وافي بالوفيات (جزء 17) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وافي بالوفيات (جزء 17) - نسخه متنی

خلیل بن ایبک صفدی؛ محققین: ترکی مصطفی، احمد ارناووط

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: الوافي بالوفيات
المؤلف: الصفدي
الجزء: 17
الوفاة: 764
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى
الطبعة:
سنة الطبع: 1420 - 2000م
المطبعة: بيروت - دار إحياء التراث
الناشر: دار إحياء التراث
ردمك:
ملاحظات:
((الجزء السابع عشر))
((عبد الله))
3 (عبد الله بن إبراهيم))
أبو حكيم الخبري الفرائضي عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله أبو حكيم الخبري من ساكني درب الشاكرية تفقه على أبي إسحاق الشيرازي وقرأ الفرائض والحساب حتى برع فيهما وكان متمكنا في علم العربية ويكتب خطا مليحا ويضبط ضبطا صحيحا وله مصنفات في الفرائض والحساب وشرح الحماسة وجمع عدة دواوين وشرحها كديوان الرضي والمتنبي والبحتري وسمع الكثير من الحسين بن أحمد بن محمد بن حبيب الفارسي وأبي محمد الحسن بن علي الجوهري وجماعة
وكتب بخطه كثيرا وحدث اليسير وكان مرضي الطريقة متدينا صدوقا وتوفي سنة ست وسبعين وأربعمائة وكان جد أبي الفضل ابن ناصر لأمه

5
أبو محمد الشافعي عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن علي بن أبي بكر الخطيب أبو محمد الفقيه الشافعي من أهل همذان كان أبوه يتولى الخطابة ببعض نواحي همذان وقدم بغداد وهو شاب وأقام بها وقرأ الفقه على أبي طالب ابن الكرخي وأبي وأبي الخير القزويني حتى برع في الخلاف والمذهب وولى الإعادة بالنظامية وكان حافظا للمذهب شديد الفتاوى غفيفا نزها ورعا متقشفا قال محب الدين ابن النجار كتبت عنه وكان صدوقا وتوفي سنة اثنتين وعشرين وستمائة
الحافظ الآبندوني عبد الله بن إبراهيم بن يوسف أبو القاسم الجرجاني الآبندوني الحافظ وآبندون من قرى جرجان رفيق ابن عدي في الرحلة سكن بغداد وحدث قال الخطيب كان ثقة ثبتا له تصانيف توفي سنة ثمان وستين وثلاثمائة
الأصيلي المالكي عبد الله بن إبراهيم بن محمد الفقيه أبو محمد الأصيلي أصله من كورة شذونة ورحل به والده إلى أصيلا من بلاد العدوة فنشأ بها وطلب العلم وتفقه بقرطبة قال القاضي عياض كان من حفاظ مذهب مالك ومن العالمين بالحديث وعلله

6
ورجاله وكان يرد القول في إتيان النساء في أدبارهن كراهية دون التحريم على أن الآثار في ذلك شديدة وكان ينكر الغلو في ذكر ولايات الأولياء ويثبت منها ما صح ودعاء الصالحين ولي قضاء سرقسطة وتوفي سنة اثنتين وتسعين وثلاثمائة
الأغلبي عبد الله بن إبراهيم بن الأغلب التميمي الأمير ولي إمرة القيروان بعد والده سنة ست وتسعين وأنشأ عدة حصون وبنى القصر الأبيض بمدينة العباسية التي بناها أبوه وبنى جامعا عظيما بالعباسية طوله مائتا ذراع في مثلها وعمل سقفه بالآنك وزخرفه وتوفي سنة إحدى ومائتين وتولى بعده أخوه زيادة الله
الأغلبي عبد الله بن إبراهيم بن أحمد الأغلب التميمي أمير المغرب وابن أمرائها قتلته بتونس ثلاثة من غلمانه الصقالبة على فراشه وأتوا برأسه ابنه زيادة الله وأخرجوه من الحبس فصلب الثلاثة وهو الذي كان واطأهم وكانت قتلته في حدود التسعين ومائتين
ابن المؤدب عبد الله بن إبراهيم بن مثنى الطوسي المعروف بابن المؤدب أصله من المهدية وكان شاعرا مذكورا مشهورا متصرفا قليل الشعر مفرطا في حب الغلمان مجاهرا بذلك بعيد الغور ذا حيلة وكيد مغرى بالسياحة وطلب الكيمياء

7
والأحجار محروما مقترا عليه متلافا)
إذا أفاد خرج مرة يريد صقلية فأسره الروم في البحر وأقام مدة إلى أن هادن ثقة الدولة ملك الروم وبعث إليه بالأسرى وكان ابن المؤدب فيهم فمدح ثقة الدولة بقصيدة ورجا صلته فلم يصله بما أرضاه فتكلم فيه فطلب طلبا شديدا فاختفى وطالت المدة فخرج وهو سكران في بعض الليالي يشتري نقلا فما شعر إلا وقد قيد وحمل إلى بين يدي ثقة الدولة فقال له ما الذي بلغني فقال المحال يا سيدنا فقال من الذي يقول في شعره والحر ممتحن بأولاد الزنا فقال والذي يقول وعداوة الشعراء بئس المقتنى فتنمر ساعة ثم أمر له بمائة رباعي وإخراجه من المدينة كراهية أن تقوم عليه نفسه فيعاقبه فخرج ثم مدح ثقة الدولة بقصيدة منها قوله من الطويل
* أبيت أراعي النجم في دار غربة
* وفي القلب مني نار حزن مضرم
*
* أرى كل نجم في السماء محلة
* ونجمي أراه في النجوم المنجم
*
* سأحمل نفسي في لظى الحرب حملة
* تبلغها من خطبها كل معظم
*
* فإن سلمت عاشت بعز وإن تمت
* لدى حيث ألقت رحلها أم قشعم
* وقال وهو في الأسر من المجتث
* لا يذكر الله قوما
* حللت فيهم بخير
*
* جاهدت بالسيف جهدي
* حتى أسرت وغيري
* والآن لست أطيق الجهاد إلا بأيري
* فهات من شئت منهم
* لو كان صاحب دير
* وكان صديقا لعبد الله بن رشيق وهو يؤدب بعض أولاد تجار القيروان وكان حسنا وكان ابن المؤدب يزوره فعلق بالغلام وخرج ابن رشيق للحج فكلما أتي بمعلم لم يكد يقم أسبوعا حتى يدعي الغلام أنه راوده فذكر ابن المؤدب للوالد فأحضره فما كان إلا ساعة جلوسه في المسجد ودخول الغلام إليه فأغلق باب الصحن فقام فبلغ أربه منه وخرج الغلام إلى أبيه مبادرا فأخبره فقال أبوه الآن تقرر عندي أنك كاذب وكذبت على من كان قبله وصرفه إلى المكتب فأقام على تلك الحال مدة طويلة وقال من الطويل
* وظبي أنيس عالجته حبائلي
* فغادرته قبل الوثوب صريعا
*
* وكان رجال حاولوه ففاتهم
* سباقا ولكني خلقت سريعا)
* (فتكت به وإن شاء في بيت ربه
* وإن لم يشأ مستصعبا ومطيعا
*
*

8
(ليعلم أهل القيروان بأنني
* إذا رمت أمرا لم أجده منيعا
*
* فيا لغزال ألجأته كلابه
* إلى أسد ضار وصادف جوعا
* وكان قد اشتهر في محبة غلام فتذمم أبوه أن يقتله جهارا وخرجوا يتصيدون فأمر من حل حزام دابته سرا وتبعوه طردا فسقط وانكسرت فخذه حتى ظهر مخه وعظمه ومات سنة أربع عشرة وأربعمائة
حفيد هاشم المالكي عبد الله بن إبراهيم بن هاشم أبو محمد القيسي المري الفقيه ويعرف بحفيد هاشم كتاب التفريع لابن الجلاب في ست مجلدات وتوفي في حدود الخمسمائة
المنافق عبد الله بن أبي سلول الأنصاري من بني عوف بن الخزرج وسلول امرأة من خزاعة وهي أم أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج وسالم بن غنم يعرف بالحبلى لعظم بطنه ولبني الحبلى شرف في الأنصار وكان اسمه الحباب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وكان رأس المنافقين ومن تولى كبر الإفك في عائشة رضي الله عنها وكانت الخزرج قد اجتمعت على أن يتوجوه ويسندوا إليه أمرهم قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء الله بالإسلام نفس على رسول الله صلى الله عليه وسلم النبوة وأخذته العزة ولم يخلص الإسلام وأظهر النفاق حسدا وبغيا وهو الذي قال في غزوة تبوك لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل

9
فقال ابنه عبد الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذليل يا رسول الله وأنت العزيز وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم إن أذنت في قتله قتلته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتحدث الناس أنه يقتل أصحابه ولكن بر أباك وأحسن صحبته فلما مات سأله ابنه فقال يا رسول الله أعطني قميصك أكفنه فيه وصل عليه واستغفر له فأعطاه قميصه وقال إذا فرغتم فآذنوني فلما أراد الصلاة عليه جذبه عمر وقال أليس قد نهى الله أن تصلي على المنافقين فقال أنا بين خيرتين أن استغفر لهم أو لا أستغفر لهم فصلى عليه فنزلت ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره فترك الصلاة عليهم حينئذ وابنه عبد الله من خيار الصحابة)
أبو أبي عبد الله بن أبي وقيل عبد الله بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار وهو أبو أبي مشهور بكنيته أمه أم حرام بنت ملحان أخت أم سليم كان قديم الإسلام ممن صلى القبلتين يعد في الشاميين قال إبراهيم ابن أبي عبلة سمعت أبا أبي بن أم حرام وكان صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين
يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عليكم بالسنا والسنوت فإن فيهما شفاء من كل داء إلا السام قالوا يا رسول الله ما السام قال الموت قال السنوت الشبث وقال آخرون بل هو العسل يكون في وعاء السمن وأنشدوا عليه قول الشاعر من الطويل
* هم السمن بالسنوت لا ألس فيهم
* وهم يمنعون الجار أن يتفردا
*

10
3 (عبد الله بن أحمد))
ابن الخشاب النحوي عبد الله بن أحمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن الخشاب أبو محمد ابن أبي الكرم النحوي
كان أعلم أهل زمانه بالنحو حتى يقال إنه كان في درجة أبي علي الفارسي وكانت له عرفة بالحديث واللغة والفلسفة والحساب والهندسة وما من علم من العلوم إلا وكانت له فيه يد حسنة قرأ الأدب على أبي منصور ابن الجواليقي وغيره والحساب والهندسة على أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري والفرائض على أبي بكر المزرفي وسمع الحديث من أبي القاسم علي بن الحسين الربعي وأبي الغنائم محمد بن علي ميمون النرسي وقرأ بنفسه الكثير على هبة الله ابن محمد بن الحصين وأبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش وغيرهما ولم يزل يقرأ حتى قرأ على أقرانه وقرأ العالي والنازل وكتب بخطه من الأدب والحديث وسائر الفنون وكان يكتب مليحا ويضبط صحيحا وحصل من الأصول وغيرها ما لا يدخل تحت حصر ومن خطوط الفضلاء وأجزاء الحديث شيئا كثيرا ولم يمت أحد من أهل العلم إلا واشترى كتبه وقرأ عليه الناس الأدب وانتفعوا به وتخرج به جماعة وروى كثيرا من الحديث وسمع منه الكبار روى عنه أبو سعد ابن السمعاني وأبو أحمد ابن سكينة وابن الأخضر وغيرهم وكان بخيلا مقنطا على نفسه مبتذلا في ملبسه ومطعمه ومعيشته متهتكا في حركاته قليل المبالاة بحفظ ناموس العلم والمشيخة يلعب الشطرنج على قارعة الطريق)
ويقف على حلق المشعبذين والذين يرقصون الدباب والقرود من غير مبالاة قال ابن الأخضر كنت يوما عنده وعنده

11
جماعة من الحنابلة فسأله مكي الغراد عندك كتاب الجمال فقال يا أبله ما تراهم حولي وسأله بعض تلامذته فقال القفا يمد ويقصر فقال له يمد ثم يقصر وسأل بعض تلامذته ما بك فقال فؤادي يؤجعني فقال لو لم تهمزه لم يوجعك وقرأ عليه بعض المعلمين قول العجاج من الرجز
* أطربا وأنت قنسري
* وإنما يأتي الصبى الصبي
* فجعله الصبي بالياء فقال له هذا عندك في المكتب وكان يتعمم العمامة وتبقى على حالها مدة حتى تسود مما يلي رأسه منها وتتقطع من الوسخ وترمي العصافير عليها ذرقها وصنف الرد على الحريري في مقاماته وشرح اللمع لابن جني ولم يتمه وشرح مقدمة الوزير ابن هبيرة في النحو وعمل الرد على التبريزي الخطيب في تهذيب إصلاح المنطق وشرح الجمل للجرجاني وترك منه أبوابا في وسط الكتاب وتوفي سنة سبع وستين وخمسمائة ووقف كتبه ومن شعره في الشمعة من السريع
* صفراء لا من سقم مسها
* كيف وكانت أمها الشافية
*
* عريانة باطنها مكتس
* فاعجب لها كاسية عارية
* وأنشد لابن الحجاج من الخفيف
* والسعيد الرشيد من شكر النا
* س له سعيد بمال الناس
* فقال مرتجلا من الخفيف
* والشقي الشقي من ذمة النا
* س على بخله بمال الناس
* ابن الإمام القادر عبد الله أحمد القادر إسحاق بن المقتدر جعفر بن أحمد المعتضد بن محمد بن جعفر المتوكل
توفي سنة ثمان عشرة وأربعمائة وصلى عليه أبو جعفر أخوه وكبر أربعا ودفن في الرصافة حيال أخيه الغالب بالله وله اثنان وعشرون سنة وأربعمائة وأربعة أشهر واثنا عشر يوما
وقال الشريف المرتضي يرثيه بقصيدة بائية أولها من الكامل
*

12
(ما في السلو لنا نصيب يطلب
* الحزن أقهر والمصيبة أغلب
*
* لك يا رزية من فؤادي زفرة
* لا تستطاع ومن جفوني صيب
*)
أبو جعفر المقرئ عبد الله بن أحمد بن جعفر أبو جعفر الضرير المقرئ من أهل واسط قدم بغداد صبيا وأقام بها قرأ بالروايات على الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس المعروف بالبارع وغيره وسمع أبي القاسم هبة الله بن الحصين وأحمد بن الحسن بن البناء ويحيى بن عبد الرحمان ابن حبيش الفارقي وغيرهم وتوفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة
أبو القاسم العلاف الشافعي عبد الله بن أحمد بن الحسن بن طاهر العلاف أبو القاسم البغدادي كان شافعي المذهب وله معروفة بالفرائض وقسمة التركات سمع عبد الله بن محمد الصريفيني وأحمد ابن محمد النقور وهناد بن إبراهيم النسفي وتوفي سنة إحدى وعشرين وخمسمائة
ابن بنت وليد قاضي مصر عبد الله بن أحمد بن راشد بن شعيب بن جعفر بن يزيد أبو محمد القاضي يعرف بابن أخت وليد ويقال ابن بنت وليد ولي قضاء مصر في خلافة الراضي ثم عزل منها ثم وليها ثانيا من قبل الحسين بن موسى بن هارون قاضي مصر من قبل المستكفي بالله ثم ولي القضاء ثالثا بمصر من قبل من المستكفي إلى أن صرف زمن المطيع ثم ولي قضاء دمشق من قبل الإخشيدية ويقال إنه كان خياطا وكان أبوه حائكا ينسج المقانع وكان سخيفا خليعا مذكورا بالارتشاء وهجاه جماعة من أهل مصر وحدث عن أبي العباس محمد بن الحسين قتيبة العسقلاني وغيره وتوفي سنة تسع وستين وثلاثمائة وله مصنفات

13
الحافظ ابن شبويه عبد الله بن أحمد بن شبويه الحافظ المروزي توفي سنة ست وخمسين ومائتين
ابن ذكوان المقرئ عبد الله بن أحمد بن بشير بن ذكوان أبو عمرو وأبو محمد البهراني مولاهم الدمشقي إمام جامع دمشق ومقرئها قرأ على أيوب بن تميم المقرئ وروى عنه أبو داود وابن ماجة
قال أبو حاتم صدوق وقال أبو زرعة الدمشقي لم يكن بالعراق ولا بالحجاز ولا بالشام ولا بمصر ولا بخراسان في زمان عبد الله بن ذكوان أقرأ عندي منه توفي سنة اثنتين وأربعين ومائتين)
أمير المؤمنين القائم عبد الله بن أحمد أمير المؤمنين أبو جعفر القائم بأمر الله ابن القادر بالله ولد في نصف ذي القعدة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة وبويع بالخلافة بمدينة السلام يوم الثلاثاء ثالث عشر ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة وأمه أم ولد اسمها بدر الدجى الأرمنية وقيل اسمها قطر الندى كذا سماها الخطيب وكان أمره مستقيما إلى أن خرج البساسيري عليه وقصته مشهورة وتوفي القائم ليلة الخميس ثالث عشر شعبان ودفن في داره بالقصر الحسني سنة سبع وستين وأربعمائة فكانت دولته خمسا وأربعين سنة

14
وبويع بعده المقتدي وكان القائم كثير الحلم والحياء فصيح اللسان أديبا خطيبا شاعرا تقلبت به الأحوال ورأى العجائب
وفي أيامه أنقرضت دولة الديلم من بغداد بعد طول مدتها وقامت دولة السلجوقية وكان آخرهم الملك الرحيم من ولد عضد الدولة دخل عليه بغداد طغرل بك السلجوقي وهو أو السلجوقية فقبض عليه وقيده فقال له الملك الرحيم إرحمني أيها السلطان فقال له لا يرحمك من نازعته في اسمه المختص به يشير إلى الله تعالى فبلغ ذلك القائم فقال قد كنت نهيته عن هذا الاسم فأبى إلا لجاجا أورده عاقبة سوء اختياره وخلصه طغرل بك من حبسه أعني القائم بأمر الله وأعاده إلى دار خلافته ومشى بين يديه طغرل بك إلى إن وصل إلى عتبة باب النوبي فقبلها شكرا لله تعالى وصارت سنة بعده ومن شعره من البسيط
* يا أكرم الأكرمين العفوعن غرق
* في السيئات له ورد وإصدار
*
* هانت عليه معاصيه التي عظمت
* علما بأنك للعاصين غفار
*
* فامنن علي وسامحني وخذ بيدي
* يا من له العفو والجنات والنار
* ومنه من المتقارب
* سهرنا على سنة العاشقين
* وقلنا لما يكره الله نم
*
* وما خيفي من ظهور الورى
* إذا كان رب الورى قد علم
* ومنه من الكامل
* قالوا الرحيل فأنشبت أظفارها
* في خدها وقد اعتلقن خضابا
*
* فاخضر تحت بنانها فكأنما
* غرست بأرض بنفسج عنابا
*)
ومنه من الكامل
* جمعت علي من الغرام عجائب
* خلفن قلبي في إسار موحش
*
* خل يصد وعاذل متنصح
* ومعاند يؤذي ونمام يشي
* وباسم القائم بأمر الله أمير المؤمنين وضع الباخرزي كتاب دمية القصر وأمتدحه بقصيدته البائية المشهورة التي أولها من البسيط
* عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا
* كل الشهور وفي الأمثال عش رجبا
*
* أليس من عجب أني ضحى ارتحلوا
* أوقدت من ماء دمعي في الحشى لهبا
*
* وأن أجفان عيني أمطرت ورقا
* وأن ساحة خدي أنبتت ذهبا
*
*

15
(أإن توقد برق من جوانبهم
* توقد الشوق في جنبي والتهبا
*
* كأنما انشق عنه من معصفره
* قميص يوسف غشوه دما كذبا
* منها من البسيط
* ومهمه يتراءى آله لججا
* يستغرق الوخد والتقريب والخببا
*
* كم فيه حافر طرف يحتذي وقعا
* من فوق خف بعير يشتكي نقبا
*
* تصاحب الغيم فيه الريح لم ينيا
* أن يشركا في كلا خطيهما عقبا
*
* فالريح ترضع در الغيم إن عطشت
* والغيم يركب ظهر الريح إن لغبا
*
* أنكحته ذات خلخال مقرطة
* والركب كانوا شهودا والصدى خطبا
*
* إلى أبي البحر إني لست أنسبه
* لجعفر إن حساه شارب نضبا
*
* قرم الوغي من بني العباس عترته
* لكنه غير عباس إذا وهبا
*
* لعزه جعل الرحمان ملبسه
* من الشباب ونور العين مستلبا
*
* وجه ولا كهلال الفطر مطلعا
* بدر ولا كانهلال القطر منسكبا
*
* وعمة عمت الأبصار هيبتها
* برغم من لبس التيجان واعتصبا
*
* له القضيبان هذا حده خشب
* وذاك لا يتعدى حده الخشبا
*
* كلاهما منه في شغل يديرهما
* بين البنان رضى يختار أم غضبا
*
* قل للفرات ألم تستحي راحته
* حتى اقتديت بها أنى ولا كربا
*
* وقل لدجلة غيضي يوم منحته
* قد أسأت بجاري فيضك الأدبا
*)
ابن الإمام أحمد بن حنبل عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل سمع من

16
أبيه شيئا كثيرا من العلم ولم يأذن له أبوه في السماع من علي بن الجعد وسمع من ابن معين وجماعة وروى عنه النسائي وعبد الله بن إسحاق المدائني وأبو القاسم البغوي وآخرون قال الخطيب كان ثقة ثبتا إماما فهما وسمع المسند من أبيه وهو ثلاثون ألفا والتفسير وهو مائة وعشرون ألفا سمع منه ثمانين ألفا والباقي وجادة وسمع منه الناسخ
والمنسوخ والتاريخ وحديث شعبة والمقدم والمؤخر من كتاب الله وجوابات القرآن والمناسك الكبير والصغير وغير ذلك وتوفي سنة تسعين ومائتين
أبن أبي دارة المروزي عبد الله بن أحمد ابن أبي دارة المروزي له أربعون حديثا مروية توفي في حدود الثلاثمائة
الكعبي المعتزلي عبد الله بن أحمد بن محمود أبو القاسم الكعبي البلخي رأس المعتزلة ورئيسهم في زمانه وداعيتهم قال جعفر المستغفري لا أستجيز الرواية عن أمثاله توفي سنة تسع عشرة وثلاثمائة وناهيك من فضله وتقدمه إجماع العالم على حسن تأليفه للكتب الكلامية والتصانيف الحكمية التي بذت أكثر كتب الحكماء وصارت ملاذا للبصر وعمدة للأدباء ونزهة في مجالس الكبراء وكانت في العراق أشهر منها في خراسان وأئمة الدينا مولعون بها مغرمون بفوائدها حتى أنه لما دخل أبو الحسن علي بن محمد الخشابي البلخي تلميذه بغداد حاجا جعلها جعل أهلها يقولون بعضهم لبعض قد جاء غلام الكعبي فتعالوا ننظر إليه فاحتوشه أهل العصر وعصابة الكلام وجعلوا يتبركون بالنظر إليه ويتعجبون منه وينظرون إليه ويسألونه على الكعبي وخصائله وشمائله وكان مدة مقامة بها كأنه فيها من كبار الأولياء وكان الكعبي لا يخفي مذهبه وكان صلحاء أهل بلخ ينالون منه ويقدحون فيه ويرمونه بالزندقة ولما صنف أبو زيد كتاب السياسة ليأنس الخادم وهو إذ ذاك وإلي بلخ قال الكعبي قد جمع الله السياسة كلها في آية من القرآن حيث يقول يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا

17
وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين ومن تصانيفه تفسير القرآن على رسم لم يسبق إليه إثنا عشر مجلد مفاخر خراسان ومحاسن آل طاهر عيون المسائل تسع مجلدات أوائل الأدلة)
المقامات جواب المسترشد في الإمامة الأسماء والأحكام بعض النقض على المجبرة الجوابات أدب الجدل نقض كتاب أبي علي الجبائي في الإرادة السنة والجماعة الفتاوى الواردة من جرجان والعراق الانتقاد للعلم الإلهي على محمد بن زكرياء تحفة الوزراء
وكان الكعبي تلميذ أبي الحسين الخياط وقد وافقه في اعتقاداته جميعها وانفرد عنه بمسائل منها قوله إن إرادة الرب تعالى ليست قائمة بذاته ولا هو مريد إرادته ولا أرداته حادثة في محل ولا لا في محل بل ذا أطلق عليه أنه مريد لأفعاله فالمراد أنه خالق لها على وفق علمه وإذا قيل إنه مريد لأفعال عباده فالمراد أنه راض بها آمر بها قلت كذا قاله ابن أبي الدم في كتابه الفرق الإسلامية أعني ذكر هذه العقيدة
أبو هفان عبد الله بن أحمد بن حرب بن خالد بن مهزم ينتهي إلى معد بن عدنان أبو هفان نحوي
لغوي أديب رواية من أهل البصرة وكان مقترا عليه ضيق الحال روى عنه جماعة من أهل العلم منهم يموت بن المزرع وروى هو عن الأصمعي وصنف كتبا منها كتاب صناعة الشعر كبير وكتاب أخبار الشعراء وغيرهم وهو القائل في إبراهيم بن المدبر من الكامل
* يا ابن المدبر أنت علمت الورى
* بذل النوال وهم به بخلاء
*
* لو كان مثلك في البرية آخر
* في الجود لم يك بينهم فقراء
* وقال من الطويل
* لعمري لئن بيعت في دار غربة
* ثيابي لما أعوزتني المآكل
*
* فما أنا إلا السيف يأكل جفنه
* له حلية من نفسه وهو عاطل
* ودعاه دعبل الخزاعي في دعوة وأطعمه ألوانا كثيرة وسقاه نبيذا حلوا وغمز الجواري

18
أن لا يدلوه على الخلاء ثم تركه وتناوم فلما أجهده الأمر قال لبعض الجواري أين الخلاء فقالت لها الأخرى ما يقول سيدي قالت يقول غني من الوافر
* خلا من آل عاتكة الديار
* فمشوى أهلها منها قفار
* فغنت هذه وزمرت هذه وصبت هذه وشربوا أقداحا وسقوه فقال أحسنتم وجودتم غير أنكم لم تأتوا على ما في نفسي وسكت فلما أجهده الأمر فقال لعل الجارية بغدادية فالتفت إلى)
أخرى فقال لها فداك أبوك أين المستراح فقالت الأخرى ما يقول سيدي قالت يقول غني من البسيط
* واستريح إلى من لست آلفه
* كما استراح عليل من تشكيه
* فغنت هذه وضربت هذه وزمرت هذه وشربوا أقداحا وسقوه فقال أحسنتم غير أنكم لم تأتوا على ما في نفسي ثم أجهده البلاء فقال لعل الجارية بصرية فقال للأخرى أين المتوضأ فقالت الأخرى ما يقول سيدي قالت يقول غني من الوافر
* توضأ للصلاة وصل خمسا
* وباكر بالمدام على النديم
* فضربت هذه وزمرت هذه وغنت هذه وشربوا أقداحا وسقوه فقال أحسنتم غير أنكم ما أتيتم على ما في نفسي ثم قال لعلهن حجازيات فقال لإحداهن فداك أبوك أين الحش فقالت الأخرى ما يقول سيدي قالت يقول غني من الطويل
* وحاشاك أن أدعو عليك وإنما
* أردت بهذا القول أن تقبلي عذري
* فغنت هذه وضربت هذه وزمرت هذه وشربوا أقداحا وسقوه فقال أحسنتم غير أنكم لم تأتوا على ما في نفسي وقال لعلهن كوفيات ثم قال فداكن أبو كن أين الكنيف فقالت واحدة ما يقول سيدي قالت يقول غنوني من الطويل
* تكنفني الواشون من كل جانب
* ولو كان واش واحد لكفاني
* فغنت هذه وضربت هذه وزمرت هذه وشربوا أقداحا وسقوه فما تمالك حتى وثب قائما وحل سراويله وذرق على وجوههن فتصارخن فانتبه دعبل فقال ما شأنك يا أبا هفان فقال من الوافر
* تكنفني السلاح وأضجروني
* على ما بي بنيات الزواني
*
* فلما قل عن حمل اصطباري
* رميت به على وجه الغواني
* فقام دعبل ودله على بيت الخلاء فدخل واغتسل وخلع عليه خلعة وتضاحكوا مليا وقال سعيد بن حميد لأبي هفان لئن ضرطت عليك لأبلغنك إلى فيد فقال له أبو هفان

19
بادرني بأخرى تبلغني إلى مكة فإن بي ضرورة الرجل الذي لم يحج بعد أبو محمد الفرغاني الأمير عبد الله بن أحمد بن جعفر أبو محمد الفرغاني الأمير القائد صاحب أبي جعفر الطبري)
توفي سنة اثنتين وستين وثلاثمائة روى عن أبي جعفر الطبري وذيل له تاريخه وقدم دمشق وحدث بها وروى عنه جماعة من أهلها ونزل عبد الله مصر وحدث بها وكان ثقة وأرسله الراضي إلى مصر وحمله الخلع إلى أبي بكر محمد بن طغج الإخشيدي
أبو الحسين الشاماتي الأديب عبد الله بن أحمد بن الحسين الشاماتي الأديب أبو الحسين توفي سنة خمس وسبعين وأربعمائة مشهور بالتأديب شرح ديوان المتنبي وشرح الحماسة وشرح أبيات أمثال أبي عبيد
أبو القاسم التاجر عبد الله بن أحمد بن رضوان بن جالينوس التميمي أبو القاسم البغدادي كان كثير المال وهو من أعيان التجار وله وجاهة وتقدم عند الملوك وصاهره أبو شجاع محمد بن الحسين ومؤيد الملك وسعى لكل واحد منهما في الوزارة وبذل البذول في ذلك حتى تم لهما ما أراده
وكان كثير العطاء والبذل والإحسان سمع الحسن بن أحمد بن شاذان قال محب الدين ابن النجار وما أظنه روى شيئا وتوفي سنة أربع وسبعين وأربعمائة
ابن المستظهر بالله عبد الله بن أحمد المستظهر بن المقتدي بن القائم بن القادر بن المقتدر ابن المعتضد بن المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور أبو الحسن أمه جارية حبشية اسمها ست السادة وهو أكبر أولادها وبعده المقتفي ثم العباس كان المستظهر قد خطب له بولاية العهد من بعد أخيه المسترشد ولقبه بذخيرة الدين فلما توفي والده خرج مختفيا من دار الخلافة قاصدا دبيس بن صدقة بالحلة السيفية فأكرم نزله

20
فلما طلبه أخوه المسترشد للمبايعة فقده فوقع الطلب وبحث عن أمره فقيل له بالحلة عند دبيس فقطع اسمه من الخطبة في الجمع وغيرها وأنفذ نقيب النقباء علي بن طراد الزينبي يأمره بتسليمه فامتنع دبيس وقال إن أراد أن يرجع من قبل نفسه فليفعل فلاطفه النقيب في القول ووعده بما يريد فأجاب بشروط اقترحها فعاد إلى بغداد وأجابه المسترشد إلى ما أراد ولما حصلت المنافرة بين دبيس وعساكر السلجوقية انضم في تلك الفترة جماعة من أوباش الجند والعرب إلى أبي الحسن وأطمعوه في الخروج والتوجه إلى واسط فأجاب وسار بمن معه ولقب نفسه المستنجد بالله)
واستوزر رجلا من بغداد يقال له ابن الدلف كان مقيما بالحلة فوصل إلى واسط وبسط يده في الأموال واستكثر من الجند والأتباع فراسل المسترشد دبيسا بسديد الدولة ابن الأنباري كاتب الإنشاء يأمره بحمل أبي الحسن إلى دار الخلافة فتوجه في جملة من العسكر فقبض عليه وأحضره إلى بغداد فلما دخل على المسترشد عاتبه وأمره بالمصير إلى أولاده فانصرف إليهم وبقي مقيما عندهم محناطا عليه بقية عمره وتوفي سنة خمس وعشرين وخمسمائة ومن شعره من الطويل
* أأشمت أعدائي وأوهنت جانبي
* وهضت جناحا ريشته يد الفخر
*
* فما أنت عندي بالملوم وإنما
* لي الذنب هذا سوء حظي من الدهر
* النقيب أبو طالب عبد الله بن أحمد بن علي بن المعمر أبو طالب بن أبي عبد الله العلوي البغدادي نقيب الطالبيين ببغداد بعد وفاة والده ولم يزل على ولايته إلى أن توفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة وكان شابا سريا فاضلا أديبا شاعرا مترسلا من شعره فيما يكتب على قسي البندق من مجزوء الرمل
* حملتني راحة في
* جودها للخلق راحه
*
* فأنا للفتك أهل
* وهي أهل للسماحه
* ومنه أيضا فيه من مجزوء الخفيف
* أنا في كف ماجد
* جوده الغمر مفرط
*
* كل طير يلوح لي
* فهو في الحال يهبط
* ومنه فيه من المنسرح
* لا زلت يا ممسكي براحته
* في ظل عيش يصفو من الكدر
*
* ترمي بي الطير حين تحملني
* والدهر يرمي عداك بالقدر
* ومنه فيه من مجزوء الخفيف

21
وقناة قد ثقفتها لحرب ردينها
* ثم لما انحنت بلا
* كبر فيه شينها
*
* إستجادت من المنو
* ن أخا وهو زينها)
* (كم على الجو طائر
* قد أصابته عينها
*
* فارتقي وهو مرتق
* ما تعداه حينها
* أبو الورد الشاعر عبد الله أحمد بن المبارك بن الدباس أبو محمد وأبو الورد كان شاعرا خليعا ماجنا مطبوعا له حكايات وكان ينادم أبا محمد الوزير المهلبي روى عنه القاضي أبو علي التنوخي وأبو عبد الله الحسين الخالع وكان إذا شاهد أحدا من أهل العلم جالسه بخشوع ووقار وأفاده واستفاد منه وأفضل عليه وكان يحصل له من المهلبي في كل سنة ألفا دينار فتنسلخ السنة عنه وهو صفر منها وقبض عضد الدولة عليه ليصادره فقال يوما للمستخرج وقد أحضره ليطالبه وتقدم بضربه هذا والله مال
مشؤوم صفعنا حتى أخذناه ونصفع حتى نرده فبلغت عضد الدولة فأفرج عنه وكان له ابن كالمعتوه فكلمه أبو الورد فأربى عليه الابن فقال تقول لي هذا وأنا أبوك فقال أنت وإن كنت أبي فأنا خير منك فقال وكيف ذاك قال لأني أنا صفعان بن صفعان وأنت صفعان فقط فضحك وقال الآن علمت أنك ابني ومن لم يشبه أباه فقد ظلم ومن شعره من الوافر
* تراك الشمس شمسا حين تبدو
* ويحسبك الهلال لها هلالا
*
* ومذ وحياة شخصك غاب عني
* خيالك ما رأيت له مثالا
*
* مغيبك غيب اللذات عني
* وورثني نكالا واختبالا
*
* فصرت لفقد وجهك مستهاما
* أقاسي من جوى البلوى نكالا
* أبو الفضل خطيب الموصل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الخطيب أبو الفضل ابن أبي نصر الطوسي البغدادي نزيل الموصل وخطيبها سمع من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر والحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة ومحمد ابن عبد السلام الأنصاري وجماعة وقرأ الفقه والخلاف والأصول على الكيا الهراسي وأبي بكر الشاشي والفرائض والحساب على الحسين بن أحمد الشقاق والأدب على التبريزي

22
والحريري البصري وعلت سنه وتفرد بأكثر مسموعاته وشيوخه وقصده الرحالون من البلاد وكان دينا حسن الطريقة وتوفي سنة سبع وثمانين وخمسمائة ومن شعره من الطويل)
* أقول وقد خيمت بالخيف من منى
* وقربت قرباني وقضيت أنساكي
*
* وحرمة بيت الله ما أنا بالذي
* أملك مع طول الزمان وأنساك
* ومنه أيضا من الطويل
* سقى الله أياما لنا ولياليا
* نعمنا بها والعيش إذ ذاك ناضر
*
* ليالي لا أصغي إلى لوم عاذل
* وطرفي إلى أنوار وجهك ناظر
* قلت شعرمتوسط
الموفق الحنبلي عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر شيخ الإسلام موفق الدين أبو محمد المقدسي الجماعيلي الدمشقي الصالحي الحنبلي صاحب التصانيف ولد بجماعيل في شعبان سنة إحدى وأربعين وخمسمائة وتوفي سنة عشرين وستمائة وهاجر في من هاجر مع أبيه وأخيه وحفظ القرآن واشتغل في صغره وارتحل إلى بغداد صحبة ابن خالته الحافظ عبد الغني وسمع بالبلاد من المشايخ وكان إماما حجة مصنفا متفننا محررا متبحرا في العلوم كبير القدر ومن تصانيفه البرهان في القرآن جزءان مسألة العلو جزءان الاعتقاد جزء ذم التأويل جزء كتاب القدر جزءان فضائل الصحابة جزءان كتاب المتحابين جزءان فضل عاشوراء جزء فضائل العشر ذم الوسواس جزء مشيخته جزء ضخم وصنف المغني في الفقه في عشر مجلدات كبار والكافي في أربع مجلدات والمقنع مجلدة والعمدة مجلدة لطيفة والتوابين مجلد صغير والرقة مجلد صغير مختصر الهداية مجلد التبيين في نسب القرشيين مجلد صغير الاستبصار في نسب الأنصار مجلد كتاب قنعة الأريب في الغريب مجلد صغير الروضة في أصول الفقه

23
مختصر العلل للخلال مجلد ضخم وكان أوحد زمانه إماما في علم الخلاف والفرائض والأصول والفقه والنحو والحساب والنجوم السيارة والمنازل واشتغل الناس عليه مدة
بالخرقي والهداية ثم بمختصر الهداية الذي له بعد ذلك واشتغلوا عليه بتصانيفه وطول الشيخ شمس الدين ترجمته في سبع ورقات قطع النصف ومن شعر الشيخ موفق الدين رحمه الله تعالى من الطويل
* أبعد بياض الشعر أعمر مسكنا
* سوى القبر إني إن فعلت لأحمق)
* (يخبرني شيبي بأني ميت
* وشيكا وينعاني إلي فيصدق
*
* كأني بجسمي فوق نعشي ممددا
* فمن ساكت أو معول يتحرق
*
* إذا سئلوا عني أجابوا وأعولوا
* وأدمعهم تنهل هذا الموفق
*
* وغيبت في صدع من الأرض ضيق
* وأودعت لحدا فوقه الصخر مطبق
*
* ويحثو علي الترب أوثق صاحب
* ويسلمني للقبر من هو مشفق
*
* فيا رب كن لي مؤنسا يوم وحشي
* فإني بما أنزلته لمصدق
*
* وما ضرني أني إلى الله صائر
* ومن هو من أهلي أبر وأرفق
* أبو بكر الخباز عبد الله بن أحمد بن محمد بن إبراهيم بن طلحة أبو بكر بن أبي طالب الخباز المقرئ قرأ بالروايات على أحمد بن أحمد بن القاص وأحمد بن سالم الشحمي وعبد الله بن أحمد الباقلاني الواسطي وغيرهم وسمع الكثير بنفسه من يحيى بن يوسف السقلاطوني والأسعد بن بلدرك ابن أبي اللقاء الجبريلي وعبد الحق بن عبد الخالق وشهدة بنت الأبري وغيرهم وممن هو مثله ودونه وجمع لنفسه مشيخة خرج فيها بالسماع والإجازة ولم يكن له معرفة بما يكتبه ويسمعه ولا يعتمد على قوله وخطه لكثرة وهمه وقلة معرفته قال محب الدين ابن النجار ولقد رأيت منه تسامحا وأشياء تضعفه من ديانة فيه وصلاح وتعفف مع فقر وأضر بأخرة
توفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة أبو محمد ابن وزير المأمون عبد الله بن أحمد بن يوسف بن القاسم بن صبيح أبو محمد ابن أبي جعفر الكاتب كان والده كاتب المأمون وزيرا له وكان أبو محمد يتقلد السر للمأمون وبريد خراسان وصدقات البصرة وكان المأمون لعلمه بتقدمه في

24
صناعته إذا حضر أمر يحتاج فيه إلى كتاب يشهر أمر أحمد أبنه فكتبه له وكان ابنه ظريفا سمحا مترسلا ويغلب الهزل عليه ومن شعره من مجزوء البسيط
* بلوت هذا الأنام طرا
* فلم تشبث يدي بحر
*
* ولا استبنت الصديق حتى
* تصرفت بي صروف دهري
*
* ما المرء إلا أخو الليالي
* يسري به الدهر حيث يسري)
* (إن تبله بالعقوق منها
* لا يندمن صاحب ببر
* أبو الحسن الظاهري ابن المغلس عبد الله بن أحمد بن المغلس البغدادي أبو الحسن الفقيه الداودي الظاهري له مصنفات في مذهبه أخذ عن محمد بن داود الظاهري وانتشر عنه مذهب أهل الظاهر في البلاد وكان ثقة مأمونا إماما واسع العلم كبير المحل وتوفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
ابن زبر القاضي عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سليمان بن زبر الربعي القاضي بغدادي مشهور كان عارفا بالأخبار والسير وصنف في الحديث كتبا وعمل كتاب تشريف الفقر على الغنى ولي قضاء مصر وعزل ثم وليها قال الخطيب كان غير ثقة توفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة
أبو محمد ابن طباطبا عبد الله بن أحمد بن علي بن الحسن بن إبراهيم بن طباطبا العلوي الإمام أبو محمد المصري
صدر كبير صاحب رباع وضياع وثروة وخدم وحاشية كان عنده رجل يكسر اللوز دائما في الشهر بدينارين برسم عمل الحلوى التي ينفذها

25
إلى كافور الإخشيدي فمن دونه
وقبره مشهور بالقرافة بإجابة الدعاء عنده توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة وهذا أبو محمد المذكور هو الذي قال للمعز لما جاء إلى القاهرة إلى من ينتسب مولانا فقال له المعز سنعقد مجلسا ونجمعكم ونسرد عليكم نسبنا فلما استقر المعز بالقصر جمع الناس في مجلس عام وجلس لهم وقال هل بقي من رؤسائكم أحد فقالوا لم يبق معتبر فسل عند ذلك نصف سيفه وقال هذا نسبي ونثر عليهم ذهبا وقال هذا حسبي فقالوا جميعا سمعنا وأطعنا وكان هذا الشريف كثير الإحسان والبر إلى الناس فحكى بعض من له عليه إحسان أنه وقف على قبره وأنشد من الوافر
* وخلفت الهموم على أناس
* وقد كانوا بعيشك في كفاف
* فرآه في نومه فقال له سمعت ما قلت وحيل بيني وبين الجواب والمكافأة ولكن صر إلى المسجد وصل ركعتين وادع يستجب لك وروي أن رجلا حج وفاتته زيارة النبي صلى الله عليه وسلم فضاق صدره فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له إذا فاتتك زيارتي فزر قبر عبد الله ابن أحمد بن طباطبا وكان صاحب الرؤيا من مصر)
ابن معروف قاضي بغداد عبد الله بن أحمد بن معروف أبو محمد البغدادي المعتزلي قاضي القضاة ولي بعد أبي بشر عمر بن أكثم قال الخطيب كان من أجلاد الرجال وألباء الناس مع تجربة وحنكة وفطنة وبصيرة ثاقبة وعزيمة ماضية وكان يجمع وسامة في منظره وظرفا في ملبسه وطلاقة في مجلسه وبلاغة في خطابه ونهوضا بأعباء الأحكام وهيبة في القلوب وقد ضرب في الأدب بسهم وأخذ من علم الكلام بحظ قال العتيقي كان مجودا في الاعتزال وثقه الخطيب وله شعر وتوفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
عبد الله بن أحمد بن عمر بن أبي الأشعث أبو محمد ابن السمرقندي الحافظ اللغوي الأديب سمع الخطيب أبا بكر والكتاني وأبا نصر ابن طلاب وجماعة وروى عنه السلفي وغيره وسئل عنه فقال كان ثقة فاضلا عالما ذا لسن وكان يقرأ لنظام الملك على الشيوخ وتوفي سنة ست عشرة وخمسمائة

26
البزار الحاجي عبد الله بن أحمد بن سعد أبو محمد النيسابوري البزار الحاجي الحافظ أحد الأثبات كتب الكثير وجمع الشيوخ والأبواب والملح ولم يرحل توفي سنة تسع وأربعين وثلاثمائة
أبو محمد السرخسي عبد الله بن أحمد بن حمويه بن يوسف بن أعين أبو محمد السرخسي ثقة صاحب أصول حسان توفي سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة
أبو القاسم النسائي عبد الله بن أحمد بن محمد بن سعيد أبو القاسم النسائي الفقيه شيخ العلم والعدالة بنسا توفي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة
القفال الشافعي عبد الله بن أحمد بن عبد الله الإمام أبو بكر المروزي القفال شيخ الشافعية بخراسان كان يعمل الأقفال وحذق في عملها حتى صنع قفلا بآلاته ومفتاحه وزن أربع حبات فلما صار ابن ثلاثين سنة أحس من نفسه ذكاء فأقبل على الفقه فبرع فيه وفاق الأقران وهو صاحب طريقة الخراسانيين في الفقه تفقه عليه المسعودي والسنجي وابن فوران وهؤلاء من كبار فقهاء)
المراوزة تفقه هو على أبي زيد القاشاني وسمع منه ومن غيره وله في المذهب من الآثار ما ليس لغيره وطريقته المهذبة في مذهب الشافعي وأكثرها تحقيقا وتوفي بمرو وله تسعون سنة في جمادى الآخرة سنة سبع عشرة و أربعمائة ولما جمع الفقهاء من الحنفية ومن الشافعية السلطان محمود الآتي ذكره وهو يمين الدولة بن سبكتكين التمس منهم الكلام في ترجيح أحد المذهبين على الآخر فوقع الاتفاق على أن يصلوا بين يديه ركعتين على مذهب الشافعي وركعتين على

27
مذهب أبي حنيفة لينظر في ذلك السلطان ويختار ما هو الأحسن وصلى الإمام أبو بكر القفال المروزي بطهارة مسبغة وشرايط معتبرة في الطهارة والسترة واستقبال القبلة وأتى بالأركان والهيئات والسنن والآداب والفرائض على وجه الكمال والتمام وكانت صلاة لا يجوز الشافعي دونها ثم إنه صلى ركعتين على ما يجوز في مذهب أبي حنيفة فلبس جلد كلب مدبوغا ولطخ ربعه بالنجاسة وتوضأ بنبيذ التمر وكان في صميم الصيف في المفازة فاجتمع عليه البعوض والذباب وكان وضوؤه منكسا منعكسا ثم استقبل القبلة وأحرم من غير نية في وضوئه ثم قرأ آية بالفارسية وهو دوبر ك كل سبز ثم نقر نقرتين كنقرات الديك عن غير فصل ومن غير ركوع وتشهد وضرط في آخره من غير نية السلام وقال أيها السلطان هذه صلاة أبي حنيفة فقال السلطان إن لم تكن الصلاة صلاة أبي حنيفة قتلتك لأن مثل هذه الصلاة لا يجوزها ذو دين فأنكرت الحنفية أن تكون هذه صلاة أبي حنيفة فأمر القفال بإحضار كتب أبي حنيفة وأمر السلطان نصرانيا كاتبا يقرأ المذهبين جميعا فوجدت الصلاة على مذهب أبي حنيفة على ما حكاه
القفال فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة وتمسك بمذهب الشافعي رضي الله عنهما نقلت ذلك من كلام القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان في ترجمة السلطان محمود رحمه الله وذكر أنه نقل ذلك من كلام إمام الحرمين في كتابه الذي سماه مغيث الخلق في اختيار الأحق قلت وهذه العبارة ما تليق بإطلاق صلاة أبي حنيفة فإن من المعلوم القطعي أن الإمام أبا حنيفة رحمه الله ما صلى هذه الصلاة أبدأ ولا أحدا من أصحابه والأولى أن يقال الصلاة التي تجوز في مذهب أبي حنيفة وأعتقد أن الصلاة إذا وقعت على هذه الصفة باطلة وفعلها حرام لأن هذا المجموع لا يتفق وقوعه نعم إذا وقع فردا فردا في بعض صلاة جاز ذلك على قواعد المذهب وحكى لي شرف الدين محمد بن مختار بالقاهرة أن هذه الحكاية حكاها إنسان بالقاهرة فبلغت الواقعة)
قاضي القضاة ابن الحريري الحنفي فأحضره وعزره أو قال لي قاضي القضاة السروجي
أبو محمد الشنتريني عبد الله أحمد بن سعيد بن سليمان بن يربوع أبو

28
محمد الأندلسي الشنتريني ثم الإشبيلي نزيل قرطبة كان عالما بالعلل عارفا بالرجال والجرح والتعديل صنف كتاب الإقليد في بيان الأسانيد وكتاب تاج الحلية وسراج البغية في معرفة أسانيد الموطأ وكتاب البيان عما في كتاب أبي نصر الكلاباذي من النقصان وكتاب المنهاج في رجال مسلم وتوفي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة
الوحيدي قاضي مالقة عبد الله بن أحمد بن عمر أبو محمد القيسي المالقي المعروف بالوحيدي قاضي مالقة سمع وروى وكان من أهل العلم والفهم قال ابن حزم اليسع كنا نقرأ عليه صحيح مسلم فنصححه من لفظه فإذا وقع غريب ذكر اختلاف المحدثين واللغويين فيه توفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة
ابن النقار عبد الله بن أحمد بن الحسين الرئيس أبو محمد الطرابلسي الكاتب يعرف بابن النقار تحول إلى دمشق لما ملكت الفرنج طرابلس وكان شاعرا فاضلا كتب لملوك دمشق ثم إنه كتب لنور الدين وعمر دهرا ولد بطرابلس سنة تسع وسبعين وأربعمائة وله قصيدة مشهورة يقول فيها من الكامل
* من منصفي من ظالم متعتب
* يزداد ظلما كلما حكمته
*
* ملكته روحي ليحفظ ملكه
* فأضاعني وأضاع ما ملكته
*
* أحبابنا أنفقت عمري عندكم
* فمتى أعوض بعض ما أنفقته
*
* فلمن ألوم على الهوى وأنا الذي
* قدت الفؤاد إلى الغرام وسقته
* العبدري عبد الله بن أحمد بن سعيد أبو محمد بن موجول بالجيم العبدري البلنسي جمع كتابا حافلا في شرح مسلم ولم يتمه وشرح رسالة ابن أبي زيد وتوفي سنة ست وستين وخمسمائة

29
البياسي المالكي)
عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمان أبو محمد الثقفي الأندلسي البياسي المالكي الفقيه الكاتب
نزيل القاهرة لقي السهيلي وجماعة من الفضلاء وتولى بمصر ولايات وكان أديبا فاضلا أخباريا وله شعر توفي سنة خمس وثلاثين وستمائة ومن شعره
ابن البيطار العشاب عبد الله بن أحمد الحكيم العلامة ضياء الدين ابن البيطار الأندلسي المالقي النباتي الطبيب مصنف كتاب الأدوية المفردة ولم يصنف مثله وكان ثقة فيما ينقله حجة وإليه أنتهت معرفة النبات وتحقيقه وصفاته وأسماءه وأماكنه كان لا يجارى في ذلك سافر إلى بلاد الأغارقة وأقصى بلاد الروم وأخذ فن النبات عن جماعة وكان ذكيا فطنا قال الموفق ابن أبي أصيبعة شاهدت معه كثيرا من النبات في أماكنه بظاهر دمشق وقرأت عليه تفسيره لأسماء أدوية كتاب ديوسقوريدوس فكنت أجد من غزارة علمه ودرايته شيئا كثيرا وكان لا يذكر دواء إلا ويعين في أي مقالة هو من كتاب ديسقوريدوس وجالينوس وفي أي عدد هو من جملة الأدوية المذكورة في تلك المقالة وكان في خدمة الملك الكامل وكان يعتمد عليه في الأدوية المفردة والحشائش وجعله مقدما في أيامه وحظيا عنده وتوفي بدمشق في شعبان سنة ست وأربعين وستمائة وكان بمصر رئيسا على سائر العشابين وأصحاب البسطات ثم إنه خدم بعد الكامل ابنه الصالح وحظي عنده وله كتاب المغني في الطب وهو جيد مرتب على مداواة الأعضاء وكتاب الأفعال الغريبة والخواص العجيبة والإبانة والإعلام بما في المنهاج من الخلل والأوهام وكتاب الجامع في الأدوية المفردة قال ابن أبي أصيبعة ولم يوجد في الأدوية المفردة كتاب أجل ولا أجود منه وشرح أدوية كتاب ديسقوريدوس
الشيخ تقي الدين ابن تمام عبد الله بن أحمد بن تمام الشيخ الإمام الأديب

30
تقي الدين الصالحي الحنبلي أخو الشيخ محمد بن تمام المقدم ذكره في المحمدين ولد سنة خمس وثلاثين وتوفي سنة ثمان عشرة وسبعمائة
سمع من يحيى بن قميرة والمرسي والبلداني وقرأ النحو على ابن مالك وعلى والده بدر الدين وكان دينا خيرا نزها محببا إلى الفضلاء مليح المحاضرة حسن العشرة حسن النظم حسن البزة مع الزهد والقناعة وكان بينه وبين العلامة شهاب الدين محمود أنس عظيم واتحاد كبير أخبرني حفيده القاضي شرف الدين أبو بكر ابن شمس الدين محمد بن محمود قال كان)
جدي قد أذن لغلامه الذي معه نفقته أنه مهما طلب منه الشيخ تقي الدين من الدراهم يعطيه بغير إذنه وما كان يأخذ منه إلا ما هو مضرور إليه أنشدني إجازة لنفسه القاضي شهاب الدين محمود ما كتبه من الديار المصرية إلى الشيخ تقي الدين ابن تمام من البسيط
* هل عند من عندهم برئي وأسقامي
* علم بأن نواهم أصل آلامي
*
* وأن جفني وقلبي بعد بعدهم
* ذا دائم وجده فيهم وذا دام
*
* بانوا فبان رقادي يوم بينهم
* فلست أطمع من طيف بإلمام
*
* كتمت شأن الهوى يوم النوى فنمى
* بسره من دموعي أي نمام
*
* كانت ليالي بيضا في دنوهم
* فلا تسل بعدهم ما حال أيامي
*
* ضنيت وجدا بهم الناس تحسب بي
* سقما فأبهم حالي عند لوامي
*
* وليس أصل ضني جسمي النحيل سوى
* فرط اشتياقي إلى لقيا ابن تمام
*
* مولى متى أخل من برء برؤيته
* خلوت فردا بأشجاني وأسقامي
*
* نأى ورؤيته عندي أحب إلى
* قلبي من الماء عند الحائم الظامي
*
* وصد عني فلم يسأل لجفوته
* عن هائم دمعه من بعده هام
*
* يا ليت شعري ألم يبلغه أن له
* أخا بمصر حليف الضعف مذ عام
*
* ما كان ظني هذا في مودته
* ولا الحديث كذا في ساكني الشام
* فأجابه الشيخ تقي الدين رحمه الله تعالى عن ذلك من البسيط
* يا ساكني مصر فيكم ساكن الشام
* يكابد الشوق من عام إلى عام
*
* الله في رمق أودى السقام به
* كم ذا يعلل فيكم نضو أسقام
*
* ما ظنكم ببعيد الدار منفرد
* حليف هم وأحزان وآلام
*
* يا نازحين متى تدنو النوى بكم
* حالت لبعدكم حالي وأيامي
*
*

31
(كم أسأل الطرف عن طيف يعاوده
* وما لجفني من عهد بأحلام
*
* أستودع الله قلبا في رحالكم
* عهدته منذ أزمان وأعوام
*
* وما قضى بكم في حبكم أربا
* ولو قضى فهو من وجد بكم ظام
*
* من ذا يلوم أخا وجد بحبكم
* فأبعد الله عذالي ولوامي
*
* في ذمة الله قوم ما ذكرتهم
* إلا ونم بوجدي مدمعي الدامي)
* (قوم أذاب فؤادي فرط حبهم
* وقد ألم بقلبي أي إلمام
*
* ولا اتخذت سواهم منهم بدلا
* ولا نقضت لعهدي عقد إبرام
*
* ولا عرفت سوى حبي لهم أبدا
* حبا يعبر عنه جفني الهامي
*
* يا أوحدا أعربت عنه فضائله
* وسار في الكون سير الكواكب السامي
*
* في نعت فضلك حار الفكر من دهش
* وكل ظام سقي من بحرك الطامي
*
* لا يرتقي نحوك الساري على فلك
* فكيف من رام أن يسعى بأقدام
*
* منك استفاد بنو الآداب ما نظموا
* وعنك ما حفظوا من رقم أقلام
*
* إن الشهاب الذي سامى السماك على
* وفضل فضلك فينا فيض إلهام
*
* لما رأيت كتابا أنت كاتبه
* وأضرم الشوق عندي أي إضرام
*
* أنشدت قلبي هذا منتهى أربي
* أعاد عهد حياتي بعد إعدامي
*
* يا ناظري خذا من خده قبلا
* فهو الجدير بتقبيل وإكرام
*
* ثم اسرحا في رياض من حدائقه
* وقد زها زهرها الزاهي بأكمام
*
* من ذا يوفيه في رد الجواب له
* عذرا إليه ولو كنت ابن بسام
*
* فكم جنحت ولي طرف يخالسه
* وأنثني خجلا من بعد إحجام
*
* يا ساكنا بفؤادي وهو منزله
* محل شخصك في سري وأوهامي
*
* حقا أراك بلا شك مشاهدة
* ما حال دونك إنجادي وإتهامي
*
* ولذ عتبك لي يا منتهى أربي
* وفي العتاب حياة بين أقوام
*
* حوشيت من عرض يشكي ومن ألم
* لكن عبدك أضحى حلف آلام
*
* ولو شكا سمحت منه شكايته
* إن الثمانين تستبطي يد الرام
*
* وحيد دار فريد في الأنام له
* جيران عهد قديم بين آكام
*
*

32
طالت بهم شقة الأسفار ويحهم
* أغفوا وما نطقوا من تحت أرجام
*
* أبلى محاسنهم مر الجديد بهم
* وأبعد العهد منهم بعد أيام
*
* فلا عداهم من الرحمان رحمته
* فهي الرجاء الذي قدمت قدامي
*
* وكم رجوت إلهي وهو أرحم لي
* وقل عند رجائي قبح آثامي
*
* فطال عمرك يا مولاي في دعة
* ودام سعدك في عز وإنعام)
* (ولا خلت مصر يوما من سناك بها
* ولا نأى نورك الضاحي عن الشام
* قلت وأنشدني العلامة شيخنا أثير الدين أبو حيان إجازة قال أنشدنا الشيخ تقي الدين ابن تمام لنفسه من الطويل
* وقالوا تقول الشعر قلت أجيده
* وأنظمه كالدر راقت عقوده
*
* وأبتدع المعنى البديع بصنعة
* يحلى بها عطف الكلام وجيده
*
* ويحلو إذا كررت بيت قصيدة
* وفي كل بيت منه يزهى قصيدة
*
* ولكنني ما شمت بارق ديمة
* ولا عارض فيه ندى أستفيده
*
* فحسبي إله لا عدمت نواله
* وكل نوال يبتديه يعيده
* وأخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال الشيخ تقي الدين فقير ظريف كثير البشر سمع الحديث وروينا عنه قدم علينا القاهرة وأقام بها زمانا ثم سافر إلى دمشق وتوفي بها وأنشدنا لنفسه من الطويل
* وقالوا صبا بعد المشيب تعللا
* وفي الشيب ما ينهى عن اللهو والصبي
*
* نعم قد صبا لما رأى الظبي آنسا
* يميل كغصن البان يعطفه الصبا
*
* أدار التفاتا عاطل الجيد حاليا
* وفي لحظه معنى به الصب قد صبا
*
* ومزق أثواب الدجى وهو طالع
* وأطلع بدرا بالجمال تحجبا
*
* جرى حبه في كل قلب كأنما
* تصور من أرواحنا وتركبا
* وأنشدنا لنفسه من الوافر
* أكاتبكم وأعلم أن قلبي
* يذوب إذا ذكرتكم حريقا
*
* وأجفاني تسح الدمع سيلا
* به أمسيت في دمعي غريقا
*
* أشاهد من محاسنكم محيا
* يكاد البدر يشبهه شقيقا
*
*

33
(وأصحب من جمالكم خيالا
* فأنى سرت يرشدني الطريقا
*
* ومن سلك السبيل إلى حماكم
* بكم بلغ المنى وقضى الحقوقا
* ومن شعره من الكامل
* طرقتك من أعلى زرود ودونها
* عنقا زرود ومن تهامة نفنف
*
* تتعسف المرمى البعيد لقصدها
* يا حبذا المرمى وما تتعسف
*)
ومنه من الوافر
* معان كدت أشهدها عيانا
* وإن لم تشهد المعنى العيون
*
* وألفاظ إذا فكرت فيها
* ففيها من محاسنها فنون
* ومنه من الوافر
* تبدى فهو أحسن من رأينا
* وألطف من تهيم به العقول
*
* وأسفر وهو في فلك المعاني
* وعنه الطرف ناظره كليل
*
* له قد يميل إذا تثنى
* كذاك الغصن من هيف يميل
*
* وخد ورده الجوري غض
* وطرف لحظه سيف صقيل
*
* وخال قد طفا في ماء حسن
* فراق بحسنه الخد الأسيل
*
* تخال الخد من ماء وخمر
* وفيه الخال نشوان يجول
*
* وكم لام العذول عليه جهلا
* وآخر ما جرى عشق العذول
* قلت هو مأخوذ من قول أبي الطيب من الخفيف
* ما لنا كلنا جو يا رسول
* أنا أهوى وقلبك المتبول
* وذكرت بقول الشيخ تقي الدين رحمه الله ما قلته في مادته ومنه أخذت وعلى منواله نسجت من الطويل
* ألح عذولي في هواه وزاد في
* ملامي فقلت احتل على غير مسمعي
*
* فلم يدر من فرط الولوع بذكره
* مصيبته حتى تعشقه معي
* وقلت في هذه المادة أيضا من الخفيف
* بي غزال لما أطعت هواه
* أخذ القلب والتصبر غصبا
*
* ما أفاق العذول من سكرة العذ
* ل عليه حتى غدا فيه صبا
*

34
بدر الدين ابن الشيرجي عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن إلياس الصدر الصالح بدر الدين أبو محمد الأنصاري ابن الشيرجي أخو القاضي عماد الدين محمد روى عن ابن الزبيدي وروى عنه ابن العطار وابن الخباز وكان يلبس زي الفقراء وتوفي سنة أربع وسبعين وستمائة
ابن الأخرس)
عبد الله بن أحمد الأنصاري القرموني أبو جعفر عرف بابن الأخرس أخبرني العلامة الشيخ أثير الدين أبو حيان قال المذكور أديب فاضل نحوي بحث في كتاب سيبويه وغيره على أبي الحسن الأبذي الحافظ وأنشدني كثيرا من شعره وكتبت عنه وضاع مني فمما بقي في محفوظي قوله من قصيدة من الكامل
* جبلوا على أثباج كل مطهم
* نهد يباري الريح في هباتها
*
* لم يعرفوا بعد المهود سوى الذي
* قد مهدوا في الدهر من صهواتها
* وأنشدنا لنفسه لما تولى قضاء الجماعة أبو بكر محمد بن فتح بن علي الأنصاري وكان ابن أمية فيما يقال من الوافر
* أمير المؤمنين ألا غياث
* فقد ضجت ملائكة السماء
*
* قضاة المسلمين بنو إماء
* لقد نزل القضاء على القضاء
* قال وأخبرني أنه لما سافر أبو جعفر أحمد بن زكرياء الجياني من غرناطة إلى مدينة فاس قال رأيته في النوم فقلت له أنشدني شيئا من أبياتك المزدوجة قال فأنشدني من الكامل
* يا دار مية كلما دنت انقضت
* لمحبها من وصلها أشياء
*
* الله يعلم أنني بك هائم
* ويصدني من أن أزور حياء
* فتأولت أنه يشير إلى الدنيا ومفارقتها فلم يك إلا أيام قلائل فنعي إلينا قال الشيخ أثير الدين وأبو جعفر هذا أول من فهمني شيئا من النحو قرأت عليه من أول الجمل إلى باب الابتداء ومن الفصيح وأعربت عليه في شعر أبي إسحاق الألبيري الزاهد وكان له اعتناء بالتفسير
توفي بعد السبعين وستمائة بمدينة فاس رحمه الله تعالى
ابن المحب المحدث عبد الله بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد

35
الشيخ الإمام الصالح المحدث مفيد الطلبة محب الدين أبو محمد بن الشيخ المحدث محب الدين السعدي المقدسي الجماعيلي الدمشقي الصالحي الحنبلي مولده سنة اثنتين وثمانين سمعه والده وحفظ القرآن وطلب بنفسه في سنة سبع وتسعين ولحق ابن القواس ن وابن عساكر الشرف والغسولي والناس بعدهم وعنده العوالي عن ابن البخاري وبنت مكي وعدة إنتقى له الشيخ شمس الدين جزءا وكان خيرا صينا مليح الشكل طيب الصوت في التلاوة سريع القراءة نفاعا في مواعيد العامة له)
زبون ومحبون وقرأ ما لا يعبر عنه وانتقى لبعض مشايخه ونسخ عدة أجزاء وخلف عدة أولاد وتوفي سنة سبع وثلاثين وسبعمائة
ابن الفصيح العراقي الحنفي عبد الله بن أحمد بن علي بن أحمد الفقيه النحوي جلال الدين ابن فخر الدين بن الفصيح العراقي الكوفي الحنفي مولده في شوال سنة اثنتين وسبعمائة وتوفي رحمه الله تعالى سنة خمس وأربعين وسبعمائة طلب الحديث وسمع ببغداد من جماعة وبدمشق من الجزري ومن الشيخ شمس الدين الذهبي وسمع أولاده وشارك في الفضائل
جلال الدين الزرندي الشافعي عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الحسن الفقيه العالم جلال الدين أبو اليمن الزرندي ثم المدني الشافعي مولده سنة عشرين وسبعمائة سمع أبا العباس الجزري والمزي والموجودين وقرأ كثيرا وله عدة محفوظات وسمع بالحرمين وبحماة وحلب والساحل وغيرها وكتب المشتبه
توفي في العشر الأخير من شعبان المكرم سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالطاعون شهيدا
ابن زنبور عبد الله بن أحمد الوزير علم الدين ابن القاضي تاج الدين ابن زنبور أول ما علمت من أمره أن القاضي شرف الدين النشو ناظر الخاص في أواخر أيام الملك الناصر محمد بن قلاوون قد استخدمه كاتب الاصطبلات لما مات أولاد الجيعان في المصادرة تحت العقوبة وبقي القاضي علم الدين على ذلك إلى أن توفي السلطان ثم إنه بعد ذلك انتقل إلى استيفاء الصحبة وخرج إلى حلب لكشف القلاع والشام وبقي على ذلك مدة إلى أن أمسك

36
جمال الكفاة ناظر الخاص وتولى القاضي موفق الدين ناظر الخاص فبقي في ذلك مدة يسيرة وسأل الإعفاء من ذلك فتولى الخاص ونظر الجيش القاضي علم الدين ثم لما أمسك الأمير سيف الدين منجك الوزير في شوال سنة إحدى وخمسين وستمائة في أيام الناصر حسن أضيفت الوزارة إلى القاضي علم الدين ابن زنبور فجمع بين هذه الوظائف ولم تجتمع لغيره وبقي على ذلك إلى أن حضر السلطان الملك الصالح إلى دمشق في واقعة بيبغارؤس فحضر معه وأظهر في دمشق عظمة زائدة وروع الكتاب ومباشري الأوقاف ولكن لم يضرب أحدا وتوجه مع السلطان عائدا إلى الديار المصرية ووصلها في أول ذي القعدة سنة ثلاث وخمسين وستمائة وعمل سماطا)
عظيما وخلع فيه على الأمراء كبارهم وصغارهم وكان تشريف الأمير سيف الدين صرغتمش ناقصا عن غيره وكان في قلبه من الوزير فدخل إلى الأمير سيف الدين طاز وأراه تشريفه وقال هكذا يكون تشريفي واتفق معه على إمساك الوزير وخرج من عنده وطلبه وضربه ورسم عليه وجد في ضربه ومصادرته فأخذ منه من الذهب والدراهم والقماش والكراع ما يزيد عن الحد ويتوهم الناقل له أنه ما يصدق في ذلك وبقي في العقوبة زمانا وكان الأمير سيف الدين شيخو يعتني بأمره في الباطن فشفع فيه وخلصه وجهزه إلى قوص فتوجه إليها وأقام بها إلى ثاني عشر ربيع الأول سنة خمس وخمسين وستمائة فيما أظن وتوفي إلى رحمة الله تعالى بقضاء الله وقدره وقيل إنه سم أو نهشه ثعبان فالله أعلم وكان قد ولي الوزارة بعده القاضي موفق الدين ونظر الجيوش القاضي تاج الدين أحمد ابن الصاحب أمين الدين ونظر الخاص القاضي بدر الدين كاتب يلبغا ولما أن تولى السلطان الملك الناصر حسن الملك ثانيا في شوال سنة خمس وخمسين وستمائة أعيدت المصادرة على من بقي من ذرية الصاحب علم الدين ابن زنبور وذويه وأخذ منهم جملة من المال
3 (عبد الله بن الأرقم الكاتب))
كان ممن أسلم يوم الفتح وكتب النبي صلى الله عليه وسلم ثم لأبي بكر وعمر وولي بيت المال لعمر وعثمان مديدة وكان من فضلاء الصحابة وصلحائهم أجازه عثمان ثلاثين ألف درهم فلم يقبلها وتوفي في حدود الستين للهجرة وروى له الأربعة
3 (عبد الله بن إدريس))

37
أبو محمد الكوفي عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمان الأودي أبو محمد الكوفي روى عن أبيه وسهيل بن أبي صالح وحصين بن عبد الرحمان وأبي إسحاق الشيباني والأعمش وإسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عروة وابن جريج وطائفة روى عنه ماك بن أنس مع تقدمه وابن المبارك وأحمد وإسحاق وابن معين وابنا أبي شيبة والحسن بن عرفة وأحمد بن عبد الجبار والعطاردي وخلق سواهم واستقدمه الرشيد ليوليه قضاء الكوفة فامتنع قال بشر الحافي ما شرب أحد ماء الفرات فسلم إلا عبد الله بن إدريس وقد قيل إن جميع ما يرويه مالك في الموطأ بلغني عن علي فيرسلها أنه سمعها من ابن إدريس وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائة وروى له الجماعة
3 (عبد الله بن إسحاق))
المكاري عبد الله بن إسحاق بن سلام المكاري أبو العباس الأخباري وقيل اسمه عبيد الله مصغرا
وسيأتي ذكره في موضعه
أبو بحر الحضرمي عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي هو مولى آل الحضرمي وآل الحضرمي حلفاء بني عبد شمس يكني أبا بحر كان قيما بالعربية والقراءة أخذ عن عنبسة الفيل ونصر بن عاصم
توفي سنة سبع عشرة ومائة في أيام هشام بن عبد الملك وكان رفيقا لأبي عمرو بن العلاء
وهو أول من فرع النحو وقاسه وتكلم في الهمز

38
ابن التبان المالكي عبد الله بن إسحاق أبو محمد بن التبان الفقيه المالكي عالم أهل القيروان في زمانه قال القاضي عياض ضربت إليه آباط الإبل من الأمصار لذبه عن مذهب أهل المدينة وكان حافظا بعيدا من التصنع والرباء توفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة
3 (عبد الله بن أسعد))
ابن الدهان عبد الله بن أسعد بن عيسى بن علي بن الدهان الجزري الموصلي ويعرف بالحمصي مهذب الدين الفقيه الشافعي الأديب الشاعر أبو الفرج مات بحمص سنة
إحدى وثمانين وخمسمائة
دخل يوما على نور الدين بن زنكي فقال له كيف أصبحت فقال كما لا يريده الله ولا رسوله ولا أنت ولا أنا ولا ابن عصرون فقال له كيف فقال لأن الله تعالى يريد مني الإعراض عن الدنيا والإقبال على الآخرة ولست كذلك وأما رسوله فإنه يريد مني ما يريد الله مني ولست وكذلك وأما أنت فإنك تريد مني أن لا أسألك شيئا من الدنيا ولست كذلك وأما أنا فإنني أريد لنفسي أن أكون أسعد الناس وملك الدينا بأجمعها ولي بالدنيا بأسرها ولست كذلك وأما ابن عصرون فإنه يريد مني أن أكون مقطعا إربا إربا ولست كذلك فكيف يكون من أصبح لا كما يريد الله ولا رسوله ولا سلطانه ولا نفسه ولا صديقه ولا عدوه فضحك منه وأمرله بصلة تقلبت به الأحوال وتولي التدريس بحمص فلهذا نسب إليها وكان لما ضاقت به الحال عزم على قصد الصالح بن رزيك وزير مصر وعجز عن استصحاب زوجته فكتب إلى الشريف أبي عبد الله زيد بن محمد بن محمد بن عبيد الله الحسيني نقيب العلويين بالموصل هذه الأبيات من البسيط
* وذات شجو أسال البين عبرتها
* باتت تؤمل بالتفنيد إمساكي
*

39
* لجت فلما رأتني لا أصيخ لها
* بكت فأقرح قلبي جفنها الباكي
*
* قالت وقد رأت الأجمال محدجة
* والبين قد جمع المشكو والشاكي
*
* من لي إذا غبت في ذا المحل قلت لها
* الله وابن عبيد الله مولاك
*
* لا تجزعي بانحباس الغيث عنك فقد
* سألت نوء الثريا جود مغناك
* فتكفل الشريف المذكور لزوجته بجميع ما تحتاج إليه مدة غيبته عنها قال العماد الكاتب ولما وصل السلطان صلاح الدين إلى حمص وخيم بظاهرها خرج إلينا أبو الفرج المذكور فقدمته للسلطان وقلت له هذا الذي يقول في قصيدته الكافية في ابن رزيك من البسيط
* أأمدح الترك أبغي الفضل عندهم
* والشعر ما زال عند الترك متروكا
* فأعطاه السلطان شيئا وقال حتى لا يقول إنه متروك عند الترك ثم إنه أمتدح السلطان)
بقصيدته العينية التي يقول فيها من الكامل
* قل للبخيلة بالسلام تورعا
* كيف استبحت دمي ولم تتورعي
*
* وزعمت أن تصلي بعام قابل
* هيهات أن أبقى إلى أن ترجعي
*
* أبديعة الحسن التي في وجهها
* دون الوجوه عناية للمبدع
*
* ما كان ضرك لو غمزت بحاجب
* يوم التفرق أو أشرت بإصبع
*
* وتيقي أني بحبك مغرم
* ثم اصغي ما شئت بي أن تصنعي
*

40
ومن شعر ابن الدهان من الكامل
* تردي الكتائب كتبه فإذا انبرت
* لم تدر أنفذ أسطرا أم عسكرا
*
* لم يحسن الإتراب فوق سطورها
* إلا لأن الجيش يعقد عثيرا
* ومنه من الكامل
* يضحي يجانبي مجانبة العدا
* ويبيت وهو إلى الصباح نديم
*
* ويمر بي يخشي الرقيب فلفظه
* شتم وغنج لحاظه تسليم
* ومنه في غلام لسعتة نحلة في شفته من الرمل
* بأبي من لسبته نحلة
* آلمت أكرم شيء وأجل
*
* أثرت لسبتها في شفة
* ما يراها الله إلا للقبل
*
* حسبت أن بفيه بيتها
* إذا رأت ريقته مثل العسل
* ومن شعر ابن الدهان من البسيط
* كأن مقلته صاد وحاجبه
* نون وموضع تقبيلي له ميم
*
* فصرت أعشق منه في الورى صنما
* وعاشق الصنم الإنسي محروم
* ومنه أيضا من البسيط
* مولاي لابت في ضري ولا سهري
* ولا لقيت الذي ألقى من الفكر
*
* باتت لوعدك عيني وهي ساهرة
* والليل حي الدياجي ميت السحر
*
* أود من قمري في الأفق غيبته
* وأرقب الشمس من شوقي إلى القمر
*
* هذا وقد بت من وعد على ثقة
* فكيف لو بت من هجر على خطر
* ومنه ومن البسيط)
* سرى يصانع سرا من خلاخله
* إذا مشى ويداري عرف أكمام
*
* وللحلى والشذا جنح الظلام به
* تصريح واش وتعريضات نمام
*
* فدله نفسي العالي ودلهه
* عن مضجعي فرط إعلالي وأسقامي
*
* ولم يعدني من بعد النوى فيرى
* سوى هيامي الذي خلى وتهيامي
*
* سقى الليالي التي كان الوصال بها
* أحلى من الغمض في أجفان نوام
*
* بتنا وذيل الدجي مرخى على كرم
* في خلوة خلوة الأرجاء من ذام
*
* وبيننا طيب عتب لو تسمعه
* قلت العتاب حياة بين أقوام
*
* وفاتر اللحظ لو أني أبوح به
* إذا لأوضحت عذري عند لوامي
*
* رمى وأغضى وقد أصمي فقلت له
* أعد أعد لاعدمت السهم والرامي
*
* أخافه حين يبدو أن أكاشفه
* وجدي فأستر أوجاعي وآلامي
*
* وأخدع الناس عن حبي وأكتمهم
* جراح قلبي لولا جفني الدامي
*
* واها لو أن الذي خلفت من زمني
* خلفي أشاهد شيئا منه قدامي
*
* عهدي بليلي قصيرا بالعراق فما
* بالي أبيت طويل الليل بالشام
* وقال من الطويل
* طوى دارها طي الكتاب المنمنم
* ومر على الأطلال غير مسلم
*
* يخادع إما عن جوى من تذكر
* بها الركب أو عن عبرة من توسم
*
* وكم وقفة فيها أقل مساعدي
* على الدمع إسعادي وأكثر لومي
*

41
* إذا ما بلوت الغيث قالت عراصها
* لك الفضل ليس الفضل للمتقدم
*
* وسار أتاني العرف عنه مبشرا
* فقمت إليه أهتدي بالتبسم
*
* أتى بعد وهن عاطلا متلثما
* مخافة حلي مخافة مبسم
*
* وناولني كأسا أزال فدامها
* ورد فمي عن لثم كأس مفدم
*
* فليتك إذ حلأتني عن محلل
* من الخمر ما عللتني بمحرم
*
* أيا لذة الدنيا ومنه بلاؤها
* ويا جنة فيها عذاب جهنم
*
* ويا قاتلا ما مد كفا لقتلتي
* وما زال مخضوب الأنامل من دمي
*
* وكنا اغتنمنا لذة العيش ليتها
* وإن أوبقت لذاتها لم تصرم
*)
وقال من الخفيف
* عاتباه في فرط ظلمي وهجري
* واسألاه عساه يقبل عذري
*
* والطفا ما قدرتما في حديثي
* واحرصا أن تغنياه بشعري
* واذكراني فإن بدا لكما منهذا نفار فأجريا غير ذكري
* ودعاني وشقوتي في رضاه
* فلحيني عشقت عاشق هجري
*
* وهواه لو كان ذنبي إليه
* غير حبي له لأوضحت عذري
*
* قد كتمت الجوى وإن نم دمعي
* وحملت الجفا وإن عيل صبري
*
* ما درى جسمي المعنى لمن يض
* نى ولا مدمعي لمن بات يجري
*
* سره في الحشا عن الخلق مستو
* ر فماذا عليه في هتك ستري
* ليت أيامنا ببرزة فالنيرب منها يعود يوما بعمري
* صمت من بعدها برغمي عن الله
* و فهل لي بعودها عبد فطر
*
* لست أنفك من تذكر قوم
* ليس يجري ببالهم قط ذكري
*
* يا غزالا قد لج في الهجر عمدا
* كم دم قد سفكت لو كنت تدري
*
* قد حمى ثغره بناعس طرف
* يا له ناعسا وحارس ثغر
* وبفيه مدامة كلما حليت عن شرب كأسها دام سكري
* ظالم لج في القطيعة حتى
* لا مزار يدنو ولا طيف يسري
*
* كان لا يستطيع عني صبرا
* ليت شعري لم ملني ليت شعري
*
3 (عبد الله بن إسماعيل))

42
أبو محمد الميكالي عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال بن عبد الواحد بن جبريل بن القاسم بن بكر بن سور بن سور بن سور بن سور أربعة من الملوك ابن فيروز يزد جرد بن بهرام جور أبو محمد هو عم أبي الفضل عبد الله بن أحمد الميكالي كان رئيس نيسابور ومات بمكة في ذي الحجة سنة تسع وسبعين وثلاثمائة وكان مذكورا بالأدب والكتابة وحفظ دواوين العرب ودرس الفقه على قاضي الحرمين وكان أوحد زمانه في معرفة الشروط
أكره غير مرة على وزارة السلطان فامتنع وتضرع حتى أعفي وكان يختم القرآن في ركعتين ويعول المستورين ببلده سرا ثم تقلد الرياسة وبقي منفردا بها بلا مانع ولا منازع نيفا وعشرين سنة وكان يفتح بابه بعد فراغه من صلاة الصبح إلى أن يصلي العتمة لا يحجب عنه أحدا وعقد له مجلس الذكر في حياة إمامي المذهب أبي الوليد القرشي وأبي الحسين القاضي وحضرا جميعا مجلسه وكان قد حج سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ثم تأهب سنة سبع وسبعين وثلاثمائة واستصحب شيئا من مسموعاته من أبي حامد ابن الشرقي وأقرانه وحدث بنيسابور والدامغان والري وهمذان وبغداد والكوفة ومكة ودخل مكة وهو ابن اثنتين وسبعين سنة وقد حكم له المنجمون أنه يموت وهو ابن أربع وسبعين سنة فدعا بمكة في المشاعر الشريفة يقول اللهم إن كنت قابضي بعد سنتين فاقبضني في حرمك فاستجاب الله دعاءه وتوفي بمكة في آخر أيام الموسم نام وأصبح فوجدوه ميتا مستقبل القبلة فغسلوه وكفنوه وصلى عليه أكثر من مائة ألف رجل ودفن بالبطحاء بين سفيان بن عيينة والفضيل ابن عياض
العباسي عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم بن عيسى بن الخليفة المنصور إمام الجامع بغدادي شريف نبيل ذو قعدد وثقه الخطيب وتوفي سنة خمسين وثلاثمائة
الملك المسعود بن الصالح عبد الله بن إسماعيل بن محمد بن أيوب الملك

43
المسعود ابن الملك الصالح رئيس جليل وهو أخو الملك المنصور محمود والملك السعيد أبي الكامل توفي بدمشق سنة أربع وسبعين)
وستمائة
ابن الجبنياني عبد الله بن إسماعيل بن أبي إسحاق الجبنياني قال ابن رشيق في الأنموذج متعبد المغرب لم يكن فيه قط مثله ولا أراه يكون يعني أبا إسحاق إبراهيم جده وكان عبد الله شاعرا ظريفا يخفي شعره وهو مع ذلك قليل ويصنعه ولا يتجاوز المقطعات إلى شيء من التطويل وكانت له نباهة وحدة خاطر ولطافة في جميع أحواله ونزاهة نفس وعزوف همة وفرط حياء وغض طرف ولا يكاد يملأ عينه من وجه أحد رأيته سنة تسع وأربعمائة بمدينة سفاقس وهي موطنه وبها مشؤه أنشدني لنفسه وهو يتململ كاللديغ وكان متعلق النفس بجارية أم ولد تركها بموضعه من الوافر
* سأضرب في بلاد الله برا
* وبحرا بالسفائن والركاب
*
* إلى أن تنكر الأحباب مني
* ثوائي بالمغارب واغترابي
*
* لأكسب ثروة وأفيد مالا
* وأبلو عذر نفسي في الطلاب
*
* فإن نلت المراد فذاك حسبي
* وإن أحرم فإني ذو احتساب
*
* وما فارقت إخواني وأهلي
* ومن أحببت إلا عن غلاب
* وتوفي عبد الله إسماعيل بميورقة سنة خمس عشرة وأربعمائة وقد بلغ الأربعين
الجهني عبد الله بن أنيس الجهني ثم الأنصاري حليف بني سلمة كان مهاجرا أنصاريا عقبيا وشهد أحدا وما بعدها روى عنه أبو أمامة وجابر بن عبد الله وروى عنه من التابعين بشر بن سعيد وبنوه عطية وعمرو وضمرة وعبد الله بنو عبد الله بن أنيس وهو الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة القدر وقال يا رسول الله إني شاسع الدار فمرني بليلة أنزل فيها فقال إنزل ليلة ثلاث وعشرين وتعرف تلك الليلة بليلة الجهني بالمدينة وهو أحد الذين كسروا آلهة بني سلمة توفي سنة أربع وخمسين وروى له مسلم

44
والأربعة وقال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال بلغني أن سفيان بن نبيح الهذلي جمع الناس ليغزوني وهو بعرنة فاقتله قال قلت يا رسول الله إنعته لي حتى أعرفه قال إذا رأيته ذكرك الشيطان وإذا رأيته وجدت له قشعريرة قال فخرجت متوشحا سيفي حتى دفعت إليه)
وهو في ظعائن له يرتاد لهن منزلا وكان وقت العصر فلم رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة وخشيت أن تكون بيني وبينه مجاولة
تشغلني عن الصلاة فصليت وأنا أمشي وأومئ برأسي فلما انتهيت إليه قال من الرجل قلت رجل من العرب سمع بك ويجمعك لهذا الرجل فجاء لذلك فقال أجل أنا في ذلك فمشيت معه حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه منكبات عليه فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أفلح الوجه قلت قتلته يا رسول الله قال صدقت ثم قام معي فدخل بي بيته وأعطاني عصا فقال أمسك هذه العصا عندك يا عبد الله ابن أنيس فخرجت بها على الناس فقالوا ما هذه العصا قلت أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن أمسكها قالوا أفلا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله لم ذلك قال فرجعت إليه فقلت يا رسول الله لم أعطيتني هذه العصا قال آية بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون يومئذ فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعا
الخزاعي عبد الله بن أبي أوفى الخزاعي الأسلمي أحد من بايع بيعة الرضوان قال غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات نأكل الجراد وهو أخر من مات من الصحابة بالكوفة وممن مات في عشر المائة أو تجاوزها توفي سنة ست وثمانين للهجرة وروى له الجماعة
وقيل توفي سنة ثمان وثمانين وهو الأصح واسم أبي أوفى علقمة بن خالد ويكنى أبا معاوية وقيل أبا إبراهيم وقيل أبا محمد شهد

45
الحديبية وخيبر ولم يزل بالمدينة إلى أن قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تحول إلى الكوفة وكف بصره بأخرة
التيمي الشاعر عبد الله بن أيوب التيمي مولاهم كان شاعرا من شعراء الدولة العباسية من الوصافين للخمر قال أبو العيناء خرج كوثر خادم الأمين ليرى الحرب فأصابته رجمة في وجهه فجلس يبكي فوجه محمد بمن جاء به وجعل يمسح الدم عن وجهه ويقول من مجزوء الرمل
* ضربوا قرة عيني
* ومن اجلي ضربوه
*
* أخذ الله لقلبي
* من أناس أحرقوه
*)
وأراد زيادة في الأبيات فلم تواته فقال من هاهنا من الشعراء فقيل عبد الله بن أيوب التيمي فقال علي به فلما دخل أنشده البيتين وقال أجز فقال من مجزوء الرمل
* ما لمن أهوى شيبه
* فبه الدنيا تتيه
*
* وصله حلو ولكن
* هجره مر كريه
*
* مذ رأى الناس له الفضل
* عليهم حسدوه
*
* مثل ما قد حسد القا
* ئم بالملك أخوه
* فقال أحسنت والله هذا خير مما أردناه يا عباسي أنظر فإن كان جاء على الظهر ملأت أحمال ظهره دراهم وإن كان جاء في زورق ملأته له دراهم فأوقرت له ثلاثة أبغال دراهم
ابن بري النحوي عبد الله بن بري بن عبد الجبار بن بري أبو محمد المقدسي الأصل المصري الدار كان نحويا لغويا شايع الذكر مشهورا بالعلم لم يكن للمصريين مثله مات سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة قرأ كتاب سيبويه على أبي بكر محمد بن عبد

46
الملك الشنتريني المغربي النحوي وتصدر للإقراء بجامع عمرو بن العاص وكانت عنايته تامة في تصحيح الكتب وكتب الحواشي عليها بأحمر فإذا رأيت كتابا قد ملكه فهو الغاية في الصحة والإتقان و له على صحاح الجوهري حواش أخذ فيها عليه وشرح بعضه فيها وزيادات أخل بها ولو تمت لكانت عجيبة وكان من علمه وغزارة فهمه ذا غفلة وسلامة صدر وكان وسخ الثوب زري الهيئة واللبسة يحكي المصريون عنه حكايات عجيبة منها أنه اشترى لحما وخبزا وبيضا وحطبا وحمل الجميع في كميه وجاء إلى منزله فوجد أهله وقد ذهبوا لبعض شأنهم والباب مغلقا فتقدم إلى كوة هناك تفضي إلى داره فجعل يلقي منها الشيء بعد الشيء ولم يفكر في تكسير البيض وأكل السنانير اللحم والخبز إذا خلت بهقال ياقوت حدثني بعض المصريين قال كنت يوما أسير مع الشيخ أبي محمد ابن بري وقد اشترى عنبا وجعله في كمه وجعل يحادثني
وهو يعبث بالعنب ويقبضه حتى جرى على رجليه فقال لي تحس المطر فقلت لا قال فما هذا الذي ينقط على رجلي فتأملته فإذا هو من العنب فأخبرته فخجل واستحيى ومضى ويحكى عنه من الحذق وحسن الجواب عما يسأل عنه ومواضع المسائل من كتب العلماء ما يتعجب منه فسبحان الجامع بين الأضداد وله حواش انتصر فيها للحريري على)
ابن الخشاب وكان له تصفح ديوان الإنشاء في ما يكتبونه ليزيل الغلط واللحن منه كما كان ابن بابشاذ وكان قيما بمعرفة كتاب سيبويه وعلله قيما باللغة والشواهد وقرأ عليه جماعة منهم أبو العباس ابن الحطية كان ثقة والجزولي من تلامذته وأجاز لجميع من أدرك عصره من المسلمين قال الشيخ شمس الدين قرأت ذلك بخط أحمد بن الجوهري عن خط حسن بن عبد الباقي الصقلي عنه وله مقدمة سماها اللباب وحواشيه على الصحاح ست مجلدات قلت كذا رأيته والصحيح أن ابن بري رحمه الله تعالى وصل في الحواشي على صحاح الجوهري إلى وقش من باب الشين المعجمة من كتاب الصحاح وكان ذلك مجلدين وهي ربع الكتاب وكمل عليه الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان الأنصاري البسطي إلى آخر الكتاب فجاء التكملة في سنة مجلدات وكان جملة هذا المصنف ثمان مجلدات بخط البسطي وقد ملكتها وهي جميعا بخط البسطي واسم هذا الكتاب التنبيه والإفصاح عما وقع في حواشي الصحاح وهو كتاب جيد إلى الغاية قال أبو محمد ابن بري رحمه الله وقد أنشد قول أبي صخر الهذلي من الطويل
* تكاد يدي تندى إذا ما لمستها
* وينبت في أطرافها الورق الخضر
* هذا البيت كان سبب تعلمي العربية فقيل له وكيف ذاك فقال ذكر لي أبي أنه رأى فيما يرى النائم قبل أن يرزقني كأن في يده رمحا طويلا في رأسه قنديل وقد علقه على صخرة

47
بيت المقدس فعبر له بأن يرزق ابنا يرفع ذكره بعلم يتعلمه فلما رزقني وبلغت خمس عشرة سنة حضر إلى دكانه وكان كتبيا رجل يعرف بظافر الحداد ورجل يعرف بابن أبي حصينة وكلاهما مشهور بالأدب فأنشد أبي البيت بكسر الراء فضحك الرجلان عليه للحنه فقال لي يا بني أنا منتظر تفسير منامي لعل الله تعالى يرفع ذكري بك فقلت له أي العلوم تريد أن أقرأ فقال لي إقرأ في النحو حتى تعلمني فكنت أقرأ على الشيخ أبي بكر محمد بن عبد الملك ابن السراج رحمه الله ثم أجي فأعلمه الخشوعي الرفاء عبد الله بن بركات بن إبراهيم بن طاهر بن بركات أبو محمد الخشوعي الدمشقي الرفاء ولد سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة وتوفي سنة ثمان وخمسين وستمائة سمع من أبيه ويحيى الثقفي والقاسم بن عساكر وعبد الرزاق بن نصر الخشوعي وإسماعيل الجنزوي وجماعة)
وأجاز له أبو طاهر السلفي وأبو موسى المديني وأحمد بن ينال الترك وغيرهم وروى عنه الدمياطي وابن الخباز وأبو المعالي بن البالسي وأبو الفداء ابن عساكر وأبو الحسين الكندي وأبو عبد الله الزراد وأبو عبد الله بن التوزي وحفيده علي بن محمد الخشوعي ومحمد بن المحب ومحمد بن المهتار وآخرون وهو من بيت الرواية والحديث
قاضي مرو عبد الله بن بريدة بن الحصيب أبو سهل الأسلمي قاضي مرو بعد أخيه سليمان وهما توأمان
روى عن أبيه وعن أبي موسى وعائشة وعمران بن حصين وسمرة وابن مسعود والمغيرة بن شعبة وعبد الله بن مغفل وأبي الأسود الدؤلي ويحيى بن يعمر وطائفة قال وكيع كانوا يقدمون سليمان بن بريدة على أخيه عبد الله وقد ولي قضاء مرو وتوفي سنة خمس عشرة ومائة وروى له الجماعة
المازني عبد الله بن بسر بن أبي بسر المازني نزيل حمص له صحبة

48
ورواية كان في جبهته أثر السجود قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم يعيش هذا الغلام قرنا فعاش مائة سنة وكان في وجهه ثؤلول فقال لا يموت هذا الغلام حتى يذهب هذا الثؤلول فلم يمت حتى ذهب قال الواقدي هو آخر من مات بالشام من الصحابة سنة ثمان وثمانين للهجرة وروى له الجماعة
3 (عبد الله بن أبي بكر))
ابن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما أمه وأم أسماء واحدة امرأة من بني عامر بن لؤي اسمها قتيلة شهد عبد الله بن أبي بكر الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرماه أبو محجن الثقفي فدمل جرحه حتى انتقض به فمات منه سنة إحدى عشرة وكان إسلامه قديما ولم يسمع له بمشهد إلا شهوده الفتح وحنينا والطائف وابتاع الحلة التي أرادوا دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها بتسعة دنانير فلما حضرته الوفاة قال لا تكفنوني فيها فلو كان فيها خير لكفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى عليه أبوه ونزل في قبره عمر وطلحة وأخوه عبد الرحمان
الأنصاري المدني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري المدني أحد علماء المدينة توفي حدود الأربعين ومائة روى له الجماعة
أبو وهب السهمي عبد الله بن بكر بن حبيب أبو وهب السهمي الباهلي البصري نزيل بغداد كان فقيها محدثا
توفي سنة ثمان ومائتين وروى له الجماعة وثقه أحمد بن حنبل وجماعة

49
كتيلة عبد الله بن أبي بكر بن أبي البدر البغدادي الحربي الزاهد ويعرف بالشيخ كتيلة كان فقيرا صالحا ربانيا مكاشفا له أحوال وكرامات وسمع بدمشق من الشيخ الضياء والفقيه سليمان الإسعردي واشتغل بمذهب أحمد وصحب الشيخ أحمد المهندس وصحبه الدباهي وكان من جلالة قدره في بعض الأوقات يترنم ويغني لنفسه وله كتاب المهم في الفقه وكتاب التحذير من المعاصي والعدة في أصول الدين وجمع فيما في السماع من الخلاف مجلدا وله كتاب الفوز مجلد وتوفي سنة إحدى وثمانين وستمائة قال الشيخ شمس الدين حدثنا ابن الدباهي قال سمعته يقول كنت على سطح يوم عرفة ببغداد وأنا مستلق على ظهري قال فما شعرت إلا وأنا وافت بعرفة مع الركب سويعة ثم لم أشعر إلا وأنا على حالتي الأولى مستلق قال فلما قدم الركب جاءني إنسان صارخا فقال يا سيدي أنا حلفت بالطلاق أني رأيتك بعرفة)
العام وقال لي واحد أو جماعة أنت واهم الشيخ لم يحج العام قال فقلت له إمض لم يقع عليك حنث
ابن عرام عبد الله بن أبي بكر بسن عرام الأسواني المحتد الإسكندراني الدار والوفاة اشتغل بالنحو والتصريف والتصوف وسمع الحديث وصحب أبا العباس المرسي وأمه بنت الشيخ الشاذلي وكان يذكر عنه كرامة وصلاح ولد بدمنهور سنة أربع وخمسين وستمائة توفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة بالإسكندرية ودرس العربية بها
النحوي المغربي عبد الله بن بننان بضم الباء الموحدة والنون وفتح النون الثانية وبعد الألف نون ثالثة نزيل إشبيلية كان نحويا يحفظ كتب الأدب ذاكرا للكامل وأمالي القالي علم الناس والنحو بقرطبة وتوفي سنة تسع وخمسمائة
الصاحب أمين الدين عبد الله بن تاج الرئاسة الصاحب الوزير الكبير الرئيس أمين الدين أمين الملك وزير الديار المصرية والشامية لما استسلم الجاشنكير الأمير مظفر الدين بيبرس النصارى اختبأ الصاحب أمين الدين هو والصاحب شمس الدين

50
غبريال تقدير شهر فلما طال الأمر عليهما ظهرا وأسلما وهو ابن أخت السديد الأعز المذكور في حرف السين المهملة وكان خاله مستوفيا وبه تخرج وعليه تدرب ولما مات رتب مكانه ونال في الاستيفاء السعادة الواسعة والدنيا العريضة وزر بعد ذلك ثلاث مرات وهو يتأسف على وظيفة الاستيفاء وتولي الوزارة بالديار المصرية ثم عزل وأقام قليلا ثم وزر ثانيا ثم إنه عمل عليه وأخرج إلى طرابلس ناظرا بمعلوم الوزارة فأقام بها إلى أن حج منها في غالب الظن واستعفى من الخدمة وأقام بالقدس وله راتب يأكله في كل مرة ولم يزل مقيما بالقدس إلى أن أمسك القاضي كريم الدين الكبير في سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة فطلب إلى مصر وتولى الوزارة بها إلى أن كثر الطلب عليه فدخل إلى السلطان الملك الناصر وقال له يا خوند ما يمشي للوزير حال إلا أن يكون من مماليك مولانا السلطان فاتفق هو وإياه على الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي فقال له السلطان أخرج ونفذ أشغالك إلى آخر النهار وانزل إلى بيتك وأعلم الناس)
أن الوزير فلان فخرج ونفذ الأشغال وكتب على التواقيع وأطلق ورتب إلى آخر النهار ونزل إلى بيته بالمشاعل والفوانيس والمستوفين والنظار ومشد الدواوين والمقدمين ولما نزل عن بغلته قال يا جماعة مساكم الله بالخير وزيركم غدا الأمير علاء الدين مغلطاي الجمالي فكان ذلك عزلا لم يعزله وزير غيره في الدولة التركية ثم إنه لازم بيته يأكل مرتبه إلى أن عمل الاستيمار في أيام الجمالي ووفر فيه جماعة فطلب من السلطان أن يتصدق عليه بوظيفة فقال السلطان يكون ناظرا للدولة كبيرا مع الوزير مغلطاي فباشر النظر هو والقاضي مجد الدين بن لفيتة أربعين يوما فكان حمله ثقيلا عليه فاجتمع الجماعة من الكتاب عليه وقاموا كتفا واحدة فلما كان يوما وقد خرج من باب الوزير العصر خرج خادم صغير من القصر وجاء إليه أغلق دواته وقال بسم الله يا مولانا إلزم بيتك فلزم بيته وذلك في سنة ثمان وعشرين وسبعمائة ولما أمسك الصاحب شمس الدين غبريال وطلب إلى مصر رسم له السلطان بنظر النظار مكانه بدمشق فخرج إلى دمشق في شهر صفر سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة فأقام بها بعمل الوزارة إلى أن أمسك السلطان النشو في سنة أربعين وسبعمائة فطلب الصاحب أمين الدين إلى مصر ليوليه الوزارة بمصر فكان الكتاب عملوا عليه إلى أن انثنى عزمه عنه فأقام في بيته قليلا ثم أمسك وصودر هو وولده القاضي تاج الدين أحمد ناظر الدولة بمصر وأخوه القاضي كريم الدين مستوفي الصحبة وبسط عليه العقاب إلى أن توفي رحمه الله تعالى في تلك الحال سنة أربعين وسبعمائة وتغيب إذ ذاك ولده شمس الدين أبو المنصور ولم يظهر له خبر أبدا وكان الصاحب أمين الدين يأخذ نفسه برياسة كبيرة وحشمة وكان ساكنا عاقلا وقورا قد أسن وكبر ولا يدخل عليه أحد إلا قام له وتكلف ذلك ويحكي عقيب ذلك أن خاله كان إذا جاء إلى قومس يقول بالله لا تقوموا لي فإن

51
هذا دين يشق علي وفاؤه وأحبه الأمير سيف الدين تنكز أخيرا محبة كبيرة وكان يثني على آدابه وحشمته ولما عمل النظر مع الجمالي كنت بالديار المصرية فطلبني وقال أشتهي أن تكتب عني المكاتبات ورتب لي شيئا عليه وكنت أبيت عنده وأصبح وأنا في جامكيته وجرايته وقماشه فيعاملني بآداب كثيرة وحشمة زائدة رحمه الله وكتب وهو بالقدس مقيما ربعة مليحة بخطه ولم أر أعجل كتابة ولا أصفى يكتب وهو متكئ على المدورة بغير كلفة وإذا وضع القلم على الورقة لا ينقله حتى يفرغ منها ويرمي الورقة وفيها سطور تبهر العقل وكان إذا حضر أحد وهو في)
دسته وقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم رمى الورقة من يده والقلم وأنصت وسمع القرآن إلى أن يفرغ وإذا أنشد أحد قصيدة مديحا في النبي صلى الله عليه وسلم كتبها بخطه في تعليقه المختص بذلك أو قال لي أكتب لي هذا ولما رسم له بوازرة الشام كتبت تقليده بذلك في صفر سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة عن السلطان الملك الناصر محمد بن قلاون رحمه الله لما كنت يومئذ بالقاهرة ونسخته الحمد لله الذي جعل ولي أيامنا الزاهرة أمينا وأحله من ضمائرنا الطاهرة مكانا أينما توجه وجده مكينا وخصه بالإخلاص لدولتنا القاهرة فهو يقينا يقينا وعضد بتدبيره ممالكنا الشريفة فكان على نيل الأمل الذي لا يمين يمينا وفجر خلال خلاله نهرا أصبح على نيل السعود معينا معينا وزين بن آفاق المعالي فما دجا أمر إلا وكان فكره صبحا مبينا وجمل به الرتب الفاخرة فكم قلد جيدها عقدا نفيسا ورصع تاجها درا ثمينا وأعانه على ما يتولاه فهو الأسد الأسد الذي اتخذ الأقلام عرينا نحمده على نعمه التي خصتنا بولي تتجمل به الدول وتغنى الممالك بتدبيره عن الأنصار والخول وتحسد أيامنا الشريفة عليه أيام من مضى من الملوك الأول وتحل السعود حيث حل إذ لم يكن لها عنه حول
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نستمطر بها صوب الصواب ونرفل منها في ثوب الثواب وندخر منها حاصلا ليوم الحساب ونعتد برها واصلا ليوم الفصل والمآب ونشهد أن محمدا عبده الصادق الأمين ورسوله الذي لم يكن على الغيب بضنين وحبيبه الذي فضل الملائكة المقربين ونجيه الذي أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى حجة على الملحدين صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين صحبوا ووزروا وأيدوا حزبه ونصروا وبذلوا في نصحه ما قدروا وعدلوا فيما نهوا وأمروا صلاة تكون لهم هدى ونورا إذا حشروا ويضوع بها عرفهم في الغرف ويطيب بها نشرهم إذا نشروا وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين
وبعد فإن أشرف الكواكب أبعدها دارا وأجلها سرا وأقلها سرارا وأدناها مبارا

52
وأعلاها منارا وأطيب الجنات جنابا ما طاب أرجا وثمارا وفجر خلاله كل نهر تروع حصاه حالية العذارى ورنحت معاطف غصونه سلاف النسيم فتراها سكاري وتمد ظلال الغصون فتخال أنها على وجنات الأنهار تدب عذارا وكانت دمشق المحروسة لها هذه الصفات وعلى صفاها تهب نسمات هذه السمات لم يتصف غيرها بهذه الصفة ولا اتفق أولو الألباب إلا على)
محاسنها المختلفة فهي البقعة التي يطرب لأوصاف جمالها الجماد والبلد الذي ذهب بعض المفسرين إلى أنها إرام ذات الماد وهي في الدنيا أنموذج الجنة التي وعد المتقون ومثال النعيم للذين عند ربهم يرزقون وهي زهرة ملكنا ودرة سلكنا وقد خلت هذه المدة ممن يراعي مصالح أحولها ويرعى بحزم أموالها ويدبر أمر مملكتها أجمل التدبير ويحمي حوزتها ويحاشيها من التدمير فيسم منها غفلا ويحلي عطلا ويملأ خزائنها خيرا يجلى إذا ملأنا ساحتها خيلا ورجلا تعين أن ننتدب لها من خبرناه بعدا وقربا وهززناه مثقفا لدنا وسللناه عضبا وخبأناه في خزائن فكرنا فكان أشرف ما يدخر وأعز ما يخبى كم نهى في الأيام وأمر وكم شد أزرا لما وزر وكم غنيت به أيامنا عن الشمس وليالينا عن القمر وكم رفعنا راية مجد تلقاها عرابة فضله بيمين الظفر وكم علا ذرا رتب تعز على الكواكب الثابتة فضلا عمن يتنقل في المباشرات من البشر وكم كانت الأموال جمادى فأعادها ربيعا غرد به طائر الإقبال في الجهات وصفر وكان المجلس العالي القضائي الوزيري الصاحبي الأميني أدام الله نعمته هو معنى هذه الإشارة وشمس هذ الهالة وبدر هذه الدارة نزل من العلياء في الصميم وفخر بأقلامه التي هي سمر الرماح كما فخرت بقوسها تميم وتحفظت الأموال في دفاتره التي يوشيها فآوت إلى الكهف والرقيم وقال لسان قلمه إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم وعقم الزمان بأن يجيء بمثله إن الزمان بمثله لعقيم وتشبه به أقوام فبانوا وبادوا وقام منهم عباد العباد فلما قام عبد الله يدعوه كادوا أردنا أن ينال الشام فضله كما نالته مصر فما يساهم فيه سواهما ولا يقول لسان الملك لغيره من الطويل
* حللت بهذا حلة ثم حلة
* بهذا فطاب الواديان كلاهما
* فلذلك رسم بالأمرالشريف العالي المولوي السلطاني الملكي الناصري أعلاه الله وشرفه أن يفوض إليه تدبير الممالك الشريفة بالشام المحروس ونظر الخواص الشريفة والأوقاف

53
المبرورة على عادة من تقدمه في ذلك وبمعلومه الشاهد به الديوان المعمور
وهو في الشهر مبلغ أربعة آلاف وستمائة وثلاثة وسبعين درهما وثلث درهم تفضيله عن نصر المملكة الشريفة بالشام المحروس أربعة آلاف ومائة وثلاث وثلاثون وثلث درهم مبلغ ألفي وسبعمائة وثلاثة وثمانون وثلث درهم ثمن لحم وتوابل ألف وثلاثمائة وخمسون درهما
خارجا عما باسم كتابة النظر وهو في الشهر مائة وخمسون درهما قمح غرارة ونصف)
عن نظر الخاص الشريف مبلغ وثمن لحم وتوابله ثلاثة أرطال بالدمشقي خمسمائة وأربعون درهما غلات عن الوظيفتين تسعة وعشرون غرارة تفصيله قمح تسع غرائر ونصف وربع غرارة شعير عشرون غرارة ونصف وربع أصناف المشاهرة بالوزن الدمشقي سكر بياض اثنان وعشرون رطلا ونصف حطب تسعة قناطير وفي اليوم بالدمشقي خبز خمسة عشر رطلا شمع أوقية ونصف ماء ورد أوقية ونصف صابون أوقية ونصف
زيت طيب نصف رطل والكسوة والتوسعة والأضحية والأتبان على العادة لمن تقدمه في ذلك
فليتلق هذه الولاية بالعزم الذي نعهده والحزم الذي شاهدناه ونشهده والتدبير الذي يعترف له الصواب ولا يجحده حتى تثمر الأموال في أوراق الحساب وتزيد نموا وسموا فتفوق الأمواج في البحار وتفوت القطر من السحاب مع رفق يكون في شدته ولين يزين مضاء حدته وعدل يصون مهلة مدته فالعدل يعمر والجور يدمر ولا يثمر بحيث إن الحقوق تصل إلى أربابها والمعاليم تطلع بدور بدرها كاملة كل هلال على أصابها والرسوم لا تزداد على الطاقة في بابها والرعايا يجنون ثمر العدل في أيامه متشابها وإذا أنعمنا على بعض أوليائنا بجمل فلا تكدر بأن تؤخر وإذا استدعيناه لأبوابنا بمهم فليكن الإسراع إليه يخجل البرق المتألق في السحاب المسخر فما أردناك إلا لأنك سهم خرج من كنانة وشهم لا يثني إلى الباطل عيانه ولا عنانه فاشكر هذه النعمة على منائحها وشنف الأسماع بمدائحها متحققا أن في النقل بلوغ العز والأمل وأنه لو كان في شرف المأوى بلوغ منى لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل فاستصحب الفرح والجذل بذل الفكر والجدل وسر على بركة آرائنا الشريفة وقل وفي بلاد من أختها بدل واختر ما اختارته لك سعادتنا المؤبدة المؤيدة فطرفها بالذكاء مكتحل من البسيط
* إن السعادة فيما أنت فاعله
* وقفت مرتحلا أو غير مرتحل
* فما آثرنا بتوجيهك إلى الشام إلا ليأتيك المجد من هنا وهنا ولأنك إذا كنت معنا في

54
المعنى فما غبت في الصورة عنا وابسط أملك إنك اليوم لدينا مكين أمين ونزه نفسك فقد أويت إلى ربوة ذات قرار ومعين والوصايا كثيرة وأنت ابن بجدتها علما ومعرفة وفارس نجدتها الذي لا يقدم على أمر حتى يعرف مصرفه فما نحتاج إلى أن نرشدك منها إلى علم ولا أن نشير)
لك فيها بأنملة قلم وتقوى الله عز وجل هي العروة الوثقى والكعبة التي من يطوف بها فلا يضل ولا يشقى فعض بالناجذ عليها وضم يدك على معطفيها والله يتولى ولايتك ويعين دربتك بالأمور وعنايتك والخط الشريف شرفه الله وأعلاه حجة ثبوته العمل بمقتضاه إن شاء الله تعالى
خطيب شنهور عبد الله بن ثابت بن عبد الخالق بن عبد الله بن رومي بن إبراهيم ابن حسين بن عرفة بن هدية التجيبي أبو ثابت الشنهوري خطيب شنهور أديب شاعر سمع الحافظ المنذري شيئا من شعره وقال أنشدني لنفسه من الكامل
* قد جدت حتى قيل أي سحاب
* وعلوت حتى قيل أي شهاب
*
* وعلمت أن المال ليس بخالد
* فجعلت تعطيه بغير حساب
* توفي سنة ثمان وعشرين وستمائة
العذري عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومسح على رأسه ووعى ذلك وقيل ولد عام الفتح وشهد الجابية وحدث عن عمر وسعد بن أبي وقاص وأبي هريرة وجابر وأبيه ثعلبة وتوفي سنة تسع وثمانين للهجرة وروى له البخاري وأبو داود والنسائي
أبو مسلم الخولاني عبد الله بن ثوب أبو مسلم الخولاني الداراني الزاهد سيد التابعين أسلم في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدم المدينة في خلافة أبي بكر

55
وهو معدود في كبار التابعين وكان فاضلا ناسكا عابدا وله كرامات وفضائل روى عنه أبو إدريس الخولاني وجماعة من تابعي الشام ولما تنبأ الأسود باليمن بعث إلى أبي مسلم فلما جاءه قال أتشهد أني رسول الله قال ما أسمع قال أتشهد أن محمدا رسول الله قال نعم فردد ذلك عليه هو يقول كما قال أولا فأمر بنار عظيمة فأججت ثم ألقى فيها أبا مسلم فلم يضره ذلك فقيل له إنفه عنك وإلا أفسد عليك من اتبعك فأمره بالرحيل فأتى أبو مسلم المدينة وقد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأناخ راحلته بباب المسجد وقام يصلي إلى سارية وبصر به عمر بن الخطاب)
فقام إليه وقال ممن الرجل قال من أهل اليمن قال ما فعل الذي حرقه الكذاب بالنار قال ذاك عبد الله بن ثوب قال أنشدك بالله أنت هو قال اللهم نعم فاعتنقه عمر وبكى ثم أجلسه بينه وبين أبي بكر وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم الخليل عليه السلام وتوفي أبو مسلم سنة اثنتين وستين للهجرة وروى له مسلم والأربعة
3 (عبد الله بن جابر))
أبو محمد العسكري عبد الله بن جابر بن ياسين بن الحسن بن محمد بن أحمد بن محمويه ابن خالد العسكري أبو محمد من أولاد المحدثين تفقه على اقاضي أبي يعلى ابن الفراء وكان خال أولاده سمع الحسن بن أحمد بن شاذان وعبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران وغيرهما وروى عنه أبو القاسم السمرقندي وعبد الوهاب الأنماطي وعمر بن ظفر المغازلي وإبراهيم بن سليمان الورديسي وغيرهم وتوفي سنة ثلاث وتسعين وأربعائة
3 (عبد الله بن جعفر))
الجيلي الشافعي عبد الله بن جعفر بن عبد الله أبو منصور الجيلي الفقيه الشافعي شهد عند قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي الدامغاني وزكاه القاضي أبو يعلى ابن الفراء وتوفي سنة اثنتين وخمسين وأربعمائة
الشيعي عبد الله بن جعفر بن محمد بن موسى بن جعفر بن محمد بن

56
أحمد بن العباس كان يذكر أنه من ولد حذيفة بن اليمان الصحابي وكان أحد الفقهاء على مذهب الشيعة قدم بغداد وحدث بها بشيء من أخبار أهل البيت عن جده محمد بن موسى توفي بالري بعد الستمائة
العلوي الحسيني عبد الله بن جعفر بن النفيس بن عبيد الله أبو طاهر العلوي الحسيني من أهل الكوفة شيخ أديب فاضل شاعر له لسان وعارضة طاف العراق والحجاز والشام ومصر وخراسان وما وراء النهر وغزنة ومدح الإمام الناصر وغيره وتوفي سنة ثلاث عشرة وستمائة بالقاهرة)
ومن شعره
ابن درستويه عبد الله بن جعفر بن درستويه بن مرزبان أبو محمد الفارسي النحوي أحد من اشتهر وعلا قدره وكثر علمه وكان جيد التصنيف مليح التأليف قرأ على المبرد وصحبه ولي ابن قتيبة وأخذ عنه جماعة من الفضلاء كالدارقطني وغيره وكانت ولادته سنة ثمان وخمسين ومائتين وتوفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة وكان شديد الانتصار للبصريين في النحو واللغة ووثقه ابن منده والحسين بن ثمان الشيرازي وضعفه هبة الله اللالكائي وقال بلغني عنه أنه قيل له حدث عن عباس الدوري حديثا ونعطيك درهما ففعل ولم يكن سمعه منه قال الخطيب سمعت هبة الله يقول ذلك وهذه الحكاية باطلة لأن ابن دستوريه كان أرفع قدرا من أن يكذب ومن تصانيفه تفسير كتاب الجرمي والإرشاد في النحو وكتاب الهجاء وشرح الفصيح والرد على المفضل الضبي في الرد على الخليل وكتاب الهداية وكتاب المقصور والممدود وكتاب غريب الحديث وكتاب معاني الشعر وكتاب الحي والميت وكتاب التوسط بين الأخفش وثعلب في تفسير القرآن وكتاب خبر قس بن ساعدة وكتاب الأضداد وكتاب أخبار النحاة وكتاب الرد على الفراء في المعاني وله عدة كتب شرع فيها ولم يكملها

57
أبو علي بن المديني عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي والد علي بن المديني قال النسائي متروك وقال ابن حبان يأتي بالأخبار مقلوبة حتى كأنها معمولة مات في جمادى
الأولى سنة ثمان وسبعين ومائة وروى له الترمذي وابن ماجة
ابن جعفر البرمكي عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد أبو محمد البرمكي ابن وزير الرشيد روى عنه مسلم وأبو داود وقال الدارقطني ثقة وتوفي في حدود الأربعين ومائتين
أبو محمد الإصبهاني عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أبو محمد الإصبهاني كان ثقة عابدا قال أبو الشيخ سمعت أبا عمر القطان يقول رأيت عبد الله بن جعفر في النوم فقلت له ما فعل الله بك فقال غفر لي وأنزلني منزلة الأنبياء وتوفي سنة ست وأربعين وثلاثمائة)
ابن الورد عبد الله بن جعفر بن محمد بن الورد بن زنجويه أبو محمد البغدادي سمع وروى وكان من الصالحين وتوفي سنة إحدى وخمسين وثلاثمائة
المخرمي المدني عبد الله بن جعفر المخرمي المدني الفقيه كان مفتيا عارفا بالمغازي وثقه أحمد وغيره وقال ابن معين صدوق وليس بثبت وأما ابن حبان فإنه أسرف في توهينه وكان ابن حنبل يرجحه على ابن أبي ذئب لفضله ومروءته وإتقانه وكان قصيرا جدا وتوفي سنة سبعين ومائة وروى له مسلم والأربعة
الرقي عبد الله بن جعفرالرقي مولى آل عقبة بن أبي معيط وثقه ابن معين وغيره وتوفي سنة عشرين ومائتين وروى له الجماعة
الجواد عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الجواد له صحبة ورواية ولد

58
بالحبشة من أسماء بنت عميس
يقال إنه لم يكن في الإسلام أسخى منه وروى عنه أبويه وعن عمه علي وهو آخر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم من بني هاشم سكن المدينة وتوفي سنة ثمانين للهجرة وروى له الجماعة وهو أول مولود ولد في الإسلام بالحبشة وكان يسمى بحر الجود وكان لا يرى بسماع الغناء بأسا وكان إذا قدم على معاوية أنزله داره وأكرمه وكان ذلك يغيظ فاخته بنت قرظة ابن عبد عمرو بن نوفل زوج معاوية فسمعت ليلة غناء عند عبد الله بن جعفر فجاءت إلى معاوية فقالت تعال فاسمع ما في منزل هذا الرجل الذي جعلته بين لحمك ودمك فجاء فسمع وانصرف فلما كان آخر الليل سمع معاوية قراءة عبد الله بن جعفر فأنبه فاختة فقال إسمعي مكان ما أسمعتني ويقولون إن أجواد العرب في الإسلام عشرة فأجواد أهل الحجاز عبد الله بن جعفر وعبيد الله بن العباس بن عبد المطلب وسعيد بن العاص بن سعيد بن العاص وأجواد أهل الكوفة عتاب بن ورقاء أحد بني رياح بن يربوع وأسماء بن خارجة بن حصن الفزاري وعكرمة بن ربعي الفياض أحد بني تيم الله بن ثعلبة وأجواد أهل البصرة عمر بن عبيد الله بن معمر وطلحة بن عبد الله بن خلف الخزاعي وهو طلحة الطلحات)
وعبيد الله بن أبي بكرة وأجواد أهل الشام خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص بن أمية وليس في هؤلاء كلهم أجود من عبد الله بن جعفر عوتب في ذلك فقال إن الله عودني عادة وعودت الناس عادة فأخاف إن قطعتها قطعت عني وأخباره في الجود كثيرة مشهورة
محيي الدين الصالح الكوفي عبد الله بن جعفر بن علي بن صالح محيي الدين الأسدي الكوفي النحوي الحنفي ابن الصباغ
أحد الأعلام ولد سنة تسع وثلاثين وستمائة وتوفي سنة سبع وعشرين وسبعمائة أجاز له رضي الدين الصاغاني والموفق الكواشي وبالعامة من ابن الخير وألقى الكشاف دروسا مرات وله أدب وفضائل نظم الفرائض وفيه عبادة وزهادة وله جلالة عرض عليه تدريس المستنصرية فأبى كتب عنه العفيف المطري وأجاز لابن رافع المفيد وكان فاضل الكوفة
عفيف الدين كاتب صاحب اليمن عبد الله بن جعفر التهامي عفيف الدين

59
أحد كتاب الإنشاءللملك المؤيد صاحب اليمن توفي سنة أربع عشرة وسبعمائة ببلدة من أعمال الجثة كان فيه ديانة حسن السيرة نقلت من خط الشيخ تاج الدين اليمني كان يملي على أربعة قريضا من فيه على غرض طالبه ومستدعيه من غير لعثمة ولا فأفأة ولا تمتمة في أوزان مختلفة وقواف غير متآلفة بلغ السبعين وهو مشتمل برداء الدين قال يمدح الملك المؤيد وقد سار إلى عدن من تعز وعيد بها من الكامل
* أعلمت من قاد الجبال خيولا
* وأفاض من لمع السيوف سيولا
*
* وأماج بحرا من دلاص سابغ
* جرت أسود الغاب منه ذيولا
*
* ومن القسي أهلة ما ينقضي
* منها الخضاب على النصول نصولا
*
* وتزاحمت سمر القنا فتعانقت
* قربا كما يلقى الخيل خليلا
*
* فالغيث لا يلقى الطريق إلى الثرى
* والريح فيها لا تطيق دخولا
*
* سحب سرت فيها السيوف بوارقا
* وتجاوبت فيها الرعود صهيلا
*
* طلعت أسنتها نجوما في السما
* فتبادرت عنا النجوم أفولا
*
* تركت ديار الملحدين طلولا
* مما تبيح بها دما مطلولا
*
* والأرض ترجف تحتها في أفكل
* والجو يحسب شلوه مأكولا
*
* حطمت جحافلها الجحافل حطمة
* تدع الحمام مع القتيل قتيلا)
* (طلبوا الفرار فمد أشطان القنا
* فأعاد معقلهم بها معقولا
*
* عرفوا الذي جهلوا فكل غضنفر
* في الناس عاد نعامة إجفيلا
*
* ملك إذا هاجت هوائج بأسه
* جعل العزيز من الملوك ذليلا
*
* بحر إلى بحر يسير بمثله
* والملح أحقر أن يكون مثيلا
* قلت شعر جيد ومن شعر عفيف الدين وقد أمر الملك المؤيد أن تطرح دراهم كثيرة في بركة صافية وأن ينزل الخدم والحاضرون للغوص عليها من المتقارب
* أرى بركة قد طمى ماؤها
* وفي قعرها ورق منتثر
*
* فيا ملك الأرض هذي السما
* وهذي النجوم وأنت القمر
* وقال وقد أمر الملك المؤيد الندامى أن يقطعوا عناقيد عنب فقطع عفيف الدين عنقودا

60
وحمله إلى السلطان وهو يقول من الكامل
* جاء ابن جعفر حاملا بيمينه
* عنقود كرم هو من نعماكا
*
* يقضي الزمان بأن نصرك عاجل
* يأتي إليك برأس من عاداكا
* وقال وقد حضر الخروف المغني من الشام سنة ثلاثين وسبعمائة وغنى بين يدي السلطان من الخفيف
* إن أيامكم لأمن ويمن
* وأمان في كل بدو وحضر
*
* هيبة منك صالحت بين سرحا
* ن وسخل وبين صقر وكدري
*
* من المعجزات أن خروفا
* يرفع الصوت وهو عند الهزبر
* قلت كذا نقلته من خط الشيخ تاج الدين اليمني قوله أمن ويمن وأمان والأمن والأمان واحد
الأطرابلسي عبد الله بن جعفر الأطرابلسي معروف بالأدب والشعر وهو القائل يرثي يوسف بن عبد الله العراقي وتوفي يوسف سنة إحدى وثلاثين ومائتين من البسيط
* أضحى بيوسف قلبي اليوم محزونا
* إذ قيل أصبح تحت الترب مدفونا
*
* وغاله قدر لا بد يدركنا
* وسوف حقا كما أفناه يفنينا
*
* لله در أبي يعقوب ما فجعت
* به الأحبة إذ قاموا يبكونا
*
* قد كان زينا لهم في النائبات إذا
* حلت وكان أصيل الرأي مأمونا
*)
قلت شعر نازل
صاحب لورقة عبد الله بن جعفر أبو محمد الكلبي كان أبوه شاعرا رئيسا في بلده جليل القدر وحصل لابنه عبد الله في معقل لورقة من مملكة مرسية رياسة من جهة العلم والأبوة ولما اختلت الأندلس على الملثمين قدمه أهل لورقة وملكوه فرأى الأمور منحلة فاختفى وطلب العافية وانخلع عن الملك وصفه ابن الإمام صاحب كتاب السمط فقال روض الأدب الزاهر وطود الشرف الباهر الذي ملأ الدنيا زينا وأعاد آثار الملك عينا
ومن شعره من الخفيف
* لست أرضي إلا النجوم سميرا
* لا أرى غيرها لمجدي نظيرا
*
* بيننا في الظلام أسرار وحي
* يرجع الليل من سناها منيرا
*
* ولقد أفهمت وأفهمت عنها
* وجعلنا حديثنا مستورا
*

61
خطيب غرناطة عبد الله بن أبي جمرة المالكي الإمام أبو محمد خطيب غرناطة روى عن أبي الربيع ابن سالم بالإجازة وأقام مدة بسبتة وولي خطابة غرناطة في أواخر عمره خطب يوم الجمعة وخر من المنبر ميتا وذلك بعد سنة عشر وسبعمائة
3 (عبد الله بن الحارث))
عبد الله بن الحارث بن نوفل الهاشمي المدني نزيل البصرة الملقب ببه باء موحدة مفتوحة وباء أخرى مشددة مفتوحة وهاء قيل أمه هند أخت معاوية إصطلح أهل البصرة على تأميره عند هروب عبيد الله بن زياد إلى الشام توفي سنة أربع وثمانين للهجرة وروى له الجماعة وإنما لقب ببة لأن أمه كانت ترقصه وتقول من مجزوء الرجز
* لأنكحن ببه جارية
* خدبة مكرمة محبه
* قال ابن عبد البر أجمعوا عن أنه ثقة فيما روى ولم يختلفوا روى عنه عبد الملك بن عمير ويزيد بن أبي زياد وبنوه عبد الله وعبيد الله وإسحاق
أخو جويرية أم المؤمنين عبد الله بن الحارث بن أبي ضرار الخزاعي هو أخو جويرية بنت الحارث زوج النبي صلى الله عليه وسلم قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في فداء أسارى بني المصطلق وغيب في بعض الطريق ذودا كن معه وجارية سوداء فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم فما جئت به قال ما جئت بشيء قال فأين الذود والجارية السوداء التي لا غيبت بموضع كذا وكذا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله والله ما كان معي أحد ولا سبقني إليك أحد فأسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لك الهجرة حتى تبلغ برك الغماد
الزبيدي عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي أبو الحارث شهد فتح مصر

62
وهو آخر الصحابة موتا بها توفي بقرية سفط القدور وقد عمي في سنة ست وثمانين للهجرة وهو ابن أخي محمية ابن جزء الزبيري روى عنه جماعة من المصريين منهم يريد بن أبي حبيب وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجة
المكتب الزبيدي عبد الله بن الحارث المكتب الزبيدي الكوفي روى عن ابن مسعود وجندب بن عبد الله وطليق بن قيس وتوفي في حدود التسعين للهجرة وروى مسلم والأربعة
أبو الوليد)
عبد الله بن الحارث أبو الوليد زوج أخت محمد بن سيرين روى عن عائشة وأبي هريرة وابن عباس وتوفي في حدود المائة للهجرة وروى له الجماعة
المخزومي عبد الله بن الحارث بن هشام المخزومي قال ابن عبد البر روي عن النبي صلى الله عليه وسلم يقال إن حديثه مرسل ولا صحبة له والله أعلم إلا أنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
3 (عبد الله بن حبيب))
أبو محجن الثقفي عبد الله بن حبيب أبو محجن الثقفي كان فارسا شاعرا من معاقري الخمر أقام عليه عمر الحد الحد مرات ولم ينته فنفاه إلى جزيرة في البحر يقال لها حضوضى وبعث معه حرسيا فهرب منه على ساحل البحر ولحق بسعد بن أبي وقاص وقال من البسيط

63
* الحمد لله نجاني وخلصتني
* من ابن جهراء والبوصي قد حبسا
*
* من يجشم البحر والبوصي مركبه
* إلى حضوضي فبئس المركب التمسا
*
* أبلغ لديك أبا حفص مغلغلة
* عند الإله إذا ما غار أو جلسا
*
* أني أكر على الأولى إذا فزعوا
* يوما وأحبس تحت الراية الفرسا
*
* أغشى الهياج وتغشاني مضاعفة
* من الحديد إذا ما بعضهم خنسا
* فبلغ عمر خبره فكتب إلى سعد فحبسه فلما كان يوم قس الناطف والتحم القتال سأل أبو محجن امرأة سعد أن تعطيه فرس سعد وتحل قيده ليقاتل المشركين فإن استشهد فلا تبعة عليه وإن سلم عاد حتى يضع في رجله القيد فأعطته الفرس وحلت قيده وخلت سبيله وعاهدها على الوفاء فقاتل فأبلى بلاء حسنا إلى الليل ثم عاد إلى محبسه وقال من الوافر
* لقد علمت ثقيف غير فخر
* بأنا نحن أكرمهم سيوفا
*
* أكثرهم دروعا سابغات
* وأصبرهم إذا كرهوا الوقافا
*
* وأنا وفدهم في كل يوم
* وإن جحدوا فسل بهم عريفا
*
* وليلة قادس لم يشعروا بي
* لوم اكره بمخرجي الزحوفا
*
* فإن أحبس فقد عرفوا بلائي
* وإن أطلق أجرعهم حتوفا
*)
فقالت له سلمى امرأة سعد يا أبا محجن في أي شيء حبسك هذا الرجل فقال أما والله ما حبسني لحرام أكلته ولا شربته ولكني كنت صاحب شراب في الجاهلية وأنا امرؤ شاعر يدب الشعر على لساني فأنفثه أحيانا فحبسني لقولي من الطويل
* إذا مت فادفني إلى أصل كرمة
* تروي عظامي بعد موتي عروقها
*
* ولا تدفنني في الفلاة فإنني
* أخاف إذا ما مت أن لا أذوقها
* فأتت سعدا وخبرته خبر أبي محجن فدعا به وأطلقه وقال إذهب فلست مؤاخذك بشيء تقوله حتى تفعله فقال لا جرم والله لا أجيب بلساني إلى صفة قبيح أبدا وهو القائل من البسيط
* لا تسألي الناس عن مالي وكثرته
* وسائلي الناس ما فعلي وما خلقي
*
* أعطي السنان غداة الروع صحته
* وعامل الرمح أرويه من العلق
*
* وأطعن الطعنة النجلاء عن عرض
* وأحفظ السر فيه ضربة العنق
*

64
* وقد أجود وما مالي بذي قنع
* وقد أكر وراء المحجر الفرق
*
* والقوم أعلم أني من سراتهم
* إذا سما بصرالرعديدة الشفق
*
* سيكثر المال يوما بعد قلته
* ويكتسي العود بعد اليبس بالورق
* أبو عبد الرحمان السلمي المقرئ عبد الله بن حبيب بن ربيعة أبو عبد الرحمان السلمي مقرئ الكوفة بلا مدافعة قرأ القرآن على عثمان وعلي وابن مسعود وسمعهم وتوفي في حدود الثمانين للهجرة وروى له الجماعة
زكي الدين الكاتب عبد الله بن حبيب زكي الدين الكاتب الأستاذ المجود أو حد عصره في الخط ببغداد كان شيخ رباط عاش ستا وسبعين سنة وتوفي سنة ثلاث وثمانين وستمائة
الذبياني عبد الله بن الحجاج من بني ذبيان شاعر مكثر فاتك شجاع كان من أصحاب عبد الله بن الزبير وشيعته فلما قتل عبد الله احتال ابن الحجاج حتى دخل على عبد الملك وهو يطعم الناس فدخل وجلس حجرة فقال له ما لك يا هذا لا تأكل فقال لا أستحل أن آكل حتى تأذن لي قال إني قد أذنت للناس جميعا قال لم أعلم أفآكل بأمرك قال كل وعبد الملك ينظر)
إليه ويعجب من فعاله فلما أكل الناس جلس عبد الملك في مجلسه وجلس خواصه بين يديه وتفرق الناس وجاء عبد الله بن الحجاج فوقف بين يديه ثم استأذن في الإنشاد فأذن له فأنشد من الكامل
* أبلغ أمير المؤمنين بأنني
* مما لقيت من الحوادث موجع
*
* منع القرار فجئت نحوك هاربا
* جيش يجر ومقنب يتلمع
* فقال عبد الملك وما خوفك لا أم لك لولا أنك مريب فقال
* إن البلاد علي وهي عريضة
* وعرت مذاهبها وسد المطلع
* فقال عبد الملك ذلك بما كسبت يداك وما الله بظلام للعبيد فقال

65
* كنا تنحلنا البصائر مرة
* وإليك إن عمي البصائر نرجع
*
* إن الذي يعصيك منا بعدها
* من دينه وحياته متودع
*
* آني رضاك ولا أعود لمثلها
* وأطيع أمرك ما أمرت وأسمع
*
* أعطي نصيحتي الخليفة راجعا
* وخزامة الأنف المقود فأتبع
* فقال عبد الملك هذا لا نقبله منك إلا بعد المعرفة بك وبذ نبك فإذا عرفنا الحوبة قبلنا التوبة فقال
* ولقد وطئت بني سعيد وطأة
* وابن الزبير فعرشه متضعضع
* فقال عبد الملك الحمد لله رب العالمين فقال
* ما زلت تضرب منكبا عن منكب
* تعلو ويسفل غيركم ما يرفع
*
* ووطئتهم في الحرب حتى أصبحوا
* حدثا يكوس وغابرا يتفجع
*
* فحوى خلافتهم ولم يظلم بها
* القرم قرم بني قضي الأقرع
*
* لا يستوي خاوي نجوم أفل
* والبدر منبلجا إذا ما يطلع
*
* وضعت أمية واسطين لقومهم
* ووضعت وسطهم فنعم الموضع
*
* بيت أبو العاصي بناه بربوة
* عالي المشارف عزه ما يدفع
* فقال عبد الملك إن توريتك عن نفسك تريبني فأي الفسقة أنت وماذا تريد فقال
* فانعش أصييبتي الألاء كأنهم
* حجل تدرج بالشربة جوع
* فقال عبد الملك لا نعشهم الله وأجاعهم فقال)
* مال لهم مما يضن جمعته
* يوم القليب فحيز عنهم أجمع
* فقال له عبد الملك مال أخذته من غير حله وأنفقته في غير حق وأرصدت به لمشاقة أولياء الله فقال
* أدنو لترحمني وتجبر فاقتي
* وأراك تدفعني فأين المدفع
* فتبسم عبد الملك وقال إلى النار فمن أنت قال أنا عبد الله بن الحجاج الذبياني الثعلبي وقد دخلت دارك وأكلت طعامك وأنشدتك فإن قتلتني بعد ذلك فأنت بما عليك في هذا عارف وعاد إلى إنشاده فقال
* ضاقت ثياب الملبسين وفضلهم
* عني فألبسني فثوبك أوسع
* فشد عبد الملك الرداء الذي كان على كتفه وقال إلبسه لا لبست فالتحف به فقال له

66
عبد الملك أولى لك والله لقد طاولتك طمعا في أن يقوم إليك بعض هؤلاء فيقتلك فأبى الله فلا تجاورني في بلد وانصرف آمنا فأقم حيث شئت
السهمي عبد الله بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم القرشي السهمي أبو حذافة أسلم قديما وكان من المهاجرين هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية مع أخيه قيس بن حذاقة في قول ابن إسحاق والواقدي ولم يذكره أبو موسى وأبو معشر وهو أخو الأخنس بن حذافة وخنيس بن حذافة الذي كان زوج حفصة قبل النبي صلى الله عليه وسلم يقال إنه شهد بدرا ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين قال ابن عبد البر كان عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى كسرى يدعوه إلى الإسلام فمزق كسرى الكتاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم مزق ملكه وقال إذا مات كسرى فلا كسرى بعده وعبد الله هذا هو القائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال سلوني عما شئتم من أبي يا رسول الله فقال أبوك حذافة بن قيس
فقالت له أمه ما سمعت بابن أعق منك أمنت أن تكون أمك قارفت ما تقارف نساء الجاهلية فتفضحها على أعين الناس فقال والله لو ألحقني بعبد أسود للحقت به وكانت في عبد الله دعابة معروفة عن الليث بن سعد قال بلغني أنه حل حزام راحلة النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره حتى كاد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقع قال ابن وهب فقلت لليث ليضحكه قال نعم كانت فيه دعابة ومن دعابته أنه أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم)
على سرية فأمرهم أن يجمعوا حطبا ويوقدوا نارا فلما أوقدوها أمرهم بالتقحم فيها فأبوا فقال ألم يأمركم رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعتي وقال من أطاع أمره فقد أطاعني فقالوا ما آمنا بالله واتبعنا رسوله إلا لننجو من النار فصوب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلهم وقال لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق قال الله تعالى ولا تقتلوا أنفسكم وصلى عبد الله بن حذافة فجهر بصلاته فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ناج ربك بقراءتك يا ابن حذافة ولا تسمعني وأسمع ربك

67
وتوفي عبد الله بن حذافة في حدود الثلاثين في خلافة عثمان وروى له النسائي
تم الجزء السابع عشر من الوافي بالوفيات للعلامة صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي تغمده الله برحمته
((بسم الله الرحمن الرحيم))
((رب أعن))
3 (عبد الله بن الحر))
كان صالحا عابدا كوفيا خرج إلى الشام وقاتل مع معاوية ولما استشهد علي رجع إلى الكوفة وخرج عن الطاعة وتبعه طائفة ولما مات معاوية عاث في مال الخراج بالمدائن فظفر به مصعب فسجنه وشفع فيه فأخرج فعاد إلى الفساد والخروج وندم مصعب ووجه عسكرا لحربه فكسرهم ثم إنه قتل في آخر سنة ثمان وستين للهجرة
3 (عبد الله بن الحسن))
أبو بكر الحنبلي عبد الله بن حسن بن عبد الرحمان بن شجاع المروزي أبو بكر كان فاضلا أديبا حنبلي المذهب عالما بالنحو على مذهب الكوفيين له تأليف في النحو على مذهبهم مات في حدود أربع وعشرين وأربعمائة ودخل الأندلس وحمل أهلها عنه
خشويه الكاتب عبد الله بن الحسن بن أيوب بن زياد المعروف بخشويه بفتح الخاء المعجمة وضم الشين المعجمة المشددة وبعد الواو ياء آخر الحروف وهاء الإصبهاني أحد بلغاء زمانه دخل بغداد واتصل بعمرو بن مسعدة فكان يكتب له وعامة رسائل عمرو له ثم ارتفع حتى كان يوقع بين يدي المأمون ثم رشح للوزارة فامتنع منها وأقطعه المأمون ضياعا بإصبهان ومن شعره من الخفيف أبرزت للسلام كفا خضيبا واستطالت للشوق عهدا قريبا وشكت ما اشتكيت من ألم البي ن وقد أزمع الخليط المغيبا حاذرت أعينا وخافت رقيبا فأقامت على الرقيب رقيبا حبذا عقدها أناملها أليس رى ببعض اليمنى تعد الذنوبا أبو الغنائم العلوي عبد الله بن الحسن بن الحسن بن محمد بن الحسين بن

68
عيسى بن يحيى ابن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الغنائم النسابة ابن القاضي أبي محمد الزيدي
تصانيفه تدل على الاعتزال والتشيع صنف كتابا في النسب يزيد على عشر مجلدات سماه)
نزهة عيون المشتاقين إلى وصف السادة الغر الميامين لقي جماعة من النسابين أخذ عنهم علم النسب وسافر البلاد ولقي الأشراف والعلويين واستقصى أنسابهم ومن شعره وقد ودع الشريف أبا يعلى حمزة بن الحسن بن العباس القاضي فخر الدولة بمصر من البسيط
* أستودع الله مولاي الشريف وما
* يحويه من نعم تبقى ويبليها
*
* كأنني وقت توديعي لحضرته
* ودعت من أجله الدنيا وما فيها
* فأقسم عليه أن يقيم فأقام وأنعم عليه
أبو محمد الهاشمي عبد الله بن الحسن بن الفياض أبو محمد الهاشمي من شعره من الطويل
* رسالة مشتاق أضر بقلبه
* لهيب ضرام الشوق لما تأججا
*
* فأهدى سلاما بالمعاذير معجما
* ولا غرو للمشتاق أن يتلجلجا
* الجبائي عبد الله بن أبي الحسن بن أبي الفرج الجبائي أبو محمد الطرابلسي كان أبوه نصرانيا فأسلم هو في صغره وحسن إسلامه وحفظ القرآن وقدم بغداد وصحب الشيخ بن عبد القادر الجيلي وتفقه لأحمد بن حنبل وسمع من القاضي أبي الفضل محمد بن عمر الأرموي وأحمد بن أبي غالب بن الطلاية ومحمد بن عبيد الله الزاغوني والحافظ ابن ناصر وجماعة وكتب بخطه وسمع بإصبهان وحصل النسخ وتوفي سنة خمس عشرة وستمائة بإصبهان
أبو محمد الطبسي عبد الله بن الحسن بن محمد بن محمد بن أبي نصر بن أحمد الطبسي أبو محمد سمع بنيسابور الأستاذ أبا القاسم عبد الكريم ابن هوازن القشيري

69
وأبا حامد أحمد بن الحسن الأزهري والفضل ابن عبد الله بن محمد بن المحب وجماعة كثيرة كان موصوفا بالحفظ والمعرفة وسعة الرحلة وكان خطه رديا توفي بمرو
الروذ سنة أربع وتسعين وأربعمائة
أبو محمد العلوي عبد الله بن الحسن بن مسلم أبو محمد العلوي من أهل المدينة شاعر مقدم قدم بغداد ومدح الإمام المستظهر)
ومن شعره من الكامل
* لله أيامي على وادي الحمى
* ما كان أطيب ظلهن وأنعما
*
* أيام وصلي للأحبة ممكن
* والدهر يسعدني على ذات اللمى
*
* خود تريك البدر سنة وجهها
* وتريك منها الليل فرعا أفحما
*
* قالت أتقتلني بمزح يا فتى
* وتروم هجراني وبعدي قلت ما
*
* أضمرت هذا يا مليحة إنما
* أضمرت سفك دمي بمزحك ربما
*
* قالت فحبك كامن بين الحشا
* فأجبتها حبي بشخصك قد نما
*
* أنت الذي غطى هواك بسحبه
* طرفي وأمطر من محاجري الدما
* قلت شعر منحط عماد الدين بن النحاس عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن عبد الباقي بن محاسن الشيخ عماد الدين أبو بكر بن أبي المجد بن أبي السعادات الأنصاري الدمشقي الأصم المعروف بابن النحاس ولد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وتوفي سنة أربع وخمسين وستمائة ولد بمصر ونشأ بدمشق وسمع بها وبحلب ونيسابور وكان ثقة صالحا فاضلا جليل القدر حدث له صمم مفرط وكان يحدث من لفظه وخرج له أبو حامد الصابوني جزءا
بهاء الدين بن محبوب عبد الله بن الحسن بن إسماعيل بن محبوب الصدر بهاء الدين المعري الأصل البعلبكي ولي نظر الحوائج خاناه ونظر بعلبك ثم نظر جامع دمشق قليلا وولي نظر البيمارستان النوري ونظر الأسرى وكان مشهورا بالأمانة والدين

70
والكتابة وكان عاقلا حسن المحاضرة حدث عن أبي المجد القزويني سمع منه أولاده شهاب الدين والرئيس نجم الدين والشيخ فخر الدين عبد الرحمان وعلاء الدين الكتبة وبقية الطلبة وتوفي سنة سبع وسبعين وستمائة
أخو تاج الدين الكندي عبد الله بن الحسن بن زيد بن الحسن أبو محمد الكندي أخو الشيخ تاج الدين تاجر متميز سمح جواد سمع من جماعة وروى وتوفي سنة تسع وتسعين وخمسمائة
قاضي القضاة الحنبلي شرف الدين ابن الحافظ)
عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور الشيخ الفقيه الإمام المحدث اللغوي المفتي الصالح الخير قاضي القضاة شرف الدين أبو محمد ابن العلامة شرف الدين ابن الحافظ جمال الدين ابن الحافظ الكبير تقي الدين الدمشقي الصالحي الحنبلي ولد سنة ست وأربعين وستمائة وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة سمع حضورا سنة ثمان وأربعين وحدث عن مكي بن علان والعراقي والكفرطابي ومحمد بن سعد سمع منه صحيفة همام والعماد بن عبد الهادي واليلداني وخطيب مردا وعلي بن يوسف الصوري وإبراهيم بن خليل وأبي المظفر سبط ابن الجوزي وطائفة وحدث ب صحيح مسلم عن ابن عبد الهادي وطلب قليلا بنفسه وقرأ على ابن عبد الدائم والشيخ شمس الدين وتفقه وبرع في المذهب وأفتى ودرس وكان خيرا وقورا ساكنا لين الجانب حسن السمت ناب في الحكم عن أخيه القاضي شهاب الدين ثم عن ابن مسلم ثم تقلد بعد عز الدين المقدسي فما غير زيه ولا حضر المواكب ولا اتخذ بغلة بل كان يأتي على حمار وكان مديد القامة رقيقا دقيق الصوت مليح الذهن حسن
المحاضرة ولم يكن محذلقا في أموره روى الكثير وتفرد وكان يمل ولا يحتمل تطويل المحدثين حكم بالبلد إلى العصر وطلع الجبل ففجأة الموت هو يتوضأ للمغرب
وولايته سنة وشهران وأجاز لي في سنة تسع وعشرين وسبعمائة بدمشق وكتب عنه بإذنه عبد الله ابن أحمد بن المحب
أبو محمد العلوي عبد الله بن الحسن بن السيد الحسن بن علي بن أبي

71
طالب أبو محمد العلوي أبو محمد وإبراهيم اللذين خرجا على المنصور أمه فاطمة ابنة السيد الحسين قال الواقدي كان من العباد وكان له شرف وعارضة وهيبة ولسان سديد وكان ذا منزلة من عمر بن عبد العزيز أكرمه السفاح ووهب له ألف ألف درهم قال أبو حاتم والنسائي ثقة وسم بباب القادسية وهو بها مدفون ووفاته سنة أربع وأربعين ومائة وروى له الأربعة وخرج من بيته جماعة تقدم ذكرهم ويأتي ذكر من بقي منهم
أبو شعيب الأموي الأديب عبد الله بن الحسن بن أحمد أبو شعيب الحراني الأموي الأديب نزيل بغداد توفي سنة خمس وتسعين ومائتين))
3 (عبد الله بن الحسين))
قاضي القضاة الدامغاني عبد الله بن الحسين بن أحمد بن علي بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الملك الدامغاني أبو القاسم قاضي القضاة ابن القاضي أبي المظفر ابن القاضي أبي الحسين ابن قاضي القضاة أبي الحسن ابن قاضي القضاة أبي عبد الله أحد الأعيان من أولاد القضاة والعلماء والأئمة والكبراء قلد القضاء بمدينة السلام سنة ست وثمانين وخمسمائة وأذن للشهود بالشهادة عنده وعليه فيما يسجله عن الإمام الناصر ولم يزل على ذلك إلى أن عزل سنة أربع وتسعين وخمسمائة ولزم منزله وأهمل وخفي ذكره مدة طويلة إلى أن تولى رجل يعرف بابن الخوافي كان ناظرأ في ديوان العرض فظهرت له وصية إلى القاضي ابن الدامغاني هذا وكانت بمبلغ من المال فعرضت على الخليفة فلما رأى اسمه

72
قال ما علمت أن هذا في الحياة فأمر بإحضاره إلى دار الوزارة وتقليده قضاء القضاة سنة ثلاث وستمائة في شهر رمضان شافهه بذلك الوزير ابن مهدي وخلع عليه السواد وقرئ عهده في جوامع مدينة السلام وأسكن بدار الخلافة ولم يزل على ذلك إلى أن عزل سنة إحدى عشرة وستمائة في شهر رجب ولزم بيته وكان محمود السيرة شديد الأفعال مرضي الطريقة نزها عفيفا متدينا عالما بالقضايا والأحكام غزير الفضل كامل النبل له يد في المذهب والخلاف ومعرفة الفرائض والحساب ويعرف الأدب معرفة حسنة ويكتب خطا حسنا سمع الحديث من والده وعمه قاضي القضاة أبي الحسن علي ومن أبي الفرج ابن كليب والقاضي أبي محمد الساوي وأبي الفتح ابن الماندائي الواسطي وحدث باليسير ومولده سنة أربع وستين وتوفي سنة خمس عشرة وستمائة
القطربلي عبد الله بن الحسين بن سعد القطربلي صاحب التأريخ تقلد عمالة بلد إسكاف وكان من أهل العلم والأدب وقد حفظ وسمع وكان راوية لأشعار المحدثين وقصده الشعراء ليثيبهم وتوفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين
ومن شعره من السريع
* جارية أذهلها اللعب
* عما يلاقي الهائم الصب)
* (شكوت ما ألقاه من حبها
* فأقبلت تسأل ما الحب
* ومنه في عبدون بن مخلد النصراني أخي صاعد لما جلس للمظالم بسر من رأى من الوافر
* إذا حكم النصارى في الفروج
* وغالوا بالجياد وبالسروج
*
* وولت دولة الأشراف طرا
* وآل الأمر في أيدي العلوج
*
* فقل للأعور الدجال هذا
* أوانك إن عزمت على الخروج
* أبو البقاء العكبري عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين الإمام العلامة محب الدين أبو البقاء العكبري البغدادي الأزجي الضرير النحوي الفرضي الحنبلي

73
صاحب التصانيف ولد سنة ثمان وثلاثين وتوفي سنة ست عشرة وستمائة قرأ على ابن الخشاب وأبي البركات ابن نجاح وبرع في الفقه والأصول وحاز قصب السبق في العربية أضر في صباه بالجدري وكان إذا أراد أن يصنف شيئا أحضرت إليه مصنفات ذلك الفن وقرئت عليه فإذا حصل ما يريد في خاطره أملاه وكان يقال أبو البقاء تلميذ تلامذته وقال الشعر وقال جاء إلي جماعة من الشافعية وقالوا انتقل إلى مذهبنا ونعطيك تدريس النحو واللغة بالنظامية فقلت لو أقمتموني وصببتم الذهب علي حتى واريتموني ما رجعت عن مذهبي وقرأ الأدب على عبد الرحيم بن العصار والفقه على الشيخ أبي حكم إبراهيم بن دينار النهاوندي وكان الشيخ أبو الفرج ابن الجوزي يفزع
إليه فيما يشكل عليه من الأدب وكان رقيق القلب سريع الدمعة وسمع في صباه من أبي الفتح بن البطي وأبي زرعة طاهر بن محمد بن طاهر المقدسي وأبي بكر عبد الله بن النقور وأبي العباس أحمد بن المبارك بن المرقعاني وغيرهم قال محب الدين ابن النجار وكان ثقة صدوقا فيما ينقله ويحكيه غزير الفضل كامل الأوصاف كثير المحفوظ متدينا حسن الأخلاق متواضعا ذكر لي أنه بالليل تقرأ له زوجته وله من التصانيف تفسير القرآن إعراب القرآن إعراب الشواذ من القراءات متشابه القرآن عدد آي القرآن إعراب الحديث المرام في نهاية الأحكام في المذهب الكلام على دليل التلازم تعليق في الخلاف الملقح من الخطل في الجدل شرح الهداية لأبي الخطاب الناهض في علم الفرائض البلغة في الفرائض التلخيص في الفرائض الاستيعاب في أنواع الحساب مقدمة في الحساب شرح الفصيح المشوق المعلم في ترتيب كتاب إصلاح المنطق على حروف المعجم شرح)
الحماسة شرح المقامات الحريرية شرح الخطب النباتية المصباح في شرح الإيضاح والتكملة المتبع في شرح اللمع لباب الكتاب شرح أبيات كتاب سيبويه إعراب الحماسة الإفصاح عن معاني أبيات الإيضاح تلخيص أبيات الشعر لأبي علي المحصل في إيضاح المفصل نزهة الطرف في إيضاح قانون الصرف الترصيف في علم التصريف اللباب في عللل البناء والإعراب الإشارة في النحو مختصر مقدمة في النحو أجوبة المسائل الحلبيات التلخيص في النحو التلقين في النحو التهذيب في النحو شرح شعر المتنبي شرح بعض قصائد رؤبة مسائل في الخلاف في النحو تلخيص التنبيه لابن جني العروض معلل العروض مختصر مختصر أصول ابن السراج مسائل نحو مفردة مسألة في قول النبي صلى الله عليه وسلم إنما يرحم الله من عباده الرحماء المنتخب من كتاب المحتسب لغة الفقه ومن شعره يمدح الوزير ابن مهدي من الخفيف

74
* بك أضحى جيد الزمان محلى
* بعد أن كان من علاه مخلى
*
* لا يجاريك في نجاريك خلق
* أنت أعلى قدرا وأغلى محلا
*
* دمت تحيي ما قد أميت من الفض
* ل وتنفي فقرا وتطرد محلا
* ابن رواحة الحموي الخطيب عبد الله بن الحسين بن رواحة بن إبراهيم بن عبد الله بن رواحة بن عبيد بن محمد بن عبد الله بن رواحة أبو محمد الأنصاري الخزرجي الحموي كان خطيب حماة وكان من ذوي الفضل والنبل والرياسة والديانة والصيانة قدم بغداد حاجا ومدح المقتفي بقصائد وشرف بالخلع والعطاء وتوفي سنة إحدى وستين وخمسمائة وبلغ من العمر خمسا وسبعين سنة
ومن شعره من الوافر
* لمن تلك المعالم والرسوم
* كأن بقية منها وشوم
*
* تلوح لنا خلال هضاب نجد
* كما لاحت لناظرها النجوم
* ومنه من الكامل
* أعلاق وجد القلب من إعلاقه
* وتصاعد الزفرات من إحراقه
* ومنه من الطويل
* أتعرف رسما دارس الآي بالحمى
* عفا وتهاداه السحاب فأطسما)
* (سلوت الهوى أيام شرخ شبيبتي
* فهل رغبة فيه إذا الشيب عم
*
* وقالوا مشيبا كالنجوم طوالعا
* وما حسن ليل لا ترى فيه أنجما
* ومنه من البسيط
* دبت عذاراه في ميدان وجنته
* حتى كأن نمالا في تستبق
*
* ليس السواد بشعر إنما نفضت
* على ملاحتها من صبغها الحدق
*
* كأن حبة قلبي خال وجنته
* لونا فمختلف منا ومتفق
*
* ضدان هذا بنور الحسن محترق
* سحرا وهذا بنار الحزن محترق
* ومنه من الطويل

75
* وما الشمس في وسط السماء ودونها
* حجاب من الغيم الرقيق مفرق
*
* بأحسن منها حين تستر وجهها
* حياء وتبديه لعلي أرمق
* ومنه من الوافر
* إلهي ليس لي مولى سواكا
* فهب من فضل فضلك لي رضاكا
*
* وإن لا ترض عني فاعف عني
* لعلي أن أجوز به حماكا
*
* فقد يهب الكريم وليس يرضى
* وأنت محكم في ذا وذاكا
* عز الدين ابن رواحة عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن رواحة وباقي نسبه تقدم في ذكر جده آنفا المسند عز الدين أبو القاسم الأنصاري الخزرجي الحموي الشافعي ولد بجزيرة من جزائر المغرب وهي صقلية وأبوه بها مأسور في سنة ستين وخمسمائة وكان أبوه قد أسر وهو حمل بها ثم يسر الله بخلاصهم وهو من بيت علم وعدالة رحل أبوه إلى الإسكندرية وكان له شعر وسط يأخذ به الصلات وحدث بأماكن عديدة وتوفي سنة ست وأربعين وستمائة بين حلب وحماة ونقل إلى حماة ومن شعره من الوافر
* رحلت ولم تودع منك خلا
* صفا كدر الزمان به وراقا
*
* ولكن خاف من أنفاس وجدي
* إذا أبرى الوداع به احتراقا
*
* وكأس الشوق منذ نأيت عني
* أكابدها اصطباحا واغتباقا
* السامري المقرئ)
عبد الله بن الحسين بن حسنون أبو أحمد السامري

76
البغدادي المقرئ مسند ديار مصر في القراءات قال الشيخ شمس الدين في أخر ترجمته وقد بان ضعفه فيا حينه وتوفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة
أبو محمد الفارسي الكاتب عبد الله بن الحسين الفارسي أبو محمد الكاتب أديب راوية للأخبار روى عن أبي بكر محمد بن القاسم بن بشار الأنباري وأبي الفرج علي بن الحسين الإصبهاني والقاضي أبي القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي وأبي طالب محمد بن زيد العطار وأبي سهل أحمد بن محمد بن زياد القطان وغيرهم وروى عنه أبو عبد الرحمان محمد بن الحسين السلمي النيسابوري
مجد الدين مدرس القيمرية عبد الله بن الحسين بن علي الشيخ الإمام مجد الدين أبو بكر الكردي الزرزاري الشافعي إمام المدرسة القيمرية بدمشق أم بالتربة الظاهرية ودرس بالكلاسة وكان خيبرا بالمذهب عارفا بالقراءات صاحب زهد توفي سنة سبع وسبعين وستمائة روى عن الحافظ يوسف بن خليل وقرأ القراءات على أبي عبد الله الفاسي في غالب الظن وهو والد المفتي شهاب الدين والشيخ ركن الدين والشيخ عفيف الدين المحمدين ابن أبي التائب عبد الله بن الحسين ابن أبي التائب ابن أبي العيش الشيخ المسند المعمر الشاهد بدر الدين أبو محمد الأنصاري الدمشقي أحد الضعفاء ولد سنة اثنتين أو ثلاث وأربعين وتوفي سنة خمس وثلاثين وسبعمائة سمع من أخيه إسماعيل كثيرا من مكي بن علان والرشيد العراقي وابن لنور البلخي وعثمان ابن خطيب القرافة وإبراهيم بن خليل وعبد الله ابن الخشوعي وعدة وروى الكثير وتفرد وعمر دهرا كان لا يصدق في مولده في آخر عمره ويزعم أنه تجاوز المائة وألحق مرة بخطه الوحش اسمه مع أخيه فيما لم يسمعه فما روى من ذلك كلمة وشرع يطلب على الرواية وأجاز لي بخطه سنة تسع وعشرين وسبعمائة بدمشق
ابن الحشرج القرشي عبد الله بن الحشرج كان سيدا من سادات قريش وأميرا من أمرائها وكان جوادا تولى)
أعمال فارس وكرمان وأعطى بخراسان حتى أعطى منشفته التي

77
كانت عليه وأعطى لحافه وفراشه فقالت امرأته لشد ما تلاعب بك الشيطان وصرت من إخوته مبذرا كما قال الله عز وجل إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين فقال لرفاعة بن زوي النهدي وكان صديقه ألا تسمع إلى أب ما قالت هذه فقال صدقت والله وبرت فقال ابن الحشرج من الطويل
* تلوم علي إتلافي المال خلتي
* ويسعدها نهد بن زيد على الزهد
*
* أنهد بن زيد لست منكم فتشفقوا
* علي ولا منكم غواتي ولا رشدي
*
* سأبذل مالي إن مالي ذخيرة
* لعقبى وما أجني به ثمر الخلد
*
* ولست بمبكاء على الزاد باسل
* يهر على الأزواد كالأسد الورد
*
* ولكنني سمح بما حزت باذل
* لما كلفت كفاي في الزمن الجحد
*
* بذلك أوصاني الرقاد وقبله
* أبوه بأن أعطي وأوفي بالعهد
* الرقاد كان أحد عمومته قدم عليه زياد الأعجم وهو أمير على نيسابور فأنزله وبعث بما يحتاج إليه فغذا عليه فأنشده منا الكامل
* إن السماحة والمروءة والندى
* في قبة ضربت على ابن الحشرج
*
* ملك أغر متوج ذو نائل
* للمعتفين يمينه لم تشنج
*
* يا خير من صعد المنابر بالتقى
* بعد النبي المصطفى المتحرج
*
* لما أتيتك راجيا لنوالكم
* ألفيت باب نوالكم لم يرتج
* الصدفي عبد الله بن الحصين الصدفي قرية على خمسة فراسخ من القيروان قال ابن رشيق له شعر طائل ومعان غريبة واهتداء حسن مع دارية بالنحو ومعرفة بالغريب واطلاع على الكتب صحب العلماء قديما إلا أنه خامل رث الحال يطرح نفسه حيث وجد قناعة منه حتى أن بعضهم سماه سقراط لتلك العلة تشبيها به وربما أقام أحم الناس به حولا كاملا لا يقع عليه نفورا ولواذا فشعره لذلك قليل بأيدي الناس لا أعرف منه إلا أبياتا كتبها إلي في شكر بن مروان القفصي وهي من البسيط
* لا أستكين إلى الأيام أعذلها
* ولا عن الناس والحاجات أسألها
*

78
* ولي أخ من بني الآداب همته
* بين السماك وبين النسر منزلها)
* (ولو أرادت علوا فوق ذا لعلت
* لكنها اقتربت ممن يؤملها
* الزهري أبو بكر عبد الله بن حفص بن عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري أبو بكر روى عن ابن عمر وأنس وعروة بن الزبير وكان ثقة وتوفي في حدود المائة والعشرين وروى له جماعة
3 (عبد الله بن حمدان))
أبو محمد النديم عبد الله بن حمدان بن إسماعيل أبو محمد النديم أديب شاعر فاضل روى عن أبيه وعن ابن المعتضد وروى عنه إبراهيم بن محمد نفطويه والصولي محمد بن يحيى وأبو عبد الله الحكيمي ومحمد بن عبد الملك التاريخي توفي سنة تسع وثلاثمائة كتب إلى أبي العباس ابن المعتز يستهديه إزارا من مجزوء البسيط
* يا سيدي ليس لي قرار
* لأنه ليس لي إزار
*
* فجد به معلما سريا
* يحكيه في الرقة الغبار
*
* ألبسه قبل رائعات
* لا خمر فيها ولا خمار
* فوجه إليه من ساعته وكتب إليه من الطويل
* طلبت إزارا دلني إذ طلبته
* على بعض ما تطويه عنا وتخفيه
*
* فدونكه ودون قدرك قدره
* ويا ليت شعري من تضاجعه فيه
*
3 (عبد الله بن حمران))
توفي سنة ست ومائتين وروى له مسلم وأبو داود والنسائي
أبو محمد الزبيدي الأندلسي عبد الله بن حمود الزبيدي أبو محمد الأندلسي من مشاهير أصحاب أبي علي القالي رحل المشرق ولم يعد إلى الأندلس

79
ولازم أبا سعيد السيرافي إلى أن توفي السيرافي ولازم الفارسي واتبعه إلى فارس وكان إذا سمع كلام الجاحظ انحدر ويسدر عجبا به وكان يقول قد رضيت في الجنة بكتب الجاحظ بكتب الجاحظ عوضا من نعيمها وكان من فرسان النحو واللغة والشعر
المنصور الزيدي عبد الله بن حمزة أبو محمد المنصور المعروف بابن الهادي يحيى بن الحسين وسوف يأتي ذكره في ذكره في حرف الياء في مكانه وقد مر ذكر ولده المرضي محمد بن يحيى في المحمدين وكان منصورا شهما حازما عظيم الناموس وكان أهل اليمن يتوالونه ويحدث نفسه بمدارك تعجز قدرته عنها وما زال يمارس الديلم وأهل طبرستان بالمراسلات والهدايا لما يعلم من موالاتهم لأهل البيت حتى خطب له في بعض تلك البلاد وقام له هناك داع تغلب على أكثر بلاد جيلان وخطب له على منابرها على أنه لم يزل مقيما ببلاد صعدة وكان معاصرا للإمام الناصر العباسي وكان يشبه به في الدهاء وكثرة التطلع إلى أخبار الرعايا حتى أنه كان يواصل طوائف العرب بحمل الأموال ويحرضهم على ذلك ويعدهم على قتله وكان المنصور لكثرة اطلاعه واحترازه لا يطلع الناس فلا يظفر الناصر بشيء منه وقال يوما إن هذا الرجل قد أفنى الأموال الجليلة على الظفر بي ولو بذل لي بعض هذه الأموال لملك بها قيادي ولكنت له أنصح وأخلص من كثير ممن يعتمد عليهم وكان يربح التعب من طلب ما لا يناله مع الحصول على ودي فبلغ ذلك الناصر فقال أنا يسهل علي المال العظيم أملا أن أبلغ أقل غرض لي على وجه الغلبة ولا يسهل علي بذل درهم واحد مع وهم أنه خداع وكان للمنصور وزير نفذ إليه الناصر بجملة من المال على أن يكون بطانة له يعينه على بلوغ غرضه فأطلع الوزير المنصور على ذلك فشكره وأحسن إليه ووصله ثم إنه قطعه عن خدمته فقيل له في ذلك فقال لا يسهل علي أن يخدمني وأراه بعين أنه يمتن علي بأنه أبقى)
علي روحي وفي الناس سعة لي وله ولما مات أقما الزيدية ولده مقامه واختبروه في علمه فوجدوه ناقصا عن رتبة الإمامة فلم يخطبوا له بها والزيدية لا بد لهم من إمام فاطمي فراسلوا أحمد بن الحسين المعروف بالموطي وهو من بني عم المنصور وكان مشورا بكمال العلم والزهد وخطبوا له في قلعة ثلا من حصون اليمن وكان على غاية من الزهد والعبادة لا يسكن قلعة ولا يأوي إلا البراري والجبال ومن شعر المنصور عبد الله المذكور يشير أن دعوته قد بلغت بلاد جيلان وجاوزت العراق وهو مقيم بمكانه في صعدة من السريع

80
* قل لبني العباس ما بالكم
* لا تلحظونا لحظ رجحان
*
* وقل تخطتكم لنا دعوة
* جالت على أقطار جيلان
* ومن شعره أيضا من الرجز
* قوض خيامي عن ديار الهون
* فلست ممن يرتضي بالدون
*
* واشدد على ظهر الهجين رحله
* فقد شجاني غارب الهجين
*
* وقربا مني على الحصان زلفة
* فالحصن أولى بي من الحصون
*
* إني على ريب زمان شرس
* لا تخرج النخوة من بني عرنيني
*
* جدي رسول الله حقا وأبي
* ملقب بالأنزع البطين
*
* من دوحة كريمة ميمونة
* غراء تؤتي الأكل كل حين
* ومنه من البسيط
* لا تحسبوا أن صنعا جل مأربتي
* ولا ذمار إذا أشمت حسادي
*
* واذكر إذا شئت تشجيني وتطربني
* كر الجياد على أبواب بغداد
* ومنه ومنه الطويل
* أفيقا فما شغلي بسعدي بني سعد
* ولا طلل أضحى كحاشية البرد
*
* ولا بغزال أغيد مهضم الحشا
* رضاب ثناياه ألذ من الشهد
*
* يميس كغصن البان لينا ووجهه
* سنا البدر في ليل من الشعر الجعد
*
* ولا بادكار اليعملات تقاذفت
* بها البيد من غوري تهامة أو نجد
*
* تؤم بهم شطر المحصب من منى
* طلائح أمثال الحنايا من الشد
*
* فلي عنهم شغل بقنة شيظم
* طويل الشظى عبل الشوى سابح نهد)
* (وتشقيف هندي وإعداد حربة
* وصقل حسام صارم مرهف الحد
*
* وكل دلاص نسج داود صنعها
* من الزرد الموضون قدر في السرد
*
* وكل طلاع الكف زوراء شطبة
* تراسل أسباب المنايا إلى الضد
*
* وقودي خميسا للخميس كأنه
* من البحر موج فاض بالبيض والجرد
*
* وكان اشتغالي يا عذولي بما ترى
* وتأليفهم من بطن واد ومن نجد
*

81
الأنصاري عبد الله بن حنظلة بن الراهب بن عبد عمرو بن صيفي حنظلة أبوه هو غسيل الملائكة وقد تقدم ذكره ولد عبد الله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بسبع سنين قال ابن عبد البر كان خيرا فاضلا مقدنا في الأنصار وكان يتوضأ لكل صلاة وروى عنه ابن أبي ملكية وضمضم بن جوس وأسماء بنت زيد بن الخطاب وقتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين وكانت الأنصار قد بايعته يومئذ وبايعت قريش عبد الله بن مطيع وروى له أبو داود
الأزدي عبد الله بن حوالة الأزدي قال ابن عبد البر ويشبه أن يكون حليفا لبني عامر بن لؤي أبو حوالة نزل الشام وروى عنه أبو إدريس الخولاني وجبير بن نفير ومرثد بن وداعة وغيرهم وقدم مصر وروى عن ربيعة لقيط التجيبي وتوفي سنة ثمان وخمسين وقال ابن عبد البر سنة ثمانين وقال غيره في حدود الثمانين وروى له أبو داود
أبو القاسم القزويني الشافعي عبد الله بن حيدر بن أبي القاسن القزويني أبو القاسم الفقيه الشافعي سافر إلى خراسان وتفقه على أئمتها وسمع بنيسابور من محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي وغيره و بمرو من يوسف بن أيوب الهمذاني واستوطن همذان وكان يدرس بها ويفتي وله مدرسة كبيرة في سوق الطعام قدم بغداد حاجا سنة أربع وأربعين وخمسمائة وحدث بصحيح مسلم عن الفراوي وجمع أربعين حديثا وحدث بها
3 (عبد الله بن خازم))

82
عبد الله بن خازم أمير خراسان أحد الأبطال المشهورين يقال له صحبة ولا تصحح توفي في حدود الثمانين للهجرة
الأعشي الشيباني عبد الله بن خارجة بن حبيب من بني شيبان هو الأعشى الشاعر المشهور شاعر فصيح من ساكني الكوفة كان شديد التعصب لبني أمية وفد على عبد الملك بن مروان فقال ما الذي بقي منك فقال أنا الذي أقول من الطويل
* وما أنا في أمري ولا في خصومتي
* بمهتضم حقي ولا قارع سني
*
* ولا مسلم مولاي عند جناية
* ولا خائف مولاي من شر ما أجني
*
* وإن فؤادا بين جنبي عالم
* بما أبصرت عيني وما سمعت أذني
*
* وفضلي بالشعر واللب أنني
* أقول على علم وأعرف من أكني
*
* وأصبحت إذ فضلت مروان وابنه
* على الناس قد فضلت خير أب وابن
* فقال عبد الملك من يلومني على مثل هذا وأمر له بعشرة آلاف درهم وعشر تخوت من ثياب وعشر فرائض من الإبل واقطعه ألف جريب وقال له إمض بها إلى زيد الكاتب يكتب لك بها فأتى زيدا فقال له إيتني غدا فأتاه فردده فقال له من الرجز
* يا زيد يا فداك كل كاتب
* في الناس بين حاضر وغائب
*
* هل لك في حق عليك واجب
* في مثله يرغب كل راغب
*
* وأنت عف طيب المكاسب
* مبرأ من عيب كل عائب
*
* ولست إن كلفتني بصاحبي
* طول غدو ورواح دائب
*
* وسدة الباب وعنف الحاجب
* من نعمة أسديتها بخائب
* فأبطأ عليه زيد فكلم سفيان بن الأبرد فكلمه فأبطأ عليه فعاد إلى سفيان فقال له من البسيط

83
* عد إذ بدأت أبا يحيى فأنت لها
* ولا تكن من كلام الناس هيابا
*
* واشفع شفاعة أنف لم يكن ذنبا
* فإن من شعفاء الناس أذنابا
* فأتى سفيان زيدا فلم يفارقه حتى قضى حاجته
عبد الله بت الخضر)
ابن الشيرجي الشافعي عبد الله بن الخضر بن الحسين بن الحسن المعروف بابن الشيرجي أبو البركات الفقيه الشافعي ويسمى محمدا أيضا من أهل الموصل قدم بغداد وتفقه بالمدرسة النظامية وسمع من جماعة وحدث باليسير توفي سنة أربع وسبعين وخمسمائة
جمال الدين المصري عبد الله بن خطلبا بن عبد الله جمال الدين الغساني أحد مقدمي الحلقة بالقاهرة أخبرني العلامة أثير الدين من لفظه قال مولده رابع عشر شعبان سنة سبع وعشرين وستمائة
أنشدنا لنفسه من البسيط
* أستغفر الله من أشياء تخطر لي
* من ارتكاب دنيات من العمل
*
* ومن ملاحظتي طورا مسارقة
* وتارة جهرة للفاتر المقل
*
* من كل أحوى حوى رقي ورق له
* قلبي وقد راق لي في وصفه غزلي
*
* من أحسن الناس معنى قد شعفت به
* وهو الذي حسنه العصيان حسن لي
*
* فالشمس تفخر إن قيست ببهجته
* والبدر منه وغصن البان في خجل
*
* فجعل جامع ما في الناس من حسن
* ومن على كل قلب بالجمال ولي
* أبو العمثيل عبد الله بن خليد أبو العمثيل بفتح العين المهملة وفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف وقتح التاء المثلثة وبعدها لام وهو من صفات الخيل وهو

84
السبط الذيال المتبختر في مشيته
مولى جعفر بن سليمان كان يؤدب ولد عبد الله بن طاهر وأصله من الري توفي سنة ست وأربعين ومائتين وكان يعجم كلامه ويعربه ويتعقر فيه ويتجيد قول الشعر فمن شعره وقد حجب في باب عبد الله بن طاهر من الطويل
* سأترك هذا الباب ما دام إذنه
* على ما أرى يخف قليلا
*
* إذا لم أجد يوما إلى الإذن سلما
* وجدت إلى ترك اللقاء سبيلا
* ومنه من الوافر
* أما والراقصات بذات عرق
* ومن صلى بنعمان الأراك
*
* لقد أضمرت حبك في فؤادي
* وما أضمرت حبا من سواك)
* (أطعت الآمريك بقطع حبلي
* مريهم في أحبتهم بذاك
*
* فإن هم طاوعوك فطاوعيهم
* وإن عاصوك فاعصي من عصاك
* قال الصولي له ديوان شعر في خمسمائة ورقة ومن شعره عبد الله بن طاهر من الكامل
* يا من يحاول أن تكون صفاته
* كصفات عبد الله أنصت واسمع
*
* فلأنصحنك في المشورة والذي
* حج الحجيج إليه فاسمع أو دع
*
* أصدق وعف وبر واصبر واحتمل
* واصفح وكاف ودار واحلم وأشجع
*
* والطف ولن وتأن وارفق واتئد
* واحزم وجد وحام واحمل وادفع
*
* فلقد محضتك إن قبلت نصيحتي
* وهديت للنهج الأسد المهيع
* ودخل يوما على عبد الله بن طاهر فقبل يده فقال له ممازحا خدشت كفي بخشونة شاربك فقال أبو العميثل مسرعا شوك القنفذ لا يؤلم كف الأسد فأعجبه ذلك وأمر له بجائزة وله من المصنفات كتاب التشابه كتاب الأبيات السائرة كتاب معاني الشعر كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه
المدني عبد الله بن دينار المدني العمري مولاهم أحد الثقات سمع ابن

85
عمر وأنس بن مالك وسليمان بن يسار وأبا صالح السمان وقد أنفرد بحديث النهي عن بيع الولاء وهبته عن ابن عمر وأساء العقيلي بإيراده في كتاب الضعفاء وإنما الاضطراب من أصحابه وقد وثقه الناس وتوفي سنة سبع وعشرين ومائة روى له الجماعة
أبو الزناد عبد الله بن ذكوان أبو الزناد الفقيه المدني مولى قريش يقال إنه ابن أخي أبي لؤلؤة قاتل عمر بن الخطاب سمع أنسا وأبا أمامة ابن سهل وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وسعيد بن المسيب والأعرج فأكثر عنه وروى عنه مالك وكان أحد الأئمة الأعلام قال الليث رأيت خلفه ثلاثمائة تابع من طالب فقه وطالب شعر وصنوف قال ثم لم يلبث أن بقي وحده وأقبلوا على ربيعة بن عبد الرحمان وقال بعض النقاد أصح الأسانيد أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة وقال أحمد هو أعلم من ربيعة وكان صاحب كتابة وحساب وكان سبب جلد ربيعة الرأي فولي المدينة بعد ذلك فلان التيمي فطين على أبي الزناد بيتا فشفع فيه)
ربيعة قال الشيخ شمس الدين انعقد الإجماع على توثيق أبي الزناد وتوفي سنة إحدى وثلاثين ومائة وروى له الجماعة
أبو خالد الأنصاري عبد الله بن رباح أبو خالد الأنصاري المدني نزيل البصرة روى عن أبي بن كعب وعمار بن ياسر وعمران بن حصين وكعب الأحبار وتوفي في حدود المائة للهجرة وروى له مسلم والأربعة
والد عمر بن أبي ربيعة عبد الله بن ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي أبو عبد الرحمان وهو والد عمر الشاعر وأخو عياش بن أبي ربيعة كان اسمه في الجاهلية بحيرا فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله وفيه يقول عبد الله بن الزبعري من الطويل
* بحير بن عبد الله قرب مجلسي
* وراح علينا فضله غير عاتم
*

86
واختلف في اسم أبي ربيعة والأكثر أن اسمه عمرو بن المغيرة كان من أشراف قريش في الجاهلية ومن أحسن قريش وجها وهو الذي بعثته قريش مع عمرو بن العاص إلى النجاشي في مطالبة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وقيل إنه الذي استجار يوم الفتح بأم هانئ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجرنا من أجرت وهو أخو أبي جهل لأمه
حضر من اليمن لنصرة عثمان فلما كان بالقرب من مكة سقط عن راحلته فمات سنة خمس وثلاثين للهجرة وروى له النسائي وابن ماجة
الغداني البصري عبد الله بن رجاء الغداني البصري أبو عمرو روى عنه البخاري وابن ماجة وروى النسائي وابن ماجة بواسطة عنه وإبراهيم الحربي قال أبو حاتم ثقة رضى وتوفي سنة عشرين ومائتين
القرطبي عبد الله بن رشيق أصله من قرطبة قال حسن بن رشيق اجتمعت به بالمحمدية سنة إحدى وأربعمائة وهو حديث السن لم يجز العشرين وليس فبله كبير شيء من هذه الصناعة ثم ارتحل فأوطن القيروان سنين عدة بأهله واختص بالشيخ أبي عمران الفقيه ففيه أكثر شعره)
وأحاط بعلوم شتى وساد فيها وتفقه في الدين وكان عفيفا خيرا مستجيبا منقطع اللسان عن فضول الكلام كان له من الشعر حظ كبير إلا أنه لم يمدح لمثوبة ولا أعلمه هجا أحدا قط
وأراد الحج فناله ورجع فمات سنة تسع عشرة وأربعمائة بعد اشتهار فيها بالعلم والجلالة
ومن شعره من مجزوء الخفيف
* خير أعمالك الرضى
* بالمقادير والقضا
*
* بينما المرء ناطق
* قيل قد كان فانقضى
*

87
قال ابن رشيق وأنشدته لنفسي من الخفيف
* من جفاني فإنني غير جاف
* صلة أو قطيعة في عفاف
*
* ربما هاجر الفتى من يصافي
* ه ولاقى بالبشر من لا يصافي
* فصنع في مثل ذلك وأنشدنيه بعد أيام من الطويل
* سأقطع حبلي من حبالك زاهدا
* وأهجر هجرا لا يجر لنا عرضا
*
* وقد يعرض الإنسان عمن يوده
* ويلقى ببشر من يسر له البغضا
* أبو محمد اليابري عبد الله بن رضا بن خالد بن عبد الله بن رضا أبو محمد اليابري بياء أخر الحروف وبعد الألف باء موحدة مضمومة وبعدها راء المغربي من رهط الأخطل الشاعر كان بارعا في الأدب والنظم والإنشاء توفي سنة تسع وعشرين وأربعمائة
ومن شعره
3 (عبد الله بن رفاعة))
3 (بن عدي بن علي بن أبي عمر بن الذيال بن ثابت بن نعيم))
أبو محمد السعدي المصري الفقيه الشافعي كان دينا بارعا في الفرائض والحساب ولي القضاء بمصر بالجيزة مدة ثم استعفى واشتغل بالعبادة وسمع وروى وتوفي سنة إحدى وستين وخمسمائة
شاعر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر الأنصاري الخزرجي أبو محمد أحد النقباء شهد العقبة وبدرا وأحدا

88
والخندق والحديبية وعمرة القضاء والمشاهد كلها إلا الفتح وما بعده لأنه طعن في وجهه يوم مؤتة فدلك وجهه بدمه ثم صرع بين الصفين وجعل يقول يا معشر المسلمين ذبوا عن لحم أخيكم حتى مات وذلك سنة ثمان للهجرة وروى عنه من الصحابة ابن عباس وأبو هريرة وهو الذي نزلت فيه وفي صاحبيه حسان بن ثابت الأنصاري وكعب بن مالك إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا الآية وهو أخو أبي الدرداء لأمه وهو شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد الشعراء الذين كانوا يردون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الأذى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قل شعرا تقتضبه الساعة وأنا أنظر إليك فانبعث مكانه يقول من البسيط
* إني تفرست فيك الخير أعرفه
* والله يعلم أن ما خانني البصر
*
* أنت النبي ومن يحرم شفاعته
* يوم الحساب لقد أودى به القدر
*
* فثبت الله ما أتاك من حسن
* تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا
* فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت فشبتك الله با ابن رواحة قال هشام بن عروة فثبته الله أحسن ثبات فقتل شهيدا وفتحت له الجنة فدخلها وكان عبد الله أحد الأمراء بمؤتة وأول خارج إلى الغزو وآخر قافل ولما خرج دعا المسلمون ولمن معه أن يرد الله سالمين فقال من البسيط
* لكنني أسأل الرحمان مغفرة
* وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا
*
* أو طعنة بيدي حران مجهزة
* بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا
*
* حتى يقولوا إذا مروا على جدثي
* يا أرشد الله من غاز وقد رشدا
*)
وقال يوم مؤتة يخاطب نفسه من الرجز
* أقسمت بالله لتنزلنه
* بطاعة منك وتكرهنه
*
* فطالما قد كنت مطمئنه
* جعفر ما أطيب ريح الجنة
* ثم قاتل حينا ثم نزل فأتاه ابن عم له برق من لحم فقال شد بهذا ظهرك فإنك قد لقيت في أيامك هذه ما لقيت فأخذه من يده فانتهس منه نهسة ثم سمع الحطمة في الناس فقال وأنت في الدنيا فألقاه من يده ثم أخذ سيفه فقاتل حتى قتل وهو الذي مشى ليلة إلى أمة له فنالها وفطنت له امرأته فجحدها فقالت له إن كنت صادقا فاقرأ القرآن فالجنب لا يقرأ فقال من الوافر
* شهدت أن وعد الله حق
* وأن النار مثوى الكافرينا
*
* وأن العرش فوق الماء حق
* وفوق العرش رب العالمينا
*
* وتحمله ملائكة غلاظ
* ملائكة الإله مسومينا
* فقالت امرأته صدق الله وكذبت عيني

89
القرشي السهمي عبد الله بن الزبعري بكسر الزاي وفتح الباء الموحدة وسكون العين المهملة وفتح الراء وبعدها ألف مقصورة ابن قيس بن عدي بن سهم القرشي السهمي الشاعر كان من أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه بنفسه ولسانه وكان من أشعر الناس يقولون هو أشعر قريش قاطبة ثم إنه أسلم عام الفتح بعد أن هرب يوم الفتح إلى نجران فرماه حسان بن ثابت ببيت واحد وهو من الكامل
* لا تعدمن رجلا أحلك بغضه
* نجران في عيش أجذ لئيم
* فأسلم وحسن إسلامه واعتذر للنبي صلى الله عليه وسلم بأشعار حسان كثيرة فقبل عذره منها قوله من الكامل
* منع الرقاد بلابل وهموم
* والليل معتلج الرواق بهيم
*
* مما أتاني أن أحمد لامني
* فيه فبت كأنني محموم
*
* يا خير من حملت على أوصالها
* عيرانة سرح اليدين غشوم
*
* إني لمعتذر إليك من الذي
* أسديت إذا أنا في الضلال أهيم)
* (أيام تأمرني بأغوى خطة
* سهم وتأمرني بها مخزوم
*
* وأمد أسباب الردى ويقودني
* أمر الغواة وأمرهم مشؤوم
*
* فاليوم آمن بالنبي محمد
* قلبي ومخطىء هذه محروم
*
* مضت العداوة وانقضت أسبابها
* وأتت أواصر بيننا وحلوم
*
* فاغفر فدى لك والداي كلاهما
* وارحم فإنك راحم مرحوم
*
* وعليك من سمة المليك علامة
* نور أغر وخاتم مختوم
*
* أعطاك بعد محبة برهانه
* شرفا وبرهان الإله عظيم
*
3 (عبد الله بن الزبير))

90
ابن عبد المطلب عبد الله بن الزبير بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي وأمه عاتكة بنت وهب بن عمرو بن عائذ لا عقب له قتل يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة للهجرة ووجد عنده عصبة من الروم قد قتلهم ثم اثخنه الجراح فمات رضي الله عنه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول له ابن عمي وحبي ومنهم من قال إنه كان يقول ابن أمي قال ابن عبد البر لا أحفظ له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وقد روى عنه أختاه ضباعة وأم الحكم وكانت سنه يوم قتل نحرا من ثلاثين سنة
أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن قصي القرشي الأسدي يكنى أبا بكر هو أول مولود ولد في الإسلام بالمدينة روى عن أبيه وأبي بكر وعمر وعثمان شهد اليرموك وغزا القسطنطينية والمغرب وله مواقف مشهودة وكان فارس قريش في زمانه بة يع بالخلافة سنة أربع وستين وحكم على الحجاز واليمن ومصر والعراق وخراسان وأكثر الشام
وولد سنة اثنتين من الهجرة وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ثمان سنين وأربعة أشهر خرجت أسماء أمه حين هاجرت حبلى فنفست بعبد الله في قباء قالت أسماء ثم جاء بعد سبع سنين ليبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره بذلك الزبير فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه مقبلا ثم بايعه ولما قدم المهاجرون أقاموا لا يولد لهم فقالوا سحرتنا يهود حتى

91
كشرت في ذلك القالة فكان أول مولود بعد الهجرة فكبر المسلمون تكبيرة)
واحدة حتى ارتجت المدينة وأمر النبي صلى الله عليه وسلم فأذن في أذنيه بالصلاة وكان عارضاه خفيفين فما اتصلت لحيته حتى بلغ ستين سنة وأتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال يا عبد الله إذهب بهذا الدم فاهرقه حيث لا يراك أحد فلما برز عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمد إلى الدم فشربه فلما رجع قال ما صنعت بالدم قال عمدت إلى أخفى موضع علمت فجعلته فيه قال لعلك شربته قال نعم قال ولم شربت الدم ويل للناس منك وويل لك من الناس وعن ابن أبزي عن عثمان أن ابن الزبير قال له حيث حصر إن عندي نجائب أعددتها لك فهل لك أن تحول إلى مكة فيأتيك من أراد أن يأتيك قال لا إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يلحد بمكة كبش من قريش اسمه عبد الله عليه مثل نصف أوزار الناس رواه أحمد في مسنده وعن إسحاق ابن أبي إسحاق قال حضرت قتل ابن الزبير جعلت الجيوش تدخل عليه من أبواب المسجد فكلما دخل قوم من باب حمل عليهم وحده حتى يخرجهم فبينا هو على تلك الحال إذا جاءته شرفة من شرفات المسجد فوقعت على رأسه فصرعته وهو يتمثل من الرجز
* أسماء يا أسماء لا تبكيني
* لم يبق إلا حسبي وديني
* وصارم الثت به يميني وقال سهل بن سعد سمعت ابن الزبير يقول ما أراني اليوم إلا مقتولا لقد رأيت الليلة كأن السماء فرجت لي فدخلتها فقد والله مللت الحياة وما فيها وقال عمرو بن دينار كان ابن الزبير يصلي في الحجر والمنجنيق يصيب طرف ثوبه فما يلتفت إليه وكان يسمى حمامة المسجد وقال ابن إسحاق ما رايت أحدا أعظم سجدة بين عينيه من ابن الزبير وجاء الحجاج إلى مكة فنصب المنجنيق عليها وكان ابن الزبير قد نصب فسطاطا عند البيت فاحترق فطارت شرارة فاحترق البيت واحترق قرنا الكبش الذي فدي به إسماعيل يومئذ ورمى الحجاج المنجنيق على ابن الزبير وعلى من معه في المسجد وجعل ابن الزبير على الحجر الأسود بيضة ترد عنه يعني خوذة ودام الحصار ستة أشهر وسبع عشرة ليلة وخذل ابن الزبير أصحابه وخرجوا إلى الحجاج ثم إن الحجاج أخذه وصلبه منكسا وكان آدم نحيفا ليس بالطويل بين عينيه أثر السجود قيل إنه بقي مصلوبا سنة ثم جاء إذن عبد الملك بن

92
مروان أن يسلم ولدها إليها فحنطته وكفنته وصلت عليه وحملته فدفنته في المدينة في دار صفية بنت)
حيي ثم زيدت دار صفية في المسجد فهو مدفون مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع أبي بكر وعمرو رضي الله عنهما وكان كثير الصلاة كثير الصيام شديد البأس كريم الجدات والأمهات والخالات وقال مالك ابن الزبير كان أفضل من مروان وكان أولى بالأمر من مروان ومن ابنه وقال علي بن زيد الجدعاني إلا أنه كانت فيه خلال لا تصلح معها الخلافة لأنه كان بخيلا ضيق العطاء سيىء الخلق حسودا كثير الخلاف أخرج محمد بن الحنيفة ونفى عبد الله بن عباس إلى الطائف وقال علي بن أبي طالب ما زال الزبير يعد منا أهل البيت حتى نشأ عبد الله ولما كان قبل قتله بعشرة أيام دخل على أمه وهي شاكية فقال لها كيف تجدينك يا أمه قالت ما أجدني إلا شاكية فقال لها إن
في الموت لراحة قالت لعلك تمنيته لي ما أحب أن أموت حتى يأتي علي أحد طرفيك إما قتلت فأحتسبك وإما ظفرت بعدوك فقرت عيني قال عروة فالتفت إلي فضحك قال فلما كان في اليوم الذي قتل فيه دخل عليها في المسجد فقالت يا نبي لا تقبلن منهم خطة تخاف فيها على نفسك الذل مخافة القتل فوالله لضربة سيف في عز خير من ضربة سوط في مذلة قال فخرج وقد جعل له مصراع عند الكعبة وكان تحته فأتاه رجل من قريش فقال ألا نفتخ لك باب الكعبة فتدخلها فقال عبد الله من كل شيء تحفظ أخاك إلا من نفسه والله لو وجدوكم تحت أستار الكعبة لقتلوكم وهل حرمة المسجد إلا كحرمة البيت ثم تمثل من الطويل
* ولست بمبتاع الحياة بسبة
* ولا مرتق من خشية الموت سلما
* ثم شد عليه أصحاب الحجاج فقال أين أهل مصر قالوا هم هؤلاء من هذا الباب فقال لأصحابه إكسروا أغماد سيوفكم ولا تميلوا عني فإني في الرعيل ففعلوا ثم حمل عليهم وحملوا معه وكان يضرب بسيفين فلحق رجلا فقطع يده وانهزموا فجعل يضربهم حتى أخرجهم من باب المسجد فجعل رجل أسود يسبه فقال له اصبر يا ابن حام ثم حمل عليه فصرعه ثم دخل عليه أهل حمص من باب بني شيبة فشد عليهم وجعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد ثم انصرف وهو يقول من الرجز
* لو كان قرني واحدا كفيته
* أوردته الموت وقد ذكيته
* ثم دخل عليه أهل الأردن من باب آخر فجعل يضربهم بسيفه حتى أخرجهم من المسجد وهو يقول من الرجز
*

93
(لا عهد لي بغرة مثل السيل
* لا ينجلي قتامها حتى الليل
* وأقبل عليه حجر من ناحية الصفا فضربه بين عينيه فنكس رأسه وهو يقول من الطويل
* فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
* ولكن على أقدامنا تقطر الدما
* وحماه موليان وأحدهما يقول من الرجز العبد يحمي ربه ويحتمي ثم اجتمعوا عليه فلم يزالوا يضربونه حتى قتلوه ومولييه جميعا ولما قتل كبر عليه أهل الشام فقال عبد الله بن عمر المكبرون عليه يوم ولد خير من المكبرين عليه يوم قتل وقتل معه مائتان وأربعون رجلا منهم من سال دمه في جوف الكعبة قال ابن عبد البر رحل عروة بن الزبير إلى عبد الملك بن مروان فرغب إليه في إنزاله من الخشبة فأسعفه فأنزل قال ابن أبي ملكية كنت الآذن بمن بشر أسماء بنزوله عن الخشبة فدعت بمركن وشب يمان فأمرتني بغسله فكنا لا نتناول عضوا إلا جاء معنا فكنا نغسل العضو ونضعه في أكفانه وتنناول العضو الذي يليه فنغسله ثم نضعه في أكفانه حتى فرغنا منه ثم قامت فصلت عليه
وكانت قبل ذلك تقول اللهم لا تمتني حتى تقر عيني بحثه فما أتى عليها بعد ذلك جمعة حتى ماتت ويقال إنه لما جيء به إليها وضعته في حجرها فحاضت ودر ثديها فقالت حنت إليه مواضعه ودرت عليه مراضعه وقيل إن الحجاج آلى على نفسه إن لا ينزله عن الخشبة حتى تشفع فيه أمه فبقي سنة ثم إنها مرت تحته فقالت أما آن لراكب هذه المطية أن يترجل فيقال إنه قيل للحجاج أن هذا الكلام شفاعة فيه فأنزله وكان قتله سنة ثلاث وسبعين للهجرة وروى له الجماعة ويقال أن الحجاج ورد عليه كتاب عبد الملك بن مروان اعط ابن الزبير الأمان على هدر هذه الدماء وحكمه في الولاية فعرضوا ذلك عليه فشاور أصحابه فأشاروا عليه بأن يفعل فقال لا خلعها إلا الموت ثم قال من البسيط
* الموت أكرم من إعطاء منقصة
* إن لم تمت عبطة فالغاية الهرم
*
* إصبر فكل فتى لا بد مخترم
* والموت أسهل مما أملت جشم
* ابن المعتز بالله عبد الله بن الزبير بن جعفر هو عبد الله بن المعتز يأتي ذكره في عبد الله بن محمد فقد اختلف في اسم المعتز)

94
الحميدي فقيه مكة عبد الله بن الزبير بن عيسى الإمام القرشي الحميدي حميد بن زهير محدث مكة وفقيهها وأجل أصحاب سفيان بن عيينة روى عنه البخاري وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن رجل عنه قال أحمد بن حنبل الحميدي عندنا إمام وقال أبو حاتم أثبت الناس بمكة توفي سنة تسع عشرة ومائتين
الأسدي عبد الله بن الزبير بفتح الزاي وكسر الباء الموحدة على وزن كبيرابن سليم الأسدي الكوفي الشاعر من شعراء الحماسة توفي في حدود التسعين للهجرة ومن شعره من الوافر
* رمى الحدثان نسوة آل حرب
* بمقدار سمدن له سمودا
*
* فرد شعورهن السود بيضا
* ورد وجوههن البيض سودا
*
* فإنك لو سمعت بكاء هند
* ورملة إذ تصكان الخدودا
*
* سمعت بكاء باكية وباك
* أبان الدهر واحدها الفقيدا
* ومنه أيضا من البسيط
* لا أحسب الشر جارا لا يفارقني
* ولا أحز على ما فاتني الودجا
*
* وما نزلت من المكروه منزلة
* إلا وثقت بأن ألقى لها فرجا
* ومنه من الكامل
* لا تجعلن مبدنا ذا سرة
* ضخما سرادقه عظيم الموكب
*
* كأغر يتخذ السيوف سرداقا
* يمشي برايته كمشي الأنكب
*
*

95
(فتح الإله بشدة لك شدها
* ما بين مشرقها وبين المغرب
*
* جمع ابن مروان الأغر محمد
* بين ابن أشترهم وبين المصعب
* الخزاعي فقيه دمشق عبد الله بن أبي زكريا الخزاعي فقيه دمشق أحد الأعلام روى عن أبي الدرداء وسلمان وعبادة بن الصامت وأكثر ذلك مراسيل وروى عن أم الدرداء وغيرها وكان يعدل بعمر بن عبد العزيز وكان يقول ما عالجت من العبادة شيئا أشد من السكوت وكان يجلسه عمر بن عبد العزيز مع علي السرير وكان ثقة قليل الحديث توفي سنة سبع عشرة ومائة وروى له)
أبو داود
القرشي الأسدي عبد الله بن زمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي أمه قريبة بنت أبي أمية أخت أم سلمة أم المؤمنين كان من أشراف قومه وكان يأذن على النبي صلى الله عليه وسلم روى عنه أبو بكر بن عبد الرحمان وعروة بن الزبير وكانت تحت عبد الله زينب بنت أم سلمة وهي أم بنيه وقتل لعبد الله بن زمعة يزم الحرة بنون ومن ولده كبير بن عبد الله بن زمعة وهو جد أبي البختري القاضي وهب بن وهب بن كبير بن عبد الله بن زمعة
3 (عبد الله بن زيد))
أبو محمد الأنصاري عبد الله بن زيد بن ثعلبة بن عبد ربه بن زيد من بني جشم بن الحارث بن الخزرج الأنصاري وقيل ليس في آبائه ثعلبه إنما هو ابن زيد بن عبد ربه شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الذي أري الأذان في النوم

96
فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم بلالا على ما رآه عبد الله بن زيد وكانت الرؤيا سنة إحدى بعد بناء مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت معه راية بني الحارث يوم الفتح توفي سنة اثنتين وثلاثين للهجرة وهو ابن أربع وستين وصلى عليه عثمان وروى عنه سعيد بن المسيب وعبد الرحمان بن أبي ليلى وابنه محمد بن عبد الله بن زيد وروى له الجماعة
ابن أم عمارة عبد الله بن زيد بن عاصم بن كعب بن المنذر بن عمرو بن عوف الأنصاري المازني يعرف بابن أم عمارة شهد أحدا ولم يشهد بدرا وهو الذي قتل مسيلمة الكذاب فيما ذكره خليفة بن خياط وغيره وكان مسيلمة قتل أخاه حبيب بن زيد وقطعه عضوا عضوا رمى مسيلمة وحشي بن حرب بالحربة وضربه عبد الله بالسيف فقتله وقتل عبد الله يوم الحرة سنة ثلاث وستين روى عنه سعيد بن المسيب وابن أخيه عباد بن تميم بن زيد ويحيى بن عمارة بن أبي الحسن وعبد الله بن زيد هو الذي حكى وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم وله ولأبيه صحبة)
ابن أبي طلحة الأنصاري عبد الله بن زيد أبي طلحة بن سهل هو أخو أنس بن مالك لأمه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعثت به أمه أم سليم ابنها أنس بن مالك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فحنكه بتمرة ودعا له وسماه عبد الله قال أنس ابن مالك فما كان في الأنصار ناشىء أفضل منه قال سفيان بن عيينة ولد لعبد الله عشرة ذكور كلهم قرأ القرآن وشهد عبد الله مع علي صفين وروى عن أبيه أبي طلحة وروى عنه ابناه إسحاق وعبد الله توفي في حدود التسعين للهجرة وروى له مسلم والنسائي
أبو القلابة البصري عبد الله بن زيد أبو القلابة الجرمي البصري أحد أعلام

97
من التابعين روى عن ابن عمر وعائشة ومالك بن الحويرث وعمرو بن سلمة وسمرة بن جندب والنعمان بن بشير وثابت بن الضحاك وأنس بن مالك الأنصاري وأنس بن مالك الكعبي وأبي إدريس الخولاني وزهدم الجرمي وعبد الرحمان أبي ليلى وقبيصة بن ذؤيب بن مخارق وأبي المليح الهذلي وأبي الأشعث الصنعاني وخالد بن اللجلاج وأبي سماء الرحبي وعبد الله بن يزيد رضيع عائشة وخلق وروايته عن عائشة مرسلة ولما مات عبد الرحمان بن أذينة القاضي ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى وصل اليمامة وكان يراد للقضاء فيفر مرة إلى الشام ومرة إلى اليمامة
وقيل إنه كان يسكن داريا وتوفي سنة أربع ومائة وروى له الجماعة
ابن أبي إسحاق النحوي عبد الله بن زيد أبي إسحاق بن الحارث الحضرمي البصري مولى لهم أحد الأئمة في القراءة والنحو وهو أخو يحيى بن أبي إسحاق أخذ القرآن عن يحيى بن يعمر ونصر بن عاصم
وروى عن أبيه عن جده عن علي وأنس قال أبو عبيدة أول من وضع العربية أبو الأسود ثم ميمون ثم عنبسة الفيل ثم عبد الله بن أبي إسحاق وتناظر هو وأبو عمرو ابن العلاء عند بلال بن أبي بردة وهو ممن بعج النحو ومد القياس وشرح العلل ومات هو وقتادة في يوم واحد بالبصرة سنة عشرين ومائة
3 (عبد الله بن سالم))
الوحاظي الحمصي عبد الله بن سالم الأشعري الوحاظي الحمصي قال أبو داود كان يقول علي أعان على قتل أبي بكر وعمر وقال النسائي ليس به بأس توفي سنة تسع وسبعين ومائة وروى له البخاري وأبو داود والنسائي قال أبو مسهر ما رأيت أحدا أنبل في عقله ومروءته منه
3 (عبد الله بن السائب))

98
أبو السائب القارئ عبد الله بن السائب بن صيفي بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي أبو عبد الرحمان وقيل أبو السائب يعرف بالقارئ أخذ عنه أهل مكة القراءة وعليه قرأ مجاهد وغيره سكن بها وتوفي بها قبل قتل ابن الزبير قال هشام بن محمد ابن الكلبي كان شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية عبد الله بن السائب وقال الواقدي السائب بن أبي السائب صيفي وقيل قيس بن السائب وقال عبد الله بن السائب شهدت رسولا الله صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بمكة فافتتح بسورة المؤمنين فلما أتي على ذكر موسى وهارون عليهما السلام أخذته سعلة فركع توفي بعد السبعين للهجرة وروى له مسلم والأربعة
التابعي عبد الله بن سخبرة تابعي مشهور ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في حدود السبعين للهجرة وروى له الجماعة
ابن الأنباري شيخ المستنصرية عبد الله بن أبي السعادات بن منصور ابن أبي السعادات بن محمد الإمام الفاضل نجم الدين ابن الأنباري شيخ المستنصرية البغدادي البابصري المقرئ خطيب جامع المنصور سمع ابن بهروز الطبيب والأنجب الحمامي وأحمد المارستاني وتفرد بأجزاء وحل عنه أهل بغداد وله اثنتان وثمانون سنة وتوفي سنة عشر وسبعمائة وولي مشيخة المستنصرية بعد العماد ابن الطبال

99
رأس السبئية عبد الله بن سبأ هو رأس الطائفة السبئية وهو الذي قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه)
أنت الإله فنفاه علي إلى المدائن فلما قتل علي كرم الله وجهه زعم عبد الله بن سبأ أنه لم يمت لأن فيه جزءا إلهيا فإن ابن ملجم إنما قتل شيطانا تصور بصورة علي وأن عليا في السحاب وأن الرعد صوته والبرق سوطه وأنه ينزل إلى الأرض ويملؤها عدلا وهذه الطائفة إذا سمعت صوت الرعد قالت السلام عليك يا أمير المؤمنين قال ابن أبي الدم لا خفاء بكفر هذه الطائفة لاعتقادها أن عليا كرم الله وجهه إله وأنه حل فيه جزء إلهي فإن هذا المذهب قريب من مذهب النصارى تعالى الله عن أقوالهم علوا كبيرا وقال في مكان آخر من كتابه الفرق الإسلامية إنه كان يهودا وأسلم وكان يقول في يوشع بن نون وصي موسى عليه السلام كما يقول في علي وهو أول من أظهر القول بالرفض وبإمامة علي ومنه تشبعت فرق الضلال واجتمعت عليه جماعة وهم أول فرقة قالت بالتوقف وبالرجعة بعد الغيبة وزعموا أن جعفرا كان عالما بمعالم الدين
كلها العقليات والشرعيات وقلدوا جعفرا في كل شيء حتى لو سئلوا عن صفات الله تعالى أو عن شيء من أصول الديانات قالوا نقول فيها بما كان يقول جعفر فيها ولا نعلم بماذا قال جعفر ويلزمهم أن يتوقفوا في تكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حتى يعلموا ما قال جعفر فيهما بل يلزمهم أن يتوقفوا في توقفهم حتى يعلموا هل أجاز جعفر توقفهم في ذلك أو لا وكل ما ذهبوا إليه باطل
3 (عبد الله بن سعد))
ابن أبي سرح الكاتب الوحي عبد الله بن سعد بن أبي سرح بن الحارث بن

100
حبيب بن جذيمة أبو يحيى القرشي العامري
أسلم قبل فتح وهاجر وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد منصرفا وصار إلى قريش بمكة فقال إني كنت أصرف محمدا حيث أريد كان يملي علي عزيز حكيم فأقول أو عليم حكيم فيقول كل صواب فلما كأم يوم الفتح أمر سول الله صلى الله عليه وسلم بقتله وقتل عبد الله بن خطل ومقيس ابن صبابة ولو وجدوا تحت أستار الكعبة ففر عبد الله بن سعد إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة أرضعت أمه عثمان فغيبه عثمان حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اطمأن أهل مكة فأستأمنه له فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال نعم فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه فقال رجل من الأنصار فهلا أو أومأت إلي يا رسول الله فقال إن النبي لا ينبغي أن تكون خائنة أعين ثم إن عبد الله حسن إسلامه لم يظهر عليه بعد ذلك شيء ينكر وهو أحد النجباء العقلاء الكرماء ولاه عثمان مصر سنة خمس وعشرين وفتح على يديه إفريقية سنة سبع وعشرين وكان فارس بني عامر وكان صاحب ميمنة عمرو بن العاص في افتتاحه ولما ولاه عثمان عوضا عن عمرو بن العاص مصر جعل عمرو يطعن على عثمان ويؤلب عليه ويسعى في فساد أمره فلما بلغه قتل عثمان وكان معتزلا بفلسطين قال إني إذا أنكأت قرحة أدميتها أو نحو هذا وكان عمرو بن العاص قد فتح الإسكندرية وقتل المقاتلة وسبى الذرية لما انتقضت
فأمر عثمان برد السبي الذين سبوا من القرى غل مواضعهم للعهد الذي كان لهم ولم يصح عنده نقضهم وعزل عمرو بن العاص وولى عبد الله بن أبي سرح وكان ذلك بدء الشر بين عثمان وعمرو بن العاص ولما افتتح عبد الله بن أبي سرح إفريقية غزا منها الأساود من أرض النوبة سنة إحدى وثلاثين وهوهادنهم الهدنة الباقية وغزا الصواري من أرض الروم سنة أربع وثلاثين ثم قدم على عثمان واستخلف على مصر السائب بن هشام بن عمرو العامري فانتزى محمد بن أبي حذيفة بن عتبة في الفسطاط فمضى عبد الله إلى عسقلان وأقام بها حتى قتل عثمان وقيل أقام بالرملة حتى مات فارا من الفتنة ودعا ربه فقال اللهم)
اجعل خاتمة عملي صلاة الصبح فتوضأ وصلى وقرأ في الركعة الأولى أم القرآن والعاديات وفي الثانية أم القرآن وسورة ثم

101
سلم عن يمينه وذهب يسلم عن يساره فقبض وكانت وفاته قبل اجتماع الناس على معاوية ولم يبايع عليا ولا معاوية ووفاته سنة ست أو سبع وثلاثين للهجرة وقال في حصار عثمان من الطويل
* أرى الأمر لا يزداد إلا تفاقما
* وأنصارنا بالمكتين قليل
*
* وأسلمنا أهل المدينة والهوى
* هوى أهل مصر والذليل ذليل
* العامري عبد الله ابن السعدي العامري اسم أبيه عمرو يأتي في موضعه
الأنصاري عبد الله بن سعد بن خيثمة الأنصاري له صحبة شهد الحديبية وخيبر وتوفي في حدود الثمانين للهجرة
حزيفة عبد الله بن سعد بن الحسين بن الهاطر أبو المعمر العطار الوزان المعروف بخزيفة البغدادي قرأ القرآن بالروايات وتفقه على أبي الخطاب الكلواذني سمع الكثير من أبي الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة النعالي وأحمد بن الحسن بن خيرون وغيرهم وحدث بالكثير وكان شيخا صالحا صابرا على التحديث محبا للرواية حسن الأخلاق توفي سنة ستين وخمسمائة
الماسوحي عبد الله بن سعد بن سعود بن عسكر الماسوحي الفقيه المحدث الشافعي عارف بالفروع كثير النقل له مشاركة جيدة تفقه بالشيخ برهان الدين وسمع على الحجار والمزي والشيخ برهان الدين وغيرهم وكتب الأجزاء والطباق ومولده سنة اثنتي عشرة وسبعمائة تقريبا
3 (عبد الله بن سعيد))

102
عبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان الأموي توفي سنة تسعين ومائة وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي
أبو منصور الخوافي الكاتب عبد الله بن سعيد بن مهدي الخوافي أبو منصور الكاتب قدم بغداد أيام العميد الكندري واستوطنها إلى أن مات سنة ثمانين وأربعمائة وكان أديبا فاضلا فرضيا حاسبا كاتبا ظريفا شاعرا حسن المعرفة باللغة له فيها مصنفات منها كتاب خلق الإنسان على حروف المعجم وكتاب رجم العفريت رد فيه على أبي العلاء المعري في عدة من مصنفاته ورسالة الربيع المورق إلى الشتاء المحرق
ومن شعره من الوافر
* فلا تأيس إذا ما سد باب
* فأرض الله واسعة المسالك
*
* ولا تجزع إذا ما اعتاص أمر
* لعل الله يحدث بعد ذلك
* ومنه من الوافر
* زفت إليه من فكري عروسا
* وصغت من الثناء لها رعاثا
*
* فقبلها وقلبها ولما
* طلبت المهر طلقها ثلاثا
* ومنه في البرغوث من الوافر
* وأحدب ضامر يسري بليل
* إلى النوام مفتن الجفون
*
* تسلمه الثلاثون انتصارا
* إلى السبعين في أسر المنون
* ومنه من الوافر
* سأحدث في متون الأرض ضربا
* وأركب في العلى غبر الليالي
*
* فإما والثرى وبسطت عذرا
* وإما والثريا والمعالي
*

103
الأشج عبد الله بن سعيد بن حصين أبو سعيد الكندي الكوفي الأشج محدث الكوفة وحافظها في عصره ومسند وقته له التفسير والتصانيف قال أبو حاتم الرازي هو إمام زمانه توفي في شهر ربيع الأول سنة سبع وخمسين ومائتين وروى عنه الجماعة)
ابن كلاب عبد الله بن سعيد بن كلاب الفقيه أبو محمد البصري كان يرد على المعتزلة وربما وافقهم
روى أبو طاهر الذهلي أن داود بن علي الإصبهاني أخذ الجدل والكلام عنه وهو أصحابه كلابية لأنه كان يجر الخصوم إن نفسه بفضل بيانه كالكلاب وقال الشيخ تقي الدين ابن تيمية كان له فضل وعلم ودين وكان ممن أنتدب للرد على الجهمية ومن أدعى أنه ابتدع ليظهر دين النصرانية في المسلمين وأنه أرضى أخته بذلك فهذا كذب عليه افتراه المعتزلة وتوفي في حدود الأربعين ومائتين قلت سوف تأتي ترجمة عبد الله بن محمد بن كلاب في مكانها وهي تخالف هذه والله أعلم بما كان من أمره فإن هذه تخالف تلك
الحبر ابن سلام عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي ثم الأنصاري أبو يوسف وهو من ولد يوسف بن يعقوب كان حليفا للأنصار وقيل حليفا للقواقلة من بني

104
عوف بن الخزرج وكان تسكه في الجاهلية الحصين فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله توفي سنة ثلاث وأربعين بالمدينة وهو أحد الأحبار أسلم إذ قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة قال خرجت في جماعة من أهل المدينة لننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حين دخول المدينة فنظرت إليه وتأملت وجهه فعلمت أنه ليس بوجه كذاب وكان أول شيء سمعته منه أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ودخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالجنة قال ابن عبد البر قال بعض المفسرين في قوله عز وجل وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم هو عبد الله بن سلام وقد قيل في قوله عز وجل ومن عنده علم الكتاب إنه عبد الله بن سلام وأنكر ذلك عكرمة والحسن وقالا كيف يكون ذلك والسورة مكية وإسلام عبد الله بن سلام كان بعد قال ابن عبد البر وكذلك سورة الأحقاف مكية فالقولان جميعا لا وجه لهما عند الاعتبار إلا أن يكون في معنى قوله فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك وقد تكون السورة مكية وبعضها آيات مدنية كالأنعام وغيرها وقد روى له الجماعة
المرادي)
عبد الله بن سلمة المرادي روى عن علي وابن مسعود وصفوان بن عسال وتوفي في حدود الثمانين وروى له الأبعة
3 (عبد الله بن سليمان))
السجستاني الحافظ عبد الله سليمان بن داود بن الأشعث بن إسحاق بن

105
بشير أبو بكر الأزدي الحافظ السجستاني ولد بسجستان ونشأ ببغداد وسمع بهما وبالحرمين ومصر والشام والثغور جماعة
وروى عنه جماعة قال النحاس سمعت ابن أبي داود يقول رأيت أبا هريرة في النوم وأنا بسجستان وأنا أصنف حديث أبي هريرة كث اللحية ربعة أسمر عليه ثياب غلاظ فقلت إني لأحبك يا أبا هريرة فقال أنا أول صاحب حديث كان في الدنيا فقلت كم من رجل أسند عن أبي صالح عنك قال مائة رجل قال ابن أبي داود فنظرت فإذا عندي نحوها قال السلمي سألت الدارقطني عن ابن أبي داود فقال ثقة كثير الخطأ في الكلام على الحديث وقال ابن الشخير إنه كان زاهدا ناسكا صلى عليه نحو ثلاث مائة ألف رجل وأكثر توفي سنة خمس عشرة وثلاثمائة
الحافظ ابن حوط الله عبد الله بن سليمان بن داود بن عبد الرحمان بن سليمان بن عمر بن حوط الله وأبو محمد الأنصاري الحارثي الأندلسي الأندي بالنون الساكنة الحافظ ولد بأندة سنة تسع وأربعين وخمسمائة وتوفي سنة اثنتي عشرة وستمائة سمع الكثير وأجازه خلق ألف كتابا في تسمية رجال البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي نزع فيه منزع أبي نصر الكلاباذي ولم يكمله ولم يكن في زمانه أكثر سماعا منه وله الرسائل والخطب والمشاركة في نظم الشعر
أقرأ بقرطبة القرآن والنحو وأقرأ أولاد المنصور صاحب المغرب بمراكش ونال من جهتهم دنيا عريضة وولي قضاء إشبيلية
ابن يخلف الصقلي عبد الله بن سليمان بن يخلف الصقلي أبو القاسم الكلبي أحد الأدباء المجيدين والشعراء المعدودين وله تأليفات ومصنفات في الرد على العلماء فمن مختار شعره قوله من المتقارب

106
* نعيمي أحلى بتلك الديار
* رواحي إلى لذة وابتكاري)
* (فليت ليالي الصدود الطوال
* فداء ليالي الوصال القصار
*
* زمانا أبيت طليق الرقاد
* وأغدو خليا خليع العذار
*
* ولم يكن الهجر مما أخاف
* ولا العاذل الفظ مما أداري
*
* أسابق صبحي بصبح الدنان
* وأصرف ليلي بصرف الكبار
*
* ألا رب يوم لنا بالمروج
* بخيل الضياء جواد القطار
*
* كأن الشقيق بها وجنة
* بآخرها لمعة من عذار
*
* وسوسنها مثل بيض القباب
* بأوساطها عمد من نضار
*
* ترى النرجس الغض فوق الغصون
* مثل المصابيح فوق المنار
*
* أقمنا نسابق صرف الزمان
* بدارا إلى عيشنا المستعار
*
* نجيب وصوت القناني القيان
* إذا ما أجابت غناء القماري
*
* وتصبح عيداننا في اصطخاب
* يلذ وأطيارنا في اشتجار
*
* نشم الخدود شميم الرياض
* ونجني النهود اجتناء الثمار
*
* ونسقى على النور مثل النجوم
* ومثل البدور اعتلت للمدار
*
* عقارا هي النار في نورها
* فلولا المزاج رمت بالشرار
*
* إذا ما لقيت الليالي بها
* فأنت على صرفها بالخيار
*
* نعمنا بها وكان النجوم
* دراهم من فضة في نثار
* وقوله من الوافر
* شربت على الرياض النيرات
* وتغريد الحمام الساجعات
*
* معتقة ألذ من التصابي
* وأشرف في النفوس من الحياة
*
* تسير إلى الهموم بلا ارتياع
* كما سار الكمي إلى الكماة
*
* وتجري في النفوس شفاء داء
* مجاري الماء في أصل النبات
*
* كأن حبابها سيل مقيم
* لصيد الألسن المتطايرات
*
* لنا من لونها شفق العشايا
* ومن أقداحها فلق الغداة
* منها من الوافر
* كأن الأقحوان فصوص تبر
* تركب في اللجين موسطات)
*

107
(ونارنج على الأغصان يحكي
* كؤوس الخمر في أيدي السقاة
*
* إذا ما لم تنعمني حياتي
* فما فضل الحياة على الممات
* وقوله من الوافر
* أرحت النفس من هم براح
* وهان علي إلحاح اللواحي
*
* وصاحبت المدام وصاحبتني
* على لذاتها وعلى سماحي
*
* فما يبقى على طرب مصون
* ولا أبقي على مال مباح
*
* ثوت في دنها ولها هدير
* هدير الفحل ما بين اللقاح
*
* وصفتها السنون ورققتها
* كما رق النسيم مع الرواح
*
* إلى أن كشفت عنها الليالي
* ونالتها يد القدر المتاح
*
* فأبرزها بزال الدن صرف
* كما انبعث النجيع من الجراح
* قلت شعر جيد غاية الأندلسي المقرئ عبد الله بن سهيل بن يوسف أبو محمد الأنصاري الأندلسي المقرئ كان ضابطا للقراءات عارفا بمعانيها وهو إمام أهل وقته وكانت بينه وبين القاضي أبي الوليد الباجي منافرة عظيمة بسبب مسألة الكتابة وكان ابن سهل يلعنه في حياته وتوفي ابن سهل سنة ثمانين وأربعمائة
القشيري عبد الله بن سوادة القشيري ثقة توفي في حدود الأربعين ومائة وروى له مسلم والأربعة
القاضي العنبري عبد الله بن سوار بن عبد الله بن قدامة العنبري القاضي

108
البصري وثقه أبو داود وغيره قال المحدثون كان صاحب سنة وعلم وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائتين وروى عنه النسائي
المعداني عبد الله بن شاكر بن حامد هو شمس الدين أبو المناقب ابن أبي المطهر المعداني قد تقدم ذكر أبيه شاكر في حرف الشين مكانه قال العماد الكاتب ودعته بإصبهان سنة تسع وأربعين يعني وخمسمائة وهو شاب فاضل كامل وله اليد الطولى في الهندسة وعلم النجوم والموسيقى وله شعر فارسي حسن وعربي لا بأس به وسمعت في دمشق سنة إحدى وسبعين)
* لفح وجد تعرضا
* لفؤادي من الغضا
*
* شبه لمع بنجوة
* في دجى الليل أومضا
*
* من هوى أغيد رنا
* فرماني وأغمضا
*
* عرض العرض للعدى
* ثم عادى فأعرضا
*
* فشفى بعد داره
* قلب صب ممرضا
*
* قلت لما كفيته
* لمن اغرى وحرضا
*
* أمسك القول لا تطل
* ذاك دور قد انقضى
*
3 (عبد الله بن شبرمة بن الطفيل))
3 (أبو شبرمة الضبي الكوفي الفقيه))
عالم الكوفة في زمانه مع أبي حنيفة وهم عم عمارة بن القعاع وعمارة أسن منه وأوثق
روى عن أنس وأبي وائل وعبد الله بن شداد بن الهاد وأبي طفيل عامر بن واثلة وأبي زرعة وإبراهيم النخعي والشعبي وخلق وثقه ابن حنبل وغيره قال العجلي كان عفيفا صارما عاقلا خيرا

109
يشبه النساك شاعرا جوادا كريما وهو قليل الحديث له نحو خمسين حديثا وكان عيسى بن موسى لا يقطع أمرا دونه وهو ولي العهد بعد المنصور توفي عبد الله سنة أربع وأربعين ومائة وروى له مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة
3 (عبد الله بن شرحبيل بن حسنة))
لم يلحق الرواية عن أبيه وروى عن عثمان وعبد الرحمان بن أزهر وتوفي في حدود التسعين للهجرة
علم الدين المرزوقي عبد الله بن شرف بن نجدة المرزوقي علم الدين أخيرني الإمام العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال كان يحضر معنا عند قاضي القضاة تقي الدين بن رزين وكان معيدا بالمشهد الحسيني ألف شرحا للتنبيه وأنفذه إلى الشيخ بهاء الدين بن النحاس فكتب عليه نشرا يصفه وأعاده فأنفذ المرزوقي أبياتا يشكره على ذلك وهي من مجزوء البسيط
* يا ملك الرق والرقاد
* ومن له الفضل والأيادي
*
* ومن تحلى التقى لباسا
* وأرشد الناس للسداد
*
* ومن علا ذروة المعالي
* وخلف الناس في وهاد
*
* ومن غدا في العلوم بحرا
* آذيه الدهر في ازدياد
*
* وصار مدح الأنام وقفا
* على علاه إلى التناد
*
* شرفت ما قد نظرت فيه
* شرفك الله في المعاد
*
* وهو كتاب عنيت فيه
* ولم أنل منتهى مرادي
*
* جمعت فيه غر المعاني
* من كتب جمة عداد
*
* وعاند الدهر فيه حظي
* والدهر ما زال ذا عناد
*
* فمهد العذر فيه عني
* إن كنت قصرت في اجتهاد
*
* لا زلت للعرف ذا اصطناع
* ترأب ما كان ذا فساد
* فأجاب الشيخ بهاء الدين عن ذلك من مجزوء البسيط
* يا فارسا في العلوم أضحى
* يزيد نظما على زياد
*

110
* وراويا للحديث أمسى
* يفوق فيه على المرادي
*
* ومنسيا سيبويه نحوا
* بلفظه الفائق المفاد
*
* من دونه الأصمعي فيما
* رواه قدما عن البوادي
*
* فمسند الفضل عنه يروي
* ونظمه جل عن سناد)
* (شيدت للشافعي ذكرا
* بمنطق دونه الأيادي
*
* فاسلم لتهدى بك البرايا
* فأنت للفضل خير هاد
*
* إليك في معضل مفر
* وهل معاذ سوى العماد
*
* ومن يجاريك في قريض
* يعارض البحر بالثماد
* المدني عبد الله بن شداد بن الهاد المدني أمه سلمى بنت عميس أخت أسماء كانت تحت حمزة فلما اشتشهد تزوجها شداد روى عن أبيه وطلحة ومعاذ وعلي بن مسعود وعائشة وأم سلمة
وتوفي في حدود التسعين وروى له الجماعة
الزهري الأكبر عبد الله بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري وهو جد ابن شهاب الزهري الفقيه قال الزبير هما أخوان عبد الله بن الأكبر وعبد الله بن الأصغر ابنا شهاب بن عبد الله كان اسم عبد الله هذا عبد الجان فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله هاجر إلى الحبشة ومات بمكة قبل الهجرة إلى المدينة
الزهري الأصغر عبد الله بن شهاب أخو المتقدم ذكره وهذا هو الأصغر

111
شهد أحدا مع المشركين ثم أسلم بعد وهو جد محمد بن مسلم بن عبد الله بن شهاب الفقيه قال ابن إسحاق هو الذي شج رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه وابن قمئة جرح وجنته وعتبة كسر رباعيته وحكى الزهري عن عبد الرحمان بن عبد الله بن عبد العزى الزهري قال ما بلغ أحد الحلم من ولد عتبة بن أبي وقاص إلا بخر أو هتم لكسر عتبة رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد روي أن عبد الله بن شهاب الأصغر هو جد الزهري من قبل أمه وأما جده من قبل أبيه فهو عبد الله بن شهاب الأكبر وأن عبد الله الأصغر هو الذي هاجر إلى الحبشة وقدم مكة ومات بها قبل الهجرة
المقدسي عبد الله بن شوذب البلخي البصري ثم المقدسي وثقه أحمد وغيره كان معاشه من كسب غلمانه في السوق توفي سنة ست وخمسين ومائة وروى له الأربعة))
3 (عبد الله بن صالح))
العجلي عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي الكوفي المقرئ والد الحافظ أحمد بن عبد الله صاحب التاريخ قرأ القرآن عن حمزة الزيات وهو آخر من قرأ عليه موتا وروى عنه وعن أبي بكر النهشلي والحسن ابن صالح بن حي وعبد الرحمان بن ثابت بن ثوبان وفضيل بن مرزوق وزهير بن معاوية وحماد بن سلمة وأسباط بن نصر وشبيب بن شيبة وعبد العزيز بن الماجشون وجماعة وروى عنه البخاري فيما قيل وابنه أحمد بن عبد الله العجلي وأحمد ابن أبي عزرة وأحمد بن يحيى البلاذري الكاتب وبشر بن موسى وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم ومحمد ابن غالب تمتام وإبراهيم الحربي وخلق سواهم ولد بالكوفة سنة إحدى وأربعين ومائة وتوفي سنة إحدى عشرة ومائتين

112
وقيل في حدود العشرين قال ابن معين ثقة وقال أبو حاتم صدوق وقال ابن حبان في كتاب الثقات كان مستقيم الحديث
الجهني كاتب الليث عبد الله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني مولاهم المصري أبو صالح كاتب الليث بن سعد ولد سنة سبع وثلاثين ومائة وتوفي يوم عاشوراء سنة ثلاث وعشرين ومائتين ورأى زبان بن فائد وعمرو ابن الحارث وسمع موسى بن علي بن رباح ومعاوية بن صالح ويحيى بن أيوب وعبد العزيز الماجشون وسعيد بن عبد العزيز التنوخي ونافع بن يزيد وجماعة
وأكثر عن الليث وعنه يحيى بن معين والذهلي والبخاري على الصحيح في الصحيح وأبو حاتم وأبو إسحاق الجوزجاني وإسماعيل بن سمويه وحميد بن زنجويه والدرامي وعثمان بن سعيد الدارمي وأبو زرعة الدمشقي ومحمد بن إسماعيل الترمزي وإبراهيم بن الحسين بن ديزيل وخلق كان ابن معين يوثقه وقال النسائي ليس بثقة وقال ابن
عدي عندي مستقيم الحديث إلا أنه يقع في حديثه غلط ولا يتعمد الكذب وروى له داود والترمذي وابن ماجة
الجمحي عبد الله بن صفوان بن أمية الجمحي المكي ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وحدث عن أبيه وعمر وأبي الدرداء وصفية بنت أبي عبيد وتوفي سنة ثلاث وسبعين للهجرة وروى له مسلم والنسائي وابن ماجة)
أمير المدينة عبد الله بن صفوان الجمحي أمير المدينة توفي سنة ستين ومائة

113
الصاحب شمس الدين غبريال عبد الله بن الصنيعة المصري الصاحب شمس الدين كان مستوفي الخزانة بالديار المصرية ثم إنه ولي نظر البيوت بعد ذلك وكان له الخزانة في أيام السلطان الملك المنصور حسام الدين لاجين ثم إنه بعد نظر البيوت بالديار المصرية حضر إلى دمشق وولي نظر الجامع الأموي ثم نقل إلى نظر النظار بدمشق وانتمى إلى الأمير سيف الدين تنكز رحمه الله وتمسك به فطالت أيامه وامتدت ورزق السعادة العظيمة في مباشرته وكانت أيامه للمباشرين كأنها أحلام لأمنها وكثرة خيرها وكان كلما انتشا أحد من الأمراء الخاصكية بمصر خدمه وباشر أموره في الشام بنفسه فكان أولئك يعضدونه ويقيمونه وإذا جاء أحد من ممالكهم أو من جهتهم نزل عنده وخدمه وكان مرجع دواوينهم إليه وأموالهم تحت يده يتجر لهم فيها مثل بكتمر الساقي وقوصون وبشتاك وغيرهم كل من له علاقة الشام لا يخرج الحديث عنه
وكان هو والقاضي كريم الدين متعاضدين جدا ودامت أيامهما مدة وتولى نظر الدولة مع الجمالي الوزير بالديار المصرية مدة تزيد على السنة ونصف فيما أظن ثم إنه سعى وعاد إلى نظر دمشق وأقام بها إلى سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة فتنكر السلطان له وتغير عليه الأمير سيف الدين تنكز فورد المرسوم بالقبض عليه فأمسك بدمشق وأخذ منه أربعة مائة ألف درهم ثم إنه طلب إلى مصر وأخذ خطه بألف ألف درهم وأفرج عنه فوزن ذلك وبقي عليه ما يقارب المائتي ألف درهم فاستطلق قوصون له ذلك من السلطان ثم إن السلطان غير خاطره عليه وقيل إن له ودائع في دمشق فكتب السلطان إلى تنكز قتتبع ودائعه وظهر له شيء كثير فحمل إلى السلطان ولما مات في شوال سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وقع اختلاف بين أولاده في الميراث فطلع ابنه صلاح الدين بوسف ولم يكن له ولد ذكر غيره إلى السلطان ونم على أخواته فأخذ منهم شيء كثير من الجوهر فيرى الناس أن الذي أخذ من ماله أولا وآخرا ما يقارب الألفي ألف درهم ولم يحك عنه أنه نكب ظاهرا مدة عمره إلا هذه النكبة التي مات فيها ولم يرم أحد عليه عود ريحان ولا ضرب ولا أهين وكان في دمشق في المدرسة والترسيم الذي عليه أمير طبلخاناه يعرف بعلاء الدين المرتيني ولما أفرج عنه بدمشق خرج)
الناس له بالشمع وفرحوا به فرحا عظيما ولم يشك أحد عليه أبدا وقد باشر نظر الدواوين مدة تزيد على أربع وعشرين سنة ولما طلب إلى مصر أنزل في الطبقة التي على دار الوزارة وكان هناك قاعدا على مقاعد سنجاب وسرسينا وغير ذلك والأمير علاء الدين ابن هلال الدولة شاد الدواوين والأمير صلاح الدين الدوادار والقاضي شرف الدين النشو ناظر الخاص يترددون إليه في الرسائل عن السلطان

114
إلى أن كتب خطه بما طلب منه ونز إلى بيته عزيزا كريما وكانت أيامه بدمشق كأنها مواسم والخير يتدفق وأموال السلطان كثيرة وكان فيه ستر وحلم وما وقع لأحد من الدماشقة الكبار واقعة إلا ورقع خرقها وسد خللها على أحسن الوجوه وعمر جامعا على باب شرقي عند دير القعاطلة ووقف عليه وقفا وعمر بالرحبة بيمارستانا وعمر بكرك نوح بالبقاع طهارة وأجرى الماء هناك في قناة ولما مات كان في عشر الثمانين وعمل بعد موته محضر بأنه بأنه خان في مال السلطان واشترى به أملاكا وقفها وليس له ذلك وشهد بذلك كمال الدين مدرس الناصرية وابن أخيه القاضي عماد الدين ناظر الجامع وعلاء الدين ابن القلانسي وعز الدين ابن المنجا وتقي الدين ابن مراجل وآخرون وامتنع عز الدين ابن القلانسي ناظر الخزانة ونظر المحضر وأريد بيع أملاكه فوقف قوصون للسلطان للسلطان في ذلك واستطلقها لأولاده وكان يسمع البخاري في ليالي رمضان وليلة ختمة يحتفل بذلك ويعمل مولد النبي صلى الله عليه وسلم في كل سنة ويحضره كبار الأمراء والفقهاء والقضاة والمتعممين والمحتشمين ويظهر تجملا زائدا ويخلع على الذي يقرأ المولد
وكتبت أنا إليه لما عمر البيمارستان بالرحبة أبياتا وهي من الكامل
* يا سيد الوزراء ذكرك قد علا
* فكأنه حيث اغتدى كيوان
*
* لك جامع بدمشق أضحى جامعا
* للفضل فيه الحسن والإحسان
*
* وأمرت أن يبنى برحبة مالك
* من جودك المبرور مارستان
*
* أنشأت ذاك وذا فجئت بآية
* صحت بها الأديان والأبدان
*
3 (عبد الله بن طاهر))
الخزاعي الأمير عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب بن زريق بن ماهان

115
الخزاعي أبو العباس كان نبيلا عالي الهمة شهما وكان المأمون كثير الاعتماد عليه لذاته ورعاية لحق والده وكان واليا على الدينور فلما خرج بابك الخرمي على خراسان وأوقع الخوارج بأهل قرية الحمراء من أعمال نيسابور وأكثروا فيها الفساد بعث المأمون إليه يأمره بالخروج إلى خراسان فخرج إليها في نصف شهر ربيع الأول سنة ثلاث عشرة ومائتين وحارب الخوارج وقدم نيسابور في رجب سنة خمس عشرة ومائتين وكان المطر قد انقطع عنها تلك السنة فلما دخلها أمطرت دخلها مطرا كثيرا فقام إليه رجل بزاز من حانوته وأنشده من المنسرح
* قد قحط الناس في زمانهم
* حتى إذا جئت جئت بالدرر
*
* غيثان في ساعة لنا قدما
* فمرحبا بالأمير والمطر
* وفيه يقول أبو تمام الطائي وقد قصده من العراق فلما انتهى إلى قومس وقد طالت عليه المشقة وبعدت الشقة من البسيط
* يقول في قومس صحبي وقد أخذت
* منا السرى وخطى المهرية القود
*
* أمطلع الشمس تبغي أن تؤم بنا
* فقلت كلا ولكن مطلع الجود
* ولما وصل إليه أنشده قصيدته التي يقول فيها من الطويل
* فقد ثبت عبد الله خوف انتقامه
* على الليل حتى ما تدب عقاربه
* وكان عبد الله ظريفا جيد الغناء نسب إليه صاحب الأغاني أصواتا كثيرة نقلها عنه أهل الصنعة وكان بارع الأدب حسن الشعر ومن شعره من الخفيف نحن قوم تليننا الحدق النجل على أننا نلين الحديدا طوع أيدي الظباء تقتادنا العين ونقتاد بالطعان الأسودا نملك الصيد ثم تملكنا البيض المصونات أعينا وخدودا
* تتقي سخطنا الأسود ونخشى
* سخط الخشف حين يبدي الصدودا
*
* فترانا يوم الكريهة أحرا
* را وفي السلم للغوان عبيدا
* وقيل إنها لأصرم بن حميد ومن مشهور شعر عبد الله بن طاهر من الخفيف)
إغتفر زلتي لتحرز فضل الشكر مني ولا يفوتك أجري
* لا تكلني إلى التوسل بالعذ
* ر لعلي أن لا أقوم بعذري
* ولما افتتح عبد الله بن طاهر مصر سوغه المأمون خراجها سنة فصعد المنبر فلم ينزل

116
حتى أجاز به كله وكان ثلاثة آلاف ألف دينار أو نحوها وقبل نزله أتاه معلى الطائي وقد أعلموه لما صنع عبد الله بالناس في الجوائز وكان عليه واجدا فوقف بين يديه تحت المنبر فقال أصلح الله الأمير أنا معلى الطائي ما كان منك من جفاء وغلظ فلا يغلظ علي قلبك ولا يستخفنك ما بلغك أنا الذي أقول من البسيط
* يا أعظم الناس عفوا عند مقدرة
* وأظلم الناس عند الجود والمال
*
* لو يصبح النيل يجري ماؤه ذهبا
* لما أشرت إلى خزن بمثقال
*
* تعني بما فيه رق الحمد تملكه
* وليس شيء أعاض الحمد بالغالي
*
* تفك باليسر كف العسر من زمن
* إذا استطال على قوم بإقلال
*
* لم تخل كفك من جود لمختبط
* أو مرهف قاتل من رأس قتال
*
* وما بثثت رعيل الخيل في بلد
* إلا عصفن بأرزاق وآجال
*
* هل في سبيل إلى أذن فقد ظمئت
* نفسي إليك فما تروى على حال
*
* إن كنت منك على حال مننت به
* فإن شكرك من حمد لي بالي
*
* ما زلت مقتضيا لولا مجاهرة
* من ألسن خضن في بشري بأقوال
* فضحك عبد الله وسر بها وقال يا أبا السمراء بالله أقرضني عشرة آلاف دينار فما أمسيت أملكها فأقرضه إياها فدفعها إلى معلى الطائي ومن كلامه سمن الكيس ونيل الذكر لا يجتمعان في موضع واحد وتنقل في الاعمال الجليلة ولما وصل إلى مصر وقف على بابها وقال أخزى الله فرعون ملك مثل هذه القرية فقال أنا ربكم الأعلى ما كان أخبثه وأدنى همته والله لا دخلتها وكان جوادا ممدحا وفد عليه دعبل الخزاعي فوصل إليه منه ثلاث مائة ألف درهم وقيل إنه وقع مرة على رقاع فبلغ ذلك ألفي ألف درهم وسبعمائة ألف درهم
وحكاياته في الجود كثيرة بالغة وفيه يقول بعض الشعراء وهو بمصر من الطويل
* يقول أناس إن مصرا بعيدة
* وما بعدت يوما وفيها ابن طاهر)
* (وأبعد من مصر رجال تراهم
* بحضرتنا معروفهم غير حاضر
*
* عن الخير موتى ما تبالي أزرتهم
* على طمع أم زرت أهل المقابر
* وذكر الوزير ابن المغربي في كتاب أدب الخواص أن البطيخ العبدلاوي الموجود بالديار المصرية منسوب إلى عبد الله المذكور وتأدب عبد الله في صغره وقرأ العلم والفقه سمع من وكيع ويحيى بن الضريس وعبد الله المأمون ولد سنة اثنتين وثمانين ومائة وتوفي سنة ثلاثين ومائتين وقيل سنة ثمان وعشرين

117
أبو القاسم الإسفرائيني عبد الله بن طاهر بن محمد بن شهفور أبو القاسم التميمي الإسفرائيني نزل بلخ وأقام بها وتولى التدريس بالنظامية وكان إماما فقيها فاضلا نبيلا حسن المعرفة بالأصول والفروع جيد الكلام في مسائل الخلاف له جاه وثروة وحشمة ومنزلة عند الأكابر سمع من جده لأمه أبي منصورعبد القاهر بن طاهر البغدادي وعلي بن محمد بن محمد الطرازي وعبد الرحمان بن حمدان النصروي وجماعة وورد بغداد وحدث بها أنفذ إلى شيخ الإسلام عبد الله الأنصاري لما قدم من هراة إلى بلخ بما قيمته ألف دينار هروية مما يحتاج إليه من الخيم والفرش والبسط وما استرد منه شيئا وتوفي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة
ابن أبي طاهر المرداوي عبد الله بن أبي الطاهر بن محمد الشيخ الصالح أبو عبد الرحيم المقدسي المرداوي أول سماعه سنة ست وثلاثين بمردا من خطيبها وسمع من الضياء الحافظ واليلداني وتلقن بمدرسة أبي عمر ثم رجع وحدث في أيام ابن عبد الدائم روى عنه ابن الخباز قال الشيخ شمس الدين وسمع منه الأصحاب كان معمرا من أبناء التسعين وهو آخر أصحاب الشيخ الضياء بالسماع توفي بمراد سنة إحدى وعشرين وسبعمائة
اليماني عبد الله بن طاوس اليماني سمع أباه وعكرمة وعمر بن شعيب وعكرمة بن خالد وكان من أعلم الناس بالعربية قد وثقوه قال ابن خلكان في تاريخه أن المنصور طلب ابن طاوس ومالك بن أنس فصدعه ابن طاوس بكلام وهذا لا يستقيم لأن ابن طاوس مات قبل المنصور
وتوفي ابن طاوس في سنة اثنتين وثلاثين ومائة وروى له الجماعة)
ذو النور الصحابي عبد الله بن الطفيل الأزدي ثم الدوسي أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم نورا في جبينه ليدعو قومه به فقال يا رسول الله هذه مثلة فجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوطه فكان يقول له ذو النور وذو النور هو الطفيل بن عمرو بن طريف الدوسي وهو

118
الصحيح وقد تقدم ذكر ذلك في ترجمة الطفيل كذا ذكره في الموضعين ابن عبد البر وهو وهم والله أعلم وإنما وهم ابن عبد البر لأنه نقل ذلك تقليدا للمبرد في ترجمة ذي اليدين في حرف الذال وسرد فيها الأذواء الذين ذكرهم المبرد في الكامل
مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عاتكة القرشي العامري قال ابن عبد البر لم يختلفوا أنه من بني عامر بن لؤي وأمه أم مكتوم واختلفوا في اسم أبيه فقال بعضهم هو عبد الله بن زائدة بن الأصم وقال آخرون هو عبد الله بن قيس بن مالك بن الأصم وكان قديم الإسلام بمكة وهاجر إلى المدينة
قيل قدمها بعد بدر بيسير فنزل دار القراء وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستخلفه في أكثر غزواته على المدينة وأهل المدينة يقول اسمه عبد الله وأهل العراق يقولون اسمه عمرو وكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم مع بلال وشهد القادسية
3 (عبد الله بن عامر))
عبد الله بن عامر بن زرارة روى عنه مسلم وأبو داود وابن ماجة وبقي بن مخلد قال أبو حاتم صدوق وتوفي سنة سبع وثلاثين ومائتين
ابن عامر المقرئ عبد الله بن عامر اليحصبي واختلف في كنيته فقيل أبو نعيم وهو أحد القراء السبعة قيل إنه قرأ على عثمان بن عفان رضي الله عنه وقيل على أبي الدرداء وقيل على معاذ بن جبل وقيل قراءة أهل الشام موقوفة على قراءة ابن عامر اليحصبي وقيل قرأ على معاوية بن أبي سفيان وروى الحديث عن عثمان وأبي الدرداء

119
وزيد بن ثابت وتوفي سنة ثمان عشرة ومائة وكان يقول قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولي سنتان وانتقلت إلى دمشق ولي تسع سنين وروى له مسلم والترمذي وولي قضاء دمشق بعد أبي إدريس الخولاني وكان يغمز في نسبه وكان يزعم أنه من حمير فجاء رمضان فقالوا من يؤمنا فذكروا المهاجر بن أبي المهاجر فقيل ذاك مولى فبلغت سليمان بن عبد الملك فلما استخلف بعث إلى المهاجر بن أبي المهاجر فقال إذا كان أول ليلة من رمضان فقف خلف الإمام فإذا تقدم ابن عامر فخذ بثيابه واجذبه وقل تأخر فلن يؤمنا دعي وصل أنت يا مهاجر ويقال إنه سمع قراءة عثمان في الصلاة ويقال قرأ عليه نصف القرآن ولم يصح وقيل كان والي الشرطة لعثمان قال الشيخ شمس الدين الأصح أنه ثابت النسب وكان قاضي الجند وكان على بناء مسجد دمشق وكان رأس المسجد لا يرى فيه بدعة إلا غيرها توفي يوم عاشوراء وله سبع وتسعون سنة وطول ترجمته فيكتاب طبقات القراء وقال سعيد بن عبد العزيز ضرب ابن عامرعطية بن قيس لكونه رفع يديه في الصلاة
أبو محمد العنزي عبد الله بن عامر بن ربيعة أبو محمد العنزي وعنز أخو بكر بن وائل المدني أبوه عامر من كبار الصحابة روى عن أبيه وعمر وعثمان وعبد الرحمان بن عوف وولد سنة ست من الهجرة وتوفي سنة خمس وثمانين للهجرة وروى له الجماعة
والي خراسان)
عبد الله بن عامر بن كريز بن حبيب بن عبد شمس العبشمي وابن خال عثمان بن عفان ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتي به وهو صغير فقال هذا شبهنا وجعل يتفل عليه ويعوذه فجعل عبد الله يتسوغ ريق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه لمسقى فكان لا

120
يعالج أرضا إلا ظهر له الماء وكان ميمون النقيبة كثيرالمناقب وهو افتتح خراسان وقتل كسرى في ولايته وأحرم من نيسابو شكرا لله تعالى
وهو الذي عمل السقايات بعرفة وفي سنة تسع وعشرين عزل عثمان أبا موسى الأشعري عن البصرة وعثمان ابن أبي العاص عن فارس وجمع ذلك كله لعبد الله بن عامر بن كريز وهو ابن أربع وعشرين سنة وافتتح أطراف فارس كلها وعامة خراسان وإصبهان وحلوان وكرمان وهو الذي شق نهر البصرة ولم يزل واليا على البصرة إلى أن قتل عثمان وعقد له معاوية على البصرة ثم عزله عنها وكان أحد الأجواد وأوصى إلى عبد الله بن الزبير ومات قبله بيسير هو الذي يقول في ابن أذينة من الطويل
* فإن الذي أعطى العراق ابن عامر
* لربي الذي أرجو لسد مفارقي
* وفيه يقول زياد الأعجم أبياته منها من الوافر
* وأحسن ثم أحسن ثم عدنا
* فأحسن ثم عدت له فعادا
*
* مرارا ما رجعت إليه إلا
* تبسم ضاحكا وثنى الوسادا
*
3 (عبد الله بن عباس))
حبر الأمة رضي الله عنه عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي الهاشمي أبو العباس الحبر البحر ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو الخلفاء ولد في شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين وصحب النبي صلى الله عليه وسلم ودعا له بالحكمة مرتين وقال ابن مسعود نعم ترجمان القرآن ابن عباس وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وأبي وأبيه العباس وأبي ذر وأبي سفيان وطائفة من الصحابة وقال

121
مجاهد ما رأيت أحدا قط مثل ابن عباس لقد مات يوم مات وإنه لحبر هذه الأمة وكان يسمى البحر لكثرة علومه وعن عبيد الله بن عبد الله قال كان ابن عباس قد فات الناس بخصال بعلم ما سبق وفقه ما احتيج إليه وحلم ونسب ونائل ولا رأيت أحدا أعلم بما سبقه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بقضاء أبي بكر وعمرو وعثمان ولا أعلم بشعر منه وتوفي سنة ثمان وستين للهجرة وروى له الجماعة أخرجه عبد الله ابن الزبير إلى الطائف وبها توفي وهو ابن سبعين سنة وقيل ابن إحدى وسبعين سنة وصلى عليه محمد بن الحنفية وكبر عليه أربعا وقال اليوم مات رباني هذه الأمة وضرب على قبره فسطاطا
روي من وجوه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم علمه الحكمة وتأويل القرآن ففي بعض الروايات اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل وفي حديث اللهم بارك فيه وانشر منه واجعله من عبادك الصالحين وفي حديث اللهم زده علما وفقها قال ابن عبد البر وهي كلها أحاديث صحاح وكان عمر رضي الله عنه يحبه ويدنيه ويقربه ويشاوره مع جلة الصحابة
وكان عمر يقول ابن عباس فتى الكهول له لسان سئول وقلب عقول وقال طاووس أدركت نحو خمسمائة من الصحابة إذا ذاكروا ابن عباس فخالفوه لم يزل يقررهم حتى ينتهوا إلى قوله وقال يزيد بن الأصم خرج معاوية حاجا معه ابن عباس وكان لمعاوية موكب ولابن عباس موكب ممن يطلب العلم وقال عبد الله بن يزيد الهلالي من الطويل
* ونحن ولدنا الفضل والحبر بعده
* عنيت أبا العباس ذا الفضل والندى
* وفيه يقول حسان بن ثابت من الطويل
* إذا ما ابن عباس بدا لك وجهه
* رأيت له في كل أحواله فضلا)
* (إذا قال لم يترك مقالا لقائل
* بمنتظمات لا ترى بينها فضلا
*
* كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع
* لذي إربة في القول جدا ولا هزلا
*

122
ومر عبد الله بن صفوان يوما بدار عبد الله بن عباس فرأى فيها جماعة من طالبي الفقه ومر بدار عبيد الله بن العباس فرأى فيها جمعا يتناوبونها للطعام فدخل على ابن الزبير فقال له أصبحت والله كما قال الشاعر من البسيط
* فإن تصبك من الأيام قارعة
* لم نبك منك على دينا ولا دين
* قال وما ذاك يا أعرج قال هذان ابنا العباس أحدهما يفقه الناس والآخر يطعم الناس فما أبقيا ذلك لك مكرمة فدعا عبد الله بن مطيع وقال له انطلق إلى ابني عباس فقل لهما يقول لكما أمير المؤمنين أخرجا عني أنتما ومن انضوى إليكما من أهل العراق وإلا فعلت وفعلت فقال عبد الله بن عباس والله ما يأتينا من الناس إلا رجلان رجل يطلب فقها ورجل يطلب فضلا فأي هذين نمنع وكان ابن عباس قد عمي آخر عمره وروي عنه أنه رأى رجلا مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يعرفه فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه فقال له أرأيته قال نعم قال ذاك جبريل عليه السلام أما إنك ستفتقد بصرك فعمي في آخر عمره فهو القائل فيما روي عنه من البسيط
* إن يأخذ الله من عيني نورهما
* ففي لساني وقلبي منهما نور
*
* قلبي ذكي وعقلي غير ذي دخل
* وفي فمي صارم كالسيف مأثور
* وروي أن طائرا أبيض خرج من قبره فتأولوه علمه خرج إلى الناس ويقال بل دخل قبره طائر أبيض فقيل إنه بصره بالتأويل وقيل جاء طائر أبيض فدخل نعشه حين حمل فما رئي خارجا منه وشهد عبد الله بن عباس الجمل وصفين والنهروان مع علي بن طالب
حفيد وزير الرشيد عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع بن يونس كان الفضل وزير الرشيد هارون وحفيده هذا عبد الله كان موصوفا بالبراعة مليح الشعر والغناء قال إبراهيم الرقيق في كتاب الأغاني كان عبد الله يقول كنت أول من ضرب الكنكلة وهي طنبور بثلاثة أوتار قال فغنيت عليها بشعر الأعشي من المتقارب
* أتاني يؤامرني في الصبو
* ح ليلا فقلت له غادها
*)
فأخذته مني صبية كانت بحذاء الفضل فوهبها لإبراهيم الموصلي فغنته له فأخذه عنها

123
فقال أني لك هذا قالت أخذته عبد الله بن عباس قال فغناه الرشيد فقال ممن يقول هذا الصوت قال يقوله بعض مواليك قال من من موالي يحسن مثل هذا ولا أعرفه قال فخفت الفضل ولم أجد من إعلام الرشيد بدا فعرفته أمره فقال للفضل أحضرني ابن ابنك وعرفه الخبر فقال وولائك يا أمير المؤمنين ما علمت بشيء من هذا إلا في ساعتي هذه فانصرف ودعاني وقال بلغ من أمرك أن تجترئ علي حتى تصنع الغناء ويغنيه المغنون للخليفة وأنا لا أعلم بشيء من أمرك فجعلت أعتذر إليه وسألته أن يمتحن أدبي في كل باب أمر ان أودب فيه فأمرني ان أغنيه بعض ما أروي وقال إنما أكره أن تلهج بالغناء وتقصر فيه فنفتضح قال فغنيته صوتا فقبل رأسي وضمني إليه ثم صار بي إلى الرشيد فغنيته فأمر لي بعشرة آلاف دينار فقبضها الفضل وقال له الرشيد إشتر له بها ضيغة فما زلت من ندماء الرشيد وأنا غلام ما اتصل عارضاي وبقي عبد الله إلى أيام المتوكل وكان قد حلف أن لا يغني إلا خليفة أو ولي عهد واصطبح ثلاثين سنة اصطباحا دائما لا يقطعه ومن شعره وتلحينه من الطويل
* صباحي صبوحي قد ظمئت إلى الكاس
* وتقت إلى النسرين والورد والآس
*
* فلا طلعت شمس على غير لذة
* صبوحي جديد فاسقياني من الرأس
* منه أيضا من الطويل
* ألا قل لمن بالجانبين بأنني
* مريض عداني عن زيارتهم ما بي
*
* ولو بهم بعض الذي بي لزرتهم
* وحاشاهم من طول ضري وأوصابي
* أمين الدين ابن شقير عبد الله بن عبد الأحد بن عبد الله بن سلامة بن خليفة القاضي أمين الدين بن شقير الحراني
كان من خير الناس وأجودهم من أكابر بيوت حران أقام بدمشق وطلب إلى مصر وصودر في الدولة الظاهرية ووكله بعض الأمراء المصريين بالشام واقتصر على وكالة الأمير علاء الدين طيبرس الوزيري وأقام يتحدث لورثته إلى آخر وقت وكان فيه مروءة لمن يقصده
وتوفي رحمه الله سنة ثمان وسبعمائة ونقل إلى القدس ودفن به
النحوي)
عبد الله بن عبد الأعلى هو أحد أصحاب أبي علي الفارسي

124
صحبه وخرج معه إلى فارس وإصبهان وكان عبد الأعلى أبوه من كبار أصحاب الحديث ببغداد صلى ابنه عبد الله وكبر عليه خمسا فلما انصرف من الصلاة عليه قيل له قد أظهرت اليوم خلاف مذهبك فقال للناس إعلموا أنني لو تركت ورأيي لكنت أكبر عليه تكبيرة وبعد تكبيرة وأخصه بأدعية بعد أدعية من نية صادقة وطوية صافية فقد وقذني فراقه ولذعني انطلاقه ثم بكى وافرط وشهق شهقة وأنشأ يقول من الطويل
* صحبتك قبل الروح إذ أنا نطفة
* مصان فلا يبدو لخلق مصونها
*
* فماذا بقاء الفرع من بعد أصله
* ستلقى الذي لاقى الأصول غصونها
*
3 (عبد الله بن عبد الباقي))
أبو بكر الواسطي الحنبلي عبد الله بن عبد الباقي بن التبان الواسطي أبو بكر الفقيه الحنبلي ويسمى محمدا أيضا وأحمد
درس المذهب على أبي الوفاء علي ابن عقيل حتى برع وكان يتكلم في مسائل الخلاف ويفتي ويدرس وكان أميا لا يحسن الكتابة سمع من أبي منصور محمد بن أحمد الخياط المقرئ وغيره مات عن تسعين سنة بقي على حفظه لعلومه إلى أن مات سنة أربع وخمسمائة
الدلاصي عبد الله بن عبد الحق بن عبد الأحد المخزومي المصري الدلاصي ولد سنة ثلاثين وستمائة توفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة وتلا لنافع على أبي محمد بن لب سنة خمس وثلاثين ثن تلا بعده كتب علي بن فارس وسمع القصيدة من قارئ مصحف الذهب وأقرأ دهرا بمكة وتلا عليه بالروايات عبد الله بن خليل والمجير مقرئ الثغر وأحمد بن الرضي الطبري والوادي آشي وخلق وكان صاحب حال وتأله وأوراد أحيا الليل سنوات وتفقه لمالك ثم الشافعي ومناقبه غزيرة

125
المالكي عبد الله بن عبد الحكيم بن أعين بن ليث الفقيه أبو محمد المالكي المصري كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله وأفضت إليه رياسة المالكية بعد أشهب وروى الموطأ عن مالك سماعا وكان من ذوي الأموال والرباع له جاه عظيم وقدر كبير وكان يزكي الشهود)
ويجرحهم وهذا لم يشهد لأحد ولا أحد من ولده لدعوة سبقت فيه ذكر ذلك القضاعي في كتاب الخطط ويقال إنه دفع للشافعي رضي الله عنه عند قدومه إلى مصر ألف دينار من ماله وأخذ له من عسامة التاجر ألف دينار ومن رجلين ألف دينار وهو والد أبي عبد الله محمد صاحب الشافعي وروى بشر بن بكر قال رأيت مالك بن أنس رضي الله عنه في النوم فقال إن ببلدكم رجلا يقال له ابن عبد الحكم فخذوا عنه فإنه ثقة وكان لأبي محمد ولد آخر يسمى عبد الرحمان من أهل الحديث والتواريخ صنف كتاب فتوح مصر وتوفي أبو محمد سنة أربع عشرة ومائتين وقبره إلى جانب قبر الشافعي وهو الأوسط من القبور الثلاثة وعبد الحكم يقال إنه مولى عثمان سمع عبد الله مالكا والليث ومفضل بن فضالة ومسلم بن خالد الزنجي وجماعة قال أبو زرعة ثقة وقال لم أر بمصر أعقل منه وصنف كتاب الأهوال وكتاب فضائل عمر بن عبد العزيز وسارت تصانيفه الركبان وروى له النسائي
شرف الدين ابن تيمية عبد الله بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن تيمية الحراني الشيخ الإمام الفقيه المفتي القدوة العابد شرف الدين أبو محمد الدمشقي أخو الشيخ الإمام العالم العلامة تقي الدين ولد بحران سنة ست وستين وستمائة وتوفي سنة سبع وعشرين وسبعمائة قبل أخيه بسنة وسمع حضورا من ابن أبي عمر علان وابن الدرجي وخلق كثير وطلب الحديث في وقته وسمع المسند والمعجم الكبير والدواوين وأحكم الفقه والنحو وبرع في معرفة السيرة والتأريخ وكثير من أسماء الرجال وكان فصيحا يقظا فهما جزل العبارة غزير العلم بصيرا بالقواعد في الفقه منصفا في

126
بحثه مع الدين والإخلاص والتعفف والسماح والزهد والانقباض عن الناس وكان أخوه يتأدب معه ويحترمه ينتقل في المساجد ويختفي أياما
وسمع منه الطلبة قال الشيخ شمس الدين وما علمته صنف شيئا وتمرض أياما وكانت جنازته مشهودة وحمل على الرؤوس
3 (عبد الله بن عبد الرحمان))
قاضي المدينة عبد الله بن عبد الرحمان بن معمر بن حزم الأنصاري المدني قاضي المدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز كان عبدا صالحا يسرد الصوم توفي في حدود الأربعين ومائة وروى له الجماعة
الحافظ الدارمي عبد الله بن عبد الرحمان التميمي الدارمي السمرقندي الإمام صاحب المسند ولد عام موت عبد الله بن المبارك وكان من أوعية العلم يجتهد ولا يقلد روى عنه مسلم وأبو داود والترمذي وكان أحد الرحالين والحفاظ موصوفا بالثقة والزهد يضرب به المثل في الديانة والزهد صنف المسند والتفسير وكتاب الجامع قال أبو حاتم ثقة صدوق له مناقب كثيرة
توفي سنة خمس وخمسين ومائتين وقيل سنة أربع وخمسين
أبو القاسم الدينوري الكاتب عبد الله بن عبد الرحمان الدينوري أبو القاسم من رؤساء الأدباء والكتاب ووجوه العمال بخراسان قيل إنه من أولاد العباس بن عبد المطلب له مصنفات وأشعار منها في وصف الخمر من البسيط
* كأنها في يد الساقي المدير لها
* عصارة الخد في ظرف من الآل
*
* لم تبق منها الليالي في تصرفها
* إلا كما أبقت الأيام من حالي
*

127
وله أبيات يسترجع بها كتابا معارا من الخفيف
* أنا أشكو إليك فقد تم نديم
* قد فقدت السرور منذ تولى
*
* كان لي مؤنسا يسلي همومي
* بأحاديث من منى النفس أحلى
*
* عن أبي حاتم عن ابن قريب
* واليزيدي كل ما كان أملى
*
* وهو رهن يشكو لديك ويبكي
* ويغني قد آن لي أن أخلى
*
* فتفضل به علي فإني
* لست إلا بمثله أتسلى
* وله أيضا من مجزوء الرمل بأبي أنت وقد طبت لنا ضما وشما)
* ضاق فوك العذب والعي
* ن وشئ لا يسلما
* أبو محمد المالكي عبد الله بن عبد الرحمان بن طلحة بن علي بن أحمد بن الحسين بن علي بن عمر المالكي أبو محمد الفقيه البصري من أعيان الفقهاء المالكية وبيته مشهور بالدين والعلم كان فاضلا متدينا حسن الديانة توفي تسع وعشرين وستمائة سمع وروى
أمير مصر والإسكندرية عبد الله بن عبد الرحمان بن معاوية بن حديج بن جفنة الكندي التجيبي المصري الأمير ولي الإسكندرية لهشام وولي مصر للمنصور وتوفي سنة خمس وخمسين ومائة
ابن الناصر الأموي عبد الله بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان ابن الحكم بن هشام بن عبد الرحمان بن معاوية الأموي المرواني هو ابن الناصر أبي المطرف صاحب الأندلس وقد تقدمت ترجمة والده وكان عبد الله فقيها شافعيا متنسكا أديبا شاعرا سما إلى طلب الخلافة في مدة أبيه وبايعه قوم في الخفية على قتل والده وأخيه المستنصر ولي عهد أبيه فعرف أبوه بذلك فسجنه إلى أن أخرج يوم

128
عيد الأضحى سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة من الحبس وأحضره أبوه بين يديه وقال لخواصه هذه أضحيتي في هذا العيد ثم أضجع له وذبحه وقال لأتباعه ليذبح كل أضحيته فاقتسموا أصحاب ولده عبد الله المذكور وذبحوهم عن آخرهم ومن حكاياته أن سعيد بن فرج الشاعر أهدى له ياسمينا أبيض واصفر وكتب معه من الكامل
* مولاي قد أرسلت نحوك تحفة
* بمرادما أبغيه منك تذكر
*
* من ياسمين كالنجوم تبرجت
* بيضا وصفرا والسماح يعبر
* فعوضه عن ذلك ملء الطبق دنانير ودراهم وكتب له من السريع
* أتاك تعبيري ولما يحل
* مني على أضغاث أحلام
*
* فاجعله رسما دائما قائما
* منك ومني أول العام
* ومر مع أحد الفقهاء يوما فأبصر غلاما فتان الصورة فأعرض عنه وقال من المنسرح
* أفدي الذي مر بي فمال له
* لحظي ولكن ثنيته غصبا)
* (ما ذاك إلا مخاف منتقد
* فالله يعفو ويغفر الذنبا
* قاضي حلب عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله بن علوان بن رافع الأسدي أبو محمد الحلبي اسمعه والده الحديث في صباه من أبي الفرج يحيى بن محمود ابن سعد الثقفي الإصبهاني ومن جماعة من الشيوخ الكبار والأئمة وسمع هو بنفسه كثيرا وكتب بخطه وحصل بهمة وافرة وحفظ القرآن في صباه وتفقه للشافعي وصحب أبا المحاسن يوسف بن رافع بن تميم قاضي حلب وقرأ عليه المذهب والخلاف والجدل والأصولين وعني به عناية شديدة لما رأى من نجابته وفهمه واتخذ ولدا وصاهره واعتمد عليه في جميع أحواله وصار معيدا لمدرسته وله نيف وعشرون سنة ثم ولي التدريس بعده ونبل مقداره عند الملوك والسلاطين وعلا جاهه وارتفع شأنه وترسل إلى ملوك الشام ومصر مرات وناب في القضاء بحلب وأرسل إلى دار الخلافة وتكلم مع الفقهاء بحضرة الوزير واستحسن الحاضرون كلامه وكان لطيفا ظريفا بساما حلو المنطق

129
مقبول الصورة محبا إلى الناس وتوفي سنة خمس وثلاثين وستمائة
ومن شعره وقد توجه إلى دمشق من الطويل
* إلى الله أشكو ما لقيت من الأسى
* بحمص وقد أمسى الحبيب مودعا
* وأودع في العين السهاد وفي الحشا اللهيب وفي القلب الجوى والتصدعا
* ولله أيام تقضت بقربه
* فيا طيبها لو دمت فيها ممتعا
*
* ولكنها عما قليل تصرمت
* فأصحبت منبت السرور مفجعا
*
* وقد كان ظني أن عند قفولنا
* إلى حلب ألقى من الهم مفزعا
* قلت شعر نازل
ابن الأنباري عبد الله بن عبد الرحمان بن محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الأنباري النحوي أبو محمد ابن أبي البركات ولد ببغداد ونشأ بها وسمع من والده ومن أبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل الدباس وغيرهما وقرأ الأدب واشتغل بالوعظ وكان يتكلم على المنابر وسكن الأنبار وكان يتردد إلى بغداد وتوفي سنة إحدى وثلاثين وستمائة
الوزير الزجالي)
عبد الله بن عبد الرحمان الزجالي القرطبي الوزير أبو بكر وزر للمستنصر كان خيرا كثير المعروف والفضائل قال ابن الفرضي بلغني أن قدميه تفطرتا صديدا من القيام في الصلاة وكان يصلح للقضاء وكان من سادات الوزراء وتوفي في جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة
الفرياني المغربي عبد الله بن عبد الرحمان الفرياني بضم الفاء وفتح الراء وتشديد الياء أخر الحروف وبعد الألف نون قال ابن الأبار في تحفة القادم كان بإشبيلية ناظرا لأبي سليمان داود ابن أبي داود في المواريث وكان أبو بكر ابن زهر يكرهه فقال الفرياني من البسيط
* أمران قد أتلفا جودي وموجودي
* ظلم ابن زهر مع استخفاف داود
*
* يا رب فاجز ابن زهر عن تعسفه
* واغفر لداود يا ذا الفضل والجود
*

130
المعافري البلنسي عبد الله بن عبيد الرحمان بتصغير عبيد بن جحاف المعافري البلنسي أبو محمد من أرباب البيوت القديمة فيها والنباهة توفي في صفر سنة إحدى وخمسين وخمسمائة ومن شعره من الكامل
* هن البدور على الغصون الميس
* طلعت فكان مقامها في الأنفس
*
* يرفلن في حلل الحرير تأودا
* وقد انتقبن براقعا من سندس
*
* وإذا مررن أثرن ما بي من هوى
* يا حسنهن وحسن ذاك المجلس
* ومنه من مجزوء الكامل
* يا أيها القمر الذي
* قد صرت فيه كالسهى
*
* أدمي بخدك أم جرى
* ماء العتيق على المهى
*
* خذ مهجتي وهب الرضى
* واجعلهما هاء وها
* ابن أبي زيد المالكي عبد الله بن عبد الرحمان أبو محمد ابن أبي زيد فقيه القيروان وشيخ المالكية بالمغرب كان أبوه قد جمع مذهب مالك وشرح أقواله وكان واسع العلم كثير الحفظ ذا صلاح وورع وعفة ونجب أصحابه وهو الذي لخص المذهب وملأ البلاد من تواليفه وكان يسمى مالك الصغير)
وصنف النوادر والزيادات نحو المائة جزء واختصر المدونة وعلى هذين الكتابين المعول في الفتيا بالمغرب وكتاب الرسالة وهو مشهور وكتاب الثقة بالله والتوكل عليه وكتاب المعرفة والتفسير وإعجاز القرآن والنهي عن الجدال والرسالة في الرد على القدرية ورسالة التوحيد وكتاب من تأخذه عند قراءة القرآن حركة وقيل إنه صنف الرسالة في سبع عشرة سنة وتوفي سنة ست وثمانين وثلاثمائة
ابن دنين المغربي عبد الله بن عبد الرحمان بن عثمان بن سعيد بن دنين أبو

131
محمد الصدفي الطليطلي سمع وحدث وكان زاهدا عابدا متبتلا عالما عاملا مجاب الدعوة متحريا توفي سنة أربع وعشرين وأربعمائة
سبط ابن العماد الحنبلي عبد الله بن عبد الرحمان بن أحمد بن محمد بن راجح الإمام الفقيه موفق الدين ابن الشيخ نجم الدين ابن العلامة نجم الدين المقدسي الحنبلي سبط العلامة شمس الدين محمد بن العماد ولد بالقاهرة وتفقه وبرع وتميز ولو عاش لساد الطائفة سمع الكثير من الحافظ سعد الدين وغيره وكان فيه مروءة وصلاح توفي شابا سنة خمس وتسعين وستمائة
ابن زين القضاة عبد الله بن عبد الرحمان بن سلطان بن يحيى بن علي القاضي شرف الدين أبو طالب ابن زين القضاة القرشي الدمشقي ولي نيابة القضاء بدمشق نيابة عن محيي الدين بن الزكي ثم عن ابنه زكي الدين الطاهر وهو ابن عمهما يلتقي نسب الجميع إلى يحيى بن علي وهو أول من درس بالمدرسة الرواحية ثم بالمدرسة الشامية الحسامية وهو الذي توجد علامته على الكتب المسجلة الحمد لله وهو المستعان كان فقيهيا فاضلا نزها عفيفا وتوفي رحمه الله في شعبان سنة خمس عشرة وستمائة وصلي عليه بجامع دمشق ودفن عند مسجد القدم
القاضي بهاء الدين بن عقيل الشافعي عبد الله بن عبد الرحمان بن عبد الله ينتهي إلى عقيل بن أبي طالب هو الشيخ الإمام العلامة القاضي بهاء الدين أبو محمد بن أبي الفتح زين الدين ابن جلال الدين مولده يوم الجمعة تاسوعاء سنة ثمان وتسعين وستمائة أخذ القراءات السبع عن الشيخ تقي الدين الصائغ والعربية)
عن الشيخ علاء الدين القونوي وغالبهما في الكافية الشافية والمقرب وقرأ على الشيخ أثير الدين التسهيل لابن مالك

132
جميعه في أربع سنين ثم قرأ عليه سيبويه في أربع سنين بحثا بقراءته وبقراءة غيره ولم يكمل سيبويه على الشيخ المذكور إلا له وللشيخ جمال الدين يوسف بن عمر بن عوسجة العباسي بلدا ثم إن بهاء الدين قرأ على الشيخ أثير الدين شرحه للتسهيل المسمى بالتكميل والتذييل بحثا بقراءته غالبا وقراءة غيره ولم يكمل لغيره وأما الفقه فقرأ فيه الحاوي على الشيخ علاء الدين القونوي ثم قرأ عليه شرحه للحاوي من أوله إلى باب الوكالة ولازمه كثيرا وبه تخرج وانتفع وأخذ عنه الأصولين والخلاف والمنطق والعروض والمعاني والبيان والتفسير قرأ في المنطق المطالع مرات بحثا وفي أصول الدين الطوالع وفي أصول الفقه مختصر ابن الحاجب مرات قراءة وسماعا وانتخب من مختصر ابن الحاجب مسائل أمهات جاءت في تسعة عشر ورقة وحفظها وقرأ عليه وسمع من التحصيل جملة كبيرة وقرأ عليه تلخيص المفتاح في المعاني والبيان وبحث عليه من الكشاف سورة البقرة وآل عمران وقرأ عليه عروض ابن الحاجب بحثا وقرأ عليه مقدمة النسفي في الخلاف ولم تكمل له
ولازم الشيخ زين الدين الكتاني وقرأ عليه من الحاوي ولم يكمل له وبحث عليه في التحصيل
وقرأ على قاضي القضاة جلال الدين كتاب الإيضاح من أوله إلى آخره بحثا والتلخيص سمعه قراءة وسمع على مشايخ عصره منهم الشيخ شرف الدين بن الصابوني وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة والحجار وست الوزراء وخلائق وأملى على أولاد قاضي القضاة جلال الدين شرحا على ألفية ابن مالك وأملى على التسهيل مثلا وكتبها بخطه وكتب على التسهيل شرحا خفيفا سماه المساعد على تسهيل الفوائد يجيء في ثلاثة أسفار ووصل فيه يومئذ إلى باب الحال وكتب في التفسير كتابا سماه الذخيرة بدأ فيه إلى نصف حزب في ثلاثين كراسا وصنف في الفقه مختصرا من الرافعي لم يفته شيء من مسائله ولامن خلاف المذهب وضم إليه زوائد الروضة والتنبيه على ما خالف فيه محيي الدين النووي في أصل الروضة للشرح الكبير بزيادة أو تصحيح وصل فيه يومئذ إلى كتاب الصلاة وشرع في كتاب مستقل سماه الجامع النفيس في مذهب الإمام محمد بن إدريس يجمع الخلاف العالي والمخصوص بمذهب الشافعي وتتبع ما لكل مذهب من الصحابة فمن بعدهم من الأدلة كتابا وسنة وأقوى قياس في المسألة ثم الكلام على ما يتعلق بأحاديث تلك المسألة من تصحيح وتخريج ثم ذكر ما تبدد في)
كتب المذهب من فروعها وذكر ما يتعلق بشيء من فوائد الأحاديث التي جرى ذكرها في المسألة والكلام على ما يقع في كتابي الفقيه نجم الدين ابن الرفعة وهما الكفاية والمطلب مما يحتاج إلى الكلام فيه وكذلك كلام النووي وغيره وهو يكون إذا كمل في أربعين سفرا وكتب منه يومئذ إلى باب المسح على الخفين ألف ورقة إلا أربعا وعشرين ورقة من القطع الكبير بلا هامش وسمعت

133
من لفظه ما حرره في أول باب المسح على الخفين وجعل على الكتا ب المذكور ذيلا على نمط كتاب تهذيب الأسماء واللغات يذكر فيه ترجمة لكل من نقل عنه شيء من العلم في الكتاب المذكور ويستوفي الكلام على ما في الكتاب المذكور من اللغات وضبطها وعزمه أن يضمه إلى الكتاب المذكور ليكون في آخره ويعود كلاهما كتابا واحدا ولي تدريس الفقه بالجامع الناصري بقلعة الجبل وهو أول من تكلم به في العلم الشريف في سنة إحدى وثلاثين وولي بعده تدريس المدرسة القطبية الكبرى في بعض شهور سنة أربع وعشرين وسبعمائة وولي تدريس التفسير بالجامع الطولوني فكان شيخه أثير الدين في ربيع الأول سنة خمس وأربعين وسبعائة وولي قضاء مصر في جمادى الآخرة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة وأجازني رواية ما يجوز له تسميعه متلفظا بذلك في المدرسة القطبية الكبرى داخل القاهرة في ثامن عشرين شهر رمضان المعظم سنة خمس وأربعين وسبعمائة وأنشدني من لفظه لنفسه من الكامل
* قسما بما أوليتم من فضلكم
* للعبد عند قوارع الأيام
*
* ما غاض ماء وداده وثنائه
* بل ضاعفته سحائب الإنعام
* وأول ما اجتمعت به في المدرسة الشريفية بالقاهرة وقد رحت مع أمير حسين لوداع الشيخ علاء الدين القونوي وقد رسم له بالتوجه لقضاء الشام وكان ذلك في أوائل دخولي إلى القاهرة فالتفت إلي وقال مولانا هو الذي حضر مع الأمير كاتب درج من الشام قلت نعم فقال يا مولانا ما تسأل أنت عن مرفوع ولا منصوب ولا مجرور فقلت بم يرسم مولانا فقال كيف يبنى سفرجل من عنكبوت وعنكبوت من سفرجل فقلت القاعدة في ذلك أن تحذف الزوائد من كل اسم وتبني الصيغة المطلوبة من الأصول فقال كيف يقال في ذلك فقلت أما عنكبوت من سفرجل فتقول فيه عنكبب لأن الواو والتاء زائدتان وأما سفرجل من عنكبوت فتقول فيه سفرجول)
أبو الرداد عبد الله بن عبد السلام بن عبيد الله الرداد المؤذن أبو الرداد البصري صاحب المقياس بمصر كان رجلا صالحا وتولى مقياس النيل الجديد بجزيرة مصر وجمع إليه جميع النظر في أمره وما يتعلق به في سنة ست وأربعين ومائتين واستمرت الولاية في ولده إلى الآن
توفي سنة تسع وسبعين ومائتين

134
محيي الدين بن عبد الظاهر عبد الله بن عبد الظاهر بن نشوان بن عبد الظاهر بن نجدة الجذامي المصري المولى القاضي محيي الدين ابن القاضي رشيد الدين الكاتب الناظم الناثر شيخ أهل الترسل ومن سلك الطريق الفاضلية في إنشائه وهو والد القاضي فتح الدين محمد صاحب ديوان الإنشاء سمع من جعفر الهمداني وعبد الله ابن إسماعيل بن رمضان ويوسف بن المخيلي وجماعة وكتب عنه
البرزالي وابن سيد الناس وأثير الدين والجماعة وكان بارع الكتابة في قلم الرقاع ظريفا ذا عربية حلوة وكان ذا مروءة وعصبية ولد في المحرم سنة عشرين وتوفي بالقاهرة سنة اثنتين وتسعين وستمائة ومن إنشائه كتاب كتبه إلى الأمير شمس الدين آقسنقر جوابا عن كتاب كتبه بفتح بلاد النوبة وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة أدام الله نعمة المجلس ولا زالت عزائمه مرهوبة وغنائمه مجلوبة ومحبوبة وسطاه وخطاه هذه تكف النوب وهذه تكفي النوبة ولا برحت وطأته على الكفار مشتدة وآماله لإهلاك الأعداء كرماحه ممتدة ولا عدمت الدولة بيض سيوفه التي يرى بها الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس تثني على عزائمه التي واتت على كل أمر رشيد وأتت على كل جبار عنيد وحكمت بعدل السيف في كل عبد سوء وما ربك بظلام للعبيد حيث شكرت الضمر الجرد وحمدت العيس واشتبه يوم النصر بأمسه بقيام حروف العلة مقام بعض فأصبح غزو كنيسة سوس كغزو سيس ونفهمه أنا علينا أن الله بفضله طهر البلاد من رجسها وأزاح العناد وحسم مادة معظمها الكافر وقد كاد وكاد وعجل عيد النحر بالأضحية بكل كبش حرب يبرك في سواد وينظر في سواد ويمشي في سواد وتحققنا النصر الذي
شفى النفوس وأزال البوس ومحا آية الليل بخير الشموس وخرب دنقلة يجريمة سوس وكيف لا يخرب شيء يكون فيه سوس فالحمد لله عن أن صبحتم عزائم المجلس بالويل)
وعلى أن أولج النهار من السيف منهم في الليل وعلى أن رد حرب حرابهم إلى نحورهم وجعل تدميرهم في تدبيرهم وبين خيط السيف الأبيض من الخيط الأسود من فجر فجورهم وأطلع على مغيبات النصر ذهن المجلس الحاضر وأورث سليمان الزمان المؤمن ملك داود الكافر وقرن النصر بعزم المجلس الأنهض وأهلك العدو الأسود بميمون طائر النصر الأبيض وكيف لا وآقسنقر هو الطائر الأبيض وقرأ لأهل الصعيد كل عين وجمع

135
شملهم فلا يرون من عدوهم بعدها غراب بين ونصر ذوي السيوف على ذوي الحراب وسهل صيد ملكهم على يد المجلس وكيف يعسر على السنقر صيد الغراب والشكر لله على إذلال ملكهم الذي لان وهان وأذاله ببأسه الذي صرح به شر كل منهم في قتلة فأمسى وهو عريان وإزهاقهم بالأسنة التي غدا طعتهم كفم غدا والزق ملآن ودق أقفيتهم بالسيف الذي أنطق الله بألفهم أعجم الطير فقال دق قفا السودان ورعى الله جهاد المجلس الذي قوم هذا الحادث المنآد ولا عدم الإسلام في هذا الخطب سيفه الذي قام خطيبا وكيف لا وقد ألبسه منهم السواد وشكر له عزمه الذي استبشربه وجه الزمن بعد القطوب وتحققت بلاد الشمال به صلاح بلاد الجنوب وأصبحت به سهام الغنائم في كل جهة تسهم ومتون الفتوحات تمطى فتارة يمتطي السيف كل سيس وتارة كل أدهم وحمد شجاعته التي ما وقف لصدمتها السواد الأعظم والله المنة على أن جعل ربع العدو بعزائم المجلس حصيدا كأن لم تغن بالأمس وأقام فروض الجهاد بسيوفه المسنونة وأنامله الخمس قون ثباته بتوصيل الطعن لنحور الأعداء ووقت النحر قيد رمح من طلوع الشمس ونرجو من كرم الله إدراك داود المطلوب ورده على السيف بعيب هربه والعبد السوء إذا هرب يرد بعيب الهروب والله يشكر تفضيل مكاتبه المجلس وجملها وآخر غزواته وأولها ونزال مرهفاته ونزلها ويجعله إذا انسلخ نهار سيفه من ليل هذا العدو يعود سالما لمستقره والشمس تجري لمستقر لها قلت وفي هذه الغزاة قال ناصر الدين حسن ابن النقيب من الكامل
* يا يوم دنقلة وقتل عبيدها
* من كل ناحية وكل مكان
*
* كم فيك نوبي يقول لأمه
* نوحي فقد دقوا قفا السودان
* وكتب في محضر قيم في حمام الصوفية جوراه خانقاه سعيد السعداء اسمه يوسف يقول الفقير إلى الله تعالى عبد الله بن عبد الظهر أن أبا الحجاج يوسف ما برح الصلاح متمما وله جودة)
صناعة استحق بها أن يدعى قيما كم له عند جسم من من جسيم وكم أقبل مستعملوه تعرف في وجوههم نضرة النعيم وكم تجرد مع شيخ صالح في خلوة وكم قال ولي الله يا بشراي لأنه يوسف حين أدلى في حوض دلوه كم خدم من العلماء والصلحاء إنسانا وكم ادخر بركتهم لدنيا وأخرى فحصل من كل منهم شفيعين

136
مؤتزرا وعريانا كم حرمة خدمة له عند أكابر الناس وكم له يد عند جسد ومنه على راس كم شكرته أبشار البشر وكم حك رجل رجل رجل صالح فتحقق هناك أن السعادة لتلحظ الحجر قد ميز بخدمه الفضلاء والزهاد أهله وقبيله شكر على ما يعاب به غيره من طول الفتيلة كم ختم تغسيل رجل بإعطائه براءته يستعملها ويخرج من حمام حار فاستعملها وخرج فكانت به برءة وعتقا بالنار كم أوضح فرقا وغسل درنا مع مشيب فكان الذي أنقى فما أبقى تتمتع الأجساد بتطييبه لحمامه بظل ممدود وماء مسكوب وتكاد كثرة ما يخرجه من المياه أن تكون كالرمح على أنبوبا على أنبوب كم له بينة حر على تكثير ماء يزول به الاشتباه وكم تجعدت فباتت كالسطور في حوض فقل كتاب الطهارة باب المياه كم رأس أنشدت موساه حين أخرجت من تلاحق الأنبات خضرا من الطويل
* ولو أن لي في كل منبت شعرة
* لسانا يبث الشكر كنت مقصرا
* ومن إنشائه أيضا صورة مقامة وهو مما كتب به إلى محيي الدين ابن القرناص الحموي حكى مسافر بن سيار قال لما ألفت النوى عن الإخوان وتساوت عندي الرحلة إلى البين تساوي الرحلة إلى الأوطان وتمادت الغربة تحبوني أهوالها فتزلزل بي الأرض زلزالها وتخرج مني وسن أمثالي اثقالها ولا إنسان يرى أراجي نفسي وآمالها فيقول ما لها ولا يشاهد ما هو أوحى لها الدجة بالغذوة والإعتمام بالإسفار وغرني مع إيماني تقلبي في البلاد وتطلبي لتقويم عيشي المنآد وتحنني إلى الحصول بإرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد فلبثت فيها أياما وشهورا وودت لو كانت سنسن ودهورا وما بلد الإنسان إلا الموافق فيينا أنا منها لو ثلة من الولين ومن الوافدين عليها في قليل من الآخرين وبين سادات من كتابها وأصحاب اليمن من أصحاب اليمين ونحن في نعمة بالإيواء من ظلها إلى ربوة ذات قرار ومعين وإذا بداعي النفير قد أعلن مناديه وارتجل ما ارتجز حاديه فقلت المسير إلى أين قالوا إلى الأين والسفر متى فقيل أتى من الطويل)
* وماد دار فيما بيننا أين بيننا
* يكون ولكن الزمان غبون
* فعقدنا الحبا وجنبنا الجنايب وركبنا الصبا وتسلمتنا من يد الربوة يد الوهاد والربا وكان توجهنا حين أكثرت الجبال من الثلوج الاكتساء والاكتساب وبفضل فتحت فيه
السماء

137
أبوابها بما ليس لفصوله عن تلك المواطن من فصول ولا لأكوابه المترعة دائما بجميع الفصول من بواب فعدنا إلى جهة حمص وإن لم يعجبنا العام وقلنا كل ذلك متغفر في جنب ما أشارته مصلحة الإسلام المختصة بالخاص منهم والعام واستقبلنا تلك النواحي المتناوحة والمنازل المنتائية على المنازل المتنازحة برقة جلود تتجالد على الجليد وأواجه تواجه من تلك الجهات ما ورود حياض المنون به أقرب من حبل الوريد كم التقت الشمس بقارة من قرها بفروة سنجاب من الغمام وكم غمضت عينها عمن لم يغمض جفونه بمناخ ولا مقام وكم سبكت الرياح الزمهريرية فضة ثلوجها فصحت عند السبك وكم خبر من امرئ القيس أنشد عند النبك قفا نبك هذا والزميتا قد ادهنت بها رؤوس الأكمام وقال الفراشون ما الديار ديار لما لاقوه ولا الخيام خيام كأنه نصول المشيب في المفارق أو رمل أبيض قد أتربت به سطور تلك المهارق إلى غير ذلك من نوك كأنه من السماء والأرض بحر فاض وغاض الشمس وما غاض قد أصبح عجاج خيول الجنائب ودخان ما خيلته من صفاء الماء مجامر الكواكب وثلوج بقاصم تظهر ولأعين تلك المحاجر من العواصم تبهر فدافعت الهضبات ملائتها البيضاء وأتت من الإيلام ببردها بأضعاف ما يحصل من حر رمضاء حر رمضاء فكم أنامل يد هنالك قعدت القرفصاء على الطروس واشتلمت الصماء اشتمال اليمن والشمال على النفيس من النفوس وعجزت عن أن تطبيق للأقلام إمساكا وكم من مرملة اشتبكت دموعها بخدودها فما تبين من بكى ممن تباكى فلم نصل إلى حمص إلا والجليد قد أعدم الجليد صبره وعبر تلك الأمكنة فجرت له على أخدود تلك الخدود عبرة وأي عبرة واعتدقت الآمال أنها قد قربت من منازه تلك المنازل وأنها من حماه تغامز عيون الدعة وتغازل وأن نار القرى تزيل برد القر وتستجيب دعاء من نادى هناك رب إني مستني الضر وقالت عسى ثم أن تستقر النفس وتؤدي الأقلام بذلك ما وجب عليها من سورتي الحمد والإخلاص عند ملازمتها الخمس فاتفق ما اتفق من نصرة حققت الكرة وأعادت الرجعة كما بدأتها أول مرة وسقيت بكأس التعب التي كانت بها سقت وبكت السماء بالدموع التي كانت قد رقت لنا ورقت وعاد الحبل على الجرارة)
والكيل إلى حبل الكارة فدخلنا إلى دمشق وإذا أغصانها قد ألقت عصاها وما استقر بها من الثمر والنوى وأوراقها قد اصفرت

138
وجوهها من الهواء والهوى وحمائهما لم تحمل منه الليالي فخلعت ما لها بالأعناق من الأطواق والنهر قد توقف عن زيادة الغصون فراسلته بالأوراق فقالت العين ما الديار الديار ولا الرياض الرياض ولا المشارع المشارع ولا الحياض الحياض فشمرنا عنها ذيل الإقامة وقلنا للعزم شأنك ومصر دار المقامة فقطعنا بيدا وأي بيد ومنازل تستعبر السيد وتستعبر السيد ورمالا هي الأفاعي خدور وللنسور وكور ولم يصدق فيها تشبيه يقال بالأهلة ولا آثار أخفاف المطي بالبدور تستوقف الساري ويسعى الساعي منها على شفا جرف هار يسقى من المياه ماء يغلي في البطون كغلي الحميم ويكفر شربه شرب الماء البارد الذي قال بعض المفسرين إنه الذي عنى الله تعالى بقوله ولتسألن يومئذ عن النعيم وما زال الشوق بنا والسوق حتى قربا البعيد حتى فلينا بهما الفلاة وأبدنا البيد ودخلنا مصر فتلقانا نيلها مصعرا خده للناس وقلنا هذا الذي خرج إلينا عن المقياس وشاهدنا ربوعها وقد فرشت من الربيع بأحسن بسطها وبدت كل مقطعة من النيل قد زينت بما أبدته من قرطها وتنشقنا رياحها الهابة بما ترتاح إليه الأرواح وشمنا بروق غمائمها التي التي لم تغادر في القلوب من القر قروحا لا تتعقبه لما تلقيه من الماء القراح لا يكلح الجليد أوجه بكرها ولا يهتم المدر ثنايا نهرها ولا يوقظ راقد سمرها ولا تغير على أهلها القوانين ولا يحتاج إلى التدفي في الكوانين بنيران الكوانين كل أوقاتها سحر وآصالها بكر وطول زمانها ربيع لا يشان من اللواقح الكوالح ببرد ولا يشان من النوافح اللوافح بحر غنينت بنيلها الخصم عن كل دان مسف فويق الأرض هيدبه وعن كل نادي ارتداد نحيف العزالة قطربه فلما حصلنا هناك قالت النفس المطمئنة هذه أول أرض مس جلدي ترابها وهذه الجنة وهذا شرابها وإذا بشمس الأمل وقد حلت شرفها بغير الحمل شرفا كريما فاق أحسن الأوفاق وملأ آفاق الأوراق بما رق من الألفاظ الفاضلة وراق فأقبلت العين إلى مرآه لترى وجه البلاغة وجنحت الجوانح الجوارح للتحلي بجواهر تلك الصناعة البديعة الصياغة ومالت الأسماع إلى التشنف بتلك الأسجاع وما تضمنت من إبداع إيداع وترصيع تصريع يعيد سابق هذه الحلبة سكيتا وثنى حبها من حيائه وخجله ميتا فكم رأى المملوك بها منه كوكبا ما عثر جواده بجواده ولا كبا وقال هذا رب الفضل الذي نزع

139
وهذا النابغة الذي شكر الله زمانا فيع نبغ وهذا النبل الذي على)
الأكوار واقتعدنا سنامه وغاربا ورأينا مشارقه ومغاربه نظرنا إلى السوارق من فوقه كالأهاضب ومن الجبال جدد بيض وحمر وغرابيب وقد حط رجلا في الأرض ورأسا في السما وأخذ لسانا إلى البحر وما به من ظما وكأنما قام إلى الأفق مزاحما بمناكبه أبراجه أو مال على البحر ملاطما بأهاضبه أمواجه تزول جبال رضوى وهو لا يزول وتحول صبغة الأيام وصبغ شعرته لا يحول قد رفع البروج عليه قبابا وأعارته الشمس من شاعهها أطنابا من الوافر
* وأصبح والغمام له رداء
* على ثوب من النبت العميم
*
* له درج بنهر السحب يسقي
* يضاحك زهره زهر النجوم
* قد ركعت عليه الكواكب والنجم والشجر يسجدان ورفعت سماءه حتى وضع عليها الميزان ولما علاه المملوك تشوق إلى بلدته وتشوق وتعلل بقربها منه حين عاينها من بعد وتسوف فإنها بلدته التي نشأ من مائها وتربها ولذلك جبلت طينته على حبها ولم يزل يتلدد طرفه من بعد إليها ويتلذذ قلبه عليها حتى عطف إلى ظلها عائدا ورجع بعد صدوده عنها واردا فوجد بها أطيب بقعة وأحسن مدينة وكان موعد دخوله يوم الزينة وقد دارت للسرور أعظم رحى وحشر الناس لقراءة كتاب البشارة ضحى وإذا به قد
تضمن خبر الفتح المبين والنصر العزيز بعد أن مس المسلمين الضر بالشام ونادوا من بمصر يا أيها العزيز وقد فرش الربيع ربوعها وقررها بالزهر ونشر عليها ملاءة النسيم وطرزها بالنهر وكانت يومئذ بلدة لا يهجر قطرها القطار ولا يحجب أفقها الغبار ولا يعثر العقبان بعجاجها حتى كان جوها وعث أوضار ولا يخترق عين شمسها كبد السماء ولا يضرم حرها لهوات بزفرات القضاء قد اكتفت بسح سحبها وغنيت بسقيا ربها مع أن لها نهرا يتعطف تعطف الحباب ويتشنف بدر الحباب ويترشف ماؤه كالظلم من الأحباب والرضاب وعليه نواعير تشابه الأفلاك في مدارها واستدارها والفلك في بحارهاوبخارها إذ في هذه أضلع كثيرة كما في جنبات تلك من الضلوع ولهذه صواري عديدة كذلك إلا أنها بغير قلوع ومن عجائبها أنها تحن حنين العشاق وتئن للوعة الفراق وتبكي على بعد من الحدائق بعدة من الأحداق من الطويل
* وما ذكرت تلك النواعير دوحها
* وقد أقفرت في الأيك منها ربوعها
* رنت نحوها تبكي الرياض عيونها المراض وفاضت في الحياض دموعها)
* وأحنى عليها السقم حتى بدت لنا
* من الوجد قد كادت تعد ضلوعها
*

140
فلله بلدة هذه بعض محاسنها وقد أوجزت في أوصافها وأضربت عن ذكر مساكنها إذ عجزت عن إنصافها وحين أعياني الكلام المنثور عدلت إلى المنظوم ووصفتها ثانيا بما استطردت فيها بمدح مولانا المخدوم ولو لم يرد علي من المقام الفلاني مقامة وكان خاطري مشتتا فحل منها بدار إقامة لما فتحت في وصفها دواة ولا فما ولا أجريت لسانا ولا قلما لكن تعلمت منها علم البيان وسحبت أذيال التيه على سحبان ولقد قلبت منها بردا محررا ووشيا مرقوما وعاينت الدر من لفظها منثورا ومن حظها منظوما وكان لفظها أعذب القلوب من الغمام وسجعها أطيب في الأسماع من سجع الحمام وكنت عزمت حالة وصولها على الاستمداد منها والاستعداد للإجابة عنها فرجعت أدراجي القهقري وقلت حبس البضاعة أولى من تخيير المشتري فلما قرب أمد المزار وبرح الشوق حين دنت الديار من الديار رأيت ذلك تقصيرا في الخدمة وإخلالا وإن كان ذلك في الحقيقة تعظيما وإجلالا ز فأجلت في ذلك خاطرا وجلا وصرفت إلى هذا الوجه وجها خجلا وعلى أن المملوك لو رزق التوفيق لما جرى مع مولانا في هذه الطريق ولم يزل المملوك ينشد قبل ورود ركابه الشريف عسى وطن يدنو بهم ولعلما فلما دنا الوطن جعلت أهم بشيء والليالي كأنما والمملوك قد أصبح من جملة عبيد مولانا وخدمه ويرجو من صدقاته الشريفة أن لا يقطع عنه ما عوده من بره المشفوع بصلته العائدة والمملوك يواصل خدمته مع أن سيدنا أدام الله تعالى له السعد قد علم ندب الشارع إلى مكاتبة العبد وقد قصد أولا أن يرتفع بابتداء مكاتبته وثانيا بخبر مجاوبته والله تعالى يحرس محاسنه التي هي في فم الدهر ابتسام ويديم مننه التي هي الأطواق والناس الحمام تمت
وكتب رسالة مع مداد وأهداها إلى جماعة من الكتاب في الأيام المعزية الأقدار أطال الله بقاء الموالي السادة ولا زالت سماء الدولة محروسة بشهب أقلامهم ومواسم السعادة مختالة بشريف أيامهم ونحور العلياء منتزينة بتنضيد نظامهم ورياض البلاغة معلمة الأطراف والبرود بما تحوكه غمائمهم إذا غدت رفيعة الهضاب وأضحت في أعلى سمك السماك مضروبة القباب وأحنى منال الشمس دون منالها وعظم توهم إدراكها حتى أمست ولا الحلم يجود بها ولا بمثالها استحقر في جانب شرفها كل جليل واستدر بجودها كل شيء جزيل واستقلت الرياض أن تهدي إلى جنابها زهرا والسحائب أن ترسل إلى بحرها قطرا والفلك)
الدائر أن يخدمها بنجومه والشذا العاطر أن يكاثر عرف أوصافها بنسيمه والنهارأن يمنح أيامها رقة أصائله وبكره والليل أن يقدم بين يدي مساعيها حمد مسراه ونسمة سحره والبدر أن يلبس حلة السرار ويكسوها حلل تمامه والجفن الساهر أن يصبر على مفارقة الطيف ويحبوها لذيذ منامه واستحى كل فوقف موقف الإجلال وانتهى من التبجيل إلى حد كاد يبلغ به

141
الإخلال إلى أن تعارضت أدلة الرسائل وتزاحمت الغربان على ورود تلك المناهل فقلب المملوك وجهه في سماء سماتها وأسام فكره في أريض روضاتها قائلا للجوهر الفاخر أنت قريب العهد من تلك البحار وللنضار أنت بعض هاتيك النسمات وللعبير لا تقل أنا ضائع نعم عند شذا تلك النفحات وللنظم والنثر أنتما جنى غصون تلك الأقلام وللحمد والشكر أنتما كمام ذلك الفضل والإنعام فحار كل جوابا وغدا لا يملك خطابا وأبى مشاكلة تلك الفضائل واستسقى سحائب تلك البلاغة التي إذا قالت لم تترك مقالا لقائل والإصغاء إلى أوصافها والتسليف على سلافها فشغف بها حبا وصار بمحاسنهاصبا ودعاه إليها جمالها البديع وأغراه بحسنها الذي لها منه أكرم شفيع من الطويل
* وقال له بدر السماء ألا اجتلي
* وقالت له تلك الثمار ألا اجتني
*
* وساعده من ذلك الأمر معتل
* وساعده من ذلك الفجر معتني
*
* وشاهد من تلك الفضائل ما غدا
* يميس به عطف الزمان وينثني
*
* فضائل مثل الروض باكره الحيا
* فمغناه من تنويل كف الندى غني
* فسام وصالها فأعرض ونأى بجانبه ورام قربهافسد عليه الإجلال أبواب مطالعه ومطالبه قائلا لست يا اين السبيل من هذا القبيل من الطويل
* ألا إنما نحن الأهلة إنما
* نضيء لمن يسري إلينا ولا نقري
*
* فلا منح إلا ما تزود ناظر
* ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري
* فتعلل بأحاديث المنى وقال زور الزيادة وبالرغم مني فقالت القناعة غنى ومن لم يجد ماء طهورا تيمما ثم ثبت إلى عطف أوصافها الجميلة وقالت قد رأيت لك مزيد قصدك وإلا أنا بالطيف على غيرك بخيلة فشكرت لها ذلك الإنعام وقلت أيكون ذلك نهارا أو ليلا هذا على تقدير وجود المنام فقالت أوليس الليل هو حلة البدر الأكلف أم النهار ولا يأنف على شمسه أن ما بناه ضربه بمرماه الصائب بل نبغ وهذا نسيم الروضة التي أطاعهاعاصيها وثمر الجنة)
التي كل ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين فيها وهذه البلاغة التي كنت بالإتحاف بها موعودا وهذه الفواضل والفضائل التي حققت أن في الناس مجدودا ومحدودا ومسعودا ومبعودا ولمحه المملوك فقال هذا نور أم نور وهذا ما ينسب إلى ما يستخرج من أصداف البحور ويجعل في أطواق أعناق النحور من الحور ولم يرأحلى من تشبيهه وإن جل عن التشبيه ولا أحلى من بلاغته البالغة بما فيه من فيه ولماشاهد من معجزها ما بهرحمد وشكر ورام مجادلتها فعجز عنها جواد القلم فقصر وعثر وسولت له نفسه الإضراب عن الإحالة في الإجابة ولو وفق لرأيه لأصابه وإنما حداه إلى التعرض لنداه يحققه بأنه لم يكن في بيته

142
الكريم إلا من هو بهذه المثابة في الإثابة ومن يتلقى راية رأيه الصائب بيمن يمينه خيرا من عرابة قال مسافر ابن سيار ولما سللت عضب هذا المقال من غمده وتمتعت من شميم عرار نجده وأتم لي عشرا وعشرا من عنده قلت بماذا أجازي هذه المحنة وأكافي هذه المنة التي تشح بمثلها القرائح السمحة فقيل لي بشكر من هو قادح زناد هذه القريحة وفاتح جواد هذه الطرق المفضية الفسيحة من الكامل
* ملك به الأقلام تقسم أنها
* ما إن يزال إلى علاه سجودها
*
* وتكاد من أوصافه ومديحه
* تهتز من زهو ويورق عودها
*
* سعد الكرام الكاتبون ببابه
* إذ هم جيوش يراعه وجنودها
*
* دامت فواضله تصيد خواطرا
* ويروق فيه قصدها وقصيدها
* ثم خفت أن أقصر وإن اجتهدت وأن أحل الحبا وإن شددت وربحت في يومي من الخجل ما لعله يكون لغدي ثم خطر أن أقول معميا ولا أصرح مسميا لأكون من سهام التأويلات الراشقة متوقيا فأخفيت من معرفتي ما ظهر وقلت إذا كان المبتدا معرفة فلا يضر تنكير الخير وسألت ولدي المساعدة والمساعفة فقال لا يضر اشتراكي أنا وأنت في هذا القصر وقد تسميت بمسافر فاجمع إلى جوابك الجواب مقتصرا على ذلك فالمسافر جائز له الجمع والقصر فأجابه عنها بقوله لما ظعن والدي وقطنت وتحرك للرحلة وسكنت قلقت لبعده وأرقت من بعده ووجدت غاية الألم عند فقده فبقيت لا ألتذ بطعام ولا شراب ولا آوي إلى أهل ولا أصحاب ولا أتخذ مكانا في الأرض إلا ظهر سابح ولا جليسا إلا كتاب أعالج لواعج الأشواق وأبوح لما أجد من الفراق وأنوح للورقاء حتى تغدو مشقوقة الأطواق وحين طالت)
شقة البين ولم تنفصل وتهلهلت خيوط الدموع تتقطع تارة وتتوصل من الطويل
* لبست ثياب الحزن رثى جديدة
* تشف على أثواب بشر ممزق
* عقرت سوائم الآمال بعقر داري ولزمت كسر بيتي بانكساري يتزايد شوقي ويتناقص صبري وتتسع همومي فيضيق لها صدري فبقيت على ذلك من الزمن برهة لا أدخل في لذة ولا أخرج في نزهة إلى أن شامت بوارق البيارق الشريفة عيون الشام فتوجه لخدمتها المخدوم

143
واثقا بأن قد هزمت الأحزاب وغلبت الروم لكن الجزم يوجب للقلوب أن تكون هذه الدنيا خائفة والعزم يقتضي أن توجد راجية وأن يتحقق أن فرقه لم يفارق الإسلام والركاب الشريف هي الناجية وكنت بتلك المدة أستريح من الغموم إلى النبت العميم وأسائل من ألقاه من الوفود حتى وفد النسيم فخطر لي في بعض الأيام أن أكر بطرف طرفي في ميادين الفضا وأن أجرد سيف عزمي لقطع مواصلة الهموم فإنه معروف بالمضا فخرجت أجيله في مساري الغمام وهو يتمطر وأميله عن محال الوعول ومجاري السيول وهو لطول الجمام يتقطر وكان فيمايجاور المدينة من الحيط الغيط جبل يسمى بالخيط يشاكل خيط الصبح في امتداده ويماثل جناح الجنح بكثرة ظلال نجمه وشجره وسواده قد شمخ بأنفه على وجه الأرض ورفع رأسه فشق السماء بالطول وشق الأرض بالعرض قام الدوح على رأسه وهو جالس وتبسم البلج في وجهه وهو عابس من الطويل
* وقور على مر الليالي كأنما
* يصيخ إلى نحوي وفي أذنه وقر
* يمسح بكلف الثريا عن أعطافه ويدير منطفة الجوزاء على أرادفه فعزمت على أن أستظل بذروته وأستظل من ذورته فدعوت جماعة من أصحابي كنت في السفر أرافقهم وفي الحضر ألازمهم فقلما أفارقهم وقد انتظموا في المودة انتظام الدر في الأسلاك واتسقوا في الصحبة اتساق الدراري في الأفلاك من الطويل
* وقد كثروا عدا ولكن قلوبهم
* قد اتفقت ودا على قلب واحد
* يتجارون إلى الفضائل كتباري الجياد ويهتزون إلى الفضائل اهتزاز الصعاد قد نجنبوا المشاققة والمحاققة والتزموا بشروط الموافقة والمرافقة فذكرت لهم خطر لي من العزم فكلهم أشار بأن الحزم في الجزم فسرنا والشمس قد رفع حجاب الظلام عنها وقد تراءت حسنا وراق شبابا وشاب جانب منها وكنا في فصل الربيع قد رق حسنا وراق شبابا وشاب عارضه)
بالزهر على صبي فجعل له الظل خضابا قد اكتست أرضه وأشجاره واستوت في الطيب هواجره وأسحاره من الوافر
* نجيب القوم واضاح المحيا
* أنيق الروض مصقول الأديم
* فلم نزل نمر مر السحاب ونقف للتنزه وقوف السراب حتى أشرافنا على واد لا يعرف قعره ولا يسلك وعره قد نزل عن سمت الأودية والبقاع وأخذ في الانحطاط نظير ما أخذ

144
جبلة في الارتفاع وقد استدار بالجبل وأحدق وأضحى لعالي سوره كالخندق لا يسلكه إلا ملك أو شيطان ولا يصل إلى قرارته ولا منها إلا بأمراس ومراس أشطان من الوافر
* سحيق ساخ في الأرضين حتى
* حكى في العمق أودية الجحيم
*
* ولاح الدوح والأنهار فيه
* فخلنا ثم جنات النعيم
* وعندما أشرفنا عليه حمدنا التأويب لا السرى ورأينا ما لم ير بشعب بوان ولا وادي القرى فأجمعنا على النزول إلى قراره والمبيت بمخيم أشجاره فتحدرنا إلي تحدر السيل ونزلنا إلى بطون شعابه على ظهور الخيل ولم نزل تارة نهوي هوي القشاعم وننساب آونة الأنساب الأراقم إلى أن انقطعت أنفاسنا وأنفاس الهوا واحتجب عنا عين الشمس وكاد يحتجب وجه السما ولما بلغنا منتهاه بطريق غير مسلوك ونزلنا كما يقول العامة إلى السيدوك إذا هو واد يذهل لحسنه الجنان وكأنما هو في الدنيا أنموذج الجنان وقد امتدت سماؤه غصونا عندما هب الهواء وفجرت أرضه عيونا فالتقى الماء من الوافر
* فبتنا والسرور لنا سمير
* وماء عيونه الصافي مدام
*
* تساوه النسيم إذا تغنت
* حمائمه ويسقيه الغمام
* ولما طلع الصباح علينا طلعنا ودعا داعي السرور فسمعنا وأطعنا وتعلقنا بذيل الجبل وسققنا فروج المساهب وعلونا عاتقه حتى كدنا نلمس عليه عقود الكواكب ولما طرنا
إليه طيران البزاة إلى الأوكار وصعدنا عليه صعود السراة على الأكوار تكشف للعين وتكسف فقلت لها مجاوبا ومنصف من المتقارب
* إذا كنت في الليل تخشى الرقيب
* لأنك كالقمر المشرق
*
* وكان النهار لنا فاضحا
* فبالله قل لي متى نلتقي
* فقالت إذ جنحت شمسي للمغيب فإياك يرى طيفي من النجوم رقيب أو يشوب شباب ذلك)
الليل من أضوائها مشيب وعليك بسواد الجفون فكون منه ليلا وسويداء القلوب فأسدل منه ذيلا وانتظار زيارة الطيف ولا تجعل غير روحك قرى ذلك الضيف فأبت إلى فهمي وراجعني حلمي وأهديت إليها ليلا من المداد أستزير في جنحه طيف خبالها وأستطلع في غسقه بدر كمالها وجعلته كخافيه الغراب وكشعار الشعر أيام الشباب من السريع
* كأنما قد ذاب فيه اللمى
* أو حل فيه الحجر الأسود
*

145
تعذو جفون الأقلام كحلية باثمده ووجوه السؤدد مبيضة بأسوده من السريع
* يقول من أبصره حالكا
* هذا لعمري هو من حالكا
*
* أو ذاك من حظك بين الورى
* قلت صدقتم إنه ذلكا
* وقد خدم به آملا أن يستنشق لعبيره نشراعطرا ويرى لليله من الفضائل صبحا مسفرا ويشاهد بدر الفضائل كيف يرق في حلله والبلاغة كيف تغدو من تخييله وخوله فحيئذ ينشد من السريع
* أصلحت قرطاسك عن حسنه
* أشجاره من حكم مثمرة
*
* مسودة نقشا ومبيضة
* طرسا كمثل الليلة المقمره
* والرأي أعلى في إجابه ما التمسه
كتاب البشرى بالنيل لنائب السلطنة بحلب المحروسة وسره بكل مبهجة وهنأه بكل مقدمة سرور تغدو للخصب والبركة منتجة وبكل نعمى لا تصبح لمنة السحائب محوجة وبكل رحمي لا تستبعد لأيامها الباردة ولا للياليها المثلجة هذه المكاتبة تفهمه أن نعم الله وإن كانت متعددة ومنحه وإن غدت بالبركات متوددة ومننه وإن أصبحت إلى القلوب متوددة فإن أشملها وأكملها وأجملها وأفضلها وأجزلها وأنهلها وأتمها وأعمها وأضمها وألمها نعمة أجزلت المن والمنح وأزلت في أبرك سفح المقطم أغزر سفح وأتت بما أعجب الزراع ويعجل الهراع ويعجز البرق اللماع ويغل القطاع ويغل الإقطاع وتنبعث أمواهه وأفواجه وتمد خطاها أمواهه وأمواجه ويسبق وفد الريح من حيث ينبري ويغبط مريخه الأحمر القمر لأنه بيته السرطان كما يغبط الحوت لأنه بين المشتري ويأتي عجبه في الغد بأكثر من اليوم وفي اليوم بأكثر من الأمس وتركت الطريق مجدا كان ظهر بوجهه حمرة فهي ما يعرض للمسافر من حر الشمس ولم تكن شقته طويلة لما قيست بالذراع ولولا أن مقياسه أشرف البقاع لما اعتبر ما)
تأخر ممل ما حوله الماضي بقاع بينا يكون في الباب إذا هو في الطاق وبينا يكون في الاحتراق إذا هو في الاختراق للإغراق وبينا يكون في المجاري إذا هو في السواري وبينا يكون في الحباب إذ هو في الجبال وبينا يقال لزيادته هذه الأمواه إذا يقال لغلاتها هذه الأموال وبينا يكون ماء إذ أصبح خيرا وبينا يكسب تجارة قد أكسب تجربة وبينا يفيد غزاة قد أفاد عزاء جسور على الجسور جيشه الكرار ولو أمست التراع منه تراع والبحار منه تحار كم حسنت مقاطعاته على مر الجديدين وكم أعانت ميزاب على مقياسه على الغزو من بلاد سيس على العمودين أتم الله لطفه في الإتيان به على التدرج وإجرائه بالرحمة التي تقضي للعيون بالتفرج وللقلوب بالتفريج فأقبل جيشه بمواكبه وجاء يطاعن الجدب بالصواري من مراكبه

146
وتصافف لحاجة الجسور في بيد الحجة ويثاقف القحط بالتراس من بركه والسيوف من خلجه ولما تكامل إيابه وضح في ديوان الفلاح والفلاحة حسابه وأظهر ما عنده من
خسائر التيسير وودائعه ولقط عموده جمل ذلك على أصابعه وكانت الستة عشر ذراعا تسمى ماء السلطان نزلنا وحصرنا مجلس الوفاء المعقود واستوفينا شكر الله تعالى بفيض ما هو من زيادته محسوب ومن صدقاتنا مخرج ومن القحط مردود ووقع تياره بين أيدينا سطورا تفوق وعلمت يدنا الشريفة بالخلوق وحمدنا السير كما حمدنا السرى وصرفناه في القرى للقرى ولم نحضره في العام الماضي فعلمنا له من الشكر شكرانا وعمل هو ما جرى وحضرنا الخليج إذا به أمم قد تلقونا بالدعاء المجاب وقرظونا فأمرنا ماءه أن يحثو من سده كما ورد في وجوه المادحين التراب ومر يبدي المسار ويعيدها ويزور منازل القاهرة ويعودها وإذا سئل عن أرض الطبالة قال جننا بليلى وعن خلجها وهي جنت بغيرنا وعن بركة الفيل قال وأخرى بنا مجنونة لا نريدها وما برح حتى تعوض عن القيعان البقيعة من المراكب بالسرر المرفوعة ومن الأراضي المحروثة من جوانب الأدؤر بالزرابي المبثوثة وانقضى اليوم هذا عن سرور لمثله فليحمد الحامدون وأصبحت مصر جنة فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وأهلها في ظل الأمن خالدون فيأخذ حظه من هذه البشرى التي ما كتبنا بها حتى كتبت بها الرياح إلى نهر المجرة إلى البحر والمحيط ونطقت بها رحمة الله تعالى إلى مجاوري بيت الله تعالى من لابسي التقوى ونازعي المخيط وبشرت بها مطايا المسير الذي يسير من قوص غير منقوص ويتشارك في الابتهاج بها العالم فلا مصر دون)
مصر بها مخصوص والله تعالى يجعل الأولياء في دولتنا يبتهجون لكل أمر جليل وجيران الفرات يفرحون بجيران النيل
وكتب القاضي محيي الدين يستدعي بعض أصحابه إلى الحمام هل لك أطال الله بقاك إطالة تكرع في منهل النعيم وتتملى بالسعادة تملي الزهر بالوسمي والنظر بالحسن والوسيم في المشاركة في جمع بين جنة ونار وأنواء وأنوار وزهر وأزهار قد زال فيه الاحتشام فكل عار ولا عار نجوم سمائه لا يعتريها أفول وناجم رخامه لا يعتريه ذبول تنافست العناصر على خدمة الحال به تنافسا أحسن كل فيه التوسل إلى بلوغ أربه فأرسل ما جسده جسده من زبده لتقبيل أخمصه إذ قصرت همته عن تقبيل يده ولم ير التراب له في هذه الخدمة مدخلا
فتطفل وجاء وما علم أن التسريح لمن جاء متطفلا والنار رأت أنه عين مباشرتها وأنها بفرض خدمته لا تخل ولأن لها حرمة هداية الضيف في السرى وبها دفع القر ونفع القرى فأعملت ضدها الماء فدخل وهو حر الأنفاس وغلت مراجله فلأجل ذلك داخله من صوت تسكابه الوسواس ورأى الهواء أنه قصر عن مطاولة هذه المبار فأمسك متهيبا ينظر ولكن من خلف زجاجة إلى تلك الدار ثم إن الأشجار رأت أنها لا شائبة لها في هذه الخطوة ولا مساهمة

147
في تلك الخلوة فأرسلت من الأمشاط أكفا أحسنت بما تدعو إليه الفرق ومرت على سواد العذار الفاحم كما يمر البرق وذلك بيد قيم قيم بحقوق الخدمة عارف بما يعامل به أهل النعيم أهل النعمة خفيف اليد مع الأمانة موصوف بالمهارة عند أهل تلك المهانة لطف أخلاقا حتى كأنها عتاب بين جحظة والزمان وحسن صنعه فلا يمسك يدا إلا بمعروف ولا يسرح تسريحا إلا بإحسان أبدا يرى من طهارته وهو ذو صلف ويشاهد مزيلا لكل أذى حتى لو خدم البدر لأزال وجهه الكلف بيده موسى كأنها صباح ينسخ ظلاما أو نسيم ينفض عن الزهر كماما إذا أخذ صابونه أوهم من يخدمه بما يمره على جسده أنه بحر عجاج وأنه يبدو منها زبد الأعكان التي هي أحسن من الأمواج فلهم إلى هذه اللذة ولا تعد الحمام أنها دعوة أهل الحراف فربما كانت هذه من بين تلك الدعوات فذة ولعل سيدنا يشاهد ما لا يحسن وصفه قلمي وأستحسن وصفه ليدي وفمي إذ جمح عناني فأقول وإذا ترامت بي الخلاعة أخلع ما يتستر به ذوو العقول لدي أبهجك الله غصون قد هزها الحسن طربا ورماح لغير كفاح قد نشرت الشعور عذبا وبدور أسدلت من الذوائب غيهبا قد جعلت بين الخصور والروادف)
من المآزر برزخا لا يبغيان وعلمنا بهم أننا في جنة تجري من تحتها الأنهار وتطوف علينا بها الولدان يكاد الماء إذا مر على أجسادهم يخرجها بمره والقلب يخرج إلى مباشرتها من الصدر وعجيب من مباشر لأمر لا يلتقيه بصدره إذا أسدل ذوائبه ترى ماء عليه ظل يرف وجوهرا من تحت عنبر يشف يطلب كل منهم السلام وكان الواجب طلب السلامة وكيف لا وقد غدا كل منهم أمير حسن وشعره المنثور وخاله العلامة إذا قلب بأصفر الصفر ماء على الحضار قلت هذا بدر بيده نجم تقسم منه أشعة الأنوار وإن أخذ غسولا وأمره على جسمه مفركا لم يبق عضو إلا واكتسب منه لطافة وراح مدلكا فما عذرك في انتهار الفرص وأقتناص هذه الشوارد التي يجب على مثلك أن يغدو لها وقد اقتنص والله تعالى يوالي المسار ويجعلها لديك دائمة الاستقرار بمنه وكرمه
وأما شعره فأحسنه المقاطيع وأما القصائد فربما قصر فيها ومن ذلك ما نقلته من خطه من كتاب فلتة اليراعة ولفتة البراعة قال في دواة منزلة من مجزوء الرجز

148
* دواة مولانا بدت
* أوصافها مكلمة
*
* بحسنها قد شهدت
* أقلامها المعدله
*
* قد أعجزت آياتها
* لأنها منزله
*
* أم الكتاب قد غدت
* لأنها مفصلة
* وقال من الوافر
* ذباب السيف من لحظ إليه
* لأخضر صدغه بعض انتساب
*
* ولا عجب إذا ما قيل هذا
* له صدغ زمرده ذبابي
* وقال من الدوبيت
* لله ليال أقبلت بالنعم
* في ظل بناء شاهق كالعلم
*
* بالجيزة والنيل بدا أوله
* في مقتبل الشباب عند الهرم
* وقال في مليح مشطوب من البسيط
* لك طرف طرف حمى من حسنك السرحه
* كم قد أغار على العشاق في صبحه
*
* لما علمت بأنو سابق اللمحه
* عليه قد خفت شطبتو على صحه
* وقال من الكامل)
* كم قلت لما بت أرشف ريقه
* وأرى نقي الدر ثغرا منتقى
*
* بالله يا ذاك اللمى مترويا
* كرر علي حديث جيران النقا
* وقال من المتقارب
* لئن ساءني أن هذا الذي
* من العار فينا من العارفينا
*
* لقد سرني أن ما قد أتى
* من الجاه لينا من الجاهلينا
* وقال من الخفيف
* بي غزال يغزو الورى بجفون
* كل يوم سيوفها مشهوره
*
* عجبا من لحاظها كيف حتى
* هزمتنا مع أنها مكسور
* وقال من المجتث
* وبي من الترك أحوى
* حوى الجمال فأكثر
*
* من طرفه لي سكر
* من ريقه لي سكر
*

149
* قد صان في الجفن خمرا
* لأجل ذا هو يكسر
* وقال من مجزوء الرمل إن يكون يضحك في الطيف حديثي ومقالي
* كيف لا يضحك مما
* قص منه في الخيال
* وقال من مجزوء الرمل جاء الرمح يحاكيهذا فلم يحك منه قوامه
* فهو لا شك لهذا
* يقرع السن ندامه
* وقال من مجزوء الكامل
* شكرا لنسمة أرضهم
* كم بلغت عني تحيه
*
* كم قد أطالت بل أطا
* بت في رسائلنا الخفية
*
* ولا غرو إن حفظت أحا
* ديث الهوى فهي الذكية
* وقال من مجزوء الرمل
* إن يمل بالردف في السر
* ج فما ذاك عجيب
*
* هو لا شك يرينا
* كيف ينهار الكثيب
*)
وقال من السريع
* لا تقل الروض من أحاديثه
* عن غير نمام غدت خافيه
*
* فإنه تنقل أخباره
* إلى عين عنده صافيه
* وقال من الكامل
* من شاء يخلد في النعيم فدونه
* حسن بديع ما به تحسين
*
* من ناصر الوجنات بل من ناظر
* الجفنين جنات له وعيون
* وقال من الخفيف
* سل سيفا من جفنه ثم أرخى
* وفرة وفرت عليه الحميله
*
* إن شكا الخصر طولها غير بدع
* لنحيل يشكو الليالي الطويلة
*

150
وقال من مجزوء الرجز
* إني كتبت ختمة
* حررتها كما ترى
*
* لله قد نذرت ما
* في بطنها محررا
* وقال من مجزوء الخفيف
* بي أحوى وقد حوى
* كلما يجلب الهوى
*
* غصن بان أظنه
* من دموعي قد ارتوى
*
* هو لي قبلة أما
* فرقه خط استوا
*
* إن لوى الوعد صدغه
* فهو يا طالما التوى
*
* كم له من مسلسل
* عن أبي ذرة روى
*
* منه دبت عقارب
* خافها الخال فانزوى
*
* ظبي أنس لحاظه
* هي لي الداء والدوا
*
* أرعد الرمح خجلة
* منه والمرهف انطوى
* وقال من أبيات من مجزوء الكامل أطرافها ماء النعيم بها يجول ويظهر لولا السوار لكان معصمها يذوب ويقطر
* لا غرو إن سرقت حشا
* ي فإنها تتسور)
* (ما شئت لي من ريقها
* سكر ولا سكر
*
* إن تخل من مسك العذا
* ر فخالها هو عنبر
*
* وأنت يا قلبي الذي قد صبا
* خرجت مثل الصبر عن أمري
*
* إنسان عيني إن غدا خاسرا
* للدمع فالإنسان في خسر
* وقال من الطويل
* وبطحاء في واد بروقك روضها
* ولا سيما إن جاد غيث مبكر
*
* تلاحظها عين تفيض بأدمع
* يرقرقها منها هنالك محجر
*

151
وقال من الخفيف
* رب روض أزرته بدر تم
* حين غالى في تيهه والتجري
* كان ظني أن يفضح القد بالغصن وأن الزلال بالريق يزري
* فرأيت الأغصان ذلا لديه
* واقفات والعين للدمع تذري
*
* ثم لما ثنى العنان عن النه
* ر غدا في ركابه وهو يجري
* وكتب إلى ولده بحماه من السريع
* قلبي الذي صحبتكم قد مضى
* يشرح أشواقي إليكم شفاه
*
* مر ولم يرجع بأخباركم
* أظنه عني حمته حماه
* وقال من الخفيف
* نيل مصر لمن تأمل مرأى
* حسنه معجز من الحسن معجب
*
* كم به شاب فودها وعجيب
* كيف شابت بالنيل والنيل يخضب
* وقال من المديد
* أيها الصائد باللحظ ومن
* هو من بين الورى مقتنص
*
* لا تسم طائر قلبي هربا
* إنه من أضلعي في قفص
* وقال من الطويل
* كم قيل قوم بالمجالس خوطبوا
* وذاك دوا جهالهم في التنافس
*
* فقلت لهم ما ذاك بدع وإنه
* لعند الدوا يدعى الخرا بالمجالس
* وقال من الخفيف)
* خذ حديثا يزينه الإنصاف
* ليس مما يشينه الاعتراف
*
* كل من في الوجود يطلب صيدا
* غير أن الشباك فيها اختلاف
* وقال من الطويل
* لئن جاد لي بالوصل منه خاليه
* وأصبح مجهودا رقيب ولائم
*
* ألا إنها الأقسام تحرم ساهرا
* وآخر يأتي رزقه وهو نائم
* وقال من الطويل
* لقد قال لي إذ رحت من خمر ريقه
* أحث كؤوسا من ألذ مقبل
*

152
* بلثم شفاهي بعد رشف سلافها
* تنقل فلذات الهوى في التنقل
* وقال من الكامل
* ولقد أقول وقد شجتني شجة
* تبدو بصبح جبينه الوضاح
*
* الله أكبر قال ما لك قلت قد
* نادى جبينك فالق الإصباح
* وقال من المتقارب
* مغاني المدينة قد أصبحوا
* وأنفق منهم مغاني العرب
*
* فهم بالعناء وهم بالغناء
* كمثل الحمير الشقا والطرب
* وقال من الوافر
* أرانا رقم صدغيه مثالا
* لنا من طرز عارضه سيبرز
*
* وقال لمبتد في نحو حبي
* ألا فاقرأ مقدمة المطرز
* وقال من المنسرح
* وأعور العين ظل يكشفها
* بلا حياء منه ولا خيفه
*
* وكيف يلفى الحياء عند فتى
* عورته ما تزال مكشوفه
* وقال من الخفيف
* وبنفسي هويته عجميا
* لي لذت ألفاظه الغتميه
*
* كم حلا عجمية فقلت لخلي
* خلني والحلاوة العجميه
* وقال من الطويل
* وبي أزرق العينين لو أن مقلتي
* كمقلته الزرقاء تلك المطوسه)
* (لدثرت ضيف الطيف من برد مدمعي
* بفروة سنجاب بهدبى مقندسه
* وقال من الخفيف
* حبذا أسهم من النبع جاءت
* لك صنع فيها والله صنع
*
* كيف لثت غمائم النقع منها
* برذاذ ووابل وهي نبع
* وقال من المنسرح
* كم قطع الطرق نيل مصر
* حتى لقد خافه السبيل
*
* بالسيف والرمح في غدير
* ومن قناة لها نصول
*

153
وقال من الكامل
* يا من رأى غزلان رامة هل رأى
* بالله فيهم مثل طرف غزالي
*
* أحيا علوم العاشقين بلحظة ال
* غزال والإحياء للغزالي
* وقال من الطويل
* ولم أنسه إذ قال قم نودع الدجى
* دخائر وصل فالظلام كتوم
*
* فما مثله حرز حريز لأنه
* تبيت عليه للنجوم ختوم
* وقال من الطويل
* ملأت الليالي من على وختمتها
* فقد أصبحت مشحونة بمكارمك
*
* ختمت عليها بالثريا فقل لنا
* أهذا الذي في كفها من خواتمك
* وقال من الطويل
* عزيز على الأقلام تكليف مثلها
* من القول والتبيان ما لا تطيقه
*
* وإن فما فاجى علاك لسانه
* وحقك معذور إذا جف ريقه
* ويقال من الطويل
* أقول لمن قد رام نقد مدامعي
* ومن لمعين في تأملها ذهب
*
* إذا انتقدوا قولي فما هو بدعة
* وهل منكر إن راح ينتقد الذهب
* وقال من المجتث
* يا قاتلي بجفون
* قتيلها ليس يقبر
*
* إن صبروا عنك قلبي
* فهو القتيل المصبر
*)
وقال من البسيط
* قل للحفيظ الذي ما قيل عنه ولا
* عن نده وهما يوما ولا اتهما
*
* لا تكتبن على عيني رنا نظر
* للطيف فهي التي لم تبلغ الحلما
* وقال يذم قريته القطيفة من الوافر
* على ذم القطيفة اجتمعنا
* وإن حشيت ببرد قد تكرر
*
* وقد أضحى عليها للزميتا
* بياض مثلما قد ذر سكر
*
* ولم يكن المكفن غير شخص
* يكون إلى نواحيها مسير
*

154
وقال من مجزوء الكامل
* هذي القطيفة التي
* لا تشتهي عقلا ونقلا
*
* حشيت ببرد يابس
* فلأجل ذاك الحشو تقلى
* وقال من الخفيف
* لا تلوموا دمشق إن جئتموها
* فهي قد أوضحت لكم ما لديها
* إنها في الوجوه تضحك بالزهرضي الله عنه لمن جاء في الربيع إليها
* وتراها بالثلج تبصق في لح
* ية من مر في الشتاء عليها
* وقال من أبيات من الخفيف
* قل للعين طيف إلفك سار
* فتباهي له ولو بعواري
*
* فتهيت لقربه وتهادت
* من دموع إليه بين جواري
*
* يتسابقن خدمه فتراهن
* لديها كالدر أو كالدراري
* منها من الخفيف
* مفرد في جماله إن تبدى
* خجلت منه جملة الأقمار
* كيف أرجو الوفاء منه وعاملت غريما من لحظه ذا انكسار ذو حواش تلوح من قلم الريحان في خده فجل الباري
* فيه وجدي محقق وسلوي
* وكلام العذول مثل الغبار
*
* فلساني في وصفه قلم الشع
* ر ورقي المكتوب بالطومار
*
3 (عبد الله بن عبد العزيز))
أبو عبيد البكري عبد الله بن عبد العزيز بن أبي مصعب البكري أبو عبيد

155
الأندلسي كان أميرا بساحل كورة لبلة وصاحب جزيرة سلطيش بلد صغيرة من قرى إشبيلية وكان متقدما من مشيخة أولي البيوت وأرباب النعم بالأندلس فغلبه ابن عباد على بلده وسلطانه فلاذ بقرطبة ثم صار إلى محمد بن معن صاحب المرية فاصطفاه لصحبته وأثر مجالسته والأنس به ووسع راتبه
وكان ملوك الأندلس تتهادى مصنفاته ومن شعره من الطويل
* وما زال هذا الدهر يلحن في الورى
* فيرفع مجرورا ويخفض مبتدأ
*
* ومن لم يحط بالناس علما فإنني
* بلوتهم شتى مسودا وسيدا
* وكان معاقرا للراح لا يصحو من خمارها يدمنها أبدا فلما دخل رمضان قال يخاطب نديمين له من الطويل
* خليلي إني قد طربت إلى الكاس
* وتقت إلى شم البنفسج والآس
*
* فقوما بنا نلهو ونستمع الغنا
* ونسرق هذا اليوم سرا من الناس
*
* فإن نطقوا كنا نصارى ترهبوا
* وإن غفلوا عدنا إليهم من الرأس
*
* وليس علينا في التعلل ساعة
* وإن رتعت في عقب شعبان من باس
* وحدث عن أبي مروان ابن حيان وأبي بكر المصحفي وأجاز له ابن عبد البر وكان إماما لغويا أخباريا متفننا صنف كتاب أعلام النبوة وأخذه الناس عنه وصنف اللآلي في شرح نوادر أبي علي القالي والمقال في شرح الأمثال لأبي عبيد و اشتاق الأسماء ومعجم ما استعجم من البلاد والمواضع والنبات وغير ذلك وتوفي في شوال سنة سبع وثمانين وأربعمائة
أبو موسى الضرير عبد الله بن عبد العزيز أبو القاسم الضرير النحوي المعروف بأبي موسى كان يؤدب المهتدي وكان من أهل بغداد وسكن مصر وحدث بها عن أحمد بن جعفر الدينوري وجعفر بن مهلهل بن صفوان الراوي عن ابن الكلبي وروى عنه يعقوب بن يوسف بن خرزاد النجيرمي وله كتاب في الفرق وكتاب في الكتابة والكتاب)

156
العمري الزاهد العابد عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمان العدوي المدني العابد الزاهد القدوة روى القليل عن أبيه وأبي طوالة وغيرهما وعن ابن المبارك وسفيان بن عيينة وعبد الله بن عمران العابدي عالما عاملا قانتا لله منعزلا ينكر على مالك دخوله على السلطان وله مناقب توفي سنة أربع وثمانين ومائة وعظ الرشيد مرة فقال نعم يا عم وأتبعة الأمين والمأمون بكيس فيه ألفا دينار فلم يأخذها وقال وهو أعلم يفرقها عليه وأخذ من الكيس دينارا وقال كرهت أن
أجمع من سوء القول وسوء الفعل وأتى إليه شاخصا مرة أخرى فكره مجيئه وجمع العمريين وقال مالي ولابن عمكم إحتملته بالحجاز فأتى دار مملكتي يريد أن يفسد على أوليائي ردوه عني قالوا لا يقبل منا فكتب إلى عيسى بن موسى أن يرفق به حتى يرده وقال ابن عيينة هو عالم المدينة الذي جاء في الحديث المشهور وهو يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل إليه في العلم فلا يجدون أعلم منه
جمال الدين الحنبلي المقدسي عبد الله بن عبد الغني بن عبد الواحد بن سرور الحافظ المحدث جمال الدين أبو موسى ابن الحافظ الأوحد أبي محمد المقدسي ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي ولد في شوال سنة إحدى وثمانين وخمسمائة

157
وتوفي سنة تسع وعشرين وستمائة سمع الكثير بالحجاز وإربل والموصل ونيسابور وإصبهان ومصر وعني بالحديث وكتب الكثير بخطه وخرج وأفاد وقرأ القرآن على عمه العماد وتفقه على الشيخ الموفق وقرأ العربية ببغداد على أبي البقاء وكانت قراءته صحيحة سريعة مليحة له عبادة وورع ومجاهدة وكان جوادا كريما ولما مات رثاه جماعة
النور ابن عبد الكافي عبد الله بن عبد الكافي نور الدين بن ضياء الدين ابن الخطيب الكبير جمال الدين عبد الكافي بن عبد الملك بن عبد الكافي الربعي الدمشقي الشروطي الأديب ولد سنة أربع وستين وتوفي سنة تسع وستمائة وكان حسن الكتابة له نظم وفيه لعب وعشرة وانطباع
ابن القشيري عبد الله بن عبد الكريم بن هوازن الإمام أبو سعد ابن الإمام القشيري النيسابوري كان أكبر)
أولاد الشيخ وكان كبير الشأن في السلوك ذكيا أصوليا غزير العربية سمع وحدث وتوفي سنة سبع وسبعين وأربعمائة
3 (عبد الله بن عبد الله))
3 (بن الحارث بن نوفل))
أخو إسحاق ومحمد روى عن أبيه وابن عباس وعبد الله بن خباب بن الأرت وعبد الله بن شداد توفي في حدود المائة للهجرة وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
الأنصاري عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك الأنصاري روى عن ابن عمر وأنس بن مالك وجده لأمه عتيك بن الحارث وتوفي في حدود العشرين والمائة وروى له الجماعة

158
ابن عبد الله بن عمر عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم وصي أبيه سمع أباه وأبا هريرة وأسماء بنت زيد بن الخطاب وروى له الجماعة سوى ابن ماجة وتوفي سنة خمس ومائة
ابن رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يثني عليه وهو ابن عبد الله رأس المنافقين وله ذكر في ترجمة أبيه عبد الله بن أبي استشهد عبد الله يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة للهجرة وروت عنه عائشة ومسلم وأبو داود والنسائي
أبو العباس الصفري عبد الله بن عبد الله الصفري أبو العباس أديب شاعر ناثر لقي أعيان المشايخ وأخذ عنهم الأدب منهم الفارسي وابن خالويه والزجاجي وكان من شعراء سيف الدولة بن حمدان
مرض أبو فراس فلم يعده الصفري فكتب إليه أبو فراس من الكامل
* إني مرضت فلم يعدني عائد
* ممن قضيت حقوقه فيما مضى
*
* إن الحقوق وإن تطاول عهدها
* دين يحل وواجبات تقتضى
*
* لولا الجميل وحفظ ما أسفلتم
* يا ظالمين لقلت لا يعد الرضى
*
* يا تاركين عيادتي بتعمد
* إن تمرضوا لا تعدموا مني القضا
* فأجاب الصفوري من الكامل)
* شكوى الأمير لما شكاه مودع
* أحشاءنا وقلوبنا جمر الغضا
*
* ما في المروءة أن نراه يشتكي
* ما العدل إلا أن يصح ونمرضا
*

159
* عوضت من ألم ألم سلامة
* إن السلامة خير شيء عوضا
*
* فانهض بمجد أنت محيي رسمه
* فالمجد ليس بناهض أو تنهضا
* وحضر مجلس سيف الدولة وعنده القاضي أبو حفص قاضي حلب فجرى ذكر البيتين المشهورين وهما من الطويل
* وليس صرير النعش ما تسمعونه
* ولكنه أصلاب قوم تقصف
*
* وليس نسيم المسك ريا حنوطه
* ولكنه ذاك الثناء المخلف
* فاستحسنا وقال سيف الدولة هما لبعض المحدثين وذهب عني اسمه فقال القاضي هما الخنساء فقال سيف الدولة للصفري أتعرف لمن هما قال نعم هما لأبي عبد الرحمان العطوي قال صدقت وأمره بإجازتهما فقال ارتجالا وذكر أباه أبا الهيجاء من الطويل
* لقد ضم منه قبره كل سؤدد
* وكل علاء حده ليس يوصف
*
* وأضحى الندا مذ غاب عنا خياله
* وأركانه من شدة الوجد تضعف
*
* على أن صرف الدهر لا در دره
* يسر أناسا بالحمام ويسعف
*
* ألا يا أميرا عم ذا الخلق جوده
* وأضحى به شعري على الشعر يشرف
*
* حسامك يجري من دم القرن حده
* ورمحك في يوم الكريهة يرعف
*
* وأنت إذ عد الكرام مقدم
* وغير إن عد الكرام مخلف
* قلت هذه الأبيات في الارتجال كثيرة جيدة في الروية وسط ولكن أين هذه الأبيات من البيتين المقدمين
شرف الدين ابن شيخ الشيوخ الصوفي عبد الله بن عبد الله بن عمر بن علي بن محمد بن حمويه شيخ الشيوخ شرف الدين أبو بكر ابن الشيخ شيخ الشيوخ تاج الدين الجويني الدمشقي الصوفي ولد سنة ثمان وستمائة وسمع من أبيه وأبي القاسم بن صصرى وأبي صادق بن صباح وابن اللتي وروى عنه ابن الخباز وابن العطار والمزي والبرزالي وأجاز للشيخ شمس الدين مروياته وكان شيخا جليلا محترما بين الصوفية وتوفي سنة ثمان وسبعين وستمائة)

160
أمين الدين الرهاوي عبد الله بن عبد الله أمين الدين الرهاوي الدمشقي تربية ابن الكريدي ولد سنة أربع وثمانين وستمائة وتوفي رحمه الله بين العيدين سنة إحدى وأربعين وسبعمائة سمع وقتا من ابن القواس وابن عساكر وطلب بنفسه وقتا بعد سبعمائة ونسخ الأجزاء وارتزق بالكتابة في زرع وغيرها
3 (عبد الله بن عبد الملك))
ابن عبد الملك بن مروان عبد الله بن عبد الملك بن مروان ولي الغزو وبنى المصيصة وولي إمرة مصر بعد عمه عبد العزيز ولما مات في حدود المائة ترك ثمانين مدى ذهب
ابن القابض عبد الله بن عبد الملك بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن شبويه بن القابض أبو زيد الإصبهاني سمع بها الكثير من أبي طاهر أحمد بن محمود الثقفي وإبراهيم بن منصور سبط بحرويه وأبي الطيب عبد الرزاق بن عمر بن شمسه وغيرهم وقدم بغداد وسمع بها من أبي محمد الصريفيني وابن النقور وابن غالب العطار وابن البشري وأبي بكر الخطيب وأمثالهم وكانت له معرفة ودراية وحدث باليسير وتوفي بالبصرة سنة ست وستين وأربعمائة
ابن الحجاج عبد الله بن عبد الواحد بن محمد بن عبد الواحد بن علاف بن خلف بن طلائع المسند المعمر أبو عيسى الأنصاري النجاري المصري الرزاز المعروف بابن الحجاج بضم الحاء المهملة بجمع حاج ولد سنة ست وثمانين وتوفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة سمع البوصيري وابن ياسين وفاطمة بنت سعد الخير والحافظ عبد الغني وغيرهم وهو آخر من روى بالسماع عن البوصيري وابن ياسين وكان شيخا حسنا صحيح السماع عالي الإسناد روى عنه الدمياطي والدواداري وابن جماعة وسعد الدين الحارثي وأحمد ابن حسن ابن شمس الخلافة وخلق كثير وسيأتي ذكر ولده عبد الحق بن عبد الله في مكانه

161
تقي الدين بن جبارة الحنبلي عبد الله بن عبد الولي بن جبارة بن عبد الولي الإمام تقي الدين الحنبلي ابن الفقيه المقدسي)
الصالحي إمام مفت مدرس صالح عارف بالمذهب متبحر في الفرائض والحبر والمقابلة كبير السن توفي سنة تسع وتسعين وستمائة
الحجبي البصري عبد الله بن عبد لوهاب الحجبي البصري روى عنه البخاري وروى النسائي عن رجل عنه
وثقة أبو حاتم وجماعة وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائتين
3 (عبد الله بن عبيد الله))
ابن البيع المؤدب عبد الله بن عبيد الله بن يحيى أبو محمد البغدادي المؤدب المعروف بابن البيع كان ثقة
وتوفي سنة ثمان وأربعمائة
أبو عبد الرحمان المعيطي عبد الله بن عبيد الله بن الوليد بن محمد بن يوسف بن عبد الله أبو عبد الرحمان الأموي المعيطي القرطبي وكان من أهل الشرف والسؤدد بويع بالخلافة بشرق الأندلس وخطب له ثم خلع فصار إلى كتامة وكان مجاهد صاحب دانية قد قدم هذا المعيطي أن يكون أمير المؤمنين بعمله فبقي مدة ثم خلعه ونفاه فالتجأ إلى كتامة وبقي لا يرفع للدنيا رأسا وتوفي سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة
أبو محمد التيمي مؤذن الحرم عبد الله بن عبيد الله بن أبي ملكية أبو محمد

162
وأبو بكر التيمي المكي الأحول مؤذن الحرم قاضي مكة لابن الزبير روى عن جده أبي ملكية وله صحبة وعن عائشة وأم سلمة وابن عباس وعبد الله بن عمرو وطائفة وثقة غير واحد والصحيح أنه أدرك ثلاثين من الصحابة وتوفي سنة سبع عشرة ومائة وروى له الجماعة
الجندعي المكي عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي المكي روى عن أبيه وعائشة وابن عباس وابن عمر وجماعة وهو من أفصح أهل مكة قال أبو حاتم ثقة توفي سنة ثلاث عشرة ومائة
الهذلي عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي رأى النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه حديثا)
وتوفي أربع وسبعين للهجرة وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة
3 (عبد الله بن عثمان))
أبو بكر الصديق رضي الله عنه عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن

163
كعب بن سعد بن تيم بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر القرشي التيمي أبو بكر الصديق رضي الله عنه ابن أبي قحافة أمه أم الخير بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة واسمها سلمى قال ابن عبد البر لا يختلفون أن أبا بكر شهد بدرا بعد مهاجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة ولم يكن رفيقه غيره وهو كان مؤنسه في الغار وهو أول من أسلم من الرجال في قول طائفة من أهل العلم بالسير والخبر وأول من صلى مع رسول اله صلى الله عليه وسلم
وكان يقال له عتيق لجماله وعتاقة وجهه وقيل لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به وقيل كان له أخوان أحدهما عتيق بفتح العين والآخر عتيق بضم العين فمات عتيق قبله فسمي باسمه وقيل لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره أن ينظر إلى عتيق من النار فلينظر إلى هذا يقول حسان بن ثابت من البسيط
* إذا تذكرت شجوا من أخي ثقة
* فاذكر أخاك أبا بكر بما فعلا
*
* خير البرية أتقاها وأعدلها
* بعد النبي وأوفاها بما حملا
*
* والثاني التالي المحمود مشهده
* وأول الناس منهم صدق الرسلا
*
* والثاني اثنين في الغار المنيف وقد
* طاف العدو به إذ صعدوا الجبلا
*
* وكان حب رسول الله قد علموا
* خير البرية لم يعدل به رجلا
* وقال أبو الهيثم بن التيهان من الطويل
* وإني لأرجو أن يقوم بأمرنا
* ويحفظه الصديق والمرء من عدي
*
* أولاك خيار الحي فهو بن مالك
* وأنصار هذا الدين من كل معتدي
* وقال أبو محجن الثقفي من الطويل
* وسميت صديقا وكل مهاجر
* سواك يسمى باسمه غير منكر
*
* سبقت إلى الإسلام والله شاهد
* وكنت جليسا بالعريش المشهر
*
* وبالغار إذ سميت بالغار صاحبا
* وكنت رفيقا للنبي المطهر
*

164
)
وسمي الصديق لبداره إلى تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما جاء به وقيل لتصديقه في خبر الإسراء وكان في الجاهلية وجيها رئيسا كانت الأشناق وهي الديات إليه في الجاهلية وأسلم على يديه الزبير وعثمان وطلحة وعبد الرحمان بن عوف وأسلم وله أربعون ألفا أنفقها كلها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعني مال ما نفعني مال أبي بكر وأعتق سبعة كانوا يعذبون في الله منهم بلال وعامر بن فهيرة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوا لي صاحبي فإنكم قلتم كذبت وقال لي صدقت وقال إن من أمن الناس علي من صحبته وماله أبا بكر ولو كنت متخذا خليلا لا تخذت أبا بكر خليلا ولكن أخوة الإسلام لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر وقالوا لأسماء ما أشد ما رأيت المشركين بلغوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان المشركون قعودا في المسجد الحرام فتذاكروا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يقول في آلهتهم فبينا هم كذلك إذ دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فقاموا إليه وكانوا إذا سألوه عن شيء صدقهم فقالوا ألست تقول آلهتنا كذا وكذا قال بلى قالت فتشبثوا به بأجمعهم فأتى الصريخ إلى أبي بكر فقيل له أدرك صاحبك فخرج أبو بكر حتى دخل المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس مجتمعون عليه فقال ويلكم أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم فلهوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبلوا على أبي بكر رضي الله عنه يضربونه قالت فرجع إلينا فجعل لا يمس شيئا من غدائره إلا جاء معه وهو يقول تباركت يا ذا الجلال والإكرام وقال أبو بكر قلت للنبي صلى الله عليه وسلم ونحن في الغار لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه فقال يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما وعن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألته عن شيء فأمرها أن ترجع إليه فقالت يا رسول الله أرأيت إن جئت ولم أجدك تعني الموت فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تجديني فأتي أبا بكر قال الشافعي في

165
هذا دليل على أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقتدوا باللذين من بعدي أبو بكر وعمر واهتدوا
بهدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد وعن عبد الله بن مسعود قال كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام)
قاله عمر بن الخطاب أنشدتكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يصلي بالناس قالوا اللهم نعم قال فأيكم تطيب نفسه أن يزيله عن مقام أقامه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا كلهم كلنا لا تطيب نفسه ونستغفر الله وقال قيس بن عباد قال لي علي بن أبي طالب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرض ليالي وأياما ينادى بالصلاة فيقول مروا أبا بكر يصل بالناس فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم نظرت فإذا الصلاة علم الإسلام وقوام الدين فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا فبايعنا أبا بكر وعن عبد الله بن زمعة ابن الأسود قال كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليل فدعاه بلال إلى الصلاة فقال لنا مروا من يصلي بالناس قال فخرجت فإذا عمر في الناس وكان أبو بكر غائبا فقلت قم يا عمر فصل بالناس فقام عمر فلما كبر سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته وكان مجهرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فأين أبو بكر يأبى الله ذلك والمسلمون فبعث إلى أبي بكر فجاء بعد أن صلى عمر تلك الصلاة وصلى بالناس طول علته حتى مات صلى الله عليه وسلم وقال مسروق حب أبي بكر وعمر ومعرفة فضلهما من السنة وكان أبو بكر رجلا نحيفا أبيض خفيف العارضين أجنى لا تستمسك أزرته تسترخي عن حقويه معروق الوجه غائر العينين نأتىء الجبهة عاري الأشاجع كذا وصفته انته عائشة بويع بالخلافة في اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سقيفة بني ساعدة ثم بويع البيعة العامة يوم الثلاثاء من غد ذلك اليوم وتخلف عن بيعته سعد بن عبادة وطائفة من الخزرج وفرقة من قريش ثم بايعوه بعد غير سعد وقيل لم يتخلف أحد وقيل تخلف علي والزبير وطلحة وخالد بن سعيد بن العاص ثم بايعوه وقيل إن عليا لم يبايعه إلا بعد موت فاطمة

166
ولم يزل سامعا مطيعا له يثني عليه ويفضله وعن محمد بن سيرين قال لما بويع أبو بكر أبطأ علي عنه بيعته وجلس في بيته فبعث إليه أبو بكر ما بطأ بك عني أكرهت إمارتي فقال علي ما كرهت إمارتك ولكني آليت أن لا أرتدي ردائي إلا إلى صلاة حتى اجمع القرآن قال ابن سيرين فبلغني أنه كتبه على تنزيله ولو أصيب ذلك الكتاب لوجد فيه علم كثير وعن ابن أبجر قال لما بويع لأبي بكر جاء أبو سفيان بن حرب إلى علي فقال غلبكم على هذا الأمر أرذل بيت في قريش أما والله لأملأنها خيلا ورجالا فقال علي ما زلت عدو الإسلام وأهله)
فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئا إنا رأينا أبا بكر أهلا ورواه عبد الرزاق عن ابن المبارك
وعن زيد بن أسلم عن أبيه أن عليا والزبير كانا حين بويع لأبي بكر يدخلان على فاطمة فيشاورانها ويتراجعان في أمرهم فبلغ ذلك عمر فدخل عليها فقال يا بنت سول الله ما كان من الخلق أحد أحب إلينا من أبيك وما أحد أحب إلينا بعده منك وقد بلغني أن هؤلاء النفر يدخلون عليك ولئن بلغني لأفعلن ولأفعلن ثم خرج وجاءوها فقالت لهم إن عمر قد جاءني وحلف لئن عدتم ليفعلن وأيم الله ليفين بها فانظروا في أمركم ولا ترجعوا إلي فانصرفوا فلم يرجعوا حتى بايعوا أبا بكر وعن عبد الله بن أبي بكر أن خالدا بن سعيد لما قدم من اليمن بعد وفاة سول الله صلى الله عليه وسلم تربص ببيعته شهرين ولقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وقال يا بني عبد مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم فأما أبو بكر فلم يحفل بها وأما عمر فأضطغنها عليه فلما بعث أبو بكر خالدا أميرا على ربع من أرباع الشام وكان أول من استعمل عليها فجعل عمر يقول أتؤمره وقد قال ما قال فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وولى يزيد بن أبي سفيان وقال ابن أبي عزة الجمحي من الكامل
* شكرا لمن هو بالثناء خليق
* ذهب اللجاج وبويع الصديق
*
* من بعدما دحضت بسعد نعله
* ورجا رجاء دونه العيوق
*
* جاءت به الأنصار عاصب رأسه
* أتاهم الصديق والفاروق
*
* وأبو عبيدة والذين إليهم
* نفس المؤمل للبقاء تتوق
*
* كنا نقول لها علي والرضا
* عمر وأولاهم بذاك عتيق
*
* فدعت قريش باسمه فأجابه
* إن المنوه باسمه الموثوق
* ولما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مكة فسمع بذلك أبو قحافة فقال ما هذا قالوا قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أمرجلل فمن ولي بعده قالوا ابنك قال فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة قالوا نعم قال لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما

167
منعه الله ومكث أبو بكر في خلافته سنتين وثلاثة أشهر إلا خمس ليال وقيل سنتين وثلاثة أشهر وسبع ليال وقال ابن إسحاق توفي أبو بكر على رأس سنتين وثلاثة أشهر واثنتي عشرة ليلة من متوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال غيره وعشرة أيام وقال غيره وعشرين يوما وقال أبو معشر سنتين وأربعة أشهر إلا ربع ليال وقال غيره)
سنتين ومائة يوم وكان يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة للهجرة
وسبب موته أنه اغتسل في يوم بارد فحم خمسة عشر يوما لا يخرج للصلاة ويأمر عمر بالصلاة وعثمان ألزم الناس له وقال ابن إسحاق توفي يوم الجمعة لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة وقيل عشي يوم الاثنين وأوصى أن تغسله أسماء بنت عميس فغسلته وصلى عليه عمر بن الخطاب ونزل في قبره عمر وعثمان وطلحة وعبد الرحمان ابن أبي بكر ودفن ليلا في بيت عائشة مع النبي صلى الله عليه وسلم ولم يختلف أن سنه انتهت إلى ثلاث وستين سنة إلا ما لا يصح وكان نقش خاتمه نعم القادر الله وقيل عبد ذليل لرب جليل وكان قد حرم الخمر في الجاهلية هو وعثمان رضي الله عنهما وقال عروة عن عائشة إن أبا بكر لم يقل بيت شعر في الإسلام وقد أورد له ابن رشيق في أول العمدة قال قال أبو بكر رضي الله عنه في غزوة عبيدة بن الحارث رواه بن إسحاق وغيره من الطويل
* أمن طيف سلمى بالبطاح الدمائث
* أرقت وأمر في العشيرة حادث
*
* ترى من لؤي فرقة لا يصدها
* عن الكفر تذكير ولا بعث باعث
*
* رسول أتاهم صادق فتكذبوا
* عليه وقالوا لست فينا بماكث
*
* إذا ما دعوناهم إلى الحق أدبروا
* وهروا هرير المجحرات اللواهث
*
* فكم قد متنا فيهم بقرابة
* وترك التقى شيء لهم غير كارث
*
* فإن يرجعوا عن كفرهم وعقوقهم
* فما طيبات الحل مثل الحبائث
*
* وإن يركبوا طغيانهم وضلالهم
* فليس عذاب الله عنهم بلابث
*

168
* ونحن أناس من ذؤابة غالب
* لنا العز منها في الفروع الأثائث
*
* فأولي برب الراقصات عشية
* حراجيج تخدي في السريح الرثائث
*
* كأدم ظباء حول مكة عكف
* يردن حياض البئر ذات النبائث
*
* لئن لم يفيقوا عاجلا من ضلالهم
* ولست إذا آليت قولا بحانث
*
* لتبتدرنهم غارة ذات مصدق
* تحرم أطهار النساء الطوامث
*
* تغادر قتلى تعصب الطير حولهم
* ولا يرأف الكفار رأف ابن حارث
*
* فأبلغ بني سهم لديك رسالة
* وكل كفور يبتغي الشر باحث
*
* فإن تشعثوا عرضي على سوء رأيكم
* فإني من أعراضكم غير شاعث
*)
قلت ما أظن أن لحسان بن ثابت الأنصاري مثل هذه الأبيات لأنها في هذه القافية الثائية وهي في غاية الفصاحة والعذوبة وانسجام التركيب فرضي الله عنه وقال أبو الحسين عاصم بن الحسن بن عاصم العاصي من البسيط
* قالوا تحب أبا بكر فقلت لهم
* لم لا أحب الذي أرجوه يشفع لي
*
* نعم ومن مذهبي أني أقدمه
* على الإمام مبيد الكافرين علي
*
* وجملة الأمر أن الله قدمه
* فالفعل من قبل الرحمان لا قبلي
* أبو عبد الرحمان العتكي عبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي راود ميمون

169
الأزدي العتكي أبو عبد الرحمان المروزي عبدان أخو عبد العزيز شاذان وهما سبطا عبد العزيز بن أبي رواد روى عن عبد الله البخاري وروى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن رجل عنه وجماعة كثيرون كان ثقة إمامأ تصدق في حياته بألف ألف درهم وكتب كتب ابن المبارك بقلم واحد وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائتين وقال ما سألني أحد حاجة إلا قمت له بنفسي فإن تم وإلا قمت له بمالي فإن تم وإلا استعنت بالإخوان فإن تم وإلا استعنت بالسلطان
أبو عمرو الأموي عبد الله بن عثمان أبو عمرو الأموي البغدادي صدوق سم علي ابن المديني وتوفي سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة
أسد الشام اليونيني عبد الله بن عثمان بن جعفر بن محمد اليونيني الزاهد أسد الشام رحمه الله كان شيخأ طوالا مهيبا حاد الحال كأنه نار جمع خطيب زملكا مناقبه وتوفي سنة سبع عشرة وستمائة وساق الشيخ شمس الدين ترجمته في نصف كراسة
أبو بمحمد الواثقي الصادع بالحق عبد الله بن عثمان بن عمر بن عبد الرحيم بن إبراهيم بن الواثق بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور أبو محمد الواثقي حدث بخراسان عن جده وكان أديبا شاعرا وجرت له أحوال وتقلبت به أمور وعجائب كان يخطب بنصيبين ويشهد عند الحكام ففسق فخرج منها إلى بغداد وأقام بها مدة وتوجه إلى بلاد ما وراء النهر واتصل بالملك بغراخان)
وصارت له عنده منزلة وكان أبو الفضل التميمي الفقيه قد قصد بلاد الخانية واجتمع مع الواثقي وكتبا كتبا عن الإمام القادر بتقليد الواثقي العهد بعده وأظهر ذلك وتقدم بأن يخطب له في بلاده بعد الخليفة وتلقب بالصادع بالحق وشاع هذا الحديث ووردت الأخبار إلى القادر فانرعج وخطب بولاية العهد لولده أبي

170
الفضل محمد ولقبه الغالب بالله وعمره إذ ذاك خمس سنين ومات بغراخان وملك بعده قراخان وكاتبه القادر بالله بإبعاد الواثقي فأبعد فوصل بغداد مختفيا وبلغ القادر خبره فطلبه فانحدر إلى البصرة ومضى إلى فارس وعاود بلاد الترك وجاء إلى خوارزم وفارقها وقصد الأمير يمين الدولة محمود سبكتكين فأخذه وسجنه في بعض القلاع إلى أن مات ومن شعره من الكامل
* قمر ضياء وصاله من وجهه
* يبدو وظلمة هجره من شعره
*
* والمسك خالطه الرحيق رضابه
* سحرا ودر شنوفه من ثغره
*
* وسدته عضدي ونثر محاجري
* لونان مثل عقوده في نحره
*
* وبدا الصباح فمد نحو قراطق
* يده وشد مزرها في خصره
* ومنه من السريع
* وليلة شاب بها المفرق
* بل جمد الناظر والمنطق
*
* كأنما حم الغضا بيننا
* والنار فيه ذهب محروق
*
* أو سبج في ذهب أحمر
* بينهما نيلوفر أزرق
* البطليوسي عبد الله بن عثمان البطليوسي العمري أبو محمد النحوي الفقيه الشاعر توفي سنة أربعين وأربعمائة ومن شعره
3 (عبد الله بن عدي))
الصابوني عبد الله بن عدي أبو عبد الرحمان الصابوني توفي ببخارا سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وله شيء في الرد على ابن حبان فيما تأول من الصفات
ابن القطان الحافظ عبد الله بن عدي بن عبد الله بن محمد بن مبارك أبو

171
أحمد الجرجاني المعروف بابن القطان
رحل لمصر الشام رحلتين وسمع الكبار وروى عنه جماعة وكان مصنفا حافظا له كتاب الكامل في معرفة الضعفاء في غاية الحسن ذكر فيه كل من تكلم فيه ولو كان من رجال الصحيح وذكر في كل ترجمة حديثا فأكثر من غرائب ذلك الرجل ومناكيره وتكلم لي الرجال بكلام مصنف قال الحافظ ابن عساكر كان ثقة على لحن فيه وكان لا يعرف العربية مع عجمة وأما في العلل والرجال فحافظ لا يجارى توفي سنة خمس وستين وثلاثمائة
الإبراهيمي عبد الله بن عطاء بن عبد الله بن أبي منصور بن الحسن بن إبراهيم أبو محمد الإبراهيمي الهروي أحد من عني بهذا العلم تكلم في أمره وتوفي سنة ست وسبعين وأربعمائة
الدمشقي المفسر عبد الله بن عطية بن عبد الله بن حبيب أبو محمد المقرئ المفسر المعدل الدمشقي كان إمام مسجد باب الجابية توفي سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة قيل إنه كان يحفظ خمسين ألف بيت من الشعر للاستشهاد على معاني القرآن وغيره وكان ثقة وقرأ القرآن على أبي الحسن الأخرم
3 (عبد الله بن عقيل))
الثقفي الكوفي عبد الله بن عقيل الثقفي مولاهم الكوفي نزيل بغداد وثقه أحمد وابن معين وتوفي في حدود الثمانين ومائة وروى له الأربعة

172
3 (عبد الله بن علي))
عم المنصور عبد الله بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب عم المنصور أحد دهاة الرجال وكان من الشجعان الأبطال وهو الذي انتدب لحرب مروان الحمار ولج
في طلبه وطوى الممالك حتى بلغ دمشق ونازلها وحاصرها وفتحها بالسيف وعمل عمل التتار وأسرف في قتل بني أمية ولم يرقب فيهم إلا ولا ذمة ولما مات السفاح وهو بالشام دعا لنفسه وزعم أن على مثل هذا بايع ابن أخيه فبايعه أهل الشام بالخلافة فجهز المنصور إليه أبا مسلم الخراساني فالتقيا بنصيبين وكان الظفر لأبي مسلم وقصد عبد الله بن علي البصرة فأخفاه أخوه عنده ثم لم يزل المنصور حتى سجنه وعمل على قتله سرا فقيل إنه جفر أساس الحبس وملأه ملحا ثم أرسل الماء عليه فوقع عليه فمات سنة سبع وأربعين ومائة وقيل إن المنصور قال يوما لجلسائه أخبروني عن ملك جبار اسمه عين قتل ثلاثة أسماءهم عين فقال له أحد من حضر عبد الملك بن مروان قتل عمرو بن سعيد وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمان بن الأشعث
فقال فخليفة آخر أسمه عين فعل ذلك بثلاثة جبابرة أول أسمائهم عين فقال أنت يا أمير المؤمنين قتلت أبا مسلم واسمه عبد الرحمان وقتلت عبد الجبار وسقط البيت على عمك عبد الله بن علي فضحك وقال ويلك وما ذنبي أن سقط عليه البيت وقال لهم أتعرفون عين بن عين بن عين قتل ميم بن ميم بن ميم فقال له رجل نعم عمك عبد الله بن علي بن عباس قتل مروان بن محمد بن مروان وذكر ابن مسكويه في تأريخه أن عبد الله بن عمر بن عبد العزيز كان يأمل أن يقتل مروان الحديث سمعه أن عين بن عين بن عين يقتل ميم بن ميم بن ميم وكان يروي هذا الحديث ويظنه حتى قتله عبد الله بن علي بن عباس ولعبد الله بن علي عم المنصور ذكر في ترجمة عبد الله بن المقفع ومن شعره من مجزوء الكامل
* الظلم يصرع أهله
* والظلم مرتعه وخيم)
* (ولقد يكون لك البعي
* د أخا ويقطعك الحميم
*

173
ومنه أيضا من البسيط
* بني أمية قد أفنيت آخرهم
* فكيف لي منكم بالأول الماضي
*
* يطيب النفس أن النار تجمعكم
* عوضدتم من لظاها شر معتاض
*
* منيتم لا أقال الله عثرتكم
* بليت غاب إلى الأعداء نهاض
*
* إن كان غيظي لفوت منكم فلقد
* رضيت منكم بما ربي به راضي
* وقد قتل جماعة أعمامهم فمنهم المنصور ومنهم المعتضد غرق عمه أبا عيسى في الماء وسقى المعتضد عمه المعتمد السم وكذا فعل جماعة من ولاة المغرب
الحافظ ابن الجارود عبد الله بن علي بن الجارود أبو محمد النيسابوري الحافظ نزيل مكة توفي سنة سبع وثلاثمائة سمع إسحاق بن راهويه وعلي بن حجر وعنه ابن أخيه يحيى بن منصور القاضي
المستكفي بالله أمير المؤمنين عبد الله بن علي أمير المؤمنين المستكفي بالله بن المكتفي بن المعتضد ابن طلحة الموفق بن جعفر المتوكل بن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور بويع للمستكفي عند خلع أخيه في صفر ثلاث وثلاثين وقبض عليه في جمادى الآخرة سنة أربع وثلاثين وسملت عيناه وسجن في هذه السنة وبقي في هذا السجن إلى أن مات سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة عن ست وأربعين سنة وكان أبيض جميلا ربعة من الرجال خفيف العارضين أكحل أقنى ابن أمة اسها غصن لم تدرك خلافته وبايعوا بعده المطيع لله الفضل بن المقتدر ومولد المستكفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين وكان يلقب الوسيم يسمى بإمام الحق وخطب له بالمستكفي وكنيته أو القاسم ولم يل الخلافة من بني العباس أكبر سنا من المنصور ثم المستكفي وخلعه معز الدولة أحمد بن بويه ولم يزل محبوسا في دار السلطان إلى أن مات وكانت خلافته سنة وأربعة أشهر ويومين وأقام في السجن ثلاث سنين وأربعة أشهر وأربعة عشر

174
يوما وكان كاتبه أبو الفرج محمد بن أحمد السامري ثم الحسين بن أبي سليمان ثم أبو أحمد الفضل بن عبد الرحمان بن جعفر الشيرازي والمدبر للأمور محمد بن يحيى ابن شيرزاد وحاجبه أبو العباس أحمد بن خانقاه الملفحي ونقش خاتمه لله الأمر وكان الغالب على دولة المستكفي)
امرأة يقال لها علم الشيرازية وكانت قهرمانة داره وهي التي سعت في خلافته عند توزون حتى تمت فعوتب على اطلاق يدها وتحكمها في الدولة فقال خفضوا عليكم فإنما
وجدتكم في الرخاء ووجدتها في الشدة وهذه الدنيا التي بيدي هي التي سعت لي فيها حتى حصلت أفأبخل عليها ببعضها وكان خواصه كثيرا ما يبصرونه مصفرا لكثرة الجزع فقالوا له في ذلك فقال كيف يطيب لي عيش والذي خلع ابن عمي وسلمه أشاهده في اليوم مرات وأطالع المنية بين عينيه فما مر شهر من حين هذا الكلام حتى سم توزون ومات ثم دخل معز الدولة بن بويه فخلعه وسمله وانقضت دولة الأتراك وصارت الدولة للديلم
الكركاني الصوفي عبد الله بن علي أبو القاسم الطوسي الكركاني ويعرف بكركان شيخ الصوفية وعارفهم بطوس توفي في حدود الستين وأربعمائة
القاضي ابن سمجون عبد الله بن علي بن عبد الملك أبو محمد الهلالي الغرناطي المعروف بابن سمجون أحد العلماء والفقهاء ولي قضاء غرناطة توفي سنة أربع وعشرين وخمسمائة
الرشاطي عبد الله بن علي بن عبد الله بن خلف بن أحمد بن عمر اللخمي الرشاطي المري كانت له عناية كثيرة بالحديث والرجال والرواة والتاريخ له كتاب اقتباس الأنواء والتماس الأزهار في أنساب الصحابة ورواة الآثار أخذه الناس عنه وما قصر فيه وهو

175
على أسلوب كتاب السمعاني توفي شهيدا سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة بالمرية عند تغلب العدو عليها
الصاحب ابن شكر عبد الله بن علي بن الحسين بن عبد الخالق بن الحسين بن الحسن بن المنصور الصاحب الكبير الوزير صفي الدين بن شكر أبو محمد الشيبي المصري الدميري المالكي ولد سنة ثمان وأربعين وتوفي سنة اثنتين وعشرين وستمائة تفق على أبي بكر عتيق البجائي وتخرج به ورحل إلى الإسكندرية وتفقه على شمس الإسلام أبي القاسم مخلوف بن جبارة وسمع منه ومن السلفي وجماعة وحدث بدمشق ومصر وروى عنه الزكي المنذري والشهاب القوصي وكان مؤثرا لأهل العلم والصالحين كثير البر لهم والتفقد لا يشغله ما هو فيه من)
كثرة الأشغال عن مجالستهم ومباحثتهم وأنشأ مدرسة قبالة داره بالقاهرة وبنى مصلى العيد بدمشق وبلط الجامع وأنشأ الفوارة وعمر جامع المزة وجامع حرستا قال الموفق هو رجل طوال تام القصب فعمها دري اللون مشرق بحمرة له طلاقة محيا وحلاوة لسان وحسن هيئة وصحة بنية ذو دهاء مفرط في هوج وخبث في طيش مع رعونة مفرطة وحقد لا تخبوا ناره ينتقم ويظن أنه لم ينتقم فيعود وينتقم لا ينام عن عدوه ولا يقبل منه معذرة ولا إنابة ويجعل الرؤساء كلهم أعداء ولا يرضى لعدوه بدون الهلاك لا تأخذه في نقماته رحمة
استولى على العادل ظاهرا وباطنا ولم يمكن أحدا من الوصول إليه حتى الطبيب والفراش والحاجب عليهم عيون فلا يتكلم أحد منهم فضل كلمة وكان لا يأكل من الدولة فلسا ويظهر الأمانة فإذا لاح له مال عظيم احتجنه وعملت له قبسة العجلان فأمر كاتبها أن يكتبها ويردها وقال لا نحتسل أن نأخذ منك ورقا وكان له في كل بلد من بلاد السلطان ضيعة أو أكثر في مصر والشام إلى خلاط وبلغ ذلك مجموع مغله مائة ألف وعشرين ألف دينار وكان يكثر الإدلال على العادل ويسخط أولاده وخواصه فكان العادل يترضاه بكل ممكن وتكرر ذلك منه إلى أن غضب منه على حران فأقره العادل على الغضب وأعرض عنه وظهر له منه فساد فأمر بنفيه عن مصر والشام فسكن آمد وأحسن إليه صاحبها فلما مات العادل عاد إلى مصر ووزر للكامل وأخذ في المصادرات وكان قد عمي مات أخوه ولم يتغير ومات أولاده وهو على ذلك وكان يحم حمى قوية ويأخذه النافض وهو في مجلس السلطان ينفذ الأشغال ولا يلقي جنبه إلى

176
الأرض وكان يقول ما في قلبي حسرة إلا أن ابن البيساني ما تمرغ على عتباتي يعني القاضي الفاضل وكان ابنه يحضر عنده وهو يشتمه فلا يتغير وداراه أحسن مداراة وبذل له أموالا جمة وعرض له إسهال وزحير أنهكه حتى انقطع ويئس الأطباء منه فاستدعى من حبسه عشرة من شيوخ الكتاب وقال أنتم تشتمون بي وركب عليهم المعاصير وهو يزحر وهم يصيحون إلى أصبح وقد خف ما به وركب في ثالث يوم وكان يقف الرؤوساء على بابه من نصف الليل ومعهم المشاعل والشمع ويركب عند الصباح فلا يراهم ولا يرونه إما أنه يرفع رأسه إلى السماء وإما يعرج إلى طريق أخرى وفيه يقول شرف الدين ابن عنين فيما أظن من الخفيف
* ضاع شعري وقل في الناس قدري
* من لزومي باب اللئيم ابن شكر)
* (لو أتته حوالة بخراه
* قال سدوا بلحيتي باب جحري
* وفيه يقول من السريع
* ونعمة جاءت إلى سلفة
* أبطره الإثراء لما ثرا
*
* فالناس من بغض له كلما
* مر عليهم لعنوا شاورا
*
* تبا لمصر ولها دولة
* ما رفعت في الناس إلا خرا
* ومما قيل فيه وقد عزل من الخفيف أين غلمانك المطيفون بالبغلة والرافعون للأثواب
* ردك الدهر كالنداء على الني
* ل بلا حاجب ولا بواب
* وكان السبب في انحرافه عن القاضي الفاضل رحمه الله تعالى ما قاله القاضي الفاضل وهو وأما ابن شكر فهو لا يشكر وإذا ذكر الناس كان كان الشيء الذي لا يذكر فقيل للفاضل ما هو الشيء الذي لا يذكر قال الشيء الذي لا يذكر وتوفي الفاضل رحمه الله وقد عصمه الله منه لم يمكنه منه على ما يأتي في ترجمة القاضي الفاضل إن شاء الله تعالى وفي ابن شكر يقول ابن شمس الخلافة وقيل إنه قال ذلك في الفاضل من الكامل
* مدحتك ألسنة أنام مخافة
* وتقارضت لك في الثناء الأحسن
*
* أترى الزمان مؤخرا في مدتي
* حتى أعيش إلى انطلاق الألسن
* وقيل إنه عاش بعده وانطلق لسانه فيه ثم إنه تمنى أن يكون قد عاش إلى انطلاق الألسن
ولشعراء عصره فيه أمداح طنانة مليحة إلى الغاية فممن امتدحه ابن الساعاتي وان سناء الملك وابن عنين وغيرهم والأمداح موجودة في دواوينهم

177
أبو محمد المقرئ عبد الله بن علي بن أحمد بن عبد الله الإمام محمد المقرئ سبط الزاهد أبي منصور الخياط شيخ القراء بالعراق سمع الكتب الكبار وقرأ العربية على أبي الكرم بن فاخر وصنف في القراءات المبهج والكفاية والاختيار والإيجاز توفي سنة إحدى وأربعين وخمسمائة وخولف في بعض مصنفاته وشنعوا عليه فرجع عن بعضها وكان يقول لو قلت إنه ليس بالعراق مقرئ إلا وقد قرأ علي أو على جدي أو قرأ على من قرأ علي لظننت أني صادق ولم يسمع أطيب من صوته قال أبو الفرج ابن الجوزي وقد رأيت جماعة من الأعيان ماتوا فما رأيت)
أكثر جمعا من جنازته وغلقت الأسواق لأجله قال ياقوت وهو شيخ شيخنا تاج الدين الكندي ومخرجه ومن شعره من الخفيف
* أيها الزائرون بعد وفاتي
* جدثا ضمني ولحدا عميقا
*
* سترون الذي رأيت من المو
* ت عيانا وتسلكون الطريقا
* ومنه من الطويل
* ومن لم تؤدبه الليالي وصرفها
* فما ذاك إلا غائب العقل والحس
*
* يظن بأن الأمر جار بحكمه
* وليس له علم أيصبح أم يمسي
* ومنه ومن الطويل
* أرى ظاهر الود الذي كان بيننا
* تقضي وقد كادت به النفس تخدع
*
* وغرك ما غر السراب لذي ظما
* فلما أتاه خانه وهو يطمع
* قلت شعر متوسط
الفرغاني الحنفي الخطيب عبد الله بن علي بن صائن بن عبد الجليل بن

178
الخليل ابن أبي بكر الفرغاني أبو بكر الفقيه الحنفي كان يتولى الخطابة بسمرقند وقدم بغداد حاجا وسمع من أحمد الأمين وابن الأخضر وجماعة من أصحاب أبي القاسم
أبي الحصين وكتب بخطه قال محب الدين بن النجار وحدثنا بأربعين حديثا جمعها عن شيوخه بما وراء النهر وكان إماما كبيرا في المذهب والخلاف والحديث والنحو واللغة وله النظم والنثر ولقد كان من أفراد الدهر تأدبنا بأخلاقه واقتدينا بأفعاله وتعلمنا من فوائده وفرائده واقتبسنا من علومه ما ينتشر بالحناجر على الحناجر وأنشدنا له من المتقارب
* تحر فديتك صدق الحديث
* ولا تحسب الكذب أمرا يسيرا
*
* فمن آثر الصدق في قوله
* سيلقى سرورا ويرقى سريرا
*
* ومن كان بالكذب مستهترا
* سيدعو ثبورا ويصلى سعيرا
* قتل شهيدا ببخارا صابرا محتسبا على أيدي التتار سنة ست عشرة وستمائة
ابن الآبنوسي عبد الله بن علي بن عبد الله بن محمد بن علي بن محمد أبو محمد ابن الآبنوسي البغدادي)
الوكيل على باب القضاة قرأ العلم وسمع الحديث الكثير وكتب بخطه الرديء العسر وتوفي سنة خمس وخمسامائة وكان من أهل المعرفة بالحديث وقوانينه ومن شعره ولم يل غيرهما من مجزوء الرمل
* أصبح الناس حالشه
* كلهم يطلب ماله
*
* لو بقي في الناس حر
* ما تعاطيت الوكالة
* الشيخ السديد الطبيب عبد الله بن علي هو القاضي الرئيس شرف الدين السديد أبو منصور ابن الشيخ السديد أبي الحسن الطبيب غلب عليه لقب والده فلا يعرف إلا بالسديد كان عالما بصناعة الطب خبيرا بها أصلا وفرعا كثير الدربة حسن الأعمال باليد خدم من الخلفاء المصريين خمس خلفاء الآمر والحافظ والظافر والفائز والعاضد وخدم

179
بعدهم السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب
ولم يزل على رياسة الطب إلى أن توفي سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة وأول ما أدخله أبوه الشيخ السديد إلى الآمر فصده فأعجبه حركاته وقال له أحسنت وأطلق له من الأنعام والهبات والجاري شيئا كثيرا وأمره بملازمة القصر وحصل له في يوم واحد من المعالجة لبعض الخلفاء ثلاثة آلاف دينار مصرية ولما وصل المهذب النقاش من بغداد إلى دمشق أقام بها مدة ولم يحصل له ما يقول بكفايته وبلغته أخبار الخلفاء المصريين فتاقت نفسه إلى الديار المصرية وتوجه إليها واجتمع بالشيخ السديد وعرفه أمره فلما سمع كلامه قال له كم يكفيك قال عشرة دنانير في كل شهر فقال له لا هذا القدر لا يكفيك وأمر له بخمس عشرة دينارا وأعطاه بيتا إلى جانبه وفرشة وبغلة جارية حسناء وخلعة سنية وقال هذا لك في كل شهر وما تحتاج إليه من الكتب وغيرها يأتيك على وفق المراد بشرط أن لا تتطاول إلى الاجتماع بأحد من أرباب الدولة ولا تطلب شيئا من جهة الخلفاء فقبل ذلك ولم يزل المهذب النقاش على ذلك بالقاهرة إلى أن عاد إلى دمشق وكان الشيخ السديد قد رأى في منامه أن داره احترقت فانتبه مرعوبا وشرع في عمارة دار أخرى قريبة منها وحث الصناع على عمارتها فكلمت ولم يبق إلا مجلس واحد وينتقل إليها فاحترقت الدار التي هو ساكنها وذهب له فيها من الأثاث والآلات والأمتعة شيء كثير جدا ووقعت براني كبار وخوابي ممتلئة من الذهب المصري وتكسرت وتناثر ما فيها في الحريق والهدم وشاهده الناس وبعضه انسبك وكان ذلك ألوفا)
كثيرة وكتب إليه الحسين بن علي بن إبراهيم الجويني الكاتب من الوافر
* أيا من الحق نعمته قديم
* على المرؤوس منا والرئيس
*
* فكم عاف أعدت له العوافي
* وكم عنا نضيت لباس بوس
*
* ويا من نفسه أعلى محلا
* من المنفوس يعدم والنفيس
*
* جرعت مرارة أحلى مذاقا
* لمثلك من كميت خندريس
*
* فعاين من عراك بنور تقوى
* خلائقك التي هي كالشموس
*
* مصابك بالذي أضحى ثوابا
* يريك البشر في اليوم العبوس
*
* عطاء الله يوم العرض يسمو
* مماثلة عن العرض الخسيس
*
* هموم الخلق في الدنيا شراب
* يدور عليها مثل الكؤوس
*
* تروم الروح في الدنيا بعقل
* ترى الأرواح منها في حبوس
*
* وكل حوادث الدنيا يسير
* إذا بقيت حشاشات النفوس
*

180
ابن سويدة عبد الله بن علي بن عبد الله بن عمر بن الحسن بن خليفة أبو محمد الصوفي المعروف بابن سويدة التكريتي سمع من أبيه وأبي شاكر محمد ابن خلف بن سعد التكريتي وخلق كثير وسمع بالموصل وقدم بغداد وأقام بها مدة وسمه بها جماعة وخرج أربعين حديثا وغير ذلك من المجموعات بالأسانيد وحدث بها قال محب الدين بن النجار وكان قد جمع تاريخا لتكريت في مجلدين فطالعته فوجدت فيه من التخليظ والغلط الفاحش ما يدل على كذب في مصنفه وتهوره وجهله بالأسانيد والرجال توفي سنة أربع وثمانين وخمسمائة
أبو القاسم المنجم عبد الله بن يحيى بن أبي المنصور بن المنجم أبو القاسم أخو أبي أحمد يحيى وأبي الفتح أحمد وأبي عيسى أحمد وأبي عبد الله هارون كانوا بيت فضل وأدب ينادمون الخلفاء والملوك ولهم النظم والنثر والمصنفات الحسنة ورواية الأخبار ومن شعر أبي القاسم أورده في اليتمية من المتقارب
* إذا لم تنل همم الأكرمين
* وسعيهم وادعا فاغترب
*
* فكم دعة أتعبت أهلها
* وكم راحة نتجت من تعب
*)
الصيمري النحوي عبد الله بن علي بن إسحاق الصيمري أبو محمد النحوي له كتاب في النحو جليل أكثر ما يشتغل به أهل المغرب سماه كتاب التبصرة
القيسراني عبد الله بن علي بن سعيد القيسراني القصري أبو محمد سكن حلب وكان فقيها فاضلا حسن الكلام في المسائل تفقه بالعراق في النظامية مدة على أبي الحسن
الكيا الهراسي وأبي بكر الشاشي وعلق المذهب والخلاف والأصول على أسعد الميهني وأبي الفتح بن برهان وسمع الحديث من أبي القاسم بن بيان وأبي علي بن نبهان وأبي طالب الزينبي وارتحل إلى دمشق وعمل بها حلقة المناظرة بالجامع ثم انتقل إلى حلب

181
فبنى له ابن العجمي بها مدرسة إلى أن مات رحمه الله سنة ثلاث أو أربع وأربعين وخمسمائة وهو منسوب إلى قصر حيفا وهو موضع بين حيفا وقيسارية
أبو نصر السراج الصوفي عبد الله بن علي بن يحيى أبو نصر السراج الطوسي الصوفي مصنف كتاب اللمع في التصوف توفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة
عماد الدين بن السعدي عبد الله بن علي بن إبراهيم بن عبد الله عماد الدين أبو محمد الأندلسي القرطبي المعروف بابن السعدي نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال أنشدني المذكور لنفسه يمدح السلطان الملك الكامل من الطويل
* أيا ملكا قد طال في طوله شكري
* وقصر بعد الطول في المدح والشكر
*
* حوى صبر أيوب ونصر محمد
* وقوة موسى بعد فضل أبي بكر
* وأورد له مقاطيع غير هذا وكلها شعر نازل كما تراه في هذا المقطوع فإنه لا مناسبة لذكر أبي بكر مع ذكر الأنبياء حسن الذوق غير هذا أبو طالب الحلبي عبد الله بن علي بن غازي أبو طالب الحلبي قال الفقيه شهاب الدين أبو الفضل محمد بن يوسف الغزنوي لقيته بحلب وهو من مقدميها المقدمين ومميزيها المحترمين وأورد قوله من)
الكامل المرفل
* قد قلت في وقت الصباح
* والراح محمول براح
*
* يا صاح دونك والخلا
* عة والتهتك بالملاح
*
* لا تأل جهدا عن طلا
* بك وأعص فيه كل لاح
* وقوله من الكامل
* إن أخملت أرض الشآم فضائلي
* في أهلها للجهل من رؤسائها
*
* فالعين تصر أن ترى أجفانها
* وترى الكواكب في منار سمائها
* وقوله من الوافر
* فلا تغتر من خل ببشر
* ولا بتودد عند التلاقي
*
* فكم نبت نضير راق حسنا
* عيانا وهو مر في المذاق
*

182
كمال الدين الكركي عبد الله بن علي بن سوندك الأديب كمال الدين الكركي شيخ فاضل أديب لغوي كان من نقباء السبع سمع وروى وتوفي سنة تسع وتسعين وستمائة روى نسخة أبي مسهر عن أبي خليل وأول سماعه سنة تسع وأربعين
تقي الدين السروجي عبد الله بن علي بن منجد بن ماجد بن بركات الشيخ تقي الدين السروجي أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان قال كان رجلا خيرا عفيفا تاليا للقرآن عنده حظ جيد من النحو واللغة والآداب متقللا من الدينا يغلب عليه حب الجمال مع العفة التامة والصيانة نظم كثيرا وغنى بشعره المغنون والقينات وكان يذكر أنه يكرر
على المفصل والمتنبي والمقامات ويستحضر حظا كبيرا من صحاح الجوهري وكان مأمون الصحبة طاهر اللسان يتفقد أصحابه لا يكاد يظهر إلا يوم الجمعة وكان لي به اختلاط وصحبة ولي فيه اعتقاد ودفن لما مات بمقبرة الفخري بجوار من كان يهواه ظاهر الحسينية وهو أحد من تألمت لفقده لعزة وجود مثله في الصحبة رحمه الله وكان يكره أن يخبر أحدا باسمه ونسبه إنتهى قلت لأنه كان يقول لي مع الأصحاب ثلاث رتب أول ما أجتمع بهم يقولون الشيخ تقي الدين جاء الشيخ تقي الدين راح فإذا طال الأمر قالوا راح التقي جاء التقي صبرت عليهم وعلمت أنهم أخذوا في الملل)
فإذا قالوا راح السروجي جاء السروجي فذلك آخر عهدي بصحبتهم وقال القاضي شهاب الدين محمود كان يكره مكانا فيه امرأة ومن دعاه يقول شرطي معروف أن لا تحضر امرأة قال كنا يوما في دعوة بعض الأصحاب فكان مما حضر شواء فأدخل إلى النساء ليقطعوه ويضعوه في الصحون فكان يتبرم بذلك ويقول أفيه الساعة يلمسونه بأيديهم وقال الشيخ أثير الدين لما مات قال والد محبوبه والله ما أدفنه إلا في قبر ولدي وهو كان يهواه وما أفرق بينهم في الدنيا ولا في الآخرة لما كان يعتقد الفخري من عفافه ومولده سنة سبع وعشرين وستمائة بسروج وتوفي بالقاهرة رابع شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين وستمائة رحمه الله تعالى أنشدني العلامة أثير الدين قال أنشدني المذكور لنفسه من الكامل
* أنعم بوصلك لي فلهذا وقته
* يكفي من الهجران ما قد ذقته
*
* أنفقت عمري في هواك وليتني
* أعطى وصولا بالذي أنفقته
*
* يا من شغلت بحبه عن غيره
* وسلوت كل الناس حين عشقته
*

183
* كم جال في ميدان حبك فارس
* بالصدق فيك إلى رضاك سبقته
*
* أنت الذي جمع المحاسن وجهه
* لكن عليه تصبري فرقته
*
* قال الوشاة قد ادعى بك نسبة
* فسررت لما قلت قد صدقته
*
* بالله إن سألوك عني قال لهم
* عبدي وملك يدي وما أعتقته
*
* أو قيل مشتاق إليك فقل لهم
* أدري بذا وأنا الذي شوقته
*
* يا حسن طيف من خيالك زراني
* من فرحتي بلقاه ما حققته
*
* فمضى وفي قلبي عليه حسرة
* ولو كان يمكنني الرقاد لحقته
* وأنشدني قال أنشدني لنفسه من السريع
* في الجانب الأيمن من خدها
* نقطة مسك أشتهي شمها
*
* حسبته لما بدا خالها
* وجدته من حسنة عمها
* وأنشدني قال أنشدني لنفسه من الكامل
* دنيا المحب ودينه أحبابه
* فإذا جفوه تقطعت أسبابه
*
* وإذا أتاهم في المحبة صادقا
* كشف الحجاب له عز جنابه
*
* ومتى سقوه شراب أنس منهم
* رقت معانيه وراق شرابه)
* (وإذا تهتك ما يلام لأنه
* سكران عشق لا يفيد عتابه
*
* بعث السلام مع النسيم رسالة
* فأتاه في طي النسيم جوابه
*
* قصد الحمى وأتاه يجهد في السرى
* حتى بدت أعلامه وقبابه
*
* ورأى لليلى العامرية منزلا
* بالجود يعرف والندى أصحابه
*
* فيه الأمان لمن يخاف من الردى
* والخير قد ظفرت به طلابه
*
* قد أشرعت بيض الصوارم والقنا
* من حوله فهو المنيع حجابه
*
* وعلى حماه جلالة من أهله
* فلذاك طارقه العيون تهابه
*
* كم قلبت فيه القلوب على الثرى
* شوقا إليه وقبلت أعتابه
*
* قد أخصبت منه الأباطح والربا
* للزائرين وفتحت أبوابه
* وأنشدني قال أنشدني لنفسه من الطويل
* معاملة الأحباب بالوصل والوفا
* فدع يا حبيبي عنك ذا الهجر والجفا
*

184
* فإن كان لي ذنب بجهلي فعلته
* فمثلي من أخطأ ومثلك من عفا
*
* أيا بدر تم حان منه طلوعه
* ويا غصن بان آن أن يتعطفا
*
* كفى ما جرى من دمع عيني بالبكا
* وعشقي على قلبي جرى منه ما كفى
*
* فإن كنت لا تدري وتعرف ما الهوى
* فقصدي أن تدري بذاك وتعرفا
*
* أعد ذلك الفعل لجميل تجملا
* وإن لم يكن طبعا يكون تكلفا
*
* فما أقبح الإعراض ممن تحبه
* وما أحسن الإقبال منه وألطفا
*
* تقدم شوقي يسبق الدمع جاريا
* إليك ولكن عنك صبري تخلفا
*
* فديتك محبوبا على السخط والرضا
* وعذرك مقبول على العذر والوفا
* وأنشدني الشيخ فتح الدين محمد بن سيد الناس والقاضي عماد الدين إسماعيل ابن القيسراني كلاهما قالا أنشدنا تقي الدين السروجي لنفسه والأكثر إنشاد القاضي عماد الدين من السريع
* يا ساعي الشوق الذ مذ جرى
* جرت دموعي فهي أعوانه
*
* خذ لي جوابا عن كتابي الذي
* إلى الحسينية عنوانه
*
* فهي كما قد قيل وادي الحمى
* وأهلها في الحسن غزلانه)
* (امش قليلا وانعطف بسرة
* يلقاك درب طال بنيانه
*
* واقصد بصدر الدرب دار الذي
* بحسنه تحسن جيرانه
*
* سلم وقل يخشى كي مسن
* اشت حديثا طال كتمانه
*
* كنكم كزم ساوم أشى أط كبى
* فحبه أنت واشجانه
*
* وأسأل لي الوصل فإن قال يق
* فقل أوت قد طال هجرانه
*
* وكن صديقي واقض لي حاجة
* فشكر ذا عندي وسكرانه
* قلت وفي ترجمة القاضي علم الدين سلمان بن إبراهيم أبيات من هذه المادة وأظن الشيخ تقي الدين رحمه الله إنما أخذ قوله هذا من قول الرئيس أبي بكر اللاسكي وهو من شعراء الدمية حيث قال من الخفيف قف بذات الجرعاء يا صاحب البكرة وانظر تلقاء جانب نجد فإذا ما بدت خيام لعينيك ففيها التي بها طال وجدي
* فأت تلك الخيام ثم تيمم
* خيمة سترها عصائب برد
*

185
ثم سلم وقف وقل بعد تسليمك قول امرئ مجدد عهد
* أترى أنكم على ما عهدنا
* كم عليه أم خنتم العهد بعدي
* ومن شعره الشيخ تقي الدين السروجي من السريع
* قلت لمحبوبي لما بدا
* إلي يا محبوب قلبي إليا
*
* قد عشق الناس وقد واصلوا
* ما وقع الإنكار إلا عليا
* ومن شعره أيضا من الكامل
* عندي هوى لك طال عمر زمانه
* لم يبق لي صبر على كتمانه
*
* قد ضل قلبي من طريق سلوه
* فدليله لا يهتدي لمكانه
*
* يا صاحب القلب الذي أفراحه
* تلهيه عن قلبي وعن أحزانه
*
* عيني لفقدك قد بكى إنسانها
* وجفا الكرى شوقا إلى إنسانه
*
* يا من بدا لي حسنة متلطفا
* فعشقته وطمعت في إحسانه
*
* كان اعتقادي أن أفوز بوصله
* فحرمته ورزقت من هجرانه
*
* كان الرقاد لصيد طيفك حيلتي
* فسلبته وفجعته بعيانه)
* (ومنعتني أن أجتني من وصله
* ثمرأ يطيب جناه قبل أوانه
*
* ضمن التلطف منك وصلي في الهوى
* لكن أطال وما في بضمانه
*
* خوف الفراق إلى حماك يسوقني
* فمتي أفوز من اللقا بأمانه
* ومنه أيضا من البسيط
* يا رايس الحب أدركني فقد وحلت
* مراكب بي في بحر أشواقي
*
* ولي بضاعة صبر ضاع أكثرها
* وقد غدا ذا الهوى يستغرق الباقي
* قلت وشعر الشيخ تقي الدين السروجي كثير وكله من هذا النمط يتدفق سلامة ويذوب حلاوة لمن يذوق منها قوله من الطويل
* تفقهت في عشقي لمن قد هويته
* ولي فيه بالتحرير قول ومذهب
*
* وللعين تنبيه به طال شرحه
* وللقلب منه صدق ود مهذب
* وقوله من الخفيف
* مد لي من أحب حبل صدود
* حين أوهى تجلدي واصطباري
*

186
* ثم قال امش لي عليه سريعا
* كيف أمشي وما أنا باختياري
* وقوله من الطويل
* أرى المشتهي في روضة الحسن قد بدا
* على رصد المعشوق فالقلب واجد
*
* وحقك ما السبع الوجوه إذا بدت
* بمغنية عن وجهه وهو واحد
* وقوله من الطويل
* خدمت بذاك الوجه للثغر ناظرا
* لعلي أمسي واليا من ولاته
*
* وأصل حسابي ضبط حاصل وصله
* وتقبيله مستخرج من جهاته
* وقوله من الخفيف
* لي حبيب منه أرى وجه بدر
* لم يزل داخلا بباب السعادة
*
* هو للحسن جامع حاكمي
* فلهذا عشاقه في الزيادة
* وقوله من الطويل
* نديمي ومن حالي من الوجد حاله
* ومن هو مثلي عن مناه بعيد
*
* أعد ذكر من أهوى فإني مدرس
* لذكراه من شوقي وأنت معيد
*)
وقال من الطويل
* إلهي بجمع الشمل ممن أحبه
* دعوتك ملهوفا وأنت سميع
*
* فلم يبق لي مما تشوقت مهجة
* ولم يبق لي مما بكيت دموع
* وقال من الخفيف
* بي طلوع منه أنا في نزول
* وطلوع بلا ارتفاع نزول
*
* قيل لا بد أن سريعا
* قلت أخشى نزول قبل يزول
* وقال من المنسرح
* لم تبد ممن أحب سيئة
* في الحب إلا رأيتها حسنه
*
* وما أتتني بطيفه سنة
* إلا تمنيت أن تكون سنه
* ولتقي الدين السروجي موشحات ومنها قوله
* وبالروح أفديك يا حبيبي
* إن كنت ترضى بها فداك
*
* فداوني اليوم يا طبيبي
* فالقلب قد ذاب من جفاك
*

187
* يا طلعة البدر إن تجلى
* وإن تثنى فغصن بان
*
* بالوصل طوبى لمن تملى
* ونال من هجرك الأمان
*
* قل لي نعم قد ضجرت من لا
* وضاع مني بها الزمان
*
* فارجع إلى الله من قريب
* فبعض ما حل بي كفاك
*
* من دمع عيني ومن نحيبي
* وادي الحمى أنبت الأراك
*
* والله ما كنت في حسابي
* وإنما عشقتك اتفاق
*
* وما أنا من ذوي التصابي
* فلم دمي في الهوى يراق
*
* وكلت بي تبتغي عذابي
* الصد والهجر والفراق
*
* ثلاثة قد غدت نصيبي
* يا ليتها لا عدت عداك
*
* فإن تكن ترتضي الذي بي
* فإن كل المنى رضاك
*
* إن طال شوقي وزاد وجدي
* فإنني عاشق صبور
*
* اسمع حديثي بقيت بعدي
* أنا وحق النبي غيور
*
* ما أشتهي أن يكون ضدي
* يمشي حواليك أو يدور)
* (كأنما لحظه رقيبي
* ملازمي عندما يراك
*
* يسعى إلى الناس في مغيبي
* يقول هذا يحب ذاك
*
* جميع ما تشتهي وترضى
* علي إحضاره لديك
*
* وذاك شيء أراه فرضا
* بالله قل لي وما عليك
*
* أنفق وخذ ما تريد نضا
* فحاصلي أمره إليك
*
* فأنت يا نزهتي وطيبي
* عن صحبتي مالك انفكاك
*
* وما ابن عمي ولا نسيبي
* يسري إلى مهجتي سراك
*
* إن كنت تهوى مقام شرب
* قم نغتبق ثم نصطبح
*
* تعال حتى تزيل عتبي
* وبعد ذا العتب نصطلح
*
* والحقد في القلب لا تعبي
* وروح الهم نسترح
*
* فالعيش للعاشق الكئيب
* يطيب بالأنس في حماك
*
* في خلسة المنظر العجيب
* تجيبه كلما دعاك
*

188
ابن أسباط المغربي عبد الله بن علي من أبناء الكتاب ويعرف بابن أسباط الكاتب المصري الذي صنع له محمد بن عبد الملك تنورا يعذبه فيه فعاد وباله عليه
وهو جد بني أسباط لأمهم فنسبو إليه ذكر عبد الله هذا ابن رشيق في الأنموذج وقال كان حاذقا مليح الكلام غريب القوافي ظريف المعاني قليل الشعر لا يتبذل به ومن شعره من الخفيف
* ساءني الدهر مرة بعد مرة
* فتكسبت حنكة بعد غره
*
* وإذا ساءك الزمان فأبشر
* فعلى عقب ذاك يأتي المسره
*
* إن تدم كرة الزمان علينا
* فلنا بعد كرة الدهر كره
*
* من ذنوب الزمان عندي أني
* لم أسامح فيه بمثقال ذره
*
* غير أني صحبته لم أفارق
* فيه حمدا ولا صحبت معره
* ومنه من الكامل المرفل
* يا من يحملني ذنوبه
* ظلما ويفرط في العقوبة)
* (يا ليت شعري ما الذي
* أرجوه منك من المثوبة
*
* إن كنت تطلب مهجتي
* خذها فها هي قريبه
*
* يكفيك أنك سقتها
* للموت سامعة مجيبه
* ومنه من مجزوء البسيط
* قال الخلي الهوى محال
* فقلت لو ذقته عرفته
*
* فقال هل غير شغل سر
* إن أنت لم ترضه صرفته
*
* وهل سوى زفرة دمع
* إن لم ترد جريه كففته
*
* فقلت من بعد كل وصف
* لم تعرف الحب إذ وصفته
* قلت شعر جيد عذب منسجم
جمال الدين بن غانم عبد الله بن علي بن محمد بن سلمان هو جمال الدين بن غانم ابن الشيخ علاء الدين تقدم تمام نسبه في ترجمة عمه شهاب الدين أحمد بن محمد الكاتب الناظم الناثر المترسل كان شابا حسن الشكل مليح الوجه جيد الكتابة في

189
الدرج مع قوة وأصالة وتسرع في الإنشاء
يكتب من رأس قلمه وله غوص في نثره ونظمه مولده في شوال سنة إحدى عشرة وسبعمائة وتوفي في أواخر شوال سنة أربع وأربعين وسبعمائة رحم الله شبابه ويسر حسابه
مرض في مدة عمره مرضا حادا مرات ونجاه الله منها ثم إنه حصل له سلعة قرحت منها قصبة الرئة وبقي متمرضا من ذلك يصح آونة ويعتل أخرى إلى أن قضى نحبه وكان قد كتب إلي وقد انقطع في بعض علته هذه ولم أعده من أبيات عتاب من الكامل
* مولاي كيف كسرتني فهجرتني
* علما بأني كيف كنتم راضي
*
* أو قلت إني لا أعود ممرضا
* ظنا بأني لا محالة ماض
* فكتب الجواب إليه عن ذلك من الكامل
* أرسلتها مثل السهام مواضي
* نفذت من الأعراض في أعراض
*
* فأتت وعتبك قد تخلل لفظها
* مثل الأفاعي بين زهر رياض
*
* دعني من الجبروت أو من أهله
* لا تجعلن سوادهم كبياضي
*
* حاشاك أن تمضي وسعدك قد غدا
* مستقبلا فينا وأمرك ماض
*)
وقلت أرثيه رحمه الله تعالى من الكامل
* تبكي الطروس عليك والأقلام
* وتنوح فيك على الغصون حمام
*
* يا من حواه اللحد غضا يانعا
* وكذا كسوف البدر وهو تمام
*
* يا وحشة الديوان منك إذا غدت
* فيه مهمات البريد ترام
*
* من ذا يوفيها مقاصدها على
* ما يقتضيه النقض والإبرام
*
* هيهات كنت به جمالا باهرا
* فعليه بعدك وحشة وظلام
*
* أسفي على الإنشاء وهو بجلق
* نثاره قد مات والنظام
*
* كم من كتاب سار عنك كأنه
* برد أجاد طرازه الرقام
*
* إن كان في شر فقد رد الردى
* وبه ترفه ذابل وحسام
*
* لم لا يرد البأس ما ألفاته
* مثل القنا واللام منه لام
*
* أو كان في خير فكل كلامه
* درر يؤلف بينهن نظام
*
* وكأنما تلك السطور إذا بدت
* كأس ترشف راحها الأفهام
*

190
* يهتز عطف أولي النهى لبيانه
* فكأن هاتيك الحروف مدام
*
* كم فيه وجه سافر مثل الضحى
* وعليه من ليل السطور لثام
*
* ولكم كتبت مطالعات خدها
* قان وثغر فصولها بسام وكأنما ألفاتها قضب اللوى وكأنما همزاتهن حمام
*
* ما كنت إلا فارس الكتاب في
* يوم تفرج ضيقه الأقلام
*
* صلى وراءك كل من عاصرته
* علما بأنك البيان إمام
*
* وكأن قبرك للعيون إذا بدا
* قصر عليه تحية وسلام
*
* يا محنة نزلت بعترة غانم
* هانوا وهم في العالمين كرام
*
* لما تغيب في التراب جمالهم
* قعدوا لهول عاينوه وقاموا
*
* يا قبره لا تنتظر سقيا الحيا
* حزني ودمعي بارق وغمام
*
* لي فيك خل كم قطعت بقربه
* أيام أنس والخطوب نيام
*
* لذت فلذت بظلها فكأنها
* لقياد لذات الزمان زمام
*
* أسفي على صحب مضى عمري بها
* وصفت بقربهم لي الأيام
*
* ثم انقضت تلك السنون وأهلها
* فكأنها وكأنهم أحلام)
* (بالرغم مني من أن أفارق صاحبا
* لي بعده ضر ثوى وضرام
*
* يا من تقدمني وسار لغاية
* لا بد لي منها وذاك لزام
*
* قد كنت أحسبته يرثيني فقد
* عكست قضيته معي الأحكام
*
* أنا ما أراك على الصراط لأنه
* بيني وبينك في الأنام زحام
*
* إذ قد سبقت خفيف ظهر لا كمن
* قد قيدت خطواته الآثام
*
* فاز المخف وقد تقدم سابقا
* وشفيعه لإلهه الإسلام
*
* فاذهب فأنت وديعة الرحمن لي
* يلقاك منه البر والإكرام
*
* ويجود قبرك منه غيث سماحة
* بالعفو صيب ودقها سجام
*
* ولقد قضيت حق ودك بالرثا
* والحر من يرعى لديه ذمام
*

191
* خلفتني رهن التندم والأسى
* تعتادني الأحزان والآلام
*
* لكن لي بأخيك نجم الدين في
* الديوان أنسا ما عداه مرام
*
* مهما توجس أو توحش خاطري
* فبه تزول وتنقضي الأوهام
* وكان قد كتب إلي وهو بدمشق وأنا بالقاهرة من الكامل
* ذكرت قلبي حين شط مزارهم
* بهم فناب عن الجوى تذكارهم
*
* وبكى فؤادي وهو منزل حبهم
* وأحق من تبكي الأحبة دراهم
*
* وتخلق الجفن الهمول كأنما
* لمحته عند غروبهم أنوارهم
*
* وذكرت عيني عند عين فراقهم
* لما أثارت لوعتي آثارهم
*
* نذري الدموع عليهم وكأنهم
* زهر الربا وكأنها أمطارهم
*
* ويئن من حالي العواذل رحمة
* لما بكيت وما الأنين شعارهم
*
* ويح المحبين الذين بودهم
* قرب المزار لو نأت أعمارهم
*
* فقدوا خليلهم الحبيب فأذكيت
* بالشوق في حطب الأضالع نارهم
*
* مولى تقلص ظل أنس منه عن
* أصحابه فأستوحشت أفكارهم
*
* كم راقها يوما برؤية وجهه
* ما لا يروقهم به دينارهم
*
* ولكم بدت أسماعهم في حلية
* من لفظه وكذا غدت أبصارهم
*
* كانوا بصحبته اللذيذة رتعا
* بمسرة ملئت بها أعشارهم)
* (يتنافسون على دنو مزاره
* فكأنما بلقاه كان فخارهم
*
* لا غيب الرحمان رؤية وجهه
* عن عاشقيه فإنها أوطارهم
*
* وجلا ظلام بلادهم من بعده
* فلقد تساوى ليلهم ونهارهم
*
* يا سيدا لي لم تزل ثقتي به
* إن خادعتني في الولا أسرارهم
*
* أصرمت حبل مودتي ولصحبتي
* عرف الطريقة في الوداد كبارهم
*
* أم تلك عادات القلى أجريتها
* فكذا الأحبة هجرهم ونفارهم
* وكتبت الجواب إليه عن ذلك من الكامل
* أفدي الذين إذا تناءت دارهم
* أدناهم من صبهم تذكارهم
*

192
* في جلق الفيحاء منزلهم وفي
* مصر بقلب الصب تضرم نارهم
*
* قوم بذكرهم الندامى أعرضوا
* عن كأسهم وكفتهم أخبارهم
*
* وإذا الثناء على محاسنهم أتى
* طربوا له وتعطلت أوتارهم
*
* وإذا هم نظروا لحسن وجوههم
* لم تبق أنجمهم ولا أقمارهم
*
* فهم البدور إذا أدلهم ظلامهم
* وهو الشموس إذا استبان نهارهم
*
* دنت النجوم تواضعا لمحلهم
* وترفعت من فوقها أقدارهم
*
* وبكفهم وبوجههم كم قد همت
* أنواؤهم وتوقدت أنوارهم
*
* أهدى جمالهم إلي تحية
* منها تدار على الأنام عقارهم
*
* أفق وروض في البلاغة فهي
* إما زهرهم في الليل أو أزهارهم
*
* لك يا جمال الدين سبق في الوفا
* لو رامه الأصحاب طال عثارهم
*
* وتودد ما زال يصفو ورده
* حتى تقر لصفوه أكدارهم
*
* يا ابن الكرام الكاتبين فشأنهم
* صدق المودة والوفاء شعارهم
*
* قوم إذا جاروا إلى شأو العلى
* سبقوا إليه ولم يشق غبارهم
*
* صانوا وزانو باليراع ملوكهم
* أسوارهم من كتبهم وسوارهم
*
* ما مثلهم في جودهم فلذاك قد
* عزت نظائرهم وهان نضارهم
*
* ما في الزمان حلى على أعطافه
* إلا مآثرهم به وفخارهم
*
* تتعلم النسمات من أخلاقهم
* وتنوب عن زهر الربا أشعارهم
*)
ولفضلهم ما ابن الفرات يعد فيهذا قطرة لما تمد بحارهم
* وحماهم يحمي النزيل بربعه
* من جور ما يخشى ويرعى جارهم
*
* بالرغم مني أن بعدت ولم أجد
* ظلا تفيئه علي ديارهم
*
* لو كان يمكنني وما أحلى المنى
* ما غاب عني شخصهم ومزارهم
*
* ويح النوى شمل الأحبة فرقت
* فمتى يفك من البعاد إسارهم
* وكتب رحمه الله قد دخلت الديوان بدمشق من الوافر
* يقول جماعة الديوان فيه
* فساد لا يزال ولا يزاح
*

193
* فقلت فساده سيزول عما
* قليل إذ بدا فيه الصلاح
* فكتبت الجواب من الوافر
* هويت جماعة الديوان دهرا
* فلما ضمنا بدمشق مغنى
*
* نظرت إليهم نظر انتقاد
* فكنت جمالهم لفظا ومعنى
* وكنت قد وعدته بعارية رسالة لابن رشيق سماها ساجور الكلب فتأخر إرسالها إليه فكتب إلي من الخفيف
* يا جوادا عنانه في بد الجو
* د تباخلت لي بساجور كلب
* لا تضع رتبة التفضل والايثار فالأمر دون بذل العتب
* وإذا لم يكن من العتب يد
* فمرادي إن شئت غير الكتب
* فجهزتها إليه وكتبت الجواب من الخفيف
* أيها الأروع الذي فاق مجدا
* لا تؤنب من لا أتاك بذنب
*
* أنت تدري أن الوفاء الموفى
* لي طباع في الود من غير كسب
*
* أنا أخبا لو كان طوق عروس
* عنك حتى أصون ساجور كلب
* وكتب إلي وانا بصفد ضعيف من الوافر
* كتابك قد أتى عيني وفيها
* فساد نوى لشوقي وارتياحي
*
* فجدده فليس يزول إلا
* إذا عاد الصلاح إلى الصلاح
* فكتبت الجواب من الوافر
* كتابك جاءني فنفى همومي
* وآذن سقم جسمي بالزوال)
* (وأذكر ناظري زمنا حميدا
* تمتع بالجمال من الجمال
* وكتب هو إلي يوما من السريع
* قد أصبح المملوك يا سيدي
* يختار أن يتفرع الربوه
*
* وقد أتى صحبتكم خاطبا
* فأسعفوا واغتنموا الخلوة
* فكتبت أنا الجواب إليه ارتجالا من السريع
* ما لي على الربوة من قدرة
* لأنني أعجز عن خطوه
*
* وليس مركوبي هنا حاضرا
* فمر نحو الخلوة الحلوه
*

194
وكتبت إليه وقد سافر إلى بعلبك وطول الغيبة فيها من مجزوء الرجز
* قربك القلب الذي
* أبعدته وقربك
*
* يا نازحا عن جلق
* ونازلا في بعلبك
*
* لك البلاغات التي
* أبدعت فيها مذهبك
*
* جرت جريرا فالتوى
* إلى النسيب وانسبك
*
* وكل سطر كالدجى
* وبرق معناه احتبك
*
* شوارد المعنى غدت
* ميماته لها شبك
*
* أشكو لك البعد الذي
* تطويله قد أعجبك
*
* ذواك في ليل المنى
* عن ناظري وغيبك
*
* فاطلع علينا قمرا
* حتى تنير غيهبك
*
* أنا خليل صحبة
* ودادها قد جلبك
*
* حليك من فاخر
* وسحره قد خلبك
*
* جلتك أنوار المنى
* في خاطر تطلبك
*
* خلتك الحسنى جلت
* لي في المعالي شهبك
*
* حلتك بالعلم الذي
* به علوت رتبك
*
* أبو جلنك لو رأى
* كما رأينا أدبك
*
* حل بك المعنى الذي
* جل بك الحق التبك
* فكتب الجواب إلي من مجزوء الرجز)
* أمن عقار انسبى
* أم من نضار انسبك
*
* أم من لآل نظمت
* على عذاري كالشبك
*
* أم نفس الأحباب هب
* موهنا فأطربك
* نسم في دمشق فاشتممته في بعلبك
* يحمل ذكراك لقد
* عطرت منه مركبك
*
* يا حاضرا في خاطر
* محاضر ما غيبك
* وفاضلا ذهبك اللهذا لنا وهذبك

195
* في أي صورة لنا
* فضيلة قد ركبك
*
* ينسى بك النسيب من
* حقق فيه نسبك
*
* ربتك للعلوم نفس
* بلغتك رتبك
* أعرب عنك الدهر بالتمييز حتى نصبك
* عاج ببحرك الورى
* لما تراءوا عجبك
*
* سر بك الرأي الذي
* بفهمه قد سربك
*
* جلا بذوق علمه
* نهاك لما جلبك
*
* أنت جليل فطنة
* يعرف ذا من طلبك
*
* حلتك فارتضت ومن
* يرتض إلا أدبك
* خلتك معدوم النظيرضي الله عنه فرد أفراد النبك
* أنت خليل للعلى
* وليها قد قربك
* حل بك النايل بالنحلة منها أربك
* حكتك في الذكا ذكا
* ولم تحاك نخبك
* حل بك الفضل فحلى للبرايا كتبك
* جل باليراع يا جواد
* فيه واحرز قصبك
*
* حلتك الفضل جاكها
* نهاك إذ حبك
*
* شدوت من تصحيف ذا
* الاسم الذي قد صحبك
*
* بعض الذي فهمته
* إذا بمعنى حببك)
* (بك اهتديت فهمها
* لما رأيت شهبك
*
* لا زلت في بيد النهى
* تحدو إليها نجبك
* وحكى لي رحمه الله تعالى قال رأيت البارحة في المنام كان في بيتي نهرا عظيما صافيا وأنت من ذلك الجانب وأنا في هذا الجانب وكأني أنشدك من الخفيف
* يا خليلي أبا الصفا لا تكدر
* منهلا من نمير ودك أروى
*
* فجميع الذي جرى كان بسطا
* ولعمري بسط المجالس يطوى
* فقلت لي لا بل انظم في زهر اللوز شيئا فأنشدتك

196
* أيا قادم الزهر أهلا وسهلا
* ملأت البرايا هدايا أرج
*
* فوقتك فض ختام السرور
* وعهدك فرجة باب الفرج
* فكتبت إليه عندما قص علي هذه الرؤيا من الخفيف
* حاش لله أن أكدر عهدا
* لم يزل من وفائك المحض صفوا
*
* وإذا ما حديث فضلك عندي
* ضاع مني في نشره كيف يطوى
* واجتمع يوما هو وجمال الدين محمدا ابن نباتة في غياض السفرجل فقال جمال الدين بن نباتة من الكامل
* قد أشبه الحمام منزل لهونا
* فالماء يسخن والأزاهر تحلق
*
* فلذاك جسمي منشد ومصحف
* عرق على عرق ومثلي يعرق
* قال جمال الدين ابن غانم رحمه الله تعالى من الكامل
* ما أشبه الحمام منزل لهونا
* إلا لمعنى راق فيه المنطق
*
* فالدوح مثل قبابه والزهر كال
* جامات فيه وماؤه يتدفق
*
3 (عبد الله بن عمر))
ابن عمر بن الخطاب عبد الله بن عمر بن الخطاب أبو عبد الرحمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن وزيره هاجر به أبوه قبل أن يحتلم واستصغر عن أحد وشهد

197
الخندق وما بعدها وهو شقيق حفصة أمها زينب بنت مظعون روى علما كثيرا عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر شهد فتح مصر قاله ابن يونس وقال غيره شهد غزو فارس كان يخضب بالصفرة قال عرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني وأجازني يوم الخندق بلغ أربعا وثمانين سنة وتوفي بمكة سنة ثلاث وسبعين قيل إنه قدم حاجا فدخل عليه الحجاج وقد أصابه زج رمح فقال من أصابك قال أصابني من أمرتوه بحمل السلاح في مكان لا يحل فيه حمله رواه البخاري وقد روى الجماعة كلهم لعبد الله بن عمر وقد قيل إن إسلامه كان قبل إسلام أبيه ولا يصح وقيل إنه أول من بايع يوم الحديبية والصحيح أن أول من بايع تحت الشجرة بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي وكان شديد التحري والاحتياط في فتواه وكل ما يأخذ به نفسه وكان لا يتخلف عن السرايا في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان بعد موته مولعا بالحج قبل الفتنة وفي الفتنة ويقال إنه كان أعلم الصحابة بمناسك الحج وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزوجته حفصة بنت عمر إن أخاك عبد الله رجل صالح لو كان يقوم من الليل فما ترك بعدها ابن عمر قيام الليل وكان رضي الله عنه لورعه قد أشكلت عليه حروب علي بن أبي طالب فقعد عنه وندم على ذلك حين حضرته الوفاة وسئل عن تلك المشاهد فقال كففت يدي فلم أقدم والمقاتل على الحق أفضل وقال جابر ابن عبد الله ما منا أحد إلا مالت به الدنيا ومال بها خلا عمر وابنه عبد الله وأفتى في الإسلام ستين سنة ونشر نافع عنه علما جما
قاضي نيسابور عبد الله بن عمر بن الرماح أبو محمد النيسابوري قاضيها روى عنه إسحاق بن راهويه مع تقدمه والذهلي وجماعة قال الذهلي ثقة ثقة وتوفي سنة أربع وثلاثين ومائتين

198
المدني ابن ابن عمر بن الخطاب عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم أمير المؤمنين عمر المدني أحد أوعية العلم وهو أخو)
عبيد الله كان صالحا عالما خيرا صالح الحديث قال ابن حنبل لا بأس به وقال ابن معين صويلح وقال ابن المديني ضعيف توفي سنة إحدى وسبعين ومائة وقيل سنة ثلاث
وسبعين وروى له الأربعة ومسلم متابعة
العبلي عبد الله بن عمر بن عبد الله بن علي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس أبو عدي القرشي العبلي عرف بالعبلي وليس منهم لأن العبلات من ولد أمية الأصغر بن عبد شمس وسموا بذلك لأن أمهم عبلة بنت عبيد بن جاذل بالجيم بن قيس بن مالك ابن حنظلة وهؤلاء يقال لهم براجم بني تميم ولدت لعبد شمس بن عبد مناف أمية الأصغر وعبد أمية ونوفلا وأمية بني عبد شمس فهؤلاء يقال لهم العبلات ولهم جميعا عقب أما بنو أمية الأصغر فهم بالحجاز وأما بنو نوفل فهم بالشام كثير وعبد العزى بن عبد شمس كان يقال له أسد البطحاء وإنما أدخلهم الناس في العبلات لما صار الأمر لبني أمية الأكبر وسادوا وعظم شأنهم في الجاهلية والإسلام فجعل سائر بني عبد شمس من لا يعلم طبقة واحدة فسموهم أمية الصغرى ثم قيل لهم العبلات لشهرة الاسم وعلي بن عدي جد هذا الشاعر شهد الجمل مع عائشة وله يقول شاعر بني ضبة من الرجز
* يا رب اكبب بعلي جمله
* ولا تبارك في بعير حمله
*
* إلا علي بن عدي ليس له
* وأما العبلي هذا عبد الله بن عمر فكان في أيام بني أمية يميل إلى بني هاشم ويذم بني أمية ولم يكن لهم إليه صنع جميل فسلم بذلك إلى أيام بني العباس ثم خرج على المنصور في أيامه مع محمد بن عبد الله ابن الحسن وكان العبلي يكره في أيام بني أمية ما يبدو

199
منهم في حق علي ويظهر إنكار لذلك فشهد عليه قوم من بني أمية بذلك بمكة ونهوه عنه فانتقل إلى المدينة وقال من الخفيف
* شردوني عن امتداحي عليا
* ورأوا ذاك في داء دويا
*
* فوربي لا أبرح الدهر حتى
* تختلى مهجتي أحب عليا
*
* وبنيه أحب أحمد إني
* كنت أحببتهم لحبي النبيا
*
* حب دين لا حب دنيا وشر ال
* حب حب يكون دنياويا)
* (صاغني الله في الذؤابة منهم
* لا زنيما ولا سنيدا دعيا
*
* عدويا خالي صريحا وجدي
* عبد شمس وهاشم أبويا
*
* فسواء علي لست أبالي
* عبشميا دعيت أم هاشميا
* وفد العبلي إلى هشام بن عبد الملك وقد أمتدحه بقصيدته الدالية وهي مذكورة في الأغاني التي يقول فيها من الخفيف
* عبد شمس أبوك وهو أبونا
* لا نناديك من مكان بعيد
*
* والقرابات بيننا وأشجات
* محكمات القوى بعقد شديد
* فأنشده إياها وأقام ببابه مدة حتى حضر بابه وفود قريش فدخل فيهم وأمر لهم بمال فضل فيه بني مخزوم أخواله وأعطى العبلي عطية لم يرضها فانصرف وقال من
الخفيف
* خس حظي أن كنت من عبد شمس
* ليتني كنت من بني مخزوم
*
* فأفوز الغداة فيهم بسهم
* وأبيع الأب الكريم بلوم
* ولما فر العبلي من المنصور قصد عبد الله والحسن ابني الحسن بسويقة فاستنشده عبد الله شيئا من شعره فأنشده فقال أريد شيئا مما رثيت به قومك فأنشده قصيدة سينية مذكورة في الأغاني منها من المتقارب
* أولئك قوم أذعت بهم
* نوائب من زمن متعس
*
* أذلت قيادي لمن رامني
* وألصقت الرغم بالمعطس
*
* فما أنس لا أنس قتلاهم
* والا عاش بعدهم من نسي
* فبكى محمد بن عبد الله بن حسن فقال له عمه الحسن بن حسن ابن علي أتبكي على بني أمية وأنت تريد ببني العباس ما تريد فقال والله يا عم لقد كنا نقمنا على بني أمية ما نقمنا فما بنو العباس أخوف الله منهم وإن الحجة على بني العباس لأوجب منها عليهم

200
ولقد كان للقوم أحلام ومكارم وفواضل ليست لأبي جعفر فوثب حسن وقال أعوذ بالله من شرك مشكدانة عبد الله بن عمر بن محمد بن أبان الكوفي أبو عبد الرحمان مشكدانة بضم الميم وسكون الشين المعجمة وفتح الكاف والدال المهملة وبعد الألف نون وهاء وهو بلسان الخرسانيين وعاء المسك روى عنه مسلم وأبو داود أبو زرعة الرازي وغيره وقال أبو حاتم صدوق)
توفي سنة تسع وثلاثين ومائتين وهو من أهل الكوفة من موالي عثمان بن عفان رضي الله عنه وسمع عبد الله بن المبارك وأبا الأحوص سلام ابن سليم وعبثر بن القاسم وعلي بن عباس وعبيدة بن الأسود ومحمد ابن الحارث وغيرهم
الدبوسي الحنفي عبد الله بن عمر بن عيسى أبو زيد الدبوسي بفتح الدال المهملة وضم الباء الموحدة المخففة وسكون الواو وبعدها السين مهملة الفقيه الحنفي كان ممن يضرب به المثل في النظر واستخرج الحجج وهو أول من وضع علم الخلاف وأبرزه إلى الوجود صنف كتاب الأسرار وتقويم الأدلة والأمر الأقصى وناظر بعض الفقهاء فكان كلما ألزمه أبو زيد إلزاما تبسم أو ضحك فأنشد أبو زيد من السريع
* ما لي إذا ألزمته حجة
* قابلني بالضحك والتبسمه
*
* إن كان ضحك المرء من فقهه
* فالدب في الصحراء ما أفهمه
* وتوفي الدبوسي سنة ثلاثين وأربعمائة
سيف الدين الحنبلي عبد الله بن عمر بن أبي بكر سيف الدين أبو القاسم المقدسي الحنبلي الفقيه أحد الأئمة الأعلام ولد بقاسيون سنة تسع وخمسين وخمسمائة وتوفي سنة ست وثمانين وخمسمائة
ورحل إلى بغداد وسمع بها الكثير وتفقه واشتغل بالفقه

201
والخلاف والفرائض والنحو وصار إماما عالما ذكيا فطنا فصيح الإيراد قال بعض الفقهاء ما اعترض السيف على مستدل إلا ثلم دليله وكان يتكلم في المسألة غير مستعجل بكلام فصيح من غير توقف ولا تتعتع وكان حسن الخلق والخلق وأنكر منكرا ببغداد فضربه الذي أنكر عليه كسر ثنيته ثم مكن منه فلم يقتص وحفظ الإيضاح للفارسي وقرأ على أبي البقاء العكبري واشتغل بالعروض وصنف فيه ورثاه سليمان بن النجيب بقوله من الطويل
* على مثل عبد الله يفترض الحزن
* وتسفح آماق ولم يغتمض جفن
*
* عليه بكى الدين الحنيفي والتقي
* كما قد بكاه الفقه والذهن والحسن
*
* ثوى لثواه كل فضل وسؤدد
* وعلم جزيل ليس تحمله البدن
* ورثاه جبريل المصعبي بقوله من البسيط)
* صبري لفقدك عبد الله مفقود
* ووجدك قلبي عليك الدهر موجود
*
* عدمت صبري لما قيل إنك في
* قبر بحران سيف الدين مفقود
*
* نبكي عليك شجونا بالدماء كما
* تبكي التعاليق حزنا والأسانيد
* ابن الصفار أبو سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور بن الإمام محمد بن القاسم ابن حبيب العلامة أبو سعد ابن الصفار النيسابوري كان إماما عالما بالأصول فقيها ثقة من بيت العلم توفي سنة ستمائة وولد سنة ثمان وخمسمائة وسمع جده لأمه الأستاذ أبا نصر ابن القشيري وهو آخر من حدث عنه والفراوي وزاهر الشحامي وعبد الغافر بن إسماعيل الفارسي وعبد الجبار بن محمد الخواري وغيرهم وحدث بصحيح مسلم عن الفراوي وبالسنن والآثار للبهيقي بسماعه من الخواري وبالسنن لأبي داود وروى عنه بالإجازة الشيخ شمس الدين عبد الرحمان وفخر الدين علي ابن البخاري
ابن اللتي عبد الله بن عمر بن علي بن عمر بن زيد الشيخ أبو المنجى ابن

202
اللتي بلامين آخرهما وبدها تاء ثالثة الحروف مشددة البغدادي الحريمي الطاهري القزاز روى الكثير ببغداد وحلب ودمشق والكرك وعلا سنده واشتهر اسمه وتفرد في الدنيا وطلبه الناصر داود إلى الكرك وسمعه أولاده قال ابن نقطة سماعه صحيح وله أخ قد زور لعبد الله إجازات من ابن ناصر وغيره وإلى الآن ما علمته روى بها شيئا وهي باطلة وأما الشيخ فصالح لا يدري هذا الشأن البتة وتوفي ببغداد سنة خمس وثلاثين وستمائة وقال محب الدين ابن النجار سألته عن مولده فقال في العشرين من ذي القعدة من سنة خمس وأربعين وخمسمائة وسمع بإفادة عمه أبي بكر محمد بن علي من أبي القاسم سعيد بن أحمد بن السحن بن البنا وأبي الوقت عبد الأول السجزي وأبي الفتح ابن البطي وأبي علي الحسن بن جعفر بن عبد الصمد بن المتوكل على الله وأبي جعفر محمد بن محمد ابن الطائي وأبي المعالي محمد بن محمد بن محمد بن اللحاس وغيرهم
ابن الظريف الشافعي عبد الله بن عمر بن محمد بن الحسين بن علي محمد بن أحمد ابن الحسن بن سهل بن عبد)
الله أبو القاسم ابن أبي الفتح ابن أبي بكر الفقيه الشافعي المعروف بابن الظريف البخلي والد أبي الحياة محمد بن عبد الله الواعظ قدم بغداد حاجا في سنة ستين وخمسمائة وحدث بها عن أبي الحسن علي بن أحمد بن علي الإسلامي وولي التدريس بنظامية بلخ وقبل ذلك بمسجد راعوم
المزني البدوي عبد الله بن عمر ابن أبي صبح المزني أعرابي بدوي نزل بغداد وبها مات كان شاعرا فصيحا أخذ عنه العلماء ذكره محمد بن إسحاق في الفهرست ومن شعره
الموفق الورن عبد الله بن عمر بن نصر الله الأديب الفاضل الحكيم

203
موفق الدين أبو محمد الأنصاري المعروف بالورن كان قادرا على النظم وله مشاركة في الطب والوعظ والفقه حلو النادرة لا تمل مجالسته أقام ببعلبك مدة وخمس مقصورة ابن دريد مرثية في الحسين رضي الله عنه وتوفي سنة سبع وسبعين وستمائة بالقاهرة
ومن شعره من الخفيف
* أنا اهوى حلو الشمائل ألمى
* مشهد الحسن جامع الأهواء
*
* آية النمل قد بدت فوق خدي
* ه فهيموا يا معشر الشعراء
* ومنه ما كتبه إلى بعض الكتاب من الوافر
* أيا ابن السابقين إلى المعالي
* ومن في مدحه قالي وقيلي
*
* لقد وصل انقطاعي منك وعد
* فمن قطع الطريق على الوصول
* ومنه من الكامل
* من لي بأسمر جفونه
* بيض وحمر للمنايا تنتضى
*
* كيف التخلص من لواحظه التي
* بسهامها في القلب قد نفذ القضا
*
* أم كيف أجحد صبوة عذرية
* ثبتت بشاهد قده العدل الرضى
* ومنه من الطويل
* تجور بجفن ثم تشكو انكساره
* فوا عجبا تعدو علي وتستعدي
*
* أحمل أنفاس القبول سلامها
* وحسبي قبولا حين تسعف بالرد)
* (تثنت فمال الغصن شوقا مقبلا
* من الترب ما جرت به فاضل البرد
* ومنه من الكامل
* يا سعد إن لاحت هضاب المنحنى
* وبدت أثيلات هناك تبين
*
* عرج على الوادي فإن ظباءه
* للحسن في حركاتهن سكون
* ومنه من البسيط
* لله أيامنا والشمل منتظم
* نظما به خاطر التفريق ما شعرا
*
* والهف نفسي على عيش ظفرت به
* قطعت مجموعة المختار مختصرا
*

204
ومنه من السريع
* أرى غديرا الروض يهوى الصبا
* وقدر أبت منه سكونا يدوم
*
* فؤاده مرتجف للنوى
* طرفه مختلج للقدوم
* ومنه من الكامل
* ولع النسيم ببانهم فلأجل ذا
* قد جاء وهو معطر من تربه
*
* وأظن لم يمس خفاق الحشا
* متولها إلا بساكن شعبه
* ومنه من الخفيف
* حار في لطفه النسيم فأضحى
* رائحا اشتياقا وغادي
*
* مذ رأى الظبي منه طرفا وجيدا
* هام وجدا عليه في كل واد
* وكان بالبقاع قاض يلقب شهاب الدين وله ولد مليح اسمه موسى فأتاه فقيه مشهور باللواط وكان قد أظل شهر رمضان فأنزله القاضي عند ابنه فكتب إليه الموفق المذكور من السريع
* قل لشهاب الدين يا حاكما
* في شرعه الحب على الجار جار
*
* آويت في ذا الشهر ضيفا يرى
* أن دبيب الليل مثل النهار
*
* وهو فقيه أشعري الخصي
* يعلم الصبيان باب الظهار
*
* إياك إن لاحت له غفلة
* لف كبار البيت بعد الصغار
* وكان بالبقاع أيضا وال من أهل الأدب يعرف بعلاء الدين علي بن درباس بنظم الشعر ويتوالى وكان الوزير بدمشق إذ ذاك بدر الدين جعفر ابن الآمدي وكان يتوالى فاتفق أنه ولى عنده كاتبا ممن سلم من التسمير في نوبة ديوان المطابخ لأنهم كانوا قد سرقوا قندا كثيرا)
بدمشق فبلغ ذلك الملك الظاهر بيبرس فأمر بهم فسمروا وطيف بهم على الجمال إلا هذا الكاتب فإنه شفع فيه فأطلق بعد أن قدم إلى الجمل ليسمر فلما استخدمه ابن الآمدي بالبقاع ضيق على ابن درباس فأقام يعمل قريحته فيما يكتبه إلى ابن الآمدي فلم يأت بشيء فسأل الموفق المذكور في ذلك فنظم من البسيط
* شكية يا وزير العصر أرفعها
* ما كان يأمل هذا من ولاك علي
*
* لم يبق في الأرض مختار فتبعثه
* إلا فتى من بقايا وقعة الجمل
* فضحك ابن الآمدي وقال قال والله الحق ثم عزل الكاتب ولم يستخدمه بعدها أبدا

205
نصير الدين القاروقي الشافعي عبد الله بن عمر بن أبي الرضا الفارسي الفاروقي العلامة سيف النظر نصير الدين أبو بكر الشافعي مدرس المستنصرية من كبار الشافعية قدم دمشق وتكلم وبانت فضائله ومات ببغداد سنة ست وسبعمائة
البيضاوي عبد الله بن عمر الشيخ الإمام العالم العلامة المحقق المدفق ناصر الدين الشيرازي البيضاوي صاحب التصانيف البديعة المشهورة منها كتاب الغاية القصوى في دارية الفتوى و شرح مختصر ابن الحاجب في الأصول وكتاب المنهاج في أصول الفقه وشرحه أيضا و شرح المنتخب في الأصول للإمام فخر الدين وكتاب الإيضاح في أصول الدين وشرح الكافية في النحو و شرح المطالع في المنطق قال لي الحافظ نجم الدين سعيد الدهلي الحنبلي الحريري توفي رحمه الله تعالى في سنة خمس وثمانين وستمائة بتبريز ودفن بها
3 (عبد الله بن عمرو))
ابن عمرو بن العاص عبد الله بن عمرو بن العاص من نجباء الصحابة وعلمائهم كتب الكثير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وروى عن أبيه واختلف في كنيته فقيل أبو عبد الرحمان وقيل أبو نصير وهي غريبة والأشهر أبو محمد أمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمية ولم يعله أبوه في السن إلا باثنتي عشرة سنة وأسلم قبل أبيه وكان فاضلا حافظا عالما قرأ الكتب واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب الحديث فأذن له فقال يا رسول الله

206
أكتب كل ما سمع منك الرضى والغضب قال نعم فإني لا أقول إلا حقا وقال أبو هريرة ما كان أحفظ مني لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا عبد الله بن عمرو فإنه كان يعي بقلبه وأعي بقلبي وكان يكتب وأنا لا أكتب وقال عبد الله حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ألف مثل وكان يسرد الصوم ولا ينام الليل وشكاه أبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لعينيك عليك حقا وإن لأهلك عليك حقا وإن لزوجك عليك حقا وإن لزورك عليك حقا قم ونم وصم وأفطر صم ثلاثة أيام من كل شهر فذلك صيام الدهر فقال له إني أطيق أكثر من ذلك فلم يزل يراجعه في الصيام حتى قال له لا صوم أفضل من صوم داود عليه السلام كان يصوم يوما ويفطر يوما فوقف عبد الله عند ذلك وتمادى ونازل رسول الله صلى الله عليه وسلم في ختم القرآن فقال له إختمه في كل شهر فقال إني أطيق أكثر من ذلك فلم يزل يراجعه حتى قال لا تقرأه في أقل مع سبع قيل أقل من خمس والأكثر على سبع فوقف عند ذلك واعتذر رضي الله عنه من شهود صفين وأقسم أنه لم يرم فيها بسهم ولا رمح وأنه إنما شهد ذلك لعزمة أبيه عليه وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أطع أباك وكان يقول مالي ولصفين مالي ولقتال المسلمين والله لوددت أني مت قبل هذا بعشر سنين وكان يقول أستغفر الله عز وجل من ذلك وأتوب إليه إلا أنه كانت الراية بيده يومئذ وتوفي سنة ثلاث وستين للهجرة وقيل ثلاث وسبعين وقيل خمس وستين وقيل سبع وستين وهو ابن اثنين وسبعين سنة بمصر وقيل بأرض فلسطين وقيل بمكة وقيل بالطائف
ابن السعدي)
عبد الله بن عمرو السعدي العامري له صحبة ورواية نزل

207
الأردن وتوفي سنة سبع وخمسين للهجرة وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي
أبو معمر التميمي عبد الله بن عمرو بن أبي الحاج ميسرة أبو معمر التميمي المنقري مولاهم البصري المقعد
روى عنه البخاري وأبو داود والباقون بواسطة والذهلي وأبو زرعة وعثمان بن خرزاد
وكان رواية عبد الوارث وليس له في الكتب الستة شيء عن غيره قال ابن معين ثقة ثبت وكان يقول بالقدر وتوفي سنة أربع وعشرين ومائتين أمير البصرة الثقفي عبد الله بن عمرو بن غيلان بن سلمة الثقفي ولاه معاوية إمرة البصرة وروى عن ابن مسعود وكعب الأحبار وتوفي في حدود التسعين للهجرة وروى له مسلم والأربعة
سبط ابن عمر عبد الله بن عمرو بن عثمان سبط ابن عمر مدني كان يقال له المطرف من ملاحته وحسنه وهو والد محمد الديباج روى عن ابن عباس ورافع بن بن خديج والحسين بن علي
وتوفي بمصر سنة ست وتسعين وروى له مسلم وأبو داود والترمذي
العرجي الأموي عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وقيل عبد الله بن

208
عمر على وزن زفر ممنوعا من الصرف هو العرجي بفتح العين المهملة وسكون الراء وبهدها جيم كان يسكن عرج الطائف وهو من شعراء قريش المشهورين بالغزل نحا نحو عمر بن أبي ربيعة وأجاد وكان مشغوفا باللهو والصيد وكان ذا مروءة ولم تكن له نباهة في أهله كان يتعرض لأم الأوقص وهو محمد بن عبد الرحمان المخزومي فمر يوما ببطن النقيع فنظر إليها وكانت متى رأته رمت بنفسها إلى الأرض وتسترت منه وهي امرأة من بني تميم فبصر بها في نسوة جالسة يتحدثن فأحب أن يتأملها من قرب فلقي أعرابيا من بني نصر ومعه وطبا لبن فدفع إليه دابته وثيابه وأخذ قعوده ولبنه ولبس ثيابه وأقبل على النسوة فصحن به يا أعرابي أمعك لبن قال نعم ومال إليهن وجلس يتأمل أم الأوقص وتواثب من معها إلى الوطبين وجلس العرجي يلحظها وينظر أحيانا إلى الأرض فقالت امرأة منهن أي شيء تطلب في)
الأرض يا أعرابي قال قلبي فلما سمعته التميمية نظرت إليه وكان أشقر أزرق جميل الوجه فقالت العرجي بن عمرو ورب الكعبة وسترها نساؤها وقلن لا حاجة لنا في لبنك فمضى منصرفا وقال من الوافر
* أقول لصاحبي ومثل ما بي
* شكاة المرء ذي الوجد الأليم
*
* إلى الأخوين مثلهما إذا ما
* تأوبه مؤرقة الهموم
*
* لحيني والبلاء لقيت ظهرا
* بأعلى النقع أخت بني تميم
*
* فلما أن رأت عيناي منها
* أسيل الخد في خلق عميم
*
* وعيني جؤذر خرق وثغرا
* كلون الأقحوان وجيد ريم
*
* حنا أترابها دوني عليها
* حنو العائدات إلى السقيم
* ومن شعره من الوافر
* أضاعوني وأي فتى أضاعوا
* ليوم كريهة وسداد ثغر
*
* فصبرا عند معترك المنايا
* وقد شرعت أسنتها بنحري
*
* أجرر في الجوامع كا يوم
* فيا الله مظلمتي وصبري
*
* كأني لم أكن فيهم وسيطا
* ولم تك نسبتي في آل عمرو
* وهذه الأبيات قالها وهو في الحبس لأنه كان قد لاحى مولى لأبيه فأمضه العرجي فأجابه المولى بمثل ما قاله فأمهله حتى إذا كان الليل أتاه مع جماعة من مواليه وعبيده فهجم عليه في منزله وأوثقه كتافا ثم أمر عبيده أن ينكحوا زوجته بين يديه ثم قتلته وأحرقه بالنار
فاستعدت المرأة على العرجي إلى محمد بن هشام وكان واليا على مكة في خلافة هشام

209
وكان العرجي قد هجاه قبل ذلك هجوا كثير لما ولاه هشام الحج وتشبب بأمه وامرأته فأمض ذلك محمدا ولم يزل يطلب عثراته حتى وجدها فلما وجد هذه الحجة عليه أخذه وأخذ معه الحصين الحميري وجلدهما وصب على رؤوسهما الزيت وأقامها في الحناطين بمكة فقال العرجي أبياتا منها من الوافر
* وكم من عاكب حوراء بكر
* ألوف الستر واضحة التراقي
*
* بكت جزعا وقد سمرت كبولي
* وجامعة يشد بها خناقي
* ثم حبسه بعد الجلد وأقسم لا يخرج من حبسه ما دام له سلطان فمكث في حسبه تسع سنين)
حتى مات فيه ولما ولي الخلافة الوليد بن يزيد قبض على محمد بن هشام وأخيه إبراهيم وأشخصهما إلى الشام ودعا بالسياط فقال محمد أسألك بالقرابة فقال الوليد وأي قرابة بيني وبينك هل أنت إلا من أشجع فقال فأسألك بصهر عبد الملك قال له لم تحفظه قال يا أمير المؤمنين قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضرب قرشي بالسياط إلا في حد
قال ففي حد أضربك وقود أنت أول من سن ذلك على العرجي وهو ابن عمي وابن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه فما رعيت حق جده ولا نسبه بهشام وأنا ولي ثأره إضراب يا غلام فضربهما ضربا مبرحا وأثقلا بالحديد ووجها إلى يوسف بن عمر بالكوفة وأمره باستصفائهما وتعذيبهما حتى يتلفا فعذبهما عذابا شديدا وأخذ منهما مالا عظيما وماتا تحت العذاب وكان من الفرسان المعدودين مع مسلمة بن عبد الملك بأرض الروم وكان قد اتخذ غلامين فإذا كان الليل نصب قدوره وقام الغلامان يوقدان النار فإذا نام واحد قام الآخر فلا يزالان كذلك حتى يصبحا يقول لعل طارقا يطرق وكان غازيا فأصاب الناس مجاعة فقال للتجار أعطوا الناس وعلي ما تعطون فلم يزل يعطيهم ويطعم الناس حتى أخصبوا فبلغ عشرين ألف دينار فألزمها العرجي نفسه وبلغ الخبر عمر بن عبد العزيز فقال بيت المال أحق بهذا فقضى التجار من بيت المال ومن شعره من الكامل
* باتا بأنعم ليلة حتى إذا
* صبح تلوح كالأغر الأشقر
*
* فتلازما عند الفراق صبابة
* أخذ الغريم بفضل المعسر
* ومنه من الطويل
* أماطت كساء الخز عن حر وجهها
* وأدنت على الخدين بردا مهلهلا
*
* من اللاء لم يحججن يبغين حسبة
* ولكن ليقتلن البريء المغفلا
*

210
3 (عبد الله بن عمران))
العابد المكي عبد الله بن عمران العابد المخزومي المكي روى عنه الترمذي وقال أبو حاتم صدوق
وتوفي سنة خمس وأربعين ومائتين
أبو الكنود الأزدي عبد الله بن عمران أبو الكنود الأزدي سمع ابن مسعود وخباب ابن الأرت وتوفي في حدود الثمانين للهجرة
3 (عبد الله بن عون))
الخراز البغدادي عبد الله بن عون ابن أمير مصر الهلالي البغدادي أبو محمد الأدمي الخراز روى عنه مسلم وروى النسائي عن رجل عنه وأبو زرعة وغيرهم وثقه ابن معين والدارقطني
وتوفي سنة اثنتين وثلاثين ومائتين
الحافظ المزني عبد الله بن عون أرطبان أبو عون المزني مولاهم البصري الحافظ أحد الأئمة الأعلام قال خالد بن قرة كنا نعجب من ورع ابن سيرين فأنساناه ابن عون قال شعبة شك ابن عون أحب إلي من يقين غيره وروى حماد بن زيد

211
عن محمد بن فضالة قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فقال زورزا ابن عون فإنه يحب الله ورسوله وكانت بعض أسنانه مشدودة بالذهب وكان يمكنه السماع من طائفة من الصحابة وكان ثقة كثير الحديث عثمانيا
وقيل إن أمه نادته فعلا صوتها فخاف فأعتق رقبتين وترجمته في تاريخ دمشق عشرون ورقة ومولده سنة ست وستين وتوفي سنة إحدى وخمسين ومائة
الدمشقي القارئ عبد الله بن عوف الكناني الدمشقي القارئ رأى عثمان وروى عن أبي جمعة الأنصاري وبشير بن عقربة قال بعضهم استعمله عمر بن عبد العزيز في شيء فتكون وفاته تأخرت إلى خلافة عمر بن عبد العزيز
أبو زبر الدمشقي)
عبد الله بن العلاء زبر الربعي أبو زبر الدمشقي وثقه ابن معين وقال دحيم ثقة من أشراف أهل دمشق وثقه عدة وقال أحمد مقارب الحديث توفي سنة أربع وستين ومائة وروى له مسلم والأربعة
3 (عبد الله بن عياش))
عبد الله بن عياش بن ربيعة بن الحارت بن عبد المطلب توفي حدود الثمانين للهجرة
المخزومي عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عمرو بن المغيرة بن

212
عبد الله بن عمر ابن مخزوم أبو الحارث ولد بالحبشة له رؤية وشرف وقرأ على أبي ابن كعب وكان من أقرأ أهل المدينة
وروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن عمر وغيره وروى عنه الحارث بن عبد الله ونافع مولى ابن عمر وتوفي في حدود الثمانين للهجرة
المنتوف عبد الله بن عياش المنتوف الهمداني الكوفي كنيته أبو الجراح حدث عن الشعبي وغيره
وروى عنه الهيثم بن عدي فأوعب وكان أحد أصحاب الأخبار ورواة الأنساب والأشعار مع دراية وفهم وكان كيسا مطبوعا صاحب نوادر كان ينتف لحيته وكان أبرص توفي سنة ثمان وخمسين ومائة في الستة التي مات فيها المنصور أمير المؤمنين كتب إليه معن بن زائدة من اليمن قد بعثت إليك بخمسمائة دينار ومن الثياب اليمنية بخمسين ثوبا أشتري بها دينك فكتب إليه قد بعتك ديني كله إلا التوحيد لعلمي بقلة رغبتك فيه قال ابن عياش فحدثت المنصور بذلك فما زال يضحك منه ويعجب له وكان شاعرا هجاء يتقى لسانه وقال له المنصور يوما أنظر إلى لحية عبد الله بن الربيع ما أحسنها فحلف ابن عياش أنه أحسن منه فقال ابن الربيع ما أجرأك على الله أيها الشيخ فقال ابن عياش يا أمير المؤمنين إنتف لحيته وأقمني إلى جنبه حتى ترى أينا أحسن وكان يطعن على الربيع في نسبه طعنا قبيحا ويقول له فيك شبه من المسيح يخدعه بذلك فكان يكرمه فأخبر المنصور بذلك فقال إنه يريد أنه لا أب لك فتنكر له بعد ذلك وقال له رجل لي إليك حاجة صغيرة فقال أطلب لها صغيرا مثلها وكان المنصور قد أخذ عليه العهد بإعفاء لحيته من النتف فلما مات المنصور جعل يصرخ عليه ويقول يا أمير المؤمنيناه وينتف لحيته حتى أتى عليها جمعاء)
ومن شعره في أخي أبي عمرو بن العلاء من الطويل
* صبحت أبا سفيان ستين حجة
* خليلي صفاء ودنا غير كاذب
*
* فأمسيت لما حالت الأرض بيننا
* على قربه مني كمن لم أصاحب
* القتباني عبد الله بن عياش القتباني بكسر القاف وسكون التاء

213
ثالثة الحروف وفتح الباء الموحدة وبعد الألف نون المصري احتج به مسلم وقال أبو حاتم صدوق ليس بالمتين وقال أيضا هو قريب من ابن لهيعة وضعفه أبو داود والنسائي توفي سنة سبعين ومائة وروى له مسلم والنسائي
3 (عبد الله بن عيسى))
أبن أبي ليلى عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمان بن أبي ليلى الكوفي كان أسن من عمه القاضي وأزهد
وروى عن جده وسعيد بن جبير والشعبي وعكرمة قال ابن خراش هو أوثق ولد ابن أبي ليلى توفي سنة ثلاثين ومائة
أبو محمد الشيباني عبد الله بن عيسى أبو محمد الشيباني السرقسطي الحافظ كان يحفظ صحيح البخاري وسنن أبي داود عن ظهر قلب وله على صحيح مسلم تأليف حسن لم يكمله وله اتساع باع في اللغة وتوفي سنة ثلاثين وخمسمائة
أبو محمد الشلبي عبد الله بن عيسى بن أحمد بن سعيد أبو محمد بن أبي بكر الأندلسي الشلبي من بيت العلم والوزارة حصل من العلم ما لم يحصله غيره وولي القضاء بالأندلس وحج وجاور وقدم خراسان وبغداد وطار ذكره في هذه البلاد وتوفي بهراة وسمع وحدث وكانت وفاته سنة ثمان وأربعين وخمسمائة
ابن بختويه الواسطي الطبيب عبد الله بن عيسى بن بختويه كان من أهل واسط وكان طبيبا خطيبا لديه معرفة في صناعة الطب كلام مطلع على تصانيف

214
القدماء وله فيها نظر ودراية وكان والده أيضا طبيبا ولأبي)
الحسين عبد الله من الكتب كتاب المقدمات ويعرف بكنز الأطباء ألفه لولده وكتاب في الفصد وكتاب القصد إلى معرفة الزهد
أبو محمد المالكي الهمداني عبد الله بن غالب بن تمام بن محمد أبو محمد الهمداني المالكي الفقيه عالم أهل سبتة وصالحهم وشيخهم كان إماما فتيا عارفا بالمذهب بليغا شاعرا نظارا توفي سنة أربع وثلاثين وأربعمائة
3 (عبد الله بن غانم))
أبو محمد بن غانم عبد الله بن غانم بن علي القدوة الزاهد أبو محمد ابن الشيخ الكبير العارف أبي عبد الله النابلسي كان شيخ الأرض المقدسة توفي سنة اثنتين وسبعين وستمائة بنابلس وبها ولد سنة ثمان وستمائة ولعله سمع بها من البهاء عبد الرحمان فإنه روى بها الكثير في سنة تسع عشرة وقد سمع بدمشق من الحافظ ضياء الدين المقدسي وكان شيخ وقته زاهدا وصلاحا وشهرة وجلالة وحدث عن النجم بن الخباز في مشيخته
النحوي عبد الله بن فزارة النحوي من نحاة مصر مات سنة اثنتين وثمانين ومائتين
3 (عبد الله بن فروخ))
سمع أبا هريرة وعائشة توفي في حدود التسعين للهجرة
فقيه القيروان عبد الله بن فروخ أبو محمد الفارسي المغربي فقيه القيروان

215
وزاهدها كان قوالا للحق لا يهاب الملوك في نهيهم الظلم كثير التجهد والتأله قال البخاري يعرف منه وينكر قال ابن عدي أحاديثه غير محفوظة وتوفي في حدود الثمانين ومائة وروى له أبو داود
ابن غزلون عبد الله بن فرج بن غزلون أبو محمد اليحصبي الطليطلي ابن العسال روى الحديث وكان فصيحا مفوها شاعرا مفلقا توفي سنة سبع وثمانين وأربعمائة ومن شعره
الشاعر الأسدي عبد الله بن فضالة بن شريك بن سلمان بن خويلد بن سلمة بن عامر بن موقد النار ينتهي إلى نزار كان شاعرا وسيأتي ذكره والده فضالة في حرف الفاء إن شاء الله تعالى أتى عبد الله إلى عبد الله بن الزبير وافدأ فقال له بعدت شقتي ونقبت راحلتي قال أحضرها فأحضرها فقال أقبل بها وأدبر ففعل فقال ارقعها بسبت واخفضها بهلب وأنجد بها يبرد خفها وسر البردين تصح فقال ابن فضالة إني أتيتك مستحملا ولم آتك مستوصفا فلعن الله ناقة حملتني إليك فقال ابن الزبير إن وراكبها فانصرف ابن فضالة وقال من الوافر
* أقول لغلمتي شدوا ركابي
* أجازو بطن مكة في سواد
*
* فمالي حين أقطع ذات عرق
* إلى ابن الكاهلية من معاد
*
* سيبعد بيننا نص المطايا
* وتعليق الأداوي والمزاد
*
* وكل معبد قد أعلمته
* مناسمهن طلاع النجاد
*

216
* أرى الحاجات عند أبي خبيب
* نكدن ولا أمية في البلاد
*
* من الأعياص أو من آل حرب
* أغر كغرة الفرس الجواد
* قلت أبو خبيب كنية عبد الله بن الزبير وكان يكنى أبا بكر وخبيب أكبر أولاده ولم يكنه به إلا من ذمه فكأن ذلك لقب له وقول ابن الزبير إن وراكبها إن ها هنا بمعنى نعم كأنه إقرار بما قاله قال ابن قيس الرقيات من الكامل المرفل)
* ويقلن شيب قد علا
* ك وقد كبرت فقلت إنه
* المدني عبد الله بن المفضل با العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب المدني قتل أبوه يوم الحرة وهو صبي روى عن أنس وعبيد الله بن أبي رافع وأبي سلمة عبد الرحمان ونافع بن جبير والأعرج وجماعة ووثقه جماعة وهو صاحب حديث البكر تستأمر وتوفي في حدود الثلاثين ومائة وروى له الجماعة
المغربي عبد الله بن فلاح المغربي قال ابن رشيق كان متصدرا للقرآن مشهورا بذلك ذكيا لوذعيا مليح الشعر فمن مشهوره قوله من الطويل
* محلك من قلبي وسمعي وناظري
* حمى لم يبحه مذ نأيت مبيح
*
* وإني وإن أبصرت منك تغيرا
* على ما بقلبي من هوى لشحيح
*
* يقول أناس قد سلوت وإنني
* لفي حسرات أغتدي وأروح
* تمكن من جسمي الضنى فأذابه فها أنا أبلى والفؤاد صحيح ومنه ما كتب في رخامة عند رأسه في قبره من الطويل
* أيا من رأى قبرا تضمن رمسه
* أخا سكرة ما إن يفيق إلى الحشر
*
* وما ساءني الأحباب في برزخ البلى
* فأصبحت لا أزداد إلا على عقر
*
* وأصبح وجهي بعد أي نضارة
* كساه البلى ثوبا يجد مع الدهر
*

217
3 (عبد الله بن القاسم))
مرتضي الدين الشهرزوري عبد الله بن القاسم بن المظفر بن علي أبو محمد الشهرزوري المنعوت بالمرتضى والد القاضي كمال الدين كان واعظا رشقا أديبا شاعرا توفي سنة إحدى وعشرين وخمسمائة
ووعظ في بغداد مدة واشتغل بالفقه والحديث ورجع لي الموصل وتولى بها القضاء وروى بها الحديث ومن شعره من الخفيف
* لمعت نارهم وقد عسعس اللي
* ل ومل الحادي وحار الدليل
*
* فتأملتها وفكري من البي
* ن عليل ولحظ عيني كليل
*
* وفؤادي ذاك الفؤاد المعنى
* وغرامي ذاك الرغام الدخيل
*
* ثم قابلتها وقلت لصحبي
* هذه النار نار ليلى فيميلوا
*
* فرموا نحوها لحاظا صحيحا
* ت فعادت خواسئا وهي حول
*
* ثم مالوا إلى الملام وقالوا
* خلب ما رأيت أم تخييل
*
* فتجنبتهم وملت إليها
* والهوى مركبي وشوقي الزميل
*
* ومعي صاحب أتى يقتفي الآ
* ثار والحب شرطه التطفيل
*
* وهي تعلو ونحن ندنو إلى أن
* حجزت دونها طلول محول
*
* فدنونا من الطلول فحالت
* زفرات من دونها وغليل
*
* قلت من بالديار قالوا جريح
* وأسير مكبل وقتيل
*
* ما الذي جئت تبتغي قلت ضيف
* جاء ينبغي القرى فأين النزول
*
* فأشارت بالرحب دونك فاعقر
* ها فما عندنا لضيف رحيل
*
* من أتانا ألقي عصا السير عنه
* قلت من لي بها وكيف السبيل
* وهي أكثر من هذا ومن شعر ابن الشهرزوري في الشمعة من مجزوء الكامل
* ناديتها ودموعها
* تحكي سوابق عبرتي
*
* والنار من زفراتها
* تحكي تلهب زفرتي
*

218
* ماذا التنحب والبكا
* ء فأعربت عن قصتي
*
* قالت فجعت بمن هوي
* ت فمحنتي من منحتي)
* (بالنار فرق بيننا
* وبها أفرق جملتي
* ومنه فيها أيضا من الوافر
* إذا صال البلى وسطا عليها
* تلقته بذل في التواني
*
* إذا خضعت تقط بحس مس
* فتحيا في المقام بلا تواني
*
* كأني مثلها في كل حال
* أموت بكم وتحييني الأماني
* ومنه من الدوبيت
* يا قلب إلام لا يفيد النصح
* دع مزحك هوى جناه المزح
*
* ما جارحة فيك خلاها جرح
* ما تشعر بالخمار حتى تصحو
* وغالب شعره من هذا النمط من باب الوعظ والتذكير والأشعار الربانية
أبو محمد اللخمي عبد الله بن قاسم بن عبد الله بن محمد بن خلف أبو محمد اللخمي الحافظ الأندلسي الحريري
ولد سنة إحدى وتسعين وتوفي سنة خمس وأربعين وستمائة وعني بالحديث أتم عناية وصنف كتاب حديقة الأنوار في معرفة الأنساب والمنهج الرضي في الجمع بين كتابي ابن بشكوال وابن الفرضي وكان مع حفظه شاعرا مليح الخط ومن شعره
أبو القاسم البصري عبد الله بن قاسم بن علي بن محمد بن عثمان الحريري أبو القاسم البصري ابن صاحب المقامات سكن بغداد له حظ وافر من الأدب واللغة مولده سنة تسعين وأربعمائة وتوفي
روى المقامات ودرة الغواص وملحة الإعراب عن والده وكتب المقامات بخطه رأيتها بخطه غير واحدة
3 (عبد الله بن أبي قتادة))
روى عن أبيه فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم وتوفي في حدود

219
المائة وروى له الجماعة
أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس بن حضار هو أبو موسى الأشعري اليماني صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم عليه مسلما مع أصحاب السفينتين من الحبشة استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن وولي الكوفة والبصرة لعمر وحفظ الكثير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان من أجلاء الصحابة توفي سنة أربع وأربعين على الصحيح
الحمصي عبد الله بن أبي قيس مولى عطية شامي من حمص روى عن أبي الدرداء وأبي ذر وعائشة وابن الزبير توفي في حدود المائة وروى له مسلم والأربعة
3 (عبد الله بن كثير))
أحد القراء السبعة عبد الله بن كثير أحد القراء السبعة أبو معبد مولى عمرو بن علقمة الكناني أصله فارسي ويقال له الداري العطار نسبة إلى دارين وقال البخاري هو قرشي من بني عبد الدار وقال أبو بكر بن داود الدار بطن من لخم منهم تميم الداري وعن الأصمعي الذي لا يبرح في داره ولا يطلب معاشا قرأ القرآن على مجاهد باتفاف وورد أنه قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي صاحب أبي بن كعب وقد

220
حدث عن ابن الزبير وعبد الله الرحمان بن مطعم وأبي المنهال وعكرمة وثقه النسائي وتوفي سنة عشرين ومائة وراوياه قنبل محمد بن عبد الرحمان والآخر البزي أحمد بن محمد بن عبد الله واختلف العلماء في قراءة ابن كثير فقيل إنها موقوفة عليه لم تتجاوزه إلى أحد وقيل موقوفة على مجاهد بن جبر لم يتجاوزها أحدا فوقه وقيل موقوفة على ابن عباس لم تتجاوزه وقيل موقوفة على أبي ابن كعب وقيل قرأ على درباس عن ابن عباس وأهل مكة يقولون درباس مخففا وأهل الحديث يقولون درباس مشددا وقيل قرأ على درباس عن مجاهد عن ابن عباس عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم وقرأ عليه أبو عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر والخليل بن أحمد وحماد ابن سلمة)
وحماد بن زيد اليصري
الدمشقي الطويل المقرئ عبد الله بن كثير الدمشقي أحد القراء إمام جامع دمشق روى عن الأوزاعي وعبد الرحمان بن يزيد بن جابر وشبيان النحوي وعنه هشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمان ومحمود بن خالد وغيرهم قرأ في الصلاة وإذ قال إبراهام فبعث إليه نصر بن حمزة فخفقه بالدرة ونحاه عن الصلاة قال أبو زرعة لا بأس به وتوفي سنة ست وتسعين ومائة
3 (عبد الله بن كعب))
المرادي عبد الله بن كعب المرداي قتل يوم صفين مع علي بن أبي طالب يقال له صحبة وكانت وفاته سبع وثلاثين للهجرة
الأنصاري عبد الله بن كعب بن مالك السلمي الأنصاري قائد أبيه من بين بنيه حين عمي سمع أباه وعثمان وأبا لبابة وعبد الله بن أنيس وتوفي في حدود التسعين للهجرة
وروى له الجماعة وسوى ابن ماجة

221
المازني عبد الله بن كعب الأنصاري البدري أخو أبي ليلى المازني توفي سنة ثلاثين للهجرة
3 (عبد الله بن كيسان))
التيمي المدني عبد الله بن كيسان التيمي المدني مولى أسماء بنت أبي بكر روى عن أسماء وابن عمر
وثقوه وتوفي في حدود العشرين ومائه وروى له الجماعة
ابن أبي فروة عبد الله بن كيسان أبي فروة هو أبو عبد الله بن أبي فروة جد الربيع مولى المنصور كان عبد الله هو وعبد الملك بن مروان ومصعب بن الزبيرفي حداثتهم أخلاء لا يكادون يفترقون وكان أحدهم إذا اكتسى كسوة اكتسى الآخر مثلها فاكتسى عبد الملك حلة واكتسى ابن أبي فروة مثلها وبقي مصعب لا يجد ما يكتسيه فذكر ابن أبي فروة ذلك لأبيه فكساه مثل حلتيهما على يد ابنه فلما ولي مصعب العراق استكتب ابن أبي فروة وكان عنده يوما إذ أتي مصعب بعقد جوهر قد أصيب في بلاد العجم لا يدرى ما قيمته فجعل مصعب يقلبه ويعجب منه ثم قال لابن أبي فروة أبا عبد الله أيسرك أن أهبه لك قال نعم والله أصلح الأمير فدفعه إليه فرآه وقد سر به سرورا شديدا ققال له مصعب أراك قد سررت به فقال نعم فقال مصعب والله لأنا بالحلة يوم كسوتنيها أشد سرورا منك بهذا الآن ولم يزل العقد عند ابن أبي فروة إلى أن انقضت أيام مصعب فكان سبب غناه وغنى عقبه فيما بعد وذكر مصعب الزبيري أنه ظهر عامل خراسان على كنز فيه نخلة كانت لكسرى مصوغة من ذهب عثاكيلها من لؤلؤ وجوهر وياقوت أحمر وأخضر فحملها إلى مصعب بن الزبير فجمع المقومين لها لما وردت عليه فقوموها ألفي ألف دينار فقال إلى من أدفعها فقالوا له إلى نسائك وأهلك
فقال لا بل إلى رجل قدم إلينا يدا وأولانا جميلا أدعو عبد الله بن أبي فروة فدفعها إليه فلما قتل مصعب كاتب ابن أبي فروة عبد الملك بن مروان

222
وبذل له مالا فسلم منه بماله وكان أيسر أهل المدينة وأبو فروة كيسان مولى الحارث الحفار مولى عثمان ابن عفان وكان أبو فروة أحد من حصر عثمان وناداه وفي لسانه لكنة رد المذالم يريد المظالم فقال عثمان أنت أول من أرد على الحفار وقال الحزين الديلي في ذلك من الطويل
* شهدت بإذن الله أن محمدا
* رسول من الرحمان غير مكذب
*
* وأن ولا كيسان للحرث الذي
* ولي زمنا حفر القبور بيشرب
*)
وقد روي لعبد الله بن أبي فروة أبيات شعر وهي من الطويل
* ولما أتينا منزلا طله الندى
* أنيقا وبستانا من النور حاليا
*
* أجد لنا طيب المكان وحسنه
* منى نتمناها فكنت الأمانيا
* أبو عامر الهوزني عبد الله بن لحي والد أبي اليمان هو أبو عامر الهوزني من قدماء التابعين توفي سنة إحدى وثمانين للهجرة وروى له أبو داود والنسائي وابن ماجة
ابن لهيعة عبد الله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان عالم الديار المصرية وقاضيها ومفتيها ومحدثها قال ابن حنبل ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة وقال ابن بكير احترق منزل ابن لهيعة وكتبه سنة سبعين ومائة وقال ابن حنبل من كان بمصر مثل ابن لهيعة في كثرة حديثه وضبطه وإتقانه ضعفه يحيى القطان وغيره وسائر النقاد على أنه لا يحتج بحديثه وعن ابن معين ضعيف وسئل أبو زرعة عن سماع القدماء من ابن لهيعة فقال أوله وآخره سواء وقال كان ابن لهيعة لا يضبط وليس بحجة وقال ابن حبان من

223
أصحابنا من يقول من سمع منه قبل احتراق كتبه مثل العبادلة عبد الله ابن وهب وعبد الله بن المبارك وعبد الله بن يزيد وعبد الله ابن مسلمة القعنبي سماع صحيح ومن سمع بعد احتراقها فليس بشيء وقد رمي بالتشيع
وتوفي سنة أربع وسبعين ومائة وروى له أبو داود والترمذي وابن ماجة وروى له مسلم تبعا ولما توفي أبو خزيمة إبراهيم بن يزيد الحميري القاضي دخل ابن حديج على المنصور فقال له المنصور يا ابن حديج لقد توفي ببلدك رجل أصيبت به العامة فقال يا أمير المؤمنين ذاك إذا أبو خزيمة قال نعم فمن ترى أن نولي القضاء بعده قال أبا معدان اليحصبي قال رجل أصم ولا يصلح للقضاء قال فابن لهيعة على ضعف فيه فأمر بتوليته وأجري عليه في كل شهر ثلاثون دينارا وهو أول قاض تولى مصر من قبل الخليفة وإنما كان ولاة البلد هم الذين يولون القضاة من عندهم
ابن بحينة عبد الله بن مالك بن بحينة بضم الباء الموحدة وفتح الحاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها نون قديم الإسلام والصحبة فاضل ناسك توفي آخر أيام معاوية في حدود)
الستين وروى له الجماعة
أبو المصيب الصقلي عبد الله بن أبي مالك أبو المصيب القيسي الصقلي أحد رجال اللغة والعربية المطابيع في أجناس القريض العالمين بالأوزن والأعاريض ومن شعره من الكامل
* غلط الذي سمى الحجارة جوهرا
* إن الكريم أحق باسم الجوهر
*
* إن الجواهر قد علمت صوامت
* والمرء جوهره جميل المحضر
* ابن سيف المقرئ عبد الله بن مالك بن سيف بو بكر التجيبي المقرئ من كبار قراء مصر أخذ عن أبي يعقوب الأزرق صاحب ورش تلاوة وتوفي سنة سبع وثلاثمائة وسمع محمد بن رمح وجماعة قرأ عليه أبو عدي عبد العزيز ابن علي بن

224
محمد بن إسحاق ابن الإمام وإبراهيم بن محمد بن مروان ومحمد بن عبد الرحمان الظهراوي وغيرهم وهو آخر أصحاب الأزرق وفاة
أبو تميم الجيشاني عبد الله بن مالك أبو تميم الجيشاني هو أخو سيف ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقدما المدينة زمن عمر رضي الله عنه وقرآ القرآن على معاذ بن جبل وكان من أعبد أهل مصر وروى عن عمر وعلي وأبي ذر وتوفي سنة سبع للهجرة وروى له مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة
3 (عبد الله بن المبارك))
3 (بن واضح الحنظلي))
مولاهم التركي ثم المروزي الحافظ فريد الزمان وشيخ الإسلام كانت أمه خوارزمية ومولده سنة ثمان عشرة ومائة وتوفي سنة إحدى وثمانين ومائة وقيل اثنتين وثمانين طلب العلم وهو ابن بضع عشرة سنة ورحل سنة إحدى وأربعين ومائة ولقي التابعين وأكثر الترحال والتطواف إلى الغاية في طلب العلم والجهاد والحج والتجارة روى عن سليمان التيمي وعاصم الأحول وحميد الأجلح الكندي وحسين المعلم وحنظلة السدوسي وحيوة بن شريح وهشام ابن عروة والجريري وإسماعيل بن أبي خالد والأعمش وبريد بن عبد الله وخالد الحذاء ويحيى بن سعيد الأنصاري وابن عون وابن جريح وموسى بن عقبة وخلق ثم عن الأوزاعي والثوري وشعبة ومالك الليث وابن لهيعة والحمادين وطبقتهم ثم عن هشيم وابن عيينة وخلق من أقرانه وصنف التصانيف النافعة قال ابن مهدي هو أفضل من الثوري وقال ابن حنبل لم يكن في زمانه مثله ولا أطلب منه للعلم وقال ابن معين كان ثقة متثبتا وكتبه نحو من عشرين ألف حديث وقال العباس بن مصعب جمع ابن المبارك والحديث والفقه والعربية وأيام الناس والشجاعة والسخاء

225
ومحبة الفرق له وكان غنيا رأس ماله نحو من أربعمائة ألف درهم وكان من فحول الشعراء ولما بلغ الرشيد موته قال مات سيد العلماء ومات بهيت وعانة في رمضان قال العباس بن محمد النسفي سمعت أبو حاتم الفربري يقول رأيت في النوم ابن المبارك واقفا على باب الجنة وبيده مفتاح فقلت ما يوقفك هاهنا قال هذا مفتاح الجنة دفعه لي محمد صلى الله عليه وسلم وقال حتى أزور الرب تعالى فكن أميني في السماء كما كنت أميني في الأرض وقال إسماعيل بن إبراهيم المصيصي رأيت الحارث بن عطية في النوم فسألته فقال غفر لي قلت فابن المبارك فقال بخ بخ ذاك في عليين ممن يلج على الله في كل يوم مرتين وروى له الجماعة ومن شعر عبد الله بن المبارك من البسيط
* قد يفتح حانوتا لمتجره
* وقد فتحت لك الحانوت بالدين
*
* بين الأساطين حانوت بلا غلق
* تبتاع بالدين أموال المساكين
*
* صيرت دينك شاهينا تصيد به
* وليس يفلح أصحاب الشواهين
*
3 (عبد الله بن المثنى))
3 (بن عبد الله بن أنس بن مالك بن نصر الأنصاري البصري))
قال ابن معين صالح الحديث وقال مرة ليس بشيء وقال أبو داود لا أخرج حديثه توفي في حدود الثمانين ومائة وروى له البخاري والترمذي وابن ماجة
أبو حصين المعري عبد الله بن المحسن بن عبد الله ويأتي تمام نسبه في ترجمة ولده أبي يعلى عبد الباقي وكنيته عبد الله هذا أبو حصين وهو بيت في المعرة طلع منه
فضلاء وشعراء قال العماد الكاتب أنشدني له القاضي أبو اليسر يرثي والده وقد مات في الحج من مجزوء المتقارب
* دم فوق صدري وكف
* من الجفن لما ذرف
*
* لفقدان من لا رأى
* يدا الدهر منه خلف
*
* لميت غدا ثاويا
* بطيبة بين السلف
* نابغة بني شيبان عبد الله بن المخارق قيل إنه كان نصرانيا وكان شاعرا يمدح خلفاء بني أمية ويحزلون عطيته ولما هم عبد الملك بخلع أخيه عبد العزيز وولاية العهد لابنه

226
الوليد فدخل النابفة يوما على عبد الملك والناس حوله في يوم حفل وولده قدامه فمشل بيد يديه وأنشد من المنسرح
* أزحت عنا آل الزبير ولو
* كانوا هم المالكين ما صلحوا
*
* إن تلق بلوى أنت مصطبر
* وإن تلاق النعمى فلا فرح
*
* آل أبي العاص أهل مأثرة
* غر عتا بالخير قد نفحوا
*
* خير قريش وهم أفاضلها
* في الجد جد وإن هم مزحوا
*
* أرجها أذرعا وأصبرها
* أنتم إذا القوم في الوغي كلحوا
*
* أما قريش وأنت وازعها
* تكف من شغبهم إذا طمحوا
*
* حفظت ما ضيعوا وزندهم
* أوريت إن أصلدوا وإن قدحوا
*
* آليت جهدا وصادق قسمي
* برب عبد الله بنتصح
*
* يظل يتلو الإنجيل يدرسه
* من خشية الله قلبه فيح
*
* لآبك أولى بملك والده
* وعمه إن حرب فإنهم نصح)
* (وهم خيار فاعمل بسنتهم
* واحي بخير واكدح كما كدحوا
* قال فتبسم عبد الملك ولم يتكلم في ذلك بإقرار ولا دفع فعلم الناس أن رأيه في خلع أخيه عبد العزيز وبلغ ذلك عبد العزيز فقال لقد أدخل نفسه ان النصرانية مدخلا ضيقا وأوردها موردا خطرا ولله علي إن ظفرت به لأخضبن دمه بدمه ومن شعر نابغة بني شيبان من قصيدة طويلة من الرمل
* إمدح الكأس ومن أعملها
* واهج قوما قتلونا بالعطش
*
* أنما الكأس ربيع باكر
* فإذا ما غاب عنا لم نعش
*
* وكأن الشرب قوم موتوا
* من يقم منهم لأمر يرتعش
*
* خرس الألسن عما نالهم
* بين مصروع وصاح منتعش
*
* من حميا فرقف حصية
* قهوة حولية لم تمتجش
*
* ينفع المزكوم منها ريحها
* ثم تنفي دواه إن لم تنش
*
* كل من يشربها بألفها
* ينفق الأموال فيها كل هش
*

227
3 (عبد الله بن محمد))
ابن ابن الحنفية عبد الله بن محمد الحنفية أبو هاشم العلوي المدني روى عن أبيه وعن صهر له صحابي من الأنصار كان صاحب الشيعة فأوصى إلى محمد ابن علي بن عبد الله بن عباس والد السفاح ودفع إليه كتاب الشيعة وصرف الشيعة إليه وقال أتباع أبي هاشم هذا المعروفون بالهاشمية من جملة الشيعة بموت السيد محمد أبي أبي هاشم وانتقال الإمامة منه إلى ابنه أبي هاشم وأن أباه أطلعه على الأسرار ثم اختلفوا بعده على خمس فرق فرقة قالت إنه مات بأرض الشراة وأوصى إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس قالوا وللعباس في الخلافة حق لاتصال النسب فإن الرسول الله توفي وعمه العباس أولى بالوراثة وفرقة قالت إن أبا هاشم أوصى بالإمامة بعده إلى الحسن بن علي بن محمد ابن الحنفية وفرقة قالت إن أبا هاشم أوصى بالإمامة إلى أخيه علي إلى ابنه الحسن فالإمامة لا تخرج عندهم من بني الحنفية إلى فرقة غيرهم وفرقة قالت إن أبا هاشم أوصى إلى عبد الله بن عمرو بن حرب الكندي وإن روح أبي هاشم تحولت إلى عبد اله المذكور وكانوا يعتقدون في عبد الله علما ودينا فلما)
ادعى انتقال روح أبي هاشم إليه ووافقوه تبين لهم بعد ذلك عدم دينه وعلمه وتحققوا كذبه وخيانته وأعرضوا عنه وقالوا بإمامة عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وكان عبد الله بن معاوية يقول بتناسخ الأرواح من شخص إلى شخص وادعى الإلهية والنبوة معا فقال إن روح الله جل جلاله حلت فيه وادعى علم الغيب وتبعه جهال أنكروا القيامة لاعتقادهم أن الثواب والعقاب يكون بالتناسخ في الدنيا وعنهم نشأت فرقة الخرمية ثم إن أصحاب عبد الله بن معاوية اختلفت فيه فقال بعضهم مات وتحولت روحه إلى إسحاق بن زيد بن الحارث الأنصاري وتسمى هذه الفرقة الحارثية أباحوا المحرمات وأسقطوا التكاليف
قال ابن سعد كان ثقة قليل الحديث وقيل إن سليمان بن عبد الملك دس إليه من سمه في لبن وذلك بالحميمة سنة ثمان وتسعين للهجرة وروى له الجماعة

228
ابن أبي عتيق عبد الله بن محمد أبي عتيق عبد الرحمان بن أبي بكر الصديق والد محمد وقد تقدم ذكره في المحمدين روى عن أم المؤمنين عائشة وابن عمر وتوفي في حدود العشرة ومائة وروى له البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجة
الهاشمي عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب المدني روى له أبو داود والترمذي وابن ماجة وتوفي في حدود الخمسين ومائة
دافن العلوي عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب أمه خديجة بنت زين العابدين وكان لقبه دافن قال بعض الحفاظ صالح الحديث وروى له أبو داود والنسائي وتوفي سنة اثنتين وخمسين ومائة روى عن أبيه وروى عنه ابنه عيسى وابن المبارك وابن أبي فديك والواقدي
وقال علي بن المديني هو وسط
سحبل عبد الله بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي المدني سحبل روى عن أبيه ويزيد بن عبد الله بن قسيط ووثقه ابن معين وهو أخو إبراهيم وتوفي سنة اثنتين وستين ومائة روى عن أبي صالح السمان وسعيد بن أبي هند وبكير بن الأشج وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمان وطال)
عمره قال الشيخ شمس الدين وهو فيما أرى أكبر من إبراهيم إن كان سمع من السمان وابن أبي هند روى عن القعنبي وقتيبة والواقدي وسفيان بن وكيع وثقه أحمد وابن معين وهو قليل الحديث وروى له أبو داود
الدقاق عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الباقي الدقاق أبو الفضائل بن أبي بكر المعروف بابن الخاضبة أسمعه والده كثيرا في صباه من أبي الفوارس طراد الزينبي وأبي الخطاب بن البطر وأبي محمد رزق الله ابن عبد الوهاب التميمي وأبي عبد الله الحسين بن أحمد النعالي وغيرهم وقرأ هو بنفسه كثيرا على أصحاب أبي طالب وكتب

229
بخطه وخرج التخاريج وكان فاضلا له معرفة بالحديث والأدب وكلامه على الحديث مليح وخطه مليح وحدث باليسير و توفي سنة ست وعشرين وخمسمائة ويقال إن سيرته لم تكن محمودة
أبو محمد الشاشي عبد الله بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر الشاشي أبو محمد ابن أبي بكر تفقه على أبيه حتى برع في المذهب والخلاف وناظر وأفتى وتكلم بلسان الوعظ وكان فاضلا حسن العبارة حلو الإشارة ظريف الشمائل كثير المحفوظ فصيحا وسمع من أبي عبد الله الحسين النعالي وطبقته وحدث باليسير ومن شعره ارتجالا من الرجز
* قضية أعجب بها قضية
* جلوسنا الليلة في التاجيه
*
* والجو في حلته الفضيه
* صقالها قعقعة الرعديه
*
* أعلامها شعشعة البرقيه
* تنثر من أردانها العطريه
*
* ذائب در ينشر البرية
* والشمس تبدو تارة جليه
*
* ثم تراها مرة خفيه
* كأنها جارية خبيه
*
* حتى إذا حانت لنا العشيه
* فضت لباس الغيم بالكلية
*
* وأسفرت في الجهة الغربية
* صفراء في محلفة ورسيه
* كرامة أعرفها شاشيه وتوفي سنة ثمان وعشرين وخمسمائة
أبو القاسم بن المعلم)
عبد الله بن محمد بن أحمد بن المعلم أبو القاسم العكبري البغدادي قرأ الأدب على أبي القاسم عبد الواحد بن علي بن برهان الأسدي والفقه على أبي إسحاق إبراهيم الفيروزآبادي وسمع جماعة وكان فاضلا شاعرا صنف جزءا في الانتصار لحمزة الزيات مما نسبه إليه ابن قتيبة في مشكل القرآن وروى كتاب أخبار النحويين للسيرافي عن أبي علي محمد بن محمد بن أحمد بن المسلمة وتوفي سنة

230
ست عشرة وخمسمائة ومن شعره من السريع
* أسلفني الإحسان من جاءني
* يطلب إحساني على فقره
*
* لأنه أحسن بي ظنه
* من قبل عزم لي على بره
*
* فالشكر مني مع جزائي له
* يلزم أن يوفي على شكره
* ومنه من البسيط
* أرى المروءة أنثى ليس يخطبها
* مع حسنها معسر أو من له نسب
*
* ظهر كريم ولكن قل راكبه
* كأنما حل في جلدي به جرب
*
* كم قد تراءت لهذا الخلق قاطبة
* وكلهم قائل ما فيك لي أرب
*
* تزوجت كل أنثى فهي محصنة
* وتلك بن لدات أيم عزب
* القاضي الكرخي عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد الكرخي أو منصور ابن القاضي أبي طاهر البغدادي
ولي القضاء بباب النوبي بعد أبيه وبقي على القضاء إلى أن توفي سنة سبع وخمسين وخمسمائة وحدث بيسير عن أبي القاسم بن الحصين وسمع منه القاضي أبو المحاسن القرشي
آخر المستنجد بالله عبد الله بن محمد بن أحمد بن عبد الله أبو جعفر بن المقتفي أخو المستنجد كان أسن من أخيه المستنجد بعشر سنين وتوفي سنة ست وخمسين وخمسمائة
أمير المؤمنين السفاح عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب أمير المؤمنين أبو العباس السفاح أول خلفاء بني العباس ولد بالحميمة وكان شابا طويلا أبيض مليح الوجه واللحية أمه ريطة الحارثية حدث عن إبراهيم بن محمد الإمام وهو أخوه مولده سنة ثمان ومائة)
وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة بالجدري

231
وعاش ثلاثا وثلاثين سنة وقال خليفة مات ابن ثمان وعشرين سنة وبويع بالكوفة في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وثلاثين ومائة وهو ابن أربع وعشرين سنة وقيل ابن ثمان وعشرين سنة وكانت ولايته أربع سنين وثمانية أشهر
ولما صعد المنبر خطب قائما فقال الناس يا ابن عم رسول الله أحييت السنة وكانت بنو أمية يخطبون قعودا وقتل أبا سلمة الخلال وكان القائم بالدعوة وأضمر خلع بني العباس وتصيير الأمر إلى آل علي بن أبي طالب وعهد إلى أخيه عبد الله المنصور وصرف البيعة عن عمه عبد الله ابن علي وقال وهو مريض وقد دخل عليه الطبيب من مجزوء الكامل
* أنظر إلى ضعف الحرا
* ك وذله بين السكون
*
* ينبيك أن بيانه
* هذا مقدمة المنون
* ولقب القائم والمرتضى والمهتدي والمبيح وغير ذلك وأشهر ألقابه السفاح ولم يحج في خلافته وصل عبد الله بن الحسن بن الحسن بألفي ألف درهم وهو أول خليفة وصل بهذه الجملة كاتبه أبو الجهم بن عطية وأبو العباس خالد بن برمك بعدما كان وزيرهم أبو سلمة الخلال حاجبه أبو حسان مولاه ويقال أبو غسان صالح بن الهيثم وقيل محمد بن صول وكان قد وقع في سبي يزيد ابن المهلب وكان مولاه فأنكر ذلك وادعى أنه مولى المنصور
ونقش خاتمه الله ثقة عبد الله وبه يؤمن ولما تولى الخلافة وأصعده أبو مسلم الخراساني على المنبر أرتج عليه فقال من الطويل
* فإن لم أكن فيكم خطيبا فإنني
* بسيفي إذا جد الوغى لخطيب
* وأخذ سيفه في يده ونزل فعجب الناس من بلاغته وإصابته المعنى وهو أول من نزل العراق من خلفاء بني العباس بني له المدينة الهاشمية إلى جانب الأنبار وفيها قبره إلى الآن وهي المعروفة الآن بالأنبار لأن الأولى درست وكان من أكرم الناس في المعاشرة وأسمحهم بالمال ومن شعره قوله في بني أمية من البسيط
* أحيا الضغائن آباء لنا سلفوا
* ولن تموت وللآباء أبناء
* وقوله أيضا من الطويل
* تناولت ثأري من أمية عنوة
* وحزت تراثي اليوم عن سلفي قسرا
*
* وألقيت ذلا من مفارق هاشم
* وألبستها عزا وأعليتها قدرا
*)
ومن كلامه إذا عظمت القدرة قلت الشهوة وما أقبح الدنيا بنا إذا كانت لنا وأولياءنا خالون من حسن آثارها الأناة محمودة إلا عند إمكان الفرصة ولما وقع في النزع كان آخر كلامه إليك يا رب لا إلى النار

232
أمير المؤمنين المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب العباسي الخليفة أبو جعفر المنصور أمه سلامة البربرية ولد قريب سنة خمس وتسعين روى عن أبيه وروى عنه ابنه المهدي وكان قبل الخلافة يقال له عبد الله الطويل وضرب في الآفاق إلى الجزيرة والعراق وإصبهان وفارس قال أبو بكر الجعابي كان المنصور في حياة أبيه يلقب بمدرك التراب أتته البيعة بالخلافة بمكة وعهد إليه بالخلافة أخوه السفاح فولي اثنتين وعشرين سنة وكان أسمر طويلا نحيفا خفيف العارضين معرق الوجه رحب الجبهة يخضب بالسواد كأن عينيه لسانان ناطقان تخالطه أبهة الملك بزي النساك تقبله القلوب وتتبعه العيون وكان أقنى الأنف بين القنا وكان من أفراد الدهر حزما ورأيا ودهاء وجبروتا وكان مسيكا حريصا على جمع المال كان يلقب أبا الدوانيق لمحاسبته العمال والصناع على الدوانيق والحبات وكان شجاعا مهيبا تاركا للهو واللعب كامل العقل قتل خلقا كثيرا حتى ثبت الأمر له ولولده وكان فيه عدل وله حظ من صلاة وتدين وعلم وفقه نفس توفي محرما على باب مكة في سادس ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة ودفن ما بين الحجون وبئر ميمون وكان فحل بني العباس وكان بليغا فصيحا ولما مات خلف في بيوت الأموال تسع مائة ألف ألف وخمسين ألف ألف درهم قال رأيت كأني في الحرم وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكعبة وبابها مفتوح فنادى مناد أين عبد الله فقام أخي أبو العباس حتى صار على الدرجة فأدخل فما لبث أن خرج ومعه قناة عليها لواء أسود قدر أربعة أذرع ثم نودي أين عبد الله فقمت إلى الدرجة فأصعدت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وبلال يعقد لي وأوصاني بأمته وعممني بعمامة وكان كورها ثلاثة وعشرين وقال خذها إليك أبا الخلفاء إلى يوم القيامة وعاش أربعا وستين سنة وتوفي ببئر ميمون من أرض الحرم قبل التروية بيوم لثمان خلون من ذي الحجة سنة ثمان وخمسين ومائة وكان يقول حين دخل في الثلاث وستين سنة هذه تسميها العرب القتالة والحاصدة كاتبه أبو أيوب سليمان المورياني)
وعبد الجبار بن عدي ثم أبان بن صدقة نقش خاتمه الحمد لله كله وكان له من الأولاد

233
محمد المهدي وجعفر الأكبر وجعفر الأصغر وإبراهيم وسليمان ويعقوب وصالح والقاسم وعلي وعبد العزيز والعباس هؤلاء الذكور وبناته العالية وعبيدة ومن شعره قوله لما قتل أبا مسلم الخراساني من السريع
* زعمت أن الدين لا يقتضى
* فاكتل بما كلت أبا مجرم
*
* وأشرب كؤوسا كنت تسقي بها
* أمر في الحلق من العلقم
*
* حتى متى تضمر بغضا لنا
* وأنت في الناس بنا تنتمي
* ومنه من الطويل
* فإني وهذا الأمر من حيث نلته
* لأعلم أن الشكر لله يعظم
*
* ترى نعمة في الحاسدين وإنما
* هي المحنة العظمى لمن يتفهم
* الأحوص الشاعر عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأحوص أبو عاصم وقيل أبو عثمان الأنصاري الشاعر هو من ولد حمي الدبر الصحابي نفاه عمر بن عبد العزيز إلى دهلك لكثرة هجائه وقيل نفاه غيره توفي في حدود العشر والمائة قيل إنه وفد إلى الوليد بن عبد الملك فأمتدحه فأكرم نزله وأمر بمطبخه أن يمال عليه فراود وصيفا للوليد على الفسق فبلغ ذلك الوليد فأرسله إلى ابن حزم بالمدينة وأمره أن يجلده ويصب على رأسه الزيت فقال وهو على تلك الحال من الكامل
* ما من مصيبة نكبة أمنى بها
* إلا تشرفني وترفع شاني
*
* وتزول حين تزول عن متخمط
* تخشى بوادره على الأقران
*
* إني إذا خفي اللئام رأيتني
* كالشمس لا تخفى بكل مكان
* وقال يهجو ابن حزم من البسيط
* أهوى أمية إن شطت وإن قربت
* يوما وأهدي لها نصحي وأشعاري
*
* ولو وردت عليها القيظ ما حفلت
* ولا سقت عطشي من مائها الجاري
*
* لا تأوين لحزمي رأيت به
* ضرا ولو طرح الحزمي في النار
*
* الناخسون بمروان بذي خشب
* والداخلون على عثمان في الدار
*

234
)
وقيل إن سليمان كتب إلى عامله بالمدينة أن يضربه مائة سوط ويقيمه على البلس للناس ثم يسيره إلى دهلك فثوى هنالك سلطان سليمان ثم ولي عمر بن عبد العزيز فكتب إليه يمتدحه من الطويل
* أيا راكبا إما عرضت فبلغن
* هديت أمير المؤمنين رسائلي
*
* وقل لأبي حفص إذا ما لقيته
* لقد كنت نفاعا قليل الغوائل
*
* فكيف ترى للعيس طيبا ولذة
* وخالك أمسى موثقا في الحبائل
* فأتى رجال من الأنصار عمر بن عبد العزيز فكلموه فيه وقالوا قد عرفت نسبه وموضعه وقديمه وأخرج إلى أرض الشرك ونطلب أن ترده إلى حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودار قومه قال فمن الذي يقول من الطويل
* فما هو إلا أن أراها فجاءة
* فأبهت حتى ما أكاد أجيب
* قالوا الأحوص قال فمن الذي يقول من الطويل
* أدور ولولا أن أرى أم جعفر
* بأبياتكم ما درت حيث أدور
*
* وما كنت زوارا ولكن ذا الهوى
* إذا لم يزر لا بد أن سيزور
* قالوا الأحوص قال فمن الذي يقول من المنسرح
* كأن لبنى صبير غادية
* أو دمية زينت بها البيع
*
* الله بيني وبين قيمها
* يفر مني بها وأتبه
* قالوا الأحوص قال بل الله بين قيمها وبينه فمن الذي يقول من الطويل
* ستبقى لها مضمر القلب والحشا
* سريرة حب يوم تبلى السرائر
* قالوا الأحوص قال إن الفاسق عنها يومئذ لمشغول والله لا أرده ما دام لي سلطان فمكث هناك بقية ولاية عمر وصدرا من ولاية يزيد بن عبد الملك وبينا يزيد وجاريته ليلة على سطح وهي تغنيه بشعر من أشعار الأحوص فقال لها من يقول هذا قالت وعيشك لا أدري فاستخبر عنه فعرفوه أنه للأحوص وأنه قد طال حسبه فأمر له بمال وكسوة وأطلقه
أبو محمد المصيصي عبد الله بن محمد بن ربيعة أبو محمد المصيصي

235
روى عنه مالك وإبراهيم بن سعد وعنه صالح بن علي النوفلي ومحمد بن أبان القلانسي وإسحاق بن إبراهيم بن سهم وغيرهم قال أبو)
عبد الله الحاكم يروي عن مالك الموضوعات وقال ابن حبان لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار وتوفي بعد المائتين
الحافظ البصري عبد الله بن محمد بن حميد أبو بكر بن أبي الأسود الحافظ البصري ابن أخت عبد الرحمان بن مهدي ولي قضاء همذان وحدث عن مالك وأبي عوانة وعبد الواحد بن زياد وجعفر بن سليمان ويزيد ابن زريع وحاتم بن إسماعيل وخلق وروى عنه البخاري وأبو داود وروى الترمذي عن رجل عنه وإبراهيم الحربي وإسماعيل سمويه وابن أبي الدنيا وعثمان بن خرزاد ويعقوب الفسوي وطائفة قال ابن معين لا بأس ولكنه سمع من أبي عوانة وهو صغير توفي سنة ثلاث وعشرين ومائتين
أبو جعفر المسندي عبد الله بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن اليمان الحافظ أبو جعفر الجعفي البخاري المسندي لقب بذلك لأنه كان يعتني بالمسند ويزهد في المرسل وعلى يده جده الأعلى اليمان أسلم المغيرة جد البخاري سمع عبد الله من سفيان بن عيينة وإسحاق الأزرق ومروان بن معاوية وعبد الرحمان بن مهدي ورحل إلى عبد الرزاق وإلى سعيد بن أبي مريم وعمرو بن أبي سلمة وأقدم أشياخه الفضيل بن عياض ورى عنه البخاري والترمذي عن البخاري وعنه أبو زرعة وأبو حاتم ومحمد بن يحيى
الذهلي قال أبو حاتم صدوق قال الحاكم هو إمام الحديث في عصره بما وراء النهر بلا مدافعة توفي سنة تسع وعشرين ومائتين
عبد الله بن محمد بن أسماء بن عبيد روى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وروى عنه النسائي بواسطة وثقه أبو حاتم وتوفي سنة إحدى وثلاين ومائتين

236
الحافظ النفيلي عبد الله بن محمد النفيلي أبو جعفر القضاعي الحراني الحافظ روى عنه أبو داود وروى البخاري والترمذي والنسائي وابن ماجة عن رجل عنه وأحمد بن حنبل وابن معين والذهلي وأبو زرعة قال أبو داود أشهد علي أني لم أر أحفظ من النفيلي تجاوز الثمانين وتوفي سنة)
أربع وثلاثين ومائتين
المخرمي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن المسور بن مخرمة الزهري المخرمي البصري روى عنه مسلم والأربعة وقال أبو حاتم صدوق توفي سنة ست وخمسين ومائتين
أبو بكر بن أبي شيبة عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواسي الإمام أبو بكر العبسي مولاهم الكوفي الحافظ أحد الأعلام سمع القاضي شريك وأبا الأحوص وعبد السلام بن حرب وأبا خالد الأحمر وجرير بن عبد الحميد وابن المبارك وعلي بن مسهر وسفيان بن عيينة وعباد بن العوام وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث وخلف بن خليفة وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وعلي بن هاشم بن البريد وعمر بن عبيد وهشيم بن بشير وخلقا كثيرا وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وروى النسائي عن رجل عنه وابنه إبراهيم وابن أخيه محمد بن عثمان وأبو زرعة وبقي بن مخلد وخلق كثير قال ابن حنبل صدوق أحب إلي من أخيه وقال

237
العجلي ثقة وعن أبي عبيد قال أحسنهم وضعا لكتاب أبو بكر وقال الخطيب كان متقنا حافظا صنف المسند والأحكام والتفسير وتوفي سنة خمس وثلاثين ومائتين
القاضي الخلنجي عبد الله بن محمد بن أبي يزيد الخلنجي قاضي الكرخ وولي قضاء دمشق وكان جهميا من أصحاب ابن أبي دؤاد وهو ابن أخت علوية المغني توفي في حدود الستين ومائتين وكان الخلنجي قد تقلد قضاء الشرقية في أيام الأمين وكان يجلس إلى أسطوانة من أساطين المسجد فيستند إليها بجميع جسده وإذا جاءه الخصمان ترك الاستناد إليها فإذا فصل القضية عاد إلى الأسطوانة فعمد بعض المجان إلى رقعة من الرقاع التي يكتب فيها الدعاء فألصقها في موضع دنيته وطلاها بدبق قجاء الخلنجي وجلس فالتصقت دنيته بالدبق وتمكن منها فلما تقدم إليه الخصوم أقبل إليهم بجميع جسده فانكشف رأسه وبقيت موضعها مصلوبة فقام مغضبا وعلم أنها حيلة عليه فغطى رأسه بطليسانه وانصرف وتركها مصلوبة مكانها وقال بعض الشعراء فيه من المنسرح)
* إن الخنجلي من تتايهه
* أثقل باد لنا بطلعته
*
* ما تيه ذي نخوة مناسبة
* بين أخاوينه وقصعته
*
* يصالح الخصم من يخاصمه
* خوفا من الجور في قضيته
*
* لو لم تدبقه كف قابضه
* لصار تيها على رعيته
* واشتهرت القصة والأبيات ببغداد وعمل علوية ابن أخته حكاية أعطاها للزفافين والمخنثين فأحرجوه فيها فاستعفى الخلنجي من القضاء ببغداد وتولى بعض الكور البعيدة فولي دمشق أو حمص فلما ولي المأمون غناه علوية يوما شعر الخلنجي وهو من الطويل
* برئت من الإسلام إن كان ذا الذي
* أتاك به الواشون عني كما قالوا
*
* ولكنهم لما رأوك غرية
* بهجري تواصوا بالنميمة واحتالوا
*
* فقد صرت أذنا للوشاة سميعة
* ينالون من عرضي ولو شئت ما نالو
* فقال المأمون من يقول هذا قال قاضي دمشق فأشخص وجلس المأمون وأحضر علوية ودعي بالخلنجي فقال له أنشدني قولك برئت من الإسلام فقال يا أمير المؤمنين هذه أبيات قلتها منذ أربعين سنة وأنا صبي والذي أكرمك بالخلافة ما قلت شعرا

238
منذ أربعين سنة إلا في زهد أو في عتاب صديق فأجلسه وناوله قدحا فأرعد وبكى وأخذه وقال والله يا أمير المؤمنين ما غيرت الماء بشيء قط مما يختلف في تحليله فقال لعلك تريد نبيذ الزبيب أو التمر فقال لا والله لا أعرف شيئا من ذلك فأخذ المأمون القدح من يده وقال أما والله لو شربت شيئا من هذا لضربت عنقك ولقد ظننت أنك صادق في كل قولك ولكن لا يتولى القضاء لي أبدا رجل يحلف ببراءته في الإسلام انصرف إلى منزلك وأمر علوية أن يغير هذه الكلمة ويقول بدلها حرمت مناي منك
المخرمي عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي روى عنه ابن صاعد وابن مخلد وآخرون قال ابن أبي حاتم سمعت منه مع أبي وهو صدوق وتوفي سنة خمس وستين ومائتين قلت كذا ذكره الشيخ شمس الدين والظاهر أنه الذي تقدم ذكر وفاته في سنة ست وخمسين ومائتين
أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري البغدادي العنبري قال الدارقطني ثقة صدوق)
وتوفي سنة سبعين ومائتين
النوقاني عبد الله بن محمد بن أحمد بن الخليل بن أحمد بن محمد بن أبي حامد ابن أسد ابم إبراهيم الخليلي النوقاني أبو بكر كان فقيها فاضلا عارفا بالمذهب والخلاف مشهورا بالعلم والرواية قدم بغداد حاجا سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة وأقام بها وحدث عن والده ومن شعره
الكرندي اليمني عبد الله بن محمد أبو محمد الكرندي بفتح الكاف وكسر الراء وسكون النون من أهل اليمن شاعر قدم بغداد ومدح المستظهر بالله وروى عنه أبو طاهر السلفي في معجم شيوخه ومن شعره من البسيط

239
* يا سر سري وروح الروح من بدني
* ويا حقيقة تحقيق نفى وسني
*
* أنت الحياة التي تحيا الحياة بها
* يا نفس نفس بنفس النفس مقترن
*
* تحقق الحق قلبي فاستطار له
* فليس يلوي على أهل ولا وطن
*
* مشرد الأنس بين الإنس شرده
* سماع من سمع النجوى بلا أذن
* قلت رحى تطحن قرونا
الأمير ابن المعتز عبد الله بن محمد وقيل اسم أبيه الزبير أبو العباس بن المعتز ابن المتوكل ابن المعتصم بن الرشيد بن المهدي بن المنصور الأمير الأديب صاحب الشعر البديع والنثر الفائق أخذ الأدب والعربية عن المبرد وثعلب عن مؤدبه أحمد بن سعيد الدمشقي مولده في شعبان سنة تسع وأربعين ومائتين
قتل سرا في ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائتين قامت الدولة ووثبوا على المقتدر وأقاموا ابن المعتز فقال بشرط أن لا يقتل بسببي مسلم ولقبوه المرتضى بالله وقيل المنصف بالله وقيل الغالب بالله وقيل الراضي بالله وأقام يوما وليلة ثم إن أصحاب المقتدر تحزبوا واجتمعوا وتحاربوا هم وأعوان ابن المعتز وشتتوهم وأعادوا المقتدر إلى دسته واختفى ابن المعتز في دار ابن الجصاص الجوهري فأخذه المقتدر وسلمه إلى مؤنس الخادم الخاذن فقتله)
وسلمه إلى أهله ملفوفا في كساء وقيل إنه مات حتف أنفه وليس بصحيح بل خنقه مؤنس ودفن في خرابة إزاء داره وقضيته مشهورة فيها طول وهذه خلاصتها وكان شديد السمرة مسنون الوجه يخضب بالسواد وكان اسم أمه قبيحة لحسنها وله من التصانيف كتاب الزهر والرياض وكتاب البديع وكتاب مكاتبات الإخوان بالشعر وكتاب الجوارح والصيد وكتاب السرقات وكتاب أشعار الملوك وكتاب الآداب وكتاب حلى الأخبار وكتاب طبقات الشعراء وكتاب الجامع في الغناء كتاب فيه أرجوزة في ذم الصبوح وهو أول من صنف في صنعة

240
الشعر فوضع كتاب البديع وقال إن البديع اسم لفنون الشعر يذكرها فوضع كتاب البديع وقال إن البديع اسم لفنون الشعر يذكرها الشعراء ونقاد المتأخرين بينهم فأما العلماء باللغة والشعراء القديم الجاهلي والمخضرمي والعربي فلا يعرفون هذا الاسم ولا يدرون ما هو قال وما جمع فنون البديع غير ولا سبقني إليه أحد وهو أشعر بني هاشم على الإطلاق وأشعر الناس في الأوصاف والتشبيه ليس لأحد مثل تشبيهاته وكان يقول إذا قلت كأن ولم أت بعدها بالتشبيه ففض الله فأي وكان يحب غلامه نشوان وجاريته شرة ولما مات قام ابن بسام يرثيه من البسيط
* لله درك من ميت بمضيعة
* ناهيك في العلم والآداب والحسب
*
* ما فيه لو ولا ليت فتنقصه
* وإنما أدركته حرفة الأدب
* وقال فيه بعض الأدباء من البسيط
* لا يبعد الله عبد الله من ملك
* سام إلى المجد والعلياء مذ خلقا
*
* قد كان زين بني العباس كلهم
* بل كان زين بني الدنيا حجى وتقى
*
* أشعاره زيفت بالشعر أجمعه
* وكل شعر سواها بهرج ولقى
* من كلام ابن المعتز بالله في الآداب والمواعظ والحكم الأدب صورة العقل فحسن أدبك كيف شئت إعادة الاعتذار تذكير بالذنب في العواقب شاف أو مريح إذا كثر الناعي إليك قام الناعي بك العقل غريزة تربيها التجارب العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم النصح بين الملأ تقريع إذا تم العقل نقص الكلام الأمل رفيق مؤنس إن لم يبلغك فقد استمعت به لا يقوم عز الغضب بذل الاعتذار نفاق المرء من ذله وعقوبة الحاسد من نفسه من أحب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبورا علامة الكذاب جوده باليمن لغير مستحلف من ذاد أدبه على عقله كان)
كالراعي الضعيف مع نعم كثيرة إفرح بما لم تنطق به من الخطأ مثل فرحك بما لم تسكت عنه من الصواب إذا علمت فلا تفكر في كثرة من دونك من الجهال ولكن اذكر من فوقك من العلماء المرض سجن البدن والهم سجن الروح الدار الضيقة العمى الأصغر إذا هرب الزاهد من الناس فاطلبه إذا طلب الناس فاهرب منه البشر دال على السخاء كما يدل النور على الثمر من تملقك فقد استغمر فطنتك الشيب أول مواعيد الفناء لا تشن وجه العفو بالتقريع إنما أهل الدنيا كصور في صفيحة كلما نشر بعضها طوي بعضها العاقل لا يدعه ما ستر الله من عيوبه يفرح ما يظهر من محاسنه أن تذم بالعطاء خير من أن تذم بالمنع العجز نائم والحزم يقظان من تجرى لك تجرى عليك ما عفى عن الذنب من قرع به الحسد والنفاق والكذب أثافي الذل أمر المكاره ما لم يحتسب عبد الشهوة أذل من عبد الرق لا تستبطئ

241
الإجابة للدعاء وقد سددت طريقة بالذنوب الناس اثنان واحد لا يكتفي وطالب لا يجد كلما كثر خزان الأسرار ازدادت ضياعا ما أدري أيما أمر موت الغنى أم حياة الفقر أفقرك الوالد وعاداك الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له من كثر تملقه لم يعرف بشره من أكثر المشورة لم يعدم عند الصواب مادحا وعند الخطأ عاذرا شكرك نعمة سالفة تقتضي نعمة مستأنفه كلما حسنت نعمة الجاهل ازداد قبحا فيها من قبل عطاءك فقد أعانك على الكرم ولولا من يقبل الجود لم يكن من يجود العالم يعرف الجاهل لأنه قد كان جاهلا والجاهل لا يعرف العارف لأنه لم يكن عارفا كفى بالظفر للمذنب إلى الحليم من ترفع بعلمه وضعه الله بعلمه زلة العالم كانكسار السفينة يغرق معها خلق كثير من كتم علما فكأنه جاهله علم المنافق في قوله وعلم المؤمن في عمله إنما يحبك من لا يتملقك ويثني عليك من لا يسمعك من مدحك بما لا يليق فحقيق أن يذمك بما ليس فيك أبق لرضاك من غضبك لا يرضى عنك الحسود حتى تموت إذا قدمت الرحمة شبهت بالقرابة لا تسرع إلى أرفع موضع في المجلس فالموضع الذي ترفع إليه خير من الموضع الذي تحط عنه
إذا زادك السلطان تأنيسا فزده إجلالا أصغر الأعداء اخفاهم مكيدة وأمضهم على المغلوب ظفرا لو تميزت الأشياء كان الكذاب مع الجبن والصدق مع الشجاعة والتعب مع الطمع والراحة مع اليأس والحرمان مع الحرص والذل مع الدين المعروف إليك غل لا يفكه إلا شكر أو مكافأة إذا حضر الأجل افتضح الأمل رأس السخاء أداء الأمانة الصبر على)
المصيبة مصيبة على الشامت بها من كثر مزاحه لم يخل من استخفاف به أو حقد عليه كثرة الدين تضطر الصادق إلى الكذب والمنجز إلى الإخلاف الوعد أول العطاء وآخره إنجازه رب صديق تؤتى من جهله لا من نيته أول الغضب جنون وآخره ندم إنفرد بسرك لا وتودعه حازما فيزل ولا جاهلا فيخون علم الإنسان ولده المخلد المعروف رق والمكافأن عتق من لم يقدم الامتحان قبل الثقة والثقة قبل الأمن أثمرت مودته ندما الجاهل صغير وإن كان شيخا والعالم كبير وإن كان حدثا الميت يقل الحسد له ويكثر الكذب عليه أبخل الناس بماله أجودهم بعرضه أذكر عند الظلم عدل الله فيك وعند القدرة قدرة الله عليك أعرف الناس بالله أرضاهم عن أقداره الملك بالدين يبقى والدين بالملك يقوى العجب شر آفات العقل الخضاب من شهود الزور الزهد في الدنيا الراحة العظمى الظلم من اللؤم والإنصاف من الكرم غضب الجاهل في قوله وغضب العاقل في فعله طلاق الدنيا مهر الجنة وقال بعض من كان يخدمه إنه خرج يوما يتنزه ومعه ندماؤه وقصد باب الحديد وبستان الناعورة وكان ذلك آخر أيامه فأحذ خزفة وكتب بالجص من المجتث
*

242
سقيا لظل زماني
* ودهري المحمود
*
* ولى كليلة وصل
* قدام يوم صدود
* قال وضرب الدهر ضربانه ثم عدت بعد قتل ابن المعتز فوجدت خطه خفيا وتحته مكتوب من المجتث
* أف لظل زماني
* وعيشي المنكود
*
* فارقت أهلي وإلفي
* وصاحبي ووددي
*
* ومن هويت جفاني
* مطاوعا لحسودي
*
* يا رب موتا وإلا
* فراحة من صدود
* وكان ابن المعتز حنفي المذهب لقوله من أبيات من الطويل
* فهاتا عقارا في قميص زجاجة
* كياقوتة في درة تتوقد
*
* وقتني من نار الجحيم بنفسها
* وذلك من إحسانها ليس يجحد
* وكان سني العقيدة منحرفا عن العلوين قال ولهذا في قصيدته البائية التي أولها من المتقارب
* ألا من لعيني وتسكابها
* تشكى القذى وبكاها بها
*)
ومنها من المتقارب
* نهيت بني رحمي لو وعوا
* نصيحة بر بأنسابها
*
* وراموا قريشا أسود الشرى
* وقد نشبت بين أنيابها
*
* قتلنا أمية في دارها
* فكنا أحق بأسلابها
*
* وكم عصبة قد سفت منكم ال
* خلافة صابا باكوابها
*
* إذا ما دنوتم تلقتكم
* زبونا وقرت بجلا بها
*
* ولما أبي الله ان تملكوا
* دعينا إليها فقمنا بها
*
* وما رد حجابها وافدا
* لنا إذ وقفنا بأبوابها
*
* كقطب الرحى واقفت أختها
* دعونا لها وعلينا بها
*
* ونحن ورثنا ثياب النبي
* فلم تجذبون بأهدابها
*
* لكم رحم يا بني بنته
* ولن أرى العم أولى بها
*

243
قلت أخذ هذا من قول منصور النمري وقول مروان ابن أبي حفصة وسيأتي ذلك في ترجمة منصور النمري
* به نصر الله محل الحجاز
* وأبرأها بعج أوصابها
*
* ويوم حنين فداعيكم
* وقد أبدت الحرب عن نابها
*
* فلما علا الحبر أكفانه
* هوى ملل بين أثوابها
*
* فمهلا بني عمنا إنها
* عطية رب حبانا بها
*
* وأقسم أنكم تعلمو
* ن أنا لها خير أربابها
* وقد أجابه عن ذلك صفي الدين الحلي في وزنها ورويها أنشدني ذلك لنفسه إجازة من المتقارب
* ألا قل لشر عبيد الإله
* وطاغي قريش وكذابها
*
* وباغي العباد وباغي العناد
* وهاجي الكرام ومغتابها
*
* أأنت تفاخر آل النبي
* وتجحدها فضل أحسابها
*
* بكم باهل المصطفى أم بهم
* فرد العداة بأوصابها
*
* أعنكم نفى الرجس أم عنهم
* لطهر النفوس وألبابها)
* (أما الرجس والخمر من دأبكم
* وفرط العبادة من دابها
*
* وقلت ورثنا ثياب النبي
* فكم تجذبون بأهدابها
*
* وعندك لا تورث الأنبياء
* فكيف حظيتم بأثوابها
*
* فكذبت نفسك في الحالتين
* ولم تعلم الشهد من صابها
*
* أجدك يرضى بما قلته
* وما كان يوما بمرتابها
*
* وكان بصفين من حزبهم
* لحرب الطغاة وأحزابها
*
* وقد شمر الموت عن ساقه
* وأكشرت الحرب عن نابها
*
* فأقبل يدعو إلى حيدر
* بإرغابها وبإرهابها
*
* وآثر أن يرتضيه الأنام
* من الحكمين لإسهابها
*
* ليعطي الخلافة أهلا لها
* فلم يرتضوه لإيجابها
*

244
* وصلى مع الناس طول الحياة
* وحيدر في صدر محرابها
*
* فهلا تقمصها جدكم
* إذا كان إذ ذاك أحرى بها
*
* وإذ جعل الأمر شورى لهم
* فهل كان من بعض أربابها
*
* أخامسهم كان أم سادسا
* وقد جليت بين خطابها
*
* وقولك أنتم بنو بنته
* ولكن بنو العم أولى بها
*
* بنو البنت أيضا بنو عمه
* وذلك أدنى لأنسابها
*
* فدع في الخلافة فضل الخلاف
* فليست ذلولا لركابها
*
* وما أنت والفحص عن شأنها
* وما قمصوك بأثوابها
*
* وما ساورتك سوى ساعة
* فما كنت أهلا لأسبابها
*
* وكيف يخصوك يوما بها
* ولم تتأدب بآدابها
*
* وقلت بأنكم القاتلون
* أسود أمية في غابها
*
* كذبت وأسرفت فيما ادعيت
* ولم تنه نفسك عن عابها
*
* فكم حاولتها سراة لكم
* فردت على نكص أعقابها
*
* ولولا سيوف أبي مسلم
* لعزت على جهد طلابها
*
* وذلك عبد لهم لا لكم
* رعى فيكم قرب أنسابها)
* (وكنتم أسارى بطون الحبوس
* وقد شفكم لثم أعتابها
*
* فأخرجكم وحباكم بها
* وقمصكم فضل جلبابها
*
* فجازيتموه بشر الجزاء
* لطغوى النفوس وإعجابها
*
* فدع ذكر قوم رضوا بالكفاف
* وجاءوا الخلافة من بابها
*
* هم الزاهدون هم العابدون
* هم العالمون بآدابها
*
* هم الصائمون هم القائمون
* هم الساجدون بمحرابها
*
* هم قطب ملة دين الإله
* ودور الرحي بأقطابها
*
* عليك بلهوك بالغانيات
* وخل المعالي لأصحابها
*
* ووصف العذراء ذات الخمار
* ونعت العقار بألقابها
*
* فذلك شأنك لا شأنهم
* وجري الجياد بأحسابها
*

245
من قول ابن المعتز يفخر على العلويين من هذه المادة من المتقارب
* فأنتم بنو بنته دوننا
* ونحن بنو عمه المسلم
* ومنه أيضا من الطويل
* وأعطاكم المأمون عهد خلافة
* لنا حقها لكنه جاد بالدنيا
* ومنه من الطويل
* دعوا آل عباس وإرث أبيهم
* وإياكم منهم فإنهم هم
*
* ملوك إذا خاضوا الوغى فسيوفهم
* مقابضها مسك وسائرها دم
* ومنه قوله عند الانتصار عليهم من الطويل
* قدحتم زناد الحرب أول مرة
* لنا وخلعتم بيننا ربقة العهد
*
* وفاخرتم قوما بهم فاز قد حكم
* وهم علموكم في الملا حبوة المجد
*
* فلذنا بركن الصبر وانتصفت لنا
* صوارم تعدينا إذا قل من يعدي
* ومن شعره من البسيط
* مستيقظ لا يفل الشك عزمته
* كأن أوهامه أبصار أقوام
*
* لا يشتكي الدهر إن خطب ألم به
* إلا إلى صعدة أوحد صمصام
* ومنه من المتقارب)
* تفقد مساقط لحظ المريب
* فإن العيون وجوه القلوب
*
* وطالع بوادره في الكلام
* فإنك تجني ثمار الغيوب
* ومنه من مجزوء البسيط
* عجل شيبي على شبابي
* ولي ديون على الحبيب
*
* لما تولى الصبي سريعا
* صفقت وجهي على المشيب
* ومنه من السريع
* سابق إلى مالك وراثه
* ما المرء في الدنيا بلباث
*
* كم صامت يخنق أكياسه
* قد صاح في ميزان ميراث
* وقال ابن المعتز رحمه الله في ذم الصبوح من الرجز
* لي صاحب قد لامني وزادا
* في تركي الصبوح ثم عادا
*

246
* قال ألا تشرب بالنهار
* وفي ضياء الفجر والأسحار
*
* إذا وشى بالليل صبح فافتضح
* وذكر الطائر شجوا فصدح
*
* والنجم في حوض الغروب وارد
* والفجر في إثر الظلام طارد
*
* ونفض الليل على الروض الندى
* وحركت أغصانه ريح الصبا
*
* وقد بدت فوق الهلال كرته
* كهامة الأسود شابت لحيته
*
* فجمش الدار ببعض نوره
* والليل قد رفع من ستوره
*
* وقدت المجرة الظلاما
* تحسبها في ليلها إذا ما
*
* تنفس الصبح ولما يشتغل
* بين النجوم مثل خرق المكتهل
*
* وقال شرب الليل قد آذانا
* وطمس العقول والأذهانا
*
* وشكت الجن إلى إبليس
* أنهم في أضيق الحبوس
*
* يبول في وجههم ويخرا
* ويقتل الذباب منهم صبرا
*
* أما ترى البستان كيف نورا
* ونشر المنثور بردا أصفرا
*
* وضحك الورد إلى الشقائق
* واعتنق القطر اعتناق الوامق
*
* في روضة كحلة العروس
* وخرم كهامة الطاوس
*
* وياسمين في ذرى الإغصان
* منظما كقطع العقيان)
* (والسرو مثل قضب الزبرجد
* قد استمد الماء من ترب ند
*
* على رياض وثرى ثري
* وجدول كالمبرد المجلي
*
* وفرش الخشخاش جيبا وفتق
* كأنه مصاحف بيض الورق
*
* حتى إذا ما انتشرت أوراقه
* وكاد أن ينأد ريا ساقه
*
* صار كأقداح من البلور
* كأنما تجسمت من نور
*
* وبعضه عريان من أثوابه
* قد خجل البائس من أصحابه
*
* تبصره بعد انتثار الورد
* مثل الدبابيس بأيدي الجند
*
* والسوسن الآزاذ منشور الحلل
* كقطن قد مسه بعض البلل
*
* نور في حاشيتي بستانه
* ودخل الميدان في ضمانه
*
* وقد بدت في ثمار الكنكر
* كأنها جماجم من عنبر
*

247
* وحلق البهار فوق الآس
* جمجمة كهامة الشماس
*
* حيال شيح مثل شيب النصف
* وجوهر من زهر مختلف
*
* وجلنار كاحمرار الخد
* أو مثل أعراف ديوك الهند
*
* والأقحوان كالثنايا الغر
* قد صقلت أنواره بالقطر
*
* قل لي أهذا حسن بالليل
* ويلي مما تشتهي وعولي
*
* وأكثر الفضول والأوصافا
* فقلت قد حببت لي الخلافا
*
* بت عندنا حتى إذا الصبح سفر
* كأنه جدول ماء منفجر
*
* قمنا إلى زاد لنا معد
* وقهوة صراعة للجلد
*
* كأنما حبابها المنشور
* كواكب في فلك تدور
*
* ومسمع يلعب بالأوتار
* أرق من نائحة القماري
*
* ولا تقل لي قد ألفت منزلي
* فتفسد القول بعذر مشكل
*
* فقال هذا أول الجنون
* متى ثوى الضب بوادي النون
*
* دعوتكم إلى الصباح ثم لا
* أكون فيه إذ أجبتم أولا
*
* لي حاجة لا بد من قضائها
* فتستريح النفس من عنائها
*
* ثم أجي والصبح في عنان
* من قبل أن يغفر بالأذان)
* (ثم مضى يوعد بالبكور
* وهز رأس فرح مسرور
*
* فقمت منه خائفا مرتاعا
* وقلت ناموا ويحكم سراعا
*
* لتأخذ العين من الرقاد
* حضا إلى تغليسة المنادي
*
* فمسحت جنوبنا المضاجعا
* ولم أكن للنوم قبل طائعا
*
* ثمت قمنا والظلام مطرق
* والطير في أوكارها لا تنطق
*
* وقد تبدى النجم في سواده
* كحلة الراهب في حداده
*
* ونحن نصغي السمع نحو الباب
* فلم نجد حسا من الكذاب
*
* حتى تبدت حمرة الصباح
* وأوجع للندمان سوط الراح
*
* وقامت الشمس على الرؤوس
* وملك السكر على النفوس
*
* جاء بوجة بارد التبسم
* مفتضح لما جنى مذمم
*

248
* يعثر وسط الدار من حيائه
* وينتف الأهداب من ردائه
*
* فعطعط القوم به حتى سدر
* وافتتح القول بعي وحصر
*
* وقال يا قوم اسمعوا كلامي
* لا تسرعوا ظلما إلى ملامي
*
* فجاءنا بقصة كذابه
* لم يفتح القلب لها أبوابه
*
* كعذر العينين يوم السابع
* إلى عروس ذات فرج ضائع
*
* قال اشربوا فقلت قد شربنا
* أتيتنا ونحن قد سكرنا
*
* فلم يزل بشأنه منفردا
* يرفع بالكأس إلى فيه يدا
*
* والقوم من معذر نشوان
* أو غرق في نومه وسنان
*
* كأنه آخر خيل الحلبه
* له من السواس ألف ضربه
*
* مجتهدا كأنه قد أفلحا
* يطلع في آثارها مقبحا
*
* فاسمع فإني للصبوح عائب
* عندي من أخباره عجائب
*
* إذا أردت الشرب عند الفجر
* والنجم في لجة ليل يسري
*
* وكان برد فالنديم يرتعد
* وريقه على الثنايا قد جمد
*
* وللغلام ضجرة وهمهمه
* وشتمة في صدره مجمجمه
*
* يمشي بلا رجل من النعاس
* ويدفق الكأس على الجلاس)
* (ويلعن المولى إذا دعاه
* ووجهه إن جاء في فقاه
*
* وإن أحس من نديم صوتا
* قال مجيبا طعنة وموتا
*
* وإن يكن للقوم ساق يعشق
* فجفنه بجفنه مدبق
*
* ورأسه كمثل فرو قد مطر
* وصدغه كالصولجان المنكسر
*
* أعجل من مسواكه وزينته
* وهيئة تنضر حسن صورته
*
* فجاءهم بفسوة اللحاف
* محمولة في الثوب والأعطاف
*
* كأنه عض على دماغ
* متهم الأنفاس والأرفاغ
*
* يخدمهم بشفشج محلول
* ويحمل الكأس بلا منديل
*
* فإن طردت البرد بالستور
* وجئت بالكانون والسمور
*
* فأي فضل للصبوح يعرف
* على الغبوق والظلام مسدف
*

249
* ولو دسست في است محموم لما
* نجا من القر إذا ما صمما
*
* تحس من رائحة الشمائل
* صرصرة ترسب في المفاصل
*
* وقد نسيت شرر الكانون
* كأنه نثار ياسمين
*
* يرمي به الجمر إلى الأحداق
* إن رمى قرطس في الآماق
*
* وترك البساط بعد الخمد
* ذا نقط سود كجلد الفهد
*
* وقطع المجلس باكتئاب
* وذكرحرق النار للثياب
*
* ولم يزل للقوم شغلا شاغلا
* وأصبحت جبابهم مناخلا
*
* حتى إذا ما ارتفعت شمس الضحى
* قيل فلان وفلان قد أتى
*
* وربما كان ثقيلا يحتشم
* فطول الكلام حينا وجثم
*
* ورفع الريحان والنبيذ
* وزال عنا عيشنا اللذيذ
*
* ولست في طول النهار آمنا
* من حادث لم يك قبل كائنا
*
* أو خبر يكره أو كتاب
* يقطع طبيب اللهو والشراب
*
* فاسمع إلى مشالب الصبوح
* في الصيف قبل الطائر الصدوح
*
* حين حلا النوم وطاب المضجع
* وانحسر الليل ولذ المهجع
*
* وانهزم البق وكن رتعا
* على الدماء واردات شرعا)
* (من بعد ما قد أكلو الأجسادا
* وطيروا عن الورى الرقاد
*
* فقرب الزاد إلى نيام
* ألسنهم ثقيلة الكلام
*
* من بعد أن دب عليه النمل
* وحية تقذف سما صل
*
* وعقرب محذورة قتاله
* وجعل فوارة بواله
*
* وللمغني عارض في حلقه
* ونعسة قد قدحت في حذقه
*
* وإن أدرت الشرب بعد الفجر
* والصبح قد سل سيوف الحر
*
* فساعة ثم تجيك الدامغة
* بنارها فلا تسوغ سائغة
*
* ويسخن الشراب والمزاج
* ويكثر الخلاف والضجاج
*
* من معشر قد جرعوا الحميما
* وطمعوا من زادهم سموما
*
* وغيمت أنفاسهم أقداحهم
* وعذبت أقداحها أرواحهم
*

250
* وأولعو بالحك والتفرك
* وعصت الآباط أمر المرتك
*
* وصار ريحانهم كالقت
* فكلهم لكلهم ذو مقت
*
* وبعضهم يمشي بلا رجلين
* ويأخذ الكأس بلا يدين
*
* وبعضهم محمرة عيناه
* من السموم محرق خداه
*
* وبعضهم عند ارتفاع الشمس
* يحس جوعا مؤلما للنفس
*
* فإن أسر ما به تهوسا
* ولم يطق في ضعفة تنفسا
*
* وطاف في أصداغه الصداع
* ولم يكن بمثله انتفاع
*
* وكثرت حدته وضجره
* وصار كالجمر يطير شرره
*
* وهم بالعربدة الوحيه
* وصرف الكاسات والتحية
*
* وظهرت سبعية في خلقه
* ومات كل صاحب من فرقه
*
* وإن دعا الشقي بالطعام
* خيط جفنيه على المنام
*
* وكلما جاءت صلاة واجبه
* فسا عليها فتولت هاربه
*
* فكدر العيش بيوم أبلق
* أقطاره بلهوه لم تلتق
*
* فمن أدام للشقاء هذا
* من فعله والتذه التذاذا
*
* لم يلف إلا دنس الأثواب
* مهوسا بهوس الأصحاب)
* (يزداد مهنوا وضنى وسقما
* ولا تراه الدهر إلا فدما
*
* ذا شارب وظفر طويل
* ينغص الزاد على الأكيل
*
* ومقلة مبيضة المآقي
* وأذن كحقة الدرياق
*
* وجسد عليه جلد من وسخ
* كأنه شرب نفطا أو لطخ
*
* تخال تحت إبطه إذا عرق
* لحية قاض قد نجا من الغرق
*
* وريقة كمثل طوق من أدم
* وليس من ترك السواك يحتشم
*
* في صدره من واكف وقاطر
* كأثر الذرق على الكنادر
*
* هذا وما تركت أكثر
* فجربوا ما قلته وفكروا
* قلت إنما أثبت هذه المزدوجة بطولها لما فيها من بدائع التشبيه وغرائب الاستعارة وقد عارضه فيها الشريف أبو الحسن علي بن الحسين بن حيدرة العقيلي وعكس مقصوده ومدح فيها الصبوح ولكن ليست كهذه فتانة فإن هذه درة يتيمة وتلك مرجانة وسوف تأتي إن

251
شاء الله تعالى في ترجمة المذكور في مكانه
ومنه من الطويل
* وطافت بأقداح المدامة بيننا
* بنات نصارى قد تزين بالخفر
*
* وتحت زنانير شددن عقودها
* زنانير أعكان معاقدها السرر
* قلت نقل هذا المعنى التهامي من هنا فقال من البسيط
* وغادرت في العدا طعنا يحف به
* ضرب كما حفت الأعكان بالسرر
* ومنه من الطويل
* ألست ترى شيبا لرأسي ماثلا
* ونت حيلي عنه وضاق به ذرعي
*
* كأن المناقيش التي تعتورنه
* مناقير طير تتقي سنبل الزرع
* ومنه من الكامل
* ومحجل غر اليمين كأنه
* متبخر يمشي بكم مسبل
*
* متلثم لجم الحديد يلوكها
* لوك الفتاة سواكها من إسحل
* ومنه في روضة من البسيط
* تضاحك الشمس أنوار الرياض بها
* كأنما نثرت فيها الدنانير)
* (وتأخذ الريح من دخانها عبقا
* كأن تربتها مسك وكافور
* ومنه من البسيط
* والريح تجذب أطراف الرداء كما
* أفضى شفيق إلى تنبيه وسنان
* ومنه من الطويل
* وأصبح يحدي للنوى كل بازل
* سفينة أسفار على الأرض تسبح
*
* وقد ثقلت أخفافه فكأنها
* من الأين أرحاء تشال وتطرح
* ومنه من الوافر
* وفتيان سروا والليل داج
* وضوء الصبح متهم الطلوع
*
* كأن بزاتهم أمراء جيش
* على أكتافهم صدأ الدروع
*

252
ومنه في الهلال والثريا من المنسرح
* قد انقضت دولة الصيام وقد
* بشر سقم الهلال بالعيد
*
* بتلو الثريا كفاغر شره
* يفتح فاه لأكل عنقود
* ومنه من الكامل
* في ليلة أكل المحاق هلالها
* حتى تبدي مثل وقف العاج
*
* والصبح يتلو المشتري فكأنه
* عريان يمشي في الدجى بسراج
* ومنه من الطويل
* وقد صغت الجوزاء حتى كأنها
* وراء نجوم هاويات هاويات وغور
*
* صنوج على رقاصة قد تمايلت
* لتلهي شربا بين دف ومزهر
* ومنه في الحية من البسيط
* كأنها حين تبدو من مكامنها
* غضن تفتح فيه النور والورق
*
* يستل منها لسان تستغيث به
* كما تعوذ بالسبابة الفرق
* ومنه من الوافر
* أطال الدهر في بغداذ همتي
* وقد يشقى المسافر أو يفوز
*
* ظللت بها على كرهي مقيما
* كعنين تعانقه عجوز
* ومنه من المتقارب)
* إذا ما طعنا بطون الدنان
* وسار دم الكرم منهن سورا
*
* كأن خراطيمها في الزجاج
* خراطيم نحل ينقين نورا
* ومنه من السريع
* كأنما أقداحنا فضة
* قد بطنت بالذهب الأحمر
* ومنه من الوافر
* كأن بكاسها نارا تلظى
* ولولا الماء كان لها حريق
*
* كأن غمامة بيضاء بيني
* وبين الراح تحرقها البروق
* ومنه من السريع
* يا رب ليل سحر كله
* مفتضح البدر عليل النسيم
*
* لم أعرف الإصباح الإصباح في ضوئه
* لما بدا إلا بسكر النديم
*

253
صاحب الأندلس عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان الحكم بن هشام بن عبد الرحمان ابن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية عبد شمس بن عبد مناف بن قصي الأموي المرواني صاحب الأندلس ولي الأمر بعد أخيه المنذر بن محمد وطالت أيامه وبقي خمسا وعشرين سنة وكان من الأمراء العادلين الذين يعز وجودهم وكان صالحا تقيا كثير العبادة والتلاوة رافعا علم الجهاد ملتزما للصلوات في الجامع وله غزوات مشهورة وكان أديبا عالما توفي في غرة شهر ربيع الآخر سنة ثلاثمائة وبلغ من السن اثنتين وسبعين سنة وسوف يأتي ذكر أخيه المنذر في حرف الميم مكانه إن شاء الله تعالى قال صاحب الريحان والريعان ثم وليها عبد الله بن محمد ولاية منحلة وقد كان الناس سئموا الحرب والفتنة فانصدعوا في كل جهة ثم ثابت المملكة بظفره بحصون ابن حفصون والوقايع التي أوقع به ووفر على المسلمين وأنمى لهم بيت مالهم فلم يمد يدا إليهم واقتصر على مؤنته وعلى مؤنة من يعوله من مال نفسه وخاصة كسبه وحل ميراثه وحمل على ذلك ولده وسائر خاصته فلم ينفق من مال الله شيئا إلا في موضعه من الذب عن بلاد المسلمين وحوزة الدين وكان روعا
ومن شعره من المنسرح
* لهفي على شادن كجيل
* في مثله يخلع العذار)
* (كأنما وجنتاه ورد
* خالط محمره البهار
*
* قضيب بان إذا تنثى
* يدير طرفا به أحورار
*
* يصفو وحبي عليه وقف
* ما اطرد الليل والنهار
* ومنه من السريع

255
* يا كبد العشاق ما أوجعك
* ويا أسير الحب ما أخضعك
*
* ويا رسول العين من لحظها
* بالرد والتبليغ ما أسرعك
*
* تنطق بالسحر وتأتي به
* في مجلس يخفى على من معك
* ومنه من مجزوء الرمل
* هذه الدار التي قد
* كنت من قبل أزور
*
* قد محاها الدهر بعدي
* مثل ما تمحى المطور
*
* عج بها حتى يوفي
* حقها القلب الصبور
*
* ما قلوب لم تذب بع
* د النوى إلا صخور
* وكان جميلا يملأ العين بهاء وكان متواضعا يلازم الصلوات في الجامع ليلا ونهارا وكان يشاور العلماء ويزورهم وكان متصرفا في العلوم إلا أنه ينسب إلى البخل المفرط الذي آل به إلى فساد ملكه وقاسى من بخله سبطه الناصر إلا أنه اختص بخدمته من صغره من ذلك أنه خرج معه يوما فنزل عن فرسه لقضاء صلاة فهرب الفرس وتعب أصحاب الموكب في أمره حتى أخذوه فقال له يا عبد الرحمان مالي أراك بغير خصي يحفظ دابتك فقال له الناصر ليس يفضل لي من راتبي ما اتخذه به فقال إذا انصرفنا إلى القصر ذكرني فلما ذكره وهو لا يشك أن الوصيف حاصل أمر له بشكيمة مليحة وكتب عنه الناصر كتابا أرضاه به فقال له قم إلى تلك الطاق فخذ تلك الدجاجة بما معها من الرقاق فقد آثرتك بها مبارك لك فيها
ابن البندار عبد الله بن محمد بن الحسين بن ناقيا بن داود أبو القاسم بن أبي الفتح الحنفي الشاعر المعروف بابن البندار البغدادي قال محب الدين ابن النجار هكذا رأيت اسمه بخط يده ورأيت بخط عبد الوهاب الأنماطي اسمه عبد الباقي ذكر في عبد الباقي

256
ابن القلعي)
عبد الله بن محمد بن الحسين الأواني أبو محمد الكاتب المعروف بابن القلعي أخو محمد كان أديبا شاعرا وورى عن الشريف مسعود بن المحسن البياضي وأبي علي بن الشبل وأبي القاسم بن ناقيا وورى عنه أبو طاهر السلفي في معجم شيوخه
أترجه الشاعر عبد الله بن محمد بن داود الهاشمي أترجة كان شاعرا مدح المستعين بالله قال دخلت على المستعين وقد خرج من الكرخ فأنشدته من الطويل
* غدوت بسعد غدوة لك باكره
* فلا زالت الدنيا بملكك عامره
*
* ونال مواليك الغنى بك ما بقوا
* وعزوا وعزت دولة لك ناضره
*
* بقيت علينا غيث جود ورحمة
* فنلنا بدنيا منك فضلا وآخره
*
* فلا خائف إلا بسطت أمانه
* ولا معدم إلا سددت مفاقره
*
* تبين سبق المستعين بفضله
* على غيره نعماء في الناس ظاهره
* فدفع إليه خريطة فيها دنانير ودعا بغالية فجعل يغلفه بيده
الوزير الخاقاني عبد الله بن محمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أبو القاسم الوزير ابن أبي علي الوزير
ولي الوزارة للمقتدر بعد ابن الفرات برأي مؤنس الخادم سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة وكان رجلا قد مارس وجرب وتكهل وكان حسن البلاغة والأدب مليح الخط جوادا قبض عليه سنة ثلاث عشرة فكانت وزارته ثمانية عشرة شهرا ووكل به في منزله ولم يزل عليلا بالسل إلى أن توفي سنة أربع عشرة وثلاثمائة وسيأتي ذكر جده
أبو محمد الحافظ البربري عبد الله بن محمد بن ناجية بن نجبة أبو محمد البربري ثم البغدادي الحافظ كان ثقة ثبتا ممتعا بإحدى عينيه توفي عن سن عالية سنة إحدى وثلاثمائة سمع أبا معمر الهذلي وسويد بن سعيد وعبد الواحد بن غياث وأبا بكر بن أبي

257
شيبة وعبد الأعلى بن حماد وطبقتهم وعنه أبو بكر الشافعي والجعابي وأبو القاسم بن النحاس وإسحاق النعالي
ابن مقير عبد الله بن محمد بن حيان بن فروخ أبو محمد بن مقير بضم الميم وفتح القاف وسكون)
الياء آخر الحروف وبعدها راء سمع محمود بن غيلان وعبد الله بن عمر بن أبان وغيرهما وعنه محمد بن مخلد وإسماعيل الخطبي وأبو علي ابن الصواف وأبو بكر ابن الإسماعيلي
وكان ثقة توفي سنة إحدى وثلاثمائة
السمناني عبد الله بن محمد بن عبد الله أبو الحسين السمناني من أعيان المحدثين بخراسان وثقاتهم
سمع إساق بن راهويه وهشام بن عمار وعيسى بن زغبة وأبا كريب وعنه علي بن حمشاد ومحمد بن يعقوب بن الأخرم وأبو عمرو بن حمدان توفي سنة ثلاث وثلاثمائة
أبو محمد بن شيرويه عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن شيرويه بن أسد بن أعين القرشي النيسابوري الفقيه أبو محمد أحد كبار نيسابور له مصنفات كثيرة تدل على نبله
سمع المسند من ابن راهويه وسمع خالد بن يوسف السمتي وعبد الله بن معاوية الجحمي وعمرو بن زرارة وأحمد بن منيع وأبا كريب وعنه ابن خزيمة ومحمد بن يعقوب بن الأخرم والحسين بن علي الحافظ قال قال لي بندار أرني ما كتبته عني قال فجمعت ما كتبته في أسفاط وحملتها إليه على ظهر حمال فنظر فيها وقال يا ابن شيرويه أفلستني وأفلسك الوراقون يعني النساخ قال الشيخ شمس الدين وقع لنا حديثه عاليا وتوفي سنة خمس وثلاثمائة
القزويني القاضي الشافعي عبد الله بن محمد بن جعفر أبو القاسم القزويني

258
الفقيه الشافعي ولي نيابة الحكم بدمشق وقضاء الرملة وسكن مصر وحدث عن يونس بن عبد الأعلى ومحمد بن عوف الجمحي والربيع بن سليمان المرادي وعنه عبد الله بن السقاء الحافظ وأبو بكر بن المقرئ وابن عدي ويوسف الميانجي ومحمد بن المظفر وجماعة قال ابن المقرئ رأيتهم يضعفونه وينكرون عليه أشياء وقال ابن يونس كان محمودا فيما يتولاه وكانت له حلقة للاشتغال وقال خلط في آخر عمره ووضع أحاديث على متون فافتضح وقال الشيخ شمس الدين وضعفه جماعة
الحافظ أبو بكر الإسفراييني عبد الله بن محمد بن مسلم أبو بكر الأسفراييني الحافظ أحد المجودين الأثبات الطوافين)
سمع محمد بن يحيى الذهلي والحسن بن محمد الزعفراني وأبا زرعة الرازي ويونس بن عبد الأعلى وحاجب بن سليمان والعباس بن الوليد بن مزيد وعنه أبو عبد الله ابن الأخرم وأبو علي الحافظ وأبو أحمد الحاكم ومحمد بن الفضل بن خزيمة وآخرون وتوفي سنة ثمان عشرة وثلاثمائة
أبو القاسم البغوي عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن المرزبان بن سابور أبو القاسم البغوي الأصل البغدادي مسند الدنيا وبقية الحفاظ ولد ببغداد في أول شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين وتوفي ليلة عيد الفطر سنة سبع عشرة وثلاثمائة سمع علي بن الجعد وخلف بن هشام وأبا نصر التمار ويحيى الحماني وعلي ابن المديني وأحمد بن حنبل وشيبان بن فروخ وداود بن عمرو الضبي وخلقا كثيرا أزيد من ثلاثمائة وروى عنه جماعة لا يحصيهم إلا الله تعالى لأنه طال عمره وتفرد في الدنيا بعلو السند قال الدارقطني

259
كان البغوي قليل الكلام على الحديث فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج وآخر من روى عنه عاليا أبو المنجا ابن اللتي قال الخطيب كان ثقة ثبتا فهما عارفا وله معجم الصحابة في مجلدين يدل على سعة حفظه وتبحره وكذلك تأليفه الجعديات أحسن ترتيبها وأجاد تأليفها
أبو القاسم الرازي عبد الله بن محمد بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ بن داود أبو القاسم الرازي ابن أخي الحافظ أبي زرعة ولاؤهم لبني مخزوم يروي عن عمه ويونس بن عبد الأعلى وأحمد بن منصور الرمادي ويوسف بن سعد بن مسلم ومحمد بن عيسى بن حيان المدائني والعراقيين والرازيين والمصريين روى عنه والد أبي نعيم والحسن بن إسحاق بن إبراهيم وابن المقرئ ومحمد بن عبيد الله الذكواني وكان صاحب أصول ثقة وتوفي سنة عشرين وثلاثمائة
أبو بكر الشافعي الحافظ عبد الله بن محمد بن زياد بن واصل أبو بكر النيسابوري الحافظ الفقيه الشافعي مولى آل عثمان بن عفان سمع محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف وعبد الله بن هاشم وأحمد بن الأزهر ببلده ويونس والربيع وأحمد ابن أخي ابن وهب وأبا إبراهيم المزني المصريين وأبا رزعة الرازي والعباس ابن الوليد البيروتي والحسن بن محمد الزعفراني والرمادي وعلي بن حرب)
ومحمد ابن عوف وهذه الطبقة وعنه ابن عقدة وأبو علي النيسابوري وحمزة الكناني وأبو إسحاق ابن حمزة الإصبهاني والدارقطني وابن المظفر حفاظ الدنيا وغيرهم قال الحاكم كان إمام عصره في الشافعية بالعراق من أحفظ الناس للفقيهات وكان يعرف زيادات الألفاظ في المتون ولما قعد للتحديث قالوا حدث قال بل سلوا فسئل عن أحائيث أجاد فيها وتوفي سنة أربع وعشرين وثلاثمائة

260
ابن الشرقي عبد الله بن محمد بن الحسن أبو محمد الشرقي أخو أبي حامد كان أسن منه الذهلي وعبد الله بن هاشم وعبد الرحمان بن بشر وأحمد ابن الأزهر وأحمد بن يوسف وأحمد منصور زاج وعنه أحمد بن إسحاق الصبغي وأبو علي الحافظ ويحيى بن إسماعيل الحربي وعبد الله بن حامد الواعظ وغيرهم قال الحاكم توفي وله اثنتان وتسعون سنة ورأيته وكأن أذنيه مروحتان وأصحاب المحابر بين يديه ولم أرزق السماع منه وكان أوحد وقته في الطب ولم يدع الشرب إلى أن مات فلذلك نقموا عليه وكان أخوه لا يرى لهم يرى لهم السماع منه لذلك
وتوفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة
حامض رأسه عبد الله بن محمد بن إسحاق بن يزيد أبو القاسم المروزي الأصل البغدادي المعروف بحامض رأسه وبالحامض سمع الحسن بن أبي الربيع وسعدان بن نصر وأبا يحيى العطار وأبا أمية الطرطوسي وغيرهم وعنه أبو عمر بن حيويه والدارقطني وأبو بكر الأبهري والمعافى الجريري وعمر ابن أحمد الواعظ وتوفي سنة تسع وعشرين وثلاثمائة
الكلاباذي الحنفي عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل أبو محمد الكلاباذي البخاري الفقيه شيخ الفقيه الحنفية بما وراء النهر يعرف بعبد الله الأستاذ كان كبير الشأن كثير الحديث إماما في الفقه روى عن عبيد الله بن واصل وعبد الصمد بن الفضل وحمدان بن ذي النون وغيره
وعنه أبو طيب عبد الله بن محمد ومحمد بن الحسن بن منصور النيسابوريان وجماعة سئل عنه أبو زرعة الرازي فقال ضعيف وقال الحاكم هو صاحب عجائب عن الثقات وقال الخطيب لا يحتج به وتوفي سنة أربعين وثلاثمائة)

261
أبو بكر لإصبهاني القاضي عبد الله بن محمد بن الحسن بن الخصيب بن الصقر أبو بكر الإصبهاني الشافعي ولي قضاء دمشق وقضاء مصر ثم قضاء دمشق من جهة الخليفة المطيع وصنف كتابا في الفقه سماه المسائل المجالسية وحديثه في الخلعيات توفي سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة
القرطبي ابن الصفار عبد الله بن محمد بن مغيث أبو محمد الأنصاري القرطبي ابن الصفار والد القاضي الجماعة أبي الوليد يونس كان أديبا شاعرا بليغا كاتبا مع عبادة وتواضع صنف للحكم المستنصر كتاب شعراء بني أمية فأجاد وجاء به في مجلد واحد وتوفي سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة
وروى عن خالد ابن سعد وأحمد بن سعيد بن حزم وإسماعيل بن بدر وجماعة
أبو أحمد الشافعي عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح بن شجاع أبو أحمد بن المفسر الفقيه الشافعي نزيل مصر سمع أحمد بن علي بن سعيد المروزي وعبد الرحمان بن القاسم بن الرواس وعلي بن غالب السكسكي ومحمد بن إسحاق ابن اهويه وانتقى عليه أبو الحسن الدارقطني وحدث عنه الحفاظ عبد الغني وابن مندة وأحمد بن محمد بن أبي العوام وجماعة وتوفي سنة خمس وستين وثلاثمائة
أبو الشيخ ابن حيان الإصبهاني عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان أبو محمد الإصبهاني الحافظ أبو الشيخ صاحب التصانيف ولد سنة أربع وسبعين ومائتين وتوفي

262
سنة تسع وستين وثلاثمائة وسمع في صغره جده لأمه محمود بن الفرج الزاهد وإبراهيم بن سعدان ومحمد بن عبد الله بن الحسن بن حفص رئيس إصبهان ومحمد ابن أسد المديني وأحمد بن محمد بن علي الخزاعي وسمع بالبصرة وببغداد وبمكة وبالموصل بالري كان حافظا عارفا بالرجال والأبواب صنف تاريخ بلده والتأريخ على السنين وكتاب السنة وكتاب العظمة وكتاب ثواب الأعمال وكتاب السنن
قال الشيخ شمس الدين وقد وقع لنا أشياء من حديثه وتخاريجه وروى عنه أبو سعد الماليني وأبو بكر بن مردويه وأبو بكر أحمد بن عبد الرحمان الشيرازي وأبو نعيم ومحمد أبي علي بن سمويه المؤدب وسفيان بن حسنكويه)
القباب عبد الله بن محمد بن محمد بن فورك بن عطاء أبو بكر الأصبهاني المقرئ القباب وهو الذي يعمل المحابر كان مسند إصبهان في عصره ومقرئها سمع محمد بن إبراهيم الجيراني سنة ثمان وسبعين ومائتين وأبا بكر بن أبي بكر عاصم بن عبد الله بن محمد بن النعمان وعلي بن محمد الثقفي وطائفة وقرأ القرآن على أبي الحسن محمد بن أحمد بن شنبوذ وروى عنه أبو نعيم والفضل ابن أحمد الخياط وعلي بن أحمد بن مهران الصحاف وجماعة وتوفي سنة سبعين وثلاثمائة
الحافظ ابن السقاء عبد الله بن محمد بن عثمان بن المختار المزني الحافظ أبو محمد ابن السقاء الواسطي محدث واسط توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة سمع أبا خليفة وزكرياء الساجي وأبا يعلي الموصلي وعبدان الأهوازي موسى ابن سهل الجوني ومحمد بن الحسين ابن مكرم وجماعة
وروى عنه الدارقطني وأبو الفتح يوسف القواس وأبو العلاء محمد بن علي وعلي بن أحمد ابن داود الرزاز وأبو نعيم الحافظ وقال الدارقطني وابن المظفر لم نر مع ابن السقاء كتابا وإنما حدثنا حفظا

263
ابن الباجي عبد الله بن محمد بن علي بن شريعة بن رفاعة اللخمي المعروف بابن الباجي أبو محمد الإشبيلي سمع محمد بن عبد الله بن القوف والسيد أبيه الزاهد وسعيد بن جابر وغيرهم وكان حافظا ضابطا متقنا بصيرا بمعاني الحديث وقال ابن الفرضي لم أحدا أفضله أحد عليه في الضبط وروى الناس عنه كثيرا وتوفي سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة
القاضي أبو محمد البعلبكي عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان القاضي أبو محمد البعلبكي حدث عن أبي الجهم بن طلاب وابن جوصا وأبي الدحداح أحمد بن محمد وأبي العباس الزفتي أبي بكر الخرائطي وطائفة وعنه الوليد بن بكر الأندلسي ومكي بن الغمر وجماعة وتكلموا فيه وتوفي سنة ثمانين وثلاثمائة
والد ابن عبد البر)
عبد الله بن محمد بن عبد البر أبو محمد النمري القرطبي الفقيه المالكي والد الإمام أبي عمر يوسف تفقه على التجيبي ولازمه وسمع من أحمد بن مطرف وأحمد بن حزم وكان صالحا عابدا مجتهدا توفي سنة ثمانين وثلاثمائة
أبو سعيد القرشي الصوفي عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب بن نصير بن عبد الوهاب بن عطاء ابن واصل أبو سعيد القرشي الرازي الصوفي حج ودخل الشام ومصر وجاور وأقام بنيسابور مدة وصحب الزاهد أبا علي الثقفي وحدث عن محمد بن أيوب الرازي بن الضريس ويوسف بن عاصم وروى عنه جماعة وتوفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة

264
أبو محمد القلعي عبد الله بن محمد بن القاسم بن حزم أبو محمد الأندلسي القلعي رحال جوال سمع أبا القاسم علي بن أبي العقب وجماعة بدمشق وأبا بكر الشافعي وأبا علي بن الصواف ببغداد وإبراهيم بن علي الهجيمي بالبصرة وأبا جعفر بن دحيم بالكوفة وعبد الله بن الورد بمصر ووهب بن مسرة بالأندلس وروى عنه أبو الوليد بن الفرضي وكان شيخا جليلا زاهدا شجاعا مجاهدا ولاه المستنصر بالله الحكم للقضاء فاستعفى وأصله من قلعة أيوب بالأندلس وكان فقيها صلبا الحق ورعا وكانوا يشبهونه بسفيان الثوري في زمانه وكان ثقة مأمونا أخذ الناس عنه الكثير وكان يقف وحده للفئة من المشركين قال ابن الفرضي سمعت منه علما كثيرا وتوفي سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة
البشتي الصوفي عبد الله بن محمد بن نافع أبو العباس البشتي بالشين المعجمة الصوفي ورث من آبائه أملاكا كثير فأنفقها في الخير وكان كثير العبادة بقي سبعين سنة لا ستند إلى حائظ ولا يتكي على وسادة حج من نيسابور حافيا راجلا وأقام بالقدس أشهرا ودخل الغرب وحج من الغرب ورجع إلى بشت وتصدق ببقية أملاكه وتوفي سنة أربع وثمانين وثلاثمائة
ابن كلاب عبد الله بن محمد بن كلاب القطان ذكره محمد بن إسحاق في كتاب الفهرست قال محب الدين بن النجار ونقلته من خطه فقال ابن كلاب من نابتة الحشوية وله
مع عباد بن)
سلمان مناظرات وكان يقول إن كلام الله هو الله وكان عباد يقول إنه نصراني فهذا القول
قال أبو العباس البغوي دخلنا على فشيون النصراني وكان في دار الروم بالجانب الغربي فجرى الحديث إلى أن سألته عن ابن كلاب فقال رحم الله عبد الله

265
كان يجيئني فيجلس إلى تلك الزواية وأشار إلى ناحية من البيعة عن وعني أخذ هذ القول ولو عاش لنصرنا المسلمين قال البغوي وسأله محمد بن إسحاق الطالقاني فقال ما تقول في المسيح فقال ما يقوله أهل السنة من المسلمين في القرآن قال النديم ولعبد الله من الكتب كتاب الصفات كتاب خلق الأفعال كتاب الرد على المعتزلة وقد تقدم في عبد الله ابن سعيد بن كلاب ترجمة أخرى وهي لهذا والله أعلم بما كان من أمره فإن تلك الترجمة تخالف هذه الترجمة فليكشف من هناك
الفهري عبد الله بن محمد بن عبد الله بن القاسم ن أبو محمد الفهري ينتسب إلى عبد الملك بن قطن الفهري والي الأندلس لبني أمية وأبو محمد هذا من ملوك الطوائف الصغار ورث الملك بمعقل البنت عن أبيه جده ودام فيه مشهورا مقصودا ممدوحا إلى أن أخذه منه أمير المسلمين يوسف بن تاشفين وحمله إلى العدوة فأسكنه بسلا وفيه يقول صاحب القلائد رجل زهت به الرياسة والتدبير وجبل دونه يلملم وثبير ذووقار لا يستفز ولو دارت عليه العقار وضعته الدولة في مفرقها وأطلعت شمسه في أفقها فأظهر جمالها وعطر صباها وشمالها ومن شعره من المتقارب
* خلعت عن الملك لكنني
* عن الصبر والمجد لا أخلع
*
* رماني الزمان بأزرائه
* وغيري من خطبه يجزع
*
* فليس فؤادي بالملتظي
* ولا مقلتي حسرة تدمع
*
* ولي أمل ليته لم يكن
* فكم ذا يغر وكم يخدع
* ابن الأمين عبد الله بن محمد بن هارون أبو محمد الأمين بن الرشيد كان أديبا مليح الشعر كان ينادم الواثق أورد له الصولي قوله من السريع
* حار على وجنته مدمعه
* وزال عما قد رجا مطمعه)
* (من حب ظبي لك من وجهه
* إذا تجلى قمر يطلعه
*
* أعطي رق الحسن ملكا فما
* أصبح عنه أحد يمنعه
*
* في خده من صدغه عقرب
* تلسع من شاء ولا تلسعه
*

266
ابن يزداد وزير المستعين عبد الله بن محمد بن يزداد بن سويد المروزي أبو صالح الكاتب ولي الوزارة للمستعين بعد أحمد بن الخصيب مديدة ثم صعب على الموالي أمره وخاصمه بغا الصغير لأنه كان منعه إقطاعه فتهدده بالقتل ثم وزر للمستعين ثانيا بعد قتل الوزير شجاع أو تامش وجعل إليه العرض وديوان القبض والخاتم ودور الضرب وكتابة ابنه العباس حتى تنكر له بغا الشرابي وألب عليه الأتراك فهرب إلى بغداد وكانت وزارته أربعة أشهر وأياما ولم يزل بالكرخ مستترا عند بعض التجار إلى أن أدركه أجله ودفن فشاع موته ونبش حتى رئي ثم ورد في قبره وذلك سنة إحدى وستين ومائتين ومدحه البحتري وغيره من الشعراء ويقال إنه امتدحه قوم من الشعراء فأمر لهم بثلاثة دراهم وكتب إليهم من السريع
* قيمة أشعاركم درهم
* عندي وقد زودتكم درهما
*
* ودرهم قيمة قرطاسكم
* فانصرفوا قد نلتم مغنما
* وقال من الطويل
* كفى حزنا أني بقربك نازل
* وحالي حال النازح المتباعد
*
* وأني ليلى ما أنام صبابة
* وأنت قرير العين أنعم راقد
* عبدوس عبد الله بن محمد أبو محمد الوراق مولى بني هاشم كان يلقب عبدوس ذكره محمد بن داود بن الجراح في كتاب الورقة وقال كان أقدر الناس على تأليف سمر وكتاب مصور عمل كتابا ذكر في آباء أبي محمد الحسن بن مخلد ومآثرهم وكان يخدمه ويصحب ولده وكتب إلى الحسن بن مخلد يوم فصده من المتقارب
* أيا من لع العز والمفخر
* ومن وجوده أبدا يشكر
*
* هديا الملوك وأبنائها
* ومنحتها الدر والجوهر
*
* وحقك أعظم من حقها
* ويتك في المجد ما ينكر
*

267
)
* وإني رأيت كبير النوا
* ل في جنب معرفوكم يصغر
*
* فأهديت للفصد رامشنة
* ترائبها المسك والعنبر
*
* موشحة بجميل الثنا
* ء ينشدها البدو والحضر
*
* سيبقى على الدهر تذكارها
* وتفنى الهدايا ولا تذكر
* أبو القاسم الرازي الشافعي الدود عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن أسد أبو القاسم الرازي الفقيه الشافعي المحدث نزيل مصر
كان يلقب بالدود سمع من عبد الرحمان ابن أبي حاتم وغيره بالري وأحمد بن إبراهيم بن عبادل ومحمد بن يوسف الهروي بدمشق وروى عنه عبد الكريم بنم عبد الواحد الحسناباذي وعبد الوهاب بن محمد المصري ومحمد مغلس وأبو عمر الطلمنكي وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
ابن الثلاج عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم البغدادي الشاهد أبو القاسم ابن الثلاج أصله من حلوان ولد سنة سبع وثلاثمائة وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة وحدث عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داود ويحيى بن صاعد ومن بعدهم فأكثر وروى عنه أبو عبد الله الصيمري ومحمد بن علي الواسطي وأبو القاسم التنوخي وآخرون قال ما باع أحد من أسلافي الثلج إنما كان جدي مترفا يجمع لنفسه كل في سنة ثلجا كثيرا فمر بعض الخلفاء بحلوان فطلب ثلجا فلم يوجد إلا عند جدي فأهدى إليه فوقع
عنده بموقع وقال اطلبوا عبد الله الثلاج فغلب عليه قال عبيد الله الأزهري كان ابن الثلاج الحديث على سليمان المطلي وغيره وكذا تكلم فيه الدارقطني وتوفي سنة سبع وثمانين وثلاثمائة
ابن الزيات عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى أبو محمد التجيبي

268
ويعرف بقرطبة بابن الزيات
رحل إلى العراق مرتين وسمع من إسماعيل الصفار ومحمد بن يحى بن عمر بن علي بن حرب وعثمان بن السماك وسمع بالبصرة من أبي بكر ابن داسة وجماعة وبتنيس من عثمان بن محمد السمرقندي وكان صدوقا كثير الحديث إلا أن ضبطه لم يكن جيدا وكان ضعيف الخط ربما أخل بالهجاء وكتب الناس عنه كثيرا وكان يتصرف في التجارة وهو)
من شيوخ أبي عمر ابن عبد البر توفي سنة تسعين وثلاثمائة
الجهني الطليطلي المالكي عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن أسد أبو محمد الجهني الطليطلي الأندلسي الفقيه المالكي اللغوي البزاز فقيه أديب محدث مسند سمع من قاسم بن أصبغ وغيره ورحل وسمع بمصر عبد الله بن جعفر بن الورد وابن السكن وبمكة أحمد بن محمد بن أبي الموت صاحب علي ابن عبد العزيز كان لا يعير كتابا إلا لمن يثق به ولا يسمع من غير كتابه ويحب التلاوة في المصحف وامتحن الحبس والقيد أيام المنصور بن أبي عامر أخرج من الأندلس ورى عنه أبو عمر ابن عبد البر وهو من كبار أشياخه وأبو المطرف ابن فطيس وأبو عمر ابن الحذاء والخولاني وآخرون ولد سنة عشر وثلاثمائة وتوفي سنة خمس وتسعين وثلاثمائة
ابن متويه النسابة عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج بن متويه القزويني الفقيه النسابة الحافظ كان متفننا في العلوم سمع علي بن مهرويه وفي الرحلة من إسماعيل الصفار عبد الله بن شوذب الواسطي وجماعة وولي قضاء خراسان وروى عنه أبو يعلى الخليلي وتوفي سنة سبع وتسعين وثلاثمائة
أبو محمد البافي الشافعي عبد الله بن محمد أبو محمد البخاري الفقيه

269
الشافعي المعروف بالبافي نزيل بغداد تفقه على أبي علي بن أبي هريرة وأبي إسماعيل المروزي وبرع في المذهب وكان ماهرا في العربية حاضر البديهة وهو من أصحاب الوجوه تفقه به جماعة قال الخطيب أنشدنا أبو القاسم التنوخي قال أنشدنا أبو محمد البخاري لنفسه من المنسرح
* ثلاثة ما اجتمعن في الرجل
* إلا أسلمنه إلى الأجل
*
* ذل اغتراب وفاقة وهوى
* كلها سائق على عجل
*
* يا عاذل العاشقين إنك لو
* أنصفت رفهتهم عن العذل
* وقصد البافي صديقا يزوره فلم يجده فكتب له من الخفيف
* قد حضرنا وليس يقضى التلاقي
* نسأل الله خير هذا الفراق)
* (أن تغب وإن لم تغب غب
* ت كأن افتراقنا باتفاق
* وتوفي البافي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة
الطليطلي النحوي المحدث عبد الله بن محمد بن نصر بن أبيض الأموي أبو الحسن الطيطلي النحوي المحدث الحافظ نزيل قرطبة روى عن أبي جعفر بن عون الله وعباس بن أصبغ وعلي بن مصلح وأجاز له تميم بن محمد القيرواني ومحمد بن القاسم مسعدة وعني بالحديث وجمعه وجمع كتابا في الرد على محمد بن عبد الله بن مسرة وهو كتاب كبير وروى عنه القاضي أبو عمر بن سميق وحكم بن محمد وأبو إسحاق وأبو جعفر الصاحبان وتوفي سنة تسع وتسعين وثلاثمائة أو سنة أربعمائة
أبو بكر الحناني عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال أبو بكر الحنائي بالحاء المهملة والنون المشددة البغدادي الأديب نزيل دمشق روى عن يعقوب الجصاص وغيره وثفة الخطيب وتوفي سنة إحدى وأربعمائة
أبو محمد الصيريفيني عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد أبو

270
محمد الصيريفيني خطيب صريفين قدم بغداد مرات وحدث وتوفي سنة تسع وستين وأربعمائة
ابن اللبان عبد الله بن محمد بن عبد الرحمان بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن النعمان بن عبد السلام الإصبهاني أبو محمد بن اللبان قال الخطيب كان أحد أوعية العلم ولم
أر أجود ولا أحسن قراءة منه توفي سنة ست وأربعين وأربعمائة
الخفاجي الحلبي عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان أبو محمد الحلبي الخفاجي الشاعر أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وأبي نصر المنازي وتوفي بقلعة عزاز مسموما سنة ست وستين وأربعمائة وحمل إلى قلعة حلب وصلى عليه الأمير محمود بن صالح وكان يرى رأي الشيعة الإمامية ويرى ذم السلف وكان قد عصى بقلعة عزاز من أعمال حلب وكان بينه وبين أبي نصر)
محمد بن الحسين ابن النحاس الوزير لمحمود وغيره مودة مؤكدة فأمر محمود أبا نصر أن يكتب إلى الخفاجي كتابا يستعطفه ويؤنسه وقال إنه لا يأمن إلا إليك ولا يثق إلا بك فكتب إليه كتابا فلما فرغ منه وكتب إن شاء الله تعالى شدد النون من إن شاء الله فلما قرأه الخفاجي خرج من عزاز قاصدا حلب فلما كان على ظهر الطريق أعاد النظر في الكتاب فلما رأى التشديدة على النون أمسك رأس فرسه وفكر في نفسه وأن ابن النحاس لم يكتب هذا عبثا فلاح له أنه أراد إن الملأ يأتمرون بك ليقتلوك فرجع إلى عزاز وكتب الجواب أنا الخادم المعترف بالانعام وكسر الألف من أنا وشدد النون وفتحها فلما وقف أبو نصر على ذلك سر به وعلم أنه قصد إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها وكتب الجواب يسنصوب رأيه فكتب الخفاجي إليه من البسيط
* خف من أمنت ولا تركن إلى أحد
* فما نصحتك إلا بعد تجريب
*
* إن كانت الترك فيهم غير وافية
* فما تزيد على غدر الأعاريب
*
* تمسكوا بوصايا اللؤم بينهم
* وكاد أن يدرسوها في المحاريب
*

271
واستدعى محمود أبا نصر وقال أنت أشرت علي بتولية هذا الرجل ولا أعرفه إلا منك ومتى لم تفرغ بالي منه قتلتك وألحقت بك من بينك وبينه حرمة فقال له مرني بأمر أمتثله قال تمضي إليه وفي صحبتك ثلاثون فارسا فإذا قاربته عرفه بحضورك فإنه يلتقيك فإذا حضر وسألك النزول عنده والأكل معه فامتنع وقل له أني حلفتك أن لا تأكل زاده ولا تحضر مجلسه حتى يطيعك في الحضور عندي وطاوله في المخاطبة حتى تقارب الظهر ثم أدع أنك جعت وأخرج هاتين الخشكنانجين فكل أنت هذه وأطعمه هذه فإذا استوفى أكلها عجل الرجوع إلي فإن منيته فيها ففعل ما أمره به ولما أكلها الخفاجي رجع أبو نصر إلى حلب ورجع الخفاجي عزاز ولما استقر بها وجد مغصا شديدا ورعدة مزعجة ثم قال قتلني والله أخي أبو النصر ثم أمر بالركوب خلفه ورده ففاتهم ووصل إلى حلب وأصبح من الغد عند محمود فجاءه من عزاز من أخبره أن الخفاجي في السياق ومات وحمل إلى حلب وللخفاجي من التصانيف كتاب سر الفصاحة كتاب الصرفة كتاب الحكم بين النظم والنثر صغير كتاب عبارة المتكلمين في أصول الدين كتاب في رؤية الهلال كتاب حكم منثورة كتاب العروض مجدول ومن شعره من الوافر)
* وقالوا قد تغيرت الليالي
* وضيعت المنازل والحقوق
*
* فأقسم ما استجد الدهر خلقا
* ولا عدوانه إلا عتيق
*
* أليس يرد عن فدك علي
* ويملك أكثر الدنيا عتيق
* ومنه من الطويل
* بقيت وقد شطت بكم النوى
* وما كنت أخشى أنني بعدكم أبقى
*
* وعلمتموني كيف أصبر عنكم
* وأطلب من رق الغرام بكم عتقا
*
* فما قلت يوما للبكاء عليكم
* رويدا ولا للشوق نحوكم رفقا
*
* وما الحب إلا أن أعد قبيحكم
* ألي جميلا والقلى منكم عشقا
* ومنه من الكامل
* هل تسمعون شكاية من عاتب
* أو تقبلون إنابة من تائب
*
* أم كلما يتلو الصديق عليكم
* في جانب وقلوبكم في جانب
*
* أما الوشاة فقد أصابوا عندكم
* سوقا تنفق كل قول كاذب
*
* فمللتم من صابر ورقدتم
* عن ساهر وزهدتم في راغب
*

272
* وأقل ما حكم الملال عليكم
* سوء القلى وسماع قول العائب
* ومنه من الرمل
* ما على محسنكم لو أحسنا
* إنما نطلب شيئا هينا
*
* قد شجانا اليأس من بعدكم
* فادركونا بأحاديث المنى
*
* وعدوا بالوصل من طيفكم
* مقلة تعرف فيكم وسنا
*
* لا وسحر بين أجفانكم
* فتن الحب به من فتنا
*
* وحديث من مواعيدكم
* تحسد العين عليها الأذنا
*
* ما رحلت العيس عن أرضكم
* فرأت عيناي شيئا حسنا
* ومنه من الكامل
* عطر الثناء تعطرت أوصافه
* وحلت فكل فم بها مشغول
*
* ما كان يعلم قبل صوب ثنائه
* أن الغمام المستهل بخيل
*
* ولو آن للأيام نار ذكائه
* ما كان فيها بكرة وأصيل
*)
ومنه من الكامل
* أملالة ضيعت ودي بعدما
* وجبت عليك حقوقه الأسلاف
*
* أم شئت تعلم أن جودك لم يدع
* شيئا وأن طباعك الإتلاف
* ومنه من البسيط
* إذا هجوتكم لم أخش سطوتكم
* وإن مدحت فما حظي سوى التعب
*
* فحين لم يك لا خوف ولا طمع
* رغبت في الصمت إشفاقا على الكذب
* ومنه وهي من الطنانات من الطويل
* سلا ظبية الوعساء هل فقدت خشفا
* فإنا لمحنا من مرابعها طرفا
*
* وقولا لخوط البان فليمسك الصبا
* علينا فإنا قد عرفنا بها عرفا
*
* سرت من هضاب الشام وهي مريضة
* فما ظهرت إلا وقد كاد أن تخفى
*
* عليلة أنفاس تداوي بها الجوى
* وضعفا ولكنا نرجي بها ضعفا
*
* وهاتفة في البان تملي غرامها
* وتتلو علينا من صبابتها صحفا
*
* عجبت لها تشكو الفراق جهالة
* وقد جاوبت من كل ناحية إلفا
*

273
* ويشجي قلوب العاشقين حنينها
* وما فهموا مما تغنت به حرفا
*
* ولو صدقت فيما تقول من الأسى
* لما لبست طوقا ولا خضبت كفا
*
* أجارتنا أذكرت من كان ناسيا
* وأضرمت نارا للصبابة لا تطفا
*
* وفي جانب الماء الذي تردينه
* مواعيد ما ينكرون لثما ولا خلفا
*
* ومهزوزة للبان فيها تمايل
* جعلن لها في كل قافية وصفا
*
* لبسنا عليها بالثنية ليلة
* من الود لم يطو الصباح لها سجفا
*
* كأن الدجى لما تولت نجومه
* مدبر حرب قد هزمنا له صفا
*
* كأن عليه للمجره روضة
* مفتحة الأنوار أو نثرة زغفا
*
* كأنا وقد ألقا إلينا هلاله
* سلبناه جاما أو فصمنا له وقفا
*
* كأن السها إنسام عين غريقة
* من الدمع يبدو كلما ذرفت ذرفا
*
* كأن سهيلا فارس عاين الوغى
* ففر ولم يشهد طرادا ولا زحفا
*
* كأن أفول الطرف طرف تعلقت
* به سنة ما هب منها ولا أغفى
*)
ابن البواب عبد الله بن محمد بن عتاب بن إسحاق بن البواب وكان يخلف الفضل بن الربيع على حجبة الخلفاء وهو شاعر قليل الشعر راوية للأخبار عن الخلفاء عارف
بأمورهم روى عنه عمر بن شبه ونظراؤه ولما أتي المأمون بشعر ابن البواب الذي قال فيه من الطويل
* أيبخل فرد الحسن فرد صفاته
* علي وقد أفردته بهوى فرد
*
* رأى الله عبد الله خير عباده
* فملكه والله أعلم بالعبد
*
* ألا إنما المأمون عصمة
* مميزة بين الضلالة والرشد
* قال المأمون أليس هو القائل من الطويل
* أعيني جودا وابكيا لي محمدا
* ولا تذخرا دمعا عليه وأسعدا
*
* فلا فرح المأمون بالملك بعده
* ولا زال في الدنيا طريدا مشردا
* هيهات واحدة بواحد ولم يصله بشيء ومن شعره من الطويل
* إذا أبصرتك العين من بعد غاية
* فأدخلت شكا فيك أثبتك القلب
*
* ولو أن ركبا يمموك لقادهم
* نسيمك حتى يستدل بك الركب
*

274
ووقع بين إسحاق وبين ابن البواب شر فقال ابن البواب شعرا رديا ونسبه إلى إسحاق ليعره به وهو من الخفيف
* إنما أنت يا عنان سراج
* زيته الظرف والفتيلة عقل
*
* أنت ريحانة وراح ولكن
* كل أنثى سواك خل وبقل
* قال حماد بن إسحاق فبلغ ذلك أبي فقال من الكامل
* الشعر قد أعيا عليك فخله
* وخذ العصا واقعد على الأبواب
* العطار عبد الله بن محمد الأزدي المغربي المعروف بالعطار قال ابن رشيق في الأنموذج شاعر حاذق نقي اللفظ جدا لطيف الإشارات مليح العبارات صحيح الاستعارات على شعره ديباجة ورونق يمازجان النفس ويملكان الحس وفيه مع ذلك قوة ظاهرة قال ولم أر عطارديا مثله لا ترى عينه شيئا إلا صنعته يده وكان الأمير حسين بن ثقة الدولة قد أراده للكتابة بعد أن استشار الحذاق فدلوه عليه ولكن حال بينهما رجوع حسن إلى مصر وكانت له)
عند عبد الله بن حسن بمدينة طرابلس حال شريفة وجراية ووظيفة إلى أن نازعته نفسه إلى الوطن ومن شعره من الكامل
* أعرضن لما أن عرضن فإن يكن
* حذرا فأين تلفت الغزلان
*
* عطرن جيب الريح ثم بعثنها
* طرب الشجي ورائد الغيران
*
* وكأنما أسكرنها فترنمت
* بحليهن ترنم النشوان
*
* يا بنت ملتحف العجاج كأنه
* قبس يضيء سناه تحت دخان
*
* إذ ينشر الطن الكماة كأنما
* يتراجم الفرسان بالفرسان
* ومنه وهو غريب من مجزوء الوافر
* شكوت إليه جفوته
* ومن خاف الصدود شكا
*
* فأجرى في العقيق الد
* مر واستبقاه فامتسكا
*
* فقلت مخاطبا نفسي
* أرق للوعتي فبكى
*
* فقالت ما بكت عينا
* ه لكن خده ضحكا
* قلت ذكرت ههنا لي بيتين وهما من الوافر
* بكى المحبوب لي لما اجتمعنا
* وكان هواء فرقته تنسم
*

275
* غلطت فما بكى أسفا لبعدي
* ولكن ثغر ناظره تبسم
* ومن شعر العطار من السريع
* مهفهف القامة ممشوقها
* مستملح الخطرة معشوقها
*
* في طرفه من سقم أجفانه
* دعوى وفي جسمي تحقيقها
* ومنه من الكامل
* وكأنما المريخ يتلو المشتري
* بين الثريا والهلال المعتم
*
* ملك وقد بسطت له يد معدم
* فرمى بدينار إليه ودرهم
* ومنه من البسيط
* لله وجنته يا ما أميلحها
* كم بت مشتملا منها على حرق
*
* أودعت صبري عند الشوق مختبرا
* ما تحتها وخبأت النوم في الأرق
*
* حتى إذا زال صبح الثوب عنه بدا
* ليل تزين في أعلاه بالشفق)
* (كدوحة الورد رواها الحيا فبدا
* نوارها وتوارى الشوك بالورق
* ومنه من الكامل
* يا رب كأس مدامة باكرتها
* والصبح يرشح من جبين المشرق
*
* والليل يعثر بالكواكب كلما
* طردته رايات الصباح المشرق
* ابن قاضي ميلة عبد الله بن محمد بن قاضي ميلة بكسر الميم وسكون الياء آخر الحروف بليدة من إفريقية
قال ابن رشيق في الأنموذج شاعر لسن مقتدر يؤثر الاستعارة ويكثر الزجر والعيافة ويسلك طريق ابن أبي ربيعة وأصحابه في نظم الأقوال والحكايات وله في الشعر قدم سابقة ومجال متسع وربما بلغ الإغراق والتعمق إلى فوق الواجب هو لهج بذلك مطالب له صحب أباه إلى جزيرة صقيلة وكان مفخما حاذقا فعرف ثقة الدولة بسببه واتصل لاتصاله به فأوطن البلد وصنع فيه قصيدته الفائية وما أعلم لأحد في وزنها ورويها مثلها فأجزل صلته وقرب منزلته وألحقه في أحد دواوين الخاصة وأول هذه القصيدة من الطويل

276
* يذيل الهوى دمعي وقلبي المعنف
* وتجني جفوني الوجد وهو مكلف
*
* وإني ليدعوني إلى ما شنفته
* وفارقت مغناه الأغن المشنف
*
* وأحور ساجي الطرف أما وشاحه
* فصفر وأما وقفه فموقف
*
* يطيب أجاج الماء من نحو أرضه
* يجيئ ويندى ريحه وهو حرجف
*
* وأيأسني من وصله أن دونه
* متالف تسري الريح فيها فتتلف
*
* وغيران يجفو النوم كي لا يرى لنا
* إذا نام شملا في الكرى يتألف
*
* يظل على ما كان من قرب دارنا
* وغفلته عما مضى يتأسف
*
* وجون مزن الرعد يستن ودقه
* يرى برقه كالحية الصل تطرف
*
* كأني إذا ما لاح والرعد معول
* وجفن السحاب الجون بالماء يذرف
*
* سليم وصوت الرعد راق وودقه
* كنفث الرقى من سوء ما أتكلف
*
* ذكرت به ريا وما كنت ناسيا
* فأذكر لكن لوعة تتضعف
*
* ولما التقينا محرمين وسيرنا
* بلبيك تطوى والركائب تعسف
*
* نظرت إليها والهدايا كأنما
* غواربها منها عواطس رعف)
* (فقالت أما منكن ما يعرف الفتى
* فقد رابني من طول ما يتشوف
*
* أراه إذا سرنا يسير حذاءنا
* ونوقف أخفاف المطي فيوقف
*
* فقلت لتربيها ابلغاها بأنني
* بها مستهام قالتا نتلطف
*
* وقولا لها يا أم عمر أليس ذا
* منى والمنى في خيفة ليس تخلف
*
* فقالت في أن تبذلي طارف الوفا
* بأن عن لي منك البنان المطرف
*
* وفي عرفات ما يخبر أنتي
* بعارفة من عطف قلبك أسعف
*
* وأما دماء الهدي فهي تواصل
* ورأي يراني في الهوى متألف
*
* وتقبيل ركن البيت إقبال دولة
* لنا وزمان بالتحية يعطف
*
* فأوصلتا ما قلته فتبسمت
* وقال أحاديث العيافة زخرف
*
* بعيشي ألم أخبركما أنه امرؤ
* على لفظة برد الكلام المفوف
*
* فلا تأمنا ما استطعتما كيد نطقه
* وقولا ستدري أينا اليوم أعيف
*
* إذا كنت ترجو في منى الفوز بالمنى
* فبا لخيف من إعراضنا تتخوف
*

277
* وقد أنذر الإحرام أن وصالنا
* حرام وأنا عن مرادك نصدف
*
* فهذا وقذفي بالحصا لك مخبر
* بأن النوى بي عن ديارك تقذف
*
* وحاذر نفاري ليلة النفر إنه
* سريع فقلبي بالعيافة أعرف
*
* فلم أر مثلينا خليلي محبة
* لكل لسان ذو غرارين مرهف
*
* إما إنه لولا الأغن المهفهف
* وأشنب براق وأحور أوطف
*
* لراجع مشتاق ونام مسهد
* وأيقن مرتاب وأقصر مدنف
* ومنه من الكامل
* ومدامة عني الرضاب بمزجها
* فأطابها وأدارها التقبيل
*
* ذهبية ذهب الزمان بجسمها
* قدما فليس لوصفها تحصيل
*
* بتنا ونحن على الفرات نديرها
* وهنا فأشرق من سناها النيل
*
* فكأنها شمس وكف مديرها
* فينا ضحى وفم النديم أصيل
* ومنه من الطويل
* محيا ترى الأتراب أشخاصها به
* جرى فيه رقراق النضارة مذهبا)
* (إذا زاره ذو لوعة لاح شخصه
* إلى الحول في إفرنده متنصبا
*
* فاعجب بوجه حسنه من وشاته
* ينم على من زاره متنقبا
*
* بدت صور العشاق في ماء خده
* فأغنت رقيب الحي أن يترقبا
* الجراوي عبد الله بن محمد الجراوي تأدب بجراوة دخل المغرب قال ابن رشيق قدم إلى الحضرة سنة سبع وأربعمائة متعلقا بالخدمة وكان شاعرا فحلا قويا وصافا دربا بالخبر والنسيب جيد الفكرة والخاطر تحسب بديهته روية عميدي الترسيل يتحدر كلامه كالسيل وكان حسن الخلق جميل العشرة مدمنا على الشراب متغارقا فيه مزاحا سأله أيوب مرة أي بروج السماء لك فقال واعجبا منك مالي في الأرض بيت يكون لي برج في السماء فضحك وأمر له بدار جواره وقال يوما وقد تعدى المعز في موكبه أجيزوا من البسيط لله درك اي ابن لأي أب فقال ابن رشيق ما أشبه الشبل بالضرغامة الدرب فقال الجراوي

278
هذا المعز لدين الله محتسبا فقال ابن رشيق لا من سواه وليس الاسم كاللقب وقال يصف الديك من المتقارب
* وكائن نفى النوم عن عترفان
* بديع الملاحة حلو المعاني
*
* بأجفان عينيه ياقوتتان
* كأن وميضهما جمرتان
*
* على رأسه التاج مستشرقا
* كتاج ابن هرمز في المهرجان
*
* وقرطان من جوهر أحمر
* يزينانه زين قرط الحصان
*
* له عنق حولها رونق
* كما حوت الخمر إحدى القناني
*
* ودار نزايله حولها
* كما نورت شعرة الزعفران
*
* ودارت بجؤجؤه حلة
* تروق كما راقك الخسرواني)
* (فقام له ذنب معجب
* كباقة زهر بدت من بنان
*
* وقاس جناحا على ساقه
* كما قيس شبر على خيزران
*
* وصفق تصفيق مستهتر
* بمحمرة من بنات الدنان
*
* وغرد تغريد ذي لوعة
* يبوح بأشواقه للغواني
* وتوفي سنة خمس عشرة وأربعمائة وقد بلغت سنة نيفا وأربعين سنة وكانوا قد أغروا به القائد حماد بن سيف فدس عليه من قتله ليلا قال ابن رشيق حدثني بعض أصحابنا قال غدونا إلى حانوت عبد الله بن الحادرة أحد الجراويين وهو موصوف بالكرم وبين يديه طفلة فقال اشهدوا أن هذه الطفلة في كفالتي إلى أن تصلح للنكاح فإن صلح لها ولدي فلان فعلي مهرها وخمسون دينارا وازنة لشوارها نقدا وإن لا فالخمسون صدقة عليها لوجه الله فقد رأيت البارحة أباها رحمه الله يوبخني بسببها وأنشدني من الكامل
* قتلوه لا لخيانة عرفت له
* إلا لفضل براعة الشعراء
*
* أمروا به من غير ذنب واجب
* أكذا تكون صنائع الأمراء
* فاتصلا بحماد فأسف على الجراوي
ابن البغدادي المغربي عبد الله بن محمد من أهل قفصة كان أبوه

279
ظريفا فلقب البغدادي قال ابن رشيق في الأنموذج وطريق عبد الله في الشعر خارجة عن طرقات أهل العصر تعاليا وتغاليا كأنه جاهلي المرمى ملوكي المنتمى يخاله السامع فحلا يهدر أو أسدا يزأر وله أمثال واستعارات على حدة من الكلام وفي جهة من البلاغة وكانت له من عبد الله بن حسن مكانة ثم تغير عليه فداجاه إلى أن تخلص منه إلى جزيرة صقلية بحيلة كانت منه ثم ورد الحضرة ثم انتقل إلى طرابلس ثم خرج منها إلى مصر سنة أربعمائة وكانت له بمصر وقعات فخرج منها مترقبا ثم مات بالحضرة سنة إحدى وعشرين وأربعمائة وقد بلغ قريبا من الستين وقال لما سار إلى مصر وكتب بها إلى أبيه من الخفيف
* ليت شعري هل ساءك البعد لما
* قلت مثلي من حرقة ليت شعري
*
* وبرغم المراد أزعجني المق
* دار قسرا وكان للقسر قصري
*
* قل لمن جاء زائري عند أهلي
* سار عنهم وصار من أهل مصر)
* (غير أني سلوت عن لذة الرا
* ح على طيب مخبري عند سكري
*
* أيها الدهر قد تبينت صبري
* فاصطنعني حتى ترى كيف شكري
* ومن شعره من الكامل
* ما كل من عرف التغزل باسمه
* يجد الذي أدنى إلي خلوبا
*
* أعطيت فضل زمام قلبي أحمر ال
* خدين مكحول الجفون ربيبا
*
* ويطيب لي حل الغدائر عابثا
* بيدي وحكي بينهن الطيبا
*
* وإذا العيون أردن قتل متيم
* كسبنه بجفونهن ذنوبا
*
* ولكم جريت مع الزمان كما جرى
* ومشيت في حلق الكبول دبيبا
*
* ورأيت ماء المزن بين شبا القنا
* والبيض في قعب الوليد حليبا
*
* وإذا أرابني الزمان بصرفه
* أخرجت من أخلاقه التأديبا
*
* والسيف أجمل ما تراه مضرجا
* والمرء أخيب ما يكون هيوبا
*
* والليل صاحب كل ليث باسل
* ولقد أكون له وكنت صحوبا
* منها يذكر المريخ من الكامل
* وكأنه سيف الزمان مجردا
* للنائبات فلا يزال خضيبا
*
* وكأنني لتلاعب الأيام بي
* رجل لبست ثيابها مقلوبا
*

280
أبو بكر ابن أبي الدنيا عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي مولى بني أمية يعرف بابن أبي الدنيا
توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين وقيل سنة إحدى ومولده سنة ثمان ومائتين وصلى عليه يوسف بن يعقوب القاضي وكان يؤدب المكتفي بالله في حداثته وهو أحد الثقات المصنفين للأخبار والسير وله كتب كثيرة تزيد على مائة كتاب كتب إلى المعتضد وابنه المكتفي وكان مؤدبهما من الخفيف
* إن حق التأديب حق الأبوة
* عند أهل الحجى وأهل المروة
*
* وأحق الأنام أن يعرفوا ذا
* ك وبرعوه أهل بيت النبوة
* قال كنت أؤدب المكتفي فأقرأته يوما كتاب الفصيح فأخطا ففرصت خده قرصة شديدة فانصرفت فإذا قد لحقني رشيق الخادم فقال يقال لك ليس من التأديب سماع المكروه فقلت)
سبحان الله أنا لا أسمع المكروه غلامي ولا أمتي قال فخرج إلي ومعه كاغذ قال يقال لك صدقت يا أبا بكر وإذا كان يوم السبت تجيء على عادتك فلما كان يوم السبت جئت فقلت أيها الأمير تقول عني ما لم أقل فقال نعم يا مؤدبي من فعل ما لم يجب قيل عنه ما لم يكن وسمع من المشايخ ولم يسمع من أحمد بن حنبل وروى عنه جماعة قال ابن أبي حاتم كتبت عنه مع أبي وهو صدوق وكان إذا جالس أحدا إن شاء أضحكه وإن شاء أبكاه قال الشيخ شمس الدين وقع لنا جملة صالحة من مصنفاته وآخر من روى حديثه بعلو الشيخ فخر الدين ابن البخاري
أبو محمد التوزي اللغوي عبد الله بن محمد بن هارون التوزي ويقال التوجي أبو محمد مولى قريش توفي سنة ثمان وثلاثين ومائتين أخذ عن أبي عبيدة

281
والأصمعي وأبي زيد وهو من أكابر أئمة اللغة قرأ على أبي عمر الجرمي كتاب سيبويه وكان في طبقته في غير ذلك من العلوم قال المبرد كان التوزي أعلم من الرياشي والمازني وله من التصانيف كتاب الأمثال كتاب الأضداد كتاب الخيل وسبقها وشياتها
وقال خالد النجار يهجون من الكامل المرفل
* يا من يزيد تمقتا
* وتبغضا في كل لحظه
*
* والله لو كنت الخليل
* لما كتبنا عنك لفظه
* الناشئ الشاعر المتكلم عبد الله بن محمد أبو العباس الناشئ الشاعر المتكلم المعروف بابن شرشير أصله من الأنبار وسكن مصر بغداد وهو معدود في طبقة البحتري وابن الرومي وله قصيدة نحو من أربعة آلاف بيت فيها فنون من العلم وهي على روي واحد وقافية واحدة قال ياقوت في معجم الأدباء وقد قرأت بعض كتبه فدلتني على هوسه واختلاطه لأنه أخذ نفسه بالخلاف على أهل المنطق والشعر والعروضيين وغيرهم ورام أن يحدث لنفسه أقوالا ينقض بها ما هم عليه فسقط في بغداد فلجأ إلى مصر وأقام بها بقية عمره إلى أن مات سنة ثلاث وتسعين ومائتين
قيل إن سبب موته كان عجبا وهو أنه كان في جماعة على شراب فجرى ذكر القرآن وعجيب نظمه فقال ابن شرشير كم تقولون لوشئت وتكلم بكلام عظيم فأنكروا عليه ذلك)
فقال إيتوني بقرطاس ومحبرة فأحضر له ذلك فقام ودخل بيتا فانتظروه فلما طال انتظاره قاموا ودخلوا إليه فإذا القرطاس مبسوطا وإذا الناشئ فوقه ممتدا فحركوه فإذا هو ميت وكان السبب في تلقبه بالناشئ أنه دخل مجلسا فيه أهل الجدل فتكلم فأحسن على مذهب المعتزلة فجود وقطع من ناظره فقام شيخ منهم فقبل رأسه وقال لا أعد منا الله مثل هذا الناشئ أن يكون فينا فينشأ في كل وقت لنا مثله فاستحسن أبو العباس هذا الاسم وتلقب به ومن شعره من المتقارب
* بكت للفراق وقد راعني
* بكاء الحبيب لبعد الديار
*
* كأن الدموع على خدها
* بقية طل على جلنار
*

282
وله في داود بن علي الظاهري من الطويل
* أقول كما قال الخليل بن أحمد
* وإن قست بين اللفظ واللفظ في الشعر
*
* عذلت على ما لو علمت بقدره
* بسطت مكان اللوم والعذل من عذري
*
* جهلت ولم تدري بأنك جاهل
* فمن لي بأن تدري بأنك لا تدري
* وقال من البسيط
* أشدد يديك بمن تهوى فما أحد
* يمضي فيدرك حي بعده خلفا
*
* واسعتب الحر إن أنكرت شيمته
* فالحر يستأنف العتبى إذا أنفا
*
* من ذا الذي نال حظا دون صاحبه
* يوما فأنصفه في الود وانتصفا
* قال محمد بن خلف بن المرزبان اجتمع عندي أحمد بن أبي طاهر والناشئ ومحمد بن عروس فدعوت لهم مغنية فجاءت ومعها رقيبة لم ير الناس أحسن منها فلما شربوا أخذ الناشئ رقعة وكتب فيها من المتقارب
* فديتك لو أنهم أنصفوك
* لردوا النواظر عن ناظريك
*
* تردين أعيننا عن سواك
* وهل تنظر العين إلا إليك
*
* وهم جعلوك رقيبا علينا
* فمن ذا يكون رقيبا عليك
*
* ألم يقرأوا ويحهم ما يرون
* من وحي حسنك في وجنتيتك
* وقال الناشئ يصف أصحابه من البسيط
* ولو شهدت مقاماتي وأنديتي
* يوم الخصام وماء الموت مطرد)
* (في فتية لم يلاق الناس مذ وجدوا
* لهم شبيها ولا يلقون إن فقدوا
*
* مجاورو الفضل أفلاك العلى سبل الت
* قوى محل الهدى عمد النهى الوطد
*
* كأنهم في صدور الناس أفئدة
* تحس ما أخطأوا فيها وما عمدوا
*
* يبدون للناس ما تخفي ضمائرهم
* كأنهم وجدو منها الذي وجدوا
*
* دلوا على باطن الدنيا بظاهرها
* وعلم ما غاب عنهم بالذي شهدوا
*
* مطالع الحق ما من شبهة غسقت
* إلا ومنها لديهم كوكب يقد
* ومن شعره الناشئ من البسيط
* وشادان ما تولى وصفه أحد
* إلا تلجلج في الوصف الذي وصفا
*

283
* يلوح في خده ورد على زهر
* يعود من حسنه غضا إذا قطفا
*
* لا شيء أعجب من جفينه إنهما
* لا يضعفان القوى إلا إذا ضعفا
* لنيسابوري اللغوي عبد الله بن محمد بن هانئ النيسابوري أبو عبد الرحمان مات سنة ست وثلاثين ومائتين
روى عن أبي زيد الأنصاري يحكى أنه أنفق على الأخفش سعيد بن مسعدة اثني عشر ألف دينار وبيعت كتبه بأربع مائة ألف درهم قال شمر بن حمدويه كنت عند أبي عبد الرحمان فجاءه وكيل له فحاسبه فبقي وكيل له فحاسبه فبقي له خمس مائة درهم فقال له أي شيء أصنع بها قال تصدق بها وكان قد أعد دارا لكل من يقدم عليه من المستفيدين فيأمر بإنزاله فيها ويزيح علله في النفقة والرزق ويوسع النسخ عليه وله كتاب نوادر العرب وغرائب ألفاظها يربى على ألفي ورقة سمع شمر منه بعض هذا الكتاب
ابن وداع الوراق عبد الله بن محمد بن وداع بن الزياد بن هاني الأزدي أبو عبد الله كان وراقا حسن المعرفة صحيح الخط يرغب الناس في خطه وكان لخطه نفاق وثمن ونفاسة توفي
ابن فأر اللبن عبد الله بن محمد بن عبد الوارث معين الدين الأنصاري أبو الفضل المعروف بابن فأر اللبن
شيخ متميز مسن وهو آخر من روى عن الشاطبي روى عنه القصيدة الشيخ حسن الرشيدي وقاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة وبدر الدين الجوهري توفي سنة أربع وستين وستمائة)
ابن أبي الجوع الوراق عبد الله بن محمد بن أبي الجوع النحوي الأديب الوراق من أهل مصر كان مليح الخط جيد الضبط وخطه مرغوب فيه وكان له تحقق باللغة والنحو والبلاغة وقول الشعر وصل إليه من العزيز وابنه الحاكم جملة كبيرة على الوراقة وقد أدرك المتنبي وأيام كافور ومات بمصر سنة خمس وتسعين وثلاثمائة قال كان لي على الوزير ابن خنزابة وعد مطلني به مطلا ضاق به صدري فعملت فيه من مجزوء الرمل

284
* تاه جهلا بالفرات
* أحمق ذو نزوات
*
* قال لي أهيف عنه
* وهو من إحدى الثقات
*
* إنه يجمع بالم
* يم رؤوس الألفات
* قال وكتبتها في رقعة وكتبت في أخرى إليه أتنجزه الوعد واتفق لقائي له على عجلة فأردت أن أعرض عليه القصة فدفعت إليه الأبيات غلطا فلما قرأها قال لعنك الله قد غلطت وأعادها إلي والتمس الأخرى فدفعتها إليه وعندي من الخجل ما يقتضيه مثل تلك الحال فأخذها ووقع فيها بما أردت فقلت لك علي مع ما تكرمت به من الحلم أن لا يسمعها أحد مني
أبو محمد الخطابي عبد الله بن محمد بن حرب بن خطاب الخطابي أبو محمد من نحاة الكوفة وكان شاعرا يغلب عليه السخف والألفاظ الغريبة له كتاب النحو الكبير كتاب النحو الصغير كتاب عمود النحو كتاب المكتم في النحو
أبو الحسن الخراز النحوي عبد الله بن محمد بن سفيان الخراز النحوي أبو الحسن أخذ عن المبرد وثعلب وغيرهما ومات سنة خمس وعشرين وثلاثمائة وكان معلما في دار الوزير علي بن عيسى بن الجراح وهو الذي صنف كتاب المعاني وخلط المذهبين وله مصنفات في علوم القرآن منها كتاب مختصر في علم العربية المقصور والممدود المذكر والمؤنث كتاب معاني القرآن كتاب أعيان الحكام ألفه لأبي الحسين بن أبي عمر القاضي كتاب أعياد النفوس في العلم كتاب رمضان وما قيل فيه
ابن الأكفاني قاضي بغداد)
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم أبو

285
محمد الأسدي البغدادي المعروف بابن الأكفاني قاضي القضاة ببغداد أنفق على أهل العلم مائة ألف دينار وتوفي سنة خمس وأربعمائة
ابن الفرضي القرطبي عبد الله بن محمد بن يوسف بن نصر الأزدي الحافظ أبو الوليد ابن الفرضي القرطبي مصنف تاريخ الأندلس له مصنف في أخبار شعراء الأندلس وكتاب في المؤتلف والمختلف وفي مشتبه النسبة وروى عنه ابن عبد البر وكان فقيها عالما في جميع فنون العلم إستقضاه محمد المهدي ببلنسية وكان حسن البلاغة والخط وقتلته البربر في الفتنة وبقي في داره ثلاثة أيام مقتولا قال ابن الفرضي تعلقت بأستار الكعبة وسألت الشهادة ثم انحرفت وفكرت في هول القتل فندمت وهممت أن أرجع واستقيل الله ذلك فاستحييت قال الحميدي فأخبرني من رآه بين القتلى ودنا منه فسمعه يقول بصوت ضعيف لا يكلم أحد في سبيل الله والله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا وجاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك كأنه يعيد الحديث على نفسه ثم قضى على أثر ذلك وأنشد له ابن عبد البر من الطويل
* أسير الخطايا عند بابك واقف
* على وجل مما به أنت عارف
*
* يخاف ذنوبا لم يغب عنك عيبها
* ويرجوك فيها فهو راج وخائف
*
* ومن ذا الذي يرجو سواك ويتقي
* ومالك من فضل القضاء مخالف
*
* فيا سيدي لا تخزني في صحيفتي
* إذا نشرت يوم الحساب الصحائف
*
* وكن مؤنسي في ظلمة القبر عندما
* يصد ذوو ودي ويجفو الموالف
*
* لئن ضاق عني عفوك الواسع الذي
* أرجي لإسرافي فإني لتالف
*

286
وأنشد الحميدي لابن الفرضي من الكامل
* إن الذي أصبحت طوع يمينه
* إن لم يكن قمرا فليس بدونه
*
* ذلي له في الحب من سلطانه
* وسقام جسمي من سقام جفونه
* الزوزني العبدلكاني عبد الله بن محمد بن يوسف العبدلكاني أبو محمد الزوزني الأديب توفي سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة وهو رجل مشهور من الشعراء حسن الكلام غزير العلم كثير الحلم سمع الحديث)
وقلما كان ينشط للرواية وكان خفيف الروح كثير النوادر والمضاحك سريع الجواب قصير القامة لا يزيد على ذراعين كث اللحية نحيف الجسم إلا أن وجهه بهي وكان يكتحل إلى قريب من أذنيه فيصير شهرة مضحكة وكان ملوك خراسان يصطفونه لمنادمتهم وتعليم أولادهم وله كتاب المرجان في الرسائل ومن شعره من مجزوء البسيط
* يا سيدي نحن في زمان
* أبدلنا الله منه غيره
*
* كل خسيس وكل نذل
* متع بالطيبات أيره
*
* وكل ذي فطنة وعقل
* بجلد من فقره عميره
* ومنه من مجزوء البسيط
* لما رأيت الزمان نكسا
* وليس في الحكمة انتفاع
*
* كل رئيس به ملال
* وكل رأس به صداع
*
* وكل نذل به ارتفاع
* وكل حر به اتضاع
*
* لزمت بيتي وصنعت عرضا
* به عن الذلة امتناع
*
* أشرب مما ادخرت راحا
* لها على راحتي شعاع
*
* لي من قراقيرها ندامى
* ومن قواريرها سماع
*
* وأجتني من ثمار قوم
* قد أقفرت منهم البقاع
* الواثق الصمادحي عبد الله بن محمد بن معن الواثق عز الدولة بن المعتصم بن صمادح كان أبوه قد ولاه بالمرية عهده فلما أخذ الملثمون المرية عند موت أبيه ركب الواثق البحر إلى جهة بجاية بما قدر عليه وأقام في الجزائر تحت ظل بني حماد سلاطين الغرب الأوسط ومن وصف الحجازي له قمر عاجله المحاق قبل التمام فنشر من

287
يديه ما كان عقد أبوه من ذلك النظام وكان قد خصه بولاية عهده ورشحه للملك من بعده وآل أمره إلى أن حل ببجابة في دولة بني حماد مستوحشا وقال شعرا منه قوله من الطويل
* لك الحمد بعد الملك أصبح خاملا
* بأرض اغتراب لا أمر ولا أحلي
*
* وقد أصدأت فيها الهوادة منصلي
* كما نسيت ركض الجياد بها رجلي
*
* ولا مسمعي يصغي لنغمة شاعر
* وكفي لا تمتد يوما إلى بذل
*)
قال وما أظن أحدا قال في عظم الهم مثل قوله من البسيط
* لييأس الناس من هم ومن كمد
* فإنني قد جمعت الهم والكمدا
*
* لم أبق منه لغيري ما يحاذره
* فليس يقصد دوني في الورى أحدا
* وقال من المجتث
* أهوى قضيب لجين
* قد أطلع البدر فيه
*
* إن كان موتي بلحظ
* فمنه عيشي يليه
*
* يا رب كم أتمنى
* لقياه كم أشتهيه
*
* ولا أرى منه شيئا
* سوى جفاء وتيه
*
* طوبى لدار حوته
* وأمه وأبيه
*
* بل ألف طوبى لصب
* في موضع يلتقيه
* أبو بكر القاضي الطريثيثي عبد الله بن محمد بن طاهر الطريثيثي أبو بكر القاضي وطريثيث بلد من أعمال نيسابور له يد باسطة في اللغة والنحو والأدب ورد بغداد قبل سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة له كتاب الموازنة بين أبي طاهر وطاهر يمدح فيه أبا طاهر الخوارزمي ويذم طاهر الطريثيثي وهو كتاب كثير الفوائد وتوفي سنة ثلاث وخمسمائة
أبو محمد الشهراباني عبد الله بن محمد بن محمد بن هبة الله بن أبي عيسى أبو محمد من أهل شهرابان وأقام ببغداد كان له معرفة بعلم الأدب والنحو والعربية والشعر وهو
مليح الخط جيد الضبط قرأ على أبي محمد ابن الخشاب ولازمه حتى حصل

288
طرفا جيدا مما عنده مات في رجب سنة ستمائة ومن شعره من الرمل
* نحن قوم قد تولى حظنا
* وأتى قوم لهم حظ جديد
*
* وكذا الأيام في أفعالها
* تخفض الهضب وتستعلي الوهود
*
* إنما الموت حياة لامرئ
* حظه ينقص والهم يزيد
* أبو محمد الأشيري عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي الأنصاري أبو محمد الاشيري وأشير بلدة في أطراف)
إفريقية كان أحد الأعلام والشيوخ المشهورين كتب بيده الكثير من الحديث والأدب ودخل الأندلس ولقي القاضي عياضا وورد إلى الشرق وحج ودخل مصر والشام وحلب ومات سنة سبعين وخمسمائة وكان يقرأ الحديث فغلط في شيء سبقه إليه لسانه فرده عليه بعض الحاضرين فقبل قوله وقال القارئ أسير المستمع وكان الوزير أبو المظفر ابن هبيرة طلبه من العادل نور الدين الشهيد لما صنف كتاب الإفصاح وجمع أهل المذاهب لأجله وقيل له إنه فقيه مالكي المذهب ولما وصل بغداد أنزله بدار بين الدربين وأنعم عليه وأجرى له الجرايات الحسنة وأكثر مذاكرته ومجالسته وكان قد بحث يوما معه فرد عليه وأغضبه بين الجماعة فقال له الوزير تهذي ليس كلامك بصحيح فمضى الأشيري ولم يعد إلى مجلسه فأرسل إليه حاجبه فلم يحضر فرد الحاجب وقال له إن لم يجئ بعثت إليه ولدي الاثنين فحضر فقال له لا بد أن تقوم بين الجماعة وتخاطبني بما خاطبتك به وحلف على ذلك فلم يفعل فألزمه الوزير والجماعة الحاضرون إلى أن قال للوزير كما قال له واعتذر الوزير إليه ووصله وله كتاب الاشتقاق وكتاب وجوب الطمأنينة
أبو محمد الأسلمي عبد الله بن محمد بن عيسى بن وليد الأندلسي النحوي يعرف بابن الأسلمي كنيته أبو محمد
كان يختم كتاب سيبويه كل خمسة عشر يوما مرة

289
وألف كتبا منها كتاب تفقيه الطالبين ثلاثة أجزاء كتاب الإرشاد إلى إصابة الصواب
البلنسي المجلد عبد الله بن محمد البلنسي أبو محمد كان مجلدا فاضلا قال له يوما شهاب الدين عبد الحق بن عبد السلام الصقلي وهو يبشر جلدا لكتاب ما أنت إلا بشار فقال من مجزوء الرمل
* أنا بشار ولك
* لست بشار بن برد
*
* ذاك بشار لشعر
* وأنا بشار جلد
* المكفوف النحوي القيرواني عبد الله بن محمد وقيل ابن محمود أبو محمد المكفوف النحوي القيرواني كان عالما بالغريب والعربية والشعر وتفسير المشروحات وأيام العرب وأخبارها وتوفي سنة ثمان وثلاثمائة وله كتاب في العروض يفضله أهل العلم على كل ما ضنف لما بين وقرب وكان)
يجلس مع حمدون النعجة في مكتبه فربما استعار بعض الصبيان كتابا فيه شعرأو غريب أو شيء من أخبار العرب فيقتضيه صاحبه إياه فإذا ألح عليه أعلم أبا محمد المكفوف بذلك فيقول له إقرأ علي فإذا فعل قال أعده ثانية ثم يقول رده على صاحبه ومتى شئت تعالى حتى أمليه عليك وهجاه إسحاق بن خنيس فأجابه المكفوف وقال من البسيط
* إن الخنيسي يهجوني لأرفعه
* إخسا خنميس فإني لست أهجوكا
*
* لم تبق مثلبة تحصى إذا جمعت
* من المثالب إلا كلها فيكا
* وكانت الرحلة إليه من جميع إفريقية لأنه كان أعلم خلق الله بالنحو واللغة والشعر والأخبار
أبو محمد الغيمي المالكي عبد الله بن محمد الغيمي بالغين المعجمة مفتوحة والياء آخر الحروف ساكنة أبو محمد المغربي صوام قوام عني بكتب أشهب وبالمدونة وبكتب ابن الماجشون وأخذ الفقه عن جلة أصحاب ابن سحنون حمل هو وأبو عبد الله الصدري إلى المهدي لما ذما التشيع فضربهما حتى ماتا وصلبهما رضي الله عنهما وذلك سنة ثمان وثلاثمائة

290
الحافظ الدينوري عبد الله بن محمد بن وهب بن بشر أبو محمد الدينوري الحافظ الكبير طوف الأقاليم وسمع
كان أبو زرعة يعجز عن مذاكرته قال الدارقطني متروك توفي سنة ثمان وثلاثمائة
عين القضاة الميانجي عبد الله بن محمد بن علي بن الحسن أبو المعالي عين القضاة الميانجي بعد الميم آخر الحروف وبعدها الف ونون وجيم وميانج بلد بأذربيجان وهو من أهل همذان فقيه علامة شاعر مفلق يضرب به المثل في الذكاء والفضل ويتكلم بإشارات الصوفية وكان الناس يتباركون به والعزيز المستوفي يبالغ في تعظيمه فلما قتل كان بينه وبين الوزير أبي القاسم إحن فعمل محضرا بألفاظ شنيعة التقطت من تصانيفه فكتب جماعة بحل دمه فحمله أبو القاسم الوزير إلى بغداد مقيدا ثم رد وصلب بهمذان في سنة خمس وعشرين وخمسمائة وكان من تلاميذ الغزالي وتلاميذ محمد بن حمويه ومن شعره من الطويل
* أقول لنفسي وهي طالبة العلى
* لك الله من طلابة للعلى نفسا
*
* أجيبي المنايا إن دعتك إلى الردى
* إذا تركت للناس ألسنة خرسا
*)
ومنه من الطويل
* فما خدع الأجفان بعدك غفوة
* ولا وطئ الأجفان قبلك أدمع
* ومن تصانيفه الرسالة العلائية أمالي الاشتقاق البحث عن معنى البعث كتاب زبدة الحقائق في الحساب الهندي مقدمة وغير ذلك
الكامل الخوارزمي صاحب الرحل عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الخوارزمي أبو القاسم الكامل أحد البلغاء المتأخرين والعلماء المبرزين كان في عصر الحريري أبي محمد صاحب المقامات ولما فاز الحريري بالسبق إلى عمل

291
المقامات إخترع هذا الخوارزمي كتاب الرحل وعمل فيه ست عشرة رحلة حذا فيها حذو المقامات وأهداها إلى هبة الله ابن الفضل بن صاعد بن التلميذ في سنة اثنتين وخمسمائة وأورد منها ياقوت في معجم الأدباء رحلة واحدة
ابن الذهبي الطبيب عبد الله بن محمد الأزدي يعرف بابن الذهبي أحد المعتنين بصناعة الطب ومطالعة كتب الفلاسفة وكان كلفا بصناعة الكيمياء مجتهدا في طلبها توفي سنة ست وخمسين وأربعمائة
وله من الكتب مقالة في أن الماء لا يغذو
ابن علقمة البلنسي عبد الله بن محمد بن الخلف أبو محمد الصدفي البلنسي يعرف بابن علقمة وأبوه الكاتب أبو عبد الله هو صاحب تاريخ بلنسية وكتب أبو محمد هذا للقاضي أبي الحسين بن عبد العزيز وفيه يقول أبو العباس بن العريف الزاهد رحمه الله تعالى من السريع
* من عجب الدهر وآياته
* سكرة تعزى إلى علقمة
*
* خيف عليها العين من طيبها
* فهي بأضداد الكنى معلمه
*
* بقية المعنى لذي فطنة
* لأنها في اللفظ علق ومه
* ومن شعر أبي محمد يخاطب الأستاذ أبا عبد الله بن خلصة عقيب إبلاله من مرض أرجف فيه بموته من الطويل
* نعوك وقاك الله كل ملمة
* وما هو نعي بل مصحفه بقي
*
* وينع لزهر الجسم بعد ذبوله
* وبالضد من معناه يبدو لنا الشئ)
* (فهذا صحيح الزجر باد دليله
* ولله فينا الحكم والأمر والنهي
* فأجاب ابن خلصة بأبيات منها من الطويل
* لثن كنت منعيا فما الموت وصمة
* لقد نعيت قبلي الرسالة والوحي
*
* ليغض عدو أو ليظهر شماتة
* فعما قليل يتبع الميت الحي
*

292
قلت أحسن من الأول قول الأول من الطويل
* تمنى رجال أن أموت وإن أمت
* فتلك طريق لست فيها بأوحد
* ابن أبي روح المغربي عبد الله بن محمد بن أبي روح أبو محمد من أهل الجزيرة الخضراء رحل منها إلى المشرق سنة سبعين وخمسمائة أو نحوها ولم يعد إليها فقال يتشوقها من الطويل
* أعلل يا خضراء نفسي بالمنى
* وأقنع إن هبت رياحك بالشم
*
* إذا غبت عن عيني يغيب منامها
* وكيف ينام الليل ذو الوجد والهم
*
* تذكرت من فيها ففاضت مدامعي
* فلله من فيها من الخال والعم
*
* أحن إلى الخضراء من كل موطن
* حنين مشوق للعناق وللضم
*
* وما ذاك إلا أن جسمي رضيعها
* ولا بد من شوق الرضيع إلى الأم
* قلت شعر مقبول
المغربي المهري عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن المنخل المهري من أهل شلب أبو محمد بن أبي بكر ومن شعره من الكامل
* شرف الخلافة أن ملكت زمامها
* وغدوت من عقب الإمام إمامها
*
* وافتك تبتدر الرضا إذ رمتها
* ولشد ما امتنعت على من رامها
*
* طبع الإله لها حساما صارما
* يحمي جوانبها فكنت حسامها
*
* ورأت عداة الله أن حمامها
* من قيس عيلان فكنت حمامها
* منها
* فعلى رماحك أن تشق جيوبها
* وعلى حسامك أن يفلق هامها
*
* ملك يجير من الزمان فإن يضم
* حرا بوادية الليالي ضامها)
* (قسطاس عدل لا يميل فإن رأى
* ميل الخلافة أمها فأقامها
*
* ما الجود إلا ما تفيض بنانه
* لا ما تفيض العرب فيه سهامها
*
* ما البأس إلا ما تضمن سيفه
* لا ما تضمن بعضه صمصامها
*

293
* ما الزجر إلا ما يجر خلافه
* ليس الذي وسمت به أيامها
*
* يطفي الحروب إذا توهج جمرها
* ولربما خمدت فشب ضرامها
*
* وإذا أسود الحرب هاج غرامها
* عانى بحد المشرفي عرامها
*
* وإذا بروق المزن لحن كواذبا
* صدقت بروق نواله من شامها
* ومنها
* لما رأيت الدين أظلم وجهه
* والحرب قد سدلت عليه قتامها
*
* أقبلتها شعث النواصي شزبا
* جردا تباري في الفلاة سمامها
*
* من كل مشرفة التليل كأنما
* عقدوا بباسقة النخيل لجامها
*
* وأغر وضاح الحجول مطهم
* يجلو إذا خاض الغمار ظلامها
* منها
* يلقى العداة الرعب قبل لقائه
* فيزل قبل قتالها أقدامها
* وقال مسليا من هزيمة من الكامل
* لا تكترث يا ابن الخلفة إنه
* قدر أتيح فما يرد متاحه
*
* قد يكدر الماء القراح لعلة
* ويعود صفوا بعد ذاك قراحه
* قلت شعر جيد
أبو محمد المرسي الكاتب عبد الله بن محمد بن ذمام أبو محمد الكاتب المرسي من أهل لقنت بفتح اللام والقاف وسكون النون وبعدها تاء ثالثة الحروف سكن مالقة وكان في أول أمره توجه إلى مراكش وتعلق بخدمة أبي الغمر هلال بن الأمير محمد بن مرذنيش فكتب إليه أبوه الأستاذ أبو عبد الله مع رسالة يشعره اللحاق به وقد رغب إليه فيه من الطويل
* إلى الحضرة العليا المسير المحقق
* بها أمل إن شاءه الله يلحق
*
* بها كعبة الآمال طوبى لطائف
* يقبل أركانا لها ويخلق)
* (فطوبى لمن أمسى وقد حط رحله
* بساحة باب للهدى ليس يغلق
*
* وتعسا لمن لم ينظم الدهر شمله
* بمراكش الغراء حيث التأنق
*

294
فراجعه برسالة يقول فيها من الطويل
* بنانك من بحر المعارف تنفق
* وذهنك للمعنى البديع موفق
*
* فنظمك در أنفس الدر دونه
* ونثرك مسك طيب العرف يعبق
*
* وأنت مليك للبلاغة كلها
* وراياتها من فوق رأسك نخفق
*
* ولله بكر بنت عشر زففتها
* تعبر عن سحر حلال وتنطق
*
* تجلت فجلت أن يعارض حسنها
* وكيف وفيها للمعالي تأنق
*
* وما هو إلا أن فضضت ختامها
* فهيج بلبالي إليك التشوق
*
* فيا ليت مر الشوق لم تدر طعمه
* ويا ليت هذا البين لم يك يخلق
*
* فذاك للذات التواصل قاطع
* وهذا لشمل الأقربين مفرق
* قلت شعره أجود من شعر أبيه بل ما بينهما صيغة أفعل واقترح عليه أبو الغمر المذكور أن يعارض أربعة من أشعار الغناء أولها من الوافر
* يخط الشوق شخصك في ضميري
* على بعد التزاور خط زور
* فقال من الوافر
* ملكت الفضل يا نجل ابن سعد
* فما لك في الأكارم من نظير
*
* حسامك حاسم عدو الأعادي
* ومالك مذهب عدم الفقير
*
* ووجهك إن تبدى في ظلام
* تجلى عن سنا قمر منير
*
* لذا سماك من سمى هلالا
* لإشراق حبيت به ونور
* وثانيها من الطويل
* أشاقك طيف آخر الليل من هند
* ضمان عليه أن يزور على بعد
* فقال من الطويل
* حكى دمعها الجاري على صفحة الخد
* نثير جمان قد تساقط من عقد
*
* فقلت لها ما بال دمعك جاريا
* فقالت لما في القلب من ألم الوجد
*
* ولولا لهيب ظل بين جوانحي
* يجفف دمعي كان كالسيل في المد)
* (وما يطفئ الجمر المضرم في الحشا
* سوى وصل مولانا هلال أبي سعد
*

295
وثالثها من الطويل
* أعانق غصن البان منها تعللا
* فأنكره مسا وأعرفه قدا
* فقال من الطويل
* شكت يا لها تشكو لفرط صبابة
* ولوعة وجد ألبستها الضنى بردا
*
* وقالت ودمع العين في ورد خدها
* يريك جمان الطل إذ بلل الوردا
*
* أيا قمر رفقا على القلب إنه
* سقيم ضعيف ليس يحتمل الصدا
*
* فلو حملت شم الجبال من الهوى
* كبعض الذي حملته هدها هدا
* ورابعها من الطويل
* صحا القلب عن سلمى وعلق زينبا
* وعاوده أضعاف ما قد تجنبا
* فقال من الطويل
* إذا نمت الأزهار واعتلت الصبا
* وهيجت الألحان أشجان من صبا
*
* ودارت كؤوس للمدام تخالها
* لرقة ما فيها لجينا مذهبا
*
* تهز هلالا للمكارم هزة
* كهز القنا يوم الكريهة والظبى
*
* ففي حالة الإفضال يشبه حاتما
* وفي حالة الإقدام يحكي المهلبا
* ومن شعره والرابع مضمن من الوافر
* نفى نومي وهيج لي خيالي
* فراق لم يكن يجري ببالي
*
* وكنا قبله في خفض عيش
* وأنس وانتظام واتصال
*
* فشتتنا الفراق وروعتنا
* مطي البين تدني لارتحال
*
* فلو نعطى الخيار لما افترقنا
* ولكن لا خيار مع الليالي
* البكري الإشبيلي عبد الله بن محمد بن عمار البكري الإشبيلي من أقارب أبي عبيد البكري قدم على شرق الأندلس في أول المائة السابعة قال ابن الأبار في تحفة القادم سمع منه ببلنسية بعض شعره شيخنا القاضي أبو الخطاب بن واجب ثم عاد إلى بلده وبه توفي ومن شعره من الكامل
* سلت على الأعداء منه صوارم
* قطعت مناسب دومة عن قيصر
*

296
)
* وكتائب ضاق الفضاء بحملها
* برئت بها لمتونة من حمير
* وأول هذه الأبيات من الكامل
* طلعت كبدر التم لاح لمبصر
* غيداء تبسم عن نفيس الجوهر
*
* وتنفست فكأن نفح مدامة
* شيبت روائحها بمسك أذفر
*
* عجبت لرامية القلوب بأسهم
* أبدا تفوق من قسي المحجر
*
* سفرت كما وضح الصباح فقابلت
* بدر السماء ببدر أرض نير
* ومنه من الكامل
* أهلا بساحرة الجفون وقد أتت
* لزيارتي تمشي على استحياء
*
* خافت عيون وشاتها فتلفعت
* حذر الرقيب ببردة الظلماء
*
* وأتتك ببن لداتها فكأنها
* قمر وهن كواكب الجوزاء
* وقال في أعور غمت حدقته السليمة حمرة إلا يسير بياض كالخط الدائر بها وقاله ارتجالا من السريع
* لم تر عيني مثل عين غدت
* لا تعرف السهد من الغمض
*
* فازت يد الدهر يتفريقها
* من كل مسود ومبيض
*
* وأبقت الأيم أختا لها
* ناكسة الرأس إلى الأرض
*
* كأنها من حمرة وردة
* قد طوقت بالسوسن الغض
* وقال في صديق كان يداجيه من الطويل
* ومستبطن حقدا وفي حركاته
* تصنع مظلوم يدل بظالم
*
* تصدى لإيناسي بحيلة فاتك
* ولاحظني خوفا بطرف مسالم
*
* تستر عن كشف العداوة جاهدا
* كما كمنت في الروض دهم الأراقم
* قلت يشبه قول ابن عبدون في ذم الأيام من البسيط
* تستربالشيء لكن كي تغر به
* كالأيم ثار إلى الجاني من الزهر
* ومنه شعره يصف إشبيلية من البسيط
* أجل فديتك طرفا في محاسنها
* تبصر وحقك منها آية عجبا
*
* قطر تكنفه من جانبيه معا
* مصانع تحمل الأنداء واللهبا
*

297
)
* زهر الوجوه كأن البدر جر على
* حيطانها البيض من أنواره عذبا
*
* والنهر كالجوارق العين بهجته
* تهز منه الصبا هندية قضبا
*
* تراه من فضة حينا فإن طلعت
* عليه شمس الضحى أبصرته ذهبا
*
* صفا وراق فلولا أنه نهر
* أمسى سماء يرينا في الدجى شهبا
*
* كأنما الجو مرآة به صقلت
* زرقاء تحسب فيها زهرها حببا
*
* ما روضة الحزن حلى القطر لبتها
* ومدت الشمس في حافتها طنبا
*
* يوما بأبهج مرأى منه إن رقصت
* حدائق الحسن في أرجائه طربا
* وكتب إلى أبي الربيع بن سالم يطلب منه جزءا من نسب الأشراف للبلاذري من الكامل
* ابعث إلي أبا الربيع صحيفة
* قد راق منظرها وطاب ثناها
*
* مهما تصخ أسماعنا لحديثها
* فنفوسنا تصبو إلى رؤياها
*
* أضحت تحدث عن أناس أصبحوا
* رمما يذكرك الردى مثواها
*
* أظفر يدي منها بعلق مضنة
* كمين موسى أظفرت بعصاها
*
* أو كالقميص أتى النبي مبشرا
* فأزاح عن عين النبي عماها
* فأجاب أبو الربيع بأبيات منها من الكامل
* أهدى إلى النفس المشوق مناها
* وأعاد نضرة أنسه وثناها
*
* طرس أتى والمجد بعض حداته
* يحوي نظائر فاقت الأشباها
*
* حيي بها ودي سلافا مزة
* طابت مذاقتها وطاب شذاها
* وهي أبيات طويلة جيدة وكان أبو محمد قد كتب قوله علق مضنة بظاء ثم إنه تذكر ذلك بعد إنفاذها فكتب إلى أبي الربيع ابن سالم من الكامل
* قل للفقيه أبي الربيع وقد جرى
* قلمي فأصبح بالصواب ضنينا
*
* أبشر بفضلك ظاء كل مضنة
* سألته كفي فاستحال ظنينا
* فكتب أبو الربيع جوابه من اكامل
* حسن بإخوان الصفاء ظنونا
* ليس الصجي على الصديق ضنينا
*
* ما دار في خلدي سوى غلط جرى
* حاشاك تفلى بالصواب ضنينا
*
* وقد بشرت مشال كل مضنة
* لما أتت حتى بشرت النونا
*

298
)
القاضي أبو محمد التجيبي عبد الله بن محمد بن مطروح التجيبي أبو محمد القاضي البلنسي توفي بها والروم يحاصرونها سنة خمس وثلاثين وستمائة ومن شعره يرثي أباه من قصيدة من المتقارب
* دعاك فلبيت داعي البلى
* وفارقت أهلك لا عن قلى
*
* رمتك وسهم الردى صائب
* شعوب فما أخطأت مقتلا
*
* تقاضاك منا الغريم الذي
* أبي قدر الله أن يمطلا
*
* أيا ظاعنا هدنا فقده
* جميعا ألم يأن أن نقفلا
*
* أحن إلى مورد أمه
* وإن لم يكن موردا سلسلا
*
* وأذهل مهما دعوا باسمه
* وحق لمثلي أن يذهلا
*
* وهون وجدي على فقده
* لحاقي به بعد مستعجلا
*
* إن جف من شجر أصله
* فال بد للفرع أن يذبلا
*
* سأبكيه ما دمت ذا مقلة
* وأعصي العواذل والعذلا
*
* وأترك حكم لبيد سدى
* كما ينسخ الآخر الأولا
* قلت قول لبيد من أبيات وأنشدها لابنتيه لما احتضر من الطويل
* إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
* ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
* ولهذا قال أبو حاتم الطائي من الكامل
* ظعنوا فكان بكاي حولا بعدهم
* ثم ارعويت وذاك حكم لبيد
* وقال القاضي أبو محمد يرثي الشيخ أبا عبد الله بن نوح من قصيدة من الكامل
* ناداك إذ أزف الرحيل منادي
* فظعنت في قود الحمام الغادي
*
* والناس والدنيا كسفر أزمعوا
* ظعنا وما غير المنية حادي
*
* هل نحن إلا من أروم هالك
* فالفرع تلو الأصل في المعتاد
*
* كل الجسوم وإن تطاول مكثها
* فمصيرها بجواهر أفراد
*
* فضت العقول بأن كل مركب
* ينحل عند تغالب الأضداد
*

299
* تتلو المبادي في الأمور نهاية
* والكون يؤذن طبعه بفساد
*
* لهفي ولهفي لا يجير من الردى
* لهفي على قمر العلى والنادي)
* (أودى ابن نوح فالشريعة بعده
* تبكي وتندب منه ثواب حداد
*
* كم ذب عنها كم أقام لواءها
* فردا وجلى من ظلام عناد
*
* ولم يلج أذنيه مؤلم نعيه
* لم يدر كيف تصدع الأكباد
* ابن الواعظ المقدسي عبد الله بن محمد بن الصفي أبي المعالي أحمد المقدسي عرف بابن الواعظ أخبرني العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه قال لقيته بدمياط سنة ثمان وثمانين وستمائة وأنشدنا لنفسه من الطويل
* سرت نسمة مسكية العرف معطار
* لها أرج في طي مسراه أسرار
*
* فلمنا بها حتى الغصون كأنما
* شذاها سلاف الراح والنشر خمار
*
* ألا هات عن نجد أحاديث غربة
* فيما طيب ما خبر أفدت وأخبار
*
* أهيل ودادي هل عل أيمن الحمى
* أراكم وتقضى بالتواصل أوطار
*
* وهل تسعف الأيام تسمح بالمنى
* بقرب مزاز أو يوافق مقدار
*
* خليلي إن القلب والنفس والهوى
* لعينيه أعوان علي وأنصار
* قلت شعر يقارب الجودة ولو كان لي فيه حكم لقلت فيا حبذا خبر أفدت وأخبار وكان يستريح من اللحن ومن قلق هذا التركيب لأن ما هنا زائدة تقديره فيا طيب خبر وأخبار أفدت والمعنى عليه وإن كانت نكرة موصولة وتقديره فيا طيب ما أفدته خبرا وأخبارا فيتعين النصب حينئذ على التمييز
بليغ الدين القسنطيني عبد الله بن محمد بن عبد الغفار القسنطيني أبو محمد النحوي العروضي نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال أنشدني بليغ الدين أبو محمد عبد الله النحوي اللغوي العروضي رحمه الله لنفسه بدمشق بالمدرسة الريحانية في صفر سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة لغزا في الفرزدق وجرير من الطويل
* رأيت جريرا والفرزدق فوقه
* بخفيف منى لم يخش عارا ولا إثما
*
* فألقيت في النار الفرزدق بعدما
* لطمت محياه ولم اقترف ظلما
*
* ولولا جرير ما ذكت نارنا له
* فلما ذكت أضحى جرير بها فحما
*

300
)
الفرزدق قطع العجين والجرير هو الحبل قال وأنشدني لنفسه من الكامل
* جمع الهواء من الهوى في باطني
* فتكاملت في أضلعي ناران
*
* فقصرت بالمقصور عن وصل الظبا
* ومددت بالمدود في أكفاني
* قلت لو قال فقصرت بالمدود ومددت بالمقصور لكان أغزل وأشعر وأصنع قال وأنشدني نفسه القصيدة الخالية وهي من الطويل
* أيا راكب الوجناء في السبسب الخالي
* إذا جئت نجدا عج على دمن الخال
* الأول لا أنيس به والثاني بنجد معروف
* وقف باللوى حيث الرياض أنيقة
* بذات الغضاغب المواطر كالخال
* برود اليمن الموشاة
* وحيث الصبا تثني الغصون عليلة
* تهب فتذكي لوعة الصب والخالي
* الذي ليس في قلبه علاقة من حب
* ومهما أرتك الجلهتان ذوائبا
* من البان يثني بانثناء على الخال
* المطر الذي يتخيل في السحب
* غدتها بعل بعد نهل فرنحت
* معاطفها كالمزدهي العطف ذي الخال
* الخيلاء
* تهيج بها الأغصان ورق صوادح
* وتبكي هديلا بان في العصر الخالي
* المتقدم
* فتلك المغاني معشري وأحبتي
* وربع ذوات الأعين النجل والخال
* أحد الخيلان
* ربوع بها أصبحت اللهو والصبا
* وحيث بها ريعان عمري كالخال
* المتكبر عجبا
* يخيل لي من نشوة الحب أنني
* أهز الرديني المثقف ذا الخال
* اللواء

301
* أنزه سمعي عن ملامة ناصح
* وأعدل عن عذل من العم والخال
* أخو الأم)
* وأصغي إلى صوت المهيب إذا دعا
* لراح براح من أخي ثقة خالي
* الحسن المخيلة
* إذا أنا أعطيت النديم مدامة
* بروضة حزن راقت الطرف للخال
* نور معروف بنجد
* أجود بما ضن البخيل ببذله
* وأحسبني كسرى وقيصر بالخال
* الظن والتوهم
* إذا كنت لا تسطيع رد منيتي
* فدعني ولذاتي وخال إذن خالي
* فعلا أمر من المتاركة
* إليك فإني لا أصيخ لعاذل
* فلا تحلني واكفف ملامك يا خال
* ترخيم خالد
* إذا أنا أتلفت الذي جمعت يدي
* وعيشك إني فارغ القلب كالخال
* العزب لا زوج له
* عليم بأسباب اكتساب تخالني
* إذا ما حويت الوفر يا صاح كالخال
* حسن القيام على المال
* لحى الله مالا صانه بذل باخل
* لعرض ذميم النشر أهجن من خال
* ثوب يستر به الميت
* ولا أمنح الكوماء إلا غريرة
* ولا القوم إلا إن غدا وهو كالخال
* الحبل الأسود
* ومالي لا أسموا إلى طلب العلى
* وألحق أطواد المبارين بالخال
* الأكمة الصغيرة

302
* وإن تخل سلمى من وجيب ولوعة
* فلست وإن خانت عهودي بالخالي
* الفارغ
* فقلبي وإن شت بها غربة النوى
* على حفظ عهد الحب ما عشت كالخالي
* الخالي الملازم للشيء
* قررت بها عينا على السخط والرضا
* كقرة عين الرائد الخصب بالخال
*)
الذي وجد الخلا
* خلعت في الصبابة والصبا
* وما أنا ذا طوع إذا شئت للخال
* الذي يلقي اللجام في فم الفرس
* وما أنا بالهيابة الأمر هائلا
* وليس فؤادي باليراع ولا الخال
* الضعيف القلب
* وعزمي كالغضب الجراز مضاؤه
* وإني به للخطب إن جل للخالي
* قاطع الخلا وهو العشب
* أراعي عهودا بيننا ومودة
* وإن كنت في وج كنت بذي الخال
* موضع ببلاد بني أسد
* فلا تتهمني في الوداد فإنني
* إذا غير البين المحبين للخالي
* البريء من التهمة
* وكم وقفة لي بالمعالم باكيا
* أروي بدمع ذاوي الطلح والخال
* قلت قد تكررت معه القوافي في مواضع وهي ظاهرة إلا بتكلف كثير وتوسع زائد
ابن جرج الكاتب عبد الله بن محمد بن جرج بجيمين بينهما راء الكاتب أبو جعفر القرطبي أصله من ألبيرة توفي سنة خمس وسبعين وخمسمائة ومن شعره يستدعي طبيبا من السريع
* خل ابن سيناء وأقواله
* فإنها من خدع المرء
*
* ولتأتني في منزلي مسرعا
* فإن عندي حيلة البرء
* ومنه من البسيط

303
* أما ذكاء فلم تصفر إذ جنحت
* إلا لفرقة هذا المنظر الحسن
*
* ربى تروق وريعان مزخرفة
* وسابح مد بالهطالة الهتن
*
* وللنسيم على أرجائه حبب
* يكاد من رقة يخفى على الغصن
* قال ابن الأبار في تحفة القادم وتنسب هذه القطعة غلطا إلى أبي القاسم أخيل ابن إدريس الرندي وأنشدها أبو القاسم عامر بن هشام القرطبي في مجموع له لأبي جعفر بن جرج هذا وهو بلديه ولعله سمعها منه)
ابن سارة المغربي عبد الله بن محمد بن سارة ويقال صارة بالصاد أبو محمد البكري الشنتريني نزيل إشبيلية
كان شاعرا مغلقا لغويا مليح الكتابة نسخ الكثير بالأجرة وهو قليل الحظ توفي سنة سبع عشرة وخمسمائة كان لم يسعه مكان ولا اشتمل عليه سلطان أثنى عليه صاحب القلائد وصاحب الذخيرة قال إنه يتبع المحقرات وبعد جهد اتقى إلى كتابة بعض الولاة فلما كان من خلع الملوك ما كان آوى إلى إشبيلية أوحش حالا من الليل وأكثر انفرادا من سهيل وتبلغ بالوراقة وله منها جانب وبها بصر ثاقب فانتحلها على كساد سوقها وخلو طريقها وفيها يقول من الكامل
* أما الوراقة فهي أيكة حرفة
* أوراقها وثمارها الحرمان
*
* شبهت صاحبها بصاحب إبرة
* تكسو العراة وجسمها عريان
* ومن شعره من الكامل
* ومعذر رقت حواشي وجهه
* فقلوبنا وجدا عليه رقاق
*
* لم يكس عارضه السواد وإنما
* نفضت عليه سوادها الأحداق
* ومنه في غلام أزرق العينين من الكامل
* ومهفهف أبصرت في أطرافه
* قمرا بآفاق الملاحة يشرق
*

304
* تقضي على المهجات منه صعدة
* متألق فيها سنان أزرق
* وأورد له صاحب الحديقة من الرجز
* أسنى ليالي الدهر عندي ليلة
* لم أخل فيها الكأس من أعمالي
*
* فرقت فيها بين جفني والكرى
* وجمعت بين القرط والخلخال
* وقيل إنهما لصالح الهزيل الإشبيلي ومن شعره ابن سارة من البسيط
* يا من يصيخ إلى داعي السقاة وقد
* نادى به الناعيان الشيب والكبر
*
* إن كنت لا تسمع الذكرى ففيم ثوى
* في رأسك الواعيان السمع والبصر
* ومنه من البسيط
* ليس الأصم ولا الأعمى سوى رجل
* لم يهده الهاديان العين والأثر
*
* لا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلك ال
* أعلى ولا النيران الشمس والقمر)
* (ليرحلن عن الدنيا وإن كرها
* فراقها الثاويان البدو والحضر
* ومنه من البسيط
* وصاحب لي كداء البطن عشرته
* يودني كوداد الذئب للراعي
*
* يثني علي جزاه الله صالحة
* ثناء هند على روح بن زنباع
* إشارة إلى قول هند بنت النعمان بن بشير الأنصاري وكانت زوجة روح بن زنباع وفيه تقول من الطويل
* وهل هند إلا مهرة عربية
* سليلة أفراس تحللها بعل
*
* فإن تنجت مهرا كريما فبالحري
* وإن يك إقراف فما أنجب الفحل
* ومنه من الطويل
* أعندك أن البدر بات ضجيعي
* فقضت أطاري بغير شفيع
*
* جعلت ابنه العنقود بيني وبينه
* فكانت لنا أما وصار رضيعي
* ومن شعر ابن سارة قوله من الوافر
* تأمل حالنا والجو طلق
* محياه وقد طفل المساء
*
* وقد جالت بنا عذراء حبلى
* تجاذب مرطها ريح رخاء
*

305
* بنهر كالسجنجل كوثري
* تعاين وجهها فيه السماء
* قلت قوله تجاذب مرطها أراد بذلك القلع الذي كان للمركب أو المظلة التي كانت عليهم فيه
ولما وقف أبو إسحاق إبراهيم بن خفاجة على هذه القطعة أعجب بها فقال من الوافر
* إلا يا حبذا ضحك الحميا
* بحامتها وقد طفل المساء
*
* وأدهم من جياد الماء نهد
* تنازع جله ريح رخاء
*
* إذا بدت الكواكب فيه غرقى
* رأيت الأرض تحسدها السماء
* ومنه في ذم فروته من الكامل
* أودى بذات يدي ذماء فرية
* كفؤاد عروة في الضنى والرقة
*
* يتجشم الفراء في ترقيعها
* بعد المشقة في قريب الشقة
*
* إن قلت بسم الله عند لباسها
* تقرا علي إذا السماء انشقت
* قلت ذكرت ها هنا ما نظمت ونحن بمرج الغسولة وقد تواترت الأمطار والرعود علينا ونحن)
في الخيام مقيمون من المنسرح
* لم أنس ليلا بالمرج مر لنا
* به حللنا في غاية الشدة
*
* تقابل الرعد فيه خيمتنا
* بسورة الانشقاق والسجده
* النحوي عبد الله بن محمد بن زبرج أبو المعالي العتابي النحوي قال محب الدين ابن النجار كتبت عنه وكان عسرا في الرواية جدا مبغضا لأهل هذا الشأن ولم تكن سريته مرضية وله معرفة حسنة بالنحو ويتردد إلى بيوت الناس للتعليم وتوفي سنة ستمائة
أبو طالب النهرواني عبد الله بن محمد الفتي أبو طالب النهرواني كان فاضلا أديبا شاعرا أمر

306
أن ينقش على لوح قبره من الطويل
* شربنا بكأس سوف تسقون مثلها
* قريبا لعمري والكؤوس تدور
*
* فقل للذي أبدى شماتته بنا
* إلى مثل ما صرنا إليه تصير
*
* فلو دامت الدنيا على ذي مهابة
* لدمت ولكن الزمان مبير
* الحافظ الهروي عبد الله بن محمد بن علي بن محمد بن مت شيخ الإسلام أبو إسماعيل الأنصاري الهروي الحافظ العارف هو من ولد أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه كان بكر الزمان في فنون الفضائل وأنواع المحاسن صنف كتاب الفاروق في الصفات وكتاب ذم الكلام وكتاب الأربعين حديثا وله في التصوف كتاب منازل السائرين وقصيدة في مذهبه ومناقب أحمد بن حنبل رضي الله عنه وتوفي في ذي الحجة سنة إحدى وثمانين وأربعمائة
والد ابن العربي عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن العربي أبو محمد المعافري الإشبيلي والد القاضي أبي بكر بن العربي سمع ببلده وحج وسمع بالشام والعراق وكان من أهل الآداب واللغة والذكاء والبراعة والتقدم في معرفة الخبر والشعر والافتتان بالعلوم وجمعها وتوفي سنة ثلاث وتسعين وأربعمائة ومن شعر أبي محمد المعافري قوله من الكامل
* نصح العدى ضرب من التمويه
* فعلام تقبل نصحهم وتعيه)
* (أو لم يبن لك نصح عهدي في الهوى
* أيام قلبك في يدي وإليه
*
* قل لي فقد بلغ الأسى من خاطري
* وتحكمت أيدي والوساوس فيه
*
* أو لا فلا يضررك قوله عاشق
* لخليه في السر أو لأخيه
*
* كيف السبيل إلى الخلاص من الأذى
* يوما وقلبي في يدي مؤذيه
* ابن السيد البطليوسي عبد الله بن محمد بن السيد أبو محمد البطليوسي

307
النحوي نزيل بلنسية قال ابن بشكوال كان عالما باللغات والآداب مبتحرا فيهما يجتمع الناس إليه ويقرؤون عليه وكان حسن التعليم
صنف كتبا حسانا منها كتاب الاقتضاب في شرح أدب الكتاب والتنبيه على الأسباب الموجبة للاختلاف بين الأمة وكتاب شرح الوطأ وشرح ديوان المتنبي وشرح سقط الزند والخلل في أغاليط الجمل والحلل في شرح أبيات الجمل وكتاب في الحرفة الخمسة وهي السين والصاد والضاد والظاء والذال والمثلث في مجلدين ومشائل منثورة عربية ولد سنة أربع وأربعين وأربعمائة وتوفي في نصف شهر رجب سنة إحدى وعشرين وخمسمائة ومن شعره من الطويل
* ترى ليلنا شابت نواصية كبرة
* كما شبت أم الجو روض بهار
*
* كأن الليالي السبع في الجو جمعت
* ولا فصل فيما بينها بنهار
* ومنه من الطويل
* أخو العلم حي خالد بعد موته
* وأوصاله تحت التراب رميم
*
* وذو الجهل ميت وهو ماش على الثرى
* يظن من الأحياء وهو عديم
* ومنه يمدح المستعين بن هود من الطويل
* هم سلبوني حسن صبري إذ بانوا
* بأقمار أطواف مطالعها البان
*
* لئن غادروني باللوى إن مهجتي
* مسايرة أضعانهم حيثما بانوا
*
* سقي عهدهم بالخيف عهد غمائم
* ينازعها مزن من الدمع هتان
*
* أأحبابنا هل ذلك العهد راجع
* وهل لي عنكم آخر الدهر سلوان
*
* ولي مقلة عبرى وبين جوانحي
* فؤاد إلى لقياكم الدهر حنان
*
* تنكرت الدنيا لنا بعد بعدكم
* وحلت بنا من معضل الخطب ألوان
*)
من مديحها من الطويل
* رحلنا سوام الحمد عنها لغيرها
* ولا ماءها صدى ولا النبت سعدان
*
* إلى ملك حاباه بالحسن يوسف
* وشاد له المجد الرفيع سليمان
*
* من النفر الشم الذين أكفهم
* غيوث ولكن الخواطر نيران
*

308
كان لابن الحاج صاحب قرطبة ثلاثة بنون يسمى أحدهم عزون والثاني رحمون والثالث حسنون وكانوا صغارا في حد الحلم وهم من أجمل الناس صورة وكانوا يقرؤون القرآن على المقرئ ويختلفون إليه في الجامع وكان أبو محمد البطليوسي قد أولع بهم ولم يمكنه صحبتهم إذ كان من غير زيهم فكان يجلس في الجامع تحت شجرة كانت في وسطه بكتاب يقرأ فيه يتحين وقت خروجهم ولم يكن له منهم حظ غير ذلك فقال من البسيط
* أخفيت سقمي حتى كاد يخفيني
* وهمت في حب عزون فعزوني
*
* ثم ارحموني برحمون فإن ظمئت
* نفسي ريق حسنون فحسوني
* القاضي ابن عصرون عبد الله بن محمد بن هبة الله بن المطهر بن علي بن أبي عصرون ابن أبي السري قاضي القضاة شرف الدين أبو سعد التميمي الموصلي الفقيه الشافعي أحد الأئمة الأعلام تفقه على القاضي المرتضى الشهرزوري وأبي عبد الله الحسين بن خميس الموصلي وقرأ السبع على أبي عبد الله البارع والعشر على أبي بكر المزرفي والنحو على أبي الحسن بن دبيس ودخل حلب ودرس بها وأقبل عليه صاحبها نور الدين ولما أخذ دمشق ورد معه إليها ودرس بالغزالية ثم عاد إلى حلب وولي قضاء سنجار وحران وديار ربيعة ثم عاد إلى دمشق فولي بها القضاء وبنى له نور الدين المدارس بحلب وحماة وحمص وبعلبك وبنى هو لنفسه مدرسة بحلب وأخرى بدمشق وأضر آخر عمره وهو قاض وصنف جزءا في جواز قضاء الأعمى وهو خلاف مذهبه وفي جوازه وجهان والجواز أقوى لأن الأعمى أجود من الأصم والأعجمي وكتب السلطان صلاح الدين كتابا بخطه إلى القاضي الفاضل يقول فيه إن القاضي قال إن قضاء الأعمى جائز والفقهاء يقولون غير جائز فتجتمع بالشيخ أبي الطاهر بن عوف الأسكندراني وتسأله عما ورد من الأحاديث في قضاء الأعمى ووفي سنة خمس وثمانين وخمسمائة ومن تصانيفه صفوة المذهب في

309
نهاية المطلب سبع مجلدات والانتصار في أربع)
مجلدات والمرشد في مجلدين والذريعة في معرفة الشريعة والتيسير في الخلاف أربع مجلدات ومآخذ النظر ومختصر في الفرائض والإرشاد في نصرة المذهب وماتم والتنبيه في معرفة الأحكام وفوائد المهذب في مجلدين وغير ذلك وله شعر منه قوله من الطويل
* أؤمل أن أحيى وفي كل ساعة
* تمر بي الموتى تهز نعوشها
*
* وهل أنا إلا مثلهم غير أن لي
* بقايا ليال في الزمان أعيشها
* ومنه من الطويل
* أؤمل وصلا من حبيب وإنني
* على ثقة عما قيل أفارقه
*
* تجارى بنا خيل الحمام كأنما
* يسابقني نحو الردى وأسابقه
*
* فيا ليتنا متنا معا ثم لم يذق
* مرارة فقدي لا ولا أنا ذائقه
* قلت في ترجمة سعيد بن حميد في هذه المادة أبيات جيدة
ومنه من البسيط
* يا سائلي كيف حالي بعد فرقته
* حاشاك مما بقلبي من تنائيكا
*
* قد أقسم الدمع لا يجفو الجفون أسى
* والنوم لا زارها حتى ألاقيكا
* ومنه من الطويل
* وما الدهر إلا ما مضى وهو فائت
* وما سوف يأتي وهو غير محصل
*
* وعيشك فيما أنت فيه فإنه
* زمان الفتى من مجمل ومفصل
* قلت أكمل منه قول الأول من الخفيف
* ما مضى فات والمؤمل غيب
* ولك الساعة التي أنت فيها
* وأجاب القاضي الفاضل لمن كتب إليه يعرفه بموت ابن أبي عصرون وصل كتاب الحضر جمع الله شملها وسر بها أهلها ويسر إلى الخيرات سبلها وجعل في ابتغاء رضوانه قولها وفعلها وفيه زيادة وهي نقص الإسلام وثلم في البرية يتجاوز رتبة الانثلام إلى الانهدام وذلك ما قضاه الله من وفاة الإمام شرف الدين ابن أبي عصرون رحمة الله عليه وما حصل بموته من نقص الأرض من أطرافها ومن مساءة أهل الملة ومسرة أهل خلافها فلقد كان علما للعلم منصوبا وبقية من بقايا السلف الصالح محسوبا وقد علم الله اغتمامي لفقد حضرته واستيحاشي لخلو الدنيا من بركته واهتمامي بما عدمت من النصيب الموفور من أدعيته)

310
الحجري المغربي عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عبيد الله بن سعيد بن محمد ابن ذي النون الحجري بفتح الحاء وسكون الجيم حجر ذي رعين الأندلسي المريي الفقيه الحافظ الزاهد أحد أئمة الأندلس سمع الكثير وروى وكان له بصر بصناعة الحديث موصوفا بجودة الفهم أصاب الناس قحط شديد فلما وضعوه على شفير قبره توسلوا به إلى الله تعالى فسقوا وتوفي سنة إحدى وتسعين وخمسمائة
ابن زهر الطبيب عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن زهر أبو محمد الإيادي ابن الحفيد أبي بكر الأندلسي الإشبيلي الطبيب معروف بالطب آباؤه شيوخ لطب وكان شابا جميلا مفرط الذكاء خيرا عاش خمسا وعشرين سنة وتوفي سنة اثنتين وستمائة وكان قد اشتغل على والده وأوقفه على كثير من أسرار هذه الصناعة وعملها وقرأ كتاب النبات لأبي حنيفة على أبيه وأتقن معرفته وكان الخليفة أبو عبد الله الناصر محمد بن المنصور أبي يعقوب يرى له كثيرا ويحترمه ويعرف مقدار علمه ويثق به ولما توجه إلى الحضرة خرج منه فيما اشتراه لسفره ونفقته في الطريق عشرة آلاف دينار وكان يشتغل على الجزولي في النحو وكان الناصر إذا جلس جلس الخطيب أبو عبد الله بن محمد بن الحسن بن أبي علي بن الحسن بن أبي يوسف حجاج القاضي ويجلس تلوه القاضي الشريف أبو عبد الله الحسيني وكان يجلس تلوه ابن الحفيد أبو محمد عبد الله بن زهر هذا وكان يجلس تلوه أبو موسى عيسى الجزولي النحوي ومات ابن الحفيد مسموما وقال أبو مروان الباجي قال لي يوما رأيت البارحة أختي وكانت أخته قد ماتت قبله وكأنني قلت لها بالله يا أختي عرفيني كم يكون عمري فقالت لي طابيتين ونصفا والطابية هي الخشبة للبناء المعروفة في المغرب بهذا الاسم طولها عشرة أشبار فقلت لها أنا أقول لك جدا وأنت تجيبيني بالهزء فقالت لا والله ما أجبتك إلا بالجد وإنما أنت ما فهمت أليس أن الطابية عشرة أشبار والطابيتان ونصفا خمسة وعشرون شبرا يكون عمرك خمسا وعشرين سنة قال أبو مروان فلما قص علي هذه الرؤيا قلت له لا تتوهم من هذا فلعله أضغاث أحلام قال ولا تكمل تلك السنة إلا وقد مات وكان عمره كما قيل له خمسا وعشرين سنة لا أقل ولا أكثر)

311
أبو محمد الناسخ عبد الله بن محمد بن جرير أبو محمد القرشي الأموي البغدادي الناسخ من ولد سعيد بن العاص بن أمية سمع الكثير وكتب من الكتب الكبار شيئا كثيرا وكان مليح الكتابة محدثا مفيدا مالكي المذهب قال ابن النجار كتب ما لا يدخل تحت الحصر بالأجرة ويقال إنه كتب بخمس مائة رطل حبر أحصاها هو وتوفي سنة اثنتين وثمانين وخمسمائة
الهروي عبد الله بن محمد بن علي بن محمد الأديب الهروي البغدادي قرأ الأدب وقال الشعر وغلب عليه المجون والخلاعة والفحش والسخف وجمع مقامات في الهزل وروى عنه ابن النجار شعرا وتوفي سنة ثمان وثلاثين وستمائة وكان يخضب بالسواد والحرة ومن شعره من الطويل
* سلام كما افتر النسيم وصافحت
* بواكره روضا تجلت غمائمه
*
* وأحسن من دوح يراوحه الحيا
* تأشب أعلاه وغنت حمائمه
* ومنه من السريع
* واخجلتا من عبرة كشفت
* ستري بعد البين للحاسد
*
* قد يكشف الدمع ضمير الهوى
* ويعرف الغائب بالشاهد
* ابن المهتدي عبد الله بن محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن المهتدي بالله أبو جعفر أخو أبي الغنائم محمد الخطيب وعبد الله أسن وكانت له معرفة بأنساب الهاشميين والطالبيين وصنف في ذلك كتابا حافلا كان أديبا فاضلا متفننا ولي الخبرية بباب النوبي أيام المستنجد وجمع مدائحه في كتاب وكان يكتب مليحا نقم عليه شيء فقبض عليه وحبس إلى أن أتاه حينه وكان شابا وتوفي سنة ثلاث وستين وخمسمائة
الشيخ نجم الدين الرازي عبد الله بن محمد شاهاور بن أنوشروان بن أبي

312
النجيب الأسدي الرازي نجم الدين أبو بكر شيخ الطريقة والحقيقة كان كبير الشأن من أصحاب الحال والمقامات أكثر من الترحال إلى الحجاز ومصر والشام والعراق والروم وآذربيجان وأران وخراسان وخوارزم ولد سنة ثلاث)
وسبعين وتوفي سنة أربع وخمسين وستمائة وسمع عبد المعز الهروي ومنصور بن الفراوي وأحمد بن عمر الخيوقي والمؤيد الطوسي وابن السمعاني وعبد الوهاب بن سكينة وزينب الشعرية وعبد المحسن بن الطوسي ومسسمار بن العويس ومحمد بن أبي بكر الغزال وعبد الله بن إبراهيم بن عبد الملك الشحادي وجماعة وروى عنه جماعة منهم شرف الدين الدمياطي وقطب الدين القسطلاني والشيخ محمد بن محمد الكنجي
نجم الدين البادرائي الشافعي عبد الله بن محمد بن أبي الوفاء بن الحسن بن عبد الله بن عثمان الإمام نجم الدين أبو محمد البادرائي البغدادي الشافعي الفرضي ولد سنة أربع وتسعين وتوفي سنة خمس وخمسين وستمائة سمع من عبد العزيز ابن منينا وسعيد بن محمد الرزاز وسعيد بن هبة الله الصباغ وجماعة وتفقه وبرع في المذهب ودرس بالنظامية وترسل عن الديوان العزيز غير مرة وحدث بحلب ودمشق ومصر وبغداد وبنى بدمشق المدرسة الكبيرة المشهورة به وكان صدرا محتشما جليل القدر وافر الحرمة قال الشيخ شرف الدين الدمياطي أحسن إلي ولقيت منه أثرة وبرا في السفر والحضر ببغداد ودمشق والموصل ومصر وحلب وصحبته تسع سنين وولي قضاء القضاة ببغداد خمسة وعشرين يوما وعمل عزاؤه بدمشق في مدرسته في ثامن عشر ذي الحجة وكان يركب بالطرحة ويسلم على من يمر به وعافاه الله من فتنة التتار الكائنة على بغداد وقال له الزين خالد تذكر ونحن بالنظامية والفقهاء يلقبونني حولتا ويلقبونك الدعشوش فتبسم وحملها منه ولما اجتاز بالموصل رسولا إلى حلب سنة سبع وأربعين وستمائة سأل الفقهاء بها هذه المسألة من الطويل
* ألا يا فقهاء العصر هل من مخبر
* عن امرإة حلت لصاحبها عقدا
*
* إذا طلقت بعد الدخول تربصت
* ثلاثة أقراء حددن لها حدا
*
* وإن مات عنها زوجها فاعتدادها
* بقرء من الأقراء تأتي به فردا
* فأجابه صاحب التعجيز ابن يونس من الطويل
* وكنا عهدنا النجم يهدي بنوره
* فما باله قد أبهم العلم الفردا
*

313
* سألت فخذ عني فتلك ليقطة
* أقرت برق أن نكحت عمدا
* قاضي القضاة الأذرعي الحنفي)
عبد الله بن محمد بن عطاء بن حسن بن عطاء قاضي القضاة أبو محمد شمس الدين الأذرعي الحنفي ولد سنة خمس وتسعين وتوفي سنة ثلاث وسبعين وستمائة سمع من
حنبل وابن طبرزد والكندي وابن ملاعب والموفق الحنبلي وتفقه ودرس وأفتى وصار مشارا إليه في المذهب وولي عدة مدارس وناب في القضاء عن صدر الدين ابن سني الدولة وغيره وولي قضاء الحنفية لما جددت القضاة الأربع وكان فاضلا دينا حسن العشرة ولقد صدع بالحق لما حصلت الحوطة على البساتين بحضور الملك الظاهر بيبرس وقال ما يحل لمسلم أن يتعرض لهذه الأملاك ولا إلى هذه البساتين فإنها بيد أصحابها ويدهم عليها ثابتة فغضب السلطان وقام وقال إذا كنا ما نحن مسلمين أيش قعودنا فأخذ الأمراء في التلطف وقالوا لم يقل عن مولانا السلطان ولما سكن غضبه قال أثبتوا كتبنا عند القاضي الحنفي وتحقق صلابته في الدين ونبل في عينه روى عنه قاضي القضاة شمس الدين الحريري وابن العطار وجماعة وشيع جنازته خلائق
نجم الدين ابن سطيح عبد الله بن محمد بن أبي الخير بن سطيح الشيخ القدوة نجم الدين ابن الحكيم الحموي ولد سنة ثلاث وستمائة وتوفي سنة ثمان وسبعين ويقال إنه من ذرية سطيح الكاهن كان شيخأ صالحا زاهدا كبير القدر أثنى عليه ابن الدباهي وكان يحضر السماع وهو الذي أنكر على ابن إسرائيل ذلك البيت وأظنه قوله من الكامل
* هذا الوجود وإن تكثر ظاهرا
* وحياتكم ما فيه إلا أنتم
* وهو والد شرف الدين المحتسب ولهم زاوية بحماة وتوفي بدمشق ودفن في مقابر الصوفية

314
محيي الدين قاضي القضاة ابن عين الدولة عبد الله بن محمد ابن عين الدولة قاضي القضاة محيي الدين أبو الصلاح ابن قاضي القضاة شرف الدين الصفراوي ثم الإسكندري المصري الشافعي عاش إحدى وثمانين سنة وتوفي سنة ثمان وسبعين وستمائة وولي القضاء بمصر والوجه القبلي بعد القاضي تاج الدين ابن بنت الأعز مدة وأصابه فالج وعجز عن الكتابة خمسة أعوام وكان كاتب الحكم يعلم عنه ثم عزل وكان فيه لطف ودماثة
الطوبي الكاتب)
عبد الله بن محمد بن الحسين الصقلي الطوبي الكاتب أورد له أمية ابن أبي الصلت في الحديقة من مجزوء الوافر
* تلاعب بي وأطعمني
* بنعمى ليس يبدلها
*
* يقبل لي أنامله
* ويمنعني أقبلها
* وأورد له أيضا من المتقارب
* بخدك آس وتفاحة
* وعينيك نرجسة ذابله
*
* وريقك من طيبه قهوة
* فوجهك لي دعوة كامله
* هذا كقول القائل من مجزوء الخفيف
* شادن خده وعي
* ناه وردي ونرجسي
*
* إن يجد لي بخمر في
* ه فقد تم مجلسي
* المعري عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن سليمان هو أبو محمد التنوخي المعري وهو من بيت أبي العلاء المعري وقد تقدم والده وجده في مكانيهما كان والده أبو المجد محمد قاضي المعرة إلى أن ملكها الفرنج ومن شعر أبي محمد هذا من الكامل
* يا من تنكب قوسه وسهامه
* وله من اللحظ السقيم سيوف
*
* تغنيك عن حمل السلاح إلى العدى
* أجفانك المرضى فهن حتوف
* مجد الدين الطبري عبد الله بن محمد بن محمد بن أبي بكر الشيخ الإمام

315
مجد الدين أبو محمد الطبري المكي الشافعي المحدث المفتي ولد بمكة سنة تسع وعشرين وسمع من ابن المقير وابن الجميزي وشعيب الزعفراني وجماعة وقدم دمشق وسمع من الرشيد بن مسلمة ومكي بن علان وبرع في الفقه ودرس وأفتى ولي الإمام بمكة ثم بمسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثم قدم أواخر أيامه القدس وأم بالصخرة فجمع له الإمامة بالمسجد الثلاثة وأفتى بالأماكن المذكورة روى عنه ابن العطار والبرزالي والجماعة وكتب إلى الشيخ شمس الدين بمروياته وتوفي بالقدس سنة إحدى وتسعين وستمائة
ابن هارون المغربي)
عبد الله بن محمد بن هارون بن محمد بن عبد العزيز بن إسماعيل الطائي الأندلسي القرطبي المالكي نزيل تونس مولده سنة ثلاث وستمائة وتوفي سنة اثنتين وسبعمائة وطلب العلم في حدائثته قراآت وحديث وفقه ولغة ونحو وأدب ومهر في الآداب وله حظ من النظم قرأ القرآن على جده لأمه محمد بن قادم المعافري ولازم خال أمه إمام جامع قرطبة العلامة أبا محمد عصام ابن أبي جعفر أحمد بن محمد بن خلصة واستفاد عليه وأخذ على قرابته الحافظ أبي زكرياء بن أبي عبد الله بن يحيى الحميري وقرأ عليه الفصيح والأشعار الستة وسمع منه الروض الأنف ولم يكن أحد في عصر أبي ذكرياء أحفظ منه وسمع قاضي الجماعة أبا القاسم بن بقي وأخذ عنه الموطأ سماعا وقرأ عليه كامل لمبرد وسمع صحيح مسلم من عبد الله بن أحمد بن عطية وسمع من أبي بكر محمد بن سيد الناس الخطيب صحيح البخاري ولازمه وسمع الشمائل من الحافظ محمد بن سعيد الطرار وسمع التيسير من النحوي أحمد بن علي الفحام المالقي وأخذ كتاب سيبويه تفهما عن أبي علي الشلوبين وأبي الحسن الدباج وقرأ مقامات الحريري تفهما على العلامة عامر بن هشام الأزدي وله نظم كثير وانتهى إليه علو الإسناد روى عنه الشيخ أثير الدين أبو حيان وأبو عبد الله الوادي آشي وأبو مروان التونسي خازن المصحف وآخرون قال الشيخ شمس الدين وكتب إلينا بمروياته عام سبعمائة وفي آخر وقته أسن وانحطم وتغير تغير الهرم وقال قاضي القضاة العلامة تقي الدين السبكي رأيت بخط ناصر الدين بن سلمة الغرناطي شيخنا ابن هارون فيه تشيع وانحراف عن معاوية وابنه يطعن فيهما نظما ونثرا اختلط بعد انفصالي عنه وبان اختلاطه

316
الصاحب فتح الدين ابن القيسراني عبد الله بن محمد بن أحمد بن خالد بن نصر الصاحب الأثير فتح الدين ابن القيسراني المخزومي الحلبي ثم الدمشقي نزيل مصر مولده سنة ثلاث وعشرين ووفاته سنة ثلاث وسبعمائة بالقاهرة سمع أبا القاسم ابن رواحة ابن الجميزي ويوسف الساوي وابن خليل وأحمد بن الحباب وجماعة وشارك في الفضائل والآداب وعني بالحديث وجمع وألف كتابا في معرفة الصحابة وله النظم والنثر وخرج لنفسه أربعين حديثا ولي الوزارة في دولة الملك السعيد ابن الظاهر روى عنه الدمياطي من نظمه وأخذ عنه فتح الدين ابن سيد الناس والبرزالي أنشدني من لفظه الشيخ شمس الدين قال أنشدني الصاحب فتح الدين من لفظ)
لنفسه من الوافر
* بوجه معذبي آيات حسن
* فقل ما شئت فيه ولا تحاشي
*
* ونسخة حسنه قرئت فصحت
* وها خط المال على الحواشي
* القرطبي القوصي عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد القرطبي ثم القوصي كان فاضلا وتزهد قال الحافظ المنذري أنشدني أبو الحسن علي بن بن محمد القرطبي قال أنشدني أخي عبد الله بمنزله بقوص وقد انقطعت فيه قريبا من ثلاثين سنة يصوم يوما ويفطر يوما لنفسه من الوافر
* متى تعش ملكا كريما
* يذل لملكك الملك الفخور
*
* قنعت بوحدتي ولزمت بيتي
* فطاب العيش لي ونما السرور
*
* وأدبني الزمان فلا أبالي
* هجرت فلا أزار ولا أزور
*
* ولست بقائل ما دمت حيا
* أسار الجيش أم ركب الأمير
* الأسواني عبد الله بن محمد بن زريق أبو عبد الله الأسواني ذكره ابن عرام في جملة من مدح بني الكنز وذكر له قصيدة أولها من البسيط
* بالسفح من ربع سلمى منزل دثرا
* فاسفح دموعك في ساحاته دررا
*
* واستوقف الركب واستسق الغمام له
* والثم صعيد ثراه الأذفر العطرا
*

317
* واستخبر الدار عن سلمى وجارتها
* إن كانت الدرا تعطي سائلا خبرا
*
* وكيف تسأل دارا لم تدع جلدا
* لسائليها ولا سمعا ولا بصرا
* ومنها في المديح من البسيط
* أقسمت لو كان في الماضين مولده
* لأنزل الله في أوصافه سورا
*
* كأنه الحرم المحجوج تقصده
* وفوده لا تمل الورد والصدرا
* عماد الدين الطبيب البغدادي الشافعي عبد الله بن محمد بن عبد الرزاق العراقي الإمام البارع عماد الدين الحربوي الطبيب الأديب الحيسوب المتكلم الفيلسوف أحد الأعيان ببغداد ولد سنة ثلاث وأربعين وتوفي سنة أربع وعشرين وسبعمائة وبرع في فنون وعلم شرف الدين هارون ابن الوزير وأولاد عمه علاء)
الدين صاحب الديوان فن الحساب وكثرت الأموال التي له ودرس مذهب الشافعي بدار الذهب وولي رياسة الطب ومشيخة الرباط وجالس الملوك وأخذ عن النصير علم الأوائل وأنشأ دارا ووقف عليها الإمام ومؤدبا وعشرة أيتام وله تصانيف وإنشاء وأخذ عنه العز الإربلي الطبيب وله من الكتب القواعد البهائية في الحساب ومقدمة في الطب وغير ذلك قال في تفسير رشيد الدولة هو إنسان رباني بل رب إنساني تكاد تجل عبارته بعد الله فشهدوا عليه بعد موت الرشيد فدخل على قاضي القضاة قطب الدين فحقن دمه ومات ودفن بداره في بغداد
ابن العاقولي الشافعي مدرس المستنصرية عبد الله بن محمد بن علي بن حماد بن ثابت الواسطي الشافعي الإمام مفتي العراق جمال الدين بن العاقولي البغدادي مدرس المستنصرية ولد سنة ثمان وثلاثين وتوفي سنة ثمان وعشرين وسبعمائة تفقه ودرس وأفتى وعدل سنة سبع وخمسين وكان يقول إنه سمع من محيي الدين ابن الجوزي وسمع من الكمال الكبير روى عنه ابن الساعاتي شيئا في تأليفه ورزق الحظ في فتاويه وكان إماما عالما مفتيا شهما حميد الطريقة أفتى نحوا من سبعين سنة دفن بداره التي وقفها على ملقن وعشرة

318
أيتام وذكر أنه ما رئي أكثر جمعا من جنازته وخلف ولدا ذكيا مشتغلا بالحكمة والبحث ودرس وعظم
تقي الدين الزيراني الحنبلي عبد الله بن محمد بن أبي بكر الإمام العلامة تقي الدين الزريراني العراقي الحنبلي مدرس المستنصرية ولد سنة ثمان وستين وتوفي سنة تسع وعشرين وسبعمائة وقدم دمشق في حدود التسعين فتفقه على المجد وغيره ورجع وبرع في المذهب وصنف واشتغل وناب في الحكم وحمدت سيرته وتفقه به جماعة وهو والد شرف الدين عبد الرحيم
قاضي حلب ابن قاضي الخليل عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن ناصر قاضي القضاة بحلب زين الدين المعروف بابن قاضي الخليل الشافعي كان رئيسا متميزا وقورا مليح الشكل فاخرة البزة حسن المشاركة حلو المحاضرة سمع من ابن أبي عمرو البخاري والقطب الزهري وحدث وناب في الحكم بدمشق وولي قضاء حمص وبعلبك ثم حلب نيفا وعشرين سنة وثقل سمعه وحج مرات)
وتوفي سنة أربع وعشرين وسبعمائة عن أربع وسبعين سنة وكان الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني كثير الحط عليه حكى لي عنه حكايات عجيبة
تقي الدين الهرغي عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون الشيخ تقي الدين أبو محمد الهرغي بالهاء والراء والغين المعجمة الزكندري بالزاء والكاف والنون والدال المهملة والراء المراكشي قاضي الركب المغربي اجتمعت به بجسر اللبادين بدمشق في حادي عشر صفر سنة سبع وأربعين وسبعمائة وسألته عن مولده فقال في تاسع عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعمائة وأنشدني من لفظه لنفسه ملغزا في البربر من الطويل
* وما أمة سكناهم نصف وصفهم
* وعيش أعيالهم إذا ضم أوله
*
* ومقلوبة بالضم مشروب جلهم
* وبالفتح من كل عليه معوله
* وأنشدني من لفظه لنفسه أيضا من البسيط
* اسم الذي قد سبى قلبي تجنيه
* وعز ملك جميع الحسن يطغيه
*

319
* ما كل آخره عشر لأوله
* وعشر ثالثه شطر لثانيه
* وأنشدني من لفظه لنفسه أيضا من الكامل
* قسما بورد الوجنتين ونضرته
* وبقدرك السامي الرفيع وعزته
*
* لو لاح وجهك في الكرى لكثير
* ما اعتاده برح الخيال بعزته
*
* أو لو رأى الضليل بعض جمالكم
* ما ضل عن سبل الهوى بعنيزته
* المرجاني عبد الله بن محمد أبو محمد المرجاني الواعظ المذكر الزاهد القرشي التونسي كان مفتيا عالما مفسرا مذكرا حلو العبارة كبير القدر له شهرة في الآفاق قدم الإسكندرية وذكر بها وبالديار المصرية وكان بارعا في مذهب مالك عارفا بالحديث له قدم في التصوف والعبادة والزهد ولم يصنف شيئا ولا كان أحد يقدر يعيد ما يقوله لكثرة ما يقول على الآية ولربما فسر في الآية الواحدة على لسان القوم ثلاثة أشهر خلف كتبا كثيرة توفي رحمه الله تعالى بتونس سنة تسع وتسعين وستمائة وحضره صاحب تونس المستنصر أبو عبد الله محمد بن الواثق
وعاش اثنتين وستين سنة وصلي عليه بالقاهرة)
العسقلاني عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن خليل العسقلاني ثم المكي المقرئ الشافعي المحدث القدوة الرباني بهاء الدين أو محمد قرأ بالروايات وأتقن المذهب وعني بالحديث وارتحل فيه وأخذ عن بيبرس العديمي بحلب وعن ست الوزراء والدشي بدمشق وعن التوزري ورضي الدين بمكة وعن طائفة بمصر وكان حسن القراءة جيد المعرفة مليح المذاكرة متين الديانة شديد الورع يؤثر الانقطاع والخمول وقرأ المنطق وحصل الجامكية ثم ترك ذلك وانقطع بظاهر الإسكندرية في زاوية على البحر مرابطا مولده سنة أربع وتسعين بمكة
القاضي موفق الدين الحنبلي عبد الله بن محمد بن عبد الملك الإمام العالم قاضي القضاة موفق الدين أبو محمد المقدسي ثم المصري الحنبلي عالم ذكي خير فيه مروءة وديانة وله أوصاف حسنة وسيرة حميدة ويد طولى في المذهب ارتحل إلى دمشق سنة سبع عشرة فسمع من أبي بكر بن عبد الدائم وعيسى المطعم وعدة وسمع بمصر وقرأ وعني

320
بالرواية وسمع من الشيخ شمس الدين الذهبي ولد سنة نيف وتسعين وستمائة وولاه السلطان الملك الناصر محمد بن قلاوون القضاء بالديار المصرية سنة ثمان وثلاثين وسبعمائة لما عزل القضاة بمصر فكان القاضي موفق الدين عوضا عن قاضي القضاة تقي الدين الحنبلي
ابن الواني عبد الله بن إبراهيم بن محمد الإمام الفقيه المحدث الفاضل شرف الدين أبو محمد الواني الدمشقي الحنفي حفيد الشيخ برهان الدين المؤذن وقد تقدم ذكر آبائه ولد في شهر ربيع الآخر سنة ست عشرة وسبعمائة وسمعه والده الشيخ أمين الدين من أبي بكر بن عبد الدائم والمطعم حضورا ومن ابن سعد والبهاء ابن عساكر وبالقدس من بنت شكر وبمصر وقوص والحرمين وحماة وحلب وطلب هو بنفسه و قرأ وهو فصيح الأداء جيد القراءة حاد الذهن فيه ورع قرأعلى الشيخ شمس الدين الذهبي وغيره وعمل أربعين بلدية وغير ذلك وكتبت له ورقة شهادة باستحقاقه لما يتولاه من وظائف العلم وتوفي رحمه الله تعالى في آخر جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وسبعمائة بالطاعون في دمشق
الحمداني الخوافي)
عبد الله بن محمد أبو محمد الحمداني من أهل خواف ناحية من نواحي نيسابور كان أديبا فاضلا شاعرا رواية للأخبار والأشعار قدم بغداد وأقام بها مدة يقتبس من فضلائها وروى بها الأشعار وكتب عنه فارس الذهلي ومن شعره من الكامل
* لله ساحر ناظريه إذا انتضى
* من جفنه حد الحسام الباتر
*
* يغتال وامقه بطرف فاتن
* ويصيد رامقه بطرف فاتر
* ومنه من الطويل
* لو كان يحوي الروض ناضر خلقه
* ما كان يذبل نوره بشتائه
*
* أو قابل الأفلاك طالع سعده
* ما سار نحس في نجوم سمائه
* نجم الدين الإصبهاني عبد الله بن محمد بن محمد بن علي الإمام القدوة شيخ الحرم نجم الدين الإصبهاني الشافعي المجاور ولد سنة ثلاث وأربعين وستمائة وتوفي سنة إحدى وعشرين وسبعمائة وصحب أبا العباس المرسي تلميذ الشاذلي وتفقه وبرع في الأصول ودخل في طريق الحب صحبة الشيخ عماد الدين الحزامي وكان شيخا مهيبا منقبضا

321
عن الناس وجاور بضعا وعشرين سنة حج من مصر ولم يزر النبي صلى الله عليه وسلم فعيب ذلك عليه مع جلالة قدره وكان لجماعة فيه اعتقاد عظيم
القرشي الجمحي المكي العابد عبد الله بن محيريز بن جنادة القرشي الجمحي المكي نزيل القدس قال الشيخ شمس الدين لا أعلم أحدا ذكر أباه في الصحابة روى عن عبادة ابن الصامت وأبي محذورة المؤذن الجمحي وكان زوج أمه ومعاوية وأبي سعيد والصنابحي وثقه أبو زرعة قال رجاء بن حيوة إن يفخر علينا أهل المدينة بعابدهم عبد الله بن عمر فإنا نفخر عليهم بعابدنا عبد الله بن محيريز توفي سنة تسع وتسعين وروى له الجماعة
راوية أبي عبيد عبد الله بن مخلد بن عبد الله التميمي راوية أبي عبيد من أهل نيسابور كنيته أبو محمد النحوي مات سنة ستين ومائتين بنيسابور روى عنه أبو بكر الجارودي وغيره وهو روى كتب أبي عبيد عنه)
أبو الخير الهروي عبد الله بن مرزوق بن عبد الله أبو الخير الهروي من الموالي لأبي إسماعيل الأنصاري
قرأ العلم ورزق الفهم وسمع الكثير وسافر في طلب الحديث وكتب بخطه وحصل وكان موصوفا بالحفظ والمعرفة مع حسن سيرة وجميل طريقة وكان خطه رديا وأصابه في آخر عمره صمم شديد توفي سنة سبع وخمسمائة
وزير الرشيد عبد الله بن مرزوق أبو محمد الزاهد البغدادي كان وزير

322
الرشيد فخرج من ذلك وتخلى عن ماله وتزهد وكان كثير البكاء والحزن وسبب حزنه أنه نام يوماعن صلاة الظهر وكانت له جارية فعمدت إلى جمرة من نار فوضعتها على قدمه فاتنبه فزعا وقال ما هذا قالت هذه نار الدنيا فكيف بنار الآخرة فقام فدخل على هارون فاستعفاه فأعفاه وقال سلامة قال عبد الله في مرضه الذي مات فيه يا سلامة إن لي إليك حاجة قلت وما هي قال تحملني فتطرحني عى تلك المزبلة لعلي أموت عليها فيرى ذلي ومكاني فيرحمني وكانت وفاته رحمه الله تعالى ببغداد سنة ست وتسعين ومائة
3 (عبد الله بن مروان))
زين الدين الفارقي عبد الله بن مروان بن عبد الله بن فيره الشيخ الإمام المحدث المفتي الإسلام زين الدين الفارقي خطيب دمشق ومفتيها أبو محمد الشافعي وشيخ دار الحديث الأشرفية ولد سنة ثلاث وثلاثين وستمائة وتوفي سنة ثلاث وسبعمائة سمع من كريمة القرشية وابن رواحة وابن الصلاح والسخاوي وابن خليل وطبقتهم ثم تحول إلى مصر وبرع في الفقه على ابن عبد السلام وغيره وقدم بالمشيخة بعد الشيخ محيي الدين النووي ودرس بالشامية والناصرية وتصدى للأشغال وروى الكثير وكان فصيحا متحريا وفيه ديانة وصيانة وقوة في الحق وله هيبة وزعارة أخذ عنه ابن أبي الفتح وابن الخباز والبرزالي والمزي وابن حبيب وطائفة ولم يكن بالماهر في خطبته وقدم على البريد بجهاته صدر الدين ابن الوكيل فجرى ما جرى على ما تقدم في ترجمته
الهمداني عبد الله بن مرة الهمداني الكوفي روى عن البراء بن عازب وابن عمر ومسروق وتوفي في حدود المائة وروى له الجماعة
الفزاري عبد الله بن مسعدة الفزاري قال الطبراني له صحبة وقال ابن عساكر له رؤية توفي في حدود السبعين للهجرة

323
3 (عبد الله بن مسعود))
الصحابي عبد الله بن مسعود بن غافل بالغين المعجمة والفاء بن حبيب ابن شمخ أبو عبد الرحمان الهذلي حليف بني زهرة كان أبوه في الجاهلية قد حالف عبد الله بن الحارث بن زهرة وأم عبد الله أم عبد بنت عبد ود من هذيل كان إسلام عبد الله قديما حين أسلم سعيد بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب قبل إسلام عمر بزمان وكان سبب إسلامه أنه كان يرعى غنما لعقبة بن أبي معيط فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ شاة حائلا من تلك الغنم فدرت علينا لبنا غزيرا فحلبه في إناء وشرب وسقى أبا بكر ثم قال للضرع اقلص فقلص
قال ثم أتيته بعد هذا فقلت يا رسول الله علمني من هذا القول فمسح رأسي وقال يرحمك الله فإنك عليم معلم قال ابن عبد البر ثم ضمه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يلج عليه ويلبسه نعليه ويمشي أمامه ويستره إذا اغتسل ويوقظه إذا نام وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إذنك علي أن ترفع الحجاب وأن تجمع سوادي حتى أنهاك وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك شهد بدرا والحديبية وهاجر الهجرتين جميعا الأولى إلى الحبشة والثانية من مكة إلى المدينة وصلى القبلتين وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة وقال صلى الله عليه وسلم رضيت لأمتي ما رضي لها ابن أم عبد وسخطت لها ما

324
سخط ابن أم عبد وقال صلى الله عليه وسلم اهدوا هدي عمار وتمسكوا بعهد ابن أم عبد
وقال صلى الله عليه وسلم رجل عبد الله أو رجلا عبد الله في الميزان أثقل من أحد وقال صلى الله عليه وسلم إستقرأوا القرآن من أربعة نفر فبدأ بابن أم عبد ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وسالم مولى أبي حذيفة وقال صلى الله عليه وسلم من أحب أن يسمع القرآن غضا فليسمعه من ابن أم عبد وكان رحمه الله رجلا قصيرا نحيفا يكاد طوال الرجال يوازونه جلوسا وهو قائم وكانت له شعرة تبلغ أذنيه وكان لا يغير شيبه وجاء رجل إلى عمر وهو بعرفات فقال جئتك من الكوفة ونركت بها رجلا يملي المصاحف عن ظهر قلبه فغضب عمر غضبا شديدا وقال ويحك من هو قال عبد الله بن مسعود فذهب عنه ذلك الغضب وسكن وعاد إلى حاله وقال والله ما أعلم أحدا من الناس هو أحق بذلك منه وبعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة مع عمار بن ياسر وكتب إليهم إني بعثت إليكم بعمار بن ياسر أميرا)
وعبد الله بن مسعود معلما ووزيرا وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما واسمعوا من قولهما وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي
وقال عمر فيه كنيف ملئ علما ولما أمر عثمان بما أمر قام عبد الله بن مسعود خطيبا فقال أتأرمني أن أقرأ القرآن على قراءة زيد بن ثابت والذي نفسي بيده لقد خذت من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة وإن زيد بن ثابت لذو ذؤابة يلعب مع الغلمان الله ما نزل شيء من القرآن إلا وأنا أعلم في أي شيء نزل وما أحد أعلم بكتاب الله مني ولو أعلم أحدا تبلغنيه الإبل أعلم بكتاب الله مني لأتيته ثم استحى مما قال فقال وما أنا بخيركم ولما مات عبد الله

325
نعي إلى أبي الدرداء فقال ما ترك بعده مثله ودفن بالبقيع وصلى عليه عثمان وقيل عمار وقيل الزبير ودفنه ليلا بإيصائه بذلك إليه سنة اثنتين وثلاثين للهجرة وروى له الجماعة
3 (عبد الله بن مسلم))
ابن قتيبة عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري وقيل المروزي الكاتب نزيل بغداد صاحب التصانيف
حدث عن إسحاق بن راهويه ومحمد بن زياد الزيادي وزياد بن يحيى الحساني وأبي حاتم السجستاني وغيرهم وروى عنه ابنه القاضي أحمد وعبيد الله السكري وعبيد الله بن أحمد ابن بكير وعبد الله بن جعفر بن درستويه ومولده سنة ثلاث عشرة وتوفي سنة سبع وستين وماتئين قال الخطيب كان ثقة دينا فاضلا ولي قضاء الدينور وكان رأسا في اللغة والعربية والأخبار وأيام الناس وقال البيهقي كان يرى رأي الكرامية ونقل صاحب المرآة عن الدارقطني أنه كان يميل إلى التشبيه قلت وهذا فيه بعد لأن له مصنفا في الرد على المشبهة والله أعلم ومات فجأة صاح صيحة عظيمة سمعت من بعد ثم أغمي عليه كان أكل هريسة فأصاب حرارة فبقي إلى الظهر ثم اضطرب ساعة ثم هدأ فما زال يتشهد إلى السحر ومات
وقال مسعود السجزي سمعت الحاكم يقول أجمعت الأمة على أن القتيبي كذاب وهذه مجازفة من الحاكم قال الشيخ شمس الدين ما علمت أحدا اتهم القتيبي في نقله مع أن الخطيب قد وثقه وما أعلم الأمة أجمعت إلا على كذب الدجال ومسيلمة ومن تصانيفه كتاب مختلف الحديث كتاب إعراب القرآن كتاب الخليل كتاب جامع النحو كتاب ديوان الكتاب كتاب خلق)
الإنسان كتاب المراتب والمناقب كتاب القراءات كتاب الأنواء كتاب التسوية بين العرب والعجم كتاب دلائل النبوة كتاب مشكل القرآن كتاب تأويل مختلف الحديث كتاب المعارف كتاب جامع الفقه كتاب غريب الحديث كتاب الميسر والقداح كتاب الحكم والأمثال كتاب الأشربة كتاب جامع النحو الصغير كتاب

326
المسائل والجوابات كتاب اصطلاح ما غلط فيه أبو عبيد في غريب الحديث كتاب الرد على المشبهة كتاب القلم كتاب الجوابات الحاضرة كتاب النفس كتاب ما قيل في الخيل من الشعر كتاب ملح الأخبار كتاب ذكر النبي ومولده ووفاته كتاب الضواري والبزاة كتاب الفهود كتاب الكلاب كتاب السماحة كتاب التنبيه كتاب عيون الأخبار كتاب طبقات الشعراء كتاب الإبل كتاب الوحش والرؤيا كتاب معاني الشعر كتاب أدب القاضي كتاب الرد على من قال بخلق القرآن كتاب الصيام كتاب المطر والرواد كتاب الشعر والشعراء كتاب الحجامة ومن شعره من المقارب
* فيا من مودته بالعيان
* فإن غاب كانت مع الغائب
*
* ويا من رضي لي من وده
* بفعل امرئ قاطع قاضب
*
* بأية جرم قد اقصيتني
* وألقيت حبلي على غاربي
* ابن جندب القارئ عبد الله بن مسلم بن جندب بن حذيفة بن عمرو بن زهير بن خداش الهذلي القارئ أحد قراء الرواة قرأ عليه نافع بن أبي نعيم وحدث عنه ابن أبي ذئب وغيره ودخل على المهدي مع القراء فأخذ عشرة آلاف درهم ثم دخل عليه في الرواة فأخذ عشرة آلاف درهم ثم دعي في المغنين فأخذ عشرة آلاف درهم ثم دعي في القصاص فقال المهدي لم أر كاليوم أجمع لما لم يجمع الله في أحد منك وكان ظريفا غزلا وهو أحد الكملة لما ولي الحسن بن زيد المدينة منعه أن يؤم بالناس فقال أصلح الله الأمير لم منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي قبلي فقال منعك منه يوم الأربعاء يريد بذلك قوله من البسيط
* يا للرجال ليوم الأربعاء أما
* ينفك يحدث لي بعد النهى طربا
*
* إذا لا يزال غزال فيه يفتنني
* يهوي إلى مسجد الأحزاب منتقبا
*
* يخبر الناس أن الأجر همته
* وما أتى طالبا للأجر محتسبا
*
* لو كان يطلب أجرا ما أتى ظهرا
* مضمخا بفتيت المسك مختضبا
*)
وهي أطول من هذا وله من الكامل
* قل للمليحة في الخمار الأسود
* ماذا صنعت براهب متعبد
*
* قد كان شمر للصلاة ثيابه
* حتى وقفت له بباب المسجد
*

327
أبو محمد القيرواني عبد الله بن مسلم بن عبد الله القيرواني أبو محمد النحوي قدم بغداد وأقام بها وتولى تدريس العربية بالنظامية وروى بها كتاب الزجاجي في النحو رواه عنه أبو منصور ابن الجواليقي وحدث باليسير وكان من أهل الصلاح والدين وتوفي سنة ثمان وثمانين وأربعمائة
ابن المولى الأنصاري عبد الله بن مسلم بن المولى الأنصاري مولاهم كان شاعرا من شعراء الدولتين مدح المهدي فأنعم عليه وكان ظريفا عفيفا وهو القائل يمدح يزيد بن حاتم من قصيدة من الكامل
* يا واحد العرب الذي دانت له
* قحصان قاطبة وساد نزارا
*
* إني لأرجو إن لقيتك سالما
* أن لا أعالج بعدك الأسفارا
*
* رشت الندى ولقد تكسر ريشه
* فعلا الندى فوق البلاد وطارا
* فأعطاه رزمتي ثياب وعشرة ألاف دينار وقدم على المهدي فأنشده قصيدته التي قال فيها من الطويل
* وما قارع الأعداء مثل محمد
* إذا الحرب أبدت عن حجول الكواعب
*
* فتى ماجد الأعراق من آل هاشم
* تبحبح منها في الذرى والذوائب
*
* أشم من الرهط الذين كأنهم
* لدى حندس الظلماء زهر الكواكب
*
* إذا ذكرت يوما مناقب هاشم
* فإنكم منها بخير المناصب
*
* ومن عيب في أخلاقه ونصابه
* فما في بني العباس عيب لعائب
*
* وإن أمير المؤمنين ورهطه
* لأهل المعالي من لؤي بن غالب
*
* أولئك أوتاد البلاد ووراثوا الن
* م بي بأمر الحق غير التكاذب
* ثم ذكر آل أبي طالب فيها فقال
* وما نقموا إلا المودة منهم
* وأن غادرو فيهم جزيل المواهب
*
* وأنهم نالوا لهم من دمائهم
* شفاء النفوس من قتيل وهارب)
* (وقاموا لهم دون العدى وكفوهم
* بسمر القنا والمرهفات القواضب
*

328
* وحاموا على أحسابهم وكرائم
* حسان الوجوه واضحات الترائب
*
* وإن أمير المؤمنين لعائد
* بإنعامه فيهم على كل تائب
*
* إذا ما دنوا أدناهم وإذا هفوا
* تجاوز عنهم ناظرا في العواقب
*
* شفيق على الأقصين أن يركبوا الردى
* فكيف به في واشجات القرائب
* فوصله المهدي صلة سنية وقدم بالمدينة فأنفق وبنى داره ولبس ثيابا فاخرة كذلك مدة حتى نفذ ما جاء به ثم دخل على الحسن بن زيد وكانت له عليه وظيفة في كل سنة فأنشده مديحا فيه قصيدة منها من الخفيف
* ولو أن أمرأ ينال خلودا
* بمحل ومنصب ومكان
*
* أو بيت ذرعه تلصق بالنج
* م قرانا في غير برج قران
*
* أو بمجد الحياة أو بسماح
* أو بحلم أوفى على ثهلان
*
* أو بفضل لناله حسن الخي
* ر بفضل الرسول ذي البرهان
*
* فضله راجح برهط أبي القا
* سم رهط اليقين والإيمان
*
* هم ذوو النور والهدى وأولو الأم
* ر وأهل البرهان والفرقان
*
* معدن الحق والنبوة والبذ
* ل إذا ما تنازع الخصمان
* فلما أنشده دعا به خاليا وقال يا عاض كذا من أمه إذا ما جئت إلى الحجاز تقول لي هذا وإذا ما مضيت إلى العراق تقول وإن أمير المؤمنين ورهطه وأنشده البيتين فقال له أتنصفني يا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم أم لا قال بلى قال ألم أقل وإن أمير المؤمنين ورهطه ألستم رهطه فقال دع هذا ألم تقدر أن تنفق شعرك ومديحك إلا بتهجين أهلي والطعن عليهم والإغراء بهم حيث تقول وما نقموا إلا المودة منهم وأنشده البيتين فوجم ابن المولى وأطرق ثم قال يا ابن رسول الله إن الشاعر يقول ويتقرب بجهده ثم قام وخرج من عنده منكسرا فأمر الحسن وكيله أن يحمل إليه وظيفته ويزيده مثلها ففعل فقال ابن المولى والله لا أقبلها وهو علي ساخط فعاد رسول فأخبره فقال قل له قد رضيت فأقبلها فدخل على الحسن وأنشده من الطويل
* سألت فأعطاني وأعطى ولم أسل
* وجاد كما جادت غواد رواعد)
* (فأقسمت لا أنفك أنشد مدحه
* إذا جمعتني والحجيج المشاهد
*
* إذا قلت يوما في ثنائي قصيدة
* ثنيت بأخرى حيث تجزى القصائد
*

329
أبو صخر الهذلي عبد الله بن مسلم الهذلي كان شاعرا مواليا لبني أمية وهو المعروف بأبي صخر لما ظهر عبد الله بن الزبير بالحجاج دخل عليه أبو صخر الهذلي وكان عارفا بهواه في بني أمية فمنعه عطاءه فقال له علام تمنعني حقا لي وأنا امرؤ مسلم ما أحدثت في الإسلام حدثا ولا أخرجت من طاعة يدا فقال عليك ببني أمية فاطلب عطاءك عندهم فقال إذا أجدهم سبطا أكفهم سمحة أنفسهم بذلا لأموالهم وأبين لمجتديهم كريمة أعراقهم شريفة أصولهم زاكية فروعهم قريبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم نسبهم وسببهم ليسوا بأذناب ولا وشائظ ولا أتباع ولا هم في قريش كفقعة القاع لهم السؤدد في الجاهلية والملك في الإسلام لاكمن لا يعد في عيرها و لا نفيرها ولا حكم آباؤه في نقيرها ولا قطميرها ليس من أحلافها المطيبين ولا من ساداتها المطعمين ولا جودائها الوهابين ولا من هاشمها المنتخبين ولا عبد شمسها المسودين كيف تقابل الرؤوس بالأذناب أين النصل من الجفن والسنان من الزج والذنابى من القدامى وكيف يفضل الشحيح على الجواد والسوقة على الملك والمجيع بخلا على المطعم فضلا فغضب ابن الزبير حتى ارتعدت فرائصه وعرق جبينه واهتز من قرنه إلى قدمه وامتقع لونه ثم قال يا ابن البوالة على عقبيها يا جلف يا جاهل أم والله لولا الحرمات الثلاث حرمة الإسلام وحرمة الحرم وحرمة الشهر الحرام لأخذت ما فيه عيناك ثم أمر به إلى سجن عارم فحبس فيه مدة ثم استوهبته قريش وهذيل ومن له من قريش خؤولة في هذيل فأطلقه بعد سنة وأقسم ألا يعطيه عطاء مع المسلمين أبدا ولما كان عام الجماعة وولي عبد الملك وحج فلقيه أبو صخر فلما رآه عبد الملك قربه وأدناه وقال لم يخف علي خبرك مع الملحد ولا ضاع لك عندي هواك ولا موالاتك فقال إذا شفى الله نفسي ورأيته قتيل سيفك وصريع أوليائك مصلوبا مهتوك الستر مفرق الجمع فما أبالي ما فاتني من الدنيا ثم استأذنه في الإنشاد فأذن له فمثل قائما وأنشأ يقول من الطويل
* عفت ذات عرق عصلها فرئامها
* فدهناؤها وحش وأجلى سوامها
*
* إلى عقد الجرعاء من جمل أقفرت
* وكان بها مصطافها ومقامها)
* (إذا اعتجلت فيها الرياح فأدلجت
* عيشا جرى في جانبيها قمامها
*
* وإن معاجي في القتام وموقفي
* بدراسة الربعين بال ثمامها
*
* لجهل ولكني أجلي ضمانة
* وأضعف أسرار الفؤاد سقامها
*

330
* فأقصر فلا ما قد مضى لك راجع
* ولا لذة الدنيا يدوم دوامها
*
* وفد أمير المؤمنين الذي رمى
* بجأواء جمهور تسيل إكامها
*
* من ارض قرى الزيتون مكة بعدما
* غلبنا عليها واستحل حرامها
*
* وإذ عاث فيها الفاسقون وأفسدوا
* فخيفت أقاصيها وطار حمامها
*
* فشج بهم عرض الفلاة تعسفا
* إذا الأرض أخفى مستواها علامها
*
* له عسكر طاحي الصفوف عرمرم
* وجمهورة يثني العدو اقتحامها
*
* فطهر منهم بطن مكة بعدما
* أبي الضيم والميلاء حين يسامها
*
* فدع ذا وبشر شاعري أم خالد
* بأبيات ما خزي طويل عرامها
*
* فإن تبد تجدع منخراك بمدية
* مشرشرة حرى حديد حسامها
*
* وإن تخف منها أو تخف من أذاتنا
* تنوشك نابا حية وسمامها
*
* فلو لا قريش لا سترقت عجوزهم
* وطال على قطبي رحاها احتزامها
*
* هم البيض إقداما وديباج أوجه
* وغيث إذا الجوزاء قل رهامها
* فأمر له عبد الملك بما فاته من العطاء وبمثلة صلة من ماله وكساه
3 (عبد الله بن مسلمة))
القعنبي عبد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي القعنبي كان من أهل المدينة وأخذ العلم عن مالك رضي الله عنه وهو من جلة أصحابه وفضلائهم وخيارهم وهو أحد رواة الموطأ عنه فإن الموطأ رواه عن مالك جماعة وبين الروايات اختلاف وأكملها رواية يحيى ابن يحيى وكان يسمى الراهب لعبادته وفضله وسكن البصرة ولد بعد الثلاثين ومائة وتوفي سنة إحدى وعشرين ومائتين وسمع من صغار التابعين وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وروى مسلم والترمذي والنسائي عن رجل عنه وعبد الله بن داود الخريبي وهو أكبر وجماعة كثيرون وكان مجاب الدعوة وكان لا يرضى لنفسه قراءة حبيب حتى قرأ لنفسه الموطأ وهو أكبر شيخ لمسلم

331
3 (عبد الله بن مصعب))
أمير المدينة واليمن عبد الله بن مصعب بن الزبير المدني الأمير ولي إمرة المدينة وإمرة اليمن وحمدت سيرته
وكان وسيما جميلا فصيحا مفوها ولاه الرشيد وجعل له في العام اثني عشر ألف دينار ووصله بعشرين ألف دينار وعقد له اللواء بيده وزاده معهما ولاية عك وتوفي سنة أربع وثمانين ومائة روى عن هشام بن عروة وأبي حازم الأعرج وموسى بن عقبة وروى عنه ابنه مصعب وهشام بن يوسف وإبراهيم بن خالد الصنعانيان سئل عنه ابن معين فقال ضعيف الحديث لم يكن له كتاب وتوفي بالرقة وله نحو سبعين سنة وقال ياقوت كنيته أبو بكر ويلقب عائد الكلب لقوله من الكامل
* مالي مرضت فلم يعدني عائد
* منكم ويمرض كلبكم فأعود
*
* وأشد من مرضي علي صدوركم
* وصدود عبدكم علي شديد
* ومن شعره من الطويل
* فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها
* مقالة واش أو وعيد أمير
*
* فلن يمنعوا عيني من دائم البكا
* ولن يحجبوا ما قد أجن ضميري
*
* وما برح الواشون حتى بدت لنا
* بطون الهوى مقلوبة لظهور)
* (إلى الله أشكو ما ألاقي من الهوى
* ومن نفس يعتادني وزفير
* عبد الله بن مطيع العدوي عبد الله بن مطيع بن الأسود العدوي ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدث عن أبيه وتوفي سنة ثلاث وسبعين للهجرة وروى له مسلم قال أبوه مطيع رأيت في المنام أهدي إلي جراب تمر فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي تلد امرأتك غلاما فولدت عبد الله بن مطيع فذهبت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال الزبير كان عبد الله بن مطيع من جلة

332
قريش شجاعة وجلدا قتل مع ابن الزبير وكان قد هرب ولحق بمكة فلما حصر الحجاج ابن الزبير جعل عبد الله بن مطيع يقاتل ويقول من الرجز
* أنا الذي فررت يوم الحرة
* والحر لا يفر إلا مره
*
* يا حبذا الكرة بعد الفره
* لأجزين فرة بكره
*
3 (عبد الله بن مطيع بن راشد))
روى عنه مسلم وروى النسائي عن رجل عنه وتوفي سنة سبع وثلاثين ومائتين
الإصبهاني عبد الله بن مظاهر أبو محمد الإصبهاني الحافظ توفي شابا وكان آية في الحفظ حفظ المسند كله وشرع في حفظ فتاوي الصحابة وحدث عن مطين وتوفي سنة أربع وثلاثمائة
الجمحي عبد الله بن مظعون بن حبيب الجمحي أخو عثمان وقدامة شهد بدرا وهاجر إلى الحبشة وتوفي سنة ثلاثين للهجرة
3 (عبد الله بن المظفر))
أبو الحكيم الباهلي الطبيب عبد الله بن المظفر بن عبد الله بن محمد أبو الحكم الباهلي الأندلسي المغربي الأصل يمني المولد كان أديبا شاعرا وله يد في الهندسة والطب وله ديوان شعر يغلب عليه المجون والهزل قدم بغداد وأقام بها يعلم الصبيان بها ومدح الأكابر وسمى ديوانه نهج الوضاعة
وكان يهجو ابن الحويزي الناظر ثم انتقل إلى الشام وسكن دمشق وبها مات سنة تسع وأربعين وخمسمائة وكان يعرف الموسيقى ويلعب بالعود ويجلس في جيرون على دكان للطب وسكن دار الحجارة ومدح بني الصوفي كثيرا

333
وكان يهاجي أهل عصره ورثى أحياء لم يموتوا مجونا منه وهزلا وفيه يقول عرقلة الشاعر من السريع
* لنا طبيب شاعر أشتر
* أراحنا من شخصه الله
*
* ما عاد في صبحة يوم فتى
* إلا وباقي اليوم رثاه
* وكان لشتره سبب وهو أنه خرج ليلة وهو سكران من دار زين الملك أبي طالب ابن الخياط ووقع وشج وجهه وجعل الناس يسألونه كيف وقعت فنظم هذه الأبيات من الطويل
* وصعت على وجهي فطارت عمامتي
* وضاع شمشكي وانبطحت على الأرض
*
* وقمت وأسراب الدماء بلحيتي
* ووجهي وبعض الشر أهون من بعض
*
* قضى الله أني صرت في الحال هتكة
* ولا حيلة للمرء فيما به يقضي
*
* ولا خير في قصف ولا في لذاذة
* إذا لم يكن سكر إلى مثل ذا يفضي
* وآخذ المرآة فرأى الجرح بوجهه غايرا تحت الوجنة بعد وقعته فقال من مجزوء الكامل
* ترك النبيذ بوجنتي
* جرحا ككس النعجة
*
* ووقعت منبطحا على
* وجهي وطارت عمتي
*
* وبقيت منهتكا ولو
* لا الليل بانت سوأتي
*
* وعلمت أن جميع ذا
* لك من تمام اللذة
*
* من لي بأخرى مثل تل
* ك ولو بحلق اللحية
* وقال يهجو الطبيب المفشكل على سبيل المرثية من الطويل
* ألا عد عن ذكرى حبيب ومنزل
* وعرج على قبر الطبيب المفشكل)
* (فيا رحمة الله استهيني بقبره
* وكوني على الشيخ الوضيع بمعزل
*
* ويا منكرا جود فديت قذاله
* بمقنعة واسقله سقل السجنجل
*
* وكبكبه في قعر الجحيم بوجهه
* كجلمود ضخر حطه السيل من عل
*
* فلا زال وكاف يرجيه ديمة
* عليه بمنهل من السلح مسبل
*
* لقد حاز ذاك اللحد أخبث جيفة
* وأوضع ميت بين ترب وجندل
*

334
وقال يهجو نصيرا الحلبي على سبيل المرثيه من مجزوء الرجز
* يا هذه قومي اندبي
* شخص النصير الحلبي
*
* يرحمه الله لقد
* كان طويل الذنب
*
* قد ضجت الأملاك من
* نكهته في الترب
*
* وودهم لو عوضوا
* منه بكلب جرب
* وهي أطول من هذا وعمل أرجوزة وسمها بمعرة البيت يذكر فيها ما ينال الإنسان من العناء إذا عمل دعوة وهي مائة وستون بيتا أوردها ابن أبي أصيبعة في تاريخ الأطباء كاملة في ترجمة المذكور أولها من الرجز
* معرة البيت على الإنسان
* تطرى بلا شك على الأسنان
*
* فاصغ إلى قول أخي تجريب
* يأتيك الشرح على الترنيب
*
* جميع ما يحدث في الدعوات
* وكل ما فيها من الآفات
*
* فصاحب الدعوة والمسره
* لا بد أن يحتمل المضرة
* أبو الفضل عبد الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة أبو الفضل ابن الوزير أبي القاسم الملقب برئيس الرؤساء كان فاضلا أديبا لبيبا كبير القدر توقي سنة ست وعشرين وخمسمائة
ومن شعره من الوافر
* أمولانا جلال الدين يا من
* أذكره بخدمتي القديمة
*
* ألم تك قد عزمت على اصطناعي
* فماذا صد عن تلك العزيمة
* الأثير أبو جعفر عبد الله بن المظفر بن هبة الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة أبو جعفر بن أبي)
شجاع من بيت المذكور آنفا كان يعرف بالأثير وكان من الأعيان كاتبا جليلا حاذقا بليغا نبيلا كان ينوب في وقت في ديوان الإنشاء في سفر سديد الدولة بن الأنباري وولي
النظر بأعمال دجيل ثم صار عميدا في الحلة السيفية وسمع الحديث من أبي منصور محمد بن عبد الملك بن الحسن بن خيرون وغيره وروى وتوفي

335
سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ومن شعره من الخفيف
* قلت شعرا قالوا بغير عروض
* ناقص والعروض كالميزان
*
* قلت إني لص القوافي فديوا
* ني من شعر كل ذي ديوان
*
* أسرق الشعر لا بوزن وما يس
* رق إلا جزف بلا ميزان
* ومنه من الخفيف
* خير ما جالس اللبيب كتاب
* لا قرينا فيه ريا ونفاق
*
* هو مثل الرياض حقا كما أو
* راقها بينها لها أوراق
* رشيد الدين الصفوي عبد الله بن المظفر رشيد الدين أبو محمد الصفوي الكاتب المصري نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال كان المذكور من أجلاء الكتاب جامعا بين فضيلتي الحكمة والحساب وعرف بخدمة الوزير صفي الدين سيد الأصحاب ووزر بحماة للملك الناصر قلج أرسلان وتوفي بدمشق سنة اثنتين وأربعين وستمائة أنشدني بحماة وقد ذكرت له قول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو عنه شكرا لقدرتك عليه هذين البيتين من الكامل
* إذا قدرت على عدوك مرة
* فالعفو أجمل بالكريم القادر
*
* ليكون ذلك شكر قدرتك التي
* أعطاكها الرحمان أكرم ناصر
* قال وأجريت يوما معه بحماة ذكر السيف الآمدي وزين الدين قاضي حمص وكانا لا يفترقان ويعرفان بالسيف والنطع فأنشدني هذين البيتين من الطويل
* وقالوا افترشت النطع صيفا وقد أتى ال
* خريف فمر في نطعك الآن بالرفع
*
* فقلت حبيبي شاهر سيف لحظه
* ولا بد للسيف الشهير من النطع
* إنتهي قلت وقد تقدم في ترجمة محمد بن إسماعيل الأشرفي حكاية تتعلق بها الرشيد)
الصفوي
الزماني البصري عبد الله بن معبد الزماني البصري روى عن ابن مسعود وأبي قتادة وأبي هريرة وتوفي في حدود التسعين للهجرة وروى له مسلم والأربعة

336
المزني الكوفي عبد الله بن معقل بن مقرن المزني الكوفي لأبيه صحبة روى عن أبيه وعلي وابن سمعود وكعب بن عجرة وتوفي في حدود التسعين للهجرة وروى له الجماعة سوى ابن ماجة
3 (عبد الله بن معاوبة))
الجمحي البصري عبد الله بن معاوية بن موسى الجمحي البصري المعمر مسند العراق في زمانه روى عنه أبو داود والترمذي وابن ماجة وتوفي في حدود الخمسين ومائتين
العلوي رأس الجناحية عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب روى عن أبيه كان جوادا ممدحا شاعرا من رجال العالم وأبناء الدنيا خرج بالكوفة وجمع خلقا
ونزع الطاعة وجرت له أمور يطول شرحها ثم لحق بإصبهان وغلب على تلك الديار ثم ظفر أبو مسلم الخراساني فقتله
وقيل سجنه إلى أن مات ذكره ابن حزم في الملل والنحل قال كان رديء الدين معطلا يصحب الدهرية وذهب بعض الكيسانية إلى أن عبد الله حي لم يمت وأنه بجبال إصبهان ولا بد أن يظهر وكانت قتلته في حدود الثلاثين ومائة وهو رئيس الجناحية من الرافضة قال ابن أبي الدم في الفرق الإسلامية زعمت هذه الفرقة أن الأرواح تتناسخ وأن روح الله حلت في آدم ثم في الأنبياء بعده إلى محمد صلى الله عليه وسلم ثم في علي ثم في أولاده الثلاثة من بعده ثم صارت إلى عبد الله بن معاوية وأنه حي لم يمت مقيم بجبال إصبهان وذهبوا إلى القول بإلهية الأنبياء والأئمة وكفروا بالقيامة فأنكروها وأباحوا شرب الخمر وأكل الميتة فكفروا بجميع ذلك وكان قد خرج عبد الله هذا قبيل الدولة العباسية أوان اختلاف النزارية واليمنية وقال إني أجد الذي يلي الخلافة من بني هاشم اسمه عبد الله وليس فيهم من اسمه عبد الله يستحق ذلك غيري فقدم الكوفة وجمع وأظهر أمره بالجبانة وعلى العراق عبد الله بن عمر)
بن عبد العزيز من قبل مروان بن محمد فوجه إليه بخالد بن قطن الحارثي فهزمه عبد الله ثم إنه خرج إلى المدائن وغلب على الماهين وهمذان وإصبهان

337
والري وخرج إليه العبيد وتلاحق به الشذاذ ودخل فارس وجبى الأموال في سنة ثمان وعشرين ومائة واتسع أمره واستعمل أخاه الحسن على الجبال وأخاه يزيد على فارس وقصده الناس من بني هاشم وغيرهم وقدم يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري أميرا على العراق فوجه لحربه نباتة بن حنظلة الكلابي ثم وجه بابن ضبارة مع ابنه داود بن يزيد ومعه معن بن زائدة فانهزم عبد الله بن معاوية من إصطخر وقتل فيهم ابن ضبارة وأسر منهم خلقا ومضى ابن معاوية إلى سمنان ثم إلى خراسان ثم وصل هراة هو وأخوه الحسن ويزيد أخوه فأخذهم مالك أبي الهيثم وكان من قبل أبي مسلم فكتب إليه بخبرهم فقال إحبسهم إلى أن يأتيك أمري ووجه إليهم بعين فحبس معهم وكانوا يقولون ولا يدرون بمكان العين أبو مسلم كذاب فكتب العين إليه بذلك فجهز يطلبهم فحملوا إليه فأطلق الحسن ويزيد ابني معاوية وقتل عبد الله ابن معاوية أخاهم وقيل بل مات سنة تسع وعشرين ومائة ورثاه أبو مالك الخزاعي فقال من الطويل
* تغيرت الدنيا خلاف ابن جعفر
* علي وولي طيبها وسرورها
* وكتب عبد الله بن معاوية إلى أبي مسلم الخراساني وهو في سجنه من الأسير في يديك من غير ذنب إليك ولا خلاف عليك أما بعد فإنك مستودع ودائع ومولى صنائع وإن الودائع مرعية وإن الصنيعة عارية فاحذر القصاص واطلب الخلاص وأنبه للتفكر قلبك واتق الله ربك وآثر ما يلقاك غدا على ما لا يلقاك أبدا فإنك لاق ما استلفت لا ما خلفت وفقك الله لما ينجيك وأوزعك شكر ما يوليك ومن شعره من الطويل
* رأيت فضيلا كان شيئا ملففا
* فكشفه التمحيص حتى بدا ليا
*
* فأنت أخي ما لم تكن لي حاجة
* فإن عرضت أيقنت ألا أخاليا
*
* فلا زاد ما بيني وبينك بعدما
* بلوتك في الحاجات إلا تماديا
*
* ولست براء عيب ذي الود كله
* ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا
*
* فعين الرضى عن كل عيب كليلة
* كما أن عين السخط تبدي المساويا
* المزني عبد الله بن مغفل المزني الصحابي المشهور شهد بيعة الشجرة ونزل

338
المدينة وتو في سنة)
ستين للهجرة وروى له الجماعة
مخلص الدين الطوخي عبد الله بن المفضل بن سليم مخلص الدين الطوخي ويعرف بضياء الدين أيضا أخبرني العلامة أثير الدين من لفظه قال كان يحضر معنا في درس قاضي القضاة ابن رزين وبعده في درس ابنه كان يقرأ عليه الحاجبية وكتاب المتنبي وكان له معرفة بالفقه والأصول وله رد على النصارى وأدب من النثر والنظم وكان معدودا في فضلاء ديار مصر وأخلدت به البطالة عن بلوغه مراتب العلماء وكثيرا ما كان يشتغل عليه الكتاب والنصارى وتوفي بالقاهرة ليلة الجمعة حادي عشري شهر
ربيع الآخر سنة ثلاث وثمانين وستمائة ودفن بقرافة سارية بتربة نجم الدين ابن الحلي ورثاه ناصر الدين ابن النقيب على حرف الزاي المفتوحة وبعث بها إلى ناصر الدين شافع وهي قطعة مليحة وأجابه عنها ناصر الدين بمثلها في الوزن والروي
البليغ المشهور عبد الله بن المقفع بضم وفتح القاف وكسر الفاء المشددة وفتحها معا والفتح أشهر أصله من خراسان قتل سنة سبع وثلاثين ومائة كان أديبا فاضلا شاعرا بارعا في الفصاحة والبلاغة متحققا بنحو ولغة وكان يكتب لعيسى بن علي بن عبد الله بن العباس عم المنصور
قيل له لم لا تقول الشعر قال ما يأتي جيده وآبى رديئه وهو القائل من الطويل
* رزئنا أبا عمرو ولا حي مثله
* فلله ريب الحادثات بمن وقع
*
* لئن تك قد فارقتنا وتركتنا
* إلى خلة ما في انسداد لها طمع
*
* فقد جر نفعا فقدنا لك أننا
* أمنا على كل الرزايا من الجزع
* وهو القائل أيضا من الطويل
* دليلك أن الفقر خير من الغنى
* وأن القليل المال خير من المثري
*
* لقاؤك إنسانا عصى الله للغنى
* ولم تر إنسانا عصى الله للفقر
* قال نصر بن حبيب المهلبي أخذت قوما من الزنادقة فوجدت في كتبهم إلى هذا ما انتهى قول ابن المقفع وقال الجهشياري كان ابن المقفع من أهل خوز من أرض فارس

339
وكان سريا سخيا كاتبا فصيحا لبيبا يطعم الطعام ويصل كل من احتاج إليه وكان يكتب للداود بن يزيد بن)
هبيرة على كرمان وأفاد معه مالا وكان يجري على جماعة من أهل الكوفة ما بين الخمسمائة إلى الألفين وكانت بينه وبين عمارة بن حمزة مودة فلما أنكر المنصور على عمارة بن حمزة شيئا ونقله إلى الكوفة كان ابن المقفع يأتيه ويزوره فبينا هو عنده ذات يوم إذ ورد على عمارة كتاب وكيله بالبصرة يعلمه فيه أن ضيعته مجاورة لضيعة تباع بثلاثين ألف درهم وأن ضيعته لا تصلح إلا بهذه الضيعة وإن لم تشتر هذه الضيعة فيبيع ضيعته فلما قرأه قال ما أعجب أمر هذا الوكيل يشير علينا بمشترى ضيعة في وقت إضاقتنا وإملاقنا ونحن إلى البيع أحوج فسمع ابن المقفع الكلام وكتب في منزله سفتجة إلى الوكيل بثلاثين ألف درهم وكتب إليه على لسان عمارة بمشترى الضيعة وأن يقيم مكانه وينفذ إليه الكتاب بالابتياع فلم يشعر عمارة بعد أيام إلا وكتاب وكيله قد ورد عليه قرين الكتاب بمشترى الضيعة فتعجب عمارة من وقوع ذلك فقيل له إن ابن المقفع فعل ذلك فلما صار إليه بعد أيام وتحدثا قال له عمارة بعثت إلى الوكيل بثلاثين ألف درهم وكنا إليها ههنا أحوج فلما توجه من عنده بعث إليه بثلاثين ألف درهم أخرى ولما هرب عبد الله بن علي بن العباس من أبي مسلم الخراساني قصد أخويه سليمان وعيسى ابني علي وهما بالبصرة فكاتبا المنصور أن يؤمنه وأنفذ سليمان كاتبه عمر ابن أبي حليمة في ذلك فاستقر الأمر في إعطائه الأمان وأنفذ المنصور سفيان ابن معاوية بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وأمره بضبطهم والتضييق عليهم حتى يحضروا عبد الله بن علي إلى حضرته وكان ابن المقفع يكتب لعيسى بن علي فأمره عيسى بن علي بعمل نسخة الأيمان لعبد الله وأكدها واحترس من كل تأويل يجوز أن يقع عليه فيها وترددت بين أبي جعفر المنصور وبينهم في النسخة كتب ورسائل إلى أن استقرت على ما أراد من الاحتياط ولم يقع للمنصور فيها حيلة لفرط احتيال ابن المقفع وكان الذي زاده فيها مما شق على المنصور أن قال يوقع بخطه في سفل الأمان فإن أنا نلت عبد الله بن علي أو أحدا ممن آمنته معه بصغيرة من المكروه أو كبيرة أو أوصلت إلى أحد منهم ضررا سرا أو علانية على الوجوه والأسباب كلها تصريحا أو كناية أو بحيلة من الحيل
فأنا نفي من محمد بن علي بن عبد الله بن العباس ومولود لغير رشدة وقد حل لجميع أمة محمد خلعي وحربي والبراءة مني ولا بيعة لي في رقاب المسلمين ولا عهد ولا ذمة وقد وجب لهم الخروج من طاعتي وإعانة من ناوأني من جميع الخلق ولا موالاة بيني وبين أحد)
من المسلمين وأنا متبر من الحول والقوة مدع إن كان أنه كافر بجميع الأديان ألقى ربي على غير دين ولا شريعة محرم المأكل والمشرب والمنكح والملبس والمركب والرق والملك على سائر الوجوه والأسباب كلها

340
ويعطي ولايتي سواه ولا يقبل الله مني إلا إياه والوفاء به
فقال المنصور إذا وقعت عيني عليه فهذا الأمان له صحيح لأني لا آمن إن أعطه إياه قبل رؤيتي له أن يسير في البلاد ويسعى علي بالفساد وتهيأت له الحيلة من هذه الجهة
وقال من كتب له هذا الأمان فقيل ابن المقفع كاتب عيسى بن علي فقال المنصور فما أحد يكفنيه وكان سفيان بن معاوية أمير البصرة من قبل المنصور يضطغن على ابن المقفع أشياء كثيرة منها أنه كان يهزأ به ويسأله عن الشيء بعد الشيء فإذا أجابه قال أخطأت ويضحك منه فلما كثر ذلك على سفيان غضب وافترى عليه فقال له ابن المقفع يا ابن المغتلمة والله ما اكتفت أمك برجال العراق حتى تعدتهم إلى الشام فلما قال المنصور ذلك الكلام كتب أبو الخصيب إلى سفيان بذلك فعمل على قتله فقال يوما علي بن عيسى لابن المقفع صر إلى سفيان فقل له كذا وكذا فقال وجه معي إبراهيم بن جبلة بن مخزمة الكندي فإني لا آمن سفيان فتوجها إليه فأذن لإبراهيم بن جبلة قبله فدخل ثم خرج الإذن لابن المقفع فلما دخل عدل به إلى مقصورة فيها غلامان فأوثقاه كتافا فقال إبراهيم لسفيان ايذن لابن المقفع فقال للآذن ايذن له فخرج ثم رجع فقال له إنه انصرف فقال سفيان لإبراهيم هو أعظم كبرا من أن يقيم وقد أذنت لك قبله وما أشك في أنه غضب ثم قام سفيان وقال لإبراهيم لا تبرح ودخل المقصورة التي فيها ابن المقفع فقال له وقد وقعت عينه عليه أنشدك الله فقال أمي مغتلمة كما قلت إن لم أقتلك قتلة لم يقتل بها أحد وأمر بتنور فسجر ثم أمرهما فقطعا منه عضوا عضوا ويلقى في التنور وهو يرى إلى أن قطع أعضاءه ثم أحرقه وهو يقول والله يا ابن الزنديقة لأحرقنك بنار الدنيا قبل نار الآخرة فلما فرغ منه رجع لإبراهيم فحدثه ساعة ثم خرج إبراهيم فقال له غلام ابن المقفع ما فعل مولاي فقال ما رأيته فقال دخل بعدك إلى سفيان فرام الرجوع إلى سفيان فحجب عنه فانصرف غلام ابن المقفع وهو يقول سفيان قتل مولاي فدخلا على عيسى ابن علي فقال ما هذا فخبره الخبر فقال عيسى إرجع إلى سفيان وقل له خل سبيل ابن المقفع ما لم تكن قتلته وإن كنت قتلته فوالله لأطالبنك بدمه ولا أدع جهدا فعاد إليه وقال له ذلك فقال ما رأيته وسعى سفيان مع)
أبي أيوب المورياني إلى المنصور وطلب سفيان إلى المنصور وجرت أمور وذهب ابن المقفع وقيل إن سفيان لما أراد قتل ابن المقفع قال له والله إنك لتقتلني فيقتل بقتلي ألف نفس ولو قتلوا مثلك مائة ما وفوا بواحد ثم قال من الوافر
* إذا ما مات مثلي مات شخص
* يموت بموته خلق كثير
*
* وأنت تموت وحدك ليس يدري
* بموتك لا الصغير ولا الكبير
*

341
وقال أبو الغول الأسدي قصيدة طويلة يعير فيها علي بن عيسى ابن علي منها من الطويل
* لعمري لمن أوفى بجار أجاره
* لقد غر عيسى جاره ابن المقفع
*
* فلو بابن حرب عاذ أو بابن عامر
* لما اغتيل عبد الله في شر مضجع
*
* ولكن عبد الله ألجأ ظهره
* إلى رخمات بالنبيط وإصبع
*
* دعا دعوة عيسى وهم يسحبونه
* بلحيته جر الحوار المفزع
*
* فما كنت عدلا للسموأل إذ فدى
* بواحده أحلاف بيض وأدرع
*
* ولا مثل جار ابن الملهب إذا سما
* به جاره في شاهق متمنع
*
* أولئك لم تقعد به أمهاتهم
* ولم يسلموا الأحرار أسوأ مصرع
*
* أهابوا به حتى إذا قيل قد علا
* مع النجم خلوه وقالوا له قع
*
* إذا أنت لم تغضب لجار أجرته
* فدونك ثوبي حيضة فتقنع
* ومن تصانيفه كتاب مزدك كتاب كليلة ودمنة صنعه وعزاه إلى الهند كتاب التاج في سيرة أنوشروان كتاب الأدب الكبير كتاب الأدب الصغير كتاب جوامع كليلة ودمنة كتاب رسالته في الصحابة كتاب خداي نامه في السير كتاب آئين نامه كتاب الدرة اليتيمة
3 (عبد الله بن منصور))
ابن الباقلاني المقرئ عبد الله بن منصور بن عمران بن ربيعة الربعي أبو بكر المقرئ المعروف بابن الباقلاني
من أهل واسط كان أحد المشايخ القراء المشهورين بالفضل والمعرفة وتجويد القراءة ووجهها وطرقها وعلو الأسانيد فيها والرحلة إليه من سائر الأقطار قرأ على أبي العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي وانفرد بالرواية عنه في الدنيا جمعاء وعلى أبي القاسم علي بن علي بن شيران وأبي الكتائب بن ملاهي الخباز

342
وقرأ ببغداد على أبي محمد عبد الله بن علي سبط أبي منصور الخياط وسمع من أبي القاسم هبة الله بن الحصين وأبي عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدباس وأبي غالب أحمد بن الحسن بن البناء وغيرهم
ضعفه غير واحد إلا ما صحت قراءته به على القلانسي وهو كتاب إرشاد المبتدي في القراءات العشر تصنيفه لا غير وما عداه من كتب القراءات المشهور منها والشاذ فلا تصح قراءته به ولا روايته له ذكر ذلك محب الدين ابن النجار ولد سنة خمسمائة وتوفي سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة
أمير المؤمنين المستعصم بالله عبد الله بن منصور بن محمد بن أحمد بن الحسن أمير المؤمنين أبو أحمد المستعصم بالله الشهيد ابن المستنصر بن الظاهر بن الناصر بن المستضيء بن المستنجد بالله البغدادي آخر خلفاء العباسيين بالعراق وكان ملكهم به من سنة اثنتين وثلاثين ومائة إلى سنة ست وخمسين وستمائة ولد سنة تسع وستمائة وقتل سنة ست وخمسين وستمائة آخر المحرم هو وابناه أحمد وعبد الرحمان وبقي ابنه الصغير مبارك وأخواته فاطمة وخديجة ومريم في أسر التتار بويع بالخلافة سنة أربعين وكان مليح الخط قرأ القرآن على الشيخ علي بن النيار الشافعي وعملت دعوة عظيمة وقت ختمه وأعطي الشيخ من الذهب ستة آلاف دينار وخلع يوم خلافته ثلاثة عشر ألف وسبع مائة وخمسين خلعة وروى عنه بالإجازة في خلافته محيي الدين ابن الجوزي ونجم الدين الباذرائي وكان حليما كريما سليم الباطن حسن الديانة متمسكا بالسنة ولكنه لم يكن كما كان عليه أبوه وجده من الحزم والتيقظ وكان الدوادار والشرابي لهم الأمر وركن إلى ابن العلقمي الوزير فأهلك الحرث والنسل وحسن له جمع الأموال والاقتصار على)
بعض العساكر وكان فيه شح وقلة معرفة وعدم تدبير جاء هولاكو البلاد في نحو مائتي ألف فارس وطلب الخليفة وحده فطلع ومعه القضاة والمدرسون والأعيان نحو سبع مائة نفس فلما وصلوا إلى الحربية جاء الأمر بحضور الخليفة وحده ومعه سبعة عشر نفسا فساقوا مع الخليفة وأنزلوا من بقي عن خيلهم وضربوا رقابهم ووقع السيف في بغداد وعمل القتل أربعين يوما وأنزلوا الخليفة في خيمة وحده والسبعة عشر في خيمة أخرى ثم إن

343
هولاكو أحضر الخليفة وجرت له معه ومع ابنه أبي بكر محاورات وأخرجاورفسوهما إلى أن ماتا وعفي أثرهما وأطلقوا السبعة عشر وأعطوهم نشابة وكان الحال قد تقرر أن يكون للتتار داخل البلاد فلما تركهم ابن العلقمي وقال المصلحة قتله وإلا ما يتم لكم ملك العراق قال الشيخ شمس الدين توفي الخليفة في أواخر المحرم وما أظنه دفن وكان الأمر أعظم من أن يوجد من يؤرخ موته أو يواري جسده وراح تحت السيف أمم لا يحصيهم إلا الله تعالى ويقال إنهم أكثر من ألف ألف واستغنى التتار إلى الأبد وحدثني شيخنا ابن الدباهي قال لما بقي بين التتار وبين بغداد يومان أعلم الخليفة حينئذ فقال عدلين يروحون يبصرون هذا الخبر إن كان صحيح
المكين الأسمر المقرئ عبد الله بن منصور بن علي الإمام أبو محمد اللخمي الإسكندراني المعروف بالمكين الأسمر المقرئ قرأ القراءات على أبي القاسم الصفراوي وغيره وطال عمره وأقرأ جماعة وحدث عن أصحاب السلفي وتوفي سنة اثنتين وتسعين وستمائة
المروزي الزاهد عبد الله بن منير المروزي الزاهد كان من كبار الأولياء روى عنه البخاري والترمذي والنسائي وتوفي سنة إحدى وأربعين ومائتين
3 (عبد الله بن موسى))
ابن الكريد عبد الله بن موسى بن الحسن بن إبراهيم السلامي أبو الحسن بن الكريد توفي في المحرم سنة أربع وسبعين وثلاثمائة سمع أبا محمد صاعدا

344
وأقرانه روى عن الحسين بن إسماعيل المحاملي وغيره كنفطويه النحوي ومحمد بن مخلد العطار وكان من الرحالة في طلب الحديث وكان شاعرا كثير الحفظ للحكايات والنوادر وصنف كتبا كثيرة وكان صحيح السماع إلا أنه كتب عمن دب ودرج من المجهولين ومن شعره من المنسرح
* قال السلامي محنتي عجب
* أصغرها في القياس أعظمها
*
* من ذلك أني اشتريت جارية
* خادمة لي فصرت أخدمها
* ابن الهادي عبد الله بن موسى الهادي بن المهدي بن المنصور ذكره الصولي في كتاب الأوراق قال أمه أم ولد يقال لها أمة العزيز وكان أديبا فاضلا مليح الشعر ظريفا كريما جوادا ممدحا وقال محمد بن حبيب كان عبد الله بن موسى الهادي معربدا وكان قد أعضل المأمون مما يعربد عليه إذا شرب معه فأمر به أن يجلس في بيته فلا يخرج منه وأقعد على بابه حرسا ثم تذمم من ذلك فأظهر له الرضى وصرف الحرس عنه ثم نادمه فعربد عليه وكلمه بكلام أحفظه
وكان عبد الله مغرما بالصيد فأمر المأمون خادما من خواصه يقال له حسين فسمه في دراج وهو بموشاباذ فدعا عبد الله العشاء فأتاه حسين بذلك الدراج فأكله فلما أحس بالسم ركب في الليل وقال لأصحابه هو آخر ما تروني وأكل معه الدراج خادمان فأما أحدهما فمات من وقته والآخر مضى مدة مضنى ثم مات ومات عبد الله بعد أيام ومن شعره من المتقارب
* تقاضاك دهرك ما أسلفا
* وكدر عيشك بعد الصفا
*
* فلا تنكرن فإن الزمان
* جدير بتشتيت ما ألفا
*
* ولما رآك قليل الهموم
* كثير الهوى ناعما مترفا
*
* ألح عليك بروعاته
* وأقبل يرميك مستهدفا
* ومنه من السريع
* يا من يراه الناس دوني ولا
* أراه طوبى لعيون تراك)
* (أنت الذي إن غاب بدر الدجا
* لم يكشف الظلمة نور سواك
*
* وأنت من لو خير الحسن أن
* يملكه خلق إذا ما عداك
*
* وما يشم الناس من وردهم
* فإنما منشؤه وجنتاك
*

345
ابن حدير المغربي عبد الله بن موسى بن حدير المغربي ذكره حرقوص في كتابه فقال شاعر محسن مفلق مجود مطبوع كان من أملح الناس وأطيبهم وأرشقهم وأظرفهم وأحضرهم جوابا وأسرعهم بديهة وأوقعهم على نادرة مضحكة وطيبة مستطرفة كان جالسا عند صاحب له فأمر بمرآة فأتي بها فنظر إلى وجهه فيها ثم رمى بها إلى ابن حدير وقال له أنظر إلى هذا الوجه القبيح فلما تصفح وجهه فيها قال يا رب لقد صورتني فشوهت بي وخلقتني فقبحت صورتي وما أعلم شيئا أكافيك به إلا ترك الصلاة وأنا أدعها ولا أصيلها ولقيه رجل من أخوانه في السوق فسلم عليه وسأله عن حاله وقال له أي شيء تصنع فقال له ما كانت الأنبياء تصنع تأكل الطعام وتمشي في الأسواق ومن شعره من الوافر
* جفا أهلا وزايله طريدا
* وأخلى منزلا واحتل بيدا
*
* وهدد بالردى إن لم يقوض
* فخاف فأعمل الركض الشديدا
*
* فعاد بقفرة لا ماء فيها
* ولا ظلا يلوذ به مديدا
*
* تأنس بالوحوش ومن يراه
* يخال به خلال الوحش سيدا
*
* غدا من أهله بالبيد وحشا
* يوالف من أهاليه جنودا
*
3 (عبد الله بن موسى الجون))
3 (بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ابن أبي طالب))
وسيأتي ذكر والده موسى الجون في حرف الميم من مكانه كان عبد الله سيدا مشهورا بالجود ممدحا معمرا وهو القائل من الطويل
* إذا العرش إن تفرج فإنك قادر
* وإن تكن الأخرى فإني صابر
*
* جزى الله عنا قومنا شر ما جزى
* فلله للمظلوم كاف وناصر
* وقال من الطويل
* على زهرة الدنيا السلام من امرئ
* يرى كل ما فيها يزول ويذهب
*
3 (عبد الله بن نافع))
عبد الله بن نافع العدوي مولى ابن عمر وله إخوة ضعفه ابن معين وغيره وتوفي سنة أربع وخمسين ومائة وروى له ابن ماجة

346
الأصغر عبد الله بن نافع بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام أبو بكر الأسدي الزبير المدني وليس بالصايغ ذاك مخزومي وهذا يقال له عبد الله بن نافع الأصغر قال ابن معين صدوق
وقال البخاري أحاديثه معروفة توفي سنة ست عشرة ومائتين وهو ابن سبعين سنة وروى له النسائي وابن ماجة
الصايغ المدني الفقيه عبد الله بن نافع الصايغ المدني الفقيه قال ابن معين ثقة وقال البخاري تعرف وتنكر قال ابن عدي روى عن مالك غرايب وتوفي سنة ست ومائتين وروى له مسلم والأربعة
السلمي عبد الله بن النضر السلمي روى عنه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يموت لأحد من المسلمين ثلاثة من الولد فيحتسبهم إلا كانوا له جنة من النار فقالت امرأة يا رسول الله أو اثنان قال أو اثنان قال ابن عبد البر وهو مجهول لا يعرف ولا أعرف له غير هذا الحديث وقد ذكروه في الصحابة وفيه نظر ومنهم من يقول فيه محمد ومنهم من يقول فيه أبو النضر كل ذلك قال فيه أصحاب مالك وبعضهم يقول فيه)
ابن النضر لا يسميه وأما ابن وهب فجعل هذا الحديث لأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عبد الله بن عامر الأسلمي وما أعلم في الموطأ رجلا مجهولا غير هذا
جلال الدين ابن شاس المالكي عبد الله بن نجم بن شاس بن نزار بن

347
عشاير بن عبد الله بن محمد ابن شاس الجذامي السعدي الفقيه المالكي جلال الدين كان فقيها فاضلا عارفا بقواعد مذهبه قال القاضي شمس الدين ابن خلكان رحمه الله تعالى
رأيت بمصر جمعا كثيرا من أصحابه يذكرون فضائله وصنف في مذهب مالك كتابا نفيسا أبدع فيه وسماه الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة وضعه على ترتيب الوجيز وفيه دلالة على غزارة فضله والطائفة المالكية بمصر عاكفة عليه لحسنه وكثرة فوائده وكان مدرسا بمصر بالمدرسة المجاورة للجامع وتوفي غازيا بدمياط سنة ست عشرة وستمائة
تاج الدين كاتب قطيا عبد الله بن نجيب بن خصيب تاج الدين المصري كاتب الدرج بقطيا فيه خدمة وإحسان للصادر والوارد ويخدم من يعرف ومن لا يعرف سألته عن مولده فقال سنة إحدى وسبعمائة أنشدني من لفظه لنفسه من الكامل
* أفديه إن نبذ المودة أو رعى
* ملك الحشاشة ما عشى أن يصنعا
*
* رشاء تصيد الأسود سود عيونه
* ولديه أضحى كل قلب مرتعا
*
* لم أنس ليلة زارني متعطفا
* من بعد صد بالوصال ممتعا
*
* والعتب منه كقهوة لما افترى ال
* واشي سلوي عن هواه وأبدعا
*
* قمر سقاني من رحيق رضابه
* إذ عزت الصهباء كأسا مترعا
*
* حفت كؤوس رضابه بعتابه
* فسكرت من خمرين في وقت معا
* رشيد الدين ابن كاتب الصادر القوصي عبد الله بن نصر ابن كاتب الصادر القوصي رشيد الدين أبو محمد كان حيا سنة سبع عشرة وستمائة نقلت من خط شهاب الدين القوصي في معجمه قال أنشدني المذكور لنفسه بدمشق في الشيب والكبر من البسيط
* نعمت حينا قديما في بلهنية
* من الشباب وعودي وارق نضر)
* (وقد سقيت زمان الشيب وا أسفا
* قد خاب مني ما قد كنت أنتظر
* قال وأنشدني لنفسه من مجزوء الرجز
* هذا غزال فاتن
* بطرفه وشعره
*
* يريد أن يخرجكم
* من أرضكم بسحره
*

348
قال وأنشدني لنفسه من الرمل
* عللونا فالشفا من سوركم
* وكذا جنتنا من سوركم
*
* فارفعوا سجفكم كي نهتدي
* وانظرونا نقتبس من نوركم
* الهريع النحوي عبد الله بن نصر بتن سعد رشيد الدين القوصي النحوي قرأ النحو وتصدر لإقرائه مدة وتولى عدة ولايات وسمع الحديث وحدث ولد بقوص سنة ستمائة وتوفي سنة خمس وسبعين وستمائة بمصر وذكره المحدث عبد الغفار بن عبد الكافي في معجمه وقال عنه اللغوي ويعرف بالهريع وقال كان إماما في اللغة وقال إنه ذكر أنه وهو صغير سمع كتاب الترمذي من أبي الحسن ابن البناء وقال قرأت عليه الجزء الأول منه
الحافظ الخارفي عبد الله بن نمير الخارفي الكوفي الحافظ وثقه ابن معين وغيره وتوفي سنة تسع وتسعين ومائة وورى له الجماعة
قاضي المدينة عبد الله بن نوفل بن الحارث أخو الحارث ولي قضاء المدينة زمن معاوية وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم لا يحفظ له سماع من النبي صلى الله عليه وسلم قيل قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين للهجرة وقيل سنة أربع وثمانين
3 (عبد الله بن هارون))
أمير المؤمنين المأمون عبد الله بن هارون أمير المؤمنين أبو العباس

349
المأمون بالله بن الرشيد ابن المهدي بن المنصور ولد سنة سبعين ومائة بايعوه أول سنة ثمان وتسعين ومائة وكان يكنى أبا العباس فلما استخلف اكتنى بأبي جعفر وتوفي سنة ثمان عشرة ومائتين في يوم الخميس لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب وكانت وفاته بالبدنون فكانت خلافته عشرين سنة وستة أشهر قرأ العلم في صغره وسمع من هشيم وعباد بن العوام ويوسف بن عطية وأبي معاوية الضرير وطبقتهم وروى عنه ولده الفضل ويحيى بن أكثم وجعفر ابن أبي عثمان الطيالسي والأمير عبد الله ابن طاهر وأحمد بن الحارث الشيعي ودعل الخزاعي وبرع في الفقه والعربية وأيام الناس ولما كبر عني بعلوم الأوائل ومهر في الفلسفة فجره ذلك إلى القول بخلق القرآن
وكان من رجال بني العباس حزما وعزما وعلما وحلما ورأيا ودهاء وشجاعة وسؤددا وسماحة قال ابن أبي الدنيا كان أبيض ربعة حسن الوجه تعلوه صفرة قد وخطه الشيب أعين وطويل اللحية رقيقها ضيق الجبين على خده خال وقال الجاحظ كان أبيض فيه صفرة وكان ساقاه دون جسده صفراوين كأنما طليتا بزعفران ولما خلعه الأمين غضب ودعا إلى نفسه بخراسان فبايعوه في ذلك التاريخ وأمه أم ولد اسمها مراجل ماتت أيام نفاسها به
ودعي للمأمون بالخلافة وأخوه الأمين حي في آخر سنة خمس وتسعين ومائة إلى أن قتل الأمين فاجتمع الناس عليه وتفرقت عماله في البلاد وأقيم الموسم سنة ست وسنة سبع باسمه وهو مقيم بخراسان واجتمع الناس عليه ببغداد في أول سنة ثمان وكان فصيحا مفوها كان يقول معاوية بعمره وعبد الملك بحجاجه وأنا بنفسي ورويت هذه عن المنصور ختم في الرمضانات ثلاثا وثلاثين ختمة وقال يحيى بن أكثم قال المأمون أريد أن أحدث فقلت ومن أولى بهذا من أمير المؤمنين فقال ضعوا لي منبرا ثم صعد فأول ما حدث حدثنا هشيم بن أبي الجهم عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفع الحديث قال امرؤ القيس صاحب لواء الشعراء إلى النار ثم حدث بنحو ثلاثين حديثا ثم نزل فقال كيف

350
رأيت يا يحيى مجلسنا فقلت أجل مجلس تفقه الخاصة والعامة فقال ما رأيت لكم حلاوة إنما المجلس لأصحاب الخلقان والمحابر وروى عن محمد بن عون عن ابن عيينة أن المأمون)
جلس فجاءته امرأة فقالت يا أمير المؤمنين مات أخي وخلف ستمائة دينارا فأعطوني دينارا وقالوا هذا نصيبك فقال المأمون هذا نصيبك هذا خلف أربع بنات فقالت نعم قال لهن أربعمائة دينار وخلف والدة لها مائة دينار وخلف زوجة لها خمسة وسبعون دينارا بالله ألك إثنا عشر أخا قالت نعم قال لكل واحد ديناران ولك دينار واحد وقال المأمون لو عرف الناس حبي للعفو لتقربوا إلي بالجرائم وقيل إن ملاحا مر فقال أتظنون أن هذا ينبل في عيني وقد قتل أخاه الأمين فسمعها فتبسم وقال ما الحيلة التي أنبل في عين هذا السيد الجليل وكان المأمون بخراسان قد بايع بالعهد لعلي بن موسى الرضا الحسيني ونوه بذكره وغير زي آبائه من لبس السواد وأبدله بالحضرة فغضب بنو العباس بالعراق لهذين الأمرين وخلعوه وبايعوه إبراهيم بن المهدي عمه ولقبوه المبارك فحاربه الحسن ابن سهل فهزمه إبراهيم وألحقه بواسط وأقام إبراهيم بالمدائن ثم سار جيش الحسن وعليهم حميد الطوسي وعلي بن هشام فهزموا إبراهيم فاختفى وانقطع خبره إلى أن أظهر في وسط خلافة المأمون فعفا عنه على ما ذكرته في ترجمة إبراهيم وتقدم رجل غريب بيده محبرة فقال يا أمير المؤمنين صاحب حديث منقطع به فقال ما تحفظ في باب كذا فلم يذكر فيه شيئا فما زال المأمون يقول حدثنا هشيم وحدثنا يحيى وحدثنا الحجاج حتى ذكر الباب ثم سأله عن باب آخر فلم يذكر فيه شيئا فقال المأمون حدثنا فلان وحدثنا فلان إلى أن قال لأصحابه يطلب أحدهم الحديث ثلاثة أيام ثم يقول اعطوني أنا من أصحاب الحديث أعطوه ثلاثة دراهم ومع ذلك فكان مسرف الكرم جوادا ممدحا فرق ساعة ستة وعشرين ألف ألف درهم ومدحه أعرابي مرة فأجازه بثلاثين ألف دينار وقال أبو معشر كان أمارا بالعدل ميمون النقيبة فقيه النفس يعد مع كبار العلماء وأهدى إليه ملك الروم تحفا سنية منها مائة رطل مسك ومائة حلة سمور فقال المأمون أضعفوها له ليعلم عز الإسلام وذل الكفر وقال يحيى بن أكثم كنت عند المأمون وعنده جماعة من قواد خراسان وقد دعا إلى خلق القرآن فقال لهم ما تقولون في القرآن فقالوا كان شيوخنا يقولون ما كان فيه من ذكر الجمال والبقر والخيل والحمير فهو مخلوق وما سوى ذلك فهو غير مخلوق فأما إذ قد قال أمير المؤمنين هو مخلوق فنحن نقول كله مخلوق فقلت للمأمون أتفرح بموافقة هؤلاء وقال ابن عرفة أمر المأمون مناديا فنادى في الناس ببراءة الذمة ممن ترحم على معاوية أو ذكره بخير وكان كلامه في القرآن)
سنة اثنتي عشرة فكثر المنكرلذلك وكاد البلد يفتن ولم يلتئم له من ذلك ما أراد

351
فكف عنه إلى بعد هذا الوقت وقال النضر بن شميل دخلت على المأمون فقال إني قلت اليوم من المنسرح
* أصبح ديني الذي أدين به
* ولست منه الغداة معتذرا
*
* حب علي بعد النبي ولا
* أشتم صديقه ولا عمرا
*
* وابن عفان في الجنان مع الأ
* برار ذاك القتيل مصطبرا
*
* وعائش الأم لست أشتمها
* من يفتريها فنحن منه برا
* وقد نادى المنادي بإحة متعة النساء ولم يزل به يحيى بن أكثم وروى له حديث الزهري عن ابني ابن الحنفية عن أبيهما محمد عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر فلما صحح له الحديث رجع إلى الحق وأبطلها وأما مسألة خلق القرآن فلم يرجع عنها وصمم عليها في سنة ثمان عشرة ومائتين وأمتحن العلماء فعوجل ولم يمهل توجه غازيا بالخلافة إلى أرض الروم فلما وصل إلى البدندون مرض وأوصى بالخلاقة إلى أخيه المعتصم ولما مات نقله أخوه المعتصم وابن المأمون العباس إلى طرسوس فدفن بها في دار خاقان خادم أبيه ومن شعره من المتقارب
* لساني كتوم لأسراركم
* ودمعي نموم لسري يذيع
*
* فلولا دموعي كتمت الهوى
* ولولا الهوى لم تكن لي دموع
* ومن شعره من الوافر
* أنا المؤمنون والملك الهمام
* ولكني بحبك مستهام
*
* أترضى ان أموت عليك وجدا
* ويبقى الناس ليس لهم إمام
* ومنه من الطويل
* بعثتك مشتاقا ففزت بنظرة
* وأغفلتني حتى أسأت بك الظنا
*
* وناجيت من أهوى وكنت مقربا
* فما ليت شعري عن دنوك ما أغنى
*
* فما ليتني كنت رسول وكنتني
* فكنت الذي يقصى وكنت الذي أدنى
*

352
حكى الفضل بن الربيع عن أبيه قال كان إبراهيم بن المهدي شديد الانحراف عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه فحدث المأمون يوما أنه رأى عليا في النوم فقال له من أنت فأخبره أنه علي بن أبي طالب قال فمشينا حتى جئنا قنطرة فذهب يتقدمني لعبورها فأمسكته وقلت)
أنت رجل يدعي هذا الأمر بامرأة ونحن أحق به منك فما رأيت له في الجواب بلاغة كما توصف عنه فقال واي شيء قال لك قال ما زادني على أن قال سلاما سلاما فقال له المأمون قد والله أجابك أبلغ جواب قال فكيف ذلك قال عرف أنك جاهل لا يجاوب مثلك قال الله عز وجل وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما فخجل إبراهيم وقال ليتني لم أحدثك بهذا الحديث قلت يؤيد هذ التفسير ما حكاه أحمد بن الربيع عن إبراهيم ابن المهدي قال رأيت علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النوم فقلت إن الناس قد أكثروا فيك وفي أبي وعمر فما عندك ذلك فقال لي إخسه ولم يزدني على ذلك وأدخل رجل من الخوارج عليه فقال له ما حملك على الخروج والخلاف قال قوله تعالى ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون قال ألك علم بأنها منزلة قال نعم قال ما دليلك قال إجماع الأمة قال فكما رضيت بإجماعهم في التنزيل فارض بإجماعهم في التأويل فقال صدقت السلام عليك يا أمير المؤمنين وقال يحيى كان المأمون يحلم حتى يغيظنا وكان يشرب النبيذ وقيل بل الخمر وكان يتشيع قال الجهشياري وكان المأمون أول من جعل التواقيع أن تختم وإنما كانت مجردة منشورة وكاتبه أبو العباس الفضل بن سهل ثم أخوه أبو محمد الحسن بن سهل ثم أبو العباس أحمد بن أبي خالد الأحول ثم محمد بن زياد ثم عمرو ابن مسعدة ثم أبو جعفر أحمد بن يوسف ثم أبو عباد ثابت بن يحيى وقيل أبو عبد الله محمد بن يزداد وحاجبه عبد الحميد بن شبيب بن حميد بن قحطبة وصالح صاحب المصلى ثم محمد وعلي ابنا صالح ثم إسماعيل بن محمد بن صالح ومحمد بن حماد بن دنقش وعلى حجابة العامة الحسن ابن أبي سعيد ونقش خاتمه الله ثقة عبد الله وبه يؤمن وقيل عبد الله يؤمن بالله مخلصا وكان المأمون يعرف بابن مراجل طباخة كانت لزبيدة
الطوسي عبد الله بن هاشم بن حيان الطوسي رحل وعني بالحديث روى عنه مسلم واختلف في موته والصحيح أنه مات سنة خمس وخمسين ومائتين

353
الحضرمي عبد الله بن هبيرة السبائي الحضرمي المصري روى عن مسلمة ابن مخلد وأبي تميم الجيشاني وعبيد بن عمير وقبيصة بن ذؤيب وثقة أحمد وتوفي سنة ست وعشرين ومائة)
وروى له مسلم والأربعة
3 (عبد الله بن هبة الله))
عز الدين استاذدار المقتفي عبد الله بن هبة الله بن المظفر بن علي بن الحسن بن المسلمة أبو الفتوح بن أبي الفرج بن أبي القاسم الملقب برئيس الرؤساء عز الدين وهو والد الوزير أبي الفرج محمد تولى أستاذ دارية الخلافة أيام المقتفي سنة خمس وثلاثين وخمسمائة وعلا قدره وكان رئيسا نبيلا كثير الميل إلى الصوفية وأرباب الفقر والصلاح وتوفي سنة تسع وأربعين وخمسمائة
أبو العز الضرير عبد الله بن هرمز بن عبد الله أبو العز الضرير البغدادي المقرئ كان ينظم الشعر وروى عنه أبو بكر بن كامل الخفاف ومن شعره يمدح أبا طالب الزينبي من المتقارب
* هنيئا لك النوم يا نائم
* رقدت ولم يرقد الهائم
*
* وكيف ينام فتى مغرم
* برى جسمه سره الكاتم
*
* أريد لأضمر وجدي بكم
* فيظهره دمعي الساجم
*
* فليت الذي شفتي حبه
* بما في فؤادي له عالم
*
* عساه على ظلمه يرعوي
* فيدنو وقد يرعوي الظالم
* ومنه من الكامل
* ومدامة صهباء صافية
* تنسي الهموم وتذكر المرحا
*
* سبقت حدوث الدهر عصرتها
* فلذاك يلفى سؤرها شبحا
* قلت شعر جيد

354
السلولي عبد الله بن همام أبو عبد الرحمان السلولي الكوفي أحد الشعراء توفي حدود الثمانين للهجرة
الأسدي عبد الله بن وهب بن زمعة بن الأسود الأسدي قتل يوم الدار مع عثمان والأصح أنه ما له صحبة قتل سنة خمس وثلاثين للهجرة)
المالكي عبد الله بن وهب بن مسلم الإمام أبو محمد الفهري المالكي المصري أحد الأعلام وعالم مصر ولد سنة خمس وعشرين ومائة وتوفي سنة سبع وتسعين ومائة قال أبو زرعة نظرت في ثلاثين ألف حديث لابن وهب لا أعلم أني رأيت له حديثا ولا أصل له وهو ثقة له موطأ كبير إلى الغاية وكتاب الجامع وكتاب البيعة وكتاب المناسك وكتاب المغازي وكتاب الردة وكتاب تفسير غريب الموطأ وغير ذلك قرأ كتاب أهوال يوم القيامة فخر مغشيا عليه ولم يتكلم بكلمة حتى مات
ابن العميد عبد الله بن أبي الياسر المكين المعروف بابن العميد الكاتب النصراني كان جده من تكريت وكان يحضر إلى مصر بمتجر في أيام الإمام الآمر بأمر الله الفاطمي فقدم للخليفة المذكور من متجره طرفا فأحسن إليه وقربه فأقام بالديار المصرية وجاءه بها الأولاد وكان فيهم من تعلم الكتابة وتصرف وتقدم وعرف أبو الياسر بالعميد وخدم بديوان الجيش بمصر والشام وتقدم في الدولة الناصرية يوسف وبعده إلى الدولة الظاهرية والنائب يومئذ علاء الدين طيبرس الوزيري فتقدم عنده وصارت له كلمة نافذة ولما تغير خاطر الظاهر على النائب المذكور أرسل يطلب ديوان الجيش إلى مصر فلم يرسلم واعتقلهم

355
صورة فلما قبض السلطان عليه طلب المكين إلى مصر وأعتقله مدة ثم أفرج عنه ولاه جيش مصر وأضاف إليه جيش الشام فحسده بعض نواب ديوان الجيش وزور كتابا إليه وألقاه في حرمدانه ووشى به لينقم عليه ويتولى مكانه فاعتقل المكين ونقل عن الذي وشى به كلام أوجب القبض عليه والعقوبة فاعتقل بعد العذاب مدة خمس عشرة سنة وأفرج عن المكين هذا وترك التصرف وحضر إلى دمشق وتوفي بها سنة اثنتين وسبعين وستمائة وكان مولده سنة اثنتين وستمائة وجمع تاريخا في مجلدين من ابتداء العالم إلى أول الدولة الظاهرية وعمل الملة الإسلامية في مجلد منهما وكان له بر وفيه مكارم وعنده مروءة
3 (عبد الله بن يحيى))
اليمامي عبد الله بن يحيى بن أبي كثير اليمامي كان من خيار الناس ورعا وتوفي في حدود الثمانين ومائة وروى له البخاري ومسلم
عبدون بن صاحب الصلاة عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن فتوح أبو محمد الحضرمي الداني النحوي المعروف بعبدون وبابن صاحب الصلاة أقرأ النحو بشاطبة زمانا وأدب بني صاحب بلنسية وكان مبرزا في العربية مشاركا في الفقه ويقول الشعر وفيه تواضع وطيبة اخلاق توفي سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وأخذ عنه جلة منهم أبو جعفر الذهبي وأبو الحسن بن حريق وأبو محمد ابن نصرون وأبو الربيع بن سالم ومن شعره في ابن سعد وقد كتبت به البغلة من البسيط
* إن تكب في السير بنت العير بالملك
* فليس يدركها في ذاك من درك
*
* عذرك الملومة فيها انها حملت
* ما ليس يحمل غير الأرض والفلك
*
* الدهر والبحر والطود الأشم ذرى
* والبدر بدر الدجى والشمس في الحلك
* قلت كذا وجدته ولعله والشمس شمس الضحى والبدر في الحلك قال ابن الأنبار هذا مأخوذ من قول ابن المعتز من البسيط

356
* لا ذنب عندي لابن العير يوم وهت
* قواه من خور فيها ومن لين
*
* حملتموه سوى ما كان يحمله
* فره البغال وأصناف البراذين
*
* الشمس والبدر والطود المنيف ولي
* ث الغاب والبحر والدنيا مع الدين
* ولأبي بكر من مجبر من البسيط
* لا ذنب للطرف وإن زلت قوائمه
* وهضبة الحلم إبراهيم يجريها
*
* وكيف يحمله طرف وخردلة
* من حمله تزن الدنيا وما فيها
* وله أيضا من الطويل
* ألا اصفح عن الطرف الذي زل إذ جرى
* أيثبت طرف فوقه الناس والدهر
*
* تداخله كبر لئن كنت فوقه
* فتلك لعمري زلة جرها الكبر
*
* ثبت عليه حين زل رجاحة
* أيخرج عن أثناء هالته البدر)
* (ولم يدر هل أمسكته أو ركضته
* وللعجب سكر ليس يعدله سكر
* ومن شعر عبدون أيضا من البسيط
* يا من محياه جنات مفتحة
* وهجره لي ذنب غير مغفور
*
* لقد تناقضت في خلق وفي خلق
* تناقض النار بالتدخين والنور
* ومنه ما ألغزه في باكورة تين من الوافر
* وما شيء نماه العود حتى
* تناهى بالنماء إلى الصلاح
*
* تكفله الهواء بدر سكرى
* من الأنواء صيبة رداح
*
* طلته الشمس مكا ثم خطت
* بكافور عليه يد الرياح
*
* خطوطا بالبياض على سواد
* كما خط الدجى ضوء الصباح
* قاضي مالقة وخطيبها عبد الله بن يحيى بن عبد الرحمان بن أحمد بن عبد الرحمان بن ربيع أبو القاسم الأشعري نسبا القرطبي قاضي الجماعة بغرناطة روى عن الخطيب أبي جعفر بن يحيى وتفرد بالرواية عنه وعن أبي الحسن علي القشوري وأبي القاسم بن بقي وأبي الحسن بن خروف النحوي وروى عنه ابن الزبير وأثنى عليه وولي

357
القضاء بشريش ومالقة وخطابنها وتصدر للأشغال قال الشيخ أثير الدين أبو حيان كان مسدد النظر رطب المناظرة منصفا أديبا نحويا فقسيها مشاركا في الأصول توفي سنة ست وستين وستمائة
الجزائري عبد الله بن يحيى بن أبي بكر بن يوسف بن حيون الغساني الشيخ جمال الدين أبو محمد الجزائري نزيل دمشق شيخ محدث عالم متقن كثير الرواية مليح الكتابة نسخ الكثير وعني بالحديث مع فهم ومعرفة وديانة وتواضع سمع بمصر من جماعة من أصحاب السلفي وحدث عن ابن دحية وأخيه يوسف بن المخيلي والسخاوي وكريمة
القرشية وابن الصلاح وإبراهيم بن الخشوعي وروى عنه ابن الخباز وابن العطار وابن تيمية وأجاز للشيخ شمس الدين مروياته وولي مشيخة النجيبية وتوفي سنة اثنتين وثمانين وستمائة
صفي الدين البغدادي عبد الله بن يحيى بن عبد الله بن محمد بن المعمر بن جعفر أبو القاسم أبن أبي الفضل)
المعروف بصفي الدين بن زعيم الدين كان والده صدرا بالمخزن وناب في الوزارة قرأ عبد الله الأدب على أبي محمد ابن الخشاب وسمع بقراءته الحديث على أبي العباس أحمد ابن محمد العباسي المكي وأبي بكر ابن الزغواني وأبي الفتح ابن البطي وجماعة وغيرهم ومات شابا سنة أربع وسبعين وخمسمائة ولم يرو شيئا ومن شعره في مدح المستضيء بالله على وزنين وقافيتين من الكامل ومجزوء الرجز
* جود الإمام المستضيء غمام للمجتدي
* تروى بها آماله
*
* منح الورى منه بأبلج الشدائد منجد
* معدومة أمتاله
*
* إن الخليقة بالخليفة في المكارم تقتدي
* فدليلها أفعاله
*
* وبجوده الحيران منها في النوائب يهتدي
* فسراجها أفضاله
*
* قال السماح وقد حبا أكرم به من مرفد
* مبذولة أمواله
*
* أحيى مناقب جده العباس عم محمد
* فبذاك تم جلاله
*
* خجل الحيا بسحابه متبرعا بندى يد
* متتابع هطاله
*
* جود السحاب بمائه والمستضيء بعسجد
* فاعتاقه إخجاله
*

358
ومنه من مجزوء الكامل
* هب النسيم بحاجر
* فتنبهت أشواقه
*
* ووشت بما حوت الضلو
* ع من الجوى آماقه
*
* ناديت والبين المش
* ت غدت تزم نياقه
*
* يا مشبه الشمس المني
* رة في الضحى إشراقه
*
* الصب فيك معذب
* مضني الحشا مشتاقه
*
* والقلب في أسر الهوى
* ما تنقضي أعلاقه
*
* إرحم معنى في الهوى
* ما إن يحل وثاقه
*
* أمسى لديغ هواكم
* ووصالكم درياقه
* المصري البرلسي عبد الله بن يحيى المغافري المصري البرلسي روى له البخاري وأبو داود وتوفي سنة اثنتي عشرة ومائتين)
طالب الحق الخارجي الإمام عبد الله بن يحيى الكندي أحد بني عمرو بن كنانة كان من حضرموت مجتهدا عابدا كان يقول قبل أن يخرج لقيني رجل فأطال النظر إلي وقال ممن أنت فقلت من كندة فقال من أيهم فقلت من بني شيطان فقال والله لتملكن ولتبلغن وادي القرى وذلك بعد أن تذهب إحدى عينيك وقد ذهبت وأنا أتخوف ما قال وأستخير الله فرأى باليمن جورا ظاهرا وعسفا شديدا وسيرة قبيحة فقال لأصحابه ما يحل لنا المقام على ما نرى ولا يسعنا الصبر عليه وكتب إلى أبي عبيدة مسلم بن أبي كريمة الذي يقال له كرزين مولى تميم وكان ينزل في الأزد وإلى غيره من الإباضية بالبصرة يشاورهم في الخروج فكتبوا إليه إن استطعت أن لا تقيم يوما واحدا فافعل وشخص إليه المختار بن عوف الأزدي وبلج بن عقبة السقوري في

359
رجال من الإباضية وأتوه إلى حضرموت وسموه طالب الحق وكثر جمعه وتوجه إلى صنعاء سنة تسع وعشرين ومائة في ألفين وجرت له حروب ثم دخلها وجمع الخزائن والأموال فأحرزها ولما استولي على بلاد اليمن خطب فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه صلى الله عليه وسلم ووعظ وذكر وحذر ثم قال إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه وإجابة من دعا إليهما الإسلام ديننا والكعبة قبلتنا والقرآن إمامنا رضينا بالحلال حلالا لا نبغي به بدلا ولا نشتري به ثمنا حرمنا الحرام ونبذناه وراء ظهورنا ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وإلى الله المشتكى وعليه المعول من زنا فهو كافر ومن سرق فهو كافر ومن شرب الخمر فهو كافر ومن شك في أنه كافر فهو كافر ندعوكم إلى فرائض بينات وآيات محكمات وآثار يقتدى بها ونشهد أن الله صادق فيما وعد وعدل فيما حكم ندعوكم إلى توحيد الرب واليقين بالوعيد والوعيد وأداء الفرائض والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والولاية لأهل ولاية الله والعداوة لأعداء الله أيها الناس إن من رحمة الله أن جعل في كل فترة بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون على الألم في جنب الله يقتلون على الحق سالف الدهور شهداء فما نسيهم ربهم وما كان ربكك نسيا أوصيكم بالتقوى وحسن القيام على ما وكلتم بالقيام به فابلوا الله بلاء حسنا في أمره وزجره أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم وأقام بصنعاء أشهرا يحسن السيرة وأتته الشراة من كل جانب ولما كان وقت الحج جهز أبا حمزة المختار بن عوف وبلج بن عقبة وأبرهة بن)
الصباح إلى مكة في سبعمائة وقيل في ألف وأمره أن يقيم بمكة إذا صدر الناس ويوجه بلجا إلى الشام وجرت حروب وخطوب يطول شرحها ثم إن مروان انتخب من عسكره أربعة آلاف فارس وقدم عليهم عبد الملك بن محمد بن عطية السعدي فالتقى أبو حمزة وابن عطية بأسفل مكة فخرج أهل مكة مع ابن عطية فقتل أبو حمزة على فم الشعب وتفرق الخوارج وصلب أبو حمزة وأبرهة بن الصباح وعلي بن الحصين ولم يزالوا كذلك إلى أن حج مهلهل الهجيمي في خلافة أبي العباس فأنزلهم ودفنهم وكان ابن عطية قد بعث برأس أبي حمزة إلى مروان وخرج إلى الطائف وقاتل عبد الله بن يحيى وجرت بينهما حروب وآخر الأمر التقيا في مكان كثير الشجر والكرم والحيطان فترجل عبد الله بن يحيى في ألف فارس وقاتلوا حتى قتلوا وبعث عبد الملك بن عطية برأس عبد الله بن يحيى إلى مروان مع ابنه يزيد ابن عبد الملك

360
الصليحي صاحب خدد عبد الله بن يعلي السلطان الصليحي صاحب حصن خدد قال من قصيدة في رجل ادعى أنه شاعر ومدح المكلة الحرة بما لم يستحق عليه جائزة فاستشفع به من الكامل
* قاس الأمور ولم يجد في فكره
* أمرا يقوم بواجب من عذره
*
* فمضي ينفق زائفا من تبره
* وسرى يلفق كاسدا من شعره
*
* ويظن أن حقوقك ابنة أحمد
* جهلا يقوم بهن باطل أمره
*
* هيهات منك فوق ذاك وإنه
* قسما بحقك عاجز عن شكره
*
* إن الذي يلقى الصنيع بجحده
* مثل الذي يلقى الإله بكفره
*
* ومتى أخل بواجباتك شاعر
* عن قدره هدمت مباني فخره
*
* إن الصنائع في الكرام ودائع
* تبقى ولو فني الزمان بأسره
*
3 (عبد الله بن يزيد))
الأوسي الخطمي عبد الله بن يزيد بن زيد الأوسي الخطمي شهد الحديبية وله سبع عشرة سنة وروى أحاديث وتوفي في حدود السبعين للهجرة وروى له الجماعة وروى عنه عدي بن ثابت عن البراء بن عازب وكان أميرا على الكوفة وشهد مع علي الجمل والنهروان
حمار الفراء عبد الله بن يزيد بن راشد أبو بكر القرشي الدمشقي المقرئ الملقب بحمار الفراء شيخ مسن معمر قال ابن عدي أرجو أن لا بأس به توفي في سنة إحدى وثلاثين ومائتين

361
المقرئ المكي عبد الله بن يزيد مولى آل عمر الفاروق المقرئ المكي روى عنه البخاري وروى عنه الجماعة الباقون عن رجل عنه وأحمد بن حنبل وغيرهم كان إماما في القرآن والحديث كبير الشأن مات بمكة سنة اثنتي عشرة ومائتين
أبو بكر ابن هرمز عبد الله بن يزيد بن هرمز أبو بكر الأصم الفقيه أحد الأعلام روى عن جماعة من التابعين
قال مالك كنت أحب أن أقتدي به وكان قليل الكلام قليل الفتيا شديد التحفظ يرد على أهل الأهواء عالما بالكلام قال أبو حاتم ابن هرمز أحد الفقهاء ليس بقوي يكتب حديثه توفي في حدود ثلاثين ومائة وروى له الجماعة
عبد الله بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم ولد عبد الله هذا سبعة من الخلفاء أبوه يزيد وجده عبد الملك وجد أبيه مروان وجده لأم أبيه يزيد بن معاوية لأن أم أبيه عاتكة بنت يزيد وأبو جده لأم أبيه معاوية بن أبي سفيان وجده لأمه عثمان رضي الله عنه لأن أمه سعدى بنت عبد الله بن عمرو بن عثمان وأم عبد الله بن عمرو ابن عثمان ابنة عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان لعبد الله هذا ولد عظيم القدر عند المهدي والرشيد اسمه عبد المطلب
ابن أبي نجيح)
عبد الله بن يسار أبي نجيح مولى الأخنس الثقفي أحد الثقات قال يعقوب بن شيبة هو ثقة قدري توفي في حدود الأربعين ومائة روى له الجماعة
3 (عبد الله بن يعقوب))
العادل صاحب مراكش عبد الله بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن السلطان أبو محمد الملقب بالعادل بويع بالمغرب إثر خلع ابن عمهم عبد الواحد سنة إحدى

362
وعشرين وتوفي سنة أربع وعشرين وستمائة وكانت دولته أقل من أربع سنين ولم يستقل بالمملكة وكان أخوه المأمون أبو العلى منازعا له ثم قوي المأمون ودخل قصر الإمارة بمراكش وقبض على العادل
3 (عبد الله بن يعلى الصليحي))
صاحب حصن خدد هو من بيت الصليحيين الذين كانت لهم سلطنة اليمن وهو ممن ذكره العماد في الخريدة وأنشد له من أبيات قالها في شاعر مدح الحرة صاحبة اليمن بشعر لم يستحق عليه جائزة من الكامل
* قاس الأمور فلم يجد في فكره
* أمرا يقوم بواجب من عذره
*
* فمضى ينفق زائفا من نثره
* وسرى يلفق كاسدا من شعره
*
* ويظن أن حقوقك ابنة أحمد
* جهلا يقوم بهن باطل أمره
* ومنه من الكامل
* إن الصنائع في الكرام ودائع
* تبقى ولو فني الزمان بأسره
*
3 (عبد الله بن يوسف))
والد إمام المحرمين عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيويه الشيخ أبو محمد الجويني والد إمام الحرمين كان إماما بارعا فقيها شافعي المذهب مفسرا نحويا أديبا تفقه على أبي بكر القفال وتخرج به فقهاء صنف التبصرة وصنف التذكرة والتعليق ومختصر المختصر والفرق والجمع والسلسلة وموقف الإمام والمأموم والتفسير الكبير وسمع من جماعة وروى عنه ولده إمام الحرمين وغيره وتوفي سنة ثمان وثلاثين وأربعمائة وقرأ أيضا على أبي الطيب سهل الصعلوكي وكان مهيبا لا يجري بين يديه إلا الجد ولما مات والد إمام الحرمين قال أبو الفرج حمد بن محمد بن حسنيل الهمذاني يرثيه من الطويل

363
* علوم علت أعلامها غبراتها
* وأعين أعيان طغت عبرانها
*
* وأفلاذ أكباد من الفضل فتتت
* فدلت على تفتيتها زفراتها
*
* بنى بليوث الغاب عقر غيولها
* وأخلته من عفر الفلا سمراتها
*
* أبى الله عز الدين إلا تنقصا
* من الأرض حتى استقلعت شجراتها
*
* تداعت مباني الدين وانهد ركنه
* ودهده من أطواده صخراتها
*
* وغار ضياء الشرق فانكسفت له
* شموس وأقمار خبت شرراتها
*
* أرى عصبا تيجانها قد تقوضت
* وقد عصبتها بالثرى غبراتها
*
* علا الحبر عبد الله صهوة سابق
* قوائمه من معشر قصداتها
*
* وإن قلوبا قطعت لوفاته
* كوتها على تقطيعها حسراتها
*
* ذوت دوحة الإسلام والعلم والعلى
* بمصرع من جدت به ثمراتها
*
* هوى نجمها العالي وأظلم جوها
* ومادت رواسيها ومارت كراتها
*
* سلام على المنطيق في شبهاتها
* إذا ما رجال عاقها حصراتها
*
* برغم الفتاوى والمدارس هورت
* خواطره واستنزفت خطراتها
*
* برغم النوادي والمجالس رنقت
* مواردها وارتد ملحا فراتها
*
* برغم العلى والدين والعلم والجحى
* ثوى البدر والبيداء ضلت سراتها
*
* فجايع سالت بالخدود دماؤها
* كذا وتهارت في الحشا جمراتها)
* (لخفت مثاقيل الرجال وأضللت
* حلوما وطاشت بعده وقرأتها
*
* وكان إذا ما حررت كلماته
* معاني لم ترقم سطورا قراتها
* وهي طويلة ساقها الباخرزي في الدمية وتألم مرة من ضرسه فقال الباخرزي من السريع
* جل الإمام الحبر عن علة
* في ضرسه لم تك معتاده
*
* لسانه أوجع أسنانه
* والسيف قد يأكل أغماده
* الجرجاني المحدث عبد الله بن يوسف القاضي أبو محمد الجرجاني المحدث صنف فضائل الشافعي وفضائل أحمد بن حنبل ودخل هراة وكان ثقة

364
وتوفي سنة تسع وثمانين وأربعمائة
أبو محمد الكلاعي عبد الله بن يوسف التنيسي أبو محمد الكلاعي الدمشقي ثم المصري نزل تنيس روى عنه البخاري وروى أبو داود والترمذي والنسائي عن رجل عنه قال البخاري من أثبت الشاميين وقال أبو حاتم وغيره ثقة توفي سنة سبع عشرة ومائتين
العاضد صاحب مصر عبد الله بن يوسف هو العاضد لدين الله أبو محمد ابن يوسف ابن الحافظ لدين الله عبد المجيد بن محمد بن المستنصر بن الظاهر بن الحاكم العبيدي المصري هو آخر خلفاء المصريين
ولد سنة ست وأربعين وخمسمائة في أولها وتوفي سنة تسع وستين وخمسمائة لما هلك الفائز ابن عمه واستولى الملك الصالح طلائع على الديار المصرية بايع العاضد وأقامه صورة وكان كالمحجور عليه لا يتصرف في أمر وكان رافضيا سبابا خبيثا إذا رأى سنيا استحل دمه وقتل ابن رزيك ووزر له شاور ودخل أسد الدين شيركوه إلى القاهرة وقتل شاور ووزر له شيركوه على ما هو مذكور فيما تقدم في ترجمتهما ومات شيركوه فوزر له صلاح الدين يوسف على ما سيأتي في ترجمة صلاح الدين وتمكن صلاح الدين من المملكة ولم يزل يستدعي منه الخيل والرقيق وغيره إلى أن أخذ منه فرسا كان راكبه فسيره إليه وشق خفيه ولزم بيته وبقي معه صورة إلى أن خلعة وخطب لأمير المؤمنين المستضيء بأمر الله العباسي وأزال تلك الدولة وكانوا أربعة عشر خليفة منهم ثلاثة بإفريقية وهم المهدي والقائم والمنصور وأحد عشر بمصر وهم المعز والعزيز والحاكم والظاهر والمستنصر)
والمستعلي والآمر والحافظ والظافر والفائز

365
والعاضد يدعون الشرف ونسبتهم إلى مجوسي أو يهودي واشتهروا بين العوام فيقولون الدولة الفاطمية والعلوية وقد أوضحت ذلك في ترجمة عبيد الله المهدي وتسلم الملك الناصر صلاح الدين قصر الخلافة واستولى على ما كان فيه من الذخائر وكانت عظيمة الوصف وقبض على أولاد العاضد وأهله وحبسهم في مكان واحد بالقصر وأجرى عليهم ما يموتهم وعفى آثارهم واستمر البيع في موجودهم مدة عشر سنين ولم يوجد في خزائنهم من المال كثير لأن شاور ضيعه وصانع به الفرنج ومن عجائب ما وجد فيها قضيب زمرد طوله شبر وشئ في غلظ الإبهام فأخذه صلاح الدين وأحضر صائغا ليقطعه فاستعفى الصائغ من ذلك فرماه السلطان فانكسر ثلاث قطع وفرقه على نسائه ووجد طبل القولنج الذي صنع للظافر وكان من ضربه خرج منه الريح واستراح من القولنج فوقع إلى بعض أمراء الأكراد فلم يدر ما هو فكسره لأنه ضربه فضرط ووجد إبريق عظيم من الحجر المانع فكان من جملة ما أرسل إلى بغداد من التحف ثم إن موفق الدين خالد بن القيسراني وصل إلى مصر من جهة نور الدين الشهيد وطالبه بجميع ما حصله فشق ذلك على صلاح الدين وهم بشق العصا ثم إنه أمر بعمل الحساب وعرضه على موفق الدين وأراه جرائد الأجناد وأرسل معه هدية إلى نور الدين على يد الفقيه عيسى وهي خمس ختمات إحداهن مكتوبة بالذهب بخط يأنس في ثلاثين جزء وختمة بخط مهلهل وختمة بخط الحاكم البغدادي وختمة بخط راشد في عشرة أجزاء وختمة بخط ابن البواب وثلاثة أحجار بلخش وزنها أربعة وأبعون مثقالا وست قصبات مرد مزنها ثلاثة عشر مثقالا وثلث وربع وياقوتة وزنها سبعة مثاقيل وحجر أزرق وزنه ستة مثاقيل وسدس ومائة عقد جوهر وزنها مائة وخمسة وسبعون مثقالا وخمسون قارورة دهن بلسان وعشرون قطعة بلور وأربع عشرة قطعة جزع وإبريق يشم وطشت يشم وسقرق مينا مذهب وصحون وزبادي صيني أربعون قطعة وكرتين عود وزنهما خمسون رطلا بالمصري ومائة ثوب أطلس وأربع وعشرون بقيارا مذهبة وأربعة وعشرون ثوبا حريرا وأربعة وعشرون من الوشي وحلة فلفلي مذهبة وحلة مريش صفراء مذهبة وغير ذلك أنواع قماش قيمتها مائتان وعشرون ألف دينار مصرية وعدة من الخيل والغلمان والجواري وشيئا كثيرا من السلاح ويقال إن دار الكتب كان بها ألف ومائتان وعشرون نسخة بتاريخ الطبري وكانت تحتوي على ألفي ألف وستمائة ألف)
كتاب وكان فيها من الخطوط المنسوبة أشياء كثيرة حصل القاضي الفاضل نخبها أنه اعتبرها وكلما أعجبه شيء قطع جلده ورماه في البركة فلما فرغ الناس من شراء الكتب اشترى هو تلك على أنها مخرومة ذكر ذلك ابن أبي طي وقال أخبرني بذلك جماعة من المصريين منهم الأمير شمس الخلافة موسى بن محمد وساروا بهذه الهدية فلم تصل إلى نور الدين لأنهم اتصلت بهم وفاة نور الدين في الطريق

366
وقيل إنها أعيدت جميعها إلى صلاح الدين لأنه وضع على موفق الدين والفقيه عيسى من نهبهما في الطريق وكان موت العاضد بذرب مفرط وقيل مات غما لما بلغه قطع خطبتهم من مصر وقيل سم نفسه ومات يوم عاشوراء بعد قطع الخطبة بيوميات قلائل يقال إن صلاح الدين لما بلغته وفاته قال لو علمت قرب أجله ما روعته بقطع الخطبة حكى ابن المارستاني في سيرة الوزير عون الدين ابن هبيرة أنه رأى إنسان من أهل بغداد في سنة خمس وخمسين وخمسمائة كأن قمرين أحدهما أنور من الآخر والأنور منهما مسامت القبلة وله لحية سوداء فيها طول ويهب أدنى نسيم فيحركها وظلها في الأرض وكأن الرجل يتعجب من ذلك وكأنه يسمع أصوات جماعة يقرؤن بألحان وأصوات لم يسمع قط مثلها وكأنه يسأل بعض من حضر فقال ما هذا فقال قد استبدل الناس بإمامهم قال وكأن الرجل استقبل القبلة وهو يدعو الله أن يجعله إماما برا نقيا
واستيقظ الرجل وبلغ هذا المنام الوزير ابن هبيرة إذ ذاك ببغداد فعبر المنام بأن الإمام الذي بمصر يستبدل به وتكون لدعوة لبني العباس لمكان اللحية السوداء وقوي هذا عنده حتى كاتب نور الدين الشهيد حين دخل أسد الدين شيركوه إلى مصر في أول مرة بأنه يظفر بمصر وتكون الخطبة لبني العباس بها على يده وفي قطع خطبة خلفاء مصر يقول العرقلة من الخفيف
* أصبح الملك بعد آل علي
* مشرقا بالملوك من آل شاذي
*
* وغدا الشرق يحسد الغرب للقو
* م ومصر تعلو على بغداذ
*
* ما حووها إلا بحزم وعزم
* وصليل الفولاذ في الفولاذ
*
* لا كفرعون والعزيز ومن كا
* ن بها كالخصيب والأستاذ
* ويقال إن الشريف الجليس وهو رجل شريف كان يجلس مع العاضد ويحادثه عمل دعوة لشمس الدولة توران شاه أخي السطان صلاح الدين بعد انقراض دولة الفاطميين غرم عليها)
مالا كثيرا وأحضرها جماعة من أكابر أمراء الدولة الصلاحية فلما جلسوا على الطعام قال شمس الدولة للشريف حدثنا بأعجب ما رأيت قال نعم طلبني العاضد يوما والجماعة من الندماء فلما دخلنا عنده وجدنا عنده مملوكين من الترك عليهم أقبية مثل أقبيتكم وقلانس كقلانسكم وفي أوساطهم مناطق كمناطقكم فقلنا يا أمير المؤمنين ما هذ الذي ما رأيناه قط فقال هذه هيئة الذين يملكون ديارنا ويأخذون أمولنا وذخائرنا وكتب صلاح الدين إلى وزير بغداد على يد شمس الدين محمد بن المحسن بن الحسين بن أبي المضاء البعلبكي الذي خطب أول شيء بمصر للعباسيين من إنشاء القاضي الفاضل كتابا منه وقد توالت الفتوح غربا ويمنا وشاما وصارت البلاد والشهر بل الدهر حرما حراما

367
وأضحى الدين واحدا بعدما كان أديانا والخلافة إذا ذكر بها أهل الخلاف لم يخروا عليها صما وعميانا والبدعة خاشعة والجمعة جامعة والمذلة في شيع الضلال شايعة ذلك بأنهم آتخذوا عباد الله من دونه أولياء وسموا أعداء الله أصفياء وتقطعوا أمرهم شيعا وفرقوا أمر الأمة وكان مجتمعا وكذبوا بالنار فجعلت لهم نار الحتوف ونثرت أقلام الظبي حروف رؤوسهم نثر الأقلام للحروف ومزقوا كل ممزق وأخذ منهم بكل مخنق وقطع دابرهم ووعظ آثبهم غابرهم ورغمت أنوفهم ومنابرهم صدقا وعدلا وليس السيف عمن سواهم من الفرنج بصائم ولا الليل عن السير إليهم بنائم ولا خفاء عن المجلس الصاحبي أن من شد عقد خلافة وحل عقد خلاف وقام بدولة وقعد بأخرى قد عجز عنها الأخلاف والأسلاف فإنه مفتقر إلى أن يشكر ما نصح ويقلد ما فتح ويبلغ ما اقترح ويقدم حقه ولا يطرح ويقرب مكانه وإن نزح وتأتيه التشريفات الشريفة ويقال إن المعز لما أتى إلى القاهرة قال لديوان الإنشاء أكتبوا لنا ألقابا تصلح لنا أن نتلقب بها فكتبوا لهم ألقابا آخر ما كان فيه لقب العاضد فقدر الله تعالى أن آخر من ملك منهم كان لقبه العاضد وهذا فأل عجيب وقد تقدم في ترجمة الخبوشاني فصل يتعلق بالعاضد وكان الفقيه عمارة اليمني قد رثى أهل القصر بهذه القصيدة اللامية وهي من البسيط
* رميت يا دهر كف المجد بالشلل
* وجيده بعد حسن الحلي بالعطل
*
* سعيت في منهج الرأي العثور فإن
* قدرت من عثرات الدهر فاستقل
*
* جدعت ما رنك الأقنى فأنفك لا
* ينفك ما بين أمر الشين والخجل)
* (هدمت قاعدة المعروف عن عجل
* سقيت مهلا أما تمشي على مهل
*
* لهفي ولهف بني الأيام قاطبة
* على فجيعتها في أكرم الدول
*
* قدمت مصرا فأولتني خلائفها
* من المكارم ما أربى على الأمل
*
* قوم عرفت بهم كسب الألوف ومن
* تمامها أنها جاءت ولم أسل
*
* وكنت من وزراء الدست حين سما
* رأس الحصان يهاديه على الكفل
*
* ونلت من عظماء الجيش تكرمة
* وحلة حرست من عارض الحلل
*
* يا عاذلي في هوى أبناء فاطمة
* لك الملامة إن قصرت في عذلي
*
* بالله زر ساحة القصرين وابك معي
* عليهما لا على صفين والجمل
*

368
* ماذا ترى كانت الأفرنج فاعلة
* في نسل آل أمير المؤمنين علي
*
* هل كان في الأمر شيء غير قسمة ما
* ملكتم بين حكم السبي والنفل
*
* وقد حصلتم عليها واسم جدهم
* محمد وأبيكم غير منتقل
*
* مررت بالقصر والأركان خالية
* من الوفود وكان قبلة القبل
*
* فملت عنها بوجهي خرف منتقد
* من الأعادي ووجه الود لم يمل
*
* أسبلت من أسف دمعي غداة خلت
* رحابكم وغدت مهجورة السبل
*
* أبكي على ما تراءت من مكارمكم
* حال الزمان عليكم وهي لم تحل
*
* دار الضيافة كانت أنس وافدكم
* واليوم أحوحش من رسم ومن طلل
*
* وفطرة الصوم إن أصغت مكارمكم
* تشكو من الدهر حيفا غير محتمل
*
* وكسوة الناس في الفصلين قد درست
* ورث منها جديد عنهم وبلي
*
* وموسم كان في يوم الخليج لكم
* يأتي تجملكم فيه على الجمل
*
* وأول العلم والعيدين كم لكم
* فيهن من وبل وجود ليس بالوشل
*
* والأرض تهتز في عيد الغدير كما
* يهتز ما بين قصريكم من الأسل
*
* والخيل تعرض في وشي وفي شية
* مثل العرائس في حلي وفي حلل
*
* وما حملتم قرى الأضياف من سعة إلى ال
* أطباق إلا على الأكتاف والعجل
*
* وما خصصتم ببر أهل ملتكم
* حتى عممتم به الأقصى من الملل
*
* كانت رواتبكم للذمتين ولل
* ضيف المقيم وللطاري من الرسل)
* (ثم الطراز بتنيس الذي عظمت
* منه الصلات لأهل الأرض والدول
*
* وللجوامع من أحباسكم نعم
* لمن تصدر في علم وفي عمل
*
* وربما عادت الدنيا بمعقلكم
* منكم وأضحت بكم محلولة العقل
*
* والله لا فاز يوم الحشر مبغضكم
* ولا نجا من عذاب الله غير ولي
*
* ولا سقي الماء من حر ومن ظمأ
* من كف خير البرايا خاتم الرسل
*
* أئمتي وهداتي والذخيرة لي
* إذا ارتهنت بما قدمت من عملي
*
* تالله لم أوفهم في المدح حقهم
* لأن فضلهم كالوابل الهطل
*
* ولو تضاعفت الأقوال واستبقت
* ما كنت فيهم بحمد الله بالخجل
*

369
* باب النجاة فهم دنيا وآخرة
* وحبهم فهو أصل الدين والعمل
*
* نور الهدى ومصابيح الدجى ومح
* ل الغيث إن ونت الأنواء في المحل
*
* أئمة خلقوا نورا ونورهم
* عن نور خالص نور الله لم يفل
*
* والله لا زلت عن حبي لهم أبدا
* ما أخر الله لي في مدة الأجل
* قلت أنا شديد التعجب من الفقيه عمارة وهو كان من أهل السنة معروفا بذلك في أيامهم لم يتشيع وكيف رثاهم بهذه المرثية خصوصا هذه الأبيات الأخيرة وكأنها ألحقت في هذه القصيدة أو عملت على لسانه حتى أغري السلطان صلاح الدين بشنقه على ما يأتي في ترجمته لكن القصيدة من نفسه والله أعلم
ابن عبد البر عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر أبو محمد ابن الحافظ أبي عمر ابن عبد البر وسيأتي ذكر والده أبي عمر في مكانه كان أبو محمد من أهل الأدب البارع والبلاغة الرائعة والتقدم في العلم والذكاء توفي قبل أبيه رحمه الله تعالى بعد الخمسين والأربع مائة ودون الناس رسائله وشعره ومنه قوله من الكامل المرفل
* لا تكثرن تأملا
* واحبس عليك عنان طرفك
*
* فلربما أرسلته
* فرماك في ميدان حتفك
*
3 (عبد الله بن يونس))
الشيخ الأرمني عبد الله بن يونس الأرمني الشيخ الزاهد القدوة نزيل سفح قاسيون وهو من أرمينية الروم
كان صاحب أحوال ومجاهدات سمحا لطيفا متعففا ساح مدة وأكل المباحات وكان قد حفظ القرآن والقدوري فوقع برجل من الأولياء فدله على

370
الطريق وطول أبو المظفر ابن الجوزي ترجمته وزاويته مطلة على مقبرة الشيخ الموفق توفي سنة إحدى وثلاثين وستمائة
البطال عبد الله أبو محمد البطال المذكور في سيرة دلهمه والبطال يقال له أبو يحيى أيضا كان أحد الشجعان الموصوفين بالاقدام كان أحد أمراء بني أمية وكان على طلايع مسلمة بن عبد الملك وكان ينزل بأنطاكية شهد عدة حروب وأوطأ الروم خوفا وذلا وسارت بذكره الركبان إلا أنه لم يكن كما كذبوا عليه في السيرة المذكورة من الخرافات
والأمور المستحيلة
وتوفي سنة ثلاث عشرة ومائة وقيل سنة اثنتين وعشرين ومائة
أخو مهدي البعلبكي عبد الله البعلبكي المعروف بأخي مهدي وهو والد الفقيه نجم الدين هاشم ولد سنة أربع وستمائة وتوفي سنة ثمان وثمانين وستمائة وكان لونا غريبا ووحشا عجيبا قطع إصبع يده وزعم أنه أمرها فعصته فقطعها وكان لجماعة من أهل الضياع فيه عقيدة وقضى أكثر عمره محبوسا في برج وكان يتكلم تارة بالعجمى وتارة بالفرنجي ويظهر منه أنواع من الاختلال والذي ظهر من أمره أنه كان يميل إلى مذهب الإسماعيلية لأنه سافر في شبابه إلى حصونهم
قال الشيخ شمس الدين وكان ضالا بلا شك لأنه كان يتكلم بالكفر
الفاتولة الحلبي عبد الله الفاتولة الحلبي الدمشقي شيخ مسن حرفوش مكشوف الرأس عليه دلق رقيق وسخ من رقاع وله مجمرة يجلس عند قناة عقبة الكتان ولا يقرب الصلاة ثابت العقل ولا يسأل أحدا شيئا ويذكر الناس له كرامات وكان الصبيان يعبثون به فيزط عليهم وكانت له جنازة حفلة وتوفي سنة سبعمائة
النحوي الكوفي)
أبو عبد الله الطوال أحد الأئمة في نحو الكوفيين له مذهب وذكر قديم وهو في وقتنا خامل الذكر لخمول نحو الكوفيين توفي
الصقلي أبو عبد الله العروضي الصقلي أحد العلماء الرواة الحفاظ الثقات العالمين بجميع التواريخ والأخبار وملح الآداب والأشعار كان يسامر الملوك والأمراء وينادم السادات والوزراء عالم بالغناء أربى فيه على المتقدمين وعلمه بالعروض والقوافي والأوزان كعلم الخليل وله شعر منه من المنسرح

371
* وسنان طرف يبيت في دعة
* وليس طرفي عنه بوسنان
*
* كان أجفان عينه حلفت
* الا تذوق الرقاد أجفاني
* ومنه من الكامل
* لما نظرنا إلي من حدق المها
* وبسمن عن متفتح النوار
*
* وحللن أطراف الخمار مجانة
* عن جنح ليل فاحم ونهار
*
* وشددن بين قضيب بان ناعم
* وكثيب رمل عقدة الزنار
*
* عفرت وجهي في الثرى لك ساجدا
* وعزمت فيك على دخول النار
* المغربي عبد الله البلوي من أهل باجة القمح قال ابن رشيق في الأنموذج شاعر قديم معروف بحب الغريب من اللغة ويورد كثيرا في أشعاره من ذلك ولا يبالي بلفظه كيف وقع وربما سهل طريقه فجاء فوق المراد من ذلك قوله في فرس من الرجز
* يدير في ملمومة كالفهر
* أذنا كأطراف اليراع المبري
*
* مدلق الخد رحيب السحر
* عذاره من خده في السطر
* وقوله من الرجز
* قد أغتدي قبل نعيب الأسحم
* بسابح قان كلون العندم
*
* ليس بفرساح ولا بأقتم
* ولا بمضطر ولا بأهضم
*
* منهرت الشدق ممر المعصم
* تصل في فيه فؤوس الألجم
*
* يصهل في مثل الطوى المحكم
* يعدو بساقي نقنق مصلم)
* (قد ركبا في سنبك عثمثم
* مجتمع كالحجر الململم
* باطنه فيه مغار الشيهم وقوله من الطويل
* وحول بيوت الحي جرد وترى لها
* إذا ما علا صوت الصريخ تحمحما
*
* وفي الحي فتيان تخال وجوههم
* إذا سفروا في ظلمة الليل أنجما
* منها من الطويل
* إذا ما تتوجنا فلا ناس غيرنا
* ونمنع من شئناه أن يتعمما
*
* وكنا ذوي التيجان قبل محمد
* ومن بعده نلنا الفخار المعظما
*

372
المنوفي المالكي عبد الله بن المنوفي المالكي العالم الصالح أخبرني من لفظه العلامة قاضي القضاة تقي الدين السبكي الشافعي قال اجتمع به الأمير سيف الدين بكتمر الساقي زائرا وحمل إليه سبعين ألف درهم فامتنع من قبولها وقال له مالي بها حاجة فقال له ففرقها على من تختار فقال نعم حتى أنظر في ذلك إلى غد فلما أصبح ردها وقال ما أعرف أحدا فأخذوها منه وقال أيضا أنه جاء في بعض الأيام إلى شواء عنده رأس غنم قد شواه فقال له بكم هذا فقال بخمسة وعشرين درهما فقال هات الميزان ووزن له الثمن وطلب حمالا فحمل له ذلك الرأس وتوجه به إلى كيمان البرقية ودعا الكلاب وجعلهم من ذلك الرأس إلى أن فرغ فغسل يده ودفع إلى الحمال أجرته فراح الحمال إلى الشواء وقال له هذا الذي أشترى منك هذا الرأس مجنون لأنه توجه به وأطعمه الكلاب فقال له الشواء ولا الله إلا هذا رجل صالح لأنه لم يكن عندي غيره ولما أصبحت اليوم وجدته ميتا وأنا لا أملك غيره فشويته على أني أبيعه فجاء وفعل ما رأيت فأطعمه الكلاب حتى لا يأكل الناس منه وكان رضي الله عنه من العلماء المجيدين في مذهب الإمام مالك يقري الناس وتوفي في سابع شهر رمضان سنة تسع وأربعين وسبعمائة
القاق عبد الله القاق هو أبو سالم ابن الدويدة وكان له أخوان علي ومحمد وأبو سالم هذا هو القائل في أبي صالح حيث أعطى ابن حيوس وحرم الشعراء أبياته السائرة وهي من الطويل)
* على بابك الميمون منا عصابة
* مفاليس فانظر في أمور المفاليس
*
* وقد قنعت منا العصابة كلها
* بعشر الذي أعطيته لابن حيوس
*
* وما بيننا هذا التفاوت كله
* ولكن سعيد لا يقاس بمنحوس
*
((الجزء الثامن عشر))

373
/ 1