني، بإجازته من محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي، وفيه حكايات مليحة فقال: اتركه عندي.) فلما رجعت من الغد أخرج الجزء وقد نسخه جميعه، وقال: اقرأه حتى أسمعه.
393 فقلت: يا سيدي، كيف يكون، وأنا أفتخر بالسماع منك فقال: ذاك بحاله. فقرأته، فقال للجماعة: اكتبوا اسمي. قلت: رأيت الجزء بخطه في وقف الضيائية، وفي أوله بخطه: نا أبو سعد السمعاني. وقال: قال لي: أسرتني الروم، وكان الغل في عنقي خمسة أشهر، وكانوا يقولون لي: قل: المسيح ابن الله، حتى نفعل ونصنع في حقك. فما قلت. وتعلمت خطهم لما حبست. كان يعرف علم النجوم، وسمعته يقول: عن الذباب إذا وقع على البياض سوده، وعلى السواد بيضه، وعلى التراب برغثه، وعلى الجرح يقيحه. وسمعت منه الطبقات لابن سعد، والمغازي للواقدي، وأكثر من مائتي جزء. قال لي: ولدت بالكرخ، وانتقل بنا أبي إلى النصرية ولي أربعة أشهر. وذكر ابن السمعاني أكثر ما نقلناه عن ابن الجوزي. وقال ابن نقطة: حدث القاضي أبو بكر بصحيح البخاري، عن أبي الحسين ابن المهتدي بالله، عن أبي الفتح بن أبي الفوارس، عن أحمد بن عبد الله النعيمي. قلت: والنعيمي هو شيخ أبي عمر المليحي الذي أكثر عنه صاحب شرح السنة.
394 4 (محمد بن عبد القادر بن الحسن بن المنصور بالله.)) أبو الحسين المنصوري، الهاشمي. شيخ مسن، كثير الفكر، أصابه فالج. وحدث عن: أبي القاسم بن البسري، ويوسف المهرواني. وتوفي في سابع رجب. 4 (محمد بن فرج بن جعفر بن أبي سمرة.)) أبو عبد الله القيسي، نزيل غرناطة، أحد القراء. عن: أحمد بن عبد الحق الخزرجي، وأبي القاسم بن النحاس.) وحدث عن: غالب بن عطية، وغيره. وأقرأ القراءات والنحو. روى عنه: أبو الأصبغ بن المرابط. وتوفي في حدود سنة خمس. 4 (محمد بن المنتصر بن حفص النوقاني.)) الفقيه، المفتي، الزاهد الورع. كان عارفا بالمذهب. سمع: محمد بن سعيد الفرخزاذي وبهراة: محمد بن علي العميري.
395 قال السمعاني: سمعت منه تفسير الثعلبي بروايته عن الفرخزاذي، عنه. مات رحمه الله في رجب. 4 (محمود بن علي بن أبي علي بن يوسف.)) أبو القاسم الطرازي. قال السمعاني: إمام، فاضل، دين، ورع، حسن الأخلاق، تفقه على القاضي أبي سعد بن أبي الخطاف. وورد على المسترشد بالله من قبل الخاقان. وكان مولده بطراز سنة، وتوفي ببخارى في شعبان، وخلف بها أولادا نجباء. 4 (موسى بن حماد.)) أبو عمران الصنهاجي، المالكي، قاضي مراكش. كان فقيها، إماما، حاذقا لمذهب مالك، مقدما في معرفة الأحكام. من جلة قضاة زمانه العادلين. وله رواية يسيرة. توفي في ذي القعدة. 4 (حرف الياء)) 4 (يوسف بن أيوب بن يوسف بن الحسين بن وهرة.))
396 أبو يعقوب الهمذاني.) من أهل ضياع همذان. نزل مرو، وكان من سادات الصوفية. ذكره ابن السمعاني، وقال: هو الإمام الورع. التقي، الناسك، العامل بعلمه، والقائم بحقه، صاحب الأحوال والمقامات الجليلة، وإليه انتهت تربية المريدين، واجتمع في رباطه جماعة من المنقطعين إلى الله، ما أتصور أن يكون في غيره من الربط مثلهم. وكان من صغره إلى كبره على طريقة مرضية، وسداد، واستقامة. خرج من قريته إلى بغداد، وقصد الشيخ أبا إسحاق، وتفقه عليه، ولازمه مدة، حتى برع في الفقه، وفاق أقرانه، خصوصا في علم النظر. وكان أبو إسحاق يقدمه على جماعة كثيرة من أصحابه، مع صغر سنه، لمعرفته بزهده، وحسن سيرته، واشتغاله بنفسه. ثم ترك كل ما كان فيه من المناظرة، وخلا بنفسه، واشتغل بعبادة الله تعالى، ودعوة الخلق إليها وإرشاد الأصحاب إلى الطريق المستقيم. وسمع من شيخه: أبي إسحاق، وأبي الحسين بن المهتدي بالله، وأبي بكر الخطيب، وأبي جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، والصريفيني، وابن النقور. وببخارى محمد: أبي الخطاب محمد بن إبراهيم الطبري وبسمرقند من: أبي بكر أحمد بن محمد بن الفضل الفارسي.
397 وبإصبهان من: حمد بن أحمد بن ولكيز، وغانم بن محمد بن عبد الواحد الحافظ، وآخرين. وكتب الكثير، غير أن أجزاءه تفرقت بين كتبه، وما كان يتفرغ إلى إخراجها، فأخرج لنا أكثر من عشرين جزءا، فسمعناها. وقد دخل بغداد سنة ست وخمسمائة، ووعظ بها، وظهر له قبول تام، وازدحم الناس عليه. ثم رجع وسكن مرو. وخرج إلى هراة، وأقام بها مدة، ثم طلب منه الرجوع إلى مرو، فرجع. ثم خرج ثانيا إلى هراة. ثم رجع إلى هراة، ثم خرج من هراة فأدركه الأجل بين هراة وبغشور.) وكان يقول: دخلت جبل زز لزيارة الشيخ عبد الله الجوي، وكان قد أقام عنده مدة، ولبس من يده الخرقة، قال: فوجدت ذلك الجبل معمورا بأولياء الله، كثير المياه والأشجار، وعلى رأس كل عين رجل مشتغل بنفسه، صاحب مقام ومجاهدة. فكنت أدور عليهم وأزورهم. ولا أعلم في ذلك الجبل حجرا لم تصبه دمعتي. وهذا من بركة أحمد بن فضالة شيخ عبد الله الجوي. سمعت الشيخ الصالح صافي بن عبد الله الصوفي ببغداد يقول: حضرت مجلس شيخنا يوسف بن أيوب في المدرسة النظامية، وكان قد اجتمع العالم، فقام فقيه يعرف بابن السقاء وآذاه، وسأله غير مسألة، فقال: اجلس، فإني أجد من كلامك رائحة الكفر، ولعلك تموت على غير الإسلام. قال صافي: فاتفق بعد مدة قدم رسول نصراني من الروم، فمضى إليه ابن السقاء، وسأله أن يستصحبه، فقال له: يقع لي أن أدخل في دينكم فقبله الرسول، وخرج معه إلى القسطنطينية، والتحق بملكها وتنصر. وسمعت من أثق به أن ابني الإمام أبي بكر الشاشي قاما في مجلس وعظه، وقالا له: إن كنت تنتحل معتقد الأشعري وإلا فانزلي ولا تعظ ههنا.
398 فقال يوسف: اقعد، لا أمتعكما الله بشبابكما. فسمعت جماعة أنهما ماتا ولم يتكهلا. سمعت السيد إسماعيل بن أبي القاسم بن عوض العلوي يقول: سمعت الإمام يوسف بن أيوب يقول للشيخ لؤلؤ الحي، وكان من أصحابه قديما، ثم عرج عليه، ووقع فيه، ورماه بأشياء: هذا الرجل يقتل، وسترون ذلك. وكان كما جرى على لسانه، قتل قريبا من سرخس بعد وفاة يوسف. وقال أبو المظفر السمعاني: ما قدم علينا من العراق مثل يوسف الهمذاني. وقد تكلم معه بمرو في مسألة البيع الفاسد، فجرى بينهما تسعة عشر نوبة، يعني بالنوبة المجلس في هذه المسألة. قال أبو سعد السمعاني: سمعت الإمام يوسف رحمه الله يقول: خلوت نوبا عدة، كل مرة أكثر) من خمس سنين أو أقل، وما كان يخرج حب المناظرة والاشتغال بالخلاف والمذاكرة من قلبي، وصرت إلى ما كنت أشتهي، فإن المناظرة كانت تقطع علي الطريق. سمعت أبا نصر عبد الواحد بن محمد الكرجي الزاهد يقول: سألت الشيخ أبا الحسين المقدسي: هل رأيت أحدا من أولياء الله قال: رأيت في سياحتي عجميا بمرو يعظ، ويدعو الخلق إلى الله تعالى يقال له يوسف. قال أبو نصر: أراد بذلك الإمام يوسف بن أيوب الهمذاني. وأبو الحسين المقدسي كبير القدر، مشهور. قال أبو سعد: لما عزمت إلى الرحلة، دخلت على يوسف رحمه الله مودعا، فصوب عزمي وقال: أوصيك، لا تدخل على السلاطين، وأبصر ما تأكل لا يكون حراما. توفي في ربيع الأول، وكان مولده تقديرا سنة أربعين أو إحدى وأربعين.
399 قلت: وقد روى عنه: ابن عساكر، وأبو الروح الهروي، وجماعة. فأخبرنا أحمد بن هبة الله بن عساكر، أنا أبو روح عبد المعز بن محمد إجازة، أنا يوسف بن أيوب الزاهد، بقراءة حمزة بن عسول، أنا أبو محمد بن النقور سنة ثلاث وستين وأربعمائة، أنبا علي بن عمر الحربي، ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي، ثنا يحيى بن معين، ثنا معن، عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يصافح امرأة قط. وأنا به أحمد بن إسحاق: أنا أحمد بن صرما، والفتح بن عبد الله قالا: أنا محمد بن عمر الفقيه أنا ابن النقور، فذكره. رواه النسائي في كتاب حديث مالك من تأليفه، عن معاوية بن صالح الأشعري، عن ابن معين.
400 4 (وفيات سنة ست وثلاثين وخمسمائة.)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن سلامة بن يحيى الدمشقي الأبار.)) سمع: أحمد بن علي بن الفرات، وسهل بن بشر. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وقال: توفي في شوال.) أحمد بن عبد الله بن جابر. أبو عمر الأزدي، الإشبيلي. سمع من: أبي عبد الله بن منظور صحيح البخاري. وسمع: عبد الله بن علي النكاجي، والعاص بن خلف. أم بمسجد ابن بقي، وأقرأ القرآن نحوا من ستين سنة. وكان مشتهرا بالصلاح. حدث عنه: ابن بشكوال، وابن جهير.
401 وقارب تعسين سنة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن ينال.)) أبو منصور الصوفي الإصبهاني، الترك، والد أبي العباس محمد الترك. سمع: عائشة الوركانية، وعبد الجبار بن برزة الرازي، وشجاعا المصقلي. ومات في عشر التسعين. 4 (أحمد بن محمد بن الحسين.)) أبو الفائز ابن البزوري. سمع: محمد بن هبة الله اللالكائي في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وجده. توفي في رمضان. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن محمود ماخرة.))
402 أبو سعد بن أبي بكر بن الشيخ أبي الحسن الزوزني، ثم البغدادي. من قدماء الصوفية برباط شيخ الشيوخ إسماعيل. وهو مطبوع خفيف، يحفظ حكايات وأشعارا. قال السمعاني: غير أنه كان منهمكا في الشرب، سامحه الله. وقال أبو الفرج بن الجوزي: كانوا ينسبونه إلى التسمح في دينه. ولد في ذي الحجة سنة تسع وأربعين وأربعمائة. وسمع القاضي: أبا يعلى وهو آخر أصحابه، وأبا جعفر ابن المسلمة، وأبا الحسين ابن المهتدي) بالله، وأبا محمد الصريفيني، وأبا علي بن وشاح، وأبا بكر الخطيب، وجماعة. قال ابن السمعاني: قرأت عليه الكثير. وحدثني محمد بن ناصر الحافظ قال: كان أبو سعد متسمحا، فرأيته في النوم، فقلت: ما فعل الله بك قال: غفر لي. قلت: فأين أنت قال: في الجنة. قال ابن ناصر: لو حدثنيه غيري ما صدقته. قال ابن الجوزي: مرض أبو سعد الزوزني، وبقي خمسة وثلاثين يوما بعلة النصب لم يضطجع، ومات في تاسع عشر شعبان. قلت: روى عنه: أبو أحمد عبد الوهاب ابن سكينة، وأبو حامد بن النحاس، ويوسف بن كامل، والمحدث عبد الخالق بن أسد، وعمر بن طبرزد، وأبو الفرج بن الجوزي.
403 4 (أحمد بن محمد بن محمد بن محمد بن الطيب.)) أبو الحسين بن الصباغ. سمع: أباه، وأبا نصر الزينبي، وإسماعيل بن مسعدة الإسماعيلي. روى عنه: ابن عساكر، والسمعاني. وكان ظاهر الصلاح والخير. مات رحمه الله في آخر شوال ظنا. 4 (أحمد بن محمد بن موسى بن عطاء الله.)) أبو العباس بن العريف، الصنهاجي، الأندلسي، الصوفي، الزاهد، من أهل المرية. روى عن: يزيد مولى المعتصم، وعمر بن أحمد بن رزق، وعبد القادر بن محمد القروي، وخلف بن محمد بن العربي، وجماعة. قال ابن بشكوال: كانت عنده مشاركة في أشياء من العلم، وعناية بالقراءآت، وجمع الروايات، واهتمام بطرقها وجملتها. وقد استجاز مني تأليفي هذا، يعني الصلة وكتبه عني.) واستجزته أنا أيضا، ولم ألقه. وكان متناهيا في الفضل والدين، منقطعا إلى الخير، وكان العباد وأهل الزهد يقصدونه ويألفونه، فيحمدون صحبته. سعي به إلى السلطان، فأمر بإشخاصه إلى حضرته بمراكش، فوصلها، وتوفي بها ليلة الجمعة الثالث والعشرين من صفر، واحتفل الناس لجنازته، وندم السلطان على ما كان منه في جانبه. وظهرت له كرامات. قلت: ولد ابن العريف في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وكان العباد
404 يأتونه ويجتمعون لسماع كلامه في العرفان، وبعد صيته، فثار الحسد في نفوس فقهاء بلده، فرفعوا إلى السلطان أنه يروم الثورة والخروج كما فعل ابن تومرت، فأرسل ابن تاشفين إليه وقيده، وحمل إلى مراكش، فتوفي في الطريق عند مدينة سلا. أما شيوخه: خلف، وعمر، فأخذا عن أبي عمرو الداني، وقد لبس الخرقة من أبي بكر عبد الباقي بن بريال وصحب ابن بريال أبا عمرو الطلمنكي. وآخر من بقي من أصحاب ابن العريف الزاهد موسى بن مسدي. 4 (إبراهيم بن أحمد بن محمد.)) الإمام، العلامة، أبو إسحاق المروروذي، الشافعي. تفقه على الإمام ابن المظفر السمعاني، وغيره. وصارت إليه الرحلة بمرو لقراءة الفقه عليه. تفقه عليه أبو سعد السمعاني، وغيره. قتل بمرو، رحمه الله، في ربيع الأول في وقعة الخوارزم شاه، وله ثلاث وثمانون سنة. قال أبو سعد السمعاني: كان أبي أوصى بنا إليه، وكان يقوم بأمورنا أتم قيام. وكان من العلماء العاملين. علقت عنه كتاب الطهارة، وسمعت منه الكثير، وحدث بالكتب الكبار. سمع بمرو الروذ من جماعة.
405 4 (إسماعيل بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث.)) الحافظ أبو القاسم ابن السمرقندي.) ولد بدمشق سنة أربع وخمسين وأربعمائة في رمضان. وسمع من: أبي بكر الخطيب، وعبد الدائم بن الحسن، وأبي نصر بن طلاب، وعبد العزيز الكتاني، وأبي الحسن بن أبي الحديد، وغيرهم. ثم رحل به وبأخيه عبد الله، أبوهما المقرئ أبو بكر إلى بغداد في حدود سنة تسع وستين وأربعمائة، وسكنوها. وسمع بها من: ابن هزارمرد الصريفيني، وابن النقور، وعبد العزيز بن علي السكري، وعبد الباقي بن محمد العطار، وأبي نصر الزينبي، وابن البسري، ورزق الله، وخلق كثير. وعني بالرواية، وقدم دمشق زائرا بيت المقدس، وسمع من مكي الرميلي، وطال عمره، وروى الكثير. حدث عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم بن عساكر، والأعز بن علي العبدي، وإسماعيل بن أحمد الكاتب، وسعيد بن محمد بن محمد بن عطاف، ويحيى بن ياقوت الفراش، وعمر بن طبرزد، وأبو اليمن الكندي، وأبو الرضا محمد بن أبي تمام بن الزوا الهاشمي، وأبا الحسن بن علي بن أحمد بن
406 هبل، وعبد العزيز بن الأخضر، وسليمان بن محمد الموصلي، وموسى بن سعيد ابن الصيقل الهاشمي، وخلق سواهم. قال ابن السمعاني: قرأت عليه الكتب الكبار والأجزاء، وسمعت الحافظ أبا العلاء العطار بهمذان يقول: ما أعدل بأبي القاسم الفقيه ابن السمرقندي أحدا من شيوخ العراق، وخراسان. وقال أبو شجاع عمر البسطامي: أبو القاسم إسناد خراسان، والعراق. وقال أبو القاسم: ما بقي أحد يروي معجم ابن جميع غيري ولا بدمشق، ولا عن عبد الدائم بن الحسن غيري. ثم قال: * وأعجب ما في الأمر أن عشت بعدهم * على أنهم ما خلفوا في من بطش * وقال ابن عساكر: كان ثقة، مكثرا، صاحب أصول، وكان دلالا في الكتب. وسمعته يقول: أنا أبو هريرة في ابن النقور، فإنه قل جزء عندي قريء عليه إلا وقد سمعته مرارا. قال ابن عساكر: وعاش إلى أن خلت بغداد، وصار محدثها كثرة وإسنادا، حتى صار يطلب) العوض على التسميع بعد حرصه على التحديث. وقد أملى في جامع المنصور الجمع زيادة على ثلاثمائة مجلس. وكان له بخت في بيع الكتب. باع مرة صحيحي البخاري ومسلم في مجلدة لطيفة. بخط الحافظ أبي عبد الله الصوري بعشرين دينارا. وقال لي: وقعت علي
407 هذه المجلدة بقيراط، لأني اشتريتها وكتابا آخر معها بدينار وقيراط، فبعت ذلك الكتاب بدينار. قال السلفي: وأبو القاسم ابن السمرقندي ثقة، له أنس بمعرفة الرجال، دون معرفة أخيه الحافظ أبي محمد. وقال ابن ناصر: كان دلالا، وكان سئ المعاملة، يخاف من لسانه وكان ذا مخالطة لأكابر البلدة وسلاطينها بسب الكتب. وقد قدم دمشق بعد الثمانين، وسمع من الفقيه نصر، وأخذ عنه أبو محمد بن صابر، وغيره. وقال ابن السمرقندي: ورواه عنه ابن الجوزي بالإجازة، أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم، كأنه مريض وقد مد رجليه: فدخلت وجعلت أقبل أخمص قدميه، وأمرغ وجهي عليها. فذكرته لأبي بكر ابن الخاضبة فقال: أبشر يا أبا القاسم بطول البقاء وبانتشار الرواية عنك، فإن تقبيل رجليه اتباع أثره، وأما مرضه فوهن في الإسلام. فما أتى على هذا إلا قليل حتى وصل الخبر أن الفرنج استولت على بيت المقدس. توفي في السادس والعشرين من ذي القعدة، ودفن بباب حرب. 4 (إسماعيل بن عبد الواحد بن إسماعيل بن محمد.))
408 أبو سعيد البوشنجي، الفقيه الشافعي. نزيل هراة. سمع: أبا صالح المؤدب، وأبا بكر بن خلف الشيرازي، وحمد بن أحمد. وقدم بغداد بعد الخمسمائة، فسمع: أبا علي بن نبهان، وغيره. وتفقه وبرع في المذهب، ودرس وأفتى، وصنف التصانيف. قال ابن السمعاني: كان كثير العبادة، خشن العيش، قانعا باليسير.) سمعت منه وعاش خمسا وسبعين سنة. قال عبد الغافر فيذيله: شاب نشأ في عبادة الله، مرضي السيرة على منوال أبيه. وهو فقيه، مناظر، مدرس، زاهد. 4 (حرف الجيم)) 4 (جميل بن تمام.)) المقدسي. أبو الحسن الطحان، المقرئ. حدث عن رجل، عن عبد العزيز الكتاني. روى عنه: الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخه. 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن عبد الرحيم بن أحمد.)) المعلم البزاز، المروزي. سمع: أبا الخير الصفار.
409 قتل في ربيع الآخر في الوقعة الخوارزمشاهية بمرو، عن نيف وسبعين سنة. سمع من السمعاني. 4 (الحسين بن أحمد بن علي بن الحسن بن فطيمة.)) أبو عبد الله بن أبي حامد البيهقي، الخسروجردي، القاضي قاضي بيهق. وبيهق: ناحية من أعمال نيسابور، قصبتها خسروجرد. ولد قبل الخمسين وأربعمائة. وسمع: أبا بكر البيهقي، وأبا القاسم القشيري، وأبا سعيد بن محمد بن علي الخشاب، وأبا منصور محمد بن أحمد السوري، وأبا بكر محمد بن القاسم الصفار، وأبا بكر أحمد بن منصور المغربي، وطائفة. يروي عنه: أبو سعد السمعاني، وابن عساكر، وغير واحد. قال ابن السمعاني: هو شيخ مسن، كثير السماع، حسن السيرة، مليح المجالسة، كيس، ما رأيت أخف روحا منه، مع السخاء والبذل، سمعت منه الكثير، وكتب لي أجزاء بخطه.) ومن أعجب ما رأيت منه أنه ما كان له الأصابع العشر، فإنها قطعت بكرمان لعلة لحقتها، فكان يأخذ القلم بكفيه، ويترك الورق تحت رجله، ويكتب بكفيه خطا مليحا، من أسرع ما يكون. وكان يكتب كل يوم خمس طاقات خطا واسعا، مقروءا.
410 وقد تفقه بمرو على جدي الإمام أبي المظفر. وحج بعد العشرين وخمسمائة. وتوفي بخسروجرد في ثالث عشر رمضان. وقد سمع من البيهقي كتاب معرفة السنن والآثار. وحكى ابن السمعاني أنه بالغ في إكرامه جدا، فقال: خرجت إلى قصد إصبهان، فتركت القافلة، وعرجت إلى خسروجرد مع رفيق لي راجلين، فلما دخلنا دار الحسين سلمنا على أصحابه، وما التفت إلينا أحد. ثم خرج إلينا فاستقبلناه، فأقبل علينا وقال: فيم جئتم قلت: لنقرأ عليك جزءين من معرفة الآثار للبيهقي. فقال: لعلكم سمعتم الكتاب من الشيخ عبد الجبار، وفاتكم هذا القدر. قلت: بلى. وكان في الجزءين فوتا لعبد الجبار فقال: تكونون عندي الليلة، فإن لي مهما، أريد أن أخرج إلى سبزوار فإن ابني كتب إلي: أن ابن أستاذي خارج في هذه القافلة، فأريد أن أسلم عليه، وأسأله أن يكون عندي أياما. وسماني، فتبسمت، فقال: تعرفه فقلت: هو بين يديك. فقام وبرك وبكى، وكان يقبل رجلي، ثم أخرج الكتب والأجزاء، ووهبني بعض أصوله، فكنت عنده ثلاثة أيام. 4 (حرف الخاء)) 4 (خاتون.)) زوجة المستظهر بالله أمير المؤمنين، وزوجة صاحب كرمان.
411 قال ابن الجوزي: كانت دارها حمى.) ولها الهيئة والأصحاب. وورد الخبر إلى بغداد بموتها، فعقد لها العزاء في الديوان يومين. 4 (حرف السين)) 4 (سعيد بن أحمد بن سليمان.)) أبو الحسن المالكي، النهرفضلي، البصري، نزيل بغداد. شيخ صالح، قرأ طرفا من مذهب مالك. وقرأ بالروايات. وكان صابرا على الفقر. سمع: أبا لفضل بن خيرون، وعبد المحسن الشيحي بن البطر. روى عنه: ابن السمعاني، وقال: توفي في رمضان. 4 (سعيد بن محمد بن منصور.)) الفارسي، ثم الطوسي، الواعظ، أبو منصور. سمع: عبد الرحمن بن الواحدي، وأبا بكر بن خلف، وجماعة. وأخذ عنه: أبو سعد الحافظ، وقال: مات في ذي القعدة. 4 (سهل بن الحسن بن محمد.)) أبو العلاء البسطامي، الصوفي، المعروف بالكافي، نزيل دمشق. أقام مدة بسميساطية. من بيت خطابة وقضاء. روى عن أبيه، عن أبي عثمان الصابوني. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني. توفي في صفر بدمشق.
412 4 (حرف الشين)) 4 (شريفة بنت أبي عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي.)) النيسابورية. سمعت: عثمان بن محمد المحمي، وأبا بكر بن خلف، والصرام.) كتب عنها السمعاني، وقال: ماتت في عشر السبعين. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن محمد بن علي بن المعزم.)) أبو الحسين الهمذاني، الضرير، أخو أبي زيد. صالح، سمع: أبا إسحاق الشيرازي، وغيره. مات في شوال. 4 (عبد الجبار بن محمد بن أحمد.)) الخواري، البيهقي، أبو محمد. وخوار: بليدة من أعمال الري. كان إمام الجامع المنيعي بنيسابور. وكان مفتيا، عالما، يعرف مذهب الشافعي، وفيه تواضع وخير.
413 ولد سنة خمس وأربعين وأربعمائة. وتفقه عند إمام الحرمين أبي المعالي. وسمع: أبا بكر البيهقي، وأبا الحسين علي بن أحمد الواحدي، وأخاه أبا القاسم عبد الرحمن بن أحمد، وأبا القاسم القشيري، وغيرهم. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني، وأبو الخير أحمد بن إسماعيل القزويني، وأبو الفضائل محمد بن فضل الله السالاري، وأبو سعد عبد الله بن عمر الصفار، ومنصور بن عبد المنعم الفراوي، وأبو المحاسن أحمد بن محمد الشوكاني الحافظ، وأبو الحسن المؤيد الطوسي، وآخرون. قال ابن السمعاني: فمن جملة ما سمعت منه بنيسابور كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي في خمس مجلدات، ورأيت في جزءين منه سماعا ملحقا. وذكر أبو محمد عبد الله بن محمد بن حبيب الحافظ أنه طالع أصل البيهقي، فلم يجد سماع شيخنا عبد الجبار في جزءين. وذكر شيخنا عبد الجبار أنه وجد سماعه بالجزءين. وأنا قرأت الجزءين ببيهق على القاضي الحسين بن أحمد بن فطيمة.) وكان الكتاب كله سماعه. قال ابن حبيب العامري المذكور: تصفحت الكتاب ورقة ورقة، فوجدت سماعه، إلا في جزءين، أحدهما الخامس والأربعون، وهو من أول كتاب النكاح إلى آخر تسري العبد، والجزء السادس والخمسون، أوله ترجمة ما يحرم من الإسلام، وآخره حد اللواط. وسماعه في سنة ثلاث وخمسين، وأكثره بقراءة والده محمد.
414 قال السمعاني: وكتب شيخنا عبد الجبار بخطه: قد وجدت في الأصل سماعنا في الجزء الخامس والأربعين، والجزء السادس والخمسين من الأصل وقت قراءة الكتاب علي من نسخة الأصل بنيسابور في شهور سنة اثنتي عشرة وخمسمائة. كتبه عبد الجبار بن محمد، بعد وقوفه على سماع جملة الكتاب على المصنف. توفي، رحمه الله، في تاسع عشر شعبان. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد.)) أبو الفتوح السلمويي، اللباد. من فقهاء نيسابور. تفقه على أبي نصر عبد الرحيم بن القشيري. وبمرو على أبي بكر محمد بن منصور السمعاني. وكان إماما، زاهدا، قدوة، تقيا، منقبضا، قانعا، كبير القدر، كثير الأسفار. سكن كرمان، وانتقل إلى إصبهان فتوفي بها. حدث بمرو عن الشيرويي.
415 وكان مولده في سنة سبع وسبعين وأربعمائة. وتوفي في رمضان بمدينة جي. 4 (عبد السلام بن عبد الرحمن بن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن.)) أبو الحكم اللخمي، الإفريقي، المغربي، ثم الإشبيلي. الصوفي، العارف، المعروف بابن برجان. سمع صحيح البخاري من: أبي عبد الله محمد بن أحمد بن منظور. وحدث به.) روى عنه: أبو القاسم القنطري، وأبو محمد عبد الحق الإشبيلي، وأبو عبد الله بن جليل القيسي. وآخرون. ذكره أبو عبد الله الأبار فقال: كان من أهل المعرفة بالقراءآت، والحديث، والتحقق بعلم الكلام، والتصوف، مع الزهد، والاجتهاد في العبادة. وله تواليف مفيدة، منها: تفسير القرآن لم يكمله، وشرح أسماء الله الحسنى.
416 وقد رواهما عنه أبو القاسط القنطري. توفي بمراكش مغربا عن وطنه في هذه السنة. وقبره بإزاء قبر الزاهد أبي العباس بن العريف. 4 (عبد الكريم بن عبد المنعم بن هبة الله.)) أبو طالب بن الطرسوسي، الحلبي، الفقيه. سمع أباه أبا البركات. كتب عنه: السمعاني، وقال: ولد سنة أربع وخمسين وأربعمائة. قلت: مات تقريبا في هذا العام. 4 (عبد الوهاب ابن الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد بن علي الأنصاري.)) شرف الإسلام، أبو القاسم الشيرازي، ثم الدمشقي.
417 الفقيه، الحنبلي، الواعظ. كان شيخ الحنابلة بدمشق بعد والده. وكان له القبول التام في وعظه. وبعثه السلطان رسولا إلى المسترشد بالله يستنجده على الفرنج خذلهم الله. وقد روى شيئا من مسند أحمد بالإجازة عن أبي طالب عبد القادر بن يوسف. وتوفي في صفر بدمشق. ووقف المدرسة الحنبلية التي قدام الرواحية بدمشق، وكان رئيسا محتشما، عالما. قال حماد الحراني: سمعت السلفي يثني عليه ويقول: كان فاضلا له لسن. وكان كبيرا في أعين الناس والسلطان. وكان متقدما، وكان ثقة.) سمع من والده، ومن غيره. وقال أبو يعلى حمزة أصيب بمرض حاد أضعفه، وكان على الطريقة المرضية، والخلال الرضية ووفور العلم، وحسن الوعظ، وقوة الدين. وكان يوم دفنه يوما مشهودا من كثرة المشيعين له، والباكين عليه. 4 (عشائر بن محمد بن ميمون.)) أبو المعالي التميمي، المعري. نزيل حمص. صالح خير. ولد سنة خمس وأربعين وحضر جنازة أبي العلاء بالمعرة. وسمع من: أبي عامر عبد الرزاق التنوخي. كتب عنه: السمعاني.
418 بقي إلى هذا الوقت بحمص. 4 (علي بن محمد بن رسلان بن محمد.)) أبو الحسن المروزي، الكاتب. كان صاحب بلاغة، وفصاحة، وشعر، وترسل فائق. ذكره ابن السمعاني، فقال: لعله ما رأى مثل نفسه في فنه. وسمع من إسماعيل بن أحمد البيهقي. وكتب لي من شعره. وسمعت أن قصيدة أكثر من أربعين بيتا كانت تقرأ عليه فيحفظها في نوبة واحدة. قتل بمرو في الوقعة الخوارزمشاهية في ربيع الأول، وله نيف وأربعون سنة. 4 (عمر بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مازة.))
419 أبو حفص بن أبي المفاخر البخاري. علامة ما وراء النهر. تفقه على والده العلامة أبي المفاخر. وبرع في مذهب أبي حنيفة، وصار شيخ العصر.) وحاز قصب السبق في علم النظر. ورأى الخصوم وناظرهم، وظهر عليهم، وصار السلطان يصدر عن رأيه. وعاش في حرمة وافرة، وقبول زائد، إلى أن رزق الله الشهادة على يد الكفرة، بعد وقعة قطوان وانهزام المسلمين. قال ابن السمعاني: سمعت أنه لما خرج هذه النوبة كان يودع أصحابه وأولاده وداع من لا يرجع إليهم. فرحمه الله تعالى ورضي عنه. سمع: أباه، وعلي بن محمد بن خدام. وحدث. ولقيته بمرو، وحضرت مناظرته. وقد حدث عن جماعة من البغدادين كأبي سعد أحمد بن الطيوري، وأبي طالب بن يوسف. وكان يعرف بالحسام. ولد سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة. وسمع منه: أبو علي الحسن بن مسعود الدمشقي ابن الوزير، وغيره. وتفقه عليه خلق، وقتل صبرا بسمرقند في صفر في سنة ست وثلاثين. وقيل: بل قتل في الوقعة المذكورة. وكان قد تجمع جيوش لا يحصون من الصين، والخطا، والترك، وعلى الكل كوخان، فساروا لقصد السلطان
420 سنجر. وسار سنجر في نحو مائة ألف من عسكر خراسان، وغزنة، والغور، وسجستان، ومازندران، وعبر بهم نهر جيحون في آخر سنة خمس وثلاثين، فالتقى الجيشان، فكانا كالبحرين العظيمين يوم خامس صفر. وأبلى يومئذ صاحب سجستان بلاء حسنا، ثم انهزم المسلمون، وقتل منهم ما لا يحصى، وانهزم سنجر، وأسر صاحب سجستان، وقماج مقدم ميمنة المسلمين، وزوجة سنجر، فأطلقهم الكفار. قال ابن الأثير: وممن قتل الحسام عمر بن مازة الحنفي، المشهور. قال: ولم يكن في الإسلام وقعة أعظم من هذه، ولا أكثر ممن قتل فيها بخراسان.) واستقرت دولة الخطا، والترك الكفار بما وراء النهر، وبقي كوخان إلى رجب سنة سبع وثلاثين فمات فيه. 4 (عمر بن محمد.)) أبو حفص المروزي، الناطفي. كان بعمل الناطف، وكان رجلا صالحا، نيف على الثمانين. وروى عن: علي بن موسى الموسوي، وجماعة. وعنه: أبو سعد السمعاني. 4 (عمر بن محمد بن بدر.)) أبو الحسن الهمذاني، الغرناطي. سمع الموطأ من ابن الطلاع، وتفقه أبي الوليد بن رشد. وكان صالحا زاهدا. روى عنه: أبو جعفر بن شراحيل، وغيره.
421 4 (حرف الفاء)) 4 (الفضل بن إسماعيل بن الفضيل بن محمد.)) الفضيلي، الهروي، أبو عاصم. سمع: أبا عطاء عبد الحمن الجوهري، وكلاب البوسنجي، ومحمد بن علي العميري، وطائفة. مات سنة نيف وثلاثين تقريبا. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن أسود.)) أبو بكر الغساني، الأندلسي، المريي. روى عن: الحافظ أبي علي الغساني، وغيره. له رحلة سمع فيها من أبي بكر الطرطوشي، المالكي، وأبي الحسن بن شرف. وولي قضاء مرسية مدة طويلة، ولم تحمد سيرته. ثم صرف. وسكن مراكش، وبها توفي في رجب.)) 4 (محمد بن أصبغ بن محمد بن محمد بن أصبغ.)) قاضي الجماعة بقرطبة وخطيبها أبو عبد الله. خاتمة الأعيان بقرطبة. روى عن أبيه واختص به.
422 وقرأ بالروايات على أبي القاسم بن مدير المقرئ. وسمع من: محمد بن فرج الفقيه، وأبي علي الغساني. وجالس أبا علي بن سكرة. قال ابن بشكوال: كان من أهل الفضل الكامل، والدين، والتعاون والعفاف، والوقار، والسمت الحسن، والهدي الصالح. وكان مجودا للقرآن، عالي الهمة، عزيز النفس. مخزون اللسان، طويل الصلاة، واسع الكف بالصلات، كثير المعروف والخيرات، معظما عند الخاصة والعامة. وصرف في الآخر عن القضاء، وأقبل على التدريس وإسماع الحديث. وتوفي في الثاني والعشرين من رمضان. من أبناء الستين. 4 (محمد بن جعفر بن مهران.)) أبو بكر التميمي، الإصبهاني. سمع: عبد الوهاب بن مندة، والمطهر البزاني. وعنه: سليمان الموصلي، لقيه زمن الحج. 4 (محمد بن الحسن بن خلف بن يحيى.)) أبو بكر بن برنجال. رحل بعد الخمسمائة. وسمع من: محمد بن الوليد الطرطوشي، ومحمد بن منصور الحضرمي. وكان من أهل الحفظ والدراية. توفي في رجب، وقد نيف على الخمسين.)
423 4 (محمد بن الحسين بن محمد.)) أبو الخير التكريتي، الملقب بالترك. من أهل رباط الزوزني ببغداد. سمع من: جعفر السراج. 4 (محمد بن سليمان بن مروان.)) أبو عبد الله القيسي، المعروف بالبوني، نزيل بلنسية. أحد الأئمة. روى عن: أبي علي الغساني، وأبي داود بن نجاح، وأبي الحسن بن الدوش، وابن الطلاع، وأبي علي الصدفي، وطائفة. قال ابن بشكوال: كانت له عناية كبيرة بالعلم والرواية والدين. مات رحمه الله في صفر سنة ست بالمرية. 4 (محمد بن عبد الملك بن عبد العزيز.)) أبو بكر القرطبي، اللخمي. أصله من إشبيلية. روى عن: أبي عبيد البكري، وأبي علي الغساني، وأبي الحسين بن سراج. وكان رأسا في اللغة والعربية، ومعاني الشعر، والبلاغة. كاتبا مجيدا. توفي في نصف ذي الحجة. 4 (محمد بن علي بن أحمد.))
424 أبو طاهر الأنصاري، الدباس. سمع من أبي طاهر بن عبد الكريم بن رزمة، عن أبي الحسين بن بشران كتاب مداراة الناس لابن أبي الدنيا. وكان رجلا صالحا. روى عنه: سعد الله بن الوادي، وأبو سعد السمعاني، وعلي بن إبراهيم الواسطي. قال ابن النجار: توفي في ذي الحجة.)) 4 (محمد بن علي بن عمر بن محمد.)) أبو عبد الله التميمي، الفقيه، المازري المحدث، أحد الأئمة الأعلام. مصنف شرح صحيح مسلم، وأسمعه المعلم بفوائد كتاب مسلم. وله كتاب إيضاح المحصول في الأصول. وله مصنفات في الأدب. وكان من أهل الحفظ والإتقان. توفي في ربيع الأول سنة ست، وله ثلاث وثمانون سنة. ومازر بفتح الزاي، وقد تكسر، بليدة بجزيرة صقلية. روى عنه: عياض القاضي، وأبو جعفر بن يحيى الفرضي الوزعي. مولده بالمهدية من إفريقية، وبهامات. وألف كتابا في شرح التلقين لعبد الوهاب، في عشر مجلدات، وهو من أنفس الكتب.
425 بلغنا أن المازري مرض في أثناء عمره فلم يجد من يعالجه إلا يهودي، فلما عوفي على يده قال اليهودي: لولا التزامي بحفظ صناعتي لأعدمتك المسلمين. فأثر هذا عند المازري، وأقبل على تعلم الطب حتى برع فيه في زمن يسير، وصار يفتي فيه كما يفتي في العلم، رحمه الله. 4 (محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن السكن.)) أبو طالب بن المعوج المراتبي. من أهل البيوتات ببغداد. سمع: أبا محمد الصريفيني، وأبا القاسم بن البسري، وجماعة. سمع منه: ابن السمعاني، وغيره. وكان من غلاة الشيعة. توفي في أحد الربيعين. 4 (محمد بن الفضل بن محمد بن أحمد.)) أبو سهل الأبيوردي، العطار. شيخ صالح، عفيف، عابد، من أهل نيسابور.)
426 سمع: أبا القاسم القشيري، وأبا صالح المؤدب، وأبا سهل الحفصي. وتوفي في رجب. روى عنه: ابن السمعاني، والرحالون. وكان والده من كبار مشيخة نيسابور. 4 (محمد بن كامل بن ديسم بن مجاهد.)) أبو الحسن النضري، المقدسي. سمع من أبيه، ومن نصر المقدسي وتفقه عليه بصور، فلم ينجب. وأجاز له أبو بكر الخطيب. وكان شاهدا، فاتهم بشهادة الزور، وأسقطه خال ابن عساكر أبو المعالي محمد بن يحيى قاضي دمشق. ورتب على ختم دار الوكالة. وكان يرتزق من المكس. روى عن: ابن عساكر، وابنه القاسم بن علي، والسمعاني، وجماعة.
427 وتوفي في ذي القعدة. قال السمعاني: وأجاز له أبو جعفر ابن المسلمة، وأبو علي غلام الهراس، فأجاز له جميع القراءات. 4 (محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن أحمد بن عمر.)) أبو الحسين السهلكي، خطيب بسطام، إحدى مدن قومس. كان بارعا في الأدب. سمع: أبا الفضل محمد بن علي السهلكي، ونظام الملك، ورزق الله التميمي. قال ابن السمعاني: كتبت عنه ببسطام. توفي في ربيع الأول ببسطام. 4 (محمد بن مغاور بن حكم بن مغاور.)) أبو عبد الله السلمي، الشاطبي. يروي عن: أبيه، وأبي جعفر بن جحدر، وأبي عمران بن أبي تليد، وابن سكرة، وأبي الحسن) بن الدوش. وكان بصيرا بالمذهب، رأسا في الفتوى، جم الفوائد. توفي في شوال عن ثمان وخمسين سنة. 4 (محمد بن مفرج بن سليمان.)) الشيخ أبو عبد الله الصنهاجي.
428 سمع يسيرا من: أبي الوليد الباجي، وأبي عبد الله بن شبرين. وأخذ عنه: القاضي عياض. 4 (محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن محمود ماشاذة.)) أبو منصور الإصبهاني، الواعظ، الفقيه. ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. وتفقه على: أبي بكر الخجندي. وارتفع أمره وعرض جماعة، وصار المرجع إليه. وكان يعظ ويفسر بفصاحة. ووعظ ببغداد بعد العشرين، وحدث. روى عنه: أبو موسى المديني، وابن السمعاني، وسبطه داود بن محمد بن أبي منصور، وجماعة. روى عن: شجاع، وأحمد ابني المصقلي، وعائشة الوركانية، وأبي جعفر السمعاني، وأبي بكر بن سليم. وتوفي في حادي عشر ربيع الآخر بإصبهان، وعقد له العزاء ببغداد. قال ابن السمعاني: إمام، مفسر، واعظ، حلو الكلام، مليح الإشارة. كان له التقدم والجاه العريض، والحشمة وصار أوحد وقته، والمرجوع إليه في بلده. وطعن بالسكين عدة نوب، وحماه الله بفضله، ولم يؤثر فيه ذلك.
429 وكان كثير الصلاة والذكر. 4 (المختار بن عبد الحميد بن منتصر.)) أبو الفتح البوسنجي، الأديب.) صاحب الوفيات. سمع من جده لأمه جمال الإسلام أبي الحسن الداوودي. توفي في رمضان. وقد قارب الثمانين. 4 (مرجان الحبشي الخادم.)) أبو الحسن، مولى المقتدي أمير المؤمنين. سمع من: النعالي، وابن البيع. روى عنه: يوسف بن المبارك بن كامل. وكان صالحا عابدا، جاور مدة. وتوفي في شعبان. 4 (مظفر بن القاسم بن المظفر بن علي.)) أبو منصور بن الشهرزوري. ولد بإربل سنة سبع وخمسين وأربعمائة، ونشأ بالموصل. وقدم بغداد، وتفقه بها على الشيخ أبي إسحاق، وسمع منه ومن أبي نصر الزينبي.
430 ثم رجع إلى الموصل، وولي قضاء سنجار، وسكنها وكان قد أسن. سمع منه ابن السمعاني سنة ببغداد، وسنة خمس بسنجار، وقال: كان شيخا، فاضلا، كثير العبادة. قلت: توفي تقريبا سنة ست. 4 (حرف النون)) 4 (نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد بن أحمد بن خلف بن مخلد بن امرئ القيس.)) أبو الكرم الأزدي، الواسطي ابن الجلخت. سمع: أباه، وأبا تمام علي بن محمد العبدي، القاضي، وأبا الحسن علي بن محمد الحوزي، وسعيد بن كثير الشاهد. وهو آخر أصحاب أبي تمام. ولد سنة سبع وأربعين وأربعمائة.) وعنه: ابن السمعاني، وقال: انحدرت إليه إلى واسط، وهو شيخ ثقة، صالح، من بيت الحديث. حدث ببغداد سنة ست عشر. وروى عنه أيضا: أبو علي يحيى بن الربيع، والقاضي أبو الفتح المندائي، وعلي بن علي بن نغوبا، والحسين بن عبد العزيز، وعلي بن عبد الله بن
431 فضل الله، وهو آخر من روى عنه، كما أنه آخر من روى عن أبي تمام. قال فيه خميس الحوزي: ثقة صالح. وقال غيره: توفي في ذي الحجة بواسط. 4 (حرف الهاء)) 4 (هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاوس.)) أبو محمد البغدادي، ثم الدمشقي، إمام جامع دمشق. كان مقرئا مجودا، حسن الأخذ، ضابطا متصدرا بالجامع من دهر، ختم عليه خلق. وقد سمع الكثير بنفسه، ونسخ ورحل وأملى، وكان صدوقا، صحيح السماع. وثقه ابن عساكر، ووصفه بكثرة السماع، وقال: سمع أباه، وأبا العباس ابن قبيس، وأبا القاسم بن أبي العلاء، وأبا عبد الله بن أبي الحديد، والفقيه نصر بن إبراهيم. وخرج إلى العراق، وإصبهان في صحبة والده، والفقيه نصر الله المصيصي في رسالة السلطان تاج الدولة تتش إلى السلطان ملكشاه، فسمع
432 من: البانياسي، وعاصم بن الحسن، ورزق الله التميمي، وأبي الغنائم بن أبي عثمان، وأبي الحسن علي بن محمد بن محمد الأنباري، وأبي منصور محمد بن علي بن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وعبد الرزاق الحسناباذي، وأبي عبد الله الثقفي. وأقرأ القرآن مدة. وكان قد قرأ للسبعة على والده أبي البركات. وكان مؤذنا في مسجد سوق الأحد، فلما ولي إمامة الجامع ترك المكتب، وكان صحيح الإعتقاد. ثنا إملاء: أنا عاصم بقراءتي عليه، فذكر حديثا. وقال ابن السمعاني: سمعت أنه يقع في أعراض الناس.) وكان بينه وبين الحافظ أبي القاسم الدمشقي شيء، ما صلى على جنازته. وقال السلفي: هو محدث ابن محدث، ومقرئ ابن مقرئ، وكان ثقة متصاونا، من أهل العلم. وقال محمد بن أبي الصقر: ولد في صفر سنة إحدى وستين وأربعمائة. وقال ابن السمعاني: توفي ضحوة يوم الجمعة سابع عشر المحرم، وصلينا عليه بعد الصلاة، وشيعته إلى أن دفن في مقبرة له بباب الفراديس. وكان الخلق كثيرا. قلت: روى عنه: ابن عساكر، والسلفي، وابن السمعاني، وابنه الخضر بن هبة الله، وأبو الفرج ابن الحرة الحموي، وأبو محمد القاسم بن عساكر، والقاضي أبو القاسم بن الحرستاني، وآخرون. وآخر من حدث عنه: أبو المحاسن ابن السيد الصفار. أخبرنا أحمد بن إسحاق، وإسماعيل بن عبد الرحمن، ومحمد بن علي،
433 وأحمد بن عبد الرحمن بن مؤمن، وأحمد بن عبد الحميد قالوا: أنا محمد بن السيد بن أبي لقمة، أنا نصر الله بن محمد المصيصي الفقيه، وهبة الله بن طاوس المقرئ في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة سماعا منهما قالا: أنا أبو القاسم علي بن محمد الفقيه، أنا عبد الرحمن بن عثمان، أنا خيثمة بن سليمان، نا الحسن بن مكرم: ثنا شاذان، ثنا الثوري، ثنا عمرو بن قيس قال: قال عيسى بن مريم عليه السلام: لا تكثروا الكلام لغير ذكر الله فتقسوا القلوب، وإن كانت لينة، فإن القلب القاسي بعيد من الله، ولكن لا تعلمون. ولا تنظروا في ذنوب الناس كهيئة الأرباب، وانظروا في ذنوب أنفسكم كهيئة العبيد، فإنما الناس اثنان: مبتلى ومعافى، فاحمدوا الله على العافية، وارحموا المبتلى. 4 (هبة الله بن عبد الله بن أحمد بن المغربي.)) شيخ بغدادي، صالح. سمع من: الحسين بن البسري. روى عنه: ابن السمعاني. وكان بواب باب النوبي. وعاش ستا وستين سنة.)) 4 (حرف الياء)) 4 (يحيى بن علي بن محمد بن علي.)) أبو محمد بن الطراح، البغدادي، المدبر.
434 ولد قبل الستين وأربعمائة. وسمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله، وأبا بكر الخطيب، وعبد الصمد بن المأمون، ومحمد بن أحمد بن المهتدي بالله الخطيب، وابن النقور، وجماعة. قال ابن السمعاني: كتبت عنه الكثير، وكان صالحا، ساكنا، مشتغلا بما يعنيه، قليل الفضول، كثير الرغبة في زيارة القبور والخير. وكان مدبر قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي. وسمعه أبوه، وحصل له النسخ. توفي في رابع عشر رمضان. قلت: وروى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو الفرج بن الجوزي، وابن طبرزد، والكندي، وابن الأخضر، وعبد الكريم بن المبارك البلدي، وسليمان الموصلي، ويحيى بن ياقوت الفراش، وآخرون.
435 4 (وفيات سنة سبع وثلاثين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن أبي الحسين بن أحمد.)) أبو الحارث الهاشمي، البغدادي، إمام جامع المنصور. روى عن: أبي الحسين بن الطيوري. وتوفي في ذي الحجة. 4 (أحمد بن علي بن الحسين العطار.)) دمشقي، حدث عن: أبي البركات أحمد بن طاوس. كتب عنه: أبو سعد السمعاني. 4 (أحمد بن علي بن عبد الله.)) أبو القاسم الحلاوي، بغدادي.) روى عن: أبي نصر الزينبي. وعنه: يوسف بن المبارك الخفاف. توفي في رجب. 4 (إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن سالم.)) أبو منصور الهيتي.
436 ولد بهيت سنة ستين. وسمع: أبا نصر الزينبي، وأبا الغنائم بن أبي عثمان. وتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني. وبرع في المناظرة. وتوفي في شوال. قال ابن السمعاني: كان أنظر الحنفية في زمانه، وكان ينوب عن قاضي القضاة الزينبي في الحكومة إلى أن شاخ. وكان دخوله إلى بغداد في سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة. وقرأت علي كتاب البعث لابن أبي داود. قلت: روى عنه عبد الله بن مسلم بن ثابت. 4 (إبراهيم بن هبة الله بن علي.)) أبو طالب الديار بكري، الفقيه. قال ابن السمعاني: كان فقيها، فاضلا، مناظرا، صالحا، كثير الذكر والتلاوة، أقام ببغداد مدة، وببلخ مدة، وسمع من مالك البانياسي، وجماعة. وتوفي ببلخ في المحرم. وقد سمع بإصبهان من أبي منصور بن شكرويه. قال أبو شجاع البسطامي: سمعت الإمام أبا طالب يقول: لما تركنا بناكر، وهي دار مملكة الملك محمد بن أبي حكيم أكرمني كثيرا، حتى أنه سبى أختين وهما أختا ملك الهند، فقال لي: قد تزوجت واحدة وتركت أختها، حتى أجد لها كفؤا، وأنت الكفؤ. فوهبها لي، فأعتقتها، وتزوجت بها، وحسن إسلامها.) فلما قتل ابن أبي حكيم نفذ أخو هذه الجارية، وقد تملك بعد أبيه، فقال: تعودي إلينا. فأبت وقالت: لا أرحل بلاد الكفر. فبعث يقول لها: ارجعي إلينا بزوجك، ونبني لكما مسجدا، وتكونون مكرمين. فأبت. فلما سافرت لحقتني حاملة، فأولها مني وعلي قربه حتى لحقت بي.
437 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن محمد بن علي.)) أبو محمد ذو الفقار، نقيب مشهد باب التبن. روى عن: أبي بن حشيش. وكان أديبا شاعرا ببغداد. 4 (الحسن بن محمد بن علي بن الحسن بن أبي المضاء.)) البعلبكي، أبو محمد. سمع من: الفقيه نصر المقدسي. وتوفي في جمادى الأولى. سمع منه بعض الطلبة. 4 (الحسن بن نصر.)) أبو محمد الدينوري البزار. ويعرف بابن المعبي. سمع: أبا القاسم بن البسري، ويوسف بن الحسن التفكزي، والفقيه نصر المقدسي بصور. وعنه: ابن عساكر، والسمعاني. مات في صفر في عشر التسعين.
438 4 (الحسين بن علي بن أحمد بن عبد الله.)) أبو عبد الله المقرئ، البغدادي، سبط أبي منصور الخياط. سمع: أبا الغنائم بن المأمون، وأبا محمد الصريفيني، وأبا منصور العكبري، وأبا الحسين بن النقور.) وولد في سنة ثمان وخمسين وأربعمائة. قال ابن السمعاني: صالح، حسن الإقراء، دين، يأكل من كراء يده، سمع الكثير بإفادة ابن الخاضبة في مجلس عفيف القائمي. وتوفي في ذي الحجة. روى عنه: ابن السمعاني، وابن الجوزي وقال: قرأت عليه القرآن، وأبو اليمن الكندي، وجماعة. وهو أخو الشيخ أبي محمد، وأكبر منه. 4 (حرف السين)) 4 (سعيد بن أحمد بن عبد الواحد.)) أبو القاسم بن الطيوري الأمين. شيخ إصبهان. سمع: أبا عمرو بن مندة. مات فجأة في شوال. سمع منه: أبو سعد السمعاني، وغيره.
439 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن البيضاوي.)) أبو الفتح، أخا قاضي القضاة أبي القاسم الزينبي لأمه. سمع: أبا جعفر ابن المسلمة، وعبد الصمد بن المأمون، والصريفيني، وابن النقور. قال ابن السمعاني: كتبت عنه الكثير، وهو شيخ صالح، متواضع، متحر في قضائه الخير والإنصاف، متثبت. وتوفي في نصف جمادى الأولى. قلت: وروى عنه: ابن الجوزي، والكندي، وجماعة. 4 (عبد الرزاق بن محمد بن أحمد بن محمد بن عيسى.)) أبو المحاسن الطبسي، نزيل نيسابور. كان مفيد الغرباء، قرأ لهم الكثير.) وكان حسن القراءة سريعها. قرأ صحيح مسلم ثماني عشرة مرة على الفراوي للناس، وكان كثير الصلاة، نظيف الظاهر، جميل الأمر. سمع: عبد الغفار الشيروي، وأبا علي الحداد، وغانما البرجي، وابن بيان الرزاز، وغيرهم.
440 وتوفي في ربيع الأول. روى عنه: أبو سعد السمعاني. 4 (عبد المجيد بن إسماعيل.)) القاضي أبو سعيد الهروي، قاضي الروم. تفقه بما وراء النهر على: البزدوي، والسيد الأشرف، وجماعة. وتخرج به الأصحاب. وله مصنفات في الأصول والفروع، وخطب ورسائل ونظم ونثر. قدم دمشق، ودرس ببغداد. ومات بقيسارية، وقد نيف على الثمانين. وكان من كبار الحنفية. 4 (عبد المجيد بن القاسم بن الحسن بن بندار.)) أبو عبد الرحيم الزيدي، الإستراباذي، الحاجي. دين، شيخ زيدي المذهب. سمع: ظفر بن الداعي، وغيره.
441 وحدث في هذه السنة. 4 (عبد الواحد بن أحمد بن عبد القادر بن محمد بن يوسف.)) أبو محمد اليوسفي، البغدادي، أخو عبد الله، وعبد الخالق. شيخ صالح، دين، سافر الكثير، وطاف في الآفاق. وسمع من: أبي نصر الزينبي، وأخيه طراد النقيب وسمع من: أبي المحاسن الروياني، وأبي سعد بن أبي صادق الحيري، وأبي سعد المطرز. وأقام باليمن مدة.) ولد سنة سبعين وأربعمائة. وقدم من الحجاز بغداد في سنة خمس وثلاثين وحدث، ثم رجع وركب البحر، فغرق في حدود سنة سبع. 4 (عثمان بن محمد بن حمد بن محمد.)) أبو عمرو البلخي، ويعرف بالشريك. قال السمعاني: كان فاضلا، حسن السيرة، من أهل العلم، مكثرا من الحديث، معمرا. سمع: أباه، وأبا علي الوخشي، ومحمد بن عبد الملك الماسكاني، وإسماعيل بن عثمان إمام جامع بلخ، وأبا سعيد الخليل بن أحمد السجزي. كتب إلي بمروياته.
442 ومن مسموعاته: شرح الآثار للطحاوي، يرويه بواسطة ثلاثة، والموطأ يرويه عن عبد الوهاب بن أحمد الحديثي، عن زاهر السرخسي، وتفسير أبي الليث، رواه عن الوخشي، عن تميم بن زرعة وروى عن الوخشي عدة تفاسير كبار، وكتاب معاني الآثار للطحاوي، يرويه عن القاضي إبراهيم بن محمد بن سليمان الوراق، عن ابن المقرئ، عنه، وسنن أبي داود، يرويه عن الوخشي، عن أبي عمر الهاشمي، وعن أبي محمد بن النحاس المصري، وعن أبي محمد النيسابوري صاحب ابن داسة. توفي ببلخ في سلخ جمادى الأولى سنة. 4 (علي بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن علي بن عياض بن أبي عقيل.)) أبو طالب الصوري، ثم الدمشقي. كان أبوه وأجداده من قضاة صور، وهو شيخ مهيب، ساكن، حسن
443 السيرة، يرجع إلى صيانة وديانة. سكن مصر مدة، وسمع بها من: أبي الحسن الخلعي، ومحمد بن عبد الله الفارسي. ودخل بغداد وسمع بها من: أبي القاسم بن بيان. قال ابن السمعاني: قرأت عليه المعجم لابن الأعرابي، ومولده بعد الستين بصور. وكان يلقب بالقاضي بهجة الملك.) توفي في ربيع الأول. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وابنه، وجماعة. قال ابن عساكر: أصله من حران. وسمع أيضا من الفقيه نصر، وكان من أعيان من بدمشق. وكان ذا صلاة وصيام، وقورا، مهيبا. حكى له عتيقه نوشتكين أنه سمعه في مرضه يقول: قرأت أربعة آلاف ختمة.
444 4 (علي بن يوسف بن تاشفين.)) أمير المسلمين، صاحب المغرب. توفي والده في سنة خمسمائة، فقام بالملك مكانه، وتلقب بلقب أبيه أمير المؤمنين، وجرى على سنته في الجهاد، وإخافة العدو. وكان حسن السيرة، جيد الطوية، عادلا، نزها، حتى كان إلى أن يعد من الزهاد المتبتلين أقرب، وأدخل من أن يعد من الملوك. واشتد إيثاره لأهل العلم والدين. وكان لا يقطع أمرا في جميع مملكته دون مشاورتهم. وكان إذا ولى أحدا من قضاته، كان فيما يعهد إليه أن لا يقطع أمرا دون أن يكون بمحضر أربعة من أعيان الفقهاء، يشاورهم في ذلك الأمر، وإن صغر. فبلغ الفقهاء في أيامه مبلغا عظيما، ونفقت في زمانه كتب الفقه في مذهب مالك، وعمل بمقتضاها، وأنبذ وراءه ما سواها. وكثر ذلك حتى نسي العلماء النظر في الكتاب والسنن، ودان أهل زمانه بتكفير كل من ظهر منه الخوض في شيء من علوم الكلام. وقرر الفقهاء عنده تقبيح الكلام وكراهية الصدر الأول له، وأنه بدعة، حتى استحكم ذلك في نفسه، وكان يكتب عنه كل الأوقات إلى البلاد بالوعيد على من وجد عنده شيء من كتب الكلام. ولما دخلت كتب أبي حامد الغزالي رحمه الله إلى المغرب، أمر أمير المسلمين علي بن يوسف بإحراقها، وتوعد بالقتل من وجد عنده شيء منها.) واشتد الأمر في ذلك إلى الغاية.
445 واعتنى باستدعاء النساخ والكتاب، فاجتمع له ما لم يجتمع لسلطان منهم، كأبي القاسم بن الحذاء الأحدب، وألب بكر محمد بن محمد بن القنطرية، وأبي عبد الله محمد بن أبي الخطال، وأخيه أبي مروان، وعبد المجيد بن عبدان. وطالت أيامه إلى أن التقى عسكر بلنسية مع العدو الملعون، فهزموا المسلمين، وقتلوا من المرابطين خلقا كثيرا، وذلك بعد الخمسمائة، فاختلت بعدها حال علي بن يوسف، وظهرت في بلاده مناكر كثيرة، لاستيلاء أمراء المرابطين الذين هم جنده على البلاد الأندلسية، ثم ادعوا الاستبداد بالأمور، وانتهوا في ذلك إلى التصريح، وصار كل واحد منهم يجهر بأنه خير من أمير المسلمين علي بن يوسف، وأنه أولى بالأمر منه. واستولى النساء على الأحوال، وصارت كل امرأة من أكابر البربر مشتملة على كل مفسد وشرير، وقاطع سبيل، وصاحب خمر، وأمير المسلمين في ذلك يزيد تغافله، ويقوى ضعفه، وقنع بالاسم والخطبة. وعكف على العبادة، فكان يصوم النهار، ويقوم الليل، واشتهر عنه ذلك، وأهمل أمر الرعية غاية الإهمال. وكان يعلم من نفسه العجز، حتى أنه رفع مرة يديه وقال: اللهم قيض لهذا الأمر من يقوى عليه ويصلح أمور المسلمين. حكى عنه هذا عبد الله بن خيار. وقال اليسع بن حزم: ولي علي بن يوسف، فنشأت من المرابطين والفقهاء نشأة أهزلوا دينهم، وأسمنوا براذينهم، قلدهم البلاد، وأصاخ إلى رأيهم فخانوه، وأشاروا عليه بأخذ مملكة ابن هود، وقرروا عنده أن أموال المستنصر صاحب مصر أيام الغلاء حصلت كلها عند ابن هود، وأروه الباطل في صورة الحق.
446 قلت: وثب عليه ابن تومرت كما ذكرنا، وجرت بين الطائفتين حروب، ولم يزل أمر عبد المؤمن يقوى ويظهر، ويستولي على الممالك، وأمر علي بن يوسف في سفال وزوال، إلى أن توفي في هذا العام، وعهد إلى ابنه تاشفين، فعجز عن الموحدين، وأنزوى إلى مدينة وهران، فحاصره الموحدون بها، فلما اشتد عليه الحصار خرج راكبا، وساق إلى البحر، فاقتحمه) وغرق، فيقال إنهم أخرجوه وصلبوه، ثم أحرقوه. وذلك في عام أربعين. وانقطعت الدعوة لبني العباس بموت علي وابنه تاشفين. وكانت دولة بني تاشفين بمراكش بضعا وسبعين سنة. توفي علي في سابع رجب، وله إحدى وستون سنة. 4 (عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن نعمان.)) النسفي، ثم السمرقندي. قال ابن السمعاني: كان إمام، فاضلا، مبرزا، متفننا. صنف في كل نوع من العلم، في التفسير، والحديث، والشروط، ونظم الجامع الصغير لمحمد بن الحسن، حتى صنف قريبا من مائة مصنف. وورد بغداد حاجا في سنة سبع وخمسمائة. وحدث عن: إسماعيل بن محمد النوحي، وطائفة.
447 وتوفي النوحي سنة إحدى وثمانين. قال السمعاني: روى لنا عنه: إسماعيل بن أبي الفضل الناصحي. وكتب لي بالإجازة، وقال: شيوخي خمسمائة وخمسون رجلا. قال ابن السمعاني: ولما وافيت من سمرقند، استعرت عدة كتب مما جمعه وصنفه، فرأيت فيها أوهاما كثيرة، خارجة عن الإحصاء، فعرفت أنه كان ممن أحب الحديث وطلبه، ولم يرزق فهمه. وكان له شعر حسن على طريقة الفقهاء والحكماء. وتوفي في ثاني عشر جمادى الأولى. ومولده سنة إحدى أو اثنتين وستين وأربعمائة. قلت: روى عنه كتاب القند في ذكر علماء سمرقند أبو بكر محمد بن محمد بن علي البغدادي الأديب، وأبو القاسم محمود بن علي النسفي. ومن شعره: * كم ساكت أبلغ من ناطق * وراجل أشجع من فارس) * (ولاحق يسبق عربا مضوا * بفضل دين، وهو من فارس *
448 4 (حرف الكاف)) 4 (كوخان.)) ملك الخطا والترك. كان مليح الشكل، حسن الصورة، عظيم الهيبة، كامل الشجاعة. قاد الجيوش، وسار في ثلاثمائة ألف فارس، وهزم السلطان سنجر، وتملك سمرقند وما وراء النهر في العام الماضي، فما أمهله الله تعالى، وعجل بروحه إلى النار في رجب سنة سبع. وكان لا يمكن، أميرا من إقطاع، بل يعطيهم من خزائنه ويقول: متى أخذوا الإقطاع ظلموا الناس. وكان لا يقدم أميرا على أكثر من مائة فارس، حتى لا يقدر على العصيان. وكان يشدد في النهي عن الظلم، ويعاقب على السكر، ولا ينهى عن الزنا ولا يقبحه. وتملك بعده ابنة له، فلم تطل مدتها، وتملك بعدها أمها زوجة كوخان، وحكمت أمة الخطا على ما وراء النهر، إلى أن أخذ البلاد منهم علاء الدين بن محمد الخوارزمي سنة اثنتي عشرة وستمائة. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد.))
449 أبو بكر البسطامي، ثم النيسابوري، البزاز. سمع الكثير من: الفضل بن المحب، فمن بعده. قال السمعاني: أثبت عنه مناقب البخاري محمد بن أبي حاتم البخاري، بروايته عن أبي بكر بن خلف. مات بسرخس. 4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن يحيى بن بشر.)) أبو بكر الأنصاري، الميروقي. نزيل غرناطة. روى عن: أبي علي بن سكرة.) وحج، وسمع من: أبي عبد الله الرازي، وأبي بكر الطرطوشي بالإسكندرية. وكان فقيها صالحا، محدثا، ظاهري المذهب، يغلب عليه الزهد والصلاح. روى عنه: أبو بكر بن رزق، وأبو عبد الله بن عبد الرحيم بن الفرس، وابنه عبد المنعم. وهرب في الآخر لبجاية من صاحب المغرب بعد أن حمل إليه هود أبو العباس بن العريف، وأبو الحلم بن برجان. وبقي إلى هذا العام. 4 (محمد بن الحسين بن عمر.)) أبو بكر الأرموي، الأذربيجاني، الفقيه الشافعي.
450 كان عارفا بالمذهب، تفقه على الشيخ أبي إسحاق. وسمع من: أبي الحسين بن النقور، وطبقته. قال ابن السمعاني: كان جميل السيرة. مرضي الطريقة، غير أنه كان ببغداد فقيه آخر يقال له محمد بن الحسين الأرموي أبو بكر الفقيه، فاشتبه اسمه مع اسمه فتحرج عن الرواية وامتنع، ودخلت عليه داره بباب السلسلة ببغداد وسألته عن مولده فقال: دخلت بغداد في سنة خمس وستين وأربعمائة. وما تحقق مولده. توفي في سابع المحرم، وهو في عشر المائة. علق عنه أبو المعمر الأنصاري. 4 (محمد بن خلف بن موسى.)) أبو عبد الله الأنصاري، الأندلسي، الألبيري، المتكلم، نزيل قرطبة. روى عن: أبي بكر محمد بن الحسن المرادي، ويوسف بن موسى الكلبي. ذكره الأبار فقال: كان حافظا لكتب الأصول والاعتقادات، واقفا على مذهب أبي الحسن الأشعري وأصحابه، مع المشاركة في الأدب. وله كتاب النكت والأمالي في النقض على الغزالي، ورسالة الانتصار على مذهب أئمة الأخبار، وكتاب شرح مشكل ما في الموطأ وصحيح البخاري. وحدث عنه: أبو الوليد بن خير، وأبو إسحاق بن قرقول، وأبو عبد الله بن الصيقل، وأبو خالد) المرواني. وذكر ابن الصيقل أن له رواية عن ابن الطلاع.
451 وقال المرواني: ولد في سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وتوفي في جمادى الآخرة سنة سبع، رحمه الله تعالى. 4 (محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله.)) الخطيب، أبو الفضل الهاشمي، العباسي، البغدادي. ولد سنة تسع وأربعين وأربعمائة. وسمع: أبا الغنائم بن المأمون، وأبا الحسين بن المهتدي، واحترق سماعه منهما. وحدث عن: أبي الحسين بن النقور، وعبد الله بن الحسن الخلال، وأبي القاسم بن البسري، وجده طاهر بن الحسين القواس، وطراد الزينبي. وحدث. وكان خطيب جامع القصر، صالح، خير. سرد الصوم نيفا وخمسين سنة. قال: سمعت من: أبي المأمون، وابن المهتدي بالله، لكن احترقت كتبي. قلت: قرأ القرآن على: أبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي صاحب الحمامي. وتلا عليه أبو اليمن الكندي بخمس روايات. وسمع منه هو، وابن طبرزد، وجماعة. وتوفي ثامن عشر جمادى الأولى.
452 4 (محمد بن محمد بن المسلم بن هلال.)) أبو الفضل الأزدي، الشاهد، المعدل، الدمشقي. سمع: أبا الفتح المقدسي، وسهل بن بشر الإسفرائيني، وعبد الكريم الكفرطابي. ثم أكثر هو عنهم، وحصل الكتب النفيسة. وذكر أخوه عبد الواحد أنه ولد سنة أربع وثمانين وأربعمائة. 4 (محمد بن محمد بن علي بن جناح.)) أبو الغنائم الكوفي، الهمذاني، المعدل.) قدم من همذان، وسمع: أبا البقاء بن الحبال بالكوفة، وأبا الحسن بن العلاف. قال ابن السمعاني: كتبت عنه يسيرا، وكانت الألسنة متفقة على شكره وتوفي في أوائل شوال. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن سيد بن معمر.)) أبو عبد الله المذحجي، المالقي. روى عن: أبيه، وابن المطرف الشعبي، وأبي عبد الله بن خليفة القاضي، وأبي عبد الله محمد بن فرج، وأبي مروان بن سراج، وأبي علي الغساني. قال ابن بشكوال: كان من أهل العلم والفضل والدين والعفاف. أخذ الناس عنه، وأجاز لي. وتوفي في أواخر ذي الحجة. 4 (محمد بن يحيى بن علي بن عبد العزيز بن علي بن حسين بن محمد بن عبد الرحمن بن)) الوليد بن القاسم بن الوليد.
453 القاضي أبو المعالي، ابن القاضي أبي المفضل المقدسي، الدمشقي، الفقيه الشافعي، المعروف بابن الصائغ قاضي دمشق. سمع: أبا القاسم المصيصي، وأبا عبد الله بن أبي الحديد، وأبا الفتح المقدسي، وأبا محمد بن البري، وعبد الله بن عبد الرزاق، وطائفة بدمشق. وأبا الحسن الخلعي، ومحمد بن عبد الله بن داود الفارسي بمصر. وعلي بن عبد الملك الدبيقي الفقيه بعكاء. وتفقه على أبي الفتح المقدسي، وناب عن والده في القضاء لما حج أبوه سنة عشر، ثم استقل بالقضاء لما كبر أبوه، وبعد موته. وهو خال الحافظ ابن عساكر، قال فيه: كان نزها، عفيفا، صليبا في الحكم. ولد في أوائل سنة سبع وستين وأربعمائة، ومات في ربيع الأول، ودفن عند أبيه بمسجد القدم. قلت: روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم، وأبو سعد السمعاني، وطرخان بن ماضي التيمي، ثم الشاغوري، الفقيه، وطائفة آخرهم موتا أبو المحاسن محمد بن أبي لقمة. وكان يلقب بالقاضي المنتجب. وهو والد القاضي الزكي.) قال السمعاني: كان محمودا، حسن السيرة، شفوقا على المسلمين، وقورا، حسن المنظر، متوددا. سمعت منه اثنتي عشر جزءا من حديث القاضي الخلعي.
454 4 (المبارك بن أحمد بن محمد بن الناعورة.)) أبو المكارم الجحدي، البغدادي، المقرئ، ويعرف بابن أبي الحجر. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، خير، حسن السيرة، رضي الوجه. قرأ القرآن على أبي الخير المبارك العسال، وختم على جماعة. وحدث عن: رزق الله التميمي، وطراد الزينبي. روى عنه: ابن السمعاني، وغيره. توفي في ربيع الأول. 4 (مسعود بن محمد بن حسان بن سعيد.)) أبو سعيد المنيعي، المخزومي، المروروذي. حاز قصب السبق في الصدقة والبر، وإيصال النفع إلى المسلمين، وهو من بيت حشمة وتقدم. سمع من: عمه عبد الرزاق بن حسان، وغيره. وكانت الألسنة متفقة على الدعاء له والثناء عليه، من كثرة ما أنفق من الأموال في حجته. ولد في حدود السبعين وأربعمائة بمرو الروذ، ومرض بمرو، فحمل مريضا إلى بلده. وتوفي في شوال. وكان يقال له: الأمير.
455 4 (مفلح بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن علي.)) أبو الفتح الدومي، ثم البغدادي، الوراق. ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة. وسمع من: أبي بكر الخطيب، وأبي محمد بن هزارمرد الصريفيني، وأبي الحسين بن النقور، وأبي القاسم بن البسري، وغيرهم. قال ابن السمعاني: كتب عنه الكثير، وكان شيخا لا بأس به. كان يقعد في قطيعة الفقهاء بالكرخ، ويكتب الرقاع بالأجرة.) وسمعت أنه جمع مالا كثيرا ودفنه، فورثه ابنه منجح، وكان حريصا. وتوفي في ثاني عشر المحرم. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وابن طبرزد، ويوسف بن المبارك، وابن محمد بن السياري. وذكر ابن النجار أنه من ذرية خالد بن الوليد المخزومي رضي الله عنه، وآخر أصحابه ترك بن محمد العطار. 4 (موسى بن علي بن قداح.)) أبو الفضل البغدادي، الخياط، المعروف بن حاجبك. سمع: عبد الله بن علي الدقاق، وابن طلحة النعال، وجماعة. روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني.
456 4 (حرف الياء)) 4 (يحيى بن همام بن يحيى.)) أبو بكر السرقسطي، الكاتب المعروف بابن أرزق. كان بارع الكتابة، أديبا، نبيها. كتب مع أبيه للمستعين بن هود، ثم كتب ليوسف بن تاشفين صاحب الأندلس والمغرب، وابنه علي. واستدعاه علي بن يوسف إلى مراكش سنة، وتوفي بقرطبة.
457 4 (وفيات سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين.)) أبو سعيد الكندري، الإسفرائيني، الأديب، من أولاد الفضلاء. قال ابن السمعاني: لقيته بجوسقان إسفراين، وقد شاخ وناطح التسعين، وتغير، واختل حاله. كتبت عنه يسيرا من الحديث وشعرا لوالده. مولده سنة خمس وخمسين وأربعمائة. وتوفي في آخر العام. قال: وكان أديبا، فاضلا، عمر، وافتقر، وكان مشتغلا بالعلم.) حكى أنه كان يصحب الصوفية، ويتكتم من كتابة الحديث قال: فسقطت مني دواة، فقال صوفي: أستر عورتك. سمع: أبا إسحاق الشيرازي، وفاطمة بنت الدقاق، وجماعة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن ينال.)) أبو منصور الإصبهاني، الصوفي، المعروف بالترك. شيخ مسن معمر، أفنى عمره في خدمة الصوفية. وله رباط بإصبهان.
458 سمع: عبد الجبار بن برزة الرازي الواعظ، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وجماعة من أصحاب المرزبان الأبهري، وابن خرشيذ قوله. روى عنه: ابن السمعاني، وأبو موسى المديني، وغيرهما. توفي في صفر. وقال السمعاني: توفي سنة ست عن بضع وثمانين سنة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن خالد.)) أبو سعد الخطيب. شيخ صالح، عالم، من أهل شرمقان، وهي بليدة بقرب إسفراين. سمع بنيسابور من: أبي تراب عبد الباقي المراغي، وبجرجان من أبي القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي. روى عنه: أبو سعد السمعاني. وعاش ستا وسبعين سنة. 4 (أحمد بن هبة الله بن محمد بن الديناري.)) أبو المنصور. من أهل درب القيار. روى عن الشريف محمد بن عبد السلام. وعنه: ابن كامل. توفي في رمضان.)
459 4 (إبراهيم بن أحمد بن خلف.)) أبو إسحاق السلمي، الفارسي، المحدث. المعروف بابن فرتول. ذكره الأبار فقال: هو جد صاحبنا أبي العباس أحمد دخل الأندلس، وروى عن: أبي علي الغساني، وأبي علي الصدفي. وسمع بسجلماسة صحيح البخاري، سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة، من بكار بن برهول. روى عنه: محمد بن أحمد بن منصور. توفي في جمادى الآخرة. قلت: توفي حفيده المؤرخ الحافظ سنة. 4 (إكز الحاجب الكبير.)) أسد الدين. من كبراء دمشق. ولي الحجابة سنتين أو أكثر. وله بدمشق مدرسة معروفة. فلما كان في جمادى الأولى من سنة ثمان قبض عليه، وأخذت أمواله، وسملت عيناه، وسجن، وتفرق عنه أصحابه. 4 (حرف الجيم)) 4 (جعفر بن أبي جعفر أحمد بن محمد بن رزق الأموي، القرطبي.)) أبو أحمد. عمر دهرا، وحدث عن أبيه. وأجاز له أبو العباس العذري. حدث عنه: أبو الحسن بن مؤمن، وأبو جعفر بن شراحيل. وسمع منه: محمد بن عبد العزيز النقوري في هذا العام. قاله أبو عبد الله الأبار.
460 4 (حرف الحاء)) )) 4 (الحسن بن محمد بن الحسين.)) الخطيب، أبو علي السلمي، الفارقي. سمع ببغداد من: رزق التيمي. وعنه: السمعاني، وابن عساكر. مات في ربيع الآخر. 4 (الحسين بن حمد بن محمد بن عمرويه.)) أبو عبد الله، شيخ الشافعية بإصبهان. سمع: أبا علي بن زياد، وأبا بكر بن ماجة. روى عنه: السمعاني. مات في عشر الثمانين في ذي القعدة. 4 (حفاظ بن الحسن.)) أبو الوفا الغساني، الدمشقي، المعروف بابن نصف الطريق. سمع من: علي بن طاهر النحوي. قال أبو القاسم بن عساكر: قرأت عليه أشياء بإجازة عبد العزيز الكتاني
461 المطلقة. 4 (حكيم بن إبراهيم بن حكيم.)) الفقيه الدربندي. تفقه على أبي حامد الغزالي ببغداد. وسمع بمرو من الموفق بن عبد الكريم الهروي. توفي في شوال ببخارى. 4 (حرف الدال)) 4 (داود بن محمود بن محمد بن ملكشاه.)) السلطان السلجوقي. قتل غيلة، ونجا الذين قتلوه، فلم يقع على خبرهم. 4 (حرف السين)) 4 (سليمان بن محمد بن حسين بن محمد.)) ) أبو سعد البلدي، المتكلم، المعروف بالكافي، الكرجي، بالجيم، قاضي الكرج. تفقه بإصبهان على أبي بكر محمد بن ثابت الخجندي.
462 وسمع: أبا بكر محمد بن أحمد بن ماجة الأبهري، وأبا سهل غانم بن محمد الحافظ. وبرع في الفقه، والأصول، والخلاف. واشتهر بحسن الإيراد، وقوة المناظرة والتحقيق. وقدم بغداد بعد العشرين وخمسمائة، وبحث مع أسعد الميهني في مسائل. أخذ عنه: ابن السمعاني نسخة لوين. وقال: له سمت ووقار. وتوفي في سنة سبع، وعندي في نسخة أخرى سنة ثمان وثلاثين، في ذي القعدة. وقال ابن الجوزي: سنة سبع، ومولده سنة ستين. 4 (حرف الشين)) 4 (شيبان بن عبد الله بن شيبان بن عبد الله بن أحمد.)) أبو سعيد الأسدي، الإصبهاني، المحتسب، المؤدب، الملقن، الرجل الصالح. سمع: إبراهيم بن محمد الطيان، وابن ماجة، وجماعة. روى عنه: السمعاني، وقال: مات في رمضان. وجده شيبان، سمع من الحافظ ابن مندة.
463 4 (حرف الصاد)) 4 (صافي الأرمني.)) أبو الحسن، عتيق قاضي القضاة أبي عبد الله الشهرستاني. سمع من: الفقيه نصر المقدسي. روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم. وكان خيرا كثير الصلاة. توفي في ربيع الأول. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد.)) ) المرسي، ثم السبتي، النفزي، خطيب سبتة. سمع من حجاج بن قاسم صحيح البخاري، عن أبي ذر الهروي. وسمع من: أبي مروان بن سراج. وكان صالحا دينا، كثير الذكر لله تعالى، أثنى عليه القاضي عياض، ووثقه. أخذ عنه الناس. وكان مولده في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. وتوفي بقرطبة في ربيع الآخر.
464 روى عنه: ابن بشكوال. 4 (عبد الخالق بن عبد الصمد بن علي بن الحسين بن عثمان بن البدن.)) أبو المعالي الصفار. شيخ بغدادي، متسبب، صالح، دين، ثقة. قيم بكتاب الله، كثير البكاء من خشية الله. سمع الكثير، وذهبت أصوله في الحريق. سمع: الحسين بن المهتدي بالله، وعبد الصمد بن المأمون، وأبا جعفر ابن المسلمة، وابن النقور، وجماعة. قال ابن السمعاني: قرأت عليه الكثير، وولد سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وتوفي في أحد الربيعين. قلت: وروى عنه: ابن عساكر، وابن الجوزي، وعمر بن طبرزد، وجماعة. قال ابن السمعاني: قرأت عليه الكثير، وولد سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وتوفي في أحد الربيعين. قلت: وروى عنه: ابن عساكر، وابن الجوزي، وعمر بن طبرزد، وجماعة. قال ابن نقطة: ثنا عنه أبو أحمد بن سكينة. 4 (عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن محمد.)) أبو زيد الخزرجي، القرطبي، المقرئ. من كبار القراء بقرطبة.) تصدر للإقراء بالجامع. وكان قد أخذ القراءات عن: أبي جعفر أحمد بن عبد الرحمن الخزرجي، وأبي الأصبغ عيسى بن خيرة.
465 روى عنه: يحيى بن عبد الرحمن المجريطي، وعبد الحق بن محمد الخزرجي، وأبو الحسن علي الشقوري. ولم تضبط وفاته، ولكنه أجاز لبعض الناس في هذه السنة. 4 (عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد بن الحسن بن بندار.)) الحافظ، أبو البركات الأنماطي، مفيد بغداد. سمع الكثير، وحصل العالي والنازل، وما زال يسمع، ويفيد، ويجمع إلى آخر عمره. ولد في رجب سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وسمع: أبا محمد الصريفيني، وأبا الحسين بن النقور، وأبا القاسم عبد العزيز الأنماطي، وأبا القاسم بن البسري، وأبا نصر الزينبي، وأبا الغنائم بن أبي عثمان، وعاصم بن الحسن، فمن بعدهم. وقرأ على أبي الحسين بن الطيوري جميع ما عنده. روى عنه: ابن عساكر، وأبو موسى المديني، وأبو سعد السمعاني، وابن الجوزي، وعبد الوهاب ابن سكينة، وعمر بن طبرزد، ويوسف بن كامل، وعبد العزيز الأخضر، وعبد الواحد بن سعد الصفار، وأحمد بن أزهر، وعبد العزيز بن مينا، وعبد العزيز بن زهر، وأحمد الدبيقي، وخلق آخرهم عبد الرحمن بن
466 أحمد بن هدية. وقد روى عنه من القدماء محمد بن طاهر المقدسي، وغيره. قال ابن السمعاني: هو حافظ، ثقة، كثير السماع، واسع الرواية، دائم البشر، سريع الدمعة عند الذكر، حسن المعاشرة، مليح المجاورة جمع الفوائد، وخرج التخاريج. ولعله ما بقي من العالي والنازل جزء إلا قرأه وحصل نسخته، إما بخطه، أو بخط غيره. ونسخ الكتب الكبار مثل: طبقات ابن سعد، وتاريخ الخطيب. وكان متفرغا، مستعدا للتحديث، إما أن يقرأ عليه، أو ينسخ شيئا. وكان لا يجوز الإجازة على الإجازة.) وجمع في ذلك شيئا. قرأت عليه الكثير مثل الجعديات، ومسند يعقوب بن سفيان الفسوي، ومسند يعقوب بن شيبة، ما كان سماعه وانتقاء ابن البقال، على المخلص. وقال ابن ناصر: كان عبد الوهاب الأنماطي بقية الشيوخ، سمع الكثير، وكان يفهم. وكان ثقة صحيح السماع. ومضى مستورا، ولم يتزوج قط. وقال السلفي: كان عبد الوهاب رفيقنا حافظا، ثقة، لديه معرفة جيدة. وقال ابن الجوزي: كنت أقرأ عليه الحديث وهو يبكي، فاستفدت ببكائه أكثر من استفادتي بروايته. وكان على طريقة السلف. وانتفعت به ما لم انتفع بغيره. وذكره أبو موسى المديني في معجمه فقال: حافظ عصره ببغداد. توفي حادي عشر المحرم. 4 (عبيد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علي بن سعدويه.))
467 أبو الفضل ابن الشيخ أبي سهل الإصبهاني. سمع: جده أبا نصر، والمطهر بن عبد الواحد البزاني، وأبي منصور محمد بن علي بن شكرويه، وجماعة كثيرة. ذكره أبو سعد في الذيل فقال: سمعت منه الكثير، وهو شيخ، عالم، فاضل، عاقل، ثقة، ساكن، متميز، من بيت الحديث والتزكية بإصبهان. توفي في ذي الحجة. قرأت عليه تاريخ إصبهان لابن مردويه، يرويه عن أبي الخير بن ررا، عنه. 4 (عتيق بن أسد بن عبد الرحمن.)) أبو بكر الأنصاري. نشأ بمرسية، وأخذ القراءات عن أبي الحسين بن البياز، وغيره. والحديث عن أبي علي الصدفي فأكثر عنه.) وتفقه بأبي محمد بن جعفر، وبرع في الفقه، وغلب عليه، وولي قضاء شاطبة، ودانية.
468 ذكره أبو عبد الله الأبار فقال: كان نسيج وحده في الفقه وجودة الفتاوى، مع المشاركة في عدة فتون. روى عنه: أبو بكر مفوز بن طاهر، وأبو محمد بن سفيان، وغيرهما. وتوفي في جمادى الآخرة. 4 (علي بن الحسين بن محمد.)) أبو الحسن القصري، قصر كنكور: بين بغداد وهمذان. كان دليل الحاج. وحج نحوا من خمسين حجة. وصنف مجموعا حسنا في مجلدين في معرفة طريق مكة. قال ابن السمعاني: هو شيخ لا بأس به، مشتغل بما يعنيه. سمع: مالكا البانياسي، وابن البطر. وكتبت عنه. وتوفي بمنى صبيحة عيد النحر، رحمه الله. 4 (علي بن طراد بن محمد بن علي بن الحسن.)) الوزير الكبير، أبو القاسم ابن نقيب النقباء، الكامل أبي الفوارس
469 الهاشمي، العباسي، الزينبي. وزير الخليفتين المسترشد، والمقتفي. ولد في شوال سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وأجاز له أبو جعفر ابن المسلمة. وسمع من: أبيه، وعمه أبي نصر، وأبي القاسم بن البسري، ورزق الله التميمي، وجماعة. قال ابن السمعاني: كان صدرا، مهيبا، قورا، حاد الفراسة، دقيق النظر، ذا رأي وتدبير، ومعرفة بالأمور العظام. وكان شجاعا جريئا. خلع الراشد الذي استخلف بعد أن قتل أبوه المسترشد، وجمع الناس على خلعه، وعلى مبايعة المقتفي لأمر الله في يوم واحد.) وكان الناس يتعجبون من ذلك. ولم يزل أمره مستقيما، وأحواله على الترقي إلى أن تغير عليه المقتفي لأمر الله، وأراد القبض عليه، فالتجأ إلى دار السلطان مسعود بن محمد، إلى أن قدم السلطان بغداد، فأمر بحمله إلى داره مكرما، وجلس في داره ملاصق دار الخلافة واشتغل بالعبادة. وكان طلق الوجه، دائم البشر، كثير التلاوة والصلاة وكل من كان له عليه رسم وإدرار من القراء والصلحاء كان يوصله إليهم بعد العزل، إلى أن توفاه الله تعالى حميدا مكرما. قرأت عليه الكثير من الكتب والأجزاء، وكنت ألازمه، وأحضر مجلسه مرتين في الأسبوع، أقرأ عليه. وكان يكرمني غاية الإكرام ويخرج إلي الأجزاء والأصول. وتوفي في أول رمضان، ودفن في داره، ثم نقل إلى تربته بالحربية سنة أربع وأربعين. قلت: وروى عنه: أبو منصور محمد بن أحمد بن محد بن عبد الباقي النرسي، وعمر بن طبرزد، وابن سكينة، وجماعة. وأوصى إلى ابن عمه قاضي
470 القضاة علي بن الحسين الزينبي. وكان يضرب المثل بحسنه في صباه ولأبي عبد الله البارع فيه: * قالوا: علي ملك الحسن قد * أقسم أن لا يشرب الخمرا * * قلت: فما يصنع في ريقه * فقد حنث البدر وما برا * * لو طلب الأجر لما حقق إلا * صداع، أو ما زنر الخصرا * * لتبك شمس الراح من نسكه * فإنها قد فارقت بدرا * 4 (علي بن عبد الملك بن مسعود.)) أبو الحسن الهروي الأصل، الحلبي المولد، البغدادي الدار. ولد سنة. وسمع: أبا محمد نصر الصريفيني، وجماعة. روى عنه: ابن السمعاني، وقال: شيخ، صالح، مستور. توفي في المحرم. 4 (عمر بن محمد بن الحسين.)) ) الإمام، الأديب، أبو جعفر الفرغولي، الدهستاني، نزيل مرو. مكثر، سمع عبد الحكيم بن عبد الحليم بدهستان، وكامل بن إبراهيم
471 بجرجان، وإسماعيل بن مسعدة، وأبو عثمان المحمي، وأبا بكر بن خلف، وخلق بالنواحي. وحصل الأصول. قال السمعاني: استمليت عليه، وأكثرت عنه. مات في جمادى الآخرة عن اثنتين وثمانين سنة. 4 (حرف الغين)) 4 (غانم بن أحمد بن الحسن بن محمد بن علي الجلودي.)) أبو الوفاء الإصبهاني. ولد في ثاني عشر رجب، سنة ثمان وأربعين وأربعمائة. وسمع من سعيد بن أبي سعيد العيار صحيح البخاري. روى عنه: أبو موسى المديني، وأبو القاسم بن عساكر، وابن السمعاني، وخلق آخرهم وفاة: أبو الفتوح داود بن معمر بن الفاخر.
472 سمع منه صحيح البخاري. وقرأته لولدي بالإجازة العامة منه، على ابن الشحنة، تبعا لسماعه المتصل. وسمع أيضا من: أبي نصر محمد بن علي الكاغدي. كره الأخذ عنه اللفتواني، وحط عليه، كان ذلك لميله إلى الأشعرية، والله أعلم. توفي في ثالث ذي الحجة. 4 (غانم بن أبي طاهر بن عبد الواحد بن أحمد بن خالد.)) أبو القاسم الإصبهاني، التاجر. سمع كتاب السنن لموسى بن طارق، من عبد الرزاق بن شمه، سوى الجزء الرابع، وانفرد بعلو هذا الكتاب. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وابن السمعاني، وأبو عبد الله أحمد بن أبي العلاء الهمذاني العطار، وحفيده محمد بن أبي نصر بن غانم، وحفيده الآخر محمد بن أبي طاهر بن غانم الضرير، ومحمد بن عبد الله بن محمد الرويدشتي، وآخرون.) وتوفي في ثالث عشر رجب، وقد غلط معمر وقال: توفي سنة ست، وكأنه شين قلم من معمر.
473 قال السمعاني: كان سديدا، ثقة، مكثرا، سمع بإفادة ابن عمته محمد بن أحمد الجركاني، من ابن شمه، والباطرقاني، وأبي مسلم بن مهربزد، وعائشة الوركانية، وعبد الله بن محمد الكرماني. ومولده سنة اثنتين وخمسين بإصبهان. 4 (حرف الفاء)) 4 (فاطمة بنت أبي الحسن علي بن عبد الله بن محمد.)) النيسابورية الأصل، الإصبهانية، الواعظة. ولدت بطريق الحجاز، ونشأت بإصبهان. وكانت دينة، متعبدة، زاهدة، لها قدم راسخ في التصوف و الزهد. سمعت القاضي عبد الله بن علي التميمي الإصبهاني. قال ذلك ابن السمعاني، وقال: قرأت عليها مجلسين من أماليه. وكان مولدها قبل الستين وأربعمائة، وتوفيت في رمضان. 4 (فاطمة بنت الشريف محمد بن عدنان بن محمد.)) أم عمرو الهاشمية، الزينبية، البغدادية. قال ابن السمعاني: امرأة صالحة افتقرت. سمعت من: أبي نصر الزينبي. روى عنها: ابن السمعاني. توفيت في ربيع الآخر.
474 4 (حرف الكاف)) 4 (الكندايجور الفرنجي.)) صاحب القدس. هلك ببيت المقدس، وأقيم في الملك ابنه صبي، وأم الصبي. ورميت الفرنج، خذلهم الله، بذلك. ذكره أبو يعلى. 4 (حرف الميم)) )) 4 (محمد بن إبراهيم.)) أبو عبيد الله الجذامي، القرطبي. روى في هذا العام عن: ابن الطلاع، وأبي علي الجبائي. وعنه: علي بن أحمد الشقوري. 4 (محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم.)) أبو الحسن بن صرما الدقاق، الصائغ، ابن عمة الحافظ ابن ناصر. ولد يوم نصف شعبان سنة ستين وأربعمائة. وسمع من: ابن هزارمرد، والصريفيني، وأبي الحسين بن النقور، وجماعة. وكان شيخا صالحا، سيدا. روى عنه: ابن السمعاني، وابن الجوزي، وعمر بن طبرزد، وعبد الخالق بن أسد الدمشقي، وأبو اليمن الكندي، وآخرون. وتوفي في نصف شعبان أيضا. 4 (محمد بن حكم بن محمد بن أحمد بن جعفر باقي.))
475 أبو جعفر السرقسطي، النحوي، حفيد الصاحب ذي الوزارتين محمد، صاحب مدينة سالم الذي قتل بها في سنة عشرين وأربعمائة. روى هذا عن: أبي الوليد الباجي، ومحمد بن يحيى بن هاشم، وأبي الأصبغ بن عيسى، وأبي جعفر بن جراح، وجماعة. وولي قضاء مدينة فاس، ودرس، وأفتى، وأقرأ العربية والكلام. قال الأبار: كان ذا حظ من علم الكلام، حسن الأخلاق، قوالا بالحق، شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي، وكان واقفا على كتب أبي علي، وكتب أبي الفتح بن جني، وأبي سعيد السيرافي. روى عنه: أبو الوليد بن خيرة، وأبو مروان بن الصيقل، وقاسم بن دحمان، وأبو محمد بن بونة، وأبو الحسن اللواتي. وتوفي بتلمسان في حدود سنة ثمان وثلاثين. 4 (محمد بن حمد بن خلف بن أبي المنى.)) أبو بكر البندنيجي، البغدادي، المعروف بحنفش.)
476 شيخ مسن، قدم في صباه، وتفقه على الإمام أبي سعد المتولي. حصل طرفا من الخلاف، وكان يبحث ويتكلم. وسمع من: أبي محمد الصريفيني، وأبي الحسين بن النقور. قال ابن السمعاني: كان عسرا، سئ الأخلاق، يبغض المحدثين. وسمعت غير واحد يقول إنه يخل بالصلوات، وليس له طريقة محمودة. كتبت عنه شيئا بجهد جهيد، وكان أكثر الأوقات إذا سلمت عليه لا يرد. روى عنه: ابن سكينة، ويوسف بن المبارك. وكان حنبليا، ثم صار حنفيا، ثم شافعيا. وقد رمي بالتعطيل. 4 (محمد بن الخضر بن إبراهيم.)) أبو بكر الخطيب، المحولي، خطيب المحول. كان من مشاهير القراء ببغداد. قرأ القرآن على أبي محمد رزق الله التميمي، وأبي طاهر أحمد بن سوار. وكان حسن الأخذ. ختم عليه جماعة، وروى عنه: ابن السمعاني. وقرأ عليه بالروايات: أبو اليمن الكندي، وهو آخر من لقيه. ومات في ذي القعدة وهو في عشر السبعين. وقال: لزمت ابن سوار خمس عشرة سنة. وقد قرأ بنهر الملك سنة أربع وثمانين على أحمد بن الفتح بن عبد الجبار الموصلي صاحب الشريف الحراني.
477 وقال أحمد بن شافع: كان أبو بكر الخطيب المجود يضرب به المثل في الإقراء، وتجويد الأخذ، والتحقيق. وكان حسن الخلق خطابة، مع الخشوع، وحضور القلب. كان يقصد من الأماكن البعيدة لسماع خطبته. 4 (محمد بن طلحة بن علي بن يوسف.)) ) أبو عبد الله الرازي، ثم البغدادي، العطار، من صوفية رباط أبي سعيد الزوزني. وكان قليل الدين. روى عن: أبيه وعن الصريفيني حضورا. وعن: عبد العزيز الأنماطي، وابن البسري، وجماعة. روى عنه: ابن سكينة، ويوسف بن المبارك الخفاف. ومات في جمادى الآخرة. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين.)) أبو الفتح بن فوران، الفقيه، من أهل الري. نزل آمل طبرستان. وكان فقيها، ظريفا، واعظا، لعابا، ليس بمرضي الطريقة. وله شعر.
478 4 (محمد بن علي بن خلف.)) أبو عبد الله التجيبي، الشاطبي. أخذ القراءات عن ابن شفيع، وبعض القراءات عن ابن الدوش. روى عنه: ابنه عبد الله. ومات رحمه الله في عشر الثمانين. 4 (محمد بن علي بن سعيد بن المطهر.)) أبو الفضل المطهري، البخاري. فاضل معمر، من أولاد المحدثين. قال السمعاني: قدم مرو، فأظن أني سمعت منه. أجاز لنا. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الله الكرابيسي، والحافظ قتيبة بن محمد العثماني، وأبا عصمة عبد الواحد بن أحمد، وعبد الصمد بن محمد الرباطي، وعمر بن خنب الحافظ. ومن عواليه: تفسير الأشج. قال: أنبا به ابن خنب، أنا إبراهيم بن محمد بن عبد الله الرازي، أنا الحافظ عبد الرحمن بن أبي) حاتم، عنه. وتفسير هشيم أنا عمر بن منصور بن أحمد بن محمد بن موسى بن أفلح بن خنب الحافظ البزاز، أنا أبو بكر محمد بن إدريس الجرجرائي الحافظ، أنا محمد بن عيسى بن عبد الكريم بالرملة، أنا محمد بن إبراهيم بن بطال، أنا زياد بن أيوب، عن هشيم. وسمع خ من ابن خنب، بسماعه من إسماعيل بن حاجب. وسمع ت من طريق الهيثم بن كليب. وسمع د بعده، وتاريخ غنجار، عن رجل، عنه، والمسند
479 لوكيع، عاليا. مات رحمه الله في ذي القعدة، وله أربع وثمانون سنة. 4 (محمد بن علي بن منصور.)) أبو الفضل السنجي، المروزي، الخوجاني، الغازي. كان يقدم مرو من قرية خوجان. وكان ثقة مكثرا. سمع بنفسه، ورحل وكتب. سمع جدي أبا المظفر، قاله أبو سعد. ثم قال: وسمع من: إسماعيل بن محمد الزاهدي وبنيسابور: أحمد بن سهل السراج. ولد سنة سبع وستين بمرو، وبها توفي في صفر. خرجت له جزءا. 4 (محمد بن الفضل بن أبي الحسن بن محمد.)) أبو بكر الإصبهاني، المؤدب، المعروف ببستة. شيخ صالح، مسن. سمع: أبا القاسم بن عبد الرحمن، وأبا عمرو ابن الحافظ ابن مندة. وتوفي في ذي الحجة أيضا. 4 (محمد بن الفضل بن محمد.))
480 أبو الفتوح الإسفرائيني، المعروف بابن المعتمد. إمام في الوعظ، مليح المحاورة، فصيح العبارة، طريف الجملة والتفصيل.) سمع: أبا الحسن المديني بنيسابور، وشيرويه الديلمي بهمذان. روى عنه: ابن السمعاني، وقال: حضرت يوما مجلسه في رباط أم الخليفة، وسألته عن مولده فقال: في سنة أربع وسبعين وأربعمائة بإسفراين. وأزعج من بغداد، فخرج منها متوجها إلى خراسان، فأدركه الموت ببسطام في ثاني ذي الحجة، ودفن بجنب أبي يزيد البسطامي، رحمه الله. وهو مذكور في حوادث هذه السنة. قال ابن النجار: كان من أفراد الدهر في الوعظ، فصيح العبارة، دقيق الإشارة، حلو الإيراد. وكان أوحد وقته في مذهب الأشعري، وله في التصوف قدم راسخ، وكلام دقيق فائق. صنف في الحقيقة كتبا منها: كتاب كشف الأسرار على لسان الأخيار، وكتاب بيان القلب، وكتاب بث الأسرار. وكل كتبه نكت وإشارات. وهي مختصرة الحجم.
481 ورد بغداد سنة خمس عشرة، وظهر له القبول التام، بين الخاص والعام، وكان يتكلم على مذهب الأشعري، فثار عليه الحنابلة، ووقعت فتن، فأمر المسترشد بإخراجه، فخرج إلى أن ولي المقتفي، فعاد واستوطن بغداد، فلم يزل يعظ ويظهر مظهر الأشعري إلى أن عادت الفتن، فأخرجوه من بغداد إلى بلده، فأدركه الأجل. ثم قال ابن النجار: قرأت في كتاب أبي بكر المارستاني: حدثني أبو الفتح مسعود بن محمد بن ماشاذة قال: قال لي الحافظ ابن ناصر: أحب أن تسأل أبا الفتوح: هل القرآن الذي تكلم الله به بحرف وصوت فأتيت الشيخ أبا الفتوح، وحكيت له قول ابن ناصر، فقال لي: سلم على الحافظ أبي الفضل عني، وقل له: بحرف يكتب، وبصوت يسمع. قعدت إلى ابن ناصر، فصليت خلفه المغرب، وحدثته بالجواب، فحلف أن لا يمشي إلا حافيا، وخرج وأنا معه، فسبقته إليه وحدثته، فقال: أنا والله لا أخرج لتلقيه إلا حافيا إجلالا لمجيئه. وخرج من الرباط، وقطع درب راجي، فتلاقيا حافيين، فاعتنقا، وقبل كل منهما صاحبه، وتحادثا ساعة.) قلت: فرح ابن ناصر ما له معنى، وعسى خبره لأنه يخالطه في الجواب، كما خبط هو في السؤال. وقال أبو القاسم بن عساكر: أبو الفتوح أجرأ من رأيته لسانا وجنانا، وأكثرهم فيما يورد إعرابا وإحسانا، وأسرعهم جوابا، وأسلمهم خطابا، مع ما رزق بعد صحة العقيدة من السجايا الكريمة، والخصال الحميدة، من قلة المراءاة، لأبناء الدنيا، وعدم المبالاة بذوي الرتبة العالية، والإقبال على إرشاد الخلق، وبذل النفس في نصرة الحق. إلى أن قال: فمات غريبا شهيدا. وقد كنت لازمت حضور مجلسه ببغداد، فما رأيت مثله واعظا ولا مذكرا. وقال ابن النجار: قرأت في كتاب أبي بكر المارستاني: حدثني قاضي القضاة أبو طالب بن الحديثي قال: كنت جالسا، فمر أبو الفتوح الإسفرائيني،
482 وحوله جم غفير من عصبيته، ومنهم من يصيح ويقول: لا بحرف ولا صوت بل هي عبارة عن ذلك. فرجمه العوام، ورجم أصحابه، حتى لم يكد يبقى في الطريق ما يرجم به. وكان هناك كلب ميت، فتراجموا به، وصار من ذلك فتنة كبيرة، لولا قربها من باب النوبي لهلك فيها جماعة. فاتفق جواز موفق الملك عثمان عميد بغداد، فهرب معظم أصحابه من حوله، صار قصارى أمره أن يلقي نفسه عن فرسه، ودخل في بعض الدكاكين، وأغلق الباب، ووقف من تخلف معه على الباب. حتى انقضت الفتنة. ثم ركب طائر العقل إلى المملكة، ودخل إلى السلطان مسعود، فحكى له الحال، فتقدم السلطان إلى الأمير قيماز بالقبض على أبي الفتوح، وحمله إلى همذان، وتسليمه من همذان إلى الأمير عباس ليحمله إلى إسفراين، ويشهد عليه أنه متى يخرج منها فقد أطاح دم نفسه. 4 (محمد بن القاسم بن المظفر بن علي بن الشهرزوري، ثم الموصلي.))
483 أبو بكر. شيخ مسن، كبير القدر، فاضل، محترم. أكثر الأسفار في شبيبته، ورأى الأئمة.) وجد في خراسان، وولي القضاء بعدة أماكن في بلاد الجزيرة، والشام، وكان يلقب بقاضي الخافقين. تفقه ببغداد على أبي إسحاق، وسمع منه. ومن: أبي القاسم الأنماطي، وأبي نصر الزينبي. وبنيسابور من: أبي بكر بن خلف، وغيره. وحدث ببغداد، والموصل. ولد بإربل في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة. روى عنه: ابن السمعاني، وابن عساكر، وعمر بن طبرزد، وجماعة. قال ابن عساكر: قدم دمشق مرارا، أحدها رسولا من المسترشد لأخذ البيعة. أنا أبو بكر بن أبي أحمد سنة اثنتي عشرة وخمسمائة بدمشق، أنا عثمان المحمي، فذكر حديثا. توفي ببغداد في جمادى الآخرة. وقال علي بن يحيى الطراح: مات في ثاني ربيع الأول.
484 4 (محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن حسين.)) أبو نصر الإصبهاني، الصائغ، المؤذن. شيخ صالح، تفرد بعدة من تصانيف عبد الرحمن بن مندة، عنه. وسمع أيضا من أخيه عبد الوهاب، وجماعة. أخذ عنه: السمعاني، وغيره. 4 (محمد بن يوسف بن عبد الله.)) أبو طاهر التميمي، السرقسطي. نزيل قرطبة. سمع كثيرا من: أبي علي الصدفي، وأبي عمران بن أبي تليد، وجماعة. قال ابن بشكوال: كان مقدما في اللغة والعربية، شاعرا محسنا. له مقامات صنفها، أخذت عنه واستحسنت.
485 توفي في جمادى الأولى. قلت: آخر من سمع منه وفاة خطيب قرطبة أبو جعفر بن يحيى.)) 4 (المبارك بن محمد بن حسين.)) أبو القاسم بن البزوري، الدواني. كان يخدم نقيب الطالبيين. وهو صالح، ساكن، خير، راغب في حضور مجالس العلم. سمع: أبا الحسين بن النقور، ونصر بن معمر. وأجاز له: أبو بكر الخطيب، وأبو علي بن البنا. قال ابن السمعاني: قرأت عليه الكثير، وقال: ولدت سنة تسع وخمسين وأربعمائة. قلت: وروى عنه عبد الخالق بن أسد. 4 (محسن بن النعمان.)) أبو الفضل البسطامي، المؤدب، فقير، صالح. ولد في حدود الخمسين وأربعمائة. وروى عن: محمد بن عبد الجبار الإسفرائيني، وطاهر الشحامي. 4 (محمود بن عمر بن محمد.))
486 العلامة، أبو القاسم الزمخشري، الخوارزمي، النحوي، اللغوي، المتكلم، المعتزلي، المفسر. مصنف الكشاف في التفسير، والمفصل
487 في النحو. وزمخشر: من قرى خوارزم. وكان يقال له جار الله، لأنه جاور بمكة زمانا. وولد بزمخشر، في رجب سنة سبع وستين وأربعمائة. وقدم بغداد. وحدث. وأجاز لأبي طاهر السلفي، ولزينب الشعرية، وغيرهما. قال ابن السمعاني: كان ممن برع في علم الأدب، والنحو، واللغة، لقي الكبار، وصنف التصانيف في التفسير، والغريب، والنحو. وورد بغداد غير مرة، ودخل خراسان عدة نوب. وما دخل بلدا إلا واجتمعوا عليه، وتلمذوا له.) وكان علامة الأدب، ونسابة العرب. أقام بخوارزم تضرب إليه أكباد الإبل، ثم خرج منها إلى الحج، وأقام برهة من الزمان بالحجاز حتى هبت على كلامه رياح البادية، ثم انكفأ راجعا إلى خوارزم. ولم يتفق أني لقيته، وكتبت من شعره عن جماعة من أصحابه. ومات ليلة عرفة. وقال القاضي ابن خلكان: كان إمام عصره، له التصانيف البديعة، منها الكشاف، ومنها الفائق في غريب الحديث، ومنها كتاب أساس البلاغة، وكتاب ربيع الأبرار وفصوص الأخبار، وكتاب تشابه أسماء الرواة، وكتاب النصائح الكبار، وكتاب ضالة الناشد، والرائض في الفرائض،
488 والمنهاج في الأصول، والمفصل. وسمعت بعض المشايخ يحكي أن رجله سقطت وكان يمشي على جارف خشب، وسقطت من الثلج. وقيل إنه سئل عن قطع رجله، فقال: سببه دعاء الوالدة. كنت في الصغر اصطدت عصفورا وربطه بخيط في رجله، فطار، ودخل في حرف، فجذبته، فانقطعت رجله، فتألمت أمي. وقالت: قطع الله رجلك كما قطعت رجله. فلما كبرت ورحلنا إلى بخارى سقطت عن الدابة، وانكسرت رجلي، وعملت عملا أوجب قطعها. وكان متظاهرا بالاعتزال، وقد استفتح الكشاف بالحمد لله الذي خلق القرآن فقالوا له: متى تركته هكذا هجره الناس. فغيرها بجعل القرآن. وهي عندهم بمعنى خلق. ومن شعره يرثي شيخه أبا مضر منصور: * وقائلة: ما هذه الدرر التي * تساقط من عينيك سمطين سمطين * * فقلت: هو الدر الذي كان قد حشا * أبو مضر أذني تساقط مع عيني * وقد كتب إليه السلفي إلى مكة يستجيزه، فأجازه بجزء لطيف فيه لغة وفصاحة، يزر فيه على) نفسه.
489 قلت: كان داعية إلى الاعتزال والبدعة. 4 (مقداد بن المختار.)) أبو الجوائز بن المطاميري، التكريتي، الشاعر المشهور. ذكره ابن النجار فقال: كان جيد القول رقيق الغزل، كثير النظم. روى عنه: الحسن بن جعفر بن المتوكل، وعلي بن أحمد بن محمويه الأزدي، وغيرهما. فمن شعره: * ولما تناحوا للفراق غدية * رموا كل قلب مطمئن برابع * وقفنا نقوم بالأنفاس عوج الأضالع * مواقف تدمي كل سواتره * صدوق الكرى نهانها غير هاجع * * أنبأوا الواشي أن يلهجوا بنا * فلم نتهم إلا وشاة المدامع * 4 (حرف الهاء)) 4 (هبة الله بن محمد بن الحسن بن الصاحب.)) أبو الفض الحاجب.
490 كان حاجب الديوان العزيز مدة، ثم عزل. وحدث عن: أبي نصر الزينبي. ومولده في سنة ثلاث وخمسين. وتوفي في ربيع الآخر. قاله ابن السمعاني. 4 (هلال بن الحسن بن علي.)) القاضي أبو بدر السعيدي، السرخسي. سمع السيد محمد بن محمد بن زيد الحسيني، وغيره. وأجاز لعبد الرحيم بن السمعاني. 4 (حرف الواو)) 4 (واثق بن علي.)) ) البغدادي، المقرئ. روى عن: هبة الله بن الحصين بدمشق. 4 (حرف الياء)) 4 (يحيى بن محمد بن عبد الغفار.)) أبو الوفاء الهمذاني الصباغ. متودد، كيس، من بيت تصوف. سمع: الحسن بن عبد الله بن ياسين إمام همذان، وأبا الفتح عبدوس بن عبد الله. كتب عنه: ابن السمعاني. وتوفي في ربيع الأول.
491 4 (وفيات سنة تسع وثلاثين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن سهل بن إبراهيم.)) أبو عمر المساجدي، النيسابوري. سمع: أبا إسحاق الشيرازي، ويعقوب بن أحمد الصيرفي، ومحمد بن إسماعيل التفليسي، وأبا المعالي الجويني، وغيرهم. روى عنه جماعة آخرهم المؤيد بن محمد الطوسي. 4 (أحمد بن علي بن محمد.)) الأنصاري، البغدادي، أبو العباس. سمع: الحسين بن علي بن البسري، والعلاف. وعنه: السمعاني، وابن عساكر. وكان صالحا، زاهدا، جاوز الثمانين. 4 (أحمد بن محمد بن سعيد بن حرب.)) أبو العباس المسيلي، المقرئ. أخذ القراءات عن: أبي داود بن نجاح، وخازم بن محمد، وأبي الحسين العبسي.
492 وكان من أهل الحذق والتجويد.) صنف كتابا التقريب في القراءات السبع، وتصدر للإقراء بإشبيلية. أخذ عنه: عبد يحيى، وابن خير. وحدث في هذا العام. 4 (أحمد بن أبي الحسين بن أحمد بن ربيعة.)) أبو الحارث الهاشمي. إمام جامع المنصور. شيخ، صالح، حسن. سمع: أبا الحسين بن السيوري في حال كبره. ولد في سنة بضع وستين وأربعمائة. وأخذ عنه ابن السمعاني قليلا. 4 (أحمد بن محمد بن أبي عقيل أحمد بن عيسى.)) أبو بكر السلمي، الحريري. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن، والحميدي، وجماعة. روى عنه: عبد الحق اليوسفي، وغيره. وله شعر جيد. كان حيا في هذه السنة ثم انقطع خبره. 4 (إبراهيم بن محمد بن منصور بن عمر.)) أبو البدر الكرخي.
493 صحب الشيخ أبا إسحاق، وقرأ عليه شيئا من الفقه. وتفرد برواية أمالي ابن سمعون، عن خديجة بنت محمد الشاهجانية. وسمع أيضا من: أبي محمد الصريفيني، وابن النقور، وعبد الصمد بن الميمون، وأبي بكر الخطيب، وغيرهم. وله مشيخة في جزء صغير سمعته. قال ابن السمعاني: ولد تقديرا في سنة خمسين وأربعمائة، وأصله من كرخ جدان. وكان يسكن في دار أبي حامد الإسفرائيني.) وهو شيخ، صالح، معمر، عجز عن المشي. قلت: روى عنه هو، والحافظ ابن عساكر، وعبد الوهاب ابن سكينة، وعبد الله بن عثمان سبط ابن هدية، وعبد العزيز بن معالي بن منينا، وعبد الملك بن المبارك الخريمي القاضي، وعمر بن طبرزد، وإسماعيل بن هبة الله ابن أبي نصر، والحسن بن مسلم الفارسي الزاهد، والناس لثقته وحسن سماعه. وتوفي في التاسع والعشرين من ربيع الأول. وآخر من روى عنه ترك بن محمد العطار. 4 (إبراهيم بن شيبان.))
494 أبو طاهر النفيلي. قال ابن عساكر: لم يكن بالمرضي. أنا عن أبي نصر محمد بن محمد الزينبي. وان مولده ببانياس. 4 (حرف التاء)) 4 (تاشفين)) أمير المسلمين، ابن أمير المسلمين علي بن يوسف بن تاشفين، المصمودي. سلطان الملثمين. وكانت تسميتهم بالمنقبين أولى، لأنهم يعملون اللثام على أكثر الوجه، حتى لا يكاد يعرف الشيخ من الشاب. وكانت دولتهم قريبا من تسعين سنة. خرجوا من برية المغرب من جهة الجنوب، كما تقدم في ترجمة سلطانهم أبي بكر المتوفى سنة اثنتين وستين وأربعمائة. ولي تاشفين هذا الأمر بعد موت أبيه سنة سبع وثلاثين، وعبد المؤمن على كنفه، فلم يدعه يبلع ريقه، ولا قر له قرار. وكانت أيامه سنتين وشهرين. وكان فيها مقهورا مع عبد المؤمن، وتيقن أن
495 ملكهم سيزول، فأتى مدينة وهران، وهي حصينة) على البحر، ورأى إن أحاط به أمر ركب منها في البحر إلى الأندلس، فإنه كان له بالأندلس آثار حميدة، وغزروات مشهورة، نصر فيها على الروم، إذ كان واليا عليها لأبيه. وكان بظاهر وهران ربوة على البحر، بأعلاها رباط يأوي إليه العباد، فصعد تاشفين إليه في ليلة السابع والعشرين من رمضان، واتفق أن عبد المؤمن أرسل منسرا إلى وهران فأتوها في اليوم السادس والعشرين، ومقدمهم الشيخ عمر بن يحيى صاحب ابن تومرت، فكمنوا تلك الليلة، وشعروا برواح تاشفين إلى ذلك المكان، فقصدوه وبيتوه، وأحرقوا الباب، فأيقن الشاب بالهلكة، فخرج راكبا فرسه، فركضه ليثب به النار وينجو، فشب الفرس واضطرب من النار، فتردى في جرف هناك إلى جهة البحر على حجارة، فتهشم تاشفين، وتلف في الحال، وقتل من كان معه من الخواص. ومن ذلك الوقت نزل عبد المؤمن من الجبل إلى السهل، ثم توجه وتملك تلمسان سنة أربعين. ثم إنهم صلبوا تاشفين على خشبة. وعمل الموحدون عند أخذ تلمسان بأهلها مثل ما يعمله الفرنج، بل أشد، فلا قوة إلا بالله. 4 (حرف الجيم)) 4 (جعفر بن يحيى.)) أبو الحكم الداني، المعروف بابن غتال. أخذ القراءات عن أبي داود، وسمع منهز ومن: أبي علي بن سكرة. قال أبو عبد الله الأبار: كان أديبا، شاعرا، كاتبا، مفسرا. له خطب عارض بها خطب ابن نباته، وأقرأ الناس العربية.
496 روى عنه: أبو عبد الله المكناسي، وأبو محمد بن سفيان، وقرأ عليه: أبو الحسن بن هذيا كتاب الواضح للزبيدي. وتوفي مسجونا من قبل الدولة. 4 (جقر بن يعقوب.)) الأمير نصير الدين أبو سعيد الهمذاني، نائب صاحب الموصل عماد الدين زنكي في الموصل. كان ظالما، جبارا، سفاكا للدماء، مستحلا للأموال.) وفي ولايته قصد المسترشد بالله في ستة سبع وعشرين الموصل، فنازلها وحاصرها مدة، ثم رجع ولم ينل منها مقصودا. وكان بها أيضا السلطان فروخ شاه ابن السلطان محمود المعروف بالخفاجي. وقال ابن الأثير: بل اسمه ألب أرسلان بن محمود. وكان عماد الدين زنكي أتابكه. وكان جقر يعانده ويعارضه في أموره، فلما سار عماد الدين لحصار إلبيرة قرر الخفاجي مع جماعة من خواصه قتل جقر، فحضر في ثامن ذي القعدة سنة تسع وثلاثين للخدمة، فقتلوه. وولى عماد الدين زنكي مكانه زين الدين علي بن بلكين والد مظفر الدين صاحب إربل، فأحسن السيرة، وعدل في الرعية. ويقال: كان جقر ذا عدل وإنصاف. فالله أعلم.
497 4 (حرف الدال)) 4 (داود بن مناد بن عطية الله.)) أبو بكر الصنهاجي الداني. سمع: أبا داود المقرئ، وأبا علي الصدفي. وأجاز له أبو علي الغساني. وكان صالحا. كتب بخطه علما كثيرا. وتوفي في رجب. وفي هذه السنة انقرضت قومه الملثمين بالأندلس. وعطية الله هو ابن المنصور الأمير. 4 (حرف السين)) 4 (سعد بن عبد الكريم بن الشيخ أبي محمد الحسن بن أحمد بن موسى.)) الغندجاني، أبو الجوائز الواسطي. روى بالإجازة عن جده.) وسمع: أحمد بن عثمان بن نفيس. وعنه: أبو الفتح محمد بن المندائي. مات في ذي القعدة. 4 (سعيد بن الإمام أبي النضر أحمد بن محمد بن إبراهيم.))
498 الميداني، النيسابوري، الأديب، ابن الأديب. صنف كتاب الأسماء في الأسماء، وحدث عن: أبي الحسن المديني. روى عنه: ابن عساكر، وغيره. وقيل: كنيته باسمه، وسماه السمعاني: سعيدا، وقال: سمع من أبي بكر بن خلف، وبهراة عبد الأعلى بن المليحي. مولده في سنة. ومات في ذي القعدة. 4 (سعيد بن محمد بن عمر.)) الإمام، أبو منصور الرزاز، الفقيه الشافعي. من كبار الأئمة ببغداد. وهو مدرس النظامية. تفقه على الغزالي، وأبي بكر الشاشي، وأبي سعد المتولي، وإلكيا الهراسي، وسعد الميهني.
499 وكان ذا سمت ووقار وجلالة. سمع من رزق الله التميمي، ونصر بن البطر. وولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة. ولي تدريس النظامية مدة، ثم عزل، وعاش حتى صار رئيس الشافعية. توفي في حادي عشر ذي الحجة، وصلى عليه ولده أبو سعد، وشيعه الأعيان والدولة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وعبد الخالق بن أسد، وجماعة. 4 (حرف الشين)) 4 (شريح بن محمد بن شريح بن أحمد بن محمد بن شريح بن يوسف بن شريح.)) الإمام أبو الحسن الرعيني، الإشبيلي، المقرئ، خطيب إشبيلية.) روى الكثير عن: أبيه، وعن: أبي عبد الله بن منظور، وعلي بن محمد الباجي، وأبي محمد بن خزرج. قال ابن الدباغ: وله إجازة من ابن حزم، أخبرني بذلك ثقة نبيل من أصحابنا، أنه أخبره بذلك. ولا أعلم في شيوخنا أحدا عنده عن ابن حزم غيره. وقد سألته هل أجاز لك ابن حزن فسكت. وأحسب سكت عن ابن حزم لمذهبه.
500 قال ابن بشكوال: كان من جلة المقرئين، معدودا في الأدباء والمحدثين، خطيبا، بليغا، حافظا، محسنا، فاضلا، مليح الخط، واسع الخلق. سمع منه الناس كثيرا، ورحلوا إليه. واستقضي ببلده، ثم صرف عن القضاء. لقيته سنة ست عشرة وخمسمائة، فأخذت عنه. وقال لي: مولدي في ربيع الأول سنة إحدى وخمسين وأربعمائة. وتوفي في جمادى الأولى. زاد غيره فقال: في الثالث والعشرين منه، في صدر الفتنة التي حدثت على المسلمين بالأندلس. وكانت جنازته مشهودة. واشتهرت رواية شريح بالأندلس. وحدث عنه: أبو جعفر أحمد بن علي الحصار، وأبو العباس أحمد بن محمد بن مقدام الرعيني، وهو آخر من قرأ عليه القرآن. توفي سنة ست وأربعمائة. وتوفي ابن الحصار في سنة ثمان وتسعين، وليس هو بشيخ علم الدين اللورقي، ذاك عاش بعد ذا عشر سنين. وروى عنه: إبراهيم بن محمد بن ملكون النحوي، وإبراهيم بن محمد الطرياني، ومحمد بن عبد الله بن الغاسل، واعتمد عليه في القرآن وأبو بكر محمد بن خير اللمتوني المقرئ، ومحمد بن جعفر بن حميد بن مأمون البلنسي، وأبو بكر محمد بن الجد الفهري الحافظ. ومحمد بن إبراهيم الفخار، نزيل مراكش ومحمد بن يوسف بن مفرج الإشبيلي، نزل تلمسان،) وأقرأ عنه القراءات، وبقي إلى سنة ستمائة، ومحمد بن علي بن حسنون الكتامي البياسي، وأقرأ أيضا عنه القراءات، وتوفي سنة أربع وستمائة عن سن عالية ومحمد بن جابر الثعلبي المعروف بابن الرمالية الغرناطي، ونجبة بن يحيى الإشبيلي المقرئ، وأبو محمد عبد الله بن عبيد الله الحجري، وعبد الله بن أحمد بن جمهور القيسي، وأبو محمد عبد الله بن علوش نزيل مراكش، وأبو
501 القاسم عبد الرحمن بن يحيى الأموي، وعبد الرحمن بن محمد القرطبي الشراط، وعبد الرحمن بن علي الزهري الإشبيلي. سمع الزهري منه صحيح البخاري، وهو آخر من سمعه منه، وعاش إلى سنة ثلاث عشرة وستمائة. وتنافسوا في الأخذ عنه. وآخر من روى عن شريح في الدنيا بالإجازة القاضي أبو القاسم أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن بقي، توفي سنة خمس وعشرين وستمائة، وهو الذي سمع منه شيخنا أبو محمد بن هارون الكاتب موطأ مالك. وأخذ عن شريح عدد كبير سوى من ذكرنا القراءات والحديث. وكان قد قرأ على والده بكتاب الكافي في القراءات من تصنيفه. وقد ذكرنا والده في سنة ست وسبعين وأربعمائة. قال اليسع بن حزم: وهو إمام في التجويد والإتقان، علم من أعلام البيان، بذ في صنعة الإقراء، وبرز في العربية، مع علم بالحديث، وفقه بالشريعة. وكان إذا صعد المنبر حن إليه جذع الخطابة، فسمع له أنين الإستطابة، مع خشوع ودموع. رحلت إليه عام أربعة وعشرين، فحملت عنه وأجازني. قلت: عاش شريح تسعا وثمانين سنة، رحمه الله. 4 (حرف الصاد)) 4 (صاعد بن محمد بن الحسين بن علي.))
502 أبو العلاء السهلوي السرخسي. إمام حسن السيرة، فاضل، سمعه أبوه من أبي الخير محمد بن أبي عمران، وعلي بن حمد المديني.) وتوفي بسرخس وله ثمانون سنة. أجاز لأبي المظفر بن السمعاني. 4 (حرف الطاء)) 4 (طاهر بن المفضل.)) أبو المعالي الإصبهاني. روى عن: رزق الله التميمي. قدم بغداد في هذا العام. روى عنه: ابن السمعاني. 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن حمدويه.)) أبو المعالي الحلواني، المروزي، البزاز. رحل وسمع مع أبي بكر السمعاني من: ثابت بن بندار، وأبي منصور الخياط، وأبي محمد بن حشيش، وبإصبهان من جماعة من أصحاب أبي نعيم الحافظ. وكان قد سمع بنيسابور من: أبي بكر بن خلف الشيرازي، وغيره. قال ابن السمعاني: كان حلو الكلام، حسن المعاشرة، كثير الصلاة والصدقات. سافر إلى غزنة، فأقام بها مدة، واشترى كتبا كثيرة، وحصل الأصول، ورجع إلى
503 مرو، وبنى رباطا للمحدثين، ووقف فيه الكتب. سمع من: ابن السمعاني، وجماعة. وكان فقيها فاضلا: ولد سنة إحدى وستين وأربعمائة، وتوفي، رحمه الله، في أوائل ذي الحجة بمرو. 4 (عبد الله بن سعدون بن نجيب بن سعدون بن حسان.)) أبو محمد التميمي، الوشقي، المقرئ الضرير. نزيل بلنسية. أخذ القراءات على: أبي مطرف بن الوراق، وعبد الوهاب بن حكم، وخلف بن أفلح، وأبي داود، وأبي الحسين بن الدوش.) وكان أبو الحسن بن الهذيل ينكر أخذه عن أبي داود، ويقال إنه قرأ عليه ختمة واحدة. وتصدر للإقراء. وأقرأ الناس. من أهل التجويد، والإتقان، والتعليل، والحذق بهذا الفن وبالعربية. أخذ عنه: أبو الربيع بن حوط الله، وأبو العطاء بن بدير، وأبو الوليد الأزدي، وغيرهم. قال ابن الأبار: مات قبل الأربعين. 4 (عبد الله بن عبد الرحمن بن مفيد.)) أبو محمد الطائي، القرطبي. روى عن: أبي الأصبغ بن سهل، وأبي مروان بن سراج. حدث عنه: ابنه محمد، وأبو عبد الله محمد بن الفخار. وهو آخر من حدث عن أبي الأصبغ. قال الأبار: بلغني أنه دخل على القاضي أبي الوليد بن رشد، فقام له فقال إرتجالا: * قام لي السيد الهمام * قاضي قضاة الورى الإمام * * فقلت: قم لي ولا تقم لي * فقل ما يؤكل القيام *
504 قال: وكان أبو محمد فقيها، زاهدا، وشاعرا محسنا. 4 (عبد الله بن محمد بن فهرويه.)) أبو الطيبي، من الطيب، بلدة بين واسط والأهواز. شيخ، صالح، مستور. سكن بغداد، وسمع من: ابن طلحة النعالي. قال ابن السمعاني: قرأت عليه أحاديث، وسألته عن مولده فقال، سنة إحدى وثمانين بالطيب. وتوفي في المحرم، أو صفر. 4 (عبد الحق بن خلف.)) أبو العلاء الكناني، الشاطبي، المعروف بابن الجنان، الشاعر. سمع من أبيه، وصحب أبا إسحاق بن خفاجة. وكان بصيرا بالشعر والبلاغة، بارعا في الطب، واللغة، والعربية.) وأبوه أحد الفقهاء الذين أخذوا عن أبي الوليد الباجي. عاش أبو العلاء ستين سنة. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يحيى.)) أبو المسعود المذاري، أخو أحمد الأصغر منه.
505 سمع: مالكا البانياسي، وعاصم بن الحسن. روى عنه: ابن السمعاني. وتوفي بواسط. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن الحسن بن الحسين بن هندويه بن حسنكويه.)) أبو الرضا الفارسي، ثم البغدادي. محدث، مكثر، مليح الخط، غير أنه اختلط وتسودن، وانقطع مدة، ثم انصلح. سمع من أصحاب أبي علي بن شاذان، ونحوهم. علق عنه ابن السمعاني. وتوفي في رجب. 4 (عبد الرزاق ابن الشافعي بن أبي القاسم بن أحمد.)) أبو الفتوح النيسابوري، السياري، العطار.
506 رجل رئيس، متميز، خير، سخي، متصدق. سمع: أبا بكر بن خلف، وأبا بكر أحمد بن سهل. وببغداد: نصر بن البطر. توفي في رجب. ترجمه أبو سعد، وحدث عنه هو، والمؤيد الطوسي. 4 (عبد الملك بن أبي الخصال مسعود بن فرج.)) أبو مروان الغافقي، الكاتب، نزيل قرطبة. روى يسيرا عن: أبي بحر بن العاص. سمع منه: أبو عبد الله بن العويص، وغيره. وكان أديبا، حاذقا، فصيحا، مفوها، بليغا، مدركا، له رسائل بليغة.) استعمله الأمراء في الكتابة. قاله ابن الأبار. 4 (عبيد الله بن جامع بن الحسن بن علي.)) أبو بكر الفارسي، ثم النيسابوري الشروطي، المعدل. سمع: الفضل بن المحب، وأبا صالح المؤذن، وجماعة. ولد سنة ستين وأربعمائة، وتوفي رحمه الله في العشرين من شعبان. 4 (عبيد الله بن أبي عاصم عبد الله بن أبي الفضل بن أبي سعد.)) أبو نصر الهروي، الدهان، الصوفي. شيخ صالح، من أصحاب شيخ الإسلام عبد الله. سمع من: محمد بن عبد العزيز الفارسي، والفضيل بن الفضيلي. وخدم شيخ الإسلام عبد الله وصحبه، وتوفي بهراة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وسبطه أبو روح عبد المعز الصوفي. وهو الذي سمع أبا روح وحرص عليه.
507 وكان مولده بعد الستين وأربعمائة. وأجاز لأبي المظفر عبد الرحيم بن السمعاني. وحدث ببغداد لما حج، فروى عنه: يحيى بن بوش، وأبو الفرج بن الجوزي، وغيرهما. 4 (عتيق بن الحسين.)) أبو بكر الرويدشتي، الإصبهاني. سمع سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة من سعيد العيار، وحدث في هذا العام. ولا أعلم متى مات. روى عنه: عبد الخالق بن أسد، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن حامد الإصبهاني شيخ الزكي البرزالي. نعم مات سنة أربعين، فيحول. 4 (عتيق بن عبد الجبار.)) أبو بكر الجذامي، البلنسي.) سمع من: أبي داود المقرئ وأكثر عن أبي حامد البطليوسي. وكان بارعا في معرفة الشروط. كتب للقضاة ببلنسية قريبا من أربعين سنة.
508 4 (عثمان بن علي بن محمد.)) أبو القاسم الجرموكي، النوقاني، الزاهد. شيخ تلك الديار ومقرئها. قال السمعاني: سمعت منه، وكان صالحا، مقرئا، زاهدا، كثير العبادة، صاحب كرامات وآيات. ما كان يفارق مجلسه إلا للوضوء. وكان معروفا ببلده بالكرامات والكلام على المغيبات. سمع: علي بن الحسين النوقاني، ومحمد بن أحمد بن منصور العارف. مات في شوال. 4 (غرق بن علي.)) أبو الفتوح النيسابوري، السمذي. سمع: أبا بكر بن خلف، وعبد الرحمن بن أحمد الواحدي، وموسى بن عمران الصوفي. قال السمعاني: مات في ربيع الآخر. 4 (علي بن زيد بن علي السلمي.)) الدمشقي، المؤدب بمسجد السلالين. سمع من: خير المقدسي، وسهل بن بشر. روى عنه: ابن عساكر، وابنه القاسم. وقال ابن عساكر: صلى بمسجد درب الحجر خمسين سنة احتسابا.
509 وحفظ جماعة القرآن، وعاش ثمانيا وثمانين سنة. وتوفي في ذي القعدة. 4 (علي بن عبد الله بن ثابت بن محمد.)) أبو الحسن الأنصاري، الخزرجي، العبادي. من ولد عبادة بن الصامت، المقرئ المجود الغرناطي.) قرأ على أبيه، وقرأ القراءات على أبي الحسين بن كرز. ورحل إلى دانية، فأخذ عن أبي داود، وبشاطبة عن ابن الدوش، وبمرسية عن ابن البياز، وسمع منهم. وأجاز له أبو عبد الله الطلاعي، وخازم بن محمد. وحج، وسمع من: الحسين بن علي الطبري، وأبي مكتوم عيسى بن عبد الهروي في سنة سبع وتسعين، لكنه فاته تسع ورقات من البخاري. وتصدر للإقراء بغرناطة، وولي الصلاة والخطبة بها. وكان مقرئا، مجاهدا، موصوفا بالصلاح والفضل. أخذ عنه: أبو بكر بن رزق، وأبو عبد الله بن حميد، وعبد الصمد بن يعيش، وأبو جعفر بن حكم. وتوفي بغرناطة في ذي الحجة. وقد قارب السبعين. استشهد بظاهر البلد، رحمه الله. ترجمه الأبار. 4 (علي بن عبد الله بن داود.))
510 أبو الحسن اللماتي، القيرواني، الفقيه، نزيل المرية. روى عن: أبي الحسن بن مكي اللواتي، وعبد القادر ابن الخياط، وأبي علي بن سكرة. قال الأبار: وكان فقيها مشاورا متفننا، له جمع بين الاستذكار. وانتقى وشرح في رقائق ابن المبارك، سماه رمز الحدائق. حدث عنه: أبو عبد الله النميري، وأبو محمد بن عائش، وأبو محمد بن عبيد الله الحجري، وجماعة. توفي في جمادى الأولى. 4 (علي بن عبد الكريم بن محمد الكعكي البغدادي.)) أبو الحسن. قال ابن السمعاني: شيخ صالح، له سمت ووقار وسكون.) سمع من: مالك البانياسي، والنعالي، وابن البطر، وطائفة. ولد في حدود سنة ثمان وستين وأربعمائة. روى عنه: ابن السمعاني. وتوفي في ذي القعدة. قلت: روى عنه أيضا ابن سكينة. وقد تلا بالروايات على: رزق الله التميمي، وأبي الفضل بن خيرون. أقرأ وحدث، وكان من كبار الشافعية. ورحل في أعمال الدولة. 4 (علي بن محمد بن حمويه.))
511 أبو الحسن ابن الزاهد أبي عبد الله الجويني. متودد، محبوب، عارف بالحقوق. بيته مجمع الفضلاء. سمع: أبا العباس بن أحمد الشقاني، والشيروي بنيسابور. وعمر الرؤآسي بطوس. وقرأ شيئا من الفقه على الغزالي. روى عنه: ابن السمعاني. وتوفي في جمادى الآخر بنيسابور، وحمل إلى جوين. 4 (علي بن محمد بن مسلم.)) أبو الحسن النحوي، الإشبيلي، مولى الأمير محمد بن عباد، اللخمي. أخذ العربية عن: أبي عبد الله بن أبي العافية ولازمه مدة طويلة وقعد لإقرائها. وكان من كبار النحويين وجلتهم. أخذ عنه: أبو بكر بن طاهر الأدب، وأبو الحسن نجبة. وكان حيا في هذا العام. 4 (علي بن هبة الله بن عبد السلام بن عبد الله بن يحيى.)) أبو الحسن البغدادي، الكاتب.) ذكره ابن السمعاني فقال: سكن دار الجليلة بالقرية، شيخ كبير من بيت الرئاسة والتقدم، واسع الرواية، صاحب أصول حسنة مليحة.
512 سمع بنفسه وأكثر، ونقل وجمع. وله خط مليح. وأكثر سماعاته بقراءة أبي بكر ابن الخاضبة. سمع: أبا محمد الصريفيني، وأبا الحسن بن النقور، وأبا منصور العكبري، وأبا القاسم البسري، وخلقا سواهم. قرأت عليه، وكان ينحدر إلى واسط من جهة الخليفة على الأعمال التي بها. قال لي: ولدت سنة. وتوفي في سابع رجب. قلت: وروى عنه: ابن عساكر، وبزغش عتيق ابن حمدان، وإسحاق بن علي البقال، وأبو شجاع محمد بن المقرون، والمبارك بن المبارك بن زريق الحداد، والوزير أبو طالب يحيى بن زبادة، ويوسف بن أبي حامد الأرموي، وسليمان بن محمد الموصلي، ويحيى بن ياقوت الفراش، وعمر بن طبرزد، وأبو اليمن الكندي، وخلق سواهم. توفي بزغش المذكور سنة ست عشرة وستمائة، وهو جد أبي منصور عبد الله بن محمد شيخ ابن جليل في جزء ابن عرفة. وأبو منصور هو والد الفتح شيخ الأبرقوهي. 4 (عمر بن جد أبي منصور عبد الله بن محمد شيخ ابن جليل في جزء ابن عرفة.)) وأبو منصور هو والد الفتح شيخ الأبرقوهي. 4 (عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن حمزة بن)) يحيى بن الحسين بن الشهيد زيد بن علي بن الحسين.
513 أبو البركات العلوي، الحسيني، الزيدي، الكوفي، الحنفي، النحوي، إمام مسجد أبي إسحاق السبيعي. ولد سنة اثنتين وأربعين وأربعمائة، وأجاز له محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي شيخ أبي النرسي.) وسمع: أبا الفرج محمد بن أحمد بن علان، وأبا القاسم بن المنثور الجهني، ومحمد بن الحسن الأنماطي، وغيرهم بالكوفة، وأبا بكر الخطيب، وأبا الحسين بن النقور، وأبا القاسم بن البسري، وجماعة ببغداد. وقدم الشام، وسكن دمشق مدة، وحلب. وسمع الحديث، وذلك في سنة سبع وخمسين مع والده. وقرأ بها النحو على أبي القاسم زيد بن علي الفارسي قرأ عليه الإيضاح لأبي علي، بروايته عن أبي الحسين الفارسي، عن خال الفارسي المؤلف. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وأبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، وجماعة.
514 قال السمعاني: شيخ مسن، كبير، فاضل، له معرفة بالفقه، والحديث، واللغة، والتفسير، والنحو. وله التصانيف الحسنة السائرة في النحو. وهو حسن العيش، صابر على الفقر والقلة، قانع باليسير. سمعته يقول: أنا زيدي المذهب، لكني أفتي على مذهب السلطان، يعني مذهب أبي حنيفة. وسمعت عليه الإيضاح لأبي علي، وكتبت عنه الكثير، وهو شيخ متيقظ، حسن الإصغاء، يكتب خطا مليحا على كبر السن. وقال أبو الحسن علي بن يوسف القصار: كان الشيخ أبو محمد سبط الخياط قرأ على الشريف عمر بن إبراهيم النحوي، وفيه يقول أبو محمد: * فما له في الورى شكل يماثله * وما له في التقى عدل يناسبه * وقال ابن الجوزي: كان يقول: دخل الصوري الكوفة، فكتب عن أربعمائة شيخ، وقدم علينا هبة الله بن المبارك السقطي، فأفدته عن سبعين شيخا، واليوم ما بالكوفة أحد يروي الحديث غيري. ثم ينشد: * لما دخلت اليمنا * لم أر فيها حسنا *
515 * قلت: حرام بلدة * أحسن من فيها أنا * وقال ابن عساكر: لم أسمع من عمر بن إبراهيم الزيدي في مذهبه شيئا. وحدثني الوزير أبو علي الدمشقي أنه سأل عن مذهبه في الفتوى، وكان مفتي أهل الكوفة، فقال: أفتي بمذهب أبي حنيفة ظاهرا وبمذهب زيد تدينا.) وحكى لي أبو طالب بن الهراس الدمشقي أنه صرح له بالقول بالقدر، وبخلق القرآن. وقال الحافظ محمد بن ناصر: سمعت الحافظ أبي الغنائم النرسي يقول: عمر بن إبراهيم جارودي المذهب، ولا يرى الغسل من الجنابة. وقال ابن السمعاني: سمعت أبا الحجاج يوسف بن محمد بن مقلد التنوخي. يقول: كنت أقرأ على الشريف عمر بن إبراهيم أجزاء، فمر بي ذكر عائشة فقلت: رضي الله عنها. فقال: تدعو لعدوة علي هكذا ذكر لي، أو سمعناه. قال ابن السمعاني: ومع طول ملازمتي له لم أسمع منه شيئا في الاعتقاد أنكره. غير أني كنت قاعدا على باب داره، فأخرج لي شدة من مسموعاته، فرأيت فيها جزءا مترجما بتصحيح الأذان بحي على غير العمل. فأخذته لأطالعه، فأخذه وقال: هذا لا يصلح لك، وله طالب غيرك. توفي في سابع شعبان بالكوفة، وصلى عليه قدر ثلاثين ألفا.
516 قلت: وروى عنه: ابنه أبو المناقب حيدرة بن عمر، وحفيده أبو المعمر محمد بن حيدرة شيخ يوسف بن خليل. وقرأ عليه بالروايات يعيش بن صدقة الغزاني ولم يقع لي شيخه في القراءات. وقد كتب أبو بكر قاضي المارستان جزءا، عن أبي سعد السمعاني، عن الشريف عمر بن إبراهيم، رأيته بخطه. 4 (حرف الفاء)) 4 (فاطمة بنت محمد بن أبي سعد أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد البغدادي.)) أم البهاء الإصبهانية، الواعظة. شيخة، معمرة، مسندة. ولدت بعد الأربعين وأربعمائة. وسمعت من: أبي الفضل عبد الرحمن بن أحمد الرازي، وإبراهيم بن منصور سبط بحرويه، وأحمد بن محمود الثقفي، وسعيد بن أبي سعيد العيار.)
517 وسمعت من العيار صحيح البخاري وأشياء. قال ابن السمعاني: هي امرأة صالحة، سمعها أبوها، وعمرت حتى تفردت. قلت: روى عنها: ابن السمعاني، وابن عساكر، وأبو موسى المديني، ومحمد بن أبي طالب بن شهريار، وعبد اللطيف بن محمد الخوارزمي، ومحمد بن محمد بن محمد الراراني، ومحمد بن جعفر أيوسان، وخلق آخرهم وفاة ولد سبطها داود بن معمر بن الفاخر إلى رجب سنة. قال أبو موسى، وغيره: توفيت في الخامس والعشرين من رمضان سنة تسع وثلاثين. قال أبو موسى: ولها قريب من أربع وتسعين سنة. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن أحمد.)) أبو عبد الله الحمزي، الأندلسي، من أهل المرية. روى عن: أبي العباس العذري، وأبي عبد الله بن المرابط. وخطب ببلده. وحدث. أجاز لابن بشكوال. 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد بن الحسين بن القاسم.)) أبو المعالي الفارسي، ثم النيسابوري. قال ابن السمعاني: هو ثقة، مكثر سمع السنن الكبير من البيهقي،
518 وصحيح البخاري من سعيد العيار. وسمع من: أبي حامد الأزهري. وسمع كتاب المدخل إلى السنن من البيهقي المؤلف. قال: ومولده في شعبان سنة ثمان وأربعين. وتوفي في ثالث جمادى الآخرة سنة تسع. قلت: روى عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني. وأجاز لابنه عبد الرحيم بن أبي سعد. ومن روى عنه السنن الكبير: منصور بن عبد المنعم الفراوي سماعا وإجازة إن لم يكن) سمعه. قال ابن عطية: وذلك لأنه فقد من أصل البيهقي أجزاء من مواضع متفرقة. فكلما وجد من الأصل، وجد عليه سماع منصور بن الفارسي. قاله لنا عبد العزيز بن هلال. قال ابن نقطة: وسمع منه جماعة من شيوخه منصور الفراوي، وإسماعيل بن علي بن حمك المغيثي، والمؤيد الطوسي، وزينب بنت عبد الرحمن الشعري في آخرين. 4 (محمد بن الحسن بن هلال بن حمصا.)) أبو المعالي العجلي، الدقاق. ناظر سوق الخضار. كان عسر الخلق. سمع: أبا نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن. وعنه: محمود بن شعار. مات في رمضان سنة تسع.
519 4 (محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون بن إبراهيم بن الشيخ.)) أبو منصور البغدادي، المقرئ، الدباس. شيخ معمر، ثقة، إمام صالح، بارع في القراءات، صنف فيها كتاب المفتاح، وغيره. وتصدر للإقراء. وطال عمره. وله أيضا في القراءات كتاب الموضح. قرأ على جماعة مذكورين في صدر هذين الكتابين، منهم عمه أبو الفضل بن خيرون، وجده لأمه أبو البركات عبد الملك بن أحمد، وشيخه عبد السيد بن عتاب. قرأ عليه: أبو اليمن الكندي بالقراءآت، ويحيى بن الحسين الأواني، وإبراهيم بن بقاء اللبان. وسمع من: أبي جعفر ابن المسلمة، وأبي بكر الخطيب، والصريفيني، وأبي الغنائم بن المأمون، وغيرهم. وأجاز له أبو محمد الجوهري، وتفرد عنه هو بإجازة أبي الحسين بن حسنون النرسي.)
520 وحدث بكتاب النسب للزبير بن بكار، عن ابن المسلمة، وسمع أكثر تاريخ الخطيب. وكان ينسخه ويبيعه. مولده في رجب سنة أربع وخمسين قبل موت الجوهري بأشهر. روى عنه: أبو القاسم بن عساكر، وأبو موسى المديني، وابن السمعاني، وابن الجوزي، وابن طبرزد، والكندي، وعبد الخالق بن أسد، وأحمد بن محمد بن سعد البروجردي الفقيه، وعلي بن محمد بن علي أخو سليمان الموصلي، وهو آخر من حدث عنه فيما علمت سمعا وآخر من روى عنه بالإجازة أبو منصور محمد بن عفيجة. وقد ذكره ابن السمعاني فقال: ثقة، صالح، مشتغل بما يعنيه، ما له شغل غير التلاوة أو الإقراء. توفي في السادس والعشرين من رجب، وله خمس وثمانون سنة. وقال ابن الخشاب: كان شافعيا من أهل السنة. 4 (محمد بن علي البسطامي.)) أبو عبد الله. من علماء نيسابور. سمع: أبا تراب عبد الله المراغي. أخذ عنه: ابن السمعاني، وقال: مات في المحرم. 4 (محمد بن أبي الغنائم محمد بن محمد بن المهتدي.))
521 أبو الحسن البغدادي. سمع: أبا نصر الزينبي. وكان خطيب جامع المنصور. توفي في صفر، وقد جاوز الستين. 4 (محمد بن محمد بن عبد الصمد بن دار.)) أبو قف. روى عن: طراد الزينبي. وعنه: ابن السمعاني، وعمر بن أحمد بن سهلان. توفي في المحرم.)) 4 (محمد بن موسى بن وضاح.)) أبو عبد الله المرسي. سمع: أبا علي بن سكرة فأكثر، ورحل فسمع من: أبي بكر الطرطوشي، والسلفي، وعدة. قال ابن بشكوال: كان فاضلا، عفيفا، معتنيا بالعلم، مشاورا. أجاز لنا. قلت: وروى عنه: صهره أبو الوليد بن الدباغ. 4 (المبارك بن علي بن عبد العزيز بن أحمد.)) أبو المكارم، السمذي، الهماني.
522 سمع: أبا بكر أحمد بن حمدوه المقرئ، وأبا محمد الصريفيني، وأبا القاسم بن البسري. قال ابن السمعاني: شيخ، صالح، مستور، راغب إلى الخير وأهله. كان له دكان بمشرعة الخبازين، وثم قرأت عليه، وكان صدوقا، أمينا. كان أبوه يحضره مجالس الإملاء بجامع المنصور، فأكثر ما سمع إملاء من لفظ الشيوخ. ولد في حدود سنة خمس وخمسين وأربعمائة، أو قبلها. وتوفي يوم عاشوراء. قلت: روى عنه: ابن السمعاني، وعمر بن طبرزد، وعبد الوهاب بن جماز القلعي شيخ لابن خليل، وغيرهم. وآخر من روى عنه بالإجازة أبو منصور بن عفيجة. 4 (مجدود بن محمد بن محمود.)) أبو المعالي النيسابوري، الرشيدي، الجوهري، المتولي. قاال السمعاني: عارف بالأدب، والفلسفة، والعوم المهجورة، ولم يكن بذاك. سمع: أبا عمرو المحمي، وأبا بكر بن خلف. كتبت عنه.
523 مات في ربيع الأول. 4 (محمود بن حمد بن مندويه.)) أبو المحاسن الإصبهاني، المعدل.) سمع: أبا عمرو بن مندة، والمظهر البزاني. كتب عنه السمعاني. 4 (المهذب بن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي حرب إبراهيم بن أميرك.)) أبو جعفر الحسيني، المرعشي، من ولد المرعش بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن زين العابدين، الدهستاني، الجرجاني. نزيل سارية. نشأ بجرجان، وسافر إلى خراسان، والعراق، والحجاز، والجزيرة، والجبال، وما وراء النهر. قال ابن السمعاني: كان بينه وبين والدي صداقة متأكدة وقت مقامه بمرو، وكان يرجع إلى فضل، وتمييز، ومعرفة. قال لي إنه سمع ببغداد من: أبي يوسف عبد السلام القزويني وبالكوفة: أبا الحسين أحمد بن محمد الثقفي. وبجرجان: إسماعيل بن مسعدة وبإصبهان: نظام الملك. كتبت عنه عن المتأخرين، ولم أر له أصلا عن هؤلاء. وكان غاليا في التشيع. ولد سنة اثنتين وستين وأربعمائة. وتوفي بسارية في رمضان.
524 4 (حرف النون)) 4 (نصر الله بن عبد الواحد بن أحمد.)) أبو الفضل ابن الفقيه الدسكري، الأحدب. روى عنه: ابنه حسن، وابن عساكر، وابن السمعاني. وكان دينا، ورعا. توفي في شوال. 4 (نصر بن القاسم بن الحسن.)) أبو الفتح الأنصاري، المقدسي، الفقيه المقرئ. قال الحافظ ابن عساكر: هو الذي لقنني القرآن.) وكان ثقة يصلي في مسجد عمر الذي على الدرج، ويلقن فيه. سمع من: أبي القاسم علي بن أبي العلا، وأبي محمد بن البري. وحدث. وعاش أكثر من ثمانين سنة. 4 (نوشتكين.)) أبو منصور الشهرياري، عتيق الشيخ أبي الوفا بن شهريار الإصبهاني. قال ابن السمعاني: كان شيخا صالحا. سمع: أبا عمرو بن مندة.
525 وسمعت منه أحاديث إبراهيم بن أزهر رحمه الله لابن مندة. وكان تاجرا. توفي في شعبان. 4 (حرف الياء)) 4 (يحيى بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن أبي سهل.)) أبو القاسم الكنجروذي، النيسابوري، الصوفي. سمع: أبا المظفر موسى بن عمران، ونصر الله الحسنامي. ونزل مرو. وتوفي سنة ثمان أو تسع. وأجاز لأبي المظفر السمعاني. 4 (يوسف بن محمد بن دينار.)) أبو منصور الأزجي. سمع: أبو الحسين بن النقور. وعنه: هزارست بن عوض، وجماعة. 4 (يشكر بن محمد بن أبي بكر الحسني.)) الحدادي.
526 شيخ معمر، صالح، كثير السماع.) قال السمعاني: أجاز لنا وأملى بجامع بخارى أكثر من عشرين سنة. سمع: محمد بن علي بن حيدرة الجعفري، ويحيى بن عبد الله السعدي، وأبا عصمة عبد الواحد بن يوسف. مات في شهر ربيع الأول من سنة تسع.
527 4 (وفيات سنة أربعين وخمسمائة)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن العباس.)) أبو الرضا الهاشمي، المعروف بابن الرضا. سمع: أبا نصر الزينبي، وطراد بن محمد أخاه. روى عنه: عمر بن طبرزد، وغيره. 4 (أحمد بن عبد الله بن عامر.)) أبو جعفر، وأبو العباس المعافري، الداني، خطيب دانية. روى عن: عمه أبي زيد عبد الرحمن بن عامر، ويوسف بن أيوب، وأبي بكر بن برنجاب. وكان ماهرا بالعربية. روى عنه: أبو عمرو بن عياد، وأبو الحجاج بن أيوب صاحب الأحكام. وعاش نحوا من سبعين سنة. 4 (أحمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن حسين بن عاصم.)) أبو العباس الثقفي، الأندلسي.
528 أخذ القراءات عن: أبي عمران موسى بن سليمان، وسمع منه. ومن: أبي خالد يزيد مولى المعتصم بن صمادح، أوبي داود المقرئ، وابن الدوش، وابن البياز. وحج، وتصدر للإقراء بجامع المرية. روى عنه من الجلة: أبو بكر بن رزق، وأبو القاسم بن حبيش، وأبو يحيى اليسع بن حزم. توفي في حدود الأربعين. 4 (أحمد ابن قاضي القضاة أبي الحسين علي ابن قاضي القضاة محمد بن علي.)) الدامغاني، ثم البغدادي، الحنفي، أبو الحسين.) ولي بآخرة قضاء الكرخ، ثم قضاء الجانب الغربي كله، وباب الأزج. وجرت أموره على سداد في القضاء. وحدث عن: أبي عبد الله النعالي، وطراد الزينبي. ترجمه ابن السمعاني، وقال: قرأت عليه جزءا من حديث المحاملي. وتوفي في حادي عشر جمادى الآخرة، وله سبع وخمسون سنة. روى عنه: ابن عساكر، وابن سكينة. 4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان.)) الحافظ أبو سعد بن أبي الفضل البغدادي، ثم الإصبهاني.
529 ولد بإصبهان في صفر سنة ثلاث وستين وأربعمائة. وسمع: أباه، وعبد الرحمن، وعبد الوهاب ابني الحافظ ابن مندة، وحمد بن ولكيز، وإبراهيم الطيان، ومحمد بن أحمد بن ماجة الأبهري، ومحمد بن أحمد بن أسيد المديني، ومحمد بن عمر سسويه، ومحمد بن بديع الحاجب، وأبا منصور بن شكرويه، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وطائفة سواهم. ورحل إلى بغداد وهو ابن ست عشرة سنة، فدخلها فوجد أبا نصر الزينبي قد مات. فسمع من: عاصم بن الحسن، ومالك البانياسي، وأبي الغنائم بن أبي عثمان. وأكبر شيخ عنده: عبد الجبار بن عبيد الله بن برزة الواعظ الرازي. وقد حدثه محمود بن جعفر الكوسج، عن جد أبيه الحسن بن علي البغدادي. وهم بيت قديم بإصبهان. روى عنه: الحافظ ابن ناصر، وابن عساكر، وابن السمعاني، وأبو موسى المديني، وابن الجوزي، وابن طبرزد، ومحمد بن علي بن القبيطي، وطائفة من البغداديين، والإصبهانيين، آخرهم موتا محمد بن محمد بن بدر الراراني. قاله ابن النجار. وقال ابن السمعاني: حافظ، ثقة، دين، خير، حسن السيرة، صحيح العقيدة، على طريقة السلف الصالح، تاركا للتكلف، كان في بعض الأوقات
530 يخرج من بيته إلى الشرق ببغداد، وإصبهان، وعلى رأسه طاقية.) ورأيته في طريق الحجاز. وقد تغير لونه، ويبست أشداقه من الصوم في القيظ. وكان يملي في بعض الأوقات وقد خلع قميصه. وقال في مشيخته: كان حافظا كبيرا، تام المعرفة، يحفظ جميع الصحيح لمسلم، وكان يملي الأحاديث من حفظه. وقال: وقدم مرة من الحج، فاستقبله خلق كثير من إصبهان وهو على فرس، فكان يسير بسيرهم، حتى وصل قريبا من إصبهان، ركض فرسه وترك الناس إلى أن وصل إلى البلد، وقال: أردت أن أستعمل السنة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوضع راحلته إذا رأى جدرات المدينة. وكان مطبوعا، حلو الشمائل، إستمليت عليه بمكة، والمدينة، وكتب عني مذاكرة. وأبطأ علي يوما بداره، فخرج واعتذر وقال: أوقفتك. فقلت: يا سيدي، الوقوف على باب المحدث عز. فقال: لك بهذه الكلمة أستاذ فقلت: لا. قال: أنت أستاذها. سمعت الحافظ إسماعيل بن محمد الطلحي يقول: رحل أبو سعد البغدادي إلى أبي نصر الزينبي، فدخل بغداد وقد مات، فجعل أبو سعد يلطم على رأسه ويبكي، ويقول: من أين أجد علي بن الجعد، عن شعبة وقال الحافظ عبد الله بن مرزوق الهروي: أبو سعد البغدادي شعلة نار. قال ابن السمعاني: سمعت معمر بن عبد الواحد يقول: أبو سعد البغدادي يحفظ صحيح مسلم. وكان يتكلم على الأحاديث بكلام مليح. وقال ابن النجار، وقد ذكر أبا سعد البغدادي في تاريخه: إمام في
531 الزهد، والحديث، واعظ. وممن كتب عنه: شجاع الذهلي، وابن ناصر. وكان إذا أكل طعاما أغرورقت عيناه بالدموع، ثم يأكل ويقول: كان داود عليه السلام إذا أراد أن يأكل بكى.) وقال أبو الفتح محمد بن علي النطنزي: كنت بغداد، فاقترض مني أبو سعد بن البغدادي عشرة دنانير، فاتفق أن دخلت على السلطان مسعود بن محمد، فذكرت ذلك له، فبعث معي إليه خمسمائة دينار، فأبى أن يأخذها. قلت: حدث أبو سعد في بغداد بكتاب معرفة الصحابة لابن مندة، وكان يرويه ملفقا عن أصحاب ابن مندة. فسمعه منه: محمد بن علي القنبيطي وسمعه كله من القنبيطي الشيخ جمال الدين يحيى بن الصيرفي. وقال أبو الفرج بن الجوزي: حج أبو سعد إحدى عشرة حجة، وسمعت منه الكثير، ورأيت أخلاقه اللطيفة، ومحاسنه الجميلة. وحج سنة تسع وثلاثين، ورجع فتوفي بنهاوند في ربيع الأول سنة أربعين، وحمل إلى إصبهان. 4 (أحمد بن محمد بن عمر.)) أبو القاسم التميمي، المريي، المعروف بابن ورد. ذكره ابن بشكوال فقال: كان فقيها، حافظا، عالما، متفننا. أخذ العلم: أبي علي الغساني، وأبي محمد بن العيار. وناظر عند الفقيهين ابن رشد، وابن العود، وشهر بالعلم والحفظ والإتقان في العلوم.
532 وأخذ الناس عنه. واستقضي بغير موضع من المدن الكبار. ولد سنة خمس وستين وأربعمائة. وتوفي في رمضان، وله خمس وسبعون سنة. وقال غيره: كان أبو القاسم بن ورد من بحور العلم بالأندلس كتب إلي ابن هارون الطائي، عن أبي عبد الله الأبار أنه سمع أبا الربيع بن سالم يقول: سمعت أبا الخطاب بن جميل يقول: سمعت أبا موسى عيسى بن عمران المكناسي يقول: لم يكن بالأندلس مثل أبي القاسم بن ورد، لا أحابي من الأقوام أحدا. قلت: كان أبو موسى المكناسي من كبار الأئمة، أكثر عن ابن ورد. قلت: ورأيت له المجلد الثاني من شرح البخاري يقتضي أن يكون من حساب مائتي مجلدة.)) 4 (إبراهيم بن أحمد بن رشيق.)) الطليطلي، أبو إسحاق المقرئ. نزيل دانية ثم سكن آش. أخذ القراءات عن: أبي عبد الله المغامي صاحب الداني. وولي الخطابة. روى عنه: عبد الرحمن بن القصير، ويحيى بن محمد العقيلي، وأبو الحسن بن مؤمن. توفي هذا العام، أو قريبا منه. 4 (إدريس بن علي بن إدريس.)) أبو الفتاح البياري، الأديب، الشاعر. سمع: أبا الحسن الأخرم، وجماعة. مات في ذي الحجة عن أربع وثمانين سنة.
533 روى عنه: السمعاني. إسماعيل بن محمد بن أبي الفتح. أبو محمد الطرسوسي، النيلي. والد أبي جعفر. توفي في ربيع الأول بإصبهان. 4 (حرف الباء)) 4 (بكر بن وجيه بن طاهر بن محمد.)) أبو الفخر النيسابوري، الشحامي. قال ابن السمعاني: كان صالحا، عفيفا، كثير العبادة. سمعه أبوه من أبي بكر بن خلف الشيرازي، وجماعة. وتوفي في الحادي والعشرين من ربيع الأول. أجاز لأبي مظفر بن السمعاني. 4 (بهروز بن عبد الله.)) أبو الحسن، مجاهد الدين الغياثي، الخادم، الأبيض.) ولي شرطة العراق نيفا وثلاثين سنة، وعمر دار السلطان. وكان ابن
534 عقيل يقول: ما رأيت مثل مناقضة بهروز، فإنه منع أن يجتمع في السفينة النساء والرجال، وجمع بينهم في الماخور. توفي في رجب. وكان صاحب كلمة في عمارة البلاد، واسع الصدر، عالي الهمة. وكانت تكريت إقطاعا له، فاستناب عليها شاذي جد السلطان صلاح الدين. ولبهروز رباط كبير ببغداد. 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسين بن الحسن بن عبد الله.)) الشيخ أبو عبد الله المقدسي، الحنفي، المقرئ. قدم من الشام شابا إلى بغداد فاستوطنها. وتفقه على قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني. وسمع من: أبي القاسم بن البسري، وأبي نصر الزينبي، وعاصم بن الحسن. وقرأ بالروايات على صاحب الحمامي أبي الخطاب أحمد بن علي الصوفي. وولي إمامة مشهد أبي حنيفة. وطال عمره. وكان دينا، حسن الطريقة. قال لابن السمعاني، وقد سأله عن مولده: لا أعرف، لكني دخلت بغداد في أول سنة سبعين ولي سبع عشرة أو ثمان عشرة سنة. وقال ابن النجار: روى عنه ابن السمعاني. وثنا عليه يوسف وعبد السلام ابنا إسماعيل اللمقاني، وأبو النجح إسماعيل بن محمد الحنفي. وقرأت بخط أحمد بن صالح الجيلي: وفاة أبي عبد الله المقدسي في جمادى الآخرى، وحضره القضاة والفقهاء.
535 قال: وكان صحيح السماع والقراءة، صالحا، دينا. حدث وأقرأ.) قلت: وحدث عنه عمر بن طبرزد، وغيره. 4 (الحسين بن محمد بن الحسن.)) أبو علي بن الغصين البغدادي، القصار. حدث هذا العام. لم يحسن الثناء عليه أبو المعمر الأنصاري، وقال: لا شيء. سمع: مالكا البانياسي، وجماعة. 4 (حيدر بن محمود بن حيدر.)) أبو القاسم الشيرازي، الخالدي. كان يذكر أنه من ذرية خالد بن الوليد رضي الله عنه. قدم بغداد، وتفقه مديدة على الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وذكر أنه خرج إلى الشام وأقام بها مدة، وكان أميرا على أكثر بلادها. قال ابن السمعاني: علقت عنه شعرا، وذكر أنه سمع تفسير الثعلبي عن جده حيدر، عن المصنف. توفي في شعبان. 4 (حرف الراء)) 4 (رستم بن محمد بن أبي عيسى عبد الرحمن بن زياد.)) القاضي أبو القاسم الإصبهاني. توفي في المحرم. قاله أبو مسعود الحاجي. سمع نسخة لوين من جده أبي عيسى.
536 4 (حرف العين)) 4 (عبد الله بن أحمد بن سماك.)) أبو محمد الغرناطي. سمع من: أبي مطرف الشعبي، وتفقه عليه، وأبي علي الغساني. وجلس للتدريس والمناظرة.) وولي خطبة الشورى ببلده، ثم ولي القضاء. تفقه به: أبو خالد بن رفاعة، وأبو عبد الله بن رفاعة. وتوفي في رمضان، وله أربع وثمانون سنة. 4 (عبد الله بن علي بن عبد الله بن علي بن خلف.)) أبو محمد الرشاطي، اللخمي، من أهل المرية. أكثر عن: الغساني، والصدفي. وكان له عناية تامة بالحديث، والرجال، والتواريخ. وله كتاب حسن في أنساب الصحابة ورواة الحديث. أخذه الناس عنه.
537 وكان مولده سنة 466. وتوفي في حدود الأربعين. 4 (عبد الله بن محمد بن حسين.)) السيد، المعمر، أبو القاسم العلوي، الحسيني، الكوفي ثم الجوجاني وجوجان من نواحي نيسابور. توفي في حدود سنة أربعين، وقد قارب المائة أو بلغها. قال ابن السمعاني: مولده في حدود سنة أربعين وأربعمائة، وكان صالحا كثير الخير والعبادة مع كبر السن. وثقل سمعه. سمع: أبا بكر محمد بن عبد الله الفارسي بنيسابور، والإمام أبا علي الفضل الفارمذي. حمل ابن السمعاني ولده عبد الرحيم إليه بالقصر، وبات عنده ليلة، وسمعا منه ذم الدنيا لأبي عبد الرحمن السلمي، وغير ذلك. وقد رأى الشيخ أبا القاسم عبد الله بن علي الكركاني، وسمع ببغداد أبا بكر الطريثيثي. قال ابن السمعاني: ما سمعت من شيخ أسن منه. 4 (عبد الله بن محمد بن يحيى بن فرج.)) أبو محمد العبدري، الزهيري، الأندلسي، من أهل المرية.
538 أخذ القراءات عن أبي داود بدانية. وسمع من: أبي علي بن سكرة.) وأقرأ بعد حماد نحوا من عشرين سنة. ثم نزل بجاية. حدث عنه: أبو العباس بن عبد الجليل التدميري. وتفي ببجاية. 4 (عبد الله بن مسعود بن محمد.)) الأمير أبو سعيد النسوي، الملقاباذي، حفيد عميد خراسان. فيه تعبد وانعزال عن الناس. سمع: موسى بن عمران، وأبا بكر بن صالح. روى عنه: أبو سعد الحافظ. وعاش ثمانيا وسبعين سنة. 4 (عبد الرحمن بن الحسين بن علي بن الخضر بن عبدان.)) أبو القاسم الأزدي، المقرئ، الدمشقي. كان يقرأ في السبع الكبير في الجامع، وسمع: القاضي أبا القاسم سعد بن أحمد الذي يروي عن ابن صخر. روى عنه: الحافظ ابن عساكر، وابنه القاسم. وتوفي في جمادى الأولى. وهو قرابة الخضر بن الحسين.
539 4 (عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد.)) أبو بكر البحيري، النيسابوري. شيخ مسند، مقبول، ثقة، صالح، مشهور. حدث عن: أبي بكر البيهقي، وأحمد بن منصور المغربي، وأبي القاسم القشيري، وأبيه عبد الله، وعمه عبد الحميد، وإسماعيل بن عبد الرحمن الكيالي، وغيرهم. ومن مسموعاته: المتفق للجوزقي، تفرد به في وقته، عن المغربي وسمع أبا سهل الحفصي. وكان مولده في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة، وهو من بيت حديث ورواية. روى عنه: ابن السمعاني، ومحمد بن فضل الله السلاري.) وأبوه أبو الحسن عبد الله شيخ عدل، حدث عن محمد بن أحمد بن عبدوس المزني، وأبي نعيم عبد الملك، وطبقتهما. وهو من شيوخ زاهر. وحدث عن أبي بكر هذا جماعة، وبالإجازة عبد الرحيم بن السمعاني، والمؤيد الطوسي.
540 وتوفي في جمادى الأولى. 4 (عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن نزار.)) أبو زيد الشاطبي، المالكي. روى عن: أبي الحسن طاهر بن مفوز، وأبي عبد الله الطلاعي، وجماعة. وكان فقيها، عاقلا، عارفا بالمذهب، مشاورا، نبيلا، حافظا، ذا تواضع وديانة، وخير. 4 (عبد السلام بن إسماعيل بن أبي الفضل محمد بن عثمان القومساني.)) الهمذاني، أبو طاهر، ابن الحافظ أبي الفرج. سمع: أباه، وأبا الفتح عبدوس. ولد سنة، ومات في صفر. أخذ عنه: السمعاني، وغيره. 4 (عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن العباس.)) أبو صالح الحنوي الشيباني، الذهلي. وحاني بليدة من آخر ديار بكر من ثغر الروم. شيخ صالح، مسن، فقير، راغب في الرواية.
541 سمع: أبا القاسم بن أبي حرب الجرجاني، ورزق الله التميمي، والأنباري، وعاصم بن الحسن. روى عنه: محمد بن محمد السنجي، وأبو سعد السمعاني، وغير واحد. وتوفي في خامس رجب ببغداد، وله نيف وثمانون سنة. وممن روى عنه: أبو أحمد ابن سكينة. 4 (عبد الفتاح بن إسماعيل.)) أبو بكر الصوفي، الهروي، البيع. سمع من: أبي إسماعيل الأنصاري مناقب أحمد.) قرأه عليه السمعاني، وقال: مات في شعبان. 4 (عبد الملك بن سلمة بن عبد الملك الوشقي.)) مولى بني أمية، أبو مروان بن الصيقل. جال في طلب العلم، وأخذ القراءات عن: أبي المطرف بن الوراق، وأبي زيد بن حيوة، وأبي الحسن بن شفيع، وأبي القاسم بن النحاس. ولقي: أبا محمد بن عتاب، وأبا الوليد بن رشد، وطائفة فأكثر عنهم. وتصدر ببلنسية للإقراء والنحو مدة. وكان من أهل الضبط، والفصاحة، والذكاء. حدث عنه: أبو عمر بن عياد، وأبو جعفر بن نصرون، وأبو بكر بن هذيل، وأبو عبد الله بن نوح الغافقي. وتوفي كهلا.
542 4 (عتيق بن الحسين بن محمد.)) أبو بكر القطان، الرويدشتي، الإصبهاني. سمع: سعيدا العيار. روى عنه: السمعاني، وقال: صالح، مستور. مات يوم عرفة. 4 (عتيق بن علي بن مكي، الفزاري.)) المعروف بابن العربي، النيدي، السمسطاوي. سمع: أبا إسحاق الحبال، وأبا إسحاق الرازي. روى عنه: السلفي، وقال: كان تلآء للقرآن، ظاهر الخير. توفي بالإسكندرية في شعبان. 4 (علي بن أبي ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم.)) أبو الحسن، المعروف بابن الشاه، الحلاج، القطان. شيخ متميز. سمع: أباه، وعمه ثابت بن بندار البقال، وأبا غالب الباقلاني.) قدم مرو، فسمع منه: أبو سعد السمعاني. وتوفي بغزنة في التجارة.
543 4 (علي بن محمد بن سلامة.)) أبو الحسن ابن البالسي. ولد بالعراق سنة إحدى وخمسين وأربعمائة، ونشأ بدمشق. وحدث عن: أبي البركات أحمد بن طاوس. وهو مدفون بمقبرة الكهف. 4 (حرف الكاف)) 4 (كامل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن سلامة.)) أبو التمام الدمشقي، المقرئ، الضرير. قرأ على أبي الوحش سبيع تلميذ الأهوازي. وسمع من جماعة. عرض عليه القرآن أبو القاسم بن عساكر. وقال: حج، وتوفي بمكة، رحمه الله. 4 (كثير بن سعيد بن عبد الله بن الحسين بن إسحاق بن ثماليق.)) أبو عبد الله الوكيل. كان حاذقا بكتابة السجلات وفصل الدعاوى. سمع من: نصر بن البطر، وأبي بكر الطريثيثي، وجماعة.
544 قال ابن السمعاني: كتبت عنه ببغداد والحرمين. وكان فيه ديانة وخير. توفي في صفر. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن أحمد بن محمد.)) أبو بكر الباغبان، الإصبهاني، الصوفي، الصالح، أخو أبي الخير. سمع: عبد الوهاب بن مندة، وغيره.) وتوفي ثالث عشر شوال. كتب عنه أبو سعد السمعاني، وقال: كان من خواص عبد الرحمن بن مندة، فأكثر عنه. سمعت منه معرفة الصحابة، بسماعه من عبد الرحمن، عن أبيه. ولد بعد سنة ستين، وسمع من جماعة. 4 (محمد بن الحسين بن حمزة.)) أبو الفتح العلوي، الهروي. سمع: أبا عاصم الفضيلي. وعنه: أبو سعد السمعاني، وقال: مات في شوال. 4 (محمد بن عبد الله بن محمد.))
545 أبو جعفر بن أبي جعفر الخشني، المرسي. تفقه بأبيه أبي محمد بن أبي جعفر الفقيه، وأخذ العربية عن أبي بكر بن الجرار. وكان فقيها، مبرزا، قائما على المدونة، متبحرا في العلم، يلقي مسائل المدونة من حفظه. وبه تفقه: هارون بن يمات، وأبو بكر بن أبي حمزة. وولي قضاء بلده عند خلع الملثمين. ثم تأمر ببلده ليمسك الناس عن الشر. وكان يقول: لست لها بأهل. ثم إنه تجهز في جموعه، وتوجه إلى غرناطة، وعمل مصافا، فقتل وانهزم جيشه في هذا العام، وسنه دون الأربعين. وممن قتل معه: أبو بكر محمد بن يوسف بن خطاب السرقسطي، النحوي الشاعر. 4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد بن الطفيل.)) العبدي، الإشبيلي، أبو الحسين بن غنيمة، المقرئ الأستاذ. أخذ القراءات عن أبي عبد الله السرقسطي. وروى عن: أبي داود بن نجاح، وأبي عبد الله بن فرج، وأبي علي الغساني، وخازم بن محمد وغيره. وحج، وأقام بالإسكندرية حتى أخذ عن أبي القاسم بن الفحام، وأحمد بن الحسين بن الميمون.) واشتهر بالصدق والإتقان. وأخذ الناس عنه. وله أرجوزة في القراءات. ومن جملة أصحابه أبو بكر بن خير.
546 توفي في حدود سنة أربعين، رحمه الله. 4 (محمد بن علي بن عبد المؤمن.)) القاضي أبو عبد الله الرعيني، الزينبي، الغرناطي. روى عن: أبي الأصبغ بن سهل، وأبي علي الغساني، ومحمد بن سابق. وولي الأحكام بغرناطة. روى عنه: ابنه إبراهيم، وأبو خالد بن رفاعة، وأبو عبد الله بن عبد الرحيم. 4 (محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين بن حمدان.)) أبو الفتح الثعلبي، الخشاب، الكاتب. نزيل مرو. أحد المشهورين بالبراعة في البلاغة والترسل، وحسن الخط. وله شعر رائق. قال ابن السمعاني: لكنه منهك مع الشيخوخة على الشرب. وكان يضرب به المثل في الكذب والمستحيلات ووضعها. قال فيه إبراهيم بن عثمان الغزي الشاعر: * أرضاه إن نحت الأخشاب والده * فلم يطقه وأضحى ينحت الكذبا * إلا أنه كان صحيح السماع. سمع بنيسابور: أبا القاسم القشيري، والفضل بن المحب، وأبا صالح المؤدب، وأبا سهل الجعفي. ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة، ومات مسافرا بين مرو وسرخس في ثامن عشر رجب، ودفن بمرو.
547 4 (مسعود بن جامع المراتبي الضرير.)) سمع: ابن طلحة النعالي.) كتب عنه: أبو محمد بن الخشاب في هذه السنة. وانقطع خبره. 4 (مسعود بن أبي سعد محمد بن سهل.)) القولوي، النيسابوري، وقولو: من محال نيسابور. سمع: علي بن أحمد المديني المؤدب، وأبا بكر أحمد بن سهل السراج. وقدم بغداد سنة أربع وتسعين وأربعمائة. وسمع بها. قال ابن السمعاني: كتبت عنه بنيسابور، وكان شيخا لا بأس به. توفي في رمضان. 4 (الموفق بن علي بن محمد بن ثابت.)) الفقيه أبو محمد الخرقي، المروزي، الثابتي، الشافعي. تلميذ محيي السنة البغوي. قال السمعاني: كان فقيها، ورعا، زاهدا، متواضعا، لم أر في أهل العلم مثله خلقا وسيرة. وكان يصوم أكثر أيامه، ويتكلم. تفقه أيضا على والدي. وقرأ الخلاف ببخارى على: أبي بكر الطبري وتلمذ له. وكان يحفظ المذهب.
548 مات في رمضان. 4 (موهوب بن أحمد بن محمد بن الخضر بن الحسن بن الجواليقي.)) أبو منصور بن أبي طاهر البغدادي، النحوي اللغوي، إمام الخليفة المقتفي. ولد سنة ست وستين وأربعمائة.
549 وسمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا طاهر بن أبي الصقر الأنباري، وطراد بن محمد، وابن البطر، وجماعة كثيرة. وسمع بنفسه، وكتب الكثير بخطه. روى عنه: ابنته خديجة، وابن السمعاني، والشريف عبيد الله بن أحمد المنصوري، وأبو الفرج) بن الجوزي، ويوسف بن المبارك، وأبو اليمن الكندي، وآخرون. قال ابن السمعاني: إمام في اللغة والنحو، وهو من مفاخر بغداد. قرأ الأدب على أبي زكريا التبريزي، وتلمذ له، حتى برع فيه. وهو متدين، ثقة، ورع، غزير الفضل، وافر العقل، مليح الخط، كثير الضبط. صنف تصانيف، وانتشرت عنه، وشاع ذكره. وقال غيره: كان حجة في نقل العربية، علامة، متفننا في الآداب، تخرج به جماعة كثيرة. وتوفي في المحرم، قاله ابن شافع، وابن المفضل المقدسي، ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر، وأبو الفرج بن الجوزي، وأبو موسى المديني، وآخرون. وأما ما ذكره ابن السمعاني أن أبا محمد عبد الله بن محمد بن جرير القرشي كتب إليه بوفاة أبي منصور بن الجواليقي في نصف المحرم سنة تسع وثلاثين، فغلط بيقين، واعتمد عليه القاضي ابن خلكان، وما عرف له غلط. قال ابن الجوزي: قرأ الأدب سبع عشرة سنة على أبي زكريا التبريزي، وانتهى إليه علم اللغة فأقرأها، ودرس العربية في النظامية بعد أبي زكريا مدة. فلما استخلف المقتفي اختص بإمامته.
550 وكان المقتفي يقرأ عليه شيئا من الكتب، وكان غزير العقل، متواضعا في ملبسه ورياسته، طويل الصمت، لا يقول الشيء إلا بعد التحقيق والفكر الطويل. وكثيرا ما كان يقول: لا أدري. وكان من أهل السنة. سمعت منه كثيرا من الحديث وغريب الحديث. وقرأت عليه كتابه المعرب وغيره من التصانيف. وقال ابن خلكان: صنف التصانيف المفيدة، وانتشرت عنه، مثل شرح كتاب أدب الكاتب، وكتاب المعرب، وتتمة درة الغواص التي للحريري. وخطه مرغوب فيه. وكان يصلي بالمقتفي بالله، فدخل عليه، وهو أول ما دخل، فما زاد على أن قال: السلام على أمير المؤمنين ورحمة الله تعالى.) فقال ابن التلميذ النصراني، وكان قائما وله إدلال الخدمة والطب: ما هكذا يسلم على أمير المؤمنين يا شيخ. فلم يلتفت إليه ابن الجواليقي، وقال: يا أمير المؤمنين، سلامي هو ما جاءت به السنة النبوية. وروى الحديث ثم قال: يا أمير المؤمنين، لو حلف الحالف أن نصرانيا أو يهوديا لم يصل إلى قلبه نوع من أنواع العلم على الوجه لما لزمته كفارة، لأن الله ختم على قلوبهم، ولن يفك ختم الله إلا الإيمان. فقال: صدقت، وأحسنت. وكأنما ألجم ابن التلميذ بحجر، مع فضله وغزارة أدبه.
551 4 (حرف الياء)) 4 (يوسف بن عبد الواحد بن محمد بن ماهان.)) أبو الفتح الإصبهاني، الكاتب. يروي عن أصحاب الحافظ ابن مندة. روى عنه: ابن عساكر، وأبو موسى المديني، وغيرهما. توفي في أواخر ربيع الأول. 4 (يحيى بن محمد بن عبد الرحمن بن بقي.)) أبو بكر الأندلسي، القرطبي، الشاعر المشهور، صاحب الموشحات البديعة، والمعاني الرشيقة. ذكره العماد الكاتب وورخه.
552 وهو القائل: * يا أفتك الناس لحاظا وأحبهم * ريقا متى كان فيك الصاب والعسل * * في صحن خدك وهو الشمس طالعة * ورد يزيدك فيه الراح والخجل * * إيمان حبك في قلبي مجددة * من خدك المكتب أو من لحظك المرسل * * إن كنت تجهل أني عبد مملكة * مرني بما شئت آتية وأتبتل * وله: * ومشمولة في الكأس تحسب أنها * سماء عقيق رصعت بالكواكب * * بنت كعبة اللذات في حرم الصبى * فحج إليها اللهو من كل جانب *)) 4 (يرنقش الزكوي الأرمني.)) الخادم. ولي إمرة إصبهان وإمرة العراق وشحنكيتها. وكان خادما لزكي الدين التاجر، فترقت به الحال إلى أن صار من كبار الدولة.
553 4 (المتوفون في عشر الأربعين وخمسمائة ظنا ويقينا)) 4 (حرف الألف)) 4 (أحمد بن سعيد بن الإمام أبي محمد بن حزم.)) اليزيدي، مولاهم القرطبي أبو عمر، نزيل شلب. كان فقيها ظاهريا كجده، عارفا بأصولهم، داعيا إليه، صليبا فيه، مع معرفة بالنحو والشعر. توفي رحمه الله بعد محنة عظيمة من ضربه وحبسه وأخذ أمواله، مما نسب إليه من الثورة على السلطان، في حدود الأربعين. 4 (أحمد بن عبد الله بن بركة بن الحسين.))
554 أبو القاسم بن ناجية، الحربي، الفقيه، الوسيط. أحد الأئمة ببغداد. تفقه على أبي الخطاب، وبرع في الفقه وناظر، ثم صار حنفيا، ثم تحول شافعيا. ثم ترك التقليد وتبع الدليل. وحدث عن: ثابت بن بندار. روى عنه: ابن السمعاني. 4 (أحمد بن محمد بن أبي سعيد.)) أبو العباس الطحان، البغدادي، المتقي. رجل خير يأكل من كسبه. سمع: أبا الحسين بن المهتدي بالله. توفي بعد الثلاثين. 4 (أحمد بن محمد بن علي بن أحمد.)) أبو اليقظان التنوخي، المعري، الأديب.) شاعر محسن. عمر تسعا وتسعين سنة. وانتقل بأولاده إلى حلب حين هجم الفرنج، خذلهم الله، المعرة سنة ست وسبعين. وقد سمع من أبي العلاء المعري ثلاثة قصائد. رواها عنه حفيده محمد بن مؤيد بن أحمد بن محمد.
555 وتوفي سنة بضع وثلاثين. 4 (إبراهيم بن عبد الملك بن محمد بن إبراهيم.)) الشحاذي، القزويني، المقرئ، شيخ صالح، خير، معمر. جاور بمكة مدة، وقرأ القرآن على أبي معشر الطبري. وسمع ببغداد من: أبي إسحاق الشيرازي الفقيه، وغيره. روى عنه ابنه، وبالإجازة أبو سعد السمعاني. 4 (إسماعيل بن عبد الواحد.)) أبو الفخر الإصبهاني، التاجر. أكثر عن أصحاب أبي نعيم. ثم سمع من: أبي الحسن العلاف ببغداد، وجماعة. سمع منه: ابن الخشاب، وأبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي. وكان مولده في سنة تسع وستين وأربعمائة.
556 4 (حرف الحاء)) 4 (الحسن بن سعيد بن أحمد بن عمرو بن المأمون بن عمرو.)) أبو علي الجزري، الفقيه الشافعي. قدم في صباه بغداد، وسمع: أبا القاسم عبد العزيز بن الأنماطي، وأبا القاسم البسري. وولي قضاء جزيرة ابن عمر. روى عنه: أبو المعمر الأنصاري، وابن عساكر. ومولده في حدود سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة. وتفقه ببغداد.) ذكره ابن السمعاني، وقال: توفي في حدود سنة أربعين. 4 (الحسن بن محمد بن الحسن.)) شيخ الرافضة وعالمهم، أبو علي ابن شيخ الرافضة وعالمهم الشيخ أبي جعفر الطوسي. رحلت إليه طوائف الشيعة إلى العراق، وحملوا عنه. ذكره ابن أبي طيء في تاريخه فقال: كان ورعا، عالما، متألها، كثير الزهد والورع، قائما بالتلاوة والأوراد، والاشتغال، والتصنيف. ولد بمشهد علي عليه السلام، وقرأ على أبيه جميع كتبه. حدثني عماد الدين أبو جعفر محمد بن أبي القاسم الطبري قال: كان الشيخ أبو علي الطوسي
557 من أعبد الناس وأفيدهم تألها، لم ير إلا قارئا، أو مصليا، أو معلما، أو مشتغلا. وكان بين عينيه الركن العتر من السجود، وكان يسترها. قال ابن رطبة: كان أبو علي خشنا في ذات الله، عظيم الخشوع والعبادة، معظما عند الخاصة والعامة. وقال آخر: رأيت أبا علي رجلا قد وهب نفسه لله، لم يجعل لأحد معه فيها نصيبا، ولا أشك أنه كان من خواص الأبدال. قلت: وكان مقيما بمشهد علي بالعراق. قال العماد الطبري: لو جازت الصلاة على غير النبي والإمام لصليت عليه. كان قد جمع العلم والعمل، وصدق اللهجة. وقد زار أبو سعد السمعاني المشهد، وسمع عليه، وأثنى عليه. وقال أبو منصور محمد بن الحسن النقاش: كنا نقرأ على الشيخ أبي علي بن أبي جعفر، وإن كان إلا كالبحر يتدفق بجواهر الفوائد. وكان أروى الناس للمثل، والشاهد، وأحفظ الناس للأصول، وأنقلهم للمذهب، وأرواهم للحديث. قلت: روى عن: أبي الغنائم النرسي، وغيره.
558 4 (الحسن بن نصر.)) أبو محمد بن المعبي، البزاز. حدث عن: أبي القاسم بن البسري، والفقيه نصر المقدسي.) كتب عنه: ابن عساكر، وابن السمعاني. وكان تاجرا ببغداد. 4 (حمد بن الحسن بن الفرج بن محمد.)) أبو الفرج الهمذاني المعروف بعجيب الزمان. ضرير، مطبوع. ذكره ابن السمعاني فقال: سمع: عبد الواحد علي بن بوغة، وعبدوس بن عبيد الله. سمع منه: ابن السمعاني بهمذان في سنة سبع وثلاثين. 4 (حمد بن عبد الرحمن بن محمد بن شاتيل.)) القاضي أبو علي الأزجي، الحنبلي. ولي القضاء بسوق الثلاثاء ثم بالمدائن. وحدث عن: النعالي، وابن البطر، وغيرهما.
559 4 (حرف الزاي)) 4 (زيد بن سعد بن علي بن أحمد بن علي.)) الشريف، أبو إسماعيل الحسني، العلوي، الهمذاني. سمع: عبدوس بن عبد الله، وأبا العلاء محمد بن طاهر. قال ابن السمعاني: كتبت عنه، وقال لي: ولدت سنة أربع وسبعين وأربعمائة. 4 (حرف الشين)) 4 (شعبة بن عبد الله بن عمر.)) أبو الخير الإصبهاني، الصباغ، التاجر. سمع الكثير ورحل. وسمع: رزق الله التميمي بإصبهان ونصر بن البطر، والنعالي، ببغداد وأبا نصر محمد بن علي بن ودعان الموصلي. قال ابن السمعاني: سمعت منه، وكان صدوقا صحيح السماع. ولد سنة ثمان وستين وأربعمائة. قلت: روى عنه أبو موسى المديني، وقال: توفي في صفر سنة.) تجول بكرمان. 4 (شجاع بن عمر بن بدر الجوهري النهاوندي.)) أبو البدر التاجر، نزيل همذان. حدث عن: أبي المظفر بن عمران الصوفي.
560 روى عنه: أبو شجاع عمر البسطامي وأجاز لأبي سعد السمعاني، وقال: توفي بعد سنة ثلاثين. 4 (حرف الصاد)) 4 (صالح بن هبة الله بن محمد بن عبد السلام بن جفان.)) أبو محمد الواعظ. بغدادي، سافر إلى الشام، والجزيرة، ووعظ، وظهر له القبول. سمع: نصر بن البطر، وأبا الفضل محمد بن عبد السلام. وعنه: السمعاني. 4 (حرف الطاء)) 4 (طاهر بن محمد بن طاهر بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن إسحاق بن سعد بن الحسن بن)) سفيان بن عامر. أبو نصر الشيباني، النسائي، قاضي شهرستان. 4 (حرف الظاء)) 4 (ظفر بن هارون بن ظفر بن نصر.)) أبو الفتوح الربعي، الموصلي، ثم الهمذاني. سمع: ثابت بن الحسين التميمي. كتب عنه: أبو سعد بهمذان، وقال: ولد سنة ثمان وخمسين وأربعمائة.
561 4 (ظفر بن علي بن حمد.)) أبو سعد الهمذاني، المستوفي. سمع الكثير، ونسخ الأجزاء. وسمع: فند بن عبد الرحمن الشعراني، وعبد الرحمن بن حمد الدوني، وأبا علي بن نبهان،) وابن ينال، وهذه الطبقة. وجمع وخرج. وكان مولده سنة سبعين وأربعمائة. روى عنه: أبو سعد السمعاني، وابن الجوزي. حدث سنة. 4 (حرف العين)) 4 (عبد المغيث بن أبي عدنان.)) أبو تميم الإصبهاني. روى عن: أبي القاسم بن مندة، والمطهر البزاني، وأبي عيسى عبد الرحمن بن زياد، وابن ماجة الأبهري. روى عنه: زاهر بن أحمد الثقفي. 4 (عبد الملك بن أحمد بن مروان الأزدي.))
562 الغرناطي، المالكي، ويعرف بابن البصير. فقيه، حافظ، بارع في الفقه، مشاور، نبيل. روى عنه: أبو خالد بن رفاعة، وأبو إسحاق الغرناطي، وناظر عليه في المدونة، وأبو تمام العوفي، وابن أخيه عبد الرحمن بن أحمد. وتوفي قبل الأربعين وخمسمائة. 4 (عبد الصمد بن عمر الخرزي.)) سمع: أبا القاسم القشيري. وحدث في سنة. روى عنه: زينب الشعرية. 4 (عمر بن أحمد بن الحسين.)) أبو حفص الهمذاني، الوراق، الصوفي. محدث رحال. سمع: ابن الطيوري، والعلاف ببغداد وأبا بكر أحمد بن محمد بن رحمويه بزنجان وأبا الفتح) الحداد بإصبهان. وقرأ بدمشق على أبي الوحش سبيع، وسكن السميساطية. وكان صالحا. روى عنه: ابن عساكر. 4 (عيسى بن عبد الله الكردي، الزاهد.)) قال ابن السمعاني: كان يسكن الموصل، وكان من أهل التجويد
563 والتوكل. وله في قطع البادية والمقام أحوال ومقامات. وكان كثير المجاهدة، صبورا على الشدائد والجوع. وكان يستر حاله. وكان أهل الموصل يعتقدون فيه، ويتبركون به. وكان لا يخالطهم، وينزوي في موضع خارج الموصل، وإذا اشتد به الجوع غطى وجهه بخرقة ودخل فمد يده، فلا يعرف، ويعطى كسرة أو كسرتين. ولو عرفوه لأعطوه مبلغا من المال. وكان أكثر مقامه بالحجاز. وورد بغداد مرات. سمعت منه بالمدينة النبوية. توفي قرب الأربعين بطريق الحجاز بذات عرق. 4 (عائشة بنت أبي البركات هبة الله بن المبارك السقطي.)) امرأة صالحة، خيرة، ستيرة. سمعها والدها من أبي الحسن بن الأخضر الأنباري، وغيره. روى عنها: أبو سعد السمعاني. 4 (عمرو بن محمد بن بدر.)) أبو الحسن الهمذاني، الغرناطي. ذكره ابن الأبار فقال: سمع الموطأ من أبي عبد الله بن الطلاع. وتفقه بأبي الوليد بن رشد.) وكان من أهل الزهد والصلاح. روى عنه: أبو جعفر بن شراحيل الهمذاني الغرناطي، وغيره. لقيه في سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. قلت: أبو جعفر هو أحمد بن عبد الله شيخ لابن مسدي، يأتي في سنة ست وستمائة. 4 (عياش بن عبد الملك.)) أبو بكر الأزدي، البابري، ثم القرطبي.
564 من أئمة القراء. أخذ عن: خازم بن محمد، وأبي القاسم بن النحاس، وعياش بن الخلف. وروى عنهم، وعن طائفة. وكان عبدا صالحا. روى عنه: أبو عبد الله بن عبد الرحيم، وأبو عبد الله بن حفص، وأبو جعفر بن يحيى. توفي في نحو الأربعين. 4 (حرف الميم)) 4 (محمد بن إبراهيم بن أحمد.)) أبو سعيد النيسابوري، العدني، نسبة إلى عمل الابراد. روى عن: فاطمة بنت الدقاق، ومحمد بن إسماعيل التفليسي. روى عنه: أبو سعد، وقال: توفي في سنة. 4 (محمد بن إسماعيل بن محمد.)) أبو بكر العذري، السرقسطي بن قورس. سمع من: عمه عبد الله بن محمد القاضي مسند البزاز، وأجاز له طراد الزينبي، وجماعة. وشوور في الأحكام. ثم ولي قضاء بلده. سمع منه: أبو جعفر بن الباذش، وأبو عبيد الله النميري.
565 وتوفي بعد الثلاثين. 4 (محمد بن الحسن بن نديمة.)) ) أبو بكر المروزي، الطبيب. قرأ عليه السمعاني صحيح البخاري بسماعه من أبي الخير بن أبي عمران، وقال توفي سنة نيف وثلاثين. 4 (محمد بن علي بن عطية البلنسي.)) كان في حدود الأربعين وخمسمائة بالأندلس. انفرد بزمانه ببراعة خطه الفائق على وضع المغاربة. 4 (محمد بن علي بن محمد.)) القاضي أبو عبد الله الجياني، النفري. تفقه بقرطبة عند أبي الوليد بن العواد، وأبي الوليد بن رشد. وحدث عنهما، وعن ابن عتاب. وشوور في الأحكام، ونوظر في المدونة. وكان عارفا، إماما. 4 (محمد بن أبي سعيد الفرج بن عبد الله.)) السرقسطي، البزاز. حج، وسمع ببغداد من: ابن خيرون، وابن البطر، وأبي عبد الله الحميدي. وأقام بالإسكندرية، فروى عنه: أبو محمد الطحان، وأبو عبد الله الحضرمي، ومخلوف بن حازة، وكان يشهد. مات بعد الثلاثين. 4 (محمد بن محمد بن الحسين بن خميس.))
566 أبو البركات الموصلي، الفقيه. من بيت علم وتقدم. حدث ببغداد والموصل عن: أبي نصر بن طوق. روى عنه: جماعة. قال ابن السمعاني: توفي قبل دخلتي إلى الموصل. قلت: فتكون وفاته بعد الثلاثين وخمسمائة.)) 4 (محمد بن يوسف بن سليمان بن محمد بن خطاب.)) أبو بكر بن جزار، القيسي، السرقسطي، النحوي. نزيل مرسية. أخذ العربية عن: أبي بكر بن الفرضي، وأبي محمد البطليوسي. وسمع: أبا علي الصدفي. وجلس لتعليم العربية، وكان بارعا فيها وفي الأدب والشعر. قتل سنة أربعين، فيحول إليها. روى عنه: أبو محمد بن عاب، وغيره. 4 (المبارك بن الحسين بن عبد المطلب بن نغوبا.)) الواسطي، أبو السعادات الشاهد. قال ابن السمعاني: شيخ كبير، كثير المحفوظ، مليح المجاورة، سالم لحواس، رأيته بواسط، وصعد معي إلى بغداد، وسمعت منه بأماكن. سمع: أبا القاسم بن البسري، وأبا إسحاق الشيرازي، وأبا الفتح
567 نصر بن الحسن الشاشي. وسألته عن مولده، فقال في سنة خمسين وأربعمائة. وقال: نغوبا اسم قرية لجدي، كان يعبر إليها كثيرا، فنسب إليها، يعني لقب بها. قلت: روى عنه: أبو اليمن الكندي الجزء الثالث من المخلصيات، وابن أبي الفوارس، وابن ابنه علي بن علي، وأبو الفتح المندائي. وله ذرية رووا الحديث. 4 (محمود بن حامد بن محمد.)) أبو المظفر الكاغدي، الدهان، البناء. من شيوخ إصبهان. قال ابن السمعاني: كان شيخا، صالحا، مكثرا من الحديث، غير أنه كان من العبد الرحمانية أصلا. سمع شيخه أبا القاسم عبد الرحمن بن مندة، وسمعت منه بإصبهان. وولد بعد الستين وأربعمائة.)) 4 (محمود بن سعد بن أحمد بن محمود.)) أبو رجاء بن أبي الفرج بن أبي طاهر الثقفي، الإصبهاني. والد يحيى الثقفي وزوج بنت الحافظ إسماعيل التيمي. قال ابن السمعاني: كان حريصا على طلب الحديث، وقراءته، وجمعه، وتحصيل النسخ. ورد بغداد وسمع بها الكثير، وحصل تاريخ الخطيب، وغيره من الكتب الكبار. غير أنه ليس له معرفة بالحديث.
568 سمع: ابن عم جده القاسم بن الفضل الثقفي، وأبا نصر السمسار، وأبا مطيع المصري، وأبا القاسم بن مين، وابن نبهان. أخرج له حموه إسماعيل الحافظ ثلاثة أجزاء، فقرأتها عليه. 4 (مسيرة الزغيمي.)) أبو الخير، مولى بني المعوج. شيخ، صالح، خير، صعلوك. روى عن: أبي نصر الزينبي. كتب عنه: ابن السمعاني ببغداد. وروى عنه: عبد الوهاب ابن سكينة. 4 (مورق بن كثير بن الحسن بن المجد البالسي.)) الفقيه قدم بغداد، وتفقه على أبي بكر الشاشي حتى برع وصار من أعيان الشافعية. وكان ذا معرفة تامة باللغة، والأدب، ورجع إلى بالس. وسمع: أبا نصر الزينبي وأجازه الكامل، وأبا الفوارس، وأبا بكر الطريثيثي. وقد مر أبو سعد السمعاني بالبلد، وما اعتقد أن بها من يروي شيئا، ثم لما وصل إلى بغداد ذكروه له، فندم على فواته. 4 (حرف الهاء)) 4 (هبة الله بن أبي غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني.)) أبو القاسم. شيخ صالح، من أولاد محدثي بغداد.) كان منقطعا في بيته. سمع: أباه، وعمه أبا طاهر، وأبا عبد الله النعمان، وجماعة.
569 روى عنه: أبو سعد السمعاني. 4 (هبة الله بن محمد بن أبي الأصابع.)) أبو القاسم الحربي، المقرئ، الضرير. شيخ خير، صالح. كتب عنه ابن السمعاني، عن عبد الواحد بن علون الشيباني. 4 (حرف الياء)) 4 (يحيى بن عطاف بن إبراهيم بن الربيع.)) أبو الفضل الموصلي، الزاهد. قال ابن السمعاني: شيخ، صالح، زاهد، متنسك، كثير العبادة، دائم التلاوة. صحب الصالحين، وخدمهم، وانتفع بهم. سمع: أبا نصر محمد بن علي بن ودعان، وأبا الحسن علي بن أحمد بن يوسف الهكاري. وجاور بمكة مدة، ثم قدم الموصل. وحج لما حججت أيضا، وانتفعنا. وآخر عهدي به في شوال سنة بالموصل، وقد ناطح الثمانين. 4 (يحيى بن علي بن محمد بن محمد.)) الأنباري، الخطيب، أبو نصر، ابن الخطيب أبي الحسن بن الأخضر. شيخ، صالح، متودد. سمع بالأنبار من: أبيه، وأبي بكر أحمد بن علي الخطيب، وأبي طاهر ين أبي الصقر. قال ابن السمعاني: كتبت عنه ببغداد، وبالأنبار، وإصبهان. ولد في سنة خمس وخمسين وأربعمائة في صفر. 4 (يحيى بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن القاسم بن المحاملي.))
570 الفقيه أبو طاهر. جاور بمكة أزيد من خمسين سنة وكان مولده سنة ثلاث وخمسين.) وقد روى عن والده، عن أبي الحسين بن بشران. سمع منه: أبو موسى المديني، وغيره بمكة.