تاريخ الإسلام (جزء 23) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تاريخ الإسلام (جزء 23) - نسخه متنی

محمد بن احمد ذهبی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: تاريخ الإسلام
المؤلف: الذهبي
الجزء: 44
الوفاة: 748
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمرى
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1407 - 1987م
المطبعة: لبنان/ بيروت - دار الكتاب العربي
الناشر: دار الكتاب العربي
ردمك:
ملاحظات:
5 (بسم الله الرحمن الرحيم))
5 (الطبقة الثانية والستون حوادث))
((الأحداث من سنة إلى))
4 (سنة إحدى عشرة وستمائة))
4 (ملك خوارزم شاه كرمان ومكران والسند))
قال ابن الأثير: فيها وصل الخبر أن السلطان خوارزم شاه ملك كرمان ومكران والسند، وسبب ذلك أن من جملة أمرائه تاج الدين أبو بكر، الذي أسلفنا أنه كان جمالا، ثم سعد بأن صار سيروان السلطان، فرأى منه جلدا وأمانة، فقدمه، فقال له: ولني مدينة زوزن. فولاه، فوجده ذا رأي وحزم وشجاعة، فلما ولاه سير إليه يقول: إن بلاد مكران مجاورة لبلدي، فلو أضفت إلي عسكرا لأخذتها، فنفذ إليه جيشا فسار به إليها، وصاحبها حرب بن محمد بن أبي الفضل، من أولاد الملوك، فقاتله فلم يقو به، وأخذ أبو بكر بلاده سريعا، وسار منها إلى نواحي مكران، فملكها جميعها إلى السند، وسار منها إلى هرمز، وهي مدينة على ساحل بحر مكران، فأطاعه صاحبها مليك، وخطب بها لخوارزم شاه، وحمل إليه أموالا، وخطب لخوارزم شاه بهلوات.
وكان خوارزم يصيف بأرض سمرقند لأجل التتار، وكان سريع السير، إذا قصد جهة يسبق خبره إليها.

5
4 (قصد الفرنج بلاد الإسماعيلية.))
وفيها قصدت الفرنج بلاد الإسماعيلية، ونزلوا على حصن الخوابي، وجدوا في الحصار، وكانوا حنقين على الإسماعيلية بسبب قتلهم ابن البرنس صاحب أنطاكية، شاب ابن ثمان عشرة سنة، وثبوا عليه عام أول، فخرج الملك الظاهر بعسكره ليكشف عنهم، فترحلت الفرنج عن الحصن.
4 (تبليط جامع دمشق))
وفيها شرع في تبليط جامع دمشق، فابتدئ بمكان السبع الكبير، وكانت أرضه قد تكسر رخامها وتحفرت.
4 (تدريس النورية))
وفيها ولي تدريس النورية جمال الدين محمود الحصيري.
4 (وفاة صاحب اليمن.))
)
وفيها توفي صاحب اليمن ابن سيف الإسلام، واستولى على اليمن شاهنشاه ابن تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب، فتزوج بأم المتوفى، ثم نفذ الملك الكامل صاحب مصر ولده الملك المسعود أقسيس إلى اليمن فتملكها، وكان شجاعا فاتكا جبارا ظالما، قيل: إنه قتل باليمن ثمان مائة نفس، منها أكابر.
أخذ المعظم قلعة صرخد وفيها أخذ الملك المعظم من ابن قراجا قلعة صرخد، وعوضه عنها مالا

6
وإقطاعا، ثم أعطاها لمملوكه عز الدين أيبك المعظمي، فبقيت في يده إلى أن أخرجه عنها الملك الصالح أيوب.
4 (حج الملك المعظم))
وفيها حج الملك المعظم، فسار من الكرك على الهجن، ومعه عز الدين أبيك صاحب صرخد، وعماد الدين بن موسك، والظهير بن سنقر الحلبي، وجدد البرك والمصانع، وأحسن إلى الناس، وتلقاه سالم صاحب المدينة،

7
وقدم له خيلا، وكانت وقفة الجمعة، وقدم معه الشام صاحب المدينة.
4 (سنة اثنتي عشرة وستمائة))
4 (بناء المدرسة العادلية))
فيها شرعوا في بناء المدرسة العادلية.
4 (غارة الفرنج على بلاد الإسماعيلية))
وفيها أغار الفرنج على بلاد الإسماعيلية، وأخذوا ثلاثمائة نفس.
4 (غارة الكرج على أذربيجان))
وفيها أغارت الكرج على أذربيجان، فحازوا ذخائرها، وما يزيد على مائة ألف أسير. قال أبو شامة.
4 (استيلاء الملك المسعود على اليمن))
وفيها استولى الملك المسعود ابن الكامل على اليمن بلا حرب، وانضم ابن عمه سليمان شاه بعائلته إلى قلعة تعز، فحاصره وأخذه، وبعث به إلى مصر، هو وزوجته بنت سيف الإسلام.

8
4 (حصار المدينة))
وفي صفر نزل قتادة على المدينة وحاصرها، لغيبة سالم أميرها، وقطع كثيرا من نخيلها، وقتل)
جماعة، ثم رحل عنها خائبا.
4 (ملك خوارزم شاه غزنة))
وفيها ملك خوارزم شاه بلد غزنة وأعمالها، عمل على صاحبها تاج الدين ألدز نائبه قتلغ تكين، وكاتب خوارزم شاه، وكان ألدز في الصيد، فجاء خوارزم شاه فهجمها، فلما بلغ ألدز الخبر هرب على وجهه إلى لهاوور وجلس خوارزم شاه على تخت الملك بها، ثم قال لتقلغ تكين: كيف كان حالك مع ألدز قال: كلانا مماليك السلطان شهاب الدين، ولم يكن ألدز يقيم بغزنة ألا في الصيف، وأنا الحاكم بها. فقال: إذا كنت لا ترعى لرفيقك مع ذلك، فيكف يكون حالي معك فقبض عليه، وصادره حتى استصفاه، ثم قتله، وترك ولده جلال الدين خوارزم شاه بغزنة.
قال ابن الأثير: وقيل إنه ذلك كان في سنة ثلاث عشرة.
وأما ألدز فإنه افتتح لهاوور فلم يقنع بها، وسار ليفتح دهلة، فالتقى هو وصاحبها شمس الدين الترمش، مملوك أبيك مملوك شهاب الدين، فانكسر ألدز وقتل. وكان ألدز موصوفا بالعدل والمروءة والإحسان إلى التجار.
4 (ولاية القضاء بدمشق))
وفيها عزل زكي الدين الطاهر ابن محيي الدين عن قضاء دمشق، وولي

9
جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد ابن الحرستاني، فقضى بالحق، وحكم بالعدل
4 (إبطال ضمان الخمر))
وفيها بطل العادل ضمان الخمر القيان، فلم يكرر ذلك إلى بعد موته.
4 (السهروردي رسولا))
وفيها وصل السهروردي رسولا من الخلافة إلى العادل، ونزل بجوسق العادل.
4 (قتال قتادة))
وفيها سار من دمشق سالم أمير المدينة بمن استخدمه من التركمان والرجال، ليقاتل قتادة صاحب مكة، فمات في الطريق، وقام ابن أخيه جماز بعده، فمضى بأولئك وقصد قتادة، فانهزم إلى الينبع، فتبعوه وحصروه بقلعتها، وحصل لحيمد بن راجب من الغنيمة مائة فرس، وحميد من عرب طي، وعاد الذي استخدموا صحبة الناهض بن الجرخي خادم المعتمد، ومعهم كثير مما غنموه من عسكر قتادة، ومن وقعة وادي الصفراء، من نساء وصبيان سبوهم، وظهر فيهم)
أشرف علويون، فتسلمهم أشراف دمشق ليواسوهم من الوقف.
4 (كسر الفرج))
وفيها كسر كيكاوس صاحب الروم الفرنج الذين ملكوا أنطاكية، وأخذها منهم.

10
4 (أخذ عزنة))
وفيها أخذ خوارزم شاه غزنة بغير قتال.
4 (أخذ أنطاكية.))
وأخذ ابن لاون أنطاكية من الفرنج، ثم عاد أخذها صاحب طرابلس من ابن لاون.
4 (حركة التتار))
ويقال: فيها كانت حركة التتار إلى قصد بلاد الترك انهزام منكلي.
وفيها انهزم منكلي الذي غلب على همذان وأصبهان والري فقتل، واستقرت القواعد، على أن بلاده للخليفة، وبعضها لجلال الدين الصباحي ملك الإسماعيلية وصاحب الألموت وقلاعها، بعضها لأزبك بن البهلوان. ولكن كان الخليفة في شغل شاغل، وحزن عظيم بموت ابنه علي عن المسرة بهلاك منكلي.

11
4 (سنة ثلاث عشرة وستمائة.))
4 (ترميم قبة النسر))
قال أبو شامة: فيها أحضرت الأوتار الخشب لأجل نسر قبة الجامع، وعدتها أربعة، كل واحد منها اثنان وثلاثون ذراعا بالنجار، قطعت من الغوطة، وكان الدخول بها من باب الفرج إلى المدرسة العادلية إلى باب الناطفانتيين، وأقيم لها هناك الصواري، ورفعت لأجل القرنة، ثم مددت.
4 (ترميم خندق باب السر))
وفيها شرع في تحرير خندق باب السر، وهو الباب المقابل لدار الطعم العتيقة المجاورة لنهر بأناس، وكان المعظم ومماليكه والجند ينقلون التراب بالقفاف على قرابيس سروجهم، وكان عمله كل يوم على طائفة من أهل البلد، وعمل فيها الفقهاء والصوفية.
4 (الفتنة بين أهل الشاغور والعقيدة))
)
قال: وفيها كانت الحادثة بين أهل الشاغور العقيبة وحملهم السلاح، وقتالهم بالرحبة والصيارف، وركوب العسكر ملبسا للفصل بين الفريقين، وحضر

12
المعظم بنفسه لإطفاء الفتنة، فقبض على جماعة من كبار الحارات، منهم رئيس الشاغور، وحبسهم.
مسير المعظم إلى الأشراف وفيها سار المعظم على الهجن إلى أخيه الملك الأشرف، واجتمع به بظاهر حران، ففاوضه في أمر حلب عندما بلغه موت صاحبها الملك الظاهر، وكان قد سبق من الأشراف الاتفاق مع القائم بأمرها، فرجع المعظم بعد سنة عشر يوما، ولم يظهر إلا أنه كان يتصيد.
4 (بناء المصلى بظاهر دمشق))
وفيها فرغ من بناء المصلى بظاهر دمشق، ورتب له خطيب، وهو الشيخ صدر الدين، معيد الفلكية، ثم ولي بعده بهاء الدين بن أبي اليسر، ثم بنو حسان.
قلت: وهم إلى الآن.
4 (وعظ سبط ابن الجوزي بخلاط))
قال سبط الجوزي: وفيها ذهب إلى خلاط ووعظت بها، وحضر الملك الأشرف.
رسلية ابن أبي عصرون.
وفيها ذهب شهاب الدين عبد السلام بن أبي عصرون، رسولا من الملك العزيز محمد ابن الظاهر صاحب حلب، يسأل تقليدا من الديوان بحلب.

13
4 (وعظ سبط ابن الجوزي))
وفيها وعظ ابن الجوزي بحران، حضره الأشرف، وفخر الدين ابن تيمية، وكان يوما مشهودا.
4 (وقوع البرد بالبصرة))
قال ابن الأثير: فيها وقع بالبصرة برد قيل: إن أصغره كان مثل النارنجة الكبيرة. قال: قيل في أكبره ما يستحي الإنسان أن يذكره.
قلت: ارض العراق قد وقع فيها هذا البرد الكبار غيرة مرة.

14
4 (سنة أربع عشرة وستمائة.))
4 (زيادة دجلة))
وفيها كان الغرق ببغداد يزيادة دجلة، وركب الخليفة شبارة، وخاطب الناس، وجعل يتأوه لهم)
ويقول: لو كان هذا يرد عنكم بمال أو حرب، دفعته عنكم.
قال أبو شامة وقد نقله من كلام أبي المظفر سبط الجوزي، إن شاء الله: فانهدمت بغداد بأسرها، والمحال، ووصل الماء إلى رأس السور، ولم يبق له أن يطفح على السور إلى مقدار إصبعين، وأيقن الناس بالهلاك، ودام ثماني أيام، ثم نقص الماء، وبقيت بغداد من الجانبين تلولا لا أثر لها.
قلت: هذا من خسف أبي المظفر، فهو مجازف
4 (قدوم خوارزم شاه إلى بغداد))
قال أبو المظفر: وفيها قدم خوارزم شاه محمد بن تكش في أربعمائة ألف، وقيل: في ستمائة ألف، فوصل همذان قاصدا بغداد، فاستعد الخليفة، وفرق الأموال والعدد، وراسله مع الشيخ شهاب الدين السهروردي، فأهانه ولم يحتفل به، واستدعاه، وأوقفه إلى جانب الخيمة، ولم يجلسه، قال: فحكى شهاب الدين، قال: استدعاني إلى خيمة عظيمة لها دهليز لم أر مثله في الدنيا، وهو من أطلس، والأطناب حرير، وفي الدهليز ملوك العجم على طباقتهم، كصاحب إصبهان.

15
وصاحب همذان، والري، قال: ثم دخلنا إلى خيمة أخرى وفي دهليزها ملوك ما وراء النهر، ثم دخلنا عليه وهو شاب، له شعرات، قاعد على تخت ساذج، وعليه قباء بخاري يساوي خمسة دراهم، وعلى رأسه قطعة جلد تساوي درهما، فسلمت عليه فلم يرد، ولا أمرني بالجلوس، فشرعت فخطبت خطبة بليغة، ذكرت فيها فضل بني العباس، ووصفت الخليفة بالزهد والورع والتقي والدين، والترجمان يعيد عليه قولي، فلما فرغت قال للترجمان: قل له هذا الذي تصفه ما هو في بغداد، بل أنا أجيء وأقيم خليفة يكون بهذه الصفة، ثم ردنا بغير جواب، ونزل عليهم بهمذان الثلج، فهلكت خيلهم، وركب الملك خوارزم شاه يوما فعثر به فرسه، فتطير، ووقع الفساد في عساكره، وقلت الميرة، وكان معه سبعون ألفا من الخطا، فرده الله تعالى عن بغداد.
وقال أبو شامة: ذكر محمد بن محمد النسوي في كتابه الذي ذكر فيه وقائع التتار مع علاء الدين محمد، ومع ولده جلال الدين، قال: حكى لي القاضي مجير الذين عمر بن سعد الخوارزمي، أنه أرسل إلى بغداد مرارا، آخرها مطالبة الديوان بما كان لبني سلجوق من الحكم والملك ببغداد، فأبوا ذلك، وأصحب المذكور في عوده شهاب الدين السهروردي رسولا مدافعا.)
قال: وكان عند السلطان من حسن الاعتقاد برفيع منزلته ما أوجب تخصيصه بمزيد الإكرام والاحترام تمييزا له عن سائر الرسل الواردة عليه في الديوان، فوقف قائما في صحن الدار، فلما استقر المجلس بالشيخ، قال: إن من سنة الداعي للدولة القاهرة أن يقدم على أداء رسالته حديثا. فأذن له السلطان، وجلس على ركبتيه تأدبا عند
سماع الحديث، فذكر الشيخ حديثا معناه التحذير من أذية آل العباس. فقال السلطان: ما آذيت أحدا من آل العباس ولا قصدتهم بسوء وقد بلغني أن في مجلس أمير المؤمنين خلقا منهم يتناسلون بها، فلو أعاد الشيخ هذا الحديث على مسامع أمير المؤمنين كان أولى وأنفع. فعاد الشيخ والوحشة قائمة، ثم عزم على قصد بغداد، وقسم نواحيها إقطاعا

16
وعملا، وسار إلى أن علا عقبة أسد آباد، فنزلت عليه ثلوج غطت الخراكي والخيام، وبقي ثلاثة أيام، فعظم إذ ذاك البلاء، وشمل الهلاك خلقا من الرجال، ولم ينج شيء من الجمال، وتلفت أيدي رجال وأرجل آخرين، فرجع السلطان عن وجهه ذلك على خيبة مما هم به.
4 (وصول الفرنج إلى عين جالوت))
وفيها تجمع الفرنج وأقبلوا من البحر بفارسهم وراجلهم لأجل قصد بيت المقدس، وتتابعت الأمداد من رومية الكبرى، التي هي دار الطاغية الأعظم المعروف بالبابا، لعنه الله، وتجمعوا كلهم بعكا، عازمين على استيفاء الثأر مما تم عليهم في الدولة الصلاحية، فجفل الملك العادل لما خرجوا عليه، ووصلوا إلى عين جالوت، وكان على بيسان فأحرقها، وتقدم إلى جهة عجلون، ووصل الفوار، فقطع الفرنج خلفه الأردن، وأوقعوا باليزك، وعادوا على البلاد، وجاء الأمر إلى المعتمد والي دمشق بالاهتمام والاستعداد واستخدام الرجال، وتدريب دروب قصر حجاج، والشاغور، وطرق البساتين، وتغريق أراضي داريا، واختبط البلد، وأرسل العادل إلى ملوك البلاد يستحث العساكر، ونزل مرج الصفر، وضج الناس بالدعاء، ثم رجع الفرنج نحو عكا بما حازوه من النهب والأسارى، فوصل الملك المجاهد صاحب حمص، ففرح به الناس.
قال أبو المظفر ابن الجوزي: فيها انفسخت الهدنة بين المسلمين والفرنج، وجاء العادل من مصر بالعساكر، فنزل بيسان، والمعظم عنده في عسكر الشام، فخرج الفرنج من عكا، عليهم ملك الهنكر، فنزلوا عين جالوت في خمسة عشر ألفا، وكان شجاعا، خرج معه جميع ملوك الساحل، فقصد العادل، فتأخر العادل وتقهقر، فقال له المعظم: إلى أين فشتمه بالعجمية، وقال:)
بمن أقاتل أقطعت الشام مماليكك وترك أولاد الناس. وساق فعبر الشريعة.

17
وجاء الهنكر إلى بيسان، وبها الأسواق والغلال والمواشي وشئ كثير، فأخذت الفرنج الجميع، ورحلوا منها بعد ثلاثة أيام إلى قصير الغور، ووصل أوائلهم إلى خربة اللصوص والجولان، وأقاموا يقتلون ويسبون، ثم عادوا إلى الغور، ونزلوا تحت الطور، فأقاموا أياما يقاتلون من فيه ويحاصرونهم، وكان معهم سلم عظيم، فزحفوا ونصبوه، فأحرقه المسلمون بالنفط، وقتل تحته جماعة من أعيان الفرنج، منهم بعض الملوك. واستشهد يومئذ الأمير بدر الدين محمد بن أبي القاسم، وسيف الدين ابن المرزبان، وكان في الطور أبطال المسلمين، فاتفقوا على أنهم يقاتلوا قتال الموت، ثم رحل الفرنج عنهم إلى عكا، وجاء المعظم فأطلق لأهل الطور الأموال، وخلع عليهم. ثم اتفق العادل وابنه المعظم على خراب الطور كما يأتي.
وأما ابن أخت الهنكر فقصد جبل صيدا في خمسمائة من الفرنج إلى جزين، فأخلاها أهلها، فنزلها الفرنج ليستريحوا، فتحدرت عليهم الرجال من الجبل، فأخذوا خيولهم وقتلوا عامتهم، وأسر مقدمهم ابن أخت الهنكر.
وقيل: إنه لم يسلم من الفرج إلى ثلاثة أنفس.
قلت: وكثرت جيوش الفرنج بالساحل، وغنموا ما لا يوصف، ثم قصدوا مصر لخلوها من الجيش، وكان عساكر الإسلام مفرقة، ففرقة كانت بالطور محصورين، وفرقة ذهبت مع المعظم يزكا على القدس عسكروا بنابلس، وفرقة مع السلطان في وجه العدو عن دمشق، وأشرف المسلمون على خطة صعبة، وكان الملك العادل مع جبن فيه، حازما سائسا، خاف أن يلتقي العدو وهو في قل من الناس أن ينكسر ولا تقوم للإسلام بعده قائمة، فاندفع بني أيديهم قليلا قليلا حتى كفى الله شرهم.

18
4 (سنة خمس عشرة وستمائة.))
4 (نزول الفرنج على دمياط.))
في ربيع الأول نزلت الفرنج على دمياط، فبعث الملك العادل العساكر التي عنده بمرج الصفر إلى ابنه الملك الكامل، وطلب ابنه المعظم وقال له: قد بنيت هذا الطور وهو يكون سبب خراب الشام، وأرى المصلحة أن تخربه ليتوفر من فيه على حفظ دمياط. فتوقف المعظم، ثم أرضاه بمال ووعدة ببلاد، فأجاب وأخلاه خربه، وكان قد غرم على بنائه أموالا لا تحصى.)
قال ابن واصل: لما طالت إقامة جيوش الفرنج بمرج عكا، أشار عقلاؤهم بقصد الديار المصرية وقالوا: صلاح الدين إنما استولى على البلاد بتملكه مصر. فصمموا، وركبوا البحر إلى دمياط، فنزلوا على بر جيزتها، وزحفوا على برج السلسلة، وكان مشحونا بالرجال، وكان الكامل قد أقبل ونزل ببر دمياط، ودام الحصار والنزال أربعة أشهر، وجاءت الكامل النجدات من الشام، ومات الملك العادل في وسط الشدة، واستراح.
وفي ربيع الآخر كسر الملك الأشرف ابن العادل ملك الروم كيكاوس. ثم جمع الأشرف عساكره وعسكر حلب، ودخل بلد الفرنج ليشغلهم بأنفسهم عن قصد دمياط، فنزل على صافيتا وحصن الأكراد، فخرج ملك الروم ووصل إلى رعبان يريد أن يملك حلب، فنزل إليه الملك الأفضل من سميساط، فأخذا رعبان وتل باشر، فرد الملك الأشرف إلى حلب، ونزل على الباب وبراعة، وقدم بين يديه العرب. وقدم الروم يعلمون مصافا مع العرب فكسرهم العرب، وبعث الأشرف نجدة من عسكره إلى دمياط

19
وفي جمادى الأول أخذت الفرنج من دمياط برج السلسلة، فبعث الكامل يستصرخ بأبيه، فدق أبوه لما بلغه الخبر بيده، ومرض مرضة الموت.
قال أبو شامة: وضرب شيخنا علم الدين السخاوي بيد على يد، ورأيته يعظم أمر البرج، وقال: هو قفل الديار المصرية. وقد رأيته وهو برج عال في وسط النيل، ودمياط بحذائه من شرقيه، الجيزة بحذائه على حافة النيل من غربيه، وفي ناحييته سلسلتان، تمتد إحداهما على النيل إلى دمياط، والأخرى على النيل إلى الجيزة، تمنعان عبور المراكب من البحر المالح.
4 (نصرة المعظم على الفرنج))
وفي جمادى الآخرة التقي المعظم والفرنج على القيمون، فنصره الله وقتل منهم خلقا، وأسر مائة فارس.
4 (رسلية خوارزم شاه))
قال: وفيها وصل رسول خوارزم شاه علاء الدين محمد بن تكش إلى العادل، فبعث في جوابه الخطيب جمال الدين محمد الدولعي، والنجم خليل قاضي العسكر، فوصلا إلى همذان، فوجدا خوارزم شاه قد اندفع من بين يدي

20
الخطا والتتار، وقد خامر عليه عسكره، فسار إلى بخارى، فاجتمع المذكوران بولده جلال الدين، فأخبرهما بوفاة العادل الذي أرسلهما وكان الخطيب قد)
استناب ابنه يونس ولم يكن له أهلية، فولي، الموفق عمر بن يوسف خطيب بيت الأبار إلى أن يقدم الدولعي.
4 (ضمان الخمر بدمشق))
وفي رجب أدار الملك المعظم المكوس والخمور وما كان أبوه أبطلة، فقيل: إنه ضمن الخمر بدمشق والخنا بثلاثمائة ألف درهم. قال أبو المظفر: فقلت له: قد خلفت سيف الدين غازي ابن أخي نور الدين، فإنه كذا فعل لما مات نور الدين. فاعتذر بقلة المال ودفع الفرنج، ثم سار إلى بانياس، وراسل الصارم متولي تبنين، بأن يسلم الحصون، فأجابه، وخرب بانياس وتبنين، وقد كانت قفلا للبلاد وملجأ للعباد، وأعطى جميع التي كانت لسركس لأخيه العزيز عثمان، وزوجه بابنه سركس، وأظهر أنه ما خرب هذا إلا خوفا من استيلاء الفرنج.
4 (تغلب الكامل على الفرنج بدمياط))
وبعث الكامل إليه يستنجد به، وعدى الفرنج دمياط، فأخلى لهم العساكر الخيام فطمعوا، ثم عاد عليهم الكامل فطحنهم وقتل خلقا، فعادوا إلى دمياط.
4 (وفاة كيكاوس))
وفيها توفي صاحب الروم كيكاوس، وكان ظالما، فاتكا، جبارا فاسقا.

21
4 (وفاة الملك القاهر))
وفيها توفي الملك القاهر عز الدين مسعود بن رسلان بن مسعود بن مودود بن زنكي بن أقسنقر صاحب الموصل، مسموما فيما قيل، وترك ابنه محمودا وهو صغير، فأخرج الأمير بدر الدين لؤلؤ أخا القاهر زنكيا من الموصل، ثم استولى عليها، وتسمى بالملك الرحيم.
وقيل: إنه أدخل محمودا حماما حاميا حتى اشتد كربه، فاستغث: اسقوني ماء، ثم اقتلوني، فسقوه، ثم خنق.
4 (خوارزم شاه ورسل جنكيز خان))
وفيها عاد السلطان خوارزم شاه محمد إلى نيسابور، وأقام بها مدة وقد بلغه أن التتار خذلهم الله تعالى قاصدون مملكة ما وراء النهر، وجاءه من جنكس خان رسل وهو محمود الخوارزمي، وخواجا علي البخاري، ومعهم من طرف هدايا الترك من المسك وغيره، والرسالة تشتمل على التهنئة بسلامة خوارزم شاه، ويطلب منه المسالمة والهدنة، وقال: إن)
الخان الأعظم يسلم عليك ويقول: ليس يخفى علي عظم شأنك، وما بلغت من سلطانك، ونفوذ حكمك على الأقاليم، وأرى مسالمتك من جملة الواجبات، وأنت عندي مثل أعز أولادي، وغير خاف عنك أنني ملكت الصين، أنت أخبر الناس ببلادي، وإنها مثارات العساكر والخيول، ومعادن الذهب والفضة، وفيها كفاية عن طلب غيرها، فإن رأيت أن نعقد بيننا المودة، وتأمر التجار بالسفر لتعم المصلحتين فعلت. فأحضر السلطان خوارزم شاه محمودا الخوارزمي وقال: أنت منا وإلينا، ولا بد لك من مولاة فينا. ووعده بالإحسان، إن صدقه، وأعطاه معضدة مجوهرة نفيسة، وشرط عليه أن يكون عينا له على جنكز خان، فأجابه، ثم قال له: اصدقني

22
أجنكز خان ملك طمغاج الصين قال: نعم. فقال: ما ترى في المصلحة قال الاتفاق. فأجاب إلى ملتمس جنكز خان. قال فسر جنكز خان بذلك، واستمر الحال على المهادنة إلى أن وصل من بلاده تجار، وكان خال السلطان خوارزم شاه ينوب على بلاد ما وراء النهر، ومعه عشرون ألف فارس، فشرهت نفسه إلى أموال التجار وكاتب السلطان يقول: إن هؤلاء القوم قد جاؤوا بزي التجار، وما قصدهم إلا إفساد الحال وأن يجسوا البلاد، فإن أذنت لي فيهم. فأذن له بالاحتياط عليه. وقبض عليهم، واصطفى أموالهم. فوردت رسل جنكز خان إلى خوارزم شاه تقول: إنك أعطيت أمانك للتجار، فغدرت، والغدر قبيح، وهو من سلطان الإسلام أقبح، فإن زعمت أن الذي فعله خالط بغير أمرك، فسلمه إلينا، وإلا فسوف تشاهد مني ما تعرفني به.
فحصل عند خوارزم شاه من الرعب ما خامر عقله، فتجلد، وأمر بقتل الرسل، فقتلوا، فيا لها حركة لما هدرت من دماء الإسلام، أجرت بكل نقطة سيلا من الدم، ثم إنه اعتمد، من التدبير الرديء لما بلغه سير جنكز خان إليه أنه أمر بعمل سور سمرقند، ثم شحنها بالرجال، فلم تغن شيئا، وولت سعادته، وقضي الأمر.
وقال المؤيد عماد الدين في تاريخه: قال النسوي كاتب الإنشاء الذي لخوارزم شاه: مملكة الصين دورها ستة أشهر، وهي سنة أجزاء، كل جزء عليه ملك، ويحكم على الكل الخان الأكبر يقال له الطرخان، وهذا كان معاصر خوارزم شاه محمد، وقد ورث الملك كابرا عن كابر، بل كافرا عن كافر. وإقامته بطوغاج في وسط الصين. وكان دوشي خان أحد الستة متزوجا بعمة جنكز خان الذي فعل الأفاعيل وأباد الأمم. وجنكز خان من أمراء بادية الصين، وهم أهل شر وعتو، فمات دوشي المذكور، فعمدت زوجته إلى ابن أخيها جنكز خان وقد)
جاءها زائرا فملكته، وكان الملكان اللذان هما مجاوران لهم هما: كشلي خان، وفلان خان، فرضيا بجنكز خان، وعاضداه، فلما أنهي الأمر إلى القان ألطور أنكر

23
ولم يرض، واستحقر جنكز خان، فغضب له المذكوران وخرجا معه وعملوا المصاف، فانهزم ألطور خان وذل، ثم طلب الصلح، فصالحوه، وقووا واتفقوا، فمات أحدهما، ثم مات كشلوخان، وتملك ولده، فطمع جنكز خان في الوالد، وتمكن وكثر جنده وهم المغل، وحارب الولد، وهزمه واستولى على بلاده، ثم نفذ رسولا إلى خوارزم شاه كما ذكرنا.

24
4 (سنة ست عشرة وستمائة.))
4 (موت خوارزم شاه))
فيها وصل الخبر بانجفال السلطان خوارزم شاه عن جيحون، فاضطربت مدينة خوارزم، وقلقت خاتون والدة السلطان، وأمرت بقتل من كان معتقلا بخوارزم من الملوك، وكان بها نحو عشرين ملكا، وخرجت من خوارزم ومعها خزائن السلطان وحرمه، وساقت إلى قلعة إيلال بمازندران، ثم أسرت. وأما السلطان فإنه لم يزل منهزما إلى أن قدم نيسابور، ولم يقم بها إلا ساعة واحدة رعبا من التتار، ثم ساق إلى أن وصل إلى مرج همذان ومعه بقايا عسكره نحو عشرين ألفا، ولم يشعر إلا وقد أحدق به العدو، فقاتلهم بنفسه، وشمل القتل كل من كان في صحبته، ولجأ في نفر يسير إلى الجبل، ثم منها إلى الاستدار وهي أمنع ناحية في مازندران، ثم سار إلى حافة البحر، وأقام بقرية ينور المسجد ويصلي فيه إماما بجماعة، ويقرأ القرآن، ويبكي، فلم يلبث حتى كبسه التتار، فهرب، وركب في مركب، فوقع فيه النشاب، وخاض خلفه طائفة، فصدهم عمق الماء عن لحوقه، فبقي في لجة ولحقته علة ذات الجنب، فقال: سبحان الله مالك الملوك لم يبق لنا من مملكتنا مع سعتها قدر ذراعين ندفن فيها، فاعتبروا يا أولي الأبصار. فلما وصل إلى الجزيرة التي هناك، أقام بها طريدا وحيدا، والمرض يزداد به، ثم مات وكفن في شاش فراش كان معه، في سنة سبع عشرة.
4 (تخريب أسوار القدس))
وفي أول السنة أخرب المعظم أسوار القدس خوفا من استيلاء الفرنج عليه، وقد كان يومئذ على أتم العمارة وأحسن الأحوال وكثرة السكان.

25
وقال أبو المظفر: كان المعظم قد توجه إلى أخيه الكامل إلى دمياط والكشف عنها، وبغله أن)
طائفة من الفرنج على عزم القدس، فاتفق هو والأمراء على تخريبه، وقالوا: قد خلا الشام من العساكر، فلو أخذته الفرنج حكموا على الشام. وكان بالقدس أخوه الملك العزيز وعز الدين أيبك أستاذ دار، فكتب المعظم إليهما يأمرهما بخرابه، فتوقفا. وقال: نحن نحفظه، فأتاهما أمر مؤكد بخرابه، فشرعوا في الخراب في أول المحرم، ووقع في البلد ضجة، وخرج الرجال والنساء إلى الصخرة، فقطعوا شهورهم، ومزقوا ثيابهم، وخرجوا هاربين، وتركوا أققالهم، وما شكوا أن الفرنج تصبحهم، وامتلأت بهم الطرقات، فبعضهم قصد مصر، وبعضهم إلى الكرك، وبعضهم إلى دمشق، وهلكت البنات من الحفاء، ومات خلق من الجوع والعطش، ونهب ما في البلد، وبيع الشيء بعشر ثمنه، حتى أبيع قنطار الزيت بعشرة دراهم، ورطل النحاس بنصف درهم، وعلى هذا النمط، وذم الشعراء المعظم، وقالوا:
* في رجب حلل المحرم
* وخرب القدس في المحرم
* وقال مجد الدين محمد بن عبد الله قاضي الطور:
* مررت على القدس الشريف مسلما
* على ما تبقى من ربوع كانجم
*
* ففاضت دموع العين مني صبابة
* على ما مضى في عصرنا المتقدم
*
* وقد رام علج أن يعفي رسومه
* وشمر عن كفي لئيم مذمم
*
* فقلت له: شلت يمينك خلها
* لمعتبر أو سائل أو مسلم
*
* فلو كان يفدى بالنوس فديته
* وهذا صحيح الظن في كل مسلم
*

26
4 (استيلاء الفرنج على دمياط))
قال ابن الأثير: لما ملكت الفرنج برج السلسلة قطعوا السلاسل لتدخل مراكبهم في النيل ويتحكموا في البر، فنصب الملك الكامل عوض السلاسل جسرا عظيما، فقاتلوا عليه قتالا شديدا حتى قطعوه، فأخذ الكامل عدة مراكب كبار، وملأها حجارة وغرقها في النيل، فمنعت المراكب من سلوك النيل. فقصدت الفرنج خليجا يعرف بالأزرق، كان النيل يجري قديما عليه، فحفروه وعمقوه، وأجروا الماء فيه، واصعدوا مراكبهم فيه إلى بؤرة، فلما صاروا في بورة حاذوا الملك الكامل وقاتلوه في الماء، وزحفوا إليه غير مرة.
وأما دمياط فلم يتغير عليها شيء، لأن الميرة متصلة بهم، والنيل يحجز بينهم، وأبوابها مفتحنة، فاتفق موت الملك العادل، فضعفت النفوس.)
وكان عماد الدين أحمد بن المشطوب أكبر أمير بمصر، والأمراء ينقادون له، فاتفق مع جماعة، وأرادوا خلع الكامل وتمليك أخيه الفائز، فبلغ الخبر الكامل، ففارق المنزلة ليلا، وسار إلى قرية أشمون، فأصبح العسكر وقد فقدوا سلطانهم، فلم يقف الأخ على أخيه، وتركوا خيامهم، وعبرت الفرنج النيل إلى بر دمياط آمنين في ذي القعدة، وحازوا المعسكر بما فيه، وكان شيئا عظيما، فملكه الفرنج بلا تعب.
ثم لطف الله ووصل المعظم بعد هذا بيومين، والناس في أمر مريج، فقوى قلب أخيه وثبته، وأخرجوا ابن المشطوب إلى الشام. وأما العربان فتجمعت وعاثت، فكانوا أشد على المسلمين من الفرنج.
قال: وأحاط الفرنج بدمياط وقاتلوها برا وبحرا، وعملوا عليهم خندقا

27
يمنعهم، وهذه عادتهم، وأداموا القتال، واشتد الأمر على أهلها، وتعذرت عليهم الأقوات وغيرها، وسئموا القتال، لأن الفرنج كانوا يتناوبون القتال عليهم لكثرتهم، ولم يكن بدمياط من الكثرة ما يجعلون القتال عليهم بالنوبة، ومع هذا فصبروا صبرا لم يسمع بمثله، وكثر القتل فيهم والجراح والموت، ودام الحصار عليهم إلى السابع والعشرين من شعبان من سنة ست عشرة، فعجز من بقي بها عن الحفظ لقتلهم، وتعذر القوت عليهم، فسلموا بالأمان، وأقام طائفة عجزوا عن الحركة.
وبثت الفرنج سراياهم ينهبون ويقتلون، وشرعوا في تحصين دمياط وبالغوا في ذلك، وبقي الكامل في أطراف بلاده يحميها. وتسامع الفرنج بفتح دمياط، فأقبلوا إليها من كل فج عميق، وأضحت دار هجرتهم، وخاف الناس كافة من الفرنج.
وأشرف الإسلام على خطة خسف، أقبل التتار من المشرق، وأقبل الفرنج من المغرب، وأراد أهل مصر الجلاء عنها فمنعهم الكامل، وتابع كتبه على أخويه المعظم والأشرف يحثهما على الحضور، وكان الأشرف مشغولا بما دهمه من اختلاف الكلمة عليه ببلاده عند موت القاهر صاحب الموصل. وبقي الكامل مدة طويلة مرابطا في مقابلة الفرنج إلى سنة ثمان عشرة، فنجده الأشرف. وكان الفرنج قد ساروا من دمياط وقصدوا الكامل، ونزلوا مقابله وبينهما بحر أشمون، وهو خليج من النيل، وبقوا يرمون بالمنجنيق والجرخ إلى عسكر المسلمين، وقد تيقنوا هم وكل الناس أنهم يملكون الديار المصرية.
وأما الكامل فتلقى الأشرف وسر بقدومه، وسار المعظم فقصد دمياط، واتفق الأشرف والكامل)
على قتال الفرنج، وتقربوا، وتقدمت شواني المسلمين، فقابلت شواني الفرنج، وأخذوا للفرنج ثلاث قطع بما فيها، فقويت النفوس،

28
وترددت الرسل في الصلح، وبذل المسلمون لهم تسليم بيت المقدس، وعسقلان، وطبرية، وصيدا، وجبلة، واللاذقية، وجميع ما فتحه صلاح الدين رحمه الله سوى الكرك، فلم يرضوا، وطلبوا ثلاثمائة ألف دينار عوضا عن تخريب بيت المقدس ليعمروه بها، فلم يتم أمر، وقالوا: لا بد من الكرك. فاضطر المسلمون إلى قتالهم، وكان الفرنج لاقتدارهم في نفوسهم لم يستصحبوا معهم ما يقوتهم عدة أيام، ظنا منهم أن العساكر الإسلامية لا تقوم لهم، وأن القرى تبقى بأيديهم وتكفيهم. فعبر طائفة من المسلمين إلى الأرض التي عليها الفرنج ففجروا النيل، فركب أكثر تلك الأرض، ولم يبق للفرنج جهة يسلكونها غير جهة واحدة ضيقة، فنصب الكامل الجسور على النيل، وعبرت العساكر، فملكوا قفبلرلا الطريق التي يسلكها الفرنج إلى دمياط، ولم يبق لهم خلاص، ووصل إليهم مركب كبير وحوله عدة حراقات، فوقع عليها شواني المسلمين، وظفر المسلمون بذلك كله، فسقط في أيدي الفرنج، وأحاطت بهم عساكر المسلمين، واشتد عليهم الأمر، فأحرقوا خيامهم ومجانيقهم وأثقالهم، وأرادوا الزحف إلى المسلمين فعجزوا وأذلوا فراسلوا الكامل يطلبون الأمان ليسلموا دمياط بلا عوض، فبينما المراسلات مترددة، إذ أقبل جمع كبير لهم رهج شديد وجلبة عظيمة من جهة دمياط، فظنه المسلمون نجدة للفرنج، فإذا به الملك المعظم، فخذل الفرنج، لعنهم الله، وسلموا دمياط، واستقرت القاعدة في سابع رجب سنة ثمان عشرة، وتسلمها المسلمون بعد يومين، وكان يوما مشهودا فدخلها العسكر، فرأوها حصينة قد بالغ الفرنج في تحصينها بحيث بقيت لا ترام، فلله الحمد على ما أنعم به. وهذا كله ساقه ابن الأثير رحمه الله متتابعا في سنة أربع عشرة.
وقال غيره وهو سعد الدين مسعود بن حمويه فيما أنبأنا: لما تقرر الصلح جلس السلطان في خيمته، وحضر عنده الملوك، فكان على يمين السلطان

29
صاحب الملك حمص المجاهد، ودونه الملك الأشرف شاه أرمن، ودونه الملك المعظم عيسى، ودونه صلى الله عليه وسلم صاحب حماة، ودونه الحافظ صاحب جعبر، ومقدم نجدة حلب، ومقدم نجدة الموصل، ومقدم نجدة ماردين، ومقدم نجدة إربل، ومقدم نجدة ميافارقين، وكان على يساره نائب الباب، وصاحب عكا، وصاحب قبرص، وصاحب طرابلس، وصاحب صيدا، وعشرون من الكنود لهم قلاع في المغرب، ومقدم الداوية، ومقدم الإسبتار. وكان يوما مشهودا. فرسم السلطان بمبايعتهم)
وكان يحمل إليهم في كل يوم خمسين ألف رغيف، ومائتي إردب شعير، وكانوا يبيعون عددهم بالخبز مما نالهم من الجوع. فلما سلموا دمياط أطلق السلطان رهائنهم، وبقي صاحب عكار حتى يطلقوا رهائن السلطان فأبطأوا، فركب السلطان ومعه صاحب عكا وكان خلقة هائلة فأخرج السلطان من صدر قبائه صليب التابوت، الذي كان صلاح الدين أخذه من خزائن خلفاء مصر فلما رآه صاحب عكا رمى بنفسه إلى الأرض، وشكر السلطان، وقال: هذا عندنا أعظم من دمياط. وقال له السلطان: خذ هذا تذكارا من عندي، واركب في مركب، ورح نفذ رهائننا، فلم يفعل، وبعث الصليب مع قسيس.
وحكى بعضهم قال: وفي شعبان أخذت الفرنج دمياط، وكان المعظم قد جهز إليها ناهض الدين ابن الجرخي في خمسمائة راجل، فهجموا على الخندق، فقتل الناهض ومن كان معه، وضعف أهل دمياط المساكين، ووقع فيهم الوباء والغلاء، وعجز الملك الكامل عن نصرتهم، فسلموها بالأمان، وفتحوا للفرنج، فغدروا، لعنهم الله، وقتلوا وأسروا، وجعلوا الجامع كنيسة، وبعثوا بالمصاحف ورؤوس القتلى إلى الجزائر.
وكان بدمياط الشيخ أبو الحسن بن قفل الزاهد صاحب زاوية، فما تعرضوا له.

30
قال أبو شامة: أنا رأيته بدمياط سنة ثمان وعشرين.
وبلغ الكامل والمعظم فبكيا بكاء شديدا، وقال الكامل للمعظم: ما في مقامك فائدة، فانزل إلى الشام وشوش خواطر الفرنج، واجمع العساكر من الشرق.
قال ابن واصل في أخذ دمياط: وحين جرى هذا الأمرى الفظيع، ابتنى الملك الكامل مدينة، وسماها المنصورة عند مفرق البحرين الآخذ أحدهما إلى دمياط، والآخر إلى أشمون، ومصبه في بحيرة تنيس، ثم نزلها بجيشه، وبنى عليها سورا.
وذكر ابن واصل: أن تملك الفرنج دمياط كان في عاشر رمضان.
قال أبو المظفر: فكتب إلي المعظم وأنا بدمشق بتحريض الناس على الجهاد ويقول: إني كشفت ضياع الشام فوجدتها ألفي قرية، منها ألف وستمائة قرية أملاك لأهلها، وأربعمائة سلطانية، وكم مقدار ما يقيم هذه الأربعمائة من العساكر فأريد أن تخرج الدماشقة ليذبوا عن أملاكهم.
فقرأت عليهم كتابة في الميعاد، فتقاعدوا، فكان تقاعدهم سببا لأخذ الخمس والثمن من أموالهم.
وكتب إلي: إذا لم يخرجوا فسر أنت إلي. فخرجت إلى الساحل، وقد نزل على قيسارية، فأقمنا)
حتى افتتحها عنوة، ثم نزل على حصن البقر فافتتحه وهدمه، وقدم دمشق.

31
4 (لباس قاضي القضاة))
وفيها ألبس الملك المعظم قاضي القضاة زكي الدين الطاهرت، والقباء والكلوتة بمجلس الحكم بداره.
قال أبو المظفر: كان في قلب المعظم منه حزازات، كان يمنعه من إظهارها حياؤه من أبيه، وكان يشكو إلي مرارا. ومرضت ست الشام عمه المعظم، وكانت أوصت بدارها مدرسة، فأحضرت القاضي المذكور والشهود، وأوصت إلى القاضي، وبلغ ذلك المعظم فعز عليه، وقال: يحضر إلى دار عمتي بغير إذني ويسمع كلامها. ثم اتفق أن القاضي أحضر جابي العزيزية وطلب منه حسابا، فأغلظ له، فأمر بضربه، فضرب بين يديه كما تفعل الولاة. فوجد المعظم سبيلا إلى إظهار ما في نفسه، وكان الجمال المصري وكيل بيت المال عدوا للقاضي، فجاء فجلس عند القاضي والشهود حاضرون، فبعث المعظم بقجة فيها قباء وكلوته، وأمر أن يحكم بهما بين الناس، فقام من خوفه فلبسهما، وحكم بين اثنين.
قال أبو شامة: جابي المدرسة هو السديد سالم بن عبد الرزاق خطيب عقربا، وجاء الذي ألبسه الخلعة إلى عند شيخنا السخاوي، فتأوه الشيخ وضرب بيده على الأخرى، فكان مما حكى أن أقول له: السلطان يسلم عليك ويقول لك: الخليفة سلام الله عليه إذا أراد أن يشرف أحدا خلع عليه من ملابسه، ونحن نسلك طريقه. وفتحت البقجة، فلما رآها وجم، فأمرته بترك التوقف، فمد يده ووضع القباء على كتفيه، ووضع عمامته وحط الكلوتة على رأسه، ثم قام ودخل بيته.

32
قال أبو شامة: ومن لطف الله به أن كان المجلس في داره، ثم لزم بيته، ولم تطل حياته بعدها، ومات في صفر سنة سبع عشرة، رمى قطعا من كبده، وتأسف الناس لما جرى عليه، وكان يحب أهل الخير، ويزور الصالحين. وبقي نوابه يحكمون بني الناس: ابن الشيرازي، وابن سني الدولة، وشرف الدين ابن الموصلي الحنفي، كان يحكم بالطرخانية بجيرون، ثم بعد مدة أضيف إليهم الجمال المصري.
وقال أبو المظفر: كانت واقعة قبيحة، ولقد قلت له يوما: ما فعلت هذا إلا بصاحب الشرع ولقد وجب عليك دية القاضي، فقال: هو أحوجني إلى هذا، ولقد ندمت. واتفق أن المعظم بعث إلى الشرف بن عنين حين تزهد خمرا ونردا، وقال: سبح بهذا فكتب إليه:)
* يا أيها الملك المعظم، سنة
* أحدثتها تبقى على الآباد
*
* تجري الملوك على طريقك بعدها
* خلع القضاة وتحفة الزهاد.
*

33
4 (سنة سبع عشرة وستمائة))
4 (كسرة بدر الدين لؤلؤ))
فيها قصد مظفر الدين صاحب إربل الموصل، فخرج إليه بدر الدين لؤلؤ، فكسره مظفر الدين، وأفلت لؤلؤ وحده، ونازل مظفر الدين الموصل، فجاء الملك الأشرف من حران نجدة للؤلؤ، ثم وقع الصلح.
4 (فتنة ابن المشطوب))
وفيها كانت فتنة ابن المشطوب، لما كان المعظم بديار مصر عام أول، بلغه أن الملك الفائز أخاه قد اتفق مع الأمير عماد الدين ابن المشطوب أحد الأمراء الكبار على أخيه الكامل، وقد استحلف للفائز العساكر. فعرف الكامل فرحل إلى أشموم، وهم بالتوجه إلى اليمن، وبئس من البلاد، فقال له المعظم: لا بأس عليك، وركب وجاء إلى خيمة ابن المشطوب، فخرج إلى خدمته بغير خف، وركب معه، فسير معه، فأبعد به، وقال: أخي الأشرف قد طلبك فسر إليه مسرعا. فقال: ما معي غلماني ولا قماشي، فوكل به جماعة، وقال: هؤلاء في خدمتك. وأعطاه نفقة خمسمائة دينار، وقال: كل شيء تريد يلحقك في الحال. فسار، وجهز المعظم جميع أحواله خلفه، ثم رجع إلى مخيمه، فجاء الكامل إليه وقبل الأرض بين يديه.
وأما الفائز فخاف خوفا عظيما، واجتاز ابن المشطوب على دمشق وحماة، وعدى الفرات إلى الأشرف فتلقاه وأكرمه، فصار يركب بالشبابة، ويعمل له موكبا

34
كالأشرف، فأعطاه أرجيش، فتجبر، وخامر على الأشرف، وطلع إلى ماردين، ثم قصد سنجار في هذه السنة، وساعده صاحب ماردين، فسار لحربه الملك الأشرف، فدخل ابن المشطوب إلى تلعفر، فأنزله بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل بالأمان، وحمله معه إلى الموصل، ثم قيدة وبعث به إلى الأشرف، فألقاه في الجب، فمات بالقمل والجوع.
وكان عماد الدين ابن نور الدين صاحب قرقيسيا مع الأشرف، فكاتب ابن المشطوب، فعلم الأشرف فحبسه وبعث به مع العلم قيصر المعروف بتعاسيف إلى قرقيسيا وعانة، فعلقه تحت القلعتين وعذبه، وتسلم تعاسيف جميع بلاده، وأراد الأشرف أن يرميه في الجب، فشفع فيه)
الملك المعظم، فأطلقه، فسار إلى دمشق فأحسن إليه المعظم، واشترى بستان ابن حيوس بنواحي العقيبة، وبنى فيه قبة، وأقام به إلى أن مات، ودفن بالقبة، وهي على الطريق في آخر عمارة العقيبة من شماليها بغرب.
4 (زواج عدة أمراء))
وفيها تزوج الأخوان المنصور إبراهيم، والمسعود أحمد، ابنا أسد الدين، بابنتي الملك العادل، أختي الصالح إسماعيل لأبويه، وتزوج أخوهما يعقوب بابنة المعظم، وتزوج عمر ابن المعظم بابنة أسد الدين، ومهر كل منهن ثلاثون ألف دينار.
4 (تدريس ابن الشيرازي))
ودرس بالعزيزية القاضي ابن الشيرازي.

35
4 (عزاء ابن حمويه))
وفيها عمل عزاء شيخ الشيوخ ابن حمويه بجامع دمشق، فتكلم واعظ وأنشد أبيات ابن سينا:
4 (هبطت إليك من المحل الأرفع))
فأنكر القاضي الجمال المصري وقال: هذه الأبيات قول زنديق، وأمره بالنزول فتعصب له جماعة فتمم ونزل، وسكن المعتمد العصبية بعد أن جذبت سكاكين.
4 (عزل ابن الشيرازي))
ثم عزل ابن الشيرازي من العزيزية بالآمدي.
4 (موت صاحب سنجار))
وفيها قتل صاحب سنجار أخاه، فسار الملك الأشرف إليها فأخذها، وعوض صاحبها الرقة، فنزل من سنجار بأهله، وهو آخر ملوك البيت الأتابكي، ومدة ملكهم أربع وتسعون سنة، ومات بعد أن تسلم الرقة بقليل، وانقصف شبابه ولم يمتع بعد قتل أخيه.
4 (وقعة البرلس))
وفي رجب كانت وقعة البرلس، وكانت وقعة هائلة بين الفرنج والكامل، قتل الكامل منهم عشرة آلاف، وأخذ غنائمهم وخيلهم، وانهزموا إلى دمياط.

36
4 (ولاية دمشق))
وفيها عزل المعتمد عن ولاية دمشق، وولي الغرس خليل.))
4 (حج المعتمد))
وحج فهيا المعتمد بالركب.
4 (مقتل آقباش الناصري))
وحج بركب بغداد أقباش الناصري، فقتل بمكة، وعاد ركب العراق مع الشاميين، وكان مع آقباش تقليد بإمرة مكة لحسن بن قتادة بن إدريس، لأن أباه مات في وسط العام، فجاءه بعرفات راجح أخو حسن وقال: أنا أكبر ولد قتادة فولني، وظن حسن أن آقباش قد ولى راجحا، فغلق مكة، ثم نزل آقباش بشبيكة، وركب ليسكن الفتنة ويصلح بين الأخوين، فبرز عبيد حسن يقاتلونه، فقال: ما قصدي القتال. فلم يلتفتوا إليه، وثاروا به، فانهزم أصحابه وبقي وحده، فجاء عبد فعرقب فرسه، فوقع، فقتلوه، وحملوا رأسه على رمح فنصب بالمسعى. وأرادوا نهب العراقيين، فقام المعتمد في الأمر، وخوف الحسن من الكامل والمعظم.
وكان آقباش قد اشتراه الناصر لدين الله وهو أمرد بخمسة آلاف دينار، ولم يكن بالعراق أحسن منه صورة، وكان عاقلا متواضعا، وحزن عليه الخليفة.
4 (خروج التتار))
قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: كان أول ظهورهم بما وراء النهر سنة خمس عشرة، فأخذوا بخارى وسمرقند وقتلوا أهلها، وحاصروا خوارزم شاه، ثم

37
بعد ذلك عبروا النهر، فوجدوا الخطا قد كسروا خوارزم شاه، فانضم إليهم الخطا وصاروا تبعا لهم. وكان خوارزم شاه قد أباد الملوك من مدن خراسان، فلم يجد التتار أحدا في وجههم، فطووا البلاد قتلا وسبيا، وساقوا إلى أن وصلوا إلى همذان وقزوين في هذه السنة، وتوجهوا إلى أذربيجان.
وقال بن الأثير في كامله: لقد بقيت مدة معرضا عن ذكر هذه الحادثة استعظاما لها، كارها لذكرها، أقدم رجلا وأوخر أخرى، فمن الذي سهل عليه أن يكتب نعي الإسلام، فيا ليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مت قبل حدوثها. ثم حثني جماعة على تسطيرها، فنقول: هذا الفصل يتضمن ذكر الحادثة العظمى والمصيبة الكبرى التي عقمت الدهور عن مثلها، عمت الخلائق، وخصت المسلمين، فلو قال قائل: إن العالم منذ خلقه الله إلى الآن لم يبتلوا بمثلها، لكان صادقا، فإن التواريخ لم تتضمن ما يقاربها. ومن أعظم ما يذكرون فعل بخت نصر ببني إسرائيل بالبيت المقدس، وما البيت المقدس بالنسبة إلى ما خرب هؤلاء الملاعين وما بنو إسرائيل بالنسبة)
إلى ما قتلوا فهذه الحادثة التي استطار شررها وعم ضررها، وسارت في البلاد كالسحاب استدبرته الريح، فإن قوما خرجوا من أطراف الصين فقصدوا بلاد تركستان، مثل كاشغر، وبلاشغون، ثم منها إلى بخارى، وسمرقند فيملكونها، ويفعلون بأهلها ما نذكره، ثم تعبر طائفة منهم إلى خرسان فيفرغون منها مكلا وتخريبا وقتلا وإبادة إلى الري وهمذان إلى حد العراق، ثم يقصدون أذربيجان ونواحيها ويخربونها ويستبيحونها في أقل من سنة، أمر لم يسمع بمثله.
ثم ساروا من أذربيجان إلى دربند شروان فملكوا مدنه، ولم يسلم غير القلعة التي فيها ملكهم، وعبروا من عندها إلى بلد اللان واللكز فقتلوا وأسروا،

38
ثم قصدوا بلاد قفجاق، وهم من أكثر الترك عددا، فقتلوا من وقفن وهرب الباقون إلى الشعراء والغياض ورؤوس الجبال، وفارقوا بلادهم، واستولى التتر عليها.
ومضى طائفة أخرى غير هؤلاء إلى غزنة وأعمالها، وسجستان وكرمان، ففعلوا مثل هؤلاء بل أشد، هذا ما لم يطرق الأسماع مثله، فإن الإسكندر الذي ملك الدنيا لم يملكها في هذه السرعة، وإنما ملكها في نحو عشر سنين، ولم يقتل أحدا، إنما رضي بالطاعة. وهؤلاء قد ملكوا أكثر المعمور من الأرض وأحسنه وأعمره في نحو سنة، ولم يبق أحد في البلاد التي لم يطرقوها إلا وهو خائف يترقب وصولهم إليه. ثم إنهم لم يحتاجوا إلى ميرة، ومددهم يأتيهم، فإنهم معه الأغنام والبقر والخيل ويأكلون لحومها لا غير. وأما خيلهم فإنهم تحفر الأرض بحوافرها، وتأكل عروق النبات، ولا تعرف الشعير. وأما ديانتهم فإنهم يسجدون للشمس عند طلوعها ولا يحرمون شيئا، ويأكلون جميع الدواب وبني آدم. ولا يعرفون نكاحا، بل المرأة يأتيها غير واحد، فإذا جاء الولد لا يعرف أبوه. وتهيا لهم أخذ الممالك، لأن خوارزم شاه محمدا كان استولى على البلاد، وقهر ملوكها وقتلهم، فلما انهزم من التتار لم يبق في البلاد من يمنعهم ولا من يحميها، ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
وهم نوع من الترك، مساكنهم جبال طمغاج، بينها وبين بلاد الشرق أكثر من ستة أشهر، وكان ملكهم جنكزخان قد فارق بلاده، وسار إلى نواحي تركستان، وسير معه جماعة من الأتراك التجار، ومعهم شيء كثير من النقرة والقندز وغير ذلك، إلى بلاد ما وراء النهر ليشتروا له ثيابا وكسوة، فوصلوا إلى مدينة من بلاد الترك تسمى أوترار، وهي آخر ولاية خوارزم شاه،)
وله بها نائب. فلما ورد عليه

39
هذه الطائفة، أرسل عرف السلطان، فبعث يأمره بقتلهم وأخذ ما معهم، وكان شيئا كثيرا.
وكان بعد مملكته مملكة الخطا، وقد سد الطرق من بلاد تركستان وما بعدها من البلاد، لأن طائفة من التتار أيضا كانوا قد خرجوا من قديم الزمان والبلاد للخطا. فلما ملك خوارزم شاه، وكسر الخطا، واستولى على بلادهم، استولى هؤلاء التتار على تركستان، وصاروا يحاربون نواب خوارزم شاه، فلذلك منع الميرة عنهم من الكسوة وغيرها. وقيل غير ذلك.
فلما قتل أولئك التجار، بعث جواسيس يكشفون له جيش جنكزخان، فمضوا وسلكوا المفاوز والجبال، وعادوا بعد مدة، وأخبروا بأنهم يفوقون الإحصاء، وأنهم من أصبر خلق الله على القتال، لا يعرفون هزيمة، ويعملون سلاحهم بأيديهم، فندم خوارزم شاه على قتل تجارهم، وحصل عنده فكر زائد، فأحضر الفقيه شهاب الدين الخيوقي فاستشاره، فقال: اجمع عساكرك ويكون النفير عاما، فإنه يجب على الإسلام ذلك، ثم تسير بالجيوش إلى جانب سيحون، وهو نهر كبير يفصل بين الترك
وبلاد ما وراء النهر، فتكون هناك، فإذا وصل إليه العدو وقد سار مسافة بعيدة، لقيناه، ونحن مستريحون، وهم في غاية التعب. فجمع الأمراء واستشارهم، فلم يوافقوه على هذا، بل قالوا: الرأي أن نتركهم يعبرون سيحون إلينا، ويسلكون هذه الجبال والوعر، فإنهم جاهلون بطرق ها، ونحن عارفون بها، فنقوى حينئذ عليهم ويهلكون.
فبينما هم كذلك إذ قدم رسول جنكزخان يتهدد خوارزم شاه ويقول: تقتلون تجاري وتأخذون أموالهم، استعدوا للحرب، فها أنا واصل إليكم بجمع لا قبل لكم به. وكان قد سار وملك كاشغر وبلا ساغون وأزال عنها التتار الأولين، فلم يظهر لهم أثر، ولا بقي لهم خبر، بل أبادهم، فقتل خوارزم شاه الرسول، وأما أصحابه فحلق لحاهم، وردهم إلى جنكزخان يقولون له: إنه سائر إليك. وبادر

40
خوارزم شاه ليسبق خبره ويكبس التتار، فقطع مسيرة أربعة أشهر، فوصل إلى بيوت التتار، فما وجد فيها إلى الحريم فاستباحها، وكان التتار قد ساروا إلى محاربة ملك من ملوك الترك يقال له كشلوخان فهزموه، وغنموا أمواله، وعادوا فجاءهم الصريخ بما جرى، فجدوا في السير فأدركوا خوارزم شاه، وعملوا معه مصافا لم يسمع بمثله، واقتتلوا أشد قتال، وبقوا في الحرب ثلاثة أيام ولياليها، وقتل من الطائفتين خلق لا يحصون، وثبت المسلمون وأبلوا بلاء حسنا، وعلموا أنهم إن انهزموا لم يبق للمسلمين باقية، وأنه يؤخذون لبعدهم عن)
الديار. وأما الكفار التتار فصبروا لاستنقاذ أموالهم وحريمهم، واشتد بهم الأمر حتى كان أحدهم ينزل عن فرسه وقرنه راجل، فيقتتلان بالسكاكين. وجرى الدم حتى زلقت الخيل فيه من كثرته، واستفرغ الفريقان وسعهم في الصبر. وهذا القتال كله مع ابن جنكزخان، فإن أباه لم يحضر الوقعة، ولم يشعر بها، وقتل من المسلمين عشرون ألفا، ومن الكفار ما لا يحصى.
فلما كانت الليلة الرابعة نزل بعضهم مقابل بعضهم، فلما كان الليل أوقد التتار نيرانهم، وتركوها بحالها وساروا، وكذلك فعل المسلمون أيضا، كل منهم قد سئم القتال. ورجع المسلمون إلى بخارى، فاستعدوا للحصار لعلم خوارزم شاه بعجزه، لأن طائفة من التتار لم يقدر أن يظفر بهم، فكيف إذا جاءوا بأجمعهم مع ملكهم جنكزخان فأمر أهل بخارى وسمرقند يستعدون للحاصر، وجعل ببخارى عشرين ألف فارس، وفي سمر قند خمسين ألف فارس، وقال: احفظوا البلاد حتى أعود إلى خوارزم وأجمع العساكر وأعود. ثم عبر النهر ونزل على بلخ، فعسكر هناك.
وأما التتار فإنهم أقبلوا، فنازلوا بخارى وحاصروها ثلاثة أيام وزحفوا، فقرب من بها من العساكر، وطلبوا خراسان في الليل، فأصبح البلد خاليا من العسكر،

41
فأخرجوا القاضي بدر الدين ابن قاضي خان ليطلب لهم الأمان، فأعطوهم الأمان، واعتصم طائفة من العسكر بالقلعة، ففتحت أبواب بخارى للتتار في رابع ذي الحجة سنة ست عشرة، فدخلت التتار ولم يتعرضوا إلى أحد، بل طلبوا الحواصل السلطانية، وطلبوا منهم المساعدة على قتال من بالقلعة، وأظهروا العدل. ودخل جنكزخان، لعنه الله، وأحاط بالقلعة، ونادى في البلد أن لا يتخلف أحد، من تخلف قتل، فحضروا كلهم لطم الخندق، وطموه بالتراب والأخشاب، حتى إن التتار كانوا يأخذون المنابر وربعات الكتاب العزيز فيلقونها في الخندق، فإن لله، وإنا إليه راجعون. ثم زحفوا على القلعة وبها أربعمائة فارس، فمنعوها اثني عشر يوما، فوصلت النقوب إلى سورها. واشتد القتال، فغضب جنكز خان ورد أصحابه ذلك اليوم، وباكرهم من الغد، وجدوا في القتال، فدخلوا القلعة، وصدقهم أهلها حتى قتلوا عن آخرهم. ثم أمر جنكزخان أن يكتب له رؤوس البلد، ففعلوا، ثم أحضرهم فقال: أريد منكم النقرة التي باعكم خوارزم شاه فإنها لي. فأحضر كل من عند شيء منها، ثم أمرهم بالخروج من البلد، فخرجوا مجردين، فأمر التتار أن ينهبوا البلد، فنهبوه، وقتلوا من وجدوا به، وأمر التتار أن يقتسموا المسلمين، فتمزقوا كل ممزق، وأصبحت)
بخارى خاوية على عروشها، وسبوا النساء. ومن الناس من قاتل حتى قتل، وكذا فعل الإمام ركن الدين إمام زادة، والقاضي صدر الدين وأولادهم. ثم ألقت التتار النار في البلد والمدارس والمساجد. وعذبوا الرؤساء في طلب المال.
ثم رحلوا نحو سمرقند وقد تحققوا عجز خوارزم شاه عنهم واستصحبوا أسارى بخارى معهم مشاة في أقبح حال، ومن عجز قتلوه، فأحاطوا أيضا بسمرقند، وبها خمسون ألف مقاتل، فخرج إليهم الشجعان من الرجالة وغيرهم، فانهزموا لهم وأطمعوهم، ولم يخرج من الخمسين ألف أحد لما قد وقر في قلوبهم من الرعب، وكان التتار قد أكمنوا لهم، فلما جازت الرجال ذلك الكمين، خرجوا عليهم وحالوا بينهم وبين البلد، فلم يسلم منهم أحد.

42
قال: وكانوا على ما قيل سبعين ألفا رحمهم الله، فضعفت نفوس الجند والعامة، وأيقنوا بالهلاك، وطلب الجند الأمان، فأجابوهم، وفتحوا البلد، وخرجوا إلى التتار بأهاليهم وأموالهم، فقال لهم التتار: ادفعوا إلينا سلاحكم وخيلكم وأموالكم، ونحن نسيركم إلى مأمنكم. ففعلوا ذلك، فلما كان رابع يوم نادوا في العوام: ليخرجوا كلهم، ومن تأخر قتل، فخرج الجميع، ففعلوا بهم كما فعلوا بأهل بخارى، نهبوا وسبوا وأحرقوا الجامع، وذلك في المحرم من هذه السنة.
ثم سير جنكزخان عشرين ألف فارس خلف خوارزم شاه، فأتوا جيحون، فعملوا من الخشب مثل الأحواض، وألبسوها جلود البقر لئلا يدخلها الماء، ووضعوا فيها سلاحهم وأمتعتهم، وألقوا الخيل في الماء، وأمسكوا بأذنابها، وتلك الحياض مشدودة إليهم، فكان الفرس يجذب الرجل، والرجل يجذب الحوض، فعبروا كلهم، فلم يشعر خوارزم شاه إلا وقد خالطوه. واختلفت الخطا عليه، كما ذكرنا، وانهزم، وساقوا وراءه إلى أن ركب البحر إلى قلعة له فأيسوا منه، وقصدوا الري وبلاد مازندران فملكوها في أسرع وقت، وصادفوا في الطريق والدة خوارزم شاه ونساءه وخزائنه، وكان قصدها إصبهان، فأخذوها وسيروها برمتها إلى جنكز خان وهو بسمر قند.
ثم دخلوا الري وقتلوا وسبوا، ووصلوا إلى زنجان فبدعوا، ثم عطفوا إلى قزوين فحاصروها وأخذوها بالسيف،

43
وقتل من الفريقين ما لا يحصى، قيل: بلغوا أربعين ألفا.
ثم ساروا إلى أذربيجان فاستباحوها. ثم نازلوا تبريز وبها ابن البهلوان، فصالحهم على مال وتحف، فساروا عنه ليشتوا على ساحل البحر، لأنه قليل البرد وبه المرعى، فوصلوا إلى) موقان، وتطرقوا إلى بلاد الكرج، فبرز لهم من الكرج عشرة آلاف مقاتل، فحاربوهم ثم انهزموا، فتبعهم التتار إلى قرب تفليس وذلك في ذي القعدة من سنة سبع عشرة.
ثم ساروا إلى مراغة، وكان لامرأة، فحاصروها، ثم ملكوها بالسيف، وقتلوا ما لا يحصى، واختفى خلق، فكان التتار يأخذون الأسرى ويقولون: نادوا في الدروب: إن التتار قد رحلوا.
فإذا نادى أولئك خرج من اختفى فيقتلونه حتى قيل إن رجلا من التتار دخل دربا فيه ما يزيد على مائة رجل، فما زال يقتل واحدا واحدا حتى أفناهم، ولا يمد أحد منهم يده إليه بسوء، نعوذ بالله من الخذلان.
ثم رحلوا إلى نحو إربل فاجتمع بعض عسكر العراق وعسكر الموصل مع مظفر الدين، فلما سمعوا باجتماع العساكر تقهقروا ظنا منهم أن العسكر يتبعهم، فلما لم يروا أحدا تبعهم أقاموا.
وأقام العسكر عليه السلام عند دقوقا، ثم عادوا إلى بلادهم إلى همذان وغيرها، وجعلوا لهم بها شحنة، وأرسلوا إليه يأمرونه ليطلب لهم من أهلها أموالا وقماشا، ولم يكن خلوا لهم شيئا، فاجتمع العامة عند الرئيس بهمذان، ومعهم رجل فقيه قد قام في اجتماع الكلمة على الكفار، فقال لهم الرئيس العلوي: كيف الحيلة ونحن نعجز عنهم فما لنا إلا مصانعتهم بالأموال. فقالوا له: أنت أشد علينا من الكفار، وأغلظوا له، فقال: أنا واحد منكم فاصنعوا ما شئتم، فوثبوا على الشحنة فقتلوه، وتحصنوا، فتقدم التتار وحاصروهم، فخرج لحربهم العامة والرئيس والفقيه في أوائلهم، فقتلوا من التتار خلقا، وجرح الفقيه عدة جراحات، وافترقوا، ثم خرجوا من الغد، فاقتتلوا من التتار خلقا، وجرح الفقيه عدة جراحات، وافترقوا، ثم خرجوا من الغد، فاقتتلوا أشد قتال، وقتل من التتر أكثر من اليوم الأول. وأرادوا الخروج في اليوم الثالث فعجز الفقيه عن الركوب من الجراحات، وطلب الناس الرئيس، فإذا به قد هرب في سرب صنعه إلى ظاهر البلد هو وأهله إلى قلعة هناك، فتحصن بها. وبقي الناس حيارى، إلا أنهم اجتمعت كلمتهم على الجهاد إلى أن يموتوا. وكان التتار قد عزموا على الرحيل لكثرة من قتل منهم، فلما لم يروا أحدا خرج لقتالهم طمعوا، واستدلوا على ضعفهم، فقصدوهم وقاتلوهم وذلك في رجب في سنة ثمان عشرة وستمائة. ودخلوا البلد بالسيف، وقاتلهم الناس في الدروب، وبطل السلاح للزحمة، واقتتلوا بالسكاكين، فقتل ما لا يحصى. ثم ألقي في همذان النار فأحرقوها، ورحلوا إلى تبريز وقد فارقها صاحبها أوزبك بن البهلوان، وكان لا يزل منهمكا على الخمور، يبقى الشهر)
والشهرين لا يظهر، وإذا سمع هيعة طار، وله جميع

44
بلاد أذربيجان وأران، ثم قصد نقجوان، وسير نساءه وأهله إلى خوي، فقام بأمر تبريز شمس الدين الطغرائي، وجمع كلمة أهلها، وحصن البلد، فلما سمع التتار بقوتهم أرسلوا يطلبون منهم مالا وثيابا، فسيروا لهم ذلك.
ثم رحلوا إلى بيلقان فحصروها، فطلب أهلها رسولا يقررون معه الصلح، فأرسل إليهم مقدما كبيرا فقتلوه، فزحفت التتار على البلد وافتتحوه عنوة في رمضان في سنة ثمان عشرة، ولم يبقوا على صغير ولا كبير، وكانوا يفجرون بالمرأة، ثم يقتلونها.
ثم ساروا إلى كنجة وهي أم بلاد أران، فعلموا كثرة أهلها وشجاعتهم، فلم يقدموا عليها وطلبوا منها حملا، فأعطوا ما طلبوا.
وساروا عنهم إلى الكرج، والكرج قد استعدوا لهم، فالتقوا، فانهزم الكرج وأخذهم السيف، فلم يفلت منهم إلى الشريد، فقتل منهم نحو ثلاثين ألفا، وعاث التتار في بلاد الكرج وأفسدوا.
ثم قصد دربند شروان، فحاصروا مدينة شماخي ثم افتتحوها عنوة. ثم أرادوا عبور الدربند فلم يقدروا على ذلك، فأرسلوا رسولا إلى شروان شاه، يقولون: أرسل إلينا رسولا. فأرسل عشرة من كبار أصحابه، فأخذوا أحدهم، فقتلوه، ثم قالوا للباقين: إن أنتم عرفتمونا طريقا نعبر فيه فلكم الأمان وإلا قتلناكم. فقالوا: إن هذا الدربند ليس فيه طريق البتة، ولكن فيه موضع هو من أسهل ما فيه من الطرق. فساروا معهم في تلك البلاد إلى ذلك الطريق فعبروا فيه.
فلما عبروا دربند شروان ساروا في تلك الأراضي وفيها أمم كثيرة منهم اللان واللكز وطوائف من الترك، فنهبوا وقتلوا كثيرا من اللكز وهم كفار ومسلمون. ثم وصلوا إلى اللان وهم أمم كثيرة، فجمعوا جمعا من القفجاق فقاتلوهم فلم يظفروا بهم. فأرسلت التتار إلى القفجاق يقولون: نحن وأنتم جنس واحد، وهؤلاء اللان ليسوا منكم حتى تنصروهم، ولا دينهم مثل دينكم، ونحن نعاهدكم أننا لا نعرض إليكم، ونحمل إليكم الأموال والمتاع ما شئتم.
فوافقوهم على ذلك، وانعزلوا عن اللان، فأوقع التتار باللان وقتلوا منهم خلقا،

45
وسبوا، وساروا بعد ذلك إلى القفجاق وهم آمنون متفرقون فبيتوهم وأوقعوا بهم، كعادتهم ومكرهم، لعنهم الله، ففر من سلم واعتصم بالغياض، وبعضهم التحق ببلاد الروس.
وأقام هؤلاء التتار في بلاد القفجاق، وهي كثيرة المرعى في الشتاء، ووصلوا إلى مدينة سوادق وهي مدينة القفجاق وهي على بحر خزرية، وإليها تصل التجار والمراكب يشترون الرقيق)
والبرطاسي وغير ذلك. وبحر خزرية هذا متصل بخليج قسطنطينية.
ولما وصلت هذه الطائفة من التتار إلى سوداق ملكوها، وتفرق أهلها، فبعضهم هرب إلى الجبال، وبعضهم ركب البحر، ثم أقام التتار ببلاد القفجاق إلى سنة عشرين وستمائة.
وأما الطاغية جنكزخان فإنه بعدما سير هذه الطائفة المذكورة، فهزمت خوارزم شاه قسم أصحابه عدة أقسام، فسير كل قسم إلى ناحية، فسير طائفة إلى ترمذ، وطائفة إلى كلاثة وهي حصينة على جانب جيحون. وسارت كل طائفة إلى الجهة التي أمرت بقصدها واستولت عليها قتلا وسبيا وتخريبا، فلما فرغوا من ذلك عادوا إلى الملك جنكزخان وهو بسمرقند، فجهز جيشا عظيما مع أحد أولاده لحرب جلال الدين ابن علاء الدين خوارزم شاه، وسير جيشا آخر فعبروا جيحون.
آخر كلام عز الدين ابن الأثير رحمه الله.
قلت: ونازلت التتار خوارزم، فحاصروها ثلاثة أشهر، واستولوا عليها في صفر سنة ثماني عشرة، ونزل عليها أوكتاي الذي ولي الأمر بعد أبيه جنكزخان، ومعه باجي ملك في جيش عرمرم مائة ألف أو يزيدون. ولما لم يجدوا بها حجارة

46
عمدوا إلى أصول التوت فقطعوها ودوروها، ورموا بها بدلا عن حجارة المنجنيق، وحرص أوكتاي كل الحرص أن يتسلمها بالأمان ولا يؤذي فيها، فأجابه الأكابر، غير أن السفهة غلبوهم على رأيهم بإغرائهم، وجرى عليها حرب لم يسمع بمثله، بحيث إنه كانت تؤخذ المحلة منها فيقاتل أهلها، ثم ينضمون إلى المحلة التي تليها فيقاتلون، إلى أن أخذت محلة بعد محلة، حتى لم يبق معهم إلا ثلاث محال، فتزاحم بها الخلائق، فطلبوا الأمان حينئذ، فلم يؤمنوا وقتلوهم صبرا. هذا معنى ما ذكره أبو سعد شهاب الدين النسوي.
قلت: ومما أخذت التتار: نيسابور، ومرو، وهراة، وبلخ، وترمذ، وسرخس، وطوس، وخوارزم، وسائر مدن خراسان. وذهب تحت السيف أمم لا يحصيها إلا الله تعالى.
وقال الموفق عبد اللطيف: انشعب من التتار فرقتان كما ينشعب من جهنم لسانان: فرقة قصدت أذربيجان وأران ثم بلاد الكرج، وفرقة أتت على همذان وإصبهان، وخالطت حلوان تقصد بغداد.
أما الأولى فأفسدت البلاد التي مرت عليها، فلما وصلوا إلى بلاد الخزر جمع الكرج جموعهم)
ولقوهم، فانهزموا يعني الكرج وقتل من صميمهم ثمانية آلاف، ومن الأتباع والفلاحين عدد كثير، وتقنطر ملك الكرج فتداركه الأمراء فاستنقذوه من أنيابهم العضل، واعتصم ببعض القلاع، والتتر يموجون في البلاد بالإفساد، ويعضون على من سلم الأنامل من الغيظ، انفرد منهم فارس، فقال ملك الخزر: أما عندنا من يخرج إليه فانتخى بطل من الكرج وخرج إليه، فما عتم أن قتله التتري واقتاد فرسه ورجع رويدا، وأخذ يفسر الفرس ليعلم سنة، فعجب ملك الخزر وقال: انظروا كأنه قد وزن فيه الثمن.
ثم حشد الكرج نوبة أخرى، واستنجدوا بعسكر أرزن الروم، وقال الناس: إنهم لا يرجعون. فلما اشتدت شوكة الكرج رجع التتر بغير أمر معروف، ولا سبب مخوف، بل لسعادة لحقت، وأيام بقيت، وكان هذه سنة ثمان عشرة، وأنا بأرزن.
ورجع التتر إلى شروان فأخذوها بالسيف وقتلوا أهلها، وتجاوزوا الدربند

47
قسرا بالسيف، وعبروا إلى أمم القفجق واللان فغسلوهم بالسيف.
ثم مات ملك الخزر وكان شابا، وتولت أخته، وسيرت إلى الملك المغيث صاحب أرزن تخطب أحد ولديه، الصغير، وهو ابن بنت بكتمر صاحب خلاط، وهو مليح عمره سبع عشرة سنة فزوجها به، وشاع الخبر أنه تنصر.
وخرج في هذه السنة من رقيق الترك ما لم تجر به العادة، حتى فاضوا على البلاد، وكلهم وصلوا من ناحية تفليس، وهم من فضلات سيوف التتر، وكل واحد يحيك هول ما عاين، حكت جارية منهم قال: عوت كلاب بلادنا عويا شديدا وقامت على أذنابها، وأهلها يضربونها فلا ترتد، فبعد ثلاث ساعات أو أربع فاض الجبل بعساكر التتر، فابتدؤا بالكلاب ثم بالناس.
وأرض القفجاق واسعة، معتدلة الهواء، عذبة المياه، تتفجر ينابيعها، وتتخرق عيونها، وهي أرض حرة طيبة التربة، وغنمهم كثيرة النتاج، تلد النعجة الأربعة في البطن والخمسة، وقلما تلد واحدا، وغنمهم عالي الهضبة، يكاد الكبش يركب.
وأما الفرقة التي قصدت بغداد، فردهم الله بقوة العقل وحسن التدبير، أما أولا، فإن صاحب إربل شحن الدربندات بالأكراد، وإليهم ينتهي العلم باللصوصية، فسلطهم عليه يسرقونهم ويقتلونهم صبرا في نومهم، فيصبحون وقد نكبوا نكبات في جهات لا يدرون من أين ولا كيف.
ثم إن الخليفة جمع الجموع وعسكر العساكر وحشر، فنادى، وأقبلت إليه البعوث من كل حدب)
ينسلون، فلما سمعوا بوصول رسول التتر تقدموا إلى صاحب إربل بأن يحتفل ويظهر جميع عسكره، ويدخل بينهم من العوام والفلاحين من يشتبه بهم. فلما وصل الرسول إربل تلقاه عساكر قطعت قلبه،

48
وصاروا يتكررون عليه، كلما مر بقوم سبقوه وعادوا وقفوا بين يديه، فلما دخل في ولاية دقوقا عبيء له من العساكر أضعاف ذلك وصاحبها من مماليك الخليفة، فأمر
أن تضرب خيم عظيمة، وبسط بين يديها بسطا قدر نصف فرسخ، ونصبت سدة عالية فوق تخت يصعد إليه بدرج، وأظهر زينة عظيمة، ووقف عشرون ألفا بسيوف مجردة. فلما وصل الرسول يشق تلك العساكر أتى حد البسط، فأمر أن يترجل فتمنع من ذلك، فهموا به، فلما وصل إلى بين يدي التخت، أمر بالسجود كرها والصيحات تأخذه، وروعات السيوف تذهله. ثم أخرج إلى بغداد فلقيه عساكر بغداد، صغرت في عينه ما رأى، لم يتركوا ببغداد فرسا ولا جملا ولا حمارا حتى أركبوه رجلا ومعه شيء من السلاح، وأكثرهم بالأعلام والبرك واسطوانات، وخلق يلعبون بالنفظ ويرمون بالنبدق الزجاج فيه النفط، فامتلأت البرية بالنيران. فلما وصل إلى بغداد خرج إليه صميم العسكر بأصناف العدد الفاخرة المسجفة بالأطلس المكلل بالجواهر على الخيل المسومة. فلما وصل إلى باب النوبي إلى الصخرة التي يقبلها الملوك قيل لهم: مرتبتكم دون ذلك، فأمر أن يقبل أسفل منها، ثم حمل إلى دار، ثم أخرجوا بالليل خفية على طريق غير مسلوكة، وردوا إلى إربل، وقيل للرسول: إنما هربناك في الخفية خوفا عليك من العامة، ففصل وقد امتلأ قلبه رعبا ودماغه خبلا، وأبث قومه ما أثبته عيانه، فعلموا أنهم لا قبل لهم ببغداد، فرجعوا جائبين.
وأما أهل إصبهان ففتحوا أبواب المدينة، وقالوا لهم: ادخلوا، فدخل منهم قوم، فما شربوا أنفاسهم حتى أهريقت دماؤهم، فكروا راجعين. وكذلك فعل أهل رستاقاتهم.
قال: وسئل الملك الأشرف عنهم، فقال: ما أقول في قوم لم يؤخذ منهم أسير قط، لكن يقاتل إلى أن يقتل أو يخلص. ولما وصلت إلى أرزن الروم وجدت هذه الكلمة قد سيرها ملك الكرج فيما وصف من حروبهم، وأما قتلاهم

49
فلا ينتهي العاد إلى حد إلا والحال توجب أضعافه، ولا يقال: كم قتل من بلد كذا وإنما يقال: كم بقي واجتمعت بتاجر سروج كان يترجم لهم، قال: اجتمع التجار في جميع البلاد إلى نيسابور يتحصنون بها، فنزل عليها التتر فأخذوها في أربعة وعشرين يوما، وأتوا على أهلها بالقتل،)
وعليها بالإحراق والخراب حتى غادروها كأن لم تغن بالأمس. وهربت منهم مرات وأقع في الأسر. ثم هرب في المرة الأخيرة وتعلق بجبل، فلما رحلوا طالبين هراة، قال: نزلنا وكنا سبعة، فأحصينا القتلى خمسمائة ألف وخمسين ألفا، ووجدنا الأموال ملقاة، وجزنا ببلاد الملاحدة وهي على عمارتها لم يتشعث منها شيء.
وحكى لنا تاجر آخر واسطي قال: إنه اختفى بجبل وخرج بعد أيام، فرأى الأرض مسطوحة بالتقلى والأموال والمواشي، وكنت أنا وعشرة سلمنا، ولو كانت معنا عقولنا لأخذنا من الأموال ما يفوت الآمال، وإنما أخذنا حمل دقيق على جمل.
قال الموفق: ومما أهلكوه بلاد فرغانة وهي سبع ممالك، مسيرة أربعة أشهر، وكل من هرب منهم تحيلوا في قتله بكل ممكن، وإذا اجتمعوا في مجالس أنسهم ونزهة قلوبهم أحضروا قوما من الأسارى، وأخذوا يمثلون بواحد، واحد، بأن يقطعوا منه عضوا بعد عضو، وكلما اضطرب وصاح تضاحكوا وأعجبوا، وربما حطوا السيف في جوفه أو ليته قليلا، ومتى التمس الشخص رحمتهم ازدادوا قساوة. وإذا وقع لهم نساء فائقات في الحسن تمتعوا بهن أياما ثم قتلوهن.
وحكت لي امرأة بحلب أنهم ذبحوا ولدها وشربوا الدم، ثم نام الذابح فقامت فذبحته، وهربت هي وزوجها.
وقد كان السلطان خوارزم شاه محمد بن تكش سارقا هجاما، وكان عسكره أوشابا، ليس لهم ديوان ولا إقطاع، وأكثرهم أتراك كفار أو مسلمون جهال، لا

50
يعرف تعبئة العسكر في المصاف، ولم يتعود أصحابه إلا المهاجمة، وليس لهم زرد ولا دروع، وقتالهم بالنشاب. وكان يقتل بعض القبيلة، ويستخدم باقيها، وفي قلوبهم الضغائن. ولم يكن في شيء من المداراة لا لأصحابه ولا لأعدائه، خرج عليهم هؤلاء التتار وهم بنو أب، بكلمة واحدة، وقلب واحد، ورئيس واحد مطاع، فلم يمكن أن يقف مثل خوارزم شاه بين أيديهم، وورد إلى البلاد منهم ما لم يعهد، والبلاد خالية عن ملك، فلم يبق عند أحد منهم دفاع، وصاروا كالغنم لا تدفع عنها ذابحا. فلما وصل التتر إلى إصبهان لم يرتع أهلها لأنهم معودون بحمل السلاح، فلم يكن عندهم أحقر من هذا العدو. إلى أن قال: والله سبحانه يحب العدل والعمارة ويأمر بهما، وهؤلاء الملاعين يبغضونهما، إذ لا دين لهم ولا عقل، وكل حيوان رديء الخلق ففيه خلق آخر حميد كالكلب والخنزير والذئب والنمر، وهؤلاء فقد جمعوا من كل حيوان رديء خلقه، فاجتمعت)
فيهم الرداءات محضة.
قال ابن واصل: بعث جنكزخان جيشا فعبروا جيحون، وتسلموا بلخ بالأمان، وقرروا بها شحنة ولم ينهبوها، ثم قصدوا قلعة الطالقان وهي لا ترام حصانة وارتفاعا، وبها الشجعان فحصروها ستة أشهر وعجزوا عنها، فسار إليها جنكزخان بنفسه، وحصرها ومعه خلائق من المسلمين أسرى، فنازلها أربعة أشهر وقتل عليها خلائق، ثم أمر فجمع له من الأخشاب ما أمكن، وصاروا يعلمون صفا من خشب وصفا من تراب، وما زالوا حتى صار تلا يوازي القلعة، وصعدت الرجال فيه، ونصبوا عليه المجانيق فرمت إلى وسط القلعة، فخرج من بها على حمية وحملوا على التتر، فنجت الخيالة وسلكوا الجبال، وقتلت الرجالة، واستباحت التتر القلعة.
ثم جهز جنكزخان الجيش إلى مرو وبها من المقاتلة نحو مائتي ألف من جند وعرب وتجار، فعسكروا بظاهرها عازمين على لقاء العدو، فالتقوا واقتتلوا قتالا شديدا، ثم انهزم المسلمون وقتل أكثرهم. ثم نازلت التتر مرو وجدوا في

51
حصارها أربعة أيام فتسلموها بالأمان، وخرج إليهم أميرها، فخلع عليه ابن جنكزخان ووعده بولاية مرو، وقال: أريد أن تعرض علي أصحابك لننظر من يصلح لخدمتنا حتى نعطيه إقطاعا. فلما حضروا قبض عليهم، وأمرهم أن يكتبوا له تجار البلد وأعيانه في جريدة وأرباب الصنائع في جريدة، ففعلوا. ثم ضربت أعناق الجند والأمير، ثم صادر الأعيان وعذبهم حتى استصفاهم، وقسم نساء مرو وذراريها وأسراها، ثم أمر بإحراق البلد فأحرق ثلاثة أيام، ثم أمر بقتل العامة كافة، فأحصيت القتلى بها فكانوا سبعمائة ألف.
ثم ساروا إلى نيسابور فحصروها خمسة أيام، وبها عسكر عجزوا عن التتر، فأخذ البلد ثم أخرجوا الناس فقتلوهم، وسبوا الحريم، وعاقبوا ذوي المال.
وسارت فرقة إلى طوس فبدعوا بها. ثم ساروا إلى هراة فحصروها عشرة أيام وأخذوها بالأمان، ثم قتلوا بعض أهلها، وجعلوا بها شحنة.
ثم ساروا إلى غزنة فالتقاهم السلطان جلال الدين فكسرهم، فوثب أهل هراة وقتلوا الشحنة، فلما رجع المنهزمون قتلوا عامة أهل هراة، وسبوا الذرية وأحرقوا البلد. ورجعوا إلى جنكزخان وهو بالطالقان يبث جيوشه، وكان قد نفذ جيشا عظيما لحصار خوارزم، فنازلوها خمسة أشهر، وبها عسكر وشجعان، فقتل خلائق من الفريقين، ثم أخذت عنوة، وقتل أهلها، ثم سلطوا عليها)
نهر جيحون فغرقت وتهدمت.

52
4 (سنة ثمان عشرة وستمائة))
4 (الحرب بين جلال الدين وجنكزخان))
فيها التقى السلطان جلال الدين ابن خوارزم شاه هو وتولي خان مقدم التتار، فكسرهم جلال الدين وركب أكتافهم قتلا بالسيف، وقتل مقدمهم تولي خان بن جنكزخان، وأسر خلقا من التتار.
فلما وصل الخبر إلى جنكزخان قامت قيامته ولم يقر له قرار دون أن جمع التتار، وسار يجد السير إلى حافة السند.
وكان جلال الدين قد انثنى عنه أخوه وجماعة من العسكر فضاق عليه الوقت في استرجاعهم لقرب التتار منه، فركب في شوال سنة ثمان عشرة فالتقى الجمعان، وثبت السلطان جلال الدين في شرذمة، ثم حمل بنفسه على قلب جنكزخان فمزقه، وولى جنكزخان منهزما وكادت الدائرة تدور عليه لولا أنه أفرد كمينا قبل المصاف نحو عشرة آلاف، فخرجوا على ميمنة السلطان وعليها أمين ملك، فانكسرت وأسر ابن جلال الدين، فتبدد نظامه، وتقهقر إلى حافة السند، فرأى والدته ونساءه يصحن: بالله اقتلنا وخلصنا من الأسر. فأمر بهن فغرقن. وهذه من عجائب المصائب، نسأل الله حسن العواقب.
فلما سدت دونه المهارب وأحاطت به النوائب، فالسيوف وراءه، والبحر أمامه، فرفس فرسه في الماء على أنه يموت غريقا فعبر به فرسه ذلك النهر العظيم لطفا من الله به، وتخلص إلى تلك الجهة زهاء أربعة آلاف رجل من أصحابه حفاة عراة. ثم وصل إليه مركب من بعض الجهات وفيه مأكول وملبوس، فوقع ذلك منه بموقع. فلما علم صاحب الجودي أن جلال الدين وصل إلى بلاده طلبه بالفارس والراجل، فبلغ ذلك جلال الدين، فعظم عليه، لأن معه أصحابه مجرحين وضعفاء، فانجفل من مكانه، وأمر من معه من أصحابه أن كل جريح يقدر على الحركة فليصحبه، وإلا فليحز رأسه. وسار عازم على أن يقطع نهر

53
السند ويختفي بمن معه في بعض الجبال والأجام، ويعيشوا من الغارات. واعتقد الهنود أنه وقومه من التتار، فتأخر جلال الدين بمن معه من الجبل، وتقدم ملك الهند بجمعه، فلما رأى جلال الدين حمل عليه ملك الهند بجيشه، وثبت له جلال الدين إلى أن قاربه، فاستوفى عليه بسهم في فؤاده فسقط قتيلا وانهزم جيشه وحاز جلال الدين الغنائم والأموال فعاش بذلك.)
ثم رحل إلى سجستان، وأخذ ما له بها من الأحوال، وأنفق فيمن معه، وتماثل أمره.
وقال القاضي ابن واصل: كان جلال الدين بغزنة في ستين ألفا، فقصده عسكره جنكزخان في اثني عشر ألفا فكسرهم. فسير جنكزخان مع ابنه عسكرا، فوصل إلى كابل، فالتقى الجمعان فاقتتلوا قتالا عظيما فانهزمت التتار، وقتل خلق وأخذت أموالهم، ثم جرت فتنة لما يريده الله، وهو أن الأمير سيف الدين بغراق التركي كان شجاعا مقداما، وقع بينه وبين قرابة للسلطان أمر فتنة لأجل الغنيمة، فاقتتلوا فقتل أخو بغراق، فغضب، وقال: أنا أهزم الكفار ويقتل أخي على السحت. وفارق العسكر وقصد الهند فتبعه شطر الجيش فلاطفه السلطان جلال الدين، وسار بنفسه إليه، وذكر الجهاد وخوفه من الله، وبكى بين يديه فلم يرجع، وسار مغاضبا فوصل الخبر بوصول جنكزخان في جموعه، فتخير السطان وسار فوصل إلى ماء السند، وهو نهر كبير، فلم يجد من السفن ما يعبر فيه. وتبعه جنكزخان وألح في طلبه، فالتقى الجمعان واشتد الحرب حتى قيل: إن ما مضى من الحروب كان لعبا بالنسبة إليه، ودام القتال ثلاثة أيام، وقتل خلق من الفريقين وفي التتار أكثر، فتحيز التتر ونزلوا. وضعف المسلمون، وجاءتهم سفن فعبروا فيها، وما علموا بما أصاب التتار من القتل والجراح، ولو عرفوا لكدوا عليهم،

54
فنازلت التتر غزنة وملكوها لوقتها، فقتلوا وسبوا، ولم يبقوا على أحد، ثم أحرقوها.
4 (زواج صاحب ماردين من بنت المعظم))
وقال أبو شامة: فيها توجه الملك المعظم إلى أخيه الملك الأشرف، فاجتمع به بحران. ثم دعاه صاحب ماردين، فبالغ في الخدمة، وقدم له تحفا وزوج المعظم بنته الواحدة بناصر الدين صاحب ماردين.
4 (اقتراب التتر من بغداد))
وفيها جاءت الأخبار بان التتر قاربوا بغداد، فانزعج الخليفة، وأمر الناس بالقنوت، واستخدام، وأنفق وحصن البلد.
4 (استرداد دمياط من الفرنج))
وفي جمادى الآخرة استرد المصريون دمياط من الفرنج. ورجع المعظم من حران، وحضر معه الملك الأشرف بجيشه. قال أبو المظفر: فاجتمعت به وحرضت على نصرة الإسلام وقلت: المسلمون في ضائقة وإذا أخذ الفرنج الديار المصرية ملكوا إلى حضرموت، وعفوا آثار)
الحرمين وأنت تلعب اجتمعت به بسلمية، فقال: ارموا الخيام. فسبقته إلى حمص وبشرت المعظم، وأصبحت أطلاب الأشرف مارة على حمص، وجاء طلب الأشرف
، والله ما رأيت أجمل منه ولا أحسن رجالا وعدة، فاتفقا على أن يدخلا في السحر إلى طرابلس يشوشون على الفرنج. فأنطق الله الأشرف فقال: يا خوند عوض ما ندخل الساحل وتضعف خيلنا ويضيع الوقت ما نروح إلى دمياط ونستريح. فقال المعظم: قول

55
رماة البندق؟ قال نعم. فقبل المعظم قدمه. ونال الأشرف، فخرج المعظم يصيح: الرحيل إلى دمياط، وساق إلى دمشق، وتبعه العساكر، انتبه الأشرف فدخل الحمام، فلم ير حول مخيمه أحدا، فأخبروه فسكت، ثم سار فنزل القصير، فأقام أياما ثم عرض العساكر هو وأخوه، وجلسا في الطيارة، والناس يدعون لهما بالنصر.
وأما فرنج دمياط فإنهم خرجوا بالفارس والراجل، وكان البحر زائدا جدا، فجاءوا إلى ترعة فأرسوا عليها، وفتح المسلمون عليهم الترع من كل مكان، وأحدقت بهم عساكر الكامل، فلم يبق لهم وصول إلى دمياط، وجاء أصطول المسلمين فأخذوا مراكبهم، ومنعوا عنهم الميرة من دمياط، وكانوا خلقا عظيما، وانقطعت أخبارهم عن دمياط، وكان فيها مائة كند، وثمانمائة من الخيالة، صاحب عكا، ومن الرجالة ما لا يحصى. فلما عاينوا الهلاك أرسلوا إلى الكامل يطلبون الصلح ويسلمون إليه دمياط، فأجابهم، ولو طول روحه يومين لأخذ برقابهم. فبعث إليهم ولده نجم الدين أيوب وابن أخيه شمس الملوك، وجاءت ملوكهم إلى الكامل فتلقاهم وأنعم عليهم، فوصل إليه المعظم والأشرف بالجيوش في تلك الحال في رجب، فعمل الكامل سماطا عظيما، وأحضر ملوك الفرنج، ووقف في خدمته الأخوان والأمراء، وكان يوما مشهودا. وقام راجح الحلي الشاعر فأنشد قطعة مليحة منها:
* ونادى لسان الكون في الأرض رافعا
* عقيرته في الخافقين ومنشدا
*
* أعباد عيسى، إن عيسى وحزبه
* وموسى جميعا ينصران محمدا
* وأشار إلى الأخوة الثلاثة.

56
ثم سار الفرنج في البر والبحر إلى عكا، ورجعت العساكر.
4 (مصفاة الأشرف والكامل))
وأقام الأشرف بمصر وصافى أخاه بعدما كان في النفس ما فيها، واتفقا على المعظم.))
4 (ولاية العهد للخليفة))
وفيها كتب الخليفة إلى الآفاق بإعادة أبي نصر محمد إلى ولاية العهد.
4 (قضاء دمشق))
وفيها ولي قضاء دمشق جمال الدين المصري.
4 (بناء سور دمشق))
وعين لبناء سور دمشق مائتا ألف دينار، وقد ذرع فجاء دوره ستة آلاف ذراع
4 (طمع الفرنج بمصر))
قال المؤيد: طمعت الفرنج بأخذ الديار المصرية، وبذل لهم الكامل بيت المقدس، وعسقلان، وطبرية، وجبلة، وأماكن، فأبوا، ثم جاءته أمداد الشام والجزيرة، ونزل النصر.

57
4 (سنة تسع عشرة وستمائة.))
4 (الجراد بالشام))
قال أبو شامة: فيها ظهر بالشام جراد عظيم أكل الزرع والشجر. فأظهر الملك المعظم أن ببلاد العجم طيرا يقال له السمرمر يأكل الجراد، فأرسل الصدر البكري المحتسب، ورتب معه صوفية، وقال: تمضي إلى العجم فهناك عين يجتمع عليها السمرمر، فنأخذ من مائها في قوارير، وتعلقها على رؤوس الرماح، فإذا رآها السمرمر تبعك. وكان من مقصوده إلا أن بعثه إلى السلطان جلال الدين ابن علاء الدين ليتفق معه، وذلك لما بلغه اتفاق أخويه بمصر عليه.
فسار البكري واجتمع بجلال الدين، وقرر معه الأمور بأذربيجان، وجعله سندا له. فلما عاد ولاه مشيخة الشيوخ مع حسبة دمشق.
4 (كثرة الحجيج))
وفيها حج خلق كثير لكونها وقفة الجمعة، وازدحم الناس بمكة حتى مات جماعة، قال ابن بنت الجوزي: وحج من اليمن صاحب الملك المسعود ابن الكامل في عسكر عظيم، ومنع علم الناصر لدين الله أن يصعد الجبل، وأصعد علم أبيه، ولبس السلاح وقال لجنده: إن أصعدوا علم الخليفة فأسروه، وانهبوا البغاددة. ويقال: إنه أذن في العلم في آخر شيء، وبدا منه جبروت عظيم.
حكى لي شيخنا جمال الحصيري، قال: رأيته وقد صعد على قبة

58
زمزم وهو يرمي حمام مكة)
بالبندق، ورأيت غلمانه يضربون الناس بالسيوف في أرجلهم في المسعى ويقولون: اسعوا قليلا قليلا، فإن السلطان نائم سكران في دار السلطنة التي في المسعى، والدم يجري على ساقات الناس قال أبو شامة: استولى المسعود على مكة وبنى القبة على مقام إبراهيم، وكثر الجلب إلى مكة في أيامه، ولعظم هيبته قلت الأشرار، وأمنت الطرق.
4 (نقل تابوت العادل))
قال: وفيها نقل تابوت العادل إلى تربته، فأحضر إلى حصن الجامع وصلى عليه الخطيب الدولعي، وألقى الدرس بمدرسته القاضي جمال الدين المصري، وحضر السلطان الملك المعظم، وبحث، وجلس المدرس عن يسار السلطان، وعن يمينه شيخ الحنفية جمال الدين الحصيري، ويليه فخر الدين ابن عساكر شيخ الشافعية، ثم القاضي شمس الدين ابن الشيرازي، ثم محيي الدين ابن الزكي، وتحت المدرس السيف الآمدي، ثم القاضي شمس الدين ابن سني الدولة، ثم نجم الدين خليل قاضي العسكر. ودارت حلقة صغيرة، والخلق ملء الإيوان، وكان قبالة المعظم في الحلقة شيخنا تقي الدين ابن الصلاح.
4 (ملك صاحب الموصل قلعة شوش))
وفيها ملك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل قلعة شوش على مرحلتين من الموصل، وكان صاحبها عماد الدين زنكي قد سار إلى أزبك بن البلهوان سلطان أذربيجان، وخدم معه، وأقطعه خبزا، وأقام عنده.

59
4 (استيلاء التتار على القفجاق))
وفيها استولت التتار على بلاد القفجاق.
4 (خروج غياث الدين لتقال جلال الدين.))
وفيها، أو في حدودها، بلغ جلال الدين ابن خوارزم شاه أن شمس الدين أيتمش قاصده في ثلاثين ألف فارس ومائة ألف راجل، فتجلد جلال الدين على ملتقاه، وسار، وقدم قدامه جهان بهلوان أزبك، فخالفه يزك أيتمش فهجم على جماعة منهم، وحضر إلى جلال الدين من أعلمه، ثم وصل بعد ذلك رسول أتيمش يطلب الصلح ويقول: ليس يخفى عليك ما وراءنا من عدو الدين وأنت سلطان المسلمين وابن سلطانهم، وإن رأيت أن أزوجك ابنتي. فمال السلطان جلال)
الدين إلى ذلك ولم يضر من ذلك حاله.
ثم جاءته الأخبار أن أيتمش وقباجة وسائر ملوك الهند قد اتفقوا على جلال الدين، وأن يمسكوا عليه حافة البحر، فعظم ذلك عليه، واستتاب جهان على ما ملكه من الهند، وسار إلى العراق وقاسى الشدائد والمشاق في تلك البراري التي بين الهند وكرمان، فوصل في أربعة آلاف منهم من هو راكب البقر والحمير وذلك في سنة إحدى وعشرين وستمائة. ثم قدم شيراز فأتاه الأتابك علاء الدولة مذعنا بالطاعة، لأنه كان قد استوحش من أخيه غياث الدين، فرغب جلال الدين فيه، وخطب بنته، فزوجه بها، واستظهر جلال الدين بمصاهرته. ثم رحل إلى إصبهان ففرحوا بقدومه واخرجوا له الخيل والسلاح، فلما بلغ غياث الدين توسطه في البلاد وركب إليه في ثلاثين ألف فارس، فرجع جلال الدين عند ذلك أيسا مما كان يؤمله، وسير إلى غياث الدين رسولا يقول: حتى ضاقت علي الأرض بما رحبت، قصدتك لأستريح عندك أياما، وحيث علمت أن ما عندك للضيف غير

60
السيف رجعت، فلما بلغت غياث الدين الرسالة، عاد عما كان عزم عليه من قتال أخيه جلال الدين، وتفرقت عساكره.
وكان جلال الدين قد سير مع رسوله عدة خواتيم يوصلها إلى جماعة الأمراء، منهم من تناول الخاتم وسكت وأجاب إلى القدوم عليه، ومنهم من سارع بالخاتم إلى غياث الدين فغضب وقبض على الرسول، فركب جلال الدين ثلاثة آلاف، وأسرع حتى أناخ بغياث الدين وهو على غير أهبة للمصاف، فركب فرس النوبة وهرب. ودخل جلال الدين خيمة غياث الدين وبها والدة غياث الدين، فزاد في احترامها، وأنكر هروبه وقال: ما بقي من بني أبي سواه. فسيرت والدته خلفه، فعاد إليه فأكرمه.
وحضر إلى باب جلال الدين من كان بخرسان والعراق ومازندران من المتغلبين على البلاد، ففرق العمال على البلاد، وسار نحو خوزستان، وسير رسولا إلى بغداد، فأكرموه وفرحوا بسلامة جلال الدين في مثل هذا الوقت الصعب.

61
4 (سنة عشرين وستمائة))
عودي الأشرف من مصر قال أبو شامة: فيها عاد الملك الأشرف من مصر فالتقاه المعظم وعرض عليه النزول بالقلعة، فامتنع ونزل بجوسق والده العادل، وبدت الوحشة بين الإخوة الثلاثة، وأصبح الأشرف رحل)
من السحر، ونزل على ضمير، ثم سار إلى حران، وكان قد استناب أخاه شهاب الدين غازي ميافارقين على خلاط، وجعله ولي عهده ومكنه من بلاده، فسولت له نفسه العصيان، وحسن له ذلك الملك المعظم، وكاتبه، وأعانه. وكذا كاتبه صاحب إربل وقالوا: نحن وراءك. فأرسل الأشرف إلى غازي يطلبه فامتنع، فأرسل إليه: يا أخي لا تفعل، وأنت ولي عهدي والبلاد بحكمك. فأظهر العصيان، فجمع الأشرف عساكره وعسكر حلب، وقصد خلاط.
4 (الوقعة بين التتار والقفجاق والروس.))
وقال ابن الأثير: فهيا كانت الوقعة بين التتار الذين جازوا دربند، وبين القفجاق والروس، وصبر الفريقان أياما، ثم انهزم القفجاق والروس، ولم يسلم منهم إلا اليسير.
والحمد لله.

62
5 (الطبقة الثانية والستون وفيات))
4 (وفيات سنة إحدى عشرة وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن علي بن أحمد بن محمد بن عبيد الله بن ودعة.))
أبو العباس، أبو علي البغدادي، النصري، الخباز، المعروف بابن دادا.
سمع: أحمد بن منصور المؤمل الغزال، والمبارك بن كامل بن جبيش.
وكان يذكر أنه سمع من قاضي المارستان، وأنه ولد قبل العشرين وخمسمائة.
روى عنه الدبيثي، وابن النجار.
4 (أحمد ابن القاضي أبي يعلى محمد ابن القاضي أبي خازم محمد بن

63
القاضي الكبير أبي يعلى))
محمد بن الحسين بن الفراء.
أبو العباس الحنبلي، البغدادي، المعدل.
ولد بواسط بعد الأربعين إذ أبوه قاضيها.
وسمع من: سعيد ابن البناء، وأبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الوقت، وغيرهم.
وهو من بيت القضاء والعلم والحديث. كتب بخطه كثيرا لنفسه وللناس.
وتوفي في الثاني والعشرين من شعبان.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن النجار، والطلبة.
وأجاز لابن مسدي، وجماعة.))
4 (أحمد بن محمد بن إبراهيم.))
أبو جعفر الخشني، القرطبي، المعروف بالآجري. وأجر حصن بالأندلس بقرب قرطبة.
أخذ القراءات عن أبي خالد المرواني. وحج فسمع من أبي الطاهر إسماعيل بن عوف، وأبي عبد الله الحضرمي.
وأقرأ، وحدث.

64
4 (أحمد بن محمد بن حسن بن عبد الملك.))
أبو جعفر الفهري، المرسي، القرطاجني.
أخذ قراءتي نافع وابن كثير عن أبي الحسن بن هذيل. وأقرأ القراءات.
وتوفي في ربيع الأول.
4 (أحمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أبي المطرف بن سعيد بن جرج.))
أبو القاسم القرطبي.
سمع مصنف النسائي على أبي جعفر البطروجي. وسمع صحيح مسلم من أبي إسحاق بن ثبات.
حدث عنه ابن الطيلسان، وقال: توفي في رجب وله تسعون سنة وأشهر.
قلت: هذا من كبار الرواة بقرطبة. أجاز لابن مسدي.
4 (أحمد بن هبة الله بن العلاء.))
أبو العباس المخزومي، البغدادي، ابن الزاهد أبي المعالي.

65
أديب بارع، وشاعر محسن تأدب على ابن الخشاب. وسمع من عبد الوهاب الأنماطي، وجماعة.
روى عنه: العماد الكاتب من شعره، وابن الدبيثي، وابن النجار.
نيف على الثمانين، وتوفي في رجب.
4 (إبراهيم ابن الفقيه علي بن أبي بكر محمد بن المبارك بن أحمد بن بكروس.))
الفقيه أبو محمد الحنبلي، المعدل.
تفقه على أبيه وعمه أبي العباس أحمد، وسمع منهما، ومن أبي الفتح ابن البطي. وحدث.
وتوفي في عشر الستين.)
وقد درس، وأفتى، وناظر، وكتب الكثير، وعني بالحديث أتم عناية ثم إنه انخلع من ذلك، وصار صاحب خبر بباب النوبي، ولبس الثوب المزند، وتقلد السيف، وظلم وفتك، وكان آخر أمره أن ضرب حتى مات، ورمي في دجلة.

66
4 (إبراهيم بن يوسف بن محمد بن دهاق.))
أبو إسحاق الأوسي المالقي، المعروف بابن المرأة.
روى الموطأ عن أبي الحسن بن حنين، وعلي بن إسماعيل بن حرزهم.
قال الأبار: وكان فقيها، حافظا للرأي، أديبا، غلب عليه علم الكلام فرأس فيه. وشرح كتاب الإرشاد لأبي المعالي الجويني، وصنف كتابا في الإجماع. وكانت العامة حزبه. وأقرأ علم الكلام بمرسية.
4 (حرف الباء))
4 (بدر بن جعفر بن عثمان.))
أبو النجم النميري، الواسطي، الضرير، الشاعر.
كان من كبار الشعراء بالعراق.
توفي في رمضان عن أربع وسبعين سنة.

67
4 (حرف التاء))
4 (تاج النساء، أخت زاهر بن رستم الإصبهاني:))
سكنت مكة، وكانت مقدمة الصوفيات. وعاشت بضعا وتسعين سنة.
وروت بالإجازة عن أبي المنصور عبد الرحمن بن زريق القزاز، وأبي الحسن بن عبد السلام.
روى عنها ابن خليل.
وتوفيت بمكة.
4 (حرف الحاء))
4 (الحسين بن محمد بن أحمد بن عبيد الله بن الحسين.))
أبو الفضل الآمدي، ثم الواسطي، العدل.
سمع من جده أبي محمد أحمد بن عبيد الله.
وحدث ببغداد والموصل.))
4 (حمزة بن إبراهيم بن عبد الله.))
أبو يعلى الدمشق، الجوهري، الخياط بالمزة، الزاهد.
تحدث عن: أبي يعلى حمزة بن كروس، وأبي القاسم بن عساكر، وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني.
روى عنه: الضياء المقدسي.
وتوفي في ربيع الأول.
4 (حرف الدال))
4 (دلدرم، الأمير الكبير بدر الدين الياروقي.))

68
صاحب تل باشر. ورخه أبو شامة. وعمل عزاءه بحلب. وكان مقدم الجيوش الحلبية مدة.
4 (حرف الزاي))
4 (زيد بن ثابت بن مقلد بن هداب))
أبو عبد الله البغدادي، الوراق.
سمع من: المبارك بن كامل بن حبيش، وعلي بن المبارك الجصاص.
وتوفي في شعبان.
4 (حرف السين))
4 (سالم بن أحمد بن سالم بن أبي الصقر.))
أبو المرجى البغدادي، النحوي، العروضي.
أخذ الأدب عن جماعة، ومدح بالشعر غير واحد.
وتوفي في ذي القعدة.
4 (سعد الله بن محمد بن سعد الله بن عبد الباقي بن مجالد.))
أبو محمد البجلي، الكوفي.

69
سمع من عمه يحيى بن سعد الله الكوفي.
وحدث من بيته جماعة.
4 (حرف الصاد))
4 (صالح بن سعيد بن إسماعيل بن الحسين.))
)
أبو التقى الفهري، القرشي، العياضي، المصري، المعروف بابن قادوس.
ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وأجاز له عبد الله بن رفاعة، وجماعة.
وولي الخطابة بالجامع الذي بسفح المقطم مدة.
وتوفي في رمضان.
روى عنه: الزكي المنذري.
4 (صلف بنت أبي البركات بن أبي حرب الواسطي.))
أم الخير الواعظة.
صحبت الشيخ أبا النجيب السهروردي، وسمعت معه من أبي الوقت.
وحدثت.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن إبراهيم بن الحسن بن منتال.))
أبو محمد الأندلسي، المربيطري، الوراق.

70
سمع من أبي العطاء بن نذير، وجماعة. وحج، فسمع ببجاية من أبي محمد عبد الحق الإشبيلي، وبالإسكندرية من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي.
قال الأبار: وكتب علما كثيرا بخطه على رداءته. وكان يتجر في الكتب. ولد قبل الخمسين وخمسمائة، وتوفي في ذي القعدة، وأجاز لي.
4 (عبد الله بن الحسن بن أحمد بن يحيى.))
أبو بكر ابن القرطبي، الأنصاري، الأندلس، المالقي.
سمع: أباه أبا علي، وأبا بكر بن الجد، وأبا عبد الله بن زرقون، وأبا القاسم بن حبيش، وخلقا نحوهم. وأجاز له أبو مروان بن قزمان، وابن هذيل، وجماعة.
وعني بالحديث، وروى العالي والنازل.
قال الأبار: وكان من أهل المعرفة التامة بصناعة الحديث والبصر بها والإتقان والحفظ لأسماء الرجال، والتقدم في ذلك، مع المعرفة بالقراءات، والمشاركة في العربية، وقد نوظر عليه في كتاب سيبويه. ورث براعة الحديث عن أبيه، ولم يكن أحد يدانيه في الحفظ والجرح والتعديل)
إلا أفراد من عصره. قال أبو محمد ابن حوط الله: المحدثون بالأندلس ثلاثة: أبو محمد ابن القرطبي،

71
وأبو الربيع بن سالم، وسكت عن الثالث. فيرونه عني نفسه. قلت: ولم يكن أبو القاسم الملاحي بدونهم. وكان ابن القرطبي كريم الخلال، محببا إلى الناس، معظما في نفوس الخاصة والعامة. أخذ الناس عنه وانتفعوا به، وفاتني أن ألقاه. توفي بمالقة في ربيع الآخر. وولد سنة ست أو ثمان وخمسين وخمسمائة، رحمه الله.
قلت: وقد اختص بأبي القاسم السهيلي ولازمه، وولي خطابة مالقة.
4 (عبد الله بن المبارك بن عبيد الله بن الحسن.))
أبو القاسم الصوفي، البغدادي، البزاز.
سمع من: نصر بن نصر العكبري، وأبي الوقت السجزي، وغيرهما.
وحدث.
وتوفي في ثالث شعبان.
4 (عبد السلام ابن الفقيه عبد الوهاب ابن الشيخ عبد القادر الجيلي.))
ركن الدين، أبو منصور الذي أحرقت كتبه وتكلموا فيه.

72
وكان صديقا لعلي ابن جمال الدين ابن الجوزي، والجامع بينهما قلة الدين.
قال شمس الدين أبو المظفر الواعظ: قال لي خالي أبو القاسم علي يوما بعد موت جدي بيسير: لي صديق يشتهي أن براك، ولم يعرفني من هو، فمشيت معه، فأدخلني دارا فشممت رائحة الخمر، وإذا الركن بعد السلام وعنده مردان، وهو في حالة قبيحة، فلم أقعد، وخرجت، فصاح خالي والركن، فلم ألتفت، فتبعني خالي وقال: خجلتني من الرجل فقلت: لا جزاك الله خيرا وأغلظت له.
ولد الركن في سنة ثمان وأربعين. وسمع من جده، وابن البطي، وجماعة. وقرأ بنفسه، وكتب.
وأنكر عليه نظره في علم النجوم. ثم درس بمدرسة جده وغيرها. وولي عدة ولايات.
وتوفي في ثالث رجب.
قال ابن النجار: ظهر عليه أشياء بخطه من العزائم وتبخير الكواكب ومخاطبتها بالإلهية، وأنها المدبرة للخلق، فأحضر وأوقف على ذلك، فأقر أنه كتبه معجبا لا معتقدا، فأحرق ذلك مع كتب بخطه في الفلسفة، وكان يوما مشهودا وذلك في سنة ثمان وثمانين. وسلم ما كان بيده في)
المدرستين إلى ابن الجوزي. ثم بعد مدة أعيدتا إليه. ثم بعد الستمائة رتب عميدا ببغداد مستوفيا للمكس وللضرائب، ومكنت يده، وشرع في الظلم والعسف. ثم بعد مدة حبس وغرم وخمل.
سمع من أحمد بن المقرب، ومن جده. ولم يحدث بشيء. وكان لطيف الأخلاق، ظريفا، إلا أنه فاسد العقيدة. عاش ثلاثا وستين سنة.

73
4 (عبد العزيز بن أبي نصر محمود بن المبارك بن محمود))
الحافظ أبو محمد ابن الأخضر الجنابذي الأصل، البغدادي، التاجر، البزاز.
ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وسمع سنة ثلاثين وخمسمائة وبعدها وهلم جرا. وكتب الكثير، وعني بالفن أتم عناية.
سمع من: أبي بكر قاضي المراستان، وأبي القاسم ابن السمرقندي، ويحيى ابن الطراح، عبد الله الأنماطي، وعبد الجبار بن توبة، وأبي منصور بن خيرون، وأبي الحسن بن عبد السلام وأبي سعد البغدادي، وأبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وخلق كثير. وحصل الأصول، وغالى في أثمانها.
وحدث نحوا من ستين سنة، وصنف تصانيف مفيدة. وكان حافظ العراق في زمانه، وكانت له حلقة بجامع القصر للحديث. وتخاريجه تدل على حفظه وتبحره. وكان ثقة، صالحا، دينا، عفيفا.

74
وكان والده قد سمع من إسماعيل بن ملة، وحج سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وله أربعون سنة، فلم يرجع وعدم.
قال الدبيثي: لم أر في شيوخنا أوفر شيوخا منه، محمد ولا غزر سماعا وحدث بجامع القصر سنين كثيرة.
وقال ابن نقطة: كان ثبتا، ثقة، مأمونا، كثير السماع، واسع الرواية، صحيح الأصول، منه تعلمنا واستفدنا، وما رأينا مثله.
قلت: روى عنه الحفاظ: ابن نقطة، والدبيثي، وابن النجار، والضياء، والبرزالي، وابن خليل، والزين خالد بن محمد بن بيتمان الهمذاني، ومحمد بن نصر بن عبد الرزاق الجيلي، وعلي بن ميران سبط العاقولي، والعفيف علي بن عدلان الموصلي النحوي، وعلي بن محمد بن زريق، وأحمد بن الحسين الداري، الخليلي، ومحمد بن سعيد بن النشف الواسطي، والجمال يحيى ابن)
الصيرفي، والنجيب عبد اللطيف وأخوه العز عبد العزيز، والنجيب مقداد بن أبي القاسم القيسي، والعلم أبو محمد القاسم بن أحمد الأندلسي، وإسرائيل بن أحمد القرشي، وابنه علي بن الأخضر، وخلق سواهم.
وتوفي في سادس شوال.
قال ابن النجار: سمعه أبوه من جماعة، وأول طلبه من الأرموي وابن ناصر، وما زال يسمع حتى قرأ على شيوخنا. كتب كثيرا لنفسه، وتوريقا للناس في شبابه. قرأت عليه كثيرا في حلقته وفي حانوته للبز بخان الخليفة. وكان ثقة، حجة، نبيلا. ما رأيت في شيوخنا مثله في كثرة مسموعاته، وحسن أصوله، وحفظه، إتقانه. وكان أمينا، ثخين الستر، متدينا، ظريفا.

75
قلت: وأجاز للكمال عبد الرحمن المكبر.
4 (عبد الكريم بن أحمد بن محمد))
الإمام أبو الفضل القرشي، البوازيجي الضرير، المقرئ، نزيل الموصل.
قرأ بها القراءات على يحيى بن سعدون. وتفقه على يونس بن منعة الإربلي، وسمع المقامات من أبي سعد محمد بن علي الحلي صاحب الحرير. وسمع من تاج الإسلام ابن خميس.
قرأ عليه بالروايات تقي الدين أحمد بن نوفل النصيبي. وروى عنه ولده عز الدين محمد بن عبد الكريم ويعرف بابن حزمية.
مات في هذا العام بالموصل. أرخه الفرضي.
4 (عبد اللطيف بن محمد بن ثابت.))
الخطيب أبو القاسم الخوارزمي، ثم الإصبهاني.
ولد في سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وسمع حضورا من زاهر الشحامي. وسمع من فاطمة بنت البغدادي.
روى عنه: الضياء، وابن خليل، وجماعة، والزكي البرزالي. وأجاز للشيخ الفجر، وللشيخ شمس الدين عبد الرحمن، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، وجماعة.

76
ورخه الضياء.
4 (علي بن عبد الله بن أبي البركات فضل الله بن محمد بن محمد بن مخلد.))
القاضي الأجل، أبو المكارم الأزدي، المخلدي، الواسطي، المعدل، المعروف بابن الجلخت.)
ولد سنة ثلاثين وخمسمائة.
وسمع بواسط من: عم أبيه أبي الكرم نصر الله بن محمد بن محمد، وأبي عبد الله محمد بن علي الجلابي.
وحدث ببغداد، وواسط. وكان من بقايا الرواة المسندين. وولي نيابة الحكم بواسط.
وسمع منه: يوسف بن محمد بن بختيار، ومحمد بن أحمد الزهري، وأبو عبد الله الدبيثي، وجماعة.
توفي في ثاني شوال، وقد نيف على الثمانين.
4 (علي بن علي بن أبي السعادات المبارك بن الحسين بن نغوبا.))
أبو المظفر الواسطي العدل.
ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: جده أبي السعادات، وعلي ابن البسري، ومن أبي الكرم نصر الله ابن الجلخت، وأبي عبد الله الجلابي.

77
وكان شيخا جليلا مسندا.
سمع أيضا ببغداد من: أبي الفضل بالأرموي، وابن ناصر، وأنوشتكين الرضواني، وعبد الباقي بن أحمد النرسي.
وهو أخو أبي بكر عبد الله، وأبي المعالي عبيد الله.
سمع منه: أحمد بن طارق، وجعفر بن محمد العباسي، وتميم البندنيجي، وأبو عبد الله الدبيثي، وجماعة.
وتوفي بمارستان واسط في سادس عشر رمضان.
4 (علي بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن موسى.))
الفقيه أبو الحسن الخزرجي، الإشبيلي، ثم الفاسي المعروف بالحصار.
أخذ عن: أبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله محمد بن حميد.
وكان إماما فاضلا، كثير التصانيف، بارعا في أصول الفقه. حج، وجاور، وصنف في أصول الفقه كتابا في الناسخ والمنسوخ، وكتاب البيان في تنقيح البرهان. وله أرجوزة في أصول الدين شرحها في أربع مجلدات. وله شعر حسن.)
روى عنه زكي الدين المنذري، وقال: توفي بالمدينة النبوية في شعبان. وأجاز لابن مسدي، وقال: وقفت له على كتاب سماه: تقريب المدارك في رفع الموقوف ووصل المقطوع من حديث مالك، اختصر فيه بعض معاني كتاب التمهيد لابن عبد البر.
علي بن محمد بن أبي تمام.

78
أبو الحسن القرطبي الطائي.
قرأ علي أبيه الموطأ بروايته عن أبي عبد الله ابن الطلاع، وأبي الوليد بن رشد. وأخذ القراءات والعربية عن أبي محمد بن دحمان.
وكان إماما فاضلا ورعا.
توفي في ذي القعدة.
4 (علي بن محمود بن الحسن بن هبة الله ابن النجار.))
أبو الحسن أخو الحافظ محب الدين محمد ابن النجار البغدادي.
قتل في ليلة خامس عشر رمضان عن سبع وأربعين سنة، وكان قد سمع من ابن الجوزي، وجماعة، وولي النظر على الأيتام.
وكان بارعا في الحساب والفرائض.
4 (علي بن المفضل بن علي بن أبي الغيث مفرج بن حاتم بن الحسن بن جعفر.))
العلامة الحافظ شرف الدين أبو الحسن ابن القاضي الأنجب أبي المكارم

79
اللخمي، المقدسي الأصل، الإسكندراني الفقيه المالكي، القاضي.
ولد في ذي القعدة سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
وتفقه بالثغر على: الإمام أبي طالب صالح بن إسماعيل ابن بنت معافى، والإمام أبي الطاهر بن عوف، وأبي محمد عبد السلام بن عتيق السفاقسي، وأبي طالب أحمد بن المسلم اللخمي التنوخي. وسمع منهم، ومن السلفي فأكثر عنه وانقطع إليه وتخرج به، ومن أبي عبيد نعمة الله بن زيادة الله الغفاري، وهو من قدماء شيوخه، حدثه عن عيسى بن أبي ذر الهروي. وسمع أيضا من: أبي الضياء بدر الخداداذي، وسالم بن إبراهيم الأموي، ومحمد بن علي بن خلف، وعبد الرحمن بن خلف الله المقرئ، وطائفة.
وقدم مصر سنة أربع وسبعين فشهد بها عند قاضي القضاة أبي القاسم بعد الملك بن درباس.)
وسمع من: العلامة عبد الله بن بري، وعلي بن هبة الله بن عبد الصمد الكاملي، وهبة الله ابن الطوير، ومحمد بن علي الرحبي، وطائفة.
وقدم مصر سنة أربع وسبعين فشهد بها عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الملك بن درباس.
وسمع من: العلامة عبد الله بن بري، وعلي بن هبة الله بن عبد الصمد الكاملي، وهبة الله ابن الطوير، ومحمد بن علي الرحبي، وطائفة.
وجاور بمكة، وسمع بالحجاز من: أحمد ابن الحافظ أبي العلاء العطار، وأبي سعد عبد الواحد بن علي الجويني، وجماعة.
وحدث بالحرمين، ومصر، والثغر. وناب في القضاء بالإسكندرية مدة، ودرس بالمدرسة المعروفة به، ودرس بالقاهرة بالمدرسة الصاحبية إلى حين وفاته.
وكان إماما بارعا في المذهب، مفتيا، محدثا حافظا، له تصانيف مفيدة في الحديث، وغيره.
وكان ورعا خيرا، حسن الأخلاق، كثير الإغضاء متفننا في العلم، كبير القدر، عديم النظير.
روى عنه: الزكي البرزالي، والزكي المنذري، والرشيد العطار، والعلم عبد الحق بن مكي ابن الرصاص، والشرف عبد الملك بن نصر الفهري الفوي اللغوي، والمجد علي بن وهب ابن دقيق العيد المالكي، وإسحاق بن ملكويه

80
الصوفي، ومحتسب الإسكندرية الحسن بن عثمان القابسي، والجمال محمد بن سليمان الهواري التونسي، ومحمد بن مرتضى بن أبي الجود، والشهاب إسماعيل القوصي، والشرف عمر بن عبد الله السبكي ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان والنجيب أحمد بن محمد بن الحسن السفاقسي، والمحيي عبد الرحيم بن عبد المنعم ابن الدميري، وخلق سواهم.
قال الحافظ المنذري: وكان رحمه الله جامعا لفنون من العلم حتى قال بعض الفضلاء لما مر به محمولا على السرير ليدفن: رحمك الله يا أبا الحسن، فقد كنت أسقطت عن الناس فروضا.
قال: وتوفي في مستهل شعبان بالقاهرة، ودفن من يومه بسفح المقطم.
وله رحمه الله مقاطيع مليحة منها:
* ولمياء تحيي من تحيي بريقه
* كأن مزاج الراح بالمسك من فيها
*
* وما ذقت فاها غير أني رويته
* عن الثقة المسواك وهو موافيها
*)
وله:
* أيا نفس بالمأثور عن خير مرسل
* وأصحابه والتابعين تمسكي
*
* عساك إذا بالغت في نشر دينه
* بما طاب من نشر له أن تمسكي
*
* وخافي غدا يوم السحاب جهنما
* إذا لفحت نيرانها أن تمسكي
* قلت: ليت نفسه قبلت منه، وتمسكت بإمرار الصفات من غير تأويل
4 (علي بن أبي بكر الهروي، الزاهد السائح.))

81
تقي الدين الذي طوف الأقاليم.
وكان يكتب على الحيطان، فقل ما تجد موضعا مشهورا في بلد إلا وعليه خطه.
ولد بالموصل، واستوطن في آخر عمره حلب، وله بها رباط. وله تواليف حسنة. وكان يعرف سحر السيمياء، وبه تقدم عند الظاهر صاحب حلب، وبنى له مدرسة بظاهر حلب، فدرس بها.
وصنف خطبا، ودفن في قبة المدرسة في رمضان.
قال فيه القاضي ابن خلكان: كاد يطبق الأرض بالدوران، ولم يترك برا ولا بحرا ولا سهلا، ولا جبلا مما يمكن رؤيته إلا رآه وكتب خطه في حائط ذلك الموضع، وبه ضرب المثل ابن شمس الخلافة فقال في رجل يستجدي بالأوراق:
* أوراق كديته في بيت كل فتى
* على اتفاق معان واختلاف روي
*
* قد طبق الأرض من سهل إلى جبل
* كأنه خط ذاك السائح الهروي.
* قال جمال الدين ابن واصل: كان عارفا بأنواع الحيل والشعبذة، صنف خطبا وقدمها للناصر لدين الله، فوقع له بالحسبة في سائر البلاد، وإحياء ما شاء من الموات والخطابة بحلب. وكان هذا التوقيع بيده له به شرف، ولم يباشر شيئا من ذلك.
قلت: سمع من عبد المنعم الفراوي تلك الأربعين السباعية.

82
روى عنه الصدر البكري، وغيره. ورأيت له كتاب المزارات والمشاهد التي عاينها في الدنيا فرأيته حاطب ليل وعنده عامية، لكنه دور الدينا، ودخل إلى جزائر الفرنج، ورأى العجائب.
4 (عمر بن يوسف بن محمد بن نيروز.))
أبو حفص البغدادي المقرئ.
ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.)
وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي، وغيره. وسمع من أبي الفتح ابن البطي، ويحيى بن ثابت، وجماعة.
ويعرف بصاحب ابن الشعار.
روى عنه الدبيثي، وقال: كان خيرا ثقة، توفي في تاسع جمادى الأولى. وكان ختن شيخنا محمود بن نصر الشعار.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن الحسن.))

83
أبو عبد الله الدوري.
قرأ القراءات الكثيرة على بدل بن أبي طاهر الجيلي، ويعقوب بن يوسف الحربي ونصر الله بن علي ابن الكيال.
وتوفي في جمادى الأولى.
4 (محمد بن خلف بن إبراهيم بن أيوب بن إبراهيم بن عبادة بن بالغ.))
أبو بكر وأبو عبد الله القرشي، الهاشمي، الأندلسي.
من أهل بسطة، وخطيبها.
روى عن: أبي عبد الله ابن الفرس، وإبراهيم بن منبه، وعبد الرحمن بن القصير، وعلي بن عبد العزيز بن مسعود.
وولي قضاء بسطة فحمدت سيرته. وأقرأ القرآن، وحدث. وكان ورعا متقنا.
روى عنه: أبو القاسم الملاحي، وغيره.
وعاش ستا وثمانين سنة.
4 (محمد بن داود بن عثمان الدربندي، الصوفي، الصالح.))
سمع: أبا طاهر السلفي.
حدث بدمشق، وبالخليل، وأقام به يخدم بمعلوم له، وبه توفي في ربيع الأول.
روى عنه الزكيان: البرزالي والمنذري، وابن خليل، والشهاب القوصي، وقال: ولد بدربند سنة ثلاثين خمسمائة، ولقيته بالخليل سنة إحدى وتسعين وخمسمائة.
4 (محمد بن العباس بن يحيى بن أبي تمام محمد ابن نور الهدي الحسين بن محمد.))
)

84
الشريف الزاهد، أبو تمام الزينبي، الهاشمي، البغدادي.
ولد سنة ثلاث وثلاثين.
وسمع من أبي المعالي اللحاس، ولم يسمع في صغره.
وكان زاهدا عابدا، كبير الشأن، كثير المجاهدة، انقطع إلى العبادة في مسجد جده نور الهدى.
روى عنه: الدبيثي.
4 (محمد بن عبد الغني بن إبراهيم.))
القاضي أبو عبد الله ابن المنجم الربعي، الشافعي، الصواف، المصري.
سمع: أبا طاهر السلفي، وأبا عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت ابن الكيزاني.
روى عنه: الحافظ عبد العظيم المنذري، وغيره.
وتوفي في عاشر رمضان.
4 (محمد بن علي.))
أبو العشائر ابن التلولي اللبان، الحنبلي.
قرأ القراءات والفقه. وسمع من ابن البطي، وجماعة.
روى عنه ابن النجار.
ومات في السجن بواسط في شوال.
4 (محمد بن علي بن نصر ابن البل.))

85
أبو المظفر الدوري، الواعظ ابن الحنبلي.
ولد سنة سبع عشرة خمسمائة.
وكان يمكنه السماع من هبة الله بن الحصين. ولكنه إنما قدم بغداد شابا فسمع من أحمد ابن الطلاية، وابن ناصر، والوزير أبي نصر المظفر بن عبد الله بن جهير، وجماعة.
وكان يتكلم في الوعظ.
شاخ وعجز عن الحركة.
وكان شيخا صالحا متعبدا.
روى عنه الدبيثي وقال: توفي في شعبان.
وقال أبو شامة: كان ابن البل يضاهي أبا الفرج ابن الجوزي حتى قيل له: إيما أعلم أنت أم أبو)
الفرج فقال: ما أرضاه يقرأ علي الفاتحة فبلغ ذلك ابن الجوزي، فقال: ما أقرأ عليه الفاتحة بل اقرأ عليه: قل هو الله أحد. وكان يتعصب له حاكة قطفتا، ويحضره خلق كثير، إلى أن جرت لولده خصومة مع بعض غلمان الجهة أم الخليفة، فاستطال عليه، وأعانه والده فمنع من الوعظ وإلى أن مات.
وأنشد عنه ابن النجار لنفسه:

86
* يتوب على يدي قوم عصاة
* أخافتهم من الباري ذنوب
*
* وقلبي مظلم من طول ما قد
* جنى فأنا على يد من أتوب
*
* كأني شمعة ما بين قوم
* تضيء لهم ويحرقها اللهيب
* وهو والد عائشة بنت محمد ابن البل.
4 (محمد بن عبد الجبار.))
أبو عبد الله القيسي، الداني، نزيل بلنسية.
أخذ القراءات عن أبي جعفر بن طارق. وسمع كثيرا من ابن النعمة.
وكان مجودا محققا ورعا.
مات في رمضان.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن معالي القزويني الواريني.))
ووارين قبيلة بقزوين.
أجاز له محمد الفراوي. وسمع سنن ابن ماجة من ملكداد العمركي، بسماعه من البغوي.
مات بقزوين في ذي الحجة.

87
4 (محمد بن عيسى بن بكرة الجصاص.))
أبو الفتح.
بغدادي، طالب حديث.
سمع من: يحيى بن ثابت، وأبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وأبي محمد ابن الخشاب، وطائفة.
وحدث بالموصل، وإربل، والجزيرة.
وتوفي برأس عين، أو بغيرها، في جمادى الأولى.)
قال ابن النجار: كان صدوقا، متعففا، دينا.
4 (محمد بن محمد بن سرايا بن علي.))
أبو عبد الله الموصلي، البلدي، العدل، الكاتب.
ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الوقت السجزي، وأبي زرعة بن طاهر.
وحدث بالموصل.

88
وتوفي في جمادى الأولى.
روى عنه البرزالي، والضياء محمد. واليلداني، والقوصي وقال: باشر الديوان بالموصل، وكان أحد الفضلاء المذكورين بالبيان، ثم لازم بيته، سمعت منه بدمشق مسند عبد بن حميد.
4 (محمد بن أبي حامد محمد ابن الحافظ أبي مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد.))
أبو بكر الإصبهاني، الجوباري، المعروف بابن كوتاه.
سمع من: جده، ومن أبي عبد الله الرستمي، ومسعود الثقفي، وقبلهم من إسماعيل بن علي الحمامي.
روى عنه الحافظ عبد العظيم، لقيه بمكة، وقال: سألته عن مولده فقال سنة أربع وأربعين وخمسمائة، وتوفي في العشر الوسط من رمضان بنواحي إصبهان.
قلت: وروى عنه الدبيثي، والبرزالي، والضياء. وأجاز لجماعة من شيوخي.
وجوبار: محلة.
4 (محمد بن محمد.))

89
القاضي أبو عبد الله المخزومي، المصري، المعروف بالعاقد.
قال الحافظ عبد العظيم: توفي في عاشر رمضان، وله خمس وثمانون سنة.
حدث بكتاب العنوان في القراءات. ورأيته ولم يتفق لي السماع منه.
4 (محمد بن معالي بن غنيمة.))
أبو بكر البغدادي المأموني، المقرئ، الفقيه، المعروف بابن الحلاوي، الحنبلي.
من كبار أصحاب أبي الفتح ابن المني. وكان إماما، مفتيا، متعبدا، ورعا، صالحا، خيرا، عارفا بالمذهب.)
ولد بعد الثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفتح الكروخي، وابن ناصر، وأبي القاسم ابن البناء، وأبي بكر ابن الزاغوني.
وحدث، وأقرأ، وأم بمسجد المأمونية.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن النجار، والضياء، وغيرهم.
وتوفي في الثامن والعشرين من رمضان.
وعليه تفقه مجد الدين ابن تيمية. وأجاز للفخر ابن البخاري، وللشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وللكمال عبد الرحيم بن عبد الملك، وأبي الفرج عبد الرحمن المكبر، وأبي محمد بن اللمش بماردين. وعاش ثمانين سنة، رحمه الله.

90
4 (محمد بن أبي القاسم بن أبي شجاع.))
الفقيه أبو المظفر الراشدي، الهمذاني، الحنفي، الأصولي.
صدر محتشم واصل عند صاحب بلده. ولي القضاء وغير القضاء وترقت به الأحوال إلى أن حسد وعمل عليه وجرت له أمور، فهرب وأخذ في هذه السنة وقتل.
وكان أبوه متكلما فيلسوفا له تصانيف في علم الأوائل.
4 (مزيد بن علي بن مزيد.))
الأديب أبو علي النعماني.
شاعر محسن، قديم شاخ وأسن، وسمعوا منه شيء من نظمه. وعاش تسعين سنة. وكان ببغداد.
4 (المظفر بن عبيد الله ابن الوزير أبي الفرج محمد بن عبد الله ابن رئيس الرؤساء.))
أبو محمد.
من بيت وزارة وحشمة.
سمع من أبي الحسين عبد الحق.
4 (منصور بن علي.))
أبو علي الجيزي، الصوفي، الوراق، المعروف بابن الصيرفي.

91
حدث عن: السلفي، وغيره.
روى عنه: الحافظ عبد العظيم، وغيره.))
4 (مؤيد الملك وزير السلطان شهاب الدين الغوري.))
ثم وزير تاج الدين ألدز.
كان صدرا معظما، حسن السيرة، محسنا إلى العلماء. كرهه بعض خواص الملك ألدز فقتلوه في هذه السنة.
4 (حرف النون))
4 (نفيس بن هلال بن بدر البغدادي الصوفي.))
صحب الكبار، وحج مرات. وكان شيخ رباط شهدة الكاتبة والناظر في أمره.
توفي في رجب.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن الحسن بن محمد بن محمد بن أبي زنبقة.))
أبو الغنائم الواسطي.
سمع من أبي طالب الكتاني. وسمع ببغداد ودمشق، وحدث. ومات في ذي القعدة.
4 (يحيى ابن الصاحب صفي الدين عبد الله بن علي بن الحسين بن شكر الشيبي.))
علم الدين.

92
توفي كهلا في ذي القعدة.
يوسف بن القاسم بن مفرج التكريتي.
حدث بتكريت عن أبي زرعة المقدسي.
وتوفي في رجب.
وفيها ولد فخر الدين عبد الرحمن بن يوسف البعلبكي الحنبلي.
والجمال محمد بن سليمان ابن النقيب المقدسي، الحنفي، المفسر.
والمكين الأسمر عبد الله بن منصور الإسكندري المقرئ.
وقاضي حلب الكمال أحمد بن عبد الله بن الأستاذ.
والهباء عبد الولي بن أبي محمد بن خولان البعلبكي.
والعز عمر بن أحمد بن عمر الشروطي.)
وجعفر بن محمد الحسني الإدريسي، شيخنا.
وأبو الفهم بن أحمد السلمي، شيخنا.
والجمال أحمد بن أبي محمد الصالحي، العطار.
والمؤيد أحمد ابن المجد محمد بن إسماعيل بن عساكر.
وأبو الفرج نصر الله بن أبي القاسم، أخو سعد الخير الشاهد.
وأبو عبد الله محمد بن عمر بن المريخ النجار البغدادي.

93
4 (وفيات سنة اثنتي عشرة وستمائة.))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن أزهر بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة بن ساكن.))
أبو محمد البغدادي، الصوفي، السباك.
من صوفية رباط المأمونية.
سمعه أبوه من: عبد الوهاب الأنماطي الحافظ، وأحمد بن محمد المذاري، وأحمد بن قفرجل.
وأجاز له قاضي المارستان، وأبو منصور القزاز.
قال الدبيثي: وكان عسرا في الرواية لقلة معرفته، قال لي: ولدت في المحرم سنة إحدى وثلاثين. قال: وبات معافى. فأصبح ميتا في ثامن شوال.
قلت: روى عنه الدبيثي، والزكي البرزالي، والضياء.
ومات أخوه عبد العزيز في سنة ثمان وتسعين، سمع من قاضي المارستان.
ومات أبوهما في سنة أربع وستين وخمسمائة، وهو أبو جعفر، يروي عن ابن الحصين وطبقته، ثقة مفيد صحب عبد الوهاب الأنماطي.
4 (أحمد بن عمر بن حامية البغدادي النساج.))
ولد سنة إحدى وثلاثين.

94
وسمع بالإسكندرية من السلفي. وروى بالإجازة عن خاله عبد الله بن عبد الصمد السلمي العطار.
وتوفي في رجب بالقاهرة.
4 (أحمد بن محمد بن سعيد.))
)
أبو عبد الله البروجردي، الفقيه الشافعي.
تفقه بالنظامية ببغداد. وسمع، على ما ذكر، من: أبي منصور بن خيرون، وابن الطلاية، وابن ناصر.
وحدث ببروجرد، وبها مات في ربيع الآخر.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن خطاب.))
أبو بكر البغدادي، الخازن بالبيمارستان، العضدي.
حدث عن أبي الوقت وتوفي في ثامن عشر رمضان.
4 (أحمد ابن الإمام أبي الحسن محمد بن أبي البركات أحمد بن علي بن عبد الله.))
أبو القاسم ابن الأبرادي التاجر.
ولد سنة سبع وثلاثين.

95
وسمع من: أبي الوقت، وهبة الله ابن الشبلي.
وتوفي بدمشق في المحرم.
روى عنه: ابن النجار، وقال: كان شيخا متيقظا، وابن نقطة. وأبوه من تلامذة ابن عقيل، مات سنة أربع وخمسين.
4 (أحمد بن مكي.))
القاضي جمال الدين أبو المجد الإسكندراني، المعدل، الفقيه المالكي.
كان فقيها عالما، وقورا، نزها عارفا بالكالم والمناظرة، وولي ديوان الصعيد مدة. وله سماع من السلفي.
قال الزكي المنذري: اجتمعت به مرات وما علمته حدث. وتوفي بالقاهرة في سابع عشر رجب.
4 (أحمد بن يحيى بن بركة بن محفوظ.))
أبو العباس ابن الدبيقي، البغدادي، البزاز، الصوفي.
ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: القاضي أبي بكر الأنصاري، وأبي منصور الشيباني، والحافظ عبد الوهاب)
الأنماطي، وأبي الفتح الكروخي، وأحمد بن علي ابن الأشقر، وجماعة.
قال الدبيثي: وأفسد أكثر سماعاته بإدخاله فيها ما لم يسمعه، ألحق اسمه في مواضع.

96
وقال المنذري كان له سماع كثير صحيح بخط الحفاظ، ثم أظهر أشياء غير مرضية، واشتهر ذلك عنه.
قال ابن النجار: أثبت لنفسه شيوخا مجاهيل، وركب أسانيد باطلة مختلطة بجهل، وروجع في ذلك، فأصر إلى آخر عمره وافتضح.
قال ابن نقطة: الدبيقية من قرى نهر عيسى. سمع من عبد الوهاب الأنماطي جميع الجعديات، وسمع من القاضي أبي بكر كتاب الآباء عن الأبناء للخطيب.
قال: وكان كذابا ألحق اسمه في أجزاء من سنن سعيد بن منصور وكشط اسم غيره، وكان مكثرا لو اقتصر على ما سمع، وسمع أيضا من القاضي أبي بكر رفع اليدين للبخاري، وجزءا من حديث الكتاني، و وفاة الصديق، هذا ما وجد له عنه. وسمع من القزاز مشيخته، وكتاب الخائفين. وسمع من سعد الخير كتاب دلائل النبوة لأبي نعيم، بسماعه من أبي سعد المطرز، عنه. وسمع من هبة الله ابن الشجري بعض مغازي الأموي.
قلت: وكان عامل رباط الزوزني.
روى عنه: الضياء المقدسي، والزكي البرزالي، والجمال يحيى ابن الصيرفي، وابن خليل، وجماعة. وروى عنه بالإجازة جماعة منهم: الكمال عبد الرحمن الفويره.
وتوفي في عاشر ربيع الآخر.

97
4 (إبراهيم بن عمر بن سماقا.))
القاضي أبو أسعد الأسعردي، الفقيه الشافعي، سديد الدين.
سمع ببغداد من: أبي زرعة المقدسي، وأبي بكر الحازمي.
وحدث بمصر، والإسكندرية، وولي قضاء دمياط وقضاء بلبيس.
وكان صالحا، ورعا دينا، عالما.
سمع منه أبو الطاهر الأنماطي مسند الشافعي، وحدث به أبو الطاهر عنه. وروى عنه أيضا الشهاب القوصي، وقال: كان ورعا، تقيا، عابدا.
قال المنذري: توفي في شوال.))
4 (إبراهيم بن هبة الله بن إسماعيل بن نبهان بن محمد.))
أبو إسحاق الحموي الفقيه.
روى عن السلفي.
وتوفي في تاسع عشر محرم، وولد سنة خمس وأربعين. قال الضياء.
4 (إبراهيم بن يوسف بن محمد ابن البوني.))

98
المعافري، الإمام أبو الفرج المقرئ.
إمام الحنفية بجامع دمشق.
قال أبو شامة، هو أحد مشايخ القراء المعتبرين، وكان يقرئ في مكان حلقة ابن طاووس شمالي حلقة جمال الإسلام أبي الحسن ابن الشهرزوري، وكان فاضلا خيرا متواضعا.
لقبه وجيه الدين.
قلت: سمع أبا القاسم بن عساكر، وجماعة بعده.
سمع منه: العماد علي بن القاسم ابن عساكر، والشهاب القوصي.
توفي في الثاني والعشرين من شوال.
4 (إبراهيم بن أبي الحسن.))
الشريف مجد الدولة أبو إسحاق الحسيني، الدمشقي.
توفي فيها. قاله أبو شامة.
4 (حرف الحاء))
4 (حامد بن أحمد بن حمد بن حامد بن مفرج.))
أبو الثناء الأنصاري، الأرتاحي، ثم المصري، المقرئ.
قرأ القراءات على أبي الجود، وقرأ على الشريف أبي الفتوح الخطيب، ولم يكمل عليه. وسمع من محمد بن عبد الله بن حسين البرمكي بمصر، ومن المبارك بن علي الطباخ بمكة. وتصدر للإقراء بمصر، وحدث، وأفاد.
قال الحافظ عبد العظيم قرأت عليه للسبعة، وسمعت منه. وولد سنة

99
ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وكان يسمع معنا على عمه. وهو من بيت صلاح ورواية. توفي في الخامس والعشرين من صفر.))
4 (حامد بن أبي القاسم بن روزبة.))
أبو القاسم الأهوازي، الحنفي.
سمع أبا طاهر السلفي. وسمع بدمشق من إسماعيل الجنزوي، وجماعة، وبمصر، وعدن. وكتب بخطه الكثير.
روى عنه الزكي المنذري وأثنى عليه.
توفي في رمضان.
4 (الحرة بنت يلك التركي.))
حدثت عن أبي الوقت السجزي.
4 (الحسن بن عبد الوهاب ابن صدر الإسلام أبي الطاهر إسماعيل بن مكي بن عوف.))
القاضي، أبو علي، نجيب القرشي، الزهري، الإسكندراني، المالكي، العدل. ولد سنة ثلاث وخمسين.
وسمع من جده، ومن السلفي.
وكان من أعيان أهل بلده: رياسة وعقلا ورأيا.
روى عنه الزكي المنذري، وقال: توفي في سلخ شوال.
4 (حفصة بنت أحمد بن محمد بن ملاعب.))

100
أم الحياء.
أخت داود الوكيل.
روت عن: أبي الفضل الأرموي.
روى عنها: الدبيثي، وجماعة.
وتوفيت في المحرم.
4 (حمامة بن عبد الرحمن.))
الفقيه أبو الهدى الغماري، المالكي.
توفي بدمشق كهلا في شعبان. وكان ممن لزم أبا الحسن بن المفضل وتفقه عليه، وسمع الكثير.
4 (حرف السين))
4 (سالم، صاحب المدينة العلوي.))
)
الحسيني.
قدم الشام في صحبة الملك المعظم. ثم سار في شعبان من السنة بمن استخدمه من التركمان والرجالة ليقاتل قتادة صاحب مكة. فمات سالم في الطريق، وقام بعده ابن أخيه جماز، فمضى بذلك الجمع وقصد قتادة، فجمع قتادة، وكان الملتقى بوادي الصفراء فكسر قتادة، وانهزم إلى ينبع، فتبعوه وحصروه بقلعتها.
4 (سعيد بن أبي الفتوح المبارك بن بركة بن علي.))
أبو القاسم البغدادي، اللبان، المعروف بابن كمونة النخاس.

101
ولد في سنة إحدى وثلاثين.
وسمع من: أبيه، وأبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون، وأبي البركات إسماعيل بن أبي سعد، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وابن الطلاية، وجماعة.
والنخاس: بخاء معجمة.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، وجماعة.
وتوفي في صفر.
وآخر من سمع منه علي بن أنجب الحافظ.
4 (سليمان بن عبد الله بن يوسف.))
أبو الربيع الهواري، الجلولي، الضرير، المقرئ الصالح.
كان عارفا بالقراءات، والنحو، والتفسير. وسمع من العلامة عبد الله بن بري. وأقرأ، وأم بالمدرسة الصاحبية مدة.
وكان دينا، عفيفا، قانعا، مؤثرا.
توفي في سابع عشر شعبان.
4 (سليمان بن محمد بن علي بن أبي سعد.))
الفقيه أبو الفضل الموصلي، ثم البغدادي، الصوفي، ويعرف بابن اللباد.

102
سمع بإفادة أخيه والد الموفق عبد اللطيف بن يوسف من جماعة.
وولد في صفر سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أبي القاسم إسماعيل ابن السمرقندي، ويحيى بن الطراح، وأبي منصور بن خيرون،)
وأبي الحسن بن عبد السلام، والحسين بن علي سبط الخياط، وأبي البدر إبراهيم الكرخي، وأبي بكر محمد بن جعفر بن مهران الإصبهاني، وأبي المعالي عبد الخالق بن البدن، وطائفة.
وصحب أبا النحيب السهروري، وتفقه عليه.
وكان صحيح السماع، عالي الإسناد، سهل القياد. حدث بالكثير، وطال عمره، وتفرد. وكان صدوقا دينا.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وابن خليل، والضياء، والنجيب الحراني، وطائفة. وروى عنه بالإجازة ابن البخاري، وسيدة بنت ابن درباس. وآخر من روى عنه بالإجازة عبد الرحمن المكبر ببغداد.
توفي في الثالث والعشرين من ربيع الأول.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمن بن سليمان بن عمر بن حوط الله.))
أبو محمد الأنصاري، الحارثي، الأندلسي، الأندي، الحافظ.
ولد بأندة سنة تسع وأربعين وخمسمائة.

103
وقرأ القراءات على والده. وقدم بلنسية فسمع النصف الأول من إيجاز البيان للداني في قراءة ورش من أبي الحسن بن هذيل، لم يسمع منه غير ذلك ولا أجاز له.
ورحل إلى مرسية فسمع من أبي القاسم عبد الرحمن بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد، وأخذ عنهما القراءات. وناظر في العربية على ابن حميد، وقيد عنه اللغة. وسمع بمالقة من أبي القاسم عبد الرحمن السهيلي. وبغرناطة من أبي محمد عبد المنعم بن الفرس، وأبي بكر بن أبي زمنين. وبإشبيلية من أبي بكر محمد بن عبد الله بن الجد، وأبي عبد الله بن زرقون. وبقرطبة من أبي القاسم بن بشكوال، وجماعة. وبسبتة من أبي محمد بن عبيد الله. وبمراكش من أبي العباس أحمد بن مضاء. وأجاز له خلق، منهم: أبو الطاهر إسماعيل بن عوف من الإسكندرية، وأبو طاهر الخشوعي من دمشق.
قال الأبار: واعتنى بالطلب من صغره إلى كبره، وروى العالي والنازل. وكان إماما في هذا الشأن، بصيرا به، معروفا بالإتقان، حافظا لأسماء الرجال. ألف كتابا في تسمية شيوخ البخاري، ومسلم، وأبي داود، والنسائي، والترمذي، نزع فيه منزع أبي نصر الكلاباذي لكن لم) يكمله. وكان كثير الأسفار فتفرقت أصوله. ولو قعد للتصنيف لعظم الانتفاع به. ولم يكن في زمانه أكثر سماعا منه ومن أخيه أبي سليمان، وكان له على أخيه الشفوف الواضح في علم العربية، والتفنن في غير ذلك، والتميز بإنشاء الخطب، وتحبير الرسائل، والمشاركة في قرض الشعر. أقرأ بقرطبة القرآن والنحو، واستأدبه المنصور صاحب المغرب لبنيه فأقرأهم بمراكش، وحظي لديه، ونال من جهتهم وجاهة متصلة ودنيا عريضة، وتصرف في الخطط النبيهة.
وولي قضاء إشبيلية وقرطبة ومرسية. وكان حميد السيرة، محببا إلى الناس، جزلا، صليبا في الحق مهيبا، على حدة فيه، ربما أوقعته فيما يكره. وكان عالما مقدما، خطيبا مفوها، أخذ عنه الناس. وتوفي

104
بغرناطة وهو يقصد مرسية واليا قضاءها ثانيا في ثاني ربيع الأول، رحمه الله.
4 (عبد الله بن عثمان بن محمد بن حسن.))
أبو بكر ابن قديرة، البغدادي الدقاق، ويعرف أيضا بسبط ابن هدية.
ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: أبي البدر إبراهيم الكرخي، وأحمد بن علي ابن الأشقر، وسعد الخير الأندلسي، والمبارك بن أحمد الكندي، وجماعة.
وهو أخو يوسف.
روى عنه: الدبيثي، والضياء محمد، وجماعة.
وتوفي في شعبان.
4 (عبد الله بن أبي بكر بن أحمد بن طليب.))
أبو علي الحربي المعروف بالسندان.
سمع عبد الله بن أحمد بن يوسف، وهو آخر من حدث عنه بالعراق.
روى عنه: الدبيثي، يوسف بن خليل، وأبو الفتح محمد بن عبد الغني وأخوه موسى، وإسماعيل بن ظفر، والضياء محمد، وآخرون.
توفي في ثالث عشر ذي الحجة.
4 (عبد الرحمن بن سعد الله بن إبراهيم.))

105
أبو علي الأزجي، القطيعي، البيع، ويعرف بابن دبوس.
ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.)
وسمع من: ابن ناصر، وأبي الوقت.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي.
وتوفي في رجب.
4 (عبد الرحيم بن عبد الواحد بن أحمد.))
الفقيه كمال الدين المقدسي، الحنبلي.
أخو الحافظ الضياء.
ولد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة.
ورحل إلى بغداد قبل أخيه، فسمع من ابن كليب، وابن الجوزي، وسمع بدمشق من يحيى الثقفي، وجماعة.
سمع منه أخوه جزء ابن عرفة، وقال: مرض خمس ليال، وصلى العصر، وتوفي في يوم الجمعة ثاني عشر رجب.
قال أخوه الضياء: كان مرضه يشبه الطاعون. اشتغل مدة ببغداد على الفخر إسماعيل، ثم سافر إلى همذان واشتغل بالخلاف على الطاووسي، وسافر إلى إصبهان وسمع بها، وكان إماما ورعا، ذا مروءة، محبوبا إلى الناس، أقام مدة يلقن القرآن، ويلقي الدرس من الكافي. قال: وكان جوادا شجاعا قويا، لا تأخذه في الله لومة لائم، لا يكاد يترك قيام الليل.
قلت: وأم أولاده هي فاطمة بنت الحافظ عبد الغني. وهو والد الأخوين: شمس الدين محمد، وكمال الدين أحمد ابني الكمال.
4 (عبد السلام ابن الإمام أبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن سعيد.))

106
أبو محمد القرشي، الهاشمي.
إمام مسجد الزبير بن العوام رضي الله عنه بمصر.
سمع بدمشق من الحافظ أبي القاسم الدمشقي، وحدث.
وتوفي في جمادى الأولى.
4 (عبد العزيز بن معالي بن غنيمة بن الحسن.))
أبو محمد البغدادي، الإشناني، المعروف بابن منينا.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة.)
وسمع من: القاضي أبي بكر الأنصاري، وعبد الوهاب الأنماطي، وأبي البدر الكرخي، وأبي محمد سبط الخياط، وجماعة. وهو آخر من حدث بالعراق عن القاضي أبي بكر.
قال الدبيثي: كان خيرا، صحيح السماع.
قلت: روى عنه هو، والضياء، والزكي البرزالي، وابن النجار، والجمال يحيى بن الصيرفي، وأبو عبد الله بن البن الفقيه، وآخرون. وآخر من روى عنه بالإجازة: الكمال عبد الرحمن الفويره.
وتوفي في الثامن والعشرين من ذي الحجة.
4 (عبد القادر بن عبد الله.))

107
الحافظ الكبير أبو محمد الرهاوي، الحنبلي.
ولد بالرها في جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وخمسمائة، ونشأ بالموصل.
كان مملوكا لبعض المواصلة فأعتقه، فطلب العلم وهو ابن نيف وعشرين سنة. ورحل إلى البلاد النائية، ولقي الكبار، وعني بالحديث أتم عناية فسمع بإصبهان من: مسعود بن الحسن الثقفي، والحسن بن العباس الرستمي، وأبي المطهر القاسم بن الفضل الصيدلاني، وأبي جعفر محمد بن الحسن الصيدلاني، ورجاء بن حامد المعداني، ومحمود بن عبد الكريم فورجة، وإسماعيل بن شهريار، ومعمر بن الفاخر، وعبد الرحيم بن أبي الوفاء، وعلي بن عبد الصمد بن مردويه، والحافظ أبي موسى المديني، وطائفة.
وبهمذان من: الحافظ أبي العلاء العطار، وأبي زرعة المقدسي، وأبي الفضل محمد بن بنيمان، وجماعة.
وبهراة من: عبد الجليل بن أبي سعد آخر أصحاب بيبى الهرثمية، ونصر بن سيار بن صاعد، وأبي الفتح محمد بن عمر الحازمي.
وبمرو من: أبي الفتح مسعود بن محمد المروزي، وغيره. ولم يكثر المقام بها.
وبنيسابور من: أبي بكر محمد بن علي بن محمد الطوسي، وغيره.

108
وبسجستان من أبي عروبة عبد الهادي بن محمد عبد الله الزاهد.
وببغداد من: أبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وأبي محمد ابن الخشاب، وشهدة، وهذه الطبقة.
وبواسطة من: هبة الله بن مخلد الأزدي، وأبي طالب ابن الكتاني.)
وبالموصل من: خطيبها، ويحيى بن سعدون.
وبدمشق من: الحافظ أبي القاسم ابن عساكر، ومحمد بن بركة الصلحي، وأبي المعالي بن صابر، وجماعة.
وبمصر من: محمد بن علي الرحبي، وعبد الله بن بري، وجماعة.
وبالإسكندرية من السلفي فأكثر عنه، ومن: عبد الرحمن بن خلف الله المقرئ، وعبد الواحد بن عسكر، وأبي محمد العثماني، وأخيه أبي الطاهر إسماعيل.
وحدث بالإسكندرية في حياة السلفي، وحدث بالموصل مدة. وولي مشيخة دار الحديث المظفرية بالموصل، ثم سكن حران.
وجمع وصنف، وعمل الأربعين المتباينة الإسناد والبلدان وهذا شيء لم يسبقه إليه أحد ولا يرجوه بعده أحد، وهو كتاب كبير في مجلد ضخم من نظر فيه علم سعة الرجل في الحديث وحفظة، لكنه تكرر عليه ذكر أبي إسحاق السبيعي وذكر سعيد بن محمد البحيري، نبه على ذلك شيخنا المزي.
قال ابن نقطة: كان عالما، صالحا، مأمونا، ثقة، إلا أنه كان عسرا في الحديث لا يكثر عنه إلا من أقام عنده.
وقال ابن خليل: كان حافظا ثبتا، كثير السماع، كثير التصنيف، متقنا، ختم به علم الحديث.

109
وقال الزكي المنذري: كان حافظا، ثقة، راغبا في الانفراد عن أرباب الدنيا.
وقال أبو شامة: كان صالحا، مهيبا، زاهدا ناسكا، خشن العيش، ورعا.
قلت: روى عنه ابن نقطة، والزكي البرزالي، والضياء، وابن خليل، والصريفيني، وابن ظفر، والشهاب القوصي، وعبد الرحمن بن سالم الأنباري، والزين ابن عبد الدائم، والجمال يحيى ابن الصيرفي، وعامر القلعي، والعز عبد العزيز ابن الصيقل، ونجم الدين أحمد بن حمدان الفقيه، وآخرون.
وسمع منه الحافظ عبد الغني، والشيخ الموفق. وآخر من حدث عنه بالإجازة والسماع: ابن حمدان.
أخبرنا يحيى بن أبي منصور إجازة، أخبرنا عبد القادر الحافظ سنة تسع وستمائة، أخبرنا مسعود الثقفي، أخبرنا إبراهيم الطيان، أخبرنا إبراهيم التاجر، حدثنا المحاملي، حدثنا خلاد بن)
أسلم، أخبرنا النضر، حدثنا هشام، عن حفصة، قالت: قال لي أبو العالية: قرأت القرآن على عمر رضي الله عنه ثلاث مرار.
توفي الرهاوي في ثاني جمادى الأولى.
4 (عبد الكريم بن عطايا بن عبد الكريم بن علي.))

110
أبو الفضل القرشي، الزهري، الإسكندري، نزيل القرافة الكبرى.
سمع من أبي العباس أحمد بن الحطيئة.
وكان عارفا بالعربية، واللغة، والشعر. صنف كتابا في شرح أبيات الجمل، وصنف كتابا في زيارة قبور الصالحين بمصر.
وسمع منه غير واحد.
وتوفي في رمضان.
4 (عبد المجيد بن الحسن بن الحسين بن العلاء.))
أبو الفضل النهاوندي، ثم البغدادي.
ولد سنة إحدى وثلاثين.
وسمع من: أبي البدر الكرخي، وعلي بن عبد السيد ابن الصباغ، وأبي غالب ابن الداية.
روى عنه الزكي البرزالي.
وتوفي في رمضان أيضا.
4 (عبد الملك بن أبي محمد بن أبي الغنائم البرداني.))
ثم البغدادي.
سمع من أبي الفتح ابن البطي.
وحدث.
ومات في شوال وقد جاوز السبعين.
روى عنه ابن النجار.

111
4 (عبد المنعم بن أبي نصر محمد بن الحسين بن سليمان.))
الفقيه، أبو محمد الباجسرائي، الحنبلي، المعدل.
ولد في حدود الخمسين.)
وتفقه على أبي الفتح نصر ابن المني. وسمع من شهدة وغيرها. ودرس في مسجد شيخه بعد وفاته. وكان من كبار الحنابلة.
وبين باجسرا وبغداد عشرة فراسخ.
توفي في سابع عشر جمادى الأولى.
روى عنه الدبيثي.
4 (عبد الوهاب بن بزغش.))
أبو الفتح البغدادي، العيبي، المعروف بقطينة المقرئ.

112
قرأ بالروايات على: أبي الحسن علي بن عساكر، وأبي الفتح عبد الوهاب بن محمد المالكي، وأبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف، وإسماعيل بن علي الغساني الدمشقي. وسمع من: أبي الوقت السجزي، وابن البطي، وأبي زرعة، وجماعة.
وأقرأ القراءات، وكان أحد الموصوفين بالتجويد والمعرفة والإتقان.
روى عنه الدبيثي وأثنى عليه، وقال: هو ختن أبي الفرج ابن الجوزي. توفي في خامس ذي القعدة.
4 (عبيد الله بن أحمد بن أبي القاسم هبة الله بن عبد القادر بن الحسين.))
الشريف الخطيب، أبو الفضل الهاشمي، المنصوري، البغدادي، المعدل.
سمع من: أبي منصور موهوب بن أحمد ابن الجواليقي، وأحمد ابن الطلاية، ومحمد بن أحمد الطرائفي، وإسماعيل بن أبي سعد، وابن ناصر، وجماعة.
خطب بجامع القصر مدة إلى أن عجز.
وهو آخر من حدث ببغداد عن ابن الجواليقي.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، والضياء المقدسي، والمقداد القيسي، وآخرون.
توفي في سابع عشر رجب.

113
4 (عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن عبد الرحمن.))
أبو الحسين المذحجي، الأندلسي.
من أهل باغة. نزل قرطبة، وأخذ عن أبيه القراءات والأدب والطب. وأخذ أيضا عن عياش بن فرج، وأبي عبد الله بن صاف، وجماعة. وسمع الموطأ من مغيث بن يونس، ومن محمد بن)
أحمد بن هلال صاحب ابن الطلاع. وأخذ الطب عن أبي مروان عبد الملك البلنسي، وأبي نصر فتح بن محمد. وعني بلقاء الشيوخ المقرئين والمحدثين والأطباء.
قال الأبار: كان ناظما ناثرا، ماهرا في الطب وعليه عول وكان أبوه وأجداده أطباء. توفي في ربيع الآخر وله أربع وثمانون سنة.
4 (عتيق بن علي بن خلف بن أحمد.))
أبو بكر القرشي، الأموي، المرواني، الأندلسي، المربيطري، المعروف بابن قنترال، نزيل مالقة.
أخذ القراءات والعربية عن أبي الحسن ابن النعمة، وسمع منه ومن أبي عبد الله بن سعادة.
وسمع بمرسية من أبي القاسم بن حبيش. وبإشبيلية من أبي عبد الله بن زرقون، وأبي بكر بن الجد. وأخذ بمالقة القراءات عن أبي محمد بن دحمان. وحج سنة اثنتين وستين، فسمع بمكة من علي بن عبد الله المكناسي.

114
وبالإسكندرية من أبي طاهر السلفي. ثم قفل وتصدر للإقراء والإسماع بمالقة، وحدث ببلنسية.
قال الأبار: وكان مقرئا، صالحا، ورعا، حدث عنه: أبو سليمان بن حوط الله، وأبو عبد الله بن أبي البقاء، وأبو القاسم ابن الطيلسان، ووالدي عبد الله بن أبي بكر، وجماعة. وتوفي في رجب وله بضع وثمانون سنة.
4 (علي بن أحمد بن علي.))
أبو الحسن ابن بطوشا الأزجي.
حدث عن ابن ناصر. وعاش ثمانين سنة.
4 (علي الملك المعظم أبو الحسن.))
ولي العهد، ابن الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد ابن المستضيء بأمر الله الحسن.

115
كان أبوه يحبه، حتى إنه خلع أخاه أبا نصر محمدا، وجعل هذا ولي العهد، وكان شابا فلم يمتع، ومات في ذي القعدة.
ومن غريب الاتفاق ما ذكر أبو المظفر ابن الجوزي، قال: دخل يوم الجمعة رأس منكلي مملوك السلطان أربك الذي كان قد عصى على أستاذه وعلى الخليفة وقطع الطريق وقتل ونهب، ثم جهزت إليه العساكر فظفروا به بقرب همذان، فانكسر وقتلت أصحابه، ونهبت أثقاله)
وهرب ليلا، ثم قتل وحمل رأسه إلى أزبك، فبعث به إلى الخليفة، فأدخل بغداد، وزينت بغداد، فلما مروا به على باب درب حبيب، وافق تلك الساعة وفاة علي هذا، فوقع الصراخ والنواح، وانقلب الفرح مأتما، وأمر الخليفة بالنياحة عليه في نواحي بغداد، وفرشوا البواري والرماد، ولطم النسوان، غلقت الأسواق والحمامات. وخلف ولدين صغيرين: الحسين ويحيى.
قلت: وجزع الناصر لموته وسمع الناس بكاءه وصراخه عليه، وعمل له مأتم ببغداد لم يسمع بمثله من الأعمار، وأقامت له الملوك الأعزية في بلدانهم، ورثته الشعراء.
4 (علي بن حميد.))

116
الزاهد العارف القدوة الكبير، أبو الحسن ابن الصباغ.
توفي بقنا من صعيد مصر، ودفن برباطه. وكان قد لقي المشايخ والصلحاء، انتفع به خلق، وظهرت بركاته على الذي صحبوه، وهدى الله به خلقا كثيرا.
وكان حسن التربية للمريدين، ويتفقد مصالحهم الدينية، وله أحوال ومقامات.
توفي في النصف من شعبان.
قال الحافظ عبد العظيم: اجتمعت به بقنا سنة ست وستمائة.
4 (علي بن فضائل بن علي التكريتي.))
ثم البغدادي، الأزجي الملاح.
حدث عن محمد بن أبي حامد عبد العزيز بن علي البيع.
وتوفي في ربيع الأول.

117
4 (علي بن مكي بن الحسن.))
القاضي الأشرف أبو الحسن الإسكندراني. عدل صالح، دين، خير.
سمع من السلفي.
وتوفي في ذي القعدة.
4 (عمر بن الحسين بن يحيى.))
أبو حفص البغدادي، الحريمي، القزاز، الكباب، المعروف بابن المعوج.
شيخ مسند، سمع من: أبي منصور عبد الرحمن القزاز، وأبي البدر إبراهيم الكرخي، وأحمد بن علي ابن الأشقر، وجماعة.)
وكان فقيرا قانعا يطلب.
روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، والضياء، وآخرون.
وتوفي في سابع ذي الحجة.
4 (حرف الفاء))
4 (فتيان بن أحمد بن محمد بن فضائل.))
أبو المكارم ابن سمنية.
ولد سنة خمس وعشرين وخمسمائة.
وحدث عن أبي عبد الله الحسين بن محمد بن خميس الموصلي.
وتوفي في ربيع الآخر.
روى عنه: الضياء المقدسي، والتقي اليلداني، وغيرهما. وأجاز للزكي المنذري.

118
وسمنية مستفاد مع سمينة.
4 (حرف الكاف))
4 (كفاية بنت أبي الفتوح بن أبي البركات ابن الحصري.))
زوجة الحافظ عمر بن علي القرشي.
سمعت من أبي الفتح محمد بن الحسن ابن الخطيب الأنباري، وأبي الفتح ابن البطي.
وتوفيت في شوال.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن إبراهيم.))
أبو عبد الله المهري، البجائي، المغربي.
رحل ولقي جماعة، وسمع بمصر وولي قضاء بجاية. ودخل الأندلس، وولي قضاء مرسية، وناب في قضاء مراكش.
قال الأبار: كان علم وقته علما وكمالا وتفننا، يتحقق بعلم الكلام وأصول الفقه، حتى أنه شهر بالأصولي. اعتنى بإصلاح المستصفى للغزالي. وامتحن بقرطبة سنة ثلاث وتسعين هو وأبو الوليد ابن رشد محنتهما المشهورة من أجل نظرهما في علم الأوائل، فتحدث الناس بصبره في ذلك المقام وبجلده وثبوت جأشه. وكف بصره بأخرة. أخذ عنه أبو محمد ابن حوط الله، وغيره.)
وتوفي في أحد العيدين.

119
قلت: لم يذكر له سماع من أحد ولا متى ولد.
4 (محمد بن الحسن بن عيسى.))
الأجل، أبو عبد الله اللرستاني، الصوفي، تقي الدين.
سمع بدمشق من: أبي القاسم علي بن الحسن الكلابي الماسح، والخضر ابن عبد الحارثي، والوزير أبي المظفر الفلكي. وبالإسكندرية من السلفي.
وكان شيخا معمرا، ولد قبل العشرين وخمسمائة بسنة أو نحوها.
قال المنذري: سمع من كبر سنه على بعض شيوخنا. وكان شيخا صالحا على سمت أهل الخير. سافر مع شمس الدولة تورانشاه بن أيوب إلى اليمن، وحصلت له دنيا متسعة، وحصل أملاكا. وكان أكثر مقامه بخانقاه الصوفية. ولرستان عمل بين إصبهان وخوزستان.
قلت: روى عنه المنذري، وإسحاق بن محمود بن بلكويه الصوفي، والكمال علي بن شجاع الضرير، وعبد الهادي بن عبد الكريم القيسي الخطيب، وجماعة. وتوفي في الثاني والعشرين من المحرم، وله نيف وتسعون سنة.
4 (محمد بن عبد الله بن علي بن أحمد بن الفرج.))
أبو نصر البغدادي، الدباس، المعروف بابن أخي نصر العكبري.
ولد سنة خمسين.
وسمع من: أبي الفتح ابن البطي، وابن المقرب، وجماعة.
وتوفي في نصف ربيع الأول.
4 (محمد بن أبي المعالي عبد الله بن موهوب بن جامع بن عبدون.))

120
نور الدين، أبو عبد الله ابن البناء، البغدادي، الصوفي.
صحب أبا النجيب السهروردي وسافر معه، وأخذ عنه التصوف. وسمع من: ابن ناصر، وأبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الكرم الشهررزوري، ونصر بن نصر العكبري، وأبي الفتوح محمد بن محمد الطائي، وجماعة.
وحدث بمكة، ومصر، وبغداد، ودمشق.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، وابن خليل، والضياء، والشهاب القوصي، وإسحاق بن بلكويه)
الصوفي، والجمال يحيى ابن الصيرفي، ويحيى بن شجاع بن ضرغام القرشي المصري، والقطب عبد المنعم بن يحيى الزهري، وأبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، وأبو الحسن علي ابن البخاري، وآخرون. وأجاز لجماعة آخرهم موتا شيخنا أبو حفص ابن القواس.
قال الدبيثي: شيخ حسن كيس، صحب الصوفية، وتأدب بهم. وسمع بإفادة أبيه وبنفسه كثيرا وقال لي: ولدت سنة ست وثلاثين وخمسمائة. وجاور بمكة زمانا، ثمن توجه إلى مصر، ثم إلى دمشق فأقام بها.
قلت: كان مقيما بالسميساطية إلى أن توفي في منتصف ذي القعدة. وقد كتب بخطه عدة أجزاء من مسموعاته.
وقال ابن النجار: كان من أعيان الصوفية وأحسنهم شيبة وشكلا، صحبته من مكة إلى المدينة، وكنت أجتمع به كثيرا بجامع دمشق. وكان من أظرف المشايخ، وأحسنهم خلقا وألطفهم لا يمل جليسه منه. وكان لمحبته للرواية ربما حدث من فروع، وكنت أنهاه فلا ينتهي.

121
وروى عنه ابن مسدي بالإجازة، قال: أخبرنا أبو الفتح الكروخي ببغداد، فذكر حديثا من الجامع.
4 (محمد بن عبد الوهاب بن محمد بن عبد الوهاب بن هبة الله السيبي.))
البغدادي، أبو عبد الله.
سمع: أبا الوقت السجزي، وأبا المظفر ابن التريكي.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وقال: مات في شوال.
4 (محمد بن علي.))
محيي الدين، أبو عبد الله الشقاني، الرومي.
قدم مصر، وسمع من العلامة عبد الله بن بري، وعشير بن علي، وجماعة. وكان إماما فاضلا، ولي قضاء الموصل، ثم ولي قضاء مدينة أقصرا من الروم، وتوفي بسيواس.
وشقان بالفتح، وقيل: بالكسر قيل: أن بتلك الناحية جبلين في كل واحد منهما شق يخرج منه الماء، فقيل لهما: شقان.
توفي في ربيع الأول.
4 (محمد بن علي بن المبارك بن محمد.))
)

122
كمال الدين أبو الفتوح التاجر المعروف بابن الجلاجلي.
شيخ بغدادي متميز صاحب مال.
ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وسمع من: هبة الله بن أبي شريك الحاسب، والمبارك بن علي الوكيل الشروطي، وأبي الفتح ابن البطي، وجماعة. وقرأ ببعض القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي. وقرأ القرآن على أبي السعادات الوكيل المذكور، عن قراءته على أبي البركات محمد بن عبد الله الوكيل صاحب أبي العلاء الواسطي. وسمع بالإسكندرية من السلفي.
وحدث في أسفاره، وطاف ما بين العراق والشام، إلى اليمن، ومصر، وخراسان، وما وراء النهر، والهند.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، والزكي المنذري، والشهاب القوصي، والفخر علي، والشيخ شمس الدين، والتقي إبراهيم ابن الواسطي، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، ومحمد بن مؤمن، وطائفة سواهم. وآخر من حدث عنه بالإجازة عمر ابن القواس.
قال ابن النجار: صحبته في السفر، وسمعت منه ببلاد. وكان تاجرا محتشما، صدوقا، مليح المجاورة، كيسا، حفظة للحكايات والأشعار، ظريفا. توفي ببيت المقدس في رابع عشر رمضان.
4 (محمد بن محمد بن عبد الجليل بن محمد.))
أبو بكر بن أبي حامد، ابن المحدث أبي مسعود كوتاه الإصبهاني.
سمع من: جده، وإسماعيل الحمامي المعمر، وأبي الوقت.
وكان فاضلا، له معرفة. أثنى عليه ابن النجار، وحدث عنه، وقال: كان يعظ في رساتيق إصبهان. توفي في عاشر رمضان.

123
4 (محمد بن أبي جعفر محمد بن عدنان بن عبد الله بن عمر.))
الشريف النقيب أبو الحسين العلوي، الحسيني، الكوفي، المعروف بابن المختار، وهو لقب عمر جدهم.
ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وتولى نقابة العلويين ببغداد. وسمع من أبي محمد ابن الخشاب، وحدث.)
وتوفي في ربيع الأول.
روى عنه الدبيثي.
4 (محمد بن محمد بن أبي القاسم الإصبهاني.))
الملنجي، القطان، المؤدب.
ولد سنة أربعين ظنا.
وسمع من: أبي القاسم إسماعيل الحمامي، ومحمد بن أبي نصر بن هاجر.
وحدث ببغداد، ومكة.
روى عنه: الحافظ علي بن المفضل ومات قبله، والحافظ الضياء، وابن خليل. وأجاز للفخر علي، وغيره.
وكان محدثا مكثرا، حافظا مكرما متوددا للطلبة، ذا مروءة سهلا في إعادة أصوله، محبا للرواية، واسع الصدر.
توفي في جمادى الأولى.

124
وملنجة: من محال إصبهان أو من قراها، بكسر الميم وبالنون.
4 (محمد بن منصور بن عبد الواحد بن إلياس.))
أبو المحاسن التميمي، البالسي، ثم البغدادي.
حدث عن نصر بن نصر العكبري، وغيره.
ومات في رجب.
روى عنه ابن النجار.
4 (المبارك بن المبارك بن أبي الأزهر سعيد ابن الدهان.))
أبو بكر بن أبي طالب، الواسطي، النحوي، الأديب، الضرير، وجيه الدين.
ولد بواسط سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.

125
وقرأ القرآن على الشيوخ، واشتغل. وسمع بواسط من نصر بن محمد الأديب، والعلاء بن علي السوادي. وسمع ببغداد من أبي زرعة، وغيره. ولزم الكمال عبد الرحمن الأنباري مدة، وبرع في النحو، وصنف فيه، وأقرأه.
وتخرج به جماعة ببغداد.)
وله:
* زارني والليل داج بسحر
* وبلطف اللفظ للقلب سحر
*
* رام يستخفي من الواشي به
* فأتى ليلا، وهل يخفى القمر
*
* جسمه ماء ولكن قلبه
* عند شكواي إليه من حجر
* وقد ترجمه ابن النجار فأطنب ووصفه وبالغ، وذكر أنه اشتغل عليه وانتفع به، وأنه كان يكرر على درس كل يوم فيحفظه.
وقرأ النحو أيضا على أبي محمد ابن الخشاب. ودرس النحو بالنظامية، وتفقه على مذهب أبي حنيفة، وكان حنبليا، وقيل: انتقل إلى مذهب الشافعي. وفيه تقول المؤيد أبو البركات ابن التكريتي الشاعر:
* ومن مبلغ عني الوجيه رسالة
* وإن كان لا تجدي لديه الرسائل
*
* تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبل
* وذلك لما أعوزتك المآكل
*
* وما اخترت رأي الشافعي ديانة
* ولكنما تهوى الذي هو حاصل
*
* وعمنا قليل أنت لا شك صائر
* إلى مالك فافطن لما أنا قائل
* قال الدبيثي: تخرج بالوجيه جماعة في النحو. وكان يقول العشر. وكان

126
هذرة، كتبت عنه أناشيد. وتوفي في السادس والعشرين من شعبان.
قلت: وروى عنه الزكي البرزالي، وغيره. وأجاز لأحمد بن أبي الخير.
4 (محمود بن الحسن بن نبهان بن الحسن بن سند.))
الأمير نجم الدين الحلي.
شاعر محسن مجيد، رئيس نبيل، مدح الملك العادل.
روى عنه من شعره الشهاب القوصي، وغيره.
وهو والد علي المنجم الذي سمع من ابن طبرزد.
ولد بالحلة السيفية سنة ست عشرة وخمسمائة، وعمر دهرا طويلا.
توفي في رجب.
4 (مريم بنت أبي بكر بن عبد الله بن سعد المقدسي.))
أم عيسى، امرأة الشيخ موفق الدين ابن قدامة.)
كانت خيرة صالحة. روت بالإجازة عن يحيى بن ثابت، وغيره.
روى عنها: الضياء، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن.
وتوفيت في جمادى الأولى.
4 (مزيد بن علي بن مزيد.))
أبو علي الطائي الشاعر المعروف بابن الخشكري.

127
قدم بغداد، ومدح الناصر لدين الله والكبار. وكان نصيريا سافر إلى سنان وصحبه، وانحل من الدين، وكان داعية.
وعمر دهرا. ومات في رمضان.
4 (مظفر بن عبد الله بن علي بن الحسين.))
الإمام الفقيه تقي الدين المصري، الشافعي، المعروف بالمقترح.
ولد في حدود الستين وخمسمائة.
وتفقه، وبرع في أصول الدين والخلاف والفقه، وصنف التصانيف، وتخرج به جماعة كثيرة.
قال الحافظ عبد العظيم: سمع بالإسكندرية من أبي الطاهر بن عوف الفقيه. وسمعت منه وحدث بمكة ومصر. وكان كثير الإفادة منتصبا لمن يقرأ عليه، كثير التواضع، حسن الأخلاق، جميل العشرة، دينا متورعا. ولي التدريس بالمدرسة المعروفة بالسلفي بالإسكندرية مدة، وتوجه إلى مكة فأشيعت وفاته وأخذت المدرسة فعاد ولمن يتفق عوده إليها، فأقام بجامع مصر يقرئ، واجتمع عليه جماعة كثيرة، ودرس بمدرسة الشريف ابن ثعلب، وتوفي في شعبان.
4 (منصور بن أحمد بن أبي العز بن سعد.))
أبو بكر المكي الحميلي، الضرير، المقرئ، نزيل بغداد.

128
قرأ القرآن على دعوان بن علي الجبائي، وعلى أحمد بن عمر بن لبيدة.
وسمع من: دعوان، وعلي بن عبد العزيز ابن السماك.
والحميلي: نسبة إلى قرية من أعمال نهر الملك.
توفي في رجب.
كتب عنه ابن نقطة، والطلبة.
4 (مودود بن فلان الشاغوري الفقيه.))
)
كمال الدين الشافعي.
قال الإمام أبو شامة: كان فقيها زاهدا، خيرا، يقرئ الفقه قبالة مقصورة الخطابة بجامع دمشق، ويشرح التنبيه. توفي في السنة.
4 (موسى بن سعيد بن هبة الله.))
الشريف أبو القاسم بن أبي الفتح الهاشمي، البغدادي، ابن الصيقل.
ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
سمع من: أبي القاسم إسماعيل ابن السمرقندي، ومحمد بن أحمد الطرائغي، وأبي الفضل الأرموي، ومحمد بن منصور القصري.
روى عنه: الدبيثي، الزكي البرزالي، والمقداد القيسي، وطائفة من أهل بغداد.

129
وكان صدرا محتشما، ولي حجابة باب النوبي مدة. وكان عالي الإسناد. ولي نقابة العباسيين بالكوفة أيضا.
وتوفي في سادس عشر جمادى الأولى.
4 (حرف النون))
4 (ناز خاتون بنت أحمد بن أبي غالب محمد بن محمد ابن السكن.))
أم مظفر البغدادية.
سمعت من: جدها، ومن سعيد ابن البناء، وعبد الباقي ابن النرسي المحتسب.
وحدثت روى عنها الدبيثي، وغيره.
وتوفيت في جمادى الآخرة.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن داود.))
أبو زكريا التادلي الفقيه، نزيل فاس.
سمع من: أبي عبد الله ابن الرمامة، وأبي الحسن بن حنين.
قال الأبار: تفقه على مشيختنا، وكان له حظ من الفقه والأصول والعربية، ولسن وبلاغة. ولي قضاء جزيرة شقر مدة طويلة. سمعت منه كتاب الشهاب للقضاعي، بسماعه من ابن حنين، عن العبسي، عن مؤلفه. وتوفي ببلنسية.))
4 (يحيى بن ياقوت.))

130
أبو الفرج البغدادي، الفراش.
مملوك العتبة الشريفة.
سمع من: أبي القاسم إسماعيل ابن السمرقندي، وعبد الجبار بن أحمد بن توبة، ويحيى ابن الطراح، وعلي بن عبد السلام الكاتب، وعمر بن ظفر المغازلي.
وحدث ببغداد، وبمكة وجاور بها ورتب شيخا بالحرم ومعمارا.
روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، وأحمد بن مودود المدني نزيل القاهرة، وعلي بن محمد بن علي المكي، ويحيى بن محمد بن أبي الفتح سبط الواعظ: شيوخ الدمياطي، وآخرون. وعاد إلى بغداد وبها مات في الثامن والعشرين من جمادى الآخرة.
4 (يوسف بن عثمان بن محمد بن حسن البغدادي.))
أبو محمد الدقاق، المعروف بابن قديرة.
سمع: سعيد بن أحمد ابن البناء، وأبا الوقت.
وعنه: البرزالي، والدبيثي.
4 (يوسف بن أبي حامد محمد ابن القاضي أبي الفضل محمد بن عمر بن يوسف.))
أبو إسحاق الأرموي، ثم البغدادي، الأقفالي، الإبري.
ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: جده، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام، وأبي عمر صافي الساوي.

131
وكان صحيح السماع.
روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، وجماعة.
وتوفي في التاسع والعشرين من ربيع الآخر.
4 (وفيها ولد))
جمال الدين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي خطيب دمشق.
والمحدث علي بن بلبان.
والعفيف عبد الرحيم بن محمد ابن الزجاج.
والعماد محمد بن عبد الرحمن بن سلطان الحنفي.)
والزين أحمد بن عبد الباري الإسكندري.
وإبراهيم ابن الناصح محمد بن إبراهيم بن سعد.
والصفي محمد بن مظفر الزرزائي.
والنجم يحيى بن علي الشاطبي، ولد بدمشق.
والشجاع نقيب عسكر دمشق، وعاش مائة إلا سنة.
والفخر عبد القاهر ابن السيف عبد الغني ابن تيمية خطيب حران.
وعلي بن محمود ابن قاضي باعشيقا، بها، من الموصل.
والموفق محمد بن عبد المنعم بن جماعة الحموي، سمع ابن باقا.
وعبد الله بن علي بن محمود بن عمر بن زقيقة، بحاني.
والشيخ أبو بكر بن مسعود المقدسي الرويس الشاعر.
وقاضي تدمر زين الدين محمد بن الحسن بن علي بن إسماعيل الغساني.

132
4 (وفيات سنة ثلاث عشرة وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن عبيد الله بن محمد بن قدامة بن مقدام.))
الفقيه شرف الدين، أبو الحسن.
ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وسمع من: يحيى الثقفي، والخضر بن طاوس، وابن صدقة الحراني، وإسماعيل الجنزوري، وجماعة. وببغداد عبد المنعم بن كليب، وجماعة.
روى عنه الحافظ الضياء وعمل له ترجمة طويلة، فقال فيه: إمام فاضل، ثقة، دين، عاقل، جمع الله له بين الخلق والخلق، والدين والأمانة، وقضاء حوائج الإخوان، والكرم والتعطف على المرضى والتطلع إلى حوائجهم، كفى الجماعة في أشغال كثيرة بعد سفر أخي إلى حمص.
أخبرنا الإمام أحمد ابن خالي عبيد الله ببغداد، أخبرنا ابن كليب فذكر من جزء ابن عرفة ثم قال: بلغني عن أهل بيته أنهم قالوا: ما ترك قط قيام الليل، وكان يقول الحق، لا يخاف من أحد، ولا يحابي أحدا.
سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن خلف بن راجح بعد موت أحمد بأيام، رأيته في النوم فقلت)
له: ما لقيت من ربك فقال: كل خير. فقلت له: زدني. قال: ما أظن أحدا رفع فوق منزلتي.

133
سمعت أحمد بن محمد بن أحمد بن إسماعيل يقول: رأيت الشرف أحمد في النوم بعد موته بأيام فقلت: كيف أنت أظنه قال: بخير. قلت: فما مت ودفناك قال: أفما يحيي الله الموتى فقلت: بلى. ثم ذكر له منامات أخر من هذا النوع.
وقال: أنشدنا شيخنا موفق الدين لنفسه:
* مات المحب ومات العز والشرف
* أئمة سادة منهم خلف
*
* كانوا أئمة علم يستضاء بهم
* لهفي على فقدهم لو ينفع اللهف
*
* ما ودعوني غداة البين إذ رحلوا
* بل أودعوا قلبي للأحزان وانصرفوا
*
* شيعتهم ودموع العين واكفة
* لبينهم وفؤادي حشوه أسف
*
* أكفكف الدمع من عيني فيغلبني
* وأحصر الصبر في قلبي فلا يقف
*
* وقلت: ردوا سلامي أوقفوا نفسا
* رفقا بقلبي فما ردوا ولا وقفوا
*
* ولم يعوجوا على صب بهم دنف
* يخشى عليه لما قد مسه التلف
*
* أحباب قلبي ما هذا بعادتكم
* ما كنت أعهد هذا منك يا شرف
*
* بل كنت تعظم تبجيلي ومنزلتي
* وكنت تكرمني فوق الذي أصف
*
* وكنت عونا لنا في كل نازلة
* تظل أحشاؤنا من همها تجف
*
* وكنت ترعى حقوق الناس كلهم
* من كنت تعرف أو من لست تعترف
*
* وكان جودك مبذولا لطالبه
* جنح الليالي إذا ما أظلم السدف
*
* وللغريب الذي قد مسه سغب
* وللمريض الذي أشفى به الدنف
*
* وكنت عونا لمسكين وأرملة
* وطالب حاجة قد جاء يلتهف
* وقال الصلاح موسى بن محمد بن خلف:
* عز العزاء وبان الصبر والجلد
* لما نأت دار تهوى وقد بعدوا
*

134
* والعين والله هذا وقت عبرتها
* فإن أحبابها كانوا وقد فقدوا
*
* ساروا وما ودعوني يوم بينهم
* يا ليتهم لغرامي بعدهم شهدوا
*
* أبكيهم بدموع قد بخلت بها
* على سواهم فقد أودى بي الكمد
* ومنها:)
* وأنت يا شرف للدين ليس لنا
* من بعدك اليوم لا جمع ولا عدد
*
* قد كنت واسطة العقد الذي انتظمت
* به المعالي إن حلوا وإن عقدوا
*
* وكنت ذا خشية لله متقيا
* تقوم بالليل والنوام قد رقدوا
* وفي أبيات أخر.
وخلف من الولد: شرف الدين أحمد، وأبا عبد الله محمدا.
4 (أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله.))
الفقيه الإمام أبو بكر اللنجاني، مفتي إصبهان، ويعرف بالأفضل.
قال الضياء: كان من العلماء الأخيار.
قلت: روى عن أحمد بن ظفر الثقفي. وسماعاته في حدود الخمسين وخمسمائة.
روى عنه: الضياء، والزكي البرزالي.
قرأت وفاته بخط الضياء في رمضان.
4 (أحمد بن علي بن أبي زنبور.))
الإمام الأديب أبو الرضا النيلي، واللغوي، المقرئ، الشاعر.
قرأ علي يحيى بن سعدون القرطبي. وتأدب على سعيد ابن الدهان.
وقد امتدح السلطان صلاح الدين بحلب بأرجوزة طويلة، فوصله عليها بخمسمائة دينار. وكان من غلاة الرافضة. عمر دهرا، ومات بالموت بالموصل في العام.

135
4 (أحمد ابن الحافظ علي بن المفضل بن علي.))
الفقيه الصالح أبو الحسين المقدسي، ثم الإسكندراني، المالكي، العدل. ولد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة.
وسمع، وتفقه، ونشأ على غاية من الدين والورع. ودرس بالصاحبية بالقاهرة بعد والده.
قال الزكي المنذري: أخبرنا، قال: عبد المنعم بن يحيى بن الخلوف إجازة. وتوفي في صفر.
4 (أحمد بن علي بن أبي القاسم المبارك بن علي بن أبي الجود.))
العتابي، الكاغدي، أبو العباس.
سمع من: أحمد بن الطلايه، وأبي الوقت.)
وحدث.
كان من محلة العتابيين بأعلى غربي بغداد، وكان ابن الطلاية خال أبيه. وهو أخو المبارك شيخ الأبرقوهي.
روى عن أحمد: أبو عبد الله ابن الدبيثي، وغيره.
وتوفي في ثالث ربيع الآخر.
4 (أحمد بن علي بن مسعود بن عبد الله بن الحسن بن عطاف.))
الأجل، أبو عبد الله الدارقزي، المقرئ، الوراق، المعروف بابن السقاء.

136
ولد سنة أربع وأربعين وخمسمائة.
قرأ القرآن على أبي الفضل أحمد بن محمد بن شنيف، وغيره. والنحو على أبي محمد ابن الخشاب، والحسن بن عبيدة، وغيرهما. وسمع من: أبي الوقت، وسعيد ابن البناء، وجماعة.
ويقال له: الخطابي: لأنه سكن قرية تعرف بالخطابية، ولم يزل خطيبا بها.
روى عنه الدبيثي، وقال: توفي في رجب.
4 (أحمد بن عمر بن أحمد القطربلي.))
ثم الحربي، المقرئ، المعروف بالخاخي بخاءين معجمتين أبو العباس.
سمع من: الزاهد أحمد ابن الطلاية، وغيره.
وتوفي في جمادى الآخرة.
روى عنه الدبيثي، ووصفه بالصلاح والخير.
أحمد بن عمر بن إبراهيم ابن الدردانة.
أبو بكر الحربي.
سمع من: ابن كليب، وابن الجوزي، وطبقتهما فأكثر.
وحدث بيسير.
توفي وقد جاوز أربعين سنة في ذي القعدة، رحمه الله.
4 (إسحاق ابن قاضي القضاة صدر الدين عبد الملك بن عيسى بن درباس.))

137
فخر الدين، أبو طاهر الماراني، الشافعي.
ولد سنة تسع وستين وخمسمائة.)
وتفقه، وسمع الحديث، وناب في القضاء عن والده مدة، ودرس بالناصرية بمصر ثم بالسيفية بالقاهرة.
وتوفي ليلة السابع والعشرين من رمضان.
4 (أسعد ابن الفقيه محمد بن علي ابن الوزير أبي نصر أحمد بن الوزير نظام الملك الحسن بن))
علي.
الطوسي الأصل، البغدادي.
ولد بعيد الأربعين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الوقت.
وحدث. وفد درس أبوه بالنظامية، وتوفي شابا.
وكان هذا خلوا من فضيلة.
توفي في رجب.
4 (أسعد بن هبة الله بن وهبان الحديثي، ثم البغدادي، البزوري.))
روى عن: أبي الوقت.
وعنه: الدبيثي.
وتوفي في رمضان.
4 (إسماعيل بن عبد الرحمن بن أحمد.))

138
نبيه الدين، أبو الطاهر الأنصاري، المصري، الكاتب.
سمع من: الشريف أبي الفتوح الخطيب، وعمارة اليمني الشاعر. وسمع بالإسكندرية من السلفي، وجماعة.
وولي استيفاء ديوان الأوقاف مدة.
وولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وكتب بخطه الكثير، وكان مليح الكتابة. وعلق عن السلفي فوائد جمة وسؤالات.
روى عنه: الحافظ عبد العظيم.
وتوفي في ليلة العشرين من شعبان.
4 (إسماعيل بن عمر بن أبي بكر الفقيه محب الدين المقدسي.))
)
الحنبلي، المذكور في قصيدة الشيخ الموفق المذكورة من قريب.
سمع بمصر من: أبي القاسم البوصيري، والحافظ عبد الغني. وبدمشق من جماعة.
روى عنه: الضياء المقدسي.
وتوفي في شوال.
4 (حرف التاء))
4 (تاج النساء بنت فضائل بن علي التكريتي.))
تروي عن الشيخ الزاهد عبد القادر الرزاق الجيلي.
روى عنها ابنها قاضي القضاة أبو صالح نصر بن عبد الجيلي.
وسمعت أيضا من ابن البطي.

139
وتوفيت في رجب.
4 (حرف الجيم))
4 (جعفر بن أحمد بن جعفر.))
أبو الفضل اللخمي، الإسكندراني، النحوي، الشاعر، المعروف بالوراق.
شاعر محسن، كتب عنه الزكي المنذري.
4 (جعفر بن جعفر بن نبهان.))
وجيه الدين أبو الفضل الحموي، الفقيه، الأديب.
كتب عنه الزكي المنذري.
وتوفي بمصر بمسجده في ذي القعدة.
4 (حرف الحاء))
4 (الحسين بن يوسف بن أحمد بن يوسف بن فتوح.))
أبو علي الأنصاري، الأندلسي، البلنسي، الضرير، المقرئ، المعروف بابن زلال.
قرأ القراءات على أبي الحسن بن هذيل، وسمه منه، ومن: الخطيب أبي

140
الحسن علي ابن النعمة، وأبي عبد الله بن سعادة، وعبد الرحمن بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد. وقرأ القراءات أيضا على طارق بن موسى. وأجاز له أبو طاهر السلفي، وجماعة.
وتصدر للإقراء ببلده، وأخذ عنه الناس، وكان حسن الإلقاء والأداء، مجودا، محققا، مشاركا في)
فنون، آية من آيات الله في الفطنة والحدس على عمى بصره، قال الأبار فيه ذلك، وقال: سمعت منه جملة. وانتقل بأخرة إلى مرسية، وأقرأ بها إلى أن توفي في الثاني والعشرين من المحرم، وولد سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
4 (حرف الزاي))
4 (زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن زيد بن الحسن بن سعيد بن عصمة بن حمير.))

141
العلامة تاج الدين، أبو اليمن الكندي، البغدادي، المقرئ، النحوي، اللغوي.
ولد في شعبان سنة عشرين وخمسمائة.
وحفظ القرآن وهو ابن سبع سنين، وكمل القراءات العشر وله عشر سنين.
وكان أعلى أهل الأرض إسنادا في القراءات فإني لا أعلم أحدا من الأمة عاش بعدما قرأ القراءات ثلاثا وثمانين سنة غيره. هذا مع أنه قرأ على أسند شيوخ العصر بالعراق، ولم يبق أحد ممن قرأ عليه بقائه ولا قريبا منه، بل آخر من قرأ عليه الكمال ابن فارس وعاش بعده نيفا وستين سنة. ثم إنه سمع الحديث على الكبار، وبقي مسند الزمان في القراءات والحديث.
قرأ القراءات المشهورة والغريبة فأكثر على شيخه ومعلمه وأستاذه الإمام أبي محمد سبط أبي منصور الخياط، وأفاده، وحرص عليه في الصغر، وأسمعه الحديث، وأرسله إلى الشيوخ الكبار فقرأ بالكفاية في القراءات الست على الإمام المعمر أبي القاسم هبة الله بن أحمد ابن الطبر الحريري. وقرأ بالموضح في القراءات العشر على مؤلفه أبي منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون. وقرأ للسبعة على أبي بكر محمد بن إبراهيم خطيب المحول، وعلى أبي الفضل محمد ابن المهتدي بالله.
ثم سمع الحديث من: القاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي، وأبي القاسم هبة الله ابن الطبر، وأبي منصور القزاز، ومحمد بن أحمد بن توبة وأخيه عبد الجبار، وأبي القاسم ابن السمرقندي، وأبي الفتح ابن البيضاوي، وطلحة بن عبد السلام الرماني، ويحيى بن علي ابن الطراح، وأبي الحسن بن عبد السلام، وأبي

142
القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف، والحسين بن علي سبط الخياط، والمبارك بن نغوبا، وعلي بن عبد السيد ابن الصباغ، وعبد الملك بن أبي القاسم الكروخي، وسعد الخير الأنصاري، وطائفة سواهم.
وله مشيخة في أربعة أجزاء خرجها أبو القاسم علي ين القاسم ابن عساكر.)
وقرأ النحو على: أبي السعادات هبة الله ابن الشجري، وأبي محمد ابن الخشاب، وشيخه أبي محمد سبط الخياط.
وأخذ اللغات عن أبي منصور موهوب ابن الجواليقي.
وقدم دمشق في شبيبته، وسمع بها من أبي الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد، وتفرد بالرواية عنه، وعن أكثر شيوخه. ثم قدم الشام ومصر، وسكن دمشق ونال الحشمة الوافرة والتقدم، وازدحم عليه الطلبة.
وكان حنبلي المذهب فانتقل حنفيا لأجل الدنيا، وتقدم في مذهب أبي حنيفة.
وأفتى، ودرس، وصنف، وأقرأ القراءات، والنحو، واللغة، والشعر.
وكان صحيح السماع، ثقة في النقل، ظريفا، حسن العشرة، طيب المزاج، مليح النظم.
قرأ عليه القراءات علم الدين السخاوي ولم يسندها عنه، وعلم الدين القاسم بن أحمد الأندلسي، وكمال الدين إسحاق بن فارس، وجماعة.
وحدث عنه: الحافظ عبد الغني، والشيخ الموفق، والحافظ عبد القادر، وابن نقطة، وابن النجار، وأبو الطاهر ابن الأنماطي، والبرزالي، والضياء، والزكي عبد العظيم، والزين خالد، والتقي بن أبي اليسر، والجمال ابن الصيرفي، وأحمد بن سلامة الحداد، والقاضي أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر، والقاضي

143
أبو عبد الله محمد ابن العماد إبراهيم، وأبو الغنائم المسلم بن علان، والمؤمل بن محمد البالسي، وأبو القاسم عمر بن أحمد ابن العديم، وأبو حفص عمر بن محمد بن أبي عصرون، وأبو الحسن علي بن أحمد ابن البخاري، وأبو عبد الله محمد ابن الكمال، ومحمد بن مؤمن، ويوسف ابن المجاور، وست العرب بنت يحيى الكندي، وإسماعيل ابن العفيف أحمد بن إبراهيم بن يعيش المالكي، ومحمد بن عبد المنعم ابن القواس.
وآخر من روى عنه بالإجازة أبو حفص ابن القواس، ثم أبو حفص عمر بن إبراهيم العقيمي الأديب وتوفي هذا في شوال سنة تسع وتسعين وستمائة.
قال ابن النجار: أسلمه أبوه في صغره إلى سبط الخياط، فلقنه القرآن وجود عليه، ثم حفظه القرآن وله عشر سنين. إلى أن قال: تفرد بأكثر مروياته. سافر عن بغداد سنة ثلاث وأربعين، ودخل همذان فأقام بها سنين يتفقه على مذهب أبي حنيفة على سعد الرازي بمدرسة السلطان طغرل. ثم إن أباه حج سنة أربع وأربعين فمات في
الطريق، فعاد أبو اليمن إلى بغداد، ثم توجه)
إلى الشام، واستوزره فروخ شاه، ثم بعده اتصل بناحية تقي الدين عمر صاحب حماة، واختص به وكثرت أمواله. وكان المعظم يقرأ عليه الأدب، ويقصده في منزله، ويعظمه. قرأت عليه كثيرا، وكان يصلني بالنفقة. ما رأيت شيخا أكمل منه فضلا ولا أتم منه عقلا ونبلا وثقة وصدقا وتحقيقا ورزانة، مع دماثة أخلاقه. وكان مهيبا، وقورا، أشبه بالوزراء من العلماء بجلالته وعلو منزلته. وكان أعلم أهل زمانه بالنحو أظنه يحفظ كتاب سيبويه. ما دخلت عليه قط إلا وهو في يده يطالعه، وفي مجلد واحد رفيع، فكان يقرأها بلا كلفة وقد بلغ التسعين.
وكان قد متع بسمعه وبصره وقوته. وكان مليح الصورة، ظريفا، إذا تكلم ازداد حلاوة، وله النظم والنثر والبلاغة الكاملة. إلى أن قال: حضرت الصلاة عليه.
وقال أبو شامة: ورد الكندي ديار مصر، يعني في سنة بضع وستين

144
وخمسمائة، قال: وكان أوحد الدهر، فريد العصر، فاشتمل عليه عز الدين فروخ شاه بن شاهنشاه بن أيوب، ثم ابنه الأمجد صاحب بعلبك، ثم تردد إليه بدمشق الملك الأفضل علي ابن صلاح الدين، وأخوه الملك المحسن، وابن عمه الملك المعظم عيسى ابن العادل. وقال ضياء الدين بن أبي الحجاج الكاتب عنه: كنت في مجلس القاضي الفاضل، فدخل فروخ شاه، فجرى ذكر شرح بيت من ديوان المتنبي فذكرت شيئا فأعجبه، فسأل القاضي عني، فقال: هذا العلامة تاج الدين الكندي، فنهض فروخ شاه، وأخذ بيدي، وأخرجني معه إلى منزله، ودام اتصالي به. قال: وكان الملك المعظم يقرأ عليه دائما قرأ عليه كتاب سيبويه نصا وشرحا، وكتاب الحماسة، وكتاب الإيضاح وشيئا كثيرا، وكان يأتي من القلعة ماشيا إلى دار تاج الدين بدرب العجم والمجلد تحت إبطه.
وحكى ابن خلكان أن الكندي قال: كنت قاعدا على باب أبي محمد ابن الخشاب النحوي وقد خرج من عنده أبو القاسم الزمخشري وهو يمشي في جاون خشب لأن إحدى رجليه كانت سقطت من الثلج.
ومن شعر الكندي:
* دع المنجم يكبو في ضلالته
* إن ادعى علم ما يجري بن الفلك
*
* تفرد الله بالعلم القديم فلا ال
* إنسان يشركه فيه ولا الملك
*
* أعد للرزق من إشراكه شركا
* وبئست العدتان: الشرك والشرك
* وله:)
* أرى المرء يهوى أن تطول حياته
* وفي طولها إرهاق ذل وإزهاق
*
* تمنيت في عصر الشبيبة أنني
* أعمر والأعمار لا شك أرزاق
*
* فلما أتى ما قد تمنيت ساءني
* من العمر ما قد كنت أهوى وأشتاق
*
* يخيل لي فكري إذا كنت خاليا
* ركوبي على الأعناق والسير إعناق
*

145
* ويذكرني مر النسيم وروحه
* حفائر يعلوها من الترب أطباق
*
* وها أنا في إحدى وتسعين حجة
* لها في إرعاد مخوف وإبراق
*
* يقولون: ترياق لمثلك نافع
* وما لي إلا رحمة الله ترياق
* وله:
* لبست من الأعمار تسعين حجة
* وعندي رجاء بالزيادة مولع
*
* وقد أقبلت إحدى وتسعون بعدها
* ونفسي إلى خمس وست تطلع
*
* ولا غرو أن آتي هنيدة سالما
* فقد يدرك الإنسان ما يتوقع
*
* وقد كان في عصري رجال عرفتهم
* حبوها وبالآمال فيها تمتعوا
*
* وما عاف قبلي عاقل طول عمره
* ولا لامه من فيه للعقل موضع
* وقال الحافظ ابن نقطة: كان الكندي مكرما للغرباء، حسن الأخلاق، فيه مزاح، وكان من أبناء الدنيا المشتغلين بها وبإيثار مجالسة أهلها. وكان ثقة في الحديث والقراءات، وصحيح السماع، سامحه الله.
وقال الإمام موفق الدين: كان الكندي إماما في القراءة والعربية، انتهى إليه علو الإسناد في الحديث. وانتقل إلى مذهب أبي حنيفة من أجل الدنيا إلا أنه كان على السنة، وصى إلي بالصلاة عليه والوقوف على دفنه، ففعلت ذلك.
وللسخاوي فيه:
* لم يكن في عصر عمر ومثله
* وكذا الكندي في آخر عصر
*
* فهما زيد وعمرو إنما
* بني النحو على زيد وعمرو
* ولأبي شجاع ابن الدهان الفرضي فيه:
* يا زيد زادك ربي من مواهبه
* نعمى يقصر عن إدراكها الأمل
*
* لا بدل الله حالا قد حباك بها
* ما دار بين النحاة الحال والبدل)
* (النحو أنت أحق العالمين به
* أليس باسمك فيه يضرب المثل
*

146
وقال جمال الدين القفطي: أبو اليمن الكندي أخر ما كان ببغداد سنة ثلاث وستين وخمسمائة، واستوطن حلب مدة، وصحب بها الأمير بدر الدين حسن ابن الداية النوري واليها. وكان يبتاع الخليع من الملبوس ويتجر به إلى بلد الروم. ثم نزل دمشق، وصحب عز الدين فروخ شاه، واختص به، وسافر معه إلى مصر، واقتنى من كتب خزائنها عندما أبيعت. ثم استوطن دمشق وقصده الناس. وكان لينا في الرواية معجبا بنفسه فيما يذكره ويرويه، وإذا نوظر جبة بالقبيح، ولم يكن موفق القلم، رأيت له أشياء باردة. قال: واشتهر عنه أنه لم يكن صحيح العقيدة.
قلت: قوله لم يكن صحيح العقيدة، فيه نظر إلا أن يكون أنه على عقيدة الحنابلة، فالله أعلم.
وقال الموفق عبد اللطيف: اجتمعت بالكندي النحوي، وجري بيننا مباحثات. وكان شيخا بهيا، ذكيا، مثريا، له جانب من السلطان، لكنه كان معجبا بنفسه، مؤذيا لجليسه.
قلت: لأنه آذاه ولقبه بالمطحن.
قال: وجرت بيننا مباحثات فأظهرني الله عليه في مسائل كثيرة، ثم إني أهملت جانبه وقال أبو الطاهر الأنماطي: توفي الكندي في خامس ساعة من يوم الاثنين سادس شوال، وصلى عليه بجامع دمشق صلاة العصر القاضي ابن الحرستاني، وبظاهر باب الفراديس الحصري الحنفي، وبالجبل الشيخ الموفق، ودفن بتربة له، وعقد العزاء له تحت النسر يومين، وانقطع بموته إسناد عظيم وكتب كثيرة.

147
4 (حرف السين))
4 (سعيد بن حمزة بن أحمد بن الحسن.))
أبو الغنائم النيلي، الكاتب.
ولد بالنيل من العراق سنة ثماني عشرة وخمسمائة.
وسمع بحكم الاتفاق من: هبة الله بن أحمد الشبلي، ومحمد بن عبد الله بن الحراني.
وله شعر كثير مدح الأمراء والولاة، ودخل الروم والشام.
روى عنه: الدبيثي، وغيره.
وأنشد الدبيثي من شعره:
* يا شائم البرق من شرقي كاظمة
* يبدو مرارا وتخفيه الدياجير)
* (سلم على الدوحة الغناء من سلم
* وعفر الخد إن لاح اليعافير
*
* واستخبر الخؤذر الساجي اللحاظ أخا ال
* تغذير هل عاقه عنا معاذير
* توفي ببغداد في رمضان.
4 (حرف الشين))
4 (شجاع بن مفرج بن قصة.))
أبو محمد المقدسي، الجبلي، من أهل جبل قاسيون.

148
سمع من: أبي المعالي بن صابر، وغيره.
روى عنه: الحافظ الضياء، والفخر علي، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن.
وتوفي في شوال بقاسيون.
4 (شاكر بن أبي بكر أحمد بن محمد الحريمي الخياط.))
ابن صديقات.
حدث عن أبي علي أحمد بن أحمد الخراز.
وتوفي في رمضان.
4 (حرف الصاد))
4 (صدقة بن علي بن مسعود.))
أبو المواهب ابن الأوسي الضرير، المقرئ ببغداد.
سمع من ابن البطي. وذكر أنه سمع من أحمد بن الطلاية، وأنه قرأ القرآن على أبي الحسن علي بن أحمد اليزدي.
مات في آخر المحرم.
روى عنه ابن النجار.
4 (صدقة بن المبارك بن سعيد بن ثابت.))
أبو الفضل الهمامي، التاجر، العدل.

149
حدث عن يحيى بن ثابت، وغيره.
وتوفي في المحرم.
4 (حرف الضاد))
))
4 (ضوء الصباح بنت المحدث أبي بكر المبارك بن كامل الخفاف.))
واسمها: لامعة، وقيل: نور العين.
ولدت سنة ثلاث وثلاثين.
وسمعها أبوها من: عمر بن حمد البندنيجي، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبي غالب محمد بن الداية، والأرموي، وجماعة.
روى عنها: الدبيثي، وابن خليل، وغيرهما.
وتوفيت في ذي الحجة.
وعمر بن حمد، هذا، روى عن أبي القاسم بن البسري.
4 (حرف الظاء))
4 (ظاعن بن محمد بن حسن.))
عفيف الدين، أبو الحسن، أبو الرحال.
روى عن السلفي.
روى عنه القوصي، لقبه بمنى، وقال: توفي بمصر عن ثلاث وستين سنة.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن جعفر بن هبة الله بن محمد بن عبد الله.))
الشريف أبو طاهر العلوي، الحسيني، الكوفي.

150
سمع أحمد بن يحيى بن ناقة، ويحيى بن ثابت.
وحدث روى عنه الزكي المنذري.
وتوفي بالقاهرة في رمضان.
وكان كثير الأسفار والتطواف. له شعر، وخالط رؤساء مصر، ومدح جماعة، ونال دنيا، وعاش ثمانين سنة.
4 (عبد الله بن الحسين بن صدقة.))
أبو القاسم البغدادي، الوزان، المعروف بعسامة.
حدث عن ابن ناصر.
وتوفي في شعبان.))
4 (عبد الله بن عمرو بن محمد بن يوسف.))
أبو محمد، الخزرجي، القرطبي، ثم التلمساني.
قال الأبار: سمع من أبي عبد الله بن خليل القيسي، وأبي محمد بن وهب القضاعي، بسبتة، وأخذ عنه القراءات، والعربية. وكان أديبا بليغا، كاتبا.
توفي في رمضان.
4 (عبد الله بن محمد بن علي بن إبراهيم بن محفوظ.))
أبو بكر السلمي، الآمدي، ثم البغدادي، المعروف بابن الفراء.
سمع من عمه إبراهيم، من: أبي الوقت، وأبي بكر بن الزاغواني، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، وأبي جعفر العباسي.

151
وتوفي في شوال.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، وابن النجار.
ورث ثلاثين ألف دينار فنذرها، وارتكب محظورات حتى انكشف حاله وسأل، ثم انقطع مع الفقراء بالجامع، وحسنت طريقته. قاله ابن النجار.
4 (عبد الله بن محمد بن عبد الله بن مجلي بن الحسين بن علي بن الحارث.))
القاضي ثقة الملك، أبو محمد ابن القاضي أبي الحسن، الرملي الأصل، المصري، الشافعي، الخطيب، الحاكم بمصر.
سمع من: عبد الله بن رفاعة، والشريف ناصر بن الخطيب.
وناب في القضاء عن صدر الدين عبد الملك بن درباس بمصر، وناب أيضا عن قاضي القضاة أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد العلي. وولي خطابة الجيزة.
قال الزكي المنذري: سمعت منه، وسمع منه جماعة من شيوخنا ورفقائنا، وأخبرني أن مولده سنة إحدى وأربعين وخمسمائة. وكان جدهم أبو المعالي المجلي عاقد الأنكحة بالرملة.
قلت: وروى عنه أيضا: الزكي البرزالي، والزكي عبد العظيم، ومحمد بن عبد المنعم الخيمي الشاعر، والشرف عمر بن صالح السبكي الحاكم، والشرف عبد الرحمن بن المظفر بن عبد الله المعروف والده بالمقترح، وآخرون.
وتوفي في ثامن عشر ذي الحجة، بمصر.))
4 (عبد الحكم بن إبراهيم بن منصور بن المسلم.))

152
الفقيه الخطيب أبو محمد ابن الإمام أبي إسحاق، المعروف والدي بالعراقي.
اشتغل على والده بمصر، وقرأ الأدب، وقال الشعر الجيد، وأنشأ الخطب الكثيرة الحسنة، وناب عن والده في الخطابة والإمامة بجامع مصر، واستقل بعده به.
روى عنه من نظمه الحافظ عبد العظيم، وقال: توفي في شعبان، وله خمسون سنة.
4 (عبد الرحمن بن علي بن أحمد بن عبد الرحمن.))
أبو محمد، الزهري الإشبيلي، مسند الأندلس في زمانه.
سمع من أبيه القاضي أبي الحسن. وسمع صحيح البخاري، في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة من أبي الحسن شريح بن محمد. وطال عمره حتى انفرد بالسماع في الدنيا عن شريح.
قال الأبار: كثيرا ما كان شيخنا أبو الخطاب بن واجب يحرضني على الرحلة إلى لقائه، فلم يقدر ذلك، سمع منه جماعة من أصحابنا، وتنافسوا في الأخذ عنه، وتوفي في آخر سنة ثلاث عشرة.
قال ابن مسدي: سمع بإفادة أبيه، ومولده قبل الثلاثين وخمسمائة، وأجاز لي غير مرة، وتوفي سنة خمس عشرة، كذا قال ابن مسدي.
وأما شريح، فروى البخاري عن أبيه، وابن منظور، بسماعهما من أبي ذر.
4 (عبد السلام بن عبد الناصر بن عبد المحسن.))

153
أبو محمد التنيسي السعدي، المقرئ، المعروف بابن عديسة، نزيل دمياط.
قال المنذري: قرأ القرآن بالقراءات على الشريف أبي الفتوح ناصر بن الحسن الخطيب بمصر.
وأقرأ بدمياط مدة، قرأ عليه غير واحد من الفضلاء، توفي في هذه السنة.
4 (عبد المجيد ابن الفقيه عبد الدائم بن عمر بن حسين.))
الشيخ الزاهد، أبو الفضل الكناني، العسقلاني.
ولد بعسقلان سنة سبع وأربعين وخمسمائة في صفر.
وجاور بمكة أكثر زمانه، وحج خمسين حجة، ثم قدم مصر، وبها توفي في شعبان.
روى عن عمر الميانشي، وعنه الحافظ عبد العظيم.
4 (عبد المحسن بن أبي القاسم بن عبد المنعم بت إبراهيم بن يحيى.))
)
رشيد الدين، أبو محمد ابن النقار، المصري، الصوفي. ولد سنة بضع وأربعين.
وسمع من أبي طاهر السلفي.
روى عنه الزكي عبد العظيم، وقال: كان شيخا حسنا، مشهورا بالتصوف، صحب جماعة من الصالحين، وهو أخو عبد العزيز. توفي في سلخ رجب.

154
4 (عبد الواحد بن إسماعيل بن ظافر.))
الإمام صائن الدين، أبو محمد الدمياطي الشافعي، المتكلم.
نزل دمشق، ودرس بها، بالأمينية، وأعاد، وأفاد.
سمع من: السلفي، وأحمد ومحمد ابني عبد الرحمن الحضرمي، وعبد الله بن بري النحوي.
ورحل إلى إصبهان وسمع من أحمد بن أبي منصور الترك، وغيره.
روى عنه: الضياء، والزكي البرزالي، والزكي المنذري، والشهاب القوصي، وجماعة، وآخرهم الفخر علي المقدسي.
وتوفي في السابع والعشرين من ربيع الأول بدمشق. وذكر أن مولده ظنا في سنة ست وخمسين وخمسمائة.
4 (عبد الوهاب بن عبد الله بن علي.))
الوزير جمال الدين أبو محمد ابن الصاحب الوزير صفي الدين ابن شكر.
سمع من: حنبل، وابن طبرزد، وجماعة.
ووزر للملك المعظم عيسى، كان كثير الصدقات.
توفي في ربيع الآخر شابا.
4 (علي بن ظافر بن حسين.))

155
الفقيه جمال الدين، أبو الحسن الأزدي، المصري، المالكي، ابن العلامة أبي منصور.
ولد سنة سبع وستين.
وتفقه على والده، وقرأ عليه الأصول، وقرأ الأدب، وبرع مع هذه الفضائل في معرفة التاريخ، وأخبار الملوك، وحفظ من ذلك جملة وافرة. ودرس بمدرسة المالكية بمصر بعد أبيه، وترسل إلى الديوان العزيز، وولي وزارة الملك الأشرف، ثم انفصل عنه، وقدم مصر، وولي وكالة)
السلطنة مدة.
قال الزكي المنذري: كان متوقد الخاطر، طلق العبادة. وكان مع تعلقه بالدنيا له ميل كثير إلى أهل الآخرة، محبا لأهل الدين والصلاح، وله مصنفات حسنة منها كتاب الدول المنقطعة، وهو كتاب مفيد في بابه جدا، ومنها كتاب بدائع البدائة، وأقبل في آخر عمره على السنة النبوية، ومطالعتها، وإدمان

156
النظر فيها. وحدث بشيء من شعره. سمعت منه.
قلت: وأخذ عنه من شعره الشهاب القوصي، وغيره. عاش ثمانيا وأربعين سنة.
ومن تواليفه كتاب أخبار الشجعان، وكتاب أخبار الملوك السلجوقية وكتاب أساس السياسة رحمه الله.
4 (عمر بن أحمد بن مهران.))
العلامة أبو حفص، الضرير، النحوي، العراقي، السوادي.
ويقال له أيضا: العسفني نسبة إلى عين سفنة، قرية بنواحي الموصل.
نشأ بالموصل، وحفظ بها القرآن، وتأدب على مكي بن ريان، وصار أنحى أهل عصره، وأتقن العروض والشعر واللغة، وتصدر للإفادة بعد شيخه، وتخرج به أئمة. وكان مفرط الذكاء، وكان يدرس مذهب الشافعي.
توفي يوم عيد الفطر من السنة.
4 (عمر بن أبي المجد محمد بن عمر البغدادي.))
أبو حفص ابن المزارع.
روى عن أبي الفتح ابن البطي.
ومات في رجب.
4 (عيسى بن يوسف بن إسماعيل بن إبراهيم.))

157
الشيخ المقرئ، الزاهد، أبو موسى وأبو الفضل المقدسي، ثم البلبيسي.
صحب جماعة من الصالحين منهم الشيخ ربيع.
وقرأ القراءات على الإمام أبي القاسم بن فيره الشاطبي.
قرأ عليه الإمام أبو عبد الله الفاسي، نزيل حلب ومقرئها.
سكن مصر مدة، وأقرأ بها، ثم سافر إلى الإسكندرية فتوفي بها في شعبان.)
وروى عنه الزكي عبد العظيم، وهو من شيوخه.
4 (حرف الغين))
4 (غازي بن يوسف بن أيوب بن شاذي ابن الأمير يعقوب.))
السلطان الملك الظاهر غياث الدين أبو منصور ابن السلطان صلاح الدين، التكريتي، ثم المصري، صاحب حلب.
ولد بمصر في رمضان سنة ثمان وخمسمائة.
وسمع بالإسكندرية من الفقيه أبي الطاهر بن عوف. وبمصر من عبد الله بن بري النحوي.
وبدمشق من الفضل بن الحسين البانياسي.
وحدث بحلب. وولي سلطنتها ثلاثين سنة.
قال الموفق عبد اللطيف: كان جميل الصورة، رائع الملاحة، موصوفا بالجمال في صغره وفي كبره، وكان له غور ودهاء ومكر وأعظم دليل على دهائه مقاومته لعمه الملك العادل، وكان لا يخليه يوما من خوف، وشغل قلب. وكان

158
يصادق ملوك الأطراف ويباطنهم ويلاطفهم، ويوهمهم أنه لولا هو لقد كان العادل يقصدهم، ويوهم عمه أنه لولا هو لم يطعه أحد من الملوك ولكاشفوه بالشقاق، فكان بهذا التدبير يستولي على الجهتين، ويستعبد الفريقين، ويشغل بعضهم ببعض. وكان كريما معطاء، يغمر الملوك بالتحف، والرسل بالنحل، والشعراء والقصاد بالصلات. وتزوج بابنة العادل وماتت معه، ثم تزوج بأختها، فكان له عرس مشهود، وجاءت منه بالملك العزيز في أول سنة عشر، وأظهر السرور بولادته، وبقيت حلب مزينة شهرين، والناس في أكل وشرب، ولم يبق صنفا من أصناف الناس إلا أفاض عليهم النعم، ووصلهم بالإحسان، وسير إلى المدارس والخوانك الغنم والذهب، وأمرهم أن يعملوا الولائم، ثم فعل ذلك مع الأجناد والغلمان والخدم، وعمل للنساء دعوة مشهودة أغلقت لها المدينة. وأما داره بالقلعة فزينها بالجواهر وأواني الذهب الكثيرة، وكان حين أمر بحفر الخراب حول القلعة وجد عشرين لبنة ذهب فيها قنطار بالحلبي، فعمل منها أربعين قشوة بحقاقها، وختن ولده الأكبر أحمد، وختن معه جماعة من أولاد المدينة، وقدم له تقادم جليلة فلم يقبل منها شيئا رفقا بهم، لكن قبل قطعة سمندل طول ذراعين في ذراع، فغمسوها في الزيت وأوقدوها حتى نفذ الزيت، وهي ترجع بيضاء فالتهوا بها عن جميع ما حضر.)
وكان عنده من أولاد أبيه وأولاد أولادهم مائة وخمسة وعشرون نفسا، وزوج الذكور منهم بالإناث، وعقد في يوم واحد خمسة وعشرين عقدا بينهم، ثم صار كل ليلة يعمل عرسا ويحتفل له، وبقي على ذلك مدة رجب وشعبان ورمضان. وكان بينه وبين سلطان الروم عز الدين كيكاوس بن كيخسرو صداقة مؤكدة ومراسلات، ومرض نيفا وعشرين يوما، وأوصى أن يكون الخادم طغريل دزدار القلعة، وأن يكون شمس الدين ابن أبي يعلى الموصلي وزيرا كما كان، ولا يخرج أحد عن أمره، وسيف الدين ابن جندر أتابك الجيش. وكان القاضي

159
بهاء الدين ابن شداد مسافرا إلى العادل بمصر، فقدم بعد ثلاث، فحل جميع ذلك بالتدريج والخفية، وأعانه مرض الوزير، فلما عوفي وجد الأمور مختلفة، فسافر إلى الروم ثم انتكس ومرض، ومات في السنة.
وأما ابن جندر فنزل عن الأتابكية، وجعلوها للملك المنصور يعني الذي كان تسلطن بمصر بعد والده العزيز.
قال: فبقي أياما وعزلوه، ثم ولوه، ثم عزلوه غير مرة. وتلاعبت بهم الآراء، وكان قصدهم أن يكون الطواشي شهاب الدين طغريل هو الأتابك، فسعوا إلى أن تم ذلك، ثم اتفقوا أن يحكم عليهم خادم، فاختلفت نياتهم. ورأوا أن يملكوا الملك الأفضل علي ابن صلاح الدين، وعزم الأمراء على التوثب بحلب، ثم قوي أمر طغريل وثبت، وقد هموا بقتله مرات ووقاه الله، ولو ساق الأفضل لملك حلب ولما اختلف عليه اثنان لكنه كاتب عز الدين صاحب الروم وحسن له أن يقصد حلب، فحشد وقصدها، ونازل تل باشر، فأخذها، وأخذ عين تاب، ورعبان، ومنبج، وكاتبه أكثر رؤساء حلب والأمراء. فلما رأى طغريل والخواص ذلك، طلبوا الملك الأشرف، فجاء ونزل بظاهر حلب، مع شدة خوف. وجاءت طائفة من العرب ومعهم عسكر يتولعون بعسكر الروم، فسير إليهم عز الدين كبراء دولته، فساقوا بجهل، وأمعنوا إلى براعة في تلك البرية، فخارت قواهم وذبلت خيلهم، واختطفتهم العرب سبايا كما تؤخذ النساء، فخار قلب عز الدين، ورجع إلى تل باشر، ثم إلى بلاده، ولحقه غبن وأسف حتى مرض ومات. وأما الملك الأشرف فإنه تمكن من أموال حلب ورجالها وقوي بذلك على الموصل وسنجار، وعظم عند ملوك الشرق.
قلت: قد ذكرت في الحوادث أن الظاهر قدم دمشق وحاصرها غير مرة مع أخيه الأفضل،)
وحاصر منبج وأخذها، وكذلك قلعة نعم، ثم حاصر حماة، وغير ذلك.

160
وكان ذا شجاعة وإقدام. وكان سفاكا للدماء في أوائل أمره، ثم قصر عن ذلك وأحسن إلى الرعية. وكان ذكيا فطنا، حسن النادرة قال له الحلي الشاعر مرة في المنادمة وهو يعبث به وراد عليه، فقال: انظم يتهدده بالهجو، فقال السلطان: انثر وأشار إلى السيف.
وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: كان الظاهر مهيبا، له سياسة وفطنة، ودولته معمورة بالعلماء والفضلاء، مزينة بالملوك والأمراء. وكان محسنا إلى الرعية وإلى الوافدين عليه، حضر معظم غزوات أبيه، وانضم إليه إخوته وأقاربه، وكان يزور الصالحين ويفتقدهم. وكان يتوقد ذكاء وفطنة. توفي في العشرين من جمادى الآخرة بعلة الذرب، وقام بأمر ابنه طغريل أتابك العسكر أحسن قيام.
وقال أبو شامة: أوصى في مرضه بالسلطنة لابنه محمد لأنه كان من بنت عمه الملك العادل، وطلب بذلك استمرار الأمر له لأجل جده وأخواله، وجعل الأمر من بعده لولده الأكبر أحمد، ثم من بعده الملك المنصور محمد ابن الملك العزيز عثمان، أخيه، وفوض القلعة إلى طغريل خادم رومي أبيض، وكان مشتهرا بالزهد، فصار له عنده مكانة. وعاش الظاهر خمسا وأربعين سنة، ونقل فدفن بمدرسته التي أنشأها بحلب.
قال ابن واصل: لما اشتد به المرض، قيل: إنه كان يفيق ويتشهد ويقول: ما أغنى عني ماليه، هلك عني سلطانيه اللهم بك أستجير، وبرحمتك أثق. ولما مات كتم خبره حتى دفن بالقلعة، وسكن الناس. ثم أخرج الأتابك طغريل ولديه من باب القلعة وعليهما السواد، فلما رآهما الأمراء وقعوا عن خيولهم وكشفوا رؤوسهم، وقطعت الشعور، وضجوا ضجة واحدة، وفعل

161
ذلك مماليكه، وكان منظرا فظيعا. ثم ركب الأخوان الملك العزيز والملك الصالح بأبهة الملك، وحمل الأمير ابن جندر بين أيديهما الغاشية، وأقبل المراء وأولاد الملوك يقبلون أيديهما، ثم ردا إلى القلعة، وكثر النوح والبكاء.
4 (غلبون بن محمد بن عبد العزيز بن فتحون بن غلبون.))
أبو محمد الأنصاري، المرسي.
سمع من: أبي الحسن بن هذيل، وأبي علي بن عريب، وأخذ عنهما القراءات. سمع أيضا من: أبي عبد الله بن سعادة، وأبي محمد بن عاشر، وجماعة.)
وتصدر للإقراء، وشهر بذلك، وأخذ عنه الناس. وشارك في العربية والآداب. وكان من أهل الفضل والجلالة والإتقان، حمل عنه جماعة.
ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة. وتوفي في رابع عشر ربيع الآخر.
قال الأبار: أجاز لنا ما رواه.
4 (حرف الفاء))
4 (فاطمة بنت الإمام أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن غالب القرطبي، الشراط.))
أم الفتح.
قال الأبار: ختمت على أبيها قراءة نافع، وحفظت عليه الشهاب للقضاعي، و التنبيه لمكي، و مختصر الطليطلي، وقابلت معه صحيح مسلم، و السيرة لابن إسحاق، و الكامل للمبرد، و النوادر لأبي الزاهد، وأبي عبد الله بن المفضل الضرير.
سمع منها ابنها الإمام أبو القاسم بن الطيلسان، وقرأ عليها لورش.

162
4 (فضل الله بن أبي الرشيد بن أحمد.))
جمال الإسلام أبو نجيح الجوزداني، الإصبهاني.
ولد سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
وسمع حضورا في سنة اثنتين وثلاثين من الحافظ إسماعيل بن محمد الطلحي.
روى عنه: الضياء، وبالإجازة: الفخر علي، وأحمد بن شيبان، وجماعة.
ومات بشيراز.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن علي بن خالد.))
الفقيه أبو عبد الله البخاري، الأوشي، الحنفي.
سمع من أبي حفص عمر بن محمد الزرنجري الفقيه وحدث ببغداد عنه.
وكان من كبار حنفية بخارى.
وأوش، بليدة من أعمال فرعانة.
وزرنجرى: من قرى بخارى.
توفي هذا في أوائل صفر.))
4 (محمد بن أبي جعفر أحمد بن محمد بن أحمد بن فطيس.))
الطبيب، الأديب، اللغوي، أبو عبد الله الغافقي، الألبيري، ثم الغرناطي، المعمر.

163
ذكره ابن مسدي في معجمه وقال: جده الأعلى كان شيخ المالكية.
وألبيرة كانت مدينة عظيمة، غرناطة من قراها، فصارت غرناطة هي أم الناحية.
قال: كان شيخنا هذا رأسا في علم الطب، وكانت عنده رواية عالية. سمع من أحمد بن علي بن زرقون الباجي المرسي المقرئ، وهو آخر من روى عنه، ومن أبي
بكر بن العربي، والقاضي عياض، وهو آخر من روى عنه بالسماع، ومن جماعة، لكنه كان بخيلا بالسماع. وأخذ القراءات عن أبي عبد الله بن أيمن السعدي. مولده على رأس العشر وخمسمائة، وعاش مائة وثلاث سنين ممتعا بحواسه، مسموع القول إلى حين وفاته. عرضت عليه كثيرا من محفوظاتي.
4 (محمد بن أبي حامد بن عيسى الحريمي، الرصافي، المقرئ.))
المعروف بابن الفقيه.
روى عن: أبي الفتح بن البطي، وغيره.
ومات في جمادى الآخرة.
4 (محمد بن إبراهيم بن أبي الفضل.))
الإمام معين الدين، أبو حامد السهلي، الجاجرمي، الشافعي.
كان إماما مفتيا، مصنفا مشهورا صنف في الفقه كتاب الكفاية، وكتاب إيضاح الوجيز. وله طريقة في الخلاف والقواعد مشهورة به.

164
وجاجرم بلدة بين نيسابور وجرجان.
سكن هذا نيسابور ودرس بها، وتوفي في حادي عشر رجب، وتوفي في الكهولة.
وقد حدث عن عبد المنعم بن عبد الله الفراوي.
روى عنه: الزكي البرزالي، وغيره.
4 (محمد بن الحسن بن محمد بن عبيد الله.))
القاضي الأسعد، أبو عبد الله القاضي رضي الدولة العامري، المقدسي، ثم المصري، المالكي، المعدل، المعروف بابن القطان.)
سمع من: عبد الله بن رفاعة، والشريف ناصر بن الحسن الخطيب، وأحمد بن الحطيئة، وأبي طاهر السلفي، وأبي القاسم ابن عساكر الحافظ.
وولي الأوقاف بمصر.
روى عنه: الزكي المنذري، وغيره.
وتوفي في سادس شعبان عن سبع وسبعين سنة.
4 (محمد ابن الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور.))

165
الحافظ المفيد، عز الدين أبو الفتح المقدسي، الجماعيلي، ثم الدمشقي.
ولد بدير المقادسة في سنة ست وستين وخمسمائة، في أحد الربيعين.
وارتحل إلى بغداد وله أربع عشرة سنة، فسمع بها من: أبي الفتح بن شاتيل، وأبي السعادات القزاز، ويوسف العاقولي، وطبقتهم. وتفقه على أبي الفتح بن المني.
وسمع بدمشق من: أبي المعالي بن صابر، ومحمد بن حمزة القرشي، والخضر بن طاووس، والفضل بن الحسين البانياسي، وجماعة. وأول شيخ سمع منه أبو الفهم عبد الرحمن بن أبي العجائز الأزدي.
قال ابن النجار: سمعنا معه وبقراءته كثيرا، وكتب بخطه كثيرا، وحصل كثيرا من الأصول، واستنسخ كثيرا من الكتب، وكان في رحلتي الأولي يعيرني الأصول ويفيدني عن الشيوخ، ويتفضل إذا زرته. وكان من أئمة المسلمين، حافظا للحديث متنا وإسنادا، عارفا بمعانيه وغريبه، متقنا لأسامي المحدثين وتراجمهم، مع ثقة وعدالة وأمانة وديانة وتودد وكيس ومروءة ظاهرة، مساعدة للغرباء.
وذكره الحافظ الضياء، فقال: كان رحمه الله حافظا فقيها ذا فنون، وكان أحسن الناس قراءة وأسرعها، وكان غزير الدمعة عند القراءة، وكان متقنا ثقة سمحا جوادا.
قلت: وارتحل إلى إصبهان ومعه أخوه أبو موسى، فسمعا الكثير من أصحاب أبي علي الحداد، ومن بعده سمعا من: أبي الفضل عبد الرحيم بن محمد الكاغدي، ومسعود بن أبي منصور الخياط، وأبي المكارم أحمد بن محمد اللبان، ومحمد بن أبي زيد الكراني، وأبي جعفر الصيدلاني، وجماعة.

166
قال الضياء: وسافر العز إلى بغداد مع عمه الإمام عماد الدين إبراهيم، وأقام ببغداد عشر)
سنين، واشتغل بالفقه والنحو والخلاف، ورجع وكان يتكلم في مسائل الخلاف كلاما حسنا. ثم سافر بعد مدة إلى إصبهان في طلب الحديث، ولقوا شدة من الغلاء والجوع. ثم رجع إلى بغداد وأقام بها يقرأ شيئا من الفقه واللغة على الشيخ أبي البقاء. ثم عاد إلى دمشق، وكان يقرأ الحديث للناس كل ليلة جمعة في مسجد دار البطيخ بدمشق يعني مسجد السلاليين، وانتفع الناس بمجالسته. ثم أنه انتقل إلى الجامع، إلى موضع والده فكان يقرأ يوم الجمعة بعد الصلاة في حلقتنا وسبب حصول ذلك أنه لنا جاء حنبل من بغداد، أراد الملك المعظم سمع المسند عليه، فقرأ له بعض المحدثين، وكان المسند يقرأ عندنا وفي المدينة، وكان العز رحمه الله يقرأ ويحضر عندنا جماعة من أهل المدينة، منهم العلم الرقي إمام الملك، فمضى إليه، وقال: إن كنت تريد قراءة مليحة عاجلة فما يقرأ أحد مثل هذا الذي في الجبل. فقال: تجيء به. فجاء الإمام إلى العز، فقال له: ما لي في هذا رغبة وأنا رجل خامل الذكر، وما بيني وبين أحد عداوة وأخاف من المخالفين. فقال: هذا لا نخاف منه، ما يحضر إلا الملك والشيخ وأنت وأنا.
فاستشار المشايخ، فقال هل شيخنا موفق الدين: إن كنت تمضي لله فامض، وإن كنت تمضي لطمع الدنيا فلا تفعل. فاستخار الله ومضى. فلما سمع الملك قراءته أعجبته كثيرا، وخلع عليه، وأحبه، وسأله عن أشياء من الحديث، فأجابه، ورأى منه ما لم ير من غيره. وكان بعد ذلك مهما طلب منه لا يكاد يرده، فطلب منه الجلوس مكان أبيه، فأذن له، وطلب منه مكانا في القدس لأصحابنا يصلون فيه فأعطاه مهد عيسى. وكنا نسمع المسند، فقال بعض الحضور من المدينة: ما رأيت مثل هذه القراءة، مثل الماء، أو قال: مثل السيف.
ولما أراد الملك المحسن سماع تاريخ بغداد من الكندي، قال: إن كان العز ابن الحافظ يقرأه فنعم، فقرأه عليه.

167
وكان له همة عظيمة لما جاء حنبل أراد أهل المدينة أن يمنعوه من الصعود إلينا، فما زال بهمته حتى سهل الله قراءة المسند في الجبل.
وكان يسارع إلى الخيرات وإلى مصالح الجماعة. لما عزمت على التزويج قام في ذلك، وحصل لي ما تزوجت به، وما أحوجني إلى تكلف شيء.
وكان بيته لا يكاد يخلو من الضيوف، سمعته يقول، أو سمعت من يحدث عنه، قال: كنا ببغداد، فقل ما بأيدينا، فجاء إلى عندنا إنسان فقال لي: لو مضيتم إلى بعض القرايا حصلنا لكم شيئا.)
قال: فمضينا معه، فاتفق أنا عبرنا على الشيخ حسن الفارسي رحمة الله عليه فابتدأنا وقال: متى جرت عادة المقادسة أن يخرجوا إلى الكدية قال: فرجعنا ولم نمض.
سمعت إبراهيم بن أبي بكر بن باخل المؤذن، وكان من أهل الخير والصلاح يقول: بعد موت العز بثلاثة أيام، توضأت بالليل، وخرجت فرأيت على الموضع الذي فيه قبر العز عمود نور من السماء إلى الأرض أخضر مثل السلق.
وسمعت الفقيه إسحاق بن خضر بن كامل يقول: رأيت العز في النوم، فقلت له: بالله عليك ماذا لقيت من ربك فقال: كل خير جميل.
وسمعت أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أحمد يقول: كنا نقرأ عند العز ليلة توفي، فرأيت نورا على بطنه مثل السراج، فكنت أقول: ترى يراه أحد غيري أم لا.
سألت أم أحمد آمنة بنت الشيخ أبي عمر، وهي ما علمت من أصلح أهل زمانها، فقالت: رأيت يوم موت العز على الدنيا كلها، على الأرض، وعلى الناس خضرة ما شبهته إلا بالشمس إذا خرجت من طاقة زجاج خضراء، حتى كنت أقول: أيش هذا ما لبصري وأمسح عيني، وما دريت هذا حتى جاءت أم داود، فقالت: قد رأيت الخضرة على الجنازة.
سمعت مسعود بن أبي بكر بن شكر المقدسي، قال: رأيت العز ابن الحافظ

168
بعد موته في النوم، وكأن وجهه البدر، وما رأيت في الدنيا أحدا على صورته، وله شعر بائن من تحت عمامته، لم أر شعرا مثل سواده، فقلت له: يا عز الدين، كيف أنت فقال: أنا وأنت من أهل الجنة. ثم انتبهت.
سمعت الإمام أبا العباس أحمد بن محمد بن خلف يقول: رأيت العز في النوم فقال: جاء إلي النبي صلى الله عليه وسلم، فقضى لي كل حاجة.
سمعت الشيخ الإسلام موفق الدين يحدث عن ابنته صفية زوجة العز أنها رأته بعد موته قد جاء إليهم بقطف من عنب أبيض لم نر أحسن منه قط، وقال: هذا من الجنة.
سمعت إسماعيل بن محمد الإصبهاني يقول: رأيت العز في النوم وعليه ثياب بيض وهو حي، وهو يقول: ما مت قد بقي من عمري وسألني عن نفسه هذا، فقلت: إن شاء الله يكون شهيدا.
فإنه مات بالبطن.
سمعت الفقيه بدران بن شبل بن طرخان، قال: رأيت كأننا جماعة، والعز أرفع منا فقلت له: بم)
ارتفعت قال: بهذا وأومأ بجزء حديث في يده.
قلت: وذكر له الضياء منامات أخر مليحة. وقد رثاه الشيخ الموفق، وغيره. وحدث عنه: الضياء، والشهاب القوصي، وشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، والفخر علي، وجماعة.
أخبرنا عمر بن عبد المنعم، أنبأنا محمد بن عبد الغني الحافظ، أخبرنا ابن صابر، أخبرنا علي بن إبراهيم النسيب، أخبرنا سليم بن أيوب، حدثنا أبو أحمد الفرضي، حدثنا الصولي، حدثنا الغلابي، عن عبيد الله بن عائشة، قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عامل له: اتق الله، فإن التقوى هي التي لا يقبل غيرها، ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثاب إلا عليها فإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل.
وقال لنا رشيد بن كامل: أخبرنا أبو العرب القوصي، أخبرنا العز ابن الحافظ بجامع خيبر سنة عشر وستمائة. فذكر حديثا.
توفي العز في تاسع عشر شوال، وشيعه الخلق.

169
4 (محمد بن علي بن أحمد بن الناقد.))
أبو السعادات.
شيخ تاجر بغدادي جليل.
سمع من: أبي الوقت، وابن البطي، وسافر في التجارة كثيرا إلى النواحي البعيدة، وتولى خدما.
وتوفي في جمادى الأولى، ولم يحدث، وكان عسرا ممتنعا.
4 (محمد بن عمر المصري.))
الكاتب المجود، المنعوت بالجمال.
كان بارع الخط، حسن التوقيف، انتفع به جماعة كثيرة. وله شعر.
توفي في ذي القعدة.
4 (محمد بن محمد بن محمود بن الفضل.))
أبو شجاع الحداد، الإصبهاني. ولد سنة ثلاث وأربعين.
وتوفي في ذي الحجة.

170
وهو من شيوخ الحافظ الضياء. وأجاز للفخر.))
4 (محمد بن وهب بن لب بن عبد الملك.))
أو عبد الله بن أحمد بن محمد بن وهب. أبو عبد الله القرشي، الفهري، الشنتمري الأصل، البلنسي، الخطيب.
سمع من: والده، وأبي الحسن بن هذيل، وأبي القاسم بن حبيش الحافظ، وأبي عبد الله بن حميد، وجماعة.
وحدث.
قال الأبار: أخذت عنه جملة من أول الملخص. وتوفي في شوال. وولد بعد سنة خمسين بقليل.
وتوفي أبوه سنة خمس وتسعين وخمسمائة.
4 (محمد بن يحيى بن هبة الله بن فضل الله بن محمد بن محمد.))
أبو نصر ابن القاضي أبي الحسن ابن النخاس، الواسطي، المعدل. ولد سنة أربع وثلاثين.
وسمع بواسط من جده هبة الله بن يحيى ابن البوقي. وبالبصرة من إمام جامعها إبراهيم بن عطية، وعلي بن عبد الله الواعظ.
وحدث بواسط.
والنخاس: بخاء معجمة.
4 (المبارك بن يحيى بن البيطار.))

171
أبو جعفر الدباس.
سمع من ابن ناصر وحدث.
روى عنه: الدبيثي، وغيره.
4 (مرهف بن أسامة بن مرشد بن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ.))
الأمير العالم مقدم الأمراء، جمال الرؤساء، عضد الدولة أبو الفوارس ابن الأمير الكبير الأديب، مؤيد الدولة أبي المظفر، الكناني، الكلبي، الشيزري، أحد المراء المصريين.
ولد بشيزر في سنة عشرين وخمسمائة.
وسمع من أبيه.)
روى عنه: الزكي المنذري، والشهاب القوصي.
وكان مسنا، معمرا، شاعرا كوالده. وقد جمع من الكتب شيئا كثيرا. وكان مليح المحاضرة.
توفي في ثاني صفر.
4 (مسعود بن أبي الفضل بن أبي الحسن بن كامل.))

172
الأديب أبو الفتح الحلبي، الشاعر المشهور بالنقاش.
مات بحلب عن أربع وسبعين سنة، في شهر شوال.
من فحول الشعراء، سائر القول، مختص بالظاهر غازي، وهو القائل:
* ما لي سوى حبكم مذهب
* ولا إلى غيركم مذهب
*
* تذكرتم شملي فيل هل ترى
* يجمعني يوما بكم مذهب
*
* وساح دمعي في هواكم دما
* وصرت فيكم مثلا يضرب
*

173
4 (معن، الأمير ناصر الدين.))
أبو الجود ابن الملك العادل طي ابن الوزير أمير الجيوش مجير السعدي، المصري.
سمع من: السلفي، وأبي الحسن علي بن إبراهيم بن المسلم المعروف بابن بنت أبي سعد.
وحدث.
توفي في صفر أيضا.
4 (مكي بن عثمان بن إسماعيل.))
أبو الحرم ابن الإمام أبي عمرو السعدي، المصري، الشارعي.
ولد سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: الشريف أبي الفتوح الخطيب، وعبد المنعم بن موهوب الواعظ، وأبي عبد الله محمد بن إبراهيم ابن الكيزاني، وفارس الدميري، وعبد الله بن محمد بن فتحون الأندلسي بمصر، وأبي الطاهر السلفي بالثغر. والمبارك بن علي ابن الطباخ بمكة.
وحدث بدمشق ومصر روى عنه: الزكي المنذري، وقبله الزكي البرزالي، وغير واحد.
وفي ذريته فضلاء ورواة.

174
وتوفي في صفر أيضا.
4 (حرف النون))
))
4 (نجيب بن بشارة بن محرز بن رحمة.))
أبو محمد السعدي، الفاضلي، المصري، الشافعي، المقرئ.
علم ولد القاضي الفاضل، ثم علم ولد الصاحب ابن شكر.
وكان شيخا حسنا.
سمع كتاب العنوان من الشريف أبي الفتوح الخطيب.
روى عنه: الزكي المنذري، وابنه إبراهيم بن نجيب، وجماعة.
وتوفي في مستهل جمادى الأولى.
4 (النفيس بن محبوب بن الحسن بن أحمد بن محبوب.))
القزاز.
سمع من جده صاحب طراد.
وعنه: الدبيثي، وغيره.
ومات في رمضان، وقد شاخ.
4 (حرف الهاء))
4 (هبة الله بن علي بن هبة الله بن أحمد بن رزين.))
أبو الفتح، البغدادي.
سمع من: أبي الوقت السجري، وابن البطي. ولم يرو.
وتقلب في خدمة الديوان، وولي أستاذ دارية الخلافة.
ومات في جمادى الآخرة.

175
4 (هبة الله بن أبي المعالي محمد بن محمد بن أبي الحديد.))
القاضي أبو الحسين، الفقيه الشافعي، قاضي المدائن وخطيبها.
ذكر أنه سمع من أبي الوقت. وكان يمكنه السماع من قاضي المرستان، وطبقته.
وحدث بأناشيد.
توفي في رمضان.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن سالم بن مفرج بن حصينة.))
)
القاضي رضي الدين السلمي، المصري، الشاعر الأديب، من أعيان الشعراء في الدولة الصلاحية.
توفي وله إحدى وسبعون سنة.
روى عنه من شعره: الزكي المنذري، والشهاب القوصي.
توفي في الحادي والعشرين من شعبان.
4 (يحيى ابن الشريف النقيب أبي طالب محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن علي بن أبي))
زيد.
السيد النقيب أبو جعفر العلوي، الحسني، البصري، الشاعر.
سمع من أبيه، وحدث.
وعاش بضعا وستين سنة.

176
وكان ذا معرفة بالنسب، والأدب، وأيام العرب. وله شعر رائق.
توفي في رمضان.
روى شعرا.
4 (يحيى بن موسى بن عوض العلياني.))
المصري، الخباز.
أديب مشهور، جيد الشعر.
توفي في شوال.
ذكره الحافظ عبد العظيم، وقال: حضر معنا عند بعض شيوخنا.
4 (يوسف بن المبارك بن أبي السعادات المبارك بن عبيد الله.))
أبو البركات الأزجي، البيع المحتسب.
ولد سنة خمسين وخمسمائة.
وسمع من: أبي محمد ابن المادح، وأبي المعالي ابن اللحاس، وابن البطي، وحدث.
ومات في ربيع الآخر.
4 (الكنى))
4 (أبو شاكر.))
)
هو الحكيم الموفق المصري، الطبيب ابن الطبيب أبي سليمان داود بن أبي المنى.

177
كان نصرانيا، بارعا في الطب والعلاج، متميزا، مكينا في الدولة.
قرأ على أخيه المهذب أبي سعيد طبيب العادل والمعظم. ومهر في الصناعة، وخدم الملك الكامل، ونال من جهته دنيا واسعة، وإكراما زائدا.
وله أخوان آخران طبيبان.
4 (وفيها ولد))
الجمال محمد بن عمر الدينوري، خطيب كفربطنا.
والزاهد عبد الدائم بن أحمد بن عبد الدائم.
والعماد محمد بن أحمد بن الفخر ابن الشيرجي.
وقاضي الإسكندرية أبو محمد عبد الله بن علي الأبياري.
وإسماعيل بن عبد المنعم ابن الخيمي، خطيب القرافة.
والمحيي يحيى بن أحمد بن محمد بن تميم.
والشهاب أحمد بن محمد بن عيسى ابن الخرزي.
وشيوخنا الستة: الحافظ عبد المؤمن الدمياطي، في آخرها.
والشرف عمر بن خواجا إمام.
والزاهد علي بن محمد بن علي الملقن.
والبهاء علي بن عيسى ابن القيم الكاتب.
والضياء عيسى بن يحيى السبتي، المحدث.
والقمر محمد بن بلغزا بعلبكي.
ومجد الدين إسماعيل بن كسيرات، بالموصل.
وشمس الدين محمد بن مظفر بن سعيد المصري.
والنجم أحمد ابن شهاب الدين القوصي بمنية ابن ولد.

178
4 (وفيات سنة أربع عشرة وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن صدقة بن علي بن كليزا.))
)
أبو بكر الواسطي، المقرئ، الغرافي، الخياط.
ولد قبل الثلاثين وخمسمائة.
وسمع من أبي عبد الله محمد بن علي الجلاني قطعة من مسند أحمد بن سنان القطان، وحدث بها ببغداد.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، وغيرهما.
وتوفي في صفر.
4 (أحمد بن أبي الفضائل عبد المنعم بن أبي البركات محمد بن طاهر بن سعيد ابن الشيخ أبي))
سعيد فضل الله بن سعيد بن أبي الخير.
الميهني الأصل، البغدادي، أبو الفضل.
سمع من: أبيه، وأبي علي أحمد بن محمد الرحبي، وشهدة الكاتبة.

179
وولي خدمة الصوفية برباط الخليفة. وهو من بيت كبير في التصوف، والرواية، والخير.
توفي في رجب.
قال ابن النجار: وكتبت عنه على كبر وحمق فيه، وسوء عقيدة.
4 (أحمد بن محمد بن عمر بن محمد بن واجب بن عمر بن واجب.))
الإمام أبو الخطاب بن واجب، القيسي، الأندلسي، البلنسي.
ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من جده أبي حفص، وأكثر عن: ابن هذيل، وأبي الحسن علي بن النعمة، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم بن الفرس، وأبي بكر عبد الرحمن بن أحمد بن أبي ليلى. وسمع بأشبونة من أبي مروان عبد الرحمن بن قزمان، وبقرطبة من أبي القاسم بن بشكوال، وبإشبيلية من أبي الحسن علي بن أحمد الزهري، وإبراهيم بن خلف بن فرقد، ومحمد بن محرز الأديب، وأكثر عن أبي محمد بن خير. وأخذ عن أبي عبد الله بن زرقون كتاب التقصي لابن عبد البر.
وأعلى شيوخه ابن قزمان، فإنه من أصحاب أبي علي الغساني، ومحمد ابن الطلاع.
وقد أجاز لأبي الخطاب: القاضي أبو بكر محمد ابن العربي، وأبو الوليد يوسف ابن الدباغ، وجماعة، والسلفي.)

180
قرأت في فهرسته وخطه عليه: قرأت التفسير، وتلوت بما فيه سوى الإدغام الكبير لأبي عمرو، على ابن هذيل، وقرأت عليه إيجاز البيان، و التخليص، و المحتوى
، وسمى عدة كتب في القراءات للداني، قال: وسمعت عليه كتاب جامع البيان وكتاب الطبقات وغير ذلك، وكان يمتنع من الإقراء بالإدغام الكبير وقت تلاوتي عليه.
قال الأبار: هو حامل راية الرواية بشرق الأندلس. حصل علم العربية على ابن النعمة. ثم قال: وكان متقنا، ضابطا، متقللا من الدنيا، عالي الإسناد، ورعا، قانتا تعلوه الخشية للمواعظ، مع عناية كاملة بصناعة الحديث، وتبصر به، وذكر لرجاله، ومحافظة على نشره، وكانت الرحلة إليه. ولي القضاء ببلنسية، وشاطبة غير مرة. وجمع من كتب الحديث والأجزاء شيئا كثيرا.
ورزقت منه قبولا، وبه اختصاصا، فمعظم روايتي عنه قديما، وتوفي بمراكش في رحلته إليها لاستدرار جار له من بيت المال انقطع، فتوفي في سادس رجب، رحمه الله.
قلت: أكثر عنه ابن مشليون، وابن جوبر، وابن عميرة المخزومي، وابن مسدي الحافظ، وغيرهم.
4 (إبراهيم بن دلف بن أبي العز البغدادي البواب.))

181
روى عن: أبي الفتح بن البطي، وغيره.
ومات في صفر.
4 (إبراهيم ابن الشيخ البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم المقدسي، الحنبلي.))
الفقيه، أبو إسحاق.
ولد سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
وحصل طرفا صالحا من الفقه والفرائض والنحو. وقال الشعر. وتزوج، وولد له.
وتوفي بحمص عن ثلاث وعشرين سنة، وفجع به أبوه.
وهو ابن أخت الحافظ الضياء.
4 (إبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور.))
الشيخ العماد المقدسي، الحنبلي، الزاهد، القدوة، أبو إسحاق رضي الله عنه أخو الحافظ عبد الغني.
ولد بجماعيل في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، فهو أصغر من الحافظ بسنتين.)
وهاجر إلى دمشق في سنة إحدى وخمسين، والبلاد حينئذ للفرنج لعنهم الله فيمن هاجر من المقادسة.

182
وسمع من: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي تميم سلمان بن علي الرحبي، وأبي نصر عبد الرحيم بن يوسف البغدادي، وأبي المعالي بن صابر، وجماعة، وببغداد: صالح بن المبارك بن الرخلة، وأبي محمد ابن الخشاب النحوي، وعبد الله بن عبد الصمد السلمي، وشهدة الكاتبة، وأبي الحسين عبد الحق اليوسفي، وجماعة. وبالموصل من أبي الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب.
روى عنه: الضياء المقدسي، وابن خليل، والبرزالي، والقوصي، والزكي المنذري، وابن عبد الدائم، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وابنه الشيخ شمس الدين محمد، والفخر ابن البخاري، والشمس ابن الكمال، والتاج عبد الوهاب ابن زين الأمناء، وآخرون.
قال الضياء: كان ليس بالآدم كثيرا، ولا بالطويل، ولا بالقصير، واسع الجبهة، مفروق الحاجبين، أشهل العينين، فيهما اتساع، قائم الأنف، يجز شعره من عند أذنيه، وكان في بصره ضعف. سافر إلى بغداد مرتين: الأولى في سنة سبع وستين صحبة الموفق، بعد أن حفظ القرآن، وغيره، وقيل: إنه حفظ الغريب للعزيري، وحفظ الخرقي، وألقى الدروس من تفسير القرآن، ومن الهداية. واشتغل بالخلاف على ناصح الإسلام ابن المني، وقد شاهدته يناظر غير مرة. وسافر سنة إحدى وثمانين في صحبة ابن أخيه العز ابن الحافظ.
وكان عالما بالقراءات، والنحو، والفرائض. وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر البطائحي، وأقرأ بها. وصنف الفروق في المسائل الفقهية، وصنف كتابا في الأحكام لم يتمه.

183
وكان من كثرة اشتغاله لا يتفرغ للتصنيف، وكان لا يكاد يفتر من الإشغال إما بإقراء القرآن، أو الأحاديث، أو بإقراء الفقه، والفرائض. وأقام بحران مدة، فانتفعوا به. وكان يشغل بالجبل إذا كان الإمام موفق الدين في المدينة، فإذا صعد الموفق نزل هو، فأشغل في المدينة.
وسمعت الموفق يقول: ما نقدر نعمل مثل العماد. كان يتألف الناس ويقربهم، حتى أنه ربما كرر على إنسان كلمات يسيرة من سحر إلى الفجر.
قال الضياء: وكان يكون في جامع دمشق من الفجر إلى العشاء لا يخرج إلا لما لا بد له منه، يقرئ الناس القرآن، والعلم، فإذا لم يتفق له من يشتغل عليه، اشتغل بالصلاة.)
فسألت موفق الدين عنه، فقال: كان من خيار أصحابنا، وأعظمهم نفعا، وأشدهم ورعا، وأكثرهم صبرا على تعليم القرآن، والفقه. وكان داعية إلى السنة وتعلم العلم والدين. وأقام بدمشق مدة يعلم الفقراء ويطعمهم، ويبذل لهم نفسه، ويتواضع لهم. وكان من أكثر الناس تواضعا واحتقارا بنفسه، وخوفا من الله، وما أعلم أنني رأيت أشد خوفا منه. وكان كثير الدعاء والسؤال لله، وكان يطيل الركوع والسجود بقصد أن يقتدي بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يقبل من أحد يعذله في ذلك.
ونقلت له كرامات كثيرة. هذا كتبه بخطه موفق الدين.
قال الضياء: ولم أر أحدا أحسن صلاة منه، ولا أتم منها بخشوع وخضوع، وحسن قيام وقعود قيل: إنه كان يسبح في ركوعه وسجوده عشرا، يتأنى في ذلك، وربما كان بعضهم يقول: النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بالتخفيف، وقال: أفتان أنت يا معاذ فلا يرجع، ويستدل عليهم بأحاديث منها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكون في الركعة الأولى حتى يمضي أحدنا إلى البقيع ويقضي حاجته ويأتي، والنبي صلى الله عليه وسلم لم

184
يركع. وربما روى أن أنسا قال: لم أر أحدا أشبه صلاة برسول الله من هذا الفتى، يعني: عمر بن عبد العزيز. قال: فحزرنا في سجوده عشر تسبيحات. وروى ثابت أن أنسا قال: ألا أصلي بكم صلاة رسول الله قال ثابت، وكان يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه، كان إذا رفع رأسه من الركوع، انتصب قائما حتى يقول القائل: قد نسي.
وأما صلاته، فكان يقضي صلوات، فربما في اليوم والليلة صلوات أيام عديدة. وسمعت الإمام عبد المحسن بن عبد الكريم المصري يقول: سمعت الشيخ العماد يقول: فاتتني صلاة العصر قبل أن أبلغ وقد أعدتها مائة مرة، وأنا أريد أن أعيدها أيضا.
وأما صيامه فكان يصوم يوما ويفطر يوما.
وكان كثير الدعاء بالليل والنهار، إذا دعا كان القلب يشهد بإجابة دعائه من كثرة ابتهاله وإخلاصه، وقد روي أن الله يحب الملحين في الدعاء. وكان بين الصلاتين يوم الأربعاء يمضي إلى مقابر الشهداء بباب الصغير، فيدعو ويجتهد له وللمسلمين إلى قرب العصر، لا يكاد يفوته ذلك لما روي عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في بعض الأيام، فلما كان يوم الأربعاء بين الظهر والعصر استجيب له، قال جابر: فما أصابني أمر غائظ، فتوخيت ذلك الوقت، فدعوت إلا رجوت الإجابة.

185
قال: وكان يفتح عليه من الأدعية شيء ما سمعته من غيره)
قط، وجرى بيننا ذكر إجابة الدعاء، فقال: ما رأيت مثل هذا الدعاء، أو قال: أسرع إجابة: يا الله يا الله أنت الله، بلى، والله أنت، لا إله إلا أنت، الله الله الله الله إنه لا إله إلا الله.
ومن دعائه المشهور: اللهم اغفر لأقسانا قلبا، وأكبرنا ذنبا، وأثقلنا ظهرا، وأعظمنا جرما، وأقلنا حياء منك، ووفاء بعهدك، وأكثرنا تخليطا وتفريطا، وتقصيرا، وتعثيرا، وتسويفا، وطول أمل مع قرب أجل، وسوء عمل. وكان يدعو: يا دليل الحيارى دلنا على طريق الصادقين، واجعلنا من عبادك الصالحين، واجذبنا إليك جذبة حتى نموت عليها، وأصلح ما بيننا وبينك، ولا تمقتنا، وإن كنت مقتنا، فاغفر لنا، ولا تسقطنا من عينك، يا كريم.
ومن ورعه، كان إذا أفتى في مسألة يحترز فيها احترازا كثيرا. وسمعت عن بعض الشافعية أنه كان يتعجب من فتاويه ومن كثرة احترازه فيها. وكان إذا أخذ من لحيته شعرة، أو برى قلما، احتفظ بذلك، ولا يدعه في المسجد ويخرجه. سمعت أبا محمد بن عبد الرزاق بن هبة الله قال: سمعت الشيخ عبد الله البطائحي يقول: أشكلت علي مسألة في الورع، فما وجدت من أفتاني فيها إلا العماد.
وقيل: إنه كان إذا دخل الخلاء فنسي أن يسمي، خرج فسمى ثم دخل.
وأما زهده، فما أعلم أنه قط أدخل نفسه في شيء من أمر الدنيا، ولا تعرض لها، ولا نافس فيها. وقد كان يفتح لأصحابنا بعض الأوقات بشيء فما أعلم أنه حضر يوما قط عندهم في شيء من ذلك، وما علمت أنه دخل إلى عند سلطان ولا وال، ولا تعرف بأحد منهم، ولا كانت له رغبة في ذلك.
وكان قويا في أمر الله، ضعيفا في بدنه، لا تأخذه في الله لومة لائم. وسمعته يقول لرجل: كيف ولدك قال: يقبل يدك. فقال: لا تكذب وكان كثير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لا يرى أحدا يسيء صلاته إلا قال له وعلمه.
وبلغني أنه خرج مرة إلى فساق، فكسر ما معهم، فضربوه، ونالوا منه، حتى غشي عليه، فأراد الوالي ضربهم، فقال: إن تابوا ولزموا الصلاة فلا تؤذهم، وهم في حل. فتابوا، ورجعوا عما كانوا عليه.

186
سمعت شيخنا موفق الدين قال: من عمري أعرفه يعني العماد وكان بيتنا قريبا من بيتهم يعني في أرض القدس ولما جئنا إلى هنا فما افترقنا إلا أن يسافر، ما عرفت أنه عصى)
الله معصية.
سمعت والدي يقول: أنا أعرف العماد من صغره، وما أعرف له صبوة ولا جهلة.
وذكر شيخنا أو محمد عبد الرحمن بن عيسى البزوري الواعظ شيخنا عماد الدين في طبقات أصحاب ابن المني، فقال: فقه، وبرع، وكمل، وجمع بين العلم والعمل، أحد الورعين، الزهاد، وصاحب ليل واجتهاد، متواضع، صلف، ظريف. قرأ القرآن بالقراءات، وله المعرفة الحسنة بالحديث، مع كثرة السماع، واليد الباسطة في الفرائض، والنحو، إلى غير ذلك من الفضائل، له الخط المليح المشرق بنور التقوى.
* وليس لله بمستنكر
* أن يجمع العالم في واحد
* هذا مع طيب الأخلاق، وحسن العشرة، فما ذاق فم المودة أعذب من أخلاقه، فسبحان من صبرني على فراقه.
سمعت الإمام أبا إبراهيم محاسن بن عبد الملك التنوخي يقول: كان الشيخ العماد جوهرة العصر.
قال الضياء: أعرف وأنا صغير أن جميع من كان في الجبل يتعلم القرآن كان يقرأ عليه، وختم جماعة من أصحابنا، وكان له صبر عظيم على من يقرأ عليه. سمعت بعضهم يقول: إن من قرأ على الشيخ العماد لا ينسى الختمة أبدا. وكان يتألف الناس، ويلطف بالغرباء والمساكين، حتى صار من تلاميذه جماعة من الأكراد والعرب والعجم، وكان يتفقدهم ويطعمهم ما أمكنه.
ولقد صحبه جماعة من أنواع المذاهب، فرجعوا عن مذاهبهم لما شاهدوا منه. وكان سخيا جوادا،

187
بيته مأوى الناس، وكان يتصرف كل ليلة إلى بيته من الفقراء جماعة كبيرة. وكان يتفقد الناس ويسأل عن أحوالهم كثيرا، ويلقاهم بالبشر الدائم. وكان من إكرامه لأصحابه يظن كل أحد أن ما عنده مثله، من كثرة ما يكرمه، ويأخذ بقلبه. وكان يبعث بالنفقة سرا إلى الناس، فعل ذلك كثيرا.
سمعت أبا محمد عبد الله بن حسن بن محمد الهكاري المقرئ بحران يقول: رأيت في النوم قائلا يقول لي: العماد يعني إبراهيم بن عبد الواحد من الأبدال. فرأيته خمس ليال كذلك.
قال الضياء: وقد سمعت خلقا من الناس يمدحونه بالصلاح، والزهد، والورع، ولا يشكون أنه من أولياء الله وخاصته، ومن الداعين إلى محبته وطاعته.)
سمعت الزاهد أحمد بن سلامة بن أحمد بن سلمان الحراني، حدثني الشيخ خليفة بن شقير الحراني وكان من أعبد أهل زمانه كان يصلي من بكرة إلى العصر، وكان يقوم طول الليل قال: مضيت مرة إلى زيارة القدس على رجلي، فوصلت وأنا جائع، فنمت، فإذا رجل يوقظني، فإذا رجل ومعه طبيخ، فقال: اقعد كل فقلت: كيف آكل، وأنا لا أعلم من أين هو فقال: هو حلال، وما عملته إلا لأجلك. فأكلت، ثم جاءني مرة ثانية فقال: جاءني أربعة رجال فقالوا: جزاك الله خيرا، حيث أوصلت المعروف إلى أهله، أو ما هذا معناه. فقلت: ومن أنتم قالوا: نحن أقطاب الأرض، فقلت: فمن سيدكم قالوا: الشيخ العماد المقدسي.
حدثني أبو الربيع سليمان بن إبراهيم بن رحمة، قال: كنت عمد الشيخ العماد في المسجد، فكان يوم يفتح لي بشيء لا يطعمني شيئا، ويوم لا يفتح لي بشيء، يرسل إلي بشيء. وقال: جرى لي هذا كثيرا.
وسمعت أبا موسى عبد الله ابن الحافظ عبد الغني، قال: حدثني مكي الشاغوري المؤذن، قال: كنت يوما أمشي خلف العماد في سوق الكبير، فإذا

188
صوت طنبور، فلما وصلنا إلى عند صاحبه، قال الشيخ: ولا قوة إلا بالله، ونفض كمه، فرأيت صاحب الطنبور قد وقع وانكسر الطنبور، فقيل لصاحبه: أيش جرى عليك فقال: ما أدري.
سمعت عباس بن عبد الدائم الكتاني يقول: كنت يوما مع العماد في مقابر الشهداء، فرجعنا وأنا خلفه، فقلت في نفسي: اللهم إني أحبه فيك، فاجعلني رفيقه في الجنة. قال: فالتفت إلي وقال: إذا لم تكن المحبة لله فما تنفع شيئا، أو كما قال.
توفي العماد رحمة الله عليه عشاء الآخرة ليلة الخميس السادس عشر من ذي القعدة، وكان صلى تلك الليلة المغرب بالجامع، ثم مضى إلى البيت، وكان صائما، فأفطر على شيء يسير. ولما أخرجت جنازته اجتمع خلق، فما رأيت الجامع إلا كأنه يوم الجمعة من كثرة الخلق، وصلى عليه شيخنا موفق الدين. وكان المعتمد يطرد الناس عنه، وإلا كانوا من كثرة من يتبرك به يخرقون الكفن، وازدحموا حتى كاد بعض الناس أن يهلك، وخرج إلى الجبل خلق كثير، وما رأيت جنازة قط أكثر خلقا منها، خرج القضاة والعدول، ومن لا نعرفهم. وحكي عنه أنه لما جاءه الموت جعل يقول: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث فأغثني، واستقبل القبلة، وتشهد، ومات.)
قال: وتزوج أربع نسوة، واحدة بعد واحدة، منهن خديجة بنت الشيخ أبي عمر، وآخرهن عزية بنت عبد الباقي بن علي الدمشقي، فولدت له القاضي شمس الدين محمدا قاضي مصر، والعماد أحمد ابن العماد.
وسمعت التقي أحمد بن محمد بن عبد الغني، قال: رأيت الشيخ العماد في النوم على حصان، فقلت له: يا سيدي، إلى أين قال: أزور الجبار. وسمعته يقول: سمعت الحسن بن جعفر الإصبهاني يقول: رأيت العماد في النوم، فقلت: ما فعل الله بك فقال: يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين.

189
وسمعت الإمام الواعظ أبا المظفر يوسف سبط الجوزي يقول: لما كانت الليلة التي دفن فيها العماد، رأيته في مكان متسع، وهو يرقى في درج عرفات، فقلت: كيف بت فإني بت أحمل همك، فأنشدني:
* رأيت إلهي حين أنزلت حفرتي
* وفارقت أصحابي وأهلي وجيرتي
*
* فقال: جزيت الخير عني فإنني
* رضيت، فها عفوي لديك ورحمتي
*
* رأيت زمانا تأمل الفوز والرضا
* فوقيت نيراني ولقيت جنتي
* قال الضياء: وسمعت الإمام أبا محمد عبيد بن هارون السوادي، صاحب الشيخ العماد وخادمه يقول: رأيت الشيخ في النوم وهو ينشد هذه الأبيات. وأنشدنيها.
وسمعت الإمام أبا محمد عثمان بن حامد بن حسن المقدسي يقول: رأيت الحق عز وجل في النوم والشيخ العماد عن يمينه، ووجهه مثل البدر، وعليه لباس ما رأيت مثله. أو ما هذا معناه.
وقال أبو شامة: شاهدت الشيخ العماد مصليا في حلقة الحنابلة مرارا، وكان مطيلا لأركان الصلاة، قياما، وركوعا، وسجودا، وكان يصلي إلى خزانتين مجتمعتين موضع المحراب، وجدد المحراب سنة سبع عشرة وستمائة.
قلت: ثم جدد هذا المحراب في سنة ست وستين.
وقال أبو المظفر في مرآته: كان الشيخ العماد يحضر مجلسي دائما ويقول: صلاح الدين يوسف فتح الساحل، واظهر الإسلام، وأنت يوسف أحييت السنة بالشام.

190
قال أبو شامة: يشير إلى أنه كان يورد كثيرا من كلام جده أبي الفرج، ومن خطبه ما يتضمن إمرارا آيات الصفات، وما صح في الأحاديث على ما ورد من غير ميل إلى تأويل ولا تشبيه)
ولا تعطيل، ومشايخ الحنابلة العلماء هذا مختارهم، وهو جيد.
قلت: وقال الزكي المنذري: إنه توفي ليلة السابع عشر من ذي القعدة فجاءة. ثم وجدت في وفيات الضياء بخطه أنه توفي ليلة السابع عشر، وبخطه في ترجمة العماد أنه توفي في السادس عشر، والله أعلم.
4 (أسعد بن محمد بن أبي الحارث أعز بن عمر بن محمد.))
أبو الحسن البكري، التيمي، السهروردي، الصوفي.
حدث عن أبي الوقت.
ومولده سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
وتوفي في الثاني والعشرين من رجب.
4 (إسماعيل بن إبراهيم بن فارس بن مقلد.))

191
أبو محمد السيبي، البغدادي، الخباز، نزيل دنيسر.
شيخ مسند، سمع من: أحمد بن علي الأشقر، وعبد الله بن علي سبط الخياط، وسعد الخير بن محمد الأنصاري، وأبي الفضل الأرموي، وغيرهم.
وسمع منه جماعة بدنيسر روى عنه: محمد بن خالد بن عمار، وعبد الرحمن بن عمر اللمش القاضي، وغيرهما.
وأجاز للزكي المنذري، وقال: توفي في سادس شوال بدنيسر، وقد بلغ الثمانين أو جازها. وكان حافظا للقرآن، كثير التلاوة، كثير الصلاة والصيام، رحمه الله. أخبرنا أحمد بن إسحاق بمصر، أخبرنا محمد بن خالد بنصيبين، سنة عشرين وستمائة، أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الخباز، أخبرنا أحمد بن علي الدلال، حدثنا محمد بن علي العباسي، حدثنا علي بن عمر السكري، حدثنا الحسن بن الطيب البلخي، حدثنا قتيبة، حدثنا بكر، عن جعفر بن ربيعة، عن الأعرج، عن عبد الله بن مالك بن بحينة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى فرج يديه حتى يبدو بياض إبطيه. خ ن، كلاهما عن قتيبة.
4 (إسماعيل بن أبي البركات سعد الله بن محمد بن علي بن حمدي.))
أبو محمد البغدادي، البزاز، الخرقي.

192
سمع من: أبيه، وأبي الفضل الأرموي، وأبي الفتح الكروخي، والفضل بن سهل الإسفراييني،)
وابن ناصر، وجماعة.
وروى الكثير، وأضر بأخرة.
روى عنه: الدبيثي المؤرخ، والزكي البرزالي، والضياء المقدسي، وجماعة. وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال الفويره ببغداد.
وعاش أربعا وثمانين سنة.
وهو من بيت عدالة ورواية.
وتوفي في جمادى الآخرة، في الرابع والعشرين منه.
وأبوه كان زاهدا، عابدا، صواما، حدث عن النعالي، وابن البطر، مات سنة سبع وخمسين.
4 (أميري بن بختيار.))
الفقيه الزاهد، أبو محمد الأشنهي، الشافعي، قطب الدين، نزيل إربل.
إمام زاهد، ورع، عالم، عامل.
توفي في جمادى الآخرة، وله سبعون إلا سنة.
حدث عن عبد الله بن أحمد بن محمد الموصلي.
وأشنه: قرية بأذربيجان إن شاء الله مضمومة الهمزة والنون.

193
4 (حرف الباء))
4 (بهرام بن محمود بن بختيار.))
السلار، أبو محمد الأتابكي، عماد الدين.
شيخ، جليل، دمشقي، معمر.
ولد سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة.
وكان يمكنه السماع من جمال الإسلام السلمي، وطبقته، وإنما سمع من أبي المظفر سعيد الفلكي، وعلي بن أحمد الحرستاني.
روى عنه: الزكي البرزالي، والشهاب القوصي، وجماعة.

194
4 (حرف التاء))
4 (ترك بن محمد بن بركة بن عمر.))
أبو بكر الحريمي، العطار، المعروف والده بسوادا الحلاج.)
شيخ مسند.
ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: مفلح بن أحمد الدومي، وأبي البدر الكرخي، وأحمد بن الأشقر، وأحمد بن الطلاية، وجماعة.
روى عنه: الدبيثي، والضياء، والنجيب الحراني، وآخرون. وأجاز للفخر علي، وجماعة.
ومات في عاشر ربيع الأول.
قال ابن النجار: طلب بنفسه، وكتب، وكان متيقظا، حافظا لأسماء شيوخه، متوددا، صدوقا، حفظة للأخبار.
4 (حرف الدال))
4 (دهن اللوز.))
العالمة، شيخة العلماء بدمشق.
وكانت لها حظوة.
وهي جدة زين الدين قاضي حلب الآن.
4 (حرف الذال))
4 (ذيال بن أبي المعالي بن راشد بن نبهان بن مرجى.))

195
أبو عبد الملك العراقي، الزاهد، العارف.
أفرد الحافظ جزءا في كراماته، فقال: سكن بيت المقدس مدة.
قال: وقيل: إنه بلغ مائة وعشرين سنة، ولم نسمع في زماننا من سلك طريقته سوى ولده الإمام عبد الملك، كان يتقوت من لقاط الزرع، ولا يأكل لأحد شيئا إلا لآحاد الناس، وانتفع به الخلق، وعلمهم القرآن، والفقه، وأمر الناس بالصلاة، وصار علما في تلك الناحية. اجتهدت على السفر إلى زيارته فلم يقدر.
وسمعت الحافظ أبا إسحاق الصريفيني يذكره ويفخم أمره، ويذكره كثيرا، وقال: دخلت إلى بيته فلم أر فيه غير دلو وحبل ومنجل ومقدحة، وليس للبيت باب سوى حزمة حطب، وقال: قال لي أهل القرية التي هو فيها: لا يأخذ من عندنا نارا، ولا يملأ بحبلنا، ولا دلونا، ولا يأكل لنا شيئا، وما رأينا مثله.)
وكان شيخنا العماد يطنب في مدحه، ومدح زيارته، وفي خبزه، حتى لقد حدثني الحافظ الصريفيني، قال: قال الشيخ العماد: المشي إلى زيارة الشيخ ذيال أفضل من زيارة بيت المقدس. فلما لقيت الشيخ العماد حكيت له ذلك، فقال: قد قلته، وما أدري يصح أم لا وإنما قلت ذلك لأن زيارة الإخوان تجوز شد الرحال إليهم أينما كانوا، وشد الرحال لا تجوز إلا إلى ثلاثة مساجد، فكانت زيارة الإخوان أبلغ من زيارة المساجد، أو ما هذا معناه.
وسمعت مسعود بن أبي بكر بن شكر يقول: أتيت الشيخ العماد بلقمة من خبز الشيخ ذيال، ففرح بها، فأتاه رجل فقال: يا سيدي ولدي مريض، فأشتهي أن تدعو له، فأعطاه من تلك اللقمة قليلا، وقال: خذ هذه، فاجعلها في ماء، واسقه إياها. قال: فلقيت الرجل بعد ذلك، فقال: عوفي بإذن الله.
وسمعت أن الشيخ العماد كان يخبئ خبزه للمرض، وقال: ما هو إلا مجرب، وكان مخلوطا: القمح والشعير والعدس.

196
سمعت مكارم بن حسن الباجباري فقال: أنا صحبت الشيخ ذيال، وقرأت عليه، وما رأيت مثله.
وسمعت القاضي الإمام أبا حفص عمر بن علي الهكاري يصف الشيخ ذيال بمعرفة العلم، والنحو، واللغة.
سمعت الشيخ قصة بن علي المقدسي قال: قال لي الشيخ ذيال يوما: خرجت البارحة والجبال تسبح. ومرض مرة، فخفنا عليه، فقال: في مرضتي هذه ما يصيبني شيء. قال: فعوفي من تلك المرضة. ولما جاء الفرنج وهرب الناس، قال لنا الشيخ ذيال: لا تبرحوا، فما يصلوا إلى هنا، فقعدنا وسلمنا.
توفي في يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من ذي القعدة، بدير أبي القرطام، قريبا من البيرة التي بقرب القدس، وقبره يزار، رضي الله عنه.
4 (حرف الراء))
4 (رزق الله بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن حمزة.))
الفقيه أبو البركات النعماني، الإصبهاني.
سمع الحسن بن العباس الرستمي.
روى عنه البرزالي في معجمه، وغيره.)
وعاش بضعا وسبعين سنة.
4 (حرف السين))
4 (سعد بن جعفر بن سلام بالتخفيف.))
أبو الخير السيدي، البغدادي، الصوفي.
شيخ صالح. سمع من: ابن البطي، ومعمر بن الفاخر، ويحيى بن ثابت، وحدث.

197
وتوفي في ثاني جمادى الآخرة.
4 (سعيد بن هبة الله بن علي بن نصر بن عبد الواحد.))
أبو البركات ابن الصباغ، البغدادي، الشافعي، الفقيه.
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وتفقه بالنظامية على الإمام أبي المحاسن يوسف بن بندار، وسمع من عثمان بن أبي نصر المؤدب.
4 (سليمان بن بنين بن خلف.))
أبو عبد الغني المصري، الدقيقي، النحوي، الأديب.
سمع من: إسماعيل الزيات، وعبد الله بن بري، وشير بن علي، وخلق من طبقتهم. ولزم ابن بري مدة في النحو. وصنف في النحو، والعروض، والرقائق، وغير ذلك.
روى عنه: الزكي عبد العظيم.
ومات في سابع عشر رمضان.
4 (حرف العين))
4 (عائشة بنت إسماعيل بن محمد بن يحيى بن المسلم الزبيدي.))
روت عن: أحمد بن المقرب، وأحمد ويحيى ابني موهوب بن السدنك.

198
وهي من بيت مشهور ببغداد. وسيأتي ذكر أخيها عبد الرحيم.
4 (عبد الله بن أبي جعفر أحمد بن محمد بن سليمان ابن الطيلسان.))
أبو محمد الأوسي، الأنصاري، الأندلسي.
عم الحافظ أبي القاسم.
أخذ القراءات عن أبيه، وجماعة.))
4 (عبد الله بن عبد الجبار بن عبد الله.))
أبو محمد الأموي، العثماني، الشاطبي الأصل، الإسكندراني، التاجر، البزاز، الكارمي.
مكثر عن السلفي، وسمع من بدر الخداداذي، وبمصر من: محمد بن علي الرحبي، ومنجب بن عبد الله المرشدي.
وكان له أنس بالحديث كان الحافظ علي بن المفضل يثني عليه ويعظمه.
وحدث بمصر، وقوص، واليمن.
وأدركه أجله بمكة في السابع والعشرين من ذي الحجة، وله سبعون سنة.
روى عنه: الضياء، وابن خليل، والزكي البرزالي، والزكي المنذري، والشرف عبد الله بن أبي عمر، ومحمد بن عبد الخالق بن طرخان الأموي، وجماعة.
4 (عبد الله بن عبد الرحمن.))
أبو محمد القرطبي.

199
روى عن: أبي مروان بن مسرة، وأبي بكر بن سمجون، وابن بشكوال.
مات في شعبان.
4 (عبد الجبار بن عبد المعز بن عبد الجبار.))
أبو الفتوح المسمعي، الهروي، ثم البخاري.
ولد بهراة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: علي بن حمزة العلوي، وأبي الوقت السجزي، وعبد الجليل بن أبي سعد.
وحدث بمرو، ونيسابور، وبغداد.
روى عنه: الدبيثي.
وتوفي راجعا من الحج، بوادي العروس من الدرب العراقي، في خامس المحرم.
وروى عنه أيضا ابن النجار.
4 (عبد الخالق بن صالح بن علي بن ريدان بن أحمد.))
الشيخ الإمام أبو محمد بن أبي التقى، القرشي، الأموي، المسكي الأصل، المصري، الشافعي، النحوي، اللغوي.
سمع من: علي بن نصر الأرتاحي، وأبي طاهر السلفي، وأبي الضياء بدر الخادم، ومحمد بن)
علي الرحبي، وخلق من المصريين بقراءته، وقراءة غيره.
ولزم ابن بري مدة، وبرع في اللغة، وكتب الكثير بخطه. وكان مفيد القاهرة.

200
وهو من مسكة: قرية بقرب عسقلان.
روى عنه: الزكي المنذري، والزكي البرزالي، وغيرهما.
وتوفي في سادس شوال.
وريدان قيده ابن نقطة، وأخذ عنه، ووثقه.
4 (عبد الرحمن بن عبد الله ابن الشيخ عبد القادر الجيلي.))
أبو محمد.
ولد سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة.
وحدث عن: نصر بن نصر العكبري، وسعيد ابن البناء. ولم يكن له إقبال على الحديث ولا على أهله.
مات في المحرم.
4 (عبد الرحمن بن عبد الجبار ابن الشيخ عبد الخالق بن أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي.))
أبو الخير.
سمع بنيسابور من: عبد الله ابن الفراوي، وعمر بن أحمد الصفار، وجده، وهبة الرحمن القشيري.
وحدث بنيسابور، وبغداد.
وهو من بيت العدالة والرواية. حج ورجع فأدركه أجله ببغداد في صفر عن بضع وسبعين سنة.

201
روى عنه: الدبيثي، والضياء، وابن النجار، وغيرهم.
وثقة ابن نقطة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الغني بن محمد بن سعد.))
أبو القاسم ابن الغسال، البغدادي، الحنبلي.
ولد سنة أربعين.
وسمع من: أبي الفضل الأرموي، وأبي الوقت، وابن ناصر، وسعيد ابن البناء، وجماعة سواهم.)
وعنه: الدبيثي، وغيره.
توفي في شعبان.
وسماعه من الأرموي حضور.

202
ولأبيه سماع من أبي طالب بن يوسف.
ولجده محمد سماع من أبي نصر الزينبي وطبقته، وكان من القراء، ومات سنة تسع وخمسمائة.
4 (عبد السلام بن عثمان بن أبي نصر بن الأسود.))
أبو الفضل الحربي، الحريمي.
شيخ معمر نزل الموصل، وكان يمكنه السماع من طبقة أبي القاسم بن الحصين. وقد سمع اتفاقا من أحمد بن الطلاية.
وولد في حدود سنة خمس عشر وخمسمائة، وكاد أن يكمل المائة.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، وجماعة. وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال الفويره.
توفي في ربيع الأول بالموصل.
وروى عنه ابن النجار، وقال: كان شيخا صالحا.
4 (عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل بن علي بن عبد الواحد.))

203
قاضي القضاة أبو القاسم جمال الدين ابن الحرستاني، الأنصاري، الخزرجي، العبادي، السعدي، الدمشقي، الفقيه الشافعي.
ولد سنة عشرين وخمسمائة في أحد الربيعين.
وسمع من: عبد الكريم بن حمزة، وطاهر بن سهل بن بشر الإسفراييني، وجمال الإسلام أبي الحسن علي بن المسلم، وعلي بن أحمد بن منصور بن قبيس، ونصر الله المصيصي الفقيه، وهبة الله بن أحمد بن طاوس، ومعالي بن هبة الله ابن الحبوبي، وأبي القاسم الحسين بن البن، وأبي الحسن علي بن سليمان المرادي، وجماعة.
وتفرد بالرواية عن أكثر شيوخه، وحدث بالإجازة عن أبي عبد الله الفراوي، وهبة الله السيدي، وزاهر الشحامي، وعبد المنعم ابن القشيري، وإسماعيل القارئ، وغيرهم، استجارهم له الحافظ أبو القاسم.)
وحدث بصحيح مسلم، وبدلائل النبوة للبيهقي، وبأشياء كثيرة من الكتب والأجزاء.
وأول سماعه في سنة خمس وعشرين.
وتفقه في شبيبته، وبرع في المذهب، ودرس، وأفتى، وطال عمره، وتفرد عن أقرانه.

204
سمع منه أبو المواهب بن صصرى، والقدماء، وروى عنه: البرزالي، وابن النجار، والضياء، وابن خليل، والقوصي، والزكي عبد العظيم، وابن عبد الدائم، والصاحب أبو القاسم ابن العديم، والشرف عبد الواحد بن أبي بكر الحموي، وأخوه أحمد، والنجم إبراهيم بن محاسن التنوخي، والنجيب نصر الله الشيباني، ونصر بن تروس، والجمال عبد الرحمن بن سالم الأنباري، والزين خالد، وأبو غالب مظفر بن عمر الجزري، والزين علي بن أحمد القرطبي، وأبو الغنائم بن علان، وأبو حامد محمد ابن الصابوني، وأبو بكر محمد بن الأنماطي، وأبوه، ويوسف بن تمام السلمي، ومحمد بن عبد المنعم ابن القواس، وأخوه شيخنا عمر، ومحمد بن أبي بكر العامري، ونسيبه أحمد عبد القادر العامري، وأبو بكر بن محمد بن طرخان، والقاضيان: شمس الدين بن أبي عمر وشمس الدين ابن العماد، والفخر علي ابن البخاري، والبرهان إبراهيم ابن الدرجي، وعبد الرحمن بن أحمد الفاقوسي، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، والشمس محمد ابن الكمال، وأبو بكر بن عمر بن يونس المزي، وتقي الدين إبراهيم ابن الواسطي، وخلق سواهم.
وروى عنه من القدماء الحافظان: عبد الغني، وعبد القادر الرهاوي.
وروى عنه بالإجازة شيخنا العماد عبد الحافظ، وعائشة بنت المجد، وجماعة.
وكان إماما فقيها، عارفا بالمذهب، ورعا، صالحا، محمود الأحكام، حسن السيرة، كبير القدر.
رحل إلى حلب وتفقه بها على المحدث الفقيه أبي الحسن المرادي. وولي القضاء بدمشق نيابة عن أبي سعد بن أبي عصرون، ثم ولي قضاء الشام في آخر عمره في سنة اثنتي عشرة.
قال ابن نقطة: هو أسند شيخ لقينا من أهل دمشق، حسن الإنصات، صحيح السماع.

205
وقال أبو شامة: دخل أبوه من حرستا فنزل بباب توما، وأم بمسجد الزيني، ثم أم فيه جمال الدين ابنه، ثم سكن جمال الدين بداره بالحويرة، وكان يلازم الجماعة بمقصورة الخضر، ويحدث هناك، ويجتمع خلق، مع حسن سمته وسكونه وهيبته. حدثني الفقيه عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام أنه لم ير أفقه منه، وعليه كان ابتداء اشتغاله، ثم صحب فخر الدين ابن)
عساكر، فسألته عنهما، فرجح ابن الحرستاني وقال: إنه كان يحفظ كتاب الوسيط للغزالي.
قال أبو شامة: لما ولي القضاء محيي الدين ابن الزكي لم ينب عنه، وبقي إلى أن ولاه الملك العادل القضاء، وعزل قاضي القضاة زكي الدين الطاهر، وأخذ منه
مدرستيه: العزيزية، والتقوية. فأعطى العزيزية مع القضاء لابن الحرستاني، واعتنى به العادل وأقبل عليه، وأعطى التقوية لفخر الدين ابن عساكر.
وكان جمال الدين يجلس للحكم بالمجاهدية، وناب عنه ولده عماد الدين، ثم شمس الدين أبو نصر ابن الشيرازي، وشمس الدين ابن سني الدولة. وبقي في القضاء سنتين وسبعة أشهر، وتوفي، فكانت له جنازة عظيمة، على أنه امتنع من الولاية لما طلب إليها حتى ألحوا عليه فيها.
وكان صارما، عادلا، على طريقة السلف في لباسه وعفته ولقد بلغني يقول أبو شامة أن ابن الحرستاني ثبت عنده حق لامرأة على بيت المال، فأحضر وكيل بيت المال الجمال المصري، فأمره أن يسلم إليها ما ثبت لها، وكان بستانا، فاعتذر بالمساء، وقال: في غد أسلمه إليها. فقال: ربما أموت أنا الليلة ويتعوق حقها، فما برح حتى تسلمت حقها، وكتب لها محضرا بذلك وحكم به.
وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: كان زاهدا، عفيفا، عابدا، ورعا،

206
نزها، لا تأخذه في الله لومة لائم. اتفق أهل دمشق على أنه ما فاتته صلاة بجامع دمشق في جماعة إلا إذا كان مريضا. ثم ذكر حكايات من مناقبه، وقال: حكى لي ولده، قال: كان أحد بني قوام يتجر للمعظم عيسى في السكر وغيره، فمات، فوضع ديوان المعظم يدهم على التركة، وبعث المعظم إلى أبي يقول: هذا كان تاجرا لي، والتركة لي، وأريد تسليمها، فأبى عليه إلا بثبوت شرعي أو يحلف، فقال المعظم: والله ما أحقق ما لي عنده، ولم يثبت شيئا.
قال أبو المظفر: وحكى لي جماعة أن الملك العادل كتب إليه يوصيه في حكومة، فأحضر الخصم وفي يده الكتاب لم يفتحه وظهر الخصم على حامل الكتاب إلى القاضي، فقضى عليه، ثم قرأ الكتاب، ورمى به إليه، وقال: كتاب الله قد حكم على هذا الكتاب. فبلغ العادل قوله فقال: صدق كتاب الله أولى من كتابي. وكان يقول للعادل: أنا ما أحكم إلا بالشرع وإلا فما سألتك القضاء، فإن شئت، وإلا فأبصر غيري. وحكى لي الشمس بن خلدون قال: أحضر القاضي)
عماد الدين بين يدي أبيه صحن حلوى وقال: كل فاستراب، وقال: من أين هذا تريد أن تدخلني النار ولم يذقه.
قال أبو شامة: هو الذي ألح على أبيه حتى تولى القضاء. وحدثني عماد الدين قال: جاء إليه شرف الدين ابن عنين، فقال: السلطان يسلم عليك ويوصي بفلان فإن له محاكمة، فغضب، وقال: الشرع ما يكون فيه وصية، لا فرق بين السلطان وغيره في الحق.
وقال المنذري: سمعت منه. وكان مهيبا، حسن السمت، مجلسه مجلس وقار وسكينة، يبالغ في الإنصات إلى من يقرأ عليه. توفي في رابع ذي الحجة، وهو في خمس وتسعين سنة.

207
4 (عبد العزيز بن مكي بن أبي العرب بن حسن بن عمار.))
أبو محمد الأنصاري، الطرابلسي، المغربي، التاجر.
سافر الكثير شرقا وغربا، وسكن بغداد، وسمع من دلف بن كرم وحدث.
وكان ذا مال، وبر، ومعروف، وديانة.
توفي في ذي القعدة.
4 (عبد اللطيف بن أحمد بن عبد الله بن القاسم ابن الشهرزوري.))
القاضي أبو الحسين، الموصلي، الشافعي.
عاش اثنتين وسبعين سنة.
وتفقه على عمه أبي الرضا سعيد بن عبد الله، وأبي الفتح عبد الرحمن بن خداش.
وسمع من: أبيه، ومن محمد بن أسعد العطاري، وجماعة وحدث.
وولي قضاء الموصل مرات.
وتوفي في ثاني جمادى الأولى.
وهو من بيت القضاء والفضيلة.
4 (علي بن عبد الله بن علي.))
أبو الحسن ابن البناء الشاطبي، الفقيه.
روى عن: أبي عبد الله بن سعادة، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم. واختص بأبي بكر بن أبي حمزة.

208
وكان فقيها، مشاورا، ذا ثروة، وفضائل، وتصانيف. قاله الأبار.))
4 (علي بن محمد بن سعيد.))
أبو الحسن ابن الفحام الأنصاري، الأندلسي.
أخذ القراءات عن أبي بكر بن سمجون، وأبي القاسم بن غالب وسمع من ابن بشكوال.
قال الأبار: كان ناسكا، عابدا، يعيش من الخياطة، رحمه الله.
4 (علي بن أبي نصر بن أحمد بن ضمة.))
أبو الحسن الواسطي.
حدث عن المبارك بن الحسين بن نغوبا.
ومات في ذي القعدة، بواسط.
4 (علي بن محمد بن علي بن أبي سعد.))
أبو الحسن الموصلي، أخو سليمان الموصلي.
سمعا بإفادة أخيهما: يوسف من عبد الوهاب الأنماطي، وإسماعيل بن أبي

209
سعد الصوفي، والحسين بن علي سبط الخياط، وأبي البدر الكرخي، وأبي منصور بن خيرون، وأبي الحسن بن عبد السلام، ومحمد ابن السلال، وجماعة.
وروى الكثير، سمع منه أبو عبد الله الدبيثي وقال: كان صحيح السماع.
توفي في سادس عشر جمادى الآخرة.
4 (علي بن المبارك بن علي بن بشير الشيباني، البغدادي، المطرز، المقرئ، المأموني.))
أبو الحسن.
ولد سنة ست وخمسين.
وسمع من: أبي المعالي ابن البقلي، وذاكر بن كامل، وجماعة وحدث.
وكتب الكثير بخطه. وكان كثير التلاوة.
4 (علي بن أبي بكر بن أبي السعادات بن مواهب الحمامي.))
عرف بابن الهنيد.
ولد سنة ثمان وثلاثين.
وحدث عن عبد الملك بن علي الهمذاني.
4 (حرف الفاء))
))
4 (فاطمة بنت أبي المعالي مبارك بن محمد بن أبي منصور أحمد بن محمد بن عبد السلام بن))
قيداس.

210
أم عبد الرحمن البغدادية الحريمية.
ولدت سنة إحدى أو اثنتين وعشرين وخمسمائة.
وروت عن أحمد بن علي بن الأشقر.
وروى عنها الدبيثي وقال: توفيت في شعبان، وكانت شيخة صالحة، ثقل سمعها.
4 (فاطمة بنت يونس بن أحمد.))
ست النعم، أخت الوزير عبيد الله.
أجاز لها أبو الوقت. كتب عنها القطيعي.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن سعادة.))
أبو عبد الله الشاطبي المقرئ.
أخذ القراءة عن: أبي الحسن بن هذيل، وأبي بكر بن نمارة، وجماعة.
وسمع من: أبي عبد الله بن سعادة، وأبي محمد بن عاشر. وأخذ العربية عن أبي الحسن بن النعمة، وأبي عبد الله بن حميد، وجماعة.
قال الأبار: وكان مقرئا متصدرا، نحويا، لغويا، محققا، لقيته وقد زار أبي. وسمعت منه مسألة في الجمل. وأجاز لي بعد سماعي من عمه أبي عبد الله بن سعادة المعمر. وقد أخذ عنه جماعة.
4 (محمد بن أحمد بن جبير بن محمد بن جبير.))

211
الإمام أبو الحسين ابن الأجل أبي جعفر الكناني، البلنسي، نزيل شاطبة.
إمام صالح، جليل، كاتب، أديب، بليغ.
ولد سنة أربعين وخمسمائة في عاشر ربيع الأول ببلنسية.
وسمع من: أبيه، وأبي عبد الله الأصيلي، وأبي الحسن علي بن أبي العيش المقرئ، وأخذ عنه القراءات.
وحدث بالإجازة عن الحافظ أبي الوليد ابن الدباغ، ومحمد بن عبد الله التميمي السبتي. ونزل)
غرناطة مدة، وسافر إلى الإسكندرية، والقدس، والحج.
قال الأبار: عني بالآداب، فبلغ فيها الغاية، وتقدم في صناعة النظم والنثر، ونال بذلك دنيا عريضة وتقدم. ثم رفض ذلك، وزهد وصحب أبا جعفر بن حسان، وحج، وسمع من عمر الميانشي، وعبد الوهاب بن سكينة الصوفي. ودخل دمشق، فسمع من الخشوعي، وطائفة.
ورجع فحدث بالأندلس، وكتب عنه شعره ودون، وأخذ عنه جماعة. ثم رجع ثانية إلى المشرق، وعاد إلى المغرب، ثم رحل ثالثة إلى المشرق، وحدث هناك، ودفن بالإسكندرية وبها مات في السابع والعشرين من شعبان.
روى عنه: الزكي المنذري، والكمال ابن شجاع الضرير، وعبد الرحيم بن

212
يوسف بن المخيلي، أبو الطاهر إسماعيل بن هبة الله المليجي، وآخرون.
قال شيخنا الدمياطي: أنشدني أسد بن أبي الطاهر بدمشق، أنشدنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن جبير بدمياط:
* نفذ القضاء بأخذ كل مرهق
* متفلسف في دينه متزندق
*
* بالمنطق اشتغلوا فقيل حقيقة
* إن البلاء موكل بالمنطق
* توفي بالثغر، ودفن بكوم عمرو بن العاص.
4 (محمد ابن الإمام العلامة أبي الخير أحمد بن إسماعيل القزويني الواعظ.))
أبو بكر الفقيه.
ولد سنة أربع وخمسين.
وقدم بغداد مع أبيه، وسمع بها من شهدة، وأبي الأزهر محمد بن محمد الواسطي. وتفقه على والده.
وتكلم في المسائل والوعظ، وحدث.
وتوفي في عاشر ربيع الآخر بقيصرية من الروم.

213
روى عنه القوصي.
وهو أخو أبي المناقب محمد.
4 (محمد ابن الزاهد أبي عبد الرحمن أحمد بن أبي سعد بن حمويه الجويني.))
أبو سعد الصوفي، الشافعي.)
ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وسمع من السلفي، وغيره. وأجاز له ابن البطي، وجماعة.
وسكن القاهرة بخانقاه سعيد السعداء. وكان على سداد وأمر جميل، وخير.
روى عنه: الزكي المنذري، وغيره.
وتوفي في ربيع الآخر.
4 (محمد بن أحمد بن عبد العزيز.))
الإمام أبو عبد الله المعروف بابن الفتوت، بفاء ثم مثناتين.

214
شيخ القراء بمدينة فاس، كانت الرحلة إليه لسنه، وإسناده، وعدالته.
تلا بالسبع على محمد بن محمد بن معاذ الفلنقي، والقاسم بن الزقاق، وجماعة.
وسمع من: أبي الحسن بن حنين، وابن الرمامة.
روى عنه بالإجازة ابن مسدي، قال: توفي سنة أربع عشرة وستمائة.
4 (محمد بن أحمد بن علي.))
أبو سعيد السراجي، النيسابوري، الصوفي.
من صوفية السميساطية.
حدث عن: الحافظين السلفي، وابن عساكر.
وتوفي في ذي القعدة.
4 (محمد بن أحمد بن يوسف.))
أبو عبد الله الأنصاري، الغرناطي، المعروف بابن صاحب الأحكام.
قال الأبار: ولد سنة ثمان وعشرين. وروى عن أبي الحسن شريح وأبي الحكم بن غشليان، وأبي القاسم بن رضا. يعني: بالإجازة لا السماع.
قلت: أجاز للشيخ أبي حيان النحوي، وأبي جعفر أحمد بن يوسف الطنجالي، وسمع منه ابن مسدي وقال: هو أحد المشايخ الأعلام ببلاده، قرأ القرآن على عبد الله بن خلف، وابن بقي القيسي. وسمع من جماعة، وتفرد بالرواية عن ابن غشليان، وأجاز له أبو بكر بن العربي.
سمعت منه أجزاء،

215
وفوائد. أخذ علم الوثائق عن خاله محمد بن يحيى البكري، أخبرنا سماعا بغرناطة سنة إحدى عشرة: أخبرنا عبد الله بن خلف، أخبرنا أبو بكر بن عبد الجليل الغساني)
بالقيروان، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن خلف القابسي، أخبرنا عبد الله بن أبي هاشم التجيبي، أخبرنا عيسى بن مسكين، وغيره، قالا: حدثنا سحنون، حدثنا ابن القاسم بحديث ذكره ابن مسدي في معجمه. وما أحسب الغساني لقي القابسي، لعل سقط بينهما رجل، لكن قال ابن مسدي: هذا أعلى ما كان من الأسانيد إلى القابسي. ثم قال: وأخبرنا محمد بن أحمد سماعا، أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن غشليان كتابا، قال: كتب إلي القاضي الخلعي، وحدثني عنه ابن سكرة، فذكر حديثا.
توفي فجاءة في رجب، قاله الأبار.
4 (محمد بن صالح بن سلطان.))
أبو البدر الموصلي، الحنفي.
حدث عن أبي طاهر السلفي.
4 (محمد بن طالب بن أبي الرجاء بن شهريار.))
أبو الغنائم الإصبهاني.
توفي عن ثلاث وثمانين سنة.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن علي.))

216
أبو عبد الله ابن الحلواني، البغدادي.
سمعه أبوه من أبي المعالي أحمد بن علي بن السمين، وغيره.
4 (محمد بن عبد العزيز بن سعادة.))
الشيخ المعمر، مسند الأندلس، أبو عبد الله الشاطبي المقرئ.
أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل، وأبي بكر بن نمارة، وبعض القراءات عن أبي عبد الله محمد بن الحسن بن سعيد الداني، أخذ عنه قراءة نافع.
وأخذ القراءات ببلنسية عن أبي بكر محمد بن أحمد بن عمران.
وسمع من: أبي الحسن بن النعمة، وأبي عبد الله محمد بن يوسف بن سعادة وأبي محمد بن عاشر.
قال الأبار تصدر للإقراء ببلده. وكان من أهل الصلاح، والمعرفة بالقراءات والإتقان لها، وطال عمره، وأخذ الناس عنه. وقدم بلنسية سنة عشر، فأخذت عنه، وسمعت منه. وكان شيخنا)
أبو الخطاب بن واجب يثني عليه، ويوثقه. وتوفي بشاطبة في تاسع شوال سنة أربع عشرة عن سن عالية أربت على المائة يسيرا. وهو ممتع بجوارحه كلها. مولده سنة أربع عشرة وخمسمائة، وقيل سنة ست عشرة.
4 (محمد بن عبد النور بن أحمد.))
أبو بكر الشيباني، الإشبيلي.
سمع: أبا بكر بن صاف، وأبا الحسن نجبة، وأبا عبد الله بن زرقون، وجماعة.

217
وكان معتنيا بالرواية، كثير السماع، صالحا، متواضعا، زاهدا.
حدث عنه جماعة. واستشهد في وقعة قصر أبي دانس بغرب الأندلس، في أوائل السنة، رحمه الله.
4 (محمد ابن القاضي محمد بن أيوب بن محمد بن نوح الغافقي.))
أبو القاسم.
سمع: أباه، وأبا القاسم بن حبيش. وأجاز له أبو مروان بن قزمان.
قال الأبار: وكان فقيها، ماهرا بالشروط، شاعرا، ولي قضاء المرية، ثم قضاء بلنسية فلم تحمد سيرته، فعزل، ومات بمراكش في جمادى الأولى، عن نحو ستين سنة.
4 (محمد ابن الإمام الكبير أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن هذيل.))
أبو عامر، البلنسي، المقرئ.
أخذ القراءات عن والده، وسمع منه كثيرا، طارق بن يعيش، وأبي عبد الله بن سعادة. وأجاز له أبو طاهر السلفي.
قال الأبار: وكان من أهل الصلاح، والورع، شديد الانقباض عن الناس، مقتصرا على باديته، معروفا بالعبادة، والزهد. وروى اليسير. لقيته وهبت أن أستجيزه لما كنت أعرف من نفوره، وعسر انقياده، واستجازه لي أبي. ولم يكن له علم بالحديث. توفي في ذي القعدة، وقد نيف على السبعين، وازدحمت العامة على نعشه. وشهده السلطان.

218
4 (محمد بن محمد بن عيشون بن عمر بن صباح.))
أبو عمرو اللخمي، الأندلسي، البكي.
وبكة: من عمل مرسية.)
قال الأبار: سمع أبا العباس بن إدريس، وأبا عبد الله بن سعادة، وأبا عبد الله بن عبد الرحيم.
وأجاز له أبو الحسن بن هذيل، وجماعة. وكان يعقد الشروط. وله تقييد مفيد في الوفيات اعتمدت عليه، وحدثني به عنه ابنه عيشون. وتوفي في ذي القعدة، عن ست وسبعين سنة.
قلت: روى عنه ابن مسدي.
4 (محمد بن محمد بن يبقى بن جبلة.))
أبو بكر الأنصاري، الخزرجي، الأوريولي.
حج، وسمع من السلفي.
وسكن مصر. وأجاز في هذا العام.
4 (محمد بن مظفر بن شجاع.))
أبو عبد الله ابن البواب.
حدث عن: أبي الوقت السجري، وغيره.
ومات في ربيع الآخر.

219
4 (محمد بن يوسف بن أحمد بن معن.))
أبو بكر الأزدي، الشريشي.
روى عن أبيه. وحج فسمع: من السلفي، وأبي محمد العثماني، وجماعة.
وكان عدلا، شروطيا. ولي القضاء ببعض الأعمال.
وحدث.
وتوفي في ذي القعدة، ومات في عشر السبعين.
4 (محمد بن أبي القاسم بن محمد.))
الأمير بدر الدين الهكاري.
أحد فرسان المسلمين، له المواقف المشهودة في قتال الفرنج. وكان من أكابر أمراء المعظم، يستشيره ويثق به لصلاحه. وكان سمحا، لطيفا، ورعا، خيرا، بارا بأهله وبالفقراء. بنى بالقدس مدرسة للشافعية. وكان يتمنى الشهادة ويقول: ما أحسن وقع سيوف الكفار على وجهي وأنفي، فمن الله عليه بالشهادة على الطور، وكان بها لما حاصرها العدو. واستشهد يومئذ سيف الدين ابن المرزبان. وحمل الأمير بدر الدين إلى القدس، فدفن بتربته.))
4 (المبارك بن أحمد بن هبة الله.))
الشريف أبو المظفر الهاشمي، المعروف بابن المكشوط.
ولد سنة أربعين وخمسمائة.
وقرأ القراءات على أبي بكر محمد بن خالد الرزاز الضرير، صاحب أبي عبد الله البارع.

220
وسمع من عنبر مولى القاضي أبي محمد العلوي. وذكر أنه سمع من أبي الوقت.
وولي الخطابة بجامع المنصور مدة، وبغيره من الجوامع.
قال الدبيثي: أخبرنا ابن المكشوط، أخبرنا عنبر، أخبرنا يحيى ابن البناء، فذكر حديثا.
مات في خامس شوال.
4 (محمود، شجاع الدين الدمشقي.))
الدماغ.
من رؤساء البلد. كان ذا ثروة عظيمة. وداره بجنب المدرسة العمادية، جعلتها زوجته عائشة مدرسة للشافعية والحنفية.
توفي في ذي القعدة.
4 (معروف بن مسعود بن علي بن بركة.))
أبو محفوظ البغدادي، المقرئ.
سمع من أبي الفتح بن البطي، وحدث. وذكر أنه سمع أبا الوقت.
توفي في ربيع الأول.
4 (مكي بن أبي محمد بن محمد بن أبيه الدمشقي.))

221
عرف بابن الدجاجية.
فقيه، فاضل، قادر على النظم.
قرأت بخط الضياء وفاته في ذي الحجة، وأنه نظم كتاب المهذب في المذهب قصيدة على روي الراء، سماها البديعة في أحكام الشريعة.
قلت: روى عنه من شعره الشهاب القوصي، وقال: هو الإمام حفظ الدين أبو الحرم الصالحي، مدح الملك العادل، والصاحب ابن شكر، إلا أنه قال: توفي كهلا في آخر سنة خمس عشرة.
ولم يذكره المنذري في الوفيات.))
4 (حرف الهاء))
4 (هاني بن الحسن بن عبد الرحمن بن الحسن بن قاسم.))
أبو يحيى اللخمي، الأندلسي، الغرناطي.
روى عن: أبيه، وعمه أبي الحسن محمد.
قال الأبار: كان حافظا للغة، ذاكرا للخلاف، مشاركا في علم الأصول.
ولي قضاء شلب، وبها توفي.
قال: وفيها كانت وقعة القصر.
4 (هبة الله بن أحمد بن عبد الواحد بن عبد الوهاب.))

222
أبو الغنائم السلمي الدمشقي الكهفي.
كان مقيما بالكهف الذي بسفح قاسيون.
حدث عن أبي المغارم عبد الواحد بن هلال.
روى عنه الضياء، وشمس الدين بن أبي عمر، والفخر علي، والشمس محمد ابن الكمال، وجماعة.
ومنهم من سماه: أبا محمد غنائم بن أحمد.
توفي في سادس جمادى الأولى بالكهف، وله نيف وستون سنة.
4 (حرف الياء))
4 (ياقوت الخليفي الناصري.))
الأمير أبو الحسن.
ولي إمرة الحاج، وولي تستر، وخوزستان، وبها توفي في جمادى الأولى.
4 (يحيى بن إبراهيم بن أبي تراب محمد.))
الفقيه أبو تراب الكرخي، اللوزي، الشافعي.
ولد سنة ست وعشرين وخمسمائة.
وتفقه على الإمام أبي الحسن محمد ابن الخل، وسمع منه، ومن: أبي الفضل الأرموي، وأبي الفتح الكروخي، وأبي الفرح عبد الخالق اليوسفي، وأبي الوقت، وجماعة.
وحدث بدمشق، وبغداد.)

223
وهو منسوب إلى محلة اللوزية. وأقام بدمشق مدة.
روى عنه: الدبيثي، وابن خليل.
وقال الشهاب القوصي: يحيى بن إبراهيم المفتي، قوام الدين، معيد العماد الكاتب. أخبرنا بالمجاهدية سنة ست وتسعين، أخبرنا ابن الزاغوني، فذكر حديثا.
وقال ابن نقطة: دخلت عليه سنة سبع وستمائة، فرأيته مختلا، ذكر لي أن الملائكة تنزل عليه من كنيسة داره بالثياب الخضر في هذيان طويل. ثم قرئ عليه بعد ذلك كتاب الترمذي.
قال: فحدثني بعض أصحابنا: أنه كان إذا طال عليه المجلس شتمهم بفحش، ودور على شيء ليضربهم به. وحدثني عبد العزيز بن هلالة قال: دخلت على أبي تراب يوما، فقال لي: من أين أنت فقلت: من المغرب، فبكى، وقال: لا رضي الله عن صلاح الدين، ذاك فساد الدين، أخرج الخلفاء من مصر وجعل يسبه، فقمت، وخرجت.
قال ابن نقطة: سمع الجامع لأبي عيسى من الكروخي، ومات في ثالث عشر شعبان. وقد حدث قديما بدمشق بمسند الدارمي.
4 (يحيى بن إبراهيم بن أحمد.))
أبو زكريا البغدادي، البزاز. عرف بابن حسان.
حدث عن أبي الفتح بن البطي.
وتوفي في شوال.
4 (يحيى بن أحمد بن مسعود.))

224
أبو بكر الأنصاري، القرطبي.
أخذ القراءات عن أبي القاسم بن غالب وسمع منه، ومن: أبي القاسم خلف بن بشكوال، وأبي محمد بن مغيث.
وحج، فسمع بمكة من علي بن عبد الله بن حمود المكناسي.
وولي خطة الشورى بقرطبة. وكان حسن الصوت، يستدعيه الأمير لصلاة التراويح.
4 (يحيى بن عبد الملك ابن العلامة إليكا أبي الحسن علي بن محمد الهراسي.))
الطبري الأصل، البغدادي، أبو الفتوح الشافعي.)
ولد بعد الأربعين وخمسمائة.
وسمع من: أبيه، وأبي الوقت.
وحدث ببغداد، ودمشق، روى عنه: الدبيثي، والشهاب القوصي، والزكي المنذري، وجماعة.
قال القوصي: هو الرئيس بدر الدين، حدثنا بدمشق سنة اثنتين وستمائة، وتولى ديوان الأوقاف مدة طويلة بدمشق. وكان ناهضا، أمينا، وله شعر مليح.
قلت: توفي في ذي القعدة.
4 (يوسف بن عبد الصمد بن يوسف بن علي.))
الفقيه أبو الحجاج الفاسي الأصولي، المعروف بابن نمر.
قال الأبار: حدث عن عثمان بن عبد الله السلالقي الفاسي، ومحمد بن عبد الكريم الفندلاوي.
وأخذ عن أبي العباس بن مضاء.

225
قال الأباروكان إماما في علم الكلام، والأصول، متحققا به، متقدما في الحفظ، والذكاء، مع المشاركة في فنون أخر. دخل إشبيلية، وأقرأ بها، ونوظر عليه، وعاد إلى بلده. وتوفي في شهر رجب، وقد قارب الستين.
4 (يوسف بن أبي الحسن بن ياسين.))
الشيخ أبو الحجاج ابن زين الدار، الصوفي، الزاهد.
من شيوخ المصريين، مشهور بالصلاح، والعزلة، والخير.
سمع من أبي طاهر السلفي.
وتوفي في ربيع الآخر.
روى عنه: الزكي عبد العظيم.
4 (يوسف ابن الشيخ الزاهد الكبير أبي الحسن المقدسي.))
الإمام الصالح، أبو الحجاج.
روى عن أبي المعالي بن صابر.
روى عنه: الضياء، وابن أخيه الفخر، وابن أخيه الشمس ابن الكمال، ومحمد بن مؤمن، وغيرهم.)
وكان صالحا، خيرا، زاهدا، فقيها.
توفي يوم الجمعة سابع عشر ذي القعدة بدمشق، ودفن من الغد بباب الصغير، وشيعه خلق كثير، مع كونه يوما مطيرا. واستكمل ثلاثا وثمانين سنة، رحمه الله.
4 (وفيها ولد))
الشيخ عز الدين أحمد بن إبراهيم الفاروثي.
والصاحب مجد الدين عبد الرحمن بن العديم.

226
ومحيي الدين يحيى بن علي ابن القلانسي.
وقطب الدين محمد بن أحمد ابن القسطلاني.
والشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز اللوزي.
والخطيب محيي الدين محمد ابن عماد الدين ابن الحرستاني.
والشرف أبو العباس أحمد بن أحمد بن عبيد الله المقدسي الفرضي.
ومحيي الدين محمد بن يعقوب ابن النخاس.
وأمين الدين عبد الصمد بن عبد الوهاب ابن عساكر.
وابن عمه الشرف أحمد بن هبة الله بن أحمد.
وتاج الدين إسماعيل بن إبراهيم بن قريش المخزومي.
وضياء الدين عبد الرحمن بن عبد الوهاب، خطيب بعلبك.
ومحيي الدين محمد ابن الكمال الضرير العباسي.
ونجم الدين علي بن علي بن اسمنديار الواعظ.
وأبو الغنائم بن محاسن الكفرابي.
والزين محمد بن الحسين الفوي، راوي الخلعيات.
والسيف داود بن مسعود ابن القيني.
ومجد الدين عبد الرحمن بن العديم، في جمادى الأولى.
وأحمد بن يوسف بن مكتوم، في شوال.

227
4 (وفيات سنة خمس عشرة وستمائة))
4 (حرف الألف))
))
4 (أحمد بن أحمد بن أبي السعادات أحمد بن كرم بن غالب.))
الحافظ أبو العباس البندنيجي، ثم البغدادي الأزجي. العدل.
ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وقرأ القرآن على أبي حكيم النهرواني تلقينا. وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر، وغيره.
وسمع من: أبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الوقت السجزي، وأبي محمد ابن المادح، وأبي المظفر هبة الله ابن الشبلي، وابن البطي، والشيخ عبد القادر، وخلق كثير
بعدهم.
وحصل الأصول، وكتب الكثير، وعني بالرواية أتم عناية، وبالغ في الطلب، وحصل الأصول، وعني بالفهم، وضبط الأسماء، وتحقيق الألفاظ، والمختلف والمؤتلف، وحصل طرفا من العربية. وكانت قراءته صحيحة، فصيحة، منقحة، بنغمة مطربة، وأداء عذب.
وجد خطه على سجل باطل، فطولب بأصله، فذكر أن قاضي القضاة

228
محمد بن جعفر العباسي قال له: أنا شاهدت الأصل، فاكتبه، فركن إلى قوله. فأحضر إلى دار الخلافة، ورفع طيلسانة، وكشف رأسه، وأركب جملا، وطيف به وبشاهدين آخرين، وصفعوا، ونودي عليهم: هذا جزاء من يشهد بالزور، وحبسوا مدة، وذلك في سنة ثمان وثمانين.
ولم يزل أحمد البندنيجي خاملا إلى أن ظهرت الإجازة للخليفة الناصر. وكان أخوه تميم قد تولى أخذها، فذكر حاله للناصر، وأنه لم يشهد بزور محض، بل ركن إلى قول القاضي، وأن أستاذ الدار ابن يونس، كان له غرض في تعزيزه. فأمر الخليفة الناصر فأعيد إلى العدالة، فشهد سنة سبع وستمائة عند قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله ابن الدامغاني، فقبله من غير تزكية. حكى ابن النجار هذا، وقال: قرأت عليه كثيرا: وكنت أراه كثير التحري، لا يتسامح في حرف، ومع هذا أصوله كانت مظلمة، وكذلك خطه وطباقه. وكان ساقط المروءة، دنيء النفس، وسخ الهيئة، تدل أحواله على تهاونه بالأمور الدينية، وتحكى عنه أشياء قبيحة. وسألت شيخنا ابن الأخضر عنه وعن أخيه تميم، فضعفهما، وصرح بكذبهما.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، والتقي اليلداني، والمحب ابن النجار، وجماعة.
وفيه ضعف.
وهو أخو تميم المذكور.)
توفي في رابع عشر رمضان، ببغداد.
4 (أحمد بن أبي المعالي أسعد بن أحمد بن عبد الرزاق.))
أبو الفضل المزدقاني الأصل، الدمشقي، الأصم، صفي الدين ابن كريم الملك.

229
ولد سنة سبع وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: الصائن هبة الله، وأخيه أبي القاسم الحافظ.
روى عنه: الشهاب القوصي، وغيره.
وتوفي ببعلبك في المحرم.
وجده أحمد هو القادم من مزدقان.
4 (أحمد بن دفتر خوان.))
الأجل الرئيس، منتجب الدين، الكاتب.
كان بدمشق، وكان يقرأ الكتب على السلطان. وهو واسطة خير.
قرأ العربية على الكندي وسمع من البهاء ابن عساكر، وغيره.

230
وله شعر قليل.
توفي في جمادى الآخرة.
روى عنه القوصي من نظمه، وسماه: أحمد بن عبد الكريم بن أبي القاسم بن دفترخان.
4 (أحمد بن عبد الله بن عبد الصمد بن عبد الرزاق السلمي، البغدادي، العطار، الصيدلاني.))

231
شمس الدين أبو القاسم، نزيل دمشق.
ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة.
وسمع من: أبيه، وأبي الوقت، وابن البطي.
وحدث غير مرة بالبخاري، وحدث بالدرامي، وعبد بن حميد.
وكان يذكر أنه من ولد أبي عبد الرحمن السلمي.
روى عنه: أبو بكر بن نقطة وقال: شيخ صالح، ثقة، صدوق والضياء المقدسي، والشهاب القوصي، والزكي المنذري، والزين خالد، وأبو بكر محمد بن علي النشبي، والرشيد محمد بن أبي بكر العامري، وأبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن وهبة الله ابن الشيرازي، والمحيي عمر بن أبي عصرون، والجمال محمد بن علي ابن الصابوني، وأبو بكر بن عمر بن)
يونس المزي، والفخر علي ابن البخاري، والشمس محمد ابن الكمال، والتقي لإبراهيم ابن الواسطي، والعلاء علي بن أبي بكر بن صصرى، وطائفة سواهم.
وظهر لشيخنا العز أحمد ابن العماد بعض الدارمي سمعه منه حضورا، وإنما رأيناه بعد موته.
وروى عنه بالإجازة عمر ابن القواس.
قال ابن النجار: كان له دكان بظاهر باب الفراديس للعطر. وكان صدوقا، متدينا، مرضي الطريقة.
توفي في سابع عشر شعبان، ودفن بسفح قاسيون.
4 (أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أحمد بن كردي.))
القاضي الأجل أبو البقاء البغدادي.

232
روى عن: أبي الفتح بن البطي.
ومات في ذي القعدة.
4 (أحمد بن محمد اللخمي الزاهد.))
المعروف بالرأس.
كان بظاهر الإسكندرية على شاطئ البحر، في الموضع المعروف بالرأس، ولهذا قيل له: الشيخ أحمد الرأس.
صالح، زاهد، مشهور بالصلاح، وله القبول التام. انتفع به جماعة.
توفي في خامس ربيع الأول، رحمه الله تعالى.
4 (أحمد بن يوسف بن عبد الله بن سعيد بن أبي زيد.))
الإمام أبو جعفر بن عياد البلنسي، المقرئ.
أخذ القراءات عن أبي بكر بن نمارة.
وسمع من والده، ومن أبي الحسن بن هذيل. وأجاز له أبو حفص بن واجب، وجماعة.
قال الأبار: كان صالحا، عارفا بالرواة، صدوقا. توفي في شوال، وله سبعون سنة.
4 (إبراهيم بن عبد الله ابن القاضي أبي العباس أحمد بن سلامة بن عبيد الله بن مخلد.))

233
القاضي الأجل، شرف القضاة، أبو المظفر الكرخي الأصل كرخ جدان لا كرخ بغداد الشافعي المحتسب، المعروف بابن الرطبي.)
ولد سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
وتفقه على أبي طالب المبارك بن المبارك الكرخي، وسمع من أبي الحسين عبد الحق، وجماعة.
وهو من بيت العلم والرواية. ولي القضاء بباب الأزج. وولي حسبة الجانبين.
ومات في رمضان.
ولم يحدث.
4 (لإبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن همام.))
أبو إسحاق الأندلسي، الإشبيلي.
رحل، وسمع ببغداد من عبد الله بن أبي المجد الحربي، وبواسط من أبي الفتح ابن المندائي، وبإصبهان من أبي جعفر الصيدلاني، وبنيسابور من: أبي سعد الصفار، ومنصور الفراوي، والمؤيد الطوسي، وجماعة.
وسكن هراة مدة. وحدث ببغداد. وعدم بين تكريت والموصل رحمه الله في ربيع الآخر.
وكان من أهل الدين، والصلاح، والسنة على مذهب ابن حزم. وله صبر على الفاقة، وتعفف زائد، إلا أنه كان سيئ الأخلاق، سريع النفرة، كثير القطوب، لا يسامح في هفوة، ولا يقبل معذرة، نسأل الله السلامة وكان قد استولى على أكثر أصول أبي روح، وغيره بهراة، فمن الذي يجسر أن يسأله جزءا منها وقيل: إنه لما فارق هراة في هذه السنة، دفن تلك الأجزاء لئلا ينتفع بها أحد بعده، فما نفعه الله بها.

234
4 (أرسلان شاه، الملك نور الدين ابن السلطان الملك القاهر عز الدين مسعود بن أرسلان بن))
مسعود بن مودود ابن الأتابك زنكي بن آقسنقر.
قال الحافظ عبد العظيم: ولي الموصل بعهد من أبيه، وقد قارب إذ ذاك عشر سنين. وكان قد سمي عليا في حياة جده، فلما توفي جده سمي أرسلان شاه.
قلت: ولم تطل أيامه، بل بقي بعض سنة. توفي أبوه في ربيع الآخر من السنة، وتوفي هو في هذه السنة.
4 (إسماعيل بن المظفر بن هبة الله.))
)
أبو محمد ابن الأقفاصي، الدباس.
ولد سنة إحدى وأربعين.
وسمع من: أبي الفضل محمد بن ناصر، وأبي الفضل الأرموي.
روى عنه: الزكي البرزالي، والدبيثي.
وتوفي في ثامن رجب.
4 (حرف الجيم))
4 (جعفر بن محمد بن عبد الخالق بن عبد السلام.))

235
موفق الدين أبو الفضل المصري، المقرئ، النحوي.
قرأ القراءات على أبي الجود، وتصدر بالجامع العتيق بمصر مدة طويلة.
قال المنذري: اجتمعت معه مرات، وانتفع به جماعة كبيرة، وكان من أعيان القراء، مقصودا للأخذ عنه لفضله، ودينه وأدبه. توفي في ثاني عشر صفر.
4 (حرف الحاء))
4 (حمزة بن علي بن عثمان بن يوسف بن إبراهيم.))
القاضي الأجل الأشرف أبو القاسم بن أبي الحسن القرشي، المخزومي، المصري، الشافعي، الكاتب.
رحل، وسمع من: السلفي، وأبي محمد العثماني، وأبي الطاهر بن عوف، ويحيى ابن الرازي، صاحب السداسيات. وسمع بمصر من: محمد بن علي الرحبي، وعبد الله بن بري، وعلي بن هبة الله الكاملي، وجماعة كبيرة. وسمع بدمشق، وحدث بها، وبمصر، وبغداد.
وحصل الأصول، وكتب الكثير، وأكثر عن السلفي.
وكان له أنس جيد بالحديث. وله شعر حسن. ولي الأوقاف بالديار المصرية.
وولد في سنة سبع وأربعين وخمسمائة.
وحدث من بيته جماعة، وسيأتي ذكر أخيه المكرم عبد الرحمن، وذكر ابن أخيه.
روى عنه: الزكي المنذري، والزكي البرزالي، وجماعة.
توفي في آخر يوم من السنة.

236
وآخر من روى عنه: الأخوان عيسى وعبد الله ابنا القاهري، والحارث بن مسكين المصري.))
4 (حرف الدال))
4 (داود بن أحمد بن يحيى.))

237
أبو سليمان العبادي، الداودي، الضرير، المقرئ، الفقيه على مذهب داود.
أخذ ذلك من كتب الظاهرية.
وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر، وغيره. وروى أناشيد.
وتوفي في المحرم أو صفر، على قولين، ببغداد.
4 (حرف الراء))
4 (الركن العميدي.))
محمد.

238
4 (حرف الزاي))
4 (زينب أم المؤيد.))
المدعوة بحرة ناز، ابنة الشيخ أبي القاسم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن سهل بن أحمد بن سهل بن أحمد بن عبدوس الجرجاني الأصل، النيسابوري، الشعري، الصوفي.
ولدت في سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وسمعت من: إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر القارئ، وعبد المنعم ابن القشيري، وزاهر ووجيه ابني طاهر الشحامي، وأبي الفتوح عبد الوهاب بن شاه، وأبي المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، وفاطمة بنت علي بن زعبل، وفاطمة بنت خلف الشحامي، وعبد الجبار بن محمد بن أحمد الخواري، وأبي البركات عبد الله بن محمد الفراوي، وأبي المحاسن عبد الرزاق بن محمد الطبسي، وجماعة.
وأجاز لها: أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي الحافظ، وأبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري النحوي، وجماعة.
وسمعت صحيح البخاري من وجيه وعبد الوهاب بن شاه، عن الحفصي، ومن أبي المعالي الفارسي، عن العيار.
وحدثت أكثر من ستين سنة روى عنها: عبد العزيز بن هلالة، وابن نقطة، والبرزالي، والضياء، وابن الصلاح، والشرف المرسي، والصريفيني، والصدر

239
البكري، ومحمد بن سعد)
الهاشمي، والمحب ابن النجار، وجماعة كثيرة.
وسمعت بإجازتها على التاج بن عصرون، والشرف ابن عساكر، وزينب الكندية. وكانت شيخة صالحة، عالية الإسناد معمرة، مشهورة، انقطع بموتها إسناد عال.
قرأت بخط الحافظ الضياء: أنها توفيت في جمادى الآخرة بنيسابور.
وقد تقدم أخوها عبد الرحيم.
4 (حرف السين))
4 (سليمان ابن الشيخ أبي المجد الفضل بن الحسين بن إبراهيم البانياسي.))
الرئيس، أبو المحاسن الحميري، الدمشقي، المعدل.
حدث عن: أبيه، وأبي القاسم الحافظ.
روى عنه: الزكي البرزالي، والشهاب القوصي، وقال: لقبه شهاب الدين.
ولد سنة خمسين. وتوفي في مستهل جمادى الأولى.
4 (حرف العين))
4 (عائشة بنت صالح بن كامل الخفاف.))
استجاز لها عمها من أحمد بن عبد الله ابن الأبنوسي، وأبي الفضل الأرموي. وحدثت.

240
وماتت في شوال.
4 (العباس بن محمد بن حسن.))
أبو الفضل الهاشمي البغدادي الزاهد الصالح. كان عنده في رباطه جماعة منقطعون صلحاء.
حدث عن أبي الفتح بن البطي. وكان على طريقة حسنة.
توفي في شعبان.
4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن شبيب.))
أبو حصين المقدسي، المؤذن بالجبل.
روى عن: أبي نصر عبد الرحيم بن يوسف.
روى عنه: الضياء المقدسي، وغيره.
وتوفي في شعبان.
4 (عبد الله بن أبي المظفر الحسين بن أحمد بن علي بن محمد بن علي.))
)
قاضي القضاة أبو القاسم ابن الدامغاني، الشافعي، البغدادي.

241
ولد في رجب سنة أربع وستين وخمسمائة.
وسمع من: عمه قاضي القضاة أبي الحسن علي بن أحمد، ومن تجني الوهبانية: وحدث.
قال الدبيثي: كان عالما بالحكم، والفرائض، والأدب، عفيفا، حسن الطريقة. ولي قضاء القضاة شرقا وغربا في رمضان سنة ثلاث وستمائة، وبقي كذلك إلى سنة إحدى عشرة، ثم عزل.
وصفه الزكي المنذري: بأنه شافعي. وقال أبو شامة فيه: الحنفي.
توفي في التاسع والعشرين من ذي القعدة.
ولقبه: عماد الدين.
4 (عبد الله ابن زين القضاة أبي بكر عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي بن عبد))
العزيز.
القاضي شرف الدين أبو طالب القرشي، الدمشقي، الشافعي.
ناب في القضاء عن ابن عمهم القاضي محيي الدين، وعن ابنه زكي الدين الطاهر.
ودرس بالرواحية، فكان أول من درس بها، ودرس بالشامية البرانية.
قال أبو المظفر سبط الجوزي: كان فقيها، نزها، لطيفا، عفيفا.
قال الشهاب القوصي: أخبرنا، قال: أخبرنا ابن مهدي الهلالي، فذكر

242
حديثا. قال القوصي: كان ممن زاده الله بسطة في العلم والجسم.
قلت: وهو أخو ظهير الدين أبي المكارم عبد الواحد.
وقال الضياء: دفن بمقبرتهم بمسجد القدم، وكان الجمع متوفرا، وكثر بكاء الناس عليه. توفي في ثالث شعبان.
4 (عبد الله بن محاسن بن أبي بكر بن سلمان بن أبي شريك.))
أبو بكر الحريمي.
سمع من: أحمد بن الطلاية الزاهد، وسعيد ابن البناء.
وكان يعرف بابن الباشق، وهو ابن عم أحمد بن سلمان السكر.
روى عنه: الضياء، والدبيثي، وجماعة.
وتوفي في رمضان.))
4 (عبد الحق بن أبي شجاع محمد بن أبي محمد بن أبي المعالي.))
أبو محمد ابن المقرون، البغدادي، المقرئ، الملقن، الصالح، الخياط.

243
قرأ على والده، وقد ولد سنة خمسين.
وسمع من ابن المادح حضورا، وحضورا، ومن: هبة الله بن أحمد ابن الشبلي، وابن البطي، وجماعة.
وحدث ببغداد، ودمشق.
وقد مر أخوه عبد الرزاق.
4 (عبد الخالق بن الحسن بن هياج.))
أبو محمد الدمشقي.
حدث عن أبي طاهر السلفي.
توفي في ذي القعدة.
4 (عبد الخالق بن صدقة بن مؤنس.))
الإسكندري.
إمام مسجد فلوس بميدان الحصا.
كان مقرئا مجيدا.
حدث عن السلفي.
روى عنه: الزكي البرزالي، والشهاب القوصي، وغيرهما.
ومات في خامس وعشرين جمادى الآخرة، رحمه الله.
4 (عبد الخالق بن أبي هشام.))
الشيخ الصالح القرشي، البزاز، الدمشقي.
قال الضياء: توفي في بكرة الأربعاء الخامس والعشرين من ذي القعدة.
قال: وكان قد سمع الحديث، وورق كثيرا، وما أظنه حدث بشيء.
4 (عبد الرحمن بن سعد الله بن المبارك بن بركة.))

244
أبو الفضل الواسطي، ثم البغدادي، الطحان، الدقاق.
ولد سنة خمس وثلاثين.)
وسمع من: ابن ناصر، وعبد الملك بن علي الهمذاني. وأجاز له أبو القاسم إسماعيل ابن السمرقندي، وجماعة.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، وغيرهما.
ومات في ثالث ربيع الأول.
4 (عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر بن علي بن عبد الدائم.))
أبو محمد ابن الغزالي، البغدادي، الواعظ.
ولد سنة أربع وأربعين.
وسمع من: ابن ناصر، وسعيد ابن البناء، وابن الزاغوني، ونصر بن نصر العكبري، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، وابن المادح، وأبي الوقت، وطائفة كبيرة.
وطلب بنفسه مدة، وقرأ، ونسخ، ووعظ. وأكثر سماعاته بخطه.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، والضياء، وآخرون. وأجاز لجماعة تأخروا.
توفي ليلة نصف شعبان.
ويلقب بالموش.
4 (عبد الرحمن بن أبي الحرم مكي بن عثمان بن إسماعيل.))

245
الفقيه موفق الدين، أبو القاسم السعدي، المصري، الشارعي، الشافعي.
تفقه على الفقيه أبي عمرو عثمان بن درباس.
وسمع من: إسماعيل بن ياسين، والقاسم بن إبراهيم المقدسي، والأرتاحي، وطبقتهم.
وأقبل على الوعظ، والتفسير. وله شعر، ومجاميع.
وتوفي شابا قبل أن يتكهل، في رجب.
4 (عبد الرحمن بن أبي سعد بن أحمد.))
أبو محمد الحربي، ابن تميرة.
حدث عن: أحمد بن الطلاية، وغيره.
روى عنه: الدبيثي.
وكان ضريرا. ويعرف جده بابن السوادية.
وآخر من روى عنه بالإجازة الكمال عبد الرحمن المكبر شيخ المستنصرية.)
توفي في تاسع ربيع الآخر.
4 (عبد الرحيم بن أبي الفوارس بن إبراهيم القيسي، الدمشقي.))
ابن أخت بركات الخشوعي.
سمع بدمشق من ابن عساكر، وبالثغر من السلفي.
وتوفي في صفر.
4 (عبد القوي بن أبي الحسن بن ياسين.))
أبو محمد القيسراني الأصل، المصري، الكتبي.
ولد سنة إحدى وخمسين.

246
وسمع من: علي بن هبة الله الكاملي، ومحمد بن علي الرحبي، وإسماعيل الزيات، وابن بري، وخلق من طبقتهم، وبعدهم.
وكتب الكثير، وعني بالسماع، وحدث. وكان يفهم، ويذاكر، جمع كتابا في أخبار ذي النون ولم يتمه. وكان يتأسف على انشغاله بالكسب عن الحديث.
توفي في صفر.
4 (عبد الكافي بن بدر بن حسان.))
أبو محمد الأنصاري، المصري.
سمع: البوصيري، والأرتاحي، وجماعة.
وكان صالحا، عابدا.
كتب عنه المنذري، وغيره، وقال: توفي في رمضان، وهو من أبناء الستين.
4 (عبد الكريم بن إبراهيم.))
أبو البركات الحريمي، الدباس.
روى عن: أحمد وعمر ابني بنيمان، ودهبل ولاحق ابني كاره.
توفي في جمادى الآخرة.
4 (عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن هبة الله.))

247
أبو محمد الهاشمي، النرسي، البغدادي، الصوفي.
دخل الأندلس، قال الأبار: زعم أنه يروي عن أبي الوقت، وأبي الفرج ابن الجوزي. وله)
تصنيف في التصوف، حدث به. ذكره محمد بن سعيد الطراز، وضعفه. وقال فيه أبو القاسم بن فرقد: عبد اللطيف الهاشمي النرسي، سمع صحيح البخاري على أبي الوقت، وله تواليف في التصوف. وقرأت عليه عوالي النقيب يعني طراد بن محمد بإشبيلية عام خمس عشرة.
قلت: وسمع منه الحافظ أبو بكر بن مسدي، وقال: مات سنة ثلاث وعشرين وستمائة.
4 (عبد اللطيف بن يحيى بن علي بن خطاب.))
أبو منصور الدينوري ثم البغدادي، ابن الخيمي.
سمع من: أبيه، وعمه أبي شجاع محمد، وأبي الوقت السجزي، وأبي الفتح بن البطي، وجماعة.
وحدث.
وتوفي في شوال.
4 (عبد الواحد بن محمود.))
أبو الفتح بن صعترة، البغدادي، البيع.
ولد سنة ثلاثين.
وسمع من: ابن البطي، وأبي زرعة.
وحدث.

248
ومات في ذي الحجة.
4 (عبد الوهاب بن مظفر بن أحمد.))
أبو الغنائم البغدادي.
حدث عن أبي المظفر هبة الله بن عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي.
وكان يتقلب في الخدم الديوانية.
وعاش بضعا وثمانين سنة. ومات في ربيع الأول.
4 (عبد الوهاب بن المنجى بن بركات بن المؤمل.))
أبو محمد التنوخي، المعري، ثم الدمشقي، أخو القاضي أبي المعالي أسعد.
روى عن نصر بن أحمد بن مقاتل.
روى عنه الفخر علي، وغيره، وبالإجازة عمر ابن القواس.
وتوفي في رابع عشر جمادى الأولى. ولم يعقب.))
4 (عبد الوهاب بن أبي الفهم بن أبي القاسم السلمي، الكفرطابي، ثم الدمشقي، العطار.))

249
أبو محمد، ويعرف بابن ملوك.
حدث عن أبي القاسم ابن عساكر.
وولد سنة خمسين وخمسمائة.
وذكر أنه رحل، وسمع من السلفي.
مات في شعبان.
4 (عبيد الله بن المبارك بن الحسن بن طراد الأزجي.))
ابن القابلة.
حدث عن يحيى بن ثابت، وغيره.
4 (علي بن إسماعيل بن الطوير.))
أبو الحسن المصري الكاتب.
خدم طي بن شاور الأمير. وكتب الإنشاء لبهاء الدين قراقوش.
وعمر مائة سنة. وله شعر، ومعرفة بالتواريخ، والآداب.
مات في صفر.
4 (علي بن روح بن أحمد بن حسن.))
القاضي أبو الحسن النهرواني، الفقيه الشافعي، المعروف بابن الغبيري.

250
ولد سنة بضع وثلاثين.
وتفقه على الإمام أبي النحيب السهروردي. وقرأ العربية على أبي الحسن علي ابن العصار.
وسمع من: أبي النحيب، وخديجة بنت النهرواني.
وكان فاضلا، دينا، قوي العربية، ثقة.
روى عنه الدبيثي وقال: مات في رمضان.
4 (علي بن عبد الله بن علي بن مفرج.))
أبو الحسن القرشي الأموي، النابلسي، ثم المصري، المالكي، العطار، المعروف بابن النطاع.
ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وسمع من: عبد الرحمن بن الحسين بن الجباب، وأحمد بن عبد الله بن الحطيئة، وأبي بكر)
محمد بن عبد الملك النحوي، وأبي الوليد محمد بن عبد الله بن خيرة، وعبد المنعم بن موهوب الواعظ، وغيرهم.
وهو والد الحافظ رشيد الدين.
روى عنه: ابنه، والزكي المنذري، وجماعة.
قال المنذري: توفي في الثاني والعشرين من شوال. وكان شيخا صالحا، متحريا، متيقظا، حسن الأداء، يمسك أصله مع كبر سنه بيده، وينظر فيه مع

251
القارئ عليه. وكان مواظبا على الجماعات، كثير التسبيح، طارحا للتكلف، مقبلا على ما يعنيه. رحمه الله.
4 (علي بن عبد الله الوهراني.))
أبو بكر النحوي. يأتي بكنيته.
4 (علي بن عبد الكريم بن الحسن بن حفاظ.))
نور الدولة أبو الحسن العامري، الدمشقي، البيع، المعروف بابن الكويس.
سمع من: أبي طاهر إبراهيم بن الحسن الحصني، وأبي القاسم ابن عساكر.
وحدث.
ومات في ذي القعدة.
روى عنه: القوصي، ومحمد بن محمد بن مناقب العلوي المنقذي.
4 (علي بن نصر بن هارون.))
أبو الحسن الحلي، المقرئ، النحوي.
قرأ الأدب على: أبي محمد ابن الخشاب، والكمال عبد الرحمن الأنباري، وعلي ابن العصار.
وسمع من: أبي المظفر محمد بن أحمد ابن التريكي، ومحمود فورجة، وابن البطي.
ووعظ.
وولد في حدود سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.

252
روى عنه: الدبيثي.
ومات في حادي عشر شوال.
4 (علي بن المبارك بن عبد الواحد الأزجي الصائغ.))
روى عن: سعيد ابن البناء.)
روى عنه الدبيثي، وقال: هو من بيت رئاسة. توفي في ذي الحجة.
4 (عمر بن عبد العزيز بن حسن بن علي بن محمد بن يحيى بن علي القرشي الفقيه.))
أبو الخطاب، الدمشقي، الشافعي.
ولي قضاء حمص مدة، ثم استعفى، ورد إلى دمشق، ودرس بالمدرسة التي على الميدان، وتعرف.
ومات قبل الكهولة. وقد سمع من الخشوعي، وجماعة. وهو والد المعين المحدث.
توفي في ثامن عشر جمادى الآخرة.
4 (عمر بن أبي العز بن عمر.))
أبو حفص الحربي، المعروف بابن البحري.
حدث عن: أبي الوقت، وابن البطي.

253
ومات في ذي القعدة.
4 (عمر بن أبي القاسم بن بندار.))
أبو حفص التبريزي الكاتب.
سمع من: محمد بن أسعد العطاري.
وتصوف، وأكثر الأسفار، وحدث. ومات ببغداد.
4 (عيسى ابن العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي، الحنبلي،))
الصالحي.
مجد الدين أبو المجد، والد الحافظ سيف الدين أحمد.
ولد سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، في أولها.
وسمع من يحيى الثقفي وغيره، وبمصر من إسماعيل بن ياسين، والبوصيري، وببغداد من ابن الجوزي، وابن المعطوش، وجماعة من أصحاب ابن الحصين.
قال الضياء: وكان فقيها، إماما، خطيبا، عفيفا، متورعا، محبوبا إلى الناس، ذا بشاشة، وحسن خلق. وكان مليح الكتابة. خطب مدة بالجامع المظفري، وسعى في مصالحه. وكان لا يتناول من وقفه إلا شيئا يسيرا. سمعته يقول: إذا مضيت في حاجة من أمر الجامع ربما اشتريت لي شيئا آكل، حسب.)
قلت: روى عنه والده، والحافظ الضياء، والشمس محمد ابن الكمال.
وآخر من روى عنه بنته عائشة، شيختنا.
وتوفي في خامس جمادى الآخرة.
4 (حرف الغين))
4 (غبيس بن مقبل بن غبيس بغين معجمة.))

254
أبو الفضل البغدادي، الضرير، المقرئ.
سمع من شهدة، وأبي الحسن البطائحي، وقرأ عليه القرآن، وامتنع من الرواية. ومات في ذي الحجة.
4 (حرف الفاء))
4 (فتيان بن علي بن فتيان.))
الأديب الكبير، شهاب الدين الشاغوري، الدمشقي، الشاعر المشهور.
حدث عن أبي القاسم ابن عساكر.
روى عنه: الشهاب القوصي، والتقي اليلداني، وغيرهما.
وروى لنا عنه عمر بن عبد المنعم القواس بالإجازة منه.
وكان حنفيا، أدب بعض أولاد الملوك. وله ديوان شعر، فمنه:
* أنا بالغزلان وبالغزل
* عن عدل العاذل في شغل
*
* ما تفعل بيض الهند بنا
* ما تفعله سود المقل
*
* بأبي، وسنان كحيل الطر
* ف أغن، غني عن كحل
*
* يمشي فيكاد يقد الخص
* ر لدقته ثقل الكفل
*
* يا جائر حين علي ولي
* هلا أصبحت علي ولي
*

255
وله هذه القصيدة الطنانة:
* في عنفوان الصبا ما كنت بالغزل
* فكيف أصبو وسني سن مكتهل
*
* كأنني بمشيبي وهو مشتعل
* بياضه في سواد الفاحم الزجل
*
* من يهو يهو إلى قعر الهوان عمى
* شتان بين شج عان وبين خلي
*
* مخير ما نلت من دنياك مقتبسا
* علم ولكن إذا ما زين بالعمل)
* (واها لمستيقظ من نوم غفلته
* لفهم آداب أهل الأعصر الأول
*
* قالوا امتدح عظماء الناس قلت لهم
* خوف الزنابير يثنيني عن العسل
* إلى أن قال:
* يا رب بيض سللن من حدق
* سود ومشي كأعطاف القنا الذبل
*
* هيف الخصور نقيات الثغور أثي
* ثات الشعور هجرن الكحل للكحل
*
* مثل الشموس انجلى عنها الغمام إذا
* غازلتنا من وراء السجف والكلل
* ومنها:
* وما تركت مقال الشعر عن خور
* ولا انتجاع كرام الناس من كسل
*
* لكن أروني كريما في الزمان وما
* شئتم من المدح فاستلموه من قبلي
*
* لا تأسفن على ما لم تنله من ال
* دنيا فليس ينال الرزق بالحيل
* وهي نيف وتسعون بيتا، وقد مدح ملوكا، وأكابر.
توفي في المحرم بالشاغور.
4 (حرف الكاف))
4 (كيكاوس بن كيخسرو بن قلج رسلان.))

256
السلطان الملك الغالب عز الدين صاحب الروم: قونية، وملطية، وأقصرا، وأخو السلطان علاء الدين كيقباذ.
قال أبو المظفر ابن الجوزي: كان جبارا، ظالما، سفاكا للدماء. وكان لما عاد إلى بلده من كسرة الملك الأشرف له بحلب، عند مجيئه ليأخذ حلب إذ مات سلطانها الملك الظاهر، اتهم جماعة من أمراء دولته أنهم قصروا في القتال، وكذا كان، فسلق بعضهم في القدور، وجعل آخرين في بيت وأحرقهم. فأخذه الله بغتة، فمات فجاءة وهو سكران.
وقيل: بل ابتلي في بدنه فتقطع. وكان أخوه كيقباذ محبوسا، وقد هم بقتله، فبادروا وأخرجوه وسلطنوه. وكان موته في شوال.
وقيل: هو الذي أطمع الفرنج في دمياط.
قال ابن واصل: قصد كيكاوس حلب، وقالوا له: المصلحة أنك تستعين في أخذها بالملك الأفضل ابن السلطان صلاح الدين، صاحب سمسياط، فإنه في طاعتك، ويخطب لك، والناس)
تميل إليه. فاستدعاه من سميساط، فقدم عليه، فبالغ في إكرامه، وتقرر بينهما: أن ما يفتحانه من حلب ومن أعمالها يكون للأفضب، وتكون السكة فيه والخطبة لكيكاوس، ثم يقصدون بلاد حران والرها، وغيرها، ويكون ذلك لكيكاوس، وتحالفا على ذلك. وسارا فملكا قلعة رعبان، وسلمها للأفضل، ومال الناس حينئذ إلى كيكاوس لميله إلى الأفضل، ثم سارا

257
إلى تل باشر وبها ابن دلدرم، فنازلوه إلى أن أخذوها، ولم يسمها كيكتوس للأفضل، فنفر منه، وخاف أن يعامله كذلك في حلب، ونفر أيضا منه أهل الناحية. واستصرخ الأتابك طغريل بالأشرف، فنجد الحلبيين، ومعه عرب طي. وكاتب كيكاوس أمراء حلب واستمالهم. فعسكر الأشرف بظاهر حلب، وخرج إلى خدمته الأمراء، فخلع عليهم. وقدم عليه أمير العرب مانع في جمع كبير.
ثم سار كيكاوس فأخذ منبج صلحا، ثم وقعت العرب على مقدمة كيكاوس فكسرتهم، واستبيحت أموال الروميين، وقتل منهم جماعة، وأسر طائفة. فلما سمع بذلك كيكاوس طار عقله وانهزم، وتبعه الأشرف يتخطف أطراف عسكره، ثم أحاط بتل باشر وأخذها من نواب كيكاوس وأطلقهم، ثم أخذ رعبان أيضا، ورد الجميع إلى ابن أخيه الملك العزيز الصبي.
وكان هلاك كيكاوس بالخوانيق بعد هزيمته بقليل.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن إبراهيم الخطيب.))
أبو عبد الله الغساني الحموي، ويعرف بابن جاموس، الشافعي.
تفقه بحماه.
وحدث بالبيت المقدس بالمقامات عن أبي بكر بن النقور، عن الحريري.
وولي خطابة الجامع العتيق بمصر، والتدريس بمشهد مدة.
وكان من أكابر الشافعية. لقبه: شهاب الدين.

258
وتوفي في العشر الأوسط من ربيع الأول، وقد شاخ.
4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز.))
العلامة أبو جعفر الرازي، الحنفي.
شيخ الحنفية ومدرسهم بالموصل.
مات بالموصل. وكان من كبار الأئمة، صاحب فنون. وله مصنف في المذهب.)
توفي في رجب.
4 (محمد بن إسماعيل بن حمدان.))
أبو بكر الحيراني، نزيل بلد الجزيرة.

259
كان فقيها شافعيا، أديبا، شاعرا، امتدح السلطان الملك الناصر صلاح الدين، وهو على الموصل، فأجازه بثلاثمائة دينار، وفرس، وخلعة.
وولي قضاء القدس، ثم عاد إلى الجزيرة وصار محتسبها.
4 (محمد بن إلياس بن عبد الرحمن ابن الشيرجي.))
أبو بكر الأنصاري، الدمشقي، المعدل.
حدث بالإجازة عن السلفي.
4 (محمد بن أيوب.))
أبو بكر، الملك العادل. إنما بعرف بكنيته فأخرته.
4 (محمد بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد ابن الدامغاني.))
أبو عبد الله.
ناب في القضاء عن أخيه قاضي القضاة أبي القاسم عبد الله.
ومات في شعبان قبل أخيه بثلاثة أشهر، ببغداد.
4 (محمد بن علوان بن مهاجر بن علي بن مهاجر.))
الإمام شرف الدين أبو المظفر الموصلي، الشافعي.
ولد في سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.

260
وتفقه ببغداد بالنظامية على العلامة أبي المحاسن يوسف بن بندار.
وسمع الحديث من جماعة منهم: الحسين بن المؤمل، ومحمد بن علي بن ياسر الجياني، وتفقه بالموصل على الفقيه أبي البركات عبد الله بن الخضر ابن الشيرجي حتى برع.
ودرس بالمدرسة التي أنشأها أبوه علوان. ودرس بمدارس أخر.
وله تعليقة في الفقه. وحدث عن الحسين بن محمد بن سليم الموصلي.
ومات بالموصل، في ثالث المحرم.
وهو من بيت حشمة، وثروة.)
روى عنه: الزكي البرزالي، والتقي اليلداني، وبالإجازة الشهاب القوصي.
4 (محمد بن علي بن محمد بن عبد الملك.))
أبو بكر اللخمي، الإشبيلي، المعروف بابن المرخي.
أخذ عن أبيه أبي الحكم، وغيره.
قال الأبار: كان كاتبا، أديبا، بليغا، حافظا، ناظما، ناثرا. وله كتاب في الخيل، وكتاب حلية الأديب في اختصار المصنف الغريب. وكان أبوه وجده من الكتاب.

261
4 (محمد بن محمد بن محمد بن عمروك.))
الشريف الصالح فخر الدين أبو الفتوح القرشي، التيمي، البكري، النيسابوري، الصوفي.
ولد في أول سنة ثمان عشرة وخمسمائة، بنيسابور.
ولو سمع على مقدار عمره لكان مسند عصره، ولكنه سمع في كبره من أبي الأسعد هبة الرحمن القشيري. وسمع ببغداد من الحسين بن نصر بن خميس، وبالإسكندرية مع ابنه محمد من السلفي. ولقي جماعة من الصوفية.
وحدث بمكة، ومصر، والشام، وبغداد، وجاور مدة.
وتوفي هو ورفيقه أبو عبد الله محمد بن عبد الغفار الهمذاني الصوفي المعروف بالمكبس، وقد سمع معه من السلفي، وولد بهمذان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
روى عن أبي الفتوح: أبو الحجاج يوسف بن خليل، وأبو عبد الله البرزالي، وأبو محمد المنذري، وحفيده الصدر أبو علي، والبرهان إبراهيم ابن الدرجي، والشيخ
شمس الدين عبد الرحمن، والفخر علي، والشهاب القوصي، والشمس ابن الكمال، وآخرون.

262
توفي في حادي عشر جمادى الآخرة.
وله ثمان وتسعون سنة.
4 (محمد بن محمد بن محمد.))
وقيل: سمه أحمد، أبو حامد، الفقيه السمرقندي، الحنفي.
العلامة ركن الدين العميدي، صاحب الجست والطريقة.
كان بارعا في الجست والخلاف.
اشتغل على الرضي النيسابوري، وكان أحد الأربعة الذين برزوا على الرضي: هو، والركن)
الطاووسي، والركن زادا، وآخر لقبه: الركن.
وصنف العميدي طريقته المشهورة، وصنف الإرشاد واعتنى بشرحه جماعة منهم: قاضي دمشق شمس الدين أحمد الخوبي، وأوحد الدين الدوني، قاضي منبج، ونجم الدين ابن المرندي، وبدر الدين المراغي الطويل.
وصنف العميدي أشياء أخر.

263
واشتغل عليه خلق منهم: نظام الدين أحمد ابن العلامة جمال الدين محمود الحصيري.
وكان كثير التواضع، طيب المعاشرة، حسن الأخلاق.
توفي في جمادى الآخرة، ببخارى.
وليس علمه مما يرشد إلى الله والدار الآخرة، ولا هو من عدة القبر، فالله المستعان
4 (محمد بن أبي جعفر محمد بن عبد الواحد بن محمد بن علي ابن الصباغ.))
أبو غالب البغدادي، المعدل.
ولد في حدود الأربعين وخمسمائة.
وسمع من: القاضي أبي الفضل الأرموي، وابن الزاغوني، وأبي الوقت.
وهو من بيت القضاء والرواية، حدث من بيته جماعة.
وروى عنه: الدبيثي.
ومات في شعبان.
وقد اغتر بقول قاضي العراق محمد بن جعفر العباسي، ووضع خطه في كتاب مزور، كتب عليه عورض بأصله، ولم يكن له أصل، وكتب قبله أحمد بن أحمد البندنيجي المحدث فاطمأن إليه، فلما ظهر الحال عزل القاضي، وشهر هذان ببغداد على جملين.
نسأل الله العافية
4 (محمد بن نزار البغدادي القصري.))

264
أبو بكر المعروف بابن أبي البير.
قرأ القرآن على سعد الله بن نصر ابن الدجاني. وسمع من أحمد بن المقرب.
وحدث روى عنه ابن النجار.
4 (مسعود، السلطان الملك القاهر، عز الدين.))
)
أبو الفتح بن أرسلان شاه بن مسعود بن مودود بن زكي، صاحب الموصل.
ولد سنة تسعين وخمسمائة.
وولي السلطنة بعد أبيه سنة سبع وستمائة.
قال الحافظ عبد العظيم: كان موصوفا بالحلم، والكرم والعدل، وأوصى بالملك إلى ولده نور الدين أرسلان شاه.
وقيل: إنه مات في ربيع الآخر مسموما. وعاش خمسا وعشرين سنة.
قال أبو شامة: بلغني أن لؤلؤا يعني بدر الدين صاحب الموصل سقى القاهر، قال: ثم أدخل ابنه محمودا يعني أرسلان شاه بعد ذلك حماما، وأغلقه عليه، فتلف. وكان من الملاح.

265
وقال ابن الأثير: كانت ولاية القاهر سبع سنين وتسعة أشهر. وكان سبب موته أنه أخذته حمى، ثم فارقته الغد، وبقي يومين موعوكا، ثم عاودته الحمى مع قيء كثير، وكرب شديد، وقلق متتابع. ثم برد بدنه وعرق، وبقي كذلك إلى وسط الليل، ثم توفي. وكان حليما، كريما، قليل الطمع، كافا عن الأذى، مقبلا على لذاته. وكان محبوبا إلى رعيته، فأصيبوا بموته، وعظم عليهم فقده. أوصى بالملك إلى ولده نور الدين أرسلان شاه، وله عشر سنين، والمدبر لدولته بدر الدين لؤلؤ، فضبط المملكة له مع صغر السلطان، وكثرة الطامعين فإنه كان في البلد أعمام أبيه. ولكنه كان لا يزال مريضا بعدة أمراض بعد قليل من السنة. فرتب بدر الدين لؤلؤ أخاه ناصر الدين، صبي له ثلاث سنين، صورة.
4 (مسعود الحبشي الفراش.))
مولى المستنجد بالله يوسف ابن المقتفي.
سمع من: أبي المعالي الباجسرائي، وأبي الخير عبد الرحيم بن موسى الإصبهاني.
وحدث.
ومات في ربيع الأول.
4 (مظفر بن أبي محمد بن أبي البركات بن غيلان.))
أبو الفتح الأزجي، الطحان.
سمع من: أبي الفضل الأرموي.)
وحدث روى عنه: البرزالي، والدبيثي.
ومات في شعبان، وقد قارب الثمانين.

266
قال ابن النجار: سمع الكثير، وكان لا بأس به.
4 (حرف النون))
4 (نجاح الشرابي.))
الأمير نجم الدولة، مولى الناصر لدين الله.
كان كبير القدر معظما، ملازما لأمير المؤمنين الناصر، لا يكاد يغيب عنه، ويعتمد عليه، وهو الكل. وكان دينا، سمحا، جوادا، عاقلا، رئيسا، يحب المساكين ويؤثرهم، ويأخذ للضعيف من القوي. وكان يسمى سلمان دار الخلافة.
وكان أسمر اللون.
وقال المنذري: هو أبو اليمن، ولقبه: العز. توفي في رابع رمضان.
وقال غيره: حزن عليه الخليفة حزنا عظيما، وتصدق عنه من ماله بعشرة آلاف دينار. وكانت له جنازة مشهودة، كان بين يديها ألف شاة، ومائة بقرة، ومائة حمل خبز، ومائة قوصرة تمر، وعشرون حمل ماء ورد. ومماليكه يضجون بالبكاء. صلى عليه الخليفة تحت التاج.
4 (نجم بن أبي الليث أرسلان بن علي بن غرلو التركي الأصل الحنفي.))
نجم الدين الواعظ، المعروف بابن الفصيح.
سمع من السلفي.
وحدث.

267
4 (حرف الهاء))
4 (هبة الله بن عبد الله.))
أبو الفوارس الواسطي، عرف بابن شباب.
حدث بواسط عن: أبي المحاسن عبد الرزاق بن إسماعيل القومساني، وابن عمه المطهر بن عبد الكريم.
وتوفي في رجب، بباكسايا.
4 (حرف الياء))
))
4 (يوسف بن مسعود بن بركة.))
أبو المحاسن الشيباني الشاعر الشيعي، والد الشهاب التلعفري الشاعر.
ولد سنة ستين وخمسمائة.
وله مدائح في أهل البيت، ومن شعره:
* من مجيري من ظبية ذات دل
* تتثنى غصنا وترنو غزالا
*
* ذات شكل لو كون الحسن ثوبا
* وارتدته لما استزادت كمالا
*
4 (الكنى))
4 (أبو بكر السلطان الملك العادل.))

268
سيف الدنيا والدين، ابن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي بن يعقوب بن مروان الدويني، ثم التكريتي، ثم الدمشقي.
ولد ببعلبك في سنة أربع وثلاثين، إذ أبوه نائب عليها للأتابك زنكي والد نور الدين محمود.
وهو أصغر من أخيه السلطان صلاح الدين بسنتين. وقيل: مولده سنة ثمان وثلاثين. وقيل: ولد في أول سنة أربعين.
قال أبو شامة: توفي الملك العادل، سيف الدين أبو بكر محمد بن أيوب، وهو بكنيته أشهر، ومولده ببعلبك، وعاش ستا وسبعين سنة. ونشأ في خدمة نور الدين مع أبيه، وإخوته. وحضر مع أخيه صلاح الدين فتوحاته. وقام أحسن قيام في الهدنة مع الإنكلتير ملك الفرنج بعد أخذهم عكا. وكان صلاح الدين يعول عليه كثيرا، واستنابه بمصر مدة، ثم أعطاه حلب، ثن أخذها منه لولده الظاهر، وأعطاه الكرك عوضها، ثم حران.
وقال غيره: كان أقعد الملوك بالملك، وملك من بلاد الكرج إلى قريب همذان، والشام، والجزيرة، ومصر، والحجاز، واليمن، إلى حضرموت. وقد أبطل كثيرا من الظلم والمكوس.
وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: امتد ملكه من الكرج إلى همذان،

269
والجزيرة، والشام ومصر، واليمن. وكان خليقا بالملك، حسن التدبير، حليما، صفوحا، عفيفا دينا، متصدقا، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر طهر جميع ولايته من الخمور، والخواطئ، والمكوس، والمظالم.
كذا قال أبو المظفر والعهدة في هذه المجازفة عليه.
قال وكان الحاصل من جهة ذلك بدمشق خصوصا مائة ألف دينار، فأبطل الجميع لله، وأعانه)
على ذلك واليه المعتمد. وفعل في غلاء مصر عقيب موت العزيز ما لم يفعله غيره. كان يخرج بالليل ومعه الأموال فيفرقها، ولولاه لمات الناس كلهم. وكفى في تلك السنة ثلاثمائة ألف نفس من الغرباء.
قلت: هذا خسف من لا يتقي الله فيما يقوله.
قال ابن خلكان: ولما ملك صلاح الدين حلب في صفر سنة تسع وسبعين، أعطاها للعادل، فانتقل إليها في رمضان، ثم نزل عنها في سنة اثنتين وثمانين للملك الظاهر، فأعطاها صلاح الدين الكرك. وقضاياه مشهورة مع الأفضل والعزيز. وآخر الأمر استقل بمملكة الديار المصرية. ودخل القاهرة في ربيع الآخر سنة ست وتسعين، وملك معها البلاد الشامية والشرقية، وصفت له الدنيا. ثم ملك اليمن سنة اثنتي عشرة وستمائة. وسير إليها ولد ولده الملك المسعود صلاح الدين يوسف المنعوت بأقسيس ابن الكامل. وكان ولده نجم الدين الملك الأوحد ينوب عنه بميافارقين، فاستولى على خلاط، وبلاد أرمينية في سنة أربع وستمائة.
ولما تمهدت له البلاد، قسمها بين أولاده: الكامل، والمعظم، والأشرف. وكان عظم ملكه، وجميل سيرته، وحسن عقيدته، ووفور دينه، وحزمه، وميله إلى العلماء مشهورا حتى صنف له فخر الدين الرازي كتاب تأسيس التقديس وسيره إليه من خراسان. ولما قسم الممالك بين أولاده كان يتردد بينهم، وينتقل من مملكة إلى أخرى، وكان في الغالب يصيف بالشام، ويشتي بالديار المصرية.

270
قال: وحاصل الأمر أنه تمتع من الدنيا، ونال منها ما لم ينله غيره. قال: وولد بدمشق في المحرم سنة أربعين، وقيل: سنة ثمان وثلاثين.
قلت: ولما افتتح ولده إقليم أرمينية فرح العادل فرحا عظيما، وسير أستاذ داره ألدكز، وقاضي العسكر نجم الدين خليل إلى الخليفة يطلب التقليد بمصر والشام وخلاط وبلاد الجزيرة، فأكرما، وأرسل إليه الشيخ شهاب الدين السهروردي بالتشريف، ومر بحلب ووعظ بها، واحترمه الظاهر، وبعث معه بهاء الدين ابن شداد بثلاثة آلاف دينار ينثرها إذا لبس العادل الخلعة. وتلقاه العادل إلى القصر، وكان يوما مشهودا ثم من الغد أفيضت عليه الجلع وهي: جبة سوداء بطراز ذهب، وعمامة سوداء بطراز ذهب، وطوق ذهب فيه جوهر. وقلد بسيف محلى جميع قرابه بذهب، وحصان أشهب بمركب ذهب، وعلم أسود مكتوب فيه بالبياض ألقاب الناصر لدين الله.)
ثم خلع السهروردي على المعظم والأشرف، لكل واحد عمامة سوداء، وثوب أسود واسع الكم.
وخلع على الصاحب ابن شكر كذلك، ونثر الذهب من رسل صاحب حلب وحماة وحمص، وغيرهم. وركب الأربعة بالخلع، ثم عادوا إلى القلعة. وقرأ ابن شكر
التقليد على كرسي وخوطب العادل فيه بشاه أرمن ملك الملوك خليل أمير المؤمنين. ثم توجه السهروردي إلى مصر، وخلع على الكامل.
وفيها أمر السلطان بعمارة قلعة دمشق، وألزم كل واحد من ملوك أهل بيته بعمارة برج. أعني في سنة أربع وستمائة.
وقال الموفق عبد اللطيف في سيرة العادل: كان أصغر الإخوة، وأطولهم عمرا، وأعمقهم فكرا، وأنظرهم في العواقب، وأشدهم إمساكا، وأحبهم للدرهم. وكان فيه حلم، وأناة، وصبر على الشدائد، وكان سعيد الجد، عالي الكعب، مظفرا بالأعداء من قبل السماء.

271
وكان أكولا نهما، يحب الطعام واختلاف ألوانه. وكان أكثر أكله في الليل، كالخيل، وله عندما ينام آخر الأكل رضيع، ويأكل رطلا بالدمشقي خبيص السكر يجعل هذا كالجواشن.
وكان كثير الصلاة، ويصوم الخميس، وله صدقات في كثير من الأوقات وخاصة عندما تنزل به الآفات. وكان كريما على الطعام يحب من يؤاكله.
وكان قليل الأمراض، قال لي طبيبه بمصر: إني آكل خبز هذا السلطان سنين كثيرة، ولم يحتج إلي سوى يوم واحد: أحضر إليه من البطيخ أربعون حملا، فكسر الجميع بيده، وبالغ في الأكل منه، ومن الفواكه والأطعمة، فعرض له تخمة، فأصبح، فأشرت عليه بشرب الماء الحار، وأن يركب طويلا، ففعل، وآخر النهار تعشى، وعاد إلى صحته.
وكان نكاحا، يكثر من اقتناء السراري. وكان غيورا لا يدخل داره خصي إلا دون البلوغ.
وكان يحب أن يطبخ لنفسه، مع أن في كل دار من دور حظاياه مطبخ دائر. وكان عفيف الفرج لا يعرف له نظر إلى غير حلائله.
نجب له أولاد من الذكور والإناث سلطن الذكور وزوج البنات بملوك الأطراف. آخر ما جرى من ذلك بعد وفاته: أن ملك الروم كيقباذ خطب إلى الملك الكامل أخته، واحتفل احتفالا شديدا، واجتمع في العرس ملوك وملكات.
وكان العادل قد أوقع الله بغضته في قلوب رعاياه، والمخامرة عليه في قلوب جنده، وعملوا في)
قتله أصنافا من الحيل الدقيقة مرات كثيرة. وعندما يقال: إن الحيلة قد تمت، تنفسخ، وتنكشف، وتحسم موادها. ولولا أولاده يتولون بلاده لما ثبت ملكه بخلاف أخيه صلاح الدين فإنه إنما حفظ ملكه بالمحبة له، وحسن الطاعة، ولم يكن رحمه الله بالمنزلة المكروهة وإنما كان الناس قد ألفوا دولة صلاح الدين وأولاده. فتغيرت عليهم العادة دفعة واحدة، ثم إن وزيره ابن شكر بالغ في الظلم وتفنن.
ومن نياته الجميلة أنه كان يعرف حق الصحبة، ولا يتغير على أصحابه، ولا

272
يضجر منهم، وهم عنده في حظوة. وكان يواظب على خدمة أخيه صلاح الدين يكون أول داخل وآخر خارج وبهذا جلبة، فكان يشاوره في أمور الدولة لما جرب من نفوذ رأيه.
ولما تسلطن الأفضل بدمشق، والعزيز بمصر، قصد العزيز دمشق، وذاق جنده عليها شدائد، فرحل عنها، ثم حاصرها نوبة ثانية ومعه عمه العادل فأخذها، وعوض الأفضل بصرخد، ولم يزل العادل يفتل في الذروة والسنام، حتى أقطعه العزيز دمشق وهي السبب في أن تملك البلاد كلها. وأعطى ابن أبي الحجاج يعني كاتب الجيش لما جاءه بمنشورها ألف دينار. ثم أخذ يدقق الحيلة حتى يستبينه العزيز على مصر، ويقيم هو بدمشق يتمتع في بساتينها، بعض أصحابه فرمى قلنسوته بين يديه، وقال: ألم يكفك أنك أعطيته دمشق، حتى تعطيه مصر فنهض العزيز لوقته على غرة ولحق بمصر. ثم شغب الجند، وجرت أمور إلى أن اجتمع الأفضل والعادل، وقصدا مصر، وخامر جميع الأجناد على الملك العزيز، وصاروا إلى الأفضل والعادل، حتى خلت مصر والقاهرة منهم، وتهدمت دولة العزيز، ثم أصبحت، وقد عادت أحسن مما كانت، وصار معه كل من كان عليه، ورجع الملك العادل في خدمته، ورد الأفضل إلى الشام.
ثم إن العادل توجه إلى الشام، وحشد وعبر الفرات، ونازل قلعة ماردين يحاصرها، وبذل الأموال، وأخذ الربض. ثم إن الملك الأفضل وجد فرصة ونزل هو وأخوه الملك الظاهر صاحب حلب، على دمشق يوم الثلاثاء فأصبح الملك العادل خارجا من أبواب دمشق، فانقطعت قلوبهم، وتعجبوا متى وصل وكان لما سمع بنزولهم، استناب ابنه الكامل، وسار على النجائب في البرية فلحق دمشق قبل نزولهم بليلة، ومع هذا فضايقوه. وكان أكثر أهل المدينة معهم عليه إلى أن اختلف الإخوان أيهما يملكها وتنافسا فتقاعسا. ورحل الملك الظاهر فضعف الأفضل،)
ورحل. وبلغت نفقة العادل عليها وعلى ماردين ألف ألف دينار.
وسعد العادل بأولاده: فمن ذلك أمر خلاط فإن ملكها شاه أرمن ملك مملوكه بكتمر، ومات بعد صلاح الدين بنحو شهرين قتله الملاحدة. وملك بعده هزار ديناري مملوكه وبقي قليلا، ومات.
وتملك بعده ولد بكتمر، وكان

273
جميل الصورة، حديث السن، فاجتمع إليه الأرذال والمفسدون، وحسنوا له طرقهم فغار الأخيار، وملكوا عليهم بلبان مملوك شاه أرمن، وقتل ولد بكتمر أو حبسه. وكانت أخته بنت بكتمر مزوجة بالملك المغيث طغريل بن قلج أرسلان صاحب أرزن الروم، وبين بلبان والمغيث معاقدة ومعاضدة، ولابن بكتمر جماعة يهوونه، فكاتبوا الملك الأوحد ابن العادل صاحب ميافارقين، فقصد خلاط، فسار المغيث لينصر بلبان، فانكف الأوحد، وطمع المغيث في خلاط، فاغتال بلبان، قتله ابن حق باز. وتسلم المغيث خلاط، فحصل لأهلها غبن إذ غدر بملكهم فمنعوه. ثم إنه قبض يده عن الإحسان المنسي الضغائن، وقال له بعض الأمراء: ابذل قد ألف دينار، وأنا
الضامن بحصول البلد. قال: أخاف أن لا يحصل ويضيع مالي. فعلموا أنه صغير الهمة فتفرقوا عنه، وكاتبوا الواحد فجاء وملكها، ثم اختلفوا عليه ونكثوا، فبذل فيهم السيف، وانهزم طائفة.
قال الموفق: فقال لي بعض خواصه: إنه قتل في مدة يسيرة ثمانية عشر ألف نفس من الخواص. وكان يقتلهم ليلا بين يديه، ويلقون في الأبار. وما لبث إلا قليلا واختل عقله ومات، وتوهم أبوه أنه جن، فسير إليه ابن زيد المعزم وصدقة الطبيب من دمشق.
وتملك خلاط بعده أخوه الأشرف. ومات الظاهر قبله بسنتين، فلم يتهن بالملك بعده. وكان كل واحد منهما ينتظر موت الآخر، فلم يصف له العيش لأمراض لزمته بعد طول الصحة، والخوف من الفرنج بعد طول الأمن. وخرجوا إلى عكا وتجمعوا على الغور، فنزل العادل قبالتهم على بيسان، وخفي عليه أن ينزل على غقبة فيق، وكانوا قد هدموا قلعة كوكب وكانت ظهرهم. ولم يقبل من الجواسيس ما أخبروه بما عزم عليه الفرنج من الغارة، فاغتر بما عودته المقادير من طول السلامة، فغشيت الفرنج عسكره على غرة. وكان قد أوى إليهم خلق من أهل البلاد يعتصمون به. فركب مجدا ورماح الفرنج في أثره حتى وصل دمشق إلى شفا، وهم بدخولها، فمنعه المعتمد وشجعه وقال: المصلحة أن تقيم بظاهر دمشق. وأما الفرنج فاعتقدوا أن هزيمته مكيدة، فرجعوا من قريب دمشق بعدما عاثوا في البلاد قتلا وأسرا، وعادوا إلى بلادهم)
وقصدوا دمياط في البحر فنازلوها.

274
وكان قد عرض له قبل ذلك ضعف، ورعشة، وصار يعتريه ورم الأنثيين، فلما هزته الخيل على خلاف العادة، ودخله الرعب، ولم يبق إلا مدة يسيرة، ومات بظاهر دمشق.
وكان مع حرصه يهين المال عند الشدائد غاية الإهانة، ويبذله. وشرع في بناء قلعة دمشق، فقسم أبرجتها على أمرائه وأولاده، وكان الحفارون يحفرون الخندق، ويقطعون الحجارة، فخرج من تحته خرزة بئر فيها مائة معين.
ومن نوادره: أن عنتر العاقد بلغه أن شاهدا شهد على القاضي زكي الدين الطاهر بقضية مزورة فتكلم عنتر في الشاهد وجرحه، فبلغ العادل. فقال: من عادة عنتر الجرح.
وتوضأ مرة، فقال: اللهم حاسبني حسابا يسيرا. فقال رجل ماجن له: يا مولانا إن الله قد يسر حسابك. قال: ويلك وكيف ذلك قال: إذا حاسبك فقل له: المال كله في قلعة جعبر لم أفرط منه في قليل ولا كثير وقد كانت خزانته بالكرك ثم نقلها إلى قلعة جعبر وبها ولده الملك الحافظ، فسول له بعض أصحابه الطمع فيها، فأتاها الملك العادل ونقلها إلى قلعة دمشق، فحصلت في قبضة المعظم فلم ينازعه فيها إخوته.
وقيل: إن المعظم هو الذي سول لأخيه الحافظ الطمع والعصيان، ففعل، ولم يفطن بأنها مكيدة لترجع الأموال إليه. ثم إنه أخرج سراري أبيه من دمشق واستصفى أموالهم وحليهم، وشرع يضع على أملاك دمشق القطائع والخراجات الثقيلة والخمس على البساتين، والثمن على المزروعات.
قرأت بخط الكندي في تذكرته حدثنا شرف الدين ابن فضل الله سنة اثنتي عشرة بدمشق، حدثنا والدي أن القاضي بهاء الدين إبراهيم بن أبي اليسر، حدثه، قال: بعثني الملك العادل رسولا إلى علاء الدين سلطان الروم، فبالغ في إكرامي، فجرى ذكر الكيمياء، فأنكرتها، فقال: ما أحدثك إلا ما تم لي وقفلي رجل مغربي، فسلم علي، وكلمني في هذا، فأخذته، وطلب مني أصنافا عينها، فشرع يعمل لي ذهبا كثيرا حتى أذهلني. ثم بعد مدة طلب مني إذنا في

275
السفر، فأبيت، فألح حتى غضبت، وكدت أقتله، وهددته، وجذبت السيف، فقال: ولا بد، ثم صفق بيديه وطار، وخرج من هذا الشباك. فهذا رجل صح معه الكيمياء والسيمياء.
قلت: وقد سمع من أبي الطاهر السلفي، وغيره.)
وحدث روى عنه: ابنه الملك الصالح إسماعيل، والشهاب القوصي، وأبو بكر ابن النشبي.
وكان له سبعة عشر ولدا، وهم: شمس الدين ممدود والد الملك الجواد، والملك الكامل محمد، والملك المعظم عيسى، والملك الأشرف موسى، والملك الأوحد أيوب، والملك الفائز إبراهيم، والملك شهاب الدين غازي، والملك العزيز عثمان، والملك الأمجد حسن، والملك الحافظ رسلان، والملك الصالح إسماعيل، والملك المغيث عمر، والملك القاهر إسحاق، ومجير الدين يعقوب، وتقي الدين عباس، وقطب الدين أحمد، وخليل. وكان له عدة بنات.
فمات في أيامه: شمس الدين ممدود، ويقال: مودود، والمغيث عمر، وخلف ولدا لقب باسم أبيه، وهو المغيث محمود بن عمر، وكان من أحسن أهل زمانه رباه عمه المعظم، ومات سنة ثلاثين وستمائة.
ومات منهم في حياته: الملك الأمجد، ودفن بالقدس، ثم نقل فدفن جوار الشهداء بمؤتة من عمل الكرك. وآخر أولاده وفاة عباس، وهو أصغر الأولاد، بقي إلى سنة تسع وستين وستمائة، وكان مولده في سنة ثلاث وستمائة، وقد روى الحديث.
وكان العادل من أفراد العالم.
وتوفي في سابع جمادى الآخرة بعالقين: منزلة بقرب دمشق. فكتبوا إلى الملك المعظم ابنه، وكان بنابلس، فساق في ليلة، وأتى فصبره وصيره في محفة، وجعل عنده خادما يروح عليه، ودخلوا به قلعة دمشق، والدولة يأتون إلى المحفة، وسجفها مرفوعة، يعني أنه مريض، فيقبلون الأرض. فلما صار بالقلعة أظهروا موته، ودفن
بالقلعة، ثم نقل إلى تربته ومدرسته في سنة تسع عشرة، رحمه الله.

276
قال أبو المظفر ابن الجوزي: دخلوا به القلعة ولم يجدوا له كفنا في تلك الحال، فأخذوا عمامة وزيره النجيب بن فارس، فكفنوه بها، وأخرجوا قطنا من مخدة، ولم يقدروا على فأس، فسرق كريم الدين فأسا من الخندق، فحفروا له في القلعة سرا، وصلى عليه ابن فارس.
قال: وكنت قاعدا بجنب المعظم وهو واجم، ولم أعلم بحاله. فلما دفن أبوه قام قائما وشق ثيابه، ولطم على وجهه، وعمل العزاء. ولما دخل رجب رد المعظم المكوس والخمور وما كان أبطله أبوه، فقلت له: قد خلفت سيف الدين غازيا ابن أخي نور الدين فإنه كذا فعل لما مات نور الدين، فاعتذر بقلة المال وبالفرنج. ثم سار إلى بانياس، وراسل الصارم وهو بتبنين أن يسلم)
الحصون، فأجابه، وخرب بانياس وتبنين وكان قفلا للبلاد، وأعطى جميع البلاد التي كانت لسركس لأخيه الملك العزيز عثمان، وزوجه بابنة سركس.
4 (أبو بكر الوهراني، وهو علي بن عبد الله بن المبارك الوهراني.))
المفسر، خطيب داريا.
إمام فاضل، صنف تفسيرا، وشرح أبيات الجمل. وله شعر جيد. مات في نصف ذي القعدة.
وقد مر الوهراني الكبير.
4 (وفيها ولد))
الكمال عبد الله بن محمد بن قوام الرصافي.
والأمين أحمد بن عبد الله ابن الأشتري.
وأبو جعفر محمد بن علي ابن الموازيني، بخلف فيه، فقيل: ولد سنة أربع عشرة.
والتقي أحمد بن أبي الطاهر الحميري.

277
والقطب علي ابن القاضي القضاة زكي الدين الطاهر بن محمد بن علي.
والعماد محمد بن عثمان بن سلامة البزاز.
والقاضي نجم الدين أبو بكر بن أحمد بن يحيى بن سني الدولة.
والشيخ محمد بن جوهر التلعفري، المقرئ.
والزاهد عمر بن نصير القوصي.
والشهاب أحمد بن إسحاق الأبرقوهي.
والمحب أحمد بن عبد الله الطبري.
والشهاب محمد بن عبد الخالق بن مزهر المقرئ.
والشيخ إبراهيم ابن العارف عبد الله الأرموي.
والعز عبد الله بن أبي الزهر الصرفندي.
وأحمد ابن السيف سليمان بن أحمد الحراني الحنبلي.

278
4 (وفيات سنة ست عشرة وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن أبي يعلى حمزة بن علي بن هبة الله ابن الحبوبي.))
)
أبو العباس الثعلبي الدمشقي.
حدث عن أبيه.
روى عنه الزكيان: البرزالي والمنذري، والشهاب القوصي، وقال: لقبه شمس الدين، والحافظ الضياء، والحافظ ابن الخليل، وابن البخاري، وآخرون.
وتوفي في غرة شوال.
4 (أحمد بن سليمان بن أبي بكر بن سلامة.))
أبو العباس ابن الأصفر، الحريمي، المستعمل.
ولد يوم عاشوراء سنة خمس وثلاثين.
وسمع من: أحمد بن علي ابن الأشقر، وأحمد بن الطلاية، وسعيد البناء.
وحدث ببغداد، والموصل روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، والضياء، وآخرون.
وكان يعمل في العتابي.

279
توفي في الخامس والعشرين من ذي الحجة.
4 (أحمد بن عمر بن أحمد بن عبد الرحمن.))
أبو القاسم الخزرجي، القرطبي، التاجر.
كان عالي الإسناد، يعالج التجارة.
وقد أخذ عن: أبي عبد الله الحمزي، والزاهد أبي العباس ابن العريف، والخطيب أبي محمد النفري.
وأجاز له القاضي أبو بكر ابن العربي، وجماعة.
واحتاج الناس إليه لعلو سنده.
وتوفي في جمادى الأولى وله خمس وثمانون سنة. قاله الأبار.
وقال ابن مسدي: كتب إلينا أحمد بن عمر الخزرجي، عن أبي الحسن بن موهب الجذامي، وهو آخر من روى على وجه الأرض عن ابن موهب. ثم قال ابن مسدي: كان شيخنا عنده آداب حسنة، وروايات مستحسنة. من ذوي الثروة واليسار. وقرأ القرآن على ابن رضى بقرطبة.
وأجاز له أربعون رجلا تفرد بأكثرهم.

280
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن خلف بن اليسر.))
)
الإمام أبو جعفر القشيري، الغرناطي، المقرئ، الزاهد، العابد.
أخذ القراءات عن أبيه أبي عبد الله وأكثر عنه. ووالده من أصحاب أبي الوليد بن نقوة، وأبي الحسن بن ثابت، وأبي عبد الله النوالشي.
قال ابن مسدي: قرأت على أبي جعفر لورش وقالون تجويدا غير مرة، وسمعت منه صدور كتب. مات في عشر السبعين، وازدحموا على نعشه، وتأسفوا عليه.
4 (أحمد بن محمد بن سيدهم بن هبة الله بن سرايا.))
أبو الفضل الأنصاري، الدمشقي، الوكيل الجابي، المعروف بابن الهراس.
ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وسمعه أبوه الإمام أبي الفتح نصر الله المصيصي وقد تقدم ذكر أبيه وسمع أيضا من نصر بن مقاتل السوسي، وغيره.
روى عنه: الضياء، والزكي المنذري، والتقي اليلداني، والفخر علي، وشمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر، وآخرون.
وأجاز لأبي حفص ابن القواس.

281
وكان من بقايا الشيوخ المسندين.
توفي في ثالث عشر شعبان.
4 (أحمد بن محمود بن أحمد بن عبد الله.))
القاضي الأجل أبو العباس الواسطي، ثم البغدادي، الشافعي.
ولد سنة تسع وخمسين.
وتفقه على عمه أبي علي الحسن، وأبي القاسم يحيى بن فضلان.
وسمع من: هبة الله بن يحيى ابن البوقي، وجماعة. وببغداد من: وفاء بن البهي، وابن شاتيل.
وولي القضاء بالجانب الغربي.
قال ابن النجار: ما رأيت أجمل طريقة منه مع ديانة تامة، وزهد. وكان من ألطف الناس خلقا، ثقة، نبيلا، حافظا للمذهب. قرأ بالروايات على ابن الباقلاني، وعلي بن عباس الخطيب. وتفقه، وقرأ الأصول. كتبت عنه وكان يقرأ سريعا صحيحا.
ومات في ربيع الآخر.))
4 (أحمد بن أبي بكر.))
أبو العباس التجيبي، المصري، الزاهد، الحرار نسبة إلى عمل الحرير.
حكى عنه الزكي المنذري، وقال: كان أحد الصالحين المذكورين، والعباد المشهورين، انتفع بصحبته جماعة. وتوفي في منتصف جمادى الآخرة.

282
4 (إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن أغلب الخولاني، الأديب الأندلسي.))
المعروف بالزوالي.
سمع من أبي مروان بن قذمان الكثير، ومن أبي إسحاق بن قرة وسمع من أبي عبد الله بن عبد الرزاق كتاب الكامل لابن عدي.
ذكره الأبار، فقال: عني بالآداب، وشهر بها، وتجول كثيرا، وقال الشعر، وهو من أهل أشطبة عمل قرطبة. وتوفي بمراكش في آخر سنة ست عشرة. وله ست وسبعون سنة.
وروى أيضا عن: أبي الحسن بن هذيل، وابن النعمة.
4 (إبراهيم بن محمد بن خلف بن سوار.))
أبو إسحاق العباسي، السلمي، الأندلسي.
من أهل حصن بلفيق. يعرف بابن الحاج.
أخذ القراءات عن أبي محمد البسطي، وأبي القاسم بن البراق.
وروى الحديث عن: أبي الحسن بن كوثر، وابن عروس، وعبد المنعم الخزرجي، وجماعة.
قال الأبار: وكان عالما مشاركا سنيا، غلب عليه التصوف، وكثر من أهل التصوف الازدحام عليه، فغربه السلطان عن وطنه. وتوفي بمراكش في جمادى الأولى. وكانت جنازته مشهودة.
وعاش ثلاثا وستين سنة.

283
4 (إسحاق بن هبة الله بن صديق.))
القاضي أبو البشائر، قاضي خلاط.
فقيه شافعي، أصولي، شاعر، أديب، واعظ، له مصنف في علم الكلام.
4 (حرف الباء))
4 (بارسطغان بن محمود بن أبي الفتوح.))
الفقيه أبو طالب، الحميري، الغزي، الشافعي.)
سمع بالإسكندرية من أبي الطاهر بن عوف. وبدمشق من أحمد بن حمزة ابن الموازيني.
وولي قضاء غزة.
روى عنه: الزكي المنذري، وغيره.
ومات بإربل في ربيع الأول.

284
4 (بزغش الرومي.))
أبو منصور، عتيق أبي جعفر أحمد بن محمد بن حمدي البغدادي.
سمع من: أحمد بن الطلاية، وأبي الفضل الأرموي، والفضل بن سهل الإسفراييني، وأبي الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام.
روى عنه: ابن خليل، والدبيثي، والضياء.
وتوفي في صفر.
قال ابن النجار: كان صالحا، صحيح السماع لكنه خرف وتغير في آخر عمره.
4 (حرف الحاء))
4 (الحسن بن عقيل بن أبي المعالي شريف بن رفاعة بن غدير.))
أبو علي السعدي، المصري، الشافعي.
شيخ صالح، منقطع بمعبد ذي النون لخدمته. وأم بالناس بالمسجد الذي بالحجارين بمصر مدة.
ولد سنة أربع وثلاثين.
وسمع جده لأمه عبد الله بن رفاعة.
روى عنه: الزكي المنذري، وأبو بكر بن نقطة، وحفيده محمد بن عبد الحكم، وآخرون.

285
وتوفي في التاسع والعشرين من رمضان.
4 (الحسن بن هبة الله بن الحسن بن علي بن الحسن.))
الرئيس أبو علي ابن الدوامي، البغدادي.
سمع حضورا من أبي الفضل الأرموي.
وأجاز له: أبو محمد سبط الخياط، وأبو سعد أحمد بن محمد البغدادي، وجماعة.
وولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وكان صاحب الحجاب ببغداد، ووكيل أمير المؤمنين.)
والدوامي: نسبة إلى خدمة الدوامية سرية القائم بأمر الله.
توفي في رجب.
4 (حمزة بن السيد بن أبي الفوارس بن أبي أحمد.))
أبو يعلى الأنصاري، الدمشقي، الصفار، الفقيه المعروف بابن أبي لقمة، أخو أبي المحاسن محمد.
حدث عن أبي القاسم الخفير بن عبدان الأزدي.
روى عنه: الزكي البرزالي، والفقيه سليمان بن عبد الكريم، ومحمد بن عبد المنعم ابن القواس، وشيخنا أخوه عمر.

286
وتوفي في ثامن عشر رمضان.
وهو أصغر من أخيه، وأقل سماعا منه.
4 (حرف الخاء))
4 (الخضر بن الحسين بن الخضر بن عبدان الأزدي.))
أبو القاسم الدمشقي.
توفي في ثالث عشر شعبان.
وهو العدل شمس الدين، من بيت الرواية والعدالة.
روى عن أحمد ابن الموازيني، وغيره. ومات في أول الكهولة.
روى عنه الشهاب القوصي، وورخه الضياء.
4 (حرف الدال))
4 (داود بن أحمد بن محمد بن منصور بن ثابت بن ملاعب.))
ربيب الدين أبو البركات البغدادي، الأزجي، الوكيل عند القضاة.
ولد في أول سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفضل الأرموي، وابن ناصر، ومحمد ابن الزاغوني، ونصر بن نصر العكبري، وأبي الكرم الشهرزوري، وأبي الوقت السجزي، وأحمد بن بختيار المندائي.

287
وحدث ببغداد، ودمشق، وروى الكثير.
روى عنه: الشيخ الموفق، والضياء، وابن خليل، والزكيان: البرزالي والمنذري، والسيف أحمد)
ابن المجد، وإبراهيم بن حمد، وأبو بكر ابن الأنماطي، والفخر علي، والشمس محمد ابن الكمال، والشمس ابن الزين، والتقي ابن الواسطي، وخلق سواهم.
وأجاز لعمر ابن القواس، وللعماد عبد الحافظ.
وكان صحيح السماع، بعض سماعاته في الخامسة.
وتوفي في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة، يوم السبت، ودفن من الغد بقاسيون.
قال ابن النجار: كان أبو متولي كتابة من قبل الديوان، فأسمعه، واعتنى به، وحصل له الأجزاء. وكان حسنا، متيقظا، صحيح السماع، متوددا، له مروءة، ونفس حسنة. يحدث من أصوله. روى عنه شيخنا أبو محمد بن قدامة في معجمه.
4 (داود بن علي بن عمر.))
أبو القاسم الحريمي. عرف بابن صعوة، القزاز.
حدث عن أبي علي أحمد ابن الرحبي.
وتوفي في رجب.
4 (داود بن علي بن محمد بن عبد الله.))

288
ابن رئيس الرؤساء، أبو أحمد الحمامي بالتخفيف البغدادي.
سمع من شهدة، والطبقة، فأكثر.
قال ابن نقطة: سماعه صحيح. مات في شعبان.
4 (داود بن يونس بن الحسين.))
الأجل أبو الفتح الأنصاري البغدادي، الكاتب في الديوان.
ولد سنة إحدى وثلاثين.
وسمع من: المبارك بن أحمد الأنصاري، ومسعود بن عبد الواحد بن الحصين، وأحمد بن عبد الله بن مرزوق الإصبهاني.
روى عنه: الدبيثي وقال: توفي في تاسع عشر ربيع الآخر وابن النجار، وأثنى عليه.
4 (حرف الراء))
4 (ريحان بن تيكان بن موسك بن علي.))
)
الشيخ الصالح المعمر، أبو الخير الكردي، البغدادي، الحربي، المقرئ الضرير.

289
ولد قبل العشرين وخمسمائة، وكان يمكنه السماع من هبة الله ابن الحصين، وإنما سمع في كبره من أحمد بن الطلاية، والمبارك بن أحمد الكندي، وسعيد ابن البناء، وأبي الوقت.
وقرأ القرآن على أبي حفص عمر بن عبد الله الحربي بالروايات. وإنما أضر في آخر عمره.
روى عنه: الدبيثي، والضياء، والزكي البرزالي، وجماعة.
وأجاز للكمال عبد الرحمن المكبر.
ومات في صفر.
4 (حرف السين))
4 (السامري، الفقيه الحنبلي.))
له تصانيف في المذهب. وهو محمد بن عبد الله. يأتي.
4 (ست الشام خاتون.))
أخت السلطان الملك العادل.
واقفة المدرستين فدفنت بالبرانية.
كانت سيدة الملكات في عصرها. كثيرة البر والصدقات. كان يعمل في دارها في السنة بمبلغ عظيم أشربة، وسفوفات، وعقاقير، وتفرقه على الناس.

290
وكان بابها ملجأ كل قاصد في حاجة إلى الدولة. ووقفت على المدرستين أوقافا كثيرة عامرة، أثابها الله.
ولها من المحارم عدة ملوك. وهي شقيقة المعظم تورانشاه. وسائر ملوك بني أيوب إما إخوتها، أو بنو إخوتها، وأولادهم.
وتوفيت في سادس عشر ذي القعدة.
4 (ست العباد بنت أبي الحسن بن سلامة بن سالم.))
أم عبد الحكم المصرية، وزوجة الحسن بن عقيل بن شريف بن رفاعة.
ظهر لها سماع في بعض الخلعيات من ابن رفاعة.
روى عنها: الزكي المنذري، والفخر ابن البخاري.
حدثت في هذه السنة ولا أدري متى ماتت.)
قال ابن نقطة: إلا أن عبد العظيم يتكلم في سماعها، ويقول: هو بخط رجل غير موثوق به.
وقال الحافظ عبد العظيم في معجمه: لم تسكن نفسي إلى نقل سماعها.
وقال ابن مسدي في معجمه: سماعها بخط النسابة أبي علي الجواني، المؤدب.
سمعت من ثابت بن منصور الكيلي في سنة، وعمرت.
روى عنها ابن النجار، وقال: توفيت في جمادى الآخرة.
4 (سعيد بن حسن بن علي.))
أبو منصور الكرخي، الطحان، المعروف بابن البزوري.

291
حدث عن المبارك بن أحمد الكندي، وسعيد ابن البناء.
ومات في شوال.
4 (سعيد بن محمد ابن العلامة أبي منصور سعيد بن محمد بن عمر.))
العدل ابن الرزاز، البغدادي.
ولد سنة ثلاث وأربعين.
وسمع البخاري من أبي الوقت ورواه. وسمع من نصر بن نصر العكبري.
وحضر أبا الفضل الأرموي.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي. والمقداد بن أبي القاسم القيسي، وجماعة.
أخبرنا أبي، أخبرنا المقداد، أخبرنا سعيد بن محمد، أخبرنا أبو الوقت، فذكر حديثا.
توفي في ثاني المحرم، فجاءة.
4 (حرف الصاد))
4 (صالح بن أبي الحرم مكي بن عثمان بن إسماعيل.))
أبو التقى الشارعي.
سمع من: أبي طاهر السلفي، وغيره.

292
روى عنه الزكي المنذري وقال: ولد سنة إحدى وستين وخمسمائة، ومات بثغر دمياط والعدو خذله الله يحاصرهم.
4 (صدقة بن جروان بن علي بن منصور.))
ابن الببغ، البواب.)
حدث عن أبي الوقت.
وقرأ القرآن على حماد بن سعيد المنوني.
ومنونيا: قرية بالسواد.
والببغ: قيده ابن نقطة.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن الحسين بن أبي البقاء عبد الله بن الحسين.))

293
الإمام العلامة محب الدين أبو البقاء العكبري الأصل، البغدادي، الأزجي، الضرير، النحوي، الحنبلي، الفرضي، صاحب التصانيف.
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وقرأ القراءات على أبي الحسن علي بن عساكر. وقرأ النحو على أبي محمد ابن الخشاب، وأبي البركات بن نجاح.
وتفقه على القاضي أبي يعلى الصغير محمد بن أبي خازم بن أبي يعلى، وأبي حكيم إبراهيم بن دينار النهرواني.
وبرع في الفقه والأصول. وحاز قصب السبق في العربية.
وسمع من: أبي الفتح البطي، وأبي زرعة المقدسي، وأبي بكر بن النقور، وغيرهم.
ورحلت إليه الطلبة من النواحي، وأقرأ الناس المذهب، والفرائض، والنحو، واللغة.
قال ابن النجار: قرأت عليه كثيرا من مصنفاته، وصحبته مدة طويلة. وكان ثقة، حسن الأخلاق، متواضعا. ذكر لي أنه أضر في صباه بالجدري.
ذكر تصانيفه: صنف تفسير القرآن وكتاب إعراب القرآن، وكتاب إعراب الشواذ، وكتاب متشابه القرآن، وكتاب عدد الآي، وجزءا في إعراب الحديث. وصنف تعليقا في الخلاف، وصنف شرح الهداية لأبي الخطاب، وكتاب المرام في المذهب، وثلاثة مصنفات في الفرائض، وكتاب شرح الفصيح، وكتاب شرح الحماسة، وكتاب شرح المقامات، وكتاب شرح

294
خطب ابن نباتة. ثم ذكر ابن النجار تصانيف كثيرة، تركتها اختصارا.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، والضياء المقدسي، والجمال ابن الصيرفي، وآخرون.
وكان إذا أراد أن يصنف كتابا، أحضرت له عدة مصنفات في ذلك الفن، وقرئت عليه، فإذا)
حصله في خاطره أملاه فكان بعض الفضلاء يقول: أبو البقاء تلميذ تلامذته، يعني، هو تبع لهم فيما يلقونه عليه.
ومن شعره في الوزير ناصر بن مهدي العلوي:
* بك أضحى جيد الزمان محلى
* بعد أن كان من حلاه مخلى
*
* لا يجاريك في تجاريك خلق
* أنت أغلى قدرا وأعلى محلا
*
* دمت تحيي ما قد أميت من الفض
* ل وتنفي فقرا وتطرد محلا
* توفي أبو البقاء في ثامن ربيع الآخر.
وقرأت بخط السيف ابن المجد: سمعت المراتبي يقول: سمعت الشيخ أبا البقاء النحوي يقول: جاء إلي جماعة من الشافعية فقالوا: انتقل إلى مذهبنا ونعطيك تدريس النحو واللغة بالنظامية، فأقسمت وقلت: لو أقمتموني وصببتم علي الذهب حتى أتوارى به ما رجعت عن مذهبي.
4 (عبد الله بن علي بن أبي بكر بن عبد الجليل.))
الإمام أبو بكر الفرغاني الخطيب.
ولد سنة إحدى وخمسين.
سمع من: محمود ابن قاضي سمرقند، وأحمد بن محمود الصابوني، وعبد

295
الرحمن بن محمد المروزي، والفضل بن علي بن غالب، وجماعة.
وخرج أربعين حديثا، وحدث بفرغانة، وبغداد.
وكان فاضلا أديبا.
روى عنه الدبيثي، وقال: بلغنا أنه قتله الكفار التتار لما دخلوا سمرقند في ذي الحجة.
4 (عبد الله ابن القاضي الحافظ أبي المحاسن عمر بن علي.))
القرشي، الشيخ الصالح أبو بكر الدمشقي الأصل، البغدادي.
ولد سنة ثمان وخمسين.
وسمع بإفادة أبيه كثيرا من أبي الفتح البطي، ويحيى بن ثابت، وهذه الطبقة، وسمع عنه جماعة.
وتوفي ببعقوبا في رمضان.
4 (عبد الله بن نجم بن شاش بن نزار بن عشائر بن عبد الله بن محمد بن شاس.))

296
العلامة أبو محمد الجذامي، السعدي، المصري، الفقيه المالكي، جلال الدين ابن شاش.)
تفقه على الإمام يعقوب بن يوسف المالكي، وغيره.
وسمع من عبد الله بن بري النحوي، وغيره.
ودرس بمدرسة المالكية التي بمصر مدة. وصنف كتاب الجواهر الثمينة في المذهب وضعه على ترتيب كتاب الوجيز للغزالي، أحسن فيه ما شاء، وانتشر هذا الكتاب انتشارا كبيرا، وانتفع به الفضلاء. وأقبل على النظر في السنة النبوية والاشتغال بها.
وكان على غاية من الورع والتحري، رضي الله عنه. وبعد عوده من الحج امتنع من الفتوى إلى حين وفاته. وكان من بيت إمرة وتقدم.
روى عنه الحافظ عبد العظيم ووصفه بهذا وأكثر، وقال: توفي في جمادى الآخرة، أو في رجب، غازيا بثغر دمياط، وله عدة أصحاب.
4 (عبد الله بن أبي القاسم بن أبي بكر بن حسين.))
أبو بكر الحريمي، النجاد، المعروف بابن زعرورة.
حدث عن: أبي الوقت، وهبة الله ابن الشبلي، وغيرهما.
ومات في جمادى الأولى.
4 (عبد الرحمن بن إسماعيل بن محمد بن علي بن عبد العزيز ابن السمذي.))
أبو محمد الحريمي الناسخ.
سمع من: أبي المعالي ابن اللحاس، وأبي علي ابن الرحبي.
وحدث.

297
ومات في جمادى الأولى.
375 - عبد الرحمن بن القاسم.
القاضي الفقيه الصالح أبو القاسم الجزولي، المالكي، النويري، قاضي البهنسا.
استشهد بظاهر دمياط في ذي العقدة.
وكان موصوفا بالصلاح والخير، مكرما للفقراء بالمرة.
376 - عبد الرحمن بن محمد بن إسماعيل بن خالد.
الإمام أبو القاسم، ضياء الدين، القرشي، الشافعي المصري، ابن الوراق.
تفقه على الشهاب محمد بن محمود الطوسي، ولزمه مدة، وصار معيده بمدرسة منازل العز. وقرأ الأصول على الإمام ظاهر بن الحسين المالكي.
وسمع من: أبي البقاء عمر بن محمد المقدسي، وعبد الله بن بري.
وولي القضاء بجيزة مصر، ودرس بالناصرية المجاورة للجامع العتيق.
قال المنذري: سمعت منه، وتفقهت عليه مدة. وولد سنة ست وأربعين. وكان عالما صالحا، حسن الأخلاق، تاركا لما لا يعنيه. وكتب الكثير بخطه؛ قيل: كتب أربعمائة مجلد. وصحب الزاهد أبا الحسن علي بن إبراهيم الأنصاري ابن بنت أبي سعد. وحكى عنه حكايات. وتوفي في سابع عشر جمادى الآخرة.

298
377 - عبد الرحمن بن محمد بن علي بن محمد بن الحسين بن إبراهيم بن يعيش.
الأجل أبو الفرج الأنباري الأصل، البغدادي الكاتب، سبط قاضي القضاة أبي الحسن علي بن محمد ابن الدامغاني.
ولد سنة ست وعشرين وخمسائة.
سمع من: الحافظ عبد الوهاب الأنماطي، وأبي المظفر محمد بن التريكي، وغيرهما.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، والزكي البرزالي، وغيرهما.
وعاش تسعين سنة، ومات في شعبان.
قال ابن النجار: كان شيخا جليلا، حسن الأخلاق، جميل السيرة، أمينا.
378 - عبد الرحمن بن هبة الله بن أبي الفرج البغدادي.
الخباز.
روى عن: أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي.
ومات في شوال.
379 - عبد الرحمن بن أبي منصور بن نسيم بن حسين.
المحدث الخطيب تقي الدين أبو الوحش المقدسي الشافعي، إمام جامع المزة.
لزم الحافظ أبا القاسم مدة، وأكثر عنه.
وسمع من: إبراهيم بن الحسن الحصني، وابن صابر، وجماعة.
ونسخ بخطه.

299
روى عنه: الشهاب القوصي، وغيره.
وروى لنا عنه بالإجازة شيخنا عمر ابن القواس.
وقرأت وفاته بخط الضياء: في رابع رجب.
4 (عبد الرحيم بن المفرج بن علي بن المفرج ابن مسلمة.))
أبو محمد القرشي، الأموي، الدمشقي.
توفي بحران، ونقل بعد دفنه إلى دمشق.
وكان مولده في سنة ستة وأربعين.
سمع من: أبي الندى حسان الزيات.
وحدث، وأجاز. روى عنه: ابن خليل، والعز عبد العزيز بن عثمان الإربلي.))
4 (عبد العزيز بن أحمد بن مسعود بن سعد بن علي ابن الناقد.))
أبو محمد.
الشيخ الصالح المقرئ، ويعرف بابن الجصاص.
ولد سنة ثلاثين وخمسمائة.
وقرأ بالروايات الكثيرة على أبي الكرم الشهرزوري، وعمر بن عبد الله الحربي.
سمع من: أبيه، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي، وأبي الفضل الأرموي، والمبارك بن أحمد الأنصاري، وابن ناصر، وأبي الوقت، وجماعة.
وأقرأ، وحدث.
ويقال: إنه آخر من تلا بكتاب المصباح على أبي الكرم، المصنف.

300
وكان ثقة صالحا، عالي الإسناد في الكتاب والسنة.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، والضياء، والنجيب عبد اللطيف، والشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، وجماعة.
توفي في ثاني شوال.
وقرأ عليه عبد الصمد بالسبع وهو آخر من قرأ عليه.
4 (عبد الكريم بن أبي بكر عتيق بن عبد الملك بن عبد الغفار.))
الإمام أبو محمد الربعي، والإسكندراني، المالكي، شيخ الإقراء بالإسكندرية.
ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وانقطع إلى السلفي، وأكثر عنه وكان من أجلاء أصحابه.
وسمع من: أبي محمد العثماني، وابن عوف، وبدر الخداداذي، وجماعة.
قال الزكي عبد العظيم: لقيته، وسمعت منه. وتصدر بجامع الإسكندرية مدة للإقراء، ونجب عليه جماعة. وكان ماهرا في القراءات.
قلت: لم يذكر على من قرأ.
وتوفي في شوال.
4 (عبد المطلب بن الفضل بن عبد المطلب بن الحسين.))
العلامة المفتي افتخار الدين أبو هاشم القرشي، الهاشمي، العباسي، البلخي، ثم الحلبي، الحنفي.)

301
تفقه بما وراء النهر. وسمع بسمرقند، وبلخ، وتلك الديار في سنة نيف وأربعين وخمسمائة، وبعدها سمع من القاضي عمر بن علي المحمودي، وأبي الفتح عبد الرشيد بن النعمان الولوالجي، والأديب أبي حفص عمر بن علي الكرابيسي، وأبي علي الحسن بن بشر البلخي النقاش، والإمام أبي شجاع عمر بن محمد البسطامي، وجماعة.
ودرس، وأفتى، وناظر، وصنف وكان مدرس المدرسة الحلاوية. وله شرح الجامع الكبير في المذهب. وتخرج به جماعة من فضلاء الحنفية بحلب.
وكان شريفا، رئيسا، عاقلا، ورعا، دينا، صحيح السماع، عالي الإسناد.
روى عنه خلق كثير منهم: الزاهد تقي الدين أحمد بن عبد الواحد الحوراني، والضياء المقدسي، والزكي البرزالي، والعماد أبو نصر أحمد بن يوسف الحسني الحنفي، والمؤيد إبراهيم بن يوسف القفطي، وأبو المكارم إسحاق بن عبد الرحمن بن عبد الله ابن العجمي، وأخوه المحيي محمد، وابن عمه القطب محمد بن عبد الصمد، والصاحب أبو القاسم عمر ابن العديم، وخطلخ مولى عبد الرحيم ابن العجمي، والعون أبو المظفر سليمان ابن العجمي، والمحدث أبو صالح عبيد الله بن عمر ابن العجمي، ونسيبه الزين عبد الملك بن عبد الله بن عبد الرحمن، وعلي بن فياض، وأبو نصر محمد بن الحس ابن العجمي، والمفتي أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الرحيم ابن العجمي، والشريف عبد الرحمن بن الحسن بن زهرة الحسيني، والمحتسب عبد الكريم بن عثمان ابن العجمي، وقاضي عزاز عبد الرحمن بن عثمان بن حبيب، والكمال أحمد بن محمد ابن النصيبي، وعبد الله بن محمد بن الأوحد الزبيري.
قرأت بخط الضياء، قال: شيخنا أبو هاشم عبد المطلب الهاشمي العباسي، نزيل حلب. توفي بحلب في جمادى الآخرة وله ثمانون سنة.
قلت: ولم يذكره المنذري في الوفيات.

302
4 (عتيق بن أحمد بن عبد الباقي.))
الزاهد الصالح، أبو بكر الأندلسي اللورقي، نزيل دمشق.
شيخ معمر، يقال: إنه عاش مائة سنة.
صحب الزهاد، وتأدب بآدابهم، وانتفع به جماعة صحبوه. وقبره بمقابر الصوفية على الطريق، وهو حجر نحت عليه تاريخ وفاته.)
ذكر وفاته المنذري.
4 (عثمان بن مظفر بن محمد.))
أبو عمرو البغدادي، من شارع دار الرقيق.
شيخ معمر. روى عن أبي الفتح بن البطي.
4 (عثمان بن مقبل بن قاسم.))
الفقيه أبو عمرو الياسري الواعظ، من فضلاء الحنابلة.
سمع من: أبي محمد ابن الخشاب، وشهدة.
وتوفي في ذي الحجة.
4 (علي بن أحمد بن أبي العز.))

303
أبو الحسن ابن الشباك بضم المعجمة صوفي، تاجر ببغداد.
سمع: أبا الحسين عبد الحق، وتجني الوهبانية.
وحدث.
ورخه ابن نقطة في رجب.
مستفاد مع السباك.
4 (علي بن أحمد بن علي بن عيسى.))
أبو الحسن الغافقي، القرطبي، الشقوري.
سمع من أبيه، وأخذ عنه القراءات، ومن ابن عمه أبي الحسن محمد بن عبد العزيز.
وأجاز له وهو ابن ثلاث سنين، في سنة تسع وثلاثين. أبو بكر بن العربي، والقاضي عياض، وأبو محمد عطية وجماعة.
وتفرد في عصره بالمغرب، ورحل الناس إليه لعلو سنده.
قال الأبار: وكان ثقة صالحا. كف بأخرة. وتوفي في صفر.

304
لقي أبو حيان النحوي من يحمل عن الشقوري بالإجازة.
وأجاز الشقوري لابن مسدي وقال: هو نزيل قرطبة، حسيب البيت أصيله، نسيب الذكر جميله.
حدث من بيته جماعة. تأدب بشقورة على أبي مروان عبد الملك بن أبي يداس. وقرأ عليه القرآن، وسمع من أبيه، ومحمد بن أحمد التجيبي المقرئ، وتفرد عنهم. وأجاز له أيضا أبو بكر)
عبد العزيز بن مدير، وعبد الحق بن عطية صاحب التفسير. روى الكثير عن مجيزيه. عزمت على الرحلة إليه، فبلغني موته، فعدلت إلى إشبيلية. ومات بموته بالأندلس إسناد كثير.
4 (علي بن إسماعيل بن علي بن عطية.))
الإمام أبو الحسن الصهناجي، التلكاتي، الأبياري، المالكي، نزيل الإسكندرية.
مولده بأبيار سنة سبع وخمسين ظنا.
وتفقه بالإسكندرية على الفقيه أبي الطاهر بن عوف، وعلى أبي طالب أحمد بن المسلم اللخمي، وأبي عبد الله محمد بن محمد الكركنثي.
وحدث عن ابن عوف.
ودرس بمدرسة الزكي التاجر. وصنف في المذهب. وكان من أعيان المالكية.

305
توفي في سادس رمضان، بالإسكندرية.
4 (علي بن خليفة بن يونس بن أبي القاسم.))
العلامة رشيد الدين الأنصاري، الخزرجي، ابن أبي أصيبعة، الطيب.
توفي شابا عن سبع وثلاثين سنة.
نشأ بالقاهرة، واشتغل بها، وبرع في الطب، وغير ذلك من علوم الحكمة.
وكان رأسا في الموسيقى، ولعب العود. وكان طيب الصوت.
وأخذ الأدب عن التاج الكندي، وغيره.
وقد اشتغلوا عليه في الطب، وله خمس وعشرون سنة. وحظي عند أولاد الملك العادل. فأدركه الأجل في شعبان من السنة.
وقد طول الموفق ابن أخيه ترجمته، وبالغ في وصفه.
4 (علي بن شكر بن أحمد شكر.))
القاضي العالم جمال الدين أبو الحسن ابن القاضي أبي السعادات، المصري، الفقيه الشافعي.
سمع من: أبي عبد الله الأرتاحي، والحافظ عبد الغني، وجماعة.
ورحل إلى الشام، والعراق، وحدث.
وجمع في السنة، والصفات، وفي الرقائق.
وتوفي في رجب.))
4 (علي بن علوش.))

306
الفقيه برهان الدين المغربي.
مدرس المالكية وعالمهم بدمشق.
روى شيئا من طريق المغاربة. وكان عالما بالأصول، والفروع، والعربية.
قيد الضياء وفاته في ثالث شعبان، ودفن بسفح قاسيون، رحمه الله تعالى.
روى عنه: الشهاب القوصي، وغيره.
4 (علي ابن المحدث بهاء الدين القاسم ابن الحافظ الكبير أبي القاسم بن عساكر الدمشقي.))
المحدث الحافظ عماد الدين أبو القاسم الشافعي.
ولد في ربيع الآخر سنة إحدى وثمانين.
وسمع من: أبيه، وعبد الرحمن بن علي ابن الخرقي، وإسماعيل الجنزوري، والخشوعي، والأثير أبي الطاهر محمد بن محمد بن بنان الكاتب، قدم عليهم، طائفة كبيرة. وبمكة من أبي المعالي محمد ابن الزنف، وبحلب، والجزيرة، وخراسان.
رحل إلى المؤيد الطوسي، وأبي روح، وأكثر عن هؤلاء، وعني بالحديث أتم عناية.
وكان ذكيا، فاضلا، حافظا، نبيلا، مجتهدا في الطلب.
أدركه أجله ببغداد بعد عوده من خراسان من أثر جراحات به من الحرامية في ثالث جمادى الأولى. وهو آخر من رحل إلى خراسان من المحدثين.

307
وقد خرج للكندي، ولابن الحرستاني، وجماعة. وخرج لنفسه أربعين حديثا، وحدث بها سنة ستمائة.
وسمع منه جماعة من شيوخه كالأخوين: تاج الأمناء أحمد وفخر الدين أبي منصور الشافعي، وحمزة بن أبي لقمة.
قرأت بخط عمر ابن الحاجب، قال: سألت العز بن عساكر عنه، فقال: كان يتشيع، وكنت أنقم عليه ذلك، ولا جرم أنه قصف وهو ابن عمة النسابة، وجد شيخنا البهاء قاسم بن عساكر لأمه. وللنسابة فيه مرثية حسنة منها:
* صاحبي هذه ديار سعاد
* فترفق ومن بالإسعاد
*
* عج عليها نقضي لبانات قلب
* مستهام أصماه حب سعاد)
* سقط: قلت: عاش خمسا وثلاثين سنة.))

308
4 (علي بن مسعود بن هياب الواسطي المقرئ الجماجمي.))
كان يعمل الجماجم.
قال ابن نقطة: قرأ على جماعة. قرأت عليه. وكان متساهلا في الأخذ سامحه الله جدا.
مات بواسط في سادس جمادى الأولى.
4 (علي بن هشام بن عمر بن حجاج.))
أبو الحسن الأندلسي، الشريشي، المقرئ.
حج، وسمع من أبي طاهر السلفي، وشهد جنازته. وسمع أيضا من الفقيه أبي الطاهر بن عوف، وغير واحد.

309
وقرأ القراءات على أبي عبد الله محمد بن محمد الكركنتي.
وعاد إلى الأندلس، وولي خطابة بلده.
أخذ عنه جماعة.
وتوفي في ربيع الآخر.
4 (عمر بن عبد المجيد بن علي.))
أبو حفص وأبو علي، الأزدي، الأندلسي، الرندي، نزيل مالقة.
كان من كبار تلامذة السهيلي.
قال الأبار: سمع أبا القاسم السهيلي وعليه عول في القراءات والعربية، ولازمه طويلا، وأبا إسحاق بن قرقول، وأبا محمد بن دحمان، وأبا عبد الله بن الفخار، وأبا القاسم بن بشكوال، وأبا الحسن الشقوري، وطائفة. وأجاز له أبو مروان بن قزمان، وغيره. ومن الشام أبو طاهر الخشوعي، وجماعة.
قال: وكان عالما بالقراءات، متقدما في صناعة العربية. أقرأ القرآن، والنحو، والآداب دهرا بسبتة. فلما توفي السهيلي دعاه أهل مالقة للإقراء بها والتدريس مكانه، فأجابهم إلى ذلك، ولم يفارقها إلى حين موته. وكان له اعتناء

310
بالحديث وروايته مع الدين والصلاح. وألف كتابا حسنا على الجمل للزجاجي.
توفي في ربيع الآخر. وكان مولده في سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة أو نحوها.
4 (عمر بن محمد بن أحمد بن الحسن بن جابر.))
)
الشيخ الصالح أبو نصر بن أبي بكر، البغدادي، الصوفي، المقرئ، المعروف بابن السديد.
ولد سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الوقت، وأبي محمد ابن المادح، وابن البطي، وأبي زرعة، وجماعة.
وصحب الشيخ أبا النجيب السهروردي. وقدم دمشق. وزار القدس.
روى عنه ابن الدبيثي، وقال فيه: الينوري الأصل. كان حسن الأخلاق، حافظا لكتاب الله. سمع بإفادة أبيه. توفي في تاسع عشر صفر.
4 (حرف الغين))
4 (غالب بن حمزة بن أبي القاسم الحسين بن الحسن بن البن.))
أبو غالب الأسدي الدمشقي.
ولد سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من جده. روى عنه: الضياء المقدسي، والشمس ابن خليل.

311
توفي في ذي القعدة.
4 (حرف الكاف))
4 (كيكاوس، السلطان الملك الغالب، عز الدين صاحب الروم وابن صاحبها كيخسرو بن قلج))
أرسلان السلجوقي.
صاحب قونية، وأقصرا، وملطية.
وكان قد عظم شأنه، ودخل في طاعته صاحب إربل، وناصر الدين صاحب آمد. وعلق به السل، ومات. فتولى بعده كيقباذ وكان في حبس أخيه. ولم يخلف كيكاوس ولدا يصلح للملك.
فتملك كيقباذ.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد علي.))
أبو شجاع العنبري، الواسطي، الشاعر الأديب، المعروف بابن دواس القنا.

312
ولد سنة أربع وخمسين وخمسمائة.
وقرأ الأدب على الكمال أبي البركات الأنباري، وأبي الحسن علي ابن العصار.
وانقطع إلى الشيخ مصدق بن شبيب. وبرع في العربية.)
وحدث بواسط.
وله شعر حسن.
توفي في سلخ شعبان.

313
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن محفوظ بن صصرى.))
أبو عبد الله التغلبي، الدمشقي.
روى عن: عبد الرزاق النجار، وغيره.
قال الضياء: سمعنا منه. ومات في رابع عشر رجب، ودفن بجبل قاسيون.
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن غالب.))
أبو عبد الله ابن الشراط، الأنصاري، القرطبي.
أخذ القراءات عن عمه عبد الرحمن بن معتمد وسمع منه، ومن أبي ذر الخشني.
وتصدر للإقراء بجامع قرطبة، ولتعليم النحو، ولإسماع الحديث.
قال الأبار: كان مقرئا، محققا، ضابطا، ورعا، زاهدا. أخذ عنه جماعة منهم: أبو القاسم ابن الطيلسان. ومات في المحرم.
4 (محمد بن أحمد بن عبيد الله.))
أبو الوليد بن قبوج، النفري الشاطبي.

314
قال الأبار: أخذ القراءات عن أبي الحسن بن هذيل، وسمع منه التيسير. وتفقه بأبي محمد بن عاشر، وهارون بن عات. وكان فقيها، ثقة، حافظا للمسائل، مدرسا لها. روى عنه ابنه عبيد الله، وغيره. وكان حيا في هذا العام وتوفي بعده.
4 (محمد بن إسماعيل بن إبراهيم.))
أبو عبد الله الشيبي، الشافعي، الواعظ بميافارقين.
ولد بمصر سنة تسع وأربعين.
يقال: إنه سمع من الحافظ أبي العلاء الهمذاني، ومن السلفي.
وحدث بميافارقين.
وتوفي في رجب.
4 (محمد بن إسماعيل بن أحمد.))
)
القاضي أبو عبد الله المصري، الكاتب، عرف بابن أبي صادق.
توفي بالعسكر بظاهر دمياط. وقد ولي ديوان قوص.
وسمع من السلفي، وغيره.
وتوفي في ذي الحجة.
4 (محمد، قطب الدين، صاحب سنجار.))
الملك المنصور ابن الملك عماد الدين زنكي بن مودود بن زنكي.

315
كان حسن السيرة، فيه عدل وإنصاف. نازله الملك العادل وحاصره، ثم رحل عن سنجار بشفاعة الخليفة.
وخلف عدة أولاد، وملك بعده ولده عماد الدين شاهنشاه أشهرا، ومات أيضا.
توفي قطب الدين في ثامن صفر.
قال ابن الأثير: ملك بعده عماد الدين فقتله أخوه عمر، وملك بعده مديدة، ثم سلم سنجار إلى الملك الأشرف موسى، فعوضه عنها الرقة، فلم يمتع ومات بعد قليل.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن جرير بن علي بن جرير.))
أبو عبد الله القرشي، الأموي، الكوفي، ثم البغدادي.
ولد سنة ست وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: أبيه، وابن البطي، ويحيى بن ثابت، وجماعة.
وكان أبوه من المحدثين والنساخ المذكورين.
توفي محمد في جمادى الآخرة.
وكان يؤدب الصبيان. ولم يكن ثقة، زور عدة طباق.
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن إدريس.))
أبو عبد الله بن سنينة، السامري.

316
تفقه زمانا على أبي حكيم النهرواني. وسمع من ابن البطي.
وولي قضاء سامراء سنة أربع وسبعين وخمسمائة، وبقي قاضيا سبع عشرة سنة. وكان فقيها بارعا، مصنفا.
لم يرو شيئا.)
ومات في رجب، وله إحدى وثمانون سنة.
4 (محمد بن عبد المحسن بن محمد بن منصور بن خلف.))
القاضي، الفقيه أبو عبد الله الأنصاري، الأوسي، الكفرطابي الأصل، الدمشقي المولد، الشافعي، المعروف بابن الرفاء. وهو والد شيخ الشيوخ شرف الدين عبد العزيز.
ولي القضاء، والأوقاف بحماة. وله شعر حسن.

317
توفي في رمضان، ببارين: قلعة من أعمال حماه، كان قد ولي قضاءها.
وعاش خمسين سنة.
روى عنه ولده.
4 (محمد بن علي بن خطلخ.))
أبو عبد الله البغدادي، الخياط.
سمع من عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الباقي الزهري في سنة ستين وخمسمائة.
روى عنه ابن النجار.
توفي في أواخر السنة.

318
4 (محمد بن عمر بن أبي بكر بن عبد الله بن سعد.))
الفقيه نجم الدين أبو عبد الله، المعروف بالقاضي، المقدسي ثم الدمشقي.
أقام ببغداد مدة يشتغل، ويسمع، وكتب الكثير.
وسمع من: محمد بن يحيى البراداني، وأبي الفتح محمد بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وطبقتهم.
ورحل إلى إصبهان وكتب عن أصحاب الحداد. وسمع بالموصل، وإربل، وواسط.
وولي مشيخة دار الحديث المطلة على الشط بالموصل. وقدم مصر، وحدث بها. ثم سكن سروج، وبها توفي رحمه الله في جمادى الأولى، وهو كهل.
أخذ عنه الضياء، وقال: ولد سنة ست وستين. وكان فقيها، حافظا، واعظا، حصل من السماع والكتب شيئا كثيرا. ورافق العز ابن الحافظ. وسمع أكثر من العز. وجاءته الأولاد بسروج.
4 (محمد بن محمد بن أسعد بن علي.))
الشريف النقيب عز الدين أبو عبد الله، ابن النقيب الأجل أبي علي، العلوي، الحسني، العبيدلي، الجواني، المصري.)
نقيب الشراف بمصر بعد أبيه، وكان رئيسا فاضلا.

319
توفي في المحرم.
4 (محمد بن محمد بن محمد بن علي.))
أبو نصر بن واقا البغدادي، سبط أبي منصور ابن الجواليقي.
حدث عن: ابن البطي، وأبي المناقب حيدرة بن عمر العلوي.
روى عنه ابن النجار، وأثنى عليه.
ومات في سلخ شوال.
4 (محمد بن محمد بن أحمد الهمام الحربوي، الشاعر.))
مرتب المدرسة النظامية.
قال ابن النجار: أنشدني لنفسه في غلام مثاقف:
* قد سل سيف الثقاف منتضيا
* من بعده مرهفا من النظر
*
* مثاقف من سيوف مقلته
* قد أصبحت مهجتي على خطر
*
* ما هم في شد عقد مئزره
* إلا وقد حل عقد مصطبري
*
* كأنما ترسه لمبصره
* في وجهه غيمة على قمر
*
4 (محمد ابن الفقيه محمود بن أبي عبد الرحمن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد))
المروزي، الكشميهني.
ثم البغدادي الفقيه.

320
ولد بهمذان سنة ثلاث وستين.
وسمع من غير واحد. وتفقه على مذهب الشافعي، وبرع في المذهب. وتكلم في مسائل الخلاف، واشتغل بالعربية.
وهو من بيت العلم والرواية، وكان جده أبو الفتح محمد بن عبد الرحمن شيخ مرو في عصره، ومقدم الصوفية.
كنيته أبو سعيد.
توفي في الثالث والعشرين من شعبان ببغداد.
محمد بن منصور بن جميل.)

321
أبو عبد الله البغدادي، الهيتي، الكاتب.
تقدم في النحو، واللغة، والحساب، والشعر.
وسمع من ابن كليب.
وله شعر جزل، مدح الخليفة الناصر. وولي صدرية المخزن.
مات كهلا في شعبان، قاله ابن النجار.
4 (محمد بن هبة الله بن جرير.))
القاضي مهذب الدين الحارثي، قاضي الزبداني.
روى عنه القوصي من شعره، وقال: كان أكرم أهل زامنه.
توفي في ذي الحجة بالزبداني.
4 (المبارز بن خطلخ الحلبي.))
من كبراء الأمراء العزيزية في دولة الملك العزيز صاحب مصر. ثم قدم الشام، فأقام بها مدة، ثم عاد إلى ديار مصر في النجدة عند نزول الفرنج على دمياط.
توفي في ذي الحجة.

322
4 (مسعود بن محمود البغدادي ابن البيطار.))
أبو الفتح.
روى عن ابن البطي.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار.
4 (معتوق بن أبي الفضل محمد البغدادي، الغزال.))
روى أيضا عن ابن البطي.
4 (معتوق بن أبي البقاء بن علي الواسطي.))
ثم البغدادي الصوفي.
ولد يعد الثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: هبة الله ابن الشبلي، وابن البطي.
ومات في صفر.
4 (منصور بن ظافر بن موسى بن علي.))
)
أبو علي القرشي الأسدي، الزبيري، والإسكندري، المعروف بالطراز.
سمع من: السلفي، وعبد الواحد بن عسكر، وأبي طالب أحمد بن المسلم اللخمي. وبمصر علي بن هبة الله الكاملي، وجماعة.
روى عنه الزكي المنذري، وقال: توفي في جمادى الأولى، وله ثلاث وستون سنة.

323
4 (ملكة خاتون بنت السلطان الملك العادل.))
والدة صاحب حماة الملك المظفر.
توفيت، فحزن عليها زوجها الملك المنصور حزنا زائدا، ولبس الحداد.
قال ابن واصل: صليت عليها، ولي اثنتا عشرة سنة. وعمل السلطان الملك المنصور عزاءها بالتقوية ظاهر حماة. فرأيته وهو كئيب حزين عليه الحداد: ثوب أزرق، وعمامة زرقاء.
فتكلمت الوعاظ، وعملت فيها المراثي.
4 (حرف النون))
4 (النفيس بن أبي الكرم بن علي بن أبي سعد البغدادي، السراج.))
حدث عن أبي الفتح بن البطي.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن الحسن بن علي بن شيرزاد.))
أبو الشرف الكاواني، كاتب الإنشاء للسلطان طغربل بن رسلان السلجوقي سلطان عراق العجم وأذربيجان.
كان بارعا في الكتابة والإنشاء، والنظم، والنثر، وهو مشهور بتلك الديار.
وله ديوان شعر، ومن شعره:
* قل للعذيب إذا رأيت الضالا
* يهتز من مر النسيم شمالا
*
* رواك من ماء الغمام سلافة
* وسقاك نوء المرزمين سجالا
*

324
4 (يحيى ابن النحوي الكبير سعيد بن المبارك ابن الدهان.))
أبو زكريا الموصلي، النحوي.
له شعر حسن. وكان شيخ رباط بالموصل.
توفي في ربيع الآخر.))
4 (يحيى بن القاسم بن غنائم البغدادي البزاز.))
روى عن أبي محمد ابن المادح.
ومات في ربيع الآخر.
4 (يحيى بن القاسم بن مفرج بن درع خضر.))
الفقيه أبو زكريا تاج الدين الثعلبي، التكريتي، الشافعي.
ولد بتكريت سنة إحدى وثلاثين.
وتفقه على أبيه، وببغداد على الشيخ أبي النجيب، وأبي المحاسن بن بندار.

325
وقرأ العربية على أبي محمد ابن الخشاب. وصار من بحور العلم، مع الصلاح والمراقبة، والانقطاع.
وسمع من: أبيه، ومن أبي الفتح بن البطي، وأبي النجيب السهروردي، وسلامة بن الصدر.
وولي القضاء بتكريت، ثم ولي التدريس بالنظامية ببغداد. وكان من كبار الشافعية.

326
وقرأ بالموصل القرآن على ابن سعدون القرطبي.
4 (يحيى بن أبي بكر عبد الله بن أعز بن عمر.))
أبو زكريا السهروردي.
سمعه أبوه من أبي الوقت.
وحدث.
وتوفي في جمادى الأولى.
4 (يحيى بن منصور بن الجراح.))
الرئيس تاج الدين أبو الحسين الكاتب.
خدم مدة طويلة في ديوان الإنشاء بمصر. وكتب الخط الفائق، وقال الشعر الرائق.
وسمع من السلفي وحدث.
ومن شعره:
* أمد كفي إلى البيضاء أقلعها
* من لحيتي فتفديها بسوداء
*
* هذي يدي وهي مني لا تطاوعني
* على مرادي فما ظني بأعدائي
* توفي في خامس شعبان، وله خمس وسبعون سنة، مات على حصار دمياط.))
4 (الكنى))
4 (أم العز بنت محمد بن علي أبي غالب العبدري الداني.))

327
قرأت صحيح البخاري علي أبيها مرتين، وروت عنه، وعن أبي الطيب بن برنجال، وعن زوجها أبي الحسن بن الزبير.
وكانت تحسن القراءات السبع، قاله الأبار.
4 (وفيها ولد))
الملك الحافظ محمد بن شاهنشاه بن بهرام شاه.
العماد عبد الله ابن الصائن محمد بن الحسن الزرزاي، الشافعي.
والعماد يونس بن علي بن فرسق.
والكمال أبو غالب هبة الله بن علي السامري، ويروي عن محاسن الخزائني.
والسيف علي ابن الرضي الحنبلي.
والعفيف التلمساني الشاعر سليمان بن علي.
والشرف عبد الكريم بن محمد بن المغيزل الحموي.
وعلي بن محمد بن علي المراكشي.
وغازي بن أيوب المشطوبي.
والبهاء سليمان بن عبد الله البهراني.
والعماد إسماعيل بن إبراهيم بن سلطان، فقيه بيت نائل، الرجل الصالح.
والحكيم يوسف بن كوركيك.
والبدر عبد الله بن أحمد بن الفخر ابن الشيزجي.
والشيخ محمد بن أبي بكر بن الطبل المقبري، وقيل: سنة إحدى عشرة.

328
4 (وفيات سنة سبع عشرة وستمائة.))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن عبد الله بن علوان بن عبد الله بن علوان بن رافع.))
أبو العباس ابن الأستاذ، الأسدي الحلبي.
توفي بحلب. ومولده في حدود سنة أربعين خمسمائة.))
4 (أحمد بن محمود بن مواهب بن عبيد الله.))
أبو العباس الوزان.
توفي في جمادى الآخرة.
4 (إبراهيم بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي القيسي.))
وزر لأخيه السلطان أبي عبد الله محمد.
قال عبد الواحد بن علي في تاريخه: هو كان أخلق بالملك من أبي عبد الله. وكان لي محبا، وصل إلي منه أموال وخلع جمة أيام ولايته. على إمرة إشبيلية. ولي فيه قصائد منها:
* لكم على هذا الورى التقديم
* وعليهم التفويض والتسليم
*
* الله أعلاكم وأعلى أمره
* بكم وأنف الحاسدين رغيم
*
* أحييتم المنصور فهو كأنه
* لم تفتقده معالم ورسوم
*
* ومنابر ومحارب
* وحمى يحاط وأرمل ويتيم
*

329
وآخر ما فارقته، وهو متولي إشبيلية في سنة ثلاث عشرة ستمائة، وبلغني موته سنة سبع عشرة. قال: ولم أر في العلماء بالحديث أنقل منه للأثر. كان يذهب مذهب أبيه في الظاهرية.
4 (إبراهيم، الملك الفائز.))
أبو إسحاق، ابن السلطان الملك العادل أبي بكر بن أيوب.
أقام بالديار المصرية مدة، وبعثه الملك الكامل أخوه إلى الشرق يستنجد بأخيه الملك الأشرف، فأدركه أجله بسنجار. فيقال: إنه سم، ودفن بمدرسة والدة قطب الدين صاحب سنجار، ثم أخرجه منها إلى ظاهر البلد بعد ذلك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل.
4 (إسماعيل بن عثمان بن إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر.))
أبو النجيب القارئ النيسابوري.
روى عن: وجيه الشحامي، وأبي تمام ابن المؤيد بالله الهاشمي، وأبي الأسعد القشيري.
روى عنه: الزكي البرزالي، والضياء المقدسي، وجماعة.
وأجاز للشرف ابن عساكر، والتاج بن عصرون، وزينب بنت كندي، وجماعة. عدم في آخرها، أو في أول سنة ثمان عشر في الكائنة العظمى على أهل خراسان من التتار.
وكان مولده في جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.)

330
4 (أقباش الخليفتي الناصري.))
حج بالركب العراقي ومعه تقليد لحسن بن قتادة بعد موت أبيه، فجاءه راجح أخو حسن، وقال: أنا أكبر ولد قتادة فولني، فلم يجبه، وظن حسن أن أقباش قد ولى راجحا، فأغلق أبواب مكة، ونزل أقباش على باب شبيكة، ثم ركب ليسكن الفتنة، فخرج عبيد حسن يقاتلونه، فقال: ما قصدي القتال، فلم يلتفتوا وحملوا عليه، فانهزم أصحابه، وبقي هو وحده، فجاءه عبد فعرقب فرسه، فوقع، فقتلوه، وحملوه إلى حسن، فنصب رأسه على رمح بالمسعى. وأراد حسن نهب العراقيين، فقام في الأمر الأمير المعتمد أمير الشاميين، وخوفه من الكامل والمعظم.
وكان أقباش قد اشتراه الخليفة وهو أمرد بخمسة آلاف دينار، ولم يكن بالعراق أحسن منه.
وكان ذا منزلة عالية من الناصر لدين الله، فحزن عليه حزنا عظيما. وكان عاقلا. متواضعا.
ولم يخرج الموكب لتلقي الركب حزنا عليه، وأدخل الكوس والعلم في الليل.
4 (أكمل بن أحمد بن مسعود بن عبد الواحد بن مصر.))
الشريف أبو أحمد الهاشمي البغدادي.
حدث عن: أبي الوقت، وغيره.
ومات في شعبان.
روى عنه: الدبيثي.
4 (أنجب بن أبي منصور البغدادي اللبان.))

331
أبو عبد الله سمع من عبد الحق اليوسفي.
روى عنه ابن النجار في تاريخه، ووصفه بالصلاح، وأنه توفي سنة.
4 (حرف الحاء))
4 (الحسن بن أبي المكارم))
القاضي موفق الدين ابن الديباجي، المصري، الكاتب بديوان الإنشاء الكاملي.
توجه رسولا، وعاد فأدركه أجله بدمشق في رجب.
وله شعر حسن.
4 (الحسن بن علي بن محفوظ بن صصرى.))
أبو محمد التغلبي، الدمشقي، جد شيخنا النجم أحمد بن محمد.)
سمع من: أبي القاسم الحافظ، وغيره.
وحدث.
وتوفي في منتصف المحرم، ودفن بسفح قاسيون.
4 (الحسن بن علي بن حمزة بن صالح السلمي الدمشقي.))
حدث عن: علي بن أحمد الحرستاني، وعلي بن مهدي الهلالي. ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة. ومات بالعقيبة في شعبان.
روى عنه: الزكي البرزالي، وغيره.

332
4 (الحسن ابن الإمام المفتي أبي نصر محمد بن علي ابن الوزير أحمد ابن الوزير الكبير نظام))
الملك أبي علي.
الطوسي الأصل، البغدادي، وأبو علي.
ولد تقريبا سنة اثنتين وأربعين خمسمائة.
وتفقه على والده. وسمع من: أبي الوقت، وأبي جعفر العباسي.
وولي نظر مدرستهم النظامية.
ومات في ذي القعدة.
4 (الحسن بن مظفر بن علي بن مطر الأنصاري.))
أبو علي الموصلي.
حدث في هذه السنة بدمشق عن: خديجة بنت النهرواني، وشهدة.
ولد سنة تسع وثلاثين خمسمائة.
روى عنه: ابن الحاجب، والزكي البرزالي، وأبو بكر ابن الأنماطي.
4 (الحسين بن عبد الله بن محمد.))
أبو علي ابن المالقي، النصاري الفقيه، قاضي قرطبة.
سمع: أبا محمد بن عبيد الله الحجري، وأبا عبد الله ابن الفخار.
وأخذ العربية عن الأستاذ أبي عبد الله ابن الدراج. وأجاز له أبو بكر بن الجد.
وحدث عنه: ابن الطيلسان، وغيره.
ونزل مراكش. وتوفي كهلا.))
4 (الحسين بن أبي بكر أحمد بن الحسين.))

333
أبو عبد الله البغدادي، الغزال، ويعرف بابن الخياري. سمع من: سعيد ابن البناء، وأبي الوقت، وعمر الحربي.
وحدث.
ومات في ثامن رمضان.
روى عنه: البرزالي، وجماعة.
4 (حرف السين))
4 (سعيد بن أحمد بن علي، أبو منصور البصري المالكي.))
الشيخ الصالح المعروف بابن محاوش.

334
حدث ب سنن أبي داود عن الشريف أبي طالب محمد بن محمد العلوي، من غير أصل.
وحدث عن: طلحة بن علي المالكي، وعلي بن عبد الملك الواعظ، وإبراهيم بن عطية الإمام.
وكان مولده في سنة ثلاث وثلاثين خمسمائة. ومات بالبصرة في شعبان، أو رمضان.
وذكره ابن نقطة فقال: سعيد بن علي بن أحمد هكذا. سمع مع أخيه لأمه علي ابن المعلمة، وسمع المقامات من ابن الحريري، عن أبيه. ومات في أوائل رمضان.
4 (سعيد بن طاهر بن علي المؤيد بن رضوان.))
الفقيه أبو الشكر البلخي ثم الواسطي، نزيل بغداد. ولد سنة خمس وثلاثين بواسط.
وصحب صدقة بن وزير الواعظ، وقدم بغداد معه. وتفقه على مذهب الشافعي.
وسمع من: أحمد بن المبارك بن قفرجل، وأبي الحسن بن غبرة، وابن البطي.
ومات في جمادى الأولى.

335
4 (حرف الصاد))
صدقة بن مكارم بن شجاع الرقي.
حدث عن الحسن بن جعفر المتوكلي.
ومات في صفر.))
4 (حرف الطاء))
4 (الطاهر، زكي الدين أبو العباس، قاضي القضاة ابن قاضي القضاة محيي الدين أبي المعالي))
محمد ابن قاضي القضاة زكي الدين أبي الحسن علي ابن قاضي القضاة المنتجب أبي المعالي محمد بن يحيى القرشي، الدمشقي، الشافعي.
ولي القضاء مرتين قبل ابن الحرستاني، وبعده. وكان معرقا في القضاء، رئيسا، نبيلا، محتشما، عالما، ماضي الأحكام. ألبسه في العام الماضي الملك المعظم القباء والكلوته بمجلس حكمه بداره.
قال أبو المظفر ابن الجوزي: كان في قلبه منه حزازات يمنعه من إظهارها حياؤه من والده الملك العادل، شكى إلي منه مرارا. ومرضت ست الشام عمة المعظم فأوصت بدارها مدرسة، فأحضرت القاضي زكي الدين الطاهر، والشهود، وأوصت إلى القاضي. وبلغ ذلك المعظم فعز عليه، وقال: يحضر إلى دار عمتي بغير إذني، ويسمع كلامها. واتفق أن القاضي زكي الدين

336
أحضر جابي العزيزية، وطلب الحساب فأغلظ له في الخطاب، فأمر بضربه بين يديه كما يفعل الولاة. فوجد المعظم سبيلا إلى إظهار ما في نفسه. وكان الجمال المصري وكيل بيت المال عدوا للقاضي، فجاء فجلس عند القاضي والشهود حاضرون فبعث المعظم بقجة فيها قباء وكلوته، وأمره أن يحكم بين الناس وهما عليه، فقام
ولبسها، وحكم بين اثنين.
قال أبو شامة: والجابي المذكور هو السديد سالم بن عبد الرزاق، خطيب عقربا، وجاء الذي لبسه الخلعة إلى عند شيخنا الخاوي، فحدثه، فتأوه شيخنا فضرب بيده على الأخرى. فكان مما حكى، قال: أمرني السلطان أن أقول له: السلطان يسلم عليك، ويقول لك: إن الخليفة سلام لله عليه، إذا أراد أن يشرف أحدا خلع عليه من ملابسه، ونحن نسلك طريقه، وقد أرسل إليك من ملابسه، وأمر أن تحكم بها. وفتحت البقجة، فلما نظر إليها وجم، فأمرته التوقف فمد يده، ووضع القباء على كتفيه، ووضع عمامته وحط الكلوته على رأسه، ثم قام، ودخل بيته.
قال أبو شامة: ومن لطف الله به أن كان مجلس الحكم في داره، ثم لزم بيته، ولم تطل حياته بعدها، ومات في صفر. رمى قطعا من كبده، وتأسف الناس لما جرى عليه. وكان يحب أهل الخير، ويزور الصالحين. وبقي نوابه يحكمون بين الناس بالجامع: القاضي شمس الدين أبو نصر ابن الشيرازي، والقاضي شمس الدين ابن سني الدولة وكان ابن سني الدولة يجلس)
للحكم بشباك الكلاسة، والنائب الثالث شرف الدين ابن الموصلي الحنفي وكان يحكم بالطرخانية بجيرون، ثم بعد مدة أضيف إليهم الجمال المصري.
قال أبو المظفر ابن الجوزي وكانت واقعة قبيحة، ولقد قلت له يوما: ما فعلت إلا بصاحب الشرع ولقد وجب عليك دية القاضي. فقال: هو أحوجني

337
إلى هذا، ولقد ندمت. واتفق أن المعظم بعث إلى الشرف بن عنين، حين تزهد خمرا ونردا، وقال: سبح بهذا، فكتب إليه:
* يا أيها الملك المعظم سنة
* أحدثتها تبقى على الآباد
*
* تجري الملوك على طريقك بعدها
* خلع القضاة وتحفة الزهاد
* توفي في الثالث والعشرين من صفر، ودفن بتربتهم بسفح قاسيون.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن أحمد بن مسعود بن مطر الهاشمي.))
هو: الأكمل.
4 (عبد الله بن عثمان بن جعفر بن محمد اليونيني الزاهد.))
أسد الشام، رحمة الله عليه.
كان شيخا طوالا مهيبا، حاد الحال، كأنه نار، كان يقوم نصف الليل إلى الفقراء، فمن رآه نائما ضربه، وكان له عصاة اسمها العافية.
حكى الشيخ عبد الله بن شكر اليونيني قال: كان الشيخ رحمة الله في شبوبيته قد انقطع في الجبل وكانت أخته تأتيه كل يوم بقرص وبيضتين، فأتته بذلك مرة وإذا بفقير قد خرج من عنده ومعه قرص وبيضتان، قالت له: من أين لك هذا قال: من ذاك القاعد، له شهر كل يوم يعطيني قرصا وبيضتين. فأتته وسألته، فنهرها، وزعق فيها.

338
قلت: وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر، شجاعا، صاحب سلاح ظاهر وباطن، مقبلا على شأنه، مجدا لا يفتر، حاضر القلب، دائم الذكر، لا تأخذه في الله لومة لائم. وكان من حين اشتد يخرج وينطرح في شعراء يونين، فإذا رآه السفارة حملوه إلى أمه وكانت امرأة صالحة. فلما انتشى كان يتعبد بجبل لبنان. وكان كثير الغزو أيام السلطان صلاح الدين.
وقد جمع مناقبه خطيب زملكا أبو محمد عبد الله ابن العز عمر المقدسي، فقال: حدثني الشيخ إسرائيل، عن الشيخ علي القصار، قال: كنت إذا رأيت الشيخ عبد الله أهابه، كأنه أسد، فإذا)
دنوت منه وددت أني أشق قلبي وأجعله فيه.
قال ابن العز: وحدثني الزاهد خليل بن عبد الغني بن مقلد، قال: كنت بحلقة الحنابلة إلى جانب الشيخ عبد الله، فقام ومعه خادمه توبة إلى الكلاسة، ليتوضأ، وإذا برجل متختل يفرق ذبا، فلما وصل إلي أعطاني خمسة دنانير، وقال: أين سيدي الشيخ قلت: يتوضأ. فجعل تحت سجادته ذهبا، وقال: إذا جاء قل له: مملوكك أبو بكر التكريتي يسلم عليك، ويشتهي تدعو له. فجاء الشيخ وأنا ألعب بالذهب في عبي، ثم ذكرت له قول الرجل، فقال توبة: من ذا يا سيدي قال: صاحب دمشق وإذا به قد رجع، ووقف قدام الشيخ، والشيخ يصلي، فلما سلم أخذ السواك ودفع به الذهب، وقال: يا أبا بكر، كيف أدعو لك والخمور دائرة في دمشق وتغزل امرأة وقية تبيعها فيؤخذ منها قرطيس فلما راح أبطل ذلك، وكان الملك العادل.
قال ابن المعز: وأخبرني المعمر محمد بن أبي الفضل، قال: كنت عند الشيخ وقد جاء إليه المعظم، فلما جلس عنده، قال: يا سيدي ادع لي. قال يا عيسى لا تكن نحس مثل أبيك. فقال: يا سيدي وأبي كان نحس. قال: نعم

339
أظهر الزغل، وأفسد على الناس المعاملة، وما كان محتاج.
قال: فلما كان الغد أخذ الملك المعظم ثلاثة آلاف دينار، وطلع إلى عند الشيخ بها، وقال: هذه تشتري بها ضيعة للزاوية. فنظر أليه، وقال: قم يا ممتحن يا مبتدع، لا أدعو الله تنشق وتبتلعك، ما قعدنا على السجاجيد حتى أغنانا تحتي ساقية ذهب وساقية فضة أو كما قال.
وأخبرني إسماعيل بن إبراهيم، عن أبي طالب النجار، قال: أنكر الشيخ عبد الله صاحب بعلبك، وكان يسميه مجيد، فأرسل إليه الأمجد يقول: إن كانت بعلبك لم فأشتهي أن تطلقها لي، فلم يبلغه رسول الأمجد ذلك.
قال: وأخبرني الإمام أبو الحسن الموصلي، قال: حضرت مجلس الشيخ الفقيه ببعلبك، وهو على المنبر، فسألوه أن يحكي شيئا من كرامات الشيخ عبد الله، فقال بصوت جهير: كان الشيخ عبد الله عظيم، كنت عنده وقد ظهر من ناحية الجبل سحابة سوداء مظلمة، ظاهر منها العذاب، فلما قربت قام الشيخ وقال: إلى بلدي ارجعي، فرجعت السحابة. ولو لم أسمع هذه الحكاية من الفقيه ما صدقت.
حدثني الشيخ إسرائيل، أن الشيخ محمدا السكاكيني حدثه، وكان لا يكاد يفارق الشيخ، قال: دعاني وألح علي فأتيته، وخرجت في الليل من السور من عند عمود الراهب، وجئت إلى)
الزاوية، فإذا الشيخ وهو يقول: يا مولاي، ترسل إلي الناس في حوائجهم من هو أنا اقضها أنت لهم يا مولاي، إبراهيم النصراني من جبة بشري يا مولاي، ودعا له، فبهت لذلك، ونمت ثم قمت إلى الفجر، وبقيت يومئذ عنده. فلما كان الليل وأنا خارج الزاوية، إذا بشخص

340
فقلت: أيش تعمل هنا وإذا به إبراهيم النصراني، قلت: أيش جابك قال: أين الشيخ قلت: يكون في المغارة. قال: رأيت البارحة رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، وهو يقول: تروح إلى الشيخ عبد الله، وتسلم على يده فقد ينتفع فيك. فأتينا الشيخ، وإذا به في المغارة، فقص على الشيخ الرؤيا فترغرغت عينا الشيخ بالدموع، وقال: سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم شويخ. فأسلم إبراهيم، وجاء منه رجلا صالحا.
وأخبرني العماد أحمد بن محمد بن سعد، قال: طلعنا جماعة إلى زيارة الشيخ الفقيه محمد، فقلت: يا سيدي، حدثنا عن منام الشيخ عبد الله الثقة، فقال: أخبرني الشيخ عبد الله الثقة، قال: كنت قد رأيت من ثلاث عشرة سنة كأني في مكان واسع مضيء، وفيه جماعة فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت إليه، وقلت: يا رسول الله خذ علي العهد، ومددت يدي إليه، فقال: بعد الشيخ عبد الله أعدتها عليه ثلاثا ى وهو يقول: بعد الشيخ عبد الله. فلما كان البارحة جاء إلي شخص، وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، وهو يقول لي: قل لعبد الله الثقة يخرج من المدينة وإلا يمسك. قلت: يا رسول الله، ما يصدقني قال: قل له بعلامة ما رآني وقال لي: خذ علي العهد، فقلت له: بعد الشيخ عبد الله. قال: ولو لم ير هذا المنام، ما أعلمت بمنامي أحدا. قال: فقلت: ما بعد هذا شيء، أخرج، قال: فمسك بعد أيام. أو ما هذا معناه.
أخبرني الشيخ إسرائيل، حدثني عبد الصمد. قال: والذي لا إله إلا هو مذ خدمت الشيخ عبد الله ما رأيته استند على شيء، ولا سعل، ولا تنحنح، ولا بصق.
وقال الشيخ الفقيه: حضرت الشيخ عبد الله مرتين، وسأله ابن خاله حميد بن برق، فقال: زوجتي حامل، إن جاءت بولد ما أسميه قال: سم

341
الواحد: سليمان والآخر: داود، فولدت اثنين توأما. وقال له ابنه محمد: امرأتي حامل إن جاءت بولد ما أسميه قال: سم الأول: عبد الله، والثاني: عبد الرحمن.
وعن سعيد المارديني، قال: جاء رجال من بعلبك إلى الشيخ، فقالوا: جاءت الفرنج، قال: فمسك)
لحيته وقال: هذا الشيخ النحس ما قعوده ها هنا فردت الفرنج.
وقال أبو المظفر سبط ابن الجوزي في ترجمة الشيخ عبد الله اليونيني: كان صاحب رياضات ومجاهدات وكرامات وإشارات. لم يقم لأحد تعظيما لله وكان يقول: لا ينبغي القيام لغير الله.
صحبته مدة، وكان لا يدخر شيئا، ولا يمس دينارا ولا درهما، وما لبس طول عمره سوى الثوب الخام، وقلنسوة من جلد ماعز تساوي نصف درهم، وفي الشتاء يبعث له بعض أصحابه فروة، فيلبسها، ثم يؤثر بها في البرد. قال لي يوما ببعلبك: يا سيد أنا أبقى أياما في هذه الزاوية ما آكل شيء.
فقلت: أنت صاحب القبول كيف تجوع قال: لأن أهل بعلبك يتكل بعضهم على بعض، فأجوع أنا. فحدثني خادمه عبد الصمد قال: كان يأخذ ورق اللوز يفركه ويستفه.
وكان الأمجد يزوره، فكان الشيخ يهينه ويقول: يا مجيد أنت تظلم وتفعل، وهو يعتذر إليه.
وأظهر العادل قراطيس سودا، فقال الشيخ: يا مسلمون انظروا إلى هذا الفاعل الصانع يفسد على الناس معاملاتهم. فبلغ العادل ذلك، فأبطلها.

342
سافرت إلى العراق سنة أربع وحججت، فصعدت على عرفات، وإذا بالشيخ عبد الله قاعد مستقبل القبلة، فسلمت عليه، فرحب بي وسألني عن طريقي، وقعدت عنده إلى الغياب، ثم قلت: ما نقوم نمضي إلى المزدلفة فقال: اسبقني فلي رفاق. فأتيت مزدلفة ومنى، فدخلت مسجد الخيف فإذا بالشيخ توبة، فسلم علي، فقلت: أين نزل الشيخ قال: أيما شيخ قلت: عبد الله اليونيني. قال: خلفته ببعلبك. فقطبت وقلت مبارك. ففهم وقبض على يدي وبكى، وقال: بالله حدثني، أيش معنى هذا قلت: رأيته البارحة على عرفات. ثم رجعت إلى بغداد ورجع توبة إلى دمشق، وحدث الشيخ عبد الله، ثم حدثني الشيخ توبة قال: قال لي ما هو صحيح منك، فلان فتى، والفتى لا يكون غمازا. فلما عدت إلى الشام عتبني الشيخ.
وحدثني الجمال بن يعقوب قاضي كرك البقاع، قال: كنت عند الجسر الأبيض وإذا بالشيخ عبد الله قد جاء ونزل إلى ثورا، وإذا بنصراني عابر، ومعه بغل عليه حمل خمر فعثر البغل ووقع، فصعد الشيخ وقال: يا فقيه، تعال. فعاونته حتى حملناه، فقلت في نفسي: أيش هذا الفعل ثم مشيت خلف البغل إلى العقيبة فجاء إلى دكان
الخمار، فحل الظرف وقلبه، وإذا به خل، فقال له الخمار. ويحك هذا خل، فبكى، وقال: والله ما كان إلا خمرا من ساعة، وإنما أنا أعرف العلة،)
ثم ربط البغل في الخان، ورد إلى الجبل، وكان الشيخ قد صلى الظهر عند الجسر في مسجد، قال: فدخل عليه النصراني، وأسلم، وصار فقيرا.

343
قال أبو المظفر: وكان الشيخ شجاعا ما يبالي بالرجال قلوا أو كثروا، وكان قوسه ثمانين رطلا، وما فاتته غزاة في الشام قط، وكان يتمنى الشهادة ويلقي نفسه في المهالك. حدثني خادمه عبد الصمد قال: لما دخل العادل إلى بلاد الفرنج إلى صافيتا قال لي الشيخ ببعلبك: انزل إلى عبد الله الثقة، فاطلب لي بغلته. قال: فأتيته بها، فركبها، وخرجت معه فبتنا في يونين، وقمنا نصف الليل، فجئنا المحدثة الفجر، فقلت له: لا تتكلم فهذا مكمن الفرنج. فرفع صوته وقال: الله أكبر، فجاوبته الجبال، فيبست من الفزع، ونزل فصلى الفجر، وركب، فطلعت الشمس، وإذا قد لاح من ناحية حصن الأكراد طلب أبيض، فظنهم الاستبار، فقال: الله أكبر، ما أبركك من يوم، اليوم أمضي إلى صاحبي. وساق إليهم وشهر سيفه، فقلت في نفسي: شيخ وتحته بغلة وبيده سيف يسوق إلى طلب فرنج. فلما كان بعد لحظة وقربوا، إذا هم بمائة حمير وحش، فجئنا إلى حمص، فجاء الملك المجاهد أسد الدين، وقدم له حصانا، فركبه، ودخل معهم، وفعل عجائب.
وكان الشيخ عبد الله يقول للفقيه محمد: في وفيك نزلت: إن كثيرا من الأخبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل.
وقال ابن العديم في تاريخ حلب: أخبرني الفقيه اليونيني أن الشيخ

344
عبد الله كان يصلي بعد العشاء الآخرة وردا إلى قريب ثلث الليل، فكان ليلة يعاتب ربه عز وجل ويقول: يا رب الناس ما يأتوني إلا لأجلك، وأنا قد سألتك في المرأة الفلانية والرجل الفلاني أن تقضي حاجته، وما قضيتها، فهكذا يكون وكان يتمثل بهذه الأبيات كثيرا ويبكي:
* شفيعي إليكم طول شوقي إليكم
* وكل كريم للشفيع قبول
*
* وعذري إليكم أنني في هواكم
* أسير ومأسور الغرام ذليل
*
* فإن تقبلوا عذري فأهلا ومرحبا
* وإن لم تجيبوا فالمحب حمول
*
* سأصبر لا عنكم ولكن عليكم
* عسى لي إلى ذاك الجناب وصول
* قال الصاحب أبو القاسم: وقد صحبته ووهب لي قميصا له أزرق، وقال لي يوما ببيت المقدس: يا أبا القاسم، اعشق تفلح فاستحييت، وذلك في سنة ثلاث وستمائة، ثم بعده مدة سارني بجامع دمشق، وقال: عشقت بعد فقلت: لا. قال: شه عليك. واتفق أني تزوجت بعد ذاك بسنة، وملت)
إلى الزوجة ميلا عظيما، فما كنت أصبر عنها.
قال ابن العز عمر: قرأت في تاريخ ابن العديم، بغير العديم، بغير خطه، قال سيدنا العلامة أبو عبد الله محمد بن أبي الحسين اليونيني: كنت عند الشيخ يوما فجاءه رجلان من العرب، فقالا: نطلع إليك قال: لا، فذهب أحدهما وجلس الآخر، فقال الشيخ: فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض ثم قال له: اطلع. وطلع، فأقام عندنا أياما، فقال له الشيخ: تحب أن أريك قبرك قال: نعم، فأتى به المقبرة، فقال: هذا قبرك. فأقام بعد ذلك اثني عشر يوما أو أربعة عشر يوما، ثم مات، فدفن في ذلك المكان. وكان له زوجة ولها بنت، فطلبت أن يزوجني بها، فتوقفت أمها، وقالت: هذا فقير ما له شيء. فقال: والله إني أرى دارا قد بنيت له وفيها ماء جار وابنتك عنده في الإيوان، وله

345
كفاية على الدوام، فقالت: ترى هذا قال لها: نعم.
فزوجتنيها، ورأت ذلك، وأقامت معي سنين، وذلك سنة محاصرة الملك العادل سنجار.
وكانت امرأة بعد موتها تطلب زواجي، وتشفعت بزوجة الشيخ، فلما أكثرت علي، شكوتها إلى الشيخ، قال: طول روحك يومين، ثلاثة ما تعود تراها. قال: فقدم ابن عمها من مصر أمير كبير بعد أيام، فتزوج بها، وما عدت رأيتها. وكراماته في هذا كثير.
كتب الفقيه تحت هذا الكلام: صحيح ذلك، كتبه محمد بن أبي الحسين اليونيني.
وقال أبو القاسم ابن العديم: توفي في عشر ذي الحجة، وهو صائم، وقد جاوز الثمانين. فقال لي الفقيه محمد: كنت عند الشيخ، فالتفت إلى داود المؤذن، فقال: وصيتك بي غدا، فظن المؤذن أنه يريد يوم القيامة. وكان ذلك يوم الجمعة، وهو صائم، فلما جاء وقت الإفطار قال لجاريته: يا دراج أجد عطشا، فسقته لينوفر، فبات تلك الليلة، وأصبح وجلس على حجر موضع قبر مستقبل القبلة، فمات وهو جالس، ولم يعلم بموته، حتى حركوه، فوجدوه ميتا، فجاء ذلك المؤذن وغسله،
رحمه الله.
قلت: وله أصحاب كبار منهم: ولده محمد، والشيخ الفقيه، والشيخ عبد الله بن عبد العزيز، والشيخ عيسى بن أحمد، والشيخ توبة، ومحمد بن سيف وأقدمهم الشيخ عبد الخالق اليونيني، توفي بيونين في هذه السنة أيضا وكان صالحا زاهدا، كبير القدر، صاحب كرامات، وهو عم الشيخ عيسى اليونيني.)

346
4 (عبد الرحمن بن أحمد بن هدية.))
أبو عمر البغدادي، الوراق، الدارقزي.
آخر من حدث عن الحافظ عبد الوهاب الأنماطي، سمع منه في سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، والضياء، وجماعة.
وكان شيخا صالحا.
توفي في السادس والعشرين من ربيع الأول، وقد جاوز التسعين.
4 (عبد الرحيم ابن الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور بن محمد بن عبد))
الجبار.
الإمام فخر الدين أبو المظفر ابن السمعاني، المروزي، الشافعي.

347
ولد في ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وخمسمائة. واعتنى به أبوه أتم عناية، ورحل به وسمعه الكثير، وأدرك الإسناد العالي، ووقع له عاليا من الكتب: صحيح البخاري، وسنن أبي داود، و جامع الترمذي، و سنن النسائي، و مسند أبي عوانة، و تاريخ يعقوب الفسوي. وسمع الكتب الكبار مثل الحلية لأبي نعيم، و مسند الهيثم بن كليب، وأشياء كثيرة.
فسمع من أبي تمام أحمد بن محمد ابن المختار العباسي التاجر، حدثه عن أبي جعفر ابن الموفق الهروي، ووجيه الشحامي، وأبي الفتوح عبد الله بن علي الخركوشي، والحسين بن علي الشحامي، والجنيد بن محمد القايني، وأبي الوقت عبد الأول السجزي، وأبي الأسعد هبة الرحمن القشيري، وأبي الخير جامع السقاء الصوفي، ومحمد بن إسماعيل بن أبي صالح المؤذن، ومحمد بن منصور الحرضي، وأبي طاهر محمد بن محمد السنجي الحافظ، وأبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الكشمهني آخر من روى البخاري عن ابن أبي عمران، وأبي طالب محمد بن عبد الرحمن بن محمد الكنجروذي، ومحمد بن الحسن بن تميم الطائي، ومحمد بن إسماعيل الخراجي المروزي سمع البخاري من ابن أبي عمران، وأبي الفتح محمد بن عبد الله بن أبي سعد الشيرازي الهروي يروي عن بيني الهرثمية، وأبي سعد محمد بن إسماعيل الشاماتي، ومحمد بن عبد الواحد المغازلي الإصبهاني، ومحمد بن المفضل بن سيار الدهان، ومحمد بن جامع خياط الصوف، وأبي عبد الرحمن أحمد بن الحسن الكاتب، وأبي عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي، والحسن بن محمد السنجبسي وسعيد بن علي الشجاعي،)
وعبد الله بن محمد ابن الفراوي، وعبد الملك بن عبد الواحد ابن القشيري، وعبد

348
السلام بن أحمد الهروي بكبرة، وأبي منصور عبد الخالق بن زاهر الشحامي، وأبي عروبة عبد الهادي بن عبد الخلاق الهروي، وعمر بن أحمد الصفار، وعثمان بن علي البيكندي، وخلق كثير لقيهم بمرو، ونيسابور، وهراة، وبخارى، وسمرقند، ونواحي خراسان.
وخرج له أبوه معجما في ثمانية عشر جزءا. وحج سنة ست وسبعين وخمسمائة. وحدث ببغداد، وعاد إلى مرو، وروى الكثير، ورحل الناس إليه.
وسمع منه الحافظ أبو بكر محمد بن موسى الحازمي، ومات قبله بدهر.
وحدث عنه: الأئمة أبو عمرو ابن الصلاح، والضياء أبو عبد الله، والزكي البرزالي، والمحب ابن النجار، والمحب عبد العزيز بن هلالة، والشرف المرسي، وأحمد بن عبد المحسن الغرافي، وطائفة سواهم.
وسمعنا بإجازته من الشرف ابن عساكر، والتاج بن عصرون.
وآخر من روى عنه بالإجازة زينب بنت عمر البعلبكية.
وكان فقيها، مفتيا، عارفا بالمذهب، وله أنس بالحديث خرج لنفسه أربعين حديثا، سمعناها.
قال أبو عمرو ابن الصلاح: قرأت عليه في أربعين أبي البركات الفراوي حديثا ادعى فيه كأنه سمعه هو أو شيخه من البخاري، فقال الشيخ أبو المظفر: ليس لك بعال ولكنه للبخاري نازل. قلت: أعجبني هذا القول من أب المظفر.
وانقطع بموته شيء كثير من المرويات. وعدم في دخول التتار مرو في آخر هذه السنة، أو في أوائل السنة الآتية.
وكان أخوه الصدر الرئيس أبو زيد محمد قد اختص بخدمة السلطان محمد بن تكش الخوارزمي، وتقدم عنده، ونفذه رسولا غير مرة إلى بغداد، فوعظ بها، وحدث سنة إحدى وستمائة عن أبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الحمدوبي حضورا، وعن مسعود بن محمد المروزي.

349
روى عنه الحافظ الضياء.
قرأت في تاريخ ابن النجار: أن أبا المظفر توفي بمرو ما بين سنة أربع عشرة أو ست عشرة وستمائة.)
قال ابن النجار: سماعاته بخطوط المعروفين صحيحة، فأما ما كان بخطه فلا يعتمد عليه كان يلحق اسمه في الطباق.
4 (عبد السلام بن الحسن بن عبد السلام بن أحمد.))
القاضي المرتضى، أبو محمد الفهري، القيسراني، ثم المصري الكاتب، المعروف بابن الطوير.
سمع من السلفي في كبره. وخدم في دولة بني عبيد المصريين، ثم خدم في الدواوين في الدولة الصلاحية. وشهد ستين سنة.
وجده من أهل العدالة والحديث والتقدم كتب عنه الحافظ السلفي.
وأما أخوه هبة الله بن الحسن، فيروي عن أبي الحسن ابن الفراء، روى عنه الحافظ ابن المفضل، وغيره.
وهذا فله شعر، وكتابة حسنة.

350
روى عنه: الزكي المنذري، وغيره.
توفي عن اثنتين وتسعين سنة وسبعة وعشرين يوما، عن ذهن حاضر وكتابة جيدة، وهو القائل:
* بالله ربي ثقتي
* دخلت عشر المائة
*
* تسعون عاما كملت
* في النصف من ذي الحجة
*
* ممتعا بناظري
* ومسمعي وقوتي
*
* وإنني أطمع أن
* تغفر لي خطيئتي
*
4 (عبد العزيز ابن الأمير القائد أبي علي الحسين بن عبد العزيز بن هلالة اللخمي الأندلسي.))
الصالح الحافظ، أبو محمد محب الدين.
ولد سنة سبع وسبعين وخمسمائة تقريبا.
ورحل، فسمع بمكة من زاهر بن رستم، وببغداد من: أبي أحمد عبد الوهاب بن سكينة، وعمر بن طبرزد، والحسين بن أبي نصر بن أبي حنيفة، وطائفة، وبواسط من أبي الفتح ابن المندائي.
وبإصبهان من أسعد بن سعيد، وعين الشمس، وجماعة. وبخراسان من المؤيد الطوسي، وأبي روح، وزينب، وأصحاب الفراوي، وهذه الطبقة.
وخطه مليح مغربي في غاية الدقة.)

351
وحدث.
وكان كثير الأسفار، دينا، متصونا، كبير القدر.
قال الحافظ الضياء: توفي رفيقنا وصديقنا أبو محمد بن هلالة بالبصرة في عاشر رمضان، وما رأينا من أهل المغرب مثله. ودفن بجنب قبر سهل بن عبد الله التستري.
وقال ابن نقطة: كان ثقة، فاضلا، صاحب حديث وسنة، كريم الأخلاق.
وقال مفضل القرشي: كان كثير المروءة، غزير الإنسانية.
وقال عمر ابن الحاجب: رأيته ولم أسمع منه، وهو من طبيرة: بليدة بالأندلس، من كبار أهلها، رأيته ولم أسمع منه. قال: وكان كيس الأخلاق، محبوب الصورة، لين الكلام، كريم النفس، حلو الشمائل، محسنا إلى أهل العلم بماله وجاهه.
قيل: إنه أوصى بكتبه للشرف المرسي.
وممن روى عنه الكمال ابن العديم.
قلت: آخر من روى عنه السيف عبد الرحمن بن محفوظ الرسعني المعدل.
4 (عبد العظيم بن أبي البركات عبد اللطيف بن أبي نصر بن محمد بن سهل.))
أبو المكارم الإصبهاني، الملنجي، الشرابي، القزاز، نزيل بغداد. ولد بمحلة ملنجة من إصبهان سنة خمسين وخمسمائة.
وسمع من: أبيه، وأبي مسعود عبد الجليل كوتاه، وأبي الخير محمد بن أحمد الباغبان، ومسعود الثقفي، والرستمي، وشاكر الأسواري، ومحمد بن محمود الفارفاني، وجماعة.

352
وحدث بإصبهان، وبغداد.
وسماعه من كوتاه حضور.
وقد كتبت في إجازة أنه من عشيرة سلمان الفارسي.
روى عنه: أبو عبد الله الدبيثي، والزكي البرزالي، وجماعة. وآخر من روى عنه بالإجازة زينب بنت كندي.
ومات في السابع والعشرين من ذي الحجة ببغداد.
أخبرتنا زينب الكندية، أنبأنا عبد العظيم بن عبد اللطيف، أن ضوء النساء بنت عبد الرزاق بن محمد بن سهل الشرابي، أخبرته، قالت: أخبرنا أبي، أخبرنا محمد بن عبد الله الهروي، أخبرنا)
ثابت بن محمد السعدي، أخبرنا أبي، حدثنا محمد بن إسحاق القرشي، حدثنا عثمان بن سعيد الدارمي، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن عاصم بن أبي النجود، قال: قالت أم سلمة: نعم اليوم يوم ينزل فيه رب العزة إلى سماء الدنيا يوم عرفة. فيه انقطاع.
4 (عيد الكبير بن محمد بن عيسى بن محمد بن تقي.))
أبو محمد، الغافقي المرسي، نزيل إشبيلية.
روى عن: أبيه، وأبي عبد الله بن سعادة، وأبي عبد الله بن عبد الرحيم، وجماعة. وأجاز له أبو الحسن بن هذيل، وغيره.
قال الأبار: كان فقيها حافظا، حسن الهدي والسمت، مشاركا في

353
الحديث، بصيرا بالشروط، متقدما في الفتيا. وله مختصر في الحديث، وصنف تفسيرا نحا فيه الجمع بين تفسير ابن عطية وتفسير الزمخشري. وولي القضاء برندة، وناب في الحكم عن القاضي أبي الوليد بن رشد بقرطبة. وحدث وأخذ الناس عنه. وتوفي في صفر، ومولده في سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
4 (عبد اللطيف ابن قاضي القضاة أبي طالب علي بن علي بن هبة الله ابن البخاري.))
القاضي أبو الفتوح البغدادي.
ولي القضاء بالجانب الشرقي جميعه. وولي نظر المخزن المعمور.
وهو من بيت القضاء والحشمة.
توفي في ربيع الآخر.
4 (عبد المجيد بن محمد بن محمد بن الحسن بن علي.))
أبو المفضل الربعي، الكركنتي الأصل، الإسكندراني، المالكي العدل.
قال: إنه دخل همذان مع أبيه: وسمع بها من الحافظ أبي العلاء العطار. وقد سمع من أبي محمد العثماني.
وتفرد بالإجازة من القاضي أبي المظفر محمد بن علي بن الحسين الشيباني الطبري، وحدث بها.

354
وتوفي في رابع عشر ذي الحجة.
4 (عبد الوهاب بن عبد الله بن هبة الله بن عبد الله بن حسن.))
أبو الحسن الأزجي، القصار، الصوفي.)
سمه من: أبي محمد ابن المادح، وأبي المعالي عمر بن علي الصيرفي.
وتوفي في رمضان.
روى عنه: البرزالي، والدبيثي، وغيرهما.
4 (علي بن محمد بن يوسف.))
أبو الحسن الفهمي، اليابري الضرير.
نشأ بقرطبة، وأخذ القراءات سنة ثمان وستين بغرناطة عن عبد المنعم بن الخلوف. وأخذ القراءات بإشبيلية عن أبي بكر بن خير، ونجبة بن يحيى وسمع منهم ومن أبي العباس بن مضاء، فأكثر عنه. وله إجازة من السلفي، وجماعة.
قال الأبار: وكان محققا للقراءات، ذكيا. أدب ولد السلطان بمراكش، ونال دنيا عريضة.
وحدث. وتوفي سنة عشرة أو ثمان عشرة.

355
4 (علي بن محمد شاه.))
الأمير الكبير بهاء الدين، صاحب كرمان.
توفي بدمشق في ذي الحجة، ودفن بمقبرة باب الصغير. وعلى قبره أبيات شعره.
4 (علي بن أبي المجد المبارك بن أحمد بن محمد ابن الظاهري.))
الحريمي، أبو الحسن.
سمع من: أبي المعالي محمد ابن اللحاس، وأبي الفتح ابن البطي، وجماعة.
يقال: إنه من ولد الأمير طاهر بن الحسين الخزاعي.
توفي في ربيع الآخر.
4 (علي بن مسعود بن هياب.))
أبو الحسن الواسطي، المقرئ، الجماجمي.
كان يعمل الجماجم.
قرأ القراءات على هبة الله بن قسام الواسطي، وجماعة. وأقرأ وكان يحفظ المشهور والشواذ.

356
وتوفي في جمادى الأولى بواسط.
قال ابن نقطة: قرأت عليه، وكان متساهلا في الأخذ جدا.
4 (علي بن مسعود بن أحمد ابن المقرئ.))
)
الحاجب الجليل أبو القاسم البغدادي.
سمع من عبد الملك بن إلكيا الهراسي.
وحدث.
ومات في جمادى الآخرة.
4 (علي بن أبي بكر بن علي بن سرور.))
الإمام الفقيه مجد الدين أبو الحسن المقدسي، الجماعيلي، الحنبلي.
سمع من ابن كليب. ورحل إلى إصبهان، فسمع من جماعة.
روى عنه الضياء المقدسي وقال: كان إماما، دينا، فقيها، حصل الفقه والحديث. وكان كثير الاجتهاد في نفع الناس من الإقراء والإشغال بالفقه والحديث. وتوفي في ثامن عشر رجب.
4 (عمر بن الحسن بن المبارك.))
أبو القاسم ابن البواب، أمين القضاة بالحريم وما يليه.
سمع من: أبي علي أحمد ابن الرحبي، ودهبل بن كاره، وجماعة.
وحدث.
4 (حرف الفاء))
4 (فاطمة بنت الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمذاني.))

357
العطار.
سمعت من نصر بن المظفر البرمكي، ومن أبيها.
روى عنها الضياء المقدسي، وغيره. وأجازت لشيوخنا.
وتوفيت في الخامس والعشرين من ذي الحجة بهمذان.
4 (فريدون بن كشوارة، الأجل الأمير، الدوني.))
توفي بمصر.
وحدث عن أبي طاهر السلفي.
ومات في ربيع الآخر.
4 (حرف القاف))
4 (القاسم بن الحسين بن أحمد.))
)
أبو الفضل الخوارزمي النحوي.
من كبار أئمة العربية، صنف شرحا للمفضل في نحو ثلاث مجلدات، وغير ذلك.

358
قتلته التتار بخوارزم فيمن قتلوا في ثاني عشر ربيع الأول شهيدا، رحمه الله.
4 (قتادة، صاحب مكة، الشريف أبو عزيز ابن الأمير الشريف أبي مالك إدريس بن مطاعن))
بن عبد الكريم بن عيسى بن حسين بن سليمان بن علي بن عبد الله بن محمد بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
الهاشمي العلوي الحسني.
يقال: إنه بلغ التسعين سنة، ولد بوداي ينبع، وبه نشأ. وولي إمرة مكة مدة.
قال الحافظ عبد العظيم: رأيته يطوف، ويدعو بتضرع وخشوع كثير.

359
وكان مهيبا، قوي النفس، مقداما، فاضلا، وله شعر. وقدم مصر غير مرة. أملى علي نسبه أخوه الشريف عيسى فذكر ما تقدم.
وقال أبو شامة: كان قتادة شيخا مهيبا، طوالا، وما كان يلتفت إلى أحد لا خليفة ولا غيره.
وكان تحمل إليه من بغداد الخلع والذهب. وكان يقول: أنا أحق بالخلافة من الناصر لدين الله.
وكان في زمانه يؤذن بالحرم ب حي على خير العمل على مذهب الزيدية وقد كتب إليه الخليفة قول: أنت ابن العم والصاحب، وقد بلغني شهامتك وحفظك للحجيج، وعدلك، وشرف نفسك، ونزاهتك، وأنا أحب أن أراك وأحسن إليك. فكتب إلى الناصر لدين الله:
* ولي كف ضرغام أدل ببطشها
* وأشري بها بين الورى وأبيع
*
* وكل ملوك الأرض تلثم ظهرها
* وفي بطنها للمجدبين ربيع
*
* أأجعلها تحت الرحى ثم أبتغي
* خلاصا لها إني إذا لرقيع
*
* وما أنا إلا المسك في كل بقعة
* يضوع وأما عندكم فيضيع
* توفي بمكة في جمادى الأولى.
وقال المنذري: توفي في أواخر جمادى الآخرة.
وقال ابن واصل: وثب ابنه حسن بن قتادة على عمه فقتله، فتألم قتادة، وغضب على ابنه وتهدده. فدخل حسن مكة وقصد دار أبيه فدخل، فلما رآه أبوه وهو شيخ كبير متمرض شتمه وتهدده، فوثب على أبيه فخنقه لوقته، ثم خرج وقال: قد اشتد مرض أبي، وقد أمركم أن)
تحلفوا لي فحلفوا له وتأمر. ثم طلب

360
أخاه من قلعة ينبع، فلما حضر قتله أيضا، فلم يمهله الله.
وكان ظالما، جبارا، عسافا.
4 (قيصر بن مظفر بن يلدرك.))
أبو محمد البغدادي.
أديب فاضل، أخباري، مليح الخط.
صحب أبا الفوارس سعد بن محمد حيص بيص، وانقطع إليه، وسمع منه الكثير.
توفي في جمادى الأولى، وله ثمان وثمانون سنة.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن سليمان.))
أبو عبد الله الزهري، الأندلسي، الإشبيلي.
رحل، وحج، وسمع ببغداد من ابن كليب، وذاكر بن كامل، ويحيى بن بوش، وعبد الخالق ابن الصابوني، وطبقتهم. ورحل إلى إصبهان، فكتب بها عن أصحاب أبي علي الحداد.
ثم سافر إلى الكرج واستوطنها، وحدث بها وبإربل.
وكان عارفا بالأدب، فاضلا، نحويا. صنف شرحا لكتاب الإيضاح. وله شعر حسن.

361
قال الزكي المنذري: توفي ببروجرد شهيدا بيد التتار، في رجب.
4 (محمد بن أحمد بن حسان القصار.))
سمع من: مسعود بن عبد الواحد بن الحصين، والمبارك بن المبارك بن نصر السراج.
روى عنه ابن النجار. وكان صالحا.
4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز.))
أبو جعفر الرازي، الفقيه العلامة الحنفي، نزيل الموصل.
درس، وأفتى، وتفنن في العلوم، وله شعر جيد، وصنف في المذهب. وكان كبير القدر.
توفي في رجب.
4 (محمد بن إسماعيل بن علي بن حمزة الموسوي.))
الشريف أبو بكر الهروي.
سمع من: جده علي، وغيره.)
وولد ثمان وعشرين.

362
روى عنه: الضياء، وغيره.
وكان حيا في هذه السنة.
وأخبرنا ابن عساكر، أخبرنا محمد بن إسماعيل إجازة، أخبرنا جدي، فذكر حديثا.
4 (محمد بن تكش بن إيل أرسلان بن آتسز بن محمد بن نوشتكين.))
السلطان علاء الدين خوارزم شاه.
قد ذكرنا قطعة من أخباره في الحوادث.
أباد ملوك العالم، ودانت له الممالك واستولى على الأقاليم.
قال ابن واصل: نسب علاء الدين ينتهي إلى إيلتكين أحد مماليك السلطان ألب أرسلان بن جغر بيك السلجوقي.
قال الإمام عز الدين ابن الأثير: كان صبورا على التعب وإدمان السير، غير متنعم ولا مقبل على اللذات إنما نهمته في الملك وتدبيره، وحفظه، وحفظ رعيته.

363
قال: وكان فاضلا، عالما بالفقه والأصول، وغيرهما. وكان مكرما للعلماء محبا لهم، محسنا إليهم، يحب مناظرتهم بين يديه. ويعظم أهل الدين وبترك بهم. فحكى لي بعض خدم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم لما عاد من خراسان، قال: وصلت إلى خوارزم ودخلت الحمام، ثم قصدت باب السلطان، فلما أدخلت عليه أجلسني بعد أن قام لي، ومشى واعتنقني، قال لي: أنت تخدم حجرة النبي صلى الله عليه وسلم قلت: نعم. فأخذ بيدي وأمرها على وجهه، وسألني عن حالنا وعيشنا، وصفة المدينة ومقدارها، وأطال الحديث معي، فلما عزمت، قال: لولا أننا على عزم السفر الساعة لما ودعتك، وإنا نريد أن نعبر جيحون إلى الخطا، وهذا طريق مبارك حيث رأينا من يخدم الحجرة الشريفة، ثم ودعني وأرسل إلي جملة من النفقة.
وقال أبو المظفر ابن الجوزي: إنه توفي سنة خمس عشرة، فغلط، وقال: كان قد أفنى ملوك خراسان، وما وراء النهر، وقتل صاحب سمرقند، وأخلى البلاد، من الملوك واستقل بها، فكان ذلك سببا لهلاكه. ولما نزل همذان، كاتب الوزير مؤيد الدين محمد ابن القمي نائب الوزارة الإمامية عن الخليفة عساكر خوارزم شاه، ووعدهم بالبلاد، فاتفقوا مه الخطا على قتله، وبعث القمي إليهم بالأموال والخيول سرا، فكان ذلك سببا لوهنه وعلم بذلك، فسار من همذان إلى) خراسان ونزل مرو، فصادف في طريقه الخيول والهدايا والكتب إلى الخطا، وكان معه منهم سبعون ألفا، فلم يمكنه الرجوع لفساد عسكره. وكان خاله من أمراء الخطا، وقد حلفوه أن لا يطلع خوارزم شاه على ما دبروا عليه، فجاء إليه في الليل، وكتب في يده صور الحال، ووقف بإزائه، فنظر إلى السطور وفهمها، وهو يقول: خذ لنفسك، فالساعة تقتل، فقام وخرج من تحت ذيل الخيمة ومعه ولداه جلال الدين والآخر، فركب، وسار بهما، ثم دخل الخطا والعساكر إلى خيمته، فلم يجدوه، فنهبوا الخزائن واليخول
، فيقال: إنه كان في خزائنه عشرة آلاف ألف دينار وألف حمل قماش أطلس وغيره. وكانت خيله عشرين ألف فرس وبغل، وله عشرة آلاف مملوك. فهرب وركب في مركب

364
صغير إلى جزيرة فيها قلعة ليتحصن بها، فأدركه الأجل، فدفن على ساحل البحر، وهرب ولداه، وتفرقت الممالك بعده، وأخذت التتار البلاد.
قلت: وكانت سلطنة علاء الدين محمد بن تكش في سنة ست وتسعين وخمسمائة عند موت والده السلطان علاء الدين تكش.
قال الموفق عبد اللطيف: كان تكش أعور قميئا كثير اللعب بالملاهي، استدعي من الديوان العزيز لدفع أذى طغريل السلجوقي صاحب همذان، فقتل طغريل وسير برأسه، وتقدم بطلب حقوق السلطنة، فتحركت أمة الخطا إلى بلاده، أو حركت، فألجأته الضرورة أن يرجع يعني إلى خوارزم.
وتولى بعده الأمر ولداه، فكان ابنه محمد شجاعا، شهما، مغوارا، مقداما، سعد الوجهة، عزاء، لا ينشف له لبد، ويقطع المسافات الشاسعة في زمان لا يتوهم العدو أنه يقطعها في أضعافه.
وكان هجاما، فاتكا، غدارا، فأول ما فتك بأخيه، فأحضر رأسه إليه وهو على الطعام، فلم يكترث. وكان قليل النوم، كثير اليقظة، طويل النصب، قصير الراحة. يخدم في الغارات أصحابه، ويهجعون وهو يحرسهم. وثيابه وعدة فرسه لا تبلغ دينارا. لذته في نصبه، وراحته في تعبه، كثير الغنائم والأنفال، سريع التفريق لها والإنفاق. وكان له معرفة ومشاركة للعلماء، وصحب الفخر الرازي قبل الملك، فلما تملك رعى له ذلك، فوسع عليه الدنيا وبسط يده.
لكن هذا الملك أفسد رأيه العجب، والتيه، والثقة بالسلامة، وأوجب له ذلك أن يستبد برأيه، وينكب عن ذكر العواقب جانبا، واستهان بالأعداء، ونسي عواقب الزمان فمن عجبه كان يقول: محمد ينصر دين محمد ثم قطع خطبة بني العباس من مملكته، وترك غزو الكفار،)
وأخذ يتصدى لعداوة قبلة الإسلام وقلب الشريعة بغداد، وعزم على قصد تفليس ليجعلها سرير ملكه، ويحكم منها على بلاد الروم والأرمن والقفجق، وسائر بلاد العرب والعجم فأفسد الأمور

365
بإساءة التدبير، وقتل نفسه بشدة حرصه وحركته قبل وقته، وأراد أن يتشبه بالإسكندر، وأين الأعمى من المبصر وأين الولي من رجل تركي فإن الإسكندر مع فضله وعدله ولإظهاره كلمة التوحيد كان في صحبته ثلاثمائة حكيم، يسمع منهم ويطيع، وكان معلمه أرسطوطاليس نائبه على بلاده، ولا يحل ولا يعقد إلا بمشورته ومراسلته في استخراج رأيه.
كذا قال الموفق، وأخطأ في هذا كغيره، فليس إسكندر صاحب أرسطوطاليس هو الذي قص الله سبحانه قصته في القرآن، فالذي في القرآن رجل مؤمن، وأما الآخر فمشرك يعبد الوثن واسمه إسكندر بن فلبس المقدوني، على دين الحكماء لا رعاهم الله ولم يملك الدنيا ولا طافها بل هو من جملة ملوك اليونان.
قم قال الموفق: وقد علم بالتجربة والقياس أن كل ملك لا يكون قصده إقامة وبسط العدل والعمارة فهو وشيك الزوال فأول ما صنع هذا أنه ظاهر أمة الخطا، فنازلهم بأمة التتر حتى استأصلهم، ولم يبق منهم إلا من دخل تحت طاعته، وصار من عسكره. واستخدم سبعة أمراء من أخواله وجعلهم من قلب عسكره وخواصه. ثم انتقل إلى أمه التتر فمحقهم بالسيف ولم منهم إلا مستسلم في زمرته. وكانت بلاد ما وراء النهر في طاعة الخطا، وملوك بخارى وسمرقند وغيرهما يؤدون الإتاوة إلى الخطا، والخطا يبسطون فيهم العدل. وكانت هذه الأمم سدا بين ترك الصين وبيننا، ففتح هذا الملك بقلة معرفته هذا السد الوثيق. ثم أفسد تلك الممالك والأمصار، وأتى على إخراب البلاد وإفساد القلوب، وإبداعها أصناف الإحن والعداوات، وظن أنه لم يبق فيهم من يقاومه، فانتقل إلى خراسان وسجتان وكرمان ثم العراق وأذربيجان، وطمع في الشام ومصر، وحدثته نفسه بجميع أقطار الأرض. وكان ذلك سهلا عليه قد يسره الله له لو ساعده التوفيق بحسن التدبير وأصالة الرأي والرفق وعدم العسف. وكان يستحضر التجار ويكشف منهم أخبار الممالك النائية.
وفي بعض الليالي قال لي ابن يعلى وزير الملك الظاهر غازي: إن السلطان الليلة مهموم لما اتصل به من أخبار خوارزم شاه وطمعه في الشام.

366
فقلت له: هذا سعادة للسلطان ولك ولي.
قال: وكيف قلت: هذا ملك واسع الدائرة لا يقدر أن يقيم بالشام، وغرضه القهر والاستيلاء،)
وسلطاننا فيه ملق وحسن تودد ومداراة، فإذا قرب لاطفه وأتحفه، فإذا استولى على ممالك الشام لم يجد من يستنيبه عليه سواه. قال: وكيف عرفت هذا قلت: من التجار. فلما أصبح قص عليه ما جرى فسري عنه، وأمر أن يحقق ذلك، فاستدعى بتاجر خبير بغدادي، وحادثة، فزعم أنه حاضره وبايعه، وذكر من أحواله أنه يبقى أربعة أيام أو نحوها على ظهر فرسه ولا ينزل، وإنما ينتقل من فرس إلى فرس، ويتضمر، ويطوي البلاد. وأنه ربما أتى البلد الذي يقصده في نفر يسير فيهجمه ثم يصبحه من عسكره عشرة آلاف ويمسيه عشرون ألفا، وفي كثير من الأوقات يأتي المدد، وقد قضى الحاجة بنفسه. وفي كثير من الأوقات يبعث البعوث ويأتي أخيرا وقد قضيت الحاجة أولا. وربما هجم البلد في نفر دون المائة فيقضي حاجته. وربما قتل ملك ذلك البلد أو أسره ثم تتدفق جموعه. وقال: إن سرجه ولجامه لا تبلغ قيمتها دانقا، ولا تبلغ قيمة ثيابه دانقين. وحكى أنه في بعض غاراته نزل بأصحابه آخر الليل وكانوا نحو سبعين فارسا، فأمرهم بالهجعة، وأخذ خيلهم يسيرها بعدما استقى من بئر وسقى الجميع، فلما علم أنهم قد أخذوا من النوم بنصيب أيقظ بعضهم وأمرهم بالحراسة، ثم هجع يسيرا ونهض كالعفاريت وهجموا على المدينة، وقتل ملكها.
وسألني الوزير عنه مرة أخرى، فقلت: لا يمكنه أن يدخل الشام لأنه إن أتى بجمع قليل لم ينل غرضا مع شجاعة أهل الشام والفلاحون يكفونه، وإن أتى بجمع كثير لم
تحمله الشام لأن خيلهم تأكل الحشيش، ولا حشيش بالشام، وأما الشعير ففي كل مدينة كفاية دوابها. ثم أخذت أحسب معه ما في حلب من الدواب فبلغت مع التكثير خمسين ألفا، فإذا ورد سبعمائة ألف فرس، أخذوا عليق شهر في يوم أو يومين، ثم إنهم ليس لهم صناعة في الحرب سوى المهاجمة. وأخذهم البلاد إنما هو بالرعب والهيبة لا بالعدل والمحبة، وهذه الحال لا تنفع مع شجاعة أهل الشام.
وعقيب موت الملك الظاهر غازي، وصل رسوله إلى حلب، فاحتفل

367
الناس، وخرجت الدولة للقائه، وإذا به رجل صوفي، وخلفه صوفي قد رفع عكازا على رأسه، ومعه اثنان من عسكره، ورسول صاحب إربل، فصعد القلعة، وقال بحضرة المراء: سلطان السلاطين يسلم عليكم، ويعتب إذ لم تهنئوه بفتح العراق وأذربيجان، وإن عدد عسكره قد بلغ سبعمائة ألف فأحسنوا المعذرة بأن قالوا: نحن في حزن بموت ملكنا وضعف في نفوسنا وإذا بسطنا فنحن عبيده.)
وكان كلامه وشكله بقلة عقل مرسله. ثم توجه إلى الملك العادل بدمشق، فقال: سلطان سلاطين يسلم عليك، وقال: تصل الخدمة، فقد ارتضيناك أن تكون مقدم الركاب. فقال: السمع والطاعة ولكن لنا شيخ هو كبيرنا نشاوره، فإذا أمر حضرنا، قال: ومن هو قال: أمير المؤمنين.
فانصرف، والناس يهزؤون منه.
قال: وسمعنا أنه جعل عز الدين كيكاوس صاحب الروم أمير علم له، والخليفة خطيبا، وكل ملك جعل له خدمة وأما الملوك الدين كانوا بحضرته، فكان يذلهم ويهينهم أصنافا من الإهانات فكان إذا ضرب له النوبة يجعل طبول الذهب في أعناق الملوك وهم قيام يضربون، وهذا يدل على اغتراره بدنياه وقلة ثقته بالله تعالى.
ثم إنه وصل همذان، وإصبهان، وبث عساكره إلى حلوان وتخوم إربل، وواصله مظفر الدين بالمؤن والأزواد، خافه أهل بغداد فجمعوا وحشدوا واستعدوا للحصار واللقاء جميعا، ثم إن الله أجراهم على جميل عادته في أن يدافع عنهم وذلك أنه اختلت عليه بلاد ما وراء النهر، فرجع على عقبيه، وقهقر، لا يدري ما خلفه مما بين يديه. وأيضا فإنه لما وصل حلوان نزل عليهم ثلج ونوء عظيم. فقال بعض خواصه: هذا من كرامات بيت النبوة.
ولما أباد أمتي الخطا والتتر وهم أصحاب الجند وتركستان وتنكت ظهرت أمم أخر يسمون التتر أيضا، وهو صنفان: صنف يسكنون طمغاج وما يليها، ويسمون الإيوانية، وصنف يسكنون مما يلي الهند وصين الصين بجبل يسمى سنك سلاخ وفيه حرق إلى الهند، ومنه دخل السلطان محمد هذا إلى الهند، فجاءهم

368
من حيث لا يحتسبون، فوقع بين طائفتي التتر، فانهزمت الإيوانية من الطمغاجية إلى أن خالطوا أطراف بخارى وسمرقند، واتصل بهم: أن السلطان محمدا بنواحي بغداد، وأن المسافة بعيدة، فطمعوا في البلاد بخلوها عنه، فأتاه الخبر وهو بهمذان، فارتد على عقبيه حتى قدم بخارى، فجمع وحشد وعزم على لقائهم، وستر ولده جلال الدين بخمسة عشر ألفا وجعلهم كمينا، فنم الخبر إلى الطمغاجية، وملكهم هو جنكرخان فوقعوا على الكمين فطحنوه. وهرب جلال الدين بعد جهد جهيد حتى اتصل بأبيه، فأجمع رأيه على أن يضرب معهم مصافا فثبتوا عند اللقاء أول يوم، فعجب من ذلك السلطان محمد إذ لم تجر له عادة أن يثبت بين يديه عدو، فلما ثبتوا اليوم الثاني والثالث ضعفت منته ومنة أصحابه،)
وتغيرت نياتهم، واستشعروا الخوف والخور، ثم وصلت الجواسيس تخبره بأن العدو على نصف عسكره في العدد، فخيل إليه تعس الجد أن في أصحابه مخامرين، فقبض على كبرائهم، فازدادت النيات فسادا، وتوهم أن عسكره قد صفا، فضرب معهم مصافا آخر فتطحطح ووصل بخارى منهزما، ونادى إلى الناس: استعدوا للحصار ثلاث سنين. فتخلوا عنه، فرأى من الرأي أن يرجع إلى نيسابور ويجمع بها الجيوش، ولم يظن أن الطمغاجية يتعدون جيحزن. فأخذوا بخارى في ثمانية أيام وأبادوا أهلها، ثم هجموا خراسان. فأشار عليه وزيره عماد الملك أن يلحق بهمذان، وضمن له أن يجمع له من العساكر والأموال مقدار حاجته، فما وصل الري إلا وطلائعهم على رأسه، فانهزم إلى قلعة برجين وقد نصب، فأقام بها يومين، وإذا بهم عليه، فسحب نفسه إلى دربند قارون موضع في تخوم بارس ومعه ثلاثمائة فارس عراة، ليس فيهم رمق، فلما مضهم الجوع استطعموا من أكراد هناك، فلم يحتفلوا بهم، فقالوا: السلطان معنا، فقالوا: ما نعرف السلطان. فلما ألحفوا في المسألة أعطوهم شاتين وقصعتي لبن، فتوزعوها. ثم رجع إلى نهاوند، ومر على أطراف البلاد إلى همذان ثم إلى مازندران

369
وقعقعة رماحهم وسيوفهم قد ملأت مسامعه مناظره، فنزل ببحيرة هناك بموضع يعرف بآوكرم، فمرض بالإسهال الذريع، وطلب دواء فأعوزه الخبز، ومات هناك. وذكر أمه حمل في البحر إلى دهستان.
وذكر آخرون: أنه لما صار في السفينة لم يزل يضرب رأسه بجدرانها إلى أن مات.
وأما ابنه جلال الدين فتقاذفت به البلاد فرمته بالهند، ثم ألقته الهند إلى كرمان، كما يأتي في ترجمته، إن شاء الله.
وقال شمس الدين الجزري أبقاه الله في تاريخه: كان لخوارزم شاه علاء الدين تضرب النوبة في أوقات الصلوات الخمس كعادة الملوك السلجوقية، فلما قصد العرق في سنة أربع عشر وستمائة تركها تضرب لأولاده جلال الدين وغيره، وجعل لنفسه نوبة ذي القرنين كانت تضرب وقت المطلع والمغيب، فعملها سبعة وعشرين دبدبة من الذهب، ورصعها بالجواهر.
ونص يوم اختير لضربها على سبعة وعشرين ملكا من أكابر الملوك وأولاد السلاطين، وقصد التجبر والعظمة. ثم قصد العراق في أربعمائة ألف فوصل إلى همذان.
وقيل: كان معه ستمائة جتر، تحت كل جتر ألف فارس. كان قد أباد الملوك واستحوذ على)
الأقاليم. ثم قال: هذا ما نقله ابن الأثير وغيره.
قال شمس الدين: وحكى لي تقي الدين أبو بكر بن علي بن كمجون الجزري السفار، سنة نيف وسبعين، قال: حدثني ابن عمي شمس الدين محمد

370
التاجر وكان صاحب الجزيرة يبعث معه إذا سافر إلى العجم هدايا إلى السلطان خوارزم شاه، فكانوا يحترمون ما يبعث به لكونه من بقايا بني أتابك زنكي قال: فكنت في جيش الملك خوارزم شاه ومعه يومئذ مقدار ستمائة ألف راكب ومعهم أتباع تقاربهم، وتلك البراري تموج بهم كالبحر، فبينما هو في بعض الليالي في المختم، وإذا بصوت ينادي: يا كفرة اقتلوا الجرة فتتبع ذلك الصوت فلم ير أحد إلا طيور طائرة، فلما كان ثاني ليلة سمع ذلك الصوت بعينه ورأى الطيور، فلما كانت الليلة الثالثة سمع ذلك الصوت بعينه، فما سكت إلا وقد دخل إليه خاله، فحذره من الفتك به كما ذكرنا.
قال: وحكى لي الصالح غرس الذين أبو بكر الإربلي، قال: كان ابن خالتي من حجاب مظفر صاحب إربل، فحدثني، قال: أرسلني مظفر الدين إلى خوارزم شاه رسولا فأكرمني، وأجلسوني فوق رسول الخليفة، وفوق الملوك الذين هم في خدمته، فكان عدة من التقينا من عسكره، وممن هو داخل غي طاعته ثلاثمائة ألف وخمسين ألفا، وكنا كلما جئنا إلى مكان يقولون: هذا رسول الفقير مظفر الدين. فسألت بعض الوزراء: كم تكون عدة جيش السلطان قال: المدونة ثلاثون تومانا، التومان: عشرة آلاف.
قلت: وكانت دولته إحدى وعشرين سنة.
ثم رأيت سيرته وسيرة ولده لشهاب الدين محمد بن أحمد بن علي النسوي في مجلد، فذكر فيه سعة ممالكه وقهره البلاد والعباد، واستيلائه على خراسان، وخوارزم، وأطراف العراق، ومازندان، وكرمان، ومكران، وكيش، وسجستان، والغور، وغزنة، وباميان، وما وراء النهر والخطا، وما يقارب أربعمائة مدينة. وذكر من عظمة أمة تركان الخطائية، أمورا لم يسمع بمثلها، من عظمتها ونفوذ أمرها، وقتلها النفوس، وجبروتها. وأن جنكزخان أسرها ورأت الذل والهوان والجوع.

371
قال النسوي: ولما رحل من حافة جيحون إلى نيسابور والناس يتسللون لم يقم بها ألا ساعة رعبا تمكن من صدره، وذعرا داخل صميم قلبه، فحكى لي الأمير تاج الدين عمر البسطامي قال: وصل السلطان بسطام، فاستحضرني وأحضر عشرة صناديق، وقال: هذه كلها جوهر، وفي)
هذين الصندوقين جوهر يساوي خراج الدنيا بأسرها، فأمرني بحملها إلى قلعة أردهن، ففعلت، وأخذت خط نتوليها بوصولها مختومة. فحاصر التتار القلعة إلى أن صالحهم نتوليها على تسليم الصناديق إليهم بختومها، فحملت إلى جنكزخان. ووصل السلطان إلى أعمال همذان في عشرين ألفا، فلم ترعه إلا صيحة العدو، فقاتلهم بنفسه، وشمل القتل جل أصحابه، ونجا هو في نفر يسير إلى مازندران ثم إلى حافة البحر، فأقام بقرية هناك يحضر المسجد، ويصلي مع إمام القرية، ويبكي، وينذر النذور إن سلم، إلى أن كبسه التتار بها، فبادر إلى مركب، فوقعت فيه سهامهم، وخاض خلفه ناس فغرقوا.
وحدثني غير واحد ممن كانوا مع السلطان في المركب، قالوا: كنا نسوق الركب، وبالسلطان من علة ذات الجنب ما آيسه من الحياة، وهو يظهر الاكتئاب ضجرا، ويقول: لم يبق لنا من ملكنا قدر ذراعين، تحفر، فنقبر، فما الدنيا لساكنها بدار. فلما وصل إلى الجزيرة سر بذلك، وأقام بها فريدا طريدا والمرض يزداد. وكان في أهل مازندران ناس يقربون إليه بالمأكول والمشروب وما يشتهيه، فقال في بعض الأيام: أشتهي أن يكون عندي فرس ترعى حول خيمتي. فلما سمع الملك حسن أهدى له فرسا. ومن قبل كان اختيار الدين أمير آخر السلطان مقدما على ثلاثين ألف فارس قول: لو شئت لجعلت أصحابي ستين ألفا من غير كلفة، وذلك أنني أستدعي من كل جشار للسلطان في البلاد جوبانا فينيفون على ثلاثين ألفا. فتأمل يا هذا بعد ما بين الحالتين

372
ومن حمل إليه في تلك الأيلم شيئا من المأكول وغيره، كتب له توقيعا بمنصب جليل، وربما كان الرجل يتولى كتابة توقيع نفسه لعدم موقع، فأمضاها بعد ولده جلال الدين. ثم حل بن الحمام، انقضت الأيام، فغسله شمس الدين محمود الجاويش، مقرب الدين الفراش، وما كان عنده كفن، ودفن بالجزيرة.
* أذل الملوك وصاد القروم
* وصير كل عزيز ذليلا
*
* وحف الملوك به خاضعين
* وزفوا إليه رعيلا رعيلا
*
* فلما تمكن من أمره
* وصارت له الأرض إلا قليلا
*
* وأوهمه العز أن الزمان
* إذا رامه ارتد عنه كليلا
*
* أتته المنية مغتاظة
* وسلت عليه حساما صقيلا)
* (كذلك يفعل بالشام تين
* ويفنيهم الدهر جيلا فجيلا
*
4 (محمد بن ثروان بن محمد بن عبد الصمد بن عبد الباقي.))
الزاهد، القدوة، أبو عبد الله القضاعي، القيسي، التدمري. شيخ تدمر.
توفي في رمضان من السنة، وله ثلاث وستون سنة.
وقد صحب والده الشيخ الكبير ثروان، صاحب الشيخ أبي البيان القرشي الدمشقي، رحمهم الله.
نقلته من تعاليق علم الدين البرزالي.
4 (محمد بن الحسن بن علي.))
أبو الحسن المجار البغدادي الضرير، المقرئ.
قرأ بالروايات الكثيرة على أبي الحسن بن المرحب البطائحي وسمع منه ومن شهدة. وأقرأ، وحدث.
وعاش سبعين سنة، ومات في جمادى الأولى.
4 (محمد بن ريحان بن عبد الله.))

373
مولى ثقة الدولة أبي الحسن زوج شهدة الكاتبة، الشيخ أبو علي.
سمع من: شهده، يحيى بن ثابت، والمبارك بن المبارك السمار.
روى عنه: الدبيثي، وغيره.
ومات في شعبان أو في صفر، وهو أصح.
4 (محمد بن عبد الله بن أحمد.))
أبو بكر ابن العربي، الإشبيلي، من أقارب القاضي أبي بكر بن العربي.
قرأ لنافع على قاسم بن محمد الزقاق صاحب شريح.
وحج، فسمع من السلفي، وغيره. ثم رحل بعد نيف وعشرين سنة إلى الشام والعراق، وأخذ عم عبد الوهاب بن سكينة وطبقته.
ورجع فأخذوا عنه بقرطبة وإشبيلية. ثم سافر سنة اثنتي عشرة، وتصوف، وتعبد، وتوفي بالإسكندرية.
4 (محمد بن عبد السيد بن علي.))
أبو نصر ابن الزيتوني، البغدادي.) عني بطلب الحديث على كبر السن وسمع من: ابن شاتيل، والقزاز، وعلي ابن الطراح، وابن بوش. وأكثر على ابن الجوزي.

374
ونسخ الكتب الكبار كالمسند، و تاريخ الخطيب، و الطبقات لابن سعد، والتفاسير. وقرأ الكثير.
وكان صدوقا، صالحا متوددا، ذا مروءة.
ولد سنة بضع وثلاثين، ومات في سادس وعشرين في ربيع الآخر.
روى عنه: ابن النجار، وغيره.
4 (محمد بن عبد الكريم بن محمد بن منصور.))
الفقيه أبو زيد ابن الحافظ العلامة أبي سعد، السمعاني، المروزي.
روى عن: أبي الفتح محمد بن عبد الرحمن الحمدويي، وجماعة سمع منهم قبل الستين وخمسمائة. وسمع من أبيه.
وقدم بغداد رسولا ووعظ بها، وروى أحاديث في مجلس وعظه من حفظه.
وكان مولده في سنة أربع وخمسين وانقطع خبره من هذا الوقت.
أخبرنا ابن عساكر، أخبرنا أبو زيد إجازة فذكر حديثا.
4 (محمد بن عثمان بن يوسف أبو عبد الله الأنصاري الخزرجي.))

375
الشافعي.
سمع بمصر من: علي بن هبة الله الكاملي، والتاج المسعودي، وأبي المفاخر سعيد المأموني، وبدمشق من محمد بن أبي الصقر.
وحدث.
ومات في شوال بالقاهرة.
4 (محمد بن عثمان بن حسن.))
أبو بكر السلماسي، ثم البغدادي.
البزاز.
ولد سنة تسع وأربعين.
وسمع حضورا من أبي الوقت.)
وحدث.
ومات في ربيع الآخر.
4 (محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه بن محمد.))
شيخ الشيوخ، صدر الدين أبو الحسن ابن شيخ الشيوخ عماد الدين أبي الفتح، الجويني، البحير آباذي، الصوفي.

376
ولد بجوين، وتفقه على أبي طالب محمود بن علي بن أبي طالب الإصبهاني، صاحب التعليقة المشهورة. وقدم الشام مع والده، وتفقه بدمشق على القطب مسعود بن محمد النيسابوري حتى برع في المذهب.
وسمع من: أبيه، ويحيى الثقفي.
وولي المناصب الكبار، وتخرج به جماعة. ودرس وأفتى. وزوجه القطب النيسابوري ابنته، فأولدها الإخوة الأربعة المراء الصدور: عماد الدين عمر، وفخر الدين يوسف، وكمال الدين أحمد، ومعين الدين حسن. ثم إنه عظم في الدولة الكاملية، وارتفع قدره. وولي تدريس الشافعي، ومشهد الحسين، وغير ذلك. وسيره الكامل رسولا إلى الخليفة يستنجد به على الفرنج في نوبة دمياط، فمرض بالموصل، ومات بعلة الذرب في جمادى الآخرة، أو في جمادى الأولى.
قال المنذري: سمعت منه، وخرجت له عن المجيزين له كأبي علي الحسن بن أحد الموسياباذي، ونصر بن نصر العكبري، وأبي الوقت الشجزي، وجماعة ممن رحل إلى الغزالي وتفقه عنده وصحبه. وكانت داره مجمع الفضلاء. وكان جد أبيه علم الزهاد، وشيخ العارفين بحوين، له أحوال ومقامات.
قلت: وكان صدر الدين حسن السمت، كثير الصمت، كبير القدر، غزير الفضل، صاحب أوراد، وورع، وحلم، وأناة.
4 (محمد السلطان الملك المنصور ابن السلطان الملك المظفر تقي الدين عمر ابن الأمير نور))
الدولة شاهنشاه.

377
ابن الأمير نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان، صاحب حماه وابن صاحبها.
سمع بالإسكندرية من الإمام أبي الطاهر بن عوف الزهري.)
وجمع تاريخا على السنين في عدة مجلدات، فيه فوائد.
قال أبو شامة: كان شجاعا، محبا للعلماء يقربهم ويعطيهم.
قلت: وروى أيضا عن أسامة بن منقذ روى عنه القوصي في معجمه وقال: قرأت عليه قطعة من كتابه مضمار الحقائق في سر الخلائق وهو كبير نفيس يدل على فضله، لم يسبق إلى مثله.
قلت: وتوفي والده المظفر في سنة سبع وثمانين كما تقدم، وتوفي جده في وقعة الفرنج شهيدا على باب دمشق سنة ثلاث وأربعين شابا، رحمه الله، وخلف ولدين: أحدهما: تقي الدين عمر، والآخر: فروخ شاه نائب دمشق.
وكانت دولة الملك المنصور مدة ثلاثين سنة. وقد ذكرنا من أخباره في الحوادث، وأنه كسؤر الفرنج مرتين.
وكان مزوجا بملكة ابنة السلطان الملك العادل، وهي أم أولاده، وماتت قبله، فتأسف عليها بحيث أنه لبس الحداد واعتم بعمامة زرقاء قال ذلك ابن واصل في تاريخه، وقال: ورد عليه السيف الآمدي، فبالغ في إكرامه، واشتغل عليه.
قال: وصنف كتاب طبقات الشعراء وكتاب مضمار الحقائق وهو نحو

378
من عشرين مجلدة.
وقد جمع في خزانته من الكتب ما لا مزيد عليه. وكان في خدمته ما يناهز مائتي معمم من الفقهاء والأدباء والنحاة والمشتغلين بالعلوم الحكمية والمنجمين والكتاب. وكان كثير المطالعة والبحث. بنى سور القلعة والمدينة بالحجر، وكانت القلعة قد بناها أبوه باللبن. وكان موكبه جليلا تجذب بين يديه السيوف الكثيرة، حتى كان موكبه يضاهي موكب عمه الملك العادل والملك الظاهر، وجمعت أشعراه في ديوان.
قلت: شعره جيد أورد منه ابن واصل قصائد مليحة.
وتملك حماة بعده ولده الملك الناصر قلج رسلان، فأخذ منه السلطان الملك الكامل حماة، وأعطاها لأخيه الملك المظفر ابن المنصور، وحبس الناصر بالجب بمصر،
فمات على أسوأ حال.
توفي المنصور في ذي القعدة.
4 (محمد بن الفضل بن بختيار.))
)

379
أبو عبد الله اليعقوبي الواعظ، المعروف بالحجة.
توفي بدقوقا في جمادى الأولى.
سمع من: أبي الفتح بن شاتيل، وغيره. وذكر أنه سمع من أبي الوقت.
وصنف غريب الحديث. وولي خطابة بعقوبا.
قال ابن النجار: سكن دقوقا ووعظ بها، وروى بها عن أبي القوت، وعن جماعة مجاهيل، وظهر كذبه وتخليطه.
4 (محمد بن أبي الفتوح محمد بن أبي سعد محمد بن محمد بن عمروك.))

380
نجم الدين أبو عبد الله، والد صدر الدين، البكري، النيسابوري، الصوفي، الشافعي.
ولد سنة خمسين وخمسمائة.
وسمع من أبي طاهر السلفي، وبدمشق من: أبي البركات الخضر بن عبد، وأبي القاسم بن عساكر.
وحدث.
وكان مولده بحلب، وتوفي بدمشق.
حدث عنه: الشهاب القوصي، وغيره.
وتوفي في ثامن عشر شوال.
4 (محمد بن محمد بن يبقى.))
أبو بكر الأنصاري، الخزرجي، المرسي. العدل، المعروف بابن جبلة.
سمع من السلفي، وبمكة من علي بن عمار.
وسكن القاهرة، وأم بمسجد حارة الديلم مدة.
روى عنه الزكي المنذري، وقال: توفي في العشرين من ذي القعدة.
4 (محمد بن المسلم بن مكي بن خلف.))
أبو الفضل بن علان، القيسي، الدمشقي، العدل.
أخو أسعد ومكي، ووالد شمس الدين أبي الغنائم المسلم.
سمع من الحافظ ابن عساكر.
وحدث روى عنه ابنه نسخة أبي مسهر.)
وتوفي في سادس رجب.

381
4 (محمد بن أبي طاهر المؤمل بن نصر بن المؤمل.))
أبو بكر البعقوبي.
ولد سنة أربعين وخمسمائة ببعقوبا.
ودخل بغداد مرارا وسمع بها من: أبي الوقت السنجزي، وغيره.
وحدث.
ويقال هل: القباني: نسبة إلى قرية قباب بقرب بعقوبا.
توفي في جمادى الأولى.
روى عنه: ابن النجار، وغيره.
4 (محمد بن ناصر بن أبي القاسم سلمان بن ناصر.))
أبو المعالي الأنصاري، النبيسابوري.
سمع من: عبد الوهاب بن الحسن الكرماني، وغيره.
روى عنه: البرزالي، والضياء. وسمعنا من الشرف ابن عساكر بإجازته منه.
انقطع خبره في هذه السنة، وكان شيخا معمرا من أبناء التسعين.
4 (محمود بن محمد بن قرا رسلان بن أرتق.))
السلطان الملك الصالح ناصر الدين صاحب آمد.

382
قال الإمام أبو شامة: كان شجاعا، عاقلا، سخيا، جوادا، محبا للعلماء. قام بعده ولده الملك المسعود وكان بخيلا، فاسقا وهو الذي أخذ منه الملك الكامل آمد، وحبسه بمصر، ثم أطقله، فمضى إلى التتار ومعه أمواله، فأخذت منه.
وقيل: توفي الصالح في العام الآتي.
4 (محمود بن واثق بن الحسين بن علي ابن السماك.))
الحريمي، العطار.
حدث عن: أبي الوقت، وجماعة.
ومات في جمادى الأولى.
روى عنه: ابن الدبيثي، وابن النجار.))
4 (الموفق بن عبد الرشيد بن المظفر.))
أبو الفضل العبدوسي، النيسابوري، العطار.
شيخ ثقة، سمع من أبي البركات عبد الله ابن الفراوي.
روى عنه الضياء المقدسي، وغيره. وأجاز للشرف ابن عساكر، والتاج بن عصرون، وزينب بنت كندي.
وانقطع خبره في هذا العام.
4 (المؤيد بن عمر بن عبد الله.))
النيسابوري، السكري.
سمع من: ابن عبد الخالق بن زاهر، وغيره.
روى عنه: الزكي البرزالي. وحدثنا عنه بالإجازة الشرف ابن عساكر، وغيره.
وانقطع خبره أيضا.
4 (المؤيد بن محمد بن علي بن الحسن بن محمد بن أبي صالح.))

383
رضي الدين أبو الحسن الطوسي، ثم النيسابوري المقرئ، مسند خراسان في زمانه.
ولد سنة أربع وعشرين وخمسمائة.
وسمع صحيح مسلم في سنة ثلاثين من أبي عبد الله الفراوي، و صحيح البخاري، من وجيه الشحامي، وأبي المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي، وعبد الوهاب بن شاه، و الموطأ من هبد الله بن سهل السيدي، سوى الفوت العتيق، و تفسير الثعلبي من عباسة العصاري، وأكثر الوسيط للواحدي في التفسير من عبد الجبار بن محمد الخواري، و الغاية في القراءات لابن مهران من زاهر بن طاهر الشحامي، و الأربعين للحسن بن سفيان من فاطمة بنت زعبل وتفرد بالرواية عنها وعن هبة الله والفراوي، وغيرهم.
وطال عمره، ورحل الناس إليه من الأقطار، وكان ثقة، مقرئا، جليلا.
روى عنه خلق كثير منهم: العلامة جمال الدين محمود الحصيري شيخ الحنفية، والإمام تقي الدين عثمان ابن الصلاح شيخ الشافعية، والقاضي شمس الدين أحمد بن الخليل الخويي، وابن نقطة، والبرزالي، وابن النجار، والضياء، والمرسي، والصريفيني، والكمال بن طلحة، والبكري، والمجد محمد بن محمد الإسفرائيني، وأبو الحسن علي بن يوسف الصوري، والمجد)
محمد بن سعد الهاشمي، ومحمد بن عمر بن الخوش الأسعردي، وإسحاق بن عبد المحسن الحنبلي، وشمس الدين زكي بن حسن البيلقاني، ومفضل بن علي القرشي، والقاسم بن أبي بكر الإربلي، وغيرهم. وبالإجازة خلق منهم: شمس الدين

384
عبد الواسع الأبهري، وتاج الدين محمد بن أبي عصرون، وشرف الدين أحمد بن عساكر، وزينب البعلبكية.
وأجاز له القاضي أبو بكر الأنصاري، وأبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز، وجماعة.
وتوفي ليلة الجمعة العشرين من شوال، وأراحه الله من التتار خذلهم الله فإنهم بعد شهر أو أكثر أخذوا البلاد واستباحوها.
حرب النون
4 (ناصر بن مهدي بن حمزة.))
الوزير نصير الدين، أبو الحسن المازندراني.
قدم بغداد سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وقلد وزارة أمير المؤمنين سنة اثنتين وستمائة. ثم قبض عليه سنة أبع.
ونشأ بالري.
ومات في ثامن جمادى الأولى.

385
4 (حرف الهاء))
4 (هبة الله بن أبي العلاء وجيه بن هبة الله بن المبارك.))
ابن السقطي، أبو البركات.
ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة.
وسمع من: أبيه، وأبي الفتح ابن البطي وغيرهما.
وسكن أوانا وبها مات في هذا العام.
روى عنه: الدبيثي.
4 (هبة الله بن أبي فراس أحمد بن بركات.))
ابن الزجاج، السلمي، الحراني، ثم البغدادي المدب، أبو القاسم.
روى عن: أبي بكر بن النقور، وغيره.
ولم يكن جدهم زجاجا، بل قيل: إنه كان يزج نفسه في الحرب، فلقب بذلك.)

386
4 (حرف الياء))
4 (يونس بن أبي بكر بن كرم الحافظ.))
أبو محمد البغدادي. ويعرف بالمفيد.
سمع من: ابن طبرزد، وابن سكينة، فمن بعدهما. وله إجازة من أبي الحسين بن يوسف.
وكان ثقة مكثرا.
مات كهلا في ذي الحجة.
4 (وفيها ولد))
الشيخ نجم الدين أحمد بن محسن بن مكي.
والكمال محمد بن أحمد ابن النجار، وكيل بيت المال.
وشمس الدين محمد بن سلمان ابن بنت غانم الموقع.
والبهاء أيوب بن أبي بكر ابن النحاس، مدرس القليجية.
والعماد أحمد بن محمد بن سعد.
والضياء دانيال بن منكلي الكركي.
والشمس خضر بن أبي الحسين بن عبدان الأزدي.
والعماد محمد بن علي بن أحمد بن القسطة.
والتاج كندي بن عمر بن كندي.
والشيخ يونس بن أحمد المؤذن بجامع دمشق.
وعمر بن أبي الفتح الصحراوي، نزيل مصر.
وعلي بن أحمد بن عبد الدائم.
وإدريس بن محمد بن عبد العزيز الإدريسي.

387
وسعد الخير بن أبي القاسم النابلسي السروطي.
ونصر الله بن محمد بن عياش السكاكيني.
وشيخنا حسن بن عبد الكريم، سبط زيادة المقرئ، وعاش خمسا وتسعين سنة.
والتقي أحمد بن مؤمن.

388
4 (وفيات سنة ثمان عشرة وستمائة))
))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن صدقة بن نصر بن زهير بن المقلد.))
توفي فجاءة في ربيع الآخر وله تسع وسبعون سنة.
سمع من: أبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، ومسعود بن الحصين.
روى عنه الدبيثي، وقال: مات في نصف ربيع الآخر.
4 (أحمد بن عبد الله بن محمد بن يحيى بن محمد بن محمد ابن سيد الناس.))
أبو العباس اليعمري الإشبيلي.
أصله من أبدة: عمل جيان وما والاها، دار اليعمريين. وهو سبط أبي الحسين بن سليمان اللخمي روى عنه وعن أبي بكر بن خير، وأبي بكر بن الجد، وجماعة.
قال الأبار: كان معتنيا بالحديث، عارفا بالقراءات. أدب بعض بني الأمراء.

389
روى عنه صاحبنا ابنه أبو بكر محمد بن أحمد. وتوفي في جمادى الأولى، وله سبع وخمسون سنة.
قلت: أبو بكر هذا جد الحافظ فتح الدين، مفيد الديار المصرية.
4 (لأحمد بن علي بن الحسين.))
أبو الفتح الغزنوي الأصل، البغدادي، الواعظ.
ولد سمة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وسمعه أبوه من: أبي السحن محمد بن أحمد بن صرما، وأبي الفضل الأرموي، وأبي سعد أحمد بن محمد البغدادي الإصبهاني، وأبي إسحاق إبراهيم بن نبهان الغنوي، وأبي الفتح الكروخي، وجماعة.
وكان صحيح السماع، عالي الإسناد، لكنه ضعيف.
قال الدبيثي: لنا بلغ أوان الرواية، واحتيج إليه لم يقم بالواجب، ولا أحب ذلك لميله إلى غيره وشنئه له، ولم يكن محمود الطريقة، وسمعنا منه على ما فيه.

390
قلت: وروى عنه ليث ابن الحافظ ابن نقطة، وابن النجار، وقال: كان فاسد العقيدة، يعظ وينال من الصحابة. شاخ، وافتقر، وهجرة الناس. وكان ضجورا، عسرا، مبغضا لأهل الحديث. انفرد برواية جامع الترمذي، وب معرفة الصحابة. كان يأخذ أجرأ أجرا على التسميع، وسماعه صحيح.)
قلت: لم ينتفع بعلو سنده، وانطوى ذكره. وقد روى عنه جامع الترمذي الشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، ومحمد بن مسعود العجمي الموصلي، وكان أبوه من أعيان الحنفية ورؤوسهم.
وفي أثبات ابن خروف الموصلي: قرأ جامع الترمذي على ابن مسعود المذكور، سنة إحدى وسبعين وستمائة.
قال ابن نقطة: سمع من ابن صرما، والأرموي، وأبي سعد البغدادي. وسمع كتاب معرفة الصحابة، لابن مندة، وكتاب الإيمان لرستة. وما روي من تفسير وكيع من أبي سعد البغدادي، وكتاب الأبواب لابن زياد النيسابوري من ابن صرما. وهو مشهور بين العوام برذائل ونقائص من شرب النبيذ والرفض وغير ذلك، سئل وأنا أسمع عمن يقول بخلق القرآن، فقال: كافر، وعمن يسب الصحابة، فقال: كافر، وهمن يستحل شرب الخمر، فقال: كافر. فقيل: إنهم يعنونك بذلك. فقال: كذبوا، أنا بريء من ذلك. وكتب خطه بالبراءة. وقد سمعت عليه لأجل ابني أكثر ما عنده. وكان فيه كرم مع فقره.
قلت: لم ينفرد الغزنوي بعلو الجامع فقد عاش بعده ابن البناء، سنوات.
وسمع منه أبو زكريا يحيى ابن الصيرفي، أجزاء من تفسير وكيع.
توفي في رمضان.

391
4 (أحمد بن علي بن النفيس بن بورنداز.))
المحدث العالم أبو نصر.
سمعه أبوه من عبد الحق اليوسفي ثم طلب بنفسه، فسمع من ابن كليب، ومن ذاكر بن كامل، وطبقتهما.
وتفقه على مذهب أحمد، ثم رحل إلى إصبهان فسمع من مسعود الجمال، وخليل الرازني، واللبان، والطائفة. ورحل إلى نيسابور بعد الستمائة فأكثر بها، وسكن بلخ، وتحول شافعيا، وأم بمسجد راعوم، وصار خازن الكتب به. وخرج هناك، وأملى مجالس.
وكان صدوقا، حسن الطريقة.
ترجمه ابن النجار، وقال: عدم في أخذ التتار البلاد سنة ثمان عشرة.
4 (أحمد بن عمر بن محمد الزاهد القدوة الشيخ نجم الدين الكبرى.))
أبو الجناب الخيوقي الصوفي، شيخ خوارزم.)

392
سمعت أبا العلاء الفرضي يقول: إنما هو نجم الكبراء، ثم خفف وغير.
وقيل: نجم الدين الكبرى. وهو من خيوق، ويقال: خوق: وهي من قرى خوارزم.
قال عمر ابن الحاجب: طاف البلاد، وسمع بها الحديث، واستوطن خوارزم، وصار شيخ تلك الناحية، وكان صاحب حديث وسنة، وملجأ للغرباء، عظيم الجاه لا يخاف في الله لومة لائم.
سمع بالإسكندرية من أبي طاهر السلفي، وبهمذان من الحافظ أبي العلاء. ومحمد بن بنيمان، وبنيسابور من أبي المعالي الفراوي.
روى عنه: عبد العزيز بن هلالة، وشمخ خطيب داريا، وناصر بن منصور العرضي، وسيف الدين الباخرزي تلميذه، وآخرون.
وقال ابن نقطة: هو شافعي المذهب، إمام في السنة. وأثنى عليه.
وقال ابن هلالة: جلست عنده في الخلوة مرارا، فوجدت من بركته شيئا عظيما، وشاهدت في خلوتي عنده أمورا عجيبة. وسمعت من يخاطبني بأشياء حسنة.
وقال آخر: كان النجم الكبرى فقيها، شافعيا، زاهدا، عارفا، فسر القرآن العظيم في اثني عشرة مجلدة. ودخل الشام ونزل بخانكاه القصر بحلب.
قلت: وكان شيخنا عماد الدين الحزامي يعظمه، ولكن في الآخر أراني له كلاما فيه شيء من لوازم الاتحاد وهو إن شاء الله سالم من ذلك، فإنه محدث معروف بالسنة والتعبد، كبير الشأن. ومن مناقبه أنه استشهد في سبيل الله، وذلك أن التتار لما نزلت على خوارزم في ربيع الأول من السنة، خرج فيمن خرج ومعه جماعة من مريديه، فقاتلوا على باب خوارزم حتى قتلوا مقبلين غير مدبرين.

393
ولقد اجتمع به الفخر الرازي صاحب التصانيف، وفقيه آخر، وقد تناظرا في معرفة الله، وتوحيده، فأطالا الجدال، فسألا الشيخ نجم الدين عن علم المعرفة، فقال: واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها. فسأله فخر الدين: كيف الوصول إلى إدراك ذلك قال: تترك ما أنت فيه من الرئاسة والحظوظ. أو كما قال هل، فقال: هذا ما أقدر عليه. وانصرف عنه.
وأما رفيقه فإنه تزهد، وتجرد، وصحب الشيخ ففتح عليه. وهذه حكاية حكاها لنا الشيخ أبو الحسين اليونيني، ولا أحفظها جيدا.
وممن أخذ عنه: أحمد بن علي النفري، وعبد العزيز بن هلالة.)
أخبرنا أبو عاصم نافع الهندي سنة أربع وتسعين، أخبرنا سعيد بن المطهر وستمائة، أخبرنا أبو العلاء الحافظ، بقراءتي. ح وأنبأنا أحمد بن سلامة، وغيره، عاليا عن ابن كليب.
قالا: أخبرنا علي بن أحمد، أخبرنا محمد بن محمد، أخبرنا الصفار، حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا سلم بن سالم، عن نوح بن أبي مريم، عن ثابت، عن انس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن هذه الآية للذين أحسنوا الحسنى وزيادة. قال: للذين أحسنوا العمل في الدنيا، الحسنى: وهي الجنة. والزيادة: النظر إلى وجه الله الكريم.
هذا حدث منكر انفرد به سلم بن سالم البلخي وهو ضعيف باتفاق عن نوح الجامع شيخ مرو، وليس بثقة، بل تركوه، وقد روى له الترمذي في جامعه. والله أعلم.

394
4 (أحمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن الحسين.))
أبو جعفر السلمي الغرناطي، القصري، المعروف بابن خولة.
ولد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة بغرناطة.
ورحل، وسمع بالعراق، وفارس، وكرمان. ودخل الهند، وبخارى، وسكن هراة غلة أن دخلتها التتار بالسيف، فاستشهد.
وكان شاعرا امتدح ملوكا، ونال دنيا، وحسنت حاله.
وسمع الكثير، ورافق الحفاظ.
4 (أحمد بن محمد بن أحمد بن الخضر بن الحسين بن سمير.))
أبو نصر التنوخي، الحموي، الشافعي، قطب الدين.
سمع ببغداد من شهدة، وجماعة.
وحدث بدمشق.

395
ومات في منتصف شوال بدمشق.
4 (أحمد بن مسعود بن شداد الموصلي، المقرئ، الصفار.))
ولد سنة خمس وأربعين بالموصل. وسكن حلب، وبها مات.
سمع من: أبي جعفر أحمد بن أحمد ابن القاص البغدادي المقرئ تلميذ ابن بدران الحلواني.
4 (إبراهيم بن حميد.))
)
أبو إسحاق التفليسي، التاجر، الصوفي.
روى عن السلفي، وعنه الزكي عبد العظيم، قال: مات في ذي القعدة، وأثنى عليه.
4 (إبراهيم بن علي بن محمد السلمي، والمغربي، الحكيم.))
المعروف بالقطب المصري.
قدم خراسان وتعلم بها على الفخر الرازي، وصار من كبار تلامذته.
وصنف كتبا كثيرة في الطب والفلسفة، وشرح الكليات بكمالها من كتاب القانون.
وقتل فيمن قتل بنيسابور.

396
أخذ عنه شمس الدين قاضي الشام شمس الدين الخوتي، والعلامة شمس الدين الشامي.
4 (الأنجب بن أبي العز.))
أبو شجاع الدلال.
شيخ بغدادي، سمع الكثير من أبي الوقت.
روى عنه الدبيثي، وقال: مات في صفر.
روى جزء أبي الجهم.
وروى عنه ابن النجار.
4 (حرف الباء))
بهية بنت الفقيه طرخان بن أبي الحسن علي بن عبد الله السلمي، الدمشقي، الصالحي.
أم عبد الرحمن.
امرأة صالحة، عابدة، لها أوراد وتهجد.
روت بالإجازة عن سعد الخير الأنصاري.
وتوفيت في صفر.
4 (حرف التاء))
4 (تمام بن أبي تغلب.))
الشيخ الزاهد الصالح، تلميذ الشيخ أحمد ابن الرفاعي.
توفي ببغداد في شعبان. قاله ابن النجار.

397
4 (حرف الحاء))
))
4 (الحسن بن علي بن الحسين بن قنان.))
أبو محمد الأنباري، ثم البغدادي، المخلصي.
سمع من: أبي الفضل الأرموي.
وحدث.
والمخلصي: هو النقلي.
روى عنه: الزكي البرزالي، والدبيثي.
وهو أخو الحسين الذي مر.
توفي في الثامن والعشرين من ذي الحجة.
ويعرف بابن الربي.
ذكره ابن نقطة، فقال: حدث بشيء كثير عن الأرموي، وسماعه صحيح. وأبوه سمع من ابن الحصين، وزاهر الشحامي.
4 (حسن، الرئيس المطاع، جلال الدين، حفيد الحسن بن الصباح.))

398
صاحب الألموت، وملك الإسماعيلية.
مات في هذا العام.
وكان قد أظهر شعائر الإسلام من الأذان والصلاة. وولي بعده المر ولده الكبر علاء الدين محمد بن حسن، فامتدت أيامه إلى أن حاصرهم هولاكو.
4 (الحسين بن عبد الوهاب بن حسن بن بركات.))
القاضي السديد، أبو علي المهلبي، الهنسي، الشافعي.
درس بجامع السراجين بالقاهرة، وناب في القضاء عن قاضي القضاة أبي القاسم عبد الرحمن بن عبد العلي مدة، ثم ترك ذلك.
وكان عفيفا، نزها، صالحا، وقورا، عابدا، كبير القدر.
مات في شعبان بالقاهرة.
4 (حمود بن وشواش البوسي، الزاهد.))
سمع: أحمد بن المسلم اللخمي.
روى عنه: الزكي المنذري.)
توفي يف جمادى الآخرة، وقد ناهز الثمانين.
وكان شيخا، صالحا زاهدا.
4 (حرف الخاء))
4 (خديجة بنت القاضي الأنجب أبي المكارك المفضل بن علي المقدسي.))
أخت الحافظ أبي الحسن.

399
ولدت بالإسكندرية سنة خمسين.
وأجاز لها السلفي سنة خمسين.
وكانت زاهدة، عابدة، قانتة، كثيرة البر. أخرجت جميع ما بيدها في المعروف.
روى عنها الزكي المنذري.
وماتت في ربيع الآخر.
4 (حرف الدال))
4 (داود شاه بن بندار بن إبراهيم.))
الإمام معين الدين، أبو الخير، الجيلي، الشافعي، الفقيه.
قدم بغداد في صباه، وتفقه بالنظامية على أبي المحاسن يوسف بن بندار الدمشقي، وأعاد بها مدة طويلة، ودرس، وأفتى.
وحدث عن: أبي الوقت السجزي، وغيره.
روى عنه: الدبيثي، وغيره.
ومات في رجب، وقد نيف على الثمانين.
4 (حرف الزاي))
4 (زبيدة بنت عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر الطبسي.))
شيخة معمرة.

400
سمعها أبوها من: عبد المنعم ابن القشيري، وغيره.
قال: ابن نقطة: سمع منها الرحالة بطبس. وبثيت إلى سنة ثماني عشرة وستمائة، وانقطع عنا خبرها.
4 (حرف السين))
))
4 (سلمان بن رجب بن مهاجر الراذاني، المقرئ، الضرير.))
تفقه بالنظامية وسمع من شهدة الكاتبة.
وحدث.
ومات في ربيع الأول.
4 (سليمان بن الحكم بن محمد.))
أبو الربيع الغافقي، القرطبي.
روى عن: أبي عبد الله بن حفص، وأبي القاسم الشراط، وأبي جعفر بن يحيى.
قال الأبار: كان ثقة، دينا، شاعرا. له أرجوزة في الفقه على مذهب مالك يتتبع فيها كتاب الخصال الصغير للعبدي. وكان شروطيا. توفي في ربيع الآخر. وقد قارب الستين.
4 (حرف الشين))
4 (شعيب بن الحسن بن عبد الباقي.))

401
أبو يحيى السقلاطوني الحربي.
سمع من: جده لأمه عمر بن عبد الله الحربي، وعلي بن محمد بن أبي عمر، جميع أمالي طراد.
وحدث.
توفي في ربيع الآخر.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن محمد.))
العلامة أبو محمد ابن الكماد الإشبيلي.
سمع أبا محمد بن حوط الله.
وبرع في علم الكلام، وشارك في العلوم، وصنف التصانيف.
عاش نيفا وأربعين سنة.
4 (عبد الباقي بن عبد الواسع بن عبد الباقي بن عامر.))
شيخ الدين أبو المجد الأزدي، الهروي.
سمع منه: الزكي البرزالي، والضياء، المقدسي. وأجاز لشيخنا التاج بن عصرون، والشرف ابن)
عساكر.
وكان من صوفية هراة.
ولد سنة ثمان وأربعين. وعدم في دخول التتار هراة، في ربيع الأول.
4 (عبد الخالق بن عبد الرحمن بن محمد ابن الصياد.))
أبو عبد الرحمن الحربي.

402
ولد سنة سبع وعشرين وخمسمائة وأدرك قاضي المرستان، ولم يسمع منه.
سمع من: أحمد ابن الطلاية، وسعيد ابن البناء، وعمر بن عبد الله شيوخ الحربية.
روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، وجماعة.
وتوفي في السابع والعشرين من رمضان.
وكان شيخا صالحا، معمرا.
4 (عبد الرحمن بن عبد السلام.))
أبو القاسم الغساني الأندلسي الغزناطي النحوي.
قال البار: سمع أبا سليمان السعدي، وأبا عبد الله بن عروس. وذكر بعض أصحابنا أنه سمع من أبي عبد الله النميري في صغره. وتصدر ببلده للإقراء وتعليم العربية. وولي الخطابة.
وحدث، وطال عمره. توفي في ربيع الأول.
قلت: روى عنه أبو بكر بن مسدي، فقال: أخبرنا سنة خمس عشرة وستمائة بغرناطة، عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن النميري سماعا سنة تسع وثلاثين وخمسمائة فذكر عبد الله حديثا نازلا عن أبي بكر بن العربي.
قال ابن مسدي: تلا بالسبع على أبي عبد الله عروس. قرأت عليه السبع بغرناطة. ثم قال: وتوفي في الثالث والعشرين من شعبان سنة تسع عشرة.
4 (عبد الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الرحمن بن غلاب.))
القاضي المعمر، وجيه الدين البلوي الإسكندراني.
مولده في رمضان سنة خمس عشرة وخمسمائة.
وكان يمكنه السماع من أبي عبد الله الرازي صاحب السداسيات فلم يسمع منه، بل ولا من السلفي في الكهولة إنما سمع من هاشم بن عبد الله بن عبد الله التونسي وحدث عنه.)

403
قال المنذري: ناب في القضاء بالإسكندرية في أيام المصريين، وفي الدولة الناصرية. وعمر حتى جاوز المائة، ممتعا بحواسه، وقوته. حاضر الذهن، يركب الخيل. ولنا منه إجازة. مات في رابع شوال.
4 (عبد الرحمن بن عثمان بن موسى بن أبي نصر.))
المفتي صلاح الدين أبو القاسم الكردي، الشهرزوري، الشافعي.
والد الشيخ تقي الدين ابن الصلاح. ولد قبل الأربعين وخمسمائة.
وتفقه على القاضي شرف الدين أبي سعد بن أبي عصرون، وغيره. ودرس، وأفاد، وسكن حلب بأخرة، ودرس بالمدرسة الأسدية. وتوفي بحلب في ذي القعدة.
4 (عبد الرحمن بن معالي بن أبي نصر ابن العليق.))
المعروف بابن الحمر، البغدادي.
حدث عن يحيى بن ثابت.
ومات في ربيع الأول.
4 (عبد الرحمن بن وسف بن عبد الرحمن البغدادي الظفري.))
حدث عن يحيى بن ثابت أيضا.

404
ومات في شعبان.
4 (عبد الرحيم بن أبي جعفر النفيس بن هبة الله بن وهبان.))
الفقيه المحدث المفيد أبو نصر السلمي، الحديثي المولد، البغدادي.
سمع: أبا الفتح بن شاتيل، وأبا السعادات القزاز، وفارس بن أبي القاسم الحفار، ومن بعدهم.
ورحل، فسمع بواسط من أبي الفتح المندائي، وبأربل من عمر بن طبرزد، وبنيسابور من المؤيد بن محمد، وبهراة من روح عبد المعز، وبإصبهان من أصحاب أبي عبد الله الخلال، وبدمشق من الكندي، وبمصر، والإسكندرية.
قال الحافظ عبد العظيم: سمعت منه من شعره. قال: وكان حاد الخاطر، جيد القريحة، فقيها، أديبا شاعرا. وهو منسوب إلى حديثة النورة بقرب هيت وهي جزيرة في وسط الفرات، وهي غير حديثة الموصل.)
وقال ابن النجار: كان حافظا، ثقة، متقنا، ظريفا، كيسا، متواضعا، له النظم والنثر. اصطحبنا مدة وأفادني الكثير. وسكن خوارزم إلى أن استولى عليها التتار وأحرقوها، وعدم خبره. وقد كتبت عنه بمرو. وولد سنة سبعين وخمسمائة.

405
4 (عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء.))
أبو محمد البلوي.
فيها، وسيأتي تسع عشرة.
4 (عبد العزيز بن عبد الملك بن تميم الشيباني، الدمشقي، المحدث.))
الرحال.

406
أسرته التتار سنة ثمان عشرة.
4 (عبد الغني بن قاسم بن عبد الرزاق.))
أبو القاسم المقدسي الأصل، المصري، الحنبلي، الفقيه.
سمع من: البوصيري، والأرتاحي، وجماعة. ولنقطع إلى الحافظ عبد الغني ولازمه وأكثر عنه.
وكان صالحا، خيرا، قانعا باليسير، فقيرا، متجملا.
وقد حدث.
ومات في صفر.
4 (عبد الكريم بن محمد بن أحمد بن أبي علي.))
أبو علي الإصبهاني، ثم البغدادي، الحاجب، المعروف والده بالسيدي ولأنه خدم الأمير السيد أبا الحسن العلوي. ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة.
وسمع الكثير بأبيه وبنفسه من: أبي الفتح بن البطي، وأبي زرعة، وأبي القاسم هبد الله الدقاق، وأحمد بن المقرب، وأبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبي الإصبهاني، وجماعة. وعني بالسماع، وكانت له أصول جيدة.
روى عنه: الدبيثي، والضياء المقدسي، وابنه أبو جعفر محمد، وآخرون.
وتوفي في رمضان.
4 (عبد المعز بن محمد بن أبي الفضل بن أحمد بن أسعد بن صاعد.))
)

407
الشيخ المعمر، حافظ الدين أبو روح الساعدي، البزاز، الهروي، الصوفي، مسند العصر بخراسان.
ولد في ذي العقدة سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة بهراة.
وقدم عليهم في ذي القعدة سنة سبع وعشرين أبو القاسم زاهر الشحامي، فاعتنى به جده لأمه الشيخ أبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم الصوفي، وأسمعه منه جملة صالحة، وسمع من جده هذا عن محمد بن أبي مسعود الفارسي. ومن: الزاهد يوسف بن أيوب الهمذاني، ومحمد بن إسماعيل بن الفضيل الفضيلي، وأبي القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني، وأبي الفتح محمد بن علي المضري، وعبد الرشيد بن أبي يعلى ابن الشيخ أبي عمر عبد الواحد المليحي، وأبي علي خلف بن محمد بن أبي الحسن البوشنجي المحتسب، وأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن الحسين بن حمزة العلوي، وطائفة سواهم.
وقد حضر وهو له ثلاث سنين على أبي الفتح محمد بن إسماعيل الفامي، وسمع صحيح البخاري من خلف بن عطاء الماوردي، بسماعه من أبي عمر عبد الواحد المليحي، وسمع جامع الترمذي من جماعة.
قال الحافظ أبو بكر بن نقطة: وسمع مسند أبي يعلى من تميم بن أبي سعيد الجرجاني. قال لي أبو زكريا يحيى بن علي المالقي: كان لأبي روح فوت فيه حتى قدم علينا أبو جعفر بن خولة العرناطي من الهند إلى هراة، فأخرج إلينا المجلدة التي فيها سماعة، فتم له الكتاب.
قلت: ابن خولة هو المذكور في هذه السنة.

408
قال: ويروي كتاب التقاسيم والأنواع لأبي حاتم بن حبان. قال: ونقلت من خطه: مولدي في ثامن ذي القعدة سنة إحدى وعشرين.
قلت: وكان أحد الصوفية بخانكاه شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري، وعمر ستا وتسعين سنة. وصارت الرحلة إليه من الأقطار.
وحدث عنه جماعة في حياته بالبلاد النائية روى عنه: العماد علي بن القاسم بن عساكر، والزكي البرزالي، والضياء المقدسي، والمحب ابن النجار، والشرف المرسي، والصدر البكري، والمحب اللبلي، والزاهد نجم الدين عبد الله بن محمد الرازي الصوفي، وعبد الحق بن أبي منصور المنبحي، وإبراهيم بن محمد بن الأزهر الصريفيني، ومسعود بن عبد الله التكروري،)
ومشهور بن منصور النيربي.
وروى عنه بالإجازة: الشمس عبد الواسع الأبهري، والنور محمود بن عبد الرحمن بن أبي عصرون وابن عمهم التاج محمد بن عبد السلام الشافعي، والشرف أحمد بن هبة الله ابن تاج الأمناء، وزينب الكندية، ومحمد بن هاشم العباسي، وآخرون.
وقرأت بخط الضياء: أنه قتلته الترك في ربيع الأول سنة ثمان عشرة بهراة.
4 (عبد الملك بن أبي الفتح عبد الله بن محاسن.))
أبو شجاع الدارقزي، الدلال، المعروف بابن البلاع.
سمع من: المبارك بن علي السمذي، وأحمد بن علي ابن الأشقر، والمبارك بن أحمد بن بركة، وهبة الله بن أحمد الشبلي.

409
وكان من قدماء الرواة ببغداد روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، وجماعة.
وتوفي في سابع شعبان.
وروى عنه ابن النجار، وقال: لا بأس به.
4 (عبد الواحد ابن زين القضاة أب بكر عبد الرحمن بن سلطان بن يحيى بن علي.))
القاضي الرئيس ظهير الدين أبو المكارم القرشي، الدمشقي، الشافعي.
سمع من: عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وعلي بن أحمد الحرستاني، وأبي القاسم ابن عساكر.
روى عنه: الضياء المقدسي، والزكي البرزالي، والشهاب القوصي. مولده سنة خمسين وخمسمائة. ومات في مستهل ربيع الأول.
4 (عبد الواحد بن علي بن عبد الواحد بن محمد بن علي ابن الصباغ.))
العدل أبو القاسم ابن العدل الكبير أبي الحسن ابن العدل أبي المظفر، أبو القاسم البغدادي، الكرخي.
ولد سنة إحدى وأربعين.
وسمع حضورا من سعيد بن أحمد ابن البناء، وسمع من ابن البطي.
وحدث.
وهو من بيت عدالة وفضيلة.)

410
روى عنه ابن النجار.
4 (عبد الودود ابن العلامة الإمام مجير الدين أبي القاسم محمود بن المبارك.))
البغدادي، الفقيه الرئيس أبو المظفر، وكيل أمير المؤمنين.
كان فقيها، مناظرا، مدرسا.
حدث بجزء ابن عرفة، عن ابن كليب.
توفي في جمادى الآخرة.
4 (عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبي المطرف.))
أبو مروان القرطبي.
أخذ القراءات والعربية عن أبي بكر بن سمحون.
وسمع من ابن بشكوال.

411
4 (عتيق بن بدل بن هلال بن حيدر.))
أبو بكر الزنجاني الأصل، المكي، العمري، كان يكتب العمر.
وعاش نيفا وسبعين سنة.
وسمع ببغداد من: أبي الفتح بن البطي، وأبي بكر بن النقور، وجماعة. وبهمذان من الحافظ أبي العلاء العطار. وبزنجان من عمر بن أحمد الخطيبي.
وحدث بمكة.
4 (علي بن عبد الوهاب بن علي بن الخضر بن عبد الله.))
أبو الحسن القرشي، الأسدي الزبيري، الدمشقي، المعدل، أخو كريمة.
ولد سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: علي بن أحمد الحرستاني، وعبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني، وحمزة ابن الحبوبي، وغيرهم. وأجاز له جماعة.
روى عنه: ابن خليل، والشهاب القوصي، والضياء الحنبلي.
لقبه نجم الدين، ولقب أبيه نجيب الدين.
توفي في سلخ صفر، وله تربة بالجبل.
4 (علي بن عمر بن علي بن بقاء ابن النموذج.))
)
أبو الحسن السقلاطوني.
حدث عن أبي علي أحمد بن أحمد الخراز.
وهو من أولاد الشيوخ، مات بين العيدين.
حدث عنه ابن النجار.

412
4 (علي بن محمد بن علي بن محمد بن المهند.))
أبو الحسن الحريمي، المقرئ، المعروف والده بالسقاء. ولد سنة ثلاث وثلاثين.
وسمع من: المبارك بن أحمد الكندي، وسعيد ابن البناء، وأبي الوقت، وغيرهم.
وكان شيخا صالحا، ضواحي دجيل بقرية حربا، وكان يتردد إلى بغداد.
وتوفي بحربا في خامس رمضان.
روى عنه: الدبيثي، والزكي البرزالي، والكمال محمد بن محمد ابن الدباب الواعظ، وأبو محمد عبد الله بن الوليد.
سمع منه ابن الدباب كتاب: المحنة تأليف حنبل، بسماعه من أحمد بن علي بن عبد الواحد: أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان. وسمع منه كتاب التفكر والاعتبار بسماعه من المبارك الكندي. وسمع منه أيضا كتاب قصر الأمل وكتاب الهم والحزن قال: أخبرنا عاصم بن الحسن العاصمي.
4 (علي بن أبي بكر محمد بن أبي زيد.))
أبو الحسن النيسابوري، المستوفي.
سمع: أبا الفتح محمد بن محمد بن عبد الرحمن الخشاب، وغيره.
روى عنه الزكي البرزالي. وأجاز لشيوخنا: ابن عصرون، وابن عساكر، وبنت كندي.
وعدم فيمن عدم من أمم لا يحصيها إلا بارئها، أخبرنا أحمد بن عساكر، عن علي بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد الخشاب، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن فذكر حديثا.

413
4 (علي بن محمد بن يوسف الفهمي.))
)
أبو الحسن اليابري، القرطبي، الضرير.
أخذ القراءات بغرناطة عن عبد المنعم بن يحيى بن الخلوف وبإشبيلية عن أبي بكر بن خير، ونجبة بن يحيى، وأكثر عن أبي العباس بن مضاء.
وأجاز له السلفي.
وكان محققا للقراءات جدا. ذكيا. أدب ولد السلطان بمراكش، ونال دنيا عرضة. مات فيها تقريبا.
4 (علي بن نابت بالنون بن طالب.))
الفقيه أبو الحسن الأزجي، الحنبلي، الوعظ.
المعروف بابن الطالباني.
سمع من: أبي محمد صالح بن الرخلة، وشهدة، وخطيب الموصل، وأبي الحسين عبد الحق، وغيرهم.
روى عنه: الضياء، وابن أخيه الفخر، والشيخ شمس الدين عبد الرحمن، وجماعة.

414
وسكن رأس العين، وبها مات في تاسع عشر شعبان.
لقبه موفق الدين.
4 (علي بن أبي الأزهر بن علي بن خليفة.))
أبو الحسن الحربي، العطار.
ولد بعيد الأربعين.
وسمع من: عمه عمر بن علي، وسعيد بن أحمد ابن البناء.
وحدث.
روى عنه: الدبيثي وقال: مات في ثامن عشر ربيع الأول وابن النجار.
4 (عمر بن عيسى بن أبي الحسن.))
أبو حفص البزروي، البغدادي.
سمع من: أبي المعالي ابن اللحاس، وأبي محمد ابن الخشاب، وجماعة.
وحدث.
وتوفي في شعبان.)
ومات أخوه أبو الفرج عبد الرحمن الواعظ سنة أربع وستمائة.
4 (عمر بن يوسف بن يحيى بن عمر.))
موفق الدين المقدسي، الشافعي، خطيب بيت الأبار.
حدث عن أبي القاسم بن عساكر. وخطب بجامع دمشق نيابة عن الدولعي.
وكان رجلا صالحا.

415
توفي في رجب.
روى عنه القوصي.
4 (حرف القاف))
4 (القاسم بن عبد الله بن عمر بن أحمد.))
المفتي العلامة أبو بكر النيسابوري، الصفار.
قرأت بخط الضياء تحت اسمه: قتل والله أعلم في صفر سنة ثمان عشرة في غارة الترك في صفر، أخبرني بذلك ابن النجار.
كان فقيها إماما، فاضلا، عالي الإسناد في الحديث.
سمع من: جده، ومن عن أبيه، ومن وجيه الشحامي، وعبد الله ابن الفراوي، وهبة الرحمن ابن القشيري، ومحمد بن منصور الحرضي، وعبد الوهاب بن إسماعيل الصيرفي، وإسماعيل بن عبد الرحمن العصائدي، وجماعة. وتفقه على مذهب الشافعي.
وولد في ربيع الآخر سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة.
روى عنه: الزكي البرزالي، وأبو إسحاق الصريفيني، والضياء المقدسي، والشرف المرسي، والصدر البكري، وآخرون. وروى عنه بالإجازة: أبو الفضل بن عساكر، والتاج محمد بن أبي عصرون، وجماعة.
قال ابن نقطة: كان حيا إلى أن دخلت الترك نيسابور في سنة سبع عشرة أو ثمان عشرة.
قلت: ومن مسموعاته مسند أبي عوانة، سمعه من أبي الأسعد هبة الرحمن

416
القشيري: أخبرنا عبد الحميد البحتري، عن أبي نعيم الإسفرائيني، عنه. وسمع كتاب الزهريات من وجيه، قال: أخبرنا أبو حامد الأزهري بسنده إلى الذهلي. وسمع النسائي سوى كتاب الجهاد من إسماعيل العصائدي، عن عبد الرحمن بن منصور بن رامش، وسمع كتاب الجهاد من عبد الصيرفي،)
عن علي بن أحمد المؤذن، قالا: أخبرنا بن فنجويه، أخبرنا ابن السني، أخبرنا النسائي.
وقال محمد بن محمد الإسفرائيني ومن خطه نقلت: أخبرنا الإمام مفتي خراسان شهاب الدين أبو بكر القاسم بن أبي سعد، قال: أخبرتنا عمة والدي عائشة فذكر حديثا. ثم قال: وشيخنا شهاب الدين ما رأينا في خراسان من المشايخ مثله حلما، وعلما، ومعرفة بمذهب الشافعي، سمعت أنه درس الوسيط للغزالي أربعين مرة، درس العامة، سوى درس الخاصة، ودخلت الترك نيسابور في سنة سبع عشرة، ولم يتمكنوا من دخولها، ورمي مقدمهم بسهم غرب فقتله، فرجعوا عنها، ثم عادوا إليها في ستة ثمان عشرة، وأخذوها، وأخربوها، وقتلوا رجالها ونساءها إلا ما شاء الله، واستشهد شيخنا في استشهد.
4 (القاسم ابن الحافظ عماد الدين علي ابن الحافظ المحدث بهاء الدين القاسم ابن الحافظ الحجة))
ثقة الدين أبي القاسم ابن عساكر الدمشقي: أبو محمد.
شاب طري من أبناء ثمان عشرة سنة.
سمع من الكندي، وطبقته، ورحل به أبوه إلى خراسان، وسمعه الكثير، واخترمته المنية. ولو عمر ثمانين سنة أو دونها لكان مسند وقته.
توفي في جمادى الأولى.
وقيل أنه حدث.

417
4 (حرف الميم))
4 (محمد ابن العلامة أبس طاهر أحمد بن هبة الله بن محمد بن عمر.))
أبو عبد الله الهمذاني، الروذراوري.
توفي بهمذان في رجب بعد دخول التتار إليها بأيام.
سمع الكثير من نصر بن المظفر البرمكي، وأبي الوقت السجزي، وأبي زرعة، وجماعة. وله إجازات كثيرة.
وولد في سنة إحدى وأربعين، وحدث بهمذان، وإربل.
روي عنه الضياء، وقال: قتلته الترك بهمذان في جمادى الآخرة. والذي قدمناه هو قول الزكي)
المنذري.
ممد بن إبراهيم بن سعد بن عبد الله بن سعد.
الناصح أبو عبد الله المقدسي، الحنبلي.
سمع: أبا المعالي بن صابر، وأبا الفتح بن شاتيل، ونصر الله القزاز، وطبقتهم.
وقيل: أنه لم يدرك ابن شاتيل، وسمع أيضا أبا نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق اليوسفي، وابن بوش، وسمع خلقا كثيرا.
قال الضياء: ولد في سنة أربع وستين وخمسمائة، واشتغل بالفقه ببغداد، وسمع، وعاد إلى وطنه. وهو كثير الخير، قاضي الحوائج. كريم النفس، متودد إلى الناس، سليم الصدر، كثير الاحتقار لنفسه. وكان يصلي إماما بالدير الشرقي بمسجد العطافية إلى أن مات. وخلف من الولد: عبد الوهاب وإبراهيم، وثلاث بنات. وتوفي
في الثامن والعشرين من شوال.
روي عنه: الضياء، وابن أخيه الفخر، وغيرهما.

418
4 (محمد بن إسحاق بن عياش))
العلامة أبو عبد الله الزناتي، شيخ المالكية بغرناطة، ويعرف بالكماد وهو الدقاق.
كان قائما على المدونة تخرج به أئمة.
قال ابن مسدي: ناظرت عليه في المدونة وبحث عليه في الموطأ. عاش نيفا وسبعين سنة.
سمع من أبي خالد بن رفاعة، وعلي بن كوثر، وطبقتهما.
4 (محمد بن إسماعيل الإربلي.))
أبو الحس، يأتي في الكنية.
4 (محمد بن الحسن بن علي.))
أبو عبد الله اللخمي الداني، ويعرف بابن التجيبي.
سمع من: الحافظ أبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد.
وأجاز له أبو طاهر السلفي. وقرأ كتاب سيبويه على الذهبي النحوي.
قال الأبار: وكان أديبا، كاتبا، بليغا. أقرأ العربية، وولي قضاء دانية. وسمعت منه. وتوفي في رمضان.
4 (محمد بن خلف بن راجح بن بلال بن هلال بن عيسى بن موسى بن الفتح بن زريق.))
)

419
الإمام شهاب الدين أبو عبد الله المقدسي، الحنبلي. ولد سنة خمسين وخمسمائة ظنا، بجماعيل.
ورحل مع الحافظ عبد الغني سنة ست وستين إلى الحافظ السلفي، فأكثر عنه ورجع فرحل إلى بغداد وسمع من أبي محمد ابن الخشاب، وشهدة، وأبي الحسين عبد الحق، وطبقتهم. وسمع بدمشق من أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي المعالي بن صابر.
قال الضياء: اشتغل ببغداد بالخلاف على الإمام أبي الفتح بن المني، وصار أوحد زمانه في علم النظر. كان يناظر ويقطع الخصوم. وسمعته يقول: إن ابن الجوزي كان تركني عنده، وكان يكرمني ويخصني بالأشياء لكوني عنده.
قال الضياء: ولما عاد موفق الدين يقول: كان إذا لنا عند إنسان ببغداد شيء لا نقدر على تحصيله أرسلنا إليه الشهاب. ثم إنه مرض مرضا شديدا، واصفر لونه، وكان بعض الناس يقول: إنه مسحور والله أعلم وهو كثير الخير والصلاة، سليم الصدر. ولقد رأيتهم بجماعيل يعظمونه تعظيما كبيرا، ولا يشكون في ولايته وكراماته، ولعمري لقد كان على خير كثير من الدين، والصلاح، والذكر، وسلامة الصدر.
وسمعت الإمام أبا محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الجبار يقول: حدثني جماعة من جماعيل فيهم: خالي عمر بن عوض قال: وقعت في جماعيل فتنة فخرج بعضهم إلى بعض بالسيوف، وكان الشهاب عندنا، قالوا: فسجد ودعا الله. قالوا: فضرب بعضهم بعضا بالسيوف فما قطعت السيوف شيئا. قال عمر: فلقد ضربت رجلا بسيفي وكان سيفا مشهورا فما قطع شيئا. وكانوا يرون أن هذا ببركة دعائه.
وقال عمر ابن الحاجب في معجمه: هو إمام محدث فقيه، عابد، دائم الذكر، لا تأخذه في الله لومة لائم، صاحب نوادر وحكايات، وعنده وسوسة زائدة في الطهارة. وكان يحدث بعد الجمعة من حفظه، وكانت أعداؤه تشهد بفضله.

420
وقال الزكي المنذري: كان كثير المحفوظات، متحريا في العبادات حسن الأخلاق.
قلت: روى عنه الضياء، والمنذري، والبرزالي، وابن عبد الدائم، والقوصي، وشمس الدين عبد الرحمن، والفخر علي، والشمس ابن الكمال، وأبو بكر بن طرخان، والتقي ابن الواسطي، والشمس عبد الرحمن ابن الزين، ومحمد بن مؤمن، وإبراهيم بن حمد، وأبو بكر ابن الأنماطي.)
وحدثنا عنه: العماد عبد الحافظ، والعز إسماعيل بن المنادي، والعز أحمد بن العماد، والشمس محمد ابن الواسطي، وعائشة بنت المجد عيسى.
قرأت وفاته بخط الضياء: في التاسع والعشرين من صفر.
4 (محمد بن سلامة بن نصر بن مقدام.))
أبو عبد الله المقدسي، العطار.
سمع من: الخضر بن طاووس، وأبي المجد الفضل ابن البانياسي.
4 (محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الملك بن حزم.))
أبو بكر الأموي، النحوي، الإشبيلي.
أخذ القراءات عن أبي بكر بن صاف، والعربية عن أبي إسحاق بن ملكون.
وسمع من أبي بكر بن الجد كتاب سيبويه، وسمع من أبي زيد السهيلي بعض كتابه الروض الأنف. ولم يعتن بالحديث، بل غلب عليه القراءات والنحو.
قال الأبار: وكان أستاذ حاضرة إشبيلية غير مدافع، وعليه قرأ ابن عبد

421
النور، وانتفع به أبو علي الشلوبيني، وكان من إجادة الإلقاء، وحسن الإفادة، غلب ذلك عليه، فشد عليه الجمهور.
رأيته بإشبيلية. وتوفي في صفر رحمه الله وولد ببابرة في سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
4 (محمد بن عبد الله بن أحمد.))
أبو العباس البغدادي، الضرير، المقرئ، المعروف بالرشيدي.
وفي نسبه إلى هارون الرشيد طعن.
قرأ القراءات على أبي الكرم المبارك بن الحسن الشهرزوري، وعلى غيره وسمع منه ومن: أبي الوقت السجزي، وسعد ابن البناء، وأبي القاسم عبد الله بن أحمد ابن الخلال الوكيل.
وحدث، أقرأ بالروايات.
وهو من آخر أصحاب أبي الكرم.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وقال: كان شيخا حسنا، صدوقا، قال: ومات في شعبان.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز.))
الشيخ أبو الفرج الواسطي، المقرئ، التاجر.

422
صحب صدقة بن الحسين الواعظ، وقدم معه إلى بغداد سنة ثلاث وخمسين، فسمع من: أبي)
القوت، وأبي جعفر العباسي، وأبي المظفر محمد بن أحمد ابن التريكي، وهبة الله ابن الشبلي، وجماعة.
وحدث ببغداد، وإربل، والموصل، وحلب، ودمشق.
وكان له اعتناء بالحديث ويعرف سماعاته.
واشتغل بالتجارة مدة.
وكان قديم المولد، فإنه سمع من أبي الوقت وله ست وثلاثون سنة، وعاش مائة أو أزيد. وسنه يحتمل السماع من ابن الحصين، وطبقته والسماع رزق.
روى عنه: الدبيثي، وابن خليل، والشهاب القوصي، والزكي البرزالي، والتاج عبد الوهاب ابن زين الأمناء، وآخرون.
وروى صحيح البخاري، بالموصل.
وتوفي في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة وله مائة سنة وسنة.

423
4 (محمد بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عياش.))
أبو عبد الله التجيبي، الأندلسي، الكاتب، صاحب ديوان الإنشاء بالمغرب.
قال الأبار: أخذ عن أبي عبد الله بن حميد شيئا يسيرا، وعني بالآداب. وكان رئيسا في صناعة الكتابة، خطيبا، مصقعا، بليغا، مفوها، شاعرا. وكتب للسلطان، ونال دنيا عريضة. وله في المصحف العثماني، وقد أمر المنصور بتحليته:
* ونفلته من كل قوم ذخيرة
* كأنهم كانوا برسم مكاسبه
*
* فإن ورث الأملاك شرقا ومغربا
* فكم قد أخلوا جاهلين بواجبه
*
* وألبسته الياقوت والدر حلية
* وغيرك قد رواه من دم صاحبه
* ولد أبو عبد الله بن عياش في سنة خمسين وخمسمائة، وتوفي في جمادى الآخرة بمراكش، رحمه الله.
4 (محمد بن عبد الكريم بن محمد بن أبي الفضل بن علي.))
القاضي العالم الصالح، علاء الدين أبو عبد الله ابن أخي القاضي جمال الدين، الأنصاري الدمشقي، ابن الحرستاني.
ولد سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة.)
وسمع من أبي القاسم ابن عساكر الحافظ، وسمع بالموصل من خطيبها أبي الفضل عبد الله ابن الطوسي.

424
روى عنه الزكي البرزالي في معجمه.
وتوفي في سابع عشر رمضان.
4 (محمد بن عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن يحيى بن فرج ابن الجد.))
أبو بكر الفهري، الإشبيلي.
سمع من جده الحافظ أبي بكر محمد.
وكان ذا رئاسة عظيمة، ووجاهة عند الدولة إلى الغاية.
قال الأبار: وكان مع شرفه متواضعا، جوادا، كريما، كثير المعروف، والصدقات، رفيعا.
سمعت منه حكاية. وما أراه حدث وكانت جنازته مشهودة.
4 (محمد بن علي بن الحسين.))
أبو يعلى الواسطي الجامدي، المعروف بابن القارئ.
حدث بواسط بالإجازة عن القاضي محمد بن علي ابن الجلابي.
وسمع من جده لأمه أبي المفضل محمد بن محمد بن أبي زنبقة.
ومات في جمادى الأولى.
وثقه ابن نقطة.
4 (محمد بن علي بن عمر.))
النجيب أبو حامد السمرقندي، الطبيب، نزيل هراة.

425
كان من علماء الزمان بالطب وله فيه تصانيف مفيدة منها: كتاب أغذية المرضى، ومنها كتاب الصناعة، وكتاب أقراباذين وغير ذلك. قتل بهراة.
4 (محمد بن علي ابن الواعظ نصر بن نصر العكبري.))
أبو الفرج الكاتب.
اشتغل بالديوان.
وحدث عن جده.)
وتوفي بالحلة في رمضان.
وروى عنه: الدبيثي، وابن النجار.
4 (محمد بن عمر بن عبد الغالب بن نصر بن عبد الله.))
المحدث أبو عبد الله القرشي، الأموي، العثماني، الدمشقي.
طوف، وسمع بنفسه الكثير، وكان حسن الطريقة، ذا دين، وورع وأمانة. وكتب كثيرا، وبورك له في مسموعاته وحدث بأكثرها. وكان في الرحلة وحده فنجد أكثر طباقه ما معه كبير أحد.
وكان له منامات عجيبة.
سمع من: أبي الحسين أحمد ابن الموازيني، وعبد الرحمن بن علي ابن الخرقي، وبركات الخشوعي. ورحل، فسمع ببغداد من عبد المنعم ابن كليب، وجماعة. وبإصبهان من خليل بن بدر الراراني، ومسعود بن أبي منصور الجمال، وأبي المكارم اللبان، وأبي جعفر الصيدلاني.
وبنيسابور من أبي سعد عبد الله بن عمر ابن الصفار، ومنصور بن عبد المنعم الفراوي، وجماعة. وبمصر، والإسكندرية.

426
ومولده ببيت لهيا في سنة تسع وستين وخمسمائة.
روى عنه: الزين بن عبد الدائم، والزكي عبد العظيم، والقاضي أبو المجد بن العديم، والفخر علي ابن البخاري، والكمال أحمد بن محمد الحلبي، وجماعة.
وحدث بدمشق، وحران، وحلب، وحمص، ومصر.
وتوفي إلى رحمة الله بالمدينة النبوية، في وسط المحرم.
4 (محمد بن كرم بن بركة.))
أبو علي الكاتب الأزجي، ويعرف بمعتوق الكيال.
سمع: ابن ناصر، وأبا الكرم الشهرزوري.
قال ابن النجار: كتبت عنه. وكان شيخا حسنا، لا بأس به. توفي في ربيع الأول وقد جاوز الثمانين.
4 (محمد بن أبي جعفر محمد بن محمد بن الحسين.))
الشيخ أبو البركات الشهرستاني، ثم البغدادي النحوي.
ولد سنة تسع وأربعين وخمسمائة.)
واشتغل على أبي محمد ابن الخشاب، وعلي بن المبارك ابن الزاهدة.
وتميز في العربية وحدث بشيء من شعره.

427
ومات في ربيع الآخر.
4 (محمد بن محمود بن إبراهيم بن الفرج.))
المحدث المتقن، العالم الصالح، تقي الدين، أبو جعفر وأبو عبد الله الهمذاني، الواعظ، ويعرف بابن الحمامي.
ولد في أول يوم من سنة ثمان وأربعين.
وسمع ببلده من الحافظ أبي العلاء الحسن بن أحمد العطار. وسمع حضورا من أبي الوقت السجزي. وسمع أيضا من محمد بن بنيمان الأديب، وجماعة ورحل إلى إصبهان فأدرك بها أبا رشيد عبد الله بن عمر صاحب أبي عبد الله الثقفي، فسمع منه ومن طبقته. وقدم بغداد، فسمع بها من الأسعد بن يلدرك، وأبي الفوارس سعيد بن محمد الحيص بيص، وجماعة. ثم قدمها بعد الستمائة، فسمع من أصحاب ابن الحصين، وأبي غالب ابن البناء.
وكان شيخ همذان ومفيدها وكبيرها، كتب وطلب وسمع الكثير.
قال المحب ابن النجار: حضرت مجلس إملائه، وكان يملي في وعرفة الصحابة، ثم يملي من غريب الحديث، ويتكلم على الناس على طريق الوعظ.
قال: وكان به القبول التام، والصيت الشائع، وأهل همذان مقبلون عليه يتبركون به. وكان من أئمة الحديث وحفاظه له المعرفة بفقه الحديث ولغته، ومعرفة رجاله. وكان فصيحا ذا عبارة حلوة، وألفاظ منقحة، مع دين وعبادة،

428
وزهد. وكان أمارا بالمعروف نهاء عن المنكر، ناصر السنة، قامع البدعة، متواضعا متوددا، سمحا، جوادا.
وبالغ ابن النجار في الإطناب في وصفه، وقال: لما استولى التتار على همذان في أواخر جمادى الآخرة: خرج إلى قتالهم بابنه عبيد الله، فقتلا شهيدين مقبلين، غير مدبرين، رضي الله عنه.
قلت: روى عنه الزكي البرزالي، والضياء، والعماد علي بن عساكر، والمحب ابن النجار.
وأجاز للشرف ابن عساكر، والتاج بن عصرون.
وقال الحافظ عبد العظيم: توفي في السادس والعشرين من جمادى الآخرة.)
أخبرنا أحمد بن هبة الله، أنبأنا محمد بن محمود الشهيد، أخبرنا محمد بن بنيمان بن يوسف، أخبرنا مكي بن منصور، أخبرنا أبو بكر الحيري، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن يوسف، عن سفيان، عن أبي يعفور، عن عبد الله بن أبي أوفى قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد.
وقد تكلم فيه الرفيع الأبرقوهي وقال: لا يصح سماعه.
4 (محمد بن محمود بن أبي السحن الظفر.))
أبو الضوء الشذياني الحاتمي الهروي، ويلقب بشهاب.
ولد سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: أبي سعيد أحمد بن إسماعيل الحنفي، وأبي الوقت السجزي، وأبي سعد ابن السمعاني، وجماعة.

429
روى عنه: الضياء الحنبلي، والزكي البرزالي، والمحب اللبلي، وجماعة.
وأجاز للتاج بن عصرون، والشرف بن عساكر، وزينب بنت عمر، وجماعة. وعدم في السنة.
4 (محمود بن محمد بن عبد الواسع ابن الموفق السقطي، الهروي.))
أبو بكر، من ولد سري السقطي.
سمع من جده عبد الواسع حدثه عن شيخ الإسلام أبي إسماعيل.
روى عنه: الزكي البرزالي، وغيره.
وأخبرنا ابن عساكر، أخبرنا محمود إجازة فذكر حديثا.
وهو ممن عدم في دخول العدو هراة.
4 (محمود بن محمد بن قرا رسلان بن سقمان بن أرتق.))
الملك الصالح ناصر الدين الأرتقي، صاحب آمد وحصن كيفا.
مات بالقولنج، وقام بعده ولده الملك المسعود الذي أخذ منه الكامل بلاده.
4 (مشرف بن علي بن أبي جعفر بن كامل.))
أبو العز الخالصي، المقرئ، الضرير.
ولد تقريبا في سنة أربع وثلاثين.
وقدم بغداد، فحفظ بها القرآن، وقرأ بشيء من القراءات على أبي الكرم الشهرزوري. وتفقه)
بالنظامية على مذهب الشافعي.

430
وسمع من: أبي الكرم، وأبي الوقت، ومسعود بن الحصين، وأحمد بن محمد أبي الدباس، وسلامة ابن الصدر.
روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، وجماعة.
وتوفي في الخامس والعشرين من ربيع الآخر.
والخالص: اسم ناحية ونهر بشرقي بغداد.
4 (موسى ابن الشيخ عبد القادر بن أبي صالح.))
أبو نصر الجيلي ثم البغدادي، ضياء الدين. ولد في ربيع الأول سنة تسع وثلاثين، ويقال: سنة سبع وثلاثين.
وسمع: أباه، وابن ناصر، وسعيد ابن البناء، وأبا الوقت، وابن البطي. واستوطن دمشق بالعقبية.
روى عنه: البرزالي، والضياء، وابن خليل، والسيف، ابن المجد، وعمر ابن الحاجب، والشهاب القوصي، والزكي المنذري، والفخر علي، والتقي ابن الواسطي، والشمس محمد ابن الكمال، وأبو بكر ابن النماطي، وأحمد بن علي سبط عبد الحق، وإسماعيل بن نور اليهيتي، والصفي إسحاق الشقراوي، ويوسف الغسولي، والعز أحمد بن العماد، والعماد عبد الحافظ بن بدران، وطائفة سواهم. وقرأ عليه الأئمة والحفاظ.
وقال ابن النجار: كتبت عنه بدمشق. وكان مطبوعا، لا بأس به، إلا أنه كان خاليا من العلم.

431
وقال المنذري: دخل مصر ولم يحدث بها.
وقال عمر ابن الحاجب: كان ظريفا، رق حاله واستولى عليه المرضى في آخر عمره، إلى أن توفي ليلة الجمعة مستهل جمادى الآخرة. وكان آخر أولاد أبيه وفاة. وكان يرمى برذائل لا تليق بمثله. سألت أبا عبيد الله البرزالي عنه، فقال: كان عنده دعابة.
4 (منصور، الرئيس الكبير المجاهد، وأبو الفتح ابن الرئيس المجاهد محمد بن إسحاق.))
الكناني، الدمياطي.
توفي في ذي الحجة بدمياط، حمل إلى مصر فدفن بها.
وكان قد ولي رئاسة الغزاة في البحر الأخضر. بعد والده مدة طويلة.
قال الحافظ عبد العظيم: سمعته يقول: لي خمس وأربعون سنة أجاهد على ظهر البحر. وكان)
مشهورا بالشجاعة، ميمون الحركة، محبا للفقراء.
4 (حرف النون))
4 (نجم الدين الكبرى.))
اسمه أحمد. مر.
4 (النفيس بن أبي البركات بن معالي بن حفنى.))
أبو الفضل الزعيمي، البغدادي، المستخدم.

432
سمع: أبا الحسن بن غبرة، وأبا الفتح بن البطي.
روى عنه: البرزالي، والضياء، والشيخ عبد الصمد بن أبي الجيش، والدبيثي، وآخرون.
وكان رجلا صالحا.
وحفنة: بضم الحاء المهملة وفتح النون.
توفي في رابع عشر صفر.
4 (حرف الهاء))
4 (هبد الله بن الخضر بن هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن طاووس، الأمير سديد الدين.))
أبو محمد بن أبي طالب، البغدادي الأصل، الدمشقي.
من بيت العلم والرواية.
سمع من: الفقيه نصر الله بن محمد المصيصي، وناصر بن محمود القرشي، وعلي بن سليمان المرادي، والخضر بن عبدان الأزدي، ونصر بن أحمد بن مقاتل، وأبا القاسم بن البن الأسدي.
ورحل إلى الإسكندرية وسمع من السلفي.
وكان عسرا في الرواية، ولا يسمع إلا من أصل، ولم يكن ممن يفهم الحديث، لكنه كان مواظبا على تلاوة القرآن.
وسئل عن مولده فكتب أنه في سبع وثلاثين في ربيع الأول. وسماعه من نصر الله في سنة إحدى وأربعين فيكون في الخامسة حضورا، إلا على قول من يرى أن ذلك سماع.

433
روى عنه: ابن خليل، وابن النجار، وأبو بكر محمد ابن النشبي، والعماد محمد بن سالم صصرى، والشمس أبو الغنائم بن علان، والفخر علي ابن البخاري، والشهاب القوصي، وجماعة. وبالإجازة: أبو حفص ابن القواس، وغيره.)
وتوفي في سابع جمادى الأولى.
وقد سمع منه السراج بن شحاتة في رجب سنة سبع عشرة، ولعسارته انقطع حديثه بوقت، وإلا فقد وقع لنا حديث أقرانه دونه.
4 (حرف الياء))
4 (ياقوت، عتيق الحافظ أبي المواهب بن صصرى.))
سمع مع مولاه من علي بن أحمد الحرستاني ورحل معه إلى بغداد يخدمه ويخدم ولده أمين الدين، فسمع من أبي السعادات القزاز، وجماعة.
وحدث.
ومات في ذي القعدة.
4 (ياقوت، أمين الدين الموصلي الكاتب الملكي.))
نسبة إلى السلطان ملكشاه بن سلجوق بن محمد بن ملكشاه السلجوقي.
قرأ العربية على الإمام أبي محمد سعيد بن المبارك ابن الدهان وبرع فيها، وقرأ كتاب المقامات و ديوان المتنبي.

434
وكتب الخط المنسوب، ونسخ نسخا عديدة لكتاب الصحاح للجوهري، كل نسخة في مجلد واحد، وهي متيسرة الوجود عند الأعيان. وكانت النسخة تباع بمائة دينار. وكانت له سمعة كبيرة في زمانه. وكتب عليه خلق، ثم تغير خطه من الكبر.
قال ابن خلكان: توفي بالموصل في هذه السنة.
وقال ابن الأثير: لم يكن في زمانه من يكتب ما يقاربه، ولا من يؤدي طريقة ابن البواب مثله.
4 (يحيى بن سعد الله بن الحسين بن أبي غالب محمد بن أبي تمام.))
الشيخ أبو الفتوح التكريتي.

435
ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة بتكريت.
وسمع من أبيه وجماعة. وسمع ببغداد من: أبي المظفر هبد الله ابن الشبلي، وابن البطي، والشيخ عبد القادر، والشيخ أبي النجيب، وجماعة.
وحدث ببلده، وخرج لنفسه أحاديث. وعمل بتكريت دار حديث. وأهل بلده يثنون عليه ويصفونه بالصلاح.)
روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، والضياء، وآخرون.
ومات في آخر المحرم.
4 (يوسف بن عبد الغني بن موسى.))
الفقيه أبو الحجاج بن غنوم، الجذامي، الإسكندراني، المالكي، المعدل.
سمع من السلفي.
وحدث، ودرس، وناب في الحكم. وكان صالحا، خيرا، على طريقة السلف.
روى عنه: الزكي عبد العظيم، وغيره.
ومات في ثامن عشر المحرم.
4 (يوسف بن عمر بن محمد بن عبد الله ابن الوزير نظام الملك الطوسي.))
أبو المحاسن البغدادي.
ولد سنة خمس وثلاثين.
وسمع من: نصر بن نصر العكبري، وأبي الوقت، وأبي حامد محمد بن أبي الربيع الغرناطي. وحدث.

436
ومات في شعبان.
روى عنه الدبيثي، وقال: كان غير حميد الطريقة.
4 (الكنى))
4 (أبو بكر بن المظفر بن إبراهيم ابن البرني.))
نزل الموصل مع أخيه أبي إسحاق.
وحدث عن عتيق بن صيلا.
توفي في الحجة بالموصل.
4 (أبو الحسن بن إسماعيل بن مسلم بن سلمان الإربلي، ثم البغدادي، الصوفي.))
ولد سنة تسع وخمسين في أوائل السنة.
وسمع حضورا من أحمد بن المقرب، ويحيى بن ثابت. وسمع أيضا شهدة. وأجاز له مسعود الثقفي، وأبو عبد الله الرستمي، وجماعة.
وكان مشهورا بالخير والصلاح، ولي مشيخة الصوفية بأربل.
وقيل: اسمه محمد، وقيل: علي، وهو معروف بكنيته.)
وهو ابن عم الحسن في خامس ربيع الآخر.
وحدث بإربل.

437
4 (أبو الطاهر بن أبي الفضل المقدسي، الحنبلي.))
إمام جامع كفر بطنا.
توفي بكفر بطنا في ربيع الآخر، وحمل إلى جبل قاسيون فدفن به.
وهو والد الفقيه الصالح تقي الدين أحمد المتوفي سنة اثنتين وتسعين، وجد شيخنا أبي بكر بن أحمد بن أبي الطاهر المتوفي في سنة اثنتين وسبعمائة.
وولي بعده الوين أحمد بن عبد الدائم، فأقام بها إلى إثناء سنة ست وعشرين، ثم انفصل عنها، ثم عاد إليها بعد الثلاثين، ثم تركها سنة الخوارزمية.
4 (أبو علي بن أبي زكري.))
الأمير الكبير فخر الدين، أخو الأمير سيف الدين أبي بكر، والأمير شجاع الدين كر، وعم زين الدين موسى بن جكو بن أبي زكري.
توفي في ربيع الأول بالمخيم بالمنصورة، رحمه الله.
4 (وفيها ولد))
العماد محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم بن ملهم الدمشقي الصائغ.
والشمس عمر بن غلام الله الأشرفي.
والشمس حسن بن المظفر المنقذي الشروطي.

438
والضياء محمد بن محمد بن عبد القاهر ابن النصيبي.
والصدر أحمد بن عبد الرحمن القرشي الإسكندري، وعرف بابن حمزة، يروي عن ابن عماد.
والرشيد محمد بن عبد الحق بن مكي ابن الرصاص.
وأبو محمد عبد المعطي بن الرحمن ابن الأبياري الإسكندراني.
وناصر الدين عمر بن أحمد ابن ألطنبا الناصري الحلبي.
وجمال القضاة أبو بكر محمد بن عبد الرحمن ابن المغيري سمع الصفراوي

439
4 (وفيات سنة تسع عشرة وستمائة))
4 (حرف الألف))
))
4 (أحمد بن عبد الله بن الحسين بن عبد المجيد بن أحمد ابن محمد بن الحسن بن حديد بن))
أحمد بن محمد بن صمدون، القاضي المكين.
أبو طالب ابن زين القضاة أبي الفضل، الكناني، الإسكندراني، المالكي، العدل.
ولد سنة إحدى وخمسين وخمسمائة.
وسمع من: أبي طاهر السلفي، وأبي محمد العثماني، وأبي الطاهر بن عوف، وغيرهم: وأجاز له جماعة.
وحدث بدمشق، ومصر روى عنه الزكي المنذري، وقال: كان له أنس

440
بالطريقة. وكان الحافظ السلفي يكرمه كثيرا لما لأسلافه عليه من الحقوق، ويقدمه للقراءة عليه مع صغر سنه. وهو من بيت الرئاسة والمعروف، ولهم الأوقاف والأحباس. وهو من ولج سراقة بن مالك بن جعشم رضي الله عنه. وكان أبوه قاضي الإسكندرية وكذلك جده المكين أبو غلي. وذكر أنه استقصي من بيتهم بالإسكندرية سبعة قضاة، وكانوا يحكمون بمذهب أهل السنة في ذلك الوقت.
قلت: يعني في الدولة العبيدية.
وروى عنه أيضا: الشهاب القوصي، والجلال عيسى بن الحسن القاهري وأخوه الرشيد عبد الله بن الحسن، وآخرون.
وتوفي في سابع عشر جمادى الآخرة، بالإسكندرية.
لم ألحق من أصحابه أحدا.
4 (أحمد بن عبد المؤمن بن موسى القيسي.))
أبو العباس الشريشي، النحوي.
روى عن: أبي الحسن بن لبال، وأبي عبد الله بن زرقون، وغيرهما. وجلس لإقراء العربية.
قال الأبار: له تصانيف منها: شرح الإيضاح لأبي علي الفارسي، ومنها شرح مقامات الحريري صنف لها ثلاثة شروح. سمعت منه، وأجاز لي.

441
4 (أحمد بن علي بن أحمد بن أبي الهيجاء.))
الأمير الكبير عماد الدين ابن المشطوب، سيف الدين الهكاري.
كان عماد الدين من كبراء الدولة، شجاعا، هماما، سمحا، جوادا، مهيبا، أقطعه السلطان صلاح الدين نابلس. وكان حدهم أبو الهيجاء صاحب العمادية، وعدة قلاع من بلاد الهكارية. ولم يزل)
العماد وافر الحرمة إلى أن انفصل عن الديار المصرية وعدى الفرات، فأكرمه الأشرف.
وقد ذكرنا في سنة سبع عشرة من أخباره وأنه مات في السجن بأسوأ حال.
ومات في ربيع الآخر. وبنت له ابنته قبة برأس عين ونقلته من حران فدفنته بها.
وعاش أربعا وأربعين سنة ظنا.
4 (أحمد الملك المفضل قطب الدين أبو العباس.))
ابن السلطان الملك العادل سيف الدنيا والدين أبي بكر محمد بن أيوب.
توفي بالفيوم في منتصف رجب، وحمل إلى القاهرة، ودفن خارج باب النصر.
4 (أحمد بن المبارك بن فوارس بن سنبلة.))
أبو المعالي البغدادي، الحريمي، السفار التاجر.

442
شيخ مسند، روى عن: أبي الفرج عبد الخالق اليوسفي، وأبي علي أحمد بن أحمد الخراز.
وكان مولده سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في نصف ذي القعدة.
وهو أخو محمد، الذي سكن بسمرقند.
روى عنه: الضياء، وابن النجار.
وقد اختلط قبل موته بقليل، من سنة خمس عشرة وستمائة.
4 (أحمد بن مسعود بن أحمد بن محمد.))
أبو العباس اليماني ابن ناصر، وأبي حكيم النهرواني. وكان إمام دبر الغساني.
روى عنه الحافظ الضياء.
قال المنذري: توفي في منتصف صفر الشيخ الصالح الزاهد أبو العباس اليماني الشافعي، بالأرض المقدسة. سمع ببغداد من الحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر، وغيره
. وحدث. وكان مشهورا بالصلاح والخير. وكان قد سكن بأولاده وأهله في مغارة بجبل من جبال بيت المقدس.
وقال الضياء: كان قد كبر حتى عن القيام والقعود، رحمه الله.
4 (إسماعيل بن الحسين بن يعقوب.))
أبو محمد اللبادي، الحربي.
حدث عن: ابن البطي، وغيره.
ومات في ذي الحجة.))
4 (إسماعيل بن عبد الله بن عبد المحسن بن أبي بكر بن هبة الله بن الحسن.))

443
الحافظ البارع تقي الدين أبو الطاهر ابن الأنماطي، المصري، الشافعي.
سمع: القاضي أبا عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وأبا القاسم هبة الله البوصيري، وأبا عبد الله محمد بن عبد المولى اللبني، وشجاع بن محمد المدلجي، وأبا عبد الله الأرتاحي، وجماعة كبيرة.
ورحل إلى دمشق سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة فأكثر بها عن أبي طاهر الخشوعي، وأبي محمد ابن عساكر، وطبقتهما. ورحل بعد الستمائة إلى العراق، فسمع من: حنبل، وابن سكينة، وابن طبرزد، وأبي الفتح المندائي، وخلق سواهم.
وكتب الكثير بخطه المليح السريع. وحصل كتبا كثيرة.
قال ابن النجار: اشتغل من صباه، وتفقه، وقرأ الأدب، وسمع الكثير. وقدم دمشق سنة ثلاث وتسعين، ثم حج سنة إحدى وستمائة، وقدم مع الركب. وكانت له همة وافرة، وحرص، وجد، واجتهاد، مع معرفة كاملة وحفظ وثقة وفصاحة وسرعة قلم، واقتدار على النظم والنثر. ولقد كان بعيد الشبيه، معدوم النظير في وقته. كتب عني وكتبت عنه، وقال لي: ولدت سنة سبعين وخمسمائة في ذي القعدة.
قال عمر ابن الحاجب: كان إماما، ثقة، حافظا، مبرزا، فصيحا، واسع

444
الرواية، حصل ما لم يحصله غيره من الأجزاء والكتب. وكان سهل العارية يعير إلى البلاد. وعنده فقه، وأدب، ومعرفة بالشعر، وأخبار الناس. وكان ينبز بالشر. سألت الضياء محمد بن عبد الواحد، عنه، فقال: حافظ، ثقة، مفيد، إلا أنه كان كثير الدعابة مع المرد.
قلت: وله مجاميع مفيدة، وآثار كثيرة. وكان أشعريا له كلام في الحط على إمام الأئمة أبي بكر بن خزيمة.
روى عنه: الشهاب القوصي، والزكي البرزالي، والزكي المنذري، والكمال الضرير، والصدر البكري المحدث، وابنه أبو بكر محمد بن إسماعيل، وآخرون.
ومات في الكهولة. ولم يرو إلا القليل.
قال الضياء: باب في عافية، فأصبح لا يقدر على الكلام أياما، ثم مات يعني: مات بالسكتة في رجب.))
4 (حرف الباء))
4 (بدر التمام أخت الحافظ ابن الأخضر.))
أم أولاد الأديب أبي المعالي الحظيري.
سمعت المبارك بن أحمد الصيرفي.
وعنها ابن أخيها علي روى ابن النجار عنه، عنها.
توفيت في رمضان.
4 (حرف الثاء))
4 (ثابت بن مشرف بن أبي سعد ثابت.))

445
ويقال: أبو سعد محمد بن إبراهيم، أبو سعد البغدادي الأزجي، البناء، المعمار، المعروف بابن شستان.
سمع من: سعيد ابن البناء، وابن ناصر، وأبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الفتح الكروخي، وأبي الوقت، وأبي جعفر أحمد بن محمد العباسي، وأبي المظفر محمد بن أحمد التريكي، وأبي الفضل أحمد بن هبة الله ابن الواثق، وواثق بن تمام، ونصر بن نصر العكبري، ومحمد بن عبيد الله الرطبي، ومحمد بن أحمد ابن المادح، وأحمد بن يحيى بن ناقة، وطائفة سمع منهم بإفادة أبيه وبنفسه.
وأجاز له وجبة الشحامي، وعبد الله ابن الفراوي، وجماعة من نيسابور.
وكان عمه علي بن أبي سعد الخباز من أعيان الطلبة.
وشستان: بكسر الشين. ورأيت بعضهم قد قيدها بالضم.
روى عنه: الزكي البرزالي، والضياء، والكمال ابن العديم وولده القاضي أبو المجد، والزين بن عبد الدائم، ومحمد بن أبي الفرج ابن الدباب، والكمال أحمد بن
النصيبي، وجماعة.
قال ابن نقطة: كان صعب الأخلاق، ظاهر العامية، سمعت عامة الطلبة يذمونه.
وقال المنذري: توفي في خامس ذي الحجة ببغداد، وقد بلغ الثمانين.
قلت: وقدم حلب سنة ست عشرة، وسمعوا منه. وحدث أيضا بدمشق. وأخته عزيزة، ماتت قبله بأيام. سمعت من عمها.

446
4 (حرف الحاء))
)
الحسين بن أبي منصور بن أبي المعالي بن حراز.
وجيه الدين أبو عبد الله الواسطي، الهمامي، الشاعر الأديب.
توفي بالقاهرة كهلا في جمادى الأولى.
روى عنه من شعره الزكي المنذري.
4 (حرف الطاء))
4 (الطيب بن محمد بن الطيب بن الحسين بن هرقل.))
العتقي، الكناني، المرسي، أبو القاسم الأصولي.
ذكره الأبار، فقال: سمع من أبي القاسم بن حبيش وأكثر عنه، ومن ابن حميد. وتفقه بأبي بكر بن أبي جمرة. وكتب إليه أبو القاسم ابن بشكوال. والسهيلي، وكان من أهل المعرفة الكاملة والنباهة. نوظر عليه في كتب الرأي وأصول الفقه. وتقدم أهل بلده رئاسة ورجاحة. وأخذ عنه أصحابنا. وتوفي في سابع عشر جمادى الأولى، وله ثلاث وستون سنة.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن أبي بكر عبد الله بن عبد الرحمن بن أحمد.))
أبو محمد القضاعي، الأبار، الأندي، الأندلسي.

447
نزيل بلنسية.
أخذ القراءات عن أبي جعفر الحصار. وسمع من أبي عبد الله بن نوح الغافقي. وصحب أبا محمد بن سالم الزاهد. وأجاز له أبو بكر بن أبي جمرة.
قال ابنه: وكان رحمه الله، ولا أزكيه مقبلا على ما يعنيه، شديد الانقباض، بعيدا عن التصنع، حريضا على التخلص، كثير التلاوة والتهجد، فقيها، معدلا، ذاكرا للقراءات. قرأت عليه لنافع، وسمعت منه، وتوفي في ربيع الأول، وله ثمان وأربعون سنة.
4 (عبد الرحمن بن عبد السلام بن أحمد.))
أبو القاسم، الحساني أو الغساني.
الغرناطي، ويلقب بالددو.
روى عن أبي عبد الله بن عروس، وأخذ القراءات عنه، و كتاب سيبويه، ولازمه كثيرا، وعن: داود بن يزيد السعدي، وعبد المنعم بن عبد الرحيم الحافظ.)
وأقرأ القرآن والنحو. وكان فقيها، عفيفا، متصونا، كان يشهد. وقد سمع وهو صبي من أبي عبد الله الحجري.
ولد سنة أربع وثلاثين. ومات في ربيع الآخر سنة تسع عشرة وستمائة.
4 (عبد الرحمن بن القاسم بن يوسف.))
أبو القاسم ابن السراج. المغيلي الفاسي، نزيل غرناطة.
عارف بالقراءات والعربية، معتن بالرواية، مكثر عن أبي محمد بن عبيد الله الحجري.
أخذ العربية عن أبي الحسن نجبة. وأخذ القراءات عن أبي الحسن بن النقرات. وأجاز له جماعة.

448
4 (عبد الرحمن بن محمد بن بدر بن الحسن بن مفرج.))
رشيد الدين النابلسي الشاعر، الملقب بمدكويه.
سمع مقامات الحريري من منوجهر بن تركانشاه عن المصنف وحدث بها عنه.
وكان شاعرا، محسنا، مليح القول.
قيل: إنه أقلع عما كان عليه قبل موته، وصلحت حاله.
ومات في خامس محرم بدمشق.
وقد مدح أمير المؤمنين الناصر لدين الله بالقصيدة الطنانة التي نطلعها:
* حرم الخلافة والمحل الأعظم
* فانظر لنفسك أي در تنظم
* ومدح السلطان صلاح الدين، وولده الملك الظاهر غازيا، ومدح الملك المعظم.
وهو عم الحافظ شرف الدين يوسف بن الحسن النابلسي.
روى عنه الشهاب القوصي عدة قصائد.
4 (عبد الرحمن بن أبي البركات المبارك بن محمد بن أحمد.))
أبو محمد ابن المشتري.
ولد سنة خمس وثلاثين وخمسمائة.

449
وسمع من: أبي الفضل الأرموي، وسعيد ابن البناء، وابن ناصر، وأبي الوقت، وجماعة.
وكان شيخا فاضلا، صحيح الأصول.
روى عنه: الدبيثي، وجماعة.)
وتوفي بإربل في شوال.
4 (عبد السلام بن علي بن منصور، قاضي القضاة.))
تاج الدين أبو محمد الكناني الدمياطي، الشافعي.
المعروف بابن الخراط.

450
قرأ القرآن بدمياط بالقراءات على المسند الكبير عبد السلام بن عبد الناصر بن عديسة.
ورحل إلى بغداد، وتفقه بالنظامية. وسمع من: ابن كليب، وابن الجوزي، وأبي طاهر المبارك بن المبارك ابن المعطوش. ورحل إلى واسط فقرأ بها القراءات على أبي بكر ابن الباقلاني.
وعاد إلى دمياط، وولي القضاء بها والتدريس مدة. ثم ولي قضاء القضاة بمصر وأعمالها من الجانب القبلي.
وحدث.
قال الزكي المنذري: اقرأ، وحدث بدمياط، ومصر. وخرجت له جزءا من حديثه. وسمعت منه.
وولد سنة إحدى وسبعين. ثم صرف من مصر، وولي قضاء دمياط.
4 (عبد الصمد بن عبد الرحمن بن أبي رجاء.))
الإمام أبو محمد البلوي الأندلسي الوادي آشي.
ويعرف باللبسي وأصله منها، ويقال: لبسه ولبصه: من قرى الأندلس.
روى عن: أبيه أبي القاسم، وأبي العباس الخروبي، وأبي بكر بن رزق، وأبي الحسن بن كوثر، وأبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد.
وأخذ القراءات عن جماعة. وأجاز له أبو الحسن بن حنين، وأبو طاهر السلفي، وجماعة.
قال الأبار: وكان راوية مكثرا، واعظا، مذكرا، يتحقق بالقراءات والتفاسير،

451
ويشارك في الحديث والعربية. واعتمد في ذلك على أبيه، وأبي العباس الخروبي، وأقرأ الناس ببلده، وتصدر به، وأخذ عنه جماعة. وولد في حدود سنة أربع وثلاثين وخمسمائة، وتوفي في رجب، وله خمس وثمانون سنة.
وقال ابن مسدي في معجمه: أبو محمد اللبصي، هو وأبوه في القراءات والحديث. فكان أبوه رأس المقرئين بالأندلس فيء زمانه، فاحتذى أبو محمد حذو أبيه، وتلقى القراءات منه، فكان آخر من حدث عنه. وأكثر عن أحمد بن محمد بن سعيد الخروبي. وسمع بفاس من محمد بن)
الرمامة، وأبي الحسن الكناني. قرأت عليه القراءات بالروايات واستفدت منه كثيرا. قال: ومات في شعبان سنة ثمان عشرة. هكذا قال ابن مسدي.
وآخر من قرأ بالروايات على هذا الشيخ أحمد بن بشير القزاز، وبقي القزاز إلى سنة بضع وسبعين.
4 (عبد القادر بن داود بن محمد.))
الفقيه أبو محمد الواسطي.
قرأ القراءات على أبي بكر ابن الباقلاني، وسمع من أبي بكر محمد بن علي الكتاني المحتسب.
وورد بغداد، ودرس، وأفتى، وحدث. وقد تفقه بواسط على المجير محمود بن المبارك البغدادي.
ومات في ربيع الآخر.
4 (عبد الكريم ابن الفقيه نجم بن شرف الإسلام عبد الوهاب ابن

452
الشيخ أبي الفرج، الأنصاري،))
السعدي، العبادي، الشيرازي، الأصل، الدمشقي.
الفقيه شهاب الدين أبو الفضائل. ابن الحنبلي.
رحل إلى بغداد وسمع من أبي السعادات نصر الله القزاز، وغيره، وبدمشق من أبي المعالي بن صابر.
وحدث ودرس بمدرستهم.
روى عنه الشهاب القوصي، وعمر ابن الحاجب، وقال الشهاب: كان عارفا بمذهبه، مطلعا على غوامضه.
وقال ابن الحاجب: فقيه، عالم، عنده إقدام وشهامة، إلا أنه كان يرمى بكثرة الشر، وبطلان الحقوق، وكثرة الوقيعة في الناس. ولد سنة تسع وخمسين.
وقال المنذري: توفي في عاشر ربيع الأول.
وقال أبو شامة: هو أخو البهاء، والناصح، وهو أصغرهم، وكان أبرعهم في الفقه، والمناظرة، والدعاوى، والبينات. لكنه كان متعصبا على شيخنا السخاوي وجرت بينهما أمور. رحم الله الجميع وإيانا.
4 (عبيد الله بن المبارك بن إبراهيم بن مختار بن تغلب.))
)
أبو القاسم الأزجي، الدقاق، العدل، المعروف بابن السيبي.
ولد سنة خمسين وخمسمائة.
وسمع: من ابن البطي، وشهدة، وعبد الحق، وخديجة بنت النهرواني، وجماعة.
وطلب بنفسه، وكتب، وقرأ على الشيوخ.

453
وتوفي في رجب.
4 (عثمان بن هبة الله بن أبي الفتح أحمد بن عقيل بن محمد.))
الحكيم الرئيس جمال الدين، أبو عمرو القيسي، البعلبكي الأصل، الدمشقي، العدل، الطبيب، المعروف بابن أبي الحوافر، رئيس الأطباء بالديار المصرية.
ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة.
وولي رئاسة الطب مدة بالقاهرة.
وتوفي في الثالث والعشرين من رجب، بالقاهرة.
وكان جد.
أبو الفتح مقرئا، فاضلا، صالحا، من أصحاب الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي.
وكان عقيل فقيها يكرر على مختصر المزني.
4 (علي بن حيدرة بن أبي جعفر محمد بن القاسم بن الميمون حمزة.))

454
الشريف أبو الحسن الحسيني، المصري، المعدل، نقيب الأشراف بالقاهرة.
توفي في ربيع الأول.
4 (علي بن سيدهم بن عمار.))
العدل وجيه الدين ابن العتال، الشروطي.
كتب الحكم لقاضي القضاة أبي محمد عبد السلام بن علي الدمياطي، ورزق حظا في الوراقة.
وكان كثير التلاوة.
توفي بمصر.
4 (علي بن أبي الفرج محمد بن أبي المعالي ابن الدباب.))
أبو الحسن البغدادي، البابصري.
سمع من أبي محمد محمد بن أحمد بن أحمد ابن المادح.)
وحدث.
وهو جد الواعظ المسند جمال الدين محمد بن محمد بن علي ابن الدباب المتوفى سنة خمس وثمانين وستمائة أحد شيوخ الفرضي.
قال شيخنا أبو العلاء الفرضي: إنما سمي جدهم الدباب لأنه كان يمشي على التؤدة والسكون.
قلت: توفي أبو الحسن في ذي القعدة.
روى عنه البرزالي.
4 (علي بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن إدريس.))

455
الروحاني البعقوبي، الزاهد رحمه الله.
صحب الشيخ عبد القادر وسمع منه، والشيخ علي ابن الهيتي.
وكان شيخا صالحا، زاهدا، عابدا، متألها، كبير القدر من أعيان شيوخ العراق في زمانه.
صحبه الشيخ يحيى الصرصري، ثم روى عنه هو والكمال علي بن وضاح، والبدر سنقرشاه الناصري، والشيخ علي الخباز الزاهد، والواعظ أبو الفضل محمد بن أبي الفرج ابن الدباب، وآخرون.
وذكر أبو إسحاق الصريفيني أنه سمع منه، قدم دمشق، وزار القدس، وكان الشيخ يحيى يبالغ في وصفه، وتبجيله، وأنه ما رأى مثله.
وذكره ابن نقطة، وكناه أبن محمد، وقال: كان شيخ وقته، صاحب دين، وأدب، وفضل، وإيثار.
سمعت منه، وسماعه صحيح. ثم درج موته. توفي في سلخ ذي القعدة بالروحاء، ودفن برباطه، وقبره يزار.
كنيته أبو محمد، وأبو الحسن.
4 (علي بن محمد بن الحسن بن يوسف بن يحيى بن النبيه.))

456
الأديب البارع كمال الدين، أبو الحسن المصري الشاعر، صاحب الديوان المشهور.
كان شاعرا محسنا، بديع القول، رائق النظم.
توفي في الحادي والعشرين من جمادى الأولى، بنصيبين.
وكان من مفاخر الشعراء، مدح بني أيوب. ثم اتصل بالأشرف وسكن نصيبين.
4 (علي بن يوسف بن محمد بن أحمد.))
)
أبو الحسن ابن الشريك، الأنصاري، الداني، الضرير المقرئ.
أخذ القراءات عن أبي إسحاق بن محارب والعربية عن أبي القاسم بن تمام.
ورحل إلى مرسية، فسكنها وسمع من أبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد. وأقرأ القراءات والعربية. وبلغ في التفهيم والذكاء الغاية.
قال الأبار: ويقال: كان في صباه نجارا، فلما أضر أقبل على العلم. واستفاد بتعليم العربية مالا جليلا. وتوفي في رجب، ومولده في سنة خمس وخمسين وخمسمائة.
4 (علي بن أبي الكرم ابن العمري.))
البغدادي. حدث عن أبي الوقت.
4 (عمر بن عبد الله بن حصن بن بزان.))

457
الشيخ الصالح أبو حفص البغدادي، المقرئ الضرير، المعروف بالبقش.
حدث عن أبي الوقت.
وتوفي في عاشر جمادى الآخرة.
وكان يروي الصحيح كله.
4 (عمر بن أبي السعادات عبد الله بن أبي الحسن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن))
صرما.
الشيخ الصالح أبو حفص البغدادي، الأزجي، الإسكاف الحذاء.
سمع من: ابن ناصر، وسعد الخير الأنصاري.
وهو ابن عم أحمد بن يوسف.
روى عنه: الزكي البرزالي، والدبيثي، والجمال محمد بن أبي الفرج ابن الدباب.
وتوفي في العشرين من ذي القعدة عن بضع وثمانين سنة.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن عبد الله بن هشام.))
أبو عبد الله الفهري، الذهبي.

458
ويعرف بابن الشواش أيضا من أهل المرية: أحد مدائن الأندلس.
سمع من: أبي عبد الله بن سعادة، وأبو بكر بن أبي ليلى، وأبي عبد الله ابن الفرس، وأبي القاسم)
بن حبيش، وجماعة.
وأخذ العربية عن الأستاذ أبي موسى الجزولي. وجلس للإقراء والتحديث. ودرس النحو واللغات. وحمل الناس عنه.
وكان إماما متواضعا، بارع الخط.
حدث بمرسية والمرية. ذكره الأبار.
4 (محمد بن إسحاق بن أبي الحسن محمد بن أبي نصر إسحاق بن عز النعمة أبي الحسن بن))
هلال بن المحسن ابن الصابئ.
الشيخ الصالح أبو الحسين البغدادي، المراتبي.
سمع من: عبد الله بن منصور ابن الموصلي، وغيره.
وكان يؤم بمسجد أبي إسحاق الشيرازي. وهو من بيت البلاغة، والكتابة، والآداب.
ولعز النعمة تاريخ تمم به تاريخ والده أبي الحسين، وله عدة مصنفات. وكان صاحب ديوان الإنشاء في أيام القائم بأمر الله.
وأبوه أبو الحسن كان أديبا، أخباريا، علامة، صائبا فأسلم وحسن إسلامه.

459
وهو حفيد إبراهيم بن هلال الصابئ، صاحب الرسائل.
4 (محمد بن إسماعيل بن علي بن أبي الصيف.))
الشيخ أبو عبد الله اليمني، الشافعي، نزيل مكة.
تفقه، وأقام بمكة وسمع بها من: أبي نصر عبد الرحيم بن عبد الخالق، وأبي علي الحسن بن علي البطليوسي، وأبي محمد المبارك ابن الطباخ، وعبد المنعم ابن الفراوي، وجماعة.
وخرج أربعين حديثا عن أربعين شيخا من أهل أربعين مدينة.
وكان يسمع مع علو سنه. وكان مشهورا بالدين والعلم والحديث.
وحدث، ونفع، وأفاد، رحمه الله.
ومات في ذي الحجة.
روى عنه: الصدر البكري، وغيره.
4 (محمد بن الحسين بن جمعة.))
أبو عبد الله السجستاني، الشافعي العدل.)
سمع من السلفي.
وولي الحسبة بالقاهرة، وأم بمسجد البرقية مدة.
روى عنه: الزكي المنذري، وغيره.
ومات في ذي الحجة.

460
4 (محمد بن عبد الله بن محمد بن وقاص.))
الملطي، الميورقي، حج، وسمع من أبي الطاهر بن عوف الزهري، وبدمشق من الخشوعي.
وحدث عن أبي جعفر عبد الرحمن ابن القصير.
وولي خطابة ميورقة. وكان فصيحا، مفوها، بليغا، جليلا.
قال الأبار: توفي قريبا من سنة ثمان عشرة أو فيها.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عبد السلام.))
أبو عبد الله الغساني، الغرناطي، الكاتب.
مصنف شرح كتاب الشهاب.
توفي بمرسية في رمضان.
4 (محمد بن عبد الرحمن بن عياش.))
أبو عبد الله الأندلسي، ثم المغربي.
كاتب السر للدولة المؤمنية.
كان حميد السيرة، حسن الطريقة، بارعا في الأدب، علامة في فن الإنشاء. ينسج على منوال الصابئ، وابن العميد. وله شعر متوسط.
أخذ عنه تاج الدين ابن حمويه، وغيره.
4 (محمد بن عبد السلام بن محمد، ابن الخطيب.))
أبو البركات السنجاري، الفقيه الشافعي.
كان له يد في الخلاف. ودرس بإربل. وروى شيئا من شعره.
وولي قضاء ملطية إلى أن توفي بها.

461
وهو من بيت كبير بسنجار.
4 (محمد بن عبد الواحد بن إبراهيم بن مفرج الملاحي.))
)
الحافظ الكبير الغافقي، الأندلسي، أبو القاسم.
والملاحة: من قرى غرناطة.
ولد قبل الخمسين وخمسمائة. وكان من كبار حفاظ زمانه.
قال الأبار: سمع من: والده، وأبي الحسن بن كوثر، وأبي خالد بن رفاعة، وعبد الحق بن بونة، وأبي القاسم بن سمجون، وخلق. وأجاز له أبو عبد الله بن زرقون، وأبو زيد السهيلي، وطائفة.
ومن المشرق أبو الطاهر بن عوف، وأبو طاهر الخشوعي. وروى بالإجازة العامة عن السلفي، وأبي مروان بن قزمان. وكتب عن الكبار والصغار، وبالغ عمره في الاستكثار. وكان حافظا للرواة، عارفا بأخبارهم. ألف تاريخا في علماء إلبيرة، وألف كتاب أنساب الأمم العرب والعجم، وسماه الشجرة، و الأربعين حديثا بلغ فيه الغاية من الاحتفال. وشهد له بحفظ أسماء الرجال فزاد على من تقدمه. وله استدراك على الحافظ ابن عبد البر في الصحابة. وكان مكثرا عن أبي محمد بن الفرس. أخذ الناس عنه وكان أهلا لذلك. وتوفي في شعبان، رحمه الله.
4 (محمد بن عبيد الله بن محمد بن علي.))
أبو الفرج الواسطي، المقرئ الوكيل، المعروف بخنفر.

462
ولد بواسط سنة ثمان وأربعين.
وقرأ على جماعة القراءات ومنهم: أبو بكر محمد بن خالد الرزاز البغدادي. وسمع من أبي الحسين عبد الحق، ومنوجهر، وغيرهما.
وكان مجموع الفضائل.
توفي في السابع والعشرين من رجب.
وكان وكيلا بأبواب القضاة.
4 (محمد بن أبي علي بن محمد، ابن الشطرنجي.))
الحريمي، الخباز.
وحدث عن أبي الوقت.
ومات في ربيع الآخر.
وقيل: اسم أبيه الحسن. وأما ابن النجار فسمى أباه: المبارك، وقال: سمع أبا الوقت، ومقبل بن أحمد بن الصدر، وعلي بن حسان العلبي، كتبت عنه ثم روى عنه حديثا، عن العلبي، عن) طراد.
4 (محمد بن محمد بن أحمد بن أبي غالب.))
أبو الحارث الوقاياتي، البابصري.
سمع أبا الوقت.
وعنه ابن النجار، وقال: لا بأس به. توفي في خامس رمضان.
4 (المبارك بن محمد بن أبي الغنائم.))
أبو السعادات الحريمي، الناصري، ويعرف بابن زوتان.
حدث عن أبي الفتح بن البطي.
4 (مختص الحبشي.))

463
سمع من: مولاه قاضي القضاة عبد الواحد بن أحمد الثقفي، وأبي العباس أحمد بن ناقة.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار. وكان دينا.
4 (مسمار بن عمر بن محمد بن عيسى.))
أبو بكر، المعروف بابن العويس، البغدادي، المقرئ النيار، نزيل الموصل ومسندها.
ولد سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة.
وسمع الكثير من: أبوي الفضل الأرموي، وابن ناصر، وواثق بن تمام، وسعيد ابن البناء، وأبي بكر ابن الزاغوني، وأبي الوقت، وابن ناقة، وغيرهم.
وحدث بالكثير ببغداد، والموصل. وأقرأ القرآن.
قيل: إن اسمه محمد، ولقبه الوزير ابن هبيرة بمسمار لأنه كان يراه يسمع وهو جالس ساكن فقال: كأنه مسمار. وكان شيخا، متدينا، خيرا، مشهورا.
روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، والضياء، والأمير ركن الدين أحمد بن قراطاي الإربلي، وأبو الفضل عباس بن بزوان الموصلي، والصالح عبد الكريم بن منصور الأثري، وسيدة بنت درباس، وطائفة.
وأجاز لعلي بن عبد الدائم القيم، وللعماد ابن سعد، وجماعة.

464
وتوفي بالموصل في ثاني عشر شعبان.
4 (حرف النون))
))
4 (نصر الله بن محمد بن الحسين.))
أبو منصور الكوفي، الحائري، الزيدي، المعروف بابن مدلل.
ولد في حدود سنة سبع وعشرين وخمسمائة.
وسمع بالكوفة من: أبي الحسن محمد بن غبرة، وابن ناقة، والحسين بن محمد الدواتي. وببغداد من أبي الفتح ابن البطي.
وحدث بالكوفة.
وهو زيدي النحلة.
والحائري: نسبة إلى الموضع الذي فيه مشهد الحسين عليه السلام.
4 (نصر بن عقيل بن نصر عقيل.))
الفقيه عز الدين أبو القاسم، وأبو المظفر الإربلي، الشافعي.
ولد بإربل في سنة أربع وثلاثين وخمسمائة.
وتفقه على عمه أبي العباس الخضر. ثم أتى بغداد، وأقام بالنظامية مدة. وسمع من أبي الفضل أحمد بن صالح الجيلي، وغيره. ورجع إلى بلده، وولي التدريس بها بالمدرستين اللتين كان عمه يدرس بهما بالقلعة والربض. فدرس، وأفتى مدة. ثم قدم الموصل.

465
وتوفي في ثالث عشر ربيع الآخر.
4 (نصر بن أبي الفرج محمد بن علي بن أبي الفرج.))
الحافظ المسند أبو الفتوح، برهان الدين البغدادي، الحنبلي، المقرئ، المعروف بابن الحصري، نزيل مكة، وإمام الحطيم.
قرأ بالروايات على أبي الكرم المبارك ابن الشهرزوري، وغيره وأقرأ بالروايات وكان إسناده فيها عاليا إلى الغاية.
وسمع من: أبي بكر محمد ابن الزاغوني، وأبي الوقت، والشريف أبي طالب محمد بن محمد العلوي، ومحمد بن أحمد التريكي، وأبي محمد محمد بن أحمد ابن المادح، وهبة الله ابن الشبلي، وهبة الله بن هلال الدقاق، وابن البطي، والشيخ عبد القادر الجيلي، وأبي زرعة، وأبي بكر بن النقور، وخلق كثير.
وعني بهذا الشأن عناية تامة، وكتب الكثير. وكان يفهم ويدري، مع الثقة والأمانة.)
ذكره المنذري فقال: قرأ بالقراءات على أبي الكرم، وأبي بكر محمد بن عبيد الله ابن الزاغوني، ومسعود بن عبد الواحد ابن الحصين، وأبي المعالي

466
أحمد بن علي ابن السمين، وسعد الله ابن الدجاجي، وعلي بن أحمد اليزدي، وغيرهم.
كذا ذكر ابن النجار: أنه قرأ بالروايات الكثيرة على جماعة كأبي بكر ابن الزاغوني، والشهرزوري، وابن الحصين، وسعد الله ابن الدجاجي، وعلي بن علي بن نصر، وعلي بن أحمد بن محموية اليزدي، وغيرهم.
واشتغل بالأدب وحصل منه طرفا حسنا. وسمع من خلق كثير من البغداديين، والغرباء، ولم يزل يقرأ. ويسمع ويفند إلى أن علت سنه. وجاور بمكة زيادة على عشرين سنة. وحدث ببغداد ومكة. وكان كثير العبادة. ولم يزل مقيما بمكة إلى أن خرج منها إلى اليمن فأدركه أجله بالمهجم في المحرم، وقيل في ربيع الآخر، من هذا العام، وقيل: في ذي القعدة سنة ثمان عشرة والله أعلم. ومولده في رمضان سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
وقال الدبيثي: كان ذا معرفة بهذا الشأن. خرج إلى مكة سنة ثمان وتسعين فاستوطنها. وأم الحنابلة. قرأت عليه، ونعم الشيخ كان عبادة، وثقة. وخرج عن مكة سنة ثمان عشرة، فبلغنا أنه توفي ببلد المهجم في ذي القعدة من السنة.
وقال الضياء: في المحرم من سنة تسع عشرة توفي شيخنا الحافظ الإمام أبو الفتوح إمام الحرم بالمهجم.
قلت: روى عنه الضياء، والبرزالي، وابن خليل، وأحمد بن عبد الناصر اليمني، والمفتي سليمان بن خليل العسقلاني، وتاج الدين علي بن أحمد القسطلاني، وشهاب الدين القوصي وقال: كان إماما في القراءات والعربية، وله

467
علو إسناد ومحمد بن عبد الله بن مقبل المكي، ورضي الدين الحسن بن محمد الصغاني اللغوي، ونجيب الدين المقداد القيسي، وآخرون.
وذكره ابن نقطة، فقال: أما شيخنا أبو الفتوح، فحافظ ثقة، كثير السماع، ضابط، متقن. ذكروا أن وفاته في ذي القعدة من سنة ثمان عشرة.
وقال ابن النجار: كان حافظا، حجة، نبيلا، جم العلم، كثير المحفوظ، من أعلام الدين وأئمة المسلمين، كثير العبادة والتهجد، والتلاوة، والصيام، رحمه الله.
وقال ابن مسدي: كان أحد الأئمة الأثبات، مشارا إليه بالحفظ والإتقان. قصد اليمن، فمات)
بالمهجم في ربيع الآخر سنة تسع عشرة. وله شعر جيد في الزهديات.
4 (حرف الهاء))
4 (هبة الله بن أبي يعلى محمد بن المبارك بن سعد الله ابن الجواني.))

468
الشريف أبو الغنائم العلوي الحسيني الواسطي.
ولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وسمع من: عم أبيه صالح بن سعد الله، وعلي بن المبارك بن نغوبا.
وحدث ببغداد وواسط.
توفي في جمادى الأولى بواسط، وحمل إلى الكوفة.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن زكريا بن علي بن يوسف.))
أبو زكريا الأنصاري، البلنسي، المقرئ، المعروف بالجعيدي.
أخذ القراءات عن أبي عبد الله بن حميد، وأبي عبد الله بن نوح.
وسمع من: أبي العطاء بن نذير، وأبي عبد الله بن نسع، وجماعة. وتصدر للإقراء في حياة الشيوخ.
قال الأبار: كان أحد العلماء بحقيقة الأداء مع الصلاح التام، والورع المحض، والخشوع الصادق. أخذت عنه الكافي لابن شريح، وسمعه منه بقراءتي جماعة. وسمعت بقراءته كثيرا على ابن نوح، وابن واجب. وكان صاحب والدي. توفي في جمادى الأولى، وله ثمان وأربعون سنة.
4 (يحيى بن محمد بن عبد الجبار بن أحمد بن محمد.))
أبو الفرج ابن الجهرمي، البغدادي، الصوفي.
ولد سنة تسع وثلاثين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الفضل الأرموي، ونصر بن نصر العكبري، وأبي الوقت.
روى عنه: الدبيثي، والبرزالي.

469
وهو من بيت حشمة وتقدم.
توفي في ربيع الأول.)
وجهرم: من بلاد فارس.
4 (يوسف بن أحمد بن علي.))
أبو الحجاج الأندلسي، المربيطري.
سمع من: أبي القاسم بن حبيش، وأجاز له أبو الطاهر بن عوف، وجماعة.
وكان بارعا في النحو، واقفا على كتاب سيبويه. أقرأ الناس العربية. ثم عني بالطب حتى رأس فيه، وخدم به الأمراء، ونال دنيا واسعة.
ومات بمراكش. قاله الأبار.
4 (يوسف بن يحيى بن عبد الله بن سليمان بن بقاء.))
أبو الحجاج اللخمي، مقرئ غرناطة، الأندلسي، العطار، المقرئ الأستاذ.
أخذ القراءات عن أبي خالد بن رفاعة، وأبي الحسن بن كوثر.
وسمع من عبد المنعم بن محمد، وابن حميد، وجماعة. وذكر: أن ابن هذيل أجاز له.
قال ابن مسدي، قرأت عليه بالروايات، وكان فيه بعض تجوز في الرواية. مات في صفر عن أربع وستين سنة.
وقال ابن الزبير: سمى في شيوخه داود ين يزيد، وابن هذيل، فتكلم فيه من أجلهما.

470
وقال ابن الملاحي: جلس للإقراء بموضع شيخه ابن عروس. قال: وكان يزعم أنه قرأ على داود وابن هذيل. ولا يصح ذلك بوجه.
4 (يونس بن يوسف بن مساعد الشيباني، المخارقي، المشرقي، القنبي.))
والقنيه: قرية من أعمال دارا من نواحي ماردين.
هذا شيخ الطائفة اليونسية. أولي الزعارة والشطارة والشطح، وقلة العقل، أبعد الله شرهم.
كان شيخا زاهدا، كبير الشأن، له الأحوال، والمقامات، والكشف.
قال القاضي ابن خلكان: سألت رجلا من أصحاب الشيخ يونس: من كان شيخ الشيخ قال: لم يكن له شيخ بل كان مجذوبا.
قال القاضي: ويذكرون له كرامات: فأخبرني الشيخ محمد بن أحمد بن عبيد، وكان قد رأى الشيخ يونس، وذكر أن والده أحمد من أصحابه، قال: كنا مسافرين ومعنا الشيخ يونس، فنزلنا في الطريق بين سنجار وعانة، وكانت الطريق مخوفة فلم يقدر أحد منا ينام من الخوف، ونام)
الشيخ، فلما انتبه. قلت: كيف

471
قدرت تنام قال: والله ما نمت حتى جاء إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام وتدرك القفل وقال: عزمت مرة على دخول نصيبين، فقال لي الشيخ: اشتري معك لأم مساعد كفنا وكانت في عافية وهي أم ولده فقلت: ما لها قال: ما يضر. فذكر أنه لما عاد وجدها قد ماتت قال: وأنشدني له:
* أنا حميت الحمى وأنا سكنتو فيه
* وأنا رميت الخلايق في بحار التيه
*
* من كان يبغي العطا مني أنا أعطيه
* أنا فتى ما أداني من به تشبيه
* قلت: وسمعت ابن تيمية ينشد ليونس:
* موسى على الطور لما خر لي ناجى
* واليثربي أنا جبتوه حتى جا
* فقلت: هذا يحتمل أن يكون أنشده على لسان الربوبية، ويحتمل أن يكون وضع على الشيخ يونس، فإن هذا البيت ظاهره شطح واتحاد.
وفي الجملة لم يكن الشيخ يونس من أولي العلم، بل من أولي الحال والكشف، وكان عريا من الفضيلة، وله أبيات منكرة، كقوله:
* موسى على الطور لما خر لي ناجى
* واليثربي أنا جبتوه حتى جا
* وكان شيخنا ابن تيمية يتوقف في أمره أولا، ثم أطلق لسانه فيه وفي غيره من الكبار. والشأن في ثبوت ما ينقل عن الرجل، والله المطلع.
وأما اليونسية: فهم شر الطوائف الفقراء، ولهم أعمال تدل على الاستهتار والانحلال قالا وفعالا، أستحي من الله ومن الناس من التفوه بها، فنسأل الله المغفرة والتوفيق.

472
وذاك البيت وأمثاله يحتمل أن يكون قد نظمه على لسان الربوبية كما قلنا فإن كان عنى ذلك فالأمر قريب. وإن كان عنى نفسه فهذه زندقة عظيمة. نسأل الله العفو، فلا يغتر المسلم بكشف ولا بحال فقد تواتر الكشف والبرهان للكهان وللرهبان، وذلك من إلهام الشيطان.
أما حال أولياء الله وكراماتهم فحق. وإخبار ابن صائد بالمغيبات حال شيطاني. وفد سأله النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يأتيك يعني: من الجن، فقال: صادق وكاذب. قال: خلط عليك الأمر. ولما أضمر له النبي صلى الله عليه وسلم وخبأ له في نفسه، ثم قال: ما هو قال: الدخ. قال له النبي عليه السلام:: اخسأ فلن تعدو
قدرك. فهذا حاله دجالي، وعمر بن)
الخطاب، والعلاء بن الحضرمي، ونحوهما حالهم رحماني ملكي.
وكثير من المشايخ يتوقف في أمرهم، فلم يتبرهن لنا من أي القسمين حالهم والله أعلم ومنه الهدى والتوفيق.
4 (الكنى))
4 (أبو بكر بن أحمد بن شكر.))
القاضي جلال الدين ابن القاضي كمال الدين، المصري الشافعي.
توفي في شوال.
4 (وفيها ولد))
المجد عبد الوهاب بن أبي الفتح بن سحنون الطبيب، خطيب النيرب.

473
والشهاب محمد بن أبي العز بن مشرف.
والبدر محمد بن سليمان بن معالي المغربي.
والملك المنصور محمود ابن السلطان الملك الصالح إسماعيل ابن العادل.
وعلاء الدين علي بن عبد الغني ابن الفخر ابن تيمية.
والحاج أحمد بن إبراهيم بن نصر الرقوقي.
والجلال عبد المنعم بن أبي بكر، قاضي القدس.
والنور محمد بن عبد العزيز الأسعردي، الشاعر.
والجمال عبد الصمد ابن الخطيب عماد الدين عبد الكريم ابن الحرستاني.
والشيخ أحمد بن عبد الرحمن الشهرزوري، الناسخ، نزيل القاهرة.
وعبد المعطي بن الباشق، بالإسكندرية.
وشهدة بنت الصاحب كمال الدين، يوم عاشوراء

474
4 (وفيات سنة عشرين وستمائة))
4 (حرف الألف))
4 (أحمد بن ظفر ابن الوزير عون الدين يحيى بن محمد بن هبيرة.))
أبو الفتح، صاحب باب النوبي.
كان أديبا، فاضلا، رئيسا.)
سمع من: أبي الوقت، وابن ناصر، وغيرهما. وله شعر جيد.
روى عنه: الدبيثي، وغيره.
ومات في المحرم.
4 (إبراهيم بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن خيرة.))
أبو إسحاق البلنسي.
قال الأبار: رحل مع أخيه أبي الحسن، فحجا، وسمعا من: أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الحضرمي، وغيره. وأخذت عنه. وكان شاهدا، معدلا. توفي في المحرم، رحمه الله.
4 (إسماعيل بن محمد بن خمارتكين.))

475
أبو الفتح البغدادي، الضرير.
روى عن: أبي الوقت السجزي، ووالده.
وكان خمارتكين مولى العلامة أبي زكريا التبريزي.
مات في ربيع الأول. وولد سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
4 (أكمل بن أبي الأزهر بن أبي دلف.))
الشريف أبو محمد العلوي، الحسني، البغدادي، الكرخي.
ولد قبيل الأربعين وخمسمائة.
وسمع من: سعيد ابن البناء فقط.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وجماعة، آخرهم شيخنا أبو المعالي الأبرقوهي.
ومات في سادس رجب، ودفن بمقابر قريش.
وقع لي من طريقه: البعث لابن أبي داود.
قال ابن النجار: لم يكن ممن يفرح به.
4 (أنس بن عبد العزيز بن عبد الله.))
أبو القاسم التفليسي، المغازلي، الصوفي، المعمر، وهو مشهود بكنيته.
سمع من هبة الله ابن الشبلي كتاب الذكر لابن أبي الدنيا. وسمع من أبي زرعة مسند الشافعي، وسمع من ابن البطر.
قال ابن النجار في تراجم مشايخ ابن المنذري: كان من عباد الله الصالحين الورعين. مات في)
ربيع الأول، وقد قارب المائة. وروى عنه في تاريخه وقال: صحب الشيخ أبا النجيب السهروردي.

476
4 (حرف الباء))
4 (بيروم بن علي بن نشتكين الحنفي، الدمشقي.))
روى عن: الصائن هبة الله بن عساكر.
4 (حرف الجيم))
4 (جعفر بن علي الجوهري.))
نزيل دمشق، يعرف بابن الكباية.
سمع أحمد بن المبارك المرقعاتي وعنه ابن النجار، وقال: مات في جمادى الأولى.
4 (حرف الحاء))
4 (الحسن بن زهرة بن الحسن بن زهرة بن علي بن محمد.))
من أولاد إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، الشريف الحسيب أبو علي الحسيني، الإسحاقي، الحلبي، الشيعي.
نقيب مدينة حلب، ورئيسها، ووجهها، وعالمها، ورأس الشيعة وجاههم، ووالد النقيب السيد أبي الحسن علي ولد له علي هذا سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة، وولي النقابة في الأيام الظاهرية بحلب بعد سنة ستمائة.
وكان أبو علي عارفا بالقراءات، وفقه الشيعة، والحديث والآداب، والتواريخ. وله النظم والنثر.
وكان صدرا محتشما، وافر العقل، حسن الخلق والخلق، وفصيحا، مفوها، صاحب ديانة وتعبد.
ولي كتابة الإنشاء للملك الظاهر

477
غازي، ثم أنف من ذلك واستعفى، وأقبل على الاشتغال والتلاوة. ثم نفذ رسولا إلى العراق، ومرة إلى سلطان الروم، ومرة إلى صاحب إربل. فلما توفي الظاهر طلب لوزارة ولده العزيز، فاستعفى.
وحج في سنة تسع عشرة، ولقيته هدايا الملوك فنفذ إليه الملك الأشرف موسى من الرقة خلعة له ولأولاده ودواب، وأربعة آلاف درهم، ونفذ إليه صاحب آمد هدية، وصاحب ماردين، وتلقاه صاحب الموصل لؤلؤ بنفسه، وحمل إليه الإقامات، وخلع عليه وعلى أولاده، واحترم في بغداد وتلقي. ولما رجع من الحج مرض وتمادت به العلة، ثم لحقه ذرب، ومات.)
قال ابن أبي طي: فجع بموته الصديق والعدو، والقريب والبعيد، وكان للناس به وبجاهه نفع عظيم. وكان كما قال الشاعر:
* وما كان قيس هلك واحد
* ولكنه بنيان قوم تهدما
* وغلق البلد، وشيعه الناس على طبقاتهم. ومات سنة عشرين وستمائة.
وقد سمع من: أبي علي محمد بن أسعد الجواني النقيب، والافتخار أبي هاشم الهاشمي.
وتفنن في علوم شتى.
وله ولد آخر اسمه أبو المحاسن عبد الرحمن.
توفي بعد مجيئه من الحج من جمادى الأولى، ودفن بجبل جوشن.
4 (الحسن بن أبي الفتح.))
الأديب أبو محمد الواسطي.
سمع ابن شاتيل، وتأدب بابن العصار. وطلب الحديث وقتا وشارك في العلوم.

478
روى عنه ابن النجار ما بين الحرمين.
4 (الحسين بن أبي الفخر يحيى بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي الرداد.))
أبو عبد الله المصري، ويسمى أيضا محمدا.
ولد سنة أربعين.
وسمع من عبد الله بن رفاعة.
روى عنه: الحافظ عبد العظيم، والمصريون، والفخر علي.
وكان رجلا صالحا. أقعد بأخرة، ولزم بيته. وحدث، وأملى وكان كاتبا فقيها. بصري الأصل، جاوز الثمانين.
وتوفي في ذي القعدة.
وآخر من حدث عنه عبد الرحيم ابن الدميري.
4 (حرف الراء))
4 (رابعة بنت أحمد بن محمد بن قدامة.))
أم الحافظ عز الدين محمد بن عبد الغني.
توفيت بعد أخيها الشيخ موفق الدين بشهر، وكانت أصغر منه بثلاث سنين توفيت في ذي)
القعدة.

479
وقد روى عنها: الشيخ الضياء، والشيخ شمس الدين، والشيخ الفخر.
روت بالإجازة من: ابن البطي، وأحمد بن المقرب.
قال الضياء: كانت خيرة، حافظة لكتاب الله، ما تكاد تنام الليل إلا قليلا، صائمة الدهر رضي الله عنها.
4 (روح بن أحمد.))
أبو زرعة الجذامي القرطبي.
أخذ عن أبي القاسم ابن الشراط القراءات والعربية. وسمع من ابن بشكوال كتاب الموطأ.
وكان فاضلا، كبيرا، عدلا.
4 (حرف السين))
4 (سالم بن صالح.))
أبو عمرو الهمذاني، المالقي. عن: أبي بكر الجد، والسهيلي، وطبقتهما.
وكان محدثا، صالحا، له شعر جيد.

480
مات في رمضان.
4 (سعيد بن عبد العزيز، العقري البصري.))
شيخ صالح، سمع من: عبد الله بن عمر بن سليخ البصري.
والعقر: قرية من نواحي بغداد هو منها، لا من عقر الموصل.
توفي في ذي القعدة.
4 (سنقر الحلبي.))
الأمير مبارز الدين الصلاحي.
من كبار الدولة بحلب. كريم، شجاع. له مواقف مشهودة مع صلاح الدين وغيره.
توفي بدمشق، وورثه ابنه الأمير ظهير الدين غازي.
4 (حرف الشين))
4 (شيبان بن تغلب بن حيدرة بن سيف بن طراد بن عقيل بن وثاب بن شيبان.))

481
أبو محمد الشيباني، المقدسي، ثم الصالحي المؤدب الحنبلي.)
ولد بدمشق سنة أربع وخمسين تقريبا.
وسمع من: يحيى الثقفي، وأبي المعالي بن صابر، والخضر بن طاووس، والبانياسي.
وكان كثير التلاوة، فيه دين، وخير. وله شعر جيد.
روى عنه: البرزالي، وعمر ابن الحاجب، والضياء وقال: ولد تقديرا سنة ثلاث وستين.
قلت: ولقبه نجم الدين. وهو والد المسند أحمد بن شيبان.
فمن شعره:
* أحببت ظبيا حسنا
* شرد عني الوسنا
*
* خلوا إذا مر بما..
* شيك يحاجي الغصنا
*
* مرمر عيش عاشق
* به المعنى أفتتنا
*
* دموعه منهالة
* وجسمه حلف ضنا
* توفي في ثامن رجب.
4 (حرف الصاد))
4 (صالح بن القاسم بن يوسف بن علي.))
أبو حامد البغدادي، النساج، المؤذن، القزاز، المعروف بابن كور.
شيخ صالح من أهل الحربية.
روى عن سعيد ابن البناء وحده، وسماعه صحيح.
روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، وذاكر الأبرقوهي وأخوه أبو المعالي.
وتوفي في السادس والعشرين من شوال.
أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا صالح بن كور وهو لقب أبيه أخبرنا

482
سعيد بن أحمد، أخبرنا محمد بن علي الدقاق، أخبرنا ابن رزقويه، حدثنا مكرم بن أحمد، حدثنا يحيى بن أبي طالب، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من صلى على جنازة فله قيراط، ومن تبعها حتى يقضى قضاؤها فله قيراطان، أحدهما أو قال أصغرهما مثل أحد. رواه الدبيثي في تاريخه عن صالح، فوقع موافقة بعلو.
4 (حرف الضاد))
))
4 (الضياء بن الزراد الدمشقي.))
القارئ بالألحان وبالقراءات.
قال أبو المظفر سبط الجوزي: اجتمعت به بخلاط، وكان يتردد إلينا، ويقرأ طيبا، ثم داخل الدولة جاءني يوما يبكي، فقال: البارحة حضرت عند الأشرف، وناولني قدحا. فامتنعت، وهو ساكت ينظر، فما زالوا بي حتى شربته، فعض الأشرف على إصبعه وقال: والك فعلتها حطيت الخمر على مائة وأربعة عشر سورة والله لو خيرت أن أحفظ القرآن كما تحفظه، وأدع ملكي، لاخترت حفظ القرآن. ثم نزلت حرمته فكان يدور البلاد على أصحاب القلاع لرسوم له عليهم. فخرج من حران ومعه ثلاثة غلمان مرد، فنام في واد، فقتلوه، وأخذوا ما معه، فظفر بهم الحاجب علي فقتلهم به.
4 (حرف العين))
4 (عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر.))

483
شيخ الإسلام، موفق الدين، أبو محمد المقدسي، الجماعيلي، ثم الدمشقي، الصالحي، الحنبلي، صاحب التصانيف.
ولد بقرية جماعيل في شعبان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة.
وهاجر فيمن هاجر مع أبيه وأخيه، وله عشر سنين. وحفظ القرآن، واشتغل في صغره، وسمع من أبيه سنة نيف وخمسين. وارتحل إلى بغداد في أوائل سنة إحدى وستين في صحبة ابن خالته الحافظ عبد الغني، فأدركا من حياة الشيخ عبد القادر خمسين يوما، فنزلا في مدرسته، وشرعا يقرآن عليه في مختصر الخرقي وسمع منه ومن: هبة الله بن هلال الدقاق، وأبي الفتح ابن البطي، وأبي زرعة المقدسي، وأحمد بن المقرب، وأحمد بن محمد الرحبي، وأحمد بن عبد الغني الباجسراني، وأبي المناقب حيدرة بن عمر العلوي، وخديجة النهروانية، وشهدة الكاتبة، ونفيسة البزازة، وسعد الله ابن الدجاجي، وعبد الله بن منصور الموصلي، وأبي بكر بن النقور، وأبي محمد ابن الخشاب، وعلي بن عبد الرحمن ابن تاج القراء، ومعمر بن الفاخر، وعبد الواحد بن الحسين البارزي، وعمر بن بنيمان الدلال، ومحمد بن محمد بن السكن، والمبارك بن محمد الباذرائي، وأبي شجاع محمد بن الحسين المادرائي، المبارك بن المبارك السمسار، وأبي طالب المبارك بن خضير، وأبي حنيفة محمد بن عبيد الله الخطيبي، وهبة الله)
ابن

484
المحدث عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبيد الله الخطيبي، وهبة الله ابن المحدث عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي، ويحيى بن ثابت البقال، وغيرهم.
تفقه على أبي الفتح بن المني وقرأ عليه بقراءة أبي عمرو، وقرأ على أبي الحسن البطائحي بقراءة نافع.
وسمع بدمشق من: أبي المكارم عبد الواحد بن هلال، وأبي تميم سلمان بن علي الرحبي، وأبي المعالي بن صابر، وطائفة. وبالموصل من أبي الفضل الطوسي الخطيب. وبمكة من المبارك بن علي ابن الطباخ.
روى عنه: البهاء عبد الرحمن، وابن نقطة، والجمال أبو موسى، والضياء، وابن خليل، والبرزالي، والمنذري، والجمال ابن الصيرفي، والشهاب أبو شامة، والمحب ابن النجار، والزين بن عبد الدائم، وشمس الدين بن أبي عمر، والعز إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر، والفخر علي، والتقي ابن الواسطي، والشمس ابن الكمال، والتاج عبد الخالق، والعماد عبد الحافظ بن بدران، والعز إسماعيل ابن الفراء، والعز أحمد ابن العماد، وأبو الفهم السلمي، ويوسف الغسولي، وإبراهيم ابن الفراء، وزينب بنت الواسطي، وخلق كثير آخرهم موتا التقي بن مؤمن، حضر عليه قطعة من الموطأ.
وكان إماما، حجة، مفتيا، مصنفا، متفننا، متبحرا من العلوم، كبير القدر.
أخبرنا عبد الحافظ بقراءتي، أخبرنا أبو محمد بن قدامة، أخبرنا عبد الواحد بن الحسين، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة، أخبرنا أبو القاسم الحسن بن الحسين بن المنذر، حدثنا عمر بن دينار إملاء، حدثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد بن كامل، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا عثمان بن مكتل، وأنس بن عياض، قالا: حدثنا الحارث بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها.

485
قال ابن النجار كان يعني الشيخ موفق الدين: إمام الحنابلة بالجامع. وقد سمع منه ببغداد رفيقه عبد العزيز بن طاهر الخياط سنة ثمان وستين وخمسمائة. وكان ثقة، حجة، نبيلا، غزير الفضل، نزها، ورعا، عابدا، على قانون السلف، على وجهه النور والوقار، ينتفع الرجل برؤيته قبل أن يسمع كلامه.)
وقال فيه عمر ابن الحاجب: هو إمام الأئمة، ومفتي الأمة، خصه الله بالفضل الوافر، والخاطر الماطر، والعلم الكامل، طنت بذكره الأمصار، وضنت بمثله الأعصار. قد أخذ بمجامع الحقائق النقلية والعقلية فأما الحديث فهو سابق فرسانه، وأما الفقه فهو فارس ميدانه أعرف الناس بالفتيا، وله المؤلفات الغزيرة، وما أظن الزمان يسمح بمثله، متواضع عند الخاصة والعامة، حسن الاعتقاد، ذو أناة، وحلم، ووقار. وكان مجلسه عامرا بالفقهاء، والمحدثين، وأهل الخير.
وصار في آخر عمره يقصده كل أحد. وكان كثير العبادة، دائم التهجد، لم نر مثله، ولم ير مثل نفسه.
وقال الضياء في سيرته: كان تام القامة، أبيض، مشرق الوجه، أدعج العينين. كأن النور يخرج من وجهه لحسنه، واسع الجبين، طويل اللحية، قائم الأنف، مقرون الحاجبين، صغير الرأس، لطيف اليدين والقدمين، نحيف الجسم، متعه الله بحواسه حتى توفي.
رحل هو والحافظ عبد الغني، فأقاما ببغداد نحوا من أربع سنين، ثم رجعا وقد حصلا الفقه والحديث والخلاف، أقاما خمسين ليلة عند الشيخ عبد القادر ومات. ثم أقاما عند أبي الفرج ابن الجوزي، ثم انتقلا إلى رباط الشيخ محمود النعال، واشتغلا على ابن المني.
ثم سافر هو ثانية إلى بغداد سنة سبع وستين، هو والشيخ العماد، فأقاما سنة. وكان لحقهما عبيد الله أخوه، وعبد الملك بن عثمان، فضيقا عليهما، لكونهما حدثين، فرجع بهما إلى دمشق.

486
ثم حج سنة ثلاث وسبعين ووالدي وعمرو بن عبد الله، وردوا على درب العراق.
ذكر تصانيفه: البرهان في القرآن جزءان، مسألة العلو جزءان، الاعتقاد جزء، ذم التأويل جزء، كتاب القدر جزءان، كتاب فضائل الصحابة جزءان، كتاب المتحابين جزءان، جزء فضل عاشوراء جزء، فضائل العشر، ذم الوسواس جزء، مشيخته جزء ضخم، وغير ذلك من الأجزاء. وصنف: المغني في الفقه في عشر مجلدات
كبار، و الكافي في أربعة مجلدات، و المقنع مجلد، و العمدة مجلد لطيف، و التوابين مجلد صغير، و الرقة مجلد صغير، مختصر الهداية مجلد صغير، التبييين في نسب القرشيين مجلد صغر، الاستبصار في نسب الأنصار مجلد، كتاب في الغريب مجلد صغير، كتاب الروضة في أصول الفقه مجلد، كتاب مختصر العلل للخلال، مجلد ضخم.)
قال الضياء: رأيت الإمام أحمد بن حنبل في النوم، وألقى علي مسألة في الفقه، فقلت: هذه في الخرقي فقال: ما قصر صاحبكم الموفق في شرح الخرقي.
قال الضياء: وكان رحمه الله إماما في القرآن وتفسيره، إماما في علم الحديث مشكلاته، إماما في الفقه بل أوحد زمانه فيه، إماما في علم الخلاف، أوحد زمانه في الفرائض، إماما في أصول الفقه، إماما في النحو، إماما في الحساب، إماما في النجوم السيارة، والمنازل.

487
وسمعت الوجيه داود بن صالح المقرئ بمصر قال: كنت أتردد إلى الشيخ أبي الفتح بن المني، فسمعته يقول وعنده الإمام موفق الدين إذا خرج هذا الفتى من بغداد، احتاجت إليه.
وسمعت البهاء عبد الرحمن بن إبراهيم يقول: كان شيخنا أبو الفتح بن المني يقول للشيخ الموفق: اسكن هنا فإن بغداد مفتقرة إليك، وأنت تخرج من بغداد، ولا تخلف فيها مثلك. وكان الموفق يقول: إن لي أولادا ولا يمكنني المقام.
وكان شيخنا العماد يعظم الشيخ الموفق تعظيما كبيرا، ويدعو له، ويقعد بين يديه كما يقعد المتعلم من العالم.
وسمعت الإمام أبا عبد الله محمد بن محمود الإصبهاني يقول: ما رأى أحد في زمانه مثل الشيخ الموفق.
وسمعت الإمام المفتى أبا عبيد الله عثمان بن عبد الرحمن الشافعي يقول عن شيخنا موفق الدين: ما رأيت مثله، كان مؤيدا في فتاويه.
شاهدت بخط شيخنا العماد إبراهيم بن عبد الواحد: وقفت على وصية شيخنا وسيدنا الإمام العالم الأوحد الصدر شيخ الإسلام موفق الدين، الذي شهد بفضله وعلمه المؤالف والمخالف، الناصر السنة المحمدية، والسالك الطريقة النبوية الأحمدية، القامع البدعة المردية الردية.
وسمعت الإمام المفتي شيخنا أبا بكر محمد بن معالي بن غنيمة ببغداد يقول: ما أعرف أحدا في زماننا أدرك درجة الاجتهاد إلا الموفق.
وسمعت الإمام الحافظ الزاهد، أبا عبد الله اليونيني يقول وكتبه لي

488
قال: أما ما علمته من أحوال شيخنا وسيدنا موفق الدين، فإنني إلى الآن، ما أعتقد أن شخصا ممن رأيته، حصل له من الكمال في العلوم والصفات الحميدة التي يحصل بها الكمال، سواه، فإنه رحمه الله كان كاملا في صورته ومعناه، من حيث الحسن والإحسان، والحلم والسؤدد، والعلوم المختلفة،)
والأخلاق الجميلة، والأمور التي ما رأيتها كملت في غيره. وقد رأيت من كرم أخلاقه، وحسن عشرته، ووفور حلمه، وكثرة علمه، وغزير فطنته، وكمال مروءته، وكثرة حيائه، ودوام بشره، وعزوف نفسه عن الدنيا وأهلها، والمناصب وأربابها، ما قد عجز عنه كبار الأولياء فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما أنعم الله على عبد نعمة أفضل من أن يلهمه ذكره، فقد ثبت بهذا أن إلهام الذكر أفضل من الكرامات، وأفضل الذكر ما يتعدى نفعه إلى العباد، وهو تعليم العلم والسنة، وأعظم من ذلك وأحسن ما كان جبلة وطبعا، كالحلم والكرم والعقل والحياء. وكان الله قد جبله على خلق شريف، وأفرغ عليه المكارم إفراغا، وأسبغ عليه النعم، ولطف به في كل حال.
قال الضياء: وكان لا يكاد يناظر أحدا، إلا وهو يتبسم. فسمعت بعض الناس يقول: هذا الشيخ يقتل خصمه بتبسمه.
وسمعت الفقيه أحمد بن فهد العلثي يقول: ناظر الموفق لابن فضلان يعني: يحيى بن محمد الشافعي، فقطعه الموفق.
قلت: وكان ابن فضلان يضرب به المثل في المناظرة.
وأقام الموفق مدة يعمل حلقة يوم الجمعة بجامع دمشق، يناظر فيها بعد الصلاة، ويجتمع، إليها أصحابنا، وغيرهم، ثم ترك ذلك في آخر عمره.
وكان يشتغل عليه الناس من بكرة إلى ارتفاع النهار، ثم يقرأ عليه بعد الظهر إما الحديث وإما من تصانيفه، إلى المغرب.
وربما قرئ عليه بعد المغرب، وهو يتعشى. وكان لا يرى لأحد ضجرا،

489
وربما تضرر في نفسه ولا يقول لأحد شيئا فحدثني ولده أبو المجد، قال: جاء إلى والدي يوما جماعة يقرأون عليه، فطولوا، ومن عادته أن لا يقول لأحد شيئا، فجاء هذا القط الذي لنا، فأخذ القلم الذي يصلحون به بفمه، فكسره، فتعجبوا من ذلك وقالوا: لعلنا أطلنا، وقاموا.
واشتغل الناس عليه مدة ب الخرقي و الهداية ثم ب مختصر الهداية الذي جمعه، ثم بعد ذلك، اشتغل عليه الخلق بتصانيفه: المقنع و الكافي و العمدة. وكان يقرأ عليه النحو، ويشرحه ولم يترك الأشغال إلا من عذر، وانتفع به غير واحد من البلدان، ورحلوا إليه.
وكان لا يكاد يراه أحد إلا أحبه، حتى كان كثير من المخالفين يحبونه، ويصلون خلفه ويمدحونه)
مدحا كثيرا. وكنت أعرف في عهد أولاده أنهم يتخاصمون عنده، ويتضاربون وهو لا يتكلم، وكنا نقرأ عليه، ويحضر من لا يفهم، فربما اعترض ذلك الرجل بما لا يكون في ذلك المعنى، فنغتاظ نحن يقول: ليس هذا من هذا، وجرى ذلك غير مرة، فما أعلم أنه قال له قط شيئا، ولا أوجع قلبه.
وكانت له جارية تؤذيه بخلقها فما كان يقول لها شيئا، وكذلك غيرها من نسائه.
وسمعت البهاء عبد الرحمن يقول: لم أر فيمن خالطت أجمل منه، ولا أكثر احتمالا.
وكان متواضعا، يقعد إليه المساكين، ويسمع كلامهم، ويقضي حوائجهم، ويعطيهم.
وكان حسن الأخلاق، لا نكاد نراه إلا متبسما، يحكي الحكايات لجلسائه، ويخدمهم، ويمزح، ولا يقول إلا حقا.
وسمعت البهاء عبد الرحمن يقول: قد صحبناه، في الغزاة، فكان يمازحنا، وينبسط معنا، يقصد بذاك طيب قلوبنا، فما رأيت أكرم منه، ولا أحسن صحبة.

490
وكان عندنا صبيان يشتغلون عليه من حوران، وكانوا يلعبون بعض الأوقات إذا خلوا، فشكى بعض الجماعة إلى الشيخ أبي عمر. فقال: أخرجوهم من عندنا، ثم قال: هؤلاء أصحاب الموفق، فاذكروهم له، فقالوا له، فقال: وهل يصنعون إلا أنهم يلعبون هم صبيان لا بد لهم من اللعب إذا اجتمعوا، وإنكم كنتم مثلهم. وكان بعض الأوقات يرانا نلعب فلا ينكر علينا.
ولقد شاورته في أشياء متعددة، فيشير علي بشيء، فأراه بعد كما قال. وكم قد جرى على أصحابنا من غم وضيق صدر من جهة السلاطين واختلافهم، فإذا وصل الكلام إليه أشار بالرأي السديد الذي يراه، فيكون في رأيه اليمن والبركة.
وكان أخوه الشيخ أبو عمر مع كونه الأكبر، لا يكاد يعمل أمرا حتى يشاوره.
سمعت الإمام الزاهد أبا عبد الله محمد بن أبي الحسين اليونيني، قال: كنت بعض الأوقات ألازم القراءة وبعضها أتركها، فقال لي الموفق: يا فلان، في صورة من يأتيك إبليس قلت: في صورة أويس القرني، قال: ما يقول لك قلت: يقول لي: ما أحب أن أكون محدثا ولا مفتيا ولا قاصا، في نفسي شغل عن الناس، فقال: والله مليح ما يقوله لك، أفيقول لك: هذه ليلة السجود فتسجد إلى الصباح، هذه ليلة البكاء فتبكي إلى الصباح قلت: لا. قال: هذا مقصوده أنك تبطل العلم وتفوتك فضيلته، وما يحصل لك فعل أويس. فيعد ذلك، ما جاءني إبليس في هذا المعنى.)
قال الضياء: وكان لا ينافس أهل الدنيا، ولا يكاد أحد يسمعه يشكو، وربما كان أكثر حاجة من غيره. وكان إذا حصل عنده شيء من الدنيا فرقه ولم يتركه.
وسمعت البهاء عبد الرحمن يقول: كان فيه من الشجاعة، كان يتقدم إلى العدو، ولقد أصابه على القدس جرح في كفه، ولقد رأيت أنا منه على قلعة

491
صفد، وكنا نرامي الكفار، فكان هو يجعل النشابة في القوس، ويرى الكافر أنه يرميه فيتترس منه، يفعل ذلك غير مرة، ولا يرمي حتى تمكنه فرصة، ولما مات ابنه أبو الفضل محمد بهمذان، جاءه خبره، فحدثني بعض من حضره أنه استرجع، وقام يصلي.
قلت: كان فاضلا، مشتغلا، عاش نيفا وعشرين سنة.
قال: ولما مات ابنه أبو المجد عيسى، وكنا عنده، صبر، واحتسب.
وسمعت عنه أنه كان لا يطلب من أهل بيته أن يغسلوا ثيابه، ولا يطبخوا، ولا يكلفهم شيئا، بل هو عندهم مثل الضيف، إن جاءوا بشيء أكل، وإلا سكت.
وكان يصلي صلاة حسنة بخشوع، وحسن ركوع، وسجود، ولا يكاد يصلي سنة الفجر والمغرب والعشاء، إلا في بيته، اتباعا للسنة. وكان يصلي كل ليلة بين العشاءين ركعتين ب ألم تنزيل السجدة، و تبارك الذي بيده الملك وركعتين ب ياسين و الدخان، لا يكاد يخل بهن. وكان يقوم بالليل سحرا يقرأ بالسبع، وربما رفع صوته بالقراءة، وكان حسن الصوت، رحمة الله عليه.
سمعت الحافظ الزاهد أبا عبد الله اليونيني، قال: لما كنت أسمع شناعة الخلق على الحنابلة بالتشبيه، عزمت على سؤال الشيخ الموفق عن هذه المسألة، وهل هي مجرد شناعة عليهم أو قال بها بعضهم. أو هي مقالة لا تظهر من علمائهم إلا إلى من يوثق به وبقيت مدة شهور أريد أن أسأله، فما يتفق لي خلو المكان، إلى أن سهل الله مرة بخلو الطريق لي، وصعدت معه إلى الجبل، فلما كنا عند الدرب المقابل لدار ابن محارب، وما اطلع على ضميري سوى الله عز وجل، فقلت له: يا سيدي. فالتفت إلي، وأنا خلفه، فقال لي: التشبيه مستحيل. وما نطقت أنا له بأكثر من قولي: يا سيدي. فلما قال ذلك تجلدت، وقد أخبر بما أريد أن أسأله عنه، وكشف الله له الأمر، فقلت له: لم قال: لأن من شرط

492
التشبيه أن نرى الشيء، ثم نشبهه، من الذي رأى الله، ثم شبهه لنا)
وسمعت أبا عبد الله بن عمر بن محمد بن جعفر المقرئ يقول: جئت إلى الشيخ الموفق، وعنده جماعة، فسلمت، فرد علي ردا ضعيفا، فقعدت ساعة، فلما قام الجماعة، قال لي: اذهب فاغتسل. فبقيت متفكرا، ثم قال لي: اذهب فاغتسل. فتفكرت، فإذا قد أصابتني جنابة من أول الليل ونسيتها.
وسمعت الشريف أبا عبد الله محمد بن كباس الأعناكي يقول: كنت يوما أتفكر في نفسي، ولو أن لي شيئا من الدنيا لبنيت مدرسة للشيخ الموفق، وجعلت له كل يوم ألف درهم، ثم إنني قمت، فجئت إليه فسلمت عليه، فنظر إلي وتبسم، وقال: إذا نوى الشخص نية خير كتب له أجرها وقال أبو شامة: وذكر الشيخ الموفق فقال: كان إماما من أئمة المسلمين، وعلما من أعلام الدين غي العلم والعمل. صنف كتبا كثيرة حسانا في الفقه، وغيره. ولكن كلامه فيما يتعلق بالعقائد في مسائل الصفات على الطريقة المشهورة عن أهل مذهبه، فسبحان من لم يوضح له الأمر فيها على جلالته في العلم ومعرفته بمعاني الأخبار والآثار. سمعت منه مسند الشافعي بفوت ورقتين، وكتاب النصيحة لابن شاهين.
وقال غير واحد عن عز الدين بن عبد السلام، شيخ الشافعية: إنه سئل: أيما كان أعلم فخر الدين ابن عساكر، أم الشيخ الموفق فغضب، وقال: والله موفق الدين كان أعلم بمذهب الشافعي من ابن عساكر، فضلا عن مذهبه.
قال أبو شامة: ومن أظرف ما يحكى عن الموفق أنه كان يجعل في

493
عمامته ورقة مصرورة فيها رمل يرمل به الفتاوى والإجازات، فخطفت عمامته ليلا، فقال لخاطفها: يا أخي خذ من العمامة الورقة بما فيها، ورد العمامة أغطي رأسي، وأنت في أوسع الحل، فظن الخاطف أنها فضة، ورآها ثقيلة فأخذها، ورمى العمامة له. وكانت صغيرة عتيقة.
قال: وكان الموفق بعد موت أخيه هو الذي يؤم بالجامع المظفري ويخطب، فإن لم يحضر فعبد الله ابن أخيه يؤم ويخطب. ويصلي الموفق بمحراب الحنابلة إذا كان في البلد، وإلا صلى الشيخ العماد، ثم كان بعد موت الشيخ العماد يصلي فيه أبو سليمان ابن الحافظ عبد الغني. وكان الموفق إذا فرغ من صلاة العشاء والآخرة يمضي إلى بيته بالرصيف، ومض معه من فقراء الحلقة من قدره الله، فيقدم لهم ما تيسر، يأكلونه معه.
وقال الضياء: سمعت أختاي: زينب وآسية تقولان: لما جاء خالنا الموت هللنا، فهلل، وجعل)
يستعجل في التهليل، حتى توفي، رحمه الله.
قال: وسمعت الإمام أبا محمد إسماعيل بن حماد الكاتب يقول: رأيت ليلة عبد الفطر كأني عند المقصورة، فرأيت كان مصحف عثمان قد عرج به، وأنا قد لحقني من ذلك غم شديد، وكأن الناس لا يكترثون لذلك، فلما كان الغد، قيل: مات الشيخ الموفق.
وسمعت خالد بن عبد الله الحبشي يقول: إنه رأى ليلة توفي الشيخ الموفق كأن القرآن قد رفع من المصاحف.
وسمعت الإمام عبد المحسن بن عبد الكريم المصري يقول: رأيت وقت مات الشيخ الموفق في النوم، كأن قد رفعت قناديل الجامع كلها.
وسمعت الشريف عبد الرحمن بن محمد العلوي يقول: رأينا ليلة الأحد في قريتنا مردك وهي في جبل بني هلال على دمشق ضوءا عظيما جدا حتى أضاء

494
له جبل قاسيون، فقلنا قد احترقت دمشق، قال: وخرج أهل قريتنا الرجال والنساء يتفرجون على الضوء، فلما جئنا إلى بعض الطريق سألنا: أيش الحريق الذي كان بدمشق فقالوا: ما كان بها حريق. فلما وصلنا إلى هنا قال لي ابني: إن الشيخ الموفق توفي. فقلت: ما كان هذا النور إلا لأجله.
قال الضياء: وقد سمعنا نحو هذا من غير واحد يحدثه، أنه رأى ذلك بحوران، وبالطريق.
وسمعت العدل أبا عبد الله محمد بن نصر بن قوام التاجر بعد موت الشيخ الموفق بأيام. قال: رأيت ليلة الجمعة في الثلث الأخير، الحق عز وجل، وكأنه عال عليما بنحو من قامة، يعني ليس هو على الأرض، وإلى جانبي رجل خطر في قلبي أنه الخضر عليه السلام، فذكر الشيخ الموفق، فقال الحق للخضر: هل تعرف أخته وابنته فقال: لا. قال: بلى اذهب، فعزهما في الموفق. وخطر ببالي أنه تعالى يقول: فإني أعددت له ما لا عين رأيت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ثم انتبهت.
وقد ساق الضياء منامات كثيرة في سيرة الشيخ الموفق، تركتها خوف الإطالة.
ثم قال: تزوج ببنت عمته مريم بنت أبي بكر عبد الله بن سعد، فولدت له أولادا، عاش منهم حتى كبر: أبو الفضل محمد، وأبو المجد عيسى، وأبو العز يحيى وصفية، وفاطمة. فمات بنوه في حياته، ولم يعقب منهم سوى عيسى. وتسرى، بجارية، ثم ماتت هي وزوجته بعدها، ثم تسرى بجارية، وجاءه منها بنت، ثم ماتت البنت، وروح الجارية، ثم تزوج عزية بنت)
إسماعيل، وتوفيت قبله. ومن شعره:
* أتغفل يا ابن أحمد والمنايا
* شوارع يخترمنك عن قريب
*
* أغرك أن تخطتك الرزايا
* فكم للموت من سهم مصيب
*
* كؤوس الموت دائرة علينا
* وما للمرء بد من نصيب
*
* إلى كم تجعل التسويف دأبا
* أما يكفيك إنذار المشيب
*

495
* أما يكفيك أنك كل حين
* تمر بقبر خل أو حبيب
*
* كأنك قد لحقت بهم قريبا
* ولا يغنيك إفراط النحيب
* قال الضياء: توفي يوم السبت، يوم الفطر، ودفن من الغد، وكان الخلق لا يحصي عددهم إلا الله عز وجل. وكنت فيمن غسله. توفي بمنزله بدمشق.
4 (عبد الله بن أحمد بن علي بن هبة الله.))
الشريف أبو محمد ابن الزوال، الهاشمي، العباسي، البغدادي.
ولد سنة ثمان وخمسمائة.
وسمع من: يحيى بن ثابت، وأبي المعالي الباجسرائي، وأبي محمد ابن الخشاب.
وهو من بيت حشمة وتقدم.
توفي في ليلة عاشوراء.
وقد ناب في القضاء ببغداد، ثم عزل من القضاء والعدالة بسبب تزوير. ولم يكن محمود الشهادة.
4 (عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان التميمي.))
أبو محمد البجائي المغربي، المعروف بابن الخطيب.
سمع من الحافظ أبي محمد عبد الحق الإشبيلي. وأخذ عن أبي القاسم عبد الرحمن بن يحيى القرشي مختصرة في القراءات. وسمع صحيح مسلم من أبي عبد الله ابن الفخار. وأجاز له أبو طاهر السلفي.
ولي قضاء سبتة، ثم قضاء بلنسية. وكان وجيها، ذا حشمة وثروة ولم يكن الحديث من شأنه.

496
حدث بيسير.
ومات بتونس في ربيع الأول. قاله الأبار.))
4 (عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله.))
أبو القاسم التفليسي المغازلي الصوفي، نزيل بغداد.
شيخ معمر.
قدم بغداد واستوطنها، وصحب الشيخ أبا النجيب، وسمع معه من: هبة الله بن أحمد الشبلي، وابن البطي، وأبي زرعة.
وحدث.
وقيل: إنه جاوز المائة.
روى عنه: الدبيثي، والزين خالد، وجماعة.
وتوفي في سادس عشر ربيع الأول.
4 (عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن عبد الملك بن علي.))
أبو محمد اللخمي، الباجي.
أخذ قراءة نافع، وأبي عمرو، عن أبي محمد بن معاذ.
وسمع من أبي عبد الله ابن المجاهد الزاهد وكان من كبار أصحابه. وأخذ العربية عن أبي إسحاق بن ملكون، وأبي القاسم بن حبيش.
وحدث بيسير.
وعمر، وأسن، وكف بصره. وكان يقرئ القرآن.
وتوفي في شعبان، وله ثمان وثمانون سنة.

497
4 (عبد الله بن عمر بن عبد الله.))
القاضي جمال الدين أبو محمد الدمشقي الشافعي.
قاضي اليمن.
ولد بدمشق في حدود ثلاثين وخمسمائة، وعاش تسعين سنة.
وسمع بالإسكندرية من السلفي، وغيره.
وتوجه من دمشق صحبة شمس الدولة تورانشاه بن أيوب، إلى اليمن، وأم به، وتقدم عنده فولاه قضاء اليمن. وحصل أموالا، وعاد إلى دمشق.
وحدث روى عنه: الشهاب القوصي، وفرج الحبشي، والزين خالد النابلسي، وعدة.)
سمع من علي بن أحمد الحرستاني.
ومات في ربيع الأول.
4 (عبد الله بن محمد بن خلف بن اليسر.))
أبو محمد القشيري، الغزناطي.
معتن بالقراءات عريق فيها من أعمامه وأخواله. اختص بأبي خالد بن رفاعة، ولزم أبا الحسن بن كوثر فأكثر عنه.
وسمع من عبد الحق بونه، وجماعة.
أخذ عنه ابن مسدي، وأرخ موته بمراكش عن نيف وستين سنة.

498
4 (عبد الحميد بن مري بن ماضي بن نامي.))
أبو أحمد الحساني المقدسي الحنبلي.
نزيل بغداد وبها توفي في جمادى الآخرة.
حدث عن: ابن كليب، وأبي الفرج ابن الجوزي.
روى عنه: الضياء، وغيره.
4 (عبد الرحمن بن إسماعيل بن محمد بن يحيى بن مسلم.))

499
أبو محمد الزبيدي، ثم البغدادي.
من بيت الحديث والفضل. كان فقيها، عالما، مناظرا، فرضيا.
ولد سنة ثلاث وخمسين.
وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأحمد بن عمر بن بنيمان، وجماعة.
وولي مشيخة رباط الشونيزي.
روى عنه، الدبيثي وقال: توفي في يوم الجمعة سلخ رمضان.
4 (عبد الرحمن بن أبي السعود الطيب بن أحمد بن علي بن رزقون بتقديم الراء.))
أبو القاسم القيسي، من أهل الجزيرة الخضراء.
أخذ عن أبي محمد بن عبيد الله.
توفي بالجزيرة عام عشرين.
4 (عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين.))
)
الإمام المفتي فخر الدين، أبو منصور الدمشقي، الشافعي، ابن عساكر، شيخ الشافعية بالشام.

500
ولد في سنة خمسين وخمسمائة.
وسمع من عميه: الصائن هبة الله وأبي القاسم الحافظ، وعبد الرحمن ابن أبي الحسن الداراني، وحسان بن تميم الزيات، وأبي المكارم عبد الواحد ابن هلال، وداود بن محمد الخالدي، ومحمد بن أسعد العراقي، وأبي المعالي بن صابر، وجماعة.
وتفقه على الشيخ قطب الدين النيسابوري، حتى برع في الفقه. وزوجه القطب بابنته، فجاءه منها ولد سماه باسم جده قطب الدين مسعود ومات شابا، ولو عاش لخلف جده وأباه.
وقد ولي فخر الدين تدريس الجاروخية، ثم تدريس الصلاحية بالقدس، ثم بدمشق تدريس التقوية. فكان يقيم بالقدس أشهرا، وبدمشق أشهرا. وكان عنده بالتقوية فضلاء الوقت، حتى كانت تسمى نظامية الشام. وهو أول من درس بالعذراوية، وذلك في سنة ثلاث وتسعين، ماتت الست عذراء بنت شاهنشاه بن أيوب، أخت عز الدين فرخشاه، فدفنت بدارها، وكانت أمرت بدارها لأمها فوقفتها الأم على الشافعية والحنفية.
وكان لا يمل الشخص من النظر إليه لحسن سمته، واقتصاده في لباسه، ولطفه، ونور وجهه، وكان لا يخلو لسانه من ذكر الله في قيامه وقعوده. وكان يسمع الحديث تحت النسر وهو المكان الذي كان يسمع فيه على الحافظ أبي القاسم عمه.
قال أبو شامة: سألته مسائل فقهية وكان الملك المعظم قد أرسل إليه ليوليه القضاء، فأبى، فطلبه ليلا، فأتاه، فتلقاه، وأجلسه إلى جانبه، فجلس مستوفزا، فأحضر الطعام فلم يأكل منه شيئا، فأمره وألح عليه أن يتولى القضاء، فقال: حتى أستخير الله تعالى. فأخبرني من كان معه قال: رجع إلى بيته، ووقف يصلي، ويتضرع، ويبكي إلى الفجر، ثم صلى الصبح، ودخل بيته الصغير الذي

501
عند محراب الصحابة وكان أكثر النهار يتعبد ويفتي ويطالع فيه، ويجدد الوضوء من طهارة المئذنة، وهذا البيت هو الذي كان يخرج منه خلفاء بني أمية قبل أن يغير الوليد الجامع قال: فلما طلعت الشمس أتاه من جهة السلطان جماعة، فأصر على الامتناع، وأشار بتولية ابن الحرستاني، فولي. وكان قد خاف أن يكره على القضاء، فجهز أهله للسفر وخرجت المحابر إلى ناحية حلب، فردها الملك العادل وعز عليه ما جرى.
قال: وكان يتورع من المرور في رواق الحنابلة لئلا يأثموا بالوقيعة فيه، وذلك أن عوامهم) يبغضون بني عساكر، لأنهم أعيان الشافعية الأشعرية.
وعدل الملك المعظم عن توليته المدرسة العادلية، لكونه أنكر عليه تضمين المكوس والخمور، ثم إنه لما حج أخذ منه التقوية، وأخذت منه قبل ذلك الصلاحية التي بالقدس، وما بقي له إلا الجاروخية.
وقال أبو المظفر الجوزي: كان زاهدا، عابدا، ورعا، منقطعا إلى العلم والعبادة، حسن الأخلاق، قليل الرغبة في الدنيا. توفي في عاشر رجب. ولم يتخلف عن جنازته إلا القليل.
قال أبو شامة: أخبرني من حضر وفاته، قال: صلى الظهر، ثم جعل يسأل عن العصر، فقيل له: لم يقرب وقتها، فتوضأ، ثم تشهد وهو جالس، وقال: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، ومحمد نبيا. لقنني الله حجتي، وأقالني عثرتي، ورحم غربتي، ثم قال: وعليكم السلام. فعلمنا أنه قد حضرت الملائكة. ثم انقلب على قفاه ميتا. وغسله الفخر ابن المالكي، والتاج ابن أخيه زين الأمناء. وكان مرضه بالإسهال وصلى عليه بالجامع أخوه زين الأمناء، ومن الذي قدر على الوصول إلى سريره

502
وقال عمر ابن الحاجب: هو أحد الأئمة المبرزين، بل واحدهم فضلا، وكبيرهم قدرا، شيخ الشافعية في وقته. وكان إماما، زاهدا، ثقة، كثير التهجد، غزير الدمعة، حسن الأخلاق، كثير التواضع، قليل التعصب، سلك طريق أهل اليقين، وكان أكثر أوقاته في بيته في الجامع، ويزجي أكثر أوقاته في نشر العلم. وكان مطرح التكلف. وعرض عليه مناصب وولايات دينية فتركها. ولد في رجب سنة خمسين، وفي رجب توفي وكان الجمع لا ينحصر من الكثرة. حدث بمكة، ودمشق، والقدس. وصنف في الفقه والحديث عدة مصنفات. وسمعنا منه.
وقال الشهاب القوصي في معجمه: كان شيخنا فخر الدين كثير البكاء سريع الدموع، كثير الورع والخشوع، وافر التواضع، عظيم الدين كثير البكاء سريع الدموع، كثير الورع والخشوع، وافر التواضع، عظيم الخضوع، كثير التهجد، قليل الهجوع. مبرزا في علمي الأصول والفروع. جمعت له العلوم والزهادة. وعليه تفقهت، وأحرزت الإفادة. لازم القطب النيسابوري حتى برع. قرأت عليه من حفظي كتاب الخلاصة للغزالي. وسمعت منه الأربعين البلدية لعمه. ودفن جوار تربة شيخه القطب.
وروى عنه: الزكي البرزالي، والضياء المقدسي، والتاج عبد الوهاب ابن زين الأمناء، والزين)
خالد، والكمال العديمي. وسمعنا بإجازته على عمر ابن القواس. وتفقه عليه جماعة منهم: الشيخ عز الدين بن عبد السلام.
4 (عبد الرحمن بن مقبل، عفيف الدين المصري، الشرابي.))
حدث عن أبي طاهر السلفي.
روى عنه: الزكي المنذري، وغيره.
ومات في ذي الحجة.
4 (عبد الرحمن اليمني الزاهد.))
نزيل دمشق.

503
ذكره أبو شامة فقال: المقيم بالمنارة الشرقية بالجامع. وكان قوالا بالحق، عابدا. ولما خرج الفرنج حضر هو والشيخ فخر الدين ابن عساكر، والشيخ جمال الدين ابن الحصيري، إلى الملك العادل وأنكروا عليه عدم حفظ الثغور. وكان هو أشدهم كلاما له. توفي في المحرم.
4 (عبد السلام بن المبارك بن أبي الغنائم عبد الجبار بن محمد بن عبد السلام.))
أبو سعد، ابن البردغولي، البغدادي العتابي.
شيخ صالح متيقظ، عالي الرواية.
ولد سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة.
وحدث هو، وأبوه، وعمه الحسن، وهم من محلة العتابيين ببغداد.
سمع من: واثق بن تمام الهاشمي، وأحمد ابن الطلاية، وعبد الخالق اليوسفي، وابن البطي.
روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، وابن النجار. وآخر من حدث عنه الجمال محمد بن أبي الفرج ابن الدباب سمع منه جزء ابن الطلاية.
وتوفي في المحرم.
4 (عبد الواحد بن المبارك بن أبي بكر بن المستعمل الحريمي.))
أبو منصور.
ولد سنة خمس، أو ست وأربعين وخمسمائة.
سمع من: أبي الوقت، وأبي علي ابن الخراز، وأبي المعالي ابن اللحاس.

504
روى عنه: الدبيثي، والبرزالي، وغيرهما.)
وتوفي في جمادى الآخرة.
4 (عثمان بن محمد بن أبي علي.))
القاضي، الإمام عماد الدين أبو عمرو، الكردي، الحميدي، الشافعي.
تفقه بالموصل على غير واحد، ثم رحل إلى الإمام أبي سعد بن أبي عصرون، واشتغل عليه مدة.
وقدم مصر، فولي قضاء دمياط، ثم قدم وناب بالقاهرة عن قاضي القضاة أبي القاسم عبد الملك الماراني. ودرس بالمدرسة السيفية، وبالجامع الأقمر، ثم حج، وجاور إلى أن مات في ربيع الأول.
وكان فاضلا، وقورا، حسن السمت.
4 (علي بن إبراهيم بن تريك بن عبد المحسن بن تريك.))
أبو القاسم الأزجي، البيع.
ولد سنة خمسين وخمسمائة.
وسمع من عمه أبي الفضل عبد المحسن.
ومات في ذي القعدة.
4 (علي بن أبي السعادات المبارك بن علي بن فارس.))

505
أبو الحسن ابن الوارث، البغدادي.
ولد سنة تسع وأربعين.
سمع من: يحيى بن ثابت بن بندار، وسليمان بن فيروز العيشوني، وأبي محمد ابن الخشاب، وعبد الله بن منصور ابن الموصلي، وأحمد بن المبارك المرقعاتي، وأبي محمد ابن الخشاب، وخلق كثير.
وكتب الكثير من الكتب والأجزاء، ولازم السماع مدة طويلة. وكان محدثا صدوقا.
توفي في رمضان.
4 (حرف القاف))
4 (القاسم بن محمد بن عبد الرحمن بن دحمان.))
أبو محمد الأنصاري، المالقي.)
أخذ عن: عمه القاسم بن عبد الرحمن، وأبي مروان بن قزمان.
بقي إلى حدود هذه السنة.
4 (قريش بن سبيع بن مهنا بن سبيع.))
الشريف أبو محمد العلوي الحسيني المدني، نزيل بغداد.
ولد بالمدينة في رأس الأربعين وخمسمائة.
وقدم بغداد، وطلب، وسمع الكثير، وحصل، وعني بالحديث.
وسمع من: أبي الفتح بن البطي، وأبي زرعة، وأبي بكر ابن النقور، والمبارك بن خضير، وطبقتهم.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وأهل بغداد، وغيرهم.
توفي في ذي الحجة.

506
4 (حرف الكاف))
4 (كاملية بنت محمد بن أحمد بن عمر العلوي.))
سمعها عنها المحدث علي بن أحمد الزيدي من أبي الفتح بن البطي.
وماتت في المحرم.
4 (حرف الميم))
4 (محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الفوارس.))
أبو عبد الله البغدادي المالكي، ويعرف بابن العريسة.
ولد سنة أربعين وخمسمائة.
وسمع من: أبي الوقت، وأبي الفتح بن البطي. وأجاز له ابن ناصر.
روى عنه: الدبيثي، وابن النجار، وغيرهما.
وحدث ب البخاري و الدارمي عن أبي الوقت.
وكان شيخا مطبوعا، متوددا، حسن الأخلاق. من جملة حجاب الخلافة.
وجده محمد بن أبي الفوارس هو الملقب بالعريسة.
توفي في سادس شعبان.
ونسبته بالمالكي لأنه كان يذكر أنه من ولد مالك بن أنس.)
ويقال له: الحمامي بالتخفيف كان يلعب بها.

507
4 (محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد البر.))
أبو عبد الله الخولاني، الأندلسي.
سمع من: أبي القاسم بن بشكوال، وأبي بكر بن خير، وأبي القاسم بن غالب وأخذ عنه القراءات والعربية، ولازم ابن بشكوال أعواما.
وحدث.
قال الأبار: كان فاضلا، سنيا، معدلا. توفي سنة عشرين، وقيل: في المحرم سنة إحدى.
4 (محمد بن إسماعيل الإخميمي الفقيه.))
ولد سنة خمسين وخمسمائة.
وحدث عن السلفي.
روى عنه الشهاب القوصي في معجمه.
4 (محمد بن الحسن بن أحمد بن يوسف.))
أبو عبد الله المغربي، السبتي، التجيبي.
سمع من: أبي القاسم بن حبيش، وأبي عبد الله بن حميد، وأكثر عن أبي محمد بن عبيد الله الحجري.
وكان بارعا في الشروط. سكن إشبيلية، وحدث بها.
4 (محمد بن سليمان بن قترمش.))
أبو منصور السمرقندي، ثم البغدادي، حاجب الحجاب.
كان من أولاد الأمراء، ولي الحجابة الكبرى سنة خمس عشرة.

508
وكان أديبا، فاضلا، أخباريا، علامة، لغويا، متفننا، مليح الكتابة، إلا أنه كان قليل الدين لا يعتقد شيئا. قاله ابن النجار، وقال: حكي لي عنه أنه كان يفطر في رمضان، ولا يصلي، ويرتكب المحرمات، ويذهب مذهب الفلاسفة. كتبت عنه في شعره. وعاش سبعا وسبعين سنة.
4 (محمد بن عبد الجليل.))
الإمام تاج الدين الخواري، الحنفي.
له شعر متوسط.)
روى عنه القوصي، وقال: كان مناظرا، متفننا.
توفي بدمشق.
4 (محمد بن عبيد الله بن غياث.))
أبو عمرو الجذامي، الشريشي، الأديب الشاعر.
روى عن: ابن الجد، وابن بشكوال.
وعاش أربعا وثمانين سنة.

509
4 (محمد بن عروة.))
شرف الدين الموصلي.
المنسوب إليه مشهد ابن عروة من جامع دمشق وإنما نسب إليه لأنه كان مخزنا فيه آلات تتعلق بالجامع، فعزله، وبيضه، وعمل له المحراب والخزانتين ووقف فيهما كتبا، وجعله دار حديث.
قال أبو المظفر الجوزي: كان ابن عروة مقيما بالقدس. وكان يداخل المعظم وأصحابه ويعاملهم، ويؤذي الفقراء خصوصا الشيخ عبد الله الأرمني فإنه انتقل عن القدس بسببه. فلما خرب المعظم انتقل إلى دمشق.
4 (محمد بن علي بن إبراهيم بن خلف.))
أبو عبد الله الأسدي، السبتي، شيخ القراء بغرناطة.
ظاهر الجلالة، بارز العدالة، وله الإسناد العالي.
ولد قبل الثلاثين وخمسمائة.

510
وتلا بالسبع على القاسم بن محمد بن ابن الزقاق، صاحب منصور بن الخير، وتصدر للإقراء.
تلا عليه بالروايات أبو بكر ابن مسدي، وأثنى عليه، وقال: مات سنة عشرين.
4 (محمد بن عيسى بن محمد بن أصبغ.))
الإمام أبو عبد الله، ابن المناصف، الأزدي القرطبي، نزيل إفريقية.
تفقه على قاضي تونس أبي الحجاج المخزومي وسمع بها من أبي عبد الله بن أبي درقة.
قال الأبار: كان عالما، متقنا، مدققا نظارا، واقفا على الاتفاق والاختلاف، معللا مرجحا، مع الحظ الوافر من اللغة والآداب والشعر. سمعت منه كثيرا، ولم يكن له علم بالحديث. وألف)
كتابا في الجهاد، وكتابا في الأحكام، واستدرك على القاضي عبد الوهاب في التلقين باب السلم لإغفاله ذلك. وولي قضاء بلنسية، ثم قضاء مرسية. وكان ذا سيرة عادلة، وشارة جميلة، صلبا، في الحق. وكانت فيه حدة مفرطة فصرف لذلك، ثم لحق بمراكش. وتوفي في ربيع الآخر أو جمادى الأولى، وله سبع وخمسون سنة، رحمه الله تعالى.
4 (محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد الغزال.))
أبو جعفر بن أبي بكر، الإصبهاني، المقرئ، أخو الحافظ أبي رشيد وكان أبو جعفر أكبر بسنتين.
ولد في المحرم سنة سبع وستين وخمسمائة بإصبهان.

511
وسمع الكثير بإفادة والده ومؤدبه. وقرأ القراءات، وصحب العلماء والأولياء، وانقبض عن الناس، ولزم منزله لا يخرج إلا الصلاة. وله ملك يسير يكفيه، ولا يأخذ من أحد شيئا.
قدم بغداد سنة ثمان وتسعين، فحدث بها.
قال ابن النجار: سمعنا منه: وكان صدوقا. أحد عباد الله الصالحين، حميد الأخلاق، كامل الوصاف، سخيا، نزها. روى لنا عن إسماعيل بن غانم بن خالد. وسمعت منه أيضا بإصبهان.
توفي في رمضان سنة عشرين.
4 (محمد بن مكي بن بكر بن كخينا.))
أبو منصور الواسطي البزاز.
سكن دمشق، وسمع بها الكثير من: الخشوعي، والقاسم بن عساكر، وطبقتهما.
وكتب، وحصل الأصول، وعني بالرواية. ورحل إلى بغداد سنة سبع عشرة وستمائة، وحدث بها.
وكان مولده سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بسواد واسط تقريبا.
قال ابن النجار: رأيته بدمشق، ولم أكتب عنه شيئا. وكان صدوقا. وتوفي بحلب سنة عشرين.
قلت: هو الذي انفرد بنقل سماع كريمة الجزء الرافقي ولم يكن متقنا، رحمه الله.
4 (محمد بن أبي الحسن بن أبي نصر.))

512
الشيخ أبو الفضل المقرئ البغدادي الضرير، المعروف بالخطيب.
قرأ بالروايات على أبي الحسن علي بن عساكر، وسعد الله بن نصر ابن الدجاجي صاحب)
الزاهد أبي منصور الخياط وسمع منهما ومن ابن البطي، وأبي زرعة، وجماعة.
وحدث.
وأقرأ الناس، وكان عالي الإسناد في القراءات.
روى عنه: الدبيثي، وغيره.
وتوفي في سابع عشر المحرم.
ولم يكن خطيبا، وإنما لقب به.
4 (محمد بن أبي المظفر بن شتانة.))
بمثناة لا بموحدة، يكنى: أبا البركات.
سمع: أبا الحسين عبد الحق، وابن شاتيل.
كتب عنه بعض الطلبة.
توفي في شعبان.
4 (محمد بن أبي المعالي بن محمد بن غريب.))
أبو جعفر البغدادي، أحد القراء بترب الخلفاء.
روى عن أبي جعفر البطي.
روى عنه ابن النجار، وقال: صدوق. توفي في ربيع الأول.

513
4 (محمود بن كي رسلان.))
أبو الثناء الموصلي التركي الجندي.
من أجناد صاحب الموصل نور الدين رسلان شاه، وابنه مسعود.
مات في صفر عن أربع وسبعين سنة.
وكان رافضيا غاليا. له ديوان شعر.
روى عنه المبارك ابن الشعار، فمن شعره:
* ألا ما لقلبي لا يبك عليله
* وما لفؤادي لا يبل غليل
*
* بروحي من أصبحت عبد جماله
* فهذا الجميل الوجه أين جميله
*
* يحملني عبثا على القرب والنوى
* يهد قوى العشاق منه ثقيله
*
4 (مسافر بن يعمر بن مسافر.))
)
أبو النائم المصري، الجيزي، الحنبلي، المؤدب، الصوفي. الرجل الصالح.
سمع من عشير بن علي، وغيره. وصحب الصالحين، ولبس الخرقة من عيسى ابن الشيخ عبد القادر.
وكان خيرا متعبدا، عمالا مبالغا في الإيثار مع الإقتار.
سمع منه الزكي المنذري، وقال: توفي في ربيع الأول.
4 (المظفر بن أسعد بن حمزة ابن القلانسي.))
التميمي الدمشقي، الرئيس عز الدين.
كان كيسا، متواضعا، محتشما. لزم التاج الكندي مدة وتأدب به.
سمع من أبي القاسم بن عساكر.

514
وتوفي في رمضان.
4 (منصور بن سيد الأهل بن ناصر.))
أبو علي المصري، الكتبي، الواعظ، المعروف بالقزويني لأنه كان يسلك في الوعظ طريقة الواعظ المشهور أبي القاسم محمود بن محمد القزويني.
سمع من السلفي.
روى عنه: الزكي عبد العظيم، وغيره.
ومات في ربيع الآخر.
4 (حرف الياء))
4 (يحيى بن سعيد بن أبي نصر محمد بن أبي تمام.))
القاضي أبو المجد التكريتي، ثم المارديني.
تفقه ببغداد، وسمع شهدة، وخطيب الموصل أبي الفضل.
وحدث بدمشق، وبغداد.
وولي قضاء ماردين.
ومات في ذي القعدة.
4 (يحيى ابن الشيخ أبي الفتوح محمد بن علي بن المبارك ابن الجلاجلي.))
أبو علي البغدادي.)
توفي ببغداد كهلا، وقد سمع من وفاء بن البهي، وابن شاتيل.
وله شعر جيد.

515
4 (يوسف بن أحمد بن طحلوس.))
أبو الحجاج الأندلسي، من جزيرة شقر.
صحب أبا الوليد بن رشد، وأخذ عنه من علومه.
وسمع من: أبي عبد الله بن حميد، وأبي القاسم بن وضاح.
وكان آخر الأطباء بشرق الأندلس، مع التصون، ولين الجانب، والتحقق بالفلسفة، ومعرفة النحو، وغير ذلك.
4 (يوسف بن محمد بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي، السلطان المستنصر بالله.))
الملقب بأمير المؤمنين أبي يعقوب، القيسي المغربي، صاحب المغرب.
لم يكن في بني عبد المؤمن أحسن منه صورة، ولا أبلغ خطابا ولكنه كان مشغوفا باللذات.
ومات وهو شاب، في هذه السنة. ولم يخلف ولدا. فاتفق أهل دولته على تولية الأمر لأبي محمد عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي، فلم يحسن التدبير ولا المداراة.
ولد يوسف في سنة أربع وتسعين وخمسمائة. وأمه أم ولد رومية اسمها قمر.
وكان صافي السمرة، شديد الكحل، يشبهونه كثيرا بجده. وكانت دولته عشر سنين وشهرين. وزر له أبو يحيى الهزرجي، وحجبه مبشر الخصي، ثم

516
فارج الخصي. وقضى له قاضي أبيه أبو عمران موسى بن عيسى. وكتب له الإنشاء أبو عبد الله بن عياش كاتب أبيه وجده، ثم أبو الحسن بن عياش. ثم توفيا سنة بضع عشرة، فأحضر من مرسية قاضيها أبا عبد الله محمد بن يخلفتن الغازازي، فولاه الكتابة.
وكان الذين قاموا ببيعته عن جده أبو موسى عيسى بن عبد المؤمن. وكان عيسى آخر أولاد عبد المؤمن وفاة تأخر إلى حدود العشرين وستمائة، ويحيى بن عمر بن عبد المؤمن، وكانا قائمين على رأسه يوم البيعة، يأذنان للناس.
قال عبد الواحد بن علي التميمي: حضرت يوم البيعة فبايعه القرابة، ثم أشياخ الموحدين، وأبو عبد الله بن عياش قائم يقول للناس: تبايعون أمير المؤمنين ابن أمراء المؤمنين على ما بايع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من السمع والطاعة في المنشط والمكره واليسر)
والعسر، والنصح له ولعامة المسلمين، ولكم عليه أن لا يجمر بعوثكم، وأن لا يدخر عنكم شيئا مما تعمكم مصلحته، وأن يعجل لكم العطاء. أعانكم الله على الوفاء، وأعانه على ما قلده من أموركم.
ولأربعة أشهر من ولايته قبض على رجل خارجي يدعي أنه من بني عبيد، وأنه ولد العاضد لصلبه اسمه عبد الرحمن. قدم البلاد في دولة أبي يوسف، وطلب الاجتماع به، فلم يأذن له، فأقام بالبلاد مطرحا إلى أن حبسه أبو عبد الله في سنة ست وتسعين، فحبسه خمس سنين، ثم أطلقه بعد أن ضمنه يحيى بن أبي إبراهيم الهزرجي،
فنزح من مراكش إلى صنهاجة، فاجتمع عليه طائفة وعظموه، لأنه كان كثير الصمت والإطراق، حسن السمت، عليه سيماء الصالحين.
رأيته مرتين. ثم قصد سجلماسة في جمع كبير، فخرج إليه متوليها

517
سليمان بن عمر بن عبد المؤمن، فهزمه العبيدي. فرد سليمان إلى سجلماسة بأسوأ عود. ولم يزل العبيدي ينتقل في قبائل البربر، ولا يتم له أمر لغربة بلده ولسانه ولكونه عديم العشيرة. فقبض عليه متولي فاس إبراهيم بن يوسف بن عبد المؤمن، ثم صلبه، ووجه برأسه إلى مراكش، فهو معلق هناك مع عدة أرؤس من الثوار.
وكان أبو يعقوب هذا شهما، فطنا، لقيته وجلست بين يديه، فرأيت من حدة نفسه وسؤاله عن جزئيات لا يعرفها أكثر السوقة، ما قضيت منه العجب.
توفي في شوال أو ذي القعدة. فاضطرب الأمر، واشرأب الناس للخلاف بعده.
4 (الكنى))
4 (أبو الحسن الروزبهاري.))
المدفون بالبرج الذي عن يمين باب الفراديس، بالخانكاه الروزبهارية.
توفي في هذه السنة، رحمه الله.
4 (وفيها ولد))
قاضي نابلس الجمال محمد بن محمد بن سالم بن صاعد.
والمحيي عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان، الموقع.
والمكين عبد الحميد بن أحمد بن محمد ابن الزجاج البغدادي.
والنجيب عمر بن الله بن عمر ابن خطيب بيت الأبار.)
والبدر عبد اللطيف بن محمد ابن المغيزل، الخطيب.

518
وجبريل بن إسماعيل الصيدلاني الشارعي، بخلف فيه.
والصاحب التقي توبة بن علي بن مهاجر التكريتي، يوم عرفة بعرفة.
وسنج بن محمد بن سونج التركماني.
والفقيه عبد الولي بن عبد الرحمن، خطيب يونين.
وعلاء الدين محمد بن عبد القادر ابن الصائغ.
والبرهان إبراهيم بن عبد العزيز، خطيب أرزونا.
والكمال أحمد بن عبد الرحمن بن رافع الدمراوي.
والمفتي علم الدين أحمد بن إبراهيم القمني.
وأحمد بن عبد الله بن عزيز اليونيني.
والشهاب أحمد ابن النصير الدقوقي، في رمضان.

519
((المتوفون على التقريب))
4 (حرف العين))
4 (الجمال عثمان بن هبة الله بن أحمد بن أبي الحوافز.))
القيسي الدمشقي، رئيس الأطباء.
ذكره ابن أبي أصيبعة، فقال: أفضل الأطباء، وسيد العلماء، وأوحد العصر. أتقن الصناعة، وتميز في أقسامها العلمية والعملية. وله عناية بعلم الأدب وشعر كثير. وكان رئيسا، كريما، تام المروءة. أخذ الطب عن المهذب ابن النقاش. والرضي الرحبي. وخدم الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين، وأقام معه بمصر، فولاه رئاسة الطب، ثم خدم بعده الملك الكامل سنين إلى أن توفي بالقاهرة. واشتغل عليه جماعة وتميزوا، أجلهم عمي رشيد الدين علي.
4 (حرف الميم.))
4 (محمد بن علوان بن مهاجر.))
الفقيه، الإمام العالم، أبو المظفر.
سمع من الحسين بن المؤمل صاحب ابن ودعان، ومن محمد بن علي بن ياسر الجياني.
وبرع في مذهب الشافعي، وكان من فضلاء المواصلة، ومتميز بهم.)
روى عنه: الزكي البرزالي، والتقي اليلداني. وبالإجازة الشهاب القوصي.
وهو ابن عم الصاحب كمال الدين محمد بن علي، نزيل دمشق.

520
4 (محمد بن الفضل.))
أبو عبد الرحمن الزنجاني، الشاعر.
قال ابن النجار: أنشدني أبو البقاء، خالد بن يوسف النابلسي، بدمشق، أنشدنا أبو عبد الرحمن محمد بن الفضل ابن الزنجاني البغدادي، لنفسه، بالنظامية:
* قسما بأيام الصفا ووصالكم
* والجمع في جمع وذاك الملتزم
*
* ما اخترت بعدكم بديلا لا ولا
* نادمت بعد فراقكم إلا الندم
*
4 (مسعود بن الحسين بن أبي زيد.))
أبو الفتح الموصلي الشاعر، المعروف بالنقاش.
وهو غير النقاش الحلبي، سميه، فإن الحلبي مر في سنة ثلاث عشرة.
ذكرهما ابن الشعار، ولم يؤرخ موت هذا، وقال فيه: كان مكثرا من الشعر في المديح، والهجاء، والغزل. مدح أصحاب الموصل وأمراءها. وقيل: إنه أدرك أيام الأتابك زنكي، والد نور الدين، وعاش إلى أيام القاهر مسعود بن أرسلان. وهو القائل في قصيدة:
* يا من أود النوم أرقب طيفه
* أنا ضيفه أفما لضيفكم قرى
*
* أنا كنت أول عاشق لكنني
* غفل الزمان بمولدي فتأخرا
*

521
/ 1