مستدركات أعيان الشيعة (جزء 6) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مستدركات أعيان الشيعة (جزء 6) - نسخه متنی

حسن امین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: أعيان الشيعة
المؤلف: السيد محسن الأمين
الجزء: 6
الوفاة: 1371
المجموعة: مصادر التاريخ
تحقيق: تحقيق وتخريج : حسن الأمين
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: دار التعارف للمطبوعات - بيروت - لبنان
ردمك:
ملاحظات:
بسم الله الرحمن الرحيم

3
الامام السيد محسن الأمين
أعيان الشيعة
المجلد السادس
حققه وأخرجه
حسن الأمين

4
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين. ورضي الله عن التابعين لهم باحسان وتابعي التابعين
وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق الشام عامله الله
بفضله ولطفه: هذا هو الجزء السادس والعشرون من كتابنا أعيان الشيعة
وفق الله لاكماله بالنبي وآله عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام أوله
حسين بن حيدر ومنه تعالى نستمد المعونة والهداية والتوفيق والتسديد وهو
حسبنا ونعم الوكيل.
1: السيد عز الدين أبو عبد الله حسين بن السيد حيدر بن علي بن قمر الحسيني
العاملي الكركي ثم الأصفهاني
كان حيا سنة 1038 على بعض الاحتمالات من اتحاده مع السابق.
الأقوال فيه
ذكره الأمير محمد حسين بن محمد صالح الخاتون آبادي في اجازته
الكبيرة المسماة بمناقب الفضلاء فقال: كان فاضلا محققا مدققا اه. وقال
المجلسي في إجازات البحار في حقه: السيد الحسيب النسيب الفاضل
الكامل السيد حسين بن السيد حيدر الحسيني الكركي المفتي بأصفهان ومر
قول صاحب الرياض فيه بناء على الاتحاد ولا ذكر له في أمل الآمل كما لا
ذكر للمتقدم.
اشتباهات في المقام من أساطين العلماء
الأول ذكر بعضهم انه يعرف بالمجتهد وبالمفتي والمفتي بأصبهان
وقيل إن تلقيبه بذلك اشتباه بالسيد حسين بن ضياء الدين حسن بن حسن
الموسوي الكركي ثم الأصفهاني المتقدمة ترجمته سبط المحقق الثاني الذي
كانت هذه الألقاب له لا للمترجم ولكن المجلسي في أول أربعينه صرح بان
المترجم يلقب بالمفتي بأصبهان كما يأتي وكذلك صرح في إجازات البحار
بتلقيبه بالمفتي والمفتي بأصبهان.
الثاني ذكر صاحب الرياض ترجمتين إحداهما المتقدمة بعنوان
السيد حسين بن السيد حيدر الحسيني الكركي العاملي والثانية
بالعنوان الآنف الذكر وقال إن الثاني هو الذي وجده بخط المترجم على كتاب
تهذيب الحديث وان كان في بعض المواضع منه قال السيد حسين ابن
المرحوم السيد حيدر العاملي الكركي وقد عرفت في الترجمة السابقة ما يمكن
أن يستأنس به لاتحادهما ولتغايرهما فراجع.
الثالث عن إجازة الخاتون آبادي المقدم ذكرها ان المترجم هو سبط
المحقق الكركي وان أمه بنت المحقق المذكور وقيل إن هذا اشتباه بالسيد
حسين بن ضياء الدين حسن ابن محمد الموسوي المتقدم الذي هو ابن بنت
المحقق الكركي بلا ريب كما حصل الاشتباه بالألقاب كما عرفت وحصول
الاشتباه مع اتحاد الاسم والبلد واللقب يقع كثيرا وعلل ذلك صاحب
الروضات أيضا بعدم مساعدة الطبقة لرواية المترجم عن جماعة في أوائل
المائة الحادية عشرة كما يأتي عند تعداد مشايخه والمحقق الكركي توفي في
أواسط المائة العاشرة سنة 940 وفيه ان وفاة الكركي في أواسط المائة
العاشرة لا تنافي بقاء سبطه إلى أوائل المائة الحادية عشرة وروايته عن جماعة
بذلك التاريخ لأن المسافة بين التاريخين نحو ستين أو سبعين سنة على أن
المترجم يروي عن سبط الكركي حسين بن حسن المقدم ذكره كما يأتي عند
تعداد مشايخ المترجم وحينئذ فطبقته لا تنافي ان يكون سبط الكركي فان
كان هو أيضا سبط الكركي كانا أخوين وكيف يكونان أخوين والمترجم
حسين بن حيدر وسبط الكركي حسين بن حسن.
الرابع ذكر السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي في فوائده في
الفائدة الخامسة والأربعين المعقودة لبيان حال الفقه الرضوي وهي خاتمة
الفوائد نقلا عن المجلسي انه قال اخبرني بالفقه الرضوي السيد الفاضل
المحدث القاضي أمير حسين طاب ثراه الخ ثم قال: وعن المولى المقدس
التقى والد شيخنا الخال صاحب البحار انه قال من فضل الله علينا انه كان
السيد الفاضل الثقة المحدث القاضي أمير حسين مجاورا عند بيت الله الحرام
ثم ذكر مجيئه بكتاب الفقه الرضوي إلى أصبهان ثم قال: والقاضي أمير
حسين الذي حكى عنه الفاضلان المجلسيان ذلك هو السيد أمير حسين بن
حيدر العاملي الكركي ابن بنت المحقق الشيخ علي بن عبد العالي الكركي
وكان قاضي أصفهان والمفتي بها في الدولة الصفوية أيام السلطان العادل
الشاه طهماسب الصفوي وهو أحد الفقهاء المحققين والفضلاء المدققين
مصنف مجيد طويل الباع كثير الاطلاع وجدت له رسالة مبسوطة في
نفي وجوب الجمعة عينا في زمن الغيبة وكتاب النفحات القدسية في أجوبة
المسائل الطبرسية وكتاب دفع المناواة عن التفضيل والمساواة وهو كتاب جليل
ينبئ عن فضل مؤلفه النبيل وله كتاب الإجازات فيه إجازة جم غفير من
العلماء المشاهير له منهم خاله المحقق المدقق الشيخ عبد العالي بن المحقق
الشيخ علي الكركي وابن خالته السيد العماد محمد باقر الداماد والشيخ
الفقيه الأوحد الشيخ بهاء الدين محمد العاملي وقد وصفه جميعهم بالعلم

5
والفضل والفقه والنبل وفي إجازة شيخنا البهائي له بخطه: أجزت لسيدنا
الأجل الأفضل صاحب المفاخر والنسب الطاهر والتحقيق الفائق والتدقيق
الرائق جامع محامد الخصال ومحاسن الخلال المتجلي عن ربقة التقليد المتحلي
بحلية الاستدلال شرفا للسيادة والنقابة والإفادة والإفاضة أدام الله أفضاله
وكثر الله في علماء الفرقة التاجية أمثاله وذكر غيره في اجازته نحو ذلك قال
ونحن نروي عن هذا السيد الأمجد والسند الأوحد ما صحت له روايته
واتضحت لديه درايته بطرقنا المتكثرة من شيخنا العلامة المجلسي عن والده
وقد دخل في ذلك هذا الكتاب وهو كتاب الفقه الرضوي إلى آخر ما ذكره.
وفي ذلك اشتباه غريب من قلمه الشريف مع تبحره وفضل تتبعه
وتحقيقه ولكن العصمة لله وحده ولمن عصمه أولا انه جعل المترجم هو
سبط المحقق الكركي وقد عرفت آنفا انه غيره فسبط الكركي حسين ابن
حسن والمترجم حسين بن حيدر ثانيا المؤلفات التي ذكرها هي لسبط
الكركي لا للمترجم ثالثا أنه جعل القاضي حسين الأصفهاني الذي جاء
بكتاب الفقه الرضوي إلى أصفهان ورواه عنه المجلسيان هو المترجم وهو
غيره قطعا فالأول أصفهاني كان مجاورا بمكة المكرمة وجاء منها بالفقه
الرضوي ولم يذكر أحد انه عاملي كركي والثاني عاملي كركي الأصل سكن
أصفهان ولم يذكر أحد أنه جاور بمكة ولا أنه جاء بالفقه الرضوي رابعا
أنه ذكر ان الذي جاء بالفقه الرضوي ورواه عنه المجلسيان كان في دولة
الشاه طهماسب الصفوي وطهماسب كان جلوسه على سرير الملك سنة
930 والمجلسيان اللذان رويا عنه الكتاب وأخذاه منه كانا في دولة الشاه
حسين وأبيه سليمان والشاه حسين قتل سنة 1139 فبينه وبين طهماسب نحو
مائتي سنة هكذا في الروضات فهنا ثلاثة اشخاص قد جعلهم بحر العلوم
شخصا واحدا وهم القاضي الأصفهاني الذي جاء بكتاب الفقه الرضوي.
والحسين بن ضياء الدين حسن العاملي الكركي سبط المحقق الثاني.
والحسين بن حيدر صاحب الترجمة وقد أصاب صاحب الروضات في قوله
ان بين طهماسب وحسين نحو مائتي سنة لكنه لم يصب فيما زاده على ذلك
بقوله: مع أن راوي الفقه الرضوي غير معلوم السيادة لان المجلسيين لم
يزيدا في وصفه على القاضي أمير حسين والقاضي المطلق اه‍ فان
المجلسي وصفه بالسيد كما مر في ترجمته وكما مر هنا في كلام بحر العلوم.
الخامس قد علم مما مر من كلام بحر العلوم ان سبط المحقق
الكركي له كتاب الإجازات التي اجازه بها مشايخه وقد فاتنا ذكره في ترجمته
السابقة ولكن صاحب الروضات نسبه إلى المترجم والصواب انه لسبط
الكركي لقول بحر العلوم السابق ان فيه إجازات مشايخه له وهم خاله ابن
المحقق الكركي وابن خالته الداماد والشيخ البهائي وهذا نص في أنه سبط
المحقق الكركي.
ليس هو والد ميرزا حبيب الله
في الرياض لا تتوهمن اتحاده مع السيد حسين المجتهد بأصبهان والد
ميرزا حبيب الله الصدر كما لا يخفى وان كانا متعاصرين.
مشايخه
وكلهم مشايخ إجازة على الظاهر عدى الشيخ محمد سبط الشهيد
الثاني والشيخ البهائي فهما شيخاه في التدريس والإجازة وفي روضات
الجنات رأيت له صورة إجازة بخطه ذكر فيها اثني عشر طريقا له إلى روايات
الأصحاب اه‍ 1 الشيخ البهائي وتاريخ اجازته له 1010 2 الشيخ
عبد العالي بن المحقق الثاني يروي عنه عن أبيه بواسطة ودون واسطة كما
شافهه 3 السيد حسين ابن السيد حسن الحسيني الموسوي ابن بنت
المحقق الكركي قال أروي جميع ما سلف قراءة وإجازة عنه عن عدة من
أصحابنا منهم والده 4 الشيخ إبراهيم بن الشيخ علي بن عبد العالي
الميسي 5 الشيخ محمد ابن صاحب المعالم كما في رياض العلماء قال وقد
قرأ اي المترجم علي الشيخ محمد سبط الشهيد الثاني ورأيت نسخة من
تهذيب الحديث قد قرأها عليه وأجازه فيها بمدحه وذلك بمكة المكرمة سنة
1029 6 السيد أبو الولي ابن الشاه محمد الحسني الشيرازي عن أبيه
الشاه محمود عن الشيخ إبراهيم القطيفي 7 الشيخ أبو محمد الشهير
ببايزيد البسطامي الثاني كتب له إجازة بتاريخ أواسط المحرم سنة 1004 8
الشيخ نور الدين محمد بن حبيب الله كما حكاه صاحب الرياض عن
أربعين المجلسي كما مر في الترجمة الأولى وهذا بناء على الاتحاد. وذكر
روايته عنه أيضا المجلسي في إجازات البحار 9 السيد شجاع الدين
محمود بن علي الحسيني المازندراني وهو والد سلطان العلماء السيد حسين
وزير الشاه عباس ذكر روايته عنه المجلسي في إجازات البحار 10 الشيخ
محمد بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون العاملي 11 الشيخ محمد الأردكاني
عن السيد علي الصائغ العاملي عن الشهيد الثاني 12 الشيخ نجيب الدين
علي بن محمد بن مكي العاملي الجبيلي ثم الجبعي تلميذ صاحبي المعالم
والمدارك وتلميذ البهائي ذكرت روايته عنه في إجازات البحار وفي الذريعة
انه كتب له إجازة بخطه 13 المولى تاج الدين حسين بن شمس الدين
الصاعدي يروي عنه إجازة بتاريخ 997 وذكر روايته عنه المجلسي في
البحار 14 السيد حيدر ابن علاء الدين بن علي بن حسن الحسني الحسيني
اليزدي البيروي التبريزي يروي عنه إجازة بتاريخ 7 رجب سنة 1003
15 المولى محمد بن محمود القاشاني عن المقدس الأردبيلي 16 المولى أبو
الحسن ابن المولى احمد الشريف القايني يروي المترجم عنه عن والده عن
الشيخ عبد العالي ابن المحقق الكركي 17 المحقق محمد باقر الداماد
يروي عنه إجازة بتاريخ 1038 قال في اجازته له بعد ذكر اسمه ولقبه
وكنيته وأجداده ونسبته كما ذكرناه قد اختلف إلى محفلي المعقود للمدارسة
ومجلسي المعهود للمفاوضة ليالي وأياما وشهورا وأعواما فقرأ وأمعن وسمع
وأتقن واستفاد واقتبس واصطاد واقتنص فاستخرت الله وأجزت له ان يروي
عني مصنفاتي العقلية والسمعية ومصنفات جدي المحقق الامام يعني جده
لأمه المحقق الكركي ومعلقات خالي المدقق المقدام يعني الشيخ عبد العالي
ابن المحقق الثاني. 18 السيد تاج الدين حسن الأصفهاني الفلاورجاني
كما يأتي ويروي عن غير أولئك من مشايخه الكثيرين كما عن إجازات البحار
في حدود ألف ونيف.
تلاميذه
1 السيد محمد باقر الداماد. في رياض العلماء هو من مشايخ
السيد الداماد ورأيت نسخة رسالة الجمعة للشهيد الثاني وقد كتب له عليها
إجازة بخطه كما مر في الترجمة السابقة وهذا بناء على اتحادهما ومر ان الداماد
من مشايخه عكس ما هنا وانه قرأ على الداماد وقلنا ان ذلك يمكن ان يستدل
به على التعدد مع احتمال ان يروي التلميذ عن الأستاذ وبالعكس
2 صاحب الذخيرة محمد باقر بن محمد مؤمن السبزوادي يروي عنه
بإجازة قيل إنها موجودة في مجلد إجازات البحار ولكن في الذريعة لم أجدها
في النسخة المطبوعة 3 المجلسي الأول محمد تقي فقد مر في الترجمة الأولى

6
قول المجلسي الثاني محمد باقر في صدر أربعينه: اخبرني والدي العلامة عن
السيد الحسيب النسيب الفاضل السيد حسين بن السيد حيدر الحسيني
الكركي المفتي بأصبهان طاب ثراه الخ. وهذا بناء على اتحاد بين صاحبي
الترجمتين وفي مجلد الإجازات من البحار عند ذكر حكاية في رؤية الجن:
حدثني والدي عن السيد حسين بن حيدر الكركي قال حدثنا المولى السيد
الجليل تاج الدين حسن الأصفهاني الفلاورجاني الخ قال وعن السيد حسين
عن المولى الكامل ميرزا تاج الدين حسين بن محمد الصاعدي الخ
مؤلفاته
نسب إليه الخاتون آبادي في اجازته المتقدمة تأليفات منها كتاب مفيد
نفيس فيه تحقيقات أنيقة اه‍ وربما قيل بأنه اشتباه بكتاب دفع المنافاة عن
التفضيل والمساواة في شان علي مع سائر أهل البيت ع
الذي هو لسميه المتقدم فوقع الاشتباه في نسبة الكتاب كما وقع في أنه سبط
المحقق الكركي وهذا بناء على عدم الاتحاد بين صاحبي الترجمتين مضافا إلى
ما عرفت من أن صاحب الرياض رأى نسخة منه تاريخ تأليفها سنة 959
قيل وهو لا يلائم طبقة المترجم وفي عدم الملائمة نظر ظاهر وحكي عن
صاحب الرياض انه رأى من مؤلفاته رسالة في الصلاة تاريخ كتابتها سنة
981 ونسب إليه صاحب الروضات كتاب الإجازات وقد عرفت انه لسبط
الكركي.
2: السيد حسين بن حيدر المرعشي التبريزي
عالم فاضل له كتاب جامع الكنوز ونفائس التقريرات من أهل المائة
الثانية توجد نسخة منه ضمن مجموعة فيها آداب البحث في مكتبة قوله بمصر
كذا في الذريعة.
3: الحسين بن خالد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع في بعض
النسخ. وفي التعليقة روى عنه البزنطي في الصحيح في المهر من التهذيب
اه‍. وهو محتمل للصيرفي وابن طهمان الآتيين.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية جماعة عن الحسين بن خالد وهم
سفيان بن عميرة والحسين بن علي ابن يقطين وأحمد بن محمد بن أبي نصر
وإبراهيم بن هاشم ومحمد بن حفص ومحمد بن عيسى وعلي بن معبد
وعبيد الله الدهقان.
4: الحسين بن العلاء خالد بن طهمان الخفاف أو الخصاف الزندجي الكوفي
الأزدي أبو علي الأعور مولى بني أسد أو مولى بني عامر
الخفاف بالقاء صانع الخفاف أو بائعها جمع خف بالضم نوع من
الأحذية ووصفه بالخصاف يدل على الأول.
وفي لسان الميزان الحفار بدل الخفاف وهو تصحيف والخصاف
بالصاد المهملة من يخصف النعال اي يخرزها والظاهر أن الخفاف أو
الخصاف وصف لأبيه لا له بدليل قولهم في أخيه عبد الحميد بن أبي العلاء
الأزدي الخفاف والزندجي يأتي عن رجال الشيخ انه بائع الزندج ولم
يتضح لي معناه ولعله مصحف.
قال الكشي قال محمد بن مسعود عن علي بن الحسن: الحسين بن
أبي العلاء الخفاف كان أعور وقال حمدويه الحسين هو أزدي وهو الحسين بن
خالد بن طهمان الخفاف وكنية خالد أبو العلاء اخوه عبد الله ابن أبي
العلاء اه‍.
وقال النجاشي: الحسين بن أبي العلاء الخفاف أبو علي الأعور مولى
بني أسد ذكر ذلك ابن عقدة وعثمان بن حاتم بن منتاب متاب وقال
أحمد بن الحسين هو مولى بني عامر وأخواه علي وعبد الحميد. روى الجميع
عن أبي عبد الله ع. وكان الحسين أوجههم. له كتب منها ما أخبرناه
وأجازه محمد ابن جعفر الأديب عن أحمد بن محمد الحافظ: حدثنا محمد بن
سالم بن عبد الرحمن الأزدي ومحمد بن أحمد ابن الحسين القطواني قالا حدثنا
أحمد بن أبي بشر عن الحسين بن أبي العلاء اه
أقول الكشي هو أزدي ربما يتوهم منافاته لقول النجاشي انه مولى بني
أسد ويمكن الجواب بأنه أزدي جرى على أحد أجداده الرق ثم صار مولى
عتاقة بني أسد وكذا كونه مولى بني أسد ربما ينافي ما يأتي من كونه مولى بني
عامر ولعل بني عامر من بني أسد.
وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع فقال الحسين بن أبي
العلاء الخفاف وذكره في أصحاب الصادق ع فقال الحسين بن أبي العلاء
العامري أبو علي الزندجي الخفاف الكوفي مولى بني عامر يبيع الزندج أعور
وذكره في الفهرست قال الحسين بن أبي العلاء له كتاب يعد في الأصول
أخبرنا به جماعة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه عن
محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
عن محمد بن أبي عمير وصفوان عن الحسين بن أبي العلاء اه‍ وقال ابن داود
الحسين بن أبي العلاء الخفاف أبو علي الأعور وقيل مولى لبني عامر فيه نظر
عندي لتهافت الأقوال فيه وقد حكى سيدنا جمال الدين رحمه الله في البشرى
تزكيته وأخواه علي وعبد الحميد رويا عنه اي الصادق ع وكان هو
أوجههم فلا يبعد عد روايته في الحسان اه‍ وفي النقد قال النجاشي عن
ترجمة أبيه خالد بن طهمان أبو العلاء كان من العامة اه‍ في منهج المقال:
الظاهر أن أحمد بن الحسين هذا الذي في عبارة النجاشي هو ابن
الغضائري وظامر الأصحاب قبول قوله مع عدم المعارض فقوله وكان
الحسين أوجههم مع كون عبد الحميد ثقة على ما في موضعه ربما يفيد مدحا
على أنه غير معلوم كون عبد الحميد ثقة عند ابن الغضائري حتى يفهم
الوثيق منه بكونه أوجه منه بل ربما يكون الظاهر منه خلافه اه‍ قال
المؤلف ابن الغضائري صريح الأصحاب جلالته وقبول قوله وترجيحه على
غيره انما توقفوا في قبول قوله في الجرح مع المعارض الأقوى لكثرة ما وقع
منه من الجرح فتوثيقه أحرى بالقبول من توثيق غيره فقول صاحب منهج
المقال ان قوله وكان الحسين أوجههم ربما يفيد مدحا في غير محله وابن
الغضائري وان لم يذكر أخويه بمدح ولا قدح صراحة الا ان قوله كان
الحسين أوجههم يدل على وجاهتهما وإذا انضاف إلى ذلك توثيق عبد الحميد
ولو من غير ابن الغضائري أفاد ذلك توثيق الحسين على أن اثبات الوجاهة في
نفسه لا يقصر عن التوثيق وقول ابن داود فيه نظر عندي لتهافت الأقوال فيه يرده انه
لم يوجد في كتب الرجال قدح فيه فأي تهافت في الأقوال فيه. وعن السيد الداماد
انه قال في الرواشح أما ما حكي ابن داود من تهافت الأقوال فيه فمما لا اكتراث
به ولا تعويل عليه فقد نص الأصحاب على عبد الحميد بن أبي العلاء الخفاف

7
مولى بني عامر بالثقة وفضلوا الحسين بن أبي العلاء على أخويه عبد الحميد
وعلي اه‍.
وقال المجلسي: لا يخفى عدم دلالة قوله وكان أوجههم على التوثيق
صريحا فان الظاهر أن المراد بالأوجه الأشهر والأعرف بين الناس وهو لا يدل
على التوثيق الا ان يقال المراد الأوجه بين أرباب الحديث وهو مستلزم
لأكثرية الاعتماد عليه أقول الأوجه ظاهر في مثل المقام في الأشهر
والأعراف بين أهل الحديث ولا يكون ذلك الا بالوثاقة والاعتماد عليه فهو
لا يقصر عن التوثيق ان لم يزد عليه فلا ينبغي الوسواس في ذلك وفي
التعليقة انه غير معلوم كون عبد الحميد ثقة عند ابن الغضائري حتى يفهم التوثيق
منه بكونه أوجه منه بل ربما يكون الظاهر منه خلافه اه‍ وأقول توثيق عبد
الحميد من النجاشي لا من ابن الغضائري ومن أيهما كان فهو يشير إلى وثاقة
الحسين اما كون الحسين أوجههم فالظاهر أنه من كلام ابن الغضائري ويحتمل
كونه من كلام النجاشي وفي التعليقة: رواية ابن أبي عمير عنه تشعر بوثاقته
وكذا رواية صفوان عنه وكونه كثير الرواية يشعر بالاعتماد عليه وكذا كون رواياته
مقبولة إلى غير ذلك من الامارات اه‍ وفي مستدركات الوسائل مع اننا في غنى عن
هذا الاستظهار يعني مما مر من القرائن برواية ابن أبي عمير عنه وصفوان
وعبد الله بن المغيرة وفضالة بن أيوب هؤلاء من أصحاب الاجماع والأولان
لا يرويان الا عن ثمة ومن الاجلاء أحمد بن محمد بن عيسى وعلي بن الحكم
الثقة وعلي بن النعمان وجعفر بن بشير وعلي بن أسباط والعباس بن عامر
القاسم بن محمد الجوهري ويحيى بن عمران الحلبي وموسى بن سعدان اه
أقول وروى عنه من الاجلاء الثقات يونس بن عبد الرحمن وقد ظهر من
مجموع ما مر وثاقته وان التأمل فيها نوع من الوسواس مضافا إلى قول
الشيخ ان له كتابا يعد في الأصول وللصدوق في الفقيه طريق إليه فلا يبقى
بعد ذلك مجال للتأمل في وثاقته وفي لسان الميزان الحسين بن أبي العلاء
الحفار صوابه الخفاف ذكره الطوسي في رجال الصادق من الشيعة روى
عنه علي بن الحكم وروى هو عن يحيى بن القاسم وذكر في مصنفي الشيعة
الحسين بن أبي العلاء وغاير بينهما وقال في الثاني روى عن أبي مخلد السراج
روى عنه جعفر بن بشير اه‍ وظاهره انه اخذ الأول من رجال الشيخ والثاني
من فهرسته مع أنه لا أثر لذلك في رجاله ولا في فهرسته وليس له في
الرجال غيرهما حتى يأخذ منه والحسين بن أبي العلاء خالد الخفاف لم يذكر
الشيخ رواية من ذكره عنه ولا روايته عمن ذكره نعم ذكر غير الشيخ رواية
علي بن الحكم وجعفر بن بشير ويحيى بن القاسم عنه اما روايته عن يحيى بن
القاسم وأبي مخلد السراج فلم يذكره الشيخ ولا غيره والله أعلم.
ثم إن المذكور في كلام الكشي المتقدم عن حمدويه ان له أخا اسمه
عبد الله وفي كلام النجاشي السابق عن ابن الغضائري ان له أخوين عليا
وعبد الحميد اما عبد الله فغير مذكور في كتب الرجال واما علي وعبد الحميد
فذكرا مع الحسين كما مر لكنهم قالوا عبد الحميد بن أبي العلاء بن عبد
الملك.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف الحسين انه ابن أبي العلاء برواية
أحمد بن بشير ومحمد بن أبي عمير وصفوان عنه وزاد الكاظمي في مشتركاته
رواية علي بن الحكم الثقة وعبد الله بن المغيرة عنه هكذا في نسختين عندي
ولكن في كتاب لبعض المعاصرين ان الكاظمي زاد أيضا رواية القاسم بن
محمد الجوهري وجعفر بن بشير عنه وزاد بعضهم رواية ثابت بن شريح وأبي
بصير يحيى بن القاسم عنه وعن جامع الرواة انه روى عنه فضالة بن أيوب
والعباس بن عامر وعلي بن النعمان وموسى بن القاسم وعبد الله بن القاسم
ويحيى بن عمران الحلبي ومحمد بن علي وموسى بن سعدان وعلي بن أسباط
ومحمد بن القاسم وأحمد بن محمد بن عيسى ومحمد ابن عائذ
وعبد الرحمن بن أبي هاشم وعلي بن أبي حمزة اه‍ هؤلاء ذكرهم في ترجمة
الحسين بن أبي العلاء وذكر في ترجمة الحسين بن خالد بن طهمان انه يروي
عنه عمرو بن عثمان وصالح بن سعيد السند ويونس بن عبد الرحمن
ويعقوب بن شعيب.
الحسين بن خالد الصيرفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع ويحتمل اتحاده مع
السابق وفي التعليقة عن العيون في الحسن بإبراهيم بن هاشم بن صفوان:
كنت عند أبي الحسن ع فدخل الحسين بن خالد الصيرفي فقال له جعلت
فداك أريد الخروج إلى الأعوص فقال حيثما ظفرت بالعافية فالزمه فلم
يسمع ذلك فخرج يريد الأعوص فقطع عليه الطريق واخذ كل شئ كان
معه من المال قال والظاهر أن الحسين بن خالد الذي يظهر من رواياته في
التوحيد فضله هو هذا الرجل وأمثال تلك الأوامر ليست على الوجوب بل
هي لمصلحة أنفسهم ولهذا كان الأجلة والثقفات ربما يخالفونها كما سنذكر
والأعوص بالصاد المهملة موضع قرب المدينة وفي لسان الميزان الحسين
خالد الصيرفي ذكره الطوسي وابن النجاشي في رجال الشيعة واسند عنه
محمد بن العباس اثرا باطلا عن علي بن موسى الرضا من طريق موسى بن
جعفر عن عبيد الله ابن عبد الله عنه قال كنت عند علي ابن موسى فسألته
عن شئ فأجابني بشئ لم افهمه فقال لي يا عبد الله الصالح فبكيت فقال لم
تبكي قلت فرحا بقولك لي الصالح فقال قال الله أولئك الذين أنعم الله
عليهم الآية قال فالنبيون محمد والصديقون والشهداء نحن وأنتم الصالحون
فوالله ما نزلت الا فيكم و لا عني بها غيركم اه‍ والذي ذكره هو الطوسي
وحده ولم يذكره النجاشي ومحمد بن العباس لا يدري من هو ولعله وقع
خطا في اسمه وما ينكر ابن حجر من أن اتباع أهل بيت النبوة هم
الصالحون دون أعدائهم حتى جزم ببطلان هذا الأثر. التمييز
عن جامع الرواة نقل رواية ابن عمير عن الحسين بن خالد الصيرفي
الحسين بن خالويه
مر بعنوان الحسين بن أحمد بن خالويه وان ما يوجد في نسخة الاقبال
المطبوعة من أنه الحسين بن محمد تحريف
المولى حسين خان
كتب له الوحيد البهبهاني آقا محمد باقر بن محمد أكمل إجازة
بالفارسية كما في الذريعة لا يدري من هو. الآقا حسين الخوانساري
يأتي بعنوان حسين بن جمال الدين محمد بن حسين

8
الحسين الخراساني
عن جامع الرواة انه كان خبازا روى محمد بن عيسى
عن أبي إسحاق الشعيري عنه عن أبي عبد الله ع في باب دعاء العلل والأمراض من
الكافي. الشيخ حسين الخراساني المشهدي
توفي في أواسط المائة الثانية بعد الألف في المشهد المقدس الرضوي
عن سبعين سنة. في فردوس التواريخ انه من أحفاد الشيخ حافظ المدفون في إحدى
قرى المشهد المقدس وقبره مزور كان من جملة العرفاء وتوفي في أواخر المائة
الثامنة وقال في حق المترجم العالم المبرأ من كل مين وشين مولانا الجليل
الشيخ حسين كوكب علمه في سماء الجلالة لامع وبدر فضله من أفق المهابة
طالع كان امام الجمعة والجماعة في المشهد المقدس في ذلك الوقت له حظ
وافر من كل علم ويدرس في غالب الفنون والذين كانوا من حوزة درسه
نالوا درجة الكمال كان في الفقه والأصول مفتي البلد وصاحب الأمر والنهي
ورأسا في العلوم الرياضية قرأ عليه العلوم الرياضية من فضلاء عصره ميرزا
مهدي الشهيد المذكور في محله وكان يدرس في المسجد الجامع وينسب إليه
كرامات كثيرة. المولى حسين ابن خزيمة
في الرياض من علماء الإمامية والظاهر أنه في عصر الشيخ الطوسي أو
ما قاربه له كتاب في أحوال الأئمة ع ينشر عنه ابن طاوس في
الاقبال وقال في بعض المواضيع منه ان له كتاب المواليد وأورده في عدد
أسامي علماء الأصحاب. الشيخ سديد الدين أبو علي الحسين بن خشرم الطائي
في أمل الآمل فاضل جليل يروي عنه السيد جمال الدين أحمد بن
موسى بن طاوس جميع كتب أصحابنا السالفين ومروياتهم اه‍ لكنه لم يصفه
بالطائي. وفي مستدركات الوسائل عند ذكر السيد أحمد بن طاوس وعد
مشايخه قال السادس أبو علي الحسين بن خشرم قال النقاد الخبير صاحب
المعالم الشيخ حسن يروي العلامة عن السيد أحمد بن طاوس عن الشيخ
السعيد أبي علي الحسين بن خشرم جميع كتب أصحابنا السالفين ورواياتهم
واجازاتهم ومصنفاتهم وفي إجازات البحار ص 19 فائدة في ايراد أسامي
جماعة من العلماء نقلتها من خط الشيخ محمد بن علي الجبعي نقلا من خط
الشهيد: قرأ كتاب النهاية الشيخ سديد الدين أبو علي الحسين بن خشرم
الطائي على الشيخ زين الدين علي بن حسان الرهمي وكتب عنه باسمه في
5 شعبان سنة 600 ورواها له عبد الجبار الطوسي عن السيد الصفي أبي
تراب الرازي عن الشيخ المفيد عبد الجبار عن المصنف إلى أن قال وأجاز
له أي الرهمي للمترجم رواية كتب المفيد والمرتضى والرضي وكتب ابن
البراج وسلار والكراجكي وأجاز له جميع مجموعات ومسموعات القطب
الراوندي اه‍ محل الحاجة وفي الذريعة: إجازة الشيخ زين الدين علي
بن حسان الرهمي الرهيمي للشيخ سديد الدين أبي علي الحسين بن
خشرم الطائي مختصرة تاريخها 5 شعبان سنة 600.
الشيخ حسين ابن الشيخ خضر بن الشيخ يحيى الجناجي المالكي أخو الشيخ
جعفر صاحب كشف الغطاء
وتقدم تمام نسبه في أخيه الشيخ جعفر.
ولد حدود سنة 1129 وتوفي سنة 1197 كما يشهد به تاريخ وفاته
الآتي (تنسى الرزايا دون رزء الحسين).
(والجناجي) نسبة إلى جناجية اسم قرية والمالكي نسبة إلى الموالك
وهم طوائف من سكان البوادي يرجعون بالنسب إلى مالك الأشتر رضي
الله عنه ومنهم آل علي الذين هم عشيرة المترجم وأخيه وهم طائفة كبيرة
بعضهم الآن في نواحي الشامية وبعضهم الآن في نواحي الحلة والى انتسابه
لمالك الأشتر يشير السيد صادق الفحام بقوله (يا منتمي فخرا إلى مالك)
واليه يشير أيضا الشيخ صالح التميمي الحلي بقوله من قصيدة يهنئ بها
الشيخ محمد سبط الشيخ جعفر الفقيه أخي المترجم وقد تزوج بامرأة من
بنات أحد شيوخ آل مالك ورؤسائهم.
رأى درة بيضاء من آل مالك * تضئ لغواص البحار ركوب
رأى أنه أولى بها لقرابة * تضمنها أصل لخير نجيب
كان عالما فاضلا فقيها أصوليا من العلماء المعروفين في عصره ذكره
الشيخ عبد الرحيم البادكوبي في كتابه نقد العلماء وأطنب في مدحه بالعلم
والتقوى وذكره النوري في المستدرك عند ذكر أبيه وأخيه وقال إنه من
المجتهدين المعروفين في عصره ورثاه السيد صادق الفحام بقصيدة منها
أيها الزائر قبرا حوى * من كان للعلياء انسان عين
كيف على ضيق المجال احتوى * جنباك جنبي يذبل أو حنين
وكيف واريت الهلال الذي * عم ضياه الغرب والمشرقين
وكيف غيضت الخضم الذي * كان بعيد القعر والساحلين
أصبح فيك العز مستسلما * للقدر المنزل معطي اليدين
والشرف السامي ومحض التقى * في رمسك الداثر مستوطنين
خلفت يا بدر لنا سلوة * بدرين في أفق العلي طالعين
ذا جعفر فينا وذا محسن * فان تشا فادعهما المحسنين
يا منتمي فخرا إلى مالك * ما مالكي آلاك في المعنيين
نعاك ناعيك بفيه الثرى * فابتدر الدمع من المقلتين
فقلت لما ان نعى أرخوا * تنسى الرزايا دون رزء الحسين
والمراد بجعفر اخوه الشيخ جعفر الفقيه وبمحسن اخوه الآخر وهو جد
الشيخ راضي بن الشيخ محمد الفقيه المشهور.
وللشيخ حسين المترجم أولاد وأحفاد كثيرون اشتهروا بال الشيخ
خضر منهم ولده الشيخ عيسى كان شاعرا مفلقا وحفيده الشيخ موسى ابن
الشيخ عيسى كان عالما فقيها. وقد رثاه السيد محمد زيني بقصيدة أولها:
كذا فليفض دم المحاجر من دمي * وذا مأتم انسى الورى كل مأتم
فأين الصدوق القول في كل موعد * وأين المفيد الرشد في كل مبهم
وأين البهي الوجه والليل حالك * وأين النقي البرد من كل مأثم
فتى ملء برديه سماحة حاتم * وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم
هي الشمس لا تخفى باخفاء حاسد * وان خالها تخفي على الناس تعلم
لئن خاض ذاك البحر فالبحر جعفر * وناهيك من بحر من الفضل مفعم

9
وما مات من أحيا بعيسى واحمد * فضائله احياء عيسى بن مريم
قضى واحد الدنيا فقلت مؤرخا * ندبنا حسينا فجعة في المحرم
ولا يخفى انه قد حسب الهاء تاء كما تنطق لا كما تكتب وهو خلاف
المعروف في التاريخ وأشار إلى زيادته واحدا بقوله قضي واحد الدنيا.
الشيخ حسين بن الشيخ خلف الشهير بعسكر الحائري من علماء كربلاء ولا نعلم من أحواله شيئا
السيد حسين المعروف بخليفة سلطان أو سلطان العلماء
يأتي بعنوان حسين بن محمد بن علي الميرزا حسين ابن الطبيب الميرزا خليل بن الميرزا إبراهيم الطهراني الأصل
النجفي المسكن والمدفن
توفي في مسجد السهلة آخر ليلة الجمعة 11 أو 10 شوال سنة 1326
من عمر بلغ الخمس والتسعين سنة وحمل إلى النجف فدفن في الموضع الذي
كان أعده لدفنه بجنب مدرسته المعروفة باسمه.
كان عالما فقيها مدرسا الا انه لم يدرس غير الفقه زاهدا عابدا كثير
التهجد يمشي على قدميه لزيارة الحسين ع ويتزود السويق تخشنا وتزهدا
لا لاحتياج ويتنقل وهو يسير رأس وقلد بعد وفاة الميرزا حسن الشيرازي في
إيران والعراق وغيرهما.
أخذ الفقه عن صاحب الجواهر ويروي عنه إجازة وقرأ مدة على
الشيخ مرتضى الأنصاري وسمع الناس منه بعد الأنصاري. له كتب في
الفقه لم تخرج إلى المبيضة سوى رسالة عملية ولم يدرس في غير الفقه وكتب
بعض تلاميذه تقرير بحثه في الفقه رأيته بالنجف الأشرف وسمعته يدرس
على المنبر في حلقة كبيرة من العرب والفرس.
وكان حسن الأخلاق حلو العشرة مليح النادرة لقيه بعض السادات
في الطريق وقد أبل السيد من مرض فاخذ بلجام دابته وجعل يطالبه مطالبة
شديدة ويعاتبه معاتبة مرة على عدم بره له وهو مريض فسأله الشيخ من كان
طبيبك قال فلان قال كافأه الله فإنه قد سبب لك الجنون.
مشايخه في التدريس والإجازة
1 صاحب الجواهر 2 الشيخ مرتضى الأنصاري اخذ عنهما وروى
عن الأول كما مر 3 اخوه الملا علي ابن الميرزا خليل 4 السيد أسد الله
الأصفهاني 5 الملا زين العابدين الكلبايكاني شارح الدرة وهؤلاء الثلاثة
من مشايخه في الإجازة ولعله قرأ عليهم أو على بعضهم.
تلاميذه
تلاميذه الحاضرون حلقة درسه كثيرون يعسر تعدادهم منهم ولده
الشيخ محمد المتوفى في عصرنا ومن تلاميذه في الإجازة الشيخ احمد والشيخ
محمد حسن ولدا الشيخ علي من آل صاحب كشف الغطاء أجازهما بتاريخ
1325 ولعلهما قرأ عليه ومن أجلاء تلاميذه السيد كمال الدين المشهور بميرزا
آقا بن محمد علي الرضوي الخوانساري الدولتابادي.
مدائحه
للسيد جعفر الحلي فيه مدائح كثيرة في عدة مناسبات منها قوله من قصيدة:
إلى الحق اليقين نظرت حتى * كان سنا الصباح لك استضاءا
ولا تزداد بالباري يقينا * ولو كشف الاله لك الغطاءا
درى العلماء انهم استراحوا * بسعيك يا أشدهم عناءا
لظلك يلجأون بكل ضيق * ويتبعون رأيك حيث شاءا
امامك قد تقول لهم إماما * وخلفك إذ تقول لهم وراءا
لأنك أنت أبسطهم يمينا * وأكبرهم وأكثرهم عطاءا
وأقدرهم على الجلي احتمالا * وأطيبهم وأرحبهم فناء
وأبذلهم وامنعهم جوارا * وأوصلهم وأفصلهم قضاءا
جبينك وهو مشكاة البرايا * به نور الإمامة قد أضاءا
وما للدهر مثلك من امام * به يستدفع الدهر البلاءا
تميت نهاره بالصوم صيفا * وتحيي الليل منتفلا شتاءا
امام المسلمين بك اهتدينا * كمن يسترشد النجم اهتداءا
تجي لك الورى من كل فج * بهم ريح الرجا تجري رخاءا
فللجهلاء تمنحهم علوما * وللفقراء تمنحهم غذاءا
وقوله من قصيدة يهنئه بها بعرس ولده:
ترك الحب فعادا * مذ رأى البيض تهادى
يا خليلي اعذراني * ان تعشقت سعادا
وبقد يخجل * البان إذا اهتز ومادا
يا له بالجزع خشف * ليس يصفينا ودادا
كلما حاولت قربا * منه أولاني بعادا
يا غزالا تخذ الصدد * عن الصب اعتيادا
زر معنى نهبت منه * الصبابات فؤادا
ساهرا قد بات لا * تالف عيناه الرقادا
قلقا امسى ومنه * أنت أقلقت الوسادا
يا خليلي فؤادي * كأسير لا يفادي
ان أيام بني اللذاذات * كالخيل تعادى
والذي يذهب منها * فمحال ان يعادا
هنئا المولى حسينا * من سمى الناس وسادا
من رقى بالفضل حتى * وطئ السبع الشدادا
اسبل اليوم علينا * هاطل الأنس عهادا
والثنا قام خطيبا * ومنادي السعد نادى
يا هداة الدين يا من * علموا الناس الرشادا
دمتم للدين ما دام * دعاما وعمادا
كم لكم غر مزايا * لست أحصيها عدادا
وقال من قصيدة أخرى:
نهدي التهاني للحسين فيمنه * نعم النعيم لنا بيوم الأبؤس
قد أسس الدين الحنيف وشاده * لله اي مشيد ومؤسس

10
17: الشيخ حسين بن خير أو جبير تلميذ نجيب الدين أبي الحسين بن علي بن
فرح
عالم فاضل له نخب المناقب لأن أبي طالب منتخب من مناقب ابن
شهرآشوب والظاهر أن خير مصحف جبير فان السيد هاشم البحراني ينقل
في كتابه غاية المرام عن النخب ناسبا له إلى ابن جبير وعن الرياض ان ابن
جبير هذا ليس هو الشيخ العالم علي بن يوسف الشهير بابن جبير صاحب
نهج الأمان في الإمامة والمناقب فيظهر منه ان الصواب جبير يدل خير كما أن
ما في بعض الكتب من قوله روى أبو عبد الله الحسين ابن الحسين في كتاب
نخب المناقب تصحيف. 18:
أبو عبد الله الحسين بن داود البشنوي الكردي
توفي سنة 370
والبشنوي بالباء الموحدة المكسورة والشين المعجمة الساكنة والنون
المفتوحة والواو نسبة إلى الطائفة الكردية المعروفة بالبشنوية أصحاب قلعة
الفنك بنواحي ديار بكر وكأنها منسوبة إلى بشنو وهي لفظة فارسية معناها
استمع.
كان من امراء الأكراد البشنوية أصحاب قلعة الفنك بنواحي ديار بكر
وكان شاعرا مجيدا مكثرا وأورد ابن شهرآشوب في المناقب مقطعات كثيرة من
شعره في أهل البيت سيأتي نقلها وأورد له غيره أيضا وذكره ابن شهرآشوب
في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين ولا بد ان يكون له أشعار
كثيرة في جميع مناحي الشعر لكنه لم يصل إلينا شئ منها في غير أهل البيت
سوى الأبيات الثلاثة الآتية التي ذكرها ابن الأثير.
أشعاره
قال ابن الأثير في حوادث سنة 380 ان أبا طاهر إبراهيم وأبا عبد الله
الحسين ابني ناصر الدولة ابن حمدان لما ملكا بلاد الموصل طمع فيها باذ
الكردي وجمع الأكراد فأكثر وممن أطاعه الأكراد البشنوية أصحاب قلعة فنك
وكانوا أكثر فقتل باذ وكان أبو علي بن مروان ابن أخت باذ فملك بعده جميع
ما كان لخاله من البلاد وذلك ابتداء دولة بني مروان الذين ملكوا بعد
البشنوية ولعلهم أكراد أيضا ففي ذلك يقول الحسين البشنوي الشاعر لبني
مروان يعقد عليهم بنجدتهم خاله باذا من قصيدة:
البشنوية أنصار لدولتكم * وليس في ذا خفا في العجم والعرب
أنصار باذ بارجيش وشيعته * بظاهر الموصل الحدباء في العطب
بباجلايا جلونا عنه غمفمة * ونحن في الروع جلاؤن للكرب
ما ذكره ابن شهرآشوب في المناقب من شعره:
يا صارف النص جهلا عن أبي حسن * باب المدينة عن ذي الجهل مقفول
مولى الأنام علي والوصي معا * كما تفوه عن ذي العرش جبريل
وقوله:
فمدينة العلم التي هو بابها * اضحى قسيم النار يوم ما به
فعدوه أشقى البرية في لظى * ووليه المحبوب يوم حسابه
وقوله:
مدينة العلم ما عن بابها عوض * لطالب العلم إذ ذو العلم مسؤول
وقوله:
يا قارئ القرآن مع تأويله * مع كل محكمة أتت في حال
أعمارة البيت المحرم مثله * وسقاية الحجاج في الأمثال
أم مثله التيمي أم عدويهم * هل كان في حال من الأحوال
لا والذي فرض علي وداده * ما عندي العلماء كالجهال
وقوله:
وكيف تحرقني نار الجحيم إذا * كان القسيم لها مولاي ذا الحسب
وقوله:
قد خان من قدم المفضول خالقه * وللإله فبالمفضول لم أخن
وقوله:
و لست أبالي باي البلاد * قضى الله نحبي إذا ما قضاه
ولا أين خط إذا مضجعي * ولا من جفاه ولا من قلاه
إذا كنت أشهد ان لا اله * سوى الله والحق فيما قضاه
وان محمد المصطفى * نبي وان عليا أخاه
وفاطمة الطهر بنت الرسول * رسول هدانا إلى ما هداه
وابناهما فهما سادتي * فطوبى لعبد هما سيداه
وقوله:
خير البرية خاصف النعل الذي * شهد النبي بحقه في المشهد
وبعلمه وقضائه وبسيفه * شهد النبي بحقه في المشهد
وقوله:
التالي التنزيل غضا هكذا * قال النبي الطهر ذو الارسال
وقوله:
يوم الغدير لذي الولاية عيد * ولدى النواصب فضله مجحود
يوم يوسم في السماء بأنه * العهد فيه ذلك المعهود
في الأرض بالميراث اضحى وسمه * لو طاع موتور وكف حسود
وقوله:
وقف الندا في موضع عبرت * فيه البتول عيونكم غضوا
فتمر والأبصار خاشعة * وعلى بنان الظالم المعض
تسود حينئذ وجوههم * ووجوه أهل الحق تبيض
وقوله:
لقد شهدوا عيد الغدير واسمعوا * مقال رسول الله من غير كتمان
ألست بكم أولى من الناس كلهم * فقالوا بلى يا أفضل الإنس والجان
فقام خطيبا بين أعواد منبر * ونادى بأعلى الصوت جهرا باعلان
وشال بعضديه وقال وقد صغى * إلى القول أقصى القوم بالحفل والداني
علي أخي لا فرق بيني وبينه * كهارون من موسى الكليم بن عمران
ووارث علمي والخليفة في غد * على أمتي بعدي إذا رث جثماني
فيا رب من والى عليا فواله * وعاد معاديه ولا تنصر الشانئ
وقوله:
يا ناصبي بكل جهدك فاجهد * اني علقت بحب آل محمد
الطيبين الطاهرين ذوي الهدى * طابوا وطاب وليهم في المولد
واليتهم وبرئت من أعدائهم * فاقلل ملامك لا أبا لك أو زد

11
فهم أمان كالنجوم وانهم * سفن النجاة من الحديث المسند
وقوله:
أأترك مشهور الحديث وصدقه * غداة بخم قام احمد خاطبا
ألست بكم أولى ومثلي وليكم * علي فوالوه وقد قلت واجبا
اتيتك ربي بالهدى متمسكا * باثني عشر بعد النبي مراتبا
أأبغي عن البيت المطهر أهله * بيوت قريش للدنانير طالبا
وقوله:
سليل أئمة سلكوا كراما * على منهاج جدهم الرسول
إذا ما مشكل أعيا علينا * أتونا بالبيان وبالدليل
وأورد له محمد بن علي بن حسن الجباعي في مجموعته قوله:
حبي لآل المصطفى فرض * وجزاء من عادهم بغض
فعلائق الايمان أوثقها * الحب في الرحمن و البغض
ان كان هذا الرفض عندكم * فيما ترون فديني الرفض
قدمتموا قوما برأيكم * ولهاشم الابرام والنقض
يا أمة ضلت ببدعتها * أتكون فوق سمائها الأرض. 19:
الحسين الشاعر بن داود بن سليمان بن عبد الله بن موسى الجون بن
عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
وصفه صاحب عمدة الطالب بالشاعر ولا نعلم من أحواله شيئا. 20:
أبو عبد الله الحسين المحدث بن داود بن أبي تراب علي النقيب بن عيسى بن
محمد بن البطحاني بن القاسم بن الحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي
طالب ع
في عمدة الطالب: قال الشيخ أبو الحسن العمري طعن فيه أهل
نيسابور وقال أبي أبو الغنائم النسابة انه ثبت نسبه عنده وله عقب بنيسابور
سادات علماء نقباء متوجهون اه. 21:
الشريف حسين بن داود الفوعي
توفي سنة 739 بالفوعة
في تاريخ أبي الفدا في حوادث سنة 739 فيها في أوائل رجب توفي
إبراهيم بن عيسى وهو من أصحاب الشيخ مهنا الفوعي وكان داعيا إلى
السنة بتلك البلاد وتوفي بعده بأيام الشريف حسين بن داود الفوعي بالفوعة
وكان داعيا إلى التشيع بتلك البلاد اه‍. 22:
الحسين بن داود اليعقوبي
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع وفي لسان الميزان
الحسين بن داود اليعقوبي ذكره الطوسي في رجال الشيعة. 23:
السيد حسين بن دانيال الموسوي
يأتي بعنوان السيد حسين رهنما ابن شمس الدين دانيال الموسوي. 24:
السيد حسين بن السيد دلدار علي بن السيد محمد معين الدين النقوي
النصيرآبادي الرضوي اللكهنوئي المعروف بسيد العلماء
ولد 14 ربيع الثاني سنة 1211 وتوفي 17 صفر سنة 1274 ودفن إلى
جنب أبيه في حسينية غفران مآب في لكهنؤ وقد ارخ وفاته تلميذه السيد
المفتي محمد عباس التستري بقوله:
نادى له الروح الأمين مؤرخا لتهدمت والله أركان الهدى
ودلدار كلمة فارسية معناها ذو القلب وكانه يراد به ذو الجنان
القوي
الأقوال فيه
قال قريبه السيد علي النقوي المعاصر في حقه فيما كتبه إلينا: كان
نادرة الدهر وفقيه العصبة الجعفرية طار صيت كماله في الأغوار الجعفرية
والأنجاد وشاع حديث فضله في الأصقاع والبقاع. تربى في حجر أبيه وقرأ
عليه حتى بلغ مرتبة الاجتهاد وهو ابن 17 سنة وصنف رسالة في تجزي
الاجتهاد وأخرى في حكم الشك في الأولتين فأعجب بهما والده وقال لا
يشك الناظر فيهما انهما تحرير بارع منته ولما وصل مجلد الصلاة من كتابه
مناهج التحقيق إلى صاحب الجواهر كتب فيما كتب إليه:
بالله أقسم أنها كاسمها إذ هي منهج التدقيق لمن أراد إلى التدقيق
سبيلا ومعارج التحقيق لمن رام على التحقيق دليلا وهداية الحق لطالب الحق
ونجاة الصدق لمريد الصدق كيف لا وهي من مصنفات فرع تلك الذات
الملكوتية وغصن تلك الشجرة الزيتونية المتبحبح من الأبوة بين الإمامة
والنبوة الإمام ابن الإمام والهمام ابن الهمام لا يقف على حد حتى ينتهي إلى
أشرف جد ذرية بعضهما من بعض والله سميع عليم ولما وصلت إلينا
رتعت النواظر في خمائل رياضها الزاهرة وابتهجت الخواطر بتحقيقاتها الباهرة
إلى أن قال إن رجائي ممن هو كعبة رجائي ان ترسلوا ممن هو كعبة ان
كانت له بقية الا فمأمولي والتماسي رجائي أن ترسلوا باقي اجزاء المناهج
المصنفات بدرا ساطعا ونورا لامعا ان كانت له بقية والا فمأمولي والتماسي
السعي في اتمامه فإنني رأيته ما بين فقد اشتمل على مزيد التحقيق ولعمري
لهو بذلك حقيق فالتماسي لكم بل إلزامي إياكم الجد في ذلك ليقربه
ناظري ويبتهج به خاطري الخ اه‍.
وأنت ترى في هذه الكتابة اثرا ظاهرا لمراعاة المصلحة العامة فصاحب
الجواهر يطلب ويؤكد ان ترسل بقية الأجزاء إليه فهل كان في حاجة
إليها؟! وإذا كان يرسل بواسطته ثمانين ألف ليرة عثمانية إلى الشيخ
لايصال الماء إلى النجف وان لم يساعد التوفيق على وصوله، وألوف
الروبيات لتفضيض ضريح العباس ع وتعمير قبري مسلم وهانئ كما يأتي
فلا حرج على الشيخ فيما كتب.
قال: ووصفه السيد حسين بن السيد رضا بن السيد مهدي بحر
العلوم الطباطبائي في بعض مراسلاته بقوله: كاشف اللثام عن غوامض
المسائل ببيانه ومبين دروس الأحكام بلمعة من تبيانه خواض بحار
أنوار الحقائق برأيه الصائب ومبين أسرار الدقائق بذهنه الثاقب شيخ
الاسلام والمسلمين وآية الله في العالمين زبدة المجتهدين وقدوة العلماء
المتقدمين والمتأخرين من حاز ما حازه الغر الكرام فلم يدع لأولها فخرا
وآخرها انتهى. وهذه المبالغات قد صارت كالعادة مع أن أكثرها خارج
عن المعقول، فإذا كان قد أدركه العلماء المتأخرون فاقتدوا به فالعلماء
المتقدمون لم يدركوه ليقتدوا به وأولى به ان يقتدي هو بهم فيكون ذلك من
مدائحه. وحسبنا ان نقول فيه: كان فقيها من أكابر الفقهاء مدرسا ساعيا
في الخير وفي المصالح العامة. وقد ألف تلميذه السيد محمد عباس كتابا في

12
ترجمة أحوال أستاذه المذكور سماه أوراق الذهب.
آثاره ومساعيه
قال السيد علي تقي السابق الذكر في جملة ما كتبه إلينا: كانت له
مساع باقية وآثار خالدة منها المدرسة السلطانية وهي أول مدرسة دينية
أسست في الهند وكان تأسيسها بإشارته على السلطان أمجد علي شاه المتوفي
سنة 1263 وسعيه الجميل، وأمر تلميذه السيد محمد عباس بتأليف رسالة
في هذا الشأن وعرضها على السلطان ولد المترجم السيد محمد تقي فأجاب
السلطان إلى ذلك وبذل الأموال لرفع منارها وتشييد دعامها وكان بدء
تأسيسها 3 جمادي الأول سنة 1259 وشد طلاب العلوم الدينية إليها
رحالهم وكفوا بما قرر لهم من الرواتب عن مؤونة الارتزاق وعين لها مدرسون
كالسيد محمد تقي ولد المترجم والسيد احمد علي المحمد آبادي والمفتي السيد
محمد عباس وغيرهم وتخرج فيها كثير من أهل العلم والفضل.
قال: ومنها، انه ارسل أكثر من ثمانين ألف ليرة عثمانية إلى
صاحب الجواهر لايصال الماء إلى النجف فتولى الشيخ بنفسه ذلك وجمع
المهندسين والفعلة فحفروا نهرا عظيما من نهر آصف الدولة إلى قرب باب
النجف الشرقي واطلقوا فيه الماء فوصل إلى مكان يعرف بالطبيل ووقف
هناك لارتفاع الأرض وكان الشيخ عازما على اتمامه فتوفي سنة 1266 والنهر
يعرف اليوم بين النجفيين بكري الشيخ وهو الآن ظاهر يراه كل من يمر على
النجف على طريق الكوفة اه‍ ولكن العمل كان على غير هندسة صحيحة
فذهبت تلك الأموال هدرا ولم ينتفع الناس منها بشئ. قال: ومنها خمس
عشرة ألف روبية أرسلها إلى صاحب الجواهر لعمارة مشهد مسلم بن عقيل
وهاني بن عروة وقد تم تعمير المشهدين وقبتيهما سنة 1263. ومنها
ثلاثون ألف روبية أرسلها لتفضيض الباب وتذهيب الايوان في مشهد مولانا
أبي الفضل العباس سلام الله عليه أرسلها إلى السيد صاحب الضوابط وكان
في كربلاء المشرفة. إلى غير ذلك من الآثار الخالدة، وكان المؤازر له في
كل ذلك والمطيع له فيما يشير إليه من المشاريع الخيرية هو السلطان أمجد علي
شاه وتبعه في ذلك نجله السلطان واجد علي شاه آخر ملوك الشيعة في قطر
أوده. قال: وكان هو المدرس الوحيد في عصره للفقه والأصول حيث إن
أخاه الأكبر سلطان العلماء السيد محمد قد تفرد بمهام الزعامة الدينية
والرياسة الروحية ووكل امر البحث والتدريس إلى أخيه المترجم.
مشايخه
قرأ على أبيه وعلى أخيه السيد محمد الملقب سلطان العلماء ويروي
عنهما إجازة.
تلاميذه
قال السيد علي النقوي المقدم ذكره فيما كتبه إلينا: خف إليه الطلاب
من كل جانب واكب عليه الأفاضل للاستفادة ولم يعهد لأحد من علماء الهند
انه تخرج عليه مثلما تخرج على المترجم من أساطين الدين والعلماء الأعلام
1 المفتي السيد محمد عباس من ذرية السيد نعمة الله الجزائري ويروي عنه
إجازة 2 ولد المترجم. السيد محمد تقي ويروي عنه إجازة بتاريخ 1262
3 السيد حامد حسين الكنتوري اللكهنوئي صاحب عبقات الأنوار الذي
لم يؤلف مثله في بابه 4 ابن أخي المترجم وصهره على ابنته السيد محمد
هادي بن مهدي بن دلدار علي ويروي عنه إجازة 5 السيد أولاد حسين
الشكوه آبادي 6 الميرزا محمد الأخباري 7 السيد علي تقي الزيدفوري
وغيره.
مؤلفاته
1 رسالة في تجزي الاجتهاد 2 رسالة في الشك في الركعتين الأولتين
3 مناهج التحقق ومعارج التدقيق في الفقه برز منه مجلد في الصلاة ويظهر
انه مطبوع لقول صاحب الذريعة ان إجازة المترجم لولده السيد محمد تقي
مطبوعة في آخر مناهج التحقيق للمجاز اه والظاهر أن صوابه للمجيز لا
للمجاز. 4 رسالة أصالة الطهارة قرضها السيد إبراهيم صاحب الضوابط
تقريضا طبع على ظهرها وهذا يدل على انها مطبوعة 5 الوجيز الرائق في
الفقه متن ألفه لولده السيد محمد تقي 6 روضة الأحكام في مسائل الحلال
والحرام برز منها مجلد في الطهارة ومجلد في الصلاة ومجلد في الصوم ومجلد في
المواريث وشئ من الحج 7 الإفادات الحسينية في تصحيح العقائد الدينية
أو في صفات رب البرية رد أباطيل الأحساوية رد بها على الشيخ احمد
الأحسائي وتلميذه السيد كاظم الرشتي 8 الحديقة السلطانية في العقائد
الايمانية أربعة مجلدات في العقائد الأربع 9 حاشية على الصوم والهبة من
الرياض 10 حاشية على شرح الهداية في الحكمة للصدر الشيرازي 11
رسالة في النسبة بين الحقيقة والمنقول 12 امالي في التفسير والمواعظ فيه
تفسير الفاتحة والاخلاص والدهر وآيات من أوائل سورة البقرة وآية كنتم
خير أمة أخرجت للناس. وجعلناكم وسطا رد فيه على الفخر الرازي
13 المجالس المفجعة في مصائب العترة الطاهرة 14 رسالة في الميراث
15 طرد المعاندين 16 رسالة في التجويد 17 وسيلة النجاة في الكلام
إلى أواخر مباحث النبوة فارسي 18 كتاب اعمال السنة مذكور في مسودة
الكتاب ولم يذكر في الذريعة إلى غير ذلك من فوائد ومسائل وإجازات.
25: الحسين بن دندان
في التعليقة هو الحسين بن سعيد اه أقول وذلك لأن سعيدا والد
الحسن والحسين الأهوازيين يلقب دندان.
26: الحسين بن راشد مولى بني العباس
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم ع وقال بغدادي
ومر بعنوان الحسن مكبرا.
27: الشيخ رضي الدين حسين بن راشد الشهير بابن راشد القطيفي
في الرياض فاضل عالم فقيه جليل له عدة من المشايخ الكبار أشهرهم
ابن فهد الحلي ويروي عنه الشيخ كريم الدين يوسف الشهير بابن القطيفي
كذا ظهر من أوائل غوالي اللآلي لابن جمهور الأحسائي وقال فيه في وصفه
الشيخ العلام والبحر القمقام رضي الدين حسين الشهيد بان راشد
القطيفي اه.
28: السيد حسين بن السيد راضي بن السيد جواد بن السيد حسين بن السيد
احمد القزويني
توفي سنة 1330 هو سبط السيد مهدي القزويني جد الأسرة القزوينية
في النجف والحلة وتخرج على أخواله انجال السيد مهدي. وأحفاده
يسكنون اليوم ناحية الدغارة.

13
كان عالما شاعرا أديبا له تفريض الرحلة المكية المنظومة للحاج محمد
حسن كبة البغدادي التي نظمها حين تشرف بحج بيت الله الحرام فقرضها
أدباء عصره بخمسة عشر تقريضا لأنه كان يومئذ تاجرا عظيما مع أخيه
الحاج مصطفى وكانت جوائزهما وعطاياهما تملأ أكف العلماء والشعراء وكان
يدعى يومئذ الحاج محمد حسن كبة التاجر. ولو قالها بعد ما أملق وصار
يدعي الشيخ محمد حسن الفقيه لما قرضها أحد أو لما قرضها هذا العدد.
وله الأبيات المشهورة التي أولها:
ناشد الركب المصلي * أين لا أين استقلا
ولم يتيسر لنا الآن الاطلاع على باقيها ولا على شئ من شعره.
29: الحسين بن رئاب
عده الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا ع وفي لسان الميزان
ذكره الطوسي في رجال الشيعة وكان في حدود السبعين ومائتين اه كأنه
استفاد ذلك من كونه من رجال الرضا ع لكن الرضا توفي سنة 203
والرجاليون يذكرونه بعد الحسين الروندي وكأنهم جعلوا رئاب بالياء لا
بالهمزة.
30: الحسين بن رباط
في رجال الكشي عن نصر بن الصباح انه من أصحاب أبي
عبد الله ع كما مر في أخيه الحسن. في رجال بحر العلوم واما الحسين بن
رباط فلم يذكره أحد إلا نصر والكتب خالية منه بالمرة اه.
31: الشيخ مهذب الدين أو شهاب الدين الحسين بن ردة الحلي النيلي
في مجموعة الجباعي توفي بالنيل سنة 644 وحمل إلى الحلة وصلي عليه
بها ثم حمل إلى المشهد المقدس مشهد الحسين بن علي بن أبي طالب ع
فدفن فيه اه.
والنيلي نسبة إلى النيل قرية من قرى الحلة كانت على نهر حفره
الحجاج وسماه النيل وكانت عليه قرية تعرف بالنيل ولا تزال آثاره باقية إلى
اليوم والقرية باقية تقع على بعد حوالي خمسة أميال من مدينة الحلة وفي
معجم البلدان النيل بليدة في سواد الكوفة قرب حلة بني مزيد يخترقها خليج
كبير يتخلج من الفرات الكبير حفره الحجاج بن يوسف وسماه بنيل مصر
وقيل إن النيل هذا يستمد من صراة جاماسب.
اختلاف كلماتهم في التعبير عنه
بعضهم لقبه مهذب الدين وبعضهم شهاب الدين وبعضهم اقتصر
على الحسين بن ردة وبعضهم قال الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي
وبعضهم الحسين بن ردة الحلي كما يعلم من كلماتهم الآتية وفي الرياض
المعروف تارة بابن ردة وتارة بالشيخ مهذب الدين بن ردة ومر الحسين بن
أحمد بن ردة وانه يمكن اتحاده مع هذا وحينئذ فيمكن كون أبي الفرج كنية
أبيه احمد ويأتي تخطئة صاحب الرياض للاتحاد.
أقوال العلماء فيه
في مجموعة الجباعي: الشيخ الفقيه الامام العلامة الحسين بن ردة
الحلي.
وفي أمل الآمل الشيخ مهذب الدين الحسين بن ردة عالم محقق جليل
له مؤلفات يرويها العلامة عن أبيه عنه ويروي هو عن الحسن ابن الفضل بن
الحسن الطبرسي وغيره وتقدم ابن حمد بن ردة اه وفي الرياض
الشيخ الفقيه الفاضل مهذب الدين الحسين بن ردة وذكر كلام الأمل فيه ثم
قال ظاهر سياقه يعطي اتحاده مع من تقدم من حيث أن الانتساب إلى الجد
شائع وهو خطا لأن من تقدم يروي الشهيد عن محمد بن جعفر المشهدي
عنه فكيف يمكن ان يروي العلامة عن أبيه عنه إذ على هذا لا بد ان يكون
في درجة العلامة نفسه لا ان يكون شيخ والده كيف وهو يروي عن ولد
صاحب مجمع البيان نعم لا بد ان يكون هذا جد من تقدم أقول لا يخفى
انه لا دلالة في كلام صاحب الأمل على الاتحاد وما خطاه به قد مر في
الحسين بن أحمد بن ردة امكان عدم الخطأ به ثم قال صاحب الرياض
سيجئ في عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن حمزة بن الحسن بن علي بن
نصير الدين الطوسي ان الشيخ حسين بن ردة يروي عنه. وصرح ابن أبي
جمهور في أوائل غوالي اللآلي ان والد العلامة يروي عن الحسين بن ردة وهو
يروي عن الحسن بن أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي عن والده أبي علي
ويظهر من كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين
للحموئي من علماء أهل السنة المعاصرين للعلامة ان الحموئي المذكور
يروي عن الشيخ سديد الدين يوسف والد العلامة عن الشيخ الأعلم الفقيه
الفاضل مهذب الدين وفي نسخة شهاب الدين أبي عبد الله الحسين بن
أبي الفرج بن ردة النيلي عن الشيخ محمد بن الحسين بن علي بن عبد
الصمد التميمي عن جديه عن أبيهما علي وعن المفيد بن أبي علي كليهما عن
أبي جعفر الطوسي قال أنبأنا أبو العباس أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن
القطواني الخ. قال ويظهر من موضع آخر من كتاب الحموئي ان الشيخ
مهذب الدين الحسين بن أبي الفرج بن ردة النيلي يروي عن محمد عن أبيه
عن جماعة عن الصدوق وفي موضع آخر منه في سند إعلام الورى للطبرسي
اخبرني سديد الدين يوسف بن علي بن المطهر الحلي فيما كتب لي بخطه ان
الشيخ الفقيه الفاضل شهاب الدين أبا عبد الله الحسين بن أبي الفرج بن
ردة النيلي انباه عن الشيخ الحسن ابن أبي علي الطبرسي إجازة بروايته عن
والده جميع رواياته وتصانيفه وفيه هكذا من كتاب الأمالي لأبي جعفر
محمد بن الحسن الطوسي (1) كتب إلي الشيخ سديد الدين يوسف بن علي بن
مطهر الحلبي أخبرنا الشيخ مهذب الدين الخ قال واما الاختلاف في النسب
لو صح فالأمر فيه هين كما علمت مرارا اه الرياض.
مشايخه وتلاميذه
في الرياض يروي عن الشيخ محمد بن الحسين بن علي بن عبد
الصمد عن والده عن جده محمد عن أبيه عن جماعة منهم السيد أبو البركات
علي بن الحسين الحوزي العلوي كذا يظهر من فرائد السمطين ويروي ابن
ردة هذا عن جماعة أخرى كما يظهر من فرائد السمطين المذكور منهم
الحسن بن الشيخ أبي علي الطبرسي وهو من مشايخ الشيخ سديد الدين
يوسف والد العلامة اه.
مؤلفاته
قد عرفت قول صاحب الأمل ان له مصنفات يرويها العلامة عن أبيه
عنه. وفي الرياض اعلم أن هذا الشيخ مع جلالته ووفور مؤلفاته ورواته لم



(1) كان في العبارة نقصا وصوابها من سنده إلى كتاب الأمالي الخ. (المؤلف)
14
يشتهر له كتاب الا انني قد رأيت على ظهر نسخة عتيقة من كتاب نزهة
الناظر في الجمع بين الأشباه والنظائر مقروءة على بعض الأفاضل انه من
مؤلفات الشيخ الفقيه العالم العامل مهذب الدين الحسين بن محمد بن
عبد الله وتاريخ كتابة النسخة 674 فيحتمل ان يكون المراد به المترجم
ويحتمل غيره فإنه لم يذكر ان اسم جده ردة مع أن المشهور ان كتاب نزهة
الناظر تأليف نجيب الدين يحيى بن سعيد ابن عم المحقق اه‍.
32: الحسين الرسي النسابة
ذكره صاحب عمدة الطالب عند الكلام على القاسم بن العباس بن
الكاظم ع فقال ما لفظه قال الشيخ رضي الدين حسن بن قتادة للحسين
الرسي النسابة سالت الشيخ جلال الدين عبد الحميد بن فخار بن معد
الموسوي النسابة عن المشهد الذي بشوشى المعروف بالقاسم فقال سالت
والدي فخار عنه إلى آخر ما ذكره ويعلم من ذلك أنه كان نسابة وهو غير
الحسين بن القاسم الرسي الآتي لان ذلك لم يصفه أحد بالنسابة.
33: السيد الأمير حسين ابن الأمير رشيد بن قاسم الحسيني النقوي الرضوي
نسبا الهندي أصلا النجفي ثم الحائري مسكنا ومدفنا المنتهي نسبه إلى الإمام
علي بن محمد النقي ع.
توفي بكربلاء بعد سنة 1156 وقبل سنة 1160 وفي الطليعة وغيرها
انه توفي سنة 1156 وفي الذريعة سنة 1170 ولكن الباحث يعقوب
سركيس نزيل بغداد يقول إنه وجد على ظهر نسخة ديوانه انه توفي قبل
الستين وبعد 1156 قال ومنه نعلم أنه وفاته لم تكن سنة 1156 بل كانت
بعد ذلك بمدة لا تزيد على ثلاث سنوات على أكثر تقدير لأنه لم يبلغ
الستين.
الأقوال فيه
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا أحد شعراء العراق في القرن الثاني عشر
الهجري له بديعية على وزن وقافية البردة وعلى غرار بديعية الصفي الحلي
وأمثالها.
قال الباحث يعقوب سركيس فيما كتبه في مجلة الاعتدال النجفية:
ظفرت بنسخة من ديوان هذا الشاعر بخطه الجميل وفيما يلي ترجمته نقلا عن
ظهر النسخة المذكورة لبعض معاصريه أو لبعض أهله وذويه وهو هذا:
السيد مير حسين بن السيد مير رشيد النجفي الرضوي. جاء به أبوه
إلى النجف يعني من الهند فاشتغل بها ورحل إلى كربلاء فتتلمذ عند
السيد نصر الله الحائري مدة ثم عاد إلى النجف وتتلمذ عند السيد صدر
الدين شارح وافية التوني ثم مرض مرضا شديدا بقي يلازمه مدة وتوفي قبل
الستين وبعد الألف والمائة والست والخمسين قبل شهادة أستاذه السيد
نصر الله. وكان يكتب خطا جيدا. انتهى.
وفي نشوة السلافة ومحل الإضافة للشيخ محمد علي بن بشارة من آل
موحي الخيقاني النجفي الغروي المعاصر للسيد نصر الله الحائري ما
صورته: الأديب السيد حسين بن رشيد الحسيني الرضوي حاز الأدب على
صغر سنه وأدرك غوره. لا بظنه فهو الشاعر الذي عز له المماثل وقصر عن
مباراته المناضل اه. وفي الطليعة:
السيد حسين بن الرشيد بن القاسم الحسيني الرضوي النجفي
الحائري توفي سنة 1156 وكان فاضلا جم المعارف جاء به أبوه إلى النجف
فاشتغل بها مدة بطلب العلم ثم رافقها إلى كربلاء وقرأ على السيد نصر الله
الحائري واختص به ثم عاد إلى النجف وتجول بالعراق وكان شاعرا أديبا
رقيق النظم منسجمة سهلة ممتنعة وله ديوان صغير.
وفي مسودة الكتاب ولا أدري الآن من أبي نقلته: السيد حسن ابن
الأمير رشيد النجفي من عرفاء عصر السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي
مع أنه من الشعراء لا العرفاء وفيها أيضا ولا أدري الآن من أين نقلته كان
فاضلا أديبا متفننا من مشاهير شعراء العراق وأدبائه ورد كربلاء وتتلمذ على
السيد نصر الله الحائري وجمع ديوان أستاذه المذكور في حياته ولما استشهد
السيد نصر الله بقي في كربلاء مجدا في التحصيل وله ديوان شعر يزيد على
أربعة آلاف بيت.
شعره
له ديوان كبير اسمه ذخائر المال في مدح النبي المصطفى والآل جمعه
في حياته وقسمه على خمسة فصول افتتحها بمدح النبي ص فيه بديعية عدد
أبياتها مائة وخمسون بيتا خالية عن تسمية الأنواع البديعية أولها:
حيا الحيا ربع أحباب بذي سلم * وملعب الحي بين ألبان والعلم
وقصائد في مدح السيد صفي الدين أبي الفتح نصر الله الحائري
وسائر أساتيذه كالسيد صدر الدين القمي شارح الوافية والشيخ احمد
النحوي. ومر قول صاحب الطليعة: له ديوان صغير ومر أيضا ان ديوانه
يزيد على أربعة آلاف بيت والديوان الذي يزيد على أربعة آلاف بيت لا يعد
صغيرا ويمكن ان يكون له ديوانان صغير وكبير أو ان صاحب الطليعة عد ما
فيه أربعة آلاف بيت صغيرا والله أعلم.
ومن شعره في الغزل قوله كما عن ديوانه المخطوط:
جيرة الحي أين ذاك الوفاء * ليت شعري وكيف هذا الجفاء
لي فؤاد أذابه لاعج الشوق * وجفن تفيض منه الدماء
كلما لاح بارق من حماكم * أو تغنت في دوحها الورقاء
فاض دمعي وحن قلبي لعصر * قد تقضي وعز عنه العزاء
يا عذولي دعني ووجدي وكربي * ان لومي في حبهم إغراء
هم رجائي ان واصلوا أو تناءوا * وموالي أحسنوا أم أساؤوا
هم جلوا لي من حضرة القدس قدما * راح عشق كؤوسها الأهواء
خمرة في الكؤوس كانت ولا كرم * ولا نشوة ولا صهباء
ما تجلت في الكاس الا ودانت * سجدا باحتسائها الندماء
ثم مالوا قبل المذاق سكارى * من شذاها فنطقهم ايماء
ثم باتوا وقد فنوا في فناها * ان عين البقاء ذاك الفناء
سادتي سادتي وهل ينفع الصب * على نازح المزار النداء
كنت جارا لهم فأبعدني الدهر * فمن لي وهل يرد القضاء
أتروني نأيت عنكم ملالا * لا ومن شرفت به البطحاء
سر خلق الأفلاك اية مجد * صدرت من وجوده الأشياء
من مزاياه غالبت أنجم الأفق * فكان السنا لها والسناء
رتب دونها العقول حيارى * حيث أدنى غايائها الاسراء



(1) جاء في مقال بمجلة الرشاد النجفية انه توفي سنة 1170.
15
محتد طاهر وخلق عظيم * ومقام دانت له الأصفياء
خص بالوحي والكتاب وناهيك * كتابا فيه الهدى والضياء
يا أبا القاسم المؤمل يا من * خضعت لاقتداره العظماء
قاب قوسين قد رقيت علاء * كيف ترقي رقيك الأنبياء
ولك البدر شق نصفين جهرا * يا سماء ما طاولتها سماء
ودعوت الشمس المنيرة ردت * لعلي تمدها الأضواء
أنت نور علا على كل نور * ذي شروق بهديه يستضاء
لم تزل في بواطن العجب تسري * حيث لا آدم ولا حواء
فاصطفاك الاله خير نبي * شانه النصح والتقى والوفاء
داعيا قومه إلى الشرعة السمحة * يا للإله ذاك الدعاء
وغزا المعتدين بالبيض والسمر * فردت بغيظها الأعداء
وله الآل خير آل كرام * علماء أئمة أتقياء
هم رياض الندى ودوح فخار * وسماح ثمارها العلياء
يبتغي الخير عندهم والعطايا * كل حين ويستجاب الدعاء
سادتي أنتم هداتي وأنتم * عدتي ان المت الباساء
والى مجدكم رفعت نظاما * كلآلئ قد تم منها الصفاء
خاطري بحرها وغواصها الفكر * ونظام عقدهن الولاء
وعليكم صلى المهيمن ما لاح * صباح وانجابت الظلماء
أو شدا مغرم بلحن أنيق * جيرة الحي أين ذاك الوفاء
قال ومن شعره كما في نشوة السلافة هذه الأبيات يمدح بها الملا محمود
ابن عبد المطلب بن الملا عبد الله الكليتدار للحضرة الشريفة العلوية
دام ظله:
أمحمود الفعال ويا جواد * غدا طلق اليدين مع المحيا
ومن نشرت له فينا اياد * طوت عنا بساط الفقر طيا
لقد أسكرتني بسلاف نظم * يفوق شذاه كاسات الحميا
به افتخر القريض فصار يسمو * ولم يك قبل نظمك قط شيا
لأنك في سماء الشعر شمس * فما الشعري العبور وما الثريا
وقوله كما في النشوة:
أحبابنا وحياتكم * لا تسألوا عن حاليه
قاسيت يوم فراقكم * فرأيت نارا حامية
هل تنجلي بوصالكم * منا القلوب الصادية
وأشم رائحة الوصال * من الركاب الغادية
أرخصتم بصدودكم * درر الدموع الغالية
وأذبتم قلبا غدا * مثل الجبال الراسية
حكم الزمان ببعدنا * ما للزمان وما ليه
وقوله في أمير المؤمنين ع كما في النشوة:
ألم وقد هجع السامر * واعطل عن سيره السائر
خيال لعلوي اتى زائرا * وقيت الردى أيها الزائر
طرقت فجليت ليل العنا * وقر بك القلب والناظر
نشدتك بالله كيف اهتديت * إلى مضجعي والدجى ساتر
وكيف عثرت بجفني وقد * غدا وهو طول المدى ساهر
فقال هداني إليك الحنين * ونار جوى شبها الهاجر
سقى ربع علوي وذاك الخيال * وليل الوصال حيا هامر
ملث يحاكي نوال الأمير * ومن روض ألطافه زاهر
علي أبو الحسن المرتضى * علي الذرى الطيب الطاهر
امام هدى فضله كامل * وبحر ندى بذله وافر
وصي النبي بنص الاله * عليه وبرهانه الباهر
فتى راجح الحلم لا وجهه * قطوب ولا صدره واغر
له الشرف الضخم والسؤدد * المفخم والنسب الطاهر
وبيت على شاد أركانه * قنا الخط والأبلج الباتر
إلى حيث لا ملك سابق * هناك ولا فلك دائر
إذا ساجل الناس في رتبة * فكل لدى عزه صاغر
وان صال فالحتف من جنده * ورب السماء له ناصر
كان قلوب العدى ان بدا * من الرعب يهفو بها طائر
أيا جد ان لسان البليغ * عن حصر أوصافكم قاصر
فأي مزاياك يحصي المديح * وأيتها يذكر الذاكر
كفاكم على أن رب السماء * في الذكر سعيكم شاكر
فحاد ربوعك من لطفه * سحاب برضوانه ماطر
مدى الدهر ما قد طوى سبسبا * لتقبيل أعتابكم زائر
ومن شعره كما في الطليعة:
يا مخجلا حدق ألمها * أوقعت قلبي بالمهالك
ومعيد صبحي كالمسا * ضاقت علي به المسالك
يا منيتي دون الملا * انحلت جسمي في ملالك
هب لي رقادي انه * مذ بنت أبخل من خيالك
لله كم لك هالك * بشبا اللواحظ اثر هالك
يا موقف التوديع كم * دمع نثرت على رمالك
هل لي مقيل من ضلا * لي أم مقيل في ظلالك
لهفي على عصر مضى * لي بالحبيب على تلالك
بالله ابن غزالك ال‍ * فتان ويلي من غزالك
لم أنسه ويد النوى * تستل أنفسنا هنالك
أومى يسائل كيف حالك * قلت داجي اللون حالك
فافتر من عجب وقال * بنو الهوى طرا كذلك
فأجبته لو كنت تعلم * قدر من أصبحت مالك
لعلمت اني عاشق * ما ان يقصر عن منالك
انا كاتب أظهرت * أسرار الكتابة من جمالك
ألف حلت فكأنها * من حسن قدك واعتدالك
ميم كمبسمك الشهي * ختامة من مسك خالك
صاد كغدران جرت * من أدمعي يوم ارتحالك
سين كطرتك التي * ألقت فؤادي في حبالك
داك كصدغك شوشت * بيد الدلال وغير ذلك
ومقطعات قد حكت * قلبي المروع من زيالك
ومركبات كالعقود * تزين أجياد الممالك
وإذا تناسقت السطور * سوافرا كنا كمالك
ياقوت أصبح قائلا * في الجمع ما انا من رجالك
قسما بها لولا الهوى * ما كنت من جرحى نبالك

16
وخمس قصيدة ابن الساعاتي التي أولها:
حميت الأسيل بحد الأسل * اجل ما لحاظك الا اجل
ومن شعره قوله في أهل البيت ع كما في الطليعة:
يا آل بيت الوحي انكم * اسمى الورى قدرا وأفضلها
وأدقها علما وأوفرها * حلما وأزكاها وأكملها
تبت يدا فكر بغيركم * نظمت عقود المدح أنملها
ان الرسالة في بيوتكم * والله أعلم حيث يجعلها
ومن شعره قوله مؤرخا عام تذهيب القبة المرتضوية والمنارتين وصدر
الايوان المقدس بأمر السلطان نادر شاه 1155:
أمطلع الشمس قد راق النواظر أم * نار الكليم بدت من جانب الطور
أم قبة المرتضى الهادي بجانبها * منارتا ذكر وتقديس وتكبير
وصدر إيوان عز راح منشرحا * صدر الوجود به في حسن تصوير
بشائر السعد أبدت من كتابتها * آي الهدى ضمن تسطير وتحرير
قد بان تذهيبها عن أمر معتضد * بالنصر للحق سامي القدر منصور
غوث البرايا شهنشاه الزمان علا * النادر الملك مغوار المغاوير
فحين تمت وراقت بهجة ورقت * على المرام بسعي منه مشكور
ثنى الثناء ابتهاجا عطفه وشدا * شخص السرور بنجم منه مأثور
يا طالبا علم ابداء البناء لها * ارخ تجلى لكم نور على نور
سنة 1155
وقوله مخمسا كما في الطليعة:
بنو المصطفى ينجو الأنام بحبهم * وتزهو رياض الجود من فيض محبهم
سنا نورهم قد تم من نور ربهم * أناس إذا الدنيا دجت أشرقت بهم
وان أجدبت يوما بهم نزل القطر
بهم جملة الأشياء بان وجودها * وضاءت بأجياد الكمال عقودها
فلاح شقاما فيهم وسعودها * مشوا فوق ظهر الأرض فاخضر عودها
وحلوا ببطن الأرض فاستوحش الظهر
وله:
ومدامة حمراء رائقة * أمست تفوق الشمس والبدرا
لا تستقر بكاسها طربا * فكأنها من نفسها سكرى
نهنهت عن أوصافها فكري * صونا وداعية الصبا تترى
بمهفهف لسلاف ريقته * عند الترشف نشوة أخرى
ولقد غضضنا الطرف عنه ولي * كبد إلى نيل العلى أحرى
متعللا بالشعر أنظمه * طوعا وأنشده الملا قسرا
والشعر مزر بالرجال فيا * للمجد يا للآية الكبرى
وله في وصف الخال:
انظر لخال بان في جانب * من وجنة تهزء بالشمع
يصلى بجمر لاح من خده * كأنه مسترق السمع
وله مقرضا على نشوة السلافة ومحل الإضافة:
هذه نشوة السلافة تجلى * في كؤوس من البها واللطافة
فأضف معلنا لها كل وصف * بارع تلقها محل الإضافة
وله مدائح كثيرة في أستاذه السيد نصر الله الحائري.
ومن بديعيته:
حيا الحيا ربع أحباب بذي سلم * وملعب الحي بين ألبان والعلم (1)
وجاد أعلام جمع والعقيق فكم * فرقن جمع همومي باجتماعهم (2)
يا صاح عج بي قليلا في معاهدهم * تشف غليل محب ذاب من ألم (3)
وقف معنى بمعنى قد عفا، واطل * بذلك الرسم وقف الأينق الرسم (4)
والدار سل بي فسلبي عن خواطرهم * اثار لاعج كرب غير منكتم (5)
وكيف للصبر بالصبر الجميل وقد * عاد البعاد فأشجاه بفقدهم (6)
يسقى مدام عناء شاب ريقها * منه مدامع ناء عن ربوعهم (7)
ما ان سوى لمع برق من منازلهم * الا تأوه مشتاقا لقربهم (8)
من بعد ناضر عيش بات ناظره * يرعى خمايل حسن من جمالهم (9)
يرى أبا ثابت للعين منظرهم * أذودهم لي ابنه أيام وصلهم (10)
ما راق لي وصف غزلان النقا غزلا * لولا مراعاة معنى من نفارهم (11)
ان ادن ينأوا وان أرضيتهم غضبوا * أو ابذل الروح ضنوا بالتماحم (12)
لعتبهم همت في وادي الأسى فرقا * من الصدور ومن يقوى لعتبهم (13)
جار الزمان فلم يسمح بوصلهم * وما حمته يد الاقدار لم يرم (14)
وحال ما بيننا دهر جفا وعنا * يا دهر حسبك من ظلمي ببينهم (15)
ويا صبا خطرت من أرضهم سحرا * رياك أم نشر مسك غير مكتتم (16)
ويا أحباي بالجرعاء من أضم * هل عائد زمن الجرعاء من اضم (17)
الاستعارة
إذا اجتلى الوجه الآمال مسفرة * كأنها حين تجلى ثغر مبتسم
الاستطراد
وصادح الإنس يشدو ساجعا طربا * على غصون الهنا شدوى بمدحهم
التذييل
فاليوم عز احتمالي للفراق وقد * عدمت رشدي وما الوجدان كالعدم
الجمع مع التقسيم
باؤوا وبان سروري مزمعا معهم * فالجسم للسقم والاحشاء للضرم
المقابلة
وكنت اطلب يوم * الوصل مجتهدا
فصرت اندب ليل * الهجر من سام
الانسجام
وسوموا بالتجني وعد مغرمهم * فليت شعري ما الداعي لمطلهم



(1) براعة المطلع.
(2) الجناس التام.
(3) اللاحق.
(4) المصحف والمحرف.
(5) المركب.
(6) المذيل والمطرف.
(7) التفيق.
(8) القلب.
(9) اللفظي.
(10) المعنوي.
(11) حسن التعليل.
(12) الطباق.
(13) رد العجز على الصدر.
(14) ارسال الممثل.
(15) الالتفات.
(16) تجاهل العارف.
(17) التفهم.
17
المغايرة
أهوى السهاد لان السهد ان بعدوا * أعان طرفي على تمثيل شخصهم
الكلام الجامع
وكم أحب امرؤ شيئا فهون ما * يلقاه من تعب فيه ومن ألم
المواربة والتهكم
دع يا عذول ملامي في محبتهم * فأنت عني غني واعف عن كرم
التسلم
فان سمعي لا يصغي إلى عذل * وهبه أصغى فما شوقي بمنصرم
التفويف
أكثر أقل أنطقن اصمت أعزاهن * أبهم اضح اعذار انذر الطف انتقم
الاحتباك
تروم بالعذل لي نصحا واتبعهم * طوع الهوى فكأني غير متهم
الهزل الذي يراد به الجد
خل التوغل في عذل المشوق وقل * كيف المقام على التقيد والسلام
عتاب المرء نفسه
وثقت يا نفس بالذال فابتدروا * إلى الملام ولجوا في احتكامهم
التخيير
حسبت قربهم يبقي علي فما * أبقى ويغني فما أغنى من العدم
المنزلة
هم معشر لا يحل الوفد ساحتهم * ولا تلوح لهم نار على علم
الهجاء في معرض المدح
ما ان أصيب طعين وسط معركة * منهم ولا جادلوا خصما لدى حكم
القول بالموجب
قالوا وقد بالغوا في العذل واجتهدوا * عدلت قلت لحفظ العهد والذمم
المراجعة
قالوا تغيرت قلت الدهر ذو غير * قالوا جننت فقلت الصب ذو لمم
الاستدراك
قالوا الأحبة حلوا القلب منك وقد * حلوا ولكن مذقي في ودادهم
الاكتفاء
قالوا أ لم تسل جيران العذيب ولم * يأن الرجوع عن التهيام قلت لم
المناقضة
هيهات أسلو بلى أسلو إذا انقطعت * مني الحياة وعدت أنجم الظلم
إلى آخر القصيدة التي لم يتيسر لنا الآن الاطلاع على باقيها الموجود في
مجلة الرشاد.
مشايخه
منهم 1 السيد نصر الله الحائري الشهيد 2 السيد صدر الدين
القمي شارح الوافية 3 الشيخ احمد النحوي.
34: السيد حسين بن السيد رضا الحسيني البروجردي
ولد في 23 شوال سنة 1228 وقيل 1238 وتوفي سنة 1276 أو
77.
عالم فاضل جليل فقيه متكلم مفسر.
مشايخه
قرأ في الفقه على الشيخ حسن ابن الشيخ جعفر صاحب أنوار الفقاهة
وعلى صاحب الجواهر وفي الأصول على السيد شفيع الجابلقي البروجردي
وعلى صاحب الفصول. وفي التفسير على السيد جعفر الدارابي.
مؤلفاته
له من المؤلفات 1 زبدة المقال أو نخبة المقال في علم الرجال
منظومة في 1313 بيتا فرع منها سنة 1260 أو 1270 مطبوعة وترك
المجاهيل وجملة من العلماء المتأخرين فتممها المولى علي بن عبد الله بن
محمد بن محب الله بن محمد جعفر العلياري القراجه داغي التبريزي بمنظومة
سماها بهجة الآمال في زبدة المقال ثم شرح الأصل والتتمة بشرح سماه
بهجة الآمال في شرح زبدة المقال ومنتهى الآمال في خمسة مجلدات ثلاثة منها
في شرح زبدة المقال ومجلدتان في شرح منتهى الآمال وفي الذريعة سميت في
المطبوع منها بنخبة المقال وسماها العلياري الشارح لها بزبدة المقال. وعلم
الرجال لا يليق به النظم كما لا يخفى 2 رسالة في الكنى والألقاب مطبوعة
مع نخبة المقال 3 تفسير القرآن خرج منه مجلد كبير في مقدمات التفسير
وتفسير الفاتحة ونحو الثلث من سورة البقرة.
35: السيد حسين بن رضا بن علي أكبر ابن السيد عبد الله سبط السيد نعمة الله
الجزائري التستري مولدا ومنشأ ورياسة والنجفي تحصيلا ومدفنا.
توفي في النجف سنة 1291.
فقيه كامل من أجلة تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري والسيد علي
التستري وصاحب الجواهر صنف في الفقه فواكه الاحكام وفي الأصول فواكه الأصول
ورسالة فوز العباد.
السيد حسين ابن السيد رضا ابن السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي
النجفي.
ولد بالنجف سنة 1221 وتوفي سنة 1306 أراد النزول من سطح
داره فزلت رجله وسقط من الدرج وبقي من الفجر إلى الزوال وتوفي ودفن
بالنجف في مقبرة جده بجنب قبة الشيخ الطوسي.
كان فقيها ماهرا أصوليا أديبا شاعرا جليلا نبيلا زاهدا ورعا عرضت
عليه الأموال الهندية المعروفة وهي الموضوعة في البنك الانكليزي من قبل
امرأة هندية من الشيعة ليكون ريعها يصرف في النجف وكربلاء على يد
المجتهدين وهي في كل شهر خمسة آلاف روبية فلم يقبلها بل خرج من
النجف وسكن كربلاء مدة فرارا من الرياسة وانزوى وكان لا يأذن لاحد
بالدخول عليه كف بصره في آخر عمره فسافر إلى بلاد إيران سنة 1284
للمداواة وزار مشهد الرضا ع فلما قارب الحضرة الشريفة أنشد قصيدته
التي مطلعها:
كم أنحلتك على رغم يد الغير * فلم تدع لك من رسم ولا أثر

18
ولم يتيسر لنا العثور على باقيها حين التأليف، وأقام في خراسان مدة
فانجلى بصره ثم عاد إلى العراق ومر في طريقه على بني أعمامه في بروجرد
فأقام فيها برهة قرأ عليه فيها كثير من الأفاضل ثم غادرها ووصل النجف
سنة 1287 وأقام فيها مواظبا على العبادة ومجانبة الناس حتى أجاب داعي
ربه.
قال الشيخ محمد رضا الشبيبي في بعض مجامعيه في حقه: الفقيه
الأديب أخذ الفقه عن صاحب الجواهر وانفرد بالتدريس بعده واخذ عنه
جماعة وكان خاصا بالشيخ عباس مقصود علي صاهره على أخته اه‍. ولم
يظهر مرجع ضمير أخته. وفي الطليعة: كان أحد مجتهدي الزمن الذين
انتهى إليهم امر التقليد وكان مشاركا في أغلب العلوم ناسكا ورعا خفيف
الروح رقيق الحاشية نظيف القلب واللسان والبرد صبيح الوجه بهي الشكل
أديبا شاعرا اه.
مشايخه
1 الملا مقصود علي 2 شريف العلماء المازندراني قرأ عليهما أصول
الفقه. 3 صاحب الجواهر قرأ عليه الفقه ويروي عنه إجازة 4 الشيخ
حسن ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء يروي عنه إجازة.
تلاميذه
1 الميرزا جعفر ابن الميرزا علي نقي الطباطبائي يروي عنه إجازة
بتاريخ 1281 2 السيد محمد بن إسماعيل الموسوي الساروي المتوفي
بالمشهد الرضوي سنة 1310 يروي عنه إجازة بتاريخ 1305 3 السيد
مرتضى الكشميري النجفي 4 الشيخ فضل الله المازندراني الحائري 5
الميرزا صادق التبريزي 6 الميرزا محمد الهمداني صاحب فصوص
اليواقيت.
أولاده
1 السيد إبراهيم الشاعر المشهور 2 السيد محسن من العلماء.
3 السيد عبد الحسين
مؤلفاته
1 كتاب في الفقه 2 كتاب في الأصول 3 شرح منظومة جده
بحر العلوم نظما بطريق الاستدلال. والنظم لا يتسع لذلك 4 ديوان
شعره أكثره في أهل البيت ع.
أشعاره
من شعره قوله:
زدنا هوى والبين أنحلنا ضني * فالبين فينا لم يزل بمزيد
لكنني عود الخلال من الضنى * أحكي وتحكيه هلال العيد
وله في مدح أمير المؤمنين ع
هاتها صهباء تحكي للندامى * لون خديك لهيبا وضراما
قام يجلوها ويسقيني من الثغر * حاما ومن الصهباء جاما
فحباني بحميا ريقه * وانثنى يسقي نداماي المداما
انس الصب المعنى بالهوى * من سنا وجنته نارا فهاما
جل من قد جعل النار بها * أية للحسة بردا وسلاما
ان بدا ذاك المحيا في دجى * بسنا طلعته يجلو الظلاما
طلعة يشبهها البدر إذا * ما حوى البدر كمالا وتماما
عبقت في الحي من أنفاسه * نفحة تزري بأنفاس الخزامي
مفرد في حسنه مهما انثنى * أخجل الأغصان عطفا وقواما
أفأسلوه وفي قلبي هوى * البس الجسم نحولا وسقاما
لا وعينيه ولو اقضي أسى * لست أسلوه فدع عنك الملاما
رحت تلحو في ملامي جاهدا * أو يجدي اللوم صبا مستهاما
يا خليلي إذا ما جئتما * أهل ودي فاقرءا عني السلاما
البسوا جسمي سقاما بعد ما * سلبوا بالهجر من عيني المناما
واسألا بدر ثم غاب عن * ناظري هل حل هاتيك الخياما
عجبا أشكو نواه ولقد * حل في أكناف قلبي وأقاما
حبذا أيام انس سلفت * بالحمى أذكرها عاما فعاما
طال شجوي يا منى النفس فكم * ذا التجني والى ما وعلى ما
كلما ازددت صدودا وقلى * زدت في حبك شوقا وهياما
أفهل من نظرة تحيي حشي * مدنف أم رشفة تشفى الأواما
ذاب قلبي من شجي فيك فجد * لي بوصل قبلما ألقى الحماما
وترفق بمعنى طالما * ناح حتى علم النوح الحماما
فإلى من اشتكى جور رشا * لا يراعي لي عهدا وذماما
ويرى سفك دمي حلا له * ووصال الوامق العاني حراما
فاتر اللحظ متى نحوي رنا * سل من أجفان عينيه حساما
فاق أرام الحمى جيدا كما * فقت أهل الحب وجدا وغراما
وسما البدر سناء مثلما * قد سما خير الوصيين الأناما
ذاك صنو المصطفى الهادي ومن * شرف الله به البيت الحراما
العلي المرتقي في عزه * وعلاه مرتقى عز مراما
خصه الله بعلم وعلى * واصطفاه للورى طرا إماما
وحباه بمزايا لم تنل * أبد الدهر وجلت ان تراما
اسمها المشتق من أسمائه * ينعش الأرواح بل يحيي العظاما
وولاه العروة الوثقى التي * لا ترى فيها انقصاما وانفصاما
معدن الاسرار والعلم فكم * كشف الأستار عنه واللثاما
آية الله ولولاه لما * عرف الله ولا الدين استقاما
حيدر الكرار حامي الجار * والقاسم الجنة والنار سهاما
قوله الحق إذا قال وان * صال يوما صدم الجيش اللهاما
طلق الدنيا ثلاثا عفة * ورأى تطليقها ضربا لزاما
يا إماما شاد اعلام الهدى * وغدا للدين والدنيا قواما
لم تزل للخلق ملجا ورجا * وثمالا للأيامى واليتامى
وحمى يستدفع الخطب به * ان دهى الخطب وللكون نظاما
جللته قبة حفت بها * زمر الأملاك عزا واحتراما
كعبة الوفاد لم تبرح على * بابها الناس عكوفا وقياما
والى نحو حماه لم تذل * بهم أيدي المهارى تترامى
أخجل البحر صلات وندى * وقضى الدهر صلاة وصياما
طاهر من نسل طهر طاهر * والد الأطهار من سادوا الأناما
يا هداة بدأ الله بهم * وبهم قد جعل الله الختماما
بكم استمسكت للعفو ومن * بكم استمسك لم يلق آثاما
ذخر الباري لمن والاكم * غرفا فيها يلقون سلاما

19
ولمن عاداكم نار لظى * انها ساءت مقرا وسقاما
أهل بيت قد علا بيتهم * ركن بيت الله قدرا واحتراما
وبه تزدحم الأملاك * والمورد العذب ترى فيه ازدحاما
حجج الله على الخلق ومن * بهم في الجدب نستسقي الغماما
ولكم في محكم الذكر لهم * مدح فاقت على العقد انتظاما
أعرضوا عن كل لغو وزكوا * فإذا مروا به مروا كراما
ومشوا في الأرض هونا وإذا * جاهل خاطبهم قالوا سلاما
وسيصلي الله من خالفهم * لهب النار وان صلى وصاما
صاح ان جئت إلى أبوابهم * فالزم الأعتاب لثما واستلاما
ومن شعره قوله:
حتا م يرمي بالنوى متيما * قد أخلص الحب له وامحضا
يا خير آرام النقي رفقا بمن * يرى هواك خير فرض فرضا
هب انه يغضي ولكن الحشي * ملهبة منك بنيران الغضا
لو أنه يفضي إليك بعض ما * يكتمه لضاق عن ذاك الفضا
يجرع ما يجرع بالهجر وهل * لذي الهوى الا الرضا ان رفضا
قد أضرم الأحشاء حب شادن * علقته دون الظباء عرضا
لم أدر ان رنا بأسهم اللخط * قضت أم بأسياف القضا
نواظر ترمي على البعد الحشي * أشد من وقع السهام مضضا
يعبث في سفك دمي لا عن رضا * يا حبذا لو كان ذاك عن رضا
ملكته كلي طوعا فلما * غادرني يوم النوى مبعضا
لم انقض العهد ولم اسل وان * نسي العهود ساليا أو نقضا
كم من عذول لا مني فيه ولا * أراه الا حاسدا أو مبغضا
هيهات لا اصغي للوم لائم * ان صرح اللائم بي أو عرضا
وليس لي عمر الزمان في الورى * من غرض حسبي رضاه غرضا
فاحكم بما شئت علي لست في * حكمك يا أحلى الورى معترضا
غدوت من فرط الصدود والجفا * أكابد الوجد وأشكو المرضا
ولم يزل بعدك طرفي ساهرا * فلا وعينيك غفا أو غمضا
وطالما اعترضت دمعي مغريا * فهل ترى اليوم فتى لي معرضا
لله أيام مضت بقربكم * وصفو عيش بالغضى قد انقضى
فلست ارضى أحدا من الورى * عنكم ورب المأزمين عوضا
أهل قضى الدهر علي بالنوى * والدهر لا يعدل كيفما قضى
بالرغم قد صوح روض حسنه * مثل شهاب في دجى الليل أضا
راع الظباء الراعيات وخطه * بأبيض يحكي الحسام المنتضي
متيم فرط الهوى أنحله * فكاد لا يقوى على أن ينهضا
بالرغم قد صوح روض حسنه * والروض يذوي بعد ما قد روضا
شاب ولكن لم تشب آماله * أبعد شيب المرء عيش يرتضى
يأمل بعد أربعين حجة * ان يرجع العمر له وقد مضى
اما يرى به الهموم طنبت * والشيب حل والشباب قوضا
عالج وداو داء حب مزمن * أعياك يا صاحب بمدح المرتضى
من كون الكون له ومن له * فصل القضا حتما بيوم الانقضا
من فاق آفاق السماء رفعة * بها سوى الباري تعالى خفضا
من كان نفس المصطفى فهل ترى * يحكي علاه جوهرا أو عرضا
من بات في مضجعه وقاله * فقام في عبء العلى منتهضا
من مرد الصم العتاة سيفه * سيف يهابه القضا ان ومضا
من بارئ الخلق بفرض وده * في محكم الذكر عيانا فرضا
من بغدير خم في امرته * هادي البرايا للبرايا حرضا
سر الوجود حجة المعبود من * إليه أمر النشأتين فوضا
محض كمال نوره القدسي من * أنوار بارئ الورى تمحضا
جدل كل ضيغم إذا سطا * بصارم يجلو الدياجي ابيضا
ما مسكت كف القضا مقبضة * الا وللأرواح طرا قبضا
يا محرزا أسرار إعلام الورى * بأسرها وللضلال مدحضا
وماضي العزم فما ماثله * قط نبي من اولي العزم مضى
نور سامي ذكرك الأكوان ما * أنار بدر في الدياجي وأضا
مراثيه
اما مرثية الحبوبي فلم يمكننا استخراجها من ديوانه لان طابعيه اقتضى
رأيهم السديد ان لا يصرحوا بأسماء الأكثر ممن قيلت فيهم أشعاره وأما مرثية
العطار فلم يتيسر لنا العثور عليها. ومن مرثية ولده السيد إبراهيم قوله:
إذا الدهر أصلح من جانب * ألح فأفسد من جانب
فلم يجد منه وعدوائه * احتراز المقيم ولا الهارب
لكل امرئ اجل محرز * بذاك جرى قلم الكاتب
أرى الموت أقرب من حاجب * لعين وعين إلى حاجب
أبا محسن ان حسن الفعال * يعقب حسنا إلى الراغب
أطاعك عزم ولا صارم * إذا السيف عاصى يد الضارب
لقد كنت في زمن ما حل * كمثلك في زمن خاصب
رثيت ولم اقض من واجب * علي ولا البعض من واجب
سقيت وان كنت صوب الحيا * سكوبا بصوب الحيا الساكب
السيد حسين الفاري ابن السيد رضا على الطبيب الهندي المعروف بالإمامي
توفي بسامراء 24 جمادى الثانية سنة 1330 أو 34 ودفن في الرواق
القبلي.
عالم فاضل من تلاميذ السيد هادي صدر الدين الكاظمي ذكره
صاحب الذريعة في موضعين فقال في أحدهما:
السيد حسين الفاري ابن السيد رضا علي الطبيب الهندي المتوفى
بسمراء والمدفون بالرواق القبلي سنة 1330 له كتاب الأدعية والزيارات
وقال في الموضع الآخر السيد حسين ابن السيد رضا علي الطبيب الهندي
المعروف بالإمامي المتوفي بسامراء في 24 جمادى الثانية سنة 1334 تلميذ
السيد هادي صدر الدين الكاظمي املى عليه شيخه المذكور أصول الدين
من حفظه اه والظاهر أنهما واحد واختلاف تاريخ وفاتهما خطا ووصف
أحدهما بما لم يوصف به الآخر لا يضر يحتمل تغايرهما.
38: الحسين بن رطبة السوراوي
يأتي بعنوان الحسين بن هبة الله بن الحسين بن رطبة السوراوي.
39: الحسين بن الرماس العبدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه.
40: الحسين بن الرواسي
هو الحسين بن عثمان بن زياد الرواسي الآتي.

20
الحسين بن الروندي الدينوري يكنى أبا محمد كوفي الأصل مولى بجيلة.
ذكره الشيخ في رجاله بهذا العنوان في أصحاب الرضا ع ويوجد
الحسن مكبرا والظاهر أنهما واحد وان ذكرهما الشيخ بعنوانين فان مثل ذلك
كثير في كلامه للشخص الواحد والله أعلم.
42: أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر النوبختي
توفي في شعبان سنة 326 ببغداد ودفن بها.
والنوبختي نسبة إلى نوبخت جدهم ذكر في إبراهيم بن إسحاق.
محل قبره ببغداد
قال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة: اخبرني الحسين بن إبراهيم
عن أبي العباس أحمد بن علي بن نوح عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن أحمد
الكاتب ابن بنت أم كلثوم بنت أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ان
قبر أبي القاسم الحسين بن روح في النوبختية في الدرب الذي كانت فيه دار
علي بن أحمد النوبختي النافذ إلى التل والى درب الاجر والى قنطرة الشوك
اه ويوجد اليوم في الجانب الشرقي من بغداد قبر ينسب إليه ويزار فيه وقد
حقق الدكتور مصطفى جواد البغدادي فيما كتبه في مجلة العرفان ج 24 ص
379 بطلان هذه النسبة وان قبره في الجانب الغربي وقد درس فيما درس من
قبور العظماء والعلماء في ذلك الجانب واستدل لذلك بقول ابن خلكان في
ترجمة الحسن بن محمد المهلبي الوزير انه دفن بمقابر قريش في مقبرة
النوبختية فعلم من هذا ان مقبرة النوبختية كانت في مقابر قريش التي دفن
فيها الإمام موسى الكاظم ع بالجانب الغربي من بغداد.
وان أراد الطوسي من النوبختية محلة النوبختية لا مقبرتهم لم يضر لأن
محلة النوبختية كانت في الجانب الغربي أيضا يدل عليه قول هبة الله الكاتب
المتقدم ان النوبختية في الدرب النافذ إلى درب الاجر ففي مراصد الاطلاع
ص 3 طبع إيران عند الكلام على لفظ اجر ان درب الاجر محلة من محال
نهر طابق ببغداد وخربت وبنهر معلى درب الاجر بالجعفرية عامر أهل اه
ونهر طابق كان في الجانب الغربي ففي المراصد أيضا نهر طابق محلة كانت
ببغداد من الجانب الغربي ونهر معلى كان بالجانب الشرقي وأراد هبة الله
الكاتب يدرب الاجر المحلة التي كانت بالجانب الغربي لذكره معه قنطرة
الشوك التي هي في الجانب الغربي ففي المراصد ان نهر عيسى كورة كبيرة في
غربي بغداد يأخذ من الفرات إلى أن قال ثم يتفرع منه انهار تخرق إلى
مدينة السلام وتمر بعدة قناطر وعد منها قنطرة الشوك ثم يصب في دجلة
فعلم من ذلك أن نهر عيسى الذي على بعضه قنطرة الشوك يأتي من الفرات
ويصب في دجلة فتكون قنطرة الشوك غربي دجلة والخطيب في تاريخ بغداد
ج 1 ص 91 قال إنها في الجانب الغربي وكذلك ياقوت في معجم الأدباء ج
5 ص 403 وابن الجوزي في مناقب بغداد ص 18 اه.
أقوال العلماء فيه
هو ثالث السفراء الأربعة في الغيبة الصغرى أولهم عثمان بن سعيد
العمري وثانيهم ابنه محمد بن عثمان وثالثهم هو ورابعهم علي بن محمد
السمري ثم حصلت الغيبة الكبرى وانقطعت السفارة قال الشيخ الطوسي
في كتاب الغيبة كان أبو القاسم رحمة الله من أعقل الناس عند المخالف
والموافق ويستعمل التقية ثم روى عن أبي عبد الله بن غالب حمو أبي
الحسن بن أبي الطيب قال ما رأيت من هو أعقل من الشيخ أبي القاسم
الحسين بن روح قال وأخبرني جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد
الصفواني حدثني الحسين بن روح رض ان يحيى بن خالد سم
موسى بن جعفر ع في إحدى وعشرين رطبة وبها مات وان
النبي ص الأئمة ع جميعا ما ماتوا الا بالسيف أو السم. وقد ذكر
الرضا ع انه سم وكذلك ولده وولد ولده قال وسأله بعض المتكلمين
وهو المعروف بترك الهروي فقال له كم بنات رسول الله ص؟ فقال أربع
قال فأيهن أفضل؟ قال فاطمة قال ولم صارت أفضل وكانت أصغرهن سنا
وأقلهن صحبة لرسول الله ص؟ قال لخصلتين خصها الله بهما تطولا عليها
وتشريفا واكراما لهما إحداهما انها رثت رسول الله ص ولم يرثه غيرها من
ولده والأخرى ان الله تعالى أبقى نسل رسول الله ص منها ولم يبقه من
غيرها ولم يخصصها بذلك الا لفضل اخلاص عرفه من نيتها قال الهروي فما
رأيت أحدا تكلم وأجاب في هذا الباب بأحسن ولا أوجز من جوابه.
وروى الشيخ في كتاب الغيبة قال اخبرني ابن إبراهيم عن ابن نوح
عن أبي نصر هبة الله بن محمد بن بنت أبي جعفر رض قالت: كان أبو
القاسم الحسين بن روح رض وكيلا لأبي جعفر رض سنين كثيرة ينظر
له في املاكه ويلقي بأسراره لرؤساء من الشيعة وكان خصيصا به حتى أنه
كان يحدثه بما يجري بينه وبين جواريه لقربه منه وانسه به قالت وكان يدفع
إليه في كل شهر ثلاثين دينارا رزقا له غير ما يصل إليه من الوزراء والرؤساء
من الشيعة مثل آل الفرات وغيرهم لجاهه وموضعه وجلالة محله عندهم
فحصل في أنفس الشيعة محصلا جليلا لمعرفتهم باختصاص أبي إياه وتوثيقه
عندهم ونشر فضله ودينه وما كان يحتمله من هذا الامر فمهدت له الحال في
طول حياة أبي إلى أن انتهت الوصية إليه بالنص عليه فلم يختلف في امره ولم
يشك فيه أحد الا جاهل بأمر أبي أولا مع اني لست اعلم أن أحدا من
الشيعة شك فيه وقد سمعت هذا من غير واحد من بني نوبخت رحمهم الله
مثل أبي الحسن بن كبرياء وغيره.
إقامة محمد بن عثمان العمري
الحسين بن روح مقامه بأمر الإمام ع
روى الشيخ في كتاب الغيبة بسنده عن أبي جعفر بن علي الأسود

21
قال: كنت احمل الأموال التي تحصل في باب الوقف إلى أبي جعفر محمد بن
عثمان العمري رحمه الله فيقبضها مني فحملت إليه يوما شيئا من الأموال
في آخر أيامه قبل موته بسنتين أو ثلاث سنين فأمرني بتسليمه إلى أبي القاسم
الروحي فكنت أطالبه بالقبوض فشكا ذلك إلى أبي جعفر فأمرني ان لا
أطالبه بالقبوض وقال كل ما وصل إلى أبي القاسم فقد وصل إلي فكنت
احمل بعد ذلك الأموال إليه ولا أطالبه بالقبوض.
وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا مسندا عن أبي عبد الله جعفر بن
محمد المدائني قال: كان من رسمي إذا حملت المال الذي في يدي إلى الشيخ
أبي جعفر محمد بن عثمان العمري قدس سره ان أقول له ما لم يكن أحد
يستقبله بمثله هذا المال ومبلغه كذا وكذا للامام فيقول لي نعم دعه فأراجعه
فأقول له تقول لي انه للامام فيقول نعم للامام فصرت إليه آخر عهدي به
ومعي أربعمائة دينار فقال لي امض بها إلى الحسين بن روح فتوقفت فقلت
تقبضها أنت مني على الرسم فقال كالمنكر لقولي قم عافاك الله فادفعها إلى
الحسين بن روح فلما بلغت بعض الطريق رجعت كالشاك فدققت الباب
فخرج إلي الخادم فقلت استأذن لي فراجعني وهو منكر لقولي فقلت لا بد من
لقائه فخرج وجلس على سرير ورجلاه فيهما نعلان تصف حسنهما وحسن
رجليه فقال لي ما الذي جرأك على الرجوع فقلت لم أجسر على ما رسمته لي
فقال وهو مغضب قم عافاك الله فقد أقمت أبا القاسم الحسين بن روح
مقامي ونصبته منصبي فقلت بأمر الإمام فقال قم عافاك الله كما أقول لك
فلم يكن عندي غير المبادرة فصرت إلى أبي القاسم بن روح وهو في دار
ضيقة فعرفته ما جرى فسر به وشكر الله عز وجل ودفعت إليه الدنانير
وما زلت احمل إليه كلما يحصل في يدي بعد ذلك وروى فيه باسناده عن
جعفر بن أحمد بن متيل القمي انه كان لمحمد بن عثمان العمري من
يتصرف له ببغداد نحو من عشرة أنفس وأبو القاسم بن روح فيهم وكلهم
كانوا أخص به من أبي القاسم بن روح حتى أنه كان إذا احتاج إلى حاجة
ينجزها على يد غيره لما لم يكن له تلك الخصوصية فلما كان وقت مضي أبي
جعفر وقع الاختيار عليه وكانت الوصية إليه. ثم حكى عن جعفر بن محمد
المدائني انه قال: قال مشايخنا كنا لا نشك انه ان كانت كائنة من أبي جعفر
لا يقوم مقامه الا جعفر بن أحمد بن متيل أو أبوه لما رأيناه من الخصوصية به
وكثرة وجوده في منزله حتى أنه كان في آخر عمره لا يأكل طعاما الا ما
أصلح في منزل جعفر وأبيه بسبب وقع له فلما وقع الاختيار على أبي القاسم
سلموا ولم ينكروا وكانوا معه وبين يديه كما كانوا مع أبي جعفر رض ومنهم
جعفر بن أحمد بن متيل. وروى الشيخ في كتاب الغيبة أيضا عن أبي محمد
هارون بن موسى قال: اخبرني أبو علي محمد بن همام رضي الله عنه وأرضاه
ان أبا جعفر محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه جمعنا قبل موته وكنا
وجوه الشيعة وشيوخها فقال لنا ان حدث علي حدث الموت فالأمر إلى أبي
القاسم الحسين بن روح النوبختي فقد أمرت ان اجعله في موضعي بعدي
فارجعوا إليه وعولوا في أمروكم عليه. وروى فيه أيضا بسنده عن جماعة من
بني نوبخت ان أبا جعفر العمري لما اشتدت به حاله اجتمع جماعة من وجوه
الشيعة منهم أبو علي بن همام وأبو عبد الله بن محمد الكاتب وأبو عبد الله
الباقطاني وأبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي وأبو عبد الله بن الوجناء
وغيرهم من الوجوه الأكابر فدخلوا على أبي جعفر فقالوا له ان حدث امر
فمن يكون مكانك فقال لهم هذا أبو القاسم الحسين بن روح بن أبي بحر
النوبختي القائم مقامي والسفير بينكم وبين صاحب الامر والوكيل له والثقة
الأمين فارجعوا إليه أموركم وعولوا عليه في مهماتكم فبذلك أمرت وقد
بلغت أقول وكانت مدة سفارته بعد موت محمد بن عثمان نحوا من
إحدى وعشرين أو اثنين وعشرين سنة قال ابن الأثير في حوادث 305 فيها
في جمادى الأولى مات أبو جعفر محمد بن عثمان العمري رئيس الامامية
وكان يدعي انه الباب إلى الإمام المنتظر وأوصى إلى أبي القاسم الحسين بن
روح اه.
وفي لسان الميزان الحسين بن روح بن بحر (1) أبو القاسم أحد رؤساء
الشيعة في خلافة المقتدر وله وقائع في ذلك مع الوزراء ثم قبض عليه
وسجن في المطمورة وكان السبب في ذلك بياض في الأصل ومات سنة
326 (2) وقد افترى له الشيعة الإمامية حكايات وزعموا أن له كرامات
وكشفات وزعموا أنه كان في زمانه الباب إلى المنتظر وانه كان كثير الجلالة في
بغداد والعلم عند الله اه وسبب حبسه لم أظفر به في تاريخ ابن الأثير وفي
غيبة الطوسي ما يشير إلى حبسه فإنه روى عن محمد بن الحسن بن جعفر
ابن إسماعيل بن صالح الصيمري انه قال لما حبس الحسين بن روح انفذ
من محبسه في دار المقتدر توقيعا في ذم الشلمغاني في ذي الحجة سنة 312 إلى
أبي علي بن همام وأملاه أبو علي علي وعرفني ان أبا القاسم الحسين بن روح
راجع في ترك اظهاره فإنه في يد القوم وحبسهم فامر باظهاره وان لا يخشى
ويا من فتخلص وخرج من الحبس بعد ذلك بمدة يسيرة اه ونسبته إلى
الشيعة انها اقترت له حكايات: من باب المرء عدو ما جهل فهؤلاء كلما رأوا
شيئا لم تألفه نفوسهم نسبوه إلى الافتراء ولا عجب فالأمم السالفة كانت
كذلك كما حكاه الله تعالى عنها في الكتاب العزيز.
مؤلفاته
له كتاب التأديب قال الشيخ في كتاب الغيبة ص 254: اخبرني
الحسين بن عبيد الله عن أبي الحسن محمد بن أحمد بن داود القمي حدثني
سلامة بن محمد قال انفذ الشيخ الحسين بن روح كتاب التأديب إلى قم
وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم انظروا في هذا الكتاب وانظروا فيه
شئ يخالفكم فكتبوا إليه انه كله صحيح وما فيه شئ يخالف الا قوله في
الصاع في الفطرة نصف صاع من الطعام والطعام عندنا مثل الشعير من كل
واحد صاع اه.
43: السيد حسين بن روح الله الحسيني الطبسي ثم الحيدرآبادي نزيل حيدر
آباد الدكهن المتخلص باسان المعروف بصدر جهان
في الرياض: فاضل جليل كان يسكن حيدرآباد من بلاد الهند إلى أن
توفي بها وهو من المتأخرين رأيت من مؤلفاته ذخيرة الجنة في اعمال السنة
والأدعية والآداب بالفارسية ألفه للسلطان إبراهيم قطبشاه ملك حيدرآباد
الشيعي اه. وله الرسالة الصدرية في الصيد والذبائح ألفها للسلطان
قطبشاه ذكر فيها أسماء الحيوانات والطيور والحشرات بالفارسية والعربية
والتركية والدكهنية مرتبة على حروف المعجم وذكر حكم كل واحد منها
وحكمته وفائدته الطبية وغيرها مع حكاية متعلقة به جيدة نافعة يروي
بالإجازة عن الشيخ محمود بن محمد بن علي بن حمزة اللاهيجي تلميذ



(1) الذي في كتب أصحابنا ابن أبي بحر.
(2) في النسخة المطبوعة مات سنة ست واثنتين وثلاثمائة واختلاله ظاهر. (المؤلف).
22
الشهيد بتاريخ 23 شوال سنة 974 ويروي بالإجازة أيضا عن السيد
حسن بن نور الدين الحسيني الشفتي وفي الذريعة ان صاحب الرياض ترجمه
في موضعين بعنوان حسن وحسين اه لكني لم أجده في الرياض الا بعنوان
حسين.
44: السيد حسين رهنما الشهيد ابن السيد شمس الدين دانيال الموسوي الصفوي
الكشميري
قال السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي نزيل قم فيما كتبه إلينا ما
صورته: كان من أعيان عصره في العلم والورع والتقى والفضل قتل ظلما
بكشمير و قبره بقرية يقال لها تولرزو اي محل الزنابير مزور معروف وله آثار
خيرية من المساجد والحسينيات وتواليف في الفقه والإمامة والعرفان وبسبه
استبصر جماعة من أهل كشمير وعقبه كثيرون منتشرون ببلاد كشمير وتبت
ويتصل نسبهم مع نسب الصفوية وذكرت نسبهم مفصلا في كتابي المشجر
اه.
45: الحسين بن رياب
مر بعنوان الحسين بن رائب.
46: الحسين بن زايدة
في التعليقة: روى النص على الأئمة الاثني عشر عن الصادق ع
عن الرسول ص والظاهر أنه الحسين بن زيد الآتي ووقع تصحيف
في اسمه.
الحسين بن الزبرقان القمي يكنى أبا الخزرج
قال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع الحسين بن
الزبرقان روى عنه البرقي وفي الفهرست الحسين بن الزبرقان يكنى أبا
الخزرج له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة
عن أحمد بن أبي عبد الله عنه وذكره النجاشي بعنوان الحسن وتقدم وفي
لسان الميزان الحسين بن الزبرقان ذكره الطوسي في مصنفي الشيعة.
48: الحسين بن زرارة بن أعين أخو الحسن
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر في أخيه الحسن
دعاء الصادق ع لهما برواية الكشي بسند صحيح وفي رواية صفوان
عنه ما يشير إلى وثاقته وفي لسان الميزان ذكره الكشي في رجال جعفر
الصادق رحمة الله عليه.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية ابن بكير وصفوان بن يحيى والبرقي
وبشير وعلي بن أسباط عنه.
49: الشيخ حسين بن زعل البحراني
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة فقال كان عالما محدثا شاعرا أديبا قدم إلينا في أوائل حاله
ولبث مدة ثم سافر إلى بلاد العجم لطلب العلم وسكن أخيرا في الأهواز
ببلدة رامهرمز ورأيته هناك ثم انتقل إلى بهبهان والدورق وخلف آباد وغير
محاريبها ومقابرها وأصر على ذلك ثم سافر إلى الحج وتوفي راجعا في الطريق
وبلغني انه لما نظر إلى البيت وتأمل وضعه وأركانه ومطلع الشمس ومغربها
انكشف له خطا اجتهاده وتصويب القبلة القديمة في البلاد المذكورة واعترف
بذلك وأشهد به أصحابه عند الوصية.
وفي نشوة السلافة: الفاضل الشيخ حسني بن زعل تنصب له في
الأدب الراية البيضاء ويحسن لمثله المدح والثناء شعره كأنه الرياض الزاهرة
فكم طال على غيره به في مقام المفاخرة فمن شعره ما مدح به صاحب نشوة
السلافة من قصيدة:
أبا الفضل ان شاهدت عيبا فسده * فإنك أهل ان تسد المعائبا
فسحبان بين القوم ان رحت ناظما * وقس امام الناس ان رحت خاطبا
أبا الفضل أنت اليوم حصن ومعقل * إذا انشبت فينا الليالي مخالبا
فيا رمحي العسال في كل حومة * أطاعن فيها للزمان كتائبا
ويا صارمي ان صال دهر يريبه * وفلت يد الأيام مني مضاربا
ويا درعي الحامي إذا اشتجر القنا * وصادمت من جيش الخطوب مقانبا
انا اليوم في ارض العراق وليس لي * معين إذا ناديت لبى مجاوبا
واني لأرجو والرجاء يقودني * إليك ولم أعهد رجائي كاذبا
ولي شيعة لا ترتضي الذل مألفا * وان اردكت مني العداة مآربا
عليك ثنائي أين حلت ركائبي * كما أثنت القفرا على الغيث ساكبا
50: الشيخ عز الدين حسين بن زمعة المدني
عالم فاضل يروي إجازة عن الشهيد الثاني بتاريخ أوائل شوال سنة
948.
51: الحسين بن زياد
ذكره الشيخ في رجاله في موضعين في أصحاب الرضا ع وفي
بعض النسخ ابدال أحدهما بالحسن مكبرا وابقاء الآخر وقال في الفهرست
الحسن بن زياد له كتاب الرضا ع رواه الوليد بن حماد عنه ويمكن كونهما
أخوين وفي لسان الميزان الحسين بن زياد الكوفي ذكره الطوسي في مصنفي
الشيعة.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية أبان بن عثمان عنه عن أبي عبد الله
ع ورواية علي بن القاسم عن جعفر بن محمد عنه وإذا كان من أصحاب
الرضا ع فروايته عن الصادق ع مرسلة.
52: أبو عبد الله الحسين ذو الدمعة أو ذو العبرة بن زيد الشهيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع المدني الكوفي، جدنا الذي
ينتهي إليه نسبنا
مولده ووفاته ومدفنه
ولد بالشام سنة 114 أو 115 وتوفي سنة 190 أو 191 عن 76 سنة
وينبغي ان تكون وفاته ودفنه بالمدينة لأنها محل سكناه كما يشير إليه قول
الشيخ، كما يأتي انه مدني لكن بنواحي الحلة مشهد منسوب إليه واعراب
تلك الجهات يسمون صاحبه أبو دميعة ولعله توفي هناك أيام تردده إلى
الكوفة أو سكناه بها كما يشير إليه وصف الذهبي له بالكوفي، وتاريخ مولده
ووفاته كما ذكرنا يستفاد من الجمع بين قول صاحب عمدة الطالب انه كان
عمره عند شهادة أبيه سبع سنين وقول المؤرخين ان أباه استشهد سنة 121
أو 122 كما في كامل ابن الأثير وغيره وقولهم ان عمر الحسين 76 سنة كما

23
عن أبي نصر البخاري فإذا أسقطنا 7 من 121 بقي 114 فإذا أضفنا 76
بلغت 190 وفي تهذيب التهذيب قرأت بخط الذهبي انه توفي في حدود
190 وله أكثر من 80 سنة اه وعن تقريب ابن حجر مات وله ثمانون سنة
في حدود 190 وإذا كان له عند وفاته ثمانون سنة أو أكثر وقد ولد سنة
114 تكون وفاته سنة 194 أو أكثر وتاريخ مولده لم يذكره أحد صريحا
والأقوال في تاريخ وفاته عدا ما ذكرناه لا تكاد تصح ففي عمدة الطالب انه
توفي سنة 135 وهو المنقول عن مؤلف بحر الأنساب وسراج الدين
المخزومي وقال السيد تاج الدين بن زهرة في غاية الاختصار مات سنة 134
وفي عمدة الطالب قيل مات سنة 140 قال أبو نصر البخاري وهو الصحيح
اه. وعن الميرزا حسين النوري المعاصر انه اختار في الحكاية 93 من الباب
السابع من كتابه النجم الثاقب انه توفي سنة 125 لكنه في خاتمة
المستدركات قال إنه توفي سنة 135 ويدل على بطلان هذه الأقوال ما سيأتي
في اخباره عن ابن الأثير في حوادث سنة 145 انه كان في عسكر محمد بن
عبد الله والله أعلم كم بقي بعد ذلك ويدل على بطلانها أيضا انه إذا كانت
وفاة أبيه حدود 120 ووفاته هو سنة 135 أو 34 أو 25 أو 45 وعمره عند
وفاة أبيه 7 سنين يكون عمره 20 سنة أو 19 أو 10 سنين أو 30 سنة لا
76 والحاصل انه لا يمكن الجمع بين تاريخ وفاة أبيه ومدة عمره عند وفاة
أبيه ومدة عمره هو وبين أحد هذه الأقوال الأربعة فلا بد ان يكون واحد
من هذه الأمور خطا والا فالصواب في وفاته ما ذكرناه موافقا لما قاله الذهبي
وابن حجر. وذكر الفاضل السيد محمد علي المعروف بهبة الدين الشهرستاني
المعاصر في رسالته في أحوال ذي الدمعة عدة وجوه لبطلان ان وفاته سنة
135 منها انهم ذكروا انه زوج ابنته من المهدي العباسي والمهدي توفي
سنة 169 عن 43 سنة فتكون ولادته سنة 127 فلو كان ذو الدمعة توفي
سنة 135 وقد زوجه ابنته سنة وفاة ذي الدمعة على الأكثر لكان قد زوجه
إياها وعمر المهدي تسع سنين ومنها ان أخاه يحيى كان أكبر ولد أبيه وقتل
سنة 125 وعمره 18 سنة فلو كانت وفاة الحسين سنة 135 مع أنه عمر 76
سنة لكان عمره عند قتل أخيه 66 سنة فكيف يكون يحيى أكبر منه ومنها
انه إذا كان عمره 76 سنة وقتله سنة 135 يلزم ان يكون أكبر من أبيه
بخمس وثلاثين سنة لأن أباه قتل حدود 121 عن 43 سنة ومنها روايته
عن الكاظم ع المولود سنة 129 فلو كانت وفاة الحسين سنة 135
لزم ان يكون روى عنه وعمر الكاظم 6 سنين ومنها رواية أصحاب
الرضا والجواد ع عنه المتأخرة أعصارهم كمحمد بن أبي عمير
المتوفى سنة 217 ممن أدركوا عصر الكاظم ع المتوفي 183 ولم يرووا عنه
ولم يدركوا عصر الصادق ع المتوفى سنة 148 فكيف أدركوا ذا الدمعة لو
كانت وفاته 135 أمه أم ولد.
كنيته
في عمدة الطالب ومقاتل الطالبيين يكني أبا عبد الله وكذا كناه غير
واحد من النسابين والمؤرخين وغيرهم فيكون أبوه قد سماه باسم جده وكناه
بكنيته ولكن عن كتاب بحر الأنساب وجملة من كتب الأنساب انه يكنى أبا
عاتقة ومثله عن كتاب النجم الثاقب للنوري وعن بعض أبو عاتكة وهي
كنية متروكة.
لقبه
يلقب ذا الدمعة وذا العبرة لكثرة بكائه حتى أضر في آخر عمره في
مقاتل الطالبيين حدثني علي بن العباس حدثنا عباد بن يعقوب قال كان
الحسين بن زيد يلقب ذا الدمعة لكثرة بكائه. حدثني علي بن أحمد بن
حاتم حدثنا الحسن بن عبد الواحد حدثنا يحيى بن حسين بن زيد قال قالت
أمي لأبي ما أكثر بكاءك فقال وهل ترك السهمان والنار سرورا يمنعني من
البكاء يعني السهمين الذين قاتل بهما أبوه زيد وأخوه يحيى اه اما النار
فالظاهر أنه أراد بها نار الآخرة التي يبكي من خوفها ويحتمل ان يريد النار
التي أحرق بها جسد أبيه. وفي مستدركات الوسائل انما لقب بذي الدمعة
لبكائه في تهجده في صلاة الليل وقال غيره سمي بذي العبرة لكثرة بكائه في
تهجده وعند صلاته في الليل والنهار.
أقوال العلماء فيه
يستفاد من مجموع كلام من ترجمه انه كان عالما ورث علما جما من ابن
عمه الإمام جعفر الصادق ع محدثا مؤلفا نسابة زاهدا عابدا خاشعا ثقة
ورعا جليلا شيخ أهله وكريم قومه. من رجال بني هاشم لسانا وبيانا وعلما
وفضلا ونفسا وجمالا وزهدا وإحاطة بالنسب.
في عمدة الطالب: الحسين ذو الدمعة وذو العبرة ويكنى أبا عبد الله
وأمه أم ولد وعمي في آخر عمره وزوج ابنته من المهدي محمد بن المنصور
العباسي وهو من أصحاب الصادق جعفر بن محمد قتل أبوه وهو صغير فرباه
جعفر بن محمد وقال النجاشي: الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أبو
عبد الله يلقب ذا الدمعة كان أبو عبد الله ع تبناه ورباه وزوجه بنت
الأرقط، روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع. وفي مستدركات
الوسائل: رباه الصادق ع فأورثه علما جما وكان زاهدا اه وكفى في
فضله تربية الصادق ع له وتبنيه إياه وايراثه إياه علما جما، وللصدوق في
الفقيه طريق إليه هكذا محمد بن علي ماجيلويه عن محمد بن يحيى العطار
عن أيوب بن نوح عن محمد بن أبي عمير عنه ورجال السند من الاجلاء.
وفي الفهرست: الحسين بن زيد له كتاب وذكره الشيخ فيه رجاله في
أصحاب الصادق ع فقال الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع أبو عبد الله مدني. وفي التعليقة: روى
النص على الاثني عشر عن الصادق عن الرسول ص ويروي عن الحسين بن
زيد صفوان بن يحيى وفيه أشار بوثاقته ويكفي له تبني الصادق أيا وتربيته بل
هذا غاية المدح اه وفي المستدركات عن رياض العلماء ولم أجده في
نسختين منه يروي عنه غير ابن أبي عمير صفوان ويونس بن عبد الرحمن
وابان بن عثمان وذكر محل روايتهما عنه من الكافي وخلف بن حماد وعلي بن
أسباط وغيرهم قال فلا مجال للتأمل في وثاقته وذلك لرواية هؤلاء الاجلاء
عنه وفيهم من أصحاب الاجماع وعن كتاب عيون الرجال: الحسين بن
زيد بن علي ثقة جليل روى عن الصادق والكاظم ع. وعن
مشجر نسب العبيدلي: الحسين بن زيد الشهيد محدث جليل ورع. وعن
بعضهم انه أحد المصنفين الأربعمائة وعن ابن عقدة انه ذكر اسمه في
أصحاب الصادق المعظمين. وفي كتاب غاية الاختصار: ومن أعاظمهم
اي بني زيد الشهيد الحسين ذو الدمعة لكثرة بكائه كان سيدا جليلا شيخ
أهله وكريم قومه وكان من رجال بني هاشم لسانا وبيانا وعلما وزهدا وفضلا
وإحاطة بالنسب روى عن الصادق جعفر بن محمد ع. وعن
الشريف عز الدين إسماعيل بن الحسين الديباجي المروزي المتوفى بعد سنة
614 في كتابه الفخري: الحسين بن زيد ذو الدمعة أو العبرة العالم المحدث

24
الناسك مات وله 76 سنة وكان رجل بني هاشم لسانا وبيانا ونفسا وجمالا
وعن النسابة علي بن أبي الغنائم في المجدي: الحسين بن زيد يكنى أبا عبد
الله إلى أن قال وقد تكفل به الصادق ع بعد قتل أبيه وأخيه يحيى
فأصاب الحسين بن زيد عن الصادق علما كثيرا وكان الحسين ورعا. وعن
الشيخ أبي نصر سهل بن عبد الله البخاري أستاذ النسابين في كتاب سر
السلسلة العلوية: الحسين بن زيد بن علي ذو العبرة العالم المحدث الناسك
مات وله 76 سنة قتل أبوه وهو صغير فرباه جعفر بن محمد وعلمه. وكان
الحسين رجل بني هاشم لسانا وبيانا ونفسا وجمالا وعن الشيخ سراج الدين
المخزومي: الحسين بن زيد المكنى بأبي عبد الله الشريف الخاشع الساجد
الراكع ويقال له ذو الدمعة لكثرة بكائه رضي الله عنه مات سنة 135 ولما
قتل أبوه ضمه إليه سيدنا الإمام جعفر الصادق ع ورباه وعلمه.
أقوال غيرنا فيه
عن ابن حجر في التقريب الحسين بن زيد بن علي بن الحسين ع
ق صدوق ربما أخطأ من الثامنة مات وله ثمانون سنة في حدود التسعين
وفي ميزان الذهبي الحسين بن زيد ق بن علي بن الحسين بن علي العلوي
أبو عبد الله الكوفي عنه علي بن المديني وقال فيه ضعف وقال أبو حاتم يعرف
وينكر وقال ابن عدي وجدت في حديثه بعض النكرة وأرجو انه لا باس
به. وفي تهذيب التهذيب ق الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي
ابن أبي طالب الهاشمي قال ابن أبي حاتم قلت لأبي ما تقول فيه فحرك بيده
وقلبها يعني يعرف وينكر وقال ابن عدي أرجو انه لا باس به الا اني وجدت
في حديثه بعض النكرة روى له ابن ماجة حديثا واحدا في الجنائز قلت روى
عنه علي بن المديني وقال فيه ضعف وقال ابن معين لقيته ولم اسمع منه
وليس بشئ ووثقه الدارقطني اه وق علامة على رواية ابن ماجة
القزويني عنه وقولهم ربما أخطأ وفيه ضعف ليس بشئ ويعرف وينكر اي
تارة يروي ما هو معروف وأخرى ما ليس بمعروف ولعل ذلك كله لروايته
هذا الحديث الذي نقله الذهبي في ميزانه عن ابن عدي قال أنبأنا أبو علي
أنبأنا عبد الله بن محمد بن سالم أنبأنا حسين بن زيد عن علي بن عمر بن
علي عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن أبيه عن
النبي ص قال لفاطمة ان الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك ثم روى عن
إبراهيم بن المنذر الخزامي عن حسين بن زيد حدثني شهاب بن عبد ربه
عن عمر بن علي بن الحسين حدثني عمي أبو جعفر عن أبيه عن جده عن
علي عن النبي ص وذكر الحديث وقال عند قوله عن عمي: الصواب انه
اخوه رواه الحاكم في مستدركه وما نبه على الخطأ في قوله عمي. ولما كان
هؤلاء لم يبينوا وجه الضعف ولا وجه النكارة في حديثه وكان المظنون ان
يكون الوجه اتباعه مذهب آبائه الطاهرين وروايته ما لا يلائم مشاربه
فقدحهم ان لم يفد القوة لم يفد الضعف، وان تعجب فعجب قبول رواية
قاتل الحسين ع وتوقفهم في سليل بيت النبوة الذي بلغ من تقواه ان
سمي ذا الدمعة لكثرة بكائه من خشية الله تعالى.
أحواله واخباره
كان يسكن المدينة المنورة كما يدل عليه قول الشيخ فيما مر انه مدني
وقوله انه رباه الصادق ع وقول أبي الفرج الآتي انه كان مقيما في منزل
جعفر بن محمد ع وقوله انه ظهر بالمدينة بعد قتل محمد وإبراهيم ظهورا
تاما ويدل وصف الذهبي له بالكوفي انه سكن الكوفة ويدل عليه أيضا
وجود قبره بنواحي الحلة القريبة من الكوفة كما مر ولعله سكن أخيرا سواد
الكوفة فتوفي هناك ودفن ونسبته إلى الكوفة بهذا الاعتبار والله أعلم. ويأتي
انه خرج بالمدينة ثم خرج إبراهيم الله بن الحسن ومعلوم ان محمدا خرج
بالمدينة ثم خرج إبراهيم بالبصرة فيقتضي ذلك أنه كان بالمدينة عند خروج
محمد فخرج معه ثم لما قتل محمد خرج متخفيا وجاء إلى البصرة وخرج مع
إبراهيم ولما قتل إبراهيم اختفى ثم ظهر ظهورا تاما بالمدينة ثم عاد إلى سواد
الكوفة وتوفي هناك، الا ان أبا الفرج لم يشر إلى رجوعه إلى الكوفة فربما
أشعر كلامه انه بقي بالمدينة إلى آخر عمره والله أعلم. وكان يحفظ القرآن
عن ظهر القلب ويأمر بذلك ولده كما في عمدة الطالب وقد أضر في آخر
عمره وكان كثير البكاء من خشية ربه وعلى مصاب أهله كما ذكره غير
واحد.
وكان الحسين بن زيد وأخوه عيسى خرجا مع محمد وإبراهيم ابني
عبد الله بن الحسن هكذا في رواية أبي الفرج في المقاتل وفي رواية ابن الأثير
اخوه علي بدل عيسى. قال ابن الأثير في حوادث سنة 145 كان الحسين
وعلي ابنا زيد بن علي بن الحسين بن علي خرجا مع محمد ابن عبد الله بن
الحسن المثنى لما خرج على المنصور، ولما بلغ المنصور ان ابني زيد أعانا
محمدا عليه قال عجبا لهما قد خرجا علي وقد قتلنا قاتل أبيهما كما قتله
وصلبناه كما صلبه وأحرقناه كما أحرقه اه‍ وفي مقاتل الطالبيين:
وممن توارى منهم ممن شهد مع محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن
الحسن تواريا طويلا فلم يطلب وامن فظهر الحسين بن زيد بن علي بن
الحسين ع ويكنى أبا عبد الله وروى بسنده ان الحسين بن زيد
شهد حرب محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن بن الحسن ع
ثم توارى وكان مقيما في منزل جعفر بن محمد ع وكان جعفر
رباه ونشأ في حجره منذ قتل أبوه وأخذ عنه علما كثيرا فلما لم يذكر فيمن
طلب ظهر لمن يأنس به من أهله واخوانه وكان أخوه محمد بن زيد مع أبي
جعفر المنصور مسودا ولم يشهد مع محمد وإبراهيم حربهما فكان يكاتبه بما
يسكن منه ثم ظهر بعد ذلك بالمدينة ظهورا تاما الا انه كان لا يجالس أحدا
ولا يدخل إليه الا من يثق به. وبسنده ان أبا جعفر المنصور قال العجب
من خروج ابني زيد يعني الحسين وعيسى وقد قتلنا قاتل أبيهما كما قتله
وصلبناه كما صلبه. وبسنده كان عيسى والحسين ابنا زيد مع محمد وإبراهيم
ابني عبد الله بن الحسن في حروبهما من أشد الناس قتالا وأنفذهم بصيرة
فبلغ ذلك عنهما أبا جعفر يعني الدوانيقي فكان يقول ما لي ولابني زيد وما
ينقمان علينا أ لم نقتل قتلة أبيهما ونطلب بثأرهما ونشف صدورهما من عدوهما
وبسنده عن الحسين بن زيد بن علي انه قال شهد مع محمد بن عبد الله بن
الحسن من ولد الحسين بن علي ع أربعة انا وأخي عيسى
وموسى وعبد الله ابنا جعفر بن محمد ع اه وموسى الظاهر أنه
الكاظم ع ولا يصح خروجه معهم.
مؤلفاته
مر قول بعضهم انه أحد المصنفين الأربعمائة اي الذين رووا عن
الإمام جعفر الصادق وألفوا فيما رووا عنه فقد ذكر أهل الرجال ان أربعمائة
من الثقات من أصحاب الصادق ع ألفوا أربعمائة كتاب سميت

25
بالأصول. وذكر النجاشي ان له كتابا قال وكتابه تختلف الرواية له قال أبو
الحسين محمد بن علي بن تمام الدهقان حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا
المحاربي حدثنا عباد بن يعقوب عن الحسين بن زيد اه. وفي الفهرست
الحسين بن زيد له كتاب رواه حميد عن إبراهيم بن سليمان عن الحسين بن
زيد اه. والظاهر أن كتابه هذا مجموع أحاديث يرويها.
أولاده
عن أبي نصر البخاري في السلسلة العلوية ان له من الأولاد 1 عبد
الله 2 القاسم 3 يحيى أمهم خديجة بنت عمر الأشرف بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم أعقبوا جميعا 4 علي الأصغر 5
الحسين أعقبا، أمهما أم ولد وقيل إن أم يحيى حسينية وهي خديجة بنت
الباقر ع وقيل خديجة بنت عمر الأشرف وزاد بعضهم 6 إسحاق 7
محمد وأسقط عبد الله وقيل كان له سبعة عشر ولدا 1 جعفر الأكبر 2
جعفر الأصغر 3 عمر الأكبر 4 عمر الأصغر 5 يحيى الأكبر 6
يحيى الأصغر 7 زيد 8 عقبة 9 إبراهيم لم يعقبوا 10 الحسن 11
القاسم 12 عبد الله 13 14 علي الأكبر 15 علي الأصغر 16
محمد 17 الحسين. وله تسع بنات. ميمونة. أم الحسن. كلثم. فاطمة.
سكينة. علية. خديجة. زينب. عاتكة.
من روى عنه الحسين ذو الدمعة
1 الصادق ع وفي ميزان الاعتدال انه روى عن الباقر ع
والطبقة لا تساعده لان الباقر ع توفي وذو الدمعة يرضع أو يدرج 2
الكاظم ع 3 أبوه زيد الشهيد فيكون قد روى عنه في الصغر 4 عمه
عمر الأشرف 5 علي بن عمر الأشرف 6 عمه الحسين الأصغر 7 عمه عبد الله الباهر وقيل إن روايته عنه لم تثبت 8 ريطة بنت عبد الله
بن محمد بن الحنيفة وكانت زوجة أبيه 9 محمد بن سلام الكوفي كما عن أمالي
الصدوق 10 علي بن عبد الله الفزاري المشهور بابن غراب 11 أم علي
12 عبد الله بن الحسن بن الحسن 13 و 14 محمد وإبراهيم ابنا
عبد الله بن الحسن 15 أبو عبد الله محمد الأرقط بن عبد الله الباهر 16
شهاب بن عبد ربه 17 عيسى بن عبد الله بن عمر الأطرف وغيرهم.
من روى عن الحسين بن زيد
1 ولده يحيى 2 ولده الآخر محمد بن الحسين بن زيد 3 ولده
الحسن بن الحسين بن زيد 4 ولده عبد الله بن الحسين بن زيد 5 ولده
إسماعيل بن الحسين بن زيد ذكر روايتهم عنه الذهبي في ميزان الاعتدال
لكن لم يذكروا في أولاده من اسمه إسماعيل ولعله اشتبه عليه بابنه أبي
إسماعيل إسحاق 6 أبو محمد علي بن الحسين بن زيد 7 علي بن الحسن
العلوي 8 علي بن جعفر بن محمد المعروف بالعريضي 9 أبو مصعب
الزهري 10 أبو نعيم الفضل بن دكين 11 داود بن القاسم بن
إسحاق بن عبد الله بن الطيار 12 يونس بن عبد الرحمن 13 محمد بن
أبي عمير وهو محمد بن زياد 14 علي بن المديني 15 شعيب بن واقد
16 عبد الله ابن محمد بن سالم 17 محمد بن عبد الجبار 18 عبد
الله بن عبد الرحمن 19 الحسن بن الحسين الأنصاري 20 محمد بن
إبراهيم الكوفي 21 إبراهيم بن المنذر الخزامي 22 إبراهيم بن
سليمان بن عبد الله بن حيان النهمي الخزاز 23 عباد بن يعقوب
الأسدي الرواجني 24 حفص الجوهري 25 صفوان بن يحيى 26
أبان بن عثمان 27 خلف بن حماد الكوفي 28 علي بن أسباط 29
عبد الله بن عبد الرحمن بن عتيبة 30 إبراهيم بن هاشم 31 سعيد بن
عبد الرحمان المخزومي 32 أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي 33
ظريف بن ناصح 34 مالك بن إبراهيم النخعي وغيرهم.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف الحسين بأنه ابن زيد برواية إبراهيم بن
سليمان عنه وزاد الكاظمي في مشتركاته رواية عباد بن يعقوب عنه اه.
ويمكن تمييزه بما مر أيضا.
53: الحسين المحدث بن زيد النار بن موسى الكاظم ع
ذكره صاحب عمدة الطالب ولم يزد على وصفه بالمحدث.
54: الحسين بن زيد الصرمي
قال النجاشي له نوادر أخبرنا محمد بن علي حدثنا أحمد بن محمد بن
يحيى عنه وفي لسان الميزان الحسين بن زيد الكوفي ذكره الطوسي في مصنفي
الشيعة وذكره الكشي كذلك وهو حزمي منسوب إلى بني حزمة بن مرة بن
عوف اه. والمظنون انه الصرمي المتقدم صحف الصرمي والحزمي أحدهما
بالآخر والصرمي اما منسوب إلى بني صريم حي أو إلى صرمة رجل ولكن
الطوسي والكشي ليس لذلك اثر في كتابيهما والله أعلم.
55: حسين الزين الشاعر
يأتي بعنوان حسين بن قاسم.
56: الشيخ حسين ابن الشيخ زين العابدين المازندراني الحائري
توفي في شوال سنة 1230.
كان عالما فاضلا جليلا رأس بعد وفاة والده يروي عنه بالإجازة
السيد سبط الحسن اللكهنوئي.
57: الحسين بن سالم.
للصدوق طريق إليه كما في التعليقة ومستدركات الوسائل وقال بعض
المعاصرين واقع في طريق الصدوق في باب ما يجوز للمحرز وما لا يجوز اه
ولم يقع نظري عليه في مشيخة الفقيه والحسين المذكور مهمل لا ذكر له في
كتب الرجال الا ان في كونه صاحب كتاب وعد الصدوق كتابه من الكتب
المعتمدة ما يوجب قوته وفي طريق الصدوق إلى كتابه أبو عبد الله الخراساني
وهو مثله في الاهمال ولكن في رواية عبد الله بن جبلة وإبراهيم بن هاشم عن
الخراساني كما في طريق الصدوق إلى الخراساني وكونه صاحب كتاب وعد
الصدوق كتابه من الكتب المعتمدة مدح عظيم.
58: ميرزا حسين السبزواري
عالم فاضل له كتاب مشكاة الضياء في البداء.
59: المولى حسين السجاسي الزنجاني
توفي حدود 1322.
عالم فاضل له تفسير سورة الرحمن وتفسير سورة الزمر وتفسير سورة
الشمس مطبوعة في مجلد واحد.

26
عز الدين أبو جعفر الحسين بن سعد الله أبي السعادات بن حمزة بن سعد
الله العبيدلي المشهدي التاجر
في معجم الآداب من أكابر السادات رأيته بتبريز وقد كان سافر منها
إلى بلاد الشام أنشدنا:
أسنى ليالي الدهر عندي ليلة * لم أخل فيها الكاس من اعمال
فرقت فيها بين جفني والكرى * وجمعت بين القرط والخلخال
وفي معجم الآداب أيضا ما صورته: عز الدين أبو عبد الله
الحسين بن سعد الله بن حمزة بن أبي السادات الحسيني العبيدلي من سكان
المشهد الحائري على حاله أفضل السلام والتحية رأيته سنة سبع وسبعمائة
وهو من التجار الذين يترددون إلى بلاد الشام وهو شريف النفس اه
والظاهر أنهما شخص واحد كرر ذكره في موضعين اما لعدم تفطنه لذكره في
الموضع الآخر أو لغير ذلك فان النسخة التي نقلنا عنها هي نسخة الأصل
بخط المؤلف موجودة في المكتبة الظاهرية بدمشق وليس بينهما فرق الا في
الكنية وشئ آخر الظاهر أن سببه خطا الذاكرة في أحد الموضعين والله أعلم.
61: الحسين بن سعيد بن أبي الجهم القابوسي اللخمي
يأتي في أبيه سعيد قول النجاشي وآل أبي الجهم بيت كبير بالكوفة وفي
منذر بن محمد بن منذور قوله انه من بيت جليل. يروي عنه ابن أخيه
محمد بن المنذر سعيد ويروي هو عن أبيه سعيد كما يفهم من سند النجاشي
إلى كتاب سعيد بن أبي الجهم حيث قال أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر بن سعيد بن
أبي الجهم حدثنا أبي حدثنا عمي الحسين بن سعيد حدثنا أبي سعيد اه
وصحف ابن حجر في لسان الميزان اسمه واسم أبيه وحرف ترجمته كما في
النسخة المطبوعة ولا يدرى ان ذلك منه أو من الطابع فقال رأيت في مصنفي
الشيعة الإمامية الحسن بن سعد بن سعيد بن أبي الجهم روى عن أبيه وعن
ابن أخيه محمد بن المنذر بن سعد وله كتاب في قراءات أهل البيت فيه
أشياء أنكرت عليه. واحتمل ان يكون هو الحسن بن سعد أبو علي المعتزلي
الراوي عن الدبري والذي قال أبو القاسم بن الطحان في ذيله على تاريخ
مصر لابن يونس انه ضعيف اه وفي كلامه خلل من وجوه ولعل بعضه من
النساخ أولا ابدال الحسين بالحسن فسعيد بن أبي الجهم لم يذكروا له غير
ولدين الحسين وبه يكنى والمنذر كما صرح به بحر العلوم في رجاله في آل أبي
الجهم ولو صحت عبارة ابن حجر لكان له ثلاثة الحسن والحسين والمنذر
ثانيا ان الحسن بن سعد بن سعيد بن أبي الجهم لا وجود له في كتب
أصحابنا ولا في مصنفيهم وانما الموجود الحسين بن سعيد بن أبي الجهم في
سند النجاشي المتقدم خاصة ثالثا لو صح الحسن بن سعد بن سعيد
لكان محمد بن المنذر بن سعيد ابن عمه لا ابن أخيه رابعا قوله محمد بن
المنذر بن سعد وانما هو محمد بن المنذر بن سعيد خامسا ان ابن أخيه
محمد بن المنذر يروي عن عمه الحسين في سند النجاشي المتقدم لا ان عمه
يروي عنه فالصواب ان يقول وعنه ابن أخيه ثم الصواب في عبارته كلها ان
تكون هكذا: الحسين بن سعيد بن أبي الجهم روى عن أبيه وعنه ابن أخيه
محمد بن المنذر بن سعيد كما أن الكتاب الذي نسبه إليه في قراءات أهل البيت
لم يذكره أصحابنا. ثم انه حكى عن جامع الرواة انه نقل رواية
الحسن بن علي بن يوسف عن الحسن بن سعيد اللخمي عن أبي عبد الله
ع في باب فضل البنات من كتاب العقيقة من الكافي والظاهر أنه المترجم
وأبدل الحسين بالياء بالحسن مكبرا من النساخ والله أعلم وقد مرت الإشارة
إلى هذا كله في باب الحسن بن سعيد.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن سعيد ابن أبي
الجهم الموثق برواية الحسن بن سماعة عنه.
62: الحسين بن سعيد حماد بن مهران أبو محمد الأهوازي مولى علي بن الحسين
ع
قال النجاشي الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران مولى علي بن
الحسين ع أبو محمد الأهوازي شارك أخاه الحسن في الكتب الثلاثين
المصنفة وانما كثر اشتهار الحسين أخيه بها وكان الحسين بن يزيد السوراني
يقول الحسن شريك أخيه الحسين في جميع رجاله الا في زرعة بن محمد
الحضرمي وفضالة بن أيوب فان الحسين كان يروي عن أخيه عنهما خاله
جعفر بن يحيى بن سعد من رجال أبي جعفر الثاني ع ذكره سعد بن
عبد الله اه ومر هذا في أخيه الحسن وكان الصواب ذكره هنا فقط وفي النقد
ما نقله النجاشي عن الحسين بن يزيد السوراني كأنه ليس بمستقيم لأنا
وجدنا كثيرا في كتب الاخبار بطرق مختلفة رواية الحسين بن سعيد عن زرعة
وفضالة اه ويمكن ان يكون ما وجده من رواية الحسين عنهما قد صحف فيه
الحسن بالحسين فان ذلك يقع كثيرا ومر في أخيه الحسن قول ابن النديم
الحسن والحسين ابنا سعيد بن حماد بن سعيد الأهوازيان من أهل الكوفة
من موالي علي بن الحسين من أصحاب الرضا وصحبا أيضا أبا جعفر بن
الرضا أوسع أهل زمانهما علما بالفقه والآثار والمناقب وغير ذلك من علوم
الشيعة وفي الخلاصة الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران الأهوازي مولى
علي بن الحسين ع ثقة عين جليل القدر روى عن الرضا ع وعن أبي
جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث ع أصله كوفي وانتقل مع أخيه
الحسن إلى الأهواز ثم تحول إلى قم فنزل على الحسن بن ابان وتوفي بقم اه
في فهرست الحسين بن سعيد بن مهران مولى علي بن الحسين الأهوازي ثقة
روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث ع وأصله
كوفي وانتقل مع أخيه الحسن إلى الأهواز ثم تحول إلى قم فنزل على
الحسن بن ابان وتوفي بقم اه وقال الشيخ في كتاب الرجال في رجال الرضا
ع الحسين بن سعيد بن حماد مولى علي بن الحسين صاحب المصنفات
الأهوازي ثقة وفي رجال الجواد ع الحسن والحسين ابنا سعيد الأهوازيان
من أصحاب الرضا ع وفي أصحاب الهادي ع الحسين بن سعيد
كوفي أهوازي مولى علي بن الحسين وفي التعليقة قال جدي المجلسي
الأول مدار العلماء على العمل بروايته وكتبه فهو وان لم ينقل الاجماع عليه
لكن المشاهد الاتفاق عليه وعلى اخباره اه وللصدوق في الفقيه طريقان إليه
وقد أكثر فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره من الرواية عنه وينبغي ان
يلاحظ ما مر في أخيه الحسن.
وفي لسان الميزان الحسين بن سعيد بن حماد بن مهران الكوفي ثم
الأهوازي نزيل قم ذكره الطوسي والكشي في الرواة عن علي بن موسى
الرضا وغيره وله تصانيف روى عنه الحسين بن الحسن بن ابان وأحمد بن
محمد بن عيسى القمي.

27
مؤلفاته
مر في أخيه الحسن قول الكشي انهما صنفا الكتب الكثيرة وقول
النجاشي بعد ما تقدم: وكتب بني سعيد حسنة معمول عليها وهي ثلاثون
كتابا وذكر الثلاثين المتقدمة في ترجمة أخيه الحسن لكن ذكرها في ترجمة
الحسين وذكر طرقه إليها ومرت في ترجمة الحسن وكان الصواب ان نذكرها
هنا فلذلك أعدنا ذكرها وفي الفهرست في ترجمة الحسين له ثلاثون كتابا لكنه
عدها أحد وثلاثين فزاد فيها كتاب البشارات ولم يذكره النجاشي ونحن
نذكرها عن الفهرست وإذا وجد الاختلاف بينه وبين النجاشي أشرنا إليه
قال الشيخ في الفهرست له ثلاثون كتابا مع أنه عدها أحد وثلاثين وهي
اثنان وثلاثون 1 الوضوء 2 الصلاة 3 الزكاة 4 الصوم 5 الحج 6 النكاح
7 الطلاق 8 الوصايا 9 الفرائض 10 التجارات والإجارات 11 الشهادات
12 الايمان والنذور والكفارات ولم يذكر النجاشي الكفارات 13 الحدود 14
الديات 15 البشارات ولم يذكره النجاشي 16 الزهد ينقل عنه الكفعمي في
مجموع الغرائب وسماه مختصر الزهد 17 الأشربة 18 المكاسب 19 التقية
20 الخمس 21 المروة والتجمل ولم يذكر النجاشي التجمل 22 الصيد
والذبائح 23 المناقب 24 المثالب 25 التفسير وقال النجاشي تفسير القرآن
26 المؤمن وقال النجاشي كتاب حقوق المؤمنين وفضلهم وربما يسعى ابتلاء
المؤمن 27 الملاحم 28 المزار وقال النجاشي كتاب الزيارات 29 الدعاء
ينقل عنه ابن طاوس في منهج الدعوات وسماه كتاب الدعاء والذكر 30
الرد على الغالية الغلاة النجاشي 31 العتق والتدبير وزاد النجاشي
والمكاتبة قال الشيخ أخبرنا بكتبه ورواياته ابن أبي جيد القمي عن محمد بن
الحسن عن الحسين ابن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد بن مهران
قال ابن الوليد وأخرجها إلينا الحسين بن الحسن بن ابان بخط الحسين بن
الحسن ابن ابان بخط الحسين بن سعيد وذكر انه كان ضيف أبيه وأخبرنا بها
عدة من أصحابنا عن محمد بن علي ابن الحسين عن أبيه ومحمد بن الحسن
ومحمد بن موسى بن المتوكل عن سعد بن عبد الله والحميري عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد 32 كتاب البهار لم يذكره الشيخ
النجاشي في مؤلفاته وفي الذريعة كانت نسخته عند السيد رضي الدين
علي بن طاوس ونقل عنها في سنة 660 في كتاب اليقين وقال: اخذته من
نسخة عتيقة كانت على ظهرها قراءة وإجازة تاريخها شهر صفر سنة 439
وعدم ذكر الشيخ والنجاشي لهذا الكتاب لا يعارض الشهادة والإجازة من
المشايخ بكون هذا الكتاب للحسين بن سعيد الأهوازي لأن كلامهما مختلف
في ذكر مؤلفاته زيادة ونقصانا فالنجاشي ذكر المكاتبة وتركه الشيخ وذكر
الشيخ الكفارات والتجمل وتركهما النجاشي فكما جاز ان يترك أحدهما ما
ذكره الاخر جاز ان يتركا معا بعض مؤلفاته المقروء على المشايخ لعدم
اطلاعهما عليه.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف الحسين بن سعيد الأهوازي الثقة
برواية الحسين بن الحسن بن ابان عنه ورواية أحمد بن محمد بن عيسى عنه
وروايته هو عن القاسم بن عروة والقاسم بن محمد الجوهري والرضا وأبي
جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث ع وزاد الكاظمي في مشتركاته
روايته عن صفوان بن يحيى وفضلة بن أيوب وعن جامع الرواة انه يروي
عنه ابنه احمد ومحمد بن علي بن محبوب وبكر بن صالح ومحمد بن عيسى
العبيدي وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن الحسن وابن أبي نجران وسهل بن
زياد وإبراهيم بن مهزيار وعلي بن الحكم والحسن بن محبوب ويروي هو
عن عثمان بن عيسى وحماد بن عيسى ومر في أخيه الحسن ذكر جماعة
آخرين رووا عنه يمكن تمييزه بهم.
تنبيهات
1 في المنتقى مما وقع عليهم فيه الاشتباه وليس محلا له عند الماهر
رواية الحسن بن سعيد عن حماد والمراد به حماد بن عيسى بلا إشكال اه.
2 في مشتركات الكاظمي انه وقع في الكافي والتهذيب رواية الحسين بن
سعيد عن حريز وهو سهو لأنه لا يروي عنه الا بواسطة حماد بن عيسى
اه. وعن المنتقى انه قال هكذا صورة الحديث بخط الشيخ أبي جعفر
الحسين بن سعيد عن حريز وظاهر ان الحسين بن سعيد انما يروي عن حريز
بواسطة عيسى بن عيسى فسها عن ذلك القلم اه‍. 3 عن المنتقى رواية
الحسين بن سعيد عن يعقوب بن يقطين تارة بلا واسطة وأخرى بتوسط ابن
أبي عمير وأخرى بواسطة النضر قال والطبقة لا تأباه اه وإذا جاز روايته عن
يعقوب بواسطة وبدونها فلم لا يجوز في غيره كما مر ويأتي 4 في مشتركات
الكاظمي انه وقع في التهذيب رواية محمد بن علي بن محبوب عن الحسين
ابن سعيد وهو سهو لان محمدا هذا انما يروي عن الحسين بواسطة أحمد بن
محمد بن عيسى 5 قال وفيه أيضا رواية سعد بن عبد الله عن الحسين بن
سعيد وهو غلط ظاهر لان سعدا انما يروي عن الحسين بواسطة أحمد بن
محمد بن عيسى أيضا اه. ويمكن ان يقال ان رواية شخص عن آخر
بواسطة كثيرا لا تنافي روايته عنه بلا واسطة نادر الإمكان اجتماعهما 6
قال وفي التهذيب في كتاب المزار في فضل الغسل لزيارة الحسين ع رواية
الحسين بن سعيد عن جعفر بن محمد ع وهي ظاهرة الارسال
اه‍. 7 عن المنتقى انه قال في اسناد رواية فيه الحسين بن سعيد عن
إبراهيم الخزاز عن عبد الحميد بن عواض: في اسناد هذا الحديث نظر لأن
إبراهيم الخزاز هو ابن أيوب والطرق الكثيرة المعتبرة تفيد من تتبعها ان
الحسين بن سعيد انما يروي عنه بالواسطة وهي في الغالب ابن أبي عمير
وعبد الحميد بن عواض وفي أبواب غسل الجناية رواية الحسين بن سعيد
ومحمد بن خالد عنه بلا واسطة فانعكاس القضية هنا لا يخلو من شئ الا
ان الامر بالنظر إلى الجهة الثانية سهل لعدم تأثيره في وصف الخبر لان تيسر
المشافهة في وقت لا ينافي الاحتياج إلى الواسطة في آخر وان الغالب في
اخبارنا عدم اجتماع الأميرين واما بالنسبة إلى الجهة الأولى فالتأثير متحقق
ظاهر لان وجود الواسطة مع عدم ذكرها يقتضي الانقطاع والظاهر تركها
وما ذلك عندنا بمؤثر ويمكن حل هذا الشك بان السبب الموجب لسقوط
أمثال هذه الوسائط على ما أوضحناه انما يتصور حصوله مع تكرر الرواية
عن الواسطة المتروكة وتكثرها لا مع ندورها ووحدتها فينبغي بهذا الاعتبار
احتمال توسط من ينافي صحة الرواية هنا والمحذور انما هو فيه وقد يقال في
الجهة الأخرى ان الظاهر من كتاب الرجال للشيخ بعد رواية الحسين بن
سعيد عن عبد الحميد بدون الواسطة لأنه ذكر عبد الحميد من أصحاب
الباقر والصادق والكاظم ع والحسين بن سعيد من أصحاب
الرضا الجواد والهادي ع ولم يجمعهما وقت واحد وذلك يقتضي
اثبات الواسطة هنا ورجوع النظر إلى عدمها في الرواية السابقة في أبواب
غسل الجنابة اه. وفي تكملة الرجال للشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل

28
جبل عامل: ويضعف بان الصدوق ذكر في طريق من لا يحضره الفقيه عن
علي بن النعمان عن عبد الحميد وعلي بن النعمان من أصحاب الرضا ع
كالحسين بن سعيد قال: نعم يوجد في بعض طرق الحسين بن سعيد عن
عبد الحميد بواسطتين وهو يساعد عدم احتمال اللقاء لكن لا بحيث انه
يثبت العلة في الخبر مع أن انضمام محمد بن خالد يدفع هذا المحذور عنه
لان الشيخ جمع بينه وبين عبد الحميد في أصحاب الكاظم ع قال وفي
باب كيفية الصلاة حديث في طريقه أبو أيوب الخزاز عن عبد الحميد بن
عواض وفيه شهادة بصحة توسطه هنا في الرواية عن عبد الحميد 8 وعن
المنتقى عن خط الشيخ في التهذيب: الحسين بن سعيد عن جميل قال ونسخ
الاستبصار الحسين بن سعيد عن أبي عمير عن جميل قال وهو الصواب
والأول من سهو القلم 9 وعن المنتقى عن خط الشيخ في التهذيب رواية
الحسين بن سعيد عن يحيى الحلبي قال وهو من موضع الغلط بالنقيصة فإنه
انما يروي عنه بواسطة النضر بن سويد وذلك متكرر في الأسانيد مذكور في
طريق الشيخ إلى يحيى في الفهرست 10 وعن المنتقى وقع رواية الحسين
ابن ابان قال وهو ما سقطت فيه الواسطة لان المعهود المتكرر كثيرا توسط
فضالة بينهما 11 وعن المنتقى وقع في بعض الأسانيد رواية الحسين بن
سعيد عن معاوية بن عمار وحمله على اسقاط الواسطة وهي اما حماد بن
عيسى أو صفوان بن يحيى أو ابن أبي عمير أو فضالة بن أيوب قال وقد
يجتمع منهم اثنان أو ثلاثة واجتمع في بعض الأسانيد الأربعة قال ووجدت
في النادر توسط النضر بن سويد عن محمد بن أبي حمزة والظاهر في مثله كون
الساقط هو الذي يكثر توسطه كما يرشد إليه ملاحظة السبب في هذا
السقوط وعن الشيخ البهائي في مشرق الشمسين انه قال قد يتوقف في رواية
الحسين بن سعيد عن معاوية بن عمار بلا واسطة ممكنة من حيث ملاحظة
الطبقات فان موت معاوية بن عمار قريب من أواخر زمان الكاظم ع
فملاقاة الحسين بن سعيد إياه غير بعيد فإنه قد يروي عن أصحاب الصادق
ع 12 وعن المنتقى ان رواية الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان واما
روايته عن عبد الله بن سنان فهو سهو عند الوالد اه. وعن تكملة الرجال
انك إذا لاحظت حال الطبقات وجدت روايته عن محمد بن سنان أولى لأن
محمدا من أصحاب الكاظم ع والحسين بن سعيد من أصحاب الرضا
والجواد والهادي ع فاتصال زمانهما مشكوك فيه بخلاف محمد فان
زمانهما متحد قطعا الا ان يكون بالنظر إلى أغلبية الرواية عن عبد الله اه.
63: أبو عبد الله الحسين بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون التغلبي
العدوي أخو أبي فراس الحمدان (1)
توفي يوم الاثنين 16 جمادي الآخرة سنة 338 بالموصل ودفن بالمسجد
الذي بناه بالدير الاعلى قاله ابن خلكان.
هو من امراء آل حمدان ومن مشاهيرهم وعظماء شجعانهم قال ابن
خلكان في ذيل ترجمة سيف الدولة كان الحسين بن سعيد شجاعا موصوفا
وفيه يقول ابن المنجم:
وإذا رأوه مقبلا قالوا الا * ان المنايا تحت راية ذاكا
قال رأيت في تاريخ حلب ان أول من ولي حلب من بني حمدان
الحسين بن سعيد وهو أخو أبي فراس بن حمدان وانه تسلمها في رجب سنة
332 قال وكنت أظن أن دير سعيد الذي بظاهر الموصل منسوب إلى أبيه
حتى رأيته في كتاب الديرة منسوبا إلى سعيد بن عبد الملك بن مروان الأموي
اه.
اخباره
قال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس كان أبو السرايا نصر ابن
حمدان وابن أخيه أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان يتقلدان الموصل
وديار ربيعة وعظم امر الشاري صالح بن... فاجمع مشيخة أهل
الموصل على دفعه بالمال فغضب أبو عبد الله وحرض عمه على الخروج
فخرجا ونازلا الشاري وهو مستظهر بكثرة العدد فكلما اتي بأسير قال:
دعني من البهم وهات الجله * أبا السرايا وأبا عبد الله
ثم ناجزاه وأخذاه وقتلا أصحابه واحتووا على ما كان جمعه وكان أبو
عبد الله يضبط الجيش وأبو السرايا يمارس الحرب وفي نسخة بالعكس فقال
بعض أصحاب أبي عبد الله ممن لم يكن يقل الشعر:
ما زلت تهذي بأبي عبد الله * حتى أتاك فأزاح العلة
وفي ذلك يقول أبو فراس في قصيدته الرائية التي يفتخر فيها بقومه
ويذكر وقائعهم:
وعمي الذي افنى الشراة بوقعة * شهيدان فيها الزابيان وخازر (2)
أصيب وراء السن (3) صالح وابنه * ومنهن نوء بالبوازيج (4) ماطر
كفاه أخي والخيل فوضى كأنها * وقد عضت الحرب النعام النوافر
غداة وأحزاب الشراة بمنزل * يعاشر فيه المرء من لا يعاشر
ويأتي ذلك في ترجمة أبي السرايا نصر بن حمدان انش.
وقال ابن خالويه أيضا: سار أبو عبد الله الحسين بن أبي العلاء
سعيد بن حمدان إلى آذربايجان بجموعه وبها رستم بن سارية الشاري فلقيه
في جموعه فهزمه الحسين واستقامت له آذربيجان اه‍. وفي ذلك يقول أبو
فراس أيضا:
وكان أخي ان يرم أمرا بنفسه * فلا الخوف موجود ولا العجز ظاهر
المراد بأخيه هو المترجم:
وكان أخي ان يسع ساع بمجده * فلا الموت محذور ولا السم ضائر
فان جد أو كف الأمور بعزمه * تقل هو موتور الحشا وهو واتر
أزال العدى عن أردبيل بوقعة * صريعان فيها عادل ومساور
وجاز أقاصي آذربيجان بالقنا * وأدي إليه المرزبان مسافر
قال وسرى أبو عبد الله الحسين بن أبي العلاء سعيد بن حمدان إلى
ديار مضر وفيها الدارمي واليا عليها فحصره بالرقة حتى فتحها عنوة ثم ظفر



(1) ذكرنا في ج 7 ان أبا العشائر بن حمدان أخو أبي فراس وهو اشتباه
فإن أخا أبا فراس المترجم لا يكنى بأبي العشائر وانما كنيته أبو عبد الله ونشأ الاشتباه من
اشتراك الاسم ثم ذكرنا في ج 10 ان أبا العشائر يقال للحسين بن حمدان أخي أبي فراس
ويقال للحسن بن علي بن الحسين بن حمدان والصواب انه لا يقال لأخي أبي فراس وانما
يقال للثاني فقط واسمه الحسين بالياء لا الحسن.
(2) الزابيان نهران بالموصل يقال لهما الزاب الاعلى والزاب والأسفل وحازر أيضا نهر بالموصل.
(3) في معجم البلدان السن بكسر أوله وتشديد نونه يقال لها سن بارما مدينة على دجلة فوق
تكريت عندها مصب الزاب الأسفل.
(4) في معجم البلدان البوازيج بلند قرب تكريت على الزاب الأسف. (المؤلف)
29
به وتوجه إلى الشام وفيها يأنس المؤنسي وابن عباس الكلابي فهربا من
حلب وفي ذلك يقول أبو فراس أيضا:
وناهض منه الرقتين مشيع * بعيد المدى عبل الذراعين قاهر
فلما استقرت بالجزيرة خيله * تضعضع باد بالشام وحاضر
مملكنا للبيض بيض سيوفنا * سبايا ومنها وهن للمولك مهائر
وقال ابن خالويه أيضا: قصد الراضي بالله ومعه بجكم بني حمدان
فأخرجهم من ديارهم فاجتمعوا بأمد وقلد الراضي بالله بدرا الخرشني
نصيبين وبالنا (1) التركي كفرتوثا فسار أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن
حمدان من أمد حتى كبس بالنا واستباح عسكره وهرب وحده وفي ذلك يقول
أبو فراس:
وحل لبالنا عرى الجيش كله * وبجكم خيران ومولاه واغر
وهكذا كان طغاة بني العباس والحال كان ملكهم قد وهن ودولتهم قد
أدبرت يقصدون أمثال بني حمدان بالأذى وهم يحمون بلاد الاسلام من
غزوات الروم ويغزونهم في عقر دارهم والعباسيون لا يستطيعون غزوا ولا
دفعا.
وقال ابن خالويه كبس العدل ابن المهدي بعساكره نصيبين وفيها
خزائن سيف الدولة وأمواله فاحتوى عليها واستفحل امره فسار إليه أبو
عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان في غلمانه وجماعة من ربيعة فانكشف
الناس عن عدل وثبت في غلمانه فأظفره الله به واسره وحدره إلى ناصر
الدولة إلى بغداد فسمل عينيه فقال الخليع يمدح أبا عبد الله الحسين بن
سعيد بن حمدان:
حسب الحسين بان الله عن قدر * على يديه أعز الدين والعربا
أقام دولة ملك كان جانبها * قد كاد يعطب يوم العدل أو عطبا
قد كاد يفلت في يوم الوغى هربا * من حد سيفك لو لم تحسن الطلبا
فان سما سيفها يوما وناصرها * فأنت تاج لها ان أحسنوا اللقبا
أقول وفي ذلك يقول أبو فراس من قصيدة:
له يوم عدل موقف من مواقف * رددن إلينا العز والعز نافر
غداة يصيب الجيش من كل جانب * بصير بضرب الخيل بالخيل ماهر
بكل حسام بين حديه شعلة * بكف غلام حشو درعيه خادر
على كل طيار الظلوع كأنه * إذا انقض من علياء فتخاء كاسر
إذا ذكرت يوما غطاريف وائل * فنحن أعاليها ونحن الجماهر
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 326 فيها تغلب لشكري بن مردي
على آذربيجان واخذها من ديسم بن إبراهيم الكردي الا أردبيل وهي دار
المملكة بآذربيجان ثم إن ديسم حارب لشكري وهزمه ثم إن لشكري سار
إلى أرمينية فكمنوا له كمينا فقتلوه فولى أصحابه عليهم ابنه لشكرستان
فعزموا بلاد طرم الأرمني فبلغه ذلك فمنعهم وقتل منهم كثيرا وسلم
لشكرستان فصار فيمن معه إلى ناصر الدولة بالموصل فأقام بعضهم عنده
بالموصل فسيرهم مع ابن عمه أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان إلى
ما بيده من آذربيجان لما اقبل نحوه ديسم ليستولي عليه وكان أبو عبد الله من
قبل ابن عمه ناصر الدولة على معاون أذربيجان فقصده ديسم وقاتله فلم
يكن لابن حمدان به طاقة ففارق أذربيجان واستولى عليها ديسم وذكر ابن
الأثير في حوادث سنة 330 ان المتقي خلع على أبي محمد الحسن بن عبد
الله بن حمدان ولقبه ناصر الدولة وجعله أمير الامراء وخلع على أخيه علي
وعلى أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان ثم قال إن المتقي في ذي
القعدة من هذه السنة خلع على ناصر الدولة وأخيه وطوقا وسورا بطوقين طوقين
وأربعة أسورة ذهبا وعلى أبي عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان
وطوق بطوق واحد وسوارين ذهبا اه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة
331 في هذه السنة ظفر أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان بعدل
حاجب بجكم وسلمه وسيره إلى بغداد قال وسبب ذلك أن عدلا صار بعد
قتل بجكم مع ابن رائق فلما قتل ناصر الدولة ابن رائق صار عدل في جملة
ناصر الدولة فسيره ناصر الدولة مع علي بن خلف بن طياب إلى ديار مضر
والشام الذي كان بيد ابن رائق وكان بالرحبة من جهة ابن رائق رجل يقال
له مسافر بن الحسن فلما قتل ابن رائق استولى مسافر على الناحية فأرسل إليه
ابن طياب عدلا في جيش ففارقها مسافر من غير قتال وملك عدل البلد
وكاتب من ببغداد من البجكمية فقصدوه مستخفين فقوي بهم ثم إن مسافرا
جمع جمعا وقصد قرقيسيا فاخرج منها أصحاب عدل وملكها فسار إليها عدل
واستتر عنها مسافر وقصدت العساكر عدلا من بغداد فوصلها في العشرين
من شعبان فشهر هو وابنه فيها اه.
وقال في حوادث سنة 332 ان ابن شيرزاد وصل إلى بغداد في ثلاثمائة
غلام جريدة فازداد خوف المتقي وكان المتقي قد انفذ إلى الموصل يطلب من
ناصر الدولة انفاذ جيش إليه ليصحبوه إلى الموصل فأنفذهم مع ابن عمه
المترجم فلما وصلوا إلى بغداد استتر ابن شيرزاد وخرج المتقي إليهم في
حرمه وأهله ووزيره وأعيان بغداد وسافر معهم إلى الموصل وقال في حوادث
هذه السنة أيضا ان المرزبان لما كان يحاصر الروسية في حصن شهرستان اتاه
الخبر بان أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان قد سار إلى آذربيجان وانه
واصل إلى سلماس وكان ابن عمه ناصر الدولة قد سيره ليستولي على
آذربيجان فلما بلغ الخبر إلى المرزبان ترك على الروسية من يحاصرهم وسار
إلى ابن حمدان فاقتتلوا ثم نزل الثلج فتفرق أصحاب ابن حمدان لان
أكثرهم اعراب ثم اتاه كتاب ناصر الدولة يخبره بموت تورون وانه يريد
الانحدار إلى بغداد ويأمره بالعود إليه فرجع وقال في حوادث هذه السنة
أيضا فيها في ربيع الأول استعمل ناصر الدولة محمد بن علي بن مقاتل على
طريق الفرات وديار مضر وجند قنسرين والعواصم وحمص ثم استعمل بعده
في رجب من السنة ابن عمه أبا عبد الله الحسين بن سعيد بن حمدان على
ذلك فلما وصل إلى الرقة منعه أهلها فقاتلهم فظفر بهم واحرق من البلد
قطعة وأخذ رؤساء أهلها وسار إلى حلب وفي مروج الذهب سار المتقي إلى
نصيبين ورجع عنها إلى الرقة لأيام بقين من شهر رمضان سنة 332 وكاتب
الأخشيد محمد بن طغج فسار إلى الرقة وحمل إليه مالا كثيرا ثم لم يعبر
الأخشيد إلى الرقة ولا إلى شئ من الجزيرة وديار مضر وأبو الحسن علي ابن
عبد الله بن حمدان مقيم بحران طول مقام المتقي بالرقة وقد كان أبو عبد الله
الحسين بن سعيد بن حمدان سار عن حلب وبلاد حمص عند مسير الأخشيد
إلى بلاد قنسرين والعواصم فانفض جمعه وتفرق جنده عنه وانضافوا إلى أبي



(1) هكذا في النسخة المنقول عنها بالنا بالنون بعد اللام وفي تاريخ ابن الأثير بالباء الموحدة ولا
شك انه قد صحف أحدهما بالآخر. (المؤلف)
30
الحسن علي بن عبد الله اه‍. وقال المسعودي أيضا ان الحرب لما طالت بين
أبي محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان وكان في الجانب الشرقي ومعه
الأتراك وابن عمه الحسين بن سعيد بن حمدان وبين أحمد بن بويه الديلمي
في الجانب الغربي والمستكفي معهم اتهم الديلمي المستكفي بمسالمة بني
حمدان إلى آخر ما ذكره. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 333 كان المتقي
قد كتب إلى الأخشيد محمد بن طغج متولي مصر يشكو حاله ويستقدمه إليه
فاتاه من مصر فلما وصل إلى حلب سار عنها أبو عبد الله الحسين بن سعيد
ابن حمدان اه. ويعلم مما مر ان المترجم كان شجاعا حازما قوي السياسة
ولذلك كان ابن عمه ناصر الدولة يعده لمهام الأمور ويوليه جلائل
الأعمال.
مدايحه
في ديوان السري الرفا: قال يمدح الأمير الحسين بن سعيد بن حمدان
وذكر قصيدة من جملتها:
سهادي فيك أعذب من رقادي * وغبي فيك أحسن من رشادي
وان حل الفراق عقود دمعي * وبينت النوى ما في فادي
فما زالت غوادي الدمع تبدي * خفي الوجد للظعن الغوادي
وكم للبين من شوق طريف * أضفناه إلى شوق تلاد
ويوم لو ملكت قياد صبري * به ألفيتني صعب القياد
نصرت على الهوى بالدمع فيه * كما نصر الأمير على الأعادي
سديد الرأي والرمح استقامت * طرائقه على طرق السداد
تفرع من عدي بين ماضي * غرار العزم أو واري زناد
فلاح سناه في زمن بهيم * وذاب نداه في سنة جماد
ثم وصف شجاعته وحروبه ودفاعه عن بني العباس وظفره في
الحروب وسخاءه وجوده فقال:
رميت ذوي العناد وقد تمادوا * سفاها في العداوة والعناد
بجيش للمنايا فيه جيش * شديد الباس في النوب الشداد
إذا ماج الحديد ضحى عليه * حسبت البر بحرا ذا اطراد
فألبست الخلافة ثوب عز * غداة لبست قسطلة الجياد
وأنت مظفر في يوم سعد * محا إشراقه ظلم البلاد
رأيت الليث في غاب العوالي * به والشمس في ظل الأيادي
بقيت لنشر عارفة رفات * تعم ودفع نائبة ناد
فكم حلت بساحتك الأماني * فلم يقنع نوالك باقتصاد
خلال كلها روض أريض * قريب العهد من صوب العهاد
يفوز بها كريم عن كريم * ويحويها جواد عن جواد
زففت إليه من مدحي عروسا * معرسة الهوى في كل ناد
سواد في بياض لاح حتى * حسبناه بياضا في سواد (1)
وختمها بما يكنه الشاعر في نفسه قاصدا ابداء النكتة فقال:
وان بدأت مواهبه وعادت * فمدحي عائد فيه وباد
باد وكان له جار عليه فقطعه فقال يمدحه ويتنجز عود جاريه:
آثار جودك في الخطوب تؤثر * وجميل بشرك بالنجاح يبشر
كان ابتداؤك شيمة عدوية * تنبي عن الكرم التليد وتخبر
وصنيعة سمع الملوك بفضلها * والجود يسمع والصنائع تشهر
فعلا م كف المنع منك أناملي * وسماء كفك بالمواهب تمطر
لي من نوالك كل شهر عادة * مضت الليالي دونها والأشهر
فابسط بها باعا يطول إلى الندى * فيضيق باع الخطب فيه ويقصر
ان كان لي امل سواك أعده * فكفرت أنعمك التي لا تكفر
الحسين بن سعيد بن المهند بن مسلمة بن أبي علي الطائي الشيزري
توفي في 27 رمضان سنة 415.
والشيزري نسبة إلى شيزر بزاي فراء بوزن قنبر في معجم البلدان
قلعة تشتمل على كورة قرب المعرة بينها وبين حماة يوم.
في لسان الميزان الحسين بن سعيد بن المنهد أبو علي الشيزري حدث
عن يوسف الميانخي وابن خالويه وغيرهما حدث عنه عبد العزيز الكناني
وكان يتهم بالتشيع ولم أر في صلاحه وعبادته وورعه مثله مات في سابع
عشري رمضان سنة 415 اه. وفي معجم البلدان ينسب إلى شيزر جماعة
منهم الحسين بن سعيد بن المهند بن مسلمة بن أبي علي الطائي الشيزري
حدث عن أبي بكر يوسف الميانجي وأبي عبد الله ابن خالويه النحوي أبي
الحسين أحمد بن علي بن إبراهيم الأنصاري وغيرهم روى عنه أبو سعيد
السمعاني وأبو الحسن الجنابي وعلي بن الخضر السلمي وغيرهم كان صالحا
مات في سابع عشري رمضان سنة 415 وفي تاريخ دمشق لابن عساكر:
الحسين بن سعيد بن المهند بن مسلمة أبو علي الطائي الشيزري حدث عن
ابن خالويه النحوي والشريف يحيى بن علي الزيدي وغيرهما وروى عنه جماعة
أسند ابن عساكر من طريقه إلى أبي سعيد الخدري عن النبي ص: اتقوا
فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز جل ثم قرأ ان في ذلك لآيات
للمتوسمين توفي في رمضان سنة 415 قال عبد العزيز الكناني وكان يتهم
بالتشيع ولم أر في صلاحه وعبادته وورعه مثله اه‍. وعلى ذكر قولهم كان
يتهم بالتشيع ينبغي ان يقال:
وعيرها الواشون اني أحبها * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
الشيخ نصر الدين أبو عبد الله الحسين بن سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي
ذكره صاحب رياض العلماء في ذيل ترجمة والده سعيد بن هبة الله
فقال وله أولاد فضلاء داخلون في الإجازات عد منهم المترجم وفي
الروضات له أولاد فضلاء متخللون في طرق الإجازات وعد منهم الشيخ
الامام الشهيد نصر الدين أبو عبد الله الحسين. وفي فهرست منتجب الدين
الشيخ نصير الدين أبو عبد الله الحسين ابن الشيخ الامام قطب الدين أبي
الحسين سعيد بن هبة الله بن الحسن الراوندي عالم صالح شهيد.
أبو عبد الله الحسين بن سفيان البزوفري
في الرياض كان من مشايخ المفيد وابن الغضائري وابن عبدون
وأمثالهم ويروي عن حميد بن زياد وكان أحد العلماء المعروفين بالبزوفري
لكن لم أجد له ترجمة في كتب الرجال نعم وجدته كما نقلته في آخر
الاستبصار للشيخ الطوسي اه‍.

31
تنبيه
في لسان الميزان: الحسين بن سفيان الكوفي ذكره الكشي في
الشيعة الرواة عن جعفر الصادق رحمة الله عليه اه. وليس لذلك اثر في
رجال الكشي ولعله اشتباه بالحسين بن شهاب الكوفي الذي ذكره الشيخ في
رجال الصادق ع.
السيد حسين ابن السيد سليمان الحلي
من علماء عصر السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ولا نعرف من
أحواله سوى ذلك.
الشيخ حسين السلمان ابن الشيخ سلمان من آل علي الصغير السالمي
العاملي
توفي سنة 1265 في بنت جبيل من بلاد جبل عامل ودفن بها.
هو من امراء جبل عامل المعروفين بال علي الصغير وكان يلقب كل
واحد منهم بالشيخ إلى عهد المترجم ويلبسون العمائم والبنشات إلى عهد
المترجم وبعده صار يلقب كل منهم بلفظة بك على قاعدة الأتراك وقد مر
الكلام عليهم مفصلا في ترجمة ولده ثامر بك ج 15. كان المترجم شهما
شجاعا ثابت الايمان معظما لذرية أهل البيت الطاهر وكان حاكما في سنة
1255 كما يأتي عن المذكرات لحوادث الشام ولا يدرى مكان حكومته يومئذ
وعين حاكما في بنت جبيل سنة 1258 باسم مدير جبل هونين وساحل قانا
كما اخبرني بذلك بعض الشيوخ المعمرين الثقات من أهل بنت جبيل الذين
أدركوا عصره ولكن المرسوم الذي صدر من أدهم باشا دفتر دار إيالة صيدا
باسم المترجم إلى عمنا السيد محمد الأمين بالفدن الأربعة في قرية شقراء
المعطاة لأبيه معاشا عن الإفتاء فحولت إليه لما تقلد منصب الإفتاء بعد أبيه
باسم مفتي بلاد بشارة كان تاريخه كما يأتي سنة 1257 فيمكن ان يكون ذلك
قبل حكمه في بنت جبيل.
افتخار المشايخ المكرمين محصل هونين وقانا الشيخ حسين السلمان
زيد مجده.
ان رافع تحريرنا هذا افتخار العلماء الكرام السيد محمد امين العالم
بيده مراسيم سابقة من حضرات الولاة السابقين مضمونها بخصوص المشد
المطلق في قرية شقرة التابعة بلاد بشارة ومن كون المشد المطلق المذكور
خارجا عن ترتيب القرية التمس منا تجديد التصرف له به كما كان قديما وقد
قبلنا التماسه فيقتضي انه يتصرف به معاشا له ولذريته من بعده بدون ان
يعارضهم بذلك معارض ولا ينازعهم منازع بناء على ذلك اقتضى إصدار
تحريرنا هذا لكي بعد الوقوف على مضمونه واجراء العمل بموجبه يرجع ليد
المومى إليه ليبقى محفوظا لمحل الحاجة إليه اعلموا ذلك والسلام.
10 ن سنة 1257
الختم
السيد إبراهيم أدهم
الإمضاء
الحاج إبراهيم أدهم دفتر دار
إيالة صيدا وتوابعها حالا
ولما ولي المترجم الحكم في بنت جبيل جاء إليها وسكن في بعض
دورها سنتين ثم عمر السرايا التي كانت غربي البلدة وسكنها خمس سنوات
ثم توفي فكانت مدة حكمه سبع سنوات ولما توفي دفن في مقبرة بنت جبيل
وبنيت على قبره قبة تعرف بقبة الشيخ وكتب على قبره هذا التاريخ ولا
يعرف لمن هو وفيه دلالة على انحطاط أكثر الشعر العاملي في ذلك العصر
وما قبله وهو:
الأرض قبلك آذنت برجيف * والبدر بعدك صادع بخسوف
فكلاهما قد أعلنا بعبارة * فيها اعتبار الحاذق العريف
فالأرض تنبئ عن إزالة طودها * والبدر يحكي صورة التكييف
أعني به الندب الحسين ومن له * جاء الزمان لنا بكل مخوف
أحسين جاء اللطف تاريخ بها * فكفاك ان الله خير لطيف
سنة 1265
فيه إشارة إلى وقوع زلزلة وخسوف القمر أيام وفاته وكان مكتوبا على
قبره أيضا:
أصبحت ضيف الله في دار البقا وعلى المضيف كرامة الضيفان
يعفو الملوك عن النزيل بحيهم كيف النزيل بساحة الرحمن
ثم خربت القبة وخربت السرايا وبيعت فسبحان من لا يدوم الا
ملكه. ثم حكم بعده ولده ثامر بك كما مر في ترجمته ومن اخباره الدالة
على ثبات ايمانه وحسن اعتقاده وتعظيمه لذرية أهل البيت الطاهر النبوي ما
حدثني به بعض المعمرين الثقات من أهل بنت جبيل انه لما حضره الموت
توجه إلى القبلة وقال: إلهي انقطع الرجاء الا منك وخابت الآمال الا فيك
يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية. وانه تنازع رجلان
من السادة الاشراف فأدمى أحدهما الآخر فجاء المضروب يشتكي إليه من
خصمه فأراد ولده ثامر بك ان يرسل جنديا خلف السيد الضارب فمنعه
أبوه وقال له ما تريد ان تصنع؟ قال نرسل خلف الضارب ونعاقبه فقال
ويحك أ تريد ان أكون مكان عبيد الله بن زياد أو عمر بن سعد فأعاقب
سيدا لأنه ضرب ابن عمه، وأرضى المضروب وأصلح بينهما. ومن اخباره
الدالة على كمال شجاعته ما في كتاب المذكرات التاريخية لحوادث الشام
تأليف بعض كتاب الحكومة من المسيحيين المجهول الاسم في حوادث سنة
1255 ما خلاصته ان الشيخ حسين جنبلاط الدرزي عصى على الدولة
وذهب مع عصابته إلى ناحية سعسع وصار يقتل وينهب حتى أنه جاء إلى
محلة الميدان بدمشق ونهب سبعين بعيرا وان الشيخ حسين السلمان الشيعي
حاكم بلاد الشيعة في بلاد بشارة كان يومئذ في دمشق مع الأمير خليل
الشهابي فأرسل معه الأمير خليل رجالا من أهالي الجبل وحصروا حسين
جنبلاط في وعرة زاكية بالقرب من سعسع ووقع الحرب بينهم فقتل من
أصحاب حسين جنبلاط أربعة أنفار وقبض عليه مع أحد عشر رجلا من
أصحابه فقتلوا بدمشق وذلك في 28 حزيران سنة 1839 اه. وروى
بعض مؤرخي جبل عامل ان الدروز عاتبوا الشيخ حسين السلمان على
ذلك فأجابهم ان هذا مقابل قتلهم حسين الصعبي.
69: أبو عبد الله الحسين بن سلمان الكناني الكوفي
يأتي بعنوان الحسين بن سلمان. 70:
الحسين بن سلمة أبو عمار الهمداني الخازقي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان الميزان

32
الحسين بن سلمة الهمداني ذكره الطوسي في رجال الشيعة الرواة عن جعفر
الصادق رحمه الله.
الحسين بن سليمان الطلحي.
في لسان الميزان: الحسين بن سليمان الطلحي عن عبد الملك بن
عمير لا يعرف قال ابن عدي لا يتابع على حديثه حدث عن عبد الملك
بمناكير نحو الخمسة منها عن عبد الملك عن انس: يا علي كذب من زعم أنه
يحبني ويبغضك رواه عنه هشام بن يونس اللؤلؤي قلت وروى عن
عبد الملك حديث الطير ولم يصح انتهى وقال العقيلي حسين بن سليمان
مولى قريش مدني مجهول لا يتابع على حديثه ولا يعرف الا به اه. ومن
روايته حديث الحب والبغض وحديث الطير يظن تشيعه.
الشاه حسين بن سليمان الصفوي
استشهد يوم الثلاثاء 22 المحرم سنة 1140 بأصفهان على يد
الأفغانيين ثم نقل بعد مدة إلى قم فدفن بجوار مشهد أخت الرضا ع.
نسبه
هو الشاه حسين ابن الشاه سليمان ابن الشاه عباس الثاني ابن الشاه
صفي بن صفي ميرزا ابن الشاه عباس الأول ابن الشاه محمد ابن الشاه
طهماسب ابن الشاه إسماعيل ابن السلطان حيدر ابن السلطان الجنيد ابن
السلطان الشيخ إبراهيم ابن السلطان خواجة علي المشهور بسياه پوش ابن
السلطان الشيخ صدر الدين موسى ابن القطب الشيخ صفي إسحاق
الأردبيلي ابن امين الدين جبرئيل بن محمد صالح ابن قطب الدين بن صالح
الدين رشيد بن شمس الدين محمد الحافظ بن عوض شاه الخواص بن فيروز شاه الخواص بن
فيروز شاه زرين كلاه ابن نور الدين محمد بن شرف
شاه بن تاج الدين حسن بن صدر الدين محمد بن مجد الدين إسماعيل بن
ناصر الدين بن شاه فخر الدين أحمد بن محمد الأعرابي بن أبو محمد
القاسم بن أبو القاسم حمزة بن الإمام موسى الكاظم ع:
نسب تضاءلت المناسب دونه * والفجر منه ببهجة وضياء
كذا في كتاب فضائل السادات للسيد محمد أشرف العاملي سبط
المحقق الداماد
عدد الملوك الصفوية
ومدة ملكهم
الملوك الصفوية كانوا 11 ملكا والمترجم تاسعهم واستمرت دولتهم
من سنة 906 ه إلى سنة 1139 وذلك نحو 236 سنة.
1 إسماعيل الأول 2 طهماسب 3 إسماعيل الثاني بن
طهماسب 4 محمد خدابنده بن طهماسب 5 عباس الأول ابن محمد
خدابنده بن طهماسب 6 صفي بن سام ميرزا ابن عباس الأول 7
عباس الثاني ابن صفي 8 سليمان بن عباس الثاني 9 حسين بن سليمان
وهو المترجم 10 طهماسب بن حسين 11 عباس بن طهماسب.
جلس المترجم على سرير الملك سنة 1105 وتنازل عن السلطنة
صبيحة الجمعة المحرم سنة 1139 فمدة ملكه نحو 34 سنة وهو آخر الملوك
الصفوية لأن ولده طهماسب وان تسمى بالسلطنة بعده الا انه كان آلة
الانقلاب الذي دبره نادر شاه وكذلك عباس بن طهماسب كما يأتي وألف
النصيري تاريخا خاصا به ينقل عنه صاحب كتاب مطلع الشمس وله مسائل
بالفارسية سال عنها الآقا جمال الدين محمد الخوانساري فاجابه عنها تقرب
من مائتي مسالة في الفقه وغيره تسمى الأسئلة السلطانية
ابتداء اختلال سلطنته إلى انقراض الدولة الصفوية
في كلام المؤرخين بعض الاختلاف في ذلك ونحن ننقل ما ذكروه
على اختلافه. في الشجرة الطيبة للسيد باقر المدرس انه في سنة 1120 ابتدأ
اختلال سلطنة الشاه حسين وفي سنة 1125 خلع الشاه حسين التاج
والتخت بمحمود الأفغاني ولكن سيأتي عن الروضات ان ذلك كان سنة
1133 أو سنة 1136 وفي الجزء الثاني من كتابنا معادن الجواهر ولا نعلم
الآن من أين نقلناه انه تنازل عن الملك أول سنة 1135 وولي الملك ولده
طهماسب الثاني وكانت المملكة على عهده في قلاقل والقائم بأمره فتح علي
خان القاجاري نائب السلطنة ونادر الأفشاري الذي ولي الملك بعده وصار
يعرف بنادر شاه وكان شجاعا بعيد النظر فطمع في الملك ولقب نفسه لفرط
دهائه بطهماسب قلي اي عبد طهماسب ورأى أن العقبة الكؤد في سبيل
تنفيذ سياسته هو فتح علي القاجاري فسعى به إلى طهماسب حتى قتله في
12 المحرم سنة 1139 وبعد زمان قصير خلع طهماسب وسجنه ونقل اسم
السلطنة إلى ولده عباس ميرزا وهو طفل رضيع وجعل الخطبة والسكة باسم
عباس وبعد ثلاث سنين وشهور غير السكة والخطبة إلى اسمه ثم قتل
طهماسب ولكن نادرا هذا مات قتلا تصديقا لما جاء بشر القاتل بالقتل ولو
بعد حين. وفي الشجرة الطيبة:
كان محمود السيستاني المقيم في بلدة تون قد تسلط على المشهد
المقدس وصار مرجع الحكم فيه إليه وهو مقيم بتون وفي سنة 1135 كان
حاكم مشهد خراسان علي قلي خان شاملو وكان إسماعيل خان سبهسالار
خراسان مخالفا له فاتفق الحاكم مع أوباش البلد فاخرجوا سبهسالار من
داره بأقبح وجه وحبسه الحاكم في داره وفي جمادى الأولى من هذه السنة
هجموا على دار علي قلي خان حاكم المشهد وقتلوه واطلقوا إسماعيل خان
ونصبوه حاكما على البلد ولأجل تقوية أمره طلب محمودا السيستاني إلى
المشهد وتسلط محمود على المشهد وبعض ولايات خراسان وادعى السلطنة
ولبس التاج وضرب السكة باسمه وخطب له على المنابر وبقي على هذه
الحال إلى سنة 1139 فجاء الشاه طهماسب الثاني مع أحد قواده فتح علي
خان القاجاري الذي كان حاكم المشهد سابقا فحاصروا المشهد ومعهم نادر
الافشاري وفي أثناء هذه المحاصرة لقب نادر نفسه بطهماسب قلي خان اي
عبد طهماسب ووصل إلى منصب قورشي باشي وفي أثناء المحاصرة قتل فتح
علي خان بسعاية نادر ودفن في جوار الخواجة ربيع وكانت هذه الواقعة يوم
الجمعة 12 المحرم سنة 1139 وبعد عدة شهور فتحت المشهد وأرسل الملك
محمود التاج وأثاث السلطنة إلى عسكر الشاه طهماسب ولبس لباس
الدراويش وجلس في حجرته وأقيم حاكما على المشهد رضا قلي خان بن
نادر. وفي تاريخ جهان كشه ان تسلط علي قلي خان شاملو على إسماعيل
خان كان في 11 المحرم سنة 1135 يوم فتح الأفغانيين أصفهان وان المشهد
حوصر شهرين ولم يستطع الشاه طهماسب ونادر فتحه وفي آخر الأمر كان
رجل اسمه بير محمد من اتباع الملك محمود كفر نعمة محمود وفتح باب مير

33
علي أموية في ليلة 16 ربيع الثاني وأرسل إلى نادر وسلمه البلد وتسلم
طهماسب دار الحكومة وبعد يومين لبس محمود أثواب الدراويش واعتكف
في إحدى حجرات الصحن المقدس وبعد أيام أساء الظن نادر بالملك محمود
وظن أن التشويش الذي يقع في البلد هو بتحريكه فقتله مع اتباعه الذين
كانوا مقيمين بالصحن المقدس وفي سنة 1135 في الزمان الذي استولى
خان الأفغان على هرات وقندهار حاصر المشهد المقدس أربعة أشهر ثم يئس
من فتح خراسان ورجع اه‍.
وفي روضات الجنات في ذيل ترجمة محمد بن الحسن الأصفهاني الملقب
بالفاضل الهندي نقلا عن بعض المعتمدين الحاضرين في تلك المعارك ان
الأفغانيين بعد محاصرتهم أصفهان مدة طويلة اضطر أهل البلد إلى فتح
أبوابها لهم فدخلها أميرهم المسمى بالسلطان محمود بجيشه وذلك في حدود
سنة 1133 وقيل سنة 1136 وحبس الشاه حسين ابن الشاه سليمان وقتل
اخوته الأربعة وقتل أربعة وعشرين شخصا من أولاده وأحفاده وذلك في
أواخر جمادي الأولى سنة 1137 وفي اليوم السابع والعشرين من شهر
رمضان من تلك السنة امر بقتل ستة من أركان الدولة وبقي السلطان
حسين محبوسا إلى زمن جلوس أشرف سلطان الذي كان أولا ملازما لركاب
السلطان محمود المقدم ذكره ثم إن محمودا عرض له شبه الجنون فحبسه
أشرف إلى أن مات في الحبس فجلس أشرف مكانه على سرير الملك وذلك
عصير يوم الأحد 8 شعبان سنة 1137 وبني في أصفهان قلعة عظيمة خرب
لأجلها نحو خمسمائة ما بين حمام ومدرسة ومسجد وذلك في أقل من ستة
شهور وتوجه لمحاربته جيش من قبل السلطان العثماني فخاف على نفسه
بعد تكرر مقابلته لقائد الجيش من بقاء السلطان حسين حيا فامر بقتله في
الحبس وسبى أهله ونهب أمواله وذلك يوم الثلاثاء 22 المحرم سنة 1140
ثم نقل بعد مدة إلى قم فدفن في جوار آبائه تحت جناح عتبة أخت الرضا
ع.
الشيخ حسين المشهور بأبي خليل ابن الحاج سليمان ابن الشيخ علي ابن
الحاج زين بن حسن بن خليل العاملي الشحوري الصيداوي الجبشيثي.
ولد سنة 1252 بصيدا وتوفي في الدجيل راجعا من زيارة سامراء سنة
1313 ونقله ولده الشيخ عبد الكريم إلى النجف بعد ثلاثة أشهر فدفنه في
وادي السلام قريبا من قبر هود وصالح.
أصل أبيه من قرية شحور تنازع مع امراء البلاد فرحل إلى صيدا
وتوطنها وولد بها ولده المذكور ثم سكن مع ولديه الشيخ محمد والمترجم قرية
جبع وقرأ المترجم مع أخيه في مدرسة الفقيه الشيخ عبد الله نعمة في جبع
فقرأ المترجم فيها النحو والصرف والمعاني والبيان والمعالم والعضدي في أصول
الفقه وقرأ على الشيخ عبد الله الشرائع وشرح اللمعة في الفقه وكان يقال له
سيبويه الثاني لشدة اتقانه علم العربية وبقي مع أخيه في جبع نحوا من
عشرين سنة واشتريا بها دارا وبستانا ولكن مدرسة جبع التي كان والده
الحاج سليمان يقوم بقسط وافر من نفقاتها كان ينقصها حسن الإدارة فكان
يقضي الطلبة فيها عشر سنوات فأكثر في تعلم النحو والصرف لذلك لم يكن
انتاجها متناسبا مع مدة الإقامة فيها والا فعشرون سنة يقضيها الطالب في
مدرسة يجب ان تخرجه من فحول العلماء في فنون كثيرة ثم رحل المترجم إلى
جبشيث من عمل الشقيف فتوطنها باقي حياته وكان من أهل العلم والفضل
والتقوى والصلاح والأخلاق الحسنة عابدا زاهدا متنسكا كريما سخيا حسن
الخلق متواضعا محمود السيرة طيب السريرة متجنبا الترف لا يبالي بأمور
الدنيا كيف كانت ولا بيد من حصلت محبا للفقراء لا سيما الأتقياء متجنبا
مجالس الأغنياء ومخالطتهم حج وزار مرارا عاصرناه وعاشرناه سفرا وحضرا
فوجدناه خليقا بهذه الصفات. 74:
الحسين بن سليمان الكناني كوفي أبو عبد الله
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي بعض النسخ
ابن سلمان بدون ياء وفي لسان الميزان الحسين بن سليمان الكناني ذكره
الطوسي في رجال الشيعة الرواة عن جعفر الصادق رحمه الله تعالى. 75:
الحسين بن سهل بن نوح
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع وفي لسان الميزان
الحسين بن سهل أبو علي البرمكي روى عن أبيه عن يحيى بن أكثم حديثا
موضوعا في قصة فيها مجون فأعرضنا عن نقلها وفيها دلالة على أنه كان
قاضيا قال ابن حجر بعد نقلها: الآفة فيه من الراوي عنه جعفر بن علي بن
سهل الدقاق فقد تقدم انه كذاب واما الحسين فلا يعرف هو ولا أبوه
ووجدت في رجال الشيعة للطوسي الحسين بن سهل بن نوح فكأنه هذا وقد
وصفه علي بن الحكم بالحفظ والدين اه‍. وعلي بن الحكم من أصحابنا له
كتاب في الرجال كان عند ابن حجر وينقل عنه في لسان الميزان كثيرا
ويقرب ما احتمله ابن حجر كونه من أصحاب الجواد ع المعاصر
للمأمون وليحيى بن أكثم. 76:
الحسين بن سيف بن عميرة أبو عبد الله النخعي البغدادي
قال النجاشي الحسين بن سيف بن عميرة أبو عبد الله النخعي له
كتابان كتاب يرويه عن أخيه علي بن سيف وآخر يرويه عن الرجال أخبرنا
علي بن أحمد القمي حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن
الصفار حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن الحسين بن سيف وفي
الفهرست الحسين بن سيف له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي
المفضل عن ابن ابطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن الحسين بن
سيف البغدادي وأحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عنه وفي
المعالم الحسين بن سيف البغدادي له كتاب. وفي لسان الميزان الحسين بن
سيف بن عميرة النخعي البغدادي ذكره الطوسي في رجال الشيعة قال وهو
أخو علي بن سيف وكان أبصر من أخيه وأكثر مشايخ رحل إلى البصرة
والكوفة وكان يعرف الفقه والحديث يروي عنه علي بن الحكم وغيره اه‍ ولا
يخفى ان بعض ما ذكره ليس له اثر في كلام الطوسي ولعله كان في كلام
علي بن الحكم الذي له كتاب في الرجال فوقع بعض التغيير في النقل.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف الحسين بن سيف بن عميرة برواية
علي بن الحكم عنه وزاد الكاظمي رواية أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه
اه‍. وأحمد بن أبي عبد الله هو أحمد بن محمد بن خالد البرقي وعن جامع
الرواة انه زاد رواية أبي بكر بن محمد والحسن بن علي الكوفي ومحمد بن
عبد الله الرازي وسلمة بن الخطاب وعلي بن الحسن بن فضال وإبراهيم بن
هاشم عنه وروايته عن محمد بن سليمان وعن أخيه علي عن أبيه أبي
أسامة.

34
77: الحسين بن سيف الكندي العدوي كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان الميزان
الحسين بن سيف الكندي الكوفي ذكره الطوسي في رجال الشيعة الرواة عن
جعفر الصادق رحمه الله تعالى. 78:
الحسين بن شاذان.
مضى بعنوان الحسن.
79: الحسين بن شاذويه أبو عبد الله الصفار الصحاف القمي
من أهل أوائل المائة الرابعة بدليل رواية جعفر بن محمد بن قولويه
المتوفى سنة 369 عنه.
شاذويه بالشين والذال المعجمتين والواو والمثناة التحتية والهاء.
قال النجاشي الحسين بن شاذويه أبو عبد الله الصفار (1) وكان صحافا
فيقال الصحاف (2) وكان ثقة قليل الحديث له كتاب الصلاة والأعمال كتاب
أسماء أمير المؤمنين ع أخبرنا أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد عنه بها
وفي الخلاصة قال ابن الغضائري انه قمي زعم القميون انه كان غاليا قال
ورأيت له كتابا في الصلاة سديدا والذي أعمل عليه قبول روايته حيث عدله
النجاشي ولم يذكر ابن الغضائري ما يدل على ضعفه نصا اه‍. بل ولا
ظاهرا وانما أسند إليه الغلو بلفظ الزعم من القميين الذي يظهر منه عدم
تحققه عنده وحال القميين معلوم في أنهم كانوا يرون ما ليس بغلو غلوا بل
قوله ورأيت له ظاهر في براءة ساحته مما رموه به وفي لسان الميزان الحسين
بن شاذويه الصفار ذكره ابن النجاشي في مصنفي الشيعة ووثقه روى عن
جعفر بن محمد رحمه الله تعالى.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن شاذويه الثقة
برواية جعفر بن محمد بن قولويه عنه وعن جامع الرواة زيادة رواية زيادة
القندي عنه في كتاب المكاسب من التهذيب. 80:
الملا حسين الشاعر الحلي
توفي سنة 1212 كما في مجموعة الشبيبي.
هو ملا حسين شاعر وادي شيخ زبيد والظاهر أن شعره كان مقصورا
على اللغة العامية وكان بينه وبين الشيخ عبد الحسين محيي الدين شاعر
ذرب شيخ الخزاعل خزاعة مراسلات ومطارحات بالشعر الزجلي العامي
المسمى ميمر فمنه ما كتبه شاعر ذرب إلى ملا حسين:
يحسين ذكر الخزاعي كالشمال اليمر إلى أن يقول:
والفرق ما بين واديك وذرب معلوم * هذا لزيم الصميدا وذك لازم...
حدثني الشيخ محمد اللايذ النجفي بالنجف قال: كان للملا حسين
صديق من عرب زبيد اسمه حمزة وله زوجة اسمها منصورة فزاره مرة فلم
يجده فضيفته منصورة وأكرمت وفادته فقال يمدحها بشعر عامي على طريقة
الميمر:
قلبي يحب ربيد انا من صوره * والهم جيوش عالعدا منصوره
وان غاب حمزة خلفته منصوره * أتعيض عن كل الرجال وتستر
فقالت له منصورة يا ملا حسين الرجال ما يسد ثناياها غيرها ولكن
قل: تعيض عن بعض الرجال وتستر. 81:
السيد حسين شبر النجفي
عالم فاضل في مجموعة الشبيبي سافر إلى الهند وتقدم. 82:
حسين بن شبيب ابن الشيخ علي صاحب قلعة الشقيف بن فار س بن أحمد
الصعبي أبو درويش بك أبي حسين بك الدرويش العاملي
من امراء جبل عامل المعروفين بالصعبية كان فارسا شجاعا له مواقف
في الشجاعة والفروسية تعد من خوارق العادة منها ان الحكام كانت
تطارده بعد ايقاع الجزار بأمراء جبل عامل فحوصر يوما في العقبة التي فوق
مطحنة آل يتيم من أمامه وورائه وليس له منفذ الا في ذلك الجبل العالي
الذي هو كالحائط لا يمكن للراجل اجتيازه فضلا عن الفارس وتحته واد
عميق فأقحم جواده في ذلك الجبل واجتازه وسلم. 83:
الحسين بن شداد ابن رشيد الجعفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه وفي
لسان الميزان ذكره الطوسي في رجال الشيعة الرواة عن جعفر الصادق رحمه
الله تعالى وقال علي بن الحكم كان أفقه أهل الكوفة وأصحهم حديثا اه‍.
وعلي بن الحكم من أصحابنا كان له كتاب في الرجال موجود عند ابن حجر
وينقل عنه في كتابه كثيرا ومفقود عند أصحابنا الذين ألفوا في الرجال. 84:
السيد حسين بن شرف الدين النجفي
كان حيا سنة 1096.
أحد أشراف النجف وأدبائه في القرن الحادي عشر كانت بينه وبين
السيد علي خان الشيرازي مكاتبة ومجاوبة وله قصيدة عاتب فيها السيد علي
خان فاجابه عنها سنة 1096 بقصيدة أولها:
الية بانعطاف القامة النضرة * ونظرة لاختطاف العقل منتظره
وله فيه قصيدة أخرى جاء فيها:
ان رمت تنسب يوما سيد العلى * فانسب إلى منتهاها سادة النجف
واخصص بني شرف الدين الأولى شرفت * بهم بيوت العلى والمجد والشرف
قوم يحلون دون الناس قاطبة * بحبوة المجد والباقون في طرف
85: الشيخ حسين ابن الشيخ شريف محيي الدين
توفي سنة 1296 في النجف بالطاعون
كان شريك السيد حسن ابن السيد هادي صدر الدين الكاظمي في
الدرس وكان فاضلا شاعرا أديبا.
86: الحسين بن شعيب المدائني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وفي لسان الميزان انه
ذكره في أصحاب الصادق والصواب ما قلناه.
87: السيد حسين ابن الشمس الحسيني
عالم فاضل وصفه الميرزا حسين النوري صاحب مستدركات الوسائل
فيما علقه بخطه على هامش رجال أبي علي بالسيد الحسيب النسيب ذي



(1) الصفار من يعمل الأواني وغيرها من الصفر وهو النحاس.
(2) الصحاف من يعمل الصحاف جمع صفحة ككلاب وكلبة وهي اناء كالقصعة أو مستطيل.
المؤلف
35
المجدين وقال إن له أرجوزة في سني وفاة النبي ص والأئمة ع وتاريخ
ولادتهم وبيان موضع قبورهم أولها:
قال أبو هاشم في بيانه * ولفظه يخبر عن جنانه
الحمد لله على الايمان * بالمصطفى والآل والقرآن
لقد حداني من له أطيع * لنظم تاريخ له أذيع
فهاك تاريخ النبي المصطفى * وآله المطهرين الخلفا
فمولد النبي عام الفيل * بمكة والحرم الجليل
ومولد الوصي أيضا في الحرم * بكعبة الله العلي ذي الكرم
88: الشيخ تاج الدين حسين بن شمس الدين الصاعدي
من أهل أواخر المائة العاشرة أو أوائل الحادي عشرة.
كان عالما فاضلا فقيها واعظا يروي عنه السيد حسين بن حيدر
الحسيني الكركي وله منه إجازة ووصفه الكركي في بعض إجازاته بالمولى
الفاضل الواعظ الفقيه ويروي هو عن الشيخ منصور الشيرازي الشهير
براست كو اي قائل صدق وعن المولى عبد الله بن محمود الشوشتري
الملقب بالشهيد الثالث المقتول بيد الأزبكية حين استيلائهم على المشهد
المقدس الرضوي والمحرقة جثته بميدان بخارى سنة 997 وعن الشيخ
حسين بن عبد الصمد الحارثي وعن ولده الشيخ البهائي وعن السيد
حسين بن الحسن.
89: الشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين بن محمد بن حيدر العاملي
الكركي الحكيم
هكذا عنونه صاحب أمل الأمل وفي السلافة حسين بن شهاب الدين
ابن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي وفي مستدركات الوسائل
حسين بن شهاب الدين بن الحسين بن محمد بن الحسين ابن الجنيدار
العاملي الكركي ولا شك ان خاندار والجنيدار قد صحف أحدهما بالآخر
ولعلهما تصحيف لثالث والظاهر أنه وقع التصحيف أيضا بينهما وبين حيدر.
توفي في حيدرآباد يوم الاثنين 19 صفر سنة 1076 وعمره 64 سنة
تقريبا.
أقوال العلماء فيه
ذكره صاحب أمل الآمل ووصفه بالحكيم وقال كان عالما فاضلا ماهرا
أديبا شاعرا منشئا من المعاصرين سكن أصفهان مدة ثم حيدرآباد سنين
ومات بها سنة 1076 وكان عمره 64 سنة وكان فصيح اللسان حاضر
الجواب متكلما حكيما حسن الفكر عظيم الحفظ والاستحضار اه‍. والظاهر أن
مراده بالحكيم الطبيب لوجود تأليف له في الطب واشتغاله به في آخر
عمره ولو أريد الحكمة العقلية لاغنى عنه وصفه بالمتكلم ووصفه صاحب
أنوار الربيع بالطبيب وذكره تلميذه صاحب السلافة ووصفه بأسجاعه
المعروفة التي منها طود رسا في مقر العلم ورسخ ونسخ خطة الجهال بما خط
ونسخ رأيته فرأيت منه فردا في الفضائل وحيدا وكاملا لا يحيد الكمال عنه
محيدا تحل له الحبى وتعقد عليه الخناصر أوفى على من قبله وبفضله اعترف
المعاصر يستوعب قماطر العلم حفظا بين مقروء ومسموع ويجمع شوارد
الفضل جمعا هو في الحقيقة منتهى الجموع حتى لم ير مثله في الجد على نشر
العلم واحياء مواته وحرصه على جمع أسبابه وتحصيل أدواته كتب بخطه ما
يكل لسان القلم عن ضبطه واشتغل بعلم الطب في أواخر عمره وتحكم في
الأرواح والأجساد غير أنه كان فيه كثير الدعوى قليل الفائدة والجدوى لا
تزال سهام آرائه فيه طائشة عن الغرض وان أصابت فلا تخطئ نفوس اولي
المرض فكم عليل ذهب ولم يلف لديه له فرج فأنشد: انا القتيل بلا اثم ولا
حرج ومع ذلك فقد طوى أديمه من الأدب على أغزر ديمة إلى ظرف وإلمام
بنوادر المجون ولم يزل ينتقل في البلاد حتى قدم على الوالد قدوم أخي
العرب على آل الملهب وذلك سنة 1074 فأمطره سحائب جوده إلى أن توفي
يوم الاثنين لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر سنة 1076 عن 64 سنة
تقريبا اه‍. وكانه يشير بقوله آنفا وتحكم في الأرواح والأجساد إلى قول
المترجم له من قصيدة تأتي:
ولست برمال ولا بمنجم * ولكن حكيم في النفوس محكم
وفي مستدركات الوسائل: العالم الكامل الحكيم الفاضل الماهر
الأديب وفي الرياض: الظاهر أنه سبط السيد حسين بن حيدر الكركي
المعروف بالسيد حسين المفتي المار ذكره اه‍.
اتباعه طريقة الأخبارية
صرح بذلك الميرزا محمد الاخباري في كتاب رجاله وصرح به هو في
المحكي عن رسالته هداية الأبرار قال الميرزا محمد المذكور في رجاله على
ما حكاه عنه صاحب الروضات: ومنهم أي الأخبارية مبدد عساكر
الشياطين ومفرق كتائب أصحاب الظن والتخمين المرتقي إلى ذروة العلم
بقدم اليقين أفضل المحدثين الشيخ حسين بن شهاب الدين العاملي رفع الله
مدارجه في أعلى عليين وتصانيفه الرائقة وتواليفه الفائقة شهود صدق على
فضله وتبحره وتدقيقه وتحقيقه وقال أيضا في كتاب رجاله المذكور ان أول من
تكلم على المتأخرين لمخالفتهم طريقة قدماء الأصحاب هو محمد أمين
الاسترآبادي الاخباري وأحسن وأتقن ثم تكلم المحدث القاشاني ملا
محسن في سفينة النجاة بقليل لا يشفي الغليل ثم المحدث العاملي
محمد بن الحسن بن الحر في الفوائد الطوسية اتى بما يروي الغليل ثم
الشيخ حسين بن شهاب الدين العاملي في هداية الأبرار أشبع التفصيل إلى
آخر ما ذكره. وقال الميرزا محمد المذكور أيضا كما في الروضات: ان اختيار
المترجم طريقة الأخباريين ونصرته إياها مبين في رسالته الملقبة بهداية الأبرار
المتداولة بين الأخباريين. قال ولنذكر قليلا من عباراته قال في هداية الأبرار
فصل في بيان أصل الاختلاف وتحرير محل النزاع وتحقيق معنى العلم شرعا:
اعلم أن السبب الداعي إلى الاختلاف هو ما ظهر من مخالفة المتأخرين
للقدماء في ثلاثة أمور الأول ان جماعة من القدماء كالشيخ المفيد والسيد
المرتضى والشيخ الطوسي صرحوا بأنه لا يجوز اثبات الأحكام الشرعية
بالظن وأجاز ذلك المتأخرون الثاني ما أجمع عليه القدماء وصرح به الشيخ
في بحث الاجتهاد من العدة بعد أن نقل اختلاف الأقوال فيما يجتهد فيه وان
المجتهد المخطئ ياثم أو لا فقال ما هذا لفظه: والذي اذهب إليه وهو
مذهب جميع شيوخنا المتكلمين واختاره السيد المرتضى واليه كان يذهب
شيخنا أبو عبد الله ان الحق في واحد وان عليه دليلا ومن خالفه كان مخطئا
فاسقا اه‍. كلامه وقال المتأخرون المجتهد المخطئ لا ياثم الثالث ان
جماعة من القدماء صرحوا بان الاخبار التي نقلوها في كتبهم وعملوا بها كلها
صحيحة وانها كلها مما توجب العلم والعمل اما لتواترها أو لقرائن تدلهم
على ذلك ولم يفرقوا بين ما رواه ثقة امامي وغيره لذلك ومنعوا من العمل

36
بخبر الواحد المجرد عن القرينة المفيدة للعلم بصحته وجواز العمل به وقال
المتأخرون انها كلها اخبار آحاد لا تفيد الا الظن وزعم جماعة منهم كالشهيد
الثاني ومن وافقه انه لا يعمل منها الا بخبر العدل الامامي فقط فضيقوا على
أنفسهم وعلى من قلدهم في ذلك وأكثر كلامنا في هذا الباب مع هؤلاء
وتوضيح المقام ان القدماء صرحوا بان الاخبار المنقولة في الكتب المعمول
عليها مقطوع بصحتها أو صحة مضمونها اما بالتواتر أو بالقرائن التي توجب
العلم بها لثبوت ورودها عن المعصومين اه‍.
وقد تكلمنا عن الأخباريين بما فيه كفاية في حرف الألف من هذا
الكتاب بعنوان الأخباريون ونذكر هنا شيئا في رد هذا الكلام اما الامر
الأول ففيه أولا ان زعم كون القدماء لم يجوزوا اثبات الاحكام بالظن
وجوزه المتأخرون يبني على مقدمة فاسدة هي ان الاخبار قطعية الصدور
وسنبين فسادها ثانيا هب انها قطعية الصدور فليست قطعية الدلالة أو
ليس كلها كذلك فينتهي الامر إلى الظن ثالثا الأحكام الشرعية لا يجوز
اثباتها الا بالقطع باتفاق الجميع والظن إذا لم ينته إلى دليل قطعي يدل على
وجوب العمل به لم يكن حجة عند أحد. واما الامر الثاني فظاهر ان كلام
الشيخ فيه راجع إلى التخطئة والتصويب فهو يقول إن الأقوال المختلفة الحق
في واحد منها كما يقوله المخطئة لا في جميعها كما يقوله المصوبة وانه تعالى لا
بد ان ينصب على الحق منها دليلا أصابه من أصابه وأخطأه من أخطأه اتماما
للحجة ومن خالفه بعد ظهوره كان مخطئا فاسقا ولا يمكن ان يقول إن من
خالفه بعد بذل جهده وعدم عثوره عليه يكون فاسقا لأنه تكليف بالمحال
والله تعالى منزه عنه ولا يمكن سلامة الأخبارية من هذا الفسق ولا تحضرنا
الآن العدة. واما ان الاخبار قطعية الصدور فلا يستطيع أحد إقامة البرهان
عليه مع بعد الشقة بيننا وبين رواتها ومن رويت عنهم واختلاف القدماء في
أحوال الرجال وكون مرجع الجرح والتعديل فيهم إلى أمور ظنية وكيف
يدعى ذلك على المرتضى وهو يصرح دائما بأنها اخبار آحاد لا تفيد علما ولا
عملا حتى احتاجوا إلى تأويل كلامه لأنه لا يمكن قبوله على اطلاقه كيف
يدعى على القدماء انهم صرحوا بأنها مقطوع بصحتها والمرتضى يخالف ذلك
والقدماء كلهم مختلفون في الفتاوى ومستندهم هو هذه الأخبار وان كان
الامر كذلك فلما ذا وضعوا علم الرجال وما الفائدة فيه وقد أشبعنا القول في
هذا عند الكلام على الأخباريين في حرف في الألف من هذا الكتاب.
مؤلفاته
على ما في السلافة وأمل الآمل 1 شرح نهج البلاغة كبير 2 هداية
الأبرار إلى طريق الأئمة الأطهار ويظهر انه في نصرة مذهب الأخبارية منه
نسخة في مكتبة الحسينية في النجف الأشرف وهو على طريقة الأخبارية فرع
من تأليفه في ربيع الثاني سنة 1073 (3) عقود الدرر في حل أبيات المطول
والمختصر مطبوع في إيران على الحجر 4 حاشية على المطول 5 حاشية
على البيضاوي 6 رسالة في أصول الدين 7 مختصر الأغاني 8 كتاب
الطب الكبير 9 كتاب الطب الصغير 10 كتاب الاسعاف 11 أرجوزة
في النحو 12 أرجوزة في المنطق 13 ديوان شعره 14 رسالة في طريقة
العمل.
شعره
له شعر جيد مطبوع منسجم قوي رقيق يندر فيه اثر التكلف يشف
عن ملكة في نظم الشعر قوية وتفنن فيه وقد مدح السيد نظام الدين احمد
والد صاحب السلافة حين وفد عليه إلى بلاد الهند بعدة قصائد جيدة أدرجها
صاحب السلافة السيد علي صدر الدين في سلافته وأورده فيها غيرها من
نظمه وقال صاحب أمل الآمل عندي من شعره كثير بخطه في مدح أهل
البيت ع وأورد له مقطعات من ذلك ومن غيره مما لم يذكره
صاحب السلافة ووجدنا له في مسودة الكتاب أيضا شعرا لا أدري الآن من
أين نقلناه.
فمن شعره في مدح أهل البيت ع قوله من قصيدة:
فخاض أمير المؤمنين بسيفه * لواها وأملاك السماء له جند
وصاح عليهم صيحة هاشمية * تكاد لهاشم الشوامخ تنهد
غمام من الأعناق تهطل بالدما * ومن سيفه برق ومن صوته رعد
وصي رسول الله وارث علمه * ومن كان في خم له الحل والعقد
لقد خاب من قاس الوصي بغيره * وذو العرش يأبى ان يكون له ند
وقوله من قصيدة:
رهنت لنفسي حب آل محمد * طريقة حق لم يضع من يدينها
وحب علي منقذي حين تجتوى * لدى الحشر نفس لا يفادى رهينها
وقوله من قصيدة:
أبا حسن هذا الذي أستطيعه * بمدحك وهو المنهل السائغ العذب
فكن شافعي يوم المعاد ومؤنسي * لدى ظلمات اللحدان ضمي الترب
وقوله:
ما لاح برق من ربي حاجر * الا استهل الدمع من ناظري
ولا تذكرت عهود الحمى * الا وسار القلب عن سائري
أواه كم احمل جور الهوى * ما أشبه الأول بالآخر
يا هل ترى يدري نؤوم الضحى * بحال ساه في الدجى ساهر
تهب ان هبت شمالية * أشواقه للرشا النافر
يضرب في الآفاق لا يأتلي * في جوبها كالمثل السائر
كان مما رابه قلبه * علق في قادمتي طائر
طورا تهاميا وطورا عرا * قيا إلى الكوفة والحائر
يطيب عيشي في ربي طيبة * بقرب ذاك القمر الزاهر
محمد البدر الذي أشرق * الكون بباهي نوره الباهر
كونه الرحمن من نوره * من قبل كون الفلك الدائر
حتى إذا أرسله للهدى * كالشمس تغشى ناظر الناظر
أيده بالمرتضى حيدر * ليث الحروب الأروع الكاسر
فكان إذ كان نصيرا له * بورك في المنصور والناصر
مجدل الأبطال يوم الوغى * بذي الفقار الصارم الباتر
وقوله من قصيدة:
خير الأنام محمد * المختار ذو المجد الأثيل
والمعجزات الباهرات * الواضحات بلا شكول
ماحي الضلال بسيف * وارث علمه بعل البتول
حامي حمى الاسلام يوم * الروع بالسيف الصقيل
لولاه ما نضرت رياض * الحق من بعد الذبول

37
كلا ولا اضحى سلا * ما حر نيران الخليل
ان الأولى جنحوا إلى * طرق الضلال بلا دليل
لو فكروا في أمرهم * وجدوا السلامة في العدول
ومن شعره قوله من قصيدة:
هل عجيب خبث البنين إذا ما * خبث الأمهات والآباء
وقوله:
جودي بوصل أو ببين * فاليأس إحدى الراحتين
أيحل في شرع الهوى * ان تذهبي بدم الحسين
وقوله:
كن قنوعا بحاضر العيش والبس * من غنى النفس كل يوم غلاله
وأقصر النفس عن بروق الأماني * فالأماني أدام خبز البطالة
وقوله من قصيدة:
وللمجد فضل حيث كان وانه * إذا كان في زاكي الأرومة أفضل
كذا الدر يزهو حيث نيطت عقوده * ولكنه فوق الترائب أجمل
وقوله:
إلى الله أشكو حاجة لا أنالها * ودهرا إذا حاولت اضحى معارضا
واخوان سوء ليس فيهم إذا نبت * بي الدار الا خاذلا أو مناقضا
أراني إذا عاهدتهم في ملمة * ورمت الوفا منهم على الماء قابضا
ولست أبالي كنت للنار واطئا * لما نابني أو كنت للماء خائضا
فشأنك يا دهري وما أنت صانع * فلست لعهد الخل ما عشت ناقضا
فليس ينال المجد الا ابن حرة * يكون بأعباء العشيرة ناهضا
وقوله من قصيدة:
هي العيس ما زالت تغور وتتهم * وما زال صرف الدهر يبني ويهدم
دع السانحات البارحات فإنما * حديث الليالي غير ما يتوهم
تشطرت دهرا مذ نشأت فلم أجد * صديقا يواسيني ولا يتألم
سوى ناصح يبدي الوداد ونصحه * علي من الشكوى أشد وأعظم
ولست برمال ولا بمنجم * ولكن حكيم في النفوس محكم
ثلاثين عاما لم أجد لي معارضا * سوى حاسد من غيظه يتضرم
إذا عرض الداء العضال رأيته * يقبل كفي عاجزا وهو محجم
ورب أخ اهدى إلي نصيحة * بأمر على الدنيا به أتحكم
فقلت له ان البلاد فسيحة * وكل مكان للكريم مخرم
وأشياء أخرى لو أشاء لقلتها * ولكنني عن منطق اللغو ملجم
رأيت ركوب البحر أجمل بالفتى * وذو العقل يمضي للتي هي أسلم
فتلك ركابي لا سرير يقله * على رأسه في الهند تيس معمم
وفي الأرض مسرى للكريم ومسرح * وما هي الا جنة أو جهنم
وقوله:
يا شقيق البدر أخفي * فرعك المسدول بدرك
فارحم العشاق واكشف * يا جميل الستر سترك
قال صاحب السلافة دخل علي يوما فأنشدني:
ولقد تأملت الزمان وأهله * فرأيت نار الفضل فيهم خامده
فتن تجوش ودولة قد حازها * أهل الرذالة والعقول الفاسدة
فقلوبهم مثل الحديد صلابة * وأكفهم مثل الصخور الجامده
فرأيت أن الاعتزال سلامه * وجعلت نفسي واو عمرو الزائدة
ومن شعره قوله أورده صاحب أنوار الربيع:
فوا خجلتا ان كان في الدمع قلة * إذا جمع العشاق موعدنا غدا
أفاق الأولى عاطيتهم خمرة الصبى * وراح فؤادي مغرما مثلما غدا
وقوله:
وأقسم ما الفلك الجواري تلاعبت * بها صرصر نكباء في لجة البحر
بأكثر من قلبي وجيبا وشملنا * جميع ولكن خوف حادثة الدهر
مدائحه في والد صاحب السلافة
في السلافة ومن شعره قوله مادحا الوالد دام مجده قال وهي من غرر
القصائد:
بدت لنا وظلام الليل معتكر * فقلت شمس الضحى لاحت أم القمر
فقل لمن لامني في حبها سفها * إليك عني فاني لست اعتذر
هي الحبيبة ان جادت وان بخلت * وكل ذنب جناه الحب مغتفر
سيان عندي إذا صح الوداد لها * أقل في حبها اللاحون أم كثروا
لها المودة مني ما بقيت ولي * حظ المحب وحظ العاذل الحجر
ما لذة العيش الا ما سمحت به * أنت الحياة وأنت السمع والبصر
لم يلهني عنك مطلوب ولا وطن * ولا نديم ولا كأس ولا وتر
لا غرو ان أنكروا حالي فما سمعوا * بمثلها في الهوى يوما ولا نظروا
هيفاء واقرة الأرداف مائلة الا * عطاف ما شانها طول ولا قصر
بيضاء وردية الخدين وجنتها * يكاد منها سلاف الراح يعتصر
لم يبق لي بعدها صبر ولا جلد * ولا فؤاد ولا عين ولا أثر
لا تجزعي من نحولي وانظري هممي * قد يعجز السيف عما تفعل الإبر
فلا تكوني على قرب المزار لنا * كبقلة الرمل لا ظل ولا ثمر
ان تهجريني فاني عنك في شغل * من لذة العيش حيث الماء والشجر
في ظل أروع ما زالت أوامره * تجري على وفق ما يجري به القدر
ماضي العزيمة لا ضعف ينهنهه * عما يروم ولا في عوده خور
بحر من الجود لم تكذب خمائله * يوما ولا أخلفت إذ يخلف المطر
وليث غاب يهاب الليث سطوته * في مازق يحتويه البدو والحضر
من أسرة شهدت غلب الرجال لهم * بالغلب حيث يبين النبع والعشر
لا يقبضون من الحسنى أناملهم * ولا يجازون بالأسوأ إذا قدروا
يبيت في الأمن مولاهم وحاسدهم * بالويل حشو حشاه الخوف والحذر
لا ينكر الناس ما عاشوا سوابقهم * ولا يساجلهم قوم إذا فخروا
يا ماجدا يهب الدنيا بأجمعها * عفوا ويعطي الضنايا وهو يعتذر
تهن بالعيد والعام الجديد معا * فالعيش مقتبل والدهر مؤتمر
ودم كرضوى دواما لا زوال له * تنهى وتأمر لا عي ولا حصر
وقال يمدحه أيضا من قصيدة:
إلى كم وقوف العيس في دارس الرسم * وحتام استسقي من الدمع ما يظمي
لقد كان لي عما تجشمته غنى * ولكنها الاقدار تجري على حتم
طحا بفؤادي حب نعم وهجرها * فيا ويح قلبي ما يقاسيه من نعم
من البيض لم تظعن بعيرا ولم ترع * بسبي ولم تلق الرباق على البهم
كان على أنيابها ذوب سكر * وماء غمام مازجته ابنة الكرم

38
ورب فتاة يغسل الكحل دمعها * على ما رأت بي للنوائب من وسم
فديتك لا تستكثري ما ترينه * فرب نحيف الجسم ذو شرف ضخم
حنانيك اني ما تقحمت موردا * فأعذبته حتى امر له طعمي
خبير بما يرضى الخليط مجرب * فاصمت عن حلم وأنطق عن علم
واضرب وجه الأرض شرقا ومغربا * وبرا وبحرا لا أقيم على رسم
فان ظفرت عيني برؤية أحمد * فقد نلت من أعلى العلى أوفر القسم
وحلت ركابي في رحاب ابن حرة * له راحة تستهلك البحر إذ تهمي
وليس يبالي من أقام بظله * جناية جان أو ظلامة ذي ظلم
تضئ دياجي الخطب من نور وجهه * وتشرق منه غرة الزمن الجهم
إذا فاضل الأعداء عاد بفضله * ظهيرا وولوا بالمذلة والرغم
أشد من الليث الهصور شكيمة * وأمضى من السيف اليماني والسهم
كلا راحتيه معدن الباس والندى * فجود إلى جود وعزم إلى عزم
هما رحمة للعالمين ونقمة * على من تعدى ما قضاه من الحكم
بواعثه مقصورة عن سوى العلا * فيسعى لما يرضي ويسمو لما يسمي
وما أعجزته همة عن مرامه * ولو كان ما يبغيه في هامة النجم
إليك نظام الدين مني مدائحا * تفوق عقود الدر في الحسن والنظم
لها نسب في الآخرين وانها * وحقك يا مولاي فاقت على القدم
تهنيك بالنيروز لا زلت باقيا * لأمثاله تسمو على العرب والعجم
وقال يمدحه أيضا من قصيدة:
لئن كان رأسي غير الشيب لونه * فرقة طبعي لا يغيرها الدهر
يقولون دع عنك الغواني فإنما * قصاراك لحظ العين والنظر الشزر
وما للغواني وابن سبعين حجة * وحلم الهوى جهل ومعروفه نكر
فقلت دعوني فالهوى ذلك الهوى * وما العمر الا العام واليوم والشهر
وهن وان أعرضن عني حبائب * لهن علي الحكم والنهي والأمر
أحاشيك بي منهن من لو تعرضت * لنوء الثريا لاستهل لها القطر
ترقرق ماء الحسن في نار خدها * فماء ولا ماء وجمر ولا جمر
فيا بعد ما بين الحسان وبينها * لهن جميعا شطره ولها الشطر
من البيض لم تغمس يدا في لطيمة * وقد ملأ الآفاق من طيها نشر
تخر لها زهر الكواكب سجدا * وتعنوا له الشمس المنيرة والبدر
تخال بجفنيها من النوم لوثة * وتحسبها سكرى وما ان بها سكر
وقالوا إلى هاروت ينسب سحرها * أبى الله بل من لحظها يؤخذ السحر
تخالف حالي في الغرام وحالها * لها محض ودي في الهوى ولي الهجر
على انني لا جازع ان تباعدت * بها الدار أو عز التجلد والصبر
فمدح نظام الدين دامت سعوده * هو القصد لا بيض الكواعب والسمر
من النفر البيض الأولى شهدت لهم * صدور العوالي والمهندة البتر
نهوض بأعباء المكارم كلها * فان ضاق عنها ما له رحب الصدر
له تسعة الأعشار من رتب العلى * وسهم بقايا الناس منها هو العشر
تجل عن الدنيا وان جل قدرها * يمين ابن معصوم ونائله الغمر
وما بي إلى نوء السماكين حاجة * وقد لامست كفي أنامله العشر
فلا وعده خلف ولا البرق خلب * ولا جوده مطل ولا سيبه نزر
علقت بحبل منه لا عن جهالة * فلم تلهني عنه العراق ولا مصر
وخضت إليه البحر لا أرهب الردى * فصادفت بحرا لا يقاس به بحر
وأدركت من نعماه ما دونه الغنى * فدامت لي النعمى ودام له الشكر
وان أنكر الحساد سابق فضله * أقر له الركن اليماني والحجر
فلا زال محروس الجناب مؤيدا * من الله ما دام السما كان والنسر
وقال أيضا يمدحه من قصيدة وزعم أنه عارض بها معلقة امرئ
القيس:
لمن طلل أقوى بدارة جلجل * ذكرت به ما مر من عيشي الخلي
وقفت به والعين عبرى كأنما * يذر بجفنيها سحيق القرنفل
برغمي ارغام المطي على السرى * وانزال ضيف الدمع في كل منزل
إلى كم هيامي لا يزول على المدى * وحتام قلبي في اسار التعلل
إذا ما مضى يوم من الدهر مدبر * فجعت بفينان من العيش مقبل
يعنفني في الحب قومي سفاهة * وهيهات كم خالفت في الحب عذلي
صلي واقطعي وأرضي إذا شئت واغضبي * علي وجودي ما بدا لك واعدلي
ولست بميال إلى كل صارخ * ولا طالب للورد من كل منهل
وان جهلت قدري بلاد هجرتها * مشيحا كصوب الوابل المتهلل
جزى الله موج البحر عني وفلكه * جزاء كريم واسع الفضل مفضل
هما أنزلاني والحوادث جمة * بروض أريض وافر الظل مخضل
إلى معهد حل السماح نطاقه * به من قديم ثم لم يتحول
جناب نظام الدين احمد من سما * على الناس في مجد أخير وأول
حوى ما حواه الأكرمون وفاقهم * بسعي معم في المكارم مخول
فصاحة قس في سماحة حاتم * واقدام عمرو في وفاء السموأل
حليف الندى ان حل في صدر محفل * وحتف العدا ان سار في صدر جحفل
جواد إذا ضن الجواد بماله * وقور إذا خفت قواعد يذبل
فما روضة بالحزن باكرها الحيا * بارعن رجاس من المزن مسبل
إذا خطرت فيها الصبا عبقت بها * عوابق من ريا عبير ومندل
بأطيب نشرا من خلائق احمد * ومن شك أو لم يدر ما قلت يسال
وهيهات ان أحصي علاه وجوده * دليل على امكان كون التسلل
نديمي أدر لي كأس راح حديثه * ودعني من ذكرى حبيب ومنزل
ففيه والا فالحديث مضيع * وعنه والا فهو عين التقول
إليك نظام الدين مني مدائحا * تفوق على نظم الجمان المفصل
وما انا ممن يجعل الشعر همه * وان كان شعري نزهة المتأمل
ولكن دعاني ما رأيت وشاقني * علاك فطاب المدح فيك ولذ لي
تهن بعيد أنت الناس مثله * تفوق عليهم بالمعالي وتعتلي
وقال يمدحه أيضا:
تبدت لنا والبدر للغرب جانح * وكأس الكرى في راحة الظرف طافح
بحيث السهى يرنو بعين كليلة * وانسانها في لجة الجو سابح
وحيث النجوم الزاهرات كأنها * توقد منها في الظلام مصابح
فلما تجلى نورها نسخ الدجى * فلا اعزل الا غدا وهو رامح
لك الله شمس يكسف الشمس نورها * وبدر لنور البدر في التم فاضح
خليلي عوجا بي على أيمن الحمى * لعل سماحا بالوصال تسامح
سواء علي الموت أم شطت النوى * بسمحاء أم حز الوريدين ذابح
تجنبتها لا عن ملال ولا قلى * ولكن مصاب يصدع القلب فادح
مصاب إذا أخفيته مت لوعة * ووجدا وان أبديته فهو فاضح
وان رمت أسلو حبها حال دونه * رسيس جوى ضمت عليه الجوانح
قضى الله يا سمحاء بالبين بيننا * الا كل ما يقضي به الله صالح

39
حنانيك أنت البرء والداء انما * يفوز ويشقى فيك دان ونازح
سقى الله هاتيك المعاهد عارضا * من المزن تمريه الرياح اللوافح
كان خدود الورد والطل فوقها * خدود الغواني فوقها الدمع ناضح
كان ابتسام الروض والجو عابس * محيا نظام الدين والدهر كالح
همام إذا يممت أعتاب مجده * تحامتك اخطار الزمان الفوادح
إذا أظلتم شهب الكمال أنارها * وان خمدت زند العلى فهو قادح
وان ضنت الأنواء جادت يمينه * وان منعت أهل الندى فهو مانح
أحاتم أم كعب بن مامة مثله * أبى الله ان الفرق كالصبح واضح
وكل امرئ رام الغنى دون بابه * فقد حجبت عنه المنى والمنائح
أقايسه بالبحر لا ينبغي له * وهل يستوي عذب فرات ومالح
إلى مثله عمدا وفي ظل مثله * تحت المهاري أو تراح الروازح
هو ابن رسول الله وابن وصيه * فما ذا عسى ان يبلغ القول مادح
فيا مستفيد المال كيما يفيده * إذا غل في الازم الأكف الشحائح
سأكسوك من مكنون نظمي وشائعا * تناط بجيد الدهر منها وشائح
تدوم دوام الفرقدين على المدى * إذا لحقت بالمادحين المدائح
وقال مادحا له أيضا ومهنئا بعيد الفطر:
سرت والليل محلول الوشاح * ونسر الليل مبلول الجناح
وثغر الشرق يبسم عن رياض * مكللة الجوانب بالاقاح
فوا عجباه هل يخفى سراها * وقد أرجت برياها النواحي
من البيض الحسان إذا تجلت * تخال جبينها فلق الصباح
مهفهفة ينار البدر منها * ويخجل قدها هيف الرماح
أبث لطرفها شكوى غرامي * وهل يشكو الجريح إلى السلاح
وأطمع ان يزاليني هواها * ومن ينجو من القدر المتاح
ولا وأبيك ليس الحب سهلا * فكم جد تولد من مزاح
وحب الغانيات حياة روحي * وراحتها وريحاني وراحي
محبتهن ضاهت في فؤادي * محبة احمد طرق السماح
همام إذ تجال سهام مجد * يكون له المعلى في القداح
تروقك منه أخلاق توالت * على نهج النجابة والنجاح
فمن شرف أناف به مصون * يجاوزه إلى مال مباح
تمر به الأماني ذات ضنك * فتصدر ذات أمال فساح
تملك قلبه حب المعالي * وجانب ما تزخرفه اللواحي
وقور الجاش أثبت من ثبير * عشية يصبح النشوان صاحي
يخال السمر والبيض المواضي * حسان السمر والبيض الصباح
أرائض كل مكرمة شموس * ملكت عنانها بعد الجماح
إليك فريدة كالعقد تزهو * على جيد البرهرهة الرداح
ولم أمدحك كي تزداد فخرا * ولكن كي أزين بك امتداحي
فدم للخائفين أعز كهف * وساحك للوفود أعز ساح
وذا شهر الصيام مضى حميدا * وأعلى فطرة لك بالفلاح
فطب عيشا بذاك وقر عينا * ففي الأضحى أعاديك الأضاحي
الحسين بن شهاب بن عبد ربه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان الميزان انه
ذكره في أصحاب الرضا والصواب ما قلناه.
الحسين بن شهاب الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الحسين بن شهاب الواسطي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع في نسخة الحسن.
الحسين الشيباني
في التعليقة الظاهر أنه ابن زرارة أو ابن شيبان القزويني المتقدمين.
كمال الدين حسين الشيرازي الحكيم
في تاريخ عالم آراي عباسي: كان حكيما طبيبا فاضلا عالما حسن
الأخلاق من أطباء دولة الشاه طهماسب الصفوي وكان في أول امره طبيب
الشاه نعمة الله اليزدي ومن بعد وفاته اندرج في سلك أطباء الشاه المذكور
وكثير من المرضى بالأمراض المزمنة والعلل المختلفة قد شفوا بيمن معالجاته
وحيث انه كان مشهورا بالصراحة في مشربه ولم يكن سالكا طريقة أصحاب
الرياء والمظهرين الزهد لم يكن له كثير توجه من قبل الشاه بمجرد احتمال
شربه الخمر الذي يراه عموم الأطباء جائزا بجهة صحة أبدانهم فاختار
ملازمة خان احمد والي كيلان وذهب إلى تلك البلاد وبقي في خدمته مدة في
غاية الاعزاز والاعتبار وكان الوالي المذكور يذاكره في مسائل الطب وصارت
أيام حياته هناك في سعة ورغد عيش.
السيد الأمير نصير الدين حسين الشيرازي الدشتكي
في تاريخ عالم آراي كان من أكابر مشاهير السادات والعلماء
والمتورعين في عصر الشاه عباس الأول الصوفي بل الشاه طهماسب وتزوج
في زمن الشاه عباس ببنت إبراهيم ميرزا ابن أخي طهماسب وكانت زوجته
أيضا فاضلة عالمة متورعة اه‍.
الحسين بن شيرويه بن حماد بن بحر الفارسي
في لسان الميزان روى عن محمد بن حميد بن عياض خبرا باطلا في
فضل علي رضي الله عنه قال الإسماعيلي وكان فيما ذكر يغلو يعني في التشيع
اه‍.
الحسين صاحب فخ
يأتي بعنوان الحسين بن علي بن الحسن الثالث بن الحسن المثنى ابن
الحسن السبط بن علي بن أبي طالب.
الحسين بن صالح الخثعمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع.
وفي لسان الميزان ذكره الكشي والطوسي في رجال الشيعة اه‍.
ولم نجد له ذكرا في كتاب الكشي.
السيد حسين بن السيد صالح بن السيد مهدي الحسيني القزويني النجفي
البغدادي المعروف بالسيد حسون
وأبوه صاحب القصائد المشهورة في أهل البيت.
ولد في حدود سنة 1280 وتوفي في المائة الرابعة بعد الألف في
الطليعة أديب شاعر سليقي لا نحوي وان شعره ما أنشدنيه من لفظه:
جعلت عقارب صدغها حراسها * من لثمها وجعودها أفعى لها

40
قد زين الزند البهي سوارها * حسنا وزين ساقها خلخالها
حوراء حالية المعالم والطلى * عشق المتيم غنجها ودلالها
وقوله مشطرا بيتي الشيخ محمد النقاش المتوفى في حدود سنة 1300
في السماور:
نديم كلما أججت نارا * به شوقا يوانسني بأمن
ومهما الماء يصلى للندامى * بأحشاه غدا طربا يغني
يغني ثم يسقيني كؤوسا * معسلة المذاق بغير من
ويطربني بصوت معبدي * الا أفديه من ساق مغني
ومن شعره في الحسين ع قوله:
ما لي أرى الدمن الخوالي * صم المسامع عن سؤالي
اني عهدت ربوعها * كانت محطا للرحال
وفناءها مأوى الضيوف * ومركز السمر العوالي
ما بالها حكم البلى * بعراصها فغدت خوالي
ومحا الجديد رسومها * فغدت مسارح للرئال
واستبدلت وحش الفلا * سكنا من البيض الحوالي
ورياضها قد صوحت * بعد الغضارة والجمال
شجوا لخطب قد جرى * في آل أحمد خير آل
أهل المناقب والفضائل * والفواضل والمعالي
وذوو الفصاحة والسجاحة * والسماحة والنوال
قد غالهم ريب الزمان * فصرعوا بشبا النصال
من كل أشوس باسل * جم العلى سامي المنال
وأشم أغلب أروع * شهم لنار الحرب صالي
تلقاه في ليل القتام * كأنه بدر الكمال
فإذا الجموع تكاثرت * رد الرعال على الرعال
وقفوا لعمري وقفة * أرسى من الشم الجبال
حتى قضوا في كربلا * عطشا على الماء الزلال
وقوله من أخرى:
مضى اليوم من عليا نزار عميدها * وقوض عنها فخرها وسعودها
فيا أيها الغلب الجحاجحة الأولى * على هامة الجوزا تسامى صعودها
دهاك من الارزاء أعظم فادح * له اسودت الأيام وابيض فودها
فتلك بنو حرب بعرصة كربلا * أحاطت على سبط النبي جنودها
لقد حشدت من كل فج لحربه * جيوش ضلال ليس يحصى عديدها
المولى حسين بن صدر الدين الطولي الآستارائي
في الرياض فاضل عالم حكيم المشرب صوفي المذهب وأظن أنه من
تلاميذ السيد الداماد وله مؤلفات وتعليقات وإفادات رأيت طائفة منها في
بلدة رشت من بلاد جيلان منها 1 تعليقات على شرح الهياكل للعلامة
الدواني 2 الرسالة المصطفوية في تحقيق الخير والشر على مسلك الحكماء
والصوفية ملفقة من الفارسية والعربية وعليها حواش منه كثيرة 3 رسالة
في وحدة الوجود بالفارسية على مذاق الصوفية والاشراقيين 4 رسالة في
تفسير الأسماء الحسنى بالفارسية مختصرة 5 رسالة حديقة الأنوار في جواب
شبهة ابن كمونة في قدم الحوادث اليومية 6 تعليقات على رسالة جام كيتي
للقاضي الأمير حسين الميبدي بالفارسية في الحكمة اه. ومن ذلك يعلم
انصرافه إلى التصوف والحكمة العقلية بكليته وشرحه الأسماء الحسنى لعله
كان على مشرب الصوفية ولله في خلقه شؤون.
السيد علاء الدين حسين ابن الصدر الكبير وزير الشاه عباس الصوفي.
توفي سنة 1064 وقيل 1066 ونقل إلى النجف ودفن فيه كما في
كتاب ماضي النجف وحاضرها ولا نعلم من حاله شيئا.
الحسين بن صدقة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الحاج حسين بن الصغاني
في الرياض من أجلة علماء الإمامية وفقهاء عصره يروي عنه إجازة
والد الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن داود المؤذن الجزيني ابن عم
الشهيد وهو يروي عن ابن عمه الشهيد كما جاء في إجازة الشيخ شمس
الدين ابن المؤذن المذكور للشيخ علي ابن عبد العالي الميسي ثم إن نسخة
الإجازة كانت سقيمة والذي نقلناه غاية ما فهمناه منها اه.
أبو علي الحسين ابن الضحاك بن ياسر الباهلي صليبة أو مولاهم البصري
المعروف بالخليع أو الخالع
وفي الأغاني عن الطيب بن محمد الباهلي انه الحسين بن الضحاك بن
فلان بن فلان بن ياسر.
مولده ووفاته
في تاريخ دمشق وغيره يقال انه ولد سنة 162 ومات سنة 250 اه.
فيكون عمره 88 سنة وقيل بل عمر أكثر من مائة سنة وكانت ولادته
بالبصرة وفي الأغاني عن يزيد بن محمد المهلبي سالت حسين بن الضحاك
عن سنه فقال لست احفظ السنة التي ولدت فيها بعينها ولكني أذكر وانا
بالبصرة موت شعبة بن الحجاج سنة 160 اه. وهذا يقتضي انه ولد قبل
سنة 162 فمن يذكر موت شعبة يكون عمره نحو خمس سنين على الأقل.
وفي تاريخ دمشق عن أبي الفرج الأصبهاني عمر الخليع عمرا طويلا
حتى قارب المائة سنة ومات في خلافة المستعين أو المنتصر اه.
ويدل شعره الآتي الذي بعثه إلى المتوكل انه بلغ 89 سنة والله أعلم
كم عاش بعدها وقد بقي إلى زمن المنتصر الذي بويع 4 شوال سنة 247
وبقي في الخلافة خمسة أشهر وأياما وتوفي سنة 248 وإذا كان أدرك خلافة
المعتضد وهجا كاتبه سنة 286 يكون قد بلغ 119 سنة والله أعلم كم عاش
بعد ذلك وقد ظهر مما مر اضطراب هذه التواريخ.
أهو عربي أم مولى
في الأغاني هو باهلي صليبة فيما ذكر محمد بن داود بن الجراح
والصحيح انه مولى لباهلة ثم حكى عن علي بن يحيى بن المنجم انه مولى
لباهلة وأصله من خراسان فكان ربما اعترف بهذا الولاء وربما جحده وهو
ومحمد بن حازم الباهلي ابنا خال وحكى عن إبراهيم بن المعلى الباهلي انه
من موالي سليمان بن ربيعة الباهلي وعن الطيب بن محمد الباهلي انه قديم
الولاء وفي معجم الأدباء هو مولى لولد سليمان بن ربيعة الباهلي
الصحابي.

41
تلقيبه بالأشقر وبالخليع
الأغاني عن علي بن يحيى انه كان يلقب بالأشقر اه‍. ولقب
بالخليع أو الخالع لكثرة مجونه وخلاعته وإذا كان من يتسمى باسم الخلافة
وامارة المؤمنين في تلك الأزمان منغمسا في الملاذ والشهوات والخلاعة
والمجون ويصرف الأموال العظيمة على الشعراء والندماء والمجان فأحر بغيره
ان يكون خليعا ماجنا وقد قيل الناس على دين ملوكهم ولا سيما من نادم
مثل الأمين وقد ذكر له أبو الفرج في الأغاني ترجمة طويلة فيها خلاعة ومجون
لم نستجز ان ننقل منه شيئا.
الذين يقال لهم الخليع
في معجم الشعراء للمرزباني ان من يقال له الخليع من الشعراء ثلاثة
1 الخليع السعدي ويقال له الخليع العطاردي وهو الخليع بن زفر أحد
بني عطارد بن عوف بن كعب بن زيد بن مناة بن تميم 2 المترجم 3
الخليع الشامي متأخر اسمه الغمر بن أبي الغمر قرشي فيما يقال شاعر خبيث
كان بينه وبين عامر الكلبي لحاء وهجاء وهو صاحب القصيدة المشهورة التي
أولها:
شتمت مواليها عبيد نزار * شيم العبيد شتيمة الأحرار
اه‍. وقال صاحب اليتيمة الخليع الشامي كنيته أبو عبد الله وقد
ذهب عني اسمه وكان شاعرا مفلقا قد أدرك زمان البحتري وبقي إلى أيام
سيف الدولة وانخرط في سلك شعرائه فحدثني أبو بكر الخوارزمي قال
رأيت الخيلع بحلب شيخا قد اخذت منه السن العالية وثقلت عليه الحركة
فمما أنشدنيه لنفسه وذكر له عدة مقطعات أوردها صاحب اليتيمة.
الأقوال فيه
أورد له صاحب الأغاني ترجمة استغرقت 41 صفحة نأخذ منها ما
خلا عن المجون قال: هو بصري المولد والمنشأ من شعراء الدولة العباسية
واحد ندماء الخلفاء من بني هاشم ويقال انه أول من جالس منهم محمد
الأمين شاعر أديب ظريف مطبوع حسن التصرف في الشعر حلو المذهب
لشعره قبول ورونق صاف وكان أبو نواس يأخذ معانيه في الخمر فيغير عليها
وإذا شاع له نادر في هذا المعنى نسبه الناس إلى أبي نواس وله معان في
صفتها وسبق إليها فاستعارها أبو نواس وهاجى مسلم بن الوليد فانتصف
منه وله غزل كثير جيد وهو من المطبوعين الذين تخلو أشعارهم ومذاهبهم
جملة من التكلف وعمر عمرا طويلا حتى قارب المائة سنة ومات في خلافة
المستعين أو المنتصر اه‍. ولكن ما يأتي في أشعاره يدل على أنه أدرك عصر
المعتضد المتوفى سنة 289 وبويع له بالخلافة سنة 279 ويظهر من كلام ابن
عساكر الآتي انه أدرك زمن الرشيد وفي معجم الأدباء عداده في الطبقة
الأولى من شعراء الدولة العباسية المجيدين كان شاعرا مطبوعا حسن
التصرف في الشعر وهو أحد الشعراء المطبوعين الذين أغناهم عفو قرائحم
عن التكلف اه‍. وذكره ابن خلكان وأورد فيه ما أورده هؤلاء وقال ذكره
ابن المنجم في كتابه البارع.
وفي معجم الشعراء للمرزباني عند ذكر من يقال له الخليع: ومنهم
الخليع البصري الشاعر المتأخر يكنى أبا علي واسمه الحسين بن الضحاك
كان ظريفا صاحبا لأبي نواس أنشد له أبو عبد الله محمد بن داود ابن الجراح
عن أبي زيد بن شبة:
إذا شئت ان تلقى خليلا معبسا * وجداه في الماضين كعب وحاتم
فحاوله عما في يديه فإنما * تكشف أخلاق الرجال الدراهم
وحكى ابن عساكر في تاريخ دمشق عن المرزباني وكانه في غير
معجم الشعراء انه شاعر ماجن مطبوع حسن الافتنان في فنون الشعر
وأنواعه وبلغ فيه مبلغا عاليا واتصل له من مجالسة الخلفاء ما لم يتصل لأحد
الا لإسحاق بن إبراهيم الموصلي فإنه قاربه في ذلك أو ساواه صحب الأمين
في سنة 188 ولم يزل مع الخلفاء بعده إلى أيام المستعين اه‍. فيكون قد
صحب الأمين وعمره نحو 26 سنة فصحبه نحو عشر سنين خمسا قبل
خلافته وخمسا بعدها لأن الأمين ولد سنة 170 وبويع سنة 193 وقتل سنة
198 وعاش سنه 28 وقد ذكروا انه عاصر الرشيد.
شاعريته
هو شاعر مطبوع رقيق الشعر منسجمه يكاد يسيل شعره رقة وظرفا
وشعره من الذي يسمى بالسهل الممتنع فإذا سمعه السامع يظن أنه يحسن
مثله فإذا حاوله امتنع عليه وهو يشبه في شعره وخلاعته أبا نواس مشابهة
تامة بحيث لا يكاد يتميز عنه مع كونهما خليطين متعاصرين والناظر في شعره
يعرف ذلك بأقل نظرة وهذا النوع من الشعر المسمى بالسهل الممتنع
يكشف عن رقة في طبع الشاعر وقوة على النظم وملكة في القائه على البديهة
مع السلامة من التكلف والحشو وسهولة فهم السامع له وهذا النوع من
أجود أنواع الشعر واجلها رتبة في نظر البلغاء وهناك نوع آخر من الشعر لا
يقل عن هذا مزية ومرتبة وهو الشعر الرصين الفخم إذا سمعه السامع
عرف قوته وصعوبة مرامه ومشقة الاتيان بمثله الا بعد فكر وروية وقد يتيسر
القاؤه على البداهة لمن كانت له ملكة قوية في النظم وكلا النوعين يستعمل
في جميع مناحي الشعر الا ان النوع الثاني يكثر استعماله في الحماسة
ووصف الحروب وشبه ذلك. وبالجملة فقد تطابق أهل عصر المترجم على
سمو مرتبته في الشعر كما تطابقوا على ذلك في حق أبي نواس وكفى لتقدمه
في صناعة الشعر في ذلك العصر المملوء بفحول الشعراء ان يصعق مثل أبي
نواس المجمع على تقدمه عند سماعه شعره وان يشهد له المأمون بأنه أشعر
شعراء البصرة وأظرف ظرفائها وأن بيتا قاله فيه لم يقل أحد من شعراء زمانه
بيتا أبلغ منه وان يجيزه عليه بثلاثين ألف درهم وهو غائب مع هجوه
للمأمون وتمنيه هلاكه وان يستدعيه المعتصم من البصرة مع علمه بهجائه
أخاه ويملأ فاه جوهرا ويعطيه عن كل بيت من قصيدته ألف درهم وهي
أكثر جائزة لشعر مدح به في دولتهم وأن يقول المتوكل فيه انه أشعر أهل
زمانه وأملحهم مذهبا وأظرفهم نمطا وأن يقول الرياشي وتقدمه في فنون
الأدب مشهور انه ارق الناس طبعا وأكثرهم ملحا وأكملهم ظرفا وأن يقول
فيه ابن الرومي انه أغزل الناس وأظرفهم وأن يقول ثعلب ما بقي من
يقول مثل شعره.
تشيعه
يمكن ان يستدل على تشيعه بما نسبه إليه جماعة انه قاله في رثاء
الحسين ع وقد ذكرناه نحن في الدر النضيد ولا ندري الآن من أين
نقلناه وهو:

42
ومما شجا قلبي وأوكف عبرتي * محارم من آل النبي استحلت
ومهتوكة بالطف عنها سجوفها * كعاب كقرن الشمس لما تبدت
إذا حفزتها وزعة روعة من منازع * لها المرط عاذت بالخضوع ورنت
وربات خدر من ذؤابة هاشم * هتفن بدعوى خير حي وميت
أرد يدا مني إذا ما ذكرته * على كبد حرى وقلب مفتت
فلا بات ليل الشامتين بغبطة * ولا بلغت آمالها ما تمنت
وقوله من قصيدة كما في الطليعة:
هتكوا بحرمتك التي هتكت * حرم الرسول ودونها السجف
سلبت معاجرهن واختلست * ذات النقاب ونوزع الشنف
قد كنت كهفا يستظل به * ومضى فلا ظل ولا كهف
قال المؤلف الأبيات التالية ذكر ابن الأثير انه قالها في رثاء الأمين وأوردها
كما أوردناها الا انه ذكر بدل بالطف بالخلد وبدل ربات خدر وسرب ظباء
وأورد منها أبو الفرج في الأغاني ثلاثة أبيات كما يأتي ولم يذكرها الطبري في
رثاء الأمين واما القصيدة الفائية فذكرها الطبري وابن الأثير في رثاء الأمين
وتأتي عند ذكر أشعاره لكن الأبيات الثلاثة التي أوردها صاحب الطليعة لم
يذكرا منها الا الأولين دون البيت الثالث. ويمكن ان يقال ان في الأبيات
التائية ما يرشد إلى أنها في الحسين ع لا في الأمين كقوله: محارم من آل
النبي استحلت فان مثله لا يقال في حرب المأمون مع أخيه وكذا قوله:
ومهتوكة عنها سجوفها وإذا حفزتها الخ فان هذا جرى بالطف ولم يجر في
بغداد وكذا قوله هتفن بدعوى خير حي وميت والمراد به الرسول ص أو أمير
المؤمنين علي ع أو هما فان الهاتفات بذلك هن نساء آل أبي طالب يوم
الطف لا نساء بني العباس يوم قتل الأمين ولا يحسن ولم يعتد ان يقال خير
حي وميت في غير من ذكر ويرشد إلى ذلك أن الطبري الذي هو المتبوع
لابن الأثير لم يذكرها في مراثي الأمين وفي الطليعة: المسلك ينفي انها في
الأمين مع نص جملة اه‍. ويمكن ان يكون له أبيات في رثاء الحسين ع
ومثلها وزنا وقافية في رثاء الأمين وادخل الرواة من إحديهما في الأخرى
اشتباها لاتحاد الوزن والقافية فقد وقع مثله في أبيات الفرزدق في
السجاد ع وغيرها والله أعلم.
خبره مع الرشيد
في تاريخ دمشق: قال علي بن الحسين الأصبهاني الكاتب في ذكر
الديارات: دير مران بنواحي الشام على قلعة قلة ظ مشرفة على مزارع
ورياض حسنة نزله الرشيد ونزله المأمون بعده وكان الخليع مع الرشيد لما
نزله فقال:
يا دير مران لا عريت من سكن * قد هجت لي حزنا يا دير مرانا
هل عند قسك من علم فيخبرني * ان كيف يسعد وجه الصبر من بانا
سقيا ورعيا لكرخايا وساكها * بين الجنينة والروحاء من كانا
قال وحكى أبو الحسن الشابستي ان الخليع قال هذه الأبيات في دير
مديان وهو الذي على نهر كرخايا قرب بغداد وكرخايا نهر يشق من الحول
الكبير ويمر على العباسية ويشق الكرخ ويصب في دجلة وكان قديما عامر ا
وكان الماء فيه جاريا ثم انطم وانقطع الماء عنه بالبثوق التي حدثت في
الفرات والله أعلم وقال عمرو بن بأنه: خرجنا مع المعتصم إلى الشام في
غزاة فنزلنا في طريقنا بدير مران فذكر هذه الحكاية وهذه أشبه إلى الصواب
من الأولى اه‍. وفي معجم البلدان دير مديان على نهر كرخايا قرب بغداد
وكرخايا نهر وذكر ما مر إلى قوله في الفرات ثم قال وهو نهر نزه وفيه
يقول الحسين الخليع:
اني طربت لرهبان مجاورة * بالقدس بعد هدوء الليل رهبانا
فاستنفرت شجنا مني ذكرت به * كرخ العراق وأحزانا وأشجانا
فقلت والدمع من عيني منحدر * والشوق يقدح في الأحشاء نيرانا
يا دير مديان لا عريت من سكن * ما هجت من سقم يا دير مديانا
هل عند قسك من علم فيخبرني * ان كيف يسعد وجه الصبر من بانا
سقيا ورعيا لكرخايا وساكنه * بين الجنينة والروحاء من كانا
قال وروى غير الشابستي هذا الشعر في دير مران وأنشده كذا
والصواب ما كتب لتقارب هذه الأمكنة المذكورة بعضها من بعض والله
أعلم اه‍. ولم يذكر شيئا من ذلك في دير مران ويأتي قول المترجم انه لم
يصل إلى الرشيد وقد ظهر مما مر ان لقاءه الرشيد غير محقق.
اخباره مع صالح بن الرشيد
في الأغاني اخبرني جعفر بن قدامة حدثني أبو العيناء عن الحسين بن
الضحاك قال كنت يوما عند صالح بن الرشيد فجرى بيننا كلام فرددت
عليه ردا أنكره فهاجرني فكتبت إليه:
يا ابن الإمام تركتني هملا * أبكي الحياة وأندب الأملا
ما بال عينك حين تلحظني * ما ان تقل جفونها ثقلا
لو كان لي ذنب لبحث به * كي لا يقال هجرتني مللا
ان كنت اعرف زلة سلفت * فرأيت ميتة والدي عجلا
فرضي عنه
اخباره مع الأمين
في الأغاني عن الحسين ابن الضحاك قال اتصلت بمحمد بن زبيدة
في أيام أبيه وخدمته ثم اتصلت خدمتي له في أيام خلافته وروى صاحب
الأغاني أيضا ان حسين بن الضحاك دخل على محمد الأمين بعقب وقعة
أوقعها أهل بغداد بأصحاب طاهر فهزموهم فهناه، بالظفر ثم استأذنه في
الإنشاد فاذن له فأنشده:
امين الله ثق بالله * يعط العز والنصرة
كل الامر إلى الله * كلاك الله ذو القدرة
لنا النصر بإذن الله * والكرة والفره
وللمراق أعدائك * يوم السوء والدبره
وكأس تورد الموت * كريه طمعها مره
سقونا وسقيناهم * فكانت بهم الحسرة
كذاك رأيت الحرب * أحيانا علينا ولنا مره
فامر له بعشرة آلاف درهم ولم يزل يتبسم وهو ينشده.
مراثيه في الأمين
في الأغاني لحسين بن الضحاك في محمد الأمين مراث كثيرة جياد وكان

43
كثير التحقيق به والموالاة له لكثرة إفضاله عليه وميله إليه وتقديمه إياه وبلغ
من جزعه عليه انه خولط فكان ينكر قتله ومن مراثيه إياه قوله:
سألونا ان كيف نحن فقلنا * من هوى نجمه فكيف يكون
نحن قوم أصابنا حدث الدهر * فظلنا لريبه نستكين
نتمنى من الأمين إيابا * لهف نفسي وأين مني الأمين
ومن جيد مراثيه إياه قوله:
أعزي يا محمد عنك نفسي * معاذ الله والأيدي الجسام
فهلا مات قوم لم يموتوا * ودوفع عنك لي يوم الحمام
كان الموت صادف منك غنما * أو استشفى بقربك من سقام
اخباره مع المأمون
روى أبو الفرج في الأغاني انه لما قدم المأمون من خراسان إلى بغداد
امر بان يسمى له قوم من أهل الأدب ليجالسوه ويسامروه فذكر له جماعة
فيهم الحسين بن الضحاك وكان من جلساء محمد المخلوع فقرأ أسماءهم
حتى بلغ إلى اسم حسين فقال أليس هو الذي يقول في محمد:
هلا بقيت لسد فاقتنا * ابدا وكان لغيرك التلف
فلقد خلفت خلائفا سلفوا * ولسوف يعوز بعدك الخلف
لا لا حاجة لي فيه والله لا يراني ابدا الا في الطريق ولم يعاقب الحسين
على ما كان من هجائه له وتعريضه به وانحدر الحسين إلى البصرة فأقام بها
طول أيام المأمون. وروى أيضا صالح بن الرشيد قال دخلت يوما على
المأمون ومعي بيتان للحسين بن الضحاك فقلت يا أمير المؤمنين أحب أن
تسمع مني بيتين قال أنشدهما فأنشدته:
حمدنا الله شكرا إذ حبانا * بنصرك يا أمير المؤمنينا
فأنت خليفة الرحمن حقا * جمعت سماحة وجمعت دينا
فقال لمن هذان البيتان يا صالح فقلت لعبدك يا أمير المؤمنين حسين
ابن الضحاك قال قد أحسن قلت وله يا أمير المؤمنين أجود من هذا قال وما
هو فأنشدته قوله:
أيبخل فرد الحسن فرد صفاته * علي وقد أفردته بهوى فرد
رأى الله عبد الله خير عباده * فملكه والله أعلم بالعبد
فاطرق ساعة ثم قال ما تطيب نفسي له بخير بعد ما قال في أخي
محمد ما قال. وفي رواية ابن عساكر بعد ذكر البيتين فوجه إليه بخمسة
آلاف درهم وخمس خلع. وفي الأغاني أيضا عن عمرو بن نباتة انهم كانوا
عند صالح بن الرشيد قال فبعث صالح إلى منزلي فجئ إليه بدفاتر الغناء
ليختار منها ما يلقيه على جواريه وغلمانه فاخذ منها دفترا فمر به شعر
الحسين بن الضحاك يرثي الأمين ويهجو المأمون وهو:
أطل حزنا وابك الامام محمدا * بحزن وان خفت الحسام المهندا
فلا تمت الأشياء بعد محمد * ولا زال شمل الملك منها مبددا
ولا فرح المأمون بالملك بعده * ولا زال في الدنيا طريدا مشردا
فقال لي صالح أنت تعلم أن المأمون يجئ إلي في كل ساعة فإذا قرأ
هذا ما تراه يفعل ثم دعا بسكين وجعل يحكه وصعد المأمون من الدرجة
ورمى صالح الدفتر فقال المأمون يا غلام الدفتر فاتي به فرأى الحك فقال إن
قلت لكم ما فيه تصدقوني قلنا نعم ينبغي ان يكون أخي قال لك ابعث
فجئ بدفاترك ليتخير منها ما يطرح فوقف على هذا الشعر فكره ان أراه
فامر بحكه قلنا كذا كان فقال عنه يا عمرو وقلت الشعر لحسين بن
الضحاك فقال وما يكون غنه فغنيته فقال ردده فرددته ثلاث مرات فامر لي
بثلاثين ألف درهم وقال حتى تعلم أنه لم يضررك عندي. ولكن في رواية
أخرى أن المأمون رضي عنه بعد ذلك روى أبو الفرج عن محمد بن عباد
قال لي المأمون وقد قدمت من البصرة كيف ظريف شعرائكم وواحد
مصركم قلت ما اعرفه قال ذاك الحسين بن الضحاك أشعر شعرائكم
وأظرف ظرفائكم أليس هو الذي يقول:
رأى الله عبد الله خير عباده * فملكه والله أعلم بالعبد
ما قال في أحد من شعراء زماننا بيتا أبلغ من بيته هذا فاكتب إليه
فاستقدمه وكان حسين عليلا وكان يخاف بوادر المأمون لما فرط منه فقلت انه
عليل علته تمنعه من الحركة والسفر قال فخذ كتابا إلى عامل خراجكم
بالبصرة حتى يعطيه ثلاثين ألف درهم فأخذت الكتاب وأنفذته إليه فقبض
المال اه‍. لكن لم يذكر مجيئه إلى بغداد ويدل خبره الآتي مع المعتصم انه
بقي بالبصرة إلى زمن المعتصم. ولكن في خبر آخر في الأغاني ان المأمون
استقدمه ورضي عنه لكنه امتنع من استخدامه وان ابن البواب قدم إليه
رقعة فيها الأبيات التي منها هذا البيت وتعدد الواقعة ممكن ولعله عاد إلى
البصرة وبقي فيها إلى زمن المعتصم وبذلك يمكن الجمع بين الاخبار
المختلفة فروى فيه ان ابن البواب الحاجب ادخل إلى المأمون رقعة فيها
أبيات وقال إن رأى أمير المؤمنين ان يأذن لي في انشادها فظنها له فقال هات
فأنشده:
أجرني فاني قد ظمئت إلى الوعد * متى تنجز الوعد المؤكد بالعهد
أعيذك من خلف الملوك وقد بدا فقد * ترى تقطع أنفاسي عليك من الوجد
أيبخل فرد الحسن عني بنائل * قليل وقد أفردته بهوى فرد
إلى أن بلغ فيها إلى قوله:
رأى الله عبد الله خير عباده * فملكه والله أعلم بالعبد
الا انما المأمون للناس عصمة أ * مميزة بين الضلالة والرشد
فقال المأمون أحسنت يا عبد الله فقال يا أمير المؤمنين أحسن قائلها
قال ومن هو فقال عبدك حسين الضحاك فغضب فقطب ثم قال لا حيا
الله من ذكرت ولا بياه ولا قربه ولا أنعم به عينا أ ليس هو القائل:
أعيناي جودا وابكيا لي محمدا * ولا تذخرا دمعا عليه وأسعدا
فلا تمت الأشياء بعد محمد * ولا زال شمل الملك فيه مبددا
ولا فرح المأمون بالملك بعده * ولا زال في الدنيا طريدا مشردا
هذا بذاك ولا شئ عندنا فقال له ابن البواب فأين فضل احسان أمير
المؤمنين وسعة حلمه وعادته في العفو فامر باحضاره فسلم فرد عليه السلام
ردا جافيا خفيفا ثم قال اخبرني قبل كل شئ هل عرفت يوم قتل أخي
هاشمية سلبت أو هتكت قال لا قال فما معنى قولك:
وسرب ظباء من ذؤابة هاشم * هتفن بدعوى خير حي وميت
أرد يدا مني إذا ما ذكرته * على كبد حرى وقلب مفتت

44
فلا بات ليل الشامتين بغبطة * ولا بلغت آمالها ما تمنت
فقال يا أمير المؤمنين لوعة غلبتني وروعة فاجأتني ونعمة فقدتها بعد أن
غمرتني واحسان شكرته فأنطقني وسيد فقدته فأقلقني فان عاقبت فبحقك
وان عفوت فبفضلك فدمعت عينا المأمون قال قد عفوت عنك وأمرت بادرار
أرزاقك واعطائك ما فات منها وجعلت عقوبة ذنبك امتناعي من
استخدامك اه‍. وقوله هل عرفت يوم قتل أخي هاشمية سلبت أو هتكت
يدل على أن مع الأبيات الثلاثة بيتان من الستة السابقة هما ومهتوكة البيت
إذا أحفزتها البيت وقد أوردهما القاضي التنوخي في كتاب الفرج بعد الشدة
قبل الأبيات الثلاثة المتقدمة عند ذكر هذه القصة ولم يوردهما أبو الفرج معها
ومر عند ذكر تشيعه ان قوله هتفن بدعوى وقوله مهتوكة لا يناسب ان يكن
قد قيل في غير يوم الطف وروى في الأغاني أيضا انه لما أعيت حسين بن
الضحاك الحيلة في رضا المأمون عنه رمي بأمره إلى عمرو بن مسعدة وكتب
إليه:
أنت طودي من بين هذي الهضاب * وشهابي من دون كل شهاب
أنت يا عمرو قوتي وحياتي * ولساني وأنت ظفري ونابي
أتراني انسى أياديك البيض * إذا اسود نائل الأصحاب
أين عطف الكرام في ماقط الحاجة * يحمون حوزة الآداب
أين أخلاقك الرضية حالت * في أم أين رقة الكتاب
انا في ذمة السحاب واظما * ان هذا لوصمة في السحاب
قم إلى سيد البرية عني * قومة تستجر حسن خطاب
فلعل الاله يطفئ عني * بك نارا علي ذات التهاب
فلم يزل عمرو يلطف للمأمون حتى أوصله إليه وأدر أرزاقه.
اخباره مع المعتصم
لم يكن الخلفاء يصبرون عن مثله فالمعتصم مع علمه بما قاله في أخيه
المأمون استدعاه من البصرة ونادمه ومدحه فاجازه بالجوائز السنية وروى
صاحب الأغاني انه لما ولي المعتصم الخلافة سال عن حسين بن الضحاك
فأخبر بإقامته بالبصرة لانحراف المأمون عنه فامر بمكاتبته بالقدوم عليه فقدم
فلما دخل استأذن في الإنشاد فاذن له فأنشده قوله:
هلا سالت تلذذ المشتاق * ومننت قبل فراقه بتلاق
ان الرقيب ليستريب تنفسا * صعدا إليك وظاهر الاقلاق
ولئن أربت لقد نظرت بمقلة * عبرى عليك سخينة الاماق
نفسي الفداء لخائف مترقب * جعل الوداع إشارة بعناق
إذ لا جواب لمفحم متحير * الا الدموع تصان بالاطراق
حتى انتهى إلى قوله:
خير الوفود مبشر بخلافة * خصت ببهجتها أبا إسحاق
وافته في الشهر الحرام سليمة * من كل مشكلة وكل شقاق
أعطته صفقتها الضمائر طاعة * قبل الأكف بأوكد الميثاق
سكن الأنام إلى امام سلامة * عف الضمير مهذب الأخلاق
فحمى رعيته ودافع دونها * وأحبار مملقها من الإملاق
حتى أتمها فقال له المعتصم ادن مني فدنا منه فملأ فمه جواهر من
جوهر كان بين يديه ثم أمره بان يخرجه من فيه فأخرجه وأمر بان ينظم
ويدفع إليه ويخرج إلى الناس وهو في يده ليعلموا موقعه من رأيه ويعرفوا
فعله فكان أحسن ما مدح به يومئذ قال: ومما قدمه أهل العلم على سائر ما
قالته الشعراء قول حسين بن الضحاك في المعتصم والظاهر أنه من تتمة
القصيدة السابقة حيث قال:
قل للأولى صرفوا الوجوه عن الهدى * متعسفين تعسف المراق
اني أحذركم بوادر ضيغم * درب بحطم موائل الأعناق
متأهب لا يستفز جنانه * زجل الرعود ولامع الأبراق
لم يبق من متعزمين توثبوا * بالشام غير جماجم أفلاق
من بين منجدل تمج عروقه * علق الأخادع أو أسير وثاق
وثنى الخيول إلى معاقل قيصر * تختال بين اجرة ودقاق
يحملن كل مشمر متغشم * ليث هزبر أهرت الأشداق
حتى إذا أم الحصون منازلا * والموت بين ترائب وتراق
هرت بطارقها هرير قساور * بدهت باكره منظر ومذاق
ثم استكانت للحصار ملوكها * ذلا وناط حلوقها بخناق
هربت وأسلمت الصليب عشية * لم يبق غير حشاشة الأرماق
فامر المعتصم لكل بيت بألف درهم وقال له أنت تعلم يا حسين ان
هذا أكثر ما مدحني (1) به مادح في دولتنا فقبل الأرض بين يديه وشكره
وحمل المال معه اه‍. وفي الأغاني عن الحسين بن الضحاك. غضب
المعتصم علي في شئ فقال والله لأؤدبنه وحجبني أياما فكتبت إليه:
غضب الامام أشد من أدبه * وقد استجرت وعذت من غضبه
أصبحت معتصما بمعتصم * أثنى الاله عليه في كتبه
لا والذي لم يبق لي سببا * أرجو النجاة به سوى سببه
ما لي شفيع غير حرمته * ولكل من أشفى على عطبه
فلما قرئ عليه التفت إلى الواثق ثم قال بمثل هذا الكلام يستعطف
الكرام ما هو الا ان سمعت أبيات حسين هذه حتى أزالت ما في نفسي عليه
فقال له الواثق هو حقيق بان يوهب له ذنبه ويتجاوز عنه فرضي ثم حكى
ان هذه الأبيات انما كتب بها إلى المعتصم على يد الواثق لما بلغه انه مدح
العباس بن المأمون وتمنى له الخلافة فطلبه فاستتر فأوصلها الواثق وشفع له
فرضي عنه وهجا العباس بن المأمون فقال:
خل الضعيف وما اكتسب * لا زال منقطع السبب
يا عرة الثقلين لا * دينا رعيت ولا حسب
حسد الامام مكانه * جهلا حذاك على العطب
وأبوك قدمه لها * لما تخير وانتخب
ما تستطيع سوى التنفس * والتجرع للكرب
ما زلت عند أبيك * منتقص المروءة والأدب
وروى صاحب الأغاني ان المعتصم اقطع الناس الدور بسر من رأى
وأعطاهم النفقات لبنائها ولم يقطع الحسين بن الضحاك شيئا فدخل عليه
فأنشده قوله:
يا أمين الله لا خطة لي * ولقد أفردت صحبي بخطط



(1) لعل صواب العبارة أكثر عطاء لما مدحني الخ. (المؤلف)
45
انا في دهياء من مظلمة * تحمل الشيخ على كل غلط
صعبة المسلك يرتاع لها * كل من اصعد فيها وهبط
بوأني منك كما بوأتهم * عرصة تبسط طرفي ما انبسط
أبتني فيها لنفسي موطنا * ولعقبي فرطا بعد فرط
لم يزل منك قريبا مسكني * فأعد لي عادة القرب فقط
كل من قربته مغتبط * ولمن أبعدت خزي وسخط
فاقطعه دارا وأعطاه ألف دينار لنفقته عليها.
اخباره مع الواثق
روى أبو الفرج في الأغاني انه لما بويع الواثق بالخلافة دخل عليه
الحسين بن الضحاك فأنشده قصيدته التي أولها:
ألم يرع الاسلام موت نصيره * بلى حق ان يرتاع من مات ناصره
سيسليك عما فات دولة مفضل * أوائله محمودة وأواخره
ثنى عطفه وألف الله شخصه (1) * على البر مذ شدت عليه مآزره
يصيب ببذل المال حتى كأنما * يرى بذله للمال نهبا يبادره
وما قدم الرحمن الا مقدما * موارده محمودة ومصادره
فقال الواثق ان كان الحسين لينطق عن حسن طوية ويمدح بخلوص
نية ثم أمر بان يعطى لكل بيت قاله من هذه القصيدة ألف درهم وقال
إسحاق الموصلي نقل حسين كلام أبي العتاهية في الرشيد حتى جاء بألفاظه
بعينها حيث يقول:
جرى لك من هارون بالسعد طائره * امام اعتزام لا تخاف بوادره
امام له رأي حميد ورحمة * موارده محمودة ومصادره
وروى عن إبراهيم بن الحسن بن سهل: كنا مع الواثق بالقاطول
وهو يتصيد فصاد صيدا حسنا من الأوز والدراج وطير الماء وغير ذلك ثم
رجع فتغدى وقال من ينشدنا فقام الحسين بن الضحاك فأنشده:
سقى الله بالقاطول مسرح طرفكا * وخص بسقياه مناكب قصركا
حتى انتهى إلى قوله:
تحين للدراج في جنباته * وللغر آجال قدرن بكفكا
حتوفا إذا وجهتهن قواضيا * عجالا إذا أغررتهن بزجركا
قضيت لبانات وأنت مخيم * مريح وان شطت مسافة عزمكا
وما نال طيب العيش الا مودع * وما طاب عيش نال مجهود كدكا
فقال الواثق ما يعدل الراحة ولذة الدعة شئ فلما انتهى إلى قوله:
خلقت أمين الله للخلق عصمة * وامنا فكل في ذراك وظلكا
وثقت بمن سماك بالغيب واثقا * وثبت بالتأييد أركان ملككا
فأعطاك معطيك الخلافة شكرها * وأسعد بالتقوى سريرة قلبكا
وزادك من أعمارنا غير منة * عليك بها اضعاف اضعاف عمركا
ولا زالت الاقدار في كل حالة * عداة لمن عاداك سلما لسلمكا
إذا كنت من جدواك في كل نعمة * فلا كنت ان لم أفن عمري بشكركا
فطرب الواثق فضرب الأرض بمخصرة كانت في يده وقال لله درك يا
حسين ما أقرب قلبك من لسانك فقال يا أمير المؤمنين جودك ينطق المفحم
بالشعر والجاحد بالشكر فقال لن تنصرف الا مسرورا ثم أمر له بخمسين
ألف درهم اه‍. وهذا الشاعر يطلب من الله تعالى ان يعطي الواثق من
أعمارهم اضعاف اضعاف عمره ولو طلب يوما واحدا من عمره لما سمح له
به ومع ذلك يقول له الواثق ما أقرب قلبك من لسانك ويجيزه بخمسين ألف
درهم. وروى صاحب الأغاني انه لما ولي الواثق الخلافة جلس للناس
ودخل إليه المهنئون والشعراء فمدحوه وهنؤوه ثم استأذن حسين بن
الضحاك بعدهم في الإنشاد وكان من الجلساء فترفع عن الإنشاد مع
الشعراء فاذن له فأنشده قوله:
أكاتم وجدي فما ينكتم * بمن لو شكوت إليه رحم
واني على حسن ظني به * لا حذر ان بحت ان يحتشم
ولي عند لحظته روعة * تحقق ما ظنه المتهم
وقد علم الناس اني له * محب واحسبه قد علم
واني لمغض على لوعة * من الشوق في كبدي تضطرم
عشية ودعت عن مقلة * سفوح وزفرة قلب سدم
فما كان عند النوى مسعد * سوى العين تمزج دمعا بدم
سيذكر من بان أوطانه * ويبكي المقيمين من لم يقم
وقال فيها يصف السفنية:
إلى خازن الله في خلقه * سراج النهار وبدر الظلم
رحلنا غرابيب زفافة * بدجلة في موجها الملتطم
إذا ما قصدنا لقاطولها * ودهم قراقيرها تصطدم
سكنا إلى خير مسكونة * تيممها راغب من أمم
مباركة شاد بنيانها * بخير المواطن خير الأمم
كان بها نشر كافورة * لبرد نداها وطيب النسم
كظهر الأديب إذا ما السحاب * صاب على متنها وانسجم
مبرأة من وحول الشتاء * إذا ما طمى وحله وارتكم
فما ان يزال بها راجل * يمر الهوينا ولا يلتطم
ويمشي على رسله آمنا * سليم الشراك نقي القدم
وللنون والضب في بطنها * مراتع مسكونة والنعم
غدوت على الوحش مغترة * رواتع في نورها المنتظم
ورحت عليها وأسرابها * تحوم بأكنافها تبتسم
ثم قال يمدح الواثق:
يضيق الفضاء به ان عدا * بطودي أعاريبه والعجم
ترى النصر يقدم راياته * إذا ما خفقن امام العلم
وفي الله دوخ أعداءه * وجرد فيهم سيوف النقم
وفي الله يكظم من غيظه * وفي الله يصفح عمن جرم
رأى شيم الجود محمودة * وما شيم الجود الا قسم
فراح على نعم واغتدى * كان ليس يحسن الأنعم
فامر له الواثق بثلاثين ألف درهم ولم يزل من ندمائه.
اخباره مع المتوكل
روى أبو الفرج في الأغاني ان المتوكل أحب ان ينادمه حسين بن
الضحاك فأحضره وقد كبر وضعف وفي مروج الذهب ونحوه في الأغاني ذكر



(1) ثنى الله عطفيه والف شخصه خ له. المؤلف
46
محمد بن أبي عون قال حضرت مجلس المتوكل في يوم نيروز وعنده محمد بن
عبد الله بن طاهر وبين يديه الحسين بن الضحاك الخليع الشاعر فامر المتوكل
خادما على رأسه حسن الصورة ان يحيي الحسين بتفاحة عنبر ففعل فالتفت
المتوكل إلى الحسين فقال قل فيه أبياتا فأنشأ يقول:
وكالدرة البيضاء حيا بعنبر * وكالورد يسعى في قراطق كالورد
له عبثات عند كل تحية * بعينيه تستدعي الخلي إلى الوجد
تمنيت ان أسقى بكفيه شربة * تذكرني ما قد نسيت من العهد
سقى الله دهرا لم أبت فيه ساعة * من الليل الا من حبيب على وعد
وفي رواية الأغاني فقال المتوكل يحمل إلى حسين لكل بيت مائة دينار
فالتفت إليه محمد بن عبد الله ابن طاهر كالمتعجب وقال لم ذاك يا أمير
المؤمنين فوالله لقد أجاب فأسر وذكر فأوجع وأطرب فأمتع ولولا أن يد أمير
المؤمنين لا تطاولها يد لأجزلت له العطاء ولو أحاط بالطارف والتالد فخجل
المتوكل وقال يعطى الحسين بكل بيت ألف دينار.
وفي الأغاني عن علي بن الجهم: دخلت يوما على المتوكل وهو جالس
في صحن خلدة وفي يده غصن آس وهو يتمثل بهذا الشعر:
بالشط لي سكن أفديه من سكن * أهدى من الآس لي غصنين في غصن
فقلت إذ نظما ألفين والتبسا * سيفا ورعيا لفال فيكما حسن
الآس لا شك آس من تشوقنا * شاف وآس لما يبقى على الزمن
بشرتماني بأسباب ستجمعنا * ان شاء ربي ومهما يقضه يكن
فقال لي وكدت انشق حسدا: لمن هذا الشعر يا علي فقلت للحسين
ابن الضحاك يا سيدي فقال لي هو عندي أشعر أهل زماننا وأملحهم مذهبا
وأطرفهم نمطا فقلت وقد زاد غيظي: في الغزل يا مولاي قال وفي غيره وان
رغم انفك ومت حسدا. وروى صاحب الأغاني انه كان للحسين بن
الضحاك ابن يسمى محمدا له أرزاق فمات فقطعت أرزاقه فقال يخاطب
المتوكل ويسأله ان يجعل أرزاق ابنه المتوفى لزوجته وأولاده:
اني اتيتك شافعا * بولي عهد المسلمينا
وشبيهك المعتز * أوجه شافع في العالمينا
يا ابن الخلائف الأولين * ويا أبا المتأخرينا
ان ابن عبدك مات والأيام * تخترم القرينا
ومضى وخلف صبية * بعراصه متلددينا
ومهيرة عبرى خلاف * أقارب مستعبرينا
أصبحن في ريب الحوادث * يحسنون بك الظنونا
قطع الولاة جراية * كانوا بها متمسكينا
فامنن برد جميع ما * قطعوه غير مراقبينا
أعطاك أفضل ما تؤمل * أفضل المتفضلينا
فأمره المتوكل له بما سال فقال يشكره:
يا خير مستخلف من آل عباس * أسلم وليس على الأيام من باس
أحييت من أملي نضوا تعاوره * تعاقب اليأس حتى مات باليأس
وروى صاحب الأغاني ان المتوكل أمر ان ينادمه حسين بن الضحاك
ويلازمه فلم يطق ذلك لكبر سنه فقال للمتوكل بعض الحاضرين هو يطيق
الذهاب إلى القرى وأماكن أخرى ويعجز عن خدمتك فبلغه ذلك فأرسل
إلى المتوكل هذه الأبيات:
أما في ثمانين وفيتها * عذير وان أنا لم اعتذر
فكيف وقد جزتها صاعدا * مع الصاعدين بتسع آخر
وقد رفع الله أقلامه * عن ابن ثمانين دون البشر
سوى من أصر على فتنة * وألحد في دينه أو كفر
واني لمن أسراء الاله في * الأرض نصب صروف القدر
فان يقض لي عملا صالحا * أثاب وان يقض شرا غفر
فلا تلح في كبر هدني فلا * ذنب لي ان بلغت الكبر
هو الشيب حل بعقب الشباب * فأعقبني خورا من أشر
وقد بسط الله لي عذره * فمن ذا يلوم إذا ما عذر
واني لفي كنف مغدق * وعز بنصر أبي المنتصر
يباري الرياح بفضل السماح * حتى تبلد أو تنحسر
له اكد الوحي ميراثه * ومن ذا يخالف وحي السور
وما للحسود وأشياعه * ومن كذب الحق الا الحجر
فامر له المتوكل بعشرين ألف درهم فحملت إليه. وفي الأغاني عن
حسين بن الضحاك: ضربني الرشيد بصحبتي ولده الأمين ثم ضربني
الأمين لممايلة ابنه عبد الله ثم ضربني المأمون لميلي إلى الأمين ثم ضربني
المعتصم لمودة كانت بيني وبين العباس بن المأمون ثم ضربني الواثق لذهابي
إلى المتوكل ثم تغاضب المتوكل علي ولعا بي فقلت ان كنت تريد ضربي كما
ضربني آباؤك فان آخر ضرب ضربته بسببك فضحك وقال بل أحسن إليك
وأصونك وأكرمك.
وقال في المتوكل والفتح بن خاقان كما في مروج الذهب:
ان الليالي لم تحسن إلى أحد * الا أساءت إليه بعد احسان
أما رأيت خطوب الدهر ما فعلت * بالهاشمي وبالفتح بن خاقان
اخباره مع المنتصر
روى أبو الفرج في الأغاني انه لما ولي المنتصر الخلافة دخل عليه
الحسين بن الضحاك فهناه بالخلافة وأنشده:
تجددت الدنيا بملك محمد * فأهلا وسهلا بالزمان المجدد
هي الدولة الغراء راحت وبكرت * مشمرة بالرشد في كل مشهد
لعمري لقد شدت عرى الدين بيعة * أعز بها الرحمن كل موحد
هنتك أمير المؤمنين خلافة * جمعت بها أهواء أمة أحمد
فاظهر اكرامه والسرور به وقال إن في بقائك بهاء للملك وقد ضعفت
عن الحركة فكاتبني بحاجاتك ولا تحمل على نفسك بكثرة الحركة ووصله
بثلاثة آلاف دينار ليقضي بها دينا بلغه انه عليه وقال الحسين فيه وقد ركب
وهو آخر شعر قاله:
ألا ليت شعري أ بدر بدا * نهارا أم الملك المنتصر
امام تضمن أثوابه * على سرجه قمرا من بشر
حمى الله دولة سلطانه * بجند القضاء وجند القدر
فلا زال ما بقيت مدة * يروح بها الدهر أو يبتكر

47
خبره مع المعتضد
قال ابن الأثير في حوادث سنة 286 فيها سار المعتضد من آمد إلى
الرقة وكاتبه الحسين بن عمرو النصراني فكان ينظر في الأموال فقال الخليع
في ذلك:
حسين بن عمرو عدو القران * يصنع في العرب ما يصنع
يقوم لهيبته المسلمون * صفوفا إذا يطلع
فان قيل قد اقبل الجاثليق * تحفى له ومشى يظلع
اخباره مع الحسن بن سهل
روى صاحب الأغاني ان المأمون لما أطرح حسين بن الضحاك لهواه
كان في أخيه محمد وجفاه لان الحسين بالحسن بن سهل وطمع ان يصلحه له
فقال يمدحه:
أرى الآمال غير معرجات * على أحد سوى الحسن بن سهل
يباري يومه غده سماحا * كلا اليومين بان بكل فضل
أرى حسنا تقدم مستبدا * ببعد من رياسته وقبل
فان حضرتك مشكلة بشك * شفاك بحكمة وخطاب فصل
سليل مرازب برعوا حلوما * وراع صغيرهم بسداد كهل
ملوك ان جريت بهم أبروا * وعزوا ان توازيهم بعدل
ليهنك ان ما أرجيت رشدا * وما أرضيت من قول وفعل
وانك مؤثر للحق فيما * أراك الله من قطع ووصل
وانك للجميع حيا ربيع * يصوب على قرارة كل محل
فاستحسنها الحسن بن سهل ودعا بالحسين فقربه وآنسه ووصله وخلع
عليه ووعده اصلاح المأمون له فلم يمكنه ذلك لسوء رأي المأمون فيه ولما
عاجل الحسن من العلة. وروى أيضا ان الحسن بن سهل قال لحسين بن
الضحاك ما عنيت بقولك:
يا خلي الذرع من شجني * انما أشكو لترحمني
قال قد بينته بقولي:
منعك الميسور يؤيسني * وقليل الياس يقتلني
فقال له انك لتضيع بالخلاعة ما أعطيته من البراعة.
اخباره مع أبي نواس
والمقارنة بينهما
اعلم أن الخليع شديد الشبه بأبي نواس في أكثر صفاته فهما في عصر
واحد الا ان أبا نواس مات قبله وكلاهما شاعر مشهور من أشهر شعراء
عصره وكلاهما شاعر مطبوع مشهور بالمجون ويصعب التفضيل بينهما في
الشاعرية الا ان أبا نواس كان أوفر حظا منه عند الناس فكانوا ينسبون
مستحسن شعره إلى أبي نواس وقد يمكن الاستدلال بذلك على أن أبا نواس
أشعر منه وشعرهما متشابه في أنه سهل ممتنع مشتمل على الرقة والعذوبة
والظرف والاكثار من وصف الخمر والإجادة في وصفها وربما كانت خمريات
أبي نواس أكثر وأشيع وكلاهما سلك في الشعر طريقة لم يسلكها غيره وامتاز
بها كما أوضحناه في ترجمة أبي نواس وكلاهما نادم الأمين ومدحه وأخذ
جوائزه وكلاهما مدح سائر ملوك بني العباس وأخذ جوائزهم وكلاهما نسب
إلى التشيع نسبة غير جلية وبينهما مطارحات ومحاورات يأتي بعضها.
ويشهد لكون الناس ينسبون شعره إلى أبي نواس ما رواه صاحب
الأغاني عن الحسين بن الضحاك قال أنشدت أبا نواس لما حججت قصيدتي
الخمرية وهي:
بدلت من نفحات الورد باللاء * ومن صبوحك در الإبل والشاء
فلما انتهيت إلى قولي منها:
حتى إذا أسندت في البيت واحتضرت * عند الصبوح ببسامين أكفاء
فضت خواتمها في نعت واصفها * عن مثل رقراقة في جفن مرهاء
فصعق صعقة أفزعتني وقال أحسنت والله يا أشقر فقلت ويلك يا
حسن انك أفزعتني والله فقال بل والله أفزعتني ورعبتني هذا معنى من المعاني
التي كان فكري لا بد ان ينتهي إليها أو أغوص أقولها فسبقتني إليه واختلسته
مني وستعلم لمن يروى ألي أم لك سمعت من لا يعلم يرويها له ورأيتها في
دفاتر الناس في أول أشعاره.
ومن اخباره مع أبي نواس ما رواه صاحب الأغاني عن حسين بن
الضحاك: كنت انا وأبو نواس تربين نشأنا في مكان واحد وتأدبنا بالبصرة
كنا نحضر مجالس الأدباء متصاحبين ثم خرج قبلي عن البصرة وأقام مدة
واتصل بي ما آل إليه أمره وبلغني ايثار السلطان وخاصته له فخرجت عن
البصرة إلى بغداد ولقيت الناس ومدحتهم وأخذت جوائزهم وعدت وهذا
كله في أيام الرشيد الا اني لم أصل إليه. وفي الأغاني عن حسين بن
الضحاك: أنشدت أبا نواس قصيدتي:
وشاطري اللسان مختاق التكرير * شاب المجون بالنسك
حتى بلغت إلى قولي:
تخالها نصب كأسه قمرا * يكرع في بعض أنجم الفلك
فأنشدني أبو نواس بعد أيام لنفسه:
إذا عب فيها شارب القوم خلته * يقبل في داج من الليل كوكبا
فقلت له يا أبا علي هذه مصالبة فقال لي أ تظن انه يروى لك في الخمر
معنى جيد وانا حي.
وقال إبراهيم بن المدبر ان الحسين كان يزعم أن أبا نواس سرق منه
هذا المعنى حين يقول: يقبل في داج من الليل كوكبا فان كان سرقه منه فهو
أحق به لأنه قد برز عليه. وفي الأغاني عن حسين بن الضحاك لقيني أبو
نواس فأنشدته:
أخواي حي على الصبوح صباحا * هيا ولا تعدا الصباح رواحا
هذا الشميط (1) كأنه متحير * في الأفق سد طريقه فألاحا
ما تأمران بقهوة قروية * قرنت إلى درك النجاح نجاحا
فلما كان بعد أيام لقيني في ذلك الموضع فأنشدني يقول:
ذكر الصبوح بسحرة فارتاحا * وأمله ديك الصباح صياحا
فقلت له أ فعلتها فقال دع هذا عنك فوالله لا قلت في الخمر شيئا ابدا



(1) الشميط الفجر.
48
وانا حي الا نسب لي. وفي الأغاني عن حسين بن الضحاك الخليع كنت في
المسجد الجامع بالبصرة فدخل علينا أبو نواس وعليه جبة خز جديدة فقلت
من أين هذه فلم يخبرني فتوهمت انه أخذها من موسى (1) ابن عمران لأنه
دخل من باب تميم فقمت فوجدت موسى قد لبس جبة خز أخرى وفي
تاريخ دمشق فما زلنا ننقب حتى علمنا أنها من جهة يونس بن عمران بن
جميع فانسللت من الحلقة وصرت إلى يونس فقلت:
ان لي حاجة فرأيك فيها * اننا في قضائها سيان
فقال هاتها على اسم الله وبركته فقلت:
جبة من جبابك الخز حتى * لا يراني الشتاء حيث يراني
قال خذها على بركة الله فأخذتها فقال أبو نواس من أين لك هذه
فقلت من حيث جاءتك تلك.
وفي تاريخ دمشق: صلى يحيى بن المعلى الكاتب في مجلس فيه أبو
نواس ووالبة بن الحباب فقرأ قل هو الله أحد فغلط فقال أبو نواس:
أكثر يحيى غلطا * في قل هو الله أحد
فقال والبة:
قام طويلا ساكنا * حتى إذا أعيا سجد
فقال علي بن الخليل:
يزحر في محرابه * زحير حبلى بولد
فقال الخليع:
كأنما لسانه * شد بحبل من مسد
وروى صاحب الأغاني انه حج أبو نواس وحسين بن الضحاك
فجمعهما الموسم فتناشدا قصيدتين لهما وتنازعا أيهما أشعر في قصيدته فقال أبو
نواس هذا ابن مناذر وهو بيني وبينك فأنشده أبو نواس قصيدته التي أولها:
دع عنك لومي فان اللوم إغراء * وداوني بالتي كانت هي الداء
حتى فرع منها فقال ابن مناذر ما أحسب ان أحدا يجئ بمثل هذه
وهم بتفضيله فقال له الحسين لا تعجل حتى تسمع فقال هات فأنشده
قوله:
بدلت من نفحات الورد باللاء * ومن صبوحك در الإبل والشاء
حتى انتهى إلى قوله:
فضت خواتمها في نعت واصفها * عن مثل رقراقة في عين مرهاء
قال له ابن مناذر حسبك قد استغنيت عن أن تزيد فيها شيئا والله لو
لم تقل في دهرك كله غير هذا البيت لفضلتك به فحكم له. وروى صاحب
الأغاني انه لما مات أبو نواس كتب حسين بن الضحاك على قبره:
كابرنيك الزمان يا حسن * فخاب سهمي وأفلح الزمن
ليتك إذ لم تكن بقيت لنا * لم تبق روح يحوطها بدن
اخباره مع أبي العتاهية
في الأغاني عن الحسين بن الضحاك: كنت أمشي مع أبي العتاهية
فمررت بمقبرة وفيها باكية تبكي بصوت شج على ابن لها فقال أبو العتاهية:
أما تنفك باكية بعين * غزير دمعها كمد حشاها
أجز يا حسين فقلت:
تنادي حفرة أعيت جوابا * فقد ولهت وصم بها صداها
وفيه عن الحسين بن الضحاك كنت عازما على أن أرثي الأمين بلساني
كله وأشفي لوعتي فقال لي أبو العتاهية انا إليك مائل ولك محب وقد علمت
مكانك من الأمين وانه لحقيق بان ترثيه الا انك قد أطلقت لسانك بالتلهف
عليه والتوجع له بما صار هجاء لغيره وثلبا له وتحريضا عليه وهذا المأمون
منصب إلى العراق فابق على نفسك يا ويحك أ تجسر على أن تقول:
تركوا حريم أبيهم نفلا * والمحصنات صوارخ هتف
هيهات بعدك ان يدوم لهم * عز وان يبقى لهم شرف
فعلمت انه قد نصحني فجزيته وقطعت القول فنجوت برأيه وما
كدت أنجو.
خبره مع أبي شهاب الشاعر
روى أبو الفرج في الأغاني انه جاءت جماعة فيها حسين ابن الضحاك
وأبو شهاب الشاعر فتلاحى حسين وأبو شهاب في دابتيهما وتراهنا على
المسابقة فسبقه أبو شهاب فقال حسين:
كلوا واشربوا هنئتموا وتمتعوا * وعيشوا وذموا الكودنين جميعا
فاقسم ما كان الذي نال منهما * مدى السبق إذ جد الجراء سريعا
هي قصيدة معروفة فقال أبو شهاب يجيبه:
أيا شاعر الخصيان حاولت خطة * سبقت إليها وانكفأت سريعا
تحاول سبقي بالقريض سفاهة * لقد رمت جهلا من حماي منيعا
وهي أيضا قصيدة فكان أصحابه إذا أرادوا العبث به يقولون له أيا
شاعر الخصيان.
مقطوعات من شعره غير ما مر
في فهرست ابن النديم عند تعداد الشعراء: الحسين الخليع بن
الضحاك شعره مائة وخمسون ورقة وذكر قبل ذلك أن كل صفحة من الورقة
عشرون سطرا وفي الأغاني عن المبرد حسين بن الضحاك أشعر المحدثين
حيث يقول:
اي ديباجة حسن * هيجت لوعة حزني
إذ رماني القمر الزاهر * عن فترة جفن
بأبي شمس نهار * برزت في يوم دجن
قربتني بالمنى حتى * إذا ما أخلفتني
تركتني بين ميعا * وخلف وتجني
ما أرى لي من جنى * الصبوة الا حسن ظني
انما دامت على الغدر * لما تعرف مني
استعيذ الله من اعراض * من اعرض عني
وفي الأغاني سمع الرياشي ينشد هذين البيتين ويستظرفهما جدا
وهما:
إذا ما الماء أمكنني * وصفو سلافة العنب



(1) في الأغاني موسى وفي التاريخ يونس. المؤلف
49
صببت الفضة البيضاء * فوق قراضة الذهب
فسئل من قائلهما فقال ارق الناس طبعا وأكثرهم ملحا وأكملهم ظرفا
حسين بن الضحاك. وقال باقتراح صالح بن الرشيد كما في الأغاني:
ليبلغ بنا هجر الحبيب مرامه * هل الحب الا عبرة ونحيب
كأنك لم تسمع بفرقة ألفة * وغيبة وصل لا تراه يؤوب
وقال في غلام جالس في القمر وحوله نرجس أورده صاحب الأغاني:
وصف البدر حسن وجهك حتى * خلت اني وما أراك أراكا
وإذا ما تنفس النرجس الغض * توهمته نسيم شذاكا
خدع للمنى تعللني فيك * باشراق ذا ونفحة ذاكا
لأقيمن ما حييت على الشكر * لهذا وذاك إذ حكياكا
وفي الأغاني عن علي بن العباس الرومي: حسين بن الضحاك أغزل
الناس وأظرفهم حين يقول:
يا مستعير سوالف الخشف * اسمع لحلفة صادق الحلف
ان لم أصح ليلي أيا حربي * من وجنتيك وفترة الطرف
فجحدت ربي فضل نعمته * وعبدته ابدا على حرف
وقال يصف الروض من أبيات:
ألست ترى الصبح قد أسفرا * ومبتكر الغيث قد أمطرا
وأسفرت الأرض عن حلة * تضاحك بالأحمر الأصفرا
وقال كما في تاريخ دمشق:
وأحور محسود على حسن وجهه * يزيد تماما حين يبدو على البدر
دعاني بعينيه فلما أجبته * رماني بأسباب القطيعة والهجر
وكلفني صبرا عليه فلم أطق * كما لم يطق موسى اصطبارا على الخضر
شكوت الهوى يوما إليه فقال لي * مسيلمة الكذاب جاء من القبر
وقال:
صل بخدي خديك تلق عجيبا * من معان يحار فيها الضمير
فبخديك للربيع رياض * وبخدي للدموع غدير
وقال:
لا وحبيك لا أصا * فح بالدمع مدمعا
من بكى شجوه استراح * وان كان مولعا
كبدي في هواك أسقم * من أن تقطعا
لم تدع صورة الضنى * في للسقم موضعا
وقال أورده صاحب الأغاني:
كنت حرا فصرت عبد اليماني * من هوى شادن هواه براني
وهو نصفان من قضيب ودعص * زان صرد القضيب رمانتان
وقال لما بلغ الثمانين. في الأغاني عن محمد بن مروان الابزاري
دخلت على حسين بن الضحاك فقلت له كيف أنت جعلني الله فداك فبكى
ثم أنشأ يقول:
أصبحت من اسراء الله محتسبا * في الأرض نحو قضاء الله والقدر
ان الثمانين إذ وفيت عدتها * لم تبق باقية مني ولم تذر
الشيخ أبو عبد الله الحسين بن طاهر بن الحسين الصوري
في أمل الآمل فاضل فقيه جليل يروي عنه السيد أبو المكارم حمزة بن
زهرة الحلبي اه‍. ولكنه ذكره في القسم الثاني المعد لغير علماء جبل عامل
مع أن صور ان لم تكن من بلاد جبل عامل فكرك نوح أولى بذلك وقد عد
علماءها في القسم الأول من كتابه ويروي المترجم عن الشيخ أبي الفتوح.
الحسين بن طاهر بن عبد الله بن طاهر بن الحسين الخزاعي
هو من أمراء آل طاهر ولي عدة ولايات.
قال ابن الأثير في الكامل كانت الطاهرية كلها تتشيع اه‍. وكان لهم
دولة وامارة في ملك بني العباس من يوم قتل طاهر بن الحسين الأمين وفتح
بغداد للمأمون وقبل ذلك. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 262 ان
أحمد بن عبد الله الخجستاني استولى على نيسابور وأخذها من يعقوب بن
الليث الصفار وخرج على الخجستاني رجل يعرف بأبي طلحة منصور بن
شركب فسار أبو طلحة إلى نيسابور وكان بها الحسين بن طاهر والي
خراسان قد وردها من أصبهان طمعا ان يخطب لهم أحمد الخجستاني كما
كان يظهر من نفسه فلم يفعل فخطب له أبو طلحة بها وأقام معه ثم قال ولما
أيس الطاهرية من الخجستاني وكان أحمد بن محمد بن طاهر بخوارزم واليا
عليها انفذ أبا العباس النوفلي في جيش ليخرج احمد من نيسابور فأرسل إليه
أحمد ينهاه عن سفك الدماء فامر النوفلي بضرب الرسل وحلق لحاهم وأراد
قتلهم فبينا هو كذلك اتاه الخبر بقرب جيش احمد فقبضوا على النوفلي
وأحضروه عند أحمد فقال له أن الرسل لتختلف إلى بلاد الكفار فلا تتعرض
لهم أ فلا استحييت أن تأمر في رسلي بما أمرت فقال لكني أصيب في أمرك
فقتله وأقام بمرو فجبى خراجها ثم وافاها الحسين بن طاهر فأحسن فيهم
السيرة قال الطبري وابن الأثير وفيها سار الحسين بن طاهر بن عبيد الله ابن
طاهر من بغداد إلى الجبل في صفر وقالا في حوادث سنة 263 فيها أخرج
أخو شركب الحسين بن طاهر عن نيسابور وغلب عليها وأخذ أهلها باعطائه
ثلث أموالهم وسار الحسين إلى مرو وبها ابن خوارزم شاه يدعو لمحمد بن
طاهر وقالا في حوادث سنة 265 فيها غلب أحمد بن عبد الله الخجستاني على
نيسابور وسار الحسين بن طاهر بن عبد الله عامل أخيه محمد بن طاهر عليها
إلى مرو فأقام بها وقالا في حوادث سنة 267 فيها حبس السلطان محمد بن
طامر بن عبد الله وعدة من أهل بيته بعقب هزيمة الخجستاني عمرو بن الليث وتهمة عمرو بن
الليث محمد بن طاهر بمكاتبة الخجستاني والحسين بن
طاهر ودعا الحسين والخجستاني لمحمد بن طاهر على منابر خراسان.
الشريف أبو محمد الحسين أمير المدينة بن طاهر أمير المدينة ابن محمد الملقب
بمسلم بن الحسن بن أبي القاسم طاهر بن يحيى الفقيه النسابة بن الحسن بن
جعفر حجة الله بن أبي جعفر عبد الله بن الحسن الأصغر بن علي زين
العابدين ابن الحسين السبط ابن علي بن أبي طالب ع
هكذا ذكر نسبه صاحب صبح الأعشى.
كان حيا سنة 397 كذا في صبح الأعشى عن العتبي.
ولي امارة المدينة المنورة بعد أبيه طاهر وكان موجودا سنة 397 وغلبه
على امارتها بنو عم أبيه أبي أحمد القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن
الحسن بن جعفر حجة الله واستقلوا بها.

50
الحسين بن طحال المقدادي
مر بعنوان الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال.
الحسين بن ظريف أو طريف
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وفي منهج
المقال الظاهر فيه الحسن كما تقدم وفي لسان الميزان الحسين بن طريف ذكره
الطوسي في رجال الشيعة وقال روى عنه علي بن محمد الاسترآبادي وذكر
عنه كرامة اه‍. ولا اثر لما حكي عن الاسترآبادي في كتب الشيخ ويمكن ان
يكون وقع اشتباه منه أو من النساخ.
الشيخ حسين بن ظهير العاملي
ذكره الشيخ علي سبط الشهيد الثاني في الدر المنثور وذكر انه قرأ عليه
وانه من تلاميذ جده أبي منصور الحسن بن زين الدين ووالده الشيخ
محمد بن الحسن وانه في طبقة الشيخ نجيب الدين والسيد نور الدين
الموسوي والشيخ زين الدين سبط الشهيد وله مشاركة في مساجلة شعرية
جرت في بعلبك بين عشرة علماء أدباء ذكرت في ترجمة الشيخ حسن بن علي
الحانيني ومر بعنوان الشيخ حسين الظهيري وقلنا هناك الأرجح انه الشيخ
حسين.
المولى حسين العارف المشهور بالتفليسي
عالم فاضل له تفسير القرآن توفي بأصفهان ودفن بها في مقبرة آب
بخشان عن الجزي في كتاب تذكرة القبور انه كان معاصرا لآقا محمد بن
محمد رفيع الجيلاني المتوفى سنة 1197.
المولى كمال الدين حسين العاملي
كان حيا سنة 1018.
عالم فاضل يروي إجازة عن السيد محمد بن علي بن إبراهيم الحسيني
الاسترآبادي المكي وتاريخ الإجازة 1018.
الشيخ حسين العاملي التبنيني المشهور بابن سودون
عالم فاضل من مشاهير العلماء في طبقة صاحب المعالم والسيد فيض
الله التفريشي من تلاميذه الشيخ المتبحر الأجل محمد العاملي التبنيني
صاحب جامع الأقوال في علم الرجال لم يذكره صاحب أمل الآمل لأنه لم
يطلع عليه وكم فاته غيره ممن تقدم على عصره.
الشيخ حسين العاملي أصلا المشهدي موطنا.
في الشجرة الطيبة كان عالما فاضلا كاملا محققا مدققا متبحرا ثبتا
ضابطا حكيما مهندسا متكلما ماهرا في الفنون الرياضية لا سيما احكام
النجوم اكسيرا والأستاذ المير مهدي الشهيد الحسيني الصادقي المشهدي
تتلمذ عنده كثيرا ثم تزوج ابنة الشيخ حسين فولد له منها ثلاثة أولاد ميرزا
هداية وميرزا عبد الجواد وميرزا داود وترجموا في محلهم.
السيد حسين ابن السيد عباس الإشكوري الجيلاني
ولد في نفط خان إحدى قرى جيلان وتوفي في الكاظمية 13 شوال
سنة 1349 وحملت جنازته إلى النجف فدفن هناك أرسل إلينا ترجمته ولده
والعهدة فيها عليه فقال كان عالما فاضلا مقلدا زاهدا ورعا تقيا متقللا في
العيش هاجر إلى قزوين وهو لم يبلغ الحلم فقرأ على السيد علي القزويني
صاحب حاشيتي المعالم والقوانين العلوم الأدبية سطحا ثم هاجر إلى النجف
وقرأ خارجا على الميرزا حبيب الله الرشتي واختص به وكان من مقرري بحثه
ثم قرأ على الشيخ حسن المامقاني والشيخ آقا رضا الهمذاني ثم على الشيخ
ملا كاظم الخراساني ثم استقل في زمانه بالتدريس واجتمع عنده عدة من
الطلاب جلهم من جيلان له من المؤلفات 1 كتاب في البيع 2 كتاب في
أصول الفقه 3 حاشية على رسائل الشيخ مرتضى الأنصاري 4 كتاب
في الصوم 5 كتاب في القضاء 6 حاشية على الكفاية لم تتم 7 حاشية
على المكاسب لم تتم اه‍. حاصل ما أرسله ولده إلينا وأنت ترى ان هؤلاء
يصرفون أعمارهم في علمي الأصول والفقه وقليلا ما يتقنونهما وفي تحشية
الرسائل والمكاسب والكفاية بما لا يستفيد منه أحد والرسائل أولى بان تختصر
من أن تحشى والكفاية أولى بان توضح عباراتها والتأليف في الفقه والأصول
ما لا يغني عن مؤلفات السالفين ولا يلحق بها ويا ليتهم صرفوا أعمارهم في
مؤلف واحد يمتاز عما سبقه وينتفع منه الناس.
الشيخ حسين بن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي الربعي النجفي
هو أخو الشيخ حسن صاحب تنقيح المقال في أحوال الرجال المار
ترجمته في ج 22 الذي كان حيا سنة 1105 وقال سبطه الشيخ جواد
البلاغي فيما كتبه إلينا لم اعرف من آثاره اي المترجم الا انه كان من أهل العلم
والفضل اه‍.
الشيخ حسين بن عباس النهاوندي الطهراني
توفي حدود 1311.
عالم فاضل تقي ورع كان أبوه من تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري
توفي حدود 1311 وتوفي ابنه المترجم قبله بأربعين يوما وللمترجم أخ اسمه
الشيخ محمد تقي كان من المدرسين وأئمة الجماعة بطهران والمترجم أكبر منه
وأفضل وأتقى وللمترجم من الأولاد الشيخ علي والشيخ جعفر من الفضلاء
المعاصرين وأئمة الجماعة بطهران كذا في الذريعة.
القاضي خطير الدين أبو منصور الحسين بن عبد الجبار الطوسي نزيل
قاسان
في فهرست منتخب الدين فقيه ثقة فاضل اه‍.
المولى كمال الدين أو جلال الدين حسين بن الخواجة شرف الدين عبد
الحق الأردبيلي المعروف بالالاهي.
توفي بأردبيل سنة 950 وقد جاوز عمره سبعين سنة كما عن التحفة
السامية لسام ميرزا وكما في كشف الظنون ودفن فيها كان مولده ومسكنه
ومحتده باردبيل وفي بعض المواضع من الذريعة ان وفاته 940 وفي مستدركات
الوسائل 905 ولعله خطا من الطابع.
وصرح صاحب الرياض وغيره بان اسم أبيه عبد الحق ولكن في
الذريعة جعل اسم أبيه علي ولعله من سهو القلم.
أقوال العلماء فيه
في الرياض فاضل عالم متبحر كامل شاعر جامع ماهر في العلوم
العقلية والنقلية والتعليمية والطبية كما يظهر من إجازاته وإفاداته وتعليقاته.
وقال أستاذاه المحقق الدواني الشيعي وجمال الدين عطاء الله ابن
فضل الله الحسيني السني في حقه ما يأتي في إجازتيهما له.
وفي مستدركات الوسائل ج 3 ص 513 المولى الجليل جلال الدين

51
الحسين ابن الخواجة شرف الدين عبد الحق الأردبيلي المعروف بالالاهي
الفاضل المتبحر المعاصر للسلطان الغازي الشاه إسماعيل الصفوي المتوفى
سنة 905 وقد جاوز عمره السبعين صاحب المؤلفات الكثيرة اه‍.
تشيعه
في الرياض: كان اماميا متصلبا في التشيع ولذلك قد يرمى بالغلو
والارتفاع وحاشاه من ذلك كما يظهر من تصريحاته في تأليفه فلا تخبط قال
وقد نسب أيضا إلى التسنن وليست هذه النسبة بصحيحة ولعلها نشأت من
استجازته منهم واجازتهم له وقراءته عليهم وتأليفه كتابا للأمير شير علي
المعروف تسننه وزير السلطان حسين ميرزا بايقرا وغير ذلك ولا يخفى ان
شيئا من ذلك لا يوجب صحة هذه النسبة إليه فالاستجازة منهم واجازتهم
والقراءة عليهم لا تدل على ذلك وهو ظاهر لمن عرف أحوال علماء الشيعة لا
سيما العلامة والشهيدين وأمثالهم وقس على ذلك تأليف الكتاب للأمير شير
علي فان مثله شائع ذائع بين فضلاء الامامية قديما وحديثا وخاصة الخواجة
نصير الدين وابن ميثم البحراني في تأليف شرح نهج البلاغة وغيرهما على أن
كتبه ومؤلفاته مصرحة صراحة تامة بتشيعه لا سيما الكتب الفقهية والأصولية
الدينية وقد رأيت أكثر مؤلفاته في أردبيل بخطه وفي بعضها ينادي بالتشيع
لا سيما في بعض إجازاته لبعض تلاميذه وكلام أهل التواريخ لا سيما ما
نقلناه عن التحفة السامية صريح في تشيعه وبالجملة تشيعه امر واضح ظاهر
اه‍.
ميله إلى التصوف
في الرياض كان له ميل إلى التصوف كما يلوح من فحاوي تأليفه
ويفوح من مطاوي تصانيفه اه‍. ويدل عليه استرشاده من الشيخ حيدر ابن
الشيخ صفي جد السلاطين الصفوية كما يأتي وأخذه طريقة الدراويش عنه
التي هي نوع من التصوف وشرحه بلسان المتصوفة المسمى بلسان أهل
الذوق ديوان شيخهم الشبستري المعروف بكلشن راز كما يأتي أيضا والفرس
يكثر فيهم الميل إلى ذلك والتصوف إن خرج عن حظيرة الزهد في الدنيا
طبق ما أمر به الشرع الاسلامي كان من تسويلات الشيطان والبدع التي لا
سماس لها بالدين والتمويه الذي لا طائل تحته.
أحواله وأخباره
في الرياض كان في زمن ظهور السلطان المؤيد من عند الله تعالى
السلطان إسماعيل الصفوي المجاهد في سبيل الله ويقال انه كان في زمن
الشاه طهماسب أيضا وهو أول من صنف في الشرعيات على مذهب الشيعة
في ذلك الزمان بالفارسية وأظهر ما أبطنه طول الدهر من مخافة المعروفين
بالسنوية. هاجر في أول نشأته من وطنه إلى شيراز وهراة وغيرهما لتحصيل
الفضائل والكمالات وبعد ان استكملت نفسه الشريفة عاد إلى وطنه وأقام
به وقد قرأ العقليات والنقليات وقال سام ميرزا بن الشاه إسماعيل الصفوي
في كتابه الفارسي المسمى بالتحفة السامية ان المترجم كان في أوائل عمره قد
استرشد اي اخذ طريقة الدراويش من الشيخ حيدر ابن الشيخ صفي
الأردبيلي جد السلاطين الصفوية في أردبيل ثم سافر بإشارته إلى خراسان
لتحصيل العلوم وصار ماهرا في العلوم العقلية والنقلية ثم عاد إلى أردبيل
واشتغل بنشر العلوم ومات سنة 905 وقد جاوز عمره سبعين سنة اه‍. قال
وقد وقع بينه وبين الشيخ علي الكركي مناظرات في المسائل وآل الأمر إلى
النفرة والمعاداة بينهما غفر الله لنا ولهما قال المؤلف ليس هو من رجال
الشيخ علي الكركي ولا من أقرانه قال وكان لا يرى صحة صلاة الجمعة في
زمن الغيبة.
مشايخه
قرأ وروى عن جماعة من الخاصة والعامة (1) الشيخ علي الآملي في
الرياض قال في أول حاشيته على القواعد: ممن أخذنا العلم الشرعي عنه
العالم الزاهد علي الآملي وهو عن أبي الحسين محمد الحلي عن شرف الدين
المكي عن الشيخ الفاضل المقداد بن مقداد بن عبد الله السيوري الأسدي
الغروي عن الشيخ الشهيد والسعيد والشريف عن العلامة مصنف هذا
الكتاب 2 المولى جلال الدين محمد الدواني ويروي عنه إجازة وتأتي صورة
الإجازة 3 السيد الأمير غياث الدين منصور 4 الأمير صدر الدين محمد
الشيرازي وفي الروضات قرأ على السيد الأمير غياث الدين ابن الأمير صدر
الدين الشيرازي فيراجع 5 السيد الأمير جمال الدين عطاء الله ابن فضل
الله الحسيني قرأ عليه في هرات كما في إجازة هذا السيد له الآتية بتاريخ 24
ذي العقدة سنة 899 وهو من علماء السنة وهو غير الخواجة جمال الدين
محمود الشيرازي تلميذ المولى جلال الدين الدواني.
تلاميذه
منهم السيد الميرزا كمال الدين إبراهيم الصفوي الأردبيلي يروي عنه
إجازة ولا بد ان يكون له تلاميذ عدة لم تصلنا أسماؤهم.
أولاده
في الرياض كان له ولد فاضل اسمه المولى محمد بن الحسين يأتي في
بابه ثم قال وله أحفاد هم الآن رؤساء بأردبيل وخدمة الروضة الصفوية بها.
مؤلفاته
في الرياض له في أكثر العلوم مؤلفات ورسائل وفوائد وإفادات وكتب
مدونة وحواشي متفرقة وتعليقات بالفارسية والعربية ورأيت في أردبيل كتبا
كثيرة في أنواع الفنون بخطه وقد أجاد في جميع تلك المصنفات والمدونة منها
تزيد على ثلاثين كتابا رأيت جلها بل كلها عند أحفاده وذكر بعضها في
اجازته للسيد كمال الدين الميرزا إبراهيم الصفوي الأردبيلي 1 شرح
تهذيب الأصول للعلامة 2 حاشية على شرح المواقف تشتمل على رد ما
ذهب إليه الجبرية والفرق المخالفة للشيعة وتحقيق ما تذهب إليه الشيعة 3
حاشية على شرح الشمسية للقطب الرازي 4 حاشية على شرح المطالع
للقطب 5 حاشية على شرح مرك حكيم لشرح هداية الميبدي لأثير الدين
الأبهري 6 حاشية على الحاشية الجلالية والحاشية الصدرية على الشرح
الجديد للتجريد 7 حاشية أخرى على الشرح الجديد للتجريد من بحث
الأمور العامة غير الحاشية السابقة مع ذكر البراهين في جميع المسائل 8
شرح إشكال التأسيس مع بيان البرهان على مسائله ولعله شرح على أصل
أشكال التأسيس 9 حاشية على شرح الجغميني أو شرح للجغميني في



(1) هكذا في النسخة وفيه تحريف ظاهر ولا يبعد ان يكون الصواب عن الشهيد السعيد ثم عن
رجل يروى عن العلامة ولعله كان شريفا. المؤلف
52
الهيئة 10 حاشية على شرح تذكرة الهيئة النصيرية أو شرح للتذكرة وهذان
الأخيران ألفهما للأمير شير علي المذكور آنفا 11 شرح أو حاشية على
رسالة بيست باب عشرين بابا في الأسطرلاب للخواجة نصير الدين
الطوسي مع ذكر البراهين في المطالب 12 حاشية على شرح تحرير أقليدس
في الهندسة هذا ما ذكره في الإجازة المذكورة 13 تعليقات على شرح
الجلالي لرسالة اثبات النقل للخواجة نصير الدين الطوسي رآها صاحب
الرياض ينسبه إليه أهل أردبيل ولم أره ولعله كتاب الفقه الفارسي الذي
سيجئ باسم خلاصة الفقه فإنه في الحقيقة ترجمة لمسائل الارشاد 16
منهج الفصاحة في شرح نهج البلاغة فارسي ألفه للشاه إسماعيل الصفوي
وفي الذريعة انه ترجمة نهج البلاغة إلى الفارسية 17 كتاب في فضائل
الأئمة الاثني عشر وأدلة إمامتهم فارسي طويل الذيل ألفه للشاه طهماسب
18 ترجمة منهج الدعوات لابن طاوس إلى الفارسية 19 رسالة في
الإمامة بالتركية ألفها للشاه إسماعيل أو لأحد أصحابه 20 شرح گلشن
راز للشيخ الشبستري المشهور في التصوف بالفارسية 21 كتاب التفسير
بالعربية كبير جيد لكن لم يخرج منه الا تفسير الفاتحة وبعض آيات من سورة
البقرة في نحو عشرة آلاف بيت 2 تفسير آخر فارسي في مجلدين لتمام
القرآن الكريم 23 خلاصة الفقه ألفه للشاه إسماعيل الصفوي في جميع
أبواب الفقه كبير وتاريخ تأليفه لفظة خلاصة الفقه 24 حاشية على قواعد
العلامة إلى آخر صلاة المسافر 25 شرح اثبات الواجب لأستاذه الدواني
وجدته في مسودة الكتاب ولا اعرف الآن من أين نقلته.
إجازاته
نقل صاحب الرياض إجازتين له من مشايخه ننقلهما هنا لما فيهما من
الفوائد الأولى إجازة شيخه المحقق الدواني محمد بن أسعد له رآها
صاحب الرياض بخط المجيز علي ظهر كتاب شواكل الحور في شرح هياكل
النور للمحقق المذكور قال فيها:
قرأ علي المولى السند الفاضل الزكي البارع جامع الفضائل مرضي
الشمائل في تكميل نفسه بجد جديد وذهن حديد وطبع سديد جلال الملة
والسعادة والفضيلة والفطانة والدين حسين الأردبيلي أسبغ الله تعالى فضائله
وأبد بين الاقران شمائله هذا الكتاب المسمى بشواكل الحور في شرح هياكل
النور من تصانيفي قراءة دالة على فطانته ورزانته وذكائه ومتانته مشتملة على
التنقير والفحص عن النقير والقطمير واستجازني في روايته سائر ما يجوز لي
روايته فاستخرت الله وأجزت له ان يرويه عني وكذا سائر تصانيفي في
العلوم الشرعية والعقلية وجميع ما يجوز لي روايته من الكتب في العلوم كل
ذلك بالشرائط المعتبرة وأوصيه أولا بتقوى الله في السر والعلن والتجنب عن
رذائل الأخلاق ما ظهر منها وما بطن والتجافي عن دار الغرور والتوجه إلى
عالم النور والله الموفق الا إلى الله تصير الأمور قال ذلك وكتبه الفقير إلى
اللطف الرحماني أبو عبد الله محمد بن أسعد ابن محمد الموسوي المدعو
بجلال الدين الدواني ملكهم الله نواصي الأماني في 14 جمادي الأولى سنة
892 والحمد لله رب العالمين وصلواته على خير الخلق محمد وآله وصحبه
أجمعين اه‍. الثانية إجازة الأمير جمال الدين عطاء الله
ابن فضل الله الحسيني المقدم ذكره قال فيها بعد المقدمة وبعد فقد صاحبني برهة من
الزمان المولى المعظم والفاضل المكرم قدوة الأذكياء وأسوة النضلاء ذو الفكر
النقاد والطبع الوقاد والفضل الوافي والذهن الصافي والعلم المتين والحلم
الرصين والرأي السديد والخلق الحميد العالم الكامل النحرير الكاشف صدأ
الشبه بمصقل التقرير الذي فاق أقران وقته في المعقول والمنقول وأحرز
قصبات السبق في مضمار الفروع والأصول مولانا كمال الدين حسين ابن
الصاحب المعظم والصدر المكرم خواجة شرف الدين عبد الحق الأردبيلي
أدام الله معاليه وقرن بصنوف السعادات أيامه ولياليه فأفاد واستفاد وأحسن
وأجاد وسمع علي كتاب مشكاة المصابيح الذي صنفه ولي الدين محمد بن
عبد الله الخطيب التبريزي من أوله إلى آخر احكام المياه ومن كتاب
الاعتكاف إلى باب الحوض والشفاعة وسمع علي تفسير أنوار التنزيل للامام
القاضي البيضاوي من أوائل سورة البقرة إلى أواخر سورة آل عمران سماع
بحث وتدقيق وتحقيق وناولته أيضا الصحيحين مناولة معتبرة مقرونة بالإجازة
ثم انه التمس مني ان اكتب له صورة الإجازة فاستخرت الله وأجزت له ان
يروي عني ما سمع علي وسائر ما صح أو يصح عنده انه من مروياتي
ومسموعاتي ومقروءاتي ومناولاتي ومجازاتي ومكتباتي ووجاداتي ومؤلفاتي
بالشروط المعتبرة عند اولي العلم وبشرط البراءة من الخطأ والخلل والعراءة
من التصحيف والتحريف والزلل ثم ذكر طريقه إلى صحيح البخاري وانه
يرويه عن عمه أصيل الدين أبي المفاخر عبد الله الواعظ الحسيني الشيرازي
عن مشايخه وعدهم عن البخاري وطريقه إلى صحيح مسلم وطريقه إلى
كتاب مشكاة المصابيح وأنوار التنزيل ثم قال والمأمول من المستجيز ان لا
ينساني في مظان إجابة دعواته وصوالح أوقاته ووصيته بما وصاني به مشايخي
من ملازمة التقوى والورع ومجانبة الأهواء والبدع والتأمل والاحتياط فوق
الغاية في كل ما يتعلق بالرواية هذا عهدي إليه والله سبحانه وتعالى ولي
التوفيق وبتحقيق الآمال حقيق وكتبه الفقير إلى الله الغني عطاء الله ابن
فضل الله الشهير بجمال الحسيني عفا الله عنهما في يوم الأربعاء 24 من شهر
ذي القعدة سنة 899 هجرية حامدا لله تعالى على نبيه ص.
: الحسين بن عبد الحميد بن بكير بن أعين
سيجئ في ترجمة عمه عبد الله بن بكير ان ولد عبد الحميد محمد
والحسين وعلي رووا الحديث.
الحسين بن عبد ربه
قال الكشي في ترجمة علي بن بلال وأبي علي بن راشد: وجدت
بخط جبرائيل بن أحمد: حدثني محمد بن عيسى اليقطيني قال كتب ع
إلى علي بن بلال في سنة 232 بسم الله الرحمن الرحيم احمد الله إليك
وأشكر طوله وعوده وأصلي على محمد النبي وآله صلوات الله ورحمته عليهم
ثم اني أقمت أبا علي مقام الحسين بن عبد ربه وائتمنته على ذلك بالمعرفة بما
عنده إلى آخر الكتاب. محمد بن مسعود حدثني محمد بن نصير حدثني
أحمد بن محمد ابن عيسى قال نسخة الكتاب مع ابن راشد إلى جماعة الموالي
الذين هم ببغداد المقيمين بها والمدائن والسواد وما يليها أحمد الله إليكم بما
انا عليه من عافيته وحسن عائدته وأصلي على نبيه وآله أفضل صلواته وأكمل
رحمته ورأفته وأني أقمت أبا علي بن راشد مقام الحسين بن عبد ربه ومن
كان قبله من وكلائي وصار في منزلته عندي الخ. وفي الخلاصة الحسين بن
عبد ربه روى الكشي عن محمد بن مسعود حدثني محمد بن نصير حدثنا
أحمد بن محمد بن عيسى انه كان وكيلا وهذا سند صحيح اه‍. ولكن
المحكي عن اختيار الشيخ الطوسي لرجال الكشي ان الذي فيه في الرواية

53
الثانية أقمت أبا علي ابن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه وذكر نحوه
في كتاب الغيبة وعليه فوكالة الحسين بن عبد ربه غير متحققة وانما الوكيل
علي بن الحسين بن عبد ربه وفي النقد الذي يظهر من الكشي ان علي بن
الحسين بن عبد ربه وكيل لا الحسين بن عبد ربه وقد سبق ابن طاوس
العلامة في كون الحسين وكيلا وفي المنتقى المروي بالطريق المذكور اي في
الرواية الثانية على ما رأيته في عدة نسخ للاختيار بعضها مقروء على السيد
وكان عليه خطه ان الوكيل علي بن الحسين بن عبد ربه نعم روي فيه من
طريق ضعيف صورته وجدت بخط جبرائيل بن أحمد حدثني محمد بن
عيسى اليقطيني ان الحسين كان وكيلا وفي الكتاب ما يشهد بان نسبة الوكالة
إلى الحسين غلط مضافا إلى ضعف الطريق اه‍. وهو يدل على أن الموجود
في نسخته من الكشي كان الحسين في الرواية الأولى وعلي بن الحسين في
الثانية وفي التعليقة قوله الحسين بن عبد ربه فيه ما سيجئ في ترجمة
علي بن الحسين بن عبد ربه هذا وحكم السيد ابن طاوس بكون الحسين
وكيلا في ترجمته وترجمة أبي علي بن راشد وأبي علي بن بلال واستند في ذلك
في ترجمته وترجمة ابن راشد إلى رواية محمد بن مسعود عن محمد بن نصر عن
أحمد بن محمد بن عيسى وفي ترجمة ابن بلال قال وجدت بخط جبرائيل
الخ وسيجئ في ترجمة علي بن الحسين انه وكيل قبل علي بن راشد وانه
مات سنة 229 أو سبع وعشرين فالتاريخ في هذا الحديث الضعيف يشهد
بكونه علي بن الحسين ومما يؤيده ان الظاهر وقوع السقط من النساخ لا
الزيادة.
الحسين بن عبد الرحمن الشجري الحسني
وصفه صاحب عمدة الطالب بالسيد في المدينة فدل على أنه كان له
رياسة وسيادة بالمدينة وقال إن أمه حسينية.
الميرزا حسين ويقال محمد حسين بن الشيخ عبد الرحيم الملقب بشيخ
الاسلام النائيني النجفي
ولد في حدود 1273 في بلدة نائين وتوفي بالنجف ظهر يوم السبت
26 جمادى الأولى سنة 1355 عن نحو 82 سنة ودفن في بعض حجرات
الصحن الشريف.
النائيني نسبة إلى نائين بلدة من نواحي يزد على عشرين فرسخا منها
تتبع في الإدارة أصفهان تصنع بها العباءات الفاخرة وفي معجم البلدان نائن
بعد الألف ياء مهموزة ونون ويقال لها نائين أيضا من قرى أصبهان.
أبوه وعشيرته
كان أبوه يلقب بشيخ الاسلام في أصفهان وهو لقب سلطاني وكذلك
آباؤه من قبله وبعد وفاته لقب به اخوه الأصغر اما هو فكان شيخ الاسلام
بحق لا بفرمان سلطاني.
صفته
كان عالما جليلا فقيها أصوليا حكيما عارفا أديبا متقنا للأدب الفارسي
عابدا مدرسا مقلدا في الأقطار، ويقال انه كان كثير العدول عن آرائه
السابقة. رأيناه بالنجف أيام إقامتنا بها من سنة 1308 إلى سنة 1319 وكان
في تلك المدة منحازا عن الناس الا ما قل ورأيناه مرة في كربلاء جاءها
للزيارة فنزل في مدرسة الشيخ عبد الحسين الطهراني في الطابق السفلي
وبعد ما فارقنا النجف إلى الديار الشامية وتسلمه أريكة الرئاسة كانت تأتينا
كتبه ورسائله الودادية التي يثني فيها على جهودنا وما وفقنا له بعون الله ومنه
من خدمة الدين والأعمال النافعة في تلك الديار والارشاد والهداية.
ولما وردنا النجف للزيادة عام 1352 1353 زارنا في منزلنا مرارا
وكان قد ثقل سمعه وكان قوي الحافظة حسن الذاكرة قال لنا لما زارنا قد
مضى لكم من يوم مفارقتكم النجف إلى الآن ثلاثون سنة وكان الأمر
كذلك وزرناه في منزله وكان يفرط في شرب الشاي.
أحواله
قرأ أول مبادئ العلوم في نائين وفي سنة 1293 أو 95 هاجر إلى
أصفهان فقرأ على الشيخ محمد باقر ابن الشيخ محمد تقي صاحب حاشية
المعالم وعلى الميرزا محمد حسن النجفي والميرزا أبي المعالي والشيخ محمد تقي
المعروف بآقا نجفي وفي سنة 1300 سافر شيخه الشيخ محمد باقر المذكور
إلى العراق وتوفي وبقي المترجم في أصفهان إلى أواخر سنة 1302 ثم هاجر
إلى العراق ودخل سامراء في المحرم سنة 1303 وقرأ فيها على الميرزا السيد
محمد حسن الشيرازي الشهير إلى سنة وفاته 1312 وفي أثناء اقامته بسامراء
توفي والده الشيخ عبد الرحيم وبقي هو في سامراء مدة بعد وفاة الميرزا
الشيرازي مع جماعة من تلاميذ الشيرازي كالسيد محمد الأصفهاني والميرزا
الشيخ محمد تقي الشيرازي والسيد إسماعيل صدر الدين العاملي الكاظمي
والميرزا حسين النوري وغيرهم رجاء ان يبقى ما أسسه الميرزا الشيرازي
مستمرا لكن تشتت الأهواء وتشعب الآراء حال دون ذلك وانضاف إليه ما
كانت تدسه الدولة التركية وأعوانها في العراق لتشتيت شمل مدرسة سامراء
وتقويض بنيانها الذي ابتدأ من أواخر عهد الميرزا الشيرازي ثم هاجر
المترجم من سامراء إلى كربلاء وبقى فيها مدة ثم هاجر إلى النجف سنة
1314 وقيل إن هجرته إلى كربلا كانت سنة 1314 وبقي فيها سنين ثم
هاجر إلى النجف والله أعلم وكان الملا كاظم الخراساني قد استقل بالتدريس
في حياة أستاذه الميرزا الشيرازي وزادت حلقة درسه بعد وفاة أستاذه المذكور
وكان يعقد في داره مجلسا خاصا لأجل المذاكرة في مشكلات المسائل يحضره
خواص أصحابه فكان المترجم يحضر معهم ولم يحضر درس الملا كاظم
العام. وبعد وفاة الملا كاظم استقل بالتدريس وبعد وفاة الميرزا محمد تقي
الشيرازي رأس وقلد في سائر الأقطار هو والسيد أبو الحسن الأصفهاني
واستقامت لهما الرياسة العلمية في العراق بل انحصرت فيهما وكان هو
اعرف عند أكثر الخاصة والسيد الأصفهاني عند العامة وكثير من الخاصة
وبعد وفاته انحصر ذلك في السيد الأصفهاني وبعد اعلان السلطنة المشروطة
في إيران سنة 1324 كان من أكبر الدعاة إليها وألف في ذلك كتابا بالفارسية
اسماه تنبيه الأمة وتنزيه الملة في لزوم مشروطية دستورية الدولة لتقليل الظلم
على أفراد الأمة وترقية المجتمع وطبع وعليه تقريض للشيخ ملا كاظم
الخراساني والشيخ عبد الله المازندراني ثم بعد ذلك بمدة بعد وفاة الخراساني
جمع ما أمكن جمعه من نسخه بل كان يشتريها بقيمة غالية وأتلفت بأمره
وبقيت منه نسخ لم يمكن اتلافها وقد عرب منه بعض الفصول وأدرجت في
مجلة العرفان.
ولما فتحت العراق على يد الإنكليز بعد الحرب العامة الأولى وأقيم
الملك فيصل ملكا على العراق وأرادوا تعيين وزراء للدولة الجديدة ومجلس

54
نيابي كان هو والسيد الأصفهاني معارضين في ذلك الوضع لأنهما يريدان
خيرا منه ولهما الكلمة النافذة فأبعدا إلى إيران في أواخر سنة 1341 وجاءا
إلى قم وأقاما بها سنة كاملة واحتفى بهما الشيخ عبد الكريم الزيدي المقيم
في قم في ذلك الوقت احتفاءا زائدا وجعلت طلاب مدرسته تقرأ عليهما
وحصل لهما في إيران استقبالات حافلة في كل بلد مرا به ثم أعيدا إلى
العراق بعد ما شرط عليهما ان لا يتدخلا في أمور الملكة السياسية وعادا إلى
النجف.
مشايخه
1 الشيخ محمد باقر الأصفهاني 2 الميرزا محمد حسن النجفي
3 الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي 4 السيد محمد الفشاركي
الأصفهاني 5 المولى فتح علي جونابادي 6 الميرزا حسين النوري 7
الشيخ محمد تقي الشيرازي وغيرهم وقال السيد هبة الدين الشهرستاني فيما
كتبه في حقه كنت أراه في سامراء يراجع في علمي التفسير والحديث المولى
فتحلى الجونابادي والميرزا حسين النوري وفي علمي الفقه والأصول الميرزا
محمد تقي الشيرازي والسيد محمد الأصفهاني اه‍. وما يقوله البعض من أنه
حضر درس الشيخ مرتضى الأنصاري مستشهدا بأنه كان يقول: والى هذا
القول ذهب استاذنا الأنصاري في بحثه لا يكاد يصح فالأنصاري توفي سنة
1281 وهو ولد حوالي سنة 1273 كما مر فيكون عمره عند وفاة الأنصاري
سبع سنين.
تلاميذه
وهم كثيرون منهم 1 السيد أبو القاسم الخوئي النجفي 2 الشيخ
محمد علي الكاظمي الخراساني صاحب فوائد الأصول 3 الشيخ موسى
الخوانساري النجفي صاحب منية الطالب في شرح المكاسب وغيرهم.
مؤلفاته
1 تنبيه الأمة المشار إليه آنفا مطبوع 2 رسالة لعمل المقلدين
مطبوعة 3 حواشي العروة الوثقى مطبوعة على حدة 4 رسالة في اللباس
المشكوك 5 رسالة في احكام الخلل في الصلاة 6 رسالة في نفي الضرر
7 رسالة في التعبدي والتوصلي 8 أجوبة مسائل المستفتين جمعها بعض
تلاميذه 9 تقريرات بحثه في الأصول المسمى أجود التقريرات لتلميذه
السيد أبو القاسم الخوئي في مجلدين وعليها تعليقة منه ولتلاميذه عدة
مؤلفات اكتسبوا فوائدها من محاضرات درسه.
مراثيه
رثي بمرات كثيرة فمن قصيدة الشيخ محمد علي اليعقوبي قوله:
بكى البلد الأمين عليك شجوا * فجاوب صوته البلد الحرام
وراع الخطب فارس فاستشاطت * وشاطرت العراق به الشام
وعم بك الأسى شرقا وغربا * كما عمت مواهبك الجسام
أهالوا الترب منك على محيا * به في المحل يستسقى الغمام
تجهم وجه هذي الأرض حزنا * عليك وطبق الأفق الظلام
فجرح الدين بعدك ليس يؤسى * وصدع العلم ليس له التئام
فكم لك دونه وقفات عز * تخبر انك البطل الهمام
هي الأيام لم تحفظ لديها * عهود لا ولا يرعى ذمام
ورحت مزودا عملا وعلما * وزاد سواك في الدنيا الحطام
مضيت وعمرك الثاني سيبقى * وكم ذكر به تحيى الكرام
وما الإنسان بعد الموت الا * مآثر تستفيد بها الأنام
وهان الخطب بعدك مذ وثقنا * بان حمى الشريعة لا يضام
لئن فقد الحسين فما المعزى * به الا أبو الحسن الامام
به الاحكام قد شدت عراها * وهل للعروة الوثقى انفصام
وكيف تضل قوم عن هداها * وفي يمنى أبي الحسن الزمام
إذا النادي حواه فليس يدري * أ يذبل قد تصدر أم شمام
أبا حسن وأنت لنا غياث * لدى الجلي وفي البلوى عصام
ففيك وقد سلمت لنا عزاء * وللدين السلامة والسلام
ومن قصيدة الشيخ محمد رضا المظفري قوله:
أبيح الحمى لا السيف سيف ولا الفم * غداة قضى فيه الامام المعظم
ولن ترفع الرأس الرجال كرامة * إذا لم يرق من تحت أقدامها الدم
نعاه لنا الناعي فقلنا صواعق * قصفن ربوع العلم قال وأعظم
وأقطاب فضل أرشد الله أمرهم * بهم يرتجى ان يخلف النجم
أنجم بني العلم للعليا فلا تتسمروا * إذا كان عز في البلاد فأنتم
قفوا وقفة الغلب الأباة عن الهدى * فان مجاريه إليكم ومنكم
وسلوتنا نجل الحسين وشبله * علي إذا عد الكرام فمنهم
وصنوان أصل الفخر أعرق فيهما * فطابا وفي شتى الفضائل توأم
لئن حل منا الدهر عقدا فان في * أبي حسن عقد الإمامة يبرم
إذا الناس أمسى أمرها متشابها * فأنت بهم يا آية الله محكم
ومن قصيدة الشيخ عبد الحسين الحلي قوله:
أعرني لسانا أو فدعني وما بيا * فقد أخرس الخطب الممض لسانيا
مضى لا مضى من كان في الله فانيا * فخلد ذكرا في البرية باقيا
ستنسى الكرى بعد الحسين محاجري * وتألف فيض الدمع ينصب قانيا
تقام له الذكرى وفي كل ساعة * تذكرنا الأيام منه المساعيا
يناجي الدجى مستسرا وانما * بغرته الأضواء تجاو الدياجيا
إذا ما انثنى يتلو بديع بيانه * تلقت به الاسماع سبعا مثانيا
تذكرني ليلا بغر خصاله * زواهره اللاتي تزين اللياليا
اعددها لو كنت أسطيع عدها * ومن ذا الذي بالعد يحصي الدراريا
لقد عاش في الدنيا كما عاش أهلها * سوى انه من عارها كان عاريا
ومن بعدك الأعواد يقرع متنها * فينظم منثور المعاني لآليا
لك القلم العالي على الخمس سابحا * تشيعه العشر العقول جواريا
تقاصر عنه السمهري وطالما * بابرامه فل الجراز اليمانيا
محاسن أطريها فيحسب جاحد * باقي له فيها أعد المساويا
وهيهات أحصيها بشعري وان أكن * تخذت له الزهر الدراري قوافيا
رضى بالقضا الجاري ومن لم يكن به * ليرضى اختيارا كان بالكره راضيا
ومن قصيدة السيد محمود الحبوبي قوله:
سكت اللسان فيا دموع تكلمي * فلقد أحال إليك منطقه فمي
قد لا يطيق مفوه شرح الأسى * وتطيق ذلك دمعة المتألم
فعن الدموع خذوا أحاديث الأسى * مشروحة لا من فم المتكلم
فمن القصائد أدمع منظومة * ومن الدموع قصائد لم تنظم

55
أمجلي العلم المشار لسبقه * في كل مضمار وفارسه الكمي
حسد الزمان علاك إذ نازعته * شرف الخلود وهيبة المستعظم
كل البلاد مآتم لك مأتم * ينهي التفجع والنواح لمأتم
فكان يومك إذ تفجر عن بكا * يوم الحسين وقد تفجر عن دم
ولدتهما الدنيا معا وتمخضت * حبلى الليالي فيهما عن توأم
وأعاد يومك يومه فكأنما * اطلعت في رجب هلال محرم
أمقصر الليل الطويل يقومه * في عين لا سئم ولا متبرم
كم زنت بالسمر الدجى لكنه * من ذوب قلب بالفضيلة مفعم
ولقد تعاف به لذاذات الكرى * لعيون قوم كالبهائم نوم
ان الثمانين التي بك قد مشت * نحو الحقيقة في الصراط الأقوم
بلغت بك الشرف العظيم وسؤددا * يعزى لمحرزه الفخار وينتمي
وحدوتها بالذكر سائرة إلى * أبقى مسرات هناك وأدوم
وحثثتها فوصلت أبعد غاية * فاضت عليك بها هبات المنعم
ان أوحشت منك المنابر انها * أنست بشخص أبي الحليم الأكرم
وبه العزا للدين بعدك ضيغم * أودى وقد حمى العرين بضيغم
يا ابن الأولى كشفوا الغطاء بعامهم * عن كل غامضة وستر مبهم
وجلوا عن الاسلام كل حقيقة * بليت بطول تحجب وتكتم
وبنوا لهم في الدين خير مآثر * تبقى مخلدة بقاء الأنجم
ان الذي استهدى بنورك يهتدي * بالبدر في غسق الضلال المظلم
وارى بك المتمسكين تمسكوا * بالعروة الوثقى التي لم تفصم
لك في يراعك اجر كل مجاهد * عن دين طه بالحسام المخذم
ومداده أغلى كما قد خبروا * واعز عند الله من ذاك الدم
شوق الطروس إلى يراعك فوقها * شوق الثرى لحيا السحاب المرزم
كم وقفة لك دون شرعة احمد * رد العدى عنها بأنف مرغم
فلتبق للدين الحنيف مؤيدا * بالنصر من رب السما ولتسلم
ومن قصيدة الشيخ عبد المنعم الفرطوسي:
غرور كلها هذي الحياة * وما فيها لمعتبر عظات
علينا للأسى سمة لوجه * مضى وعليه للتقوى سمات
ومن قصيدة السيد مسلم الحلي قوله:
يا دهر جئت بها فما شئت اصنع * لم تبق في قوس الردى من منزع
رزء تخارست المقاول دونه * وتصاممت أذن الرجال فلا تعي
وجموا فلا ذاك الأديب بشاعر * وكلا ولا ذاك الخطيب بمصقع
ما كل ماء يستبين لناظر * خال من الأقذاء عذب المشرع
ومن قصيدة السيد مهدي الأعرجي قوله:
الا يا ميتا يبكيه دين ال‍ * هدي شجوا وينعاه الكتاب
رحلت فذي العلى ثكلى وهذي * ربوع العلم مقفرة يباب
دوارس بعد فقدك موحشات * على أكنافها نعب الغراب
كان سرير نعشك فلك نوح * له دمع الورى بحر عباب
لقد فقد الهدى بك أي حبر * له في كل معضلة جواب
همام ذي مزايا قد تعالت * كشهب الأفق ليس لها حساب
فمن للمشكلات يحل عقدا * إذا وقع اختلاف واضطراب
ومن للوافدين إذا اكفهرت * لهم سنة وأعوزها السحاب
الحسين بن عبد الصمد بن محمد * بن عبيد الله الأشعري
قال النجاشي شيخ ثقة من أصحابنا القميين روى أبوه عن حنان عن
أبي عبد الله ع له كتاب نوادر اه‍. ومر بعنوان الحسن مكيرا.
: الشيخ حسين بن عبد الصمد الأول بن محمد بن علي بن الحسين بن
صالح الحارثي الهمداني العاملي الجبعي ابن أخي الشيخ البهائي
في روضات الجنات عن رياض العلماء انه كان من العلماء الاعلام
وكان قاضيا بهراة أيام الدولة الصفوية وسكنها وله أولاد وأحفاد متصلة إلى
هذا العصر موجودون في تلك البلدة وغيرها ولهم التصدي للشرعيات الآن
بهراة قال وقد يشتبه بالشيخ حسين بن عبد الصمد الأول اه‍. ولكني لم
أجد شيئا من ذلك في نسخة رياض العلماء التي عندي.
الشيخ عز الدين حسين بن عبد الصمد بن شمس الدين محمد بن علي بن
حسين بن محمد بن صالح العاملي الجبعي الحارثي الهمداني والد الشيخ
البهائي
مولده ووفاته ومدفنه
في الرياض عن خط المترجم له انه قال: مولد هذا الفقير الكاتب
أول يوم من المحرم سنة 918 وكتب ولده الشيخ البهائي بخطه تحت مولد
أبيه انتقل إلى دار القرار ومجاورة النبي ص والأئمة الأطهار في 8 ربيع الأول
سنة 984 فكان عمره 66 سنة وشهرين وسبعة أيام اه‍. وكانت وفاته
بالبحرين بقرية المصلى من قرى هجر ودفن بها.
نسبته
الحارثي نسبة إلى الحارث ابن عبد الله الأعور الهمداني صاحب
أمير المؤمنين ع ومن أخص أصحابه والهمداني نسبة إلى همدان
بسكون الميم وبالدال قبيلة من اليمن وللحارث مع أمير المؤمنين ع
اخبار كثيرة ذكرت في ترجمته.
أقوال العلماء في حقه
كان المترجم تلميذا للشهيد الثاني وهو صاحبه في سفر اسلامبول كما
يأتي وأجازه الشهيد الثاني بإجازة طويلة مفصلة ذكرها بتمامها الشيخ يوسف
البحراني في كشكوله وهي بتاريخ 941 قال فيها: ثم إن الأخ في الله
المصطفى في الاخوة المختار المرتقي عن حضيض التقليد إلى أوج اليقين
الشيخ الامام العالم الأوحد ذا النفس الطاهرة الزكية والهمة الباهرة العلية
والأخلاق الزاهرة الإنسية عضد الاسلام والمسلمين عز الدنيا والدين حسين
ابن الشيخ الصالح العالم العامل المتفن المتفنن خلاصة الأخيار الشيخ عبد
الصمد ابن الشيخ الامام شمس الدين محمد الشهير بالجبعي أسعد الله جده
وجدد سعده وكبت عدوه وضده ممن انقطع بكليته إلى طلب المعالي ووصل
يقظة الأيام باحياء الليالي حتى أحرز السبق في مجاري ميدانه وحصل بفضله
السبق على سائر أترابه وأقرانه وصرف برهة من زمانه في تحصيل هذا العلم
وحصل منه على أكمل نصيب وأوفر سهم فقرأ على هذا الضعيف وسمع
كتبا كثيرة في الفقه والأصولين والمنطق وغيرها فمما قرأه من كتب أصول
الفقه مبادئ الوصول وتهذيب الأصول من مصنفات الداعي إلى الله تعالى
جمال الدين الحسن بن يوسف ابن المطهر قدس سره وشرح جامع البين في
مسائل الشرحين للشيخ الامام الأعلى شمس الدين محمد ابن مكي عرج الله

56
بروحه إلى دار القرار وجمع بينه وبين أئمته الأطهار ومن كتب المنطق رسائل
كثيرة منها الرسالة الشمسية للامام نجم الدين الكاتبي القزويني وشرحها
للامام العلامة سلطان المحققين والمدققين قطب الدين محمد بن محمد بن أبي
جعفر بن بابويه بويه الرازي أنار الله برهانه وأعلى في الجنان شانه ومما
سمع من كتب الفقه كتاب الشرائع والارشاد وقرأ جميع كتاب قواعد
الأحكام في معرفة الحلال والحرام من مصنفات شيخنا الامام الأعلم أستاذ
الكل في الكل جمال الدين أبي منصور الحسن بن يوسف بن المطهر قراءة
مهذبة محققة جمعت بين تهذيب المسائل وتنقيح الدلائل حسبما وسعته الطاقة
واقتضت الحال وقرأ وسمع كتب أخرى اه‍. ما أردنا نقله منها. وفي أمل
الآمل كان عالما ماهرا محققا مدققا متبحرا جامعا أديبا منشئا شاعرا عظيم
الشأن جليل القدر ثقة من فضلاء تلاميذه شيخنا الشهيد الثاني وقد اجازه
الشهيد الثاني إجازة عامة مطولة مفصلة نقلنا منها كثيرا في هذا الكتاب وكان
المحقق الكركي الشيخ علي بن عبد العالي أمر أهل عراق العجم وخراسان
أن يجعلوا الجدي حال الصلاة بين الكتفين وغير محاريب كثيرة فخالفه
المترجم في ذلك وألف فيه رسالة سماها تحفة أهل الايمان في قبلة عراق
العجم وخراسان لأن طول تلك البلاد يزيد على طول مكة كثيرا وكذا
عرضها فليزم انحرافهم عن الجنوب إلى المغرب كثيرا ففي بعضها كالمشهد
بقدر نصف المسافة خمسا وأربعين درجة وفي بعضها أكثر وفي بعضها أقل
وكان سافر إلى خراسان وأقام في هراة وكان شيخ الاسلام بها ثم انتقل إلى
البحرين وبها مات سنة 984 وكن عمره 66 سنة اه‍. وفي رياض العلماء
كان فاضلا عالما جليلا أصوليا متكلما فقيها محدثا شاعرا ماهرا في صنعة
اللغز وله الغاز مشهورة خاطب بها ولده البهائي فاجابه هو بأحسن منها وهما
مشهوران وفي المجاميع مسطوران وكان والده وجده أيضا من العلماء وكذا
ولده الآخر الشيخ عبد الصمد وكان معظما عند الشاه طهماسب الصفوي
بعد ما جاء إلى بلاد العجم لما توفي المحقق الشيخ علي الكركي وهو من
القائلين بوجوب الجمعة في زمن الغيبة عينا والمواظبين على اقامتها في بلاد
العجم لا سيما خراسان وقال المولى مظفر علي أحد تلاميذ ولده البهائي في
رسالته الفارسية التي عملها في أحوال شيخه البهائي على ما حكاه صاحب
الرياض: وكان والد هذا الشيخ أي البهائي في زمانه من مشاهير فحول
العلماء الاعلام والفقهاء الكرام وكان في تحصيل العلوم والمعارف وتحقيق
مطالب الأصول والفروع مشاركا ومعاصرا للشهيد الثاني بل لم يكن له
قدس الله سره في علم الحديث والتفسير والفقه والرياضي عديل في عصره
وله فيها مصنفات اه‍. قوله مشاركا ومعاصرا للشهيد الثاني. لفظ المشاركة
يستعمل عادة في المشاركة في الدرس عند الشيخ والمترجم له كان تلميذ
الشهيد الثاني لا شريكه في الدرس نعم كان يقابل معه بعض كتب الحديث
ولعل الاشتباه حصل من ترجمة العبارة الفارسية إلى العربية وهذا كما يأتي
عن تاريخ عالم آراي عباسي من أنه كان مشاركا للشهيد الثاني في
تصحيح الكتب وتحصيل مقدمات الاجتهاد واجبنا عنه هناك بما يمكن ان
يجاب به هنا.
وقال المولى نظام الدين محمد القرشي تلميذ ولده البهائي أيضا في
كتابه نظام الأقوال في أحوال الرجال في حقه الحسين بن عبد الصمد بن
محمد الجبعي الحارثي الهمداني الشيخ العالم الأوحد صاحب النفس الطاهرة
الزكية والهمة الباهرة العلية والد شيخنا واستاذنا ومن إليه في العلوم استنادنا
أدام الله ظله البهي من أجلة مشايخنا قدس الله روحه الشريفة كان عالما
فاضلا مطلعا على التواريخ ماهرا في اللغات مستحضرا للنوادر والأمثال
وكان ممن جدد قراءة كتب الأحاديث ببلاد العجم له مؤلفات جليلة
ورسالات جميلة اه‍. ويدل على اعتنائه بعلم الحديث انه كتب التهذيب
بخط يده وقابله مع شيخه الشهيد الثاني على النسخة التي بخط المؤلف. في
الرياض رأيت نسخة التهذيب التي بخط المترجم وهي التي قابلها مع
الشهيد الثاني بالنسخة التي بخط الشيخ الطوسي ورأيت مجلدين من النسخة
التي بخط الشيخ الطوسي أيضا بين كتب الشهيد الثاني وعليها خط المترجم
بأنه قابل بها. وقرأ فهرست الشيخ الطوسي على شيخه المذكور وصححه
وضبطه واشتغل بذلك في شهر رمضان الذي تشتغل الناس فيه بالعبادة
لأنهما رأيا أن ذلك من أفضل العبادات في الرياض رأيت نسخة من فهرست
الشيخ الطوسي قرأها المترجم على الشهيد الثاني وكتب الشهيد الثاني بخطه
في آخرها: أنهاه أيده الله تعالى وسدده وادام مجده وأسعده قراءة وتصحيحا
وضبطا في مجالس آخرها يوم الأحد منتصف شهر رمضان المبارك سنة 954
وأنا الفقير إلى الله تعالى زين الدين بن علي بن أحمد الشامي العاملي حامدا
مصليا مسلما اه‍. وأنا رأيت هذه النسخة بعينها في طهران عام 1353
وعليها خط الشهيد الثاني المذكور كما ذكر، وهو خط جميل وقد كتب تحته
هذا خط شيخنا الشهيد الثاني وأظن أن الكاتب الشيخ البهائي وكتب كاتب
النسخة في آخرها ما لفظه وافق الفراغ من هذا الكتاب عشية نهار السبت
العاشر من شهر ربيع الأول سنة 954 وكتبه العبد الفقير إلى رحمة ربه
محمد بن محمد الحسيني البعلي وكانت هذه النسخة ملك المترجم ثم انتقلت
إلى ولديه الشيخ البهائي وأخيه عبد الصمد وكتب عليها الشيخ البهائي
بخطه الجميل: هذا مشترك بيني وبين أخي عبد الصمد أطال الله بقاءه ثم
انتقلت النسخة إلى من وقفها وكتب صورة وقفها على ظهرها وكانت رؤيتي
لها قبل مغادرتي طهران بيسير فتعهد لي السيد الفاضل الصالح النجيب
السيد مصطفى الموسوي الشيرازي البيرمي مولدا الرازي موطنا الحجازي
لقبا بنسخها فنسخها وأحضرها لي معه إلى دمشق في طريقه إلى الحجاز جزاه
الله عني خيرا.
وبالجملة فقد دلت مؤلفاته على رسوخ قدمه وتقدمه في العلوم الدينية
من الفقه وعلم الحديث والدراية والتفسير والعلوم الأدبية والرياضيات حتى
خطأ المحقق الثاني في أمر القبلة ومكانته بين العلماء معروفة وذكره اسكند
بك التركماني منشئ الشاه عباس الصفوي في كتابه تاريخ عالم آراي
عباسي الذي هو في تاريخ دولة الشاه عباس الأول الصفوي فقد عقد فيه
فصلا في آخر سيرة الشاه طهماسب الصفوي لذكر المشايخ والعلماء الاعلام
والفضلاء ذوي العز والاحترام الذين كانوا في دولة الشاه طهماسب وعد
منهم الشيخ البهائي وذكر ترجمة والده أولا ثم ترجمته فقال في ترجمة والده ما
تعريبه كان من مشايخ جبل عامل العظام وكان فاضلا عالما في جميع العلوم
خصوصا الفقه والتفسير والحديث والعربية وصرف خلاصة أيام شبابه في
صحبة الشهيد الثاني زبدة العلماء الشيخ زين الدين عليه الرحمة وكان
مشاركا ومساهما له في تصحيح كتب الحديث والرجال وتحصيل مقدمات
الاجتهاد وكسب الكمال. وبعد ما نال الشيخ زين الدين درجة الشهادة
بسبب التشيع على يد الروميين الملوك العثمانية توجه المشار إليه المترجم
له من وطنه المألوف إلى بلاد العجم فحظي عند الشاه طهماسب وصار
مصاحبا له معظما عنده في الغاية وأذعن له علماء العصر بمرتبة الفقاهة
والاجتهاد وسعى سعيا بليغا في إقامة صلاة الجمعة وكانت متروكة لاختلاف

57
العلماء في شروطها وصار يقيمها ويأتم به خلق كثير ثم فوض إليه منصب
شيخ الاسلام وهو أكبر منصب ديني وتصدى للشرعيات والقضاء بالنيابة
في ممالك خراسان عموما وفي بلدة هراة خصوصا وتقلد تلك المناصب بها
برهة طويلة وكان يشتغل فيها بترويج الشريعة وتنسيق بقاع الخير وإفادة
العلوم الدينية وإفاضة المعارف اليقينية وتصنيف الكتب والرسائل وحل
المشكلات وكشف غامض المعضلات إلى أن اشتاق إلى حج بيت الله الحرام
وزيارة قبر سيد الأنام وقبور أبنائه الأئمة الكرام عليه وعليهم أفضل الصلاة
والسلام فتوجه إلى الحج والزيارة وبعد ما وفق لذلك ذهب إلى بلد الأحساء
والبحرين وأقام بها وصاحب علماءها وفضلاءها إلى أن وافاه أجله في بلد
البحرين اه‍. وفي الرياض في قوله انه كان مشاركا ومساهما له في تصحيح
الكتب الخ نظر لأنه من مشاهير تلاميذ الشهيد الثاني اه‍.
وأقول المشاركة والمساهمة له في تصحيح الكتب لأنه كان يقابلها
معه وفي تحصيل مقدمات الاجتهاد وكسب الكمال لأنه كان يقرأ عليه
فالشيخ يقرئ والتلميذ يقرأ فهما شريكان في تحصيل مقدمات الاجتهاد
وكسب الكمال. وبالجملة فهذا الرجل مفخرة من مفاخر جبل عامل فهو
لا يقتصر على أن يكون فقيها بارعا ومحدثا جامعا حتى تصبو نفسه إلى السفر
مع شيخه الشهيد الثاني إلى عاصمة ملك العثمانيين واخذ التدريس في أحد
مدارس المدن العثمانية ويسافر في البلاد ويدخل بعض علماء حلب في
مذهب أهل البيت بحجته البالغة ثم لما وقع على شيخه ما وقع من القتل
الفظيع بسبب التعصب الديني الشنيع الذي أوجب الخوف والاستذلال في
علماء بلاده لم ترض نفسه بتحمل ذلك فهاجر باهله وعياله وأولاده إلى بلاد
إيران ولم تمنعه الغربة عن أن يكون المقدم على علماء تلك البلاد أول وروده
إليها فيسند إليه أكبر منصب ديني فيها ويكون معظما إلى الغاية عند ملوكها
وأمرائها وعلمائها وان يختاره ملكها المسلط الواسع المملكة لمشيخة الاسلام
في عاصمة ملكه قزوين فيقيم فيها سبع سنين يدرس ويعظ وينشر علوم
أهل البيت ولا بد ان يكون تعلم الفارسية لسان أهلها وأتقنه حتى يتيسر له
ذلك ويقيم صلاة الجمعة المتروكة ثم يختاره لمشيخة الاسلام في المشهد
المقدس الرضوي أحد مدن إيران الكبرى ثم شيخنا للاسلام في هراة
عاصمة بلاد الأفغان بعد فتح الصفوية لها وما اختاره لذلك الا لما رأى فيه
من الكفاءة التامة لارشاد أهلها وجلهم على غير مذهب أهل البيت وغير
خفي حراجة مثل هذا الموقف فيتمكن ببراعته وسعة علمه وقوة معرفته من
تأدية هذه الرسالة على أكمل وجه فيقيم فيها ثمان سنين ثم يفارقها ويترك
تلك المناصب زهدا في الحياة الفانية وهي من أنزه بلاد الله وأجملها وأكثرها
خيرات كما يدل عليه وصف البهائي لها في أرجوزة تأتي في ترجمته ويعزم على
مجاورة بيت الله الحرام وما كان طلبه للرخصة في الحج الا بهذا القصد فقد
جرت العادة بان من يريد ترك خدمة السلطان يتعلل بالحج فيطلب الرخصة
فيه حيث لا يمكن ان لا يأذن له لئلا يقال انه يصد عن حج بيت الله فيحج
ثم لا يعود وفي عصرنا كان من يريد ملوك إيران تبعيده من العلماء يقولون
له صار لك مدة لم تحج فلو ذهبت إلى الحج فيعلم انه مبعد بصورة مجملة
فيذهب للحج فإذا أراد العودة لم يرخصوه ثم يعدل المترجم عن هذا العزم
ويسكن بلادا على الضد مما كان فيه فيسكن البحرين بلد الفقر والفاقة
كجبل عامل لطيف يراه ويستدل منه على أن سكناها أقرب لمرضاة الله ولم
يكتف بذلك لنفسه حتى طلب الرخصة لولده وحاول أن يحمله على مثل
ذلك وكتب إليه في ذم سكني إيران ليس ذلك الا زهدا في الدنيا وحبا
بالعزلة والا فلم يلق هو وولده في إيران الا كل تعظيم واكرام. ان رجلا
كهذا لهو قوي الإرادة ماضي العزيمة حاكم على شهوة نفسه قبل ان تحكم
عليه ولم تشغله هذه الحالات عن أن يصنف ويؤلف المؤلفات النافعة
ويستنسخ كتب الحديث بيده ويقابلها بنفسه وكان ما كتبه المترجم إلى ولده
البهائي بقي في مخيلته وانطبع في نفسه فلم تمض مدة طويلة حتى ترك
الرياسة العظيمة وفارق إيران ولعله كان ذلك برخصة الحج وساح في
الدنيا ثلاثين سنة بزي الدراويش وتحمل مشقة الاسفار على تلك الصفة
وشظف العيش ليس سنة أو سنتين بل ثلاثين سنة وهو يقول في كشكوله
تبرما بما هو فيه من الرياشة لو لم يأت والدي إلى بلاد إيران لما ابتليت
بصحبة السلطان. ويأسف على أن لا يكون عيشه كعيش شيخ والده
الشهيد الثاني الذي يحرس كرمه في الليل ويحضر إلى الدرس نهارا ويبني داره
بيده وكعيش شيخ الشهيد الثاني الشيخ علي الميسي الذي يحتطب بنفسه ليلا
له ولتلاميذه كل ذلك يدلنا على زهد هؤلاء في الدنيا الفانية وانصراف
انظارهم إلى الدار الباقية.
وقد أصاب علماء جبل عامل في عصر الملوك الصفوية لا سيما عصر
الشاه عباس الأول وعصر الشاه طهماسب الذي ملك أربعا وخمسين سنة
حظا عظيما فكانوا شيوخ الاسلام في هذه الدولة في أهم مدنها وكان هذا
المنصب أعظم منصب علمي ديني وقال صاحب الرياض وأمل الآمل ان
معناه قاضي القضاة وفوضت إليهم الاحكام وشؤون الدولة الدينية
وأطيعت أوامرهم وكان إلى جملة منهم القضاء والإفتاء وكفى ان الشاه
طهماسب يأمر وزيره بالزام ابنه خدابنده محظور درس المترجم له ووعظه
كل جمعة، وذلك كالمحقق الكركي وولده والشيخ علي المنشار والمترجم
وولده البهائي والسيد حسين بن حسن الموسوي الكركي والسيد حسين بن
حسن الأعرجي الحسيني الكركي والسيد حسين بن حيدر الحسيني الكركي
ومحمد ابن الحسن بن الحر وغيرهم ممن ذكرنا أحوالهم واعتلاء شانهم في
إيران، ومما سمعت تعلم اجتهاد الملوك الصفوية في اركام العلماء وتأييد
المذهب الجعفري والدعاية إليه، وتعيين والد البهائي لمشيخة الاسلام بهراة
بعد فتحها وفي غيرها قبل ذلك دليل على ما ذكرناه.
أحواله واخباره
علاقته بالشهيد الثاني وسفره معه إلى اسلامبول
كان مواطنا للشهيد الثاني في جبع وقرأ عليه وتخرج به وصاحبه في
سفره إلى اسلامبول سنة 952 لطلب تدريس مدرسة من المدارس وكانت
لهذه المدارس أوقاف يقبضها المدرسون ويأخذون بذلك مرسوما من السلطان
العثماني في اسلامبول فذهبا جميعا برا من طريق حلب إلى اسلامبول ووصلا
إلى حلب يوم الأحد 16 المحرم سنة 952 وأقاما بها إلى 7 صفر من السنة
المذكورة ثم ارتحلا إلى اسلامبول فوصلا في 17 ربيع الأول منها فاخذ
الشهيد الثاني تدريس المدرسة النورية ببعلبك والمترجم تدريس مدرسة في
بغداد وأقاما في اسلامبول ثلاثة أشهر ونصفا وخرج الشهيد منها يوم السبت
11 رجب سنة 952 إلى اسكدار وأقام بها ينتظر وصول صاحبه الشيخ
حسين بن عبد الصمد لأنه احتاج إلى التأخر عنه تلك الليلة قال الشهيد
الثاني ومن غريب ما اتفق لي حينما نزلت باسكدار أني اجتمعت برجل
هندي له فضل ومعرفة بفنون كثيرة منها الرمل والنجوم فقلت له ان قاضي
العسكر أشار علي بان أسافر يوم الاثنين وخالفته وجئت في يوم السبت حذرا

58
من نحس يوم الاثنين لكونه ثالث عشر الشهر وكان قد ذكر لي قاضي
العسكر ان يوم الاثنين جيد للسفر لا يكاد يتفق مثله بالنسبة إلى احكام
النجوم وان سعده يغلب نحسه بسبب كونه ثالث عشر فقال لي الهندي على
البديهة صدق القاضي وأما يوم السبت الذي خرجت فيه فهو صالح لكنه
يقتضي انك تقيم في هذه البلدة أياما كثيرة فاتفق الأمر كما قال فان الشيخ
حسين بعد مفارقتي بحث أمر المدرسة التي كان أعطاه إياها القاضي ببغداد
فوجد أوقافها قليلة فاحتاج إلى ابدالها بغيرها فتوقف لأجل ذلك أحد
وعشرين يوما.
هذا ما نقله الشيخ بهاء الدين محمد بن علي بن الحسن العودي
الجزيني تلميذ الشهيد الثاني عن الشهيد الثاني في رسالته في أحوال شيخه
المذكور عرضا من أحوال المترجم وهذا من الشهيد الثاني وتلميذه يدل على
علو الهمة وبعد النظر وعدم الجمود في علماء جبل عامل مع ما كانوا فيه من
الضغط والاضطهاد من ملوك الدولة العثمانية وأمرائها وعلمائها ولم يعلم
تدريس أي مدرسة أخذ بعد أن ترك مدرسة بغداد أم أنه لم يأخذ تدريس
غيرها لكن علمنا من تاريخ ولادة ولده الشيخ البهائي ببعلبك في 18 ذي
الحجة سنة 953 انه كان في ذلك الوقت ببعلبك ولعله أخذ تدريس مدرسة
أخرى بها أو جاء مع الشهيد الثاني إليها وبقي يقرأ عليه، الله اعلم فان
الصواب ان ولادة البهائي كانت ببعلبك ومن قال إنه ولد بقزوين فقد اشتبه
بأخيه عبد الصمد مع أن سفر المترجم إلى إيران كان بعد قتل شيخه الشهيد
الثاني الذي استشهد سنة 965 كما ستعرف فيمكن ان يكون المترجم سافر
مع الشهيد الثاني من اسلامبول إلى خراسان لزيارة المشهد الرضوي ثم إلى
العراق لزيارة المشاهد الشريفة بها ثم عادا إلى الوطن ويمكن ان يكون
المترجم فارق الشهيد الثاني من اسكدار وعاد إلى بعلبك أو غيرها فالشهيد
الثاني يقول في وصف رحلته هذه خرجنا من اسكدار يوم السبت لليلتين
خلتا من شعبان سنة 952 ووصلنا إلى مدينة سيواس يوم الاثنين لخمس
بقين من شعبان وخرجنا منها يوم الأحد 2 شهر رمضان وخرجنا في حال
نزول الثلج وبتنا ليلة الاثنين على الثلج ومن غريب ما اتفق لي تلك الليلة
ان نمت يسيرا فرأيت كأني في حضرة شيخنا الجليل الكليني ومعي جماعة من
أصحابي منهم رفيقي وصديقي الشيخ حسين بن عبد الصمد الخ وظاهر
قوله رفيقي انه رفيقه في ذلك السفر حال رؤيته المنام لا الذي كان رفيقه
قبلا ثم انه ما انتظره في اسكدار الا ليرافقه ولو كان فارقه من اسكدار لذكر
ذلك ولم يذكر انه بقي معه لأنه باق على ما كان عليه قبل وإذا كان الشهيد
الثاني وصل اسكدار 11 رجب سنة 952 وانتظر المترجم بها 21 يوما ثم
خرجا يكون خروجهما منها في 2 شعبان سنة 952 كما ذكره الشهيد الثاني في
الرحلة هذا ولكن الشهيد الثاني قال في آخر الرحلة وكان وصولنا إلى البلاد
15 صفر سنة 953 وبعدها باشر التدريس في بعلبك ولم يعلم مدة بقائه
فيها. قال: ثم فارقناها إلى بلدنا وبقينا في بلدنا إلى سنة 955 وإذا كانت
ولادة البهائي في بعلبك في 18 ذي الحجة سنة 953 تكون ولادته قبل ورود
الشهيد الثاني إليها بشهرين الا يومين فيكون المترجم قد وردها في ذلك
التاريخ أو قبله الا ان يكون البهائي ولد في غياب أبيه أو يكون قد فارق
الشهيد الثاني من العراق وجاء قبله بمدة إلى بعلبك أو فارقه من اسكدار،
الله أعلم. ثم إن المترجم كان في سنة 954 باقيا في جبل عامل كما يدل
عليه مقابلته كتب الحديث مع شيخه المذكور بهذا التاريخ كما مر.
سفره إلى إيران وسببه
ثم سافر باهله وعياله واتباعه وفيهم ولده البهائي إلى إيران بعد
شهادة شيخه الشهيد الثاني كما صرح به صاحب تاريخ عالم آراي فيما مر
وكما يدل عليه قول المترجم في خطبة رسالته في الدراية التي يظهر انه ألفها
في إيران: ومما حثني على تأليف هذه الرسالة بعد هربي من أهل الطغيان
والنفاق وأوجبه علي بعد اتصالي بدولة الايمان والوفاق الخ. فدل على أنه
كان الباعث على سفره ما حدث من الخوف على العلماء في جبل عامل
بسبب ما جرى على الشهيد الثاني ولم يكن لهم ملجا في ذلك الوقت غير
إيران التي عرف ملوكها بتعظيم أهل العلم مضافا إلى علو همته واعتياده على
الاسفار وتحمل المشاق اما تاريخ سفره إلى إيران فيمكن كونه في أثناء سنة
965 التي استشهد فيها شيخه المذكور ويمكن كونه في السنة التي بعدها أو
أكثر والاعتبار يقتضي ان يكون سفره فيها أو بعدها بقليل أما ما حكاه
صاحب اللؤلؤة عن بعض مشايخه المعاصرين من أن المترجم لما سافر من
جبل عامل إلى إيران كان عمر ولده البهائي سبع سنين فلا يكاد يصح لأن
البهائي ولد سنة 953 فإذا كان عمره عند سفر أبيه سبع سنين يكون سفر
أبيه سنة 960 فيكون سفره في حياة الشهيد الثاني لا بعد شهادته وقد عرفت
انه كان بعد شهادته.
وصوله إلى أصفهان وانتقاله إلى قزوين
فوصل أولا إلى أصفهان وكانت عاصمة الملك يومئذ قزوين وبها الشاه
طهماسب الصفوي الأول وكان في أصفهان عالم من علماء جبل عامل وهو
الشيخ زين الدين علي العاملي المعروف أبوه بمنشار وهو الذي تزوج الشيخ
البهائي بعد ذلك ابنته وكان الشيخ علي المذكور شيخ الاسلام بأصفهان في
ذلك الوقت فعطفته على المترجم عاطفة الوطن بكون كل منهما عامليا وما
رأى من فضل المترجم ومن مهاجرته باهله وعياله مع قلة ذات يده في مثل
تلك الحال وهو في بلاد الغربة ولا بد أن الشيخ علي كان على جانب من
التقوى والاخلاص فلم تخالجه سجية الحسد الموجودة في جملة من أهل العلم
الذين يخافون من تفوق غيرهم ان يفوتهم شئ من عرض الدنيا فأخبر
الشيخ علي الشاه طهماسب بورود المترجم إلى أصفهان ووصف له علمه
وفضله وجلالة قدره وكان الملوك الصفوية في حاجة إلى مثل المترجم لينصبوه
في مرتبة شيخ الاسلام فأرسل الشاه إليه بهدايا ولعل هذه العاطفة سببت
تزوج البهائي بابنة الشيخ علي المنشار المذكور.
وفي الرياض (1) ان المترجم توجه في زمن الشاه طهماسب الصفوي
من جبل عامل مع جميع توابعه وأهل بيته إلى أصفهان وأقام بها ثلاث سنين
مشتغلا بإفادة العلوم الدينية وإفاضة المعارف اليقينية ويستفيد منه فيها علماء
عراق العجم ولما اطلع الفاضل الشيخ علي الملقب بالمنشار الذي هو شيخ
الاسلام بأصفهان على وروده أخبر الشاه طهماسب بوروده وكان الشاه في
بلدة قزوين فكتب الشاه كتابا بخط يده إلى المترجم وأرسل له الخلعة وطلب
منه الحضور إلى بلدة قزوين مقر سلطنته في ذلك الوقت فحضر إلى قزوين
فعظمه الشاه وبجله غاية التعظيم و التبجيل وجعله شيخ الاسلام بقزوين وهو أكبر منصب علمي ديني في الدولة الصفوية كما كان في الدولة



(1) يمكن ان يكون ذلك من كلامه ويمكن كونه من تتمة كلام مظفر علي في رسالته الفارسية المار
ذكرها وذكر صدر كلامه فيها. المؤلف
59
العثمانية، وصاحب الرياض يقول إنه بمنزلة منتصب قاضي القضاة،
واستمر على ذلك سبع سنين. وكان يقيم بها صلاة الجمعة بدل الظهر فإنه
ممن يرى وجوب صلاة الجمعة عينا كما هو رأى شيخنا الشهيد الثاني اه‍.
قال المؤلف: ربما كان رأي الشهيد أولا ثم عدل عنه إلى الوجوب
التخييري.
والعلماء العامليون الذين هاجروا من أوطانهم إلى بلاد أخرى قد ظهر
فيهم نوابغ ظهرت لهم مقامات عالية في كل عصر وزمان. ثم إن في كلام
صاحب الرياض المتقدم ما يوشك ان يكون متدافعا فهو يقول في أوله انه
توجه من جبل عامل إلى أصبهان وأقام بها ثلاث سنين ثم يقول لما اطلع
الشيخ علي المنشار على وروده أخبر الشاه بذلك فأحضره إلى قزوين والتدافع
بينهما ظاهر فصدر الكلام يقتضي انه حضر إلى قزوين بعد اقامته بأصبهان
ثلاث سنين وما بعده يدل على أنه حضر إليها بعد وروده إلى أصفهان بمدة
يسيرة ولم تطل اقامته بأصفهان ثم العادة قاضية بان يكون أخبار الشيخ علي
للشاه عند أول وروده إلى أصفهان لا بعد أن يقيم بها ثلاث سنين على أنه
إذا كان جاء إلى أصفهان سنة 965 وأقام بها ثلاث سنين وفي قزوين سبع
سنين ومدة في المشهد كما يأتي وأقل ما يفرض فيها سنة أو بعض سنة وفي
هراة ثمان سنين كما يأتي يكون قد بقي في هراة إلى سنة 984 مع أن وفاته
كانت في تلك السنة فأين ذهبت مدة اقامته في البحرين فالظاهر أن اقامته
ثلاث سنوات بأصبهان وقع سهوا من النساخ فان الرياض كانت اجزاؤه
باقية في المسودات وبيضها من جاء بعده فوضع بعض ما كان في الهامش في
غير موضعه وان إقامة ثلاث سنين كانت في البحرين لا في أصفهان وان قوله
ويستفيد منه فيها علماء عراق العجم إلى اقامته في قزوين كل هذه في
الهامش فوضعها النساخ في غير مواضعها.
سفره إلى المشهد المقدس الرضوي
قال ثم فوض إليه منصب شيخ الاسلام في المشهد المقدس الرضوي
والإقامة فيه فأقام فيه مدة.
سفره إلى هراة
قال ثم لما كان أكثر أهل هراة في ذلك الوقت غير عارفين بالأئمة
الاثني عشر وبمذهب أهل البيت ع أمره الشاه المذكور بالتوجه
إلى هراة والإقامة بها لارشاد أهلها وأعطاه ثلاث قرى من قرى تلك البلاد
وأمر الشاه المذكور الأمير شاه قلي سلطان يكان أعلى حاكم بلاد خراسان
بان يحضر الأمير محمد خدابنده ميرزا ولد الشاه طهماسب كل يوم جمعة بعد
الصلاة إلى الجامع الكبير بهراة إلى خدمة المترجم لاستماع الحديث والفقه
وأمر حاكم خراسان المذكور ان يكون منقادا لأوامر المترجم ونواهيه وان لا
يخالفه أحد فأقام المترجم بهراة ثمان سنين على هذا المنوال مشتغلا بإفادة
العلوم الدينية واجراء الأحكام الشرعية واظهار الأوامر الملية فتشيع لذلك
خلق كثير ببركة أنفاسه في هراة ونواحيها وتوجه إلى حضرته الطلبة بل
والعلماء والفقهاء من الأطراف والأكناف من أهل إيران وتوران لأجل مقابلة
الحديث وأخذ العلوم الدينية وتحقيق المعارف الشرعية ثم انه توجه من هراة
إلى قزوين لملاقاة الشاه بها وطلب الرخصة منه له ولولده البهائي بحج بيت
الله الحرام فاذن الشاه له ولم يأذن لولده لئلا تخلو هراة من مرشد وأمر ولده
الشيخ البهائي بالإقامة في هراة والاشتغال بتدريس العلوم الدينية. وبالطبع
كان ولده المذكور مقيما معه في هراة مدة مقامه بها وكذلك في قزوين والمشهد
وقد اقتفى طريق أبيه في هذه المدة وتعلم منه وسلك مسلكه وهو في ريعان
الشباب لا يزيد سنه عن خمس وعشرين سنة الا قليلا فإنه كان عمره لما جاء
مع أبيه سبع سنين على قول البعض أو أكثر وبقي معه في قزوين سبع سنين
وفي المشهد نحو سنة أو أكثر وفي هراة ثمان سنين فهذه ثلاث وعشرون سنة
فإذا أضفنا إليها سنتين مما يمكن ان يكون اقامه في المشهد مع بعض الكسر
كانت خمسا وعشرين أو أزيد بقليل فأقام البهائي في هراة مكان أبيه مشتغلا
بما كان يشتغل به سادا مسده أو موفيا عليه وقد تعلم اللغة الفارسية وأتقنها
فإنه دخل إيران وعمره حوالي سبع سنين وتوجه أبوه إلى الحج وزار المدينة
المنورة ورجع من طريق البحرين وتوطنها وكتب إلى ولده الشيخ البهائي ما
معناه ان كنت تريد الدنيا فاذهب إلى الهند وان كنت تريد الآخرة فاذهب
إلى البحرين وان كنت لا تريد الدنيا ولا الآخرة فتوطن ببلاد العجم، ولكن
ما أسداه إليه الشاه لا يوجب ذلك، وقد نظم في نظير ذلك بعض شعراء
العجم فقال في رباعية له:
دنيا خواهي بجانب هند كذر * عقبى خواهي بكربلا ساز مقر
در آنكه نه دنيا ونه عقبى خواهي * رفتهار از إيران تنهى پاي به در
قال وأقام المترجم في بلاد البحرين واشتغل بتدريس العلوم الدينية
برهة من الزمان في أواخر عمره إلى أن توفي بها وقبره معروف مزور متبرك به
انتهى ما في الرياض.
ميله إلى التصوف
في رياض العلماء: كان له رضي الله عنه رغبة في مدح مشايخ
الصوفية ونقل كلماتهم كما هو ديدن ولده الشيخ البهائي أيضا وكانه أخذ
ذلك من أستاذه الشهيد الثاني لكن زاد في الطنبور نغمة ومن ذلك ما أورده
في رسالته المسماة بالعقد الطهماسبي حيث قال في أواخرها في أثناء موعظته
للشاه طهماسب الصفوي ما لفظه: ولهذا كان بعض الملوك والأكابر من
أهل الدنيا إذا علت همتهم وكثر علمهم بالله ولحظتهم العناية الربانية تركوا
الدنيا بالكلية وتعلقوا بالله وحده كإبراهيم بن أدهم وبشر الحافي وأهل
الكهف وأشباههم فإنهم لكمال رشدهم لا يرضون ان يشغلوا قلوبهم بغير
الله لحظة عين ولكن هذه مقامات آخر ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات
قال المؤلف:
قد ذكرنا في ترجمة ولده البهائي ان الميل إلى التصوف الصحيح لا
منقصة فيه كما كان عليه جماعة من علمائنا كالشيخ أحمد بن فهد الحلي وغيره
اما التصوف الباطل فينزه عنه أمثال المترجم وابنه وشيخه الشهيد الثاني وأما
مدح مشايخ الصوفية ونقل كلماتهم فلا شك انه كان لهم فيه غرض صحيح
ومن مدحوهم كانوا غالبا على طريقة مستقيمة وتصوف إبراهيم بن أدهم
وبشر الحافي وأهل الكهف كان محض الزهد في الدنيا ومن مثل أهل الكهف
غير الأنبياء والمرسلين، فقوله زاد في الطنبور نغمة هفوة منه سامحه الله،
وكفى هؤلاء العلماء مدحا وفخرا ما جرى على أيديهم من المنافع العامة
والهداية والارشاد والمؤلفات التي انتفع بها الناس إلى اليوم والى يوم
القيامة.
وفي الرياض هو ثاني مؤلف في علم الدراية من طريقة أصحابنا وقد
سبقه أستاذه الشهيد الثاني بذلك اه‍. يعني من العلماء المتأخرين والا فقد

60
سبقهما إلى ذلك الحاكم النيسابوري صاحب المستدرك ولكنه بطرز غير هذا
الطرز المتأخر الذي انفرد به الشهيد الثاني وتلميذه فهذه مفخرة للعلماء
العامليين انفردوا بها.
سبب سكناه البحرين وما جرى له فيها
في لؤلؤة البحرين: ذكر بعض مشايخنا المعاصرين انه لما هاجر من
بلاد العجم كان لابنه البهائي سبع سنين وفي اللؤلؤة وكشكول البحراني:
اخبرني والدي قدس الله سره وبحظيرة القدس سره ان السبب في مجئ
الشيخ إلى البحرين انه كان في مكة المشرفة قاصدا الجوار فيها إلى أن يموت
وانه رأى في المنام ان القيامة قد قامت وجاء الامر من الله سبحانه بان ترفع
ارض البحرين وما فيها إلى الجنة فلما رأى هذه الرؤيا آثر الجوار فيها والموت
في أرضها ورجع من مكة المشرفة وجاء البحرين ولما سمع علماء البحرين
بقدومه وكان لهم مجتمع يجتمعون فيه للدرس ويحضره الفضلاء منهم في
مسجد من مساجد قرية جد حفص علموا ان أن الشيخ لا بد ان يحضر بعد
قدومه هذا المجتمع وكان من جملة فضلاء البحرين الشيخ داود بن أبي شافير
وكانت له يد طولي في علم الجدل وقد كانت بينهم وبينه منافرة أوجبت
غضبه وعدم حضوره ذلك المجتمع مدة وخروجه من جد حفص ولما سمعوا
بقدوم الشيخ أرسلوا للشيخ داود المذكور وأصلحوه والتمسوا منه الحضور
كما كان سابقا فاتفق ان الشيخ لما وصل إلى البحرين زاروه وعظموه بما هو
أهله فاتفق انه سمع بذلك المجتمع فحضره ذات يوم وليس في ذلك الوقت
فيهم من هو في مرتبته واتفق البحث كما هي العادة الجارية بين العلماء في
جميع الأصقاع فابتدر الشيخ داود لمنازعة الشيخ والبحث معه مع أنه لا نسبة
له في ذلك فأطال النزاع والجدال معه فلما انقضى المجلس مضى الشيخ
قدس سره وكتب هذين البيتين ثم لم يحضر بعد هناك حتى توفي:
أناس في أوال قد تصدوا * لمحو العلم واشتغلوا بلم لم
فان باحثتهم لم تلق منهم * سوى حرفين لم لم لا نسلم
يعني انه متى ادعى دعوى طلبوا منه الدليل وإذا أقام الدليل منعوا.
وأقام الشيخ في البلاد المذكورة حتى توفي إلى رحمة الله وقبره في قرية المصلى
من قرى البحرين معروف إلى الآن اه‍ وعن السيد نعمة الله الجزائري انه
كان قاضيا بالبحرين في قرية هجر ولم نجده لغيره.
أخلاقه مع عياله
في مجموعة الشيخ محمد بن علي ابن حسين بن محمد بن صالح
الجباعي بخط الشيخ البهائي ما صورته: كان والدي طاب ثراه إذا استشير
في طبخ طعام جعل الخيرة إلى المستشير ولم أذكر انه امر بطعام يشتهيه ابدا
اه‍.
مناظرة جرت بينه وبين أحد فضلاء حلب سنة 951
وذلك قبل سفره إلى إيران وكتب في ذلك رسالة فريدة في بابها. وقد
رأيت في النجف الأشرف مجموعة فيها عدة رسائل فقهية للشهيد الثاني بخط
تلميذه من آل سليمان العامليين الذي غاب عني اسمه الآن وعليها إجازة
للتلميذ بخط الأستاذ ومع هذه الرسائل رسالة المترجم المذكورة وقد
استنسخت يومئذ أكثر تلك الرسائل ثم طبعت ولم استنسخ الرسالة المذكورة
لأنها لم تكن همتي يومئذ متوجهة إلى مثلها لأنها ليست فقيهة ثم أسفت على
عدم استنساخها وبحثت عنها فلم أعثر عليها ثم اني وجدتها والحمد لله في
كرمانشاه في سفري إلى خراسان سنة 1353 فاستنسخها لي السيد البار
التقي السيد جواد بن إسماعيل الحسيني جزاه الله خيرا. وتدل هذه
المناظرة على أن المترجم كان لا يترك التجوال في البلاد للهداية والارشاد
ويستصحب معه الكتب ويرحل إلى حلب وغيرها التي تبعد عن وطنه
مسيرة أيام. وها انا انقل هنا أكثر تلك الرسالة قال فيها،
هذه صورة بحث وقع لهذا الفقير إلى رحمة ربه الغني حسين بن عبد
الصمد الجباعي في حلب سنة 951 أضافني بعض فضلائها وكان ذكيا بحاثا
وكان لي معه خصوصية وصداقة وكيدة بحيث لا أتقيه وكان أبوه من أعيان
حلب. فقلت له انه يقبح بمثلي ومثلك بعد أن صرف كل منا عمره في
تحصيل العلوم الاسلامية وتحقيق مقدماتها ان يقلد في مذهبه الذي يلقي الله
به والتقليد مذموم بنص القرآن وليس حجة منجية لأن كل أحد يقلد سلفه
فلو كان حجة كان الكل ناجين وليس كذلك فقال: هلم نبحث، فقلت
هل عندكم نص على وجوب اتباع الامام أبي حنيفة فقال لا فقلت
فما سوع لك تقليده فقال إنه مجتهد وانا مقلد والمقلد فرضه ان يقلد
مجتهدا من المجتهدين قلت فما تقول في جعفر بن محمد الصادق هل كان
مجتهدا. فقال هو فوق الاجتهاد وفوق الوصف في العلم والتقى والنسب
وعظم الشأن وقد عدد بعض علمائنا من تلاميذه نحو أربعمائة رجل كلهم
علماء فضلاء مجتهدون والامام أبو حنيفة أحدهم. فقلت قد اعترفت
باجتهاده وتقواه وجواز تقليد المجتهد ونحن قد قلدناه فمن أين تعلم انا على
الضلالة وانكم على الهداية مع انا نعتقد عصمته وانه لا يخطئ بل ما يحكم
به هو حكم الله ولنا على ذلك أدلة مدونة وليس كأبي حنيفة يقول بالقياس
والرأي والاستحسان ويجوز عليه الخطأ، وبعد التنزل عن عصمته
والاعتراف بأنه يقول بالاجتهاد كما تزعمون فلنا دلائل على جواز اتباعه ليس
في أبي حنيفة واحد منها أحدهما اجماع أهل الاسلام حتى الأشاعرة
والمعتزلة على غزارة علمه ووفور تقواه وعدالته وعظم شانه بحيث اني إلى
يومي هذا مع كثرة ما رأيت من كتب أهل الملل والتواريخ والسير وكتب
الجرح والتعديل ونحو ذلك لم أر قط طاعنا طعن عليه بشئ من مخالفيه
وأعداء شيعته مع كثرتهم وعظم شانهم في الدنيا لأنهم كانوا ملوك الأرض
والناس تحب التقرب إليهم بالصدق والكذب ولم يقدر أحد ان يفتري عليه
كذبا في الطعن ليتقرب به إلى ملوك عصره وما ذاك الا لعلمه انه إذا افترى
كذبا كذبه كل من سمعه وهذه مزية تميز هو وآباؤه وأبناؤه الستة بها عن
جميع الخلق فكيف يجوز ترك تقليد من أجمع الناس على علمه وعدالته وجواز
تقليده وتقليد من وقع فيه الشك والطعن مع أن الجرح مقدم على التعديل
كما تقرر وهذا امامكم الغزالي صنف كتابا سماه النجل موضوعه
الطعن عليه بل فوق الطعن وصنف بعض فضلائكم كتابا اسماه
النكت الشريفة في الرد عليه رأيته في مصر ذكر فيه جميع ما ذكره الغزالي
وزاد أشياء اخر ولا شبهة في وجوب تقليد المتفق على علمه وعدالته
لان ظن الصواب معه أغلب ولا يجوز العمل بالمرجوح مع وجود
الراجح اجماعا والجرح مقدم على التعديل كما تقرر وثانيها انه عندنا من
أهل البيت المطهرين بنص القرآن والتطهير هو التنزيه من الآثام وعن كل قبيح كما
نص عليه ابن فارس في مجمل اللغة وهذا نفس العصمة التي يدعيها
الشيعة وأبو حنيفة ليس منهم اجماعا ويتحتم تقليد المطهرين بنص القرآن
لتيقن النجاة معهم. فقال نحن لا نسلم انه من أهل البيت إذ قد صح في
أحاديثنا انهم خمسة. فقلت سلمنا انه ليس من الخمسة ولكن حكمه
حكمهم في العصمة ووجوب الاتباع لوجهين الأول ان كل من قال بعصمة الخمسة قال
بعصمته ومن لا فلا وقد ثبتت عصمة الخمسة بنص القرآن

61
فثبتت عصمته لأنه قد وقع الاجماع على أنه لا فرق بينه وبينهم فالقول بعصمتهم
دونه خلاف اجماع المسلمين الثاني انه قد اشتهر بين أهل النقل والسير ان
جعفر الصادق وآباءه ع لم يترددوا إلى مجالس العلماء أصلا ولم ينقل
ترددهم مخالف ولا مؤالف مع كثرة المصنفين في الرجال وطرق النقل وتعداد الشيوخ
والتلاميذ وانما ذكروا انه اخذ العلم عن أبيه محمد الباقر وذكروا انه أخذ
العلم عن أبيه زين العابدين وهو اخذ عن أبيه الحسين ع
وهو من أهل البيت اجماعا وقد صح عندنا عنهم ع انه لم يكن
قولهم بطريق الاجتهاد ولهذا لم يسأل أحد منهم قط صغيرا ولا كبيرا عن
مسالة فتوقف في جوابها أو احتاج إلى مراجعة وقد صرحوا ع
بان قول الواحد منهم كقول آبائهم وقول آبائهم كقول النبي ص.
وثبت ذلك عندنا بالطرق المصححة المتصلة بهم فقوله هو قول المطهرين
بنص القرآن وثالثها ما ثبت في صحاح أحاديثكم بالطرق الصحيحة
المتكثرة المتحدة المعنى المختلفة اللفظ من قوله ع اني مخلف
فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي
وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وفي بعض الطرق اني تارك فيكم
خليفتين كتاب الله وعترتي فصرح بان المتمسك بكتاب الله وعترته لن يضل
ولم يتمسك بهما الا الشيعة كما لا يخفى واما باقي الطوائف فإنهم جعلوا
عترته كباقي الناس وتمسكوا بغيرهم ولم يقل مخلف فيكم كتاب الله وفلان
وفلان من أهل المذاهب فكيف يجوز ترك التمسك بمن يتحقق النجاة
بالتمسك به ويتمسك بمن لم تعلم النجاة معه ان هذا لمحض السفه
والضلال وهذا يقتضي العلم بوجوب اتباعهم وان نوزع فيه فلا ريب في
اقتضائه ظن وجوب الاتباع وذلك كاف لوجوب العمل بالراجح وحيث لهم
هذه المرجحات على غيرهم من المجتهدين فلا يكون العدول عنهم الا اتباعا
للهوى والتقليد المألوف فقال انا لا أشك في اجتهادهم وغزارة علمهم
ونجاة مقلدهم ولكن مذهبهم لم ينقل ولم يشتهر كما نقلت مذاهب الأربعة
فقلت ان كان مرادك ان الحنفية والشافعية لم ينقلوه فمسلم ولكن لا
يضرنا لأنا لم ننقل مذهبهما أيضا والشافعية لم ينقلوا مذهب أبي حنيفة
وبالعكس، وكذا باقي المذاهب وليس ذلك طعنا فيها عندكم. وان كان
مرادك انه لم ينقله أحد من المسلمين فهذه مكابرة محضة لان شيعتهم وكثيرا
من أهل السنة وباقي الطوائف قد نقلوا أقوالهم وآدابهم وعاداتهم واعتنى
الشيعة بذلك أشد الاعتناء وبحثوا عن تصحيح الناقلين وجرهم وتعديلهم
أشار البحث وهذه صحاح أحاديثهم وكتب الجرح والتعديل عندهم مدونة
مشهورة بينهم لا يمكن انكارها وعلماء الشيعة وان كانوا أقل من علماء السنة
ولكن ليسوا أقل من فرقة من فرق المذاهب الأربعة خصوصا الحنابلة
والمالكية فان الشيعة أكثر منهم يقينا ولم يزل بحمد الله علماء الشيعة في جميع الأعصار
اعلم العلماء وأتقاهم وأحذقهم في فنون العلم اما في زمان الأئمة
الاثني عشر فواضح انه لم يساوهم أحد في علم ولا عمل حتى فاق تلاميذه
بغزارة العلم وقوة الجدل كهشام بن الحكم وهشام بن سالم وجميل بن دراج
وزرارة بن أعين ومحمد بن مسلم وأشباههم ممن قد عرفهم مخالفوهم في
المذهب وأثنوا عليهم بما لا مزيد عليه واما بعد زمان الأئمة فمنهم مثل بني
بابويه والشيخ المفيد والشيخ الطوسي والسيد المرتضى وأخوه وابن طاوس
وخواجة نصير الدين الطوسي وميثم البحراني والشيخ أبي القاسم المحقق
والشيخ جمال الدين بن المطهر الحلي وولده فخر المحققين وأشباههم من
المشايخ المشاهير الذي قد ملأوا الخافقين بمصنفاتهم ومباحثهم ومن وقف
عليها علم علو شانهم وبلوغهم مرتبة الاجتهاد وقوة الاستنباط وانكار ذلك
اما لتنصب أو جهل فقد لزمك القول بصحة مذهبنا وأرجحية من قلدنا بل
يلزم ذلك كل من وقف نفسه على جادة الإنصاف ولا يلزمنا القول بصحة
مذهبك لأنا قد شرطنا في المتبع العصمة فنكون نحن الفرقة الناجية اجماعا
وأنتم وان لم تقولوا بصحة مذهبنا ولكن يلزمكم ذلك بحسب قواعدكم
للدليل المسلم المقدمات عندكم إذ سبب نجاتكم انكم قلدتم مجتهدا وهذا
بعينه حاصل لنا باعترافكم مع ترجيحات فيمن اتبعناه لا يمكنكم انكارها
فبهت ولم يجب بشئ، ولكن عدل عن البحث وقال اني سائلك عن قولكم
في أكابر الصحابة وأقربهم من رسول الله ص الذين نصروه بأموالهم وأنفسهم
حتى ظهر الدين بسيوفهم في حياته وبعد موته حتى فتحوا البلاد ونصروا دين
الله بكل ما أمكنهم والفتوحات التي فتحها الخليفة الثاني لم يقع مثلها في زمن
أحد من الخلفاء وهي أكثر من الفتوحات التي وقعت في زمن النبي ص
كمصر والشام وبيت المقدس والروم والعراق وخراسان وعراق العجم
وتوابع ذلك مما يطول شرحه ولا يمكن انكاره كما لا يمكن انكار قوته في
الدين وسطوته وشدة بأسه واني إذا نظرت في أدلتكم وجدتها واضحة قوية
وإذا نظرت قولكم في أكابر أصحاب رسول الله ص وخواصه الذين سبقوا في
الاسلام وكانوا من المقربين عنده حتى تزوج بناتهم وزوجهم ببناته ومدحهم
الله في كتابه بقوله تعالى محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار
رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا إلى آخر الآية فإذا رأيت ذلك نفرت نفسي
وجزمت بفساد مذهبكم فقلت له ليس في مذهبنا وجوب القدح في أحد
منهم وإنما قد يقع ذلك من عوام الناس المتعصبين وأما علماؤنا فلم يقل
أحد منهم بذلك، وأقسمت له أنه لو عاش أحد ألف سنة وهو يتدين
بمذهب أهل البيت ويتولاهم ويبرأ من أعدائهم ولم يقم منه ما قلت لم يكن
مخطئا ولا في إيمانه قصور، فتهلل وجهه، فقلت له: فإذا ثبت عندك
غزارة علم أهل البيت واجتهادهم وعدالتهم وترجيحهم على غيرهم فهم
أولى الاتباع فتابعهم، فأقل أشهد اني متابع لهم، لكني لا اقدح في
الصحابة فقلت له لا تقدح في أحد منهم ولكن ان اعتقدت عظم شان أهل البيت
عند الله ورسوله فما تقول فيمن عاداهم وآذاهم؟ فقال انا برئ
منه. وأشهد الله وملائكته ورسله انه محب لهم ومتابع وبرئ من
أعدائهم، وطلب مني كتابا في فقههم فأعطيته المختصر النافع. وتفرقنا
إلى أن قال: فقلت له في ليلة أخرى ما تقول في الصحابة الذين قتلوا
الخليفة الثالث؟ فقال إن ذلك وقع باجتهادهم وانهم غير مأثومين وقد صرح
أصحابنا بذلك فقلت له ما تقول في الصحابة الذين حاربوا عليا يوم الجمل
وقتل في حربهم من الفريقين نحو ستة آلاف؟ وما تقول في الذين حاربوه في
صفين وقتل من الفريقين نحو ستين ألفا؟ فقال كالأول، فقلت: هل
جواز الاجتهاد مقصور على فرقة من المسلمين دون فرقة، فقال لا، كل
أحد له صلاحية الاجتهاد فقلت إذا جاز الاجتهاد في قتل أكابر الصحابة
وقتل خلفاء المسلمين وحرب أخي رسول الله ص وابن عمه وزوج فاطمة
سيدة نساء العالمين اعلم الخلق وأزهدهم وأقربهم من رسول الله ص ووارث
علمه الذي قام الاسلام بسيفه ومن اثنى عليه الله ورسوله بما لا يمكن انكاره
حتى جعله الله ولي الناس كافة بقوله تعالى: انما وليكم الله ورسوله
والذين آمنوا يعني علينا بالاجماع وقال النبي ص: من كنت مولاه فعلي
مولاه، انا مدينة العلم وعلي بابها، اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، أنت
مني بمنزلة هارون من موسى وأشباه ذلك مما يطول تعداده فلم لا يجوز

62
الاجتهاد فيما هو دون ذلك؟ فنحن نوالي المخلصين منهم ونسكت عن
المجهول حاله، ومدح الله لهم في القرآن نقول به لأنهم ممدوحون بقول
مطلق لأن فيهم أتقياء أبرار وليس كلهم كذلك جزما بنص القرآن،
وحديث الحوض يوضح ذلك وهو ما رواه صاحب الجمع بين الصحيحين
في الحديث 131 من المتفق عليه من مسند انس بن مالك ان النبي ص
قال: ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني إذا رأيتهم ورفعوا إلي
رؤوسهم اختلجوا فلأقولن أي ربي، أصحابي فليقالن لي انك لا تدري ما
أحدثوا بعدك ورواه أيضا في الجمع بين الصحيحين من مسند ابن عباس
بلفظ آخر والمعنى متفق، وفي آخره زيادة انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم
منذ فارقتهم ورواه أيضا في الجمع بين الصحيحين من مسند سهل بن سعد
في الحديث 22 من المتفق عليه وفي آخره زيادة فأقول سحقا سحقا لمن بدل
بعدي ورواه أيضا في الحديث 267 من مسند أبي هريرة من عدة طرق وفي
آخره زيادة: فلا أراه يخلص منهم الا مثل همل النعم. وقد روي مثل ذلك
من مسند عائشة بعدة طرق ومن مسند أم سلمة بعدة طرق ومن مسند
سعيد بن المسيب بعدة طرق. وذكرت له أمثال ذلك مما يطول شرحه،
واتفق الأشاعرة والمعتزلة على نقله فلم يمكنهم انكاره فلذا تأولوه بتكلفات
تصغر عن النقل ويحكم بفسادها كل ذي عقل، وكان يجيبني في المجلس بما
ذكروه من التكلفات فأرده بأيسر وجه، وقلت له: ان اتباع الحق يحتاج إلى
انصاف وترك الهوى والتقليد المألوف وإلا فمعاجز نبينا الدالة على صدقه لا
يبقي لاحد شك فيها والكفار لما سلكوا التعصب والعناد والتقليد المألوف
لهم لم تشرب أنفسهم قبول ذلك وقابلوه بالشبهات فبقوا على كفرهم،
فاعترف بذلك. ودخلت إلى عنده يوما فرأيت بين يديه كتبا منها صحيح
البخاري فتذكرت الأحاديث التي فيه يذكر فيها ان الأئمة اثنا عشر فأريته
إياها وذلك أنه روي في صحيح البخاري بطريقين أحدهما إلى جابر بن
سمرة سمعت رسول الله ص يقول يكون بعدي اثنا عشر أميرا فقال كلمة لم
اسمعها فقال أبي كلهم من قريش وثانيهما إلى ابن عيينة: قال رسول
الله ص يزال امر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا ثم تكلم بكلمة
خفيت علي فسالت أبي ما ذا قال رسول الله ص فقال كلهم من قريش وروي
في صحيح البخاري بطريق آخر إلى ابن عمر: قال رسول الله ص لا يزال
هذا الامر في قريش ما بقي منهم اثنان وذكرت له ان مسلما روى في
صحيحه هذا الحديث بلفظه وروى مسلم أيضا في صحيحه هذا الحديث
بلفظه وروى مسلم أيضا في صحيحه الحديث الأول بطرق متعددة وكان
صحيح مسلم عنده فاتى به فأريته ذلك فيه وفي بعضه: لا يزال هذا الدين
عزيزا فقلت له هذا عين ما تقوله الشيعة وشاهد بصحة معتقدهم لأنهم هم
المتمسكون بالخليفتين اللتين لن يفترقا حتى يردا الحوض القائلون بالاثني
عشر خليفة الموادون أهل بيت نبيهم الذين جعل الله ودهم اجر الرسالة
بقوله تعالى قل لا اسالهم عليه أجرا الا المودة في القربى فان غير الشيعة
لم يميزوهم عن غيرهم بل قدموا غيرهم عليهم، ثم باحثته في مسائل
كلامية كالرؤية والقضاء والقدر وفي مسائل فرعية كالمسح والمتعة وذلك بعد أن
أذعن واستقر الايمان في قلبه وصار من خواص الشيعة والحمد لله أولا
وآخرا وظاهرا وباطنا وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين إلى يوم
الدين. انتهى ما أردنا نقله من هذه الرسالة وتركنا منها أشياء لم ننقلها.
ما وجد بخطه من تواريخ اخوته وأولاده وغيرهم
ولا يخلو ذكره من فائدة في الرياض: رأيت في أردبيل على ظهر
نسخة من ارشاد العلامة نقلا عن خط المترجم له وكتبه الكاتب في حياته ما
صورته: مولد أخي الأكبر الشيخ نور الدين سنة 898 وأخي الشيخ محمد
903 ووفاته 952 وأختي... سنة 950 ووفاتها 970 وتولد أخي
الحاج زين العابدين أطال الله بقاءه 909 ثم كتب غيره أو هو بعده
بزمان ان وفاته 965 ثم كتب الشيخ وتولد ابنه أي ابن أخيه المذكور
الشيخ تقي الدين سنة 920 ووفاته 972 ومولد هذا الفقير الكاتب أول يوم
من المحرم 918 وتوفيت زوجتي خديجة بنت الحاج علي رحمهما الله تعالى
في مدينة هراة 26 شهر... سنة 976 ونقلت إلى جوار ثامن الأئمة
علي بن موسى الرضا ع وكتب الشيخ البهائي تحته ما صورته
كتب الوالد ولدت المولودة الميمونة بنتي... ليلة الاثنين 3 صفر سنة 950
وأخوها أبو الفضائل محمد بهاء الدين أصلحه الله وأرشده عند غروب
الشمس يوم الأربعاء 17 ذي الحجة سنة 953 وأختهما أم أيمن سلمى بعد
نصف الليل 16 المحرم سنة 955 وأخوهم أبو تراب عبد الصمد ليلة
الأحد وقد بقي من الليل نحو ساعة 3 صفر سنة 966 في قزوين وابن أخته
السيد محمد ليلة السبت صفر من السنة المذكورة وتوفي قده ومولد
شيخنا الشيخ زين الدين رفع الله قدره سنة 911 ووفاته 965 اه‍. وقد
كنى أولاده ولقبهم كما هو المستحب.
أسرته
في روضات الجنات عن صاحب حدائق المقربين عن المولى محمد تقي
المجلسي الأول عن الشيخ البهائي انه كان يقول إن آباءنا وأجدادنا في جبل
عامل كانوا دائما مشتغلين بالعلم والعبادة والزهد وهم أصحاب كرامات
ومقامات.
وقد كان والده وجده شمس الدين محمد بن علي الذي ينقل صاحب
البحار عن خطه كثيرا صاحب المجموعة من كبار العلماء وكذلك كثير من
بني ابنه وعمومته وكذلك اخوه العالم الفقيه الشاعر نور الدين أبو القاسم
علي بن عبد الصمد وابن ابنه الشيخ حسين بن عبد الصمد بن حسين بن
عبد الصمد المار ذكره ومن ذرية ولده عبد الصمد آل مروة العامليون.
أولاده
له من الذكور ولدان أحدهما الشيخ البهائي الذائع الصيت
المشتهر زيادة عن أبيه ولذلك يعرف به أبوه فيقال والد الشيخ البهائي
ثانيهما الشيخ عبد الصمد وله صنف الشيخ البهائي الصمدية في النحو
سمي باسم جده.
مشايخه
1 الشهيد الثاني 2 السيد حسن بن جعفر الكركي وروى عنهما
بالإجازة.
تلاميذه
1 ولده البهائي ويروي عنه إجازة 2 حسن صاحب المعالم يروي
عنه إجازة 3 السيد حسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني يروي عنه
إجازة 4 الشيخ رشيد الدين بن الشيخ إبراهيم الأصفهاني ويروي عنه
إجازة ورأى صاحب الرياض اجازته له على ظهر ارشاد العلامة 5 الشئ
خ أبو محمد الشهير ببايزيد البسطامي في الذريعة يروي عن الشيخ عز الدين
الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي 6 المسمى ملك علي يروي عنه
إجازة ورأينا اجازته له بخط يده في طهران في مكتبة فضل الله النوري الشهيد وهذا صورتها.

63
بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله على ما أنعم وكفى وصلاة وسلام على سيدنا محمد المصطفى
وعلى آله وخلص أصحابه أهل الكرم والوفاء. وبعد فيقول فقير ورحمة ربه
الغني حسين بن عبد الصمد الحارثي أصلح الله شانه وصانه عما شانه اني
أروي كتاب الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني رفع الله درجته وكتابي
التهذيب والاستبصار للشيخ الطوسي رحمه الله تعالى وجميع كتب من نظم في
هذه السلسلة بالطريق المذكور فيها وهو ما أخبرنا به السيد الجليل الورع
الرباني المتأله ذو المفاخر والمناقب خلاصة آل أبي طالب السيد حسن ابن
السيد جعفر الحسيني نور الله تربته ورفع درجته والشيخ الجليل النبيل زبدة
الفضلاء العظام وفقيه أهل البيت ع زين الدنيا والدين بن علي بن أحمد
العاملي أفاض الله على روحه الزكية المراحم الربانية وأسكنه مع
أئمته الطاهرين في الدرجة العلية عن شيخهما التقي الفاضل الورع الشيخ
علي بن عبد العالي الميسي رحمه الله تعالى عن الشيخ الجليل التقي الأصيل
شمس الدين محمد بن داود المؤذن الجزيني عن الشيخ ضياء الدين علي
عن والده السعيد الشهيد محمد بن مكي عن السيد فخار ح وعن الشيخ
ضياء الدين بن محمد بن مكي عن السيد تاج الدين بن معية الحسيني عن
الشيخ العلامة جمال الدين بن مطهر عن الشيخ المحقق نجم الدين ابن
سعيد عن السيد فخار عن شاذان ابن جبرئيل عن أبي القاسم محمد ابن أبي
القاسم الطبري عن الشيخ الفقيه أبي علي الحسن عن أبيه شيخ الطائفة
أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي عن الشيخ الأعظم أبي عبد الله محمد بن
محمد بن النعمان المفيد عن الشيخ الامام أبي جعفر بن قولويه عن الشيخ
الامام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني رحمه الله تعالى عن عدة من
أصحابنا عن علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا ع ان أمير
المؤمنين ص كان يقول طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم
يشغل قلبه بما ترى عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن صدره بما
أعطي غيره وقد أجزت للأخ في الله المحبوب لوجه الله ملك علي أعلى الله
قدره رواية جميع كتب من اندرج في هذه السلسلة فليرو ذلك بشرائطه
محتاطا لي وله فهو أهل ذلك لا زال مسددا مؤيدا إلى يوم الدين انتهى.
مؤلفاته
1 رسالة في الدراية مطبوعة 2 تحفة أهل الايمان في قبلة عراق
العجم وخراسان رد فيها على المحقق الكركي كما مر عند ذكر أقوال العلماء
فيه 3 شرح الأربعين حديثا في الأخلاق ألفه باسم الشاه طهماسب
الصفوي 4 شرح قواعد الأحكام للعلامة 5 شرح ألفية الشهيد في
فقه الصلاة ممزوج مع المتن مبسوط فرغ من تأليفه في بلدة هراة في أواخر
الشهر الأول من السنة الأولى من العشر التاسع بعد التسعمائة في نظام
الأقوال لم يعمل مثله 6 شرح آخر على ألفية الشهيد فيه مناقشات مع
الشهيدين والمحقق الكركي ذكره صاحب رياض العلماء 7 الرسالة
الطهماسية وفي الرياض التحفة الطهماسية في المواعظ الفقهية بالبال انها له
اه‍ والظاهر أن الصواب ما في رسالة مظفر علي 8 الرسالة الوسواسية كما
في رسالة مظفر علي وفي أمل الآمل رسالة في الرد على أهل الوسواس سماها
العقد الحسيني أو الحسني ألفها باسم الشاه طهماسب وفي الرياض
رأيت من مؤلفاته العقد الطهماسي فيه مسائل عديدة من الطهارة
والصلاة ومن جملتها مسالة الوسواس ألفها باسم السلطان المذكور
أورد فيها مسالة الوسواس وأطال الكلام في المنع عنه حيث كان
السلطان المزبور مبتلى به اما العقد الحسيني فلم أظفر به والظاهر أنه
الطهماسي 9 الرسالة الرضاعية 10 حاشية الارشاد لم تنم 11
وصول الأخيار إلى أصول الاخبار في الرياض وهو كتاب حسن طويل الذيل
في علم الدراية وذكر في أوله أدلة الإمامة وأطل فيها وهو كثير الفوائد
12 رسالة في الرحلة يذكر فيها وقائع ما اتفق له في أسفاره وهذه لا
وجود لها ولو وجدت لكانت من الرسائل الممتعة لأنه مع علمه وكثرة
اطلاعه قد طاف شرق الأرض وغربها فلا بد أن يكون حصل له أمور شتى نادرة
13 رسالة في مناظرته مع بعض علماء حلب في الإمامة سنة 951 رأيتها
بالنجف الأشرف وعليها خط الشهيد الثاني بإجازتها لبعض آل سليمان
العامليين ثم استنسختها في كرمانشاه سنة 1353 ونقلت أكثرها فيما مر من
اخباره 14 رسالة في عينية صلاة الجمعة 15 رسالة في الاعتقادات
الحقة 16 تعليقات على الصحيفة الكاملة السجادية 17 تعليقات
على خلاصة العلامة في الرجال 18 كتاب الغرر والدرر في الرياض
رأيت في بعض المواضع فائدة في مسالة صلاة الجمعة منقولة من كتاب الغرر
والدرر للشيخ حسين بن عبد الصمد 19 رسالة في طهارة الحصر والبواري
بالشمس 20 رسالة في صرف سهم الامام من الخمس إلى فقراء السادة في
الرياض لطيفة حسنة فرع منها سنة 968 21 رسالة في الواجبات الملكية
وهي في الأمور الواجب معرفتها وجعلها ملكة في الاعتقادات والعمليات
مذكورة في الرياض قال وهي حسنة الفوائد ولعلها رسالة الاعتقاديات الحقة
المتقدمة 22 تعليقات عديدة على كتب الحديث والفقه غير مدونة كما في
الرياض 23 فتاوى كثيرة متفوقة في الرياض رأيت بعضها 24 اصلاح
جامع البين من فوائد الشرحين وذلك أن العلامة الحلي له تهذيب طريق
الوصول إلى علم الأصول وعليه شرحان للأخوين الأعرجيين السيد عميد
الدين والسيد ضياء الدين ابني أخت العلامة الحلي وقد جمع الشهيد الأول
الشرحين في كتاب وزاد عليهما وسماه جامع البين من فوائد الشرحين عن
كتاب كشف الحجب ان الشهيد ألف هذا الكتاب في أوائل شبابه ولم يراجع
المسودة لذلك بقيت النسخة غير منقحة فوجدها المترجم وأصلحها سنة
941 جامعا فيها كلا الشرحين وزيادة الشهيد 25 جوابات الاعتراضات
العشرة على قول النبي ص اني أحب من دنياكم ثلاثا النساء والطيب
وقرة عيني الصلاة 26 جواب كتاب السلطان سليمان العثماني إلى الشاه
طهماسب الصفوي يطلب منه اطلاق ولده فكتب الجواب المترجم والجواب
مدرج في كتاب فضائل السادات المطبوع 27 ديوان شعر كبير.
أشعار
قد عرفت ان له ديوان شعر كبير ومن شعره قوله أورده ولده في
الكشكول:
ما شممت الورد الا * زادني شوقا إليك
وإذا ما مال غصن * خلته يحنو عليك
لست تدري ما الذي قد * حل بي من مقلتيك
ان يكن جسمي تناءى * فالحشى باق لديك
كل حسن في البرايا * فهو منسوب إليك
رشق القلب بسهم * قوسه من حاجبيك
ان ذاتي وذواتي * يا منايا في يديك
آه لو أسقى لأشفى * خمرة من شفتيك

64
وله قصيدة طويلة تبلغ 69 بيتا قال ولده في الكشكول عارض بها
البردة وقال صاحب السلافة يزعم أنه عارض بها البردة مشيرا إلى انحطاطها
عن البردة وزاد في ذلك التزامه أنواع البديع المتكلفة التي تؤثر انحطاطا في
الشعر البارع فضلا عن غيره كقوله:
انا الملوم وقلبي مولع برشا * ساق غدا قلبه قاس على الأمم
قلبي غضى وضلوعي منحنى وله * عقيق جفني بسفح ناب عن ديم
وما سقاني رحيقا بل حريق أسى * وكان من املي منه شفا ألمي
بكيت والشمل مجموع لخوف نوى * فكيف حالي وشملي غير ملتئم
وكلما مت هجرا عشت من املي * فكم أموت وكم أحيا من القدم
دمع طليق وقلب في قيود هوى * والرشد ظل بذات الضال والسلم
وقد أقام قوام القد لي حججا * وبالعذار بدا عذري فلا تلم
وجدي عليك ونفسي في يديك وذا * قلبي لديك فقل ما شئت واحتكم
اصغي إلى العذل أجنى ورد ذكرك * مما بين شوك ملام اللائم النهم
ونحن في سفر نمضي إلى حفر * فكل آن لنا قرب من العدم
نقلنا منها هذا نموذجا لما تركناه منها لا لأنه مما يختار وأوردها ولده في
كشكوله بتمامها يقول فيها:
ان الإقامة في دار تضام بها * والأرض واسعة عجز فلا تقم
أرجو الخلاص وما أخلصت في عمل * أرجو النجاة وما ناجيت في الظلم
لكن لي شافعا ذو العرش شفعه * أرجو الخلاص به من زلة القدم
محمد المصطفى الهادي المشفع في * يوم الجزاء وخير الخلق كلهم
كفاك فخرا كمالات خصصت بها * أخاك حتى دعوه بارئ النسل
خليفة الله خير الخلق قاطبة * بعد النبي وباب العلم والحكم
رب اللوء ومخصوص الولاء ومحفوف * الكساء وصي المصطفى العلم
والبيض في كفه سود غوائلها * حمر غلائها تدلى على القمم
بيض متى ركعت في كفه سجدت * لها رؤوس هوت من قبل للصنم
ولا ألومهم ان يحسدوك فقد * حلت نعالك منهم فوق خامهم
مناقب أدهشت من ليس ذا نظر * وأسمعت في الورى من كان ذا صمم
من لم يكن بقسيم النار معتصما * فما له من عذاب النار من عصم
من لم يكن ببني الزهراء مقتديا * فلا نصيب له من دين جدهم
فان يشاركهم الأعداء في نسب * فالتبر من حجر والمسك بعض دم
هم الولاة وهم سفن النجاة وهم * لنا الهداة إلى الجنات والنعم
ومن سرى نحوهم أغناه نورهم * عن الدليل ونجم الليل في الظلم
عذاب قلبي عذب في محبتهم * ومر ما مر بي حلو لأجلهم
رجوتهم لعظيم الهول من قدم * وهل يرجى سوى ذي الشأن والعظم
ومنها في المهدي ع:
يا مظهر الملة العظمى وناصرها * لأنت مهديها الهادي إلى اللقم
يا وارث العلم برويه ويسنده * إلى جدود تعالوا في علومهم
مآثر الفخر فيكم غير خافية * والشمس أكبر ان تخفي على الأمم
أوضحتم للورى طرق الوصول كما * صيرتم العلم بين الناس كالعلم
لم يبق غيرك انسان يلاذ به * فأنت انسان عين الأمن والكرم
ولا تقل قل أنصاري فناصرك ال‍ * باري ومن ينصر الرحمن لم يضم
أقصر حسين فلن تحصي فضائلهم * لو أن في كل عضو منك ألف فم
عليهم صلوات لا انتهاء لها * كمثل قدرهم العالي وعلمهم
وقال البهائي في الكشكول مما أنشدنيه والدي طاب ثراه وكان كثيرا
ما ينشده لي أقول فيمكن كونه من نظمه ويمكن كونه لغيره:
صل من دنا وتناس من بعدا * لا تكرهن على الهوى أحدا
قد أكثرت حواء ما ولدت * فإذا جفا ولد فخذ ولدا
وقال الشيخ حسين بن عبد الصمد على طريقة أهل التصوف:
فاح ريح الصبا وصاح الديك * فانتبه وانف عنك ما ينفيك
واخلع النعل في الهوى ولها * وادن منا فانا ندنيك
واستامها سلافة سلمت * من اذى من بغى لها تشريك
وادر مدحها الفصيح وقل * كل مدح لغير تلك ركيك
وتعشق وكن إذا فطنا * كل شئ عشقته يغنيك
وانف عنك الوجود وافن تجد * نفحة من قبولنا تبقيك
ان تسر صوبنا تسر وان * مت في السير دوننا نحييك
وإذا هانك الحميم فحم * في حمانا فإننا نحميك
وتخلق بما خلقت له * فهو من مورد الردى منجيك
جد بنفس تجد نفيس هدى * كف كفا عن غيرنا نكفيك
خل خلي مناك لي بمنى * واجعل النفس هدينا نهديك
وانتصب رافعا يديك بها * واخفض القدر ساكنا نعليك
وابك تمحو قبائحا كتبت * قبل ان تلتقي الذي يبكيك
تدعي غير ما وصفت به * والذي فيك ظاهر من فيك
تجتري والجليل مطلع * ما كان النهى إذا ناهيك
تتلاهى عن الهدى ولها * مبتلى دائما بما يبليك
تلبس الكبر تائها سفها * والنجاسات كائنات فيك
وإذا ما ذكرت موعظة * حدت عنها كأنها تنسيك
وفي أنوار الربيع من الاقتباس من الفقه قول أبي الفضل الدارمي
وقيل القاضي عبد الوهاب المالكي.
يزرع وردا ناضرا ناظري * في وجنة كالقمر الطالع
امنع ان أقطف أزهاره * في سنة المتبوع والتابع
فلم منعتم شفتي قطفها * والحكم ان الزرع للزارع
قال وقد أجاب عن ذلك جماعة من الأدباء منهم شيخنا الشيخ حسين
ابن عبد الصمد العاملي رحمه الله فقال:
لأن أهل الحب في حكمنا * عبيدنا في شرعنا الواسع
والعبد لا ملك له عندنا * فحقه للسيد المانع
مراثيه
في الرياض رثاه جماعة من الشعراء وفي كشكول البهائي رثى السيد
الاجل والد جامع الكتاب بقصيدة مطلعها:
جارتي كيف تحسنين ملامي * أيداوي كلم الحشي بكلام
ولم يذكر من هو هذا السيد الاجل ويمكن كونه الذي ذكره البهائي في
كشكوله في موضع آخر فقال مما كتبته إلى السيد الاجل قدوة السادات
العظام السيد رحمة الله قدس الله روحه، وممن رثاه ولده الشيخ البهائي
بقصيدة ذكرها في كشكوله أولها:
قف بالديار وسلها أين سلماها * ورو من جرع الأجفان جرعاها
وردد الطرف في أطراف ساحتها * وارج وروح الروح من أرواح أرجاها
وان يفتك من الأطلال مخبرها * فلن يفوتك مرآها ورياها

65
ربوع فضل تباهي التبر تربتها * ودار انس تحاكي الدر حصباها
عدا على جيرة حلوا بساحتها * صرف الزمان فأبلاهم وأبلاها
بدور تم علم غمام الموت جللها * شموس فضل سحاب القرب غشاها
فالمجد يبكي عليها جازعا أسفا * والدين يندبها والفضل ينعاها
يا حبذا أزمنا في ظلهم سلفت * ما كان أقصرها عمرا وأحلاها
أوقات انس قضيناها فما ذكرت * الا وقطع قلب الصب ذكراها
يا جيرة هجروا واستوطنوا هجرا * واها لقلبي المعنى بعدكم واها
رعيا لليلات وصل بالحمى سلفت * سقيا لأيامنا بالخيف سقياها
لفقدكم شق جيب المجد وانصدعت * أركانه وبكم ما كان أقواها
وخر من شامخات العلم ارفعها * وهد من باذخات الحلم أرساها
يا ثاويا بالمصلى من قرى هجر * كسيت من حلل الرضوان أرضاها
أقمت يا بحر بالبحرين فاجتمعت * ثلاثة كن أندادا وأشباها
ثلاثة أنت أنداها وأغزرها * جودا وأعذبها طبعا وأصفاها
حويت من درر العلياء ما حويا * لكن درك أعلاها وأغلاها
يا أعظما وطئت هام السهى شرفا * سقاك من ديم الوسمي أسماها
ويا ضريحا سما فوق السماك على * عليك من صلوات الله أزكاها
فيك انطوى من شموس الفضل أضوؤها * ومن معالم دين أسناها
ومن شوامخ أطواد الفتوة * أرساها وأرفعها يدرا وأبهاها
فاسحب على الفلك الاعلى ذيول على * فقد حويت من العلياء أعلاها
عليك منا سلام الله ما صدحت * على غصون أراك الدوح ورقاها
الشيخ عز الدين حسين بن عبد العالي العاملي الكركي والد المحقق الشيخ
علي الكركي المشهور.
في الرياض كان من أكابر العلماء وصفه الشيخ نعمة الله بن خاتون في
بعض إجازاته بالفقيه العارف يروي عنه علي بن هلال الجزائري أستاذ ولده
الشيخ علي المذكور وهو يروي عن أحد ولدي الشهيد اه‍ وهو والد الشيخ
علي بن عبد العالي الكركي المعروف بالمحقق الثاني لا جده فالمحقق الثاني
هو علي بن الحسين بن عبد العالي وكثيرا ما يقال علي بن عبد العالي نسبة
إلى الجد وما يتوهم من أنه جده لا صحة له كما حكاه في الرياض انه يحتمل
من لفظ بعض الإجازات وقال هو الحق خلافه.
الشيخ حسين بن الشيخ عبد علي الخمايسي النجفي.
آل الخمايسي بيت علم في النجف ولا تعرف هذه النسبة إلى أي
شئ هي وفي النجف نوع من الكاغد القوي يسمى الخمايسي.
كان عالما فاضلا محققا زاهدا من مشايخ الشيخ أحمد بن إسماعيل
الجزائري النجفي صاحب آيات الاحكام إجازة وقراءة من أهل المائة الثانية
بعد الألف ذكره الشيخ السيد عبد الله سبط السيد نعمة الله الجزائري في
اجازته الكبيرة فقال عند ذكر الشيخ احمد الجزائري انه يروي عن أستاذه
العلامة الفهامة المحقق الزاهد الشيخ حسين الخمايسي عن أبيه وذكره
تلميذه الشيخ احمد الجزائري في اجازته لولده محمد طاهر بن أحمد الجزائري
فقال فمنها ما رويته قراءة وسماعا عن شيخنا الاجل الفاضل الأكمل الشيخ
حسين ولد العالم العلامة الشيخ عبد العلي الخمايسي النجفي.
المولى أمين الدين حسين حسن خ بن عبد الغني الفتوحي الأصبهاني
المشتهر بشاه ملا.
في الرياض: فاضل عالم متكلم فقيه كامل من علماء دولة الشاه
طهماسب الصفوي بل والشاه عباس الأول ورأيت في بلدة أردبيل بعض
الكتب بخطه ومنها رسالة المعضلات تأليف السيد الأمير عبد الحي بن عبد
الوهاب بن علي الحسيني الجرجاني والظاهر أنه من تلاميذ المترجم وكتب
المؤلف على ظهر تلك النسخة ما صورته بعد اصلاح ما وقع فيه من الخطأ
الراجع للقواعد العربية: قد وفقنا الله لتأليف هذه الرسالة المباركة المسماة
بالمعضلات وأعانني بفضله وكرمه على اتمامها الفاضل العامل الكامل
الصمداني المدعو بمولانا امين الدين حسن حسين الأصفهاني المشهور بين
العلماء بشاه ملا أبقاه الله تعالى إلى يوم الدين (1) وأفاض عليه أنوار اليقين
ثم انه اتفق معه المقابلة من الأول إلى الآخر في أوائل جمادي الثانية المنتظم
في شهور سنة 960 ولعمري ما قصر (2) في ادراك مقاصده وتحقيق مطالبه
وتنقيح دقائقه وتفصيل حقائقه لعل الله يغفر له ولنا ويرحم الله عبدا قال
آمينا ثم اني التمست منه ان يذكرني في خلواته وان لا ينساني في مظان
دعواته وكتبت هذه الأسطر في التاريخ المذكور تأكيدا لما رجوت منه من
الاحسان والاكرام وتحصيلا لما قصدته من وجوه الافضال والاحترام وانا
العبد المذنب المحتاج إلى الشهود العيني عبد الحي بن عبد الوهاب بن علي
الحسيني الجرجاني خصمهم الله بمزيد اليقين وأتاهم كتابهم باليمين آمين يا
رب العالمين اه‍.
الحسين بن عبد الكريم الزعفراني.
مر في بكار بن أحمد ان كتبه رواها الحسين بن عبد الكريم الزعفراني
عنه وهو يدل على معروفيته وفضله. وفي لسان الميزان الحسين بن عبد
الكريم الزعفراني روى عن إبراهيم بن محمد الثقفي وبكار بن أحمد روى
عنه علي بن محمد الكاتب ذكره الطوسي في رجال الشيعة اه‍ والطوسي لم
يذكره في رجال الشيعة وانما ذكره في الفهرست روايته عن بكار بن أحمد.
الأمير أبو الفتح الحسين بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار المعروف بابن
أبي حصينة المعري.
توفي بسروج منتصف شعبان سنة 457
ذكره ياقوت في معجم الأدباء ووصفه بالأديب الشاعر ويدل ما أورده
من شعره انه كان شاعرا مجيدا. وذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق فقال:
الحسين بن عبد الله ابن أبي حصينة المعري شاعر مشهور قدم دمشق
وحضر وفاة القاضي أبي يعلى حمزة بن الحسين بن العباس الحسيني ورثاه
بقصيدة وذكر منها أبياتا تأتي ويمكن ان يستدل على تشيعه بالأبيات الآتية وان
قالها في الخلفاء الفاطميين مع اتصاله بأمراء الشيعة من آل منقذ وغيرهم
واحسانهم الجزيل إليه. وفي معجم الأدباء: كان سبب تقدمه ونواله
الامارة ان الأمير تاج الدولة ابن مرداس أوفده إلى حضرة المستنصر العبيدي
رسولا سنة 437 فمدح المستنصر بقصيدة قال فيها: (3)
ظهر الهدى وتجمل الاسلام) وابن الرسول خليفة وامام
مستنصر بالله ليس يفوته * طلب ولا يعتاص عنه مرام
حاط العباد وبات يسهر عينه * وعيون سكان البلاد نيام
قصر الامام أبي تميم كعبة * ويمينه ركن لها ومقام
لولا بنو الزهراء ما عرف التقى * فينا ولا تبع الهدى الأقوام
يا آل احمد ثبتت أقدامكم * وتزلزلت بعداكم الاقدام



(1) لا يخفى ما في هذا الدعاء
(2) هذا قد ينافي كونه شيخه.
(3) يكفي في الدلالة على تشيعه اعتماد بني مرداس عليه ليكون رسولهم إلى الفاطميين، والدولة
المرداسية دولية شيعية عربية. المؤلف
66
لستم وغيركم سواء أنتم * للدين أرواح وهم أجسام
يا آل طه حبكم وولاؤكم * فرض وان عذل اللحاة ولاموا
قال وهي طويلة ثم مدحه سنة 450 فوعده بالامارة وأنجز له وعده
سنة 51 فتسلم سجل الامارة من بين يدي الخليفة في ربيع الآخر من هذه
السنة فمدحه بقصيدة منها:
اما الامام فقد وفى بمقاله * صلى الاله على الامام وآله
لذنا بجانبه فعم بفضله * وببذله وبصفوه وجماله
لا خلق أكرم من معد شيمة * محمودة في قوله وفعاله
فاقصد أمير المؤمنين فما ترى * بؤسا وأنت مظلل بظلاله
زاد الامام على البحور بفضله * وعلى البدور بحسنه وجماله
وعلا سرير الملك من آل الهدى * من لا تمر الفاحشات بباله
النصر والتأييد في اعلامه * ومكارم الأخلاق في سرباله
مستنصر بالله ضاق زمانه * عن شبهه ونظيره ومثاله
وكان الذي سعى في تأميره وكتب له سجل الامارة أبو علي صدقة بن
إسماعيل بن فهد الكاتب فمدحه الأمير أبو الفتح بقصيدة منها:
قد كان صبري عيل في طلب العلا * حتى استندت إلى ابن اسماعيلا
فظفرت بالخطر الجليل ولم يزل * يحوي الجليل من استعان جليلا
لولا الوزير أبو علي لم أجد * ابدا إلى الشرف العلي سبيلا
ان كان ريب الدهر قبح ما مضى * عندي فقد صار القبيح جميلا
اليوم أدركت الذي انا طالب * والأمس كان طلابه تعليلا
وقال يمدح أسد الدولة عطية بن صالح بن مرداس:
سرى طيف هند والمطي بنا تسري * فأخفى دجى ليل وأبدى سنا فجر
خليلي فكأني من الهم واركبا * فجاج البوادي الغبر في النوب الغمر
إلى ملك من عامر لو تمثلت * مناقبه أغنت عن الأنجم الزهر
إذا نحن أثنينا عليه تلفتت * إلينا المطايا مصغيات إلى الشكر
وفوق سرير الملك من آل صالح * فتى ولدته أمه ليلة القدر
فتى وجهه أبهى من البدر منظرا * وأخلاقه أشهى من الماء والخمر
أبا صالح أشكو إليك نوائبا * عرتني كما يشكو النبات إلى القطر
لتنظر نحوي نظرة ان نظرتها * إلى الصخر فجرت العيون من الصخر
وفي الدار خلفي صبية قد تركتهم * يطلون اطلال الفراخ من الوكر
جنيت على روحي بروحي جناية * فأثقلت ظهري بالذي خف من ظهري
فهب هبة يبقى عليك ثناؤها * بقاء النجوم الطالعات التي تسري
فلما فرع من انشاده أحضر الأمير أسد الدولة القاضي والشهود
وأشهد على نفسه بتمليكه ضيعة من ضياعه لها ارتفاع كبير واجازه فأحسن
جائزته فاثرى وتمول. ولما ملك محمود بن نصر بن صالح بن مرداس حلب
سنة 452 مدحه بقصيدة منها:
كفي ملامك فالتبريح يكفيني * أو جربي بعض ما ألقى ولوميني
برمل يبرين أصبحتم فهل علمت * رمال يبرين ان الشوق يبريني
أهوى الحسان وخوف الله يردعني * عن الهوى والعيون النجل تغويني
ما بال أسماء تلويني مواعدها * أكل ذات جمال ذات تلوين
كان الشباب إلى هند يقربني * وشاب رأسي فصار اليوم يقصيني
يا هند ان سواد الرأس يصلح الدنيا * وان بياض الرأس للدين
لست امرءا غيبة الأحرار من شيمي * ولا النميمة من طبعي ولا ديني
دعني وحيدا أعاني العيش منفردا * فبعض معرفتي بالناس تكفيني
ما ضرني ودفاع الله يعصمني * من بات يهدمني والله يبنيني
وما أبالي وصرف الدهر يسخطني * وسيب نعماك يا ابن الصيد يرضيني
أبا سلامة عش واسلم حليف علا * وسؤدد بشعاع الشمس مقرون
أشنا عداكم وأهوى ان أدين لكم * فللعدى دينهم فيكم ولي ديني
فقال له تمن قال أتمنى ان أكون أميرا فجعله أميرا يجلس مع الأمير
ويخاطب بالأمير وقربه وهذه امارة شرف غير التي وجهت إليه سنة 51
ووهبه مكانا بحلب تجاه حمام الواساني فجعله دارا وزخرفها ونقش على
جانب الدرابزين فيها:
دار بنيناها وعشنا بها * في دعة من آل مرداس
قوم محوا بؤسي ولم يتركوا * علي في الأيام من باس
قل البني الدنيا الا هكذا * فليحسن الناس إلى الناس
ولما تكامل البناء عمل دعوة حضرها الأمير محمود المذكور فلما رأى
حسن الدار وقرأ هذه الأبيات قال كم صرفت على بنائها فقال المعمار غرم
عليها ألفا دينار مصرية فامر باحضار ألفي دينار وثوب اطلس وعمامة مذهبة
وحصان بطوق ذهب وسرفسار ذهب فسلمها إليه وقال له:
قل لبني الدنيا الا هكذا * فليحسن الناس إلى الناس
وحضر رجل من أهل المعرة من رعاع الناس وأسافلهم يقال له الزقوم
فطلب رزق جندي فاعطي ذلك وجعل من أجناد المعرة فقال أحمد بن محمد
المعروف بابن الزويدة المعري في ذلك:
أهل المعرة تحت أقبح خطة * وبهم أناخ الخطب وهو جسيم
لم يكفهم تأمير ابن حصينة * حتى تجند بعده الزقوم
يا قوم قد سئمت لذاك نفوسنا * يا قوم أين الترك أين الروم
فشاعت الأبيات وسمعها الأمير أبو الفتح ذهب إلى بيت ابن
الزويدة، فقال له ابن الزويدة: الآن والله كان عندي الزقوم وقال لي والله
ما بي من الهجو ما بي من انك قرنتني بابن أبي حصينة، فقال له ابن
أبي حصينة: قبحك الله وهذا هجو ثان.
وقال يمدح قريش بن بدران بن المقلد بن المسيب صاحب نصيبين:
أبت عبراته الا انهمالا * عشية أزمع الحي ارتحالا
أجدك كلما هموا بنأي * ترقرق ماء عينك ثم سالا
تقاضينا مواعد أم عمرو * فضنت ان تنيل وان تنالا
وسار خيالها الساري إلينا * فلو علمت لعاقبت الخيالا
إذا بلغت ركائبنا قريشا * فقد بلغت بنا الماء الزلالا
فتى لو مد نحو الجو باعا * وهم بان ينال الشهب نالا
إذا انتسب ابن بدران وجدنا * مناسبة العلية لا تعالى
تتيه بها إذا ذكرت معد * وتكسب كل قيسي جمالا
أيا علم الهدى نجوى محب * يحبكم اعتقادا لا انتحالا
مننت فلم تجشمني عناء * وجدت فلم تكلفني سؤالا
إذا عدم الزمان مسيبيا * أتاح الله للدنيا وبالا
وهي طويلة. وقال يرثي زعيم الدولة أبا كامل بركة بن المقلد بن
المسيب وتوفي بتكريت 2 سنة 443:
من عظيم البلاء موت العظيم * ليتني مت قبل موت الزعيم
يا جفوني سحي دما أو فحمي * صحن خدي بعبرة كالحميم

67
بعد خرق من الملوك كريم * ما زمان أودى به بكريم
جعفري (1) النصاب من صفوة الصفوة * والفخر والصميم الصميم
يا أبا كامل برغمي ان * يشقيك سكنى التراب بعد النعيم
أو تبيت القصور خالية منك * ومن وجهك الوضي الوسيم
وانقراض الكرام من شيم الدهر * ومن عادة الزمان اللئيم
قد بكت حسرة عليه المذاكي * وشكت فقده بنات الرسيم
وهي طويلة وقال يرثي أبا العلاء المعري:
العلم بعد أبي العلاء مضيع * والأرض خالية الجوانب بلقع
أودى وقد ملأ البلاد غرائبا * تسري كما تسري النجوم الطلع
ما كنت اعلم وهو يودع في الثرى * ان الثرى فيه الكواكب تودع
جبل ظننت وقد تزعزع ركنه * ان الجبال الراسيات تزعزع
وعجبت ان تسع المعرة قبره * ويضيق بطن الأرض عنه الأوسع
لو فاضت المهجات يوم وفاته * ما استكثرت فيه فكيف الأدمع
تتصرم الدنيا ويأتي بعده * أمم وأنت بمثله لا تسمع
لا تجمع المال العتيد وجد به * من قبل تركك كل شئ تجمع
وان استطعت فسر بسيرة احمد * تأمن خديعة من يغر ويخدع
رفض الحياة ومات قبل مماته * متطوعا بأبر ما يتطوع
عين تسهد للعفاف وللتقى * ابدا وقلب للمهيمن يخشع
شيم تجمله فهن لمجده * تاج ولكن بالثناء ترصع
جادت ثراك أبا العلاء غمامة * كندى يديك ومزنة لا تقلع
ما ضيع الباكي عليك دموعه * ان البكاء على سواك مضيع
قصدتك طلاب العلوم ولا أرى * للعلم بابا بعد بابك يقرع
مات النهى وتعطلت أسبابه * وقضى العلا والعلم بعدك أجمع
وقال يرثي القاضي أبا يعلى حمزة بن الحسين بن العباس الحسيني
الدمشقي وكان يوم وفاته بدمشق:
هوى الشرف العالي بموت أبي يعلى * ولا غر ان جلت رزية من جلا
سيصلى بنار الحزن من كان آمنا * به انه في الحشر بالنار لا يصلى
تحلت به الدنيا فحل به الردى * فعطلها من ذلك الحلي من حلا
فقدناه فقد الغيث أقلع وبله * عن الأرض لما انفذت ذلك الوبلا
لقد فل منه الدهر حد مهند * تركنا به كل حد له نصلا
فلست أبالي بعده اي عابر * من الناس املى الله مدته أم لا
تقل دموعي والهموم كثيرة * كذاك دخان النار ان كثرت قلا
وآنف ان أبكي عليك بعبرة * إذا لم يكن غربا من الدمع أو سجلا
وقال يرثي معتمد الدولة قرواش بن المقلد بن المسيب العقيلي
صاحب الموصل وتوفي مسجونا بقلعة الجراحية وقيل قتله ابن أخيه قريش
مستهل رجب سنة 444 بتل توبة من مدينة نينوى:
أمثل قرواش يذوق الردى * يا صاح ما أوقح وجه الحمام
حاشا لذاك الوجه ان يعرف * البؤس وان يختشى عليه الرغام
وللجبين الصلت ان يسلب * البهجة أو يعدم حسن الوسام
يا أسف الناس على ماجد * مات فقال الناس مات الكرام
غير بعيد يا بعيد الندى * ولا ذميم يا وفي الذمام
زلت فلا القصر بهي ولا * بابك معمور كثير الزحام
ولا الخيام البيض منصوبة * بوركت يا ناصب تلك الخيام
قبحا لدينا حطمت أهلها * وأخذتهم باكتساب الحطام
تأخذ ما تعطي فما بالنا * نكثر فيما لا يدوم الخصام
يا قبر قرواش سقيت الحيا * ولا تعدتك غوادي الغمام
قضى ولم اقض على اثره * اني لمن ترك الوفا ذو احتشام
انظم شعرا والجوى شاغلي * يا عجبا كيف استقام الكلام
ولما وصل أرمانوس ملك الروم إلى حلب سنة 421 ومعه ملك الروس وملك
البلغار والألمان والبلجيك والخزر والأرمن في ستمائة ألف من
الفرنج قاتلهم شبل الدولة نصر بن صالح صاحب حلب فهزمهم وتبعهم
إلى اعزاز واسر جماعة من أولاد ملوكهم وغنم المسلمون منهم غنائم عظيمة
فقال ابن أبي حصينة في ذلك وأنشدها شبل الدولة بظاهر قنسرين:
ديار الحق مقفرة يباب * كان رسوم دمنتها كتاب
نأت عنها الرباب وبات يهمي * عليها بعد ساكنها الرباب
تعاتبني امامة في التصابي * وكيف به وقد فات الشباب
نضا مني الصبا ونضوت منه * كما ينضو من الكف الخضاب
إلى نصر وأي فتى كنصر * إذا حلت بمغناه الركاب
أمنتهك الفرنج غداة ظلت * حطاما فيهم السفر الصلاب
جنودك لا يحيط بهن وصف * وجودك لا يحصله حساب
وذكرك كله ذكر جميل * وفعلك كله فعل عجاب
وارمانوس كان أشد بأسا * وحل به على يدك العذاب
اتاك يجر بحرا من حديد * له في كل ناحية عباب
إذا سارت كتائبه بأرض * تزلزلت الأباطح والهضاب
فعاد وقد سلبت الملك عنه * كما سلبت عن الميت الثياب
فما أدناه من خير مجئ * ولا أقصاه عن شر ذهاب
فلا تسمع بطنطنة الأعادي * فإنهم إذا طنوا ذباب
ولا ترفع لمن عاداك رأسا * فان الليث تنبحه الكلاب
وقال:
أشد من فاقه الزمان * مقام حر على هوان
فاسترزق الله واستعنه * فإنه خير مستعان
وان نبا منزل بحر * فمن مكان إلى مكان
وقال:
بكت علي غداة البين حين رأت * دمعي يفيض وحالي حال مبهوت
فادمعي ذوب ياقوت على ذهب * ودمعها ذوب در فوق ياقوت
وقال:
لا تخد عنك بعد طول تجارب * دنيا تغر بوصلها وستقطع
أحلام نوم أو كظل زائل * ان اللبيب بمثلها لا يخدع وقال يمدح
ثابت بن ثمال بن صالح بن مرداس:
لو أن دارا أخبرت عن ناسها * لسالت رامة عن وباء كناسها
بل كيف تخبر دمنة ما عندها * علم بوحشتها ولا ايناسها
ممحوة العرصات يشغلها البلى * عن ساحبات المرط فوق دهاسها
وزمان لهو بالمعرة مونق * بشياتها وبجانبي هرماسها
أيام قلت لذي المودة استقني * من خندريس حناكها أو حاسها (2)
حمراء تغنينا بساطع لونها * في الليلة الظلماء عن نبراسها



(1) لعله يشير إلى أنه من اتباع جعفر الصادق (عليه السلام).
(2) حناك حصن كان بمعرة النعمان وحاس مكان في ارض المعرة. المؤلف
68
وكأنما حبب المزاج إذا طفا * در ترصع في جوانب طاسها
رقت بما أدري أ كأس زجاجها * في جسمها أم جسمها في كاسها
وكأنما زرجونة جاءت بها * سقيت مذاب التبر عند غراسها
فاتت مشعشعة كجذوة قابس * راعت اكف القوم عند مساسها
لله أيام الصبا ونعيمها * وزمان جدتها ولين مراسها
ما لي تعيب البيض بيض مفارقي * وسبيلها تصبو إلى أجناسها
نور الصباح إذا الدجنة اظلمت * أبهى وأحسن من دجى أغلاسها
ان الهوى دنس النفوس فليتني * طهرت هذي النفس من أدناسها
ومطامع الدنيا تذل ولا أرى * شيئا أعز لمهجة من ياسها
من عف لم يذمم ومن تبع الخنا * لم تخله التبعات من أوكاسها
زين خصالك بالسماح ولا ترد * دنيا تراك وأنت بعض خساسها
ومتى رأيت يد امرئ ممدودة * تبغي مؤاساة الكريم فواسها
خير الأكف السابقات بجودها * كف تجود عليك في افلاسها
اما نزار فكلها لكريمة * لكن أكرمها بنو مرداسها
وقال:
إذا المرء لم يرض ما أمكنه * ولم يأت من امره أحسنه
فدعه فقد ساء تدبيره * سيضحك يوم ويبكي سنه
وقال:
الدهر خداعه خلوب * وصفوه بالقذى مشوب
فلا تغرنك الليالي * فبرقها خلب كذوب
وأكثر الناس فاعتزلهم * قوالب ما لها قلوب
الحسين بن عبد الله الأرجاني
يأتي بعنوان الحسين بن عبد الله بن بكر الأرجاني.
الحسين بن عبد الله ابن أسلم
في لسان الميزان ذكره الأزدي من كتب أبي جعفر الطوسي في رجال
الشيعة اه‍. اي ذكره الأزدي في رجال ولم أجد له ذكر في كتب الشيعة نقلا
من كتب أبي جعفر الطوسي ولعله اشتباه بالحسين بن عبد الله بن ضميرة
السلمي.
الحسين بن عبد الله الأشعري القمي
في لسان الميزان من غلاة الرافضة ذكره ابن النجاشي في مصنفي
الشيعة وقال كان يعاب عليه الغلو روى عنه أحمد بن علي العائذي
ومحمد بن يحيى وغيرهما اه‍. ولا اثر لذلك في رجال النجاشي وكان المراد
به الحسين بن عبيد الله القمي فقد قال الشيخ انه يرمى بالغلو لا النجاشي
ولم يذكر رواية هؤلاء عنه.
الحسين بن عبد الله البجلي الكوفي مولى حريز بن عبد الله.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الحسين بن عبد الله بن بكر أو بكير الأرجاني
الأرجاني نسبة إلى أرجان في انساب السمعاني بفتح الألف وسكون
الراء وفتح الجيم في آخرها النون من كور الأهواز من بلاد خوزستان ويقال
لها أرغان بالغين وهي أرجان وقال أبو بكر الخوارزمي:
فلو أبصرت في أرجان نفسي * عليها من أبي يحيى زمام
وفي معجم البلدان أرجان بفتح أوله وتشديد الراء وجيم وألف ونون
قال الإصطخري مدينة كبيرة بينها وبين شيراز ستون فرسخا وبينها وبين
سوق الأهواز ستون فرسخا وقد خفف المتنبي الراء فقال:
أرجان أيتها الجياد فإنه * عزمي الذي يدع الوشيج مكسرا
وأنشدني محمد بن السري:
أراد الله ان يخزي بجيرا * فسلطني عليه بأرجان
اه‍. فقد جعل السمعاني الراء ساكنا وجعله ياقوت مشددا ونسب
تخفيفه إلى المتنبي اي بالفتح بغير تشديد وما قاله الخوارزمي محتمل للسكون
والفتح مخففا ومن ذلك يعلم أنه مشدد وقد يخفف بالاسكان أو الفتح.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع بعنوان الحسين
الأرجاني وذكره في أصحاب الباقر ع بعنوان الحسين بن عبد الله
الأرجاني وذكره أيضا في أصحاب الصادق ع بعنوان الحسين بن عبد الله
الرجاني وقال روى عنه صالح بن حمزة ويأتي في عبد الله بن بكر أو بكير
الأرجاني أو الرجاني ان له ابنا اسمه الحسين وان النسخ في نسبته مختلفة بين
الأرجاني والرجاني وغيرهما وان في نسخة الكشي المطبوعة الجرجاني وهو
والد الحسين هذا ومن ذلك يظهر اتحاد الحسين الأرجاني والحسين بن
عبد الله الأرجاني وان الرجاني تصحيف الأرجاني وكذلك الجرجاني.
وفي لسان الميزان ذكر الحسين بن عبد الله الأرجاني مع جماعة وقال
ذكرهم الأزدي من كتب أبي جعفر الطوسي في رجال الشيعة اه‍. وقوله
ذكرهم الأزدي الخ قد مر نظيره.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب الحسين بن عبد الله المشترك
بين جماعة لا حظ لهم في التوثيق ويمكن استعلام انه ابن عبد الله الرجاني
برواية صالح بن حمزة عنه.
الحسين بن عبد الله بن جعفر بن الحسين بن جامع بن مالك الحميري.
أشار إليه النجاشي في ترجمة أخيه محمد فقال إن محمدا كاتب صاحب
الامر ع وكان له اخوة جعفر والحسين واحمد كلهم كان له مكاتبة اه‍.
أبو عبد الله الحسين الحراني بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن علي
الطيب العلوي العمري
في عمد الطالب قال الشيخ أبو الحسن العمري كان متقدما بحران
مستوليا عليها وقوي أمر أولاده حتى استولوا على حران وملكوها على آل
وثاب وكان أبو إبراهيم محمد الحراني بن أحمد الحجازي بن محمد بن
الحسين بن إسحاق المؤتمن ممدوح أبي العلاء المعري لبيبا عاقلا ولم تكن حاله
واسعة فزوجه المترجم بنته خديجة المعروفة باسم سلمة وأمده المترجم بماله وجاهه.
السيد رضي الدين الحسين ابن أبي الرضا عبد الله بن الحسين بن علي الحسيني المرعشي
في فهرس منتجب الدين: فقيه صالح ورع وفي لسان الميزان
الحسين بن عبد الله بن علي المرعشي ذكره الأزدي من كتب أبي جعفر
الطوسي في رجال الشيعة اي ان الأزدي ذكره في رجال الشيعة نقلا من
كتب أبي جعفر الطوسي والظاهر أن المراد به المترجم ولا ذكر له في كتب أبي
جعفر انما ذكره منتجب الدين في فهرسته كما سمعت.
الشيخ أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسين أو الحسن بن علي بن سينا
المعروف بالشيخ الرئيس.
مولده ووفاته
ولد بأفشنة من بلاد بخارى كما في عيون الأنباء وقال ابن خلكان
بخرميثنا سنة 375 كما في العيون أو 370 قاله ابن خلكان أو 373 عن
روضة الصفا وتوفي بهمذان يوم الجمعة في شهر رمضان كما في لسان الميزان
أو في شعبان كما في كامل الأثير سنة 428 أو 427 عن 58 أو 57 أو 55 أو
53 سنة حسب الاختلاف في تاريخ المولد والوفاة وفي عيون الأنباء قبره
تحت السور من جانب القبلة من همذان وقال ابن الأثير توفي بأصبهان قال
ابن خلكان والأول أشهر وفي عيون الأنباء قيل إنه نقل إلى أصفهان ودفن

69
في موضع على باب كونكنبد قال وكان الشيخ كمال الدين بن يونس يقول إن
مخدومه سخط عليه أو اعتقله فمات في السجن وكان ينشد:
رأيت ابن سينا يعادي الرجال * وفي السجن مات أخس الممات
فلم يشف ما ناله بالشفاء * ولم ينج من موته بالنجاة
والشفاء والنجاة كتابان له، ولكن ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء
حين أورد البيتين قال في البيت الأول وبالحبس بدل وفي السجن وقال
أراد بالحبس انحباس البطن من القولنج الذي أصابه اه‍. فيكون قول
من قال إنه مات في السجن اشتباها والله أعلم وسينا بكسر السين
وسكون التحتية والقصر.
أصله
في عيون الأنباء عن أبي عبيد عبد الواحد الجوزجاني تلميذ الشيخ
الرئيس قال حدثني أستاذي أبو علي بن سينا عن نفسه قال كان أبي من أهل
بلخ وانتقل منها إلى بخارى في أيام نوح بن منصور (1) وتولى العمل بقرية
يقال لها خرميثنا أو خرميشن وبقربها قرية يقال لها أفشنة فتزوج من أفشنة
بوالدتي واسمها ستارة (2) وتوطنها فولدت انا بها وبعد خمس سنين من ولادتي
ولدت أخي محمودا ثم انتقلنا إلى بخارى.
أقوال العلماء فيه
في عيون الأنباء: كان أشهر من أن يذكر وفضائله أظهر من أن تسطر
قال تلميذه الجوزجاني: وكان من عجائب أمر الشيخ اني صحبته وخدمته
خمسا وعشرين سنة فما رأيته إذا وقع له كتاب مجدد ينظر فيه على الولاء بل
كان يقصد المواضع الصعبة منه والمسائل المشكلة فينظر ما قال مصنفه فيها
فيتبين مرتبته في العلم ودرجته في الفهم وذكره محمد بن عبد الكريم
الشهرستاني في الملل والنحل لما سرد أسامي فلاسفة الاسلام فقال: وعلامة
القوم أبو علي بن سينا وكانت طريقته أدق ونظره في الحقائق أغوص وكل
الصيد في جوف الفرا. وفي كشف الظنون ان الشهرستاني عده في فلاسفة
الاسلام الذين فسروا ونقلوا من اليونانية إلى العربية. وقال ابن أبي
الحموي كذا الفقيه الشافعي شارح الوسيط في كتابه الملل والنحل على ما
حكاه عنه ابن حجر في لسان الميزان لم يقم أحد من هؤلاء يعني فلاسفة
الاسلام مقام أبي نصر الفارابي وأبي علي بن سينا وكان أبو علي أقوم
الرجلين وأعلمهما وقال ابن خلكان انتقل في البلاد واشتغل بالعلوم وحصل
الفنون وكان نادرة عصره في علمه وذكائه وتصنيفه وهو من فلاسفة المسلمين
وله رسائل بديعة وانتفع الناس بكتبه وله شعر وتقدم عند الملوك وخدم علاء
الدولة بن كاكويه وعلت درجته عنده وفضائله كثيرة مشهورة اه‍. وعن
الكشكول عن بعض المواضع انه كان ماهرا في جميع العلوم الواضحة
والغريبة والحكمية والرسمية بأقسامها.
وفي الروضات عن كتاب سلم السماوات للشيخ أبي القاسم بن أبي
حامد بن أبي نصر الحكيم الشيرازي الكازروني انه قال في حقه: كان
تلميذا لتصانيف الفارابي وأستاذا للحكماء الاسلاميين ولم ينتفع أهل الحكمة
النظرية والأطباء بعد أرسطاطاليس وأفلاطون الالاهي من أحد مثلما
انتفعوا من آثاره وتعليقاته ولذا لقبوه بالشيخ الرئيس وقد خالف الفارابي في
بعض المطالب الحكمية مثل مفهوم القضية الذهنية وجالينوس في بعض
المسائل الطبية مثل قوله بان جراحة السل لا تقبل الالتئام لأنها في عضو متحرك
وهو الرئة والتئام المتحرك لا يتيسر الا بالسكون فنقضه بسل الغنم فان التئامه امر
محسوس وذكر البيهقي في تاريخه ان الشيخ أصلح كثيرا في الأهوية المختلفة والأمكنة
المتباعدة جراحة السل وعالجها بالورد المقند واللبن والحليب وعن روضة الصفا ان
أباه وضعه في المكتب في بخارى فلما بلغ عشرا كان قد فرع من أصول
العربية وقواعد الأدب ثم اشتغل بالطبيعي والإلهي ثم بعد ذلك بالطب
فبلغ بقليل من الزمان مرتبة لم يبلغها أحد قبله وكان يحضر مجلسه الأطباء
الحذاق ومع هذا كان يتردد إلى مجلس إسماعيل الزاهد لقراءة الفقه
والأصول ولم يكن في آن فارغا من المطالعة والكتابة وقليل من الليل يهجع
اه‍. وكتب ابن مندويه أحمد بن عبد الرحمن الأصبهاني الطبيب رسالة في
البواسير وعلاج شقاقها وأرسلها إليه قال المؤلف هو فيلسوف الاسلام نبغ
في الطب والفلسفة والحكمة العقلية وأتقن الفقه واللغة والأدب والشعر
والحساب وأوتي من قوة الحفظ وحدة الذهن والصبر على الجد والاجتهاد
وقوة العزم في ذلك ما كاد يكون خارقا للعادات وفاق من سبقه وأعجز من
لحقه ويكفيك انه عاش 58 أو 57 سنة ألف فيها ما ينيف على مائة مجلد
منها القانون في الطب الذي صنفه وله 16 سنة والذي كان يدرس في أوروبا
إلى عهد قريب وترجم إلى اللاتينية ومنها الإشارات وان يحفظ تسعة كتب
كبار وبعضها كبير جدا في اللغة والنحو والصرف والأدب والشعر وغيرهما في
مدة سنة ونصف وله دون عشر سنين وان يقرأ الفقه وله دون 12 سنة فلما
بلغ 12 سنة كان يفتي في بخارى. على مذهب أبي حنيفة وهذا يكاد يلحق
بالمعجزات وان تسمو همته إلى غير الفلسفة والحكمة من الفقه فيدرسه ويناظر
فيه ويحفظ القرآن وكثيرا من الأدب وله عشر سنين ويبرز في الطب في مدة
يسيرة حتى اخذ الأطباء يقرأون عليه وان تسمو نفسه إلى اتقان لغة العرب
لكلمة سمعها من لغوي انه لا يرضى من كلامه في اللغة فيتقنها ويكون
ذلك سببا لأن يصنف فيها مصنفا في عشرة مجلدات يسميه لسان العرب
ولعل ابن منظور أخذ اسم كتابه منه، وأن يكون جل تحصيله لنفسه بنفسه
بكده واجتهاده وان تمضي عليه سنة ونصف سنة لا ينام فيه ليلة واحدة
بطولها بل يسهر أكثر الليل ويشتغل كل النهار وأن يكون لما بلغ 24 سنة
ليس شئ من العلوم لا يعرفه وان تسمو نفسه إلى الوزارة فيتولاها ولا
يشغله عنها ما هو فيه من النظر في الطب والفلسفة والتأليف والتصنيف وان
يصنف جملة من مصنفاته المهمة في حال حبسه أو في حال استتاره وخوفه من
دون رجوع إلى كتاب وان يعيد تأليف مصنفاته بعد تلفها عن ظهر القلب
والحاصل ان الرجل هو أوحدي الزمان لا أوحدي زمانه فقط وان جملة من
حالاته هي من خوارق عادات الدهر ومعجزاته وقد جاء في ترجمته ما يدل
على قوة معرفته بعلم الهيئة والنجوم وتعبير الرؤيا فقد ذكر صاحب
الروضات عن بعض مترجميه انه انتهى بعض مسائل الهيئة والنجوم التي
استند فيها بطليموس الحكيم وغيره إلى أدلة الظنون عنده إلى درجة الحس
واليقين مثل كون الشمس في الفلك الرابع والزهرة في الثالث كما أنه يقول
رأيت الزهرة كخال على وجه الشمس قال: وله في علم التعبير معرفة تامة
وينقل عنه صاحب التعبير القادري كثيرا اه‍.
القادحون في عقيدته
قال الذهبي في ميزانه: الحسين بن عبد الله بن سينا أبو علي الرئيس
ما اعلمه روى شيئا من العلم ولو روى لما حلت الرواية عنه لأنه فلسفي
النحلة ضال لا رضي الله عنه. وقال ابن أبي الحموي الفقيه الشافعي فيما
حكاه عنه ابن حجر: قد اتفق العلماء على أن ابن سينا كان يقول بقدم
العالم وينفي المعاد الجسماني ولا ينكر المعاد النفساني ونقل عنه انه قال إن
الله لا يعلم الجزئيات بعلم جزئي بل بعلم كلي فقطع علماء زمانه ومن
بعدهم من الأئمة ممن يعتبر قولهم أصولا وفروعا بكفره وبكفر أبي نصر



(1) الذي في كثير من الكتب نوح بن نصر المؤلف
(2) معناها بالفارسية النجم.
70
الفارابي من اجل اعتقاد هذه المسائل وانها خلاف اعتقاد المسلمين وقال ابن
حجر أيضا أطلق الغزالي وغيره القول بتكفير ابن سينا اه‍. وفي كامل ابن
الأثير في حوادث سنة 428 فيها في شعبان توفي أبو علي ابن سينا الحكيم
الفيلسوف المشهور صاحب التصانيف السائر على مذاهب الفلاسفة وكان
موته بأصبهان وكان خدم علاء الدولة أبا جعفر ابن كاكويه ولا شك ان أبا
جعفر كان فاسد الاعتقاد فلهذا قدم ابن سينا على تصانيفه في الالحاد والرد
على الشرائع في بلده اه‍. وممن قدح في عقيدته من علمائنا هما صاحبا
البحار والدر المنثور فيما حكي عنهما وقد شاع في الاسلام التسرع إلى التكفير
وهو ليس بالأمر السهل لا سيما بعد قوله ص من كفر مسلما فقد باء به
أحدهما فيلزم عدم التسرع ما لم يستند إلى أمر محقق واضح كالشمس
الضاحية وقد استند القادحون في عقيدته إلى ما يحكى عنه في الشفاء من
القول بقدم العالم كما هو رأي الفلاسفة ونفي المعاد الجسماني وثبات المعاد
الروحاني وفي مرآة الجنان لليافعي طالعت كتاب الشفا فلم أره الا جديرا
بقلب الفاء قافا مشتمل على فلسفة كثيرة لا ينشرح لها صدر متدين والى ما
يحكى عنه في رسالة المبدأ والمعاد من أن اللذات الأخروية للأرواح لا
للأجسام وما يظهر من استحلاله الشراب بحكايته عن نفسه كما يأتي في
اخباره انه كان إذا غلبه النوم شرب قدحا من الشراب. وأجيب عن
ذلك بأنه معارض بما ذكره في الإشارات من ايكال امر المعاد الجسماني إلى
صاحب الشريعة وبما ذكره في الشفاء نفسه فقد حكي عن تلميذه الجوزجاني
انه قال الشيخ في آخر الشفاء ليس لنا دليل عقلي على وجوب حشر الأجساد
كما لا دليل على امتناعه لكن لما أخبر يه الصادق المصد ع نصدقه فيما
أخبر به ولهذا يلزم حبس اللسان عن الطعن فيه. وبان له رسالة في اثبات
المعاد الجسماني وحينئذ فيكون المراد بما في الشفا تحرير مطالب المتقدمين لا
بان معتقده. ويدل على صحة عقيدته بعد كونه على ظاهر الاسلام بإقامته
الصلاة وغير ذلك قوله عند ذكر بعض الأدوية كما يأتي: هو كما قال
صاحب شريعتنا الدال على اعترافه بان شريعته شريعة الاسلام وقوله في
وصيته الآتية: في آخر الترجمة أفضل الحركات الصلاة وأفضل السكنات
الصيام وقوله فيها ثم لا يقصر في الأوضاع الشرعية ويعظم السنن الإلهية
والمواظبة على التعبدات البدنية وانه كلما تحير في مسالة تردد إلى الجامع
وابتهل إلى الله في حلها. وانه لما كان مأيوسا من معرفة علم ما بعد الطبيعة
ثم وجد كتابا للفارابي أرشده إلى معرفة ما يئس منه سجد لله شكرا مرات
وتصدق بمقدار واسع. وانه كان يختلف في تعلم الفقه ويناظر فيه. وانه
ألف رسالة في أسرار الصلاة. وألف في تفسير القرآن. وألف في اثبات
النبوة ووصف النبي ص بالصادق المصدق. وانه اغتسل
عند دنو اجله غسل التوبة وتاب من ذنوبه وتصدق ورد كثيرا من المظالم ولازم تلاوة القرآن
وختمه في كل ثلاثة أيام وفي مرأة الجنان لليافعي وقد ذكروا انه تاب
واشتغل بالتنسك فان صح ذلك فقد أدركه الله تعالى بعفوه لسابق عنايته
وواسع رحمته حتى أحدث فيه لاحق توبته والله أعلم بحقيقة ذلك وصحته
اه‍ وفي الروضات عن سلم السماوات المار ذكره انه قد تمسك في رسالته
التي كتبها في الصلاة بالأدلة النقلية. والاعتراف بالنبوة وسائر أركان الدين
ظاهر من سائر مؤلفاته اه‍.
فمثل هذا كيف يجرؤ ذو دين على تكفيره ويقول إنه ضال لا رضي
الله عنه ولا يخاف ان يبوء به أحدهما واما القول بمقالات الفلاسفة في
الحكمة العقلية الباحثة عن حقائق الأشياء على ما هي عليه بحسب الطاقة
البشرية من الجواهر والاعراض فهذا لا يوجب تكفيرا ولا ضلالا ولا
خروجا عن الاسلام سواء أ قلنا بان ذلك لازم ومفيد أم قلنا بأنه غير لازم
وغير مفيد مع أن الحق ان ذلك مفيد وموجب لقوة الحجة وتشريح الذهن
وصحة الاحتجاج على العقائد الحقة وكان قوم يقولون يحرمه تعلم علم
المنطق، وما ذاك الا من جمود الذهن وقصور النظر قال صاحب السلم:
فابن الصلاح والنواوي حرما وقال قوم ينبغي ان يعلما
والقولة الواضحة الصحيحة * جوازه لسالم القريحه
وهذا الحافظ ابن حجر يظهر منه عدم ارتضاء القول بتكفيره فهو بعد
ما نقل عن الغزالي اطلاق القول بتكفيره قال بعده بلا فصل وقال ابن سينا
في الكلام على بعض الأدوية هو كما قال صاحب شريعتنا ص فاورد هذا
الكلام الدال على أن شريعته شريعة الاسلام ليكون كالرد على الغزالي
والأبيات الآتية التي أوردها واستظهرنا انها من نظم ابن سينا شاهدة بصحة
عقيدته اما جزم ابن الأثير بفساد عقيدة علاء الدولة فهفوة منه وتسرع لم
يعهد له مثلهما كقوله ان ابن سينا صنف في الالحاد والرد على الشرائع اما ما
دل على تعاطيه الشراب وآلات اللهو فمعصية قد تاب منها لا توجب تكفيرا
ولا تضليلا.
تعاطيه الشراب وآلات اللهو
قال تلميذه الجوزجاني فيما حكاه عنه صاحب عيون الأنباء كان يجتمع
كل ليلة في داره في همذان طلبة العلم وكنت اقرأ من الشفا وغيري من
القانون فإذا فرغنا حضر وهئ مجلس الشراب وكنا نشتغل به ومر قوله مهما
غلبني النوم أو شعرت بضعف عدلت إلى شرب قدح من الشراب وانه امر
حضار الشراب بعد صلاة العشاء وجعل يشرب إلى نصف الليل وامر
تلميذه وأخاه بتناوله وقال صاحب روضة الصفا: لم يكن أحد من حكماء
الاسلام شرب قبله بل حكماء قبل الاسلام من اليونانيين لم ينسبوا إلى هذا
الامر الشنيع اه‍ ولكن ينافي هذا ما حكاه الجوزجاني نفسه عن وصية ابن
سينا الآتية من قوله اما المشروب فإنه يهجر شربه تلهيا بل تشفيا وتداويا.
وكيف كان فقد مر انه تاب عند حضور اجله من جميع المعاصي والله يقبل
التوبة عن عباده وهو التواب الرحيم.
ما ربما يعاب من أفعاله وأخلاقه
يعاب من أخلاقه وأفعاله سوى ما مر إفراطه في الميل إلى الشهوة
الحيوانية حتى أودت بحياته وتهافته على خدمة الملوك والامراء المزرية به
وتطلعه إلى الوزارة حتى أدى ذلك إلى تشريده في البلاد وقد كان في غنى عن
ذلك بما أوتيه من علم في جميع الفنون ولا سيما الطب الذي فاق فيه أهل عصره
وسلطان العلم أقوى من كل سلطان وصناعة الطب التي فاق فيها
ويحتاجها كل أحد كافلة بادرار أوسع الأرزاق عليه ولكن تأبى الطباع على



(1) المقصود بالإسماعيلي في هذا الكتاب هو ان يكون ممن عرفوا اليوم باسم (البهرة) أو الامامية
السبعية مقابل الامامية الاثني عشرية لا ممن عرفوا (بالاغا خانية) وشتان بين الفريقين ويرى
الشيخ محمد كاظم الطريحي انه كان جعفريا لا إسماعيليا سبعيا واستدل على ذلك بأنه قد
صرح بضرورة الاجتهاد في كتبه منها قوله في آخر القسم آلاء لاهي من كتاب الشفاء: ويجب
أن يفوض كثير من الأحوال خصوصا في المعاملات إلى الاجتهاد، فان للأوقات أحكاما لا
يمكن ان تضبط كما ظن جماعة من العلماء. لان المذهب الإسماعيلي يكتفى بالنص على
الإمامة تسلسلا بدون التوقف. هذا مضاف إلى تهربه من ملاقاة السلطان محمود الغزنوي
وما رمي به من البهتان والاتهام والكفر والزندقة. ثم أقوال من انتصر له من أكابر علماء الإمامية
الحاضرين كالخاجه نصير الدين الطوسي والعلامة الحلي واضرابهما من المشاهير وسلسلة تلاميذه
التي لا تزال متصلة تروي عنه إلى اليوم. كل ذلك يدل على جعفريته
واخذه بمذهب الاجتهاد.
71
الناقل ولكن امرئ في هذه الحياة نهج هو ناهجه.
تشيعه
ان الكلام على تشيعه فرع تصحيح اعتقاده بالدين الاسلامي وقد مر
ذلك وترجح صحة عقيدته الاسلامية وقد رجحنا في الجزء الأول كونه
إسماعيليا وهو وان لم يكن من شرط كتابنا على هذا لاختصاصه بالامامية
الاثني عشرية أو من شايع عليا ع قبل ظهور بعض الفرق الا اننا
قد نذكر غيرهم ممن له نباهة وشأن في العلم والأدب ولكن يأتي فيما حكاه
عن نفسه ما ربما ينافي ذلك من قوله فلا تقبله نفسي وكيف كان فقد نسب
إلى التشيع والله أعلم بحاله وممن قال بتشيعه وانه ولد على فطرة التشيع
والايمان القاضي نور الله في مجالس المؤمنين. وهو وان قيل عن كتابه
بالفارسية شيعة تراش الا انه قد أقام امارات على ذلك من ملازمته
الملوك الشيعة دون غيرهم أمثال آل بويه وعلاء الدولة بن كاكويه الديلمي
واشتراطه الأفضلية في خليفة الله وثبوت النص والاجماع عليه خصوصا
النص يشير إلى ذلك ما ذكره في نبوات كتاب الشفاء من أن رأس الفضائل
فقه وحكمة وشجاعة ومن اجتمعت له معها الحكمة النظرية فقد سعد ومن
فاز مع ذلك بالخواص النبوية كان أن يصير ربا انسانيا تحل عبادته بعد الله
تعالى وهو سلطان العالم الأرضي وخليفة الله فيه إلى غير ذلك مما قد بالغ في
اشتراطه في الخلافة مضافا إلى ما نقل عنه من قوله: علي بين الخلق
كالمعقول بين المحسوس، كاد ان يصير ربا انسانيا الخ وان كان فيه سوء
تعبير إلا أنه لم يقصد به معنى شيئا وقوله بان صفاته تعالى عين ذاته كما
يأتي.
رأيه في علم الكيمياء
عن الكشكول انه كان في أول امره ينكر علم الكيمياء وتعرض
لابطاله كما هو حقه في كتاب الشفاء ولكنه في آخر الامر كتب رسالة في
صحته سماها حقائق الاشهاد.
خبره مع أبي سعيد الصوفي
في الروضات عن بعض مصنفات ملا احمد النراقي انه كان بين ابن
سينا وبين الشيخ أبي سعيد بن أبي الخير الزاهد المتصوف المشهور مكاتبات
ومراسلات تكلم كل منهما فيما كتبه على مشربه ومذاقه وعن تاريخ حمد الله
المستوفي انهما تلاقيا في موضع فلما افترقا سئل كل منهما عن صاحبه فقال أبو
سعيد ما انا أراه هو يعلمه وقال أبو علي ما انا اعلمه هو يراه اه‍ ومرتبة
الرؤية في المكاشفة أعلى من مرتبة العلم فقد اعترف كل منهما ان أبا سعيد
أعلى مرتبة في المكاشفة.
مذهبه في ذات الله تعالى
قال صاحب سلم السماوات في تتمة ما حكي عنه في الروضات:
ومذهبه كمذهب أرسطاطاليس وأكثر الحكماء المشائين ان حقيقة الواجب
تعالى شانه وجود خاص متعين بذاته المقدسة وصفاته الكمالية التي هي عين
ذاته مثل العلم والقدرة والحياة والإرادة اه‍.
مبدأ تحصيله إلى نهايته
كتب تلميذه الجوزجاني المقدم ذكره جزأ في اخباره ذكر فيه ما حكاه
ابن سينا عن نفسه في مبدأ تحصيله إلى نهايته وهو مذكور في عيون الأنباء
وجملة منه وجدناه منقولا عن تلخيص الآثار وروضة الصفا وفي تاريخ
الحكماء ونحن ننقله بطوله لما فيه من عبرة ومن نتائج مهمة للجد والاجتهاد
تحث عليه وتدعو إليه قال عن تلخيص الآثار فلما بلغت سن التمييز اي
نحو سبع سنين سلمت في بخارى إلى معلم القرآن ثم إلى معلم
الأدب فكان كل شئ قرأ الصبيان على الأديب أحفظه والذي كلفني
أستاذي كتاب الصفات وكتاب غريب المصنف ثم أدب الكاتب الكتاب
ثم اصلاح المنطق ثم كتاب العين ثم شعر الحماسة ثم ديوان ابن الرومي ثم
تصريف المازني ثم نحو سيبويه فحفظت تلك الكتب في نحو سنة
ونصف ولولا تعويق الأستاذ لحفظتها في دون ذلك هذا مع حفظي وظائف
الصبيان في المكتب وعن روضة الصفا: وكان أبوه بعد فراغه من الاشغال
الديوانية يطالع في كتاب اخوان الصفا وكذا أبو علي في بعض
الأحيان اه‍ وفي عيون الأنباء عن الجوزجاني عن ابن سينا انه
قال: لما انتقلنا من أفشنة إلى بخارى أحضرت معلم القرآن ومعلم الأدب
وما أكملت العشر من عمري حتى تعلمت القرآن وكثيرا من الأدب حتى
كان يقضي مني العجب. ومراده بالكثير من الأدب ما مر ذكره عن
تلخيص الآثار من النحو والصرف واللغة والشعر ففي النحو كتاب سيبويه
وفي الصرف تصريف المازني وفي اللغة كتاب العين للخليل وكتاب الصفات
وغريب المصنف وأدب الكاتب واصلاح المنطق وفي الشعر ديوان الحماسة
وديوان ابن الرومي. فانظر كيف كان الاعتناء باللغة العربية في إيران
قال: وكان أبي ممن أجاب داعي المصريين ويعد من الإسماعيلية وقد سمع
منهم ذكر النفس والعقل على الوجه الذي يقولونه ويعرفونه وكذلك أخي
وكانوا ربما تذاكروا بينهم وانا أسمعهم وأدرك ما يقولونه ولا تقبله نفسي
وابتدأوا يدعونني إليه ويجرون ذكر الفلسفة وحساب الهند ولم يذكر ان
نفسه قد قبلته بعد ذلك وهذا قد ينافي ما قيل من أنه كان إسماعيليا)
قال: ووجهني أبي إلى رجل في بخارى كان يبيع البقل يسمى محمود
المساح ويعرف حساب الهند والجبر والمقابلة لا تعلمه منه وكنت اشتغل
بالفقه وأتردد فيه إلى إسماعيل الزاهد وكنت من أجود السالكين وقد ألفت
المطالبة ووجوه الاعتراض على المجيب على الوجه الذي جرت عادة القوم
به. وعن تلخيص الآثار: ثم شرعت في الفقه فلما بلغت 12 سنة كنت
أفتي في بخارى على مذهب أبي حنيفة قال ثم جاء إلى بخارى أبو عبد الله
الناتلي (1) وكان يدعى المتفلسف وانزله أبي دارنا رجاء تعلمي منه فبدأت اقرأ
عليه بكتاب ايساغوجي ولما ذكر لي حد الجنس انه هو المقول على كثيرين
مختلفين بالنوع في جواب ما هو اخذت في تحقيق هذا الحد بما لم يسمع بمثله
وتعجب مني كل العجب وحذر والدي من شغلي بغير العلم وكان اي مسالة
قالها لي أتصورها خيرا منه حتى قرأت ظواهر المنطق عليه واما دقائقه فلم
يكن عنده منها خبرة ثم اخذت اقرأ الكتب على نفسي وأطالع الشروح حتى
أحكمت علم المنطق وكذلك كتاب أقليدس فقرأت من أوله خمسة أشكال أو
ستة عليه ثم توليت بنفسي حل بقية الكتاب بأسره ثم انتقلت إلى المجسطي
ولما فرغت من مقدماته وانتهيت إلى الاشكال الهندسية قال لي الناتلي تول
قراءتها وحلها بنفسك ثم أعرضها علي لابين لك صوابه من خطئه وما كان
الرجل يقوم بالكتاب واخذت أحل فكم من شكل ما عرفه إلى وقت ما
عرفته عليه وفهمته إياه ثم فارقني الناتلي متوجها إلى كركانج واشتغلت بقراءة



(1) ناتل بنون والف ومثناة فوقية مكسورة بآمل طبرستان وبطن من الصدف وبطن من قضاعة
والظاهر أن الناتلي نسبة إلى الأول ويحتمل كونه نسبة إلى أحد الأخيرين. المؤلف
72
الكتب من المتون والشروح من الطبيعي والإلاهي وصارت أبواب العلم
تنفتح علي ثم رغبت في علم الطب وصرت اقرأ الكتب المصنفة فيه وعلم
الطب ليس من العلوم الصعبة فلا جرم اني برزت فيه في أقرب مدة حتى
بدأ فضلاء علم الطب يقرؤنه علي وتعهدت المرضى فانفتح علي من أبواب
المعالجات المقتبسة من التجربة ما لا يوصف.
وعن تلخيص الآثار: وصنفت القانون وانا ابن 16 سنة قال وانا مع
ذلك اختلف إلى الفقه وأناظر فيه وانا في ذلك الوقت من أبناء 16 سنة ثم
توفرت على العلم والقراءة سنة ونصفا فأعدت قراءة المنطق وجميع اجزاء
الفلسفة وفي هذه المدة ما نمت ليلة واحدة بطولها ولا اشتغلت في النهار
بغيره اي المنطق واجزاء الفلسفة وكنت أراعي شرائط قواعد المنطق في
تحصيل المطالب وكنت كلما تحيرت في مسالة ولم أظفر بالحد الأوسط في
القياس ترددت إلى الجامع وصليت وابتهلت إلى مبدع الكل حتى يفتح لي
المغلق ويتيسر المتعسر وكنت ارجع بالليل إلى داري واضع السراج بين يدي
واشتغل بالقراءة والكتابة فمهما غلبني النوم أو شعرت بضعف عدلت إلى
شرب قدح من الشراب ريثما تعود إلي قوتي ثم ارجع إلى القراءة ومهما
اخذني أدنى نوم أحلم بتلك المسائل بأعيانها حتى أن كثيرا من المسائل اتضح
لي وجوهها في المنام وكذلك حتى استحكم معي جميع العلوم ووقفت عليها
بحسب الإمكان الإنساني وكل ما علمته في ذلك الوقت فهو كما اعلمه الآن
لم ازدد فيه إلى اليوم حتى أحكمت علم المنطق والطبيعي والرياضي ثم
عدلت إلى الإلهي وقرأت كتاب ما بعد الطبيعة فما كنت افهم ما فيه
والتبس علي غرض واضعه حتى أعدت قراءته أربعين مرة وحفظته وانا مع
ذلك لا افهمه ولا المقصود به وايست من نفسي وقلت هذا كتاب لا سبيل
إلى فهمه. وفي بعض الأيام حضرت وقت العصر في الوراقين وبيد دلال
مجلد ينادي عليه فعرض علي فرددته رد متبرم معتقد ان لا فائدة في هذا
العلم فقال لي اشتر مني هذا فإنه رخيص أبيعكه بثلاثة دراهم وصاحبه
محتاج إلى ثمنه فاشتريته فإذا هو كتاب لأبي نصر الفارابي في أغراض كتاب
ما بعد الطبيعة ورجعت إلى بيتي وأسرعت إلى قراءته فانفتح علي في الوقت
أغراض ذلك الكتاب بسبب انه كان محفوظا على ظهر القلب وفرحت بذلك
وتصدقت بشئ كثير على الفقراء شكرا لله تعالى. وكان سلطان بخارى في
ذلك الوقت نوح ابن منصور واتفق له مرض تلج الأطباء فيه وكان اسمي
اشتهر بينهم بالتوفر على القراءة فاجروا ذكري بين يديه وسألوه احضاري
فحضرت وشاركتهم في مداواته وصرت برسم خدمته. وعن تلخيص
الآثار انه أول حكيم لازم باب الحكام قال فسألته يوما الإذن لي في دخول
دار كتبهم ومطالعتها وقراءة ما فيها من كتب الطب فاذن لي فدخلت دارا
ذات بيوت كثيرة في كل بيت صناديق كتب منضدة بعضها على بعض في
بيت منها كتب العربية والشعر وفي آخر الفقه وكذلك في كل بيت كتب علم
مفرد فطالعت فهرست كتب الأوائل وطلبت ما احتجت إليه منها ورأيت من
الكتب ما لم يقع اسمه إلى كثير من الناس قط وما كنت رأيته من قبل ولا
رأيته أيضا من بعد فقرأت تلك الكتب وظفرت بفوائدها وعرفت مرتبة كل
رجل في علمه فلما بلغت 18 سنة من عمري فرغت من هذه العلوم كلها
وكنت إذ ذاك للعلم احفظ ولكنه اليوم معي انضج والا فالعلم واحد لم
يتجدد لي بعده شئ. وكان في جواري رجل يقال له أبو الحسين
الحسن العروضي فسألني ان أصنف له كتابا جامعا في هذا العلم
فصنفت له المجموع وسميته به واتيت فيه على سائر العلوم سوى الرياضي
ولي إذ ذلك 21 سنة. وكان في جواري أيضا رجل يقال له أبو بكر البرقي
خوارزمي المولد فقيه النفس متوحد في الفقه والتفسير والزهد مائل إلي هذه
العلوم فسألني شرح كتب له فصنفت له كتاب الحاصل والمحصول في قريب
من عشرين مجلدة وصنفت له في الأخلاق كتاب البر والاثم وهذا الكتابان
لا يوجدان الا عنده فلم يعر أحدا ينتسخ منهما.
وفي كشف الظنون عن حاشية المطالع لمولانا لطفي ان المأمون جمع
مترجمي مملكته فترجموا له كتب الفلسفة من اليونانية إلى العربية بتراجم
متخالفة غير محررة فبقيت كذلك إلى زمن الفارابي فالتمس منه ملك زمانه
منصور بن نوح الساماني ان يجمع تلك التراجم ويجعل من بينها ترجمة
ملخصة محررة مهذبة ففعل وسمى كتابه التعليم الثاني فلذلك لقب بالمعلم
الثاني وكان هذا في خزانة المنصور إلى زمان السلطان مسعود من أحفاد
منصور مسودا بخط الفارابي غير مخرج إلى البياض وكانت تلك الخزانة
بأصفهان وتسمى صوان الحكمة وكان الشيخ أبو علي بن سينا وزيرا لمسعود
وتقرب إليه بسبب الطب حتى استوزره وسلم إليه خزانة الكتب فاخذ
الشيخ الحكمة من هذه الكتب ووجد فيما بينها التعليم الثاني ولخص منه
كتاب الشفا ثم احترقت الخزانة فاتهم أبو علي بأنه أحرقها لئلا يطلع الناس
على أنه اخذ منها قال وهو بهتان وإفك لأن الشيخ مقر بأنه اخذ الحكمة من
تلك الخزانة كما صرح به في بعض رسائله وأيضا يفهم من كثير من مواضع
الشفا انه تلخيص التعليم الثاني اه‍ وأيضا اعرف الناس بقدر الكتب هم
العلماء:
لا يعرف الوجد الا من يكابده * ولا الصبابة الا من يعانيها
فكيف تطاوعهم أنفسهم على احراقها مع أن ابن سينا بمكانته في
العلم لم يكن عاجزا عن عمل مثلها ثم أن الظاهر وقوع خلل فيما ذكر في
كشف الظنون فقد مر أن ذلك كان في زمن نوح بن منصور وهو يقول إنه
كان في زمن مسعود من أحفاد منصور ويقول إن مسعودا استوزر ابن سينا
والحال انه لم يستوزره انما استوزره شمس الدولة بن بويه نعم يقول هو عن
نفسه كما يأتي انه تقلد ببخارى شيئا من عمل السلطان ولعله الوزارة ويقول إن
تلك الخزانة كانت بأصفهان مع أنها كانت ببخارى كما يدل عليه آخر
كلامه أيضا.
جده واجتهاده في العلم
من عجيب جده واجتهاده ما حكاه تلميذه السابق الذكر قال كان
الشيخ قد صنف بجرجان المختصر الأصغر في المنطق وهو الذي وضعه بعد
ذلك في أول النجاة ووقعت نسخته إلى شيراز فنظر فيها جماعة من أهل العلم
هناك فوقعت لهم الشبه في مسائل منها فكتبوها في جزء وبعث قاضي
شيراز الشيخ أبي القاسم الكرماني مع ركابي بذلك الجزء مع كتاب إليه
يسأله فيه عرض الجزء على الشيخ وطلب الجواب فدخل أبو القاسم على
الشيخ عند اصفرار الشمس في يوم صائف وعرض عليه وترك الجزء بين
يديه فجعل ينظر فيه والناس يتحدثون وخرج أبو القاسم قال الجوزجاني
وأمرني الشيخ باحضار البياض وقطع اجزاء منه فشددت خمسة اجزاء كل جزء
منها عشر أوراق بالربع الفرعوني وصلينا العشاء وقدم الشمع فامر
باحضار الشراب وأجلسني وأخاه وأمرنا بتناول الشراب وابتدأ هو بجواب
تلك المسائل وكان يكتب ويشرب إلى نصف الليل حتى غلبني وأخاه النوم

73
فأمرنا بالانصراف فعند الصباح قرع الباب فإذا رسول الشيخ يستحضرني
فحضرته وهو على المصلى وبين يديه الاجزاء الخمسة فقال خذها إلى الشيخ
أبي القاسم وقل له استعجلت في الأجوبة عنها لئلا يتعوق الركابي فلما حملتها
إليه تعجب كل العجب وأعلمهم وصرف الفيج (1) بهذه الحالة وصار
هذا الحديث تاريخا بين الناس اه‍.
سبب تصنيفه لسان العرب
في لسان الميزان وعن تلخيص الآثار كلاهما عن تلميذه أبي عبيد عبد
الواحد الجوزجاني انه كان سبب تصنيفه لسان العرب انه كان في حضرة
الأمير علاء الدولة وقد امتلأ المجلس من أكابر العلماء فتكلم الشيخ
فناظرهم وقطعهم إلى أن جاءت مسالة في اللغة فتكلم فيها فقال له الشيخ
أبو منصور اللغوي الأديب الأصفهاني أنت حكيم وهذه مسالة من اللغة
تحتاج إلى السماع وأنت ما تتبعته ولا قرأت في اللغة، وحكى صاحب
عيون الأنباء عن تلميذه المذكور قال: كان الشيخ جالسا دوما بين يدي علاء
الدولة وأبو منصور الجبائي حاضر فجرى ذكر مسالة في اللغة فتكلم فيها الشيخ فقال
له أبو منصور انك فيلسوف وحكيم ولم تقرأ من اللغة ما يرضى
كلامك فيها فاستنكف الشيخ من هذا الكلام وتوفر على درس كتب اللغة
ثلاث سنين واستهدى من خراسان كتاب تهذيب اللغة لأبي منصور
الأزهري فبلغ في اللغة درجة قلما يتفق مثلها ونظم ثلاث قصائد ضمنها
ألفاظا غريبة من اللغة مما لا عهد لاحد به وكتب ثلاثة كتب أحدها على
طريقة ابن العميد والثاني على طريقة الصابي والثالث على طريقة الصاحب
وعتقها بان كتبها على قراطيس بالية وجلدها بجلد عتيق وأرسلها مع رسول
من الأمير إلى الشيخ أبي منصور الجبائي فأعطاه إياها في المجلس وأبو علي
حاضر وقال له انه وجدها ملقاة في الفلاة وقت الصيد فنظر فيها فوقف على
تلك الألفاظ الغريبة ولم يعرف معناها فكان كلما وقف على كلمة واشتبه فيها
يقول له أبو علي هذه مذكورة في الباب الفلاني من الكتاب الفلاني ففطن أبو
منصور لذلك وعرف انها منه وان الذي حمله عليه ما جبهه به في ذلك اليوم
واعتذر إليه ثم صنف الشيخ كتابا في اللغة سماه لسان العرب لم يصنف في
اللغة مثله ولم ينقله إلى البياض حتى توفي فبقى عن مسودته لا يهتدي أحد
إلى ترتيبه اه‍.
عمله الرصد لعلاء الدولة بن كاكويه
قال تلميذه الجوزجاني جرى ليلة بين يدي علاء الدولة الخلل
الحاصل في التقاويم المعمولة بحسب الأرصاد القديمة فامر الأمير الشيخ
بالاشتغال برصد هذه الكواكب وأطلق له من الأموال ما يحتاج إليه وابتدأ
الشيخ به وولاني اتخاذ آلاتها واستخدام صناعها حتى ظهر كثير من المسائل
فكان يقع الخلل في امر الرصد لكثرة الاسفار وعوائقها ثم قال ووضع في
حال الرصد آلات ما سبق إليها وصنف فيها رسالة وبقيت انا ثمان سنين
مشغولا بالرصد وكان غرضي تبيين ما يحكيه بطليموس عن قصته في
الأرصاد فتبين لي بعضها.
بعض معالجاته
قال تلميذه المذكور كما في عيون الأنباء وكان قد حصل للشيخ تجارب
كثيرة فيما باشره من العلاجات عزم على تدوينها في كتاب القانون وكان قد
علقها على اجزاء فضاعت قبل تمام كتاب القانون من ذلك أنه صدع يوما
فتصور ان مادة تريد النزول إلى حجاب رأسه وانه لا يامن ورما يحصل فيه
فامر باحضار ثلج كثير ودقة ولفه في خرقة وتغطية رأسه بها ففعل ذلك حتى
قوي الموضع وامتنع عن قبول تلك المادة وعوفي.
قال ومن ذك ان امرأة مسلولة بخوارزم أمرها ان لا تتناول شيئا من
الأدوية سوى الخلنجين السكري حتى تناولت على الأيام مقدار مائة من
وشفيت.
أخباره بعد فراغه من التحصيل
قال تلميذه الجوزجاني حكاية عنه بعد قوله السابق فلم يعد أحدا
نسخ منها: ثم مات والدي قال ابن خلكان كان عمره لما مات والده 22
سنة وتصرفت بي الأحوال وتقلدت شيئا من اعمال السلطان ودعتني
الضرورة إلى الاخلال ببخارى والانتقال إلى كركانج وكان أبو الحسين
السهيلي المحب لهذه العلوم بها وزيرا وقدمت إلى الأمير بها وهو علي بن
مأمون وكنت على زي الفقهاء إذ ذاك بطيلسان وتحت الحنك واثبتوا لي
مشاهرة داره بكفاية مثلي ثم دعت الضرورة إلى الانتقال إلى نسا ومنها إلى
باورد ومنها إلى طوس ومنها إلى شقان ومنها إلى سمنيقان ومنها إلى جاجرم
رأس حد خراسان ومنها إلى جرجان وكان قصدي الأمير قابوس فاتفق في
أثناء هذا اخذ قابوس وحبسه في بعض القلاع وموته هناك ثم مضيت إلى
دهستان ومرضت بها مرضا صعبا وعدت إلى جرجان فاتصل أبو عبيد
الجوزجاني بي وأنشأت في حالي قصيدة فيها بيت القائل:
لما عظمت فليس مصر واسعي * لما غلا ثمني عدمت المشتري
قال أبو عبيد الجوزجاني صاحب الشيخ الرئيس فهذا ما حكى لي
الشيخ من لفظه ومما شاهدت انا من أحواله انه كان بجرجان رجل يقال له
أبو محمد الشيرازي يحب هذه العلوم وقد اشترى للشيخ دارا بجواره وانزله
بها وانا اختلف إليه في كل يوم اقرأ المجسطي واستملي المنطق فاملي علي
المختصر الأوسط في المنطق وصنف لأبي محمد الشيرازي كتاب المبدأ والمعاد
وكتاب الأرصاد وصنف هناك كتبا كثيرة كأول القانون ومختصر المجسطي
وكثيرا من الرسائل ثم صنف في ارض الجبل بقية كتبه اه‍.
اما ما أجمله بقوله: ودعتني الضرورة الخ فقد فصل فيما حكاه
صاحب الروضات عن بعض المؤرخين وعن تلخيص الآثار وفيما ذكره
صاحب عيون الأنباء وبين كلامهم بعض التفاوت فنحن ننقله مقتبسا من
المجموع وهو ان الدولة السامانية التي كان ابن سينا في ظلها لما وقع فيها
تزلزل عظيم أدى إلى انقراضها وانتقل الحكم لبني سبكتكين وتولى السلطان
محمود بن سبكتكين توجه أبو علي إلى خوارزم واتصل بصاحبها خوارزمشاه
علي بن مأمون وكان في ملازمة علي هذا كثير من العلماء والحكماء مثل أبي
سهل المسبحي وأبي ريحان البيروتي وأبي الخير الخمار وغيرهم فقرر لأبي علي
المعيشة. فتكلم بعض حساد أبي علي عند السلطان محمود في مذهب أبي
علي فأرسل السلطان في طلبه إلى والي خوارزم فهرب إلى نواحي خراسان
وطبرستان وعزم على خدمة الأمير شمس المعالي قابوس بن وشمكير فصار
من المعظمين عنده مدة حكمه ثم حبس قابوس ومات ثم مضى إلى دهستان
ثم إلى جرجان كما مر ثم انتقل إلى الري ثم توجه إلى ارض الجبال همذان
ونواحيها لخدمة آل بويه الديلميين فورد همذان وفي أول وروده إليها صنف



(1) الفيج بوزن بيت الساعي أو رسول السلطان على رجليه فارسي معرب ويمكن كونه عربيا -
المؤلف -
74
كتاب الأدوية القلبية واتصل بها بخدمة السيدة زوجة فخر الدولة بن بويه
وابنها مجد الدولة وعرفوه بسبب كتب وصلت معه تتضمن تعريف قدره
وكان من حسن الاتفاق انه عرض لولدها السلطان مجد الدولة غلبة السوداء
من الماليوخوليا الصعبة العلاج فاشتغل بمداواته فشفي فحصل له عند ذلك
البيت وقع عظيم وأصابه منهم الخير الكثير وصنف هناك كتاب المعاد باسم
ذلك السلطان وأقام بها إلى أن قصدها شمس الدولة بن بويه أخو مجد
الدولة بعد قتل هلال بن بدر بن حسنويه وهزيمة عسكر بغداد ثم لما ورد
القاصد إليهم بتوجه السلطان محمود إلى المملكة وظهر الفتور في نظامها
لأجل ذلك خرج الشيخ إلى قزوين ومنها إلى همذان واتصل بخدمة بانويه
كأنها أم مجد الدولة والنظر في أسبابها وعرف به شمس الدولة فأحضره
إليه بسبب قولنج أصابه وعالجه حتى شفاه الله وفاز من ذلك المجلس بخلع
كثيرة ورجع إلى داره بعد ما أقام هناك أربعين يوما وصار من ندماء الأمير
ثم اتفق نهوض الأمير إلى قرميسين لحرب عناز وخرج الشيخ في خدمته ثم
توجه نحو همذان منهزما راجعا ثم سألوه تقلد الوزارة لشمس الدولة
فتقلدها ثم اتفق تشويش العسكر عليه وإشفاقهم منه على أنفسهم فكبسوا
داره وأخذوه إلى الحبس وأغاروا على أسبابه واخذوا جميع ما كان يملكه
وسألوه الأمير قتله فامتنع منه وعدل إلى نفيه عن الدولة طلبا لمرضاتهم
فتوارى في دار الشيخ أبي سعد بن دخدوك أربعين يوما فعاود الأمير شمس
الدولة القولنج وطلب الشيخ فحضر مجلسه فاعتذر الأمير إليه بكل الاعتذار
فاشتغل بمعالجته وأقام عنده مكرما مبجلا وأعيدت الوزارة إليه قال تلميذه
الجوزجاني: ثم سألته انا شرح كتب أرسطوطاليس فذكر انه لا فراع له
إلى ذلك في ذلك الوقت ولكن ان رضيت مني بتصنيف كتاب أورد فيه ما
صح عندي من هذه العلوم بلا مناظرة مع المخالفين ولا رد عليهم فعلت
فرضيت به فابتدأ بالطبيعات من كتاب سماه الشفاء وكان قد صنف الكتاب
الأول من القانون قال وكان التدريس بالليل لعدم الفراغ بالنهار خدمة
للأمير فقضينا على ذلك زمنا ثم توجه شمس الدولة إلى طارم لحرب الأمير
بها وعاوده القولنج مع أمراض اخر لسوء تدبيره وقلة القبول من الشيخ
فرجع العسكر به إلى همذان وتوفي في الطريق وبويع ابنه تاج الملك أو تاج
الدولة صاحب أصفهان وابن خالة ملك الزمان وطلبوا استيزار الشيخ فأبى
وكاتب علاء الدولة ابن كاكويه الديلمي يطلب خدمته والانحياز إليه
وتوارى في دار أبي غالب العطار وطلبت منه اتمام كتاب الشفاء فطلب من
أبي غالب الكاغد والمحبرة فأحضرهما وكتب الشيخ في قريب من عشرين
جزءا على الثمن بخطه رؤوس المسائل كلها من حفظه في يومين بلا كتاب
يحضره ولا أصل يرجع إليه ثم كان ينظر في كل مسالة ويكتب شرحها
فيكتب في كل يوم خمسين ورقة حتى اتى على جميع الطبيعيات والإلهيات
خلا كتابي الحيوان والنبات وابتدأ بالمنطق وكتب منه جزءا ثم علم تاج
الدولة بمكاتبته علاء الدولة فجد في طلبه فدل عليه بعض أعدائه فاخذ
وحبس في قلعة فردجان وأنشأ هناك قصيدة منها:
دخولي باليقين كما تراه * وكل الشك في امر الخروج
وبقي فيها أربعة أشهر صنف خلالها كتاب الهدايات ورسالة حي بن
يقظان وكتاب القولنج وكتاب الطير ثم قصد علاء الدولة همذان واخذها
وانهزم تاج الملك وتحصن في تلك القلعة التي كان الشيخ محبوسا فيها ثم
رجع علاء الدولة إلى أصفهان وعاد تاج الملك إلى همذان وحمل الشيخ معه
إلى همذان ونزل في دار العلوي واشتغل بتصنيف المنطق من كتاب الشفاء
وانقضى زمان وتاج الملك يمنيه بمواعيد جميلة ثم عن للشيخ التوجه إلى
أصفهان فخرج متنكرا وانا وأخوه وغلامان معه في زي الصوفية حتى وصلنا
طبران على باب أصفهان بعد أن قاسينا شدائد في الطريق فاستقبلنا أصدقاء
الشيخ وندماء علاء الدولة وخواصه وحمل إليه الثياب والمراكب الخاصة
وانزل في محلة يقال لها كونكنبد في دار عبد الله بن بأبي وفيها من الآلات
والفرش ما يحتاج إليه وحضر مجلس علاء الدولة فصادف في مجلسه الاكرام
والاعزاز الذي يستحقه مثله ثم رسم علاء الدولة ليالي الجمعات مجلس
النظر بين يديه بحضرة سائر العلماء على اختلاف طبقاتهم والشيخ من
جملتهم فما كان يطاق في شئ من العلوم وصنف في أثناء ذلك كتابه الموسوم
بالحكمة العلائية واشتغل بتتميم كتاب الشفاء وفرع من المنطق والمجسطي
وكان قد اختصر اوقليدس والارتماطيقي والموسيقي وأورد في كل كتاب من
الرياضيات زيادات رأى أن الحاجة إليها داعية اما في المجسطي فاورد عشرة
أشكال في اختلاف المنظر وأورد في آخر المجسطي في علم الهيئة أشياء لم
يسبق إليها وأورد في أقليدس شبها وفي الارتماطيقي خواص حسنة وفي
الموسيقي مسائل غفل عنها الأولون وأتم كتاب الشفاء ما خلا كتابي البنات
والحيوان فإنه صنفهما في السنة التي توجه فيها علاء الدولة إلى سابورخواست
في الطريق وصنف أيضا في الطريق كتاب النجاة واختص بعلاء الدولة
وصار من ندمائه وما زال مع علاء الدولة بمزيد كرامة وتعظيم إلى أن توجه
السلطان محمود الغزنوي وابنه السلطان مسعود ثانيا إلى العراق وذلك في
سنة 420 فخاف هو والأمير علاء الدولة على أنفسهما وانصرفا إلى حدود
سابورخواست مختفيين بها إلى أن عاد السلطان محمود وخلف ولده مسعودا
بأصبهان حاكما فاشخص عند ذلك الأمير علاء الدولة ولده بالهدايا والتحف
الفاخرة إلى حضرة السلطان مسعود يستعطفه فقبلها منه وأعطاه الأمان
وولاه الحكم بأصبهان كما كان أولا وخرج هو منها فكان علاء الدولة بها إلى أن
استقل بها ثانيا فصدر منه تقصير وتهاون في الخدمة فاقبل إليه في هذه
المرة بجنود غير معدودة وهزمه ثم لما توفي السلطان محمود وعاد ولده مسعود
إلى خراسان وكان قد فوض امر العراق إلى الأمير أبي سهل الحمدوني
وجرت بينه وبين العلاء في همذان وقائع فانهزم العلاء وهجم أبو سهل على
أصبهان ونهب العسكر فيما نهبوه جميع كتب الشيخ وأسبابه بحيث انه لم يبق
منها كتاب غير ما جدد تصنيفه عن ظهر القلب قال ابن الأثير في حوادث
سنة 425 فيها انهزم علاء الدولة ابن كاكويه من عساكر خراسان التي مع أبي
سهل الحمدوني ولما استولى أبو سهل على أصبهان نهب خزائن علاء الدولة
وكان أبو علي ابن سينا في خدمة علاء الدولة فأخذت كتبه وحملت إلى غزنة
فجعلت في خزائن علاء الدولة الحسين بن الحسين
الغوري اه‍ ثم أعاد العلاء الكرة على أبي سهل بأصبهان
سبب موته
قال تلميذه وكان الشيخ قوي القوى كلها وأقواها فيه قوة المباشرة
حتى صار امره إلى أن اخذه قولنج في السنة التي حارب فيها علاء الدولة
تاش فراش على باب الكرخ والشيخ معه ولحرصه على البرء وإشفاقه من أن
لا يتمكن من هزيمة مفاجئة حقن نفسه في يوم واحد ثمان مرات فتقرح
بعض أمعائه وظهر به سحج واضطر إلى المسير مع علاء الدولة فأسرعوا نحو
ايذج فظهر به هناك الصرع الذي قد يتبع علة القولنج ومع ذلك كان يدبر
نفسه ويحقن نفسه لأجل السحج ولبقية القولنج فامر يوما باتخاذ دانقين من

75
برز الكرفس في جملة ما يحتقن به طلبا لكسر الرياح فوضع بعض الأطباء
الذي كان يتقدم هو إليه بمعالجته من بزر الكرفس خمسة دراهم قال
الجوزجاني لا أدري أ عمدا فعله أم خطا لأنني لم أكن معه فازداد السحج به
من حدة ذلك البزر. وكان يتناول المئرود بطوس لأجل الصرع فطرح بعض
غلمانه فيه شيئا كثيرا من الأفيون وناوله إياه فاكله وذلك لان غلمانه كانوا
اخذوا مالا كثيرا من خزائنه فأرادوا هلاكه ليأمنوا عاقبة أعمالهم ونقل الشيخ
كما هو إلى أصفهان فاشتغل بتدبير نفسه وكان من الضعف بحيث لا يقدر
على القيام فلم يزل يعالج نفسه حتى قدر على المشي وحضر مجلس علاء
الدولة لكنه مع ذلك لا يتحفظ ويكثر المباشرة ولم يبرأ من العلة كل البرء
فكان ينتكس ويبرأ ثم قصد علاء الدولة همذان فسار الشيخ معه فعاودته
تلك العلة في الطريق إلى أن وصل همذان وعلم أن قوته قد سقطت وانها لا
تفي بدفع المرض فأهمل المداواة وبقي أياما وتوفي.
وفي لسان الميزان ومحكي تلخيص الآثار عن تلميذه أبي عبيد
الجوزجاني في آخر الجزء الذي جمعه في اخباره انه لما اشتد ضعفه اغتسل
وتاب وتصدق بأمواله على الفقراء وأعتق مماليكه ورد كثيرا من المظالم ولازم
التلاوة ومات بعد ثلاث ثم أورد ابن حجر بعد هذا الكلام بلا فصل هذه
الأبيات بدون ان ينسبها إلى أحد والظاهر أنها لابن سينا وان في الكلام
سقطا:
نعوذ بك اللهم من شر فتنة * تطوق من حلت به عيشة ضنكا
رجعنا إليك الآن فاقبل رجوعنا * وقلب قلوبا طال أعرضها عنكا
فان أنت تبرئ عليل نفوسنا * وتبقى على أعمارها فلمن تشكى (1)
مشايخه
يفهم مما مر أساء ثلاثة من مشايخه
1 محمود المساح البقال قرأ عليه الحساب 2 الشيخ إسماعيل
الزاهد قرأ عليه الفقه والأصول 3 الحكيم الفيلسوف أبو عبد الله الناتلي
قرأ عليه المنطق واقليدس والمجسطي ولا شك ان له مشايخ غيرهم كثيرين
لم تتصل بنا أسماؤهم.
تلاميذه
1 أبو عبيد عبد الواحد الجوزجاني 2 أبو الحسن بهمن يار ابن
المزربان 3 أبو سعيد الفضل بن عيسى اليمامي في عيون الأنباء ذكر لي
انه من تلامذة ابن سينا 4 السيد أبو عبد الله محمد بن يوسف شرف
الدين. في عيون الأنباء هو من تلامذة الشيخ الرئيس والآخذين عنه وقد
اختصر كتاب القانون اه‍ 5 أبو منصور ابن زيلا. ولا بد ان يكون له
تلاميذ كثيرين لم تتصل بنا أسماؤهم.
مؤلفاته
وهي تنيف عن مائة مجلدة ننقلها من كشف الظنون وعيون الأنباء
وكتب متفرقة مرتبة على حروف المعجم مع ذكر المطبوع منها 1 الأجرام
العلوية أو السماوية 2 اقسام العلوم أو اقسام الحكمة مطبوعة بمطبعة
الجوائب مع سبع رسائل أخرى 3 أسرار الصلاة وماهيتها مطبوعة 4
الإشارات والتنبيهات في المنطق مجلدة ولعله الإشارة إلى علم المنطق الآتي.
شرحه أعاظم العلماء وفي عيون الأنباء هو آخر ما ألفه في الحكمة وأجوده
وكان يضن به 5 الأجوبة عن المسائل العشر 6 الأرصاد الكلية صنفه
لأبي محمد الشيرازي مجلدة 7 الآلة الرصدية وفي عيون الأنباء مقالة في
آلة رصدية صنعها بأصفهان عند رصده لعلاء الدولة اه‍ وهي غير المقالة في
كيفية الرصد الآتية لأن صاحب العيون ذكرهما معا 8 ابطال احكام
النجوم مقالة 9 الأضحوية رسالة في المعاد مبسوطة مرتبة على سبعة
فصول ولعلها والمبدأ المعاد الآتي ألفها للشيخ الأمير السيد أبي بكر محمد بن
عبد الله ابن عبيد الذي كتب له النيروزية وأكثر فيها من الثناء عليه
وأهداها إليه في الأضحى كما اهدى النيروزية في النيروز وفيها اثبات المعاد
الجسماني وحل شبهاته وفي الفصل السابع منها ذكر أحوال طبقات الناس
بعد الموت وسماها صاحب كشف الظنون رسالة في الأضحية والصواب
ما ذكرناه 10 الافعال والانفعالات في المعجزة والسحر والنيرنجات
11 الأفيونية رسالة في الأفيون 12 الأكسير الأبيض 13 الأكسير
الأحمر 14 الأوسط الجرجاني لأنه ألفه بجرجان 15 الإنصاف والاتصاف
عشرون مجلدة شرح فيه جميع كتب أرسطاطاليس وانصف فيه
بين المشرقين والمغربين 16 أسباب حدوث الحروف ألفه بالتماس الشيخ
أبي منصور محمد بن علي بن عمر الخيام مطبوع بمصر وكانه المذكور باسم
رسالة في الحروف أو مقالة في مخارج الحروف 17 اثبات النبوة وتأويل ما
في كلمات الأنبياء من الرموز ولعله كتاب النبوة الآتي 18 الأدوية القلبية
مجلدة صنفها بهمذان وكتب بها إلى الشريف السعيد أبي الحسين علي بن
الحسين الحسيني 19 الأربع مسائل في المعاد مطبوع مع شرح الهداية
صنفها بأصبهان للجبائي 20 أرجوزة في المجربات تعرف بمجربات ابن
سينا 21 أرجوزة في الكحل 22 أرجوزة في تدبير الصحة في الفصول
الأربعة ولعل الأخيرة هي التي شرجها ابن رشد أولها:
الطب حفظ صحة برء مرض * من سبب في بدن المرء عرض
مطبوعة مع الشرح توجد هذه الثلاثة مع أرجوزة النبض والبول
المسماة كفاية المرتاض الآتية ضمن مجموعة مخطوطة في مكتبة الكلية
الأميركية كما في فهرستها 23 استبصار 24 إشارة إلى علم المنطق
25 إشارة في اثبات النبوة ولعلها بعض كتاب الإشارات السابق ولعل
الثاني كتاب النبوة الآتي 26 البرهان في المنطق وفي الذريعة لعله الفن
الخامس من منطق الشفا 27 البر والاثم في الأخلاق مجلدتان صنفه
للفقيه أبي بكر البرقي 28 بعض الحكمة المشرقية مجلدة ولعله الحكمة
المشرقية الآتية 29 بيان ذوات الجهة مجلدة 30 تعبير الرؤسا جمع فيه
بين طريقتي العرب واليونانيين أهداه إلى بعض امراء زمانه وكانه علاء
الدولة وذكر فيه ان كتب التعبير من اليونانية والعربية كثيرة نطرح منها الحشو
والخرافات ونثبت الصحيح المجرب لنا في الأيام 31 التعليقات في
الحكمة ولعله كتاب تعاليق الذي علقه عنه تلميذه أبو منصور بن زبلا
32 تدارك أنواع خطا الحدود 33 تدبير المسافرين 34 تدبير
المنزل أو السياسة الأهلية مطبوع 35 تفسير آية ثم استوى إلى السماء
مطبوع 36 تفسير سورة الأخص 37 تفسير سورة الفلق 38
تفسير سورة الناس والأربعة مطبوعة بهامش شرح الهداية 39 تقسيم
الموجودات 40 تقسيم النفوس الأربعة. الفلكي. الحيواني. النباتي
الطبيعي فارسي 41 تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق ولعله كتاب البر



(1) هذا الشطر في الأصول هكذا (وتبقى عماراها فلمن تشكا) فاحتملنا أن يكون صوابه كما
ذكرناه. المؤلف.
76
والاثم ورسالة في الأخلاق المطبوعة مع ثمان رسائل أخرى بمطبعة الجوائب
وفي إيران على هامش شرح الهداية 42 تعليقات متفرقة في خواص
الاعداد وقد صح بعضها بتجربة المؤلف 43 تحقيق اسم الباري تعالى
رسالة 44 تقاسيم الحكمة ولعله بعض ما مر 45 ترجمة ظفر نامه إلى
الفارسية بأمر مخدومه نوح بن منصور الساماني 46 تفسير السماع
الطبيعي لأرسطو 47 تعقب المواضع الجدلية 48 التدارك لأنواع
خطا التدبير لسبع مقالات ألفه لأحمد بن محمد السهلي ومر تدارك أنواع خطا
الحدود فلعلهما واحد 49 كتاب تدبير الجند والممالك والعساكر
وأرزاقهم وخراج الممالك 50 تعاليق مسائل حنين في الطب 51
التذاكير اسم لعدة مسائل 52 تعليقات استفادها أبو الفرج الطبيب
الهمذاني من مجلسه وجوابات له 53 تبيين ما الحزن وأسبابه 54 كتاب
الجدل الملحق بالأوسط ولعله الأوسط الجرجاني السابق 55 جواب
يتضمن الاعتذار فيما نسب إليه من الخطب 56 جوابات مسائل أبي
الحسن العامري وهي أربع عشرة مسالة 57 جامع البدائع مجموعة من
رسائله مطبوعة بمصر 58 جواباته لأبي الريحان البيروني وهي 18
مسالة حكيمة سال البيروني المترجم عنها فأجاب عن كل واحدة منها
وترجمت إلى الفارسية وأدرجت في نامه دانشوران المطبوع في ذيل ترجمة أبي
عبد الله المعصومي الأصفهاني وكأنها هي التي في عيون الأنباء وغيره بعنوان
جواب ست عشرة مسالة لأبي الريحان ووقع الاشتباه بين 18 و 16 59
جواباته لبعض المتكلمين توجد في خزانة آيا صوفيا ضمن مجموعة كما عن
تذكرة النوادر ولعله الذي قبله 60 جواباته لتلميذه بهمن يار طبع بعضها
في حواشي شرح الهداية 61 الرسالة الجودية كتبها للسلطان محمود
62 الحواشي على القانون 63 الحدود مطبوع مع ثمان رسائل أخرى
بمطبعة الجوائب 64 الحاصل والمحصول في الفلسفة عشرون مجلدة صنفه
للفقيه أبي بكر البرقي في أول عمره 65 الحكمة العلائية أو كتاب
العلائي وكانه ما يسمى بالفارسية دانش نامه علائي 66 الحكمة
العرشية وهو كلام مرتفع في الإلهيات 67 الحكمة المشرقية
68 الحكمة القدسية 69 حقائق الاشهاد في صحة علم الكيمياء
حكى عنه صاحب كشف الظنون انه قال ولعله في الكتاب المذكور:
نسلم امكان صبغ النحاس بصبغ الفضة والفضة بصبغ الذهب وان يزال
عن الرصاص أكثر ما فيه من النقص فاما ان يكون المصبوغ يسلب أو
يكسى فلم يظهر لي امكانه بعد الخ 70 حد الجسم مقالة 71 خطب
الكلام 72 الخطب التوحيدية في الإلهيات ولعله الذي قبله 73
خطب وتمجيدات وأسجاع ويحتمل اتحاد الثلاثة 74 دانش نامه علائي
فارسي في الحكمة والمنطق صنفه بأصفهان لعلاء الدولة بن كاكويه الديلمي
كأنه الحكمة العلائية السابق 75 الدر النظيم في أحوال العلوم والتعليم
والظاهر في أحوال العلوم والتعليم والظاهر أنه غير اقسام العلوم المتقدم
76 دفع المضار الكلية عن الأبدان الإنسانية ألفه للوزير أحمد بن أحمد
ابن احمد السهيلي 77 رسالة في جواب الشيخ أبي سعيد بن أبي الخير
وشرحها ولعلها المذكورة في العيون بعنوان رسالة إلى أبي سعيد بن أبي الخير
الصوفي في الزهد 78 رسالة تجزي الانقسام 79 رسالة في الحدث
80 رسالة في السياسة ولعلها رسالة تدبير المنزل المسماة بالسياسة الأهلية
81 رسالة في زيارة القبور والدعاء 82 الرسالة الطبرية 83
رسالة في أن علم زيد غير علم عمرو 84 رسالة في علة قيام الأرض في
حيز 85 رسالة الفراسة 86 رسالة المعراج فارسية حقق فيها امكانه
87 رسالة الموسيقي 88 رسالة في النفس الفلكي 89 رسالة في
الهندبا 90 رسالة في العظمة العظة والحكمة 91 رسالة في النهاية
واللانهاية 92 رسالة في أن ابعاد الجسم غير ذاتية 93 رسالة في أنه لا يجوز
ان يكون شئ واحد جوهريا وعرضيا 94 رسالة فيما يوصل إلى علم
الحق 95 رسالة في السكنجبين 96 رسالة في الكيميا إلى الشيخ أبي
الحسن سهل بن محمد السهيلي وكأنها المتقدمة باسم حقائق الأشهاد
97 رسائل بالفارسية والعربية ومخاطبات ومكاتبات وهزليات هكذا في
عيون الأنباء ولا ريب ان بعض الرسائل المتقدمة من جملتها 98 رسالة
إلى علماء بغداد يسألهم الإنصاف بينه وبين همذاني يدعي الحكمة 99
رسالة إلى صديق يسأله الإنصاف بينه وبين الهمذاني الذي يدعي الحكمة
100 رسالة أو قصة حي بن يقظان صنفها وهو محبوس بقلعة فردجان
رمزا عن العقل الفعال 101 رسالة سلامان وآبسال 102 رسالة
الطير 103 الرسائل الاخوانية 104 الرسائل السلطانية 105
رسالة إلى أبي سهيل المسيحي في الزاوية صنفها بجرجان 106 زبدة في
القوى الحيوانية 107 الشفا في الحكمة 108 مجلدة في عيون الأنباء
جمع جميع العلوم الأربعة فيه وصنف طبيعياته وإلاهياته في عشرين يوما
بهمذان 108 كتاب الشعراء 109 الشبكة والطير ولعلها رسالة الطير
مرموزة 110 شرح كتاب النفس لأرسطو طاليس وفي العيون يقال انه
من كتب الإنصاف 111 طبيعيات عيون الحكمة مطبوع مع ثمان رسائل
أخرى بمطبعة الجوائب 112 طرق المطالبة ووجوه الاعتراض على
المجيب 113 العهد رسالة مطبوعة مع ثمان رسائل أخرى بمطبعة
الجوائب وهو عهد كتبه لنفسه 114 عيون الحكمة يجمع العلوم الثلاثة
وكان المراد بها الطبيعي والإلهي وما وراء الطبيعة ومر طبيعيات عيون الحكمة
وكانه جزء منه 115 عمل التأليف والتبغيض رسالة 116 العلائي
مجلدة ولعله هو دانش نامه العلائي المتقدم 117 عشر قصائد وأشعار في
الزهد وغيره يصف فيها أحواله الحكمية الآتية 118 عشرون مسالة سأله
عنها بعض أهل العصر 119 العشق رسالة كتبها إلى الفقيه أبي عبد الله محمد بن عبد الله
بن أحمد المعصومي وفي كشكول البهائي ذكر فيها ان
العشق سار في المجردات والفلكيات والعنصريات والمعدنيات والنباتات
والحيوانات حتى أن أرباب الرياضي قالوا الاعداد المتحابة واستدركوا ذلك
على أقليدس وقالوا فاته ذلك ولم يذكره وهي 220 عدد زائد على اجزاء
أكثر منه وإذا جمعت كانت 284 بغير زيادة ولا نقصان
وهي عدد ناقص اجزاؤه أقل منه وإذا جمعت كانت جملتها 220 فكل من العددين
المتحابين له اجزاء مثل الآخر فالمائتان والعشرون لها نصف 110 وربع
55 وخمس 44 وعشر 22 ونصف عشر 11 وجزء من 11 وجزء من 22 وجزء من
44 وجزء من 55 وجزء من 110 وجزء من 220 وجملة ذلك من
الاجزاء البسيطة الصحيحة 284 والمئتان وأربعة وثمانون ليس لها إلا نصف وربع جزء من 71
وجزء من 142 وجزء من 284 فذلك مائتان وعشرون فقد ظهر
بهذا المثال تحاب العددين وأصحاب العدد يزعمون لذلك خاصية عجيبة في
المحبة مجربة اه‍ 120 الفصول وهي فعالة في النفس 121 فصول
إلاهية في اثبات الأول 122 فصول في النفس وطبيعيات وهي غير الفصول
السابقة لأن صاحب العيون ذكرهما معا 123 رسالة في القوى الطبيعية

77
إلى أبي سعد اليمامي 124 رسالة في القوى الإنسانية وادراكاتها مطبوعة
مع ثمان رسائل بمطبعة الجوائب 125 كتاب القولنج مجلدة صفنه وهو
محبوس بقلعة فردجان 126 القانون في الطب 14 مجلدة لم يؤلف
مثله كان يدرس في أوروبا إلى عهد قريب وترجم إلى اللاتيني مطبوع بمصر
127 قصيدته العينية في النفس 128 رسالة القضاء والقدر ولعلها
مقالة القضاء والقدر الآتية 129 القصائد في العظة والحكمة 130
القصيدة المزدوجة في المنطق نظمها للرئيس أبي الحسن سهل بن محمد
السهلي بكركانج 131 قوانين ومعالجات طبية 132 كفاية المرتاض في
علمي الأبوال والأمراض أرجوزة موجودة مع أرجوزتي الكحل وتدبير
الصحة في مكتبة الكلية الأميركية في بيروت 133 كنوز المعزمين في
النيرنجات والطلسمات والرقية 134 كلام في تبيين مائية الحروف
135 كلام في الجوهر والعرض 136 لسان العرب في اللغة عشرة
مجلدات في عيون الأنباء صنفه بأصفهان ولم ينقله إلى البياض ولم يوجد له
نسخة ولا مثله ووقع إلي بعض هذا الكتاب وهو غريب التصنيف اه‍
137 اللواحق في عيون الأنباء يذكر انه شرح الشفاء 138 المجموع
العروضي ويعرف بالحكمة العروضية فيه سائر العلوم عدى الرياضي مجلدة
ألفه لأبي الحسن العروضي وسماه باسمه لا لأنه في علم العروض 139
المبدأ والمعاد مجلدة صنفه لأبي محمد الشيرازي 140 المعاد مجلدة وهي
غير المبدأ والمعاد كما في كشف الظنون صنفه بالري للملك مجد الدولة
141 الموجز الصغير مجلدة 142 الموجز الكبير كلاهما في المنطق الا ان الصغير
في منطق النجاة 143 المباحث أو المباحثات بسؤال تلميذه أبي الحسن
بهمنيار بن المرزبان وجوابه له مجلدة 144 مخاطبة الأرواح بعد فراق
الأشباح 145 مقتضيات الكبر السبعة 146 المختصر الأوسط في
المنطق مجلدة ولعله الأوسط الجرجاني 147 مختصر المجسطي 148
المنطق بالشعر القصيدة المزدوجة 149 مختصر أقليدس في عيون الأنباء
أظنه المضموم إلى النجاة 150 مختصر في النبض أو مقالة في النبض
فارسي 151 مسائل جرت بينه وبين بعض الفضلاء 152 مقالة
في تعرض رسالة الطبيب في القوى الطبيعية 153 مقالة في عكوس ذوات الجهة
154 مقالة في الممالك وبقاع الأرض 155 مقالة في تحصيل
السعادة وتعرف بالحجج الغر 156 في القضاء والقدر صنفهما في
طريق أصفهان عند خلاصه وهربه إلى أصفهان 157 مقالة في الهندبا 158 مقالة
في تقاسيم الحكمة والعلوم 59 1
مقالة في خواص خط الاستواء 160 مقالة في هيأة الأرض من
السماء وكونها في الوسط وكانه هو كتاب قيام الأرض في وسط السماء الذي
ألفه لأبي الحسن أحمد بن محمد السهلي 161 مقالة في تعقل المواضع
الجدلية 162 المدخل إلى صناعة الموسيقي في عيون الأنباء وهو غير
الموضوع في النجاة 163 مقالة في كيفية الرصد مطابقته مع العلم
الطبيعي 164 مقالة إلى أبي عبد الله الحسين بن سهل بن محمد السهلي
في امر مشوب 165 مقالة في الرد على مقالة الشيخ أبي الفرج ابن
الطبيب 166 مقالة في الأخلاق ولعلها تهذيب الأخلاق المتقدم 167
معتصم الشعراء في العروض صنفه وله 17 سنة 168 مناظرات في
النفس مع أبي علي النيسابوري 169 مقالة الارتماطيقي 170 مسائل
عدة طبية 171 الملح في النحو 172 مسائل جرت بينه وبين بعض
الفضلاء في فنون العلوم 173 مختصر في أن الزاوية من المحيط والمماس
لا كمية لها ولعلها رسالة الزاوية المتقدمة 174 مفاتيح الخزائن في المنطق
175 مقالة في غرض قاطيغورياس 176 كتاب النبوة
177 النيروزية أو معاني حروف الهجاء رسالة ألفها للأمير أبي بكر
محمد بن عبد الله وأهداها إليه في النيروز ولعلها رسالة الحروف مطبوعان مع
سبع رسائل أخرى بمطبعة الجوائب 178 النجاة ثلاثة مجلدات في عيون
الأنباء صنفه في طريق سابورخواست وهو في خدمة علاء الدولة 179
نتيجة المطلوبات في معرفة الحميات 180 الهداية في الحكمة مجلدة في
عيون الأنباء صنفه وهو محبوس بقلعة فردجان لأخيه علي.
هذا ما وقفنا عليه من أسماء مؤلفاته ولا بد ان يكون وقع فيها تكرير
كثير باختلاف التعبير عن أسمائها
وصيته
في عيون الأنباء: من كلام الشيخ الرئيس وصية أوصى بها بعض
أصدقائه وهو أبو سعيد بن أبي الخير الصوفي قال: ليكن الله تعالى أول فكر
له وآخره وباطن كل اعتبار وظاهره ولتكن عين نفسه مكحولة بالنظر إليه
وقدمها موقوفة على المثول بين يديه مسافرا بعقله في الملكوت الاعلى وما فيه
من آيات ربه الكبرى وإذا انحط إلى قراره فلينزه الله تعالى في آثاره فإنه
باطن ظاهر تجلى لكل شئ بكل شئ. ففي كل شئ له آية تدل على أنه
واحد.
فإذا صارت هذه الحالة له ملكة انطبع فيها نقش الملكوت
وتجلى له قدس اللاهوت فألف الإنس الاعلى وذاق اللذة القصوى واخذ
من نفسه ما هو بها أولى وفاضت عليه السكينة وحقت له
الطمأنينة وتطلع على العالم الأدنى اطلاع راحم لأهله مستوهن
لحبلة فستخف لثقله تذكر نفسه وهي به لهجة وببهجته بهجة فتعجب
منها ومنهم تعجبهم منه ليعلم أن أفضل الحركات الصلاة وأمثل
السكنات الصيام أنفع البر الصدقة أزكى السير الاحتمال أبطل السعي
المراءات ولن تخلص النفس عن الدرن ما التفتت إلى قيل وقال مناقشة
وجدال انفعلت بحال من الأحوال وخير العمل ما صدر عن خالص نية
والحكمة أم الفضائل معرفة الله أول الأوائل إليه يصعد الكلم الطيب العمل
الصالح يرفعه كذلك يهجر الكذب قولا تخيلا حتى تحدث للنفس هيأة
صدوقة فتصدق الأحلام والرؤيا وأما اللذات فيستعملها على اصلاح
الطبيعة وابقاء الشخص أو النوع أما المشروب فإنه يهجر شربه تلهيا بل تشفيا
وتداويا ويعاشر كل فرد بعادته ورسمه ويسمح بالمقدور والتقدير من المال
يركب لمساعدة الناس كثيرا مما هو خلاف طبعه ثم لا يقصر في الأوضاع
الشرعية ويعظم السنن الإلهية والمواظبة على التعبدات البدنية عاهد الله انه
يسير بهذه السيرة ويدين بهذه الديانة والله ولي الذين آمنوا وهو حسبنا ونعم
الوكيل.
شعره
كان شاعرا بالعربية والفارسية فمن شعره القصيدة العينية المشهورة في
النفس أولها:
هبطت إليك من المحل الأرفع * ورقاء ذات تعزز وتمنع
محجوبة عن كل مقلة عارف * وهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره إليك وربما * كرهت فراقك وهي ذات تفجع
أنفت وما أنست فلما واصلت * ألفت مجاورة الخراب البلقع
وأظنها نسيت عهودا بالحمى * ومنازلا بفراقها لم تقنع

78
حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها * من ميم مركزها بذات الأجرع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت * بين المعالم والطلول الخضع
تبكي إذا ذكرت عهودا بالحمى * بمدامع تهمي ولما تقلع
وتظل ساجعة على الدمن التي * درست بتكرار الرياح الأربع
إذ عاقها الشرك الكثيف فصدها * قفص عن الأوج الفسيح الأرفع
حتى إذ قرب المسير إلى الحمى * ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع
سجعت وقد كشف الغطاء فأبصرت * ما ليس يدرك بالعيون الهجع
وغدت مفارقة لكل مخلف * عنها حليف الترب غير مشيع
وبدت تغرد فوق ذروة شاهق * والعلم يرفع كل من لم يرفع
إن كان أرسلها الإله لحكمة * طويت عن الفطن اللبيب الأروع
فهبوطها إذ كان ضربة لازم * لتكون سامعة لما لم تسمع
وتعود عالمة بكل خفية * في العالمين فخرقها لم يرفع
فلأي شئ أهبطت من شاهق * سام إلى قعر الحضيض الأوضع
وهي التي قطع الزمان طريقها * حتى لقد غربت بغير المطلع
فكأنها برق تألق بالحمى * ثم انطوى فكأنه لم يلمع
ونقل عن صاحب الاثني عشرية لصاحب الزكام قوله:
في أول النزلة فصد وفي * أواخر النزلة حمام
بينهما ماء شعير به * صحت من النزلة أجسام
ومن شعره ما في عيون الأنباء وهو قوله في الحكمة الزهد من أبيات:
أما أصبحت عن ليل التصابي * وقد أصبحت عن ليل الشباب
شبابك كان شيطانا مريدا * فرجم من مشيبك بالشهاب
عفا رسم الشباب رسم دار * لهم عهدي بها مغنى رباب
فذاك ابيض من قطرات دمعي * وذاك أخضر من قطر السحاب
فذا ينعى إليك النفس نعيا * وذا لكم نشور للروابي
كذا دنياك ترأب لانصداع * مغالطة وتبنى للخراب
ويعلق مشمئز النفس عنها * باشراك تعوق عن اضطراب
فلولاها لعجلت انسلاخي * عن الدنيا وان كانت اهابي
عرفت عقوقها فسلوت عنها * فلما عفتها أغريتها بي
بليت بعالم يعلو أذاه * على صبري ويسفل عن عتابي
وقوله من قصيدة:
ليت الطلول أجابت من به ابدا * في حبهم صحة في حبهم سقم
أو علها بلسان الحال ناطقة * قد تفهم الحال ما لا تفهم الكلم
الشيب يوعد والآمال واعدة * والمرء يغتر والأيام تنصرم
ما لي أرى حكم الأفعال ساقطة * واسمع الدهر قولا كله حكم
ما لي أرى الفضل فضلا يستهان به * قد أكرم النقص لما استنقص الكرم
سيان عندي ان بروا وان فجروا * فليس يجري على أمثالهم قلم
ليسوا وان نعموا عيشا سوى نعم * ربما نعمت في عيشها النغم
الواجدون غنى العادمون نهى * ليس الذي وجدوا مثل الذي عدموا
اسكنت بينهم كالليث في أجم * رأيت ليثا له من جنسه أجم
باي مأثرة ينقاس بي أحد * باي مكرمة تحكيني الأمم
اني وان كانت الأقلام تخدمني * كذاك يخدم كفي الصارم الخذم
قد أشهد الروع مرتاحا فأكشفه * إذا تناكر عن تياره البهم
والبيض والسمر حمر تحت عثيره * والموت يحكم والأبطال تختصم
أما البلاغة فاسألني الخبير بها * انا اللسان قديما والزمان فم
ولو وجدت طلاع الشمس متسعا * لحط رحل عزيمي كنت اعتزم
وغشيت صفحات الأرض معدلة * فالأسد تنفر عن مرعى به غنم
لكنها بعقة حف الشقاء بها * فكل صاع إليها صاغر سدم
وقوله من أبيات:
هو الشيب لا بد من وخطه * فقرضه وأخضبه أو غطه
فلا تجزعن لطريق سلكت * كم انبت غيرك في وسطه
ولا تجشعن فما ان ينال * من الرزق كل سوى قسطه
وكم حاجة بذلت نفسها * ففوتها الحرص من فرطه
إذا أخصب المرء من عقله * نشأ في الزمان على قحطه
ومن عاجل الحزم في عزمه * فان الندامة من شرطه
إذا ما أحال أخو زلة * على العذر فاعجل على بسطه
وكم عاند النصح ذو شيبة * عناد القتاد لدى خرطه
يحاول حطي عن رتبتي * قد ارتفع النجم عن حطه
يظل على دهره ساخطا * وكم يضحك الدهر من سخطه
وقوله من قصيدة:
قفا نجزي معاهدهم قليلا * نغيث بدمعنا الربع المحيلا
لقد عشنا بها زمنا قصيرا * نقاسي بعدهم زمنا طويلا
ومن يستثبت الدنيا بحال * يرم من مستحيل مستحيلا
وقوله:
أوليتني نعمة مذ صرت تلحظني * كافي الكفاة بعيني مجمل النظر
كذا اليواقيت فيما قيل نشأتها * من حسن تأثير عين الشمس في القمر
وفي عيون الأنباء شكا إليه الوزير أبو طالب العلوي آثار بثر بدا على
جبهته ونظم شكواه شعرا وأرسله إليه وهو:
صنيعة الشيخ مولانا وصاحبه * وغرس انعامه بل نش ء نعمته
يشكو إليه أدام الله مدته * آثار بثر تبدى فوق جبهته
فامنن عليه بحسم الداء مغتنما * شكر النبي له مع شكر عترته
فاجابه الشيخ عن أبياته ووصف له في جوابه علاجا كان به برؤه
فقال:
الله يشفي وينفي ما بجبهته * من الأذى ويعافيه برحمته
أما العلاج فاسهال يقدمه * ختمت آخر أبياتي بنسخته
وليرسل العلق المصاص يرشف من * دم القذال ويغني عن حجامته
واللحم يهجره الا الخفيف ولا * يدني إليه شرابا من مدامته
والوجه يطليه ماء الورد معتصرا * فيه الخلاف مدافا وقت هجمته
ولا يضيق منه الزر مختنقا * ولا يصيحن أيضا عند سخطته
هذا العلاج ومن يعمل به سيرى * آثار خير ويكفي امر علته
وقوله:
هذب النفس بالعلوم لترقى * وذر الكل فهي للكل بيت
إنما النفس كالزجاجة والعلم * سراج وحكمة الله زيت
فإذا أشرقت فإنك حي * وإذا اظلمت فإنك ميت
وقوله في الخمر:
صبها في الكاس صرفا * غلبت ضوء السراج
ظنها في الكاس نار * فطفاها بالمزاج

79
وقوله فيها أيضا:
قم فاسقنيها قهوة كدم الطلا * يا صاح بالقدح الملا
بين الملا خمرا تظل لها النصارى سجدا * ولها بنو عمران أخلصت الولا
لو أنها يوما وقد ولعت بهم * قالت ألست بربكم قالوا بلى
وقوله فيها أيضا:
نزل اللاهوت في ناسوتها * كنزول الشمس في أبراج يوح
قال فيها بعض من هام بها * مثل ما قال النصارى في المسيح
هي والكاس وما مازجا * كأب متحد وابن وروح
وقوله فيها أيضا:
شربنا على الصوت القديم قديمة * لكل قديم أول هي أول
ولو لم تكن في حيز قلت إنها * هي العلة الأولى التي لا تعلل
وقوله في الحساد:
عجبا لقوم يحسدون فضائلي * ما بين غيابي إلى عذالي
عتبوا على فضلي وذموا حكمتي * واستوحشوا من نقصهم وكمالي
اني وكيدهم وما عتبوا به * كالطود يحقر نطحة الأوعال
وإذا الفتى عرف الرشاد لنفسه * هانت عليه ملامة الجهل
قوله:
أكاد أجن فيما قد أجن * فلم ير ما أرى انس وجن
رميت من الخطوب بمصميات * نوافذ لا يقوم بها مجن
وجاورني أناس لو أريدوا * على منفت ما اكلوه ضنوا
فان عنت مسائل مشكلات * أجال سهامهم حدس وظن
وان عرضت خطوب معضلات * توارؤا واستكانوا واستكنوا
وقوله في شكوى الزمان:
أشكو إلى الله الزمان فصرفه * ابلى جديد قواي وهو جديد
محن إلي توجهت فكأنني * قد صرت مغناطيس وهي حديد
وقوله:
تنهنه وحاذر ان ينالك بغتة * حسام كلامي أو كلام حسامي
وأورد له صاحب عيون الأنباء أبياتا يقال انها قيلت عند رؤية عطارد
تفيد علما وخيرا قصيدة رائية تزيد على خمسين بيتا تنسب إليه وهو مشكك ف
ي صحة نسبتها وهي فيما يحدث من الأمور عند قران المشتري وزحل اعرضنا
عن ذكرهما لعدم الاعتقاد بصحة ذلك.
قصيدة المجربات
وله قصيدة المجربات لم يتيسر لنا وجدانها حين التأليف وكان قد علق
بذهننا أبيات منها نثبتها فيما يلي فمن عثر عليها فليلحقها بهذا الموضع أولها:
ابدأ باسم الله في نظم حسن أذكر ما جربته طول الزمن
في النشاذر
فريحه تقتل الأفاعي * وللهوام والدبيب الساعي
ووزن مثقال إذا ما شربا * مع وزنه من الرجيع انجبا
وخلص السميم من مماته * من بعد ياس الناس من حياته
لوجع الضرس يضع يده على الوجع في أول الشهر ويقول حرمت
الاكل من لحم الجمل والكرفس:
فقل حرمت الاكل من لحم الجمل * مع الكرفس أيما منه حصل
الطيون
وليس للجراح كالطيون * يبرئ جرح السيف والسكين
نجم التوأم للمحبة
في شولة العقرب نجم توأم * لكل راء من رآه يعلم
إذا ترآه أمران اصطحبا * واتفقا وإذا وذا تحببا
لا سيما ان قال ذا محبب * بعض لبعض كوكبان كوكب
النجم المسمى كف الخضيب:
كف الخضيب فرقة إلى الأبد * لكائن من كان من كل أحد
إذا رآه اثنان أو جماعة * تفرقوا إلى قيام الساعة
لدفع العقرب:
ومن رأى عشية نجم السهى * لم تؤذه عقربة بمسها
وهذا وارد في اخبار أهل البيت ع وفيها ان يقول عند
رؤيته سلام على نوح في العالمين
السقنقور للباه
في القاموس انه دابة تنشأ بشاطئ بحر النيل لحمها باهي وفي تاج
العروس ومنها نوع ببحيرة طبرية وهو في القوة دون الأول ولكن ابن سينا
ذكر الذي في عين ثول فقط فقال:
بثول عين بها حيوان * في شكله كأنه انسان
وثول قرية بأرض الشام * من عمل الشقيف ذي الآكام
الطخ على التؤول دهن القمح * من وسخ الأسنان عند الصبح
وقل حرمت الاكل من لحم الفرس * والهندبا وكل ذا منه احترس
وقال ابن خلكان ومن المنسوب إليه ولا أتحققه قوله:
جعل غذاءك كل يوم مرة * واحذر طعاما قبل هضم طعام
واحفظ منيك ما استطعت فإنه * ماء الحياة يراق في الأرحام
وفي عيون الأنباء قصيدة على هذا الوزن فيها بيتان قريبان من هذين
البيتين قال مؤلفه انها تنسب لابن سينا والصواب انها لمحمد بن المجلي.
قال ابن خلكان وينسب إليه أيضا البيتان اللذان ذكرهما الشهرستاني
في أول كتاب نهاية الاقدام وهما:
لقد طفت في تلك المعاهد كلها * وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر الا واضعا كف حائر * على ذقن أو قارعا سن نادم
قال وله أيضا في معنى ما ورد عن علي ع انه قال خصلتان
لا شئ أحسن منهما الايمان بالله والنفع للمسلمين وخصلتان لا شئ أقبح
منهما الشرك بالله والاضرار بخلقه قوله:
كن كيف شئت فان الله ذو كرم * فما عليك بما تأتيه من باس
سوى اثنتين فلا تقربهما ابدا * الشرك بالله والاضرار بالناس
وله أيضا:
اعتصام الورى بمعرفتك * عجز الواصفون عن صفتك
تب علينا فإننا بشر * ما عرفناك حق معرفتك
وله جملة أشعار بالفارسية.
الشيخ حسين بن عبد الله الحوري البحراني الأوالي.
عالم فاضل يروي إجازة عن الشيخ حسين بن محمد بن عبد النبي بن

80
سليمان بن حمد البارباري السنبسي البحراني.
الحسين بن عبد الله الرجاني
مر بعنوان الحسين بن عبد الله الأرجاني.
الحسين بن عبد الله بن سهل.
ذكره الشيخ في الفهرست وقال له كتاب المتعة أخبرنا به أحمد بن
عبدون عن الحسين بن علي بن شيبان القزويني عن علي بن حاتم عنه وذكره
في رجاله بعنوان الحسين بن عبيد الله بتصغير عبيد ويأتي وستعرف القول
بالاتحاد. وفي لسان الميزان ذكر جماعة أحدهم الحسين بن عبد الله بن
سهل ثم قال ذكرهم الأزدي من كتب أبي جعفر الطوسي في رجال الشيعة
اه‍ وكانه يريد أن الأزدي ذكرهم في رجال الشيعة نقلا من كتب أبي
جعفر.
التمييز
ميزه الطريحي والكاظمي في المشتركات برواية علي بن حاتم عنه وبناء
على اتحاده مع الحسين بن عبيد الله بالتصغير فله مميزات آخر تأتي.
الحسين بن عبد الله بن ضميرة السلمي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
الحسين بن عبد الله بن ضميرة المدني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويمكن كونه
الذي قبله بان يكون سليما مدنيا وفي ميزان الذهبي الحسين بن عبد الله بن
ضميرة بن أبي ضميرة سعيد الحميري المدني روى عن أبيه وعنه زيد بن
الحباب وغيره كذبه مالك. أبو حاتم متروك الحديث كذاب. احمد لا
يساوي شيئا. ابن معين ليس بثقة ولا مأمون. البخاري منكر الحديث
ضعيف. أبو زرعة ليس بشئ يضرب على حديثه وفي لسان الميزان:
أحمد بن حنبل متروك الحديث البخاري تركه علي واحمد. الدارقطني
متروك. ابن أبي أويس كان يتهم بالزندقة. أبو داود ليس بشئ.
النسائي ليس بثقة ولا يكتب حديثه. ابن الجارود كذاب ليس بشئ
الإدريسي لما خرج إسماعيل بن أبي أويس حديثا إليه فبلغ مالكا هجره
أربعين يوما. العقيلي الغالب على حديثه الوهم والنكرة اه‍ وأورد الذهبي
من طريق إسماعيل بن بي أويس عنه ومن طريق غيره أحاديث ليس فيها
شئ من النكارة مثل كل مسكر حرام وليس في الدين إشكال. كل مسكر
خمر. اشتدي أزمة تنفرجي. المجالس بالأمانة في الحديث والظاهر أنه
المذكور في رجال الشيخ للاتحاد في الاسم واسم الأب والجد والنسبة لكن
وصفه بالحميري يفهم منه ان السلمي السابق غيره وإفراطهم في تكذيبه مع
استقامة ما حكوه من حديثه قد يكون راجعا إلى نحلته والله أعلم.
أبو عبد الله الحسين الملقب بالأبيض الشاعر بن عبد الله بن العباس بن
عبد الله الشهيد بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر بن علي زين
العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
توفي بالري سنة 319 وقبره ظاهر يزار.
من هو الملقب بالأبيض الشاعر
في عمدة الطالب قال أبو نصر البخاري الأبيض الشاعر هو
الحسين بن عبد الله بن العباس الخ وقال مات بالري سنة 319 وقبره ظاهر
يزار انقرض عقبه. وقال الشيخ أبو الحسن العمري الأبيض هو عبد الله
ابن العباس يعني والد الحسين وقال العمري أيضا عبد الله بن
الحسين بن عبد الله الأبيض ابن عبد الله الأفطس كان شاعرا مجيدا وكان أبو
القاسم أظنه يعني الحسين بن عبد الله لسنا مقداما وكان الأبيض
عبد الله بن العباس بليدا قال وجدت في المبسوط ان يحيى بن عمر حين ظهر
امره أن يصلي بالناس فلم يخرج حتى أعلمه المؤذنون اه‍ وهذا دليل بلادته
قوله أظنه الحسين بن عبد الله قد ينافيه أن الحسين يكنى بأبي عبد الله لا بأبي
القاسم الا أن يكون له كنيتان ومنشأ الظن وصفه بأنه كان لسنا مقداما
ويمكن ان يكون كل من الحسين ووالده عبد الله يلقب بالأبيض الشاعر لكن
الأبيض الشاعر هو المترجم لأن الآخر كان يوصف بالبلادة والله أعلم وكان
ابنه عبد الله شاعرا وله حكاية مع سيف الدولة تأتي في ترجمة عبد الله انش.
الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب.
مات سنة 141 أو 140.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع قال مدني
تابعي سمع ربيعة بن عباد الديلمي.
أقوال غيرنا فيه
ذكره الذهبي في ميزانه ووضع عليه ت ق إشارة إلى أنه روى عنه
الترمذي وابن ماجة القزويني وقال الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس
الهاشمي المدني (1) قال ابن معين مرة ضعيف ومرة وليس به باس يكتب
حديثه احمد. له أشياء منكرة. أبو زرعة: ليس بقوي. النسائي:
متروك. الجوزجاني لا يشتغل به. البخاري: يتهم بالزندقة ثم روى عدة
أحاديث من طريقه ليس فيها ما يستنكر سوى حديث واحد ضعيف مرفوع
فيه انه النبي ص كان جالسا وأصحابه جالسون سماطين وجارية يقال لها
سيرين معها مزمر تختلف به بين القوم وهي تغنيهم وتقول:
هل علي ويحكم * ان لهوت من حرج
فتبسم النبي ص وقال لا حرج إن شاء الله اه‍ وحاشا الرسول ص
وأصحابه من ذلك ولو فعل هذا اليوم بعض الجهلة لعيب عليهم ولا شك
انه من وضع بعض أعداء الاسلام وفي تهذيب التهذيب الحسين بن عبد الله
ابن عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمي المدني روى عن ربيعة بن
عباد وله صحبة وعن مكرمة وأم يونس خادم ابن عباس وعنه هشام بن
عروة وابن جريج وابن المبارك وابن إسحاق وابن عجلان وإبراهيم بن أبي
يحيى وشريك النخعي وغيرهم. ابن أبي مريم عن يحيى ليس به باس كتب
حديثه. علي تركت حديثه وتركه احمد أيضا. أبو حاتم ضعيف وهو أحب
إلي من حسين بن قيس يكتب حديثه ولا يحتج به. ابن عدي أحاديثه يشبه
بعضها بعضا وهو ممن يكتب حديثه فاني لم أجد في حديثه حديثا منكرا قد
جاوز المقدار. ابن سعد كان كثير الحديث ولم أرهم يحتجون بحديثه.
الحسن بن علي بن محمد النوفلي كان الحسين بن عبد الله صديقا لعبد الله بن
معاوية بن عبد الله بن جعفر وكانا يرميان بالزندقة فقال الناس انما تصافيا



(1) في النسخة المطبوعة الحسين بن عبد الله بن عبد الله بن عبد الله بن عباس والظاهر أنه تحريف.
المؤلف
81
على ذلك ثم انهما تهاجرا وجرت بينهما في الاشعار معاتبات قال الآجري عن
أبي داود: عاصم بن عبيد الله فوقه وقال الحاكم أبو أحمد ليس بالقوى
عندهم وقال ابن حبان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل اه‍ وفي حاشية
العتب الجميل للمؤلف: ذكر بعض المؤرخين ان المهدي العباسي خافه على
الملك فاتهمه بالزندقة اه‍ ويوشك ان يكون تضعيف من ضعفه لتهمة
الزندقة والكذبة والله أعلم بحاله.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب الحسين بن عبد الله المشترك
بين جماعة لا حظ لهم في التوثيق ويمكن استعلام انه ابن عبد الله بن عبيد
الله برواية قيس بن الربيع عنه وحيث يعسر التمييز فلا إشكال لما عرفت
اه‍ يعني من اشتراك الجميع في عدم التوثيق ويمكن التمييز أيضا بروايته عن
ربيعة بن عباد الديلمي وعن جامع الرواة انه نقل رواية أحمد بن النضر عنه
عن أبيه عن جده عن أمير المؤمنين ع ورواية عبد الله بن
محمد أخي حماد وعبد الله بن يحيى والحسين بن المختار عنه عن أبي عبد الله
ع اه‍ ويمكن تمييزه بأشياء اخر مما مر في ترجمته.
الحسين بن عبد الله القرشي.
عن جامع الرواة انه نقل رواية الكليني عن محمد بن يحيى
عن محمد بن أحمد عنه عن رجل من أصحابنا عن أبي عبد الله النوفلي عن
زاذان عن أبي عبد الله ع في باب الفقاع من كتاب الأشربة
من الكافي.
الحسين بن عبد الله الكرخي ثم الأصفهاني.
وجدت في مسودة الكتاب ما صورته: وصفه في الرياض بالمولى
الفاضل العالم العابد كان من عبيد الشاه عباس الصفوي ومن المقربين عنده
أصبته جراحة في محاصرة الشاه عباس لقلعة إيروان ومع ذلك لازم العلم
قرأ على التقي المجلسي وغيره من أفاضل عصره حتى بلغ ما بلغ من مراتب
العلم والعمل وصنف كتبا منها زبدة المعارف في أصول الدين فارسي اه‍
ولكني لم أجد له ذكرا في رياض العلماء في باب من اسمه الحسين.
الحسين بن عبد الله الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال
كوفي.
أبو عبد الله الحسين صاحب صدقة النبي ص ابن عبد الله الأزرق بن محمد
المعمر بن أبي طاهر احمد الحربي بن الحسين غضارة بن عيسى مؤتم
الأشبال ابن زيد الشهيد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
لا نعلم من أحواله شيئا إلا وصف صاحب عمدة الطالب له بأنه
صاحب صدقة النبي ص.
الحسين بن عبد الله النيسابوري والي سجستان.
كان واليا على سجستان في عهد الامام أبي جعفر الثاني محمد بن علي
الجواد وكان من موالي أهل البيت ع ومحبيهم روى الكليني في الكافي عن
محمد بن يحيى ومحمد بن أحمد عن السياري عن أحمد بن
محمد بن زكريا الصيدلاني عن رجل من بني حنيفة من أهل بست وسجستان
قال رافقت أبا جعفر ع في السنة التي حج فيها في أول خلافة
المعتصم فقلت له وانا معه على المائدة وهناك جماعة من أولياء السلطان ان
والينا جعلت فداك رجل يتولاكم أهل البيت ويحبكم وعلي في ديوانه خراج
فان رأيت جعلني الله فداك ان تكتب إليه بالاحسان إلي فقال لا اعرفه
فقلت فداك انه على ما قلت من محبيكم أهل البيت وكتابك ينفعني عنده
فاخذ القرطاس فكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فان موصل كتابي
هذا ذكر عنك مذهبا جميلا وأنه ما لك من عملك الا ما أحسنت فيه فأحسن
إلى إخوانك واعلم أن الله عز وجل سائلك عن مثاقيل الذر والخردل قال فلما
وردت سجستان سبق الخبر إلى الحسين بن عبد الله النيسابوري وهو الوالي
فاستقبلني على فرسخين من المدينة فدفعت إليه الكتاب فقبله ووضعه على
عينيه وقال لي حاجتك فقلت خراج علي في ديوانك قال فامر بطرحه عني
وقال لا تؤد خراجا ما دام لي عمل ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم فامر
لي ولهم بما يقوتنا وفضلا فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا ولا قطع عني
صلته حتى مات اه‍.
الحسين بن عبد الملك الأودي.
غير مذكور الا في سند الشيخ في الفهرست إلى كتاب المشيخة
للحسن بن محبوب قال أخبرنا بكتاب المشيخة قراءة عليه أحمد بن عبدون
عن علي بن محمد بن الزبير عن الحسين بن محبوب وفي رواية ابن الزبير عنه
وروايته عن ابن محبوب نوع مدح له ولا يبعد كونه من مشايخ الإجازة وهو
يشير إلى الوثاقة.
الحسين بن عبد الملك بن عمر الأحول.
في لسان الميزان روى عن أبيه وعنه الحسين بن سعيد ذكروه في رجال
الشيعة اه‍.
الشيخ حسين بن عبد النبي.
له الأسئلة الحسينية وهي خمسون مسالة سال عنها الشيخ عبد الله
السماهيجي فكتب في جوابها الرسالة الحسينية.
الحسن بن عبد الواحد القصري.
لعله نسبة إلى قصر ابن هبيرة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان
الميزان ذكره الطوسي في رجال الشيعة.
الحسين بن عبد الوهاب.
في الرياض: كان من أجلة علمائنا المعاصرين للسيد المرتضى
والرضي ويشاركهما في بعض مشايخه كأبي التحف وأمثاله وكان معاصرا
للشيخ الطوسي أيضا إذ يروي عن هارون بن موسى التلعكبري بواسطة
واحدة كالشيخ الطوسي وكان بصيرا بالاخبار للأحاديث فقيها شاعرا مجيدا
اه‍.
مؤلفاته
قال له من المؤلفات 1 عيون المعجزات 2 الهداية إلى الحق 3

82
البيان في وجوه الحق في الإمامة والأخيران قد صرح بنسبتهما إلى نفسه في
كتاب العيون 4 بصائر الدرجات في تنزيه النبوات الذي اختصر منه عيون
المعجزات فان الظاهر أنه له يحتمل كونه لغيره.
الكلام على عيون المعجزات.
هذا الكتاب ينقل عنه السيد هاشم البحراني المجلسي وفي الرياض
النسخ في اسمه مختلفة ففي بعضها عيون المعجزات وفنون الكرامات المنتخب
من بصائر الدرجات وفي بعضها فنون المعجزات المنتخب من بصائر
الدرجات وفي بعضها بعناوين أخرى أيضا: قال وكان الشروع في تأليفه كما
رأيته في نسخة عتيقة بكازرون في السابع من شهر رمضان سنة 448 وفراغه
منه يوم الفطر من السنة المذكورة وتاريخ كتابة النسخة سنة 556 قال
وصرح جماعة بأنه للسيد المرتضى وكذا رأيت على ظهر نسخة عتيقة منه
وذكر الأستاذ في أول البحار القول بنسبته إلى المرتضى لكنه قال إنه لم يثبت
ذلك عندي لأن مؤلفه يروي عن أبي علي بن همام ومحمد علي بن إبراهيم
وهما من القدماء ثم قال لا يخفي أن نسبة هذا الكتاب إلى المرتضى سهو بين
لأن مؤلفه قد صرح في عدة مواضيع منه بان اسمه الحسين بن عبد الوهاب
فلا وجه لهذا القول رأسا أما روايته عن ذينك الشيخين فهي سهو أيضا لأنه
لم يرو عنهما الا بالواسطة قال ثم اعلم أن نسخ كتاب العيون المذكور العتيقة
التي وقفنا عليها في كازرون والحسا والبحرين وغيرها أكثرها مقطوعة الأول
ولا يعلم منها اسم هذا الكتاب وقد قال المؤلف في ديباجته كما في بعض
النسخ التي فيها ديباجة اني لما رأيت الكتاب المترجم ببصائر الدرجات في
تنزيه النبوات قد احتوى على ما لا مزيد عليه وجمع ما لا بد منه أحببت ان
اختصره بحذف الأسانيد وان أقرب على قارئيه ما بعد من السير والحديث
والفضائل لان فضائل النبي وأهل بيته عليهم السلام اجل من أن
تحصى وأكثر من أن تعد وتستقصى وسميته بعيون المعجزات المنتخب من
بصائر الدرجات وقال في آخر الكتاب: وقد كنت حاولت ان أثبت في هذا
الكتاب البعض من المعجزات لسيد المرسلين وخاتم النبيين فوجدت كتابا
ألفه السيد أبو القاسم علي بن أحمد بن موسي بن محمد التقي الجاد ع
ساه تثبيت المعجزات وأوجب في صدره من طريق النظر والاختبار
والتفحص والاعتبار وجود المعجزات للأنبياء والأوصياء بكلام بين وحجج
واضحة ودلائل نيرة لا يرتاب فيها الا ضال غافل غوي ثم اتبعها بالمشهور
من المعجزات لرسول الله ص وذكر في آخرها ان معجزات الأئمة الطاهرة
تنساق على اثرها فلم أر شيئا في آخر كتابه هذا الذي سماه تثبيت المعجزات
وتفحصت عن كتبه ومؤلفاته التي عندي وعند إخواني فلم أر له كتابا
اشتمل على معجزات الأئمة الطاهرين ص أو تفرد بها فلما
أعياني ذلك استخرت الله واستعنت به في تأليف شطر وافر من براهين
الأئمة الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين ومعجزاتهم دلائلهم مما يخالفنا
فيه المرتفعة القائلون بالباطن وكذا المقصرة في الإمامة لا وينفرد برواية خبر
منه أحد منهم ومن أراد من المرتفعة ان يقف على ما ينفردون به هم من
ذلك فعليه بتفحص كتاب لي سميته كتاب الهداية إلى الحق فإنه يشتمل على
حقائق توحيد الله تعالى وحكمته وعدله وفي أبواب هذه الأحاديث التي
ينفردون بروايتها من المعجزات البراهين كفاية الا ان الحجة في الاجماع أوكد
والقول به الزم اه‍ وحاصل ما ذكر انه لما رأى كتاب بصائر الدرجات في
تنزيه النبوات أراد اختصاره بحذف الأسانيد وكان في نيته ان يبتدئ
بفضائل النبي ص ومعجزاته لكنه لما رأى كتاب أبي القاسم العلوي المسمى
تثبيت المعجزات وقد اقتصر فيه على معجزات النبي ص اختصر من بصائر
الدرجات ما يتعلق بمعجزات الأئمة الاثني عشر فقط وترك التعرض
لمعجزات النبي ص لوجودها في كتاب التثبيت فعيون المعجزات بمنزلة التتمة
لكتاب تثبيت المعجزات ومنتخب من بصائر الدرجات لاختصاره منه وفي
مسودة الكتاب انه كتب بعد الخطبة ولاءهم وابتدأ فيه بولاء أمير المؤمنين
ومعجزاته إلى أن قال ثم صارت الإمامة إلى الحسن بن علي ع
فشرع في ولائه وهكذا إلى تمام الأئمة ع قال في الرياض ثم
لا يخفي بصائر الدرجات على ما هو المعروف الآن لمحمد بن الحسن
الصفار والأخرى لسعد بن عبد الله وأما بصائر الدرجات في تنزيه
النبوات فلم أجد له ذكرا في كتب أصحابنا سواء كان من تصنيف مؤلف
عيون المعجزات نفسه كما في بعض نسخة أو كان لغيره كما يلوح من النسخ
الآخر أقول بل الظاهر أنه من تأليفه. وفي الذريعة ينقل الشيخ
حسين بن عبد الوهاب في كتابه عيون المعجزات عن كتاب الاستشهاد
للشيخ أبي القاسم علي بن أحمد العلوي المتوفي سنة 352 باسناده إلى ولد
المصنف أبي محمد عن والده أبي القاسم وفي الذريعة أيضا يظهر من الشيخ
ابن الحران اسم الكتاب الأنوار المحمدية.
مشايخه
في الرياض اما مشايخه فهم كثيرون على ما يظهر من مطاوي كتاب
عيون المعجزات وذكر منهم ما يلي وهم مشايخه الذين يروي عنهم 1
الشيخ أبو النجف وهو أبو الحسن علي بن محمد بن إبراهيم بن الحسن بن
الطيب المصري الذي كان من مشايخ المرتضى والرضي أيضا روى عنه
بالغندجان وهي من بلاد فارس في سنة 415 2 الشيخ أبو علي أحمد بن يزيد بن
دادارة 3 الشيخ أبو الحسين أحمد بن الخضر المؤدن 4 الشيخ
أبو عبد الله الكازاراني الكاغدي وكان إماما ورعا 5 الشيخ أبو الغنائم
أحمد بن منصور المشتري المصري بالأهواز 6 أبو طاهر أحمد بن
الحسين بن منصور الحلاج وكان ممن يستوطن الغندجان وتأهل بها 7
الشيخ أبو محمد الحسن بن محمد بن نصر 8 أبو القاسم بندار بن
الحسين بن زوزان يروي عن خطه 9 الأسعد أبو نصر 10 القاضي
أبو الحسن علي بن وديع الطبراني.
158: السيد الأمير نصر الدين حسين بن عبد الوهاب الحسيني الحسني الطباطبائي
البهبهاني.
عالم فاضل من علماء الدولة الصفوية له ترجمة إحقاق الحق إلى
الفارسية كتبه باسم الشاه سليمان الصفوي وسماه ايضاح إحقاق الحق.
أبو عبد الله الحسين بن عبد الله إبراهيم الغضائري.
توفي في 15 صفر سنة 411.
ويقال الحسين بن عبيد الله الغضائري والمذكور في كلام النجاشي
والشيخ وغيرهما من جميع الرجالين الذين وصلت إلينا كلماتهم ان اسم أبيه
عبيد الله ولكن في الرياض عن فلاح السائل لرضي الدين علي بن طاوس
عند ايراد نافلة الظهرين ما لفظه: نقلته من نسخة كانت للشيخ أبي جعفر
الطوسي وعليها خط أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن عبيد الله تاريخه

83
صفر سنة 411 وقد قابلها جدي أبو جعفر الطوسي وأحمد بن الحسين بن
أحمد بن عبيد الله وصححاها اه‍ قال والظاهر أن مراده بأبي عبد الله هو
الغضائري هذا وبأحمد بن الحسين هو ولده ابن الغضائري ولا ينفي ذلك
قولهم الحسين بن عبيد الله لأن الاختصار في الأنساب شائع كما لا ينافي
كون تاريخ الكتاب في صفر سنة 411 تاريخ وفاته لجواز كون اتمام الكتاب
في صفر قبل وفاته ثم وقته بلا فاصلة في ذلك الشهير بعينه اه‍ وبناء على ما
ذكر ترجمه في الرياض بالحسين بن أحمد بن عبيد الله ولكننا اتبعنا في ترجمته
ما هو المشهور وان أمكن كونه نسبة إلى الجد والله أعلم والغضائري
بغين معجمة مفتوحة ضاد معجمة وألف بعدها همزة مكسورة وراء وياء
للنسبة منسوب إلى الغضائر جمع غضارة كسحابة في القاموس الغضارة
الطين اللازب الأخضر الحر اه‍ هذا بحسب الأصل ولكن يظهر ان
الغضارة سمي به بعد ذلك اناء من خزف يعمل من ذلك الطين ويوضع فيه
الطعام فببالي اني رأيت في ترجمة أبي الفرج الأصفهاني ولا أتذكر الآن أين
رأيته ان أبا الفرج كان يأكل على مائدة الوزير المهلبي فتنخم فوقعت قطعة
من البلغم في الغضارة الخ وحينئذ فالغضائري هو من يعمل الغضارة أو
يبيعها ولعله كان هو في أول امره أو حد آبائه كذلك والغضائر هي
بالهمزة لا بالياء كما نص عليه علماء الصرف في مثلها العلامة في الخلاصة
نسبه بالغضائري وفي ايضاح الاشتباه قال الغضائري بفتح العين والضاد
المعجمتين والراء بعد الألف بلا فصل وقال الشهيد الثاني في حواشي
الخلاصة ان الغضاري أي بدون همزة قبل الراء هو الموافق لايضاح العلامة
اه‍ وحينئذ فيكون منسوبا إلى الغضارة لا إلى الغضائر وهو والد أحمد بن
الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري المتقدم في ج 8 صاحب كتاب
الرجال المراد بابن الغضائري عند الإطلاق ابنه لا هو كما مر هناك ان قال
بعض المعاصرين كما مر هناك أيضا ان لقب الغضائري لا يطلق الا على
الحسين وادعى دلالة التتبع على ذلك فان التتبع دال على خلافه والحاصل
ان الغضائري يوصف به كل منهما اما ابن الغضائري فيطلق على الابن بلا
ريب ان لم يكن هو المتبادر عند الاطلاق اما اطلاقه على الأب فموقوف على أن
يكون أحد آبائه يوصف بذلك. وفي الرياض في ترجمة الأب انه المعروف
بالغضاري وان ولده احمد يعرف بابن الغضائري والناس يغلطون في ذلك
يسمون كلا منهما بابن الغضائري اه‍ في النقد اعلم أن ابن الغضائري
المذكور في الخلاصة وغيره الذي له كتابان في الرجال هو أحمد بن الحسين بن
عبيد الله بن إبراهيم الغضائري كما يظهر من كلام السيد أحمد بن طاوس
في كتاب الرجال عن نقله عن ابن الغضائري حيث قال ومن كتاب أبي
الحسين أحمد بن عبيد الله الغضائري المقصور على ذكر الضعفاء الخ وقال
في آخر كتابه اما أحمد بن الحسين على ما يظهر لي هو ابن الحسين بن عبيد
الله الغضائري وكذا يظهر من الخلاصة عند ذكر إسماعيل بن مهران وأبي
الشداخ اه‍.
قال الأستاذ في أول البحار: وكتاب الرجال للشيخ أبي عبد الله
الحسين بن عبيد الله الغضائري كذا ذكره الشهيد الثاني ويظهر من كتاب
رجال السيد ابن طاوس على ما نقل عنه شيخنا الأجل مولانا عبد الله
التستري ان صاحب الرجال هو أحمد بن الحسين بن عبيد الله ولعله أقوى
اه‍ وقال في الفصل الثاني من البحار وكتاب رجال الغضائري ان كان
الحسين فهو من اجل التأليفات وان كان احمد كما هو الظاهر فلا اعتمد عليه
كثيرا وعلى أي حال فالاعتماد على هذا الكتاب يوجب رد أكثر اخبار الكتب
المشهورة.
أقوال أصحابنا فيه
في الرياض الشيخ أبو عبد الله وقيل أبو جعفر الحسين بن عبيد الله
ابن إبراهيم الغضائري الفاضل العالم الفقيه المعروف بالغضائري أستاذ
الشيخ الطوسي والنجاشي واضرابهما اه‍ وستعرف ان الشيخ والنجاشي
كنياه أبا عبد الله اما أبو جعفر فلم نجد من كناه بذلك ولعله رحمة الله له
كتب وعدها ثم قال النجاشي الحسين بن عبد الله شيخنا رحمة الله له كتب
وعدها ثم قال أجازنا جميعها وجميع رواياته عن شيوخه ومات رحمة الله في
نصف صفر سنة 411 وقال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع
الحسين بن عبيد الله الغضائري يكنى أبا عبد الله كثير السماع
عارف بالرجال وله تصانيف ذكرناها في الفهرست سمعنا منه وأجاز لنا
بجميع رواياته مات سنة 411 وفي النقد قوله ذكرناها في الفهرست ليس
بمستقيم لأني لم أجده في الفهرست أصلا وكذا ذكره ابن داود راويا عن
الفهرست وفي منهج المقال: لم أجد في النسخ التي رأيت من الفهرست شيئا
من ذلك اه‍ وانا أيضا لم أجد له في الفهرست ذكرا ولا لمؤلفاته وكانه كان
يريد ان يذكره فسها عن ذلك وقال المحقق البحراني لعل ترجمته كانت
موجودة في المسودة ثم سقطت من قلم النساخ وفي الخلاصة ذكر نحوا مما
ذكره النجاشي وقال له تصانيف ذكرناها في كتابنا الكبير شيخ الطائفة سمع
الشيخ الطوسي منه أجاز له جميع رواياته وكذا أجاز النجاشي وفي التعليقة
كونه شيخ الطائفة يشير إلى وثاقته وكذا كونه شيخ الإجازة وكونه كثير
الرواية مقبولها وقال جدي وثقه ابن طاوس في النجوم اه‍ أقول يكفي ما
ذكر لاثبات وثاقته بل وجلالته وقال السيد الداماد الحسين بن عبيد الله
الفقيه البصير المشهور العارف بالرجال والاخبار ويروي الشيخ الطوسي
الصحيفة الكاملة عنه عن مشايخه. في الرياض: رأيت في أردبيل نسخة
من الصحيفة الكاملة صدر سندها هكذا قال الشيخ أبو جعفر محمد بن
الحسن الطوسي: أخبرنا الحسن بن عبيد الله الغضائري قدس سره حدثنا
أبو المفضل محمد بن عبيد الله بن المطلب الشيباني في شهور سنة 385
حدثنا الشريف أبو عبد الله جعفر بن محمد بن جعفر الخ وفي رجال بحر
العلوم: الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري أبو عبد الله شيخ
الطائفة سمع منه الشيخ الطوسي وأجاز له النجاشي جميع رواياته قاله
العلامة ثم نقل كلام الشيخ والنجاشي فيه ثم قال وهو أحد الفقهاء القدماء
القائلين بطهارة ماء البئر وعدم انفعاله بمجرد الملاقاة قال المؤلف وهذا
يدل على قوة فقاهته لان المعروف بين القدماء نجاسته بمجرد الملاقاة
فمخالفته لهم اتباعا للدليل دليل قوة فقاهته. قال ويستفاد توثيقه من تعظيم
المشايخ له واطرائهم في نعته وسماعهم منه وإجازاتهم له واستناد النجاشي
إليه في مواضيع كثيرة من كتابه ومن توثيق الشهيد الثاني للمشائخ المشهورين
من لدن عصر الكليني إلى زمانه ووثقه السيد الجليل علي بن طاوس في
كتاب النجوم والسيد الداماد في رواشحه وحكى الداماد عن العلامة ومن
تأخر عنه إلى زمانه تصحيح حديثه في كتبهم الاستدلالية قال الداماد وهو
اجل من ذلك فإنه من أعاظم فقهاء الأصحاب وعلمائهم وقال السيد في
الوسيط ويستفاد من تصحيح العلامة طريق الشيخ إلى محمد بن علي بن
محبوب توثيقه قال ولم أجد إلى يومنا من خالفه وبالجملة فالامر فيه واضح

84
جلي انتهى رجال بحر العلوم في روضات الجنات الشيخ أبو جعفر حسين بن
عبيد الله بن إبراهيم المعروف بالغضائري أو الغضائري هو والد شيخنا
احمد المتقدم ذكره كان وجها من وجوه الشيعة وشيخا من مشايخهم المعظمين
مفضلا على أقرانه ومجمعا على علو مرتبته وجلالة شانه بمنزلة شيخنا المفيد في
زمانه حتى أن غير واحد من علماء غيرنا ذكروا انه كان شيخ الرافضة في
زمانه وناهيك به منقبة وفضلا اه‍.
أقوال غيرنا فيه
في ميزان الذهبي: الحسين بن عبيد الله أبو عبد الله الغضايري
شيخ الرافضة يروي عن الجعابي صنف كتاب يوم الغدير مات سنة 411
كان يحفظ شيئا كثيرا وما أبصر اه‍ وما أحق الذهبي بعدم البصرة وان لقب
بالحافظ فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون وفي لسان الميزان فيمن أبوه
عبد الله مكبرا الحسين بن عبد الله بن إبراهيم العطاردي الغضايري من
كبار شيوخ الشيعة كان ذا زهد وورع وحفظ ويقال كان من احفظ الشيعة
بحديث أهل البيت روى عنه أبو جعفر الطوسي وابن النجاشي يروي عن
الجعابي وسهل بن أحمد الديباجي وأبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال
الطوسي كان كثير السماع خدم العلم
لله وكان حكمه انفذ من حكم الملوك وقال ابن النجاشي كتبت من تصانيفه
الغدير. مواطن أمير المؤمنين الرد على الغلاة وغر ذلك توفي منتصف صفر
411 وذكره فيمن أبوه عبيد الله مصغرا وهو الصواب فقال الحسين بن
عبيد الله أبو عبد الله الغضايري ذكره الطوسي في رجال الشيعة مصنفيها
وبالغ في الثناء عليه وسمى جده إبراهيم وقال كان كثير الترحال كثير
السماع خدم العلم وكان حكمه أنفذ من حكم الملوك له أدب العاقل وتنبيه
الغافل في فضل العلم. كشف التمويه. النوادر في الفقه. الرد على
المفوضة. مواطن أمير المؤمنين. فضل بغداد الكلام علي: قول علي خير
هذه الأمة بعد نبيها وقام ابن النجاشي في مصنفي الشيعة وذكر له تصانيف
كثيرة وقال طعن عليه بالغلو ويرمى بالعظائم وكتبه صحيحة وروى عنه احمد
ابن يحيى اه‍ وبعض ما نقله عن الطوسي والنجاشي ليس في كلامهما
السابق وما نقله عن الطوسي من تصانيفه انما ذكره النجاشي لا الطوسي الا
ان يكون في نسخة الفهرست ويكون قد عثر عليها هو ولم تصل إلينا.
مشايخه
قد سمعت قول الشيخ انه كثير السماع وفي الرياض يروي عن جماعة
كثيرة 1 أبو عبد الله أحمد بن محمد الصفواني 2 أبو غالب أحمد بن
محمد الزراري 3 أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري 4 أبو القاسم
جعفر بن محمد بن قولويه 5 أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم بن أبي رافع
الصيمري 6 أبو الفضل الشيباني 7 أبو جعفر محمد بن الحسين بن
سفيان البزوفري 8 أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد
9 أحمد بن محمد بن يحيى العطار 10 أبو محمد الحسن بن حمزة
العلوي الطبري 11 أبو عبد الله الحسين بن سفيان البزوفري 12
أبو الحسن أحمد بن محمد بن داود القمي 13 الحسن بن محمد بن حمزة
قال ولعله الحسن بن حمزة السابق 14 الحسين بن علي بن سفيان قال
والظاهر أنه البزوفري السابق 15 الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن
بابويه القمي 16 عمر بن محمد بن سليم المعروف بابن الجعابي 17
محمد بن أحمد بن داود القمي شيخ الطائفة وفقيهها قال ولعله ولد أبي
الحسن احمد المذكور أو الأول من باب الاشتباه 18 محمد بن الحسين بن
سفرجلة الثقة 19 الشيخ الصدوق محمد بن علي بن الفضل 20
الحسن بن علي بن صالح عن شعيب الجوهري عن محمد بن يعقوب
الكليني قال ولعله غير صاحب الكافي عن محمد بن محمد عن إسحاق بن
إسماعيل النيسابوري عن الصادق ع وغيرهم كما يظهر من
الاستبصار وغيره اه‍ 21 محمد بن علي القلانسي كما في الروضات
22 سهل بن أحمد الديباجي قال الشيخ في رجاله في ترجمة سهل هذا:
أخبرنا عنه الحسين بن عبيد الله ومر قول ابن حجر انه يروي عن سهل بن أحمد
الديباجي 23 ابن همام في الرياض يروي عن جماعة كثيرة منهم
ابن همام على ما قيل 24 أبو عبد الله حسين بن علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه القمي أخو الصدوق كما يجئ في ترجمته.
تلاميذه
1 ولده أحمد بن الحسين 2 الشيخ الطوسي 2 النجاشي
صاحب الرجال. ويمكن ان يكون له تلاميذ كثيرون لم نطلع عليهم.
مؤلفاته
قال النجاشي له كتب منها 1 كشف التمويه والغمة 2 التسليم
على أمير المؤمنين 3 تذكير العاقل تنبيه الغافل في فضل العلم وسماه
ابن حجر فيما مر أدب العاقل 4 عدد الأئمة وما شف على الصنفين
من الإنسان الرحمن خ 6 النوادر ذلك 5 البيان عن حبوة حياة
في الفقه 7 مناسك الحج 8 مختصر مناسك الحج 9 يوم الغدير
10 الرد على الغلاة والمفوضة 11 سجدة الشكر 12 مواطن أمير
المؤمنين ع 13 فضل بغداد 14 في قول أمير المؤمنين
ع أ لا أخبركم بخير هذه الأمة جميعها خ اه‍ هكذا ذكر
النجاشي اسم الكتاب الأخير ومر ان ابن حجر ذكر اسمه هكذا الكلام
على قول علي خير هذه الأمة بعد نبيها ولعل الصواب ما ذكره ابن حجر مع
قراءة علي بالرفع أي الكلام على قول من قال علي الخ.
بعض الفتاوى المنقولة عنه
قال الشهد في أوائل شرح الارشاد عند الكلام على ماء البئر ان
القول بعدم نجاسته بالملاقاة هو مذهب الشيخ أبي علي بن أبي عقيل
العماني بناء على مذهبه من عدم انفعال الماء القليل بالملاقاة قال ونقله السيد
الشريف أبو يعلى الجعفري عن أبي عبد الله الحسين بن الغضائري اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف الحسن بن عبيد الله انه ابن عبيد الله
الغضائري برواية الشيخ الطوسي عنه فإنه سمع منه وأجاز له جميع رواياته
وقال الكاظمي: والنجاشي أيضا فإنه سمع منه وأجاز له جميع رواياته عن
شيوخه.
أبو عبد الله الحسين بن عبد الله أو عبيد الله بن إبراهيم الواسطي.
كان حيا في آخر سنة 368
كان عالما فقيها محدثا مؤلفا جليل القدر من تلاميذ أبي غالب الزراري

85
أي أحمد بن محمد يروي عنه رسالته إلى ابن ابنه محمد بن عبد الله ابن أحد
كما هو مذكور في صدر الرسالة في النسخة التي نسختها بخطي بمدينة طهران
سنة 1353 وفي النسخة التي نقلها المحدث البحراني الشيخ يوسف في
كشكوله ويروي إجازة عن جعفر بن محمد بن قولويه وهو كثير الشيوخ
وأوصى إليه كثير من الاجلاء فقام بما أوصي به إليه الا ما عجز عنه كما يأتي
مما دل على أنه كان محل ثقتهم وانه ذو جد في تنفيذ أمور الخير وهو غير
الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري المتقدم وان رافقه في الاسم
والكنية واسم الأب على بعض النسخ واسم الجد جملة من مشايخه وكانا في
عصر واحد أو متقارب فهذا كان حيا آخر سنة 368 وذاك توفي سنة 411
إلا أنه خالفه في النسبة فهذا واسطي كما في موضعين من رسالة أبي غالب
التي عندي اما المنقولة في كشكول البحراني فليس فيها ابن إبراهيم
الواسطي بل اقتصر فيها على الحسين بن عبيد الله وذاك غضائري ولم ينسبه
أحد بالواسطي وقد الحق برسالة أبي غالب المذكورة ما صورته:
قال شيخنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الواسطي
اعانه الله على طاعته: وجدت في المنتخبات التي أجازناها جعفر بن
محمد بن قولويه الخ ثم قال وجدت أيضا لزرارة ابنا اسمه محمد حدثني
محمد بن موسى القزويني اخبرني إسماعيل بن علي الدجيلي الخ ثم قال
وتوفي أحمد بن محمد الزراري الشيخ الصالح رضي الله عنه في جمادي
الأولى سنة 368 وتوليت جهازه وحملته إلى مقابر قريش على صاحبها
السلام ثم إلى الكوفة ونفذت ما أوصى بانفاذه وأعانني على ذلك هلال بن
محمد رضي الله عنه ثم توفي هلال بن محمد في شوال من هذه السنة
فتوليت امره وجهازه ووصيته وحملته إلى المشهدين بمقابر قريش ثم إلى الكوفة
وقبراهما رحمهما الله بالغري ثم توفي في هذه السنة في ذي الحجة محمد بن
أحمد بن داود رضي الله عنه بالبطيحة من شفتنى ودفن هناك ثم نقل إلى
بغداد وحيل بيني وبين انفاذ وصيته والقيام بأمره رضي الله عنه وعن جميع
شيوخنا وجمع بيننا في جنات النعيم وصلى الله على عباده الذين اصطفى
اه‍.
مشايخه
قد سمعت انه قرأ على الشيوخ المعتمدة وقد فهم مما مر أسماء جماعة
من مشايخه 1 أبو غالب أحمد بن محمد الزراري 2 جعفر بن
محمد بن قولويه 3 محمد بن موسى القزويني 4 هلال بن محمد 5
محمد بن أحمد بن داود وهذان الأخيران لا سيما الأخير منهما يفهم انهما من
مشايخه من قوله السابق رضي الله عنه وعن جميع شيوخنا الخ ويأتي أبو
عبد الله الحسين بن عبيد الله بن علي الواسطي ويمكن كونه المترجم ويمكن
كونه غيره كما سنفصله هناك انش
الحسين بن عبيد الله بن حمران الهمداني المعروف بالمسكوني.
في الخلاصة عبيد الله بضم العين والياء بعد الباء ونحوه في رجال ابن
داود قال النجاشي من أصحابنا الكوفيين ثقة له كتاب نوادر أخبرنا
الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن جعفر حدثنا أحمد بن إدريس عن
الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة عنه به اه‍ وفي لسان الميزان ذكره ابن
النجاشي في مصنفي الشيعة وقال روى عنه الحسن بن علي بن عبد الله بن
المغيرة اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية الحسن بن علي بن
عبد الله بن المغيرة عنه.
الحسن بن عبيد الله بن الخصيب الابرازي البنداري منقار.
توفي سنة 295.
في ميزان الذهبي انه حدث عن هناد السري وغيره قال أحمد بن
كامل انه كان كذابا قلت فمن أكاذيبه: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري
عن المأمون عن أبيه عن جده عن أبيه عن ابن عباس كان النبي ص يقبل
فاطمة وقال إن جبريل ليلة أسري بي أدخلني الجنة فاطعمني من جميع
ثمارها فصار ماء في صلبي فحملت خديجة فإذا قبلتها أصبت من رائحة
تلك الثمار. ووضع عمرو بن زياد الثوباني قال الدراوردي عن زيد بن
أسلم عن أبيه عن عمر مرفوعا اتاني جبريل ليلة أربع وعشرين من رمضان
ومعه طبق من رطب الجنة فأكلت وواقعت خديجة حملت بفاطمة قلت
فاطمة ولدت قبل ان ينزل جبريل بسنوات اه‍. أي ولدت قبل البعثة
ولكن تاريخ ولادة فاطمة مختلف فيه وفي لسان الميزان قال أبو الحسين بن
المنادي كتب عنه فريق من الناس وأبى ذلك الأكثرون اه‍ ومما ذكر قد يظن
تشيعه.
الحسين بن عبيد الله السعدي بن سهل أبو عبد الله.
يأتي بعنوان الحسين بن عبيد الله بن سهل السعدي.
الحسين بن عبيد الله بن سهل السعدي أبو عبد الله.
قد ذكر في كتب الرجال بعناوين مختلفة ففي الفهرست الحسين بن
عبد الله وعبد الله مكبر بن سهل له كتاب المتعة أخبرنا به أحمد بن
عبدون عن الحسين بن علي بن شيبان القزويني عن علي بن حاتم عنه وذكره
الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع بعنوان الحسين بن
عبيد الله بالياء في حسين وعبيد له كتاب المتعة إلى آخر ما في الفهرست،
وفي رجال الهادي ع الحسن مكبرا ابن عبيد الله القمي يرمي بالغلو
ومثله في الخلاصة في القسم الثاني قال الكشي: في الحسين بن عبيد الله
المحرر قال أبو عمر وذكر أبو علي أحمد بن علي السكوني شقران قرابة
الحسن بن خرزاد وختنه على أخته ان الحسين بن عبيد الله القمي اخرج من
قم في وقت كانوا يخرجون عنها من اتهموه بالغلو فدل على أن القمي والمحرر
واحد وقال النجاشي الحسين بن عبيد الله السعدي أبو عبد الله بن عبيد
الله بن سهل ممن طعن عليه ورمي بالغلو له كتب صحيحة الحديث وذكرها
وقال النجاشي في ترجمة الحسين بن علي بن أبي عثمان عن أحمد بن إدريس
قال حدثنا الحسين بن عبيد الله بن سهل في حال استقامته أي قبل أن
يظهر منه الغلو وفي الخلاصة في القسم الثاني أيضا كما في رجال النجاشي
إلى قوله بالغلو قال الكشي إلى قوله بالغلو اه‍ وفي لسان الميزان الحسين بن
عبيد الله بن سهل ذكره الأزدي من كتب أبي جعفر الطوسي في رجال
الشيعة اه‍ أي ذكره الأزدي من رجال الشيعة نقلا عن أبي جعفر الطوسي
ثم انه لا ينبغي الريب في أن المذكور في الفهرست وفيمن لم يرو عنهم
ع واحد وان صوابه عبيد بالياء وكذلك ما ذكره النجاشي
اما المذكور في رجال الهادي والخلاصة فهو غيره لذكر الأول فيمن روى عن

86
الهادي ع وكذلك الذي ذكره الكشي وفي النقد ذكر ابن داود في
هذا المقام خمسة رجال الأول الحسن بن عبيد الله له كتاب المتعة لم
جح والظاهر أنه الذي ذكره النجاشي والشيخ بعنوان الحسين بن عبيد
الله وذكره بعنوان الحسن اشتباه الثاني الحسن بن عبد الله القمي يرمى
بالغلو الثالث الحسين بن عبد الله القمي يرمى بالغلو دي جخ والظاهر أن
الثاني هو الأول أو الثالث لأني لم أجد في كتب
الرجال بهذه الصفة غيرهما وهما الحسين بن عبد الله لا الحسن بن
عبد الله الرابع الحسين بن عبيد الله السعدي أبو عبد الله بن عبيد الله بن
سهل قال النجاشي والكشي قمي يرمي بالغلو والظاهر أنه
الأول الخامس الحسين بن عبيد الله المحرر روي أنه اخرج من قم مع
المتهمين بالغلو. وهذا هو الذي ذكره الكشي وهو الذي ذكر في أصحاب
الهادي وهو الحسين لا الحسن قال وبالجملة الذي يخطر ببالي انهما رجلان كما
يظهر من مطالعة كتب الرجال بأدنى تأمل اه‍ وفي التعليقة عن الوجيزة
والنقد ان الحسين بن عبيد الله السعدي غير الحسين بن عبيد الله القمي
وظاهر منهج المقال انهما واحد وهو الظاهر اه‍ ولا يخفي ان النجاشي لم يقل
انه قمي والحاصل انه لولا وجود واحد من أصحاب الهادي ع
وواحد ممن لم يرو عنهم ع لأمكن كون الجميع
واحدا ثم إن أهل قم كانت لهم مكانة في التقوى والورع وولاية أهل البيت
ع حتى في الأوقات العصبية ولكن كان فيهم نوع جمود
فكانوا يرون ما ليس من الغلو غلوا وكانوا يخرجون من قم من اتهموه بذلك
وكان رئيسهم أحمد بن محمد بن عيسى الذي كان له جاه عند السلطان
يفعل ذلك حتى أنه اخرج بعض الاجلاء لذلك ثم تاب وقول النجاشي له
صحيحة الحديث بعد نقل الطعن عليه والرمي بالغلو كالرد على ذلك
فالرجل ان لم يكن من الثقات فهو من الحسان.
مؤلفاته
منها كتاب المتعة ذكره الشيخ وذكر سنده إليه كما مر وذكره
النجاشي وذكر سنده إليه كما يأتي ووجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم
الآن من أين نقلته ما صورته: الحسين بن عبيد الله بن سهل السعدي له
كتاب المتعة وهذا الكتاب لم يره صاحب البحار ولا صاحب الوسائل
ورواياته صالحة للتأييد وصورة اسناده في أول الكتاب هكذا قال الشريف
أبو القاسم الحسين بن الحسن العلوي المعروف بابن أخي الكوكب حدثني
أبو علي أحمد بن إسماعيل السلماني قراءة عليه قال حدثنا أبو عمر أحمد بن
علي الفائدي حدثنا الحسين بن عبيد الله بن سهل السعدي عن الحسن بن
الظريف بن ناصح عن محمد بن أبي عمير إلى آخر ما رواه في الأبواب وقد
استنسخ هذا الكتاب من نسخة كتبت قديما عليها إجازة السيد فخار بن
معد الموسوي أستاذ المحقق بخطه وتلك النسخة الآن في البحرين لكنه
سقط اجزاء من أولها ووسطها وكتب الباقي من نسخة أخرى جديدة وتوجد
نسخة أخرى عتيقة عند السيد هاشم البحراني قد اكلت الأرضة كثيرا من
مواضعها كذا وجد بخط السيد السعيد الشهيد الرابع السيد نصر الله
الحائري في الهامش ووجد في آخر المنتسخ بخط السيد السعيد الشهيد
هكذا صورة خط السيد فخار الدين بن معد الموسوي الذي كتبه لمن قرأ
عليه المنتسخ انتهى قراءة كتاب المتعة من أوله إلى آخره نفع الله به وكتب
فخار الموسوي في جمادي الأولى سنة ثمانين وستمائة حامدا مصليا اه‍.
وها نحن نذكر ما أورده النجاشي من أسماء مؤلفاته قال له كتب
صحيحة الحديث منها 1 التوحيد 2 المؤمن والمسلم 3 المقت
والتوبيخ 4 الإمامة 5 النوادر 6 المزار 7 المتعة. أخبرنا أبو
عبد الله بن شاذان حدثنا علي بن حاتم حدثنا أحمد بن علي الفائدي عن
الحسين بكتابة المتعة خاصة وأخبرنا محمد بن علي بن شاذان حدثنا أحمد بن
محمد بن يحيى حدثنا أبي حدثنا الحسين بن عبيد الله بكتبه وهي 8
الايمان 9 صفة المؤمن 10 الايمان لا يثبت الا بالعمل 11 الايمان
يزيد وينقص 12 فضل الايمان 13 دعائم الايمان 15 نفي
الايمان 16 طعم الايمان 17 حقيقة الايمان 18 أركان الايمان 19 أصناف الايمان
20 أقسام الايمان 21 المروة حلاوة الايمان 22 ما جاء ان الايمان
حسن الخلق 23 ما جاء في زين الايمان 24 الحسد يأكل الايمان
25 من تعصب خلع ربقة الايمان من عنقه 26 أعجب الخلق ايمانا 27 أدنى الايمان 28 تحديد الايمان
29 وما يثبت منه في القلب وفي نسخة تحديد الايمان وما يثبت منه في
القلب 30 لا يدخل النار عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من الايمان
31 في من أعير الايمان 32 لا يزني الزاني وهو مؤمن 33 أسرار
الايمان واظهار الشرك 34 الايمان يشارك الاسلام والاسلام لا يشارك
الايمان 35 من كان مؤمنا فعمل خيرا ثم كفر ثم مات بعد كفره 36
اثبات الايمان واثبات الكفر 37 لا ايمان لمن لا تقية له 38 ما جاء في
المؤمن 39 ما يلحق به الأطفال بايمان آبائهم 40 نوادر الايمان
41 ادخال السرور على المؤمن 42 زيارة المؤمن 43 مصافحة
المؤمن 44 حق المؤمن على أخيه المؤمن 45 السعي في حوائج
المؤمن 46 المؤمن أخو المؤمن 47 حب المؤمن 48 كرامة المؤمن
49 ثواب من أعان المؤمن ونصره 50 حرمة المؤمن 51 من
قضى حاجة المؤمن 52 مواساة المؤمن 53 من نفس عن مؤمن
كربة 54 من اقرض مؤمنا 55 من أطعم مؤمنا وسقاه 56 من
كسا مؤمنا 57 من عاد مؤمنا في مرضه 58 موت المؤمن 59
قضاء دين المؤمن 60 ما جاء في الايمان والاسلام 61 ان الصبغة هي
الاسلام 62 من اصطفى الاسلام 63 ارتضى الله الاسلام دينا 64 من اختار الله له الاسلام دينا
65 كمال الاسلام 66 دعائم الاسلام 67 عرى الاسلام 68 بناء الاسلام 69 الاسلام بدأ
غريبا وسيعود غريبا 70 أدنى الاسلام 71 من رغب عن
الاسلام وارتد عنه 72 فرع الاسلام وأصله وذروته وسنامه
73 سهام الاسلام 74 فضل الاسلام 75 فيمن يعادي
الاسلام 76 حرمة الاسلام 77 نوادر الاسلام 78 يقين
المرء المسلم 79 عماد الاسلام 80 في حسن الاسلام 81 ما
يجب على المسلم ان لا يقيم في دار الشرك 82 ما جاء في أن المسلمين
هم المسلمون 83 معرفة المرء المسلم 84 أ يؤخذ الرجل بما كان عمل
في الجاهلية 85 أشرفكم في الاسلام 86 ان الأرض لم تكن الا وفيها
مسلم يعبد الله 87 الصبي يختار النصرانية وأحد أبويه مسلم 88 في
أطفال المسلمين 89 في حبس حق امرء مسلم 90 في مصالحة
المسلم 91 في زيادة المسلم 92 في ادخال السرور على المسلم
93 فيمن نفس عن مسلم كربة 94 فيمن أطعم مسلما 95 في
مشي المسلم لأخيه المسلم 96 حق المسلم على المسلم 97 المسلم
أخو المسلم 98 في حب المسلم 99 حرمة المسلم 100 من عاد

87
مسلما في مرضه 101 في قضاء دين المسلم 102 ثواب من اقرض
مسلما 103 في موت المسلم ثم قال النجاشي هذه أبواب الكتاب نقلته
من خط أبي العباس أحمد بن علي بن نوح اه‍ وقد فهم من هذا ان هذه
كلها أبواب لكتاب واحد وهو كتاب الايمان الذي رواه بسنده السابق إلى
المؤلف وسماها كتبا باعتبار ان كلا منها يصلح ان يكون كتابا برأسه وان
كانت هي أبوابا لكتاب واحد ثم إن هذه الكتب أو الأبواب تدل على
اطلاع واسع وتبحر كثير وسعة في الفكر وسليقة مستقيمة في التأليف.
التمييز
في مشتركات الطريحي: يعرف الحسين بن عبيد الله السعدي برواية
أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عنه وزاد الكاظمي رواية أحمد بن
عبد الله بن سهل رواية علي بن حاتم عنه.
الحسين بن عبيد الله الصغير.
عن جمع الرواة انه نقل رواية سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى
وعبد الله بن جعفر وأحمد بن إدريس جميعا عنه عن الحسن بن علي بن أبي
عثمان.
الحسين بن عبيد الله العبدري.
عن جامع الرواة نقل رواية محمد بن عمار عنه عن أحمد بن ربيعة
الهاشمي في باب الدعاء بين الركعات من التهذيب.
أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن علي الواسطي.
توفي قبل سنة 420.
والواسطي نسبة إلى واسط العراق بوزن واحد سميت بذلك
لتوسطها بين بغداد والبصرة في الرياض عن الجواهر المضية في طبقات
الحنفية لعبد القاهر القرشي انه اسم لخمسة مواضيع 1 واسط العراق
2 واسط الرقة 3 واسط لوقان على باب لوقان 4 واسط ميرزا آباد
5 واسط بلخ قرية من قراه أقول 6 واسط الجولان ببلاد الشام.
في الرياض فاضل عالم فقيه معروف وقال بعض العلماء بعد نقل
اسمه ان له تصانيف قد قرأ على الشيوخ المعتمدة ومات قبل 420 وهو
بعينه الحسين بن عبيد الله الواسطي الذي كان أستاذ القاضي أبي الفتح
الكراجي يروي عن التلعكبري على ما يظهر من كتاب كنز الفوائد
للكراجكي. ومن مؤلفاته كتاب النقض على من أظهر الخلاف لأهل بيت
النبي ص قال ابن طاوس في رسالة المواسعة ومن ذلك ما رأيته في كتاب
النقض على من أظهر الخلاف لأهل بيت النبي ص املاء أبي عبد الله
الحسين بن عبيد الله بن علي المعروف بالواسطي فقال ما هذا لفظه: مسالة
من ذكر صلاة وهو أخرى قال أهل البيت ع يتم هو فيها يقضي
ما فاته وبه قال الشافعي ثم ذكر خلاف الفقهاء المخالفين لأهل البيت
ع وقال دليلنا على ذلك ما روي عن الصادق ع
انه قال من كان في صلاة ثم ذكر صلاة أخرى فاتته أتم التي هو
فيها ثم يقضي ما فاته انتهى ما في رسالة ابن طاوس وفي مستدركات
الوسائل العالم الفقيه المعروف صاحب كتاب من أظهر الخلاف لأهل البيت
ع الذي ينقل عنه السيد علي بن طاوس في رسالة المواسعة في
فوائت الصلاة يروي عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري اه‍ وفي
لسان الميزان: الحسين بن عبيد الله بن علي الواسطي من رؤوس الشيعة
يشارك المفيد في شيوخه ومات قبل 420 اه‍ وقد يوجد الحسين بن عبد الله
الواسطي وفي الرياض الحق اتحاده مع المترجم أقول بل يحتمل ذلك كما
يحتمل انه الحسين بن عبد الله بن إبراهيم الواسطي المتقدم. وفي
الروضات في ذيل ترجمة الشيخ أبي جعفر الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم
الغضائري انه غير الشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبد الله ابن علي الواسطي
الذي هو من رواة كتاب الزراري وثقات فضلاء الطائفة في ظاهر الأحوال
وله كتاب نقض وغير ذلك من
المصنفات الكثيرة اه‍ أقول راوي كتاب الزراري هو أبو عبد الله
الحسن بن عبد الله بن إبراهيم الواسطي المتقدم واتحاده مع المترجم غير
معلوم بل الظاهر أنه غيره فهذا جده علي ولم يذكر أحد في أجداده إبراهيم
وذلك جده إبراهيم ولم يذكر أحد في أجداده عليا الا على احتمال ان يكون
جده علي بن إبراهيم أو إبراهيم بن علي فاقتصر على أحدهما وهو بعيد اما
مغايرة المترجم للغضائري فأوضح من أن تخفى لاختلافهما في الكنية واسم
الجد والنسبة واستبعاد صاحب الروضات تغايرهما لأن توافق الطبقة والاسم
والوالد والشيوخ مما لم يتفق ولأنه لو كان غير الغضائري وهو بهذه الدرجة
لتعرض له أصحاب الرجال لا يلتفت إليه فالتوافق في الأشياء المذكورة غير
عزيز ومع ذلك لا يعارض ما ذكر وإغفال أهل الرجال لبعض ذوي
الدرجات قد حصل.
الحسين بن عبيد الله الغضائري.
مر بعنوان الحسين بن عبيد الله بن إبراهيم الغضائري.
الحسين بن عبيد الله القمي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وقال يرمى
بالغلو ويوجد في بعض النسخ الحسن والصواب الحسين ومر في الحسين بن
عبيد الله بن سهل ما ينبغي ان يلاحظ من رواية الكشي انه اخرج من قم
في وقت كانوا يخرجون منها من اتهموه بالغلو وانه والحسين بن عبيد الله
المحرر واحد.
الحسين بن عبيد الله المحرر.
مر ذكره في الحسين بن عبيد الله بن سهل السعدي وانه مع القمي
الذي قبله واحد فراجع ويوجد في بعض النسخ ابن عبد الله مكبرا
والصواب عبيد الله مصغرا.
الحسين بن عثمان الأحمسي البجلي مولاهم الكوفي.
في انساب السمعاني: احمس طائفة من بجيلة نزلوا الكوفة.
قاد النجاشي الحسين بن عثمان الأحمسي البجلي كوفي ثقة ذكره أبو
العباس في رجال أبي عبد الله ع كتابه رواية محمد بن أبي عمير
أخبرناه محمد بن محمد عن الحسن بن حمزة عن ابن بطة عن الصفار عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسين وقال الشيخ في
الفهرست الحسين بن عثمان له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن أبي
المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان عن ابن أبي
عمير عنه وفي الفهرست أيضا الحسين الأحمسي له كتاب رويناه عن عدة من
أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن

88
أبي عمير عنه وقال الشيخ في رجاله في رجال الصادق ع
الحسين بن عثمان الأحمسي مولى كوفي ولا ينبغي الريب في أن مراد،
بالحسين بن عثمان وبالحسين الأحمسي المترجم لان ابن عثمان الرؤاسي
مذكور في الفهرست بترجمة على حدة وسنده إلى كتابه غير هذا السند فإذا
ليس هو المراد بالحسين بن عثمان ويدل اتحاد السند إلى كتاب الحسين
الأحمسي وكتاب الحسين بن عثمان الأحمسي واتحاد الاسم والنسبة على أنهما
واحد والشيخ عادته ان يذكر الواحد بعدة عناوين ويدل عليه اتحاد السند
إلى كتابه في رجال النجاشي مع هذا السند الا بعض اختلاف في أوله لا
يضر ثم إن الجاشي روى كتابه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي
عمير وكذلك الشيخ في الفهرست في أحد طريقته وفي الطريق الآخر عن أبي
عيسى عن ابن أبي عمير فكان ابن عيسى تارة يرويه ان ابن أبي عمير بلا
واسطة وتارة بواسطة صفوان وفي رواية صفوان وابن أبي عمير عنه ما يشير
إلى وثاقته مضافا إلى توثيق النجاشي.
التمييز
ميزه الطريحي في مشتركاته برواية ابن أبي عمير عنه وزاد الكاظمي
رواية صفوان عنه.
الحسين بن عثمان بن زياد الرؤاسي.
قال الكشي: في حماد الناب وجعفر والحسين أخويه. حمدويه
سمعت أشياخي يذكرون ان حمادا وجعفرا والحسين أبناء عثمان بن زياد
الرؤاسي وحماد لقب بالناب كلهم فاضلون خيار ثقات. حماد بن عثمان
مولى غني مات سنة 190 بالكوفة اه‍ وفي الفهرست الحسين بن عثمان
الرؤاسي له كتاب روية عن أحمد بن عبدون عن أبي طالب الأنباري عن
حميد بن زياد عن أبي جعفر محمد بن عياش عن الحسين بن عثمان اه‍
ويأتي في الحسين بن عثمان بن شريك عن الخلاصة ما يدل على اتحاده مع
هذا وهو اشتباه كما يأتي وفي لسان الميزان الحسين بن عثمان الرؤاسي ذكره
الطوسي في منصفي الشيعة.
التمييز
ميزة الطريحي برواية أبي جعفر محمد بن عياش عنه وزاد الكاظمي
رواية محمد بن أبي عمير وفضالة بن أيوب عنه.
الحسين بن عثمان بن شريك بن عدي العامري الوحيدي الكوفي.
قال النجاشي الحسين بن عثمان بن شريك بن عدي العامري
الوحيدي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ذكره
أصحابنا في رجال أبي عبد الله ع له كتاب تختلف الرواية فيه
فمنها ما رواه ابن أبي عمير أخبرناه إجازة محمد بن جعفر عن أحمد بن
محمد حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم سنة 265 حدثنا محمد بن أبي عمير
عن الحسين بن عثمان اه‍ وفي الخلاصة: ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن ع له كتاب يرويه محمد بن أبي عمير عن الحسين بن
عثمان قال الكشي عن حمدويه عن أشياخه ان الحسين بن عثمان خير
فاضل ثقة اه‍ والكشي انما ذكر ذلك في الحسين بن عثمان بن زياد الرؤاسي
كما تقدم واحتمال الاتحاد بعيد بل مقطوع بعدمه وفي النقد بعد نقل كلام
الخلاصة العجب ان الكشي ذكر هذه الرواية في شان الحسين بن عثمان بن
زياد الرؤاسي وأعجب منه أن العلامة ذكر هذه الرواية في شان جعفر بن
عثمان بن زياد الرؤاسي ومرة في شان أخيه حماد وقال الحسين اخوه وجعفر
أولاد عثمان بن زياد الرؤاسي فاضلان خيار ثقات قاله الكشي عن حمدويه
عن أشياخه اه‍. وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
فقال الحسين بن عثمان بن شريك العامري الكوفي أسند عنه وفي
لسان الميزان الحسين بن عثمان بن شريك بن عدي العامري الوحيدي
ذكره الطوسي في رجال الصادق رحمه الله تعالى وابن النجاشي في مصنفي
الشيعة اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي يمكن استعلام ان ابن عثمان بن شريك الثقة
برواية ابن أبي عمير عنه كالسابق مع احتمال الاتحاد كما في الخلاصة وحيث
يفقد التمييز فلا إشكال لاشتراك الجميع في التوثيق اه‍ فالطريحي جعل
الحسين بن عثمان مشتركا بين ثلاثة ثقات وميزهم بما مر مع احتمال الاتحاد
بين الأخيرين كما في الخلاصة والكاظمي قال ابن زياد الرؤاسي هو ابن
شريك الثقة عند المحققين ولذلك جعل الحسين بن عثمان مشتركا بين ثقتين
فقط الأحمسي وميزه بما مر وابن عثمان بن زياد الرؤاسي وميزه برواية أبي
جعفر محمد بن عياش ومحمد بن أبي عمير وفضالة بن أيوب عنه ولكن
الظاهر عدم الاتحاد بين الأخيرين إذ لا دليل عليه ونسبته إلى المحققين في غير
محلها فلم نجد محققا واحدا قال به غير العلامة وقد نسب إلى الوهم.
الشيخ حسين بن عدار.
عالم فاضل من تلاميذ المحقق الشيخ علي الكركي يروي عن الشيخ
حسين هذا إجازة تلميذه الشيخ حمزة بتاريخ 22 شوال سنة 950 يذكر فيها
جملة من الكتب منها كتاب فتاوى شيخه المحقق الكركي التي كتبها المحقق
بخطه متفرقة وجمعها تلميذه الشيخ حسين المذكور وعندي نسخة منها.
زين الدين الحسين بن شرف الدين عدنان بن جعفر بن محمد بن عدنان
الحسيني
. توفي سنة 769 أو 770.
ذكره ابن حجر في الدرر الكامنة في موضعين في أحدهما بعنوان
الحسن مكبرا وقال ولي نقابة الاشراف سنة 747 واستمر إلى أن مات سنة
769 أو 770 وفي الآخر بعنوان الحسين مكبرا وقال تقدم في الحسن وعن
خط السخاوي في هامش الدرر الكامنة الصواب انه الحسين بن محمد بن
عدنان بن الحسن الآتي في محله قال المؤلف ما استصوبه ليس بصواب لأن
الآتي عم أبي المذكور هنا.
الحسين بن عديس.
في لسان الميزان: ذكره الطوسي في رجال الشيعة وقال روى عن علي
بن موسى الرضا رحمه الله تعالى اه‍ والذي ذكره الطوسي هو الحسن مكبرا لا الحسين
مصغرا وقد ذكر في محله وذكر ابن حجر هناك كلاما فيه
لعلي بن الحكم.
السيد حسين ابن الميرزا عزيز الرضوي القمي نزيل طهران.
ينتهي نسبه إلى السيد رشيد الاسلام من أعيان عصر الشاه إسماعيل

89
الأول ومنه إلى موسى المبرقع.
توفي ليلة الثلاثاء لتسع مضين من شهر ربيع الثاني سنة 1352 في
طهران ونقل إلى قم ودفن في جوار السيدة فاطمة.
كان عالما فقيها أصوليا حكيما متكلما قرأ على الشيخ ملا كاظم
الخراساني وغيره من الاعلام وانتقل إلى طهران وصار مدرسا بمدرسة الصدر
له شرح كفاية الأصول لأستاذه المذكور طبع منه مبحث القطع والظن يروي
عن أستاذه المذكور وعن السيد مرتضى الكشميري والميرزا حسين النوري
صاحب المستدركات له أخ شاعر يعرف بقدرة.
الشيخ حسين العصامي النجفي
المعاصر لصاحب الجواهر. عالم فاضل له تنقيح الكلام في شرح شرائع الاسلام وآل العصامي
بيت علم في النجف.
الحسين بن عطية
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ولا يبعد
ان يكون هو الآتي بعده.
الحسين بن عطية أبو ناب الدغشي أخو مالك وعلي.
الدغشي بالفتح وسكون المعجمة وشين معجمة نسبة إلى دغش
بطن من طئ ومر في الحسن بن عطية الدغشي ما ينبغي ان يلاحظ.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان
الميزان الحسين بن عطية الدغشي المحاربي الكوفي ذكره الطوسي في رجال
الشيعة اه‍ والطوسي ذكر لفظ المحاربي الكوفي في الحسين لاقى الحسين ثم
أن المظنون ان الحسين بالياء لا وجود له وانما هو الحسن مكبرا ولفظ الحسن
والحسين كثيرا ما يقع الاشتباه بينهما ويؤكد ذلك أن النجاشي قال في الحسن
كما مر وأخواه محمد وعلي والكشي قال كما مر أيضا في الحسن وأخويه علي
ومالك وكلاهما لم يذكرا الحسين من جملة إخوته.
الحسين بن عطية الحناط السلمي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع واستظهر
صاحب التعليقة اتحاده مع الدغشي المتقدم لقول الشيخ في باب علي:
علي بن عطية السلمي مولاهم الكوفي الحناط.
الحسين بن عقبة بن عبد الله البصري الضرير
: توفي سنة 441.
وفي لسان الميزان قرأ على الشريف أبي القاسم المرتضى القرآن وحفظه
وله 17 سنة وكان من أذكياء بني آدم وكان من أعيان الشيعة.
الأمير السيد حسين العقيلي.
من ذرية عقيل بن أبي طالب ذكره صاحب مجالس المؤمنين وقال إن
العقيلية طائفة كبيرة تشتمل على نحو ألف بيت يسكنون الصحراء في ولاية
شوشتر في الخيام ورئيسهم الأمير السيد حسين العقيلي الذي هو في الجود
والسخاء حاتم زمانه وفي الشجاعة والرجولة فريد أوانه وظاهره انه كان في
عصره.
الحسين بن عقيل بن سنان الخفاجي الحلبي الأصولي
، توفي سنة 507 أو 557.
الأصولي لم يظهر المراد والظاهر أنه عم عبد الله بن محمد منه
ولعله العالم بعلم الأصول ابن سعيد بن سنان الخفاجي الشيعي الشاعر
المشهور المتوفي سنة 466.
في لسان الميزان: من رؤوس الشيعة صنف في مذهبهم كتابا سماه
المنجي من الضلال في الحرام والحلال في عشرين مجلدة ذكر فيه الخلاف
وأوسع وهو دال على تبحره مات سنة 557 اه‍. وعن الذهبي في وفيات
557 أنه قال الحسين بن عقيل بن سنان الخفاجي الحلبي المعدل الأصولي
الشيعي له كتاب المنجي من الضلال في الحرام والحلال فقه بلغ عشرين
مجلدة ذكر فيه خلاف الفقهاء يدل على تبحره اه‍.
حسين بن علاء الدولة ابن أحمد بن أويس الاليخاني.
توفي سنة 835.
في شذرات الذهب في وفيات سنة 835 فيها توفي حسين بن علاء
الدولة بن أحمد بن أويس آخر ملوك العراق من ذرية أويس كان تيمور لنك
اسره وأخاه حسنا فاما حسن فاتصل بالناصر فرج وصار في خدمته ومات
عنده قديما وأما حسين هذا فتنقل في البلاد إلى أن دخل العراق فوجد شاه
محمد بن شاه ولد بن أحمد بن أويس وكان أبوه صاحب البصرة فمات فملك
ولده شاه محمد فصادفه حسين قد حضره الموت فعهد إليه بالمملكة فاستولى
على البصرة وواسط وغيرها ثم حاربه أصبهان شاه بن قرا يوسف فانتهى
حسين إلى شاه رخ بن اللنك فتقوى بالانتماء إليه وملك الموصل وأربل
وتكريت وكانت مع قرا يوسف فقوي أصبهان شاه استنقذ البلاد وكان
يخرب كل بلد ويحرقه إلى أن حاصر حسينا بالحلة منذ سبعة أشهر ثم ظفر به
بعد أن أعطاه الأمان فقتله خنقا اه‍.
الحسين بن علوان الكلبي مولاهم.
قال النجاشي الحسين بن علوان الكلبي مولاهم كوفي عامي وأخوه
الحسن يكنى أبا محمد رويا عن أبي عبد الله ع وليس للحسين
كتاب والحسن أخص بنا وأولى روى الحسين عن الأعمش وهشام بن عروة
وللحسين كتاب تختلف رواياته. أخبرنا إجازة محمد بن علي القزويني قدم
علينا سنة 400 قال أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى: حدثنا عبد الله بن
جعفر الحميري عن هارون بن مسلم عنه به اه‍ ومر في أخيه الحسن ان
الموجود في جميع النسخ وليس للحسين كتاب وهو مناف لقوله ثانيا للحسين
كتاب تختلف رواياته الخ وان الصواب انه ليس للحسن كتاب وان ذكر
الحسين أولا بدل الحسن سبق قلم من النجاشي وان النجاشي لكون كتابه
موضوعا لذكر المصنفين خاصة ذكر فيه الحسين لأنه له كتبا ولم يذكر فيه
الحسن لأنه ليس له كتاب وانما ذكره في ضمن ترجمة أخيه الحسين ولو كان
للحسن كتاب لكان أولى بالذكر من الحسين لان الحسن ثقة والحسين لم
يوثق فان قول النجاشي يكنى أبا محمد ثقة كلاهما راجع إلى الحسن لا إلى
الحسين والحاصل ان قوله وليس للحسين كتاب سهو قطعا وصوابه الحسن
أما قوله والحسن أخص بنا بلفظ الظاهر دون الضمير فهو لزيادة الايضاح
ودفع الاشتباه وهو متعارف في كلام الرجاليين لأهمية الايضاح عندهم فلا

90
يقتضي كون الذي قبله الحسين فهو كقوله ثانيا وللحسين كتاب بلفظ
الظاهر مع تقدم ذكره قريبا بقوله روى الحسين ومر في الحسن قول ابن
عقدة: الحسن كان أوثق من أخيه وأحمد عند أصحابنا وفي الفهرست
الحسين بن علوان له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن عن
عبيد الله عن الحسين بن علوان الصفار عن أبي الجوزاء المنبه بن سعد بن
عبد الله ومحمد بن الحسن وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق
ع فقال الحسين بن علوان الكلبي مولاهم كوفي. وقال
الكشي بعد ذكر جماعة فيهم الحسين بن علوان الكلبي هؤلاء من رجال
العامة الا ان لهم ميلا ومحبة شديدة وقد قيل إن الكلبي كان مستورا ولم يكن
مخالفا وفي التعليقة قال جدي المجلسي الأول في شرح الفقيه: يظهر
من رواياته كونه اماميا وتقدم بعضها في باب الأطعمة يعني من الفقيه
اه‍ ورواية الاجلاء مثل سعد والصفار عنه يومي إليه ولو بواسطة المنبه ابن
عبيد الله ويظهر من الاستبصار انه من رجال العامة والزيدية ويؤيده أن
ديدن روايته عن عمرو بن خالد البتري العامي عن زيد بن علي عن آبائه
عن علي ع وربما يظهر ذلك من نفس رواياته أيضا وفي بصائر
الدرجات عنه عن الصادق ع ان الله خلق أولى العزم من
الرسل وفضلهم بالعلم وأورثنا علمهم عليهم وعلم رسول الله ص ما لم
يعلموا وعلمنا علم الرسول وعلمهم وهذا يشهد بأنه إمامي اه‍ التعليقة
وقول الشيخ في الاستبصار انه من رجال العامة والزيدية معناه أنه زيدي
بتري والبترية طائفة من الزيدية قالوا بامامة علي مع امامة الشيخين كما أن
بعض الزيدية أحناف في الفروع لما يروي من أن الامام أبا حنيفة كان يرى
امامة زيد وقال بعضهم أن الكلبي النسابة هو أحد بني علوان وهو اشتباه
اه‍ فان الكلبي النسابة هو هشام بن محمد.
وفي ميزان الذهبي الحسين بن علوان الكلبي عن الأعمش وهشام بن
عروة يحيى: كذاب. علي: ضعيف جدا. أبو حاتم والنسائي
والدارقطني: متروك الحديث. ابن حبان: كان يضع الحديث على هشام
وغيره وضعا لا يحل كتب حديثه الا على جهة التعجب روى عنه
الحسن بن السكين البلدي وإسماعيل بن عباد الأرسوفي وله عن هشام عن
أبيه عن عائشة مرفوعا أربع لا يشبعن من أربع ارض من مطر وعين من نظر وأنثى من
ذكر وعالم من علم قلت وكذاب من كذب. قال المؤلف
وناصبي من نصب. وبه: السخاء شجرة في الجنة أغصانها في الدنيا فمن
تعلق بغصن منها قاده إلى الجنة والبخل شجرة في النار الحديث قال وذكر
له ابن حبان أحاديث من هذا النمط مما يعلم وضعه على هشام. وبه:
إياكم ورضاع الحمقاء فان لبن الحمقاء يعدي. قال ومما كذب على مالك
عن أزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعا من سافر يوم الجمعة دعا
عليه ملكاه اه‍. وفي لسان الميزان: النسائي في الجرح والتعديل:
كذاب. أبو حاتم واهي الحديث ضعيف متروك الحديث. محمد بن عبد
الرحيم صاعقة (1) كان ابن علوان يحدث عن هشام وابن عجلان أحاديث
موضوعة. صالح جزرة كان يضع الحديث. محمود بن غيلان: أسقط
حديثه أحمد وابن معين وأبو خيثمة وذكره الطوسي في مصنفي الشيعة وقال
روى عن عبد الله يعني جعفر الصادق رحمه الله وأورد له عن جعفر انه
سمعه يحدث عن علي رضي الله عنه مرفوعا حسن البشر والمرأة الصالحة (2)
وبه ثلاثة لا ينصفون من ثلاثة شريف من وضيع وحليم من سفيه ووقور
من فاجر اه‍ ومن كذبه أو ضعفه ومن ترك حديثه أو نسبه إلى الوضع لم
يذكر مستندا وربما فهم من كلام الذهبي أنه علم ذلك من نفس أحاديثه
لقوله ذكر له ابن حبان أحاديث من هذا النمط مما يعلم وضعه على هشام
وليس فيما نقله من الأحاديث ما يوجب جزما بكذبها.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام الحسين بن علوان
برواية هارون بن مسلم وأبي الجوزاء المنبه بن عبيد الله عنه اه‍. ومر قول
الذهبي روى عنه الحسن بن السكين البلدي وإسماعيل بن عباد الأرسوفي
وعن جامع الرواة أنه نقل فيه رواية الحسين بن سعيد والحسين بن راشد
والهيثم بن عبد الله أبي مسروق النهدي والحسن بن علي بن فضال وأحمد بن
عبيد وجعفر بن محمد التميمي ومحمد بن عيسى الأرمني والحسن بن
ظريف بن ناصح وعبد الصمد بن بندار عنه اه‍، وروى هو عن عمرو بن
ثابت وعن صالح جزرة ومر قول النجاشي روى عن الصادق والأعمش
وهشام بن عروة
الميرزا السيد حسين العلوي السبزواري.
توفي في 5 ذي القعدة سنة 1352.
قال السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي النسابة فيما كتبه إلينا: هو
المعروف بالميرزا حسين الكبير تمييزا له عن سميه الميرزا حسين السبزواري
الصغير، كان من مشاهير تلاميذ الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي في
المنقول والملا هادي السبزواري المتأله الحكيم في المعقول له تواليف كثيرة
أكثرها في الفقه والكلام يروي عنه جماعة بالإجازة منهم العبد شهاب الدين
الحسيني النجفي النسابة ويروي هو عن جماعة منهم أستاذه الشيرازي
المذكور اه‍ وفي الذريعة له تفسير آية الخلافة وتفسير آية قل أئنكم لتكفرون
بالذي خلق الأرض في يومين والجمع بينها وبين الخلق في ستة أيام وتفسير
آية النور.
الحسين بن علي
. ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عن حميد بن زياد وروى
عنه ابن نوح اه‍ ويمكن كونه البزوفري الآتي فان
ابن نوح يروي عنه.
الحسين بن علي.
في الرياض من أجلة قدماء الأصحاب يروي عن هارون بن موسى
عن محمد بن الحسن عن الصفار كما في كتاب كفاية الأثر للخزاز وظني أن
هارون بن موسى هو التلعكبري المشهور فالمترجم من المعاصرين للمفيد.
الحسين بن علي بن إبراهيم العلوي.
في لسان الميزان ابن عقدة في رجال الشيعة قال كان ممن جمع شرف
الفضل إلى شرف الأصل اه‍ وهو غير الآتي بعده لتقدم ابن عقدة على ذلك
التاريخ.



(1) صاعقة لقب محمد بن عبد الرحيم.
(2) سقط هنا خير المبتدأ من النسخة المطبوعة. المؤلف
91
السيد شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن علاء الدين أبي الحسن علي بن
إبراهيم بن محمد بن أبي الحسن بن أبي المحاسن زهرة بن المواهب علي
بن أبي سالم محمد بن إبراهيم محمد النقيب ابن أبي علي أحمد بن أبي
جعفر محمد بن أبي عبد الله الحسين بن أبي إبراهيم إسحاق المؤتمن ابن
الإمام جعفر الصادق ع الحسيني الإسحاقي الحلبي
نسبه
هكذا ذكر نسبه العلامة الحلي في اجازته الكبيرة المنقولة في البحار
والموجود في أمل الأمل السيد شرف الدين أبو عبد الله الحسين بن علي بن
إبراهيم بن محمد بن الحسن بن زهرة الحسيني الحلبي هكذا في نسخة
مخطوطة منقولة عن خط المؤلف فما في الرياض نقلا عن الأمل أنه
الحسين بن عبد الله بن علي الخ من سهو النساخ ولعل أصله الحسين أبو
عبد الله فأبدل أبو بابن ثم قال في الرياض: سيجئ في ترجمة والده تحقيق
الحق وباقي النسب سبق في ترجمة جمال الدين أبي محمد الحسن ابن عمه
وسيجئ في ترجمة والده مع الاختلاف في نسبة اه‍ والذي سبق في ترجمة
ابن عمه انه حسن زهرة بن علي بن محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن
إسحاق بن الصادق ع واختلافه مع ما مر ظاهر والذي ذكر في ترجمة
والده أنه السيد علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي إبراهيم محمد وفي نسخة
ابن أبي علي الحسن بن أبي المحاسن زهرة إلى آخر ما مر ويمكن ان يكون
الصواب ابن أبي الحسن علي أو ابن علي أبي الحسن.
الأقوال فيه
هو من أجلاء سادات بني زهرة نقباء حلب وأشرافها وعلمائها
ويعرفون ببني زهرة نسبة إلى جدهم زهرة المذكور وهو بضم الزاي مأخوذ
من اسم النجم ويعرفون أيضا بالأسحاقيين نسبة إلى جدهم إسحاق يروي
بإجازة عن العلامة الحلي وهي إجازة كبيرة مبسوطة مذكورة في جزء
الإجازات من البحار مؤرخة 25 شعبان سنة 723 أجاز بها خمسة من آل
زهرة (1) علي بن إبراهيم والد المترجم (2) المترجم 3 محمد بن إبراهيم أخو
المترجم 4 أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن أخي المترجم 5 الحسن بن
محمد بن إبراهيم ابن أخيه أيضا ووصف العلامة المترجم في تلك الإجازة
بقوله بعد ذكره والده: ولولده المعظم والسيد المكرم شرف الملة والدين أبي
عبد الله الحسين اه‍، وربما يستشعر من قول العلامة هذا انه ليس بمكانة
من العلم والفقاهة والا لوصفه بها خصوصا في الإجازات ولم يقتصر على
المعظم والمكرم وفي أمل الآمل كان فاضلا فيها جليل القدر روى عن
العلامة واستجازة فاجازه اه‍.
وفي الرياض هو من أجلاء الامامية واحد
السادات المعروفين بابن زهرة وإجازة العلامة له ولوالده ولعمه وابني عمه
إجازة مشهورة طويلة.
السيد رضي الدين أبو عبد الله الحسين بن علي بن أبي الرضا الحسيني
المرعشي.
قال منتخب الدين في الفهرست صالح الدين.
الشيخ حسين بن علي بن أبي سروال البحراني
. يأتي بعنوان حسين بن علي بن حسان بن أبي سروال محمد.
السيد حسين ابن السيد علي الطبطبائي البروجردي.
ولد في بروجرد بإيران أواخر صفر سنة 1292 وتوفي في مدينة
قم صباح الخميس 13 شوال سنة 1380 ودفن فيها.
ينتهي نسبه من جهة الأب إلى الامام السبط الحسن بن علي ع.
اما من جهة الأم فهو ينتسب بالواسطة إلى الملا محمد تقي
المجلسي الأول المتوفي سنة 1070 والد الملا محمد باقر المجلس الثاني المتوفي
سنة 1110 صاحب بحار الأنوار إذ ان الجد الخامس للمترجم السيد
محمد البروجردي الطباطبائي وكان من أعاظم علماء القرن الحادي عشر هو صهر
زوج بنت مير أبو طالب أبو المعالي الكبير وهذا
صهر الملا صالح المازندراني وهو صهر الملا محمد تقي المجلسي الأول لأنه تزوج بنته السيدة آمنة بكم. كما أن
مير أبو طالب كان زوجا لبنت الملا عبد الله ابن الملا محمد تقي المجلسي
الأول وشقيق العلامة المجلسي الثاني. فالمترجم وقبله السيد محمد مهدي
بحر العلوم وأفراد هذه الأسرة كانوا وما زالوا يعبرون دوما عن المجلسي
الأول بالجد الأمي وعن المجلسي الثاني مؤلف بحار الأنوار بالخال.
هذا بالإضافة إلى أنه كان للسيد محمد المذكور أربعة أولاد وبنت تزوجها
الوحيد آقا باقر البهبهاني الذي يصبح زوج عمة جد المترجم الثالث.
دراسته وأساتذته في إيران والعراق.
ترعرع المترجم في بروجرد مسقط رأسه في حجر أبيه السيد علي إبان
طفولته كما اعتنى والده بتربيته منذ صغره عناية فائقة. إذ عند ما بلغ السابعة
من عمره سنة 1299 سلمه لمعلم خاص يقوم بتعليمه وقد تدرج لدى هذا
المعلم إلى أن بلغت دراسته لديه كتاب جامع المقدمات وقسما من
السيوطي وبعض أبواب المنطق. ثم نقله والده إلى مدرسة نوربخش
الدينية وخصص له غرفة وأوصى معلمه بالاشراف على تحصيله. وقد أتم
المترجم في هذه الدورة من حياته التحصيلية علوم العربية والمنطق ومقدمات
علمي الأصول والفقه عند أساتذة معروفين. وفي عام 1310 أي حين بلغ
الثامنة عشرة من سنه أرسله والده إلى أصفهان التي كانت تضم آنذاك
نخبة من رجال الفضل والعلم فمكث فيها أربع سنوات مكبا على طلب
العلم.
وفي سنة 1314 استقدمه والده إلى بروجرد حيث زوجه ومكث مدة
قليلة في مسقط رأسه ثم عاد إلى أصفهان لاستئناف الدراسة بقي فيها مدة
خمس سنوات محصلا العلم.
وقد درس الفقه والأصول والفلسفة والرياضيات في أصفهان على



(1) مما استدركناه على الطبعة الأولى. وهذه الترجمة بقم السيد صالح الشهرستاني نزيل طهران.
(2) مدينة تاريخية أصلها (بروكرد) بالكاف الفارسية حاضرة محافظة (لرستان) الواقعة غربي
إيران. ويقال انها من المدن التي أنشأتها الأسرة الساسانية. ويبلغ عدد سكانها. حوالي
(30) ألف نسمة وترتفع عن سطح البحر 1700 متر وتقع في منتصف الطريق بين طهران
والمحمرة. وسكانها خليط من قبائل الكرد واللر والبختيارية وأرضها زراعية تنتج الغلال
والقطن، وتحتوشها من أطرافها البساتين النظرة وذات الفواكه المختلفة، وهي معروفة
بزراعة الزعفران اما طقسها فمعتدل، وفيها أبنية واثار تاريخية منها مسجد قديم البناء.
وكان يحيط بها سور مرتفع ذو عدة أبواب تهدم بمرور الأيام. وقد استوطنها منذ أواسط
الخلافة العباسية بعض السادة الحسينيين الطباطبائيين وامتلكوا فيها العقارات الوافرة
والأملاك الشاسعة وأصبحوا من ذوي النفوذ الكبير فيها. منهم أجداد المترجم وآباؤه. كما أن
السيد محمد مهدي بحر العلوم المتوفى سنة 1212 والمدفون في النجف كان من هذه المدينة
انتقل مع أبيه إلى كربلا والنجف واستوطنهما. المؤلف
92
أساتذة معروفين كالميرزا أبو المعالي الكلباسي والسيد محمد تقي المدرس
السيد محمد باقر درجه اي والملا محمد الكاشاني وجهانكير قشقائي
وغيرهم.
وفي عام 1319 استدعاه والده إلى مسقط رأسه مرة أخرى وأوفده إلى
النجف لاستكمال دراسته فيها. وكان المترجم آنذاك قد بلغ السابعة
والعشرين من عمره فانتسب فيها إلى حلقة الآخوند الملا محمد كاظم
الخراساني المتوفي سنة 1330 صاحب كفاية الأصول، مدة عشر
سنوات، مترددا أيضا على درس شيخ الشريعة الأصفهاني. وأصبح نتيجة
اكبابه على طلب العلم وتحقيقه ودقة عمقه في المسائل الفقهية والأصولية من
أبرز تلامذة هذين الأستاذين ومن المقربين إليهما وخاصة العلامة
الخراساني. ونال المترجم من أستاذيه إجازة الاجتهاد.
وفي خلال فترة حضوره درس أستاذه الخراساني ألف كتابه حاشية
كفاية الأصول.
هذا وقد اشترك في درس السيد محمد كاظم اليزدي مؤلف العروة
الوثقى أيام اقامته في النجف.
عودته إلى إيران
وفي أواخر سنة 1328 عاد إلى بروجرد. وبعد ستة أشهر من وصوله
توفي والده فحال ذلك بينه وبين رغبة أستاذه العلامة الخراساني في العودة
إلى النجف. وقد أصبح المترجم في بروجرد الرئيس الأعلى للأسرة
الطباطبائية والمرجع الأكبر للشؤون الدينية فيها وفي القسم الغربي في
إيران.
واستغرقت مدة مكوثه في مسقط رأسه هذه المدة 33 سنة قائما فيها
بإدارة مدرسته العلمية الدينية وإماما لبعض المساجد الكبرى ومنها مسجد
أجداده العظام في بروجرد وأصبحت لديه حلقة علمية يدرس فيها يوميا
أكثر من مائتي طالب، كما أنه استطاع خلال هذه المدة أن يؤلف بعض
مصنفاته. وقد تخرج على يده في بروجرد كثير من رجال الفضل والعلم.
واستطاع في هذه الفترة تحشية كتاب العروة الوثقى للسيد محمد
كاظم اليزدي وهي أول حاشية للكتاب المذكور.
وفي عام 1344 حج بيت الله الحرام عن طريق العراق وعند عودته
من الحج مكث مدة ثمانية أشهر في النجف. وحين رجوعه عام 1345 إلى
إيران منعته حكومتها من الذهاب إلى بروجرد واستقدمته من الحدود إلى
طهران حيث استبقته فيها مدة 100 يوم متهمة إياه باشتراكه في الحركة
القائمة عند ذاك ضد الحكومة من قبل رجال الدين في أصفهان. ثم
سمحت له بمغادرة طهران فبارحا إلى مشهد لزيارة ضريح الإمام الرضا
ع التي مكث فيها مدة 13 شهرا عاد بعدها إلى بروجرد
عن طريق قم التي بقي فيها عدة أشهر أيضا نشر خلالها رسالته
العملية التي كانت السبب لانتشار صيته وازدياد مقلديه في كثير من مدن
إيران.
وفي أواخر عام 1363 أصيب بداء الفتق مما اضطره إلى الشخوص
إلى طهران لاجراء العملية التي أجريت له في مستشفى فيروز آبادي
واستغرقت مدة علاجه شهرين في المستشفى المذكور. وفي هذه الفترة
توافدت عليه الوفود العلمية والدينية من قم داعية إياه للإقامة في هذه
المدينة المقدسة.
أربعة عشر عاما زعامة
وفي يوم الخميس 26 صفر سنة 1364 حل المترجم وأسرته وبعض
تلامذته وأخصائه في مدينة قم التي استقبلته من عشرات الكيلو مترات،
وكان في مقدمة المستقبلين له كبار علماء قم وهم الصدر والخونساري
والفيض وغيرهم.
وبحلول المترجم مدينة قم دب دبيب نهضة علمية دينية فيها
وأخذت وفود الطلبة تنهال عليها وابتدأت هذه المدينة تستعيد سالف مجدها
العلمي والديني بصورة تدريجية. وفور حلول المترجم فيها بدأ بالقاء
محاضراته ودروسه على طلابه في الفقه والأصول فكانت حوزته العلمية في
الصباح مقتصرة على تدريس الفقه وفي العصر على تدريس الأصول.
ولكنه ترك محاضرات الأصول بعد سنة وأناط بها غيره من الفحول، وبقي
مثابرا على القاء دروسه في الفقه دون انقطاع في كل يوم من الأيام الأخيرة
من حياته. كما كان يلقي في ليالي الجمع على بعض خصيصيه دروسا في
علم الرجال. وكان يؤم الجماعة في الصلاة في الصحن الكبير.
وفي عام 1365 زار المترجم للمرة الثانية مدينة مشهد الرضا وبقي
فيها شهرين.
وبعد وفاة السيد أبو الحسن الأصفهاني في الكاظمية عام 1365
ووفاة آقا حسين القمي في كربلاء عام 1366 انحصرت الزعامة الدينية في
المترجم وأصبحت مدينة قم العاصمة الدينية الأولى للشيعة في العالم
وشخصت الابصار إليها من جميع الأصقاع وانتقل مركز الزعامة الدينية من
النجف في العراق إلى قم في إيران وزاد عدد طلاب العلوم الدينية فيها
خلال مدة وجيزة من ألفي طالب إلى ستة آلاف.
إضافة إلى الحركة العمرانية الواسعة التي دبت في أرجاء هذه المدينة
نتيجة للنشاط العلمي والديني الذي زاد من أهميتها ونتيجة لكثرة الوافدين
عليها من طلاب العلوم الدينية وزوار المرقد المطهر وأصحاب الحاجات.
الامر الذي أدى طبعا إلى اتساع رقعة البلدة وازدياد سكانها واحياء ما دثر
من آثارها وكثرة المطبوعات من صحف ومجلات وكتب علمية ودينية وأدبية
فيها.
شخصيته وحياته الخاصة
وأسلوبه العلمي
كان المترجم بالإضافة إلى زعامته ذا شخصية جذابة موفورة الوقار ذا
مهابة عظيمة تملأ العين جلالا كثير الأناة، لا تأخذه في الحق لومة لائم،
مؤمنا ايمانا راسخا، صادقا يضرب بصدقه المثل، زاهدا في الحياة، باذلا
سخيا، كريما، ورعا متهجدا ليله، خائفا ربه خاشعا له، تاليا لآيات
القرآن الكريم أكثر أوقاته، حافظا نصفه لا سيما الآيات الخمسمائة الخاصة
بالأحكام، لا تفوته صلاة الليل رغم كثرة أعماله في النهار، متواضعا،
عزيز النفس، كثير الشفقة، غيورا على مصالح الاسلام والمسلمين،
ضليعا بأنساب العلويين من حسنيين وحسينيين وموسويين حافظا للكثير
منها، كثير المطالعة والدراسة.

93
هذا وكان المترجم حافظا لجملة كبيرة من الأحاديث في جميع أبواب
الفقه والأصول مع أسانيدها. كما كان ذا خبرة واسعة في علم الرجال وكان
لا يصدر الفتوى الهامة دون ان يشير إلى الرأي المشهور فيها مع دلائلها
ومداركها.
وكان المترجم أديبا أيضا في العربية والفارسية وله فيهما نظم وقصائد
وكان ملما بالفلسفة والحكمة والهيئة والرياضيات.
وكان يحضر دروسه في كل يوم أكثر من ألف طالب يكتبون تقريراته
ويستمعون إلى محاضراته العلمية العليا.
وأما في علم الرجال فان أسلوبه ومؤلفاته فيه تختلف عن الأسلوب
الذي كان مرعيا من قبل. حيث إنه سار على نظام الطبقات بترتيب
العصور منذ عصر النبي ص إلى القرون المتأخرة واعتبر الطبقة التالية
تلميذه للطبقة التي سبقتها من حيث العصر فمثلا جعل طبقة عصر
جعفر بن محمد بن قولويه القمي متلمذة على طبقة عصر محمد بن يعقوب
الكليني. وهكذا صاعدا ونازلا. كما أنه سار في كل طبقة على حروف الهجاء
تسهيلا للمطالع والمراجع.
وكان يعيش ببساطة وبدون أي تكلف. وكان لا يستعمل الا
الأقمشة الوطنية في ملبسه، ومما يذكر أن نفقاته الشخصية وكذا مصاريف
داره كان من ايرادات ما تدره عليه أملاكه وعقاراته الموروثة له في مسقط
رأسه بروجرد.
مؤلفاته.
لقد تجاوزت مؤلفات المترجم العشرين في مختلف العلوم الدينية
والفقه والأصول والرجال وقد طبع بعضها وأكثرها لا زال مخطوطا وهي:
1 حاشية على كفاية الآخوند الخراساني في الأصول.
2 حاشيته على نهاية الشيخ.
3 كتاب كبير في الفقه من أول الطهارة إلى الديات وهو من أمهات
كتبه.
4 حواشيه ومستدركاته على فهرست الشيخ منتخب الدين الرازي
وهو كتاب يدل على سعة اطلاع المترجم في الرجال.
5 حواشيه على كتاب المبسوط للشيخ الطوسي.
6 رسالة في التحقيق عن أسانيد الصحيفة السجادية رد فيها على
اعتراضات البعض بشأن هذه الأسانيد. وذكر المترجم سلسلة إجازاته في
هذه الرسالة.
7 تجديد أسانيد الكافي.
8 كتاب بيوت الشيعة الذي يبحث فيه عن الأسر الشيعية
العلمية والدينية.
9 أسانيد كتاب التهذيب.
10 أسانيد كتاب من لا يحضره الفقيه
11 أسانيد رجال الكشي.
12 أسانيد الاستبصار.
13 أسانيد كتاب خصال الشيخ الصدوق.
14 أسانيد كتاب الأمالي.
15 تجديد أسانيد علل الشرائع.
16 تجديد فهرست الشيخ.
17 تجديد رجال النجاشي.
18 اصلاح ومستدرك رجال الشيخ.
19 رسالته العملية.
20 كتابه في الرجال ثلاثة مجلدات باسم الطبقات.
إلى غيرها من الرسائل والحواشي التي لم تخرج بعد إلى عالم
التبييض. كما أن بعض المسودات من مؤلفاته قد فقدت منه أثناء تنقلاته لا
سيما في هجرته الأخيرة من بروجرد إلى قم.
أولاده
خلف المترجم ولدين هما السيد محمد حسين وصيه القائم مقام أبيه في
امامة الصلاة بقم والسيد أحمد.
السيد كمال الدين حسين بن علي الاخلاطي الحسيني الأفطسي الجفري.
الاخلاطي نسبه إلى أخلاط ويقال خلاط مدينة كبيرة هي قاعدة
بلاد أرمينية.
عالم فاضل له معرفة بالعلوم الغريبة مما يسمونه الجفر والرمل وعلم
الحروف والتكسير. له كتاب ذخائر الأسماء كبير في علم الجفر بالفارسية وله
الرسالة المشهورة بسرخاب في علم الرمل وكلا العلمين كغيرها مما هو من
سنخهما لا يخرجان عن الأوهام والظنون على أن أصل الجفر هو جلد كتب
فيه أمير المؤمنين ع باملاء رسول الله ص اخبارا عن
المغيبات لم يطلع عليه الا بعض الخواص وكان عند أئمة أهل البيت
ع وليس الجفر علما من العلوم وان توهم ذلك المتوهمون.
مؤيد الدين الحسين بن علي الأصبهاني المنشئ المعروف بالطغرائي.
يأتي بعنوان الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد.
الشيخ بهاء الدين الحسين بن علي بن أميركا القوسيني.
قال منتخب الدين في الفهرست متكلم فقيه دين.
الحسين بن علي أبو عبد الله البصري يعرف بالجعل.
ولد سنة 293 وتوفي ببغداد يوم الجمعة 2 ذي الحجة سنة 369 عن
76 سنة ودفن في تربة أستاذه أبي الحسن الكرخي بدرب الحسن بن زيد كذا
حكاه الخطيب في تاريخ بغداد لكنه حكى عن هلال بن المحسن انه توفي
عن نحو من ثمانين سنة مع أن الصواب 76 سنة وفي لسان الميزان عن أبي
القاسم التنوخي انه مات في ذي الحجة سنة 399 تسع وتسعين وثلاثمائة وله
بضع وسبعون سنة ولعله صحف ستين بتسعين.
وهذا الرجل قد ذكر في كتب الرجال بثلاثة عناوين أحدها ما ذكرناه
وهو الذي ذكره الخطيب البغدادي وتبعه ابن حجر في لسان الميزان وهو أتمها

94
ثانيها الحسين الجعل ذكره ابن شهرآشوب كما يأتي ثالثها أبو عبد الله
المعروف بجعل كما في ترجمة المفيد والكل واحد.
أقوال العلماء فيه
أصله من البصرة وسكن بغداد وتوفي فيها وكان عالما مشهورا فقيها
متكلما مقدما في علمي الفقه والكلام مدرسا فيهما كثيرا مؤلفا مكثرا وهو من
مشايخ المفيد. قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء الحسين الجعل
المتكلم البصري له مصنف في جواز رد الشمس. وفي الرياض لعله غير أبي
عبد الله الجعل المعروف بالجعلي الذي قرأ عليه الشيخ المفيد إذ الظاهر أنه
من العامة نعم يجوز ان يكون أبو عبد الله من أولاد الحسين هذا اه‍
أقول بل هما واحد فقد قالوا عن شيخ المفيد انه أبو عبد الله المعروف
بجعل، لا بالجعلي وقالوا عنه أبو عبد الله جعل والظاهر أنه من أصحابنا
لا من العامة كما يأتي وفي تاريخ بغداد الحسين بن علي أبو عبد الله البصري
يعرف بالجعل سكن بغداد وكان من شيوخ المعتزلة وله تصانيف كثيرة على
مذهبهم وينتحل في الفروع مذهب أبي حنيفة وقال لي القاضي أبو عبد الله
الصيمري: كان أبو عبد الله البصري مقدما في علم الفقه والكلام مع كثرة
أماليه فيهما وتدريسه لهما وفي لسان الميزان قال أبو إسحاق في الطبقات في
فقهاء الحنفية كان رأس المعتزلة صلى عليه أبو علي الفارسي اه‍ وأبو علي
الفارسي كان يقال عنه انه معتزلي.
تشيعه
: يمكن ان يستدل على تشيعه بذكر ابن شهرآشوب له في المعالم المعد
لذكر علماء الشيعة وبتصنيفه في جواز رد الشمس، ويمكن ان يكون تصنيفه
في ذلك هو مستند ابن شهرآشوب في الحكم بتشيعه أو هو مع غيره مما
اطلع عليه ويمكن ان يستدل على تشيعه أيضا بقراءة المفيد عليه فقد ذكر
أصحاب كتب الرجال ان الشيخ المفيد كان من أهل عكبرا ثم انحدر وهو
صبي مع أبيه إلى بغداد واشتغل بالقراءة على الشيخ أبي عبد الله المعروف
بجعل وكان منزله في درب رياح من بغداد وانه ذهب إلى مجلس علي بن
عيسى الرماني وجرت له هناك قصة لقبه الرماني لأجلها بالمفيد وهي ان
بصريا سأله عن الغار والغدير فقال: الغار دراية، والغدير رواية والرواية
لا تعارض الدراية فقال له المفيد ما تقول فيمن خرج على الإمام العادل
فقال كافر ثم استدرك فقال فاسق فقال ما
تقول في علي بن أبي طالب أصحاب الجمل هل خرجوا عليه فقال تابوا فقال
الخروج دراية والتوبة رواية والرواية لا تعارض الدراية وكتب معه بالحكاية
إلى شيخه أبي عبد الله جعل وانه لقبه بالمفيد فجعل يقرؤها ويضحك واما
انه كان من شيوخ المعتزلة أو رأس المعتزلة فالظاهر أنه من باب خلط المعتزلة
بالشيعة لموافقتهم إياهم في بعض الأصول المعروفة فقد وصف جماعة من
علماء الشيعة بأنهم معتزلة حتى قال الذهبي ذلك في حق السيد المرتضى وأما
أنه كان ينتحل مذهب الحنيفة في الفروع وذكر أبي إسحاق له في طبقات
الحنفية فلعله كان يتستر بذلك والله أعلم.
الحسين بن علي البصري أبو عبد الله.
ذكره صاحب الرياض في موضعين ووصفه في كليهما بالشيخ المرشد
وقال في أحدهما كان من قدماء أكابر علماء أصحابنا وعندنا رسالة لطيفة له
مشتملة على مسائل في فضائل أمير المؤمنين علي ع
استنسخناها من مجموعة عتيقة بخط الوزير الفاضل وقال في الآخر من أكابر
العلماء وله كتاب الايضاح ولعله في الإمامة نسبه إليه سبط الحسين بن
جبير اه‍.
الشيخ حسين بن علي البصير الحلي المعروف بابن زقوم.
ولد أكمه في الحلة عام 1290 كما أرخه اليعقوبي أو 96 كما وجدناه
في مسودة الكتاب وتوفي سنة 1329 ونقل إلى النجف الأشرف فدفن فيه.
وزقوم لقب أحد أجداده وبه تعرف أسرته اليوم.
ننقل ترجمته مما ذكره الشيخ محمد علي اليعقوبي النجفي في مجلة
الاعتدال النجفية ومما وجدناه في مسودة الكتاب فنقول:
نشأ في الحلة بين أدبائها وتخرج بالسماع من الأدباء والفضلاء وكان
متوقد الذهن قوي الحافظة شديد الذكاء حفظ القرآن الكريم في صغره وقرأ
شيئا كثيرا من الفقه والتفسير على العالم المعروف السيد محمد القزويني وكان
سريع البديهة نظم الشعر الجيد المطبوع حتى عبر عنه ببشار الفيحاء وقد
أشار إلى ذلك في إحدى قصائده بقوله:
ولي أدب زان بين الورى * بديع القوافي بتبيانها
فبعض دعاني بشارها * وبعض دعاني بحسانها
كان يزور بيوت العلماء والأفاضل ويغشى أندية الزعماء
والأكابر وهو يسكن محلة الجباويين إحدى محلات الحلة الشمالية
في الجانب الغربي فإذا قصد زيارة احمد من قاطني المحلات الجنوبية
النائية عن داره يتوكأ على هراوة ذكائه ويهتدي على مصباح فطنته في الليل
ويعتمد على قائد بصيرته في النهار قال اليعقوبي وكنت أراه يقطع تلك
الشوارع في المحلات الشاسعة وحده من دون أحد يدله على السبيل على
سعة الحلة وترامي أطرافها. وإذا سئل عن الساعة يضع يده ملتمسا
على عقربيها ثم يجيب السائل عن عدد الساعة ودقائقها وإذا ما سئل عن آية
من كتاب الله تعالى اخذ المصحف الكريم وفتحه ثم يضع يده على
الصفحات التي هي مظنة تلك الآية التي يسأل عنها ولربما تقع يده على نفس
الصفحة صدفة واتفاقا إلى كثير من أمثال تلك الغرائب. وقد جمع ديوان
شعره في حياته بل قبيل وفاته بقليل وأهداه لأحد ممدوحيه من أصحابه
وكان منقطعا إليه وهو حبيب بك ابن محمد نوري باشا بن عبد الجليل ولكنه
تلف أثره وقد أخذ عنه جماعة من معاصريه أشهرهم الأديب الشيخ عبد
الرزاق السعيد ومن شعره قوله:
بذكراها يلذ لي الهيام * فكيف إذا يلوح لي الوشام
أسوم وصالها فتقول كبرا * أما تدري وصالي لا يسام
ومن خلف اللثام بها فؤادي * يهيم فكيف لو كشف اللثام
ومما زادني كلفا ملام * العذول وبالهوى يغري الملام
يقول أ ما علمت هوى العذارى * حمام قلت لذ لي الحمام
أما وفتور ألحاظ مراض * بأحشاء المحب لها سهام
كأني والعذول على هيامي * بها العيوق والبدر التمام
مهفهفة لها طرف سقيم * إلى جسمي سرى منه السقام
وقال المرجفون لها ضرير * وهل عشق الضرير لها حرام

95
هبوا أني ضرير العين لكن * بصير هوى ولي شهد الغرام
يعز عليكم سهري وأنتم * أعز الله مجدكم نيام
له:
حيتك ترفل بالحرير * هيفاء كالقمر المنير
بجناس مطلق حسنها * عدمت مراعاة النظير
ما بين بارق ثغرها * وعقيقه حلب العصير
يا أهل حلة بابل * ظبياتكم سحرت ضميري
ما ضرها لو أنها * جادت بوصل للضرير
قولوا لظبية حكيم * الله في العاني الأسير
كم في حمى الأكراد من * غيداء تهزأ بالبدور (1)
ريا المراشف والمعاطف * والروادف والحصور
لم انس أياما بهن * خلعت عن نسكي ستوري
ولبست أثواب العناق * يزرها لثم الثغور
وله:
ومما شجاني انني بين معشر * لهم ثروة أخفت وجوه المعائب
يقولون ان الفقر صعب فقلت وا * أسى يلتظي بين الحشي والترائب
أرى أصعب الأشياء في الدهر هينا * إذا لم تصب عرضي سهام المثالب
وقالوا ترى أعلى المراتب امرة * فقلت لهم في العلم أعلى المراتب
طلاق الرجال العزل عن كل منصب * كمثل طلاق الغانيات الكواعب
لحى الله أقواما علي لحقدهم * قلوبهم محشوة بالعقارب
ولو أهل دهري أنصفوني لكنت في * زمانهم كالبدر بين الكواكب
فما كل من قال القريض بتاعر * ولا كل من أجرى اليراع بكاتب
وله من قصيدة:
يا نافرا عني ولست بمذنب * ما ذا جناه الصب حتى تنفرا
يا أيها الظبي الذي بخدوده * جمر على ماء الجمال تسعرا
رضوان جنة وجنتيك أباح لي * من خمر ريقك في الهوى ان اسكرا
أحسبت اني منك اطلب منكرا * الله يعلم لست اعرف منكرا
قالوا أ تعشق من بشمس جماله * يسبي البدور وأنت أعمى لا ترى
فأجبتهم ان كان عيني لا ترى * منه الجمال ففي فؤادي صورا
ولقد أقول لمن يشبه وجهه * بالبدر كم بين الثريا والثرى
وله من قصيدة:
ظهرت علي من الغرام أدلة * بهواه ليس لآيها تأويل
سقم وفيض مدامع وتأوه * كل على شوقي إليه دليل
رشا إذا ما مال قلت لعاذلي * أرأيت غصن ألبان كيف يميل
يا أيها الرشا الغني بحسنه * وعلى المتيم بالسلام بخيل
أهوى اقبل ورد خدك مرة * فاسمح فليس يضرك التقبيل
رق العذول لما لقيت من الهوى * ومن العجائب أن يرق عذول
وله:
خبر الصبابة قد روته دموعي * عما أجنت من هواك ضلوعي
وتحدثت عني العواذل في الملا * علنا بسر محبتي وولوعي
ولقد جزعت من الفراق وانني * لولا فراقك لم أكن بجزوع
لله أيام الوصال فإنها * كانت بمن أهواه زهر ربيع
أيام أنس بالحبيب قضيتها * يا حبذا لو عاودت برجوع
حيث الحبيب وأهله جار لنا * والشمل مجتمع بغير صدوع
بانوا فلو لا حر نار تنفسي * أوشكت أغرق في بحار دموعي
يا غائبين قضيتي بهواكم * قد أنتجت قتلي فأين شفيعي
جرتم ولو عدل الزمان بحكمه * يوما لأنصف صبوتي وولوعي
أشكو الزمان لأن أيسر فعله * رفع الوضيع ووضع كل رفيع
وله مطلع أبيات:
حياك من نوء السحائب مغدق * وادي أحبتي الأولى لا الأبرق
وله:
ناديت من خوف الرقيب وقلت هل * من شربة يا أهل هذا المورد
ما الماء من طلبي ولكن ربما * لمست إذا مدت إلى يدها يدي
وله:
ماست فمس الترب منها المعجر * وغدا الثرى من نشره يتعطر
تختال في حلل الجمال كأنها * بدر على غصن بدر مثمر
وتخال منها الخال مسكا أذفرا * لا دونه المسك الذكي الأذفر
والغصن يثنى عن تثني عطفها * والظبي من لفتاتها متحير
حورية جنات عدن خدرها * قد أزلفت ورضاب فيها الكوثر
يا جنة فيها أعد عذاب من * أضحى لآية حسنها يتدبر
أتراك تصدر من مناهل وصلها * يا قلب اني لا أخالك تصدر
اني بذاك وقد حماها أبيض * من لحظها ومن القوام الأسمر
ومن الحواجب أسهم ثعلية * ومن الخدود لظى تشب وتسعر
وله:
أبو علا النظم أضحت كنيتي فلذا * أصبحت فيه معرى الكيس من نشب
قالوا نراك فقيرا قلت ويحكم * انا الغني ولكن ثروتي أدبي
الشيخ حسين بن علي البطيطي
وصفه في الذريعة بالشيخ الحافظ وقال إن له تعريب تبصرة العوام
ومعرفة مقالات الامام للسيد صفي الدين أبي تراب المرتضى ابن
الداعي بن القاسم الحسيني والمرتضى الرازي من مشايخ منتجب الدين
صاحب الفهرست.
حسين بن علي البيهقي
يأتي بعنوان الحسين بن علي الكاشفي الواعظ البيهقي.
الشيخ أبو الطيب الحسين بن علي التمار
يأتي بعنوان الحسين بن علي بن محمد التمار النحوي أبو الطيب.
الشيخ الحسين بن علي بن الحاجي الشيعي الطبري بهوسم. (2)
في فهرست منتجب الدين ثقة صالح فقيه هكذا نقلت ترجمته في أمل
الآمل عن الفهرست وفي الرياض عن الفهرست حسين بن علي بن الحسين بن علي بن
الحسين الحاجي الشيعي الطبري هوشم وفي نسخة



(1) الأكراد محلة قديمية في الجانب الغربي من الحلة ذكرها ابن بطوطة في رحلته قاله اليعقوبي.
المؤلف.
(2) في معجم البلدان، هو بالفتح والسكون والسين مهملة من نواحي بلاد الجبل خلف
طبرستان والديلم. المؤلف -
96
الفهرست المطبوعة كما في الآمل وهوسم الظاهر أنه بلد بطبرستان.
الشيخ عز الدين حسين بن زين الدين علي بن الحسام العاملي العينائي
كان حيا سنة 856.
هذا الرجل مذكور في كلام العلماء بعدة عناوين منها عز الدين
حسين بن الحسام العاملي العينائي ومنها عز الدين حسين بن الحسن بن
يونس بن يوسف بن محمد ظهير الدين بن علي زين الدين بن الحسام
الظهيري العاملي العينائي الجبعي وقد تقدما ومنها العنوان المذكور هنا
والجميع لشخص واحد واستوفينا ترجمته في العنوان الثاني. في الذريعة ان
لصاحب العنوان المذكور هنا إجازة لبعض تلاميذه تاريخها سنة 856 يروي
فيها عن أخيه ظهير الدين محمد بن علي بن الحسام ويروي أخوه ظهير الدين
عن أبيهما زين الدين علي بن الحسام الراوي عن أخيه جعفر بن الحسام قال
صاحب الذريعة رأيت هذه الإجازة اه‍.
أبو عبد الله الحسين بن علي العابد بن الحسن المثلث بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب ع الحسني المدني المعروف
بالحسين صاحب فخ.
استشهد بفخ في ذي الحجة يوم التروية سنة 169 أو 170.
وفخ بفتح الفاء وتشديد الخاء المعجمة بئر بينه وبين مكة نحو
فرسخ. وفي مروج الذهب فخ على ستة أميال من مكة أقول وهو ميقات
الاحرام بالصبي للحج إذ يجوز تأخير الاحرام به إلى فخ.
أمه:
في مقاتل الطالبيين أمه زينب بنت عبد الله بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب وأمها هند بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة ابن الأسود
وهي أخت محمد وإبراهيم وموسى لأبيهم وأمهم وكانت زينب ترقص
الحسين وهو صغير وأخاه الحسن وتقول:
تعلم يا ابن زينب بن هند * كم لك بالبطحاء من معد
من خال صدق ماجد وجد
وكان يقال لزينب وزوجها علي بن الحسن الزوج الصالح لعبادتهما ولما
قتل أبو جعفر أباها وأخاها وعمومتها وبنيهم وزوجها كانت تلبس المسوح
ولا تجعل بين جسدها وبينها شعارا حتى لحقت بالله عز وجل وكانت تندبهم
وتبكي ولا تذكر أبا جعفر بسوء لئلا ينقص أجرها ولا تزيد أن تقول:
يا فاطر السماوات والأرض يا عالم الغيب والشهادة الحاكم بين عباده أحكم
بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الحاكمين اه‍.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع: الحسين بن علي بن
الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب مدني اه‍، وفي
التعليقة: آخر دعاة الزيدية قتل في زمن الهادي موسى بن المهدي العباسي
وحمل رأسه إليه نقل البخاري النسابة عن الجواد ع أنه قال لم يكن لنا
بعد الطف مصرع أعظم من فخ. وفي البلغة: ممدوح وفيه ذم أيضا اه‍.
ولعل المراد بالذم خروجه بالسيف ودعوته الامام إلى البيعة. ويمكن دفعه
بأنه خرج داعيا إلى الرضا من آل محمد آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر كما
يرشد إليه ما رواه أبو الفرج في المقاتل أنه لما كانت بيعة الحسين بن علي
صاحب فخ قال أبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله وعلى أن يطاع الله ولا
يعصى وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد ص. وعن عدة من رجاله أنهم
قالوا جاء الجند بأرؤس إلى موسى بن عيسى العباسي وفيها رأس
الحسين بن علي وعنده جماعة من ولد الحسن والحسين ع فلم
يسأل أحدا منهم الا موسى بن جعفر قال له هذا رأس الحسين؟ فقال نعم
إنا لله وإنا إليه راجعون مضى والله مسلما صالحا صواما آمرا بالمعروف ناهيا
عن المنكر ما كان في أهل بيته مثله فلم يجبه بشئ اه‍. وكان هذا هو المراد
بالمدح الذي ذكره ويؤيد ما ذكرناه ما جاء من المدح الكثير في حق زيد
الشهيد مع خروجه بالسيف. أما دعوته الامام إلى البيعة فلم تكن بيعته
على أنه امام وخليفة بل كانت إلى ما مر مما ذكره أبو الفرج فأراد ان يتقوى
ببيعة الامام له على ذلك. فلما قال له الامام ما قال لم يلزمه وأجابه بكل
أدب. وروى الكليني في الكافي بسنده انه لما خرج الحسين بن علي المقتول
بفخ واحتوى على المدينة دعا موسى بن جعفر إلى البيعة فاتاه فقال له يا ابن
عم لا تكلفني ما كلف ابن عمك عمك أبا عبد الله فيخرج مني ما لا أريد
كما خرج من أبي عبد الله ما لم يكن يريد، فقال له الحسين: انما عرضت
عليك أمرا فان أردته دخلت فيه وان كرهته لم أحملك عليه والله المستعان،
ثم ودعه، فقال له أبو الحسن موسى بن جعفر ع حين ودعه:
يا ابن عم انك مقتول فأجد الضراب فان القوم فساق يظهرون ايمانا
ويسرون خلافه وانا لله وانا إليه راجعون واحتسبكم عند الله من عصبة، ثم
خرج الحسين وكان من أمره ما كان قتلوا كلهم اه‍. وروى أبو الفرج في
المقاتل بسنده ان الحسين قال لموسى بن جعفر في الخروج، فقال له انك
مقتول فأجد الضرب فان القوم فساق يظهرون ايمانا ويضمرون نفاقا وشكا
فانا لله وإنا إليه راجعون وعند الله جل وعز أحتسبكم من عصبه. وبسنده
انه رئي موسى بن جعفر بعد عتمة وقد جاء إلى الحسين صاحب فخ وقال
أحب ان تجعلني في سعة من تخلفي عنك، فاطرق الحسين طويلا لا يجيبه،
ثم رفع رأسه إليه فقال أنت في سعة وفي عمدة الطالب: من ولد العابد ابن
الحسن المثلث الحسين بن علي وهو الشهيد صاحب فخ خرج ومعه جماعة
من العلويين زمن الهادي موسى بن المهدي بن المنصور بمكة وجاء موسى بن
عيسى بن علي ومحمد بن سليمان بن المنصور فقتلاهم بفخ يوم التروية سنة
169 وقيل سنة 170 وحملا رأسه إلى الهادي فأنكر الهادي فعلهما
وامضاءهما حكم السيف فيهم ونقل أبو نصر البخاري عن محمد الجواد بن
علي الرضا (1) أنه قال لم يكن لنا بعد الطف مصرع أعظم من فخ اه‍. وفي
غاية الاختصار كان الحسين بن علي شهيد فخ جوادا عظيم القدر لحقته ذلة
زمن الخليفة الهادي من أمير المدينة فخرج عليه. وقال ابن الأثير: كان
الحسين شجاعا كريما اه‍.
ما جاء في كرم الحسين صاحب فخ
قال ابن الأثير: قدم الحسين على المهدي فأعطاه أربعين ألف دينار
ففرقها في الناس ببغداد والكوفة. وفي مقاتل الطالبيين بسنده عن الحسن بن
هذيل ابتعت (2) من الحسين بن علي صاحب فخ حائطا بأربعين ألف دينار



(1) تعبير صاحب العمدة عن الإمام الجواد وأبيه الإمام الرضا بهذه العبارة المجردة بما يشعر بما
يقال من أنه كان زيديا مع امارات أخر والله أعلم بحاله.
(2) الذي في النسخة المطبوعة بعت الحسن ولكن السياق يقتضي أن يكون الصواب ابتعت من
الحسن. المؤلف
97
فنثرها على بابه فما دخل إلى أهله منها حبة كان يعطيني منها كفا كفا فاذهب
به إلى فقراء أهل المدينة. وبسنده عن الحسن بن هذيل: قال لي الحسين
صاحب فخ اقترض لي أربعة آلاف درهم فذهبت إلى صديق لي فأعطاني
ألفين وقال تعال غدا حتى أعطيك ألفين فخرجت فوضعتها تحت حصير كان
يصلي عليه فلما كان من الغد أخذت الألفين الآخرين ثم جئت أطلب الذي
وضعته تحت الحصير فلم أجده فقلت له يا ابن رسول الله ص ما فعلت
بالألفين فقال لا تسأل عنها واعذر تبعني رجل من أهل المدينة فقلت أ لك
حاجة فقال لا ولكني أحب أن أصل جناحك فأعطيته إياها اما انني أحسبني
ما اجرت على تلك لأني لم أجد لها حبا وقال الله عز وجل لن تنالوا البر حتى
تنفقوا مما تحبون. وبسنده عن يحيى بن سليمان اشترى الحسين بن علي
صاحب فخ ثوبين فكسى أحدهما خادمه أبا حمزة وارتدى هو بالآخر فاتاه
سائل وهو ذاهب إلى المسجد فقال أعطه يا أبا حمزة ثوبك فقلت له أمشي
بغير رداء فلم يزل بي حتى أعطيته ثم مشى السائل معه حتى أتى منزله فنزع
رداءه وقال ائتزر برداء أبي حمزة وارتد بهذا فتبعته فاشتريت الثوبين منه
بدينارين وأتيته بهما فقال بكم اشتريتهما قلت بدينارين فأرسل إلى السائل
يدعوه فقلت له امرأتي طالق ان رددتهما عليه فحين حلفت تركه. وبسنده
أتى رجل الحسين بن علي صاحب فخ فسأله فقال ما عندي شئ أعطيك
ولكن أخي حسنا يجئ فيسلم علي فإذا جاء فقم خذ الحمار وما كان بأسرع
من أن جاء الحسن مكفوفا فأشار الحسين إلى الرجل أن قم فخذ الحمار
فجاء ليأخذه فمنعه الغلام فأشار إليه الحسين أن يدفعه إليه فدفعه فلما أراد
الحسن الانصراف قال يا غلام قدم الحمار قال جعلت فداك أمرني أخوك أن
أدفعه إلى رجل فدفعته إليه فقال لأخيه جعلت فداك أعرت أم وهبت بل ما
أرى والله أن مثلك يعير يا غلام قدني.
وبسنده أنه ركب الحسين بن علي صاحب فخ دين كثير فقال لغرمائه
الحقوني إلى باب المهدي وجاء فقال لآذنه: قل له هذا ابن عمك على
الباب، وكان راكبا على جمل، فقال له: ويلك أدخله إلي على جمله فادخله
حتى أناخه في وسط الدار فوثب المهدي فسلم عليه وعانقه وأجلسه إلى جنبه
وجعل يسأله عن أهله، ثم قال يا ابن عم ما جاء بك؟ قال ما جئتك
وورائي أحد يعطيني درهما، قال أ فلا كتبت إلينا قال أحببت ان أحدث بك
عهدا فدعا المهدي بعشر بدر دنانير وعشر بدر دراهم وعشر تخوت ثياب
فدفعها إليه وخرج فطرح ذلك في دار ببغداد وجعل يقول للواحد من
غرمائه: كم لك علينا؟ فيقول: كذا وكذا فيعطيه إياه، ثم يقول: هذا
صلة منا لك حتى لم يبق من ذلك المال الا شئ يسير ثم انحدر إلى الكوفة
يريد المدينة فنزل قصر ابن هبيرة في خان فقيل لصاحب الخان هذا رجل من
ولد رسول الله ص فاخذ له سمكا فشواه وجاء به ومعه رقاق وقال له لم
أعرفك يا ابن رسول الله فقال لغلامه كم بقي معك من المال قال شئ
يسير والطريق بعيد قال ادفعه إليه فدفعه. وبسنده جاء رجل إلى حسين بن
علي صاحب فخ فسأله فلم يكن عنده شئ فبعث إلى أهل داره أن يغسلوا
ثيابه فأخرجوها ليغسلوها فلما اجتمعت قال للرجل خذها. وبسنده عن
الحسن بن هذيل: كنت أصحب الحسين بن علي صاحب فخ فقدم إلى
بغداد فباع ضيعة له بتسعة آلاف دينار فخرجنا فنزلنا سوق أسد فبسط لنا
على باب الخان فجاء رجل معه سلة فقال له مر الغلام يأخذ مني
هذه السلة فقال له وما أنت قال أصنع الطعام الطيب فإذا نزل هذه القرية
رجل من أهل المروة أهديته له قال يا غلام خذ السلة منه وعد إلينا لتأخذ
سلتك ثم اقبل رجل عليه ثياب رثة فقال أعطوني مما رزقكم الله فقال لي
الحسين ادفع إليه السلة وقال له خذ ما فيها ورد الإناء وقال لي إذا رد
السائل السلة فادفع إليه خمسين دينارا وإذا جاء صاحب السلة فادفع إليه
مائة دينار فقلت له جعلت فداك بعت عينا لتقتضي دينا عليك فسالك سائل
فأعطيته طعاما هو مقنع له فلم ترض حتى أمرت له بخمسين دينارا وجاءك
رجل بطعام لعله يقدر فيه دينارا أو دينارين فأمرت له بمائة دينار فقال يا
حسن ان لنا ربا يعرف الحساب إذا جاءك السائل فادفع إليه مائة دينار وإذا
جاء صاحب السلة فادفع إليه مائتي دينار والذي نفسي بيده اني لأخاف ان
لا يقبل مني لان الذهب والفضة والتراب عندي بمنزلة واحدة اه‍.
خبر مقتله والسبب فيه
روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين بأسانيده عن رواة حديثه ويدخل
في بعضه ما ذكره ابن الأثير، قالوا: كان سبب خروج الحسين بن علي بن
الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أن موسى الهادي ابن محمد
المهدي بن أبي جعفر المنصور ولى المدينة إسحاق بن عيسى بن علي بن
عبد الله بن العباس فاستخلف عليها رجلا من ولد عمر بن الخطاب يعرف
بعبد العزيز بن عبد الله ابن عمر بن الخطاب فحمل على الطالبيين وأساء
إليهم وأفرط في التحامل عليهم وطالبهم بالعرض اثبات الوجود في كل
يوم وكانوا يعرضون في المقصورة وأخذ كل واحد منهم بكفالة قريبه ونسيبه.
وأخذ الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن ومسلم بن جندب الهذلي
الشاعر وعمر بن سلام مولى آل عمر بن الخطاب وهم مجتمعون، وأشاع أنه
وجدهم على شراب، وابن الأثير قال على نبيذ فامر بضربهم فضرب الحسن
ثمانين سوطا وابن جندب خمسة عشر سوطا وابن سلام سبعة أسواط وجعل
في أعناقهم حبال وطيف بهم في المدينة مكشفي الظهور ليفضحهم. قال
المؤلف: الظلم بالسوية عدل فان كان وجدهم على شراب كما أشاع
فليجعل حد كل واحد ثمانين.
قال أبو الفرج فبعثت الهاشمية صاحبة الراية السوداء في أيام محمد بن
عبد الله فقالت له: ولا كرامة لا تشهر أحد من بني هاشم وتشنع عليهم
وأنت ظالم، فكف عن ذلك وخلى سبيلهم. وقولها وأنت ظالم دال على أن
ذلك مجرد إشاعة لا حقيقة له. وقال ابن الأثير: فجاء الحسين بن علي إلى
العمري وقال له: قد ضربتهم ولم يكن لك ان تضربهم لأن أهل العراق لا
يرون بالنبيذ بأسا، فلم تطوف بهم؟ فامر فردوا وحبسهم، ثم أن
الحسين بن علي بن عبد الله بن الحسن كفل الحسن بن محمد فأخرجه
العمري من الحبس. قال أبو الفرج: ووافى أوائل الحاج وقدم من الشيعة
نحو من سبعين رجلا فنزلوا دار ابن أفلح بالبقيع ولقوا حسينا وغيره وبلغ
ذلك العمري فأنكره وغلظ أمر العرض وولى على الطالبيين رجلا يعرف بأبي
بكر بن عيسى الحائك مولى الأنصار فعرضهم يوم جمعة فلم يأذن لهم في
الانصراف حتى بدأ أوائل الناس يجيئون إلى المسجد، ثم أذن لهم فكان
قصارى أحدهم أن يغدو ويتوضأ للصلاة ويروح إلى المسجد، فلما صلوا
حبسهم في المقصورة إلى العصر ثم عرضهم فدعا باسم حسن بن محمد فلم
يحضر، فقال ليحيى وحسين بن علي لتأتياني به أو لأحبسنكما فان له ثلاثة
أيام لم يحضر العرض، وقال ابن الأثير فغاب الحسن بن محمد عن العرض
يومين، قال أبو الفرج: فراده بعض المرادة وأسمعه يحيى وخرج فمضى ابن
الحائك فدخل على العمري فأخبره فدعا بهما فتهددهما وأغلظ لهما قال

98
المؤلف هنا موضع قول أبي تمام:
فعلتم بأبناء النبي ورهطه * أفاعيل أدناها الخيانة والغدر
وقول الشريف الرضي:
ليس هذا لرسول الله يا * أمة الطغيان والبغي جزا
وتسليط الحائك عبد الأنصار على آل رسول الله ص يحبسهم
ويتهددهم بغير ذنب أقل بقليل مما فعل معهم من الفظائع. قال أبو الفرج:
فتضاحك حسين في وجه العمري وقال أنت مغضب يا أبا حفص، فقال له
العمري أتتهزؤني وتخاطبني بكنيتي، فقال لقد كان أبو بكر وعمر وهما خير
منك يخاطبان بالكني فلا ينكران ذلك وأنت تكره الكنية وتريد المخاطبة
بالولاية. فقال له: آخر قولك شر من أوله، فقال معاذ الله يأبى الله لي ذلك
ومن انا منه فقال له: أفإنما أدخلتك إلي لتفاخرني وتؤدبني، فغضب يحيى
فقال له فما تريد منا؟ قال أريد ان تأتياني بحسن بن محمد، فقالا لا نقدر
عليه، هو في بعض ما يكون فيه الناس، فابعث إلى آل الخطاب فاجمعهم
كما جمعتنا ثم أعرضهم رجلا رجلا فان لم تجد فيهم من قد غاب أكثر من
غيبة حسن عنك قد أنصفتنا. فحلف على الحسين بطلاق امرأته وحرية
مماليكه أنه لا يخلي عنه أو يجيئه به في باقي يومه وليلته وانه ان لم يجئ به
ليركبن إلى سويقة وهي موضع قرب المدينة فيه مساكن ونخيل للحسنيين
فيخربها أو يحرقها وليضربن الحسين ألف سوط، وحلف بهذه اليمين ان عينه
ان وقعت على الحسن بن محمد ليقتله من ساعته.
قال المؤلف بمثل هذه السياسات الخرقاء كانت تدار بلاد الاسلام
يولى على أشراف الناس من في قلبه الضغائن عليهم حتى يحرجهم
ويضطرهم إلى فعل ما لا يمكن أن يفعلوه أو الخروج عليه فتراق الدماء
وتنتهك حرمات الله وتنهب الأموال ويجري أفظع الظلم والفساد، كيف
يمكن أن يجئ حسين ويحيى بابن عمهما إلى العمري فيقتله، أو لا يجيئان به
فيخرب ملكهما الذي به معاشهما ويضرب الحسين ألف سوط، وهل بعد
هذا مخرج الا الخروج عليه وما هو الذنب الذي استوجبوا به هذا؟ فوثب
يحيى مغضبا فقال له أنا أعطي الله عهدا وكل مملوك لي حر ان ذقت الليلة
نوما حتى آتيك بحسن بن محمد، أو لا أجده فاضرب عليك بابك حتى
تعلم أني قد جئتك. وخرجا من عنده مغضبين وهو مغضب، فقال حسين
ليحيى: بئس لعمر الله ما صنعت حين تحلف لتأتينه به وأين تجد حسنا؟
فقال لم أرد ان آتيه بحسن لا والله بل أردت أن دخل عيني نوم حتى أضرب
عليه بابه ومعي السيف اقتله به ان قدرت عليه فقال حسين هذا ينقض
علينا ما كان بيننا وبين أصحابنا من الميعاد وكانوا تواعدوا ان يظهروا
بالموسم فقال يحيى قد كان ذلك وانما بيننا وبين ذلك عشرة أيام حتى نسير
إلى مكة فوجه الحسين إلى حسن بن محمد فقال يا ابن عم قد بلغك ما كان
بيني وبين هذا الفاسق فامض حيث أحببت فقال الحسن لا والله يا ابن عم
بل أجئ معك الساعة حتى أضع يدي في يده فقال له الحسين ما كان الله
ليطلع علي وأنا جاء إلى محمد ص وهو خصيمي وحجيجي في أمرك ولكني
أفديك بنفسي لعل الله أن يقي نفسي من النار وعملا في الخروج من ليلتهم
ووجه الحسين فجاءه يحيى وسليمان وإدريس بنو عبد الله بن حسن بن
عبد الله بن حسن وعبد الله بن حسن الأفطس وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا
وعمر بن الحسن بن علي بن حسن بن حسن وعبد الله بن إسحاق بن
إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي وعبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن
حسين بن علي بن أبي طالب ووجهوا إلى فتيان من فتيانهم ومواليهم
فاجتمعوا ستة وعشرين رجلا من ولد علي ع وعشرة من الحاج ونفر من
الموالي وجاء يحيى فضرب على العمري باب داره فلم يجده وجاءوا فاقتحموا
المسجد وقت الصبح ثم نادوا: أحد، أحد. وصعد عبد الله بن حسن
الأفطس المنارة التي عند رأس النبي ص عند موضع الجنائز فقال للمؤذن
أذن بحي على خير العمل فلما نظر إلى السيف بيده أذن بها وسمعه العمري
فأحس بالشر ودهش وصاح أعلقوا البغلة بالباب وأطعموني حبتي ماء فولده
الآن بالمدينة يعرفون ببني حبتي ماء ثم مضى هاربا على وجه يسعى ويخرج
منه الريح هذه رواية المقاتل وتدل رواية ابن الأثير الآتية ان العمري بقي
إلى ما بعد ذلك فصلى بالناس الصبح فلما فرع من الصلاة صعد المنبر فحمد
الله وأثنى عليه وقال أيها الناس انا ابن رسول الله على منبر رسول الله وفي
حرم مسجد رسول الله أدعوكم إلى سنة رسول الله ص وفي رواية
أدعوكم إلى كتاب الله وسنة رسول الله استنقاذا مما تعملون أيها الناس
أتطلبون آثار رسول الله في الحجر والعود تتمسحون بذلك وتضيعون بضعة
منه فقام الناس فبايعوه. وروى أبو الفرج في المقاتل بسنده أنه لما كانت بيعة
الحسين بن علي صاحب فخ قال أبايعكم على كتاب الله وسنة رسول الله ص
وعلى ان يطاع الله ولا يعصي وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد وعلى أن
نعمل فيكم بكتاب الله وسنة نبيه ص والعدل في الرعية والقسم بالسوية
وعلى ان تقيموا معنا وتجاهدوا عدونا فان نحن وفينا لكم وفيتم لنا وان نحن
لم نف لكم فلا بيعة لنا عليكم. قال أبو الفرج ودعا بالشهود العدول الذين
كان العمري أشهدهم عليه بان يأتي بالحسن إليه وقال للشهود هذا الحسن
قد جئت به فهاتوا العمري والا والله أخرجت من يميني ولم يتخلف عنه أحد
من الطالبيين الا الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن فإنه استعفاه فلم
يكرهه وموسى بن جعفر بن محمد ع. قال وجاء حماد البريدي (1) وكان
مسلحة للسلطان بالمدينة ومعه أصحابه في السلاح حتى وافوا باب المسجد
الذي يقال له باب جبرئيل فقام إليه يحيى فضربه بالسيف على جبينه وعليه
البيضة والمغفرة والقلنسوة فقطع ذلك كله وأطار مخ رأسه وحمل على
أصحابه فانهزموا ويدل كلام ابن الأثير ان يحيى وإدريس معا قتلا البريدي
فإنه قال: وجاء خالد البريدي في مائتين من الجند وجاء العمري ومعهم
ناس كثير فدنا خالد منهم فقام إليه يحيى وإدريس ابنا عبد الله بن الحسن
فضربه يحيى على أنفه فقطعه ودار إدريس من خلفه فضربه فصرعه ثم قتلاه
فانهزم أصحابه ودخل العمري في المسودة فحمل عليهم أصحاب الحسين
فهزموهم من المسجد وانتهبوا بيت المال وفيه بضعة عشر ألف دينار وقيل
سبعون ألفا وتفرق الناس وأغلق أهل المدينة أبوابهم فلما كان الغد اجتمع
عليهم شيعة بني العباس فقاتلوهم وفشت الجراحات في الفريقين واقتتلوا
إلى الظهر وكان مبارك التركي قد حج في تلك السنة فبدأ بالمدينة فبلغه خبر
حسين وقد اختلف قول المؤرخين في أمره فقيل أنه أتى شيعة بني العباس
فقاتل معهم فاقتتلوا أشد قتال إلى منتصف النهار ثم تفرقوا ورجع أصحاب
الحسين إلى المسجد وواعد مبارك الناس في الرواح إلى القتال فلما غفلوا عنه
ركب رواحله وانطلق وراح الناس فلم يجدوه فقاتلوا شيئا من قتال إلى
المغرب ثم تفرقوا وقيل إن مباركا لم يقاتل الحسين بل ارسل إلى الحسين من
الليل اني والله ما أحب ان تبتلي بي ولا ابتلي بك والله لأن أسقط من السماء



(1) سماه ابن الأثير فيما يأتي خالد البريدي ولا شك انه صحف أحدهما بالآخر.
99
فتخطفني الطير أيسر علي أن تشوكك شوكة أو أقطع من رأسك شعرة
فابعث الليلة إلي نفرا من أصحابك ولو عشرة يبيتون عسكري حتى انهزم
واعتل بالبيات فوجه حسين عشرة من أصحابه فلما دنوا من عسكره صاحوا
وكبروا في نواحي عسكره فطلب دليلا يأخذ به على غير الطريق فوجده
فمضى به حتى انتهى إلى مكة فصار مع بني العباس واعتل عليهم بالبيات
فغضب عليه الهادي وأخذ ماله وجعله سائس الدواب.
قال ابن الأثير وأقام الحسين وأصحابه أياما يتجهزون فكان مقامهم
بالمدينة أحد عشر يوما ثم خرجوا إلى مكة لست بقين من ذي القعدة فعاد
الناس إلى المسجد. ونقل ابن الأثير هنا ما لا يمكن وقوعه من أن أهل
المدينة وجدوهم قد أحدثوا في المسجد فغسلوه فان الحسين مع ما عرف من
دينه لم يكن يدعهم ان يفعلوا ذلك لو أرادوه ولكن أهل المدينة لم تكن
سيرتهم مع أهل البيت ع بمستحبة. قال ابن الأثير: وبلغ
خبرهم إلى الهادي وكان جماعة من أهل بيته قد حجوا في تلك السنة منهم
سليمان بن المنصور ومحمد بن سليمان بن علي والعباس بن محمد بن علي
وموسى وإسماعيل ابنا عيسى بن موسى فولى الهادي محمد بن سليمان على
الحرب وعسكروا بذي طوى قال المسعودي وكانوا أربعة آلاف فارس وروى
بسنده ان موسى بن عيسى دعا جمالا فجاءه بمائة جمل ذكر فختم أعناقها
وقال لا أفقد منها وبرة الا ضربت عنقك ثم تهيا للمسير إلى حسين فسار
حتى أن بستان بني عامر فنزل وأرسل من ينظر له عسكر حسين فرجع
الرسول له وقال ما رأيت خللا ولا فللا ولا رأيت الا مصليا أو مبتهلا أو
ناظرا في مصحف أو معدا السلاح فقال هم والله أكرم خلق الله وأحق بما في
أيدينا منا ولكن الملك عقيم ثم سار إليهم قال ولقيته الجيوش بفخ فامر
موسى بن عيسى بالتعبئة فصار محمد بن سليمان في الميمنة وموسى في
الميسرة وسليمان بن المنصور والعباس بن محمد في القلب فالتقوا في يوم
التروية وقت صلاة الصبح وكان أول من بدأهم موسى فحملوا عليه
فاستطرد لهم شيئا حتى انحدروا في الوادي وحمل عليهم ابن سليمان من
خلفهم فقتل أكثر أصحاب الحسين وجعلت المسودة تصيح يا حسين: لك
الأمان، فيقول الأمان أريد؟ ما أريد الأمان، ويحمل عليهم يحيى وكان
حماد التركي ممن حضر وقعة فخ فقال أروني حسينا فاروه إياه فرماه بسهم
فقتله فوهب له محمد بن سليمان مائة ألف درهم ومائة ثوب وقال ابن الأثير
اقتتلوا يوم التروية فانهزم أصحاب الحسين وقتل منهم وجرح وانصرف
محمد بن سليمان ومن معه إلى مكة ولا يعلمون ما حال الحسين فلحقهم
خراساني يقول البشرى البشرى هذا رأس الحسين فأخرجه وبجبهته ضربة
طولى وعلى قفاه أخرى وقال المسعودي: قتل الحسين وأكثر من كان معه
وأقاموا ثلاثة أيام لم يواروا حتى أكلتهم السباع والطير قال أبو الفرج وأصاب
الحسن بن محمد وهو الذي تأخر عن العرض كما مر نشابة في عينه فتركها
فيها وجعل يقاتل أشد القتال فناداه محمد بن سليمان يا ابن خال اتق الله في
نفسك لك الأمان فقال والله ما لكم أمان ولكن أقبل منكم ثم كسر سيفا
هنديا كان في يده ودخل إليهم فصاح العباس بابنه عبد الله قتلك الله ان لم
تقتله فقال له موسى بن عيسى أي والله عاجلوه فحمل عليه عبد الله فطعنه
وضرب العباس وقيل موسى بن عيسى عنقه بيده صبرا ونشب الخصام بين
العباس ابن محمد ومحمد بن سليمان وقال آمنت ابن خالي فقتلتموه فقالوا
نحن نعطيك رجلا من العشيرة تقتله مكانه وانتهت مهزلة نكث الأمان
بهذا الجواب الفارع وقال ابن الأثير: كانوا قد نادوا بالأمان فجاء الحسن
ابن محمد بن عبد الله فوقف خلف محمد بن سليمان والعباس بن محمد
فأخذه موسى بن عيسى وعبد الله بن العباس بن محمد فقتلاه فغضب
محمد بن سليمان غضبا شديدا ولكن غضبه هذا الشديد لم يكن له اثر)
وغضب الهادي على موسى بن عيسى في قتل الحسن بن محمد وقبض أمواله
وكان يحيى الأقطع والد الفراء النحوي قد قطعت يده في الحرب مع الحسين
صاحب فخ قال ابن الأثير واخذت رؤوس القتلى فكانت مائة رأس ونيفا
وفيها رأس الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي
واختلط المنهزمون بالحاج وأفلت من المنهزمين إدريس بن عبد الله بن الحسن
فاتى مصر وخرج منها إلى ارض المغرب فأسس هناك دولة الأدارسة اه‍.
وقال أبو الفرج وجاء الجند بالرؤوس إلى موسى والعباس وعندهما
جماعة من ولد الحسن والحسين فلم يسأل موسى أحدا منهم الا موسى بن
جعفر إلى آخر ما مر. قال المسعودي: وكان معه سليمان ابن عبد الله بن
الحسن بن الحسن ابن علي فأسر في هذا اليوم وضربت رقبته بمكة صبرا
وقتل معه عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم أبي الحسن ابن علي وأخذ
لعبد الله بن الحسن بن علي وللحسين بن علي الأمان فحبسا عند جعفر بن
يحيى بن خالد بن برمك وقتلا بعد ذلك قال أبو الفرج: قالوا: ولما بلغ
العمري وهو بالمدينة قتل حسين بن علي صاحب فخ عمد إلى داره ودور
أهله فحرقها وقبض أموالهم ونحلهم فجعلها في الصوافي المقبوضة وهكذا
يكون سوء الغلبة وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي ببغداد قال ابن
الأثير فلما وضع رأس الحسين بين يديه قال كأنكم جئتم برأس طاغوت من
الطواغيت أن أقل ما أجزيكم أن أحرمكم جوائزكم فلم يعطهم شيئا وقال
المسعودي: غضب الهادي على موسى بن عيسى لقتل الحسين بن علي بن
الحسن بن الحسن وترك المصير به إليه ليحكم فيه بما يرى وقبض أموال
موسى وقال ابن الأثير غضب الهادي على موسى بن عيسى في قتل
الحسين بن محمد وقبض أمواله قال المسعودي وأظهر الذين أتوا بالرأس
الاستبشار فبكى الهادي وزجرهم وقال أتيتموني مستبشرين كأنكم أتيتموني
برأس رجل من الترك أو الديلم أنه رجل من عترة رسول الله ص الا أن
أقل جزائكم عندي أن لا أثيبكم شيئا قال ابن الأثير واتي الهادي بستة
أسرى فقتل بعضهم واستبقى بعضهم وقال أبو الفرج حملت الاسرى إلى
موسى الهادي وفيهم العذافر الصيرفي وعلي بن سابق القلانسي ورجل من
ولد حاجب بن زرارة فامر بهم فضربت أعناقهم وبين يديه رجل آخر من
الاسرى واقف فقال له من أنت قال أنا مولاك يا أمير المؤمنين فقال مولاي
يخرج علي ومع موسى الهادي سكين فقال والله لأقطعنك بهذه السكين
مفصلا مفصلا وغلبت عليه العلة فمكث ساعة طويلة ثم مات وسلم
الرجل من القتل وروى بسنده أنه لما قتل أصحاب فخ جلس موسى بن
عيسى بالمدينة وأمر الناس بالرفيعة على آل أبي طالب أي بذكر قصص
تشينهم أو إقامة دعاوى عليهم كأنه لم يكف في عقابهم قتلهم وبقاؤهم ثلاثا
بلا دفن حتى أكلتهم السباع والطير وقتل أسراهم وحرق دورهم وسلب
عقارهم حتى يؤمر بالرفيعة عليهم فجعل الناس يرفعون عليهم حتى لم يبق
أحد فقال أ بقي أحد قيل له بقي موسى بن عبد الله كأنه موسى الجون بن
عبد الله المحض وأقبل موسى بن عبد الله على أثر ذلك وعليه مدرعة وازار
غليظ وفي رجليه نعلان من جلود الإبل وهو أشعث أغبر حتى قعد مع
الناس ولم يسلم عليه أي على موسى بن عيسى، والى جنبه أي إلى
جنب موسى بن عيسى

100
اليسر بن عبد الله من ولد الحارث بن عبد المطلب فقال اليسر لموسى بن
عيسى دعني أكسف إليه بآله وأعرفه نفسه قال أخافه عليك قال دعني فاذن
له فقال له: يا موسى، قال أسمعت، فقل. قال: كيف رأيتم مصارع
البغي الذي لا تدعونه لبني عمكم المنعمين عليكم؟ آ فقال موسى: أقول
في ذلك:
بني عمنا ردوا فضول دمائنا * ينم ليلكم أولا لا يلمنا اللوائم
فانا وايلكم وما كان بيننا * كذي الدين يقضي دينه وهو راغم
فقال اليسر: والله ما يزيدكم البغي الا ذلة ولو كنتم مثل بني عمكم
سلمتم يعني موسى بن جعفر لو كنتم مثله فقد عرف بني عمه وفضلهم عليه
فهو لا يطلب ما ليس له فقال له موسى بن عبد الله:
فان الأولى تثني عليهم تعيبني * أولاك بنو عمي وعمهم أبي
فإنك ان تمدحهم بمديحه * تصدق وان تمدح أباك تكذب
وفي مقاتل الطالبيين بسنده عن جماعة من موالي محمد بن سليمان انه
لما حضرته الوفاة جعلوا يلقنونه الشهادة وهو يقول:
الا ليت أمي لم تلدني ولم أكن * لقيت حسينا يوم فخ ولا حسن
مراثي شهداء فخ
قال المسعود وفي الحسين بن علي صاحب فخ يقول بعض شعراء ذلك
العصر من أبيات وفي مقاتل الطالبيين مسندا انها لعيسى بن عبد الله:
فلأبكين على الحسين * بعولة وعلى الحسن
وعلى ابن عاتكة الذي * أثووه ليس له بذي كفن
تركوا بفخ غدوة * في غير منزلة الوطن
كانوا كراما قتلوا هيجوا * لا طائشين ولا جبن
غسلوا المذلة عنهم * غسل الثياب من الدرن
هدي العباد بجدهم * فلهم على الناس المنن
وفيهم يقول دعبل بن علي الخزاعي:
قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخ نالها صلواتي
وفي مقاتل الطالبين: أنشدني أحمد بن عبد الله بن عمار: أنشدني
عمر بن شبة: أنشدني سليمان بن داود بن علي العباسي لابنه لأبيه ظ
يرثي من قتل بفخ وأنشدنيها أحمد بن سعد: أنشدنا يحيى بن الحسن:
أنشدني موسى بن داود السلمي لأبيه يرثيهم فلا أدري الوهم ممن هو:
يا عين بكي بدمع منك منهتن * فقد رأيت الذي لاقى بنو حسن
صرعي بفخ تجر الريح فوقهم * أذيالها وغوادي دلج المزن
حتى عفت أعظم لو كان شاهدها * محمد ذب عنها ثم لم تهن
ما ذا يقولون والماضون قبلهم * على العداوة والبغضاء والإحن
ما ذا يقولون إذ قال النبي لهم * ما ذا صنعتم بنا في سالف الزمن
لا الناس من مضر حاموا ولا غضبوا * ولا ربيعة والاحياء من يمن
يا ويحهم كيف لم يرعوا لهم حرما * وقد رعى الفيل حق البيت ذي الركن
الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع بعد ما ذكر الذي
قبله وظاهره أنهما اثنان وان الأول ابن عم هذا ولكن ينافي ذلك قول
صاحب عمدة الطالب ان الحسن المثنى أعقب من خمسة رجال عبد الله
وإبراهيم والحسن المثلث وداود وجعفر وعلى كونهما اثنين يكون قد أعقب من
ستة والسادس علي فإذا هما واحد وأسقط اسم الحسن المثلث من ترجمة
المذكور ثانيا ويؤيده وجوده في بعض النسخ دون بعض والتكرير في رجال
الشيخ غير عزيز ويمكن كونه هنا من النساخ والله أعلم.
السيد شمس الدين حسين بن علي بن الحسن أو الحسين بن زهرة الحلبي
الإسحاقي الحسيني
توفي في المحرم سنة 711 بعد عوده من الحج كذا في الدرر الكامنة.
كان نقيب الاشراف بحلب وهو غير أبي عبد الله شرف الدين الحسين
ابن علي بن إبراهيم بن محمد بن الحسن بن زهرة المتقدم الذي أجازه العلامة
الحلي مع أبيه وأخيه لأن هذا توفي سنة 711 وتاريخ إجازة العلامة سنة
723 مع الاختلاف في اللقب.
السيد الحسين بن علي بن الحسين بن شدقم المدني
يأتي بعنوان حسين بن علي بن حسن بن شدقم بن ضامن بن محمد
ابن عرمة.
السيد حسين بن علي بن حسين بن علي بن حسن بن شدقم بن ضامن بن
محمد بن عرمة الحسيني المدني
ولد في الساعة التاسعة من يوم الجمعة 15 شعبان سنة 1026 بالمدينة
المنورة وتاريخ مولده فيض العادل وتوفي سنة 1090 تقريبا
أقوال العلماء فيه
ذكره السيد ضامن بن شدقم في كتابه في الأنساب كما في نسخة
مخطوطة رأيناها في طهران بخط المؤلف من بقايا مكتبة الشيخ فضل الله
النوري فقال السيد حسين بن علي بن حسن المؤلف لزهرة الرياض وزلال
الحياض الحسيني المدني تاريخ مولده فيض العادل في الساعة التاسعة من يوم
الجمعة 15 شعبان سنة 1026 بالمدينة المنورة ونشأ بها وسافر في شبابه إلى
الهند سنة 1047 وعمره 22 سنة فدخلها ونال بها عزا وفخرا واتجه بميرزا
محمود الطوسي الخراساني أحد كبار أمرائها ووزير ارتق زيب بن خرم شاه
جهان سلطانها فزوجه محمود بإحدى بناته لرؤيا رآها في منامه كان رسول
الله ص يقول له يا محمود تريد أن تناسبنا ما أحسن من ذلك فالتمس محمود
من حسين مصاهرته فلم يقبل فقص رؤياه على ولي نعمته ارتق زيب
والتمس منه اتمام الأمر فكلف حسينا بذلك كذا حكاه لي عقيل بن ميزان بن
محمد بن جعفر المدني ومبارك بن خضر المدني فسلك حسين نهج آبائه الكرام
وصاحب الأمراء وامتزج بالعلماء والفضلاء الأكابر وجد في اكتساب المآثر
واجتني أنوار الفضائل والكمال وفاز بسعد العز والاقبال فسما ذروة الجد
والفخر والمجد وعرج معارج الفضل كالأب والجد ورقى بهمته العليا من
المكارم أعلاها وتمسك من محامد الفخر بأوثق عراها وتحلى بأحسن المحاسن
فجمع أزهار أنوار الآداب وحاز غرر الفضائل وأجاد وأحسن الاكتساب
فسطعت أنواره بأعلى المجالس وناف برياسته على كل مجالس فهو امام
الأدب الذي بهرت فوائده.
وذكره صاحب السلافة فقال السيد حسين بن علي بن الحسن بن
شدقم المدني هو ممن دخل الديار الهندية فسطع بها بدره وعلا صيته وارتفع
قدره وذكره صاحب أمل الآمل بالعنوان الذي في السلافة وقال فاضل جليل

101
شاعر معاصر سكن في الهند وفي الرياض بعد نقل كلام الأمل قال سبق
ترجمة جده السيد حسن وأنه سال الشيخ البهائي مسائل عديدة وهو السيد
حسن بن علي بن الحسن ابن شدقم بن ضامن بن محمد بن عرمة وذكره
صاحب حديقة الأفراح بالعنوان الذي في السلافة فقال سيد فاضل
نحرير أبدع في التحرير وفاق الأكثرين في التقرير.
أشعاره
في كتاب ضامن بن شدقم المار ذكره له أشعار حسنة غراء دالة على
غزارة ذكائه وجودة فضله فمنها قوله مادحا جده رسول الله ص واقتصر
صاحب السلافة على مديحها من قوله: الا يا رسول الله إلى الآخر وهي:
أقيما على الجرعاء في رملتي سعد * وقولا لحادي العيس عيسك لا تحدي
فان بذاك الحي ألف ألفته * قديما ولم أبلغ برؤيته قصدي
عسى نظرة منه أبل بها الصدى * فيسكن ما ألقاه من لاعج الوجد
والا فقولا يا أميمة اننا * تركنا قتيلا من صدودك في الهند
يحن إلى لقياك بالطلح والغضى * ويصبو إلى تلك الأثيلات والرند
قفا نندب الأطلال أطلال عامر * ونبك لها شوقا لعل البكا يجدي
إلى ذات دل يخجل البدر حسنها * مرنحة الأعطاف مياسة القد
جهنم والفردوس فلبى ووجهها * من الشوق والحسن البديع بلا حد
سقاها الحيا ما كان أطيب يومنا * بموردها والحي ورد على ورد
وقد نشرت أيدي الغمام مطارفا * كستها أديم الأرض بردا على برد
بدوت لحبيها والا فإنني * من الساكني الأمصار مذ كنت في المهد
وغادرت نخلا بالمدينة يانعا * وملت إلى السرحات من عارضي نجد
وحاربت أقوامي وصادقت قومها * وبالغت في صدق الوداد لهم جهدي
ولا اثم في حبي لها ولقومها * وان كان ربي يغفر الذنب للعبد
ولا سيما ان جئته متوسلا * بمرسله خير النبيين ذي المجد
أبي القاسم المبعوث من آل هاشم * نبيا لارشاد الخلائق للرشد
الا يا رسول الله يا أشرف الورى * ويا بحر فضل سيبه دائم المد
لأنت الذي فقت النبيين رفعة * من الله رب العرش مستوجب الحمد
يناجيك عبد من عبيدك نازح * عن الدار والأوطان بالأهل والولد
ويسأل قربا من حماك فجد له * بقرب فقرب الدار خير من العبد
ليلثم أعتابا لمسجدك الذي * به الروضة الفيحاء من جنة الخلد
فإنه له سبعا وعشرين حجة * غريبا بأرض الهند يصبو إلى هند
إذا الليل وأراني أهيم صبابة * إلى طيبة الغراء طيبة الند
وأسبل من عيني دمعا كأنه * عقيق غدا وادي العقيق له خدي
سميراي في ليل غرام وزفرة * تقطع أفلاذ الحشاشة والكبد
عليك سلام الله ما ذر شارق * وما لاح في الخضراء من كوكب يهدي
كذا الآل أصحاب الكرامة حيدر * وبضعتك الزهراء زاكية الجد
وسبطك من حاز الفضائل كلها * وسجادهم والباقر الصادق الوعد
وكاظمهم ثم الرضا وجوادهم * كذاك علي ذو المناقب والزهد
كذا العسكري الطهر ذو الفضل والتقى
وقائمهم غوث الورى الحجة المهدى
وله مهنئا بعيد النيروز للسيد الشريف نظام الدين ميرزا أحمد بن
السيد محمد معصوم جمال الدين كما في انساب ضامن:
هواي لربات الخدور العواتق * وخيل جياد صافنات سوابق
وقوم ظهور العاديات حصونهم * ومصباحهم لمع السيوف البوارق
غطاريف كم بل النجيع ثيابهم * كماة لدى حرب حماة الحقائق
اسود إذا ما زارهم ذو تهور * تولى بقلب بين جنبيه خافق
إذا ولجت نحو العدو خيولهم * رأيت ليوث الغاب شبه الخرانق
منازلهم ما بين نجد ويثرب * جنوبا وشاما في رؤوس الشواهق
وددتهم إذ أشبهوا بفعالهم * فعال كريم طاهر الأصل صادق
أخا الجود جم الفضل أحمد من سما * على الناس طرا من قديم ولاحق
تناهت إليه المكرمات فلا فتى * يجاريه في ريعانها والسمالق
تراه إذا ما جئته متيقظا * لاسعاد مخلوق وطاعة خالق
اتيتك يا ذا الفضل والله شاهد * بقلب سليم من نفاق المنافق
فخذها ابن معصوم الهمام قصيدة * اتتك كعقد ناضر اللون رائق
تهني بنوروز جديد تجددت * سعودك فيه مشرقات السرادق
قضيت بها فرضا لشكرك فائقا * وشكرك مفروض على كل ناطق
وأبرزتها من بحر فكري عند ما * تذكرت ما بين العذيب وبارق
ودم راعيا نرعى بأكناف ظله * ونأمن فيه من شرور الطوارق
وله معارضا مرثيته للسيد أحمد في ابنة له توفيت منها كما في كتاب الأنساب
المذكور:
وما هذه الأيام الا مراحل * إذا ما طويناها وردنا ردى صرفا
سلوني فاني بالليالي لعارف * وأكثر أبناء الزمان بها عرفا
فكم أشرعت صم العوالي لحربنا * وجرت علينا من نوائبها زحفا
إذا وعدت لم تلق صدقا لوعدها * وان أوعدت لم تلق في قولها خلفا
إلى الله أشكو ما لقيت من الأسى * على حادث أجرى مدامعنا وكفا
نعي التي أودى بها الموت فجأة * وخلف بالأحشاء من بعدها لهفا
حديثة سن ما عصت قط ربها * كذا أبواها لم تقل لهما أفا
تزودت التقوى عشية ودعت * وشيعها التوحيد لله والزلفى
وكانت كشمس في منازل سعدها * تضئ ولا تخشى أفولا ولا كسفا
فلو كان داعي الموت يقبل فدية * لشاطرتها عمري وأعطيتها النصفا
ولكن قضاء الله غير معارض * وتقديره ما لا نطيق له كفا
لعمرك ما ماتت ولا مات ذكرها * وقد مات حزنا من غدا بعدها يلفى
ولكنها حلت محل كرامة * ومد عليها الله رضوانه سقفا
سقى قبرها الحادي المكارم هاطل * من المزن ما زق الحمام وما رفا
تأس أباها العمر وأصبر لما أتى * من الله واحسب كل أفعاله لطفا
تأس برزء المصطفى وابن عمه * أبيك وشبليه قدها ألفا (كذا)
فإنهم ذاقوا المصائب قبلنا * وآباؤهم من قبل حتى الذي وفى
ودم بعد هذا لا ترى الدهر مكرها * وساحتك العليا بها الا من قد حفا
غياث الدين الحسين ابن أبي تغلب عميد الدين علي الثاني ابن جلال الدين
الحسن النقيب النسابة ابن أبي تغلب عميد الدين علي الأول بن عز الدين
أبي عبد الله الحسن بن عز الشرف محمد بن أبي الفضل علي بن الحسن
الأصم السوراوي بن أبي محمد الحسن الفارس النقيب بن يحيى بن الحسين
النسابة بن أحمد بن عمر بن يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
وصفه في عمدة الطالب بالعالم الفاضل صاحب الأموال العظيمة
والقدر الرفيع.

102
أبو عبد الله الحسين بن أبي الحسن علي العسكري ابن الحسن بن علي
الأصغر بن عمر الأشرف بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع.
وقد وصفه صاحب عمدة الطالب بالشاعر المحدث.
الشيخ حسين ابن الشيخ علي ابن الشيخ حسن ابن الشيخ مهدي آل مغنية
العاملي
ولد سنة 1280 أو 1275 بالنجف الأشرف وتوفي في صيدا سنة
1359 ونقل إلى قريته طيردبا بتشييع حافل حضره العلماء والحكام
والخواص والعوام من جميع الطوائف وصلى عليه ولده الشيخ خليل
وحضرت تشييعه والصلاة عليه ودفنه.
كان والده قد هاجر إلى النجف لطلب العلم كما ذكرناه في ترجمته
وتزوج بكريمة ابن عم والدي العلامة المحيط السيد كاظم الأمين فولد له
صاحب الترجمة وبنت وبعد ولادته بثلاث سنوات توفي والده وبقى مع
والدته عند جده لأمه ولما صار عمره ثماني سنوات حضر مع والدته وخاله
السيد أحمد بقصد التوجه إلى جبل عامل ولما كانوا في أثناء الطريق خرجت
عليهم الاعراب لتسلبهم فدافع خاله فقتل وهو في ريعان شبابه فعادت به
والدته إلى النجف ثم سافرت به ثانيا إلى جبل عامل وكانت جدته لأبيه
البارة سافرت إلى العراق لأجله مرتين ذكره عم أبيه الشيخ محمد ابن الشيخ
مهدي آل مغنية في كتابه جواهر الحكم فقال قرأ القرآن عند بني عمنا لثمانية
أشهر ثم وضعته في المدرسة الرشدية في صور عند الأستاذ الفاضل بن العم
الشيخ جعفر وبعد وفاة أستاذه المذكور نقلته مع بني عمه إلى مدرسة حنويه
عند العلامة الفقيه الشيخ محمد علي عز الدين نفعنا الله ببره وبركته ثم لما
حضر إلى جبل عاملة بدرها الكامل وشمس الفضائل نبعة العرفان ومرجع
أبناء هذا الزمان الشيخ موسى آل شرارة اخذتهم إليه واعتمدت في تعليمهم
عليه ففتح لهم صدرا رحيبا وحباهم جنابا خصيبا فجد وكد وحصل واستعد
وفي صغر سنه حاز التقى والتهجد والورع مواظبا مجتهدا على العبادة
والتحصيل والإفادة كامل أديب لسن بارع فظن ذكي اه‍. وكان عالما
فاضلا فقيها كاملا شاعرا أديبا تقيا نقيا عاقلا كريما سخيا حسن الأخلاق
محمود السيرة لم يعثر له على زلة قرأ أولا في جبل عاملة المقدمات من النحو
والصرف والبيان والمنطق وأصول الفقه إلى نهاية المعالم في مدرسة الفقيه
الشيخ محمد علي آل عز الدين ولما حضر الشيخ موسى آل شرارة من العراق
إلى بنت جبيل من جبل عامل انتقل إلى مدرسته فقرأ فيها عليه القوانين
واللمعة وشيئا من الرسائل وكان الفقير مؤلف هذا الكتاب يقرأ أيضا في
تلك المدرسة ثم توفي الشيخ موسى سنة 1304 ولم يكن في جبل عامل في
ذلك الوقت من يصلح لإقامة التدريس فطلبوا من العراق من يقوم بذلك
فحضر السيد مهدي الحكيم النجفي إلى بنت جبيل فلم يحصل ما كان
يؤمل وانصرف المذكور إلى الاسفار والوعظ وتفرق الطلاب كل إلى بلده
وبعضهم سافر إلى العراق وبقوا كذلك إلى سنة 1308 فحضر المترجم إلى
قريتنا شقراء وقال اني عزمت على السفر إلى العراق فلنسافر معا وكان
والدي قد كف بصره فعرضت عليه ذلك فقال لي استخر بذات الرقاع فان
خرجت جيدة فسافر وأما أنا فالله يدبرني فذهبت إلى المسجد واستخرت الله
بنية صافية فخرجت الاستخارة جيدة فتوجهنا جميعا من جبل عامل إلى
بيروت في أواخر شهر رمضان من تلك السنة ومنها بحرا إلى اسكندرونة
ومنها في العربات إلى حلب فبقينا فيها نحوا من 15 يوما وفيها خسف القمر
ليلة 15 من شوال وعلى مقتضى عيد أهل بيروت وخلافهم يلزم ان يكون
خسفه ليلة 16 ووجدنا في حلب المكارية العراقيين قد حملوا الحجاج إلى
حلب ويريدون الرجوع ولا يجدون ما يحملون فاكترينا منهم بأرخص
الأجور ووجدنا معهم كلما يحتاجه المسافر من خيام وقرب ومبارز ومناصب
للنيران وعكامين وغير ذلك فأخذناه بأبخس ثمن وذهب معنا العكامون
بقوت بطونهم. ومرض المترجم في الطريق ثم شفي باذنه تعالى وبقينا في
الطريق ثلاثين يوما والسير منها في 25 يوما فقط وكان طريقنا على دير الزور
حتى وردنا الكاظمية وذهبنا للزيارة في سامرا وأدركنا زيارة عرفة في كربلا
وذهبنا منها إلى النجف. وكان المترجم شريكنا في الدرس فقرأنا الرسائل
على الشيخ شريعة الأصفهاني وكان شريكنا في درس الأصول الخارج ليلا
عند الشيخ ملا كاظم الخراساني وفي درسي الفقه خارجا عند الشيخ آقا رضا
الهمذاني والشيخ محمد طه نجف وبعد ما بقينا في النجف نحوا من عشر
سنوات ونصف سنة عدنا جميعا إلى جبل عامل.
وقد شهد باجتهاد المترجم كل من الشيخ آقا رضا والشيخ محمد طه
نجف والسيد محمد ابن السيد محمد تقي الطباطبائي آل بحر العلوم.
ويروي إجازة عن الآخرين وأقام المترجم في وطن آبائه وأجداده طيردبا في
ساحل صور ورأس واجتمع عليه الطلاب للدرس وتخرج به جماعة منهم
الشيخ محمد عسيلي العاملي وابن عمه الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ محمود
مغنية وغيرهم كثيرون وقضى بين الخصوم وانتفع العامة والخاصة بعلمه
وارشاده وجاهه.
أشعاره
قال يرثي الفقيه الشيخ عبد الله آل نعمة العاملي الجبعي ويعزي عنه
الفقيه الشيخ موسى شرارة وولد المتوفي الشيخ حسن والفاضل الرئيس
الشيخ علي الحر رحمهم الله جميعا:
زال فانهالت الجبال انهيالا * طود حلم على السماء تعالى
ولقد زلزل البسيطة خطب * طبق الأرض سهلها والجبالا
حيث جاءت به الليالي مصابا * أورث الناس دهشة وخبالا
كان بدرا للمجتلين منيرا * وهلالا إذ يفقدون الهلالا
وغياثا للمجتدين مريعا * وثمالا إذ يعدمون الثمالا
وإذا ما احتبى بدست تراهم * خشعا منه هيبة وجلالا
قل لمن يبتغي محامد عبد الله * حصرا لقد بغيت محالا
أفهل تستطيع تحصر زخر البحر * أو تستطيع تحصي الرمالا
حملوه وأثاقل النعش فيه * فاستخفوا به الجبال الثقالا
هل درى حاملوه بالنعش ان قد * حملوا الدين والهدى والكمالا
أم درى مودعوه في اللحدان قد * أودعوا حكمة الاله تعالى
أم درى هائل التراب عليه * ان فوق العلا التراب أهالا
فلئن نالت المنايا مناها * فمساعيه في الورى لن تنالا
ولئن ناله الزمان بسهم * فلكم للزمان راش نبالا
ولئن سود البلاد مصابا * فلقد بيض الكتاب فعالا
ولئن ضمه مضيق ضريح * فلكم أوسع البرايا نوالا
يا عمادا به الشريعة قامت * ووهت مذ وهى العماد ومالا
لا تخف مذ وهت عليها انتفاضا * قد أبى الله نقضها والزوالا

103
جعل الله منك موسى دعاما * حافظا سقفها به ان يطالا
قام عرش الدين الحنيفي فيه * وهو لولاه كان ثل انثلالا
وحماها به فصان حماها * واستقرت به فعزت منالا
علم الله ان عامل تحتاج * إلى من يقوم الأعمالا
فأجال الرجال جول قداح * فرآه أرضي الرجال خصالا
وبوادي الغري لا طور سيناء * تجلى له الاله تعالى
لا ولا قال في ظلال شعيب * بل بظل العلى استراح وقالا
فإذا ما أتيت وادي طواه * وحماه فاخلع هناك النعالا
وإذا ما الرجال لجلجها العي * حجاجا فلن تحير مقالا
وعرتهم عمياء وعر إذا ما * سلكوها كان السلوك ضلالا
كان داود في الحكومة ينفي * كان لبس ويوضح الاشكالا
فجرى في العلاء يمشي خفيفا * ومشوا فيه ظالعين هزلا
ورقى وهو لم يوف ثلاثا * وثلاثين مرتقى لن ينالا
فتراه ماء يسوع شرابا * وترى غيره سرابا وآلا
وإذا ما الغمام جف حياة أن * بالندى يداه انهمالا
أيها الراكب المغلس يمم * حسنا والق في حماه الرحالا
فهو قصد الأنام بعد أبيه * وكذا الشبل يخلف الريبالا
حسن الخلق أنت ان جل خطب * كنت للناس ملجا ومالا
لا عرتك الخطوب من بعدها قط * ولا في حماك شدت عقالا
وبربع العلي أنت فعرج * فهو المرتجي إذا الخطب هالا
ماجد مفرد تجمع فيه * شاردات العلى فعز مثالا
طاب فرعا مذ طاب أصلا فأمسي * طيب المحتدين عما وخالا
وقال يرثي الشيخ محمد ابن الشيخ امين شرارة العاملي وقد توفي
بالنجف مهاجرا لطلب العلم في 15 شعبان سنة 1303:
أرى الدنيا على عجل تزول * ولا يبقى بساحتها نزيل
وما هي للمقيم بدار لبث * ولا لا لظعيتها ابدا قفول
تدور باهلها كأس المنايا * كما دارت بشاربها الشمول
ونحن بها إلى أجل قريب * يرينا بعده أمل طويل
وان الموت غاية كل حي * وأيام الحياة لها سبيل
فلا بطل تمنعه العوالي * ولا أسد الشري يحميه غيل
ولا ينجو لعزته عزيز * ولا يبقى لذلته ذليل
فقل للغافلين على غرور * الا هبوا فقد أزف الرحيل
الا لله ما صنعت بنفسي * مصائب ليس يحملها حمول
فجعت بكل وضاح المحيا * كان جبينه سيف صقيل
وزرء محمد أودى بصبري * وهاج به لي الداء الدخيل
كريم الأصل من سروات قوم * بهم يستدفع الخطب الجليل
علا من دوحة العلياء فرعا * فلما طال عاجله الذبول
وأشرق من سماء المجد بدرا * فلما تم أدركه الأفول
مضى من كان للغافلين غيثا * إذا ما أجدب العام المحيل
مضى وأقام في الأحشاء منه * جوى بين الجوانح لا يزول
لقد فقد الأنام به حساما * على نوب الزمان به نصول
تعاجل نصله قدر متاح * فعاد وفي مضاربه فلول
وقال يرثي الفقيه الشيخ موسى شرارة العاملي وقد توفي سنة 1304
من قصيدة:
جبل هوى في عامل فتزايلت * في كل ناحية له أجبالها
تنعى الشريعة كهفها وعمادها من في يديه حرامها وحلالها
ورقت به فوق الثريا منزلا * همم تدوس النيرات نعالها
فغدا منارا للبرية هاديا * تهدى به من غيها ضلالها
قاد البرية لا بتجريد الظبا * أو بالقنا اللاتي شر عن طوالها
لكن بخلق مثل أزهار الربى * وبعزمة لا يستطاع منالها
وإذا السنون الشهب أقلع مزنها * يوما وهب من الرياح شمالها
فاضت يداه بأبحر زخارة * عم البرية كلها سلسالها
سكن الثرى فهو البعيد وذاته * بالفكر باق لا يزال خيالها
يا بلغة السارين انى اتهمت * أو انجدت في السائرين جمالها
اني استطاع بان ينازلك الردى * أو يستطاع من الليوث نزالها
حملوا سريرك فاستخفوا حمله * اني يخف من الجبال ثقالها
عهد علي فليس بعدك منطقي * يلد القوافي المستنير هلالها
أأباه أنت لها إذا عظمت وان * دهم الورى غصص فأنت بلالها
أفرع لها صبرا وكن متمسكا * بالعروة الوثقى الشديد حبالها
مراثيه
قال الشيخ سليمان ظاهر:
طوى مطمئن النفس صفحة أعوام * يكفكف من غربي هموم وأسقام
يكافح لكن في لبوس من الأسى * عداءهما لا في لبوس من اللام
فما غيرا منه طلاقة ماجد * طليق المحيا رائع الحزم مقدام
إلى أن قضى لا واهن العزم نحبه * ولا شاكيا يوما تباريح آلام
ومن غمرت تقوى المهيمن قلبه * فهيهات يثني جيده داء أجسام
مشى الداء يسري في حنايا ضلوعه * كمشية ضرغام جرئ لضرغام
وأمعن فيه فتك لا مترفق * بنجعة هلاك وملجأ أيتام
ومن كحسين في جميل اصطباره * إذا حلقت بالصبر أحداث أيام
وكان حسين كالحسين بصبره * وان لم يمت ما بين كر واقدام
فقدناه فقدان الربيع وراءه * وفقد جديب الأرض صوب الحيا الهامي
فقدناه والدنيا تموج نوائبا * كما ماج في تياره الأخضر الطامي
ولم تخطئ الأهداف يوما رماتها * إذا أخطأت أهدافها أسهم الرامي
وحيث الظبى تستل والسمر شرع * وكل صعيد من دماء الورى دامي
امام على التقوى يلوث ازاره * وما لاثه يوما على وزر آثام
لقد كان غيث المسلمين وغوثهم * كما كان للاسلام كعبة اسلام
وما طاف في أجفانه طائف الكرى * وان زاره يوما فزورة إلمام
لقد كان مأمون البوادر لا يرى * به مغمز يوما لعاب ولا ذام
وقد كان في يوم الحكومات حيث لا * تصيب النهى أحكامها باب احكام
أمينا على فصل القضايا كأنما * استمد القضاء الفصل من فيض إلهام
بصير بحل المشكلات وما التوت * له حجة يوما بنقض وابرام
خؤولته خير الخئولات محتدا * وأعمامه في الدهر أكرم أعمام
نضا بردة العيش الحسين زهادة * غداة رآه مثل أضغاث أحلام
كان جماهيرا مشت بسريره * تزاحم اقدام مواطئ أقدام
صفوف صلاة أو صلات طوائفا * بأفضل صوام على الخير قوام

104
وحشد حجيج طائفين حياله * طوافهم بالبيت أحلاس احرام
طووه على رغم المعالي بحفرة * بها طوى الاسلام والشرف النامي
عزاء بنيه انما الموت غاية * ولم ينج منه حاسرا أو أخو لام
وليست بمنجي منه شهب طوالع * وشامخ اعلام وراسخ أهرام
وصبرا خليل الفضل عن خير راحل * فأنت منى قطر وبلغة أقوام
وحيا ثرى ضم الحسين برمسه * ملث من الرضوان دائم تسجام
ومن قصيدة السيد نور الدين فحص:
على غير ما أهوى اتيت مودعا * أبا كان للغرا إماما ومرجعا
بكاك كتاب الله والسنة التي * حملت لواها مدة العمر أجمعا
فكنت لها دون البرية حافظا * تهب لداعي الحق بالحق ان دعا
بكى ذلك المحراب حزنا لفقده * امام الهدى جم الفضائل أورعا
أجل ان ناي عنا الحسين فشبله * مكان الذي تهوى الرياسة مفزعا
خليل ومن مثل الخليل بفضله * على خير ما تهوى الفضيلة مرجعا
ترى الصدق والاخلاص والفضل والتقى وسبل الهدى فيه تجمعن أجمعا
وقال الشيخ علي شمس الدين:
فم عز شرعة أحمد بحماها * ومنار حجتها وقطب رحاها
المعتلي هام الأثير ومن إلى * علياه كل كريمة تتناهى
والمانح الهدي الصحيح لأمة * كادت تضل طريقها وهداها
والثابت الاقدام عند مزالق * العصم خوف هلاكها تأباها
مرت به التسعون وهو أمامها * الهادي السبيل الفذ ابن جلاها
ما زال مذ عقدت يداه ازاره * يرتاد أبعد غاية أسماها
حتى ارتقى رتبا تقاعس دونها * كل البرية شيخها وفتاها
سل عنه اعلام الشريعة والهدى * تنبئك حقا انه أقضاها
وأسدها رأيا إذا ما مشكل * حارت بحل دقيقة علماها
وقال ولده الشيخ خليل:
هذه الروضة أضحت مرقدا * ومقاما لرئيس العلما
هي في الأرض ولكن قدرها * فاق في رفعته هام السما
وهو فيها راقد لكنما * شخصه في كل قلب رسما
طيها يعبق مسكا والسنا * قد تجلى فجلى ليل العمى
تهبط الرحمة فيها دائما * وبها الله عليه سلما
وقال أيضا:
أيها السائر مهلا فهنا * يقف الركب لنيل البركات
ههنا يرقد من كان له * مجلس الاحكام فوق النيرات
وهنا يرقد ذو القدس الذي * لم يدنس برده في الشبهات
عيلم العلم الذي في علمه * هتك الجهل وأجلى الظلمات
فعليه رحمة فياضة * تتوالى في صباح وغداة
المولى حسين ابن الحاج زين العابدين علي بن الحسين الأنصاري المعروف
بالحاج زين العابدين العطار
كان طبيبا له كتاب أصحاح الأدوية فارسي وهو تتميم لكتاب أبيه
الحاج زين العابدين علي الذي كان طبيبا وألف كتابا في الطب بالفارسية
اسماه اختيارات البديعي لأنه ألفه باسم السلطان بديع الجمال ولعله من
سلاطين الهند فرع منه سنة 770 وهو مشتمل على ذكر الأدوية المفردة
والأدوية المركبة ولما لم تكن أسماء تلك الأدوية مشروحة مضبوطة عمد ولده
المذكور إلى تصحيحها وتبيينها بهذا الكتاب.
الأمير أبو الفضل الملقب بالراضي الحسين بن علي بن الحسين بن الحسن
البصري بن القاسم بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن
الحسن بن علي بن أبي طالب ع
وصفه في عمدة الطالب بالأمير الملقب بالراضي وقال إن أمه بنت
الصاحب بن عباد.
الشيخ حسين ابن الشيخ كمال الدين أبي الحسن علي ابن الشيخ شرف
الدين بن جمال الدين حماد بن أبي الخير الليثي الواسطي.
كان حيا سنة 756.
في الرياض كان من أفاضل عصره فقيه فاضل شاعر كاتب منشئ
بليغ كامل جامع وهو من المعاصرين للشيخ فخر الدين ونظرائه وأبوه الشيخ
كمال الدين أبو الحسن علي أيضا من مشاهير الفقهاء اه‍. وكان مراده بفخر
الدين ولد العلامة وقصائده في مدائح أهل البيت ع ورثائهم
مشهورة وكثيرا ما يستشهد ابن شهرآشوب بشعره بعنوان ابن حماد وجده
حسين بن حماد مضى في محله وقد يشتبه أحدهما بالآخر.
مشايخه
في الرياض يروي عن جماعة من علماء العامة في شيراز والهند وواسط
وغيرها كما في اجازته الآتي ذكرها وعن جماعة من علماء الخاصة كما في تلك
الإجازة وفيها أيضا أنه أجازه في تلك الإجازة وغيرها 1 والده كما في تلك
الإجازة وفيها أيضا انه اجازه في شيراز جماعة من العلماء سنة 750 منهم
2 الشيخ الجليل الفاضل شمس الدين محمد الآملي صاحب كتاب نفائس
الفنون الفارسية الذي قال القاضي نور الله في مجالس المؤمنين أنه من علماء الإمامية
3 الشيخ الجليل الفاضل عماد الدين الكاشي.
تلاميذه
يروي عنه إجازة الشيخ نجم الدين خضر بن محمد بن نعيم المطار
آبادي في 3 شوال سنة 756 في الرياض رأيت اجازته له وهي مشتملة على
فوائد جليلة أوردناها في مطاوي هذا الكتاب ثم أورد قطعة منها وفيها
وأجزت له أن يروي عني مؤلفاتي من الكتب والرسائل والاشعار والكتب
ومما أجاز له أن يروي عنه القصائد في مدح الرسول والأئمة عليهم الصلاة
والسلام ومنها البائية والتائية واللامية وهي أطولهن إلى أن قال وجميع ما
ألفته أو قرأته وسمعته وأجازه لي المشايخ إجازة جامعة أذنت له أن يروي
عني جميع ما ذكر في هذه الكراسة وكتب العبد الحسين بن علي بن جمال
الدين حماد بن الحسين بن أبي الخير الليثي نسبا الواسطي منشأ ولقبا في يوم
الأحد ثالث شوال سنة 756 وكتب بعد ايراد فوائد أخر هكذا: كتبه
الحسين بن علي بن حماد.
مؤلفاته
التي ذكرها في اجازته المشار إليها 1 قوت الأرواح وياقوت الأرباح
في مبدأ العالم وقصص الأنبياء وتواريخ الملوك والخلفاء 2 روضة نهاية
السؤول في فضائل الرسول 3 الأزهار في الرسائل والاشعار 4 عيون
الصفا في أخلاق المصطفى ص وزادهم كرما وشرفا 5 المقامات الست التي

105
قال حذوت فيها طريقة الحريري لكني أودعت كل مقامة منها علما منفردا
6 قصائدي المنظومة في مدح الرسول وفي الأئمة الاثني عشر منها القصيدة
البائية والتائية واللامية وهي أطولها رسائلي في متون البديع 7 الرسالة
الجامعة لسائر اقسام البديع المسماة بالكاملة 8 رسالة القوافي التي تضمنت
طرفا من ذلك العلم 9 كتاب الرسائل الذي ألفته بمدينة القطيف ويحتوي
على مائتين وثمانين رسالة في جميع فنون المكاتبات والأجوبة
أبو العشائر الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان بن حمدون التغلبي
العدوي
مات أسيرا في بلاد الروم ولم نعلم تاريخ موته على التحقيق لكنا نعلم
أنه مات في أواسط المائة الرابعة لأنه مات في حياة أبي فراس الذي قتل سنة
357 بدليل رثاء أبي فراس له كما يأتي.
الصواب في اسمه ونسبه وكنيته
الصواب في اسمه ونسبه ما ذكرناه وما في ديوان المتنبي المطبوع من أنه
الحسن بن علي بن الحسن بن الحسين بن حمدان ليس بصحيح فالحسن
الأول تصحيف الحسين والحسن الثاني زيادة لعدم وجوده في كلام المترجمين
والمؤرخين وكذلك ما وجدناه في نسخة مخطوطة قديمة من ديوان المتنبي من
أنه الحسن مكبرا ابن علي ليس بصحيح يدل على ذلك وجوده في كثير من
كتب التاريخ والأدب الحسين مصغرا ويدل عليه صراحة قول أبي فراس من
قصيدة يخاطب بها أبا العشائر المذكور لما أسر:
فمن مبلغ عني الحسين الوكة * تضمنها در الكلام المنظم
ويدل عليه أيضا قول المتنبي فيه من قصيدة:
أعلا قناة الحسين أوسطها * فيه وأعلى الكمي رجلاه
وقوله فيه أيضا من أبيات:
أكل وداد لا يدوم على الأذى * دوام ودادي للحسين ضعيف
وقوله:
ما لي لا أمدح الحسين ولا * أبذل مثل الود الذي بذله
كما مر في ج 22.
وليس المراد به هنا الحسين بن سعيد أخو أبي فراس أولا لأن أخا
أبي فراس لا يكني بأبي العشائر ثانيا لأنه في الديوان المخطوط القديم جدا
المشار إليه آنفا المرتب على الممدوحين لا على الحروف ذكر أولا أبا العشائر
الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان ثم ذكر مدائح المتنبي فيه على نسق
واحد ومنها المدائح المشار إليها التي سماه فيها الحسين فدل على أنه هو
المذكور أولا وهو الحسين بن علي لا الحسين بن سعيد بل ليس للمتنبي
مدح في الحسين بن سعيد أصلا وقد عبر أبو فراس عن أبي العشائر في شعره
بأخي مرارا كثيرة ولعل ذلك هو الذي أوهمنا فذكرنا خطا في ج 7 أن أبا
العشائر اسمه الحسين بن حمدان أخو أبي فراس وذكرنا في ج 10 فيما
استدركناه على ج 7 ان الحسين بن حمدان أخو أبي فراس ابن حمدان
والصواب ان أخا أبي فراس الحسين بن سعيد بن حمدان كنيته أبو عبد الله
ولا يكنى بأبي العشائر وان أبا العشائر كنية الحسين بن حمدان فقط وان
المكنى به يسمى الحسين مصغرا لا الحسن مكبرا.
وأبو العشائر المترجم كما يظهر من نسبه المذكور هو ابن ابن عم سيف
الدولة وأبي فراس وما ذكرناه في ج 8 من أنه ابن أخي سيف الدولة ليس
بصواب وكان من مشاهير أمراء بني حمدان البارزين المقدمين وكان فارسا
شجاعا شاعرا مجيدا ممدحا وللمتنبي فيه مدائح كثيرة موجودة في ديوانه
ومدحه السري الرفا ومدحه أبو وراسله أبو فراس، وأبو العشائر أسير وقد
شهد له المتنبي بالشاعرية والتقدم بالامارة كما يأتي وكفى بهذه الشهادة من
مثل المتنبي المعلوم حاله في عنجهيته وتعاظمه واحتقاره من عداه.
أخباره مع أبي فراس
كان أبو فراس متزوجا ابنة أبي العشائر وكتب أبو فراس إلى أبي
العشائر عند أسره إلى بلد الروم وكان قد لحقه أبو فراس إلى مرعش فلم
يصل إليه وكتب أبو فراس إلى أبي العشائر وهو في الأسر بهذه القصيدة:
أأبا العشائر ان أسرت فطالما * أسرت لك البيض الرقاق رجالا
لما أجلت المهر فوق رؤوسهم * نسجت له حمر الشعور عقالا (1)
يا من إذا حمل الحصان على الوجى * قال اتخذ حبك التريك (2) نعالا
ما كنت نهزة آخذ يوم الوغى * لو كنت أوجدت الكميت مجالا
حملتك نفس حرة وعزائم * قصرن من قلل الجبالا طوالا
وارين بطن العير ظهر عراعر * والروم وحشا والجبال رجالا
أخذوك في كيد المضائق غيلة * مثل النساء تربب الرئبالا
ألا دعوت أخاك وهو مصاقب * يكفي العظيم ويدفع الأهوالا
ألا دعوت أبا فراس انه * ممن إذا طلب الممنع نالا
وردت بعيد الفوت أرضك خيله * سرعا كأمثال القطا ارسالا
زلل من الأيام فيك يقيله * ملك إذا عثر الزمان أقالا
ما زال سيف الدولة القرم الذي * يكفي العظيم ويحمل الأثقالا
بالخيل شعثا ضمرا والسيوف قواضبا * والسمر لدنا والرجال عجالا
ومعود فتك القناة معاود * قتل العداة إذا استغار أطالا
صفنا بخرشنة وقظنا آلسا (بالسا) * وبني البوادي في القمير حلالا
وسمت بهم همم إليك منيعة * لكنه حجز الخليج وحالا
وغدا تزورك بالفكاك خيوله * متناقلات تنقل الأبطالا
ان ابن عمك ليس عم الأخطل * اجتاح الملوك وفكك الأغلالا
قال ابن خالويه مات أبو العشائر أسيرا في بلاد الروم وتقول عليه
بالموت قبل الموت فكتب إليه أبو فراس هذه القصيدة أقول وأبياتها في
ديوان أبي فراس الذي جمعناه نحو من 72 بيتا وهي في المطبوع ناقصة وهذا
منتخبها ويذكر في هذه القصيدة طلبه له لما أسر ووصوله إلى مرعش في أثره
ولم يلحقه ويمدح سيف الدولة ويحثه على فدائه:
نفى النوم عن عيني خيال مسلم * تأوب من أسماء والركب هوم
وسائلة عني فقلت تعجبا * كأنك ما تدرين كيف المتيم
يئست من الإنصاف بيني وبينه * ومن لي بالانصاف والخصم يحكم
وخطب من الأيام انساني الهوى * وأحلى بفي الموت والموت علقم



(1) هذا اعتذار عن أسر الروم له يقول السبب في أخذهم لك أنك لما أجلت المهر فوق رؤوس
القتلى منهم علقت قوائمه بشعورهم فصارت شعورهم عقالا له وانما قال حمر الشعور لأن
الروم يوصفون بالشقرة وقد يعبر عن الشقرة بالحمرة.
(2) التريك جمع تريكة وهي بيضة الحديد.
(3) أراد من هو بمنزلة أخيك لأنه ليس أخاه بل ابن عمه. المؤلف
106
فمن مبلغ عني الحسين الوكة * تضمينها در الكلام المنظم
لذيذ الكرى حتى أراك محرم * ونار الأسى بين الحشي تتضرم
واترك ان أبكي عليك تطير (1) * وقلبي يبكي والجوانح تلطم
وان جفوني ان ونت للئيمة * وان فؤادي ان سلوت لألام
سأبكيك ما أبقى لي الدهر مقلة * فان عزني دمع فما عزني دم
وحكمي بكاء الدهر فيما ينوبني * وحكم لبيد فيه حول محرم (2)
وما نحن الا وائل ومهلهل * صفاء والا مالك ومتمم (3)
واني وإياه لعين وأختها * واني وإياه لكف ومعصم
واني لغران رضيت بصاحب * يبش وفيه جانب متجهم
وما أغربت فيك الليالي وانها * لتصدعنا من كل شعب وتثلم
فما عرفتني غير ما أنا عارف * ولا علمتني غير ما كنت اعلم
تهين علينا الحرب نفسا عزيزة * إذا عاضنا عنها الثناء المتمم
وندعو كريما من يجود بماله * ومن جاد بالنفس النفيسة أكرم
وما الأسر غرم والبلاء محمد * وما النصر غنم والفرار مذمم
لعمري لقد أعذرت لو أن مسعدا * وأقدمت لو أن الكتائب تقدم
وما عابك ابن السابقين إلى العلى * تأخر أقوام وأنت مقدم
دعوت خلوقا حين تختلف القنا * وناديت صما عنك حين تصمم
إذا لم يكن ينجي الفرار من الردى * على حالة فالصبر أحجى وأحزم
وما لك لا تلقى بمهجتك القنا * وأنت من القوم الذين هم هم
ونحن أناس لا تزال سراتنا * لها مشرب مر المذاق ومطعم
لعا يا أخي لأمسك السوء انه * هو الدهر في حاليه بؤس وانعم
وما ساءني اني مكانك عانيا * أسلم نفسي للأسار وتسلم
طلبتك حتى لم أجد لي مطلبا * وأقدمت حتى قل من يتقدم
وما قعدت بي عن لحاقك همة * ولكن قضاء فاتني فيك مبرم
فان جل هذا الرزء فالله فوقه * وان عظم المطلوب فالله أعظم
ولو انني وفيت رزءك حقه * لما خط لي كف ولا قال لي فم
ثم تخلص إلى مدح سيف الدولة فقال:
نحف إذا ضاقت علينا أمورنا * بأبيض وجه الرأي والخطب مظلم
إلى رجل يلقاك في شخص واحد * ولكنه في الحرب جيش عرمرم
ثقيل على الأعداء أعقاب وطئه * صليب على أفواهها حين يعجم
ونمسك عن بعض الأمور مهابة * فيعلم ما يخفي الضمير ويفهم
ونجني جنايات عليه يقيلها * ونخطئ أحيانا إليه فيحلم
إلى أن قال يذكر الروم:
سنضربهم ما دام للسيف قائم * ونطعنهم ما دام للسيف لهذم
ونفقوهم خلف الخليج بضمر * تخوض بحورا بعض خلجانها دم
ونجنب ما ألقى الوجيه ولاحق * إلى كل ما أبقى الجديل وشدقم
ونعتقل الصم العوالي انها * طريق إلى نيل المعالي وسلم
ومات أبو العشائر في الأسر فقال أبو فراس يرثيه:
أأبا العشائر لا محلك دارس * بين الضلوع ولا مكانك نازح
اني لاعلم بعد موتك انه * ما مد للاسراء يوم صالح
مدائح السري الرفا في أبي العشائر.
قال السري الرفا الموصلي يمدح أبا العشائر:
ليس التجلد شيمة العشاق * الا إذا شيب الهوى بنفاق
إلى أن قال:
وأعوذ من شرق البلاد بغربها * فاؤوب من وصب إلى اخفاق
مثل الهلال اغد شهرا كاملا * فرماه آخر شهره بمحاق
سفر رجوت به النهاية في الغنى * فبلغت منه نهاية الإملاق
ولكم طلعت على الشام فنفست * شيم الأمير التغلبي خناقي
جددت أخلاق المكارم بعد ما * أشفت خلائقها على الأخلاق
وفعلت في نوب الحوادث مثل ما * فعلت ظباك بمعشر مراق
وملكت بالمنن الرقاب وانما * منن الملوك جوامع الأعناق
المجد ما سلمت خلالك سالم * والجود ما بقيت يمينك باقي
علمتني النظر المديد إلى العلى * من بعد ما ألف العدا أطراقي
فلا جلبن إليك كل غريبة * تضحي الكرام لها من العشاق
اخبار مع المتنبي
كان أبو العشائر أول من لقيه المتنبي من بني حمدان واتصل به ومدحه
ثم أوصله أبو العشائر إلى سيف الدولة ومر طرف من أخباره معه في ترجمة
المتنبي ج 8 وذكرنا هناك عن ياقوت الرومي ان المتنبي بعد خروجه من
الاعتقال لم يزل في خمول وضعف حال حتى اتصل بأبي العشائر بن حمدان
وكان والي أنطاكية من قبل سيف الدولة ومدحه بعدة قصائد ذكرنا هناك
بعضا من جملة منها وشهد له المتنبي بالتقدم في الشعر مع ما عرف من تيه
المتنبي وشدة ترفعه واحتقاره الشعراء وغيرهم ففي الصبح المنبي: سئل
المتنبي عن سبب تراجع شعره بعد مفارقة سيف الدولة فقال قد تجوزت في
قولي وأعفيت طبعي واغتنمت الراحة منذ فارقت آل حمدان وفيهم من
يقول. وذكر شعرا لأبي فراس. وفيهم من يقول وذكر شعرا لأبي زهير
مهلهل بن نصر بن حمدان وفيهم من يقول:
أأخا الفوارس لو رأيت مواقفي * والخيل من تحت الفوارس تنحط
لقرأت منها ما تخط يد الوغى * والبيض تشكل والأسنة تنقط
يعني أبا العشائر.
وفي اليتيمة أخبرني جماعة من أهل الأدب ان المتنبي
لما عوتب في آخر أيامه على تراجع شعره إلى آخر ما مر سوى إنه لم يذكر أبا
فراس وهو الأقرب إلى خلق المتنبي. ومن مدائح المتنبي في أبي العشائر قوله
من قصيدة:
ليس الا أبا العشائر خلق * ساد هذا الأنام باستحقاق
ضارب الهام في الغبار وما ير * هب ان يشرب الذي هو ساقي
ثاقب العقل ثابت الحلم لا يقدر * أمر له على اقلاق
كيف يقوى بكفك الزند والآفاق * فيها كالزند في الآفاق
كم ثراء فرجت بالرمح عنه * كان من بخل أهله في وثاق
فالغنى في يد اللئيم قبيح * قدر قبح الكريم في الإملاق
ليس قولي في شمس فعلك كالشمس * ولكن في الشمس كالاشراق



(1) وقد تحقق تطيره فمات أبو العشائر في أسر الروم.
(2) إشارة إلى قول لبد بن ربيعة العامري الذي قاله لما حضرته الوفاة يخاطب ابنتيه من أبيات:
فقوما وقولا بالذي قد علمتا * ولا تخمشا وجها ولا تحلقا شعر
وقولا هو المرء الذي لا خليله * أضاع ولا خان العهود ولا غدر
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما * ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر
(3) وائل هو كليب (ومهلهل) اخوه [ومالك] هو ابن نويرة ومتمم اخوته. المؤلف
107
شاعر المجد خدنه شاعر اللفظ * كلانا رب المعاني الدقاق
لم تزل تسمع المديح ولكن * صهيل الجيال غير النهاق
وقال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس: كبس عسكر الأخشيد
مع يانس المؤنسي أبا العشائر وهو منصرف من الميدان غرة بأنطاكية فاصابته
نشابة في وجهه خرج نصلها بعد أيام فشد في أوساطهم فلم يزل يضرب
و يحتمي (1) حتى تخلص من الجيش اه‍. وهذه غاية الشجاعة والاقدام أن
يلقى جيش الأخشيد وحده وقد كبسه على حين غرة فلم ينهزم ولكنه جعل
يضرب فيهم ويبدي النخوة والحمية حتى تخلص منهم وسلم ولم يقدروا عليه
بعد ما أصابته نشابة في وجهه بقي نصلها فيه أياما وفي ذلك يقول أبو فراس
في رائيته الطويلة:
ومنا الحسين القرم مشبه جده * حمى نفسه والجيش للجيش حاجر
غامر
أراد بجده الحسين بن حمدان والميدان الساحة التي كانوا يتمرنون
فيها على السباق واجراء الخيول واللعب بالكرة وأمثال ذلك وذكر جامع
ديوان المتنبي هذه القصة فقال كما في نسخة مخطوطة قديمة من هذا الديوان
دون النسخ المطبوعة ما صورته: كان جيش للسلطان اي الأخشيد الذي
كان في دمشق قد كبس أنطاكية وقصد دار أبي العشائر فلم يجده بها لبكوره
إلى الميدان فعاد من الميدان وتفرق الناس عنه ولقي أول الخيل في السوق
فهزمها إلى باب فارس فأصابه سهم في خده فاضربه وضرب رجلا منهم على
رأسه فقتله وكثر الناس عليه ورجع حتى خرج من باب مسلمة ومضى إلى
حلب ثم إلى الرقة وعاد بعد ذلك إلى أنطاكية واتصل خبر عودته بأبي الطيب
وهو بالرملة فسار متوجها إلى طرابلس فعاقه ابن كيغلغ عن طريقه شهوة ان
يمتدحه فلم يفعل وهجاه بالقصيدة الميمية وسار إلى دمشق وتوجه منها إلى
أنطاكية هذا ما في النسخة المخطوطة واقتصر في المطبوعة على قوله وقال يمدح
أبا العشائر ويذكر ايقاعه بأصحاب باقيس (يانس) ومسيره من دمشق
والقصيدة التي مدح بها المتنبي أبا العشائر أولها:
مبيتي من دمشق على فراش حشاه لي بحر حشاه حاشي
يقول فيها:
فقد أضحى أبا الغمرات يكنى * كان أبا العشائر غير فاشي
وقد نسي الحسين بما يسمى * ردى الأبطال أو غيث العطاش
لقوه حاسرا في درع ضرب * دقيق النسج ملتهب الحواشي
كان على الجماجم منه نارا * وأيدي القوم أجنحة الفراش
فولوا بين ذي روح مفات * وذي رمق وذي عقل مطاش
فيا بحر البحور ولا أوري * ويا ملك الملوك ولا أحاشي
كأنك ناظر في كل قلب * فما يخفى عليك محل غاشي
أأصبر عنك لم تبخل بشئ * ولم تقبل على كلام واشي
فما خاشيك للتكذيب راج * ولا راجيك للتخييب خاشي
أرى الناس الظلام وأنت نور * واني منهم لإليك عاشي
اتى خبر الأمير فقيل كروا * فقلت نعم ولو لحقوا بشاش
يقودهم إلى الهيجا لجوج * يسن قتاله والكر ناشي
فسرت إليك في طلب المعالي * وسار سواي في طلب المعاش
وابن كيغلغ كان بالرملة فمر به المتنبي مجتازا إلى أبي العشائر ليمدحه
فطلب منه ابن كيغلغ ان يمدحه فاعتذر بيمين عليه ان لا يقول شعرا إلى
مدة فحبسه ابن كيغلغ عنده لتنقضي المدة فهرب في أثنائها وهجا ابن
كيغلغ بذلك الهجاء المقذع القبيح وجاء إلى أبي العشائر فمدحه وأشار إلى
ذلك في هجاء ابن كيغلغ فقال:
فلشد ما جاوزت قدرك صاعدا * ولشد ما قربت عليك الأنجم
وأرغت (2) ما لأبي العشائر خالصا * ان الثناء لمن يزار فينعم
ولمن يهين المال وهو مكرم * ولمن يجر الجيش وهو عرمرم
ولمن إذا التقت الكماة بمأزق * فنصيبه منها الكمي المعلم
ولربما أطر القناة بفارس * وثنى فقومها باخر منهم
والوجه أزهر والفؤاد مشيع * والرمح أسمر والحسام مصمم
أفعال من تلد الكرام كريمة * وفعال من تلد الأعاجم أعجم
وهذا يدل على اشتهار شعر المتنبي وانتشار صيته إلى الغاية وعلى أنفته
الشديدة حتى صار يرغب في مدحه جميع الأمراء ويبذل له الصاحب بن عباد
نصف ما يملك ليمدحه فيأبى ويأنف من مدح الوزير المهلبي. وخرج أبو
العشائر ذات يوم يتصيد بالأنشون ومعه أبو الطيب فأرسل بازيا على حجلة
فأخذها فقال أبو الطيب ارتجالا من أبيات:
وطائرة تتبعها المنايا * على آثارها زجل الجناح
فقلت لكل حي يوم سوء * وان حرص النفوس على الفلاح
فقال له أبو العشائر أ في هذه السرعة قلت هذا فقال مجيبا ارتجالا
أسرع من اللمح:
أتنكر ما نطقت به بديها * وليس بمنكر سبق الجواد
أراكض معوصات القول قسرا * فاقتلها وغيري في الطراد
ودخل المتنبي على أبي العشائر وعنده انسان ينشده شعرا في وصف
بركة في داره فقال ارتجالا:
لئن كان أحسن في وصفها * لقد ترك الحسن في الوصف لك
لأنك بحر وان البحار * لتأنف من حال هذي البرك
كأنك سيفك لا ما ملكت * يبقى لديك ولا، ملك
فأكثر من جريها ما وهبت * وأكثر من مائها ما سفك
وقال المتنبي أيضا يمدحه من قصيدة:
مستحييا من أبي العشائر ان * اسحب في غير ارضه حلله
لما رأت وجهه خيولهم * أقسم بالله لا رأت كفله
وكلما امن البلاد سرى * وكلما خيف منزل نزله
ما لي لا أمدح الحسين ولا * أبذل مثل الود الذي بذله
وصاحب الجود ما يفارق * لو كان للجود منطق عذله
القاطع الواصل الجميل فلا * بعض جميل عن بعضه شغله
فواهب والرماح تشجره * وطاعن والهبات متصله
قد هذبت فهمه الفقاهة لي * وهذبت شعري الفصاحة له
فصرت كالسيف حامدا يده * لا يحمد السيف كل من حمله
وكان عنده أبو الطيب في بعض الليالي فنهض لينصرف وقت انصرافه



(1) يحتمي اي بيدي حميته ويثيرها وهو بمعنى قولهم في هذا الزمان ينتخي اي بيدي نخوته
ويثيرها.
(2) الإراغة: الإرادة والطلب المؤلف.
108
فسأله الجلوس فجلس فخلع عليه ثيابا نفيسة، ثم نهض لينصرف فسأله
الجلوس فجلس فامر بثمن جارية فحمل إليه ونهض فسأله الجلوس فجلس
فامر له بقود مهره فقال له ابن الطواشي الكاتب لا تبرحن الليلة يا أبا
الطيب فقال:
أعن أذني تهب الريح رهوا * ويسري كلما شئت الغمام
ولكن الغمام له طباع * تبجسه بها وكذا الكرام
كان ابن الطواشي أراد بقوله لا تبرحن الليلة ان المصلحة عدم
ذهابك فإنك كلما أردت ان تذهب أو قلت بيتا من الشعر جاءتك جائزة
ومن كانت هذه حاله لا ينبغي له الذهاب وكانه أخرجه مخرج المزاح
والمداعبة فاجابه المتنبي بان كرم الممدوح ليس بسبب بقائي ولا يضر به
ذهابي فكما ان هبوب الريح رهوا اي سهلا ليس باذني وسرى الغمام ليس
بمشيئتي بل له طبع كذلك الممدوح الكرم له طبيعة. وأراد أبو العشائر سفرا
فقال أبو الطيب عند توديعه إياه ارتجالا من أبيات:
الناس ما لم يروك أشباه * والدهر لفظ وأنت معناه
والجود عين وفيك ناظرها * والبأس باع وفيك يمناه
أفدي الذي كل مازق حرج * أغبر فرسانه تحاماه
أعلى قناة الحسين أوسطها * فيه وأعلى الكمي رجلاه
يقول أعلى قناة الحسين في ذلك المأزق أوسطها لأنه يحمل الكمي
برمحه فيتأطر الرمح للينه حتى يصير أوسطه أعلاه ويكون الكمي منكسا:
تنشد أثوابنا مدائحه * بالسن ما لهن أفواه
يعني ان أثوابنا التي خلعها علينا إذا رآها الناس علينا علموا فرط
كرمه فكأنها تنشد مدائحه كما قال نصيب: ولو سكتوا أثنت عليك
الحقائب)
يا راحلا كل من يودعه * موزع دينه ودنياه
وقال قوم لأبي العشائر انه ما كناك وانما تعرف بكنيتك وهو اعتراض
بارد فقال:
قالوا أ لم تكنه فقلت لهم * ذلك عي إذا وصفناه
لا يتوقى أبو العشائر من لبس * معاني الورى بمعناه
وأخرج إليه أبو العشائر درعا حسنا أراه إياه بميافارقين فقال أبو
الطيب:
به وبمثله شق الصفوف * وزلت عن مباشرها الحقوف
فدعه لقا فإنك من كرام * جواشنها الأسنة والسيوف
وضرب لأبي العشائر مضرب بميافارقين على الطريق فكثر سائله
وغاشيته فقال له انسان جعلت مضربك على الطريق فقال أحب ان تذكر
هذا يا أبا الطيب فقال من أبيات:
لام أناس أبا العشائر في جود * يديه بالعين والورق
وانما قيل لم خلقت كذا * وخالق الخلق خالق الخلق
قالوا أ لم يكفه سماحته * حتى بنى بيته على الطرق
فقلت ان الفتى شجاعته * تريه في الشح صورة الفرق
الشمس قد حلت السماء وما * يحجبها بعدها عن الحدق
وفي ديوان المتنبي انه دخل على المترجم يوما فوجده بيده بطيخة من ند
في غشاء من خيزران على رأسها قلادة لؤلؤ فحياه المترجم بها وقال اي
شئ تشبه هذه يا أبا الطيب فقال:
وبنية من خيزران ضمنت * بطيخة نبتت بنار في يد
نظم الأمير لها قلادة لؤلؤ * كفعاله وكلامه في المشهد
كالكأس باشرها المزاج فأبرزت * زبدا يدور على شراب اسود
ثم إن المتنبي فسدت حاله مع أبي العشائر ففي نسخة من الديوان
مخطوطة انه انتسب له بعض من رماه على باب سيف الدولة ليلا بعد قوله:
وا حر قلباه ممن قلبه شبم إلى أبي العشائر وذكر انه هو الذي امره بذلك
ونحوه في شرح العكبري لديوان المتنبي. وفي الديوان المطبوع كان أبو
العشائر قد غضب على أبي الطيب فأرسل غلمانا له ليوقعوا به فلحقوه
بظاهر حلب ليلا فرماه أحدهم بسهم وقال خذه وانا غلام أبي العشائر فقال
أبو الطيب:
ومنتسب عندي إلى من أحبه * وللنبل حولي من يديه حفيف
فهيج من شوقي وما من مذلة * حننت ولكن الكريم ألوف
وكل وداد لا يدوم على الأذى * دوام ودادي للحسين ضعيف
فان يكن الفعل الذي ساء واحدا * فأفعاله اللائي سررن ألوف
ونفسي له نفسي الفداء لنفسه * ولكن بعض المالكين عنيف
فان كان يبغي قتلها يك قاتلا * بكفيه فالقتل الشريف شريف
ويفهم من ذلك أن سبب غضب أبي العشائر عليه هو إساءته الأدب
مع سيف الدولة في تلك القصيدة التي أولها: وا حر قلباه ممن قلبه شبم فان
السبب في انشائه تلك القصيدة انه جرى له خطاب مع قوم متشاعرين وظن
الحيف عليه والتحامل من سيف الدولة وربما يكون أبو فراس من أولئك
الذين يسميهم المتنبي متشاعرين فغضب أبو العشائر لصهره ولابن عمه
هذا مع احسانه العظيم إلى المتنبي وكونه السبب في اشتهاره واتصاله بسيف
الدولة فهو ينسب سيف الدولة في تلك القصيدة إلى عدم العدل في معاملته
بقوله:
يا اعدل الناس الا في معاملتي * فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
ثم يزيد في سوء الأدب فينسبه إلى أنه لا يفرق بين الجيد والردئ ولا
بين النور والظلمة بقوله:
أعيذها نظرات منك صادقة * ان تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره * إذا استوت عنده الأنوار والظلم
ثم يفتخر في هذه القصيدة بما لا يفتخر به امام ملك كسيف الدولة
وبما يقتضي انه خير منه بل خير من الأنبياء والمرسلين كقوله:
سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا * بأنني خير من تسعى به قدم
انا الذي نظر الأعمى إلى أدبي * وأسمعت كلماتي من به صمم
الخليل والليل والبيداء تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
ثم يجئ بإساءة الأدب بلون آخر فينسب سيف الدولة إلى أنه يطلب
عيبه ولا عيب فيه ويفعل ما يكرهه الله ويأباه الكرم بقوله:

109
كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم * ويكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب والنقصان من شرفي * أنا الثريا وذان الشيب والهرم
ثم يتهدد سيف الدولة بمفارقته وانه سيندم على ذلك فيقول:
أرى النوى تقتضيني كل مرحلة * لا تستقل بها الوخادة الرسم
لئن تركن ضميرا عن ميامننا * ليحدثن لمن ودعتهم ندم
فهذا تفصيل ما أجملوه في سبب غضب أبي العشائر عليه.
أشعاره
مرت شهادة المتنبي له بالتقدم في الشعر ببيتين قالهما ومن شعره قوله
أورده الثعالبي:
للعبد مسالة لديك جوابها * ان كنت تذكره فهذا وقته
ما بال ريقك ليس ملحا طعمه * ويزيدني عطشا إذا ما ذقته
وفي اليتيمة أنشدت لأبي العشائر:
سطا علينا ومن حاز الجمال سطا * ظبي من الجنة الفردوس قد هبطا
له عذاران قد خطا بوجنته * فاستوقفا فوق خديه وما انبسطا
وظل يخطو فكل قال من شعف * يا ليته في سواد الناظرين خطا
وله في غلام أورده في اليتيمة:
اسقم هذا الغلام جسمي * بما بعينيه من سقام
فتور عينيه من دلال * اهدى فتورا إلى عظامي
وامتزجت روحه بروحي * تمازج الماء بالمدام
وليكن هذا آخر الجزء السادس والعشرين من أعيان الشيعة وكان
الفراغ من إعادة النظر فيه ثانيا في أحد الربيعين من سنة 1367 بمدينة
بيروت على يد مؤلفه الفقير إلى عفو ربه الغني محسن الأمين الحسيني العاملي
حامدا مصليا مسلما.
التقريظ
جاءتنا هذه القصيدة من صاحب التوقيع السامي بفضله والدال
بجميل فعله على طيب أصله واننا لنعترف بالعجز عن أداء بعض حقه
وواجب شكره أحسن الله جزاءه في الدنيا والآخرة قال حفظه الله:
إلى امام عصره العلامة الأكبر مولانا سيادة السيد محسن الأمين المعظم
دام ظله العالي ارفع هذه القصيدة اعترافا بفضله العظيم وبما يسديه من
الخدم الجلي للاسلام والمسلمين في هذا العصر المادي الذي كادت تجهل فيه
القيم الروحية السامية:
هل كان غير المحسن بن امين * للدين من حام وخير امين
ما زال ينصره بأمضى من شبا * صافي الفرند مهند مسنون
وكأنما هو جائلا بيمينه * برق تألق في السحاب الجون
وكأنما من سدرة علوية * وحي الاله يخطه بيمين
ما كان يخطئ فيه منهج احمد * في الواجب المفروض والمسنون
ولرب إلهام كوحي الله لم * تودع رسالته إلى جبرين
وكأنما كل الذي هو كاتب * في طرسه ضرب من التلقين
وكان في الاسماع رجع صريره * ما ترسل العيدان من تلحين
وكان منه للسواجع ما حوت * من رقة في شدوها وحنين
ما زال ينشر من مآثر أمة * اخنى عليها الدهر كل دفين
تغلو صحائفها ويرخص دونها * مهما غلا في الدهر كل ثمين
ما ان يقاس الدر منتظما به * تاج الملوك بدرها المكنون
من ذا الذي يا محسن يحكيك في * علم وحلم كالجبال رصين
ومن الذي حاز ما قد حزت من * بكر لكل فضيلة أو عون
لكأنما سواك ربك من معا * دن حكمة لا صلصل مسنون
وكان ليلك والنهار تصافيا * من بعد طول تقاطع وشطون
ألفت بينهما بوصلك حبل * بينهما بيقظة همة وجفون
أتعبت كل الناس حتى لا يرى * لك فيهم من مشبه وقرين
وكفاك بالأعيان ساطع حجة * بظهورها غنيت عن التبيين
نقبت فيه عن مناقب معشر * كل بسبق الفضل جد قمين
فهو الكتاب وكل من قد حازه * هو آخذ يوم الجزا بيمين
أبرزته كالتبر من بطن الثرى * أخفته ظلمة أحقب وقرون
فيه عن الألباب كشف بصائر * وبه لنظاره جلاء عيون
كم من خلال سطوره منظومة * أحرزت من فتح أغر مبين
وكأنما أسفاره ألواح * موسى يوم ألقاها إلى هارون
وكأنما نفحاته منشورة * قد ضمخت بالنشر من دارين
أو من خمائل روضة قد فوقت * أزهارها بالورد والنسرين
وجمعت بني مشارق ومغارب * فيه وأقطاب الدنى والدين
يغني مطالعه بما في طيه * من نشوة عن نشوة الزرجون
ما كان من قد حازه بنفيس ما * كفاه قد حازته بالمغبون
ويراه أغلى قيمة من كل ما * حوت الورى من تبرها المخزون
وبه لمغمور بليل شكوكه * ألقى بكلكله صباح يقين
وكفى بأربعة وعشرين انجلت * أسفارها والسفر مثل مئين
وبما سيعقبها وقد نربو فوائدها * على الكثبان من يبرين
ما فيه برهان على الأمد الذي * أدركته بجهادك الميمون
فاسلم ودم ذخرا لامة احمد * ما غرد القمري فوق غصون
النبطية 14 جمادى الأولى سنة 1367.
سليمان ظاهر
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما. ورضي الله عن التابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الحسيني العاملي المعروف بالأمين نزيل دمشق الشام
عامله الله بفضله ولطفه: هذا هو الجزء السابع والعشرون من كتابنا
أعيان الشيعة وفق الله لاكماله بالنبي وآله عليه وعليهم أفضل الصلاة
ويجعله خالصا لوجهه الكريم وحجابا بيننا وبين نار الجحيم ومنه تعالى
نستمد المعونة والهداية والتوفيق والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
الشريف الحسين بن علي بن الحسين بن زهرة الحسيني الحلبي.
توفي في المحرم سنة 711.

110
في الرياض كان من أكابر سادات بني زهرة وقال العسقلاني كان
نقيب الاشراف بحلب مات بعد عوده من الحج في المحرم سنة 711 اه‍
ومر نظير هذا عنه في ترجمة الحسن بن علي بن الحسن بن زهرة والحق
الاتحاد واشتبه عليه فتارة أورده مكبرا وتارة مصغرا اه‍ ومرت ترجمته في ج
26.
أبو عبد الله الحسين الأصغر بن الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع.
توفي سنة 157 وقيل 159 وقيل 158 وله 57 سنة أو 64 أو 76
ودفن بالبقيع.
أمه أم ولد اسمها ساعدة أو سعادة ولقب بالأصغر تمييزا له عن أخيه
الحسين الأكبر الذي مات عقيما.
أقوال العلماء فيه.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال
الحسين بن علي بن الحسين عم أبي عبد الله ع تابعي مدني
مات سنة 157 ودفن بالبقيع يكني أبا عبد الله وله 64 سنة وذكره في رجال
الباقر ع فقال الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب تابعي أخوه وفي رجال علي بن الحسين فقال الحسين بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع ابنه روى عن أبيه اه‍ وفي
ارشاد المفيد كان الحسين بن علي بن الحسين ع فاضلا ورعا
روى حديثا كثيرا عن أبيه علي بن الحسين وعمته فاطمة بنت الحسين وعمه
أبي جعفر ع اه‍ وفي عمدة الطالب: كان عفيفا محدثا فاضلا
وعقبه عالم كثير في الحجاز والعراق والشام والعجم والعرب. وقال
عبد الله بن سراج الدين محمد الرفاعي في رسالته المسماة بصحاح الاخبار في
نسب السادة الفاطمية الأخيار: وأما الحسين الأصغر ابن الإمام زين
العابدين ع فهو المحدث الفاضل العلامة البحر الغطمطم،
قال الشريف مؤيد الدين نقيب واسط عند ذكره: أما عقبه فعالم كثير
بالحجاز والعراق والشام وبلاد العجم والمغرب منهم امراء المدينة شرفها الله
تعالى وسادات العراق وملوك الري، وروى حرب بن الطعان عن سعيد
صاحب الحسن بن صالح قال إني لم أر أحدا أخوف من الحسن بن صالح
حتى قدمت المدينة فرأيت الحسين بن علي بن الحسين ع فلم أر
أشد خوفا منه كأنما داخل النار ثم أخرج منها لشدة خوفه وروى أحمد بن
عيسى قال حدثنا أبي قال كنت أرى الحسين بن علي بن الحسين يدعو
بخضوع وخشوع فما يضع يده حتى يستجيب الله تعالى له في الخلق جميعا
وروى يحيى بن سليمان بن الحسن عن عمه إبراهيم بن الحسين عن أبيه
الحسين بن علي بن الحسين ع، قال: كان إبراهيم بن هشام
المخزومي واليا على المدينة وكان يجمعنا يوم الجمعة قريبا من المنبر ثم يقع في
علي ويشتمه فحضرت يوما وقد امتلأ ذلك المكان فلصقت بالمنبر وأغفيت
ورأيت القبر قد انفرج وخرج منه رجل عليه ثياب بيض فقال لي أبا عبد الله
لا يحزنك ما يقول هذا قلت بلى والله قال فافتح عينيك فانظر ما ذا يصنع الله
به فإذا هو ذكر عليا فرمي من فوق المنبر فمات وعن نجعة الأزهار ان
الحسين كان يتصدق كل جمعة بدينار وروى عنه الحديث جماعة فمنهم
عبد الله بن المبارك بخراسان ومحمد بن عمر الواقدي وغيرهما من الفضلاء
والمراد من الحسين من هذه الروايات هو الأصغر فإنه الملقب بأبي عبد الله
وهو المعروف المعقب وهو المقصود مما ذكره الشريف المرتضى في المسائل
الناصرية قال روى أبو الجارود زياد بن المنذر قال قيل لأبي جعفر الباقر
ع أي أخوتك أحب إليك وأفضل فقال ع اما
عبد الله فيدي التي أبطش بها وكان عبد الله أخاه لأبيه وأمه واما عمر
فبصري الذي أبصر به واما زيد فلساني الذي انطق به واما الحسين فحليم
يمشي على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما انتهى وذكره ابن
حجر في تهذيب التهذيب ووضع قبل اسمه ت س دلالة على أنه اخرج
حديثه الترمذي والنسائي فقال الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب الهاشمي المدني يقال له حسين الأصغر روى عن أبيه وأخيه أبي جعفر
ووهب بن كيسان قال النسائي ثقة وذكره ابن حبان في الثقات وأخرجا له
حديثا واحدا في امامة جبريل.
من روى عنهم
1 أبوه السجاد 2 اخوه الباقر 3 ابن أخيه الصادق ع
4 عمته فاطمة بنت الحسين ع 5 وهب بن
كيسان.
الذين رووا عنه
1 عبد الله بن المبارك بخراسان 2 محمد بن عمر الواقدي وفي
تهذيب التهذيب عنه 3 موسى بن عقبة 4 ابن أبي الموالي وابن المبارك
وأولاده 5 إبراهيم 6 ومحمد 7 وعبد الله بنو الحسين وغيرهم.
220: أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن محمد بن يوسف بن
بحر بن بهرام بن المرزبان بن ماهان بن بادان أو باذان بن ساسان بن
الحرون بن بلاش بن جاماس بن فيرزان بن يزدجرد بن بهرام جور
المعروف بالوزير المغربي.
ولد بمصر عند طلوع الفجر يوم الأحد 13 ذي الحجة سنة 370 وفي
لسان الميزان سنة 390 وهو تصحيف وتوفي بميافارقين منتصف شهر رمضان
وقيل 28 منه قال ابن خلكان والأول أصح وقيل 18 منه سنة 418 وقيل
مات مسموما قال ابن الأثير كان عمره 46 سنة وفي الشذرات عاش 48
سنة وبمقتضى تاريخ ولادته ووفاته يكون عمره 46 سنة وتسعة أشهر ويومين
ويدل شعره الآتي انه عاش 45 سنة و لعله قال قبل وفاته بسنة وحمل إلى
الكوفة بوصية منه فدفن بجوار مشهد أمير المؤمنين ع
في النجف أو بنفس المشهد وأوصى ان يكتب على قبره:
كنت في سفرة الغواية والجهل * مقيما فحان مني قدوم
تبت من كل مأثم فعسى * يمحي بهذا الحديث ذاك القديم
بعد خمس وأربعين لقد ما * طلت الا ان الغريم كريم
قال ولما أحس بالموت كتب كتاب عن نفسه إلى كل من يعرفه من
الامراء والرؤساء الذين بينه وبين الكوفة يعرفهم ان حظية له توفيت وانه
قد سير تابوتها إلى مشهد أمير المؤمنين علي ع وخاطبهم في المراعاة لمن في
صحبته وكان قصده ان لا يتعرض أحد لتابوته بمنع وينطوي
خبره فلما توفي سار به أصحابه كما أمرهم وأوصلوا الكتب فلم يتعرض أحد
إليه فدفن بالمشهد ولم يعلم به أحد الا بعد موته اه‍ وهذا من جملة دهائه

111
وتدبيره فقد أظهر الدهاء وحسن التدبير في حياته واستمر أثره إلى ما بعد
موته.
أمه
فاطمة بنت محمد بن إبراهيم النعماني صاحب الغيبة النعمانية.
نسبه
قال ابن خلكان بعد ما ذكر نسبه كما ذكرناه ونقلت نسبه المذكور من
خط أبي القاسم علي بن منجب بن سليمان المعروف بابن الصيرفي المصري
صاحب الرسائل وذكر أنه منقول من خط الوزير المذكور.
وبلاس في بعض المواضع بالسين المهملة وفي بعضها بالمعجمة
ورأيت في بعضها النص على انها بالمهملة وفي الرياض بلاش في النسخة
المقروءة من الخلاصة على العلامة وفي المشيخة أيضا بالشين المعجمة ولكن
المضبوط في ايضاح الاشتباه بالسين المهملة اه‍ والظاهر أن كتابتها بالمعجمة
اشتباه نشأ من أن القدماء كانوا يضعون ثلاث نقط تحت السين المهملة كما
يضعونها فوق الشين المعجمة والله أعلم.
نسبته
في حاشية الرياض عن ابن خلكان عن ابن النجار في تاريخه أن
أصلهم يعني أجداد الوزير المغربي من البصرة وانتقل سلفه إلى بغداد وكان
جد أبيه أبو الحسن على ديوان المغرب فقيل له المغربي نسبة إلى بلاد المغرب
قال ابن خلكان رأيت في بعض المجاميع انه لم يكن مغربيا وانما أحد أجداده
وهو أبو الحسين علي بن محمد كانت له ولاية في الجانب الغربي ببغداد وكان
يقال له المغربي فأطلقت عليهم هذه النسبة ولقد رأيت خلقا كثيرا يقولون
هذه المقالة ثم نظرت بعد ذلك في كتابه الذي سماه أدب الخواص فوجدت
في أوله وقد قال المتنبي وإخواننا المغاربة يسمونه المتنبه. فهذا يدل على أنه
مغربي حقيقة لا كما قالوه ثم أعاد هذا القول بعينه لما ذكر النابغة الجعدي
وانشد بيتا للمتنبي ووقع في لسان الميزان المطبوع ابن المثوي والظاهر أنه
تحريف ابن المغربي.
الأوارجي خال أبيه لا خاله
قال ابن خلكان رأيت جماعة من أهل الأدب يقولون ان أبا علي
هارون بن عبد العزيز الأوراجي ممدوح المتنبي هو خاله ثم أني كشفت عنه
فوجدته خال أبيه.
الأقوال فيه
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا ناثرا كاتبا عاقلا ذكيا داهية شجاعا قائما
بأمور الوزارة جامعا للفضل والعقل والشعر والأدب له ديوان شعر ونثر
ولأبي العلاء المعري إليه رسائل وبينهما مراسلات وكان خطه في غاية الجودة
تولى وزارة الملك مشرف الدولة بن بويه وكتب لقرواش بن بدر أمير الموصل
وغيره ووزر لابن مروان صاحب ديار بكر وقلب بدهائه رأي ابن الجراح
عن الحاكم وأقنع أمير مكة بقبول امارة المؤمنين وأحضره إلى الرملة واستمر
اثر دهائه إلى ما بعد موته في قصة دفنه المتقدمة وأينما وجد كان يتولى أكبر
منصب الوزارة أو الكتابة وحصل العلوم والفضائل وصنف الكتب والرسائل
قبل ان يبلغ أربعا وعشرين سنة. وقال والده في حقه على ما حكاه ابن
خلكان قال: وجدت في بعض المجاميع ما صورته: وجد بخط والد
الوزير المغربي على ظهر مختصر اصلاح المنطق الذي اختصره ولده الوزير ما
مثاله: ولد سلمه الله تعالى وبلغه مبالغ الصالحين في أول وقت طلوع
الفجر من ليلة صباحها يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة 370
واستظهر القرآن العزيز وعدة من الكتب المجردة في النحو واللغة ونحو خمسة
عشر ألف بيت من مختار الشعر القديم ونظم الشعر وتصرف في النثر وبلغ
من الخط إلى ما يقصر عنه نظراؤه ومن حساب المود والجبر والمقابلة إلى ما
يستقل بدونه الكاتب وذلك كله قبل استكماله أربع عشرة سنة واختصر
هذا الكتاب فتناهى في اختصاره وأوفى على جميع فوائده حتى لم يفته شئ
من ألفاظه وغير من أبوابه ما أوجب التدبير تغييره للحاجة إلى الاختصار
وجمع كل نوع إلى ما يليق به ثم ذكرت له نظمه بعد اختصاره فابتدأ به
وعمل منه عدة أوراق في ليلة وكان ذلك قبل استكماله سبع عشرة سنة
ارغب إلى الله في بقائه ودوام سلامته.
وقال النجاشي الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن يوسف الوزير
أبو القاسم المغربي من ولد بلاس بن بهرام جور وأمه فاطمة بنت أبي عبد الله
محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني شيخنا صاحب كتاب الغيبة توفي رحمه
الله يوم النصف من شهر رمضان سنة 418 وذكر العلامة في الخلاصة هذه
العبارة بعينها في ترجمته بدون أن يشير إلى أنها عبارة النجاشي كما هي عادته
حتى قوله شيخنا مع أنه إذا كان النعماني شيخ النجاشي فليس شيخ العلامة
ولذلك اعترضه في هذا صاحب الحاوي الا ان يريد بشيخنا مجرد التعظيم
ولكن الحقيقة انه نقل عبارة النجاشي برمتها ولم يتفطن إلى لزوم حذف
كلمة شيخنا منها ووصفه ياقوت في معجم الأدباء بالأديب اللغوي الشاعر
الكاتب وقال حفظ القرآن وعدة كتب في النحو واللغة وكثيرا من الشعر
وأتقن الحساب والجبر والمقابلة ولم يبلغ من العمر أربعة عشر ربيعا وكان
حسن الخط سريع البديهة في النظم والنثر وقال ابن خلكان أمه بنت
محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني ذكره في أدب الخواص قال وكان من
الدهاة العارفين.
وقال ابن الأثير: كان محتالا حسودا إذا دخل عليه ذو فضيلة سأله عن
غيرها ليظهر للناس جهله اه‍ والله أعلم بصحة ذلك ومصدره أ هو الحقيقة
أم بعض من كان يحسده وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 418 فيها
توفي أبو القاسم ابن المغربي الوزير واسمه حسين بن علي الشيعي لما قتل
الحاكم بمصر أباه وعمه وإخوته هرب وقصد حسان بن مفرج الطائي ومدحه
فأكرم مورده ثم وزر لصاحب ميافارقين أحمد بن مروان الكردي وله شعر
رائق وعدة تآليف وكان من أدهى البشر وأذكاهم وقال ابن عساكر كان أديبا
مترسلا وشاعرا فاضلا ذا معرفة بصناعتي الكتابة الإنشائية والحسابية وفي
لسان الميزان: الحسين بن علي بن الحسين أبو القاسم ابن المغربي كان أبوه
من وزراء خلفاء مصر فقتله الحاكم وقتل أقاربه وفر أبو القاسم إلى الرملة
وأراد قلب الدولة الا ان الظفر آل إلى الحاكم فدخل أبو القاسم العراق
وولي الوزارة في عدة بلاد ولم يزل في تقلبه إلى أن مات في رمضان سنة 418
وكان مولده في ذي الحجة سنة 390 وكان يسأل النحوي عن الفقه والفقيه
عن التفسير والمفسر عن العروض وأمثال ذلك وكان ينسب إلى الدهاء مع ما
فيه من التشيع وذكر له ابن بسام في الذخيرة رسالة فيها أسئلة عن عدة
فنون دالة على تبحره في العلوم ووصفه أبوه ومؤدبه علي بن منصور بن

112
طالب المعروف بدوخلة بالذكاء المفرط زاد مؤدبه وصفه بالحقد والملل
والاقدام والجرأة مع عدم الحزم وارتكاب العظائم في حصول غرضه حتى أنه
لما أراد انقلاب دولة بني عبيد حسن لأمير مكة ان يطلب الخلافة وعمد
إلى حلية الكعبة من ذهب وفضة فضربها دنانير ودراهم فانفقها في العرب ثم
لما خدع الحاكم عرب الرملة الذين استنصر بهم أبو القاسم ورجعوا لطاعته
فر أبو القاسم فدخل العراق وتوصل حتى ولي الوزارة بالموصل وبيمافارقين
وببغداد ثم فجأه الموت ويقال انه سم والله أعلم اه‍ وفي الرياض الوزير أبو
القاسم الحسين بن علي بن الحسين بن محمد بن يوسف المغربي الفاضل
العالم الأديب الشاعر المنشئ الكامل المعروف بالوزير أبو القاسم المغربي
وتارة بالوزير المغربي ويظهر من كلام الشيخ في الفهرست في ترجمة السيد
المرتضى ان المرتضى يروي عنه اه‍ ولا أثر لذلك في الفهرست.
أخباره
قال ابن الأثير في حوادث سنة 414 وابن خلكان وياقوت في معجم
البلدان وابن عساكر في تاريخ دمشق وابن حجر في لسان الميزان واللفظ
مقتبس من مجموع كلامهم: كان أبوه من أصحاب سيف الدولة بن حمدان
فسار إلى مصر فتولى بها الوزارة وكان معه ابنه أبو القاسم المترجم فلما
قتل الحاكم العبيدي أبا المترجم وعمه وأخويه هرب المترجم من مصر إلى
الشام فلما بلغ الرملة واجتمع بصاحبها المتغلب عليها حسان بن الحسن بن
دغفل بن الجراح الطائي وبنيه وبني عمه مدحه واستجار به فأجاره وسكن
جأشه وأزال خوفه وايحاشه فأقام عنده محترما وبقي مدة أفسد في خلالها نيته
ونية بنيه وبني عمه على الحاكم وحمله على مخالفته والخروج عن طاعته ففعل
وحسن له ان يبايع أبا الفتوح الحسن بن جعفر العلوي أمير مكة فاجابه إلى
ذلك فرحل عنه إلى الحجاز مجتازا بالبلقاء من أعمال دمشق فلما وصل إلى
مكة أطمع أبا الفتوح المذكور في مملكة الحاكم واحضره إلى الرملة فبايعوه
بالخلافة ولقبوه بالرشيد بتدبير أبي القاسم المذكور فقلق الحاكم لذلك وخاف
على ملكه فلم يزل الحاكم يعمل الحيلة حتى استمال بني الجراح ببذل
الأموال فانفذ إلى حسان مالا جليلا وأفسد معهم حال أبي الفتوح وانتقض
أمره واعاده حسان إلى وادي القرى وسار أبو الفتوح منه إلى مكة وقصد
الوزير أبو القاسم العراق هاربا من الحاكم ومفارقا لبني الجراح وقصد
فخر الملك أبا غالب بن خلف وزير القادر بالله فرفع الوزير امره
إلى القادر فاتهمه القادر لأنه من مصر بأنه حضر لافساد الدولة
العباسية وراسل فخر الملك في ابعاده وكيف يتوهم ذلك القادر والحاكم قد
قتل أباه وعمه وأخويه ونجا هو هاربا ولا بد ان يكون ذلك قد شاع
وذاع وبلغ القادر ولكن الظاهر أن القادر خاف منه لما اشتهر من نباهته
واقتداره ودهائه وإفساده بني الجراح على الحاكم وحملهم على مبايعة أمير مكة فخاف ان
يجري معه شبه ذلك فطلب ابعاده مظهرا ان ذلك لكونه من مصر والحقيقة
انه طلب ابعاده لكونه الوزير المغربي سواء كان من مصر أم غيرها قال ابن
الأثير فأبعده فخر الملك فقصد قرواشا بالموصل فكتب له ثم عاد عنه
وتنقلت به الحال إلى أن وزر لمشرف الدولة بن بويه وذلك أن مشرف الدولة
قبض في هذه السنة أي سنة 414 على وزيره أبا الحسين بن الحسن
الرخجي وعزله واستوزر بعده أبا القاسم هذا وأما ابن خلكان فقال إن
المقتدر راسل فخر الملك في ابعاده فاعتذر عنه فخر الملك وقام في اسره
واتفق انحدار فخر الملك من بغداد إلى واسط فاخذ أبا القاسم في جملته
وأقام معه بواسط في جملة من الرعاية إلى توفي فخر الملك مقتولا وشرع
الوزير أبو القاسم في استعطاف قلب القادر والتنصل مما نبز به حتى صلح له
بعض الصلاح وعاد إلى بغداد وأقام قليلا ثم أصعد إلى الموصل واتفق موت أبي
الحسن بن أبي الوزير كاتب معتمد الدولة أبي المنيع قرواش أمير بني
عقيل فتقلد كتابته موضعه ثم شرع أبو القاسم يسعى في وزارة الملك
مشرف الدولة البويهي ولم يزل يعمل السعي إلى أن قبض على الوزير مؤيد
الملك أبي علي فكوتب الوزير أبو القاسم بالحضور من الموصل إلى الحضرة
وقلد الوزارة من غير خلع ولا لقب ولا مفارقة الدراعة وقال ابن الأثير في
حوادث سنة 414: فيها قبض مشرف الدولة على وزيره مؤيد الملك
الرخجي وعزله واستوزر أبا القاسم المغربي وأقام كذلك حتى جرى من
الأحوال ما أوجب مفارقة مشرف الدولة بغداد فخرج معه منها وقصد أبا
سنان غريب بن محمد بن مقن ونزلا عليه وأقاما بأوانا وبينا هو على ذلك
إذ عرض له إشفاق من مخدومه مشرف الدولة دعاه إلى مفارقته فانتقل إلى
أبي قرواش بالموصل وأقام عنده ثم تجدد من سوء رأي القادر فيه ما ألجأته
الضرورة بسبب ما كوتب به قرواش وغريب في معناه إلى مفارقته والابعاد
عنه وقصد أبا نصر ابن مروان بميافارقين وأقام عنده على سبيل الضيافة إلى أن
توفي وقيل إنه لما توجه إلى ديار بكر وزر لسلطانها أحمد بن مروان وأقام
عنده إلى أن توفي 13 شهر رمضان سنة 418 وقيل 28 والأول أصح وقال
ابن الأثير في حوادث سنة 411 فيها قبض معتمد الدولة قرواش بن المقلد
على وزيره أبي القاسم المغربي وعلى أبي القاسم سليمان بن فهد وكان ينظر
في ضياع قرواش سخط عليهما فحبسهما وطولب سليمان بالمال فادعى
الفقر فقتل واما المغربي فإنه خدع قرواشا ووعده بمال له في الكوفة وبغداد
فامر بحمله وترك. وقال في حوادث سنة 415 فيها تأكدت الوحشة بين الأثير
عنبر الخادم ومعه الوزير ابن المغربي وبين الأتراك فاستأذن الأثير والوزير
الملك مشرف الدولة في الانتزاح إلى بلد يا منان فيه على أنفسهما فقال انا
أسير معكما فساروا جميعا إلى السندية وبها قرواش فأنزلهم ثم ساروا كلهم
إلى أوانا فلما علم الأتراك ذلك انزعجوا وأرسلوا يعتذرون فكتب إليهم أبو
القاسم المغربي انني تأملت مالكم من الجامكيات فإذا هي ستمائة ألف دينار
وعملت دخل بغداد فإذا هو أربعمائة ألف دينار فان استقطتم مائة ألف
دينار تحملت بالباقي فقالوا نسقطها فاستشعر منهم أبو القاسم المغربي فهرب
إلى قرواش فكانت وزارته عشرة أشهر وخمسة أيام قال وفيها وقعت
بالكوفة مباينة بين المختار أبي علي بن عبيد الله العلوي وبين الزكي أبي علي
النهرسابسي وأبي الحسن علي بن طالب عمر فاعتضد المختار بالعباسيين
فساروا إلى بغداد وشكوا ما يفعل بهم النهرسابسي فتقدم القادر بالاصلاح
بينهم مراعاة لأبي القاسم الوزير المغربي لأن النهرسابسي كان صديقه وابن
أبي طالب كان صهره فعادوا وجرى بينهم قتال ظهر فيه العلويون وقتل من
العباسيين ستة وأحرقت دورهم ونهبت فامر القادر بصرف ابن أبي طالب
عن نقابة الكوفة وردها إلى المختار فأنكر الوزير المغربي ما يجري على صهره
ابن أبي طالب من العزل وكان عند قرواش بسر من رأى فاعترض ارحاء
كانت للخليفة بدزنجان فأرسل الخليفة إلى قرواش يأمره بابعاد المغربي عنه
ففعل فسار المغربي إلى ابن مروان بديار بكر وذكر ذلك في حوادث 416
فقال فيها ارسل القادر إلى قرواش يأمره بابعاد الوزير أبي القاسم المغربي
وكان عنده فأبعده فقصد نصر الدولة أحمد بن مروان الكردي بميافارقين.

113
روايته الحديث
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق وياقوت في معجم الأدباء ان له
رواية عن الوزير أبي الفضل جعفر بن الفرات المعروف بابن خنزابة حكى
عنه بسنده إلى المدائني انه كان بالمدينة رجل من بني سليم يقال له جعدة
كان يتحدث إليه النساء بظهر المدينة وذلك في زمن عمر إلى أن قال فضربه
مائة ونفاه إلى عمان اه‍ وفي لسان الميزان سمع صحيح البخاري من
الحافظ أبي ذر ومحمد بن الحسين التنوخي وأحمد بن إبراهيم بن فراس
وغيرهم وذكر في رسالة له بخطه انه سمع الموطأ والصحيحين وجامع سيار
وعدة مسانيد قال واما الأحاديث المنثورة فأكثر من أن تحصى وانه املى عدة
مجالس في تفسير القرآن والاحتجاج في التنزيل بكثير من الأحاديث المسموعة
له وانه سمع السنن رواية المزني عن الشافعي على من حدثه به عن الطحاوي عن
المزني اه‍.
مشايخه
1 مؤدبه علي بن منصور بن طالب المعروف بدوخلة 2 أبو ذر
3 محمد بن الحسين التنوخي 4 أحمد بن إبراهيم بن فراس 5
الوزير ابن خنزابة.
تلاميذه
1 ابنه عبد الحميد 2 أبو الحسن بن الطيب الفارقي كما في
لسان الميزان 3 السيد المرتضى كما مر في الرياض ولم يثبت.
مؤلفاته
قال النجاشي له كتب منها 1 خصائص علم القرآن 2
اختصار اصلاح المنطق لابن السكيت وهو غير تهذيب اصلاح المنطق
للدينوري 3 اختصار غريب المصنف وفي بعض المواضع مختصر غريب
الكلام 4 رسالة في القاضي والحاكم 5 الالحاق بالاشتقاق 6
اختيار شعر أبي تمام 7 اختيار شعر البحتري 8 اختيار شعر المتنبي
والطعن عليه اه‍ 9 اختيار الأغاني مذكور في كشف الظنون وذكر له ابن
خلكان من المؤلفات 10 الديوان الشعر والنثر وفي لسان الميزان له
ديوان نظم كثير المحاسن 11 الايناس قال وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة ويدل على كثرة
اطلاعه 12 أدب الخواص ويظهر من كشف
الظنون أن الايناس وأدب الخواص كتاب واحد حيث قال الايناس وأدب
الخواص في المحاضرات وهو مع صغر حجمه كثير الفائدة ولكنه ذكر أدب
الخواص منفردا فدل على أنهما اثنان وفي لسان الميزان أدب الخواص
والايناس في النوادر وظاهره أيضا انهما كتاب واحد 13 المأثور في ملح
الخدور 14 نظم مختصر اصلاح المنطق لأبي حنيفة أحمد بن داود
الدينوري مذكور في كشف الظنون وجعله صاحب الذريعة غير اختصار
اصلاح المنطق المتقدم 16 المصابيح في تفسير القرآن ذكره ابن شهرآشوب
في المعالم واستظهر صاحب الرياض انه هو خصائص علم القرآن
المتقدم وقد نقل القطب الراوندي في فقه القرآن عن الحسين بن علي
المغربي أن معنى قوله تعالى إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا الآية هو
إذا عزمتم على الصلاة وهممتم بها وأورد بيتين شاهدا على هذا
المعنى في كلام العرب وان القيام هنا قيام عزم لا قيام جسم والظاهر أن المراد
المترجم 17 رسالة فيها أسئلة عن عدة فنون كما عن ابن بسام في
الذخيرة.
شعره
قد سمعت ان له ديوان شعر ونثر ويظهر من ابن خلكان ان ديوانه
كان مشهورا معروفا حيث قال هو صاحب الديوان الشعر والنثر وفي تتمة
اليتيمة كان يجري في طريق ابن المعتز نظما ونثرا ويجاذبه طرفيهما فمن شعره
الذي أورده ابن خلكان في تاريخه وأورده الجباعي في مجموعته بزيادة الأول
والخامس قوله:
ومحجوبة في الخدر عن كل ناظر * ولو برزت بالليل ما ضل من يسري
أقول لها والعيس تحدج للسرى * أعدي لفقدي ما استطعت من الصبر
سأنفق ريعان الشبيبة آنفا * على طلب العلياء أو طلب الاجر
أليس من الخسران ان لياليا * تمر بلا نفع وتحسب من عمري
وانا لفي الدنيا كراكب لجة * نظن قعودا والزمان بنا يسري
وقوله أورده ابن خلكان:
أرى الناس في الدنيا كراع تنكرت * مراعيه حتى ليس فيهن مرتع
فماء بلا مرعى ومرعى بغير ما * وحيث ترى ماء ومرعى فمسبع
وقوله في غلام حسن الوجه حلق شعره:
حلقوا شعره ليكسوه قبحا * غيرة منهم عليه وشحا
كان صبحا عليه ليل بهيم * فمحوا ليله وأبقوه صبحا
وقوله:
اني ابتك من حديثي * والحديث له شجون
غيرت فارقت موضع مرقدي * ليلا ففارقني فنافرني السكون
قل لي فأول ليلة * في القبر كيف ترى أكون
اه‍ وروى الثعالبي في تتمة اليتيمة قال أنشدني ابن المغربي الوزير
لنفسه بسنده عن محمد بن الحسن العثماني في بلوع الغاية من السلوة ولم
اسمع في معناه أبلغ منه:
حبيب ملكت الصبر بعد فراقه * على أنني علقته وألفته
محاسن ياسي شخصه من تفكري * فلو انني لاقيته ما عرفته
قال وأنشدني محمود بن الحسن الطبري قال أنشدني ابن المغربي الوزير
في أيام انتقاله إلى بغداد:
عجبت هند من تسرع شيبي * قلت هذا عقبى فطام السرور
عوضتني يد الثلاثين من مسك * عذاري رشا من الكافور
كان لي في انتظار شيبي حساب * غالطتني فيه صروف الدهور
وله أيضا:
كن حاقدا ما دمت لست بقادر * فإذا قدرت فخل حقدك واغفر
واعذر أخاك إذا أساء فربما * لجت إساءته إذا لم تعذر
وله:
وما ظبية أدماء تحنو على طلا * ترى الإنس وحشا وهي تأنس بالوحش
غدت فارتعت ثم انثنت لرضاعه * فلم تلف شيئا من قوائمه الحمش
فطافت بذاك القاع ولهى فصادفت * ضباع الفلا ينهشنه أيما نهش
بأوجع مني يوم ظلت أنامل * تودعني بالدر من شبك النقش
واجمالهم تحدي وقد خبل الهوى * كان مطاياهم على ناظري تمشي

114
وأعجب ما في الامر ان عشت بعدهم * على أنهم ما خالفوا لي من بطش
وفي معجم البلدان قال الوزير الكامل أبو القاسم الحسين بن علي
المغربي وكان الحاكم قتل أهله بمصر:
إذا كنت مشتاقا إلى الطف تائقا * إلى كربلاء فانظر عراض المقطم
ترى من رجال المغربي عصابة * مضرجة الأوساط والصدر بالدم
وقال أيضا يرثي أباه وعمه وأخاه:
تركت على رغمي كراما أعزة * بقلبي وان كانوا بسفح المقطم
أراقوا دماهم ظالمين وقد دروا * وما قتلوا غير العلى والتكرم
فكم تركوا محراب آي معطلا * وكم تركوا من خيمة لم تيمم
وله في غلام يسبح ليعبر أورده صاحب مختصر دمية القصر:
علمت منطق حاجبيه * والبين ينشر راحتيه
ولقد أراه في الخليج * يشقه من جانبيه
والنهر مثل السيف وهو * فرنده في صفحتيه
لا تشربوا من مائه * ابدا ولا تردوا عليه
قد دب فيه السحر من * أجفانه أو مقلتيه
أنا قد رضيت من الحياة * بنظرة مني إليه
وقال ابن عساكر سمعت من ينشد لأبي القاسم الوزير المغربي:
الدهر سهل وصعب * والعيش مر وعذب
فاكسب بذلك حمدا * فليس كالحمد كسب
وما يدوم سرور * فاختم وطيبك وقلبك رطب
قال وله أيضا:
خف الله واستدفع سطاه وسخطه * وسائله فيما تسأل الله تعطه
فما تقبض الأيام من نيل حاجة * بنان فتى ابدى إلى الله بسطه
وكن بالذي قد خط باللوح راضيا * فلا مهرب مما قضاه وخطه
وان مع الرزق اشتراط التماسه * وقد يتعدى ان تعديت شرطه
ولو شاء ألقى في فم الطير قوته * ولكنه أفضي أوحى إلى الطير لقطه
إذا ما احتملت العب ء فانظر قبيل ان * تنوء به ان لا تروم محطه
وأفضل أخلاق الفتى العلم والحجى * إذا ما صروف الدهر انهجن أخلقن مرطه
فما رفع الدهر امرأ عن محله * بغير التقى والعلم الا وحطه
قال وله أيضا:
تأمل من أهواه صفرة خاتمي * فقال حبيبي بلطف لم تجنبت أحمره
فقلت له في أحمر كان لونه (1) * ولكن سقامي حل فيه فغير
قال وله أيضا:
من بعد ملكي رمتم ان تغدروا * ما بعد فرقة ما ملكت تخير
ردوا الفؤاد كما عهدتم للحشى * والمقلتين إلى الكرى (2) ثم اهجروا
قال وله بيت مفرد:
عجبا لقلبي وهو نار كيف لا * يؤذيك مع طول الإقامة فيه
وأورد له ياقوت في معجم البلدان قوله في بابلا بكسر الباء وتشديد
اللام قرية كبيرة بظاهر حلب بينهما نحو ميل:
حن قلبي إلى معالم بابلا * حنين الموله المشيوف
مطلب اللهو والهوى كناس * الخرد العين والظباء الهيف
حيث شطا قويق مسرح طرفي * والأسامي مؤانسي وأليفي
ليس من لم يسل حنينا إلى الأوطان * ان شتت النوى بظريف
ذاك من شيمة الكرام ومن عهد * الوفاء المحبب الموصوف
وأورد ابن شهرآشوب في المناقب أبياتا للمغربي في الإمام الباقر
والظاهر أنه أراد به الوزير المغربي لأنها لا توجد في ديوان ابن هانئ وهي:
يا ابن الذي بلسانه وبيانه * هدي الأنام ونزل التنزيل
عن فضله نطق الكتاب وبشرت * بقدومه التوراة والإنجيل
لولا انقطاع الوحي بعد محمد * قلنا محمد من أبيه بديل
هو مثله في الفضل الا انه * لم يأته برسالة جبريل
وأورد له ياقوت في معجم الأدباء قوله:
لي كلما ابتسم النهار تعلة * بمحدث ما شان قلبي شانه
فإذا الدجى وافى واقبل جنحه * فهناك يدري الهم أين مكانه
وأورد له أيضا:
إذا ما الأمور اضطربن اعتلى * سفيه تضام العلى باعتلائه
كذا الماء ان حركته يد * طفا عكر راسب في انائه
وأورد له أيضا:
سأعرض كل منزلة * يعرض دونها العطب
فان أسلم رجعت وقد * ظفرت وأنجح الطلب
وان أعطب فلا عجب * لكل منية سبب
وأورد له أيضا:
لو كنت أعرف فوق الشكر منزلة * أعلى من الشكر عند الله في الثمن
إذا منحتكها مني مهذبة حذوا * على حذو ما واليت من حسن
وأورد له أيضا:
لا تشاور من ليس يصفيك ودا * انه غير سالك بك قصدا
واستشر في الأمور كل لبيب * ليس يألوك في النصيحة جهدا
وقال مرتجلا فيما حكاه في الطليعة عن البدائع عن الفرج بن إبراهيم
الكاتب صاحب سريرة الألباب وذخيرة الكتاب قال فيها:
دخلت على الوزير أيام وزارته لمشرف الدولة الديلمي وبيدي جزء من
شعر شداد بن إبراهيم المعروف بالطاهر فسألني عنه فأخبرته به فقال أنشدني
منه فأنشدته:
يا منكرا شغفي به * ومكذبا طول اشتياقي
في أي أحوالي تشك * فهن أحوال السياق
أمدامعي أم ضر جسمي * أم ضناي أم احتراقي
كل إذا أنصفتني * حجج عليك بما ألاقي



(1) فقلت لعمري كان احمر لونه (خ).
(2) ولطرفي الساهي الكرى (خ) - المؤلف.
115
فارتجل عليها قوله:
الله يعلم انني * التذ فيكم باشتياقي
وأكاد من انس التذكر * لا أذم يد الفراق
وأغض طرفي بعد ما * ملأته غزلان العراق
وأفر من خجل العتاب * إلى مغالطة العناق
وقوله:
صلى عليك الله يا من دنا * من قاب قوسين مقام النبيه
أخوك قد خولفت فيه كما * خولف في هارون موسى أخيه
هل برسول الله من أسوة * لم يقتد القوم بما هن فيه
وهي أطول من هذا وقوله:
أيا غامصين المزايا الجليلة * من المرتضى والسجايا الجميلة
ويا غامضين عن الواضحات * كان العيون لديها كليلة
إذا كان لا يعرف الفاضلين * الا شبيههم في الفضيلة
فمن أين للأمة الاختيار * عفا لعقولكم المستحيلة
عرفنا عليا بطيب النجار * وفصل الخطاب وحسن المخيلة
تطلع كالشمسي رأد الضحى * بفضل عميم وأيد جزيلة
فكان المقدم بعد النبي * على كل نفس بكل قبيلة
وكتب إلى المعري وأخيه:
أتعاطى نزح البكاء وقد قصر * عن أن ينال ماء رشاء
ولعهدي بفكرتي وهي تنجاب * لها عن صباحها الظلماء
غير اني وان تعاورني الهم * وشاء الزمان ما لا أشاء
ورماني مستيقنا ان قلبا * بين جنبي صخرة صماء
لا أبالي باليوم طال أم الليل * كلا الترتيبين عندي سواء
المغادي هو المرواح من هم * فهذا الصباح ذاك المساء
وإذا العين لم تعاين سوى السوء * فسيان ظلمة أو ضياء
وابني الهم لا ابنه انا إذ قيل * ابن هم بلية عمياء (1)
نثره
في مختصر دمية القصر: قرأت من رسائل أبي العلاء المعري إليه ما
نبهني عليه وعرفني درجته في البلاغة واختصاصه من صناعة النثر والنظم
بحسن الصياغة وفي تتمة اليتيمة: من لطيف كلامه ما كتب به إلى بعض
الرؤساء: ثقتي بكرمك تمنع من اقتضائك وعلمي باشغالك يبعث على
أذكارك وهذه قصيرة من طويلة وكان يقول: لا تعتذر إلى من لا يحب ان
يجد لك عذرا ولا تستعن الا بمن يحب ان تظفر بحاجتك. ومر بمكتب
والمعلم يضرب صبيا ضربا مبرحا فالتفت إلى من معه وقال إن الله تعالى
أعان على عرامة الصبيان برقاعة المعلمين. ومن كلامه: العمر علق نفيس
لا ينفقه العاقل الا فيما هو أنفس منه.
ابن أخيه
في حاشية الرياض: للوزير المغربي هذا ابن أخ كان وزيرا أيضا في
دولة المنتصر الخليفة العلوي بمصر وهو الوزير أبو الفرج ابن أخي الوزير
المغربي قبض عليه بمصر سنة 455.
الشيخ حسين بن علي بن حسين بن أبي سروال محمد الأوالي الهجري
البحراني.
كان حيا سنة 956.
هكذا ذكر نسبه صاحب الرياض ما عدى كلمة البحراني وقال إنه
وجده بخطه في اجازته لتلميذه الشيخ شمس الدين محمد بن إبراهيم النجار
ووقع في الذريعة التعبير عنه بالسيد في موضعين وهو سهو لأنه ليس من
الاشراف.
والأوالي نسبة إلى أول بفتحتين والهجري نسبة إلى هجر كمطر
كلاهما من قرى البحرين.
في أمل الآمل: الشيخ حسين بن علي بن حسين بن أبي سروال
الأوالي الهجري من تلامذة الشيخ علي بن عبد العالي العاملي الكركي كان
فاضلا فقيها وفي الرياض الشيخ الجليل من أجلة تلامذة الشيخ علي
الكركي ويروي عنه وله منه إجازة وقد جمع فوائد أستاذه المذكور على ألفية
الشهيد وضم معها فوائد اخر وجعلها شرحا على الألفية المزبورة سماه
الاعلام الجلية في شرح الرسالة الألفية.
مؤلفاته
1 الاعلام الجلية في شرح الألفية للشهيد 2 الكواكب الدرية
في شرح الرسالة النجمية للشيخ علي بن عبد العالي في أمل الآمل رأيت
هذين الكتابين في خزينة الكتب الموقوفة في مشهد الرضا ع
بخط مؤلفهما. قال المؤلف: وانا قد رأيت نسخة الاعلام الجلية في شرح
الألفية في الخزانة الرضوية بخط مؤلفها فرع منها سنة 950 وهي التي رآها
صاحب الرياض في الخزانة المذكورة ورأيت نسخة أخرى منها في الخزانة
المذكورة من موقوفات الشيخ أسد الله بن محمد مؤمن بن خاتون تاريخ
كتابتها سنة 951 عند تشرفي بزيارة الرضا ع عام 1353 3
شرح واجب الاعتقاد للعلامة الحلي رأيت منه نسخة في كرمانشاه في مكتبة
آقا فخر الدين ابن آقا أكبر من أحفاد الوحيد البهبهاني عام 1353.
أبو عبد الله الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي أخو
الصدوق.
كان حيا سنة 378.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي: الحسين بن علي بن موسى بن بابويه القمي أبو
عبد الله ثقة روى عن أبيه إجازة له كتب منها كتاب التوحيد ونفي التشبيه
وكتاب عمله للصاحب أبي القاسم بن عباد أخبرنا عنه بها الحسين بن
عبيد الله اه‍ والظاهر أن المراد به ابن الغضائري وقال الشيخ في رجاله
فيمن لم يرو عنهم ع الحسين بن علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه كثير الرواية روى عن جماعة وعن أبيه وعن أخيه محمد بن
علي ثقة ومثله في الخلاصة وفي أمل الآمل ثقة جليل عظيم الشأن روى عن
أبيه وأخيه له كتب منها كتاب الرد على الواقفة وكتاب عمله للصاحب بن
عباد وغير ذلك روى النجاشي عن الحسين بن عبيد الله عنه ووثقه
النجاشي والشيخ والعلامة وذكره منتجب الدين وذكر ابنه الحسن وابنه
الحسين وقال فقهاء صلحاء وفي الروضات ذكره حفيده الشيخ منتجب



(1) في الجزء 41 ص 64 الطبعة الثانية ترجمة للوزير المغربي ذكر فيها خطأ باسم (علي بن
الحسين) تضمنت زيادات مهمة، تراجع وتضم هنا. (ح) المؤلف
116
الدين علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين المذكور وذكر ولديه الفقيهين
الصالحين الحسن المذكور والحسين وفي الرياض من أجلاء الطائفة وكبراء
علمائها وكان هو وأخوه الصدوق من أم واحدة وكانت جارية وسيجئ في
ترجمة أبيهما انهما ولدا بدعاء الصاحب ع يروي عنه السيد
المرتضى والشيخ الطوسي وهو وأخوه الصدوق وابن المترجم وسبطه وأحفاده
نازلا إلى زمن الشيخ منتجب الدين كلهم كانوا من أكابر العلماء ولم أعثر فيما
بعد الشيخ منتجب الدين كيف كانت أحوالهم وكان الشيخ منتجب الدين
من أعاظم أسباطه اما سلسلة الصدوق فالظاهر أنه لم يكن فيهم عالم سوى
ولد الصدوق وسيجئ في ترجمة أبيه وأخيه الصدوق ما يتعلق بأحواله ومنها
انه كتب الصاحب إلى أبيه حين سجله في رقعة الدعاء له بان يرزق ولدا
فكتب إليه قد دعونا الله لك بذلك وسترزق ولدين ذكرين خيرين فولد له
الصدوق والمترجم من أم ولد وقال الشيخ في كتاب الغيبة: قال أبو عبد الله
بن بابويه: عقدت المجلس ولي دون عشرين سنة فربما كان يحضر مجلسي
أبو جعفر محمد بن علي الأسود فإذا نظر إلى اسراعي في الأجوبة في الحلال
والحرام يكثر التعجب لصغر سني ثم يقول لا عجب لأنك ولدت بدعاء
الامام ع وفي كتاب الغيبة أيضا عن أبي العباس بن نوح:
حدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سورة القمي قدم علينا حاجا عن
جماعة من مشايخ قم ذكرهم ان علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي
والد الصدوق كان تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه فلم يرزق
منها ولدا فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح ان يسأل الحضرة ان
يدعو الله ان يرزقه أولادا فقهاء فجاء الجواب انك لا ترزق من هذه
وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين قال وقال لي أبو عبد الله بن
سورة حفظه الله ولأبي الحسن بن بابويه والد الصدوق ثلاثة أولاد محمد
وهو الصدوق والحسين وهو المترجم فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان
ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم ولهما أخ اسمه الحسن وهو الأوسط اشتغل
بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس لا فقه له قال ابن سورة كلما يروي أبو
جعفر الصدوق وأبو عبد الله المترجم ابنا علي بن الحسين شيئا
يتعجب الناس من حفظهما يقولان لهما هذا الشأن خصوصية لكما بدعوة
الامام وهذا امر مستفيض في أهل قم اه‍ وفي لسان الميزان الحسين بن علي بن الحسين بن
بابويه القمي ذكره ابن النجاشي فقال من فقهاء الامامية
روى عنه الحسين الغضائري وصنف كتاب نفي التشبيه وقدمه للصاحب بن
عباد وكان الصاحب يعظمه يرفع مجلسه إذا حضر عنده اه‍ ومن مراجعة
كلام النجاشي السابق يعلم أنه ليس كل ما ذكر موجودا في كلام
النجاشي.
مشايخه
1 أبوه علي بن الحسين 2 أخوه الصدوق محمد بن علي بن
الحسين 3 الحسين بن عبيد الله والظاهر أنه ابن الغضائري 4 الشيخ
أبو جعفر محمد بن الحسين النحوي في الرياض كما يظهر من بشارة
المصطفى لمحمد بن أبي القاسم الطبري 5 علي بن أحمد بن عمران
الصفار 6 علوية الصفار 7 الحسين بن أحمد بن إدريس قال الشيخ
الطوسي في كتاب الغيبة حدثني أبو عبد الله الحسين بن علي بن بابويه قال
سمعت علوية الصفار والحسين بن أحمد بن إدريس وقال فيه أيضا يروي
جماعة عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن بابويه انه قال حدثني جماعة من
أهل قم منهم علي بن أحمد بن عمران الصفار وقرينه علوية الصفار
والحسين بن أحمد بن إدريس اه‍.
تلاميذه
1 الشيخ الطوسي قال في كتاب الغيبة حدثني أبو عبد الله
الحسين بن علي بن بابويه قدم علينا البصرة في شهر ربيع الأول سنة 378
2 السيد المرتضى في الرياض قد يروي عنه السيد المرتضى كما يظهر من
كلام الشيخ في الفهرست في ترجمة المرتضى 3 الشريف الزاهد أبو
هاشم محمد بن حمزة بن الحسين بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن
موسى الكاظم ع في الرياض كما يظهر من بشارة المصطفى
لمحمد بن أبي القاسم الطبري 4 أبو جعفر محمد بن علي الأسود مر انه
كان يحضر مجلس درسه.
مؤلفاته
يفهم مما مر ان له 1 التوحيد ونفي التشبيه 2 الرد على الواقفة
3 كتاب عمله للصاحب بن عباد.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن علي بن
الحسين بن موسى بن بابويه الثقة بروايته عن أبيه ورواية الحسين بن
عبيد الله عنه وزاد الكاظمي روايته عن أخيه محمد بن علي.
السيد أبو عبد الله الحسين ابن السيد المرتضى علي بن الحسين بن موسى
الموسوي.
توفي سنة 443 كما في كامل ابن الأثير.
في الرياض لعله كان من العلماء.
السيد علاء الدين الحسين بن علي الحسيني بسبزوار.
في فهرست منتجب الدين صالح دين السيد حسين بن
علي الحسيني العاملي الجبعي. في أمل الآمل فاضل عالم صالح من تلاميذ شيخنا الشيخ حسن بن
الشهيد الثاني رأيت الارشاد بخطه وفي آخره ما يدل على أنه قرأه على الشيخ
حسن تاريخ قراءته سنة 1001.
الأمير علاء الدين الحسين بن الأمير نظام الدين علي الحسيني المرعشي
. كان عالما فقيها محدثا له كتاب في النسب كبير غير خارج من المسودة
توفي بأصفهان وخلف ابنه السيد هداية الله.
الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان.
مر بعنوان الحسين بن علي بن الحسين بن حمدان.
حسين علي خان.
من أمراء إيران أو غيرها في أوائل المائة الثانية عشرة أو أواخر
المائة الحادية عشرة ارسل كتابا إلى الآقا جمال الدين محمد
ابن آقا حسين الخوانساري المتوفي سنة 1125 فاجابه عليه برسالة
تزيد على 500 كما في الذريعة ووصفه في الجواب بالأمير المعظم

117
والجواب فارسي يشتمل على المواعظ والأخلاق وحل كثير من مسائل الجبر
والاختيار والقضاء والقدر والظاهر أن الكتاب كان مشتملا على السؤال عن
هذه الأمور والظاهر أنه غير الآتي بعده.
حسين علي خان الساكن في كنتور.
توفي سنة 1240 ونيف.
كان عالما فاضلا له معتمد الكلام فارسي نقض فيه ايضاح لطافة
المقال الذي كتبه الفاضل الرشيد تلميذ عبد العزيز الدهلوي صاحب
التحفة الاثني عشرية وله معتمد الشيعة في الإمامة فارسي صنفه لمعتمد
الدولة. والظاهر أنه غير حسين علي خان المتقدم الذي كتب كتابا إلى جمال
الدين الخوانساري فاجابه عليه برسالة مفصلة لان المجيب توفي سنة 1125
والمجاب بعد 1140 وهذا يقتضي ان يكون المجاب عاش أكثر من 115
سنة فيكون من المعمرين ولو كان كذلك لذكر.
الحسين بن علي الخزاز القمي أبو عبد الله.
قال النجاشي روى عن حمزة بن القاسم وغيره له كتاب الزيارات.
الحسين بن علي الخزاعي الرازي.
يأتي بعنوان الحسين بن علي بن محمد.
الشيخ حسين بن علي بن خضر بن صالح العاملي الفرزلي.
هكذا في أمل الآمل.
والفرزل بوزن قنفذ قرية من قرى بعلبك فكان نسبته بالعاملي من
باب التوسع كما في الكركيين وغيرهم أو انه عاملي وسكن الفرزل.
في أمل الآمل فاضل صالح من تلاميذ السيد حسين بن محمد بن أبي
الحسن العاملي سكن خراسان بالمشهد وبها مات اه‍ وفي الرياض الظاهر أن
المراد بأستاذه هو والد صاحب المدارك.
الحسين بن علي الخواتيمي
قال الكشي هو من الغلاة في وقت علي بن محمد العسكري ع
قال نصر بن الصباح الحسين بن علي الخواتيمي كان غاليا ملعونا
وكان أدرك الرضا ع: وتعجب أبو علي من تضعيف المجلسي
له لتضعيف نصر إياه مع تضعيفه هو نصرا اه‍ وان لم يثبت غلوه بقول نصر
فلا يخرج عن الجهالة.
السيد أبو عبد الله الحسين بن علي ابن الداعي الحسيني السليقي.
السليقي نسبة إلى السليق في تاج العروس السليق كأمير بطن من
العلويين وهم بنو الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر الخطيب
الحسني فيهم كثرة بالعجم وبطن آخر من بني الحسين ينتهون إلى محمد بن
عبد الله بن محمد بن الحسن بن الحسين الأصغر لقب بالسليق قال أبو نصر
البخاري لقب بذلك لسلاقة لسانه وسيفه من قولهم لسان مسلق حديد ذلق
اه‍ وصفه في الرياض بالزاهد وقال: كان من أجلة مشايخ السيد الزاهد
أبي طالب يحيى بن محمد بن الحسن بن عبد الله الحوالي الطبري الحسيني
ويروي عن السيد الجليل أبي إبراهيم جعفر بن محمد الحسيني كما في بشارة
المصطفى لمحمد بن أبي القاسم الطبري فهو في درجة الشيخ الطوسي
وأمثاله ولعله من سلسلة الداعي الحسني المشهور وهو ابن عم المجتبى
والمرتضى ابني الداعي الحسني اه‍.
أبو عبد الله الحسين الثائر بقزوين ابن علي بن داود ابن أبي الكرام
عبد الله بن محمد الرئيس بن عبد الله بن جعفر الطيار بن أبي طالب.
في عمدة الطالب توفي بقزوين وقبره بها ووصفه بالثائر بقزوين.
الحسين بن علي الرازي أبو الفتوح.
يأتي بعنوان الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي.
: الحسين بن علي بن زهرة.
مر بعنوان الحسين بن علي بن الحسن بن زهرة.
الحسين بن علي بن زكريا بن صالح بن زفر العدوي أبو سعيد البصري.
في الخلاصة: قال ابن الغضائري انه ضعيف جدا كذاب اه‍ وفي
التعليقة روى الثقة الجليل علي بن محمد بن علي الخزاز في كتابه الكفاية عن
شيخه أبي المفضل الشيباني وعندي انه جليل قال حدثنا الحسن بن علي بن
زكريا العدوي إلى آخر الحديث ثم قال: قال أبو المفضل هذا حديث
غريب لا اعرفه الا عن الحسين بن علي بن زكريا البصري بهذا الاسناد وكنا
عنده ببخارى يوم الأربعاء وكان يوم العاشوراء كان من أصحاب الحديث
الا أنه كان ثقة في الحديث وكثيرا ما كان يروي من فضائل أهل البيت اه‍
وربما يظهر منه كونه موثقا وتضعيف ابن الغضائري مع ما فيه من الضعف
مر ما فيه في الفائدة الثانية اه‍ التعليقة.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية جعفر بن محمد بن محمد بن عبد الله
عنه في باب فضل زيارة الحسين ع من التهذيب.
الشيخ حسين بن علي بن زين الدين العاملي العيناثي.
مر بعنوان حسين بن الحسن بن يونس بن يوسف الخ.
الحسين بن علي السري.
عن جامع الرواة انه نقل رواية عبد الله بن مسكان عنه عن أبي
عبد الله ع في باب النفر من منى من التهذيب.
الحسين بن علي بن سفيان بن خالد بن سفيان أبو عبد الله البزوفري.
البزوفري نسبة إلى بزوفر في معجم البلدان: بفتحتين
وسكون الواو وفتح الفاء قرية كبيرة من أعمال قوسان قرب واسط وبغداد
على النهر الموفقي في غربي دجلة اه‍ وعن توضيح الاشتباه ضبطه بضم الباء
والزاي وياقوت بذلك اعرف.
في الرياض أبو عبد الله البزوفري الحسين بن علي بن سفيان بن
خالد بن سفيان الشيخ المتقدم يروي عنه التلعكبري وكان من مشايخ المفيد
ويعبر عنه بالبزوفري.
وقال النجاشي: شيخ جليل من أصحابنا له كتب منها: 1. كتاب
الحجج، 2 الأعمال 3 أحكام العبيد قرأت هذا الكتاب على شيخنا



(1) هو المعروف بأحمد بن عبدون. المؤلف
118
أبي عبد الله المفيد رحمه الله. 4 كتاب الرد على الواقفة. 5 سير النبي
والأئمة ع في المشركين أخبرنا بجميع كتبه أحمد بن عبد
الواحد أبو عبد الله البزاز عنه وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو
عنهم ع فقال الحسين بن علي بن سفيان البزوفري خاص
يكنى أبا عبد الله له كتب ذكرناها في الفهرست روى عنه التلعكبري
وأخبرنا عنه جماعة منهم محمد بن محمد بن النعمان والحسين بن عبيد الله
وأحمد بن عبدون وفي منهج المقال لم أجده فيما عندي من نسخ الفهرست.
وأنا أيضا لم أجده فيما عندي من نسخه وكانه كان يريد أن يذكره فسها عن
ذلك ومضى في الحسن بن سعيد قول ابن نوح أخبرنا الشيخ الفاضل أبو
عبد الله الحسين بن علي بن سفيان البزوفري.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن علي بن سفيان
أبو عبد الله البزوفري الثقة برواية أحمد بن عبد الواحد عنه ورواية
التلعكبري عنه وباخبار جماعة عنه منهم محمد بن محمد بن النعمان المفيد
والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون وحيث لا تميز فالوقف.
الشيخ حسين بن علي بن سلمان البحراني الستري.
توفي في أواخر المائة السابعة وأوائل الثامنة فإنه كان معاصرا للنصير
الطوسي والعلامة الحلي وميثم البحراني وفي مستدركات الوسائل الحسن
مكبرا وهو تصحيف.
في أمل الآمل فاضل جليل من مشايخ العلامة ويروي عنه مصنفات
أبيه علي ابن سليمان: وفي الرياض انه من مشاهير العلماء والحكماء
وسيجئ شطر من أحواله في ترجمة أبيه علي بن سليمان ولكنه لم يذكر في
ترجمة أبيه شيئا من ذلك. وفي أنوار البدرين انه من مشايخ العلامة الحلي
في الإجازة كما ذكره العلامة في اجازته وغيرهما. ورأى صاحب الذريعة
كتابا باسم إشارات الواصلين الخ لم يذكر فيه اسم مؤلفه وجعله مؤلفه ختما
لكتابه كشف الاسرار والنسخة بخط ولد المصنف فرع من نسخها سنة
685 واحتمل قويا ان يكون ذلك هو لأولاد زهرة الحلبيين وكذلك في
اللؤلؤة كتاب الإشارات لأبيه وأن يكون كاتب النسخة المترجم.
الحسين بن علي بن شعيب الجوهري.
في التعليقة يروي عنه الصدوق مترضيا.
أبو عبد الله الحسين بن علي بن شيبان القزويني.
في طريق الشيخ إلى علي بن حاتم من مشايخ المفيد وأحمد بن عبدون
يروي عن علي بن حاتم القزويني الثقة وفي الفهرست في ترجمة أحمد بن علي
الفائدي انه يروي عن المترجم أحمد بن عبدون ويروي المترجم عن علي بن
حاتم القزويني ويروي عن المترجم النجاشي إجازة كما في تلك الترجمة وفي
التعليقة مضى في أحمد بن علي الفائدي انه شيخ إجازة وهو يشير إلى الوثاقة
الحسين بن أحمد بن شيبان المتقدم وأحدهما نسبة إلى الجد كما هو الظاهر اه‍
أقول الذي مضى يشارك هذا في كنيته بأبي عبد الله وفي رواية أحمد بن
عبدون عنه ومن مضى يروي عنه التلعكبري إجازة والاتحاد ممكن بان يكون
ابن علي بن أحمد أو ابن أحمد بن علي نسب تارة إلى الأب وأخرى إلى الجد
والطبقة لا تأبى ويمكن كونهما ابني عم وكلاهما شيخ إجازة والله أعلم.
الشيخ حسين بن علي بن صادق البحراني.
عالم فاضل أخلاقي من متأخري المتأخرين من فقهاء النجف
وعلمائها في الحديث والرجال والعرفان رأينا له رسالة في الأخلاق أولها
وبعد فيقول علي بن صادق البحراني اني مستعين بربي ومتوكل عليه ومتوجه
إليه بأحب خلقه إليه في جمع نبذ من نصائح أهل العبد الجاني والأسير الفاني
حسين بن صادق البحراني: اني مستعين بربي ومتوكل عليه متوجه إليه
بأحب خلقه إليه في جمع نبذ من نصائح أهل البيت ع
وشيعتهم وارشادهم لمواليهم الخ... وصاحب الذريعة سماها أخلاق
بحراني ووجدت في مسودة الكتاب انه ذكر في آخرها ان المفيد يروي عن
صاحب تحف العقول وإنها رسالة حسنة ولم يبق ببالي الآن مشخصاتها وقال
بعض من رآها انها من أحسن ما كتب في هذا الفن وبعض قال إنها رسالة
في السلوك على طريقة أهل البيت.
الشيخ حسين بن علي الصغير السالمي العاملي.
من أمراء جبل عامل المعروفين بال علي الصغير.
توفي 11 جمادى الأولى سنة 1067 ذكره العنقاني في تاريخه ومر في
ابنه حسن ما يلزم ان يلحظ.
الحسين بن علي الصوفي.
في التعليقة يروي عنه الصدوق مترضيا.
الحسين بن علي الطغرائي.
يأتي بعنوان الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد.
الشيخ عز الدين أبو عبد الله الحسين بن علي العاملي.
عالم فاضل من تلاميذ الشهيد الأول اجازه الشهيد الأول مع جماعة
من العلماء قرأوا عليه كتاب علل الشرائع للصدوق كانت بخطه عند
صاحب الرياض ونقلها فيه تاريخها 12 شعبان سنة 757.
250: أبو عبد الله الحسين بن علي بن عباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن
نوبخت النوبختي.
توفي سنة 326 بعلة السل كما عن التكملة.
كان بنو نوبخت قد تقدموا في الدولة العباسية من عهد المنصور وما
بعده إلى أواخرها ونبغ منهم عدد كثير فيهم العلماء والشعراء والامراء
والمنجمون وولوا الولايات الجليلة وكان منهم أحد نواب صاحب الزمان
ع وكانوا من الشيعة وذكرنا كلا في بابه من هذا الكتاب.
وألف الأستاذ عباس اقبال الآشتياني كتابا بالفارسية استقصى فيه أحوالهم
واخبارهم سماه خاندان نوبختي مطبوع ومنهم المترجم كان في زمن الراضي
العباسي وكان عاقلا مدبرا سديد الرأي وكان صديق أبي بكر محمد ابن
رائق وهو الذي سعى لابن رائق حتى صار أمير الامراء فجعله ابن رائق
كاتبا بمنزلة الوزير ويفهم من قول صاحب تجارب الأمم الآتي ان أحمد بن
علي الكوفي والحسين بن علي بن نوبخت كانا صنيعتي إسحاق بن إسماعيل
النوبختي وان المترجم كان قبل اتصاله بابن رائق متصلا بإسحاق بن
إسماعيل وداخلا في أعماله وكانت واسط ونواحيها داخلة في ضمان
إسحاق المذكور. قال ابن الأثير في الكامل: في سنة 324 قلد الراضي
ابن رائق امارة الجيش وجعله أمير الامراء وولاه الخراج والمعاون في جميع

119
البلاد والدواوين وأمر بان يخطب له على جميع المنابر وبطلت الدواوين من
ابن رائق المترجم واستكتبه فكان ابن رائق ووزيره المترجم ينظران في الأمور
جميعها وكذلك كل من تولى ذلك الوقت وبطلت الوزارة واستوزر امرة
الامراء بعده وصارت الأموال تحمل إلى خزائنهم فيتصرفون فيها كما يريدون
ويطلقون للخليفة ما يريدون وبطلت بيوت الأموال ولم يبق للخليفة غير
بغداد وأعمالها والحكم في جميعها لابن رائق. وكان رجل يدعى أبا
عبد الله البريدي قد استولى على خوزستان وخرج عن أمر السلطان.
والبريديون طائفة كبيرة من أهل البصرة كان لهم وجاهة ونفوذ في الدولة
العباسية وكانت البصرة في ذلك الوقت في يد ابن رائق. وفي تجارب الأمم
ان الوزير أبا علي بن مقلة وزير الراضي أشار على الراضي سرا ان
يخرج ومعه الجيش ليدفع محمد بن رائق عن واسط والبصرة فقبل الراضي
ذلك فافتتح الوزير الامر مع ابن رائق فانفذ إليه برسالة من الراضي مع
ينال الكبير وما كرد الديلمي يأمره فيها ان يبعث بالحسين بن علي النوبختي
ليواقف على ما جرى على يده من ارتفاع واسط والبصرة فلم يستجب ابن
رائق إلى انفاذ الحسين ووهب للرسولين مالا وسألهما ان يتحملا إلى الراضي
رسالة في السر وهي انه إذا استدعي إلى الحضرة وفوض إليه التدبير قام بكل
ما يلزم الراضي فلم ينشط الراضي لتسليم وزيره وامسك. ولما رأى الوزير
امتناع ابن رائق من تسليم الحسين بن علي عمل على أن يخرج إليه ويحاربه
مظهرا ان خروجه إلى الأهواز لا إليه وان ينفذ إليه القاضي أبا الحسين
برسالة من الراضي يعرفه ان الخروج ليس إليه فجاء الوزير مع القاضي إلى دار
الراضي ليسمع القاضي منه الرسالة فقبض الجند على الوزير قبل وصوله إلى الراضي
ونكب وحضر ابن رائق إلى بغداد وصار إليه تدبير المملكة وفي تجارب الأمم
وكامل ابن الأثير وذلك مأخوذ من مجموع كلاميهما ان الراضي بإشارة ابن رائق
عمل على الشخوص إلى الأهواز ودفع البريدي عنها فانحدر إلى واسط أول
المحرم سنة 325 ومعه ابن رائق ليقرب من الأهواز ويراسل البريدي فان
أجاب إلى ما يطلب منه والا كان قصده قريبا ثم أخرجت المضارب نحو
الأهواز وبلغ البريدي ذلك فقلق قلقا شديدا وانفذ إليه برسالة انه اخر
الأموال واستبد بها وأفسد الجيوش وانه كان كاتبا صغيرا فرفع إلى جليل
الأعمال وانه ان حمل المال وسلم الجند أقر على عمله والا عومل بما يستحق
فلما سمع الرسالة جدد ضمان الأهواز بمال مقسط وأجاب إلى تسليم الجيش
لمن يؤمر بتسليمه إليه فعرض ذلك ابن رائق على الراضي وشاور فيه
الحسين بن علي النوبختي فأشار بان لا يقبل منه ذلك فإنه خداع يمكر لقربهم
منه ومني عدتم عنه لم يف بما بذله وأن يتمم ما شرع فيه من قصده وكان
رجل يسمى أبا بكر بن مقاتل يتعصب للبريدي فأشار بإجابته إلى ما طلب
من الضمان وقال إنه لا يقون غيره مقامه فمال ابن رائق إلى الهوينا وقبل
رأي ابن مقاتل وترك رأي النوبختي وكان هي الرأي الصحيح وعادوا إلى
بغداد فما سلم البريدي من المال شيئا ولا سلم الجند.
حيلة لابن مقاتل لأجل
عزل النوبختي
كان ابن مقاتل متمكنا من ابن رائق منحرفا عن الحسين بن علي
النوبختي بعد المودة الوكيدة وكان هو أوصله إلى ابن رائق وادخله في كتابه
ولكن ابن مقاتل حسد النوبختي لكون النوبختي فوقه ومنفردا بابن رائق وهو
المدبر للملك والذي بنى لابن رائق تلك الرتبة العظيمة والذي ساق إليه
تلك النعمة وجمع له تلك الأموال التي كان مستظهرا بها من ضمان واسط
والبصرة فاخذ يحسن لابن رائق عزل النوبختي وزيره وأشار عليه بالاعتضاد
بالبريدي وان يستوزره ويستكتبه لتتفق الكلمة ويجتمع جيش الأهواز إلى
جيشه وقال له أيها الأمير لك في ذلك جمال عظيم لأنه اليوم كالنظير لك فإذا
استكتبته صار تابعا لك وجاز حكمك عليه وأنت الآن غير قادر عليه الا
بحرب لا تدري عاقبتها فحطه من الامارة إلى الكتابة ليصير تابعا لك فذلك
أولى من حربه وقد حمل إلى الأمير مع هذا ثلاثين ألف دينار هدية هي في
منزلي فلم يجبه إلى ذلك وقال ما كنت لأصرف الحسين بن علي مع نصحه لي
وتبركي به وله حق علي كثير هو الذي سعى لي حتى بلغت هذه الرتبة فلا
ابتعي به بديلا فقال إن كرهت هذا فضمنه واسطا والبصرة فقال هذا أفعله
ان رضي به أبو عبد الله الحسين بن علي. قال فتكتمه خوضنا في الكتابة ولا
نذكرها. وحضر النوبختي بعد ذلك وعرض عليه هذا الرأي فضج منه
وعدد مساوئ البريدي وغدره وكفره الصنائع ثم التفت إلى ابن مقاتل
فقال ما قضيت حق هذا الأمير ولا نصحته ثم قال انا عليل أيها الأمير
فان عشت وانا معك فهيهات أن يتم عليك شئ وان مضى في حكم الله
فنشدتك الله ان تأنس بالبريدي أو تسكن إليه بشئ من أصناف حيله
فدمعت عين ابن رائق وقال بل يحييك الله ويهلكه وكان الحسين بن علي
عليلا من حمى وسعال ثم انصرف الحسين بن علي وابن مقاتل مغضب فقال
لابن رائق قد حمل الرجل إليك ثلاثين ألف دينار ولا بد من أن تعمل به
جميلا فاقبل أحمد بن علي الكوفي خليفة ونائبا عنه بحضرتك إلى أن ترى
رأيك فقال أما هذا فنعم. وفي تجارب الأمم ان أبا عبد الله أحمد بن علي
الكوفي استوحش من البريدي وخافه وأراد البعد منه وخاف بوادره فأطمعه
في إفساد امر الحسين بن علي النوبختي مع ابن رائق وكان الحسين بن علي
من أعدى الناس للبريديين فقبل منه البريدي ووافقه على ما يعمل به ويبذله
من المال لإزالة امر الحسين بن علي النوبختي اه‍ فكان هذا أحد الأسباب
في إزالة أمر النوبختي وكتب ابن مقاتل إلى البريدي بما جرى بينه وبين ابن
رائق فانفذ أحمد بن علي الكوفي إلى بغداد نائبا عنه وثقل الحسين بن علي
النوبختي فتأخر عن الخدمة أياما وأقام مقامه ابن أخيه وصهره علي بن أحمد
ليخلفه في مجلس ابن رائق ويوقع عنه فقال ابن رائق: حسن العهد من
الايمان وهو من الأمير حسن ولكن إضاعة الأمور ليس من الحزم والنوبختي
لا مطمع في عافيته فانظر لنفسك فان الأمور قد اختلت فقال إن الطبيب
سنان ابن ثابت قد اخبرني الساعة بأنه صلح وأكل الدراج فقال ابن سنان
رجل عاقل ولا يحب ان يلقاك فيمن يعز عليك بما تكره ولا سيما هو وزير
الدولة اليوم ولكن صهره وابن أخيه وخليفته أحضره وحلفه ان يصدقك
واساله عنه سرا يخبرك بحاله واجتمع ابن مقاتل بعلي بن أحمد وقال له قد
قررت لك مع الأمير ابن رائق الوزارة مهدت لك أمرها وعمك ذاهب فإذا
سالك عنه فاعلمه أنه على الموت لتتم لك الوزارة فاني سأطلب منه أن
يقلدك إياها فيخلع عليك قبل ان يطمع فيها غيرك فاغتر علي بن أحمد
بذلك وسأله ابن رائق عن عمه فغشي عليه ثم بكى ولطم وقال يبقي الله
الأمير ويعظم أجره في أبي عبد الله فلا يعده الا من الأموات فاسترجع ابن
رائق وحوقل وقال اعزر علي به لو فدي حي ميتا لغديته بملكي كله، وقال
لابن مقاتل قد كان الحق معك قد يئسنا من النوبختي فما ذا نعمل قال هذا
أبو عبد الله أحمد بن علي الكوفي نظير الحسين بن علي
وكانا هو في نهاية الثقة والعفاف وهو صنيعتي إسحاق بن
إسماعيل النوبختي خصيص أبي عبد الله البريدي وان أنت استكتبته اجتمع لك

120
إلى كفايته حصول أولئك في جملتك وانقطاعهم إليك وتعتد بذلك على
البريدي بأنك استكتبت من ينوب عنه في وزارتك فقال اكتب إليه بانفاذه فأنفذه
واستكتبه فدبر الأمور كلها كما كان يدبرها النوبختي وأسقط من
الكتب التي تكتب عن ابن رائق وكتب فلان ابن فلان وكان النوبختي
يكتب ذلك على رسم الوزارة وانطلت الحيلة على ابن رائق وعلى علي بن
أحمد. وبذلك يعلم أن الإنسان يصل بحيلته لما لا يصل إلى بعضه
الشيطان وتمشي حال البريدي بذلك فان النوبختي كان عارفا به لا يتمشى
حاله معه فكانت مدة تدبير الحسين بن علي النوبختي لأمور المملكة ثلاثة
أشهر وثمانية أيام وفي تجارب الأمم واستقل الحسين بن علي النوبختي من
علته وصح جسمه وعوفي فكتم ذلك عن ابن رائق ثم قال: وزاد في مرض
أبي عبد الله الحسين بن علي النوبختي ما رآه من انتقاض كل ما كان نظمه
وما تم عليه من الحيلة فال امره إلى السل اه‍ والتنافي بين الكلامين ظاهر.
وذكر الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة البحتري خبرا عن محمد بن يحيى
عن الحسين بن علي الكاتب عن البحتري والظاهر أن المراد بالحسين بن
علي الكاتب هو المترجم.
الحسين بن علي بن عبد الصمد التميمي السبزواري.
قال الشيخ منتخب الدين في فهرسته فقيه ثقة بعد وصفه بالشيخ
الامام وفي الرياض هو أخو محمد وعلي ابني علي بن عبد الصمد التميمي
النيسابوري أستاذ ابن شهرآشوب والقطب الراوندي وكان والدهم تلميذ
الشيخ الطوسي وغيره وكان ولده الشيخ الامام ركن الدين محمد بن الحسين
أيضا من الفقهاء وابن أخيه الشيخ محمد المذكور أعني الشيخ علي بن محمد
أيضا من العلماء وفي كتاب فرائد السمطين للحموئي ان الشيخ محمد بن
الحسين بن علي هذا يروي عن والده عن جده محمد عن السيد أبي البركات
الحوري وهو يقتضي ان يكون نسب هذا الشيخ هكذا الحسين بن علي بن
محمد بن عبد الصمد أو الحسين بن محمد بن علي بن عبد الصمد بان يكون الضمير في عن جده راجعا إلى الحسين أو إلى
محمد والحموئي نفسه جعل نسبه محمد بن الحسين بن علي بن
عبد الصمد ومع ذلك قال عن جده محمد.
الحسين بن علي بن عبد الصمد.
يأتي بعنوان الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد.
السيد حسين بن علي بن عبد الله الجعفري.
قال منتجب الدين في الفهرس صالح فقيه.
السيد الميرزا حسين بن علي بن الفاضل العلامة المير شرف الدين علي
الحسيني الشولستاني نزيل الغري.
ذكره صاحب نشوة السلافة بهذه الترجمة ووصفه بالأديب الكامل
ثم قال: فاضل تحلى بجميل الأوصاف وتهدلت فروعه من دوحة هاشم وعبد
مناف بعيد الخنا وطيب المجتنى أشعاره أرق من نسمات السحر فمن محاسن
نظمه ما أرسله من الهند إلى بعض أصحابه في المشهد الغروي متأسفا على
خروجه من النجف ومادحا فيها أمير المؤمنين ع:
يا ليتني كنت لم أخرج من النجف * ولا ابدل ذاك الدر بالصدف
ولا أطيع هوى نفسي وشهوتها * ولا أبيع جنان الخلد بالجيف
ما كنت ارغب في هند وبهجتها * فكيف صرت بحب الهند ذا شغف
حرمت تلك المعاني الغر مذ كلفت * نفسي بهذا الذي أوهى من الكلف
نفسي لأي اعتزاز حسنت سفري * حتى ابتليت بهذا الذل ولأسفي
ضيعت عمري بها من غير فائدة * عليه يا حسرتي الطولى ويا لهفي
أشكوك يا نفس ان لم ترعوي وتعي * مقالة البطل المغموس في الشرف
هذا الذي جاءت التوراة ناطقة * بفضله بل جميع الكتب والصحف
شق الاله له من اسمه علما * وزين العرش فيه وهو غير خفي
متى اقبل أعتاب الوصي متى * حتى يكون مع الأملاك مختلفي
متى أعانق أحبابي الأولى سكنوا * بربعه كاعتناق اللام والألف
صنعت يا خالقي من درة جسدي * فكيف ترضى حلولي بين ذي الخزف
خذها محبرة بكرا مخدرة * إليك مرسلة من مغرم دنف
يرجو الحسين بها يوم الجزاء غدا * تنجيه من زلة الاقدام والتلف
عليك مني سلام الله ما سجعت * قمرية الأيك في الأسحار والزلف
وله أيضا يمدح الشيخ خلف آل موح جد الشيخ محمد علي بن بشارة
صاحب نشوة السلافة لما حضر مجلس درسه:
لله درك من شيخ سما شرفا * منزها عن قبيح العيب والزلل
لسانه حال تقرير الدروس يرى * كالسيف عري متناه عن الخلل
حسين بن علي بن فلاح.
عالم فاضل من مشايخ الشيخ محمد بن علي بن عبد النبي بن محمد
ابن سليمان المقابي البحراني من أهل المائة الثانية عشرة.
الحسين بن علي القمي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع.
المولى كمال الدين حسين بن علي الكاشفي الواعظ البيهقي السبزواري ثم
الهروي المعروف بالمولى حسين الكاشفي وبالمولى حسين الكاشفي البيهقي
وبالواعظ الهروي.
توفي في هراة سنة 910 كما في كشف الظنون وعن أحسن التواريخ
لحسن بك روملو وذلك بعد مضي أربع سنين من سلطنة الشاه إسماعيل
الصفوي وفي مسودة الكتاب بعد ظهور الدولة الصفوية بأربع سنين.
أقوال العلماء فيه
في رياض العلماء الصوفي الشاعر الأديب المنشي الفاضل العالم الفقيه
المحدث المفسر المنجم الجامع لأكثر العلوم حتى لعلوم السحر والأعداد
والنجوم واسرار الحروف والجفر وغير ذلك وله في كل فن تأليفات وكان في
عصر السلطان حسين ميرزا بايقرا أيام وزارة الأمير بشير علي أو علي شير له
بل أدرك زمن السلطان الغازي الشاه إسماعيل الصفوي وكان يتهم في
هراة وسائر بلاد ما وراء النهر بالتشيع وفي سبزوار وسائر بلاد الشيعة بالتسنن
والتحنف والتشفع وخاصة من صحبته للأمير شير علي ومصاهرته المولى
الجامي وهما من غير الشيعة حتى أنه كان ذات يوم في كاشان أو سبزوار يعظ
الناس على المنبر ويفسر لهم القرآن فجرى ذكر نزول جبرائيل على الرسول ص
فقال إنه نزل عليه ألف مرة فقام رجل من أهل المجلس فقال له وكم مرة
نزل على علي ع فتحير في الجواب لأنه ان قال لم ينزل عليه
خشي ان يظن العوام به غير التشيع وان قال نزل عليه فجبرائيل لم ينزل الا
على الأنبياء فقال نزل عليه ألفي مرة فقال السائل وكيف ذلك فقال لان

121
الرسول ص قال انا مدينة العلم وعلي بابها وإذا كان جبرائيل قد نزل على
النبي ص ألف مرة فلا بد ان يدخل من الباب ويخرج منه فكلما نزل
على النبي ص مرة يكون قد نزل على علي ع مرتين فتخلص
من جهال العوام بهذا الجواب وأكثر تصانيفه لا سيما تفسيراه مؤلفه على
طريقة غير الشيعة وأدرج فيها طرائق الأحاديث الصوفية. قال وله ولد
فاضل اسمه علي بن الحسين اه‍. وقال حسن بك روملو في تاريخه في حق
المترجم انه كان فائقا على أهل زمانه في علم النجوم والإنشاء وله حظ في
سائر العلوم اه‍ وفي مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته: واعظ
جامع للعلوم الدينية عارف بالمعارف اليقينية عالم بعلم الحديث والتفسير
والرياضي والحرف حسن التقرير هاجر في أول أمره إلى هراة ولازم سلطانها
مير شير علي وتزوج أخت ملا عبد الرحمن الجامي الصوفي ولهذا نسبه أهل
بلده المتصلبين في التشيع إلى التسنن فلما رجع إلى سبزوار أراد أهلها
امتحانه فبينما هو يعظ يوما على المنبر إذ جاء شيخ وبيده عصا ووقف على
درجة من المنبر وأراد ان يسأله فاتفق ان ذكر المترجم إن جبرائيل نزل على رسول
الله ص اثني عشر ألف مرة (1) فقال له الشيخ فكم مرة نزل على مولانا علي
أمير المؤمنين فتحير في الجواب ثم قال أربعا وعشرين ألف مرة إلى آخر ما
مر. وفي الرياض عن مجالس المؤمنين ما ترجمته ان المولى الفاضل الحسين
الواعظ الكاشفي السبزواري كان مجموعة للعلوم الدينية وسفينة للمعارف
النفسية وكان له اطلاع على العلوم الغريبة كالجفر والتكسير والسيميا وكان
ماهرا في علم النجوم وكان له نفس مؤثرة وعبارات مقبولة وكان في غاية
البلاغة والفصاحة وفيه عن التاريخ المسمى حبيب السير ان المولى حسين
الواعظ هذا كان لا نظير له في علم النجوم والإنشاء وكان متفوقا على أقرانه
في سائر العلوم وكان يعظ الناس بصوت حسن جميل ويبين معاني الآيات
البينات القرآنية وغوامض أسرار مقاصد الاخبار النبوية بعبارات لائقة
وإشارات رائقة وكان يعظ الناس صباح يوم الجمعة في المسجد الجامع الذي
بناه الأمير شير علي بهراة ويوم الثلاثاء في المدرسة السلطانية ويوم الأربعاء
في مزار الخواجة أبي الوليد أحمد وكان في أواخر أيام حياته يعظ الناس مرة
يوم الخميس في حظيرة السلطان احمد ميرزا ومصنفاته كثيرة وآثاره غزيرة
وكان شاعرا بالفارسية وله قصائد في مدح أمير المؤمنين علي ع
وأورد بيتين من بعض قصائده حاصل ترجمتها ان سؤال إبراهيم ع
بقوله ومن ذريتي بعد قوله تعالى انه جاعلك للناس إماما ومطابقة
الجواب للسؤال بقوله تعالى لا ينال عهدي الظالمين وعلو مقام إبراهيم
ع عن طلب المحال دليل واضح على أن الإمامة لا تليق بمن
كان أكثر عمره في الخطأ اه‍ وفي الرياض أدرج في تفاسيره بل في غيرها من
كتبه مسالك الصوفية ومذاهب أهل السنة ولذلك يظن عدم تشيعه لكن
تشيعه عندي واضح اه‍.
مؤلفاته
1 جواهر التفسير لتحفة الأمير لأنه ألفه للأمير نظام الدين علي شير
الجغتائي الوزير بهراة للسلطان حسين ميرزا بايقرا وهو تفسير فارسي كبير لم
يتم وصل فيه إلى الجزء الخامس يزيد على خمسين ألف بيت والبيت خمسون
حرفا 2 التفسير المختصر الوجيز بالفارسية أيضا لتمام القرآن المجيد في
عشرين ألف بيت 3 التفسير الوسيط المسمى بالمواهب العلية فارسي
في مجلد ألفه باسم الأمير علي شير الوزير أيضا على طريقة أهل السنة فرع
منه سنة 909 4 تفسير سورة يوسف بلسان العرفان 5 روضة
الشهداء في الرياض فارسي فيه شرح وفاة الرسول والأئمة وفاطمة ع
لا سيما شهادة الحسين ع وهو كتاب متداول معروف
بين الناس، يظهر منه تشيعه مع مراعاة جانب المداراة وكان تأليفه سنة
847 وأورد في خاتمته أحوال باقي الأئمة الاثني عشر (2) ألفه باسم مرشد
الدين عبد الله المشتهر بالسيد ميرزا من أبناء ملك ذلك العصر وينقل فيه
عن كثير من الكتب وينقل عن بعض كتب الشيعة كعيون اخبار الرضا
ع للصدوق وارشاد المفيد وإعلام الورى للطبرسي وكتاب
الآل لابن خالويه لكن أكثر رواياته بل كلها مأخوذة من كتب غير مشهورة
بل غير معول عليها وقد ترجم كتابه هذا المولى الفضولي البغدادي الامامي
الشاعر بالتركية ترجمة في غاية الحسن واستحسنها أهل هذه اللغة جدا من
جميع الجهات اه‍ وحكي في الرياض عن كتاب حبيب السير انه صنفه في كبر
سنه بل في آخر عمره وهو ينافي كون تأليفه سنة 847 6
أنوار السهيلي فارسي معروف مطبوع مرارا وهو على ما في الرياض
تلخيص وتوضيح لترجمة كتاب كليلة ودمنة الفارسية وتلك الترجمة هي لأبي
المعالي نصر الله بن محمد بن عبد الحميد وذلك أن الترجمة الفارسية
لما كانت محتاجة إلى مزيد فكر وملاحظة كتب اللغة امر الأمير
الشيخ احمد المشتهر بالسهيلي من امراء السلطان حسين ميرزا المترجم
بتلخيص تلك الترجمة وايرادها بعبارات واضحة فلخصه وسماه أنوار
السهيلي وهو كأصله في القصص والحكايات عن لسان الطيور والحيوانات
ونحوها مشتمل على أربعة عشر بابا وهو في الحقيقة في الحكم والمواعظ لكن
بشكل قصص وحكايات عجيبة مضحكة غريبة وقد اشتهر عند الناس بأنه
غير ميمون لن يملكه ويوجد عنده ولذلك لا يملكه الآن أحد في بلاد العجم
الا ويوقفه ويخرجه عن ملكه أقول وهذا من التخيلات التي لا أصل لها
وقد اشتهر في العصر القريب من عصرنا مثل ذلك عن كتاب الأغاني واصل
ذلك أن رجلا يشتري هذا الكتاب فيصاب بمصيبة عقيب شرائه فيظن ان
ذلك من شؤم الكتاب وانما هو أمر حصل اتفاقا.
كتاب كليلة ودمنة
في الرياض أصل هذا الكتاب باللغة الهندية ألفه بعض حكماء
الهند لسلاطين الهند قبل الاسلام بزمان طويل وفي زمن كسرى أنوشروان
ملك الفرس الذي يبعث نبينا ص في زمانه استحضره من بلاد الهند
وامر بترجمته إلى اللغة الفارسية الفهلوية وفي زمن المنصور الدوانيقي ثاني
ملوك بني العباس أمر بترجمته إلى اللغة العربية فترجمه بأمره عبد الله بن
المقفع كاتب المنصور وهي النسخة العربية الموجودة اليوم المطبوعة مرارا
وفي زمن السلطان أبي الحسن نصر بن أحمد الساماني أمر بعض فضلاء
عصره فترجمه إلى الفارسية ثم أمر السلطان المذكور الرودكي الشاعر فنظمه
بالفارسية ثم ترجمه الشيخ أبو المعالي نصر الله بن محمد بن عبد الحميد مرة
ثانية عن الأصل العربي لابن المقفع بأمر السلطان المظفر بهرام شاه ابن
السلطان مسعود الغزنوي ممدوح الحكيم السنائي الشاعر الفارسي المشهور
من أولاد السلطان محمود الغزنوي ممدوح الحكيم الفردوسي الشاعر وهذه



(1) مر في رواية الرياض الف مرة وهنا اثني عشر الف مرة والله أعلم. المؤلف.
(2) هكذا في الرياض فكأنه اقتصر في أوله على ذكر كيفية الوفاة وذكر أحوال الحسين (ع) عند
ذكر شهادته ثم ذكر في الخاتمة أحوال باقي الأئمة عشر (ع) والله أعلم. المؤلف.
122
الترجمة الأخيرة هي التي اختصرها المترجم بعبارات واضحة اه‍ 7
أخلاق محسني الأخلاق المحسنية في المواعظ والآداب والأخلاق في
الرياض وقد سماه جواهر الاسرار عندي منه نسخة ابتعتها في طهران.
مشتمل على أربعين بابا ألفه باسم السلطان أبي المحسن ميرزا ابن السلطان
حسين ميرزا اه‍ ولذلك سماه أخلاق محسني لتأليفه باسم أبي محسن ولكن
في الذريعة انه ألفه باسم السلطان حسين ميرزا بن بايقرا الخراساني
وولده المحسن ميرزا وفي كشف الظنون ألفه بالفارسية لميرزا محسن
ابن حسين ابن بيقرا بعبارات سهلة وهو مرتب على أربعين
بابا معتبر متداول في بلاد الشرق ووجدت في مسودة الكتاب من
مؤلفاته كتاب الأربعين في المواعظ والظاهر أنه بعينه أخلاق محسني لاشتماله
على أربعين بابا في المواعظ ولكن يأتي ان كتاب الأربعين اسم للرسالة العلية
8 مصابيح القلوب نسبه إليه حسن بك روملو في تاريخه ولكن في الرياض
ظني أن مصابيح القلوب ليس من مؤلفاته بل من مؤلفات المولى حسن بن
حسين الشيعي السبزواري وهو في حدود ما بعد السبعمائة كيف لا وهو
ينقل من مصابيح القلوب كثيرا في روضة الشهداء 9 الرسالة العلية في
الأحاديث النبوية فارسية صنفها باسم أبي المعالي علي المختار النسابة
العبيدلي رأينا نسخة منها في كرمانشاه قال في أولها ما ترجمته وهي هدية وتحفة
للمجلس العالي ملجا النقابة ومعدن النجابة وموئل المعالي ومرجع طلاب
الهداية وأهل الولاية سلطان أعاظم السادات وبرهان جماعة الاشراف
بمحاسن الأوصاف نقيب السلاطين خلاصة الماء والطين المستخرج من
أطيب الأعراق المنتجب من نقباء الآفاق المؤيد بالنفس القدسية المختص
باستكمال الملكات انسية:
سنا لاوج العلي من رفعة السند * والشمس بالنور لا تخفى على أحد
شرف الاسلام والمسلمين نظام الطريقة والتقوى والدين شمس
الشريعة والحقيقة أبي المعالي علي المختار النسابة العبيدلي خلد الله ظلال
جلال معاليه على مفارق أهل الاسلام وأيد شرائف بركات ذاته الصافية
الصفات بين طوائف الأنام وهذه التحفة وان كانت لدى حضرة منبع العلم
ومعدن الحلم ومجموعة الكمال وفهرست الفضل والافضال كنقل التمر إلى
هجر ولكن الهدايا على مقدار مهديها فأقدم بلسان الحال مقدمات الاعتذار
والعذر عند كرام الناس مقبول وبواسطة انتماء هذا الكتاب إلى مطالعة
الملازمين لعالي ذلك الجناب سمي بالرسالة العلية في الأحاديث النبوية اه‍
وفي الرياض رأيت بعض الفوائد المنقولة عنها. ويظهر من الذريعة انها
مشتملة على أربعين حديثا وانها تسمى بكتاب الأربعين 10 روضة
الصفا في مقتل الحسين ع والظاهر أنه غير روضة الشهداء
المتقدم 11 مخزن الإنشاء في أدب الكتابة فارسي 12 الرصد أو
المرصد الأسنى في استخراج الأسماء الحسنى والظاهر أنه هو شرح أسماء الله
المذكورة في عداد مؤلفاته 13 التحفة العلية في علم الحروف وأسرارها
نسبها إليه ولده المولى علي بن الحسين في كتاب حرز الأمان من فتن الزمان
وهي غير الرسالة العلية المتقدمة لأن تلك في الأحاديث النبوية وهذه في
أسرار الحروف 14 فضل الصلاة على النبي ص ولعلها هي تحفة
الصلوات الفارسية المذكورة في عداد مؤلفاته 15 تحفة الصلوات فارسي
مختصر مرتب على مقدمة وثمانية فصول وخاتمة فرع منه في شهر رمضان سنة
899 وفي الرياض له سبع رسائل في النجوم معروفة بالسبعة الكاشفية
وكلها بالفارسية وفهرسها كما ذكره هو في ديباجة لوائح القمر التي هي سابقة
هذه السبعة وآخرها تأليفا هكذا. 16 مواهب زحل في افتتاح أبواب
مداخل هذا العلم الشريف علم النجوم على وجوه المستفتحين لأبواب
الأعمال والاحكام بأسهل الوجوه 1 ميامن المشتري في الأرقام التقويمية
والعمل والجد تسهيلا وتحقيقا 17 قواطع المربخ في أعمال المواليد 18
لوامع الشمس في أحكام طوالع سني العالم 19 مباهج الزهرة في احكام
المواليد حالا ومالا 20 مناهج عطارد في بيان تحقيق مسائل طالع المسألة 21
لوائح القمر في اختيار الساعات ولوقت الافعال والأعمال الضرورية لكل
شخص كبيرة مشهورة ألفها في عشر ذي الحجة سنة 878 كما صرح به في
أواسطها وهي بعينها رسالة الاختيارات واختيارات النجوم الموجودة في كلام
القاضي نور الله وغيره وبها تنتهي الرسائل السبع ولا يخفي ان علم النجوم
قد ورد في الاخبار النهي عن تعلمه الا فيما يرجع إلى معرفة القبلة ونحوها
وما ينتفع به في السير برا وبحرا وعن اعتقاد تأثير النجوم على أنه مبني على
قواعد كثيرة الخطأ نادرة الإصابة أو معدومة الإصابة 22 كتاب الأدعية
والأوراد المأثورة 23 كتاب الاسرار القاسمي القاسمية بالفارسية في
علم السحر في الرياض رأيته ولا يخلو من غرابة وهو كتاب حسن جامع في
هذا العلم اه‍ وفي الذريعة ألفه باسم مير قاسم من أمراء الدولة الصفوية
واختصره ولده علي بن الحسين وسمي المختصر كشف الاسرار القاسمي
مطبوع بالهند مرتب على خمسة مقاصد. الكيمياء الليميا. السيميا.
الريميا. الهيميا. 24 شرح له سماه جواهر الاسرار. 25 شرح
المثنوي للمولوي الرومي ينقل عنه المولى محمد صالح القزويني في كتاب
نوادر الأدب والعلوم تلك اللطائف 26 لب المثنوي للمولوي الرومي
27 لب اللب للمثنوي 28 بدائع الأفكار في صنائع الاشعار فارسي
في الرياض هو في اقسام الصنائع الشعرية والمحسنات البديعية وأمثالها وهو
كتاب حسن جامع مع اختصار ألفه باسم الأمير شجاع الدين السيد حسن
29 آينة اسكندري فارسي فيه ثمانية جداول وعشرون دائرة في
استخراج المطلوب وعن فهرس المكتبة الرضوية انه تهذيب لدائرة جهان نما
وفي بعض المواضع آينة إسكندرية أو جام جم 30 قصيدة فارسية صرح
فيها بتشيعه واستدل على عصمة الأئمة ع بآية لا ينال
عهدي الظالمين 31 ترجمة التعريف بالمولد الشريف للشيخ محمد بن
محمد الجزري إلى الفارسية 32 رشحات عين الحياة في مناقب مشايخ
النقشبندية 33 فيض النوال في بيان الزوال 34 ما لا بد منه في
المذهب 35 مرآة الصفا في صفات المصطفى 36 ميامن الاكتساب ف
قواعد الاحتساب هذا ما وصل إلينا من أسماء مؤلفاته ويلاحظ أن جلها أو
كلها بالفارسية وان جملة منها فيما لا ثمرة فيه كالنجوم والسحر وأسرار
الحروف والأعداد والجفر وغير ذلك مع أن الجفر لا يصح عده علما لأن
الجفر هو الجدي وقد ورد ان النبي ص املى على علي ع
كتبه في جلد جفر كما أشار إليه المعري بقوله:
لقد عجبوا لأهل البيت لما * اروهم علمهم في مسك جفر
وبقي هذا المكتوب مخزونا عند أئمة أهل البيت لم يطلع عليه الا بعض
خواصهم، فتوهم انه علم يمكن استخراجه بشئ من الحساب ونحوه
توهم سخيف. ووجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته ما
صورته واعلم أن جماعة كثيرة من العرفاء والصوفية كتبوا كتبا في علم
الحروف مثل أبي العباس أحمد بن علي المعروف بالبوني ألف شمس المعارف

123
ومحيي الدين بن العربي ألف المدخل في علم الحروف والغزالي ألف السر
المصون والجوهر المكنون وعبد الله بن أسعد اليمني اليافعي ألف الدر
النظيم في منافع القرآن العظيم ومحمد بن إبراهيم الكازروني ألف خواص
القرآن وفخر الدين الرازي ألف لوامع البيان ويعقوب الجرخي والمترجم
وابنه الملا علي وغيرهم أيضا ألفوا في هذا العلم.
الشيخ حسين بن علي بن محفوظ الوشاحي العاملي الهرملي نزيل الكاظمية.
عالم فاضل من تلاميذ السيد عبد الله شبر الحسيني الكاظمي المتوفي
سنة 1246 ذكره السيد محمد معصوم في رسالته التي هي في أحوال السيد
عبد الله شبر الكاظمي عند تعداد تلاميذه فقال ومنهم العالم الفاضل والفقيه
الكامل أفضل أهل زمانه على الاطلاق التقي النقي والمولى الصفي شيخنا
ومولانا الشيخ حسين محفوظ وفي تكملة أمل الآمل كان صهر جدنا السيد
صالح بن محمد بن إبراهيم شرف الدين العاملي على ابنته الشريفة رحمة عمة
والدي وحدثني جماعة من الشيوخ عن فضله وزهده وورعه واجتهاده حتى
كانوا يقولون ان من حسنات هذا العصر الحسينين الشيخ حسين محفوظ
والشيخ حسين نجف وقال في موضع آخر رأيت سلسلة آبائه على ظهر بعض
كتبه متصلة بالشيخ محفوظ بن وشاح الآتي في بابه وكل تلك السلسلة من
أهل العلم والفضل.
الشيخ جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي ابن أبي سعيد محمد بن أبي بكر
أحمد بن الحسين بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي النيسابوري.
من أهل المائة السادسة كان حيا سنة 552 ولما توفي دفن في الري
بجوار عبد العظيم في صحن حضرة امام زادة حمزة على يمين الداخل أمام
الحجرة الأولى بوصية منه.
وسيأتي عن ابن حمزة انه توفي بالري ودفن بجوار عبد العظيم فما
في مجالس المؤمنين سمعت من بعض الثقات ان قبره الشريف بأصبهان
الظاهر أنه اشتباه فان ابن حمزة كان حاضرا عند وفاته ودفنه كما يأتي واحتمل
صاحب الروضات ان يكون ذلك اشتباها بقبر الشيخ أبي الفتوح أسعد
البجلي الذي ذكر ابن خلكان انه توفي بأصبهان سنة 600 وفي مستدركات
الوسائل قبره في صحن حمزة بن موسى بن جعفر ع في مزار عبد
العظيم الحسني وعليه اسمه ونسبه بخط قديم.
اختلاف كلماتهم في التعبير عنه في الرياض الحسين بن علي بن
محمد بن الحسين بن محمد بن أحمد وفي مجالس المؤمنين وروضات الجنات
الحسين بن علي بن محمد بن أحمد ثم قال إن عمه عبد الرحمن بن أحمد بن
أحمد بن الحسين وفي فهرست منتجب الدين ومجموعة الجباعي الحسين بن
علي بن محمد وفي المعالم أبو الفتوح بن علي وفي الرياض بعد ما نسبه كما مر
قال ويروي عن والده عن جده المذكورين وعن والده عن جده المذكور وهو
احمد اه‍ اي يروي عن والده عن جده وعن والده عن جد والده احمد
الشيخ أبو بكر أحمد بن الحسين بن أحمد وهو يقتضي ان يكون نسبه هكذا
الحسين بن علي بن محمد بن الحسين بن محمد بن أبي بكر أحمد بن
الحسين بن أحمد وفي الرياض أيضا في نسب الشيخ أبو الفتوح المذكور
أشكال لأن الشيخ منتجب الدين في فهرسته قد أورده مرة عند ترجمته كما
نقلناه عنه ومرة في أثناء ترجمة أبي بكر احمد ابن الحسين بن أحمد النيسابوري
الخزاعي نزيل الري أورده كما صدرنا الترجمة به أعني بزيادة
لفظة ابن احمد وقال في ترجمة أبي بكر المذكور انه ولد الشيخ عبد الرحمن
وقال في ترجمة عبد الرحمن انه عم الشيخ أبي الفتوح الرازي إذ على
هذا يلزم ان يكون أبو بكر احمد الجد القريب لأبي الفتوح فكيف يكون
جده القريب علي بن محمد بن أحمد وهو نفسه قال في ترجمة أبي بكر احمد
المذكور اخبرني الشيخ أبو الفتوح الرازي عن والده عن جده عنه إذ هذا
يدل على أن أبا بكر احمد والد والد جد أبي الفتوح وحينئذ يصير نسبه هكذا
أبو الفتوح الحسين بن محمد بن علي بن محمد بن أبي بكر أحمد بن الحسين بن أحمد
.
أقوال العلماء فيه
في الرياض الشيخ الامام السعيد قدوة المفسرين ترجمان كلام الله
الفقيه المفسر الكامل المعروف بالشيخ جمال الدين إلى آخر ما مر الفاضل أبو
الفتوح الرازي صاحب التفسير الفارسي الكبير المشهور من أجله علماء الإمامية
وعظمائهم كان كثير العلم وافر الفضل غزير الرواية عن العلماء
والمشايخ جامعا للفضائل وله ميل إلى التصوف وكلام الصوفية على ما يظهر
من تفسيره الفارسي وشرح الشهاب الآتيين وكان أصله من نيسابور ونزل
أجداده بالري وأقاموا بها وسيجئ في ترجمة ابن حمزة انه كان معاصرا له
وان ابن حمزة قال كنت حاضرا بالري وقد توفي الشيخ أبو الفتوح بها ودفن
بجوار عبد العظيم بموجب وصيته اه‍ وقال منتجب الدين في الفهرس
الشيخ الامام جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي محمد الخزاعي الرازي
واعظ عالم مفسر دين له تصانيف وذكر منها روض الجنان في تفسير القرآن
وروح الأحباب في شرح الشهاب وقال قرأتهما عليه وقال في ترجمة أحمد بن
الحسين بن أحمد النيسابوري الخزاعي ما لفظه أخبرنا الشيخ الامام السعيد ترجمان
كلام الله جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي
الرازي عن والده عن جده عنه اه‍ وذكره ابن شهرآشوب في المعالم في باب
الكنى فقال شيخي أبو الفتوح ابن علي الرازي عالم له روض الجنان وروح
الجنان في تفسير القرآن فارسي الا انه عجيب وشرح الشهاب وقال في
المناقب وأجاز لي أبو الفتوح رواية روض الجنان في تفسير القرآن اه‍
واستغرب صاحب الرياض ذكره له بكنيته دون اسمه مع أنه تلميذه فكيف
لم يعرف اسمه، لكن لا يخفى ان ذكره بكنيته فقط لا يدل على عدم معرفة
اسمه وأورده صاحب أمل الآمل في باب الأسماء مقتصرا على ما ذكره
منتجب الدين وفي باب الكنى مقتصرا على ما ذكره ابن شهرآشوب ولعله
ظن التعدد وليس كذلك وفي مجموعة الجباعي الشيخ جمال الدين أبو الفتوح
الحسين بن علي بن محمد الخزاعي الرازي عالم واعظ مفسر دين له تصانيف
وذكر منها روض الجنان وروح الأحباب وقال المجلسي في مقدمات البحار
عند تعداد ماخذ كتابه التي يعتمد عليها كتاب شرح شهاب الاخبار وكتاب
التفسير الكبير كلاهما للنحرير الشيخ أبو الفتوح الرازي ثم قال والشيخ أبو
الفتوح في الفضل مشهور وكتبه معروفة مألوفة اه‍ وقال القاضي نور الله في
مجالس المؤمنين ما ترجمته: قدوة المفسرين الشيخ أبو الفتوح الحسين ابن
علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي كان من علماء التفسير والكلام
وعظماء أدباء الأنام وبالجملة مآثر فضله ومساعيه الجميلة في تفسير كتاب الله
العظيم وابطال كل تأويل سقيم من المخالف الأثيم لا تخفي على كل ذي
طبع سليم وفيهم مستقيم ويظهر من تفسيره الفارسي انه كان معاصرا
لصاحب الكشاف وقد وصل إليه بعض أبياته ولكن لم يصل إليه الكشاف

124
قال وقد ذكره الشيخ الجليل الرازي في بعض مصنفاته فقال الإمام أبو الفتوح الرازي
مصنف عشرين مجلدا في تفسير القرآن والعلماء من جميع الطوائف طالبون له
راغبون فيه وفي التعليقة الحسين بن علي بن محمد احمد الخزاعي
النيسابوري مضى في ترجمة جده احمد ما يظهر منه جلالته اه‍ وفي
مستدركات الوسائل: الامام السعيد قدوة المفسرين ترجمان كلام الله جمال
الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد الخزاعي الرازي
النيسابوري الفاضل العالم الفقيه المفسر الأديب العارف الكامل البليغ
المعروف بأبي الفتوح الرازي المنتهي نسبه الشريف إلى عبد الله بن بديل بن
ورقاء الخزاعي الصحابي المستشهد بصفين بين يدي أمير المؤمنين ع
وأبوه بديل كان من الصحابة أيضا والمترجم جمع إلى شرافة النسب
الأخذ بمجامع العلوم المنبئ عنه تفسيره الكبير العجيب اه‍.
مشايخه
1 أبوه علي بن محمد في الرياض يروي المترجم عن والده عن جده
المذكورين وعن والده عن جده المذكور وهو الشيخ أبو بكر أحمد بن
الحسين بن أحمد الخزاعي نزيل الري عن السيدين المرتضى والرضى وعن
الشيخ الطوسي اه‍ ومعناه غير واضح ويمكن ان يريد ان المترجم تارة يروي
عن والده علي عن جده محمد وتارة عن والده علي عن جد والده أحمد بن
الحسين ويروي جد والده عن المرتضى والرضي وعن الشيخ الطوسي وفي
الروضات يروي أبو الفتوح عن أبيه علي بن محمد وعن عمه عن جده ثم
عن جده عن والد جده المشار إلى أسمائهم مميزاتهم اه‍ وهو يريد ما اراده
صاحب الرياض: فجاء بعبارة كعبارته في الاغلاق وهؤلاء يريدون ان يكتبوا
بالعربية ولا يجيدونها فتقع عباراتهم مغلقة والظاهر أن مراده ان أبا الفتوح
يروي عن أبيه وعن عم أبيه وهو عبد الرحمن بن أحمد بن الحسين المتقدم
ذكره في كلامه فيكون راويا عن عم أبيه كما روى عن أبيه 2 عم أبيه عبد
الرحمن ابن احمد على احتمال تقدم 3 الشيخ المفيد أبو الوفاء عبد الجبار
ابن عبد الله بن علي المقري الرازي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد
الدوريستي عن المفيد كما في الرياض 4 الشيخ أبو علي ابن الشيخ
الطوسي عن أبيه كما في الروضات قال وكان قد قرأ عليه.
تلاميذه
1 ابن شهرآشوب صاحب المناقب والمعالم 2 ولده قرأ عليه
تفسيره روض الجنان كما وجده صاحب الرياض على ظهر النسخة لكنه لم
يسمه وحيث إن له ولدين فلا يعرف انه أيهما لكن الظاهر أنه تاج الدين
محمد ففي الروضات انه يروي عنه 3 الشيخ نصير الدين أبو طالب
عبد الله بن حمزة الطوسي في الرياض انه يروي عنه 4 منتجب الدين
صاحب الفهرست ذكر في فهرسته انه قرأ عليه روض الجنان وشرح الشهاب
وانه يروي عنه كما مر.
أسرته
في الرياض كان هو وولده الشيخ الامام تاج الدين محمد ووالده
وجده القريب وجده الاعلى الشيخ أبو بكر احمد وعمه الاعلى الشيخ عبد
الرحمن بن أبي بكر أحمد المذكور كلهم من مشاهير العلماء وبالجملة هؤلاء
سلسلة معروفة من علماء الإمامية ولكل واحد منهم تأليفات جياد وتصنيفات
عديدة حسان وفي الرياض أيضا سيجئ في ترجمة المحسن بن الحسين بن أحمد
النيسابوري الخزاعي انه عم الشيخ المفيد عبد الرحمن النيسابوري فهو
عم لعم الشيخ أبي الفتوح وفي مجالس المؤمنين هو من أهل بيت الفضل
والجلال ومن ذرية بديل بن ورقاء الخزاعي الذي كان من أكابر الصحابة
ومن كبار خزاعة وكانت خزاعة من محبي أهل البيت وشيعتهم ولا سيما
عبد الله ومحمد وعبد الرحمن أولاد بديل بن ورقاء المذكور وممن شهدوا مع
علي ع حرب صفين وحاربوا حتى قتلوا في سبيل الله وكان جد
الشيخ أبي الفتوح هذا الشيخ أبو سعيد محمد بن الحسين وصنف كتاب
الروضة الزهراء في مناقب الزهراء من اعلام علماء زمانه وعمه الشيخ
الفاضل أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أحمد بن الحسين النيسابوري من
مشاهير العصر اه‍ وفي الروضات اما جده الأول الذي هو والد أبيه ويروي
هو عن والده عنه فهو الشيخ المفيد أبو سعيد محمد بن الحسين الخزاعي
النيسابوري صاحب كتاب الروضة الزهراء وعد له سبعة مؤلفات غيرها
منها منى الطالب في اسلام أبي طالب وكذا عم أبيه الشيخ أبو محمد عبد
الرحمن بن أحمد بن الحسين الملقب بالمفيد ووصفه بصفات جليلة وذكر له
عدة مؤلفات وكذا ولده الامام تاج الدين محمد بن الحسين وابن أخته العالم
الصالح الثقة الامام فخر الدين أبو سعيد أحمد بن محمد الخزاعي الملقب
بالجملكي وبالجملة فالرجل وأقوامه الصالحون من أجلاء بيوتات العرب
المستوطنين ديار العجم وليس تفي هذه العجالة بالثناء على كل واحد منهم
بالخصوص اه‍ وفي الرياض من جدوده العلية الشيخ أحمد بن الحسين بن أحمد
الخزاعي نزيل الري قرأ على السيدين والشيخ الطوسي وذكر له عدة
مؤلفات قال وكذا والده الامام تاج الدين محمد الراوي عنه.
أولاده
يظهر ان له ولدين أحدهما تاج الدين محمد وصفه صاحب
الرياض بالشيخ الامام والآخر صدر الدين علي ذكره منتجب الدين في
الفهرست.
بعض اخباره
في الرياض انه ذكر في شرح الشهاب عند ذكر قوله ص ان الله
ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر بعد نقل اخبار المؤلفة قلوبهم حجة لقوله
ع ما لفظه وقد وقع لي مثل هذا كنت في أيام شبابي اعقد المجلس
في الخان المعروف بخان علان وكان لي قبول عظيم فحسدني جماعة من
أصحابي فسعوا بي إلى الوالي فمنعني من عقد المجلس وكان لي جار من
أصحاب السلطان وكان ذلك في أيام العيد وكان قد عزم على أن يشتغل
بالشرب على عادتهم فلما سمع بذلك ترك ما كان عزم عليه وركب واعلم
الوالي ان القوم حسدوني وكذبوا علي وجاء حتى أخرجني من داري وأعادني
إلى المنبر وجلس في المجلس إلى آخره فقلت للناس هذا ما قال النبي ص
ان الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر اه‍.
مؤلفاته
1 روض الجنان وروح الجنان في تفسير القرآن في عشرين مجلدة
بالفارسية مشهور متداول وفي الرياض هو من أجل الكتب وأفيدها وأنفعها
رأيته فرأيت منه بحرا طمطاما وأدرجه الأستاذ المجلسي أيده الله في بحار
الأنوار وفي مجالس المؤمنين تفسيره الفارسي مما لا نظير له في رشاقة التحرير
وعذوبة التقرير ودقة النظر والفخر الرازي في تفسيره الكبير قد أخذ منه

125
وبنى عليه أساسه ولكن أضاف إليه بعض تشكيكاته كل مجلدة بقدر ثلاثين
ألف بيت وقد أورد شطرا من فوائده في مطاوي هذا الكتاب وفيه أيضا
الظاهر أن أكثر تلك المجلدات من تفسيره العربي لأن تفسيره الفارسي أربعة
مجلدات ولعله يجعل ثمانية مجلدات فالباقي منه إلى العشرين يكون من
تفسيره العربي وفقنا الله لتحصيله اه‍. وهذا شئ انفرد به فالجميع ومنهم
تلاميذه الذين هم أعرف بمؤلفاته قالوا ان تفسيره الفارسي عشرون مجلدا
اما تفسيره العربي فمشكوك الوجود وصاحب المجالس مع اعترافه بأنه لم يره
كيف يقول إن أكثر مجلدات الفارسي هي منه وفي الرياض أن المجلس لا
يرتضي ما قاله بل يقول إن تفسيره الفارسي عشرون مجلدا وفي مستدركات
الوسائل ان تفسيره الكبير العجيب الذي يقرب من 150 ألف بيت البيت
خمسون حرفا وان كان بالفارسية الا انه حاو لكل ما تشتهيه الأنفس وتقر به
الأعين، ومن نظر إليه وتأمل في مجمع البيان للطبرسي يجده كالمختصر منه
وبالجملة فتفسيره هذا كتاب لا يمل قارئه ولا يضجر الناظر إليه ينتفع منه
الفقيه والمفسر والأديب والمؤرخ والواعظ وطالب الفضائل والمناقب والمثالب
اه‍. أقول لم يتيسر لي الاطلاع عليه لاحكم فيه بشئ. وفي الذريعة انه
يذكر الآية وتحتها ترجمتها بالفارسية كلمة كلمة ثم يشرع في تفسيرها صنع
هكذا من أول القرآن إلى آخره 2 تفسير آخر بالعربية في الرياض نسبه
إليه بعض متأخري العلماء وقد صرح هو في أول تفسيره الفارسي الكبير بأنه
وعد أصحابه بتفسيرين أحدهما بالفارسية والآخر بالعربية وانه قدم الفارسي
في التأليف على العربي فالظاهر أنه قد ألفه أيضا اه‍. 3 روح الأحباب
وروح الألباب في شرح الشهاب ألفه باسم تاج الدين والشهاب هو
جمعه القاضي القضاعي من كلام النبي ص في الاحكام والمواعظ
والآداب والحكم في الرياض رأيت نسخة من شرح الشهاب في طهران
وأخرى في هراة وهو حسن الفوائد وأدرجه الأستاذ المجلسي في بحار
الأنوار وقد أورد في شرح الشهاب عند قوله ص احفظ لي أصحابي فإنهم
خيار أمتي طرفا من الاخبار في فضائل الخلفاء الثلاثة 4 رسالة يوحنا
بالفارسية في الرياض نسبت إليه وهي رسالة لطيفة معروفة مشتملة على
تصحيح المذهب الجعفري وأجرى الكلام فيها على لسان يوحنا الذمي
الإنجيلي النصراني على أنه كان نصرانيا ثم أسلم وتفحص وبحث عن
المذاهب فاختار مذهب الشيعة على نهج الطرائف لابن طاوس في الإمامة
حيث تكلم فيه على لسان عبد المحمود الذمي 5 الرسالة الحسنية بضم
الحاء وسكون السين وكسر النون وتشديد المثناة التحتية وآخره هاء في
الرياض نسبت إليه وهي رسالة مشهورة جيدة نفيسة في الإمامة حسنة
الفوائد وكانت بالعربية وترجمها بعضهم إلى الفارسية ووضعها على لسان
جارية اسمها حسنية كانت كافرة ثم أسلمت وتكلمت بحضرة هارون
الرشيد في الاحتجاج لمذهب الشيعة، ولكن لم يثبت انتسابها إليه ومر في
ترجمة الشيخ إبراهيم الاسترآبادي ان هذه الرسالة تنسب إليه ولكن ذلك
لأنه ترجمها إلى الفارسية واصلها العربي لأبي الفتوح ويحتمل ان تلك الرسالة
مروية عن أبي الفتوح لا انها من مؤلفاته كما يلوح من أول تلك الرسالة
وهي غير الرسالة الحسنية بالحاء والسين المهملتين المفتوحتين والنون والمثناة
التحتية المشددة والهاء لأنها من مؤلفات بعض المتأخرين في أصول الدين
والعبادات ألفها لآقا حسين وزير مازندان 6 تبصرة العوام في معرفة
مقالات الأنام فارسي رأيت منه نسخة في مكتبة الشيخ فضل الله النوري في
طهران تشتمل على ستة وعشرين بابا كتبت في الثمانمائة ونيف وقد وجد على
ظهر نسخة من هذا الكتاب هذه العبارة منقولة من خط شيخ الاسلام في
أصفهان ميرزا قاضي: وقد ذم الشيخ أبو الفتوح الحسين بن علي الخزاعي
الرازي الحسين بن منصور الحلاج في كتابه الموسوم بتبصرة العوام وقد رأيت
هذا الكتاب بخطه رحمه الله اه‍. وفي الكتاب المذكور كلام طويل في ذم
الحلاج والكتاب جيد جدا وفي آخره دفع بعض الأكاذيب المسندة إلى
الامامية والاحتجاج لصحة مذهبهم وفي الرياض نسب إليه بعضهم تبصرة
العوام والظاهر أنه سهو لأنه من مؤلفات السيد المرتضى على ما قيل أو
لغيره فلعل المراد غير هذا الكتاب المعروف وهذا الكتاب مرتب على ثمانية
وعشرين بابا وفيه ذم الصوفية وهذا مما يؤيد عدم صحة نسبته إليه اه‍.
أقول النسبة إليه صحيحة ووجود كتاب بهذا الاسم للسيد المرتضى ان
صح لا ينافي ذلك والصوفية الذين ذمهم هم أمثال الحلاج السالك سبيل
الاعوجاج فلا ينافي ميله إلى صوفية أهل العرفان وأبواب الكتاب في النسخة
التي رأيناها ستة وعشرون لا ثمانية وعشرون.
الميرزا حسين ابن الميرزا علي ابن الميرزا محمد الاخباري النيسابوري
المقتول.
ولد سنة 1259 وتوفي سنة 1318.
أصل هذه الأسرة من نيسابور وانتقل جدهم الاعلى الميرزا عبد النبي
من إيران إلى الهند في أيام السلطان نادر شاه ولما دخل بلاد الهند أكرم
السلطان محمد شاه الكوركاني ملك الهند مثواه فولد له ببلدة شاه جهان آباد
الميرزا محمد المقتول سنة 1178 ثم لما ترعرع الميرزا محمد خرج إلى الهند إلى
الحج مع والديه فبقي إيابه في العراق وأكب على التحصيل وانتقل ابنه
الميرزا علي بعد قتل والده من الكاظمية إلى سوق الشيوخ وبها أعقب وانتشر
عقبه منهم بالمحمرة ومنهم بالبصرة ومنهم بالكويت ومنهم في بوشهر ومنهم
بسوق الشيوخ ومنهم بالهند ومنهم بهمذان ومنهم بالنجف وأكثرهم أهل علم
وفضل. قرأ المترجم على والده الميرزا علي ومن آثاره المدرسة الكائنة بسوق
الشيوخ بالعراق خلف عدة أولاد منهم الميرزا عناية الله نزيل سوق الشيوخ
والميرزا محمد تقي نزيل البصرة المتوفي سنة 1357 يرويان عن والدهما عن
والده عن جده عالمان فقيهان محدثان.
الحسين الكوكبي بن علي أو أحمد الرخ بن محمد بن إسماعيل بن محمد
الأرقط بن عبد الله الباهر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع.
في عمدة الطالب خرج في أيام المستعين وتغلب على قزوين وأبهر
وزنجان وذلك في سنة 255 ومعه إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن
الحسن بن عبيد الله بن الحسن بن العباس بن علي بن أبي طالب
فخرج إليه طاهر بن عبد الله بن طاهر فقتل إبراهيم بموضع من قزوين
وانهزم الحسين الكوكبي إلى طبرستان والتجأ إلى الداعي الحسن بن زيد ثم
بلغ الداعي عنه كلام فغرقه في بركة ولا عقب له اه‍.
المولى حسين علي بن محمد نقي الهروي الأصفهاني الحائري المعروف
بالفاضل الهروي.
عالم فاضل مؤلف من تلاميذ الشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم
وأخيه صاحب الفصول له حاشية على الرياض في الفقه وأخرى على

126
القوانين وشرح الأربعين حديثا وكتاب في علمي الدراية والرجال.
الحسين بن علي بن محمد التمار النحوي يكنى أبا الطيب.
ذكره ابن حجر في لسان الميزان بهذا العنوان وقال: روى عن ابن
الأنباري و علي بن ماهان وغيرهما روى عنه الشيخ المفيد ذكره الطوسي عن
المفيد في الامامية اه‍. وفي الرياض الشيخ أبو الطيب الحسين بن علي
التمار: كان من أساتيذ المفيد ويروي عن أحمد بن مازن عن القاسم بن
سليمان كما في امالي الشيخ الطوسي. وفي تاريخ بغداد: الحسين بن
علي بن محمد أبو الطيب النحوي المعروف بالتمار حدث عن محمد بن أيوب
الرازي روى عنه أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك الجرجاني ثم ذكر حديثا
مسندا في سنده أبو العباس أحمد بن محمد بن الحسن بن مالك الجرجاني عن
المترجم عن محمد بن أيوب الرازي وساق السند إلى ابن عباس قال: لعن
رسول الله ص زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج.
الشيخ حسين بن علي بن محمد بن الحر العاملي المشغري
في أمل الآمل انه عم صاحب الآمل قال كان فاضلا عالما فصيحا
شاعرا صالحا سافر إلى أصفهان وأسكنه شيخنا البهائي في داره وكان يقرأ
عنده اي عند البهائي حتى مات شيخنا البهائي ومات بعده بمدة يسيرة
يروي عن الشيخ بهاء الدين وأروي عن والدي عنه وكان الشيخ حسن ابن
الشهيد الثاني جده لامه بنت الشيخ حسن وكذا أخوه الشيخ محمد بن الحر
ويأتي.
الشيخ حسين بن علي بن محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني
العاملي الجبعي
ولد سنة 1056 وتوفي في أصفهان سنة 1078 ودفن في المشهد
الرضوي.
في أمل الآمل كان فاضلا صالحا محققا قرأ على أبيه وذكره أبو في كتاب
الدر المنثور وأثنى عليه اه‍. وذرية الشهيد الثاني كلهم علماء فضلاء ولذلك
عرفوا بسلسلة الذهب. وفي الرياض ليس من العلماء المهرة.
الشيخ عز الدين حسين بن علي بن محمد بن سودون الشامي العاملي الميسي
كان حيا سنة 974.
في رياض العلماء فاضل فقيه جليل رأيت في استراباد من مؤلفاته
حاشية على الرسالة الألفية للشهيد وعلى النسخة خطه واجازته وصرح
بنسبته في تلك الإجازة كما نقلناه وهي حاشية حسنة بل شرح مشتمل على
الاستدلال في المسائل وفي آخر النسخة هكذا فرع منه العبد الفقير يوم
الاثنين في العشر الأخير من جمادى الآخرة حسين بن علي ابن سودون
العاملي سنة 974 فهو معاصر للشهيد الثاني اه‍. ولا ذكر له في أمل
الآمل.
مؤيد الدين أبو إسماعيل الحسين بن علي بن محمد ابن عبد الصمد
الأصبهاني الوزير المنشي المعروف بالطغرائي صاحب لامية العجم من ذرية
أبي الأسود الدؤلي
ولد سنة 453 في جي (1) من أصبهان وقتل سنة 513 أو 514 أو
515 أو 518 عن عمر تجاوز الستين وناهز السبعين وفي شعره ما يدل على
سنه بلغ 57 سنة لأنه قال وقد جاءه مولود:
هذا الصغير الذي وافى على كبر * أقر عيني ولكن زاد في فكري
سبع وخمسون لو مرت على حجر * لبان تأثيرها في ذلك الحجر
والله أعلم كم عاش بعد ذلك وفي كشف الظنون انه قتل ذبحا.
والطغرائي عن مختصر تاريخ ابن خلكان نسبة إلى الطغرا بضم
الطاء المهملة وسكون الغين المعجمة وبعد الراء ألف مقصورة وهي الطرة
التي تكتب على أعلى الكتب فوق البسملة بالقلم الغليظ ومضمونها نعوت
الملك الذي صدر الكتاب عنه وهي لفظة أعجمية اه‍. وفي معجم
الأدباء: الطغرائي نسبة إلى من يكتب الطغراء وهي الطرة التي تكتب في
أعلى المناشير فوق البسملة بالقلم الجلي تتضمن اسم الملك وألقابه وهي
كلمة أعجمية محرفة من الطرة اه‍. وفي الرياض في كونها أعجمية نظر كيف
وهي مشتملة على الطاء المهملة وهي لا تكون في اللغة العجمية بل في كونها
بالألف المقصورة نظر أيضا لأن الظاهر أنها بالممدودة اه‍. وكاتب الطغرا
يسمى الطغرائي وكان هو طغرائيا لسلطان محمد بن ملكشاه السلجوقي.
وفي الرياض: انما لقب بالطغرائي لأنه كان يكتب الطغرا في ديباجة
الأحكام السلطانية كما هو المتعارف الآن في بلاد الروم البلاد العثمانية
وفي خطبة الصدور في بلاد العجم اه‍. وفيه أيضا أن الطغرائي قد يطلق
على الوزير الجليل أبي الفتح وزير السلطان بركيارق بن سنجر وقد عزله
سنة 497 وكثيرا ما يشتبه أحدهما بالآخر.
أقوال العلماء فيه
في مسودة الكتاب: انه كان وزيرا للسلطان مسعود بن محمد
السلجوقي بالموصل وفيها أيضا انه كان صاحب الطغراء للسلطان محمد ابن
ملكشاه السلجوقي ويمكن أن لا يكون بينهما تناف وكان مشتغلا بعلم
الكيمياء وصنف فيه كتبا كما في كشف الظنون. ويدل على اشتغاله به تأليفه
الكثيرة فيه الآتي ذكرها. وفي معجم الأدباء: الأستاذ مؤيد الدين أبو
إسماعيل الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الأصبهاني المعروف
بالطغرائي كان آية في الكتابة والشعر خبيرا بصناعة الكيمياء له فيها
تصانيف أضاع الناس بمزاولتها أموالا لا تحصى وخدم السلطان ملكشاه بن
الب ارسلان وكان منشئ السلطان محمد مدة ملكه متولي ديوان الطغراء
وصاحب ديوان الإنشاء تشرفت به الدولة السلجوقية وتشوفت إليه المملكة
الأيوبية وتنقل في المناصب والمراتب وتولى الاستيفاء وترشح للوزارة ولم يكن
في الدولتين السلجوقية والأيوبية من يماثله في الإنشاء سوى أمين الملك أبي
نصر العتبي وله في العربية والعلوم قدم راسخ وله في البلادة المعجزة في
النظم والنثر، قال الإمام محمد بن الهيثم الأصفهاني كشف الأستاذ أبو
إسماعيل بذكائه سر الكيمياء وفك رموزها واستخرج كنوزها وقوله: كان
خبيرا بصناعة الكيمياء، لم يظهر المراد منه أ هو العلم بصناعتها فقط أم انه
كان يعلم كيفية صنعها وصحت معه فحول المعادن إلى ذهب وفضة؟ ربما
ظهر من قوله: أضاع الناس بمزاولتها أموالا لا تحصى، الأول. ولو
صحت معه لاشتهر ذلك وكان ذا ثروة عظيمة! وقال ابن خلكان في
تاريخه: الحسين بن علي بن محمد بن عبد الصمد الأصبهاني الطغرائي
غزير الفضل لطيف الطبع فاق بصنعة النظم والنثر توفي سنة 515. وفي



(1) في جي هذه ونهرها زندرود يقول إسماعيل عن محمد الجربازقاني:
قد اعتدلت أوقاتها وفصولها * وما استكرهت يقظاتها ومنامها
فمن حل " جيا " ليس يثني رحاله * وأنسي حاجات بأخرى انتظامها
لتشرب مياه (الزندرود) إذا اشتكت * من السقم نفس كي يخف سقامها
127
انساب السمعاني في المنشي: هذه النسبة إلى انشاء الكتب الديوانية
والرسائل والمشهور بهذه النسبة الأستاذ أبو إسماعيل الحسين بن علي بن عبد
الصمد المنشي الأصبهاني صدر العراق وشهرة الآفاق وذكر معه رجلا آخر.
وفي مرآة الجنان في حوادث سنة 514: فيها توفي الوزير مؤيد الدين
الحسين بن علي الأصبهاني كاتب ديوان الإنشاء للسلطان محمد ابن ملكشاه
كان من أفراد الدهر وحامل لواء النظم والنثر وهو صاحب لامية العجم.
وفي أمل الآمل: مؤيد الدين الحسين بن علي الأصبهاني المنشي المعروف
بالطغرائي فاضل عالم صحيح المذهب شاعر أديب قتل ظلما وقد جاوز ستين
سنة وشعره في غاية الحسن ومن جملته لامية العجم المشتملة على الآداب
والحكم وهي أشهر من أن تذكر وله ديوان شعر جيد. وفي الرياض: الشيخ
العميد الوزير مؤيد الدين فخر الكتاب أبو إسماعيل الحسين بن علي بن
محمد بن عبد الصمد الأصبهاني المنشي المعروف بالطغرائي الامامي الشهيد
المقتول ظلما الشاعر الفاضل الجليل المشهور صاحب لأمية العجم التي
شرحها الصندي بشرح كبير معروف وكان مشهورا بمعرفة علم الكيمياء
ويعتقد صحة ذلك وله فيه تأليفه اه‍.
ولاشتهاره بعلم الكيمياء قيل عن لاميته المعروفة بلامية العجم انها
رمز إلى علم الكيمياء وهو خيال فاسد كما قيل عن كتاب كليلة ودمنة مثل
ذلك.
وفي تاريخ السلجوقية لعماد الدين محمد بن محمد الأصفهاني بعد ما
ذكر مرض السلطان محمد ابن ملكشاه السلجوقي ما لفظه: واما الأستاذ
أبو إسماعيل الطغرائي فإنهم لما لم يروا في فضله مطعنا ولا على علمه من
القدح مكمنا أشاعوا بينهم انه ساحر وانه في السحر عن ساعد الحذق حاسر
وان مرض السلطان ربما كان بسحره وانه ان لم يصرف عن تصرفه فلا امن
من امره فبطلوه وعطلوه واعتزلوه وعزلوه اه‍.
قتله والسبب فيه
عن العماد الكاتب في كتاب نصرة الفترة وعصرة الفطرة، وهو
تاريخ الدولة السلجوقية ان الطغرائي كان ينعت بالأستاذ وانه كان وزير
السلطان مسعود بن محمد السلجوقي بالموصل وانه لما جرى بينه وبين أخيه
السلطان محمود المصاف بالقرب من همذان وكانت النصرة لمحمود فأول من
أخذ الأستاذ أبو إسماعيل وزير مسعود فأخبر به وزير محمود وهو الكمال
نظام الدين أبو طالب علي بن أحمد بن حرب السميرمي فقال الشهاب أسعد
وكان طغرائيا في ذلك الوقت نيابة عن النصير الكاتب: هذا الرجل
ملحد، يعني الأستاذ، فقال وزير محمود: من يكن ملحدا يقتل. فقتل
ظلما وقد كانوا خافوا منه لاقبال محمود عليه لفضله فاعتمدوا قتله بهذه
الحجة وكانت هذه الواقعة سنة 513 وقيل إنه قتل سنة 514 وقيل 518
وقد جاوز ستين سنة وقتل الكمال السميرمي الوزير المذكور الذي سعى
بقتل الطغرائي يوم الثلاثاء سلخ صفر سنة 516 في السوق ببغداد عند
المدرسة النظامية وقيل قتله عبد اسود كان للطغرائي لأنه قتل أستاذه بشر
القاتل بالقتل ولو بعد حين.
وقال الصفدي في شرح لامية العجم: أخبرني العلامة شمس الدين
محمد بن إبراهيم بن مساعد الأنصاري بالقاهرة المحروسة ان الطغرائي لما
عزم أخو مخدومه على قتله امر ان يشد إلى شجرة وان يوقف تجاه جماعة ليرموه
بالسهام، ففعل ذلك به وأوقف انسانا خلف الشجرة من غير أن يشعر به
الطغرائي، وأمره ان يسمع ما يقول، وقال لأرباب السهام: لا ترموه الا إذا
أشرت إليكم، فوقفوا والسهام في أيدهم مفوقة لرميه فأنشد الطغرائي في
تلك الحال هذه الأبيات:
ولقد أقول لمن يسدد سهمه * نحوي وأطراف المنية شرع
والموت في لحظات أحور طرفه * دوني وقلبي دونه يتقطع
بالله فتش في فؤادي هل يرى * فيه لغير هوى الأحبة موضع
أهون له لو لم يكن في طيه * عهد الحبيب وسره المستودع
فلما سمع ذلك رق له وأمر باطلاقه ذلك الوقت ثم إن الوزير عمل
على قتله فيما بعد وقتل اه‍.
مؤلفاته
المذكورة في معجم الأدباء 1 جامع الاسرار وتراكيب الأنوار في
الأكسير 2 حقائق الاستشهادات في كشف الظنون بين فيه اثبات الصناعة
ورد على ابن سينا في أبطالها بمقدمات من كتاب الشفاء والظاهر أنه غير الرد
على ابن سينا الآتي وقد ذكرا معا في كشف الظنون 3 ذات الفوائد 4
الرد على ابن سينا في ابطال الكيمياء 5 مصابيح الحكمة ومفاتيح الرحمة.
في الرياض نسبه إليه صاحب كتاب المصباح في علم المفتاح الذي هو في
ذلك العلم وذكر فيه ان الطغرائي قد استوفى في ذلك الكتاب الكلام على
الدلائل السمعية والاخبار والآثار في ثبوت هذا العلم وعبر عنه في كشف
الظنون بالمصابيح والمفاتيح وهذه الخمسة كلها في الكيمياء 6 ديوان شعره
مطبوع بمطبعة الجوائب 7 الارشاد للأولاد مختصر في الأكسير مذكور في كشف الظنون.
أشعاره
هو شاعر مجيد (1) وله ديوان شعر مطبوع بمطبعة الجوائب في الآستانة
وينسب إليه أشعار كثيرة في مدح أهل البيت ع لا توجد في ديوانه وكأنها
أسقطت منه.
لامية العجم
ومن مشهور شعره قصيدته المعروفة بلامية العجم لأن ناظمها عجمي
أصبهاني (2) نظمها ببغداد سنة 505 أولها:
أصالة الرأي صانتني من الخطل * وحلية الفضل زانتني لدى العطل
وذلك في مقابلة لامية العرب للشنفري العربي التي أولها:
أقيموا بني أمي صدور مطيكم * فاني إلى قوم سواكم لأميل
وكلاهما مشتمل على معان تعلم علو الهمة ومكارم الأخلاق، وروي
علموا أولادكم لامية الشنفري فإنها تعلمهم مكارم الأخلاق ولا تعلموهم
مقاطعة آل غسان. وقد شرح لامية العجم صلاح الدين بن ايبك الصفدي. وشرحها غير
الصفدي حتى زادت شروحها على العشرة، كما
عارضها وشطرها كثير من الشعراء وسارت أبياتها مسير الأمثال، وقال عنها
إسماعيل مظهر وهو يتحدث عن شعر الطغرائي: ان في شعر



(1) كان في الواقع الشاعر الأول في عصره.
(2) إذا اعتبرنا مكان الولادة فهو أصفهاني ولكن رأيت فيما تقدم انه من سلالة أبي الأسود الدؤلي.
128
الطغرائي، الثورة يخيم عليها هدوء نفسي قلما تأنسه في شاعر غيره.
وعندي ان هذه الصفة لم تتجل في شعر الطغرائي بقدر ما تجلت في
لاميته. وتأثر الغربيون بعناية العرب باللامية فعنوا بها وترجموها أكثر من
مرة وفي أكثر من لغة وبلاد. وأول ما ترجمت إلى اللاتينية عام 1629 وعنها
ترجمت إلى الفرنسية عام 1660 ويقول عنها كرنكو: لعلها أقدم نص من
الشعر العربي كان في متناول دائرة واسعة من أوروبا. وفي الرياض لامية
العجم قصيدة طويلة تنيف على ستين بيتا وقد أودعها كل غريبة اه‍، وقد
أوردها ياقوت في معجم الأدباء بتمامها اعجابا بها وكذلك ابن خلكان
أوردها بتمامها. ولشهرتها تركناها.
مختارات من شعره
في أمل الآمل من شعره قوله:
إذا ما لم تكن ملكا مطاعا * فكن عبدا لخالقه مطيعا
وان لم تملك الدنيا جميعا * كما تهواه فاتركها جميعا
هما نهجان من نسك وفتك * يحلان الفتى الشرف الرفيعا
وقوله:
يا قلب ما لك والهوى من بعد ما * طاب السلو وأقصر العشاق
أو ما بدا لك في الإفاقة والأولى * نازعتهم كأس الغرام أفاقوا
مرض النسيم وصح والداء الذي * أشكوه لا يرجى له إفراق
وهدا خفوق النجم والقلب الذي * ضمت عليه جوانحي خفاق
وفي خريدة القصر للعماد الكاتب انه كتب إليه الدهخدا أبو شجاع
ابن أبي الوفاء وكان من معاصريه بأصفهان وهو تائب من شرب الخمر
يستهديه شرابا:
يا من سما بجلاله * فخرا على كل الأنام
وغدت مكارم كفه * تغني العفاة عن
الغمام ان كنت قد نزهت * نفسك عن مساورة المدام
فأسير جودك نحو ما * نزهت نفسك عنه ظام
فامنن عليه بالشراب * وعش سعيدا ألف عام
فالعمر يركض كالسحاب * وكل عيش كالمنام
وأجل ما ادخر الفتى * شكر يبوح على الدوام
فاجابه الأستاذ الطغرائي بقوله:
من تاب من شرب المدام * ومن مقارفة الحرام
وسمت به النفس العزوب * عن التورط في الآثام
فاستحي ان تلقاه * منتجعا لأهداء المدام
وابني أحق بما سالت * لديه من بلل الأوام
فاستسقه فلديه ما * يغنيك عن سقي الغمام
واسرق من الأيام حظك * من حلال أو حرام
فالدهر ليس ينام عنك * وأنت عنه في منام
ومن شعره قوله:
جامل عدوك ما استطعت فإنه * بالرفق يطمع في صلاح الفاسد
واحذر حسودك ما استطعت فإنه * ان نمت عنه فليس عنك براقد
ان الحسود وان أراد توددا * منه أضر من العدو الحاقد
ولربما رضي العدو إذا رأى * منك الجميل فصار غير معاند
ورضا الحسود زوال نعمتك التي * أوتيتها من طارف أو تالد
فاصبر على غيظ الحسود فناره * ترمي حشاه بالعذاب الخالد
أوما رأيت النار تأكل نفسها * حتى تعود إلى الرماد الهامد
تضفو على المحسود نعمة ربه * ويذوب من كمد فؤاد الحاسد
وقوله في مدح العلم قوله:
من قاس بالعلم الثراء فإنه * في حكمه أعمى البصيرة كاذب
العلم تخدمه بنفسك دائما * والمال يخدم عنك فيه نائب
والمال يسلب أو يبيد لحارث * والعلم لا يخشى عليه سالب
والعلم نقش في فؤادك راسخ * والمال ظل عن فنائك ذاهب
هذا على الإنفاق يغزر فيضه * ابدا وذلك حين تنفق ناضب
وقال يسلي معين الملك فضل الله في نكبته ويحضه على الصبر: (1)
فصبرا معين الملك ان عن حادث * فعاقبة الصبر الجميل جميل
ولا تيأسن من صنع ربك انه * ضمين بان الله سوف يديل
فان الليالي إذ يزول نعيمها * تبشر ان النائبات تزول
ألم تر أن الليل بعد ظلامه * عليه لأسفار الصباح دليل
ألم تر ان الشمس بعد كسوفها * لها منظر يغشى العيون صقيل
وان الهلال النضو يقمر بعد ما * بدا وهو شخت الجانبين ضئيل
ولا تحسبن السيف يقصر كلما * تعاوره بعد المضاء كلول
ولا تحسبن الدوح يقلع كلما * يمر به نفح الصبا فيميل
فقد يعطف الدهر الأبي قياده * فيشفى عليل أو يبل غليل
ويستأنف الغصن السليب مضاره * فيورق ما لم يعتوره ذبول
ويرتاش مقصوص الجناحين بعد ما * تساقط ريش واستطار نسيل
وللنجم من بعد الرجوع استقامة * وللحظ من بعد الذهاب قفول
وبعض الرزايا يوجب الشكر وقعها * عليك وأحداث الزمان شكول
ولا غرو ان أخنت عليك فإنما * يصادم بالخطب الجليل جليل
وأي قناة لم ترنح كعوبها * وأي جسام لم يصبه فلول
أسأت إلى الأيام حتى وترتها * فعندك أضغان لها وذحول
وصارفتها فيما أرادت صروفها * ولولاك كانت تنتحي وتصول
وما أنت الا السيف يسكن غمده * ليردى به يوم النزال قتيل
أما لك بالصديق يوسف أسوة * فتحمل وطء الدهر وهو ثقيل
وما غض منك الحبس والذكر سائر * طليق له في الخافقين ذميل
فلا تذعنن للخطب آذاك ثقله * فمثلك للامر العظيم حمول
وان امرءا تعدو الحوادث عرضه * ويأسى لما يأخذنه لبخيل
ومن شعره قوله:
اما العلوم فقد ظفرت ببغيتي * منها فما احتاج ان أتعلما
وعرفت أسرار الحقيقة كلها * علما أنار لي البهيم المظلما
وورثت هرمس سر حكمته الذي * ما زال ظنا في الغيوب مرجما
وملكت مفتاح الكنوز بحكمة * كشفت لي السر الخفي المبهما
لولا التقية كنت أظهر معجزا * من حكمتي تشفي القلوب من العمى
أهوى التكرم والتظاهر بالذي * علمته والعقل ينهي عنهما



(1) معين الملك فضل الله بن محمد صاحب ديوان الانشاء والطغراء وبعد ان كان الأب وابنه من
مؤيدي الوزير السلجوقي نظام الملك المقربين إليه خاصماه فكانت نكتبتهما وكان السجن والتعذيب.
129
وأريد لا ألقى غيبا مؤسرا * في العالمين ولا لبيبا معدما
والناس إما جاهل أو ظالم * فمتى أطيق تكرما وتكلما
وقوله يصف طلوع الشمس وغروب البدر:
وكأنما الشمس المنيرة إذ بدت * والبدر يجنح للغروب وما غرب
متحاربان لذا مجن صاغه * من فضة ولذا مجن من ذهب
وقوله:
ايكية صدحت شجوا على فنن * فأشعلت ما خبا من نار أشجاني
ناحت وما فقدت ألفا ولا فجعت * فذكرتني أوطاري وأوطاني
طليقة من أسار الهم ناعمة * أضحت تجدد وجد الموثق العاني
تشبهت بي في وجد وفي طرب * هيهات ما نحن في الحالين سيان
ما في حشاها ولا في جفنها أثر * من نار قلبي ولا من ماء أجفاني
يا ربة البانة الغناء تحضنها * خضراء تلتف أغصانا بأغصان
ان كان نوحك اسعادا لمغترب * ناء عن الأهل ممني بهجران
فقارضيني إذا ما اعتادني طرب * وجدا بوجد وسلوانا بسلوان
ما أنت مني ولا يعنيك ما أخذت * مني الليالي ولا تدرين ما شاني
وقوله:
أقول لنضوي وهي من شجني خلو * حنانيك قد أدميت كلمي يا نضو
تعالي أقاسمك الهموم لتعلمي * بأنك مما تشتكي كبدي خلو
تريدين مرعى الريف والبدو ابتغي * وما يستوي الريف العراقي والبدو
هوى ليس يسلي القرب عنه ولا النوى * وشجو قديم ليس يشبهه شجو
فاسر ولا فك ووجد ولا أسى * وسقم ولا برء وسكر ولا صحو
عناء معن وهو عندي راحة * وسم زعاف طعمه في فمي حلو
وقوله:
انظر تر الجنة في وجهه * لا ريب في ذاك ولا شك
أما ترى فيه الرحيق الذي * ختامه من خاله مسك
شعره في أهل البيت
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب قوله:
نجوم العلى فيكم تطلع * وغائبها نحوكم يرجع
على يستقل فلا يستقر * به لهما دونكم مضجع
ومن شعره قوله:
توعدني في حب آل محمد * وحب ابن فضل الله قوم فأكثروا (1)
فقلت لهم لا تكثروا ودعوا دمي * يراق على حبي لهم وهو يهدر
فهذا نجاح ظاهر لمعيشتي * وذاك نجاة أرتجي يوم أحشر
وقوله:
حب اليهود لآل موسى ظاهر * وولاؤهم لبني أخيه بادي
وامامهم من نسل هارون الأولى * بهم اهتدوا ولكل قوم هادي
وارى النصارى يكرمون محبة * لنبيهم نجرا من الأعواد
وإذا تولى آل أحمد مسلم * قتلوه أو وسموه بالالحاد (2)
هذا هو الداء العياء بمثله * ضلت حلوم حواضر وبوادي
لم يحفظوا حق النبي محمد * في آله والله بالمرصاد 268:
أبو عبد الله الحسين بن علي المصري
قال النجاشي الحسين بن علي أبو عبد الله المصري متكلم ثقة سكن
مصر وسمع من علي بن قادم وأبي داود الطيالسي وأبو سلمة ونظرائهم له
كتب منها كتاب الإمامة والرد على الحسن بن علي الكرابيسي اه‍. وفي
الخلاصة فقيه بدل ثقة وفي النقد لعله اشتباه اه‍. ومعلوم ان العلامة انما
يتبع النجاشي في مثل هذا فيظن ان نسخته من رجال النجاشي كان فيها
فقيه بدل ثقة لكن جميع نسخ النجاشي والمنقول عنها مما رأيناه فيها ثقة بدل
فقيه والله أعلم، وفي منهج المقال اعلم أن علي بن قادم لم يذكره أصحابنا
الا في مثل هذه الوسائل وفي تقريب ابن حجر علي بن قادم الخزاعي الكوفي
يتشيع الخ اه‍. وفي تهذيب التهذيب عن ابن سعد كان علي بن قادم شديد
التشيع اه‍، وتأتي ترجمته في بابها واما أبو داود الطيالسي فهو سليمان بن داود
البصري في منهج المقال لعله يتشيع أيضا أقول لم يذكره أحد بالتشيع لكن
ذكره غيرنا وبالغوا في حفظه لكنهم قالوا كان كثير الغلط وله ترجمة مطولة في
تهذيب التهذيب وأما أبو سلمة ففي منهج المقال كأنه منصور بن سلمة بن
عبد العزيز وأبو سلمة هذا ليس من الشيعة ويستفاد من هذه الترجمة روايته
عن غير الشيعة واختلاطه بهم وسعة روايته وانه من أهل أواخر المائة الثانية
أو أوائل الثالثة فعلي بن قادم توفي 213 أو 212 والطيالسي 203 أو
204 وأبو سلمة 209 أو 7 أو 10.
أبو علي الحسين بن علي المقري المعروف بابن الدمنشي
مات سنة 491.
هكذا ترجمه ياقوت في معجم البلدان نقلا عن تاريخ دمشق والذي
في تاريخ دمشق المطبوع الحسين بن علي المعروف بالمقري الدمنشي.
والدمنشي نسبة إلى دمنش كما في معجم البلدان فما في تاريخ ابن
عساكر المطبوع من وصفه بالدمشقي الظاهر أنه تصحيف.
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: سمع الحديث من ابن أبي الحديد
سمع أبا الحسن بن أبي الحديد وبلغني انه كان رافضيا وهو الذي سعى
بأبي بكر الخطيب صاحب تاريخ بغداد إلى أمير الجيوش وقال هو ناصبي
يروي فضائل الصحابة واخبار خلفاء بني العباس في الجامع فكان ذلك
سبب اخراج الخطيب من دمشق وحكى عنه انه كان لا يقرئ سورة الفاتحة
لاحد ويزعم أنه قرأها على جبرائيل. مات سنة 491 اه‍. وهكذا ضاع
الاسلام بين النبز بالرافضي والناصبي ومما يكاد يقضي منه العجب قوله لا
يقرئ سورة الفاتحة لاحد ويزعم أنه قرأها على جبريل فهل كان مدعيا
للنبوة ولا شئ أعجب من ايداع ابن عساكر أمثال هذه الأكاذيب الفاضحة
في كتابه ومن الكذب عليه بهذا تعلم حال باقي ما نقل عنه.
السيد علاء الدين حسين بن علي بن مهدي الحسيني.
في الرياض كان من أكابر سادات العلماء ومن مشايخ قطب الدين
الكيدري كما يظهر من مطاوي كتاب مناهج النهج له وقد اثنى عليه فيه
فقال: أخبرنا السيد الإمام الاجل الأفضل علاء الدين شهاب الاسلام
افتخار العترة سيد الاشراف والعلماء الحسين بن علي بن مهدي الحسيني دام
شرفه وهو يروي عن الشيخ الأجل كافي الدين أبي الحسن علي بن محمد بن



(1) يقصد بابن فضل الله معين الملك المتقدم ذكره، وهو ذو الفضل علي الطغرائي الممهد له
الوصول إلى (نظام الملك). وبعد نكبة معين الملك ودخوله السجن ظلل الطغرائي وفيا له،
ينظم الشعر في تعزيته ويصف تخلي الناس عنه وشماتة الشامتين ويعدد سجاياه ولكنه عاد
بعد ذلك إلى نظام الملك.
(2) مما يذكر ان الطغرائي نفسه قتل بهذه التهمة كما تقدم. المؤلف.
130
أبي نزار الواسطي بمدينة الموصل الشرقية في 27 من شوال في سنة 593 عن
الفقيه رشيد الدين أبي الفضل شاذان بن جبرائيل القمي اه‍.
الشيخ حسين بن الشيخ علي بن نجم الملقب بأبي قفطان السعدي من آل
رباح الدجيلي القفطاني.
توفي بعد سنة 1280 بالنجف ودفن في الصحن الشريف في جهة
باب الطوسي وقد تجاوز التسعين.
كان شاعرا وله قصائد في رثاء الحسين ع تقدمت في
ترجمة أخيه الحسن.
الحسين بن علي بن نجيح الجعفي مولاهم الكوفي أبو عبد الله.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان
الميزان ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن جعفر الصادق.
الحسين بن علي النوبختي
مر بعنوان أبو عبد الله الحسين بن علي بن عباس بن إسماعيل بن أبي
سهل بن نوبخت.
الشيخ حسين علي بن نوروز علي الملايري التويسركاني الأصفهاني.
توفي 28 صفر سنة 1286 كما في الذريعة ومسودة الكتاب وكتاب
شهداء الفضيلة وفي مستدركات الوسائل سنة 1296 ودفن في أصفهان في
تخت فولاذ.
أقوال العلماء فيه
في مستدركات الوسائل العالم العلم والفقيه المسلم الحبر الصمداني
المولى حسين علي الملايري التويسركاني وفي كتاب شهداء الفضيلة وصفه
بالعلامة وقال نال في أصبهان رياسة التدريس والقضاء والإفتاء.
مشايخه
منهم الشيخ محمد تقي بن عبد الرحيم الطهراني المتوطن بأصبهان
صاحب حاشية المعالم المشهورة ويروي عنه إجازة.
تلاميذه
1 السيد عبد الغفار ابن السيد محمد حسين الحسيني التويسركاني
2 الشيخ عبد الحسين الطهراني باقر الهمذاني كما في شهداء الفضيلة
ويروي عنه إجازة كما في المستدركات 3 الشيخ محمد تقي ابن الآقا 4
الميرزا حبيب الله بن فتح علي الكرماني.
مؤلفاته
1 كشف الاسرار في شرح الشرائع 11 مجلدا 2 المقاصد العلية
حاشية على القوانين في مجلدين 3 فصل الخطاب في أصول الفقه مجلدان
ولتلميذه الميرزا حبيب الله بن فتح علي الكرماني حواش عليه 4 تعليقات
على الجامع العباسي 5 أصول العقائد ومكارم الأخلاق.
الميرزا حسين ابن الملا علي النوري الأصفهاني الفيلسوف.
النوري نسبة إلى نور بوزن لفظ الضياء بلدة في بلاد العجم خرج
من أصفهان بلدة في بلاد العجم خرج من أصفهان إلى العراق وأقرأ
الفلسفة في كربلاء لجماعة منهم علي محمد خان نظام الدولة وكان فيلسوفا
جامعا بين المعقول والمنقول رجع إلى طهران وأقام بها محترما معززا من
الأعيان وولاة الأمور.
السيد حسين الحمامي بن علي ابن السيد هاشم.
مولده وفاته.
ولد سنة 1298 في النجف الأشرف وتوفي ببغداد حيث كان يستشفي
في جمادى الأولى سنة 1379 ونقل إلى النجف ودفن فيها مقابل مرقد الشيخ
الطوسي. ولقبه الحمامي جاءه من قبل جده السيد هاشم الذي كان
يملك حماما في حي المشراق في النجف.
دراسته وأساتذته
درس في النجف القراءة والكتاب ثم تابع دراسة المقدمات من نحو
وصرف ومنطق ومعان وبيان على يد أساتيذ ايرانيين وعامليين. وفي خلال
ذلك توفي والده فرعاه عمه السيد جواد. وواصل الدرس والتدريس بتقدم
حتى جاءت الحرب العالمية الأولى فكان مع العلماء الذين لبوا داعي الجهاد
وسار تحت لواء السيد مهدي الحيدري حتى نهاية تلك الاحداث التي
استمرت ستة أشهر، فعاد إلى النجف منصرفا إلى ما كان عليه.
وقد درس الأصول على الشيخ كاظم الخراساني والفقه على السيد
كاظم اليزدي والشيخ فتح الله المعروف بشيخ الشريعة الأصفهاني، وظل
ملازما درس الخراساني اثنتي عشرة سنة، وبعد وفاته لزم درس اليزدي
ثماني سنين، ثم لزم درس شيخ الشريعة حتى وفاته كما حضر مدة درس
الشيخ علي باقر الجواهري. وبعد وفاة شيخ الشريعة استقل في الدرس
والتدريس طيلة عشرين سنة.
ويعد من أساتذته مضافا إلى من تقدم كل من ميرزا محمد الطهراني
والشيخ علي النوري والسيد علي أصغر وكانت دراسته عليهم في دروس
الحكمة والكلام.
مرجعيته
بعد وفاة السيد أبو الحسن الأصفهاني عاد إليه كثيرون من مقلدي
السيد أبو الحسن وقام مقامه في امامة الصلاة وأصدر رسالته العملية هداية
المسترشدين. وكان في أول عهده يلقي دروسه في المدرسة البادكوبية
بمحلة المشراق ثم انتقل إلى داره ولما كثر طلابه انتقل إلى مسجد صاحب
الجواهر ثم إلى المسجد الهندي فكان يدرس فيه ليلا أصول الفقه وصبحا
الفقه. ولما بني المسجد المقابل لمسجد الطوسي صار درسه الصباحي في هذا
المسجد وقد تخرج عليه العديد من العراقيين والعامليين.
مراثيه
من قصيدة الشيخ عبد المهدي مطر:
أي نفس لك قد روضتها * لم يخف راكبها يوما عثارا
طبعت من لمحة اللطف فلم * تنفجر غيظا ولم تقدح شرارا
عفة لم تتخذ زبرجها * مركضا كلا ولا الدنيا مغارا
العفاة استقبلت محنتها * دهشة بعدك إذ عادت حيارى
لك نفس في الرضا هادئة * تخمد النار إذا شبت أوارا



(1) مما استدركناه على الطبعة الأولى (ح).
131
ولقد كنت بعيد الأفق عن * فتنة الناس وان ماجت بحارا
فلذاك امتزجت فانصهرت * في القلوب الطهر دنياك انصهارا
شربت حبك عبا أ ترى * كيف فجرت مآقيها غزارا
قد فقدنا اي نفس سمحة * لا ترى ممن يدانيها نفارا
وجمال خفة الطبع بمن * يملأ النادي إذ اكتظ وقارا
وقال السيد موسى بحر العلوم مؤرخا وفاته:
يا للهدى من حادث قد جرى * له دم القلب من المقلتين
دهى الغريين وراحت لظى * أشجانها تلتهم الخافقين
فقلت في موجز تاريخه:
روعت الدنيا بموت الحسين 1379 ه‍
مؤلفاته
ترك العديد من المؤلفات طبع بعضها والبعض الآخر لم يطبع.
1 تعليقة على كتاب ذخيرة الصالحين رسالة عملية مطبوعة.
2 حاشية على كتاب وسيلة النجاة طبعت مرتين بكلا جزءيها
العبادات والمعاملات في مجلدين. 3 هداية المسترشدين رسالة عملية
جزءين عبادات ومعاملات طبع مرتين العبادات ومرة واحدة المعاملات.
4 مناسك الحج مطبوع. 5 كتاب سؤال وجواب يتضمن الأسئلة
التي ترد عليه من مراجعيه مع أجوبتها وهو كتاب فقهي مرتب ومبوب ولربما
تكون في طية مسائل أصولية أو غيرها مطبوع 6 حاشية على رسالة
المرحوم الميرزا النائيني غير مطبوع. 7 تقريرات في الأصول متلقاة من
دروس أستاذه الآخوند صاحب الكفاية غير مطبوع. 8 تقريرات في
الفقه اخذها عن أستاذيه السيد كاظم اليزدي وشيخ الشريعة غير مطبوع.
9 تقريرات في الحكمة والكلام والفلسفة اخذها عن أساتذته الميرزا
محمد الطهراني والشيخ علي النوري والسيد علي أصغر هزار جريبي غير
مطبوع. 10 المسائل النجفية وهو كتاب استدلالي مفصل يشمل على
جملة كثيرة من مسائل الفقه والأصول سأله بها جماعة العلماء في النجف
فأجاب عنها استدلالا وتفصيلا، غير مطبوع.
أولاده
خلف المترجم ثلاثة أولاد السيد محمد علي وهو أكبرهم، والسيد عبد
الكريم وقد توفي بعد والده بثلاث سنين، والسيد محسن وهو أصغرهم.
الشيخ حسين بن علي بن هند
في الرياض من قدماء الأصحاب ويروي ابن طاوس في المهج بعض
الاخبار والأدعية عن كتاب بخطه ولم اعلم من أحواله أزيد من هذا اه‍.
الحسين بن علي الواعظ البيهقي
المدعو بالكاشفي مر بعنوان الحسين بن علي الكاشفي.
الحسين بن علي بن يقطين
أخو الحسن ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب أبي الحسن الرضا ع
وقال إنه ثقة وفي لسان الميزان ذكره الطوسي في رجال الشيعة من الرواة عن
موسى الكاظم وكان أبوه من كبار الدعاة في الدولة العباسية اه‍. وقد
سمعت ان الشيخ ذكره في أصحاب الرضا لا في أصحاب الكاظم.
التمييز
في مشتركات الكاظمي يعرف الحسين بن علي بن يقطين برواية
أحمد بن محمد بن عيسى عنه وأحمد بن محمد بن أبي نصر وحيث لا تمييز
فالوقوف ولم يذكره المصنف يعني الطريحي وزاد بعض المعاصرين نقلا عن
مشتركات الكاظمي انه قال وروايته هو عن أبيه قال وقد وقع في التهذيب
رواية الحسين هذا عن أبي الحسن الأول ع بغير واسطة وهو سهو اه‍.
وعن جامع الرواة انه نقل فيه رواية محمد بن
أحمد بن يحيى عن محمد بن عيسى عنه ورواية علي بن أبي حمزة عنه.
الحسين بن عمارة البرجمي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي رواية
ابن محبوب عنه كما يأتي ما يشير إلى وثاقته.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية ابن محبوب عنه مرارا.
الحسين بن عمار الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويحتمل كونه
الأول.
الحسين بن عمرو بن إبراهيم الهمذاني.
في التعليقة حكم الصدوق بجهالته وجهالة أبيه وجده. روى عنه
الحسن بن علي الكوفي وسيجئ عمرو بن يزيد الهمذاني انش.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية محمد بن أحمد بن يحيى عن الحسن
عن الحسين بن عمرو عن أبيه عمرو بن إبراهيم الهمذاني ورواية أحمد بن
النضر عن الحسين بن عمرو بن إبراهيم الهمذاني عن يحيى بن سعيد بن
المسيب.
الحسين بن عمرو بن شداد الأزدي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الحسين بن عمرو بن يزيد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي
التعليقة لا يبعد ان يكون ابن عمرو السابق والذي ذكره قبل هذا
الحسين بن عمرو بن محمد بن شداد فأين هو من عمرو بن يزيد وكذا ان
أراد ابن عمرو بن إبراهيم.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية محمد بن سليمان ويونس عن عمرو
بن يزيد عن الصادق ع فيوشك ان يكون هو هذا.
الحسين بن عمران بن شاهين صاحب البطيحة
قتل سنة 372.
وأبوه عمران بن شاهين هو المنسوب إليه مسجد عمران بالمشهد
العلوي الشريف بالنجف كان أمير البطيحة بعد أبيه محبوبا عند الناس قال
ابن الأثير في حوادث سنة 372 فيها قتل الحسين بن عمران بن شاهين

132
صاحب البطيحة، قتله أخوه أبو الفرج واستولى على البطيحة وكان سبب
قتله انه حسده على ولايته ومحبة الناس له فاتفق ان أختا لهما مرضت فقال له
أبو الفرج ان أختنا مشفية فلو عدتها ففعل ورتب أبو الفرج في الدار نفرا
يساعدونه على قتله فلما دخل الحسين الدار تخلف عنه أصحابه ودخل أبو
الفرج معه وبيده سيف فقتله ووقعت الصيحة فصعد إلى السطح وأعلم
العسكر بقتله ووعدهم الاحسان فسكتوا وبذل لهم المال فأقروه في الامر
وكتب إلى بغداد يظهر الطاعة ويطلب تقليده الولاية وكان متهورا جاهلا
اه‍.
الحسين بن عمرو بن سلمان
قال النجاشي الحسين بن قتلا سليمان أخبرنا محمد بن محمد حدثنا
الحسن بن حمزة حدثنا ابن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن
الحسين بن عمرو اه‍. ومن المعلوم ان النجاشي انما يذكر المؤلفين فهل هذا
السند لرواية كتاب له الله اعلم.
الحسين بن عمر بن يزيد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب أبي الحسن الرضا ع
وقال ثقة وقال الكشي في الحسين بن عمر جعفر بن أحمد عن يونس بن
عبد الرحمن عن الحسين بن عمر قلت له أي للرضا ان أبي أخبرني انه دخل
على أبيك فقال له اني احتج عليك عند الجبار انك امرتني بترك عبد الله
وانك قلت انا أمام، فقال نعم، فما كان من أثم ففي عنقي فقال واني
احتج عليك بمثل حجة أبي على أبيك فإنك أخبرتني بان أباك قد مضى وانك
صاحب هذا الامر من بعده فقال نعم فقلت له اني لم اخرج من مكة حتى
كاد يتبين لي الامر وذلك أن فلانا أقرأني كتابك تذكر ان تركة صاحبنا عندك
فقال صدقت وصدق اما والله ما فعلت ذلك حتى لم أجد بدا ولقد قلته على
مثل جدع انفي ولكني خفت الضلال والفرقة اه‍. والمراد بالحسين بن
عمر في هذا الخبر هو ابن يزيد والخطاب مع الرضا الذي هو من أصحابه
ويدل عليه قوله بترك عبد الله وهو الأفطح ابن الصادق ع الذي
ادعى فيه الفطحية الإمامة وقوله أيضا بان أباك قد مضى إشارة إلى ما يقوله
الواقفة بان الكاظم حي وقوله قلته على مثل جدع انفي إشارة إلى الخوف
والتقية من اظهار ذلك. وروى الكشي أيضا عن نصر بن الصباح حدثني
إسحاق بن محمد البصري عن القاسم بن يحيى عن حسين بن عمر بن يزيد
دخلت على الرضا ع وانا شاك في إمامته وكان زميلي في طريقي
رجلا يقال له مقاتل بن مقاتل وكان قد مضى على إمامته بالكوفة فقلت له
عجلت فقال عندي في ذلك برهان وعلم، قال الحسين فقلت للرضا ع
مضى أبوك فقال اي والله وانه لفي الدرجة التي فيها رسول الله ص
وأمير المؤمنين ع ومن كان أسعد ببقاء أبي مني ثم قال إن الله تبارك
وتعالى يقول: والسابقون السابقون أولئك المقربون العارف للإمامة حين
يظهر الامام ثم قال ما فعل صاحبك قلت من قال مقاتل بن مقاتل المسنون
الوجه الطويل اللحية الأقنى الأنف وقال اما اني ما رأيته ولا دخل علي
ولكن آمن وصدق فاستوص به فانصرفت من عنده إلى رحلي فإذا مقاتل
راقد فحركته ثم قلت لك بشارة عندي لا أخبرك بها حتى تحمد الله ماية
مرة ففعل ثم أخبرته بما كان وروى الكليني في الكافي في باب ما يفصل به
بين دعوى المحق والمبطل في الإمامة بسنده عن الحسين بن عمر بن يزيد قال
دخلت على الرضا ع وانا يومئذ واقف وقد كان أبي سال أباه عن
سبع مسائل فاجابه في الست وامسك عن السابعة فقلت والله لا سألته كما
سال أبي أباه فان أجاب بمثل جواب أبيه كانت دلالة فسألته فأجاب بمثل
جواب أبي في المسائل الست فلم يزد في الجواب واوا ولا ياء وامسك عن
السابعة وقد كان قال أبي لأبيه أني لأحتج عليك عند الله يوم القيامة بأنك
زعمت أن عبد الله لم يكن إماما فوضع يده على عنقه فقال له نعم احتج
علي: ذلك عند الله الحديث ويأتي في مقاتل بن مقاتل صدر هذا
الحديث وفي التعليقة: مر في الفائدة الأولى عدم ضرر أمثال ذلك وفي
الخلاصة الحسين بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا ع ثقة
اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن عمر بن يزيد
الثقة صاحب الرضا ع برواية يونس بن عبد الرحمن عنه وزاد
الكاظمي رواية الحسن بن محبوب عنه قال وقد وقعت في أسانيد الشيخ
رواية سعد بن عبد الله عن الحسين بن عمر بن يزيد وهي محتملة له على
بعد اه‍ وعن جامع الرواة أنه نقل رواية القاسم بن محمد الجوهري وعلي بن
الحكم ومحمد بن أحمد بن يحيى عنه.
السيد حسين العميدي النجفي
من أهل أواخر القرن العاشر.
عالم فاضل مؤلف وهو شيخ مشايخ السيد حسين بن حيدر العاملي
الكركي له شرح تهذيب العلامة في الأصول.
الحسين بن عنبسة الصوفي
قال النجاشي وجدت بخط ابن نوح فيما وصى إلي به من كتبه حدثنا
الحسين بن علي البزوفري حدثنا حميد سمعت من الحسين بن عنبسة الصوفي
في كتابه النوادر. ومر عن النجاشي الحسن بن عنبسة الصوفي له كتاب
نوادر يرويه عنه حميد وحمل ذكر النجاشي له هنا على التصحيف.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن عنبسة برواية
حميد عنه.
الحسين بن عون ابن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي
في لسان الميزان دوري عن أبيه وغيره وعنه محمد بن عبد الجبار
السدوسي ذكر له أبو الفضل الشيباني خبرا ظاهر البطلان في وفاة السيد
الحميري اه‍ وظهور بطلانه لعله لاشتماله على كرامة للإمام الصادق ع
مما لا يقتضي بطلانا.
السيد حسين الغريفي الموسوي البحراني
مضى بعنوان حسين بن حسن.
الحسين الغزال الكنتجي
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال يروي عن العياشي.
الشيخ حسين بن غلام رضا الفيروزآبادي الحائري
ذكر صاحب الذريعة ان له مجموعة ذكر فيها ان مؤلف جنة الملوك
الشيخ علي بن رستم.

133
الشيخ حسين بن فادار بن الحسين
عالم فاضل يروي عنه إجازة الشيخ الرشيد أبو الحسن علي ابن
محمد بن علي القاشاني واجازته له مذكورة في رياض العلماء في ترجمة المجاز
له. وفي الذريعة المظنون ان المجاز له هو الشيخ رشيد الدين أبو الحسن
علي بن محمد بن علي الشعري أو الشعيري الذي كتب له الشيخ عبد
الرحيم بن أحمد المشهور بأبي الفضل بن الاخوة البغدادي إجازتين مختصة
ومشتركة في كاشان سنة 542 والمجيز هو الشيخ أفضل الدين الحسن بن
فادار القمي امام اللغة ووالد الشيخ سديد الدين أبي محمد بن الحسن بن
فادار القمي المذكورين في فهرس منتجب الدين وفي الرياض الحسن بن
وفادرا اه‍ أقول لعله الصواب اي صاحب الوفا اما فادار فلا يظهر له معنى
ويكون الصواب أيضا انه الحسن مكبرا لا الحسين مصغرا والله أعلم.
الشيخ موفق الدين الحسين بن الفتح الواعظ البكرآبادي الجرجاني.
في فهرست منتجب الدين بعد وصفه بالشيخ الامام الواعظ قال فقيه
صالح ثقة قرأ على الشيخ أبي علي الطوسي وقرأ الفقه عليه الشيخ الامام
سديد الدين محمود الحمصي رحمهم الله اه‍. وفي الرياض: صرح
الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي في مكارم الأخلاق بان والده أبا
علي الفضل بن الحسن الطبرسي يروي عن الحسين بن الفتح الواعظ
الجرجاني هذا في مشهد الرضا ع وان الحسين هذا يروي عن
الشيخ أبي علي ولد الشيخ الطوسي حديث وصية النبي ص لأبي ذر الغفاري
اه‍.
الشيخ حسين بن الفتوني العاملي النباطي.
في أمل الآمل كان فاضلا صالحا جليل القدر.
الحسين أبو علي بن الفرج أبي قتادة البغدادي
ذكره الشيخ في الفهرست وقال له كتاب في صفة النبي ع
أخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد والحميري
عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبي علي الحسين بن الفرج أبي قتادة
البغدادي عن رجاله وذكره فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عنه
أحمد بن أبي عبد الله البرقي
التمييز
في مشتركات الكاظمي يعرف الحسين أنه أبو علي بن الفرج برواية
أحمد بن أبي عبد الله البرقي عنه.
الشيخ حسين بن فقيه علي حامد
عالم فاضل من أهل أواخر المائة التاسعة في الذريعة وجدت شهادته
على بيع كتاب تفسير أبي الفضل الديلمي بما صورته انه اشترى الكتاب
المذكور السيد ناصر كيا بن السيد رضى كيا التيمجأني سنة 892 بشهادة
شرف الموالي والفضلاء مولانا حسين بن فقيه علي حامد.
الحسين بن القسام
في كشف الظنون: كتاب الطبائع من كلام المهدي من الشيعة وهو
لحسين بن القاسم وهو مشتمل على كثير مما سال عنه ورزين بن أحمد الهلالي
ولذلك كان الثالث من كتب المعجزة اه‍. ورغم إغلاق هذا الكلام وعدم
ظهور المراد منه يظن أن الحسين بن القاسم من شرط كتابنا.
الحسين بن القاسم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع ويمكن كونه
العياشي الآتي المذكور في أصحاب الكاظم ع.
أبو عبد الله المهدي بالله الحسين بن القاسم الرسي ابن إبراهيم طباطبا بن
إسماعيل الديباج بن إبراهيم الشبيه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي
طالب ع.
توفي بصعدة سنة 298.
في عمدة الطالب كان سيدا كريما اه‍. وفي الذريعة له جوابات
المسائل الواردة من البلاد ذكره في شرح الرسالة الناصحة وله كتاب الإمامة
في اثبات الإمامة والوصية وله التوحيد والعدل اه‍.
السيد فخر الدين الحسين بن جلال الدين أبي جعفر القاسم النقيب ابن
الزكي الثالث أبي منصور الحسن ابن النقيب أبي طالب الزكي الثاني بن أبي
منصور الحسن الزكي الأول بن أحمد بن الحسن بن أبي عبد الله الحسين
القصري نزل قصر ابن هبيرة فنسب إليه ابن أبي الطيب محمد بن الحسين
الفيومي بن أبي القاسم علي بن أبي عبد الله الحسين الخطيب بن أبي القاسم
علي المعروف بابن معية وهي أمة ابن الحسن بن الحسن بن إسماعيل
الديباج بن إبراهيم الغمر ابن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع.
في عمدة الطالب كان على قاعدة أبيه صدرا نقيبا بالبلاد الفراتية
اه‍. وبنو معية كانوا سادة علماء حلماء أجلاء وفيهم نسابون.
الحسين بن قاسم بن حمزة نقيب الأهواز بن أحمد ابن أبي الحسين علي
كتيلة بن يحيى بن يحيى بن الحسين ذي العبرة ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع.
مذكور في عمدة الطالب في سلسلة النسب.
الحسين بن القاسم العياشي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع.
الحسين بن القاسم بن محمد بن أيوب بن شمون أبو عبد الله الكاتب.
قال النجاشي كان أبوه القاسم من أجلة أصحابنا له كتاب أسماء أمير
المؤمنين ع من القرآن وكتاب التوحيد أخبرنا أحمد بن عبد الواحد
حدثنا أبو طالب الأنباري عنه بكتبه وفي الخلاصة قال النجاشي كان أبوه
القاسم من أجلة أصحابنا ولم ينص على تعديل الحسين وقال ابن الغضائري
الحسين بن القاسم بن محمد بن أيوب ابن شمون ضعفوه وهو عندي ثقة
قال، ولكن بحث فيمن يروي عنه قال وكان أبوه القاسم من وجوه الشيعة
ولكن لم يرو شيئا اه‍. وتوثيق ابن الغضائري له مع كثرة غمزه في الرجال
يكون أقرب إلى الاعتماد.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن القاسم بن محمد
برواية أبي طالب الأنباري عنه
حسين بن قاسم بن يحيى بن زين بن يوسف بن موسى بن خليل بن
زين ابن حسين الشحوري الصيداوي العاملي.
هو خال الحاج علي الزين والد صاحب مجلة العرفان قال العالم

134
الفاضل الشيخ عبد الكريم الزين فيما كتبه إلينا: كان أديبا لبيبا شاعرا كاتبا
حاسبا ماهرا حسن الخط العربي وكتب القرآن الشريف بالقلم الغليظ الاعلى
وكان يكتب بيده اليسرى من جهة اليمين وقد شطر الأزرية. ولقد سمعته
مرة يتلوها على جماعة منهم الشيخ موسى شرارة والسيد يوسف شرف الدين
وذلك سنة 1301 والآن لم أعثر على شئ منها. وله تشطير كثير ومقاطيع
وقد ذهبت أشعاره وآثار كتبه إذ لم يخلف غير بنت واحدة اه‍. وكان في
عصرنا ولم أره وحدثني عنه بعض بني عمنا انه كان يكتب الخط الجيد بيده
اليسرى من جهة اليمين وانه أنشدهم تشطير الأزرية ولم يتيسر لنا الاطلاع
على تاريخ ولادته ووفاته وله شعر كثير لو جمع لكان ديوانا كبيرا لكنه ضاع
وله مشطرا هذه الأبيات وقد أدرجت في مجلة العرفان م 20 ص 501 لكن
مزج الأصل بالتشطير ولم يميز بينهما وجعل الجميع له ووقع فيها سقط أشرنا
إليه:
إلا م تسر وجدك وهو باد * وكم تخفي الهوى والدمع صب
وتزعم قلبك النشوان صاح * وتلهج بالسلو وأنت صب)
ولولا الحب لم تك مستهاما * ولا ألف الصبابة منك قلب
تهيم صبابة في كل شعب * وغير الصب لا يصيبه شعب
وليس هوى المهى الاعذاب * وحتف للنفوس أجل وسلب
سقط هنا بيت مع تشطيره:
تشب ومنزل الأحباب دان * فكيف وطيسها ان جد ركب
سقط هنا شطر من الأصل وشطر من التشطير:
لحا الله الحوادث كم رمتني * بكرب لا يفل عراه عضب
ومن دهري المعاند بت أرمي * بفادحة لها ظهري أجب
وله مشطرا قصيدة الملا عباس ابن الملا علي النجفي الشهيرة وهي:
عديني وامطلي وعدي عديني * وبعد المطل ان شئت صليني
وجودي بالتواصل والتداني * وديني بالصبابة فهي ديني
ومني قبل بينك بالأماني * فقد حانت بان تقضي ديوني
نشدتك بالهوى ان لا تبيني * فان منيتي في أن تبيني
سلي شهب الكواكب عن سهادي * وسحب الغيث عن دمعي الهتون
خذي خبر المجرة عن لحاظي * وعن عد الكواكب فاسأليني
صلى دنفا بحبك أوقفته * دواعي البين في ألم مهين
الا رقي لصب غادرته * نواك على شفا جرف المنون
أما وهوى ملكت به فؤادي * إليك صبابتي ومدى حنيني
فاقسم بالعيون وان سبتني * وليس وراء ذلك من يمين
لأنت أعز من نفسي عليها * ومن أهلي وما ملكت يميني
ومن ريب الزمان فدتك نفسي * ولست أرى لنفسي من قرين
أما لنواكم أمد فيقضي * ويدني الوصل نائية الظعون
وأحظى باللقاء ولو بطيف * إذا لم تقض عندكم ديوني
وكنت أظن أن لكم وفاء * ويأبى ذاك مخضوب اليمين
وكنت أظن أن لكم ذماما * لقد خابت لعمر أبي ظنوني
هبوني ان لي ذنبا وما لي * ذنوب في الغرام فأنصفوني
هبوني مذنبا فاعفوا بما لي * سوى كلفي بكم ذنب هبوني
يمينا لا سلوتكم يمينا * ولم تحنث وحقكم يميني
سلا قلبي الفراق وما سلاكم * وشلت ان سلوتكم يميني
لقد ظعنوا بقلبي يوم راحوا * وفي طوفان دمعي أغرقوني
الا من ناشد قلبا أضاعوا * فها هو بين هاتيك الظعون
فمن لمتيم اصمت حشاه * نبال الهجر ذي داء دفين
وما أصمته سهم القوس لكن * سهام حواجب وعيون
عين إذا ما عن ذكركم عليه * يذوب جوى بنيران الشجون
وان مرت بخاطره نواكم * يكاد يغص بالماء المعين
ولو أبقت لي الزفرات صوتا * لكن علا نياحي أو أنيني
ولو هتفت بقرب ساجعات * لأسكت السواجع بالحنين
بنفسي من وفيت لها وخانت * عهودا أوثقتها باليمين
حفظت لها الوداد وقد أضاعت * وأين أخو الوفاء من الخؤون
أضن على النسيم يهب وهنا * بنشر عبير واضحة الجبين
وأكره أن تضوع صبا لغيري * برياها وما انا الضنين
وإن يك دونها شرفي فاني * مدار للعلى ومنار دين
سما شرفي على الجوزا واني * لأحسب هامة العيوق دوني
ومن مثلي بيوم وغى وجود * ببذل النفس والذخر المصون
فأي فتى له كرمي وجودي * وأي فتى له حبي وديني
وحلم لا توازيه الرواسي * يحار بوصفه فكر الفطين
واقدام به حتف الأعادي * تقاعس دونه أسد العرين
الأمير حسين القاضي
مر بعنوان السيد القاضي الأمير حسين الأصفهاني المجاور بمكة
المكرمة.
رضي الدين الحسين بن قتادة المدني الحسيني النسابة
وصفه صاحب عمدة الطالب بالشيخ السيد العالم النسابة وقال إن له
مشجرة في النسب وقال عن بعض الاشراف انه لم يعقب ولكن الحسين
المذكور ذكر في مشجرته ان له عقبا ثم قال: ولا يظن بمثله مع علو منزلته
في العلم والتقوى انه يثبت ما لا يصح ولكنه ذكره في موضع آخر الحسن
مبكرا بغير ياء.
السيد حسين القزويني المفتي
مر بعنوان حسين بن إبراهيم بن محمد معصوم بن محمد فصيح ابن
أولياء الحسيني التبريزي القزويني ولكن وجدنا في مسودة الكتاب ترجمة له
نقلناها عن تجربة الأحرار لم تذكر فيما مر فذكرناها هنا قال: مولانا السيد
حسين القزويني المفتي: تاج العارفين سيد المدققين سند المحققين نور الملة
والدين كان يلقي على الطلاب والمشتغلين الدروس بكل طلاقة وكان زاهدا
دينا فاضلا أمينا توفي سنة 1208 عن عمر يقارب الثمانين في دار السلطنة
قزوين.
: نصير الدين الحسين بن قطب الدين الراوندي
مضى في ج 26 بعنوان الحسين بن سعيد بن هبة الله بن الحسن
الراوندي واعدنا ذكره في آخر ذلك الجزء بعنوان المستدرك خطا مع أنه قد
تقدم.
السيد حسين قلي ابن السيد حامد حسين الهندي
عالم فاضل له كتاب كشف الحجب والأستار في بيان الكتب والاسفار
على نحو كشف الظنون مطبوع لكنه غير واف بالمراد.

135
حسين قلي خان بن مصطفى قلى خان ابن الحاج شهباز خان الكلهري
الكرمانشاهي المتخلص بسلطاني.
ولد سنة 1247 وتوفي سنة 1353.
شاعر أديب أريب: من شعراء الفرس وهو تلميذ الأديب الشاعر
الحاج ميرزا محمد الملقب ببيدل الكرمانشاهي له عدة كتب 1 باغستان
ديوان شعر فارسي نظير گلستان ومعنى باغستان بلاد البساتين 2 مطلع
الشعراء فارسي في تذكرة شعراء عصره 3 تمثال البديع مثنوي على زنة
مخزن الاسرار للنظامي.
الملا حسين قلي الهمذاني الدرجزيني النجفي الأخلاقي
توفي زائرا بكربلاء سنة 1311 ودفن في الحجرة الرابعة من الصحن
الشريف على يسار الداخل من باب الزينبية وقلي بالفارسية بمعنى الغلام اي
عبد الحسين كان فقيها أصوليا متكلما أخلاقيا إلاهيا من الحكماء العرفاء السالكين
مراقبا محاسبا لنفسه بعيدا عن الدنيا وأسبابها والرياسات لم يتعرض للفتوى
ولم يتصد للزعامة اقرأ في الفقه والأصول ما سمعه من أستاذه الشيخ
مرتضى الأنصاري وما استخرجه بنفسه وعرف بعلم الأخلاق وكان يدرس
فيه كل يوم صباحا في داره ويدرس بعده في الفقه والأصول وكتب بعض
تلاميذه ثلاث مجلدات من تقرير بحثه في الفقه 1 صلاة المسافر 2
الخلل 3 القضاء والشهادات. ولم يكن في زمانه ولا قبله بسنين ولا بعده
كذلك من يماثله في علم الأخلاق وتهذيب النفوس. وكان جارنا أول
ورودنا إلى النجف سنة 1308 وحضرنا درسه في الأخلاق أياما قليلة وصدنا
عن المداومة عليه اشتغالنا بما هو أهم ومع ذلك فقد أسفنا على عدم المداومة
عليه باي نحو كان وانتفع بدرسه الأخلاقي خلق كثير من فضلاء العرب
والعجم ممن أراد الله بهم الخير رأينا جملة منهم ووجدنا أثر ذلك فيهم كما أننا
رأينا بعض من حضر عليه ولم ينتفع بذلك بل كان على العكس ذلك
فضل الله يؤتيه من يشاء وصقال السيوف الهندية يجعلها صالحة للضراب أما
صقل الأخشاب فلا يجعلها سيوفا وكان يصلي جماعة في داره ببعض خاصته
وحضر مرة إلى مسجد السهلة فأقام أياما ونحن هناك فكان أصحابنا
يذهبون ويصلون خلفه.
مشايخه
كانت عمدة قراءته على الشيخ مرتضى الأنصاري وكان يدرس في
الأصول في كتابه الذي كتبه من تقرير بحث أستاذه المذكور.
تلاميذه
منهم من تتلمذ عليه في الأخلاق وفي الأصول والفقه 1 الشيخ
محمد بن محمد البهاري نسبة إلى بهار من قرى همذان المتوفي سنة 1325
وأوصى إليه أستاذه المذكور عند وفاته 2 السيد أحمد ابن السيد إبراهيم
الطهراني المعروف بالكربلائي لتولده في كربلاء المارة ترجمته في بابه المتوفي
سنة 1332 شيخنا واستاذنا 3 الآقا رضا التبريزي المتوفي سنة 1321
4 السيد كمال المشهور بميرزا آقا الدولة آبادي المتوفي سنة 1328 5
السيد محمد سعيد الحبوبي النجفي الشاعر المشهور المتوفي سنة 1333 6
الشيخ موسى شرارة العاملي المتوفي 1304 7 السيد حسن صدر
الدين العاملي الكاظمي المتوفي 1354 8 السيد مهدي الحكيم النجفي
المتوفى 1312 9 الشيخ باقر القاموسي النجفي المتوفى 1353
10 السيد عبد الغفار المازندراني 11 الشيخ محمد باقر النجمابادي
شيخنا واستاذنا المارة ترجمته في باقر المتوفي 1353 12 السيد علي
الهمذاني 13 الشيخ علي بن إبراهيم القمي حي يرزق 14 صهره
على ابنته السيد أبو القاسم الأصفهاني ولده الشيخ علي وغيرهم.
مؤلفاته
1 تقرير بحث أستاذه الشيخ مرتضى في الأصول 2 مجلد في صلاة
المسافر تقرير بحث أستاذه المذكور 3 مجلد في أحكام الخلل في
الصلاة 4 مجلد في الرهن وقال بعض الفضلاء انه وجد 5 تقرير بحثه في
الفقه في أربعة مجلدات ولعل من جملتها المجلدات الثلاثة المار ذكرها 6 ما
كان يمليه في درسه الأخلاقي جمعه بعض تلاميذه 7 تذكرة المتقين جمعها
الميرزا إسماعيل بن حسين التبريزي نزيل المشهد الرضوي من كلمات
الأعاظم في الأخلاق ومكاتباتهم الصادرة في آداب السلوك منها مكاتبة
المترجم وتلميذيه البهاري والكربلائي مطبوعة.
السيد حسين القمي المعاصر
يأتي بعنوان حسين بن محمود
المولى حسين القمي النجفي كتابدار المكتبة الغروية
كان خازن الكتب في المكتبة الغروية والظاهر أن المراد بها المكتبة
الموقوفة في الحضرة الشريفة له ترجمة الرسالة الاعتقادية المنسوبة إلى الرضا
ع من العربية إلى الفارسية ترجمها للامام قلي بك المازندراني
وطبعت الترجمة مع مفاتيح الغيب.
الحسين بن قياما الواسطي
في منهج المقال الحسين بن قياما من أصحاب الكاظم ع
واقفي لا يقول بامامة الرضا ع وقال الشيخ في رجال الكاظم ع
الحسين بن قياما واقفي وفي رجال الكشي: حمدويه بن نصير حدثنا
الحسين بن موسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن الحسن بن
بشار قال استأذنت أنا والحسين بن قياما على الرضا ع في
صرنا (1) فاذن لنا ثم قال أفرغوا من حاجتكم فقال له الحسين
تخلو الأرض من أن يكون فيها امام فقال لا قال فيكون فيها اثنان
قال لا الا واحدهما صامت لا يتكلم قال فقد علمت أنك لست بامام قال
ومن أين علمت قال إنه ليس لك ولد انما هي في العقب فقال له والله لا
تمضي الأيام والليالي حتى يولد لي ذكر من صلبي يقوم مثل مقامي يحيى
الحق ويمحق الباطل. أبو صالح خلف بن حماد قال حدثني أبو سعيد
سهل بن زياد الادمي عن علي بن أسباط عن الحسين بن الحسن قال قلت
لأبي الحسن الرضا ع اني تركت ابن قياما اعدى خلق الله لك قال
ذلك شر له قلت ما أعجب ما اسمع منك جعلت فداك قال أعجب من
ذلك إبليس كان في جوار الله عز وجل في القرب منه فأمره فأبى وتعذر وكان
من الكافرين فأملى الله له والله ما عذب الله بشئ أشد من الإملاء والله يا
حسن ما عقابهم الله بشئ أشد من الإملاء. وفي العيون عن حمزة بن
محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى بن عبيد عن ابن أبي نجران وصفوان
ابن يحيى قالا حدثنا الحسين بن قياما وكان من رؤساء الواقفة فسألنا ان



(1) بالنون وفي موضع بالباء ولعله الصواب: قرية من قرى المدينة. المؤلف
136
نستأذن له على الرضا ع ففعلنا فلما صار بين يديه قال له أنت امام
قال نعم قال فاني أشهد الله انك لست بامام إلى أن قال وكان
الحسين بن قياما واقفا في الطوائف فنظر إليه أبو الحسن الأول فقال له
مالك حيرك الله فوقف عليه بعد الدعوة اه‍ وروى الكليني عن أحمد بن
محمد بن علي عن ابن قياما الواسطي دخلت على الرضا ع فقلت له
أيكون امامان قال لا الا واحدهما صامت فقلت له هو ذا أنت ليس لك
صامت ولم يكن ولد له أبو جعفر بعد فقال لي والله ليجعل الله مني ما يثبت
به الحق وأهله فولد بعد سنة أبو جعفر وكان ابن قياما واقفا وفي رواية
أخرى فقيل لابن قياما أ لا تقنعك هذه الآية فقال اما والله انها آية عظيمة
ولكن كيف اصنع بما قال أبو عبد الله في ابنه.
المولى حسين الكاشفي
مر بعنوان حسين بن علي الكاشفي الحسين بن كثير القلانسي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الحافظ الحسين الكربلائي القزويني والتبريزي نزيل دمشق
ذكره الشيخ أحمد المنيني الدمشقي في شرحه على قصيدة الشيخ
البهائي الرائية في مدح صاحب الزمان ع في أثناء ترجمة البهائي
وقال إنه صاحب الروضات الذي صنفه في مزارات تبريز وانه اجتمع
بالشيخ البهائي في دمشق عند قدومه إليها في سياحته ونزوله بمحلة الخراب
قال فاستنشدته شيئا من شعره والظاهر أن الحافظ استنشد البهائي
السيد حسين الكركي
مر بعنوان حسين بن حيدر.
الشيخ حسين الكركي العاملي الجبعي
توفي في النجف في المائة الثانية عشرة.
أصل أجداده من الكرك فلهذا تنسب طائفته إليها أما هو فلم يكن
منها وانما كان من أهل جبع.
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا قرأ أولا في جبع في مدرسة الفقيه الشيخ
عبد الله نعمة العاملي الجبعي ثم هاجر إلى العراق لطلب العلم في النجف
الأشرف حتى عرف بالعلم والفضل فطلبه أهل دمشق ليكون عندهم
وأرسلوا له مبلغا من المال لنفقة سفره وشراء الكتب ولكنه اشترى به دارا ولم
يحضر إليهم والله أعلم بسبب ذلك وخربت الدار وتوفي في النجف عن ولد
يسمى الشيخ عباس سكن الكاظمية وتوفي بها ولم يعقب. وذكر الشيخ
احمد رضا انه كان شريك الشيخ محمد علي عز الدين في الدرس وبينهما
مراسلات نظما ونثرا بعضها في سوق المعادن كان يرسلها الكركي إليه من
العراق إلى جبل عامل.
وذكره الشيخ علي السبيتي العاملي في بعض مجاميعه فقال الشيخ
حسين الكركي العاملي الجبعي عالم بارع قرأ على ألفية ابن مالك والمطول في
البيان ولاحظه الحظ فطار عني إلى النجف الأشرف للطلب اه‍ وكانت
قراءاته عليه في جبع وذكره صاحب جواهر الحكم فقال هو من الشيوخ
الكبار أهل السبق والفضل لا يجارى ولا يبارى في حلبة الفضائل كان كاتبا
أديبا بارعا منشئا تقيا زاهدا قرأ مدة بقرية جبع على الشيخ الأكبر برفقة آل
عز الدين وآل السبيتي ثم توجه للعراق وما زال يطلب العمل ويفيده لمريده
نحوا من ثلاثين سنة إلى أن انتقل لرحمة الله وغفرانه اه‍ وله شعر حسن
جيد في مراسلة إخوانه وشكوى زمانه منه ما قاله مادحا صديقه المتبحر ابن
عم والدي السيد كاظم بن أحمد بن محمد الأمين الحسيني العاملي النجفي
المتوفي سنة 1303:
يا سيد الصيد وابن السادة الغرر * وأشرف الناس من بدو ومن حضر
أصفيتك الحب لا غرا بموقعه * ما الجهل بالحب من شاني ولا وطري
أكر بالطرف فيما استريب به * حتى أرى العين تهديني إلى الأثر
وأوقف القلب عن ورد وعن صدر * حتى يطابق بين الخبر والخبر
ومذ رأيتك تبدي للعلى همما * بها تحك مناط الأنجم الزهر
حتى بلغت من العلياء منزلة * جاذبت اردانها الاشراف من مضر
كنت المحكم في نفسي وما ملكت * خلاله من نعيم السمع والبصر
فادرأ بها ما تشاء عما تشاء وان * قل الفداء فقد بالغت في العذر
رقيت بالفضل مرقى لا تلام بان * تقابل البدر فيه غير مستتر
جللت في الناس حتى كل ذي رشد * يعيك بالقلب أجلالا عن النظر
وان تكن بين هذا الخلق لا عجب * فأنت فيهم مناط الشمس والقمر
أضاء نورهما في كل ناحية * وجل شأنهما عن فخر مفتخر
من راح يطلب مجدا أنت مدركه * أبت مطامعه في حاسر البصر
يفديك ذو حنق غادرت مهجته * تهفو أسى كجناح الطائر الذعر
أصماه بعد العلى عن ظل ساحته * حتى تراه أكيل البيض والسمر
وقرأت بخط السيد كاظم المذكور في بعض مجامعيه ما لفظه للأخ
الفاضل الشيخ حسين العاملي الكركي أرسله في صدر كتاب إلينا من
طهران:
من لي بنقل ركائبي لمناقل * فيهن أسواق الكمال تقام
أعني معالم بالعراق أواهلا * للصيد في أرجائهن زحام
من كل ميمون النقيبة ماجد * خصب المرابع والسحاب جهام
سهل الخليفة ما احتبى بفضاضة * ينقض رضوى دونها وشمام
هيهات حالت دونهن مهامه * من دونهن مهامه واكام
يعيي المراسيل النجائب قطعها * مشيا فتحبو والرغاء بغام
قد أبدلوني عنهم بمعاشر * لم يرج فيهم للنزيل ذمام
فتراهم في راحة مما له * تعبت لادراك السباق كرام
قال وله حرسه الله:

137
من ناشد لي بين أهل المغرب * قلبا تنكب في السرى عن مذهبي
حتا م أسكن للأماني طامعا * في الألف بين مشرق ومغرب
فزعا إلى الأوهام تبلغ بي المنى * فزع الظماء إلى بروق الخلب
والدهر ينكب عن قضاء مأربي * كالسيف ينكب عن يمين الأعضب
تلوى الوجوه صوارفا عني كما * صد الصحاح عن الطلي الأجرب
اني أحن إلى منازل أسرتي * شوق المطي إلى الحداء المطرب
من كان أيام الشبيبة عيشه * نكدا وصدع فؤاده لم يرأب
هل يرتجي بالشيب لم خصاصة * أولين صعبة مقود لم تركب
وقرأت بخطه أيضا ما صورته: مما كتب به العالم الكامل الشيخ
حسين العاملي الكركي إلى الأقل محرره عفا الله عنه:
طربت وما داعي الغرام استفزني * ولا رغد في العيش يلهي ويطرب
ولا هاجني تذكار عين نوافر * كريمات أطراف أبوهن يعرب
بعيدات مهوى القرط قد قصر الحيا * مدى خطوها إذ طال منها التحجب
ولازمني أسدى إلى جميلة * اصعد طرفي نحوها وأصوب
ولكن وان جلت لدي صروفه * وأسار في أحشاي نارا تلهب
أرى ساعة ارتاح فيها لذكركم * اجل زمان في أغانيه أطرب
وها انني ثلج الفؤاد بطولكم * أسرح فيه ناظري وأقلب
اياد بها طوقت جيدي على النوى * تغالبيني المعروف إذ أنت أغلب
كفعل أخيك الغيث عند انسكابه * سواء عليه من يقيم ويعزب
جلوت علي عيني سطورا بها انجلت * غياهب ليل أنت عنه المغيب
كررت عليها اللثم طورا وتارة * أصيخ لما عنه من الفضل تعرب
أقابلها بالشكر والعجز دونه * فكيف بان أقوى وأنت لها أب
شربت بها عذب الرضاب على الصبا * كنيل أمان من أياديك تطلب
إذا كان قلبي في الشراب مخيرا * فهن له أحلى الشراب وأعذب
وجوبا أرى أفراد علياك بالولا * لأنك فرد في الأنام مهذب
رضيت بان ترضى ودادي وان يكن * زماني وأهلوه علي تألبوا
وحسبي بها يا ابن المناجيب منحة * من الدهر لا أشكو ولا أتعتب
وليس علو الجد فيما انا له * من المال ينمو في يدي ويخصب
وغاية كدحي في مساعيه لمغة * من العيش أو حمق على العقل يغلب
ولكنه الكيس الذي يصحب الفتى * فيبعده مما عليه يؤنب
وعل حديث الألمعي لروحه * يدير عليه الكاس صفوا ويشرب
إذا كانت الأرواح صفرا من القرى * فخير قرى الأشباح ما عشن أثلب
ومن يرتضع ثدي المعارف والنهى * يصدقنه ان الفخار له أب
يمر ويحلو كل عيش وينقضي * وتلبث أمواه السحاب فتنضب
عليك سلام الله ما أنجد الثنا * واتهم في أحسابكم ليس يحجب
السيد حسين الكليتدار للحضرة الشريفة الحايرية على ساكنها السلام.
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحايري فقال قطب دائرة الفخار
السيد الجليل السيد حسين الكليتدار وقال السيد نصر الله يهنيه بالقدوم من
سفر الهند:
لقد لاح صبح الفتح من مشرق النصر فجلى ظلام الهم عن ساحة الصدر
بمقدم مولانا الحسين أخي العلا * ونجل الهداة الطاهرين أولي الأمر
غدا خازنا سر الاله ابن فاطم * فيالك من فخر غدا شامخ القدر
صفوح إذا وافيته بجناية * تلقاك من قبل اعتذارك بالعذر
هو الماجد السامي الذي عن يمينه * روى البحر أخبار الساماحة للقطر
فيا أيها المولى الذي جل قدره * فقصر عنه المدح في النظم والنثر
فليس غرابا مركب قد ركبته * ولكنه طير السعادة والنصر
ولمن نر بحرا قبل ذا البحر حاملا * من الجود بحرا يغرق العسر باليسر
ولا يستوي البحران في طيب مورد * بل الفرق أجلى من سنا غرة الفجر
فعذب فرات سائغ الورد بحرنا * وملح أجاج ورد ذلك البحر
السيد حسين بن كمال الدين بن الأبزر الحسيني الحلي
الأبزر في السلافة بفتح الهمزة وسكون الباء الموحدة وضم الزاي
وبعدها راء مهملة هكذا النطق به ولا اعرف معناه.
في أمل الآمل السيد حسين بن الأبزر الحسيني الحلي عالم فقيه محدث
جليل شاعر معاصر له كتب منها كتاب الرجال وكتاب في النحو وغير ذلك
وذكره صاحب السلافة وأثنى عليه وذكر له شعرا اه‍ وفي السلافة السيد
حسين بن كمال الدين بن الأبزر الحسيني الحلي سيد ساد بالجهد والجد
فقطع طمع اللاحق به وجد وانشد لسان حاله:
وما سودتني هاشم عن وراثة * أبى الله ان أسمو بأم ولا أب
وهو في الأدب عمدة أربابه ومنار لأحبه ولجة عبابه وقفت له على
رسالة في علم البديع سماها درر الكلام ويواقيت النظم وأثبت فيها من نثره
في باب الملايمة قوله فيمن ألف الرسالة باسمه. مكي الحرم. برمكي
الكرم. هاشمي الفصاحة. حاتمي السماحة. يوسفي الخلق. محمدي
الخلق. خلد الله ملكه وأجرى في بحار الاقتدار فلكه ولم اسمع من شعره
غير قوله مذيلا لقول أبي الطيب:
أتى الزمان بنوه في شبيته * فسرهم واتيناه على الهرم
وهم على كل حال أدركوا هرما ونحن جئناه بعد الموت والعدم
قال وكنت أظنه هو المبتكر لهذا المعنى حتى وقفت على قول الحافظ
الحجازي في كتابه المسهب في اخبار المغرب قال سالت عمي أبا محمد
عبد الله بن إبراهيم عن أفضل من لقي من أجواد حلبة عصره وهم
المعتمد بن عباد ومن في طبقته فقال يا ابن أخي لم يقدر لي الاتصال بهم في
شباب أمرهم وعنفوان رغبتهم في المكارم ولكن اجتمعت بهم وأمرهم قد
هرم وساءت بتغير الأحوال ظنونهم وملوا الشكر وضجروا من المروءة
وشغلتهم المحن والفتن فلم يبق فضل للأفاضل وكانوا كما قال أبو الطيب:
اتى الزمان بنوه في شبيبته * فسرهم واتيناه على الهرم
ثم قال الحجازي قلت انا ان يكن اتاه على الهرم فانا اتيناه وهو في
سياق الموت اه‍ فصاحب السلافة قال إنه ابن كمال الدين وصاحب الأمل
مع أنه ناقل عن السلافة قال ابن الأبزر ولم يذكر كمال الدين فيكون قد
نسبه إلى جده وصاحب الرياض ذكره تارة بعنوان الأمل وأخرى بعنوان
السلافة وقال الحق الاتحاد يروي عنه إجازة الشيخ عبد علي بن محمد
الخماسي النجفي.
السيد حسين الكوهكمري
يأتي بعنوان حسين بن محمد بن حسن
الحسين بن كيسان
قال الشيخ في رجاله من أصحاب الكاظم ع واقفي

138
الميرزا حسين اللاهجي النجفي
توفي في وباء سنة 1306 في الكاظمية.
أحد الأفاضل العلماء الاجلاء المعمرين كان عالما محققا وفاضلا مدققا
فقيها معروفا بالورع وشدة الاحتياط.
قرأ أولا في كربلا على السيد محمد الطباطبائي الحائري المعروف
بالسيد محمد المجاهد صاحب مفاتيح الأصول ثم سكن النجف وحضر
درس الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر وبعد وفاته اختص بدرس الشيخ
مرتضى الأنصاري إلى أن توفي الأنصاري عام 1281 وشوهد سنة 1288
وهو أحد المدرسين بالنجف. ولقي جماعات من أصحاب بحر العلوم
والشيخ جعفر الجناحي ويروي عنهم حكايات.
الحسين المؤدب القمي
ذكره صاحب الرياض ووصفه بالأديب وقال فاضل جليل عالم كامل
يروي عن الشيخ جعفر بن محمد بن العباس الدروسيتي ويروي عنه القطب
الراوندي سعيد بن هبة الله على ما يظهر من كتاب قصص الأنبياء
للقطب المذكور ولم أعثر على مؤلف له اه‍ ومر في الحسين بن الحسن بن
الحسين المؤدب احتمال ان هذا جده أو متحد معه ولكن في روضات
الجنات ان القطب الراوندي يروي عن الحسين بن المؤدب القمي لا ان
ابن المؤدب يروي عن القطب فلعل كلمة عنه في عبارة الرياض تحريف
وصوابها عن.
الحسين بن ماذويه الصفار
قال الشيخ في الفهرست له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن
محمد بن علي بن الحسين بن بابويه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن
الصفار عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن أبي عمير.
الحسين بن مالك القمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع وقال ثقة ومر
في ج 23 عن الخلاصة انه ذكره بعنوان الحسن بغير ياء ونسبه ابن داود إلى
الاشتباه وان الشهيد الثاني وجده بخط ابن طاوس من رجال الشيخ بغير ياء
وان صاحب منهج المقال وجده بالياء وكذا في النقد وفي أسانيد بعض
الروايات من التهذيب. وفي النقل لعل ما في الخلاصة اشتباه وذكر في منهج
المقال في باب الحسن ثم قال ويأتي في موضعه أي في الحسين. لكنه لم
يذكره هناك فكأنه سها عنه.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية محمد بن أحمد بن يحيى وعبد الله بن
جعفر الحميري عنه.
الملا حسين بن مؤمن اليزدي الكرماني
ذكره صاحب الروضات في أثناء ترجمة الشيخ أحمد بن زين الدين
الأحسائي وقال إنه تلميذ الشيخ أحمد المذكور ووصفه بالواعظ العارف
الصالح الكامل وقال إنه ذكر جملة من أشعار أستاذه المذكور في أهل البيت
في كتبه الكثيرة الفارسية في المقتل والنصيحة اه‍ ومن نظر فيما ذكره صاحب
الروضات في حق أستاذه المذكور مما نقلناه في ترجمته علم قيمة ما وصف به
التلميذ. وفي الذريعة الملا حسين الكرماني له مسائل سال عنها الشيخ أحمد
الأحسائي فاجابه عنها والظاهر أن المراد به المترجم.
الحسين بن المبارك
قال النجاشي قال ابن بطة حدثنا أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن
الحسين بن المبارك بكتابه وقال الشيخ في الفهرست الحسين بن المبارك له
كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن
أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عنه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن المبارك المجهول
حاله برواية أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عنه.
الحسين بن متويه السندي
مر بعنوان الحسن بن متويه مكبرا ج 23.
السيد حسين المجتهد
مر بعنوان أبو عبد الله حسين بن ضياء الدين أبي تراب الحسن بن
شمس الدين أبي جعفر الحسيني الموسوي العاملي الكركي.
حسين بن محدوج أو مخدوج بن بشر بن خوط بن مسعر بن عتود بن
مالك بن الأعور بن ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر
الشيباني.
قتل مع علي ع يوم الجمل سنة 36.
في الإصابة عن ابن الكلبي انه كان معه لواء علي ع يوم
الجمل فأخذه أخوه حذيفة فقتل فأخذه عمهما الأسود فقتل حتى اخذه منهم
خمسة كلهم قتلوا قال واخرج عمر بن شبة في وقعة الجمل من طريق قتادة
قال كانت راية بكر بن وائل في بني ذهل مع الحارث بن حسان فقتل وقتل
معه ابنه وخمسة من اخوته اه‍.
أبو محمد الحسين بن محسن من ذرية زيد النار بن موسى الكاظم ع
في عمدة الطالب كان نقيب أرجان.
: السيد الميرزا حسين ابن الميرزا محسن العلوي السبزواري المشهور بالحاج
ميرزا حسين الكبير المنتهي نسبه إلى الشريف علي المدفون في يزد ابن
عبيد الله بن أحمد الشعراني بن علي العريضي ابن الإمام الصادق ع.
ولد سنة 1268 وتوفي 23 ذي القعدة أو شوال سنة 1352 ببلدة
سبزوار.
كان عالما فقيها متكلما حكيما متألها أديبا شاعرا قوي الحافظة عميق
النظر قرأ في العقليات على الملا هادي السبزواري صاحب المنظومة الشهير
وفي النقليات على الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي الشهير ويروي عنه
وعن الفاضل الأردكاني ومن تلاميذه السيد عبد الله البرهان السبزواري له
تواليف حسنه منها 1 أرجوزة في الفلسفة العالمية يقول فيها:
وبعد يا طلاب نهج المعرفة * لا علم في العلوم مثل الفلسفة
2 رسالة في البداء 3 رسالة في علم الإمام 4 تعليقة على

139
شرح المنظومة لأستاذه السبزواري 5 تعليقة على الاسفار لملا صدرا
6 تفسير آية الخلافة اني جاعل في الأرض خليفة 7 رسالة جعل
الطريق والحكم الظاهري في قبال الواقع.
السيد حسين بن محسن بن مرتضى بن محمد ابن الأمير السيد علي الكبير ابن
منصور ابن شيخ الاسلام أبي المعالي محمد بن أحمد نقيب البصرة المنتهي
نسبه إلى الحسين ذي الدمعة الحسيني الحائري.
ولد سنة 1246 وتوفي سنة 1319
هو والد السيد هبة الدين الشهرستاني المعاصر كان عالما فاضلا
شاعرا له مجموعة الاشعار والنوادر جمعها من شعره سائر الفوائد سنة 1299
وله مجموعة في الأدعية والختوم تسمى بياض الأدعية والختوم في الذريعة
توجد بخطه عند ولده السيد هبة الدين الشهير بالشهرستاني كما اخبرني به
والظاهر أنه غير ما يأتي من الفتوحات الغيبية في الختوم والاحراز والأدعية
اه‍.
الشيخ حسين محفوظ العاملي الهرملي الكاظمي.
مضى بعنوان حسين بن علي بن محفوظ الوشاحي العاملي الهرملي نزيل
الكاظمية.
الحسين بن محمد بن أبي الرضا الحسيني العلوي الآوي.
عالم فاضل له كتاب خصائص ومحاسن أصفهان رتبه على ثمانية
فصول وهو فارسي وهو ترجمة لكتاب المفضل بن سعد بن الحسين المفروخي
الذي ألفه سنة 421 وذكر فيه أن عصر المترجم سنة 729 ومما ذكره فيه
قوله:
أني إذا افتخر الأنام بمالهم * وبما لهم من نعمة أو سؤدد
فتفاخري بين الورى وتعظمي * بمحمد وبحب آل محمد
رأينا منه نسخة مخطوطة قديمة في طهران في مكتبة شريعتمدار الرشتي
وكتاب المفضل بن سعد الذي هو الأصل العربي لهذه الترجمة الفارسية
مطبوع في طهران.
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن أبي طالب بن القاسم بن محمد بن أحمد بن
محمد بن أحمد الرئيس بن إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج بن إبراهيم
الغمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع.
وصفه صاحب عمدة الطالب بالشيخ الشريف النسابة ثم حكى عن
أبي الحسن العمري انه قال لقيته وقرأت عليه وكاتبته في الأنساب ويمكن من
ذلك معرفة عصره.
الحسين بن محمد بن أبي طلحة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع.
السيد جلال الدين حسين بن الأمير عضد الدولة محمد بن أبي يعلى بن أبي
القاسم المجتبى بن أبي محمد العريضي بن سليمان بن حمزة بن عبد المطلب
ابن المحسن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن أحمد الشعراني بن علي
العريضي ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع.
في عمدة الطالب كان شاعرا بالفارسية محمودا مشهورا انتقل من يزد
إلى شيراز وأقام بها وله عقب.
الشيخ حسين بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن صالح بن أحمد بن
عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن شيبة الدرازي الشاخوري
البحراني ابن أخي صاحب الحدائق وأمه بنت الشيخ سليمان الماحوزي
المعروف بالشيخ حسين عصفور.
توفي ليلة الأحد 21 شوال سنة 1216 في بلدة الشاخورة محل سكناه
وقبره بها مزور معروف. وقيل إنه قتل في وقعة حصلت بين أهل البحرين
والخوارج. وقيل إن خارجيا ضربه بحربة مسمومة في ظهر قدمه فمات منها
وأرخ بعضهم وفاته بقوله: طور الشريعة قد وهى وتهدما وبعضهم بقوله:
قد كانت الجنة مثواه ووجدت في مسودة الكتاب ما لفظه: وعن فارسي
نامه الناصري أنه توفي 1290 وقبره في اصطهبانات مزور معروف اه‍ ولعله
اشتباه بشخص آخر.
وما يوجد في بعض المواضع من أنه حسين بن أحمد بن إبراهيم فهو
من باب النسبة إلى الجد.
أقوال العلماء فيه
كان شيخ الأخبارية في عصره وعلامتهم متبحرا في الفقه والحديث
طويل الباع كثير الاطلاع انتهت إليه الرياسة والتدريس واجتماع طلبة
العلم عليه من تلك البلاد وبلاد القطيف والأحساء وغيرها.
قوة حافظته
في أنوار البدرين كان يضرب به المثل في قوة الحافظة حدثني الشيخ
ناصر بن أحمد بن نصر الله القطيفي عمن يثق به ان المترجم اتى بلاد القطيف
في سفر حجة فرأى عنه السيد محمد الصنديد كتابا في الحديث فطلب منه
اعارته ليسنخه في سفره فأبى خوفا من ضياعه لأنه ليس له نسخة ثانية وأبقاه
عنده مدة مقامه بالقطيف ثم رده إليه وسافر فلما رجع طلب منه احضار الكتاب فأحضره
فاخرج نسخة جديدة منه وطلب مقابلتها معه فقال له
السيد هل عثرت على نسخة منه بمكة فنقلت عنها فقال لا ولكني لما استعرته
حفظته ثم نسخته من حفظي بأبوابه وترتيبه وأسانيده وقابله فلم يختلف عنه
الا يسيرا فعجب السيد والحاضرون من ذلك ويحكى انه املى على كاتبه
كتاب النفحة القديسة في فقه الصلاة اليومية مع بذكر الأقوال والأدلة في ثلاثة
أيام من حفظه.
مشايخه
يروي عن أبيه الشيخ محمد وعن عميه الشيخ يوسف صاحب
الحدائق والشيخ عبد علي وكتب عمه الشيخ يوسف الإجازة المسامة بلؤلؤتي
البحرين لقرتي العين وهما ابنا أخويه الشيخ حسين بن محمد المترجم والشيخ
خلف بن عبد علي.
تلاميذه
في الرواية أو التدريس يروي عنه إجازة 1 الشيخ أحمد بن
زين الدين الأحسائي بتاريخ 1214 2 الشيخ عبد المحسن اللويمي
الأحسائي 3 الشيخ حسن بن عبد المحسن 4 الشيخ عبد الله بن
علي بن يحيى الجد حفصي البحراني 5 الشيخ محمد بن خلف السري 6
الشيخ محمد علي القطري البلادي البحراني 7 الشيخ عبد علي بن محمد

140
ابن عبد الله بن الحسين بن قصيب القطيفي 8 الشيخ مرزوق الشويكي
الخطي 9 الشيخ عبد علي بن علي بن محمد التوبلي الجد حفصي الأوالي
10 الشيخ فرزدق بن محمد بن عبد الله البحراني وغيرهم.
مؤلفاته
1 الحقائق الفاخرة أو عيون الحقائق الناظرة في تتميم الحدائق
الناضرة لعمه الشيخ يوسف بدأ فيه من أول النقص من الظهار إلى آخر
الكفارات في مجلدين ثم العتق وما بعده في مجلد آخر وطبع المجلدان في مجلد
واحد 2 النفحة القدسية في فقه الصلاة اليومية 3 المصابيح اللوامع أو
الأنوار اللوامع في شرح مفاتيح الشرائع لملا محسن الكاشي في 14 مجلدا
ومختصره للشيخ عبد الله بن علي بن يحيى الجد حفصي البحراني تلميذ
المؤلف في مجلدين سماه أنوار المصابيح في مختصر شرح المفاتيح 4
الرواشح السماوية أو السبحانية أو رواشح العناية الربانية في شرح الكفاية
الخراسانية وهي كفاية السبزواري في الفقه خمسة مجلدات رأينا منه نسخة في
بهار من قرى همذان في مكتبة الشيخ رضا البهاري عام 1353 سماه فيها
رواشح العناية الربانية في مجلدين كبار فرع من أحدهما 29 المحرم سنة
1206 والنسخة بخط تلميذه الشيخ عبد علي بن علي بن محمد التوبلي الجد
حفصي الأوالي الموالي منقولة عن نسخة الأصل 5 السوانح النظرية في
شرح البداية الحرية شرح لبداية الهداية المختصرة في الفقه لابن الحر العاملي
صاحب الوسائل في مجلدين رأيت نسخة منه في كرمانشاه عام 1353 6
الأنوار الوضية أو الضوية اي الأربعمائة حديث التي كتبها الإمام الرضا
ع للمأمون في شرائع الدين 7 مفاتيح الغيب والتبيان في
تفسير القرآن 8 الجنة الواقية في احكام التقية 9 الفوادح الحسينية على
نهج منتخب الطريحي لعشر المحرم 10 كتب في وفيات النبي والأئمة عليه
وعليهم الصلاة والسلام على عددهم 11 الدرة الغراء في وفاة الزهراء
ع 12 منظومة في النحو ولعلها هي المذكورة في بعض
المواضع بعنوان أرجوزة في ظن وأخواتها 13 منظومة في أصول الدين
اسمها شارحة الصدور شرحها ابنه الشيخ حسن 14 منظومة في الفقه لم
تتم 15 رسائل أهل الرسالة ودلائل أهل الدلالة في العبادات من كتب
الفقه 16 رسالة في الحبوة 17 رسالة الاشراف في المنع عن بيع
الأوقاف 18 رسالة باهرة العقول في نسب الرسول ص وشرح أحوال
آبائه إلى آدم ع 19 القول الشارح 20 محاسن الاعتقاد
21 المنسك الكبير 22 المنسك الصغير 23 المنسك الوسيط
24 الفرحة الإنسية 25 المراثي ثلاثون مجلسا 26 ديوان رثاء
الحسين ع 27 كشف اللثام في شرح اعلام الأنام بعلم
الكلام للشيخ سليمان الماحوزي البحراني 28 الحدق النواظر في تتميم
النوادر لملا محسن الكاشي 29 البراهين النظرية في جواب المسائل
البصرية 30 المحاسن النفسانية في جواب المسائل الخراسانية 31
العوامل السماعية والقياسية 32 الحجة لثمرات المهجة في المعارف
الإلاهية. وكانه على غرار كشف المحجة لثمرة المهجة لابن طاوس 33
السداد في الفقه من الطهارة إلى المعاملات 34 مريق الدموع في ليالي
الأسبوع 35 شرح وما كانت لاحد فيها مقرا ولا مقاما من دعاء
كميل.
مراثيه
قال الشيخ إبراهيم أين الشيخ ناصر يرثيه:
لست أدرى وذاك شئ عجاب * أشموس مضيئة أم قباب
انه الطور يخلع النعل فيه * وللثم يناط فيه النقاب
لكريم يحفى له أخمص الرجل * وتلوى ذلا لديه الرقاب
كيف لم تنقض جميع المباني * عن مبانيه وهو عبر عباب
كيف لم تنطوي السما بيمين * الله طي السجل هو كتاب
ولهذا الامام يسجد من في الأرض * طوعا لامره فتثاب
فله عند ذي الجلالة جاه * طأطأ العرش دونه والحجاب
كان بالأمس قطب دائرة الناس * لهم مرجع له وإياب
يا سقى الله قبره بغواد * فانسكاب لها به وانصباب
أصلح الله في ذراريه قوما * فاتى منهم الامام المهاب
فله في صنيعة سابقات * عظمت ان تحيطها الكتاب
كعبة ضلت المصلون عنها * فهداهم نجم لها فأصابوا
ولأهل الحياة هذا أمان * من شياطين جنها وشهاب
فانا ان أمت فذاك مآبي * وإذا ما حييت هذا مآب
قيل أرخ بناءه يا سايل * في جنبيه يتم الخطاب
وقباب من حمرة الشمس تكسى * أم علوم يحثى عليها التراب
وحسيب تنمى إليه المعالي * فلها ربطة به وانتساب
كيف لم تكشط السقوف وتلوى * حق ان لا يميل عنه حجاب
سجدت عند يوسف أبواه * فاتته ملامة وعتاب
فانحه زائرا وقف مستجيرا * وادع ما شئت انه مستجاب
أنت في ذمة الاله خفير * يكشف الكرب عنده والعذاب
وهو اليوم حيث قد كنزوه * فلهم مرفد به وذهاب
وجزى الله من أشاد بناه * بجزاء تعبى له الحساب
خلف وارث فما مسه الحجب * بشئ لا منبر ولا محراب
فكان الكنوز تبدو لديه * ولديه تفتح الأبواب
قد رآه أم ذاك إلهام قدس * سبقت فيه رحمة وكتاب
كان للميتين ذاك أمان * من مخاويف برزخ وحجاب
فبما رحمة من الله أنى * لأن لي جانباهما والجناب
فسواء بعد اعتقادي لهذا * أسماء أظلني أم تراب
وقال الحاج هاشم الكعبي يرثيه:
أطيلي البكا فالرزء أضحى مجددا * إذا غبنا في اليوم باكرنا غدا
ولا تسامي فرط النياحة واهتفي * بخطب عرا شمل الهدى فتبددا
وخلي التعزي للخليين واندبي * فما كل صبر يا ابنت القوم أحمدا
ألم تعلمي الخطب الذي هد وقعه * نظام الهدى وانهد منه ذرا الهدى
وباتت له أم المكارم ثاكلا * تعالج طرفا ممطر الدمع أرمدا
أرى الموت يحدو بالكرام كأنما * جنوا ترة لا عفو فيها ولا ودا
غدا حكمه الا قضاء فيهم فليته * يكون له في بعضهم نية البدا
غدا بالبحور الفعم عنا لقصده * وهان عليه ما نلاقيه من صدى
سلوه فهل من غاية ننتهي لها * فديتكم أم ليس يجري إلى مدا
أخا قسوة في قلبه غير عاطف * على ضعفنا منا ولا قابل الفدا
أهاب بإخوان الصفا فاصطفاهم * وثنى بأرباب العلا متفردا

141
رمى شملهم صدع الزجاجة قد رمى * بها أيد صلد الصفا متعمدا
قفوا بي على أطلالهم نبك ساعة * وان لم يكن فيها مجيب سوى الصدى
نسائلها اي المنازل يمموا * وأي مقام أعجلوا نحوه الحدا
خلا منهم الوادي فصوح نبته * وبانوا عن النادي فأصبح اسودا
فراحوا وكم قد خلفوا من ندا هوى * به يهتدى بين الوراء أو هدا ندا
يضم الثرى منهم صدورا تضمنت * من العلم معروف الرواية مسندا
أقاسمها الأحباب لا متوقعا * على نظر فيهم ولا متردد
تعجلتهم للقبر حتى كأنني * على ودي المعلوم أعدا من العدا
ففي كل يوم لم تزل نصب مقلتي * علا ترتمي أو شمل مجد مبددا
بنفسي ان الأكرمين تتابعوا * كأنهم قد أسلفوا البين موعدا
أهابهم داعي المنايا فأزمعوا * له السير لا يألون مثنى وموحدا
الوامتي بعد الحسين قضى الجوى * لقلبي أني لا أزال مسهدا
وكيف العزايا سعد من بعد خطة * قضت للمعالي حزنها أن يخلدا
وراح إلى روح الجنان وطيه * بأحمد سعي في العلاء المحض إذ غدا
تناقل أعداه أحاديث فضله * فلم تستطع منهم جحودا فتجحدا
تؤيدها بالرغم منها ولو رأت * سبيلا إلى انكارها لن يؤيدا
بليغ وان تلفه متفوها * كذا السيف سيفا مغمدا أو مجردا
ملي باملاء المسائل ساكتا * فان قال جلا في المقال وسددا
يحيي بها العذب النمير سلاسة * إذا الغير يحكيها الهجين المعقدا
يلوك بلحييه لسان كأنه * أخو نجدة يبلو الحسام المهندا
إذا قر قلت الطود في الحلم راسيا * وان هاج قلت البحر بالعلم مزبدا
فلهفة أكباد العلا بعد يومه * لهيف الظوامي لا يصادفن موردا
وحيرة أهل الفضل لا سيما الذي * يؤم الدهى ان ينتحى الرشد مسندا
لتبكي المعالي شجوها بعد هذه * بكاء العذارى حين أفقدن مفقدا
امام الهدى من ظل بعدك للهدى * لباع بغى أو مارد قد تمردا
تركت ربوع الدين قفرا وليلها * عقيبك ان لم يرحم الله سرمدا
وغر المساعي ضائعات حريمها * فراقد تبكي كافلا ومسددا
فمن لحدود الله فيها يقيمها * وقد أكثر اللاحي علينا وفندا
ومن لشكوك الدين يكشف لبسها * كأني ثكلاء حين تسأل مرشدا
ومن يفحم الباغي على الحق ناطقا * بحق فان يأبى الهدى اتبع المدا
فديناك لو يرضى الزمان بنا فدا * وان قل ان يفدي المسود مسودا
تقاسمني فيك المسرة والجوى * فلم أدر نفسي والها أو معربدا
يهجيني الناعي برزؤك هاتفا * ويطربني الشادي بفضلك منشدا
فلم أدر ان اصغي لذاك معددا * لنوحك أو أصغي لهذا مغردا
بكتك البواكي إذ هتفن بماجد * أقام عماد الدين سعيا وشيدا
بكتك للدين الحنيف تحوطه * إذا غار غار في الضلال وأنجدا
ولليل تحي ليله متهجدا * وللدهر تقضي عمره متزهدا
وللسائرات الغر تعقلها دجى * فيصبحن في الآفاق كالنجم شردا
وللحجج اللد الصوائب لا ترى * لهن سوى قلب المضلين مقعدا
قضيت بها حق الوصي وحزبه * أصولا أصيلات وفرعا ممهدا
أقول لحادي البرق يزجي بسوطه * نعائم يحملن الغمام المنضدا
أقم حيث تلق البحر في ضمن تربة * يفوح الرضا منها مراحا ومغتدا
وحل عقود المزن ان كنت ساقيا * امام هدى أو راعيا حق مقتدى
سقاك من الرضوان ما أنت أهله * على مرر الأزمان مجدا وسؤددا
الحسين بن محمد الأكبر المعروف بالرملي البغدادي ابن أحمد السكين بن
جعفر بن محمد بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع
في عمدة الطالب أعقب محمد الأكبر بن أحمد السكين ببغداد من
الحسين المعروف بالرملي المحدث كان من سادات الطالبيين وأعيانهم لا
عقب له.
أبو طاهر الحسين بن أبي الحسين محمد بن أحمد بن أبي الحسن علي كتيلة بن
يحيى بن الحسين ذي العبرة بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع
كان أبوه نقيب الأهواز اما هو فلا نعلم من أحواله شيئا.
عز الدين حسين بن محمد الأربلي الشاعر الضرير
توفي سنة 660.
في كتاب الفلاكة والمفلوكين انه تلميذ أفضل الدين الخلنجي وقال
كان الشاعر المذكور بصيرا بالعربية رأسا في العقليات كلها الا انه كان
فيلسوفا رافضيا تاركا للصلاة قذرا لا يتوقى النجاسات رث الهيئة زري
الشكل قبيح المنظر يصدر منه ما يشعر بفساد العقيدة والانحلال وابتلي مع
العمى بطلوعات وقروح وكان يهين الأكابر إذا حضر مجلسهم ولا يعتني بهم
ومع ذلك كان له هيبة وحرمة اه‍. قوله الا انه كان فيلسوفا رافضيا مخرجا
ذلك في مخرج الذم اما الفيلسوف فممدوح ما لم يخل بشئ من العقائد
الحقة ولا يلزمه الاخلال واما الرافضي فحق ان يتمثل له بقول العبدي
شاعر أهل البيت ع:
لقبت بالرفض لما ان منحتهم ودي وأحسن ما أدعى به لقبي
أما ترك الصلاة فشهادة على النفي ولعله صلى ولم يره واما رثاثة الهيئة
وما إليها فلا يستغرب حصوله من أعمى به طلوعات وقروح لا سيما ان كان
فقيرا واما صدور ما يشعر بفساد العقيدة والانحلال فلم يذكره لنعلم
صحته:
وكم من عائب قولا صحيحا * وآفته من الفهم السقيم
واعترافه بان له هيبة وحرمة ينافي ما نسبه إليه.
المولى حسين بن شمس الدين محمد الاسترآبادي.
عالم فاضل يروي إجازة عن المحقق الشيخ علي بن عبد العالي الميسي
بتاريخ 11 شوال سنة 907.
الآخوند الملا حسين ابن الملا محمد إسماعيل الأردكاني الحائري.
ولد سنة 1235 وتوفي سنة 1302 ودفن في الحائر الحسيني وصار له
تشييع عظيم وعطلت الأسواق وأقيم له سبعة وعشرون مجلس فاتحة.
والأردكاني نسبة إلى أردكان بفتح الهمزة وسكون الراء وفتح الدال
المهملتين وبالكاف بعدها ألف ونون قرية من قرى يزد.
كان من مشاهير العلماء الرؤساء ثقة صالحا سكن كربلاء حتى مات
قرأ على عمه المولى محمد تقي الأردكاني ويروي عنه بالإجازة قال المترجم في
اجازته لبعض علماء الهند وعن عمي القمقام والبحر الطمطام وشيخي
وأستاذي ومن بيمن تربيته طارفي وتلادي ومن عليه في العلوم الشرعية

142
اعتمادي واعتقادي النفس الرحماني المولى محمد تقي الأردكاني اه‍ وقرأ على
السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط. نشأ في طهران وبقي فيها مدة تحت كنف عمه
المذكور ثم هاجر منها إلى كربلاء وبقي فيها مدة عمره وكان
مدرسا إماما وعمر مجلس درسه في كربلاء ورحل إليه الطلاب وتخرج به
خصوصا في الأصول كثيرون ومن جملة الآخذين عنه الميرزا محمد حسن
الشهرستاني والسيد علي اليزدي والشيخ علي اليزدي البفروني البارو فروشي
ظ وغيرهم من مشايخ العرب والعجم صنف شرح نتائج الأفكار لشيخه
السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط وغير ذلك وقال السيد جعفر الحلي
يرثيه من قصيدة:
لله عين رأت نعش الحسين وقد * سارت ملائكة الباري به زمرا
لولا مساعي حسين قط ما نشرت * اعلام فضل ولا حق امرئ ظهرا
مولى تريه خبايا الغيب فطنته * فلا ترى عنه شيئا قط مستترا
الحسين بن محمد الأشناني أبو عبد الله الرازي العدل.
في منهج المقال كذا وصفه بالعدل الصدوق في بعض الأسانيد في
عيون أخبار الرضى وفي التعليقة وفي غيره كتوحيده اه‍.
وفي الرياض هو من أجلاء مشايخ الصدوق ويروي عن علي بن محمد ابن
مهرويه القزويني.
الشيخ حسين بن محمد البحراني الماحوزي.
فاضل علامة ومحقق كامل فهامة أستاذ صاحب الحدائق وكان في
عصره مسلم الفضيلة عند الكل حتى أن السيد صدر الدين محمد المجاور
بالنجف الأشرف مع ما كان عليه من الفضل أمسك عن الإفتاء حين
تشرف المترجم بزيارة أئمة العراق ووكله إليه وفي اللؤلؤة أنه قارب التسعين
ولم يتغير ذهنه ولا شئ من حواسه ومع كمال فضله لم يظهر له منصف
يروي عن الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي.
الميرزا حسين ابن الشيخ محمد تقي بن محمد علي أو علي محمد النوري
الطبرسي.
ولد في 18 شوال سنة 1254 في قرية بالو من قرى نور بلفظ اسم
الضياء إحدى كور طبرستان وتوفي بالنجف ليلة الأربعاء 27 جمادي الآخر
في سنة 1320 ودفن في الصحن الشريف في الايوان الثالث منه عن يمين
الداخل من جهة القبلة.
كان عالما فاضلا محدثا متبحرا في علمي الحديث والرجال عارفا بالسير
والتاريخ منقبا فاحصا ناقما على أهل عصره عدم اعتنائهم بعلمي الحديث
والرجال زاهدا عابدا لم تفته صلاة الليل وكان وحيد عصره في
الإحاطة والاطلاع على الاخبار والآثار والكتب الغربية وجمع من
نفائس المخطوطات كتبا كثيرة دخلت عليه مرة وهي منضدة حوله لكنها
تفرقت بعد موته أيدي سبا وكان لا يفتر عن المطالعة والتأليف يحكى
عنه رجوعه في السوق امرأة بيدها كتابان تريد بيعهما فنظرهما فإذا هما من
نفائس الكتب وقد كان له مدة يطلبهما ولا يجدهما فساومها عليهما فطلبت منه
قيمة فدفع لها باقي نفقته فلم تكف فنزع عباءته وأعطاها الدلال فباعها فلم
تكف قيمتها فنزع قباءه وباعه وأتم لها القيمة. ومؤلف هذا الكتاب يجد
من نفسه انه لو اتفق له ما اتفق للمترجم لم يتوقف عن أن يفعل كما فعل
وكان يقرأ بنفسه في مجالس الذكرى التي يقيمها في داره لوفيات أهل البيت
ع وحضرت يوما في بعض تلك المجالس فسمعته يقول إن
الكلام المنسوب إلى الأصبغ بن نباتة انه خاطب به أمير المؤمنين ع
لما ضربه ابن ملجم الذي فيه ان البرد لا يزلزل الجبل الأشم ولفحة الهجير لا
تجفف البحر الخضم والليث يضرى إذا خش والصل يقوى إذا ارتعش لا أصل له ولم
يرو في كتاب وتذكرت ما سمعته من بعض علماء جبل عامل الذين درسوا في العراق
وسمعوا هذا الكلام من أفواه الخطباء فظنوه حقا لما فيه من التزويق والتسجيع الفارع
ولم يعلموا انه موضوع لبعدهم عن الاطلاع على التاريخ والآثار وتقصيرهم في ذلك
فكان يعجب بهذا الكلام ويكرر تلاوته ثم اني حينما ألفت في سيرة أمير المؤمنين علي
ع فتشت فلم أجد له اثرا.
أحواله وأخباره
ترجم نفسه في آخر كتابه مستدركات الوسائل فقال: ولدت في 18
شوال سنة 1254 في قرية بالو من كور طبرستان وتوفي والدي وأنا ابن ثمان
سنين فبقيت سنين لا أجد مربيا حتى بلغت أوان الحلم فأنعم الله علي
بملازمة العالم الجليل الفقيه الزاهد الورع النبيل المولى محمد علي ابن آقا زين
العابدين بن موسى رضى المحلاتي وهاجرت معه إلى العراق سنة 1273
ثم رجع وبقيت في النجف قريبا من أربع سنين ثم سافرت إلى بلاد العجم
لتشتت الأمور ثم رجعت ثانيا إلى العراق سنة 1278 ولازمت العالم
النحرير الفقيه الجامع الشيخ عبد الحسين الطهراني وهو أول من أجازني
وبقيت معه برهة في كربلاء ثم سنتين في الكاظمية وفي آخرهما وهي سنة
1280 رزقني الله تعالى زيارة بيته الحرام ثم رجعت إلى النجف فحضرت
مجلس بحث الشيخ مرتضى الأنصاري أشهرا قلائل إلى أن توفي ثم
سافرت إلى بلاد العجم سنة 1284 وزرت الرضا ع ورجعت
إلى العراق سنة 1286 وفيها توفي شيخنا العلامة الطهراني ورزقت ثانيا
زيارة بيت الله الحرام ورجعت إلى النجف وبقيت سنين إلى أن ساعدني
التقدير بالمهاجرة إلى سامراء لما هاجر إليها الميرزا السيد محمد حسن
الشيرازي وبقيت فيها سنين ورزقني الله تعالى فيها الحج ثالثا ولما رجعت
سافرت إلى بلاد العجم ثالثا سنة 1297 وزرت مشهد الرضا ع
ثانيا ورجعت مسافرا إلى حج بيت الله الحرام رابعا سنة 1299
ورجعت وبقيت في سامراء إلى سنة 1314 ثم رجعت مهاجرا إلى النجف
عازما على التوطن فيه إن شاء الله تعالى وقد ناهزت (1) من العمر فوق
الستين ومضى كثير من عمري في الاسفار والانقطاع عن العلماء الأخيار
ومع ذلك رزقني الله تعالى في خلال ذلك جمع شتات الاخبار ونظم متفرقات
الآثار ثم ذكر مؤلفاته وكانت هجرته من سامراء إلى النجف بعد وفاة الميرزا
بسنتين وكنا يومئذ هناك فرأيناه وعاشرناه وجاءت وهو في النجف القصيدة
الرائية البغدادية فألف رسالة في جوابها سماها كشف الأستار عن وجه
الغائب عن الابصار ونظمنا نحن قصيدة في ردها فطلبها منا حال تأليفه
الرسالة فاطلع عليها مما دل على مزيد عنايته بالتنقيب والبحث والاطلاع ثم
سافرنا إلى دمشق سنة 1319 وبقي هو في النجف وتوفي في السنة الثانية من
سفرنا وهي سنة 1320.



(1) في الأصل: ناهضت بدل ناهزت، وهذه نتيجة عدم اتقان اللغة العربية. المؤلف
143
مشايخه
1 الفقيه الشيخ عبد الرحيم البروجردي والد زوجته قرأ عليه في
طهران 2 الشيخ عبد الحسين الطهراني الملقب شيخ العراقين قرأ عليه في
كربلاء والكاظمية 3 الشيخ مرتضى الأنصاري قرأ عليه أشهرا في النجف
4 الميرزا الشيرازي قرأ عليه في سامراء.
تلاميذه منهم
1 الشيخ عباس القمي 2 آقا بزرگ الطهراني صاحب
الذريعة 3 الشيخ إسماعيل ابن الشيخ محمد باقر الأصفهاني يروي عنه
إجازة.
مؤلفاته
1 مواقع النجوم ومرسلة الدر المنظوم في سلسلة إجازات العلماء من
عصره إلى زمن الغيبة وهو أول مؤلفاته فرع منه ليلة الاثنين 24 رجب سنة
1275 في النجف الأشرف 2 نفس الرحمن في فضائل سلمان ألفه بعد
مواقع النجوم مطبوع 3 اللؤلؤ والمرجان في الشرائط اللازمة لذاكري
العزاء فارسي مطبوع ألفه بعد نفس الرحمن 4 مستدركات الوسائل
ومستنبط المسائل وهو أكبر مؤلفاته استدرك به على صاحب الوسائل مطبوع
في ثلاثة مجلدات كبار تقرب من تمام الوسائل وأدرج فيه الفقه الرضوي
بتمامه لأنه يرى صحة انتسابه إلى الرضا ع ولكن صاحب
الوسائل لم تكن هذه الأخبار معتبرة عنده فلذلك لم يدرجها في كتابه. وذكر
في مجلس درس شيخنا الآقا رضا الهمذاني حديث قال ذاكره انه موجود في
مستدركات الوسائل فقال له الآقا رضا هذا لا يساوي فلسا وفي المجلد
الثالث تراجم وفوائد رجالية كثيرة 5 دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام
مطبوع في مجلدين 6 ترجمة المجلد الثاني من دار السلام إلى الفارسية لم يتم
7 فصل الخطاب مطبوع ولم يكن مرضيا عند علماء عصره وهو كذلك
فلذلك رد بعضهم عليه فرد هو على الرد بالرسالة الآتية 8 رسالة في رد
بعض الشبهات على كتاب فصل الخطاب 9 معالم العبر في استدراك جزء
البحار السابع عشر مطبوع 10 جنة المأوى فيمن فاز بلقاء الحجة في
الغيبة الكبرى من الذين لم يجمعوا في البحار مطبوع 11 الفيض
القدسي في أحوال المجلسي مطبوع 12 الصحيفة الثانية العلوية مطبوعة
13 الصحيفة الرابعة السجادية مطبوعة 14 النجم الثاقب في أحوال
الامام الغائب فارسي مطبوع 15 ميزان السماء في تعيين مولد خاتم
الأنبياء فارسي مطبوع 16 الكلمة الطيبة بالفارسية مطبوعة 17
الأربعونيات مقالة مختصرة كتبها على هامش نسخة الكلمة الطيبة المطبوعة
جمع فيها أربعين أمرا من الأمور التي أضيف إليها عدد الأربعين في أخبار
الأئمة ع 18 ظلمات الهاوية 19 البدر المشعشع في
ذرية موسى المبرقع ابن الإمام الجواد ع وهجرته من الكوفة إلى قم سنة 256
إلى أن توفي بها سنة 296 وذكر ذرياته وأحفاده وأثبت
صحة نسب جمع من المنتمين إليه مطبوع وعليه تقريض للميرزا الشيرازي
20 كشف الأستار عن وجه الغائب عن الابصار مطبوع وهو في جواب
أبيات وردت من بغداد في شان الإمام المهدي ع
21 سلامة المرصاد مطبوعة وهي رسالة فارسية في زيارة لعاشورا غير
معروفة وأعمال لمقامات مسجد الكوفة غير ما هو المعروف بين الناس
مطبوعة 22 رسالة مختصرة فارسية في مواليد الأئمة ع على ما
هو الأصح عنده مطبوعة 23 مستدرك مزار البحار لم يتم 24 حواش
على رجال أبي علي لم تتم 25 شاخت طوبى شجرة طوبى فارسية 26
تحية الزائر وبلغة المجاور استدرك بها على تحفة الزائر للمجلسي وهي آخر
مؤلفاته توفي قبل اتمامها فأتمها تلميذه الشيخ عباس القمي. ووجدنا في
مسودة الكتاب ان جميع مؤلفاته التامة مطبوعة في إيران عدا ظلمات الهاوية
ومواقع النجوم وشاخت طوبى.
السيد حسين ابن السيد محمد تقي الهمذاني النجفي.
توفي في طهران حدود 1330.
عالم فاضل من تلاميذ الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي قرأ عليه
سنين في سامراء له 1 تنبيه الراقدين وجمال الوافدين في الأخلاق وغيرها
فارسي 2 شرح الزيارة الجامعة بالفارسية 3 ملخص الأصول في
أصول الدين فارسي.
الشيخ حسين ابن الشيخ محمد جعفر الماحوزي البحراني.
توفى سنة 1170 أو 1171
مر بعنوان حسين بن محمد البحراني الماحوزي وكرر ذكره سهوا
فلنذكر هنا ما فاتنا هناك يروي عنه إجازة السيد نصر الله الحائري بتاريخ
14 شوال سنة 1153 والشيخ محمد بن علي بن عبد النبي المقابي البحراني
وصفه في المستدركات بالفاضل العلامة والكامل الفهامة ومدحه في تتميم
الأمل بأنه استطار فضله في الآفاق وتلقى علماؤها فضله بالقبول بالاتفاق
قال وبالجملة كان رحمه الله في عصره مسلم الكل لا يخالف فيه أحد من
أهل العقد والحل حتى أن السيد الاجل السيد صدر الدين محمد المجاور
بالنجف الأشرف مع ما كان فيه من الفضل أمسك عن الإفتاء حين تشرف
الشيخ بزيارة أئمة العراق ووكله إليه على ما اخبرني به الفاضل الحاج محمد
حسين نيل فروش وهو من المبالغات المعتادة قال وينقل عنه رحمه الله انه
كان يرى من الواجب على العلماء والعدول تقسيم الوجوه التي يجعلها
الظلمة على الناس ويصادرونهم بها بينهم على حسب حالهم لئلا يتضرر
الضعيف قيل وكان يباشر ذلك بنفسه.
الشيخ أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين بن عبد
الباقي الرافقي البغدادي المعروف بالخالع النحوي.
مولده ووفاته
في تاريخ بغداد كان يذكر أنه ولد في يوم السبت مستهل جمادي
الأولى سنة 333 وتوفي يوم الاثنين 10 شعبان سنة 422 ببغداد وفي لسان
الميزان توفي سنة 422 عن 90 سنة وفي كشف الظنون في موضع توفي حدود
389 وفي موضع آخر بعد سنة 380 وفي معجم الأدباء توفي سنة 388
والتفاوت بين التاريخين نحو 44 سنة فلا شك أن أحدهما غلط.
نسبته
والرافقي نسبة إلى الرافقة بلد متصل بالرقة وهما على ضفة الفرات
في تاريخ بغداد رافقي الأصل سكن الجانب الشرقي من بغداد والخالع
في انساب السمعاني أنه عرف به المترجم ولم يذكر وجه تلقيبه به.

144
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي الحسين بن محمد بن جعفر الخالع أبو عبد الله الشاعر
الأديب. وفي معجم الأدباء الحسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن
الحسين الرافقي المعروف بالخالع أحد كبار النحاة كان إماما في النحو واللغة
والأدب وله شعر ويقال انه من ذرية معاوية بن أبي سفيان اه‍ ومن الطريف
ان يكون شيعيا ومن ذرية معاوية كما كان أبو الفرج شيعيا ومن ذربة
مروان بن الحكم وقال تلميذه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد الحسين بن
محمد بن جعفر بن الحسن بن محمد بن عبد الباقي أبو عبد الله الشاعر
المعروف بالخالع ومثله بعينه في انساب السمعاني نقلا عن الخطيب فياقوت
قال ابن محمد بن الحسين والخطيب قال ابن الحسن بن محمد بن عبد
الباقي. وفي بغية الوعاة الحسين بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين
الرافقي النحوي المعروف بالخالع قال الصفدي كان من كبار النجاة وكان
من الشعراء وفي ميزان الاعتدال: الحسين بن محمد الشاعر الملقب بالخالع
كذاب وفي تاريخ بغداد قال لي أبو الفتح محمد بن أحمد المصري الصواف لم
اكتب ببغداد عمن أطلق فيه الكذب غير أربعة أحدهم أبو عبد الله الخالع
والذهبي حاله معلوم في شدة النصب والمسارعة إلى القدح والسبب وظاهر
رواية أبي الفتح المصري عنه عدم ثبوت كذبه عنده.
مشايخه
في تاريخ بغداد وأنساب السمعاني أنه حدث عن جماعة 1 أحمد بن
الفضل بن خزيمة 2 أبو بكر أحمد بن كامل القاضي 3 وأبو عمرو
محمد بن عبد الواحد الزاهد صاحب ثعلب أو غلام ثعلب 4 أبو سهل
أحمد بن محمد بن زياد القطان 5 أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب
الطبراني. وزاد الخطيب 6 أبو علي الطوماري 7 علي بن عبد الله بن
المغيرة الجوهري وزاد ياقوت وغيره 8 أبو علي الفارسي 9 أبو سعيد
السيرافي.
تلاميذه
1 أبو بكر الخطيب قال في تاريخ بغداد كتب عنه 2 أبو الفتح
محمد المصري كما مر.
مؤلفاته
1 صنعة أو صناعة الشعر 2 الدارات 3 أمثال العامة ذكرها
النجاشي 4 تخيلات العرب نسبه إليه الصفدي وابن قاضي شهبة وذكره
ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 4 ص 436 باسم آراء العرب وأديانها
5 شرح شعر أبي تمام 6 صناعة الشعر ذكرهما ياقوت 7 الأودية
والجبال والرمال 8 الرجال ذكرهما الصفدي وياقوت.
شعره
أورد له صاحب معجم الأدباء الاشعار الآتية وهي قوله:
رأيت العقل لم يكن انتهابا * ولم يقسم على قدر السنينا
فلو ان السنين تقسمته * حوى الآباء أنصبة البنينا
وقوله:
خطرت فقلت لها مقالة مغرم * ما ذا عليك من السلام فسلمي
قالت بمن تعنى فحبك بين * من سقم جسمك قلت بالمتلكم
فتبسمت فبكيت قالت لا ترع * فلعل مثل هواك بالمتسم
قلت اتفقنا في الهوى فزيارة * أو موعدا قبل الزيارة قدمي
فتضاحكت عجبا وقالت يا فتى * لو لم أدعك تنام بي لم تحلم
وقوله:
أما لظلام ليلى من صباح * أما للنجم فيه من براح
كان الأفق سد فليس يرجى * به نهج إلى كل النواحي
كان الشمس قد مسخت نجوما * تسير مسير رواد طلاح
كان الصبح مهجور طريد * كان الليل مات صريع راح
كان بنات نعش متن حزنا * كان النسر مكسور الجناح
وقوله:
لا تعبسن بوجه عاف سائل * خير المواهب أن ترى مسؤولا
لا تجبهن بالرد وجه مؤمل * فبقاء عزك أن ترى مأمولا
يلقى الكريم فيستدل ببشره * ويرى العبوس على اللئيم دليلا
وأعلم بأنك لا محالة صائر * خبرا فكن خبرا يروق جميلا
الشيخ حسين بن محمد الجمي الملقب بفاضل جم.
والجمى نسبة إلى قرية بينها وبين سيراف أربعة فراسخ وتعرف
سيراف اليوم ببندر طاهري فاضل واعظ في الذريعة له كتاب جام جم في
آثار العجم مجلد كبير يشبه الكشكول فيه فوائد علمية وتاريخية منها تواريخ
سيراف وذكر الآثار القديمة منها.
عز الدين أبو عبد الله الحسين بن محمد بن حابس الحلي المقري.
في معجم الآداب هو سبط الشيخ الفقيه سديد الدين عبد الواحد
الشفائي وقد سافر وعانى التجارة وله أخلاق حميدة رأيته في حضرة المولى
المعظم صفي الدين أبي عبد الله بن النقيب تاج الدين ابن طباطبا سنة 687
وروى لنا عن جده عبد الواحد الشفائي اه‍.
الحسين بن محمد بن الحسن.
من قدماء الأصحاب ومؤلفيهم قال المجلسي كما يأتي: زمانه قريب
من عصر الصدوق ويروي عن إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن هاشم اه‍.
ويأتي عن الرياض انه ينقل في نزهة الناظر عن نهج البلاغة فيكون متأخرا
عن الشريف الرضي وانه ينقل فيه عن أبي يعلي الجعفري فيكون متأخرا عنه
أيضا في الرياض نسب إليه هذا الكتاب في كتاب الهداة وفي أمل الآمل
الحسين بن محمد بن الحسن له نزهة الناظر وتنبيه الخاطر قال ابن شهرآشوب
وقد رأيت له كتاب مقصد الطالب في فضائل علي بن أبي طالب
ع اه‍ وقد علم من ذلك أن له كتابين 1 نزهة الناظر وتنبيه
الخاطر ويظهر انه في الآداب والحكم ونحوها المروية عن النبي وأهل بيته
ص في الرياض رأيت نسخة من كتاب نزهة الناظر في
المشهد الرضوي وعندي منه نسخة وقد صرح في آخره باسم مؤلفه كما
أوردناه وهو كتاب مختصر مشتمل على كلمات مختصرة للنبي والأئمة ع
حسنة الفوائد ويظهر من مطاويه انه متأخر الطبقة
عن السيد الرضي فإنه ينقل كلامه عن نهج البلاغة وفي بعض مواضعه عند
ذكر كلمات القائم ع هكذا: اخبرني الشيخ أبو القاسم

145
علي بن محمد بن محمد المفيد (1) قال حدث أبو محمد هارون بن موسى
التلعكبري حدثنا أبو علي محمد بن همام حدثني أبو نعيم محمد بن أحمد
الأنصاري قال كنت حاضرا عند المستجار الحديث ونقل في بعض
مواضعه كلاما عن محمد بن الحسن الجعفري وفي بعضها هكذا تفسير
الشريف أبي يعلي محمد بن الحسن الجعفري الطالبي لذلك الجواب: وفي
بعضها قال الراوي قلت للمفيد الجرحاني وفي آخر الكتاب ما لفظه: على
أن الذي أوردته فيه تبصره المبتدي وتذكره المنتهي وغنى عن كتب ابن المقفع
وعلي بن عبيدة الريحاني وسهل بن هارون وغيرهم ومن تصفح كتب الريحاني
ورسائله عرف ان جميعها منقول من خطبهم ورسائلهم ومواعظهم وحكمهم
وآدابهم ص ولو وفق هذا الفاضل يعني الريحاني ونسب
إلى كل امام ما إليه لكان أوفى لاجره وأبقى لذكره اه‍. ثم أنه لا حاجة إلى
بيان أن نزهة الناظر هذا غير نزهة الناظر في الجمع بين الأشباه والناظر في
الفقه للشيخ نجيب الدين يحيى بن سعيد ابن عم المحقق والاستدلال عليه
بوجوه كما في الرياض فإنه من توضيح الواضحات 2 مقصد الراغب أو
الطالب في فضائل علي بن أبي طالب في الرياض نسب إليه هذا الكتاب في
كتاب الهداة وقال الأستاذ المجلسي أيده في أول البحار وكتاب مقصد
الراغب في فضائل علي بن أبي طالب للشيخ الحسين بن محمد بن الحسن
وزمانه قريب من عصر الصدوق بن علي بن إبراهيم بن هاشم وقال في
الفصل الثاني وكتاب المقصد ويروي كثيرا من الاخبار عن إبراهيم مشتمل
على أخبار غريبة وأحكام نادرة نذكر منها تأييدا وتأكيدا اه‍ وفي الرياض
أيضا قد يروي فيه عن أبيه محمد عن محمد بن عبد الباقي المعروف بابن
البطي عن علي بن محمد الأنباري عن جعفر بن مالك بن عبد الله ابن يونس
عن المفضل بن عمر عن الصادق ع اه‍ وفيه أيضا عن بعض
المواضع ان الحسين بن محمد بن الحسن له الرسالة الحسنية الفارسية
المشهورة المذكورة في ترجمة الشيخ أبو الفتوح الرازي في الإمامة المنسوبة إليه
المحكية عن امرأة تسمى الحسنية قال وطني ان نسبة هذه الرسالة إليه سهو
نشأ من أن الشيخ أبو الفتوح اسمه الحسين بن علي بن محمد فظن الاتحاد.
الشيخ عز الدين حسين بن شمس الدين محمد بن الحسن الاسترآبادي.
عالم فاضل يروي إجازة عن المحقق الشيخ علي بن عبد العالي
الكركي بتاريخ 11 شوال سنة 907 بعد قراءة قواعد العلامة عليه كما في
إجازات البحار ولكن في الذريعة انه اشتباه فان هذه الإجازة كتبها له الشيخ
علي به عبد العالي الميسي ثم ذكر أن الميسي اجازه بتاريخ 11 شوال سنة
907 وانه ذكر فيها شيخه محمد بن المؤذن الجزيني ومحمد بن أحمد الصهيوني
وان اجازتهما له واجازته للاستيرابادي كلها موجودة في إجازات البحار وكانه
استفاد ان المجيز له هو الميسي لا الكركي من بعض القرائن الخارجية.
الشيخ عز الدين الحسين بن محمد بن الحسن الحموياني.
عالم فاضل يروي إجازة عن الشيخ حسن بن سليمان بن خالد الحلي
تلميذ الشهيد الأول بتاريخ 23 المحرم سنة 802 كتبها له على ظهر خصال
الصدوق.
السيد حسن بن محمد بن حسن بن حيدر الحسيني الكوهكمري أصلا
الأرونقي مولدا التبريزي النجفي مسكنا ومدفنا المعروف بالسيد حسين
الترك.
توفي عقيما بالنجف في 23 رجب سنة 1299 ودفن في مقبرته
الملاصقة لمقبرة السيد باقر القزويني وقيل في نفس مقبرة السيد باقر في محلة
المشراق مرض بالسل وقيل بالفالج منذ سنة 1291 واخره ذلك عن الدرس
العام وأرسل الشاه ناصر الدين القاجاري بعض أطبائه لمداواته فلم تنفع فيه
المداواة وتوفي بالتاريخ المذكور.
والكوهكمري نسبة إلى كلمة مركبة من كلمتين كوه بوزن
قوت فارسي بمعنى الجبل وكمر بوزن جبل فارسي بمعنى الصلب بلدة
من بلاد الترك في إيران والأرونقي نسبة إلى أرونق ولم أعثر عليها وكأنها
بلدة من بلاد الترك.
كان من رؤساء علماء النجف المبرزين في عصره إماما جليلا مشهورا
معروفا ذا جماعة وأشياع واتباع ومدرسة كبرى مدرسا في الفقه والأصول
درس فيهما في حياة أستاذه الشيخ مرتضى الأنصاري المذكور ثم انتهت إليه
نوبة التدريس فيهما في النجف بعد وفاة الأنصاري 1281 وكان يحضر
مجلس درسه أكثر من ثمانمائة من العلماء والفضلاء وجملة منهم رأسوا بعده
واشتهروا منهم الشيخ حسن المامقاني والملا محمد الشرابياني وانتهى إليه
أيضا امر التقليد بعد وفاة شيخه المذكور فقلد في قفقاسيا وتركستان
وأذربيجان وبلاد الفرس وبعد وفاته قلد الترك ملا محمد الإيرواني والفرس
الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي وبعد وفاة الإيرواني قلد الميرزا
الشيرازي وأملى تلميذاه الشيخ حسن المامقاني والملا محمد الشرابياني ما
سمعاه منه في الأصول فجاء في عشرة مجلدات ونحو ذلك في الفقه. وأي
حاجة إلى عشرة مجلدات في الأصول لقد كان يكفي عنها مجلد واحد وهل
هذا الا تضييع للعمر وتبعيد لا تعبيد للطريق ويأتي ان بعض تلاميذه كتب
تقرير بحثه في الأصول في مجلدين ووجد تقرير بحثه لجامع مجهول سماه
الذخيرة هاجر من وطنه إلى تبريز فقرأ على علمائها ثم هاجر إلى كربلا
فسمع دروس علمائها ثم إلى النجف فحضر مجالس درس علمائها وكان
آخرهم الشيخ مرتضى الأنصاري وكان يدرس في حياة أستاذه المذكور
خارجا فيحضر درسه فوق المائتين ثم يحضر درس أستاذه المذكور. وكان
قوي الحافظة جيد التقرير حسن البيان والعبارة ذا شوق عظيم إلى البحث
والتدريس.
مشايخه
حكي عن تلميذه المامقاني أن له 14 شيخا والذين حفظت أسماؤهم
منهم ثمانية 1 الميرزا احمد امام الجمعة في تبريز 2 ولده الميرزا لطف
علي امام الجمعة أيضا قرأ عليهما في تبريز في السطوح لما هاجر إليها 3
شريف العلماء المازندراني 4 صاحب الضوابط 5 صاحب الفصول
قرأ على هؤلاء الثلاثة في كربلاء لما هاجر إليها من تبريز 6 الشيخ علي
ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء 7 صاحب الجواهر الشيخ الشيخ محمد
حسن ابن الشيخ باقر (8) الشيخ مرتضى الأنصاري وهو آخر مشايخه
واختص به.



(1) هكذا وقعت هذه العبارة في نسخة الرياض التي عندي ولست اعرف فيمن يلقب بالمفيد رجلا
بهذا الاسم وهذه الكنية راويا عن التلعكبري. ويحتمل ان يكون وقع نقص في العبارة وأن يكون
الصواب علي بن فلان عن محمد بن محمد المفيد وان المراد به الشيخ المفيد المشهور فان
اسمه محمد بن محمد بن النعمان ولعل الراوي عنه هو الشيخ أبو القاسم علي بن محمد الخزاز
فإنه في طبقة المفيد ويحتمل ان يكون هو المفيد الجراجاني الآتي في كلامه فلا نقص والله أعلم. المؤلف
146
تلاميذه تتلمذ عليه جملة من مشاهير العلماء 1 الشيخ حسن بن عبد الله
المامقاني قال في المجلد الثامن من بشرى الوصول انه كلما قال الأستاذ
فمراده به شيخه المترجم 2 الملا محمد الشرابياني المعروف بالمقرر لأنه كان
يقرر درس أستاذه المذكور وهذان هما أشهر تلاميذه ومر انهما كتبا عشر
مجلدات في الأصول ونحوها في الفقه من تقرير بحثه 3 الميرزا موسى
التبريزي صاحب حاشية الرسائل المطبوعة ويروي عنه إجازة وكتب
تقريرات بحثه 4 الميرزا جواد آقا التبريزي 5 ملا محمد علي
الخوانساري 6 الشيخ عبد الله المازندراني 7 الآقا علي أكبر الزنجاني
8 الميرزا محمد علي الرشتي الجهاردهي ويروي عنه إجازة 9 ملا هادي
التبريزي 10 الملا علي بن عبد الله العلباري التبريزي ويروي عنه إجازة
11 الملا آقا بن محمد علي اللنكراني كتب تقرير بحثه في الأصول في
مجلدين 12 الشيخ محمد تقي البيرجندي يروي عنه إجازة ولعله من
تلاميذه قراءة 13 الشبستري ولم اعرف اسمه 14 السيد محمد بن
هاشم بن شجاعت علي الهندي وكثير منهم عاصرناهم ورأيناهم.
مؤلفاته
له مؤلفات كثيرة حكي عن تلميذه المامقاني انه قال رأيناها ملء عدل
الا ان أكثرها تلف لرداءة خطه وتعسر معرفة ترتيبها لعدم وضع قيود في آخر
الصفحات وأظن أن في ذلك شيئا من المبالغة والافراط والذي حفظت
أسماؤه منها 1 رسالة في الاستصحاب كانت تدرس في عصره 2
رسالة في مقدمة الواجب 3 كتاب الصلاة 4 احكام الخلل 5 كتاب
الزكاة الا أن الصلاة والزكاة غير مرتبين 6 الحج غير تام 7 المتاجر 8
الإجارة 9 المواريث 10 القضاء 11 شرح الشيخ مرتضى في
الأصول 13 تقرير درس أستاذه صاحب الضوابط 14 تقرير بحث
شيخه صاحب الجواهر 15 رسالة عملية. وكتب تلاميذه من تقرير
أبحاثه كتاب كثيرة مخطوطة ومطبوعة مرت إليها الإشارة. 363: السيد حسين بن
السيد محمد حسين ابن السيد أحمد الحسيني العاملي
الشقرائي.
توفي حوالي سنة 1340 في شقراء ودفن بجنب قبر جدنا السيد أبي
الحسن موسى الكبير غربي الجامع الكبير.
هو من أبناء أعمامنا جده ابن أخي السيد أبي الحسن موسى بن
حيدر بن أحمد بن إبراهيم كال صاحب مفتاح الكرامة.
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا ناثرا قرأ أولا في جبل عامل ثم هاجر إلى
النجف ونحن هناك وبقي مدة في طلب العلم ثم عاد إلى وطنه شقراء
وسكن خربة سلم مدة وله مؤلف في علم الأصول. فمن نثره وشعره ما
كتب به إلى السيد علي ابن عمنا السيد محمود الأمين من العراق إلى جبل
عامل مهنئا له بعوده من حج بيت الله الحرام سنة 1320 وهذه صورته:
الحمد لله بارئ النسم ذي المنن والنعم والصلاة والسلام على نبيه الصادع
بأمره محمد سيد العرب والعجم وعلى آله وصحبه مصابيح الدجى وخيرة
الأمم اما بعد فان نعم الله على عباده لا تحصى وآلاءه لا تستقصى
وأجلها نعمة وأعظمها وأهناها وأكرمها التي أسدلت على الكون جلابيب
المسرة والفرح وأذهبت عن القلوب لوعات الزفرة والترح عود طود الحلم
الأشم وبحر العلم الخضم زعيم هاشم وسيدها وفخار نزار وعميدها محيي
الشريعة ومشيدها وهادي الخلق ورشيدها نائب الحجة وموضح المحجة من
توجه الله بتاج الرياسة وأعطاه علمي الاحكام والسياسة من الحج الشريف
وزيارة قبر جده النبي المصطفى وأبنائه الهداة الشرفا مشتملا ببرد السلامة
خافقة من فوقه ألوية العز والكرامة قد أسدلت عليه الجلالة سجافها
ورنحت به المعالي أعطافها وضربت المهابة عليه أستارها محدقة بن عين
العناية ذهابا وإيابا فنحمده سبحانه وتعالى على ما أنعم وبشكره على ما وفق
وتفضل وتكرم ولما انتشرت صحف التهاني بقدومه في الآفاق حتى ملأت
الشئام والعراق استفزني الأنس والطرب وحركتني لواعج الأشواق:
فقمت أنشد من انس ومن فرح * مستنهضا للتهاني همة القلم
فقال لي وهو في لجي فكرته سعيا على الرأس لا سعيا على القدم
ثم قال واني مع جرياني لعاجز عن أن أدرك مدى غاياته وأحيط بكنه
صفاته ولكن الميسور لا يسقط بالمعسور فمرني فاني السامع المطيع فأخذته في
بعض ليالي الفراغ ونظمت هذه الأبيات الآتية مع تشتت البال وانصراف
النفس عن هذا المجال فجاءت بحمد الله ويمن الممدوح لابسة من الملاحة
أسنى الحلل جامعة بين عذوبة العراق ومتانة الجبل وهي هذه:
برق بدا بمحاني الضال والسلم * يشق شوء سناه حندس الظلم
ذكرت مذ لاح ليلات سلفن وقد * لهوت بالملهيين الراح والنغم
في روضة عانق الآس الشقيق بها * وصافح الورد فيها راحة العنم
جرى النسيم على غدرانها سحرا * وزهرها بين منثور ومنتظم
ومذ علا الطل ليلا فوقها برزت * تفتر أكمامها عن ثغر مبتسم
لا زال صوب الحيا يسقي معاهدها * بعارض بين منهل ومنسجم
معاهد علقت نفسي بها رشا * لم يرع في حبه عهدي ولا ذممي
ساجي المحاجر فرد في محاسنه * لا حسن الا إليه في الأنام نمي
يفتر عن لؤلؤ رطب تنظم في * ياقوتة سقيت بالبارد الشبم
غزيل راق في أوصافه غزلي * وحبه قد جرى في الجسم جري دمي
أشكو إليه غرامي والصدود معا * وسمعه راح عن شكواي في صمم
أواه من ظالم أشكو له سقمي * وظلمه فيه لي برء من السقم
الفضل بالجد والأرزاق بالقسم * والمرء يعرف بالآراء والهمم
لا يلبث في غاب على سغب * حتى يخضب فاه من دم النعم
ما كل من طار يعلو في الهواء ولا ال‍ * عقاب مثل بغاث الطير والرخم
قومي الذين هم لم يرتدوا بسوى * يرد الفضائل والعلياء والكرم
شم الأنوف مصاليت السيوف مسا * ميح الكفوف بعام الجدب كالديم
أسد العرين هداة الخلق ما نهضوا * يوما بغير الوغى والعلم والحكم
من هاشم الغر من أزكى مغارسها * من دوحة فرعت من سيد الأمم
من كل أبلج وضاح الجبين غدا * بنور غرته يجلو دجى الظلم
بالدين معتصم بالصدق ملتزم * بالعدل متسم بالحق محتكم
هذا علي أبو عبد الحسين سرى * بهمة لف فيها السهل بالأكم
من فوق ناجية هوجا مغامرة * نجيبة من جياد الأينق الرسم
يؤم أم القرى فيها وليس له * سوى زيارة بيت الله من أمم
ولو درى البيت ان قد جاءه لسعى * بشرا للقياه يمشي لا على القدم
يا كعبة الفضل عن شوق دعتك إلى * لقائها كعبة الاسلام والحرم

147
سعيت الصفا والمروتين بها * يا خير ساع سعى فيها ومستلم
لبيت فيها وأديت المناسك في * حمد وشكر فيا لله من نعم
وعدت بالعفو والغفران مشتملا * برد السلامة في عز وفي كرم
عود به عادت الأرواح وانتعشت * من بعد ما أشرفت وجدا على العدم
وسر قلب الهدى والدين وانتشرت * صحف التهاني إلى العليا بكل فم
أثلجت أفئدة كادت تذوب جوى * ورب أفئدة عادت على ضرم
يا واحد الدهر يا من في فضائله * ساد البرية من عرب ومن عجم
يا عمادا له ألقت أزمتها * العليا فأمسى ملاذ الناس كلهم
أوصافك الغر لا تحصى وليس لها * حصر ويعجز عن تعدادها قلمي
يهنيك حجك مبرورا وسعيك * مشكورا وفعلك مشهورا لدى الأمم
وأنت مرجع أحكام الإله وقد * أصبحت أشهر من نار على علم
مر وانه واحكم وجد بالبذل وانتقم * واصفح وطل وابق واسلم في الورى ودم
وبالرضا (1) الماجد الفذ الكريم أخي * العلياء قرت عيون المجد والكرم
فرد الكمال سما في عزم همته * فوق الضراح بسيما الزهد متسم
ذو فكرة يدرك الامر الخفي بها * قد فاق أقرانه بالفضل والشيم
واجهد النفس في كسب الكمال ولم * يعرف بنيل المعالي لذة الحلم
هنئت يا قمر العليا بحجك إذ * رجعت بالخير فاسلم دائم النعم
وقال أيضا وأرسلها من العراق إلى ابن عمنا السيد علي المذكور:
جاد ربع العلا وحيا رباه * ماطر ينعش القلوب حياه
وسقى مربعا به حل قوم * بهم قد زكا وطاب شذاه
يا له مربعا سمى بعلي * من سمت كل ذي علاء علاه
لم يزل هاديا لنهج رشاد * نيرا تهتدي الورى بهداه
هو للدين والشريعة قطب * وعليه أضحت تدور رحاه
فعلي باب المدينة بالنص * سعيد بين الورى من أتاه
لم يزل يقتفي مآثر خير الرسول * طه مذ الإله براه
فعليه تحية وسلام * من محب ملازم لولاه
هل سلاني حاشاه من غير ذنب * سال قلبي ان كان يوما سلاه
انا أرعى عهود كل صديق * وأليف وان طال جفاه
طبعت شيمتي عليه وفكري * في نفوس طباعها تأباه
كم رمتني هذي الليالي بخطب * لو على يذبل لهد قواه
جربتني فلم تجد غير عضب * قاطع الحد لا يفل شباه
فاصنع الخير ما قدرت عليه * حمدت دون غيره عقباه
كم قريب تراه عنك بعيدا * وبعيد تراه ما أدناه
قل لقومي نصيحة من خبير * محكم الرأي لا يطيش حجاه
قد قبلت الرجال ظهرا لبطن * لم أجد من تسرني رؤياه
غير أن الهدى بنهج علي * فاسلكوه أطال ربي بقاه
وقال يرثي السيد جواد ابن السيد حسن ابن السيد جواد صاحب
مفتاح الكرامة ويعزي عنه ابن عمنا المذكور:
مصابك اهدى لجسمي * وبث بقلبي نار الأسف
أذاب فؤادي ناع نعاك * اصم المسامع لما هتف
عهدتك تدفع صعب الخطوب * عليك لواء المعالي يرف
فكيف رمتك دواهي الردى * بسهم أصاب صميم الشرف
فمن بعد فقدك للمكرمات * جواد المعالي وطاميك جف
بمن يهتدي بعدك المدلجون * وكانت بنورك تجلى السدف
مضيت كريما فريد الزمان * حميد الصفات نقي الطرف
ولولا علي أبو المكرمات * عماد الشريعة محيي السلف
فخار العشيرة كهف الأنام * امام سفير الامام الخلف
لطارحت بالشجو ورق الحمام * وحاكيت بالدمع غيثا وكف
عزاء وصبرا اسود الشري * يجازى الصبور بأسنى التحف
فأنتم لنا سلوة بعده * ويسلى الفقيد بنعم الخلف
وله أشعار اخر تأتي في ترجمة ابن عمنا السيد علي المذكور.
السيد حسين بن محمد رضي الدين بن حسين بن حسن بن مير مظفر بن
محمد الحسيني اللاجوردي الكاشاني.
ولد سنة 1215 وتوفي سنة 1285 ودفن في مقبرة اللاجورديين خارج
باب كاشان.
عالم فاضل فقيه مفسر بارع قرأ على السيد محمد تقي بشت مشهدي
وعلى علماء النجف مدة سبع سنوات وكان مرجع الأمور الشرعية في
كاشان وله مصنفات 1 الفقه الأصيل متن مع شرح مزجي كلاهما له خرج
منه مجلد في الطهارة ومجلد في الصلاة إلى آخر صلاة الآيات وعلى آخر مجلد
الصلاة تقريظان للشيخ زين العابدين المازندراني الحائري والملا محمد
الإيرواني النجفي صرحا فيه باجتهاده 2 تفسير القرآن من سورة مريم إلى
الآخر. في الذريعة ذكر فيه أنه لما رأى الجزء الأول من جوامع الجامع
للطبرسي استحسنه فكتب تفسير النصف الثاني على منواله فيكون عنده تمام
جوامع الجامع لكن هذا مزجي وجوامع الجامع غير مزجي اه‍ وفيه غرابة
فجوامع الجامع تفسير كامل ونسخة منتشرة فكان يمكنه تحصيل الجزء الثاني
بدلا عن أن يؤلف عوضه مزجا وهو غير مزجي أو أن يؤلف تفسيرا مستقلا
3 كتاب في المواعظ 4 كتاب في المقتل 5 رسالة تقليدية 6 قصيدة
شعر ملمع عربي وفارسي تقرب من أربعة آلاف بيت اسمها أخلاق السيد
حسين كذا في الذريعة نقلا عن ولده السيد محمد الكاشاني الحائري
أقول كأنها في الأخلاق وفائدتها ضئيلة وأبوه أيضا من العلماء وجده
الاعلى مير مظفر وكان طبيبا ماهرا يلقب بالشفائي وهو صاحب قراباذين
شفائي الموجود.
حسين بن جمال الدين محمد بن حسين الخوانساري الأصل الأصفهاني
المسكن والمدفن.
والخوانساري نسبة إلى خوانسار في الروضات بلا اشباع الخاء
المضمومة كما هو على السنة العامة أو يفتح الخاء المائلة كما هو المشهور بين
الخواص وكما وجد بخطه وخط ولديه أو خانيسار كما يشهد بذلك الاعتبار
في وجه التسمية ولم يذكر وجه الشهادة أو خانسار كما وجدناه بخط
الشيخ علي المحقق في اجازته للمولى ميرك الخوانساري أو بخاء مضمومة بلا
اشباع كما في بعض أربعينات قدماء أهل السنة وكما في السلافة اه‍ وفي
معجم البلدان خانسار بنون مكسورة أقول والعجم يكتبونها بالواو و
الألف وينطقونها بالألف وتنطق بالألف.



(1) هو السيد رضا ابن عمنا السيد علي وكان حج معه تلك السنة - المؤلف -.
148
مولده ووفاته ومدفنه
ولد في ذي القعدة سنة 1016 كما عن جامع الرواة وتوفي بأصفهان
سنة 1099 أو 1098 ودفن بها في صحراء بابا ركن الدين بوصية منه وبنى
الشاه سليمان الصفوي على قبره قبة عالية وقبره بها مشهور مزور كما في
الرياض وفي الذريعة توفي بأصبهان 1098 ودفن بتخت فولاذ وفي
الروضات كان على قبره لوح من اليشم المرتفع القيمة كتب عليه تاريخ
وفاته فكسره الأفاغنة حين استيلائهم على أصفهان ثم جدد على قبره وقبر
ولده الآقا جمال الدين حجران من المرمر اه‍. والصواب في تاريخ وفاته انه
سنة 1099 كما هو مكتوب على لوح قبره على ما في حاشية أمل الآمل وهو
المنقول في الروضات عن حدائق المقربين فقال إنه توفي بأصفهان في آخر
سنة 1099 وقيل إنه توفي سنة 1098 ذكره صاحب الرياض وفي
مستدركات الوسائل المطبوع ج 3 ص 408 انه توفي سنة 1058 بالرقم
الهندي والظاهر أنه خطا من الطابع أبدل تسعين بخمسين ووجدت في
مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته انه توفي سنة 1131 ولا ريب
انه اشتباه ولعله اشتباه بوفاة ولده ومن العجيب ما في الروضات من أن
تاريخ وفاته بالفارسية امروز هم ملائكة كفتن يا حسين وبالعربية ادخلي
جنتي مع أن الأول يوافق ما عن حدائق المقربين ان حسبت صورة الياء مع
الهمزة المكسورة في ملائكة الثاني يبلغ ألف ومائة ثمانية ولعل الاختلاف نشأ
من كسر الأفغانيين للوح الذي كان فيه تاريخ وفاته حين استيلائهم بعد
ذلك على أصفهان ثم اعادته على لوح آخر.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل فاضل عالم حكيم عظيم الشأن علامة العلماء فريد
العصر متكلم محقق مدقق ثقة جليل القدر من المعاصرين أطال الله بقاءه
وقد ذكره في سلافة العصر وأثنى عليه ثناء بليغا. وذكره صاحب السلافة في
ضمن أعيان العجم وفضلائهم الذين لم يفردهم بترجمة لأنه لم يعثر لهم على
شعر ولا نثر فقال ومنهم الآغا حسين الخنساري علامة هذا العصر الذي
عليه المدار وأمامه الذي يخضع لمقداره الاقدار اه‍. وعن مناقب الفضلاء
انه قال في حقه: العلامة الفهامة المحقق المدقق النحريري أفضل العلماء ف
ي القرون والأدوار ومفخر الفضلاء في الأمصار والأقطار أستاذ الحكماء
والمتكلمين ومربي الفقهاء والمحدثين محط رحال أفاضل الزمان ومرجع
الفضلاء في جميع الأحيان أكمل المتبحرين المولى الثقة العدل. وفي رياض
العلماء الأستاذ المحقق والملاذ المدقق الفاضل العلامة والعالم الفهامة أستاذ
الأساتيذ في عصره فضائله لا تعد ولا تحصى كان وحيد دهره وفريد عصره
لم ير من يدانيه فكيف بمن يساويه وكان ظهرا وظهيرا لكافة أهل العلم
وحصنا حصينا لأرباب الفضل والحلم وهو شاعر منشئ حسن الشعر
والإنشاء بالعربية والفارسية وانشاءاته وأشعاره على الألسن مشهورة وفي
لمجاميع مسطورة وعن جامع الرواة انه قال الحسين بن جمال الدين محمد بن
الحسين الخوانساري المعروف بآقا حسين فريد عصره ووحيد دهره قدوة
المحققين سلطان الحكماء المتألهين برهان أعاظم المتكلمين انتهت رياسة
الفضيلة في زمانه إليه وأمره في علو قدره وعظم شانه وسمو رتبته وتبحره في
العلوم العقلية والنقلية ودقة نظره وإصابة رأيه وحدسه وثقته وأمانته وعدالته
أشهر من أن يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة وكان ملجا للفقراء والمساكين
ساعيا في حوائجهم جزاه الله تعالى خير جزاء المحسنين له تلامذة أجلاء وله
كتب جيدة وفي مستدركات الوسائل: أستاذ الحكماء والمتكلمين ومربي
الفقهاء والمحدثين محط رحال أفاضل الزمان المحقق المدقق مقامه أعلى من
أن يسطر وفضائله أشهر من أن تذكر اه‍ ومن مراجعة أحواله وأسماء
مؤلفاته يبدو انعكافه على علم الحكمة العقلية ككثيرين أمثاله.
أحواله
في الروضات: انتقل في زمن صباه من خوانسار إلى أصفهان لطلب
العلم وسكن في مدرسة خواجة ملك بجنب مسجد الشيخ لطف الله العاملي
الميسي وكانت منذ بنيت محطا لرجال أكابر الفضلاء وأعاظم العلماء حتى بلغ
في مدة قليلة درجة عالية في العلوم وأصابه فيها ضر شديد من الفقر وكان
يقول مر علي في زمن تحصيلي في هذه المدرسة شتاء بارد لم يتيسر لي فيه ان أو
قد نارا استدفئ بها وكان لي لحاف خلق كنت ألفه على بدني ثم ترقت به
الحال إلى أن جعله الشاه سليمان الصفري نائبا عنه في السلطنة حين عزم
على بعض الاسفار وخلع عليه جبة محلاة بأنواع الجواهر وفي الرياض كان
في أول تحصيله قليل المطالعة لفرط ذكائه وكان قليل الكلام عند قراءته وعند اقرائه
بقدر الضرورة وكان لا يأخذ كتابا بيده حال التدريس.
مشايخه
في الرياض: كان يقول انا تلميذ البشر إشارة إلى كثرة مشايخه وهم
1 الملا محمد المجلسي الأول وله منه إجازة بتاريخ ربيع الثاني سنة 062 1
اثنى عليه فيها ثناء بليغا 2 العلامة السبزواري صاحب الذخيرة قرأ عليهما
في المنقول 3 الأمير أبو القاسم الفندرسكي 4 المولى حيدر بن محمد
الخوانساري صاحي زبدة التصانيف بالفارسية قرأ عليهما في المعقول.
تلاميذه
في الرياض قرأ عليه فضلاء الزمان والعلماء الأعيان في العلوم العقلية
والأصولية والفقهية وهم 1 و 2 ولده الآقا جمال الدين محمد محشي
شرح اللمعة وأخوه رضي الدين محمد 3 و 4 صاحب الرياض وأخوه
ولم يذكر اسمه 5 الأمير محمد صالح الخاتون آبادي ختن المجلسي قرأ عليه
في الكلام والأصول والفقه عشرين سنة 6 المدقق الشيرواني محشي المعالم
المعروف بملا ميرزا 7 الشيخ جعفر القاضي 8 السيد نعمة الله الجزائري
9 المولى محمد بن عبد الفتاح التنكابني المعروف بسراب 10 المولى علي
رضا الشيرازي المعروف بتجلي 11 فخر الدين المشهدي الخراساني 12
صاحب أمل الآمل قال نروي عنه إجازة 13 المولى محمد حسين
المازندراني في الذريعة يروي عنه إجازة بتاريخ 1089 وغيرهم.
مؤلفاته
ذكر أكثرها صاحب الرياض وما نذكره في وصفها هو من كلامه.
الفقه
1 مشارق الشموس في شرح الدروس مطبوع كبير جدا لم يعمل
مثله الا أنه لم يتم ولم يخرج منه الا بعض الطهارة إلى الفقاع من النجاسات
كتب أولا شطرا منه ثم كتب شطرا آخر وقال تلميذه الشيرواني ان ما كتبه
أولا أحسن مما كتبه ثانيا وعن جامع الرواة انه في غاية البسط وكمال الدقة
مشتمل على جميع أخبار الأئمة ع وأقوال فقهائنا الامامية بحيث
لا يشذ عنه شئ 2 المائدة السليمانية ألفه للشاه سليمان

149
الصفوي في الأطعمة والأشربة وما يناسبها.
الأصول
3 رسالة في نفي وجوب مقدمة الواجب رد فيها على الفاضل القزويني والفاضل
النائيني وصاحب الذخيرة مطبوعة ورأيت منها نسخة في
مكتبة الشيخ عبد الحسين الطهراني بكربلاء.
الدعاء
4 ترجمة الصحيفة السجادية إلى الفارسية ذكرت في الأمل.
الكلام والحكمة
5 رسالة في الجبر والاختيار مختصرة حسنة الفوائد كتبها على شرح
المختصر العضدي في الأصول على ذلك المبحث 6 الجواهر والاعراض
7 حاشية على الحاشية القديمة الجلالية على الشرح الجديد للتجريد من
أحسن الحواشي وأفيدها وأدقها 8 حاشية أخرى جديدة عليها لم تتم 9
حاشية على إلاهيات الشفا لم يراجعها أصلا ولما تعرض صاحب الذخيرة في
حاشيته على الشفا للرد عليه فيها كتب ثانيا 10 حاشية أخرى رد فيها عليه
وهي من أواخر مؤلفاته 11 حاشية على حاشية أخرى على حاشية صاحب
الذخيرة على شرح الإشارات ذكرت في جامع الرواة مع حاشية الرد المتقدمة فعلم أنهما
اثنان 12 حاشية على شرح الإشارات من الطبيعي والإلاهي جيدة
جدا كاملة 13 حاشية أخرى عليه لعلها لم تتم 14 حاشية على الحاشية
الجلالية على تصديقات شرح المطالع في الرياض لم تتم ولم تخرج من المسودة
حتى ضاعت كما سمعته منه عند قراءتي عليه شرح الإشارات وهي من أول
مؤلفاته 15 رسالة في التشكيك حسنة الفوائد 16 رسالة شبهة الطفرة لطيفة
جدا 17 رسالة في شبهة الاستلزام رد فيها على الفاضل النائيني
والفاضل القزويني 18 ترجمة نهج الحق للعلامة في الإمامة إلى الفارسية
ترجمه للسلطان سليمان الصفوي.
التفسير
19 تفسير سورة الفاتحة 20 ترجمة القرآن الشريف ذكره صاحب
الآمل في مؤلفاته وفي الرياض ترجمة القرآن لم اسمع به منه ولا من أولاده
ولا كتب إلي به ولده في جملة مؤلفاته فهو سهو من صاحب الآمل.
متفرقات
21 رسالة في مسائل متفرقة من الحكمة والمنطق والأصول وغيرها
رد فيها على تلميذه الشيرواني الذي تتبع مؤلفات شيخه هذا ورد على
موضع منها فلما اطلع شيخه على ذلك رد عليه بهذه الرسالة وهي آخر ما
ألفه 22 رسالة في دفع شبهات متفرقة وهي شبهة الايمان والكفر وشبهة
الاستلزام وشبهة الطفرة وغير ذلك لكن مر ان شبهتي الاستلزام والطفرة في
كل منهما رسالة مستقلة 23 جواب كتاب شريف مكة إلى الشاه سليمان
الصفوي ينقل عنه صاحب فضائل السادات منه نسخة في المكتبة الحسينية
بالنجف
الحسين بن محمد بن الحسين أبو القاسم الدهقان الصريفيني المقري.
ولد سنة 324 وتوفي سنة 410.
في لسان الميزان متأخر سمع من جناح بن نزير وزيد بن جعفر العلوي
وغيرهما وعاش 86 سنة وكان رأس الزيدية ومفتيهم ذكره ابن السمعاني
وقال ختم عليه كتاب الله جماعة وكان فهما قارئا محدثا مكثرا سالت عنه ابن
الأنماطي فقال ثقة مأمون روى عنه إسماعيل التيمي وابن الأنماطي وآخرون
مات سنة 410 اه‍.
قطب الدين أبو عبد الله الحسين بن مجد الدين محمد بن قطب الدين
الحسين العلوي النقيب.
توفي في ربيع الآخر سنة 681.
في مجمع الآداب ومعجم الألقاب لعبد الرزاق بن الفوطي من أولاد
السادات النقباء رأيته سنة 677 وكان شابا كيسا سخيا وتوفي شابا في 13
ربيع الآخر سنة 681 وبه انقرض بيت النقيب بن الأقساسي ودفن
بالكوفة.
السيد شمس الدين حسين ابن النقيب الطاهر تاج الدين أبي الفضل
محمد بن مجد الدين الحسين بن علي بن زيد بن الداعي ابن زيد بن علي بن
الحسين بن الحسن التنج بن أبي الحسن علي بن أبي محمد الحسن الرئيس بن
علي بن محمد بن علي بن علي الحوري بن الحسن الأفطس بن علي الأصغر
ابن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
قتل في ذي القعدة سنة 711.
كان يتولى نقابة العراق في عهد السلطان الجايتو محمد المغولي وفيه
ظلم وتغلب فأحقد ذلك سادات العراق عليه وكان أبوه مقربا عند السلطان
قلده نقابة النقباء في جميع البلاد التي في ملكه فحسده الوزير رشيد الدين
الطبيب مع أمور أخر زادت في حقده عليه فأغرى الوزير جماعة من
السادات بان يذموه عند السلطان ففعلوا فاستشار السلطان الوزير في امره
فاغتنم الفرصة وأشار عليه بان يسلمه إلى العلويين فيخلص من شكايتهم ولا يكون
على السيد في ذلك كثير ضرر لأنهم أهله وأقرباؤه فلا يبالغون في ضرره
فرضي السلطان بهذا التدبير وأمره ان يسلمه إليهم فاحضر الوزير بعض أشرارهم
ووعده بنقابة العراق وحب الدنيا والامارة أصل كل شر فسلمه السيد تاج
وولده المترجم وأخاه عليا فقتلهم حكى ذلك صاحب عمدة الطالب في كتابه فقال
كان السيد تاج الدين محمد والد المترجم أول أمره واعظا وأعتقده
السلطان أولجايتو محمد المغولي وولاه نقابة الممالك بأسرها العراق والري
وخراسان وفارس وسائر ممالكه وعانده الوزير رشيد الدين الطبيب الظاهر أنه
كان يناصر اليهود واصل ذلك أن مشهد ذي الكفل النبي ع
بقرية ملاحا كذا على شط التاجية بين الحلة والكوفة واليهود
يزورونه ويترددون إليه ويحملون النذور إليه فمنع السيد تاج الدين اليهود
من قربه ونصب في صحنه منبرا وأقام فيه جمعة وجماعة فحقد ذلك الرشيد
الطبيب مع ما كان في خاطره منه بجاهه العظيم واختصاصه بالسلطان وكان
ولده السيد شمس الدين حسين المترجم هو المتولي لنقابة العراق وكان فيه
ظلم وتغلب فأحقد سادات العراق بافعاله فتوصل الرشيد الطبيب واستمال
جماعة من السادات وأوقعوا في خاطر السلطان من السيد تاج الدين وأولاده
حكايات ردية فلما كثر ذلك على السلطان استشار الرشيد الطبيب في أمره
وكان به حفيا فأشار عليه أن يدفعه إلى العلويين وأوهمه انه إذا سلمه إليهم
لم يبق لهم طريق في الشكاية والتشنيع وليس على السيد تاج الدين من ذلك
كثير ضرر فطلب الرشيد الطاهر جلال الدين ابن الفقيه وكان سفاكا جريئا

150
على الدماء وقرر معه ان يقتل السيد تاج وولديه شمس الدين حسين المترجم
وشرف الدين علي ويكون له حكم العراق نقابة وقضاء وصدارة فامتنع
السيد جلال الدين من ذلك وقال اني لا اقتل علويا قط ثم توجه من ليلته
إلى الحلة فطلب الرشيد السيد ابن أبي الفائز الموسوي الحائري وأطمعه في
نقابة العراق على أن يقتل السيد تاج الدين وولديه فامتنع من ذلك وهرب
إلى الحائر من ليلته وعلق السيد جلال الدين إبراهيم بن المختار في حبالة
الرشيد وكان يختصه بعد وفاة أبيه ويقربه ويحسن إليه ويعظمه فأطعمه
الرشيد في نقابة العراق وسلم إليه السيد تاج وولديه شمس الدين حسين
المترجم وشرف الدين علي فأخرجهم إلى شاطئ دجلة وامر أعوانه بهم
فقتلوهم وقتل ابني السيد تاج الدين قبله عتوا وتمردا موافقة لأمر الرشيد وان
لم يكن رشيدا وكان ذلك في ذي القعدة سنة 711 وأظهر عوام بغداد
والحنابلة التشفي بالسيد تاج الدين وقطعوه قطعا وأكلوا لحمه ونتفوا شعره
وبيعت الطاقة من شعر لحيته بدينار فغضب السلطان لذلك غضبا شديدا وأسف من
قتل السيد تاج الدين وابنيه وأوهمه الرشيد ان جميع السادات بالعراق اتفقوا
على قتله فامر السلطان بقاضي الحنابلة ان يصلب ثم عفا عنه بشفاعة جماعة من
أرباب الدولة فامر ان يركب على حمار أعمى مقلوبا ويطوف به في أسواق
بغداد وشوارعها وتقدم بان لا يكون من الحنابلة قاض وفي هذه الواقعة عظات
وعبر وأمور يجب على العاقل ان يتحرز من مثلها أولا ان ما كان في المترجم من
ظلم وتغلب أحقد سادات العراق عليه فوجد الوزير من ذلك وسيلة إلى الوشاية
به التي أدت إلى هلاكه فيجب على من ولي ولاية ان يكون له رادع عن
الظلم من خوف الله تعالى وخوف العاقبة الوخيمة في الدنيا ثانيا على
المرء ان يحذر الوشاة ويبحث عن صحة أقوالهم فشياطين الإنس كثيرا ما
يلبسون الغش ثوب النصيحة والفساد ثوب الصلاح لئلا يقع في الندم كما
وقع فيه هذا السلطان ثالثا ان يجتنب المرء الاضرار بالناس لا سيما
بسفك الدماء طمعا في ولاية وامارة فإنه كثيرا ما يخسر بذلك الدنيا والآخرة
فيحصل له الاثم وسوء الأحدوثة في الدنيا ولم يتول ما طمع فيه من
النقابة فان السلطان بعد اطلاعه على جلية الحال لم يكن ليوليه رابعا على
المرء ان يتجنب التشفي والشماتة فإنه خلق دنئ وقد يوقع في مثل ما وقع
فيه قاضي الحنابلة نسأله تعالى العصمة من دنايا الأخلاق وقبائح الافعال.
السيد حسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن أبي الحسن الموسوي
العاملي الجبعي.
ولد في جبع سنة 906 وتوفي ليلة التاسع من رجب سنة 963
مسموما في صيدا ودفن في جبع.
مرت ترجمته في ج 25 بعنوان حسين بن أبي الحسن العاملي الجبعي
وان نسبه كما ذكرناه هنا وما مر نسبة إلى الجد وهي متعارفة وانه جد السادة
الموسوية في الشامات والكاظمية وكلهم يعرفون بال أبي الحسن نسبة إليه
ومر هناك قول صاحب أمل الآمل فيه. وعن السيد هادي صدر الدين
العاملي الكاظمي انه قرأ أولا على والد الشهيد الثاني ثم ارتحل إلى ميس
فقرأ على الشيخ علي بن عبد العالي الميسي وقرأ في كرك نوح على السيد
حسين ابن السيد جعفر الكركي الموسوي وقرأ على الشيخ شمس الدين
محمد بن مكي العاملي الشامي أحد شيوخ الشهيد الثاني وكان السيد صهره
وكان أبوه وجده الأدنى وسائر آبائه وأجداده من العلماء الاجلاء اه‍.
الشيخ حسين بن محمد بن حسين بن محمد بن أحمد بن زغيب بالتصغير بن
علي بن إبراهيم بن رشيد مصغرا بن دعيبس بن إسماعيل بن علي بن
حسين بن علي بن حسين بن علي بن حسين اللاكودي الجشعمي البعلبكي
اليونيني.
ولد في قرية يونين من أعمال بعلبك وتوفي بها سنة 1294
كتب لنا نسبه بهذه الصورة بعض أحفاده مع ترجمة طويلة انتخبنا منها
ما يأتي والعهدة في جميع ذلك عليه.
كان عالما فاضلا شاعرا أديبا تقيا نقيا يتعاطى الطب على طريقة أطباء
اليونان القديمة قرأ القرآن وتعلم الخط في يونين وهو ابن سبع سنين ونشا
على العبادة والتقوى والتفقه في الدين ولما بلغ 18 سنة رحل إلى الكوثرية
من جبل عامل فقرأ في مدرسة السيد علي إبراهيم الفقيه المشهور النحو
والصرف والمنطق والبيان وقرأ عليه الأصول والفقه وبقي عنده 12 سنة
وعاد إلى يونين فبقي فيها ثلاث سنوات ثم هاجر إلى العراق فقرأ على الشيخ
مرتضى الأنصاري مدة ست سنوات ثم عاد إلى يونين وبنى فيها مدرسة
وباشر التدريس وتخرج به جماعة.
مشايخه
1 السيد علي إبراهيم العاملي.
2 الشيخ مرتضى الأنصاري كما مر.
تلاميذه
تخرج به في مدرسته في يونين جماعة 1 السيد علي القاضي آل عودة
اللبناني 2 الشيخ تقي شمس الدين الفوعي 3 الشيخ إبراهيم محفوظ
4 الشيخ محمد محفوظ 5 الشيخ حيدر محفوظ الهرمليون 6 الشيخ
خليل العميري 7 أخوه الشيخ محمد أمين العميري 8 أخوهما الشيخ
عبد الله العميري 9 أخوهم الشيخ جواد العميري النحليون 10 ولده
الشيخ صادق زغيب 11 الشيخ عباس ابن الشيخ محمد أمين زغيب.
مؤلفاته
1 مؤلف في الأصول كتبه في الكوثرية حال قراءته على السيد علي
إبراهيم 2 شرح على اللمعة كتبه في النجف 3 مناسك الحج مرتب على
مقدمة وسبعة فصول وخاتمة 4 ديوان شعر في رثاء الحسين ع
سماه شفاء الداء في رثاء سيد الشهداء مرتب على حروف الهجاء.
شعره
لم يتسير لنا الاطلاع على ديوان شعره الذي ذكره حفيده ولا نقل
هو منه شيئا لنا وذلك دليل عدم اطلاعه عليه وكونه مفقودا مع أن ناظمه
من أهل هذا العصر ولكنه ذكر من شعره هذين البيتين:
ما خلت لمع البرق في ديجوره * إلا ضياء الثغر حين تبسما
في ريقه العذب العذاب فهل ترى * أحدا يقلب في العذاب منعما
أصل عشيرته
على ما كتبه لنا حفيده المذكور والعهدة عليه قال: أتى حسين

151
اللاكودي الجشعمي هو وأخوه علي من العراق من شط الهندية إلى حوران
وسكنا مدة في السويدا وكثر فيها نسلهما فنسل علي يقال لهم بنو فريح نسبة
إلى ولده فريح بن علي ثم انتقل نسل علي إلى الجيدور ويقال لهم للآن بنو
فريح وانتقل نسل حسين إلى الحارة بتشديد الراء من حوران وبقوا فيها اسم
لاكود وكان فيها طائفة يقال لهم السردية فوقعت معركة بين السردية
واللكايدة قتل فيها رجل من اللكايدة اسمه طالب وله أخ اسمه إبراهيم من
الشجعان ولإبراهيم سبعة أولاد وعبدان ولطالب المقتول ولدان ولطالب
وإبراهيم عم اسمه داود هو شيخ اللكايدة فأرسل شيخ السردية إلى داود
يطلب الصلح وأخذ الدية فقبل وأخذ الدية فاستاء من ذلك إبراهيم وفارق
عمه وحلف ليقتلن شيخ السردية فقصد منزله ليلا فوجده نائما مع زوجته في
خيمة على سطح فأنف من قتله بتلك الحالة فوضع خنجره عند رأسه علامة
على دخوله الخيمة ثم خرج باهله وأولاده إلى دمشق فبعلبك حتى وصل
يونين فخيم على عقبة في جنوبها تسمى إلى اليوم عقبة الخيمة وهي مقبرة آل
زغيب وعزم على سكنى يونين لطيب هوائها وعذوبة مائها فأبى ذلك عليه
أهل القرية فسكنها رغما عنهم وذلك سنة 1140 ه وكان عرب كبادية
يومئذ يغيرون على بلاد بعلبك الشمالية فيستنجدون بالحرافشة فيبعثون
لمكافحتهم أهل الباس والنجدة ولما شاع اسم إبراهيم واتباعه صار الحرافشة
يبعثونهم لمثل ذلك وكانت آخر وقعة لهم في سهل البقاع قتل فيها لإبراهيم
ثلاثة أولاد وبقي اثنان وتخلف علي بزغيب وزغيب بأحمد وأحمد بمحمد ومحمد
بحسين وحسين بمحمد ومحمد بالشيخ حسين المترجم.
أما الذين بقوا في الحارة مع داود فلا يزالون إلى الآن مشايخ وأهل
سيادة وتاريخ دار إبراهيم في الحارة باق إلى الآن والكايدة يفتخرون به
ويقولون انهم سادة أشراف والحقيقة ان شرفهم لأنهم نزارية لا انهم
علوية.
أما التشيع في آل زغيب فأول من تشيع منهم علي بن أحمد بن زغيب
لأن أباه تزوج امرأة من آل محفوظ في الهرمل ثم مات فربي علي يتيما عند
أخواله وفيهم أهل علم فقرأ عليهم وعاد إلى يونين وشيع أقاربه بالتدريج
والذين بقوا خارج يونين تسننوا قال جامع الترجمة: ولما كنت في العراق
تشرفت بخدمة السيد الجليل السيد هادي ابن العالم الكبير الشهير السيد
مهدي القزويني في طويريج فأخبره صاحبي انني حفيد الشيخ حسين
زغيب الذي قرأ مع والده فالتفت إلي وقال الشيخ ابن جشعم فسألته عن
المراد به فقال العادة في العراق إذا دخل أمير على آخر يقول له مرحبا بالشيخ
فيقول الداخل استغفر الله الشيخ ابن جشعم ثم قال هم بنو خثعم فصحف
اسمهم إلى جشعم وليسوا باشراف علوية انما شرفهم لأنهم نزارية ولهم
عندنا قصة هي انه لما دخل السلطان سليمان القانوني العراق لم يجسر على
مقابلته أحد من رؤساء العشائر سوى رئيس جشعم وكانت له الرياسة
العامة على اعراب العراق فلما تشرف بزيارة العتبات المقدسة بنى منارتين في
صحن الكاظمين وهما المنارتان الأولتان وكان رئيس جشعم يصرف الأموال
الطائلة في سبيل استقبال السلطان والاحتفاء به فاقطعه السلطان أقطاعا في
السواد عامرا فسموه السليمانية وأعطاهم سواد كربلاء بأسره ومكانا يسمى
الحسينية يقطنونه إلى الآن وكان عددهم ثلاثمائة ألف بيت ولهم السيادة على
جميع عرب العراق إلى أن دهمت قبيلة من الاعراب أهل الحلة وجلهم سادة
أشراف فهربوا واستجاروا بجشعم فلم يحموهم وخانوا بهم فقرضهم الله
انتقاما للأشراف وذهبت السليمانية منهم والجانب الكبير من كربلاء ولم يبق
لهم سوى القليل من كربلاء والحسينية التي تبعد ثلاث ساعات عن كربلاء
فجشعم الباقية في الحسينية يقارب عددهم المائة والعشرين بيتا والقسم
الكبير ساكن في الأهواز بنواحي البصرة وأبو جشعم الطميح الأيادي القائد
عند كسرى انوشروان فأنتم يادية وجدكم نزار لان أيادا هو ابن عزار
وعمكم كعب بن مامة الذي ضرب المثل بوجوده اه‍.
الحسين المحترق وقيل اسمه الحسن بن أبي جعفر محمد الأمير ابن الحسين
الأمير بن محمد الثائر بن موسى الثاني بن عبد الله الشيخ الصالح بن موسى
الجون بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
ع.
هو من بيت الامارة الذين كانت لهم امارة مكة المكرمة لكنه لم يل
الامارة وأول من وليها منهم اخوه الأمير جعفر بعد سنة 340 كما في عمدة
الطالب.
الشيخ حسين بن محمد بن حسين بن محمد بن يوسف بن جعفر بن علي بن
حسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف ابن أبي جامع العاملي النجفي.
توفي في أوائل القرن الرابع عشر قال الشيخ جواد آل محيي الدين في
كتيبه: فاضل محقق محصل له المكانة العليا في الصلاح والايمان اه‍.
السيد حسين ابن السيد محمد بن حسين ابن السيد ناصر الملقب كمونة.
أحد نقباء النجف وحكامها سنة 950 ورث ذلك عن أسلافه
خصوصا والده النقيب المستشهد سنة 921 وهو الذي نجى الشيخ علي ابن
الشيخ أحمد بن أبي جامع العاملي النجفي لما طلبه عمال العثمانيين، مات
عن ولد اسمه ناصر كانت له رياسة ونقابة.
السيد الأمير حسين بن محمد الحسيني النيسابوري المعروف بالمعمائي
والمتخلص بشفيعي.
توفي سنة 912 كما عن الرياض أو حدود 904 كما عن التاريخ
المسمى أخبار البشر وكانت وفاته بهراة.
والمعمائي نسبة إلى المعمى اي اللغز لتعاطيه ذلك في شعره
الفارسي كثيرا كما يأتي.
ذكره صاحب روضات الجنات في ذيل ترجمة حسين بن معين الدين
الميبدي فقال الفاضل المولى الأمير حسين بن محمد الحسيني النيسابوري
المعمائي من الشعراء الماهرين والعرفاء الكبراء وكان من تلاميذ مولانا عبد
الرحمن الجامي أيام اقامته بهراة ومن المستفيدين من بركات أنفاسه له
كتاب طريق في فن المعمى جامع لمقاصده وشقوقه ومصطلحاته ومقدار وافر
من الأشعار الواردة على الأسماء المعميات كتبه بإشارة السلطان الأمير شير
علي الهروي المشهور وذكر اسمه في مفتتح الكتاب بطريق التنمية شعرا
بالفارسية وأورد له أيضا أشعارا كثيرة فارسية في المعمى باسم جامي وغيره
ثم قال وقد ظهر من هذه الاشعار انه كان من أعاظم الشعراء وان تخلصه
الشفيعي وذلك على قواعد علماء وشعراء العجم في أن كلا منهم يختار
لنفسه لقبا يذكره في شعره وغيره فيشتهر به ويسمونه تخلصا مثل المجلسي
والشفيعي وغيرهما وذكر له أيضا معميات باسم الله والرحمن والملك
والقدوس والسلام. وفي مسودة الكتاب ان له رسالة في المعمى في أسماء

152
الله تعالى التسعة والتسعين وأورد له أيضا معميات باسم محمدي وعلي
ووصي وحسيني وحسن وحسين علي وإسماعيل ثم حكى عن صاحب
الرياض انه أشار إلى المترجم في ذيل ترجمة شرف الدين علي اليزدي
المعمائي فقال عن اليزدي المذكور انه فائق في أكثر الفنون لا سيما في علم
الإنشاء والمعمى واللغز بل هو مبدع ذلك قال بعض علماء هذا العلم من
متأخري العامة في رسالة له.
فن المعمى واللغز
وأما واضع هذا الفن ومدونه ابتداء فهو مولانا شرف الدين علي
اليزدي دون علم المعمى وألف فيه رسالة طويلة الذيل سماها البرد المطرز
في المعمى واللغز في عام 830 وما زال فضلاء العجم يقتفون اثره ويوسعون
دائرة هذا الفن ويتعمقون فيه إلى أن ألف فيه مولانا نور الدين عبد الرحمن
الجامي عدة رسائل قد دونت وشرحت وكثر فيه التصنيف إلى أن نبغ في
عصره مولانا الأمير حسن المعمائي النيسابوري فاتى فيه بالسحر الحلال
وفاق فيه لتعمقه ودقة نظره وغوصه كافة الاقران والأمثال وكتب فيه رسالة
تكاد تبلغ حد الاعجاز أتى فيها بغرائب التعمية والألغاز بحيث ان مولانا
نور الدين عبد الرحمن الجامي مع جلالة قدره ودقة نظره لما أطلع على هذه
الرسالة قال لو اطلعت عليها قبل الآن ما ألفت شيئا في علم المعمى ولكن
سارت الركبان برسائلي فلا يفيد الرجوع عنها وارتفع شان مولانا الأمير
حسين بسبب علم المعمى مع تفننه في سائر العقليات ودقة نظره فصار
سلاطين خراسان وملوكها ووزراؤها وأعيانها يرسلون أولادهم إليه ليقرأوا
رسالته عليه ان توفي عام 912 بعد وفاة الجامي بأربعة عشر عاما وستعرف
في ترجمة الخليل بن أحمد العروضي انه أول من وضع المعمى وكذلك في
ترجمة أبي الأسود الدئلي ظالم بن عمرو ونقل عن الجاحظ انه كان يقول ليس
المعمى بشئ كان كيسان مستملي أبي عبيدة يسمع خلاف ما يقال ويكتب
خلاف ما يسمع ويقرأ خلاف ما يكتب وكان أعلم الناس باستخراج المعمى
وكان النظام مع قدرته على أصناف العلوم يتعسر عليه استخراج أخف نكتة
من المعمى اه‍ وقد أنكر الفائدة في استخراج المعمى المولى محمد امين
الاسترآبادي في بعض كتبه الفارسية وقال صاحب الروضات: الإنصاف
أن الأمر كما ذكره والمعمى ليس من فنون أهل الضنة على أعمارهم ولا يزيد
الرجل الا اعوجاجا في سليقته وهو من أشد الأشياء ضررا بمن يريد النظر
في أدلة الفقه والأصول قال وفي تاريخ اخبار البشر ان وفاة المترجم كانت
بهراة حدود سنة 904 اه‍. الروضات قال المؤلف النظر في استخراج
المعمى ربما أفاد تشحيذ الذهن اما انه يؤثر إعوجاج السليقة فهو من
إعوجاج السليقة لكن لا ينبغي كثرة الاشتغال به فإنه من تضييع العمر.
الرئيس أبو عبد الله الحسين بن محمد الحلواني.
هكذا في أكثر النسخ وفي نسخة الحسين بن أحمد بن محمد
والحلواني نسبة إلى حلوان بالضم فالسكون مدينة في آخر حدود السواد
مما يلي الجبال من بغداد.
في معالم العلماء لابن شهرآشوب له لوامع السقيفة. والدار.
والجمل. وصفين. وله مثالب الأدعياء اه‍. وفي الرياض قد يظهر من
أواخر بعض النسخ العتيقة لكتاب الروضة في الفضائل انه من مؤلفاته
اه‍.
الشيخ ناصر الدين الحسين بن محمد بن حمدان الحمداني القزويني.
قال منتجب الدين في الفهرست فقيه ثقة ووصفه بالامام وفي الرياض
هؤلاء سلسلة كبيرة جليلة فضلاء.
الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين الأصغر بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع الذي ظهر بالكوفة.
توفي بواسط سجينا سنة 271.
هكذا ترجمه الطبري في تاريخه وأبو الفرج الأصبهاني في مقاتل
الطالبيين ومر عن تاريخ ابن الأثير انه الحسن بن أحمد بن حمزة وقلنا هناك
أن ملاحظة ما في عمدة الطالب ربما يرجح ما قاله ابن الأثير فراجع قال أبو
الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين: الحسين بن محمد بن حمزة بن
عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع يعرف بالحرون خرج بالكوفة بعد يحيى بن عمر
فوجه إليه المستعين مزاحم بن خاقان في عسكر عظيم فلما قارب
الكوفة خرج الحسين الحرون عنها وخالفه في الطريق حتى صار إلى
سر من رأى وقد بويع المعتز فبايع له وانصرف مزاحم عن الكوفة فمكث
الحسين الحرون مدة أراد الخروج ثانية فرد وحبس بضع عشرة سنة فاطلقه
المعتمد بعد ذلك في سنة 268 فخرج أيضا بسواد الكوفة فعاث وأفسد
فظفر به آخر سنة 269 فحمل إلى الموفق فحبسه بواسط فمكث في محبسه
إلى سنة 271 ثم توفي فامر الموفق بدفنه والصلاة عليه ولم يكن ممن يحمد
مذهبه في خروجه ولقد رأيت جماعة من الكوفيين يعيرون من خرج معه
بذلك ويسبونه به وكان خليفة الحسين الحرون محمد ابن جعفر بن جعفر بن
الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب فخرج بعده
بالكوفة فكتب إليه ابن طاهر بتوليته الكوفة وخدعه بذلك ثم اخذه خليفة
أبي الساج فحمله إلى سر من رأى فحبس بها حتى مات اه‍ وقال الطبري في
تاريخه في حوادث سنة 251 فيها خرج بالكوفة رجل من الطالبيين يقال له
الحسين بن محمد بن عبد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب فاستخلف بها رجلا منهم يقال له محمد بن جعفر بن
الحسين بن جعفر بن الحسن بن حسن ويكنى أبا احمد فوجه
إليه المستعين مزاحم بن خاقان أرطوج وكان العلوي بسواد الكوفة في
ثلاثمائة رجل من بني أسد وثلاثمائة رجل من الجارودية والزيدية وعامتهم
صوفية وكان العامل يومئذ بالكوفة أحمد بن نصر بن مالك الخزاعي فقتل
العلوي من أصحاب ابن نصر أحد عشر رجلا منهم من جند الكوفة أربعة
وهرب أحمد بن نصر إلى قصر ابن هبيرة فاجتمع يعني مزاحم هو
وهشام بن أبي دلف وكان يلي بعض سواد الكوفة فلما صار مزاحم إلى قرية
شاهي كتب إليه في المقام حتى يوجه إلى العلوي من يرده إلى الفيئة والرجوع
فوجه إليه داود بن القاسم الجعفري وامر له بمال فتوجه إليه وابطا داود
وخبره على مزاحم إلى الكوفة من قرية شاهي فدخلها وقصد العلوي
فهرب فوجه في طلبه قائدا وكتب بفتحه الكوفة وقد ذكر ان أهل الكوفة عند
ورود مزاحم حملوا العلوي علي قتاله ووعدوه النصر فخرج في غربي الفرات
فوجه مزاحم قائدا من قواده في الشرقي من الفرات وأمره ان يمضي حتى
يعبر قنطرة الكوفة ثم يرجع فمضى القائد لذلك وامر مزاحم بعض أصحابه.



(1) الذي في النسخة إلى سنة وإحدى وسبعين فظننا ان يكون صوابه كما ذكرنا - المؤلف -
153
الذين بقوا معه ان يعبروا مخاضة الفرات في قرية شاهي وان يتقدموا حتى
يحاربوا أهل الكوفة ويصافوهم من أمامهم فساروا ومعهم مزاحم وعبر
الفرات فلما رآهم أهل الكوفة ناوشوهم الحرب ووافاهم قائد مزاحم
فقاتلهم من ورائهم مزاحم من امامهم فأطبقوا عليهم جميعا فلم يفلت منهم
أحدا. وذكر أن مزاحما قتل من أصحابه قبل دخول الكوفة ثلاثة عشر رجلا
وقتل من الزيدية أصحاب الصوف سبعة عشر رجلا ومن الاعراب ثلاثمائة
رجل وانه لما دخل الكوفة رمي بالحجارة فضرب ناحيتي الكوفة بالنار
وأحرق سبعة أسواق حتى خرجت النار إلى السبيع وهجم على الدار التي
فيها العلوي فهرب ثم اتى به. قال وذكر ان هذا العلوي كان ظهر بنيوني
في آخر جمادى الآخرة من هذه السنة أي سنة 251 فاجتمع إليه جماعة من
الاعراب وقد كان قدم إلى تلك الناحية هشام بن أبي دلف فواقعهم العلوي
في جماعة نحو من خمسين رجلا فهزمه هشام وقتل عدة من أصحابه واسر
عشرين رجلا وهرب العلوي إلى الكوفة فاختفى بها ثم ظهر بعد ذلك
قال وفي شهر رمضان من هذه السنة اي سنة 251 التقى هشام بن أبي
دلف والعلوي الخارج بنينوى ومعه رجل من بني أسد فاقتتلوا فقتل من
أصحاب العلوي نحو من أربعين رجل ثم افترقا فدخل العلوي الكوفة
فبايع أهلها المعتز ودخل هشام بغداد وفي مروج الذهب انه ظهر بالكوفة
الحسين بن محمد بن حمزة بن عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب
فسرح إليه محمد بن عبد الله بن طاهر من بغداد جيشا عليه ابن خاقان
فانكشف الطالبي واختفى لترك أصحابه له وتخلفهم عنه وكان ذلك في سنة
251.
الحسين بن محمد بن حي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع.
الحسين بن محمد الخالع
مضى بعنوان حسين بن محمد بن جعفر الخالع.
الآقا حسين بن جمال الدين محمد الخوانساري.
مضى بعنوان حسين بن محمد بن حسين الخوانساري.
الحسين بن محمد بن خسرو البلخي السمسار أبو عبد الله.
في ميزان الذهبي الحسين بن محمد بن خسرو البلخي محدث مكثر
اخذ عنه ابن عساكر كان معتزليا انتهى وفي لسان الميزان رأيت بخط
هذا الرجل جزءا من جملته نسخة عن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله
الواسطي حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بجامع واسط حدثنا الدقيقي عن
يزيد بن هارون عن حميد عن انس والنسخة كلها مكذوبة على الدقيقي فمن
فوقه ما حدثوا بشئ منها فمنها حديث من كنت مولاه وحديث لا صلاة
الا بفاتحة الكتاب وحديث أصحابي كالنجوم وغير ذلك وهذه الأحاديث وان
كانت رويت من طرق غير هذه فإنها بهذا الاسناد مختلفة وما أدري هي من
صنعة الحسين أو شيخه أو شيخ شيخه وذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة
وقال صنف مناقب أهل البيت وكلام الأئمة وروى عن طراد الزينبي
ودونه وهو الذي جمع مسند الامام أبي حنيفة وأتى فيه بعجائب
وترجمه أبو سعد بن السمعاني في ذيل تاريخ بغداد فقال البلخي
السمسار أبو عبد الله مفيد بغداد في عصره سمع الكثير وسألت أبا
القاسم يعني ابن عساكر عنه فقال سمع الكثير غير أنه ما كان يعرف شيئا
وسالت ابن ناصر عنه فقال كان فيه لين وكان حاطب ليل ويذهب إلى
الاعتزال. ومما يستنكر انه نسب القاضي أبا بكر الأنصاري قاضي المرستان
إلى أنه خرج مسند أبي حنيفة من مروياته ولم يصف أحد من الحفاظ
القاضي المذكور انه صنف في شئ من فنون الحديث شيئا ولا خرج لنفسه
بل الموجود من مروياته تخريج من أخذ عنه كابن السمعاني وغيره اه‍
أقول علم مما مر انه من علماء الشيعة بشهادة ان أبي طي الحلبي الذي
هو اعرف به وصاحب الدار أدرى بالذي فيه أما نسبته إلى الاعتزال
فناشئة من الخلط بين التشيع والاعتزال للاشتراك في بعض الأصول المعروفة
كما بيناه في غير موضع من هذا الكتاب ولذلك نسبوا الشريف المرتضى إلى
الاعتزال واما جزم ابن حجر بان النسخة مكذوبة على الدقيقي وانه ما
حدث بشئ منها فشهادة على النفي فلا تعارض الشهادة على الاثبات وكفاه
شهادة السمعاني بأنه مفيد بغداد في عصره وشهادة الجميع بكثرة سماعه واما
قول ابن عساكر انه ما كان يعرف شيئا وقول ابن ناصر فيه لين فلعله
ناشئ من نسبته إلى التشيع أو الاعتزال وروايته مناقب أهل البيت التي قد
يعودنها غلوا وكذلك نسبته إلى أنه خاطب ليل أي يروي كلما يسمع مع أنه
لو صح ذلك لم يقدح في وثاقته وعلمه واما ما نسبه إلى القاضي الأنصاري
مما لم يذكره الحفاظ فلا يمتنع ان يطلع على ما لم يطلعوا عليه مع كثرة
روايته.
مشايخه
في لسان الميزان عن ابن السمعاني في الذيل: ان من شيوخه 1
الحميدي 2 مالك البانياسي 3 أبو القاسم بن أبي عثمان 4 طراد
الزينبي 5 عبد الواحد بن فهد العلاف 6 علي بن محمد بن علي بن عبيد
الله الواسطي وجمعا كثيرا.
المولى قوام الدين حسين بن المولى شمس الدين محمد بن أحمد الخفري.
عالم فاضل ذكره صاحب رياض العلماء في حرف القاف باسم المولى
قوام الدين ابن المولى شمس الدين محمد بن أحمد الخفري وقال فاضل ماهر
في العلوم الرياضية على نهج أبيه رأيت في أردبيل من مؤلفاته الرسالة
الجعفرية في المسائل المشكلة الحسابية بالفارسية ألفها للسلطان شاه جعفر
ولعل هذا السلطان كان حاكما على فارس من جانب الشاه طهماسب
الصفوي وهي رسالة حسنة الفوائد جيدة المطالب وفي الذريعة الجعفرية في
المسائل الحسابية لقوام الدين حسين بن شمس الدين محمد الخفري فارسي
حسن الفوائد جيد المطالب صنفه للشاه السلطان جعفر ورتبه على مقدمة
وخمس مقالات وخاتمة رأيت نسخة منه نفيسة بخط الشيخ شرف الدين
علي بن جمال الدين المازندراني من علماء القرن الحادي عشر المجاز من السيد
شرف الدين علي بن حجة الله الشولستاني بتاريخ 1063. 383:
حسين بن محمد خليفة سلطان
يأتي بعنوان حسين بن محمد بن محمود.
الحسين بن محمد الدباس المعروف بالبارع.
يأتي بعنوان الحسين بن محمد بن عبد الوهاب.
السيد حسين بن محمد رضا الحسيني البروجردي.
ولد في شوال سنة 1238 وتوفي سنة 1284.



(1) كأنه سقط من النساخ علي بن الحسين - المؤلف -.
154
عالم جليل نبيل شاعر فاضل مفسر ماهر قرأ على الشيخ حسن ابن
الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وعلى صاحب الجواهر وصاحب
الفصول له من المؤلفات 1 نخبة المقال منظومة في الرجال 2 تفسير
سورة البقرة كبير جدا وله في أمير المؤمنين ع: هو الذي كان
بيت الله مولده
وصاحب البيت أدرى بالذي فيه
وكان والده من العلماء يروي بالإجازة عن السيد عبد الله الشبري له
أخ اسمه السيد علي محمد كان فقيها متبحرا توفي سنة 1292. 386:
السيد حسين بن محمد رضا بن علي بن محمد الحسيني الأصفهاني.
ولد بالنجف 11 ذي الحجة سنة 1287 وتوفي بسامراء يوم الخميس
12 جمادي الأولى سنة 1344.
عالم فاضل يروي إجازة عن السيد حسن بن السيد هادي صدر
الدين العاملي الكاظمي بتاريخ 1335.
الحسين بن محمد الريحاني المجاور بالحرمين.
قال الشيخ منتخب الدين في فهرسته صالح ووصفه بالفقيه.
الحسين بن محمد الزينوآبادي.
في فهرست منتجب الدين صالح واعظ ووصفه بالفقيه.
الحسين بن محمد بن سعيد أبو عبد الله الخزاعي.
في التعليقة قد أكثر من الرواية عنه الثقة الجليل علي بن محمد بن
علي الخزاعي وهو علامة الوثاقة.
الحسين بن محمد سلطان العلماء.
يأتي بعنوان الحسين بن محمد بن محمود.
الحسين بن محمد بن سليمان.
قال الشيخ في الفهرست له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن
أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب الحسين بن محمد المشترك بين
ثقة وغيره ويمكن استعلام انه ابن محمد بن سليمان برواية أحمد بن أبي
عبد الله محمد بن خالد البرقي عن أبيه عنه.
الشيخ حسين بن محمد السوراوي.
من مشايخ السيد رضي الدين علي بن موسى بن طاوس صاحب
فلاح السائل وصفه صاحب مستدركات الوسائل بالعالم الصالح وقال إنه
قال في فلاح السائل إجازتي في جمادي الآخرة سنة 609 ويأتي السيد عز
الدين أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي بن أبي الفضل العلوي
السوراوي الفقيه الأديب والظاهر أنه غيره.
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سورة القمي من مشايخ ابن نوح.
قال الشيخ في كتاب الغيبة قال ابن نوح حدثني أبو عبد الله الحسين
ابن محمد بن سورة القمي رحمه الله حين قدم علينا حاجا قال حدثني علي بن
الحسن بن يوسف الصائغ القمي محمد بن أحمد بن محمد الصيرفي المعروف
بابن الدلال وغيرهما من مشايخ أهل قم ان علي بن الحسين بن موسى بن
بابويه كانت تحته بنت عمه محمد بن موسى بن بابويه ولم يرزق منها ولدا
فكتب إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضي الله عنه ان يسأل
الحضرة ان يدعو الله ان يرزقه أولادا فقهاء فجاء الجواب انك لا ترزق من
هذه وستملك جارية ديلمية وترزق منها ولدين فقيهين قال وقال لي أبو
عبد الله بن سورة حفظه الله: ولأبي الحسن ابن بابويه ثلاثة أولاد محمد
والحسين فقيهان ماهران في الحفظ يحفظان ما لا يحفظ غيرهما من أهل قم
ولهما أخ اسمه الحسن الأوسط مشتغل بالعبادة والزهد لا يختلط بالناس ولا
فقه له قال ابن سورة كلما روى أبو جعفر وأبو عبد الله ابنا علي بن الحسين
شيئا يتعجب الناس من حفظهما ويقولون لهما هذا الشأن خصوصية لكما
بدعوة الامام لكما وهذا امر مستفيض في أهل قم.
المولى شمس الدين حسين بن محمد الشيرازي.
في الرياض كان من علماء حوالي عصرنا بل توفي في عصرنا وكان
يسكن بمكة ورأيت بعض كتبه ومجاميعه عند الفاضل الهندي بأصبهان وقد
كتب جماعة من الفضلاء في تلك المجموعة بخطوطهم فوائد ومدحوه فيما
كتبوه له ومن جملتها ما كتبه الأستاذ الفاضل السبزواري فيها سنة مجاورته
بمكة وهي في شرح حديث بر الوالدين المروي في الكافي حيث إن مقصوده
ع في ذلك الخبر لا يخلو من إشكال وكتب في آخره هكذا:
كتب هذه الكلمات في شرح هذا الحديث الشريف مؤلفها الفقير إلى عفو
الله الرب الباري محمد باقر بن محمد مؤمن السبزواري إجابة لالتماس
الفاضل الكامل العالم العامل الورع التقي المتعفف الألمعي الراقي بعلو همته
رفيع المراتب في الفضائل الساعي بأقصى جهده في اكمال النفس وتكميل
جلائل الخصائل مولانا شمس الدين حسين الشيرازي بلغه الله تعالى أقصى
مراقي المآرب وأوصله أسنى درجات المطالب ليكون تذكرة في أيام الفرقة
والهجران وبالله التوفيق وعليه التكلان وكان ذلك في شهر شوال من شهور
سنة اثنتين وألف من النبوية اه‍.
الميرزا تاج الدين حسين بن شمس الدين محمد الصاعدي.
فاضل كامل من أهل المائة الحادية عشرة من مشايخ السيد حسين
ابن حيدر العاملي الكركي الأصفهاني يروي عنه الكركي إجازة ويروي هو
عن الشيخ منصور الشهير براستكو شارح تهذيب الأصول كذا يستفاد مما
ذكره المجلسي في إجازات البحار عند ذكر رواية للمجلسي تتضمن رؤية
الجن وقد وصفه المجلسي عند ذكر تلك الرواية بالمولى الكامل.
الحسين بن محمد بن طحال المقدادي.
مر بعنوان الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال.
الحسين بن محمد بن عامر ابن أخي عبد الله بن عامر.
في التعليقة هو الحسين بن محمد بن عمران الآتي ومر أيضا بعنوان
الحسن بن أحمد بن عامر.

155
الشيخ حسين بن محمد بن عبد النبي البحراني البلادي.
عالم فاضل مؤلف معاصر للشيخ أحمد الجزائري النجفي صاحب
آيات الأحكام المتوفي سنة 1151 يروي عنه السيد عبد العزيز بن أحمد
الصادقي النجفي وله منه إجازة بتاريخ 15 ذي الحجة سنة 1167 له من
المؤلفات 1 منهاج الأعمال في أصول الدين 2 معراج الكمال في
العبادات ذكرهما في اجازته السيد عبد العزيز المذكور فقال عن منهاج
الأعمال وهو وان كان مختصرا لكن فوائده كثيرة ومعراج الكمال وهو صغير
الحجم واف بالفوائد مذكور فيه الدلائل اه‍. وقد ذكر في الإجازة المذكورة
مشايخه وهم 1 الشيخ حسين الماحوزي 2 الشيخ عبد الله بن علي
البلادي 3 الشيخ إبراهيم القطيفي 4 المولى محمد رفيع الجيلاني 5
المولى محمد باقر النيسابوري المكي وقد ذكرت ترجمة أخرى للشيخ حسين بن
محمد بن عبد النبي بن سليمان بن أحمد البارباري السنبسي البحراني وذكر
فيها انه يروي عنه إجازة الشيخ حسين بن عبد الله الحوري الأوالي بتاريخ
6 ذي الحجة سنة 1179 وذكر فيها ان من مشايخه الشيخ عبد الله بن علي
البلادي والشيخ حسين الماحوزي والشيخ ناصر الجارودي والمولى رفيع
الجيلاني المشهدي والمولى محمد باقر النيسابوري الطائفي المكي وأنه يروي
بالإجازة عن السيد عبد العزيز بن أحمد الصادقي النجفي واتحاده مع المتقدم
ممكن بل قريب جدا للاشتراك في اسم الأب والجد وجملة من المشايخ لكن
ينافيه ان الأول يروي إجازة عنه السيد عبد العزيز الصادقي والثاني يروي
عن السيد عبد العزيز المذكور ولكن الظاهر أنه وقع خطا بين الأمرين فأبدل
أحدهما بالآخر والله أعلم.
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد بن الحسن
الحسين بن عبيد الله عبد الله بن القاسم الوزير ابن عبد الله عبيد
الله بن سليمان بن وهب الحارثي البكري البدري البغدادي النحوي
اللغوي الشاعر المشهور الأديب النديم المعروف بالبارع ابن الدباس.
ولد ببغداد 10 صفر سنة 443 وتوفي صبيحة يوم الثلاثاء وقيل ليلة
الثلاثاء 17 جمادى الثانية سنة 524.
وما ذكرناه أصح ما جاء في نسبه وهو الموجود في طبقات القراء
للجزري والمنقول عن خط محمد بن علي الجبعي جد البهائي وفيه ذكر
الحسن وعبد الله مكبرين جميعا كما يأتي وفي معجم الأدباء المطبوع تقديم
وتأخير في نسبه.
والحارثي قال ابن خلكان عن بني الحارث بن كعب بن عمرو
والبكري مذكور في معجم الأدباء وبغية الوعاة وذكر ابن خلكان بدله
البدري وقال هذه النسبة إلى البدرية محلة ببغداد والدباس من يعمل
الدبس أو من يبيعه.
أقوال العلماء فيه
في معجم الأدباء كان لغويا نحويا مقرئا قرأ القرآن على أبي علي ابن
البنا وغيره وأقرأ خلقا كثيرا وكان حسن المعرفة بصنوف الآداب فاضلاة وله
مصنفات حسان في القراءات وغيرها وله ديوان شعر جديد وهو من بيت
الوزارة فان جده القاسم بن عبيد الله كان وزير المعتضد والمكتفي بعده
قال ابن خلكان وهو الذي سم ابن الرومي الشاعر وعبيد الله بن القاسم
كان وزير المعتضد أيضا قبل ابنه القاسم وزاد ابن خلكان: وسليمان بن
وهب الوزير تغني شهرته عن ذكره وأضر في آخر حياته اه‍ وفي
إجازات البحار عن خط الشيخ محمد ابن علي الجبعي جد الشيخ البهائي:
البارع بن الدباس هو الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بن أحمد بن محمد
ابن الحسن بن عبد الله بن القاسم بن عبد الله بن سليمان بن وهب أضر في
آخر عمره وكان نحوي زمانه وله ديوان شعر. وفي بغية الوعاة الحسين بن
محمد بن عبد الوهاب بن أحمد الحارثي البكري الدباسي المعروف بالبارع
النحوي قال ابن النجار في تاريخ الكوفة: ثم الصفدي في تاريخه كان
نحويا لغويا مقرئا حسن المعرفة بصنوف الآداب اقرأ القرآن وهو من بيت
الوزارة وكان فاضلا عارفا بالآداب وله شعر في الغاية وقال ابن خلكان كان
نحويا لغويا مقرئا حسن المعرفة بصنوف الآداب وأفاد خلقا كثيرا خصوصا
باقراء القرآن الكريم وهو من أرباب الفضائل وله مصنفات حسان وتواليف
غريبة وديوان شعر جيد. وفي طبقات القراء للجزري: مقري صالح
وأديب مفلق صاحب رواية كتاب الشمس المنيرة في التسعة الشهيرة ألفه له
أبو محمد سبط ابن الخياط وفي الرياض كان من أجلة مشايخ السيد ضياء
الدين بن أبي الرضا فضل الله الراوندي وهو يروي عن الرئيس أبي الجوائز
الحسن بن علي بن محمد بن باري الواسطي كما يظهر من بعض تعليقات
السيد فضل الله المذكور على كتاب الغرر والدرر للسيد المرتضى والظاهر أنه
والمروي اه‍ ويدل على ذلك أشعاره في أهل البيت ع وقال ابن
الأثير هو أخو أبي الكرم بن فاخر النحوي لامه.
مؤلفاته
نسب إليه صاحب كشف الظنون كتاب الشمس المنيرة في القراءات
السبع الشهيرة ولكن مر عن طبقات القراء انه صاحب رواية الكتاب
المذكور لا مؤلفه وانه لسبط ابن الخياط ألفه للمترجم وأنه في التسع لا
السبع ويمكن ان يكون وقع تصحيف في نسخة الطبقات المطبوعة فصحف
سبع بتسع لأن القراءات سبع وعشر وخطا في كشف الظنون فنسب إليه
الكتاب وانما هو راويه عن مؤلفه وله ديوان شعر وفي كشف الظنون وديوانه
جيد.
مشايخه
في القراءة وغيرها 1 أبو علي بن البنا الحسن بن أحمد بن عبد الله قرأ
عليه القرآن 2 أبو يعلى الموصلي قال ياقوت سمع منه 3 الرئيس أبو
الجوائز الحسن بن علي بن محمد بن باري الواسطي مر عن الرياض انه
يروي عنه 4 أبو بكر محمد بن علي بن موسى الخياط قرأ عنه كما في
الطبقات والشذرات 5 أبو جعفر بن المسلمة روى عنه كما في
الشذرات 6 أبو بكر أحمد بن الحسين بن اللحياني 7 أبو القاسم يوسف
ابن الغوري 8 الحسين بن الحسن الاسكاف 9 أبو الخطاب أحمد بن علي
10 أبو الفضل محمد بن محمد بن علي البصير الحوزراني الجوزجاني
ظ.
تلاميذه
1 السيد فضل الله بن علي الراوندي في الرياض صرح به السيد
فضل الله نفسه في طي تعليقاته على كتاب الغرر والدرر 2 الحافظ أبو
القاسم بن عساكر روى عنه 3 الحافظ أبو الفرج بن الجوزي 4 أبو عبد
الله الحسين بن علي بن مهجل الباقدرائي سمعا منه قاله ياقوت 5 أبو

156
جعفر عبد الله بن أحمد بن جعفر الواسطي المقرئ الضرير كما في الطبقات
وغيره 6 أبو العلاء الهمذاني الحسن بن أحمد بن الحسن بن سهل بن
سلمة العطار قرأ على البارع ببغداد القرآن بالروايات كما في الطبقات وبغية
الوعاة عن القفطي 7 علي بن المرجب البطائحي 8 نصر الله بن الكيال
9 عوض المراتبي 10 أبو بكر محمد بن خالد بن بختيار 11
يوسف بن يعقوب الحربي اه‍.
شعره
من شعره قوله كما في معجم الأدباء:
لم أهيم إلى الرياض وحسنا * وأظل منها تحت ظل ضافي
والزهر حياني بثغر باسم * والماء وافاني بقلب صافي
وقوله:
يوم من الزمهرير مقرور * عليه ثوب الضباب مزرور
كأنما حشو جوه أبر * وأرضه فرشها قوارير
وشمسه حرة مخدرة * ليس لها من ضبابه نور
وقوله:
إذا المرء اعطى نفسه كلما اشتهت * ولم ينهها تاقت إلى كل باطل
وساقت إليه الاثم والعار بالذي * دعته إليه من حلاوة عاجل
وقوله:
تنازعني النفس أعلى مقام * وليس من العجز لا أنشط
ولكن بقدر علو المكان * يكون هبوط الذي يسقط
وقوله:
أفنيت ماء الوجه من طول ما * اسال من لا ماء في وجهه
أنهي إليه شرح حالي الذي * يا ليتني مت ولم أنهه
فلم ينلني أبدا رفده * ولم أكد أسلم من جبهه
والدهر إذ مات نحاريره * قد مد أيديه إلى بلهه
وله فيما يكتب على مجمرة عود:
انا من أظرف ما * يتخذ الناس لطيب
للندامى فلك * فيه طلوعي وغروبي
ويغطى بذيول * القوم من غير رقيب
ثم يبدو سري * المكتوم من بين الجيوب
حظ من يملكني * الجنة والنار نصيبي
ومن شعره قوله كما ذكره ابن الأثير وهي طويلة:
ردى علي الكري ثم اهجري سكني * فقد قنعت بطيف منك في الوسن
لا تحسبي النوم قد أوحشت اطلبه * الا رجاء خيال منك يؤنسني
تركتني والهوى فردا أغالبه * ونام ليلك عن هم يؤرقني
وفي معجم الأدباء ووفيات الأعيان: كان بين البارع بن الدباس
وبين الشريف أبي يعلى بن الهبارية الأديب الشاعر مداعبات لطيفة فإنهما كانا
رفيقين ومتحدين في الصحبة منذ نشأ فاتفق ان تعلق البارع بخدمة بعض
الامراء وحج فلما عاد ذهب إليه الشريف مرارا فلم يجده فكتب إليه قصيدة
طويلة يعاتبه فيها ويشير إلى أنه تغير عليه بسبب الخدمة أولها:
يا ابن ودي وأين مني ابن ودي * غيرت طبعه الرياسة بعدي
وفيها مداعبة بلغت حد السخف قال ابن خلكان ولولا ما فيها من
السخف والفحش لذكرتها فاجابه البارع بقصيدة طويلة مطلعها:
وصلت رقعة الشريف أبي * يعلي فحلت محل لقياه عندي
فتلقيتها باهلا وسهلا * ثم ألصقتها بعيني وخدي
وفضضت الختام عنها فما ظنك * بالصاب إذ يشاب بشهد
بين حلو من العتاب ومر * هو أولى به وهزل وجد
وتجنى علي من غير جرم * بملام يكاد يخرق جلدي
يدعي انني احتجبت وقد * زار مرارا حاشاه من قبح رد
دعك من ذمك الرياسة والحج * وقل لي بغير حل وعقد
فيما ذا علمت بالله اني * قد تنكرت أو تغير عهدي
من تراني أ عامل أم وزير * لأمير أم قائد للجند
أتراني لو كنت في النار مع * هامان أنساك أو بجنة خلد
أو لو اني عصبت بالتاج اسلوك * ولو كنت عانيا في القيد
انا اضعاف ما عهدت على العهد * وان كنت لا تكافي بود
أم لأني قنعت من سائر الناس * بفرد بين الأكارم فرد
صان وجهي عن اللئام وأولا * ني جميلا منه إلى غير حد
فتعففت واقتنعت وقد صرت * بقنعي نسيج دهري ووحدي
أم لأني أنفت مع ذا من اللكدية * أين الكرام حتى أكدي
قال ياقوت وابن خاكان: وفي القصيدة أبيات سخف وفحش
اعرضنا عن ذكرها وله شعر في أهل البيت غاب عنا الآن.
الحسين بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب ص.
في التعليقة عن الكافي انه شهد على وصية أبي جعفر الثاني إلى ابنه
علي ع والظاهر أنه ابن محمد الجواني الذي مر في ترجمة الجواني
وسيجئ في باب الألقاب ففي الموضعين يكون الحسين كما مر في الحسن بن
محمد بن يحيى.
الشريف زين الدين أبو علي الحسن بن محمد بن عدنان بن الحسن الحسيني
المعروف بابن أبي الحسن نقيب الاشراف بدمشق.
ولد سنة 653 وتوفي 5 ذي القعدة سنة 708.
في الدرر الكامنة لابن حجر هو والد الشريف علاء الدين نقيب
الاشراف ولاه الأفرم نظر ديوانه بعد كمال الدين الزملكاني سنة 708 وكان
ناظر الجامع أيضا نقيب الاشراف وولي نظر حلب قال البرزالي كان فاضلا
في كتابة الإنشاء والديوان مليح الشكل عارفا بليغا فصيحا ويعرف شيئا من
كلام الامامية والمعتزلة وكان ممن قام في جباية الأموال لغازان فلما عاد إلى
بلاده عوقب وأهين وصورد وسجن وكانت وفاته في ذي القعدة سنة 708
اه‍ وعن خط السخاوي في هامش الدرر ذكره أبو الحسن بن أيبك فقال في
تتمة صلة التكملة له: وفي الخامس من ذي القعدة سنة 708 توفي السيد
الشريف العالم زين الدين أبو علي الحسين بن محمد بن عدنان بن الحسن
الحسيني نقيب الاشراف بدمشق ودفن بمقبرة باب الصغير ومولده سنة 653
وكان فاضلا في كتابة الديوان والإنشاء عارفا بليغا فصيحا له معرفة بكلام
الامامية والمعتزلة وله نظم ومن شعره قوله وكتبهما عنه البرزالي

157
عامل الناس بالصفاء تجدهم * مثلما تشتهي وفوق المراد
ودع المكر والخداع جميعا * فقلوب الأنام كالأكباد
الحسين بن محمد بن علي الأزدي أبو عبد الله.
قال النجاشي ثقة من أصحابنا الكوفيين كان الغالب عليه علم السير
والأدب والشعر له كتب منها كتاب الوفود على النبي ص أخبار أبي
محمد سفيان بن مصعب العبدي وشعره كتاب اخبار ابن أبي عقب وشعره
ذكر ذلك أحمد بن الحسين أخبرنا أبو الحسن أسد بن إبراهيم بن كليب
السلمي الحراني ومحمد بن عثمان قالا حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن بن
صالح بن السبيعي بحلب حدثنا المنذر بن محمد بن المنذر حدثنا الحسين بن
محمد بن علي الأزدي بكتبه اه‍ وفي الذريعة هو من أهل المائة الثالثة لأنه
يروي عنه المنذر بن محمد بن المنذر الذي هو من مشايخ ابن عقدة المتوفي
سنة 333.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعر ف الحسين بن علي بن محمد
الأزدي الثقة برواية المنذر بن محمد بن المنذر عنه.
الحسين بن محمد علي البهشتي
يأتي بعنوان الحسين بن محمد علي القاري البهشتي.
الشيخ حسين ابن الشيخ محمد علي ابن الشيخ حسين ابن الشيخ محمد
الأعسم الزبيدي النجفي.
آل الأعسم بيت علم وفضل وأدب ونجابة من بيوتات النجف
الشهيرة والعريقة في ذلك خرج منهم علماء فضلاء وشعراء أدباء ذكرنا من
عثرنا على ترجمته منهم في هذا الكتاب كلا في بابه وذكرنا في ترجمة والد
صاحب الترجمة في حرف الميم بيان نسبتهم واصلهم فراجع.
كان المترجم عالما فاضلا من تلاميذ السيد علي صاحب الرياض له
شرح على منظومة والده الرضاعية وله كتاب ايضاح الكلام في شرح شرائع
الاسلام وهو شرح مزجي وجد منه كتاب الطهارة في مجلد واحد كبير رأيته
بالنجف سنة 1352 وعقب الشيخ محمد علي من ولده هذا وولده الآخر
الشيخ محمد وولده الثالث الشيخ عبد الحسين شارح أراجيز والده وقال
الشيخ درويش علي البغدادي الحائري في كتابه كنز الأديب على ما حكي
عنه في ترجمة الشيخ علي الأعسم: وكان له ولد عالم فاضل جليل وأديب
شاعر نبيل أعني الشيخ محمد حسين له منظومة في آداب الأكل والشرب وله
منظومات كثيرة في الفقه والعربية لم اقف على تاريخ ولادته غير أنه كان في
عصر الفقيه الشيخ علي ابن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء النجفي
طاب ثراه انتهى والظاهر أنه هو صاحب الترجمة فتارة سمي بحسين وتارة
بمحمد حسين ومنظومة آداب الطعام والشراب المعروفة هي للوالد لا للولد
الا أن تكون منظومة أخرى فغير معروفة والله أعلم.
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي الشجاعي.
في التعليقة سيجئ في ترجمة محمد بن إبراهيم بن جعفر ذكره على
وجه يشير إلى حسن حاله والمذكور هناك قول النجاشي: رأيت أبا الحسين
محمد بن علي الشجاعي الكاتب يقرأ على محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب
النعماني كتاب الغيبة تصنيف محمد بن إبراهيم النعماني ووصى لي ابنه أبو
عبد الله الحسين بن محمد الشجاعي بهذا الكتاب وبسائر كتب اه‍.
الشيخ حسين بن محمد بن علي الصيرفي.
في الرياض من أكابر مشايخ القاضي أبي الفتح الكراجكي ويروي
عن محمد بن عمر الجعابي كما صرح به الكراجكي نفسه في كنز الفوائد فهو
في درجة الشيخ المفيد اه‍.
الشيخ حسين الشهير بالكسائي ابن محمد بن علي بن عبد الغفور بن غلام
علي البافقي اليزدي الحائري.
توفي بكربلاء حدود سنة 1310.
عالم فاضل له التحفة الكسائية في أحوال الخمسة الطاهرة أصحاب
الكساء.
السيد شرف الدين حسين بن محمد بن علي العلوي الحسيني.
عالم فاضل من تلاميذ العلامة الحلي كتب له العلامة إجازة بخطه على
ظهر الارشاد بتاريخ 704 وأرسل إلينا صورة هذه الإجازة الشيخ فضل الله
الزنجاني فقال وجدت هذه الإجازة بخط العلامة على ظهر نسخة من كتاب
إرشاد الأذهان من تصانيفه والنسخة بخط المجاز وعلى الورقة التي فيها
الإجازة خط الشيخ محمد بن علي بن خاتون العاملي بتملكه ذلك الكتاب
وخطوط وخواتيم جماعة غيره ممن تملكه وكان الخط على وشك الضياع
والاندراس لقدم الورق وهذه صورة الإجازة.
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأ علي هذا الكتاب السيد الأجل الأوحد العالم الفقيه الفاضل
الحسيب النسيب مفخر السادة والأشراف زين آل عبد مناف شرف الله
والحق والدين حسين بن محمد بن علي العلوي الحسيني يديم الله تعالى
إفضاله وسال أثناء قراءاته وتضاعيف مباحثته عما أشكل عليه من فقه
الكتاب فبينت له ذلك بيانا شافيا وأشرت إلى الخلاف الواقع بين أصحابنا
الماضين رضوان الله عليهم أجمعين وقد أجزت له رواية هذا الكتاب وغيره
من مصنفاتي ورواياتي لمن شاء وأحب على الشروط المعتبرة في الإجازة وهو
أهل لذلك وكتب العبد الفقير إلى الله الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي
مصنف الكتاب حامدا مصليا مستغفرا في سلخ ذي الحجة سنة أربع
وسبعمائة.
: السيد عز الدين أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي أبي الفضل العلوي
الحسيني السوراوي الفقيه الأديب.
في مجمع الألقاب قرأت بخطه في كتاب: رأيتني فيما أتعاطى من
مدحك كالمخبر عن ضوء النهار الزاهر والقمر الباهر الذي لا يخفى على ناظر
وأيقنت انني حيث انتهي من القول منسوب إلى العجز مقصر عن الغاية
فانصرف عن الثناء عليك إلى الدعاء لك ووكلت الاخبار عنك إلى أعلم
الناس بك.
السيد حسين بن محمد بن علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي
الجبعي ابن صاحب المدارك.
توفي سنة 1069 كما في اللؤلؤة.

158
وفي أمل الآمل رأيت نسبه بخطه هكذا حسين بن محمد بن علي بن
حسين بن محمد بن حسين بن علي بن محمد بن أبي الحسن بن محمد بن
عبد الله بن أحمد بن حمزة بن سعد الله بن حمزة بن محمد بن عبد الله بن
محمد بن علي بن عبد الله بن محمد بن طاهر بن حسين بن إبراهيم ابن الإمام
موسى الكاظم ع وقال كان عالما فاضلا فقيها ماهرا جليل
القدر عظيم الشأن قرأ على أبيه صاحب المدارك وعلى الشيخ بهاء الدين
وغيرهما من معاصريه وسافر إلى خراسان وسكن بها وكان شيخ الاسلام
يعني أقضى القضاة بالمشهد المقدس على مشرفه السلام وكان مدرسا في
الحضرة الشريفة في القبة الكبيرة الشرقية وأعطيت التدريس مكانه ومدحه
الشيخ إبراهيم العاملي البازوري بقصيدة تقدم في ترجمته أبيات منها ومدحه
جماعة منهم السيد محمد بن محمد العاملي العيناثي نروي عن العم الشيخ
محمد الحر عنه ورأيت بخطه ما صورته عمر العلامة والمفيد كل واحد 77
سنة وعمر الشيخ الطوسي 75 سنة وعمر السيد المرتضى 81 سنة وعمر
السيد الرضي 47 سنة اه‍ وفي اللؤلؤة ان له حاشية على ألفية الشهيد ومن
تلامذته السيد محمد بن علي بن محيي الدين الموسوي العاملي قاضي المشهد
الرضوي وشارح شواهد شرح الألفية لابن الناظم وفي اللؤلؤة نسب في
أمل الآمل كتاب شواهد ابن الناظم إلى السيد حسين المذكور والكتاب على
ما رأيته انما هو لأبيه السيد محمد اه‍ أقول ما نقله عن الآمل من نسبته
الشواهد إلى السيد حسين المذكور لا أثر له في الأمل ونسبته إلى أبيه أيضا
اشتباه وإنما هو لقاضي المشهد المذكور تلميذ السيد حسين والموجود في الآمل
نسبته إليه أيضا.
الشيخ حسين بن محمد بن علي بن عيثان البحراني الاخباري.
توفي قبل سنة 1240 فقد دعا له تلميذه الشيخ فتح علي نزيل شيراز
بالرحمة بالتاريخ المذكور في الفوائد الشيرازية.
كان عالما فاضلا أخباريا له أرجوزة في الاجتهاد والاخبار أولها:
باسم إله الحق ذي الجلال * والطول والافضال والمنال
وبعد فالجاني حسين القاري * نجل ابن عيثان فتى الاخباري
المولى حسين بن محمد علي الفومني الرشتي.
الفومني نسبة إلى فومنات بلد في نواحي رشت.
توفي في رشت سنة 1287 وفي سنة 1289 نقله ولده الشيخ علي إلى
كربلاء بوصية منه.
في كتاب شهداء الفضيلة كان من زهاد العلماء حائزا ثقة الاهلين في
رشت قرأ في العتبات المقدسة ثم عاد إلى رشت فقام فيها بأعباء الإمامة
والتدريس ونشر العلم.
المولى حسين بن محمد علي القاري البهشتي.
في الرياض كان عالما فاضلا متكلما اماميا من تلاميذه شمس الدين
محمد والد السيد شريف الجرجاني معاصرا للشاه إسماعيل الأول.
السيد سراج حسين ابن المفتي السيد محمد علي قلي ابن محمد حسين بن
حامد حسين بن زين العابدين الموسوي النيسابوري الكنتوري الهندي.
توفي حدود 1282.
عالم فاضل عريق في العلوم العقلية لا سيما الرياضي والهندسة وله
إلمام بلسان أهل الغرب وفنونهم وهو أكبر أولاد السيد محمد علي قلي من
مصنفاته 1 حل معادلات الجبر والمقابلة 2 رسالة في المخروطات المنحنية
سوى الدائرة كالاشكال البيضوية.
الشيخ شهاب الدين حسين بن محمد بن علي الكيال أو الميكالي.
كان حيا سنة 610.
له كتاب العمدة في الدعوات ذكره الكفعمي في حواشي مصباحه
فقال كتاب العمدة في الدعوات للشيخ الاجل الحسين بن محمد بن علي
الكيال اه‍. وفي الرياض الشيخ الشهيد السيد شهاب الدين حسين بن
محمد بن علي الميكالي فاضل عالم فقيه جليل وهو من معاصري ابن طاوس
ونظائره بل أقدم ورأيت بعض الفوائد المنقولة عنه في عدة مواضع. ومن
مؤلفاته كتاب العمدة في الدعوات. صنفه سنة 610 نسبه إليه بعض
العلماء ونقل بعض الأفاضل شطرا من الأعمال والأدعية المذكورة في ذلك
الكتاب والظاهر أن ذلك الفاضل حكاه عن خط الشهيد والشهيد نقله من
ذلك الكتاب وعندنا نسخة من مختصر المصباح للشيخ الطوسي وعلى
هوامشه أعمال وأدعية كثيرة منقولة بخط بعض العلماء من ذلك الكتاب اه‍
والكيال والميكالي لا ريب في أنه صحف أحدهما بالآخر ووصفه بالشهيد
لم يعلم وجهه ان لم يكن وضع في غير موضعه من الناسخ وأصله للشهيد
المنقول من خطه وفي شهداء الفضيلة ان صاحب الرياض ذكره في موضع
آخر وصرح بأنه من شهداء علمائنا.
السيد حسين ابن السيد محمد المجاهد ابن السيد علي صاحب الرياض ابن
السيد محمد علي بن أبي المعالي الصغير ابن أبي المعالي الكبير الحسني
الطباطبائي.
عالم فاضل أصولي كامل له مصنفات توجد عند أحفاده تدل على
فضله وغزارة علمه وتبحره في الفقه والحديث كانت وفاة أبيه السيد المجاهد
سنة 1242 وقام مقام أبيه وكان أفضل أولاده واعلم تلاميذه وعاش بعد
أبيه زمانا قليلا ثم توفي وقام مقامه ولده الاجل العالم الميرزا زين العابدين
المتوفي سنة 1292 وكان المترجم صهر فتح علي شاه على حفيدته بنت علي
ميرزا.
المولى الحاج حسين بن محمد علي النيسابوري المكي مولدا وموطنا.
كان حيا سنة 1056.
في الرياض كانت وفاته بمكة في أوان صغري وكان من أكابر علماء
حوالي عصرنا وصلحائه يروي عن جماعة من العلماء المعاصرين له منهم
السيد السند الأمير شرف الدين علي الشولستاني والسيد الاجل الأمير أنور
حسن الرضوي القايني على ما في اجازته لتميزه المولى نوروز علي التبريزي
وتاريخ تلك الإجازة سنة 1056 بمكة المعظمة وخلف ولدا يسمى الشيخ
محمد باقر اه‍.
الحسين بن محمد بن عمران بن أبي بكر الأشعري القمي أبو عبد الله.
قال النجاشي ثقة له كتاب النوادر أخبرنا محمد بن محمد عن أبي
غالب الزراري عن محمد بن يعقوب عنه وفي الخلاصة الحسين الأشعري
القمي أبو عبد الله ثقة والظاهر أنه الذي ذكره النجاشي وما في رجال
الصادق غير هذا وفي منهج المقال الظاهر أيضا انه الحسين بن محمد بن

159
عامر بن عمران كما ينبه عليه ما يأتي في عمه عبد الله بن عامر وعن المحقق
الداماد انه أحد أجلاء مشايخ الكليني وقد أكثر الرواية عنه في الكافي
وصرح باسم جده عامر الأشعري في مواضع عديدة وقال الشيخ البهائي في
حواشي الحبل المتين ان الحسين بن محمد هو شيخ الكليني ثقة من أكابر
القميين الأشعريين.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف محمد بن عمران الثقة
برواية محمد بن يعقوب الكليني عنه.
الحسين بن محمد بن عمران كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الحسين بن محمد بن الفرزدق بن بجير بن زياد الفزاري أبو عبد الله
المعروف بالقطعي.
قال النجاشي كان يبيع الخرق ثقة له كتب منها كتاب فضائل الشيعة
كتاب الجنائز أخبرنا محمد بن جعفر التميمي عنه بهما قال العلامة في الايضاح
القطعي بضم القاف واسكان الطاء كان يبيع الخرق بالخاء المكسورة المعجمة
والقاف أخيرا وكل من قطع بموت الكاظم ع كان قطعيا.
وفي التعليقة لا يخلو من بعد لأنا لم نجد من يوصف به غيره مضافا إلى أنه
من مشايخ التلعكبري فكيف يناسبه هذا الوصف اه‍ أقول لا ينبغي التأمل
في أن القطعي نسبة إلى بيع القطع وهي الخرق أما القطعي بمعنى من قطع
بموت الكاظم ع فإنما كان يقال في ذلك العصر أعني عصر
الكاظم ع وما بعده مما قاربه اما اطلاقه على من تأخر عصره فغير معهود ولا مناسب ولا أظن أن العلامة أراد
أن القطعي يحتمل إرادة هذا المعنى منه هنا ولكن حين فسر القطعي بمن يبيع الخرق استنسب ان
يفسر القطعي بالفتح وان لم يكن مرادا هنا وكانه قال هذا قطعي بالضم لا
قطعي بالفتح والشهيد الثاني نقل كلام الايضاح في حاشية الخلاصة وكتب
عليها كذا قال المصنف في الايضاح وكذا في النسخة المقروءة وكتب ولد المصنف على
حاشية الايضاح انها بفتح القاف لا بضمه قال وانما هو من سهو القلم اه‍
أقول القطعي الذي قطع بموت الكاظم ع هو بفتح القاف
لأنه منسوب إلى القطع مصدر قطع لذلك حكم ولد العلامة بان الضم من
سهو القلم ولكن الصواب انه منسوب إلى القطع جمع قطعة وهي الخرق
لأنه كان يبيعها فالسهو إذا من ولد العلامة وقال الشيخ في رجاله فيمن لم
يرو عنهم ع الحسين بن محمد بن الفرزدق المعروف بالقطعي
يكني أبا عبد الله كوفي روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة 328 وله منه
إجازة وروى عنه ابن عياش.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن محمد بن الفرزدق
الثقة برواية محمد بن جعفر التميمي عنه ورواية التلعكبري عنه وحيث لا
تمييز فالوقف وزاد الكاظمي وروى عنه ابن عياش.
الحسين بن محمد بن الفضل بن تمام.
في التعليقة مر في ترجمة حريز ما يدل على كونه صاحب أصل
وكتاب.
ويظهر منها كونه من المشايخ اه‍ وأشار بذلك إلى قول النجاشي في ترجمة
حريز: أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا الحسين بن محمد بن الفضل بن
تمام من كتابه وأصله حدثنا محمد بن يحيى الأنصاري المعروف بابن أخي
داود من كتابه في جمادى الأولى سنة 309 الخ وقد علم من ذلك تلميذه
وشيخه وعصره.
أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضل أو الفضل بن محمد المعروف
بالراغب الأصفهاني.
توفي سنة 502 وفي كشف الظنون في أخلاق راغب خمسمائة ونيف
وفي الروضات الظاهر أن وفاته ببغداد لا بأصفهان وفي بغية الوعاة انه كان
في أوائل المائة الخامسة ولكن الصواب في أوائل المائة السادسة وأخطأ أيضا
في اسمه فسماه المفضل بن محمد الأصفهاني مع أن اسمه الحسين وفي
الروضات ص 256 عن تاريخ اخبار البشر انه توفي سنة 565 وهو غلط
فإنه قال بعد ذلك أن وفاته قبل وفاة جار الله الزمخشري مع أن الزمخشري
توفي سنة 538 ويأتي عن كشف الظنون ان الغزالي كان يستصحب كتاب
الذريعة للمترجم والغزالي توفي سنة 505.
أقوال العلماء فيه
فضله أشهر من أن يذكر وعلمه اعرف من أن يوصف ومؤلفاته سائرة
مسير الشمس والقمر وفي رياض العلماء: الشيخ الامام الراغب أبو القاسم
الحسين بن محمد بن المفضل بن محمد الأصفهاني العالم الفاضل الأديب
المفسر اللغوي المتكلم الحكيم الصوفي المعروف بالراغب الأصفهاني كان من
مشاهير حكماء الاسلام.
تشيعه
في الرياض: اختلف في كونه شيعيا. فالعامة صرحوا بكونه معتزليا
وبعض الخاصة صرح بذلك ولكن الشيخ حسن بن علي الطبرسي قد صرح
في آخر كتاب أسرار الإمامة بأنه كان من حكماء الشيعة قال ونحن قد أوردنا
مفصل أحواله في القسم الثاني وشطرا من ترجمته في هذا المقام من القسم
الأول والله يعلم حقيقة حاله اه‍. وفي بغية الوعاة كان في ظني انه معتزلي
حتى رأيت بخط بدر الدين الزركشي على ظهر نسخة من القواعد الصغرى
لابن عبد السلام ان الامام فخر الدين الرازي في تأسيس التقديس في
الأصول ذكر أنه من أئمة السنة وقرنه بالغزالي وهي فائدة حسنة فان كثيرا
من الناس يظنون أنه معتزلي اه‍ أقول يؤيد تشيعه قول من قال إنه معتزلي
فإنهم كثيرا ما يخلطون بين الشيعي والمعتزلي للتوافق في بعض الأصول
ويؤيده أيضا كثرة روايته عن أئمة أهل البيت ع وتعبيره عن
علي ع بأمير المؤمنين وقوله في محاضراته كما في روضات
الجنات قال النبي ص لأمير المؤمنين أ لا ترضى ان تكون مني بمنزلة
هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي قال بلى قال فأنت كذلك وقال علي
مني وانا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي واخذ بيده فقال اللهم وال من والاه
وعاد من عاداه وأبغض من أبغضه وانصر من نصره وأخذل من خذله.

160
وقال ص النظر إلى علي عبادة اي إذا برز يكبر الناس فيقولون لا إله الا
الله ما أحمله ما اعلمه ما اشجعه ما أشرفه. وقال عن انس قال النبي
ص ان خليلي ووزيري وخليفتي وخير من اترك من بعدي يقضي ديني
وينجز موعدي علي بن أبي طالب وقال رسول الله ص لفاطمة لقد
زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة لا يبغضه الا منافق وقال ص الحق مع
علي وعلي مع الحق لن يزولا حتى يردا علي الحوض. قال وسال بعض أهل العراق
ابن عمر عن قتل المحرم الذباب فقال يا أهل العراق تسألونني عن
قتل المحرم الذباب وقد قتلتم ابن بنت رسول الله الذي قال ص فيه وفي
أخيه هما ريحانتاي من الدنيا. وقال عمر بن عبد العزيز يوما وقد قام من
عنده علي بن الحسين: من أشرف الناس فقالوا أنتم فقال كلا أشرف
الناس هذا القائم من عندي آنفا من أحب الناس ان يكونوا منه ولم يحب أن
يكون من أحد وذكر الحسن والحسين فقال بخ بخ ما تقولون في غلامين
حسن خلقهما الجليل وناغاهما جبرائيل وهما ولدا امين التنزيل والتحريم
والتحليل هل لذين من عديل جدهما الرسول وأمهما البتول وأبوهما القتول
وقال عن ابن عباس كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغل
وأنا على فرس فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب فقال اما والله يا بني عبد
المطلب لقد كان على فيكم أولى بهذا الامر مني ومن صاحبي فقلت في
نفسي لا أقالني الله ان قلت فقلت أنت تقول ذاك يا أمير المؤمنين وأنت
وصاحبك اللذان وثبتما وانتزعتما منا الامر دون الناس فقال إليكم يا بني عبد
المطلب اما انكم أصحاب عمر بن الخطاب فتأخرت وتقدم هنيهة فقال سر
لا سرت فقال أعد علي كلامك فقلت انما ذكرت شيئا فرددت عليك جوابه
ولو سكت سكتنا فقال انا والله ما فعلنا الذي فعلناه عن عداوة ولكن
استصغرناه وخشينا ان لا تجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها فأردت ان
أقول كان رسول الله ص يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره فتستصغره
أنت وصاحبك فقال لا جرم فكيف ترى والله ما نقطع أمرا دونه ولا نعمل
شيئا حتى نستأذنه. قال وقال يحيى ابن أكثم لشيخ بالبصرة بمن أفتيت في
جواز المتعة فقال بعمر بن الخطاب فقال كيف هذا وعمر كان أشد الناس
فيها قال لأن الخبر الصحيح قد اتى انه صعد المنبر فقال إن الله ورسوله
أحلا لكم متعتين وانا أحرمهما عليكم وأعاقب عليهما فقبلنا شهادته ولم نقبل
تحريمه اه‍ ما نقل في الروضات عن المحاضرات.
مؤلفاته
1 المحاضرات المشهور في عشرة مجلدات 2 مفردات القرآن في
تحقيق مواد لغات العرب المتعلقة بالقرآن في مجلدين 3 جامع التفسير الذي
يستمد منه البيضاوي في تفسيره كثيرا طبع الجزء الأول منه 4 درة التأويل
في عزة التنزيل في توجيه الآيات المكررة والمتشابهة 5 أفانين البلاغة 6
تحقيق البيان في تأويل القرآن 7 الذريعة إلى مكارم الشريعة في علم
الأخلاق فارسي في كشف الظنون قيل إن الغزالي يستصحبه دائما
ويستحسنه لنفاسته 8 كتاب الايمان والكفر 9 تفصيل النشأتين وتحصيل
السعادتين مطبوع 10 أخلاق راغب نسبه إليه في كشف الظنون.
شعره
عن محاضراته انه ذكر لنفسه هذين البيتين:
عتاب كأيام الحياة أعده * لألقى به بدر السماء إذا حضر
فان أخذت عيني محاسن طرفه * دهشت لما ألقى فيملكني الحصر
منتخبات مستحسنة
مما ذكره في محاضراته
ننقلها من روضات الجنات نقلا عن المحاضرات.
في باب الكذب
إذا أردت ان تعرف عقل الرجل فحدثه في خلال حديثك بما لا يكون
فان أنكره فهو عاقل وان صدقه فهو أحمق.
تكاذب أعرابيان فقال أحدهما خرجت مرة على فرس فإذا انا بظلمة
فيممتها حتى وصلت إليها فإذا قطعة من الليل فما زلت احمل عليها حتى
اضطررتها إلى الهرب فقال آخر رميت ظبيا مرة بسهم فعدل الظبي وعدل
السهم خلفه ثم علا فعلا السهم ثم انحدر فانحدر السهم حتى أصابه.
قال رجل لرؤبة الشاعر ان حدثتني بحديث لم أصدقك عليه فلك
عندي جارية فقال ابق لي يوما غلام فاشتريت بطيخة فلما قطعتها وجدته
فيها قال صدقت. فقال دبر لي فرس فعالجته بقشور الرمان فنبت على ظهره
شجرة رمان تثمر كل سنة فقال صدقت. فقال لما مات أبوك كان لي عليه
ألف دينار فقال كذبت يا ابن الفاعلة خذ الجارية:
وقال بعضهم كان لأبي مناقش اشتراه بعشرين ألف درهم فقيل له
أكان من جوهر أو كان مكلالا به فقال لا ولكن إذا نتف به شعرة بيضاء
عادت سوداء.
في باب نوادر أئمة
الجماعة والمصلين
قرأ امام إذا الشمس كورت فلما بلغ قوله فأين تذهبون ارتج عليه
فاخذ يكرره وخلفه اعرابي فاخذ بمسكة وصفعه وقال أما انا فأريد كلواذى
وهؤلاء الكشاخنة لا اعرف مقصدهم.
وصلى رجل بقوم فجعل يردد أ رأيتم ان أهلكني الله ومن معي فقال
اعرابي أهلك الله وحدك وقرأ الرشيد يوما وما لي لا اعبد الذي فطرني فارتج
عليه فاخذ يردد ذلك وابن أبي مريم بقربه في الفراش فصاح لا أدري الله لم
لا تعبده فضحك الرشيد حتى قطع صلاته.
في باب التعلم في الصغر
سمع الحسين ع رجلا يقول التعلم في الصغر كالنقش
في الحجر فقال الكبير أجود فهما لكنه أشغل قلبا وقيل:
من لا يتعلم في حال الصغر * هان في حال الكبر
كما قال الشاعر:
هل الحفظ الا للصبي فذو النهى * يمارس أشيا لا تشرد بالذكر
ونظر رجل إلى فيلسوف يؤدب شيخا فقال ما تصنع قال أغسل
حبشيا لعله يبيض.
في باب نوادر المعلمين
قرأ صبي على معلم فاخرج منها فإنك رجيم فقال ذاك أبوك
الكشخان. فقرأ وان عليك اللعنة إلى يوم الدين واخذ يكرر ويقف فقال

161
عليك وعلى أبويك فقال الصبي ليس على أبويك ولكن عليك. وقال صبي
لمعلمه رأيت في المنام كأني مطلي بعذرة وأنت مطلي بعسل فقال هذا عملك
السوء وعملي الصالح ألبسناه الله تعالى فقال الصبي فاستمع تمام الرؤيا
وكنت تلحسني وانا الحسك فقال أعزب لعنك الله.
في باب الأجوبة الحاضرة
كان بعض امراء بغداد يقال له كوتكين أصابه قولنج فأمره الطبيب
بالحقنة فقال وما الحقنة فوصفها إلى أن قال وتوضح الأنبوبة في الاست
فانتفخت أوداج الأمير وظهرت آثار الغضب في وجهه وقال في است من
فخاف الطبيب وقال في استي أيها الأمير.
في باب الحكايات عن لسان الحيوانات
قيل إن البوم أراد التزوج وكان الهدهد دلالا فاتاه وقال إنهم ضمنوا
لك خمس قرى عامرة فقال لا حاجة لي في العمران فقال خذها فولايتها إلى
امرأة فما تولت امرأة أرضا الا خربت فقبلها وقال صدقت.
نبش قبور بني أمية
قال عمرو بن هانئ الطائي: بعثني أبو غانم المروزي على نبش قبور
بني أمية فانتهيت إلى قبر هشام فاستخرجته صحيحا وما فقدت منه شيئا الا
طرف أنفه الا أنه كان كرمة فأحرقناه ثم استخرجنا سليمان من ارض دابق
فلم نجد الا صلبه وجمجمته وأضلاعه واستخرجنا مسلمة فبقي جمجمته
وكذلك كان عبد الملك ووجدنا معاوية كخط اسود كأنه رماد ولم يوجد في قبر
يزيد الا عظم واحد وما وجد من عظامهم أحرق.
الشطرنج
قال الشطرنج كلمة فارسية أصلها هشت رنك ثمانية ألوان مر
أمير المؤمنين بقوم يلعبون به فقال ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون.
قال وكان أهل المدينة إذا خطب إليهم من يلعب بالشطرنج لم يزوجوه.
بين الجاثليق والموبذ
قال جلس المأمون يوما وبحضرته المتكلمون والجاثليق وهو عالم
النصارى فاقبل الموبذ وهو عالم المجوس قال الجاثليق أ تحب يا أمير
المؤمنين ان أضحكك من الموبذ فقل نعم، فلما جلس اقبل عليه الجاثليق
فقال يا أمير المؤمنين هذا يزعم أن الجنة بباب حرأمة فكلما أكثر من جماعها
كان أقرب إلى الجنة، قال الموبذ ما كنا نفعل ذلك حتى أخبرنا ان إلهكم
خرج من ثم فأخجله وضحك المأمون حتى فحص برجله.
المتنبئون
تنبأ رجل في زمن المأمون فقال أنا إبراهيم الخليل فأحضره المأمون
فقال إن إبراهيم القي في النار فصارت بردا وسلاما فنلقيك فيها لنعرف
معجزتك قال هات أخف من هذا فقال براهين موسى وعيسى قال جئتني
بالطامة الكبرى، فقال ما لك معجزة، فقال سألتهم وقلت لهم انكم
توجهونني إلى شياطين فاعطوني حجة والا لم اذهب فقال جبرائيل اخذت في
الشؤم من الآن اذهب وانظر ما يقولون فضحك المأمون وخلى سبيله اه‍.
ما انتخبناه من محاضراته.
الحسين بن محمد بن الفضل بن يعقوب بن سعيد بن نوفل بن الحارث بن
عبد المطلب أبو محمد.
قال النجاشي شيخ من الهاشمين ثقة روى أبوه عن أبي عبد الله وأبي
الحسن ع ذكره أبو العباس وعمومته كذلك إسحاق ويعقوب
وإسماعيل وكان ثقة صنف مجالس الرضا ع مع أهل الأديان
قوله كان ثقة الظاهر رجوعه إلى الأب وقال المفيد في الارشاد الحسين بن محمد
ابن الفضل بن يعقوب من خاصة الكاظم ع وثقاته وأهل
الورع والعلم والفضل من شيعته وفي التعليقة الذي يظهر من العيون والاحتجاج
ان مصنف مجالس الرضا مع أهل الملل هو الحسن مكبرا اه‍. أقول ذكر
النجاشي في كتابه ترجمتين إحداهما للحسن مكبرا ومرت في بابه وثانيتهما
للحسين بالياء وهي ما سمعت واتفقت الترجمتان في الأب والأجداد والكنية
واختلفتا في قوله في الأولى ثقة جليل القدر روى عن الرضا ع
نسخة وعن أبيه عن أبي عبد الله وأبي الحسن موسى ع له
كتاب كبير قال ابن عياش ثنا عبد الله بن أبي زيد ثنا الحسن بن محمد بن
جمهور عنه به وقوله في الثانية شيخ من الهاشميين إلى آخر ما مر وكلام
النجاشي هذا صريح في أن مصنف مجالس الرضا هو الحسين بالياء لا
الحسن وما في العيون والاحتجاج يظهر انه تحريف لتقارب حروف الكلمتين
وهو كثير في مثله وظاهر هذا انهما اثنان لاختلافهما في الخصوصيات فالحسن
روى عن الرضا عن أبيه وله كتاب كبير والحسين لم يرو عن الرضا ولا عن
أبيه وله كتاب مجالس الرضا فإذا هما اخوان ولكن العلامة وجماعة غيره
عدوهما رجلا واحدا وهو في غير محله وان كان ممكنا بان يكون النجاشي
ترجمه في موضع ثم ذهل عن ذلك فترجمه في موضع آخر فاختلفت الترجمتان
في بعض الخصوصيات والله أعلم والعلامة ترجمه الحسن مكبرا وجمع في
ترجمته بين ما ذكره النجاشي في الترجمتين ومر اعتراض الشهيد الثاني عليه
وجوابه.
الشيخ بهاء الدين حسين بن محمد قاسم العاملي.
عالم فاضل رأى صاحب الذريعة بخطه منظومة صاحب الوسائل
الشيخ محمد بن الحسن بن الحر العاملي في تاريخ المعصومين الأربعة عشر
كتبها في المشهد الرضوي سنة 1113 بالتماس العلامة الشيخ محمد باقر
النيسابوري المكي.
أبو عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم بن علي بن محمد بن أحمد بن
إبراهيم طباطبا البغدادي النسابة.
توفي يوم الخميس 23 صفر سنة 449 كذا في تاريخ بغداد.
وصفه صاحب الذريعة الإمام الزاهد وكان نسابة إماما مرجوعا إليه
في علم الأنساب له تهذب الأنساب ينقل عنه السيد أحمد بن محمد بن مهنى
العبيدلي في كتابه تذكرة النسب وله جريدة نيسابور وينقل عنها العبيدلي أيضا
في تذكرته وفي عمدة الطالب قال أبو الحسن العمري كتبت من الموصل إلى
أبي عبد الله الحسين بن محمد بن القاسم بن طباطبا المقيم ببغداد أسأله عن
أشياء في النسب من جملتها نسب علي بن أحمد الكوفي فجاء الجواب بخطه
الذي لا أشك فيه ان هذا الرجل كاذب مبطل وانه ادعي إلى بيوت عدة لم
يثبت له نسب في جميعها وان قبره بالري يزار على غير أصل اه‍. وفي
تاريخ بغداد: الحسين بن محمد بن القاسم أبو عبد الله العلوي الحسني

162
يعرف بابن طباطبا كان متميزا من بين أهله بعلم النسب ومعرفة أيام الناس
وله حظ من الأدب وقول الشعر وكان كثير الحضور معنا في مجالس الحديث
وذكر لي سماعه من أبي الحسن بن الجندي والقاضي أبي عبد الله الضبي
وعلقت عنه حكايات ومقطعات من الشعر عن عبد السلام بن الحسين
البصري وأحمد بن علي البتني وأبي الفرج الببفا وغيرهم اه‍.
القاضي سديد الدين أبو محمد الحسين بن محمد القريب.
في أمل الآمل والرياض عن فهرست منتجب الدين: فاضل عالم له
نظم ونثر رائق وكان قاضي راوند اه‍. ولكني لم أجده في فهرست منتجب
الدين.
الميرزا حسين ويقال محمد حسين ابن السيد محمد القصير الرضوي
المشهدي.
في الشجرة الطيبة: ولد في أصفهان وكان أبوه أيام اقامته بها تزوج
امرأة منها فولد له المترجم وتربى على يد أبيه علما وعملا حتى وصل إلى مرتبة
الكمال وكان يدرس في مدرسة النواب رأيت كتاب تمهيد القواعد للشهيد
الثاني بخطه وكتب في آخره قد تم
الكتاب على يد أقل السادات المحتاج إلى عفو رب الأرباب محمد حسين
ابن الفاضل الكامل المحقق المدقق جامع المعقول والمنقول حاوي الفروع
والأصول محمد بن معصوم بن محمد الرضوي الخراساني المشهدي الوطن
والمسكن في عصر يوم الجمعة من الأسبوع الأول من رجب سنة 1241.
الحسين بن محمد القمي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع
وفي منهج المقال ربما يحتمل كونه ابن عمران الأشعري المتقدم وفيه بعد
ظاهر اه‍. وفي التعليقة حكم خالي المجلسي بكونه ممدوحا لان للصدوق
طريقا إليه. وفي مستدركات الوسائل عند ذكر طرق الصدوق: والى
الحسين بن محمد القمي ماجيلويه عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن
الحسين بن محمد القمي عن الرضا ع وفي الكافي بسنده عن الحميري عن
الحسين بن محمد القمي عن الرضا ع وفي
التهذيب بسنده عن الخيبري عن الحسن بن محمد القمي. وفي كامل
الزيارة بسنده عن الخيبري عن الحسين بن محمد القمي ففي الكافي
الحميري وفهما الخبيري واما ما في التهذيب من ذكر الحسن فهو من سهو
القلم كما نص عليه في الجامع أقول والظاهر أن الحميري والخيبري
صحف أحدهما بالآخر ومع كون الكليني أضبط يغلب على الظن ان
الصواب الحميري قال وفي الفقيه في باب ثواب زيارة النبي ص رواية عنه
عن الرضا ع ومن هذه الأخبار يظهر انه لا يجوز احتمال كون أبي علي
الأشعري شيخ الكليني واعتماد المشايخ الثلاثة عليه واخراج أحاديثه وعد
الصدوق كتابه من الكتب المعتمدة يورث الظن القوي بحسن حاله وكونه
ممن يعتمد عليه اه‍.
التمييز
يعرف بروايته عن الرضا والجواد ع بل في مستدركات
الوسائل ان في خبر روايته عن الكاظم ع وبرواية إبراهيم بن
هاشم والحميري أو الخبيري عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية الخيبري
عنه عن أبي الحسن الرضا ع ورواية إبراهيم بن هاشم عنه
عن الرضا ع.
الحسين بن محمد القمي.
في الرياض كان من مشايخ الصدوق ويروي عن أبي علي ابن
البغدادي كما في كتاب الخرائج للقطب الراوندي قال ولا يخفي ان رواية
مثل الصدوق عنه بلا واسطة أعظم مدح له بل هو توثيق له في المعنى ولعل
المراد بابن البغدادي هو الحسن بن علي بن محمد المعروف بأبي علي
البغدادي اه‍. وهذا غير المتقدم الذي للصدوق طريق إليه لأن ذاك من
أصحاب الجواد ع وهذا يروي عنه الصدوق بلا واسطة.
أبو عبد الله الحسين بن أبي الطيب محمد بن محمد ملقطة بن محمد الكوفي بن
علي الضرير بن محمد الصوفي بن يحيى الصالح بن عبد الله بن محمد بن عمر
الأطرف بن علي بن أبي طالب ع.
يظهر من عمدة الطالب انه كان عالما نسابة حيث قال إنه أثبت نسب
الخلفاء بمصر ولم يكتب خطه بما كتب سواه من نفيهم اه‍.
عز الدين أبو المعالي الحسين بن محمد نصير الدين بن محمد بن نصير
الدين بن محمد بن صدر الدين أبي الفضائل القزويني التبريزي القاضي
بتبريز.
في مجمع الآداب من بيت الحكم والقضاء والعلم وهو ابن مولانا
نصير الدين أرسله سلطان الشرق إلى بلاد الشام سنة 698 وقدم عز الدين
حسين مدينة السلام لما ولي والده صدرية الوقف ورتبه ناظرا في الخلاطية
وهو شاب كيس عارف بالحساب.
خواجة حسين بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن برزا القمي
توفي سنة 643
ذكره ابن الفوطي في الحوادث الجامعة في حوادث سنة 643 فقال
وفيها توفي خواجة حسين بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن برزا القمي
أخو الوزير قدم مع أخيه وانقطع في دار مجاور داره وانقضى عمره على ذلك
ودفن في مشهد موسى بن جعفر ع اه‍. والظاهر أن مراده
بالوزير الذي هو اخوه هو مؤيد الدين القمي وزير المستنصر العباسي.
الميرزا السيد حسين خان ابن الميرزا السيد محمد ابن الميرزا محمد رضا
الناظر ابن الميرزا محمد مهدي الشهيد بن محمد إبراهيم ابن ميرزا بديع
الرضوي المشهدي وباقي النسب مر في ميرزا بديع.
في الشجرة الطيبة: هو من جملة العباد والزهار صاحب مكارم أخلاق
ومع انزوائه عن الخلق فهو متصلب في الدين مهتم في ترويج أحكام الشرع
ومن أولاده ميرزا مهدي المتوطن في يزد.
الشيخ عز الدين حسين ابن الشيخ شمس الدين محمد الحر ابن الشيخ
شمس الدين محمد بن مكي بن الحر العاملي.
كان حيا سنة 903.
في البحار: هو من سلسلة الشيخ محمد الحر العاملي الذي أجاز لنا
اه‍ ومراده به صاحب الوسائل وهذا الرجل لم يذكره صاحب أمل الآمل مع أنه
من أجلاء سلفه ولا صاحب الرياض وهو يروي إجازة عن المحقق الثاني
الشيخ علي بن عبد العالي الكركي وقد نقل تلك الإجازة المجلسي في
إجازات البحار وقال إنه رآها بخط المجيز وقد وصفه فيها بقوله الشيخ

163
الجليل الفاضل القدوة النبيل ذي النفس المباركة والأخلاق الميمونة المخلص
لله في أعماله المتوجه إليه سبحانه متقربا في أقواله وأفعاله ما أضمر أحدكم
شيئا الا ظهر على صفحات وجهه وفلتات لسانه سيدنا العلامة عز الملة
والدين حسين ابن المرحوم الشيخ الجليل شمس الدين محمد الحر لقبا ابن
المرحوم الشيخ الجليل شمس الدين محمد بن مكي أعلى الله تعالى في تحصيل
المعالي همته وأيقظ للاكتحال بمراود الكمال بصيرته وقال في آخرها وكتب
العبد الفقير إلى كرم الله الغني علي بن عبد العالي بدمشق 16 شهر رمضان
المعظم قدره عام 903 والظاهر أن هذه الإجازة قبل سفره المحقق الكركي
إلى إيران حال تردده من الكرك إلى شيعة دمشق فإنه توفي سنة 937.
السيد أبو طالب علاء الدين حسين ابن الميرزا رفيع الدين الحسيني
المرعشي الآملي الأصل محمد ابن الأمير شجاع الدين محمود الأصفهاني
المنشأ المعروف بخليفة سلطان محشي المعالم واللمعة.
ومر باقي نسبه كاملا في ج 5 في ترجمة ولده إبراهيم.
مولده ووفاته ومدفنه
ولد سنة 1001 كما في جامع الرواة وتوفي ببلدة أشرف من بلاد
مازندران وهو راجع مع الشاه عباس الثاني من فتح قندهار حدود 1064
ونقل نعشه إلى الغري وقبره الآن بها معروف يزار كذا في الروضات وفي
الرياض توفي بمازندران في خدمة الشاه عباس الثاني عائدا من فتح قلعة
قندهار سنة 1064 ونقل نعشه إلى الغري وقال الآميرزا صائب في تاريخ
وفاته:
آه از دستور عالم * وأي از سلطان علم
كما عن رسالة الوزراء الفارسية للميرزا حبيب الله ابن الميرزا عبد الله
الأصفهاني مع أن الكلمات المذكورة تبلغ بحساب الجمل 1140 وفي جامع
الرواة توفي 1064 وفي السلافة انه توفي سنة 1066.
وفي الرياض: لعل في تاريخ وفاته سهوا لأنه توفي بعد الرجوع من
فتح قندهار في أوائل دولة الشاه عباس الثاني وهو ليس بأزيد من خمسين سنة
إلى عصرنا وهو سنة 1106 اه‍ ورثاه جملة من شعراء العرب والعجم منهم
الميرزا صائب التبريزي الشاعر المعروف رثاه بقصيدة طويلة وأرخ وفاته
بشطر منها تقدم مر انه ليس مطابقا وحمل نعشه إلى النجف الأشرف ودفن
في موضع الكشوانية في الجنوب الشرقي من الحضرة الشريفة التي يصعد
منها إلى الايوان المذهب وكان قبره معمورا معروفا والآن هو في داخل حجرة
صغيرة في الكشوانية.
صفته
قال السيد شهاب الدين التبريزي فيما كتبه إلينا: رأيت في نسخة انه
كان خفيف اللحية معتدل القامة يلبس العمامة الخضراء والبرود اليمانية
والمنسوجات الكشميرية.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل السيد الجليل الحسين المشهور بخليفة سلطان الحسيني
عالم محقق مدقق عظيم الشأن جليل القدر صدر العلماء له كتب وعدها قال
وقد ذكره صاحب السلافة وأثنى عليه وقال إنه توفي سنة 1066 أقول ان
صاحب السلافة بعد الفراغ من القسم الرابع في محاسن أهل العجم
والبحرين والعراق قال أعيان العجم وأفاضلهم الذي هم من أهل هذه
المائة كثيرون غير أن أكثرهم لم يتعاط نظم الشعر العربي ولعل لهم انشاء
بالعربية لم اقف عليه فلهذا لم أذكر منهم الا من ذكر ثم عد جماعة منهم
بتراجم موجزة ولم يزد في حق المترجم على قوله ومنهم السيد حسين الشهير
بخليفة سلطان صهر سلطان العجم توفي سنة 1066 وقد انتقدهما صاحب
الروضات على عادته وانتقاداته فقال ولقد فرط في حقه صاحبا الآمل
والسلافة حيث لم يحسنا حسب ما يستحقه أوصافه وان حمل ذلك فيهما على
القصور لكون الغالب في اهمالاتهما مبنيا على عدم العثور اه‍. فانظر
واعجب فان صاحب السلافة موضوع كتابه أدباء العرب وصاحب الأمل
أدى في وصفه بهذه الكلمات القصار ما لم يؤده هو في كلماته الطوال
المسجعة بتسجيعه المعروف التي نترك نقلها لأنها ليست مما ينقل وننقل
حاصل بعضها مع اصلاحه قال كان من أعاظم الفضلاء الأعيان محققا في
كل ما جاء به حق التحقيق مدققا في كل ما تصدى له كل التدقيق عجيب
الفطرة غريب الفكرة بديع التصرف في العلوم وسيع التدرب في الرسوم
مالك أزمة الحكومة بين الخلائق في زمانه صدر الأئمة والعلماء في أوانه
مفوضا إليه أمر النصب والعزل من أهل العلم والفضل وفي الرياض فاضل
عالم محقق مدقق جامع في أكثر الفنون شاعر أي بالفارسية منشئ كان
علامة عصره وأستاذ علماء دهره صاحب التصانيف المحررة والتأليف المجودة
المقررة اه‍. ومجمل القول انه فقيه أصولي محدث حكيم متكلم مفسر محقق
مدقق أخلاقي جامع لأصناف العلوم العقلية والنقلية مؤلف مهذب التأليف
هذا مع تحمله أعباء الوزارة وشؤون إدارة المملكة.
وفي جامع الرواة جليل القدر عظيم الشأن رفيع المنزلة من وجوه هذه
الطائفة وثقاتها واثباتها وأعيانها امره في الجلالة وعظم الشأن وسمو الرتبة
و الثقة أشهر من أن يذكر وفوق ما يحوم حوله العبارة كان عالما بالعلوم
العقلية والنقلية له تصانيف وعدها.
أحواله واخباره
تولية الوزارة وما جرى له خلالها من محاسن الدولة الصفوية انه كان
يتولى الوزارة فيها العلماء الأكفياء وينفذون احكام الشرع الاسلامي
ويقيمون الحدود ويحافظون على نواميس الدين وفي الرياض كان صهر الشاه
عباس الصفوي الأول على ابنته واسمها خان آغا بيگم، وبعد وفاة
الوزير سلمان خان سنة 1033 جعله وزيرا في حياة والده الميرزا رفيع محمد
الصدر وفي تاريخ عالم آراي عباسي وقد قيل في تاريخها بالفارسية وزير شاه
شد سلطان داماد ثم في الرياض كان هو وزيرا والوالد صدرا في وقت
واحد وكانا يجلسان في دار واحدة وتراجعهما جميع الناس فيما يرجع إلى
الوزارة والصدارة إلى أن مات والده ومن ذلك يعلم أن منصب الصدارة غير
منصب الوزارة فلعل الصدارة كانت فيما يرجع إلى جميع أمور المملكة
والوزارة بمنزلة وزارة البلاط ولذلك قيل له خليفة سلطان أي خليفة
السلطان في تفويض أموره له وكانت وزارته نحو خمس سنين كما في
الروضات. في الرياض: كان تقلده الوزارة قبل وفاة الشاه بأربع سنين
تقريبا ثم تقلد بعد وفاته وزارة الشاه صفي مدة سنتين. وفي تاريخ عالم
آراي ثم صدرت منه جسارة في بعض المغازي فعزله عن الوزارة وكحل
جملة من أولاده فأعماهم ونفاه إلى قم فاشتغل هناك بمطالعة الكتب ومراجعة

164
العلم من رأس ولم يذكروا ما هي تلك الجسارة وأنا أظن أنه شئ يوجب
الخوف منه على الملك ولذلك سمل عيون أولاده والا فإذا كانت صدرت منه
جسارة فما ذنب الأولاد فكأنه خاف منهم على الملك لا سيما ان أمهم من
العائلة المالكة وفي الرياض عن رسالة ميرزا حبيب الله ابن ميرزا عبد الله
الأصفهاني في الوزراء ان الشاه صفي كحل عيون أولاده وعزله في 23
رجب سنة 1041 بعد ما تقلد الوزارة في زمانه سنتين وأمره بالإقامة في قم
ثم طلبه إلى أصفهان فأقام فيها مدة ثم توجه إلى حج بيت الله الحرام ثم
رجع وأقام بأصفهان إلى أوائل دولة الشاه عباس الثاني أقول تحقق بما
فعله معه الشاه صفي صدق ما قيل: صاحب السلطان كراكب الأسد إذا
غفل عنه افترسه وما قيل من أعان ظالما بلي به ولعله كان له عذر في تولي
الوزارة وهو إقامة العدل ثم قال في الرياض وفي أوائل سلطنة الشاه عباس
الثاني بعد قتل الوزير أمير محمد تقي استدعاه الشاه المذكور واستوزره وذلك
في أواسط سنة 1055 وبقي متقلدا للوزارة ثمان سنين وستة أشهر ثم توجه
معه إلى فتح قلعة قندهار ففتحها له إلى أن توفي بمازندران عائدا من فتحها
في خدمة ذلك السلطان سنة 1064 هذه خلاصة ما في الرياض عن الرسالة
المذكورة.
تدريسه
قال السيد شهاب الدين المذكور: كان من أشهر مدرسي عصره
يحضر درسه نحو الألفين ويصعد المنبر ويلقي الدرس بل قيل إنه لم ينصب
في عصر الصفوية منبر لمدرس كما نصب له.
مكتبته
كانت له مكتبة حافلة بأنواع الكتب يقصدها المطالعون من كل
صقع.
أسفاره
قال السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي فيما كتبه إلينا: سافر إلى
مصر واجتمع بعلماء القاهرة وغيرها وأفاد واستفاد. ودخل اليمن على
امامها القائم الزيدي. وسافر مرتين إلى القسطنطنية للسفارة بين الدولتين
وله مناظرات مع أبي السعود المفتي. صاحب التفسير المعروف وقد جمع
تلك المناظرات سؤالا وجوابا ولده النواب السيد علي في كتاب.
جملة من أعماله الخيرية
وآثاره الجميلة
عن الميرزا محمد طاهر النصيرآبادي في التذكرة انه كان يعول كثيرا
من بيوت العلويين والفقراء وأهل العلم، وكان يحمل الطعام على عاتقه في
الليالي المظلمة ويوزعه عليهم ولما توفي بقيت بيوت من هؤلاء بلا معاش
وقال السيد شهاب الدين المار ذكره ان البيوت المنسوبة إليه ومساكن ذريته
باقية إلى الآن. وكانت للبيوت المتعلقة به طرق من سراديبها لاستطراق
النساء كيلا يخرجن إلى الأزقة ومن آثاره إقامة صلاة الجمعة بأصبهان وغيرها
وحج البيت مرارا وفي بعضها راجلا وعمر مشهد أئمة البقيع في سفره إلى
الحج وبنى المدارس بأصبهان وهو أول من بنى المستشفيات في الدولة
الصفوية. ومن آثاره أنه رتب أوقافا للمشاهد الشريفة وعين لها دفاتر
ومناصب لخدمتها باقية إلى الآن ومن آثاره مباشرة تعمير القباب على قبور
أئمة أهل البيت ع.
أولاده
كان له أولاد أربعة من بنت الشاه عباس كلهم علماء فضلاء مع
كونهم كلهم أو بعضهم كانوا فاقدي البصر لكون الشاه صفي كحلهم
فأعماهم قرأوا على أبيهم وأخذوا عنه 1 الميرزا إبراهيم النواب 2 الميرزا
علي النواب 3 الميرزا حسن النواب 4 الميرزا رفيع الدين محمد النواب.
آباؤه وأجداده وذريته
في الرياض هو من أولاد الأمير قوام الدين والي مازندران المعروف
بمير بزرگ وفي الحاشية ان قبر الأمير المذكور معروف إلى الآن في بلدة آمل
من بلاد مازندران معمور وله موقوفات وفي الرياض كان والده وجده من
مشاهير العلماء وله أولاد وأحفاد ذكور وإناث وأكثرهم مع ما كانوا عليه من
العمى في زمن الصبى بأمر الشاه صفي والشاه عباس الأول كانوا من
الفضلاء والعلماء اه‍. وفي الروضات سادات بني الخليفة إلى الآن
معروفون بأصبهان يرتزقون من قليل ما بقي من أوقافه الكثيرة على الخاص
والعام وابنه الأوسط الميرزا إبراهيم الذي مرت ترجمته في محلها كان
خليفة للسلطان المذكور الشاه عباس الثاني ونائبا منابه في الأمور ومتوليا
من قبله فيما اطلعنا عليه على الأوقاف انتهى وقال السيد شهاب الدين
التبريزي فيما كتبه إلينا: من أسلافه الملوك المرعشية ببلاد طبرستان وله
العقب الكثير ببلاد إيران وأصفهان وطهران وتبريز وقم وكربلاء من بلاد
العراق اه‍.
مشايخه
1 والده المذكور ومعظم قراءته عليه 2 الشيخ البهائي وله منه
إجازة وكان شريكا في الدرس عند البهائي مع المولى خليل القزويني 3
المولى سلطان حسين اليزدي الندوشني 4 المولى الحاج محمود الرفاتي
المشهور ومعظم قراءته عليه بعد والده.
تلاميذه
1 الآقا حسين الخوانساري صاحب مشارق الشموس 2 المولى
خليل القزويني وهو أيضا شريكه في الدرس عند البهائي كما مر 3 الميرزا
عيسى والد صاحب الرياض 4 المير عبد الرزاق الكاشاني 5 المولى أبو
الخير محمد التقي الفارسي صاحب رسالة معرفة التقويم ويروي عنه إجازة
6 المجلسي صاحب البحار 7 و 8 و 9 و 10 أولاد المترجم الأربعة المار
ذكرهم هكذا كتبه إلينا السيد شهاب الدين التبريزي والعهدة عليه.
مؤلفاته
له مؤلفات جيدة نافعة مهذبة أكثرها حواش وأكثرها مختصر ونحن
نذكرها موزعة على العلوم.
علم الكلام
1 حاشية على الحاشية القديمة الحلالية على الشرح الجديد للتجريد
2 حاشية على حاشية الخفري لالاهيات التجريد بالخصوص.

165
أصول الفقه
3 حاشية على معالم الأصول معروفة مطبوعة مستقلة ومع المعالم
مشتملة على تحقيقات أنيقة وصارت مرجع العلماء ومحل اعتنائهم ومما حققه
فيها وكان أول من ابتكره وتابعه عليه العلماء بعده إلى اليوم ان تقييد المطلق
لا يوجب التجوز فيه بخلاف تخصيص العام وكان المعروف إلى زمانه ان
التقييد كالتخصيص كلاهما يوجب التجوز في العالم والمطلق فبين ان المطلق
موضوع للماهية المجردة عن كل قيد حتى عن قيد الاطلاق فتقييده لا
يوجب استعمال اللفظ في غير ما وضع له بخلاف العام الذي هو موضوع
للعموم فاستعماله في الخصص مجاز حتى صار يضرب بذلك المثل فيقال لمن
لا يتقيد بشئ مطلق سلطاني 4 حاشية زبدة الأصول لشيخه البهائي 5
حاشية على شرح المختصر العضدي.
الفقه
6 حاشية على شرح اللمعة على الطهارة خاصة مطبوعة مع الشرح
غير مدونة وقد رد عليه الشيخ علي حفيد الشارح جميع ايراداته 7 حاشية
على مختلف العلامة 8 حاشية على قواعد العلامة 9 حاشية على الشرائع
10 رسالة في آداب الحج فارسية.
الحديث
11 حاشية على الكافي 12 حاشية على بعض أبواب الفقيه
13 حاشية على تهذيب الشيخ الطوسي 14 حاشية على الاستبصار
15 حاشية على شرح الأربعين حديثا للبهائي.
التفسير
16 حاشية على الكشاف 17 حاشية على تفسير البيضاوي.
الأدعية والأعمال
18 حاشية على مفتاح الفلاح.
المنطق
19 حاشية على شرح الشمسية 20 حاشية على شرح المطالع.
الحساب
21 حاشية على خلاصة الحساب للبهائي.
الأخلاق
22 توضيح الأخلاق للنصير الطوسي بالفارسية ألفه بأمر الشاه
صفي وغير عبارات الأصل الغير المأنوسة بالعبارات الشائعة المأنوسة.
المناظرة والجدل
23 رسالة مناظراته مع الشيخ أبي السعود في القسطنطنية جمعها
ولده السيد علي.
نماذج العلوم
24 رسالة نماذج العلوم أو أنموذج العلوم ويقال لها الرسالة الجليلة
أيضا فيها مباحث من عدة علوم.
الشعر
25 ديوان شعره الفارسي نحو عشرة آلاف بيت.
أشعاره
في حاشية الرياض: رأيت بعض أشعاره بالفارسية اه‍. وقد عرفت
ان له ديوان شعر فارسي نحو عشرة آلاف بيت ومن شعره قوله:
آنرا كه فنا عين تمنا بأشد * از كش مكش وهر چه بر أو بأشد
وانكس كه بلا كمال نعمت داند * ألوان تنعمش مهيا بأشد
الحسين بن محمد المدائني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع. وعن
المجلسي عده ممدوحا لان للصدوق طريقا إليه.
الشيخ حسين بن محمد المقري.
في الرياض فاضل عالم من مؤلفاته كتاب نزهة الاشراف بالفارسية في
الآداب والسنين والأدعية والاخبار ينقل عن كتابه هذا المولى محمد حسين
الأردبيلي في مؤلفاته بعض الروايات ولم أعلم عصره والظاهر أنه من علماء
دولة الصفوية اه‍.
الشيخ حسين بن محمد مهدي الشاه عبد العظيمي.
عالم فاضل من تلاميذ الشيخ مرتضى الأنصاري له تقرير بحث
أستاذه المذكور في مقدمة الواجب واجتماع الأمر والنهي والتعادل والتراجيح
والاجتهاد كتبه سنة 1262 ومر في حسن فليراجع.
عز الدين أبو عبد الله الحسين بن محمد بن المهنا العلوي العبيدلي الحلي
الفقيه الأديب
توفي سنة 675.
في مجمع الآداب: من السادة الأكابر قد تقدم نسبه في ترجمة أخيه
شيخنا جمال الدين وذكره في مشجره الذي قرأته عليه سنة 681 وقال كتب
إلي أخي عز الدين حسين من دمشق:
شغلت نفسي عن الدنيا ولذتها * فأنت والقلب شئ غير مفترق
وحق من أوجد الدنيا وزينها * وصور العالم الإنسي من علق
لقد هجرت لذيذ النوم بعدكم * أساهر النجم حيرانا إلى الفلق
فان تطابقت الأجفان عن سنة * سهوا رأيتك بين الجفن والحدق
أبو عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر مودود ابن حماد السلمي الحراني
صاحب التاريخ
توفي سنة 318.
ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ ووصفه بالحافظ الامام محدث حران
وقال كان أول طلبه لهذا الشأن سنة 236 سمع مخلد بن مالك السلمسيني
ومحمد بن الحارث الرافقي ومحمد بن وهب بن أبي كريمة وإسماعيل بن
موسى الفزاري وعبد الجبار بن العلاء والمسيب بن واضح وخلائق من
طبقتهم وبعدهم وكان من نبلاء الثقات حدث عنه أبو حاتم وابن حيان وأبو
أحمد بن عدي وابن المقري وأبو احمد الحاكم ومحمد بن المظفر والقاضي أبو
بكر الأبهري وعمر بن علي القطان وخلق ترحلوا إلى لقيه. قال ابن عدي
كان عارفا بالرجال وبالحديث وكان مع ذلك مفتي أهل حران شفاني حين

166
سألته عن قوم من المحدثين، وقال أبو أحمد في الكنى سمع أبا عثمان
عبد الرحمن بن عمرو البجلي وأبا وهب بن مسرح وكان من أثبت من أدركناه
وأحسنهم حفظا يرجع إلى حسن المعرفة بالحديث والفقه والكلام وقد ذكره
ابن عساكر في ترجمة معاوية فقال كان أبو عروبة غاليا في التشيع شديد الميل
على بني أمية إلى أن قال وأبو عروبة فمن أين جاءه التشيع المفرط، نعم قد
يكون ينال من ظلمة بني أمية كالوليد وغيره اه‍.
الحسين الأمير بن محمد الأكبر الثائر بن موسى الثاني عبد الله بن موسى
الجون بن عبد الله المحض بن علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب يقال لأبيه الثائر على أنه خرج بالمدينة في أيام المعتز
ثم قال وأما الحسين الأمير ابن محمد الثائر فكانت في ولده الامارة بالحجاز
ومقتضى وصفه له بالأمير انه كان قد تولى الامارة أيضا ولكنه قال إن أول
من ملك مكة من بني موسى الجون أبو محمد جعفر بن الحسن أو الحسين
المحترق بن أبي جعفر محمد الأمير بن محمد الثائر بن موسى الأكبر وذلك
بعد سنة 340 الا أن تكون امارته في غير مكة.
الحسين بن محمد بن موسى بن هدية
في الرياض من مشايخ النجاشي يروي عن جعفر بن محمد بن قولويه
وقد يعبر عنه بالحسين بن هدية وتارة بالحسين بن موسى اختصارا فيظن
التعدد وليس كذلك وفي بعض النسخ وقع الحسن بدل الحسين وفي بعضها
احمد بدل محمد ولم أجد له ترجمة في كتب الرجال اه‍.
السلطان حسين كاركيا ابن السلطان محمد كاركيا بن ناصر بن الحسن
المثني بن الحسن السبط ابن محمد المشهور بأمير سيد بن مهدي الحسيني
العلوي سلطان كيلان وباقي النسب في ترجمة أحمد بن محمد بن مهدي
قتل غيلة ليلة الخميس 5 رمضان سنة 911.
في مجالس المؤمنين انه في سنة 910 أظهر الخلاف على أخيه السلطان
علي كاركيا بنواحي ديلمان وبعد قتل أخيه علي كما ذكر في ترجمته استقل
بالسلطنة وبقي فيها سنة ونصفا ثم قتل غيلة بالتاريخ المذكور وتولى السلطنة
بعده ولده السلطان أحمد بن حسين.
أبو الجواد الشيخ حسين بن محمد بن الحاج نجف علي التبريزي النجفي
المعروف بالشيخ حسين نجف الكبير
ولد سنة 1159 بتاريخ غلام حليم وتوفي سنة 1251 بتاريخ
حللت حسين جنات النعيم بالنجف ودفن في الصحن الشريف عند
الباب القبلي. وفي ديوان السيد محمد زيني أنه أرخ وفاة الشيخ حسين
نجف بقوله من قصيدة:
فجاء لما جاء تاريخه * أحسن إذ حج وزار الحسين
وهو يوافق سنة 1204 فكأنه غيره أو أنه تاريخ مجيئه من الحج.
وآل نجف أصلهم من تبريز، جاء جدهم نجف علي إلى العراق
وسكن النجف وبقيت ذريته بها وهم بيت علم وفضل وتقوى وصلاح وزهد
ونسك تغلب عليهم سلامة الضمير حتى صار يضرب بهم المثل في ذلك
فيقال إذا صدر أمر عن أحد عن سلامة ضمير: رحم الله نجفا.
كان المترجم فقيها ناسكا زاهدا عابدا أديبا شاعرا أورع أهل زمانه
وأتقاهم. كتب سبطه ابن بنته الشيخ محمد طه نجف شيخنا الفقيه المشهور
رسالة في أحواله باستدعاء السيد ريحان الله بن جعفر الدارابي البروجردي
نزيل طهران قال فيها: عين الأعيان ونادرة الزمان سلمان عصره كان مثلا
في التقوى والصلاح وطهارة النفس وكان من أظهر أوصافه السكوت وإذا
تكلم لم يتكلم الا بكلمة حكمة أو آية أو رواية وكان حاضر الجواب جدا
قال له بعضهم: أرى بعينك حمارا بفتح الحاء يريد احمرارا فقال: وأنا
أرى بها حمارا بكسر الحاء وكان يقول لمن يريد أن يستأجره على عبادة:
دعني أجس نبضك أي أختبر قراءتك ومعرفتك بأحكام العبادة فجاءه رجل
فقرأ إياك نعبد وإياك نستعين بكسر النون من نستعين فقال له الشيخ نس
فأعادها فقال له الشيخ نس نس أي اذهب عني مختفيا. وكان يقول قوله
تعالى: ومنهم من يلمزك في الصدقات الآية هذا في ما مضى أما الآن فان
أعطوا سخطوا وان لم يعطوا إذا هم يكفرون. وكان الشيخ عبد الحسين
الحوايزاوي يفرع من صلاة الجماعة قبله فقيل له في ذلك فقال أ ما تدرون
أن الحويزاوي يدرك قبل الشنبة والحويزاوي والشنبة نوعان من أنواع
الأرز. وأعطى مرة رجلا علويا دراهم كاملة فجاءه بعد أيام وهو يظن أنه
لم يعرف انها كاملة فقال له يا شيخنا انها انصاف فقال له الشيخ: يا سيد
ما من أنصاف. وكتب إليه بعض علماء الأخبارية كتابا فيه هذين البيتان:
التتن شئ عبث * فيه كثير مفسده
فمن رأى تحليله * عليه نار مؤصدة
فكتب إليه الجواب فورا:
التتن شئ حسن * فيه كثير منفعه
فمن رأى تحريمه * شدوا عليه برذعه
وكان يأكل يوما مع الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء فسقط اللحم
إلى جهة الشيخ جعفر فقال الشيخ جعفر عرف الخير أهله فتقدم فقال
المترجم نبش الشيخ تحته فتهدم وحج مرة على طريق الشام ومكث في
دمشق برهة فأضافوه وأكرموه وقالوا ان أهل العراق يأكلون الفاكهة قبل
الطعام وأهل الشام يأكلونها بعده فماذا تأمرنا أنقدمها قبل الطعام أو بعده
فقال إذا كانت المسألة محل خلاف فانا أعمل على الاحتياط آكلها قبل
الطعام وبعده.
وكان يطيل في صلاته جدا حتى أحصى عليه سبعون تسبيحة في
الركوع ومع ذلك كان الناس يتهافتون على الصلاة خلفه، وكان مسجده هو
المسجد الجامع الأعظم وهو المعروف بمسجد الهندي وكان يمتلئ على سعته
فربما جاء المصلي فلا يجد مكانا، وكان العلماء في المصلين أهل الصف
الأول وكانت صلاة الجماعة في زمانه مختصة به وكان بجانب مسجده حمام
قال له رجل من باب المطايبة: أنت تسمع حركة الاقدام على الطريق وأنت
في الركوع فتطيل الركوع لأنك تظن أنهم يريدون الصلاة خلفك وانما هم
ذاهبون إلى الحمام فقال: نعم أعلم ذلك ولكني أنتظرهم حتى يخرجوا من
الحمام وقيل له لما وقع الطاعون وخرج أكثر الناس أ لا تخرج؟ فقال انظروا
إلى هذه المأذنة فان خرجت خرجت وروى الرسالة المذكورة عن خاله الشيخ
جواد نجف أن الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء كان يقول: لو أن هذا
الرجل في بلاد بعيدة عنا وتأتينا اخباره بما نشاهده فيه من صفات الكمال
وانه يرضي الخالق والمخلوق لم أصدق بذلك لكن كيف اصنع بمن انا
مصاحب له من المكتب إلى يومنا هذا.
قرأ على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي وكان خصيصا به وجعله

167
السيد وصيا له وقرأ عليه جماعة منهم السيد جواد العاملي صاحب مفتاح
الكرامة.
له من المؤلفات: الدرة النجفية في الرد على الأشعرية في مسالة
الحسن والقبح العقليين المشهورة ولبعض معاصريه شرح عليها ونقلها برمتها
تلميذه السيد جواد العاملي في كتاب له في الأصول وسئل هل لك تصنيف
غيرها فقال: هذه بيضة ديك وله ديوان شعر كله في الأئمة ع
ولم ينظم بيتا واحدا في غيرهم ولما توفي رثاه الشعراء بمراث عديدة في بعضها
هذه الأبيات:
ان لم تكن فينا نبيا مرسلا * فلانت في شرع النبي امام
لم أدر بعدك من أعزي فالورى * من بعد فقدك كلهم أيتام
اليوم أعولت الملائك في السما * والمسلمون تضج والاسلام
ومن شعره قوله في أمير المؤمنين ع:
لعلي مناقب لا تضاهى * لا نبي ولا وصي حواها
من ترى في الورى يضاهي عليا * أيضاهى فتى به الله باهى
فضله الشمس للأنام تجلت * كل راء بناظريه يراها
وهو نور الاله يهدي إليه * فاسال المهتدين عمن هداها
وإذا قست في المعالي عليا * بسواه رأيته في سماها
غير من كان نفسه ولهذا * خصه دون غيره بإخاها
ذنبي الليل والولاية شمس * جعل الله محوه بضياها
وقد خمس هو هذا البيت فقال:
بالموالاة لي أمان وانس * يوم لا تأمن العقوبة نفس
ما جنى ما جنيت جن وانس * ذنبي الليل والولاية شمس
وقوله من قصيدة في العسكريين ع:
بك العيس قد سارت إلى نحو من تهوى * فأضحى بساط الأرض في سيرها يطوى
وتجري الرياح العاصفات وراءها * تروم لحوق الخطو منها ولا تقوى
تروم حمى فيه منازل قد سمت * علوا وتشريفا على جنة المأوى
إذا هاج فيها كامن الشوق هزها * فتحسبها من هز أعطافها نشوى
إلى قبة فيها الذين اصطفاهم * على الناس طرا عالم السر والنجوى
إلى قبة فيها قبور أئمة * بهم وبها يستدفع الضر والبلوى
وقوله من قصيدة في أمير المؤمنين ع:
فيا علة الايجاد حار بك الفكر * وفي فهم معنى ذاتك التبس الأمر
وقد قال قوم فيك والستر دونهم * بأنك رب كيف لو كشف الستر
وهي تزيد على أربعمائة وخمسين بيتا.
الشيخ أبو محمد الحسين بن محمد بن نصر
في الرياض من مشايخ الشيخ حسين بن عبد الوهاب المعاصر
للشيخ الطوسي وقد يروي عنه ابن عبد الوهاب في كتابه في معجزات
الزهراء والأئمة ودلائلهم ع وهو يروي عن الأسعد منصور بن
الحسين بن علي المرزباني الأنبوراني عن الأستاذ أبي القاسم الحسين بن محمد
أبي الحسن ولي نعمته الخ والظاهر أنه من علماء الشيعة ومر بعنوان أبي
الحسن مكبرا حيث اختلفت النسخ في تصغير اسمه وتكبيره.
الحسين بن محمد بن نوفل من ولد نوفل بن عبد المطلب
عن آخر كتاب العقيقة من الكافي رواية أبي علي الأشعري عن محمد
ابن حسان عنه عن محمد بن جعفر عن محمد بن علي بن عبيس.
الشيخ حسين بن أبي الحسن محمد بن هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد
ابن سعيد التلعكبري
في الرياض: كان من أجلة علمائنا وهو وأبوه وجده من أكابر
أصحابنا وهو سبط التلعكبري المعروف فهو في درجة الشيخ الطوسي وأمثاله
يروي عن أبي الحسن خلف بن محمد بن خلف الماوردي وغيره وروى ابن
طاوس في جمال الأسبوع باسناده عن الحسين بن محمد بن هارون موسى
التلعكبري هذا دعاء السمات وقال الحسين هذا نسخت هذا الدعاء من
كتاب دفعه إلي الشيخ الفاضل أبو الحسين خلف الماوردي بسر من رأى
بحضرة مولانا أبي الحسن علي بن محمد وأبي محمد الحسن ص
في شهر رمضان سنة 400 ووجدت في نسخة هذا الحديث عن أبي
علي بن عبد الله هكذا حدثني محمد بن علي بن الحسين بن يحيى قال حضرنا
مجلس محمد بن عثمان بن سعيد العمري الخ.
الشيخ عز الدين حسين بن محمد بن هلال الكركي
عالم فاضل فقيه من تلاميذ الشهيد الأول كتب له الشهيد إجازة
ولجماعة غيره من العلماء وهم ستة مع المترجم وذلك حين قرأوا عليه علل
الشرائع للصدوق بتاريخ 12 شعبان سنة 757 ووصفه فيها بالفقيه.
المولى سلطان حسين ابن المولى سلطان محمد الواعظ الاسترآبادي
يأتي في حرف السين لان سلطان جزء اسمه.
الملا حسين بن الملا محمد الواعظ التستري.
عالم فاضل من تلاميذ السيد محمد الطباطبائي الحائري المعروف
بالسيد المجاهد أمره باختصاره رسالته التقليدية اصلاح العمل ففعل وسمي
المختصر تحفة المقلدين.
الرئيس بهاء الدين الحسين بن محمد الورشاهي أو الورساني
في فهرس منتجب الدين صالح خير.
الشيخ حسين ابن الشيخ محمد بن يحيى الخمايسي النجفي
توفي سنة 1193 ورثاه السيد أحمد العطار وأرخ وفاته.
وهو من علماء النجف، وآل الخمايسي بيت علم معروفون في
النجف.
الحسين بن محمد بن يزيد السوراني
في التعليقة: مضى في الحسن بن سعيد وسيجئ في فضالة ما يظهر
منه كونه محلا للاعتماد ومن المشايخ الذي يستند إلى قولهم ويعتد بهم اه‍.
فقد اعتمد عليه النجاشي في أن الحسن بن سعيد شريك أخيه الحسين في
كتبه واعتنى بقوله في أن الحسين لم يرو عن فضالة بل الراوي عنه الحسن إلى
غير ذلك.
السيد حسين ابن السيد محمود القمي نزيل المشهد المقدس الرضوي
ولد في قم سنة 1282 وتوفي في 15 ربيع الأول سنة 1366 في بغداد
عن 84 سنة ونقل إلى النجف.

168
ذكره الشيخ عباس القمي في كتابه الفوائد الرضوية في علماء الإمامية
فقال السيد الاجل الذي هو من أعاظم فضلائنا المتأهلين للثناء بكل جميل
عادم العديل وفاقد الزميل المسلم تحقيقه في الأصول والماهر في المعقول
والمنقول حسن الأخلاق طيب الأعراق لم أر في قدسية الذات ثانيه ولا في
حسن الصفات مدانية كأنه ما جبل الا بالرضا والتسليم وما أتى الله الا
بقلب سليم اه‍.
وكان عالما فاضلا فقيها أصوليا متكلما حكيما مدرسا مقلدا تقيا نقيا
مقبولا عند العامة والخاصة سليم الباطن حسن الطوية رأيته في دمشق في
سفره إلى الحج في أوائل سلطنة الشاه رضا بهلوي وإلزامه الناس بلبس
القبعة فسألته عن ذلك وعن رأي العلماء فيها فقال لما قرروا توحيد الشكل
في إيران أحضروا نماذج إلى المجلس النيابي فقرروا هذا الشكل الحاضر من
القبعات وقال: ان الذي جعل إيران دولة بين الدول هو البهلوي فلم يقدح
في شئ من أعمال البهلوي في تنظيم المملكة فعلمت اخلاصه لوطنه وبعث
فاستعار مني بعض مجلدات الجواهر مما دل على أنه لا يترك المطالعة حتى في
السفر ثم رأيته في المشهد الرضوي عند تشرفي بالزيارة عام 1353 فوجدته
أوجه علماء المشهد وأقبلهم ودعانا مرتين إلى داره لتناول الطعام وجرت بيننا
مباحثات علمية في بعض المسائل وكانت داره لا تخلو يوما من عدد وافر من
الضيوف ولما كنت في المشهد المقدس الرضوي طلبت منه أن يكتب لي
ترجمته فامر بعض من يختص به فكتب لي ما تعريبه:
ولد في قم سنة 1282 وبقي فيها إلى أوائل بلوغه مشتغلا بتحصيل
المقدمات من النحو والصرف والمنطق ونحوها ثم تشرف بزيارة العتبات
العاليات ثم عاد إلى قم وبقي فيها عدة سنوات مشتغلا بقراءة السطوح
القراءة على الشيوخ من الكتب مقابل قراءة الخارج اي القراءة عليهم عن
ظهر القلب وفي سنة 1303 أو 1304 تشرف بحج البيت الحرام وبعد
رجوعه أقام سنتين في النجف وسامراء وفي مدة اقامته في سامراء كان يحضر
بحث الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي ثم سافر إلى طهران ثانيا حدود
سنة 1306 وبقي فيها خمس سنين أي من سنة 1306 إلى سنة 1311
يشتغل بتحصيل المعقول والعرفان والرياضي على جماعة من العلماء المعروفين
في هذه العلوم ويقرأ على الشيخ فضل الله النوري والميرزا حسن الآشتياني
وفي سنة 1311 عاد إلى العراق لاكمال تحصيل العلوم الشرعية في النجف
تسع سنوات اي من سنة 1311 إلى سنة 1320 قرأ فيها على عظماء العلماء
وفي حدود سنة 1321 هاجر إلى سامراء فبقي فيها تسع سنين يحضر درس
الميرزا محمد تقي الشيرازي أي من سنة 1321 إلى سنة 1330 وفي حدود
1331 جاء إلى المشهد المقدس الرضوي وبقي فيه إلى حين تحرير هذه
الكلمات سنة 1353 مشغولا بالتدريس وأجوبة الاستفتاءات من سائر
الأطراف هذا آخر ما كتبه لنا المكلف من قبله بكتابة ترجمته من املائه ثم
خرجنا من المشهد المقدس بذلك التاريخ وهو على الحالة التي وصفنا، ثم
بعد سنين فسد ما بينه وبين الشاه رضا، فان الشاه كان يعمل على اضعاف
أو محو نفوذ كل من له نفوذ في إيران من العلماء وغيرهم بالقتل أو النفي أو
غيرهما، فاتفق ان الشاه جاء إلى خراسان في عشر المحرم فامر ان تقام له
زينة ومعالم فرح واستقبال في المشهد الرضوي فمنع المترجم من ذلك لأنها
أيام حزن فحقدها عليه الشاه ثم جاء المترجم إلى طهران ليشفع عند الشاه
في بعض الأمور المهمة فلم يشفعه وقال له أن يذهب إلى العراق وأعطاه
نفقة السفر فعلم أنه منفي ولم يقبل نفقة وذهب إلى العراق وسكن كربلاء
ودرس فيها وصارت له وجاهة وبعد خروج الشاه من إيران وتقلب الأحوال
عاد المترجم إلى زيارة المشهد الرضوي وأذاع منشورا على أهل إيران يدعو
فيه إلى التمسك بالدين والرجوع إلى الحجاب وترك السفور فأذاع جماعة
بامضاء غير صريح منشورا ضد هذا المنشور ثم عاد إلى كربلاء وزادت
وجاهته بعد وفاة السيد أبي الحسن الأصفهاني ومال الناس في إيران وغيرها
إلى تقليده وطبع من رسالته ألوف فلم تطل المدة وتوفي.
مشايخه
1 الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي قرأ عليه في سامراء وعلى
غيره في النجف مدة سنتين من سنة 1304 إلى سنة 1306 2 آقا علي
المدرس 3 الميرزا السيد أبو الحسن جلوة الحكيم 4 الميرزا هاشم الرشتي
وهؤلاء الثلاثة كانوا من معاريف حكماء العصر 5 الميرزا أبو الحسن
الكرمنشاهي 6 الميرزا علي أكبر اليزدي 7 العالم الجليل الشيخ علي
النوري 8 الميرزا محمود القمي 9 الشيخ عبد الحسين المدرس الرياضي
وهؤلاء الثمانية عدا الميرزا الشيرازي قرأ عليهم في طهران في المعقول
والعرفان والرياضي 10 الشيخ فضل الله النوري 11 الميرزا حسن
الآشتياني وهذان قرأ عليهما في طهران وكانت قراءته على العشرة في طهران
ضمن خمس سنوات من سنة 1306 إلى 1311 12 السيد كاظم اليزدي
13 الملا كاظم الخراساني 14 الشيخ آقا رضا الهمذاني 15 ملا علي
النهاوندي وهؤلاء قرأ عليهم في النجف مدة تسع سنين من سنة 1311 إلى
سنة 1320 16 الميرزا محمد تقي الشيرازي قرأ عليه في سامراء مدة تسع
سنوات من سنة 1321 إلى سنة 1330.
مؤلفاته
1 رسالة مختصرة الاحكام لأجل عمل المقلدين مطبوعة وكتب عدة حواشي على عدة
رسائل عملية 2 حاشية رسالة مجمع المسائل مطبوعة
3 حاشية الرسالة الرضاعية 4 حاشية الرسالة الربائية 5 حاشية رسالة
صحة المعاملات 6 حاشية الرسالة الإرثية مطبوعة وهذه الرسائل الخمس
كلها من تأليف الملا هاشم الخراساني صاحب منتخب التواريخ وللمترجم
حواش عليها 7 حاشية على العروة الوثقى إلى أوائل الزكاة.
السيد حسين ابن السيد محمود ابن السيد احمد ابن السيد محمد رضا ابن
السيد علي أكبر ابن السيد عبد الله الجزائري التستري الخرم آبادي.
توفي في جمادى الثانية سنة 1323.
عالم فاضل له نجوم العلوم ابتدأ فيه بذكر فضائل العلم ثم الصرف
ثم النحو وكان بعزمه ان يكتب كل العلوم الشرعية، لكن منعه مصادفة
الأجل خرج منه مجلدان وله مختصره أيضا.
الشيخ حسين بن محيي الدين بن حسين بن محيي الدين بن أبي جامع
الحارثي الهمذاني العاملي النجفي
عده الشيخ جواد محيي الدين في كتيبه الذي جعله ملحقا لأمل الآمل
من علماء آل أبي جامع وقال كان عالما فاضلا ولم أقف على أخباره وآثاره
اه‍. وكانه حفيد الآتي بعده وفي رسالة الشيخ علي بن رضي الدين المار
إليها الإشارة ما يدل على أنه الشيخ حسين بن علي بن محيي الدين حيث قال
بعد ذكر الشيخ حسين بن محيي الدين المتقدمة ترجمته انه ذكره ابن الحر
العاملي ثم قال وقد عثرت على حاشية الشيخ جواد بخطه قال فيها ومن

169
أولاد الشيخ حسين المذكور الشيخ محيي الدين كان عالما فاضلا شاعرا كاتبا
ومن أولاده الشيخ علي بن محيي الدين ومن أولاده الشيخ حسين بن علي
ومن أولاده الشيخ محمد بن حسين ومن أولاده الشيخ حسين الشيخ علي
وابنه الشيخ جعفر عالم فاضل وابن الشيخ جعفر الشيخ يوسف من العلماء
اه‍.
الشيخ حسين بن محيي الدين بن عبد اللطيف بن علي بن أحمد بن محمد بن
أبي جامع الحارثي الهمذاني العاملي النجفي
كان حيا سنة 1090.
في أمل الآمل فاضل عالم فقيه معاصر يروي عن أبيه عن جده عن
شيخنا البهائي له شرح قواعد العلامة وكتاب في الفقه وكتاب في الطب
وديوان شعر وغير ذلك اه‍. وفي الرياض رأيت في بلدة بارفروش من بلاد
مازندران شرح القواعد لابن أبي جامع العاملي ولعله له اه‍. ووصف في
مستدركات الوسائل بالشيخ الوحيد الجليل وفي رسالة الشيخ علي بن رضي
الدين بن علي بن أحمد بن أبي جامع التي بعثها إلى صاحب أمل الآمل في
تراجم آل محيي الدين أن المترجم لقي السيد نعمة الله الجزائري واستجاز
كل منهما صاحبه فكل منهما يروي عن الآخر إجازة فقال السيد في اجازته له
بتاريخ 2 ربيع الأول سنة 1090 ما صورته: ان الزمان وان أكثر من
إساءته لكنها عندنا من الذنوب المغفورة حيث جمع بيننا وبين العالم الرباني
والمحقق الثاني عمدة المجتهدين وأدق المدققين وخليفة خليفة رب العالمين
أخينا في الله شيخنا الشيخ حسين ابن العالم التقي الشيخ محيي الدين ابن
العلامة شيخنا الشيخ عبد اللطيف الجامعي سقى الله ثراه شابيب الغفران
وشفعه في أهل هذا الزمان فتذاكرنا معه جملة من العلوم العقلية والنقلية
فوجدناه بحرا لا ينزفه النازفون ومحققا لا يصل إلى بعض تحقيقه الا العالمون العاملون
فاستجزناه فيما رواه عن آبائه وأجداده من متن الحديث ولفظه
واسناده فأجازنا ما صح له روايته واطلعنا على بعض مقالته ولما كان أيده الله
شديد الاهتمام لضبط أخبار أهل البيت ع أشار إلى داعيه
الحقيقي بإجازة ما صح له اجازته وروايته عن مشايخه الكرام وأساتيذه
العظام فأجزناه رواية ما تحملنا روايته عن جماعة من المحدثين والفقهاء تم
ذكرهم بألقاب التعظيم التي اختصرناها منهم صاحب البحار عن أبيه عن
البهائي وعن الشيخ عبد علي الحويزي عن شيخه المولى علي تقي عن
البهائي وعن شيخي الصالحين الورعين الشيخ جعفر البحراني والشيخ
الأجل صالح البحراني بحق اجازتهما عن السيد نور الدين عن أخويه
صاحبي المعالم والمدارك. وعن سيدنا راوية الحديث السيد ميرزا صاحب
جوامع الكلم عن شيخه المحقق محمد بن خاتون عن البهائي وعن الزاهد
العالم السيد هاشم الأحسائي عن الشيخ جواد الكاظمي عن البهائي وعن
المولى محمد باقر الخراساني والآقا حسين الخوانساري كلاهما عن المجلسي
الأول عن البهائي والمرجو من نفحاته القدسية وألطافه الربانية ان يجرينا على
صفحات خاطره الشريف في مكان الإجابة.
الحسين بن مخارق السلولي
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع الحسين ابن مخارق
واقفي وفي نسخة الحصين بالصاد ويأتي. وفي الفهرست الحسين بن مخارق
له كتاب التفسير وله كتاب جامع العلم أخبرنا بهما أحمد بن محمد بن موسى
عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسين بن سعيد أبي عبد الله عن
أبيه عن الحسين بن مخارق السلولي وفي التعليقة عن روضة الكافي عن أحمد
ان محمد بن خالد عن أبي جنادة الحسين بن مخارق بن عبد الرحمن بن
ورقاء بن جنادة السلولي صاحب رسول الله ص وسيجئ بعنوان الحصين بن
مخارق اه‍.
الحسين بن المختار أبو عبد الله القلانسي الكوفي مولى أحمس من بجيلة
قال النجاشي بعد هذه الترجمة وأخوه الحسن يكنى أبا محمد ذكرا
فيمن روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع له كتاب يرويه عنه
حماد بن عيسى وغيره أخبرنا علي بن أحمد بن محمد بن أبي جيد حدثنا
محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن علي بن السندي
عن حماد وقال الشيخ في الفهرست الحسين بن المختار القلانسي له كتاب
أخبرنا به عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه عن
سعد بن عبد الله والحميري عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس عن
محمد بن الحسين وأحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن حماد عن
الحسين بن المختار وأخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة
عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن الحسين وأخبرنا به أحمد بن عبدون
عن ابن الزبير عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبد الله بن زرارة
عن الحسين وذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع الحسين بن
المختار القلانسي الكوفي وقال في أصحاب الكاظم ع الحسين بن المختار
القلانسي واقفي له كتاب وقال المفيد في الارشاد: وممن روى النص على
الرضا علي بن موسى ع بالإمامة من أبيه والإشارة إليه منه بذلك
من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته داود بن كثير إلى أن
قال والحسين بن المختار وفي الخلاصة الحسين بن المختار القلانسي من
أصحاب أبي الحسن موسى ع واقفي وقال ابن عقدة عن علي بن
الحسن انه كوفي ثقة والاعتماد عندي على الأول اه‍. وقال الشهيد الثاني
فيما علقه بخطه على الخلاصة لا منافاة بين الوقف والتوثيق الا أن يكون
غرضه عدم الاعتماد على توثيق ابن عقدة لأنه زيدي ويظهر من كلامه في
المختلف في بحث مس المحدث خط المصحف انه يعتمد على توثيقه له اه‍.
وروايته عن الكاظم النص على الرضا ع تنافى وقفه وفي التعليقة
ظاهر عبارة علي بن الحسن انه ليس واقفيا كما أن ظاهر ما في رجال الكاظم
عدم الوثاقة وفي نسبة التوثيق لابن عقدة ما لا يخفى لأن الموثق له علي بن
الحسن بن فضال ورواية حماد عنه تشعر باعتداد بقوله وقوته لا سيما
بملاحظة رواية الاجلاء عنه لا سيما القميين منهم مثل ابن الوليد والصفار
وسعد وأحمد بن إدريس وابن بابويه وأبيه وغيرهم من الأعاظم ويروي عنه
ابن أبي عمير وفيه أشعار بوثاقته وكذا البزنطي ويروي عنه ابن مسكان وفيه
أشعار بقوته ويروي عنه غيرهم من الاجلاء مثل يونس بن عبد الرحمن
وعبد الله الحجال وعلي بن الحكم وغيرهم وفيه أيضا أشعار بالوثاقة وفي
العيون عنه قال خرج إلينا ألواح من أبي إبراهيم ع وهو في الحبس (1)
عهدي إلى أكبر ولدي وفيه شهادة على عدم وقفه على أن علي بن الحسين
أعرف وأثبت من الشيخ كما لا يخفى على المطلع على أحوالهما وكلام المفيد
أيضا مؤيد اه‍. وجعله كلام المفيد مؤيدا لا دليلا لما اشتهر من عدم
اعتماد العلماء على توثيقات المفيد في الارشاد وروى الكليني في الكافي عن
الحسين بن المختار ان الصادق ع قال له رحمك الله وربما كان فيه شئ



(1) لا يخفى انه ليس في رواية العيون وهو في الحبس وانما هو في رواية الكافي كما سيأتي فكأنه وقع
في العبارة سقط. - المؤلف -
170
من التأييد ومن الطريف ما ذكره الشيخ البهائي في مشرق الشمسين في ذيل
رواية رواها عنه انها لا تنهض لاثبات التحريم لاشتمال سندها على
الحسين بن المختار وهو واقفي واستناد العلامة في المختلف إلى توثيق ابن
عقدة له ضعيف لنقل ابن عقدة ذلك عن علي بن الحسن بن فضال وتوثيق
واقفي بما ينقله زيدي عن فطحي لا يخفى ضعفه انتهى والأصحاب قبلوا
توثيق ابن فضال لوثاقته ولما ورد في بني فضال من الاخذ بما رووا وترك ما
رأوا فما ذكره البهائي ضعيف مع أنه طريف وقد بان ان الأرجح وثاقته
وللصدوق في الفقيه طريق إليه كل رجاله من الاجلاء الثقات وهو مما يقوي
جانبه وفي مستدركات الوسائل: يروي عنه ابن أبي عمير كما في الكافي في
باب ذكر الله في الغافلين وحماد بن عيسى كما في رجال النجاشي
وعبد الله بن المغيرة في باب الإشارة والنص على أبي الحسن الرضا ع
ويونس بن عبد الرحمن في باب الرواية على المؤمن وهؤلاء الأربعة من
أصحاب الاجماع ومن الاجلاء عثمان بن عيسى في باب اختلاف الحديث
ومحمد بن سنان وعلي بن الحكم وأحمد بن حمزة وموسى بن القاسم
وسليمان بن سماعة وعبد الله بن مسكان والحسن بن زياد الوشاء وأحمد بن
عائذ وإبراهيم بن أبي البلاد ومحمد بن عبد الله بن زرارة ومحمد البرقي فلا
مجال للتشكيك في وثاقته بل وجلالته وقول الشيخ في رجال الكاظم ع
انه واقفي يوهنه أنه ذكره في رجال الصادق ع ولم ينسبه إلى الوقف وكذا
في الفهرست وكذا النجاشي فإنه لم يذكر انه واقفي ولو كان عنده واقفيا
لكان ذكره أهم واخرج الصدوق في العيون بسند صحيح عن الحسين بن
المختار لما مر بنا أبو الحسن ع بالبصرة خرجت إلينا منه ألواح بالعرض
عهدي إلى أكبر ولدي في الكافي عن أحمد بن مهران عن محمد بن علي عن
محمد بن سنان وعلي بن الحكم معا عن الحسين بن المختار
خرجت إلينا ألواح من أبي الحسن موسى ع وهو في الحبس عهدي إلى
أكبر ولدي ان يفعل كذا وان يفعل كذا الحديث ورواه الشيخ الطوسي في
كتاب الغيبة عن الكليني واستند إليه والى نظائره في اثباته موت الكاظم
ع ووصايته إلى ابنه الرضا ردا على الواقفة المنكرين الموت والوصاية
فاحتمال كون الحسين منهم من الوهن بمكان اه‍. ولا يخفى ان الكاظم
ع حمل أولا إلى البصرة فحبس بها ثم نقل إلى بغداد فقوله لما مر بنا
بالبصرة وقوله وهو في الحبس لا تنافي بينهما.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن المختار الموثق على
قول برواية حماد بن عيسى عنه ورواية أحمد بن أبي عبد الله محمد بن خالد
البرقي عن أبيه عنه ورواية عبد الله بن زرارة عنه اه‍. وروى الكليني في
الكافي في باب النص على الرضا ع عن ابن سنان وعلي بن الحكم جميعا
عن الحسين بن المختار وعن علي بن الحكم عن عبد الله بن المغيرة عن
الحسين بن المختار وعن جامع الرواة نقل رواية ابن أبي عمير وأحمد بن
عبد الله الغروي (1) وموسى بن القاسم ومحمد بن جمهور وعثمان بن عيسى
وأبي إسماعيل السراج وسليمان بن سماعة وابن مسكان والوشاء وأحمد بن
عائد ومحمد بن إبراهيم النوفلي وصالح بن أبي حماد وأحمد بن الحسن الميثمي
وإبراهيم ابن أبي البلاد وعبد الله بن عبد الرحمن عنه.
الحسين بن مخلد بن الياس الخزاز
في الفهرست الحسين بن مخلد له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا
عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن الحسين
بن مخلد وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال الحسين بن
مخلد بن الياس خزاز.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن مخلد برواية أحمد
ابن أبي عبد الله عن أبيه عنه والفارق بينه وبين ابن المختار القرينة.
السيد عز الدين حسين بن السيد المرتضى بن السيد إبراهيم الحسيني
الشاري كذا.
عالم فاضل من تلاميذ الشيخ عز الدين حسين بن زين الدين علي بن
الحسام العاملي العيناثي يروي عنه إجازة بتاريخ 13 رجب سنة 873.
السيد حسين بن مرتضى الحسني الحسيني اليزدي الطباطبائي الحائري
الواعظ
توفي 14 المحرم سنة 1307 في كربلاء
عالم فاضل واعظ له 1 كتاب الرق المنشور ولوامع الظهور في تفسير
آية النور مطبوع فرع منه سنة 1291 2 اخبار الأوائل مطبوع وفي الذريعة
معه فهرست تصانيفه اه‍. وهو يدل على أن له عدة تصانيف ولم يتيسر لنا
الاطلاع على فهرسها 3 تنبيه الخواطر.
حسين بن مرتضى نظام الشاه
قتل 16 جمادى الأولى سنة 996.
كان من السلاطين النظامشاهية في بلاد الهند ذكره صاحب النور
السافر عن اخبار القرن العاشر فقال في حوادث سنة 996 فيها تسلطن
حسين بن مرتضى نظام شاه بعد موت أبيه في 19 رجب وكانت سلطنته
عشرة أشهر وقتل يوم 16 جمادى الأولى قتله الخراسانيون اه‍.
السيد عز الدين حسين بن مساعد بن الحسين بن المخزوم بن أبي القاسم
ابن عيسى الحسيني الحائري.
في الذريعة ذكر نسبته كذلك في آخر عمدة الطالب الذي كتبه لنفسه
وفرع منه 25 ربيع الأول سنة 893 وعليه حواش له بخطه إلى تاريخ سنة
917.
في أمل الآمل: كان فاضلا صالحا له كتاب تحفة الأبرار في مناقب
الأئمة الأطهار حسن وغير ذلك اه‍. وفي الرياض من أجلة العلماء وأكابر
الفضلاء وكان شاعرا ماهرا وقال الكفعمي في حواشي مصباحه: السيد
النجيب الحسيب النسيب عز الاسلام والمسلمين أبو الفضائل أسعد الله
جده وأمد سعيه اه‍. فهو من المعاصرين له وقال الأستاذ في بحار
الأنوار: وكتاب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار للسيد الشريف
حسين بن مساعد الحسيني الحائري أستاذ الكفعمي وأثنى عليه الكفعمي
كثيرا في كتبه وقال في الفصل الثاني وكتاب التحفة كتاب كثير الفائدة لكن لم
ننقل منه الا نادرا لكون اخباره مأخوذة من كتب أشهر منه وعبر عنه
صاحب الآمل في كتاب الهداة بالسيد حسين بن محمد الحائري ونسب إليه



(1) لعل صوابه أحمد بن أبي عبد الله البرقي. - المؤلف -
171
تحفة الأبرار ولكن الصواب ما في الأمل وفي كتاب فرج الكرب للكفعمي
ان بينه وبين هذا السيد مراسلات نظما ونثرا اه‍. الرياض وكتاب تحفة
الأبرار ينقل عنه الكفعمي ووجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من
أين نقلته انه كتاب جيد استخرجه من كتب أهل السنة ووجد بخط المترجم
نسخة من بغية الطالب في اسلام أبي طالب للسيد محمد بن حيدر الموسوي
العاملي وذكر الكفعمي في حواشي كتابه المعروف بالمصباح عند ذكر أبيات
لأبي نواس في المناجاة ما لفظه وما روي في هذا المقام عن السيد الحسيب
النسيب عز الاسلام والمسلمين أبو الفضائل حسين بن مساعد أسعد الله
جده وأجد سعده أنه أنشد بيتين لأبي نواس وهما:
من أنا عند الله حتى إذا * أذنبت لا يغفر لي ذنبي
العفو يرجى من بني آدم * فكيف لا أرجوه من ربي
قال وروى أنه رئي أي أبو نواس في المنام بعد موته فقيل له ما
فعل الله بك فقال غفر الله لي ببيتين قلتهما وذكر البيتين ثم قال الكفعمي انه
نقله من كتاب لسان المحاضر والنديم وبستان المسافر والمقيم جمع الشيخ
الفاضل علي بن محمد بن يوسف بن ثابت عفا الله عنه برحمته اه‍. ووجدت
في بعض المجاميع العاملية المخطوطة ما صورته: السيد الجليل الفاضل
الحسيب النسيب السيد حسين بن مساعد العاملي العينائي كان من أهل
عيناثا ثم انتقل هو واخوته السيد عبد الحق والسيد زين العابدين إلى العراق
لأمر أوجب لهم الانتقال وبها ماتوا وبقي والدهم السيد مساعد في عيناثا إلى
أن توفي بها وكانوا مشهورين ببيت الطغي بغي قدس الله أرواحهم ونفعنا
ببركاتهم وبركات أسلافهم اه‍. ولا يبعد انه هو المترجم بان يكون أصله
من عيناثا ثم انتقل إلى العراق وسكن الحائر الحسيني ويكون اتصال
الكفعمي به أما في الحائر لان الكفعمي سكن كربلاء مدة وبنى لنفسه أزجا
فيها ليدفن فيه ثم عاد إلى جبل عاملة فمات فيه وأما في جبل عاملة قبل
سفرهما منه إلى الحائر قال كاتب المجموعة وكان السيد حسين المذكور أديبا
شاعرا ومن شعره قوله في مدح أهل البيت ورثاء الحسين ع:
لطي قريضي في مديحكم نشر * ومنشور شعري في علاكم له نشر
فوصلكم روح وراح وراحة * وبعدكم موت وقربكم نشر
وظاهر شعري فيكم المدح والثنا * وباطنه يا سادتي الحمد والشكر
وطالعه كالشمس زهر ونوره * تقاصر عنه في مطالعه البدر
عرائسه تجلى فتجلى صوادئ * القلوب ومن ألفاظها ينثر الدر
يقر لها حسان بالحسن إذ بدت * وقال زهير ان أوجهها زهر
الا أيها الغادون عني وعلمهم * أحاط باني ليس لي عنهم صبر
واني كالخنساء فيكم وقد غدا * مفارقها محبوب مهجتها صخر
وقفت على المغني الذي كنتم به * حلولا ومغناكم وقد بنتم قفر
وكادت تروح الروح مني تأسفا * بذكر مصاب كلما دونه نزر
مصاب رسول الله في آله الأولى * تقاصر زيد عن علاهم كذا عمرو
أئمة هذا الخلق بعد نبيهم * بناة العلى قد طاب من ذكرهم ذكر
هم التين والزيتون هم شافعو الورى * هم السادة الأطهار والشفع والوتر
هم مهبط الوحي الشريف وهم غدا * سقاة الزلال العذب من ضمه الحشر
هم ان ترد علما وسيلة آدم * ونوح نبي الله حين طمى البحر
بهم سال الله الخليل وناره * تؤجج غيظا فانطفى ذلك الجمر
ويعقوب لما أن توسل سائلا * بهم جمعته مع أحبته مصر
وأيوب في بلواه لما بهم دعا * شفاه من البلوى وفارقه الضر
فدتهم نفوس الجاحدين فطالما * هم جاهدوا حقا فكروا وما فروا
وكم قصرت أعمار قوم تسرعوا * إليهم وكم طالت بأقدامهم بتر
وكم أنجزوا وعدا وكم موعد وفوا * وكم من وعيد أصدقوه وكم بروا
سيوفهم في النقع تحسب انها * تؤلف برقا والدماء لها همر
وتحسب ان زجر الرجال زماجر * الرعود ووجه الأرض أسود مغبر
قواضبهم مبيضة يوردونها * فتصدر حمرا بالنجيع لها غمر
وكم نصبوا صدرا لرفع مهند * وكم جزموا أمرا وكم ذابل جروا
أحاط بهم في كربلاء عصابة * يزيدية عن غدرها ما لها عذر
فقاموا بما قد أوجب الله ربهم * إلى أن تفانوا وانقضى ذلك العمر
فديتهم كم جالدوا دونه وكم * أعد لهم في يوم حشرهم أجر
إلى أن قضى الله العلي قضاءه * وقد حان حين السبط واقترب الأمر
بكته السماوات الشداد فدمعها * دم ظل منه وجهها وهو محمر
سأبكيه ما دام الدوام فان أمت * بكاه لعمري بعدي الشعر والنثر
فديتك ليت الدهر بعدك لم يكن * ولا انعقدت سحب ولا قطر القطر
ولا طلعت شمس ولا ذر شارق * ولا اخضر نوار ولا انفجر الفجر
وان سلوي للمصاب محرم * بعيد إذا هل المحرم والعشر
بني احمد سيقت إليكم قصيدة * مهذبة ألفاظها الدرر الغر
حسينية تزهو بكم حائرية * منزهة عما يعاب به الشعر
وله:
قلبي لطول بعادكم يتفطر * ومدامعي لفراقكم تتقطر
وإذا مررت على معاهدكم ولا * ألفي بها من بعدكم من يخبر
هاجت بلابل خاطري ووقفت في * أرجائها ودموع عيني تهمر
غدر الزمان بنا ففرق شملنا * والغدر طبع فيه لا يتغير
ردوا الركاب لعل من يهواكم * يوما بقربكم يفوز ويظفر
قد كدت لما غبتم عن ناظري * لأليم هجركم أموت وأقبر
لكن مصاب محمد في آله * انسى سواه فغيره لا يذكر
السادة الأبرار أنوار الهدى * قوم مآثر فضلهم لا تنكر
أمر الخلافة ليس الا فيهم * فقد ارتدوا بردائها وتأزروا
أهل المكارم والفوائد والندى * وبذلك القرآن عنهم يخبر
الحافظون الشرع والهادون من * امسى بنور هداهم يتبصر
أفهل سمعت بهل أتى لسواهم * مدحا وذلك بين لا ينكر
فهم النجاة لمن غدا متمسكا * بهم وهم نور لمن يتحير
فالعلم علم محمد مستودع * فيهم وعند سواهم لا يذخر
والرجس أذهبه المهيمن عنهم * من فضله فتقدسوا وتطهروا
كم مثل ميكال وحق أبيهم * بهم يسود وجبرئيل يفخر
وكفاهم فخرا بان أباهم ال‍ * متبتل المزمل المدثر
وبه تشرفت البسيطة واغتدي * ايوان كسرى هيبة يتفطر
مولى تظلله الغمامة سائرا * وتقيه من حر الهجير وتستر
وبكفه نطق الحصى ولكم غدت * منها المياه فضيلة تتفجر
قد كنت أهوى ان أراك * غداة يوم الطف حيا في البرية ينظر
لترى الحسين بكربلاء وقد غدا * لقتاله الجيش اللهام يسير
وغدا الحسين يقول في أصحابه * قوموا لحرب عدوكم واستبشروا
من كل أشوس باسل لا ينثني * من فوق مهر سابق لا يدبر

172
باعوا نفوسهم لأجل تجارة * الأخرى فنعم جزاؤهم والمتجر
لله درهم شروا دار الفناء * ببقاء أخراهم ولم يتأخروا
جادوا أمام امامهم بنفائس * من أنفس طهرت وطاب العنصر
واستعذبوا مر الحتوف وجاهدوا * حق الجهاد وجالدوا وتصبروا
أفنوا جسومهم بكل مهند * وبقوا على مر الزمان وعمروا
سلوا مواضيهم فسال من العدى * فان على وجه البسيطة أحمر
المولى كمال الدين حسين ابن المولى مسعود الكاشي الطبيب
توفي سنة 953.
في الرياض عن أحسن التواريخ لحسن بك روملو انه كان جليلا
ماهرا فاضلا عالما جامعا وهو من المعاصرين للشاه طهماسب الصفوي وكان
والده طبيبه وصار بعد وفاة والده مسعود طبيب الشاه المذكور وكان مكرما
معظما عنده وتوفي المترجم سنة 953 اه‍.
الحسين بن مسعود الكردي
من امراء الأكراد ببلاد الجبل وهي نواحي همذان ذكر ابن الأثير في
حوادث سنة 405 انه في هذه السنة سار بدر بن حسنويه أمير الجبل إلى
الحسين بن مسعود الكردي ليملك عليه بلاده فحصره بحصن كوسحد
فضجر أصحاب بدر منه لهجوم الشتاء فقتله طائفة منهم وتركوه وساروا
فنزل الحسين بن مسعود فرآه ملقى على الأرض فامر بتجهيزه وحمله إلى
مشهد علي ع ليدفن فيه ففعل ذلك.
الحسين بن مسكان
في الخلاصة قال ابن الغضائري لا اعرفه الا ان جعفر بن محمد بن
مالك روى عنه أحاديث فاسدة وما عند أصحابنا من هذا الرجل علم اه‍.
وفي التعليقة قال المحقق الشيخ محمد انه في آخر السرائر عند ذكر رواية
الحسين بن عثمان عن ابن مسكان اسم ابن مسكان الحسن وهو ابن أخي
جابر الجعفي عريق في ولايته لأهل البيت اه‍. وفي الرجال الحسين فيحتمل
ان يكون الحسن سهوا اه‍. قال وظاهر كلام ابن إدريس عدم ضعفه بل
وجلالته وفي تضعيف ابن الغضائري ضعف مع أن ابن الغضائري ما
ضعفه ومجرد رواية الأحاديث الفاسدة لا دخل له في الفسق.
الحسين بن مسلم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع.
الشيخ حسين بن مشرف العاملي العيناثي
في أمل الآمل كان فاضلا فقيها صدوقا يروي عن الشهيد الثاني.
المولى آقا حسين المشهدي
في كتاب مطلع الشمس محقق فاضل مدقق كامل كان له منصب
رئيس الخدمة في المشهد المقدس الرضوي ذكره صاحب وسيلة الرضوان
اه‍.
الشيخ حسين المشهدي الطوسي
توفي في أواسط المائة الثانية بعد الألف.
في كتاب مطلع الشمس من أهل البيوتات القديمة في خراسان وكان
امام الجمعة في المشهد المقدس ومن الأساتيذ في الفقه والأصول والرياضيات
وكان يدرس بالمسجد الجامع في المشهد قرأ عليه مدة المير سعيد والميرزا
مهدي الشهيد وينقل عنه الناس عدة كرامات وهو من أحفاد العارف
الكامل المشهور بالشيخ حافظ المدفون في إحدى قرى المشهد المقدس وقبره
هناك مزور وتوفي في أواخر المائة الثامنة الهجرية اه‍.
الحسين بن مصعب
قال الشيخ في الفهرست له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن
التلعكبري عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن عمر بن كيسبة عن
الطاطري عن محمد بن زياد عنه وذكر في رجاله في أصحاب الباقر
الحسين بن مصعب ويحتمل كونه الآتي وفي التعليقة محمد بن زياد هو ابن أبي
عمير وفي روايته عنه أشعار بوثاقته وكذا في رواية الطاطري ويروي عنه
صفوان بن يحيى وفيه الاشعار أيضا ومضى الحسن بن مصعب يروي عنه
ابن أبي عمير ويحتمل الاتحاد على بعد وكونه أخاه وهو الأقرب وفي كتاب
الاخبار ورد كلاهما اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن مصعب برواية
محمد بن زياد عنه اه‍. وقد سمعت انه يروي عنه صفوان بن يحيى.
الحسين بن مصعب بن مسلم البجلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويحتمل كونه
المتقدم.
الحسين بن مصعب الهمذاني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال كوفي وذكر
فيهم الحسين بن مصعب وقال همذاني.
الشيخ حسين بن مطر الجزائري
في أمل الآمل فاضل زاهد صالح له كتب منها تحفة الأبرار وتفسير
القرآن ورسالة في الكلام.
الشيخ الامام محيي الدين أبو عبد الله الحسين بن المظفر بن علي الحمداني
نزيل قزوين
في فهرس منتجب الدين ثقة وجه كبير قرأ على الشيخ الموفق أبي
جعفر الطوسي جميع تصانيفه مدة ثلاثين سنة بالغري على ساكنه السلام وله
تصانيف منها 1 هتك أستار الباطنية 2 وكتاب نصرة الحق 3 وكتاب
لؤلؤة التفكير في المواعظ والزواجر أخبرنا بها السيد أبو البركات المشهدي
عنه اه‍. ومثله بعينه في مجموعة الجباعي إلى قوله والزواجر وقد علمنا
بالتتبع انه ينقل عين عبارة منتجب الدين في مثل هذه المقامات عدى السند
وفي الرياض: هو من أكابر علماء الطائفة وفقهائهم والمعروف بالحمداني
القزويني ثم نقل عبارة منتجب الدين ثم قال: لعله ألف الكتاب الأول
بقزوين ردا على القرامطة الباطنية لما شاع ذكرهم ومذهبهم الباطل هناك في
تلك الأوقات اه‍. يروي عنه السيد أبو البركات محمد بن إسماعيل
الحسيني المشهدي.
الشيخ حسين بن علاء الدين المظفر بن فخر الدين بن نصر الله القمي
في الرياض كان من مشايخنا ومن تلاميذ ابن فهد الحلي على ما نقله
بعض تلاميذ الشيخ علي الكركي في رسالة أسامي المشايخ

173
الحسين بن معاذ بن مسلم الأنصاري الهراء الكوفي
ذكره الشيخ في الصحاب الصادق ع وأبوه معاذ بن مسلم من
علماء النحو وهو مخترع علم التصريف وفي التعليقة سيجئ في أبيه معاذ ان
ابن عمير يروي عن الحسين هذا وفيه أشعار بوثاقته.
الحسين بن المعدل
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال كوفي.
الحسين بن معين الدين
كان حيا سنة 908.
في الرياض كان من أكابر علماء أوائل دولة الشاه إسماعيل الأول
الصفوي رأيت من مؤلفاته شرحا مختصرا على كلام مولانا الحسن
العسكري أعني قوله ع: قد صعدنا ذرى الحقائق وتاريخ تأليفه سنة
908.
القاضي الأمير حسين بن معين الدين الميبذي الترمذي
توفي سنة 870.
الميبذي نسبة إلى ميبذ بميم مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وموحدة
مضمومة وذال معجمة في انساب السمعاني بلدة بنواحي أصبهان من كور
إصطخر قريبة من يزدجرد وترمذ كزبرج مدينة على نهر جيحون.
عالم فاضل حكيم صوفي مؤلف وفي الروضات انه كان من أعاظم
متأخري فضلاء العامة ومتكلميهم البارعين وصوفييهم المتشرعين اه‍. وهو
يدل على أنه ليس من شرط كتابنا ولكن صاحب الذريعة أدرج بعض
مصنفاته في كتابه ويمكن ان يستأنس لتشيعه بقوله في أول شرحه على كافية
ابن الحاجب انه اقتبس في سائر المواضع المهمة من شرح نجم الأئمة الشيخ
الامام الرضي حشره الله مع النبي والولي وانه خصص في مقدمات شرحه
لديوان أمير المؤمنين ع المقدمة السابقة لذكر شطر من مناقبه وفضائله
الباهرة ومعجزاته وانه يخرج من الحروف المقطعة في أول السور على صراط
حق تمسكه والله أعلم بحاله.
مؤلفاته
1 شرح ديوان أمير المؤمنين ع بالفارسية جعل له سبع مقدمات
على طريقة أهل التصوف رأينا منه نسخة مخطوطة بدمشق تاريخها سنة 924
وهو مطبوع 2 جام كيتي نما فارسي في الحكمة والفلسفة القديمة فرع من
تأليفه سنة 897 وقال صاحب الرياض ان للمولى حسين بن صدر الدين
الطولي الاستاري حاشية عليه وفي معجم المطبوعات انه طبع في باريس مع
ترجمته اللاتينية 3 شرح الكافية في النحو سماه مرضي الرضي.
الشيخ نصير الدين حسين ابن الشيخ مفلح بن حسن بن راشد رشيد بن
صلاح الصيمري البحراني.
توفي مفتتح المحرم سنة 933 وقد تجاوز الثمانين ودفن في سلماباد (1)
إحدى قرى جزائر خوزستان.
وجده حسن مكبرا كما وجده صاحب الرياض بخطه فما يوجد في
بعض المواضع من أنه الحسين بالياء تصحيف.
والصيمري بصاد مهملة مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وميم مفتوحة
وراء وياء وعن المغرب ضم الميم خطا منسوب إلى صيمرة اسم مكانين
أحدهما في البصرة على فم نهر معقل مشتمل على عدة قرى والآخر بلد بين
بلاد الجبل وخوزستان وبلاد الجبل هي عراق العجم وعن المطرزي في
المغرب كورة من كور الجبال.
أقوال العلماء فيه
عن رسالة الشيخ سليمان الماحوزي البحراني انه قال في حقه الشيخ
الفقيه الزاهد العابد الورع أورع أهل زمانه وأعبدهم وأفضلهم كان
مستجاب الدعوة كثير العبادات والصدقات قل أن يمضي له عام في غير حج
أو زيارة لم يعثر له على زلة وكان للناس فيه اعتقاد عظيم وراج الشرع
الأقدس في عصره غاية الرواج وكان أذكى أهل زمانه واجتمع في بعض
أسفاره بالشيخ العلامة مروج المذهب في المئة التاسعة الشيخ علي بن عبد
العالي الكركي واستجاز منه وأجازه. قرأ على أبيه ويروي عنه له كتاب
المناسك الصغيرة وقبره وقبر أبيه في سلماآباد وقد زرتهما اه‍. وفي أمل
الآمل: الشيخ حسين بن مفلح الصيمري فاضل عالم محدث عابد كثير
التلاوة والصوم والصلاة والحج حسن الخلق واسع العلم له كتاب المناسك
الكبير كثير الفوائد ورسائل أخر توفي سنة 933 وعمره يزيد على الثمانين
اه‍. وفي الرياض كان فاضلا عالما محبا للفقراء والمساكين وكان من عباد
أهل زمانه وزهادهم وله انقطاع عن الدنيا وحظوظها وكان هو ووالده من
مشاهير العلماء وأبوه هو شارح الشرائع مشهور وكانا معاصرين للشيخ علي
الكركي ورأيت بعض الكتب الفقهية التي قرئت عليه وعليها اجازته بخطه
منها القواعد للعلامة والتحرير له وقال تلميذه الشيخ يونس المفتي بأصفهان
في رسالته المعمولة في ذكر طائفة من مشايخ الشيعة في حقه كما حكاه في
الرياض: الشيخ الكامل الفاضل نصير الحق والملة والدين حسين بن المفلح
ابن حسن ذو العلم الواسع والكرم الناصع استفدت منه وعاشرته زمانا
طويلا ينيف على ثلاثين سنة فرأيت منه خلقا حسنا وصبرا جميلا وما رأيت
منه كبيرة فعلها ولا صغيرة أصر اجترأ عليها وكان له فضائل ومكرمات
كان يختم القرآن في كل ليلة الاثنين والجمعة مرة كثيرة النوافل الراتبة في
اليوم والليلة كثير الصوم حج مرارا متعددة ومات بقرية سلماآباد إحدى
قرى البحرين مفتتح شهر المحرم سنة 933 اه‍. ويحكى عنه القول بجواز
القضاء لغير المجتهد مع فقد المجتهد للضرورة. في كشكول البحراني فائدة
هل لغير المجتهد من طلبة العلم الناقلين عن المجتهد القضاء بين الناس مع
فقد المجتهد قال بعض المتأخرين بالجواز للضرورة واختاره الشيخ الصالح
الشيخ حسين بن مفلح الصيمري في رسالة عملها في المسألة وحكى فيها
عن الشيخ الفاضل الشيخ حسين بن منصور صاحب الحاوي الجواز اه‍.
مشايخه
قرأ على أبيه ويروي إجازة عن المحقق الكركي.
تلاميذه
1 الشيخ يونس المفتي بأصفهان 2 الشيخ يحيى بن الحسين ابن
عشرة قرأ عليه واجازه بتاريخ 926 رأى صاحب الرياض اجازته له بخطه.



(1) في بعض المواضع سلما آباد أي عمارة سلم وفي بعضها مسلما آباد اي عمارة مسلم.
174
مؤلفاته
1 المناسك الصغير 2 المناسك الكبير قال تلميذه الشيخ يونس
كثير الفوائد 3 كتاب إلزام النواصب نسبه إليه صاحب الرياض وقال هو
كتاب معروف وقد اشتبه مؤلفه على أكثر أهل عصرنا وقد وجدت عدة
نسخ عتيقة منه في البحرين وبلاد الأحساء وغيرها وكان فيها انه من
مؤلفات الشيخ حسين هذا وقد يظن أنه تأليف والده 4 فوائد وتعليقات
على كتب الفقه وغيرها قال صاحب الرياض انه رأى بعضها 5 محاسن
الكلمات في معرفة النيات ذكره بحر العلوم في فوائده وقال إن فيه كثيرا من
فتاوى والده في كتابيه شرح الموجز وشرح الشرائع أما جواهر الكلمات فهو
لوالده اه‍. 6 أجوبة مسائل وبعض الفتاوي 7 الأسئلة الصيمرية وهي
مسائل فقهية أرسلها إلى المحقق الشيخ علي بن عبد العالي الكركي فأجاب
عنها تقرب من مائتي بيت 8 الايقاظات في العقود والايقاعات 9 رسالة
في جواز الحكومة الشرعية للمقلد مع عدم وجود المجتهد للضرورة.
السيد عز الدين الحسين بن المنتهي بن الحسين بن موسى بن علي الحسيني
المرعشي.
في فهرس منتجب الدين فقيه صالح.
الحسين بن المنذر
روى الكشي عن حمدويه قال حدثني محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن محمد بن سنان عن الحسين بن المنذر قال كنت عند أبي عبد الله
جالسا فقال لي معتب خفف عن أبي عبد الله فقال أبو عبد الله ع دعه فإنه
من فراخ الشيعة وفي الخلاصة روى الكشي عن الصادق ع انه من فراخ
الشيعة وفي الطريق محمد بن سنان عن الحسين بن المنذر عن الصادق ع
وهذه الرواية لا تثبت عندي عدالته لكنها مرجحة لقبول قوله اه‍. وقال
الشهيد فيما علقه بخطه على الخلاصة لا يخفى ان هذه الرواية مع ضعف
سندها بمحمد بن سنان وكونها شهادة الحسين لنفسه لا تدل على ترجيح قوله
بوجه لأن مجرد كونه من الشيعة أعم من قبول قوله اه‍. وفي منهج المقال لا
يبعد ان يكون مراد العلامة انها مرجحة عند التعارض أو مؤيدة لذلك أو
مرجحة مطلقا اما لاعتماد على مجرد ذلك فشئ آخر اه‍. ولا يخفى انه لم
يأت في الاعتذار عن العلامة بشئ ولا يبعد ان يكون قوله انه من فراخ
الشيعة فيه زيادة عن كونه شيعيا وهو اظهار العطف والحنان عليه بالتعبير
بكونه من فراخهم ولم يقل منهم ومعتب كان يعلم أنه من الشيعة وكونه منهم
لا يوجب أن لا يؤمر بالتخفيف فقول الصادق ع في جواب قول معتب
خفف دعه فإنه من فراخ الشيعة لا بد ان يكون المراد به انه ليس ممن
يستثقل منه وهذا يدل على نوع خصوصية فيه والله أعلم ويمكن ان يراد
بكونه من فراخ الشيعة احتياجه إلى التعلم اما لصغر سنه أو لقلة روايته
وذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع الحسن والحسين ابني منذر
وهو محتمل للاتحاد مع المذكور وللتعدد.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن المنذر برواية
محمد بن سنان عنه وعن جامع الرواة انه زاد رواية حسان بن سدير
وابان بن عثمان وحفص بن سوقة عن الحسين بن المنذر ورواية محمد بن
عيسى عن يونس عن الحسين بن المنذر.
الحسين بن المنذر بن أبي طريقة البجلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال كوفي وذكر
النجاشي في ترجمة محمد بن علي بن النعمان بن أبي طريفة ان المنذر بن أبي
طريفة والد الحسين هذا عم أبيه وان ابن عمه الحسين بن منذر بن أبي
طريفة روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر وأبي عبد الله ع
ويمكن اتحاده مع السابق والآتي.
الحسين بن المنذر أخو أبي حسان
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويحتمل اتحاده مع
من سبق.
الحسين بن منصور الحلاج
في فوائد الخلاصة من الكذابين المذمومين ذكر الشيخ له أقاصيص
اه‍. وليس من شرط كتابنا وذكرناه لذكر أصحابنا له لتجنب الرواية عنه.
حسين منصور
مذكور في كتاب تاريخ الجزار المطبوع وهو من الأمراء المناكرة حكام
ناحية الشومر.
الشيخ حسين بن منصور صاحب الحاوي
في كشكول البحراني عنه ذكر فائدة في أنه هل لغير المجتهد الناقل عن
المجتهدين القضاء بين الناس مع فقد المجتهد قال بعض المتأخرين بالجواز
للضرورة واختاره الشيخ حسين بن مفلح الصيمري في رسالة عملها في
المسألة ونقل فيها عن الشيخ الفاضل الشيخ حسين بن منصور صاحب
الحاوي قال فإنه قال فيه لو لم يوجد جامع الشرائط جاز نصب فاقد بعضها
مع عدالته للحاجة إليه بل يجب من جهة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
إلى آخر ما قاله.
كمال الدين السلطان حسين ابن السلطان منصور بن بيقرا أو بايقرا بن
عمر شيخ ابن تيمور.
ولد في المحرم سنة 779 وتوفي 16 ذي الحجة سنة 911.
هو أحد السلاطين التيمورية كان مقر سلطنته في هراة هاجر إليه
الأديب الشاعر خواجة مسعود القمي من قم إلى هراة وتقرب إليه وحظي
عنده فأمره بنظم تاريخ أحواله فنظم تاريخا بالفارسية فيما يقرب من عشرة
آلاف بيت وترجمه معاصره صاحب روضة الصفا ولم يتيسر لنا حال التأليف
الاطلاع عليها. وألف له معين الدين حسين بن علي الواعظ الكاشفي مخزن
الإنشاء في أدب الكتابة بالفارسية وقال الشيخ البهائي في توضيح المقاصد في
16 ذي الحجة توفي السلطان العادل السلطان حسين بن ميرزا بايقرا سنة
911 وكان له ميل تام إلى التشيع ولم يتمكن من اظهاره وكانت ولادته في
المحرم سنة 779.
له 1 ديوان شعر اسمه ديوان الحجة حسيني نوائي 2 مجالس
العشاق وهي سبعة و سبعون مجلسا فارسية جمع فيها كلمات العشاق نظما
ونثرا من العلماء والمشايخ وغالبهم مشايخ المتصوفة.
عز الدين أبو القاسم الحسين بن منيع بن سلطان العلوي الحسيني الأمير
. في مجمع الآداب من أعيان السادة الأكابر أنشدني في حالة حصلت
له:
جار الزمان على ديار أحبتي * جور الزمان على اولي الألباب

175
سلبت محاسنها تصاريف النوى * سلب الخمول محاسن الآداب
السيد حسين ابن السيد مهدي بن السيد حسين بن السيد احمد الحسني
الحلي النجفي المعروف بالقزويني.
ولد بالحلة سنة 1268 وتوفي فجأة بالنجف في الربع الأخير من ليلة
الأحد 21 ذي الحجة سنة 1325 ودفن بالنجف في مقبرتهم.
ورثاه جملة من الشعراء منهم السيد رضا بن السيد محمد الهندي فقال
من قصيدة مؤرخا عام وفاته:
عذرتك إذ ينهل دمعك جاريا * لمثل حسين فابك ان كنت باكيا
سأبكي حسينا ثاويا في ثرى الحمى * بكائي حسينا في ثرى الطف ثاويا
وأبكي حسينا في قميصه مدرجا * بكائي حسينا من قميصه عاريا
ويا قلمي أمسك فقد أبرم القضا * وأرخ عظيم بالحسين مصابيا 1325
وآل القزويني بيت علم وسيادة جليل من أجل البيوتات العلمية
في النجف والحلة وطويريج لهم رئاسة علمية دينية، ورئاسة دنيوية
والمترجم من أعيانهم وأعيان عصره علما ورئاسة وجلالة وهيبة وخلقا
رأيناه وعاصرناه بالنجف أيام إقامتنا هناك وكانت داره مجمع الفضلاء
والأدباء تلقى فيها المحاضرات وينشد فيها الشعر ومجلسه ملتقط الفوائد
والفرائد وهو واسطة القلادة وموضع الإفادة والمهابة تعلوه والجلالة رداؤه
والرقة تتقاطر من ألفاظه. كان عالما فاضلا فقيها أديبا شاعرا بليغا من
الحفاظ كريم الأخلاق جهبذا مهيبا. وفي الطليعة: كان هذا الفاضل
موضع المثل ملعا يا ظليم والا فالتخوية فقد كان أخف طبعا من النسيم
وأرسى وقارا من ثهلان وابسط وجها من الروض المطول وأطلق كفا من
السحاب الهتان فقيها مشاركا في أغلب العلوم أديبا شارعا ناثرا ظريفا اه‍.
أمه
بنت الشيخ علي بن الشيخ جعفر الكبير الفقيه الشهير.
مشايخه
1 و 2 أخواه الميرزا صالح والسيد محمد ولدا السيد مهدي وهما
أول من اخذ عنهما 3 والده السيد مهدي ويروي عنه إجازة 4
الآخوند ملا لطف الله المازندراني 5 الملا محمد الإيرواني 6 الشيخ
ملا كاظم الخراساني 7 الميرزا حبي الله الرشتي وهو آخر من اخذ عنه.
مؤلفاته
1 تعليقه على رسائل الشيخ مرتضى الأنصاري في الأصول 2
رسالة في مقدمة الواجب 3 حاشية على شرح اللمعة 4 كتاب في
الفقه.
شعره ونثره
كتب ابن أخيه السيد أحمد بن السيد ميرزا صالح القزويني كتابا إلى
عمه السيد محمد بن السيد مهدي القزويني يطلب منه سرابيل للشتاء فلم
يجبه عليه فقال له عمه السيد حسين انا أجيبك عليه فأنشأ السيد حسين هذا
الكتاب وهو بمنزلة مقامة مطولة وقد اختصرنا بعضه. قال:
نصبت شراك النثر في جبهة الطرس * لتصطاد أبرادا تزينك في اللبس
وأوسعت نفثات اليراع فصاحة * فلو قيل قس قلت أفصح من قس
ونظمت في سمط الكمال فرائدا * نفائس لا تستام بالثمن البخس
وأبرزتها في غير سوق عكاظها * عرائس لم تمهر سوى الطرد والعكس
تهادى ولا مثل العذارى سوافرا * سوانح لا مثل المذعرة الخرس
فما ارتضعت من غير ثدي غمامة * ولا حملتها غير واردة الخمس
ولا انتشقت غير شيحة وبشام ولا تقبلت غير كناس الآرام ولا
ترعرعت بغير مهد الخزامي ولا هزتها سوى بنان كف النعامى ولا رجلتها
غير ماشطة الصبا ولا عقبتها غير نافحة الند وما سامرتها غير جازية ألمها ولا
طارحتها غير صادحة الورق سل بها الشمس فهل قد رسمت ظلها يوما على
وجه الأديم ما مشى الطيف إليها مذ درت كان مشاء عليها بنميم لم أجد
استغفر الله لها في الحسن مثلا تحوطها ولا حياطة الغيور لعرسه وتصونها ولا
صيانة الجبان لنفسه. وتمنعها ولا ممانعة الأسد المشبل. وتكفلها ولا كفالة
السموأل ترتاد لها المناهل والمنازل وتمنحها ضروع الغمائم المطافل:
من حاجر فإلى زر * ود فرمل عالج فالغوير
فهي يتيمة فكرك وغوالي نظمك ونثرك وعقود جيد بلاغتك وقلائد
عنق فصاحتك وقذا عين حاسديك وشجا قلب معاديك ومعانديك فلو
حبتك بفرشها بوران. وأنزلتك عرشها بلقيس سليمان. ومنحتك وصلها
زبيدة ابنة جعفر أو المتجردة بنصيفها المشهر أو اليتيمية بجمالها والأخيلية
بكمالها ما ظفرت منك بأمل. ولا رغبت بجميعها بدل لا تفارقها الا ان
يرجع القارضان أو يفترق الفرقدان حتى إذا قلب الدهر لك ظهر المجن
وأظهر من حقده ما كان أبطن فتشت بيت رويتك ورفعت سجف قريحتك لم
تظفر بغير بنات فكرك خلية ونتائج فهمك ذخيرة وأمنية فأجلت طرف وهمك
وسرحت في ميدان النظر انسان بصيرتك وبصرك إلى اي منزل تزف وعلى
أي ماجد تعكف فطاش سهمك عن الغرض وكبت بك مطيتك فلم تنهض
فوقفت ولا وقفة الحيران وأجهدك الطمع إلى صفقة أبي غبشان فأركبتها
متون المراسيل وواصلت بسيرها الوخد بالذميل حتى ألقت بزمامها يد
السرى وأراحت خياشيمها من جذب البرى بين طلول دم السماح بينها
مطلول وبيوت أقوام حبل المكارم بينهم مبتول فانسابت ولا انسياب الأيم
وأجفلت ولا اجفال الظليم تتهجم المنازل وتقف ولا وقوف الغيث الهاطل
قد أذالت دمعة الاغتراب وشقت جيب قميص الشباب وناحت ولا نوح
الحمام على فنن وهدرت شقشقة قولها بين هاتيك المرابع والدمن شعرا:
أمن بعد أيام اللوى وزرود * ورنة أوتار ونغمة عود
وروضة أنوار سقتها مذالة * دموع الغوادي بانتحاب رعود
وترجع ذات الطوق يطرب لحنها * إذا ملئت أقفاصها بنشيد
أردد أنفاسا واكظم حسرة * تعيد جديد العمر غير جديد
وابذل وجها للسؤال وطالما * مشى الدهر ممتاحا لنيل رفودي
كأني باسر الرق زنجية غدت * ينادي بها نخاسها بمزيد
تلاعب في أيدي الهوان وليتني * أباع بنقد لا بفضل برود
فأجهشت ويا ويح قلبها بالبكاء * ورفعت عقيرتها بالنداء
هل بالطلول لسائل رد * أم هل لها بتكلم عهد
فلم تجد مقيلا لعثرة ولا منهنها لعبرة فحنت حنين الهيم وصعقت

176
صعقة الكليم حتى إذا راجعتها النفس واستكملت حواسها الخمس هتفت
هتوف الورقاء وأعولت ولا إعوال الخنساء:
الا هل لأيام مضين بطيبها * سقاهن رجاف العشي رجوع
وهل لي على تلك الأجارع وقفة * بحيث العذارى شملهن جميع
يقر لعيني ان أرى بطن وجرة * وفياح نور الأبرقين يضوع
وملعب غزلان الأراك ورامة * وهن إلى تلك المياه شروع
تقيلن أفنان الأراك أو انسا * وطرف النوى عن سربهن هجوع
تناقلن أسرار الحديث وما انطوت * لهن على جمر الفراق ضلوع
وبي زفرت لو باعلام بارق * تزايلن أو قد مسهن صدوع
أمن بعد أزمان الأراك يطيب لي * منازل أو تحلو لدي ربوع
ثم افترشت أديم الغبراء والتحفت ديباجة الخضراء فلم تشعر الا وقد
نشر القر عليها مطارف الثلوج وهتف بها هاتف والسماء ذات البروج
الخروج الخروج ما لهذه البيوت من ولوج فتولت تتقاذفها الشوارع وتترامى
بها المشارع. إذ اعترضها عريض القفا الذي لا يسد رمقة كبش إسماعيل
ولا ناقة صالح مع الفصيل الذي ما زال إلى البلادة يأوي الشيخ عليوي
فنفرت نفرة الريم فلاطفها وقال وأم القرى ما في هذا المصر لطالب قرى أ و
ما بلغك عن آل زيون انهم يراؤون ويمنعون الماعون فان كان ولا بد من
مكان فعليك بباب ابن أصلان. وكأني بحظك المشؤوم أنزلك بيت ابن
طروم. أو ان طالع نجمك النحس أحلك دويرة ابن دبس. وان رأيت من
الزمان صكة فاعلمي انك في بيت عكة. فاعتمدت على نصيحته وقالت إن
المستشار لمؤتمن. ولا يدري العواقب الا من حنكته التجارب:
ومن صحب الدنيا كثيرا تقلبت * على عينه حتى يرى صدقها كذبا
هلم فاستمع ما أنا بأول رفيع وضع
ولا بدع ان يستاقني الدهر موثقا * ويقتادني قود الجنيب المطاوع
فكم سام قبلي خطة الضيم أغلبا * يرد قريع الحتف غير مقارع
وحط ابن ذي يزن من رأس غمدان * وطوحت طوائحه ببني عبد المدان
وأغص بني المهلب بريقة أرقم وساق الحتف إلى قتيبة بن مسلم
وهل ينكر فعله بصاحب الايوان. وملوك بني ساسان. وتمزيق آل
مروان وهل أبقى ليحيى بن خالد من طريف وتالد:
وابن الأشج القيل ساق نفسه إلى الردى حذار إشمات العدى
وانزل مصعبا من ظهر مفتول الذراع وغادر ابن صفية بوادي السباع
وصير الجذع لزيد سكن وما أخطأت سهامه بني الحسن ولا راقب ليحيى
الذمام وحكم في أبي مسلم حد الحسام. فان كنت ممن يتجنب مواضع
التهمة والا صنعت صنيع الزباء وقلت بيدي لا بيد عمرو فقال والذي
نصبك للعشاق صنما وجعلك مطافا ومستلما ما هممت بريبة ولا كدرت صفو
النقيبة فتوسمت فيه مخايل عمرو بن عبيد وعلمت انه ليس بطالب صيد
ففاوضته ولا مفاوضة ما لك وعقيل وأسمعته ما لا يسنح للملك الضليل
فوقع في مسالك الطريق لا يعرف العدو من الصديق فكأنما هو ابن أكثم
فاندفعت تغنيه:
ظن أني من غانيات العراق * جلبتها الأشواق للعشاق
ليس يدري اني ربيبة سجف * تحسب البدر عمره في محاق
عوذت خدها أغيلمة الحي * بخطية وبيض رقاق
يصدقون الطعان ان صرت الحرب * بناب أو شمرت عن ساق
وإذا شم جارهم نفح ضيم * ركبوها صواهلا للسباق
كل مشبوب عزمة ليس يطفيها * سوى عارض الدم المهراق
ضربوها على الطريق قبابا * تطلع الشهب تحت سمك الرواق
وإذا ما اقشعرت الأرض كانت * بنداهم مخضرة الأوراق
كل رطب البنان يوم امتياح * لقبوها مدرة الأرزاق
لو يجوز النسيم منهم خلالا * لخدور ما كان بالخفاق
حق ان أذرف الحشاشة دمعا * مثل شؤبوب وابل دفاق
وأعير الحمام رنة نعي * منه يغدو مقطع الأطواق
قد شربت الأوصاب كأسا دهاقا * بعد شرب الصبوح والاغتباق
ولأفعى الأسى وجدت بقلبي * لدغة ما لها مدى العمر راقي
ثم قالت يا هذا اني ما حملتني بنات العيد ولا فرت بأخفافها بطون
البيد الا لتميط لغب الاسفار وتريح الغوارب من الأكوار:
بحيث بيوت المجد مرفوعة الذرى * أبت عزة عن وطئها بالمناسم
يكاد ولا بدع يلبي رضيعهم * نداء المنادي قبل شد التمائم
ففهم منها القصد وقال لها هلم بنا إلى حرم المجد فعند ما وقفت
بالباب واستافت كافورة تلك الأعتاب تقدمها لسان النشيد بمدح لم تنسجه
قريحة لبيد ولا وعاه سمع ابن العميد:
يا من لغير أخي الكمال محمد * امت ركائبه وأصبح مدلجا
لو كنت أوقفت القلوص ببابه * لوجدته للنائبات مفرجا
مولى أبت بسواه السنة الثنا * وعميم اكفه ان تلهجا
ما جال سابق فكره في مشكل * الا واطلعه الطريق الأبلجا
نيطت تمائمه بأروع اصيد * بنفائس الشرف الرفيع تتوجا
ما الزهر الا روضة من خلقه * عبقت بها أنفاسه فتارجا
كم فك من عان بأيسر دعوة * وسواه لو جاذبته ما عرجا
ورث الرياسة كابرا عن كابر * جمعوا النبوة والإمامة والحجى
سبقوا فكانوا بدء كل فضيلة * واتوا أخيرا في العلى سفن النجا
من كل وضاح الجبين تخاله * قمرا أضاء الدست منه والدجى
يا خير منتجع بكل ملمة * وابر مفضال وامنع ملتجى
ما الديمة الوطفاء الا راحة * لو لم يكن لك درها ما انتجا
ولابت كاشف كل معضلة إذا * نزلت ولا يجدون عنها مخرجا
ثم حسرت عن لثامها واطلقت ذروا من كلامها قد زفني إليك من
الغري ابن أخيك أحمد وخلفته أعرى من الغصن المجرد واضطره الإملاق
إلى لبس الرقاق:
هو في القر مثله في المصيف * ما عليه سوى رداء خفيف
فاعرض عنها بجانبه واقبل على مصاحبه وقال من لهذه الفضولية
الزاعمة انها الأخيلية أظن النصيب ساقها إلى نصيب فمشت كالمثقل بقيد أو
خاتل يدنو لصيد:
أنزلني الدهر على حكمه * وابتزني ثوب شباب قشيب
ومن ثنايا مفرقي أو مضت * بوارق للشيب قبل المشيب
أدعو فلا مستمع دعوتي * وان أكن أدعى لشئ أجيب

177
شلت يد الدهر فيا طالما * ساء ويا تعسا لهذا النصيب
ابرزني من ظل فياحة * صادحة القمري والعندليب
يغازل النرجس حوذانها * بين شقيق واقاح رطيب
مطلولة الارجاء قد مزقت * أنامل البهجة قلب الرقيب
اصطبح القهوة صرفا ولا * مزج سوى ريقة ثغر الحبيب
فألقيت في زوايا الحجر لا يعرف شخص لها ولا اثر حتى إذا جنها
المساء ورأت انها أضيع من بدر الشتاء صرفت وجهها إلى الغري بالعتاب
وأنشأت تقول:
أمثلي من يقيم بدار هون * ويمسي وهو مغلول اليدين
كأني قد جنيت عليك ذنبا * به قابلتني دينا بدين
برغمي ان تبات بلا قرين * وان أشربتني عرق الجبين
أتنسى كم زففت إليك كأسا * يرقص راحها قلب الحزين
معتقة تدير لنا عيونا * إذا شجت مثال عيون عين
وأقرع مسمعيك بلحن عود * بعيد الهم مقطوع الوتين
وكتب إلى السيد مهدي البغدادي وقد عرض له خروج دم:
وبالرغم مني ان تبيت مسهدا * وملء عيون الشامتين منامها
وتصبغ برديك الدماء وانها * جواري دموع الصب فض ختامها
فصدت فكان البرء فيما فصدته * فما بال نفسي جد فيها سقامها
وأعظم داء الحب بث شكاية * لمن ليس يدري ما جنى مستهامها
ومن شعره قوله:
نثرن نظيم الدمع لا اللؤلؤ الرطبا * عيون بغير النجم لم تعقد الهدبا
تؤنبني حتى تركن جوانحي * لتضعف عن خدش النسيم إذا هبا
وما خلت ان البين أظفار غدره * تمزق احشائي وتستلب اللبا
إلى أن سرت خوص الركاب نوافحا * تؤم من الزوراء منهلها العذبا
تخب لفتان اللحاظ مدعج * لو اعترضت للعضب كهمت العضبا
متى هتفت ذات الجناح بسحره * تهيج مشوقا لم يزل دنفا صبا
ربطت فؤادي باليدين وانه * لينزو وراء الركب يتبع الركبا
فيا لا جرى طير الفراق بينكم * ولا ذعر التوديع من حيكم سربا
فان بأكناف الغريين ثاويا * على رمق قد كاد يقضي بكم نحبا
تقلبه أيدي الغرام وانه * على مثل أطراف القنا يطرح الجنبا
يهيم بمهضوم المخصر أهيف * ولكن بماضي العزم يقتحم الصعبا
وتضعف عن حمل الرداء متونه * وبالهمة القعساء يقتلع الهضبا
وقوله:
كلما مر من صدودك يحلو * صل معنى فالحب قطع ووصل
لك في شرعة الهوى معجزات * هن في فترة من الرسل رسل
آمنت فيك أمة العشق لكن * تحت داج من ليل شعرك ضلوا
قبلة العاشقين أنت ولكن * كل وجه توجهوا فليصلوا
أنت معنى الجمال والكل وهم * ومن الوهم قولهم لك مثل
شرع عاشقوك فيك ولكن * انا وحدي بعبئهم مستقل
لك في النيرات أسنى ظهور * وهي لولاك نورها مضمحل
لاح للناس من جبينك في الأفق * هلال فكبروا واستهلوا
سبقت فيك للمحبين دعوى * حققت مدعى الأوائل قبل
وحدة في الجمال كل جمال * عرض زائل ومعناك أصل
أكثر العاذلون فيك ملامي * لا أبالي ان أكثروا أو أقلوا
قد قرأنا صحف الجمال فصولا * ليس فيها لغير وصفك فصل
يا معافى من ابتلاء المعاني * وطليقا وهو الأسير المغل
هل بتلك الربوع نهلة ظام * ان عداه وبل الوصال فطل
ومرت له أبيات في ترجمة الشيخ جواد الشبيبي وقصيدة في مدح
الجوادين ع وقد خمسها السيد جعفر الحلي ومن شعره قوله من
قصيدة:
فاطل ان تشأ لديك عذابي * أنت صيرتني قتيل غرام
كلما رمت قاب قوسين أدنو * أخرتني مهابة الاقدام
أترى قد أنكرت مني خصالا * يا جميلا بها كرهت مقامي
صل ولو بالتعذيب نفس محب * ما بجرح الحبيب من ايلام
ضقت مما لقيت في الحب ذرعا * وحياتي ان ذقت فيه حمامي
ما ثبوت الوجود في غير موجود * ولا في خواطر الأوهام
وفي كتاب سمير الحاضر وأنيس المسافر اجتمع يوما المترجم مع السيد
جعفر الحلي والشيخ عبد الحسين صادق العاملي في دار السيد حسين ابن
السيد راضي القزويني فقال الشيخ عبد الحسين يصف السماور:
سماور بات يحكي در مرضعة * مشبوبة القلب تنعى صبية هلكوا
ما خص أهل اللحى في دره ابدا * لكن أهل اللحى في دره اشتركوا
فأجازهما السيد جعفر قائلا:
كأنما عقله من عقل صاحبه * كلاهما ان تفتش عنهما تنك
فقال المترجم:
سماور ظل يحكي در مرضعة * مشبوبة القلب تنعى صبية هلكوا
كأنما عقله من عقل صاحبه * من جوهر الفكر والاعراض منسبك
والعاملي مع الحلي عقلهما * كلاهما ان تفتش عنهما تنك
الشيخ حسين بن الشيخ مهدي بن محمد بن علي بن حسن بن حسين بن
محمود بن محمد آل مغنية العاملي.
توفي سنة 1274 في النجف الأشرف.
ذكره أخوه الشيخ محمد في كتابه جواهر الحكم ودرر الكلم فقال كان
ورعا فاضلا برا تقيا زاهدا عابدا شاكرا حامدا ذا هيبة ووقار له معان الطف
من النسيم وأعذب من النعيم جزلا فكها مع وقار طلق المحيا ما رئي يوما
عابسا قرأ المقدمات في أيام والده وبعد وفاة والده هاجر إلى جبع ثم إلى كفرا
فقرأ عند الشيخ محمد علي عز الدين الفقيه العلامة الشهير أيام وجوده بها ثم
في ارشاف عند الشيخ سلمان عسيلي فقرأ عنده في الأصول والفقه نحوا من
سنة ثم توجه إلى العراق مع ابن أخيه الشيخ علي فأقام نحو أربع سنين يجد
في الاشتغال وطلب العلم ثم جاءه أجله فتوفي في النجف الأشرف ودفن في
الصحن الشريف بجنب أخيه الشيخ حسن الماضي ذكره وتخلف بولد واحد
بقي بعد أبيه مدة وتوفي قال صاحب الكتاب: وقد صحبته من صغري
ورباني وأحسن تربيتي وكان يحمل على نفسه الضيم ويكرم مكانتي وقد
أعزني ورفه بالي ونشأت في حجره ولم أخرج عن أمره ونهيه ولما جاءني نعيه
أظلمت الدنيا بوجهي وأقمت سنة محزونا وكنت بعد فقد أخي حسن أتسلى

178
بأخي حسين فلما فقد فقد الصبر والأسى:
واسترد الدهر ما جاد به * وكذا الدهر إذا جاد استرد
عمدت أيدي الردى نحو الهدى * فأمالت بغتة أقوى العمد
ما على صرف الردى لو يرتضي * بالفدا عن واحد كل أحد
ثم تجلدت وقلت:
واني وان أظهرت فيه جلادة * وصانعت أعدائي عليه لموجع
ملكت دموعي العين حتى رددتها * إلى ناظري والعين كالقلب تدمع
وقلت قول أبي القاسم:
بكيت دما حتى بقيت بلا دم * بكاء فتى فرد على سكن فرد
أأبكي الذي أهواه بالدمع وحده * لقد جل قدر الدمع فيه إذا عندي
الحسين بن مهران الكوفي مولى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي
التعليقة لعله أخو صفوان بن مهران الجمال كما يأتي عن النجاشي في ترجمته
حيث قال وأخواه حسين ومسكين.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن مهران برواية
أحمد بن نهيك برواية عبيد الله بن أحمد بن نهيك عنه خ وعن جامع
الرواة انه نقل رواية محمد بن اليسع عن أبيه عن الحسين بن مهران عن أبي
عبد الله ع في باب الجراحات من الفقيه.
الحسين بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني.
في الخلاصة مهران بالراء والنون اه‍ والسكوني نسبة إلى
السكون حي باليمن قال النجاشي روى عن أبي الحسن موسى والرضا
ع وكان واقفيا وله مسائل أخبرنا أبو الحسين محمد بن عثمان
حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك حدثنا
الحسين بن مهران وفي الفهرست الحسين بن الهذيل له روايات
الحسين بن مهران له كتاب رواهما حميد عن عبيد الله بن أحمد بن نهيك
عنهما وذكره الشيخ أيضا في رجال الرضا ع وفي الخلاصة كان
واقفيا ضعيف اليقين له كتاب عن أبي الحسن موسى ع لا
أعتمد على روايته وعن خط الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة: قال ابن
داود هو السلولي بلامين منسوب إلى سلول أم بني جندل بن مرة بن
صعصعة ابن معاوي بن بكر بن هوازن وقد ذكره الحارفي في العجالة
ونسب أي ابن داود قول المصنف إلى الوهم اه‍ والذي في رجال ابن
داود الحسين بن مهران بن محمد بن أبي نصر السكوني قال النجاشي كان
واقفيا وهذا الذي نقله عنه الشهيد الثاني ذكره في الحصين بن مخارق
السلولي لا في الحسين بن مهران فكان النظر سبق منه إليه وبالجملة فهو
السكوني بلا ريب وقال الكشي ما روى في الحسين بن مهران:
حمدويه: حدثنا الحسين بن موسى حدثنا إسماعيل بن مهران عن أحمد بن
محمد قال كتب الحسين بن مهران إلى أبي الحسن الرضا ع
كتابا قال كان شاكا في وقوفه (1) قال فكتب إلى أبي الحسن يأمره وينهاه
فاجابه أبو الحسن بجواب وبث به إلى أصحابه فنسخوه ورد إليه لئلا يسره
يستره حسين بن مهران وكذلك كان يفعل إذا سئل عن شئ فأجاب
ستر الكتاب (2) فهذه نسخة الكتاب الذي أجاب به.
بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياك. جاءني كتابك تذكر فيه
الرجل الذي عليه (3) الخيانة والغي وتقول احذره (4) وتذكر ما تلقاني به
وتبعث إلي بغيره (5) فاحتججت فيه فأكثرت وعبت عليه أمرا وأردت
الدخول في مثله (6) تقول انه عمل في أمري بعقله وحيلته نظرا منه لنفسه
وإرادة ان تميل إليه قلوب الناس ليكون الأمر بيده وإليه يعمل فيه برأيه
ويزعم (7) اني طاوعته فيما أشار به علي وهذا أنت تشير علي فيما يستقيم
عندك في العقل والحيلة بعد (8) لا يستقيم الأمر الا بأحد الأمرين اما قبلت
الأمر على ما كان يكون عليه وأما أعطيت القوم ما طلبوا وقطعت عليهم
والا فالأمر عندنا معوج والناس غير مسلمين ما في أيديهم من مال وذاهبون
به (9) فالامر ليس بعقلك ولا بحيلتك يكون ولا تفعل الذي تجيله بالرأي
والمشورة ولكن الأمر إلى الله عز وجل وحده لا شريك له يفعل في خلقه ما
يشاء من يهد الله فلا مضل له ومن يضلله فلا هادي له ولن تجد له مرشدا
فقلت واعمل في أمرهم واحتل فيه وكيف لك الحيلة (10) والله يقول
وأقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا في
التوراة والإنجيل إلى قوله عز وجل وليقترفوا ما هم مقترفون فلو نجيبهم فيما
سألوا عنه استقاموا وسلموا وقد كان مني ما أنكرت وأنكروا من بعدي ومد لي
لقائي وما كان ذلك مني الا رجاء الاصلاح لقول أمير المؤمنين ص
اقتربوا اقتربوا وسلوا وسلوا فان العلم يفيض فيضا وجعل يمسح بطنه
ويقول ما ملئ طعاما ولكن ملأته علما والله ما آية أنزلت في بر ولا
بحر ولا سهل ولا جبل الا انا اعلمها واعلم فيمن نزلت وقول أبي عبد الله ع
إلى الله أشكو أهل المدينة انما انا فيهم كالشعرة انتقل ما انتقل
يريدونني ان لا أقول الحق والله لا أزال أقول الحق حتى أموت فلما قلت حقا
أريد به حقن دمائك وجمع أمركم على ما كنتم عليه ان يكون سركم مكتوما
عندكم غير فاش في غيركم وقد قال رسول الله ص سرا اسره الله إلى



(1) في نسخة الكشي المطبوعة (قال فكان يمشي شاكا في وقوفه) ومعنى العبارة على النسختين غير
واضح ولعل المراد ان الرضا كان شاكا في وقوف الحسين حتى جاءه الكتاب أو الحسين كان
شاكا في امامة الرضا لا جازما بالوقف.
(2) في نسخة الكشي المطبوعة (فأجيب سرا بكتاب) وظاهر انها تصحيف الأولى والمعنى على
كليهما غير واضح ولعل الصواب فأحب نشر الكتال اي انه كان إذا سئل عن شئ فأجاب
وأحب نشر جوابه يبعثه إلى أصحابه فينسخوه ثم يبعث به إلي السائل.
(3) لعل الصوال غلب عليه.
(4) هنا أيضا وقع اخترف في النسخ كثير لا فائدة في نقله لظهور انه غلط والصواب ما نقلناه وهذا
من جملة أوامره للرضا (عليه السلام).
(5) اي بغير ذلك الكتاب.
(6) اي أردت ان تصنع مثل الامر الذي عبته عليه فقلت انه عمل في أمري بعقله وحيلته وأنت
تريد ان تعمل في أمري بعقلك وحيلتك.
(7) كذا في النسخ يزعم بالمثناة التحتية والظاهر أنه تزعم بالمثناة الفوقية.
(8) هنا وقع أيضا اختلاف في النسخ ففي منهج المقال بعد وفي نسخة الكشي المطبوعة بعدك وفي
نسخة بغيرك ولعل الصواب الأول اي بعد ما عبت عليه أشرت بمثل ما عبته.
(9) كان للكاظم (عليه السلام) أموال عند جماعة فأنيروا موته ليأكلوها يقول الرضا (عليه
السلام) لا يستقيم امر الناس بأن يكونوا راضين الا بأحد أمرين اما بقبولي الامر كيفما حصل
أو أعطي الواقفية ما طلبوا من أن أبي حي وكلا الامرين لا يمكنني الاعتراف به ولذلك بقي
الامر معوجا واكل الناس ما في أيديهم من مال أبي.
(10) في نسخة وكيف لك والحيلة ولا يبعد ان يكون الصواب وكيف أنت والحيلة.
- المؤلف -
179
جبرئيل واسره جبرئيل إلى محمد واسره محمد إلى علي ص
واسره علي إلى من شاء ثم قال: قال أبو جعفر ع ثم أنتم
تحدثون به في الطريق فأردت حيث مضى صاحبكم ان ألف امركم عليكم
لئلا تضعوه في غير موضعه ولا تسألوا عنه غير أهله فيكون في مسألتكم
إياهم هلاككم فكم فلما دعا إلى نفسه ولم يكن داخله داخلا ثم قلتم
لا بد إذا كان ذلك منه أن يثبت على ذلك ولا يتحول عنه إلى غيره قلتم
قلت لأنه كان له من التقية والكف أولا أولى وأما إذا تكلم فقد
لزمه الجواب فيما سئل عنه فصار الذي كتم تزعمون أنكم تذمون به فان
الامر مردود إلى غيركم وان الفرض عليكم اتباعهم فيه إليكم فصيرتم ما
استقام في عقولكم وآرائكم وصح به القياس عندكم بذلك لازما لما زعمتم
من أن لا يصلح أمرنا زعمتم حتى يكون ذلك علي علم لكم فان قلتم
ان لم يكن كذلك لصاحبكم فصار الامر ان وقع إليكم نبذتم امر ربكم وراء
ظهوركم فلا اتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين ولم يكن بد ان
تكونوا كما كان من قبلكم قد أخبرتم انها السنن والأمثال القذة بالقذة وما
كان ما يكون ما طلبتم من الكف أولا ومن الجواب آخرا شفاء لصدوركم
ولا ذهاب شككم وما كان بد من أن يكون ما قد كان منكم ولا يذهب عن
قلوبكم حتى يذهبه الله عنكم ولو قدر الناس كلهم على أن يحبونا ويعرفوا
حقنا ويسلموا لامرنا فعلوا ولكن الله يفعل ما يشاء ويهدي إليه من أناب
فقد أجبتك في مسائل كثيرة فانظر أنت ومن أراد المسائل منها وتدبرها فان لم
يكن في المسائل شفاء فقد مضى إليكم مني ما فيه حجة ومعتبر ومغنى
وكثرة المسائل معيبة عندنا مكروهة انما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا
سبيلا إلى الشبهة والضلالة ومن أراد لبسا لبس الله عليه ووكله إلى نفسه ولا
ترى أنت وأصحابك اني أجبت بذلك وان شئت صمت فذلك إلي لا ما
تقوله أنت وأصحابك لا تدرون كذا وكذا بل لا بد من ذلك إذ نحن منه
على يقين وأنتم منه في شك اه‍. وقد وقع في هذا الكتاب تحريف وتصحيف
كثير من النقلة الذين لا يعرفون العربية ومن التزام عدم التصريح
في بعض مضامينه فأوجب ذلك عدم فهم كثير من معانيه وقلة الانتفاع به
وفي التعليقة في العيون باسناده إلى مسروق قال دخل على الرضا ع
جماعة من الواقفة منهم محمد ابن أبي حمزة الطيالسي ومحمد بن
إسحاق بن عمار والحسن بن أبي سعيد المكاري فقال له علي بن أبي حمزة
إلى أن قال فقال له الحسين بن مهران قد أتانا ما نطلب ان أظهرت هذا
القول قال تريد ما ذا تريد ان اذهب إلى هارون فأقول له اني امام وأنت
لست في شئ الحديث اه‍.
الشريف الحسين أمير المدينة ابن مهنا أمير المدينة ابن أبي
هاشم داود بن أبي احمد القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى النسابة بن الحسن بن جعفر
حجة الله بن عبيد الله بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
كان موجودا في أوائل المائة الخامسة للهجرة.
ولي امارة المدينة المنورة بعد أبيه قال صاحب صبح الأعشى عن
الشريف الحراني النسابة وذكره صاحب غاية الاختصار وقال كان أمير المدينة
وذكره صاحب عمدة الطالب الا انه قال اسم مهنا حمزة.
الشريف الحسين أمير المدينة بن المهنا بن الحسين بن المهنا إلى آخر ما مر في
الذي قبله.
هو ولد المتقدم قبله في صبح الأعشى عن الشريف الحراني النسابة
ولي امارة المدينة المنورة بعد أبيه اه‍. وذلك في المائة الخامسة.
الحسين بن موسى.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال
واقفي وذكره في أصحاب الرضا ع ولم يقل واقفي فكأنهما
اثنان.
المولى حسين بن موسى الأردبيلي ثم الاسترآبادي.
في أمل الآمل كان فاضلا فقيها صالحا معاصرا لشيخنا البهائي له
كتب منها شرح الرسالة الصومية للبهائي ذكر في موضع منه انه لما وصل إلى
ذلك الموضع سمع بوفاة المصنف بأصفهان وانه حمل إلى مشهد الرضا ع
له حواش على شرح تهذيب الأصول للعميدي وغير ذلك.
السيد حسين بن السيد أبي الحسن موسى ابن السيد حيدر ابن السيد أحمد ابن
السيد إبراهيم الحسيني العاملي الشقرائي النجفي عم جد المؤلف.
توفي بالنجف الأشرف يوم الخميس 14 ذي الحجة سنة 1230 كما هو
مرسوم في الكاشي الموضوع على بعض شبابيك الحجرة التي فيها قبره
الشريف بجنب داره في محلة الحويش بالنجف الأشرف هو عم والد السيد
جواد بن محمد بن محمد بن حيدر بن أحمد بن إبراهيم صاحب مفتاح
الكرامة كان عالما محققا مدققا أصوليا فقيها شاعرا أديبا ثقة ورعا جليل
القدر عظيم الشأن قرأ في جبل عامل على أبيه وبعد وفاة أبيه سافر إلى
العراق لطلب العلم ومعه ابن أخيه جدنا السيد علي وابن ابن عمه صاحب
مفتاح الكرامة وكان أبوه قد خلف له ولإخوته مالا طائلا فلم يعرج عليه
وقنع بالبلغة وتخلى عن ذلك لأخيه السيد محمد الأمين فيقال ان أخاه المذكور
استأثر بذلك عليه فادى ذلك إلى انفاذ العتاب إليه فقرأ في كربلاء على
المحقق الآقا محمد باقر البهبهاني وبعد وفاته ارتحل إلى النجف وأكب على
طلب العلم حتى فاق أقرانه فقرأ على السيد مهدي الطباطبائي المعروف
ببحر العلوم كما يظهر من مرثيته للبهبهاني وعلى غيره من فحول العلماء حتى
ظهر امره واشتهر ذكره وعرف بالفضل والتحقيق والتدقيق وصارت له اليد
الطولى في جميع العلوم لا سيما أصول الفقه وقال سبطه السيد محمد الهندي
في كتابه نظم اللئال في علم الرجال كان عالما فاضلا معروفا مشهورا جليلا
تتلمذ عليه صاحب الجواهر كما تتلمذ على صاحب مفتاح الكرامة وكان
السيد حسين مفضلا على السيد جواد عند السيد مهدي الطباطبائي بحر
العلوم قال وأخبرني بعض الثقات ان الميرزا أبا القاسم القمي صاحب
القوانين لما ورد إلى النجف وأراد المباحثة مع العلماء في مسالة حجية الظن
المطلق فطال الكلام بينه وبين السيد حسين وكلما في قوانينه في مبحث
الاجتهاد من قوله فان قلت فهو للسيد حسين والجواب بقلت هو للميرزا
القمي اه‍. والمعروف بين علماء النجف ان المحقق القمي صاحب القوانين
حين قدومه إلى العراق طلب المباحثة مع علماء النجف في مسالة حجية
مطلق الظن التي كان يقول بها ويخالفه باقي العلماء فوقع اختيارهم على
المترجم فاورد على المحقق القمي ايرادات لم يجب المحقق عن جميعها في
المجلس وأوردها مع أجوبتها في مبحث الاجتهاد والتقليد من كتاب القوانين



(1) وقع في غاية الاختصار المطبوع ابن داود بن أحمد بن عبيد الله وهو تحريف والصواب ما
ذكرناه. - المؤلف -
180
بعنوان فان قلت قلت وأمرها مشهور ولما اشتهر ذكره اتصل بشيخ خزاعة
الأمير حمد بن حمود وتقدم عنده وتزوج بابنته وقيل إن المتزوج بها أحد ولديه
السيد علي والسيد أبو الحسن والله أعلم وكان يصلي جماعة في مسجد
الطوسي بالنجف ويوضع له منبر فيعظ الناس عليه بعد الصلاة وبني في
النجف دارا فخمة في محلة الحويش بقيت عامرة إلى عصرنا هذا ورأيتها
ورأيت عليها آثار الفخامة والاتقان ولكنه قد اخنى عليها الزمان واثر القدم
باد عليها والسواد يعلو جدرانها وحجرها وقد انتقلت إلى سبطه السيد محمد
الهندي فسبحان من لا يدوم الا ملكه.
مشايخه
1 والده السيد أبو الحسن موسى 2 المحقق آقا محمد باقر البهبهاني
3 السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي وغيرهم.
تلاميذه
عرف منهم 1 الفقيه الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر 2 ابن
أخيه جدنا السيد علي بن السيد علي بن السيد محمد الأمين.
أولاده
ولد له من الذكور السيد أبو الحسن ومرت ترجمته والسيد علي وتأتي
ترجمته في بابها انش وابنتان إحداهما أم السيد محمد الهندي والأخرى أم
السيد محمد زيني الشاعر الشهير في عصر بحر العلوم ولذلك انتقلت دار
السيد حسين في النجف إلى السيد محمد الهندي.
أشعاره
من شعره قوله متقاضيا الحضور للتدريس من العلامة بحر العلوم
الطباطبائي إذ كان عدم الحضور لمانع ثم ارتفع:
الا قل لمهدي الورى السيد المهدي * إذا غبت عنا يا هدانا فمن يهدي
ومن لأحاديث النبي وآله * إذا أنت لا تبدو لغامضها يبدي
تنوب عن المهدي للناس في الهدى * وتحجب عنهم مثلما حجب المهدي
وقوله مهنئا له ومؤرخا عام ولادة ولده السيد محمد:
بشرى بأكرم وافد * أحيا النفوس وخير قادم
من حير البلغاء كنه * صفاته فالكل واجم
نجل الذين سموا على * بالكرمات على الأكارم
واكفهم قد أخجلت * في فيضها السحب السواجم
قرت به عين العلى * وتهللت سحب المكارم
وبه المرابع أخصبت * وتهاتفت ورق الحمائم
مذ زال أقصى الريب من * تاريخه فالحق باسم 1197
أرخته بعث الاله * محمدا من آل هاشم
وقوله: مذ زال أقصى الريب البيت إشارة إلى أن في التاريخ زيادة
سنتين وأقصى الريب الباء وهي اثنان بحساب الجمل وله قصيدة يمدح بها
احمد باشا ممدوح الشيخ إبراهيم بن يحيى العاملي الذي كان متوليا بعض
المناصب في العراق ثم ولي مثلها في الشام وهي:
سنا بارق بالأبرقين تألقا * فنبه لوعات المشوق وأرقا
وذكرني عهدا وما كنت ناسيا * وريق عيش زاد في الوصل رونقا
الا ليت شعري هل إلى معهد اللقا * سبيل فتزجى الشدقميات للقى
ومن لي بالمام عليه ودونه * سباريت في أرجائها الموت أحدقا
يباب فلو وهم تخطى بدورها * ألم به خطب جليل وأوبقا
أديرا على الصب الشجي سلافة * من الوجد في تذكار شمل تفرقا
وقصا على سمعي أحاديث راهط * لينهل دمع العين منها ويغدقا
أعلل نفسي باللقا وهي لا تعي * ومن لي بان أبقى إلى زمن اللقا
عسى نلتقي يوما فأحيا بنظرة * وان كنت ميتا لا حراك به لقى
سقاني سلاف الحب سالف وصلهم * وصبح بالأشجان قلبي وغبقا
معتقة من عهد آدم لم تزل * تزيد على مر الليالي ترقرقا
وما زال بعد البين قلبي مقيدا * ودمعي على طول التفرق مطلقا
كان ملث الدمع نائل أحمد * وقد ملأ الآفاق غربا مشرقا
هو الغاية القصوى هو الكعبة التي * تحج ولم يبرح بها الوفد محدقا
وتأتي إليها الناس من كل وجهة * تحث هجانا تحسب الحزن سملقا
لقد طبق الآفاق صيت كماله * وطار إلى السبع الطباق وحلقا
فيا أيها الساري المغذ إلى العلى * رويدا فما فوق السماوات مرتقى
تخذناه كهفا والنوائب جمة * فبدد شمل النائبات ومزقا
له همة تلقي عليه مهمنا * فلم نخش من خطب وان كان موبقا
فيا منجدا رد من معاليه منحدا * ويا متهما عرج ودونك جلقا
به حظيت أرض الشئام فأسبلت * سحائبه فيها ملثا وريقا
سحائب جرت في سما الجود ذيلها * وجادت فبذت عارض المزن مغدقا
كست ربعها برد الربيع موشعا * بأنجم أزهار كعقد تنسقا
وعبقت الآفاق بالنشر والشذا * فلست ترى في الكون الا معبقا
وأزهر ناديه ورقت رياضه * بأزهر فاق الشمس نورا ورونقا
لقد أجدبت ارض العراق لنايه * وشيب منها الوجد صدغا ومفرقا
فلا نبت الا صاح بعد غضارة * ولا مورد الا وأضحى مرنقا
فيا ديمة في كل أرض تهللت * وبدر علا في كل فيفاء أشرقا
مزاياك عد لا تعد فلو رقى * إليها خطيب مصقع خر مصعقا
وقال راثيا الآقا محمد باقر المعروف بالوحيد البهبهاني ومعزيا عنه
أولاده ومعزيا عنه السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي وكان من تلامذته في
كربلاء فلما توفي حضر إلى النجف وقرأ على السيد مهدي الطباطبائي وأشار
إلى ذلك في هذه القصيدة:
سقى دارهم من صيب الدمع وابل * وان جادها من ريق المزن هاطل
رسالة مشتاق وتلك تعلة * وهل تنفع العاني المشوق الرسائل
الا ليت شعري هل إلى ذلك الحمى * سبيل فتزجى اليعملات المراقل
ومن لي بالمام عليه ودونه * سباسب بهم دونهن غوائل
سباريت لم تنسج بها الريح مطرفا * ولا وضعت فيها الغوادي الحوامل
يباب فلو وهم تخطى بدوها * أصاب نكالا وانثنى وهو نأكل
وما عذر مثلي لا يروض صعابها * ولا يصطلي جمر الغضى وهو شاعل
فما سئمت نفس السري من السرى * ولا عاقها عما تروم الحبائل
لي الله كم أدلجت فيها تهزني * نوازع نفس في العلي ومخائل
لي الشوق هاد والعزيمة مركب * وحبي زاد والدموع مناهل
فلما انتهينا للحمى لا خلا الحمى * إذ الدار قفر والخليط مزايل
خليلي قوما وأسعداني فقد طحا * بقلبي داء من جوى البين قاتل

181
لعمركما ما شب لأهب لوعتي * كواعب من احياء بكر عقائل
تثنى بأعطاف نشاوى من الصبا * كما يتثنى الشارب المتمايل
ولكن شجاني ما شجاني وشفني * مصاب له في الخافقين زلازل
فكم ثل عرش منه وانهار شامخ * وكم خر مصعوق وألقت حوامل
قضى شمس دين الحق أكرم من قضى * وناحت على الدين الحنيف الثواكل
قضى باقر العلم الذي سن للهدى * طريقة حق لا يدانيه باطل
قضى باقر العلم الذي سن شرعة * عليها لرواد الرشاد دلائل
وخط لها رسما وأرسى قواعدا * لها فوق هام النيرات كلاكل
مراسم للبيت الحرام قواعد * قواعد للدين الحنيف معاقل
تبسم منها الدهر والدهر عابس * وأخصب منه القطر والقطر ماحل
وأشرق منها الصبح والليل سافع * واسفر منها العلم والجهل شامل
وعبقت الآفاق بالنشر والشذا * وقد شعت بالنور تلك الخمائل
وسار على منهاجها كل عالم * فما عالم الا بها اليوم عامل
تصرم أعمار الليالي وتنطوي * ولا تنطوي تلك العلى والفضائل
بنفسي حي خالد وهو ميت * مقيم على طول المدى وهو راحل
بنفسي من أمسى رهين جنادل * ففاخرت الشهب الحصى والجنادل
بنفسي من لا اختشي بعده الردى * ولست أبالي من تغول الغوائل
لئن أقفرت تلك الربوع فطالما * أناخ من الهلاك فيها قبائل
فمن سائل فضلا ومن طالب هدى * أبى الله فيها ان يخيب سائل
لقد أنعش الله الهدى بخلائف * له في العلى كل لكل يشاكل
فما غاص بحر من نداه تهللت * سحائب غر موجها متواصل
وما صاح روض في ذراه ترنحت * فوارع للمجد الأثيل أماثل
وما غاب بدر من سناه تألقت * نجوم بها للمهتدين دلائل
وليس يزول الهم الا برحلة * إلى منزل من دونه النجم نازل
إلى روضة غناء قس وجرول * وسحبان للاطراء فيها عنادل
إلى بلد فيه الشريف ابن فاطم * منيل الأماني للبرية كافل
هو السيد المهدي من سار ذكره * كما سار في الكون الصبا والشمائل
هو البحر علما والسحاب مواهبا * وما الناس الا سائل ومسائل
جواد جرى والغيث في حلبة الندى * فغبر في وجه الحيا وهو هاطل
لئن كان قد وافى أخيرا فإنه * لآت بما لم تستطعه الأوائل
الحسين بن موسى الراوي عن جعفر بن محمد بن قولويه.
مر بعنوان الحسين بن محمد بن موسى بن هدية.
عز الدين الحسين بن موسى ابن ردة النيلي السوراوي الصوفي.
ذكره عبد الرزاق الفوطي في مجمع الآداب ومعجم الألقاب كما في
النسخة التي بخط المؤلف المحفوظة بدار الكتب الظاهرية بدمشق وطمست
ترجمته في النسخة ومر في كتابنا هذا الحسين ابن ردة النيلي من أهل العلم
والتحقيق والتأليف والله يعلم ما هي نسبته مع هذا.
الحسين بن موسى بن سالم الحناط أبو عبد الله مولى بني أسد ثم بني والبة.
مر في ج 23 عن النجاشي بعنوان الحسن مكبرا فأغنى عن اعادته هنا
ولكن الموجود في نسخة النجاشي المطبوعة الحسين بالياء ولعله تصحيف لأن
النجاشي لم يميز من اسمه الحسن عمن اسمه الحسين والشيخ لم يذكره في
الفهرست الا مكبرا كما مر في موضعه نعم المحكي عنه انه قال في رجاله في
أصحاب الصادق ع الحسين بن موسى الأسدي الحناط كوفي
ولعله تصحيف وفي التعليقة رواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى وثاقته.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن موسى الأسدي
برواية ابن أبي عمير عنه والفارق بينه وبين من سبق القرينة ان وجدت قال
الكاظمي القرينة كروايته عن أبيه عن أبي عبد الله وعن أبي حمزة وعن
معمر بن يحيى وبريد وأبي أيوب ومحمد بن مسلم.
الشيخ عز الدين حسين بن موسى العاملي البابلي.
نسبة إلى البابلية من قرى الشقيف في جبل عامل.
في أمل الآمل: كان عالما فاضلا علامة صالحا معاصرا للشيخ
إبراهيم الكفعمي وذكر في مصباحه انه سأله نظم الصوم المندوب فنظم
أرجوزة قال فيها:
وبعد فالمولى الفقيه الأمجد * الكامل المفضل المؤيد
العالم البحر الحبر الفتى العلامة * البابلي صاحب الكرامة
أعني به الحسين عز الدين * ومن رقي في درج اليقين
ذاك ابن موسى وسمي جده * وذلك في الزهد مسيح عهده
نسيج وحده
أشار ان انظم ما قد ندبا من الصيام دون ما قد وجبا.
ومقتضى كونه معاصرا الكفعمي ان يكون من أهل المائة التاسعة
والظاهر أنه اخذ ما ذكره من صفاته من هذه المنظومة ولم يطلع على شئ
من أحواله من غيرها لكنه لم يذكر في صفاته الفقيه مع أنه مذكور في
المنظومة ولعله سقط من النساخ واخذ قوله صالحا من قوله صاحب الكرامة
وقوله ذاك ابن موسى وسمي جده اي ان جده اسمه أيضا الحسين ويحتمل
قريبا ان يكون قوله وسمي جده إشارة إلى أنه سيد حسيني ولكن صاحب
الأمل فهم منه الأول فوصفه بالشيخ لا بالسيد والكفعمي ليس في كلامه ما
يشعر بأنه حسيني أو غير حسيني سوى ما يمكن ان يفهم من قوله سمي جده
وقال بعد ذلك مما لم ينقله صاحب الأمل:
فقلت سمعا واستعنت الله * مولى قديما ملكا آلها
ويدل ذلك على أنه من المشايخ الكبار والذي في الأمل مسيح عهده
بدل نسيج وحده وكلاهما جيد فنسيج وحده بمعنى منفرد ومسيح عهده
بمعنى انه يشبه المسيح ع في الزهد في الدنيا.
السيد حسين بن موسى بن علي بن الحسين العلوي الحسيني الموسوي نقيب
بعلبك وباقي النسب ذكر في علوان بن علي.
هو جد السيد علوان المشهور المتوفي سنة 945 وصاحب الأوقاف
بقرية داريا على مزار السيدة زينب وتولى نقابة الاشراف في بعلبك.
الشيخ شرف الدين الحسين بن نصير الدين موسى ابن العود.
في الرياض فاضل عالم فقيه من تلاميذ الشيخ محمد بن موسى بن
الحسين بن العود. ورأيت في بلدة تبريز نسخة من السرائر بن إدريس
عتيقة قرأها المترجم على أستاذه المذكور وكتب له بخطه في ظهر النصف

182
الأول من ذلك الكتاب هذه العبارة: انها أيده الله تعالى قراءة وبحثا
وشرحا واستشراحا الشيخ الامام نصير الدين موسى بن شرف الدين
الحسين ابن المرحوم العود تغمده الله برحمته بمحمد وآله وذلك في عدة
مجالس آخرها سادس عشر شهر رجب المرجب من سنة 761 أحسن الله
تقضيها وكتب الفقير إلى الله تعالى محمد بن موسى بن الحسين بن العود عفا
الله عنه بمحمد وآله الطاهرين اه‍. قال والظاهر منه ان المجيز والمجاز له
أبناء عم وان والد المجاز له أيضا من العلماء ولا يبعد ان يكون أحدهما من
أجداد ابن العودي المعروف تلميذ الشهيد الثاني فيكون هؤلاء من جبل
عامل اه‍.
النقيب أبو أحمد الحسين بن موسى الأصغر يعرف بالأبرش ابن محمد
الأعرج بن موسى أبي سبحة بن إبراهيم المرتضى بن الإمام موسى الكاظم
ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
ع والد الشريفين المرتضى والرضي.
ولد سنة 304 وتوفي ليلة السبت لخمس ليال بقين من جمادى الأولى
سنة 400 عن 97 سنة والى ذلك يشير ولده الشريف الرضي بقوله في مرثيته
له:
سبع وتسعون اهتبلن لك العدى * حتى مضوا وغبرت غير مذمم
وذلك بعد أن أضر ووقف بعض املاكه على البر وصلى عليه ابنه
الأكبر الشريف المرتضى وتوفي في ليلة مطيرة وأشار إلى ذلك مهيار في مرثيته
ودفن أولا في داره ثم نقل إلى مشهد الحسين ع فدفن قريبا من قبر
الحسين ع وورد الخبر بان البحر قد نقص ماؤه وقد أشار إلى ذلك
أبو العلاء المعري في أثناء مرثيته له.
أقوال العلماء فيه
في شرح النهج الحديدي كان جليل القدر عظيم المنزلة في دولة بني
العباس ودولة بني بويه ولقب بالطاهر ذي المناقب وخاطبه بهاء الدولة أبو
نصر بن بويه بالطاهر الأوحد وولي نقابة الطالبيين خمس دفعات ومات وهو
متقلدها بعد أن حالفته الأمراض وذهب بصره وهو الذي كان السفير بين
الخلفاء وبين الملوك من بني بويه والامراء من بني حمدان وغيرهم وكان مبارك
الغرة ميمون النقيبة مهيبا نبيلا ما شرع في اصلاح امر فاسد الا وصلح على
يديه وانتظم بحسن سفارته وبركة همته وحسن تدبيره ووساطته قال المؤلف
وقد سفر عدة سفرات كان فيها الصلح على يديه كما يأتي في اخباره والى
ذلك يشير الشريف الرضي بقوله من قصيدة:
وهذا أبي الأدنى الذي تعرفونه * مقدم فضل فيكم ومخلف
مؤلف ما بين الملوك إذا هفوا * وأشفوا على حز الرقاب وأشرفوا
قال ولاستعظام عضد الدولة امره وامتلاء صدره وعينه به حين قدم
العراق قبض عليه وحمله إلى القلعة بفارس فلم يزل بها إلى أن مات عضد
الدولة فاطلقه شرف الدولة أبو الفوارس شيرزيل بن عضد الدولة
واستصحبه في جملته حيث قدم إلى بغداد وملك الحضرة هكذا يقول ابن أبي
الحديد ولكن مجرد ذلك لا يوجب ان يعتقله عضد الدولة عند التأمل
الصادق بل السبب الحقيقي لاعتقاله هو ميله أو الخوف من ميله إلى خصم
عضد الدولة وهو بختيار من بني بويه وقد كانت بينه وبينه نسابة وقال عضد
الدولة في بعض المناسبات ما معناه انا لم نغتفر إلى اعتقاله المترجم ويدل
كلام صاحب ذيل تجارب الأمم على أن عضد الدولة كان قد صادر أملاكه
لقوله ان شرف الدولة لما ملك أطلق الشريف أبا احمد الموسوي ورد عليه
املاكه قال ولما توفي عضد الدولة ببغداد كان عمر الرضي أبي الحسن أربع
عشرة سنة فكتب إلي أبيه وهو معتقل بالقلعة بشيراز:
أبلغا عني الحسين الوكا * ان ذا الطود بعد عهدك ساخا
والشهاب الذي اصطليت لظاه * عكست ضوءه الخطوب فباخا
والفنيق الذي تدرع طول * الأرض خوى به الردى فأناخا
ان ترد مورد القذى وهو أرض * فيما يكرع الزلال النقاخا
والعقاب الشغواء أسقطها النبق * وقد أرعت النجوم صماخا
أعجلتها المنون عنا ولكن * خلقت في ديارنا أفراخا
وعلى ذلك الزمان بهم عاد * غلاما من بعد ما كان شاخا
وفي شرح النهج أيضا عند ذكر المفاخرة بين الأمويين والهاشميين ومن
رجالنا النقيب أبو أحمد الحسين بن موسى شيخ بني هاشم الطالبيين
والعباسيين في عصره ومن أطاعه الخلفاء والملوك في أقطار الأرض ورجعوا
إلى قوله وفي عمدة الطالب هو النقيب الطاهر ذو المناقب كان نقيب نقباء
الطالبيين ببغداد قال الشيخ أبو الحسن العمري هو اجل من وضع على
رأسه الطيلسان وجر خلفه رمحا وأجل من جمع بينهما وكان قوي المنة شديد
العصبية يتلاعب بالدول ويتجرأ على الأمور ولاه بهاء الدولة قضاء القضاة
مضافا إلى النقابة فلم يمكنه القادر بالله وحج بالناس مرات أميرا على الموسم
وعزل عن النقابة مرارا ثم أعيد إليها وأسن وأضر في آخر عمره وكان فيه
مواساة لأهله قال أبو الحسن العمري حدثني الشريف أبو الوفاء
محمد بن علي بن مسلطة البصري المعروف بابن الصوفي قال وكان أبو عم جدي لحا
قال احتاج أبي أبو القاسم علي بن محمد وكانت معيشته لا تفي لعياله فخرج في
متجر ببضاعة فلقي أبا احمد الموسوي ولم يقل أبو الوفاء أين لقيه فلما شكا له
خف على قلبه وسأله عن حاله فتعرف بالعلوية والبصرية وقال خرجت في
متجر فقال يكفيك من المتجر لقائي قال العمري فالذي استحسنت من هذه
الحكاية قوله يكفيك من المتجر لقائي وكان لأبي احمد مع الملك عضد الدولة
سير لأنه كان في حيز بختيار بن معز الدولة فقبض عضد الدولة عليه وحبسه
في قلعة بفارس وولى على الطالبيين أبا الحسن علي بن أحمد العلوي العمري
فبقي على النقابة أربع سنين فلما مات عضد الدولة خرج أبو الحسن إلى
الموصل وأعيد الشريف أبو أحمد إلى النقابة اه‍. ووصفه صاحب أمل الآمل
بالسيد الجليل وقال عظيم الشأن في العلم والدنيا والدين اثنى عليه
أصحابنا وغيرهم من المحدثين والمؤرخين وفي الرياض العالم الفاضل
الكامل المعروف بالشريف أبو أحمد الموسوي وقد تزوج بنت الناصر وكان
نقيب النقباء ببغداد وسائر العراق وفي النجوم الزاهرة في اخبار مصر
والقاهرة انه كان سيدا عظيما مطاعا وكانت هيبته أشد هيبته ومنزلته ارفع
المنازل عند بهاء الدولة ولقبه بالطاهر الأوحدي ذي المناقب وكان فيه كل
الخصال الحسنة الا انه كان رافضيا هو وأولاده على مذهب القوم اه‍. وما
أحقه بقول القائل:
وعيرها الواشون اني أحبها * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها

183
وفي غاية الاختصار: الطاهر ذو المناقب الشريف الأوحد نقيب
النقباء أمير الحجيج السفير بين الملوك أمه موسوية ولي القضاء بين الطالبيين
وخصومهم من العامة قال العمري هو أجل من وضع على كتفيه الطيلسان
وجر خلفه رمحا كان قوي المنة شديد العصبية يتلعب بالدول ويتجرأ على
الأمور وفيه مواساة لأهله قبض عضد عليه وحبسه في القلعة ورتب على
الطالبيين علي بن أحمد العلوي العمري تولى نقابة الطالبيين أربع سنين فلما
مات عضد الدولة خرج العمري إلى الموصل وأعقب بها ولما مات عضد
الدولة ببغداد وكان الطاهر أبو أحمد بفارس كتب إليه ابنه الرضي يخبره
بموت عضد الدولة قوله معرضا غير مصرح: أبلغا عني الحسين الأبيات
تزوج الطاهر أبو أحمد فاطمة بنت الحسين الحسن ناصرك ابن ناصر
العلوي العمري الأشرفي فأولدها الرضي والمرتضى فلما ماتت رثاها الرضي
اه‍. يقول في رثائها:
لو كان مثلك كل أم برة * غني البنون بها عن الآباء
الله يعلم أنها لنجيبة * بدليل من ولدت من النجباء
وهي التي جاءت بولديها المرتضى والرضي إلى الشيخ المفيد بمسجده
وهما صغيران وقالت يا شيخ خذ ولدي هذين وعلمهما الفقه وكان المفيد
رأى في تلك الليلة ان فاطمة الزهراء دخلت عليه في مسجده ومعها الحسن
والحسين وقالت يا شيخ خذ ولدي هذين وعلمهما الفقه وذلك لأن أباهما
كان يومئذ في حبس عضد الدولة بفارس ولو كان موجودا ببغداد لجاء هو
بهما إلى المفيد ولم تحتج أمهما ان تجئ بهما إليه ولكنها برهنت عن عقل رزين
وهمة عالية فلم تهمل تعليم ولديها بسبب غيبة أبيهما وقامت مقام الرجال
ففتح الله عليهما من أبواب العلم ما شاع وذاع.
اخباره
قال ابن الأثير في حوادث سنة 354 فيها رابع جمادى الآخرة تقلد
الشريف أبو أحمد الحسين بن موسى والد الرضي والمرتضى نقابة العلويين
وامارة الحاج وكتب له منشور من ديوان الخليفة ويظهر من مجالس المؤمنين
انه استعفى من النقابة في آخر عمره وتقلدها ابنه السيد الرضي ولكن ابن
أبي الحديد يقول إنه لم يزل متقلدا لها حتى مات ولعله كان يتقلدها نيابة عن
أبيه ولكنهم قالوا ان القادر العباسي صرف الرضي عن النقابة لما امتنع ان
يتبرأ من الأبيات التي أولها: ما مقامي على الهوان وذلك في حياة أبيه وقال في حوادث سنة 358 فيها أرسل بختيار النقيب أبا أحمد الموسوي والد
الشريف الرضي إلى أبي تغلب بن ناصر الدولة الحمداني في الصلح مع أخيه
حمدان فاصطلحا وقال في حوادث سنة 359 فيها كانت الخطبة بمكة للمطيع
لله وللقرامطة الهجريين وخطب بالمدينة للمعز لدين الله العلوي وخطب أبو
أحمد الموسوي والد الشريف الرضي خارج المدينة للمطيع لله وقال في
حوادث سنة 361 فيها تخرب الناس وظهر العيارون فنهبت الأموال وقتل
الرجال وأحرقت الدور وفي جملة ما احترق محلة الكرخ وكانت معدن
التجارة والشيعة وجرى بسبب ذلك فتنة بين النقيب أبي احمد الموسوي
والوزير أبي الفضل الشيرازي وعداوة وقال في حوادث سنة 362 فيها في
ذي الحجة ارسل عز الدولة بختيار الشريف أبا احمد الموسوي والد الرضي
والمرتضى في رسالة إلى أبي تغلب بن حمدان بالموصل فمضى إليه وعاد في
المحرم سنة 363 وقال في حوادث سنة 363 فيها خرج بنو هلال وجمع من
العرب على الحاج فقتلوا منهم خلقا كثيرا وضاق الوقت فبطل الحج ولم يسلم
الا من مضى مع الشريف أبي احمد الموسوي والد الرضي على طريق المدينة
فتم حجهم وقال في حوادث سنة 368 كان متولي ديار مضر لأبي تغلب بن
حمدان سلامة البرقعيدي فانفذ إليه سعد الدولة ابن سيف الدولة من حلب
جيشا فجرت بينهم حروب وكان سعد الدولة قد كاتب عضد الدولة وعرض
نفسه عليه فانفذ عضد الدولة النقيب أبا أحمد والد الرضي إلى البلاد التي
بيد سلامة فتسلمها بعد حرب شديد ودخل أهلها في الطاعة وفي حوادث
369 فيها قبض عضد الدولة على النقيب أبي احمد الحسين الموسوي والد
الشريف الرضي وعلى أخيه أبي عبد الله وسيرا إلى فارس، وفي حوادث
سنة 380 فيها في ربيع الأول قلد الشريف أبو أحمد والد الرضي نقابة
العلويين والمظالم وامارة الحج وحج بالناس بالنيابة عنه أبو عبد الله أحمد بن
محمد بن عبد الله العلوي وقال في حوادث سنة 382 كان بهاء الدولة قد
ارسل الشريف أبا أحمد الموسوي رسولا إلى أبي الذواد محمد بن المسيب
العقيلي أمير بني عقيل فأسره العرب ثم أطلقوه فورد إلى الموصل وانحدر إلى
بغداد. وفي حوادث سنة 383 فيها عقد للقادر على بنت بهاء الدولة والولي
النقيب أبو أحمد الحسين بن موسى والد الرضي وفي حوادث سنة 384 فيها
ولي نقابة الطالبيين أبو الحسن النهرسابسي وعزل عنها أبو أحمد الموسوي
وكان ينوب عنه فيها ابناه المرتضى والرضي وقال في حوادث سنة 389 فيها
كان النقيب أبو أحمد الموسوي بشيراز وقد وردها رسولا من بهاء الدولة إلى
صمصام الدولة فلما قتل صمصام الدولة ونودي بشعار بهاء الدولة ظن أن
الفتح قد تم فقصد الجامع وكان يوم الجمعة وأقام الخطبة لبهاء الدولة ثم
عاد ابنا بختيار واجتمع إليهما أصحابهما فخاف النقيب فاختفى وحمل في سلة
إلى أبي علي بن إسماعيل وفي حوادث سنة 394 فيها قلد بهاء الدولة النقيب
أبا احمد الموسوي والد الشريف الرضي نقابة العلويين بالعراق وقضاء
القضاة والحج والمظالم وكتب عهده بذلك من شيراز ولقب الطاهر ذا المناقب
فامتنع الخليفة من تقليده قضاء القضاة وأمضى ما عداه اه‍. فقال الشريف
المرتضى: يخاطب أباه الطاهر ذا المنقبتين عند رجوع النقابة إليه بعد قدومه
من فارس من قصيدة:
آن ان تقتضي حقوق تراخت * آذنت بعد فرقة باجتماع
زاولوها وأنت ترغب عنها * والأحاظي نتائج الامتناع
ظعنت لم تراعها باشتياق * وأنابت لم تدعها بزماع
ربعت مذ نفضت كفك منها * بين حق ثاو وحكم مضاع
قصرت دونها الأكف فألقت * أوقها عنه مستطيل الذراع
كلف الرأي بالمحامد سار * في أقاصي الآمال والأطماع
ثاقب الزند منجح الوعد ضافي الرفد * ماضي الشبا فسيح الرباع
وإذا سربل الخداع نفوس * حسرت نفسه قناع الخداع
كل غل لم يشفه يوم حلم * برؤه في دواء يوم المصاع
ما اصطفاه فيك الخليفة جلى * عن نفوس بين الشكوك رتاع
قد رأوه مستدينا لك حتى * أعوزته مواطن الارتفاع
حيث تستوجف القلوب وتعنو * لجلال المقام نفس الشجاع
وفي حوادث سنة 398 ان أبا العباس أحمد بن إبراهيم الضبي وزير
مجد الدولة لما حضرته الوفاة أوصى ان يدفن بمشهد الحسين ع فقيل
للشريف أبي أحمد والد الشريف الرضي ان يبيعه بخمسمائة دينار موضع

184
قبره فقال من يريد جوار جدي لا يباع وامر ان يعمل له قبر وسير معه من
أصحابه خمسين رجلا فدفنه بالمشهد اه‍. وهكذا تكون الأخلاق العلوية
السامية.
مدائحه
لولده الشريف المرتضى علم الهدى فيه عدة مدائح منها قوله من
قصيدة:
شد غروض المطي مغتربا * فلم يفز طالب وما دأبا
لا در في الناس در مقتصد * يأخذ من رزقه الذي اقتربا
يترك ان يحمي الذمار إذا * ضيم ويحمي اللجين والذهبا
هل لي في الدهر من أخي ثقة * يحتقر الحادثات والنوبا
رب مقام دحض ثبت به * ولو خطاه غير الجواد كبا
لا تعطني بالزمان معرفة * قد ضاق بي مرة وقد رحبا
اي خطوب لم تشفني عظة * وأي دهر لم أفنه عجبا
ساعات لهو تمر مسرعة * عنا ويبقي العناء والتعبا
لا تطمع النفس ان تمتع بالآتي * ولا تسترد ما ذهبا
وكيف يرجو الحياة منتقص * يغرم منها ضعف الذي اكتسبا
اني من معشر إذا انتسبوا * طابوا فروعا ونجبوا حسبا
إذا رضوا أوسعوا الورى نعما * أو سخطوا أوسعوهم نوبا
لا يجد الذم في حريمهم * مسعى ولا العائبون مضطربا
كل جري الجنان ان هتفت * يوما به حرمة الوغى وثبا
ومد فيها ذراع قسورة * ترد صدر القناة مختصبا
إلى متى احمل الهموم ولا * ألفي مدى الدهر بالغا أربا
تزور عني الحقوق معرضة * متى أرمها فتنثني هربا
ان لم أثرها مثل القطا الكدر لا * تعرف الا الرسيم والخببا
تنصاع مثل النعام جافلة * تترك أقصى مرادها كثبا
فلا دعوت الحسين يحرز لي * حر المعالي يوم الفخار أبا
قرم إذا حفت الخطوب به * نزعن عن اخذ لها أهبا
مجتمع الرأي بينهن وكم * شعبن آراء غيره شعبا
يأبى وتأبى له حفيظته * يركب أمرا الا إذا صعبا
أو يبتغي في نجاح حاجته * الا ظبي البيض والقنا سببا
وكم له من غريب مأثرة * تعجب من ليس يألف العجبا
يكون قول الذي تأملها * ليس المعالي ونيلها لعبا
لا يرهب الواصف البليغ وان * أفرط فيها عيبا ولا كذبا
وقال الشريف المرتضى يهنئ أباه الطاهر ذا المنقبتين بعيد الفطر من
قصيدة:
الا ان جار الذل من بات يتقي * سنانا طريا أو حساما مهندا
وما خيفة الإنسان الا غباوة * وخوف الردى للمرء شر من الردى
سقى الله قلبي ما أعف عن الهوى * وأقسى على ناي الحبيب وأجلدا
واني متى ضن الصديق بقربه * أكن منه أسخى بالبعاد وأجودا
إذا الله لم يدن الفتى من مرامه * فما زاده الاقدام الا تبعدا
لقد ألصقتني بالحسين خلائق * أعدن قديم المجد غضا مجددا
هو المرء ان قل التقدم مقدم * وان عز زاد في العشيرة زودا
أبي على قول العواذل سمعه * إذا عرضوا دون الحفيظة والندا
وأروع من آل النبي إذا انتمى * أصاب عليا والدا ومحمدا
أناس سعوا للمجد في كل وجهة * كما بسطوا في كل مكرمة يدا
ويوم طردت العدم عنه كأنما * طردت به جندا عليك مجندا
ولم تلق الا باسطا من يمينه * ببذل الندى أو ضاربا فيه موعدا
هنيئا لك العيد المخلف سعده * عليك من النعماء ظلا ممددا
وقال الشريف المرتضى يهنئ أباه بعيد النحر من قصيدة:
هل العز الا في متون السوابق * لتصرفها قدما حماة الحقائق
وما أربي الا لقاء عصابة * ذوي مهجات ما حلون لذائق
يسود فتاهم لم يوف شبابه * ويدعى إلى الجلي ولما يراهق
سقطت وراء الحزم ان لم أشنه * على الجور يوما مستطير البوائق
مليا بتشييد المعالي إذا مضى * أقام ثناه في بطون المهارق
رأيت اضطراب المرء والجد عاثر * كما اضطرب المخنوق في حبل خانق
ولما بدا لي الكاشحون فصرحوا * تمنيت أيام العدو المنافق
وما بدلت مني الولاية شيمة * لناء بعيد أو قريب ملاصق
وبين وجيف اليعملات ووخدها * بلوغ لباع أو سلو لعاشق
ولولا ابن موسى ما اهتدين لطية * ولو وصلت أصبارها بالبوارق
تجاوز آمال العفاة وأشرقت * يداه على فيض الغيوث الدوافق
إذا هم لم يسترجع الريث همه * ولم يعترض حاجاته بالعوائق
لك الفعلات البيض ما غض فضلها * بتال ولم تغلب عليها بسابق
معالم تستقصي الثناء وتنتمي * إلى شرف فوق السماكين سامق
أبى العيد الا أن يعود صباحه * كما عاد موموق إلى قرب وامق
وقال الشريف المرتضى يهنئ أباه بعيد الفطر من قصيدة:
وملوح الخدين تحمله * ابدا على أعناقها السبل
ناب عن الأوطان فهو متى * ظفرت به الأوطان مرتحل
ترك البلاد لمن أقام بها * وتقطعت عن عيشه العقل
وإذا الفتى كتب النجاء له * فالكلم يعفو والأذى جلل
ديني وان ألوى المطال به * تلويه نحوي البيض والأسل
أيقودني أملي فاتبعه * والذل يصحب من له أمل
وعلي تستعلي الرجال وما * يبدو لعيني منهم رجل
وإذا وصلت إلى الحسين فدى * وصلي له الخلان والخول
ذاك الذي جمع الولاة له * وتتابعت في حبه الملل
في كل عارفة له قدم * ولكل مكرمة له مثل
والجود حيث الوعد مفتقد * والقول معقود به العمل
وإذا أعاد القول منطقه * خفت الكلام وامسك الزجل
ولأنت ان عد امرؤ سلفا * من معشر ان فوضلوا فضلوا
المفضلون إذا الورى بخلوا * والمقدمون إذا هم نكلوا
والمعجلو الجرد العتاد ولا الا * رسان تمسكها ولا الجدل
لا يطمحون إلى بلهنية * في طيها التأنيب والعذل
غلبوا على خطط العلاء وكم * قد رامها قوم فما وصلوا
لله درك والثرى ضرج * والبيض حمر والقنا خضل
ومروع حصنت مهجته * وقد اشرأب لاخذها الاجل
هجر الحسود تباع زفرته * وتحسرت عن صدره الغلل
ورآك أسبق ان جريت ولو * أعطته سبق لحاظها المقل

185
واليأس أروح للقلوب إذا * كانت إلى المطلوب لا تصل
ما ضر من يرضاك جنته * ان حكمت فيه القنا الذبل
أعليت طرفي وهو منخفض * وحميت ربعي وهو مبتذل
وبلغت بي في العز منزلة * كل الورى عن مثلها نزل
فلأشكرنك ما مشت بفتى * قدم وحنت للنوى إبل
وليهنك العيد الذي عزبت * عنه الهموم وأطبق الجذل
فأسعد به فالعز مؤتنف * بقدومه والمجد مقتبل
وقال يهنئه بعيد النحر من قصيدة و هي من أول قوله:
دعني افلقل أحشاء البلاد فما * غضارة العيش الا من ذرى الأكم
حسب المعالي باني نلت غايتها * وانني زيرها من سائر الأمم
وكيف لا تلهب الأفلاك هاجرتي * ومن زناد ابن موسى يعتلي ضرمي
من كالحسين إذا ما الخيل أطربها * قرع الفوارس بالهندية الخذم
يأبى لك الله الا مثل عادته * في حاسديك فدم في شكرها تدم
وفاهم البغي أجر العاملين به * وزارع البغي يجني حوطة النقم
تهن يوما سقاك الله من يده * غيثا تروض منه منبت النعم
واعقر بذا العيد آمال العداة لنا * فإنها بالردى أولى من النعم
بالشعر مفخر من قلت فضائله * ومفخر الشعر ان حليته كلمي
لولاك لم أجر طرفي في سرارته * ولا أدرت به للسامعين فمي
وقال يهنئ أباه بعيد الفطر من قصيدة وهي من أول قوله:
ويوم اختلسنا من يد الخدر لحظة * وقد آذنتنا بالفراق الأصابع
عذرت أمسك أبدي الأسى وهو حازم * وصم على عذاله وهو سامع
وشم من الفتيان حصنت سرهم * وسر الفتى ما بين جنبيه ذائع
سروا يسألون الدهر ما في غيوبه * وليس لهم غير التجارب شافع
وليك ذعرت الهم عن كل بغية * أسف إلى أمثالها وأسارع
وأنت الذي لو لم أفض في ثنائه * تحمل عني القول ما هو صانع
شديد ثبات الرأي بين مواطن * رياح الخطوب بينهن زعازع
تقصت نهايات المعالي أصولها * وساعفها فرع على النجم فارع
كريم إذا هز الرجاء عطاءه * تقصر باع الغيث والغيث هامع
إذا بادروه المأثرات شاهم * ودون المدى منهم طليح وضالع
ودون بلوع الطالبين مكانه * طريق على رب الحفيظة شاسع
وكم بحثوه عن خفايا غيوبه * فشاعت معان تصطفيها المسامع
وما الناس الا واحد غير أنهم * تفاوت منهم في الفعال الطبائع
فداؤك من يتلو الندي ندامة * وقد مرقت من راحتيه الصنائع
بعيد على الآمال لا يستخفه * سؤال ولا يرجو عطاياه طامع
وقد علم الأقوام انك فيهم * سنان إلى قلب الملمات شارع
نضوت زمان الصوم عنك كما نضا * رداء الحياء سبط من الروض يانع
مراثيه
رثاه ولداه المرتضى والرضي ورثاه أبو العلاء المعري ورثاه مهيار
الديلمي وغيرهم فمن مرثية ولده الشريف المرتضى قوله كما في نسخة ديوانه
المخطوط الموجود عندنا:
الا يا قوم للقدر المتاح * وللأيام تكثر من جراحي
ويا لملمة نزعت يميني * وحصت بالقوادم من جناحي
الأقل للأخاير من قريش * وسكان الظواهر والبطاح
هوى من بينكم جبل المعالي * وعرنين المكارم والسماح
ولا تنتظروا مني ارتياحا * فقد ذهب ابن موسى بارتياحي
لوأني ما لوأني عن مرادي * وحال الدهر دون مدى اقتراحي
فلا دو تخب به ركابي * ولا جو تهب به رياحي
فمن للخيل يقدمها مغذا * ينازعن الأعنة كالقداح
ومن للبيض يولغها نجيعا * من الأعداء في يوم الكفاح
ومن للحرب يوقد في لظاها * إذا احتدمت أنابيب الرماح
ومن لمسربل بالقدعان * على وجل يذاد على السراح
ومن للمال يعصي فيه بذلا * أساطير العواذل واللواحي
ومن لمسوف بالوعد يلوي * ومطرود عن الجدوى مزاح
هي الدنيا تجمجم ثم تأتي * من الأمر المبرح بالصراح
تنيل عطية فترد أخرى * وتطوي الجد في غبن المزاح
سلام الله تنقله الليالي * ويهديه الغدو إلى الرواح
على جدث تشبث من لؤي * بينبوع العبادة والصلاح
خفيف الظهر من حمل الخطايا * وعريان الصحيفة من جناح
مسوق في الأمور إلى هداها * ومدلول على باب النجاح
من القوم الذين لهم قلوب * بذكر الله عامرة النواحي
بأجسام من التقوى مراض * لمبصرها وأديان صحاح
بني الآباء قوموا فاندبوه * بالسنة بما تثني فصاح
وان شئتم له عفرا فسلوا * نفوس ذوي اللقاح
عن اللقاح أصابك كل منهمر دلوح * وجادك كل مثقلة رداح
ورواك الغمام الجون يسري * بطئ الخطو كالإبل الرزاح
تراب طاب ساكنه فباتت * تارج منه أنفاس الرياح
ومن مرثية ولده الشريف الرضي قوله من قصيدة تبلغ 90 بيتا:
رسمتك حالية الربيع المرهم * وسقتك سارية الغمام المرزم
قد كنت أعذل قبل موتك من بكى * فاليوم لي عجب من المتبسم
ان ابن موسى والبقاء إلى مدى * اعطى القياد بمارن لم يخطم
ومضى رحيض الثوب غير مدنس * وقضى نقي العود غير موصم
وحماه أبيض عرضه وثنائه * ضم اليدين إلى بياض الدرهم
ملأ الزمان منائحا وجرائحا * خبطا ببؤسى في الرجال وانعم
واستخدم الأيام في أوطاره * فبلغن أبعد غاية المستخدم
وغدت عرانين العلى وأكفها * من بين أجدع بعده أو أجذم
يرمي المغارم بالتلاد وينثني * ثلج الضمير كأنه لم يغرم
الواهب النعم الجراجل عادة * من ذي يدين إذا سخا لم يندم
بيدي أغر يرد ألوية القنا * غب الوقائع يعتصرن من الدم
ويقول للنفس الكريمة سلمي * يوم اللقاء ولا يقول لها اسلمي
هتف الحمام به فكان وصاته * بذل الرغائب واحتمال المغرم
هل يورث الرجل الكريم إذا مضى * الا بواقي من على وتكرم
ملأت فضائلك البلاد ونقبت * في الأرض يقذفها الخبير إلى العمي
فكان مجدك بارق في مزنه * قبل العيون وغرة في أدهم
انعاك للخيل المغيرة شزبا * خبط المغار بهن من لم يجرم
كالسرب أوجس نباة من قانص * فمضى يلف مؤخرا بمقدم

186
واليوم مقذ للعيون بنقعه * لا يهتدي فيه البنان إلى الفم
ومقاوم عرض الكلام يروده * فيهن بين معضد ومسهم
أغضى لها المتشدقون وسلموا * لهدير شقشقة الفنيق المقرم
بالرأي تقبله العقول ضرورة * عند النوائب لا بكيف ولا لم
حمل العظائم والمغارم ناهضا * ومضى على وضح الطريق الأقوم
رفد الملوك بحزم أبلج رأيه * فلق لعاشية العقول النوم
فكأنما قرعوا القنا بعتيبة * ولقوا العدى بربيعة بن مكدم
رقاء اضيان يسل شباتها * حتى يعبر طبع سم الأرقم
سبع وتسعون اهتبلن لك العدى * حتى مضوا وغبرت غير مذمم
لم يلحقوا فيها بشاوك بعد ما * أملوا فعاقهم اعتراض الأزلم
الا بقايا من غبارك أصبحت * غصصا وأقذاء لعين أو فم
ان يتبعوا عقبيك في طلب * فالذئب يعسل في طريق الضيغم
هل من أب كأبي لجرح ملمة * أعيا وشعب عظيمة لم يلأم
ان الخطوب الطارقات فجعننا * بحمى الأبي وجنة المستلئم
الطاهر ابن الطاهرين ومن يكن * لأب إلى جذم النبوة يعظم
من معشر تخذوا المكارم طعمة * ورووا من الشرف الأعز الأقدم
من جائد أو ذائد أو عاقر * أو ماطر أو منعم أو مرغم
يتعاورون المكرمات ولادة * من بين جد في المكرام وابنم
تلك الأسود فمن يجر فريسها * أم من يمر بغابها المتاجم
ومن مرثية مهيار الديلمي قوله من قصيدة أولها:
كذا تنقضي الأيام حالا على حال * وتنقرض السادات باد على تالي
ولا كضريح أمس هلنا ترابه * على جسد باقي العلى في النقي بالي
على الطاهر ابن الطاهرين وانه * لهالة بدر منه بل غاب رئبال
بآية نفس ليلة السبت روحت * يد الموت لم تنقد لها قود اخلال
تباشرت الأملاك ليلا بقربه * وأصبح منها في قبيل وفي آل
ومنها مشيرا إلى وقوع المطر عند موته:
سقينا به ميتا كما كان جاهه * لدى الله حيا عام جدب وامحال
فلله نفس كان وقت ارتفاعها * إلى الله والغيث المنزل في حال
لئن بايعتنا المزن روحا بروحه * لقد غبنتناه مع الثمن الغالي
قنوطا بني الحاجات ان نجاحها * بلا كافل بعد الحسين ولا والي
أجموا المطايا انه عام قعدة * وفي غير الأحوال تغيير أحوال
قفوا فانفضوا أزوادكم حول قبره * فلا حظ في حط عداه وترحال
أبا أحمد عودتني ان تجيبني * فما وجه اعراض زوى وجه اقبال
بكيتك لليوم الشريق بنقعه * وما رش فيه الطعن من دم أوصال
وعمياء من طرق الحجاج تلجلجت * بأصوات خطاب وأفواه نقال
توسعت مع ضيق الخصام بفلجها * وأوضحت منها كل لبس وإشكال
وللأرض يحيا تربها وهو ميت * وان لم يجدها صوب أسحم هطال
ولليلة الظلماء قمت سراجها * على رجل قوال مع الله عمال
وبيت صلاة شدته فوقفته * على دعوات صالحات وأعمال
على كل مأمول سلامي فإنني * يئست وماتت يوم موتك آمالي
وفي بالجوى قلبي وقصر منطقي * فأكثر قولي فيك أيسر أعمالي
ومولاكم منكم على ما شرطتم * وان بان عنكم في عموم وأخوال
ومنها في ذكر ولديه المرتضى والرضي:
فيا ليث لا يعدم وفودك عادة * بشبليك من عطف عليهم واسبال
فما مات من عاشا لسد مكانه * ولا حضرا وموضع منك بالخالي
و قصيدة أبو العلاء المعري أولها:
أودى فليت الحادثات كفاف * قال المسيف وعنبر المستاف
وهي مشهورة موجودة في ديوانه.
وكتب الأستاذ الجليل أبو سعد علي بن محمد بن خلف إلى الشريف
المرتضى بقصيدة يرثي بها أباه ويعزيه عنه كما في ديوان المرتضى أولها:
يا برق حام على حماك وغاير * ان تستهل بغير ارض الحاير
ولم يذكر منها غير هذا البيت فاجابه المرتضى بقصيدة طويلة مذكورة
في ديوان المرتضى.
الحسين بن موسى النحاس النخاس خ ل
في طريق الصدوق إلى أسماء بنت عميس في خبر رد الشمس من
رجال العامة مجهول.
الحسين بن موسى الهمداني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال كوفي وذكر في
أصحاب الصادق ع الحسين بن موسى وقال كوفي والظاهر اتحادهما.
السيد حسين الموسوي الكركي
مضى بعنوان حسين بن حيدر الموسوي الكركي.
الحسين بن موفق
مر بعنوان الحسن مكبرا.
الحسين بن مياح المدائني
في الخلاصة مياح بالميم والمثناة التحتية المشددة والحاء المهملة روى
عن أبيه قال ابن الغضائري انه ضعيف غال اه‍ الخلاصة.
حسين الميبدي
مر بعنوان حسين بن معين الدين.
الميرزا حسين نائب الصور
توفي بالحائر سنة 1315.
عالم فاضل له ترجمة الباب الحادي عشر إلى الفارسية.
الميرزا حسين النائيني المعاصر
مر بعنوان حسين بن عبد الرحيم.
الحسين بن ناجية الأسدي مولى كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
الشريف حسين بن الشريف ناصر أمير الحاج العراقي.
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحائري فقال رب المفاخر الشريف
حسين ابن الشريف ناصر وقال السيد نصر الله يمدحه:
يمينا لقد فاقت يمينكم البحرا * ويسراكم أولت جميع الورى اليسرا
وأزرى بنشر العنبر الورد نشركم * ووجهكم قد أخجل الشمس والبدرا

187
وحجت أناس بعد ياس بيمنكم * وصلت بهام الشوس أسيافكم حمرا
ومهدتم سبل العراق بهيبة * تدين الجبال الراسيات لها ذعرا
وقيدتم كل الأنام بجودكم * على انكم ما زلتم مطلقي الأسرا
وحليتم ذا الدهر في عقد فخركم * وحليتم ما كان من عيشه مرا
ونلتم مقاما فيه طرف السهى سها * فما قيصر يوم الفخار وما كسرى
فيا ابن الهداة الغر من آل هاشم * عليهم صلاة الله طول المدى تترى
ويا ابن الصفا والمأزمين وزمزم * ويا ابن منى والخيف أعظم بها قدرا
ويا من إذا ما صال يوم اللقا حكت * عداه بغاث الطير إذ تلمح الصقرا
تبختر ببرد طرزته يد العلا * وزرره الاقبال باليمن والبشرى
وسد واسم واسمح وانتقم وأسلمن لنا * وسدد وسخر واستطل واستزد شكرا
ولسنا نهني بالامارة مثلكم * وكيف وقد نالت بسعدكم الفخرا
فأنت الحسين المحسن الحسن الذي * غدا صادقا في قلبه ساميا ذكرا
وأنت الشريف المرتضى الماجد الذي * مدائحه قد زانت النظم والنثرا
فلا زلت منصور اللوايا ابن ناصر * أخي الجود ما جاد الحيا روضة خضرا
518: الشيخ حسين بن ناصر الكربلائي الخادم
وجدنا بخطه رسالة المقادير للشيخ حسام الدين بن درويش علي الحلي
النجفي فرع من نسخها 19 ربيع الأول سنة 1110 ووجد بخطه مختصر
مغني اللبيب لابن هشام ومن المحتمل ان يكون هو المختصر وفي آخر
النسخة تمت الرسالة الشريفة يوم السبت 23 شهر ذي الحجة سنة 1100
في البقعة المباركة الشريفة ارض كربلاء على يد الفقير الشيخ حسين بن
ناصر عفى الله عنه وعن والديه وعن المؤمنين جميعا.
519: السيد عز الدين حسين ابن السيد ناصر الدين كمونة الحسيني النجفي
وكمونة ذكرت في السيد عبد الحسين بن علي.
كان المترجم نقيبا بالنجف على الاشراف ورأينا وثيقة عند بعض
أحفاده بخط جميل في النجف سنة 1352 تاريخها سنة 958 لا باس بايرادها
فإنها من الآثار التاريخية القيمة وهي هذه:
هذه حجة صحيحة شرعية ووثيقة صريحة مرعية يعرب مضمونها
وينبئ مكنونها عن انه حضر بمحضر الشرع الشريف السيد الأجل رفيع
القدر والمحل زبدة السادات الكرام وخلاصة النقباء العظام المستغني عن
الاطناب في الألقاب السيد عز الدين حسين بن السيد ناصر كمونة وحضر
معه الرجال المدعوون بجرو ومير علي ابنا حمزة بن معن الزرفاة وسحور ابن
صالح بن حمزة المذكور وباعوه في عقد واحد وصفقة واحدة جميع الأرض
المعروفة بالسلهوة الكائنة في جانب الزبيد العربي أصالة عن أنفسهم ووكالة
عن مطرود وجدوع ابني صالح بن حمزة المذكور بعد دعوى أخيهما سحور بن
صالح المذكور الوكالة عنهما وشهادة السيد محمد بن أحمد ونصر الله بن
حسين على وفق دعواه عنهما يحيط بمجموع الأرض المذكورة ويحويها حدود
أربعة: الحد الأول: شرقا أم الغزلان ويتم بالأشان الذي بين الأرض
المذكورة وبين الطويلة متصلا إلى الثريا، والحد الثاني: قبلة، تل الشجر
ويتم بتل خفاجة، والحد الثالث: غربا، أشان هور صيالة، والحد الرابع:
شمالا، لممشى من هور صيالة إلى أم الغزلان بجميع حقوقها ومتعلقاتها
ومنسوبها ومضافاتها ومجرى مائها بثمن مبلغه ثلاثمائة وأربعون شاهية نصفه
حفظا لاصله وضبطا لكميته مائة وسبعون شاهية سليمانية بيعا صحيحا
شرعيا وشراء معتبرا مرعيا مشتملا على الايجاب والقبول الصحيحين
الشرعيين الصادرين عن أهلهما طوعا واختيارا خاليا عن كافة المبطلات لا
غبن فيه ولا خيار وقبض البائعون المذكورون من المشتري المذكور جميع
الثمن المسطور بالتمام والكمال ولم يبق لهم من ثمن المبيع المذكور عند
المشتري المزبور حق ولا بعض حق ولا دعوى ولا طلبة وخلوا بينه وبين
المبيع المزبور التخلية الشرعية فبموجب ذلك صارت السلهوة المذكورة ملكا
من أملاك السيد المذكور وحقا من حقوقه يتصرف فيها تصرف الملاك في
أملاكهم وذوي الحقوق في حقوقهم من غير منازع ينازعه ولا معارض يعارضه
ومهما كان من درك أو استحقاق في المبيع المذكور فضمانه على
البائعين المذكورين حيث يوجبه الشرع الشريف ويقتضيه.
جرى ذلك في الحادي والعشرون من شهر شوال سنة 958.
شهود المجلس
السيد ناصر الدين بن حمزة ريان، الشيخ نعمة بن إبراهيم الخطيب
السيد تاج الدين بن أبو الفتح، السيد سيف الدين بن ناصر الدين كمونة،
السيد شرف الدين بن السيد ناصر الغوش، السيد سيف عن السيد حسن
عياش، الفقير صدر الدين بن محمد الحسيني، وكذا شهد خشمان
ابن محمد خليفة وكذا شهد فلاح بن ماجد آل شعلة، أشهدت بصحة
هذه الورقة وكتب محمد بن أحمد المزيدي: من الشاهدين بما
في هذه الوثيقة المباركة باقرار البائعين المذكورين الفقير عبد الحسن
ابن عبد الله القطيفي، شهد بصحة مضمونه وكتبه عنه وبإذنه الفقير
محمد اليعقوبي المجاور بالنجف، وفي أعلاها: صح ما تضمنته مطاوي هذه
الوثيقة لدى العبد الفقير من العترة الطاهرة الحسينية من الشجرة الطيبة
الفاطمية محمد بن محمد القاضي بمدائن بغداد المحمية والمشهدين الشريفين
الغروية والحايرية والمفتي بالعراقين لا زالا محفوفين بالعناية الآلاهية.
520: الحسين بن نبهان الكوفي
في كتاب لبعض المعاصرين ان بعضهم نسب إلى رجال الشيخ عده
من أصحاب الإمام الصادق ع والنسخ المعتمدة خالية منه.
521: الشيخ حسين نجف الكبير
معاصر بحر العلوم مر بعنوان حسين بن محمد بن نجف علي.
522: الشيخ حسين النجفي
من تلاميذ الشيخ راضي الفقيه النجفي توفي قريبا من سنة 1300.
عالم فاضل له رسالة في المفاهيم والعموم والخصوص.
523: الحسين بن نصر بن مزاحم المنقري
يروي عن أبيه نصر ويروي عنه أحمد بن عيسى.
524: الحسين بن النضر الفهري
لا نعلم من أحواله شيئا سوى ان ابن شهرآشوب أورد له في المناقب
هذين البيتين:
ان النبي محمدا ووصيه * في كل سابقة هما اخوان
قمران نسلهما النجوم فثاقب * منها وخاف خامد اللمعان
525: الشيخ حسين نعمة العاملي الجبعي
توفي سنة 1220.
آل نعمة بيت علم قديم في جبل عامل يقطنون في جبع نبغ فيهم

188
الشيخ عبد الله بن الشيخ علي نعمة الفقيه الشهير والظاهر أن المترجم من
أجداده ففي بعض التواريخ القديمة العاملية انه في سنة 1220 توفي الشيخ
حسين نعمة في جبع اه‍. والظاهر أنه كان من أهل العلم ولذلك صاحب
التاريخ يذكر تاريخ وفاته ومنهم الشيخ حسن بن الشيخ عبد الله نعمة وابنه
الشيخ حسين مرا في بابيهما.
526: الحسين بن نعيم
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال يروي
عن العياشي.
527: الحسين بن نعيم الصحاف الكوفي مولى بني أسد
في الخلاصة نعيم بضم النون وفتح العين المهملة.
قال النجاشي: الحسين بن نعيم الصحاف مولى بني أسد ثقة وأخواه علي
ومحمد رووا عن أبي عبد الله ع قال عثمان بن حاتم بن منتاب قال محمد بن
عبدة عبد الرحمن بن نعيم الصحاف مولى بني أسد أعقب وأخوه الحسين كان
متكلما مجيدا له كتاب بروايات كثيرة فمنها رواية ابن أبي عمير أخبرنا
محمد بن محمد حدثنا الحسين بن حمزة الحسيني قالا حدثنا ابن بطة حدثنا
الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسين بن نعيم
به وذكر الشيخ في رجاله الحسين بن نعيم الصحاف الكوفي في رجال
الصادق ع وفي الفهرست الحسين بن نعيم الصحاف له كتاب رويناه عن
عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن صفوان عن ابن أبي عمير عنه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن نعيم الثقة برواية
ابن أبي عمير عنه والفارق بينه وبين من سبق القرينة وزاد الكاظمي رواية
عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية الحسن بن محبوب وحماد بن عثمان عنه
وعن جامع الرواة انه نقل رواية الحسن بن محبوب عنه عن علي بن يقطين
ورواية عثمان بن عيسى ومحمد بن سنان وزياد القندي عنه ورواية أحمد بن
مهران عن محمد بن علي عنه.
528: علم الدين الحسين النقيب الطاهر من ذرية زيد الشهيد
ولد سنة 509 وتوفي سنة 593 ببغداد ودفن بمقبرة عبد الله ظاهر
سور بغداد.
في غاية الاختصار هو من ذرية زيد الشهيد كان شيخا مهيبا وقورا
فاضلا شاعرا مجيدا مكثرا قدم بغداد ومدح المقتفي والمستنجد والمستضئ
والناصر وله ديوان شعر محتو على أشعار كثيرة قلده الناصر نقابة الطالبيين
بمدينة السلام في سنة 589 ولم يزل على ولايته إلى أن عزل في سنة 593
فلازم منزله إلى أن مات في السنة المذكورة بعد عزله بعشرين يوما ودفن
بمقبرة عبد الله ظاهر سور بغداد، قال ابن أنجب اخبرني ولده النقيب
الطاهر قطب الدين حسين ابن مجد الدين حسين بن الحسين المترجم ان
مولد أبيه الطاهر علم الدين في سنة 509 ومن شعره ما كتب به إلى
المستضئ بن المستنجد:
لهو الهوى أعرضت أو لم تعرض * ونقضت عهد الود أو لم تنقض
قضي الغرام على محبك والجوى * أبدا ولن ترضى عليه بما قضي
رحل الشباب وكان من شيع الهوى * وعلقت منه ببغية المتبرض
ولقد سئمت العيش لولا أنه * أفضى إلى مدح الامام المستضي
ومن شعره:
أشكو إلى الليل التمام صبابتي * ومدامعي وتصاعد الأنفاس
وأود لو أن الظلام يدوم لي * فبذاك انسى لا بلقيا الناس
يا حبذا الشكوى إليه فإنه * من اكتم الندماء والجلاس
ومن شعره أيضا:
اصبر على كيد الزمان * فما يدوم على طريقه
سبق القضاء فكن به * راض ولا تطلب حقيقة
كم قد تغلب مرة * وأراك من سعة وضيقه
ما زال في أولاه * والأخرى على هذي الخليقة
ومن شعره يمدح عز الدين نجاحا الشاربي الناصري:
من مبلغ عني الأمير أبا * اليمن نجاحا ذا الجود والكرم
والمتصدي لكل مكرمة * والمتحلي بأحسن الشيم
والأريحي الذي شمائله * تدعو إليه طوائف الأمم
والحافظ العهد للولي وان * طال المدى والوفي بالذمم
وفارس الخيل للهياج * وحاميها إذا ما الوطيس منه حمي
والثابت الجاش حين ترعد من * خوف المنايا فرائص الهمم
والصائب الرأي والقلوب بلا * لب ومبدئ غرائب الحكم
والواهب السابقات والخرد * البيض حسانا ومانح النعم
إليك عز الورى اشتكائي من * الدهر حادثات شديدة الألم
وغادرتني خطوبه بأذى * البأساء والصبر ظاهر العدم
وكنت أرجو في جنب ملككم * اني أحظى بأوفر النعم
فانشر هداك الإله ما طوت الأيام * عند الأيام من حرم
فلي حقوق الولاء وهو الذي * يبنى عليه وحرمة الرحم
529: السيد حسين النهاوندي
من علماء عصر السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ولا نعرف من
أحواله شيئا.
توفي سنة 1174.
530: السيد حسين ابن السيد نور الدين ابن السيد نعمة الله الموسوي الجزائري
صاحب الأنوار النعمانية
كان عالما فاضلا ولا نعلم من أحواله شيئا.
531: الحسين بن نوف الناعطي
الناعطي نسبة إلى ناعط بالطاء المهملة حي من همدان ذكره الشيخ
في رجاله في أصحاب الإمام علي ع.
532: المولى الحاج حسين النيشابوري المكي
في الرياض كان فاضلا عالما فقيها محدثا وهو من مشاهير العلماء وله
تلاميذ فضلاء وكان يجاور بيت الله الحرام وكان مقاربا لعصرنا وله الآن
سبط أو ولد ساكن بمكة المعظمة وكان من الأخيار يروي عن السيد الأمير
شرف الدين علي الشولستاني النجفي وعن الأمير السيد حسن الرضوي
القايني اه‍. ويروي عنه إجازة المولى نوروز علي التبريزي.

189
533: السيد أبو عبد الله الحسين بن الهادي بن الحسين الحسيني الشجري
في فهرس منتجب الدين فاضل واعظ محدث.
534: الحسين بن هاشم
في التعليقة: يظهر من كتاب طلاق الكافي معروفيته والظاهر أنه
الحسين بن أبي سعيد المكاري.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف الحسين بن هاشم برواية فضالة عنه
وروايته هو عن ابن مسكان.
535: الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري أبو عبد الله
مضى بعنوان الحسن.
536: الشيخ أبو عبد الله جمال الدين الحسين بن جمال الدين هبة الله بن
الحسين بن رطبة السوراوي
السوراوي مر الكلام على هذه النسبة في ج 24 ونهر سورا يشبه به
بياض الصبح لصفائه وبياض مائه.
الموصوفون بابن رطبة والسوراوي
منهم الحسين بن أحمد السوراوي وهو غير المترجم كما مر في ترجمته
ومنهم الموافق للمترجم في كل ما مر سوى ابدال الحسين بالحسن ومر في
بابه وانه متحد مع المترجم وصحف اسم أحدهما بالآخر ويحتمل انهما اخوان
ومنهم الحسين ابن رطبة السوراوي ذكره في أمل الآمل بهذا العنوان ثم قال
ويأتي ابن هبة الله بن رطبة والظاهر الاتحاد وفي الرياض الحق الاتحاد إذ هما
في درجة واحدة والنسبة إلى الجد شائعة قال ويظهر من إجازة الشيخ حسين
ابن حماد الليثي الواسطي للشيخ نجم الدين خضر بن محمد بن نعيم المطار
آبادي ان الشيخ حسين بن هبة الله بن رطبة المترجم في درجة واحدة مع
الشيخ أبي البقاء هبة الله ابن انما الربعي الحلي لكن ابن رطبة يروي عن
الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي بلا واسطة وهبة الله بن نما يروي عنه
بتوسط ابن طحال اه‍.
أقوال العلماء فيه
في فهرست منتجب الدين: الشيخ جمال الدين الحسين بن هبة الله بن
رطبة السوراوي فقيه صالح كان يروي عن الشيخ أبي علي الطوسي وفي
أمل الآمل الحسين بن رطبة السوراوي فاضل يروي عن أبي علي الطوسي
ويأتي ابن هبة الله بن رطبة والظاهر الاتحاد اه‍. ثم
ذكر ما في فهرس منتجب الدين ناسبا له إليه وجزم صاحب الرياض أيضا
بالاتحاد لأنهما في درجة واحدة والنسبة إلى الجد شائعة وقال: الشيخ الفقيه
حسين بن رطبة السوراوي من أجلاء طائفة الامامية وفقهائهم وسيجئ
بعنوان الحسين بن هبة الله بن الحسين بن رطبة السوراوي ثم قال الشيخ
الفقيه الجليل أبو عبد الله الحسين بن الشيخ جمال الدين هبة الله بن الحسين
ابن رطبة السوراوي كان من أكابر مشايخ أصحابنا وفي مستدركات الوسائل
الفقيه الجليل الموصوف في الإجازات بكل جميل.
مشايخه
يروي عن الشيخ أبو علي ولد الشيخ الطوسي واسمه الحسن بن
محمد بن الحسن صرح بروايته عنه الشيخ منتجب الدين وصاحبا الأمل
والرياض وغيرهم.
تلاميذه في الرواية
في الرياض يروي عنه جماعة من العلماء 1 عربي بن مسافر العبادي
أستاذ ابن إدريس 2 الشيخ إبراهيم الصنعاني 3 محمد بن أبي البركات
هكذا في موضع من الرياض وفي موضع آخر يروي عنه محمد بن أبي
البركات بن إبراهيم الصنعاني فقد وقع تحريف في إحدى العبارتين 4
السيد موسى بن طاوس والد رضي الدين علي بن طاوس صاحب الاقبال
ذكر رواية هؤلاء عنه صاحب الرياض 5 السيد أبو الحسن علي بن
العريضي الحسيني ففي الرياض في إجازة الشيخ نعمة الله بن خاتون العاملي
للسيد ابن شدقم المدني ان أبا الحسن علي بن العريضي الحسيني يروي عن
الحسين بن رطبة عن أبي علي المفيد ولد الشيخ الطوسي 6 الشيخ رشيد
الدين أبو البركات العبداد بن جعفر بن محمد بن علي بن خسرو الديلمي
كما يظهر من بعض نسخ فهرس الشيخ الطوسي 7 الشيخ يحيى بن محمد بن يحيى بن
الفرج السوراوي كما في إجازة الشيخ محمد سبط الشهيد
الثاني للمولى محمد أمين الاسترآبادي وكما في آخر الخلاصة للعلامة 8
الشيخ محمد بن جعفر بن علي بن المشهدي الحائري كما في المزار الكبير
للشيخ محمد المذكور فإنه قال فيه وأخبرني عاليا الشيخ الفقيه أبو عبد الله
الحسين بن هبة الله بن رطبة رضي الله عنه عن الشيخ المفيد أبي علي
الحسن بن محمد الطوسي وكما في إجازة الشيخ حسين بن حماد الليثي
محمد بن نعيم المطارآبادي ذكر رواية الواسطي للشيخ نجم الدين خضر بن
محمد نعيم المطارآبادي. ذكر رواية هؤلاء عنه من الخامس إلى الآخر
صاحب الرياض 9 موفق الدين أبو كامل منصور بن علي بن خشرم 10
أبوه علي بن خشرم يرويان عنه إجازة كما عن مجموعة خط الشهيد بتاريخ
557.
537: الحسين بن هبة الله بن رطبة
مر بعنوان الحسن.
538: الحسين بن هذيل
مر في الحسين بن مهران قول الشيخ في الفهرست الحسين بن الهذيل
له روايات. الحسين بن مهران له كتاب رواهما حميد عن عبيد الله بن
أحمد بن نهيك عنهما.
539: الحسين بن الهيثم
في طريق الصدوق إلى حفص بن غياث غير مذكور في كتب
الرجال.
540: المولى حسين الواعظ التستري
عالم فاضل واعظ من تلاميذ السيد محمد المجاهد بن السيد علي
الطباطبائي الحائري المتوفي سنة 1242 له جامع المسائل من فتاوى أستاذه
المذكور.
541: المولى كمال الدين حسين الواعظ الكاشفي
مر بعنوان حسين بن علي الكاشفي
542: الحسين الوراميني
مر في ج 1 ص 560 من الطبعة الأولى عند الكلام على ورامين قول

190
السمعاني في أنسابه: كان في زماننا في ورامين رئيس متمول يعمر الحرمين
وينفق الأموال عليهما وابنه الحسين الوراميني ممن كان يكثر الحج ويرغب في
الخير والصدقة غير أنه متشيع غال في ذلك اه‍.
543: الحسين بن وفادار
مر بعنوان الحسين بن فادار لعل الصواب ما هنا اي صاحب الوفا.
544: الحسين بن الوليد
وقع في طريق الصدوق في باب نوادر الميراث من الفقيه.
545: أبو محمد الحسين بن يحيى
توفي 25 شهر ربيع الأول سنة 604 ودفن في مشهد موسى بن جعفر ع.
فيما كتبه الدكتور مصطفى جواد البغدادي في مجلة العرفان م 26
ص 27 ما لفظه كان شيخا من أعيان الكتاب في الدولة العباسية كثير الفضل
تولى كتابة نهر عيسى الذي كان يستمد من الفرات فوق الفلوجة ويصب في
دجلة بشعبتين وكانت كتابة هذا النهر من الرتب الكبيرة اه‍.
546: الحسين بن يحيى بن الحسين الرسي العلوي
هو من العلويين الذين ظهروا باليمن قال المسعودي في مروج الذهب
كانت وفاة أبيه يحيى بن الحسين الرسي بعد أن قطن بمدينة صعدة من ارض
اليمن في سنة 278 وقام بعده ولده الحسين بن يحيى.
547: الحسين قاضي المدينة وخطيبها بن يحيى المدعو بركات بن الحسين صاحب
صدقات النبي ص بن عبد الله الأزرق بن محمد المعمر بن أحمد الحربي بن
الحسين عضارة بن عيسى مؤتم الأشبال بن زيد الشهيد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب ع.
لا نعلم من حاله شيئا سوى وصف صاحب عمدة الطالب له بقاضي
المدينة وخطيبها.
548: السيد حسين بن يحيى بن الحسين بن مانكديم الحسيني
في فهرس منتجب الدين صالح محدث اه‍. وفي الرياض سيجئ
السيد أبو الفضائل الرضا بن أبي طاهر بن الحسن بن مانكديم الحسيني
والظاهر أنهما أبناء عم واما تحقيق لفظة مانكديم فلم أجده في الكتب
المتداولة ولعلها لفظة أعجمية في لسان الفرس القديم أو من لغات أهل
الري ودار المرز وسيجئ لفظ مانكديم في باب الزاي وغيره كثيرا اه‍.
549: الحسين بن يحيى بن ضريس البجلي
في التعليقة يروي عنه الصدوق مترضيا.
550: الحسين بن يحيى الكرخي البجلي مولى
في كتاب لبعض المعاصرين عده الشيخ في رجاله من أصحاب
الصادق ع اه‍. ولا ذكر له في منهج المقال ولا يعتمد على ضبط الناقل
فليراجع.
551: المولى الحاج حسين اليزدي
ووجدت في مسودة الكتاب زيادة وصفه بالاردكاني.
في الرياض متكلم جليل ماهر فاضل عالم عظيم القدر من علماء دولة
الشاه عباس الأول الصفوي ومن بعده وصار أولا مدرسا بالمشهد المقدس
الرضوي ثم جعل في آخر عمره مدرسا بمدرسة المعصومة بقم وسئل عن
جعله مدرسا بمدرسة المعصومة بقم بعد أن كان مدرسا بالروضة المقدسة
الرضوية فقال إن العبد إذا صار شيخا هرما يجعل خادما للحرم ويصير محرما
لهم.
مشايخه
في الرياض كان من أجلاء تلاميذ الشيخ البهائي.
تلاميذه
في الرياض له تلاميذ فضلاء منهم 1 المولى محمد مؤمن بن شاه
قاسم المشهدي 2 المولى محمد حسين الهراتي وأمثالهما 3 المولى خليل ابن
الغازي القزويني 4 في الذريعة ان من تلاميذه السيد كمال الدين شاه
فتح الله بن هبة الله بن عطاء الله الحسني الحسيني السلامي الشامي
الشيرازي اللاري صاحب كتاب البديع في علم البديع.
مؤلفاته
في الرياض: له من الملفات 1 شرح على خلاصة شيخه البهائي لم
يتم ولذلك شرحه ثانيا تلميذه الأمير محمد شرف الدين الطباطبائي
الشيرازي ولكن وجدت في مسودة الكتاب ان له شرح خلاصة البهائي وللبهائي
تقريض على الشرح 2 شرح التجريد للمحقق الطوسي وهو
شرح كبير 3 شرح على اثبات الواجب للعلامة الدواني ثم قال ولعلها من
مؤلفات الحاج محمود الزماني.
تنبيه
ذكر الذهبي في ميزانه في ترجمة الحسن بن الحسين العرني ما
صورته: الحسن بن الحكم الحيري حدثنا حسن بن حسين العرني حدثنا
حسين بن يزيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن
النبي ص قال يصلي قائما فان لم يستطع صلى جالسا
الحديث. أخرجه الدارقطني وهو حديث منكر وحسين بن يزيد لين أيضا
اه‍. قال ابن حجر في لسان الميزان في ترجمة الحسن بن الحكم ما صورته:
الحسن بن الحكم عن الحسن بن أبي الحسين عن الحسين بن يزيد عن
جعفر الصادق ع قال ابن القطان لا يعرف والصواب انه الحسين بضم
أوله وزيادة المثناة التحتية وشيخه هو الحسن بن الحسين العرني وشيخ العرني
الحسين بن زيد بفتح الزاي وقد ساق صاحب الميزان الحديث المشار إليه هنا
في ترجمة العرني فكأنه وقع فيه لابن القطان تصحيف في ثلاثة أسماء متوالية
اه‍. وهي الحسين بن الحكم صحف
بالحسن والحسن بن الحسين صحف بالحسن بن أبي الحسين والحسين بن زيد صحف بالحسين بن يزيد فعليه
الحسين بن يزيد هنا لا وجود له.
552: الحسين بن يزيد السوراني
هو ابن محمد بن يزيد المتقدم.
553: الحسين بن يزيد بن محمد بن عبد الملك النوفلي نوفل النخع مولاهم كوفي
أبو عبد الله
قال النجاشي: كان شاعرا أديبا وسكن الري ومات بها وقال قوم من
القميين انه غلا في آخر عمره والله أعلم وما رأينا له رواية تدل على هذا له
كتاب التقية أخبرنا ابن شاذان عن أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا عبد الله

191
ابن جعفر الحميري حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسين بن يزيد النوفلي به
وله كتاب السنة اه‍. قال العلامة في الخلاصة بعد نقل ما مر عن النجاشي
وأنا عندي توقف في روايته لمجرد ما نقله عن القميين وعدم الظفر بتعديل
الأصحاب له وذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع الحسين بن
يزيد النخعي يلقب بالنوفلي وفي الفهرست الحسين بن يزيد النوفلي له كتاب
أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن
أبي عبد الله عنه أقول قد علم أن القميين كانوا يرون ما ليس من الغلو
غلوا فنسبتهم أحد إلى الغلو لا يعتنى بها. وفي التعليقة قوله كان شاعرا أديبا
يؤخذ مدحا مضافا إلى كونه كثير الرواية سديدها مقبولها ورواية جمع من
القميين عنه مثل إبراهيم بن هاشم وغيره بل أكثروا من الرواية عنه إلى غير
ذلك من امارات الجلالة والقوة الموجودة فيه ويظهر في إبراهيم بن هاشم ما
ينبه على الاعتماد به ومر في إسماعيل بن أبي زياد ما يشير إلى اعتماد تام
عليه ويؤيده رواية الاجلاء عنه منهم الحسن بن علي الكوفي اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف الحسين بن يزيد النوفلي
برواية إبراهيم بن هاشم ورواية أحمد بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عنه.
وعن جامع الرواة انه نقل رواية ابن أخيه موسى بن عمران النخعي وإلياس
ابن معروف ومحمد بن أحمد بن يحيى والحسن بن علي الكوفي وصالح بن أبي
حماد وأبي محمد الرازي وعلي بن إبراهيم بن هاشم عنه ويتميز أيضا بروايته
عن السكوني فإنه أكثر رواياته عنه وقد روى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة
واليعقوبي والحسين بن المختار وغيرهم.
554: الحسين بن يسار
مضى بعنوان الحسين بن بشار.
555: الشيخ حسين ابن الشيخ يعقوب ابن الشيخ جواد نجف التبريزي الأصل
النجفي المولد والمسكن والمدفن
توفي بعد سنة 1318.
كان عالما فاضلا تقيا صالحا مدرسا خلف جده الشيخ جواد في امامة
الجماعة وكثر اقتداء الناس به وكان أبوه توفي في حياة جده كما قدمناه في
ترجمة جده عاصرناه ورأيناه في النجف الأشرف أيام إقامتنا بها وكان يدرس
في كتاب المدارك.
556: الشيخ حسين بن جمال الدين يوسف بن أحمد بن نعمة الله بن خاتون
العاملي العينائي.
في أمل الآمل الشيخ حسين بن جمال الدين يوسف بن خاتون العاملي
العينائي فاضل عالم صالح فقيه معاصر اه‍. هكذا في النسخة المطبوعة وفي
نسخة عندي مخطوطة عالم فاضل صالح محقق مدقق تقي ورع معاصر قرأ
على الفقير وأجزته. له كتاب وسيلة الغفران في عمل شهر رمضان وقطعة
من شرح المختصر أقول وسيلة الغفران هذا جيد حسن الترتيب أوله
الحمد لله الذي جعل الصوم جنة من النار وخصه من بين سائر عباداته
بنسبته إليه فقال الصوم لي وأنا أجزي عليه إلى أن قال اما بعد فيقول العبد
المفتون حسين بن جمال الدين الشهير بابن خاتون لما رأيت أدعية شهر
رمضان وأعماله وفضيلته وسننه الموجودة في كتب أصحابنا التي وصلت إلينا
في هذا الآن غير جيدة الترتيب بل ولا يشتمل كتاب منها على جميع ذلك
أحببت ان أجمع ما وصل إلينا من ذلك وأرتبه ترتيبا يسهل تناوله إلى أن قال
ورتبته على مقدمة وفصول اثني عشر وخاتمة اه‍. رأيت منه نسختين بين
كتب أقاربنا في جبل عامل إحداهما ناقصة من أولها و الأخرى من آخرها
ورأيت غيرهما ووجد منقوشا على صخرة من رخام في إحدى الحجر المجاورة
للمشهد المعروف بمشهد شمع ما صورته:
حجرة بل نزهة للناظرين * غرفة مبنية للزائرين
في حمى شمعون زادت رفعة * إذ له فضل وسر مستبين
أيها الزوار طبتم أنفسا * فاقصدوها نعم دار المتقين
جاء في التاريخ عز كامل * ادخلوها بسلام آمنين
بنيت بأمر الشيخ حسين خاتون سنة 1099 وكانه هو صاحب
الوسيلة والله أعلم.
557: المولى حسين بن يوسف الهروي.
كان موجودا قبل أوائل المائة العاشرة فاضل له ترجمة أربعين حديثا
من قصار كلمات أمير المؤمنين ع وشرح كل واحدة منها برباعية
فارسية.
558: المولى حشري التبريزي
فاضل صوفي أديب شاعر عصره مقارب لعصر صاحب الرياض له
تذكرة الأولياء مطبوع. في الرياض في ترجمة سلار بن عبد العزيز الديلمي
ما لفظه: وليعلم ان المولى حشري التبريزي الصوفي الشاعر المقارب عصره
لهذه الاعصار قال في كتاب تذكرة الأولياء الذي وضعه لذكر الأولياء
والعلماء والصلحاء والأكابر والمشاهير المدفونين في تبريز ونواحيها وبيان المقابر
والمشاهد فيها ان سلار بن عبد العزيز الديلمي مدفون في قرية خسرو شاه
من قرى تبريز اه‍.
559: الحصكفي
اسمه يحيى بن سلامة بن الحسين بن محمد.
تنبيه
في التعليقة المطبوعة بهامش منهج المقال: الحصين بن أبي الحصين
أبي الحسين روى عنه الحسين بن سعيد وفيه ما مر في الفائدة الثالثة اي
من أنه يشير إلى الوثاقة ومع ذلك يظهر من روايته كونه شيعيا مخلصا لأبي
جعفر ع وترحم عليه في روايته مرتين ولعله أحد المذكورين اه‍. وقال
أبو علي في منتهى المقال نقلا عن التعليقة: الحصين بن الحصين هو أبو
الحصين بن الحصين وقد وقع في التهذيب اشتباه ويدل عليه ان الكليني في
الكافي روى تلك الرواية هكذا اه‍. فما في هامش منهج المقال يخالف ما في
منتهى المقال كما ترى وهو غريب وكيف كان فالحصين بن أبي الحصين أو
الحصين بن الحصين لا وجود له وانما أبو الحصين بن الحصين الحصيني وهو
الذي مرت ترجمته في ج 6 وان الذي كان وجد الحصين بن أبي الحصين أو
الحصين بن الحصين في سند بعض الروايات في التهذيب فهو اشتباه
والصواب أبو الحصين بن الحصين كما في الكافي.
560: الحصين بن تميم الحميري.
ذكره نصر في كتاب صفين في جملة من أصيب من أصحاب الإمام علي
بن أبي طالب ع.

192
حصين بن جندب بن عمرو بن الحارث بن مالك بن وحشي بن ربيعة بن
منبه بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك
ابن أدد بن مذحج أبو ظبيان الجنبي المذحجي الكوفي مات سنة 90 قاله ابن سعد وعن جامع الأصول مات بالكوفة سنة
90 وقيل سنة 89 عن ابن أبي عاصم وعن تهذيب الكمال قيل سنة 5 أو 6 و
90.
نسبته
ظبيان عن جامع الأصول قيل بكسر الظاء المعجمة وأكثر أصحاب
اللغة والحديث على الفتح الجنبي بفتح الجيم وسكون النون وآخره الباء
الموحدة نسبة إلى جنب قبيلة من اليمن عن لب اللباب وقال ابن سعد في
الطبقات: يقال لستة من ولد يزيد بن حرب جنب منهم منبه بن يزيد اه‍.
وظاهره ان الجنبي نسبة إلى أبي القبيلة منبه بن يزيد الذي يقال له جنب وفي
أنساب السمعاني الجنبي نسبة إلى جنب قبيلة ينسب إليها جماعة من حملة
العلم قال وذكر المبرد في كتاب مختصر نسب عدنان وقحطان جنبا عدة قبائل
وهم العلى وسنجان وشعران وهفان ومنبه والحارث بنو يزيد بن حرب بن
علة وهؤلاء الستة يقال لهم جنب، قال:
انكحها فقدها الأراقم من جنب وكان الحباء من أدم
وانما سمعوا جنبا لأنهم كانوا منفردين أولا فلما اجتمعوا صاروا قبيلة
وقوي بعضهم ببعض وقيل هو بطن من مذحج وهم بنو منبه بن يزيد بن
حرب بن علة بن جلد بن مالك وهو مذحج وانما قيل لهم جنب لأنهم
جانبوا أخاهم صدا وخالفوا سعد العشيرة اه‍.
أقوال العلماء فيه
هو من التابعين قال الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام علي ع
الحصين بن جندب يكنى أبا ظبيان الجنبي كوفي وعن رجال البرقي أبو ظبيان
الجنبي في أصحاب علي من اليمن اه‍. وعن جامع الأصول أبو ظبيان
الجنبي المذحجي من أهل الكوفة تابعي مشهور الحديث اه‍. وفي طبقات
ابن سعد له أحاديث وكان ثقة وفي تهذيب التهذيب قال ابن معين والعجلي
وأبو زرعة والنسائي والدارقطني ثقة وذكره ابن حيان في الثقات وفي تاريخ
دمشق حصين بن جندب أبو ظبيان الجنبي الكوفي ذكر في غزوة قسطنطنية
سنة 50 وقال يحيى بن معين ليس في الدنيا يعني من المحدثين أبو ظبيان
الا هذا الواقدي انه غزا مع يزيد بن معاوية ورجل يروي عنه مسعر.
من يروي عنهم
قال ابن سعد في الطبقات روى أبو ظبيان عن علي وأبي موسى
الأشعري وأسامة بن زيد وعبد الله بن عباس. وعن جامع الأصول سمع
عليا وعمارا وأسامة بن زيد. وفي انساب السمعاني يروي عن ابن أبي
طالب وابن عباس وابن مسعود وفي تاريخ دمشق روى عن جرير بن
عبد الله البجلي وفي تهذيب التهذيب روى عن عمر وعلي وابن مسعود
وسلمان وأسامة بن زيد وعمار وحذيفة وأبي موسى وابن عباس وابن عمر
وعائشة وغيرهم ومن التابعين عن علقمة وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود
ومحمد بن سعد بن أبي وقاص وغيرهم ثم حكى عن عباس الدوري عن
ابن معين ان أبا ظبيان الذي روى عن عمر غير أبي ظبيان الذي يروي عن
علي.
الراوون عنه
في تهذيب التهذيب: عنه ابنه قابوس وأبو إسحاق السبيعي وسلمة
ابن كهيل والأعمش وحصين بن عبد الرحمن وأبو حصين وعطاء بن السائب
وسماك بن حرب وعدة.
حديثان من طريقه
1 في طبقات ابن سعد: أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا حنش بن الحارث
عن قابوس بن حصين بن جندب عن أبيه رأيت عليا يبول في الرحبة حتى أرغى بوله ثم
يمسح على نعليه ويصلي اه‍. وفي هذا الحديث ان عليا ع لم يكن ليبول في الرحبة
بحيث يراه الناس ويرون رغوة بوله. وقوله ثم يمسح على نعليه ويصلي المراد به مسح
الوضوء ولعله مسح وادخل يده تحت الشراك على أن الصادق ع كذب أبا ظبيان في
هذا الحديث لكن بابداله نعليه بالخفين. روى الشيخ في التهذيب في باب زيادات
الطهارة عن الحسين بن سعيد عن فضالة عن حماد بن عثمان عن محمد بن النعمان
عن أبي الورد قلت لأبي عبد الله ع ان أبا ظبيان حدثني انه رأى عليا أراق الماء ثم
مسح على الخفين فقال كذب أبو ظبيان أ ما بلغك قول علي فيكم سبق الكتاب الخفين
فقلت فهل فيها رخصة قال لا الا من عدو تتقيه أو ثلج تخاف على رجليك اه‍. 2 في
تاريخ دمشق: روى المترجم عن جرير بن عبد الله قال رسول الله ص من لا يرحم
الناس لا يرحمه الله.
هل هو من شرط كتابنا
ليس بيدنا ما يدل على أنه من شرط كتابنا سوى عد الشيخ له من
أصحاب علي ع وروايته عنه.
تنبيه ذكر ابن حجر في الإصابة حصين بن جندب أبو جندب وانه روى عنه ابنه
جندب وهو غير صاحب الترجمة لأنه يكنى بأبي ظبيان لا بأبي
جندب والراوي عنه ابنه قابوس وذاك صاحبي وهذا تابعي.
562: الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي.
توفي سنة 33 وقيل 31 وقيل 32 وقيل 30.
والموجود في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وذيل المذيل للطبري
الحصين بن الحارث بن المطلب الخ كما ذكرناه ولكن في كامل ابن الأثير كما
يأتي الحصين بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف وهو منه
غريب مع ذكره له في أسد الغابة ابن الحارث بن المطلب وكذلك في كتب
الرجال لأصحابنا الحصين بن الحارث ابن عبد المطلب وهو اشتباه فالصواب
انه ابن المطلب أخي هاشم لا ابن عبد المطلب بن هاشم فالمطلب لما توفي
اخوه هاشم كان ابنه شيبة الحمد الملقب بعبد المطلب بالمدينة عند أمه سلمى
فامتنعت من تسليمه لعمه المطلب فجاء وأخذه خلسة واركبه خلفه فكان إذا
سئل عنه يقول هذا عبدي فاشتهر بعبد المطلب وكما وقع الاشتباه فيه وقع
الاشتباه في أخيه عبيدة فقيل عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب وانما هو ابن

193
الحارث بن المطلب وذلك لاشتهار عبد المطلب دون المطلب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع فقال الحصين بن
الحارث بن عبد المطلب وقال ابن الأثير في الكامل في حوادث سنة 33 فيها
توفي الطفيل والحصين ابنا الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف
شهدا بدرا واحدا وقيل ماتا سنة 31 وقيل 32. وفي الاستيعاب الحصين بن
الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي هو أخو
عبيدة بن الحارث شهد بدرا وأخواه عبيدة والطفيل ابنا الحارث فقتل عبيدة
ببدر شهيدا ومات الحصين والطفيل جميعا سنة 30. وفي أسد الغابة
حصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي أخو عبيدة والطفيل
شهد بدرا هو وأخوه فقتل عبيدة بها شهيدا قال ابن إسحاق وقال
عبيد الله بن أبي رافع شهد الحصين مع علي بن أبي طالب ع مشاهده
وقد أخرجه أبو موسى على ابن منده فقال حصين بن الحارث. ذكر أبو
الوفاء البغدادي عن ابن عباس في قوله تبارك وتعالى فمن كان يرجو لقاء
ربه قال نزلت في علي وحمزة وجعفر وعبيدة والطفيل والحصين بني الحارث
أخرجه الثلاثة وأبو موسى. وفي الإصابة حصين بن الحارث بن المطلب بن
عبد مناف القرشي المطلبي أخو عبيدة ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدرا
وروى عبد الغني بن سعيد الثقفي في تفسيره عن ابن عباس انه نزل فيه
الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة الآية. ويقال نزلت فيه فمن كان
يرجو لقاء ربه الآية. قال أبو عمر مات سنة 33 وقيل قبل ذلك، وروى
الطبراني من طريق عبيد الله بن أبي رافع انه شهد صفين مع علي والاسناد
إلى عبيد الله ضعيف وللحصين هذا ولد ذكره المرزباني في معجم الشعراء
اه‍. وأبو عمر الذي نقل عنه تاريخ وفاته هو صاحب الاستيعاب مع أن
المذكور فيه كما مر انه مات سنة ثلاثين ومع فرض ضعف السند إلى عبيد الله
فلم يكن الحصين ليتخلف عن علي بصفين وقال الطبري في ذيل المذيل
الحصين بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف أخو عبيدة والطفيل ابني
الحارث توفي سنة 32 بعد أخيه الطفيل بأشهر وقد شهد الحصين بدرا
واحدا والمشاهد كلها مع رسول الله ص.
: الحصين بن حذيفة العبسي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
: حصين بن الذيال الجعفي الكوفي
الذيال بالمثناة التحتية من الأسماء العربية وما يوجد في بعض النسخ
بالموحدة الظاهر أنه تصحيف.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
: حصين بن زياد الحنفي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
: حصين بن عامر أبو الهيثم الكلبي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
: حصين بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع وقال أسند
عنه اه‍. وهو والد بسطام بن حصين المتقدم في بابه ومر هناك قول
النجاشي كان بسطام وجها في أصحابنا وأبوه وعمومته وهم بيت في الكوفة
من جعفي يقال لهم بنو أبي سبرة وكونه وجها ان لم يفد توثيقا أفاد حسنا ومر
في إسماعيل بن عبد الرحمن الجعفي ان المترجم دخل على الإمام الصادق
ع فأدناه وسأله عن مخلفي أخيه إسماعيل فقال نحن جميعا بخير ما بقي
لنا مودتكم فقال يا حصين لا تستصغرن مودتنا فإنها من الباقيات الصالحات
فقال يا ابن رسول الله ما استصغرها ولكن احمد الله عليها وفي ذلك ما يشير
إلى أنه من المقربين الخلص.
568: حصين بن عبد الرحمن السلمي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام علي بن أبي طالب ع.
: حصين بن عمير الهمداني الكوفي المشعاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام علي بن الحسين ع
والمشعاري كأنه نسبة إلى ذي المشعار وهو لقب لرجلين أحدهما
مالك بن نمط الهمداني الخارفي الصحابي والآخر حمزة بن أيفع الناعطي
الهمداني هاجر زمن عمر إلى الشام كما في القاموس.
: حصين الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع وقال روى
عنه ابن بكير.
الحضين الربعي
يأتي بعنوان الحضين بن المنذر بن وعلة الرقاشي الربعي.
الحضين بن سعيد الجرشي
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين أصيب في المبارزة في جملة من
أصيب من أصحاب الإمام علي ع بصفين. وجدناه مرسوما في النسخة.
الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذهلي الرقاشي الربعي البصري
من ربيعة البصرة
ميلاده ووفاته ومدة عمره
يظن أن ميلاده حوالي سنة 3 من الهجرة ووفاته بعد سنة 96 وان
عمره قد تجاوز 93 سنة.
قال ابن عساكر أدرك حضين خلافة سليمان بن عبد الملك وذكر
خليفة بن خياط ان سليمان بويع سنة 96 اه‍. وقد صرح حضين بأنه عند
فتح قتيبة سمرقند الذي كان سنة 93 كان قد بلغ 90 سنة حيث قول:
أمزح بشيخ بعد تسعين حجة طوتني كأني من بقية جرهم
وإذا كان قد بقي إلى خلافة سليمان الذي بويع سنة 96 يكون قد
بلغ 93 والله أعلم كم عاش بعدها. ويكون عند وقعة صفين التي كانت
سنة 37 قد بلغ 34 سنة.
بقي في المقام إشكال وهو انه إذا كان قد ولد حوالي سنة 3 من
الهجرة يكون قد أدرك عصر النبي ص فيكون صحابيا مع أنه لم يعده أحد
من الصحابة بل عدوه من التابعين وذكره ابن سعد في الطبقات في الطبقة
الثانية من التابعين ويمكن ان يكون عدم عده من الصحابة لأنه لم يلق
النبي ص ولم يرو عنه وان أدرك عصره والله أعلم.
ضبط اسمه
في خزانة الأدب وتاريخ دمشق عن العسكري في كتابه التصحيف

194
المتعلق بعلم الحديث: الحضين بضم الحاء المهملة وفتح الضاد المعجمة
والنون قال ولا اعرف من يسمى حضينا بالضاد المعجمة والنون غيره وغير
من ينسب إليه من ولده اه‍. وفي الخلاصة حضين بالحاء المهملة المضمومة
والضاد المعجمة بن المنذر هكذا في نسخة
الخلاصة المطبوعة. وفي نسخة مخطوطة مقابلة على نسخة ولد ولد المصنف لكن في منهج المقال نقلا عن
الخلاصة بالضاد المهملة وهو غريب. وذكره في منهج المقال قبل الحضين بن
مخارق الذي هو بالضاد المعجمة لكن ذلك لا يدل على أنه بالصاد لعدم
التزامه الترتيب على حروف المعجم في أسماء الآباء بدليل ذكره الحصين بن
الحارث قبل الحصين بن جندب.
كنيته
كنيته المشهورة أبو ساسان وفي ذيل المذيل للطبري كان يكنى أبا محمد
وكان يكنى في الحرب بأبي ساسان.
عشيرته
كان الحضين بن المنذر من قبيلة ربيعة القاطنة بالبصرة وكانت ربيعة
بصفين من أخلص الناس لعلي ع سوى ما كان من خالد بن
المعمر السدوسي فإنه كان له باطن سوء مع معاوية قال نصر كان بصفين
أربعة آلاف محجف من عنزة يعني مع علي ع وعنزة بطن من ربيعة.
ومنهم عنزة الموجودون اليوم وقد مدحها أمير المؤمنين ع يوم صفين بنثر
وشعر ليس فوقه مدح ومدح صاحب رايتها الحضين بن المنذر وحسب ربيعة
من فخر ان يقول لهم أمير المؤمنين ع يا معشر ربيعة أنتم أنصاري
ومجيبو دعوتي ومن أوثق حي في العرب في نفسي وقوله عن راياتهم هي
رايات الله عصم الله أهلها وصبرهم وثبت اقدامهم وقوله فيهم:
جزى الله قوما صابروا في لقائهم * لدى الباس خيرا ما أعف وأكرما
ربيعة أعني انهم أهل نجدة * وبأس إذا لاقوا خميسا عرمرما
وقال نصر وأصبح علي في بعض أيام صفين وإذا مكانه الذي هو به ما
بين الميسرة والقلب بالأمس فقال من القوم قالوا ربيعة وقد بت فيهم
البارحة فقال فخر طويل لك يا ربيعة. وتأخروا عن الخروج إلى القتال في
صبيحة يوم من أيام صفين فبعث إليهم أمير المؤمنين ع الأشتر فقال يا
معشر ربيعة ما منعكم ان تنهدوا وأنتم أصحاب كذا وأصحاب كذا وجعل
يمدد أيامهم وكان سبب تأخرهم ان معاوية كان قد بعث عبيد الله بن عمر
في أربعة آلاف وثلاثمائة ليأتوا عليا من ورائه فقالوا للأشتر ما نفعل حتى
ننظر ما تصنع هذه الخيل التي خلف ظهورنا فقل لأمير المؤمنين فليبعث
إليهم من يكفيه أمرهم وراية ربيعة يومئذ مع حضين بن المنذر فقال لهم
الأشتر فان أمير المؤمنين يقول لكم اكفونيها انكم لو بعثتم إليهم طائفة
منكم لفروا كاليعافير فوجهت إليهم ربيعة تيم اللات والنمر بن قاسط وعنزة
فهربوا وانتشروا انتشار الجراد فذكرت قول الأشتر كأنهم اليعافير.
أقوال العلماء فيه
كان الحضين من الأولين السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين
ع وقرنه الباقر والصادق ع بسلمان وأبي ذر والمقداد وبقية
السبعة الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع وهي درجة عالية وذكره
العلامة في القسم الأول من الخلاصة المعد للثقات ومن يعتمد على روايته
فقال حضين بن المنذر يكنى أبا ساسان الرقاشي صاحب راية علي بن أبي
طالب ع وفي باب يكنى أبو ساسان وذكر رواية الكشي التي فيها فأين
أبو ساسان وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع فقال حضين بن
المنذر يكنى أبا ساسان الرقاشي صاحب راية علي ع وفي رجال الكشي:
محمد بن مسعود حدثني علي بن الحسن بن فضال حدثني العباس بن عامر
وجعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان عن الحارث بن المغيرة
سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله ع فلم يزل يسأله حتى قال
له فهلك الناس إذا فقال ما معناه انقلب الناس الا ثلاثة ثم لحق أبو ساسان
وعمار وشتيرة وأبو عمرة الأنصاري فصاروا سبعة. علي بن الحكم عن
سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال أبو جعفر ع انقلب الناس
الا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار جاض جيضته ثم رجع إلى أن
قال ثم أناب الناس بعد وكان أول من أناب أبو ساسان الأنصاري وأبو
عمرة وشتيرة وكانوا سبعة فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين ع الا
هؤلاء السبعة اه‍. محمد بن إسماعيل حدثني الفضل بن شاذان عن ابن
أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله ع
انقلب الناس الا ثلاثة أبو ذر وسلمان والمقداد فقال أبو عبد الله ع فأين
أبو ساسان وأبو عمرة الأنصاري اه‍. وهنا إشكال وهي ان ولادة المترجم
إذا كانت حولي 3 من الهجرة فعمره عند وفاة النبي ص نحو سبع سنين
ومثله لا يقال انه رجع إلى أمير المؤمنين ع ولا يصح نظمه في سلك
سلمان وأبي ذر وعمار واضرابهم فلا بد ان يكون أبو ساسان هذا غير
الحضين بن المنذر ويمكن دفعه بان الروايات تضمنت رجوعه ولم تعين تاريخ
ذلك فيمكن ان يكون المراد فيها انه رجع بعد ذلك لما بلغ سن التكليف
والله أعلم وعده ابن سعد في الطبقات في الطبقة الثانية من التابعين وقال
ابن عساكر عن أحمد بن صالح كان حضين تابعيا ثقة وفي خزانة الأدب
وتاريخ دمشق عن العسكري: كان من سادات ربيعة وصاحب راية أمير
علي وفيه يقول أمير المؤمنين ع:
لمن راية سوداء يخفق ظلها * إذا قيل قدمها حضين تقدما
وكان يبخل وفيه يقول زياد الأعجم:
يد حضين بابه خشية القرى * باصطخر والشاة السمين بدرهم
قال صاحب الخزانة: وفيه يقول الضحاك بن هنام (1) الرقاشي:
وأنت امرؤ منا خلقت لغيرنا * حياتك لا نفع وموتك فاجع
قال وهذا البيت نسبه شراح أبيات الكتاب لرجل من بني سلول
ونسبه العسكري للضحاك بن هنام الرقاشي وكذاك الحصري وزاد
الحصري بعده بيتين هما:
وأنت على ما كان منك ابن حرة * أبي لما يرضى به الخصم مانع
وفيك خصال صالحات يشينها * لديك جفاء عنده الود ضائع
أقول اعتقاد بخله بأقوال الشعراء الذين يتبعهم الغاوون ويمدحون
من لا يستحق المدح ويهجون من لا يستحق الهجو وما يصنع الحضين وهو
وال لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع على إصطخر الذي يعاتب
عامله على البصرة عثمان بن حنيف لأنه دعي إلى وليمة فذهب إليها فلم



(1) في خزانة الأدب ضبط العسكري هنام بفتح الهاء والنون المشددة قال وقد وقع في بعض كتب
الأدب مصحفا بهمام بالميم بدل النون.
- المؤلف -
195
يكن الحضين ليسير في ولايته الا بما سنه له إمامه ومقتداه أمير المؤمنين في
المحافظة على بيت مال المسلمين وعدم انفاقه على الشعراء والمداحين كما كان
يفعله بعض الولاة وروى الطبري في ذيل المذيل بسنده ذكروا الحضين بن
المنذر عند الأحنف فقالوا ساد وما بقلت لحيته فقال الأحنف السؤدد مع
السواد قبل ان يشيب الرجل قال وكان حضين بن المنذر يوم صفين صاحب
لواء ربيعة وإياه عنى علي ع بقوله:
لمن راية سوداء يخفق ظلها * إذا قيل قدمها حضين تقدما
وفي مروج الذهب: كان على راية هذيل بن سنان وغيرها من ربيعة
الحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة الذهلي وفيه يقول علي وذكر البيت
وبالجملة كان الحضين بن المنذر من أخلص الناس في ولاء أمير المؤمنين ن
ع حضر معه بصفين وهو غلام شاب ويظن ان عمره يومئذ كان 34 سنة
كما مر ولما اختلفت رؤساء ربيعة على الراية يوم صفين اصطلحوا على أن
يعطوها الحضين مع أنه أصغرهم سنا ولولا وفور عقله وشجاعته ومكانته في
العشيرة لما رضوا ان يتركوا الشيوخ والكهول ويولوها شابا حدث السن
ودل على ذلك أنه لما قال له أمير المؤمنين ع يا فتى أ لا تدني رايتك هذه
ذراعا فقال له غير متلكئ ولا هياب نعم والله وعشرة أذرع، والى أين
يدنيها؟! يدنيها إلى الموت. وحسب الحضين فخرا وشرفا مدح أمير المؤمنين
ع له بشعر يتلى مر الدهور ويحكم العلماء بصحة نسبته وذلك لما رآه
يزحف بالراية فأعجبه زحفه. وموقفه مع أخي قتيبة بن مسلم الباهلي يوم
فتح سمرقند كما يأتي أوضح دليل على سمو مكانه ورجاحة عقله وفصاحة
لسانه وبراعة بيانه وقوة حجته وبرهانه وكفى في رجاحة عقله ان يكون
عدوه قتيبة بن مسلم يعظمه ويستشيره في أمور وهو أمير.
أولاده
في خزانة الأدب عن العسكري: من أولاده يحيى بن حضين وساسان ابن حضين
وعياض بن حضين وفي يحيى يقول الفرزدق:
واصرف الكاس عن الفاتر يحيى بن حضين
اخباره
في تاريخ الطبري: كتب الحجاج إلى عبد الملك يذم يزيد بن الملهب
إلى أن أذن له في عزله فكره الحجاج ان يكتب إليه بالعزل فكتب إليه ان
استخلف المفضل وأقبل فاستشار يزيد حضين بن المنذر فقال له أقم واعتل
فان عبد الملك حسن الرأي فيك وانما اتيت من الحجاج فلم يقبل وسار إليه
وولى الحجاج مكانه قتيبة بن مسلم فقال حضين ليزيد:
أمرتك أمرا حازما فعصيتني * فأصبحت مسلوب الامارة نادما
فما انا بالباكي عليك صبابة * وما انا بالداعي لترجع سالما
فلما قدم قتيبة خراسان قال لحضين كيف قلت ليزيد قال قلت:
أمرتك أمرا حازما فعصيتني * فنفسك أولى اللوم ان كنت لائما
فان يبلغ الحجاج ان قد عصيته * فإنك تلقى أمره متفاقما
قال فما ذا امرته به فعصاك قال امرته ان لا يدع صفراء ولا بيضاء الا
حملها إلى الأمير فقال رجل لعياض بن حضين اما أبوك فوجده قتيبة حين
فره (1) قارحا بقوله امرته ان لا يدع صفراء ولا بيضاء الا حملها إلى الأمير.
وذكر ابن الأثير وغيره انه لما ارسل معاوية عبد الله بن عامر الحضرمي
إلى البصرة ليوقع الفتنة وكان زياد أميرا عليها، استخلفه ابن عباس، بعث
زياد إلى الحضين بن المنذر ومالك بن مسمع فدعاهما وقال أنتم أنصار أمير
المؤمنين وشيعته وثقته فأجيروني حتى يأتيني امر أمير المؤمنين، فاما مالك
فقال ارجع إلى من ورائي واستشير وكان رأيه مائلا إلى بني أمية واما
الحضين بن المنذر فقال نعم نحن فاعلون ولن نخذلك ولن نسلمك.
اخباره بصفين
شهد الحضين صفين مع علي ع وكانت إليه راية بكر البصرة وتدل
بعض الروايات على أن أمير المؤمنين ع امره عليهم من أول الأمر
وبعضها على أنه أعطاه إياها لما حصل التنافس عليها ثم اتفق عليه
المتنافسون قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين ان عليا ع لما عقد الألوية
وأمر الأمراء وكتب الكتاب بصفين جعل على بكر البصرة حضين بن المنذر
وروى نصر أيضا بسنده عن الحضين قال أعطاني علي الراية يوم صفين ثم
قال سر على اسم الله يا حضين واعلم أنه لا يخفق على رأسك راية أبدا
مثلها انها راية رسول الله ص وروى نصر أيضا عن عمر بن سعد حدثني
الصلت بن يزيد بن أبي الصلت التميمي سمعت أشياخ الحي من بني
تميم بن ثعلبة يقولون كانت راية ربيعة كلها كوفيتها وبصريتها يوم صفين مع
خالد بن المعمر السدوسي من ربيعة البصرة ثم نافسه في الراية شفيق بن
ثور السدوسي من بكر بن وائل من أهل الكوفة فاصطلحا على أن يوليا
الراية الحضين بن المنذر الرقاشي من أهل البصرة وقالا هذا فتى له حسب
ونجعلها له حتى نرى رأينا وكان الحضين بن المنذر وهو يومئذ غلام يزحف
براية ربيعة قال السدي وكانت حمراء فأعجب عليا زحفه وثباته فقال:
لمن راية حمراء يخفق ظلها * إذا قيل قدمها حضين تقدما
ويدنو بها في الصف حتى يزيرها * حياض المنايا تقطر الموت والدما
تراه إذا ما كان يوم عظيمة * أبى فيه الا عزة وتكرما
جزى الله قوما صابروا في لقائهم * لدى الباس خيرا ما أعف وأكرما
وأحزم صبرا حين يدعى إلى الوغى * إذا كان أصوات الكماة تغمغما
ربيعة أعني انهم أهل نجدة * وبأس إذا لاقوا خميسا عرمرما
وأورد ابن عساكر البيت الأول: لمن راية سوداء الخ وكذلك الطبري
في ذيل المذيل والمسعودي في مروج الذهب والثاني: فيوردها في الصف حتى
يقيلها والثالث:
جزى الله قوما قاتلوا في لقائهم * لدى الموت قدما ما أعز وأكرما
والرابع: وأطيب اخبارا وأكرم شيمة قال ابن أبي الحديد ان سائر
الرواة غير نصر رووا له ع هذه الأبيات الستة فقط ولكن نصرا زاد
روايته عليها أبياتا وسائر الرواة يروون هذه الزيادة للحضين:
وقد صبرت عك ولخم وحمير * لمذحج حتى لم يفارق دم دما
ونادت جذام يا لمذحج ويلكم * جزى الله شرا أينا كان أظلما
أما تتقون الله في حرماتكم * وما قرب الرحمن منها وعظما
أذقنا ابن حرب طعننا وضرابنا * بأسيافنا حتى تولى وأحجما
وحتى ينادي زبرقان بن أظلم * ونادى كلاعا والكريب وأنعما
وعمرا وسفيانا وجهما ومالكا * وحوشب والغاوي شريحا وأظلما



(1) من قولهم: فر الدابة يفرها فرا إذا كشف عن أسنانها لينظر ما سنها. - المؤلف -
196
وكرز بن نبهان وعمرو بن جحدر * وصباحا القيني يدعو وأسلما
قال نصر وذكروا ان عليا ع كان لا يعدل بربيعة أحدا من الناس
فشق ذلك على مضر وأظهروا لهم القبيح وأبدوا ذات أنفسهم فقال حضين
ابن المنذر شعرا أغضبهم فيه:
رأت مضر صارت ربيعة دونهم * شعار أمير المؤمنين وذا الفضل
فأبدوا إلينا ما تجن صدورهم * علينا من البغضا وذاك له أصل (1)
فقلت لهم لما رأيت رجالهم * بدا بهم قطو (2) كان بهم ثقل (3)
إليكم أهيبوا لا أبا لأبيكم * فان لكم شكل وان لنا شكل
ونحن أناس خصنا الله بالتي * رآنا لها اهلا وأنتم لها أهل
فأبلوا بلانا أو أقروا بفضلنا * ولن تلحقونا الدهر ما حنت الإبل
فغضبوا من شعر حضين وجاء رؤساؤهم إلى أمير المؤمنين وطلبوا منه
ان يعفي ربيعة من القتال ويجعله نوبا بينهم ليعرف بذلك بلاؤهم فأعطاهم
ذلك وروى نصر بسنده ان أبا عرفاء جبلة بن عطية الذهلي قال للحضين
يوم صفين هل لك ان تعطيني رايتك احملها فيكون لك ذكرها ويكون لي
اجرها فقال له الحضين وما غناي عن اجرها مع ذكرها قال لا غنى بك عن
ذلك استعيرها منك ساعة فما أسرع ما ترجع إليك فعلم أنه يريد ان
يستقتل قال فما شئت فاخذ الراية أبو عرفاء ثم حرضهم وقال فإذا رأيتموني
قد شددت فشدوا فشد وشدوا معه وأخذ الحضين يقول:
شدوا إذا ما شد باللواء * ذاك الرقاشي أبو عرفاء
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين بسنده عن الحضين بن المنذر في
حديث إلى أن قال: فلما كان يوم الخميس انهزم الناس من الميمنة فجاءنا
علي حتى انتهى إلينا ومعه بنوه فنادى بصوت عال جهير كغير المكترث لما فيه
الناس وقال لمن هذه الرايات قلنا رايات ربيعة قال بل هي رايات الله عصم
الله أهلها وصبرهم وثبت اقدامهم ثم قال لي يا فتى أ لا تدني رايتك هذه
ذراعا فقلت له نعم والله وعشرة أذرع فقلبت فملت بها فأدنيتها فقال لي
حسبك مكانك وبسنده عن يحيى بن مطرف العجلي شهد مع علي صفين
قال لما نصبت الرايات اعترض علي الرايات ثم انتهى إلى رايات ربيعة فقال
لمن هذه الرايات فقلت رايات ربيعة فقال بل هي رايات الله وروى نصر في
كتاب صفين انها لما رفعت المصاحف يوم صفين تكلم رؤساء القبائل فتكلم
من ربيعة وهي الجبهة العظمى كردوس بن هانئ البكري فدعا إلى طاعة
علي ع ثم قام شقيق بن ثور البكري فدعا إلى الموادعة ثم قام حريث بن
جابر البكري فدعا إلى الحرب ثم قام خالد بن المعمر فدعا إلى الموادعة قال
ثم إن الحضين الربعي وهو من أصغر القوم سنا قام فقال أيها الناس انما
بني هذا الدين على التسليم فلا توفروه بالقياس (5) ولا تهدموه بالشفقة (6)
فانا والله لولا انا لا نقبل الا ما نعرف لأصبح الحق في أيدينا قليلا ولو
تركنا وما نهوى لكان الباطل في أيدينا كثيرا وان لنا راعيا قد حمدنا ورده
وصدره وهو المصدق على ما قال المأمون على ما فعل فان قال لا قلنا لا وان
قال نعم قلنا نعم فلما بلغ ذلك معاوية بعث إلى مصقلة بن هبيرة فقال ما
لقيت من أحد ما لقيت من ربيعة فقال ما هم منك بأبعد من غيرهم وانا
باعث إليهم فيما صنعوا فبعث إلى الربعيين بهذه الأبيات يصوب رأي من
دعا إلى الموادعة ويذم من دعا إلى الحرب ومنهم الحضين وفيها اقواء وابطاء
وربما تحريف لم نهتد إلى صوابه فقال:
لن يهلك القوم ان تبدي نصيحتهم * الا شقيق أخو ذهل وكردوس
وابن المعمر لا تنفك خطبته * فيها البيان وامر القوم ملبوس
اما حريث فان الله ضلله * إذ قام معترضا والمرء كردوس
طأطأ حضين هنا في فتنة جمحت * ان ابن وعلة فيها كان محسوس
منوا علينا ومناهم وقال لهم * قولا يهيج له البزل القناعيس
كل القبائل قد أدى نصيحته * الا ربيعة رغم القوم محبوس
وقال خالد بن المعمر وذكر في أبياته حضين بن المنذر ومدحه:
وفت لعلي من ربيعة عصبة * بصم العوالي والصفيح المذكر
شقيق وكردوس بن سيد تغلب * وقد قام فيها خالد بن المعمر
وقارع بالشورى حريث بن جابر * وفاز بها لولا حضين بن منذر
لأن حضينا قام فينا بخطبة * من الحق فيها منية المتجبر (7)
أمرنا بمر الحق حتى كأننا * خشاش تفادى من قطام بقرقر
وكان أبوه خير بكر بن وائل * إذا خيف من يوم أغر مشهر
نماه إلى علبا عكابة عصبة * وأب أبي للدنية أزهر
قال فلما ظهر قول حضين رمته بكر بن وائل بالعداوة ثم إن عليا
أصلح بينهم اه‍. كان المراد بقول حضين هو قوله المتقدم: أيها الناس لأن
فيه حثا على مداومة القتال الذي يكرهونه.
اخباره مع معاوية
قال ابن عساكر قدم وفد العراق على معاوية وفيهم حضين الذهلي
وكان يؤذن له في أولهم ويدخل في آخرهم فقال له معاوية ما لك يا أبا
ساسان انا نحسن إذنك فأنشأ حضين يقول:
كل خفيف الشأن يسعى مشمرا * إذا فتح البواب بابك إصبعا
ونحن الجلوس الماكثون رزانة * وحلما إلى أن يفتح الباب أجمعا
قال وشهد الحضين صفين مع علي ع وبقي بعد ذلك إلى أيام
معاوية فوفد عليه وكان لا يعطي البواب ولا الحاجب شيئا فكان الحاجب لا
يأذن له الا في أخريات الناس فدخل يوما فقال البيتين السابقين فأومأ معاوية
بيده ان اعطهم شيئا فإنك لا تعطي أحدا شيئا الا نفعك.
اخباره مع قتيبة بن مسلم بن عمرو الباهلي بخراسان
قال ابن عساكر كان الحضين بخراسان أيام قتيبة بن مسلم فيقال انه
كان عنده فدخل على قتيبة مسعود بن خراش العبسي والحضين عنده وهو
شيخ كبير معتم بعمامة فقال مسعود لقتيبة من هذه العجوز المعتمة عند
الأمير فقال قتيبة بخ بخ هذا حضين بن المنذر فقال حضين من هذا أيها
الأمير قال مسعود بن خراش العبسي فقال انا والله لم نجد في قومه في
الجاهلية الا عبدا حبشيا يعني عنترة ولا في الاسلام الا امرأة بغيا فسكت



(1) هو السوء والبغضاء والحقد والغل (خ).
(2) القطو الثقل في المشي.
(3) فيه الاقواء وكذا الذي بعده.
(4) في النسخة المطبوعة الحصين بالصاد المهملة وهو تحريف وصوابه بالمعجمة.
(5) اي لا تتبعوا في
احكامه الرأي بل سلموا لمن يعلمها ولا يكن توفير احكام هذا الدين وتكثيرها مستندا إلى
الرأي بل إلى قول المرشد الذي هو اعلم منكم.
(6) اي لا تهدموا احكامه اتباعا للشفقة
والرحمة والعاطفة فتخالفوا امامكم وتميلوا إلى الدعة شفقة على أنفسكم من الموت.
(7) هكذا في الأصل المتجبر بالجيم ويمكن ان يكون صوابها المتخير بالخاء المعجمة والمثناة التحتية.
197
مسعود. قال ولما نزل حضين بمرو كان قتيبة بن مسلم يستشيره في أموره
وكان الحضين ينطوي على بغض له قال وقال قتيبة لوكيع بن أبي سور ما
السرور قال لواء منشور وجلوس على السرير وسلام عليك أيها الأمير وقال
للحضين ما السرور فقال دار قوراء وامرأة حسناء وفرس مربوط بالفناء وقال
لرجل من بني قشير ما السرور فقال الأمن والعافية فقال صدقت اه‍.
والأخير أحسن الأجوبة، وشرها وأقربها إلى النفاق الأول، وأوسطها الوسط
خبره معه ومع أخيه لما فتح قتيبة سمرقند
أورده المبرد في الكامل وأورده ابن عساكر في تاريخ دمشق وبين
روايتهما بعض التفاوت قال المبرد لما فتح قتيبة بن مسلم سمرقند أفضى إلى
أثاث لم ير مثله والى آلات لم ير مثلها فأراد ان يري الناس عظيم ما أنعم
الله عليه ويعرفهم أقدار القوم الذين ظهر عليهم فامر بدار ففرشت وفي
صحنها قدور يرتقى إليها بالسلالم وقال ابن عساكر وامر بقدور من الصفر
فنصبت في صحن الدار فلم ير الناس مثلها في الكبر وانما يرتقى إليها
بالسلالم والناس منها متعجبون وأذن للعامة فدخلوها قال المبرد فإذا
بالحضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة الرقاشي قد اقبل والناس جلوس
على مراتبهم والحضين شيخ كبير فلما رآه عبد الله بن مسلم قال لأخيه قتيبة
أئذن لي في معاتبته وأراد ان يكلمه على جهة التعنت به قال المبرد فقال لا
ترده لأنه خبيث الجواب وقال ابن عساكر فنهاه قتيبة وقال هو باقعة العرب
وداهية الناس ومن لا تطيقه فخالفه وأبى الا ان يكلمه وكان عبد الله يضعف
يحمق فاقبل على الحضين وقال أ من الباب دخلت يا أبا ساسان فقال:
اجل، أسن عمك عن تسور الحيطان وكان عبد الله تسور حائطا إلى امرأة
قبل ذلك قال أ فرأيت هذه القدور قال هي أعظم من أن لا ترى قال ابن
عساكر قال أفتقدر ان رقاشا رأت مثلها وقال المبرد قال ما أحسب بكر بن
وائل رأى مثلها قال اجل ولا عيلان ولو رأى مثلها لسمي شبعان ولم يسم
عيلان فقال له عبد الله أ فتعرف يا أبا ساسان الذي يقول:
عزلنا وأمرنا وبكر بن وائل * تجر خصاها تبتغي من تحالف
قال نعم اعرفه واعرف الذي يقول:
فادى الغرم من فادى قشيرا * ومن كانت له اسرى كلاب
وخيبة من يخيب على غني * وباهلة بن يعصر والرباب
وزاد ابن عساكر:
وباهلة بن يعصر شر قيس * وأخبث من وطا عفر التراب
فلا غفر الاله لباهلي * ولا عافاه من سوء الحساب
قال أ فتعرف الذي يقول:
كان فقاح الأزد حول ابن مسمع * إذا وقد عرفت أفواه بكر بن وائل
فقال نعم اعرفه واعرف الذي يقول:
ان كنت تهوى ان تنال لرغبة * في دار باهلة بن يعصر فارحل
قوم قتيبة أمهم وأبوهم * لولا قتيبة أصبحوا في مجهل
واقتصر المبرد على البيت الثاني قال ابن عساكر والذي يقول:
قد علمت قيس وقيس عائله * ان أشر الناس طرا باهله
آباؤهم في كل حي نافله * في أسد ومذحج وعامله
وما رجعت هبلتك القابلة
ثم قال يا أبا ساسان من الذي يقول:
لقد أفسدت استاه بكر بن وائل * من التمر ما قد أصلحته ثمارها
ومن الذي يقول:
يسد حضين بابه خشية القرى * باصطخر والكبش العظيم بدرهم
قال الذي يقول:
إذا أنكرت نسبة باهلي * فرفع عنه ناحية الإزار
قال المبرد قال اما الشعر فأراك ترويه فهل تقرأ من القرآن شيئا قال نعم
اقرأ منه الأكثر الأطيب هل اتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا
مذكورا فأغضبه فقال والله لقد بلغني ان امرأة الحضين حملت إليه وهي
حبلى من غيره قال فما تحرك الشيخ عن هيئته الأولى ثم قال على رسله وما
يكون تلد غلاما على فراشي فيقال فلان ابن الحضين كما يقال عبد الله بن
مسلم فاقبل قتيبة على عبد الله وقال لا يبعد الله غيرك. وقال ابن عساكر ثم
اقبل حضين على قتيبة وقال:
قتيبة ان تكفف أخاك تكفه * وفي الوصل مني مطمع يا ابن مسلم
ولا فاني والذي حجها له * رجال قريش والحطيم وزمزم
لئن لج عبد الله في بعض ما أرى * لأرتقين في شتمكم رأس سلم
أمزح بشيخ بعد تسعين حجة * طوتني كأني من بقية جرهم
فما رد مزح قط خيرا علمته * وللمزح أهل لست منهم فأحجم
وقتيبة هذا وأخوه وأبوه كانوا من أولياء بني أمية وأعداء علي ع
وولده وأبوه مسلم بن عمرو البالهي هو صاحب القصة مع مسلم
ابن عقيل حين اتي بمسلم أسيرا إلى ابن زياد وعلى باب القصر قلة ماء باردة
فقال مسلم أسقوني من هذا الماء فقال له مسلم
الباهلي أتراها ما أبردها والله لا تذوق منها قطرة ابدا حتى تذوق الحميم في
نار جهنم فقال له ابن عقيل لأمك الثكل ما أجفاك وأفظك وأقسى قلبك
أنت يا ابن باهلة أولى بالحميم والخلود في نار جهنم مني. والحضين كان
على العكس منهم فلا جرم ان كان ينطوي على بعض قتيبة. اما قتيبة فكان
عاقلا مدبرا فهو وان كان ينطوي على بغض الحضين لكنه لا يظهر ذلك ولا
يعمل بمقتضاه ويعظم الحضين ويستشيره في أموره لما يعلم من عقله وتدبيره
والحضين لا يألوه نصحا اما اخوه عبد الله بن مسلم فما حمله على التعرض
للحضين الا البغض والعداوة التي في نفسه ولا يستطيع كتم ذلك وقد نهاه
اخوه عن التعرض للحضين فلم يقبل ففضحه الحضين وأخزاه.
ما اثر عنه من كلمات حكيمة
ابن عساكر: كان حضين إذا دخل عليه زوج بنته أو زوج أخته يقول
مرحبا كفانا المئونة وستر العورة وقال ابن عساكر عن أحمد بن صالح قيل
لحضين باي شئ سدت قومك فقال بحسب لا يطمعن فيه ورأي لا
يستغنى عنه ومن تمام السؤدد ان يكون الرجل ثقيل السمع عظيم الرأس
وفي لباب الآداب قال حضين بن المنذر صاحب راية أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب ع: ابتذال النفس في الحرب أبقى لها إذا تأخرت
الآجال.
وفي كتاب البخلاء للجاحظ عن رسالة سهل بن هارون بن راهيون

198
إلى بني عمه من آل راهيون: قال الحضين بن المنذر وددت ان لي مثل أحد
ذهبا لا انتفع منه بشئ قيل فما ينفعك من ذلك قال لكثرة من يخدمني عليه
وقال أيضا عليك بطلب الغنى فلو لم يكن لك فيه الا انه عز في قلبك وشبهة
وشهية ظ في قلب غيرك لكن الحظ فيه جسيما والنفع فيه عظيما اه‍.
من روى عنهم
قال ابن عساكر والعسكري فيما حكي عنه في خزانة الأدب: روى
الحديث عن عثمان وعلي والمهاجر بن قنفذ ومجاشع بن مسعود وروى عنه
الحسن وغيره.
الذين رووا عنه
قال العسكري روى عنه الحسن وعبد الله بن الداناج وعبد العزيز بن
معمر وعلي بن سويد بن منجوف.
بعض ما روي من طريقه
روى ابن عساكر بسنده عنه خبر شرب الوليد بن عقبة الخمر بالكوفة
وصلاته بالناس صلاة الفجر أربع ركعات وهو سكران وذلك في خلافة
عثمان وضرب علي له الحد.
574: الخضين بن المخارق بن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة أبو
جنادة السلولي.
اختلاف النسخ في اسمه ونسبته.
مر بعنوان حسين بن مخارق بالسين وبعضهم قال حضين بالضاد
المعجمة وبعضهم بالصاد المهملة وضبطه العلامة في الخلاصة كما في النسخة
المطبوعة ونسخة مخطوطة مقابلة على نسخة ولد ولد المصنف وكما في ايضاح
الاشتباه في نسخة مخطوطة بضم الحاء وفتح الضاد المعجمة ولكن عن حاشية
الخلاصة بخط الشهيد الثاني انه في الايضاح بالصاد المهملة قال ويشهد له
الخلو من النقطة في غيرها والله أعلم. أقول الظاهر أن ما في نسخة
الشهيد الثاني خطا من النساخ لوجود النص في باقي النسخ على أنه بالصاد
المعجمة ورسمه ابن حجر في لسان الميزان بالصاد المهملة ووضعه قبل
حضرمي والسلولي في رجال ابن داود من أصحابنا من أثبته السكوني
وهو وهم فان السلولي منسوب إلى سلول وهي أم بني جندل ابن مرة بن
صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن وولد جندل بها يعرفون وهي سلول
بنت ذهل بن شيبان وقد ذكره الحازمي في العجالة اه‍.
وفي الإصابة السلولي بفتح السين المهملة وتخفيف اللام المضمومة
نسبة إلى سلول وهي أم بني مرة بن صعصعة اه‍.
قال النجاشي حضين بن المخارق ابن عبد الرحمن بن ورقاء بن
حبشي بن جنادة أبو جنادة السلولي وحبشي صاحب النبي ص روى
عنه ثلاثة أحاديث أحدها علي مني وانا منه وقيل في حضين بعض القول
وضعف بعض التضعيف له كتاب التفسير والقراءات كتاب كبير قرأت على
أبي الحسن العباس بن عمر بن العباس ابن محمد بن عبد الملك الفارسي
الكاتب وكتب ذلك لي بخطه أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد
الأصفهاني حدثنا أحمد بن الحسن بن سعيد بن عثمان القرشي حدثنا أبي
عن حضين وقال العلامة في الخلاصة بعد حكاية كلام النجاشي إلى قوله
بعض التضعيف: وقال الشيخ انه من أصحاب الكاظم ع
وانه واقفي وقال ابن الغضائري انه ضعيف ونقل هو عن ابن عقدة انه كان
يعني حضينا يضع الحديث وهو من الزيدية لكن حديثه يجئ في حديث
أصحابنا يشير إلى ابن عقدة اه‍. وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع فقال الحضين بن المخارق أبو جنادة السلولي الكوفي
وذكره في أصحاب الكاظم كما عن بعض النسخ فقال ابن مخارق واقفي وفي
نسخة أخرى بالسين كما في الفهرست وقد سبق وفي ميزان الذهبي:
حصين بن مخارق بن ورقاء أبو جنادة عن الأعمش قال الدارقطني يضع
الحديث ونقل ابن الجوزي ان ابن حبان قال لا يجوز الاحتجاج به. وفي
لسان الميزان: وهو كما قال واخرج الطبراني في المعجم الصغير من طريقه
حديثا وقال حصين بن مخارق كوفي ثقة ونسبه ابن النجاشي في مصنفي
الشيعة فقال ابن مخارق ابن عبد الرحمن بن ورقاء بن حبشي بن جنادة
السلولي لجده حبشي بن جنادة صحبة وذكر انه ضعيف وان له تفسير القرآن
والقراءات وهو كبير حديثا وقال غريب من حديث حصين واخرج الخليلي في
فوائده من طريقة ابن مخارق عن يوسف بن ميمون الصباغ اه‍.
575: خطان بن خفاف أبو جويرية الجرمي.
عن تقريب ابن حجر حطان بكسر الحاء وتشديد الطاء المهملتين
وخفاف بضم الخاء المعجمة وفائين الأولى خفيفة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
وعن تقريب ابن حجر مشهور بكنيته ثقة من الثالثة وعن مختصر
الذهبي ثقة أيضا.
576: حطيط الزيات الكوفي.
قال صاحب النجوم الزاهرة في الجزء الأول: كان عابدا زاهدا
يصدع بالحق، قتله الحجاج لتشيعه ولميله لابن الأشعث. قيل: انه لما
أحضره بين يديه قال له الحجاج: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ قال: أقول
فيهما خيرا، قال ما تقول في عثمان؟ قال ما ولدت في زمانه. فقال له
الحجاج: يا ابن اللخناء، ولدت في زمان أبي بكر وعمر ولم تولد في زمان
عثمان؟! فقال له حطيط: يا ابن اللخناء، اني وجدت الناس اجتمعوا في
أبي بكر وعمر فقلت بقولهم، ووجدت الناس اختلفوا في عثمان فوسعني
السكوت، فقال له معد لعنه الله معد صاحب عذاب الحجاج: اني
أريد ان تدفعه إلي فوالله لأسمعنك صياحه، فسلمه إليه فجعل يعذبه ليلته
كلها وهو ساكت، فلما كان وقت الصبح كسر ساق حطيط، ثم دخل عليه
الحجاج لعنه الله فقال له: ما فعلت بأسيرك، فقال: ان رأي الأمير انه
يأخذه مني، فقد أفسد علي أهل سجني، فقال الحجاج: علي به، فعذبه
بأنواع العذاب وهو صابر، فكان يأتي بالمسال فيغرزها في جسمه وهو
صابر، ثم لفه في بارية وألقاه حتى مات وذلك سنة 84.
577: الحفار
هو أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر بن زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع.
578: حفص
هو حفص بن غياث القاضي.

199
: حفص أبو عمرو الكلبي
: حفص أبو النعمان الكوفي
وفي نسخة ابن النعمان.
: حفص بن أبي إسحاق المدائني.
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
: حفص ابن الأبيض.
: حفص بن الأبيض التمار الكوفي.
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع
واتحادهما محتمل وروى الكشي في ترجمة معلى بن خنيس ما ربما يستفاد منه
كون الثاني من أهل سر الإمام الصادق ع.
: حفص بن أبي عائشة المنقري الكوفي مولى.
هو أخو عمار الآتي.
: حفص بن أبي عيسى الكوفي.
: حفص أخو مرازم
وفي الكافي عن ابن أبي عمير عن حفص ابن أخي
مرازم.
: حفص بن إسحاق بن عيسى الحنفي مولاهم الكوفي أخو سليم المقري وفي
بعض النسخ ابن عيسى.
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
: حفص الأعرج الخازري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى
عنه ابن مسكان اه‍. وفيه إشارة إلى قوته برواية الاجلاء عنه.
: حفص الأعور الكناسي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
: حفص الأعور الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى
عنه وعن أبي عبد الله ع. وفي التعليقة الظاهر اتحاد
الأعورين مع ابن عيسى وابن قرط الآتيين بل لا يبعد اتحاد كثير منهم
وسيجئ في ترجمة زياد بن أبي إسماعيل انه شريك حفص الأعور وفيه
شهادة على معروفيته.
: حفص بن البختري البغدادي أصله كوفي.
البختري بفتح الباء الموحدة وسكون الخاء المعجمة وفتح التاء
المثناة الفوقية.
في القاموس الحسن المشي والجسم والمختال.
قال الشيخ في رجاله: حفص بن البختري البغدادي أصله كوفي
وقال في الفهرست حفص بن البختري له أصل أخبرنا به عدة من أصحابنا
عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن محمد بن خالد عن ابن أبي عمير عن حفص بن
البختري وقال النجاشي حفص بن البختري مولى بغدادي أصله كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن
ع ذكره أبو العباس وانما كان بينه وبين آل أعين نبوة فغمزوا
عليه بلعب الشطرنج له كتاب يرويه عنه جماعة منهم محمد ابن أبي عمير
أخبرنا أبو عبد الله القزويني حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا عبد الله بن
جعفر حدثنا أبو يوسف يعقوب بن يزيد بن حماد الأنباري حدثنا محمد بن
أبي عمير عنه به قوله وذكره أبو العباس اي ذكر ما تقدم كله أو خصوص
روايته عن الصادق والكاظم اما رجوعه إلى خصوص التوثيق فلا وجه له بل
هو اما راجع إلى الكل أو خصوص الأخير قوله غمزوا عليه اي عابوه
وطعنوا فيه بنسبة لعب الشطرنج إليه وظاهره عدم صحة ذلك وانه مفتري
عليه وذلك جزم بوثاقته أولا ولم يلتفت إلى غمزهم لان منشأه النبوة بينه
وبينهم وقد يستشكل في هذا بان آل أعين من أجلاء الرواة الثقات وذلك لا
يجتمع مع قدحهم فيه لمجرد العداوة وبالجملة كيف تجتمع وثاقة آل أعين
ووثاقة حفص مع قدحهم فيه فاما ان يكون قدحهم بحق فلا يكون هو ثقة
أو بباطل فلا يكونون هم ثقات ويجاب بان القدح قد صدر من بعضهم لا
من جميعهم وفيه انه خلاف الظاهر ولعله كان لا يرى لعب الشطرنج محرما
وان أخطأ في ذلك فان الخطأ في الاجتهاد لا ينافي العدالة. وفي التعليقة
علم أن المتأخرين يحكمون بصحة حديثه من غير توقف وقال المحقق الشيخ
محمد ان المحقق في المعتبر في مسالة شك الامام مع حفظ المأموم حكم
بضعفه ولعله لاحتمال رجوع ذكره إلى التوثيق أيضا لعدم معلومية كون أبي
العباس بن نوح أو ابن عقدة اه‍. وأجاب صاحب التعليقة بان الظاهر أنه
ابن نوح مع أنه لو كان ابن عقدة فتوثيقه معتد به أقول يمكن أن يكون
تضعيفه لغمز آل أعين. وفي الوجيزة ثقة وفي البلغة ثقة في المشهور وفي
نفسي منه شئ وفي الخلاصة نقل كلام النجاشي على عادته ولم يستدركه
بشئ وكيف كان فالأرجح وثاقته لتوثيق النجاشي له سواء كان ذلك منه أم
من ابن نوح أم من ابن عقدة وغمز آل أعين فيه لم يعلم أنه مضر لما عرفت
ولعدم التفات النجاشي إليه ويؤيد وثاقته رواية ابن أبي عمير عنه بل اكثاره
من الرواية عنه وكونه كثير الرواية مقبولها.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب حفص المشترك بين من يوثق
به وغيره ويمكن استعلام انه ابن البختري الثقة برواية محمد بن أبي عمير
عنه وزاد الكاظمي والبرقي وعن جامع الرواة انه نقل رواية محمد بن عيسى
وصفوان بن يحيى وعبد الله بن سنان وعلي بن الحكم وهشام بن الحكم
أيضا عنه وقال الكاظمي وقع في الكاظمي في باب ما يستحب من الصدقة
عند الخروج من مكة وفي التهذيب أيضا سند هذه صورته علي بن إبراهيم
عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي عن معاوية بن عمار
وحفص بن البختري عن أبي عبد الله ع في المنتقى: اتفقت
نسخ الكافي والتهذيب على ما في طريقه من رواية الحلبي عن معاوية بن
عمار وحفص ولا ريب انه غلط والصواب فيه عطف معاوية والمعطوف عليه
في حماد عن الحلبي وحفص معطوف على معاوية فرواية ابن أبي عمير عن
أبي عبد الله من ثلاثة طرق إحداها بواسطتين وهي رواية حماد عن الحلبي
والاخريان بواسطة واحدة وهما معاوية وحفص وبالجملة فمثل هذا عند

200
الممارس أوضح من أن يحتاج إلى بيان اه‍.
حفص الجوهري أبو عبد الله.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع وقال وروى
عن الهادي ع أيضا.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية عمر بن يزيد السابري عن أبي
عبد الله حفص الجوهري عن الحسن بن يزيد عن أبي عبد الله ع
ورواية الصفار عن محمد بن عيسى بن حفص الجوهري.
حفص بن حبيب الكوفي في بعض النسخ الكلبي الكوفي.
594: حفص بن حميد مولى همدان أبو علي الابار الكوفي.
595: حفص بن خالد بن جابر البصري.
596: حفص الدهان.
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
597: حفص بن سابور.
تقدم في ترجمة أخيه بسطام بن سابور عن النجاشي انه ثقة.
598: حفص بن سالم أبو ولاد الحناط.
هكذا عنونه النجاشي ثم قال وقال ابن فضال حفص بن يونس
مخزومي روى عن أبي عبد الله ع ثقة لا باس به وقيل إنه من
موالي جعفي ذكره أبو العباس له كتاب يرويه الحسن بن محبوب أخبرنا ابن
نوح حدثنا الحسن بن حمزة حدثنا ابن بطة حدثنا محمد بن الحسن حدثنا
أحمد بن محمد حدثنا الحسن بن محبوب عن حفص بكتابه اه‍. وفي
الفهرست حفص بن سالم يكنى أبا ولاد الحناط ثقة كوفي مولى جعفي له
أصل رويناه عن عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسن بن محبوب عن حفص. وفي
الفقيه عن أبي ولاد الحناط واسمه حفص بن سالم مولى بني مخزوم، وفي
الخلاصة حفص بن سالم يكنى أبا ولاد الحناط ثقة كوفي مولى جعفي له
أصل وقال ابن فضال انه حفص بن يونس مخزومي روى عن أبي عبد الله
ع ثقة لا باس به وقال ابن عقدة حفص بن سالم خرج مع
زيد بن علي وظهر من الصادق ع تصويبه لذلك اه‍. ولا
يخفي ان ابن عقدة زيدي يهمه تصويب الصادق ع الخروج
مع زيد وقال الشيخ في رجاله في أصحاب حفص بن يونس أبو ولاد الحناط
الآجري ثم فيهم حفص بن سالم أبو ولاد الحناط مولى جعفي كوفي اه‍.
فالنجاشي والعلامة جعلاهما رجلا واحدا اسمه اما
حفص بن سالم واما حفص بن يونس وهو مولى بني مخزوم أو مولى جعفي وسبب ذلك أن كلا
منهما يكنى أبا ولاد ويوصف بالحناط وابن فضال قال عن ابن يونس انه
مخزوني وقيل من موالي جعفي والشيخ في الفهرست جعل ابن سالم مولى
جعفي والصدوق في الفقيه جعل ابن سالم مولى بني مخزوم ولولا ذلك
لأمكن كونهما رجلين أحدهما مولى بني مخزوم والآخر مولى جعفي والشيخ في
رجاله وان كان ظاهره انهما اثنان الا انه كثيرا ما يذكر الرجل الواحد في
رجاله بعنوانين.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف حفص بن سالم أبو ولاد الحناط برواية
الحسن بن محبوب عنه وزاد الكاظمي: وروى عنه فضالة بن أيوب وحماد
ابن عثمان ومحمد بن أبي حمزة قال وقد يوجد في الأسانيد رواية الحسن بن
محبوب عن أبي ولاد الحناط عن عبد الله بن سنان وهو خلاف المعهود المتكرر
من رواية الحسن بن محبوب عن كل منهما بغير واسطة وعن جامع الرواة انه
زاد رواية علي بن الحكم وأحمد بن دوبل بن هارون عنه.
599: حفص بن سالم صاحب السابري.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويأتي في
أخيه عمر بن سالم قول النجاشي هو وأخوه حفص ثقتان.
600: حفص بن سالم الكوفي التمالي أبو علي.
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
601: حفص بن سليم العبدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع وقال أسند عنه.
602: حفص بن سليمان.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الكاظم ع.
603: حفص بن سليمان أبو عمرو الأسدي الغاضري المقري البزاز الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع
وقال أسند عنه.
604: أبو سلمة حفص بن سليمان الخلال الهمداني
الكوفي مولى السبيع من همدان. قتل سنة 132 بالهاشمية قرب الكوفة ودفن بها وقيل قتل بالأنبار
والأول أصح سيأتي عن المسعودي انه كان فكها ممتعا أديبا عالما بالسياسة
والتدبير وكان من وجوه أهل الكوفة وممن قام بالدعوة العباسية أشد قيام ثم
أراد تحويل الامر عنهم إلى آل أبي طالب فكان ذلك سبب هلاكه وكان
يسمى وزير آل محمد، قال المسعودي كان أول من وقع عليه اسم الوزارة
في دولة بني العباس ويمكن لنا ان نستفيد من مجاري الأحوال انه كان علوي
النزعة معاديا للأموية بالطبع يحب زوال دولتهم على أي حال كان،
فكراهته للأموية بعثته على القيام بالدعوة العباسية وميله إلى آل أبي طالب
حداه على إرادة صرف الامر عنهم إلى آل أبي طالب وبهذا الاعتبار صح لنا
ادخاله في موضوع الكتاب قال ابن عساكر في تاريخ دمشق كان أبو سلمة
حفص بن سليمان الخلال من دعاة بني العباس وقدم الحميمة من أرض
الشراة مقر بني العباس وأشخصه أبو العباس السفاح (1) اه‍. والدعوة
العباسية قامت باسم الرضا من أهل بيت رسول الله ص قال ابن الأثير



(1) كأن في الكلام نقصا ولعل أصله وأشخصه أبو العباس السفاح إلى خراسان لبث الدعوة أو
نحو ذلك - المؤلف -.
201
كان أبو زينب الخزاعي طلحة بن زريق أحد النقباء الاثني عشر الذين
اختارهم محمد بن علي بن عبد الله بن العباس من السبعين الذين استجابوا
له حين بعث رسوله إلى خراسان وكان عالما بحجج الهاشمية ومعايب
الأموية وكان أبو مسلم يشاوره في الأمور وكان هو الذي يأخذ البيعة بأمر
أبي مسلم وهي أبايعكم على كتاب الله وسنة رسوله ص والطاعة للرضا
من أهل رسول الله ص وقال قحطبة بن شبيب أحد قواد أبي مسلم
الخراساني في بعض خطبه مشيرا إلى بني أمية فأخافوا أهل البر والتقوى من
عترة رسول الله ص فسلطكم عليهم وقال أهل خراسان لما جاءهم أبو
مسلم رجل من أهل البيت ذكره الطبري وقال السفاح لما خطب على منبر
الكوفة وخصنا الله برحم رسول الله ص وقرابته ووضعنا من الاسلام
وأهله بالموضع الرفيع فقال تعالى انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا. قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى.
وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله ولرسوله ولذي القربى.
واعلموا انما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى وقال
ورجع الحق إلى نصابه في أهل بيت نبيكم فبنو العباس استمالوا الناس
باسم أهل البيت وقالوا انهم هم آل رسول الله وأهل بيته ثم فعلوا الأفاعيل
بال رسول الله الأقربين الذين هم أحق بآية الطهارة وغيرها منهم والذين
هم أحد الثقلين ومثل سفينة نوح وباب حطة قال أبو فراس الحمداني:
أأنتم آله فيما ترون وفي أظفاركم من بنيه الطاهرين دم
وقال الكميت:
بحقكم أمست قريش تقودنا * وبالفذ منها والرديفين نركب
وقال أبو تمام:
فعلتم بأبناء النبي ورهطه * أفاعيل أدناها الخيانة والغدر
وقال الشريف الرضي:
الا ليس فعل الأولين وان علا * على قبح فعل الآخرين بزائد
وقال آخر:
تالله ما نالت أمية منهم معشار ما فعلت بنو العباس
قال ابن الأثير في حوادث سنة 172 فيها كتب بكير بن ماهان أحد
دعاة بني العباس إلى إبراهيم الامام انه في الموت وانه قد استخلف أبا
سلمة حفص بن سليمان وهو رضا للأمر فكتب إبراهيم لأبي سلمة يأمره
بالقيام بأمر أصحابه وكتب إلى أهل خراسان يخبرهم انه قد أسند أمرهم إليه
ومضى أبو سلمة إلى خراسان فصدقوه وقبلوا امره ودفعوا إليه ما اجتمع
عندهم من نفقات الشيعة وخمس أموالهم وقال الطبري في تاريخه ان
محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بعث رجلا إلى خراسان وأمره ان يدعو
إلى الرضا ولا يسمي أحدا ثم مات محمد بن علي وأوصى إلى ولده إبراهيم
فبعث إبراهيم إلى خراسان أبا سلمة حفص بن سليمان مولى السبيع وكتب
معه إلى النقباء بخراسان فقبلوا كتبه وقام فيهم ثم رجع إليه فرده ومعه أبو
مسلم وقال الطبري وابن الأثير: كان قحطبة بن شبيب يحارب يزيد بن
عمر بن هبيرة أمير العراق من قبل بني أمية فقتل قحطبة في بعض
الوقائع وقال لأصحابه قبل موته إذا قدمتم الكوفة فوزير آل محمد أبو سلمة
الخلال فسلموا هذا الامر إليه اه‍. وكان هذا أصل تسميته بوزير آل محمد
ولما قتله أبو مسلم غيلة قال فيه سليمان بن المهاجر البجلي:
ان الوزير وزير آل محمد * أودى فمن يشنأك كان وزيرا
ثم مات قحطبة وبايعوا بعده ابنه الحسن بالامرة وكان رجل يسمى
حوثرة بن سهيل الباهلي من قواد مروان فأمد مروان به ابن هبيرة وكان
محمد بن خالد بن عبد الله القسري خرج بالكوفة مسودا وعلى الكوفة
زياد بن صالح الحارثي فأخرجه محمد منها ودخل قصر الامارة وسمع حوثرة
الخبر فسار نحو الكوفة فتفرق عن محمد عامة من كان معه وأرسل أبو سلمة
ولم يظهر بعد إلى محمد يأمره بالخروج من القصر تخوفا عليه من حوثرة
ودخل الحسن بن قحطبة الكوفة من الغد فكانوا يسألون في الطريق أين
منزل أبي سلمة وزير آل محمد فدلوهم عليه فجاءوا حتى وقفوا على بابه
فخرج إليهم فقدموا له دابة من دواب فحطبة فركبها وجاء حتى وقف في
جبانة السبيع وبايع أهل خراسان فمكث يقال له وزير آل محمد فعسكر
بالنخيلة يومين ثم ارتحل إلى حمام أعين ووجه الحسن بن قحطبة إلى واسط
لقتال ابن قحطة وبايع الناس أبا سلمة واستعمل محمد بن
خالد بن عبد الله القسري على الكوفة وكان يقال له
الأمير حتى ظهر أبو العباس وبعث العساكر والقواد إلى البلاد إلى المدائن
ودير قنى وعين التمر والأهواز والبصرة. ثم إن بني العباس ساروا من
الحميمة إلى الكوفة ومعهم أبو العباس محمد بن عبد الله المعروف بالسفاح
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 132 كان مروان بن محمد يجد في الكتب
صفة رجل يقتلهم ويسلبهم ملكهم وكانت الصفة منطبقة على أبي العباس
السفاح فبعث مروان جماعة ووصف لهم تلك الصفة وأمرهم بالقبض على
إبراهيم بن محمد الامام لأنه كان يظن أنه هو صاحب الصفة فقدموا
فأخذوا أبا العباس بالصفة فلما ظهر إبراهيم وامن قيل للرسل انما أمرتم
بإبراهيم وهذا عبد الله فتركوا أبا العباس واخذوا إبراهيم فانطلقوا به إلى
مروان فقال ليس هذا صاحب الصفة التي وصفت لكم فقالوا قد رأينا
صاحب الصفة التي وصفت وانما سميت إبراهيم فحبس إبراهيم ثم خنقه
في جراب النورة وأعادهم في طلب أبي العباس فلم يروه وإذا أراد الله
أمرا هيا أسبابه.
قال الطبري وفي سنة 129 كتب سليمان بن كثير أحد دعاة بني
العباس إلى أبي سلمة الخلال ان يكتب إلى إبراهيم ان يوجه رجلا من
أهل بيته فبعث إبراهيم أبا مسلم. وكان إبراهيم بن محمد الملقب بالامام
أوصاهم لما قبض عليه بالمسير إلى الكوفة مع أخيه السفاح وجعله الخليفة
بعده فقدموا الكوفة وشيعتهم من أهل خراسان ظاهر الكوفة بحمام أعين
فأنزلهم أبو سلمة الخلال دار الوليد بن سعد مولى بني هاشم في بني أود وكتم
أمرهم نحوا من أربعين ليلة من جميع القواد والشيعة وأراد أبو سلمة بذلك
فيما ذكر تحويل الامر إلى آل أبي طالب لما بلغه الخبر عن موت إبراهيم بن
محمد فقال له أبو الجهم أحد القواد في عسكره ما فعل الإمام قال لم
يقدم فألح عليه فقال أكثرت السؤال ليس هذا وقت خروجه لان واسطا لم
تفتح بعد وكان أبو سلمة إذا سئل عن الامام يقول لا تعجلوا قال المسعودي
بنو أود حي من اليمن قال وقد ذكرنا مناقب أود وفضائلها فيما سلف من
هذا الكتاب وبراءتهم من علي والطاهرين من ذريته ولم أر إلى هذا الوقت
وهو سنة 302 فيما ردت من الأرض وتغربت من المماليك رجلا من أود الا
وجدته إذا استبطنت ما عنده ناصبيا متوليا لآل مروان وحزبهم قال الطبري
وكتم أمرهم نحوا من أربعين ليلة من جميع القواد والشيعة قال المسعودي
ووكل بهم وكان وصولهم في صفر سنة 132 قال وقد كان أبو سلمة لما قتل
إبراهيم الامام خاف انتقاض الامر وفساده عليه فبعث بمحمد بن عبد الرحمن

202
ابن أسلم مولى رسول الله ص وكتب معه كتابين على نسخة واحدة إلى
أبي عبد الله جعفر الصادق والى عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي يدعو
كل واحد منهما إلى الشخوص إليه فاما الصادق ع فلقيه
الرسول ليلا فاعلمه انه رسول أبي سلمة ودفع إليه كتابه فقال له أبو عبد الله
وما انا وأبو سلمة وهو شيعة لغيري فقال له اني رسول فتقرأ كتابه وتجيبه بما
رأيت فوضع كتاب أبي سلمة على السراج حتى احترق وقال عرف صاحبك
بما رأيت وتمثل بقول الكميت:
فيا موقدا نارا لغيرك ضوؤها * ويا حاطبا في غير حبلك تحطب
فخرج الرسول من عنده واتى عبد الله بن الحسن فقرأ الكتاب
وابتهج وجاء في غد ذلك اليوم إلى منزل أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق
وكان أبو عبد الله أسن من عبد الله فقال يا أبا محمد امر ما اتى بك قال نعم
هو هو أجل من أن يوصف هذا كتاب أبي سلمة يدعوني وقد قدمت عليه
شيعتنا من أهل خراسان فقال ومتى كان أهل خراسان شيعة لك أنت بعثت
أبا مسلم إلى خراسان وأنت امرته بلبس السواد وهؤلاء الذين قدموا العراق
أنت كنت سبب قدومهم وهل تعرف أحدا منهم فنازعه عبد الله الكلام إلى أن
قال انما يريد القوم ابني محمدا لأنه مهدي هذه الأمة فقال أبو عبد الله والله
ما هو مهدي هذه الأمة ولئن شهر نفسه ليقتلن فقال عبد الله والله ما يمنعك
من ذلك الا الحسد فقال أبو عبد الله والله ما هذا الا نصح مني لك ولقد
كتب إلي أبو سلمة بمثل ما كتب به إليك فأحرقت كتابه قبل ان اقرأه
فانصرف عبد الله مغضبا ولم يصل رسول أبي سلمة إليه حتى بويع السفاح
بالخلافة وذلك أن أبا حميد الطوسي محمد بن إبراهيم الحميري. اتى من
حمام أعين محل عسكر أبي سلمة ودخل الكوفة فلقي في سوق الكناسة خادما
لإبراهيم الامام اسمه سابق فسأله عن إبراهيم الامام فقال قتله مروان في
الحبس وأوصى إلى أخيه أبي العباس قال وأين هو قال معك بالكوفة هو
وأخوه وعمومته وجماعة من أهل بيته فقال منذ متى هم هنا قال من شهرين
قال فامض بي إليهم قال الموعد بيني وبينك غدا في هذا الموضع وكره سابق
ان يدخله عليهم الا باذنهم فأخبر أبا العباس بذلك فلامه إذ لم يأت به معه
إليهم ورجع أبو حميد إلى أبي الجهم فأخبره وهو في عسكر أبي سلمة في حمام
أعين فأمره ان يلطف للقائهم فرجع أبو حميد من الغد فادخله سابق على أبي
العباس وأهل بيته فسال عن الخليفة فقال داود بن علي هذا امامكم
وخليفتكم وأشار إلى أبي العباس فسلم عليه بالخلافة وقبل يديه ورجليه
وعزاه بإبراهيم ورجع إلى أبي الجهم فأخبره عن منزلهم وان الامام ارسل إلى
أبي سلمة يسأله مائة دينار يعطيها الجمال كراء الجمال التي حملتهم فلم يفعل
فبعثوا إلى الامام بمائتي دينار وذهب جماعة منهم إلى الامام فيهم أبو الجهم
وأبو حميد وموسى بن كعب وبلغ ذلك أبا سلمة فسال عنهم فقيل دخلوا
الكوفة في حاجة ودخل القوم على أبي العباس فسلموا عليه بالخلافة وعزوه
بإبراهيم ورجع موسى بن كعب وأبو الجهم وأمر أبو الجهم الباقين فتخلفوا
عند الامام فأرسل أبو سلمة إلى أبي الجهم أين كنت قال ركبت إلى امامي
فركب أبو سلمة إلى الامام فأرسل أبو الجهم إلى أبي حميد ان أبا سلمة قد
اتاكم فلا يدخلن على الامام الا وحده فلما انتهى إليهم أبو سلمة منعوه ان
يدخل معه أحد فدخل وحده فسلم بالخلافة على أبي العباس فقال له أبو
حميد على رغم انفك يا ماص بظر أمه فقال له أبو العباس مه وامر أبا سلمة
بالعودة إلى معسكره فعاد ثم خرج أبو العباس فعسكر بحمام أعين في
عسكر أبي سلمة ونزل معه في حجرته بينهما ستر وأقام أبو العباس أشهرا في
العسكر ثم ارتحل فنزل المدينة الهاشمية بقرب الكوفة قال الطبري وابن
الأثير: وكان تنكر لأبي سلمة حتى عرف ذلك وكتب السفاح إلى أبي مسلم
يعلمه رأيه في أبي سلمة وما كان هم به من الغش فكتب إليه أبو مسلم ان
كان أمير المؤمنين اطلع على ذلك منه فليقتله فقال داود بن علي السفاح لا
تفعل فيحتج بها أبو مسلم عليك وأهل خراسان الذين معك أصحابه ولكن
اكتب إليه فليبعث إليه من يقتله فكتب إليه فبعث أبو مسلم مرار بن انس
الضبي لقتله فقدم على السفاح واعلمه بسبب قدومه فامر السفاح فنودي ان
أمير المؤمنين قد رضي عن أبي سلمة ودعاه فكساه ثم دخل عليه بعد ذلك
ليلة فلم يزل عنده حتى ذهب عامة الليل ثم انصرف إلى منزله وحده
فعرض له مرار بن انس ومن معه فقتلوه وقالوا قتله الخوارج ثم اخرج من
الغد فصلى عليه يحيى بن محمد بن علي ودفن بالمدينة الهاشمية ثم إن أبا
مسلم وجه محمد بن الأشعث على فارس وأمره بقتل عمال أبي سلمة ففعل
ثم إن المنصور قتل أبا مسلم بعد ذلك هذه رواية الطبري وابن الأثير،
ولكن المسعودي قال كان في نفس أبي العباس منه شئ لأنه كان حاول رد
الامر عنهم إلى غيرهم فكتب أبو مسلم إلى السفاح يشير عليه بقتله ويقول
له قد أحل الله لك دمه لأنه نكث وغير وبدل فقال السفاح ما كنت لأفتتح
دولتي بقتل رجل من شيعتي لا سيما مثل أبي سلمة وهو صاحب هذه الدعوة
وقد عرض نفسه وبذل مهجته وأنفق ماله وناصح إمامه وجاهد عدوه وكلمه
أبو جعفر اخوه وداود بن علي عمه في ذلك وكان أبو مسلم كتب إليهما ان
يشيرا على السفاح بقتله فقال ما كتب لأفسد كثير احسانه بزلة كانت منه
فقالا فينبغي ان تحترس منه فانا لا نأمنه عليك فقال كلا اني لآمنه في ليلي
ونهاري وسري وجهري ووحدتي وجماعتي فلما بلغ ذلك أبا مسلم أكبره
وأعظمه وخاف من أبي سلمة ان يقصده بالمكروه فوجه جماعة من ثقات
أصحابه لقتل أبي سلمة وكان أبو العباس يأنس بأبي سلمة ويسمر عنده
وكان أبو سلمة فكها ممتعا أديبا عالما بالسياسة والتدبير فانصرف ليلة من عند
السفاح من مدينته بالأنبار وليس معه أحد فوثب عليه أصحاب أبي مسلم
فقتلوه فلما اتصل خبره بالسفاح أنشأ يقول:
إلى النار فليذهب ومن كان مثله * على أي شئ فاتنا منه ناسف
وكان يدعى وزير آل محمد فلما قتل غيلة قال في ذلك الشاعر من
أبيات:
ان المساءة قد تسر وربما * كان السرور بما كرهت جديرا
ان الوزير وزير آل محمد * أودي فمن يشنأك كان وزيرا
اه‍. وينبغي ان يكون الشطر الأول: ان المسرة قد تسوء وربما ولا
يبعد ان يكون الصواب هو الرواية الأولى ويؤيده البيت الذي أنشده
السفاح لما بلغه قتله ثم إن في الرواية الأولى انه قتل بالهاشمية وفي الثانية في
الأنبار. ثم إن أبا مسلم وجه محمد بن الأشعث على فارس وأمره بقتل
عمال أبي سلمة ففعل ثم إن المنصور قتل أبا مسلم وهكذا تكون عاقبة
الظلمة واتباعهم.
605: حفص بن سوقة العمري مولى عمرو بن حريث المخزومي.
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ذكره
أبو العباس بن نوح في رجالهما اي الصادق والكاظم وأخواه زياد ومحمد
ابنا سوقة أكثر منه رواية عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع ثقات
ثم ذكر روايتين لهما تأتيان في ترجمتهما انش وقال له كتاب رواه أحمد بن

203
محمد بن سعيد حدثنا محمد بن مفضل بن إبراهيم حدثنا محمد بن أبي عمير
عن حفص بن سوقة بكتابه وفي رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع
حفص بن سوقة وفي الفهرست حفص بن سوقة له أصل أخبرنا به
عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى
عن ابن أبي عمير عن حفص بن سوقة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف حفص بن سوقة الثقة برواية
محمد بن أبي عمير عنه والفارق بينه وبين حفص بن البختري القرينة ان
وجدت وعن جامع الرواة انه زاد رواية محمد بن أبي بكر عنه.
606: حفص بن الضبي أبو عمرو كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
607: حفص بن عاصم أبو عاصم السلمي المدني.
قال النجاشي روى عن جعفر بن محمد ع ثقة له كتاب
رواه عنه محمد بن علي الصيرفي أبو سمينة أخبرنا علي بن أحمد أبو الحسن
القمي حدثنا محمد بن الحسن حدثنا محمد بن أبي القاسم ماجيلويه حدثنا
محمد بن علي أبو سمينة عن حفص بن عاصم بكتابه وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع حفص بن عاصم أبو عاصم المدني.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف حفص بن عاصم الثقة
برواية محمد بن علي أبي سمينة عنه ومحمد ابنه أيضا عنه.
608: حفص بن عبد ربه الكناسي الكوفي.
609: حفص بن عبد الرحمن الأزدي الكوفي.
610: حفص بن عبد الرحمن الكلبي أبو سعيد الكوفي.
611: حفص بن عبد العزيز الكوفي.
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
612: حفص بن العلاء.
قال النجاشي كوفي ثقة له كتاب يرويه عنه محمد بن أبي عمير أخبرنا
الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا عبد الله بن جعفر
حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عنه به.
التمييز
يعرف برواية ابن أبي عمير عنه.
613: حفص بن عمرو بن بيان التغلبي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال
أسند عنه.
614: حفص بن عمرو المعروف بالعمري.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري ع:
حفص بن عمرو العمري المعروف ويدعى بالجمال وله قصة في ذلك اه‍.
هكذا في جميع كتب الرجال النقالة عن رجال الشيخ ويوشك ان يكون
أصل العبارة ابن عمرو المعروف بالعمري فسها قلم الشيخ وتبعه المؤلفون
وقال الكشي في حفص بن عمرو المعروف بالعمري إلى أن قال
وحفص بن عمرو كان وكيل أبي محمد ع واما أبو جعفر
محمد بن حفص بن عمرو فهو ابن العمري وكان وكيل الناحية وكان
الأمر يدور عليه اه‍. وقال أيضا ما روى في إسحاق بن إسماعيل
النيسابوري وإبراهيم بن عبدة والمحمودي والعمري والبلالي والرازي
حكى بعض الثقات بنيسابور انه خرج لإسحاق بن إسماعيل من
أبي محمد ع توقيع وذكر توقيعا طويلا إلى أن قال
فلا تخرجن من البلد حتى تلقى العمري رضي الله عنه برضائي
عنه فتسلم عليه وتعرفه ويعرفك فإنه الطاهر الأمين العفيف
القريب منا والينا فكل ما يحمله إلينا من شئ من النواحي فإليه يصير
آخر امره ليوصل ذلك إلينا والحمد لله كثيرا. وفي هامش النسخة على لفظ
العمري هو حفص بن عمرو. وهو كذلك فان الموصوف بالعمري هو
المترجم ومحمد بن عثمان بن سعيد العمري أحد الأبواب ومحمد بن
حفص بن عمرو وكيل الناحية الا ان الاطلاق ينصرف إلى المترجم لقولهم
المعروف بالعمري ولم يقولوا ذلك في غيره واما محمد بن حفص فالظاهر أنه
تصحيف محمد بن عثمان من أبواب الصاحب وهذا من وكلاء أبيه وقال أيضا
في آخر ترجمة الفضل بن شاذان عند ذكر رقعة من العسكري ع
في حق الفضل ما لفظه: على أنه قد ذكرنا ان هذه الرقعة وجميع
ما كتب ع إلى إبراهيم بن عبدة كان مخرجهما من العمري
وناحيته. وفي ترجمة فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني نزيل العسكر قال
أبو النصر سمعت أبا يعقوب يوسف بن السخت قال كنت بسر من رأى
أتنفل في وقت الزوال وجاء إلي عبد الله بن عبد الغفار فقال لي اتاني العمري
رحمه الله فقال لي يأمرك مولاك ان توجه رجلا ثقة في طلب رجل يقال له
علي بن عمر العطار قدم من قزوين وهو ينزل في جنبات خبيات دار
أحمد بن الخصيب فقلت سماني فقال لا ولكن لم أجد أوثق منك فدفعت
إلى الدرب الذي فيه علي فإذا هو عند فارس فاتيت عليا فأخبرته فركب
وركبت معه فدخل على فارس إلى أن قال فدله عليه فأخذه بيده فاعلمه اني
رسول أبي الحسن ع ووعد ان يصير إليه من غد ففعل فأوصله
العمري وسأله عما أراد الحديث وكل هذا دال على وكالته للعسكري ع
والوكالة ان لم تزد على الوثاقة لم تنقص. ومر في ج 16 عن
الخلاصة جعفر بن عمرو المعروف بالعمري وان جعفرا لا وجود له وانما هو
تصحيف عمرو هذا.
615: حفص بن عمر بن ميمون الآبلي.
والآبلي نسبة إلى الآبلة بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها في
معجم البلدان بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج
الذي يدخل إلى مدينة البصرة وهي أقدم من البصرة ونسب إلى الآبلة جماعة
من رواة العلم وعد منهم حفص بن عمر بن إسماعيل الآبلي ثم قال وابنه
إسماعيل بن حفص أبو بكر الآبلي اه‍. والآبلة أحد جنان الدنيا الأربع
وهي نهر الآبلة بالبصرة وشعب بوان بشيراز وصغد سمرقند وغوطة دمشق
وهي أحسنها.
اختلاف كلماتهم في ترجمته
الموجود في كتب أصحابنا انه ابن عمرو بسكون الميم هكذا رسم بواو

204
بعد الراء وذكر قبل حفص بن عمرو. وفي ميزان الذهبي ابن عمر بدون
واو. وفي رجال الشيخ كما سمعت ابن عمرو بن ميمون. وفي الميزان تارة
ابن عمر الآبلي قال وهو ابن عمر بن دينار وتارة ابن عمر أبو إسماعيل
الآبلي وتارة ابن عمر بن ميمون أبو إسماعيل الآبلي.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع حفص بن عمر بن
ميمون الآبلي. وفي ميزان الذهبي حفص بن عمر بن دينار الآبلي قال ابن
عدي أحاديثه كلها اما منكرة المتن أو السند وهو إلى الضعف أقرب وقال أبو
حاتم كان شيخا كذابا قال العقيلي وحفص بن عمر هذا يحدث عن شعبة
ومسعر ومالك بن مغول والأئمة بالبواطيل اه‍. وفي لسان الميزان قال
الساجي كان يكذب وقد كتبت عن ابنه إسماعيل بن حفص وقال أبو أحمد
الحاكم ذاهب الحديث اه‍. والظاهر أن تكذيبهم وتضعيفهم له ونسبتهم
أحاديثه إلى النكارة والبطلان هو لروايته بعض الأحاديث التي لا تلائم ما
اعتادوه مثل ما نقله الذهبي عن ابن حبان انه قال روى اي حفص عن
ابن أبي ذئب وإبراهيم بن سعد ويزيد بن عياض ومالك بن انس قالوا
حدثنا الزهري عن سعيد قلت لسعيد لسعد أنت سمعت رسول الله ص
يقول غير مرة لعلي ان المدينة لا تصلح الا بي أو بك وأنت مني بمنزلة هارون
من موسى حدثناه محمد بن جعفر البغدادي بالرملة ثنا محمد بن سليمان بن
الحارث ثنا حفص بن عمر الآبلي وصدر الحديث بطال اه‍.
من روى عنهم
في ميزان الذهبي انه يروي عن جماعة 1 ثور بن يزيد 2 مسعر
ابن كدام 3 جعفر بن محمد الصادق 4 عبد الله بن المثني. وفي معجم
البلدان روى عن 5 الثوري ومسعر بن كدام ومالك بن انس وابن أبي
ذئب.
من رووا عنه
في ميزان الذهبي عنه 1 إبراهيم بن مرزوق 2 أبو حاتم 3
يزيد بن سنان القزاز 4 محمد بن سليمان الباغندي.
616: حفص بن عمرو النخعي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
617: حفص بن عمران الغزاري البرجمي الأزرق الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع وقال أسند
عنه.
618: حفص بن عمر الأنصاري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام علي بن الحسين ع
وفي نسخة ابن عمرو بالواو.
619: حفص بن عمر البجلي
في باب النوادر من آخر كتاب المعيشة من الكافي رواية العباس بن
عامر عن أبي عبد الرحمن المسعودي عنه قال شكوت إلى أبي عبد الله ع
الحديث.
620: حفص بن عمر الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع. وفي كتاب
لبعض المعاصرين روى هارون بن الجهم عنه عن أبي عبد الله ع وروى
عنه أبو إسماعيل السراج أيضا.
621: حفص بن عمر بن محمد مؤذن علي بن يقطين
روى الكليني في الكافي في باب أجناس اللباس عن حفص بن عمر بن
محمد مؤذن علي بن يقطين والظاهر أنه هو المذكور في رجال الشيخ
في أصحاب الصادق ع بعنوان حفص المؤذن ويأتي.
622: حفص بن عيسى الأعور
623: حفص بن عيسى الكناسي الأعور بياع القرب والأداة
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
ولا يبعد اتحادهما.
624: حفص بن عيسى الحنفي مولاهم الكوفي أخو سليم المقري
مر بعنوان حفص بن إسحاق بن عيسى.
625: أبو عمرو حفص بن غياث ابن طلق بن معاوية بن مالك بن الحارث بن
ثعلبة بن ربيعة بن عامر بن خثيم بن وهبيل بن سعد بن مالك بن
النخع بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد أود أبو عمرو الكوفي
قاضي الكوفة وبغداد.
ولد سنة 117 وتوفي آخر سنة 194 عن 75 سنة كذا قيل والصواب 77.
أقوال العلماء فيه
قال الكشي في ترجمة محمد بن إسحاق حفص بن غياث عامي.
وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع حفص بن غياث
عامي. وفي أصحاب الصادق ع ابن غياث النخعي أسند عنه وقال
فيمن لم يرو عنهم ع: حفص بن غياث القاضي روى ابن
الوليد عن محمد بن حفص عن أبيه. ولكنه لم يذكره في أصحاب الكاظم
ع مع روايته عنه أما ذكره في باب من لم يرو عنهم ع مع
روايته عن الباقر والصادق والكاظم ع فإنما هو لبعض المناسبات
لا لكونه لم يرو عنهم ع. وفي الفهرست حفص بن غياث
القاضي عامي المذهب له كتاب معتمد أخبرنا به عدة من أصحابنا عن
محمد بن علي بن الحسين عن أبيه ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله
والحميري عن محمد بن الوليد عن محمد بن حفص عن أبيه حفص بن
غياث وقال ابن شهرآشوب في المعالم والعلامة في الخلاصة تبعا للشيخ له
كتاب معتمد. وقال النجاشي بعد ما ذكر نسبه كما ذكرناه: كوفي روى عن
أبي عبد الله جعفر بن محمد ع وولي القضاء ببغداد الشرقية لهارون ثم
ولاه قضاء الكوفة ومات بها سنة 194 له كتاب أخبرنا عدة من أصحابنا عن
أحمد بن محمد بن سعيد سمعت عبد الله بن أسامة الكلبي يقول سمعت
عمرو بن حفص بن غياث يقول وذكر كتاب أبيه عن جعفر بن محمد وهو

205
سبعون ومائة حديث أو نحوها وروى حفص عن أبي الحسن موسى ع
أخبرنا علي بن أحمد حدثنا محمد بن الحسن حدثنا محمد بن الحسن الصفار
حدثنا محمد بن الوليد عن عمرو بن حفص عن أبيه اه‍. وفي ميزان
الاعتدال في ترجمة جعفر بن محمد الصادق ع عن يحيى بن معين:
خرج حفص بن غياث إلى عبادان وهو موضع رباط فاجتمع إليه البصريون
فقالوا أ لا تحدثنا عن ثلاثة أشعث بن عبد الملك وعمرو بن عبيد وجعفر بن
محمد فقال اما أشعث فهو لكم وانا اتركه لكم واما عمرو فأنتم اعلم به
واما جعفر فلو كنتم بالكوفة لأخذتكم النعال المطرقة. ووصفه في شذرات
الذهب بالامام ثم قال قال يحيى القطان حفص أوثق أصحاب الأعمش
وقال سجادة كان يقال ختم القضاء بحفص بن غياث وقال ابن معين جميع
ما حدث به حفص بالكوفة وبغداد فمن حفظه وقال حفص والله ما وليت
القضاء حتى حلت لي الميتة وقال ابن ناصر الدين كان حفص ثقة متقنا تكلم
في بعض حفظه اه‍. أقول ظاهر حاله انه من غير الشيعة وتشيعه مظنون
بظن قوي. وكيف كان يقول الشيخ له كتاب معتمد دال على وثاقته
وللصدوق في الفقيه طريق إلى كتابه وحكى الشيخ في العدة الإنفاق على
العمل بروايته. وجماعة من أصحابنا ضعفوه والأصح وثاقته وربما كان
يتشيع في الباطن ويتستر كما كان السكوني وذكر صاحب التعليقة من جملة ما
يستظهر منه انه من العامة ما رواه الصدوق في الأمالي عن سليمان بن داود
المنقري عن حفص بن غياث انه كان إذا حدث عن جعفر بن محمد قال
حدثني خير الجعافير الجعافرة جعفر بن محمد فمثل هذا التعبير لا يكون
من شيعي ويمكن الجواب بان تعبيره بذلك خارج مخرج المداراة إذ لا
يستطيع وهو في مثل مقامه ان يمدح الصادق ع الا بأمثال هذه العبارة وما
رواه في العيون عن عبد الرحمن بن الحجاج عن إسحاق وعلي ابني أبي عبد
الله جعفر بن محمد ع انهما دخلا على عبد الرحمن بن أسلم بمكة في السنة
التي اخذ فيها موسى بن جعفر ع ومعهما كتاب أبي الحسن ع بخطه
فيه حوائج قد أمر بها فقالا انه أمر بهذه الحوائج من هذا الوجه فان كان من
أمره شئ فادفعه إلى ابنه علي فإنه خليفته والقيم بأمره وأشهد إسحاق وعلي
ابنا أبي عبد الله ع الحسين بن أحمد المنقري وثلاثة آخرين على شهادتهما
ان أبا الحسن علي بن موسى وصي أبيه وخليفته فشهد اثنان بهذه الشهادة
واثنان قالا خليفته ووكيله فقبلت شهادتهم عند حفص بن غياث القاضي
اه‍. قال ومما ذكر ظهر كونه من العامة واعلم أن صاحب التعليقة اختصر
الحديث الثاني اختصارا أوجب عدم فهم المراد منه ونحن نقلنا كل ما يتوقف
عليه فهم معناه وحاصله إلى إسحاق وعليا ابني الصادق ع دخلا على
عبد الرحمن بن أسلم بمكة ومعهما كتاب من أخيهما الكاظم ع بخطه
ودفعا إليه الكتاب وقالا ان كان من أمره شئ فادفع هذا الكتاب إلى ابنه
الرضا فإنه خليفته والقيم بأمره وأشهدا أربعة أشخاص على شهادتهما ان
الرضا وصي أبيه وخليفته فاثنان من الأربعة أديا الشهادة على وجهها فقالا
انه وصيه وخليفته واثنان غيرا الشهادة فقالا خليفته ووكيله فقبل حفص بن
غياث القاضي شهاداتهم ولا يعلم كيف قبلها وهي غير متطابقة الا ان يكون
قبل الشهادة بأنه وصيه وخليفته ووكيله لعدم التنافي وكان وجه الاستظهار منه انه من
العامة انه لو كان اماميا لما احتاج إلى شهادة هؤلاء الشهود ويمكن الجواب بنحو
ما أجبنا به عن الرواية الأولى بان ذلك نوع من المداراة إذ لا يمكنه المجاهرة
بأكثر من ذلك فأثبت ما هو الحق وأظهر انه استند إلى شهادة الشهود وذكر صاحب
التعليقة مما يستدل به على تشيعه ما في روضة الكافي عنه عن الصادق ع وانه قال إن
قدرتم ان لا تعرفوا فافعلوا إلى أن قال فوالله لو سجد حتى ينقطع
عنقه ما قبل الله عز وجل منه عملا الا بولايتنا أهل البيت الا ومن عرف
حقنا ورجا الثواب إلى أن قال اتوا والله بالطاعة مع المحبة والولاية وهم في
ذلك خائفون ان لا تقبل منهم وليس والله خوفهم خوف شك فيما هم فيه
من إصابة الدين ولكنهم خافوا ان يكونوا مقصرين في محبتنا وطاعتنا إلى أن
قال إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة الا لأحد ثلاثة صاحب
سلطان جائر وصاحب هوى والفاسق المعلن إلى أن قال يا حفص كن ذنبا
ولا تكن رأسا الحديث قال وفيه شهادة على كون حفص من الشيعة وايماء
إلى أن الصادق ع كان يحذره عن أمر القضاء والمعروفية عند السلطان
قال وفي الكافي في باب فضل القرآن عنه عن موسى بن جعفر ع
انه قال يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا الحديث وفيه أيضا شهادة على
ما قلنا قال بل ربما يظهر من سائر رواياته كونه من الشيعة اه‍. وما مر عن
روضة الكافي لا يخاطب به الامام غير الشيعة وفيه دلالة أيضا على كونه
موضع سر الصادق ع وما حكي في التعليقة عن المجلسي الأول من أن
حفص هذا روى خبر الرشيد في جواز الرهن على الطير فسموه كذابا لذلك
اشتباه فان المحكي عنه انه نقل حديث جواز الرهن على الطير هو غياث بن
إبراهيم نقله للمهدي ووهب بن أبي وهب نقله للمنصور، بل فيما مر عن
ميزان الاعتدال ما يومي إلى تشيعه.
مشايخه
في شذرات الذهب روى عن الأعمش وطبقته.
626: حفص بن القاسم الكوفي
627: حفص بن قرط الأعور كوفي عربي جمال
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
628: حفص بن قرط النخعي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية ابن أبي عمير ويونس بن عبد الرحمن
وابن سنان وإسحاق بن عمار عنه.
629: حفص بن قرعة
في التعليقة روى عنه ابن أبي عمير وفيه إشعار بوثاقته ويحتمل انه ابن
وهب الآتي اه‍.
630: حفص المؤذن
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي منهج المقال
يفهم من الكشي في ترجمة علي بن يقطين انه ابن محمد يكنى أبا محمد وانه
مؤذن علي بن يقطين روى عنه أيضا روى عنه الحسن بن علي بن يقطين
والظاهر أنه المتقدم بعنوان حفص بن عمر بن محمد مؤذن علي بن يقطين.
631: حفص المروزي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع.
632: حفص بن مسلم البجلي مولى كوفي القسري
ذكره الشيخ في رجاله بهذا العنوان في أصحاب الصادق ع. وفي

206
جميع النسخ ذكره القسري مؤخر يوشك ان يكون آخر سهوا من النساخ.
633: حفص بن ميمون الجماني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وروى الكشي في
رجاله عن حمدويه بن نصير حدثنا أيوب بن نوح عن حنان بن سدير عن أبي
عبد الله ع قال إني لأنفس على أجساد أصيبت معه يعني أبا الخطاب
النار ثم ذكر ابن أشيم فقال كان يأتيني فيدخل علي هو وصاحبه حفص بن
ميمون ويسألوني فأخبرهم بالحق ويخرجون من عندي إلى أبي الخطاب
فيخبرهم بخلاف قولي فيأخذون بقوله ويذرون قولي وفي بعض النسخ
وحفص بالواو قال العلامة في الخلاصة في هذا الطريق حنان وهو واقفي الا
انه ثقة فالوجه عندي التوقف في روايته اه‍.
634: حفص نسيب ابن عمارة
635: حفص بن النعمان الكوفي
ومر أبو النعمان ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
636: حفص وهب الأفرعي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
637: حفص بن هيثم الأعور
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
638: حفص بن يونس أبو ولاد الحناط الآجري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر اتحاده مع
حفص بن سالم.
الخاتمة
تم الجزء السابع والعشرون من أعيان الشيعة وكان الفراغ من
إعادة النظر فيه آخر يوم الثلاثاء 12 جمادى الأولى سنة 1367 بمدينة بيروت ثم
بمدينة دمشق 28 شعبان من السنة المذكورة على يد مؤلفه الفقير إلى عفو ربه
الغني محسن الأمين الحسيني العاملي حامدا مصليا مسلما.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما ورضي الله عن التابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني المحسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق الشام عامله الله
بفضله ولطفه:
هذا هو الجزء الثامن والعشرون من كتابنا أعيان الشيعة وفق الله
لاكماله ونسأله تعالى أن ينفع به المستفيدين ويجعله خالصا لوجهه الكريم
وحجابا بيني وبين نار الجحيم ومنه تعالى نستمد المعونة والهداية والتوفيق
والتسديد وهو حسبنا ونعم الوكيل.
639: الحكاك
لم نعرف اسمه ولا شيئا من أحواله سوى أننا وجدنا له في مناقب ابن
شهرآشوب هذا البيت:
يدينون بالسب الصراح لحيدر * ألا قبح الرحمن من دينه السب
640: الحكم بن أبي العاصم الثقفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال سكن البصرة.
641: الحكم أخو أبي عقيلة كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
642: الحكم بن أبي نعيم
في التعليقة هو ابن عبد الرحمن الآتي.
643: الحكم بن أزهر بن فهد الحميري
كان من أصحاب علي ع وقتل معه بصفين سنة 39 قتله
حجر بن يزيد الكندي المعروف بحجر الشر برز إليه وهو يقول:
أنا الغلام اليمني الكندي * قد لبس الديباج والأفرندي
يا حكم بن أزهر بن فهد * لقد أصبت غارتي وحدي
أثبت أقاتلك الغداة وحدي
ثم حمل عليه فقتله فحمل رفاعة بن ظالم الحميري على حجر الشر
وهو يقول:
أنا ابن عم الحكم بن أزهر * الماجد القمقام حين يذكر
في الذروتين من ملوك حمير * الواضح الوجه الكريم العنصر
أقدم إذا شئت ولا تأخر
ثم حمل على حجر الشر فقتله فقال علي ع الحمد لله الذي
قتل حجرا بالحكم بن أزهر.
644: الحكم الأعمى
في الفهرست له أصل رويناه عن عدة من أصحابنا عن أبي المفضل
عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي عمير عن الحسن بن
محبوب عن الحكم الأعمى وفي التعليقة قال جدي المجلسي الأول
الظاهر أنه والحكم بن مسكين واحد وهو غير بعيد اه‍. وكذا في النقد وعن
الحاوي أقول وذلك لوصف الآتي بالمكفوف.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية الحسن بن محبوب عنه
645: الحكم بن أيمن الخياط مولى قريش أبو علي الكوفي
قال الشيخ في الفهرست ابن أيمن أصحابنا
عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير
عن الحكم بن أيمن وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
ابن أيمن مولى قريش الخياط كوفي وقال النجاشي ابن أيمن الخياط مولى
قريش أبو علي جد فقاعة الحميري وهو أحمد بن علي بن الحكم وكان أبو
الحسن علي بن عبد الواحد من ولده رحمه الله يذكر أنه من ولد فهد بن زيد
روى حكم عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع له كتاب يرويه ابن
أبي عمير أخبرنا عدة من أصحابنا عن الحسن بن حمزة الطبري حدثنا ابن
بطة حدثنا الصفار عن أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير عن حكم به وفي

207
التعليقة في رواية ابن أبي عمير عن أشعار بوثاقته وكذا في رواية صفوان
عنه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية ابن أبي عمير عنه اه‍
وفي كتاب لمعاصر يعرف أيضا برواية صفوان بن يحيى وعلي بن عقبة
ومحمد بن سماعة وعبد الله بن المغيرة ومحمد بن سنان وإبراهيم بن عبد
الحميد وابن بقاح وصباح بن الأزرق عنه اه‍.
646: الحكم بن أيوب
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
647: الحكم بن بشار
في الخلاصة ورجال ابن داود قال لا شئ وفي نسخة يسار ويأتي
واحتمل في النقد كونه أحكم بن بشار المتقدم كما تقدم
648: الحكم بن الحارث السلمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص
649: الحكم بن حزام أبو خالد عم الزبير بن العوام
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال مات سنة ستين
وكان له 120 سنة وفي نسخة الحكيم
650: الحكم بن حزن الكلبي
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص الحكم بن حزن الكلبي
على قول ابن أبي خيثمة وقال البخاري هو الحكم بن حزن الكلبي من بني
تميم اه‍ وفي منهج المقال عن تقريب ابن حجر حزن بفتح المهملة
وسكون الزاي الكلفي بضم الكاف وفتح اللام ثم فاء صحابي قليل
الحديث اه‍ وبنو كلفة بطن من حنظلة من تميم.
651: الحكم بن الحكم الصيرفي الأسدي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
652: الحكم بن الحكيم أبو خلاد الصيرفي الكوفي
حكيم في الخلاصة بضم الحاء
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع: ابن حكيم
أبو خلاد الصيرفي وفي الفهرست ابن حكيم له كتاب أخبرنا به عدة من
أصحابنا عن أبي الفضل عن حميد بن زياد عن سماعة عنه وأخبرنا به ابن
أبي جيد عن ابن الوليد عن سعد والحميري عن أحمد بن أبي عبد الله عن
أبيه عن ابن أبي عمير عنه وقال النجاشي ابن حكيم أبو خلاد الصيرفي كوفي
مولى ثقة روى عن أبي عبد الله ع ذكر ذلك أبو العباس في كتاب الرجال له كتاب
يرويه عنه صفوان بن يحيى أخبرنا الحسين بن عبيد الله
حدثنا أحمد بن جعفر عن حميد عن الحسن بن سماعة عن صفوان عن
حكم بن حكيم وقال ابن نوح هو ابن عمر خلاد بن عيسى أخبرنا بكتابه
محمد بن علي الحسين عن ابن الوليد عن سعد والحميري عن أحمد بن أبي
عبد الله البرقي عن ابن أبي عمير عن حكم بن حكيم وفي الخلاصة بعد
نقل عبارة النجاشي إلى قوله في كتاب الرجال قال وقال ابن بابويه حكم بن
حكيم ابن أخي خلاد أه فابن نوح قال إنه ابن عم خلاد وابن بابويه قال
ابن أخيه ثم أن قول النجاشي ذكر ذلك أبو العباس يمكن رجوعه إلى قوله
روى عن أبي عبد الله واليه وإلى التوثيق معا وأبو العباس محتمل لابن عقدة
وابن نوح وعليه فلم يعلم كون التوثيق من النجاشي قال البهائي في
حواشي مشرق الشمسين بعد تصحيح روايته لا يقال النجاشي نقل توثيقه
عن أبي العباس وهو مشترك بين ابن نوح الامامي وابن عقدة الزيدي لأنا
نقول:
أولا أن أبا العباس الذي نقل عنه النجاشي كثيرا هو ابن نوح.
ثانيا ان ابن عقدة ثقة مأمون بل توثيقه للامامي أقوى اه‍ مخلصا
ويمكن أن يقال بان تصريح النجاشي بعد ذلك بابن نوح يشهد بان أبا
العباس المذكور أولا هو ابن عقدة وفي التعليقة في بسطام بن سابور يظهر أنه
في المواضع التي يقول فيها النجاشي ثقة روى عن فلان ذكر ذلك أبو
العباس أن مراده جميع ما ذكر حتى التوثيق لا خصوص روى عن فلان مع
أن أبا العباس هو ابن نوح الثقة الجليل كما مر في الفوائد قال ورواية
صفوان عنه تشهد بالوثاقة وكذا ابن أبي عمير ويؤيدها رواية الأجلاء عنه
مثل حماد بن عثمان وغيره.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي ابن حكيم الثقة عنه صفوان بن
يحيى وسماعة وابن أبي عمير وزاد الكاظمي رواية حماد بن عثمان عنه وعن
جامع الرواة أنه نقل رواية أيان وهشام بن سالم والفضيل بن غزوان
والسندي بن محمد وجميل بن دراج وابن سماعة عنه.
653: الحكم بن حنظلة الكندي
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن شمر عن جابر:
سمعت تميم بن جذيم الناجي يقول أصيب في المبارزة من أصحاب علي.
وذكر جماعة ثم قال والحكم بن حنظلة الكندي.
654: الحكم بن زياد ويقال زياد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
655: الحكم السراج الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
يظهر من رواية أبي بكر الحضرمي في حكاية بيع السلاح لأهل الشام حسن
عقيدته.
656: الحكم بن سعد الأسدي الناشري
الناشري نسبة إلى بني ناشر
عد الشيخ في رجاله الحكم بن سعد الأسدي من رجال الصادق
ع وقال النجاشي حكم بن سعد الأسدي الناشري عربي قليل
الحديث وهو أخو مشمعل ومشمعل أكثر رواية منه وشارك الحكم أخاه
مشمعلا في كتاب الديات أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون حدثنا أحمد بن

208
محمد بن سعيد حدثنا جعفر بن عبد الله المحمدي حدثنا عباس بن هشام أبو
الفضل الناشري حدثنا مشمعل بن الحكم به.
657: الحكم بن سعيد بن العاص الأموي واسمه عبد الله
658: الحكم بن سفيان الثقفي الحجازي
عدهما الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص
659: الحكم بن شعبة الأموي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
660: الحكم بن ظهير الفزاري أبو محمد بن أبي ليلى الكوفي
وقيل الحكم بن أبي خالد
توفي قريبا من سنة 180 قاله ابن عدي
عن تقريب ابن حجر ظهير بالمعجمة مصغرا
في تهذيب التهذيب عن ابن معين سمعت منه وليس بثقة ليس حديثه
بشئ. ابن أبي شيبة لا يرضاه. الجوزجاني ساقط لميله وأعاجيب حديثه
وهو صاحب حديث نجوم يوسف أبو زرعة واهي الحديث متروك
الحديث. أبو حاتم متروك الحديث لا يكتب حديثه البخاري متروك الحديث
تركوه. الترمذي تركه بعض أهل الحديث النسائي متروك ليس بثقة ولا
يكتب حديثه. ابن عدي عامة أحاديثه غير محفوظة روى الترمذي له حديثا
واحدا في القول عند الأرق. أبو داود لا يكتب حديثه. صالح جزرة كان
يضع الحديث. الحاكم ليس بالقوي عندهم. يحيى كذاب. ابن حبان
كان يقول في الصحابة ويروي عن الذي روى عن عاصم عن ذر عن
عبد الله إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه. ابن نمير سمعت منه وليس
بثقة وأنكر عليه العقيلي حديثه في تسمية النجوم التي رآها يوسف عليه
الصلاة والسلام وحديث إذا رأيتم معاوية وحديث إذا بويع لخليفتين اه‍
ولعله أخو ابن أبي ليلي القاضي الذي ستعرف أنه وأباه من الشيعة وهو
يؤيد تشيعه وقول الجوزجاني لميله وأعاجيب حديثه لعله يومي إلى ذلك
فيكون قدحهم فيه لروايته ما لا تقبله عقولهم وفي العتب الجميل: ذكرت
النقل في تصحيح سند الحديث الأول وطرقه وان رجاله كلهم رجال
الصحيح كتاب تقوية الايمان والحديث الثاني رواه مسلم.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن 1 السدي 2 وأبي الزناد موج ابن
علي الكوفي وقيل اسم أبي الزناد عبد الله بن ذكوان 3 وعاصم بن أبي
النجود 4 وعلقمة بن مرتد 5 وليث بن أبي سلم 6 والربيع بن أنس
الخرساني وغيرهم.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب عنه 1 الثوري وهو أكبر منه 2 وابنه
إبراهيم بن الحكم 3 وأبو معمر القطيعي 4 ووهب بن بقية 5
ويوسف بن عدي 6 وأبو توبة 7 وإسماعيل بن موسى الفزاري 8
وإسحاق بن شاهين الواسطي 9 وحمد بن حاتم الزمي 10 والحسن بن
عرفه وجماعته اه‍ 11 ابن معين
661: الحكم بن الصلت الثقفي
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق ع وزاد
في أصحاب الصادق كوفي وفي التعليقة روى عنه ابن مسكان وفيه أشعار
بقوة ويظهر من روايته كونه شيعيا اه‍.
662: الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم البجلي الكوفي والدابي.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع الحكم بن عبد
الرحمن بن أبي نعيم البجلي والدابي وفي أصحاب الصادق ع
الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم البجلي الكوفي وفي الخلاصة الحكم بن
عبد الرحمن بن أبي نعيم روى ابن عقدة عن الفضل بن يوسف قال
الحكم بن عبد الرحمن خيار ثقة ثقة ثقة وهذا الحديث عندي لا أعتمد عليه
في التعديل لكنه مرجع وقال الشهيد الثاني فيما علقه بخطه على الخلاصة
الفضل بن يوسف مجهول وابن عقدة حاله معلوم وذلك وجه عدم الاعتماد
اه‍ وفي رجال أبي علي صرح الشيخ في التهذيب في باب صفة الوضوء بان
الفضل بن يوسف عامي أو زيدي وفي الكافي في باب ان الأئمة قائمون بأمر
الله بسنده عن الحكم هذا قال اتيت أبا جعفر فقلت لله علي نذر بين الركن
والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتى أعلم أنك قائم آل محمد أم
لا فلم يجبني بشئ فأقمت ثلاثين يوما ثم استقبلني في طريق فقال يا
حكم وإنك لهاهنا بعد قلت إني أخبرتك بما جعلت لله علي إلى أن قال
يا حكم كلنا قائم بأمر الله قلت فأنت المهدي. قال: كلنا يهدي إلى الله
قلت فأنت صاحب السيف قال كلنا صاحب السيف وراثة قلت فأنت الذي
تقتل أعداء الله ويقربك أولياء الله ويظهر بك دين الله فقال يا حكم كيف
أكون الحديث. وقد وقع هنا من الميرزا اشتباه في رجاله الكبير أول من نبه
عليه أبو علي في رجاله فيما علمت قال الميرزا في رجاله نقلا عن رجال
الباقر ع الحكم بن عبد الرحمن أبي نعيم البجلي والد أبي الحكم بن
مختار بن عبيد كنيته أبو محمد ثقة روى عنه وعن أبي عبد الله ع
فادخل ترجمة الحكم بن مختار في ترجمة الحكم بن عبد الرحمن مع أن الثانية
إنتهت بقوله ابن أبي وهو بضم الهمزة وفتح الباء وتشديد الياء وابتدأت
ترجمة ثانية للحكم بن مختار بن عبيد وهو أدمجهما فجعل أبي بفتح الهمزة
وكسر الباء وسكون الياء مضافا إلى الحكم والعصمة لله وحده.
663: الحكم بن عبد الرحمن الأعور الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
لا يبعد اتحاده مع سابقه لما مر في آدم بن المتوكل وإبراهيم بن صالح
664: الحكم بن عتيبة الكندي مولاهم الكوفي
مولده ووفاته
ولد سنة 50 عن ابن منجويه أو 47 عن ابن قانع. وتوفي في سنة
113 أو 114 عن الواقدي كذا في تهذيب التهذيب أو 115 عن شعبة
والفضل بن دكين في ذيل المذيل وطبقات ابن سعد عن شعبة وهو المنقول

209
عن تقريب ابن حجر وعن رجال الشيخ الطوسي توفي سنة 114 وقيل
115 وقال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة عن الاكمال توفي سنة 115
وقال الواقدي 114.
عتيبة عن تقريب ابن حجر بالمثناة ثم الموحدة مصغرا وفي
الخلاصة بضم العين المهملة اه‍ وما يوجد في بعض المواضع من رسمه
بالمثناتين التحتانيتين تصحيف ومنه ما عن كشف الغمة عنه في قوله تعالى ان
في ذلك لآيات للمتوسمين كما يأتي من رسمه بالمثناتين التحتانيتين واحتمال
صاحب التعليقة ان يكون أخا سفيان بن عيينة ليس بصواب بل هو
تصحيف والحكم بن عيينة بيائين لا وجود له. وفي تهذيب التهذيب ليس
هو الحكم بن عتيبة بن النهاس.
كنيته
في تهذيب التهذيب أبو محمد ويقال أبو عبد الله ويقال أبو عمرو وفي
ذيل المذيل اختلف في كنيته فقيل أبو محمد وقال ابن سعد عن الفضل بن
دكين عن أبي إسرائيل أن كنيته أبو عبد الله وقال الشيخ في رجاله في موضع
أبو محمد وقيل أبو عبد الله وفي موضع أبو محمد.
ولاؤه
في ذيل المذيل اختلف في ولائه فقال ابن سعد كان مولى لكندة وقال
علي بن محمد كندي ويقال أسدي مولى لهم وفي رجال الشيخ مولى
الشموس بن عمر الكندي.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع فقال
الحكم بن عتيبة أبو محمد الكندي الكوفي وقيل أبو عبد الله توفي سنة 114
وقيل 115 وفي أصحاب الباقر ع فقال الحكم بن عتيبة أبو
محمد الكوفي الكندي الشموس ابن عمر الكندي وفي أصحاب الصادق
ع فقال الحكم بن عتيبة أبو محمد الكوفي الكندي مولى زيدي
بتري وفي الخلاصة مذموم وكان من فقهاء العامة وكان بتريا وقال الكشي في
رجاله: حدثني أبو الحسن وأبو إسحاق حمدويه وإبراهيم ابنا نصير قالا
حدثنا الحسن بن موسى الخشاب الكوفي عن جعفر بن محمد بن حكيم عن
إبراهيم بن عبد الحميد عن عيسى بن أبي منصور وأبي أسامة ويعقوب الأحمر
قالوا كنا جلوسا عند أبي عبد الله ع فدخل زرارة بن أعين فقال إن
الحكم بن عتيبة روى عن أبيك انه قال تصلى المغرب دون المزدلفة فقال له
أبو عبد الله ع بايمان ثلاثة ما قال أبي هذا قط كذب الحكم بن
عتيبة على أبي. حدثني محمد بن مسعود حدثني علي بن محمد بن
فيرزال القمي أخبرني محمد بن أحمد بن يحيى عن العباس بن معروف عن الحجال عن
أبي مريم الأنصاري قال لي أبو جعفر ع قل لسلمة
ابن كهيل والحكم بن عتيبة شرقا أو غربا لن تجدا علما صحيحا إلا شيئا
خرج من عندنا أهل البيت وسلمة بن
كهيل كان بتريا ورواه الكليني في الكافي بسنده إلا أن فيه أن أبا جعفر
قال لهما ذلك. محمد بن مسعود حدثني علي بن الحسن بن فضال حدثني
العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان عن أبي
بصير سألت أبا جعفر ع عن شهادة ولد الزنا أ تجوز قال لا فقلت
ان الحكم بن عتيبة يزعم أنها تجوز إلى أن قال ما قال الله للحكم وأنه
لذكر لك ولقومك فليذهب الحكم يمينا وشمالا فوالله لا يجد العلم إلا في
أهل بيت نزل عليهم جبرئيل ع ورواه الكليني في الكافي بسنده
عن أبي بصير مثله وحكى الكشي عن علي بن الحسن بن فضال أنه قال كان
الحكم من فقهاء العامة وكان أستاذ زرارة وحمران والطيار قبل أن يروا هذا
الأمر وقيل إنه كان مرجئا ويأتي في كثير النوا ذكر الباقر ع له مع
جماعة وأنهم أضلوا كثيرا ممن ضل من هؤلاء وأنهم ممن قال الله عز وجل من
الناس من يقول آمنا بالله وما هم بمؤمنين. وروى الكليني في الكافي بسنده
عن معلى بن عثمان عن أبي بصير قال قال لي أي الباقر ع:
الحكم بن عتيبة ممن قال الله تعالى ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم
الآخر وما هم بمؤمنين فليشرق الحكم وليغرب أما والله لا يصيب العلم
إلا من أهل بيت نزل عليهم جبرئيل وفي ترجمة حمران بن أعين ان الباقر
ع قال لزرارة قل له أي لحمران لم حدثت الحكم بن عتيبة عني أن
الأوصياء محدثون لا تحدثه وأشباهه بمثل هذا الحديث.
أقوال غيرنا فيه
في تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي كان عالما نبيلا جليلا في زمانه
وفي تهذيب التهذيب: قال الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير وعبيدة بن لبابة
ما بين لابيتها أفقه من الحكم وقال مجاهد بن رومي رأيت الحكم في مسجد
الخيف وعلماء الناس عيال عليه وقال جرير عن مغيرة كان الحكم إذا قدم
المدينة أخلوا له سارية النبي ص يصلي إليها وقال عباس الدوري كان
صاحب عبادة وفضل وقال ابن عيينة ما كان بالكوفة بعد إبراهيم والشعبي
مثل الحكم وحماد وقال ابن مهدي الحكم بن عتيبة ثقة ثبت ولكن يختلف
معنى حديثه وقال احمد أثبت الناس في إبراهيم الحكم ثم منصور وقال ابن
معين وأبو حاتم ثقة وقال النسائي ثقة ثبت وكذا قال العجلي وزاد وكان من
فقهاء أصحاب إبراهيم وقال ابن سعد كان ثقة فقهيا عالما رفيعا كثير
الحديث وقال يعقوب بن سفيان كان فقيها ثقة وقال ابن حبان في الثقات
كان يدلس اه‍ تهذيب التهذيب وفي ذيل المذيل وكان الحكم بن عتيبة مقدما
في العلم والفقه كثير الحديث وعن تقريب ابن حجر ثقة ثبت فقيه إلا أنه
ربما دلس وعن مختصر الذهبي فقيه عابد ثقة.
رأيه ومذهبه
قد سمعت قول الشيخ أنه زيدي بتري وقول العلامة انه من فقهاء
العامة بتري وقول ابن فضال انه وفي تهذيب التهذيب قال العجلي كان
صاحب سنة واتباع وكان فيه تشيع إلا أن ذلك لم يظهر منه اه‍ وعده ابن
رستة في الأعلاق النفسية من الشيعة وفي ذيل المذيل عن عبد الرحمن بن
صالح عن نوح بن دراج عن ابن أبي ليلى كنت عند الحكم فجاءه داود
الأودي فقال إن الناس يزعمون انك تنال من أبي بكر وعمر فقال ما أفعل
ولكني أزعم ان عليا خير منهما وعن الحافظ عبد العزيز بن الأخضر
الجنابذي في كتاب معالم العترة الطاهرة عن الحكم بن عتيبة في قوله تعالى
ان في ذلك لآيات للمتوسمين قال كان والله محمد بن علي يعني الباقر
منهم. وروى أبو نعيم في حلية الأولياء باسناده عن عبد الله بن عطاء
المكي ما رأيت العلماء عند أحد قط أصغر منهم عند أبي جعفر محمد بن

210
علي بن الحسين ولقد رأيت الحكم بن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه
كأنه صبي بين يدي معلمه. وفي رواية سبط ابن الجوزي عن عطاء ما
رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر لقد رأيت الحكم
عنده كأنه عصفور مغلوب يعني بالحكم الحكم بن عتيبة اه‍ وهذان الخبران
يفيدان اختصاصه بالباقر ع وخضوعه له ومعرفته حقه. وروى
الكليني في الكافي بسنده عن الحكم بن عتيبة بينا انا مع أبي جعفر والبيت
غاص باهله إذ أقبل شيخ يتوكأ على عنزة له حتى وقف على باب البيت فقال
السلام عليك يا ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته فقال أبو جعفر وعليك
السلام ورحمة الله وبركاته ثم سلم على أهل البيت ثم قال يا ابن رسول الله
أدنني منك جعلني الله فداك فوالله إني لأحبكم وأحب من يحبكم والله ما
ذلك لطمع في دنيا وأني لأبغض عدوكم وأبرأ منه ووالله ما ذلك لوتر كان
بيني وبينه والله أني لأحل حلالكم وأحرم حرامكم وانتظر أمركم فهل ترجو
لي جعلني الله فداك فقال أبو جعفر إلي حتى أقعده إلى جنبه ثم قال إن أبي
علي بن الحسين اتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه فقال له أبي ان
تمت ترد على رسول الله ص وعلى علي والحسن والحسين وعلى علي بن
الحسين ويثلج قلبك ويبرد فؤادك وتقر عينك وتستقبل بالروح والريحان مع
الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسك هاهنا وأهوى بيده إلى حلقه وإن تعش تر ما
يقر الله عينك وتكن معنا في السنام الأعلى فقال الشيخ كيف يا أبا جعفر
فأعاد عليه الكلام فقال الشيخ الله أكبر ان أنا مت أرد على رسول الله الخ
وأن أعش أر الخ ثم أقبل الشيخ ينتحب وينشج حتى لصق بالأرض وأقبل
أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حاله وأقبل أبو جعفر يمسح
بإصبعه الدموع من حماليق عينيه وينفضها ثم رفع الشيخ رأسه فقال لأبي
جعفر يا ابن رسول الله ناولني يدك جعلني الله فداك فناوله يده فقبلها
ووضعها على عينيه وخده ثم حسر عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره ثم
قام فقال السلام عليكم واقبل أبو جعفر ينظر في قفاه وهو مدبر ثم أقبل
بوجهه على القوم فقال من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى
هذا فقال الحكم بن عتيبة لم أر مأتما قط أشبه ذلك المجلس اه‍ وهذا
الحديث يدل على اختصاص الحكم بالباقر ع ويؤيد تشيعه.
ولكن الأخبار المتقدمة التي رواها الكشي وغيره تنافي ذلك وكذلك أقوال
العلماء السابقة الدالة على أنه كان عاميا بتريا مرجئا ربما تنافى ذلك والذي
يتحصل من الجمع بين الروايات وأقوال العلماء أنه كان زيديا وهو منشأ القول
بتشيعه بتريا من القائلين بامامة علي مع إمامة الشيخين وهو منشأ القول بأنه
كان من العامة ومن فقهائهم وأنه يصاحب الباقر ويجالس أصحابه وله محبة
وميل لأهل البيت.
مشايخه
في تهذيب التهذيب: أنه روى عن جماعة: 1 أبو جحيفة 2
زيد بن أرقم وقيل لم يسمع منه 3 عبد الله بن أبي أوفى هؤلاء صحابة 4
شريح القاضي 5 قيس بن أبي حازم 6 موسى بن طلحة 7 يزيد بن
شريك التيمي 8 عائشة بنت سعد 9 عبد الله بن شداد بن الهاد 10
سعيد بن جبير 11 مجاهد 12 عطاء 13 طاوس 14 القاسم بن
مخيمرة 15 مصعب بن سعد 16 محمد بن كعب القرظي 17 ابن أبي
ليلى وغيرهم من التابعين 18 عمر بن شعيب وهو أكبر منه اه‍.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب يروي عنه: 1 الأعمش 2 منصور 3
محمد بن جحادة 4 أبو إسحاق السبيعي 5 أبو إسحاق الشيباني 6
قتادة وغيرهم من التابعين 7 أبان بن صالح 8 حجاج بن دينار 9
سفيان بن حسين 10 الأوزاعي 11 مسعود 12 شعبة 13 أبو عوانة
وعدة اه‍.
665: الحكم بن علياء الأسدي
روى الشيخ في باب زيادات خمس التهذيب وباب ما أباحوه لشيعتهم
من الخمس في زمان الغيبة عن الحسين بن سعيد عن محمد بن أبي عمير
عن الحكم بن علباء الأسدي قال وليت البحرين وأصبت مالا كثيرا فأنفقت
واشتريت متاعا كثيرا واشتريت رقيقا وأمهات أولاد وولد لي ثم خرجت إلى
مكة فحملت عيالي وأمهات أولادي ونسائي وحملت خمس ذلك المال
فدخلت على أبي جعفر ع فقلت له إني وليت البحرين فأصبت بها
مالا كثيرا واشتريت ضياعا واشتريت رقيقا واشتريت أمهات أولاد وولد لي
وأنفقت وهذا خمس ذلك المال وهؤلاء أمهات أولادي ونسائي وقد اتيتك به
فقال اما انه كله لنا وقد قبلت ما جئت به وقد حللتك من أمهات أولادك
ونسائك وما أنفقت الحديث وفي رجال الميرزا الكبير الحكم بن علباء
الأسدي في صة الحسين بن سعيد إلى آخر الرواية المتقدمة مع أنه ليس
لذلك في الخلاصة عين ولا اثر ولا سبق ان روى العلامة في الخلاصة عن
الحسين بن سعيد والذي يغلب على الظن ان الميرزا نقل الخبر عن
الاستبصار ورمز له بلفظ صا فوقع الاشتباه من النساخ والعلماء انه رمز
للخلاصة وفي التعليقة سيجئ نقل هذه الحكاية عن أبيه علباء بن ذراع
ولعله الأظهر من الاخبار مع احتمال تعدد الواقعة بالنسبة إلى كل واحد
منهما اه‍ وتعدد الواقعة ممكن.
666: الحكم بن عمرو الجماني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق وما في رجال
ابن داود من قوله ثقة ناسبا له إلى رجال الشيخ من أغلاط كتاب ابن داود.
667: الحكم بن عمرو الغفاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وقال سكن البصرة
وقد ذكروا في ترجمته في الكتب الخاصة بالصحابة ان زيادا كتب إليه وهو
على خراسان وقد أصاب مغنما أن أمير المؤمنين معاوية كتب إلى أن تصطفي
له الصفراء والبيضاء فلا تقسم بين الناس ذهبا ولا فضة فكتب إليه أني
وجدت الله قبل كتاب أمير المؤمنين والله لو أن السماوات والأرض كانتا رتقا
على عبد ثم اتقى الله لجعل له مخرجا ثم قال للناس اغدوا على مالكم
فقسمه بينهم. وقال الحكم: اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني إليك
فمات بخراسان بمرو. ومن ذلك قد يظن تشيعه.
668: الحكم بن عمير
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص والظاهر أنه الأول
669: الحكم بن عمير الهمداني مولى كوفي يكنى أبا الصباح
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.

211
تنبيه
ذكر العلامة في الخلاصة في القسم الأول ترجمة للحكم بن عيص
وقال فيها روى الكشي عن محمد بن الحسن الرازي عن إسماعيل بن
محمد بن موسى بن سلام عن الحكم بن عيص ابن خالة سليمان بن خالد
قال لأبي عبد الله أنه يعرف هذا الأمر اه‍ والرواية المشار إليها أوردها
الكشي في الواقفة فقال محمد بن الحسن البراثي حدثني أبو علي الفارسي
حدثني عبدوس الكوفي إسماعيل بن محمد بن موسى ابن سلام عن الحكم
عن عيص قال دخلت مع خالي سليمان بن خالد على أبي عبد الله ع
فقال يا سليمان من هذا الغلام؟. فقال ابن أختي، فقال يعرف
هذا الأمر؟ فقال نعم، الحديث وقد وقع في الخلاصة عدة اشتباهات
أحدها جعل ارازي موضع البرائي ثانيا قوله عن الحكم بن عيص
وصوابه عن الحكم عن عيص فجعل موضع ابن عن وكذلك هو في نسخه
الكشي المطبوعة عن الحكم بن عيص وهو سهو من النساخ صوابه عن
الحكم عن عيص والمراد بالحكم هو الحكم بن مسكين وبعيص هو عيص بن
القاسم فإنه هو ابن أخت سليمان بن خالد هو وأخوه الربيع أما عيص بن
الحكم فلا وجود له وليس لسليمان بن خالد ابن أخت يقال له
الحكم بن عيص إنما ابنا أخته عيص والربيع ابنا القاسم ثالثها جعل
الحكم بن عيص المتوهم وجوده ابن خالة سليمان بن خالد ولو صح لكان
ابن أخته لا ابن خالته ويزيد ذلك وضوحا بملاحظة ما ذكرناه في ترجمة
عيص بن القاسم وسبحان من لا يسهو. والعجب أن الشهيد الثاني فيما
علقه على الخلاصة لم يتنبه لذلك وإنما قال في طريقه إسماعيل المذكور
مجهول ومع ذلك لا دلالة فيه على مدح يوجب قبول الرواية كما لا يخفي اه‍ قال
الميرزا في الوسيط بعد نقل عبارة الخلاصة السابقة وهو كذلك في التحرير
الطاووسي إلا أن الذي وجدته في كتاب الكشي في ترجمة الواقفة وفي اختيار
الشيخ له في موضعين محمد بن الحسن البراثي حدثني أبو علي الفارسي الخ
ما مر ثم قال وفي بعض النسخ المعتبرة عن الحكم عن عيص وهو أنسب
وأوفق بالسند الأول وبما سيجئ عن الكشي في عيص لفظا ومعنى اه‍ وقال
في الرجال الكبير بعد نقل عبارة الخلاصة: الذي وجدته في كتاب الكشي
محمد بن الحسن البراثي حدثني أبو علي الفارسي تأمل ذلك فإنه قد روى
مثل هذا عن عيص انه دخل مع خاله ع وفي بعض النسخ أيضا
عن الحكم عن عيص اه‍.
670: الحكم القتات
قال النجاشي كوفي ثقة قليل الحديث له كتاب يرويه عن أبي
القاسم عبد الرحمن بن أبي هاشم البجلي أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا
أحمد بن جعفر حدثنا حميد بن زياد حدثنا القاسم بن محمد بن الحسين بن
حازم عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن حكم بكتابه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية عبد الرحمن ابن أبي
هاشم عنه.
671: أبو محمد الحكم بن المختار بن أبي عبيد الثقفي
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع الحكم بن
المختار بن أبي عبيد كنيته أبو محمد ثقة روى عنه وعن أبي عبد الله ع
اه‍ ولكن المذكور في ترجمة المختار أن ولده أبو الحكم ولعل له ولدين
أحدهما الحكم يكنى أبا محمد والآخر أبو الحكم.
672: الحكم بن مسكين أبو محمد كوفي مولى ثقيف المكفوف.
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله ع ذكره أبو العباس له
كتاب القضايا كتاب الطلاق كتاب الظهار أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا
أحمد بن جعفر بن سفيان حدثنا حميد بن زياد حدثنا الحسن بن موسى
الخشاب عن الحكم بكتاب الطلاق والظهار وذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع فقال الحكم بن مسكين المكفوف مولى
ثقيف. وفي التعليقة يروي عنه ابن أبي عمير وفيه إشعار بوثاقته ويؤيده
رواية الحسن بن محبوب والحسن بن علي بن فضال ومحمد بن الحسين بن أبي
الخطاب والحسن بن موسى الخشاب وغيرهم من الأجلة عنه وكونه كثير
الرواية مقبولها وصاحب كتب متعددة وفي النقد يظهر من مشيخة الفقيه أن
كنيته أبو عبد الله وقال جدي المجلسي الأول قال الشهيد لما كان كثير
الرواية ولم يرد فيه طعن فانا أعمل على روايته واعترض الشهيد الثاني بأنه لا
يكفي عدم الجرح بل لا بد من التوثيق والظاهر أن الشهيد الأول يكتفي في
العدالة بحسن الظاهر وذهب إليه الشيخ رحمه الله اه‍ قلت قبول الرواية
لا يلزم ان يكون من خصوص العدالة وعن الشهيد في مبحث الجمعة من
الذكرى ان ذكر الحكم بن مسكين غير قادح ولا موجب للضعف لأن
الكشي ذكره ولم يطعن عليه اه‍ التعليقة أقول ذكرنا في غير موضع
أن تعديل الرواة مبني على حصول الظن والاطمئنان لا على التوثيق بعدلين
كما قاله جماعة وهو حاصل هنا من هذه الامارات بل أصل قبول الرواية
مداره على حصول الاطمئنان بالصدور.
التمييز
يعرف الحكم أنه ابن مسكين برواية الحسن بن موسى الخشاب عنه
وزاد الكاظمي رواية الهيثم ابن أبي مسروق النهدي عنه اه‍ ويتميز برواية
من مر عنه أيضا.
673: الحكم بن هشام بن الحكم أبو محمد مولى كندة.
قال النجاشي سكن البصرة وكان مشهورا بالكلام كلم الناس وحكى
عنه مجالس كثيرة وذكر بعض أصحابنا رحمهم الله تعالى أنه رأى كتابا له في
الإمامة اه‍ ومن يشابه أباه فما ظلم.
674: الحكم بن يسار
مر بعنوان الحكم بن بشار
675: الميرزا حكيم الأردكاني
ذكره الشيخ عبد النبي القزويني تلميذ السيد مهدي بحر العلوم في
تتمة أمل الآمل، فقال: الميرزا حكيم والد مخدومنا ميرزا أبي الحسن
الأردكاني دام ظله، من مشاهير الفضلاء ومعاريفهم خصوصا في العلوم
الرياضية فإنه بلغ فيها الغاية وتجاوز النهاية.

212
حكيم بن جبلة بن حصن أو حصين بن أسود بن كعب بن عامر بن
الحارث بن الديل بن غنم بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس بن
دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار العبدي الربعي.
استشهد بالبصرة سنة 36
حكيم في الاستيعاب وأسد الغابة بضم الحاء وقبل بفتحها والأول
أكثر ابن جبلة وهو الأكثر ويقال ابن جبل اه‍ والعبدي نسبة إلى عبد
القيس وكانت تتشيع وهي من ربيعة.
أقوال العلماء فيه
عن الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وعن مجالس
الصدوق انه من أصحاب رسول الله ص وانه كان رجلا صالحا مطاعا في
قومه وحارب طلحة والزبير قبل قدوم أمير المؤمنين ع واستشهد
وقال المسعودي في مروج الذهب عند ذكر وقعة الجمل ان أصحاب الجمل
قتلوا حكيم بن جبلة العبدي وكان من سادات عبد القيس و زهاد ربيعة
ونساكها اه‍ وقال أبو مخنف كان حكيم شجاعا مذكورا اه‍ وفي
لاستيعاب أدرك حكيم النبي ص وما أعلم له عنه رواية ولا خبر يدل على
سماعه منه ولا رؤية وكان رجلا صالحا له دين مطاعا في قومه بعثه عثمان
إلى السند فنزلها ثم قدم على عثمان فسأله عنها فقال ماؤها وشل ولصها بطل
وسهلها جبل ان كثر الجند بها جاعوا وان تلوا بها ضاعوا فلم يوجه عثمان
إليها أحدا حتى قتل اه‍. وفي الدرجات الرفيعة: كان رجلا صالحا
شجاعا مذكورا مطاعا في قومه وهو من خيار أصحاب أمير المؤمنين ع
مشهورا بولائه والنصح له وفيه يقول أمير المؤمنين ع على ما ذكره
ابن عبد ربه في العقد:
دعا حكيم دعوة سميعه * نال بها المنزل الرفيعة
أخباره ومقتله
روى الطبري في تاريخه وذكر ابن الأثير في الكامل ان طلحة والزبير لما
قدما البصرة مع عائشة قبل قدوم علي وتوافقوا مع عثمان بن حنيف
وأصحابه أقبل حكيم بن جبلة وقد خرج وهو على الخيل فانشب القتال
وأسرع أصحاب عائشة كافون إلا ما دافعوا عن أنفسهم وحكيم يذمر
خيله ويركبهم بها ويقول:
ضربا دراكا أنها قريش * ليردينها جبنها والطيش
واقتتلوا على فم السكة وأشرف أهل الدور ممن كان له في واحد من
الفريقين هوى فرموا باقي الآخرين بالحجارة وحجز بينهم الليل وبات
أصحاب عائشة يتأهبون وأصبح عثمان بن حنيف فغاداهم وغدا
حكيم بن جبلة وهو يبربر وفي يده الرمح فقال له رجل من عبد القيس على
من تتكلم قال على عائشة قال يا ابن الخبيثة أ لأم المؤمنين تقول هذا فوضع
حكيم السنان بين ثدييه فقتله ثم مر بامرأة فجرى له معها ما جرى مع
الرجل فطعنها بين ثدييها فقتلها ثم سار فاقتتلوا بدار الرزق من بزوغ
الشمس إلى الزوال ثم تهادنوا على أن يصلي عثمان بالناس حتى يكتب
إلى علي فلم يلبث إلا يومين حتى وثبوا عليه فقاتلوه بالزابوقة عند مدينة
الرزق فظهروا واخذوا عثمان وأرادوا قتله ثم خشوا غضب الأنصار فنتفوا
كل شعرة في وجهه وضربوه وأصبح طلحة والزبير وبيت المال في أيديهما
وبلغ حكيم بن جبلة ما صنع بعثمان بن حنيف فقال لست أخاف الله إن لم
أنصره فجاء في جماعة من عبد القيس ومن تبعه من ربيعة وتوجه نحو دار
الرزق وبها طعام أراد عبد الله بن الزبير ان يرزقه أصحابه فقال له عبد الله
ما لك يا حكيم قال نريد ان نرتزق من هذا الطعام وان تخلوا عثمان فيقيم
في دار الامارة على مال كتبتم بينكم حتى يقدم علي وأيم الله لو أجد أعوانا
ما رضيت بهذا منكم حتى أقتلكم بمن قتلتم ولقد أصبحتم وان دماءكم لنا
لحلال بمن قتلتم أ ما تخافون الله بم تستحلون الدم الحرام قال بدم عثمان
قال فالذين قتلتم هم قتلوا عثمان أ ما تخافون مقت الله فقال له عبد الله لا
نرزقكم من هذا الطعام ولا نخلي سبيل عثمان حتى يخلع عليا فقال حكيم
اللهم أنك حكم عدل فاشهد وقال لأصحابه لست في شك من قتال
هؤلاء القوم وتقدم فقاتلهم ونادي أصحاب عائشة من لم يكن من قتله
عثمان فليكفف فانا لا نريد قتاله فانشب حكيم القتال ولم يرع للمنادي
فاقتتلوا أشد قتال ومع حكيم أربعة قواد هو أحدهم فكان حكيم بحيال
طلحة فزحف طلحة لحكيم وهو في ثلاثمائة رجل وجعل حكيم يضرب
بالسيف ويقول
أضربهم بإياس * ضرب غلام عابس
من الحياة آيس * في الغرفات نافس
فضرب رجل رجله فقطعها فاخذ حكيم رجله فرماه بها فأصاب عنقه
فصرعه ووقذه ثم حبا إليه فقتله واتكأ عليه وقال:
يا فخذ لا تراعي * إن معي ذراعي
أحمي بها كراعي
وقال:
أقول لما جدني زماعي * للرجل يا رجلي لن تراعي
إن معي من نجدة ذراعي
وقال وهو يرتجز:
ليس علي إن أموت عار * والعار في الناس هو الفرار
والمجد لا يفضحه الدمار
فاتى إليه رجل وهو رثيث رأسه على آخر فقال ما لك يا حكيم قال
قتلت قال من قتلك قال وسادتي فاحتمله فضمه في سبعين من أصحابه
فتكلم يومئذ حكيم وانه لقائم على رجل واحد وان السيوف لتأخذهم فما
يتعتع ويقول انا خلفنا هذين وقد بايعا عليا وأعطياه
الطاعة ثم أقبلا مخالفين محاربين يطلبان بدم عمان ففرقا بيننا ونحن أهل
دار وجوار اللهم أنهما لم يردا عثمان. وهذا منتهى الشجاعة والصبر والجلد
قال ابن الأثير وقتلوا وقتل معهم قتله يزيد ابن الأسحم الحداني فوجد
حكيم قتيلا بين يديه وأخيه كعب وقيل قتله رجل يقال له ضخيم وقتل معه
ابنه الأشرف وأخوه الرعل ابن جبلة اه‍ وفي الاستيعاب كان حكيم بن
جبلة ممن يعيب عثمان من اجل عبد الله بن عامر وغيره من عماله ولما قدم
الزبير وطلحة وعائشة البصرة وعليها عثمان بن حنيف واليا لعلي بن أبي
طالب بعث عثمان بن حنيف حكيم بن جبلة العبدي في سبعمائة من عبد

213
القيس وبكر بن وائل فلقي طلحة والزبير بالزابوقة قرب البصرة فقاتلهم
قتالا شديدا فقتل رحمه الله قتله رجل من بني حدان هذه رواية الاستيعاب
في قتل حكيم ابن جبلة قال وقد روي أنه لما غدر ابن الزبير بعثمان بن
حنيف بعد الصلح الذي كان عقده عثمان مع طلحة والزبير أتاه ابن الزبير
ليلا في القصر فقتل نحوا من أربعين رجلا من الحرس على باب القصر
وفتح بيت المال وأخذ عثمان بن حنيف فصنع به ما يأتي وذلك قبل قدوم علي البصرة فبلغ
ما صنع ابن الزبير بعثمان بن حنيف وحكيم بن جبلة فخرج في سبعمائة من
ربيعة فقاتلهم حتى أخرجهم من القصر ثم كروا عليه فقاتل حتى قطعت
رجله ثم قاتل ورجله مقطوعة حتى ضربه سحيم الحداني فقطع عنقه واستدار رأسه في جلدة عنقه
حتى سقط وجهه على قفاه. وقال أبو عبيدة
قطعت رجل حكيم بن جبلة يوم الجمل فأخذها ثم زحف إلى الذي قطعها
فلم يزل يضربها حتى قتله.
وقال:
يا نفس لن تراعي * دعاك خير داعي
إن قطعت كراعي * إن معي ذراعي
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى وليس يعرف في جاهلية ولا إسلام
أحد فعل مثل فعله قال أبو عمر هكذا قال أبو عبيدة قطعت رجله يوم
الجمل وهذا منه على المقاربة لأنه قتل قبل الجمل بأيام وقد عرض لمعاذ بن
عمرو بن الجموح يوم بدر في قطع يده من الساعد قريب من هذا. قال
وذكر المدائني عن شيوخه بعدة أسانيد انه لما اخذ عثمان بن حنيف استشاروا
عائشة فيه فقالت اقتلوه فقالت لها امرأة نشدتك الله يا أم المؤمنين في
عثمان بن حنيف وصحبته لرسول الله ص فقالت احبسوه ولا تقتلوه فقال
لهم مجاشع بن مسعود اضربوه وانتفوا شعر لحيته فضربوه أربعين سوطا
ونتفوا شعر لحيته وحاجبيه وأشفار عينيه فلما كانت الليلة التي اخذ فيها
عثمان بن حنيف غدا عبد الله بن الزبير إلى الزابوقة ومدينة الرزق وفيها
طعام يرزقونه الناس فأراد ان يرزقه أصحابه وبلغ حكيم بن جبلة ما صنع
بعثمان بن حنيف فقال لست أخاه ان لم انصره فجاءه في سبعمائة من عبد
القيس وبكرين وائل وأكثرهم عبد القيس فاتى ابن الزبير في مدينة الرزق
فقال ما لك يا حكيم قال نريد ان نرتزق من هذا الطعام وان تخلوا
عثمان بن حنيف فيقيم في دارة الامارة على ما كنتم كتبتم بينكم حتى يقدم
علي وأيم الله لو أجد أعوانا عليكم ما رضيت بهذا منكم حتى أقتلكم بمن
قتلتم من إخواننا أ ما تخافون الله بم تستحلون الدماء قالوا بدم عثمان قال
والذين قتلتموهم قتلوا عثمان أو حضروا قتله فقال ابن الزبير لا نرزقكم
من هذا الطعام ولا نخلي عثمان حتى يخلع عليها فقال حكيم اللهم اشهد اللهم اشهد
وقال لأصحابه اني لست في شك من قتال هؤلاء فمن كان في
شك فلينصرف فقاتلهم فاقتتلوا قتالا شديدا وضرب رجل ساق حكيم فقطعها فاخذ حكيم
الساق فرماه بها فأصاب عنقه فصرعه ووقذه ثم حجل
إليه فقتله وقتل يومئذ سبعون رجلا من عبد القيس اه‍ قال ابن الأثير فلما
انتهى علي ع إلى الآساد اتاه ما لقي حكيم بن جبلة فقال:
دعا حكيم دعوة الزماع * حل بها منزلة النزاع
وأتاه وهو بذي قار الخبر بما لقيت ربيعة وخروج عبد القيس فقال
عبد القيس خير ربيعة وفي كل ربيعة خير قال:
يا لهف ما نفسي على ربيعة * ربيعة السامعة المطيعة
قد سبقتني فيهم الوقيعة * دعا حكيم دعوة سميعة
حلوا بها المنزلة الرفيعة
وروى أبو مخنف بسنده عن ابن عباس ان طلحة والزبير أغذا السير
بعائشة حتى وصلا حفر أبي موسى الأشعري وهو قريب من البصرة وكتبا
إلى عثمان بن حنيف عامل علي على البصرة ان أخل لنا دار الامارة فأرسل
إلى الأحنف فأخبره فقال إنهم جاءوك بزوجة رسول الله للطلب بدم عثمان
وهم الذين ألبوا على عثمان الناس وسفكوا دمه واراهم والله لا يزايلون
حتى يلقوا العداوة بيننا ويسفكوا دماءنا واراهم والله سيركبون منك خاصة
ما لا قبل لك به ان لم تتأهب لهم بالنهوض إليهم فيمن معك من أهل
البصرة فإنك اليوم الوالي عليهم وأنت فيهم مطاع فسر إليهم بالناس
وبادرهم قبل ان يكونوا معك في دار واحدة فيكون الناس لهم أطوع منهم
لك فقال له عثمان الرأي ما رأيت لكنني أكره الشر وان أبدأهم وأرجو
العافية والسلامة إلى أن يأتيني كتاب أمير المؤمنين ورأيه فاعمل به ثم اتاه
بعد الأحنف حكيم بن جبلة العبدي من بني عمرو بن وديعة فاقرأه كتاب
طلحة والزبير فقال له مثل قول الأحنف فاجابه بمثل جوابه للأحنف فقال له
حكيم فائذن لي حتى أسير إليهم بالناس فان دخلوا في طاعة
أمير المؤمنين والا نابذتهم على سواء فقال عثمان لو كان ذلك رأيي لسرت
إليهم بنفسي قال حكيم اما والله ان دخلوا عليك هذا المصر لينقلن قلوب
كثير من الناس إليهم وليزيلنك عن مجلسك هذا، وأنت اعلم، فأبى عليه
عثمان وقال أبو مخنف أيضا بعد ما ذكر اختلاف الناس بالبصرة فرقة مع ابن
حنيف وفرقة مع عائشة وطلحة والزبير اقبل طلحة والزبير يريدان عثمان بن
حنيف فوجدا أصحابه قد اخذوا بأفواه السكك فاستقبلهم أصحاب ابن
حنيف فشجرهم طلحة والزبير وأصحابهما بالرماح فحمل عليهم
حكيم بن جبلة فلم يزل هو وأصحابه يقاتلونهم حتى أخرجوهم من جميع
السكك ورماهم النساء من فوق البيوت بالحجارة ثم تحاجزوا واصطلحوا
على أن لعثمان بن حنيف دار الامارة والرحبة والمسجد وبيت المال والمنبر
وان لطلحة والزبير ومن معهما ان ينزلوا حيث شاؤوا من البصرة ثم إن
طلحة والزبير خرجا في ليلة مظلمة ذات ريح ومطر ومعهما أصحابهما إلى
المسجد وقت صلاة الفجر وقد سبقهم عثمان بن حنيف إليه وأقيمت
الصلاة فتقدم عثمان ليصلي بهم فأخره أصحاب طلحة والزبير وقدموا الزبير
فجاء جماعة فاخروا الزبير وقدموا عثمان فغلبهم الآخرون فقدموا الزبير
وأخروا عثمان حتى كادت الشمس تطلع فغلب الزبير فصلى بالناس فلما
فرع صاح بأصحابه خذوا عثمان بن حنيف فأخذوه وضربوه ضرب الموت
ونتفوا حاجبيه وأشفار عينيه وكل شعرة في رأسه ووجهه فلما بلغ حكيم بن
جبلة ما صنعوا بعثمان بن حنيف خرج في ثلاثمائة من عبد القيس مخالفا لهم
ومنابذا فخرجوا إليه وحملوا عائشة على جمل فسمي ذلك اليوم يوم الجمل
الأصغر ويوم علي يوم الجمل الأكبر وتجالد الفريقان بالسيوف فشد رجل من
الأزد من عسكر عائشة على حكيم بن جبلة فضرب رجله فقطعها ووقع
الأزدي عن فرسه فجثا حكيم فاخذ رجله فرمى بها الأزدي فصرعه ثم دب
إليه فقتله متكئا عليه خانقا حتى زهقت نفسه فمر بحكيم انسان وهو يجود

214
بنفسه فقال من فعل بك هذا قال وسادتي فنظر فإذا الأزدي تحته وقتل مع
حكيم اخوة له ثلاثة وقتل أصحابه كلهم وهم ثلاثمائة من عبد القيس
والقليل منهم من بكر بن وائل. وفي مروج الذهب ان الناس لما نقموا على
عثمان ما نقموا سار فيمن سار إلى المدينة حكيم بن جبلة العبدي في مائة
رجل من أهل البصرة.
677: حكيم بن جبير الأسدي ويقال مولى الحكم بن العاص الثقفي الكوفي.
ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب وكل ترجمته نقلناها منه:
أقوال العلماء فيه
أحمد: ضعيف الحديث مضطرب. ابن معين ليس بشئ. ابن
المديني سالت يحيى بن سعيد عنه فقال كم روى إنما روى شيئا يسيرا فقلت
من تركه قال شعبة من أجل حديث الصدقة يعني حديث من سال وله ما
يغنيه. قيل لشعبة حدثني بحديث حكيم بن جبير قال أخاف النار.
يعقوب بن شيبة ضعيف الحديث. ابن أبي حاتم سألت أبا زرعة عنه فقال
في رأيه شئ قلت ما محله قال الصدق إن شاء الله أبو حاتم ضعيف
الحديث منكر الحديث له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في
التشيع. النسائي ليس بالقوي. الدارقطني متروك: ابن مهدي إنما روى
أحاديث يسيرة وفيها منكرات. الفلاس كان يحيى يحدث عنه وعبد الرحمن
لا يحدث عنه. البخاري في التاريخ كان يحيى وعبد الرحمن لا يحدثان
عنه. الساجي غير ثبت في الحديث فيه ضعف وروى عنه الحسن بن صالح
حديثا منكرا. أبو داود ليس بشئ اه‍ ويلوح مما مر أن تضعيفه وترك
حديثه لرواية ما يرونه منكرا ولعله في المناقب ولذا نسبوه إلى الغلو في
التشيع مع كون محله الصدق.
مشايخه
روى عن أبي جحيفة وأبي الطفيل وعلقمة وموسى بن طلحة وأبي
وائل وإبراهيم النخعي وجميع ابن عمير التميمي ومحمد بن عبد الرحمن بن
يزيد النخعي وأبي صالح السمان وغيرهم.
تلاميذه
وعنه الأعمش والسفيانان وزائدة وفطر بن خليفة وشعبة وشريك
وعلي بن صالح وجماعة
حكيم بن جبير بن مطعم بن عدي بن عبد مناف القرشي المدني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع
حكيم بن حزام أبو خالد عم الزبير بن العوام
مر بعنوان الحكم
حكيم بن حكم بن عباد بن حنيف الأنصاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين وقال روى عنه
وعن أبي جعفر وأبي عبد الله
حكيم بن سعيد أو سعد الحنفي أبو يحيى
قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع حكيم بن سعيد
الحنفي كان من شرطة الخميس يكنى أبا يحيى وقال العلامة في الخلاصة في
باب الكنى أبو يحيى حكم بن سعد الحنفي قال البرقي كان من شرطة
الخميس من الأولياء من أصحاب علي ع وفي تاريخ بغداد
حكيم بن سعد كوفي تابعي وكان ممن شهد مع علي وقعة النهروان ثم روى
بسنده عن حيكم بن سعد قال ما هو إلا أن لقينا أهل النهر فما لبثناهم كأنما
قيل لهم فماتوا قبل أن تشتد شوكتهم وتعظم نكايتهم ثم روى بسنده عن
أحمد بن عبد الله العجلي قال أبو يحيى حكيم بن سعد كوفي تابعي ثقة وفي
مجالس المؤمنين أبو يحيى حكيم بن سعد الحنفي من جملة شرطة الخميس.
من روى عنهم ومن رووا عنه
في تاريخ بغداد حدث عن علي بن أبي طالب وأبي موسى الأشعري
وأم سلمة زوج النبي ص روى عنه أبو إسحاق السبيعي وعمران بن ظبيان
وجعفر بن عبد الرحمن وعبد الملك بن مسلم بن ثمامة الكوفيون.
حكيم بن سلامة
أرسله أمير المؤمنين علي ع إلى أصحاب الجمل مع
مالك بن حبيب إن كنتم على ما فارقتم عليه القعقاع فكفوا حتى ننزل
وننظر في هذا الأمر. والقعقاع كان أرسله إليهم أمير المؤمنين قبل ذلك لطلب الألفة
والجماعة فأظهروا الميل لذلك.
حكيم بن صهيب أبو صهيب الصيرفي بن شبيب مولى بني ضبة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
حكيم بن عجيبة الكوفي
في لسان الميزان: قال أحمد العجلي في تاريخه ضعيف غال في التشيع
متروك
مجد الدين أبو الحسن أو أبو إسحاق الحكيم الكسائي المرزوي
ولد سنة 341 في شوال لسبع وعشرين خلون منه وتوفي حدود سنة 391
في كتاب سخن وسخن واران الشعر والشعراء في ترجمته قال
النظامي العروضي يكنى أبا الحسن وقال صاحب مجمع الفصحاء يكنى أبا
إسحاق ويلقب بمجد الدين، من أكابر شعراء الفرس ويظهر مما وصل إلينا
من أشعاره سعة فكره ودقة خياله وحسن بلاغته وبراعة طبعه وأشعاره من
حيث اللطافة ودقة التشبيه ممتازة وقليل من الشعراء من يصل إلى درجته في
هذا الفن وذكره ناصر خسرو في عدة مواضع وعارض جملة من أشعاره
ولعل ذلك بواسطة كونه مرزويا كما يقوله تقي زاده في شرح حال الحكيم
ناصر خسرو أو بواسطة تشيعه كما يقوله صاحب مجمع الفصحاء وغيره ومع
ذلك يمكن الاستدلال على شهرة الكسائي الأدبية وأستاذيته بمعارضة الحكيم
ناصر له لأنه لا يعارض أيا كان وعده محمد العوفي في لباب الألباب وأمين
أحمد الرازي وصاحب مجمع الفصحاء في عداد الصوفية ولكن شعره
الموجود ليس فيه ما يدل على ذلك وكان أبو الحسين العقبي وزير نوح بن

215
منصور الساماني محسنا إليه ومدحه الكسائي حتى قال السوزني الشاعر في
ذلك:
كرد عتبي با كسائي همچنين كردار
خوب
ماند عتبي از كسائي تا قيامت زنده
نام
اه‍ وترجمته: عمل العتبي الجيد مع الكسائي أبقى اسم العتبي
بسبب الكسائي حيا إلى يوم القيامة.
حكيم مؤذن بني عبس
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع، وفي
التعليقة في الكافي في نسختي مؤذن بن عيسى فتأمل.
حكيم بن معاوية
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وفي التعليقة
لعله حكيم بن معاوية بن عمار والد معاوية بن حكيم وسنشير في ترجمة
محمد بن مقلاص إلى ما يشعر بارتضائه عند الكشي ومقبولية قوله لديه اه‍
وذلك أنه ذكره في سند وناقش في واحد من رجاله ولم يناقش في الباقين فدل
على ارتضائه عنده اه‍ وستعرف في الذي بعده نفي بحر العلوم اتخاذهما
لبعد الطبقة.
حكيم بن معاوية بن عمار بن أبي معاوية خباب ابن عبد الله الدهني
البجلي.
خباب بمعجمة وبائين موحدتين كما في رجال بحر العلوم
والدهني نسبة إلى دهن بضم الدال وسكون الهاء بعدها نون كما عن
تقريب ابن حجر وهو دهن بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن
أنمار وفي عبد القيس دهن بن عذرة وعمار جده مولى الحكم بن نفيل وما
يوجد في بعض المواضع من إبدال البجلي بالعجلي تصحيف.
ذكره بحر العلوم في رجاله فقال حكيم بن معاوية بن عمار ممن روى
الحديث ولم يذكره علماء الرجال في أصحاب الأئمة ع وهو غير
حكيم بن معاوية الذي ذكره الشيخ في أصحاب الباقر ع لبعد
الطبقة فإنه قد ذكر أباه وجده من أصحاب الصادق ع فكيف
يكون هو من أصحاب الباقر ع.
حكيم بن منقذ الكندي
كان من التوابين أرسله سليمان بن صرد الخزاعي هو والوليد بن
عصير الكناني من النخيلة إلى الكوفة فناديا بها يا لثارات الحسين وكانا أول
خلق الله دعا يا لثارات الحسين وذلك سنة 65 من الهجرة ذكره ابن الأثير.
الميرزا حكيم اليزدي
توفي في يزد سنة 1116.
في رياض العلماء: فاضل عالم زاهد عابد ماهر في العلوم الرياضية
تتلمذ على جماعة من فضلاء العصر أمثلهم الأستاذ المحقق كأنه
السبزواري وتتلمذ في الرياضيات على المولى محمد حسين ان المولى محمد
باقر اليزدي وسمعت الأستاذ العلامة المجلسي
يصف علمه وفضله لا سيما في العلوم التعاليمية والآن يسكن يزد واتفق لي
ملاقاته بمشهد الرضا ع وهو أورع أهل زمانه ويلبس اللباس
الخشن ويخدم نفسه وعياله وبعد ما توطن يزد صار مدرسا في بعض المدارس
الجديدة بها إلى أن توفي بها سنة 1116 وهذا الرجل عندي أنه ليس من
فحول العلماء وغاية ورعه وتقواه أوردناه في كتابنا هذا تيمنا.
حلاش بن عمرو الهجري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقيل أنه عد
حلاش بن عمرو من دون وصفه بالهجري من أصحاب الحسين ع.
الحلبي
هو عند الرواة عبيد الله بن علي بن أبي شعبة الحلبي وعند العلماء
يراد به أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي.
الحلبيان
يراد بهما في كلام الشهيد وغيره من الفقهاء الشيخ أبو الصلاح
تقي بن نجم بن عبيد الله بن محمد الحلبي، والسيد أبو المكارم حمزة بن
زهرة صاحب الغنية.
: الحلبيون
يراد بهم أبو الصلاح تقي بن نجم الحلبي، والسيد أبو المكارم
حمزة بن زهرة صاحب الغنية، وأبو الحسن علي بن أبي الفضل الحسن بن
أبي المجد الحلبي صاحب إشارة السبق
والحلبيون أيضا
جماعة من فقهاء الإمامية وعلمائها من أهل حلب كانوا فيها أيام كان
أهلها شيعة نسب إليهم القول بوجوب الاجتهاد عينا والثلاثة السابقون من
جملتهم ونسرد هنا أسماء جملة ممن اتصلت بنا أسماؤهم سردا والتفصيل
نحيله إلى تراجمهم في هذا الكتاب.
1 تقي بن نجم أبو الصلاح الحلبي 2 حفيده علي بن منصور بن
أبي الصلاح تقي الحلبي 3 يحيى بن حميدة بن أبي طي الحلبي 4 علاء
الدين بن الحسن علي بن أبي الفضل الحسن بن أبي المجد الحلبي 5
كردي بن عكبري بن كردي الفارسي الحلبي 6 أبو علي حسن بن حسين بن
الحاجب الحلبي 7 حسن بن حمزة الحلبي 8 أبو جعفر
محمد بن علي بن الحسن الحلبي 9 أبو صالح الحلبي صاحب كتاب المعراج
في الأحاديث المجموعة نسب إليه الشهيد في شرح الإرشاد القول بوجوب
التسليم وهو غير أبي الصلاح لأن الشهيد ذكره مع أبي الصلاح حيث قال
والحلبيون كأبي الصلاح وابن زهرة وأبي صالح لكن يحتمل أن لا يكون

216
حلبيا كما مر فيما بدئ باب لأن الشهيد قال بعده وأبي سعيد والمصنف لكن
صاحب الرياض وصفه بالحلبي 10 السيد أبو المكارم حمزة بن زهرة
صاحب الغنية وفي آل زهرة من العلماء عدد كثير.
حكيمة بنت الإمام محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر
الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
مدفونة بسامراء هي ونرجس أم المهدي مع الإمامين العسكري
والهادي ولا يحضرنا الآن تاريخ وفاتها.
والصواب أن اسمها حكيمة بالكاف كما هو الموجود في كتب التواريخ
والأخبار. وما يجري على السنة العامة من تسميتها حليمة باللام تحريف.
كانت من الصالحات العابدات الفاتنات لها أخبار في تزويج الإمام الحسن
العسكري بنرجس أم المهدي وفي ولادة الإمام المهدي عليه وعلى
أبيه السلام. قال المسعودي في كتاب إثبات الوصية: روى لنا الثقات من
مشايخنا ان بعض أخوات أبي الحسن علي بن محمد الهادي ع
كانت لها جارية ولدت في بيتها وربتها تسمى نرجس فلما كبرت وعبلت
دخل أبو محمد الحسن العسكري ع فنظر إليها فأعجبته فقالت له
عمته أراك تنظر إليها فقال إني ما نظرت إليها إلا متعجبا أما ان المولود
الكريم على الله جل وعلا يكون منها ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن ع
في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك اه‍ المسعودي كما ترى لم
يسمها ولكن الصدوق في كمال الدين سماها حكيمة فروى بسنده عن الطهري عن
حكيمة بنت الإمام محمد الجواد ع قالت كانت لي
جارية يقال لها نرجس فزارني ابن أخي أي الحسن العسكري وأقبل
يحد النظر إليها فقلت له يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك فقال لا يا
عمة لكن أتعجب منها سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل الذي يملأ
الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما فقلت فأرسلها إليك يا
سيدي فقال استأذني أبي فاتيت منزل أبي الحسن ع فبدأني وقال يا
حكيمة ابعثني بنرجس إلى ابني أبي محمد فقلت يا سيدي على هذا قصدتك
فقال يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك في الأجر فزينتها
ووهبتها لأبي محمد ع فمضى أبو الحسن ع وجلس أبو محمد مكانه
فكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي وقالت يا
مولاتي ناوليني خفك فقلت بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا دفعت إليك
خفي ولا خدمتني بل أخدمك على بصري فسمع أبو محمد ع ذلك فقل
جزاك الله خيرا يا عمة فلما غربت الشمس صحت بالجارية ناوليني ثيابي
لأنصرف فقال يا عمتاه بيتي الليلة عندنا فإنه سيولد الليلة المولود الكريم
على الله عز وجل الذي يحيى الله به الأرض بعد موتها. وروى الصدوق في
اكمال الدين رواية أخرى في حضور حكيمة عمة الحسن العسكري ولادة
المهدي ليلة النصف من شعبان نقلناها في الجزء الخامس من المجالس
السنية. وروى الصدوق في اكمال الدين والكليني في الكافي والشيخ في
كتاب الغيبة بألفاظ متقاربة عن بشر بن سلمان النخاس من ولد أبي أيوب
الأنصاري وأحد موالي أبي الحسن وأبي محمد العسكريين وجارهما بسر من
رأى ذكر حديثا طويلا ذكرناه في الجزء الخامس من المجالس السنية أيضا
وفيه ان الإمام عليا الهادي ع أرسل بشرا هذا إلى بغداد فاشترى
أم المهدي وأن اسمها مليكة بنت يشوعا بن قيصر ملك الروم وأنها لحقت
بجيش الروم الخارج لقتال المسلمين متنكرة وسمت نفسها نرجس باسم
الجواري فكان من أمرها ما كان وهو يخالف ما مر.
: الحلي
هو محمد بن إدريس صاحب السرائر.
الحليان هما المحقق جعفر بن سعيد والعلامة الحسن بن المطهر
الحليون بصيغة الجمع عبارة عن المحقق جعفر بن سعيد وابن عمه
يحيى بن سعيد مع العلامة الحسن بن يوسف وصاحب السرائر. وصاحب
المقابيس يعبر بالحليين ويصفهم بالثلاثة إلى الأحد عشر وهم 1 المحقق
2 ابن إدريس 3 ابن سعيد الأصغر 4 العلامة 5 ولده 6 المقداد
السيوري 7 أحمد بن فهد 8 ابن القطان 9 العميدي 10 ابن طاوس
11 ابن سعيد الأكبر.
الشريفة حليمة الإسحاقية بنت السيد عز الدين الإسحاقي.
توفيت ليلة الأحد 11 المحرم سنة 861 بحلب ودفنت بسفح جبل
الجوشن
هي من سادات بني زهرة الحلبيين كانت عالمة فاضلة راوية
للحديث. في أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء قال أبو ذر في حوادث
سنة 861 في الليلة المسفر صباحها عن نهار الأحد 11 المحرم توفيت
الشيخة المسندة حليمة بنت السيد عز الدين الإسحاقي نقيب الأشراف
وصلي عليها بجامع حلب ودفنت بالمشهد بسفح الجبل عند أسلافها اه‍.
حماد بن أبي حميد الهمداني المرهبي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال مولى
كوفي
حماد بن أبي زياد الشيباني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
: حماد بن أبي سليمان الأشعري الكوفي مولى أبي موسى
يأتي بعنوان حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم
حماد بن أبي طلحة بياع السابري
قال النجاشي كوفي ثقة له كتاب يرويه عنه جماعة منهم أحمد بن أبي
بشير عن حماد وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
وفي التعليقة في سند بعض الروايات حماد بن طلحة والسند صحيح إلى
صفوان بن يحيى وهو يروي عنه والظاهر أنه حماد بن أبي طلحة الثقة اه‍.
التمييز
في مشتركان الطريحي والكاظمي يعرف برواية أحمد بن أبي بشر عنه

217
وزاد الكاظمي روايته عن زرارة وقيل روى عنه محمد بن سنان.
أبو المستهل حماد بن أبي العطارد الطائي الكوفي
توفي سنة 161 عن 84 سنة.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع حماد بن أبي
العطارد الطائي الكوفي وذكره في أصحاب الصادق ع
وقال كوفي يكنى أبا المستهل مات سنة 161 وله 84 سنة.
حماد بن أبي المثنى الكوفي
حماد بن أسحم التميمي الكوفي
حماد الأعشى الكوفي
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
حماد بن بشر اللحام
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وعن جامع
الرواة أنه نقل رواية الحسن بن علي بن فضال عنه عن أبي عبد الله ع.
حماد بن بشر الطنافسي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه
وعن أبي عبد الله ع وفي رجال الصادق ع ابن بشير الطنافسي
كوفي ثم حماد بن بشير كوفي وفي التعليقة يروي عنه صفوان بن يحيى وفيه
إشعار بوثاقته.
التمييز
عن جامع الرواة انه ذكر رواية ابن بكير وثعلبة بن ميمون وعلي بن
عقبة ويحيى الأزرق وابان بن عثمان عنه.
حماد بن ثابت الأنصاري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حماد بن حبيب العطار الكوفي
عن ابن طاوس أنه روى في كتاب الاستخارات عن محمد بن أبي
عبد الله من رواة أصحابنا في أماليه عن عيسى بن جعفر عن العباس بن
أيوب عن أبي بكر الكوفي عن حماد بن حبيب العطار الكوفي قال خرجنا حجاجا
فرحلنا من زبالة ليلا فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة فتقطعت القافلة
وتهت في تلك الصحاري ثم ساق حديثا طويلا في وصف عبادة السجاد
ع وانه أوصله في ليلته إلى مكة وعن ابن شهرآشوب انه رواه في
المناقب وحكى بعض أهل العصر عن أبي نعيم في الحلية انه رواه عن حماد
هذا. ولم يذكر صاحب الحلية حمادا هذا فيمن ترجم لهم ولا وجدت هذا
الخبر في ترجمة السجاد ع من الحلية.
حماد بن حبيب الكوفي أبو سليمان الأزدي
حماد بن حكيم.
حماد بن حكيم كوفي
حماد بن خليفة أبو سليمان الكوفي
حماد بن خليفة الكتاني الكوفي
ويحتمل اتحاده مع سابقه ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حماد بن نور الدولة دبيس بن علي بن مزيد
هو من أمراء آل مزيد أصحاب الحلة السيفية المزيدية قال ابن الأثير
أنه أسر في الوقعة التي جرت بين البساسيري وعسكر السلطان طغرلبك
السلجوقي سنة 450 هو وإخوته منصور وبدر أسرهم عسكر طغرلبك ولا
نعلم من أحواله شيئا سوى هذا
حماد بن راشد الأزدي البزاز أبو العلى الكوفي
توفي سنة 156 عن 77 سنة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق ع وقال أسند عنه وقال
في أصحاب الصادق توفي سنة 156 وزاد في أصحاب الباقر
وهو ابن سبع وسبعين سنة
حماد بن زيد البصري أبو إسماعيل الأزدي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب حماد ابن زيد بن درهم الأزدي
الجهضمي أبو إسماعيل البصري الأزرق مولى آل جرير بن حازم ونقل انه
ولد سنة 98 ومات في رمضان سنة 179 وذكر صاحب حلية الأولياء
حماد بن زيد أبو إسماعيل وذكر الجزري في طبقات القراء حماد بن زيد بن
درهم أبو إسماعيل البصري. وقال إنه توفي سنة 179 والمذكور في الكتب
الثلاثة واحد انما الكلام في اتحاده مع المذكور في رجال الشيخ مقتضى اتحاد
الاسم واسم الأب والكنية والبلد والقبيلة الاتحاد لكن ينافي ذلك أن ظاهر
عد الشيخ له في أصحاب الصادق ع انه من أصحابنا وما ذكره
صاحبا الحلية وتهذيب التهذيب يدل على أنه ليس من أصحابنا خصوصا
تصريح ابن سعد بأنه عثماني واحتمال التعدد بعيد وان كان ممكنا ويمكن ان
يكون الشيخ ذكره في أصحاب الصادق ع لأن له رواية عنه وان لم يكن
اماميا فقد روى عن الصادق ع جماعة ليسوا من الامامية.
ما قاله هؤلاء في حقه
وصفه الجزري في الطبقات بالامام العلم وقال روى الحروف عن
عاصم بن أبي النجود وعبد الله بن كثير وأبي عمرو بن العلاء وهو الذي
روى عن ابن كثير لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة لا لغو فيها ولا تأثيم بالرفع
فيها والتنوين تفرد بذلك عن ابن كثير روى القراءة عنه شيبة بن عمر بن
ميمون المصيصي توفي سنة 179.
وذكر له صاحب الحلية: ترجمة طويلة قال فيها: نزل من العلوم

218
بالمحل الرفيع اقتبس الآثار عن الأخيار أكبر فوائده في الأقضية والأحكام.
أدرك معظم التابعين من البصريين وغيرهم.
ثم روى عن عبد الرحمن بن مهدي: ما رأيت أحدا أعرف بالسنة
من حماد بن زيد. وانه عده من الأئمة مع مالك بن أنس وسفيان بن
سعيد. وعن أبي عاصم مات حماد بن زيد يوم مات ولا اعلم له في الاسلام
نظيرا في هيبته وعن يزيد بن ذريع انه قال يوم مات حماد مات اليوم سيد
المسلمين. وعن عبد الله بن المبارك انه قال:
أيها الطالب علما * ائت حماد بن زيد
فاطلب العلم بحلم * ثم قيده بقيد
لا كثور وكجهم * وكعمرو بن عبيد
يعني ثور بن يزيد وعن خالد بن خداش: حماد بن يزيد من عقلاء
الناس وذوي الألباب. ثم حكى عنه ذم الجهمية ثم روى عنه أنه ذكر
الجهمية فقال إنما يحاولون ان يقولوا ليس في السماء شئ وانه قيل له يا أبا
إسماعيل امام لنا يقول القرآن مخلوق أصلي خلفه؟ قال لا ولا كرامة، وانه
ذكر رجل عنده شيئا من قول أبي حنيفة فقال اسكت لا يزال الرجل منكم
داحضا في بوله يذكر أهل البدع في مجلس عشيرته حتى يسقط من أعينهم ثم
قال أ تدرون ما كان أبو حنيفة إنما كان يخاصم في الأرجاء فلما تخوف على
مهجته تكلم في الرأي فقال سنن رسول الله ص بعضها ببعض ليبطلها
وسنن رسول الله لا تقاس وانه قال لئن قلن ان عليا أفضل من عثمان قلت إن
أصحاب رسول الله ص قد خانوا.
وذكر له ابن حجر ترجمة طويلة أيضا حكى فيها انه كان ضريرا
وذكر له مدحا كثيرا وحكى عن محمد بن سعد أنه كان عثمانيا وكان ثقة ثبتا
حجة كثير الحديث اه‍ وهذا ان صح لم يكن من شرط كتابنا.
مشايخه
يفهم من حلية الأولياء أنه يروي عن 1 ثابت البناني 2 عبد
الله بن أبي بكر بن أنس 3 حميد 4 الحجاج بن أبي عثمان الصواف
البصري 5 أيوب السختياني 6 يونس 7 المعلى بن زياد 8 هشام بن
عروة 9 هدبة بن خالد 10 عبد الله بن الجراح القهستاني ويأتي أنه تلميذ
11 بديل 12 إسحاق بن سويد 13 عطاء بن السائب 14 يحيى بن
عتيق 15 عاصم بن بهدلة 16 حبيب بن الشهيد 17 عمرو بن دينار
18 شعيب بن الحبحاب 19 يزيد الرقاشي 20 أبو حازم سلمة بن دينار
21 ليث 22 معمر 23 النعمان 24 أبان بن تغلب وزاد في تهذيب
التهذيب أنه يروي عن 25 انس بن سيرين 26 عبد العزيز بن صهيب
27 عاصم الأحول 28 محمد بن زياد القرشي 29 أبو حمزة الضبعي
30 الجعد أبو عثمان 31 صالح بن كيسان 32 عبد الحميد صاحب
الزيادي 33 أبو عمران الجوني 34 عبيد الله بن عمر لكن الذي في
الحلية كما يأتي ان عبيد الله بن عمر يروي عنه لا انه من مشايخه ويفهم مما
مر عن الطبقات انه يروي عن 35 ابن أبي النجود 36 عبد الله بن كثير
37 أبو عمرو بن العلاء.
تلاميذه
يفهم من الحلية أنه يروي عنه 1 سليمان بن حرب 2 فطر بن
حماد بن واقد 3 إسحاق بن عيسى بن الطباع 4 خالد بن خداش 5 أبو
روح الفرج بن سعيد الصوفي 6 روح بن عبادة 7 عبد الملك بن عبادة
7 عبد الملك بن عاصم الحماني 8 أبو ربيعة زيد بن عوف 9 فضيل بن
عبد الوهاب 10 أبو يعلى معلى بن مهدي 11 خالد بن أبي يزيد القرني
12 يحيى بن إسحاق السليحيني 13 يزيد بن هارون 14 شهاب بن
عباد 15 خلف بن هشام 16 عبيد الله بن عمر 17 المقدمي 18 عبد
الواحد بن غياث 19 محمد بن الفضل أبو النعمان 20 حازم 21
علي بن المديني 22 محمد بن معاوية النيسابور ي 23 جبارة بن المغلس
24 هدبة بن خالد 25 عبد الله بن الجراح القهستاني 26 ابن المبارك
27 ابن وهب 28 القطان وهو من أقرانه 29 الثوري وهو أكبر منه 30
إبراهيم بن أبي عبلة وهو في عداد شيوخه. ويفهم مما مر عن الطبقات انه
يروي عنه 31 شيبة بن عمرو المصيصي
حماد بن زيد بن عقيل الحارثي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
سيجئ عن النجاشي في محمد بن حماد بن زيد الحارثي أن أباه روى عن
الصادق ع وكانه هو هذا.
: حماد السراج الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حماد السري
في التعليقة روى عنه ابن أبي عمير وفيه أشعار بوثاقته
تنبيه ذكر ابن داود في رجاله نقلا عن رجال الشيخ في أصحاب
الصادق ع حماد بن سليمان وقال تابعي كوفي أستاذ أبي حنيفة
اه‍. وهذا من أغلاط كتابه فالذي هو أستاذ أبي حنيفة حماد بن أبي سليمان
مسلم الآتي لا حماد بن سليمان كما نص عليه الحافظ بن حجر في تهذيب
التهذيل وغيره.
حماد السمندري
السمندري نسبة إلى سمندر بالسين المهملة والميم المفتوحتين
والنون الساكنة والدال المهملة المفتوحة والراء مدينة خلف باب الأبواب
بأرض الخزر
في رجال الكشي حدثني محمد بن مسعود حدثني محمد بن أحمد
النهدي الكوفي عن معاوية بن حكم الدهني عن شريف بن سابق التفليسي
عن حماد السمندري قلت لأبي عبد الله ع أني لادخل إلى بلاد
الشرك وان من عندنا يقولون ان مت ثم حشرت معهم فقال لي يا حماد إذا
كنت تذكر أمرنا وتدعو إليه؟ قلت: نعم. قال: فإذا كنت في هذه المدن
مدن الاسلام تذكر أمرنا وتدعو إليه قلت لا فقال لي أن مت ثم حشرت أمة
وحدك وسعى نورك بين يديك وفي الخلاصة في طريقة شريف بن سابق
التفليسي وقد ضعفه ابن الغضائري قال وهذا الحديث من المرجحات لا إنه
من الدلائل على التعديل. وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة في كتاب

219
الشيخ السمندلي وسمى أباه عبد العزيز اه‍ وفي رجال الشيخ في رجال
الصادق ع حماد بن عبد العزيز السمندلي الكوفي وفي رجال ابن
داود عن الكشي حماد السمندري ممدوح ولم أر في رجال الصادق إلا حماد بن
عبد العزيز السمندلي باللام بخط الشيخ رحمه الله وفي منهج المقال وعلى كل
حال فهما واحد كما يفهم من رجال ابن داود وفي النقد لم أجد في النسخ التي
عندنا إلا السمندي وقال النجاشي في ترجمة الفضل ابن أبي قرة ان السمند
بلد من أذربايجان اه‍ ولكن سمعت ان الذي في النسخ ومنها بخط الشيخ
السمندلي.
حماد بن سويد العامري مولاهم كوفي
حماد بن سيار الجواليقي الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
حماد بن شعيب أبو شعيب الحماني.
توفي حدود سنة 170.
الحماني في الخلاصة بكسر الحاء المهملة وتشديد الميم والنون
بعد الألف.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه وفي الخلاصة قال ابن عقدة عن محمد بن عبد الله بن أبي حكيمة عن
ابن نمير أنه صدوق وهذه الرواية من المرجحات اه‍.
وفي لسان الميزان: حماد بن شعيب الحماني الكوفي عن أبي الزبير
وغيره ضعفه ابن معين وغيره وقال يحيى مرة لا يكتب حديثه البخاري: فيه
نظر. النسائي ضعيف. ابن عدي أكثر حديثه مما لا يتابع عليه ومن
مناكيره ما رواه جماعة عن أبي الزبير عن جابر نهى رسول الله ص أن يدخل
الماء إلا بمئزر. أبو حاتم ليس بالقوي. أبو زرعة ضعيف. ابن عدي
يكنى أبا شعيب ويكتب حديثه مع ضعفه. ابن الجارودي عن البخاري
منكر الحديث وفي موضع تركوا حديثه. الساجي فيه ضعف. أخرج له مع
هذا الحاكم في مستدركه. عنه يحيى لوحاظي وعبد الأعلى بن حماد وجماعة
وأقدم شيخ له سلمة بن كهيل واحسبه بقي إلى حدود 170 اه‍.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية علي بن مهزيار عنه
حماد بن صالح الأزدي البارقي الكوفي يلقب أبو تراب
حماد بن صالح الكوفي الجعفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حماد بن ضمخة الكوفي
ضمخة في الخلاصة بالضاد المعجمة المفتوحة والحاء المعجمة بعد
الميم اه‍ وضبطه ابن داود بالمهملة وتسكين الميم والحاء المهملة وقال كذا
رأيته بخط بعض مشايخنا وبعض أصحابنا ضبطه بالمعجمتين اه‍ وكأنها أمه
وفي القاموس: الضمخة بالكسر المرأة والناقة السمينة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى
عنه وهيب بن حفص وكان ثقة وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة
لم يذكر المصنف في الكتاب وهيب بن حفص وقد ذكره النجاشي وقال إنه
روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ووقف عليه وكان ثقة
وكيف كان فذكر المصنف هنا رواية وهيب بن حفص عن حماد لا يظهر له
فائدة لجهالة حال المذكور أو ضعفه بالوقف اه‍ وفي منهج المقال لا يخفى ان
ذلك عين عبارة الشيخ في كتاب الرجال والظاهر أن نقله كما هو لاحتمال ان
يكون المراد توثيق وهيب بن حفص لا حماد فتأمل على أنه يظهر له فائدة
فإنه يصلح قرينة على التعيين في بعض الأوقات اه‍ والظاهر رجوع التوثيق
في كلام الشيخ إلى حماد لذكره في عنوانه لا إلى وهيب: واحتمال رجوعه
إلى وهيب بعيد ولذلك ذكره العلامة في الخلاصة في القسم الأول.
التمييز
في رجال الطريحي والكاظمي يعرف برواية وهيب بن حفص عنه
حماد بن عبد الرحمن الأنصاري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال تابعي
روى عن عبد الله بن حكيم وهو مولى آل أبي ليلى وفي تهذيب التهذيب
حماد بن عبد الرحمن الأنصاري كوفي. روى عن إبراهيم بن محمد بن
الحنيفة عن أبيه عن علي في طواف القارن وعنه إسرائيل بن يونس ذكره ابن
حيان في الثقات وضعفه الأزدي وروى مندل بن علي عن عبد الرحمن
الأنصاري عن محمد بن عبد الله الشعبثي فكأنه هذا اه‍.
حماد بن عبد العزيز الجهني مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حماد بن عبد العزيز السمندلي الكوفي
مر في حماد السمندري
حماد بن عبد العزيز الهلالي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
لا يبعد اتحاد حماد بن عبد العزيز السمندلي مع السمندي وكذا مع الهلالي
وكذا اتحاد الجميع لما مر في آدم بن المتوكل وإبراهيم بن صالح وغيرهما.
حماد بن عبد الكريم الجلاب الكوفي
حماد بن عبد الله المصري
حماد بن عتاب السكري الكوفي
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
حماد بن عثمان بن زياد الرواسي
مولى الأزد أو مولى غني الملقب بالناب.
توفي سنة 190 بالكوفة
قال الكشي في حماد الناب وجعفر والحسين أخويه. حمدويه سمعت

220
أشياخي يذكرون ان حمادا وجعفرا والحسين أبناء عثمان بن زياد الرواسي
وحماد لقب بالناب كلهم فاضلون خيار ثقات. حماد بن عثمان مولى غني مات
سنة 190 بالكوفة اه‍ وعده الكشي في أصحاب الاجماع وهم الذين
أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنهم وتصديقهم لما يقولون و أقروا
لهم بالفقه كما سبق في ابان وجميل بن دراج وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع: حماد بن عثمان ذو الناب (1) مولى غني كوفي
وفي أصحاب الكاظم ع حماد بن عثمان لقبه الناب مولى الأزد
كوفي له كتاب وفي أصحاب الرضا ع حماد ابن عثمان الناب ومن
أصحاب أبي عبد الله ع وفي الفهرست حماد بن عثمان الناب ثقة
جليل القدر له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي جعفر محمد بن
علي بن الحسين عن أبيه عن سعد بن عبد الله والحميري عن محمد بن الوليد
الخزاز عن حماد بن عثمان وأخبرنا به ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن بن
الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن ابن
أبي عمير والحسن بن علي الوشاء والحسن بن علي بن فضال عن حماد بن
عثمان.
ثم أنه قد يقال ان ظاهر الكشي مغايرة مولي غني للناب لذكره لهما
بعنوانين ولكن أصحاب الرجال جعلوهما واحدا والشيخ كما سمعت نص
على أن الناب مولى غني وربما يقال باتحاد مولى غني مع الفزاري السابق
مولى فزارة لأن غنيا حي من عطفان وفزارة أبو قبيلة من غطفان ويبقى
الكلام في الجمع بين كونه مولى غني ومولى الأزد وحكى صاحب التعليقة عن
جده المجلسي الأول انه قال الذي يظهر اتحاد الناب مع الفزاري المتقدم
لتاريخ الموت ولعدم ذكر النجاشي والشيخ إلا واحدا وأجاب بان اتحاد
الموت لا يدل على الاتحاد مع اختلاف الجد والنسبة والولاء والأخوة وبان
ذكر النجاشي والشيخ الواحد من المتعدد وعدم تعرضهما لما تعرض له الآخر
من الكثرة بمكان والأمر كما قال بل من الغريب احتمال الاتحاد.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف بالناب برواية ابن أبي عمير
والحسن بن علي الوشاء والحسن بن علي بن فضال وحماد بن عيسى عنه
وروايته هو عن الصادق والكاظم والرضا ع وزاد الكاظمي
رواية عبد الله الحجال وأحمد بن محمد بن أبي نصر وفضالة بن أيوب
وجعفر بن بشير وثعلبة بن ميمون وجعفر بن محمد بن يونس عنه ومر عن
الفهرست رواية محمد بن الوليد الخزاز عنه. وعن جامع الرواة أنه زاد نقل
رواية علي بن مهزيار وصفوان بن يحيى ومحمد بن سنان وعيسى بن يونس
وجعفر بن سماعة وأبي بصير والحسن بن محبوب والحسن بن علي بن النعمان
ومحمد بن يحيى الخثعمي وابن أبي نجران وأبي يحيى الواسطي وإسماعيل بن
مهران والحسين بن سعيد وسعد بن عبد الله والحسين بن سيف ومحمد بن
يحيى الصيرفي ويزيد بن إسحاق وابان بن عثمان وعبد الله بن عمرو
وعلي بن الحكم والحسن بن الجهم وعمر بن عبد العزيز ومحمد بن جمهور
والسندي بن محمد البزاز وعبد الله بن يحيى والعباس بن عامر وغيرهم عنه
وفي مشتركات الكاظمي: تكرر في الكافي رواية إبراهيم بن هاشم عن
حماد بن عثمان والصواب فيه عن ابن أبي عمير عن حماد كما هو الشائع
المعهود وفي الكافي في باب النفر من سند هذه صورته علي بن إبراهيم عن
أبيه عن ابن أبي عمير عن معاوية بن عمار عن حماد عن الحلبي عن أبي
عبد الله ع قال في المنتقى كذا صورة اسناد هذا الخبر ولا ريب ان
قوله فيه عن حماد غلط والصواب وعن أو الاكتفاء بالواو مكان عن اه‍.
وعن المنتقى وقع في بعض أسانيد التهذيب هكذا عن حماد بن عثمان عن
محمد بن علي الحلبي عن عبد الله الحلبي والمعروف المتكرر رواية حماد بن
عثمان عن عبيد الله الحلبي بغير واسطة فتوسط محمد الحلبي بينهما في هذا
الخبر موضع نظر اه‍ وفي المشتركات أيضا وقع في الكافي والتهذيب رواية
إبراهيم بن هاشم عن حماد بن عثمان على ما ذكره أصحاب الرجال وهو
سهو لأنه لم يلق ابن عثمان. ووقع في الكافي في باب صوم الصبيان وفي
كتاب الحج أيضا علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد عن الحلبي وهو من
الأغلاط الواضحة لأن الراوي عن الحلبي حماد بن عثمان والحلبي هنا هو
عبيد الله بن علي والصواب فيه عن أبيه عن أبي عمير عن حماد كما هو الشائع
اه‍.
حماد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري مولاهم الكوفي.
توفي سنة 190 بالكوفة
قال النجاشي كان يسكن عرزم فنسب إليها وهو وأخوه عبد الله
ثقتان رويا عن أبي عبد الله ع وروى حماد عن أبي الحسن الرضا
ع ومات حماد بالكوفة سنة 190 ذكرهما أبو العباس في كتابه روى
عنه جماعة منهم أبو جعفر محمد بن الوليد بن خالد الخزاز البجلي أخبرنا أبو
الحسن أحمد بن محمد الجندي حدثنا أبو علي محمد بن همام حدثنا
عبد الله بن جعفر حدثنا محمد بن الوليد بكتاب حماد بن عثمان وفي التعليقة
قوله ذكرهما أبو العباس يحتمل إرادة نفس ذكرهما وكون باقي ما ذكر منه
نفسه ويحتمل إرادة الجميع وربما يتأمل في ثبوت التوثيق بمثل هذا لاحتمال
كون أبي العباس ابن عقدة اه‍ أقول الظاهر أن التوثيق من النجاشي
وقوله ذكرهما لا يدل إلا على مجرد الذكر وتوثيق ابن عقدة لو كان التوثيق منه
لا يقصر عن توثيق ابن نوح.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية محمد بن الوليد بن
خالد الخزاز البجلي عنه وزاد الكاظمي روايته عن الصادق والكاظم
والرضا ع.
حماد بن عمرو الصنعاني
حماد بن عمرو بن معروف العبسي الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حماد بن عيسى بن عبيدة بن الطفيل أبو محمد الجهني الكوفي ثم البصري
غريق الجحفة مولى وقيل عربي
توفي سنة 209 أو 208 غرقا بطريق الحج وله نيف وتسعون أو نيف
وسبعون سنة.



(1) هكذا في منهج المقال ولا يخفى ان لقبه النائب كما صرح به في رجال الكاظم (ع) لا ذو الناب.
221
قال العلامة في الخلاصة كان متحرزا في الحديث وقال الكشي ما
روي في حماد بن عيسى الجهني البصري ودعوة أبي الحسن ع له
وكم عاش. حمدويه وإبراهيم ابنا نصير قالا حدثنا محمد بن عيسى عن
حماد بن عيسى البصري: سمعت أنا وعباد بن صهيب البصري من أبي
عبد الله ع فحفظ عباد مائتي حديث وقد كان يحدث بها عنه عباد
وحفظت سبعين حديثا قال حماد فلم أزل أشكك نفسي حتى اقتصرت على
هذه العشرين حديثا التي لم يدخل فيها الشكوك أقول وهذا معنى قول
العلامة كان متحرزا في الحديث وقال النجاشي: حماد بن عيسى أبو محمد الجهني مولى
وقيل عربي أصله الكوفة سكن البصرة وقيل أنه روى عن أبي عبد الله ع
عشرين حديثا وأبي الحسن الكاظم والرضا مات في حياة أبي جعفر
الثاني الجواد ع ولم يحفظ عنه رواية عن الرضا ولا عن أبي جعفر
وكان ثقة في حديثه صدوقا قال سمعت من أبي عبد الله ع
سبعين حديثا فلم أزل أدخل الشك على نفسي حتى اقتصرت على هذه
العشرين وله حديث مع أبي الحسن موسى ع في دعائه له بالحج
وبلغ من صدقه انه روى عن جعفر بن محمد وروى عن عبد الله بن المغيرة
وعبد الله بن سنان وعبد الله بن المغيرة عن أبي عبد الله ع له كتاب
الزكاة أكثره من حريز ويسير عن الرجال. أخبرنا به الحسين بن عبيد الله
حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب حدثنا محمد بن إسماعيل الزعفراني عن
حماد به وكتاب الصلاة له. أخبرنا محمد بن
جعفر عن أحمد بن محمد بن مسعود. حدثنا علي بن الحسن بن فضال حدثنا عبد الله بن محمد بن ناجية
قال الحسن بن فضال ورجل يقرأ عليه كتاب حماد في الصلاة قال أحمد بن
الحسين رحمه الله رأيت كتابا فيه عبر ومواعظ وتنبيهات على منافع الأعضاء
من الإنسان والحيوان وفصول من الكلام في التوحيد وترجمته التلميذ
وتصنيفه عن جعفر بن محمد بن علي وتحت الترجمة بخط الحسين بن أحمد بن
شيبان القزويني: التلميذ حماد بن عيسى وهذا الكتاب له وهذه المسائل
سال عنها جعفرا وأجابه وذكر أن شيبان ان علي بن حاتم أخبره بذلك عن
أحمد بن إدريس قال حدثنا محمد بن عبد الجبار حدثنا محمد بن الحسن
الطائي رفعه إلى حماد وهذا القول ليس يثبت والأول من سماعه من
جعفر بن محمد أثبت ومات حماد بن عيسى غريقا بوادي قناة وهو واد يسيل
من الشجرة إلى المدينة وهو غريق الجحفة في سنة 209 وقيل سنة 208 وله
نيف وتسعون سنة رحمه الله اه‍ وقوله وبلغ من صدقه الخ لا يخلو من
غموض ويوشك ان يكون قول الكشي نيف وسبعون وقول النجاشي نيف
وتسعون صحف أحدهما بالآخر للتقارب بين سبعين وتسعين في الحروف.
وفي الفهرست: حماد بن عيسى الجهني غريق الجحفة ثقة له كتاب
النوادر وكتاب الزكاة وكتاب الصلاة أخبرنا بها عدة من أصحابنا عن أبي
المفصل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه عن حماد ورواه
ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عبد الرحمن بن أبي بحران
وعلي بن حديد عن حماد بن عيسى وأخبرنا بها ابن أبي جيد ابن الوليد عن
الصفار عن محمد بن أبي الصهيان عن أبي القاسم الكوفي عن إسماعيل بن
سهل عن حماد بن عيسى الجهني. وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع فقال حماد بن عيسى الجهني البصري أصله كوفي وبقي
إلى زمان الرضا ع ذهب به السيل في طريق مكة بالجحفة وفي
أصحاب الكاظم ع فقال حماد بن عيسى الجهني بصري له كتب
ثقة اه‍.
وهو معدود في أصحاب الإجماع الذين أجمعت العصابة على تصحيح
ما يصح عنهم.
وفي تهذيب التهذيب وضع عليه علامة ت ق إشارة إلى أنه أخرج
حديثه الترمذي وابن ماجة القزويني وقال حماد بن عيسى بن عبيدة بن
الطفيلي الجهني الواسطي وقيل البصري غريق الجحفة روى عن ابن جريح
وحنظلة بن أبي سفيان والثوري ومعمر وموسى بن عبيد الربذي وجعفر
الصادق وعنه الحسن بن علي الحلواني وأحمد بن سعيد الدارمي وعبد بن
حميد وأبو موسى ومحمد بن إسحاق الصغاني وإبراهيم الجوزجاني والكديمي
وغيرهم قال ابن معين شيخ صالح وقال أبو حاتم ضعيف الحديث وقال
الآجري عن أبي داود ضعيف روى أحاديث وقال أبو موسى مات سنة 208
قلت وقال الحاكم والنقاش يروي عن ابن جريح وعبد العزيز بن عمر بن
عبد العزيز أشياء مقلوبة يتخايل إلى من هذا الشأن صناعته انها معمولة لا
يجوز الاحتجاج به وقال ابن ماكولا ضعفوا أحاديثه اه‍ ومنه يظهر
اختلاطه بغير أصحابنا وروايته عنهم وروايتهم عنه وان تضعيفهم له أو
لحديثه مع قول ابن معين انه شيخ صالح إنما هو لروايته ما يرونه موضوعا.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف حماد بن عيسى الثقة برواية
محمد بن إسماعيل الزعفراني والحسين بن سعيد وإبراهيم بن هاشم وعبد
الرحمن ابن أبي نجران وفي التهذيب في الأذان إبدال عبد الرحمن بعبد الله
ولا ريب أنه سهو وعلي بن حديد وإسماعيل بن سهل ومحمد بن عيسى
وابن أبي عمير وعلي بن السندي عنه وزاد الكاظمي في مشتركاته انه روى
عنه أبو علي ابن راشد وموسى بن القاسم وأحمد بن محمد بن أبي نصر
ومختار بن زياد ومحمد بن خالد البرقي والعباس بن معروف وعلي بن مهزيار
والحسن بن ظريف وعلي بن إسماعيل بن عيسى وهو علي بن السندي نفسه
والفضل بن شاذان ويعقوب بن يزيد وفي كتاب لبعض المعاصرين لا
يعتمد على ضبطه ان الكاظمي زاد في مشتركاته انه روى عنه أحمد بن
محمد بن عيسى ويونس بن عبد الرحمن وسعد بن عبد الله وعلي بن راشد ولم
أجد ذلك في نسختين عندي من مشتركات الكاظمي مع أن علي بن راشد
ذكره الكاظمي بعنوان أبو علي بن راشد.
وفي مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف أيضا بروايته عن حريز
وربعي بن عبد الله بن الجارود ومعاوية بن عمار وزاد الكاظمي روايته عن
عبد الله بن المغيرة وعبد الله بن سنان وعبد الرحمن بن أبي عبد الله وعن
جامع الرواة انه زاد نقل رواية جماعة عنه وهم علي بن الحسين الضرير
والحسن بن راشد والفضيل بن عبد ربه وداود وعلي ابني مهزيار ومحمد بن
الحسن بن شمون ومحمد بن الحسن البصري والحسن بن محبوب ومحمد بن
الحسين بن أبي الخطاب وأحمد بن محمد بن خالد وأحمد بن محمد بن أبي
نصر ومحمد بن الحسن بن أبي خلف ومحمد بن جهور وعبد الله بن الصلت
وإبراهيم بن عمرو وعبد الرحمن بن سيابة وسليمان بن داود المنقري
ومحمد بن أبي عمير ومحمد بن الحسين الضرير والحسن بن سنان

222
وصالح بن السندي والحسن بن الحسين الطبري وغيرهم عنه وروايته هو
عن أبي بصير وبكر بن كرب وقاسم بن سليمان.
قال الطريحي والكاظمي وقد يجئ رواية سعد بن عبد الله عن حماد بن
عيسى أو عن جميل والظاهر منها الارسال لان المعهود رواية سعد عن حماد
وجميل بالواسطة وقال الكاظمي وقع في التهذيب رواية علي بن حديد وعبد
الرحمن بن أبي نجران عن حريز وهو سهو لأنهما يرويان عنه بواسطة حماد بن
عيسى. ووقع في التهذيب عن علي بن إبراهيم عن حريز وهو من الأغلاط
الواضحة ووقع في الكافي علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن
حماد بن عيسى وهو سهو أيضا لان إبراهيم يروي عنه حماد بن عيسى بغير
واسطة فعن وقعت موضع الواو وابدال الواو بعن وعكسه وقع كثيرا في
الأسانيد خصوصا في كتابي الشيخ رحمه الله اه‍.
حماد بن المختار
يأتي بعنوان حماد بن يحيى بن المختار
حماد بن مروان البكري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم أبو إسماعيل الكوفي أستاذ
الإمام أبي حنيفة
توفي سنة 120 في قول أبي بكر ابن أبي شيبة ونقل ابن سعد اجماعهم
عليه أو سنة 119 في قول البخاري وابن حبان حكاه ابن حجر في تهذيب
التهذيب
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع حماد بن أبي
سليمان الأشعري مولى أبي موسى كوفي وفي أصحاب الصادق ع
حماد بن أبي سليمان الأشعري مولى أبي موسى تابعي كوفي وعن بعض نسخ
رجال الشيخ أنه عد في رجال الصادق ع بعد السابق حماد بن أبي
سليمان أستاذ أبي حنيفة وابن داود في رجاله قال نقلا عن رجال الشيخ في
أصحاب الصادق ع حماد بن سليمان تابعي كوفي أستاذ أبي حنيفة
وهذا من أغلاط كتابه فالذي هو أستاذ أبي حنيفة حماد بن أبي سليمان لا
حماد بن سليمان كما مر.
وفي طبقات ابن سعد حماد بن أبي سليمان ويكنى أبا إسماعيل مولى
إبراهيم بن أبي موسى الأشعري وروي أن أبا سليمان أبا حماد كان
اسمه مسلما وكان ممن أرسل به معاوية بن أبي سفيان إلى أبي موسى
الأشعري وهو بدومة الجندال اه‍ فقد جعله مولى إبراهيم بن أبي موسى
والشيخ جعله مولى أبي موسى نفسه وربما يفهم من ارسال معاوية أباه إلى أبي
موسى أنه كان في جانب معاوية ومع ذلك صار هو في جانب أهل البيت.
وروى أنه رئي حماد يكتب عند إبراهيم في ألواح ويقول والله ما أريد به
الدنيا اه‍ والمراد به إبراهيم النخعي لأن حمادا تلميذه. وروى عن مغيرة
انه لما مات إبراهيم رأينا ان الذي يخلفه الأعمش فسألناه عن الحلال
والحرام فإذا لا شئ فسألناه عن الفرائض فإذا هي عنده فاتينا حمادا فسألناه
عن الفرائض فإذا لا شئ فسألناه عن الحلال والحرام فإذا هو صاحبه فأخذنا
الفرائض عن الأعمش والحلال والحرام عن حماد عن إبراهيم. وروي ان
حماد بن أبي سليمان قدم البصرة على بلال بن أبي بردة وهو واليها فلما رجع
إلى الكوفة سألوه كيف رأيت أهل البصرة فقال قطعة من أهل الشام نزلوا
بين أظهرنا يعني ليس هم في امر علي مثلنا اه‍ فان أهل البصرة كان يغلب
عليهم الانحراف عن علي ع وأهل الكوفة بالعكس وهذا من
امارات تشيعه وقال: قالوا كان حماد ضعيفا في الحديث فاختلط في آخر امره
وكان مرجئا وكان كثير الحديث. وقال مغيرة قلت لإبراهيم من نسأل بعدك
قال حماد. وعن عثمان البتي كان حماد إذا قال برأيه أصاب وإذا قال عن غير
إبراهيم أخطأ اه‍.
وفي تهذيب التهذيب وضع له علامة بخ م إشارة إلى أنه اخرج
حديثه البخاري ومسلم وقال حماد بن أبي سليمان مسلم الأشعري مولاهم
أبو إسماعيل الكوفي الفقيه احمد: مقارب ما روى عنه القدماء سفيان
وشعبة. سماع هشام منه صالح لكن حمادا يعني ابن سلمة عنده عنه تخليط
كثير كان يرمى بالارجاء وهو أصح حديثا من أبي معشر زياد بن كليب.
مغيرة قلت لإبراهيم ان حمادا قعد يفتي فقال وما يمنعه ان يفتي وقد سألني
هو وحده عما لم تسألوني كلكم عن عشره. ابن شبرمة ما أحد آمن علي
بعلم من حماد. معمر: ما رأيت أفقه من الزهري وحماد وقتادة بقية عن
شعبة كان صدوق اللسان. ابن المبارك عن شعبة كان لا يحفظ. القطان
وابن معين حماد أحب إلى من مغيرة. ابن معين ثقة. أبو حاتم صدوق
لا يحتج بحديثه كأنه يقدح في حفظه وهو مستقيم في الفقه فإذا جاء
الآثار شوش. العجلي كوفي ثقة أفقه أصحاب إبراهيم. النسائي ثقة الا
انه مرجئ. داود الطائي كان سخيا على الطعام جوادا بالدنانير
والدراهم. ابن عدي حماد كثير الرواية خاصة عن إبراهيم ويقع في حديثه
أفراد وغرائب وهو متماسك في الحديث لا باس به. ابن حبان في الثقات
يخطئ وكان مرجئا وكان لا يقول بخلق القرآن. أبو أحمد الحاكم: كان
الأعمش سئ الرأي فيه. مغيرة: حج فلما قدم أتيناه فقال أبشروا يا أهل الكوفة
رأيت عطاء وطاوسا ومجاهدا، فصبيانكم بل صبيان صبيانكم أفقه
منهم. الذهلي كثير الخطأ والوهم. مالك بن انس كان الناس عندنا هم
أهل العراق حتى وثب انسان يقال له حماد فاعترض هذا الدين فقال فيه
برأيه.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن أنس وزيد بن وهب وسعيد بن المسيب
وسعيد بن جبير وعكرمة وأبي وائل وإبراهيم النخعي والحسن وعبد الله بن
بريدة والشعبي وعبد الرحمن بن سعد مولى آل عمر
تلاميذه
وعنه ابنه إسماعيل وعاصم الأحول وشعبة والثوري وحماد بن سلمة
ومسعر بن كدام وهشام الدستوائي وأبو حنيفة والحكم بن عتيبة والأعمش
ومغيرة وهم من أقرانه جماعة.
حماد بن المظفر بن المصطنع إسماعيل بن أبي الجبر
قال ابن الأثير في حوادث سنة 500 فيها اختلف سيف الدولة صدقة
ابن مزيد صاحب الحلة ومهذب الدولة السعيد بن أبي الجبر صاحب
البطيحة وانضاف حماد بن أبي الجبر إلى صدقة وأظهر معاداة ابن عمه مهذب

223
الدولة فان المصطنع إسماعيل جد حماد والمختص محمدا والد مهذب الدولة
اخوان ثم اتفقوا فصار حماد تحت حكم ابن عمه وكان حماد شابا فأكرمه
مهذب الدولة وزوجه بنتا له وزاد في اقطاعه فكثر ماله فصار يحسد مهذب
الدولة ويضمر بغضه وربما أظهره في بعض الأوقات وكان مهذب الدولة
يداريه بجهده ثم انتقل حماد عن مهذب الدولة وأظهر ما في نفسه فاجتهد
مهذب الدولة في اعادته إلى ما كان فلم يفعل فسكت عنه فجمع النفيس بن
مهذب الدولة جمعا وقصد حمادا فهرب منه إلى سيف الدولة صدقة بالحلة
فأعاده وأرسل معه جنده وقصد حمادا فجعل له حماد الكمناء في الطريق فلم
يسلم من عسكر مهذب الدولة الا من لم يحضر أجله فقوي طمع حماد
وأرسل إلى صدقة يستنجده فأرسل إليه جيشا فرأوا أمرا محكما فلم يمكنهم
الدخول وكان حماد بخيلا ومهذب الدولة جوادا فأرسل مهذب الدولة إلى
مقدم جيشه الإقامات الوافرة والصلات الكثيرة واستماله فمال إليه
وأرسل مهذب الدولة ابنه إلى صدقة فرضي عنه وأصلح بينهم وبين حماد.
حماد بن المغيرة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع
حماد بن ميمون بن السائب الكوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع
السيد حماد بن ناموس ابن ركن بن لقطان بن إبراهيم بن زهير بن الأمير
هبة الحسيني المدني
ذكره السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني في كتابه تحفة الرياض في
انساب أشراف المدينة تولى حماد بن ناموس الشيخة على آل جماز من حياة أبيه
وفي سنة 1038 تولى إمارة المدينة وكان شيخا عظيما جليلا فارسا شجاعا
مقداما ذا صلابة ودهاء ورأي سديد وذا مكر وحيل وخداع لا ينحرف عما
أراد وقيل إن جماعة من مطير قتلوا أخويه حجي وحمدانا في زمن أبيهم
ناموس فطلبهم بالأمن والأمان وترك عنهم الطلب واستنزلهم بإزائه وأجرى
عليهم نعماءه ومنع والده وبنيه عن أذاهم وثار بهم على أعدائه.
حماد بن أبي حنيفة النعمان بن ثابت السلمي القفلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وليس هو
بابن صاحب المذهب أحد الأئمة الأربعة وان اتحد معه في الاسم واسم
الأب لأن ذلك يتحلى بالولاء لبني تيم الله وليس بسلمي ولا قفلي والاتحاد في الثلاثة
وفي أكثر منها يقع كثيرا بين المتغايرين.
حماد النوا الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع بعنوان حماد
النوا وقال روى عنه ابن فضال ثم بعنوان حماد النوا الكوفي والظاهر أنهما
واحد. وفي التعليقة لعل في رواية ابن فضال عنه ايماء إلى اعتداد ما به
وحكم خالي بكونه ممدوحا ولعله لان للصدوق طريقا إليه اه‍.
حماد بن واصل البكري الكوفي
حماد بن واقد البصري الصفار
حماد بن واقد اللحام الكوفي
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي
التعليقة حماد بن واقد اللحام روى عنه جعفر بن بشير وفيه إشعار بوثاقته لما
مر في ترجمته وفي الكافي في باب التقية عنه استقبلت الصادق ع في
طريق فأعرضت عنه بوجهي ومضيت فدخلت عليه بعد ذلك فقلت جعلت
فداك اني لألقاك فاصرف وجهي كراهية ان أشق عليك فقال لي رحمك الله
الحديث.
حماد بن هارون البارقي الكوفي
: حماد بن يبس
حماد بن يحيى الجعفي مولاهم الكوفي
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
: حمادة بنت رجاء أخت أبي عبيدة الحذاء
ذكرها الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق ع وقال
النجاشي في ترجمة زياد بن عيسى أبي عبيدة الحذاء وأخته حمادة بنت رجاء
وقيل بنت الحسن روت عن أبي عبد الله ع قاله ابن نوح عن أبي سعيد
وقال سعد بن عبد الله أبو عبيدة زياد بن أبي رجاء واسم أبي رجاء منذر
وقيل زياد بن أحزم ولم يصح اه‍ وعليه فتكون حمادة بنت أبي رجاء لا بنت
رجاء وعن الشيخ في باب المهور من التهذيب ان الأجود حمادة بنت
الحسن اه‍ ولا يخفى ان أبا عبيدة وان اختلفوا في اسم أبيه فلم يقل
أحد أن اسم أبيه الحسن الا ان تكون أخته من أمه.
حماد بن يحيى بن المختار
في ميزان الاعتدال عن عطية العوفي قال ابن عدي مجهول.
يوسف بن عدي حدثنا حماد بن يحيى بن المختار عن عبد الملك بن عمير عن
انس قال أهدي إلى النبي ص طائر فقال اللهم ائتني بأحب خلقك إليك
الحديث هذا حديث منكر وساق له ابن عدي حديثا آخر موضوعا في
العترة انتهى. وفي لسان الميزان: ولفظه لا يشرب منه يعني من الكوثر
من خفر ذمتي ووتر عترتي وقتل أهل بيتي قال ابن عدي ليس بالمعروف ولا
اعرف له غير هذين الحديثين ودلا على أنه من شيعي الكوفة اه‍.
حماد بن يزيد عامي
حماد بن اليسع الكوفي
حماد بن يعلى السعدي الثمالي
حماد بن يونس
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
الشيخ حمادي بن حسين بن محمد بن يوسف بن جعفر بن علي بن حسين بن
محيي الدين بن عبد اللطيف بن أبي جامع العاملي الأصلي النجفي
آل محيي الدين أو آل أبي جامع طائفة كبيرة في جبل عامل ذهب
بعض أفرادها إلى العراق وسكنوا النجف وكثروا هناك وخرج منهم علماء
فضلاء ذكرناهم في مطاوي هذا الكتاب وألف أحد علمائهم المسمى الشيخ
جواد الذي عاصرناه في النجف ومرت ترجمته كتيبا في ترجمتهم فقال عن

224
المترجم أنه عالم فاضل تقي توفي بعد أبيه بأشهر قليلة اه‍ لكنه لم يذكر وفاة
أبيه.
الشيخ حمادي الكواز الحلي
اسمه محمد بن مهدي
: الشيخ حمادي نوح
اسمه محمد بن سليمان بن نوح
الحماني بالحاء المهملة الشاعر العلوي المشهور
هو علي بن محمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب ع قال السمعاني في الأنساب الحماني بكسر
الحاء المهملة وفتح الميم المشدودة وفي آخرها نون بعد الألف هذه النسبة
إلى بني حمان وهي قبيلة نزلت الكوفة اه‍ والمذكور نزل في بني حمان بالكوفة
فنسب إليهم وليس منهم وما يوجد من وسمه بالجيم فهو تصحيف من
النساخ وان قال في تاج العروس في باب الجيم الجمانيون بطن من العلويين
لكنه ليس منهم.
حماية حسين النيسابوري الكنتوري المشتهر بالسيد علي بخش الحكيم
من أهل المائة الثالثة عشرة
عالم فاضل من تلاميذ السيد دلدار علي النصيرآبادي له ترجمة أساس
الأصول بالفارسية لشيخه المذكور المتوفي 1235
حمد بن حمد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. ووجدته في
نسخة من النقد معربا بفتح الحاء وسكون الميم.
وفي لسان الميزان حمد بن حمد روى عنه علي بن رباط من شيوخ
الشيعة قاله ابن فضالة ذكره الدارقطني في المؤتلف.
حمد الله بن أتابك أو ابن أبي بكر بن حمد بن نصر المستوفي القزويني
توفي سنة 750
في الذريعة ابن أتابك وفي كشف الظنون ابن أبي بكر ولا يبعد كون
أحدهما تصحيف الاخر والمستوفي من موظفي المالية في الدولة الإيرانية.
كان عالما فاضلا مؤرخا واشتهر بعلم التاريخ وألف فيه عدة
مؤلفات. وفي كشف الظنون انه ذكر في تاريخ گزيده انه اكتسب المعارف
في خدمة الوزير رشيد الدين فضل الله وان أوقات الوزير مستغرقة في
مجالسة العلماء ومباحث العلوم عموما وعلم التواريخ خصوصا وهو يستفيد
من روايات المجالس استفادة كثيرة فيكون ذلك سببا لمراجعة كتب التواريخ
ومطالعتها فوجد الفن المذكور طويل الذيل كما قال الشاعر:
فقد وجدت مكان القول ذا سعة فان وجدت لسانا قائلا فقل
تشيعه
استدل عليه صاحب الذريعة بأنه ذكر في كتابه نزهة القلوب فضل
زيارة أول رجب قال وان كان قد عده الشيخ علي بن داود الخادم
الاسترآبادي في كتاب انساب النواصب من غير الشيعة كما عد هشام الكلبي
من الشافعية مع اختصاصه بمذهبنا بتصريح النجاشي
مؤلفاته
1 تاريخ گزيده فارسي في كشف الظنون ألفه لغياث الدين محمد
الوزير وهو من الكتب المعتمد عليها في التاريخ وكلامه ونقله كالحجة فيما
بينهم كتب فيه من عهد آدم إلى وقت التأليف سنة 730 ورتبه على فاتحة
وستة أبواب وخاتمة ذكر فيه أول الخلق والأنبياء والملوك قبل الاسلام وسير
النبي ص والخلفاء الأموية والعباسية والملوك الاسلامية والأئمة الستة
والعلماء والمشايخ وأحوال قزوين وأنساب الأنبياء والملوك على طريق
التشجير، 2 تاريخ منظوم من أول العهد إلى زمانه جاء في نحو خمسين
ألف بيت لم يبيض 3 نزهة القلوب.
: حمدان
في البحار هو حمدان بن سليمان النيسابوري يروي عنه ابن قتيبة
حمدان بن إبراهيم الأهوازي كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع
حمدان بن أحمد بن خاقان
هو محمد بن أحمد بن خاقان الآتي
حمدان بن إسحاق الخراساني
قال النجاشي له كتاب علل الوضوء وكتاب النوادر
الأمير أبو المظفر حمدان بن ناصر الدولة الحسن بن أبي الهيجاء عبد الله بن
حمدان بن حمدون التغلبي العدوي
هو من امراء بني حمدان المشهورين الممدحين الشجعان الأجواد وكان
أشجع اخوته وأبوه ناصر الدولة أخو سيف الدولة الحمداني المشهور صاحب
حلب وكان لناصر الدولة تسعة أولاد ذكور 1 حمدان هذا 2 وإبراهيم
3 والحسين 4 وأبو الفضل 5 وأبو الفوارس محمد 6 وأبو
القاسم هبة الله 7 والمرجى 8 وأبو البركات 9 وأبو تغلب
الغضنفر وأم الأخيرين فاطمة بنت احمد الردية وكانت مالكة امر ناصر
الدولة ولهما أخت اسمها جميلة مرت ترجمتها في محلها ووقع بين أولاد ناصر
الدولة اختلاف كان سببه النساء وتفضيل بعضهم على بعض. وقضت
التجارب ان تفضيل بعض الأولاد على بعض يوقد نار الحسد بينهم فيقع
النزاع والتخاصم وربما أدى إلى القتل والقتال وما كان سبب القاء أولاد
يعقوب أخاهم يوسف في الجب الا حسدهم له على كونه أحب إلى أبيه منهم
كما قضى التتبع بان جل البلايا التي وقعت في الدنيا كانت بسبب النساء
فخروج أبينا آدم من الجنة كان بسبب النساء وقتل هابيل أخاه قايين الذين
هو أول قتل حصل من بني آدم على وجه الأرض كان بسبب النساء قال ابن
الأثير في حوادث سنة 358 كان سبب اختلاف أولاد ناصر الدولة انه كان
قد اقطع ولده حمدان مدينة الرحبة وماردين وغيرهما فاتفقت زوجته فاطمة

225
الكردية مع ابنها أبي تغلب على القبض على ناصر الدولة كما مر في ترجمته
فكتب إلى ابنه حمدان يستدعيه ليقوى به عليهم فظفروا بالكتاب وخافوا
أباهم ونقلوه إلى قلعة كواشي وبلغ ذلك حمدان فعظم عليه وصار عدوا
مباينا لهم وكان قد سار عند وفاة عمه سيف الدولة من الرحبة إلى الرقة
فملكها وسار إلى نصيبين وجمع من أطاعه وطالب اخوته بالافراج عن والده
وكان أشجعهم فسار أبو تغلب إليه ليحاربه فانهزم إلى الرقة قبل اللقاء
فنازله أبو تغلب وحصره ثم اصطلحا على ذلك فلما مات ناصر الدولة في
ربيع سنة 358 قبض أبو تغلب املاك أخيه حمدان وسير أخاه أبا البركات
إلى حرب أخيه حمدان فلما قرب من الرحبة استأمن إليه كثير من أصحاب
حمدان فانهزم حمدان وقصد العراق مستأمنا إلى بختيار فوصل بغداد في شهر
رمضان سنة 358 فأكرمه بختيار وعظمه وحمل إليه هدية كثيرة جليلة المقدار
ومعها كل ما يحتاج إليه مثله وأرسل إلى أبي تغلب النقيب أبا احمد الموسوي
والد الشريف الرضي في الصلح مع أخيه فاصطلحوا وكان أبو أحمد ميمون
النقيبة يصلح بين الملوك والامراء كما قال الشريف الرضي:
مؤلف ما بين الملوك إذا هفوا * وأشفوا على حز الرقاب وأشرفوا
وعاد حمدان إلى الرحبة وكان مسيره من بغداد في جمادى الأولى سنة
359 فلما سمع أبو البركات بمسير أخيه حمدان على هذه الصورة فارق
الرحبة ودخلها حمدان وأرسله أبو تغلب في الاجتماع به فامتنع فسير إليه أبا
البركات فلما علم حمدان بذلك فارقها فاستولى عليها أبو البركات واستناب
بها من يحفظها وعاد منها فلما سمع حمدان بعوده عنها وكان في برية تدمر عاد
إليها ليلا في شعبان فاصعد جماعة من غلمانه السور وفتحوا له باب البلد
فدخله ولا يعلم بذلك من به من الجند فلما أصبح امر بضرب البوق فبادر
من بها من الجند متقطعين يظنون أن البوق من خارج البلد وكل من وصل
إلى حمدان اسره حتى اخذهم جميعا فقتل بعضا واستبقى بعضا فلما سمع أبو
البركات بذلك عاد إلى قرقيسا واجتمع هو وأخوه حمدان فلم يستقر بينهما
قاعدة فقال أبو البركات لحمدان انا أعود إلى عربان وأرسل أنت إلى أبي
تغلب لعله يجيب إلى ما تلتمسه منه فسار عائدا إلى عربان وعبر حمدان
الفرات من مخاضة وسار في اثره فأدركه بعربان وهو آمن واشتد القتال بينهم
وحمل أبو البركات في وسطهم فضربه حمدان فألقاه واخذه أسيرا فمات من
يومه وتجهز أبو تغلب ليسير إلى محمد إلى نصيبين فلما وصلها حمدان وقدم
أمامه أخاه أبا الفوارس كاتب أخاه حمدان ومالا على أبي تغلب فأرسل إلى
أبي الفوارس يستدعيه ليزيد في اقطاعه فلما حضر عنده قبض عليه فسار
إبراهيم والحسين ابنا ناصر الدولة إلى أخيهما حمدان خوفا من أبي تغلب
وساروا إلى سنجار وسار أبو تغلب إليهم ولم يكن لهم به طاقة فراسله
إبراهيم والحسين في العودة إليه خديعة منهما ليقتلاه غيلة فقبل فهربا إليه
وتبعهما كثير من أصحاب حمدان فعاد حمدان من سنجار إلى عربان واستأمن
إلى أبي تغلب صاحب حمدان واطلعه على حيلة أخويه عليه فأراد القبض
عليهما فهربا. ثم إن نما غلام حمدان ونائبه بالرحبة اخذ جميع ماله بها
وهرب إلى أصحاب أبي تغلب بحران فاضطر حمدان للعود إلى الرحبة
وأرسل أبو تغلب سرية عبروا الفرات وكبسوا حمدان بالرحبة فهرب وسار
حمدان إلى بغداد فدخلها آخر ذي الحجة سنة 360 ملتجئا إلى بختيار ومعه
اخوه إبراهيم فحمل إليهما بختيار هدايا جليلة كثيرة المقدار وأكرمهما
واحترمهما. وقال ابن الأثير أيضا في حوادث سنة 362 فيها في شوال ملك
أبو تغلب بن حمدان قلعة ماردين سلمها إليه نائب أخيه حمدان فاخذ أبو
تغلب كل ما كان لأخيه فيها من أهل ومال وأثاث وسلاح وحمل الجميع إلى
الموصل. وفي ديوان أبي فراس انه قال هذه الأبيات عند اجتماع الامراء
بالرقة لما حاصر أبو تغلب الغضنفر بن ناصر الدولة أخاه حمدان بها وكتب بها
إلى أبي الفضل بن ناصر الدولة فقال:
المجد بالرقة مجموع * والفضل مرئي ومسموع
ان بها كل عميم الندى * يداه للجود ينابيع
وكل مبذول الندى بيته * بيت على العلياء مرفوع
لكن اتاني خبر رائع * يضيق منه السمع والروع
ان بني عمي وحاشاهم * شعبهم بالخلف مصدوع
ما لعصى قومي قد شقها * تفارط منهم وتضييع
بنو أب فرق ما بينهم * واش على الشحناء مطبوع
عودوا إلى أحسن ما بينكم * سقتكم الغر المرابيع
لا يكمل السؤدد في ماجد * ليس له عود ومرجوع
انبذل الود لأعدائنا * وهو عن الاخوة ممنوع
ويوصل الأبعد من غيرنا * والنسب الأقرب مقطوع
لا يثبت العز على فرقة * غيرك بالباطل مخدوع
مدائح السري الرفا فيه
قال يمدحه ويهنئه بالبرء من علة نالته:
أعن الأهلة في الدياجر * سفرت لنا والبين سافر
أم عن محاجر ربرب * كشفت لنا تلك المعاجر
أظباء وجرة أقصدتك * بسحر أجفان فواتر
جنت الهوى وتنصلت * باللحظ من تلك الجرائر
حتى أخذن من المناطق * للذي تحوى المآزر
لأخاطرن وما المنى * في الحب الا للمخاطر
فلأوضحن صبابتي * بالدمع في الدمن الدواثر
تالله أغدر بالهوى * ما دمت مسود الغدائر
ولكم هصرت غصون عيش * مورق الأفنان ناضر
ووجدت عدل الدهر حكم * مسفه ووفاء غادر
وعلى الأمير أبي المظفر * في الندى تثنى الخناصر
وعليه تزدحم العلى * دون البرية والمآثر
ملك إلى أفعاله * تنمى المناقب والمفاخر
كثرت مواهبه وقلت * عند طالبها المعاذر
ذخر الثناء وفرقت * يمناه مجتمع الذخائر
وأقام يعمل في العدو * ظبا العواسل والبواتر
متقبلا شرف الأراقم * كابرا منهم فكابر
أقمار مجد تنجلي * بضيائها ظلم الدياجر
وجبال أحلام تقلهم * الأسرة والمنابر
آساد كل كريهة * فتكت باساد خوادر
وترى السوابغ والقنا * مثل الغلائل والمخاصر
وتركن وسم أهلة * في الصخر من وقع الحوافر
فبكرن يحجبن الصباح * بقسطل في الجو ثائر
غدوا وطيب ثنائهم * ينبيك عن طيب العناصر

226
يا ناصر الكرم الذي * لولاه كان لغير ناصر
شيم إذا ما شمتها * أغنت عن الديم الهوامر
وشمائل هن الشموس * لباطن منها وظاهر
فكأنما هي روضة * منظومة فيها الأزاهر
يهني المكارم انها * أمنت ببرئك ما تحاذر
لا زال لطف الله يدرأ * عنك مكروه الدوائر
لاحظت ربعك فاكتحلت * بمخصب الجنبات زاهر
ووردت بحرا منك محمود * الموارد والمصادر
وتركت مدحك سائرا * في الناس من باد وحاضر
فتحل منه محبر الا * الابراد منظوم الجواهر
لم يعز در عقوده * الا إلى بحر الخواطر
وقال يمدحه ويهنئه بزفاف بإحدى بنات عمه:
سعد حبيت به وجد مقبل * وسعادة تضفو عليك وتكمل
ظفرت يداك أبا المظفر بالتي * كان الزمان بها يضن ويبخل
وبنات عم المرء خير نسائه * ان الكريم إلى الكريمة أميل
فالمجد عندهما ضحوك مسفر * والنسل بينهما معم مخول
فرعان ضمهما الظلال المرتضى * في العز والشرف الرفيع الأطول
يا غرة الامراء ان زماننا * ما عشت في الدنيا أغر محجل
علمت ربيعة انك العلم الذي * يهدي إلى سنن الندى من يجهل
الكوكب الفرد الذي يسرى به * والليل معتكر الجوانب اليل
والمبتني الشرف الذي لا يبتنى * والحامل العب ء الذي لا يحمل
والجور يكره غير أن يمينه * ابدا تجور على اللهى فتقبل
لما ذكرت الحادثات بذكره * جاءت إلي صروفها تتنصل
هنئت ما أعطيته من نعمة * غراء تحسن في العقول وتجمل
فكأنني بك بين نسل طاهر * يردي امامك في الحديد ويرغل
كالبدر حفته كواكب أفقه * والليث تخطل في حماه الأشبل
ما جملتك مدائحي لكنها * أضحت بذكرك في الورى تتجمل
فاسلم لكل فضيلة تعلو بها * من دونها انخفض السماك الأعزل
متجنبا خطل الكلام كأنما * بعث البعيث له وعاش الأخطل
فكأنه سيف بكفك منتضي * وكانه عقد عليك مفصل
وقال يمدحه ويهنئه بمولود سماه تغلب وكناه أبا السرايا
: غدا تبدي مدامعنا الخفايا * إذا زمت لطيتها المطايا
كان خدودهن إذا استقلت * شقيق فيه من طل بقايا
وقد وفقن بالألحاظ نبلا * قلوب العاشقين لها رمايا
أرى الآفاق قد ملئت سرورا * بتغلب الأمير أبي السرايا
بمولود براه الله ليثا * وغيثا يستهل على البرايا
نجيب أنتجته كرام قوم * فجاء شبيههم حزما ورايا
وقطع أنفس الحساد غيظا * بسؤدده فطيرها شظايا
يجور على التلد إذا استميحت * أنامله ويعدل في القضايا
فقل لأبي المظفر قد ظفرنا * بما نرجو لديك من العطايا
وقد جاءت مدائحنا نقودا * فلا تجعل جوائزها نسايا
تنبيه
في معجم البلدان: بالقرب من نهر أبي فطرس أوقع القائد فضل بن
صالح بأبي تغلب حمدان فقتله اه‍ ولا يدري حمدان هذا من هو فليس هو
المترجم لان كنيته أبو المظفر وليس هو
حمدان بن حمدون الآتي لان كنيته أبو العباس.
حمدان بن الحسين
في التعليقة: للصدوق طريق إليه وحكم خالي بممدوحيته لذلك وقال
جدي الظاهر أنه الحسين بن حمدان ووقع التقديم والتأخير من النساخ اه‍
قلت يظهر من آخر سند الصدوق إليه ان اسمه أحمد بن الحسين حيث قال
وما كان فيه عن حمدان بن الحسين فقد رويته عن علي بن حاتم إجازة قال
أخبرنا القاسم بن محمد حدثنا أحمد بن الحسين وذلك ينفي احتمال التقديم
والتأخير.
أبو العباس حمدان بن حمدون بن الحارث بن منصور بن لقمان العدوي
التغلبي
هكذا في مروج الذهب وفي غيره الحارث بن لقمان
هل حمدان اسمه احمد
ذكرنا في ج 8 أحمد بن حمدون وانه أخو حمدان هذا. ولكن يظن أن
احمد هو حمدان بعينه وان أصل حمدان احمد فتصرف فيه فقيل
حمدان كما يسمونه حمود وكما يقول أهل العصر فيمن أوله عبد عبود ونحو
ذلك ويدل عليه قول ابنه سعيد والد أبي فراس كما يأتي في ترجمته:
انا سعيد وأبي احمد * بالسيف ضري وبه أنفع
وعندي نسخة مخطوطة من ديوان أبي فراس علق على هامشها نقلا
عن ابن خالويه في شرح قوله: وكان له جد من القوم مائر كان جده أبو
العباس أحمد بن حمدون مار المعتضد وحاشيته وقت اصعاده إلى حرب
الطولونية ولقد حدث عن أبي العباس حمدان بن حمدون قال كنت عديل
المعتضد في طريقه ذلك من الحديثة إلى رأس عين إلى آخر ما يأتي في صدر
العبارة جعله احمد وفي آخرها حمدان فدل على أنهما واحد وربما يدل على
التغاير بين احمد وحمدان قول أبي فراس في رائيته الطويلة:
ومنا الذي ضاف الامام وجيشه * ولا جود الا ما تضيف العساكر
فقال ومنا ولم يقل وجدي كما قال في بيت آخر:
وجدي الذي انتاش البلاد وأهلها * وللدهر ناب فيهما وأظافر
ولو كان احمد هو حمدان لكان جده فيكون المراد بقوله ومنا احمد
وبقوله جدي حمدان والله أعلم.
أقوال العلماء فيه واخباره
هو جد سيف الدولة وناصر الدولة وأبي فراس الأدنى واليه ينتسب بنو
حمدان. كان أميرا مطاعا جوادا نهاية في الجود فارسا شجاعا عالي الهمة له
آثار عظيمة وأعمال جليلة وفيه يقول أبو فراس:
حمدان جدي خير من وطئ الحصى * وأبي سعيد في المكارم أوحد

227
وقال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس: قد ذكرت من الاخبار
التي ذكرها أبو فراس في شعره ما حدثني به الثقات ممن شاهد تلك الأحوال
وان كانت مآثر أبي العباس حمدان ومن تبعه من بنيه لا تحتاج إلى دليل اه‍.
ومن اخباره ما ذكر ابن الأثير في حوادث سنة 254 ان مساور بن عبد
الحميد الخارجي كان قد استولى على أكثر اعمال الموصل وقوي امره فجمع
له الحسن بن أيوب المعدوي التغلبي وكان خليفة أبيه بالموصل عسكرا كثيرا
منهم حمدان بن حمدون جد الامراء الحمدانية وفي حوادث سنة 260 ان
اساتكين وهو من أكابر قواد الأتراك في خلافة المعتمد استعمل على
الموصل إسحاق بن أيوب التغلبي فخرج في جمع يبلغون عشرين ألفا منهم
حمدان بن حمدون التغلبي. وفي حوادث سنة 266 قال فيها فارق
إسحاق بن كنداج أحمد بن موسى بن بغا وسبب ذلك أن احمد لما ولى
موسى بن انامش ديار ربيعة أنكر ذلك إسحاق بن كنداج وفارق عسكره
وسار إلى بلد فأوقع بالأكراد اليعقوبية وسار إلى الموصل فقاطع أهلها على
مال قد أعدوه وكان بمعلثابا قائد كبير اسمه علي بن داود هو المخاطب له عن
أهل الموصل والمدافع فسار ابن كنداج إليه فلما بلغه الخبر فارق معلثايا وعبر
دجلة ومعه حمدان بن حمدون إلى إسحاق بن أيوب التغلبي العدوي
فاجتمعوا نحو خمسة عشر ألفا فعبر إليهم ابن كنداج في ثلاثة آلاف تصافوا
للحرب فأرسل مقدم عسكره ميسرة بن أيوب إلى ابن كنداج ان احمل علي
لانهزم ففعل فانهزمت ميسرة ابن أيوب وتبعها الباقون فسار حمدان بن
حمدون وعلي بن داود إلى نيسابور. وفي حوادث سنة 267 فيها كانت وقعة
بين إسحاق بن كنداجيق وإسحاق بن أيوب وحمدان بن حمدون ومن اجتمع
إليهما من ربيعة وتغلب وبكر واليمن فهزمهم ابن كنداجيق وفي حوادث 272 فيها
دخل حمدان بن حمدون وهارون الشاري مدينة الموصل وصلى بهم الشاري في
جامعها. وفيها نزل بنو شيبان ومن معهم بين الزابين من اعمال الموصل وعاثوا
وأفسدوا واجمع هارون الخارجي على قصدهم وكتب إلى حمدان بن حمدون التغلبي
في المجئ إليه إلى الموصل وساروا جميعا إلى نهر الخازر وقاربوا حلل بني شيبان
فوافقه طليعة لبني شيبان على طليعة هارون فانهزمت طليعة هارون وانهزم هارون.
وفي حوادث 279 فيها اجتمع الخوارج ومقدمهم هارون بن عبد الله
الشاري ومتطوعة أهل الموصل وغيرهم وحمدان بن حمدون التغلبي على قتال
بني شيبان لأنهم قصدوا الإغارة على الموصل وأعمالها فالتقوا واقتتلوا
وانهزمت بنو شيبان ولما لم يجدوا مفرا عادوا وقاتلوا فكسروا أهل الموصل
وأنصارهم ومن ذلك يعلم أن الامراء وغيرهم ومنهم هارون الشاري كانوا
يستعينون به في حروبهم مما دل على شجاعته ومكانته اما اتصاله بهارون
الشاري مع مباينته له في المذهب فيجوز ان يكون للاستعانة به على دفع
الفساد أو تحصيل بعض المآرب. وقال الطبري وابن الأثير في حوادث سنة
281 فيها خرج المعتضد إلى الموصل قاصدا لحمدان بن حمدون قال ابن
الأثير لأنه بلغه انه مال إلى هارون الشاري ودعا له وكأنها وشاية كاذبة
وسار المعتضد عامدا لقلعة ماردين وكانت يد حمدان بن حمدون فلما بلغه
مجئ المعتضد هرب وخلف ابنه الحسين بها فنزل عسكر المعتضد عليها
فحاربهم من فيها يومهم ذلك وفي الغد صعد المعتضد إلى باب القلعة
وصاح يا ابن حمدون فاجابه الحسين لبيك فقال افتح الباب ويلك ففتحه
فقعد المعتضد في الباب وامر بنقل ما فيها من المال والأثاث وبهدمها قال
المسعودي وكان حمدان أنفق عليها أموالا جليلة ثم وجه خلف حمدان بن
حمدون فطلب أشد الطلب واخذت أموال له كانت مودعة فجئ بها إلى
المعتضد.
وفي حوادث سنة 282 قال كتب المعتضد من الموصل إلى حمدان بن
حمدون بالمسير إليه فتحصن في قلاعه وغيب أمواله وحرمه فوجه إليه المعتضد
الجيوش مع وصيف موشكير ونصر القشوري وغيرهما. وكان لحمدان قلعة
بموضع يعرف بدير الزعفران من ارض الموصل وقال المسعودي ان القعلة
تعرف بالصوارة نحو عين الزعفران وفيها الحسين ابنه فقصدها العسكر
فطلب الحسين الأمان فأومن وصار إلى المعتضد وسلم القلعة فامر بهدمها
وأغذ وصيف موشكير السير في طلب حمدان وكان بموضع يعرف بباسورين
بين دجلة ونهر عظيم والماء زائد فعبر أصحاب وصيف إليه فركب هو
وأصحابه ودافعوا عن أنفسهم حتى قتل أكثرهم فركب حمدان زورقا كان
معدا له في دجلة ومعه كاتب له نصراني وحمل معه مالا وعبر إلى الجانب
الغربي من دجلة من ارض ديار ربيعة وقد اللحاق بالأعراب لما حيل بينه
وبين أكراده الذين في الجانب الشرقي وعبر في اثره نفر يسير من الجند
فاقتصدوا اثره حتى أشرفوا على دير كان قد نزله فهرب ومعه كاتبه ونزلا في
زورق وخلفا المال في الدير فحمل إلى المعتضد وخرجوا في طلبه فلحقوه
فخرج من الزورق إلى ضيعة له بشرقي دجلة فكرى دابة أو كيله وسار ليله
كله إلى أن وافق مضرب إسحاق بن أيوب العنبري في عسكر المعتضد
مستجيرا به فأحضره إسحاق إلى المعتضد فأمره بالاحتفاظ به وحبسه وبث
الخيل في طلب أسبابه فظفر بكاتبه وعدة من قراباته وغلمانه وذلك في آخر
المحرم من هذه السنة اه‍ وهكذا كان جزاء المعتضد لحمدان على احسانه
إليه كما مر فنكبه بعد ما استجار به ولم يتبع سنة الكرام في العفو والصفح
ونكب أقاربه وسائر بني حمدان الذين كانوا سدا في وجه الروم.
وفي حوادث سنة 283 ان المعتضد سار في هذه السنة إلى الموصل
بسبب هارون بن عبد الله الشاري الخارجي من الخوارج الصفرية فوجه إليه
المعتضد الحسين بن حمدان وجرى للحسين ما تقدم في ترجمته حتى قبض على
الشاري واتي به إلى المعتضد فانصرف المعتضد إلى بغداد
فوصلها في ربيع الأول من هذه السنة وخلع على الحسين بن حمدان واخوته
وامر بحل قيود أبيه حمدان بن حمدون والتوسعة عليه والاحسان إليه ووعد
باطلاقه.
ومن آثاره العظيمة واعماله الجليلة ما ذكره ابن خالويه في شرح ديوان
أبي فراس قال عم أبو العباس حمدان بلد الموصل وديار ربيعة بالميرة ثلاثة
أعوام تواترت بالمحل والقحط فسمي مكايد المحل. وقيل إنه وهب في سنة
واحدة ثلاثة آلاف كر والكر يومئذ ظنه بثلاثة آلاف درهم ووفد عليه فيمن
وفد بنو حبيب وكانوا أعداءه وأعداء أهل بيته فساواهم بأقرب عترته وفيه
يقول شاعر غيرهم:
ما زلت في كيد المعيشة جاهدا * حتى اتيت مكايد المحل
اعطى وقد بخل الزمان ولج في * اعطائه إذ لج في البخل
وبنى حمدان هذا سورا على مدينة ملطية أنفق عليه تسعين ألف دينار
ووقف عليه أربعمائة حجرة (1) من خيله قال أبو فراس قال سيف
الدولة دخلتها انا وعمي أبو العلى في سنة 318 فقرأت اسم جدي على



(1) كذا في النسخة حجرة بالهاء والحجر بكسر الحاء وسكون الجيم في القاموس الأنثى من الخيل
وبالهاء لحن جمعها حجور وحجورة. ويوجد في الحديث ليس في حجرة ولا بغلة زكاة - المؤلف -.
228
سورها قال ودخلتها انا مع سيف الدولة بعد فتحها بعشرين سنة وقد اجتزنا
بها في بعض غزواته وقصدنا موضع الاسم فوجدناه مكتوبا اه‍ وفي ذلك
يقول أبو فراس في قصيدته الرائية التي يفتخر فيها بآبائه:
وجدي الذي انتاش الديار وأهلها * وللدهر ناب فيهما وأظافر
ثلاثة أعوام يكايد محلها * أشم طويل الساعدين عراعر (1)
فأبوا بجدواه وآب بشكرهم * وما منهما في صفقة المجد خاسر
أسى داء ثغر كان أعيا دواؤه * وفي قلب ملك الروم داء مخامر
بنى الثغر الباقي على الدهر ذكره * تتايح (2) فيه السابقات الضوامر
وسوف على رغم العدو يعيدها * معود رد الثغر والثغر دائر
الظاهر أن المراد بهذا البيت سيف الدولة:
ولما المت بالديارين أزمة * جلالها وناب الموت كاشر
كفت غدوات الغيث درات كفه * فامرع باد واجتني العيش حاضر
ويقول فيها مشيرا إلى سيف الدولة:
أبو الفيض مار الجيش حولا محرما * وكان له جد من القوم مائر
قال ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس: كانت العرب تدعو سيف
الدولة أبا الفيض لفيضه عليهم بالاحسان وسرنا معه إلى ديار بكر سنة 33
وأقام يمير الناس على طبقاتهم مدة مقامه وكان جده أبو العباس
حمدان بن حمدون مار المعتضد وحاشيته وقت اصعاده إلى حرب الطولونية
ولقد حدث عن أبي العباس حمدان قال كنت عديل المعتضد في طريقه ذلك
من الحديثة إلى رأس عين وهو يتمنى ان يصير إليه الامر فيكافئني فلما وصل
إليه الامر لم يبتدئ بغيره فاخذ منه أموالا نحو ثلاثمائة ألف دينار وحبسه إلى أن
اخذ ابنه الحسين هارون الشاري فسال الحسين في اطلاق أبيه فاطلقه
اه‍. وكان المعتضد كما مر نكب بني حمدان وحبس منهم جماعة فيهم
المترجم بعد احسانهم إليه وتقديمهم الميرة له في مسيره لحرب الطولونية ثم
خرج هارون الشاري على المعتضد فأشار عليه بدر المعتدي بانفاذ الحسين
ابن حمدان في جيش فأنفذه وأبوه محبوس فأوقع بالشاري واسره وقتل رجاله
وسار به متوجها إلى المعتضد وخالفه موسكير إلى الموصل فلم ير الحسين بها
فكتب إلى المعتضد بهزيمته ومطابقته للشاري فامر بقتل أبيه حمدان فسأله بدر
التوقف وقدم الحسين بالشاري فحكمه المعتضد في ثلاث حوائج إحداها
اطلاق أبيه فاطلقه كما مر في ترجمة الحسين
حمدان الديواني
وقع في طريق الصدوق في باب زيارة النبي ص والأئمة ع من الفقيه
وفي التعليقة حكم خالي المجلسي بكونه ممدوحا لذلك وربما يظهر من
بعض الاخبار كونه موافقا قيل هو روايته بعض الاخبار في ثواب زيارة
الأئمة قلت يروي عنه إبراهيم بن هاشم
حمدان بن سليمان بن عميرة أبو سعيد النيسابوري المعروف بالتاجر
قال النجاشي حمدان بن سليمان أبو سعيد النيسابوري ثقة من وجوه
أصحابنا ذكر ذلك أبو عبد الله أحمد بن عبد الواحد أخبرنا أبو الحسين
علي بن أحمد حدثنا محمد بن سعيد القزويني حدثنا حمدان وأخبرنا ابن شاذان
عن أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن حمدان بكتابه وقال الشيخ في رجاله
في أصحاب الهادي ع حمدان بن سليمان بن عميرة النيسابوري
المعروف بالتاجر وفي رجال العسكري ع حمدان بن سليمان
نيسابوري وفيمن لم يرو عنهم ع حمدان بن سليمان النيسابوري
روى عنه محمد بن يحيى العطار. واعترض ابن داود بان هذا يناقض كونه
روى عن الهادي والعسكري وأجيب بان هذا كثير في رجال الشيخ ومراده به
انه يروي عن الامام بلا واسطة فكان من أصحابه وبواسطة فكان ممن لم يرو
عنه والله أعلم وفي التعليقة سيجئ في عبد الله بن العباس تكنيته بأبي
الخير.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان حمدان هو ابن
سليمان بن عميرة الثقة بروايته محمد بن يحيى العطار عنه وزاد الكاظمي
رواية علي بن محمد بن سعد القزويني عنه. وزاد بعضهم رواية علي بن
محمد بن قتيبة.
حمدان القلانسي النهدي
هو حمدان النهدي الآتي وحمدان النقاش وهو حمدان بن أحمد بن خاقان
وهو محمد بن أحمد بن خاقان النهدي الآتي فالكل رجل واحد والكلام عليه
في الأخير.
حمدان بن المعافى أبو جعفر الصبيحي من قصر صبيح مولى جعفر بن
محمد.
توفي سنة 265
قال النجاشي روى عن موسى والرضا ع وروى عنه
مسعدة بن صدقة وغيره له كتاب شرائع الايمان وكتاب الإهليلجة أخبرنا
محمد بن علي الكاتب حدثنا هارون بن موسى حدثنا محمد بن علي بن معمر
عن حمدان بن المعافى قال ابن نوح مات حمدان سنة 265 لما دخل أصحاب
العلوي البصري قسين وأحرقوها وقال قال ابن المعمر ان أبا الحسين موسى
والرضا دعوا له اه‍ وقال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة ممدوح يدخل
في الحسين. وفي التعليقة سيجئ في محمد بن علي بن معمر ما يظهر منه
معروفيته وشهرته
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية محمد بن علي بن معمر عنه
حمدان بن الملهب القمي
قال النجاشي له كتاب يرويه محمد بن أبي عمير
التمييز
في المشتركات يعرف برواية محمد بن أبي عمير عنه
حمدان النقاش
مر في ترجمة أيوب بن نوح نقل النجاشي اعتماد محمد بن مسعود على
شهادته وهو حمدان النهدي



(1) العراعر السيد الكريم.
(2) تتايح: تتمايل في مشيها. - المؤلف -
229
حمدان النهدي
هو حمدان القلانسي وهو محمد بن أحمد بن خاقان النهدي وحمدان
النقاش
الأمير حمد الحرفوش الخزاعي البعلبكي
حمد بفتح الحاء والميم
هو من أمراء آل الحرفوش المنتسبين إلى خزاعة وكان لهم حكم بلاد
بعلبك وشرقي البقاع ومركز امارتهم مدينة بعلبك وتولوا الإمارة
بتلك البلاد نحو أربعة قرون ولهم تاريخ مجيد ووقائع مشهودة وهم
أهل شهامة بالغة وشجاعة فائقة الا أن تاريخهم قد كتبه متقطعا من لا يؤمن
منه التحامل عليهم فجاء فيه بعض التشويه ولا شك أنه قد ضاع منه
الكثير وأن كثيرا من محاسنهم قد أسدل عليها الستار وقد ذكرنا عددا وافيا
ممن وصلت إلينا أخبارهم من رجالاتهم في مطاوي هذا الكتاب
قال صاحب المذكرات التاريخية لحوادث الشام في عهد إبراهيم أنه لما
عزل إبراهيم باشا الأمير جواد الحرفوشي عن متسلميه بعلبك أقام فيها
الأمير حمد الحرفوشي وكان حمد ذا عقل رزين وإدارة في الأحكام اه‍ وفي
كتاب دواني القطوف انه في سنة 1840 م 1258 ه وقع خلاف بين
المشايخ الحمادية وجماعة من المسيحين بسبب الصيد وجرح بعض المسيحيين
فجاء الأمير حمد الحرفوش حاكم بعلبك وبعض أنسبائه ومعهم بعض
الأمراء لاجراء المصالحة وشفي الجريح وانتهى الأمر ولكن صاحب الكتاب
حمل ذلك على قصد الخداع من الحرافشة والله وحده يعلم ما تكنه الضمائر
قال وفي سنة 1845 م 1263 ه كان هذا الأمير متوليا حكم بعلبك فذهب
ابن عمه الأمير محمد إلى دمشق واخذ من الوالي أمرا بعزله وأرسل معه
الوالي محمد آغا بوظو الكردي مع ألف وخمسمائة من الجنود الأكراد فاتوا إلى
قرية بر الياس من بلاد البقاع ولما علم بها الأمير حمد جمع جندا وخيم بهم في
تمنين التحتا من بلاد بعلبك ولبث فيها ثلاثة أيام حتى علم بخروج الأمير
محمد بجنوده قاصدا بعلبك فلاقاهم الأمير حمد بجيشه إلى قرية الدلهمية
وهناك وقع القتال بينهم وكادت فرسان الأمير حمد تتقهقر لولا انجاد المشاة
لهم وتم النصر للأمير حمد وقتل من عسكر الأكراد نحو ستين وقتل من
عسكر الأمير احمد ثلاثة منهم الشيخ شبلي حيدر ووقع منهم عدة
جرحى اه‍ وفي تاريخ بعلبك ان إبراهيم باشا لما استولى على بعلبك ولى
عليها الأمير جواد الحرفوش ثم عزله وعين مكانه أحمد أغا الدزدار ثم عزله
وعين مكانه خليل أغا وردة ثم الأمير حمد الحرفوش ولما رجع إبراهيم باشا
لبلاده سنة 1840 م 1258 ه خلف الأمير حمد الأمير خنجر فبقي حاكما
إلى سنة 1842 م 1260 ه فذهب جماعة من أمراء الحرافشة إلى دمشق
وأخرجوا أمرا بقائمامية بعلبك للأمير حسين بن قبلان ولكونه صغير السن
أقيم وصيا له الأمير سعدون وبعد سنة توفي هذا فاستولى على أعنة
الاحكام الأمير حمد وبقي حاكما إلى سنة 1845 م 1263 ه فذهب
الأمير محمد إلى دمشق واخذ أمرا بولاية بعلبك وجرى له مع الأمير حمد ما
تقدم وبقي حمد بعد ذلك في الحكم ستة أشهر وما زال الأمير محمد يسعى في
دمشق حتى أخذ أمرا ثانيا بحكم بعلبك فهرع الأمراء يوسف بن حمد
وشديد وخنجر إلى دمشق لافساد أمر الأمير محمد فارتأت حكومة دمشق
تجزئة بعلبك وشرقي البقاع إلى مقاطعات صغيرة يتولاها هؤلاء الامراء وفي
سنة 1850 عصى الأمير محمد على الدولة وربما يكون السبب سوء تصرف
أمرائها فأرسلت ثلاثة آلاف جندي بقيادة مصطفى باشا فاضطر الامراء
إلى التسليم فأرسل زعماءهم وفيهم الأمير حمد إلى دمشق ومن هناك نفوا إلى
جزيرة كريت.
حمد بن حمود الخزاعي
أمير خزاعة كان أميرا جليلا مهيبا مكرما للعلماء والسادات وأهل البيوتات وله
ولباقي امراء عشيرته تاريخ مجيد لم يحفظ منه الا النادر المتقطع ومحل
إمارتهم بالعراق وكان هو في عصر السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي
وجرت حرب مرة بينه وبين عشيرة المتفق فكان له الغلب عليها فقتل واسر
ثم من على الأسرى وكساتهم وأطلقهم وكان بينه وبين عرب المنتفق مرة
نزاع على ارض فاجتمعوا لوضع الجنود فقال حمد حدنا إلى هنا فقالوا له ومن
يشهد بذلك قال هذا ورفع سيفه وقال الشيخ حميد بن الشيخ نصار العراقي
يمدحه وهو منوال غريب اخترعه أهل الحويزة ويسمى البند:
أيها الراكب يفري شقق البيد على أمثلة السيد وأشباه القنا
الميد لك الله وحياك وأرشدت بمسراك إذا شمت من البرق غماما
مسبل الودق وعاينت من البحر خضما مزبد الزخر ويممت من
الروض ربيعا ومن الغيث مريعا ومن الليث منيعا فترى الوفد على
الوفد بالطاف من الرفد وأمال من القصد قياما وقعودا وصدورا
وورودا فهناك أعقل يد البكر ويمم أحد الدهر وشاهد ملك الفخر
وقم والتثم الترب ولا يزعجك الرعب ترى تبع قحطان وسابور
بايوان وسيفا وسط غمدان وكفين يمجان إذا شاءا نعيما وحياة وعذابا
ومماتا ولديه الأسد البهم وأملاك ذوي الحفد الشهم قياما وخضوعا
وسجودا وركوعا فطورا لمزاياه وطورا لعطاياه وطورا لمناياه ولديه السبق
الشيب بأداء وتأديب فجودا يخجل البحر وبأسا يفلق الصخر فتى
ساحله اللج ومغناه هو الحج ومرمى جوده النهج وان قامت وغى
الحرب على ساق من الضرب وحارت أعين البهم وضاع الفكر
والحزم ترى السابق واللاحق والضارب والفالق فيها حمد القرم
بصمصام من العزم فلا يسبق في الورد ولا يقصد في الرد كذا من
أنجبت فيه الغطاريف ورامته التكاليف فلا يعشق الا الجود والبأس
خفاء وجهارا كالشمس
ولبعض شعراء عصره يمدحه:
ورب قائلة لما رأت جزعي من الزمان وكنز الصبر قد نفدا
ما لي أراك تذم الدهر قلت لها لا احمد الدهر الا ان أرى حمدا
الأمير حمد البك بن محمد بن محمود بن نصار والد ناصيف الشهير بن
نصار بن علي الصغير
وفاته
توفي في شوال سنة 1269 كما عن بعض مسودات الشيخ علي السبيتي
العاملي مؤرخ جبل عامل وكما عن سوق المعادن للشيخ محمد علي عز الدين
وأرخ وفاته الشيخ على زيدان بقوله:
أرأيت كيف المجد راح مقوضا * وقضى الزمان على بنيه بما قضى

230
ويد المنايا في الثرى قد أغمدت * سيفا على ريب الحوادث منتضى
أسقى ضريحك ديمتان فديمة * تهمي بغفران وأخرى بالرضى
تاريخ ذاك المجد مات فأرخوا * لجوار آل محمد حمد مضى
سنة 1265
وهو ينقص أربعة من تاريخ السبيتي وظاهره ان الشطر الأول تاريخ
أيضا مع أنه يبلغ 1237
ورثاه وأرخ وفاته الشيخ إبراهيم صادق بهذه الأبيات:
لعمر العلى مهما ترى من عجائب * تجد أمر هذا الرمس أكبر اعجابا
لقد وسع البحر الذي وسع الورى * نوالا ومعروفا وفضلا وآدابا
بمن شئت أظفارا طوالا وأنيابا
بلى وأبيه ان من أجل فقده * فؤاد المعالي والندى أسفا ذابا
وقد فقئت عين المفاخر مذ رأت من الأفق أرخ بدرها حمد غابا
سنة 1268
وهو ينقص سنة عن تاريخ السبيتي ولعل في البيت الأخير والذي قبله
إشارة إليه
ولما حضرته الوفاة أوصى أن يدفن في المشهد المنسوب إلى يوشع بن
نون ع فوق الحولة فدفنه هناك ابن أخيه علي بك الأسعد وبنى
على قبره قبة عظيمة وهي الموجودة اليوم شرقي القبة التي على القبر المنسوب
إلى يوشع ع ورثاه شعراء جبل عامل في ذلك الوقت وابنه الشيخ
علي السبيتي بخطبة قرئت أمام القصائد قرأها الشيخ حبيب الكاظمي ومدح
فيها ابن أخيه علي بك الذي قام مقامه في الحكم في تبنين وأما هو فمات
عقيما:
وحاز الذي ما انفك للمجد حائزا * وللحمد كسابا وللمال وهابا
فبورك مثوى نال بابن محمد * تراه الثريا رفعة وبه طوبا
عميد الأولى من آل أنصار أوثقوا * لبيت علاهم في ذرى النجم اطنابا
هم القوم ما انفكوا قديما وحادثا * لأرحية العلياء في الكون أقطابا
وراح فقل للخيل من بعده اخلعي * عذارا ولا تعطي الأعنة ركابا
ويا لهوات المجد غصي شجا ويا * عيون الندى غضبي على الشوك أهدابا
وقل للمعالي يا معالي تدرعي * عليه من الدهم الحوالك أثوابا
وقل للعوالي السمر ما شئت أعولي * وللبيض يا بيض اندبي الندب أحقابا
ويا أيها الساعون للرفد اقصروا * فقد غاب من بعده سعيكم خابا
ويا نوب الأيام ما شئت حكمي
أحواله
كان من أهل العلم والفضل شاعرا أديبا ممدحا قرأ على الشيخ حسن
القبيسي في مدرسة الكوثرية وتولى حكم بلاد بشارة في القرن الثالث عشر
وسكن قلعة تبنين وجدد بناءها سنة 1258 وكان قد بناها قبله الشيخ
ناصيف بن نصار ووجدنا في بعض المخطوطات العاملية تاريخا لتجديد بنائها
منه لم يذكر اسم ناظمه وهو:
حصن تبنين رفيع شامخ * شاده بالعز غوث المسلمين
ذاك ناصيف ملاذ الملتجي * مامن الخائف غيث المعتفين
وبه نالت فخارا عامل * ذكره باق لها في الآخرين
ما الذي حل بها من بعده * ودهاها من فعال الجائرين
جدد اليوم لها الفخر فتى * عود السيف على قطع الوتين
دارة البدر لقد جددها * حمد القرم لامن الخائفين
فهي الدنيا وبانيها الورى * ولها الدهر كبعض الخادمين
مربعا للعز قد شاد لنا * ناصر الإسلام غوث العالمين
يا لها من قلعة تاريخها * تبنين برج السعد حصن المؤمنين
سنة 1258
ويلاحظ أن الشطر الأخير خارج عن الوزن بزيادة التاء والباء في
تبنين
وهو أول من لقب بلقب بك من آل علي الصغير ولبس الطربوش
واللباس الفرنجي وكانوا قبل ذلك يلقبون بالمشايخ ويلبسون العمائم
والأقبية والبنشات والجباب فلما خلع سلاطين آل عثمان العمائم ولبسوا
الطربوش واللباس الفرنجي لبس آل علي الصغير وغيرهم مثلما لبسوا لأن
الناس على دين ملوكهم وأول من لبس الطربوش من السلاطين العثمانية
السلطان محمود وكان لقب الشيخ لآل على الصغير وللصعبية والمناكرة في
جبل عامل وللحمادية ولقب مير للحرافشة وكان المترجم كسائر أسرته
مكرما للعلماء والسادات وأهل الدين وذوي البيوتات. وغضب الأمير بشير
الشهابي مرة على الشيخ عبد النبي الكاظمي العالم الشهير نزيل
جويا لوشاية رفعت إليه. وأرسل في طلبه فحضر حمد البك بنفسه من تبنين
إلى جويا ومنع من أن يصاب الشيخ بأقل اذى ولم يخرج من جويا حتى رجع
الذين جاءوا بطلبه ورضي الأمير بشير عنه وكانت داره محط رحال العلماء
والأدباء والشعراء. وللشيخ حبيب الكاظمي نزيل جبل عامل فيه مدائح
كثيرة مرت في ترجمته.
أخباره
لما كان في تبنين توجه الحاج قاسم الزين العاملي مع جملة من وجوه
البلاد وشيوخها شاكين لوالي الشام حينما حضر لبيروت من حمد البك وقالوا
ان العشائر على رأسهم رئيسهم حمد البك فضلا عن ظلمهم وتعديمهم على
الفقراء والفلاحين قد أتلفوا المزروعات بالصيد والقنص. وحملوا معهم
شيئا من الزرع المتلف واروا الوالي إياه فصدر أمر الوالي بعزل حمد من
المديرية وعرضتها الحكومة على سائر العشائر من الصعبية والمناكرة فما قبلها
أحد احتراما لحمد وكان رجل يسمى الشيخ حسين مروة في النبطية يتزيا
بزي أهل العلم فلما سمع بذلك قبلها فأقيم مديرا مكان حمد ولكن الشيخ
كان يتعمم بعمامة بيضاء على زي أهل العلم وكان الرسم انه إذا ركب
الحاكم تضرب النقارات أمامه فعيب عليه في ذلك كثيرا وظهر منه ومن
خيالته ظلم زائد ثم إن حمدا ذهب لمواجهة الوالي ورجع ومعه البلوردي
بتعيينه مديرا بعد ستة أشهر تولاها الشيخ حسين مروة وتوفي لما وصل حمد
إلى حارة صيدا استقبل استقبالا حافلا من العشائر والوجوه
ومن شعره هذان البيتان يرويهما صاحب العرفان عن علي نصرة بك

231
ابن شبيب باشا الأسعد عن أبيه عن محمود باشا الشلبي عن المترجم وهما:
حضرت فكنت في بصري مقيما * وغبت فكنت في وسط الفؤاد
وما شطت بنا دار ولكن * نقلت من السواد إلى السواد
أخباره السياسية
بقلم الأستاذ محمد جابر
ثورة حمد البك ضد المصريين
لم تشب نارها الا بسوء إدارة المصريين الذين أوكلوا إدارة البلاد
للأمراء من آل شهاب مع العلم بما بين البلدين جبل عامل ولبنان من
خلاف قديم وإحن وأحقاد وكانت سياسية المصريين في جبل عامل أو مع
الشيعيين على الاطلاق غيرها في بقية البلدان التي شملها عدلهم وعم أنحاء
سوريا ولم يظهر له اثر في بلاد الشيعة.
لقد صورها الشهابيون في عيون المصريين بلادا ثائرة وشعبا متمردا
يجب أن تحكم بالشدة والبطش فصبوا عليها غضبهم ونكلوا بالزعماء
والأعيان وزجوا معظمهم في أعماق السجون قامت الثورات في جبل عامل
والضغط يولد الانفجار ودافع الشيعيون عن كرامتهم وقاتلوا قتال
المستميت فمن ثورة حسين بك الشبيب وأخيه محمد علي بك وقد دامت
ثلاث سنين إلى ثورة حمد بك التي شبت في ظروف مناسبة وكانت وساعة
النطاق محكمة التدبير فرافقها الفوز والنجاح كما سيجئ.
كان حمد البك المحمود وهو أشهر زعيم من آل علي الصغير قام بعد
ناصيف النصار يرقب الحوادث بعين يقظى ويتحين الفرص للانقضاض
على المحتلين حتى إذا رأى بارقة امل ودب الوهن بالحكومة المصرية
واتفقت الدول في مؤتمر لندرا في تموز سنة 1840 على انتزاع سوريا من
محمد علي باشا واعادتها للحكم العثماني ووصل الجيش التركي إلى حلب
برا تظاهره أساطيل انكلترا بحرا رفع حمد البك علم الثورة واصطدم بالأمير
مجيد الشهابي عند جسر القاقعية وكان هذا ينوي الهجوم على جبل عامل
الجنوبي فرده على أعقابه ثم سار بجنده فانضم للجيوش العثمانية وكانت
وصلت إلى حمص وأظهر ضروبا من البسالة والتدبير لفتت نظر عزت باشا
قائد الجيش التركي للعام فاستدعاه وأثنى عليه وعينه حاكما عاما على جبل
عامل بلقب شيخ من مشايخ بلاد بشارة وعهد إليه بمطاردة الجيش
المصري في الجنوب.
عاد حمد البك إلى جبل عامل وانقض على الجيش المصري فاشتبك
معه في عدة معارك. في رميش ووادي الحبيش وشفا عمرو وكان النصر
حليفه واستولى على صفد وعين الشيخ حمد الغزي وكان من أخصائه
حاكما لها وطبريا والناصرة وأجلى عمال المصريين منها وتولى اخراج
الأسارى والسجناء الذين حشرهم المصريون في سجون عكا.
وفيما يلي نص الخطاب الذي أرسله إلى حمد البك جوقسموس باشا
أحد القواد العثمانيين:
إفتخار العشائر الكرام حضرة متسلم بلاد بشارة بك علي قدر حفظه
الله
قبل تاريخه أصدرنا لجنابكم أوامر كافية بشأن سرعة توجهكم لنواحي
صفد ومن حيث وردت لنا أخبار الآن عن عزم إبراهيم باشا بالقيام من
الشام والمرور من نواحي جسر بنات يعقوب اقتضى والحالة هذه أن
أسرعنا باصدار أمرنا تكرارا لجنابكم لكي بحال وصوله إليكم تقوموا حالا
بجميع خيلكم وزلمكم إلى صفد ومتى بلغكم قدوم إبراهيم باشا سواء كان
من نواحي جسر بنات يعقوب أو من جسر المجامع يلزم منكم بالحال
والساعة ان تسرعوا بكامل جيوشكم لضربه وتتبعوا آثاره أينما توجه وتبطشوا
به وبالأكثر ليلا ولا نقبل لكم أي عذر كليا عن عدم قيامكم عاجلا حيث
هذه آخر الوقعات ونحن بحوله تعالى عازمون على القيام بالذات لصفد
ولا يلزم زيادة تأكيد عن ذلك اعتمدوا أمرنا هذا والله تعالى يحفظكم.
في 6 آذار سنة 1256
محل الختم
ولشعراء جبل عامل قصائد غراء في مديح حمد البك بعد انتصاره على
المصريين وصفوا فيها تلك الحروب الدامية وما أظهره من ضروب الشجاعة
التدبير وقد ألم بعضهم بحالة البلاد التعيسة في ذلك العهد وكيف كان
حكامها يجرعون الأهالي مرارة الصبر لاخماد جذوة حماسهم واضعاف شانهم
فلم يظفروا ببغيتهم ولم ينتج عن هذا السلوك الملتوي الا ازدياد البغضاء
وامتلاء القلوب غلا وحقدا.
ومن لوازم الفتح والتوسع اعداد المال والرجال فالتجأ الخديوي
لفرض الضرائب ومضاعفتها واتخاذ السخرة وتجنيد السكان لامداد جيوشه
المتوغلة في الأناضول وكان شريف باشا حكمدار آيالة بر الشام ينفذ أوامره
بشدة وقساوة ولا قانون عنده الا الرصاص والسياط
الأسباب التي دعت أبناء الشيعة للانضمام للأتراك
ولا بد لنا من كلمة توضح الأسباب التي دعت العامليين لتبديل
خطتهم القديمة وتقاليدهم التاريخية التي درجوا عليها من مناواة حكام الترك
وعدم الاعتراف بسلطتهم واشتباكهم بحروب دامية مع ولاة عكا وصيدا
ودمشق وقد تكلمنا عنها غير مرة غير أن الباحث المدقق إذا استعرض
الحوادث لا تخفى عليه الأسباب التي ألجأتهم لهذا الانقلاب الفكري التي
تكاد تنحصر أسبابه بأخطاء الشهابيين وما تركوه من اثر غير محمود في جبل
عامل ولهذا السبب نفسه كان العامليون في جملة من عضدوا الدولة العثمانية
وأجابوا طلب رجالها فوقعوا العرائض ورفعوها للباب العالي ضد الشهابيين
ولهم عذرهم فيما صنعوه لما أصابهم في عهدهم من ضيم وجور.
أقوال الشعراء في انتصار حمد
البك على المصريين
نقتصر فيما يلي على محل الشاهد من القصائد التي نظمها شعراء ذلك
العصر وهي كثيرة في مدح حمد البك ووصف انتصاراته فمن قصيدة
للشاعر المعروف الشيخ حبيب الكاظمي تتجاوز مائة بيت أولها:
بشرت بالمزن أرواح النعامى * فاجل لي الكاس على أيدي الندامى
وطوى البشر الأماني إذ وطا * حمد البيك من الظهر السناما
حلب الدهر به ضرع الندى * فارتوى صوبا وما استسقى غماما

232
قد شكا السيف الظما حتى ارتوى * وانحنى عبود القنا حتى استقاما
واطئ الهام احتكم فيما بما * تنصف الحكمة في البين اقتساما
ودع الحكمة تعطي قسمها * للظبي هاما وللتيجان هاما
أحيها سنة من سنوا على * سنن الدهر مقاما لن يراما
لست بالآخذ عن مستحدث * ولك السبق قديما ودواما
انها جاءتك تزجي خيلها * ولقد ألقت بناديك الزماما
وتخطى المجد أعناق الورى * فإذا حل بناديك أقاما
واصطفاك الملك عينا ويدا * وحباك المجد نصرا واحتشاما
حيث ألفاك حساما قاطعا * حادث الخطب فأهداك حساما
برميش كيف أوطأت العدى * ضمر الخيل فنكست النظاما
إذ لوى مير اللوا عنه اللوا * والتوى كالظبي يحتل الاجاما
هل درى الوادي من استنزله * أجدل شام بواديه حماما
خر منقضا على أوكارها * فغدا يوسعها منه اصطلاما
بفلسطين جيوش حشدت * قدت بالحزم لها جيشا لهاما
رأت التسليم منها سلما * منك ينجيها فوافتك اعتصاما
ورئيس القوم ولى مدبرا * حين ألفى قسور الحرب إماما
وعلى الأردن منك انتفضت * ردن الموت هجوما واقتحاما
كم شفى سيفك قلبا موجعا * في شفا عمرو وأحييت رماما
ثم أطلقت أسارى بعثت * للحشا نارا وللدمع انسجاما
هكذا من لرضا سلطانه * يجعل الأعداء أشلاء حطاما
يا ليوثا في حماهم اشبلوا * كعلي القدر مقداما هماما
عطر الكون ثناء فيهم * ينشر الطيب على رغم الخزامي
خذ أبا فدعم مني غادة * أسفرت عن غرة الصبح اللثاما
دم وعش واسلم وصل واغنم وطل * للورى عزا وللمجد دعاما
لم يزل ذكرك يعلو كلما * بشرت بالمزن أرواح النعامى
ومن قصيدة لسلمان الصولي أولها:
أقسمت بمنحلك الشعر * وبما في الغرة من فجر
وبسهم لواحظها وبما * قد أودع فيه من سحر
وهنالك رأس عساكرهم * حمد يتهلل بالبشر
وهناك هناك اتى حمد * كهزبر فك من الأسر
وانقض بجيش جرار * كالليث باثر ظبا عفر
واتبعه الجيش يصيح بهم * ان الإنسان لفي خسر
لله بنو نصار وما * نسلت للمجد وللفخر
ومنها قصيدة الشيخ علي السبيتي أولها:
تفاخرني السراة وان قومي * لقوم جلبوا الشمس الظلاما
لنا يوم الحبيش وأي يوم * منعنا شوس مصر ان تناما
غدا عمرو رئيسهم شريدا * يرى خلفا وليس يرى إماما
دهته المشرفية والعوالي * وكم فج تخيله ركاما
وقبلا يوم حمص لو ترانا * أثرنا نقع حرب قد أغاما
تقاعس كل أشوس مشمخر * وبحر الموت يلتطم التطاما
أطعنا الملك إذ يعصيه قوم * على حال ترى الصبح الظلاما
حمد البك الحاكم العام بعد
المصريين في جبل عامل
ولما انقضى امر المصريين وعادت البلاد إلى حكم الأتراك أغدقت
الدولة على حمد البك العطايا فأهدت إليه سيفا مرصعة قبضته بالجواهر باسم
الحضرة السلطانية مرت الإشارة إليه في قصيدة الكاظمي ووجهت عليه
رتبة اصطبل عامرة مديري وفوضت إليه حكومة جبل عامل كما كان
أسلافه من قبله وأهداه شاه إيران شالا من الكشمير الثمين وطائرا من
البزاة وانتدبته الدولة لتأديب عرب اللجاه في حوران وقد نبذوا الطاعة فجهز
حملة من رجاله وجنده وعسكر على الحدود غير أن اشتباك الدولة مع الروس
في حرب القرص حملها على العدول عن عزمها وتغيير خطتها فأوعزت إليه
بالكف عن تعقيب الثوار فعاد إلى تبنين بعد أن نال ثقة رجال الدولة
وثناءهم.
وفيما يلي نص رسالة أرسلها * إليه محمد باشا القبرصي
وكان يومئذ مثيرا لاورد وعربستان وتولى بعدها منصب الصدارة العظمى
يشير بها لما لحمد البك من حسن الخدمة:
غب التحية الوفية والتسليمات البهية نبدي أنه بتاريخه ورد تحريركم
الجالب السرور وحصل به كمال الأنس والحبور بما أفاده من نيلكم رتبة
اسطبل عامره مديري شاهانية بساية الاحسانات العميمة الملوكانية وفي
الحقيقة ان ذلك من ثمرات شجرة صداقتكم المعهودة ومكافأة لما قد أبرزتموه
في خدمة الدولة العلية من الغيرة المشهورة بناء على تكرر تقديم الإنهاء من
طرفنا بمسارعتكم لخدمة الدين والدولة وقت سوق الأردو الهمايوني لانفاذ
الإرادة السنية وما أجريتموه حينئذ من الهمة المخلصة الوفية ومن كان
مثلكم من عبيد الدولة العلية المتصفين بالصدق والاستقامة يستحق فوق
هذا من الرفعة والكرامة بعون عناية ذي القدرة الصمدانية وساية ولي نعمة
العالم والبرية لا تزالون مشمولين بالرضا السامي الملوكاني جائزين الترقي
وبلوغ الأماني إلى أن نهنيكم برتبة الوزارة العظيمة المقدار في ظل صاحب
الشوكة والاقتدار والآن بناء عليه وخاصة لتهنيتكم بهذه المسرة حررنا لكم
شقة المحبة والاخلاص فواصلونا بمشعرات صحتكم المرغوبة مع إفادة المهام
المطلوبة.
عن شام في 11 أذار سنة 1269
محل الختم
788: حمدويه بن نصير بن شاهي أبو الحسن
في رجال ابن داود: حمدويه بفتح الحاء والدال المهملتين
والصوت يعني ويه نصير بالفتح شاهي بالمعجمة وفي الخلاصة
شاهي بالشين المعجمة
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال:
حمدويه بن نصير بن شاهي سمع يعقوب بن يزيد روى عنه العياشي
يكنى أبا الحسن عديم النظر في زمانه كثير العلم والرواية ثقة حسن المذهب

233
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف حمدويه بن نصير الثقة برواية العياشي
عنه
حمران بن أعين بن سنسن الشيباني مولاهم أبو الحسن وقيل أبو حمزة الكوفي
أخو زرارة بن أعين
توفي حدود سنة 130 أو قبلها
والأعين بفتح الهمزة والمثناة التحتية وسكون العين المهملة والنون
شديد سواد العين مع سعتها
أقوال العلماء فيه
في مسودة الكتاب النحوي العالم بالحديث واللغة والقرآن اخذ النحو
والقراءة عن أبي الأسود الدؤلي عن أمير المؤمنين ع وعنه أخذ القراءة
حمزة أحد السبعة
وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع فقال حمران بن
أعين الشيباني مولاهم يكنى أبا الحسن وقيل أبو حمزة تابعي وفي رجال
الصادق ع حمران بن أعين الشيباني مولى كوفي تابعي وفي التعليقة
قوله تابعي لأنه روى عن أبي الطفيل وهو آخر من مات من الصحابة اه‍
وقال الشيخ في كتاب الغيبة عند ذكر من كان يختص بكل امام ويتولى له
الأمر من كان ممدوحا منهم حسن الطريق ومن كان مذموما ثم قال فمن
المحمودين حمران بن أعين أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن أبي جعفر
محمد بن سفيان البزروفري عن أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة. قال
أبو جعفر ع وذكرنا حمران بن أعين فقال لا يرتد والله ابدا ثم
أطرق هنيهة ثم قال اجل لا يرتد والله ابدا
وفي الخلاصة: حمران بن أعين الشيباني مولى كوفي تابعي مشكور
روى الكشي عن محمد بن الحسن عن أيوب بن نوح عن سعيد العطار
عن حمزة الزيات عن حمران بن أعين عن أبي جعفر ع انه قال له
أنت من شيعتنا في الدنيا والآخرة وروى أنه من حواري محمد بن علي
وجعفر بن محمد ع وقد سبق في حجر بن زائدة قال علي بن أحمد
العقيقي انه عارف وروى ابن عقدة عن جعفر بن عبد الله حدثنا حسن بن
علي حدثني عبد الله بن بكير عن زرارة عن شهاب بن عبد ربه قال جرى
ذكر حمران عند أبي عبد الله ع فقال مات والله مؤمنا اه‍ وقال
الشهيد في حاشية الخلاصة سعيد العطار مجهول ومع ذلك فهي شهادة
لنفسه وهذه الطرق كلها ضعيفة لا تصلح متمسكا للمدح فضلا عن غيره
اه‍ وأجاب صاحب التعليقة بان الأخبار الواردة في كتب الرجال وفي كتب
الأخبار ربما تواترت في مدحه حتى أنه يظهر منها انه كان أجل وأحسن من
زرارة قال جدي المجلسي الأول لا شك ان هذه الأخبار لا تقصر عن
توثيق ابن الغضائري فتأمل ولا تكن من المقلدين الجاهلين اه‍. وسيجئ
في الخاتمة عن الشيخ ما يظهر منه كونه من القوام والوكلاء ومرت الإشارة
إلى ظهور وثاقتهم وجلالتهم اه‍.
وقال أبو غالب الزراري في رسالته إلى ابن محمد بن عبد الله بن أحمد
في آل أعين: لقي عمنا حمران سيدنا وسيد العابدين علي بن الحسين ص الله
وكان حمران من أكبر مشايخ الشيعة المفضلين الذين لا يشك فيهم
فكان حملة القرآن ومن يعد ويذكر اسمه في كتب القرآن وروي انه قرأ على
أبي جعفر محمد بن علي ع وكان مع ذلك عالما بالنحو واللغة
ولقي حمران وجدانا زرارة وبكير أبا جعفر محمد بن علي وأبا عبد الله
جعفر بن محمد
ما جاء فيه من الاخبار
روى الكليني في الكافي بسنده عن يونس بن يعقوب في حديث ذكرناه
في سيرة الصادق ع انه ورد على الصادق ع رجل من أهل الشام
وقال له اني رجل صاحب كلام وفقه وفرائض وقد جئت لمناظرة
أصحابك إلى أن قال ثم قال اخرج إلى الباب وانظر من ترى من المتكلمين
فادخله فخرجت فوجدت حمران بن أعين وكان يحسن الكلام وعد جماعة
معه قال فأدخلتهم عليه إلى أن قال ثم قال لحمران كلم الرجل يعني الشامي
فكلمه حمران فظهر عليه إلى أن قال واقبل أبو عبد الله ع على حمران بن
أعين فقال يا حمران تجري الكلام على الأثر فتصيب.
ما رواه الكشي في مدحه
قال الكشي في اخوة زرارة حمران وبكير وعبد الملك وعبد الرحمن
بني أعين. حدثني محمد بن مسعود حدثنا محمد بن نصير حدثني
محمد بن عيسى بن عبيد. وحدثني حمدويه بن نصير حدثنا محمد بن
عيسى بن عبيد عن الحسن بن علي بن يقطين حدثني المشايخ ان حمران
وزرارة وعبد الملك وبكيرا وعبد الرحمن بني أعين كانوا مستقيمين ومات منهم
أربعة في زمان أبي عبد الله ع وكانوا من أصحاب أبي جعفر ع
وبقي زرارة إلى عهد أبي الحسن فلقي ما لقي. حدثني حمدويه بن
نصير حدثني يعقوب بن يزيد عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن
ميمون عن بعض رجاله قال ربيعة الرأي لأبي عبد الله ع ما
هؤلاء الاخوة الذين يأتونك من العراق ولم أر في أصحابك خيرا منهم ولم
أهيأ قال أولئك أصحاب أبي يعني ولد أعين. وقال حمران بن أعين
حمدويه حدثنا محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم عن
حجر بن زائدة عن حمران بن أعين قلت لأبي عبد الله ع اني
أعطيت الله عهدا ان لا اخرج عن المدينة حتى تخبرني عما أسألك فقال لي
سل قلت أ من شيعتكم انا قال نعم في الدنيا والآخرة. محمد حدثني
محمد بن عيسى عن زياد الكندي عن أبي عبد الله ع انه قال في
حمران انه رجل من أهل الجنة. محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان قال
روى عن ابن أبي عمير عن عدة من أصحابنا عن أبي عبد الله ع
قال كان يقول حمران بن أعين مؤمن لا يرتد والله ابدا. محمد بن مسعود
حدثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال حدثني عباس بن عامر عن أبان بن
عثمان عن الحارث بن المغيرة قلت لحمران بن أعين ان الحكم بن عتيبة
يروي عن علي بن الحسين ع ان علم علي ع
في آية فنسأله فلا يخبرنا. قال حمران سألت أبا جعفر ع فقال إن
عليا كان بمنزلة صاحب سليمان وصاحب موسى ولم يكن نبيا ولا رسولا قال
وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث قال فعجب أبو جعفر
قال المؤلف النسخ في هذا الحديث فيها تحريف وتصحيف والذي غلب
على ظننا صحته هو ما نقلناه ويمكن ان يكون بقي فيه شئ من ذلك ومعناه

234
غير واضح وصاحب سليمان آصف وصاحب موسى الخضر. محمد بن مسعود
حدثني علي بن الحسن عن العباس بن عامر عن ابان عن الحارث سمعت أبا
عبد الله ع يقول إن حمران كان يقول يمد الحبل من جاوزه من علوي أو
غيره برئنا منه قال المؤلف كأنه عني بمد الحبل عدد الأئمة الاثني
عشر. حدثني محمد بن الحسين الحسن البرناني البرزاني وعثمان بن حامد قالا
حدثنا محمد بن يزداد عن محمد بن الحسين عن الحجال عن العلاء بن رزين القلاء
عن أبي خالد الأخرس قال حمران بن أعين لأبي جعفر ع جعلت
فداك اني حلفت لا أبرح المدينة حتى اعلم ما انا فقال أبو جعفر أ تريد ما ذا
يا حمران فقال تخبرني ما انا قال أنت لنا شيعة في الدنيا والآخرة. حمدويه بن
نصير حدثني محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة قال
قدمت المدينة وانا شاب أمرد فدخلت سرادقا لأبي جعفر ع إلى أن
قال فقال أ من بني أعين أنت فقلت نعم قال انما عرفتك بالشبه أ حج
حمران قلت لا و هو يقرؤك السلام فقال إنه من المؤمنين حقا لا يرجع ابدا
إذا لقيته فاقرئه مني السلام وقل له لم حدثت الحكم بن عتيبة عني ان
الأوصياء محدثون لا تحدثه وأشباهه بمثل هذا الحديث حدثني الحسين بن
الحسن بن بندار القمي حدثني سعد بن عبد الله القمي حدثنا عبد الله
الجمال عن صفوان قال كان يجلس حمران مع أصحابه فلا يزال معهم في
الرواية عن آل محمد ع فان خلصوا في ذلك لغيره ردهم
إليه فان صنعوا ذلك ثلاث مرات قام عنهم وتركهم. إسحاق بن محمد
حدثنا علي بن داود الحداد عن حريز بن عبد الله كنت عند أبي عبد الله ع فدخل عليه
حمران بن أعين وجويرية بن أسماء فلما خرجا قال اما حمران فمؤمن واما
جويرية فزنديق لا يفلح ابدا فقتل هارون جديرة بعد
ذلك. يوسف بن السخت حدثني محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن
بكير بن أعين حججت أول حجة فصرت إلى منى فسالت عن فسطاط أبي
عبد الله فدخلت عليه إلى أن قال قال يا غلام من بني أعين أنت فقلت نعم
جعلني الله فداك فقال لي ما فعل حمران لم يحج العام على شوق شديد منه
إليك وهو يقرأ عليك السلام قال عليك وعليه السلام حمران مؤمن من أهل
الجنة لا يرتاب ابدا ولا والله لا والله ولا تخبره. محمد بن مسعود حدثني
علي بن محمد حدثني محمد بن أحمد عن محمد بن موسى الهمداني عن
منصور بن العباس عن مروك بن عبيد عمن رواه عن زيد الشحام قال لي
أبو عبد الله ع ما وجدت أحدا اخذ بقولي وأطاع أمري وحذا
حذو أصحابي غير رجلين رحمهما الله تعالى عبد الله بن أبي يعفور وحمران بن
أعين اما انهما مؤمنان خالصان من شيعتنا أسماؤهما عندنا في كتاب
أصحاب اليمين الذي اعطى الله محمدا. علي بن محمد حدثني محمد بن موسى عن محمد بن
خالد عن مروك بن عبيد عمن اخبره عن هشام بن
الحكم قال سمعته يقول حمران مؤمن لا يرتد ابدا ثم قال نعم الشفيع انا
وآبائي لحمران بن أعين يوم القيامة نأخذ بيده ولا نزايله حتى ندخل الجنة
جميعا. ومر في أويس القرني في حديث ثم ينادي المنادي أين حواري
محمد بن علي وجعفر بن محمد ع فيقوم جماعة وعد منهم
حمران بن أعين. وفي التعليقة وجدت في بعض كتب الرجال ان حمزة
القاري قرأ على حمران بن أعين وسيجئ في هشام بن الحكم مضافا إلى ما
يظهر منه جلالته انه كان ماهرا في علم القراءة اه‍.
أقوال غيرنا فيه
في ميزان الاعتدال حمران بن أعين الكوفي ووضع عليه علامة ق
اي انه اخرج حديثه ابن ماجة القزويني وقال: روى عن أبي الطفيل وغيره
وقرأ عليه حمزة كان يتقن القرآن قال ابن معين ليس بشئ وقال أبو حاتم
شيخ صالح وقال أبو داود رافضي وقال النسائي ليس بثقة وروى حمزة عن
حمران بن أعين ان النبي ص قرأ ان لدينا أنكالا وجحيما فصعق. وبه ان
رجلا قال يا نبئ الله قال لست بنبئ الله ولكنني نبي فلم يهمز اه‍ وفي
تهذيب التهذيب حمران بن أعين الكوفي مولى بني شيبان ووضع عليه علامة
ق اي انه اخرج له ابن ماجة القزويني وقال عن ابن معين ليس
بشئ. أبو حاتم شيخ صالح. الآجري عن أبي داود كان رافضيا. عثمان
الدارمي عن ابن معين ضعيف. احمد كان يتشيع هو وأخوه. النسائي
ليس بثقة وذكره ابن حبان في الثقات. ابن عدي ليس بالساقط اه‍.
وفي طبقات القراء للجزري حمران بن أعين أبو حمزة الكوفي مقري
كبير وكان ثبتا في القراءة يرمى بالرفض قال الذهبي توفي حدود الثلاثين والمئة
أو قبلها اه‍. وذكره الذهبي في طبقات القراء ص 644 وقد بان مما
سمعت جلالة شانه وعلو مكانه وانه محل اعتماد الأئمة ع
وموضع سرهم وانه ربما كان اجل واعرف من أخيه زرارة وان قدح الشهيد
الثاني في الروايات الواردة في مدحه مندفع بكثرتها وتظافرها حتى ادعى والد
المجلسي تواترها مع عدم المعارض لها واعتضادها بالقرائن الأخرى على
صحتها التي تفهم مما مر اما قدح فيه من غيرنا مع قول أبي حاتم
انه شيخ صالح وقول ابن عدي ليس بالساقط فإنما هو للتشيع: وتلك شكاة
ظاهر عنك عارها.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن: 1 أبي الطفيل 2 وأبي حرب بن أبي
الأسود 3 وأبي جعفر الباقر 4 وعبيد بن نضلة نضيلة وقرأ عليه وزاد
الجزري في الطبقات 5 عن أبي الأسود الدؤلي 6 ويحيى بن وثاب وقال إن
اخذه القراءة عن أبي حرب وأبيه والباقر وعبيد وابن وثاب كان عرضا (1).
تلاميذه
في تهذيب التهذيب عنه 1 الثوري 2 وحمزة الزيات قال الجزري
روى عنه عرضا وزاد ابن حبان 3 إسرائيل الدوري وعن جامع الرواة
انه روى عنه 4 و 5 ابناه محمد وحمزة 6 اخوه زرارة. 7 أبو جميلة 8
أبو أيوب الخزار 9 يونس بن يعقوب 10 أبو ولاد 11 محمد الأحول
12 أبان بن عثمان 13 عبد الله بن مسكان 14 عمر بن أذينة 15
علي بن رئاب 16 حريز 17 حجر 18 صفوان بن يحيى 19 أبو
اليسع داود الابزاري 20 أبو عبد الله نشيب اللفائفي 21 أبو خالد
القماط 22 ابنه يحيى بن أبي خالد 23 عبد الله بن بكير 24 عبد
الرحمن بن أبي عبد الله 25 عبد الرحمن بن أبي عقبة 26 عبد الله بن
سليمان 27 الحارث بن المغيرة 28 عبد الله بن سنان 29 ثعلبة
بن ميمون 30 محمد بن أبي حمزة 31 محمد بن جمهور 32 أبو هاشم
الجعفري عن أبيه عنه.
أبو الخطاب حمزة بن إبراهيم.
ولد سنة 339 وتوفي بكرخ سامراء سنة 418 قاله ابن الأثير.



(1) العرض عند المحدثين ان يقرأ الراوي على الشيخ من كتاب أو من حفظه المؤلف.
235
كان هذا الرجل عارفا بالنجوم متصلا ببهاء الدولة الديلمي ذا منزلة
رفيعة ومرتبة عالية حتى بلغ من علو منزلته ان يمدحه الشريف المرتضى بعدة
مدائح موجودة في ديوانه ويصفه فيها بأوصاف الاجلال والتعظيم ويسميه
سيدنا الاجل ويصفه بالأستاذ الاجل أبو الخطاب حمزة بن إبراهيم وان يرثيه
بعد وفاته قال ابن الأثير في حوادث سنة 408 فيها توفي أبو الخطاب حمزة
ابن إبراهيم وكان سبب اتصاله ببهاء الدولة معرفة النجوم وبلغ منه
منزلة لم يبلغها أمثاله فكان الوزراء يخدمونه وحمل إليه فخر الملك مائة ألف
دينار فاستقلها وصار امره إلى ما صار من الضيق والفقر والغربة ومات
بكرخ سامراء مفلوجا غريبا قد زال عنه امره وجاهه اه‍ وعندنا قطعة من
ديوان الشريف المرتضى فيها ثلاث قصائد في مدحه اما مرثيته فيه فليست
في هذه القطعة ويظهر انه كانت بينه وبين الشريف المرتضى صداقة ومودة
ويمكن ان يستفاد من ذلك ومن اتصاله ببهاء الدولة انه من شرط كتابنا.
مدائح المرتضى فيه
في ديوان الشريف المرتضى كما في قطعة عندي منه مخطوطة ما لفظه:
قال يشكر الأستاذ الاجل أبا الخطاب حمزة بن إبراهيم على نيابته عنه
بالحضرة السامية حضرة بهاء الدولة وقيامه بانشاد بعض شعره بها:
لنشر فضلك آثاري وأخباري * وفي ولائك اعلاني وأسراري
وأنت من بين من بتنا نسوده * صفر من ألعاب عريان من العار
أوليت ما لم أكن أرجوه مبتديا * وجزت غاية تأميلي وايثاري
وكيف يبلغ شكري من أطال يدي * مدا وأعلق بالعلياء أظفاري
ان الاجل أبا الخطاب أسكنني * في عرضة العز دارا أيما دار
أعلى بحضرة ملك الأرض منزلتي * عفوا ورفع في مثواه مقداري
وقام لا حصر منه ولا عجل * يجلو على سمعه أبكار أشعاري
فالآن قدحي المعلى في مجالسه * إذا ذكرت وزندي عنده الواري
فقد جزاء بما أوليت من حسن * زمام كل شرود الذكر سيار
ما كان قبلك طلاعا إلى أحد * ولا لغيرك في الدنيا بزوار
وخذ إليك مقاليدي مسلمة * فلست ارخص الا فيك أشعاري
وفي ديوان المرتضى أيضا وقال يهنئ الأستاذ الاجل أبا الخطاب
بالنيروز ويشكره على جميل أقواله وأفعاله:
أترى يعود لنا الأبيرق * والمنى للمرء شغل
طلل لعمرة ما يزال * على ثراه دم يطل
قل للذين على * مواعدهم لنا خلف ومطل
كم ضامني من لا أضيم * وملني من لا امل
يا عاذلا لعتابه * كل على سمعي وثقل
ان كنت تأمر بالسلو * فقل لقلبي كيف يسلو
وتعجبت جمل لشيب * مفارقي وتشيب جمل
ورأت بياضا في سوا * دما رأته هناك قبل
اي المفارق لا يزار * بذا البياض ولا يحل
يا ضائع البكرات والسر * روحات تنقله شمل
ينبو به في كل * شارقة مراد أو محل
هذا أبو الخطاب ذو * النعماء سيدنا الاجل
أحلل به عقد الرجال * فليس بعد اليوم حل
واعقر قلوصك عنده * فهناك مال ثم أهل
يا مفزع الملهوف مما * خاف يعمد أو يزل
ومحصن المهجات لما * ان غدون وهن اكل
وعلى الوسائد منك * للأقوام مرهوب مجل
رهب ورغب عنده * فكأنه شمس وظل
ولرب داهية يضيق * بكيدها السمع الأزل
كنت ابن بجدتها وقد * دعي الرجال لها فقلوا
ولقد تحققت النوائب * ان غربك لا يفل
وحريز امرك لا يراع * وذود أرضك لا يشل
أقسمت بالبيت الحرام * يزوره ركب ورجل
وبزمزم والكارعين * لمائها نهل وعل
وبمسقط الجمرات في * الوادي أحل بها المحل
والمحرمين وقد علوا * وادي المغمس واستهلوا
اما السجايا الغر * عندك ليس يعدلهن مثل
كرم وعدل فائض * منواله كرم وعدل
كم نعمة لك جمة * عندي ومعروف وفضل
وصنائع مشهورة * طرق إلى شكري وسبل
ما انس لا انس اهتمامك * بي وقد شحط المحل
ومواقف لي قمتها * والحاسدون إلي قبل
وكفيتني شطط السؤال * وأي عضب لا يسل
وكثير ما قمنا به * في جنب حقك مستقل
واسمع فذا النيروز * يخبر ان جدك فيه يعلو
وخلود عزك لا يحال * ولا يزال ولا يمل
واسلم فانا لا نبا * لي بعد بعدك من يعل
وإذا بقيت محرما * فجميع ما نخشاه حل
وفي ديوان المرتضى أيضا وقال طاب مرقده يهنئ الأستاذ الاجل أبا
الخطاب حمزة بن إبراهيم بالمهرجان الواقع في سنة 403 ويعاتبه على تأخر
بعض جوابات كتبه الصادرة إلى جليل حضرته:
عرفت الديار كسحق البرود * كان لم تكن لأنيس ديارا
ذكرت بها نزوات الصبي * بساحاتها والشباب المعارا
امنت على القلب خوانة * تطيع جهارا وتعصي سرارا
أقاد إليها على ضنها * ولولا الهوى لملكت الخيارا
ومفترش صهوات الجياد * إذا ما جرى لا يخاف العثارا
تراه قويما كصدر القنا * ة لا يطعم الغمض الا غرارا
فلما ثناه جناب الاجل * نفض عن منكبيه الغبارا
وشرد عنه زماع الرحيل * فالقى عصاه وأرخى الإزارا
مزار إذا زاره الرائدون * أبوا ان يؤموا سواه مزارا
ومغنى إذا اضطربت بالرجال * رحال الركائب كان القرارا
فلله درك من آخذ * وقد وتر المجد للمجد ثارا
ومن جبل ما استجار العفاة * به في البوائق الا أجارا
فتى لا ينام على ريبة * ولا يأخذ الهم الا اقتسارا
ولا يصطفى غير سيارة * من الذكر خاض إليها الغمارا
فما كنت للرمح الا السنان * ولا كنت للسيف الا الفرارا

236
وكم لك دون مليك الملوك * مقام ركبت إليه الخطارا
وملتبس كالتباس الظلام * أضرمت فيه من الرأي نارا
وكنت اليمين بتلك الشعوب * وكان الأنام جميعا يسارا
ولما تبين عقبى الأمور * واسفر ديجورها واستنارا
درى بعد أن زاد ذاك المراء * من بالصواب عليه أشارا
ولي نفثة بين هذا المديح * صبرت فلم اعط عنها اصطبارا
أأدنو إليك بمحض الوداد * وتبعد عني ودا ودارا
وانسني فلا ذكر لي في المغيب * وما زادني ذاك الا ادكارا
واني لأخشى وحوشيت منه * ان يحسب الناس هذا ازورارا
ولست بمتهم للضمير * ولكنني استزيد الجهارا
ولو قبل الناس عذر امرئ * لأوسعتهم عن سواي اعتذارا
فليس لهم غير ما أبصروه * عيانا وعدوا سواه ضمارا
وكانت جوابات كتبي تجئ * إلي سراعا بفخر غزارا
فقد صرن اما طوين السنين * واما وردن خفافا قصارا
وكيف تخيب صغار الأمور * لدى من أنال الأمور الكبارا
وكم لي فيك من السائرات * أنجد سار بها ثم غارا
ومن كلم كنبال المصيب * وبيت شرود إذا قيل سارا
يغني بهن الحداة الركاب * ويسقي بهن الرطوب العقارا
فلا زلت يا فارج المشكلات * تنال المراد وتكفى الحذارا
وهنئت بالمهرجان الذي * يعود كما تبتغيه مرارا
ولم لا يتيه زمان رآك * فضلا لأيامه وافتخارا
حمزة أبو الحسن الليثي
ختن أبو حمزة الثمالي كوفي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع.
حمزة أبو يعلى السماكي بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عمر الأطرف بن
علي بن أبي طالب
ذكره صاحب عمدة الطالب ووصفه بالنسابة.
الشيخ شمس الدين أبو يعلى حمزة بن أبي عبد الله الغفاري البغدادي
في فهرست منتجب الدين فاضل له كتاب النهاية المرتضوية في التعبير
اه‍. ومثله في مجموعة الشهيد التي ينقل فيها عين عبارة منتجب الدين بغير
زيادة وفي رياض العلماء من المتأخرين عن الشيخ الطوسي والمقاربين
لعهده.
حمزة بن أحمد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع
حمزة بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الحسن العلوي
توفي بالإسكندرية سنة 379.
في تاريخ دمشق لابن عساكر: سكن دمشق وهو الذي قال بمصر في
مجلس كافور الأخشيدي قولا صعبا وكان يسكن باب الفراديس وهو الذي
حزحزة شنيعة عند قراءة نسب المصريين على منبر دمشق مات بالإسكندرية
سنة 379 اه‍. وهذا الاجمال والابهام: قولا صعبا حزحزة شنيعة لا
تدري أهو من ابن عساكر أم من المهذب أو المخرب كما يسميه بعضهم
ويظن انه من الثاني.
حمزة البربري
هو حمزة بن عمارة الآتي
حمزة بن بزيع
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال الكشي
في رجاله في حمزة بن بزيع روى أصحابنا عن الفضيل بن كثير عن
علي بن الغفار المكفوف عن الحسن بن الحسين الحسن ابن صالح
الجثعمي قال ذكر بين يدي أبي الحسن الرضا ع حمزة بن بزيع
فترحم عليه فقيل له انه كان يقول بموسى ويقف فترحم عليه ساعة ثم قال
من جحد حقي كمن جحد آبائي ع اه‍ وربما يقال:
ترحمه عليه بعد ما أخبر بوقفه دليل عدم ثبوت وقفه عنده فيكون دالا على
المدح لا القدح لكن العلامة كما يأتي فهم منه القدح وكيف كان فضعف
سنده يسقطه عن معارضة ما يأتي وقال الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وقد
روى السبب الذي دعا قوما إلى القول بالوقف فروى الثقات ان أول من
أظهر هذا الاعتقاد علي بن أبي حمزة البطائني وزياد بن مروان القندي
وعثمان بن عيسى الرواسي طمعوا في الدنيا ومالوا إلى حطامها واستمالوا
قوما فبذلوا لهم شيئا مما اختانوه من الأموال نحو حمزة بن بزيع وابن المكاري
وكرام الخثعمي وأمثالهم. ثم قال وروى أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه
عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن صفوان بن يحيى عن إبراهيم بن
يحيى بن أبي البلاد قال قال الرضا ع ما فعل الشقي حمزة بن بزيع
قلت هو ذا قد قدم فقال يزعم أن أبي حي هم اليوم شكاك ولا يموتون غدا
الا على الزندقة قال صفوان فقلت فيما بيني وبين نفسي شكاك قد عرفتهم
فكيف يموتون على الزندقة فما لبثنا الا قليلا حتى بلغنا عن رجل منهم انه
قال عند موته هو كافر برب أماته قال صفوان فقلت هذا تصديق الحديث
وفي الخلاصة: حمزة بن بزيع من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم كثير العمل
قال الكشي روى أصحابنا إلى آخر ما مر ثم قال وهذا الطريق لم يثبت
صحته عندي اه‍ وفي منهج المقال ما ذكره في صدر كلامه هو كلام
النجاشي في حق محمد بن إسماعيل بن بزيع وقد جعل من أحوال حمزة بن
بزيع عن اشتباه والرجل بعيد عن هذه المرتبة مردود قطعا ثم نقل ما مر عن
الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وعبارة النجاشي محمد بن إسماعيل بن بزيع
أبو جعفر مولى المنصور وولد بزيع بيت منهم حمزة بن بزيع وكان من صالحي
هذه الطائفة وثقاتهم كثير العمل له كتب منها ثواب الحج فجعل العلامة
ضمير كان راجعا إلى حمزة وهو راجع إلى محمد بدليل قوله له كتب فان هذه
الكتب لمحمد لا لحمزة وحمزة ليس له كتاب وأول من نبه على ذلك صاحب
المعالم في مقدمات المنتقى وبين سبب اشتباه العلامة.
التمييز
قال بعض المعاصرين يعرف برواية ابن أخيه محمد بن إسماعيل
المولى حمزة الجيلاني
ذكره الشيخ عبد النبي الأصفهاني القزويني تلميذ بحر العلوم
الطباطبائي في كتابه تتمة أمل الآمل فقال هو الفيلسوف الأعظم والحكيم

237
الأفخم محقق مدقق حقق المسائل الحقيقية وغاص فكره فاخرج من بحار
الحقيقة دررا مكنونة فاق أساطين الحكمة وقدماء للصناعة وبالجملة هو
أعظم عمدة لصناعة الحكمة والفلسفة وكان تلميذ المولى محمد صادق
الارجستاني واشتهر بالفضيلة التامة في عصر أستاذه المذكور اه‍. وفي
مسودة الكتاب: المولى حمزة الجيلاني الحكيم الماهر من اجل تلاميذ المولى
محمد صادق الأرجستاني الأصفهاني المتوفى سنة 1134
مؤلفاته
1 رسالة في تحقيق مطالب النفس ومسائلها جارى بها الكتاب
السادس من طبيعيات الشفا قال القزويني وهو كتاب في غاية الحسن لنا على
الفصل الأول والثاني منه تعليقة 2 مقالة في تحقيق قول المحقق الطوسي
في الجوهرية والعرضية من ثواني المعقولات وهذان ذكرهما القزويني في التتمة
3 تقريرات في الحكمة من تقرير بحث أستاذه المذكور تسمى الحكمة
الصادقية كتبها قبل حدوث فتنة الأفغان بأصفهان ولم تتم لحدوث الفتنة ثم
تممها المولى محمد علي بن محمد رضا وعليها حواش للمولى صالح الخلخالي
تلميذ الارجستاني 4 رسالة التشكيك
أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات القارئ الكوفي
مولى آل عكرمة بن ربعي التيملي تيم الله أحد القراء السبعة
ولد سنة 80 أيام عبد الملك بن مروان وتوفي بحلوان العراق أيام أبي
جعفر المنصور سنة 151 وقيل 156 وقيل 154 ونسب الذهبي القول بوفاته
سنة 158 إلى الوهم وقبره بحلوان مشهور مزور
والزيات في انساب السمعاني بفتح الزاي وتشديد المثناة التحتية
وفي آخرها المثناة الفوقية هذه النسبة إلى بيع الزيت وهو نوع من الادهان
يكون أكثرها بالشام وكذلك إلى جبله ونقله من بلد إلى بلد والمشهور بالنسبة
إلى جلبه ونقله أبو عمارة حمزة بن حبيب الزيات المقري من أهل الكوفة اه‍
والتيملي نسبة إلى تيم الله ولا نسبا.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتاب رجاله في أصحاب الصادق
ع فقال: حمزة بن حبيب أبو عمارة التيملي مولاهم المقري
الكوفي. وذكره ابن النديم في الفهرست عند ذكر اخبار القراء السبعة
وأسماء رواياتهم وقراءتهم فقال: اخبار حمزة بن حبيب الزيات أحد السبعة
وقد قيل إنه ابن عمارة ويكنى أبا عمارة مولى لآل عكرمة بن ربعي
التيمي وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان ويحمل من حلوان الجبن
والجوز إلى الكوفة في الطبقة الرابعة من الكوفيين وكان فقيها توفي سنة 156
في خلافة أبي جعفر. وقال ابن قتيبة في المعارف عند ذكر أصحاب
القراءات: حمزة الزيات هو حمزة بن حبيب بن عمارة ويكنى أبا عمارة مولى
لآل عكرمة بن ربعي التيمي مات بحلوان سنة 156 في خلافة أبي جعفر
اه‍ وفي ذيل المذيل: حمزة بن حبيب الزيات مولى تيم الله كان من القراء
المتقدمين في حفظ القرآن وهو قليل الحديث ثقة وكان من ساكني الكوفة
توفي سنة 156 حدثني محمد بن منصور الطوسي حدثنا صالح بن حماد عن
شيخ قد سماه عن حمزة الزيات قال رأيت النبي ص في النوم فعرضت عليه
عشرين حديثا فعرف منها حديثين وفي تهذيب التهذيب وضع عليه علامة
م 4 إشارة إلى أنه اخرج له مسلم أربعة أحاديث وقال حمزة بن حبيب
بن عمارة الزيات القاري أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم قال ابن معين
ثقة. النسائي ليس به باس. الآجري عن أحمد بن سنان كان يزيد بن
هارون يكره قراءة حمزة كراهية شديدة أحمد بن سنان سمعت ابن مهدي
يقول لو كان لي سلطان على من يقرأ قراءة حمزة لأوجعت ظهره وبطنه. أبو
بكر بن منجويه كان من علماء زمانه القراءات وكان من خيار عباد الله عبادة
وفضلا وورعا ونسكا وكان يجلب الزيت من الكوفة إلى حلوان وذكره ابن
حبان في الثقات وقال فيه مثل كلام ابن منجويه سواء ومنه اخذ ابن
منجويه. وقال العجلي ثقة رجل صالح وقال ابن سعد كان رجلا صالحا
عنده أحاديث وكان صدوقا صاحب سنة وقال ابن فضيل ما أحب ان الله
يدفع البلاء عن أهل الكوفة الا بحمزة ورآه الأعمش مقبلا فقال وبشر
المخبتين وقال حسين الجعفي ربما عطش حمزة فلا يستسقي كراهة ان
يصادف من قرأ عليه وقال الساجي صدوق سئ الحفظ ليس بمتقن في
الحديث وقد ذمه جماعة من أهل الحديث في القراءة وأبطل بعضهم الصلاة
باختباره من القراءة وقال الساجي والأزدي يتكلمون في قراءته وينسبون إلى
حالة مذمومة فيه وهو في الحديث صدوق سئ الحظ ليس بمتقن في الحديث
قال الساجي سمعت سلمة بن شبيب يقول كان احمد يكره ان يصلي خلف
من يقرأ بقراءة حمزة وقال أبو بكر بن عياش قراءة حمزة عندنا بدعة وقال ابن
دريد اني لأشتهي ان يخرج من الكوفة قراءة حمزة. قرأت بخط الذهبي
يريد ما فيها من المد المفرط والسكت وتغيير الهمزة في الوقف والإمالة وغير
ذلك وقد انعقد الاجماع باخرة على تلقي قراءة حمزة بالقبول ويكفي حمزة
شهادة الثوري له فإنه قال ما قرأ حمزة حرفا الا باثر وقال أبو حنيفة غلب
حمزة على القرآن والفرائض اه‍ وقال أبو محمد قاسم بن فيرة بن أبي القاسم
خلف بن أحمد الرعيني الشاطبي في قصيدته في القراءات المسماة بالشاطبية
وحمزة ما أزكاه من متورع * إماما صبورا للقرآن مرتلا
روى خلف عنه وخلاد الذي * رواه سليم متقنا ومحصلا
وقال ابن الفاصح أبو القاسم علي بن عثمان العذري في شرحها
المسمى بسراج القاري هو حمزة بن حبيب الزيات الكوفي ويكنى أبا عمارة
كان كما وصفه الناظم زكيا متورعا متحرزا عن اخذ الأجرة على القرآن
صبورا على العبادة لا ينام من الليل الا القليل مرتلا لم يلقه أحد الا وهو
يقرأ القرآن قرأ على جعفر الصادق على أبيه محمد الباقر على أبيه زين
العابدين على أبيه الحسين على أبيه علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وقرأ
حمزة أيضا على الأعمش على يحيى بن وثاب على علقمة على ابن مسعود وقرأ
حمزة أيضا على محمد بن أبي ليلى على أبي المهال على سعيد بن جبير على عبد
الله بن عباس على أبي بن كعب وقرأ حمزة أيضا على حمران بن أعين على أبي
الأسود على عثمان وعلي رض وقرأ عثمان علي ابن مسعود وأبي على
النبي ص ومات بحلوان سنة أربع أو ثمان وخمسين ومائة أيام المنصور أو
المهدي اما خلف فهو أبو محمد خلف بن هشام البزار آخره راء مهملة وهو
صاحب الاختيار وخلاد هو أبو عيسى خلاد بن خالد الكوفي رويا عن حمزة
بواسطة سليم فخلف وخلاد قرءا على سليم وسليم قرأ على حمزة اه‍ وعن
خط الشهيد محمد بن مكي العاملي الجزيني عن الشيخ جمال الدين أحمد بن
محمد بن الحداد الحلي ما صورته: قرأ الكسائي القرآن على حمزة وقرأ حمزة

238
على أبي عبد الله الصادق وقرأ على أبيه وقرأ على أمير المؤمنين علي اه‍ وقال
ابن خلكان في وفيات الأعيان أبو عمارة حمزة بن حبيب بن عمارة بن
إسماعيل الكوفي المعروف بالزيات مولى آل عكرمة بن ربعي التيمي كان
أحد القراء السبعة وعنه اخذ أبو الحسن الكسائي القراءة واخذ هو عن
الأعمش وانما قيل له الزيات لأنه كان يجلب الزيت إلى آخر ما مر فعرف به
توفي سنة 156 بحلوان وله ست وسبعون سنة وحلوان بضم الحاء المهملة
وسكون اللام وفتح الواو وبعد الألف نون مدينة في أواخر سواد العراق مما
يلي بلاد الجبل وربعي بكسر الراء وسكون الباء الموحدة وكسر العين المهملة
وتشديد الياء المثناة من تحتها اه‍.
وفي شذرات الذهب في سنة 156 وقيل 158 توفي قارئ الكوفة أبو
عمارة حمزة بن حبيب التيمي مولى تيم الله بن ربيعة الكوفي الزيات الزاهد
قرأ على التابعين وتصدر للاقراء وقرأ عليه جل أهل الكوفة وحدث عن
الحكم بن عيينة عتيبة ظ وطبقته وكان رأسا في القرآن والفرائض قدوة في
الورع قال حمزة القرآن 373250 حرفا اه‍ وذكر في آخر الترجمة حكاية
خرافية حمزة منزه عن أن يحكي مثلها وفي طبقات القراء للجزري حمزة بن
حبيب بن عمارة بن إسماعيل الامام الحبر أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم
وقيل من صميمهم الزيات أحد القراء السبعة ولد سنة 80 وأدرك الصحابة
بالسن فيحتمل ان يكون رأى بعضهم واليه صارت الإمامة في القراءة بعد
عاصم والأعمش وكان إماما حجة ثقة ثبتا رضا قيما بكتاب الله بصيرا
بالفرائض عارفا بالعربية حافظا للحديث عابدا خاشعا زاهدا ورعا قانتا لله
عديم النظير قال أبو حنيفة لحمزة شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما
القرآن والفرائض وقال سفيان الثوري غلب حمزة الناس على القرآن
والفرائض وقال أيضا عنه ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله الا باثر وقال عبيد
الله بن موسى كان حمزة يقري القرآن حتى يتفرق الناس ثم ينهض فيصلي
أربع ركعات ثم يصلي ما بين الظهر إلى العصر وما بين المغرب والعشاء
وكان شيخه الأعمش إذا رآه قد اقبل يقول هذا حبر القرآن واما ما ذكر عن
عبد الله بن إدريس وأحمد بن حنبل من كراهة قراءة حمزة فان ذلك محمول
على قراءة من سمعا منه ناقلا عن حمزة: وما آفة الاخبار الا رواتها قال اي
مجاهد قال محمد بن الهيثم والسبب في ذلك أن رجلا ممن قرأ على سليم
حضر مجلس ابن إدريس فسمع ابن إدريس ألفاظا فيها إفراط في المد والهمز
وغير ذلك من التكلف وكره ذلك ابن إدريس وطعن فيه قال محمد بن الهيثم
وقد كان حمزة يكره هذا وينهى عنه قلت اما كراهة الافراط من ذلك فقد
روينا عنه من طرق انه كان يقول لمن يفرط عليه في المد والهمز لا تفعل أما
علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص وما كان فوق الجعودة فهو قطط
وما كان فوق القراءة فليس بقراءة توفي سنة 156 وقيل سنة 154 وقيل سنة
158 وهو وهم قال الذهبي وقبره بحلوان مشهور قال عبد الرحمن بن أبي
حماد زرته مرتين اه‍ وفي مرآة الجنان في سنة 156 وقيل في سنة 158 توفي
قارئ الكوفة أبو عمارة حمزة بن حبيب التيمي مولى تيم الله بن ربيعة
الكوفي الزيات السيد الجليل أحد القراء السبعة قرأ على التابعين وتصدر
للاقراء فقرأ عليه جل أهل الكوفة وكان رأسا في القرآن والفرائض قدوة في
الورع. ثم ذكر له قصة خرافية في رؤيته الحق تعالى في المنام تركنا ذكرها
كما ذكر له ياقوت في معجم الأدباء ج 6 ص 121 قصة مع الجن اعرضنا
عن ذكرها أيضا وترجمه في ج 4 ص 150 فقال: حمزة بن حبيب بن
عمارة بن إسماعيل الإمام أبو عمارة التيمي تيم الله ولاء وقيل نسبا الكوفي
المعروف بالزيات وهو الامام الحبر شيخ القراء واحد السبعة الأئمة واليه
المنتهى في الصدق والورع والتقوى وقال شعيب بن حرب ألا تسألوني عن
الدر يعني قراءة حمزة واما ما يذكر عن جماعة انهم كرهوا قراءته لما فيها من
المد المفرط والسكت واعتبار الهمزة في الوقف والإمالة ونحو ذلك من
التكلف فان حمزة كان يكره ذلك أيضا وينهى عنه وبعد فقد انعقد الاجماع
على تلقي قراءة حمزة بالقبول والإنكار على من تكلم فيها توفي بحلوان سنة
156 وقيل 158 وله 76 سنة اه‍.
مشايخه
1 الإمام جعفر الصادق ع وفي تهذيب التهذيب روى
عن جماعة 2 أبو إسحاق السبيعي 3 أبو إسحاق الشيباني 4
الأعمش في طبقات الجزري اخذ القراءة عنه عرضا (1) 5 عدي بن
ثابت 6 الحكم بن عتيبة 7 حبيب بن أبي ثابت 8 منصور بن
المعتمر 9 أبو المختار الطائي وزاد الجزري 10 محمد بن عبد
الرحمن بن أبي ليلى 11 حمران بن أعين 12 طلحة بن مصرف
مطرف 13 مغيرة بن المقسم 14 ليث بن أبي سليم وفي طبقات
الجزري وقيل قرأ الحروف على الأعمش ولم يقرأ عليه جميع القرآن قالوا
استفتح حمزة القرآن من حمران وعرض علي الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي
ليلى وكان الأعمش يجود حرف ابن مسعود وكان ابن أبي ليلي يجود حرف
على وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف وكان حمران يقرأ
قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان يعتبر حروف معاني عبد الله ولا
يخرج من موافقة مصحف عثمان وكان هذا اختيار حمزة اه‍.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب عنه 1 يحيى بن المبارك اليزيدي 2
حسين بن علي الجعفي 3 عبد الله بن صالح بن مسلم العجلي 4
سليم بن عيسى في طبقات الجزري وهو أضبط أصحابه روى عنه وقرأ
عليه 5 عيسى بن يونس 6 أبو أحمد الزبيري 7 محمد بن فضيل
ابن غزوان 8 وكيع 9 قبيصة بن عقبة وغيرهم وقال ابن النديم
تسمية من روي عن حمزة 10 خالد بن يزيد الطبيب 11
عائذ بن أبي بشر الكوفي 12 الكسائي اجل أصحابه 13 حسن بن
عطية 14 عبد الله بن موسى العبسي وفي طبقات الجزري قرأ عليه
وروى القراءة عنه 15 إبراهيم بن أدهم 16 إبراهيم بن إسحاق بن
راشد 17 إبراهيم بن طعمة 18 إبراهيم بن علي الأزرق 19
إسحاق بن يوسف الأزرق 20 إسرائيل بن يونس السبيعي 21
أشعث بن عطاف 22 بكر بن عبد الرحمن 23 جعفر بن محمد
الخشكني 24 حجاج بن محمد 25 الحسن بن بنت الشمالي 26
الحسين بن عيسى 27 حمزة بن القاسم الأحول 28 خلاد بن خالد
الأحول 29 ربيع بن زياد 30 سعيد بن أبي الجهم 31 سليم
الأبرش المجذر 32 أبو الأحوص سلام بن سليم 33 سليمان بن أيوب 34 سليمان بن
يحيى الضبي 35 سليم بن منصور 36



(1) العرض هو القراءة على الشيخ من كتاب أو من حفظه. - المؤلف -
239
سفيان الثوري 37 شريك بن عبد الله 38 شعيب بن حرب 39
زكريا بن يحيى بن اليمان 40 صباح بن دينار 41 عبد الرحمن بن أبي
حماد 42 عبد الرحمن بن قلوقا 43 عبيد الله بن موسى 44 علي بن
صالح بن حي 45 أبو عثمان عمرو بن ميمون القناد 46 غالب بن
فائد 47 محمد بن حفص الحنفي 48 محمد بن زكريا 49
محمد بن عبد الرحمن النحوي 50 محمد بن أبي عبيد الهذلي 51
محمد بن عيسى النخعي 52 محمد بن الهيثم النخفي 53 محمد بن
واصل المؤدب 54 مندل بن علي 55 منذر بن الصباح 56
نعيم بن يحيى السعيدي 57 يحيى بن زياد الفرا 58 يحيى بن علي
الخزاز 59 يوسف بن أسباط 60 محمد بن مسلم العجلي وزاد ياقوت
61 يحيى بن آدم
مؤلفاته
قال ابن النديم له من الكتب 1 كتاب قراءة حمزة 2 كتاب
الفرائض وزاد صاحب الذريعة 3 أسباع القرآن
حمزة بن الحسن الأصفهاني
كان حيا سنة 350
في فهرست ابن النديم من أهل أصفهان وكان أديبا مصنفا وفي تاريخ
آداب اللغة العربية كان مقيما ببغداد في أوائل القرن الرابع وأصله من
أصفهان كان يتعصب لغير العرب وعول فيما كتبه على المصادر الفارسية
مؤلفاته
في فهرست ابن النديم له من الكتب الشعرية 1 الأمثال على افعل
ويدخل في الشعرية والنثرية 2 الأمثال الصادرة عن ثبوت الشعر 3
أصفهان واخبارها 4 التشبيهات 5 أنواع الدعاء 6 التنبيه على
حروف المصحف 7 رسائل 8 التماثيل في تباشير السرور وفي تاريخ
آداب اللغة العربية أشهر كتبه 9 تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء رتبه
على عشرة أبواب ويوجه همه بالأكثر إلى تحقيق سنة الولادة والوفاة طبع في
ليبسك مع ترجمة لاتينية سنة 1844 وفي مقدمته أسماء الكتب الفارسية التي
استعان بها في تأليفه وفي معجم المطبوعات العربية وصل فيه إلى سنة 350
وطبع في كلكته وبرلين باسم تاريخ ملوك الأرض 10 الخصائص
والموازنة بين العربية والفارسية في تاريخ آداب اللغة العربية منه نسخة خطية
في المكتبة الخديوية اه‍. وليس بيدنا ما يشعر بتشيعه ولكن صاحب
الذريعة ذكره في مصنفي الشيعة ولم يذكر مستنده في ذلك وأهل أصفهان لم
يكونوا في ذلك الوقت من الشيعة.
عز الدين أبو المكارم حمزة بن الحسن بن الحسن بن علي بن طاوس العلوي
الحسني
ذكره ابن الفوطي في مجمع الآداب ومعجم الألقاب ووصفه بالفقيه
العابد
حمزة بن الحسن بن العباس بن الحسن بن أبي الجن الشريف المعروف بفخر
الدولة
ولد في المحرم سنة 369 وتوفي في شهر ربيع الأول سنة 434 بدمشق
قاله ابن عساكر.
في تاريخ دمشق لابن عساكر: كان سماعة للحديث سنة 407 وولي
قضاء دمشق من قبل الظاهر بن الحاكم العبيدي بعد سلمان بن علي بن
النعمان وولي النقابة بمصر وجدد بدمشق مساجد ومنابر وقنوات وأجرى
الفوارة التي في جيرون وذكر انه وجد في تذكرته سبعة آلاف دينار صدقة في
كل سنة وهو الذي أنشأ القيسارية المعروفة بالفخرية قال الشريف أبو
الغنائم عبد الله بن الحسن بن محمد النسابة الحسيني أردت المسير إلى دمشق
فودعت الشريف فخر الدولة وهو بمصر فقلت وقت توديعي له:
استودع الله مولاي الشريف وما * يحويه من نعم تبقى ويوليها
فإنني عند توديعي لحضرته * ودعت من اجله الدنيا وما فيها
فلما سمع البيتين أقسم علي ان أقيم فأقمت وانعم علي وأنشدني أبياتا
لقس بن ساعدة الأيادي أقول هي بعيدة عن نفس قس:
علم النجوم على العقول وبال * وطلاب شئ ما ينال ضلال
ماذا طلا بك علم شئ أغلقت * من دونه الأبواب والأقفال
افهم فما أحد بغامض فطنة * يدري متى الأرزاق والآجال
الا الذي من فوق سبع عرشه * فلوجهه الأكرم والاجلال
حمزة بن الحسن بن عبد الله بن العباس بن علي أمير المؤمنين ع
يكنى أبا القاسم
في عمدة الطالب: كان يشبه بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
خرج توقيع المأمون بخطه يعطى حمزة بن الحسن الشبيه بأمير
المؤمنين علي بن أبي طالب مائة ألف درهم اه‍ وهو صاحب المشهد بنواحي
الحلة على أحد الاحتمالات وعن رسالة السيد مهدي القزويني انه حمزة بن
الحسن بن حمزة بن علي بن القاسم بن عبيد الله بن العباس بن أمير المؤمنين
ع.
صدر الدين حمزة بن الحسن بن محمد بن حمزة بن أميركا بن علي بن
الحسين بن محمد بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن
جعفر الكاظم ع
في عمدة الطالب الدفتر دار زمن السلطان اولجايتو سملت عينه في
واقعة الوزير سعد الدين الساوي
حمزة بن حمران بن أعين بن سنسن الشيباني
في رسالة أبي غالب الزراري انه لقي أبا عبد الله جعفر بن محمد
ع وروى عنه اه‍ وفي رجال الشيخ في أصحاب الباقر ع
حمزة بن حمران بن أعين كوفي رجال الصادق ع حمزة بن
حمران بن أعين الشيباني الكوفي وفي الفهرست حمزة بن حمران له كتاب
أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن حميد بن زياد عن سماعة

240
عنه وقال النجاشي حمزة بن حمران بن أعين الشيباني روى عن أبي عبد الله
ع وأخوه أيضا عقبة بن حمران روى عنه له كتاب يرويه عدة من
أصحابنا أخبرنا أحمد بن عبد الواحد بن أحمد البزاز حدثنا أبو القاسم
علي بن حبشي بن قوني حدثنا حميد بن زياد قراءة حدثنا القاسم بن
إسماعيل حدثنا صفوان بن يحيى عن حمزة بكتابه وفي التعليقة في الفهرست
أيضا ما سيجئ في زرارة ورواية صفوان وابن أبي عمير وابن مسكان في
الصحيح عنه تشعر بوثاقته ويؤيدها رواية ابن بكير وغيره من الأجلة عنه
وكون رواياته شديدة ومقبولة إلى غير ذلك من الأمور التي منها قول
النجاشي والشيخ في الفهرست ان كتابه يرويه عدة من أصحابنا وعده خالي
المجلسي ممدوحا لان للصدوق طريقا إليه وقال جدي المجلسي الأول
الحق ان رواياته سديدة ليس فيها ما يشينه مع صحة طريقه يعني الصدوق
عن ابن أبي عمير وهو من أهل الاجماع اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن معرفة حمزة بن حمران برواية
ابن سماعة وصفوان بن يحيى عنه وزاد الكاظمي رواية أخيه عقبة بن حمران
عنه. وعن جامع الرواة انه ذكر انه روى عنه محمد بن أبي عمير
وعبد الله بن بكير وجميل بن صالح وجميل بن دراج ومحمد بن القاسم بن
فضيل وابن مساكن وعبد الكريم بن عمرو الخثعمي وعبيد بن زرارة
والحسن بن علي بن عبد الله وعلي بن رباط وعبد العزيز العبدي وهشام بن
سالم وخالد بن نافع وإبراهيم بن محمد الأشعري وأبي ولاد ويونس وأبي
العباس الزيات ومنصور بن يونس وحريز ومحمد بن سنان وأبي مالك
الحضرمي
السيد ناصر الدين حمزة بن حمزة بن محمد العلوي الحسيني
عالم فاضل من تلاميذ فخر الدين ولد العلامة الحلي وصفه أستاذه
المذكور في اجازته له بالسيد المعظم العالم الزاهد ناصر الدين حمزة بن حمزة
وكتب له أستاذه المذكور كتاب تحصيل النجاة في أصول الدين سنة 736
ولما قرأه المترجم على المؤلف كتب له المؤلف بخطه إجازة عليه في سنة 736
في الرياض رأيت النسخة المقروءة على المؤلف مع اجازته وللمترجم أسئلة
سال عنها شيخه المذكور واجابه عنها واجازه في يرويها عنه رآها صاحب
الرياض مع كتاب تحصيل النجاة.
السيد حمزة بن السيد حيدر
من علماء عصر السيد جواد صاحب مفتاح الكرامة ذكره في كتابه
المذكور في بحث القراءات السبع والعشر من كتاب الصلاة فقال والسبب
الباعث على التعرض لهذا الفرع الذي لم يذكره المصنف وبسط الكلام فيه
ان بعض فضلاء إخواني وصفوة خلاصة خلاني أدام الله تعالى تأييده سال
عن بعض ذلك ورأيته يحب كشف الحال عما هنالك وقال في الحاشية هو
السيد السند المقدس الفاضل العامل المعتبر السيد حمزة بن المرحوم السيد
حيدر اه‍
حمزة بن ربعي بن عبد الله بن الجارود الهذلي البصري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
أبو المختار حمزة بن الربيع بن محمد بن حمزة بن محمد بن علي بن
عبيد الله بن الكاظم ع
في عمدة الطالب قال الشيخ العمري من ولد علي بن عبد الله بن
الكاظم إن شاء الله أبو المختار حمزة الفقيه المقري بشيراز قال وهذا أبو
المختار ورد معه اثنان يقال لهما الحسين وشيث لا اعلم كانا أخوي حمزة أو
عميه وثبتوا في جريدة شيراز وقاسموا الطالبيين بها ودفعهم كثير من العلويين
لأنه لم يثبت في المشجرات لمحمد بن علي بن عبيد الله سوى ولد درج يقال
له إبراهيم وبنات ولم يعرف لمحمد ولد يقال له حمزة والله أعلم بصحة نسب
حمزة هذا كلام الشيخ العمري الذي نقله صاحب العمدة
حمزة بن زياد البكائي مولاهم الكوفي أبو الحسن
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
الشريف أبو يعلى حمزة بن زيد بن الحسين الحسني الأفطس
في رياض العلماء كان من تلاميذ السيد المرتضى.
عز الشرف حمزة بن سعد الشرف
توفي سنة 710
في مجمع الآداب ومعجم الألقاب لابن الفوطي: هو أخو كمال
الدين علي وكان عز الشرف حمزة ابن سعد الشرف كثير العبادة والوسوسة
رأيته سنة 631 بالحلة السيفية وكتبت عنه:
فلا تأمنن الناس اني بلوتهم * فلا يبد لي منهم سوى الشر فاعلم
فان تلق ذئبا فاطلب الخير عنده * وان تلق انسانا فقل رب سلم
المولى حمزة بن سلطا محمد القايني الخراساني مولدا الطبسي سكنا
أحد اعلام الامامية من الخراسانيين تلميذ الميرزا مهدي الشهرستاني
له إجازة للآقا أحمد بن آقا محمد علي بن الوحيد البهبهاني يروي فيها عن
الميرزا مهدي بن هداية الله الحسيني الموسوي الأصفهاني المشهدي الشهيد في
سنة 1218.
الشيخ حمزة بن شمس الدين النجفي
عالم عامل وفاضل كامل ومحدث خبير وجد بخطه كتاب الاستبصار
نسخه لنفسه وكتب عليه الحواشي الدالة على فضله فرع من نسخه 10
جمادى الأولى سنة 1076 وعليه قراءته أيضا من أوله إلى آخره على بعض
المشايخ الأجلة
نصير الدين حمزة الطوسي المشهدي
في كتاب تاريخ رويان تأليف مولانا أولياء الله الآملي ص 60 عند
ذكر العهد الذي كتبه المأمون للرضا ع وان الرضا في التوقيع
الذي كتبه فيه قال إن الجامعة والجفر يدلان على أن ذلك لا يتم قال ما
ترجمته ذكروا ان السلاطين الغورية غياث الدين وشهاب الدين جاءوا إلى
خراسان واستخلصوا نيشابور وحضروا الزيارة الإمام علي بن موسى الرضا
ص وكان معهم أستاذ العلم ومجتهد العصر فخر الدين

241
الرازي مع جميع العلماء الغورية والغزنوية وسلاطين المشهد قرأوا ذلك
العهد وطالعوه وسألوا فخر الدين الرازي عن الجامعة والجفر ما هما فقال لا
أدري الا ان في هذا المشهد رجل عالم فاضل اسمه نصير الدين حمزة فاسألوه
فاحضروه وسألوه فبين لهم معنى ذلك ومن ذلك يعلم أن نصير الدين حمزة
هذا بلغ درجة في العلم والفضل بحيث ان فخر الدين الرازي مع جلالة
قدره يعترف بفضائله.
: حمزة بن الطيار
هذا الرجل قد ذكر في الرجال بعدة عناوين الطيار وابن الطيار وحمزة
الطيار وحمزة بن محمد الطيار والكل واحد. وذكر أبوه بعنوان محمد بن
عبد الله الطيار. وذكره ابن داود بعنوان محمد بن عبد الله مولى فزارة
الطيار. وقال وابن الطيار وحمزة بن الطيار وقال ابن داود في رجاله حمزة
الطيار كذا في خط الشيخ رحمه الله وبعض أصحابنا أثبته حمزة بن الطيار
وهو التباس والظاهر أنه رأى في كتاب الرجال حمزة بن محمد الطيار فظنه
صفة أبيه وهو له اه‍ ومراده ببعض أصحابنا العلامة في الخلاصة وفي
التعليقة الذي يظهر من الاخبار وكلام الأخيار ان الطيار لقب أبيه في قول
الصادق ع ما فعل ابن الطيار والكشي فيما يأتي سماره تارة الطيار
وأخرى ابن الطيار فدل على أن الطيار يوصف به هو وأبوه والشيخ سمى
أباه محمد بن عبد الله الطيار وكذلك ابن داود وكذا الكشي في ترجمة محمد
الطيار فإذا الالتباس وقع فيه ابن داود لا العلامة ولذلك قال صاحب النقد
في قوله التباس التباس.
تلقيبه بالطيار
لا يبعد ان يكون تلقيبه بالطيار مأخوذا من قول الصادق ع
الآتي اما كلام مثلك فلا نكرهه من إذا طار أحسن ان يقع وإذا وقع أحسن
ان يطير
أقوال العلماء فيه
في رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع حمزة بن محمد
الطيار كوفي وفي أصحاب الباقر ع حمزة الطيار وفي الخلاصة روى
الكشي عن أبي عبد الله ع الترحم عليه بعد موته والدعاء له
بالنضرة والسرور وانه كان شديد الخصومة عن أهل البيت وفي السند
محمد بن عيسى وهو وان كان فيه قول لكن الأرجح عندي قبول روايته وفي
التعليقة يروي عنه ابن أبي عمير بواسطة جميل بن دراج وفيه إشعار بوثاقته
وسيجئ في هشام بن الحكم ما يشير إلى حسنه اه‍
ما رواه الكشي في حقه
قال الكشي في رجاله ما روى في الطيار وأبيه قال محمد بن مسعود
حدثني محمد بن نصير حدثني محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن ابن
بكير عن حمزة بن الطيار سألني أبو عبد الله ع عن قراءة القرآن
فقلت ما انا بذلك قال لكن أبوك وسألني عن الفرائض فقلت ما أنا بذلك
فقال: لكن أبوك. ثم قال إن رجلا من قريش كان لي صديقا وكان عالما
قاريا فاجتمع هو وأبوك عند أبي جعفر ع وقال ليقبل كل واحد
منكما على صاحبه ويسأل كل واحد منكما صاحبه ففعلا فقال القرشي لأبي
جعفر ع قد علمت ما أردت أردت ان تعلمني ان في أصحابك
مثل هذا قال هو ذاك فكيف رأيت. طاهر بن عيسى حدثني جعفر بن محمد
حدثني الشجاعي عن محمد بن صفوان بن يحيى عن حمزة بن الطيار عن أبيه
محمد قال جئت إلى باب أبي جعفر ع استأذن عليه فلم يأذن لي
وأذن لغيري فرجعت إلى منزلي وانا مغموم فطرحت نفسي على سرير في
الدار وذهب عني النوم فجعلت أفكر وأقول المرجئة تقول كذا والقدرية
تقول كذا والحرورية تقول كذا والزيدية تقول كذا نتفسد عليهم قولهم فانا
أفكر في هذا حتى نادى المنادي فإذا بالباب يدق فقلت من هذا فقال رسول
لأبي جعفر ع يقول لك أبو جعفر ع أجب فأخذت ثيابي
ومضيت معه فدخلت عليه فلما رآني قال يا محمد لا إلى المرجئة ولا إلى
القدرية ولا الحرورية ولا إلى الزيدية ولكن إلينا انما حجبتك لكذا وكذا
فقبلت وقلت به حمدويه ومحمد بن نصير قالا حدثنا محمد بن عيسى عن
علي بن الحكم عن ابان الأحمر عن الطيار قلت لأبي عبد الله ع
بلغني انك كرهت مناظرة الناس وكرهت الخصومة فقال اما كلام مثلك
للناس فلا يكره من إذا طار أحسن ان يقع وان وقع يحسن ان يطير فمن
كان هكذا فلا نكره كلامه. حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا
محمد بن عيسى عن أبي جعفر الأحول عن أبي عبد الله ع فقال
ما فعل ابن الطيار فقلت توفي فقال رحمه الله ادخل الله عليه الرحمة ونضره
فإنه كان يخاصم عنا أهل البيت. حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا محمد بن
عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن الحكم قال لي أبو عبد الله ع
ما فعل ابن الطيار قلت مات قال رحمه الله ولقاه نضرة وسرورا فقد
كان شديد الخصومة عنا أهل البيت فضالة بن جعفر عن ابان عن حمزة بن
الطيار عن أبي عبد الله ع قال اخذ أبو عبد الله ع بيدي ثم عد
الأئمة ع إماما إماما يحسبهم بيده حتى انتهى إلى أبي جعفر ع فكف
فقلت جعلني الله فداك فلو فلقت رمانة فحللت بعضها وحرمت بعضها
لشهدت ان ما حرمت حرام وما حللت حلال فقال فحسبك ان تقول بقوله
وما انا الا مثلهم لي ما لهم وعلي ما عليهم فان أردت ان تجئ يوم القيامة
مع الذين قال الله تعالى يوم ندعو كل أناس بامامهم فقل بقوله اه‍ والظاهر
رجوع ضميره إلى الباقر ع.
: حمزة بن عبادة العنزي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حمزة بن عبد العزيز الديلمي
يأتي بعنوان سالار أو سلار وهو لقبه اشتهر به
حمزة بن عبد الله الغنوي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حمزة بن عبد الله بن محمد بن الحسين
ذكره ابن الأثير فيمن كان مع محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب من المشهورين حين خرج على المنصور
حمزة بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب
في مروج الذهب عده ممن قتل في وقعة الحرة من بني هاشم من غير
آل أبي طالب
حمزة بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف عم النبي ص
ولد قبل النبي ص بسنتين وقيل بأربع سنين واستشهد يوم أحد في

242
النصف من شوال سنة ثلاث من الهجرة على رأس اثنين وثلاثين شهرا من
الهجرة وعمره 59 سنة.
وكان أسن من النبي ص بسنتين وقيل بأربع سنين وفي الاستيعاب
الثاني لا يصح عندي لان الحديث الثابت ان حمزة وعبد الله بن عبد الأسد
أرضعتهما ثويبة مع رسول الله ص الا ان تكون أرضعتهما في زمانين. وفي
الدرجات الرفيعة: كان أخا رسول الله ص من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة
مولاة أبي لهب بلبن ابنها مسروح وكان أسن من النبي بأربع سنين، قال
ابن عبد البر في الاستيعاب: هذا يرد ما ذكر من تقييد رضاعة ثويبة بلبن
ابنها مسروح إذ لا رضاع الا في حولين ولولا التقييد بذلك لأمكن حمل
الرضاع على زمانين مختلفين وأجيب بامكان ارضاعها حمزة في آخر سنته في
أول ارضاعها ابنها وارضاعها النبي ص في أول سنته في آخر ارضاعها ابنها
فيكون أكبر بأربع سنين وقيل أكبر بسنتين.
اسمه
في الجاهلية والاسلام حمزة والحمزة في اللغة الأسد كما في
القاموس ويقال انه لحموز لما حمزه اي ضابط لما ضمه ومنه اشتقاق حمزة أو من
الحمازة وهي الشدة
كنيته
أبو يعلى وأبو عمارة بولديه يعلى وعمارة
لقبه
أسد الله وأسد رسوله. في الدرجات الرفيعة: كان يدعى بذلك اه‍
وفي كتاب لأمير المؤمنين علي ع إلى معاوية: ومنا أسد الله وأسد
رسوله ومنكم أسد الاحلاف. وفي الإصابة: لقبه رسول الله ص أسد الله
وسماه سيد الشهداء وفي الاستيعاب: كان يقال له أسد الله وأسد رسوله
أبوه
اسم أبيه شيبة الحمد واشتهر بعبد المطلب لان أباه هاشما لما توفي بغزة
كان عند أمه بالمدينة فأبت أمه ان تسلمه إلى أعمامه فاتعد عمه المطلب معه
على وقت يأتي فيه إلى المدينة ويأخذه خفية فجاء في الوقت المعين وأردفه
خلفه فكان إذا سئل من هذا معك يقول هذا عبدي حتى اتى به مكة فاشتهر
بعبد المطلب
أمه
في طبقات ابن سعد: أمه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن
كلاب بن مرة. وفي الإصابة: هي بنت عم آمنة بنت وهب بن عبد مناف
أم النبي ص وفي الاستيعاب: أمه وأم صفية وابنين آخرين هالة بنت
وهيب بن عبد مناف بن زهرة.
أولاده
كان له من الولد يعلى وعمارة وبهما كان يكنى كما مر. وفي الدرجات
الرفيعة: ولم يعقب واحد منهما وكان يعلى قد ولد خمسة رجال وماتوا كلهم
من غير عقب وتوفي رسول الله ص ولكل واحد منهما
أعوام ولم يحفظ لواحد منهما رواية وكانت له بنت يقال لها أم أبيها وقيل اسمها آمنة وكانت تحت عمران
ابن أبي سلمة المخزومي ربيب رسول الله ص وهي التي ذكرت لرسول الله ص
وقيل له لا تتزوج ابنة حمزة فإنها أحسن أو أجمل فتاة في قريش فقال إنها ابنة أخي
من الرضاعة وان الله عز وجل قد حرم من الرضاع ما حرم من النسب ومضى
في الجزء الثاني من هذا الكتاب في السيرة النبوية ان بعض المؤرخين زاد في
الفواطم اللاتي اتى بهن علي ع من مكة يوم الهجرة فاطمة بنت حمزة وفي
طبقات ابن سعد له من الولد يعلى وكان يكنى به وعامر درج وعمارة وقد
كان يكنى به أيضا وامامة وأمها سلمى بنت عميس أخت أسماء بنت عميس
الخثعمية وامامة التي اختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة وأراد كل
واحد منهم ان تكون عنده فقضى بها رسول الله ص لجعفر من اجل ان
خالتها أسماء بنت عميس كانت عنده وزوجها رسول الله ص سلمة ابن أبي
سلمة بن عبد الأسد المخزومي وقد كان ليعلى بن حمزة أولاد عمارة والفضل
والزبير وعقيل ومحمد درجوا فلم يبق لحمزة ولد ولا عقب اه‍ وقد سماها
صاحب الدرجات آمنة وابن سعد امامة فيوشك ان يكون الأول صحف
اسمها ولعل اسمها فاطمة وامامة لقب كما أن الأول جعل زوجها عمران
والثاني سلمة
اخوته
في الاستيعاب كان لعبد المطلب اثنا عشر ولدا وعبد الله أبو النبي ص
ثالث عشر وبعضهم جعلهم عشرة وبعضهم تسعة عدا عبد الله ولم يختلفوا
انه لم يسلم منهم الا حمزة والعباس اه‍ اي لم يظهر اسلامه والا فأبو طالب
كان مسلما يكتم اسلامه ليتمكن من نصر رسول الله ص
اسلامه
في الاستيعاب: أسلم في السنة الثانية من المبعث وقيل بل كان
اسلامه بعد دخول رسول الله ص دار الأرقم في السنة السادسة من البعثة
ولازم نصر رسول الله ص وهاجر معه وقد ذكر ابن إسحاق قصة اسلامه
مطولة اه‍ والقصة التي ذكرها ابن إسحاق
هي هذه. قال ابن إسحاق: حدثني رجل من أسلم كان واعية ان أبا جهل مر برسول الله ص عند الصفا
فأذاه وشتمه ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه والتضعيف لامره فلم
يكلمه رسول الله ص ومولاة لعبد الله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن
تيم بن مرة في مسكن لها تسمع ذلك ثم انصرف عنه فعمد إلى ناد
من قريش عند الكعبة فجلس معهم فلم يلبث حمزة بن عبد المطلب رضي
الله عنه ان اقبل متوشحا قوسه راجعا من قنص له وكان صاحب قنص
يرميه ويخرج له وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف
بالكعبة وكان إذا فعل ذاك لم يمر على ناد من قريش الا وقف وسلم وتحدث
معهم وكان أعز فتى في قريش وأشد شكيمة. فلما مر بالمولاة وقد رجع
رسول الله ص إلى بيته، قالت له يا أبا عمارة لو رأيت ما لقي ابن أخيك
محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام، وجده ههنا جالسا فأذاه وسبه وبلغ منه
ما يكره ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد. فاحتمل حمزة الغضب لما أراد
الله به من كرامته فخرج يسعى لم يقف على أحد معدا لأبي جهل إذا لقيه ان
يوقع به فلما دخل المسجد نظر إليه جالسا في القوم فاقبل نحوه حتى إذا قام
على رأسه رفع القوس فضربه بها فشجه شجة منكرة، ثم قال أتشتمه؟
فانا على دينه أقول ما يقول فرد ذلك علي ان استطعت. فقامت رجال من

243
بني مخزوم إلى حمزة لينصروا أبا جهل فقال أبو جهل: دعوا أبا عمارة فاني
والله قد سببت ابن أخيه سبا قبيحا. وتم حمزة رضي الله عنه على اسلامه
وعلى ما تابع عليه رسول الله ص من قوله فلما أسلم حمزة عرفت قريش ان
رسول الله ص قد عز وامتنع وان حمزة سيمنعه فكفوا عن بعض ما كانوا
ينالون منه اه‍
وفي الدرجات الرفيعة: قال حمزة حين أسلم:
حمدت الله حين هدى فؤادي * إلى الاسلام والدين الحنيف
لدين جاء من رب عزيز * خبير بالعباد بهم لطيف
إذا تليت رسائله علينا * تحدر دمع ذي اللب الحصيف
رسائل جاء احمد من هداها * بآيات مبينة الحروف
واحمد مصطفى فينا مطاع * فلا تغشوه بالقول العنيف
فلا والله نسلمه لقوم * ولما نقض منه بالسيوف
المؤاخاة
قال ابن سعد في الطبقات: آخى رسول الله ص بين حمزة بن عبد
المطلب وزيد بن حارثة
صفته
في طبقات ابن سعد كان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير
هجرته
كان حمزة من المهاجرين الأولين وروى ابن سعد في الطبقات الكبير
بسنده انه لما هاجر حمزة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم وقيل على
سعد بن خيثمة. ولعله نزل على أحدهما أولا ثم انتقل إلى الاخر
ما ورد في فضله
عن جابر قال رسول الله ص سيد الشهداء يوم القيامة حمزة بن عبد
المطلب ورجل قام إلى رجل جائر فأمره ونهاه. وقال ص وقد وقف عليه
يوم أحد ورأى ما صنع به ما وقفت موقفا لقلبي من هذا الموقف وقال
رحمك الله اي عم فلقد كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات وفي السيرة
الحلبية عن ابن مسعود ان رسول الله ص وقف على جنازة حمزة يقول يا عم
رسول الله وأسد الله وأسد رسول الله يا حمزة يا فاعل الخيرات يا حمزة يا
كاشف الكربات يا حمزة يا ذاب يا مانع عن وجه رسول الله.
وفي شرح النهج ج 3 ص 37 قد روى كثير من المحدثين ان عليا
ع عقيب يوم السقيفة قال: وا جعفراه ولا جعفر لي اليوم وا حمزتاه ولا حمزة
لي اليوم. وفي الدرجات الرفيعة: روى عن الباقر ع انه
قال كان أمير المؤمنين ع دائما يقول والله لو كان حمزة وجعفر حيين
ما طمع فيها فلان ولكنني ابتليت بعقيل والعباس وروى الكليني في الكافي
بسنده عن ابن مسكان عن سدير كنا عند أبي جعفر ع فذكرنا ما
جرى على أمير المؤمنين ع بعد النبي ص فقال رجل من القوم
أصلحك الله فأين كان عز بني هاشم وما كانوا فيه من العدد فقال أبو جعفر
من كان بقي من بني هاشم انما كان جعفر وحمزة فمضيا وبقي معه رجلان
ضعيفان عباس وعقيل اما والله لو أن حمزة وجعفرا كانا بحضرتهما لما وصلا
إلى ما وصلا إليه ولو كانا شاهديه لأتلفا أنفسهما.
كونه من شرط الكتاب
في الدرجات الرفيعة: دل هذان الحديثان على أن حمزة وجعفرا كانا
يعتقدان استحقاق على ص الخلافة بعد رسول الله ص
وانهما لو كانا حيين لم يطمع فيها غيره ولذلك ذكرناهما في طبقات
الشيعة.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال حمزة بن عبد
المطلب بن هاشم بن عبد مناف أسد الله أبو عمارة وقيل أبو يعلى رحمه الله
رضيع رسول الله ص أرضعتهما ثويبة امرأة أبي لهب قتل شهيدا بأحد رحمه
الله تعالى وفي الخلاصة حمزة بن عبد المطلب من أصحاب رسول الله ص
قتل بأحد رحمه الله تعالى ثقة اه‍ وكان من المهاجرين الأولين شهد بدرا
وأبلى فيها بلاء حسنا وشهد أحدا وأبلى فيها كذلك واستشهد بأحد. وفي
الاستيعاب شهد حمزة بدرا وأبلى فيها بلاء حسنا مشهورا قال موسى بن
عقبة قتل عتبة بن ربيعة مبارزة يوم بدر وقال ابن إسحاق وغيره بل قتل
شيبة بن ربيعة مبارزة وقتل يومئذ طعيمة بن عدي أخا لمطعم بن عدي وقتل
سباعا الخزاعي وقيل بل قتله يوم أحد وشهد أحدا فقتل شهيدا وروى
صاحب الاستيعاب بسنده عن عمير بن إسحاق قال كان حمزة يقاتل يوم
أحد بين يدي رسول الله ص بسيفين فقال قائل اي أسد هذا. وفي
الإصابة لازم نصر رسول الله ص وهاجر معه وشهد بدرا وأبلى في ذلك
اليوم وقتل شيبة بن ربيعة وشارك في قتل عتيبة بن ربيعة أو بالعكس وقتل
طعيمة بن عدي وعقد له رسول الله ص لواء وأرسله في سرية فكان ذلك
أول لواء عقد في الاسلام في قول المدائني ولقبه النبي ص وسماه سيد
الشهداء ويقال انه قتل بأحد قبل ان يقتل ثلاثين نفسا اه‍.
وفي شرح النهج ج 1 ص 81 من صفات الشجاع قولهم فلان مغامر
وفلان غشمشم اي لا يبصر ما بين يديه في الحرب وذلك لشدة تقحمه
وركوبه المهلكة وقلة نظره في العاقبة وكان حمزة بن عبد المطلب مفاخرا
غشمشما لا يبصر أمامه قال جبير بن مطعم لعبده وحشي يوم أحد ان قتلت
عليا أو محمدا أو حمزة فأنت حر فقال اما محمد فان أصحابه دونه واما علي
فرجل حذر مرس ولكن سأقتل لك حمزة فإنه رجل مغامر لا يبصر أمامه في
الحرب.
اخباره
أول لواء عقد في الاسلام
لواء حمزة
قال ابن الأثير في حوادث السنة الأولى من الهجرة فيها على رأس
سبعة أشهر عقد رسول الله ص لعمه حمزة لواء ابيض في ثلاثين رجلا من
المهاجرين ليتعرضوا لعير قريش فلقي أبا جهل في ثلاثمائة رجل فحجز بينهم
مجدي بن عمرو الجهني وكان يحمل اللواء أبو مرثد وهو أول لواء عقده
رسول الله ص. وفي الطبقات الكبيرة لابن سعد بسنده: أول لواء عقده
رسول الله ص حين قدم المدينة لحمزة بن عبد المطلب بعثه سرية في ثلاثين
راكبا حتى بلغوا قريبا من سيف البحر يعترض لعير قريش وهي منحدرة إلى
مكة قد جاءت من الشام وفيها أبو جهل بن هشام في ثلاثمائة راكب

244
فانصرف ولم يكن بينهم قتال قال محمد بن عمر الواقدي وهو الخبر
المجمع عليه عندنا ان أول لواء عقده رسول الله ص لحمزة بن عبد المطلب
خبره في غزوة بواط والأبواء أو ودان
قال ابن الأثير في حوادث أول سنة من الهجرة كان حمزة يحمل لواء
رسول الله ص في غزوة بواط وكانت في أول سنة من الهجرة
قال وفيها كانت غزوة الأبواء وقيل ودان وكان لواؤه ابيض مع
حمزة بن عبد المطلب. وفي طبقات ابن سعد قال محمد بن عمر الواقدي
حمل حمزة لواء رسول الله ص في غزوة بني قينقاع ولم تكن الرايات يومئذ
خبره في وقعة بدر
بالغ حمزة في نصر رسول الله ص وحماية الدين شهد بدرا وأبلى فيها
بلاء حسنا وشهد أحدا وأبلى فيها كذلك وكان قائد الجيش ولما كانت وقعة
بدر برز عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه الوليد من الصف ودعوا إلى البراز
فبرز إليهم فتيان ثلاثة من الأنصار وهم بنو عفراء معاذ ومعوذ وعوف بنو
الحارث فقالوا لهم ارجعوا فما لنا بكم من حاجة ثم نادى مناديهم يا محمد
اخرج إلينا أكفاءنا من قومنا فقال النبي ص لعبيدة بن الحارث بن
المطلب بن عبد مناف وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب قوموا فقاتلوا
بحقكم الذي بعث الله به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله وقد
كان معه من قومهم قريش جماعة فلماذا لم يخرجهم إليهم فهل كانوا غير
أكفاء لهم أو ليست فيهم شجاعة تبعثهم على المبارزة والثبات فيجري لهم ما
جرى لهم يوم الخندق ويوم خيبر فبرزوا فقال عتبة تكلموا نعرفكم فان
كنتم أكفاءنا وكان عليهم البيض فلم يعرفوهم فقال حمزة انا حمزة بن عبد
المطلب أسد الله وأسد رسوله فقال عتبة كفو كريم وانا أسد الحلفاء اي
الاحلاف أو الحلفاء اي الأجمة ومن هذان معك قال علي بن أبي طالب
وعبيدة بن الحارث بن المطلب قال كفوان كريمان وهذا يدل على أن تلقيب
حمزة بأسد الله وأسد رسوله كان قديما وان مقام حمزة كان أعلى من مقام
عبيدة ولذلك كان هو المجيب لعتبة مع أن عبيدة أسن منه اما علي فكان
صغير السن لا يناسب ان يتقدم على عمه حمزة فبارز علي الوليد وكانا
أصغر القوم فاختلفا ضربتين أخطأت ضربة الوليد عليا وضربه علي على
حبل عاتقه الأيسر فاخرج السيف من إبطه ثم ضربه أخرى فصرعه وبارز
عبيدة شيبة وهما أسن القوم ولعبيدة سبعون سنة فاختلفا ضربتين فضربه
عبيدة على رأسه ضربة فلقت هامته وضربه شيبه على ساقه فقطعها وسقطا
جميعا وبارز حمزة عتبة وهما أوسط القوم سنا وعمر حمزة نحو من 57 سنة
فتضاربا بالسيفين حتى انثلما واعتنقا وصاح المسلمون يا علي أما ترى الكلب
قد بهر عمك حمزة وكان حمزة أطول من عتبة فقال علي يا عم طأطئ
رأسك فادخل حمزة رأسه في صدر عتبة فضرب علي عتبة فطرح نصفه وكر
علي وحمزة على شيبة فأجهزا عليه وحملا عليه فألقياه بين يدي رسول الله ص
فمات بالصفراء وقيل إن حمزة بارز شيبة وعبيدة بارز عتبة وهو مخالف للنقل
وللاعتبار فالأصغر للأصغر والأسن للأسن والأوسط للأوسط. وقال ابن
سعد كان حمزة معلما يوم بدر بريشة نعامة وذكر ابن الأثير في الكامل انه كان
يوم بدر معلما بريشة نعامة في صدره وقال أمية بن خلف يومئذ لعبد
الرحمن بن عوف من الرجل المعلم بريشة نعامة في صدره قال حمزة بن عبد
المطلب قال أمية هو الذي فعل بنا الأفاعيل.
وروى ابن سعد في الطبقات بسنده عن قيس بن عباد سمعت أبا ذر
يقسم أنزلت هذه الأبيات هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا
إلى قوله ان الله يفعل ما يريد في هؤلاء الرهط الستة يوم بدر حمزة بن عبد
المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة
والوليد بن عتبة.
من قتلهم حمزة يوم بدر
1 أبو قيس بن الفاكه بن المغيرة ألبسه بنو مخزوم لامة أبي جهل
فصمد له حمزة وهو يراه أبا جهل فقتله فضربه وهو يقول خذها وانا ابن عبد
المطلب 2 عتبة بن ربيعة 3 شيبة بن ربيعة شرك في قتله 4 طعيمة بن
عدي قتله حمزة في رواية الواقدي وعلي في رواية ابن إسحاق 5 عقيل بن
الأسود بن المطلب قيل اشترك في قتله علي وحمزة وقيل قتله علي وحده وقيل
غيرهما 6 الأسود بن عبد الأسد 7 عمارة بن مخزوم
خبره في يوم أحد
قال ابن الأثير في حوادث السنة الثالثة من الهجرة ان رسول الله ص لما
خرج إلى أحد خرج حمزة بالجيش بين يديه قال وقاتل حمزة حتى مر به
سباع بن عبد العزى الغيشاني فقال له حمزة هلم إلي يا ابن مقطعة البظور
وكانت أمه أم أنمار ختانة بمكة فلما التقيا ضربه حمزة فقتله. قال الواقدي:
حمل لواء المشركين بعد طلحة بن أبي طلحة الذي قتله علي بن أبي طالب
اخوه عثمان بن أبي طلحة وقال:
ان على رب اللواء حقا * ان تختضب الصعدة أو يندقا
فتقدم باللواء فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب فضربه بالسيف على
كاهله فقطع يده وكتفه فبدا سحره اي رئته ورجع فقال انا ابن ساقي
الحجيج وقال ابن هشام: وقتل حمزة أرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن
عبد مناف بن عبد الدار قال ابن الأثير وأمعن في الناس أبو دجانة وحمزة بن
عبد المطلب وعلي ابن أبي طالب في رجال من المسلمين ومرت رواية صاحب
الاستيعاب انه كان يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله ص بسيفين فقال
قائل اي أسد هذا وفي طبقات ابن سعد بسنده كان حمزة بن عبد المطلب
يقاتل بين يدي رسول الله ص بسيفين ويقول انا أسد الله وجعل يقبل ويدبر
ومر نقل صاحب الإصابة انه قتل بأحد قبل ان يقتل ثلاثين نفسا.
مقتله
استشهد يوم أحد ولا تصريح في كلام المؤرخين بان شهادته كانت
بعد انتقاض صفوف المسلمين أو قبله قتله وحشي بن حرب وهو عبد
حبشي يرمي بالحربة قلما يخطئ ولم تكن العرب تعرف ذلك بل هو
مخصوص بالحبشة وتسمى تلك الحربة المزراق وهي بمنزلة رمح قصير.
كيفية شهادته
في شرح النهج ج 3 ص 385 قال الواقدي كان وحشي عبدا لابنة
الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف ويقال كان لجبير بن مطعم بن عدي
ابن نوفل بن عبد مناف وقالت له ابنة الحارث ان أبي قتل يوم بدر فان أنت

245
قتلت أحد الثلاثة فأنت حر محمدا أو علي بن أبي طالب أو حمزة بن عبد
المطلب فاني لا أرى في القوم كفوا لأبي غيرهم فقال اما محمد فقد علمت
اني لا أقدر عليه وان أصحابه لن يسلموه واما حمزة فوالله لو وجدته نائما ما
أيقظته من هيبته واما علي فالتمسه قال وحشي فكنت يوم أحد التمسه فبينا
انا في طلبه طلع علي فطلع رجل حذر مرس كثير الالتفات فقلت ما هذا
بصاحبي الذي التمس إذ رأيت حمزة يفري الناس فريا فكمنت له إلى
صخرة فاعترض له سباع بن أم أنمار وكانت أمه ختانة بمكة مولاة لشريق بن
علاج بن عمرو بن وهب الثقفي وكان سباع يكنى أبا نيار فقال له حمزة
وأنت أيضا يا ابن مقطعة البظور ممن يكثر علينا هلم إلي فاحتمله حتى إذا
برقت قدماه رمى به فبرك عليه وشحطه شحط الشاة ثم اقبل علي مكبا حين
رآني فلما بلغ المسيل وطئ على جرف فزلت قدمه فهززت حربتي حتى
رضيت منها فاضرب بها في خاصرته حتى خرجت من مثانته وكر عليه طائفة
من أصحابه فأسمعهم يقولون أبا عمارة فلا يجيب فقلت قد والله مات
الرجل وذكرت هندا وما لقيت على أبيها وأخيها وانكشف عنه أصحابه حين
أيقنوا بموته ولا يروني فأكر عليه فشققت بطنه واستخرجت كبده فجئت بها
إلى هند بنت عتبة فقالت ماذا لي ان قتلت قاتل أبيك قالت سلبي فقلت
هذه كبد حمزة فمضغتها ثم لفظتها فنزعت ثيابها وحليها فأعطيتنيه ثم قالت
إذا جئت مكة فلك عشرة دنانير ثم قال أرني مصرعه فاريتها مصرعه
فقطعت مذاكيره وجدعت أنفه وقطعت أذنيه ثم جعلت ذلك مسكتين
ومعضدين وخدمتين حتى قدمت بذلك مكة وقدمت بكبده أيضا معها ثم
ذكر رواية أخرى عن الواقدين بسنده عن عبيد الله بن عدي بن الخيار انه
مر مع جماعة بحمص عصرا فسألوا عن وحشي فقيل لا تقدرون عليه هو
الآن يشرب الخمر حتى يصبح فلما كان الصبح سألوه عن قتل حمزة فقال
كنت عبدا لجبير بن مطعم بن عدي فلما خرج الناس إلى أحد دعاني فقال قد
رأيت مقتل طعيمة بن عدي قتله حمزة بن عبد المطلب يوم بدر فلم تزل
نساؤنا في حزن شديد إلى يومي هذا فان قتلت حمزة فأنت حر فخرجت مع
الناس ولي مزاريق وكنت امر بهند بنت عتبة فتقول اية أبا دسمة اشف
وأشنف فلما وردنا أحدا نظرت إلى حمزة يقدم الناس يهذهم هذا قرآني وقد
كمنت له تحت شجرة فاقبل نحوي وتعرض له سباع الخزاعي فقال وأنت
أيضا يا ابن مقطعة البظور ممن يكثر علينا هلم إلي واقبل نحوه حتى رأيت
برقان رجليه ثم ضرب به الأرض وقتله واقبل نحوي سريعا ويعترض له
جرف فيقع فيه وأزرقه بمزراق فيقع في لبته حتى خرج من بين رجليه فقتله
ومررت بهند بنت عتبة فأذنتها فأعطتني ثيابها وحليها وكان في ساقيها
خدمتان من جزع ظفار ومسكنان من ورق وخواتيم من ورق كن في أصابع
رجليها فأعطتني كل ذلك.
قال ابن الأثير قال وحشي اني والله لأنظر إلى حمزة وهو يهذ الناس
بسيفه ما يلقى شيئا يمر به الا قتله فهززت حربتي ودفعتها عليه فوقعت في
ثنته حتى خرجت من بين رجليه واقبل نحوي فغلب فوقع فأمهلته حتى مات
فأخذت حربتي ثم تنحيت إلى العسكر
قال ووقعت هند وصواحباتها على القتلى يمثلن بهم واتخذت هند من
آذان الرجال وآنافهم خدما وقلائد وأعطت خدمها وقلائدها وحشيا
وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع ان تسيغها فلفظتها.
ووجد حمزة ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به فحين رآه
الرسول ص بكى، ثم قال: لن أصاب بمثلك، ما وقفت موقفا قط أغيظ
علي من هذا الموقف. وكان من رثائه له قوله: يا عم رسول الله وأسد الله
وأسد رسول الله، يا حمزة يا فاعل الخيرات يا حمزة يا كاشف الكربات يا
حمزة يا ذاب يا مانع عن وجه رسول الله. قال لولا أن تحزن صفية أو
تكون سنة بعدي لتركته حتى يكون في أجواف السباع وحواصل الطير
ولئن أظهرني الله على قريش لأمثلن بثلاثين رجلا منهم فأنزل الله في ذلك
فان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين فعفا
رسول الله ص وصبر ونهى عن المثلة.
وأقبلت صفية بنت عبد المطلب فقال رسول الله ص لابنها الزبير
لتردها لئلا ترى ما بأخيها حمزة فلقيها الزبير فاعلمها بأمر النبي ص فقالت إنه
بلغني انه مثل بأخي وذلك في الله قليل فما أرضانا بما كان من ذ لك
لأحتسبن ولأصبرن فاعلم الزبير النبي ص بذلك فقال خل سبيلها فاتته
وصلت عليه واسترجعت وكانت أخته لامه وأبيه وامر به رسول الله ص
فدفن.
وصلى رسول الله على القتلى فكان كلما اتي بشهيد جعل حمزة معه
وصلى عليهما وجلس على حفرته ولما رجع رسول الله ص إلى المدينة مر بدار
من دور الأنصار فسمع البكاء والنوائح فذرقت عيناه بالبكاء وقال حمزة
لا بواكي له فرجع سعد بن معاذ إلى دار بني عبد الأشهل فامر نساءهم ان
يذهبن فيبكين على حمزة اه‍. قال الواقدي فيما حكاه ابن أبي الحديد فقال
رسول الله ص رضي الله عنكن وعن أولادكن قالت أم سعد بن معاذ فما
بكت منا امرأة قط الا بدأت بحمزة إلى يومنا هذا وفي الاستيعاب ذكر
الواقدي قال لم تبك امرأة من الأنصار على ميت بعد قول رسول الله ص
هذا الا بدأت بالبكاء على حمزة ثم بكت ميتها وروى ابن سعد في الطبقات
ان فاطمة ع كانت تأتي قبر حمزة ترممه وتصلحه.
ما رواه من الدعاء
في الإصابة عن الغيلانيات بسنده عن حمزة بن عبد المطلب عن النبي
ص قال الزموا هذا الدعاء اللهم إني أسألك باسمك الأعظم ورضوانك
الأكبر الحديث ولم يتيسر لنا العثور على باقيه.
ما نسب إلى حمزة من الشعر
من ذلك إليه صاحب البحار:
لقد عجبت لأقوام ذوي سفه * من القبيلين من سهم ومخزوم
القائلين لما جاء النبي به * هذا حديث اتانا غير ملزوم
فقد اتاهم بحق غير ذي عوج * ومنزل من كتاب الله معلوم
من العزيز الذي لا شئ يعدله * فيه مصاديق من حق وتعظيم
فان تكونوا له ضدا يكن لكم * ضدا بغلباء مثل الليل علكوم
فامنوا بنبي لا أبا لكم * ذي خاتم صاغه الرحمن مختوم
ومن الشعر الذي نسبه ابن إسحاق إلى حمزة قوله لما بعثه رسول
الله ص إلى سيف البحر يعترض عير قريش وهو أول لواء عقد في الاسلام
كما مر:

246
الا يا لقومي للتحلم والجهل * وللنقض من رأي الرجال وللعقل
وللراكبينا بالمظالم لم نطأ * لهم حرمات من سوام ولا أهل
كانا نبلناهم ولا نبل عندنا * لهم غير امر بالعفاف وبالعدل
وامر باسلام فلا يقبلونه * وينزل منهم مثل منزلة الهزل
فما برحوا حتى انتدبت لغارة * لهم حيث حلوا ابتغي راحة الفضل
بأمر رسول الله أول خافق * عليه لواء لم يكن لاح من قبلي
لواء لديه النصر من ذي كرامة * اله عزيز فعله أفضل الفعل
عشية ساروا حاشدين وكلنا * مراجله من غيظ أصحابه تغلي
فلما ترائينا أناخوا فعقلوا * مطايا وعقلنا مدى غرض النبل
فقلنا لهم حبل الاله نصيرنا * ومالكم الا الضلالة من حبل
فثار أبو جهل هنالك باغيا * فخاب ورد الله كيد أبي جهل
وما نحن الا في ثلاثين راكبا * وهم مائتان بعد واحدة فضل
فيال لؤي لا تطيعوا غواتكم * وفيؤا إلى الاسلام والمنهج السهل
فاني أخاف ان يصب عليكم * عذاب فتدعوا بالندامة والشكل
فاجابه أبو جهل بن هشام بقوله:
عجبت لأسباب الحفيظة والجهل * وللشاغبين بالخلاف وبالبطل
وللتاركين ما وجدنا جدودنا * عليه ذوي الأحساب والسؤدد الجزل
اتونا بإفك كي يضلوا عقولنا * وليس مضلا افكهم عقل ذي عقل
فقلنا لهم يا قومنا لا تخالفوا * على قومكم ان الخلاف مدى الجهل
فإنكم ان تفعلوا تدع نسوة * لهن بواك بالرزية والثكل
وان ترجعوا عما فعلتم فإننا * بنو عمكم أهل الحفائظ والفضل
فقالوا لنا انا وجدنا محمدا * رضا لذوي الأحلام منا وذي العقل
فلما أبوا الا الخلاف وزينوا * جماع الأمور بالقبيح من الفعل
تيممتهم بالساحلين بغارة * لأتركهم كالعصف ليس بذي أصل
فوزعني مجدي عنهم وصحبتي * وقد وازروني بالسيوف وبالنبل
لأل علينا واجب لا نضيعه * امين قواه غير منتكث الحبل
فان تبقني الأيام ارجع عليهم * ببيض رقاق الحد محدثة الصقل
بأيدي حماة من لؤي بن غالب * كرام المساعي في الجدوبة والمحل
ما رثي به حمزة رضوان الله تعالى عليه
: قال ابن إسحاق قالت صفية بنت عبد المطلب ترثي أخاها حمزة رضي
الله عنهما
: أسائلة أصحاب أحد مخافة * بنات أبي من أعجم وخيبر
فقال الخبيران حمزة قد ثوى * وزير رسول الله خير وزير
فيا ليت شلوي عند ذاك واعظمي * لدى أضبع تعتادني ونسور
أقول وقد أعلى النعي عشيرتي * جزى الله خيرا من أخ ونصير
دعاه اله الحق ذو العرش دعوة * إلى جنة يحيا بها وسرور
فذلك ما كنا نرجي ونرتجي * لحمزة يوم الحشر خير مصير
فوالله لا أنساك ما هبت الصبا * بكاء وحزنا محضري ومسيري
على أسد الله الذي كان مدرها يذود عن الاسلام كل كفور قال ابن
إسحاق وقال عبد الله بن رواحة يبكي حمزة بن عبد المطلب قال ابن هشام
أنشدنيها أبو زيد الأنصاري عمر بن شبة لكعب بن مالك:
بكت عيني وحق لها بكاها * وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الاله غداة قالوا * أحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا * هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى لك الأركان هدت * وأنت الماجد البر الوصول
عليك سلام ربك في جنان * مخالطها نعيم لا يزول
الا يا هاشم الأخيار صبرا * فكل فعالكم حسن جميل
رسول الله مصطبر كريم * بأمر الله ينطق إذ يقول
الا من مبلغ عني لؤيا * فبعد اليوم دائلة تدول
وقبل اليوم ما عرفوا وذاقوا * وقائعنا بها يشفى الغليل
نسيتم ضربنا بقليب بدر * غداة اتاكم الموت العجيل
غداة ترى أبا جهل صريعا * عليه الطير حائمة تجول
وعتبة وابنه خرا جميعا * وشيبة عضه السيف الصقيل
وهام بني ربيعة سائلوها * ففي أسيافنا منها فلول
الا يا هند لا تبدي شماتا * بحمزة ان عزكم ذليل
الا يا هند فابكي لا تملي * فأنت الواله العبري الثكول
قال ابن إسحاق وقال حسان بن ثابت يبكي حمزة قال المؤلف
والقصيدة طويلة اقتصرنا منها على هذا:
يا حمزة لا والله لا * أنساك ما صر اللقائح
لمناخ أيتام وأضياف * وأرملة تلامح
ولما ينوب الدهر في * حرب لحرب وهي لاقح
يا فارسا يا مدرها * يا حمز قد كنت المصامح (1)
عنا شديدات الخطوب * إذا ينوب لهن فادح
ذكرتني أسد الرسل * وذاك مدرهنا المنافح
عنا وكان يعد إذا * عد الشريفون الجحاجح
يعلو القماقم جهرة * سبط اليدين أغر واضح
بحرا فليس يغب جارا * منه سيب أو منادح
أودى شباب أولى الحفائظ * والثقيلون المراجح
لهفي لشبان * رزئناهم كأنهم المصابح
شم بطارقة غطارفة * خضارمة مسامح
المشترون الحمد * بالأموال ان الحمد رابح
والجامزون بلجمهم * يوما إذا ما صاح صائح
القائلون الفاعلون * ذوي السماحة والممادح
من لا يزال ندى يديه * له طوال الدهر مائح
وقال كعب بن مالك يرثي حمزة:
طرقت همومك فالرقاد مسهد * وجزعت ان سلخ الشباب الأغيد
ولقد هددت لفقد حمزة هدة * ظلت بنات الجوف منها ترعد
ولو أنها فجعت حراء بمثله * لرأيت رأسي صخرها يتبدد
قرم تمكن في ذؤابة هاشم * حيث النبوة والندى والسؤدد
والعاقر الكوم الجلاد إذا غدت * ريح يكاد الماء فيها يجمد



(1) في القاموس صمحه بالسوط ضربه والا صمح الشجاع يتعمد رؤوس الابطال بالضرب. وفي
نسخة المصامخ. - المؤلف -
247
والتارك القرن الكمي مجدلا * يوم الكريهة والقنا يتقصد
وتراه يرفل في الحديد كأنه * ذو لبدة شثن البراثن أربد
عم النبي محمد وصفيه * ورد الحمام فطاب ذاك المورد
واتى المنية معلما في أسرة * نصروا النبي ومنهم المستشهد
ولقد أخال بذاك هندا بشرت * لتميت داخل غصة لا تبرد
مما صبحنا بالعقنقل قومها * يوما تغيب فيه عنها الأسعد
وببئر بدر إذ يرد وجوههم * جبريل تحت لوائنا ومحمد
حتى رأيت لدى النبي سراتهم * قسمين نقتل من نشاء ونطرد
فأقام بالعطن المعطن منهم * سبعون عتبة منهم والأسود
وأمية الجمحي قوم ميله * عضب بأيدي المؤمنين مهند
فأتاك فل المشركين كأنهم * والخيل تنفثهم نعام شرد
شتان من هو في جهنم ثاويا * ابدا ومن هو في الجنان مخلد
قال ابن إسحاق وقال حسان بن ثابت أيضا يبكي حمزة بن عبد
المطلب:
أتعرف الدار عفا رسمها * بعدك صوب المسبل الهاطل
دع عنك دارا قد عفا رسمها * وابك على حمزة ذي النائل
المالئ الشبرزي إذا أعصفت * غبراء في ذي الشيم الماحل
والتارك القرن كذي لبدة * يعثر في ذي الخرص الذابل
واللابس الخيل إذا أحجمت * كالليث في غابته الباسل
ابيض في الذروة من هاشم * لم يمر دون الحق بالباطل
مال شهيدا بين أسيافكم * شلت يدا وحشي من قاتل
أظلمت الأرض لفقدانه * واسود نور القمر الناصل
صلى عليه الله في جنة * عالية مكرمة الداخل
كنا نرى حمزة حرزا لنا * في كل ما امر بنا نازل
وكان في الاسلام ذا تدرء * يكفيك فقد القاعد الخاذل
لا تفرحي يا هند واستجلبي * دمعا وإذري عبرة الثاكل
وابكي على عتبة إذ قطه * بالسيف تحت الرهج الحائل
إذ خر في مشيخة منكم * من كل عات قلبه جاهل
أرداهم حمزة في أسرة * يمشون تحت الحلق الفاضل
غداة جبريل وزير له * نعم وزير الفارس الحامل
أشعار هند وجواباتها وهجاؤها
روى محمد بن إسحاق في كتاب المغازي قال علت هند يومئذ صخرة
مشرفة وصرخت بأعلى صوتها:
نحن جزيناكم بيوم بدر * والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر * ولا أخي وعمه وبكري
شفيت نفسي وقضيت نذري * شفت وحشي غليل صدري
فشكر وحشي على عمري * حتى ترم أعظمي في قبري
قال فأجابتها هند بنت أثالة بن المطلب بن عبد مناف:
خزيت في بدر وغير بدر * يا بنت غدار عظيم الكفر
أفحمك الله غداة الفخر * بالهاشميين الطوال الزهر
بكل قطاع حسام يفري * حمزة ليثي وعلي صقري
إذ رام شيب وأبوك قهري * فخضبا منه ضواحي النحر
قال ومن الشعر الذي ارتجزت به هند بنت عتبة يوم أحد:
شفيت من حمزة نفسي بأحد * حين بقرت بطنه عن الكبد
اذهب عني ذاك ما كنت أجد * من لوعة الحزن الشديد المعتمد
والحرب تعلوكم بشؤبوب برد * نقدم اقداما عليكم كالأسد
وروى الطبري في تاريخه ان حسان بن ثابت قال يهجو هندا:
أشرت لكاع وكان عادتها * لؤما إذا أشرت مع الكفر
لعن الاله وزوجها معها * هند الهنود عظيمة البظر
أخرجت مرقصة إلى أحد * في القوم مقتبة على بكر
أخرجت ثائرة محاربة * بأبيك وابنك يوم ذي بدر
وبعمك المتروك منجدلا * وأخيك منعفرين في الحفر
ونسيت فاحشة اتيت بها * يا هند ويحك سبة الدهر
فرجعت صاغرة بلا ترة * منا ظفرت بها ولا نصر
زعم الولائد انها ولدت * ولدا صغيرا كان من عهر
حمزة بن عبد الله الجعبري (1)
وقع في طريق الصدوق في باب الصلاة في السفر من الفقيه
حمزة بن عبد الله الطوسي
في فهرست منتجب الدين فقيه ثقة
حمزة بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
حمزة بن عتبة بن أبي وقاص أخو هاشم المرقال
كان مع علي ع بصفين قال نصر بن مزاحم في كتاب
صفين: ارسل معاوية عمرو بن العاص في خيل عظيمة فلقيه حمزة بن
عتبة فقاتله حمزة وجعل يطعن بالرمح ويقول: (2)
ماذا يرجى من رئيس ملا * لست بفرار ولا زملا
في قومه مستبدلا مدلا * قد سئم الحياة واستملا
وكل أغراض له تملى
وذلك عند غروب الشمس وقال حمزة أيضا:
دعاني عمرو للقاء فلم أقل * واني جواد لا يقال له هن (3)
وولى على طرف يجوب بشكة * مقلصة أحشاؤه ليس ينثني
فلو أدركته البيض تحت لوائه * لغودر مخذولا تعاوره القني
عليه نجيع من دماء تنوشه * قشاعم شهب في السباسب تجتني
فرجع عمرو إلى معاوية فحدثه فقال لقد لقيت اليوم رجلا خليقا ان
تدوسه الخيل بسنابكها كدوس الحصرم وهو ضعيف الكيد شديد البطش



(1) هذا والذي بعده اخرا عن محلهما سهوا.
(2) في النسخة غلط كثير وتحريف في هذه القصة لم يمكنا معرفة الصواب فيه وتركنا جملة من الكلام
الذي جاء فيها لاغلاقه.
(3) كأنه امر من هان يهون. - المؤلف -
248
يتلمظ تلمظ الشمطاء المفجعة فاتاه عمرو فدخل تحت بطن فرسه فطعنه
حتى جدله عن فرسه وجاء أصحابه حتى حملوه فعاش ثلاثة أيام ثم مات
وقتل حمزة يوم التليد المنفرد كذا ومن شعره قوله:
بلغا عني السكون وهل لي * من رسول إليهم غير آني
لم أصد السنان عن سبق الخيل * ولم اتق هدام السنان
حين ضح الشعاع من نوب الحرب * وهر الكماة وقع الجبان
ومشى القوم بالسيوف إلى القوم * كمشي الجمال بين الأداني
حمزة بن عطاء الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وذكره في
أصحاب الصادق ع وزاد أسند عنه
حمزة العلوي
هو حمزة بن محمد بن أحمد العلوي
أبو القاسم حمزة بن علي بن الحسين بن أحمد بن محمد بن إسماعيل بن
إبراهيم بن الكاظم ع
في عمدة الطالب: لمحمد بن إسماعيل بن إبراهيم أعقاب وأولاد
منهم بالدينور وغيرها رأيت منهم أبا القاسم حمزة هذا وكان نعم الرجل
ومات بقزوين وله اخوة وبنو عم. هذا كلام ابن طباطبا ونص الشيخ تاج
الدين على أن إبراهيم لم يعقب الا من موسى وجعفر اه‍.
السيد أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة الحسيني الإسحاقي الحلبي صاحب
الغنية المعروف بالشريف الطاهر
ولد في شهر رمضان سنة 511 وتوفي في رجب بحلب سنة 585
ودفن في تربتهم بسفح جبل الجوشن وقبره ظاهر معروف إلى اليوم وعليه
نسبه وتاريخ وفاته
نسبه الشريف
في مسودة الكتاب ولا اعرف الآن من أين نقلته: الشريف الطاهر
عز الدين أبو المكارم حمزة بن أبي سالم علي بن أبي الحسن زهرة بن أبي
المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد الحراني وهو المنتقل من
حران إلى حلب ابن احمد الحجازي بن محمد بن الحسين الذي وقع إلى
حران بن أبي محمد إسحاق المؤتمن ابن الإمام جعفر الصادق بن محمد
الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع وهو
مطابق لما هو مكتوب على لوح قبره كما يأتي ومطابق لما في مجمع الآداب
ومعجم الألقاب حيث قال:
عز الدين أبو المكارم حمزة بن علي بن زهرة بن علي بن محمد بن
محمد بن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد
الباقر بن علي زين العابدين بن أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب
ع الحسيني الحلبي النقيب بحلب.
بنو زهرة
في القاموس بنو زهرة شيعة بحلب وفي تاج العروس بل سادة نقباء
علماء فقهاء محدثون كثر الله من أمثالهم وهو أكبر بيت من بيوت الحسين ثم
قال وفي هذا البيت كثرة وفي عمدة الطالب بنو زهرة هم بحلب سادة نقباء
علماء فقهاء متقدمون كثر الله من أمثالهم وفي أعلام النبلاء قال العمري
النسابة جدهم أبو إبراهيم الحراني محمد ممدوح أبي العلاء المعري نبغ
وتقدم وخلف أولادا سادة فضلاء علماء نقباء وقضاة ذوي وجاهة وتقدم
وجلالة وعقبه من رجلين جعفر ومحمد ولأعقابهما توجه وعلم وسيادة فهم
سادة أجلاء نقباء حلب وغلماؤها وقضاتها ولهم تربة معروفة مشهورة رحمهم
الله تعالى اه‍.
مقبرة بني زهرة بحلب وقبر المترجم
في أعلام النبلاء وقد أبقت أيدي الزمان قبر المترجم في تربتهم الكائنة
في سفح جبل جوشن جنوبي المشهد وبينه وبين التربة أذرع وقد كانت تلك
التربة مردومة فاكتشفت في جمادي الأولى سنة 1297 وقد حاط جميل باشا
ما بقي من هذه التربة بجدران حفظا لها وقبر المترجم ظاهر فيها وعلى
أطرافه كتابة حسنة الخط هذا نصها:
بسم الله الرحمن الرحيم هذه تربة الشريف الأوحد ركن الدين أبي المكارم (1)
حمزة بن علي بن زهرة بن علي بن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن
الحسين بن إسحاق بن جعفر الصادق صلوات الله عليه وعلى آبائه وأبنائه
الأئمة الطاهرين وكانت وفاته في رجب سنة 585 رضي الله عنه.
أقوال العلماء فيه
في تاج العروس: الشريف أبو المكارم حمزة بن علي المعروف
بالشريف الطاهر قال ابن العديم في تاريخ حلب كان فقيها أصوليا نظارا
على مذهب الإمامية وقال ابن أسعد الجواني الشريف الطاهر عز الدين أبو
المكارم حمزة ولد في رمضان سنة 511 وتوفي بحلب سنة 585 اه‍ وفي
أعلام النبلاء والظاهر أنه نقله عن غيره: الشريف حمزة بن زهرة
الإسحاقي الحسني أبو المكارم السيد الجليل الكبير القدر العظيم الشأن العالم
الكامل الفاضل المدرس المصنف المجتهد عين أعيان السادات والنقباء
بحلب صاحب التصانيف الحسنة والأقوال المشهورة له عدة كتب وقبره
بسفح جبل جوشن عند مشهد الحسين له تربة معروفة مكتوب عليها اسمه
إلى الإمام الصادق ع وتاريخ موته أيضا. وفي أمل الآمل حمزة بن
علي بن زهرة الحسيني الحلبي فاضل عالم ثقة جليل القدر عظيم المنزلة.
اخباره
في أعلام النبلاء عن كتاب الروضتين عن ابن أبي طي، ان
السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب لما استولى على دمشق بعد وفاة
ملكها نور الدين زنكي سار إلى حلب ونازلها وبها الملك الصالح ولد نور الدين
وخاف الملك الصالح من الحلبيين ان يسلموا البلد إلى صلاح الدين كما فعل
أهل دمشق فأشير على الملك الصالح ان يجمعهم ويخاطبهم بنفسه انهم الوزر
والملجأ فجمعهم وخاطبهم بما استمال قلوبهم وبكى فضجوا بالبكاء وبذلوا
له الطاعة وترحموا على أبيه وكانوا قد اشترطوا على الملك الصالح انه يعيد إليهم
شرقية الجامع يصلون فيها على قاعدتهم القديمة وان يجهروا بحي على خير



(1) الذي في النسخة ابن أبي المكارم لعل الغلط من الناسخ. ليس المراد ابن المترجم لان تاريخ
الوفاة رافق تاريخ وفاة المترجم ولقب المترجم عزا لدين وقد لقبه ركن الدين
- المؤلف -
249
العمل في الأذان، والتذكير في الأسواق وقدام الجائز بأسماء الأئمة الاثني
عشر وان يصلوا على أمواتهم خمس تكبيرات وأن يكون عقود الأنكحة إلى
الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة الحسيني، وأن تكون العصبية
مرتفعة والناموس وازع لمن أراد الفتنة. وأشياء كثيرة اقترحوها مما كان
أبطله نور الدين فأجيبوا إلى ذلك. قال ابن أبي طي: فاذن المؤذنون في
منارة الجامع وغيره بحي على خير العمل وصلى أبي في الشرقية مسبلا وصلى
وجوه الحلبيين خلفه وذكروا في الأسواق وقدام الجنائز أسماء الأئمة وصلوا
على الأموات خمس تكبيرات وأذن للشريف في أن يكون عقود الحلبيين من
الامامية إليه وفعلوا جميع ما وقعت الايمان عليه اه‍.
وذكر نحوا من ذلك ابن كثير في تاريخه في حوادث سنة 570 ان
صلاح الدين بعد ما استقرت له دمشق سار إلى حلب فنزل على جبل جوشن
ثم إن ابن نور الدين جمع أهل حلب وأشرف عليهم فتودد إليهم وتباكى
وحرضهم على قتال صلاح الدين وذلك بإشارة الامراء المقدمين فاجابه أهل البلد
بالطاعة وشرط عليه الروافض منهم ان يعاد الاذان بحي على خير
العمل وان يذكر في الأسواق وأن يكون لهم في الجامع الجانب الشرقي وان
يذكر أسماء الأئمة الاثني عشر بين يدي الجنائز وان يكبروا على الجنازة خمسا
وأن تكون عقود أنكحتهم إلى الشريف الطاهر أبي المكارم حمزة بن زهرة (1)
الحسيني فأجيبوا إلى ذلك كله فاذن في الجامع وسائر البلد بحي على خير
العمل.
مشايخه
في مجمع الآداب روى عن الشيخ الكبير أبي منصور الحسن بن
منصور النقاش الموصلي.
تلاميذه
في مجمع الآداب روى عنه: 1 ابن أخيه السيد محيي الدين أبو
حامد محمد بن عبد الله بن علي بن زهرة الحسيني وفي أمل الآمل يروي عنه
أيضا 2 شاذان بن جبرئيل 3 محمد بن إدريس.
مؤلفاته
في أمل الآمل له مصنفات كثيرة منها: 21 مسالة في الرد على
المنجمين 2 مسالة في أن نظر الكامل العقل على انفراده كاف في تحصيل
المعارف العقلية 3 مسالة في نفي الرؤية واعتقاد الامامية ومخالفيهم ممن
ينسب إلى السنة والجماعة 4 مسالة في كونه تعالى جبارا حيا 5 المسألة
الشافية في رد من زعم أن النظر على انفراد غير كاف في تحصيل المعرفة به
تعالى 6 الجواب عن الكلام الوارد من ناحية الجبل 7 مسالة في أن نية
الوضوء عند المضمضة والاستنشاق 8 الاعتراض على الكلام الوارد من
حمص 9 النكت في النحو 10 مسالة في تحريم الفقاع 11 غنية النزوع
إلى علمي الأصول والفروع قال ابن شهرآشوب حسن 12 نقض شبه
الفلاسفة 13 مسالة في الرد على من ذهب إلى أن الوجوب والقبح لا
يعلمان الا سمعا 14 مسالة في الرد على من قال في الدين بالقياس 15
جواب المسائل الواردة من بغداد 16 مسالة في إباحة نكاح المتعة 17 الجواب
عما ذكره مطران نصيبين 18 جواب الكتاب الوارد من حمص رواها عنه
ابن أخيه السيد محيي الدين محمد وغيره 19 قبس الأنوار في نصرة العترة
الأخيار ذكره ابن شهرآشوب.
حمزة بن علي بن محمد بن المحسن العلوي الحسيني
في فهرست منتجب الدين صالح محدث
حمزة بن عمارة البربري أو اليزيدي
روى الكشي أحاديث كثيرة في لعنه وذمه ومع كونه ليس من شرط
كتابنا ذكرناه لذكر أصحابنا إياه ولتجنب ما رواه
حمزة بن عمارة الجعفي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حمزة بن عمارة العامري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حمزة بن عمرو الأنصاري الأسلمي المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص
حمزة بن عمران بن مسلم جعفي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله بن العباس بن
علي بن أبي طالب ع أبو يعلى
قال النجاشي: ثقة جليل القدر من أصحابنا كثير الحديث له كتاب
من روى عن جعفر بن محمد ع من الرجال وهو كتاب حسن
وكتاب التوحيد وكتاب الزيارات والشك وكتاب الرد على محمد بن جعفر
الأسدي أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا علي بن محمد القلانسي عن
حمزة بن القاسم بجميع كتبه اه‍ ويحتمل ان يكون هو صاحب المشهد
بنواحي الحلة وبعض المعاصرين جزم بذلك والعلامة في الخلاصة عند
ترجمته قال ابن العباس بن أبي طالب فسقط علي من قلمه فتناولت أقلام
العلماء ذلك بالتنبيه عليه ولو صدر مثل ذلك من غير العلامة لم يأبه له أحد
وفي رجال الشيخ حمزة بن القاسم العلوي العباسي يروي عن سعد بن
عبد الله روى عنه التلعكبري إجازة. وفي رجال الشيخ أيضا حمزة بن
القاسم يكنى أبا عمرو هاشمي عباسي روى عنه التلعكبري واستظهر
صاحب النقد اتحادهما. وذلك باعتبار رواية التلعكبري وان كان وصف
الثاني بالهاشمي يبعد ذلك لأن العادة في ذرية علي ع ان يوصف
أحدهم بالعلوي وفي ذرية العباس بن عبد المطلب ان يوصف بالهاشمي ولا
يبعد اتحاد الثلاثة وان كني الأول بأبي يعلى واحد الآخرين بأبي عمرو لجواز
تعدد الكنية.
عز الدين أبو المكارم حمزة بن محاسن العكرشي الناظر بالحلة
في مجمع الآداب: ذكره شيخنا جمال الدين أبو الفضل أحمد بن المهنا



(1) الذي في النسخة المطبوعة إلى الشريف أبي طاهر بن أبي المكارم وحمزة بن زاهر وهو تحريف.
- المؤلف -
250
الحسيني وقال كان قد ارتفع قدره وتولى اقطاع اقبال الشرابي ثم اخذ
واعتقل بدار الشرابي شرقي الحلة سنة 654
وكان بين عمي تقي الدين علي بن مهنا وبينه صداقة قال دخلت عليه وكان
قوي النفس فقال لي ان اجتمعت بالسيد تاج الدين أبي جعفر معية فقل له
عني هجوتني منذ عشرين سنة بأبيات علق منها بخاطري:
تركت الزراعة من أجلكم * وما لي من شركم مقبل
فمن لي بيوم أغر الصباتح * ابل به من أذاكم غليلي
نعم ليبل غليله الفاعل الصانع فحضرت عند تاج الدين وعرفته ما
قال فقال ما ارضى له بها وتوفي في ذي القعدة... مظنون التشيع
حمزة بن محمد
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع
حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب القزويني العلوي
كان حيا سنة 392
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال حمزة بن محمد
القزويني العلوي وقال يروي عن علي بن إبراهيم ونظرائه روى عنه محمد بن
علي بن الحسين بن بابويه. وفي التعليقة يكثر الصدوق من
الرواية عنه مترضيا وربما يظهر منه كونه من مشايخه وبالجملة غير خفي
جلالته والظاهر أنه حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وروايته عن علي بن إبراهيم ونظرائه
لعل فيه ايماء إلى قوة قوله.
وترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق قال: حدث بدمشق عن
جماعة وروى عنه جماعة سنة 392. وروى باسناده إلى كعب بن عجزة
قال لما نزلت هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
تسليما جاء رجل إلى النبي ص فقال: قل اللهم صل على محمد وعلى آل
محمد كما صليت على إبراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد
كما باركت على إبراهيم انك حميد مجيد قال الخطيب البغدادي قدم حمزة
بغداد حاجا وحدث بها.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية محمد بن علي بن
الحسين بن بابويه عنه ورايته هو عن علي بن إبراهيم
الشيخ أبو طالب حمزة بن محمد بن أحمد بن شهريار الخازن
في فهرست منتجب الدين فاضل يروي عن أبي علي الطوسي
أبو طالب حمزة بن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسن الزاهد بن يحيى بن
الحسين بن زيد بن علي بن الحسين
وصفه صاحب عمدة الطالب بالنقيب وقال عن حفيده محمد بن
يحيى بن حمزة أنه كان يحفظ القرآن وكذا آباؤه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب ع وهذه فضيلة حسنة اه‍.
حمزة بن محمد الجعفري أبو يعلى البغدادي
توفي سنة 465
في لسان الميزان: كان من كبار علماء الشيعة لزم الشيخ المفيد وفاق في
معرفة الأصليين والفقه على مذهب الإمامية وزوجه المفيد بابنته وخصه بكتبه
واخذ أيضا عن الشريف المرتضى وكان عارفا بالقراءات ذكره ابن أبي طي
وكان يحتج على حدوث القرآن بدخول النسخ فيه مات سنة 465
وفي الرياض السيد الشريف الفاضل أبو يعلى حمزة بن محمد الجعفري
المعروف بأبي يعلى الجعفري ثم حكى عن بعض العلماء جميع ما مر
عن لسان الميزان بعين عبارته ونسب إليه تتميم الملخص في أصول
الدين لأستاذه الشريف المرتضى وحكى عن بعض الفضلاء ان تتميم
الملخص هو لأبي يعلى حمزة بن عبد العزيز المعروف بسلار وضعفه بان
القائل عبر عن سلار بحمزة بن محمد الديلمي مع أنه حمزة بن عبد العزيز
وفي الذريعة هو غير أبي طالب حمزة بن محمد بن عبد الله الجعفري
المتقدم وان احتمله في الرياض لذكر منتجب الدين له في آخر حرف
الحاء والمتتبع لكتابه يظهر له انه يذكر أولا المعاصرين للشيخ الطوسي ثم
لتلاميذه ثم من بعدهم إلى عصره فيكون هذا معاصرا له اه‍ وهو غير حمزة بن
محمد العلوي الآتي لبعد الطبقة.
حمزة بن محمد الطيار كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر بعنوان
حمزة بن الطيار.
السيد أبو طالب حمزة بن محمد بن عبد الله الجعفري
في فهرست منتجب الدين فقيه دين
حمزة بن محمد العلوي
من نسل محمد المحروق من ولد زيد بن علي الشهيد وتمام نسبه
مذكور في مستدركات الوسائل ج 3 ص 340 يروي عنه الصدوق في
الأمالي وهو يروي عن أبي القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن
القاسم الحسني العلوي.
أبو يعلى حمزة بن محمد بن يعقوب الدهان
في الرياض كان في درجة الشيخ الطوسي
أبو المكارم حمزة بن الإمام موسى الكاظم ع
في كتاب السيد ضامن بن شدقم الحسيني المدني في الأنساب كما في
نسخة مخطوطة رأيناها في طهران من بقايا مكتبة الشيخ فضل الله
النوري: أمه أم ولد كان عالما فاضلا كاملا صينا دينا جليلا رفيع المنزلة عالي
الرتبة عظيم الحظ والجاه والعز والابتهال محبوبا عند الخاص والعام سافر
مع أخيه الرضا ع إلى خراسان واقفا في خدمته ساعيا في مآربه
طالبا لرضاه ممتثلا لأمره فلما وصلا إلى سوسمر إحدى قرى سر كذا
خرج عليهما قوم من رؤساء المأمون كذا فقتلوه وقبره اخوه الإمام الرضا
ع في بستان بها.

251
حمزة بن موسى بن محمد البطحاني بن القاسم بن الحسن بن زيد بن
الحسن بن علي بن أبي طالب
في عمدة الطالب كان سيدا متوجها بالمدينة
حمزة مولى علي بن سليمان بن رشيد بغدادي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع
الشيخ حمزة النحوي
شاعر أديب وفاضل أريب والظاهر أنه من بيت النحوي الحليين
المشهورين وفيهم شعراء أدباء كثيرون ذكروا في مطاوي هذا الكتاب له
القصيدة الدالية في الأئمة ع ورثاء الحسين ع نحو
120 بيتا لم يتيسر لنا الاطلاع على جميعها، أولها:
قفوا بديار فاح من عرفها ند * ديار سعود ما لأربابها ند
وان أصبحت فقراء من بعد أهلها * سلوا ربعها عن ريعها أيها الوفد
وخصوا سلام الصب عرب عربيها * سلام سليم لا يفارقه الود
محارب أعداهم وسلم محبهم * وباغض شانيهم وحر لهم عبد
لنحوكم النحوي حمزة قاصد * فحاشا لديكم ان يخيب له قصد
جفاني الكرى حتى أضر بي الجوى * وقرح أجفاني لبعدكم السهد
فمن وجدهم فان وجودي وقد غدا * ودادي لهم باق له خلدي خلد
فطوبى لحزوي والعقيق ورامة * ونجد لعمري للعليل بها نجد
إذا فاح طيب من أطائب طيبة * تأرج منه المندل الرطب والرند
حمزة بن نصر أو النضر الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
الشريف حمزة بن هبة الله بن محمد بن الحسن العلوي الحسيني النيسابوري
ولد سنة 429 وتوفي سنة 523
قال ابن الأثير في حوادث سنة 523 انه توفي هذه السنة ومولده سنة
429 سمع الحديث الكثير ورواه وجمع مع شريف النسب شرف النفس
والتقوى وكان زيدي المذهب
حمزة بن اليسع الأشعري القمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع وقال في رجال
الصادق ع حمزة واليسع ابنا اليسع وقال فيهم أيضا حمزة بن اليسع
القمي وفي التعليقة إشعار بوثاقته ومر في احمد ابنه ان أباه روى عن الرضا
ع
حمزة بن يعلى الأشعري أبو يعلى القمي
قال النجاشي روى عن الرضا وأبي جعفر الثاني ع ثقة
وجه له كتاب يرويه عدة من أصحابنا أخبرنا استاذنا أبو عبد الله محمد بن
محمد بن النعمان حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه عن ابن الوليد
عن الصفار عن حمزة بالكتاب.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف حمزة بن يعلى الثقة برواية
الصفار عنه وزاد الكاظمي وبرواية سعد بن عبد الله عنه وعن جامع الرواة
انه زاد نقل رواية محمد بن علي بن محبوب وأحمد بن محمد بن عيسى
ومحمد بن أحمد عنه.
الحمصي
هو سديد الدين محمود بن علي الحمصي الرازي
الشيخ حمود بن الشيخ إسماعيل العراقي
من شعراء عصر السيد مهدي الطباطبائي ومن شعره قوله يرثي الآقا
محمد باقر البهبهاني سنة 1205 ويعزي عنه السيد الطباطبائي:
ما بال دمعك لا ينفك في صبب * ونار وجدك لا تنفك في لهب
فقلت واستعجلتني عبرة اخذت * على لساني فلم أمسك ولم أجب
طوى الجزيرة حتى جاءني خبر * فزعت فيه بآمالي إلى الكذب
حتى إذا لم يدع لي صدقة املا * شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي
ناع نعى الباقر العلم الذي اخذت * عن علمه علماء العجم والعرب
تاج الأئمة قطب الشرع محكمه * علامة الخلق من ناء ومقترب
شمس أضاء بها الاسلام قد وجبت * لو استعارت سناها الشمس لم تجب
من مبلغ آل بيت الله ان حمى * علومهم عاجلته صولة النوب
من مبلغ آل بيت الله ان حمى * علومهم قد رماه الدهر من كثب
فما ترى أبحرا في العلم زاخرة * الا وامدادها من بحره اللجب
يا يوم باقر علم المصطفى علقت * يد الردى فيك بالافضال والحسب
صبرا بنية فان الصبر أجمل بالحر * الكريم على الارزاء والنوب
كم فيكم منه من علامة علم * قرت بعلياه عين العلم والأدب
لولا الذي شرف الله الوجود به * وانقذ الناس من ويل ومن حرب
أعني المطهر نجل الطاهرين ومن * فيه وفي الغر من آبائه اربي
طهر تكون من طهر وشمس هدى * كالشمس لكنها جلت عن الحجب
تخاله يوم تأتيه نبي هدى * لو كان في الأرض من بعد النبي نبي
علامة الأمة المهدي دام له * البقاء ما دارت الأفلاك بالشهب
لفارقتنا لعظم الرزء أنفسنا * وليس ذا من قضاء الحزن بالعجب
الشيخ حمود حمادة
جاء ذكره في تاريخ الأمير حيدر الشهابي قال في حوادث سنة 1236
كان قد تظاهر بأمور ضد الأمير بشير الشهابي حينما ترك الولاية الأمير
سلطان الحرفوشي وأخوه الأمير امين والشيخ حمود حمادة تعصبا منهم للمشائخ
الحمادية فانعطف عسكر الأمير بقيادة الأمير ملحم الشهابي إلى الهرمل
لأجل طردهم من هناك وكان على ولاية بعلبك الأمير نصوح الحرفوشي
وكان بينه وبين الأمير سلطان تنازع على الولاية فلما وصل الأمير ملحم
بأصحابه إلى بعلبك تلقاه الأمير نصوح وصار معه إلى الهرمل وقبل وصولهم
هرب الأمير سلطان والأمير امين إلى بلاد عكار واما الشيخ حمود حمادة
فحضر لمواجهة الأمير ملحم فقبله وضمن له رضا الأمير بشير عنه
حمويه بن علي بن حمويه البصري أبو عبد الله
من مشايخ الشيخ الطوسي قال الشيخ أخبرنا قراءة عليه ببغداد في
دار الغضائري يوم السبت النصف من ذي القعدة سنة 413.

252
حميد بن الأسود أبو الأسود البصري
ختن عبد الرحمن بن مهدي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حميد أبو غسان الذهلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع والظاهر أنه
حميد بن راشد الآتي
حميد بن حماد بن حوار التميمي الكوفي
حوار في الخلاصة بضم الحاء وبالواو والألف
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي الخلاصة
في القسم الأول روى ابن عقدة عن محمد بن عبد الله بن أبي حكيمة عن
ابن نمير انه ثقة وقال الشهيد الثاني في الحاشية: هذا النقل لا يقتضي
الحكم بتوثيق المذكور كما لا يخفى فذكره في هذا القسم ليس بجيد وقال
أيضا لا يخفى ما في السند الأول وأجيب بان هذا القسم موضوع للمقبول
الرواية وابن نمير وان كان من غير الشيعة الا انه ثقة وابن عقدة الزيدي ثقة
أيضا.
حميد بن راشد أبو غسان الذهلي
قال النجاشي له كتاب قاله ابن نوح أخبرنا نوح عن الحسين بن
علي بن سفيان عن سفيان عن حميد بن زياد حدثنا عبد الله بن أحمد بن نهيك
حدثنا عبيس بن هشام عن أبي غسان الذهلي واسمه حميد بن راشد عن المفضل عن
أبي عبد الله وذكر الكتاب وفي المعالم أبو غسان الذهلي حميد بن
راشد، له المسند. ومر عن رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع
حميد أبو غسان الذهلي ويفهم من ذلك أنه يروي عن الصادق تارة بلا
واسطة وتارة بواسطة المفضل
التمييز
في مشتركات الطريحي باب حميد المشترك بين ثقة وغيره ويمكن
استعلام انه ابن راشد برواية عبيس بن هشام عنه وزاد الكاظمي ورواية
القاسم بن إسماعيل القرشي عنه
حميد الرؤاسي
يأتي بعنوان حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي الكوفي
حميد بن الربيع
قال الشيخ في الفهرست له كتاب البحث والتمييز رواه أحمد بن
محمد بن عمر الأحمسي
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية أحمد بن محمد بن
عمر الأحمسي عنه
حميد بن زياد بن حماد بن حماد مكررا ابن زياد هواز الدهقان أبو القاسم
من أهل نينوى
توفي سنة 310 وفي حاشية الخلاصة للشهيد الثاني ان بخط السيد
ابن طاوس في كتاب النجاشي سنة 320
وعن ايضاح الاشتباه حميد مصغرا ابن زياد بن حماد بن حماد مرتين
ابن زياد هواز بفتح الهاء والواو بكسر الدال المهملة اه‍. بمعنى رئيس
القرية.
قال الشيخ في الفهرست حميد بن زياد من أهل نينوى قرية إلى
جانب الحائر على ساكنه السلام ثقة كثير التصانيف روى الأصول أكثرها له
كتب كثيرة على عدد كتب الأصول اخبرني برواياته وكتبه أحمد بن عبدون
عن أبي طالب الأنباري عن حميد. وأخبرني عدة من أصحابنا عن أبي
المفضل عن حميد وأخبرنا بها أيضا أحمد بن عبدون عن أبي القاسم علي
الكاتب عن حميد وذكره في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال حميد
بن زياد من أهل نينوى قرية إلى جانب الحائر
على ساكنه السلام عالم جليل واسع العلم كثير التصانيف قد ذكرنا طرفا من
كتبه في الفهرست وقال النجاشي حميد بن زياد بن حماد بن زياد
الدهقان أبو القاسم سكن سورا وانتقل إلى نينوى قرية على العلقمي إلى
جنب الحائر على ساكنه السلام كان ثقة واقفا وجها فيهم سمع الكتب
وصنع وصنف 1 الجامع في أنواع الشرائع 2 الخمس 3 الدعاء
4 الرجال 5 من روى عن الصادق ع 6 الفرائض 7
الدلائل 8 ذم من خالف الحق وأهله 9 فضل العلم والعلماء 10
الثلاث والأربع 11 النوادر وهو كتاب كبير أخبرنا أحمد بن علي بن نوح
حدثنا الحسين بن علي بن سفيان قرأت على حميد بن زياد كتاب الدعاء
وأخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر بن سفيان عن حميد
بكتبه قال أبو المفضل الشيباني أجازنا سنة 310 وقال أبو الحسن علي بن
حاتم لقيته سنة 306 وسمعت منه كتابه الرجال قراءة وأجاز لنا ومات حميد
سنة 310 وفي الخلاصة في القسم الأول حميد بن زياد من أهل نينوى ثقة
عالم جليل واسع العلم كثير التصانيف قال الشيخ الطوسي ثم نقل
كلام النجاشي إلى قوله وجها فيهم ثم قال فالوجه عندي ان روايته مقبولة
إذا خلت عن المعارض وقال الشهيد الثاني في الحاشية لا وجه لذكره في هذا
القسم لان غايته ان يكون واقفيا ثقة وليس هذا القسم معقودا لمثله لكن
المصنف ذكر جماعة فيه كذلك وأجيب بان القسم الأول معقود لمن تقبل
روايته.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف حميد بن زياد الثقة الواقفي
برواية أبي طالب الأنباري وأبي المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني
وأحمد بن جعفر بن سفيان ومحمد بن يعقوب الكليني عنه وزاد الكاظمي
رواية الحسن بن علي بن سفيان وعلي بن حبشي بن قوني عنه وعن جامع
الرواة زيادة رواية يعقوب والحسين بن محمد بن علان وعلي بن حاتم وأبي
الحسن موسى بن جعفر الحائري وأبي علي محمد بن همام عنه.
حميد بن السري العبدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حميد بن سعدة يكنى أبا غسان
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى

253
عنه جعفر بن بشير وفي التعليقة رواية
جعفر بن بشير عنه تشير إلى الوثاقة.
حميد بن سويد الكلبي الكوفي
حميد بن سيار الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
حميد بن شعيب السبيعي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي
الفهرست حميد بن شعيب له كتاب رواه حميد بن زياد عن ابن سماعة عنه
اه‍ وتقدم اسناد الشيخ إلى حميد بن زياد وقال النجاشي حميد بن شعيب
السبيعي الهمداني الكوفي روى عن أبي عبد الله ع وروى عن
جابر له كتاب رواه عنه عدة وأكثر ما يروي رواية عبد الله بن جبلة أخبرنا
الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر بن سفيان حدثنا حميد بن زياد
حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة حدثنا عبد الله بن جبلة عن حميد بن
شعيب بكتابه وله كتاب يرويه جعفر بن محمد بن شريح عنه جابر وفي
التعليقة ههنا كلام مر في حذيفة بن شعيب ورواية العدة كتابه تشعر
بالاعتماد عليه اه‍ وعن ابن الغضائري في رجاله حميد بن شعيب السبيعي
الهمداني كوفي يعرف حديثه وينكر، وأكثره تخليط فيما يروي عن جابر وأمره
مظلم اه‍ وقيل إن ما يرويه عن جابر هو ما كان يراه القدماء غلوا وتخليطا
وليس كذلك.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف حميد بن شعيب برواية
الحسن بن محمد بن سماعة عنه ورواية جعفر بن محمد بن شريح عنه وزاد
الكاظمي رواية محمد عبد الله بن جبلة عنه وروايته هو عن جابر.
حميد بن شيبان
حميد الصيرفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ولا يبعد
كون الثاني هو ابن المثنى
حميد الضبي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى عنه أبو جميلة
حميد بن عبد الرحمن الرؤاسي الكوفي
في مرآة الجنان توفي سنة 190
عد ابن رستة في الأعلاق النفيسة حميد الرؤاسي من الشيعة
أبو الغنائم حميد بن مالك بن مغيث بن نصير بن منقذ بن محمد بن نصر بن
هشام
وباقي نسبه مر في أسامة بن مرشد
ولد بشيزر 9 جمادى الآخرة سنة 491 ومات بحلب ليلة النصف من
شعبان سنة 564.
في معجم الأدباء: نشأ بشيزر وانتقل إلى دمشق فسكنها مدة طويلة
واكتتب في العسكر وكان يحفظ القرآن وذكر انه حفظه في مدة قريبة وله شعر
جيد وفيه شجاعة وعفاف ومن شعره:
ما بعد جلق للمرتاد منزلة * ولا كسكانها في الأرض سكان
فكلها لمجال الطرف منتزه * وكلهم لصروف الدهر أقران
وهم وإن بعدوا عني بنسبتهم * إذا بلوتهم بالود اخوان
وله فيها أورده ابن عساكر في تاريخ دمشق:
وبلدة جمعت من كل مبهجة * فما يفوت لمرتاد بها وطر
بكل مشترف من ربعها أفق * وكل مشترف من أفقها قمر
وقال في أخيه يحيى وقد اشتاق إلى تربته وهو بماردين:
بالشام لي حدث وجدت بفقده * وجدا يكاد القلب منه يذوب
فيه من الياس المهيب صواعق * تخشى ومن ماء السماء قليب
فارقت حتى حسن صبري بعده * وهجرت حتى النوم وهو حبيب
قال الحافظ علي بن الحسن بن وهبة الله وأنشدنا لنفسه وقد خرج
إلى الحرب وتذكر أخاه يحيى:
يذكرني يحيى الرماح شوارعا * وبيض المواضي جرت الوقائع
وأقسم ما رؤياه في العين بهجة * بأحسن من من أوصافه في المسامع
قال وأنشدنا لنفسه في صديق له يعاتبه:
أدنو بودي وحظي منك يبعدني * هذا لعمرك عين الغبن والغبن
وان توخيتني يوما بملائمة * رجعت باللوم ابقاء على الزمن
وحسن ظني موقوف عليك فهل * غبرت بالظن بي عن رأيك الحسن
وحكى ابن عساكر عنه أنه قال عملت في الخمر لسبب أوجب لي ذلك:
وقهوة كدموع الصب صافية * تكاد بالكاس بين الشرب تلتهب
يطفو الحباب عليها وهي راسبة * كأنها فضة من تحتها ذهب
ومر في أسامة بن منقذ تشيع بني منقذ.
حميد بن المثني العجلي الكوفي يكنى أبا المعزاء الصيرفي
المثنى في الخاصة بالثاء المثلثة والنون بعدها المشددة المعزاء في
حاشية للشهيد الثاني ذكر ابن داود انه ممدود وكذلك السيد ابن طاوس
مده وفي الايضاح اختار المقصور.
وقال النجاشي حميد بن المثنى أبو المعرا العجلي مولاهم روى عن أبي
عبد الله وأبي الحسن ع كوفي ثقة ثقة له كتاب أخبرناه أبو
عبد الله بن شاذان قال حدثنا العطار عن سعيد عن أحمد بن محمد عن
علي بن الحكم والحسين بن سعيد عن أبي المغرا بكتابه وفي الفهرست
حميد بن المتنى العجلي الكوفي يكنى أبا المغرا الصيرفي ثقة له أصل أخبرنا به

254
عدة من أصحابنا عن محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن الحسن بن
الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن
الحسين بن أبي الخطاب ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى عن حميد بن المثنى
وعده الشيخ في كتاب الرجال في أصحاب الصادق ع فقال
حميد بن المثنى أبو المغرا الكوفي وفي الخلاصة وثقه أيضا محمد بن علي بن
بابويه رحمه الله. وأشار بذلك إلى قول الصدوق في مشيخة الفقيه عن أبي
المغرا حميد بن المثنى العجلي وهو عربي كوفي ثقة وله كتاب.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام ان حميد هو ابن
المثنى برواية فضالة بن أيوب والحسين بن سعيد وصفوان بن يحيى عنه وزاد
الكاظمي رواية ابن أبي عمير وعلي بن الحكم الثقة عنه وعن جامع الرواة
انه زاد رواية أحمد بن محمد والحسن بن علي بن فضال ومحمد بن عيسى
وعبد الله بن جبلة وابن أبي نجران وعلي بن حديد ومحمد بن محفوظ
ويونس بن عبد الرحمن وسيف بن عميرة والعباس بن عامر ومحمد بن يحيى
ويحيى بن زكريا وابن همام وأحمد بن محمد بن أبي نصر والحسين بن علي (1)
عنه.
حميد بن مسعود
قال النجاشي: قال حميد بن زياد سمعت من أبي محمد القاسم بن
إسماعيل القرشي ينزل وراء أشجع بالكوفة كتاب حميد بن مسعود وقال
سمعت منه أيضا كتاب الراهب والراهبة.
حميد بن مسلم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
حميد بن يزيد البكري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الشريف أبو عبد الله حميدان بن يحيى القاسمي الحسيني
عالم فاضل مؤلف له من المؤلفات بيان الاشكال فيما حكي عن أمر
المهدي ع من الأقوال توجد منه نسخة في دار الكتب المصرية وله
التصريح بالمذهب الصحيح في أصول الدين.
حميدة بنت المولى محمد شريف ويقال المولى شريفا ابن شمس الدين محمد
الرويدشتي الأصفهاني.
توفيت حدود سنة 1087.
منسوبة إلى رويدشت ناحية من توابع أصفهان. في رياض العلماء:
كانت رحمة الله عليها فاضلة عالمة عارفة معلمة لنساء عصرها بصيرة بعلم
الرجال نقية الكلام بقية الفضلاء الاعلام تقية لها حواش وتدقيقات على
كتب الحديث كالاستبصار للشيخ الطوسي وغيره تدل على غاية فهمها
ودقتها واطلاعها وخاصة فيما يتعلق بتحقيق الرجال وقد رأيت نسخة من
الاستبصار وعليها حواشيها إلى آخر الكتاب وأظن أنها كانت بخطها رضي
الله عنها وكان والدي قدس سره كثيرا ما ينقل حواشيها في هوامش كتب
الحديث ويحسنها ويستحسنها وكان عندنا نسخة من الاستبصار عليها
حواشي حميدة المذكورة بخط والدي إلى أواخر كتاب الصلاة حسنة الفوائد
وكان والدها من تلاميذ البهائي واخذ عنه الأستاذ المجلسي وروى عنه إجازة
كما صرح به بعض إجازاته وقد قرأت على والدها وكان يثني عليها
ويستظرف ويقول تعتني بعلم الرجال وكان يسميها بعلامته بتائين ويقول إن
إحداهما للتأنيث والأخرى للمبالغة ومن غريب ما اتفق انها تزوجت لرضا
أمها برجل جاهل أحمق من أهل تلك القرية من أقربائها وقد رأيت انا
والدها وكنت صغيرا في حياة والدي وكان والدها قد طعن في السن وأظن أنه
بلغ مائة سنة اه‍.
الشيخ حميد بن الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر بن الشيخ باقر
النجفي.
توفي سنة 1290.
حميد بضم الحاء وتشديد الياء المكسورة.
كان عالما فاضلا قرأ على الشيخ مرتضى الأنصاري وعلى السيد
حسين الترك ورأس في بيتهم وصاهر السيد حسين ابن السيد رضا
الطباطبائي.
الشيخ حميد بن نصار الشيباني اللملومي النجفي
توفي سنة 1225 أو 26 في النجف ودفن بها.
حميد بضم الحاء وتشديد الياء المكسورة.
في الطليعة: كان فاضلا مشاركا في العلوم أديبا في المنثور والمنظوم
مكثرا من مدائح الأئمة ع ومراثيهم فمن شعره قوله:
بدأت الغضا ارض نحن لقربها * حنين فصيل فارقته علوق
فعوجا خليلي الغداة بربعها * وقولا شج يشكو النوى وفريق
سقيم بداء مله منه أهله * وناء جفاه صاحب ورفيق
تضيق علي الأرض وهي رحيبة * وكل مكان بالغريب يضيق
فلا يبعدنك الله يا ليل خلة * متى ما تلاقى شانق ومشوق
تسيل دموعي في الركاب إذا بدا * من الشرق برق أو أضاء بريق
وان نسمت أرواح حزوى يهيجني * لها قرب عهد منكم وعبوق
وأصبو لركبان الجنوب كأنني * لكل جنوبي المسير صديق
فثم منى قد عاقني الدهر دونها * وثم هوى ما لي إليه طريق
فهل عهد ليلى لا يغيره النوى * وثيق كما عهدي إليه وثيق
وهل عادها ما عادني من صبابة * لها بين أحناء الفؤاد حريق
فما بعدها الا فؤاد بوجدها * حريق وجفن بالدموع غريق
وله يرثي الحسين ع:
ما انتظار الدمع ان لا يستهلا * أو ما تنظر عاشورا اهلا



(1) لعله الحسن بن علي بن فضال وصحف الحسن بالحسين.
- المؤلف -.
255
هل عاشور فقم جدد به * مأتم الحزن ودع شربا وأكلا
كيف لا تحزن في شهر به * أصبحت آل رسول الله قتلى
كيف لا تحزن في شهر به * غودرت فاطمة الزهراء ثكلى
كيف لا تحزن في شهر به * رأس خير الخلق في رمح يعلى
وإذا ما عاينت أهليه ترى * نوبا فيها رزايا الخلق تسلى
من عليل وسدته البزل حلسا * وقتيل وسدته البيد رملا
أقول وله بند مدح به حمد بن حمود أمير خزاعة مر في ترجمته.
الحميري
هو عبد الله بن جعفر بن جامع في لسان الفقهاء والمحدثين ويطلق على
السيد إسماعيل بن محمد الحميري في لسان غيرهم.
عز الدين أبو شقرا حميضة ابن الشريف نجم الدين محمد أبي
نمى بن أبي سعد الحسني المكي الأمير.
في مجمع الآداب من سادات الحجاز من مكة قدم العراق والتحق
بخليفة السلطان الأعظم غياث الدين محمد بن ارغون بن اباقا وانعم عليه
وخصه بأنواع الاكرام سنة 716.
حنان
هو حنان بن سدير الآتي.
حنان بن أبي معاوية الضبي
في لسان الميزان: من شيوخ الشيعة قاله ابن فضالة ذكره الدارقطني
في المؤتلف وابن ماكولا وهو بتخفيف النون وعن بعض نسخ رجال الشيخ
عده في أصحاب الصادق ع.
حنان بن سدير بن حكيم بن صهيب أبو الفضل الصيرفي الكوفي
في نضد الايضاح حنان بفتح المهملة وتخفيف النون وسدير
بالسين المهملة المفتوحة وحكيم بضم الحاء المهملة وصهيب بضم
المهملة وفتح واسكان المثناة التحتية اه‍.
قال النجاشي حنان بن سدير بن حكيم أبو الفضل الصيرفي كوفي
روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع له كتاب في صفة الجنة
والنار أخبرنا شيخنا أبو عبد الله عن محمد بن أحمد بن الجنيد وحدثنا عبد
الواحد بن عبد الله بن يونس حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن إسحاق بن
عمار حدثنا علي بن الحسن بن فضال حدثني إسماعيل بن مهران عن
حنان بن سدير عن أبي عبد الله ع وأول هذا الكتاب إذا أراد الله
قبض روح. إسماعيل بن مهران عن حنان غير ثبت وكان دكان
حنان في سده لجامع على بابه في موضع البزازين وعمر حنان عمرا طويلا
قوله غير ثبت ليس بواضح المعنى ولعل معناه ان روايته عنه غير ثابتة وفي
رجال الشيخ في أصحاب الصادق ع حنان بن سدير بن حكيم بن
صهيب الصيرفي الكوفي وفي رجال الكاظم ع حنان بن سدير
الصيرفي واقفي وفي الفهرست حنان بن سدير ثقة له كتاب رويناه عن عدة
من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن
ابن أبي عمير وفي الخلاصة حنان بن سدير الصيرفي من أصحاب الكاظم
ع واقفي قاله الشيخ الطوسي وقال في موضع آخر انه ثقة وعندي
في روايته توقف اه‍ وفي رجال الكشي: ما روي في أصحاب موسى بن
جعفر وعلي بن موسى ص منهم حنان بن سدير سمعت
حمدويه ذكر عن أشياخه ان حنان بن سدير واقفي أدرك أبا عبد الله ولم
يدرك أبا جعفر ع وكان يرتضي به سديدا كذا اه‍ والمراد
بأبي جعفر هو الباقر وفي التعليقة قال جدي فما يوجد من روايته عنه كما ورد
كثيرا في التهذيب لسقوط عن أبيه من قلم النساخ فذكرناها وأيدناها بوجوده
اما في الكافي أو الفقيه أو غيرهما وفي التعليقة أيضا: رواية ابن أبي عمير
عن الحسن بن محبوب عنه تشير إلى وثاقته ويؤيدها رواية الاجلاء عنه مثل
إسماعيل بن مهران والحسن بن محبوب وكونه كثير الرواية سديدها مقبولها.
وفي لسان الميزان: حنان بالتخفيف ابن سدير بن حكيم بن
صهيب الصيرفي الكوفي. قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف وفي العلل
انه من شيوخ الشيعة اه‍ ومن مناكيره عن حسن بن حسن عن فاطمة أمه
عن أبيها مرفوعا من شرب شربة فلذ منها لم تقبل له صلاة أربعين يوما وليلة
قال المؤلف في النسخة المطبوعة بياض بعد شربة فكأنه سقط منها
شئ.
وصحفه الذهبي في ميزانه تارة بحبان بن مديد كما في النسخة
المطبوعة أو بحبان بن مدير كما في لسان الميزان المطبوع وقال الذهبي.
قال الأزدي ليس بالقوي عندهم روى عن عمرو بن قيس عن
الحسن عن أبي عبيدة عن عبيدة عن عبد الله ان رسول الله ص قال إذا
أقبلت الرايات السود من خراسان فائتوها فان فيها المهدي اه‍ وصحفه تارة
بحسان بن سنيد أو سند وقال لا يدري من هو. وفي لسان الميزان بعد نقله
قال: واخرج الحاكم في الفتن من المستدرك من روايته عن عمرو بن قيس
عن الحاكم عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود حديثا في المهدي وتعقبه
المصنف بأنه موضوع قال وانا أخشى ان يكون هذا هو حنان بفتح المهملة
ونونين مخففا وأبوه سدير بفتح السين المهملة بوزن قدير فصحف اسمه
واسم أبيه اه‍ والامر كما ذكره كما مر في حبان.
التمييز
في مشتركات الطريحي يعرف برواية ابن أبي عمير وإسماعيل بن
مهران عنه روايته هو عن أبي عبد الله ع وقد ذكر أيضا في
أصحاب الكاظم ع وزاد الكاظمي رواية الحسن بن محبوب عنه
وقد ذكر الكشي انه من أصحاب الكاظم والرضا ع حيث قال
ما روي في أصحاب موسى بن جعفر وعلي بن موسى الرضا منهم
حنان بن سدير فتدبر اه‍ وعن جامع الرواة انه زاد نقل رواية عبد
الصمد بن محمد وموسى بن القاسم ومحمد بن إسماعيل بن بزيع وأبي
الحسين النخعي وعبد الرحمن بن حماد وأحمد بن محمد بن أبي نصر وأبي
القاسم والحسن بن أيوب والحسن بن محمد بن سماعة والحسين بن سعيد
وأبي ثابت أو ابن ثابت وأبي هاشم البزاز ومحمد بن الحسين والحسن بن
علي بن أبي حمزة ويونس بن عبد الرحمن وجعفر بن بشير ومحمد بن علي
الهمداني وعمرو بن عثمان وعمرو بن شمر والحسين بن بشار والحسن بن

256
علي بن فضال عنه. وفي لسان الميزان روى عن أبيه وعمر بن قيس الملائي
وغيرهما وعنه عباد بن يعقوب ومحمد بن ثواب الهنائي.
حنش بن عبد الله بن حنظلة أبو رشدين السبائي الصنعاني من صنعاء دمشق
توفي بمصر قاله ابن سعد سنة 100 قاله ابن الأثير وغيره وفي تاريخ
دمشق قيل إن قبره بسرقسطة.
حنش بالحاء المهملة والنون المفتوحتين والشين المعجمة قاله ابن
الأثير والسبائي نسبة إلى سبا عامر بن يشجب والصنعاني نسبة إلى
صنعاء قرية كانت على باب دمشق ثم خربت.
أقوال العلماء فيه
في طبقات ابن سعد: حنش بن عبد الله الصنعاني كان من الأبناء ثم
تحول فنزل مصر وقد روى عنه المصريون ومات بها وقال ابن عساكر هو من
صنعاء الشام وعداده في المصريين قال ابن الفرضي وهو تابعي كبير ودخل
الأندلس وكان مع علي ع بالكوفة وقدم مصر بعد قتل علي وغزا المغرب
والأندلس وقال أبو عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي في كتابه تاريخ
الأندلس حنش الصنعاني من التابعين كان مع علي ع بالكوفة
وقدم مصر بعد قتله وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت وغزا الأندلس مع
موسى بن نصير وله بها آثار ويقال ان جامع مدينة سرقسطة من ثغور
الأندلس من بنائه وانه أول من اختطه وقال العجلي هو تابعي ثقة ووثقه أبو
زرعة وأبو حاتم اه‍ وفي تهذيب التهذيب حنش بن عبد الله ويقال ابن
علي بن عمرو بن حنظلة السبائي أبو رشدين الصنعاني من صنعاء دمشق
سكن إفريقية قال العجلي وأبو زرعة ثقة وقال أبو حاتم صالح وقال ابن
يونس كان مع علي بالكوفة وقدم مصر وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت توفي
بإفريقية سنة 100 وقال أبو عبد الله الحميدي يقال ان جامع سرقسطة من
بنائه وقال بعض أهل العلم ان قبره بها ووثقه يعقوب بن سفيان وابن حبان
وقال ابن المديني حنش الذي روى عن فضالة هو حنش بن علي الصنعاني
وليس هو حنش بن المعتمر الكناني صاحب علي ولا حنش بن ربيعة الذي
صلى خلف علي ولا حنش صاحب التيمي وقال الآجري عن أبي داود هو
حنش بن علي.
وفي كامل ابن الأثير كان من أصحاب علي فلما قتل انتقل إلى مصر
وهو أول من اختط جامع سرقسطة بالأندلس.
اخباره
قال ابن عساكر وغيره غزا المغرب وسكن إفريقية وقال قيس بن
الحجاج كان حنش إذا فرع من عشائه وحوائجه وأراد الصلاة من الليل
أوقد المصباح وقرب المصحف واناء فيه ماء فكان إذا وجد النعاس استنشق
بالماء وإذا تعايا في آية نظر في المصحف وإذا جاء سائل مستطعم لم يزل
يصيح باهله اطعموا السائل حتى يطعم. وكان يقول قال لي ابن عباس ان
استطعت ان تلقى الله وحلية سيفك حديد فافعل وكان فيمن ثار مع ابن
الزبير على عبد الملك بن مروان فاتي به عبد الملك في وثاق فعفا عنه وذلك
لان عبد الملك حين غزا المغرب مع معاوية بن خديج نزل عليه بإفريقية سنة
50 فحفظ له ذلك قاله ابن يونس وكان أول من ولي عشور إفريقية في
الاسلام وتوفي بها سنة 100 وكان له عقب بمصر.
وحكى ابن أبي الحديد عن إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين انه قال
حدثنا كثير بن قعير حدثنا ابن الهيعة عن ابن هبيرة عن حنش الصنعاني
جنت إلى أبي سعيد الخدري وقد عمي فقلت اخبرني عن هذه الخوارج فقال
أتأتوننا فنخبركم ثم ترفعون ذلك إلى معاوية فيبعث إلينا بالكلام الشديد
قلت انا حنش قال مرحبا بك يا حنش المصري سمعت رسول الله ص يقول
يخرج ناس يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق
السهم من الرمية ينظر أحدكم إلى نصله فلا يرى شيئا فينظر في قذذه فلا
يرى شيئا سبق الفرث والدم يصلى بقتالهم أولى الطائفتين بالله فقال حنش
فان عليا صلي بقتالهم فقال أبو سعيد وما يمنع عليا ان يكون أولى الطائفتين
بالله.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن علي وابن مسعود وابن عباس وكعب
الاخبار وغيرهم وفي تاريخ دمشق روى عن فضالة بن عبيد ورويفع بن
ثابت وأبي هريرة وأبي سعيد.
تلاميذه
في تاريخ دمشق عنه ابنه الحارث وقيس بن الحجاج وجماعة وزاد
صاحب تهذيب التهذيب خالد بن أبي عمران وبكر بن سوادة والجلاح أبو
كثير وعامر بن يحيى المغافري وأبو مرزوق التجيبي وغيرهم ويظهر مما حكاه
ابن أبي الحديد عن إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين انه يروي عنه ابن
هبيرة.
حنش بن المعتمر ويقال ابن ربيعة الكناني أبو المعتمر الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وفي طبقات ابن
سعد حنش بن المعتمر الكناني ويكنى أبا المعتمر روى عن علي بن أبي طالب
ع. ومر في الكنى: أبو المعتمر، روى الكليني في الكافي حديثا
عنه عن أمير المؤمنين ع، وقال ابن الأثير في الكامل: انه كان
مع التوابين لما اجتمعوا للطلب بثار الحسين ع مع سليمان بن
صرد الخزاعي، قال: وقال أبو المعتمر حنش بن ربيعة الكناني: اما انا
فوالله لو اعلم أنه ينجيني من ذنبي ويرضي ربي عني قتل نفسي لقتلتها،
وانا أشهد كل من حضر ان كل ما أصبحت أملكه سوى سلاحي الذي
أقاتل به عدوي صدقة على المسلمين أقويهم به على قتال الفاسقين اه‍ وفي
ميزان الاعتدال علم عليه بعلامة د ت س اي انه اخرج حديثه أبو داود
والترمذي ومسلم وقال حنش بن المعتمر ويقال ابن ربيعة الكناني الكوفي
وثقه أبو داود وقال أبو حاتم حنش بن المعتمر هو صالح لا أراهم
يحتجون به وقال النسائي ليس بالقوي وقال البخاري يتكلمون في حديثه
وقال ابن حبان لا يحتج به ينفرد عن علي بأشياء لا تشبه حديث الثقات
وأورد البخاري في الضعفاء هذا الحديث من حديث حماد بن سلمة انا
سماك بن حرب عن حنش ان عليا كان باليمن فحفر ناس زبية لأسد
فتردى موقع فيها فازدحم الناس على الزبية فوقع فيها رجل. فتعلق باخر
وتعلق الآخر باخر فوقعوا فيها فجرحهم الأسد فمنهم من قتله الأسد ومنهم

257
من جرحه الأسد فمات فتشاجروا في ذلك حتى اخذوا السلاح فأتاهم على
فقال أتريدون ان تقتلوا مائتي نفس من اجل أربعة تعالوا حتى أقضي بينكم
بقضاء فان رضيتم والا فارتفعوا إلى النبي ص فقضى للأول بربع ديته
وللثاني بثلث ديته وللثالث بنصف ديته وللرابع الدية وجعل دياتهم على
القبائل الذين ازدحموا على الزبية فرضي بعضهم وسخط بعضهم فارتفعوا
إلى النبي ص فقال سأقضي بينكم بقضاء فقالوا ان عليا قضى بكذا وكذا
فامضى قضاءه وله عن علي امرني رسول الله ص ان أضحي عنه بكبشين
وانا أحب ان أفعله تفرد به شريك عن أبي الحسناء عنه اه‍.
وفي الإصابة حنش بن المعتمر وقيل ابن ربيعة أبو المعتمر الكناني
تابعي من أهل الكوفة جاءت عنه رواية مرسلة فذكره بسببها ابن منده في
الصحابة ثم قال لا تصح له صحبة وذكره العجلي في التابعين. وفي تهذيب
التهذيب ذكره ابن منده وأبو نعيم في الصحابة لكونه ارسل حديثا وفي
تهذيب التهذيب أيضا في باب الكنى: أبو المعتمر، اسمه حنش بن المعتمر
الكوفي الكناني، وقال في باب الأسماء: حنش بن المعتمر ويقال ابن ربيعة
الكناني أبو المعتمر الكوفي قال ابن المديني حنش بن ربيعة الذي روى عن
علي وعنه الحكم بن عتيبة لا اعرفه وعند ابن المديني ان حنش بن المعتمر غير
حنش بن ربيعة واما ابن حبان فقال حنش بن المعتمر هو الذي يقال له
حنش بن ربيعة والمعتمر كان جده وكان كثير الوهم في الاخبار ينفرد عن
علي بأشياء لا تشبه حديث الثقات حتى صار ممن لا يحتج بحديثه وقال
العجلي تابعي ثقة وقال البزار حدث عنه سماك بحديث منكر وقال أبو أحمد
الحاكم ليس بالمتين عندهم وذكره العقيلي والساجي وابن الجارود وأبو
العرب الصقلي في الضعفاء وقال ابن حزم في المحلى ساقط مطرح.
حنظلة بن أسعد بن شبام بن عبد الله بن أسعد بن حاشد بن همدان الهمداني
الشبامي
استشهد مع الحسين ع سنة 61.
والهمداني بفتح الهاء وسكون الميم وبالدال المهملة نسبة إلى همدان
قبيلة والشبامي نسبة إلى شبام بوزن كتاب بطن من همدان.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الحسين ع فقال
حنظلة بن سعد الشبامي اه‍ والصواب ابن أسعد. وقال الطبري في تاريخه
جاء حنظلة بن أسعد الشبامي فقام بين يدي حسين فاخذ ينادي يا قوم اني
أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من
بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد ويا قوم اني أخاف عليكم يوم التناد يوم
تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم ومن يضلل الله فما له من هاد يا
قوم لا تقتلوا حسينا فيسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افترى فقال له
حسين يا ابن سعد رحمك الله انهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما
دعوتهم إليه من الحق ونهضوا إليك ليستبيحوك وأصحابك فكيف بهم الآن
وقد قتلوا إخوانكم الصالحين. قال صدقت جعلت فداك أنت أفقه مني
وأحق بذلك أفلا نروح إلى الآخرة ونلحق بإخواننا فقال رح إلى خير من
الدنيا وما فيها والى ملك لا يبلى فقال: السلام عليك يا أبا عبد الله صلى
الله عليك وعلى أهل بيتك وعرف بيننا وبينك في جنته فقال آمين آمين
فاستقدم فقاتل حتى قتل وفي ابصار العين كان حنظلة وجها من وجوه
الشيعة ذا لسن وفصاحة شجاعا قارنا وكان له ولد يدعى عليا له ذكر في
التاريخ قال أبو مخنف جاء حنظلة إلى الحسين ع عندما ورد الطف
وكان الحسين يرسله إلى عمر بن سعد بالمكاتبة أيام الهدنة فلما كان اليوم
العاشر جاء إلى الحسين ع وذكر ما مر.
حنظلة بن زكريا بن حنظلة بن خالد بن عباد العياد التميمي أبو الحسن
القزويني.
قال النجاشي لم يكن بذلك له كتاب الغيبة أخبرنا الحسين بن
عبيد الله حدثنا أبو الحسن بن تمام عنه وبه وذكره الشيخ في رجاله فيمن لم
يرو عنهم ع فقال حنظلة بن زكريا بن يحيى بن حنظلة التميمي
القزويني يكنى أبا الحسن خاص روى عنه التلعكبري وله من إجازة وفي
التعليقة في الوجيزة فيه مدح وذم قلت دلالة لم يكن بذلك على الذم وخاص
على المدح لعلها تحتاج إلى التأمل وكونه شيخ إجازة يشير إلى الوثاقة اه‍.
حنظلة بن سعد التميمي
قال نصر في كتاب صفين سمعت تميم بن حذيم الناجي يقول أصيب
في المبارزة من أصحاب علي وذكر جماعة منهم حنظلة بن سعد التميمي.
حنظلة الكاتب
في الفهرست: روى كتابا للنبي ص أخبرنا به أحمد بن عبدون عن
علي بن الزبير عن يحيى بن إسماعيل عن جعفر بن علي عن سيف بن عميرة
عن محمد بن ثوير عن أبي عثمان عن حنظلة الكاتب. وفي شرح النهج
لابن أبي الحديد: وممن فارقه يعني عليا ع حنظلة الكاتب خرج
هو وجرير بن عبد الله البجلي من الكوفة إلى قرقيسا وقالا لا نقيم ببلدة
يعاب فيها عثمان. وعليه فليس هو من شرط كتابنا والظاهر أنه هو
حنظلة بن الربيع بن صفي التميمي يكنى أبا ربيعي ويلقب بالأسيدي
وبالكاتب لأنه كان يكتب للنبي ص وفي أسد الغابة انه تخلف عن علي في
قتال الجمل بالبصرة وانه انتقل إلى قرقيسا فمات بها.
حنظلة بن النعمان الأنصاري
في الإصابة ذكر الباوردي والطبراني من حديث عبيد الله بن أبي رافع
انه عد فيمن شهد صفين مع علي حنظلة بن النعمان الأنصاري وفي أسد
الغابة حنظلة بن النعمان ثم روى بسنده عن عبيد الله بن أبي رافع في تسمية
من شهد مع علي من أصحاب رسول الله ص حنظلة بن النعمان وقال
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى اه‍ ثم ذكر حنظلة بن النعمان بن عامر بن
عجلان بن عمرو بن عامر بن زريق ثم قال لا اعلم أهو السابق أم غيره.
وكذلك ذكره صاحب الإصابة وتردد في أنه هو السابق أم غيره وفي رجال
الشيخ في أصحاب علي ع حنظلة بن النعمان بن عمر من بني
زريق ومر ابن عمرو.
حويرث بن زياد الهمداني كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
حويرثة بن سمي العبدي
حويرثة تصغير حارثة. والعبدي نسبة إلى عبد القيس.

258
كان حويرثة من أصحاب علي ع الذين شهدوا معه صفين
وقال بعد انقضاء حرب صفين أورده نصر في كتاب صفين:
سائل بنا يوم التقينا الفجرة * والخيل تعدو في قتام الغبرة
ثبنا بانا أهل حق نعره * كم من قتيل قد قتلنا تخبره
ومن أسير قد فككنا ماسره * بالقاع من صفين يوم عسكره
ومر أبو جويرية أو أبو الحويرية العبدي أو أبو الحويرث العبدي
ويوشك ان يكون هو هذا ووقع تحريف من النساخ على تطاول الأيام
باسقاط كلمة أبو ولكن الظاهر أن المترجم هو والد أبي جويرية أو حويرثة
الذي كان مع التوابين فالأب شهد صفين والابن كان مع التوابين والله
أعلم.
حيان بن الأبجر الكناني
في الاستيعاب حيان بن الأبجر له صحبة يعد في الكوفيين شهد مع
علي صفين وفي أسد الغابة حيان بن الأبجر الكناني له صحبة وشهد مع علي
صفين روى حديثه عبد الله بن جبلة بن حيان بن الأبجر عن أبيه عن جده
حيان كنا مع النبي ص وذكر الحديث وفي الإصابة حيان بن أبجر الكناني
قال الطبري يقال له صحبة وذكر الحديث الذي مر قال وروى الحاكم أبو أحمد
من طريق أخرى إلى عبد الله بن سعيد بن حيان بن أبجر عن أبيه ان
حيان بن أبجر شهد مع علي صفين وكناه أبا القنقشر.
حيان السراج
في الخلاصة روى الكشي انه كان كيسانيا اه‍ والكيسانية هم
القائلون بامامة محمد بن الحنفية. قال الكشي:
حمدويه حدثنا الحسن بن موسى قال روى أصحابنا عن عبد
الرحمن بن الحجاج قال أبو عبد الله ع اتاني ابن عم لي يسألني ان
آذن لحيان السراج فاذنت له فقال لي يا أبا عبد الله اني أريد ان أسألك عن
شئ انا به عالم الا اني أحب ان أسألك عنه اخبرني عن عمك محمد بن
علي مات؟ فقلت اخبرني أبي انه كان في ضيعة له فاتي فقيل له أدرك عمك
قال فاتيته وقد كانت أصابته غشية فأفاق فقال لي ارجع إلى ضيعتك فأبيت
قال لترجعن فانصرفت فما بلغت الضيعة حتى اتوني فقالوا أدركه فاتيته
فوجدته قد اعتقل لسانه فاتوا بطشت وجعل يكتب وصيته فما برحت حتى
غمضته وغسلته وكفنته وصليت عليه ودفنته فان كان هذا موتا فقد والله
مات. فقال لي رحمك الله شبه على أبيك فقلت سبحان الله أنت تصدف
على قلبك فقال لي وما الصدف على القلب قلت الكذب. حدثني
الحسين بن الحسن بن بندار القمي حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف
القمي أخبرنا أحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن عبد الجبار الذهلي عن
العباس بن معروف عن عبد الله بن الصلت أبي طالب عن حماد بن عيسى
عن الحسين بن المختار القلانسي عن عبد الله بن مسكان قال دخل حيان
السراج على أبي عبد الله ع فقال له يا حيان ما يقول أصحابك في
محمد بن الحنفية قال يقولون هو حي يرزق فقال أبو عبد الله ع
حدثني أبي انه كان فيمن عاده في مرضه وفيمن أغمضه وفيمن أدخله حفرته
وتزوج نساؤه وقسم ميراثه فقال حيان انما مثل محمد بن الحنفية في هذه
الأمة مثل عيسى بن مريم فقال ويحك يا حيان شبه على أعدائه قال بلى شبه
على أعدائه فقال تزعم أن أبا جعفر عدو محمد بن علي لا ولكنك تصدف يا
حيان وقد قال الله عز وجل في كتابه سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء
العذاب بما كانوا يصدفون فقال أبو عبد الله ع فتبت إلى الله من
كلام حيان ثلاثين يوما اه‍ والمراد والله أعلم من توبته من ذلك ثلاثين يوما
استعظامه لما سمعه منه وعد سماعه بمنزلة الذنب مبالغة.
التمييز
في مشتركات الطريحي يمكن معرفة ان حيان هو السراج بذكر
عبد الله بن مكان في طبقته وفي مشتركات الكاظمي قلت لا وجه لتخصيص
عبد الله بالذكر فان بريدا العجلي وعبد الرحمن بن الحجاج ذكرا في طبقته
أيضا.
حيان الطائي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
حيان بن عبد الرحمن الكوفي المدني مولاهم يكنى أبا العلاق
توفي سنة 177 عن 81 سنة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال مات
سنة 177 وهو ابن 81 سنة اه‍ ويوشك ان يكون المدني تصحيف المزني.
حيان بن علي العنزي
ذكره ابن داود والعلامة في الخلاصة في باب الحاء المهملة والياء المثناة
من تحت مصرحين بذلك وتبعهما من بعدهما من الرجاليين والصواب انه
بالباء الموحدة كما مر في بابه واما العنزي فقد مر ان الصواب كونه بالعين
المهملة والنون والزاي ان العلامة تارة رسمه العبري وتارة ضبطه العتري
بالمثناة الفوقية المفتوحة والراء وابن داود تارة رسمه العنزي بالنون والزاي
وأخرى ضبطه العتري بالمثناة الفوقية الساكنة والراء وان جعله بالعين والباء
أو بالعين والتاء خطا فقد كانت نقطة النون والزاي متقاربتين فظنا انهما
نقطتان للتاء ورأي ابن داود ان في العرب عتر بن خيثم بسكون التاء فظنه
منسوبا إليه وقد مرت ترجمته مفصلة في حبان بن علي العنزي فراجع.
حيان بن قيس النابغة الجعدي.
توفي بأصفهان حوالي سنة 65
في ملك عبد الملك بن مروان وكان من المعمرين أدرك الجاهلية وأدرك
المنذر بن المحرق ونادمه بالحيرة وعاش إلى ملك ابن الزبير وعبد الملك بن
مروان قال عمر بن شبة عاش 180 سنة وقال أبو حاتم السجستاني في
كتاب المعمرين 200 سنة وقال ابن قتيبة عمر 220 سنة وعن الأصمعي انه
عاش 230 سنة قال أبو الفرج بعد نقل قول ابن قتيبة وما ذاك بمنكر لأنه
أنشد عمر بن الخطاب أبياته التي يقول فيها: ثلاثة أهلين أفنيتهم فقال له
عمر كم لبثت مع كل أهل قال ستين سنة فهذه مائة وثمانون ثم عمر
بعدهم فمكث بعد قتل عمر إلى خلافة عثمان وعلي ومعاوية ويزيد وقدم

259
على ابن الزبير بمكة وقد دعا لنفسه فاستماحه ومدحه وبين هؤلاء وعمر نحو
ما ذكر ابن قتيبة بل لا شك انه قد بلغ هذا السن اه‍ وقوله: ثلاثة أهلين
أفنيتهم شطر بيت من قصيدة. في الاستيعاب روى عمر بن شبة عن
أشياخه انه أنشد عمر بن الخطاب:
لقيت أناسا فأفنيتهم * وأفنيت بعد أناس أناسا
ثلاثة أهلين أفنيتهم * وكان الاله هو المستاسا
في خزانة الأدب المستاس المستعاض مستفعل من الأوس وهو العطية
عوضا وبعدهما:
وعشت بعيشين ان المنون * تلقى المعايش فيها خساسا
فحينا أصادف غراتها * وحينا أصادف منها شماسا
شهدتهم لا أرجي الحياة * حتى تساقا بسعر كئاسا
الخلاف في اسمه ونسبه
قيل اسمه حيان بن قيس بن عبد الله وهو الذي صححه أبو الفرج في
الأغاني وقيل اسمه قيس بن عبد الله وقيل اسمه عبد الله.
في الأغاني هو على ما ذكر أبو عمرو الشيباني والقحذمي وهو الصحيح
حيان بن قيس بن عبد الله بن وحوح بن عدس بضم العين وفتح
الدال بن ربيعة بن جعدة بفتح الجيم ابن كعب بن ربيعة بن عامر بن
صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن
قيس بن عيلان بن مضر ويكنى أبا ليلى قال وقيل ابن عمر بن عدس مكان
وحوح ثم قال هذا النسب الذي عليه الناس اليوم مجتمعون وقد رويت
روايات تخالف هذا ذكر الكلبي عن أبيه ان خصفة الذي يقول الناس فيه
خصفة بن قيس بن عيلان انما هي أم عكرمة أو حاضنته وهي امرأة من أهل
هجر وكان قيس بن عيلان قد مات وعكرمة صغير فربته فكان قومه يقولون
هذا عكرمة بن خصفة فبقيت عليه. قال أبو الفرج عن محمد بن سلام.
هو قيس عبد الله بن عدس بن ربيعة بن صعصعة وقال ابن الأعرابي هو
قيس بن عبد الله بن عمرو بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة
ووافق ابن سلام في بعض نسبه وهذا وهم ممن قال إن اسمه قيس وليس
يشك في أنه كان له أخ يقال له وحوح بن قيس وهو الذي قتله بنو أسد
ورثاه النابغة اه‍ وفي الإصابة يحتمل كون وحوح أخاه لأمه وفي القاموس
سماه قيس بن عبد الله وذكر نسبه صاحب تاج العروس قيس بن
عبد الله بن عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن
صعصعة وقيل بدل عدس بن ربيعة وحوح وفي الاستيعاب اختلف في اسمه
فقيل قيس بن عبد الله وقيل حيان بن قيس بن عبد الله بن عمرو بن
عدس بن ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة وقيل
اسمه حيان بن قيس بن عبد الله بن وحوح بن عدس بن ربيعة بن جعدة.
وفي معجم الشعراء للمرزباني اسمه قيس بن عبد الله بن عدس بن
ربيعة بن جعدة بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة هكذا نسبه أبو
عبيدة وابن الكلبي ومحمد بن سلام ولقيط وأكثر أهل العلم وقال القحذمي
اسمه حيان بن قيس بن عبد الله بن وحوح بن عدس بن ربيعة بن جعدة
يكنى أبا ليلى.
أمه
في الأغاني أمه فاخرة بنت عمرو بن جابر بن شحنة الأسدي
تلقيبه بالنابغة
وفي القاموس النابغة الرجل العظيم الشأن والنابغة في الشعر من قال
الشعر وأجاده ولم يكن في ارث الشعر. وفي الأغاني اخبرني الحسين بن يحيى
عن حماد قرأت على القحذمي: قال الجعدي الشعر في الجاهلية ثم أجبل
دهرا ثم نبع بعد في الشعر في الاسلام ثم روى عن ابن الأعرابي أقام
النابغة الجعدي ثلاثين سنة لا يتكلم ثم تكلم بالشعر اه‍ وفي الدرجات
الرفيعة يقال أجبل الشاعر إذا صعب عليه قول الشعر فانقطع كأنه وصل
إلى جبل من قولهم أجبل الحافر إذا أفضى إلى الجبل والصخر الذي لا
يحيك فيه المعول. وفي لسان العرب: وقد قالوا نابغة قال الشاعر: ونابغة
الجعدي بالرمل بيته
عليه صفيح من تراب موضع قال سيبويه اخرج الألف واللام وجعل
كواسط.
من لقب بالنابغة من الشعراء
هم ثمانية ذكرهم صاحب القاموس الأول النابغة الجعدي
صاحب الترجمة الثاني النابغة الذبياني زياد بن معاوية قال أبو الفرج قال
القحذمي كان النابغة الجعدي أسن من نابغة بني ذبيان فان الجعدي عمر
مع المنذر بن المحرق قبل النعمان بن المنذر وكان النابغة الذبياني
مع النعمان بن منذر وفي عصره ومات قبل الجعدي. ولم يدرك الاسلام
الثالث نابغة بني شيبان عبد الله بن المخارق الرابع نابغة بني الديان
يزيد بن ابان الحارثي الخامس نابغة بني قتال بن يربوع الحارث بن كعب
اليربوعي السادس النابغة بن لأي الغنوي السابع الحارث بن عدوان
التغلبي الثامن النابغة العدواني ولم يسم.
أقوال العلماء فيه
هو من فحول الشعراء المخضرمين اي الذين أدركوا الجاهلية
والاسلام في تاج العروس قدم على رسول الله ص ودعا له روى عنه
يعلى بن الأشدق وقد وقع لنا حديثه عاليا في ثمانيات النجيب وعشاريات
الحافظ ابن حجر وفي الأغاني عن ابن سلام كان الجعدي النابغة قديما شاعرا
مفلقا طويل العمر في الجاهلية والاسلام وفي الاستيعاب عن عمر بن شبة
كان النابغة الجعدي شاعرا مقدما الا انه كان إذا هاجى غلب هاجى
أوس بن مغراء وليلى الأخيلية وكعب بن جعيل فغلبوه وهو أشعر منهم مرارا
ليس فيهم من يقرب منه وكذلك قال فيه ابن سلام وغيره وكان يذكر في
الجاهلية دين إبراهيم والحنيفية ويصوم ويستغفر وقال في الجاهلية كلمته التي
أولها: الحمد لله لا شريك له من لم يقلها فنفسه ظلما
وأورد صاحب الدرجات الرفيعة بعد هذا البيت أبياتا منها وهي:
المولج الليل في النهار وفي النهار * ليلا يفرج الظلما
الخافض الرافع السماء على * الأرض ولم يبن تحتها دعما
ثم عظاما أقامها عصب * ثمة لحما كساه فالتحما
ثم كسى الرأس والعواتق * أبشارا عليها تخالها أدما
من نطفة قدها مقدرها * يخلق منها الإنسان والنسما

260
واللون والصوت والمعايش * والأرزاق شئ وفرق الكلما
ثمة لا بد ان سيجمعكم * والله جهدا شهادة قسما
فائتمروا الآن ما بدا لكم * واعتصموا ما وجدتم عصما
في هذه الأرض والسماء ولا * عصمة منه الا لمن عصما
وهي قصيدة طويلة قال المؤلف هذا الشعر قد اشتمل على بيان
عظمته تعالى وبديع خلقه وعلى أوضح دليل على قدرته وحكمته ولطيف
صنعته مما دل على رجاحة عقله ودقة فهمه لا سيما وقد نظمها في الجاهلية
قال صاحب الاستيعاب وفي القصيدة ضروب من دلائل التوحيد والاقرار
بالبعث والجزاء والجنة والنار وصفة بعض ذلك على نحو شعر أمية بن أبي
الصلت وقد قيل إن هذا الشعر لأمية ولكنه قد صححه يونس بن حبيب
وحماد الراوية ومحمد بن سلام وعلي بن سليمان الأخفش للنابغة الجعدي اه‍
وقال المرزباني في معجم الشعراء: تروى لامية بن أبي الصلت والصحيح
انها للنابغة وفي الأغاني انه دخل على الحسنين ع يودعهما
فاستنشداه شيئا من شعره فأنشدهما هذه القصيدة فقالا يا أبا ليلى ما كنا
نروي هذا الشعر الا لامية بن أبي الصلت فقال يا ابني رسول الله اني
لصاحب هذا الشعر وأول من قاله وان السروق لمن سرق شعر أمية اه‍
يعني ان شعر أمية لشهرته لا يمكن لأحد ان يسرقه فان سرقه أحد دل على أنه
سروق مبالغ في السرقة وفي الأغاني أيضا عن أبي عبيدة معمر بن المثنى
كان النابغة الجعدي ممن فكر في الجاهلية وأنكر الخمر والسكر وما تفعل
بالعقل وهجر الأزلام والأوثان وكان يذكر دين إبراهيم والحنيفية ويصوم
ويستغفر ويتوقع أشياء لعواقبها وشهد مع علي بن أبي طالب صفين وفي
الاستيعاب وفد النابغة على النبي ص مسلما وأنشده ودعا له رسول الله ص
وقال أيضا انه وفد على رسول الله ص واسلم وحسن اسلامه وله اخبار
حسان ثم حكى عن محمد بن سلام ان النابغة الجعدي والشماخ بن ضرار
ولبيد بن ربيعة وأبو ذؤيب الهذلي طبقة اه‍ وقال المرزباني في معجم الشعراء
كان شاعرا مغلقا طويل البقاء في الجاهلية والاسلام وهو أحد المعمرين
وكف بصره بعد أن أسلم وحسن اسلامه وبلغ إلى فتنة ابن الزبير ومات
بأصفهان وهو أحد نعات الخيل وكان في صحابة علي بن أبي طالب ع
وله مع معاوية اخبار.
اخباره
عمر النابغة طويلا كما عرفت. عن السجستاني في كتاب المعمرين
فلما أتت عليه مائة واثنتا عشرة سنة قال:
مضت مائة لعام ولدت فيه * وعشر بعد ذاك وحجتان
فأبقى الدهر والأيام مني * كما أبقى من السيف اليماني
تفلل وهو مأثور جراز * إذا جمعت بقائمه اليدان
الا زعمت بنو سعد (1) باني * وما الا كذبوا كبير السن فاني
فن يحرص على كبري فاني * من الفتيان أزمان الخنان
الخنان مرض أصاب الناس في أنوفهم وحلوقهم وربما اخذ النعم
وربما قتل اه‍ وهو بضم الخاء المعجمة وبعدها نون محقفة في القاموس الخنان
كغراب زكام الإبل وزمن الخنان كان في عهد المنذر بن ماء السماء وماتت
الإبل منه.
وفي الاستيعاب: كان أول ما أنشده رسول الله ص قصيدته الرائية
قال وهو قصيد مطول نحو مائتي بيت وما أظن الا وقد أنشده الشعر كله
وأوله:
خليلي غضا ساعة وتهجرا * ولوما على ما أحدث الدهر أو ذرا
تذكرت والذكرى تهيج للفتى * ومن حاجة المحزون ان يتذكرا
نداماي عند المنذر بن محرق * أرى اليوم منهم ظاهر الأرض مقفرا
كهول وفتيان كان وجوههم * دنانير مما شيف في أرض قيصرا
تقضي زمان الوصل بيني وبينها * ولم ينقض الشوق الذي كان أكثرا
واني لأستشفي برؤية جارها * إذا ما لقائيها علي تعذرا
والقى على جيرانها مسحة الهدى * وان لم يكونوا لي قبيلا ومعشرا
ترديت ثوب الذل يوم لقيتها * وكان ردائي نخوة وتجبرا
حسبنا زمانا كل بيضاء شحمة * ليالي إذ نغزو جذام وحميرا
إلى أن لقينا الحي بكر بن وائل * ثمانين ألفا دارعين وحسرا
فلما قرعنا النبع بالنبع بعضه * ببعض أبت عيدانه ان تكسرا
سقيناهم كأسا سقونا بمثلها * ولكننا كنا على الموت أصبرا
بنفسي وأهلي عصبة أسلمية * يعدون للهيجا عناجيج ضمرا
وقالوا لنا أحيوا لنا من قتلتم * لقد جئتم أدمن الامر منكرا
ولسنا نرد الروح في جسم ميت * وكنا نسل الروح ممن تيسرا
نميت لا ونحيي كذاك صنيعنا * إذا البطل الحامي إلى الموت هجرا
ملكنا فلم نكشف قناعا لحرة * ولم نستلب الا الحديد المسمرا
ولو اننا شئنا سوى ذاك أصبحت * كرائمهم فينا تباع وتشترى
ولكن أحسابا نمتنا إلى العلى * وآباء صدق ان نروم المحقرا
وانا لقوم ما نعود خيلنا * إذا ما التقينا ان تحيد وتنفرا
وينكر يوم الروع ألوان خيلنا * من الطعن حتى نحسب الجون أشقرا
وليس بمعروف لنا ان نردها * صحاحا ولا مستنكرا ان تعقرا
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وانا لنرجو فوق ذلك مظهرا
فقال له النبي ص إلى أين يا أبا ليلى قال فقلت إلى الجنة قال نعم إن شاء الله
قال صاحب الاستيعاب وهو من أحسن ما قيل من الشعر في الفخر
بالشجاعة سباطة ونقاوة وجزالة وحلاوة قال ولما أنشدته:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له * بوادر تحمي صفوه ان يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له * حليم إذا ما أورد الامر أصدرا
قال رسول الله ص لا يفضض الله فاك وكان من أحسن الناس ثغرا
وكان إذا سقطت له سن نبتت أخرى وقال بعضهم نظرت إليه كان البرد
المنهل يتلألأ ويبرق ما سقطت له سن ولا نقلت لقول رسول الله ص أجدت
لا يفضض الله فاك. في الدرجات الرفيعة وهذه القصة رويت متسلسلة
بالشعراء من رواية دعبل بن علي الشاعر عن أبي نواس عن والبة بن الحباب
عن الفرزدق عن الطرماح عن النابغة وهي في كتاب الشعراء لأبي زرعة
الرازي. ويقول فيها:
اتيت رسول الله إذا جاء بالهدى * ويتلو كتابا كالمجرة نيرا
وجاهدت حتى ما أحس ومن معي * سهيلا إذا ما لاح ثم تمورا



(1) بنو كعب (خ) بنو أسد. - المؤلف -
261
أقيم على التقوى وأرضى بفعلها * وكنت من النار المخوفة احذرا
وفي الاستيعاب عن الهيثم بن عدي رعت بنو عامر بالبصرة في الزرع
فبعث أبو موسى الأشعري في طلبهم فتصارخوا يا آل عامر فخرج النابغة
الجعدي ومعه عصابة فاتى به أبو موسى فقال له ما أخرجك قال سمعت
داعية قومي فخرجت فضربه أسواطا فقال النابغة يهجوه:
رأيت البكر بكر بني ثمود * وأنت أراك بكر الأشعرينا
فان تك لابن عفان أمينا * فلم يبعث بك البر الأمينا
فيا قبر النبي وصاحبيه * الا يا غوثنا لو تسمعونا
الا صلى إلهكم عليكم * ولا صلى على الامراء فينا
وروى بسنده عن عروة بن الزبير فقال أقحمت السنة نابغة بني جعد
فدخل على عبد الله بن الزبير في المسجد الحرام فأنشده من أبيات:
اتاك أبو ليلى تجوب به الدجى * دجى الليل جواب الفلاة عرمرم
لتجبر منه جانبا دعدعت به * صروف الليالي والزمان المصمم
فأعطاه سبع قلائص وفرسا وأوقر له الركاب برا وتمرا وثيابا من مال الصدقة،
وفي معجم الشعراء للمرزباني روي أنه لما أنشد النبي ص:
بلغنا السماء مجدنا وجدودنا * وانا لنرجو فوق ذلك مظهرا
قال له أين المظهر يا أبا ليلى فقال الجنة قال اجل إن شاء الله تعالى.
قال ثم أنشدته:
فلا خير في حلم إذا لم تكن له * بوادر تحمي صفوه ان يكدرا
ولا خير في جهل إذا لم يكن له * حليم إذا ما أورد الامر أصدرا
قال النبي ص أجدت لا يفضضن الله فاك فيقال انه بلغ عشرين
ومائة سنة لم تسقط له سن اه‍ وفي المجموع الرائق تأليف هبة الدين ابن أبي
محمد الحسن الموسوي في نسخة مخطوطة رأيتها في قم سنة 1353: اخبرني
أبو الحسين بن زنجي اللغوي البصري في سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة عن
أبي عبد الله النمري عن ابن دريد الأزدي وأخبرني أبو الحسين علي بن
المظفر العلامة البندنيجي عن أبي أحمد بن عبد الله بن سعيد العسكري عن
ابن دريد الأزدي عن أبي حاتم السجستاني عن الأصمعي عن أبي
عمرو بن العلاء قال قال أبو ذؤيب الهذلي بلغنا ان رسول الله ص عليل
الحديث ثم قال وبهذا الاسناد ان النابغة الجعدي خرج من منزله وسال
عن حال الناس فلقيه عمران بن حصين وقيس بن صرمة وقد عادا من
السقيفة فقال ما وراءكما فقال عمران بن حصين ان كنت أدري فعلي بدنة
من كثرة التخليط أف من أفة وقال قيس بن صرمة:
أصبحت الأمة في امر عجب * والملك فيهم قد غدا لمن غلب
فقد قلت قولا صادقا غير كذب * ان غدا يهلك اعلام العرب
وقال النابغة فما فعل أبو حسن علي قيل مشغول بتجهيز النبي ص
فقال:
قولا لأصلع هاشم ان أنتما * لاقيتماه لقد حللت أرومها
وإذا قريش بالنجار تسجلت * كنت الجدير به وكنت زعيمها
وعليك سلمت الغداة بامرة * للمؤمنين فما رعت تسليمها
نكثت على عمد هنالك عهده * فتبوأت نيرانها وجحيمها
وتخاصمت يوم السقيفة والذي * فيه الخصام غدا يكون خصيمها
وفي الأغاني بسنده دخل النابغة الجعدي على عثمان ليودعه فقال وأين
تريد يا أبا ليلى قال الحق بابلي فاشرب من ألبانها فاني منكر لنفسي إلى أن
قال فدخل على الحسن والحسين فودعهما الحديث وقد تقدم.
وفي الأغاني بسنده لما خرج علي ع إلى صفين خرج معه
نابغة بني جعدة فساق به يوما فقال:
قد علم المصران والعراق * ان عليا فحلها العتاق
ابيض جحجاح له رواق * وأمه غالى بها الصداق
أكرم من شد به نطاق * ان الأولى جاروك لا أفاقوا
لهم سياق ولكم سياق * قد علمت ذلكم الرفاق
سقتم إلى نهج الهدى وساقوا * إلى التي ليس لها عراق
في ملة عادتها النفاق
وفي الأغاني أغار المنتشر الباهلي على اليمن فرجع مظفرا فوجد بني
جعدة قد قتلوا ابنا له فأغار على بني جعدة فقتل منهم ثلاثة نفر فتصدعت
باهلة فلحقت فرقة منهم يقال لهم بنو وائل بعقال بن خويلد العقيلي
فأجارهم فقال النابغة في ذلك قصيدة منها:
أيا دار سلمى بالحرورية اسلمي * إلى جانب الصمان فالمتثلم
أقامت به البردين ثم تذكرت * منازلها بين الدخول فجرثم
ومسكنها بين الغروب إلى اللوى * إلى شعب ترعى بهن فعيهم
ليالي تصطاد الرجال بفاحم * وأبيض كالاغريض لم يتثلم
فأبلغ عقالا ان غاية داحس * بكفيك فاستأخر لها أو تقدم
تجير علينا وائلا في دمائنا * كأنك عما ناب أشياعنا عمي
كليب لعمري كان أكثر ناصرا * وأيسر جرما منك ضرج بالدم
رمى ضرع ناب فاستمر بطعنة * كحاشية البرد اليماني المسهم
وما يشعر الرمح الأصم كعوبه * بثروة الأبلج المتوسم
وقال بحساس أغثني بشربة * تفضل بها طولا علي وانعم
فقال تجاوزت الأحص وماءه * وبطن شبيث وهو ذو مترسم
وفي الاستيعاب مما يستحسن ويستجاد للنابغة الجعدي قوله:
فتى كملت خيراته غير * انه جواد فما يبقي من المال باقيا
فتى تم فيه ما يسر صديقه * على أن فيه ما يسوء الأعاديا
وفي الأغاني كان معاوية كتب إلى مروان فاخذ أهل النابغة وماله
فدخل النابغة على معاوية وعنده عبد الله بن عامر ومروان فأنشده:
من راكب يأتي ابن هند بحاجتي * على الناي والأنباء تنمي وتجلب
ويجبر عني ما أقول ابن عامر * ونعم الفتى يأوي إليه المعصب
فان تأخذوا أهلي ومالي بظنة * فاني لحراب الرجال مجرب

262
صبور على ما يكره المرء كله * سوى الظلم اني ان ظلمت سأغضب
فالتفت معاوية إلى مروان فقال ما ترى فقال أرى ان لا ترد عليه شيئا
فقال ما أهون والله عليك ان ينحجر هذا في غار ثم يقطع عرضي ثم تأخذه
العرب فترويه اما والله ان كنت لممن يرويه أردد عليه كل شئ اخذته منه
اه‍.
وانما كتب معاوية إلى مروان بأخذ أهل النابغة وحبسهم ونهب ماله
لأنه حضر صفين مع علي أمير المؤمنين ع وكان مواليا له فانتقم
منه بهذا العدوان الشنيع من حبس الأهل وسلب المال بغير حق ولولا خوفه
من هجومه لما رد عليه ما اخذ منه ولكان رأيه فيه رأي مروان ومع ذلك ففي
الإصابة عن أبي نعيم في تاريخ أصبهان ان معاوية كان قد سير النابغة إلى
أصبهان مع الحارث بن عبد الله بن عوف بن أحزم وكان ولي أصبهان من
قبل علي وكانت وفاته بها وعن تاريخ الاسلام للذهبي ان النابغة قال هذه
الأبيات:
المرء يهوى ان يعيش * وطول عمر قد يضره
وتتابع الأيام حتى * ما يرى شيئا يسره
تغنى بشاشته ويبقى * بعد حلو العيش مره
ثم دخل بيته فلم يخرج حتى مات وكان موته في أيام عبد الملك بن
مروان. وفي الإصابة قال أبو حاتم السجستاني في كتاب المعمر انه عاش
مائتي سنة وهو القائل:
قالت امامة كم عمرت زمانة * وذبحت من عنز على الأوثان
ولقد شهدت عكاظ قبل محلها * فيها وكنت أعد ملفتيان
والمنذر بن محرق في ملكه * وشهدت يوم هجائن النعمان
وعمرت حتى جاء احمد بالهدى * وقوارع تتلى من القرآن
ولبست في الاسلام ثوبا واسعا * من سيب لا حرم ولا منان
ومن شعره في الحكم قوله كما في الدرجات الرفيعة:
وكم من أخي عيلة مقتر * تأتي له حتى انجبر
وآخر قد كان جم الغنى * اتته الحوادث حتى افتقر
وكم غائب كان يخشى الردى * فآب وأودى الذي في الحضر
وللصمت أفضل في حينه * من القول في خطل أو هذر
عليك من امرك ما تستطيع * وما ليس يعنيك منه فذر
وما البغي الا على أهله * وما الناس الا كهذا الشجر
ترى الغصن في عنفوان الشباب * يهتز في بهجة قد نضر
زمانا من الدهر ثم التوى * فعاد إلى صفرة فانكسر
وبينا الفتى يعجب الناظرين * مال على عطفه فانعقر
فاحمد ربي باحسانه * إلي وأشكر فيمن شكر
هداني بنعمته للهدى * وشق المسامع لي والبصر
وأحسن ربي فيما مضى * وأرجو المعافاة فيما غبر
حيان بن هوذة النخعي
قتل مع علي ع بصفين سنة 37.
قال نصر في كتاب صفين وابن الأثير قاتلت النخع في بعض أيام
صفين مع علي ع قتالا شديدا فأصيب منهم حيان وبكر ابنا هوذة
قال نصر لما كان في بعض أيام صفين دعا الأشتر بفرسه فركبه وترك رايته
مع حيان بن هوذة النخعي وخرج يسير في الكتائب ويقول من يشري نفسه
ويقاتل مع الأشتر يظهر أو يلحق بالله فاجتمع إليه ناس كثير فيهم حيان بن
هوذة النخعي. ولما كان صبيحة اليوم الثاني من ليلة الهرير، قال له
الأشتر: أقدم، فقدم بالراية. ثم شد الأشتر وشد معه أصحابه حتى
وصل بهم إلى عسكر أهل الشام، فقاتلوا عند العسكر قتالا شديدا، فقتل
حيان صاحب رايته اه‍.
وفي نسخة كتاب صفين المطبوعة ذكر مرة حنان بالنون ومرة حيان
بالياء. والأول تصحيف، والصواب انه بالياء، كما في تاريخ ابن الأثير.
الخاتمة
وليكن هذا آخر الجزء الثامن والعشرين من أعيان الشيعة وفق الله
لاكماله. وكان الفراغ من تبييضه في أواخر المحرم من سنة 1368 من
الهجرة على يد مؤلفه الفقير إلى عفو ربه الغني محسن الأمين الحسيني العاملي
نزيل دمشق المحمية بداره في محلة الأمين حامدا مصليا مسلما.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وسلم تسليما وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن بن المرحوم
السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي الشقرائي نزيل دمشق الشام:
هذا هو الجزء التاسع والعشرون من كتابنا أعيان الشيعة وفق الله تعالى
لاكماله ونفع به المستفيدين وجعله خالصا لوجهه الكريم وحجابا بيني وبين
نار الجحيم ومنه تعالى نستمد المعونة والهداية والتوفيق والتسديد وهو حسبنا
ونعم الوكيل.
السيد حيدر الآملي
يأتي بعنوان حيدر بن علي بن حيدر.
السيد حيدر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن سيف الدين الحسني البغدادي
الكاظمي جد الطائفة المشهورة في الكاظمية المعروفة بال السيد حيدر
المنتهي نسبه إلى موسى الجون بن عبد الله المحض ابن الإمام الحسن السبط
ع.
ولد سنة 1205 وتوفي بالكاظمية سنة 1265 عن 60 سنة ودفن في
الحسينية المنسوبة إليهم كما في الذريعة أو في باب مشهد الكاظمين ع
المتصل بمدفن الشيخ المفيد كما كتبه لنا بعض أحفاده وكما في
الطليعة.
وهو ابن أخي العالم الجليل السيد أحمد بن محمد بن علي بن يوسف
الدين الشهير بالسيد احمد العطار لنزوله بسوق العطارين ببغداد المار ترجمته
في بابها وصهره على ابنته وكان أبوه قاطنا في بغداد وكذلك جده ولكنه هو
اختار الكاظمية مسكنا وتوفي بها وبقيت ذريته فيها إلى اليوم.
وآل السيد حيدر هم أهل بيت علم وفضل وتقوى وصلاح وفيهم
يقول الشيخ جابر الكاظمي الشاعر المشهور:
كرام لقد سادوا الكرام بمحتد * سما رفعة في مجده كل محتد
نمتهم إلى غر المكارم سادة * ومدت بضبعيهم إلى كل سؤدد
زكت في الورى أعراقهم فزكت لهم * عناصر قد متت بأكرم سيد

263
وما منتم قد ساد الا وساده * فتى ينتمي مجدا لآل محمد
ومن قد غدا أزكى جده النبيين جده * تناهى وما أبقى علا لممجد
فما بعد هذا المجد مجد لماجد * وما بعد هذا الفضل فضل لأصيد
لذا قد غدا أزكى الورى آل حيدر * وأكرم أبناء العلى آل احمد
همو ورثوا العلياء من كل أمجد * توارثها عن سيد بعد سيد
وكل فتى منهم يلفح بالعلى * وبالعلم والتقوى وبالمجد يرتدي
وكل به في شرعة الحق نقتدي * وكل به في منهج الرشد نهتدي
وهم قلدوا جيد الوجود مناقبا * يروح دوام الدهر فيها ويغتدي
فطوق منهم بالعلي كل عاطل * وقلد بالمعروف كل مقلد
وكم بددوا بين البرية من ندى * به جمعوا للمجد كل مبدد
أعاروا البرايا العلم منهم ومنهم * تعود بث الجود من لم يعود
أقوال العلماء فيه
في مسودة الكتاب: كان عالما جليلا فقيها نبيلا من أئمة الجماعة في
الكاظمية مرجعا للمؤمنين فيها وفي بغداد في كثير من المهمات له حكايات
ومناظرات حسنة. وفي الطليعة: كان فاضلا مشاركا تقيا ناسكا مصنفا
أديبا شاعرا قدم النجف وأقام به ثم رحل إلى الكاظمية فبقي بها إلى أن
توفي وله فيها ذرية علماء صلحاء. وعن كتاب سعداء النفوس في القرن
المنحوس كان سيدا عالما فقيها محدثا جليلا مرجعا للخواص والعوام غيورا
في ذات الله مناظرا مع المبدعين والمخالفين.
مؤلفاته
1 الاعتقادات أو العقائد الحيدرية 2 البارقة الحيدرية في الرد
على الكشفية فرع منه سنة 1255 3 المجالس الحيدرية في المراثي
الحسينية في مجلدين 4 النفحة القدسية الأولى في الأجوبة الحيدرية ألفها
جوابا عن مسائل هلاكو ميرزا حفيد فتح علي شاه 5 النفحة القدسية
الثانية ألفها للمولى أحمد بن الميرزا محمد شفيع الأصفهاني 6 عمدة الزائر
وعدة المسافر في الأدعية والزيارات مطبوع وكانه هو المذكور بعنوان اعمال
السنة وبعنوان كتاب المزار 7 رسالة في أحوال بعض علماء الكشفية
ذكرها بعض أحفاده ويوشك ان تكون هي البارقة الحيدرية 8 مجموعة
في الحكم والمواعظ والآداب والنوادر 9 حواش على كتاب التحقيق لعمه
السيد احمد العطار.
شعره
في الطليعة: من شعره الذي ذكره في المجالس قوله:
أميم أقلي من ملامك واتركي * مقالك لا تهلك أسى وتحمل
فقد عاد لي عهد الحداد بعوده * الا فاعذريني يا أميم أو اعذلي
فكم قد أباحوا من دم بمحرم * وكم حللوا ما لم يكن بمحلل
أبى رأسه الا العلى فسما على * ذرى ذابل يسمو على هام يذبل
أولاده
له سبعة أولاد أكبرهم وأشهرهم السيد احمد وهو الذي قام مقام أبيه
والسيد إبراهيم والسيد باقر والسيد جواد والسيد عبد الرسول والسيد
عبد الله وأمه أم ولد والفاضل الأديب السيد عيسى المتوفى شابا هكذا كتبه
لنا بعض أحفاده.
الشيخ حيدر بن أبي نصر الجرجاني.
في فهرس منتجب الدين فقيه مقرئ.
السيد حيدر بن السيد أحمد بن السيد إبراهيم الحلي العاملي الشقرائي جد
عائلة المؤلف عرف بقشاقش أو قشاقيش واحتمل بعضهم ان تكون
تصحيف الأقاسي والله أعلم.
توفي سنة 1158 كما هو مرسوم على قبره الذي بقرية شقراء في
مقبرتها الشرقية.
كان عالما فاضلا جليلا رئيسا جاء أبوه أو جده من الحلة إلى جبل
عامل بطلب من أهلها ليكون مرشدا وقدوة والمظنون ان ذلك كان حوالي
سنة 1080 وتوطن قرية كفرة من عمل صور ثم انتقل إلى مجدل سلم من
عمل ناحية هونين ثم انتقل هو أو أحد أولاده إلى شقراء وبقيت ذريته فيها
إلى اليوم وفي أثناء إقامة المترجم في جبل عامل سافر لزيارة الرضا وأئمة
العراق ع واشترى في مشهد الرضا بعض الكتب كما وجدنا
خطه بذلك على ظهرها ولد له ستة أولاد وابنتان أكبرهم فاطمة مولدها
منتصف ربيع الأول سنة 1128 ثم محمد الملقب بالطاهر ولد في 29 جمادى
الثانية سنة 1130 ثم المرتضى علي ولد في 2 شعبان سنة 1132 ثم نور
الدين حسن ولد في 7 صفر سنة 1135 ثم موسى المكنى بأبي الحسن ولد
سنة 1138 ثم علي الملقب بالهادي ولد في 2 رمضان سنة 1140 ثم خديجة
ولدت في 26 ذي الحجة سنة 1142 ثم حسين زين العابدين ولد في 8
ربيع الأول سنة 1147 هكذا وجدناه بخط والدهم صاحب الترجمة ونبغ
من بينهم ولده أبو الحسن موسى وتأتي ترجمته في بابه.
الشيخ حيدر بن أحمد بن حسن المقري.
في فهرست منتجب الدين صالح.
عز الدين أبو علي حيدر بن أحمد بن محمد الحسيني العريضي الأصفهاني
الأديب.
في مجمع الآداب لابن الفوطي ان له هذه الأبيات:
من ذا يبشر جفنا في سرى السهر * بطي ثوب الدجى في ساحة السحر
ومن يجير جنوبا كلما اضطجعت * كانت على الفرش بين الشوك والأبر
يا أهل حاجر ما أقسى قلوبكم * من حاجر أنتم حقا أم الحجر
حجبتم عن عياني بدر أرضكم * فبات يرعى أخاه في السما بصري
السيد حيدر ابن السيد إسماعيل ابن السيد صدر الدين الموسوي العاملي
الأصفهاني الكاظمي
ولد بسامراء سنة 1309 وتوفي في 27 أو 21 جمادى الأولى سنة
1356 بالكاظمية.
عالم فاضل فقيه متميز بحسن الأخلاق وحسن السيرة قرأ على أبيه
وقرأ على السيد حسين الفشاركي والخارج على الشيخ عبد الكريم اليزدي

264
الشهير نزيل قم أيام اقامته في كربلاء وقرأ عليه جماعة واستفادوا منه له من
المؤلفات 1 الأوضاع اللفظية وما يتعلق بمباحث مذكور في الذريعة
2 حاشية على الكفاية 3 رسالة في المعاني الحرفية 4 رسالة في
تبعض الاحكام لتبعض الأسباب والثلاث الأخيرة ذكرها المعاصر السيد
محمد صادق الطباطبائي فيما كتب به إلينا وذكر معها رسالة في الوضع
وأقسامه وكأنها هي المعبر عنها في الذريعة بالأوضاع اللفظية كما مر.
حيدر بن أيوب.
في التعليقة: روى عنه صفوان بن يحيى وفي العيون في الصحيح عن
علي بن الحكم عنه كنا في موضع يعرف بقبا فيه محمد بن زيد بن علي فجاء
بعد الوقت الذي كان يجيئنا فيه فقلنا له جعلنا فداك ما حبسك قال دعانا أبو
إبراهيم اليوم سبعة عشر رجلا من ولد علي وفاطمة فأشهدنا لعلي ابنه
بالوصية والوكالة في حياته وبعد موته إلى أن قال علي بن الحكم مات حيدر
وهو شاك اه‍ على هذا فهو من الواقفة.
الشيخ موفق الدين حيدر بن بختيار بن الحسن السنسني نزيل الري.
في فهرس منتجب الدين صالح عالم فقيه.
السيد حيدر التبريزي الحائري
يأتي بعنوان حيدر بن علاء الدين بن علي بن الحسن الحسني
التبريزي الحائري.
حيدر جد الملوك الصفوية بن جنيد بن إبراهيم بن علي بن موسى بن صفي
الدين اسحق الذي ينسب إليه الملوك الصفوية بن جبرائيل بن صالح بن
أحمد بن رشيد بن محمد الحافظ كلام الله بن عوض الخواص ابن فيروز شاه
درين كلاه بن محمد شرف شاه بن محمد بن أبي الحسن بن محمد بن
إبراهيم بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن محمد بن أحمد العراقي بن محمد
قاسم بن حمزة بن حمزة بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد
الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب ص الصفوي الأردبيلي.
قتل سنة 893 كان من المتصوفة هو وجملة من آبائه. وفي البدر الطالع: كان هو
وسلفه مشايخ متصوفة يعتقدهم الملوك ويعظمهم الناس ويقفون عندهم في
زواياهم وكان تيمور يعتقد موسى بن إسحاق وشاه رخ يعتقد علي بن
موسى فلما جلس جنيد في الزاوية كثر اتباعه فتوهم منه صاحب أذربيجان
فأخرجه هو وأتباعه وقتله سلطان شروان ثم اجتمعوا بعد مدة على حيدر
فالبس التيجان الحمر فسماهم الناس قزل باش فصار كأحد السلاطين فقتل
اه‍. ثم صار أولاده ملوكا وأولهم الشاه إسماعيل بن حيدر ومر في بابه ولم
يكن آباؤه ملوكا لكنهم كانوا من مشايخ الصوفية فلقبوا بالسلاطين لذلك
وجلس حيدر على سجادة الخلافة بعد أبيه وكثر اتباعه حتى ألبس التاج
الذي له اثنتا عشرة تركيبة إشارة إلى مذهب الاثني عشرية وخاطبوه
بالسلطان كآبائه.
الأمير حيدر الحرفوشي الخزاعي البعلبكي.
توفي سنة 1774 م 1193 ه.
هو أحد أمراء بني الحرفوش الذي تولوا امارة بلاد بعلبك والبقاع عدة
قرون وهم من خزاعة ولهم تاريخ حافل بالوقائع الكثيرة لكنه لعدم تدوينه
جاء متقطعا غير منتظم ولم يسلم من التشويه وكانوا أهل شهامة وشجاعة
وأخلاق عربية سامية اما المترجم فوجدنا نتفا من أخباره في تاريخ بعلبك
وكتاب دواني القطوف نقلناها كما وجدناها على ما في بعضها من تناقض ففي
تاريخ بعلبك انه في سنة 1702 م 1121 ه كان حاكم بعلبك الأمير
حسين الحرفوشي ثم قتل سنة 1724 م 1143 ه وخلفه ابن عمه الأمير
إسماعيل ثم ولي بعده الأمير حيدر وهو الذي ارتحل إليه الشيخ منصور
الشدياق سنة 1741 م 1160 ه. وكان هذا الأمير عاتبا فهجر كثيرون
المدينة لثقل وطأة الامراء عليهم وفي دواني القطوف تولى الأمير حيدر حكم
بعلبك من سنة 1763 م 1182 ه إلى قرب وفاته سنة 1774 م 1193
ه واشتهر بحبه للعدل ودماثة أخلاقه فخلفه اخوه الأمير مصطفى قبل موته
بقليل لأنه كان قد عجز عن القيام بأعباء الولاية لهرمه اه‍. وفي تاريخ
بعلبك انه في سنة 1748 م 1167 ه أناط أسعد باشا العظم والي
دمشق أمور بعلبك بالأمير ملحم الشهابي لكنه ما لبث ان نقم عليه لتأخره
عن دفع المرتبات فحاربه وانضم إليه الأمير حيدر الحرفوشي ثم سافر أسعد
باشا إلى الحج فاغتنم الأمير ملحم فرصة غيابه وأرسل جيشا إلى بلاد بعلبك
وأزاح الأمير حيدر عن الحكم وولى مكانه أخاه الأمير حسينا فلما عاد أسعد
باشا من الحج أخذ يعبئ العساكر للتنكيل بالأمير ملحم فخانته الاقدار
وغضب عليه السلطان فامر بقتله فقتل فبقي الأمير حسين واليا على بلاد
بعلبك وخرج الأمير حيدر إلى بلاد القلمون شرقي بعلبك ثم ذكر انه في
سنة 1751 م 1170 ه جاء إلى بعلبك مهندسان انكليزيان لرسم هياكلها
ووضعا في ذلك كتابا وذكرا في مقدمته ان ورودهما إليها كان في امارة الأمير
حسين المذكور وان أخاه الأمير حيدر كان لا يزال في مقدمة عصابة وانه دهم
قرية عرسال قبل ورودهما فنهبهما وانه بعد سفرهما من بعلبك بلغهما مقتل
الأمير حسين وان القاتل له أخوه حيدر الذي تولى مكانه ثم قال في سنة
1763 م 1182 ه تمكن الأمير حيدر الحرفوشي من القبض على أزمة
الاحكام وبقي سائدا إلى أن توفي سنة 1774 م 1193 ه وكان قد هرم
كثيرا فتولى مكانه اخوه الأمير مصطفى اه‍. وفي هذه الأنقال مواضع
للنظر.
أولا قول صاحب تاريخ بعلبك ان الأمير حيدر ولي بعد الأمير
إسماعيل وان الشدياق التجأ إليه سنة 1741 م ينافي قوله وقول دواني
القطوف ان مبدأ ولاية الأمير حيدر سنة 1763 م وكذا ما يفهم من تاريخ
بعلبك ان الأمير حيدر كان واليا عليها سنة 1748 م.
ثانيا قول دواني القطوف اشتهر بحبه للعدل الخ ينافي قول تاريخ
بعلبك انه كان عاتبا الخ.
السيد حيدر ابن السيد حسين ابن السيد علي الموسوي اليزدي
توفي في حدود سنة 1260.
عالم فاضل أديب كامل من تلاميذ السيد مهدي بحر العلوم
الطباطبائي واجازه شيخه المذكور بإجازة مبسوطة بتاريخ 1209 من جملتها
وكان ممن جد في الطلب وبذل الجهد في تحصيل هذا المطلب وفاز بسعادتي

265
العلم والعمل وحاز منهما الحظ الأوفر الأكمل ولدنا الحسيب النسيب العالم
الفاضل الأديب الأريب ذو الفطنة الوقادة والقريحة النقادة والأخلاق الكريمة
والفطرة المستقيمة الأعز الأبر الأفخر السيد حيدر ابن السيد حسين ابن السيد
علي الموسوي أصلا ونسبا اليزدي مسكنا ومنتسبا وفقه الله تعالى للعروج إلى
أعلى معارج العلماء والارتقاء إلى أقصى مدارج الفقهاء العرفاء وقد استجازني
بعد أن قرأ علي شطرا وافيا من الحديث والفقه وغيرهما قراءة بحث وتحقيق
وتعمق وتدقيق قد كشفت عن نظر دقيق وفكر صائب رشيق وانه بالإجازة
حري حقيق فأجزت له أسعد جده وضاعف كده وجده ان يروي عني
الكتب الأربعة التي عليها المدار في جميع الأقطار اه‍. ووصفه صاحب
شذور العقيان بالفاضل العالم المنشئ الأديب.
السيد حيدر ابن السيد حسين آل مرتضى العاملي العيثاوي
توفي سنة 1336 في أثناء الحرب العامة الأولى.
عالم فاضل معاصر جميل الأخلاق كريم الطباع قرأ في جبل عامل ثم
سافر مع أخيه السيد جواد إلى العراق ثم عاد اخوه إلى الجبل وبقي هو ثم
رجع اخوه إلى العراق وجاء إلى جبل عامل ودرس في المدرسة التي كان
أنشأها اخوه في قرية عيثا الزط قرب تبنين وتوفي في أثناء الحرب العامة.
أبو سليمان السيد حيدر بن سليمان بن داود بن سليمان بن داود بن
حيدر بن أحمد بن عمر بن شهاب بن علي بن محمد بن عبد الله بن
أبي القاسم بن أبي البركات بن القاسم بن علي بن شكر بن محمد بن أبي محمد
الحسين الأسمر بن شمس الدين النقيب بن أبي عبد الله أحمد بن أبي الحسين
علي بن أبي طالب محمد بن أبي علي عمر الشريف بن يحيى بن أبي عبد الله
حسين النسابة ابن احمد المحدث ابن أبي علي عمر بن يحيى بن الحسين ذي
الدمعة ابن زيد الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
الحسيني الحلي.
ولد بالحلة في شعبان سنة 1240 أو 42 أو 46 وتوفي فيها تاسع ربيع
الثاني سنة 1304 وحمل إلى النجف فدفن في الصحن الشريف امام الرأس
الشريف.
كان شاعرا مجيدا من أشهر شعراء العراق أديبا ناثرا جيد الخط نظم
فأكثر ولا سيما في رثاء الحسين ع ومدائح ومراثي أهل البيت ع
وله مدائح ومراث وتهان كثيرة في سادات آل القزويني الأعاظم في
الحلة والنجف وفي آل كبة البغداديين الكرام بل جل شعره مستنفد في هذه
الموارد الثلاث ووجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته انه
نشأ في حجر عمه السيد مهدي شهما أديبا وقورا تقيا عليه سمات العلماء
الأبرار كثير العبادة والنوافل كريم الطبع فاق شعراء عصره في رثاء الحسين
ع وفي الطليعة كان شاعرا بارعا غير منازع وله إلمام بالعربية
مصنفا تقيا ناسكا ويتقرب الله تعالى من مدح أهل البيت بالسبب الأقوى.
بعض ما يحكى عنه
في الطليعة: اخبرني السيد حسن ابن السيد هادي الكاظمي قال
اخبرني السيد حيدر الحلي قال رأيت في المنام فاطمة الزهراء ع
فاتيت إليها مسلما عليها مقبلا يديها فالتفتت إلي وقالت:
أناعي قتلى الطف لا زلت ناعيا * تهيج على طول الليالي البواكيا
فجعلت أبكي وانتبهت وانا أردد هذا البيت فجعلت أتمشى وأنا
أبكي وأريد التتميم ففتح الله علي ان قلت:
أعد ذكرهم في كربلا ان ذكرهم * طوى جزعا طي السجل فؤاديا
إلى آخر القصيدة قال ثم أوصى ان تكتب وتوضع معه في كنفه.
وقيل إنه لما نظم قصيدته العينية في رثاء الحسين ع التي
أولها:
هل عهدنا الربوع وهي ربيع * أين لا أين آنسها المجموع
أنشدها بعض أدباء الحلة فلما وصل فيها إلى قوله:
سبق الدمع حين قلت سقتها * فتركت السما وقلت الدموع
قال له ذلك الأديب لو قلت الحيا بدل السما لكان أنسب فقال له إذا
أكون مثلك فأخجله.
مؤلفاته
1 ديوان شعره كبير مطبوع 2 العقد المفصل في قبيلة المجد
المؤثل يعني آل كبة وهو كتاب أدبي ألفه باسم الحاج محمد حسن ابن الحاج محمد صالح.
شعره
من شعره قوله:
ان لم اقف حيث جيش الموت يزدحم * فلا مشت بي في طرق العلى قدم
لا بد ان أتداوى بالقنا فلقد * صبرت حتى فؤادي كله ألم
عندي من العزم سر لا أبوح به * حتى تبوح به الهندية الخذم
لا أرضعت لي العلى ابنا صفو درتها * ان هكذا ظل رمحي وهو منفطم
الية بظبى قومي التي حمدت قدما * مواقعها الهيجاء لا القمم
لأحلبن ثدي الحرب وهي قنا * لبانها من صدور الشوس وهو دم
إلى أن يقول في رثاء الحسين ع:
هذا المحرم قد وافتك صارخة * مما استحلوا به أيامه الحرم
يملأن سمعك من أصوات ناعية * في مسمع الدهر من أعوالها صمم
تنعى إليك دماء غاب ناصرها * حتى أريقت ولم يرفع لكم علم
مسفوحة لم تجب عند استغاثتها * الا بأدمع ثكلى شفها الألم
حنت وبين يديها فتية شربت * من نحرهم نصب عينيها الظبى الخذم
موسدون على الرمضاء تنظرهم * حرى القلوب على ورد الردى ازدحموا
سقيا لثاوين لم تبلل مضاجعهم * الا الدماء والا الأدمع السجم
أفناهم صبرهم تحت الظبى كرما * حتى قضوا ورداهم ملؤه كرم
وخائضين غمار الموت طافحة * أمواجها البيض بالهامات تلتطم
مشوا إلى الحرب مشي الضاريات لها * فصارعوا الموت فيها والقنا اجم
ولا غضاضة يوم الطف ان قتلوا * صبرا بهيجاء لم تثبت لها قدم

266
فالحرب تعلم أن ماتوا بها فلقد * ماتت بها منهم الأسياف لا الهمم
أبكيهم لعوادي الخيل ان ركبت * رؤوسها لم تكفكف عزمها اللجم
وللسيوف إذا الموت الزؤام غدا * في حدها هو والأرواح يختصم
وحائرات إطار القوم أعينها * رعبا غداة عليها خدرها هجموا
كانت بحيث عليها قومها ضربت * سرادقا ارضه من عزمهم حرم
يكاد من هيبة ان لا يطوف به * حتى الملائك لولا أنهم خدم
فغودرت بين أيدي القوم حاسرة * تسبى وليس لها من فيه تعتصم
نعم لوت جيدها بالعتب هاتفة * بقومها وحشاها ماؤه ضرم
عجت بهم مذ على ابرادها اختلفت * أيدي العدو ولكن من لها بهم
نادت ويا بعدهم عنها معاتبة * لهم ويا ليتهم من عتبها أمم
قومي الأولى عقدت قدما مآزرهم * على الحمية ما ضيموا ولا اهتضموا
عهدي بهم قصر الأعمار شانهم * لا يهرمون وللهيابة الهرم
ما بالهم لا عفت منهم رسومهم * قروا وقد حملتنا الأينق الرسم
يا غاديا بمطايا العزم حملها * هما تضيق به الأضلاع والحزم
عرج على الحي من عمرو العلى فارح * منهم بحيث اطمأن الباس والكرم
وحي منهم حماة ليس بابنهم * من لا يرف عليه في الوغى العلم
المشبعين قرى طير السما ولهم * بمنعة الجار فيهم يشهد الحرم
والهاشمين وكل الناس قد علموا * بان للضيف أو للسيف ما هشموا
كماة حرب ترى في كل بادية * قتلى بأسيافهم لم تحوها الرجم
قف منهم موقفا تغلي القلوب به * من فورة العتب وأسال ما الذي بهم
جفت عزائم فهرام ترى بردت * منها الحمية أم قد ماتت الشيم
أم لم تجد لذع عتبي في حشاشتها * فقد تساقط جمرا من فمي الكلم
أين الشهامة أم أين الحفاظ أما * يأبى لها شرف الأحساب والكرم
تسبى حرائرها في الطف حاسرة * ولم تكن بغبار الموت تلتثم
لمن أعدت عتاق الخيل ان قعدت * عن موقف هتكت منها به الحرم
فما اعتذارك يا فهر ولم تثبي * بالبيض تثلم أو بالسمر تنحطم
اجل نساؤك قد هزتك عاتبة * وأنت من رقدة تحت الثرى رمم
فلتلفت الجيد عنك اليوم خائبة * فما غناؤك حالت دونك الرجم
وقال في رثاء الحسين ع:
أبا حسن أبناؤك اليوم حلقت * بقادمة الأسياف عن خطة الخسف
ثنت عطفها نحو المنية إذ أبت * بان تغتدي للذل مثنية العطف
لقد حشدت حشد العطاش على الردى * عطاشى وما بلت حشى بسوى اللهف
قضت حيث لم تذمم لها الحرب موقفا * ولا قبضت بالرغم منها على كف
سل الطف عنهم أين بالأمس طنبوا * وأين استقلوا اليوم عن عرصة الطف
وهل زحف هذا اليوم أبقى لحيهم * عميد وغى يستنهض الحي للزحف
فلا وأبيك الخير لم يبق منهم * قريع وغى يقري القنا مهج الصف
مشوا تحت ظل المرهفات جميعهم * بأفئدة حرى إلى مورد الحتف
فتلك على الرمضاء صرعى رجالهم * ونسوتهم هاتيك اسرى على العجف
فان التي لم تبرح الخدر أبرزت * عشية لا كهف فتاوي إلى كهف
لقد رفعت عنها يد القوم سجفها * وكان صفيح الهند حاشية السجف
وقد كان من فرط الخفارة صوتها * يغض فغض اليوم من شدة الضعف
وهاتفة ناحت على فقد ألفها * كما هتفت بالدوح فاقدة الألف
لقد فزعت من هجمة الخيل ولها * إلى ابن أبيها وهو فوق الثرى مغف
ونادت عليه حين ألفته عاريا * على جسمه تسفي صبا الريح ما تسفي
حملت الرزايا قبل يومك كلها * فما انقضت ظهري ولا أوهنت كتفي
ولاويت من دهري جميع صروفه * فلم يلو صبري قبل يومك في صرف
ثكلتك حين استعضل الخطب واحدا * أرى كل عضو منك يغني عن الألف
بودي لو أن الردى كان مرقدي * ولا ابن أبي نبهت من رقدة الحتف
ويا لوعة لو ضمني اللحد قبلها * ولم أبد بين القوم خاشعة الطرف
وله في رثائه:
وسامته يركب إحدى اثنتين * وقد صرت الحرب أسنانها
فاما يرى مذعنا أو تموت * نفس أبى العز إذعانها
فقال لها اعتصمي بالاباء * فنفس الابي وما زانها
إذا لم تجد غير لبس الهوان * فبالموت تنزع جثمانها
ترى القتل صبرا شعار الكرام * وفخرا يزين لها شانها
فشمر للحرب في معرك * به عرك الموت فرسانها
وأضرمها لعنان السماء * حمراء تلفح أعنانها
ركين وللأرض تحت الكماة * رجيف يزلزل ثهلانها
أقر على الأرض من ظهرها * إذا ململ الرعب أقرانها
تزيد الطلاقة في وجهه * إذا غير الخوف ألوانها
ولما قضى للعلى حقها * وشيد بالسيف بنيانها
ترجل للموت عن سابق * له أخلت الخيل ميدانها
ثوى زائد البشر في صرعة * له العز حبب لقيانها
كان المنية كانت لديه * فتاة تواصل خلصانها
جلتها له البيض في موقف * به أثكل السمر خرصانها
فبات بها تحت ليل الكفاح * طروب النقيبة جذلانها
وأصبح مشتجرا للرماح * تحلي الدما منه مرانها
عفيرا متى عاينته الكماة * يختطف الرعب ألوانها
فما أجلت الحرب عن مثله * ضريعا يجبن شجعانها
تريب المحيا تظن السماء * بان على الأرض كيوانها
غريبا أرى يا غريب الطفوف * توسد خدك كثبانها
وقتلك صبرا بأيد أبوك * ثناها وكسر أوثانها
وله يرثيه ع:
أناعي قتلى الطف لا زلت ناعيا * تهيج على طول الليالي البواكيا
أعد ذكرهم في كربلا ان ذكرهم * طوى جزعا طي السجل فؤاديا
ودع مقلتي تحمر بعد ابيضاضها * بعد رزايا تترك الدمع داميا
ستنسى الكرى عيني كان جفونها * حلفن بمن تنعاه ان لا تلاقيا
وتعطي الدموع المستهلات حقها * محاجر تبكي بالغوادي غواديا
وأعضاء مجد ما توزعت الظبى * بتوزيعها الا الندى والمعاليا
لئن فرقتها آل الحرب فلم تكن * لتجمع حتى الحشر الا المخازيا
ومما يزل القلب عن مستقره * ويترك زند الغيظ للحشر واريا
وقوف بنات الوحي عند طليقها * بحال بها يشجين حتى الأعاديا
لقد ألزمت كف البتول فؤادها * خطوب يشيح القلب منهن واهيا
وغودر منها ذلك الضلع لوعة * على الجمر من هذي الرزية حانيا

267
أبا حسن حرب تقاضيك دينها * إلى أن أساءت في بنيك التقاضيا
مضوا عطري الابراد يأرج ذكرهم * عبيرا تهاداه الليالي غواليا
غذاة ابن أم الموت اجرى فرنده * يعزمهم ثم انتضاهم مواضيا
وأسرى بهم نحو العراق مباهيا * بأوجههم تحت الظلام الدراريا
تناذرت الأعداء منه ابن غابة * على نشزات الغيل أصحر طاويا
تساوره أفعى من الهم لم تجد * لسورتها شيئا سوى السيف شافيا
فصمم لا مستعديا غير همة * تفل له العضب الجراز اليمانيا
وأقدم لا مستسقيا غير عزمة * تعيد غرار السيف بالدم راويا
بيوم صبغن البيض وجه نهاره * على لابسي هيجاه قانيا
ترقت به عن خطة الضيم هاشم * وقد بلغت نفس الجبان التراقيا
لقد وقفوا في ذلك اليوم موقفا * إلى الآن لا يزداد الا معاليا
هم الراضعون الحرب أول درها * ولا حلم يرضعن الا العواليا
بكل ابن هيجاء تربى بحجرها * عليه أبوه السيف لا زال حانيا
طويل نجاد السيف فالدرع لم يكن * ليلبسه الا من الصبر ضافيا
يرى السمر يحملن المنايا شوارعا * إلى صدره ان قد حملن الأمانيا
من القوم أقمار الندى وجوههم * يضئن من الآفاق ما كان داجيا
مناجيد طلاعون كل ثنية * يبيت عليها ملبد الحتف جاثيا
ولم تدر ان شدوا الحبا أحباهم * ضممن رجالا أم جبالا رواسيا
وله يرثيه:
لعمري لئن لم يقض فوق وسادة * فموت أخي الهيجاء غير موسد
وان أكلت هندية البيض شلوه * فلحم كريم القوم طعم المهند
وان لم يشاهد قتله غير سيفه * فذاك أخوه الصدق في كل مشهد
لقد مات لكن ميتة هاشمية * لهم عرفت تحت القنا المتقصد
كريم أبي شم الدنية أنفه * فاشممه شوك الوشيج المسدد
وقال قفي يا نفس وقفة وارد * حياض الردى لا وقفة المتردد
رأى أن ظهر الذل أخشن مركبا * من الموت حيث الموت عنه بمرصد
فاثر ان يسعى على جمرة الوغى * برجل ويعطي المقادة عن يد
وله يرثيه أيضا:
يلقي الكتيبة مفردا * فتفر دامية الجراح
وبهامها اعتصمت مخافة * بأسه بيض الصفاح
وتسترت منه حياء * في الحشا سمر الرماح
فترى الجسوم على الصعيد * كأنها بدر الأضاحي
ما زال يورد رمحه * في القلب منها والجناح
وحسامه في الله * يسفح من دماء بني السفاح
حتى دعاه إليه ان * يغدو فلبى بالرواح
ورقى إلى أعلى الجنان * معارج الشرف الصراح
وبنات فاطمة غدت * حسرى تجاوب بالنياح
أضحت بأجرد صفصف * متوقد الرمضاء ضاح
من بعد ما ان كن في * حرم أجل من الضراح
عجبا لها تغدو سبايا * وهي من حي لقاح
الله أكبر يا جبال * تدكدكي فوق البطاح
فبنات احمد قد غدت * تهدى لمذموم الرواح
منهلة العبرات بح * الندب من عظم المناح
يندبن أول منجد * يوم الوغى لهف الصياح
وينحن من جزع على * أندى البرية بطن راح
وله في رثائه:
ماذا يهجيك ان صبرت * لوقعة الطف الفظيعة
أترى تجئ فجيعة * بأمض من تلك الفجيعة
حيث الحسين على الثرى * خيل العدى طحنت ضلوعه
قتلته آل أمية * ظام إلى جنب الشريعة
ورضيعه بدم الوريد * مخضب فاطلب رضيعه
يا غيرة الله اهتفي * بحمية الدين المنيعة
ما ذنب أهل البيت حتى * منهم أخلوا ربوعه
تركوهم شتى * مصائبهم وأجمعها فظيعه
فمغيب كالبدر ترتقب * الورى شوقا طلوعه
ومكابد للسلم قد * سقيت حشاشته نقيعه
ومضرج بالسيف آثر * عزه وأبى خضوعه
فقضى كما اشتهت الحمية * تشكر الهيجا صنيعه
ومصفد لله سلم * امر ما قاسى جميعه
وسبية باتت بأفعى * لهم مهجتها لسيعه
سلبت وما سلبت محامد * عزها الغر البديعة
تدعو ومن تدعو وتلك * كفات دعوتها صريعه
واها عرانين العلى * عادت أنوفكم جديعه
حملت ودائعكم إلى * من ليس يعرف ما الوديعه
آل الرسالة لم تزل * كبدي لرزئكم صديعه
ولكم أروض من ألقوا * في كل فاركة شموعه
فتقبلوها انني * لغد أقدمها ذريعه
أرجو بها في الحشر راحة * هذه النفس الهلوعه
وعليكم الصلوات ما * حنت مطوقة سجوعه
وقال يرثيه:
هذي أمية لا سرى في قطرها * غض النسيم ولا استهل قطار
لبست بما صنعت ثياب خزاية * سودا تولى صبغهن العار
أضحت برغم أنوفكم ما بينها * بنسائكم تتقاذف الأمصار
من كل باكية تجاوب مثلها * نوحا بقلب الدين منه أوار
شهدت قفار البيدان ان دموعها * منها القفار غدون وهي غمار
حملت على الأكوار بعد خدورها * الله ماذا تحمل الأكوار
ومروعة تدعو وحافل دمعها * ما بين أجواز الفلا تيار
أمجشما أنضاء أغباب السرى * بهماء تمنع قطعها الاخطار
مرهوبة الجنباب قاتمة الضحى * ما للأسود بقاعها أصحار
ابدا يموج مع السراب شجاعها * من حر ما يقد النقي المنهار
تهوي سباع الطير حين تجوزها * موتى وما للسيد فيها غار
يطوي مخارم بيدها بمصاعب * للريح دون ذميلها أحصار
من كل جانحة تقاذفها الربى * ويشوقها الأنجاد والأغوار
حتى تريح بعقر دار لم تزل * حرما تجانب ساحها الاقدار

268
منعت طروق الضيم فيها غلمة * يسري لواء العزاني ساروا
سمة العبيد من الخشوع عليهم * لله ان ضمتهم الأسحار
وإذا ترجلت الضحى شهدت لهم * بيض القواضب انهم أحرار
وله يرثيه:
عثر الدهر ويرجو ان يقالا * تربت كفك من راج محالا
اي عذر لك في عاصفة * نسفت من لك قد كانوا الجبالا
انزعوا بعد ما جئت بها * تنزع الأكباد بالوجد اشتعالا
قتلت عذرك إذ أنزلتها * بالذرى من هاشم تدعو نزالا
نلت ما نلت فدع كل الورى * عنك أو فاذهب بمن شئت اغتيالا
وتجملت ولكن هذه * سلبت وجهك لو تدري الجمالا
لا أقالتني المقادير إذا * كنت ممن لك يا دهر اقالا
المطاعين إذا شبت وغى * والمطاعيم إذا هبت شمالا
والمحامين على أحسابهم * جهد ما تحمي المغاوير الحجالا
أسرة الهيجاء أتراب الظبى * حلفاء السمر سحبا واعتقالا
فهم الأطواد حلما وحجى * والظبا والأسد غربا وصيالا
ولهم كل طموح لا يرى * خد جبار الوغى الا نعالا
ان دعوا هبوا إلى داعي الوغى * وإذا النادي احتبى كانوا ثقالا
أهزل الأعمار منهم قولهم * كلما جد الوغى زيدي هزالا
كل وطاء على شوك القنا * اثر مشاء على الجمر اختيالا
وقفوا والموت في قارعة * لو بها أرسي ثهلان لزالا
فأبوا الا اتصالا بالظبى * وعن الضيم من الروح انفصالا
أرخصوها للعوالي مهجا * قد شراها منهم الله تعالى
نسيت نفسي جسمي أو فلا * ذكرت الا عن الدنيا ارتحالا
حين تنسى أوجها من هاشم * ضمها الترب هلالا فهلالا
أفتديهم وبمن ذا افتدى * من لهلاك الورى كانوا الثمالا
عترة الوحي غدت في قتلها * حرمات الله في الطف حلالا
قتلت صبرا على مشرعة * وجدت فيها الردى أصفى سجالا
يوم آلت آل حرب لا شفت * حقدها ان تركت لله آلا
يا حشى الدين ويا قلب الهدى * كابدا ما عشتما داء عضالا
تلك أبناء علي غودرت * بدماها القوم تستشفي ضلالا
ومن شعره الذي لم يطبع في ديوانه قوله:
ولما سرى الحادي بكم فاستفزني * ونادى منادي البين ان لا تلاقيا
ربطت الحشا بالراحتين ولم أخل * تطيح شظايا مهجتي من بنيانا
وعندي مما ثقف البين أضلع * غدون على جمر الفراق حوانيا
وعين بلا غمض كان جفونها * حلفن بمن تهواه ان لا تلاقيا
ومن شعره قوله في احمد مدحة باشا والي بغداد بالتماس الحاج
مصطفى كبة البغدادي:
لي قواف في جنبها البحر رشه * سلسلتها روية لي سمحه
مدح الدهر حسنها غير أني * لست أرضى بها لأحمد مدحه
وقوله:
نفحات السرور أحيت حبيبا * فحبتنا من النسيب نصيبا
وأعادت لنا صريع الغواني * يسترق الغرام والتشبيبا
نعمتنا بناعم الجيد غصن * قد كساه الشباب بردا قشيبا
زارنا والنسيم نم عليه * فكان النسيم كان رقيبا
ما نضا برقع المحاسن الا * لبس البدر للحياء الغروبا
فعلى بانة يجيل وشاحا * وعلى نير يزر جيوبا
كم لحاني العذول ثم رآه * فغدا شيقا إليه طروبا
جاءني لائما فعاد حسودا * رب داء سرى فأعدى الطبيبا
يا نديمي أطربت سمعي بلمياء * ويا رب زدتني تعذيبا
لي فيها جعلت ألف رقيب * ولشهب السما جعلت رقيبا
ذات قد تكاد تقصف منه * نسمات الدلال غصنا رطيبا
فأعد ذكرها لسمعي فقلبي * كاد شوقا لذكرها ان يذوبا
بربيب حوى بديع جمال * فيه قد أخجل الغزال الربيبا
مبسما واضحا وطرفا كحيلا * وحشى مخطفا وكفا خضيبا
وكورد الرياض وجنة خد * يقطف اللثم منه وردا عجيبا
ما أجد الفتور لحظك الا * وبلب اللبيب كان لعوبا
ولما توفي رثاه جماعة من الشعراء كالسيد إبراهيم الطباطبائي والسيد
محمد سعيد الحبوبي النجفيين ومن الحليين الشيخ حمادي بن نوح والشيخ
حسون بن عبد الله والشيخ محمد بن الملا حمزة والحاج حسن القيم وولده
السيد حسين وابن أخيه السيد عبد المطلب فمن قصيدة السيد محمد سعيد
التي يرثي بها المترجم ويعزي عنه السيد محمد وأخاه السيد حسين ولدي
السيد مهدي القزويني والسيد حسين ولد المترجم وابن عمه السيد عبد
المطلب:
ابن لي نجوى ان أطقت بيانا * ألست لعدنان فما ولسانا
وأبلغ خطابا فالخطابة سلمت * لكفيك منها مقودا وعنانا
وجل يا جواد السبق في حلباتها * فهاشم سامت للسباق رهانا
أغيث الأيادي قد تقشع غيثها * وحين المعادي كيف حينك حانا
صرعت وما خلت الردى يصرع الردى * لعمري وما يفني الزمان زمانا
فيا صارما لاقى من الموت صارما * بلى وسنانا ذاق منه سنانا
رماك الردى فينا بماضي سهامه * فأصمى لأحشاء الكمال جنانا
أجوهرة الدنيا التي قد تزينت * به واكتست من بشره اللمعانا
حجى حملت منك الرقاب وسؤددا * يعدان في الشم الرعان رعانا
كان رواسي الهضب أجنحة القطا * عليك لما ألزمتها الخفقانا
كان مجاري الدمع أودية الحيا * تديم عليك الوكف والهملانا
وما خلت ان الفضل آخر عهده * صبيحة عاتبنا به الحدثانا
فيا صعدة قد أقصدت فتقصدت * بمن بعدك العليا تؤم طعانا
فكم لك إذ تدعو ابن احمد ندبة * تزلزل رضوى أو تزيل أبانا
أطلت ولم تملل بكاك عليهم * فطال ولم نملل عليك بكانا
وكم قولة اتبعتها صدق فعلة * وكم قائل قال الصواب فمانا
لقد كنت في الدنيا مقارن سعدها * عقيدين لكن قد وفيت وخانا

269
امنت عليك الحتف انك حتفه * وهل تركت أيدي المنون أمانا
بلى نحن في طيف الكرى وتظننا * من السكر يقظى لا بطيف كرانا
بمعشوقة لم ترع ذمة عاشق * وشنانة لم نولها الشنانا
إلى النزوان العيس تلوي أعنة * وهيهات ليست تملك النزوانا
وليست تشيم البرق من أبرق الحمى * بلى قد تشم الشيح والعلجانا
وليست تنال الري عبا وعلها * إذا ظمئت ان تبلغ الرشفانا
فيا أخوي المدلجين كليهما * إذا جزتما الجرعاء فانتضرانا
ويا صاحبي لا تلو عنها معرقا * هلم لننعى من نحب كلانا
ولا تدع للنهج الذي أنت ناهج * سوى من يرى نار الحبيب عيانا
وقم نجتلي النار التي قال خابط * من الناس حسبي ان رأيت دخانا
فمن للقوافي الغر بعدك حيدر * يساجل فيها دائنا ومدانا
فكم درر أهديتها لمحمد * فكنت كمن حلى الجمان جمانا
هو ابن أبي شيخ الأباطح طالب * فقر مكينا في العلى ومكانا
يعد صوابا كل مدح يزوره * وان جازه أعددته الهذيانا
نحت بيته العليا فقر قرارها * ولولاه فرت تالف الجولانا
أناخت بمغناه مناخ إقامة * حميدا وألقت كلكلا وجرانا
وهل كلكل الوجناء يمسك كورها * إذا أنت لم تشدد عليه بطانا
ولن يملك العلياء الا موقف * أعين على علاتها وأعانا
لئن كان عن ريح الصبا خف طبعه * لما أدركت رضوى حجاه وزانا
رأى الغيب حقا رأي عين مشاهد * فاعرب عن مكنونه وأبانا
وحسب حسين انه من محمد * كما هو منه خيرة وعيانا
رضيعي لبان ثدي أم تحالفا * الا طاب ذياك اللبنان لبانا
توركتما يا سيدي كلاكما * شوارف مجد لم يزلن هجانا
وبالأنجبين الأطيبين تعزيا * اجل بهما عظم الرزية هانا
عينت حسينا والأغر ابن عمه * جوادي رهان حائزين رهانا
سقى مستهل العفو تربة حيدر * وان حل منها روضة وجنانا
ودونكماها وردة في أوانها * فان لأثمار القريض أوانا
وحسناء قد وافت امام كواكب * تطلعن في وشي الجمال حسانا
مهذبة ألفاظها عربية * مذهبة أبياتها تتدانى
عراقية بكر المعاني تخالها * لهلهلة في لفظهن عوانا
شرود القوافي لم تطع كف لامس * فما برحت خلف الحجاب حصانا
تضيف إلى علم المعاني معانيا * وتنسق من علم البيان بيانا
الا واملكوا رق الزمان بقيتم * بقية ما أبقى المليك زمانا
أبو القاسم حيدر بن شعيب بن عيسى الطالقاني نزيل بغداد.
قال النجاشي حيدر بن شعيب له كتاب قال حميد بن زياد سمعت
كتابه من أبي جعفر محمد بن عباس بن عيسى في بني عامر وذكره الشيخ في
رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال حيدر بن شعيب بن عيسى
الطالقاني خاصي خاص نزيل بغداد يكنى أبا القاسم روى عنه
التلعكبري وسمع منه سنة 326 وروى كتب الفضل بن شاذان عن أبي
عبد الله محمد بن نعيم بن سادان المعروف بالشاذاني ابن أخي الفضل وله منه
إجازة وفي الخلاصة حيدر بن شعيب الطالقاني خاص اه‍. قول الشيخ
خاص أو خاصي اي من الشيعة وفي التعليقة عن خاله المجلسي انه اخذه
مدحا وتأمل هو فيه باحتمال إرادة كونه من الشيعة مقابل قولهم عامي لا انه
من خواصهم أقول الظاهر من كلمة خاصي أو خاص انه من الشيعة
واحتمال انه من خواصهم بعيد ان لم يكن مقطوعا بعدمه وفي التعليقة أيضا
كونه شيخ إجازة يشير إلى الوثاقة أقول ولعله لذلك ذكره العلامة في
الخلاصة وابن داود في القسم الأول وعده بعضهم ممدوحا والحق انه لا
يقصر عن الوثاقة.
التمييز
يأتي في حيدر بن محمد بن نعيم الآتي.
السيد حيدر صاحب الكشكول
فيما جرى لآل الرسول.
يأتي بعنوان حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني الآملي.
السيد حيدر الصوفي العارف.
يمكن كونه الآملي الآتي ولكن صاحب الذريعة قال إن السيد حيدر
الصوفي العارف غير الآملي.
: السيد حيدر بن السيد محمد حسن نور الدين الموسوي العاملي صاحب
شرح الشواهد هو من سادات آل نور الدين الكرام المنتشرين في النبطية الفوقا
وجباع وجويا ودمشق وغيرها.
ولد سنة 1147 وكان حيا سنة 1187.
له شرح الشواهد وقد وجدت نسخة مخطوطة من هذا الكتاب عند
الشيخ محمد حسين الزين العاملي وكتب عنه في مجلة العرفان م 37 ص
416 انه ذكر في أوله اسمه حيدر بن محمد حسن الموسوي العاملي النباطي
مولدا وان الكتاب شرح لشواهد شرحي ابن الناظم والسيوطي على ألفية
ابن مالك وشرح القطر لابن هشام وان اسمه محل القلائد في شرح الشواهد
وانه كتاب كبير عدد صفحاته 368 صفحة كل صفحة 23 سطرا كل سطر
19 20 كلمة والنسخة منقولة عن نسخة بخط مؤلفه وفقه الله لكل خير
وكفاه كل هم وغم نهار الجمعة المبارك في 20 من شهر ربيع الأول سنة
1187 من الهجرة على يد سليمان بن أحمد جواد برسم حضرة ذي الفضل
الشيخ مقبل ابن المرحوم الشيخ نصار. ويستفاد من دعاء الناسخ للمؤلف
انه كان حيا في الشهر المبارك التاسع في السنة الثالثة من العشر الثامن في
المائة الثانية من الألف الثانية اي في العشر الأول من شهر رمضان سنة
1173 وكان قد مضى من العمر 26 سنة ومن ذلك علم أن ولادته سنة
1147 وفهم من مقدمته انه استمد شرحه المذكور من شرح شواهد العيني
وشرح شواهد السيد محمد ابن السيد علي الموسوي العاملي المطبوع الذي
فرع منه مؤلفه سنة 1057 وانه ألف هذا الشرح وهو مسافر في بلاد
خراسان وذلك دليل على علو همته وقد ناقش العيني والسيد محمد وابن
الناظم والسيوطي وابن هشام في عدة مواضع قال وقد أوردت بعض
الايرادات مع قصر الباع ولكنه قيل كم ترك الأول للآخر فكنت تارة
منتصرا لأبي محمد بن أحمد العيني على شيخ الاسلام السيد محمد العاملي
وأخرى له وثالثة عليهما وعلى المصنف والشراح وكان ذلك في أضيق الأوقات

270
علي وأشدها لدي لأني كنت في أسفار العجم والسفر قطعة من سقر فتسليت
بذلك عن الأوطان والخلان في برهة من الزمان في ارض خراسان. كما فهم
من مقدمة الشرح المذكور ان له من المؤلفات أيضا تاج اللبيب وخليل
الغريب وبغية الطلبة فإنه قال إنه ألفه بعد تحريره تاج اللبيب وخليل
الغريب وشروعه في بغية الطلبة متوكلا على من له الغلبة اه‍.
السيد حيدر العاملي المشهدي
المجاور بمشهد الرضا ع ذكره السيد عبد الله بن نور الدين
بن نعمة الله الجزائري في ذيل اجازته الكبيرة فقال: كان فاضلا محدثا
متبحرا في الأحاديث سنة 1146 ثم في بلاد آذربيجان لما حضرنا هناك سنة
1148 ثم مرة أخرى سنة 1158 يروي عن المولى رفيع الدين الجيلاني
المشهدي وغيره وكان خليفة المولى بعد وفاته في صلاة الجمعة وغيرها من
الأمور المرجوعة إليه اه‍. ووجدت في مسودة الكتاب ان له حاشية على
مفاتيح الفيض.
حيدر بن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم.
روى الكليني في الكافي والشيخ في التهذيب في باب فضل الجهاد
بسنديهما عنه عن أبي عبد الله ع.
السيد حيدر بن علاء الدين بن علي بن الحسن الحسني الحسيني البيروي
التبريزي الحائري.
عالم جليل فاضل نبيه فقيه متبحر محدث متضلع قال تلميذه السيد
حسين بن السيد حيدر بن علي بن قمر الحسيني الكركي في بعض إجازاته:
حدثني السيد الجليل النبيل عمدة السادات العظام وزبدة الفضلاء الكرام
قطب المحدثين ورئيس المحققين السيد حيدر التبريزي أدام الله أيامه في
الحائر الحسيني صلوات الله على مشرفه عصرية نهار الأحد 7 رجب سنة
1003 عن الشيخ حسين بن عبد الصمد والد البهائي عن الشهيد الثاني
اه‍.
حيدر علي
عالم فاضل متكلم نسب إليه صاحب الذريعة بغية الطلاب في علم
الكلام والمناظرات مع الخصوم فارسي مطبوع
السيد حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني الآملي.
الآملي نسبة إلى آمل بالمد وضم الميم مدينة ببلاد طبرستان عالم
فاضل له الكشكول فيما جرى على آل الرسول وقد اشتبه جماعة في مؤلفه
منهم المجلسي وفي الرياض أخطأ من نسبه إلى العلامة منهم السيد هاشم
البحراني في مدينة المعاجز والشيخ المعاصر محمد بن الحر العاملي حيث
قال في كتاب الهداية وكتاب الكشكول فيما جرى على آل الرسول المنسوب
إلى العلامة لكنه عده في آخر أمل الآمل من الكتب المجهولة المؤلف وقال
ينسب إلى العلامة ولم يثبت قال المؤلف لم يخطئ لأنه لم يزد على مجرد
النسبة.
وعلل صاحب الرياض كون نسبته إلى العلامة اشتباها بأنه قد صرح
في أول الكشكول بأنه قد ألف سنة 735 ومن المعلوم ان ذلك التاريخ بعد
وفاة العلامة بعشر سنين تقريبا قال وأغرب من هذا قول المولى محمد امين
الاسترآبادي في حواشيه على فروع الكافي انه لابن بابويه وفساده واضح
لمنافاته للتاريخ المذكور ولتصريح جماعة بخلافة ولدلالة مطاوي ذلك الكتاب
من أوله إلى آخره وسياقه على فساده قال المؤلف واسم الكتاب ليس فيه
شئ من المناسبة لموضوعه وليس فيه الا مراعاة السجع. والظاهر أن مؤلف
الكشكول غير الآملي الصوفي الآتي وعلل ذلك صاحب الرياض بأمور
أولا انه لم يذكر فيه من مطالب الصوفية شيئا أصلا ولم يتكلم
باصطلاحاتهم ولا بما يناسب ذلك مع غلو صاحب الترجمة السابقة في
التصوف ثانيا انه قد ذم الصوفية في الكشكول وقد حكى ذلك عنه
الشيخ محمد بن الحر العاملي في الرسالة الاثني عشرية في رد الصوفية فكيف
يمكن ان يكون منهم وغاليا في طريقتهم ثالثا ان تاريخ تأليف الكشكول
سنة 735 وصاحب الترجمة الآتية قد سال الشيخ فخر الدين مسائل بتاريخ
سنة 759 اي بعد 24 سنة ومن المستبعد جدا ان يكون أولا في غاية العلم
والفضل بحيث يؤلف هذا الكتاب وبعد 24 سنة يكون من متوسطي
العلماء وبحيث يسأل فخر الدين ويستفتيه في بعض المسائل الفقهية رابعا
انه يظن كون الكشكول من مؤلفات ابن المعمار الأسدي فإنه يوجد بخط
عتيق في قزوين على آخر بعض النسخ العتيقة من هذا الكتاب ما صورته ثم
الكتاب المسمى بالكشكول فيما جرى لآل الرسول دروزة الفقير إلى الله
تعالى عبد الله بن إسماعيل بن محاسن المعمار الأسدي عفى الله عنه
والدروزة مخفف دريوزة فارسي بمعنى الكدية وهو مناسب للفظ الكشكول
والمقصود انه من تأليفه ثم تنظر في ذلك بجواز ان يكون المراد بكونه دروزة
له انهه ملكه.
السيد حيدر بن علي بن حيدر بن علي العلوي الحسيني الآملي المازندراني
الصوفي المعروف بالآملي.
اختلاف العناوين في المقام
اعلم أنه قد ذكر في المقام عدة عناوين متقاربة أو متحدة في الألفاظ
والأعصار واختلفت الأنظار في أنها عنوان لشخص واحد أو لعدة اشخاص
1 العنوان المتقدم وهو الذي عنون به صاحب الرياض وذكر بعده عدة
عناوين قال إنه قد يعبر بها عن هذا السيد وهي 2 السيد حيدر الآملي
3 والسيد حيدر المازنداري 4 السيد حيدر بن علي بن حيدر العلوي
الحسيني 5 السيد حيدر بن حيدر الآملي ثم قال صاحب الرياض قد
يتوهم التعدد لتعدد هذه العناوين لكن الحق ان الكل عبارة عن شخص
واحد 6 حيدر بن علي العبيدلي الحسيني الآملي عنون به صاحب مجالس
المؤمنين 7 السيد ركن الدين حيدر بن تاج الدين على بادشاه بن ركن
الدين حيدر العلوي الحسيني 8 السيد حيدر بن علي بن حيدر العلوي
الحسيني الآملي العبيدلي 9 العنوان بعينه مع حذف العبيدلي 10
حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني الآملي صاحب الكشكول فيما جرى
على آل الرسول 11 حيدر الصوفي وصرح صاحب الرياض ان السادس
الذي عنون به صاحب المجالس متحد معها ولم يذكر البقية ولا بد ان تكون
إلى التاسع عنده متحدة معها وقال صاحب الذريعة ان الرابع والسابع غير
الأول وهما أيضا متغايران وان كانا متعاصرين ويرويان عن فخر المحققين
وهما أيضا غير صاحب الكشكول المؤلف سنة 735 بل هو متقدم عليهما
بقليل كما أن السيد حيدر الصوفي متأخر عنهما بقليل واستدل على تغايرهما
بوصف أحدهما بالآملي وعدم وصف الآخر به وكيف كان فالظاهر تغاير

271
الرابع والسابع ومغايرتهما لصاحب العنوان كما ستعرف ولنعد إلى ترجمة
صاحب العنوان فنقول:
أقوال العلماء فيه
في الرياض: فاضل عالم جليل مفسر فقيه محدث كان من عظماء
علماء الإمامية كان من أفاضل علماء الصوفية
امامي المذهب وهو غير الآملي شارح قانون ابن سينا وغير صاحب كتاب
نفائس الفنون وغيره من الكتب فان اسم شارح القانون شمس الدين
محمد بن محمود الآملي الفارسي وهو من غيرنا قال المؤلف نسب صاحب
مجالس المؤمنين كلا من شرح القانون ونفائس الفنون إلى المولى المتبحر
شمس الملة والدين محمد الآملي وقال إنه من علماء الإمامية ثم قال صاحب
الرياض انه كان غاليا في التصوف ثم حكى عن القاضي نور الله انه ذكره
من أصحابنا الامامية المتألهين وانه السيد العارف المحقق الأوحدي وانه من
علماء الشيعة وانه قال فيه أيضا ان مشايخ الصوفية كانوا من الشيعة كالسيد
حيدر الآملي الذي هو من أكابر الشيعة ثم حكى عن كتابه جامع الاسرار
انه قال فيه ان الحسن البصري كان من أعاظم تلاميذ علي ع
واعترضه بان ذلك لا يخلو من غرابة لان الحسن البصري من أعدائه
ومبغضيه بل من محاربيه وقال القاضي نور الله في مجالس المؤمنين ما ترجمته
حيدر بن علي العبيدلي الحسيني الآملي أفضل المتألهين من أكابر سادات
آمل الرفيعي الدرجات توجه من آمل بقصد زيارة العتبات العاليات في العراق فدخل
بغداد ثم ألقى رحل الإقامة عند المحقق فخر الدين ولد العلامة والفاضل
المدقق مولانا نصير الدين القاشاني المشهور بالحلي وصحب غيرهما من علماء
وعرفاء الشيعة الإمامية وأورد بيان سلسلة اخذ خرقته كما هو عند الصوفية في أول
شرح الفصوص المسمى بفص الفصوص الذي هو من نفائس مصنفاته قال
ووصفه الشيخ الفقيه الفاضل محمد بن أبي جمهور في شرح بعض الرسائل
الكلامية بالسيد العلامة المتأخر صاحب الكشف الحقيقي. وقال إن علو
مرتبته في علوم الظاهر والباطن ظاهر كالنور على شاهق الطور من هذا
الشرح ومن تفسيراته وتأويلاته ومن كتاب جامع الاسرار ومنبع الأنوار وقد
حقق في هذا الكتاب مطالب الصوفية الحقة ونقحها تمام التحقيق والتنقيح
خصوصا مطلب التوحيد وقال في كتاب جامع الاسرار لم أزل من أيام
الشباب بل من زمن الطفولية إلى الآن وهو زمن الكهولة وانا مشغول
بتحصيل عقائد أجدادي الطاهرين الأئمة المعصومين بحسب ظاهر الشيعة
المخصوص بالشيعة الامامية وبحسب الباطن الحقيقي المخصوص بطائفة
الصوفية فوفقت بعناية الله تعالى للتوفيق بين الطائفتين ومطابقة كل واحد
منهما بالآخر وصرت جامعا بين الشريعة والحقيقة وقلت الحمد لله الذي
هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله:
كانت لقلبي أهواء مفرقة * فاستجمعت مذ رأتك العين أهوائي
فصار يحسدني من كنت أحسده * وصرت مولى الورى إذ صرت مولائي
تركت للناس دنياهم ودينهم * شغلا بذكرك يا ديني ودنيائي
اه‍ ما أردنا نقله عن المجالس
وفي الرياض ما أورده من وصفه بالعبيدلي يومئ إلى أنه من أقرباء
السيد عميد الدين والسيد ضياء الدين الأعرجي الحسيني ووصفه الشيخ
البهائي بالسيد الجليل. في الرياض رأيت على بعض نسخ كتابه جامع
الاسرار نقلا عن خط الشيخ البهائي انه كتب عليها ما صورته الذي
أظن أن هذا الكتاب تأليف السيد الجليل السيد حيدر المازندراني وله
تفسير كبير بلسان الصوفية يدل على علو شانه وارتفاع مكانه اه‍. وفي
الرياض انه جمع في كتابه جامع الاسرار بين الأقوال المتعارضة المتضادة
للصوفية وتوجيه كلماتهم المعرضة المناقضة للشريعة الحقة وفيه فوائد نافعة
وحشو كثير من مطالب الصوفية الشائعة اه‍. ويظهر من الرياض عدم
ارتضائه طريقته التصوفية حتى أنه قال لما كان هذا السيد غاليا في التصوف
جدا ما كان يليق بنا ايراده في هذا القسم لكن أوردته هاهنا تبعا للقوم
اه‍.
ونقول: طريقة التصوف ان خرجت عن مجرد الزهد في الدنيا
والتفكر في عجائب قدرة الله تعالى فهي من تسويلات الشيطان وهذا السيد
حاول كما سمعت تطبيق شطح الصوفية وأقوالهم المعارضة المناقضة للشرع
على ظاهر الشريعة وما الذي يدعو إلى ذلك وما الفائدة فيه وهل نزلت فيهم
آية أو وردت رواية تقدسهم حتى نحتاج إلى تطبيق أقوالهم على ظاهر الشرع
وهل جاء التصوف في الشريعة الاسلامية وامر به امام أو صحابي بشكله
الذي ظهر في الاسلام كلا وألف كلا ومن أدلة غلوه في التصوف شرحه
لفصوص محيي الدين. وكان المترجم من تلاميذ فخر الدين ولد العلامة
وكتب جملة من المسائل الفقهية والكلامية وسال عنها شيخه فخر الدين
المذكور وقال فيها ان ابتداء ذلك في الحلة السيفية سلخ رجب سنة 759
وانا العبد الفقير حيدر بن علي بن حيدر العلوي الحسيني الآملي رأيناها
بخطه وجواباتها بخط فخر الدين وفي بعضها كتب الجواب بخط السائل
وكتب فخر الدين بخطه هذا جوابي وهو كلامي وكتب في آخر الجوابات في
الهامش هكذا صحيح قرأه علي أطال الله عمره ورزقنا بركته وشفاعته عند
أجداده الطاهرين وأجزت له رواية الأجوبة عني وكتب محمد بن الحسن بن
المطهر اه‍. وقد رأى صاحب الرياض هذه المسائل وجواباتها ووصفها كما
وصفناها. ورأينا أيضا في ضمن المجموعة المشار إليها مسائل مهنا بن سنان
المدني للعلامة الحلي المعروفة بالمسائل المدنيات مع جواباتها وعلى ظهرها
بخط فخر الدين ولد العلامة إجازة للسيد حيدر بن علي بن حيدر العلوي
الحسيني برواية المسائل المدنيات المذكورة عنه عن أبيه العلامة مدحه فيها
مدحا بليغا وهذه صورتها.
بسم الله الرحمن الرحيم هذه المسائل وأجوبتها صحيحة سئل والدي
عنها فأجاب بجميع ما ذكرها هنا وقرأتها انا على والدي قدس الله سره
ورويتها عنه وقد أجزت لمولانا السيد الإمام العالم العامل المعظم المكرم
أفضل العلماء واعلم الفضلاء الجامع بين العلم والعمل شرف آل الرسول
مفخر أولاد البتول سيد العترة الطاهرة ركن الملة والحق والدين السيد
حيدر ابن السيد السعيد ركن الدين علي بادشاه ابن السيد السعيد ركن
الدين حيدر العلوي الحسيني أدام الله فضائله وأسبغ فواضله ان يروي ذلك
عني عن والدي قدس الله سره وان يعمل بذلك ويفتي به وكتب محمد بن
الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي في أواخر ربيع الآخر لسنة 761
والحمد لله تعالى وصلى الله على سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين.
واستظهر صاحب الذريعة ان صاحب المسائل التي سال عنها فخر

272
الدين وأجابه عنها هو غير الذي اجازه فخر الدين ان يروي المسائل المدنية
عنه عن أبيه لتصريح الأول في توقيعه انه املي وعدم ذكر فخر الدين وصف
الآملي في اجازته للثاني رواية المسائل المدنية مع كونه من الأوصاف الظاهرة
له وكونه معروفا به ويمكن ان يكون سقوط لفظ الآملي من سهو القلم منه أو
من النساخ والله أعلم ويأتي في ترجمة محمد بن علي الجرجاني انه وجد بخط
المترجم رسالة للمذكور ووجدنا بخطه أيضا صورة إجازة العلامة للسيد
مهنا بن سنان الحسيني المدني في ضمن المجموعة المتقدمة الذكر قال في آخرها
وفرع من تحريره العبد الحقير الواثق إلى رحمة ربه القدير حيدر بن علي بن
حيدر العلوي الحسيني الآملي أصلح الله حاله في غرة ذي القعدة سنة 762
هجرية اه‍. وتأتي تلك الإجازة في ترجمة مهنا بن سنان إن شاء الله تعالى
ووجدت على ظهر كتاب في الأصول في الخزانة الغروية انتقل هذا الكتاب
منه بطريق البيع الصحيح الشرعي إلى خدمة المترضى المعظم قدوة الأفاضل
والأمم أفضل المتأخرين زبدة المتبحرين المخصوص بعناية رب العالمين
كهف الحاج والمحرمين نظام الحق والملة والدين محمود أطال الله معالي ظلاله
وكتب ذلك العبد الفقير إلى الله تعالى حيدر بن علي بن حيدر العلوي
الحسيني الآملي أصلح الله حاله 27 رجب سنة 766 والظاهر أنه هو
المترجم.
مشايخه
في الرياض يروي عن الشيخ فخر الدين ولد العلامة وعن الحسن
بن حمزة الهاشمي.
مؤلفاته
1 المحيط الأعظم في تفسير القرآن الكريم ويوجد في الخزانة
الغروية المحيط الأعظم في تأويل كتاب الله المحكم لحيدر بن حسين بن
سعيد الآملي والظاهر أنه هو السابق ونسب إلى بعض أجداده في إحدى
النسبتين والى غيره في الأخرى 2 البحر الخضم في تفسير القرآن
الأعظم 3 منتخب التأويل واحتمل صاحب الذريعة ان يكون هو كتاب
التأويلات الآتي ولكن الظاهر اه‍ منتخب منه 4 التأويلات وهو رابع
التفاسير المتقدمة في الرياض انه أول فيه آيات القرآن الكريم على مذاق
الصوفية. وفي مجالس المؤمنين ان مؤلفه قال إن نسبة تفسيري هذا إلى
التفاسير الثلاثة المتقدمة عليه الباهرة الشرف والنور كنسبة القرآن الكريم إلى
التوراة والإنجيل والزبور فكما ان القرآن ناسخ للكتب الثلاثة فتفسيري
ناسخ للتفاسير الثلاثة أقول قد كان في غنية عن هذا التشبيه الذي لا محل له
5 جامع الاسرار ومنع الأنوار في الرياض انه في علم التوحيد وأسراره
وحقائقه وأنواره كبير مشتمل على ثلاثة أصول وكل أصل على أربع قواعد
وكونه من مؤلفاته مما لا شك فيه اه‍. ولكن صاحب الذريعة جعله
خامس تفاسيره وقال إنه ذكر في أوله انه ألفه بعد منتخب التأويل مع أن
كلام الرياض يدل كما سمعت على أنه في غير التفسير ونسب إليه جامع
الحقائق واحتمل صاحب الرياض ان يكون هو جامع الاسرار 6 فص
الفصوص في شرح فصوص الحكم للشيخ محيي الدين بن العربي أكثر فيه
من الرد على المتن 7 رسالة العلوم العالية ذكر في الذريعة انه ألفها سنة
787 8 رسالة أمثلة التوحيد 9 الأركان في فروع شرايع أهل الايمان
بلسان أرباب الشريعة وأهل العرفان وسماها في ديباجة جامع الاسرار
برسالة الأركان وقال إنها مشتملة على الأركان الخمسة الفرعية الصلاة
والزكاة الصوم الحج الجهاد شريعة وطريقة وحقيقة 10 رسالة رافعة
الخلاف والثلاثة الأخيرة ذكرها صاحب مجالس المؤمنين وقال عن الأخيرة
منها انها في بيان ابن سكوت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع
كان لعدم القدرة وانه ألفها في زمان الشيخ فخر الدين ابن العلامة وبإشارته
وانها من نفائس مؤلفاته 11 رسالة الأمانة بالنون كما في الرياض أو
بالميم كما في الذريعة ألفها بعد جامع الاسرار كما صرح به في أول الجامع
12 رسالة التنزيه أحال إليها في أول جامع الاسرار 13 المسائل
الآملية التي سال عنها فخر الدين ولد العلامة في الحلة سنة 759 14
اصطلاحات الصوفية لكمال الدين أبي الغنائم عبد الرزاق بن جمال الدين
الكاشاني في كشف الظنون لما كان القسم الأول منه مشتملا على
اصطلاحات غريبة وحشو والثاني غير محرر عن تكرار وتطويل لخصه
حيدر بن علي بن حيدر العلوي الآملي ورتبه ترتيبا آخر وقد نسب إليه جماعة
منهم القاضي نور الله في المجالس كتاب الكشكول فيما جرى لآل الرسول
وستعرف ان الظاهر كونه لغيره.
الميرزا حيدر علي بن عزيز الله بن محمد تقي بن محمد كاظم بن عزيز الله بن
محمد تقي المجلسي
ولد سنة 1146 وتوفي حدود 1220.
عالم فاضل يروي عنه إجازة الميرزا غلام حسن بن محمد إسماعيل
من ذرية المولى محمد صالح المازندراني شارح أصول الكافي. له من
المؤلفات تراجم آل المجلسي أو انساب السلسلة المجلسية فرع منها سنة
1209 وله إجازة كبيرة لخمسة من أولاده بتاريخ 1205 ذكر فيها مشايخه
وجميع أحفاد جده المجلسي ينقل عنها كثيرا الميرزا حسين النوري في الفيض
القدسي في أحوال المجلسي.
السيد حيدر بن السيد نور الدين علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي
الجبعي ابن أخي صاحب المدارك.
في أمل الآمل عالم فاضل فقيه صالح جليل القدر يسكن أصفهان إلى
الآن اه‍. وفي بغية الراغبين يروي عن أبيه وعن جده لامه الشيخ نجيب
الدين وله كتاب سماه الكشكول رأيت جدنا السيد محمد شرف الدين
الكبير وهو ابن ابن أخيه ينقل عنه في مجموعة له وهي عندنا بخطه ومن
جملة ما نقل عنه حكاية عن دغفل ابن حنظلة النسابة السدوسي الشيباني
ورأيت شيخنا المتتبع ميرزا حسين النوري ينقل هذه الحكاية في الفائدة
الثالثة من خاتمة مستدركات الوسائل عن كشكول السيد حيدر وكان له
أولاد بأصفهان من أهل الفضل والعلم وهم السيد كمال الدين والسيد
مرتضى والسيد علي اه‍.
الشيخ حيدر قلي بن نور محمد خان بن عطاء محمد خان بن الحاج قربان علي
خان بن محمد خان بن ميرزا بيك الكابلي القزلباش نزيل كرمنشاه.
أملى على مؤلف الكتاب ترجمته في منزله بكرمنشاه يوم السبت
العشرين من المحرم سنة 1353 في طريق المؤلف إلى زيارة الإمام الرضا
ع قال:
ولد لساعتين مضتا من يوم الثلاثاء الثامن عشر من شهر المحرم سنة
1293 في مدينة كابل عاصمة أفغانستان ثم خرج مع والده إلى الهند
سنة 1311 فقرأ القرآن على السيد حسين الهندي وفرع من ذلك سنة

273
1300 ثم شرع تعلم اللغتين الإنكليزية والأوردية الحساب والجغرافيا طيلة
أربع سنين، ثم مرض فترك التحصيل ثم سافر مع والده إلى العتبات
العاليات ووصل إلى النجف الأشرف سنة 1304 فانشغل بقراءة العلوم
العربية على الشيخ عمران النجفي نحو ستة أشهر ثم عاد إلى الكاظمية
فاشتغل على الشيخ ملا علي أصغر التبريزي نحو سنتين بالعلوم العربية وعلوم
البلاغة والمنطق والشرايع والمعالم وشئ من القوانين إلى سنة 1307
فسافر أستاذه إلى زيارة الإمام الرضا ع، ثم ابتلي بالصداع سنين
فترك التحصيل ثم انتقلوا إلى إيران فدخلوا في عاشر جمادي الأولى سنة
1310 كرمانشاه فتوطنوا بها إلى الآن.
مؤلفاته
1 كتاب الأربعين في فضائل أمير المؤمنين في أربعة مجلدات 2 ديوان
أبي طالب 3 شرح اللامية لأبي طالب 4 غاية التعديل في معرفة
حقيقة الأوزان والمكاييل 5 تبصرة الحر في تحقيق الكر 6 خطبة زينب
بالكوفة 7 رسالة في معرفة القبلة 8 العلم الشاخص في أسرار ظل
الشاخص في الأعمال الفلكية 9 كشف القناع في تحقيق الميل والذراع
10 شرح تهذيب المنطق 11 ترجمة دعاء الندبة بالفارسية 12
ترجمة كتاب التحسين في صفات العارفين بالفارسية 13 شرح حديث
أمير المؤمنين في بيان القطر والمحيط للشمس والقمر وبيان الاختلاف الأفقي
لشمس مطابقة لاستكشافات العصر ترجمة كتاب في المساحة
الابتدائية من الإنكليزية للفارسية 15 ترجمة الكنز المبذول للغني والفقير
للفارسية 16 ترجمة إنجيل برنابا للفارسية.
ومما ذكره في رسالته غاية التعديل في الأوزان والمكاييل قوله: رأيت
في دائرة المعارف البريطانية صفحة 4 9 الطبعة الثالثة والعشرين عند
الكلام على المسكوكات العربية ما تعريبه ملخصا: ان أول من امر بضرب
السكة الاسلامية هو الخليفة علي بالبصرة سنة أربعين من الهجرة الموافقة
لسنة 660 مسيحية ثم أكمل الامر عبد الملك الخليفة سنة 76 من الهجرة
الموافقة لسنة 695 م اه‍.
وكتابه في القبلة من أحسن ما ألف في هذا الموضوع، ابان فيه اللازم
من الاصطلاحات الرياضية وغيرها وبيان الطول والعرض للبلدان
المشهورة. وقد شرع في هذا الكتاب سنة 1336.
شعره
له أشعار كثيرة باللغة العربية منها قوله من قصيدة علوية:
فيم الوقوف على الاطلال والدمن * عفى المعالم منها سالف الزمن
وهل يحير جوابا مربع طمست * اعلامه وغدا خلوا من السكن
منها في أمير المؤمنين ع:
شمس الهداية من لألاء غرته * قد أشرقت وأزالت غيهب الفتن
صهر النبي أبو شبليه لابنته * أكرم بذينك من صهر ومن ختن
هو الجواد الذي ما قال قط لمن * قد رام منه عطاء لا ولم ولمن
قرت برؤيته عين الهدى وغدت * عين الضلال به ملأى من السخن
أوصافه تترك الألباب حائرة * وتجعل المصقع المنطيق ذا لكن
ذو باتر تعشق الأرواح شفرته * ينمى إلى اليمن لا ينمى إلى اليمن
ففي حنين وفي بدر وفي أحد * كم هد بالسيف منهم أعظم الركن
وكان في أحد لم يلق من أحد * الا على افد قد خر للذقن
أيام ثارت على الهادي عشيرته * لدعوة أوهنت فيهم عرى الوثن
اني عذرت الأولى في حبك افتتنوا * عن الهدى وصبوا عن أفضل السنن
المولوي المير حيدر علي اللكهنوتي.
توفي سنة 1302.
ذكره صاحب الذريعة عرضا ولعله من العلماء.
فخر الدين حيدر بن علي بن أبي علي محمد بن إبراهيم البيهقي.
في أمل الآمل فاضل جليل القدر صنف الشيخ فخر الدين ولد
العلامة رسالة في النية بالتماسه وأثنى عليه فيها فقال ما هذا لفظه يقول
محمد بن الحسن بن المطهر هذه الرسالة الفخرية في معرفة النية حررتها
بالتماس أعز الناس علي وأكرمهم لدي وهو الصاحب المعظم والزاهد العابد
الورع العالم الفاضل الكامل المحقق كهف الحاج والمعتمرين الحاجي فخر
الملة والحق والدين حيدر ابن السعيد المرحوم شرف الدين علي بن أبي علي
محمد بن إبراهيم البيهقي ختم الله أعمالهم بالحسنى ووفقه الله تعالى للارتقاء
إلى المحل الأسنى.
المولى حيدر علي بن ميرزا محمد بن الحسن الشيرواني الأصل الأصفهاني
الغروي.
كان حيا سنة 1129.
عالم فاضل مؤلف كان ابن أخت المجلسي وصهره على ابنته وأبوه هو
المعروف بملا ميرزا وبالفاضل الشيرواني والمدقق الشيرواني صاحب حاشية
المعالم وللمترجم عدة رسائل 1 رسالة في الاسلام والايمان ومعنى الناصب
2 فيما ورد في صدر هذه الأمة 3 في احكام البغاة 4 في العترة
5 في تراجم السفراء والأبواب الأربعة للمهدي 6 في أربع مسائل
تعم بها البلوى 7 في كيفية استنباط الاحكام في غيبة الامام 8 في
المسافة الموجبة للقصر والافطار 9 في الصلاة على
النبي ص 10 في المقادير الشرعية 11 في وجوب توقير ذرية النبي
ص 12 حاشية على المسالك 13 في احكام الأرضين وجدت منها
نسخة عليها خط المؤلف بتاريخ 1116 14 في احكام المسافر 15
في أحوال الصحابة 16 في أصالة البراءة 17 في الإمامة فرع منه 12
رجب سنة 1129 18 في التوحيد فرع منه في الغري 18 رجب سنة
1129.
السيد حيدر خان ابن السيد علي خان المشعشعي أمير الحويزة.
توفي سنة 1092.
هو من السادة المشعشعيين أمراء الحويزة ملكوا الحويزة من قبل
الصفويين مدة طويلة فكانوا مستقلين بالملك داخليا وعليهم مال مقطوع
يؤدونه كل سنة. ملك المترجم بعد أبيه سنة 1089 وكان اخوه السيد
عبد الله قد طلبه الشاه سليمان الصفوي وبعد وصوله بخمسة أشهر ارسل
اخوه السيد حيدر يطلب حبسه فحبسه ثم كتب اخوه للشاه انه ما دام حيا
لا يستقيم لعربستان امر لأنه لا يترك الفتن فامر الشاه بقتله فتشفع فيه فتح
علي خان اعتماد الدولة فنفي إلى خراسان فكتب إلى أخيه السيد فرج الله



(1) توفي سنة 1375 وكان من أفاضل العلماء. - المؤلف
274
كتابا يأمره فيه بحرب السيد حيدر وأرسله على يد فتح علي خان فجعل
المذكور الكتاب في عصى بيضاء ودهنها وأرسلها هدية للسيد فرج الله فلما
نظرها رأى انها لا تصلح ان تكون هدية فدخل المتوضأ وكسرها فظهر فيها
كتاب فخرج لحرب السيد حيدر وحاربه عدة مرات فراسل السيد حيدر
عمر باشا والي بغداد فأرسل إليه عسكرا فانكسرت الاعراب التي مع فرج
الله واتفق ان مات السيد حيدر بعد ذلك بقليل فقلد الشاه سليمان الولاية
أخاه عبد الله.
السيد حيدر ابن السيد علي بن محمد الحسيني الموسوي العاملي السكيكي
. توفي حوالي سنة 1063.
السكيكي كأنه نسبة إلى سكيك قرية بطرف الجولان من ناحية
جبل عامل هي اليوم خراب فيوشك ان يكون أحد آبائه منها وبقرب قريتنا
شقراء واد يسمى وادي السكيكي مما دل على أن لأهل عامل علاقة بقرية
سكيك في أمل الآمل كان عالما فقيها فاضلا صدوقا شاعرا أديبا منشئا حافظا
من المعاصرين له إجازة عن أبيه عن الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني رأيته
بمكة المشرفة في الحجة الثانية سنة 1062 ومات بعدها بسنة أو سنتين بمكة
رحمه الله تعالى اه‍. وهم بيت عليم، ففي الرياض سيجئ ترجمة والده
السيد علي بن نجم الدين بن محمد الحسيني السكيكي العاملي وان الشيخ
حسن ابن الشهيد الثاني اجازه وأجاز أخاه محمد وأباه أعني جد السيد
حيدر المذكور.
المولى حيدر علي بن نعمة الله أو حيدر بن نعمة الله الطبسي
كان حيا سنة 1006.
في بعض المواضع حيدر علي وفي بعضها حيدر فقط الطبسي
منسوب إلى طبس كفرس في الرياض بلدة نزهة بين يزد وتون.
في الرياض من فضلاء عصر الشاه عباس الأول بل قبله من مؤلفاته
كتاب صحائف الأعمال بالفارسية في الأعمال والأدعية ونحوها وهو كتاب
معروف متداول في بلاد طبس وتون وتوابعهما فرع من تأليفه سنة 1006
اه‍. وفي مسودة الكتاب ان اسمه صحائف الأعمال في الأدعية المأثورة
عن خير آل مرتب على فاتحة وثلاث صحائف وخاتمة.
السيد حيدر علي الهندي
توفي 19 المحرم سنة 1302 أو 3.
كان من أجلة العلماء فقيها محققا من تلاميذ السيد محمد تقي ابن
السيد حسين ابن السيد دلدار علي النقوي الهندي له 1 حاشية على
الروضة البهية للشهيد الثاني 2 حاشية على شرح الهداية للصدر
الشيرازي 3 تعليقة على شرح السلم للمولى حمد الله في المنطق.
أوحد الدين حيدر بن محمد الحاسي.
وصفه منتجب الدين في الفهرست بالأديب وقال فاضل صالح.
شرف الدين حيدر بن محمد بن حيدر بن إسماعيل بن علي بن الحسين بن
علي بن شرفشاه بن عباد بن أبي الفتوح محمد بن أبي الفضل الحسين يعرف
بكلستانة بن علي بن الحسين بن الحسن البصري بن القاسم بن محمد
البطحاني (1) بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي
طالب ع.
توفي بأصفهان في ربيع الأول سنة 779.
وصفه صاحب عمدة الطالب بالسيد الجليل وقال رأيته بأصفهان
وتوفي بها في ربيع الأول سنة 779.
المولى حيدر بن محمد الخونساري.
في الرياض عالم فاضل محدث ولعله من أساتيذ الأستاذ المحقق على
ما هو بالبال يعني الآقا حسين الخونساري له من المؤلفات رسالة مضئ
الأعيان بالفارسية في استخراج أسامي النبي ص والأئمة ع
وألقابهم من الآيات القرآنية بالرمز والبينات ألفه للشاه عباس الصفوي
وهو لا يخلو عن غرابة وفوائد كثيرة ولعل المراد الشاه عباس الثاني ويحتمل
الأول قال المؤلف وهذا من تكلف ما لا يلزم ولا يفيد ويفتح باب
الانتقاد، ففي ما ورد فيهم ع مما هو مسلم غني عن ذلك. ثم
قال ومن مؤلفاته أيضا زبدة التصانيف بالفارسية في أصول الدين والعبادات
وأحوال الأنبياء والأئمة ع وما يناسب ذلك وهو كتاب كبير
حسن الفوائد ألفه للشاه عباس الماضي الصفوي أيضا اه‍. الماضي هو
الأول وفي مسودة الكتاب المولى حيدر ابن محمد الخونساري أستاذ الآقا
حسين الخونساري له زبدة التصانيف فارسي في العقائد والفروع كتابا وسنة
والقصص والتواريخ كتب باسم الشاه عباس الثاني مطبوع في إيران اه‍
. فانظر مع قوله ألفه للشاه عباس الماضي.
السيد المرتضى كمال الدين أبو الفتوح حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن
عبد الله الحسيني نقيب الموصل.
في أمل الآمل: السيد كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد الحسيني
عالم فاضل يروي عن ابن شهرآشوب ورأيت في نسخة كتاب المجالس
والاخبار للشيخ الطوسي وهي نسخة مولانا عبد الله الشوشتري الشهيد
بخطه نقلا من نسخة حيدر بن محمد بن زيد بخط ابن شهرآشوب ما هذا
لفظه قرأ علي هذا الجزء وهو الجزء الثاني من الأمالي من أوله إلى اخره السيد
العالم الاجل النقيب كمال الدين جمال السادة فخر العترة شمس العلى
حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبد الله الحسيني قراءة صحيحة مرضية
وأخبرته اني قرأته على الامام الاجل أبي الفضل الداعي ابن علي الحسيني
السروي وأجيز لي به عن الشيخ المفيد أبي الوفاء عبد الجبار المقري الرازي
عني عنهم في سنة 570 وكتب ذلك محمد بن علي بن شهرآشوب
المازندراني بخطه حامدا لربه مصليا على النبي محمد وآله. وذكر صاحب
رياض العلماء ترجمة للسيد حيدر بن محمد الحسيني وقال فاضل عالم جليل
من عظماء علماء الإمامية ومن مؤلفاته كتاب الغرر والدرر غرر الدرر
وقد اعتمد عليه وعلى كتابه المولى الأستاذ أيده الله تعالى وينقل الاخبار من
كتابه هذا في بحار الأنوار وكان تلميذ ابن شهرآشوب قال الأستاذ أيده الله
في أول البحار وكتاب غرر الدرر تأليف السيد حيدر بن محمد الحسيني قدس



(1) في عمدة الطالب: البطحاني بفتح الباء منسوبا إلى البطحاء وبضمها منسوبا إلى بطحان،
واد بالمدينة. قال العمري: واحسب انهم نسبوه إلى أحد هذين الموضعين لادمانه الجلوس
فيه. - المؤلف -
275
الله روحه وقال في الفصل الثاني وكتاب الغرر مشتمل على اخبار جيدة
قليلة مع شرحها ومؤلفه من السادة الأفاضل يروي فيه عن ابن
شهرآشوب وعلي بن سعيد بن هبة الله الراوندي وعبد الله بن جعفر
الدوريستي وغيرهم من الأفاضل الاعلام ثم ذكر ترجمة أخرى فقال المرتضى
النقيب كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد بن محمد بن عبد الله الحسيني
كان نقيب الموصل من أجلاء تلاميذ ابن شهرآشوب ثم نقل ما مر عن
الأمل وانتظهر أم المذكور في الأولى والترجمة الثانية شخص واحد بدليل
رواية كل منهما عن ابن شهرآشوب ثم حكى عن الشهيد في اجازته للشيخ
زين الدين علي بن الخازن الحائري انه قال واروي كتاب نهج البلاغة عن
جماعة كثيرة منهم السيد تاج الدين بن معية بسنده إلى ابن بلوجي (1) عن
السيد العلامة المرتضى قدس الله روحه بسنده المشهور ومراده بالسيد كمال
الدين المذكور هو هذا السيد المترجم وبابن بلوجي أو بلدجي أو
الراجي هو القاضي عبد الله بن محمد بن بلوجي أو بلدجي أو الراجي يدل
على ذلك قول الشيخ حسين بن علي بن حماد الليثي الواسطي في اجازته
للشيخ نجم الدين خضر بن محمد بن نعي المطارابادي: ومن ذلك كتاب
نهج البلاغة تأليف السيد الرضي فإنه أجاز لي والدي بقراءتي عليه الكتاب
من أوله إلى آخره عن الشيخ السعيد العلامة كمال الدين ميثم بن علي
البحراني وذلك بحق قراءته على الشيخ القاضي عبد الله بن محمود بن
بلوجي عن السيد كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد عن شيخه محمد بن
علي بن شهرآشوب السروي عن المنتهى بن أبي زيد عن أبيه عن السيد
الرضي.
المولى ناصر الدين حيدر بن محمد الشيرازي.
كان حيا سنة 697.
في رياض العلماء فاضل عالم من أئمة العلم الرياضي له رسالة في
علم الأسطرلاب فارسية سماها الارشاد رأيتها في آمل من بلاد مازندران
حسنة الفوائد مشتملة على خمسين بابا وهي غير خمسين بابا في الأسطرلاب
للشيخ ركن الدين ابن أشرف الدين حسين الآملي ولم اعلم عصر ناصر
الدين حيدر ولا مذهبه وظاهر الديباجة انه من غيرنا اه‍.
وقال صاحب الذريعة ظاهر كلامه هذا انه لم يسبر الرسالة فلذلك لم
يعلم عصره ولا عقيدته ولو سبرها لعرفهما فقد قال في الباب الثاني عشر
الأسطرلاب الذي عمله الأستاذ نادرة الزمان بهاء الدين عمر بن دولة
شاه بن محمد الكرماني سلمه الله في سنة 677 فعرف من الدعاء له بالسلامة
انه كان حيا حينئذ وقال في آخر الباب التاسع والأربعين بعد ذكره معرفات
عشرين كوكبا مما لا بد من معرفته لمن عنده الأسطرلاب ما تعريبه: ونحن
قد أثبتنا كل عشرين جدول في أول سنة 697 هجرية الموافق سنة 673
يزدجرية فيظهر ان تأليفه كان قرب هذا التاريخ وبذلك علم عصره واما
مذهبه فقد أشار إليه بقوله عند بيان معرفة وقت صلاة المغرب عند غروب
الشمس وعلامته ذهاب الحمرة المشرقية. ثم قال صاحب الذريعة ان كتاب
الارشاد هذا الذي هو الأسطرلاب نسخه مختلفة في اسم المؤلف ففي نسخة
الخزانة الرضوية قد سمي المؤلف في أولها بالسلطان ناصر الدين أحمد بن
حيدر بن محمد الشيرازي كما مر في بابه وفي نسخة مكتبة مدرسة
سبهسالار الجديدة المكتوبة سنة 772 سماه ناصر الدين أحمد بن محمد
الشيرازي وفي نسخة عتيقة عندنا انه جمع مولانا الأعظم جاسوس الأفلاك
ناصر الدين حيدر بن محمد الشيرازي فالمظنون ان اسم المؤلف ناصر الدين
حيدر بن محمد الشيرازي كما في نسختنا الموافقة للنسخة التي رآها صاحب
الرياض في بلدة آمل اما ترجمة ناصر الدين أحمد بن حيدر بن محمد أو أحمد بن
محمد فلم أعثر عليها حتى الآن اه‍.
أبو أحمد حيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي.
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع فقال حيدر
ابن محمد بن نعيم السمرقندي عالم جليل يكنى أبا محمد يروي جميع
مصنفات الشيعة وأصولهم عن محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد القمي
وعن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن إدريس القمي عن أبي القاسم
جعفر بن محمد بن قولويه القمي وعن أبيه روى عن الكشي عن العياشي
جميع مصنفاته روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة 340 وله منه إجازة وله
كتب ذكرناها في الفهرست وقال في الفهرست حيدر بن محمد بن نعيم
السمرقندي جليل القدر فاضل من غلمان محمد بن مسعود العياشي وقد
روى جميع مصنفاته وقرأها عليه وروى ألف كتاب من كتب الشيعة بقراءة
وإجازة وهو يشارك محمد بن مسعود في روايات كثيرة يتساويان فيها وروى
عن أبي القاسم العلوي وأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه وعن محمد بن
عبد العزيز الكشي وعن زيد بن محمد الحلقي وله مصنفات منها تنبيه عالم
قتله علمه الذي معه والنوادر والنور لمن تدبره لمن يتدبر أخبرنا جماعة
من أصحابنا عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن حيدر وفي
الذريعة يظهر من رواية التلعكبري عن العياشي وسماعه منه سنة 340 ان
العياشي كان في أوائل المائة الرابعة وحكى ابن النديم في الفهرست فهرس
كتب محمد بن مسعود العياشي السمرقندي عن خط أبي أحمد بن محمد بن
نعيم السمرقندي وفي الخلاصة حيدر بن نعيم بن محمد السمرقندي عالم
جليل القدر ثقة فاضل من غلمان محمد بن مسعود العياشي يكنى أبا احمد
يروي جميع مصنفات الشيعة وأصولهم روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة
340 وله منه إجازة وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة الموجود حتى في
ايضاح الاشتباه حيدر بن محمد بن نعيم بتقديم محمد على نعيم وهنا عكس
الترتيب وهو سهو اه‍. والعجب من قول المجلسي في الوجيزة حيدر بن
محمد بن نعيم وثقه العلامة ولعله سهو وابن نعيم بن محمد ممدوح فالعلامة
وثق ابن نعيم ولم يذكر ابن محمد وليس في كلامه الا واحد وليس هناك الا
واحد وهو جعلهما اثنين وجعل السهو في التوثيق ولا سهو فيه فالحق انه ثقة
فان وصفه بالعلم والفضل وجلالة القدر وسعة الرواية بحيث روى جميع
مصنفات الشيعة لا ينقص عن التوثيق بل يزيد وكذا ما يحكى عن البلغة
من قوله حيدر بن محمد بن نعيم وثقه العلامة وابن نعيم بن محمد ممدوح
فجعلهما اثنين وهما واحد ولو فرض التعدد فالعلامة وثق الثاني لا الأول.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب حيدر المشترك بين ابن شعيب
وبين ابن محمد بن نعيم الثقة الجليل ويمكن انه هو برواية التلعكبري عنه
وكذا الآخر أيضا يعني ان التلعكبري حيث إنه يروي عن كل من ابن
شعيب وابن محمد بن نعيم فإذا روى التلعكبري عن حيدر يمكن كونه ابن
شعيب وكونه ابن محمد بن نعيم لرواية التلعكبري عنهما قالا لكن ربما ميز



(1) النسخ فيه مختلفة ففي بعضها بلوجي وفي بعضها بلدجي وفي بعضها الراجي. المؤلف -
276
ابن محمد بروايته عن محمد بن مسعود العياشي وابن شعيب بروايته عن أبي
عبد الله محمد بن نعيم بن شاذان المعروف بالشاذاني ابن أخي الفضل بن
شاذان. وزاد الكاظمي رواية ابن محمد عن أبي القاسم العلوي وأبي
القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي وعن أبيه ومحمد بن عمر بن عبد
العزيز الكشي وزيد بن محمد الحلقي وعن محمد بن الحسن بن أحمد بن
الوليد القمي وعن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن إدريس القمي. ورواية
ابن شعيب كتب الفضل بن شاذان عن أبي عبد الله محمد بن نعيم بن شاذان
المعروف بالشاذاني ابن أخي الفضل اه‍. ومر في ابن شعيب عن النجاشي
ما يدل على أنه يروي عنه محمد بن عباس بن عيسى.
السيد شمس الدين حيدر بن مرعش الحسيني.
في فهرس منتجب الدين عالم زاهد وفي الرياض لا يبعد ان يكون
المرعشي الواقع في ترجمة جماعة من العلماء السادة نسبة إلى هذا السيد لا إلى
مرعش البلد المعروف اه‍. أقول بل هي نسبة إلى المرعش لقب لبعض
السادة.
السيد قطب الدين حيدر الموسوي التوني.
ولد في تون وتوفي في تبريز سنة 618 وقبره بها مشهور.
ينتهي نسبه إلى عبد الله بن الإمام موسى بن جعفر ع كان
من العرفاء وحكى له السيد حيدر الآملي المتقدم في شرح الفصوص كرامات
وذكره صاحب كتاب آثار العجم وذكر في ولادته ووفاته ومدفنه ما ذكرناه
وقال في حقه سيد جليل القدر عظيم الشأن وكان جماعة كثيرون من مريديه
والجماعة المشهورون بالحيدرية ينسبون إليه.
الشيخ حيدر الميسي العاملي.
توفي سنة 1152.
كان عالما فاضلا ذكره الشيخ محمد بن مجير العنقاني في كتيبه وقال في
هذه السنة توفي الشيخ الأجل الشيخ حيدر الميسي.
السيد حيدر اليزدي.
عن مرآة الأحوال انه كان فقيها رئيسا ببلدة يزد مرجعا في الأمور
الشرعية ومن أعيان تلاميذ السيد مهدي بحر العلوم وله شرح على منظومة
أستاذه المذكور.
حيدرة بن إبراهيم بن العباس بن الحسن بن العباس بن أبي الجن أو طاهر
الحسيني المعروف بالشريف السيد.
قتل 15 رجب سنة 461.
في تاريخ دمشق لابن عساكر ولي نقابة العلويين بدمشق أيام الملقب
بالمستنصر الفاطمي المصري وسمع أبا بكر الخطيب وما أظنه حدث
بشئ ورد الخبر في النصف من رجب سنة 461 بان أمير الجيوش قتل
السيد يعني المترجم اه‍.
حيدرة بن أسامة الخطيب
قال ابن شهرآشوب في معالم العلماء له الحدائق في مناقب أمير
المؤمنين ع.
العميد أبو تراب حيدرة بن الحسن بن نجم العسقلاني كاتب الجيش.
في مجمع الآداب: كان كاتب الجيش بديوان مصر غزير العلم كثير
المحفوظ من مشايخ الكتاب في زمانه وأحسنهم طريقة في الإنشاء نظما ونثرا
وبينه وبين الأمير مؤيد الدولة أسامة بن منقذ معارضات وكان من الشعراء
الذين كانوا مخصوصين بمدح ابن رزيك فمن شعره فيه من قصيدة أولها:
أيا فارس الاسلام والبطل الذي * له صولة الأسد الضراغم في الحرب
954: حيدرة بن الحسين بن مفلح أبو المكرم المعروف بالمؤيد.
كان حيا سنة 455.
في تاريخ دمشق لابن عساكر كان أمير دمشق من قبل الملقب
بالمستنصر الفاطمي قدمها واليا عليها مستهل جمادى الأولى سنة 441
فمكث واليا عليها إلى سنة 50 فعزل عنها ثم وليها دفعة ثانية سنة 53 بعد
سبكتكين ثم صرف عنها في ربيع الأول سنة 455 (1) وولي بعده بدر
المعروف بأمير الجيوش.
حيدرة بن دوغان بن جعفر بن هبة بن جماز بن منصور الحسيني أمير
المدينة.
توفي في جمادى الآخرة وقيل 2 رمضان سنة 846.
في الضوء اللامع ناب في امرة المدينة بعد 840 عن أميرها سليمان بن
عزيز ثم استقل باجماع أهل المدينة إلى أن جاء المرسوم بعد نحو شهرين وقد
مات فإنه أصيب في معركة فتعلل نحو شهرين ثم مات في جمادى الآخرة
ورأيت ابن فهد قال في 2 رمضان سنة 846.
حيدرة بن ناصر بن حمزة بن الحسن بن سليمان بن سليمان بن الحسين بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
وصفه صاحب عمدة الطالب بالشريف الظاهر الفاطمي بدمشق وقال إنه
ورد من المغرب فمات بمصر وصلى عليه العزيز الإسماعيلي.
حرف الخاء
خارجة بن محمد بن عبد الله بن نافع الجهني مولاهم الكوفي صيرفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
خارجة بن مصعب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام علي ع.
خارجة بن مصعب بن خارجة بن مصعب.
توفي سنة 264.
في تهذيب التهذيب هو حفيد الذي قبله وهو أوثق منه وروى عن أبي



(1) الذي في النسخة المطبوعة 555 وهو سهو فان المستنصر مات سنة 487. المؤلف.
277
نعيم وعلي بن الحسين بن واقد والمغيث بن بديل وغيرهم وعنه محمد بن عبد
الرحمن الدغولي وآخرون ذكره ابن حبان في الثقات ذكرته للتمييز اه‍.
وكونه حفيد السابق يوجب الظن بأنه من شرط كتابنا فان الولد على سر أبيه
وجده والله أعلم.
خارجة بن مصعب الخراساني التميمي المروزي.
توفي في ذي القعدة سنة 168 عن 98 سنة.
حكاه في تهذيب التهذيب عن ولده مصعب.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع. وفي
تهذيب التهذيب خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي أبو الحجاج
الخراساني السرخسي ووضع عليه علامة ث ق إلى أنه روى حديثه
الترمذي وابن ماجة القزويني والظاهر أنه هو الذي ذكره الشيخ ثم قال عن أحمد
لا يكتب حديثه. عبد الله بن أحمد نهاني أبي ان اكتب عنه شيئا من
الحديث عن ابن نمير ليس بثقة. عباس: كذاب، ضعيف عن ابن معين
ليس بشئ. الحسين بن محمد القباني قال لي أبو معمر الهذلي أتدري لم ترك
حديث خارجة قلت لرأيه، قال لا ولكن كان أصحاب الرأي عمدوا إلى
مسائل لأبي حنيفة فجعلوا لها أسانيد عن يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن
ابن عباس فوضعوها في كتبه فكان يحدث بها. مسلم سئل يحيى بن يحيى
عن خارجة فقال مستقيم الحديث عندنا ولم يكن ينكر من حديثه الا ما
يدلس عن غياث بن إبراهيم فانا كنا قد عرفنا تلك الأحاديث فلا نعرض
لها. النسائي متروك الأحاديث ليس بثقة ضعيف. ابن سعد اتقى الناس
حديثه فتركوه. الجوزجاني كان يرمى بالاجراء ذكره يعقوب بن سفيان في
باب يرغب عن الرواية عنهم. أبو حاتم مضطرب الحديث ليس بقوي
يكتب حديثه ولا يحتج به لم يكن محله محل الكذب. أبو خراش والحاكم أبو
أحمد متروك الحديث. الدارقطني ضعيف ابن عدي له حديث كثير وأصناف
فيها مسند ومنقطع وعندي انه يغلط ولا يتعمد الكذب. عن ابن المبارك
انه ترك حديثه وقال رأيت منه سهولة في أشياء فلم آمن ان يكون اخذه
للحديث على ذلك. يعقوب: ضعيف الحديث عند جميع أصحابنا. ابن
المديني: هو ضعيف. أبو داود ضعيف ليس بشئ وقال أيضا خارجة أودع
كتبه عند غياث بن إبراهيم فأفسدها عليه. ابن حبان كان يدلس عن
غياث بن إبراهيم وغيره ويروي ما يسمع منهم مما وضعوه على الثقات عن
الثقات الذين رآهم فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الاثبات ثم
حكى عن جماعة انهم ذكروه في الضعفاء. والظاهر أن تضعيفهم له لرأيه
كما ظنه القباني لا لما ذكره الهذلي وقد اعترف يحيى بن يحيى باستقامة حديثه
واعترف أبو حاتم بأنه ليس محله محل الكذب وابن عدي بأنه لا يتعمد
الكذب وابن عدي بأنه لا يتعمد الكذب وكلامهم فيه مضطرب فبعضهم
رماه بالكذب وبعضهم اقتصر على تضعيفه ولم يبين السبب وبعضهم علل
ذلك بان أصحاب الرأي عمدوا إلى مسائل لأبي حنيفة فوضعوا لها أسانيد لا
أصل لها ودسوها في كتبه فكان يحدث بها وهو قدح عظيم في أصحاب الرأي
وكيف جاز الاخذ عنهم بعد هذا القدح وكيف تمكنوا من دسها في كتبه وهو
لا يعلم وان علم فهو يناقض ما قيل إنه لم يكن يتعمد الكذب وبعضهم
علل ذلك بأنه كان يدلس وبعضهم قال إنه
كان يرى الارجاء وظاهره ان تضعيفه لذلك مع أنه لا يقتضي الضعف ولا
ينافي الصدق وبعضهم علله باضطراب حديثه ولم يبين وجه الاضطراب
وبعضهم بأنه يغلط وبعضهم بأنه رآه يتساهل في أشياء فخاف ان يكون
يتساهل في الحديث ولا يخفى وهن هذا التعليل وبعضهم بان غياث بن
إبراهيم أفسد كتبه لما وضعها عنده وهو في الوهن كسابقه فكيف يقبل القدح
فيه بعد هذا الاضطراب والتدافع في كلامهم.
مشايخه
في تهذيب التهذيب انه روى عن جماعة 1 زيد بن أسلم 2
سهل بن أبي صالح 3 أبو خازم سلمة بن دينار 4 بكير بن الأشباح
5 خالد الحذاء 6 شريك أبو تمر 7 عاصم الأحول 8
عمرو بن دينار قهرمان آل الزبير 9 مالك 10 أبو حنيفة 11
يونس بن يزيد 12 يونس بن عبيد. وخلق.
تلاميذه
وقال إنه روى عنه جماعة 1 الثوري ومات قبله 2 أبو داود
الطيالسي 3 علي بن الحسن بن شقيق 4 زيد بن الحباب 5
شبابة بن سوار 6 عبد الرحمن بن مهدي 7 أبو بدر شجاع بن الوليد
8 وكيع 9 يحيى بن يحيى النيسابوري 10 نعيم بن حماد الخزاعي
وغيرهم.
خازم الأشل الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الباقر ع
وقال روى عنه وعن أبي عبد الله ع.
خازم بن حبيب بن صهيب الجعفي مولاهم كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
خازم بن حسين أبو إسحاق الخميسي الكوفي.
في حاشية تهذيب التهذيب في المغني خازم بمعجمة وزاي
والخميسي بفتح المعجمة وكسر السين المهملة كذا في الخلاصة والتقريب
وفي هامش الخلاصة ان السمعاني صاحب الأنساب ضبطه بضم الحاء
المهملة وفتح الميم وسكون المثناة التحتانية وهكذا في لب اللباب
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع. وفي
تهذيب التهذيب خازم بن الحسين أبو إسحاق الخميسي البصري سكن
الكوفة. عن ابن معين ليس بشئ أبو حاتم شيخ يكتب حديثه ولا يحتج
به. ابن عدي عامة حديثه عمن يروي عنهم لا يتابعه عليه أحد وأحاديثه
تشبه الغرائب وهو ضعيف يكتب حديثه له في الجزء حديث وأحمد شاهد
عن انس روى مناكير وذكره ابن شاهين في الضعفاء. الدارقطني كوفي
يعرف بكنيته يعتبر به وليس من الحفاظ.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن 1 أيوب السختياني 2 مالك بن
دينار 3 عطاء بن السائب 4 محمد بن جحادة وغيرهم.

278
تلاميذه
وعنه 1 أبو معاوية 2 إسحاق بن منصور السلولي 3
أحمد بن عبد الله بن يونس 4 الحسن بن الربيع البجلي 5 جبارة بن
المغلس 6 يحيى الحماني وغيرهم.
الخاقاني
اسمه إبراهيم بن علي الشرواني الملقب بحسان العجم.
خالد بن أبي إسماعيل
قال النجاشي كوفي ثقة له كتاب يرويه عدة من أصحابنا أخبرنا عدة
من أصحابنا عن الحسن بن حمزة حدثنا محمد بن جعفر بن بطة حدثنا
محمد بن الحسن الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن صفوان عن
خالد بكتابه وقال الشيخ في الفهرست خالد بن أبي إسماعيل له أصل أخبرنا
به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن أبي بطة عن أحمد بن محمد بن
عيسى عن صفوان عنه وعن الوجيزة لعل أبا إسماعيل هو بكر بن الأشعث
وعن صاحب منهج المقال انه قال في هامشه يحتمل ان يكون أبو إسماعيل
هذا هو بكر بن الأشعث فيكون خالد بن بكر الواقع في طريق بعض
الروايات وقد يقيد بالطويل اه‍. ويأتي في خالد بن بكر الطويل وخالد
الطويل ما يجب ان يلحظ.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية صفوان بن يحيى عنه
وعن جامع الرواة انه نقل رواية ابن مسكان عنه عن أبي عبد الله ع
ورواية جعفر بن بشير عنه.
خالد بن أبي خالد
في تهذيب التهذيب ان خالد بن طهمان السلولي أبو العلاء الخفاف
الكوفي هو خالد بن أبي خالد اه‍. وخالد بن طهمان سيأتي.
خالد بن أبي خالد
في أسد الغابة خالد بن أبي خالد غير منسوب روى محمد بن عبيد الله
ابن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي من صحابة النبي ص خالد بن أبي
خالد أخرجه أبو نعيم وأبو موسى اه‍. وفي الإصابة خالد بن أبي خالد
الأنصاري ذكره ضرار بن صرد بسنده عن عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد
صفين مع علي من الصحابة أخرجه الطبري وغيره من طريقه اه‍. وفي
كتاب صفين لنصر بن مزاحم خالد بن خالد الأنصاري فاما ان يكون تحريفا
من النساخ فأسقطوا لفظة أبي أو ان ما في أسد الغابة والإصابة تحريف
بزيادة لفظة أبي قال نصر ثم خرج خالد بن خالد الأنصاري وهو يقول:
هذا علي والهدى أمامه * هذا لوا نبينا قدامه
يقحمه في نقعه اقدامه * لا جنبه نخشى ولا اثامه
منه غذاه وبه ادامه
فطعن ساعة ثم رجع.
خالد بن أبي دجانة الأنصاري.
دجانة بالدال المهملة المضمومة والجيم المخففة والنون والهاء واسم
أبي دجانة سماك بن خرشة.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب أمير المؤمنين علي ع
خالد بن أبي دجانة بدري وفي أسد الغابة خالد بن أبي دجانة الأنصاري
ذكره عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي حربه أخرجه أبو
نعيم وأبو موسى. وفي الإصابة ذكره ضرار بن صرد فيمن شهد صفين مع
علي من الصحابة.
خالد بن أبي العلاء الخفاف.
الخفاف صانع الخفاف جمع خف أو بائعها.
للصدوق في مشيخة الفقيه طريق إليه قال والى خالد بن أبي العلاء
الخفاف محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد
عن محمد بن أبي عمير عنه اه‍. وفي رواية ابن أبي عمير عنه ما يشير إلى
توثيقه.
وفي منهج المقال عند ذكر مشيخة الفقيه خالد بن أبي العلاء غير
مذكور في رجالنا ولا في غيرنا نعم المذكور عندنا وعندهم خالد بن طهمان
أبو العلاء ولنا أيضا خالد بن بكار أبو العلاء الكوفي ولا يبعد ان يكون
كلمة ابن من سهو القلم.
وفي التعليقة للصدوق طريق إليه وحكم خالي المجلسي بكونه
ممدوحا لذلك ويروي عنه ابن أبي عمير وفيه إشعار بوثاقته ويحتمل ان يكون
ابن بكار أو ابن طهمان الآتيين اه‍. وذلك لان الأول هو خالد بن بكار
أبو العلاء الخفاف الكوفي من أصحاب الباقر والصادق ع والثاني
خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف الكوفي من أصحاب الباقر ع. وإذا
كان هو أحد المذكورين يكون الصواب والى خالد أبي العلاء لا إلى خالد بن
أبي العلاء لان أبا العلاء في ترجمتيهما كنية لخالد لا لبكار وطهمان وعليه
فيكون ما في سند الصدوق سهوا منه أو من النساخ وصوابه ترك لفظة ابن
كما نفى البعد عنه صاحب المنهج وقيل إن سند الصدوق إليه موجود بعينه
في الكافي وفي خالد أبي العلاء باسقاط لفظة ابن وهو شاهد بما ذكرناه وإذا
كان هو خالد بن طهمان لم يكن من شرط كتابنا لكن ستعرف ترجيح انه
من شرطه وتفصيل الكلام ان هنا خالد بن أبي العلاء الخفاف في مشيخة
الفقيه وخالد بن بكار أبو العلاء الخفاف الكوفي ذكره الشيخ في رجاله في
أصحاب الباقر ع وفي أصحاب الصادق ع لكن بدون
وصف الخفاف وخالد بن طهمان السلولي أبو العلاء الخفاف الكوفي روى
عن الباقر ع وأبو العلاء في خالد بن بكار وابن طهمان وصف
لخالد وفي المشيخة جعل أبا لخالد والمظنون أو المتيقن ان الثلاثة واحد
ولذلك قال المجلسي الأول فيما حكاه عنه صاحب التعليقة ان زيادة ابن في
خالد بن أبي العلاء المذكور في المشيخة وقعت سهوا من النساخ أو وقع السهو
في رجال الشيخ فكان الصواب خالد بن بكار أبو العلاء لكون أبي العلاء
بدلا من بكار وكنية له فيكون مجرورا لا من خالد فيكون مرفوعا واعترضه
صاحب التعليقة بان وقوع السهو في موضعين منه لا يخلو من بعد بل ربما
كان ثلاثة كما يأتي في الكنى وعليه فالسهو في رجال المشيخة كما نفى عنه

279
البعد صاحب المنهج على ما مر قال صاحب التعليقة ومع ذلك لا أدري ما
وجه حكمه بكون ما في الفقيه ابن بكار على التعيين إذ سيجئ خالد بن
طهمان أبو العلاء الخفاف فكما يمكن ان يكون خالد بن أبي العلاء يمكن
كونه خالد بن طهمان فما وجه حكمه بأنه الأول دون الثاني قال نعم يحتمل
اتحادهما بان يكون أحدهما لقبا أو نسبة إلى الجد أو غير ذلك ومع التعدد
فالظاهر أنه ابن طهمان لما مر عن حمدويه في الحسين بن أبي العلاء يعني من
قول حمدويه الحسين بن أبي العلاء الخفاف هو الحسين بن خالد وكنية خالد
أبو العلاء وان النجاشي أضبط، وقد ذكروه كذلك اه‍. والحاصل ان
الظاهر اتحاد الثلاثة خالد أبي العلاء وابن بكار وابن طهمان وان أبا العلاء
كنية خالد لا بكار ولا طهمان.
خالد بن أبي عمرو مولى بني أسد.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
خالد بن أبي كريمة المدائني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع خالد بن أبي
كريمة وفي رجال الصادق ع بزيادة المدائني وقال النجاشي خالد بن
أبي كريمة روى عن الباقر ذكره ابن نوح روى عنه نسخة أحاديث أخبرنا أبو
العباس بن نوح حدثنا محمد بن محمد حدثنا محمد بن الحسين بن حفص عن
عمرو بن عبد الله الأودي عن وكيع عن خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر
ع الأحاديث وعن الذهبي خالد بن أبي كريمة الاسكاف عنه وكيع
وابن إدريس صدوق وعن تقريب ابن حجر خالد بن كريمة الأصفهاني أبو
عبد الرحمن الاسكاف نزيل الكوفة صدوق يخطئ ويرسل من السادسة.
وفي تهذيب التهذيب وضع عليه علامة س ق وقال خالد بن أبي كريمة
الأصبهاني أبو عبد الرحمن الاسكاف وروى عن معاوية بن قرة وعكرمة وأبي
جعفر الباقر وأبي جعفر المدائني وعنه إسرائيل بن يونس وزهير بن معاوية
والسفيانان وشعبة ومسعر وعبد الله بن إدريس سكن الكوفة روى عن
معاوية بن قرة ووكيع وغيرهم قال احمد وأبو داود ثقة وقال عباس عن ابن
معين ضعيف أبو حاتم ليس بقوي. النسائي ليس به باس وذكره ابن حبان
في الثقات وقال يخطئ. العجلي كوفي لا باس به عباس الدوري: سالت
يحيى عنه فقال ثقة. احمد عنده مراسيل. يعقوب بن سفيان لا باس به.
البيهقي أشار الشافعي إلى أنه لا يعرف من حاله ما يثبت خبره وفي تاريخ
بغداد خالد بن أبي كريمة أبو عبد الرحمن المدائني وهو كوفي الأصل وزاد في
مشايخه عبد الله بن المسور الهاشمي ولم يذكر أبا جعفر الباقر وزاد في تلاميذه
عبد الواحد بن زياد وخارجة بن مصعب وقال قال أبو بكر بن أبي داود
اسم أبي كريمة ميسرة. يحيى بن معين خالد بن أبي كريمة ثبت ثقة. علي بن
المديني ثقة. عبد الله العجلي كوفي لا باس به. أبو داود ثقة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية وكيع عنه.
خالد بن إسماعيل بن أيوب المخزومي المدني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه. وفي لسان الميزان خالد بن إسماعيل المخزومي عن مالك وعنه
أحمد بن يعقوب قال الخطيب مجهول.
خالد أبو إسماعيل الخياط الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
لا يبعد كونه ابن أبي إسماعيل الآتي.
خالد الأقطع
يأتي بعنوان خالد بن خليفة الأقطع.
خالد بن أوفى أبو الربيع العنزي الشامي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع كما في بعض
النسخ وفي منهج المقال الظاهر أنه خليد بن أوفى الآتي وفي التعليقة الظاهر أن
خليد مصغرة كما في عثمان وسالم وعباس ونظائرها فيقولون عثيم وسليم
وعبيس إلى غير ذلك وربما كان في بعض الموارد تصغيرهم أكثر وأشهر ولعل
ما نحن فيه منه اه‍. ومر في الكنى ويأتي في خليد ما ينبغي ان يلاحظ.
خالد البجلي.
البجلي نسبة إلى بجيلة كسفينة أصله اسم امرأة ثم سميت به
القبيلة.
قال الكشي في رجاله في خالد البجلي جعفر بن أحمد بن أيوب عن
جعفر بن بشير عن أبي سلمة الجمال دخل خالد البجلي على أبي عبد الله
ع وانا عنده فقال له جعلت فداك اني أريد ان أصف لك ديني الذي أدين
الله به وقد قال له قبل ذلك اني أريد ان أسألك فقال له سلني
فوالله لا تسألني عن شئ الا حدثتك به على حده ولا اكتمه قال إن أول ما
ابدأ ان أشهد ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له ليس اله غيره فقال أبو
عبد الله ع كذلك ربنا ليس معه اله غيره ثم قال وأشهد ان محمدا
عبده ورسوله فقال أبو عبد الله ع كذلك محمد عبد الله مقر له
بالعبودية ورسوله إلى خلقه ثم قال وأشهد ان عليا ع كان له من الطاعة
المفروضة على العباد مثل ما كان لمحمد ص على الناس قال كذلك كان علي
ع قال وأشهد انه كان للحسن بن علي ع من الطاعة الواجبة
على الخلق مثلما كان لمحمد وعلي ص فقال كذلك
كان الحسن قال وأشهد انه كان للحسين من الطاعة الواجبة على الخلق بعد
الحسن ما كان لمحمد وعلي والحسن ع قال فكذلك كان الحسين
قال وشاهد ان علي بن الحسين كان له من الطاعة الواجبة على جميع الخلق
كما كان للحسين قال فكذلك كان علي بن الحسين قال وأشهد ان محمد بن
علي كان له من الطاعة الواجبة على الخلق مثل ما كان لعلي بن الحسين قال
فكذلك كان محمد بن علي قال وأشهد انك أورثك الله ذلك كله فقال أبو
عبد الله ع حسبك اسكت الآن فقد قلت حقا فسكت فحمد الله
وأثنى عليه ثم قال ما بعث الله نبيا له عقب وذرية الا اجرى لآخرهم مثل ما
اجرى لأولهم وانا نحن ذرية محمد ص اجرى لآخرنا مثل ما اجرى لأولنا
ونحن على منهاج نبينا ع لنا مثل ما له من الطاعة الواجبة اه‍.
وذكر الكشي قبل ذلك بفاصلة طويلة خالد بن جرير البجلي وأورد فيه
الرواية الآتية في ترجمته والعلامة في الخلاصة جعلهما واحدا فقال في القسم
الأول خالد بن جرير بن عبد الله البجلي روى الكشي وأورد الرواية الآتية
في ترجمته ثم قال وعن جعفر بن أحمد بن أيوب عن صفوان عن منصور عن

280
أبي سلمة الجمال دخل خالد البجلي على أبي عبد الله وانا عنده ثم ذكر ما
يدل على ايمانه اه‍. وقال الشهيد الثاني في الحاشية تعليقا على الرواية:
هذا الحديث مع عدم دلالته على توثيق ولا مدح يدخل في الحسن سنده
مجهول مضطرب فان الشيخ في اختباره رجال الكشي رواه مثلما ذكره
المصنف وفي الكشي رواه عن جعفر بن أحمد عن جعفر بن بشير عن أبي
سلمة الجمال الخ ومع هذا الاضطراب والجهالة بحال الراوي لا تفيد فائدة
اه‍. وفي منهج المقال ما نقله عن اختيار كأنه سهو من سبق النظر إلى
موضعه كما اتفق للعلامة والله أعلم اه‍. والأمر كما قال فان السند في
الاختيار مثل ما حكاه عن الكشي بعينه فلا اضطراب واما الجهالة فهي في
أبي سلمة الجمال وما جزم به من كونهما واحدا ممكن لكن لا دليل عليه مع أن
ظاهر الكشي التعدد ويمكن ان يكون في هذا الحديث ما يشير إلى حسن
حاله من اهتمامه بوصف دينه الذي يدين الله به وقول الصادق ع
له لا تسألني عن شئ الا حدثتك به على حده الدال على أنه مؤتمن على ما
يحدث والله أعلم. واعلم أن خالدا المنسوب بالبجلي في كتب الرجال
أربعة 1 خالد البجلي المتقدم 2 خالد بن جرير البجلي 3 خالد بن
نافع البجلي 4 خالد بن يزيد بن جرير البجلي ويأتي الكلام على كل
واحد منهم.
خالد بن بكار أبو العلاء الخفاف الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وفي رجال
الصادق ع خالد بن بكار أبو العلاء الكوفي أسند عنه ومر اتحاده
مع خالد بن أبي العلاء الخفاف المستظهر ان صوابه خالد أبي العلاء.
التمييز
عن جامع الرواة نقل رواية ابن أبي عمير وشعيب أبي صالح عنه.
خالد بن بكر الطويل
روى الكليني في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي
عمير عن عبد الرحمن بن الحجاج عن خالد بن بكر الطويل ان أباه أوصى
إليه ان يعمل بمال اخوته الصغار فيأكل نصف الربح ويعطيهم نصفه فمنعه
ابن أبي ليلى من التصرف فيه وأشهد عليه انه ان حركه فهو له ضامن قال
فدخلت على أبي عبد الله فقصصت عليه ذلك فقال اما قول ابن أبي ليلى فلا
أستطيع رده واما فيما بينك وبين الله تعالى فليس عليك ضمان اه‍. دل
هذا الحديث المعتبر السند على أنه امامي متدين وابن أبي ليلى كان قاضي
الكوفة ولهذا لا يستطيع الصادق ع رد قوله ولكنه جوز له فيما بينه
وبين الله العمل بالمال بدون ضمان عملا بوصية أبيه والظاهر أنه خالد بن
أبي إسماعيل المتقدم وانه خالد الطويل الذي وقع في سند الصدوق في الفقيه
في باب الرجل يوصي إلى رجل بولده وفي سند الكليني في الكافي في باب
النوادر من كتاب الوصية وفي سند الشيخ في التهذيب في باب الزيادات من
كتاب الوصية ووقعت الرواية في الكل عن عبد الرحمن بن الحجاج عنه عن
أبي عبد الله ع وقد صرح في بكر بن الأشعث بان كنيته أبو
إسماعيل فإذا هو خالد بن أبي إسماعيل بكر بن الأشعث الطويل.
خالد بياع القلانس
هو خالد بن ماد القلانسي الآتي
خالد بن جرير بن عبد الله البجلي.
قال النجاشي روى عن أبي عبد الله وأخوه إسحاق بن جرير له كتاب
رواه الحسن بن محبوب أخبرنا علي بن أحمد حدثنا محمد بن الحسن الصفار
حدثنا عبد الله بن جعفر ومحمد بن الحسن الصفار حدثنا أحمد بن محمد بن
عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن
خالد بن جرير بكتابه وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
خالد بن جرير الكوفي أخو إسحاق بن جرير الكوفي وقال الكشي في
رجاله ما روي في خالد بن جرير البجلي محمد بن مسعود سالت علي بن
الحسن عن خالد بن جرير الذي يروي عنه الحسن بن محبوب فقال كان من
بجيلة وكان صالحا اه‍. وعلي بن الحسن هو ابن فضال والعلامة في
الخلاصة حكم باتحاد المترجم مع خالد البجلي المتقدم وبينا ذلك هناك ثم إن
الحسن بن محبوب الراوي عن خالد بن جرير بكثرة حتى جعله الكشي فيما
مر معرفا له هو من أصحاب الاجماع وفي ذلك نوع من التوثيق لخالد.
ويأتي خالد بن يزيد بن جرير البجلي الكوفي وهو المترجم بعينه لتصريح
النجاشي والشيخ فيما مر بان المترجم أخو إسحاق بن جرير ومر في إسحاق
انه ابن جرير بن يزيد بن جرير بن عبد الله البجلي الكوفي والنسبة إلى الجد
شائعة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف خالد بن جرير برواية
الحسن بن محبوب عنه.
خالد الجواز
يأتي في خالد الجوان الذي بعده.
أبو عبد الله خالد الجوان الكوفي.
اختلاف النسخ والكلمات في التعبير عنه
ففي بعضها خالد الجوان بالجيم المفتوحة والواو المشددة والنون
وكذلك ضبط في الايضاح قال ابن داود الجوان بائع الجون اه‍. قيل هو
ضرب من القطا ويمكن ان يكون بائع الجون أو صانعه جمع جونة كغرف
وغرفة اسم لجونة العطار وهي سفط مغطى بجلد يضع العطار فيه الطيب
وفي بعضها الجواز بالجيم والزاي ويمكن ان يكون بائع الجوز والظاهر أن
الجوز والجوان صحف أحدهما بالآخر وفي بعضها خالد الحوار أو
خالد بن نجيح الحوار بالحاء المهملة والراء ويمكن كونه نسبة إلى نوع من
الخبز يعرف بالحواري وهو الموجود في الخلاصة في خالد الحوار ولم يذكر
خالد بن نجيح ولكن المحكي عن الخلاصة التي بخط المصنف الجوان بالجيم
والنون وكذلك عن حاشية لولده عليها واليه أشار ابن داود بقوله في ابن
نجيح رأيت في تصنيف بعض الأصحاب خالد الحوار وهو غلط وفي
بعضها الخوار بالخاء والراء حكاه المجلسي الأول عن بعض النسخ وكان
ينبغي ان لا يذكر إذ لا ذكر له في كلام غيره وقال الشهيد الثاني في حاشية
الخلاصة عند قول العلامة خالد الحوار ما لفظه: في كتاب ابن داود
خالد بن نجيح الجوان بالجيم والنون بياع الجون وكذا في الايضاح والظاهر أن
ما وقع هنا اي في الخلاصة سهو في كتاب الشيخ الجواز ضبط بالزاي
ولعل أصله النون فوقع الوهم ويمكن فيه الراء أيضا اه‍. والذي في أكثر

281
النسخ الجوان والظاهر أنه هو الصواب والباقي تصحيف.
أقوال العلماء فيه
هو خالد بن نجيح الجوان الآتي وقال الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع خالد الجوان وفي نسخة الجواز. وسيجئ في المفضل بن
عمر قول الكشي ان خالدا من أهل الارتفاع اي الغلو. ولكن روى في
بصائر الدرجات ما يدل على أنه كان غاليا ورجع. وقال الكشي في رجاله
في نشيط بن صالح وخالد الجواز حدثنا حمدويه حدثنا الحسين بن موسى
قال كان نشيط وخالد يخدمانه يعني أبا الحسن ع فذكر الحسن بن
يحيى بن إبراهيم عن نشيط عن خالد الجواز قال لما اختلف الناس في امر أبي
الحسن ع قلت لخالد أما ترى ما قد وقعنا فيه من اختلاف الناس فقال
لي خالد قال لي أبو الحسن ع عهدي إلى ابني علي أكبر ولدي وخيرهم
وأفضلهم قال العلامة في الخلاصة هذا الحديث لا يدل صريحا على عقيدة
الرجلين لكنه يؤنس بحال خالد وفي التعليقة قال ابن طاوس ان الحديث
منبه على صحة عقيدته قلت وظاهر فيها وفيه أيضا ايماء إلى عدم غلوه بل
ونباهته بملاحظة ان نشيطا ثقة اه‍. وروى الكشي في ترجمة المفضل بن
عمر عن محمد بن مسعود حدثني إسحاق بن محمد البصري حدثني
عبد الله بن القاسم عن خالد الجوان كنت انا والمفضل بن عمر وناس من
أصحابنا بالمدينة إلى أن قال فقلت مروا إلى أبي عبد الله حتى نسأله فقمنا
بالباب فخرج إلينا وهو يقول بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره
يعملون. وهذا امارة على عدم غلوه وللصدوق طريق إلى خالد بن نجيح
المتحد معه ويروي فيه عنه ابن أبي عمير وهو من أصحاب الاجماع وكل
ذلك امارة وثاقته مضافا إلى خدمته الإمام الكاظم ع وصحبته
نشيطا الثقة.
التمييز
يمكن تمييز خالد الجوان برواية عبد الله بن القاسم وعثمان بن عيسى
ونشيط ومحمد بن أبي عمير وأسد بن أبي العلاء عنه.
خالد بن الحجاج الكرخي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وعن بعض
النسخ الكوفي بدل الكرخي وعن بعضها إضافة بغدادي عجمي إلى ما في
العنوان.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية جماعة عنه وهم ابنه الحجاج
ويعقوب بن يزيد وحفص بن البختري وابن مسكان ويحيى بن الحجاج أو
محمد بن يحيى بن الحجاج ومحمد بن حكيم.
خالد بن حصين.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام علي ع.
تنبيه
ذكر ابن داود في رجاله خالد بن حماد القلانسي وهو تصحيف وانما هو
خالد بن ماد مع أنه ذكر بعد ذلك خالد بن ماد.
خالد بن حميد الرؤاسي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
خالد الحوار
تقدم في خالد الجوان.
خالد بن حيان بن أبي حبه الكلبي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الإمام الصادق ع.
خالد بن خالد الأنصاري
مر بعنوان خالد بن أبي خالد الأنصاري.
خالد بن خليفة الأقطع
في المحاسن والمساوي للبيهقي: قيل دخل خالد بن خليفة الأقطع
على أبي العباس السفاح وعنده علي بن هشام بن عبد الملك فأشار إلى أبي
العباس وهو يقول:
ان تعاقبهم على رقة الدين فقد كان دينهم سامريا
كان فحلا زمانهم يرمح الناس فأضحى الزمان منهم خصيا
خالد الخوايتمي.
في الخلاصة عن الكشي انه من أهل الارتفاع وفي منهج المقال عن
الكشي انه غال ولم أجده في رجال الكشي المطبوع ومر ان القدماء كانوا
يرون ما ليس من الغلو غلوا.
خالد بن داود الأسدي مولاهم.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خالد بن راشد الزبيدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
أبو رويحة خالد بن رباح أخو بلال مؤذن رسول الله ص
في تاريخ ابن عساكر له صحبة وذكر ولا أعلم له رواية سكن داريا
وأخرج البيهقي عن أخي بلال مؤذن رسول الله ص الناس ثلاثة أثلاث
فالسالم الساكت والغانم الذي يأمر بالخير وينهى عن المنكر والشاحب الناطق
بالخنا والمعين على الظلم الشاحب الآثم الهالك وقال أبو زرعة ان خالدا
أخو بلال في الاسلام آخى بينهما رسول الله ص ولم يكن أخاه من النسب
وروى ابن عساكر بسنده الذي بحلب قبر خالد بن رباح أخي بلال اه‍.
ومر ذكره في ترجمة أخيه بلال ويمكن استفادة كونه من شرط كتابنا من طلب
أخيه بلال ان يهاجر معه إلى الشام وصحبته له.
خالد بن ربيعة بن مر بن حارثة يتصل بغيلان الجدلي
في تاريخ ابن عساكر حدث عن أبيه وجابر بن سمرة قيل إن له

282
صحبة روى عنه ابنه معبد بن خالد وشهد فتح مدينة دمشق وله ذكر في
المغازي قال ابن منده له ذكر في الصحابة وفيه نظر قال أبو نعيم خالد
الجدلي مختلف في صحبته وفيه نظر اه‍. وقال مهذب تاريخ ابن عساكر كما
سمى نفسه: قال المرزباني كان خالد (1) بليغا اجتمعت عليه ربيعة بعد
موت علي لما حلف معاوية ان يسبي نساء ربيعة ويبيع ذراريهم لمسارعتهم
إلى علي فقال خالد:
تالي ابن حرب حلفة في نسائنا * ودون الذي ينوي سيوف قواضب
سيوف نطاق والقناة فتستقي * سوى بعلها بعلا وتبكي الغرائب (2)
فان كنت لا تغضي على الحنث فاعترف * بحرب شجى بين اللهى والشوارب
وقال فيه أيضا وقد ذكر له عليا:
معاوي لا تجهل علينا فإننا * نذلك في اليوم العصيب معاويا
ودع عنك شيخا قد مضى لسبيله * على اي حاليه مصيبا وخاطيا
ثم قال ذكر هذا الحافظ ابن حجر في الإصابة والبيت الأول من
الأبيات البائية قد نسبه نصر في كتاب صفين إلى خالد بن المعمر السدوسي
كما يأتي في ترجمته والبيتان قد نسبهما ابن عساكر نفسه إلى خالد بن المعمر
أيضا في جملة أبيات تأتي في ترجمته. وما نسبه إلى الإصابة لم نجده فيها في
باب خالد ويوشك ان يكون وقع خلل في عبارة ابن عساكر من النساخ أو
غيرهم.
خالد بن زياد القلانسي كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي الخلاصة
خالد بن زياد بالزاي قبل الياء المنقطة تحتها نقطتين وقيل ابن باد بغير زاي
وعوض الياء باء منقوطة تحتها نقطة واحدة القلانسي روى عن أبي عبد الله
وأبي الحسن ع ثقة وقال الشهيد الثاني في الحاشية في الايضاح
ابن ماد بالميم أولا والدال المشددة أخيرا وفي كتاب السيد ابن طاوس
ابن زياد نقلا عن النجاشي وكذلك في كتاب الشيخ الطوسي كما ذكره
المصنف وابن داود اختار الميم كما في الايضاح ونقل عن الشيخ ما يوافقه
وليس كذلك اه‍. أقول الظاهر أن الصواب فيه خالد بن ماد والغرابة
ماد صحف بزياد أو باد وابن داود اقتصر على ماد وقال مشيرا إلى كلام
الخلاصة ما لفظه: واشتبه على بعض الأصحاب فقال خالد بن زياد ثم رآه
في نسخة أخرى بغير زاي فتوهم الميم باء فقال ابن باد وكلاهما غلط وقد
ذكره الشيخ في كتابه كما قلناه وفي منهج المقال: الذي رأيت في كتاب
النجاشي في نسخة لا تخلو من صحة وعليها بخط ابن إدريس وعبد
الكريم بن طاوس ابن ماد كما يأتي في موضعه وكذا في الخلاصة واما في رجال
الشيخ في أصحاب الصادق ع فابن ماد بالميم موجود أيضا كما سيأتي
والله أعلم.
أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد الخزرجي النجاري
وفاته ومدفنه
توفي غازيا في بلاد الروم في ملك معاوية سنة 50 أو 51 أو 52 وهو
الأكثر كذا في الاستيعاب. وفي تهذيب التهذيب عن أبي زرعة الدمشقي
سنة 55 وفي مروج الذهب سنة 45 ولم يقله غيره وفي الاستيعاب: دفن
قرب سور القسطنطنية وقبره معلوم إلى اليوم معظم يستسقون به فيسقون
فيه في الكنى روي عن مجاهد ان خيل المسلمين جعلت تقبل وتدبر على قبره
حتى عفي أثره خافوا من نبشه وقال البغوي قبر ليلا وعن مجاهد ان
الروم قالت للمسلمين صبيحة دفنهم أبا أيوب لقد كان لكم الليلة شان
فقالوا هذا رجل من أكابر أصحاب نبينا محمد ص وأقدمهم اسلاما وقد دفناه
حيث رأيتم والله لئن نبش لأضرب لكم ناقوس في ارض العرب ما كانت
لنا مملكة قال مجاهد كانوا إذا أمحلوا كشفوا عن قبره فمطروا وقال أبو القاسم
عن مالك بلغني عن قبر أبي أيوب ان الروم يستصحون به ويستسقون وقال
ابن حبان قال إذا انا مت فقدموني في بلاد العدو ما استطعتم ثم ادفنوني
فمات وكان المسلمون على حصار القسطنطينية فقدموه حتى دفن إلى جنب
حائط.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 49 فيها أو في سنة 50 وجه معاوية
جيشا كثيفا إلى بلاد الروم وكان فيه أبو أيوب الأنصاري وتوفي أبو أيوب
عند القسطنطينية فدفن بالقرب من سورها فأهلها يستسقون به.
وروى الحاكم في المستدرك انه مات في الغزو وكان
أوصى ان يدفن في أصل سور القسطنطينية وان يقضى دين عليه ففعل.
وقبره بأصل حصن القسطنطينية بأرض الروم والروم فيما ذكر يتعاهدون قبره
ويزورونه ويستسقون به إذا قحطوا اه‍. ومثله في ذيل المذيل الا انه قال
وقبره بأصل حصنها وقال ويرمونه بدل يزورونه وروى الحاكم أيضا انه
أوصى فقال إذا انا مت فاسعوا بي في ارض العدو ما وجدتم مساغا فإذا لم
تجدوا مساغا فادفنوني ثم ارجعوا.
انقطاع نسله
في تاريخ ابن عساكر: انقطع نسل أبي أيوب فلا نعلم له نسلا.
أمه
في الاستيعاب وغيره أمه هند بنت سعد سعيد بن قيس بن
عمرو بن امرئ القيس بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج بن
الحارث بن الخزرج الأكبر.
أقوال العلماء فيه
كان أبو أيوب صحابيا من السابقين إلى الاسلام أنصاريا خزرجيا
مخلصا في ولاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع مختصا به شهد معه
جميع حروبه بعد ما شهد مع النبي محمد ص جميع حروبه وقضى عمره في
الجهاد في سبيل الله وغزا بعد وفاة أمير المؤمنين ع حتى مات غازيا
في بلاد الروم وكان شاعرا مجيدا وامتاز بأنه صاحب منزل رسول الله ص يوم
الهجرة فلم ينزل النبي ص عند أحد وقد عرضت عليه القبائل النزول كلما
مر بواحدة منها حتى أخواله فلم يقبل وقال دعوا الناقة فإنها مأمورة حتى
أناخت بباب أبي أيوب.
وقال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: كان أبو أيوب سيدا معظما



(1) في النسخة المطبوعة كان حميد، ولعل صوابه ما ذكرناه.
(2) هكذا وجدنا هذا البيت فنقلناه بغلطه لأننا لم نتمكن من معرفة صوابه - المؤلف -.
283
من سادات الأنصار وكان من شيعة الإمام علي ع وقال الكشي انه من
السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع.
وفي الخلاصة: خالد بن زيد أبو أيوب الأنصاري مشكور وذكره
الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص فقال خالد بن زيد أبو أيوب
الأنصاري وفي أصحاب علي ع فقال خالد بن زيد عربي مدني خزرجي
يكنى أبا أيوب الأنصاري من الخزرج وفي المستدرك للحاكم ذكر مناقب
أبي أيوب الأنصاري ثم روى بسنده عن عروة ان من تسمية أصحاب
العقبة الذين بايعوا النبي محمد ص من بني غنم بن مالك بن النجار أبو أيوب
وهو خالد بن زيد بن ثعلبة. وروى أيضا انه شهد بدرا واحدا والخندق
والمشاهد كلها مع رسول الله ص ثم لم يتخلف عن غزاة فلم تكن غزاة
للمسلمين الا وهو فيها الا عاما واحدا استعمل على الجيش رجل شاب
فقعد ذلك العام فجعل بعد ذلك يتلهف ويقول ما علي من استعمل ثم غزا
فمرض فمات وكان يقول قال الله عز وجل انفروا خفافا وثقالا فلا أجدني
الا خفيفا أو ثقيلا اه‍.
وفي الاستيعاب: شهد العقبة وبدرا وسائر المشاهد وعليه نزل رسول
الله ص في خروجه من بني عمرو بن عوف حين قدم المدينة مهاجرا من مكة
فلم يزل عنده حتى بنى مسجده في تلك السنة وبنى مساكنه ثم انتقل إلى
مسكنه وآخى رسول الله ص بينه وبين مصعب بن عمير وكان مع علي بن
أبي طالب في حروبه كلها وروى في أسد الغابة شهد أبو أيوب العقبة وبدرا
واحدا والمشاهد كلها مع رسول الله ص قاله ابن عقبة وابن إسحاق وعروة
وغيرهم وشهد مع علي حروبه كلها ولزم الجهاد ولم يتخلف عن
الجهاد الا عاما واحدا فإنه استعمل على الجيش رجل شاب فقعد ذلك العام
وجعل يتلهف ويقول وما علي من أن استعمل علي. وروى في الإصابة ان
الشاب يزيد بن معاوية وروى فيه أيضا انه عبد الملك بن مروان وقال ابن
عساكر هو عبد الملك. ويمكن ان يكون أمير الجيش الذي تخلف عنه هو
عبد الملك ثم غزا مع يزيد وفيه في الكنى شهد العقبة وبدرا واحدا والخندق
وسائر المشاهد مع رسول الله ص وكان مع علي بن أبي طالب ع ومن
خاصته قال ابن الكلبي وابن إسحاق وغيرهما شهد أبو أيوب مع علي الجمل
وصفين وكان على مقدمته يوم النهروان وقال شعبة سالت الحكم أشهد أبو
أيوب صفين؟ قال لا، ولكن شهد النهروان اه‍. وهو مردود بما مر من
شهوده الثلاثة وما كان ليتخلف عن علي وهو من خاصته وبما يأتي من اخباره
يوم صفين وغيره.
وفي الإصابة: من السابقين شهد العقبة وبدرا وما بعدها وشهد
الفتوح ودوام الغزو واستخلفه علي على المدينة لما خرج إلى العراق ثم لحق
به بعد وشهد معه قتال الخوارج قال ذلك الحكم بن عتيبة.
وفي تهذيب التهذيب: شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله ص
ونزل عنده حين قدم المدينة شهرا حتى بنى المسجد وقال الخطيب حضر
العقبة وشهد بدرا واحدا والمشاهد كلها وكان مسكنه المدينة وحضر مع علي
حرب الخوارج وورد المدائن في صحبته وذكر الواقدي وأبو القاسم البغوي
انه شهد مع علي صفين وقال ابن الأثير في تاريخه شهد بدرا واحدا والمشاهد
كلها مع رسول الله ص وشهد صفين مع علي وغيرها من حروبه.
وفي ذيل المذيل: هو أحد السبعين الذين بايعوا الرسول الله ص ليلة
العقبة من الأنصار في قول جميعهم وشهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد
كلها مع رسول الله ص وروى عن رسول الله ص حديثا كثيرا.
وفي تاريخ بغداد: بسنده عن الأجلح بن عبد الله الكندي سمعت
زيد بن علي وعبد الله بن الحسن وجعفر بن محمد ومحمد بن عبد الله بن
الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي بن أبي طالب من أصحاب رسول
الله ص كلهم ذكره عن آبائه وعمن أدرك من أهله وسمعته أيضا من غيرهم
فذكر أسماء جماعة من الصحابة ثم قال وخالد بن زيد أبو أيوب
الأنصاري.
وفي الدرجات الرفيعة: كان من الصحابة شهد العقبة وبدرا وسائر
المشاهد وكان سيدا معظما من سادات الأنصار وكان من السابقين الذين
رجعوا إلى أمير المؤمنين ص وممن أنكر على الخليفة
الأول تقدمه عليه. وفيما كتبه الرضا ع للمأمون من محض
الاسلام الولاية لأولياء أمير المؤمنين ع الذين مضوا على منهاج الرسول
ص ولم يبدلوا ولم يغيروا بعد نبيهم وهم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار
وسهل بن حنيف وحذيفة بن اليمان وأبو الهيثم بن التيهان وخالد بن سعيد
وعبادة بن الصامت وأبو أيوب الأنصاري وخزيمة بن ثابت وأبو سعيد
الخدري وأمثالهم اه‍. وقال في رجاله: سئل الفضل بن شاذان عن بعض
قتاله فقال كان ذلك قلة فقه منه وغفلة اه‍.
أخباره
خبره في نزول الرسول ص عنده لما هاجر النبي ص من مكة إلى المدينة
نزل أولا في بني عمرو بن عوف بقبا وبقي هناك خمسا أو أكثر ينتظر قدوم
علي بن أبي طالب ع بالفواطم فلما قدم عليه دخل المدينة. قال
ابن الأثير في أسد الغابة فيما رواه بسنده عن ابن إسحاق في جملة حديث
: فاعترضه بنو سالم بن عوف فقالوا يا رسول الله هلم إلى العدد والعدة والقوة
انزل بين أظهرنا فقال خلوا سبيلها أي الناقة فإنها مأمورة ثم مر ببني
بياضة فاعترضوه فقال مثل ذلك ثم مر ببني ساعدة فقالوا مثل ذلك فقال
خلوا سبيلها فإنها مأمورة ثم مر بأخواله بني عدي بن النجار فقالوا هلم إلينا
أخوالك فقال مثل ذلك فمر ببني مالك بن النجار فبركت على باب مسجده
ثم التفتت ثم انبعثت ثم كرت إلى مبركها الذي انبعثت منه فبركت فيه ثم
تحلحلت في مناخها ورزمت فنزل رسول الله ص عنها فاحتمل أبو أيوب
خالد بن زيد رحله فادخله بيته.
وعن مناقب ابن شهرآشوب مرفوعا عن سلمان الفارسي قال: لما
قدم النبي ص إلى المدينة تعلق الناس بزمام الناقة فقال النبي ص يا قوم
دعوا الناقة فهي مأمورة فعلى باب من بركت فانا عنده فأطلقوا زمامها وهي
تهف في المسير حتى دخلت المدينة فبركت على باب أبي أيوب الأنصاري ولم
يكن في المدينة أفقر منه فانقطعت قلوب الناس حسرة على مفارقة النبي ص
الخبر. وظهر من هذه الرواية حكمة نزوله ص عند أبي أيوب دون غيره
وهو كونه أفقر رجل في المدينة وفي ذلك حكم كثيرة أولا قطع طمع
الأغنياء في الميل إليهم دون الفقراء ثانيا بيان ان المال لا قيمة له عند الله
ثالثا جبر قلوب الفقراء رابعا الحث على الزهد في الدنيا خامسا

284
تعليم الناس التواضع وعدم احتقار الفقير لفقره وعدم احترام الغني لغناه
سادسا كسر النفس وحملها على التواضع إلى غير ذلك.
اهتمام أبي أيوب براحته ص
في الاستيعاب بسنده ان أبا أيوب قال نزل رسول الله ص في بيتنا
الأسفل وكنت في الغرفة فأهديق ماء في الغرفة فقمت انا وأم أيوب بقطيفة
لنا نتبع الماء شفقة ان يخلص إلى رسول الله ص فنزلت إلى النبي وانا مشفق
فقلت يا رسول الله انه ليس ينبغي ان نكون فوقك انتقل إلى الغرفة فامر
النبي ص بمتاعه ان ينقل ومتاعه قليل الحديث. وفي رواية الحاكم في
المستدرك بسنده عن أبي امامة الباهلي عن أبي أيوب لما نزل على رسول الله
ص قلت بأبي وأمي اني أكره ان أكون فوقك وتكون أسفل مني فقال إنه رفق
بي ان أكون في السفلى لما ينتابنا من الناس، فلقد رأيت جرة لنا انكسرت
فأهديق ماؤها فقمت انا وأم أيوب بقطيفة لنا ما لنا لحاف غيرها ننشف بها
الماء فرقا ان يصل إلى رسول الله ص شئ يؤذيه. هذا حديث صحيح على
شرط مسلم ولم يخرجاه.
زهده ومعرفته
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن سلم بن عبد الله:
أعرست في عهد أبي فدعا الناس وفيهم أبو أيوب وقد ستروا بيتي بستر
أخضر فقال يا عبد الله تسترون الجدر؟ فقال أبي واستحيا غلبنا النساء فقال
من خشيت ان يغلبه النساء فلم أخشى ان يغلبني لا ادخل لكم بيتا ولا
أطعم لكم طعاما.
قال ودخل نوف البكالي ورجل آخر على أبي أيوب وقد اشتكى فقال
نوف اللهم عافه واشفه فقال لا تقولوا هذا وقولوا اللهم ان كان اجله عاجلا
فاغفر له وارحمه وان كان آجلا فعافه واشفه وآجره.
صلاته بالناس بعد مقتل عثمان
قال ابن الأثير في اليوم الذي منع فيه عثمان جاء سعد القرظ وهو
المؤذن إلى علي بن أبي طالب فقال من يصلي بالناس فقال ادع خالد بن زيد
فدعاه فصلى بالناس فهو أول يوم عرف ان اسم أبي أيوب الأنصاري
خالد بن زيد.
خبره في دخول علي ع البصرة يوم الجمل
في مروج الذهب بسنده عن المنذر بن الجارود في وصف دخول علي
ع البصرة يوم الجمل قال فورد موكب نحو ألف فارس يقدمهم
فارس أشهب عليه قلنسوة وثياب بيض متقلد سيفا معه راية فقلت من هذا
فقيل أبو أيوب الأنصاري وهؤلاء الأنصار وغيرهم.
خبره في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين
في رجال الكشي روى الحارث بن نصير الأزدي عن أبي صادق عن
محمد بن سليمان قدم علينا أبو أيوب الأنصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له
فاتيناه فأهدينا له وقعدنا عنده وقلنا يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا
مع رسول الله ص ثم جئت تقاتل المسلمين فقال إن النبي ص امرني بقتال
القاسطين والمارقين والناكثين فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين وانا
نقاتل إن شاء الله بالسعفات بالطرفات بالنهروانات وما أدري انى هي وقد
روى إبراهيم بن ديزيل في كتاب صفين وابن عساكر في تاريخ دمشق ما
يقارب مضمون هذه الرواية التي مرت عن الكشي فرواها ابن ديزيل كما في
الدرجات الرفيعة بسند يخالف سند الكشي في شئ ويوافقه في شئ ولعل
الاختلاف وقع من تحريف النساخ فروى ابن ديزيل عن محمد بن سليمان
عن ابن فضيل عن إبراهيم الهجري عن أبي صادق واقتصر ابن عساكر على
قوله أبو صادق قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فأهدت له الأزد جزرا
فبعثوها معي فدخلت إليه فسلمت عليه وقلت له يا أبا أيوب قد أكرمك الله
عز وجل بصحبة نبيه ونزوله عليك فما لي أراك تستقبل الناس بسيفك تقاتل
هؤلاء مرة وهؤلاء مرة قال إن رسول الله ص عهد إلينا ان نقاتل مع علي
الناكثين فقد قاتلناهم وعهد إلينا ان نقاتل معه القاسطين فهذا وجهنا إليهم
يعني معاوية وأصحابه وعهد إلينا ان نقاتل معه المارقين ولم أرهم بعد اه‍.
وفي الدرجات أيضا: روى الخطيب في تاريخه ان علقمة والأسود اتيا أبا
أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقالا له يا أبا أيوب ان الله
أكرمك بنزول محمد ص وبمجئ ناقته تفضلا من الله تعالى واكراما لك
حتى أناخت ببابك دون الناس جميعا ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب
أهل لا إله إلا الله فقال يا هذا ان الرائد لا يكذب أهله ان رسول الله ص
أمرنا بقتال ثلاثة مع علي ع بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين
فاما الناكثون فقد قاتلناهم وهم أهل الجمل وأما القاسطون فهذا منصرفنا
عنهم يعني معاوية وعمرو بن العاص وأما المارقون فهم أهل الطرفاوات
وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات والله ما أدري أين هم
ولكن لا بد لنا من قتالهم إن شاء الله تعالى ثم قال سمعت رسول الله ص
يقول لعمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق معك يا عمار
ان رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا فاسلك مع علي فإنه لمن
يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى الخبر وهذه الروايات وغيرها تنفي
قول من زعم أنه لم يشهد الا النهروان. وفي الدرجات الرفيعة ثم شهد أبو
أيوب وقعة النهروان مع أمير المؤمنين ع وهو على مقدمته يقاتل
المارقين أيضا كما أمره النبي ص بذلك. وفيه أيضا: روى أبو بكر
محمد بن الحسن الاجري تلميذ أبي بكر بن داود السجستاني في الجزء الثاني
من كتاب الشريعة باسناده ان علقمة بن قيس والأسود بن يزيد قالا اتينا أبا
أيوب الأنصاري فقلنا أن الله تعالى أكرمك بمحمد ص إذ أوحى إلى راحلته
فبركت على بابك وكان رسول الله ص ضيفك فضيلة فضلك الله تعالى بها
ثم خرجت تقاتل مع علي بن أبي طالب فقال مرحبا بكما وأهلا انني أقسم
لكما بالله لقد كان رسول الله ص في هذا البيت الذي أنتما فيه وما في البيت
غير رسول الله ص وعلي جالس يمينه وأنا قائم بين يديه وانس إذ حرك الباب
فقال رسول الله ص يا انس انظر من بالباب فخرج فنظر ورجع فقال هذا
عمار بن ياسر قال أبو أيوب فسمعت رسول الله ص يقول يا انس افتح
لعمار الطيب المطيب ففتح انس الباب فدخل عمار فسلم على رسول الله
ص فرد ع ورحب به وقال يا عمار سيكون في أمتي بعدي هناة
واختلاف حتى يختلف السيف بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا ويتبرأ بعضهم
من بعض فان رأيت ذلك فعليك بهذا الذي عن يميني يعني عليا ع
وان سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي

285
وخل الناس طرا يا عمار ان عليا لا يزال عن هدى يا عمار ان طاعة علي
من طاعتي وطاعتي من طاعة الله تعالى.
أخباره مع معاوية
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين عن عمر بن سعد عن الأعمش
قال كتب معاوية إلى أبي أيوب خالد بن زيد (1) الأنصاري صاحب منزل
رسول الله ص كتابا وكان سطرا واحدا: حاجيتك لا تنسى شيباء أبا
عذرها عذرتها ولا قاتل بكرها فلم يدر أبو أيوب ما هو فاتى به عليا
ع وقال يا أمير المؤمنين ان معاوية ابن آكلة الأكباد وكهف المنافقين كتب
إلي بكتاب لا أدري ما هو فقال له علي ع وأين الكتاب فدفعه إليه فقرأه
وقال نعم هذا مثل ضربه لك يقول ما انسى الذي لا تنسى الشيباء لا
تنسى أبا عذرها عذرتها والشيباء المرأة البكر ليلة افتضاضها لا تنسى
بعلها الذي افترعها ابدا ولا تنسى قاتل بكرها وهو أول ولدها كذلك لا
انسى انا قتل عثمان والشيباء الشمطاء وكتب معاوية في أسفل كتاب أبي
أيوب:
أبلغ لديك أبا أيوب مالكة * انا وقومك مثل الذئب والنقد (2)
أما قتلتم أمير المؤمنين فلا * ترجوا الهوادة عندي آخر الأبد
ان الذي لمتموه نلتموه ظالمين له * أبقت حرازته صدعا على كبدي
اني حلفت يمينا غير كاذبة * لقد قتلتم إماما غير ذي أود
لا تحسبوا انني انسى مصيبته * وفي البلاد من الأنصار من أحد
أعزز علي بأمر لست نائله * واجهد علينا فلسنا بيضة البلد
قد ابدل الله منكم خير ذي كلع * واليحصبيين أهل الحق في الجند (3)
ان العراق لنا فقع بقرقرة * أو شخبة بزها شاو ولم يكد
والشام ينزلها الأبرار بلدتها * امن وحرمتها عريسة الأسد
فلما قرأ الكتاب على علي قال لأشد ما شحذكم معاوية يا معشر
الأنصار أجيبوا الرجل فقال أبو أيوب يا أمير المؤمنين ما أشاء ان أقول
من الشعر شيئا يعبأ به الرجال الا قلته قال أنت إذا أنت فكتب أبو أيوب
إلى معاوية أنت كما لا تنسى الشيباء ثكل ولدها ولا أبا عذرتها فضربتها مثلا
بقتل عثمان وما انا وقتل عثمان ان الذي تربص بعثمان وثبط يزيد بن أسد
وأهل الشام في نصرته وان الذين قتلوه لغير الأنصار وكتب في آخر
كتابه:
لا توعدنا ابن حرب اننا بشر * لا نبتغي ود ذي البغضاء من أحد
فاسعوا جميعا بني الأحزاب كلكم * لسنا نريد ولاكم آخر الأبد
نحن الذين ضربنا الناس كلهم * حتى استقاموا وكانوا عرضة بيني الأود
والعام قصرك منا ان أقمت ثبت لنا * ضرب بزايل بين الروح والجسد
اما علي فانا لا نفارقه * ما رقرق الال في الدوية الجرد
أما تبدلت منا بعد نصرتنا * دين الرسول أناسا ساكني الجند
لا يعرفون أضل الله سعيهم * الا اتباعكم يا راعي النقد
لقد بغى الحق هضما شر ذي كلع * واليحصبيون طرا بيضة البلد
فلما اتى معاوية كتاب أبي أيوب كسره اه‍. وفي تهذيب تاريخ ابن عساكر
اخرج الحافظ ابن عساكر والخطيب عن عمارة بن غزية: دخل أبو أيوب
على معاوية فقال صدق رسول الله ص انكم سترون بعدي اثرة فعليكم
بالصبر فبلغت معاوية فقال صدق رسول الله انا أول من صدقه فقال أبو
أيوب أجرأة على الله وعلى رسوله لا أكلمه ابدا ولا يؤويني وإياه سقف بيت
ثم خرج من فوره ذلك إلى الصائفة فمرض فاتاه يزيد بن معاوية يعوده وهو
على الجيش فقال هل لك من حاجة أتوصي بشئ فقال ما ازددت عنك
وعن أبيك بعد الا غنى الحديث وقول معاوية هذا استهزاء بالشرع
وصاحبه ولذلك قال أبو أيوب أجرأة على الله وعلى رسوله.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده ان أبا أيوب اتى معاوية فذكر له
حاجة قال ألست صاحب عثمان قال اما ان رسول الله ص وقد أخبرنا انه
سيصيبنا بعده اثرة قال وما امركم قال أمرنا ان نصبر حتى نرد عليه الحوض
قال فاصبروا فغضب أبو أيوب وحلف ان لا يكلمه ابدا ثم إن أبا أيوب اتى
عبد الله بن عباس فذكر له فخرج عن بيته كما خرج أبو أيوب لرسول الله
ص عن بيته وقال ايش تريد قال أربعة غلمة يكونون في محلي قال لك عندي
عشرون غلاما. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وبسنده عن
حبيب بن أبي ثابت ان أبا أيوب الأنصاري قدم على ابن عباس البصرة
ففرع له بيته وقال لاصنعن بك كما صنعت برسول الله ص وقال كم عليك
من الدين قال عشرون ألفا فأعطاه أربعين ألفا وعشرين مملوكا وقال لك ما
في البيت. ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن حبيب بن أبي ثابت مثله.
وفي تاريخ دمشق: قدم يوما على معاوية فأجلسه على السرير معه
فجعل معاوية يتحدث ويقول فعلنا وفعلنا وأهل الشام حوله ثم التفت إلى
أبي أيوب وقال له من قتل صاحب الفرس البلقاء التي جعلت تجول يوم
كذا وكذا فقال أبو أيوب انا قتلته إذ أنت وأبوك على الجمل الأحمر معكما لواء
الكفر فنكس معاوية وتنمر أهل الشام لأبي أيوب فرفع معاوية رأسه وقال م
ه مه والا فلعمري ما عن هذا سألناك ولا هذا أردنا منك.
ثم إن لقاءه معاوية لا بد ان يكون بعد وفاة علي ع اما في
حياته فلم يكن ليفارقه ولا ليأتي معاوية وبعد وفاته لم يكن ابن عباس أميرا
على البصرة فلا بد ان يكون وفوده على ابن عباس بالبصرة في حياة علي
ومروره بمعاوية بعد وفاته وحصل اشتباه من الرواة فذكر الواقعتين في واقعة
واحدة وقدموا المتأخرة وأخروا المتقدمة ولكن رواية المستدرك الأولى لا يرد
عليها ذلك لأنه لم يقل فاتى ابن عباس بالبصرة فيجوز ان يكون اتاه بعد
وفاة علي ع.
اخباره مع الخوارج
قال ابن الأثير عند ذكر الخوارج الذين خرجوا في عهد علي ع
وخطبهم أبو أيوب الأنصاري فقال: عباد الله انا وإياكم على الحال
الأولى التي كنا عليها ليست بيننا وبينكم فرقة فعلا م تقاتلوننا فقالوا انا لو
تابعناكم اليوم حكمتم غدا قال فاني أنشدكم الله ان تعجلوا فتنة العام مخافة
ما يأتي في القابل وفي مروج الذهب عند ذكر حرب الخوارج: وحمل أبو
أيوب الأنصاري على زيد بن حصن فقتله وقتل عبد الله بن وهب الذي قتل
هانئ بن حاطب الأزدي وزياد بن خصفة وقتل حرقوص بن زهير السعدي
وفيه بسنده عن رجل من الأزد نظرت إلى أبي أيوب الأنصاري في يوم
النهروان وقد علا عبد الله بن وهب الراسبي فضربه ضربة على كتفه فأبان
يده وقال بؤ بها إلى النار يا مارق فقال عبد الله ستعلم أينا أولى بها صليا قال



(1) في النسخة المطبوعة خالد بن أيوب في الموضعين وهو غلط.
(2) النقد نوع من الغنم.
(3) أهل الخوف والجند (خ) - المؤلف -.
286
وأبيك اني لا اعلم إذ اقبل صعصعة بن صوحان وشرك أبا أيوب في قتله
ضربه ضربة بالسيف ابان بها رجله وأدركه بأخرى في بطنه ثم احتزا رأسه
وأتيا به عليا ثم قال لهما اطلبا لي ذا الثدية الحديث.
روايته حديث الغدير
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج في كتاب صفين باسناد ذكره عن
رباح ج 1 ص 289 روى إبراهيم بن ديزيل بن الحارث النخعي: كنت
جالسا عند علي ع إذ قدم عليه قوم متلثمون فقالوا السلام عليك
يا مولانا فقال لهم أولستم قوما عربا قالوا بلى ولكنا سمعنا رسول الله ص
يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله فلقد رأيت عليا ع
ضحك حتى بدت نواجده ثم قال اشهدوا ثم إن القوم مضوا إلى رحالهم
فتبعتهم فقلت لرجل منهم من القوم؟ قالوا نحن رهط من الأنصار وذاك
يعنون رجلا منهم أبو أيوب صاحب منزل رسول الله ص فاتيته فصافحته.
ما رواه عن النبي ص من الدعاء
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي أيوب الأنصاري انه قال ما
صليت وراء نبيكم ص الا وسمعته حين ينصرف من صلاته يقول:
اللهم اغفر لي خطائي وذنوبي كلها اللهم أنعمني وأحيني وارزقني
واهدني لصالح الأعمال والأخلاق فإنه لا يهدي لصالحها الا أنت ولا
يصرف عن سيئها الا أنت.
سؤال ابن عباس والمسور إياه عن بعض الأحكام
روى الحاكم في المستدرك بسنده ان عبد الله بن عباس والمسور بن
مخرمة اختلفا في المحرم يغسل رأسه بالماء من غير جنابة فأرسلا إلى أبي أيوب
الأنصاري وهو في بعض مياه مكة يسألانه عن ذلك فذكر الحديث بطوله ثم
قال هذه فضيلة لأبي أيوب ابن عباس والمسور بن مخرمة رجعا إليه في
السؤال.
الراوي عنهم والراوون عنه
في تهذيب التهذيب روى عن النبي ص وعن أبي بن كعب وفي أسد
الغابة روى عنه من الصحابة ابن عباس وابن عمر والبراء ابن عازب وأبو
امامة وزيد بن خالد الجهني والمقدام بن معديكرب وأنس بن مالك
وجابر بن سمرة وعبد الله بن يزيد الخطمي ومن التابعين سعيد بن المسيب
وعروة وسالم بن عبد الله وأبو سلمة وعطاء بن يسار وعطاء بن يزيد
الليثي وغيرهم. وزاد ابن حجر في من روى عنه من غير الصحابة
موسى بن طلحة وعبد الله بن حنين وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعروة بن
الزبير وأبو عبد الرحمن الجبلي وعمر بن ثابت وجماعة.
خالد بن سدير بن الحكيم بن صهيب الصيرفي
ذكره النجاشي ولم يزد على ذلك شيئا ومعلوم ان النجاشي لا يذكر
غير المصنفين فكأنه كان يريد ان يذكر له كتابا وتوقف عن ذلك لما يأتي في
خالد بن عبد الله بن سدير من القول بان كتابه موضوع فبقي العنوان في
كتابه بدون ذكر مصنف له ويمكن كونه خالد بن عبد الله بن سدير الآتي
خالد بن السري العبدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خالد بن سعد بن نفيل الأزدي أزد شنوءة.
استشهد سنة 65 بعين الوردة.
كان من التوابين الذين طلبوا بثار الحسين ع وهو أخو عبد
الله بن سعد بن نفيل أحد رؤساء الشيعة بالكوفة قتل هو وأخوه في وقعة
عين الوردة. قال ابن الأثير في حوادث سنة 64 لما قتل الحسين اجتمع
الشيعة بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤسائهم: سليمان بن صرد الخزاعي
والمسيب بن نجبة الفزازي وعبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي وعبد الله بن
وال التيمي ورفاعة بن شداد البجلي فخطبهم المسيب ثم تكلم الباقون
وحثوا على الجهاد والطلب بثار الحسين ع وقال سليمان في آخر
خطبته وكونوا كبني إسرائيل إذ قال لهم نبيهم انكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم
العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم ففعلوا فكيف بكم لو دعيتم إلى ما
دعوا أحدوا السيوف وركبوا الأسنة واعدوا لهم ما استطعتم من القوة ومن
رباط الخيل فقال خالد بن سعد بن نفيل اما انا فوالله لو اعلم أنه ينجيني
من ذنبي ويرضى ربي عني قتلي نفسي لقتلها وانا أشهد كل من حضر ان
كل ما أصبحت أملكه سوى سلاحي الذي أقاتل به عدوي صدقة على
المسلمين أقويهم به على قتال الفاسقين ثم ولوا أمرهم سليمان بن صرد.
وقال في حوادث سنة 65 ان الذين ساروا مع سليمان كانوا أربعة آلاف ثم
جاءه نحو من ألف فلما سار تخلف عنه كثير منهم وكان قد بايعه ستة عشر
ألفا فساروا حتى انتهوا إلى عين الوردة واقبل أهل الشام حتى صاروا من
عين الوردة على مسيرة يوم وليلة فبعث المسيب في أربعمائة فارس فسار يومه
وليلته ثم أشرف عليهم وهم غارون فانهزم عسكر أهل الشام وانصرف
المسيب إلى سليمان ثم التفوا واقتتلوا فانهزم أهل الشام فلما كان الغد جاء
أهل الشام المدد بثمانية آلاف فقاتلهم أصحاب سليمان أشد القتال فلما كان
اليوم الثالث جاء أهل الشام عشرة آلاف مددا فاقتتلوا قتالا شديدا إلى
ارتفاع الضحى ثم إن أهل الشام كثروهم وتعطفوا عليهم من كل جانب
فقتل سليمان بن صرد والمسيب بن نجبة وعبد الله بن سعد بن نفيل وحمل
خالد بن سعد بن نفيل على قاتل أخيه فطعنه بالسيف واعتنقه الآخر فحمل
أصحابه عليه فخلصوه بكثرتهم وقتلوا خالدا ثم قاتل عبد الله بن وال حتى
قتل فلما أمسوا رجع رفاعة بن شداد بالناس ليلا وقد ذكر أعشى همدان
خالدا هذا في قصيدته الخالدة التي رثي بها التوابين فقال:
وعمرو بن بشر والوليد وخالد * وزيد بن بكر والحليس بن غالب
خالد بن سعيد الأسدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خالد بن سعيد الأموي
يأتي بعنوان خالد بن سعيد بن العاص.

287
خالد بن سعيد أبو سعيد القماط.
القماط بياع القمط أو صانعها جمع قماط ككتاب وكتب وهو حبل
تشد به الأخصاص.
قال النجاشي كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله ع له كتاب
أخبرناه ابن شاذان عن أحمد بن محمد بن يحيى عن سعد قال حدثنا أحمد بن
محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي سعيد بكتابه.
وفي الخلاصة خالد بن سعيد أبو سعيد القماط كوفي ثقة روى عن
الصادق ع في كتاب الكشي قال حمدويه اسم أبي خالد القماط
يزيد وقال الشيخ الطوسي خالد بن يزيد يكنى أبا خالد القماط وقيل أنه
ناظر زيديا فظهر عليه فأعجب الصادق ع وقال الشهيد الثاني في
الحاشية في طريقه محمد بن جمهور وهو ضعيف جدا وفي منهج المقال لا
يظهر لما نقله عن الكشي والطوسي فائدة يعتد بها لاحتمال تعدد خالد
القماط يكنى واحد أبا خالد وأخر أبا سعيد وفي التعليقة الفائدة ثبت
الاحتمالات احتياطا كما هو دأبهم بل وإن كان الاحتمال مرجوحا إلى آخر ما
ذكره قال المؤلف لم يظهر لي فائدة لما نقله عنهما معتد بها أو غير معتد ولا
إرتباط بالمقام وكانه من سبق القلم وقول صاحب المنهج لاحتمال تعدد خالد
القماط غريب فخالد القماط المكنى أبا خالد هو خالد بن يزيد والمكنى
أبا سعيد هو خالد بن سعيد فهما متعددان ومجرد وصف كل منهما بالقماط لا
يوجب الاتحاد وعدم تعرض الشهيد الثاني لكون ما ذكره العلامة غير مرتبط
بالمقام واقتصاره على المناقشة في سند الرواية أيضا غريب.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف خالد بن سعيد أبو سعيد
القماط الثقة برواية محمد بن سنان عنه وزاد الكاظمي رواية إسماعيل بن
مهران عنه.
خالد بن سعيد بن العاصي بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن
قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي أبو سعيد القرشي الأموي.
استشهد بأجنادين 28 جمادى الأول يوم السبت نصف النهار سنة 13
للهجرة وقيل بل قتل بمرج الصفر في المحرم سنة 13 أو 14 للهجرة وهو
ابن خمسين أو أكثر على أن أهل التاريخ اختلفوا في وقعة أجنادين ومرج
الصفر أيهما كان قبل قاله في أسد الغابة وغيره.
وأجنادين بفتح الهمزة وسكون الجيم وفتح النون وبعدها ألف
وكسر الدال المهملة وسكون المثناة التحتية بعدها نون بلفظ الجمع وبلفظ
المثنى موضع بفلسطين كانت فيه الوقعة ومرج الصفر بضم الصاد
وتشديد الفاء المفتوحة بعدها راء بنواحي دمشق وحوران وقيل هو المعروف
اليوم بأرض المرج بجهة مرج عذرا.
أبوه
سعيد بن العاصي يكنى أبا أحيحة مات على كفره وكان أعز من بمكة
وكان شديدا عليه وعلى المسلمين ولكن الله تعالى يخرج الحي من الميت.
أمه
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن خليفة بن خياط قال: أم
خالد بن سعيد بن العاصي لبينة المعروفة بأم خالد بنت خباب أو حباب
ابن عبد باليل بن ناشب بن غيرة بن معد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن
كنانة بن خزيمة. وقال ابن سعد أمه أم خالد بنت خباب بن عبد باليل إلى
آخر ما مر إلا أنه قال ابن عبد مناة بن كنانة وساق ابن الأثير في أسد الغابة
نسبها إلى غيره وقال من ثقيف.
إخوته
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أحمد بن سيار ان خالد بن
سعيد بن العاصي كان لأبيه عشرون ابنا وعشرون ابنة اه‍. والمعروف أن
له ثمانية أولاد ذكور مات منهم ثلاثة على الكفر أحيحة قتل في الجاهلية
والعاص وعبيدة قتلا ببدر كافرين واسلم خمسة خالد وعمرو وسعيد وابان
والحكم. قتل سعيد مع رسول الله ص بالطائف وقتل خالد وعمرو وأبان
بالشام ومرت ترجمة ابان في بابه وفي الاستيعاب: كان الحكم تعلم الحكمة
اه‍.
أولاده
قال ابن سعد في الطبقات كان لخالد بن سعيد من الولد سعيد ولد
بأرض الحبشة درج أي لم يعقب وليس لخالد بن سعيد اليوم عقب
اه‍. وسيأتي ان ابنه سعيدا هذا قتل في حرب الروم وقتله باهان من امراء
الروم، ثم روى ابن سعد كما يأتي انه ولد له بالحبشة أم خالد واسمها
أمة تزوجها الزبير بن العوام وولدت له.
أقوال العلماء فيه
سيأتي عن ابن سعد في الطبقات عن الواقدي ان اسلامه كان قديما
وانه أول إخوته أسلم.
وفي الاستيعاب: أسلم قديما يقال بعد أبي بكر فكان ثالثا أو رابعا
وقيل كان خامسا وقال حمزة بن ربيعة أسلم مع أبي بكر. أقول وفي رواية
للحاكم في المستدرك أنه أسلم قبل أبي بكر. وبسنده عن أم خالد بنته
كان أبي خامسا في الاسلام تقدمه علي بن أبي طالب وابن أبي قحافة
وزيد بن حارثة وسعد بن أبي وقاص هاجر إلى أرض الحبشة مع امرأته
الخزاعية وولد بها ابنه سعيد وابنته أم خالد واسمها أمة وهاجر معه أخوه
عمرو. وروى الواقدي بسنده عن أم خالد هاجر أبي إلى أرض الحبشة المرة
الثانية وأقام بها بضع عشرة سنة وولدت أنا بها ثم قدم على النبي ص بخيبر
فكلم المسلمين فأسهموا لنا ثم رجع مع رسول الله ص إلى المدينة وأقمنا
بها وشهد أبي مع رسول الله ص عمرة القضية وفتح مكة وحنينا والطائف
وتبوك وبعثه رسول الله ص على صدقات اليمن فتوفي رسول الله ص وأبي
باليمن.
وفي الطبقات بسنده: أقام خالد بعد أن قدم من أرض الحبشة مع
رسول الله ص بالمدينة وكان يكتب له وهو الذي كتب كتاب أهل الطائف
لوفد ثقيف وهو الذي مشى في الصلح بينهم وبين رسول الله ص اه‍.

288
وفي الاستيعاب: روى إبراهيم بن عقبة عن أم خالد بنت خالد بن
سعيد بن العاص قالت أبي أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم وكان
قدومه من ارض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب واستعمله رسول الله ص
على صدقات مذحج واستعمله على صنعاء اليمن فلم يزل عليها إلى أن
مات رسول الله ص ولما هاجر أصحاب رسول الله ص إلى ارض الحبشة
الهجرة الثانية كان خالد أول من هاجر إليها. وقال خالد بن سعيد بن
عمرو بن سعيد اخبرني أبي ان أعمامه خالدا وابان وعمر ابني سعيد بن
العاصي رجعوا من عمالتهم حين مات رسول الله ص فقال أبو بكر ما لكم
رجعتم عن عمالتكم ما كان أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله ص
ارجعوا إلى أعمالكم فقالوا نحن بني أبي أحيحة لا نعمل لأحد بعد رسول
الله ص ابدا ثم مضوا إلى الشام فقتلوا جميعا وكان خالد على اليمن وابان
على البحرين وعمرو على تيماء وخيبر قرى عربية وكان الحكم تعلم الحكمة
ويقال ما فتحت بالشام كورة الا وجد عندها رجل من بني سعيد بن
العاصي ميتا وكان سعيد بن سعيد بن العاصي قد قتل مع رسول الله ص
بالطائف. الواقدي بسنده كان اسلام خالد بن سعيد قديما وكان أول اخوته
اسلاما اه‍ الاستيعاب ببعض اختصار.
وفي أسد الغابة قدم خالد وأخوه عمرو من أرض الحبشة في السفينتين
وقال: قال الغساني قرى عريبة كذا هو غير منون لهذه التي بالحجاز كذا
قيده غير واحد من أهل العلم. وفي الإصابة من السابقين الأولين قيل كان
رابعا أو خامسا. وروى يعقوب بن سفيان من طريق الزهري عن
سعيد بن المسيب وغيره ان الهجرة الأولى إلى الحبشة هاجر فيها جعفر بن أبي
طالب بامرأته أسماء بنت عميس وعثمان بن عفان برقية بنت النبي ص
وخالد بن سعيد بن العاص بامرأته وكذا قال ابن إسحاق
وسماها أمية بنت خالد بن أسعد بن عامر من خزاعة وسيأتي لخالد ذكر في
ترجمة فروة بن مسيك وذكر سيف في الفتوح أن أبا بكر أمره على مشارف
الشام في الردة.
وقال بحر العلوم الطباطبائي في رجاله انه نجيب بني أمية وأنه من
السابقين الأولين ومن المتمسكين بولاء أمير المؤمنين ع.
اسلامه والسبب فيه
روى ابن سعد في الطبقات والحاكم في المستدرك واللفظ للأول عن
الواقدي باسناده كان اسلام خالد بن سعيد قديما وكان أول إخوته أسلم
وكان سبب إسلامه أنه رأى في النوم أنه واقف على شفير النار فذكر من
سعتها ما الله به أعلم ويرى في النوم كان أباه يدفعه فيها ويرى رسول الله
ص أخذ بحقويه لا يقع ففزع من نومه فقال أحلف
بالله ان هذه لرؤيا حق فذكر ذلك لأبي بكر فقال أريد بك خير هذا رسول
الله فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الاسلام الذي يحجزك من أن تقع
فيها وأبوك واقع فيها فلقي رسول الله ص وهو بأجياد فقال يا محمد إلى ما
تدعو قال أدعو إلى الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وخلع ما
أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري
من عبده ممن لم يعبده قال خالد فاني أشهد ان لا إله إلا الله وأشهد انك
رسول الله فسر رسول الله باسلامه وتغيب خالد وعلم أبوه باسلامه فأرسل
في طلبه من بقي من ولده ممن لم يسلم ورافعا مولاه فوجدوه فاتوا به إلى أبيه
أبي أحيحة فأنبه وبكته وضربه بمقرعة بصريمة في يده حتى كسرها على
رأسه ثم قال اتبعت محمدا وأنت ترى خلافه قومه وما جاء به من عيب
آلهتهم وعيب من مضى من آبائهم فقال خالد قد صدق والله واتبعته فغضب
أبو أحيحة ونال من ابنه وشتمه ثم قال اذهب يا لكع حيث شئت فوالله
لأمنعنك القوت فقال خالد ان منعتني فان الله يرزقني ما أعيش به فأخرجه
وقال لبنيه لا يكلمه أحد منكم الا صنعت به ما صنعت به فانصرف خالد
إلى رسول الله ص فكان يلزمه ويكون معه. وروى ابن سعد عن الواقدي
بسنده عن عبد الله بن عمرو بن سعيد بن العاص قال كان اسلام خالد بن
سعيد بن العاص ثالثا أو رابعا وكان ذلك ورسول الله ص يدعو سرا وكان
يلزم رسول الله ويصلي في نواحي مكة خاليا فبلغ ذلك أبا أحيحة فدعاه
فكلمه ان يدع ما هو عليه فقال خالد لا أدع دين محمد حتى أموت عليه
فضربه أبو أحيحة بقراعة في يده حتى كسرها على رأسه ثم امر به إلى الحبس
وضيق عليه وأجاعه وأعطشه حتى لقد مكث في حر مكة ثلاثا ما يذوق ماء
فرأى خالد فرجة فخرج فتغيب عن أبيه في نواحي مكة حتى حضر خروج
أصحاب رسول الله ص إلى الحبشة في الهجرة الثانية فلهو أول من خرج
إليها.
وروى ابن عساكر في تاريخه سببا آخر في إسلامه شبيها بهذا.
هجرته إلى بلاد الحبشة
ورجوعه منها
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن محمد بن إسحاق قال: وممن
خرج من أهل مكة مهاجرا إلى أرض الحبشة من أصحاب رسول الله ص
من بني أمية بن عبد شمس خالد بن سعيد بن
العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ومعه امرأته فولدت له بأرض
الحبشة ابنه سعيد بن خالد اه‍. ومر أن ذلك في الهجرة الثانية. وفي رواية
في الإصابة ان هجرته إلى الحبشة كانت في الهجرة الأولى. لكن الأول
أشهر.
وروى ابن سعد عن الواقدي بسنده عن أم خالد بنت خالد بن
سعيد بنت العاص قالت كان أبي خامسا في الاسلام أسلم قبل الهجرة
الأولى إلى ارض الحبشة وهاجر في المرة الثانية وأقام بها بضع عشرة سنة
وولدت أنا بها وقدم على النبي ص بخيبر سنة سبع فكلم رسول الله ص
المسلمين فأسهموا لنا ثم رجعنا مع رسول الله ص إلى
المدينة وأقمنا بها وخرج أبي مع رسول الله ص في عمرة
القضية وغزا معه الفتح هو وعمي تعني عمرا وخرجا معه إلى تبوك
وبعث رسول الله ص أبي عاملا على صدقات اليمن فتوفي ص وأبي
باليمن. وبسنده عن أم خالد هذه قالت خرج خالد بن سعيد إلى أرض
الحبشة ومعه امرأته همينة أو أمينة بنت خلف بن أسعد الخزاعية فولدت له
هناك سعيدا وأم خالد. وبسنده عن خالد بن سعيد بن العاص أن رسول
الله ص بعثه في رهط من قريش إلى ملك الحبشة
فقدموا عليه ومع خالد امرأة له فولدت له جارية وتحركت وتكلمت هناك
ثم أن خالدا أقبل هو وأصحابه وقد فرع رسول الله ص

289
من وقعة بدر (1) فاقبل يمشي ومعه ابنته فقال أوما ترضى يا خالد أن
يكون للناس هجرة ولكم هجرتان اثنتان قال بلى يا رسول الله قال فذاك
لكم (2) ثم أن خالدا قال لابنته اذهبي إلى رسول الله فسلمي عليه فذهبت
الجويرية حتى أتته من خلفه فأكبت عليه وعليها قميص أصفر فأشارت به
إلى رسول الله ص تريه إياه فقال لها سنه سنه سنه
يعني حسن يعني بالحبشية ثم قال أبلي واخلقي ثم أبلي واخلقي (3)
اه‍.
وهذه أم خالد صحبت بعد ذلك رسول الله ص وقد روت عنه اه‍.
وفي ذلك من الدلالة على كلام أخلاق رسول الله ص
وعلى بساطة أحوال العرب وأخلاقهم ما لا يخفى. وفي أسد الغابة هاجر
معه إلى أرض الحبشة أخوه عمرو بن سعيد وقدما على النبي ص
بخيبر مع جعفر بن أبي طالب في السفينتين فكلم النبي ص
المسلمين فأسهموا لهم. وفي رجال بحر العلوم: وشهد
خالد مع النبي ص الفتح وحنين والطائف وتبوك ثم ولاه صدقات اليمن
فكان في عمله ذلك حتى بلغه وفاة النبي ص فترك ما في يده وأتى بالمدينة
ولزم عليا ع اه‍.
بقية أخباره في عصر النبوة
وروى ابن سعد في الطبقات والحاكم في المستدرك بالاسناد عن
الواقدي بسنده عن خالد بن سعيد ان أباه سعيد بن العاصي بن أمية
مرض، زاد صاحب أسد الغابة وكان أبوه شديدا على المسلمين وكان أعز
من بمكة فقال لئن رفعني الله من مرضي هذا لا يعبد إله ابن أبي كمبشة
ببطن مكة أبدا فقال خالد بن سعيد عند ذلك اللهم لا ترفعه، زاد صاحبا
المستدرك والاستيعاب فتوفي في مرضه ذلك.
وفي الاستيعاب فيما أخرجه البغوي بسنده عن خالد بن سعيد انه أتى
رسول الله ص وعليه خاتم فضة مكتوب عليه محمد
رسول الله قال فأخذه مني فلبسه وهو الذي كان في يده. وروى الحاكم
في المستدرك بسنده أنه أتى النبي ص وفي يده خاتم
فقال له النبي ما هذا الخاتم قال خاتم اتخذته قال فاطرحه فطرحته إليه فإذا
هو خاتم من حديد فقال النبي ص ما نقشته قلت محمد رسول الله فأخذه
النبي ص فتختم به حتى مات فهو الخاتم الذي كان في يده. صحيح
الاسناد ولم يخرجاه:
وقال ابن عساكر: اخرج الخطيب قال مر النبي ص
بقبر أبي أحيحة الفاسق، فقال خالد بن سعيد والله ما يسرني
انه في أعلى عليين وأنه مثل أبي قحافة، فقال النبي ص لا تسبوا الموتى
فتغضبوا الأحياء.
من أخباره باليمن
في الاستيعاب قال الزبير ابن بكار لخالد بن سعيد بن العاص
وهب عمرو بن معديكرب الصمصامة وذكر شعره في ذلك. ثبت في
ديوان عمرو بن معديكرب مدح خالد بن سعيد بن العاص لما بعثه النبي
ص مصدقا عليهم مصدقا يقول فيها:
فقلت لباغي الخير أن تأت خالدا * تسر وترجع ناعم البال حامدا
وفي تاريخ دمشق وهب له عمرو بن معديكرب الصمصامة وقال
حين وهبها له:
خليلي لم أهبه عن قلاة * ولكن التواهب للكرام
خليلي لم أخنه ولم يخني * كذلك ما خلا لي أو بذام كذا
حبوت به كريما من قريش * فسر به وصين عن اللئام
أخباره بعد عصر النبوة
ورجوعه من اليمن
حكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن الزبير بن بكار في الموفقيات
خبرا يتضمن كلاما وشعرا لعمرو بن العاص ضد الأنصار بعد بيعة أبي بكر
وكلاما وشعرا للنعمان بن عجلان في الرد عليه وذكرنا ذلك كله في ترجمة
النعمان وان شعر عمرو وكلامه لما انتهى إلى قريش غضب كثير منها. قال
وألفى ذلك قدوم خالد بن سعيد بن العاص من اليمن وكان رسول الله
ص استعمله عليها وكان له ولأخيه أثر قديم
في الاسلام وهما من أول من أسلم من قريش ولهما عبادة وفضل فغضب خالد
للأنصار وشتم عمرو بن العاص وقال يا معشر قريش ان عمرا دخل في
الاسلام حين لم يجد بدا من الدخول فيه فلما لم يستطع ان يكيده بيده
كاده بلسانه وان من كيده الاسلام تفريقه وقطعه بين المهاجرين والأنصار
والله ما جازيناهم للدين ولا للدنيا لقد بذلوا دماءهم لله تعالى فينا وما بذلنا
دماءنا لله فيهم وقاسمونا ديارهم وأموالهم وما فعلنا مثل ذلك بهم وآثرونا
على الفقر وحرمناهم على الغنى ولقد وصى رسول الله ص بهم وعزاهم عن
جفوة السلطان فأعوذ بالله أن أكون أنا وإياكم الخلف المضيع والسلطان
الجاني اه‍. قال ابن أبي الحديد قوله وعزاهم عن جفوة السلطان إشارة إلى
قول النبي ص ستلقون بعدي اثرة فاصبروا حتى تقدموا على الحوض.
وجاء النعمان بن بشير في جماعة من الأنصار إلى معاوية فشكوا إليه فقرهم
وقالوا لقد صدق رسول الله ص في قوله لنا ستلقون بعدي أثرة فقد لقيناها
فقال معاوية فماذا قال لكم قالوا قال لنا فاصبروا حتى تردوا علي الحوض،
قال معاوية فافعلوا ما أمركم به عساكم تلاقونه غدا عند الحوض كما أخبر.
وحرمهم ولم يعطهم شيئا اه‍. ومر في ترجمة أبي أيوب الأنصاري خالد بن
زيد انه قال له نحوا من ذلك وان ذلك استهزاء بالشرع وصاحبه قال الزبير
وقال خالد بن سعيد بن العاص في ذلك:
تفوه عمرو بالذي لا نريده * وصرح للأنصار عن شناة البغض
فان تكن الأنصار زلت فإننا * نقيل ولا نجزيهم القرض بالقرض
فلا تقطعن يا عمرو ما كان بيننا * ولا تحملن يا عمرو بعضا على بعض
أتنسى لهم يا عمرو ما كان منهم * ليالي جئناهم من النفل والفرض



(1) اي بعد انقضاء وقعة بدر بمدة لأنه جاء بعد وقعة خيبر وبينها وبين بدر سنة.
(2) أسف خالد على عدم شهوده وقعة بدر لأنه كان يومئذ بالحبشة فجبر النبي " ص " قلبه بان
للناس هجرة واحدة من مكة إلى المدينة ولهم هجرتان من مكة إلى الحبشة ومن الحبشة إلى
المدينة.
(3) لفظ الحديث في الطبقات المطبوع فيه نقصان بعض الكلمات والتصحيح من المستدرك.
290
وقسمتنا الأموال كاللحم بالمدي * وقسمتنا الأوطان كل به يقضي
ليالي كل الناس بالكفر جهرة * ثقال علينا مجمعون على البغض
فساروا وآووا وانتهينا إلى المنى * وقر قرارانا من الأمن والخفض
امتناعه وأخويه عن العمل
بعد وفاة النبي
ص
قد عرفت انه كان عاملا للنبي ص على
صدقات اليمن وعلى صنعاء وانه بقي عاملا عليها إلى حين وفاته ص وانه
بعد وفاته عاد واخوته إلى المدينة ولم يريدوا أن يعملوا لغيره. روى الحاكم
في المستدرك بسنده وصاحب الاستيعاب، عن خالد بن سعيد بن عمرو بن
سعيد واللفظ للثاني قال: اخبرني أبي ان أعمامه خالدا وأبانا وعمرا بني
سعيد بن العاص رجعوا عن عمالتهم حين بلغهم وفاة رسول الله ص فقال
أبو بكر ما لكم رجعتم عن عمالتكم ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول
الله ص ارجعوا إلى أعمالكم فقالوا نحن بنو أبي أحيحة لا نعمل لاحد بعد
رسول الله ص ابدا ثم مضوا إلى الشام فقتلوا جميعا.
امتناعه وأخوه عن البيعة
في أسد الغابة: تأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر فقال لبني
هاشم انكم لطوال الشجر طيبو الثمر ونحن تبع لكم فلما بايع بنو هاشم أبا
بكر بايعه خالد وابان اه‍ وقال ابن عساكر: روى ابن إسحاق ان خالدا
حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول الله ص تربص ببيعته شهرين وفي رواية
ابن البنا ثلاثة أشهر.
وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن أبي بكر أحمد بن عبد
العزيز الجوهري في كتاب السقيفة ان خالد بن سعيد هذا كان قد تخلف عن
بيعة أبي بكر وقال لا أبايع إلا عليا وفي شرح النهج أيضا قال أبو بكر
الجوهري في كتاب السقيفة ثنا يعقوب عن أبي النصر عن محمد بن راشد
عن مكحول ان رسول الله ص استعمل خالد بن
سعيد بن العاص على عمل فقدم بعد ما قبض رسول الله ص
وقد بايع الناس أبا بكر فدعاه إلى البيعة فأبى فقال عمر دعني وإياه
فمنعه أبو بكر حتى مضت عليه سنة ثم مر به أبو بكر وهو جالس على بابه
فناداه خالد أبا بكر هل لك في البيعة قال نعم قال فادن فدنا منه فبايعه
خالد وهو قاعد على بابه اه‍ ويأتي في خبر آخر أنه جاء إليه فبايعه على
المنبر.
توليته إمارة الجيش
الموجه للشام ثم عزله
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز
الجوهري في كتاب السقيفة: أبو زيد عن هارون بن عمر عن محمد بن
سعيد بن الفضل عن أبيه عن الحارث بن كعب عن عبد الله بن أبي أوفى
الجزاعي قال كان خالد بن سعيد بن العاص من عمال رسول الله ص جاء
إلى المدينة وقد بايع الناس أبا بكر فاحتبس عن أبي بكر فلم يبايعه أياما وقد
بايع الناس وأتى بني هاشم فقال أنتم الظهر والبطن والشعار دون الدثار
والعصا دون اللحا فإذا رضيتم رضينا وإذا سخطتم سخطنا حدثوني إن كنتم
بايعتم هذا الرجل قالوا نعم قال على برد ورضا من جماعتكم قالوا نعم قال
فانا أرضى وأبايع إذا بايعتم أما والله يا بني هاشم أنكم لطوال الشجر
الطيب الثمر ثم أنه بايع أبا بكر وبلغت أبا بكر فلم يحفل بها واضطغنها
عليه عمر فلما ولاه أبو بكر الجند الذي أستنفر إلى الشام قال له أتولي خالدا
وقد حبس عنك بيعته وقال لبني هاشم ما قال وقد جاء بورق من اليمن
وعبيد وحبشان ودروع ورماح ما أرى أن توليه وما آمن خلافه فانصرف عنه
أبو بكر وولى أبا عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة
اه‍.
وروى ابن سعيد في الطبقات بسنده عن أم خالد بنت خالد بن
سعيد بن العاص قالت قدم أبي من اليمن إلى المدينة بعد أن بويع لأبي بكر
فقال لعلي وعثمان أرضيتم بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم غيركم
فنقلها عمر إلى أبي بكر فلم يحملها أبو بكر على خالد وحملها عمر عليه وأقام
خالد ثلاثة أشهر لم يبايع ثم مر عليه أبو بكر بعد ذلك مظهرا وهو في داره
فسلم فقال له خالد أتحب أن أبايعك فقال أبو بكر أحب أن تدخل في
صالح ما دخل فيه المسلمون قال موعدك العشية أبايعك فجاء وأبو بكر على
المنبر فبايعه وكان رأي أبي بكر فيه حسنا وكان معظما له فلما بعث أبو بكر
الجنود على الشام عقد له على المسلمين وجاء باللواء إلى بيته فكلم عمر أبا
بكر وقال تولي خالدا وهو القائل ما قال فلم يزل به حتى ارسل أبا أروى
الدوسي فقال إن خليفة رسول الله يقول لك أردد إلينا لواءنا فأخرجه فدفعه
إليه وقال والله ما سرتنا ولايتكم ولا ساءنا عزلكم وان المليم لغيرك وهذا
يدل على علو الهمة وكبر النفس قال فما شعرت الا بأبي بكر دخل على أبي
يعتذر إليه ويعزم عليه ان لا يذكر عمر بحرف الحديث ثم روى بسنده
انه لما عزل أبو بكر خالدا ولى يزيد بن أبي سفيان جنده ودفع لواءه إلى يزيد
وروى الطبري وتبعه ابن الأثير ان أول لواء عقده أبو بكر لحرب الروم لواء
خالد بن سعيد بن العاص ثم عزله قبل ان يسير وولى يزيد بن أبي سفيان
وكان سبب عزله له ان خالد بن سعيد حين قدم من اليمن بعد وفاة رسول
الله ص تربص ببيعته شهرين يقول قد امرني رسول الله ص ثم لم يعزلني
حتى قبضه الله ويبعد ان يكون قال ذلك فإنه لا يصلح حجة للتأخر عن
البيعة بل الظاهر أنه قال لا أبايع الا علي بن أبي طالب كما مر قال
الطبري: وقد لقي علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان فقال يا بني عبد
مناف لقد طبتم نفسا عن أمركم يليه غيركم فاما أبو بكر فلم يحقدها وأما
عمر فاضطغنها عليه ثم بعث أبو بكر الجنود إلى الشام وكان أول من
استعمل على ربع منها خالد بن سعيد فاخذ عمر يقول أتؤمره وقد صنع ما
صنع وقال ما قال فلم يزل بأبي بكر حتى عزله وامر يزيد بن أبي سفيان.
ورواه الحاكم في المستدرك بسنده عن خالد بن سعيد مثله الا انه قال فلم
يحملها بدل فلم يحقدها وحملها بدل فاضطغنها وقال صحيح على شرط
مسلم ولم يخرجاه. وفي تاريخ دمشق فلم يحفلها.
والذي ذكره المؤرخون ان أبا سفيان لما شاغب بعد بيعة أبي بكر
وجاء إلى علي بن أبي طالب يستفزه ورد عليه علي أقبح رد قيل له قد أمر أبو
بكر ابنك يزيد قال وصلته رحم وسكت. وروى الطبري بسنده ان
عمر بن الخطاب لم يزل يكلم أبا بكر في خالد بن الوليد وخالد بن سعيد ان
لا يوليهما فأبى ان يطيعه في خالد بن الوليد وأطاعه في خالد بن سعيد بعد ما

291
فعل فعلته. وروى أيضا بسنده قال كان خالد بن سعيد بن العاص باليمن
زمن النبي ص وتوفي النبي ص وهو بها وقدم بعد وفاته بشهر وعليه جبة
ديباج فلقي عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب فصاح عمر بمن يليه مزقوا
عليه جبته أيلبس الحرير وهو في رحالنا في السلم فمزقوا جبته فقال خالد يا أبا
حسن يا بني عبد مناف أغلبتم عليها. فقال علي ع أمغالبة ترى
أم خلافة؟ قال لا يغالب على هذا الامر أولى منكم يا بني عبد مناف.
وقال عمر لخالد فض الله فاك والله لا يزال كاذب يخوض فيما قلت ثم لا
يضر الا نفسه فأبلغ عمر أبا بكر مقالته فلما عقد أبو بكر الألوية لقتال أهل
الردة عقد له فيمن عقد فنهاه عنه عمر وقال إنه لمخذول وانه لضعيف
التروئة ولقد كذب كذبة لا يفارق الأرض مدل بها وخائض فيها فلا
تستنصر به فلم يحتمل أبو بكر عليه وجعله رداء بتيماء بين الشام ووادي
القرى أطاع عمر في بعض امره وعصاه في بعض ففصل حتى انزل بتيماء
وقد امره أبو بكر ان لا يبرحها فاما ان يبقى بعيدا بتيماء أو يقتل فتؤمن
غائلته على الحالتين وان يدعو من حوله بالانضمام إليه وان لا يقبل الا من
لم يرتد ولا يقاتل الا من قاتله فاجتمع إليه جموع كثيرة وبلغ الروم عظم
ذلك العسكر فضربوا على العرب الضاحية البعوث بالشام من بهراء وكلب
وسليح وتنوخ ولخم وجذام وغسان فكتب خالد بن سعيد إلى أبي بكر بذلك
فكتب إليه أبو بكر أقدم ولا تحجم واستنصر الله فسار إليهم خالد فلما دنا
منهم تفرقوا فنزل منزلهم ودخل عامة من كان تجمع له في الاسلام وكتب
خالد إلى أبي بكر في ذلك فكتب إليه أبو بكر أقدم ولا تقتحمن حتى لا تؤتى
من خلفك فسار فيمن كان خرج معه من تيماء وفيمن لحق به فسار إليه
بطريق من بطارقة الروم يدعى باهان فهزمه وقتل من جنده فكتب خالد إلى
أبي بكر يستمده وكان قد قدم على أبي بكر أوائل مستنفري اليمن ومن بين
مكة واليمن وفيهم ذو الكلاع وقدم عليه عكرمة بن أبي جهل قافلا وغازيا
فيمن كان معه من تهامة وعمان والبحرين والسرو فقدموا على خالد بن
سعيد وأرسل أبو بكر عمرو بن العاص وأمره على فلسطين وأرسل الوليد بن
عقبة وأمره بالأردن ودعا يزيد بن أبي سفيان فأمره على جند عظيم وأمر أبا
عبيدة بن الجراح على حمص. ولما قدم الوليد على خالد بن سعيد فسانده
وقدمت جيوش المسلمين الذين كان أبو بكر أمده بهم مع عكرمة وبلغه عن
الامراء وتوجههم إليه اقتحم على الروم طلب الخطوة وأعرى ظهره وبادر
الامراء بقتال الروم واستطرد له باهان واقتحم خالد في الجيش ومعه ذو
الكلاع وعكرمة والوليد حتى نزل مرج الصفر فاجتمعت عليه مسالح باهان
واخذوا عليه الطرق وزحف إليه باهان فوجد ابنه سعيد بن خالد يستمطر (1)
في الناس فقتله ومن معه واتى الخبر خالدا فهرب في جريدة فأفلت من أفلت
من أصحابه على ظهور الخيل والإبل وقد أجهضوا عن عسكرهم فوصل في
هزيمته إلى ذي المروة بقرب المدينة وأقام عكرمة في الناس ردءا لهم فرد عنهم
باهان وجنوده ان يطلبوه وأقام قريبا من الشام. وقدم شرحبيل بن حسنة
وافدا من عند خالد بن الوليد فاستعمله أبو بكر على عمل الوليد بن عقبة
فاتى شرحبيل على خالد بن سعيد ففصل عنه جماعة من أصحابه وأرسل أبو
بكر معاوية بن أبي سفيان وأمره باللحاق بأخيه يزيد فلما مر بخالد بن سعيد
فصل ببقية أصحابه وكتب أبو بكر إلى خالد بن سعيد لما قدم ذا المروة أن
أقم مكانك ثم أذن له بدخول المدينة فدخلها اه‍. هكذا ذكر المؤرخون
هذه القصة وفيها ما يستدعي التأمل من وجوه أولا خبر تمزيق الجبة
ينافيه ما رواه ابن سعد في الطبقات عن عبد الله بن موسى عن موسى بن
عبيدة عن أشياخه ان خالد بن سعيد بن العاص وهو من المهاجرين قتل
رجلا من المشركين ثم لبس سلبه ديباجا أو حريرا فنظر الناس إليه وهو مع
عمر فقال عمر ما تنظرون من شاء فليعمل مثل عمل خالد ثم يلبس لباس
خالد. فان هذا كان من خالد في السلم لا في الحرب والا لم ينظر الناس
إليه نظر انكار لأنه كان من المعلوم جواز لبس الحرير في الحرب ولذلك قال
عمر في الرواية الأولى أيلبس الحرير وهو في رحالنا في السلم وإذا كان لبس
الحرير في الرواية الثانية من خالد في السلم فسبق قتله المشرك لا يسوع له
لبس الحرير ثانيا إذا كان أمر بتمزيق جبته لأنها حرير والحرير لا يجوز
لبسه في السلم فما معنى قول خالد يا أبا حسن يا بني عبد مناف أغلبتم
عليها فهذا ليس جوابا لتمزيق الجبة بل كان عليه ان يسكت أو يجيب بحجة
مقبولة وكيف يقره على هذا الجواب ثالثا ما حكي في هذه القصة عن
علي انه قال أمغالبة ترى أم خلافة ما نراه الا ملحقا الحاقا وإذا كان علي قال
له ذلك فكيف يقول له لا يغالب على هذا الأمر أولى منكم اي أنتم أولى
من يغالب عليه فإنه يدل على أنه مغالبة وقد قال له علي انه خلافة لا مغالبة
رابعا إذا كان هؤلاء الثلاثة ذو الكلاع وعكرمة والوليد مع خالد بن
سعيد فأين ذهبوا حين اجتمعت عليه مسالح باهان وهزمته وقتل باهان ابنه
سعيدا ولماذا لم ينصروه ولماذا لم يصبهم ما أصابه فان قلنا انهم كانوا بعيدين
عنه فالطبري يقول إنهم كانوا معه يلوح لنا انهم قصدوا خذلانه وهلاكه
فالوليد بن عقبة عدو علي الألد لم يكن لينصر وليه كذلك ذو الكلاع عضد
معاوية الأيمن بصفين وقد لا يكون أقل منهما عكرمة. خامسا كلام
الطبري يدل على أن أبا بكر امره مرتين وعقد له لوائين مرة في قتال الروم
ومرة في قتال أهل الردة وان عمر عارضه في المرتين ومنعه من توليته فاطاعه
في المرة الأولى وعزله وولى مكانه يزيد بن أبي سفيان وأطاعه في المرة الثانية
في بعض أمره فلم يوله قتال أهل الردة وعصاه في البعض وهو عدم
الاستنصار به أصلا فجعله ردءا بتيماء ولم يعارض في ذلك عمر إذ فيه
التخلص منه بابعاد أو قتل. وكلام ابن سعد يدل على أن أبا بكر لم يؤمره
الا مرة واحدة على غزو الروم ثم عزله باصرار عمر وانه سار في ذلك
الجيش تحت راية شرحبيل بن حسنة فقتل ولم يتعرض لجعله ردءا بتيماء ولا
ذكر هذه القصة أصلا فروى بسنده انه لما عزل أبو بكر خالد بن سعيد
أوصى به شرحبيل بن حسنة وكان أحد الامراء فقال انظر خالد بن سعيد
فاعرف له من الحق عليك مثلما كنت تحب ان يعرفه لك من الحق عليه لو
خرج واليا عليك وقد عرفت مكانه من الاسلام وان رسول الله ص توفي
وهو له وال وقد كنت وليته ثم رأيت عزله وعسى ان يكون ذلك خيرا له في
دينه ما أغبط أحدا بالامارة وقد خيرته في امراء الأجناد فاختارك على غيرك
على ابن عمه يعني يزيد بن أبي سفيان ثم أوصاه ان يستشيره بعد أبي عبيدة
ومعاذ بن جبل. ثم حكى عن الواقدي انه سال موسى بن محمد عن قول
أبي بكر قد اختارك على غيرك فروى له عن أبيه ان خالد بن سعيد لما عزله
أبو بكر كتب إليه اي الامراء أحب إليك فقال ابن عمي في قرابته وهذا في
ديني فاستحب ان يكون مع شرحبيل بن حسنة اه‍. وذلك لما يعلمه من
عداوة يزيد له وان شرحبيل أخف وطأة عليه منه. سادسا ان الطبري
بعد ما ذكر قتله ابنه وانهزامه حتى بلغ ذا المروة بقرب المدينة ثم دخوله المدينة
لم يذكر ما جرى له بعد ذلك ولكنه ذكر ارسال أبي بكر يزيد بن أبي سفيان
وشرحبيل وأبا عبيدة وعمرو بن العاص ووصلهم إلى الشام ونزول الروم



(1) الذي في الأصل يستمطر، ولعل صوابه: يتمطر اي يتنزه غب المطر. المؤلف.
292
بثنية جلق في سبعين ألفا قال فكتب عمرو بن العاص إلى أبي بكر يذكر
له أمر الروم ويستمده وخرج خالد بن سعيد بن العاص وهو بمرج الصفر
من ارض الشام في يوم مطير يستمطر (1) فتعاوى عليه أعلاج الروم فقتلوه
اه‍. وهو يدل على أنه كان مع الجيش الموجه لحرب الروم وفتح الشام وقال
أيضا كان شرحبيل على كردوس ومعه خالد بن سعيد وهو يدل أيضا على
وجوده في فتح الشام لكن لم يسبق في كلامه ذكر لذلك. ثم قال ثم كانت
مرج الصفر استشهد فيه خالد بن سعيد بن العاص أتاهم أربعة آلاف وهم
غارون فاستشهد خالد وعدة من المسلمين فكلامه الأول يدل على أنه تعاون
عليه أعلاج الروم فقتلوه وكلامه الثاني يدل على أنه استشهد بهجوم أربعة
آلاف عليهم وهم غارون ثم قال وقيل إن المقتول في هذه الغزوة ابنه وان
خالدا انحاز حين قتل ابنه وذكر نحوه ابن الأثير على عادته.
ومما مر يعلم وقوع التشويش في كلامهم في هذه القصة والذي ينبغي
ان يكون هو الصواب ان أبا بكر امره في حرب الروم فمنعه عمر فعزله
بعد ما امره وأمره في حروب الردة فمنعه عمر أيضا فبعثه في جيش إلى تيماء
وأمره بالمقام هناك ليكون ردءا ويكون بمنزلة تبعيده ولذلك لم يعارض فيه
عمر وتخاذل عنه من ذهبوا لنجدته فقتل ابنه ورجع هو إلى المدينة وفرق
جيشه بين شرحبيل ومعاوية ثم ارسل إلى الجيش الموجه لغزو الروم تحت
راية شرحبيل فقتل بعد ما قتل ابنه فلم يبق له نسل.
مقتله
مر الخلاف في قتله انه كان بأجنادين أو بمرج الصفر وقال ابن عساكر
هذا صحيح ما قيل في موضع شهادته وكان يقول وهو يقاتل:
هل فارس كره القتال يعيرني * رمحا إذا نزلوا بمرج الصفر
وروى ابن سعد في الطبقات عن الواقدي بسنده: شهد خالد بن
سعيد فتح أجنادين وفحل ومرج الصفر وقتل بأجنادين وكانت أم الحكيم
بنت الحارث بن هشام تحت عكرمة بن أبي جهل فقتل عنها بأجنادين
فاعتدت أربعة أشهر وعشرا وكان يزيد بن أبي سفيان يخطبها وكان خالد بن
سعيد يرسل إليها في عدتها يتعرض للخطبة فحطت إلى خالد بن سعيد
فتزوجها على أربعمائة دينار فلما نزل المسلمون مرج الصفر أراد خالد ان
يعرس بأم حكيم فقالت لو أخرت حتى يفض الله هذه الجموع فقال إن
نفسي تحدثني اني أصاب في جموعهم فأعرس بها عند القنطرة فيها سميت
قنطرة أم حكيم وأولم عليها في صبح مدخله فدعا أصحابه على طعام فما
فرغوا حتى صفت الروم صفوفها وبرز رجل منهم معلم فبرز إليه أبو
جندل بن سهيل بن عمرو العامري فنهاه أبو عبيدة فبرز حبيب بن مسلمة
فقتله حبيب وبرز خالد بن سعيد فقاتل فقتل وشدت أم حبيب بنت الحارث
عليها ثيابها وعدت وان عليها الردع الخلوق في وجهها فقتلت سبعة بعمود
الفسطاط الذي بات فيه خالد بن سعيد معرسا بها وكانت وقعة مرج الصفر
في المحرم سنة 14 اه‍.
خالد بن سعيد الكوفي الأسدي
مر بعنوان ابن سعيد الأسدي الكوفي.
خالد بن سفيان الطحان الكوفي يعرف بشاذان.
خالد بن سفيان بن عمرو أو عمير الفزاري البرجمي الكوفي.
خالد بن السميذع الكناني المدني.
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خالد بن سلمة أبو سلمة الجهني الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه.
خالد بن صبيح.
في الخلاصة صبيح بالصاد المهملة المفتوحة.
قال النجاشي كوفي ثقة له كتاب عن أبي عبد الله ع يرويه
محمد بن أبي عمير اخبرني عدة من أصحابنا عن الحسن بن حمزة عن ابن
بطة قال حدثنا محمد بن الحسن عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن
أبي عمير عن خالد بن صبيح بكتابه وفي الفهرست خالد بن صبيح له أصل
أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن
محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عنه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف خالد بن صبيح الثقة برواية
محمد بن أبي عمير عنه.
خالد بن طهمان أبو العلاء الخفاف السلولي
في حاشية تهذيب التهذيب عن المغني طهمان بمفتوحة وسكون هاء.
قال النجاشي قال البخاري روى عن عطية وحبيب بن أبي حبيب
سمع منه وكيع ومحمد بن يوسف وقال مسلم بن الحجاج أبو العلاء الخفاف
له نسخة أحاديث رواها عن أبي جعفر. كان من العامة. أخبرنا ابن نوح
حدثنا أحمد بن محمد حدثنا سعد عن السندي بن الربيع عن العباس بن
معروف عن الحسن بن علي بن فضال عن ظريف بن ناصح عنه بالأحاديث
وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع فقال خالد بن طهمان
الكوفي وذكره العلامة في الخلاصة وابن داود في رجاله وقالا تبعا للنجاشي
انه من العامة وفي التعليقة وهو والد الحسين بن أبي العلاء وعبد الحميد
اه‍. ومر في خالد بن أبي العلاء وخالد بن بكار استظهار اتحادهما مع هذا
فراجع وفي تهذيب التهذيب وضع عليه علامة ت إشارة إلى اخراج
الترمذي حديثه: خالد بن طهمان السلولي أبو العلاء الخفاف الكوفي.
خالد الاسكاف عن الدوري عن ابن معين ضعيف. أبو حاتم هو من عتق
الشيعة محله الصدق. أبو عبيد لم يذكره أبو داود الا بخير وذكره ابن حبان
في الثقات وقال يخطئ ويهم. ابن الجارود ضعيف. ابن أبي مريم عن ابن
معين ضعيف خلط قبل موته بعشر سنين وكان قبل ذلك ثقة وكان في تخليطه
كلما جاءوا به يقربه كلما جاء به قرأه. ابن عدي لم أر له فيما يرويه حديثا
منكرا. وعن قريب ابن حجر خالد بن طهمان الكوفي وهو أبو العلاء
الخفاف مشهور بكنيته صدوق رمي بالتشيع وعن مختصر الذهبي صدوق
شيعي ضعفه ابن معين اه‍. وبذلك يقوي كونه ليس من العامة ولعل
حكم النجاشي بكونه من العامة ناشئ من روايته عنهم وروايتهم عنه
والشيخ ذكره ولم ينسب إليه انه من العامة ويؤيد تشيعه رواية الكشي في
ترجمة معروف بن خربوز بسنده عن أبي جعفر رواية ظاهرها الغلو وقد قال
معروف ان لها تفسيرا غير ما يذهب إليه أهل الغلو ومر في خالد بن أبي
العلاء ما يجب ان يلاحظ.



(1) الذي في الأصل يستمطر ولعل الصواب يتمطر اي يتنزه عقيب المطر كما مر في الحاشية
السابقة. - المؤلف -
293
مشايخه
ذكر في تهذيب التهذيب روايته عن جماعة 1 انس 2 حبيب بن
أبي البجلي 3 حبيب بن أبي ثابت 4 حصين بن مالك 5 عطية
العوفي 6 نافع بن أبي نافع البزاز وغيرهم.
تلاميذه
وذكر فيه انه روى عنه جماعة 1 الثوري 2 ابن المبارك 3
وكيع 4 أبو أحمد الزبيري 5 أبو نعيم 6 الفريابي 7 عبيد
الله بن موسى 8 أحمد بن يونس 9 يحيى بن هاشم السمسار خاتمة
أصحابه وغيرهم 10 محمد بن يوسف كما مر عن النجاشي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف خالد بن طهمان برواية
ظريف بن ناصح عنه وعن جامع الرواة انه نقل رواية أبان بن عثمان أيضا
عنه. أما مشايخه وتلاميذه المقدم ذكرهم فالظاهر أن رواياتهم ليست في
كتبنا.
خالد الطويل
وقع في طريق الصدوق في الفقيه في باب الرجل يوصي إلى رجل
بولده وفي سند الكليني في الكافي في باب النوادر من كتاب الوصية وفي سند
الشيخ في باب الزيادات من كتاب الوصية بروايتهم عن عبد الرحمن بن
الحجاج عنه عن أبي عبد الله ع والظاهر أنه خالد بن أبي إسماعيل
بكر بن الأشعث لقول الكليني خالد بن بكر الطويل وبكر والد خالد هو أبو
إسماعيل لقول النجاشي بكر بن الأشعث أبو إسماعيل وقد مر توثيقه
ومضى في خالد بن أبي إسماعيل وخالد بن بكر ما يجب ان يلاحظ.
خالد العاقول أبو إسماعيل الخياط الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال خالد
العاقول وهو أبو إسماعيل الخياط كوفي.
خالد بن عامر بن عداس الأسدي الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خالد بن عامر بن عياش
في لسان الميزان روى عن فطر بن خليفة عن أبي إسحاق عن الحارث
عن علي ع حديث من كنت مولاه قال الدارقطني لم يتابع عليه
اه‍. أقول هو حديث الغدير ويوشك ان يكون هو خالد بن عامر ومن
ذلك يظن كونه من شرط الكتاب ويوشك أن يكون هو خالد بن عامر بن
عداس المتقدم وصحف عداس بعياش.
خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم العطار.
عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي الخلاصة
خالد بن عبد الرحمن قال ابن عقدة عن محمد بن عبد الله بن أبي حكية عن
ابن نمير انه ثقة ثقة وفي رجال ابن داود خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم
العطار ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال ابن
عقدة ثقة ثقة وفي منهج المقال هذا حكم بالاتحاد اه‍. وفي ميزان الاعتدال
خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم العطار العبدي الكوفي عن سماك بن حرب
وعنه إسحاق بن الفرات. الدارقطني لا اعلمه روى غير هذا الحديث
الباطل وذكر سنده والحديث بعثت داعيا ومبلغا وليس إلي من الهدى شئ
وجعل إبليس مزينا وليس إليه من الضلالة شئ. أبو حاتم صدوق وعنه
أبو الوليد العقيلي يخالف في حديثه وذكر قبل ذلك ترجمة الخالد بن عبد
رحمن العبد وقال عن الحسن وابن المنكدر وغيرهما وعنه مسلم بن قتيبة
رماه عمرو بن علي بالوضع وكذبه الدارقطني. ابن حيان كان يسرق
الحديث ويحدث من كتب الناس اه‍. وذكر ترجمة ثالثة لخالد بن عبد
الرحمن أبو الهيثم الخراساني. وقال ابن حجر في لسان الميزان ان خالد بن
عبد الرحمن العبد هو خالد بن عبد الرحمن أبو الهيثم العطار يلقب بالعبد
فظن بعض الناس انه العبدي بزيادة الياء وانما هو العبد. ثم حكى عن
ابن عدي انه قال لا أشك في أن العبدي هو الخراساني وقال في تهذيب
التهذيب جمع ابن عدي بين الخراساني والعبدي وحكي عن الحاكم أبو
عبد الله وتبعه النقاش أبو الهيثم الخراساني ويقال العبدي ثم قال وقدوهم
الحاكم في جمعه بين العبدي والخراساني فقد قال ابن يونس ان العبدي قديم
وصدق هو أقدم من الخراساني ثم ذكر صاحب لسان الميزان في آخر الباب
ترجمة لخالد العبد وقال هو خالد بن عبد الرحمن وانما أعدته لكونه يخفي اسم
أبيه. يزيد بن ذريع لئن أقع من هذه المنارة أحب إلي من أن أحدث عن
خالد العبد. ثم روى حديثا يتضمن تكذيبه ثم روى عن البخاري مسندا
عن خالد العبد عن ابن المنكدر عن النبي ص خياركم من قصر الصلاة في
السفر وأفطر اه‍.
خالد بن عبد الله الأرمني.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خالد بن عبد الله بن سدير.
في الفهرست له كتاب ذكر أبو جعفر محمد بن علي بن بابويه عن
محمد بن الحسن بن الوليد انه قال لا أرويه لأنه موضوع وضعه محمد بن
موسى الهمداني وفي الخلاصة قال الشيخ الطوسي له كتاب الحج ذكر أبو
جعفر إلى آخر ما مر عن الفهرست ثم قال وهذا لا يدل على جرح الرجل
الا ان كتابه المنسوب إليه لا يعتمد عليه اه‍. ولكنه مجهول وفي التعليقة
سيجئ في زيد الزراد ما يظهر منه وهن بالنسبة إلى ما ذكره ابن الوليد
اه‍. وذلك لأن ابن الوليد قال بوضع كتب زيد الزراد وزيد النوسي
وخالد بن عبد الله بن سدير وردوا عليه بان كتابي الزيدين رواهما عنهما ابن
أبي عمير وهو يدل على عدم الوضع وذلك يوهن دعوى ابن الوليد وضع
كتاب خالد الذي جمعه معهما ومر خالد بن سدير الصيرفي ويوشك ان يكون
هو هذا وقد جمعهما صاحب منهج المقال في ترجمة واحدة.
خالد بن عبد الله السراج الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خالد بن عبيد العتكي أبو عصام البصري سكن مرو.
العتكي بفتحتين نسبة إلى العتيك بطن من الأزد.
في لسان الميزان: كان ذا وقار وجلالة وفي تهذيب التهذيب:
أحمد بن سيار كان شيخا نبيلا وكان العلماء يعظمونه وكان ابن المبارك ربما
سوى عليه ثيابه إذا ركب. ابن حيان والحاكم حدث عن انس بأحاديث
موضوعة. العقيلي لا يتابع على حديثه. العلاء بن عمران كانوا لا ينكرون
روايته عن انس. ابن عدي ليس في أحاديثه حديث منكر جدا. العلاء بن

294
عمران انا خالد بن عبيد سمعت انا فذكر عشرة أحاديث منكرات قال
العباس بن مصعب كان الشيخ رجلا صالحا ولا أدري كيف هذا. ابن
حيان يروي عن انس نسخة موضوعة ما لها أصول يعرفها من ليس الحديث
صناعته انها موضوعة لا يحل كتب حديثه الا على جهة التعجب منها عن
انس عن سلمان قال رسول الله ص لعلي هذا وصيي وموضع سري وخير
من اترك بعدي اه‍. وسنده في ميزان الاعتدال ثنا عبد الله بن محمود أنبأنا
العلاء بن عمران عن أبي خالد عن انس عن سلمان عن النبي ص انه قال
لعلي الخ أقول علم من ذلك أن أحاديثه المنكرة هي من سنخ هذا
الحديث مما يخالف عقيدتهم وقد روى الطبري في التاريخ والتفسير حديثا
مسندا بهذا المضمون وفيه انه قال لعلي أنت أخي ووزيري ووصيي وخليفتي
فيهم ومر ذكره في الجزء الثاني من هذا الكتاب هذا مع قول ابن عدي ليس
في أحاديثه حديث منكر واعترافهم له بالصلاح.
مشايخه
1 انس بن مالك 2 عبد الله بن بريدة 3 الحسن البصري
وغيرهم
تلاميذه
1 ابن المبارك 2 أبو نميلة 3 الفضل بن موسى
وغيرهم. ذكر مشايخه وتلاميذه صاحب تهذيب التهذيب.
خالد بن عمرو بن خالد الأزدي.
له أبيات أولها صبرا على الموت تدل على تشيعه مذكورة في مناقب
ابن شهرآشوب ج 2 ص 260.
خالد بن عمرو أبو الأخيل السلفي الحمصي.
توفي سنة 236 أو 226.
السلفي عن لب اللباب بضم أوله نسبة إلى سلف بطن من
الكلاع في ميزان الذهبي عن بقية كذبه جعفر الفريابي ووهاه ابن عدي وغيره
ثم حكى عن سنن الدارقطني حديثا في سنده خالد هذا عن أبيه وفيه
مقاتل بن سليمان ثم قال هذا حديث باطل يكفي في رده ثلاث. خالد
لين. وشيخه ضعيف ومقاتل ليس بثقة ثم قال ومن بلايا أبي الأخيل هذا
حديث كذب في مشيخة ابن شاذان الصفري قال ثنا عبيد الله بن موسى ثنا
سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال النبي ص يا
فاطمة لما أردت ان أملكك بعلي امر الله جبرئيل فصف الملائكة ثم خطبهم
فزوجك من علي اه‍. وفي لسان الميزان ذكره ابن حيان في الثقات وقال ربما
أخطأ. وقال الدارقطني احمد وعثمان ابنا خالد بن عمرو السلفي ثقتان
وأبوهما ضعيف وقال في موضع آخر غيره أثبت منه وقال ابن عدي له
أحاديث مناكير وسمعت أحمد بن أبي الأخيل يقول مات أبي سنة 236
اه‍. ومن ذلك قد يظن تشيعه وفي تهذيب التهذيب: روى عن
الحارث بن عبيدة وبقية محمد بن حرب وغيرهما وعنه ابنه احمد وأبو حاتم
الرازي وغير واحد من شيوخ الطبراني وهاه ابن عدي وكذبه جعفر الفريابي
وقال الدارقطني ضعيف وقال ابن عدي سمعت أحمد بن أبي الأخيل يقول
مات أبي سنة 226.
خالد بن قثم بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي.
في تهذيب التهذيب روى حديثه أبو إسحاق السبيعي واختلف عليه
فيه فقيل عن أبي إسحاق عن خالد بن قثم بن العباس وقيل عن أبي إسحاق
قال سال عبد الرحمن بن خالد قثم بن العباس من أين ورث علي النبي ص
الحديث أخرجه النسائي في الخصائص على الوجهين.
خالد القماط
مر بعنوان خالد بن سعيد أبو سعيد القماط
خالد بن ماد القلانسي الكوفي.
ماد في رجال ابن داود بتشديد الدال.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع خالد بن ماد
القلانسي وفي الفهرست خالد بن ماد القلانسي له كتاب أخبرنا به ابن أبي
جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر
ومحمد بن يحيى وأحمد بن إدريس عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن
النضر بن شعيب عن خالد بن ماد القلانسي الكوفي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع مولى ثقة
له كتاب يرويه أبو هريرة عبد الله بن سلام قال بعض أصحابنا فيه نظر
أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد عن أحمد بن
هيثم بن أبي نعيم حدثنا أبو هريرة عبد الله بن سلام عن خالد ويرويه أيضا
عن النضر بن شعيب الصيرفي أخبرنا أبو عبد الله بن شاذان وغيره عن
أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن الحميري حدثنا محمد بن عبد الجبار عن
النضر بكتاب خالد.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف خالد بن ماد القلانسي الثقة
برواية النضر بن شعيب عنه وزاد الكاظمي وبرواية أبي هريرة عبد الله بن
سلام عنه وعن جامع الرواة أنه نقل رواية النضر بن سويد ومحمد بن سنان
وعلي بن عبد الله البجلي وظريف بن ناصح عنه.
خالد بن مازن القلانسي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال كوفي
مولى روى عنه حكم بن مسكين الأعمى.
خالد بن محمد الأصم الضبي مولاهم كوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خالد بن مخلد القطواني أبو الهيثم البجلي مولاهم الكوفي.
توفي سنة 213 أو 214
في حاشية تهذيب التهذيب عن المغني للذهبي مخلد بفتح الميم
وسكون المعجمة والقطواني وفي لب اللباب بفتحات نسبه إلى قطوان
موضع بالكوفة اه‍. وفي تهذيب التهذيب كان يغضب من القطواني ويقال
إنما قطوان بقال وزعم الباجي ان قطوان قرية بالقرب من الكوفة وبه جزم
ابن السمعاني اه‍.
أقوال العلماء فيه
في تهذيب التهذيب قال عبد الله بن أحمد عن أبيه له أحاديث مناكير.
أبو حاتم يكتب حديثه: أبو داود صدوق لكنه يتشيع. ابن معين ما به
باس. ابن عدي هو من المكثرين وهو عندي إن شاء الله لا باس به

295
وساق له عشرة أحاديث وقال لم أجد في حديثه أنكر مما ذكرته ولعلها
توهم منه أو محملا على حفظه ابن سعد كان متشيعا منكر الحديث في التشيع
مفرطا وكتبوا عنه للضرورة. للعجلي ثقة فيه قليل تشيع وكان كثير
الحديث. صالح بن محمد جزرة ثقة في الحديث إلا أنه كان متهما بالغول.
الجوزجاني كان معلنا لسوء مذهبه وفي ميزان الذهبي قال أبو أحمد يكتب
حديثه ولا يحتج به. وقال أبو نعيم كوفي المذهب يعني التشيع. وفي
شذرات الذهب في سنة 213 توفي خالد بن مخلد القطواني أحد الحفاظ
بالكوفة رحل وأخذ عن مالك وطبقته وقال أبو داود صدوق شيعي اه‍.
ومن ذلك تعلم أنه لا ذنب للرجل ولا موجب لعدم الاحتجاج بحديثه
والحكم بنكارة بعضه وجعل الكتابة عنه للضرورة الا تشيعه مع كونه
صدوقا ثقة من الحفاظ كثير الحديث:
وعيرها الواشون أني أحبها وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
من أخرج حديثه
وضع على اسمه في تهذيب التهذيب علامة خ م كدت س ق
إسارة إلى أنه أخرج حديثه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة
وأبو داود وفي تهذيب التهذيب عنه البخاري وروى له مسلم وأبو داود في
مسند مالك والباقون بواسطة من يأتي.
مشايخه
في تهذيب التهذيب أنه روى عن جماعة 1 سليمان بن بلال 2
عبد الله بن العمري 3 محمد بن جعفر بن أبي كثير 4 مالك 5
عبد الرحمن بن أبي الموالي 6 إسحاق بن حازم المدني 7 موسى بن
يعقوب الزمعي 8 نافع بن أبي نعيم القاري 9 علي بن صالح بن حي
10 الربيع بن منذر الثوري وجماعة 11 أبو الحسن ثابت بن قيس
مذكور في ميزان الاعتدال.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب أنه روى عنه بواسطة جماعة 1 محمد بن
عثمان بن كرامة 2 أبو كريب 3 ابن نمير 4 القاسم بن زكريا
5 عبد بن حميد 6 أبو بكر بن أبي شيبة 7 أحمد بن عثمان بن
حكيم الأودي 8 صالح بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان 9 علي بن
عثمان النفيلي 10 عباس الدوري 11 سفيان بن وكيع بن الجراح
12 إبراهيم بن عبد الرحمن بن مهدي 13 أحمد بن فضالة النسائي
14 أحمد بن الخليل البزار 15 أبو داود الحراني 16 عباس بن
عبد العظيم العنبري 17 معاوية بن صالح الأشعري 18 أحمد بن
يوسف السلمي قال وحدث عنه 19 عبيد الله بن موسى وهو أكبر منه
20 أبو أمية الطرسوسي 21 إسحاق بن راهويه 22 عثمان بن
أبي شيبة 23 يوسف بن موسى القطان 24 أبو يعلى محمد بن شداد
المسمعي وهو آخر من روى عنه.
خالد بن معدان الطائي.
في حاشية تهذيب التهذيب عن المغني للذهبي معدان بمفتوحة
وسكون عين مهملة وخفة دال مهملة.
كان خالد هذا من فضلاء التابعين المختصين بأمير المؤمنين علي ع
أرسله ابن عباس من البصرة في عسكر مددا لمعقل بن قيس الرياحي
حين خرج لحرب الخريت بن راشد الناجي أحد بني ناجية الخارجي وكان
الخريت قد خرج على أمير المؤمنين بعد التحكيم ومعه قومه بنو ناجية
فأرسل إليهم أمير المؤمنين جيشا مع رجل من أصحابه اسمه زياد بن خصفة
فقاتلهم وقتل منهم خمسة ومن أصحابه رجلان فلما كان الليل هربت
الخوارج فكتب زياد بن خصفة إلى أمير المؤمنين يخبره بذلك فندب لحربهم
معقل بن قيس قال الطبري في تاريخه في حوادث سنة 38 فيما رواه عن أبي
مخنف قال أمير المؤمنين ع لمعقل تجهز إليهم وندب معه ألفين من
أهل الكوفة وكتب إلى ابن عباس ان ابعث رجلا من قبلك صليبا شجاعا
معروفا بالصلاح في ألفي رجل فليتبع معقلا فإذا مر ببلاد البصرة فهو أمير
أصحابه حتى يلقى معقلا فإذا لقيه فمعقل أمير الفريقين ولما أبطا على معقل
مدد ابن عباس سار بعسكره لقتال الخوارج. قال الراوي فوالله ما سرنا يوما
حتى أدركنا فيج وهو الساعي يشتد بصحيفة في يده من ابن عباس ان لا
تبرح المكان الذي ينتهي فيه إليك رسولي وأثبت فيه حتى يقدم عليك بعثنا
الذي وجهناه إليك فاني قد بعثت إليك خالد بن معدان الطائي وهو من
أهل الصلاح والدين والبس والنجدة فاسمع منه واعرف ذلك له فقرأ
معقل الكتاب على الناس وحمد الله وقد كان ذلك الوجه هما لهم قال فأقمنا
حتى قدم علينا خالد بن معدان الطائي وجاء حتى دخل على صاحبنا فسلم
عليه بالإمرة واجتمعنا جميعا في عسكر واحد ثم خرجنا فسرنا إليهم اه‍. وقد
نسب إلى خالد بن معدان أبيات في رثاء الحسين ع قالها حين
مجئ السبايا والرؤوس إلى الشام ويبعد ان يكون هو الطائي هذا لأنه
يكون قد بلغ المائة أو تجاوزها ولو كان كذلك لذكر ويمكن كونه الكلاعي
الشامي الحمصي المتوفي سنة 103 أو أكثر ويستأنس له بكونه من أهل
الشام فيكون حاضرا اما الطائي فهو عراقي وذكروا في الكلاعي انه روى
عن معاوية فالطبقة لا تنافي ذلك والله أعلم قال ابن عساكر في تاريخ دمشق
خالد بن معدان من أفاضل التابعين وكان بدمشق ولما أتي برأس الحسين بن
علي إلى دمشق وصلب بها اختفى من أصحابه فطلبوه شهرا حتى وجدوه
فسألوه عن عزلته فقال ألا ترون ما نزل بنا ثم أنشأ يقول:
جاءوا برأسك يا ابن بنت محمد * مترملا بدمائه ترميلا (1)
المؤلف وكأنما بك يا ابن بنت محمد * قتلوا جهارا عامدين رسولا
قتلوك عطشانا ولم يرقبوا * في قتلك التأويل والتنزيلا
ويكبرون بان قتلت وإنما * قتلوا بك التكبير والتهليلا
وزاد نمير ابن عساكر هذا البيت:
نقضوا الكتاب المستبين وأبرموا * ما ليس مرضيا ولا مقبولا
خالد بن المعمر بن سلمان بن الحارث السدوسي من ربيعة البصرة.
المعمر بتشديد الميم.
كان من أصحاب علي أمير المؤمنين ع وحضر معه وقعة
صفين وكان من الرؤساء في ربيعة وأعطاه أمير المؤمنين ع يوم
صفين راية ربيعة كلها كوفيتها وبصريتها كما يأتي عن نصر في كتاب صفين
وروى نصر أيضا ان عليا ع لما عقد الألوية وأمر الأمراء جعل
خالد بن المعمر السدوسي على ذهل البصرة وقال نصر أيضا في كتاب



(1) في الصحاح عن ابن السكيت رمله بالدم فترمل وارتمل اي تلطخ وقال:
ان بني رملوني بالدم * شنشنة أعرفها من أخزم
ذكر ذلك في فصل الراء المهملة وباب اللام. - المؤلف -
296
صفين جعل علي ع يأمر هذا الرجل الشريف فيخرج معه جماعة
فيقاتل ويخرج إليه من أصحاب معاوية رجل معه جمع فيقتتلان ويكرهون
أن يتزاحفوا بجميع الفيلق مخافة الاستئصال فكان علي ع يخرج فيمن يخرج
خالد بن المعمر السدوسي ولكن سيأتي انه كان له باطن سوء
مع معاوية وانه انهزم في بعض أيام صفين ليكسر الميسرة على علي ع
وان معاوية وعده بامرة خراسان ووفي له حين بايعه الناس فمات
قبل ان يصل إليها.
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ان أمير المؤمنين ع لما
أراد المسير إلى صفين كتب إلى ابن عباس وهو عامله بالبصرة ان يستنهض
الناس للمسير معه فجمعهم ابن عباس وخطبهم وذكرهم فضل أمير
المؤمنين ع وحثهم على الخروج معه فقام فيمن قام خالد بن
المعمر السدوسي فقال سمعنا وأطعنا فمتى استنفرتنا نفرنا ومتى دعوتنا أجبنا
فكان خالد على بكر بن وائل لكن في الكتاب المذكور في موضع آخر أن ناسا
أتوا عليا ع فقالوا انا لا نرى خالد بن المعمر السدوسي الا قد
كاتب معاوية وقد خشينا ان يبايعه فبعث إليه وإلى رجال من أشرافهم وقال
يا معشر ربيعة أنتم أنصاري ومجيبو دعوتي ومن أوثق حي في العرب في
نفسي وقد بلغني ان معاوية كاتب صاحبكم خالد بن المعمر ثم قال يا خالد
ان كان ما بلغني عنكم حقا فاني أشهد ومن حضرني من المسلمين انك
آمن حتى تلحق بالعراق أو بالحجاز أو أرض لا سلطان لمعاوية فيها وإن
كنت مكذوبا عليك فابر صدورنا بايمان نطمئن إليها فحلف له بالله ما فعل
وقال رجال من ربيعة كثير والله لو نعلم أنه فعل لقتلناه وقال له زياد بن
خصفة استوثق منه بالايمان فاستوثق منه اه‍. هذا مع كونه من ربيعة
المعروفة بولائه ع ولكن ابن أبي الحديد يقول في شرح نهج
البلاغة: لا ريب عند علماء السيرة ان خالد بن المعمر كان له باطن سوء
مع معاوية وانه انهزم يوم صفين ليكسر الميسرة على علي ذكر ذلك الكلبي
والواقدي وغيرهما قال نصر ان ميمنة أهل الشام حملوا على ميسرة أهل العراق
وهم ربيعة فثبتت لهم وصبروا صبرا حسنا إلا قليلا من الضعفاء فلما
رأى خالد بن المعمر أناسا قد انهزموا من قومه انصرف فلما رأى أصحاب
الرايات قد ثبتوا وقومه صبروا رجع وصاح بمن انهزم وأمرهم بالرجوع فقال
من أراد أن يتهمه أراد الانصراف فلما رآنا قد ثبتنا رجع إلينا وقال لهم لما
رأيت رجالا منا قد انهزموا رأت أن استقبلهم ثم أردهم إليكم فأقبلت
إليكم بمن أطاعني منهم فجاء بأمر مشتبه اه‍. قال ابن أبي الحديد ويدل
على باطنه هذا انه لما استظهرت ربيعة على صفوف أهل الشام اليوم الثاني
من هذا اليوم ارسل معاوية إلى خالد بن المعمر ان كف عني ولك إمارة
خراسان ما بقيت فكف عنه ورجع بربيعة وقد شارفوا اخذه من مضربه
اه‍. ولكن المتأمل في مجاري أحواله وفي محاورته مع معاوية الآتية يتبين
له انه كان من شيعة أمير المؤمنين ع العارفين بحقه وان صح انه
صدر منه شئ يدل على أنه كان له باطن سوء مع معاوية يكن ذلك ذنبا
أتقترفه ميلا مع الدنيا كما يقع من عصاة الشيعة ومحاورته الآتية مع معاوية
تدل على أن معاوية كان يعلم منه حب علي ع وسيأتي عند نقل
كلام ابن عساكر ما يدل على تشيعه وقال نصر كانت راية ربيعة كلها
كوفيتها وبصريتها مع خالد بن المعمر السدوسي من ربيعة البصرة أعطاه
إياها علي بن أبي طالب. وروى نصر ان خالد ابن معمر قام يحرض ربيعة
على الحرب فقال في بعض كلام انكم ان تنكلوا عن عدوكم وتحولوا عن
مصافكم لا يرض الرب فعلكم ولا تعدموا معيرا يقول فضحت ربيعة
الذمار وان تمضوا مقدمين وتصبروا محتسبين فان الأقدام منكم عادة والصبر
منكم سجية فاصبروا ونيتكم صادقة تؤجروا فان ثواب من نوى ما عند الله
شرف الدنيا وكرامة الآخرة ولا يضيع الله أجر من أحسن عملا فقام إليه
رجل من ربيعة فقال ضاع والله أمر ربيعة حين جعلت أمرها إليك تأمرنا أن
لا نحول ولا نزول حتى نقتل أنفسنا أترى إلى الناس قد انصرف جلهم فقام
إليه رجال من قومه فتناولوه بأفواههم ولكزوه بأيديهم فقال لهم خالد
أخرجوا هذا من بينكم هذا الذي لا ينقص العدد ولا يملأ البلد وكان
معاوية نذر في سبي نساء ربيعة وقتل المقاتلة فقال في ذلك خالد بن المعمر
ومر البيت الأول في أبيات لخالد بن ربيعة:
تمنى ابن حرب نذرة في نسائنا * ودون الذي ينوي سيوف قواضب
ونمنح ملكا أنت حاولت خلعه * بني هاشم قول امرئ غير كاذب
وقال أيضا:
وفتنة مثل ظهر الليل مظلمة * لا يستبين لها أنف ولا ذنب
فرجتها بكتاب الله فانفرجت * وقد تحير فيها سادة عرب
وروى نصر أنه لما كان اليوم العاشر من أيام الحرب بصفين قام
خالد بن المعمر فنادى من يبايع على الموت ويشري نفسه لله فبايعه آلاف
على أن لا ينظر رجل منهم خلفه حتى يرد سرادق معاوية فاقتتلوا قتالا
شديدا وقد كسروا جفون سيوفهم فلما نظر إليهم معاوية قد أقبلوا قال:
إذا قلت قد ولت ربيعة أقبلت * كتائب منهم كالجبال تجالد
ثم قال معاوية لعمرو وما ترى قال أرى أن لا تحنث أخوالي اليوم
فخلى معاوية عنهم وعن سرادقه وخرج فارا عنه إلى بعض مضارب العسكر
فدخل وبعث معاوية إلى خالد بن المعمر أنك قد ظفرت ولك إمرة خراسان
أن لم تتم فطمع خالد في ذلك ولم يتم فأمره معاوية حين بايعه الناس على
خراسان فمات قبل أن يصل إليها وإذا صح أنه كان باطنا مع معاوية
يكون قد خسر الدنيا والآخرة. وفي الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي
سال معاوية خالد بن معمر فقال على ما أحببت عليا قال على ثلاث خصال
على حلمه إذا غضب وعلى صدقه إذا قال وعلى عدله إذا حكم. وروى
نصر في كتاب صفين أنه لما رفعت المصاحف تكلم أصحاب علي ع
فبعضهم رأى الحرب وبعضهم رأى الكف وكان من جملة من تكلم
شقيق بن ثور البكري فأشار بالموادعة وكردوس بن هانئ البكري فأشار
بمتابعة رأي علي ع وهو القتال وحريث بن جابر البكري فأشار
بالحرب وحضين بن المنذر الرقاشي فدعا إلى متابعة على ع في رأيه ومنهم
خالد بن المعمر فإنه قام فقال يا أمير المؤمنين أنا والله ما اخترنا هذا المقام أن
يكون أحد هو أولى به منا غير انا جعلناه ذخرا وقلنا أحب الأمور إلينا ما
كفينا مؤونته فاما إذ سبقنا في المقام فانا لا نرى الا فيما دعاك إليه القوم إن
رأيت ذلك فان لم تره فرأيك أفضل اه‍. وهذا الكلام يشير من طرف خفي
إلى ما تنطوي عليه نفسه قال نصر فبلغ معاوية كلام الربعيين فبعث إلى
مصقلة بن هبيرة ما لقيت من أحد ما لقيت من ربيعة قال ما هم منك بأبعد
من غيرهم وانا باعث إليهم فيما صنعوا فبعث إليهم بأبيات يصوب فيها رأي
من أشار بترك القتال ويخطئ من أشار بالقتال فاجابه جماعة على شعره منهم
خالد بن المعمر فقال:

297
وفت لعلي من ربيعة عصبة * بصم العوالي والصفيح المذكر
شقيق وكردوس ابن سيد تغلب * وقد قام فيها خالد بن المعمر
وقارع بالشورى حريث بن جابر * وفاز بها لولا حضين بن منذر
لأن حضينا قام فينا بخطبة * من الحق فيها منية المتخير
أمرنا بمر الحق حتى كأننا * خشاش تفادى من قطام بقرقر
وكان أبوه خير بكر بن وائل * إذا خيف من يوم أغر مشهر
نماه إلى عليا عكابة عصبة * وأب أبي للدنية أزهر
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر خالد بن المعمر بن سلمان بن الحارث
يتصل نسبه ببكر بن وائل شهد صفين مع علي كرم الله وجهه ثم غدر
بالحسن ولحق بمعاوية فقال الشاعر:
معاوي أمر خالد بن معمر * معاوي لولا خالد لم تؤمر
قال أبو عبيدة قدم على معاوية فسأله مداجاة على علي فلم يقبل وكان
معاوية قد وصله وولاه أرمينية فوصل إلى نصيبين فاحتيل له بشربة فمات
بها اه‍. فانظره مع قول نصر انه ولاه خراسان فمات قبل أن يصل إليها
وقوله قدم على معاوية لعل قدومه قبل وقعة صفين ففي ذلك الوقت لم يكن
مانع من قدوم أحد من أصحاب علي ع على معاوية وعدم قبوله
المداجاة على علي يدل على تشيعه ولا ينافيه انه كان له باطن سوء مع معاوية
ولا غدره بالحسن لأن غاية ذلك فسقه وميله إلى الدنيا والظاهر أن الذي
احتال له بشربة هو معاوية فوعده ولم يشأ ان ينفذ ذلك وهو أيضا من
إمارات تشيعه. قال ولما كان يوم صفين وثب بنو الحارث مع خالد على
سفيان بن ثور فانتزعوا الراية منه واستطال لها ابن الكواء اليشكري ورجا ان
تدفع إليه فقال قائل ويلكم يا بني ذهب لا تخرجوها منكم وجئ
بحضين بن المنذر فدفعت إليه وحكى يزيد بن أبي الصلت ان معاوية كان
صرب يوم صفين لحمير بسهمهم على ثلاث قبائل ربيعة ومذحج وهمدان
فلما وقع سهم حمير على ربيعة قال ذو الكلاع الحميري قبحك الله من
سهم كرهت الضراب اليوم خوفا من ربيعة ثم أقبل ذو الكلاع في حمير
ومعهم عبيد الله بن عمر بن الخطاب في أربعة آلاف من رجال الشام قد
بايعوا على الموت فلما دنوا من ربيعة وهي حذاء ميمنة أهل الشام وعلى
ميمنتهم ذو الكلاع حملوا عليها وهم ميسرة أهل العراق وفيهم يومئذ ابن
عباس وهو على الميسرة فحمل ذو الكلاع وعبيد الله بن عمر بخيلهم
ورجالهم حملة شديدة فضعضعت رايات ربيعة وثبتوا الا قليلا منهم ثم إن
أهل الشام انصرفوا فمكثوا قليلا ثم كروا فشدوا على الناس شدة شديدة
وعبيد الله يحرضهم فثبت لهم ربيعة فقاتلوا قتالا شديدا وصاح بهم خالد بن
المعمر بأناس من قومه انهزموا يومئذ فتراجعوا وكان معهم من عنزة أربعة
آلاف بصفين. قال أبو عبيدة: ولما قتل علي بن أبي طالب أراد معاوية
الناس على بيعة يزيد فتثاقلت ربيعة ولحقت بعبد القيس بالبحرين
واجتمعت بكر بن وائل إلى خالد بن المعمر فلما تثاقلت ربيعة تثاقلت العرب
أيضا فضاق معاوية بذلك ذرعا فبعث إلى خالد فقدم عليه فرحب به وقال
كيف ما نحن فيه فقال أرى ملكا طريفا وبغضا تليدا فقال معاوية قل ما بدا
لك فقد عفونا عنك ولكن ما بال ربيعة أول الناس في حربنا وآخرهم في
سلمنا قال له خالد انما اتيتك مستأمنا ولم آتك مخاصما ولست للقوم تجري في
حجتهم. وان ربيعة ان تدخل في طاعتك تنفعك وان تدخل كرها تكن
قلوبها عليك وأبدانها لك فاعط الأمان عامتهم شاهدهم وغائبهم وان
ينزلوا حيث شاؤوا فقال افعل فانصرف خالد إلى قومه بذلك ثم إن
معاوية بدا له فبعث إلى خالد فدعاه فلما دخل عليه قال كيف حبك لعلي
فقال اعفني يا أمير المؤمنين مما أكره فأبى أن يعفيه فقال أحبه والله على حلمه
إذا غضب ووفائه إذا عقد وصدقه إذا اكد وعدله إذا حكم ثم انصرف
ولحق بقومه وكتب إلى معاوية:
معاوي لا تجهل علينا فإننا * نذلك في اليوم العصيب معاويا
متى تدع فينا دعوة ربعية * تجبك رجال يخضبون العواليا
أجابوا عليا إذ دعاهم لنصره * وجروا بصفين عليكم الدواهيا
فان تصطنعنا يا ابن حرب لمثلها * نكن خير من تدعو إذا كنت داعيا
ألم ترني أهديت بكر بن وائل * إليك وكانوا بالعراق أفاعيا
إذا نهشت قال السليم لأهله * رويدا فاني لا أرى لك راقيا
فاضحوا وقد أهدوا ثمار قلوبهم * إليك وإفراق الذنوب كما هيا
ودع عنك شيخا قد مضى لسبيله * على أي حاليه مصيبا وخاطبا
فإنك لا تستطيع رد الذي مضى * ولا دافعا شيئا إذا كان جائيا
وكنت امرأ تهوى العراق وأهله * إذ أنت حجازي فأصبحت شاميا
وكتب الأعور الشني إلى معاوية:
اتاك بسلم الحي بكر بن وائل * وأنت منوط كالسقاء الموكر
معاوي أكرم خالد بن معمر * فإنك لولا خالد لم تؤمر
فخادعته بالله حتى خدعته * ولم يك خبا خالد بن المعمر
فلم تجزه والله يجزي بسعيه * وتشييده ملكي سرير ومنبر
فدعاهما معاوية فوصلهما فقال الشني:
معاوي اني شاكر لك نعمة * رددت بها رشدي علي معاوي
وكم من مقام غائظ لك قمته * وداهية أسعرتها بعد داهية
فموتها حتى كان لم أقم بها * عليك وأوتاري بصفين باقيه
فأبلعتني ريقي وكانت مقالتي * بكفيك لو لم يكفف السهم باريه
فقال معاوية:
لقد رضي الشني من بعد عتبه * فأيسر بما يرضي به صاحب العتب
والتقى رجلان من بكر بن وائل أحدهما من شيبان والآخر من بني
ذهل فكلاهما ادعى انه أفضل من الآخر فتحاكما إلى رجل من همدان فقال
من أيكما علي بن الهيثم المقتول يوم الجمل وهو سيد ربيعة وكان يأخذ
الاسلام ألفين وخمسمائة ومن أيكما حسان بن مخدوج المقتول يوم الجمل وهو
سيد ربيعة وكندة ونزع عنها الأشعث بن قيس ومن أيكما كان خالد بن
المعمر الذي بايعته ربيعة بصفين على الموت حتى اعتقل لأهل الوبر
ولأهل المدر ونجا الله به أهل اليمامة ومن أيكما كان حضين بن المنذر
صاحب الراية السوداء الذي قيل فيه:
لمن راية سوداء يخفق ظلها * إذا قيل قدمها حضين تقدما
قال الذهلي كانوا كلهم منا فقال له أنتم أنتم اه‍. ومن الغريب ان
بعض المعاصرين عد فيما كتبه في بعض المجلات خالد بن المعمر من



(1) الظاهر أن العبارة مغلوطة. - المؤلف -
298
الصحابة الشيعة مع أنه لا ذكر له في شئ من الكتب المصنفة في
الصحابة.
خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن
مخزوم القرشي المخزومي.
هو حفيد خالد بن الوليد الصحابي المشهور الذي أسلم قبل الفتح.
وكان المهاجر والد خالد كما في خزانة الأدب ج 2 ص 202 عن
الأصفهاني في الأغاني مع علي ع بصفين وكان خالد على رأي أبيه
هاشمي المذهب ودخل مع بني هاشم الشعب يعني أيام ابن الزبير حين
حصرهم فيه وأراد إحراقهم ان لم يبايعوه فاضطغن ذلك ابن الزبير عليه
يعني حبه لبني هاشم فالقى عليه زق خمر وصب بعضه على رأسه وشنع
عليه بأنه وجده ثملا من الخمر فضربه الحد وكان عمه عبد الرحمن بن
خالد بن الوليد مع معاوية في صفين ولهذا كان خالد بن المهاجر أسوأ الناس
رأيا في عمه ثم أن معاوية لما أراد أن يظهر العهد ليزيد قال لأهل الشام إني
قد كبرت سني ودق عظمي واقترب أجلي وأريد ان استخلف عليكم فمن
ترون فقالوا عبد الرحمن بن خالد فسكت وأضمرها ودس إلى ابن أثال
الطبيب فسقاه سما فمات وبلغ ابن أخيه خالد بن المهاجر خبره وهو بمكة
فقال له عروة بن الزبير أتدع ابن أثال يفني أوصال عمك بالشام وأنت بمكة
مسبل إزارك تجره وتخطر فيه متخايلا فحمي خالد ودعا مولى له يدعى نافعا
فاعلمه الخبر وقال له لا بد من قتل ابن أثال فخرجا حتى قدما دمشق وكان
ابن أثال يمسي عند معاوية فجلس له في مسجد دمشق إلى أسطوانة وجلس
غلامه إلى أخرى فلما حاذاه وثب إليه خالد فقتله وثار به من كان معه فحملا
عليهم فتفرقوا حتى دخل خالد ونافع زقاقا صيقا ففاتا القوم فبلغ معاوية
الخبر فقال هذا خالد بن المهاجر اقلبوا الزقاق الذي دخل فيه فاتي به فقال له
معاوية لا جزاك الله من زائر خيرا قتلت طبيبي فقال خالد قتلت المأمور
وبقي الامر فقال عليك لعنة الله والله لو كان تشهد مرة واحدة لقتلتك به
أمعك نافع قال لا قال بلى والله ما اجترأت الا به ثم أمر بطلبه فاتي به
فضربه مائة سوط وحبس خالدا والزم بني مخزوم دية ابن أثال اثني عشر
ألف درهم وقال خالد في الحبس:
أما خطاي تقاربت * مشي المقيد في الحصار
فبما أمشي في الأبا * طح يقتفي أثري إزاري
دع ذا ولكن هل ترى * نارا تشب بذي مرار
ما ان تشب لقرة * للمصطلين ولا قتار
ما بال ليلك ليس * ينقص طوله طول النهار
لتقاصر الأزمان أم * غرض الأسير من الأسار
ثم أن معاوية اطلقه فرجع إلى مكة ولما لقي عروة بن الزبير قال أما
ابن أثال فقد قتلته وذاك ابن جرموز يفني أوصال الزبير بالبصرة فاقتله ان
كنت ثائرا فشكاه عروة إلى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام
فاقسم عليه ان يمسك عنه ففعل.
وفي تاريخ دمشق خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد القرشي
المخزومي حدث عن عمر بن الخطاب وابن عباس وعبد الله بن عمر وروى
عنه الزهري وغيره وقدم دمشق فقتل ابن أثال الطبيب لأنه كان قتل عمه
عبد الرحمن ثم لحق بالحجاز فسكنه اه‍. واخرج عنه ابن عساكر حديثا في
المتعة. قال وروي من طريق البيهقي عن خالد عن ابن عمر قال رسول
الله ص ابن آدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يطغيك ابن آدم لا من
قليل تقنع ولا من كثير تشبع ابن آدم إذا أصبحت معافى في جسدك آمنا في
سربك عندك قوت يومك فعلى الدنيا العفا قال ومن كلام خالد في قتل
الحسين ع:
أبني أمية هل علمتم انني * أحصيت ما بالطف من قبر
صب الاله عليكم غضبا * أبناء جيش الفتح أو بدر
وقال حين خالف ابن الزبير يزيد بن معاوية ونصب له الحرب:
الا ليتني إذ استحلت محارم * بمكة قامت قبل ذاك قيامتي
وإذ قيل العواذ بالبيت أصبحت * تنادي على قبري من الهام هامتي
وان يقتلوا فيها وان كنت محرما * وجدك اشدد فوق رأسي عمامتي
فيا عصبة لله بالدين قوموا * عصا الدين والاسلام حتى استقلت
وهو الذي يقول حين أجمع القتال مع ابن الزبير:
تقول ابنة الأعمام هل أنت مشئم * مع القوم أم أنت العشية معرق
فقلت لها مروان همي لقاؤه * بجيش عليه عارض متالق
يقودهم سمح السجية باسق * يسر وأحيانا يساء فيحنق
أخو نجدات ما يزال مقاتلا * عن الدين حتى جلده يتخرق
قال وقد انقرض ولد خالد فلم يبق منهم أحد قال الواقدي ان خالدا
هذا قتل ابن أثال بدمشق فضربه معاوية مائتين أسواطا وحبسه وأغرمه ديتين
ألفين من الدنانير فألقي ألفا في بيت المال وأعطى ورثة ابن أثال ألفا ولم
يخرج خالد من الحبس حتى مات معاوية اه‍. وهذه الرواية تخالف ما مر عن
الأغاني ففي رواية الأغاني انه ضرب نافعا مائة سوط ولم يذكر انه ضرب
خالدا وفي هذه الرواية انه ضرب خالدا مائتي سوط ولم يذكر انه ضرب
نافعا وفي الأولى ان الدية كانت اثني عشر ألف درهم وفي الثانية انه أغرمه
ديتين ألفي دينار.
ثم إن ابن عساكر ذكر أولا ترجمة لخالد بن عبد الرحمن بن خالد بن
الوليد قال فيها ان والده عبد الرحمن لما كان بالشام عظم شانه بها ومال إليه
أهلها فخاف منه معاوية فامر ابن أثال الطبيب ان يحتال في قتله وضمن له
ان يرفع عنه خراجه ما عاش وان يوليه جباية خراج حمص فقدم عبد الرحمن
حمص فدس إليه ابن أثال بعض المماليك فسقاه شربة مات منها بحمص ثم إن
معاوية استعمل ابن أثال على حمص وكان أركونا من أراكنة النصارى
عظيما فاعترض له خالد بن عبد الرحمن فضربه بالسيف فقتله فدفع إلى
معاوية فحبسه أياما وأغرمه ديته ولم يقده منه. قال ابن عساكر في آخر ترجمة
خالد بن المهاجر المتقدمة: وقد ذكرنا فيما تقدم ان الذي قتل ابن أثال
خالد بن عبد الرحمن بن خالد فالله اعلم. وفي تهذيب التهذيب وضع عليه
علامة م إشارة إلى أنه اخرج حديثه مسلم وقال خالد بن المهاجر بن
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي حجازي روى عن عمر ولم يدركه وعظ
ابن عمر وابن عباس وعبد الرحمن بن أبي عمره وعنه الزهري ومحمد بن أبي
يحيى الأسلمي وثور بن يزيد الرحبي وإسماعيل بن رافع المدني قال الزبير
ابن بكار كان مع ابن الزبير وكان اتهم ابن أثال طبيب معاوية انه سم

299
عمه عبد الرحمن بن خالد فاعترض لابن أثال فقتله ثم لم يزل مخالفا لبني
أمية وقيل إن الذي قتل ابن أثال خالد بن عبد الرحمن بن خالد بن الوليد
وذكره ابن حيان في الثقات له في مسلم حديث واحد اه‍.
خالد بن ناجد الأزدي.
قتل مع أمير المؤمنين علي ع بصفين سنة 37.
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 134 قتل من رهط
عبد الله بن ناجد الأزدي من أزد العراق خالد بن ناجد.
خالد بن نافع البجلي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خالد بن نجيح الجوان الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي رجال
الكاظم ع خالد بن نجيح روى عن أبي عبد الله ع
وقال النجاشي خالد بن نجيح الجوان مولى كوفي يكنى أبا عبد الله روى عن
أبي عبد الله وأبي الحسن ع مر في خالد الجوان ان الصدوق
طريقا إلى خالد بن نجيح يروي فيه عنه ابن أبي عمير كما مر هناك اختلاف
كلماتهم في التعبير عنه وان الصواب انه خالد بن نجيح الجوان.
خالد بن الوليد الأنصاري
في الاستيعاب لم اقف على نسبه في الأنصار. ذكره ابن الكلبي وغيره
فيمن شهد مع علي صفين من الصحابة وكان ممن أبلى هنالك لا اعرفه بغير
ذلك اه‍.
خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي (1)
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص خالد بن الوليد وفي
رجال الكشي: خلف حدثنا عمرو بن المرزوق حدثنا شعبة حدثنا سلمة بن
كهيل سمعت محمد بن عبد الرحمن بن عوف عن عبد الرحمن بن زيد عن
الأشتر كان بين عمار وخالد بن الوليد كلام فشكا خالد إلى رسول الله ص
فقال رسول الله ص من يعادي عمارا يعاديه الله ومن يبغض عمارا يبغضه
الله ومن يسبه يسبه الله قال سلمة هذا ونحوه اه‍. وهو من طريق العامة
كما صرح به الكشي قبيله.
خالد بن يحيى بن خالد
قال النجاشي ذكره أحمد بن الحسين وقال رأيت له كتابا في الإمامة
كبير اسماه كتاب المنهج
خالد بن يزيد بن جبل
قال النجاشي كوفي ثقة روى عن موسى ع له كتاب رواه
يحيى بن زكريا اللؤلؤي أخبرنا عدة من أصحابنا عن أبي غالب أحمد بن
محمد عن محمد بن جعفر الرزاز حدثني يحيى بن زكريا حدثنا خالد
التمييز
يمكن تمييزه برواية يحيى بن زكريا عنه.
خالد بن يزيد بن جرير البجلي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وهو خالد بن
جرير البجلي للتقدم نسبه إلى جده.
خالد بن يزيد أحد بني الحارث بن لقمان العدوي التغلبي
والحارث بن لقمان هو أحد أجداد سيف الدولة وأبي فراس. فسيف
الدولة هو علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان. قال
ابن خالويه في شرح ديوان أبي فراس: كان بنو شيبان أسروا خالد بن يزيد
أحد بني الحارث بن لقمان فاسرى أبو اليقظان عمارة بن داود بن حمدان بن
حمدون من سنجار حتى لحقهم ببالس فاستنقذه وقتل من بني شيبان وفي
ذلك يقول أبو فراس:
ومنا أبو اليقظان منتاش خالد ومنا اخوه الأفعوان المساور.
خالد بن يزيد يكنى أبا خالد القماط
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي رجال
الكشي في أبي خالد القماط قال أبو عمرو الكشي حدثني محمد بن
مسعود كتب إلي أبو عبد الله يذكر عن الفضل حدثني محمد بن جهور القمي
عن يونس بن عبد الرحمن عن علي بن رئاب عن أبي خالد القماط قال لي
رجل من الزيدية أيام زيد ما منعك ان تخرج مع زيد قلت له ان كان أحد
في الأرض مفروض الطاعة فالخارج قبله هالك وان كان ليس في الأرض
مفروض الطاعة فالخارج والجالس موسع لهما فلم يرد علي بشئ فمضيت
من فوري إلى أبي عبد الله ع فأخبرته بما قال لي وبما قلت له وكان
متكئا فجلس ثم قال اخذته من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله
ومن فوقه ومن تحته ثم لم تجعل له مخرجا قال حمدويه واسم أبي خالد القماط
يزيد ومر في خالد بن سعيد قول الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة ان في
طريق الرواية محمد بن جمهور وهو ضعيف جدا ومر هناك أيضا ما ينبغي ان
يلاحظ. حدثني علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري حدثنا الفضل بن شاذان
حدثني أبي حدثني محمد بن جمهور القمي عن يونس بن عبد الرحمن عن
علي بن رئاب عن أبي خالد القماط وذكر مثل ما ذكر روى محمد بن مسعود
عن أبي عبد الله بن نعيم الشاذاني مثله سواء. اه‍. وقد وقع التنافي بين
كلامي الشيخ وحمدويه فالشيخ جعل أبا خالد القماط كنية خالد بن يزيد
وحمدويه جعله كنية أبيه يزيد وفي منهج المقال قد يجمع بين قول حمدويه
وقول الشيخ بكون مراد حمدويه ان اسم والد خالد القماط يزيد فأبي في
كلامه بمعنى والد لا جزء من الكنية وأقول العادة في الاستعمال ان يكون
قولهم يكنى كذا راجعا إلى المذكور في أول العنوان وهو خالد في عبارة الشيخ



(1) قال المؤلف في الجزء 13 وقد ذكر رجلا من غير الشيعة، بل هو من أعداء علي عليه
السلام: "... وذكرناه لذكر الشيخ له حتى لا يفوتنا شئ مما ذكره أصحابنا... "
كما قال في مقدمة الجزء الأول: " نقتصر في كتابنا هذا على تراجم الشيعة الإمامية الاثني
عشرية، ولا تذكر غيرهم الا نادرا أو مع الجهل، لكننا ذكرنا جميع من ذكرهم الشيخ
الطوسي في رجالة من الصحابة وان لم يكونوا من شرط كتابنا حتى لا يفوتنا أحد ممن ذكره
أصحابنا " (ح).
300
كما أن الظاهر من عبارة حمدويه ان أبا خالد القماط كنية ليزيد بدليل قول
الكشي في أول الكلام في أبي خالد القماط ثم نقله الرواية عن أبي خالد
القماط ثم نقله قول حمدويه ان اسم أبي خالد القماط يزيد وخالد القماط لم
يسبق له ذكر في كلامه حتى يقال ان اسم والده يزيد وفي التعليقة يمكن
الجمع برجوع ضمير يكنى إلى يزيد لا إلى خالد وسيجئ عن الخلاصة
والنجاشي في باب الياء ان يزيد يكنى أبا خالد أقول وهو خلاف الظاهر
لان العادة رجوع الضمير في مثله إلى المذكور في أول العنوان وهو خالد على أن
هذا ليس وجها آخر للجمع بل هو داخل فيما ذكره صاحب المنهج إذ
بدونه لا يتم الجمع ويبقى التنافي وفي رجال ابن داود خالد بن زيد أبو
خالد القماط ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع مهمل
مع أن الذي ذكره الشيخ خالد بن يزيد لا خالد بن زيد.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف أبو خالد القماط برواية
علي بن رئاب عنه.
خالد بن يزيد العكلي
العكلي بضم العين المهملة وفتح الكاف نسبة إلى عكل أبي قبيلة
قال النجاشي كوفي ثقة روى عن جعفر بن محمد ع له
نوادر أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن نوح حدثنا أبو الحسن علي بن بلال
المهلبي حدثنا عبيد الله بن الفضل الطائي حدثنا موسى بن الحسن الوشاء
حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني حدثنا أبو يزيد خالد بن يزيد
العكلي بنوادره عن جعفر بن محمد ع.
التمييز
يمكن تمييزه برواية عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني عنه
الخالدي
واحد الخالديين نسبة إلى الخالدية قرية من قرى الموصل وهما أبو بكر
محمد وهو الأكبر وأبو عثمان سعيد وهو الأصغر ابنا هاشم كانا ينظمان
الشعر سوية فتارة ينسب إليهما فيقال للخالديين وتارة ينسب إلى أحدهما بغير
اسمه فيقال للخالدي فلا يدرى لأيهما وهو تارة ينسب إلى إحداهما باسمه
ونحن نذكر هنا ما نسب إلى أحدهما بغير اسمه ثم ما نسب إليهما بغير
اسمهما، ونذكر ما نسب إلى أحدهما باسمه كلا في بابه. في معاهد
التنصيص نسبة هذه الأبيات إلى الخالدي ولا يدري أيهما هو:
وصبغ شقائق النعمان يحكي * يواقيتا نظمن على اقتران
وأحيانا تشبهها خدودا * كساها الراح ثوبا أرجواني
شقائق مثل اقداح ملاء * وخشخاش كفارغة القناني
ولما غازلتنا الريح خلنا * بها جيشي وغى يتقاتلان
وفي أعلام النبلاء عن ابن بطوطة في رحلته انه قال وفي قلعة حلب
يقول الخالدي شاعر سيف الدولة:
وحرقاء قد تاهت على من يرومها * بمرقبها العالي وجانبها الصعب
يجر عليها الجو جيب غمامة * ويلبسها عقدا بأنجمه الشهب
إذ ما سرى برق بدت من خلاله * كما لاحت العذراء من حلل الحجب
فكم من جنود قد أماتت بغصة * وذي سطوات قد أبانت على عقب
وفيها يقول أيضا:
وقلعة عانق العيوق سافلها * وجاز منطقة الجوزاء عاليها
لا تعرف القطر إذ كان الغمام لها * أرضا توطأ قطريه مواشيها
إذا الغمامة راحت عاض ساكنها * حياضها قبل ان تهمي عواليها
يعد من أنجم الأفلاك مرقبها * لو أنه كان يجري في مجاريها
على ذرى شامخ وعرقد امتلأت * كبرا به وهو مملوء في خوافيها
ردت مكايد أقوام مكايدها * وقصرت بدواهيهم دواهيها
أوطأت همتك العلياء هامتها * لما جعلت العوالي من مراقيها
فلم تقس بك خلقا في البرية إذ * رأت قسي الردى في كف باريها
ومن قول السري الرفا يهجو الخالدي من قصيدة في أبي تغلب
الحمداني كما في اليتيمة:
ولا بد ان أشكو إليك ظلامة * وغارة مغوار سجيته الغصب
يخيل شعري انه قوم صالح * هلاكا وان الخالدي له سقب
وله في الخالدي هجاء قبيح في أرجوزة نزهنا كتابنا عنه
وله من قصيدة يهجو بها الخالدي وعلي بن العصب الملحي الشاعر
وكان يتعصب للخالديين عليه:
شققت قذال الخالدي بمنطق * يشق من الأعداء كل قذال
وناضلني الملحي عنه فأصبحت * جوارحه مجروحة بنبالي
وقال ياقوت عند الكلام على جملة من الأديرة انه ذكرها الخالدي
والظاهر أنه نقل ذلك عن كتاب الديارات للخالديين ولكنه عبر بالخالدي
توسعا فقال عند الكلام على دير الثعالب ما لفظه ذكر الخالدي انه الدير
الملاصق لقبر معروف الكرخي غربي بغداد والمشهور والمتعارف اليوم انه في
كورة نهر عيسى على طريق صرصر بينه وبين بغداد ميلان أو أقل اه‍.
وقال عند الكلام على دير مران. قال الخالدي انه بالقرب من دمشق على
تل مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة وبناؤه بالجص وأكثر فرشه
بالبلاط الملون وفي هيكله صورة عجيبة دقيقة المعاني اه‍. والتعبير بالخالدي
هنا أيضا توسع وقال عند الكلام على دير مرجرجيس انه فوق بلد بينها
وبين جزيرة ابن عمر وعلى جبل عال يبصره المتأمل من فراسخ كثيرة وعلى
بابه شجرة لا ندري ما هي ثمرها شبه اللوز طيب الطعم وبها زرازير كثيرة
لا تفارقها شتاء ولا صيفا ولا يقدر صياد على صيد طيره نهارا واما ليلا ففي
جبله أفاعي لا يقدر أحد على السير فيه من أجلها قاله الخالدي اه‍.
الخالديان
نسبة إلى الخالدية قرية قرب الموصل هما اخوان أحدهما اسمه أبو بكر
محمد وهو الأكبر والثاني اسمه أبو عثمان سعيد وهو الأصغر ابنا هاشم
ينظمان الشعر سوية ومنفردين ويؤلفان سوية وتأتي ترجمة كل منهما بانفراده
في بابه إن شاء الله تعالى وانما نذكر هنا ما يتعلق بهما مما نسب إليهما باسم
الخالديين من غير تصريح باسميهما.

301
قال الثعالبي في يتيمة الدهر في وصف الخالدين ان هذان لساحران
يغربان فيما يجلبان ويبدعان فيما يصنعان وكان ما يجمعهما من اخوة الأدب
مثلما ينظمهما من اخوة النسب فهما في الموافقة والمساعدة يحييان بروح واحدة
ويشتركان في قرض الشعر وينفردان ولا يكادان في السفر والحضر يفترقان
وكانا في التساوي والتشابك والتشاكل والتشارك كما قال أبو تمام:
رضيعي لبان شريكي عنان * عتيقي رهان حليفي صفاء
بل كما قال البحتري:
كالفرقدين إذا تأمل ناظر * لم يعل موضع فرقد عن فرقد
بل هما كما قال أبو إسحاق الصابي فيهما:
أرى الشاعرين الخالديين سيرا * قصائد يفنى الدهر وهي تخلد
جواهر من أبكار لفظ وعونه * يقصر عنها راجز ومقصد
تنازع قوم فيهما وتناقضوا * ومر جدال بينهم يتردد
وصاروا إلى حكمي فأصلحت بينهم * وما قلت الا بالتي هي أرشد
هما في اجتماع الفضل زوج مؤلف * ومعناهما من حيث يثبت مفرد
كذا فرقدا الظلماء لما تشاكلا * على أشكلا هل ذاك أم ذاك أمجد
فزوجهما ما مثله في اتفاقه * وفردهما بين الكواكب أوحد
فقاموا على صلح وقال جميعهم * رضينا وساوى فرقد الأرض فرقد
قال وما اعدل هذه الحكومة من أبي إسحاق فما منهما الا محسن ينظم
في سلك الابداع ما فاق وراق ويكاثر بمحاسنه وبدائعه الافراد من شعراء
الشام والعراق اه‍.
وفي أنوار الربيع عند ذكر القسم الذي هو من أنواع البديع قال:
ومن بديع النوع قول الخالديين الشاعرين وقد مدحا أبا الحسن محمد بن
عمر الزيدي الحسيني فأبطأ عليهما بالجائزة وأراد الخروج إلى بعض الجهات
فدخلا عليه وأنشداه:
قل للشريف المستجار * به إذا عدم المطر
وابن الأئمة من قر * يش والميامين الغرر
أقسمت بالريحان والنغم * المضاعف والوتر
لئن الشريف مضى ولم * ينعم لعبديه النظر
لنشاركن بني أمية * في الضلال المشتهر
ونقول لم يفعل أبو * بكر ولم يفعل عمر
ونرى معاوية أما * ما من يخالفه كفر
ونقول أن يزيد ما * قتل الحسين ولا أمر
ونعد أهل النهروان * من الميامين الغرر
ويكون في عنق الشريف * دخول عبديه سقر
فضحك من قولهما وأنجزهما جائزتهما
قال وعلى هذا الأسلوب نظم ابن منير قصيدته المشهورة التي انتهت
الإشارة إليها في أسلوبها ومرت في ترجمته.
حكاية عن كتابهما الهدايا والتحف
حكى صاحب مرآة الجنان عن كتاب الهدايا والتحف لهما قالا اهدى
نصر بن أحمد الخبزارزي الشاعر الأمي المشهور البصري إلى والي البصرة
فصا وكتب معه:
أهديت ما لو أن أضافه * مطرح عندك ما بانا
كمثل بلقيس التي لم يبن * اهداؤها عند سليمانا
هذا امتحان لك ان ترضه * بان لنا انك ترضانا
قال وفي الكتاب المذكور ان اللبادي الشاعر خرج من بعض مدن
آذربيجان وتحته مهر له رائع والسنة مجدبة فضمه الطريق وغلاما حدثا على
حمار له قال فرأيته أديبا راوية للشعر خفيف الروح حاضر الجواب جيد
الحجة فأمسينا إلى خان فطلبت من صاحبه شيئا نأكله فلم يكن عنده شئ
فرفقت به إلى أن جاءني برغيفين فأخذت واحدا وأعطيت الغلام الآخر
فسالت صاحب الخان عن الشعير للمهر فلم يكن عنده منه حبة واحدة
فجعلت له جعلا على أن يطلبه فمضى وعاد بعد زمن طويل وقال وجدت
مكوكين عند رجل حلف بالطلاق انه لا ينقصهما عن مائة درهم فدفعت
إليه خمسين وجاءني بمكوك فعلقته على دابتي وحماره واقف بغير علف فاطرق
مليا ثم أنشد:
يا سيدي شعري نقاية شعركا * فلذلك نظمي لا يقاوم نثركا
وقد انبسطت إليك في انشاد ما * هو في الحقيقة قطرة من بحركا
آنستني وبررتني وقرينتي * وجعلت أمري من مقدم أمركا
وأريد أذكر حاجة ان تقضها * اك عند مدحك ما حييت وشكركا
انا في ضيافتك العشية هاهنا * فاجعل حماري في ضيافة مهركا
فضحكت واعتذرت إليه من إغفال أمر حماره وابتعت المكوك الآخر
بخمسين درهما ودفعته إليه اه‍ اخبارهما مع السري الرفا الموصلي
كان السري هذا شاعرا مجيدا من مشاهير شعراء عصره وكان
معاصرا لهما فنسب إليهما أنهما يسرقان شعره وشعر غيره وقد ظلم وهجاهما
بآهاج كثيرة. وقال صاحب اليتيمة ان السري دس أحسن أشعارهما في
شعر كشاجم قال وكان أفاضل الشام والعراق إذ ذاك فرقتين إحداهما وهي
في شق الرجحان تتعصب عليه لهما لفضل ما رزقاه من قلوب الملوك والأكابر
والأخرى تتعصب له عليهما ونحن نذكر شيئا من قول السري الرفا فيهما في
ادعائه سرقة شعره ونترك باقيه لنذكره في ترجمة السري قال الثعالبي فمما
قاله السري يتظلم منهما إلى سلامة بن فهد من أبيات:
وفي كل يوم للغبيين غارة * تروع ألفاظي المحجلة الغرا
فمهلا أبا عثمان مهلا فإنما * يغار على الأشعار من عشق الشعرا
ألا طفأتما تلك النجوم بأسرها * ودنستما تلك المطارف والأزرا
فويحكما هلا بشطر قنعتما * وأبقيتما لي من محاسنه شطرا
وقال السري من قصيدة مدح بها أبا البركات لطف الله بن ناصر
الدولة يتظلم إليه منهما ويقول إنهما ادعيا شعره وشعر غيره ومدحا به المهلبي
وغيره:
أشكو إليك حليفي غارة شهرا * سيف الشقاق على ديباج أفكاري
ذئبين لو ظفرا بالشعر في حرم * لمزقاه بأنياب وأظفار
سلا عليه سيوف البغي مصقلة * في جحفل من صنيع الظلم جرار
وارخصاه فقل في العطر ممتهنا * لديهما يشترى من غير عطار
ان قلداك بدر فهو من لججي * أو ختماك بياقوت فأحجاري
باعا عرائس شعري بالعراق فلا * تبعد سباياه من عون وأبكار

302
ما كان ضرهما والدر ذو خطر * لو حلياه ملوكا ذات اخطار
وما رأى الناس سيبا مثل سيبهما * بيعت نفيسه ظلما بدينار
والله ما مدحا حيا ولا رثيا * ميتا ولا افتخرا الا بأشعاري
كأنه جنة راحت حدائقها * من الغبيين في نار وأعصار
عار من النسب الوضاح منتسب * في الخالديين بين العر والعار
وقال من قصيدة يمدح بها أبا الخطاب المفضل بن ثابت الضبي وقد
سمع ان الخالديين يريدان الرجوع إلى بغداد وذلك أيام الوزير المهلبي كما
في اليتيمة. والخالديان شاعران مجيدان ليس السري بأطول باعا منهما في
نظم الشعر ولكنها عداوة الصنعة والحرفة:
بكرت عليك مغيرة الاعراب * فاحفظ ثيابك يا أبا الخطاب
ورد العراق ربيعة بن مكدم * وعتيبة بن الحارث بن شهاب
أفعندنا شك بأنهما هما * في الفتك لا في صحة الأنساب
جلبا إليك الشعر من أوطانه * جلب التجار طرائف الأجلاب
فبدائع الشعراء فيما جهزا * مقرونة بغرائب الكتاب
شنا على الآداب أقبح غارة * جرحت قلوب محاسن الآداب
فحذار من حركات صلي قفرة * وحذار من فتكات ليثي غاب
لا يسلبان أخا الثراء وإنما * يتناهبان نتائج الألباب
ان عز موجود الكلام عليهما * فانا الذي وقف الكلام ببابي
أو يهبطا من ذلة فانا الذي * ضربت على الشرف المطل قبابي
كم حاولا أمدي فطال عليهما * ان يدركا الا مثار ترابي
عجزا ولم تقف العبيد إذا جرت * يوم الرهان مواقف الأرباب
ولقد حميت الشعر وهو لمعشر * رمم سوى الأسماء والألقاب
وضربت عنه المدعين وإنما * عن حوزة الآداب كان ضرابي
فغدت نبيط الخالدية تدعي * شعري وترفل في حبير ثيابي
نظرا إلى شعري يروق فتربا * منه خدود كواعب أتراب
شرباه فاعترفا له بعذوبة * ولرب عذب عاد سوط عذاب
اني احذر من يقول قصيدة * غراء خدني غارة ونهاب
اني نبذت على السواء اليكما * فتأهبا للفادح المنتاب
وقال من قصيدة في أبي إسحاق الصابي وقد ورد عليه كتاب الخالديين
بأنهما منحدران إلى بغداد في سرعة:
قد أظلتك يا أبا إسحاق * غارة اللفظ والمعاني الدقاق
فاتخذ معقلا لشعرك تحميه * مروق الخوارج المراق
كان شن الغرات في البلد القفر * فأضحى على سرير العراق
وكان علي بن العصب الملحي الشاعر يتعصب للخالديين على السري
فقال فيهما وفيه من قصيدة:
ومن عجب أن الغبيين أبرقا * مغيرين في أقطار شعري وارعدا
فقد نقلاه عن بياض مناسبي * إلى نسب في الخالدية اسودا
وان عليا بائع الملح بالنوى * تجرد لي بالسب فيمن تجردا
ومن أخبار الخالديين ما في نسمة السحر في ترجمة جعفر بن
محمد بن الحسن الحسيني الكوفي المعروف بابن معية ان أبا الحسن السلامي
الشاعر المشهور أجاد الشعر في حداثته فارتاب به شعراء عصره كأبي بكر
وأبي عثمان الخالديين والشهاب التلعفري واجتمعوا على امتحان
خاطره وكان قد ورد إلى الموصل وهم بها فجمعهم الخالدي على انس في
منزله وكان بينهم أصناف الريحان والفاكهة واتفق ان غيمت السماء وجاءت
بوابل عظيم وبرد ستر وجه الأرض فالقى الخالدي من النارنج الذي بين
أيديهم على البرد وقال يا أصحابنا من يصفه فبدرهم السلامي فقال:
لله در الخالدي * الأوحد الندب الخطير
اهدى لماء المزن عند * جموده نار السعير
حتى إذا صدر العتاب * إليه عن حر الصدور
بعثت إليه هدية * عن خاطري أيدي السرور
لا تعذلوه فإنه * اهدى الخدود إلى الثغور
فشهدوا بفضله الا التلعفري فإنه بقي على ريبه فهجاه الاسلامي
مؤلفاتهما
1 كتاب في شعر بشار ومقابلته بشعر الأقدمين وتحليله أحيانا
وشرحه ونقده 2 كتاب الهدايا والتحف مذكور في مرآة الزمان 3
تاريخ الموصل مذكور في معجم البلدان في الصاحلية وفات المعاصر ذكره
4 كتاب الديارات وهما أول من أفرد هذا الموضوع بتصنيف خاص
وألف بعدهما أبو الفرج الأصبهاني كتاب الديارات. 5 أخبار مسلم بن
الوليد ذكره علي بن ظافر الأزدي في كتاب بدائع البداية وفات المعاصر ذكره
6 كتاب الحماسة يعرف بالأشباه والنظائر نسخته في دار الكتب
المصرية.
الخالع اسمه الحسين بن محمد الرافقي
خان آقا بيگم بنت الشاه عباس
ترجم لها بعض الفضلاء كتاب أنيس العابدين لمحمد بن محمد
الطيب من فضلاء دولة الصفوية ينقل عنه الكفعمي
السيد خان ميرزا ابن الوزير معصوم بك
استشهد بالحجاز سنة 976
وصفه صاحب شهداء الفضيلة بالصفوي فيمكن أن يكون من عائلة
الصفوية ملوك إيران كما يدل عليه ما يأتي من مخاطبة الشاه إسماعيل له بابن
العم ولعله استفاد كونه صفويا من ذلك ويمكن كون تلك المخاطبة لكونه
من السادة الأشراف والسادة كلهم أبناء عم وصاحب الرياض لم يصفه
بالصفوي في رياض العلماء السيد العالم الجليل خان ميرزا ابن الوزير الكبير
معصوم بك الشهيد كان من مشاهير علماء عصر الشاه إسماعيل والشاه
طهماسب وكان والده المذكور وزير الشاه إسماعيل وكان يخاطبه الشاه بابن
العم ولما وقع الصلح بين الشاه إسماعيل والسلطان سليم بن مراد العثماني
وصار حجاج العجم يترددون إلى الحجاز استأذن الوزير معصوم بك الشاه

303
إسماعيل والسلطان سليم في الحج وحج مع ولده خان ميرزا فغدر به
العثمانيون وأغاروا على القافلة التي هم فيها ليلا حال الإحرام بزي اعراب
البادية فقتلوا الأب والابن مع جماعة من رفقائهم كذا نقله صاحب تاريخ
عالم آرا بالفارسية اه‍.
أبو عبد الله أو أبو يحيى أو أبو محمد خباب بن الأرت بن جندلة بن
سعد بن خزيمة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي الصحابي
توفي سنة 37 بالكوفة وقيل 39 وسنه 73 أو 63 سنة.
وخباب بخاء معجمة مفتوحة وباء موحدة مشددة وألف وباء
والإرت بهمزة وراء مهملة مفتوحتين ومثناة فوقانية مشددة واصل الأرت
من في لسانه عقدة لا يطاوعه لسانه عند إرادة الكلام فإذا شرع فيه اتصل
كلامه ولعل أباه كان كذلك.
الخلاف في نسبه
قال ابن هشام في سيرته هو من بني تميم ويقال هو من خزاعة اه‍
وفي الاستيعاب اختلف في نسبه فقيل هو خزاعي وقيل تميمي لم يختلف
أنه حليف لبني زهرة والصحيح أنه تميمي النسب لحقه سباء في الجاهلية
فبيع بمكة فاشترته امرأة من خزاعة اسمها أم أنمار بنت سباع
الخزاعية فأعتقته وأبوها سباع حليف عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة
فهو تميمي النسب خزاعي الولاء زهري بالحلف وقيل بل أم خباب هي أم
سباع الخزاعية ولم يلحقه سباء ولكنه انتمى إلى حلفاء أمه بني زهرة اه‍
وفي الإصابة التميمي ويقال الخزاعي سبي في الجاهلية فبيع بمكة فكان مولى
أم أنمار الخزاعية وقيل غير ذلك ثم حالف بني زهرة وفي الطبقات
الكبرى لمحمد بن سعد كاتب الواقدي كان أصابه سباء فبيع بمكة فاشترته أم أنمار
وهي أم سباع الخزاعية حليف عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة ويقال بل
أم خباب وأم سباع بن عبد العزى الخزاعي واحدة وكانت ختانة بمكة
وهي التي عنى حمزة بن عبد المطلب يوم أحد حين قال لسباع بن عبد
العزى هلم إلي يا ابن مقطعة البظور فانضم خباب بن الأرت إلى آل سباع
وادعى حلف بني زهرة بهذا السبب اه‍ وفي الخصال ما يدل على أنه نبطي لا
عربي وهو ما رواه بسنده عن علي ع السباق خمسة فانا سابق العرب
وسلمان سابق فارس وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبش وخباب
سابق النبط فمع ضعف سنده وإرساله واشتماله على ما لم يصح عندنا
معارض بأقوى منه وفي المستدرك للحاكم: كثر الاختلاف في نسبه فقيل
حليف بني زهرة ثم رواه بسنده عن عروة بن الزبير. وقيل مولى بني زهرة
ثم رواه بسنده عن الزهري وقال إنه أصح الأقاويل لصحة الرواية به إلى
الزهري. وقيل مولى ثابت بن أم أنمار ثم رواه بسنده عن خليفة بن خياط
قال وثابت مولى الأخنس بن شريق الثقفي. وقيل مولى عتبة بن غزوان ثم
رواه بسنده عن إبراهيم بن سعد.
وفاته ومدفنه
في طبقات ابن سعد مسندا انه سئل عبد الله بن خباب متى مات أبوك
قال سنة 37 وهو يومئذ ابن 73 سنة وفي موضع آخر منه انه توفي بالكوفة
منصرف علي ع من صفين سنة 37 فصلى عليه علي ودفنه بظهر الكوفة
وكان يوم مات ابن 73 ثم قال قال محمد بن عمر وسمعت من يقول هو أول
من قبره ع بالكوفة وصلى عليه منصرفه من صفين وكان الناس يدفنون
موتاهم بالكوفة في جبابينهم فلما ثقل خباب أوصى ابنه فقال ادفني بهذا
الظهر فإنك لو قد دفنتني به قيل دفن بالظهر رجل من أصحاب رسول الله
ص فدفن الناس موتاهم فدفنه بالظهر فكان أول مدفون بظهر الكوفة اه‍.
وروى الحاكم في المستدرك هذا الحديث بسنده عن عبد الله بن خباب الا
انه قال حتى جاء خبابا سهم فلما ثقل الحديث وفي الاستيعاب نزل
الكوفة ومات بها سنة 37 منصرف علي ع من صفين وقيل بل مات سنة
39 بعد أن شهد مع علي صفين والنهروان وصلى عليه علي بن أبي طالب
وكانت سنه إذ مات 63 سنة وقيل بل مات خباب سنة 19 بالمدينة وصلى
عليه عمر اه‍. وفي الإصابة نزل الكوفة ومات بها سنة 37 زاد ابن
حبان منصرف علي ع من صفين وصلى عليه علي وقيل مات سنة 19
والأول أصح ويقال انه أول من دفن بظهر الكوفة وعاش 63 سنة اه‍.
وفي رجال العلامة الطباطبائي انه نزل الكوفة ومات بها سنة 37 بعد أن
شهد صفين والنهروان مع أمير المؤمنين ع وكان عمره 63 سنة
وصلى عليه أمير المؤمنين ع وفي تهذيب التهذيب نزل الكوفة ومات
بها سنة 37 وهو ابن 73 سنة أو 63 وصلى عليه علي بن أبي
طالب وحكى صاحب الاستيعاب أنه شهد صفين مع علي وقال أبو
الحسن بن الأثير الصحيح انه لم يشهد صفين منعه من ذلك مرضه وقال ابن
حبان مات منصرف علي من صفين وصلى عليه علي اه‍. وقال ابن الأثير
أيضا في حوادث سنة 37: فيها مات خباب بن الإرث شهد بدرا وما بعدها
وشهد صفين مع علي والنهروان وقيل لم يشهدها كان مريضا ومات قبل
قدوم علي إلى الكوفة وقيل مات سنة 39 وكان عمره 63 سنة وفي التعليقة
عن الشيخ أبي جعفر الطوسي انه مات بالكوفة وصلى عليه أمير المؤمنين
ع وقبره هناك وروى نصر بن مزاحم في كتاب صفين والطبراني وابن
الأثير في الكامل ان خبابا مات بعد خروج أمير المؤمنين ع إلى صفين
فروى نصر عن عبد الرحمن بن جندب قال لما اقبل علي ع من صفين
أقبلنا معه فجزنا النخيلة ورأينا الكوفة ورأينا بيوت الكوفة ثم مضى حتى
جزنا دور بني عوف فإذا نحن عن ايماننا بقبور سبعة أو ثمانية فقال أمير
المؤمنين ع ما هذه القبور فقال له قدامة بن عجلان الأزدي يا أمير
المؤمنين ان خباب بن الإرث توفي بعد مخرجك فأوصى ان يدفن في الظهر
وكان الناس يدفنون في دورهم وأفنيتهم فدفن الناس إلى جنبه فقال علي
ع: رحم الله خبابا قد أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلى في
جسده أحوالا ولن يضيع الله اجر من أحسن عملا. فجاء حتى وقف
عليهم ثم قال: السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة والمحال المقفرة من
المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات أنتم لنا سلف وفرط ونحن لكم
تبع وبكم عما قليل لاحقون اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز عنا وعنهم ثم قال:
الحمد لله الذي جعل الأرض كفاتا احياء وأمواتا الحمد لله الذي جعل منها
خلقنا وفيها يعيدنا وعليها يحشرنا طوبى لمن ذكر المعاد وعمل للحساب وقنع
بالكفاف ورضي عن الله بذلك اه‍. وذكر نحوه ابن الأثير في أسد الغابة
وفي الكامل وقال أيضا في حوادث سنة 37 وفيها مات خباب بن الإرث
شهد بدرا وما بعدها وشهد صفين مع علي ع والنهروان وقيل لم يشهدهما
كان مريضا ومات قبل قدوم علي ع إلى الكوفة اه‍. وفي الإصابة روى
الطبراني من طريق زيد بن وهب قال لما رجع علي ع من صفين مر بقبر
خباب فقال: رحم الله خبابا أسلم راغبا وهاجر طائعا وعاش مجاهدا وابتلي
في جسمه أحوالا ولن يضيع الله اجره اه‍.

304
أقول لا يبعد ان يكون موته في غياب علي ع بصفين
سنة 37 لان الوقعة كانت في تلك السنة ومن قال إن وفاته منصرف علي
ع من صفين وانه صلى عليه لعله توهم ذلك من تأبينه له فظن أنه كان
حاضرا عند وفاته ومن قال إنه توفي سنة 39 لعله بناه على أنه توفي بعد
النهروان أو بني ان وفاته بعد النهروان على أنه توفي سنة 39 والظاهر أنه وقع
تصحيف بين 37 و 39 وان الصواب الأول وكذلك الظاهر أن الخلاف في
مدة عمره نشأ من التصحيف بين الستين والسبعين لتقارب الحروف في
الرسم اما القول بأنه مات بالمدينة سنة 19 فالظاهر أنه اشتباه برجل آخر.
في أسد الغابة الصحيح انه مات سنة 37 وانه لم يشهد صفين فإنه كان
مريضا قد طال به المرض فمنعه من شهودها واما الخباب الذي مات سنة 19
فهو مولى عتبة بن غزوان ذكره أبو عمر أيضا وقد ذكر ابن منده وأبو نعيم ان
خباب بن الأرت مولى عتبة بن غزوان وليس كذلك انما خباب مولى عتبة بن
غزوان رجل آخر يأتي ذكره وهما قد ذكرا فيمن شهد بدرا من بني نوفل بن
عبد مناف من حلفائهم عتبة بن غزوان وخباب مولى عتبة ثم قال أبو نعيم
عن مولى عتبة انه لم يعقب ولا نعرف له رواية فكفى بهذا دليلا على أنهما
اثنان لان ابن الأرت قد أعقب عدة أولاد منهم عبد الله قتله الخوارج أيام
علي ع ولابن الأرت رواية عن النبي ص ثم إن بني زهرة غير
بني نوفل وقد ذكر ابن إسحاق وغيره من أصحاب السير من شهد بدرا من
بني زهرة من حلفائهم خباب بن الأرت وذكروا أيضا من حلفاء بني نوفل
خبابا مولى عتبة بن غزوان فظهر ان مولى عتبة غير خباب بن الأرت اه‍.
أقوال العلماء فيه
قال ابن أبي الحديد هو قديم الاسلام قيل إنه كان سادس ستة وشهد
بدرا وما بعدها من المشاهد وهو معدود في المعذبين في الله وهو أول من دفن
بظهر الكوفة وذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص خباب بن
الأرت مقتصرا على ذلك وقال بحر العلوم الطباطبائي في رجاله: خباب بن
الأرت التميمي أبو عبد الله أحد السابقين الأولين الذين عذبوا في الدين
فصبروا على اذى المشركين روي أن قريشا أوقدت له نارا وسحبوه عليها فما
أطفأها الا ودك ظهره وكان اثر النار ظاهرا عليه في جسده، وقال اليافعي
في تاريخه وفضائل صهيب وسلمان وأبي ذر وخباب لا يحيط بها كتاب اه‍.
وذكره محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير في موضعين في
البدريين من المهاجرين وفي الكوفيين فقال سمعت من يذكر انه رجل من
العرب من بني سعد بن زيد مناة بن تميم وكان أصابه سباء فاشترته أم أنمار
فأعتقته ونزل في الكوفة وابتنى بها دارا في جهار سوج خنيس وتوفي بها روى
بسنده انه أسلم قبل ان يدخل رسول الله ص دار الأرقم وقبل ان يدعو فيها
وكان من المستضعفين الذين يعذبون بمكة ليرجع عن دينه وقال خباب لقد
رأيتني يوما أخذوني وأوقدوا لي نارا ثم سلقوني فيها ثم وضع رجل رجله
على صدري فما اتقيت الأرض الا بظهري ثم كشف عن ظهره فإذا هو قد
برص وروى أيضا ان المقداد بن عمرو وخباب بن الأرت لما هاجرا إلى
المدينة نزلا على كلثوم بن الهدم فلم يبرحا منزله حتى
توفي قبل أن يخرج رسول الله ص إلى بدر بيسير فتحولا فنزلا على
سعد بن عبادة فلم يزالا عنده حتى فتحت بنو قريظة وآخى رسول
الله ص بين خباب بن الأرت وجبر بن عتيك وشهد خباب بدرا واحدا
والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله ص ولما مرض اكتوى في بطنه سبعا
وقال لولا أني سمعت رسول الله ص يقول لا ينبغي لاحد ان يتمنى الموت
لتمنيته واتي بكفنه قباطي فبكى ثم قال لكن حمزة عم النبي ص كفن في
بردة فإذا مدت على قدميه قلصت عن رأسه وإذا مدت على رأسه قلصت
عن قدميه حتى جعل عليه إذخر ولقد رأيتني مع رسول الله ص ما أملك
دينارا ولا درهما وان في ناحية بيتي في تابوتي لأربعين ألف واف (1) ولقد
خشيت ان تكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا وعاده نفر من
أصحاب رسول الله ص فقالوا ابشر يا أبا عبد الله إخوانك تقدم عليهم غدا
فبكى وقال عليها (2) من حالي اما انه ليس بي جزع ولكن ذكرتموني أقواما
وسميتموهم لي إخوانا وان أولئك مضوا بأجورهم كما هي واني أخاف أن
يكون ثواب ما تذكرون من تلك الأعمال ما أوتينا بعدهم اه‍ وروى الحاكم
بسنده عن خباب قال لقد خشيت ان يذهب بأجورنا مع رسول الله ص ما
أصبنا من الدنيا قال هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وفي أسد الغابة
بسنده قيل له ان أصحابك اجتمعوا إليك لتحدثهم أو لتأمرهم قال بم
آمرهم ولعلي آمرهم بما لست فاعلا. وفي الدرجات الرفيعة كان خباب من
فقراء المسلمين وخيارهم كان فاضلا من المهاجرين الأولين وكان في الجاهلية
قينا يعمل السيوف روي أن الزبير وعثمان تكالما فقال الزبير ان شئت تقاذفنا
فقال عثمان أبا لبعر يا أبا عبد الله فقال الزبير بل يضرب خباب وريش
المقعد يعني بالسيوف والسهام والمقعد بفتح العين المهملة رجل كان
يريش السهام وكان مبتلى في جثمانه مرض لا يزايله اه‍ وفي شرح النهج
هو معدود في المعذبين في الله سأله عمر بن الخطاب أيام خلافته ما لقيت من
أهل مكة فقال انظر إلى ظهري فنظر فقال ما رأيت كاليوم ظهرا فقال خباب
أوقدوا لي نارا وسحبت عليها فما أطفاها الا ودك ظهري وجاء خباب إلى عمر
فجعل يقول أدنه أدنه ثم قال ما أحد أحق بهذا المجلس منك الا ان يكون
عمار بن ياسر وابنه عبد الله بن خباب هو الذي قتله الخوارج فاحتج أمير
المؤمنين ع وطالبهم بدمه اه‍.
وفي الاستيعاب كان قينا حدادا يعمل السيوف في الجاهلية
وكان فاضلا من المهاجرين الأولين شهد بدرا وما بعدها من المشاهد مع
النبي ص وكان قديم الاسلام ممن عذب في الله وصبر على دينه وكان رسول
الله ص قد آخى بينه وبين تميم مولى خراش بن الصمة وقيل بل آخى بينه
وبين جبر بن عتيك والأول أصح نزل الكوفة ومات بها سئل عما لقي من
المشركين فقال انظر إلى ظهري أوقدت لي نار وسحبت عليها فما أطفأها الا
ودك ظهري الودك الشحم وعده في الاستيعاب ممن فضل عليا على غيره
وفي أسد الغابة هو من السابقين الأولين إلى الاسلام وممن عذب في الله كان
سادس ستة في الاسلام ألبسوه الدرع الحديد وصهروه في الشمس فبلغ منه
الجهد ما شاء ان يبلغ من حر الحديد والشمس قال الشعبي ان خبابا صبر
ولم يعط الكفار ما سألوه فجعلوا يلصقون ظهره بالرضف حتى ذهب لحم
متنه ونزل الكوفة ومات بها.
وفي الإصابة كان من السابقين الأولين روى البارودي انه أسلم
سادس ستة وهو أول من أظهر اسلامه وعذب عذابا شديدا لأجل ذلك ثم
شهد المشاهد كلها وكان يعمل السيوف في الجاهلية ثبت ذلك في
الصحيحين وثبت فيهما أيضا انه تمول وانه مرض مرضا شديدا حتى كاد ان



(1) نوع من الدراهم يسمى الوافي.
(2) كذا في النسخة ولعل صوابه اها. - المؤلف -
305
يتمنى الموت اه‍. وفي أسد الغابة قال بعض العلماء ان خباب بن الأرت لم
يكن قينا وانما القين مولى عتبة بن غزوان والله أعلم.
اخباره
في سيرة ابن هشام عن ابن إسحاق في اسلام عمر ان أخته فاطمة
وزوجها سعيد بن عمرو بن نفيل ورجل من بني عدي بن كعب اسمه
نعيم بن عبد الله النحام كانوا قد أسلموا وهم مستخفون باسلامهم وكان
خباب بن الأرت يختلف إلى فاطمة بنت الخطاب يقرئها القرآن فخرج عمر
يوما متوحشا سيفه يريد رسول الله ص وقد ذكر له انه مع جماعة من
أصحابه قريبا من أربعين رجلا وامرأة في بيت عند الصفا فيهم عمه حمزة
وأبو بكر وعلي بن أبي طالب فلقيه نعيم بن عبد الله فقال أين تريد فقال
أريد محمدا هذا الصابئ الذي فرق امر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها
وسب آلهتها فاقتله فقال لقد غرتك نفسك من نفسك أترى بني عبد مناف
تاركيك تمشي على الأرض وقد قتلت محمدا أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم
أمرهم قال وأي أهل بيتي قال أختك فاطمة وزوجها ابن عمك فرجع عمر
إلى أخته وختنه وعندهما خباب بن الأرت معه صحيفة فيها سورة طه يقرئهما
إياها فلما سمعوا حسه تغيب خباب في مخدع لهم وجعلت فاطمة الصحيفة
تحت فخذها وقد سمع عمر حين دنا إلى البيت قراءة خباب عليهما فقال ما
هذه الهيمنة التي سمعت قالا ما سمعت شيئا قال بلى لقد أخبرت انكما
تابعتما محمدا على دينه وبطش بختنه فقامت إليه أخته لتكفه عن زوجها
فضربها فشجها فقالا له قد أسلمنا وآمنا بالله ورسوله فاصنع ما بدا لك فلما
رأى ما بأخته من الدم ندم وقال لأخته أعطيني هذه الصحيفة التي سمعتكم
تقرأون آنفا فقالت انا نخشاك عليها فحلف لها ليردنها إذ قرأها فقالت انك
نجس على شركك فقام فاغتسل فلما قرأ منها صدرا قال ما أحسن هذا
الكلام وأكرمه فلما سمع ذلك خباب خرج إليه ودعاه إلى الاسلام فقال دلني
على محمد لآتيه فاسلم فدله فطرق الباب فنظر إليه رجل من خلل الباب
متوحشا السيف فأخبر رسول الله ص فقال حمزة ائذن له فان كان جاء يريد
خيرا بذلناه له وان كان يريد شرا قتلناه بسيفه فقال رسول الله ص ائذن له
فلما دخل اخذ رسول الله ص يجمع رداءه ثم جبذه جبذة شديدة وقال ما
جاء بك والله ما أرى ان تنتهي حتى يزل الله بك قارعة قال جئتك لأؤمن
بالله وبرسوله الحديث.
وفي سيرة ابن هشام أيضا قال ابن إسحاق كان خباب بن الأرت
صاحب رسول الله ص قينا بمكة يعمل السيوف وكان قد باع من العاص بن
وائل سيوفا عملها له حتى إذا كان له عليه مال فجاء يتقاضاه قال له يا
خباب أليس يزعم محمد صاحبكم هذا الذي أنت على دينه ان في الجنة ما
ابتغي أهلها من ذهب وفضة أو ثياب أو خدم قال خباب بلى قال فانظرني
إلى يوم القيامة حتى ارجع إلى تلك الدار فأقضيك هنالك حقك فوالله لا
تكون أنت وأصحابك آثر عند الله مني ولا أعظم حظا في ذلك فأنزل الله
تعالى فيه أفرأيت الذي كفر بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا إلى قوله تعالى
ونرثه ما بقول ويأتينا فردا:. وروى محمد بن سعد هذا الخبر في
الطبقات بسنده إلى خباب بنحو آخر قال كنت رجلا قينا وكان لي على
العاص بن وائل دين فاتيته أتقاضاه فقال لي لن أقضيك حتى تكفر بمحمد
فقلت له لن أكفر به حتى تموت ثم تبعت قال إني لمبعوث من بعد الموت
فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مال وولد فنزلت فيه أفرأيت الذي كفر
بآياتنا وقال لأوتين مالا وولدا إلى قوله فردا)
نزول بعض الآيات فيه وفي جماعة مثله
في خباب وجماعة من فقراء المؤمنين انزل الله تعالى ولا تطرد الذين
يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه الآية روى الواحدي في
أسباب النزول بسنده عن خباب بن الأرت قال فينا نزلت كنا ضعفاء عند
النبي ص بالغداة والعشي فعلمنا القرآن والخير فجاء الأقرع بن حابس
التميمي وعيينة بن حصن الفزاري فقال انا من أشراف قومنا وانا نكره ان
يرونا معهم فاطردهم إذا جالسناك قال نعم قالوا لا نرضى حتى نكتب بيننا
كتابا فاتي بأديم ودواة فنزلت هؤلاء الآيات. أخبرنا أبو بكر الحارثي أخبرنا
أبو بكر بن حبان حدثنا أبو يحيى الرازي حدثنا سهل بن عثمان حدثنا
أسباط بن محمد عن أشعث عن كركوس عن ابن مسعود قال مر الملأ من
قريش على رسول الله ص وعنده خباب بن الأرت وصهيب وبلال وعمار
قالوا يا محمد رضيت بهؤلاء أتريد ان تكون تبعا لهؤلاء فأنزل الله تعالى ولا
تطرد الذين يدعون ربهم وروى الثعلبي في تفسيره باسناده عن عبد الله بن
مسعود قال مر الملأ من قريش على رسول الله ص وعنده صهيب وخباب
وبلال وعمار وغيرهم من ضعفاء المسلمين فقالوا يا محمد أرضيت بهؤلاء
من قومك أفنحن نكون تبعا لهم أهؤلاء الذين من الله عليهم اطردهم عنك
فلعلك ان طردتهم اتبعناك فأنزل الله تعالى ولا تطرد الخ وفي مجمع البيان
قال سلمان وخباب فينا نزلت هذه الآية جاء الأقرع بن حابس التميمي
وعيينة بن حصن الفزاري وذووهم من المؤلفة قلوبهم فوجدوا النبي ص
قاعدا مع بلال وصهيب وعمار وخباب في ناس من ضعفاء المؤمنين
فحقروهم وقالوا يا رسول الله لو نحيت هؤلاء عنك حتى نخلو بك فان
وفود العرب تأتيك فنستحي ان يرونا مع هؤلاء الأعبد ثم إذا انصرفنا فان
شئت فأعدهم إلى مجلسك فأجابهم النبي ص إلى ذلك فقالا له اكتب لنا
بهذا على نفسك كتابا فدعا بصحيفة واحضر عليا ع ليكتب ونحن قعود
في ناحية إذ نزل جبرئيل بقوله ولا تطرد الذين يدعون إلى قوله أليس الله
بأعلم بالشاكرين فنحى رسول الله ص الصحيفة واقبل علينا ودنونا منه وهو
يقول كتب ربكم على نفسه الرحمة فكنا نقعد معه فإذا أراد ان يقوم قام
وتركنا فأنزل الله عز وجل وابر نفسك مع الذين يدعون ربهم الآية فكان
رسول الله ص يقعد معنا ويدنو حتى كادت ركبنا ان تمس ركبتيه فإذا بلغ
الساعة التي يقوم فيها قمنا وتركناه حتى يقوم وقال لنا الحمد لله الذي لم يمتني
حتى امرني ان أصبر نفسي مع قوم من أمتي معكم المحيا ومعكم الممات.
وفي مجمع البيان في تفسير قوله تعالى واصبر نفسك الآية: نزلت الأولى في
سلمان وأبي ذر وصهيب وعمار وخباب وغيرهم من فقراء أصحاب النبي
ص وذلك أن المؤلفة قلوبهم جاءوا إلى رسول الله ص عيينة بن حصن
والأقرع بن حابس وذووهم فقالوا يا رسول الله ان جلست في صدر المجلس
ونحيت عنا هؤلاء وارواح صنانهم وكانت عليهم جباب الصوف جلسنا
نحن إليك واخذنا عنك فلا يمنعنا من الدخول عليك الا هؤلاء فلما نزلت
الآية قام النبي ص يلتمسهم فأصابهم في مؤخر المسجد يذكرون الله
عز وجل فقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى امرني ان أصبر نفسي مع رجال من
أمتي معكم المحيا ومعكم الممات اه‍. وقد أطبق المفسرون على نزول هذه
الآيات في خباب وأصحابه واستقصاء الروايات فيها يطول به الكلام.
وروى نصر في كتاب صفين بسنده عن ابن عباس ان خباب بن

306
الأرت وجماعة اخذهم المشركون فقتلوا بعضهم وعذبوا بعضهم وذلك بعد ما
خرج النبي ص من مكة حتى قالوا بعض ما أراد المشركون ثم أرسلوا
فنزلت فيهم هذه الآية والذين هاجروا في الله من بعد ما فتنوا لنبوأنهم في
الدنيا حسنة ولاجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
وفي معجم البلدان ان عثمان بن عفان اقطع خباب بن الأرت استينا
قرية بالكوفة.
روايته والراوون عنه
في الإصابة روى عن النبي ص وفي ذيل المذيل روى عن رسول الله ص
حديثا كثيرا وفي أسد الغابة روى عنه ابنه عبد الله ومسروق بن الأجدع
وقيس بن سنجرة وأبو ميسرة عمرو بن شرحبيل والشعبي وحارثة بن مضرب
وغيرهم وزاد صاحب تهذيب التهذيب روى عنه أبو امامة الباهلي وأبو معمر
عبد الله بن الشخير وعلقمة بن قيس وأبو وائل وحارثة بن مضرب وأبو
الكنود الأزدي وأبو ليلى الكندي قال وأرسل عنه مجاهد والشعبي
وسليمان بن أبي هند
خباب المسلمي الكوفي
خباب النخعي الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
الخباز البلدي
اسمه محمد بن أحمد.
الخبزارزي البصري اسمه نصر بن أحمد
الختلي
عن مجمع الرجال اسمه إبراهيم بن محمد بن العباس
ختن آل التمار
عن مجمع الرجال اسمه أبان بن عمر
ختن محمد بن مسلم عن مجمع الرجال اسمه محمد بن مارد
الخثعمي
عن مجمع الرجال اسمه حبيب بن المعلل
خدانجش غير منسوب
ومعناه بالعربية عطاء الله عالم فاضل له شرح خطبة همام في صفات
المتقين بالفارسية رواها بسنده المتصل إلى أمير المؤمنين ع رأينا منه
نسخة مخطوطة في كرمانشاه فرع منها المؤلف سنة 1089
الشاه خدابنده بن طهماسب الصفوي
اسمه محمد خدابنده
خداش بن إبراهيم الكوفي
خداش بوزن كتاب عن توضيح الاشتباه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
في كتب الأخبار خراش وخداش بالراء والدال ومضى في الحسن بن علي بن
زكريا انه روى عن خداش عن انس ولعله غيره وروايته في قبلة المتحير تدل
على كونه من الشيعة وعمل الأصحاب بها يشير إلى اعتماد عليه مع أن
الراوي عنه عبد الله بن المغيرة وفيه إشارة أخرى إلى الاعتماد اه‍ والرواية
المذكورة رواها الشيخ بسنده عن محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن
عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن عباد عن خراش عن بعض أصحابنا
عن أبي عبد الله ع قلت جعلت فدا ك أن هؤلاء المخالفين علينا
يقولون إذا أطبقت علينا أو اظلمت فلم نعرف السماء كنا وأنتم سواء في
الاجتهاد فقال ليس كما يقولون إذا كان ذلك فليصل لأربع جهات.
ورواه أيضا بسنده عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل عن عباد عن خراش
خداش العبدي
في باب ما يفرق به بين دعوى المحق والمبطل في أمر الإمامة من
أصول الكافي بسنده عن أبي عبد الله ع قال بعث طلحة والزبير
رجلا من عبد القيس يقال له خداش إلى أمير المؤمنين ع وذكر
رسالة طويلة من جملتها قل له ان أخويك في الدين وابني عمك في القرابة
يناشدانك القطيعة ويقولان لك أما تعلم انا تركنا الناس لك وخالفنا
عشائرنا فيك منذ قبض الله عز وجل محمدا ص فلما نلت أدنى منال
ضيعت حرمتنا وقطعت رجاءنا فلما اتى خداش أمير المؤمنين عليه السلام
صنع ما أمره به وأخبره بما قالاه له فقال له قل لهما كفى بمنطقكما حجة
زعمتما أنكما أخواي في الدين وابنا عمي في النسب فاما النسب فلا أنكره
وان كان السبب مقطوعا إلا ما وصله الله بالاسلام واما قولكما انكما أخواي
في الدين فان كنتما صادقين فقد فارقتما كتاب الله عز وجل وعصيتما أمره
بأفعالكما في أخيكما في الدين وأما مفارقتكما الناس منذ قبض الله محمدا ص
فان كنتما فارقتماهم بحق فقد نقضتما ذلك الحق بفراقكما إياي أخيرا وان
فارقتماهم بباطل فقد وقع أثم ذلك الباطل عليكما مع الحدث الذي أحدثتما
مع أن صفتكما بمفارقتكما الناس لم تكن الا لطمع الدنيا زعمتما وذلك قولكما
فقطعت رجاءنا لا تعيبان بحمد الله من ديني شيئا. ثم قال خداش لنفسه
والله ما رأيت لحية قط أبين خطا منك حامل حجة ينقض بعضها بعضا لم
يجعل الله لها مساكا أنا أبرأ إلى الله منهما. قال علي ع ارجع إليهما
وأعلمهما ما قلت قال لا والله حتى تسأل الله ان يردني إليك عاجلا وان
يوفقني لرضاه فيك ففعل فلم يلبث أن انصرف وقتل معه يوم الجمل اه‍
قال الفاضل الصالح في الشرح قوله تركنا إشارة إلى عدم مبايعة الخلفاء
الثلاثة وادعاء أن عليا أولى بالخلافة منهم وأقول هذا خاص بالزبير في
عدم مبايعته الخليفة الأول أول الأمر قال فضيعت إشارة إلى ما فعله ع
في تقسيم الخراج حيث قسم في بدء خلافته الموجود في بيت المال على
المسلمين بالسوية الشريف والوضيع لكل واحد ثلاثة دنانير ولم يفضلهما على
غيرهما وبعد ذلك على هذا النحو اه‍ وفي تهذيب التهذيب ترجمة لخداش بن
عياش البصري ومن الممكن كونه هو.

307
خدامة بنت وهب
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص
وفي منهج المقال الأصح جذامة اه‍ وهي في أسد الغابة وغيره هي جذامة
بنت وهب الأسدية من أسد بن خزيمة ولا ذكر لخدامة في الكتب المؤلفة في
الصحابة فكان الأصح ما في المنهج.
خداويردي بن القاسم الأفشاري
من أهل المائة الحادية عشرة
خداويردي معناه عطاء الله مركب من لفظ فارسي وهو خدا وتركي
وهو ويردي والفرس والترك يقدمون المضاف إليه على المضاف
والأفشاري نسبة إلى أفشار قبيلة معروفة من الأتراك وبعضهم يسكنون
الآن في بوادي أذربايجان في ناحية قلعة دمدم المعروفة.
عالم فاضل صالح رجالي من أجلاء تلاميذ ملا عبد الله التستري
المتوفي 1031 وشريك في الدرس عنده مع الأمير مصطفى التفرشي
صاحب كتاب نقد الرجال المشهور وهو من أهل بيت لم يكن فيه صاحب
علم وفضل غيره قبله ولا بعده عن جامع الرواة جليل القدر ثقة عين كثير
العلم من فقهاء هذه الطائفة ومجتهديهم تلميذ مولانا عبد الله التستري له
مؤلفات 1 كتاب الإمامة عن جامع الرواة أثبت فيه الإمامة بالدلائل
العقلية والنقلية والاخبار من الكتاب والسنة في غاية التهذيب والحسن 2
زبدة الرجال اكتفى فيه بايراد أسامي الممدوحين والثقات وأمثالهم
بالخصوص وعلق عليه لنفسه حواشي كثيرة عن جامع الرواة حسن الترتيب
مشتمل على فوائد حسنة.
خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية أم
المؤمنين صلوات الله وسلامه ورضوانه عليها
مولدها ووفاتها ومدفنها ومدة
عمرها
روى في تاريخ دمشق انها ولدت قبل الفيل بخمس عشرة سنة
وتوفيت في شهر رمضان سنة عشر من النبوة قبل الهجرة بثلاث سنين أو
أربع أو خمس وفي المستدرك للحاكم عن أبي معشر أنها توفيت قبل الهجرة
بسنة قال ابن الأثير في أسد الغابة والأول هو الصواب بعد خروج بني
هاشم من الشعب بيسير وقيل بسنتين وعمرها 65 سنة وفي المستدرك
للحاكم أنه قول شاذ والذي عندي انها لم تبلغ ستين سنة وفي الاستيعاب
توفيت وهي بنت 64 سنة وستة أشهر ودفنت بالحجون ونزل رسول الله ص
في حفرتها ولم تكن يومئذ سنت صلاة الجنازة
وتوفيت هي وأبي طالب في عام واحد توفي أبو طالب ثم توفيت
خديجة بعده بثلاثة أيام وقال ابن الأثير في الكامل توفي أبو طالب في شوال
أو ذي القعدة وكانت خديجة ماتت قبله بخمسة وثلاثين يوما وقيل كان بينهما
خمسة وخمسون يوما وقيل ثلاثة أيام فعظمت المصيبة على رسول
الله ص بهلاكهما اه‍ وسمى رسول الله ص ذلك العام عام
الحزن وقال ابن إسحاق فتتابعت على رسول الله ص المصائب موت خديجة
وأبي طالب كان يسكن إليهما اه‍ وإذا صح ان موتها في شهر رمضان
وموت أبي طالب في شوال أو ذي القعدة كان الصواب تقدم موتها على
موته والله أعلم.
أمها
في الاستيعاب ومقاتل الطالبيين وغيرهما: أمها فاطمة بنت زائدة بن
الأصم بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي وفي
الاستيعاب: الأصم اسمه جندب وفي الاستيعاب عن ابن إسحاق أمها
فاطمة بنت زائدة وأمها هالة بنت عبد مناف.
كنيتها
قال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين: تكنى أم هند وفي ذيل المذيل ص 2
كانت تكنى أم هند وهند ابن لها من أبي هالة بن النباش ابن زرارة
زوج كان لها قبل النبي ص كنيت به وفيه أيضا ص 65 كانت تكنى أم هند
بابنة لها ولدتها من عتيق بن عائذ بن عبد الله بن مخزوم يقال لها هند وبابن
لها ولدته من أبي هالة بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن
سلامة بن غوي بن جذوة بن أسيد بن عمر بن تميم يقال له هند.
تزوج النبي ص بها
في ذيل المذيل وغيره هي أول امرأة تزوجها رسول الله ص
وأولاده كلهم منها غير إبراهيم بن مارية اه‍ ولم يتزوج
غيرها حتى ماتت.
في تاريخ دمشق روى محمد بن عباس أن مهرها كان 12 أوقية
وكذلك كان مهر نسائه
مقدار عمرها وعمر النبي ص يوم تزوجه بها وإقامتها معه.
في الاستيعاب كانت عند تزوجه بها بنت أربعين سنة والنبي ص
ابن إحدى وعشرين وقيل خمس وعشرين وهو الأكثر
وقيل ثلاثين فأقامت معه 24 سنة وتوفيت اه‍ وعن مجمع البحرين كانت
عند تزوجها به بنت أربعين سنة وستة أشهر وفي المستدرك للحاكم عن
محمد بن إسحاق كان لها يوم تزوجها 28 سنة وفي تاريخ دمشق روي من
طريق الزبير بن بكار ان عمرها كان يوم زواجها ثلاثين سنة قال وروى
محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس ان عمرها كان يومئذ 28
سنة
هل تزوجت قبل النبي ص
المعروف بين المؤرخين انها تزوجت أولا وثانيا وولد لها ثم تزوجت
بالنبي ص وأنكر صاحب كتاب الاستغاثة تزوجها قبله ص وقال إن ما
نسب إليها من الأولاد هم أولاد أختها وحكي مثل ذلك عن المرتضى في
الشافي وأحمد البلاذري في كتابه وأبي جعفر في التلخيص، حكي عن
صاحب البحار حكاية ذلك عنهم والله أعلم.
القائلون بتزوجها قبله
في مقاتل الطالبيين: تزوجت خديجة ص قبل رسول

308
الله ص رجلين يقال لأحدهما عتيق بن عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم
وولدت له بنتا يقال لها هند ثم توفي عنها فخلف عليها أبو هالة بن
النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن سلامة بن عدي بن حرزة بن
أسيد بن عمرو بن تميم وولدت له ابنا يقال له هند روى عن النبي ص
وروى عنه الحسن بن علي ع حديث صفة رسول الله ص
المشهورة وقال فيه: سالت خالي هند بن أبي هالة عن صفة رسول الله ص
وكان له وصافا اه‍. وفي الاستيعاب كانت خديجة تحت أبي هالة بن
زرارة بن نباش بن عدي بن حبيب بن صرد بن سلامة بن جروة بن
أسيد بن عمرو بن تميم التميمي هكذا نسبه الزبير وقال الجرجاني النسابة
كانت عند أبي هالة هند بن النباش بن زرارة بن وقدان بن حبيب بن
سلامة بن عدي بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم اه‍ فقد وقع
اختلاف بين المقاتل وذيل المذيل وكلام الزبير بن بكار والجرجاني في أسماء
آباء من تزوجها كما ترى وبعضه سببه التصحيف قال ثم اتفقا
أي الزبير والجرجاني فقالا ثم خلف عليها بعد أبي هالة عتيق بن
عائذ بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم ثم خلف عليها بعد عتيق رسول الله ص
وقال قتادة كانت أولا تحت عتيق ثم خلف عليها أبو هالة والقول الأول
أصح إن شاء الله تعالى.
القول بأنها لم تتزوج قبله ص
في تكملة نقد الرجال عن كتاب الإغاثة أو الاستغاثة تأليف الشريف
أبي القاسم علي بن أحمد الكوفي العلوي المتوفي سنة 352 وان نسبه هو في
ترجمة علي بن الحسين الأكبر إلى كمال الدين ميثم البحراني تبعا لغيره. وانه
أنكر فيه كون خديجة تزوجت قبل رسول الله ص
بغيره وقال قد صحت الرواية عندنا بأنه كان لها أخت من أمها تسمى
هالة قد تزوجها رجل من بني تميم يقال له أبو هند فأولدها ابنا اسمه
هند بن أبي هند وابنتين زينب ورقية ومات أبو هند وقد بلغ ابنه مبالغ
الرجال والابنتان طفلتان وكانت موجودتين حين تزوج رسول الله ص
خديجة بنت خويلد ورسول الله ص حين تزوج بها ومات هالة بعد ذلك بمدة
يسيرة وخلفت الطفلتين زينب ورقية في حجر رسول الله ص وحجر خديجة
وكان من سنة العرب في الجاهلية أن من يربي يتيما ينسب ذلك اليتيم إليه
ولا يستحل التزوج بمن يربيها لأنها كانت عندهم يزعمهم بنتا لمربيها فلما
ربى رسول الله ص وخديجة هاتين البنتين نسبتها إليهما وهما بنتا أبي هند
زوج هالة أخت خديجة ولم تزل العرب على هذه الحالة إلى أن ربي بعض
الصحابة يتيمة بعد الهجرة فقالوا لو سالت رسول الله ص هل يجوز في
الاسلام تزويج اليتيمة بمن رباها فأنزل الله جل ذكره ويستفتونك في
النساء قل الله يفتيكم فيهن وما يتلى عليكم في الكتاب في يتامى النساء
اللاتي لا تؤتونهن ما كتب الله لهن وترغبون أن تنكحوهن الآية فأطلق الله
سبحانه في الاسلام تزويج اليتيمة لمن يربيها فكان رسول الله ص في نسب
ابنتي أبي هند كما وصفناه في سنة العرب في الجاهلية فدرج نسبهما عند العامة
كذلك ثم نسب أخوهما هند إلى خديجة وكان اسم خديجة نابها معروفا
وكان اسم أختها خاملا مجهولا فظنوا لما غلب اسم خديجة على اسم هالة
أختها ثم نسب هند إليها ان أبا هند كان متزوجا بخديجة قبل رسول الله ص
وان هندا كان قد عمر حتى لحق أيام الحسين ع فقتل بين
يديه وهو شيخ فذكر أنه قتل قبل قتل الحسين هند التميمي وانه كان هند
ابن خالة فاطمة بنت الحسين قال ولما وقع بيني وبين من نسب إلى هند من
ولده مجاوبات ومناظرات فيما ينسبون إليه من خديجة وما يجهلون من جدتهم
هالة ولما عرفتهم الصحيح اشتد عليهم وجادلوني أشد مجادلة انهم من ولد
خديجة فأعلمتهم ان ذلك جهل منهم بنسبهم وان خديجة لم تتزوج غير
رسول الله ص وذلك أن الإجماع من الخاص والعام
ومن أهل الآثار ونقله الأخبار على أنه لم يبق من أشراف قريش ومن
ساداتهم وذوي الجدة منهم أحد الا خطب خديجة ورام تزويجها فامتنعت
على جميعهم فلما تزوج بها رسول الله ص غضب عليها
نساء قريش وهجرنها وقلن لها خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم
تتزوجي أحدا منهم وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لا مال له فكيف
يجوز في نظر أهل الفهم ان تكون خديجة يتزوجها اعرابي من تميم وتمتنع من
سائر قريش وأشرافها. قال: ثم قلت لمن يجادلني منهم ليس ما ذهب
عنكم وجهلتموه من معرفة جدتكم أهي خديجة أم أختها هالة بأعجب مما
لحق ولد الحسين من الاختلاف في نسبهم الذي هو أشرف الأنساب في
الدنيا وأرجاها سعادة في الآخرة فلم يمنعهم شرفهم وعظم قدرهم من
اختلافهم فيه على فرقتين وذلك أنه كان للحسين ع ابنان كل
منهما يسمى بعلي أحدهما أكبر من الآخر قتل أحدهما بكربلاء وبقي
الآخر والعقب كله من الباقي بغير خلاف ثم اختلف فيه ما بين الأصغر
والأكبر فمن كان من ولد الحسين قائلا بالإمامة بالنصوص يقول أنه من ولد
علي بن الحسين وانه الباقي بعد أبيه والمقتول هو الأصغر منهما وهذا هو قولنا
وبه نأخذ وعليه نعول وان علي بن الحسين الباقي كان يوم قتل أبيه الحسين
من أبناء ثلاثين سنة وان ابنه محمد بن علي بن الحسين الباقر كان يومئذ من
أبناء خمس عشرة سنة وكان المقتول هو علي بن الحسين الأصغر من أبناء
اثنتي عشرة سنة (1) والفرقة الأخرى وهم جميع من يقول بمذهب الزيدية
منهم من يقول إن العقب من الأصغر وانه في اليوم الذي قتل فيه الحسين ع
من أبناء سبع سنين ومنهم من يقول أربع سنين وعلى هذا
النسابون من العوام وهو عندنا قول فاسد، ومشايخنا كلهم من أهل العلم
من الامامية من العلوية وغيرهم من الشيعة على خلاف هذه الأقوال فلينظر
ذوو الفهم إلى الاختلاف الذي وصفناه من ولد الحسين ع مع جلالة
نسبهم وعظم قدرهم في جميع ولد آدم وقربه من عدد الآباء فلم يكن فيهم
من الحفظ لهذا النسب العالي الشريف الذي يتمنى جميع الناس ان يكونوا
منه ولا يتمنى أهله أن يكونوا من أحد من البريات ما يحيطون بمعرفته على
حقيقته حتى لا يجهلوا جدهم الذي ينتسبون إليه في الأخوين من الأكبر إلى
الأصغر وانما الأكثر ما بينهم الآباء إلى عصرنا هذا من ستة آباء أو سبعة
فذهب عنهم أو عن أكثرهم معرفة من ولده من الأخوين مع ما وصفناه من
قربه وشرفه أتعجب أن يذهب على ولد أبي هند معرفة جدتهم حين جهلوها
من أختين فلا يعرفونها أهي خديجة أم هالة هذا مع ما كان من سلفهم فيه
من الرغبة في الافتخار والشرف على قومهم وغيرهم بمناسبة رسول الله ص
فانتساب منتسبهم إلى خديجة لتثبت له خؤولة ولد الرسول ص قصدا منه
وتعمدا طلبا للافتخار أو جهلا من المنتسب الأول منهم بنسبته على ما



(1) هكذا في الأصل والذي ذكرناه في الجزء 4 من هذا الكتاب ان عمر علي بن الحسين زين
العابدين (ع) يوم كربلاء كان 24 سنة على الأكثر و 22 سنة على الأقل وان ابن سعد قال
كان عمره 23 سنة وذكرنا هناك ان عمر الباقر عليه السلام كان يوم كربلاء أربع سنين أو
ثلاث سنين وان عمر المقتول بكربلاء كان 19 سنة أو 18 أو 25 ولعله وقع تحريف في
الأصل المنقول عنه والله أعلم - المؤلف -.
309
وصفناه ليس بأعجب من جهل أكثر ولد الحسين ع معرفة نسبهم
في علي بن الحسين وهذا غير منكر عند ذوي الفهم لغلبة الجهل على عوام
الناس وقلة معرفة كثير منهم بالأنساب حتى أن اليمن كلها مجتمعة في نسبها
إلى قحطان بن عابر لا يدرون من ولد عابر، حتى قالوا ان عابر هو هود
النبي وزعمت اليمن والنسابون من العوام أن إسماعيل بن إبراهيم تعلم
العربية من جرهم قبيلة من اليمن كانت نازلة بمكة وحولها وقد ألف في ذلك
كتاب المبتدأ فخرجوا بهذا القول الفاسد بينهم إسماعيل بن إبراهيم وولده
من العرب وهم لا يعلمون وكان قائل هذا موجبا لاخراج رسول الله ص
من العرب وفي هذا الكفر بالله وبرسوله فقد بطل قول القائل بذلك وثبت
قول علماء أهل البيت ان أول من تكلم بالعربية إسماعيل بن إبراهيم ع
وان قحطان بن عابر تفسيره بلسان قوم هود في زمن عاد هود فقدر
من وقف على ذلك أن هذا عابر ولد قحطان وهو هود النبي فأخطأ وليس
أحد من اليمن اليوم ينتسب إلى إسماعيل بن إبراهيم ولو قيل لهم ذلك
أنكروه أشد نكرا وهذا من اشتباهات العامة وان العامة لتروي جميعا ان
الرسول انتسب إلى معد ثم قال عند ذلك كذب النسابون لأنها إذا
جاوزت في النسب الرسول ص لم يحل حالكم من أن يكون ما قاله الرسول
من تكذيب النسابين حقا أو باطلا والأول شهادة على من تجاوز في النسب
باستعمال الكذب والثاني كفر وقد روينا من طريق علماء أهل البيت ع
ان قوما ينسبون إلى قريش وليسوا من قريش وذلك أن
العرب في الجاهلية إذا كان لاحد عبد فأراد أن يلحقه بنسبه فعل ذلك وجاز
عندهم وزوجه كريمة من العرب فيلحقه بنسبها فكان هذا من سنن العرب
وقد فعل ذلك رسول الله ص بزيد بن حارثة الكلبي فما أظهر رسول الله ص
الدعوة سارعت خديجة إلى الاسلام فسارع زيد إليه فاستوهبه الرسول ص
من خديجة ليعتقه ففعلت فبلغ أباه خبره فاتى مكة في طلبه وكان أبوه من
وجوه بني كلب فصار إلى أبي طالب في جماعة من العرب فحمل بهم على
رسول الله ص في أن يرد عليه ابنه زيدا ببيع أو عتق فقال هو حر فليذهب
حيث شاء فقال له أبوه يا بني الحق بقومك ونسبك فأبى وقال يا معاشر
قريش والعرب اني قد تبرأت من زيد فليس هو ابني ولا أنا أبوه فقال الله
ص يا معاشر قريش زيد ابني وأنا أبوه فدعي زيد بن محمد على رسمهم
الذي كان في الجاهلية فلما تزوج رسول الله ص بامرأة زيد أنكر ذلك جماعة
من الجهال فخاضوا فيه فنزلت ما كان محمد أبا أحد من رجالكم الآية وما
جعل أدعياءكم أبناء الآية ثم ذكر العلة فلما قضى زيد منها وطرا
زوجناكها لئلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن
وطرا انتهى ما أردنا نقله من كلام صاحب الاستغاثة وهو كلام يدل على
تبحره ومهارته في إقامة الحجج سواء أسلمنا له ما قاله أم لم نسلم وان
صلح ما قاله كان قول الحسن ع المتقدم سالت خالي هند بن أبي
هالة مبينا على الظاهر.
سبب اتصالها برسول الله ص وتزوجها به
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن جابر قال استأجرت خديجة
رضوان الله عليها رسول الله ص سفرتين إلى جرش كل سفرة بقلوص.
هذا الحديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وفي أسد الغابة كان سبب تزوجها
برسول الله ص ما أخبرنا أبو جعفر باسناده عن يونس عن ابن إسحاق قال
كانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها تضاربهم
إياه بشئ تجعله لهم منه فلما بلغه عن رسول الله ص ما بلغها من صدق
حديثه وعظم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه وعرضت عليه أن يخرج في مالها
إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها
يقال له ميسرة فقبله منها وخرج في مالها ومعه غلامها ميسرة حتى قدم الشام
فنزل في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال
من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة فقال هذا رجل من قريش من
أهل الحرم فقال له الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط الا نبي ثم باع
رسول الله ص سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد ثم اقبل قافلا إلى مكة
فباعت خديجة ما جاء به فأضعف أو قريبا وحدثها ميسرة عن قول الراهب
وكانت خديجة امرأة حازمة لبيبة شريفة مع ما أراد الله بها من كرامتها فبعثت
إلى رسول الله ص اني قد رغبت فيك لقرابتك مني وشرفك في قومك وأمانتك
عندهم وحسن خلقك وصدق حديثك وكانت أوسط نساء قريش نسبا
وأعظمهم شرفا وأكثرهم مالا فذكر ذلك رسول الله ص لأعمامه فخرج معه
حمزة بن عبد المطلب حتى دخل على خويلد بن أسد فخطبها إليه فتزوجها
رسول الله ص. وهذه الرواية تدل على أن أباها هو الذي زوجه إياها وقال
ابن الأثير في أسد الغابة قبل ذلك زوجه إياها عمها عمرو بن أسد بن عبد
العزى بن قصي وان أباها كان قد مات وحكى ذلك عن الزبير بن بكار
وغيره وان عمها عمرا قال حين أراد تزويجها من رسول الله ص: محمد بن
عبد الله بن عبد المطلب يخطب خديجة بنت خويلد هذا الفحل لا يقذع أنفه
وفي المستدرك بسنده عن الزهري انكحها أبوها خويلد بن أسد
أولادها
قد عرفت انه ولد لها من أبي هالة ابن يقال له هند كانت تكنى به
وبنت من عتيق اسمها هند أيضا كانت تكنى بها أيضا فان هندا من أسماء
الرجال والنساء وفي أسد الغابة عن ابن إسحاق انه ولد لها من عتيق بن
عائذ بنت اسمها هند ومن أبي هالة مالك بن النباش ابن يقال له هند وبنت
يقال لها هالة اه‍ وهذا كله بناء على المشهور المعروف من أنها كانت متزوجة
قبل النبي ص بعتيق ثم بمالك أو بالعكس
اما أولادها من رسول الله ص ففي الاستيعاب: لم يختلفوا في أن ولد
النبي ص كلهم من خديجة حاشا إبراهيم وقال: اجمعوا على انها ولدت له
أربع بنات كلهن أدركن الاسلام وهاجرت زينب وهي أكبرهن تزوجها أبو
العاص بن الربيع ابن أخت خديجة وفاطمة الزهراء وهي أصغرهن
تزوجها علي بن أبي طالب وانحصرت ذرية الرسول ص في ولدها ورقية
وأم كلثوم تزوجها عثمان واحدة بعد الأخرى وأجمعوا على انها ولدت له
ابنا يسمى القاسم وبه كان يكنى قال الزبير بن بكار وهو أكبر ولده مات بمكة
وهو أول من مات من ولده وعاش حتى مشى وولدت بعده زينب واختلفوا
في سواه فعن بعض العلماء ما نعلمها ولدت له من الذكور الا القاسم وزعم
بعضهم انها ولدت له ولدا يسمى الطاهر وقيل ولدت له عبد الله مات
صغيرا وكان يقال له الطيب ويقال له الطاهر ولد بعد النبوة وقيل ولد له
القاسم والطاهر والطيب ماتوا بمكة وقال مصعب الزبيري ان عبد الله هو
الطيب والطاهر لأنه ولد بعد الوحي له ثلاثة أسماء وقال علي بن عبد العزيز
الجرجاني النسابة القاسم أكبر أولاده ثم زينب وقال الكلبي زينب ثم
القاسم ثم أم كلثوم ثم فاطمة ثم رقية ثم عبد الله يقال له الطيب والطاهر
قال هذا هو الصحيح وغيره تخليط اه‍ وفي المستدرك للحاكم بسنده عن ابن

310
عباس قال ولدت خديجة لرسول الله ص غلامين وأربع نسوة القاسم
وعبد الله وفاطمة وزينب ورقية وأم كلثوم وقال ابن عساكر في تاريخ
دمشق: روى الزبير بن بكار عن ابن عباس في سبب نزول انا أعطيناك
الكوثر ان خديجة ولدت عبد الله بن رسول الله ص ثم أبطأ عليها الولد من
بعد فبينما رسول الله ص يكلم رجلا والعاص بن وائل والد عمرو بن
العاص ينظر إليه إذا قال له رجل من هذا قال هذا الأبتر فأنزل الله تعالى
ان شانئك هو الأبتر اي مبغضك هو الأبتر الذي بتر من كل خير ثم ولدت
له زينب فرقية فالقاسم فالطاهر فالمطهر فالطيب فالمطيب فأم كلثوم ففاطمة
وكانت أصغرهم وكانت خديجة إذا ولدت ولدا دفعته لمن يرضعه فلما ولدت
فاطمة لم ترضعها أحدا غيرها وجميع أولاده ص من خديجة الا إبراهيم ويقال
ان الطاهر هو الطيب وهو عبد الله ويقال ان الطيب والمطيب ولدا في بطن
والطاهر والمطهر في بطن اه‍ فتحصل من ذلك أقوال خمسة 1 انه لم يولد
لها من النبي ص ذكر الا القاسم 2 انها ولدت له القاسم والطاهر 3
انها ولدت القاسم وعبد الله والثاني يلقب بالطيب والطاهر 4 انها ولدت
القاسم والطيب والطاهر 5 انها ولدت عبد الله ثم زينب فرقية فالقاسم
فالطاهر فالمطهر فالطيب فالمطيب ولا يبعد كون الطيب والمطيب والطاهر
والمطهر ألقابا فظن البعض انهما أسماء فعداهما من الأسماء
اسلامها
في الاستيعاب مسندا عن جماعة انها أول من آمن بالله ورسوله من
الرجال والنساء صلى رسول الله ص يوم الاثنين وصلت خديجة آخر يوم
الاثنين وذكر انه روي مسندا عن ابن عباس: كان علي بن أبي طالب أول
من آمن بالله من الناس بعد خديجة اه‍. والذي ترويه الشيعة أن عليا ع
أسلم قبل خديجة ثم أسلمت خديجة لكنهم رووا أن رسول الله ص
بعث يوم الاثنين واسلم علي يوم الثلاثاء فان صح الخبر المتقدم ان خديجة
أسلمت آخر يوم الاثنين كان اسلامها متقدما على اسلامه بليلة والاعتبار
يقضي بان لا يتقدم اسلامها لأنها وان كانت زوجته لم تكن أشد خلطة به
من علي ولا أطوع له منه ولم يكن ليؤخر رسول الله ص دعوته لعلي إلى
الاسلام ولم يكن علي ليتأخر عن اجابته إلى ذلك ولعل رواية تقدم اسلامها
كانت ممن لم يتركوا وسيلة للغض من علي الا توسلوا بها وكيف كان فخديجة
أول من أسلم من النساء وعلي أول من أسلم من الرجال ولم يسبق عليا
وخديجة أحد إلى الاسلام فلم يكن في الأرض من يعبد الله الا ثلاثة:
رسول الله ص وعلي ع وخديجة رضوان الله عليها فكان يصلي
رسول الله ص وعلي عن يمينه متأخرا عنه وخديجة عن يمين علي متأخرة عنه.
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عفيف بن عمرو أو ابن قيس كنت
امرأ تاجرا وكنت صديقا للعباس بن عبد المطلب في الجاهلية فقدمت لتجارة
فنزلت على العباس بمنى فجاء رجل فنظر إلى الشمس حين مالت فقام يصلي
ثم جاءت امرأة فقامت تصلي ثم جاء غلام حين راهق الحلم فقام يصلي
فقلت للعباس من هذا فقال هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي
يزعم أنه نبي ولم يتابعه على امره غير هذه المرأة وهذا الغلام وهذه المرأة
خديجة بنت خويلد امرأته وهذا الغلام ابن عمه علي بن أبي طالب قال
عفيف الكندي واسلم وحسن اسلامه لوددت اني كنت أسلمت يومئذ
فيكون لي ربع الاسلام. هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه وله شاهد
معتبر من أولاد عفيف بن عمرو. وروى الحاكم في المستدرك وابن إسحاق
واللفظ للثاني بسنده عن عروة عن عائشة أول ما بدئ به رسول الله ص
من الوحي الرؤيا الصادقة لا يرى من النبوة حين أراد الله كرامته ورحمة
العباد به رؤيا في نومه الا جاءت كفلق الصبح. ثم روى ابن إسحاق
بسنده عن عبيد بن عمير بن قتادة الليثي: كان رسول الله ص يجاور في
حراء وهو جبل من كل سنة شهرا وكان ذلك مما تتحنث به قريش في
الجاهلية. والتحنث والتبرر وقال الحاكم التحنث التعبد حتى إذا كان الشهر
الذي أراد الله به فيه ما أراد من كرامته خرج إلى حراء كما كان يخرج ومعه
أهله حتى إذا كانت الليلة التي أكرمه الله تعالى فيها برسالته جاءه جبريل
بأمر الله تعالى إلى أن قال اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق
الآية فقرأتها وهببت من نومي فكأنما كتبت في قلبي كتابا فخرجت حتى
إذا كنت في وسط من الجبل سمعت صوتا من السماء: يا محمد أنت رسول
الله وانا جبريل، فرفعت رأسي فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في
أفق السماء يقول يا محمد أنت رسول الله وانا جبريل إلى أن قال فما زلت
واقفا حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي فبلغوا أعلى مكة ورجعوا إليها وانا
واقف في مكاني ثم انصرف عني وانصرفت راجعا إلى أهلي حتى اتيت خديجة
فقال يا أبا القاسم أين كنت فوالله لقد بعثت رسلي في طلبك حتى بلغوا مكة
ورجعوا إلي ثم حدثتها بالذي رأيت فقالت ابشر يا ابن عم وأثبت فوالذي
نفس خديجة بيده اني لأرجو ان تكون نبي هذه الأمة ثم انطلقت إلى
ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي وهو ابن عمها وكانت ورقة
قد تنصر وقرأ الكتب وسمع من أهل التوراة والإنجيل فأخبرته بما أخبرها به
رسول الله ص انه رأى وسمع فقال ورقة بن نوفل قدوس قدوس والذي
نفس ورقة بيده لئن كنت صدقتني يا خديجة لقد جاءه الناموس الأكبر الذي
كان يأتي موسى وانه لنبي هذه الأمة فقولي له فليثبت فرجعت خديجة إلى
رسول الله ص فأخبرته بقول ورقة. وفي أسد الغابة ومستدرك الحاكم عند
ذكر هذا الحديث: قال يعني جبريل ع اقرأ باسم ربك الذي
خلق فرجع بها رسول الله ص يرجف فؤاده وفي رواية الحاكم ترجف
بوادره فدخل على خديجة فقال زملوني فزملوه حتى ذهب عند الروع وقال
لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت له كلا والله لا يخزيك
الله ابدا انك لتصل الرحم وتصدق في الحديث وتحمل الكل وتكسب
المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وانطلقت به إلى عمها
ورقة بن نوفل بن أسد وكان امرأ تنصر في الجاهلية وكان يكتب العربية
ويكتب الكتاب العبراني ويكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء الله أن يكتب
وكان شيخا كبيرا قد عمي فقالت له خديجة اي عم اسمع من ابن أخيك
فقال له ورقة ماذا ترى فأخبره رسول الله ص فقال يا ليتني فيها جذعا ليتني
أكون حيا إذ يخرجك قومك وفي رواية المستدرك هذا الناموس الذي انزل
على موسى. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
أقوال العلماء في حقها
في سيرة ابن هشام ج 2 ص 19 كانت لرسول الله ص وزير صدق
على الاسلام وفي الاستيعاب: كانت تدعى في الجاهلية الطاهرة وفي
الإصابة عن الزبير بن بكار كانت تدعى قبل البعثة الطاهرة. وفي السيرة
الهشامية عن ابن إسحاق: آمنت خديجة برسول الله ص وصدقت بما جاء
به من الله ووازرته على امره وكانت أول من آمن بالله وبرسوله وصدق بما
جاء به فخفف الله بذلك عن نبيه ص لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه

311
وتكذيب له فيحزنه ذلك الا فرج الله عنه بها إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه
وتصدقه وتهون عليه امر الناس اه‍ وخديجة هي التي قامت تنصر رسول الله ص
ما استطاعت وتحملت الأذى في سبيل نصره ولما انزل عليه فاصدع بما
تؤمر وأعلن بالدعوة وآذاه قومه وأخرجوه ذهبت خديجة وعلي بن أبي طالب
يطلبانه الخبر وقال ابن إسحاق كانت وزيرة صدق على الاسلام اه‍ وقام
الاسلام بأموال خديجة وسيف علي بن أبي طالب وكانت خديجة من أهل
الثروة والغنى فورثها رسول الله ص وولدها فكان ينفق من ذلك ما أراد في
سبيل نشر الدعوة ولما أراد الهجرة من مكة إلى المدينة أوصى من يشتري
ناقتين له ولصاحبه فقال صاحبه عندي ناقتان يا رسول الله فأبى ان يأخذهما
الا بثمنهما وأمر عليا فنقده الثمن فسئل الراوي من أين كان له المال فقال
وأين ذهبت أموال خديجة وقد ورثها هو وولده كما مر في السيرة النبوية وكان
يذبح الشاة فيفرقها على صديقات خديجة ولما قالت له عائشة غيرة منها على
خديجة بعد موتها. والغيرة والحسد تنطفي جمرتها بعد الموت: والله ما كانت
الا عجوزا حمراء الشدقين وقد أبدلك الله خيرا منها، غضب وقال والله ما
أبدلني الله خيرا منها. وذلك حينما سمعته يطريها مرارا ويكثر الثناء عليها
فغاظها ذلك منها وهي ميتة وقد ابان هذا القول من الرسول ص انها أفضل
نسائه. اما أم سلمة فكانت على العكس من ذلك لم تأخذها غيرة ولا حسد
لخديجة حين جعل النبي ص يثني على خديجة في خبر زفاف فاطمة بل قالت
هنأها الله ما أعطاها وأكثرت من الثناء عليها كما مر هناك.
مناقبها وفضائلها
كفاها فضلا انها أسبق نساء الأمة إلى الاسلام والايمان وفي أسد
الغابة بسنده عن انس قال رسول الله ص خير نساء العالمين مريم بنت
عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ص
وبسنده عن ابن عباس خط رسول الله ص في الأرض أربعة خطوط قال
أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم فقال أفضل نساء أهل الجنة خديجة
بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة
فرعون. ورواه الحاكم في المستدرك وقال هذا حديث صحيح الاسناد ولم
يخرجاه بهذه السياقة. وفي أسد الغابة بسنده عن عبد الله بن جعفر سمعت
علي بن أبي طالب ع يقول سمعت رسول الله ص يقول خير
نسائها خديجة بنت خويلد وخير نسائها مريم بنت عمران وأشار الراوي إلى
السماء والأرض وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن علي بن أبي طالب
سمعت رسول الله ص يقول خير نسائها مريم بنت عمران وخير نسائها
خديجة اتفق الشيخان على اخراجه. وبسنده عن عروة قالت عائشة لفاطمة
بنت رسول الله ص ألا أبشرك اني سمعت رسول الله ص يقول سيدات
نساء أهل الجنة أربع مريم بنت عمران وفاطمة بنت رسول الله ص وخديجة
بنت خويلد وآسية. ولا ينافي هذه الروايات ما ورد من أن فاطمة الزهراء ع
سيدة نساء العالمين فان الذي في هذه الروايات ان هذه النساء
أفضل نساء أهل الجنة أما ان أيهن أفضل من الأخرى فلم يذكر فيها واما
الرواية الأخيرة فيحمل ما فيها على إرادة نساء أهل زمانهما كما ذكر في بعض
الروايات فلا منافاة أيضا. وفي أسد الغابة عن عائشة: ما غرت على أحد
من أزواج النبي ما غرت على خديجة وما بي أن أكون أدركتها أي والحال
اني لم أكن أدركتها وما ذاك لكثرة ذكر رسول الله ص وان كان ربما يذبح
الشاة يتبع بها صدائق خديجة فيهديها لهن. وبسنده عن عائشة كان
رسول الله ص لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء
عليها ذكرها يوما من الأيام فأدركتني الغيرة فقلت هل كانت الا عجوزا فقد
أبدلك الله خيرا منها فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال
والله ما أبدلني الله خيرا منها آمنت إذ كفر الناس وصدقتني وكذبني الناس
وواستني في مالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها أولادا إذ حرمني أولاد
النساء الحديث. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر قالت عائشة: كان رسول الله
ص إذا ذكر خديجة لم يكد يسام من الثناء عليها والاستغفار لها فذكرها
ذات يوم فأحمتني الغيرة فقلت لقد عوضك الله من كبيرة السن فرأيت رسول الله
ص غضب غضبا شديدا إلى أن قال كيف قلت والله لقد آمنت بي إذ
كذبني الناس وآوتني إذ رفضني الناس وصدقتني إذ كذبني الناس ورزقت منها
الولد إذ حرمتهن مني فغدا وراح بها علي شهرا اي بقي شهرا يذكر ذلك
غدوة ورواحا. وروى الحاكم في المستدر ك بسنده عن وعوة عن عائشة:
ما حسدت امرأة ما حسدت خديجة وما تزوجني رسول الله ص الا بعد ما
ماتت وبالموت تنطفي جمرة الحسد وذلك أن رسول الله ص بشرها ببيت
في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب. هذا حديث صحيح على
شرط الشيخين ولم يخرجاه. وبسنده عن عروة عن عائشة: ما رأيت
خديجة قط ولا غرت على امرأة من نسائه ص أشد من غيرتي على خديجة
وذلك من كثرة ما كان يذكرها. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم
يخرجاه. وفي أسد الغابة بسنده: دخل رسول الله ص على خديجة في
مرضها الذي ماتت فيه فقال بالكره منى ما أتى عليك يا خديجة وقد يجعل
الله في الكره خيرا كثيرا الحديث.
خديجة بنت علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ع
ذكرها المسعودي في مروج الذهب في عداد أولاده ع ولم
يذكر من أحوالها شيئا ومر ذكرها في عداد أولاده في السيرة العلوية.
خديجة بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع
روى الكليني في أصول الكافي في باب ما يفرق به بين دعوى المحق
والمبطل لسنده عن عبد الله بن إبراهيم بن محمد الجعفري: اتينا خديجة
بنت عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع نعزيها
بابن بنتها فوجدنا عندها موسى بن عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن
علي بن أبي طالب فإذا هي في ناحية قريبا من النساء فعزيناها ثم أقبلنا
عليه فإذا هو يقول لابنة أبي يشكر الرائية قولي فقالت:
أعدد رسول الله واعدد بعده * أسد الإله (1) وثالثا عباسا
واعدد علي الخير (2) * واعدد جعفرا واعدد عقيلا بعده الرؤاسا
فقال أحسنت وأطربتني زيديني فاندفعت تقول:
ومنا امام المتقين محمد * وحمزة منا والمهذب جعفر
ومنا علي صهره وابن عمه * وفارسه ذاك الامام المطهر
فأقمنا عندها حتى كاد الليل ان يجيئ ثم قالت خديجة سمعت عمي
محمد بن علي ص وهو يقول انما تحتاج المرأة في المآتم إلى



(1) هو حمزة بن عبد المطلب.
(2) هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وذكر الصالح المازندراني في الحاشية في تفسير علي الخير ما
يضحك الثكلى - المؤلف -.
312
النوح لتسيل دمعتها ولا ينبغي لها أن تقول هجرا فإذا جاء الليل فلا ينبغي
ان تؤذي الملائكة بالنوح ثم خرجنا فغدونا إليها غدوة فتذاكرنا اختزال
منزلها من دار أبي عبد الله جعفر بن محمد (3) قال فقال (4) هذه دار
تسمى دار السرقة (5) فقالت هذا ما اصطفى مهدينا تعني محمد بن
عبد الله بن الحسن تمازحه بذلك ثم حكى ان موسى بن عبد الله هذا ذكر
لهم خبر مجئ أبيه إلى الصادق ع عند خروج ابنه محمد وما دار
بينهما وما أخبره به الصادق ع ونهيه إياهم عن الخروج وعدم قبولهم منه
ووقوع كلما أخبر به وقال موسى بن عبد الله في تتمة حديثه السابق فما أقمنا
بعد ذلك الا قليلا عشرين ليلة أو نحوها حتى قدمت رسل أبي جعفر
فأخذوا أبي وعمومتي سليمان بن حسن وعلي بن حسن وسليمان بن داود بن
حسن وحسن بن حسن وإبراهيم بن حسن وداود بن حسن وعلي بن
إبراهيم بن حسن وحسن بن جعفر بن حسن وطباطبا إبراهيم بن حسن
وعبد الله بن داود فصفدوا في الحديد ثم حملوا في محامل اعراء لا وطاء فيها
وانطلقوا بهم حتى أوقفوا عند باب مسجد رسول الله ص قال عبد الله بن
إبراهيم الجعفري فحدثتنا خديجة بنت عمر بن علي انهم لما أوقفوا عند باب
المسجد الباب الذي يقال له باب جبرئيل اطلع عليهم أبو عبد الله ع
وعامة ردائه مطروح بالأرض ثم اطلع من باب المسجد وقال ذاما
الأنصار: ما على هذا عاهدتم رسول الله ص ولا بايعتموه اما والله ان كنت
حريصا ولكني غلبت وليس للقضاء مدفع، ثم دخل بيته فحم عشرين ليلة
لم يزل يبكي الليل والنهار حتى خفنا عليه. فهذا حديث خديجة اه‍ ومما مر
يستفاد مكانة خديجة هذه في قومها وعشيرتها وروايتها الحديث عن عمها
الباقر ع وفي قولها هذه دار الخ دلالة على صحة عقيدتها
خديجة بنت محمد الباقر بن علي بن الحسين ع
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع
خديجة بنت الإمام محمد الجواد بن علي الرضا أخت علي الهادي ع
كانت عارفة جليلة القدر قائلة بامامة الاثني عشر عالمة بالاخبار روى
الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة عن الكليني عن محمد بن جعفر الأسدي
قال حدثني أحمد بن إبراهيم قال دخلت على خديجة بنت محمد بن علي
الرضا ع سنة 262 فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها
فسمت لي من تأتم بهم ثم قالت فلان ابن الحسن فسمته فقتل لها جعلني الله
فداك معاينة أو خبرا فقالت خبرا عن أبي محمد ع كتب به إلى أمه
إلى أن قال ثم قالت انكم قوم أصحاب اخبار أما رويتم ان التاسع من
ولد الحسين ع يقسم ميراثه وهو في الحياة قال وروى هذا الخبر
التلعكبري عن الحسن بن محمد النهاوندي عن الحسن بن جعفر بن مسلم الحنفي عن أبي
حامد المراغي قال سالت خديجة بنت محمد أخت أبي الحسن العسكري وذكر مثله.
الخديجي الأصغر عن النقد اسمه علي بن عبد الله بن محمد
الخديجي الأكبر عن النقد اسمه علي بن عبد المنعم
الخراذيني بالخاء المعجمة والراء المهملة والذال المعجمة كما عن ايضاح
الاشتباه اسمه علي بن العباس الرازي وضبط في الخلاصة ورجال ابن داود بالراء بعد
الجيم والذال المعجمة بعد الألف قبل المثناة التحتية بعدها النون
الخراساني هو محمد باقر بن محمد مؤمن الخراساني السبزواري من العلماء.
وينسب به إبراهيم بن أبي محمود أيضا من الرواة.
خرشة بن الحر الحارثي توفي سنة 74.
خرشة في رجال ابن داود في ترجمة سليمان بن مهر أو مسهر بالخاء المعجمة والراء والشين
المعجمة المفتوحات والحر بالحاء المهملة المضمومة
وتشديد الراء اه‍ وعن تقريب ابن حجر خرشة بفتحات والحر بضم المهملة
اه‍ والحارثي هكذا في كتب الرجال لأصحابنا وفي كتب غيرهم المحاربي
ولعل الصواب هو الثاني فإنهم في هذا الباب أضبط والأول تصحيف ذكره
الشيخ في رجاله في ترجمة سليمان بن مسهر فقال في أصحاب علي ع
كما يأتي سليمان بن مسهر كان يروي عن خرشة بن الحر الحارثي
وكانا جميعا مستقيمين وفي تهذيب التهذيب خرشة بن الحر الفزاري كان يتيما
في حجر عمر بن الخطاب روى عنه وعن أبي ذر وحذيفة وعبد الله بن سلام
وعنه ربعي بن خراش وسليمان بن مسهر والمسيب بن رافع وأبو زرعة بن
عمرو بن جرير وأبو حصين عثمان بن عاصم وغيرهم. الآجري عن أبي
داود خرشة بن الحر له صحبة وأخته سلامة بنت الحر لها صحبة ابن سعد
توفي في ولاية بشر به مروان على الكوفة. خليفة مات سنة 74 ذكره ابن حبان في
ثقات التابعين. العجلي كوفي تابعي من كبار التابعين وذكره ابن عبد البر
وأبو نعيم وابن منده في الصحابة اه‍ تهذيب التهذيب وفي الاستيعاب
خرشة بن الحر الفزاري ويقال الأزدي نزل حمص له عن النبي ص حديث
واحد في الإمساك عن الفتنة ليس له غيره فيما علمت كان يتيما في حجر عمر
روى عن عمر وأبي ذر وعبد الله بن سلام وروى عنه جماعة من التابعين
منهم ربعي بن خراش والمسيب بن رافع وأبو زرعة. وفي أسد الغابة
خرشة بن الحر المحاربي قاله أبو نعيم وقال أبو عمر صاحب الاستيعاب
الفزاري وقيل الأزدي ثم ذكر رواية أبي نعيم بسنده حديث الفتنة عن
خرشة المحاربي عن النبي ص ستكون بعدي فتنة النائم فيها خير من القائم
والقائم خير من الساعي فمن أتت عليه فليلتمس بسيفه إلى صفاة فيضربها
به فيكسره ثم يضطجع لها حتى تنجلي عم انجلت اه‍ وفي الإصابة
خرشة بن الحارث أو ابن الحر المحاربي ثم ذكر روايته حديث الفتنة ثم قال
في رواية الطبراني خرشة المحاربي وفي رواية أحمد بن الحر وفي رواية الآخرين



(1) اي قطاعها منها ولم بين كيف كان اختزالها منها.
(2) لم يبين من هو القائل ولعل في النسخة تحريفا ولعل الصواب فقالت هذه دار تسمى دار
السرقة وقالت هذا ما اصطفى مهدينا فليراجع.
(3) قال الفاضل الصالح في الحاشية سميت بذلك لوقوع السرقة ونهب الأموال فيها لما في نفس
هذا الحديث من أن محمد بن عبد الله بن الحسن لما حبس الصادق عليه السلام اصطفى ما
كان له ولقومه من مال ممن لم يخرج من محمد ولم يبايعه (اه‍) ويمكن كون هذه إشارة إلى
دارها لا إلى دار الصادق (عليه السلام) كما أن قولها هذا إشارة إلى ذلك. - المؤلف -
313
ابن الحارث وهو الراجح. قال ابن سعد ابن الحارث الأسدي له صحبة
نزل حمص له حديث واحد وذكر حديث الفتنة والحق انهما اثنان فرق بينهما
البخاري فذكر ابن الحر في التابعين وابن الحارث في الصحابة ثم ذكر في
الإصابة خرشة بن الحر الفزاري وقال كان يتيما في حجر عمر عن أبي داود له
صحبة وذكره ابن حبان والعجلي في ثقات التابعين قال خليفة مات سنة 74
اه‍. وقد اتضح من ذلك أن الذي قال الشيخ عنه
انه يروي عنه سليمان بن مسهر ووصفه بالاستقامة هو هذا المذكور في كلمات القوم انه
ابن الحارث أو ابن الحر وانه الفزاري أو الأزدي أو المحاربي وانه الذي وثقه
ابن حبان وقال فيه العجلي من كبار التابعين اما ما تضمنه حديث الفتنة فان
صح وجب حمله على الفتنة بين مبطلين ولكن جماعة سروه إلى الفتنة بين
المحق والمبطل فخالفوا قوله تعالى فقاتلوا التي تبغي.
خرشة بن مالك بن جرير بن الحارث بن مالك بن ثعلبة بن ربيعة بن
مالك بن أود الأودي.
في الإصابة قال ابن الكلبي وفد على النبي ص وشهد مع علي
مشاهده ذكره الرشاطي.
الأمير أبو العباس خسرو فيروز بن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي (1)
الموجود في تاريخ ابن الأثير وغيره خره بالخاء المعجمة والراء والهاء
وفي تتمة اليتيمة المطبوعة خسره بالخاء المعجمة والسين المهملة قبل الراء
والهاء وهذا تصحيف وفي اليتيمة المطبوعة أبو العباس خسرو بن فيروز بن
ركن الدولة رحمهم الله تعالى ثم انه جعله ابن فيروز وفي التتمة وغيرها لم
يذكر لفظ ابن ويؤيد جعله لهم ثلاثة إعادة ضمير الجمع عليهم بقوله:
رحمهم ان لم يكن تحريفا من الناسخ وفي خالص الخاص للثعالبي سماه
خسرو فيروز وفي تاريخ ابن الأثير في حوادث سنة 373 عند ذكر موت
مؤيد الدولة بويه بن ركن الدولة ان الصاحب بن عباد أقام في الوقت
خسرو فيروز بن ركن الدولة ليسكن الناس إلى قدوم فخر الدولة فسماه هنا
خسرو فيروز وهناك خره فيروز. (2)
في اليتيمة ج 2 ص 7 8 أنشدت له أبياتا تدل على فضل مستكثر
من مثله ولم يحضرني الا هذه:
أدر الكاس علينا * أيها الساقي لنطرب
من شمول مثل شمس * في فم الندمان تغرب
فحكت حين تجلت * قمرا يلثم كوكب
ورد خديه جني * لكن الناطور عقرب
فإذا ما لدغت فالريق * ترياق مجرب
وأورد له الثعالبي في خاص الخاص هذا البيت:
والصبح مستظهر بالليل تحسبه * قد بارز الليل في ترس من الذهب
وفي تتمة اليتيمة لمؤلفها: كان أوحد أبناء الملوك فضلا وأدبا فأدركته
حرفة الأدب وأصابته عين الكمال ولما خافه اخوه فخر الدولة على الملك
بعده امر باغتياله نظرا لولده ولم يعلم أن المكر السئ لا يحيق الا باهله وان
الملك لا يلبث أن ينتقل بعده إلى من قدره الله له. وقد كتبت لمعا من شعر
أبي العباس يلوح عليها رواء الملك كقوله من قصيدة:
اني انا الأسد الهزبر لدى الوغى * خيسي القنا ومخالبي أسيافي
والدهر عبدي والسماحة خادمي * والأرض داري والورى أضيافي
وله في الشيب وذكر جارية له تسمى الثريا:
ولما ان تنفس صبح شيبي * طوى عني رداء الحسن طيا
تولت منيتي عني فرارا * ترى وصلي لدى الفتيات غيا
فقلت هجرت يا سؤلي فقالت * وهل تبقى مع الصبح الثريا
وله أيضا في الشيب:
ولما رأت لمع المشيب بعارضي * وقد جردت من جانبيه قواضبه
بكت ثم قالت للعذارى تجلدا * وما خير ليل لا تلوح كواكبه
وله فيه ويروى لغيره:
وقالوا أفق عن رقدة اللهو والصبا * فقد لاح صبح في دجاك عجيب
فقلت أخلائي دعوني ولذتي * فان الكرى عند الصباح يطيب
أخذه من ابن طباطبا حيث يقول:
وقالوا لي استيقظ فصبحك لائح * فقلت لهم طيب الكرى ساعة الفجر
ولأبي العباس:
انا ابن ركن الدولة المجتبى * لا تهمس الاقدار من خوفه
عدوه أهلك من ماله * وعزمه انفذ من سيفه
وله:
لئن ملك الدنيا على الجور قبلنا * ملوك فما للعالمين لها مثل
فان سقاة الشرب لا عن كرامة * إذا دارت الصهباء تشرب من قبل
وله:
سأصبر حتى يجمع الله بيننا * ولم أر حوتا فارق الماء يصبر
وله من قصيدة:
تراهم تحت جنح النقع أسدا * تهمهم في معاركها غضابا
تقول له العداة إذا تراءت * الا يا ليتنا كنا ترابا
بعض ما اثر عنه
في تتمة اليتيمة: حدثني أبو غانم معروف بن محمد القصري قال
اشتط بعض المنجمين على أبي العباس في مشاهرته وقد أراد ارتباطه
واستخلاصه لنفسه فلما أسرف ولج واحتج وأصر على أنه لا يقنع في الشهر
بأقل من مائة دينار نكت أبو العباس بان قال إذا كان الظن يخطئ ويصيب
والظن يخطئ ويصيب فاستعمال الظن أولى فهو أخف مؤونة من المنجم
اه‍ وصدق أبو العباس فما التنجيم الا مخرقة خطؤها أكثر من إصابتها
والظن قد تكون إصابته أكثر من خطئه قال ولما بلغه ان فخر الدولة يتهمه



(1) الصحيح ان موضع هذا الاسم وما بعده هو حرف الفاء لان كلمة " خسرو " هي
لقب كما قرر المؤلف في مستدرك أحد الاجزاء وقد تركناه مكانه من هذا الجزء وأشرنا إليه في
حرف الفاء (ح).
(2) الصحيح خسرو وهو بمعنى كسرى وهو الملك العظيم وكيخسرو بمعنى عظيم العظماء، فهو
لقب يطلق على تلك السلسلة من الملوك والاسم فيروز ولفظ ابن بين خسرو وفيروز عن بعض
النقل والنسخ زائد غير صحيح. - المؤلف -
314
باضمار السوء له قال ليته يعلم أن شجر الآس يرضى من الفأس رأسا
برأس.
أبو نصر خسرو فيروز بن عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة الحسن بن
بويه الديلمي السلطان (1)
في مجمع الآداب لابن الفوطي قال الحافظ جمال الدين أبو الفرج عبد
الرحمن بن الجوزي في تاريخه كتاب المنتظم: حلف الامام القادر بالله لبهاء
الدولة أبي نصر وحلف له بهاء الدولة على صحة نية كل واحد منهما لصاحبه
ولقب مع بهاء الدولة وضياء الملة لقبا ثالثا وهو غياث الأمة وهو أول من
لقب بألقاب ثلاثة وخطب له بذلك على المنابر اه‍ أقول هو عم
المتقدم.
أبو نصر خسرو فيروز بن أبي كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة أبي
شجاع بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة
الحسن بن بويه الملقب بالملك الرحيم. (1)
توفي سنة 450 بقلعة الري.
وهو آخر ملوك بني بويه قال ابن الأثير في حوادث سنة 440 فيها توفي
الملك أبو كاليجار المرزبان 4 جمادى الأولى فلما وصل خبر وفاته إلى بغداد
وبها ولده الملك الرحيم أبو نصر خسره فيروز أحضر الجند وراسل الخليفة
القائم بأمر الله في معنى الخطبة له وتلقيبه بالملك الرحيم وترددت الرسل
بينهما في ذلك إلى أن أجيب إلى ملتمسه سوى الملك الرحيم فان الخليفة
امتنع من اجابته ولكنه تلقب بعد ذلك بالملك الرحيم ولم يصغ إلى امتناع
الخليفة واستقر ملكه بالعراق وخوزستان والبصرة وكان اخوه أبو علي
بالبصرة وخلف أبوه من الأولاد المترجم وأبا منصور فلاستون وأبا طالب
كامرو وأبا المظفر بهرام وأبا علي كيخسرو وأبا سعد خسرو شاه وثلاثة بنين
صغار فاستولى اخوه أبو منصور على شيراز فسير إليه المترجم أخاه أبا سعد
في عسكر فملكوا شيراز وخطبوا للمترجم وقبضوا على أبي منصور ووالدته
وذلك في شوال. قال وفيها سار الملك الرحيم من بغداد إلى خوزستان
فلقيه من بها من الجند فأطاعوه ولما مات أبو كاليجار سار الملك العزيز بن
جلال الدولة إلى البصرة طمعا في ملكها فلقيه من بها من الجند فقاتلوه
وهزموه ولما سمع باستقامة الأمور للملك الرحيم انقطع أمله ولما سار الملك
الرحيم عن بغداد كثرت الفتن بها بين أهل باب الأزج والأساكفة وفيها في
المحرم سار الملك الرحيم من الأهواز إلى بلاد فارس فوصلها وخرج عسكر
شيراز إلى خدمته ونزل بالقرب من شيراز ليدخل البلد ثم إن الأتراك
الشيرازيين والبغداديين اختلفوا وجرى بينهم مناوشة استظهر فيها
البغداديون وعادوا إلى العراق فاضطر الملك الرحيم إلى المسير معهم لأنه لم
يكن يثق بالأتراك الشيرازيين وكان ديلم بلاد فارس قد مالوا إلى أخيه
فلاستون فاضطر إلى صحبة البغداديين فعاد إلى الأهواز في ربيع الأول وأقام
بها واستخلف بأرجان أخويه أبا سعد وأبا طالب ولما عاد الملك الرحيم إلى
الأهواز انبسط أخوه فلاستون في البلاد واستولى على بلاد فارس. وفيها
اقطع الملك الرحيم نور الدولة دبيس بن مزيد حماية نهر الصلة ونهر النضل
وهما من أقطاع الأتراك الواسطيين فساروا إلى نور الدولة ليقاتلوه فكمن لهم
فانهزموا وقتل واسر منهم جماعة كثيرة. وفيها في ذي القعدة عاد الملك
الرحيم من الأهواز إلى رامهرمز فلما وصل إلى وادي الملح لقيه عسكر فارس
واقتتلوا قتالا شديدا فغدر به بعض عسكره وانهزم هو وجميع العسكر وسار
إلى واسط وملك عسكر فارس الأهواز وفي تاريخ آل سلجوق انه في 25
رمضان سنة 447 دخل طغرلبك محمد بن ميكائيل السلجوقي بغداد فقبض
على الملك الرحيم أبو نصر الديلمي من نسل عضد الدولة وسيره إلى الري
فقطع عليه الاجل الطريق في طريقها وآذنت جموع ممالك الديلم بتفريقها
اه‍ وفي تاريخ ابن الأثير في حوادث سنة 450 فيها توفي الملك الرحيم آخر
ملوك بني بويه بقلعة الري وكان طغرلبك سجنه أولا بقلعة السيروان ثم
نقله إلى قلعة الري فتوفي بها اه‍ فتكون مدة ملكه عشر سنين.
خريم بن فاتك الأسدي
قيل مات بالرقة في عهد معاوية. وحكى ابن عساكر في تاريخ دمشق
عن ابن الأكفاني عن عبد العزيز بن أحمد الكناني ان قبره بمقبرة باب الصغير
بدمشق.
خريم بالخاء المعجمة والراء عن تقريب ابن حجر بالتصغير.
نسبه
في الاستيعاب هو خريم بن الأخرم بن شداد بن عمرو بن الفاتك
ابن القليب بن عمرو بن أسد بن خزيمة وأبوه الأخرم يقال له فاتك وقد قيل إن
فاتكا هو ابن الأخرم اه‍ في أسد الغابة قليب بضم القاف وآخره باء
موحدة.
كنيته
في الاستيعاب يكنى أبا يحيى وقيل أبا أيمن بابنه أيمن.
أقوال العلماء فيه
هو من الصحابة في الاستيعاب شهد بدرا مع أخيه سبرة بن فاتك
وقد قيل إن خريما وابنه أيمن أسلما يوم فتح مكة والأول أصح وصحح البخاري
وغيره أنه وأخاه سبرة شهدا بدرا وهو الصحيح إن شاء الله عداده في الشاميين
ثم قال يعد في الكوفيين أي ان فيه قولين وروينا من وجوه عن أيمن بن
خريم انه قال لمروان حين سأله ان يقاتل معه بمرج راهط ان أبي وعمي
شهدا بدرا ونهياني ان أقاتل مسلما وروى بسنده عن خريم قال لي رسول الله
ص اي رجل أنت لولا خلتان تسبل ازارك وترخي شعرك فجز شعره ورفع
ازاره وفي رواية فقطع جمته إلى أذنيه ورفع ازاره إلى نصف ساقه اه‍ وفي
أسد الغابة عداده في الشاميين وقيل في الكوفيين نزل الرقة اه‍ وفي تاريخ
دمشق عن الواقدي: هذا أي شهود خريم وأخيه بدرا مما لا يعرف
عندنا ولا عند أحد ممن له علم بالسيرة أنهما شهدا بدرا ولا أحدا ولا الخندق
وانما أسلما حين أسلم بنو أسد بعد الفتح فتحولا إلى الكوفة فنزلاها اه‍ وفي
الإصابة قيل نزلا الرقة فماتا بها في عهد معاوية قال وفي حديث عن الشعبي
شهد الحديبية وهو الصواب وقيل أسلم ومعه ابنه أيمن يوم الفتح وجزم ابن
سعد بذلك اه‍ وفي تاريخ دمشق سكن دمشق وهو أخو سبرة بن فاتك وأبو
أيمن بن خريم. وكان خريم على قسم الدور بدمشق حين فتحت وقيل إن
أخاه سبرة هو الذي قسم الدور ثم ذكر حديثا طويلا في سبب اسلامه انه



(1) مكانه حرف الفاء لان لاسم فيروز كما تقدم (ح).
315
خرج في طلب نعم له فدخل واديا وجنه الليل فسمع هاتفا يهتف بشعر
فاجابه وتراد الشعر بينهما مما لم نر فائدة في نقله.
بعض رواياته
في تاريخ دمشق أن خريما اتى النبي ص فقال يا رسول الله اني لأحب
الجمال حتى في شراك نعلي وجلاز سوطي وان قومي يزعمون أنه من الكبر
قال ليس الكبر أن يحب أحدكم الجمال ولكن الكبر أن يسفه الحق ويغمض
الناس وفي أسد الغابة بسنده عن خريم بن فاتك الأسدي أن النبي ص قال
الناس أربعة والأعمال ستة (1) فالناس موسع عليه في الدنيا والآخرة.
وموسع عليه في الدنيا مقتور عليه في الآخرة. ومقتور عليه في الدنيا موسع
عليه في الآخرة وشقي في الدنيا والآخرة والأعمال موجبتان إحداهما توجب
الجنة والأخرى توجب النار. ومثل بمثل. من هم بحسنة فلم يعملها كتبت
له وعشرة أضعاف. من عمل حسنة كانت له بعشر أمثالها. وسبعمائة
ضعف من أنفق في سبيل الله.
تشيعه
يمكن أن يستدل على تشيعه بقوله يوم الحكمين:
لو كان للقوم رأي يرشدون به * أهل العراق رموكم بابن عباس
لكن رموكم بشيخ من ذوي يمن * لم يدر ما ضرب أخماس بأسداس
أهل العراق بدل من القوم.
ويمكن الاستدلال بغير ذلك.
خبره مع معاوية
في تاريخ دمشق لابن عساكر دخل خريم على معاوية ومئزره مشمر
فقال معاوية لو كانت هاتان الساقان لامرأة فقال في مثل عجيزتك يا
معاوية.
الذين روى عنهم
في تاريخ دمشق روى عن النبي ص وعن كعب الأحبار.
الراوون عنه
في الاستيعاب روى عنه المعرور بن سويد وشمر بن عطية والربيع بن
عميلة وحبيب بن النعمان الأسدي وفي تاريخ دمشق روى عنه ابنه أيمن
ووابصة بن معبد وأبو هريرة وابن عباس وجماعة من التابعين اه‍.
الخزاز
هو أبو أيوب إبراهيم بن عيسى.
الخزاعي
يطلق على الشيخ المفيد أبي سعيد محمد بن أحمد بن الحسين الخزاعي
النيسابوري صاحب كتاب الأربعين عن الأربعين في فضائل علي أمير
المؤمنين وربما يطلق على حفيده أبي الفتوح الرازي المفسر الحسين بن علي بن
محمد عن أحمد بن الحسين هذا.
السلطان غياث الدين خزبندا المغولي
اسمه محمد بن أرغون بن ابغا بن هولاكو بن تولى بن جنكزخان
المغولي المعروف بخزبندا بالزاي ومعناه بالمغولية الثالث وما في الدرر الكامنة
من أنه يعرف بخدا بندا اي عبد الله ليس بصواب لان خدابنده بالهاء وهذا
بالألف.
الشيخ خزعل خان الكعبي أمير المحمرة ابن الحاج جابر خان.
توفي في طهران سنة 1355.
تولى امارة المحمرة بعد أن قتل أخاه مزعلا كما ذكرناه في ترجمته
وأرسل جنازته إلى النجف فدفن بجنب أبيه في مقبرتهم الكائنة خارج باب
البلد الشرقي وكنا يومئذ بالنجف في طلب العلم فأرسلت إليه الدولة
الإيرانية الخلعة والتقليد حسب العادة وفي عهده تم له الاستيلاء على جميع
الأهواز واستولى على الفلاحية وانقرضت امارة شيوخ كعب عنها وكانت
الامارة قد انتقلت من ذرية الشيخ رحمه الله الكعبي بمساعي أبناء الحاج
جابر إلى أبناء عمهم ثم انقرضت أمارتهم جميعا واستولى خزعل على جميع
بلاد الأهواز وارتقت حاله زيادة عما كان عليه أبوه وأخوه وقصده العلماء
والشعراء والأدباء وغيرهم فعمهم بنواله وجمع الأموال وبنى القصور وأكثر
من الحشم والخدم واقتنى السيارات ولما وقعت الفتنة في إيران بين
المشروطيين والمستبدين في عهد الشاه محمد علي بن مظفر الدين بن ناصر
الدين عصى خزعل على الدولة الإيرانية وامتنع عن دفع المال المرتب عليه
ولما طالبوه به قال حتى تتفقوا على أمر أدفع لكم وكان قد استفحل امره قبل
ذلك ومالاته الدولة البريطانية على عادتها في أمثاله وكانت مراكبها الحربية
إذا حاذت قصره في طريقها إلى الهند تطلق له مدافع السلام وأعطته
الأوسمة ويقال ان سبب اطلاق الإنكليز مدافع السلام لأمير المحمرة انه
سرق مال وافر من بعض سفنها في إحدى مواني الخليج الفارسي فكلفت
خزعلا باظهاره فبحث عنه جهده حتى وجده وأرجعه إليها فأرادت اعطاءه
جائزة مالية فأبى وطلب أن تكون الجائزة اطلاق مدافع السلام له والله
أعلم. ولما نشبت الحرب العامة الأولى كان خزعل في جانب الدولة
الإنكليزية فعم استياء العثمانيين وأهل العراق منه ولما انقضت الحرب
العامة سمت نفسه إلى أن يكون ملكا على العراق ففاوض الإنكليز في ذلك
املا منه ان يساعدوه لما كان قدمه لهم من المساعدة ابان الحرب العامة
الأولى فلم يظهروا الامتناع لكنهم قالوا له أن أهل العراق لا يرضون بذلك
دهاء منهم فاغتر بذلك وتكفل بارضائهم وبذل الأموال الطائلة في سبيل
ذلك فلم يفلح.
وفيما كتب في مجلة العرفان لمراسل من خوزستان ان خزعلا استفحل أمره
وأصبح في عربستان أو خوزستان أو المحمرة هو الآمر الناهي وهو من أهل
الثروة الطائلة له قصر منيف في المحمرة وهو ذو امال جسام طماح للمعالي
كان يطمع في الاستقلال فأبرق للشاه إلى أوربا يدعوه للعودة ويعده بكل
مساعدة مالية وعسكرية وأبرق لرضا خان البهلوي انه لا يعرف له احتراما
ولا طاعة. وخوزستان يفصلها عن إيران جبال شاهقة وعرة المسالك يقطنها



(1) لا يخفى ان المذكور بعد ذلك خمسة لا ستة. - المؤلف -
316
عشائر من اللوريين والبختياريين لا يقل عددهم عن مائة ألف مسلح فأثار
الشيخ ثائرتهم لكن كان رضا خان البهلوي ممن لا تغمز قناتهم فأرسل جيشا
من طريق شيراز إلى بهبهان جنوب خوزستان فجرت هناك مناوشات بين
جنود الدولة واعراب الشيخ خزعل وفرسان البختياريين كان النصر فيها
لجنود الدولة وخرجت جيوش أخرى من خرم آباد ليدخلوا من شمالي
خوزستان فأذعن خزعل حينئذ وسلم وحضر امام قائد الجيش وطلب العفو
فاظهر رضا خان العفو عنه بعد ما أحرق قصره الجميل.
هذا ما كتبه المراسل ولكن البهلوي أضمر في نفسه القضاء على
خزعل فبعد ان نودي به ملكا على إيران احتال على خزعل فأرسل في سنة
1344 مركبا صغيرا حربيا فيه أربعون جنديا فارسي على ميناء المحمرة
وخرج أميره إلى البر واجتمع بخزعل وأظهر انه جاء للتمرن ثم عاد إلى
المركب ثم خرج إلى البر ودعا الشيخ خزعل إلى العشاء واحياء ليلة ساهرة
على ظهر المركب بعد ما أناره بالكهرباء وزينه بأنواع الزينة فاغتر خزعل
بذلك ولم يقع في هنه ان أربعين جنديا يجسرون ان يقبضوا عليه وعنده
مئات الألوف من حاملي البنادق فأجاب إلى ذلك ومضى إلى المركب وقضى
ليلته في اللهو والطرب ثم عاد إلى قصره ولم يعرض له أحد لتزداد طمأنينته
وبعد أيام دعاه أمير المركب مرة ثانية لمثل ما دعاه إليه أولا وقد طابت له
الليلة الأولى فأجاب مسرعا فلما صار على ظهر المركب أقلع به إلى ميناء
شوشتر فلما خرج إلى البر أخبروه انه ذاهب إلى طهران فليبعث لأهله ان
يوافوه بما يريد ودخل أولئك الأربعون جنديا مع قائدهم المحمرة وضبطوها
ولم ينتطح في ذلك عنزان سوى انه نهب شئ يسير من السوق وأخذ خزعل
إلى طهران وعين في المحمرة وجميع مقاطعة الأهواز حاكم إيراني وانقرضت
امارة ذرية الحاج جابر في تلك البلاد. وكان الإيرانيون عينوا في أول الأمر
أحد أبناء خزعل خوفا من الفتنة فلما رأوا ان الأمور هادئة استبدوا بالحكم
ولا يزال خزعل منفيا في طهران وحكم البلاد بيد الإيرانيين مباشرة بعد
الاقطاع إلى يومنا هذا وقد مررنا بجانب القصر الذي عين لمنفاه في طهران
عام 1353 ثم توفي بالتاريخ المتقدم.
وكان صديقنا الحاج محمد علي الشوشتري المعروف بالحاج رئيس
بمنزلة الوزير عند خزعل والحاج محمد علي المذكور هو صاحب الخيرات
الكثيرة في العراق من انشاء السقايات في الكاظمية وكربلاء والمشاركة في
جلب الماء إلى النجف وكان بذل عشرين ألف روبية لجلب الماء في نهر إلى
النجف وسلم المال إلى الحكومة العراقية وشرعت في العمل ثم تبين انه لا
يكفي فاستعاد المال أكثره وشارك في جلبه بالآلة الرافعة إلى النجف وكان في
ذلك الوقت كل اثنتي عشرة روبية بليرة عثمانية ذهبا وكذلك صديقنا ولده
الحاج مشير كان من مقربي الشيخ خزعل خان. وصنف الشيخ خزعل كتابا
في أحوال أسرته وطبعه ولم يتفق لنا الوقوف عليه. ونقل لنا عنه هذان
البيتان:
عجبت من شيخي ومن زهده * وذكره النار وأهوالها
يعاف ان يشرب في فضة * ويسرق الفضة ان نالها
وألف له الفاضل الأديب الشيخ عبد المجيد البصري البهبهاني
الرياض الخزعلية كتاب أدبي أخلاقي طبع في جزئين كما نظم له العلوية
المباركة وشرح ما نظمه فيه عبد المسيح الأنطاكي صاحب مجلة العمران في
كتاب كبير يحتوي على قصيدة هائية.
خزيمة بن ثابت الخطمي الأنصاري الأوسي ذو الشهادتين.
استشهد مع علي أمير المؤمنين ع بصفين سنة 37 قال نصر
انه قتل في وقعة الخميس وقال ابن إسحاق بعد قتل عمار بن ياسر.
خزيمة بضم الخاء الخطمي بفتح الخاء نسبة إلى بني خطمة حي
من الأوس إحدى قبيلتي الأنصار الأوس والخزرج.
وفي الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة: سمي ذا الشهادتين لأن
رسول الله ص جعل شهادته كشهادة رجلين. وفي الإصابة روى أبو يعلى
عن انس افتخر الحيان الأوس والخزرج فقال الأوس منا من جعل رسول
الله ص شهادته بشهادة رجلين.
كنيته
في أسد الغابة والإصابة يكنى أبا عمارة وفي الاستيعاب في النسخة
المطبوعة يكنى أبا عبادة ويوشك أن يكون تصحيفا من الناسخ والصواب
عمارة.
نسبه
في أسد الغابة هو خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة بن ساعدة بن
عامر بن غيان بن عامر بن خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس غيان
قيل بفتح الغين المعجمة وتشديد المثناة التحتية وآخره نون وقيل بفتح العين
المهملة وبالنونين وقيل بكسر العين المهملة وبالنونين والله أعلم اه‍ وفي
الإصابة الفاكه بالفاء وكسر الكاف وغياث بالمعجمة والتحتانية وقيل
بالمهملة والنون وخطمة بفتح المعجمة وسكون المهملة واسمه عبد الله
وجشم بضم الجيم وفتح المعجمة.
أمه كبشة بنت أوس من بني ساعدة.
خزيمة بن ثابت واحد أم اثنان
قال ابن أبي الحديد: من غريب ما وقفت عليه من العصبية القبيحة
أن أبا حيان التوحيدي قال في كتاب البصائر أن خزيمة بن ثابت المقتول مع
علي ع بصفين ليس هو خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين بل آخر من
الأنصار صحابي اسمه خزيمة بن ثابت وهذا خطا لأن كتب الحديث والنسب
تنطق بأنه لم يكن في الصحابة من الأنصار ولا من غير الأنصار من اسمه
خزيمة بن ثابت الا ذو الشهادتين وانما الهوى لا دواء له على أن الطبري
صاحب التاريخ قد سبق أبا حيان بهذا القول ومن كتابه نقل أبو حيان
والكتب الموضوعة لأسماء الصحابة تشهد بخلاف ما ذكراه ثم أي حاجة
لناصري أمير المؤمنين ان يتكثروا بخزيمة وأبي الهيثم وعمار وغيرهم ولو
انصف الناس هذا الرجل ورأوه بالعين الصحيحة لعلموا انه لو كان وحده
وحاربه الناس كلهم أجمعون لكان على الحق وكانوا على الباطل اه‍
وصاحب الإصابة بعد ما ذكر خذيمة بن ثابت بن الفاكه المترجم ذكر ترجمة
ثانية فقال خزيمة بن ثابت الأنصاري آخر روى ابن عساكر في تاريخه من

317
طريق الحكم بن عيينة انه قيل له أشهد خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الجمل
فقال لا ذاك خزيمة بن ثابت آخر ومات ذو الشهادتين في زمن عثمان هكذا
أورده من طريق سيف صاحب الفتوح وقال الخطيب في الموضح أجمع علماء
السير ان ذا الشهادتين قتل بصفين مع علي وليس سيف بحجة إذا خالف
وجزم الخطيب بأنه ليس في الصحابة من يسمى خزيمة واسم أبيه ثابت
سوى ذي الشهادتين اه‍.
أقوال العلماء فيه
في الخلاصة: خزيمة بن ثابت من السابقين الذين رجعوا إلى أمير
المؤمنين ع قاله الفضل بن شاذان وقال الشهيد الثاني في الحاشية
نقلا عن الاكمال خزيمة شهد بدرا مع رسول الله ص وجعل ع
شهادته بشهادة رجلين وكان يسمى ذا الشهادتين شهد صفين مع علي ع
وقتل يومئذ سنة 37 اه‍. وقال الشيخ في رجاله أصحاب الرسول
ص خزيمة بن ثابت وفي أصحاب علي ع خزيمة بن ثابت ذو
الشهادتين وروى الصدوق في العيون بسنده عن الرضا ع فيما كتبه
في جواب سؤال المأمون ان من الذين مضوا على منهاج نبيهم لم يغيروا ولم
يبدلوا خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وروى الكشي في ترجمة عمار بن ياسر
بسنده عن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع في حديث انه قال إن
أقواما يزعمون أن عليا ع لم يكن إماما حتى شهر سيفه خاب إذا
عمار وخزيمة بن ثابت وصاحبك أبو عمرة الحديث أقول الظاهر أن
القائلين بذلك هم الزيدية وقوله خاب إذا عمار الخ فإنهم اعتقدوا إمامته
شهر سيفه أو لم يشهره وفي ترجمة أبي أيوب الأنصاري عن الفضل بن شاذان
عده من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع وفي ترجمة
البراء بن عازب انه من جملة الصحابة الذين استشهدهم أمير المؤمنين ع
بالكوفة فشهدوا جميعا انهم سمعوا رسول الله ص يقول يوم غدير
خم من كنت مولاه فعلي مولاه وفي رجال الكشي أيضا ما صورته
خزيمة بن ثابت روي عن الفضل بن دكين حدثنا عبد الجبار بن العباس
الشامي عن أبي إسحاق قال لما قتل عمار دخل خزيمة بن ثابت فسطاطه
وطرح عنه سلاحه ثم شن عليه الماء فاغتسل ثم قاتل حتى قتل. وروى أبو
معشر عن محمد بن عمار بن خزيمة بن ثابت قال ما زال جدي بسلاحه يوم
الجمل ويوم صفين حتى قتل عمار فلما قتل سل سيفه وقال سمعت رسول
الله ص يقول عمار تقتله الفئة الباغية فقاتل حتى قتل أقول ربما ظهر من
هاتين الروايتين ومن بعض الروايات الآتية من طرق غيرنا انه كان كافا عن
القتال حتى قتل عمار وسيأتي ما ينافي ذلك. ويمكن أن يكون المراد انه قبل
قتل عمار كان يقاتل قتالا عاديا فلما قتل عمار استقتل فاغتسل وخرج طالبا
للشهادة فاستشهد والله أعلم وفي المجلس الثاني من مجالس الصدوق أن ممن
شهد لعلي بالولاء والإخاء والوصية خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وفي
الاستيعاب شهد بدرا وما بعدها من المشاهد وكانت راية خطمة بيده يوم
الفتح وكان مع علي ع بصفين فلما قتل عمار جرد سيفه فقاتل
حتى قتل وكانت صفين سنة 37 وروي عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت من
وجوه في طرق حديث عمار: ما زال جدي خزيمة بن ثابت مع
علي بصفين كافا سلاحه وكذلك فعل يوم الجمل فلما قتل عمار بصفين قال
سمعت رسول الله ص يقول تقتل عمارا الفئة الباغية ثم سل سيفه فقاتل
حتى قتل اه‍ ولنعم ما قال ابن أبي الحديد أو نقله من غيره عجبا لقوم
تأخذهم الريبة لمكان عمار ولا تأخذهم لمكان علي بن أبي طالب اه‍ ولكن
ما يأتي من أشعاره يوم الجمل وصفين وما رواه المرزباني عن ابن أبي ليلى
وجملة من اخباره ينافي ذلك. وقال ابن سعد كان هو وعمير بن عدي بن
خرشة يكسران أصنام بني خطمة وفي أسد الغابة عن أبي احمد الحاكم انه
حكى عن ابن القداح انه شهد أحدا قال وأهل المغازي لا يثبتون أنه شهد
أحدا وشهد المشاهد بعدها روى عنه ابنه عمارة اه‍. وفي الإصابة من
السابقين الأولين شهد بدرا وما بعدها وقيل أول مشاهده أحد اه‍ وفي
تهذيب التهذيب: ذكر ابن عبد البر والترمذي قبله واللالكائي انه شهد
بدرا واما أصحاب المغازي فلم يذكروه في البدريين وعده ابن البرقي فيمن
لم يشهد بدرا وقال العسكري: وأهل المغازي لا يثبتون أنه شهد أحدا
وشهد المشاهد بعدها اه‍ وهو مذكور في النبذة المختارة من كتاب تلخيص
أخبار شعراء الشيعة للمرزباني التي عندنا نسختها المخطوطة وذكر فيها ترجمة
28 شاعرا من شعراء الشيعة ذكرنا أسماءهم في ترجمة إسماعيل بن محمد
الحميري وهو الخامس منهم وذكرنا تراجمهم في مطاوي هذا الكتاب وفي
الدرجات الرفيعة كان من كبار الصحابة قال الفضل بن شاذان انه من
السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين ع. وكان خزيمة ممن
أنكر على الخليفة الأول تقدمه على علي ع روي عن الصادق ع
انه قام ذلك اليوم فقال أيها الناس ألستم تعلمون ان رسول الله ص
قبل شهادتي ولم يرد معي غيري قالوا بلى قال فاشهدوا اني سمعت رسول
الله ص يقول أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل وهم الأئمة الذين يقتدى
بهم وقد قلت ما علمت وما على الرسول الا البلاغ. وقال ابن عساكر شهد
مع النبي ص أحدا وما بعدها وشهد غزوة الفتح وغزوة مؤتة وفي ذيل
المذيل ص 52 روى عن رسول الله ص أحاديث ثم روى بسنده عن
خزيمة بن ثابت قال رسول الله ص اتقوا دعوة المظلوم فإنها تحمل على
الغمام لقول الله عز وجل وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين وقال ص
13 شهد مع علي بن أبي طالب ع صفين وقتل يومئذ سنة 37.
وفي شرح النهج الحديدي ج 1 ص 48 كان خزيمة بدريا ومما رويناه
من الشعر المقول في صدر الاسلام المتضمن كون علي ع وصي
رسول الله ص قول خزيمة يوم الجمل وأورد الأبيات المتقدمة عن كتاب
صفين التي فيها:
يا وصي النبي قد أجلت الحرب * الأعادي وسارت الأظعان
قال وقال خزيمة أيضا في يوم الجمل وأورد الأبيات المتقدمة التي
فيها:
وصي رسول الله من دون أهله * وأنت على ما كان من ذاك شاهده
اخباره يوم الجمل
في مروج الذهب عند ذكر حرب الجمل: ولحق بعلي من أهل المدينة
جماعة من الأنصار فيهم خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين اه‍ فهل لحقه ليشيم
سيفه ويكون من المتفرجين كما يقول من قال إنه لم يقاتل حتى قتل عمار
بصفين ثم قال في صفة دخول علي ع البصرة بسنده عن المنذر بن
الجارود بعد ما ذكر جماعة: ثم تلاهم فارس آخر عليه عمامة صفراء وثياب
بيض متقلد سيفا منتكب قوسا معه راية على فرس أشقر في نحو ألف فارس
فقلت من هذا فقيل هذا خزيمة بن ثابت الأنصاري ذو الشهادتين. ثم قال

318
عند ذكر اخذ علي ع الراية من ابنه محمد بن الحنفية وجاء ذو
الشهادتين خزيمة بن ثابت إلى علي فقال يا أمير المؤمنين لا تنكس اليوم
رأس محمد واردد إليه الراية فدعا به وردها عليه.
أخباره بصفين
من أخباره يوم صفين ان معاوية ارسل إلى رجال من الأنصار فعاتبهم
منهم خزيمة بن ثابت رواه نصر في كتاب صفين وفي النبذة المختارة المتقدم
إليها الإشارة روى أن ابن أبي ليلى قال كنت بصفين فرأيت رجلا ابيض
اللحية معتما متلثما ما يرى منه الا أطراف لحيته يقاتل أشد قتال فقلت يا
شيخ تقاتل المسلمين فحسر لثامه وقال نعم انا خزيمة بن ثابت سمعت
رسول الله ص يقول قاتل مع علي جميع من يقاتله.
الراوي عنهم والراوون عنه
في تهذيب التهذيب: روى عن النبي ص وعنه ابنه عمارة وجابر بن
عبد الله الأنصاري وعمارة بن عثمان بن حنيف وعمرو بن ميمون
وإبراهيم بن سعد بن أبي وقاص وأبو عبد الله الجدلي وعبد الله بن يزيد
الخطيمي على اختلاف فيه وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعطاء بن يسار
وغيرهم.
أشعاره
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: حمل خزيمة بن ثابت يوم صفين
وهو يقول:
قد مر يومان وهذا الثالث * هذا الذي يلهث فيه اللاهث
هذا الذي يبحث فيه الباحث * كم ذا يرجي ان يعيش الماكث
الناس موروث ومنهم وارث * هذا علي من عصاه ناكث
فقاتل حتى قتل وقال خزيمة يوم الجمل:
ليس بين الأنصار في حجمة الحرب * وبين العداة الا الطعان
وفراع الكماة بالقضب البيض * إذا ما تحطم المران
فادعها تستجب فليس من الخزرج * والأوس يا علي جبان
يا وصي النبي قد أجلت الحرب * الأعادي وسارت الأظعان
واستقامت لك الأمور سوى الشام * وفي الشام تظهر الأضغان
حسبهم ما رأوا وحسبك منا * هكذا نحن حيث كنا وكانوا
وقال خزيمة أيضا في يوم الجمل:
أعائش خلي عن علي وعيبه * بما ليس فيه انما أنت والده
وصي رسول الله من دون أهله * وأنت على ما كان من ذاك شاهده
وحسبك منه بعض ما تعلمينه * ويكفيك لو لم تعلمي غير واحده
إذا قيل ماذا عبت منه رميته * بقتل ابن عفان وما تلك آبده
وليس سماء الله قاطرة دما * لذاك وما الأرض الفضاء بمائده
وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن الأسود بن يزيد النخعي قال لما
بويع علي بن أبي طالب على منبر رسول الله ص قال خزيمة بن ثابت وهو
واقف بين يدي المنبر:
إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا * أبو حسن مما نخاف من الفتن
وجدناه أولى الناس بالناس انه * أطب قريش بالكتاب وبالسنن
وان قريشا ما تشق غباره * إذا ما جرى يوما على الضمر البدن
وفيه الذي فيهم من الخير كله * وما فيهم كل الذي فيه من حسن
ورواها المرزباني عدى الثالث كما في النبذة المختارة وزاد ابن
شهرآشوب في المناقب في هذه الأبيات:
وصي رسول الله من دون أهله * وفارسه قد كان في سالف الزمن
وأول من صلى من الناس كلهم * سوى خيرة النسوان والله ذو منن
وصاحب كبش القوم في كل وقعة * تكون لها نفس الشجاع لدى الذقن
فذاك الذي تثنى الخناصر باسمه * امامهم حتى أغيب في الكفن
وفي المحاسن والمساوي للبيهقي: قال خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين
يصف محاسن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن حضره في قصيدة له:
رأوا نعمة لله ليست عليهم * عليك وفضلا بارعا لا تنازعه
فعضوا من الغيظ الطويل أكفهم * عليك ومن لم يرض فالله خادعه
من الدين والدنيا جميعا لك المنى * وفوق المنى أخلاقه وطبائعه
وقال يوم السقيفة كما في المجموع الرائق:
ما كنت أحسب هذا الأمر منتقلا * عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
أليس أول من صلى لقبلتكم * واعلم الناس بالقرآن والسنن
وآخر الناس عهدا بالنبي ومن * جبريل عون له في الغسل والكفن
ماذا الذي ردكم عنه فنعرفه * ها ان بيعتكم من أغبن الغبن
وقال قد نسبت هذه الأبيات إلى عتبة بن أبي لهب بن عبد المطلب.
ولما ذم عمرو بن العاص الأنصار ورد عليه النعمان بن العجلان ثم
عاد عمرو إلى ذلك بتحريض بعض سفهاء قريش فرد عليه علي بن أبي
طالب قال خزيمة يخاطب قريشا رواه الزبير بن بكار:
يا ل قريش اصلحوا ذات بيننا * وبينكم قد طال حبل التماحك
فلا خير فيكم بعدنا فارفقوا بنا * ولا خير فينا بعد فهر بن مالك
كلانا على الأعداء كف طويلة * إذا كان يوم فيه جب الحوارك
فلا تذكروا ما كان منا ومنكم * ففي ذكر ما قد كان مشي التشاوك
وفي مناقب ابن شهرآشوب قال خزيمة بن ثابت يوم الجمل:
لم يغضبوا لله الا للجمل * والموت خير من مقام في خمل
والموت أحرى من فرار وفشل
وفيه أيضا عند ذكر التصدق بالخاتم قال خزيمة بن ثابت:
فديت عليا امام الورى * سراج البرية مأوى التقى
وصي الرسول وزوج البتول * امام البرية شمس الضحى
تصدق خاتمه راكعا * فأحسن بفعل امام الورى
ففضله الله رب العباد * وانزل في شانه هل أتى
وله في ذلك:

319
أبا حسن تفديك نفسي وأسرتي * وكل بطيئ في الهدى ومسارع
أيذهب مدح من محبك ضائعا * وما المدح في جنب الإله بضائع
فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * علي فدتك النفس يا خير راكع
فأنزل فيك الله خير ولاية * وبينها في محكمات الشرائع
رثاؤه
لما قتل قالت ابنته ضبيعة ترثيه كما في كتاب نصر بن مزاحم:
عين جودي على خزيمة بالدمع * قتيل الأحزاب يوم الفرات
قتلوا ذا الشهادتين عتوا * أدرك الله منهم بالترات
قتلوه في فتية غير عزل * يسرعون الركوب في الدعوات
نصروا السيد الموفق ذا العدل * ودانوا بذاك حتى الممات
لعن الله معشرا قتلوه * ورماهم بالخزي والآفات
خزيمة بن حازم
خزيمة بن ربيعة الكوفي
خزيمة بن عمرو الكندي مولى كوفي
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خزيمة بن ماهان المروزي
في ميزان الذهبي: اتى بخبر موضوع فما أدري هو الآفة فيه أو
الراوي عنه قال ابن عقدة أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن القطواني أنبأنا
خزيمة بن ماهان أنبأنا عيسى بن يونس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس قال رسول الله ص اني على البراق وأخي صالح على الناقة وعمي
حمزة على ناقتي العضباء وأخي علي على ناقة من الجنة على رأسه تاج من نور
الحديث بطوله ساقه ابن عساكر في تاريخه اه‍ وجل رجال السند ان لم يكن
كلهم من الشيعة كابن عقدة الزيدي وابن يونس والأعمش وابني جبير
وعباس ويوشك ان يكون جزم بوضعه لتضمنه فضيلة لحمزة وعلي لا
تحتملها نفسه مع حاله المعلومة وان احتملت حديث يا سارية الجبل ولم
نجده في تاريخ دمشق لابن عساكر.
خزيمة بن يقطين
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الأمير خسرو الدهلوي الملقب بأملح الشعراء.
من الشعراء بالفارسية لا يحضرنا الآن من أحواله شئ. له قرآن
السعدين فارسي مطبوع وله مطلع الأنوار.
الأمير أبو سعد خسرو شاه بن أبي كاليجار المرزبان بن سلطان الدولة بن
عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي.
كان من امراء آل بويه قال ابن الأثير في حوادث سنة 441 فيها عاد
الملك الرحيم من شيراز إلى الأهواز واستخلف بأرجان أخويه أبا سعد وأبا
طالب. وفيها انهزم الملك الرحيم من عسكر فارس من الأهواز إلى واسط
ومعه أخواه أبو سعيد وأبو طالب وفي حوادث سنة 443 فيها سير الملك
الرحيم أخاه الأمير أبا سعد في جيش إلى بلاد فارس وسببه ان المقيم بقلعة
إصطخر أبا نصر بن خسرو كتب إلى الملك الرحيم يبذل له الطاعة
والمساعدة وان يسير إليه أخاه ليملكه بلاد فارس فسير إليه أخاه أبا سعد في
جيش فوصل إلى دولتاباد فاتاه كثير من عساكر فارس الديلم والترك والعرب
والأكراد وصار منها إلى قلعة إصطخر فنزل إليه صاحبها أبو نصر وأصعده
إلى القلعة وحمل له ولعسكره الإقامات والخلع ثم ساروا إلى قلعة بهندر
فحصروها واتاه كتب بعض مستحفظي البلاد الفارسية بالطاعة كدار ابجرد
وغيرهما ثم سار إلى شيراز فملكها فلما سمع ذلك أخوه أبو منصور ومن
يتبعه ساروا في عسكرهم إلى الملك الرحيم فهزموه ثم جاءوا إلى شيراز
لاجلاء أبي سعد عنها فلقيهم وقاتلهم مرارا فهزمهم وفي حوادث سنة 444
فيها وصل أصحاب السلطان طغرلبك إلى فارس وبلغوا شيراز واخذوا
ثلاث قلاع وسار من الغز نحو مائتي رجل إلى الأمير أبي سعد فصاروا معه
وراسل أبو سعد الذين بالقلاع المذكورة فاستمالهم فأطاعوه وسلموا القلاع
إليه وفي حوادث سنة 445 فيها عاد الأمير أبو منصور فولاستون ابن الملك
أبي كاليجار إلى شيراز مستوليا عليها وفارقها اخوه الأمير أبو سعد فعاد إلى
الأهواز ودخل الأمير أبو منصور شيراز مالكا لها وخطب لطغرل بك وللملك
الرحيم ولنفسه بعدهما وفي حوادث 447 فيها سار قائد كبير من الديلم
يسمى فولاذ وهو صاحب قلعة إصطخر إلى شيراز فاخرج الأمير أبا منصور
وقطع خطبة طغرلبك وخطب للملك الرحيم ولأخيه أبي سعد وكاتبهما يظهر
لهما الطاعة فعلما انه يخدعهما بذلك فسار إليه أبو سعد من أرجان بعساكر
كثيرة ومعه أخوه أبو منصور متفقين على طاعة أخيهما الملك الرحيم وحصرا
فولاذ وطال الحصار إلى أن عدم القوت فخرج فولاذ هاربا ودخل الأميران
أبو سعد وأبو منصور شيراز بعساكرهما وملكوها.
خسرو فيروز بن ركن الدولة
الحسن بن بويه
مر بعنوان خسرو فيروز.
الأمير خسرو فيروز بن شاهور الديلمي الطبري.
في فهرست منتجب الدين فاضل عفيف رواية.
: خسرو فيروز بن عضد الدولة فناخسرو بن بويه مر بعنوان خره فيروز.
: الملك العزيز أبو منصور خسرو فيروز بن جلال الدولة أبي طاهر فيروز
شاه بن بهاء الدولة بن عضد الدولة فناخسرو الديلمي صاحب واسط.
في مجمع الآداب: ذكره الحافظ محب الدين محمد بن النجار في تاريخه
وقال ولاه أبوه واسطا فأقام بها مدة حياة والده واثر بها
آثارا حسنة وغرس بها بستانا بديعا على دجلة وكان مستهترا بعمارته وكان مشغولا باللهو والقصف
والخلاعة وله شعر حسن قد دونه وروى عنه جماعة من الأدباء وكان كثير
المطالعة لكتب الأدب ومن شعره في راقص:
وراقص يستحث الكف بالقدم * مستملح الشكل والاعطاف والشيم
ترى له نبزات من أنامله * كأنها نبزات البرق في الظلم
يراجع الحث في الايقاع من طرب * تراجع...

320
: خسرو فيروز بن المرزبان بن بويه الملقب بالملك الرحيم
مر بعنوان خسرو فيروز
الخشاب
هو الحسن بن موسى
الخشبية
قال ابن الأثير في حوادث سنة 66 الخشبية هم الذي جاءوا
من الكوفة لنصرة محمد بن الحنفية حين حبسه ابن الزبير وأصحابه بزمزم
وجمع الحطب حولهم ليحرقهم ان لم يبايعوا فكاتب ابن الحنفية المختار
فأرسل إليه من الكوفة نحوا من 750 راكبا فيهم أبو عبد الله الجدلي في
سبعين راكبا وظبيان بن عمارة التميمي في أربعمائة وأبو المعمر في مائة
وهاني بن قيس في مائة وعمير بن طارق في أربعين ويونس بن عمران في
أربعين وفي ذيل المذيل كانوا ثمانمائة بقيادة أبي عبد الله الجدلي فدخلوا
المسجد الحرام ومعهم الرايات وهم ينادون يا لثارات الحسين حتى انتهوا إلى
زمزم وقد أعد ابن الزبير الحطب ليحرق ابن الحنفية ومن معه وأجلهم إلى
اجل وقد بقي من الاجل يومان فكسروا الباب ودخلوا على ابن الحنفية
وقالوا خل بيننا وبين عدو الله ابن الزبير فقال اني لا استحل القتال في الحرم
فقال عبد الله بن الزبير عجبا لهذه الخشبية ينعون الحسين كأني أنا قاتله وانما
قيل لهم خشبية لأنهم دخلوا مكة وبأيديهم الخشب كراهة إشهار السيوف في
الحرم وقيل لأنهم اخذوا الحطب الذي أعده ابن الزبير.
خشرم بن المنذر من بني سلمة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع ولا يبعد ان
يكون هو الصحابي المذكور في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة ففي
الاستيعاب خشرم بن حباب ذكره أبو بكر بن دريد في كتاب الاشتقاق فقال
ومن بني الخزرج خشرم بن الحباب شهد المشاهد بعد بدر وكان حارس
النبي ص قال واشتقاقه اما من النحل فهو يسمى الخشرم
أو من الخشرم وهي الحجارة التي يتخذ منها الجص اه‍ وفي أسد الغابة خشرم بن
الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن الحارث بن حرام بن كعب بن
غنم بن كعب بن سملة الأنصاري الخزرجي السلمي شهد الحديبية وبايع
فيها بيعة الرضوان قاله الكلبي اه‍ وفي الإصابة خشرم بمعجمتين وزان
أحمد بن الحباب بضم المهملة وموحدتين الأولى خفيفة الأنصاري السلمي
اه‍ ويبقى ان الشيخ نسبه خشرم بن الحارث وهم نسبوه ابن الحباب والنسبة
إلى الجد شائعة لكن الشيخ قدم الحارث على المنذر وغيره عكس
الشريف خشرم بن دوغلن بن جعفر بن عبد الله بن جماز بن منصور بن
شيحة بن هاشم بن قاسم بن مهنا بن حسين بن مهنا بن داود بن قاسم بن
عبيد الله بن طاهر بن يحيى بن الحسين بن جعفر بن الحسين بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب ع
قتل سنة 832
هو من امراء المدينة الحسينيين وهو أخو حيدرة المتقدم ذكره صاحب
ذيل تذكرة الحفاظ ص 298 وصاحب البدر الطالع ص 174
خشرم مولى أشجع
قال لسعيد بن المسيب لما توفي علي بن الحسين ع أبا محمد
ألا تصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح قال أصلي ركعتين
في المسجد أحب إلي من أن أصلي على هذا الرجل الصالح في البيت الصالح
قال الكشي انه روي ذلك عن بعض السلف وربما دل ذلك على حسن حال
خشرم
خشرم بن يسار المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع
الخصيب بن المؤمل بن محمد بن سلم الكلبي التميمي المجاشعي المورودي
توفي في المحرم سنة 541 وله 72 سنة منسوب إلى مورود بلدة في
الأندلس
في مسودة الكتاب ولا أدري الآن من أين نقلته الخصيب الكلبي
المورودي بن المؤمل بن محمد بن سلم التميمي المجاشعي عن خط الشهيد
الأول انه شيعي اه‍ وفي لسان الميزان الخصيب بن المؤمل بن محمد بن سلم
عن علي بن سلم بن العباس بن الخصيب التميمي البغدادي. سمع من
ابن النقور وغيره وكان فاضلا الا أنه كان يغلو في التشيع قاله أبو سعد بن
السمعاني قال وقد سمعت منه ومات في المرحم سنة 541 وله 72 سنة اه‍
وفي بغية الوعاة خصيب الكلبي المورودي قال الزبيدي وابن عبد الملك كان
نحويا لغويا وله مصنف في اللغة على نحو مصنف أبي عبيد القاسم بن سلام
وكان أشياخ مورود يذكرون ان الغرانق كان يأتي من قرطبة من قبل أميرها
إليه فيستفتيه في الكلمة من اللغة والمسألة من العربية التي تحدث عندهم
فيجيبه عنها ذكره الزبيدي في الطبقة الثانية من نحاة الأندلس
الشيخ خضر ابن الشيخ خضر الشهير بعسكر الحائري
عالم فاضل من علماء الحائر من قبيلة الشيخ محمد علي بن الشيخ
خلف عسكر الحائري وخضر بكسر الخاء وسكون الضاد وهو المشهور
المتعارف وجعله الجوهري أفصح وقيل بفتح الخاء وكسر الضاد حكي عن
جماعة انه الصواب وجعل الأول من لحن العامة وقيل بفتح الخاء وسكون
الضاد ولا يبعد جواز الثلاثة
خضر بن سعد بن محمد الخليلي
في فهرست منتجب الدين عالم راوية وفي نسخة ورع
الشيخ خضر بن شلال بن حطاب الباهلي آل خدام العفكاوي النجفي
توفي سنة 1255 في النجف ودفن بها وقد تجاوز السبعين وقبره في
محلة العمارة مشهور مزور يتبرك به
شلال. وحطاب. وخدام. بوزن شداد من أسماء الاعراب بتلك
الديار وآل خدام فخذ من آل شيبة الذين هم من باهلة وفي كتاب الأنساب
للسيد مهدي القزويني آل شيبة قبيلة من عفك باهلة والعفكاوي نسبة
إلى عفك بعين مهملة مكسورة وفاء مفتوحة وتسكن عند النسبة وكاف قبيلة
من الاعراب بين البصرة وبغداد واسم بلد وهم يلفظون كافها جيما فارسية

321
أقوال العلماء فيه
كان عالما فقيها زاهدا ورعا تنسب إليه كرامات من أجل تلاميذ
الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء وفي الذريعة الفقيه الورع الزاهد. وفي
دار السلام فيما يتعلق بالرؤيا والمنام للفاضل النوري وصفه بالشيخ المحقق
الجليل والعالم المدقق النبيل صاحب الكرامات الباهرة المعروفة كان من
أعيان هذه الطائفة وعلمائها الربانيين الذين يضرب بهم المثل في الزهد
والتقوى واستجابة الدعاء
ونسب إليه صاحب الذريعة انه ذكر في التحفة الغروية انه كتب
كتاب أبواب الجنان بالقلم الذي كتب به جملة من مجلدات التحفة وهو
القلم الذي أعطاه إياه أمير المؤمنين ع في المنام فوجده بيده بعد
الانتباه اه‍ ولكن الذي حكاه صاحب الذريعة نفسه عن المترجم أنه قال في
أواخر كتاب الميراث من التحفة: وقد عرض على أمير المؤمنين ع
بعض إخواني في العالم الذي من رآهم فيه فقد رآهم جملة من طهارة هذا
الشرح فأعطاني بعد أن نظر فيه بعين الرضا أشياء نفيسة منها قلم لم ير
الراءون مثله اه‍ وهو صريح في أن بعض اخوان الشيخ خضر هو الذي
رأى الرؤيا لا الشيخ خضر وقوله فأعطاني اي بواسطة ذلك الأخ الذي رأى
تلك الرؤيا أعطاه أمير المؤمنين ع في المنام قلما ليوصله إلى الشيخ
خضر لما رأى كتابه في الطهارة وأعجبه فلما أفاق ذلك الأخ وجد القلم في
يده فأوصله إلى الشيخ خضر هذا هو الصواب في نقل هذه القصة المختلفة
وقد صرح بذلك بعض المعاصرين في كتابه عند ذكر ترجمة الشيخ خضر
فقال إن شخصا آخر رأى أمير المؤمنين ع في المنام وأعطاه قلما
وأمره أن يوصله إلى الشيخ خضر بن شلال فلما انتبه وجد القلم بيده فأعطاه
للشيخ خضر وكتب به هذا هو الصواب في نقل هذه الكرامة التي لا أصل
لها فالكرامة تكون بانجاء من غائلة أو خلاص من شدة أو دفع بلية أو ما
شاكل ذلك أما في اهداء قلم لعالم ليكتب به والأقلام ملء الدنيا فلم
يقع مثله لنبي مرسل. ولكن رجلا عرف سلامة قلب الشيخ خضر فأخبره
أنه رأى في منامه ذلك وجاءه بقلم اختاره على عينه من أجود الأقلام حتى
قال الشيخ خضر بسلامة نفسه أنه لم ير الراؤون مثله فهل كان محلى بالذهب
أو مزينا بالياقوت والزبرجد وزعم أنه أعطي له في المنام ولما أفاق وجده بيده
فقبله الشيخ خضر وانطلى عليه هذا الكذب لسلامة صدره واعتقاده في هذا
الأخ المحترم أنه لا يكذب وشاع ذلك بين الناس لمكانة الشيخ خضر في
نفوسهم وكان الأولى والأنسب أن يظهر أمير المؤمنين ع للشيخ
خضر في منامه يعطيه القلم فان ذلك أظهر في اكرامه لا أن يرسله إليه
بواسطة شخص لا يعلم صدقه. وفي زماننا هذا وقبله يقع أمثال هذا على
أيدي كثير فيزعمون ظهور الكرامات والمعجزات على أيدي أجلاف
الاعراب البوالين على الأعقاب وفي عصرنا ألف بعض الاغرار كتابا طبعه
بعدة لغات ضمنه أمثال هذه الأمور وقد كان فيما صدر ورئي وروي
بصحيح الأسانيد غنى عن مثل هذه الخرافات التي شوهت وجه الكرامات
والمعجزات الصحيحة الثابتة ورحم الله الامام الميرزا السيد محمد حسن
الشيرازي الذي قال: الزيادة على الحقيقة تذهب الحقيقة.
مؤلفاته
1 التحفة الغروية في شرح اللمعة الدمشقية كبير في عدة مجلدات
إلى آخر الحج وفرع من كتاب الحج سنة 1240 وذكر في آخر بحث الخلل
في الصلاة منه أنه كان تصنيفه حين وقوع الفتنة الثانية بين الزقرت
والشمرت مبدؤها 2 شهر رمضان سنة 1231 ووجد جزء منه في شرح
كتاب المواريث فرع منه سنة 1245 ولا يعلم أنه أتمه أم لا 2 أبواب
الجنان وبشائر الرضوان في الزيارات وأعمال السنة وسائر الاحراز
والأدعية. مرتب على ثمانية أبواب وبهذه المناسبة سماه أبواب الجنان
ويعرف بمزار الشيخ خضر ذكر فيه أنه لما بلغ في كتاب التحفة إلى آخر كتاب
الحج كان المناسب بيان الزيارات وبعض الأدعية والأعمال فأفردها في هذا
الكتاب وألفه في أثناء تأليف التحفة الغروية وجعله كتابا مستقلا وسماه
أبواب الجنان وفرع منه في شعبان سنة 1242 وقال في آخر كتاب الميراث
من التحفة أن أبواب الجنان هذا كتاب لم يسمح الدهر بمثله 2 كتاب
الأدعية يظهر من الذريعة أنه غير أبواب الجنان حيث قال الأدعية للشيخ
خضر مؤلف أبواب الجنان 3 جنة الخلد وهي رسالة لعمل المقلدين
مرتبة على مطلبين الأول في أصول الدين والثاني في فروعه من
الطهارة إلى آخر الصلاة 4 كتاب المعجز أو كتاب معجز الامامية
خضر الصيرفي
وقع في طريق الصدوق في باب القود وليس له ذكر في كتب الرجال
خضر بن عبد الله
في كتاب لبعض المعاصرين أنه عده الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق
ع اه‍ وليس له ذكر في منهج المقال.
خضر بن علي السمسار
توفي سنة 565 عن تسعين سنة
في ميزان الذهبي عن نصر المقدسي قال الزكي البرزالي رافضي اه‍
ولنعم ما قال العبدي:
لقبت بالرفض لما أن منحتهم ودي وأفضل ما أدعى به لقبي
وزاد ابن حجر في لسان الميزان: وهو آخر من حدث عن نصر روى
عنه أبو القاسم بن عساكر في تاريخه وأبو القاسم بن صصري في مشيخته
و عمر تسعين سنة مات سنة 565
خضر بن عمارة الطائي الكوفي أبو عامر
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه
الخضر بن عمرو عرني
في لسان الميزان ذكره ابن عقدة فيمن روى عن جعفر وأبي جعفر
أو أحدهما قاله الدارقطني قال أنه من شيوخ الشيعة ويمكن أن يكون عرني
مصحف النخعي فيكون هو الآتي
خضر بن عمرو الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع

322
خضر بن عمرو النخعي
قال النجاشي له نوادر أخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن
سعيد حدثني علي بن الحسن حدثنا جعفر بن محمد بن حكيم
وجعفر بن محمد بن أبي الصباح قالا حدثنا إبراهيم بن عبد الحميد حدثنا
خضر بن عمرو بن أبي جعفر وأبي عبد الله ع بأحاديث نوادر له
خضر بن عيسى
قال النجاشي رجل من أهل الجبل لا باس به له كتاب النوادر أخبرنا
أبو عبد الله القزويني حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن أبيه حدثنا
محمد بن علي بن محبوب عنه بكتابه وقال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم
ع الخضر بن عيسى له كتاب أخبرنا به الحسين بن عبيد الله عن
أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عن محمد بن علي بن محبوب عن الخضر بن
عيسى وفي التعليقة خضر بن عيسى يلقب بالكابلي ويظهر من روايته حسن
عقيدته
الشيخ نجم الدين خضر بن الشيخ شمس الدين محمد بن الرازي
الحبلرودي أصلا النجفي مسكنا الخازن بالمشهد الشريف الغروي
من أهل أوائل المائة التاسعة ومن علماء أوائل عصر الصفوية وما قبله
الحبلرودي نسبة إلى حبلرود بفتح الحاء المهملة وسكون الباء
الموحدة وفتح اللام وضم الراء وسكون الواو بعدها دال مهملة في الرياض
قرية كبيرة معروفة من اعمال الري بين بلاد مازندران والري
أقوال العلماء فيه
في الرياض فاضل عالم متكلم فقيه جليل جامع لأكثر العلوم من
تلاميذ السيد شمس الدين محمد بن الشريف الجرجاني المشهور ومن علماء
دولة الشاه إسماعيل الصفوي والشاه طهماسب الصفوي ومن معاصري
العلامة الدراني وقد رأيت بخط بعض الفضلاء على ظهر بعض مؤلفات
هذا الشيخ في وصفه ما هذا لفظه الشيخ الامام العالم العامل العلام خاتم
المجتهدين لسان الحكماء والمتكلمين عز الفقهاء المتدينين نجم الملة والحق
والدنيا والدين خضر بن الشيخ الأعظم شمس الدين محمد بن علي الرازي
الحبلرودي قدس الله روحه وجعل الجنة مثواه بحق محمد وآله الطاهرين
ويظهر منه ان والده أيضا من العلماء اه‍ ووصف نفسه في مقدمة التوضيح
الأنور بالملازم لخزانة المشهد الشريف الغروي ويحتمل أن يريد بها خزانة
الكتب فقط والله أعلم
مؤلفاته
في الرياض له مؤلفات عديدة علم الكلام وغيره والذي عثرت عليه
منها 1 جامع الدرر في شرح الباب الحادي عشر للعلامة وهو شرح كبير
2 مفتاح الغرر مختصر من الأول 3 التحقيق المبين في شرح نهج
المسترشدين للعلامة فرع من تأليفه في الحلة سنة 828 بعد ما فارق أستاذه
المذكور من شيراز وتشرف بزيارة العتبات 4 جامع الأصول في شرح
رسالة الفصول للمحقق الطوسي في الكلام ورسالة الفصول كانت فارسية
فعربها المولى محمد بن علي الجرجاني وهو شرح الرسالة العربية شرح في هذا
الشرح في كربلاء وفرع منه في المشهد الشريف الرضوي في الخمسة الأولى
من العشر الأول من شهر المحرم سنة 834 5 تحفة المتقين في أصول
الدين حسنة الفوائد 6 كاشف الحقائق في شرح رسالة درة المنطق
لأستاذه المذكور ألفه للشيخ محمد بن الشيخ تاج الدين الحاج خليفة وهو
أول ما ألفه فرع منه سنة 823 7 جامع الدقائق في شرح رسالة غرة
المنطق لأستاذه المذكور 8 القوانين ذكره في آخر الشرح المذكور والظاهر أنه
في المنطق 9 حقائق العرفان في خلاصة الأصول والميزان كما نص
عليه في الذي بعده 10 التوضيح الأنور بالحجج الواردة لدفع شبه
الأعور وهو رد لكتاب الشيخ يوسف بن مخزوم الواسطي الأعور الذي ألفه
في الرد على الشيعة حدود سنة 700 فألف المترجم التوضيح الأنور في الرد
عليه بالحلة السيفية سنة 839 وهو كتاب حسن جدا كثير الفوائد وقد حذا
حذوه في رد كتاب الأعور الشيخ الجليل عز الدين حسن بن شمس الدين
محمد بن علي المهبلي الحلي بكتاب الأنوار البدرية في رد شبه القدرية الذي
ألفه سنة 840 وهو كتاب لطيف نفيس الا ان الذي ألفه الشيخ خضر
أحسن وأتم وأفيد وعن كشف الحجب أنه فرع من التوضيح الأنور في 26
صفر سنة 840 وكانه اشتباه بتاريخ تأليف الأنوار البدرية قال المؤلف
رسالة الأعور التي رد عليها المترجم بكتابه التوضيح الأنور اسمها رسالة
المعارضة في الرد على الرافضة ورأيت نسخة من هذا الرد في كرمانشاه عام
1353 في مجلد كبير ننقل شيئا من خطبته لما فيه من الفوائد أوله الحمد لله
الذي نسخ بمحكم كتابه سنة الجاهلين إلى أن قال أما بعد فيقول العبد
المفتقر إلى الله الولي المتمسك بالكتاب المبين والعترة الطاهرة بعد النبي
خضر بن محمد بن علي الرازي الحبلرودي الملازم لخزانة المشهد الشريف
الغروي اني لما عزمت على زيارة الأربعين في سنة 839 ووصلت إلى المدرسة
الزينية مجمع العلماء والفضلاء بالحلة السيفية الفيحاء معدن الأتقياء
والصلحاء أراني أعز الاخوان علي وأتمهم في المودة والاخلاص لدي المستغني
عن اطناب الألقاب بفضله المتين محمد بن محمد بن نفيع عضد الملة والدين
أدام الله إشراق شمس وجوده وأغناه وإيانا عما سواه بجوده رسالة مشحونة
بأنواع الشبه والرد على طريقة الأبرار مرقومة بالأساطير والأباطيل لواسطي
أعور أعمى القلب ينكر فضائل آل الرسول ويبطلها بالتغيير والقلب إلى أن
قال فحثني عند ذلك أدام الله توفيقه وجعل سعادة الدارين رفيقه على نقض
ما فيها من الشبهات ودحض الحجج الباطلة بقاطع البينات فسارعت إلى
مقتضى طلبته لان ذلك من أعظم الطاعات ملتزما حكاية مقاصده بعين
عباراته مقتصرا على محصل الأحاديث وزبدة الاخبار ودقائق الحقائق ورائق
الاشعار روما للاختصار ثم اخذ في نقل كلامه في الأمانة وغيرها والرد
عليه.
الشيخ نجم الدين خضر بن محمد بن نعيم المطارابادي
في رياض العلماء فاضل عالم فقيه ويروي إجازة عن الشيخ حسين بن
كمال الدين علي بن حسين بن حماد الليثي بتاريخ 3 شوال سنة 756 فهو في
درجة الشهيد وأمثاله رأيت اجازته هذه وقد وصفه فيها بالفقه والعلم
والتوفيق اه‍
خضر بن مسلم النخعي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي لسان
الميزان خضر بن مسلم أبو هاشم النخعي من شيوخ الشيعة قاله الدارقطني

323
الشيخ خضر بن الشيخ يحيى المالكي الجناجي النجفي والد الشيخ جعفر
صاحب كشف الغطاء
ولد سنة 1109 تقريبا وتوفي في النجف في رجب حدود 1180
وللسيد صادق الفحام هذان البيتان كتبا على قبره:
يا قبر هل أنت دار من حويت ومن * عليه حولك ضج البدو والحضر
اضحى بك الخضر مرموسا ومن عجب * يموت قبل ظهور القائم الخضر
الجناجي نسبة إلى جناجية ويقال قناقية قرية من قرى الهندية قريبة
من طويريج. وفي مستدركات الوسائل هو من العشيرة المعروفة بال علي
وهي طائفة كبيرة بعضهم الآن في نواحي الشامية وبعضهم في نواحي الحلة
وهي من الموالك وهم طوائف من سكان البوادي يرجعون إلى مالك الأشتر
بالنسب وقد أشار إلى ذلك السيد صادق الفحام في قصيدته التي يرثي بها
الشيخ حسين بن الشيخ خضر أخا الشيخ جعفر أولها:
يا أيها الزائر قبرا حوى * من كان للعلياء انسان عين
يا منتمي فخرا إلى مالك * ما مالكي الاك في المعنيين
وقال الشيخ صالح التميمي الحلي في قصيدته التي يهنئ بها الشيخ
محمد سبط الشيخ جعفر بزواجه بامرأة من شيوخ آل مالك ورؤسائهم
الذين كانوا في الدغارة:
رأى درة بيضاء في آل مالك * تضئ لغواص البحار ركوب
رأى أنه أولى بها لقرابة * تضمهما أصلا لخير نجيب
قال ولده الشيخ جعفر في رسالته في الرد على الميرزا محمد الاخباري
الذي نسب الشيخ جعفر إلى بني أمية كما نقله عنها صاحب روضات
الجنات: انك اتيت بالعجب حيث نسبت إلى بني أمية شخصا من أهل
عراق العرب وقد علم الناس ان عراق العرب محل بني العباس ومن كان
فيه من بني أمية فروا منه ولم يبق منهم أحد ولم يعرف أحد من أهل العراق
الصحاري والبلدان بهذا النسب إلى أن قال ثم إن جناجية من أدنى القرى
وأهلها من أفقر الناس فكيف عرفت أصلهم وما ظهر اسم جناجية الا
بظهور والدي حيث خرج منها إلى النجف واشتغل بتحصيل العلم وعرف
بالصلاح والتقوى والفضيلة وكان الفضلاء والصلحاء يتزاحمون على الصلاة
خلفه والسيد السند الواحد الأوحد واحد عصره وفريد دهره العابد الزاهد
والراجع الساجد العالم العامل والفاضل الكامل المرحوم المبرور السيد هاشم
قال في حقه: من أراد ان ينظر إلى وجه من وجوه أهل الجنة فلينظر إلى وجه
الشيخ خضر ولما حضرت السيد الوفاة أوصى أن يقف الشيخ خضر على
غسله وكانت الكرامات تنسب إليه وجميع العلماء مطلعون على حاله اه‍
والسيد هاشم هذا يعرف بالحطاب وكان شيخ الشيخ خضر وهو جد آل
السيد سلمان أحد شيوخ الزقرت.
وقال ولده المذكور في كشف الغطاء كان الوالد محافظا على قول وتقبل
شفاعته في أمته وارفع درجته وقرب وسيلته في التشهد الأوسط. وحكى
بعض المعاصرين عن كشف الغطاء وشرح القواعد ان ولده المذكور نقل
فيهما بعض آرائه في بعض المسائل وانه سمعها منه في مجلس درسه
وفي مستدركات الوسائل كان الشيخ خضر من الفقهاء المتبتلين
والزهاد المعروفين وعلماء عصره كانوا يزدحمون على الصلاة خلفه اه‍
وقد سمعنا من بعض شيوخ النجف أن سبب مجئ الشيخ خضر إلى
النجف أن والده بعد وفاة أمه تزوج بغيرها فكانت زوجة أبيه تسلك معه
مسلك أكثر أمثالها مع أبناء أزواجهن فكان يتلقى الزوار فيقول لهم من أراد
الضيافة فليذهب إلى منزل فلان أي إلى منزل أبيه فيأتون زرافات فيقربهم
أبوه فسأله هو عن سبب فعله ذلك فقال لأنه إذا كان عندنا ضيوف اكلت
الطعام الجيد فاتفق أنه ضرب جاموسة لأبيه فقتلها فهرب إلى النجف وكان
ذلك سبب طلبه العلم وخروج فحول العلماء من ذريته ونيله سعادة الدارين
وربما يومي إلى ذلك قول ولده فيما مر ان جناجية من أدنى القرى وأهلها من
أفقر الناس وما ظهر اسم جناجية الا بظهور والدي حيث خرج منها إلى
النجف واشتغل بطلب العلم
توفي عن أربعة أولاد الشيخ جعفر الفقيه المشهور والشيخ محسن
و الشيخ حسين وآخر غير معروف
خضيب بن عبد الرحمن الوابشي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال
أسند عنه
خطاب بن داود الكوفي
خطاب بن سعيد الحميري
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
خطاب بن سلمة البجلي الجريري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
يظهر من روايته في كتاب الطلاق من الكافي انه من أصحاب الكاظم أيضا
بل ربما يومي إلى حسن حاله في الجملة بل يحتمل اتحاده مع ابن مسلمة
الثقة فان وقوع اشتباه النساخ في أمثال هذا غير عزيز والرواية المشار إليها
هي ما رواه الكليني بسنده عن عبد الله بن حماد عن خطاب بن سلمة:
كانت عندي امرأة تصف هذا الامر وأبوها كذلك وكانت سيئة الخلق
وكنت أكره طلاقها لمعرفتي بايمانها وايمان أبيها فلقيت أبا الحسن موسى ع
إلى أن قال فقال كان أبي زوجني ابنة عم لي وكانت سيئة الخلق
وكان أبي ربما يغلق علي وعليها الباب فأتسلق الحائط وأهرب منها فلما مات
أبي طلقتها الحديث
التمييز
يعرف برواية عبد الله بن حماد عنه. وبروايته عن الكاظم ع وفي
كتاب لبعض المعاصرين ورواية يونس والحسين بن خالد وعمرو بن عبد
العزيز عنه اه‍ ولم يذكر مأخذه
خطاب بن عبد الله الهمداني الأعور
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع قال بعض

324
المعاصرين ويستفاد من روايته في باب ميراث المنقود عن أبي إبراهيم انه من
أصحاب الكاظم ع أيضا اه‍
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية علي بن الحكم وهشام بن سالم عنه
خطاب العصفري الكوفي
في كتاب لبعض المعاصرين انه ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الصادق ع اه‍ وليس له ذكر في منهج المقال ولا في منتهى المقال
خطاب بن مسروق الكرخي
ذكره الشيخ في رجاله أصحاب الصادق ع وفي نسخة
الكوفي بدل الكرخي
خطاب بن مسلمة الكوفي
في الخلاصة مسلمة بفتح الميم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال
النجاشي حطاب بن مسلمة كوفي روى عن أبي عبد الله ع ثقة له
كتاب يرويه عدة منهم محمد بن أبي عمير أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون
عن أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن يوسف بن إبراهيم حدثنا
محمد بن أبي عمير عن خطاب بكتابه وقال بعض المعاصرين يظهر من خبر
في باب تطليق المرأة الغير الموافقة من كتاب الطلاق من الكافي أنه من
أصحاب الكاظم ع أيضا
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب خطاب المشترك بين جماعة
لا حظ لهم في التوثيق الا بان مسلمة فإنه ثقة ويمكن استعلام حاله برواية
محمد بن أبي عمير عنه
الخطامي
يوصف به أيوب بن سعيد الخطمي ويوصف به بدر بن عبد الله
وبديل بن محمد الحارث بن عدي بن ثابت وغيرهم.
الخطيب الباهر
اسمه محمد بن النعمان القزاز المطيري كذا يفهم من المعالم
خطيب خوارزم
لا نعرف اسمه ولا شيئا من أحواله سوى أنه شاعر خطيب ولم يصل
إلينا من شعره سوى أبيات في مدح الوصي ع أوردها ابن شهرآشوب
في المناقب متفرقة قال فيها:
ان النبي مدينة لعلومه * وعلي الهادي لها كالباب
فتح المبشر باب مسجده له * إذ سد عنهم سائر الأبواب
وذو الفقار العضب لم يحكه * سيف وان السيف بالضارب
قد اصطفى الغالب زوج البتول * بعد أبيها من بني غالب
الخطي
يوصف به الشيخ جعفر بن محمد بن الحسن البحراني الشاعر
الخلقاني
مر انه يوصف به إسماعيل بن زكريا بن مرة اه‍ ويوصف به أيضا
رزيق بن الزبير والقاسم بن محمد وعبد الكريم بن هلال وغيرهم وفي النقد
ينصرف الاطلاق إلى الأخير
الخلقي
يوصف به زيد بن محمد وعلي بن محمد وغيرهما
الخلنجي
يوصف به جماعة منهم إبراهيم بن إسماعيل الجرجاني وأحمد بن
عبدوس وفي النقد ينصرف الاطلاق إلى الثاني
الخليدي
يوصف به عيسى بن حماد
الخمري
يوصف به أحمد بن علي بن الحكم
الخميسي
يوصف به خازم بن الحسين
الخندقي
الخندقي بالفاء أو القاف
يوصف به داود بن زربي
الخواتيمي
يوصف به جماعة منهم الحسين بن علي وخالد
الخوارزمي
يوصف به محمد بن عباس
الخورجاني
يوصف به محمد بن موسى
الخولاني
يوصف به إدريس بن الفضل
الخونساري
يوصف به جمال الدين وابنه محمد بن الحسين
الخيروي
يوصف به الحسين بن ابرايم
الخيري
يوصف به زكريا بن إبراهيم

325
الخيواني
يوصف به عمارة بن زيد ومحمد بن هلال
الدابقي
يوصف به عبيد الله الدابقي.
الداري
يوصف به جماعة منهم بديل بن ورقاء وبر بن عبد الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين وسلم تسليما ورضي الله عن التابعين لهم باحسان
وتابعي التابعين وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد
عبد الكريم الأمين ابن الإمام الفقيه العلامة السيد علي ابن السيد محمد
الأمين ابن الفقيه السيد أبي الحسن موسى ابن العالم الفاضل السيد
حيدر بن أحمد بن إبراهيم المنتهي نسبه إلى الحسين ذي الدمعة ابن زيد
الشهيد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع الحسيني
العاملي الشقرائي المعروف بالأمين نزيل دمشق الشام عامله الله بفضله
ولطفه:
هذا هو الجزء الثلاثون من كتابنا أعيان الشيعة وفق الله تعالى
لأكماله ونفع به المستفيدين وجعله خالصا لوجهه الكريم وحجابا بيني وبين
نار الجحيم ومنها تعالى نستمد المعونة والهداية والتوفيق والتسديد وهو حسبنا
ونعم الوكيل.
الخطيب المنبجي أو خطيب منبج
ذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المقتصدين
ولم يذكر اسمه وأورد له في المناقب قصيدة متفرقة في عدة مواضع فجمعنا ما
وجدناه منها في موضع واحد وهي قوله:
في مدح رسول وآله ص
: ومن أخذت سراقة حين أهوى * إليه الأرض اخذة قاطنينا
فصاح به وناداه أقلني * فلست لمثلها في العائدينا
ومن نثر الحصى في يوم بدر * فصاح بهم فولوا هاربينا
ومن نصرته امداد عليهم * ملائكة السماء مسمومينا
ومن اضحى عليه الجذع لما * تولى عنه مكتئبا حزينا
وحن إليه من كلف وشوق * فاظهر معلنا منه الحنينا
ومن غرس النوى فاتت بنخل * لذيذ طعمها للذائقينا (1)
ومن قدم البعير إليه يشكو * فأمنه شفار الجازرينا
وخبرنا بان الذئب امسى * بمبعثه من المتكلمينا
ومن فاضت أنامله بماء * سقاه لواردين وصادرينا
وقرب جفنة صنعت لعشر * على قدر فأطعمها مئينا
وعادت بعد أكل القوم ملأى * تفور عليهم لحما سمينا
ومن حلب الضئيلة وهي نضو * فأسبل درها للحالبينا
وكانت حائلا فغدت وراحت * بيمن المصطفى الهادي لبونا
ومن هز الجريدة فاستحالت * رهيف الحد لم يلق الفتونا
في مدح أمير المؤمنين ع
أنا دار الهدى والعلم فيكم * وهذا بابها للداخلينا
أطيعوني بطاعته وكونوا * بحبل ولائه متمسكينا
علي جامع القرآن جمعا * يقصر عنه جمع الجامعينا
وقال جعلتم السقيا كمن لا * يزال مجاهدا لا يستوونا
ومن نهض النبي به فأضحى * بأصنام البنية مستهينا
وكان إذا مضى يوما علي * لحرب عدائه المتظافرينا
يقول لربه لا قول سخط * ولكن قولة المتضرعينا
أخذت عبيدة مني ببدر * فألم اخذه قلبي الحزينا
ومن أخذ لحمزة قد أصابت * طوايلها أكف الطالبينا
وجعفر يوم مؤتة قد سقته * كؤوس الموت أيدي الكافرينا
وقد أبقيت لي منهم عليا * يكابد دوني الحرب الزبونا
إلهي لا تذرني منه فردا * وأنت اليوم خير الوارثينا
فلا تقدم علي الموت حتى * أراه قادما في القادمينا
وزار البرة الزهراء يوما * رسول الله خير الزائرينا
فجاءت توقظ الهادي عليا * وكان موسدا في النائمينا
فقال لها دعيه ولا تريدي * له الايقاظ فيمن توقظينا
ومن وافاه جبريل بماء * من الفردوس فعل المكرمينا
وصب عليه إسرافيل منه * فكان به من المتطهرينا
ومن كانت له بالشعب مما * اتاه الجن فيه راجمينا
فظلله المطرق جبرئيل * وميكائيل خير مظلينا
وحين طغى الفرات وجاش ملأ * وبات له الورى متخوفينا
اتاه فرده وغدا يسيرا * وظل الناس منه آمنينا
ومن حملته ريح الله حتى * اتى أهل الرقيم الراقدينا
ومن نادى باهل الكهف حتى * أقروا بالولاية مفرحينا
ويوم النجم حين هوى فقاموا * على اقدامهم متأملينا
فقالوا ضل هذا في علي * وصار له من المتعصبينا
وانزل ذو العلى في ذاك وحيا * تعالى الله خير المنزلينا
بان محمدا ما ضل فيه * ولكن أظهر الحق المبينا
وقال لهم رضيتم بي وليا * فقالوا يا محمد قد رضينا
فقال وليكم بعدي علي * ومولاكم فكونوا عارفينا
فقام لقوله رجل سريعا * وقال له مقال الواصفينا
هنيئا يا علي أنت مولى * علينا ما بقيت وما بقينا
ومن بالامرة اجتمعت عليه * ملائكة السماء مسلمينا
وسلم فيه جبريل عليه * علانية برغم الساخطينا
يوم حنين
وقد ضاقت فجاج الأرض جمعا * عليهم ثم ولوا مدبرينا
وليس مع النبي سوى علي * يقارع دونه المتحاربينا
وعباس يصيح بهم أثيبوا * ليثبتهم وهم لا يثبتونا
فأومأ جبريل إلى علي * وقد صار الثرى بالنقع طينا
فقال هو الولي فهل رأيتم * وفيما مثله في العالمينا



(1) يشير إلى قصة سلمان. - المؤلف -
326
لقد غرس الإله بدار عدن * قضيبا وهو خير الغارسينا
من الياقوت يستعلي وينمو * على قضبانها حسنا ولينا
فان شئتم تمسكتم فكونوا * بحبل أخي من المتمسكينا
المباهلة
تعالوا ندع أنفسنا جميعا * وأهلينا الأقارب والبنينا
فنجعل لعنة الله ابتهالا * على أهل العناد الكاذبينا
في مدح الزهراء ع
: توافي في النشور على نجيب * به املاك ربك محدقونا
ويسمع من خلال العرش صوت * ينادي والخلائق شاخصونا
الا ان البتول تجوز فيكم * فغضوا من مهابتها العيونا
وكان الله يرضى حين ترضى * ويغضب ان غدت في الغاضبينا
ويوم كانت الأملاك فيه * لتزويج الزكية شاهدينا
وكان وليها جبريل منهم * وميكائيل خير الخاطبينا
وزخرفت الجنان فظل فيها * لها ولدانها متزينينا
وكان نثارها حللا وحليا * وياقوتا ومرجانا ثمينا
وعقيانا وحور العين فيها * وولدان كرام لاقطونا
وكان من النثار كما روينا * صكاك ينتشرن وينطوينا
بها للشيعة الأبرار عتق * جرى من عند رب العالمينا
الخفاجي الحلبي
اسمه عبد الله بن سعيد بن محمد بن سنان الخفاجي الحلبي.
خفاف بن ايماء
عن تقريب ابن حجر خفاف بضم أوله وفائين الأولى خفيفة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
خفاف بن عبد الله الطائي
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين: في حديث صالح بن صدقة
باسناده قال قام عدي بن حاتم الطائي إلى علي ع فقال يا أمير
المؤمنين ان عندي رجلا من قومي لا يجارى به لا يوازي به رجل خ
وهو يريد ان يزور ابن عم له حابس بن سعد سعيد الطائي بالشام فلو
امرناه ان يلقى معاوية لعله ان يكسره ويكسر أهل الشام فقال له علي نعم
فمره بذلك وكان اسم الرجل خفاف بن عبد الله فقدم على ابن عمه
حابس بن سعد سعيد بالشام وحابس سيد طئ بها فحدث خفاف
حابسا انه شهد عثمان بالمدينة وسار مع علي إلى الكوفة وكان لخفاف لسان
وهيأة وشعر فغدا حابس وخفاف إلى معاوية فقال حابس هذا ابن عمي قدم
الكوفة مع علي وشهد عثمان بالمدينة وهو ثقة فقال له معاوية هات يا
أخا طئ حدثنا عن عثمان قال نعم حصره المكشوح وحكم فيه حكيم ووليه
محمد وعمار وتجرد في امره ثلاثة نفر عدي بن حاتم والأشتر النخعي
وعمرو بن الحمق وجد في أمره رجلان طلحة والزبير وأبرأ الناس منه علي
قال ثم مه قال ثم تهافت الناس على علي بالبيعة تهافت الفراش حتى ضلت
النعل وسقط الرداء ووطئ الشيخ ولم يذكر عثمان ولم يذكر له ثم تهيا
للمسير وخف معه المهاجرون والأنصار وكره القتال معه ثلاثة نفر سعد بن
مالك وعبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة فلم يستكره أحدا واستغنى بمن
خف معه عمن ثقل ثم سار حتى اتى جبل طئ فاتاه منا جماعة كان ضاربا
بهم الناس حتى إذا كان في بعض الطريق اتاه مسير طلحة والزبير وعائشة
إلى البصرة فسرح رجالا إلى الكوفة يدعونهم فأجابوا دعوته فسار إلى البصرة
فإذا هي في كفه ثم قدم الكوفة فحمل إليه الصبي ودبت إليه العجوز
وخرجت إليه العروس فرحا به وشوقا إليه وتركته وليس له همة الا الشام
فذعر معاوية من قوله وقال حابس أيها الأمير لقد أسمعني شعرا غير به حالي
في عثمان وعظم به عليا عندي قال معاوية أسمعنيه يا خفاف فأسمعه
قوله:
قلت والليل ساقط الأكتاف * ولجنبي عن الفراش تجافي
أرقب النجم ما يلازمني الغمض * بعين طويلة التذراف
ليت شعري وانني لسؤول * هل لي اليوم بالمدينة شافي
من صحاب النبي إذ عظم الخطب * وفيهم من البرية كافي
أحلال دم الامام بذنب * أم حرام بسنة الوقاف
قال لي القوم لا سبيل إلى ما * تطلب اليوم قلت حسب خفاف
عند قوم ليسوا بأوعية العلم * ولا أهل صحة وعفاف
قلت لما سمعت قولا دعوني * ان قلبي من القلوب الضعاف
قد مضى ما مضى ومر به الدهر * كما مر ذاهب الأسلاف
انني والذي يحج له الناس * على الحق البطون عجاف
تتبارى مثل القسي من النبع * بشعث مثل الرصاف السهام نحاف
أرهب اليوم ان اتاكم علي * صيحة مثل صيحة الأحقاف
انه الليث غازيا وشجاع * مطرق نافث بسم ذعاف
فارس الخيل كل يوم نزال * ونزال الفتى من الإنصاف
واضع السيف فوق عاتقه الأيمن * يذري به شؤون القحاف
لا يرى القتل في الخلاف عليه * ألف ألف كانوا من الاسراف
سوم الخيل ثم قال لقوم * تابعوه إلى الطعان خفاف
استعدوا لحرب طاغية الشام * فلبوه كالبنين اللطاف
ثم قالوا أنت الجناح لك الريش * القدامى ونحن منه الخوافي
أنت وال وأنت والدنا البر * ونحن الغداة كالأضياف
وقرى الضيف في الديار قليل * قد تركنا العراق للانحاف
وهم ما هم إذا نشب الباس * ذوو الفضل والأمور الكوافي
فانظر اليوم قبل بادرة القوم * بسلم أردت تهم أم بخلاف
ان هذا رأي الشفيق على الشام * ولولا ما خشيت مشاف
فانكسر معاوية وقال يا حابس اني لا أظن هذا الا عينا لعلي أخرجه
عنك لا يفسد أهل الشام وكنا كذا معاوية بقوله ثم بعث إليه بعد فقال
يا خفاف اخبرني عن أمور الناس فأعاد عليه الحديث فعجب معاوية من
عقله وحسن وصفه للأمور.
خفقة في طريق الصدوق إلى محمد بن خالد القسري مجهول
خلاد بن أبي عمرو الوابشي كوفي
خلاد بن أبي مسلم الصفار وفي نسخة ابن مسلم
خلاد بن اسود بن خلاد أبو الأسود الكلبي الكوفي
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي المنهج

327
الظاهر اتحاد الثاني مع خلاد الصفار الآتي.
خلاد بن خالد المقري
قال الشيخ في الفهرست له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي
المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبيه وأحمد بن محمد بن
عيسى عن ابن أبي عمير وصفوان جميعا عنه وفي التعليقة في كونه صاحب
كتاب ورواية صفوان الذي هو من أصحاب الاجماع وابن أبي عمير الذي لا
يروي الا عن ثقة عنه ما يشير إلى وثاقته ولا يبعد اتحاده مع خلاد السندي
اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن معرفته برواية ابن أبي عمير
وصفوان جميعا عنه.
خلاد بن زيد الجعفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خلاد السندي البزاز الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال
النجاشي خلاد السندي البزاز كوفي روى عن أبي عبد الله ع
وقيل إنه خلاد بن خلف المقري خال محمد بن علي الصيرفي أبي سمنة له
كتاب يرويه عدة منهم ابن أبي عمير أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون حدثنا
أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان ومحمد بن مفضل بن
إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري حدثنا ابن أبي عمير عن خلاد بكتابه
وقال الشيخ في الفهرست خلاد السندي له كتاب أخبرنا به جماعة عن
التلعكبري عن ابن عقدة عن يحيى بن زكريا بن شيبان عن ابن أبي عمير
عن خلاد السندي. وعن السيد صدر الدين العاملي في حاشية رجال أبي
علي انه رأى كتابه هذا وهو كتاب صغير يرويه أبو العباس أحمد بن
محمد بن سعيد عن يحيى بن زكريا بن شيبان عن محمد بن أبي عمير عنه وأحاديثه
كلها نقية جيدة والأخير منها في فضل علي وشيعته ويأتي في خلاد بن عيسى
ما ينبغي ان يلاحظ وفي التعليقة رواية ابن أبي عمير عنه تشعر بالوثاقة
وكونه صاحب كتاب مدح.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية ابن أبي عمير وحده
عنه.
خلاد الصفار في الخلاصة في القسم الأول:
قال ابن عقدة عن عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة عن ابن نمير انه ثقة ثقة وهو
أيضا من المرجحات عندي اه‍. وفي منهج المقال الظاهر اتحاده مع
خلاد بن أبي مسلم الصفار المتقدم
خلاد بن عامر المسلمي العبدي
خلاد بن عطية مولى غني الكسائي الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
خلاد بن عمارة
يروي أحمد بن محمد بن أبي نصر عنه عن أبي عبد الله ع في
باب الزيادات من كتاب الصيام من التهذيب وفي التعليقة في رواية ابن أبي
نصر عنه إشعار بوثاقته.
خلاد بن عمرو بن خالد الملائي الكوفي
خلاد بن عمر البكري الكوفي
خلاد بن عمير الكندي مولاهم الكوفي
ذكرهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خلاد بن عيسى
في التعليقة مضى في الحكم بن حكيم ما يظهر منه مشهوريته ونباهة
شانه في الجملة وذلك لجعل النجاشي خلاد بن عيسى معرفا للحكم بن
حكيم الثقة بكونه ابن عمه وسيجئ في محمد بن علي بن إبراهيم بن
موسى عن النجاشي ما يشير إلى ذلك وانه خاله وانه يلقب بالمقري لقول
النجاشي محمد بن علي بن إبراهيم القرشي مولاهم صيرفي ابن أخت خلاد
المقري وهو خلاد بن عيسى فجعل خلاد بن عيسى الآتي أو غير ذلك أو
ان القبل اشتبه على بعد والأول أظهر فلو كان هو السندي على ما قيل
فرواية ابن أبي عمير عنه وكونه صاحب كتاب يشير إلى الوثاقة كما مر
والظاهر من ترجمة الحكم كون خلاد هذا صيرفيا واشتهاره ومعروفيته
ويؤيده كون محمد بن علي صيرفيا اه‍. ولكن ليس في ترجمة الحكم ما يدل
على أن خلادا كان صيرفيا.
خلاد القلانسي
روى علي بن إبراهيم عن أبيه عنه عن أبي عبد الله ع في
باب زيارة الرضا ع من الكافي.
خلاد بن واصل بن سليم التميمي المنقري الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خلب النائحة البغدادية
عن نشوار المحاضرة فكانت ببغداد نائحة مجيدة حاذقة تعرف بخلب
تنوح بهذه القصيدة وهي قصيدة لبعض الشعراء الكوفيين وأولها:
أيها العينان فيضا * واستهلا لا تغيضا
لم أمرضه فاسلولا * ولا كان مريضا
فسمعناها في دور بعض الرؤساء لأن الناس كانوا إذ ذاك لا يتمكنون
من النياحة الا بعز سلطان أو سرا لأجل الحنابلة ولم يكن النوح الا مراثي
الحسين وأهل البيت ع فقط فبلغنا ان البربهاري قال بلغني ان
نائحة يقال لها خلب تنوح فاطلبوها فاقتلوها اه‍.
الشيخ خلف ابن الشيخ احمد ابن الشيخ محمد ابن الشيخ حسين بن
عصفور البحراني نزيل بوشهر.
ولد حدود سنة 1280 ولا ندري تاريخ وفاته.

328
عالم فاضل له 1 الأنوار الجعفرية في جواب سؤال الشيخ جعفر
ابن الشيخ محمد الستراوي عن الحق والحقيقة 2 قصد السبيل 3
منتخب الفوائد وغيرها.
الشيخ خلف بن بشارة وآل موحي الخيقاني الغروي
في نشوة السلافة لسبطه:
عنده من علم البلاغة غامضة ومصونة وعليه تهدلت فروعه وغصونه زين
المجالس والمحافل في الدروس ووشح في تحقيقه الدفاتر والطروس شم من
روض الأدب أقحوانه وعراره وجنى من تباشير ربيعه بهاره ونواره وهو عم
والدي وجدي واليه ينتهي رسمي وحدي أدركته وانا صغير وحظي لديه
كبير لأنه كان يؤثرني على أولاده ويخصني بنوافله وارفاده ومن شعره قوله:
ابك المنازل عند منعرج اللوى * فلعلنا نطفي لهيبا للجوى
دار بها قمر المحاسن طالما * جذب القلوب إليه من أهل الهوى
لله أيام خلت في وصله * ماشا بها مر الصدود ولا النوى
ولكم قطعت إليه برا واسعا * من فوق طرف سابح عبل الشوا
قال ووجدت في مجموع له بخطه ما صورته: قال كنت مع جماعة من
الفضلاء والأدباء في مقام زين العابدين ع المشرف على بحر
النجف فجرى ذكر الشعر فأنشدتهم أبياتا كنت قد نظمتها في عصر الشباب
في وصف حديقة جلسنا فيها مع بعض الأحباب فاستحسنوها ثم بلغني ان
شخصا منهم صدر منه كلام يدل على اعابتها تلويحا وكم من عائب قولا
صحيحا فكتبت إليه:
يا عالما بقوافي الشعر قد برعا * وللعلوم على أنواعها جمعا
أعبت نظمي بلا نقص وجدت به * فهل يعاب هلال عندما طلعا
وذاك أول شعر قلته حدثا * والشعر ما لاح في وجهي ولا وزعا
فان اخذت طريقا في مخاصمتي * تجد هزبرا لروح الخصم منتزعا
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة * فربما قتل الزنبور إذ لسعا
وقال في صباه:
تبسم ثغر الصبح والليل عباس * وطابت بهبات الصبا منه أنفاس
وغنى حمام الدوح والروض زاهر * وهبت لشرب الراح بالكاس أكياس
غطارفة أقمار تم وجوههم * مطاعيم للأضياف في الحرب نهاس
وفي حيهم ريم حمته رماحهم * إذا ما مشى للحلي صوت وأجراس
فكم زرته والليل وحف فروعه * وما ارتاع لي قلب وان طاف حراس
قال صاحب نشوة السلافة: وهذا المقدار هو الذي رواه لي والدي
منها وذكر انها قصيدة طويلة لم يبق في حفظه منها الا هذا وانها كانت مكتوبة
في مجموع ذهب منه في بعض أسفاره وانه مدح بها العلامة المفتي ابن
الكواكبي لما حج على طريق الشام واجتمع معه في حلب.
خلف بن حماد يكنى أبا صالح من أهل كش
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وهو من جملة
المشايخ الذين يروي عنهم الكشي كثيرا معتمدا عليهم فهو من جملة مشايخه
وعن السيد الداماد في حواشيه على رجال الكشي انه صرح بكونه من
المشايخ.
خلف بن حماد الأسدي
في الفهرست له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن محمد بن
علي بن الحسين عن أبيه ومحمد بن الحسن عن سعد بن عبد الله والحميري
عن أحمد بن محمد وأحمد بن خالد
البرقي عن خلف بن حماد والظاهر أنه هو ابن ناثر الآتي كما في منهج المقال
وعن جامع الرواة.
خلف بن حماد الكوفي
روى الصدوق في المجالس عن أبيه عن خلف بن حماد الكوفي وذكر
حديثا فيه انه سال الكاظم ع عن رجل تزوج بكرا فبقي الدم
سائلا نحوا من عشرة أيام فقال تستدخل قطنة فان كان الدم مطوقا في
القطنة فمن العذرة والا فمن الحيض.
خلف بن حماد بن ناشر بن المسيب
قال النجاشي كوفي ثقة سمع من موسى بن جعفر ع له
كتاب يرويه جماعة منهم محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أخبرنا عدة من
أصحابنا عن أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا الحميري وأبي قالا حدثنا
محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن خلف بكتابه. وعن ابن الغضائري
خلف بن حماد بن ناشر بن ليث الأسدي كوفي امره مختلط نعرف حديثه
تارة وننكره أخرى ويجوز ان يخرج شاهدا اه‍. ومن كلامه عرف ان حماد
الأسدي الذي في الفهرست متحد مع المترجم وقول ابن الغضائري لا
يلتفت إليه مع ما علم من حاله ومع توثيق النجاشي وكونه صاحب كتاب
ورواية الاجلاء كتابه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب خلف المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه ابن حماد الثقة برواية محمد بن الحسين بن أبي الخطاب
عنه ورواية محمد بن خالد البرقي عنه. وفي كتاب لبعض المعاصرين زاد
الكاظمي التمييز برواية جعفر بن محمد بن يونس الثقة وجعفر بن محمد بن
عودة عنه اه‍. ولا اثر لذلك في مشتركات الكاظمي كما في نسختين عندي
وعن جامع الرواة انه ذكر رواية علي بن أسباط وعمرو بن إبراهيم ومحمد بن
أسلم ومحمد بن سنان والحسن بن علي الوشاء ومحمد بن عيسى وإبراهيم بن
هاشم وصفوان بن يحيى عنه.
خلف بن حوشب الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع. وفي تهذيب
التهذيب: خلف بن حوشب الكوفي العابد أبو زيد ويقال أبو عبد الرحمن
ويقال أبو مرزوق الأعور روى عن أبي إسحاق السبيعي وإياس بن سلمة بن
الأكوع وعطاء بن أبي رياح وعمرو بن مرة وجماعة وعنه شعبة ومسعر وابن
عيينة وشريك وأبو بدر شجاع بن الوليد ومروان بن معاوية وجماعة اثنى عليه
سفيان بن عيينة وقال النسائي ليس به باس وذكره ابن حبان في الثقات وعن
الربيع بن أبي راشد أنه كان معجبا بخلف وقال إنه نشأ على طريقة حسنة
فلم يزل عليها ذكره البخاري في الفتن من جامعه وأخرج له النسائي في
مسند علي رضي الله عنه حديثا واحدا وله ذكر في سند اثر أخرجه في الأدب
وقال العجلي ثقة وذكر الذهبي في ترجمته انه بقي إلى حدود 140 اه‍.

329
والظاهر أنه المترجم فالصادق ع توفي سنة 148.
أبو سلمة خلف بن خلف اللفائفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الكاظم ع في باب الكنى فقال
أبو سلمة وقيل اسمه خلف بن خلف اللفائفي خادم أبي الحسن ع
وقال في باب الأسماء خلف بن خلف من أصحاب موسى بن جعفر
ع مجهول.
خلف بن سلمة البصري
ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الرضا ع وقال في
أصحاب الجواد ع خلف البصري من أصحاب الرضا وموسى
ابن جعفر ع.
خلف بن خليفة المقري أو القري
وجدنا له قصيدة في بعض المجاميع العراقية التي فيها شعر لجملة من
شعراء الشيعة ولم يذكر اسمه غير أنه في آخرها ذكر نفسه وأباه ونسبته.
أول القصيدة: لمصاب الحسين لا تعذلوني * وعلى رزئه الجليل اعذروني
يقول في آخرها مخاطبا أهل البيت ع:
أنتم أنتم دليل دليلي * أنتم أنتم أصول لديني
ويقيني بكم يقيني واني * بولائي لكم يصح يقيني
ولكم قد عرفت لا لسواكم * وعلى الصدق أنتم تعرفوني
وتمسكت في شذاكم كما استمسكت * من حبكم بحبل متين
هاكموها مراثيا من فتى القري * فمنكم غلت بدر ثمين
خلف من خليفة عل يسقيه * امامي ولي بكأس معين
وزن ما قاله الخليعي فيكم * أضرمت نار قلبي المحزون
يشير بالبيت الأخير إلى قصيدة للخليعي أولها:
أضرمت نار قلبي المحزون * صادحات الحمام فوق الغصون
غردت لا دموعها تقرح الجفن * كدمعي ولا تحن حنيني
ما بكاء الحزين من ألم الثكل * وباك يشكو فراق القرين
الشيخ خلف بن عبد علي بن حسين بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن
أحمد بن صالح بن أحمد بن عصفور بن أحمد بن عبد الحسين بن عطية بن
شيبة آل عصفور البحراني
عالم فاضل صالح كان في بوشهر إماما في الجمعة والجماعة وتوفي بها له
كتاب مزيل الشبهة في أصول الفقه وقيل إنه شرح كتاب السداد لجده
الشيخ حسين المعروف بالعلامة وله جواب جملة من المسائل ورسالة تحوي
جملة من المسائل الفقهية ولعله الذي قبله والشيخ يوسف صاحب الحدائق
عم جد المترجم الشيخ حسين.
الشيخ خلف بن عبد علي بن أحمد بن إبراهيم إلى آخر ما مر في الذي قبله
آل عصفور البحراني
في كتاب شهداء الفضيلة من أعيان علماء الطائفة ومن فضلائها
المحققين له حواش كثيرة على المجلد الرابع من البحار نشأ في البحرين
وتخرج فيها على أساتذتها وسكن القطيف مدة ثم هاجر منها بما جرى له مع
بعض رؤسائها ونزل المحمرة ونواحي الهند إلى أن توفي وله ذرية طيبة علماء
أدباء اه‍. وهو عم جد الذي بعده.
السيد خلف بن عبد المطلب ويقال ابن مطلب بن حيدر ابن السلطان
محسن بن محمد الملقب بالمهدي ابن فلاح الموسوي المشعشعي الحويزي والي
الحويزة والدورق.
توفي سنة 1074
اسم والده عبد المطلب واما تسميته بالمطلب فمن باب الاختزال
والمشعشعي نسبة إلى أحد أجدادهم الملقب بالمشعشع بلفظ اسم المفعول
والحويزي نسبة إلى الحويزة بالتصغير اسم للقطر واسع قصبته تسمى
الحويزة واليه ينسب الأرز الحويزاوي في العراق والدورق مر في بدر بن
مبارك.
طائفة المشعشعيين
هي طائفة شريفة موسوية حسينية علوية ملكت الحويزة وتلك
الأصقاع مدة طويلة بالأقطاع من الدولة الإيرانية وبهذه المناسبة يطلق عليهم
اسم خان ثم انقرضت دولتهم ويسمى الحكام منهم أو طائفة منهم بالموالي
ويسمون أيضا بالمشعشعين خرج منهم علماء شعراء مؤلفون أمثال المترجم
وولده السيد علي خان وذكرناهم جميعا في مطاوي كتابنا هذا كلا في بابه كما أن
من أوائلهم من كانوا غلاة أصحاب مخرقة وخروج عن الاسلام فهداهم
الله تعالى على يد السيد عبد المطلب والد المترجم.
في الرياض: اشتهر ان طائفة من المشعشعية من الغالين يبتلعون
السيف وقد جاء أحدهم في عصرنا هذا إلى حضرة السلطان وفعل ذلك
بحضرته اه‍. اي انه موه على أعين الناس فرأوا انه ابتلع السيف. هذا
هو معناه الذي لم يدر صاحب الروضات ما معناه. ومر في ترجمة أحمد بن
فهد الحلي ان أحد أجدادهم كان تلميذه وعثر الشيخ على كتاب شعوذة فأمره
ان يلقيه في النهر فأخذه ولم يلقه واستعمل الشعوذة التي فيه. وفي
الرياض: ان علي بن محمد بن فلاح الذي كان حاكما بالجزائر والبصرة نهب
المشهدين النجف وكربلاء وقتل أهلهما قتلا ذريعا وساق باقيهم إلى داري
ملكه البصرة والجزائر وذلك في صفر سنة 858 وفي الروضات سنة
508 وليس هو الملقب بالمشعشع اه‍ وحكى صاحب الرياض أيضا عن
السيد علي خان ولد المترجم أن له مجموعة انتخبها من مؤلفاته وأرسلها
للشيخ علي سبط الشهيد الثاني ذكر فيها ما كان عليه بعض أجداده من الغلو
فقال بعد نقل كلام طويل من كتابه الفوز المبين ما صورته: أحمد الله
وأشكره لنظمي في سلك ما كان عليه والدي وجدي من الطاعات واحرزاه
بحب أهل البيت ع من الخدمات فان جدي السيد عبد
المطلب بن حيدر بن المحسن بن محمد الملقب بالمهدي كان من خدمته لهم
ع ان كان بين جماعة من قومه وعشائره وكانوا على طريق ضلالة
ومذهب جهالة فأنكر عليهم وخامره الشك في سوء عقائدهم وهو إذ ذاك
شاب لم يبلغ الحلم في طرف الاثنتي عشرة سنة ونقم على مذهبهم في الباطن
وقال كيف يعبد من قتل ودفن إشارة إلى علي ع:
اتاني هواها قبل ان اعرف الهوى * فصادف قلبا خاليا فتمكنا
فخرج يوما لبعض مآربه وإذا برجل يصلي وكان الرجل من أهل العلم وليس من أهل
بلادهم بل وردها لبعض شانه فسأله ماذا تصنع

330
بقيامك وقعودك فاني لم أر أهل هذه البلاد يفعلون مثلما تفعل؟ فقال له: ما
عليك مني امض لشأنك فاقسم عليه ان يخبره، فقال اني أصلي لله رب
العالمين الصلاة المفروضة التي افترضها الله ورسوله على العباد واما أهل
بلادك هؤلاء فهم على ضلالة وان الرب هو الله ومحمد ص رسوله وعلي
خليفته من بعده وهو الامام المفترض الطاعة بأمر الله ورسوله وانما هو عبد
اصطفاه الله وأكرمه وقتل في سبيله قتله ابن ملجم فشكرته وقلت قد ابنت
لي ما كنت اطلب بيانه فقال لي أين مقرك فقلت بموضع كذا ثم اني رجعت إلى
أبي السيد حيدر وسألته ان يرخصني بان أصلي فرخصني وقال أنت وشأنك
ولا أمنعك من ذلك ورأيت في وجهه البشر والاستحسان لفعلي فتجاسرت
عليه وقلت يا والدي إذا رضيت لي بذلك لم لا تفعله أنت فقال لا عليك
مني وماذا تريد بهذا السؤال فسكت عنه احتشاما ورعاية لحقه ولعله كان في
الباطن مسلما يخفي اسلامه للمصلحة كما كان أبو طالب يخفي اسلامه
للمصلحة في نفع رسول الله ص وأظن ذلك منه ولم أتحققه لان الباعث على
اخفائه اسلامه كونه أكبر القوم ولم يكن في زمانه من أولاد المحسن من هو
حي فهم يرجعون إليه في أمورهم وان كان الحاكم غيره منهم فرجعت إلى
الشيخ المذكور فرحا بما رخصني به أبي وأخبرته بما صار لي معه من الكلام
فسر بذلك فصرت أتردد عليه حتى تعلمت منه معرفة الله تعالى ومعرفة
واجبات الطهارة والصلاة والصوم فتبعني اخوتي على اسلامي واسلم أهل
بيتنا والاتباع والخدام وصرنا معروفين بين قبائل المشعشعيين بهذا الدين فلما
وفق الله تعالى لاستيلائنا على هذا الامر يعني الامارة وانتزاعه من بني
عمنا أعني آل سجاد وآل فلاح لم يكن لي هم الا رجوع الناس والأقوام من
الكفر إلى الاسلام بالسيف واللسان وبذل المال فصرت أدعو قبيله قبيلة إلى
الاسلام فمن أطاع أنعمت عليه ومن أبى قتلته حتى وفق الله في أيام قليلة
لان رجع الناس إلى الاسلام وحسن اسلامهم وزال الكفر وأهله.
قال حفيده السيد علي خان الناقل لهذا الكلام ثم انه شرع ببناء
المساجد والمدارس وهرعت إليه العلماء وطلبة العلم من البلدان وجاوروه
وانتفعوا به ونفعهم فجزاه الله عنا وعن المسلمين كل خير وجمعنا وإياه في
مستقر رحمته انه كريم رحيم ومآثره ومناقبه لا تعد ولا تحصى فكانت له
الأسوة بجده إبراهيم لتبصره بالدين كتبصر إبراهيم وبجده رسول الله ص
لقتاله المشركين حتى اتوه طائعين مذعنين.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل: السيد الجليل خلف بن مطلب بن حيدر الموسوي
المشعشعي الحويزي حاكم الحويزة كان عالما فاضلا محققا جليل القدر شاعرا
أديبا من المعاصرين لشيخنا البهائي. وفي رياض العلماء: السيد الجليل المولى
خلف ابن السيد عبد المطلب بن حيدر بن المحسن بن محمد الملقب بالمهدي
الموسوي الحسيني المشعشعي الحويزي الحاكم بالحويزة الفاضل العالم
الشاعر المعروف بالمولى خلف وكان له ميل إلى التصوف وهو جد ولاة
الحويزة المعروفين بالموالي وولده السيد علي خان أيضا من العلماء والأكابر
اه‍. ووالده السيد عبد المطلب كان من أكابر فضلاء عصره وبامره كتب
الشيخ حسن بن محمد الاسترآبادي شرحا على فصول الخواجة نصير
الدين. وفي الطليعة كان فاضلا وصنف كتبا مفيدة وكان أديبا شاعرا
واجتمع بالشيخ البهائي في فارس وبالميرزا محمد الاسترآبادي صاحب
كتاب الرجال في الحجاز وأضر في آخر عمره. وقال ولده السيد علي خان
في رسالته المتقدم إليها الإشارة: كان زاهدا مرتاضا يأكل الجشب ويلبس
الخشن مع أنه كان واليا اقتداء بسيرة آبائه ع وكانت عبادته
يضرب بها المثل حتى أنه لما كان بصره سالما كان أكثر ليالي الجمع يختم بها
القرآن ولا تفوته النوافل وكان كثير الصيام لم يفته ذلك في سنة من السنين
الا انه كان تارة يصوم رجب ويفطر في شعبان أياما ومع ما كان عليه من
الزهد والتقوى كانت شجاعته تضرب بها الأمثال وأيامه فيها مشهورة
ومواقفه معلومة ولولا خوف الإطالة لعددناها وكان ذا عزم وشدة على هجوم
النوائب ونزول الحوادث ويتلقاها بالعزم الشديد الذي تميد له الجبال ولا يميد
ولو عدت مناقبه ومفاخره ومآثره لكانت كتابا مفردا ولكنا اقتصرنا على ما
أوردناه هاهنا:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وفي مسودة الكتاب ولا أدري الآن من أين نقلته ما صورته: السيد
خلف بن مطلب المشعشعي ولد ونشأ عند أخواله بني تميم حتى بلغ خمس
عشرة سنة وطلبه أبوه إلى الدورق فاقرأه العلوم على الشيخ عبد اللطيف ابن
أبي جامع العاملي فبلغ في المدة القليلة ما لم يبلغه غيره في المدة الطويلة
ومصنفاته وتفاسيره تدل على ذلك مع أنه كان متصلا بخدمة أخيه السيد
مبارك وحضر جملة من مواقعه ومغازيه وأبلى في بعضها بلاء حسنا وظهرت
منه شجاعة عظيمة وكان ذلك من أقوى الأسباب لقلع عينيه فبعد هذا بمدة
بعد رجوع أخيه مبارك إلى ولاية الحويزة قلع عيني أخيه خلف في سنة
1013 وتوفي السيد مطلب ولم تطل أيام السيد مبارك فانتقل السيد خلف
بعياله إلى خلف آباد فعمرها وحفر نهرها وسميت باسمه بعد أن طلب من
امام قلى خان ان يستأذن الشاه في ذلك فاذن له وكان يصف لهم المواقع
ويأمرهم بحفر الأنهار فتأتي حسب المرام ولما حفروا كلانترية شوشتر لمقرهم
المعروف إلى الآن بالكلانترية صرفوا عليه أموالا عظيمة فلم يتم امره فاتوا
إليه ومعهم هدية وقال لو أعلمتموني من أول الامر لأرحتكم ثم أرشدهم إلى
كيفية حفره ووصف لهم المواقع فجرى النهر بدون تعب وبقي معمورا إلى
الآن فسجلوا له نصفه ملكا واتوه بالهدية فقبل الهدية ورد القبالة وقال انما
أرشدتكم لوجه الله. وذكره الفاضل النوري في كتابه دار السلام فيما يتعلق
بالرؤيا والمنام ووصفه بالسيد الجليل والعالم النبيل صاحب التصانيف
الكثيرة الرائقة. اما انه كان حاكم الحويزة فقد صرح به صاحب الرياض
كما مر وبعض المعاصرين والظاهر أنه كان حاكما في بعض مدنها لان الحاكم
العام أولا كان أباه وولي بعد أبيه اخوه مبارك ثم سمله وانتقل هو إلى بلاد
فارس.
اخباره
خبر سمل أخيه له
كان أبوه ملك الدورق من قبل ملوك إيران الصفوية ثم ملكها بعده
اخوه السيد مبارك ابن السيد عبد المطلب فاتهم أخاه خلفا بأنه يريد
الاستيلاء على ملكه فأسمل عيني أخيه خلف جريا على تلك العادة السيئة
التي كان يستعملها الامراء والملوك في أقربائهم الذين يخافون منهم على ملكهم
وفي غيرهم من الذين لا يريدون قتلهم فانتقل خلف إلى الهندجان من
ارض فارس ومر ان سمله كان سنة 1013 وان أقوى أسبابه كان ما ظهر
لأخيه من شجاعته في حروبه معه فخاف منه وسمله.
تقسيمه أعماله اليومية
وقال ولده السيد علي خان على ما حكاه عنه صاحب الرياض في

331
رسالته المتقدم إليها الإشارة: اما والدي المرحوم المبرور السيد خلف بن
عبد المطلب فكان من شانه انه بعد ما تعدى عليه اخوه وسلبه نور البصر
عوضه الله منه بنور البصيرة وكان يصرف عمره في طاعة الله وعبادته وقسم
فعله على قسمين قسم بالتصنيف والتأليف فصنف كتبا كثيرة ورسائل فمنها
الستة التي صنفها قبل وقوع هذه المصيبة عليه ولم أدرك زمان تأليفها وذكرها
ومنها السبعة التوالي وهي مما وقفت عليها وكنت أخدمه بتسويد أكثرها أيام
التأليف وذكرها واما القسم الثاني من أفعاله فقد كان ماهرا في معرفة تعمير
الأرض واحياء الموات منها وقد عمر عدة قرى في الأرض التي توطنها بعد
خروجه من بلاد الدورق عقيب مصيبته ففارق أباه ونزل أولا بلاد زيدان
على الشط العربي المعروف بالهندجان فعمر بها ثلاث قرى وذلك أنه يسأل
العارفين بالتعمير عن الماء والأرض وعن علوه وانخفاضه فيحكم من طريق
المعرفة والسير القاطع بركوب الماء من الموضع الذي يستخرجه منه على
الأرض المرادة من غير وزن الأرض بميزان فيأمرهم بقدر ما تحتاجه الأرض
من الحفر فيحفرون فيركب الماء تلك الأرض على ما قرر ثم بعد ذلك انتقل
إلى الشط الشمالي من تلك الأرض وهو الشط المعروف بالحراحي الذي
ينزل إلى بلاد الدورق واحدث منه تسعة أنهر من الجانبين وصارت قرى
عامرة بيمن توجهه وسعيه وكل ذلك بمعرفته وتعليم المعامرة ودلالتهم على ما
لم يعرفوه فصارت قرى معمورة.
تقسيمه القرى بين أولاده
وقد أعطاه الله من أولاده ذرية طيبة مباركة فأعطى كل ولد قرية من
تلك القرى فكأنه قصد بتعميرها عددهم وقد ملكها لأولاده في حياته لئلا
يقع النزاع بينهم بعد وفاته وذلك من الرأي الصائب والحكمة التي لم يوفق
لها غيره اه‍.
خلف آباد
ومن جملة البلاد التي عمرها بلدة تسمى خلف آباد اي عمارة خلف
لا تزال باقية إلى اليوم وفي الرياض هي قصبة كبيرة معمورة بتلك البلاد
اه‍. ومر انه طلب من امام قلى خان ان يستأذن الشاه في عمارتها فاذن له.
ما كان يفعله في محاصيله
قال ولده السيد علي خان في رسالته المتقدم إليها الإشارة: كان مدة
حياته يصرف محاصيله من قراه التي أحدثها كما مر بهذه الطريقة فبعضها
يصرفه في الزكاة ويكتب عليه في الدفتر ز وبعضها في الصدقة المستحبة
فيكتب عليه في الدفتر ق اي القربة وبعضها للرحم فيكتب عليه
ص اي صلة الرحم وبعضها للوفود والشعراء ومخالفي المذهب فيكتب
عليه س اي ستر العرض وكانت هذه مصارفة وكان يؤثر على نفسه ولا
يرغب في جمع المال فإذا رأى شيئا فاضلا على ما أنفقه يقول رب لا تجعلني
من الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله.
كلام له في الرؤيا والمنام الصادق
حكي في دار السلام عن كتابه مظهر الغرائب في شرح دعاء عرفة
للامام أبي عبد الله الحسين بن علي ع انه قال عند قوله ع وما
أقلت الأرض مني ونومي ويقظتي ان الرؤيا مدارها على تزكية النفس
وصفاء السر واليقين في الاعتقاد والصدق في القول والعمل فهناك تحصل
المكاشفة بالرؤيا الصالحة فتأتي عيانا وهذا الامر قد جرت به التجربة وورد
في الكتاب العزيز وانا العبد المذنب قد صدرت علي.
حكايتان في نوادر الرؤيا
الأولى اني بعثت مرة إلى رامهرمز رجلا اعتمد عليه بدراهم ليشتري
لي طعاما بألف درهم وأوصيته ان لا يشتري من أرباب الديوان هربا من
الشبهة فرأيت في المنام كأنه قدم وسألته عن شراء الطعام فقال اشتريته
فقلت لعلك لم تشتر من أرباب الديوان شيئا قال قد اشتبه علي الامر في
منين اختلطا مع الطعام من حيث لا اعلم وسألته عن حاله قال قد أضرني
وجع في بطني وكويته بالنار كيا منكرا فلما أصبحت قدم الرجل فسألته
فأخبرني بما رأيت في المنام من جهة الطعام والألم الذي في بطنه.
والثانية كان لي معتمد عندي ووالدي في بلد الحويزة وكنت في
نواحي ارض فارس فرأيت كان الرجل قد قام ومعه ألفا درهم من الوالد قد
بعثها لي صلة منه فقلت اني أخشى ان تكون من اعمال الديوان فقال ليست
منه فاستحلفته فسكت فأعدت القسم عليه فقال حيث أحلفتني فهي من
اعمال الديوان الا اني أوصيت ان لا أخبرك بها وان اصرفها في بعض المهام
الخارجة عنك فقلت ارجعها إليه وانتبهت فإذا به قد قدم وأخبرت بها قبل
قدومه فجاء ومعه الدراهم بذلك العدد فسألته فقال ما قال في المنام حتى
ألححت عليه وأقسمت عليه فاقر بها فقلت الله أكبر ان الله قد حمانا عن هذه
وأرجعتها في الحال فعوض الله عنها بمنه وطوله بعد مدة يسيرة بعشرين ألف
درهم وذلك من فضل الله علينا وعلى الناس.
خبره مع الشيخ جعفر الخطي
قال جامع ديوان الخطي: كان قبل حدوث تلك المصيبة عليه من
سمل عينيه ارسل إلى الشيخ جعفر الخطي البحراني عدة كتب يستقدمه إليه
فاجابه يعتذر إليه عن التوجه بشعر على طريقة أهل تلك الأطراف يسمى
المواليا فلما جرى عليه ذلك كتب إلى الخطي من الهندجان يشكو ما جرى
عليه ويستقدمه إليه ويعاتبه في عدم تعزيته عما جرى عليه فعرض للخطي
سفر إلى فارس فأنشأ قصيدة واستصحبها معه فتوافيا بمحروسة شيراز فأنشده
إياها وذلك في سنة 1016:
أبا هاشم أنهي إليك تحية * يحييك رياها برائحة العطر
وأشكو لك الدهر الذي عض جاهدا * فأدمى وسام العظم نازلة الكسر
وانحنى على عودي فما زال عابثا * بأوراقه حتى ألح على القشر
وحظا لو استسريت ناسمة الصبا * شتاء لأسراها أحر من الجمر
واخوان سوءان رمى الدهر سهمه * فأخطأني كانوا سداد يد الدهر
وأتبع تسليمي إذا ما لقيتهم * ببشرى فأجزى بالعبوس عن البشر
تعوضتهم عن معشر حال بيننا * وبينهم ريب المنون إلى الحشر
أطالوا أيدي فالشبر باع فمذ مضوا * تقاصر باعي عن مطاولة الشبر
عققتهم ان لم أكاثر بأدمعي * عليهم غمار البحر أو سبل القطر
برغمي ان ألقى بني الدهر بعدهم * قذى وشجى للعين مني وللصدر
قضى من قضى منهم وأصبح من بقي * أخا نكبات يستقيل من العمر
تقسمهم ريب الزمان فأصبحوا * فريقين في ناب الحوادث والظفر
أسفت لهذا الشطر منهم وانني * لذو كمد باق على ذلك الشطر
ومتسم بالبر (1) يبطن ضده * وأضيع شئ خلطك الحلو بالمر



(1) في الأصل بالبرد.
332
أدافع عنه ما استطعت وانه * ليخذلني ما شاء أن سمته نصري
أرى قربه غنمي ولم أدر انه على * عكس ما عندي يرى غنمه هجري
سلكت به نهج الوفاء فغرني * فنكب منحازا إلى جانب الغدر
سقى الله حيا من تميم بقدر ما * شربنا بأيديهم من النائل الغمر
هم أوطأونا ساحة ويسر بعد ما * أزلت خطى أقدامنا عثرة العسر
فلم تبلغ الأم الرؤوم ببرها * بنيها مدى ما أسلفونا من البر
وأنت ابن أخت القوم والخال والد * وان كانت الأعمام من ضضئ النظر
وأنت الذي يعدي على المحل جوده * ويعشب من معروفه يابس الصخر
وان قعودي عنك حين بعثتني * إليك على قرب المكانين عن عذر
أمور لو اني سمتها الحصر لم يكن * ليأتي على معشار معشارها حصري
والأفقي نفسي إلى هندجانكم * تباريح يصدعن الجوانح لو تدري
فمن لي ان تأتيكم برسائلي * على الناي أنفاس الصبا والقطا الكدري
وشكوى أناخت بي فضقت تجلدا * بنازلها واسترحلت قاطن الصبر
هرقت لها كأس الكرى وتجرعت * لها النفس ما تحلو له جرعة الصبر
شكوت أخا عق الإخاء وحسنت * له زهرة الدنيا القبيح من الامر
لعمر أبي ان عاق عينيك لم يعق * جنانك عن اعمال رأي ولا فكر
ولا قبض الكف التي هي والغنى * جوادا رهان يجريان على قدر
خليلي ان ألممتما بمبارك * ثمال اليتامى في المحول أبي بدر
أخا الجفنات الدهم تنزو جواثما * جثم القطا من فوقها جزر الجزر (2)
ورب القنا الرجاف تندى فروعه * إذا غص بالريق الجبان من الذعر
وطاعن أولى الخيل لا تستكفه * بشئ سوى ابدالها الكر بالفر
فقولا له عن شاعر الخط قولة * يداوى بها سمع الأصم من الوقر
أحين صرفت العمر في طلب العلى * وسيرت ما سيرت من صالح الذكر
وأصبحت سلطان الشمال وأعملت لك * العيس من نزوى عمان إلى الشحر
عمدت إلى معطي الاخوة حقها * ومستعمل الاخلاص في السر والجهر
ومن لو شراه المستسيم مغاليا * بما نسلت حواء ما كان ذا خسر
فأوجرته كأسا يضيق بمرها * يدا ولو استسقى لها نطف الغدر
وأسلمت عينيه فأجثمت ضيغما * إذا ترك اختار الوثوب على الخدر
وأثكلت أيام الوغى وبني الوغى * إذا التقت الخيلان بالبطل الذمر
أخا الضرب ما أغنى الحسام فان بنت * مضاربه فالطعن بالأسل السمر
فهل تبلغينه على ناي داره * قلائص يعفين الحداة من الزجر
إذا هن سابقن النجوم لغاية * سبقن وخلفن النجوم على الأثر
اما وتراميها إليك مشيحة * تصوب فتخاء الجناح إلى وكر
كان تميطها إذا الريح أعصفت * بها وتعالى تحتها ثبج البحر
إذا ابتعثتها الريح زفت كأنما * ينوء طويلاها بقادمتي نسر
ظليم رعى حينا فأوجس خيفة * فأقحم يعلو نشر ارض إلى نشر
وما حملت من مدحه عربية * تريك إذا ما أنشدت عمل السحر
لانت على قرب المكان وبعده * إلى القلب أدنى من سحاب إلى بحر
مؤلفاته
ذكر بعضها صاحب أمل الآمل وغيره وأكثر من ذكرها استيفاء لها ولده
السيد علي خان فيما حكاه صاحب الرياض عن رسالته المار إليها الإشارة
فان صاحب البيت أدرى بما فيه فنحن ننقلها عنه 1 حق اليقين في علم
السلوك والطريقة خمسة عشر ألف بيت. والبيت خمسون حرفا على نهج لم
يسبق إليه وهو ان مأخذها كلها من أحاديث أهل البيت ع وهي
موافقة للطريقة والشريعة سالمة من شطحات الصوفية والحاداتهم وقولهم
بالحلول والاتحاد قال والحق انها طريقة الأنبياء والصالحين أقول ومن هنا
قال صاحب الرياض كما مر ان له ميلا إلى طريقة الصوفية وأي حاجة
لاستعمال مصطلحات الصوفية وتكلف تطبيقها على أحاديث أهل البيت
وصاحب الأمل قال إن حق اليقين في الكلام 2 الحق المبين 8000 بيت
في معرفة العلم والمنطق والكلام 3 سبيل الرشاد ستة آلاف بيت في
الصرف والنحو والأصول والفروع من العبادات 4 مظهر الغرائب عشرة
آلاف بيت في شرح دعاء الحسين ع يوم عرفة وذلك أنه اجتمع
مع الميرزا محمد الاسترآبادي صاحب كتاب الرجال في الحج يوم عرفة قال
السيد علي خان فقال له والدي يا سيدنا هذا الدعاء قابل للشرح وينبغي ان
تشرحه فقال انا التمس منك ذلك فقال والدي اني لست من فرسان هذا
الميدان كسرا لنفسه فقال له أنت أهل له ومن أحق به منك قال فقبلت
التماسه فلما رجعت من حجتي إلى الوطن لم يكن لي هم الا شرح الدعاء
المبارك فشرحه كما ينبغي وأودعه أسرارا وعلوما جمة ومعارف وفق لجمعها
فلما أتمه بعث بنسخته إليه فأعجب بها كل الاعجاب وطلبت نسختها الأكابر
من والدي واستنسخوها وقال بعضهم: انه نفيس جدا يدل على كثرة علمه
وفضله وتبحره وحسن سليقته 5 النهج القويم من كلام أمير المؤمنين
ع جمع فيه ما فات نهج البلاغة لكنه لم يتم 6 البلاغ المبين جمع
فيه الأحاديث القدسية المنزلة على الأنبياء والرسل إلى محمد ص
وجمع فيه كلام الأنبياء وحكمهم ومواعظهم وكلام الأئمة
الطاهرين والأولياء الصالحين والمشايخ المعتبرين ونبذة من واردات خاطره
من الحكم والأمثال وهذه هي السنة التي ألفها قبل ذهاب بصره 7 فخر
الشيعة نحو 8000 بيت في فضائل أمير المؤمنين ع ومعجزاته
وكراماته 8 سيف الشيعة في المطاعن نحو ثلاثة وعشرين ألف بيت 9
الحجة البالغة خمسة عشر ألف بيت في اثبات خلافة أمير المؤمنين ع
بالنصوص القرآنية والاخبار النبوية من طريق غير الشيعة ثم يتبعها
بما ورد من طرق الشيعة 10 برهان الشيعة ثلاثة وثلاثون ألف بيت في
اثبات امامة أمير المؤمنين علي ع بالبراهين العقلية والنقلية مشتمل
على أربعين برهانا وأربعين مجلسا 11 سفينة النجاة في فضائل الأئمة
الهداة في عشرة آلاف بيت في فضائل ومناقب أمير المؤمنين وباقي الأئمة
الاثني عشر ع 12 المودة في القربى ثلاثة وثلاثون ألف بيت
في فضائل الزهراء وأمها والأئمة الاثني عشر ع واثبات إمامتهم
بالنص وفضائلهم ومعجزاتهم وكراماتهم وعدد أولادهم وتاريخ مولدهم
ووفاتهم والاحتجاج على من لم يقل بإمامتهم كالزيدية والكيسانية والواقفية
وغير ذلك 13 خير الكلام في المنطق والكلام واثبات امامة كل امام
سبعة وعشرون ألف بيت وهذه السبعة الأخيرة ألفها بعد ذهاب بصره
14 الاثنا عشرية في الطهارة والصلاة 15 دليل النجاح في الدعاء
16 كتاب في الدعاء يشبه الدروع الواقية وهذه الثلاثة ذكرها صاحب
الرياض 17 رسالة في النحو 18 أرجوزة في النحو 19 ديوان
شعر عربي 20 ديوان شعر فارسي وهذه الأربعة ذكرها صاحب الأمل:



(1) كلمة ساحة لم تكن في الأصل فأثبتناه بالمناسبة.
(2) الذي في الأصل (جزر الخبر) ولعل الصواب ما أثبتناه والجزر بفتحتين القطع من الجزر
وهو القطع والجزر بضمتين جمع جزور وهو البعير. - المؤلف -
333
شعره
ومن شعره قوله:
وخريدة قد زار ليلا طيفها * والى الخلافة صبحه يترشح
أعرضت عما دون انس كلامها * ثم انتبهت وعفتي تترجح
وقوله في مدح علي ع:
أبا حسن يا حمى المستجير * إذا الخطب وافى علينا وجارا
لأنت أبر الورى ذمة * وأكبر قدرا وامنع جارا
فلا فخر للمرء ما لم يمت * إليك انتسابا فينمي النجارا
رثاؤه
ولما توفي رثاه الشهاب الحويزي بقوله من قصيدة ضاهى بها رائية أبي
تمام في محمد بن حميد الطائي:
مضى خلف الأبرار والسيد الطهر * فصدر العلى من قلبه بعده صفر
وغيب منه في الثرى نير الهدى * فغارت ذكاء الدين وانكسف البدر
ومات الندى فلترثه السن الثنا * وليث الوغى فلتبكه البيض والسمر
هو المرء يوم الحرب تثنى حرابه * عليه وفي المحراب يعرفه الذكر
فمن لليتامى والأرامل بعده * وممن ترجي النفع ان مسنا الضر
وهي طويلة موجودة في ديوانه المطبوع
أولاده وذريته
في الرياض اما كثرة أولاده وبركة نسله فهو على حد يبلغ في عصرنا
هذا انه إذا ركب الوالي يركب معه أزيد من خمسمائة من أقربائه وعشائره
مع أنه قتل منهم جم غفير في عصرنا هذا دفعة واحدة في وقعة ومع ما قتل
منهم في المعارك سابقا.
الشيخ خلف بن عبد الملك بن مسعود
في رياض العلماء له كتاب المستغيثين في الأدعية وكثيرا ما ينقل عن
كتابه هذا الكفعمي في المصباح والظاهر أنه من قدماء علماء الشيعة.
الشيخ خلف ابن الحاج عسكر الحائري
توفي في كربلاء سنة 1246 وهي سنة الطاعون وقيل سنة 1250
وكيف كان فلا شك ان وفاته في العشر الخامس بعد مائتين وألف ودفن في
دكة في الصحن الشريف قرب باب السدرة. وطاق الشيخ خلف في كربلا
منسوب إليه.
هو من العلماء المشهورين وله ذرية في كربلا معروفون. وفي روضات
الجنات: كان من أجلاء الفقهاء والمجتهدين والصلحاء المتورعين قرأ على
صاحب الرياض وكان لا يرى لمن جاء بعده كثير فضل نعم كان يعجبه كثرة
تتبع السيد صاحب مطالع الأنوار له شرح على الشرائع اه‍. وقيل إن
شرحه على الشرائع يقرب من الجواهر وفي الشجرة الطيبة نقل لي بعض
أرحامه ان له شرحا على المعارج ورسالة عملية اه‍. وله كتاب الخلاصة
تلخيص فتاوى أستاذه صاحب الرياض في الطهارة والصلاة من شرحه
الصغير لخصها في حياته سنة 1228 وله تلخيص الرياض وقام مقامه ولده
الشيخ حسين في الإمامة وسائر الوظائف الشرعية في مسجده القريب من
داره ومن تلاميذه الشيخ عبد الجبار بن محمد بن أحمد بن علي بن عبد الجبار
الخطي البحراني نسخ بأمر أستاذه المذكور كتاب الاجتهاد والاخبار في الرد
على الأخبارية للآقا البهبهاني بتاريخ 1215.
خلف بن عيسى
قال النجاشي له كتاب يرويه عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبي
عبد الله ع أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الخمري الكوفي حدثنا
الحسين بن أحمد بن المغيرة اخبرني أبو القاسم تميم بن عيسى الحميري
اخبرني مهدي بن عتيق اخبرني خلف بن عيسى بكتابه وفي الفهرست
خلف بن عيسى له كتاب عن سليمان بن جعفر رواه مهدي بن عتيق وفي
نسخة مهتدي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية مهدي بن عتيق عنه
وزاد الكاظمي روايته هو عن سليمان بن جعفر الجعفري.
خلف بن المبارك
في ميزان الذهبي: عن شريك لا يدري من هو ولا يتابع على حديثه
قاله العقيلي وقال حدثنا إبراهيم بن عبد الله الفارسي ثنا محمد بن يحيى بن
الضريس ثنا خلف بن المبارك ثنا شريك عن أبي إسحاق عن الحارث عن
علي: أعطيت في علي خمس خصال لم يعطها نبي. يقضي ديني. ويواري
عورتي. وهو الذائد عن حوضي. ولوائي معه يوم القيامة. واما الخامسة
فاني لا أخشى ان يكون زانيا بعد احصان ولا كافرا بعد ايمان. ليس له
أصل من حديث أبي إسحاق اه‍. وفي لسان الميزان: لفظ العقيلي كوفي
مجهول بالنقل ولا يتابع على حديثه من وجه ثبت وليس لحديثه أصل عن أبي
إسحاق ولا عن شريك وقد جاء باسناد لين اه‍. ومن كونه كوفيا وروايته
مثل هذا الحديث يمكن استفادة تشيعه.
خلف بن محمد بن أبي الحسن الماوردي البصري
حكى العلامة في الخلاصة عن ابن الغضائري انه قال كان غاليا في
مذهبه ضعيفا لا يلتفت إليه اه‍. وابن الغضائري وان كان لا يعتني
بتضعيفه الا ان الرجل يخرج من الضعف إلى الجهالة ويوشك ان يكون هو
أبو الحسن خلف بن محمد بن خلف الماوردي الآتي وحينئذ يكون الرجل لا
يقصر عن الوثاقة والله أعلم.
الشيخ خلف بن محمد بن حردان الحلي النجفي الشهير بالشيخ خلف حردان
الغطاوي
عالم فاضل من تلاميذ الآقا محمد باقر البهبهاني له كتاب تسلية العالم
في شرح المعالم اي معالم الأصول في مجلد كبير تام ويعبر عن أستاذه المذكور
في هذا الشرح بالأستاذ وبالشيخ الأستاذ توجد نسخته بالنجف بخط
حمزة بن عبد الله بن ربيع النجفي وفي آخرها بخط المؤلف ما صورته بلغ
مقابلة على يد مؤلفه أقل عباد الله خلف بن حردان الحلي أصلا النجفي
مسكنا وكتب الجاني الفاني والحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده
ولا تاريخ للتأليف ولا للكتابة انما عليها تملك المولى عبد الكريم لها سنة
1231.

334
الشيخ أبو الحسن خلف بن محمد بن خلف الماوردي.
في الرياض في ترجمة الحسين بن أبي الحسن محمد بن أبي محمد
هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد بن سعيد التلعكبري انه يروي عن أبي
الحسن خلف بن محمد بن خلف الماوردي. وفي تلك الترجمة أيضا روى
ابن طاووس في جمال الأسبوع باسناده عن الحسين بن محمد بن هارون بن
موسى التلعكبري هذا دعاء السمات وقد قال الحسين هذا نسخت هذا
الدعاء من كتاب دفعه إلي الشيخ الفاضل أبو الحسن خلف بن محمد بن
خلف الماوردي بسر من رأى بحضرة مولانا أبي الحسن علي بن محمد وأبي
محمد الحسن ص في شهر رمضان سنة أربعمائة.
خلف بن محمد الكشي الملقب بمنار
روى عنه الكشي في رجاله في ترجمة عمار بن ياسر قال ومن طريق
العامة خلف بن محمد الملقب بمنار الكشي قال الخ فلا يكون من
أصحابنا.
خلف بن ياسين بن عمرو الكوفي الزيات
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه. وفي ميزان الذهبي خلف بن ياسين بن معاذ الزيات عن المغيرة بن
سعيد عن عمرو بن شعيب بحديث من خرج يريد الطواف خاض في الرحمة
فإذا دخله غمرته ثم لا يرفع قدما الا كتب الله له بكل خطوة خمسمائة
حسنة فإذا فرع وصلى خلف المقام خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه
وشفع في سبعين من أهل بيته الحديث ثم أسنده عن يحيى بن سعيد بن
سالم القداح عن خلف ثم حكى مسندا عن محمد بن إسماعيل الجبلي عن
خلف بن ياسين عن ابن أشوس عن يحيى بن سعيد عن انس بن مالك
مرفوعا تفترق أمتي على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة قالوا
ومن هم قال الزنادقة أهل القدر هذا موضوع وهو كما ترى متناقض قال ابن
عدي لم أر لخلف سواه اه‍. وفي لسان الميزان بقية كلامه وان يكن له غيره
فدون الخمسة وقال العقيلي هو وشيخه مجهولان بالنقل والحديث غير محفوظ
وساقه بلفظ غير متناقض اه‍. ولا تناقض فيه على كل حال والظاهر أنه
المترجم نسب إلى أحد أجداده تارة وتارة إلى آخر والله أعلم.
الخلقاني
لقب إسماعيل بن زكريا بن مرة
خليد بن طريف
من أصحاب علي أمير المؤمنين ع بعثه إلى خراسان بعد
وقعة الجمل وكانوا قد ارتدوا وعصوا ففتحها وقيل إنه بعث خليد بن قرة
اليربوعي روى الطبري في تاريخه بسنده عن الأصبغ بن نباتة المجاشعي قال
بعث علي خليد بن قرة اليربوعي ويقال خليد بن طريف إلى خراسان اه‍. فيمكن
ان يكون اسمه خالد بن قرة بن طريف أو خالد بن طريف بن قرة نسب
تارة إلى أبيه وأخرى إلى جده اما نصر بن مزاحم فإنه روى أنه بعث خليدا
ولم ينسبه والمراد به خالد بن طريف بن قرة هذا روى نصر بن مزاحم في
كتاب صفين ان عليا ع حين قدم الكوفة من البصرة بعد حرب
الجمل أقام بها واستعمل العمال وذكر فيمن استعمله خليدا ولم ينسبه
فقال وبعث خليدا إلى خراسان فسار خليد حتى إذا دنا من نيسابور بلغه ان
أهل خراسان قد كفروا ونزعوا يدهم من الطاعة وقدم عليهم عمال كسرى
من كابل فقاتل أهل نيسابور فهزمهم وحصر أهلها وبعث إلى علي بالفتح
والسبي ثم صمد لبنات كسرى فنزلن على أمان فبعث بهن إلى علي ع
فلما قدمن عليه قال أزوجكن قلن لا الا ان تزوجنا ابنيك فانا لا نرى لنا
كفوا غيرهما فقال علي اذهبا حيث شئتما فقام نرسا فقال من لي بهن
فإنها منك كرامة فبيني وبينهن قرابة ففعل فأنزلهن نرسا معه وجعل يطعمهن
ويسقيهن في الذهب والفضة ويكسوهن كسوة الملوك ويبسط لهن الديباج
اه‍.
خليد بن عبد الله أبو سليمان العصري
عن لب اللباب العصري بفتح المهملتين وراء نسبة إلى عصر بطن
من عبد القيس ومن طئ في تاريخ بغداد تابعي حضر مع علي بن أبي
طالب يوم النهروان ثم روى بسنده عن خليد العصري سمعت أمير المؤمنين
عليا يقول يوم النهروان امرني رسول الله ص بقتال الناكثين والقاسطين
والمارقين
روى عن علي وأبي ذر الغفاري وأبي الدرداء. وروى عنه قتادة بن
دعامة وابان بن أبي عياش اه‍ وفي تهذيب التهذيب خليد بن عبد الله
العصري أبو سليمان ذكره ابن حبان في الثقات. وزاد فيمن روى عنهم
سلمان والأحنف وزيد بن صوحان قال وقرأ عليه القرآن وفيمن رووا عنه
أبا الأشهب العطاردي وعوفا الأعرابي وقال ابن حبان في الثقات لما ذكره
يقال ان هذا مولى لأبي الدرداء اه‍.
خليف بن قرة اليربوعي
مر في خليد بن طريف
خليدة السجستاني
في معجم البلدان في سجستان عن محمد بن بحر الرهني
السجستاني قال عند مدحه لسجستان: منها حريز بن عبد الله صاحب أبي
عبد الله جعفر بن محمد الباقر رضي الله عنه ومنها خليدة السجستاني
صاحب تاريخ آل محمد قال الرهني وأجل من هذا كله انه لعن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه على منابر الشرق والغرب ولم يلعن على منبرها الا مرة
وامتنعوا على بني أمية وأي شرف أعظم من امتناعهم من لعن أخي رسول
الله ص على منبرهم وهو يلعن على منابر الحرمين مكة والمدينة اه‍.
الخليع الشاعر
اسمه الحسين بن الضحاك ومر في بابه
الخليعي الشاعر
الملقب بالخليعي ثلاثة اشخاص كلهم شعراء الأول مادح بني
حمدان ناصر الدولة وابن عمه الحسين بن سعيد أخي أبي فراس وهو مجهول
الاسم والنسبة الثاني قال صاحب الطليعة اسمه علي بن عبد العزيز بن
أبي محمد الموصلي الحلي ويأتي في بابه وهو متأخر عن الأول بنحو أربعمائة
سنة الثالث الشيخ حسن الخليعي وهو متأخر أيضا حتى عن الثاني على
الظاهر وهو الذي ينسب إليه المراثي الكثيرة في الحسين ع ومر في
بابه فنذكر هنا الأول فقط.

335
الخليعي مادح بني حمدان
لسنا نعرف اسمه وهو شاعر مجيد وقد أورد له ابن خالويه في شرح
ديوان أبي فراس شعرا ولم يسمه فقال:
كبس العدل بن المهدي بعساكره نصيبين وفيها خزائن سيف الدولة
فاحتوى عليها فسار إليه أبو عبد الله الحسين بن أبي العلاء سعيد بن حمدان
أخو أبي فأسره فقال الخليعي بمدحه:
حسب الحسين بان الله عن قدر * على يديه أعز الدين والعربا
أقام دولة ملك كان جانبها * قد كاد يعطب يوم العدل أو عطبا
قد كاد يفلت في يوم الوغى هربا * من حد سيفك لو لم تحسن الطلبا
فان سما سيفها فيها وناصرها * فأنت تاج لها ان أحسنوا اللقبا
وقال أيضا لما غدرت الأتراك بالأميرين سيف الدولة وناصر
الدولة واصعدا إلى ديارهما كاتبهما الخليفة المتقي بالرجوع إلى بغداد فأبيا
فقال الخليعي يمدح ناصر الدولة:
الله ربك دع بغدادهم لهم * واحفظ بلادك واحم الدين والثغرا
فما افتقرت إلى امر تدبره * حتى يكون إليك الامر مفتقرا
الشيخ خليفة بن أبي اللجيم القزويني
في فهرست منتجب الدين صالح شهيد وفي رياض العلماء ظاهر
السياق انه ليس من العلماء وهو كذلك ولكن في كتاب شهداء الفضيلة
والظاهر أنه نقله عن كتاب ضيافة الاخوان في علماء قزوين: هو أخو
العلامة الشيخ أمير كابن أبي اللجيم المتوفي سنة 514 كان أحد المشايخ
الأجلة وعمدة عمد المذهب والملة في القرن السادس وكان من حملة أعباء
العلم ذا فضل خطير وورع موصوف وزهد معروف وقد أبقى بذلك كله
ذكرى أبدية بالصلاح والسعادة بالشهادة ذكره صاحب ضيافة الاخوان
واحتمل كون شهادته بيد الإسماعيلية الملاحدة القوية في ذلك الزمان
الراغبين في قتل المسلمين ونهب أموالهم خصوصا أهل قزوين وأرباضها.
السيد خليفة بن ذياب بن عقير بن عسكر بن ضامن بن محمد بن عرمة
الحسيني المدني.
ذكره السيد ضامن بن شدقم في كتابه فقال كان ذا صلابة وشهامة
وسجايا حسنة فصيحا شاعرا أديبا ولي المدينة نائبا ثم سافر إلى مصر وقتل
قبل وصوله وكان أبوه ذياب شجاعا قيل كان يرد الجمع وحده وكان له دم في
أربع طوائف فاستوفاه وقتل واحدا منهم بين قومه قتل رحمه الله ودمه في آل
نبهان من بني لام قاله في الزهرة اه‍.
خليفة سلطان وزير الشاه عباس
اسمه السيد حسين بن محمد بن محمود الحسيني وهو المعروف بسلطان
العلماء صاحب حواشي المعالم والروضة وغيرها.
خليفة بن الصباح بن خليفة
ذكره الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع وقال روى عن
أبيه عن أبان بن عثمان الأحمر عن أبي بصير روى عنه وسمع منه
الحسن بن علي بن نعيم بن سهل بن ابان.
خليفة ويقال عليفة بالعين المهملة بدل الخاء المعجمة ابن عدي بن
عمرو بن مالك بن عامر بن بياضة البياضي الأنصاري.
هكذا نسب في الإصابة وبنو بياضة قوم من الأنصار وفي أسد الغابة
عن أبي نعيم انه نسبه خليفة بن عدي بن المعلى وفيه عن ابن الكلبي وابن
شاهين عدي بن عمرو بن مالك بن عامر بن فهيرة بن عامر بن بياضة وقال
عبدان المعلى هو ابن أمية بن بياضة بن عامر بن زريق ساق نسبه عن ابن
إسحاق.
في أسد الغابة قال ابن الكلبي وابن شاهين وموسى بن عقبة شهد
بدرا واحدا وقال عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من شهد مع علي من
أصحاب الرسول ص خليفة بن عدي من بني بياضة بدري أخرجه أبو نعيم
وأبو عمرو موسى. وفي الإصابة ذكره ابن إسحاق وموسى بن عقبة فيمن
شهد بدرا وذكره ضرار بن صرد باسناده إلى عبيد الله بن أبي رافع فيمن
شهد صفين مع علي من الصحابة أخرجه الطبراني.
السيد صفي الدين خليفة العلوي الجعفري الشرفشاهي
في فهرست منتجب الدين عالم صالح واعظ وفي رياض العلماء
العلوي نسبة إلى علي ع بالنسب وكذا الجعفري نسبة إلى جعفر
الصادق ع واما الشرفشاهي فهي على الظاهر نسبة إلى السيد
الشرفشاه وسيجئ السيد عز الدين ذو الفقار بن أبي طاهر بن خليفة
الجعفري الشرفشاهي نقيب السادة بارم والظاهر أنه سبط المترجم وسيجئ
أيضا السيد جمال الدين الرضا بن أحمد بن خليفة الجعفري الأرمي والظاهر
أنه السبط الاخر للمترجم اه‍.
السيد خليل ابن السيد إبراهيم الخازن للروضة الحايرية
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحايري فقال الجليل النبيل السيد
خليل وقال السيد نصر الله يهنيه بمولود:
الحمد لله بدر السعد قد طلعا * ونشر مسك التهاني في الورى سطعا
ذو راحة للموالي راحة وهبت * وللأعادي عنا أكبادهم صدعا
وطلعة ان تبدت في الظلام لنا * نظن أن ضياء الشمس قد سطعا
أضحت كراماته للناس باهرة * إذ من أصابعه ماء السخا نبعا
سخاؤه للذي يرجوه واسطة * وحلمه للذي يخشاه قد شفعا
لا زال يلبس أثواب المسرة من * كف التهاني ويكسو المادح الخلعا
الميرزا خليل ابن الملا إبراهيم الطهراني النجفي الطبيب الشهير أبو أطباء
النجف
توفي في النجف سنة 1270 طاعنا في السن.
حصل الطب اليوناني القديم في إيران واشتهر به وتردد كثيرا بينها
وبين العراق إلى أن سكن بالنجف وكان كثير العلاقة بالعلماء المجتهدين
يداوي مرضاهم كان له خمسة أولاد ثلاثة أطباء ماهرون مشهورون وطبابتهم
على الطريقة القديمة اليونانية وهم الميرزا محمد الطبيب الشهير في طهران
والميرزا حسن والميرزا باقر عاصرناهم ورأينا الثالث منهم في النجف وتداوينا
عنده واثنان من العلماء المجتهدين المقلدين وهما الحاج ملا علي والحاج ميرزا
حسين عاصرناهما ورأينا الثاني منهما وذكرت تراجم الجميع في أبوابها فيما مر
ويأتي ولكل من الميرزا حسن والميرزا باقر ذرية تعاطوا الطب في النجف منهم

336
ميرزا محسن وميرزا محمود ولدا ميرزا حسن وميرزا صادق بن ميرزا باقر وهو
الذي يقول فيه السيد جعفر الحلي على سبيل المطايبة:
وصادق في قوله صادق * الا إذا ما قال يشفي العليل
ليس له في الطب شئ سوى * نسبته للحاج ميرزا خليل
وآل خليل كثيرون في النجف وطهران وغيرها فيهم العلماء والفضلاء
والكتاب والأطباء أهل شهرة ونجابة
الشيخ خليل بن إبراهيم بن محمد بن حسن بن سليمان العاملي الصوري
النجفي نزيل كوت الامارة
ولد سنة 1283 في صور وتوفي سنة 1342 في بلدة الكوت ونقلت
جنازته إلى النجف فدفن فيها.
كان عالما فاضلا قرأ أولا في جبل عامل وهاجر معنا إلى النجف لطلب
العلم سنة 1308 وقرأ على جماعة منهم مؤلف هذا الكتاب ورجعنا من
النجف سنة 1319 وهو باق فيها ثم بلغنا انه سكن كوت الامارة من بلدان
العراق وحصلت له فيها رياسة وجاه واتسعت حاله وبقي فيها إلى أن توفي
وبلغنا أن له عدة مؤلفات ولم نرها من جملتها 1 النور البهي والحق الجلي
في أصول الدين 2 حياة النفوس أو أنيس النفوس في أخبار المواعظ
والأخلاق 3 النفحات الغروية مجموعة 4 صفوة الكلام في أحوال
الحسين ع 5 نفائس الكلام في فضل العلم 6 الفوائد
الخليلية مجموعة فوائد.
الخليل بن أحمد بن عمر بن تميم أبو عبد الرحمن وقيل أبو الصفا الفراهيدي
ويقال الفرهودي اليحمدي العتكي الأزدي ويقال الباهلي البصري النحوي
العروضي
ولد بالبصرة سنة 100 قاله ابن خلكان وعن خط الذهبي 105
وتوفي سنة 160 قاله ابن الأثير وفي مرآة الجنان توفي سنة 170 وقيل 175
وقيل 160 وقيل 130 وغلط هذا الأخير وممن نقله ابن الجوزي والواقدي.
وقال ابن خلكان قيل إنه عاش 74 سنة.
والفراهيدي بالدال المهملة في كل ما عثرنا عليه وشذ صاحب لب
اللباب فيما حكي عنه في هامش اللباب نسبة إلى
فراهيد بطن من الأزد في معجم الأدباء هو فراهيد بن مالك بن فهم بن
عبد الله بن مالك بن مضر الأزدي اه‍. وعن الأصمعي سالت الخليل بن أحمد
ممن هو فقال من أزد عمان من فراهيد قلت وما فراهيد قال جرو الأسد
بلغة عمان اه‍ وفي القاموس الفرهود أبو بطن منهم الخليل بن أحمد وهو
فرهودي وفراهيدي اه‍ وفي بغية الوعاة الفرهود واحد الفراهيد وفي الرياض
عن ابن دريد الفرهود ولد السبع ويقال الغلام الغليظ واليحمدي نسبة
إلى يحمد في القاموس كيشفع ويعلم مضارع أعلم أبو قبيلة وفي الرياض
يحمد بطن من الأزد والعتكي نسبة إلى العتيك في القاموس كأمير فخذ
من الأزد في ذيل المذيل الخليل بن أحمد الفراهيدي من العتيك عن هشام بن
محمد اه‍.
أبوه
في الشذرات يقال ابن أباه أول من سمي احمد بعد النبي ص. وفي
الروضات عن المبرد فتش المفتشون فما وجدوا بعد نبينا ص من اسمه احمد
قبل أبي الخليل اه‍ فإذا لا يوجد من اسمه الخليل بن أحمد قبله.
أقوال العلماء فيه
في الخلاصة الخليل بن أحمد أفضل الناس في الأدب وقوله حجة فيه
واخترع علم العروض وفضله أشهر من أن يذكر وكان امامي المذهب وعن
ابن إدريس في مستطرفات السرائر انه عده من كبراء أصحابنا الا انه سماه
الخليل بن إبراهيم بن أحمد العروضي. وفي رياض العلماء: كان الخليل
على ما قاله الأصحاب من أصحاب الصادق ويروي عنه والخليل جليل
القدر عظيم الشأن أفضل الناس في علم الأدب وكان امامي المذهب وكان
في عصر مولانا الصادق بل الباقر ع وكان إماما في علم النحو
واللغة وسيجئ في ترجمة أبي الأسود الدئلي عن شرح اللباب القول بان
الخليل بن أحمد هو أول من استنبط علم النحو لكنه محل نظر وكان الخليل
رجلا صالحا عالما حليما وقورا حسن الكلام وقال الشيخ البهائي في حواشي
الخلاصة انه كان من أصحاب الصادق ع وقال الكفعمي من
علمائنا ان الخليل كان من أزهد الناس وأرفعهم نفسا وكان الملوك يقصدونه
ويبذلون له فلا يقبل وكان يحج سنة ويغزو سنة حتى جاءه الموت اه‍
الرياض وذكره الجزري في طبقات القراء فقال: الامام المشهور روى
الحروف عن عاصم بن أبي النجود وعبد الله بن كثير وهو من المقلين عنهما
وهو الذي روى عن ابن كثير غير المغضوب بالنصب تفرد بذلك عنه روى
عنه الحروف بكار بن عبد الله العودي اه‍.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 160 فيها مات الامام النحوي
المشهور الخليل بن أحمد وفي مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته هو
واضع أول ديوان جامع للغة العرب وهو كتاب العين على نهج من الترتيب
لم يسبق إليه ولم يشاركه أحد من أبناء عصره فيه اه‍. وفي تهذيب التهذيب
عن حماد بن زيد كان الخليل يرى رأي الأباضية حتى من الله عليه بمجالسة
أيوب السختياني وعن النضر بن شميل ما رأيت أحدا يطلب إليه ما عنده
أشد تواضعا منه وكان من الزهاد في الدنيا المنقطعين إلى العلم وقصته مع
سليمان أمير البصرة أو السند مشهورة وهي انه ارسل إليه يستدعيه لتأديب
ولده فاخرج خبزا يابسا وقال ما دام هذا عندي لا حاجة لي فيه وكان يقول
من الشعر البيتين والثلاثة وقال إبراهيم الحزمي كان أهل البصرة يعني أهل
العربية منهم أصحاب الأهواء الا أربعة فإنهم كانوا أصحاب سنة وعد منهم
الخليل بن أحمد وقال ابن حبان في كتاب الثقات كان من خيار عباد الله
المتقشفين في العبادة قال العباس بن يزيد النجراني ثنا أمية بن خالد ولم يكن
بالبصرة أوثق منه الا الخليل بن أحمد وقيل لسيبويه هل رأيت مع الخليل كتبا
يملي عليك منها قال لم أجد معه كتبا الا عشرين رطلا بخط دقيق. ما
سمعته من لغات العرب وما سمعته من النحو فاملاء من قلبه اه‍ تهذيب
التهذيب. وفي معجم الأدباء: سيد الأدباء في علمه وزهده قال
السيرافي: كان الغاية في تصحيح القياس في النحو واستخراج مسائل النحو
وتعليله وقال ياقوت هو أول من استخرج العروض وضبط اللغة وحصر
أشعار العرب يقال انه دعا بمكة ان يرزقه الله تعالى علما لما يسبق به فرجع
وفتح عليه بالعروض وكانت له معرفة بالايقاع وهو الذي أحدث له علم
العروض وكان يقول الشعر فينظم البيتين والثلاثة ونحوها وكان سفيان
الثوري يقول من أحب ان ينظر إلى رجل خلق من الذهب والمسك فلينظر
إلى الخليل بن أحمد ويروى عن النضر بن شميل انه قال: كنا نمثل بين
ابن عون والخليل بن أحمد أيهما تقدم في الزهد والعبادة فلا ندري أيهما تقدم

337
وكان يقول ما رأيت رجلا اعلم بالسنة بعد ابن عون من الخليل بن أحمد
وكان يقول أكلت الدنيا بعلم الخليل بن أحمد وكتبه وهو في خص لا يشعر
به وكان يحج سنة ويغزو سنة وكان من الزهاد المنقطعين إلى الله تعالى وكان
يقول إن لم تكن هذه الطائفة أي الزهاد أولياء الله فليس لله ولي اه‍.
وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 170 فيها مات امام اللغة والعروض
والنحو الخليل بن أحمد الفراهيدي وقيل سنة 175 وهو الذي استنبط علم
العروض وحصر أقسامه في خمس دوائر واستخرج منها خمسة عشر بحرا وزاد
فيها الأخفش بحرا اسماه الخبب وهو في اختراعه بديهة كاختراع
أرسطاطاليس علم المنطق ومن تأسيس بناء كتاب العين الذي يحصر لغة أمة
من الأمم وهو أول من جمع حروف المعجم في بيت واحد فقال:
صف خلق خود كمثل الشمس إذ بزغت * يحظى الضجيع بها نجلاء معطار
وكان مع ذلك صالحا قانعا قال النضر أقام في خص بالبصرة لا يقدر
على فلس وعلمه قد انتشر وكسب به أصحابه الأموال وكان من الزهد في
طبقة لا تدرك حتى قيل إن بعض الملوك طلبه ليؤدب له أولاده فاتاه الرسول وبين
يديه كسر يابسة يأكلها فقال قل لمرسلك ما دام يلقى مثل هذه لا حاجة به
إليك ولم يأت الملك. وقال الواحدي في تفسيره الاجماع منعقد على أنه لم
يكن أحد اعلم بالنحو من الخليل. وفي العبر الخليل بن أحمد الأزدي
البصري أبو عبد الرحمن صاحب العربية والعروض كان إماما كبير القدر
خيرا متواضعا فيه زهد وتقشف وفي لفظ آخر ذا زهد وعفاف اه‍
الشذرات. وفي الرياض عن هامش جمهرة ابن دريد قال ولعله من الأصل
قال أبو داود المصاحفي سمعت النضر بن شميل يقول: ما رأى الراؤون
مثل الخليل ولا رأى الخليل مثل نفسه وفي الرياض عن الأزهري استخرج
الخليل من العروض واستنبط من النحو ومن علله ما لم يستخرج أحد ولم
يسبقه إلى علمه سابق من العلماء كلهم اه‍. وبلغ من زهده ما حكاه
النضر قال كان الخليل أشعث الرأس شاحب اللون شعث الهيئة منخرق
الثياب منقطع القدمين مغمورا في الناس لا يعرف اه‍ وما ضره ذلك وقد
بقي ذكره أبد الدهر زاهيا زاهرا أضوع من المسك وأنور من النيرين وفي
مرآة الجنان في حوادث سنة 170 فيها توفي امام اللغة والعروض والنحو
الخليل بن أحمد وهو الذي استنبط علم العروض قال حمزة بن الحسن
الأصفهاني في كتابه التنبيه على حدوث التصحيف ان دولة الاسلام لم تخرج
أبدع للعلوم التي لم يكن لها عند علماء العرب أصول من الخليل. وليس
على ذلك برهان أوضح من علم العروض الذي لا عن حكيم اخذه ولا على
مثال تقدمه احتذاه وانما اخترعه من ممر له بالصفارين من وقع مطرقة على
طست ليس فيها حجة ولا بيان يؤديان إلى غير حليتهما أو يفسران غير
جوهرهما فلو كانت أيامه قديمة ورسومه بعيدة لشك فيه بعض الأمم لصنعته
ما لم يصنعه أحد منذ خلق الله الدنيا من اختراعه العلم الذي قدمت ذكره
ومن تأسيسه بناء كتاب العين الذي يحصر لغة أمة من الأمم قاطبة ثم من
امداده سيبويه من علم النحو بما صنف منه كتابه الذي هو زينة لدولة
الاسلام اه‍ وفي مرآة الجنان وقيل هو في اختراعه علم المنطق الذي هو
ميزان المعالي وصحة البرهان اه‍ وتشبيه العروض بالمنطق مناسب
جدا فالعروض لا يحتاجه معتدل السليقة بل يمكنه معرفة الوزن الصحيح
من الفاسد بفهمه وسليقته كما كانت تعرفه العرب وان كانت العرب قد
تخرج عن ذلك كما قالوا في:
اشدد حيازيمك للموت * فان الموت لاقيكا
ولا تجزع من الموت * إذا حل بناديكا
فجعلوا اشدد زائدة ووزن البيت حيازيمك للموت كما انها قد
تخالف قواعد النحو فيسمون ذلك ضرورة أو شذوذا وفي الشعر اقواء كذلك
المنطق الذي انما يعصم عن الخطأ في صورة الاشكال لا في مادتها يمكن
الاستغناء عنه لذي الفطنة القوية وتعصم مراعاته عن الخطأ الذي قد يقع
أحيانا. وفي مرآة الجنان عن بعض المؤرخين: كان الخليل رجلا صالحا
عاقلا حليما وقورا. وقال ابن شهرآشوب في المناقب: من دار علي ع
خرج العروض روي أن الخليل بن أحمد أخذ رسم العروض من
رجل من أصحاب محمد بن علي الباقر أو علي بن الحسين ع
فوضع لذلك أصولا اه‍ وفي كتاب الفلاكة والمفلوكين كان الخليل إماما في
علم النحو وهو الذي استنبط العروض وعنه أخذ سيبويه وغيره كان متقللا
من الدنيا صبورا على العيش الخشن الضيق وكان يقول لا يجاوز همي ما
وراء بأبي وفي مروج الذهب عند ذكره خلافة الراضي أن عمرو بن بحر
الجاحظ ذكر في كتابه في تفصيل صنعة الكلام وهي الرسالة المعروفة
بالهاشمية أن الخليل بن أحمد من اجل احسانه في النحو والعروض وضع
كتابا في الايقاع وتراكيب وهو لم يعالج وترا قط ولا مس بيده قضيبا قط
ولا كثرت مشاهدته للمغنين وكتب كتابا في الكلام ولو جهد كل بليغ في
الأرض أن يتعمد ذلك الخطأ والتعقيد لما وقع له ولو أن محرورا استغرق
قوى مرته في الهذيان لما تهيا له مثل ذلك منه ولا يتأتى مثل ذلك لاحد الا
بخذلان الله الذي لا يقي منه شئ ولولا أن أسخف الكتاب وأهجر
الرسالة وأخرجها من حد الجد إلى الهزل حكيت صدر كتابه في التوحيد
وبعض ما وصفه في العدل ولم يرض بذلك حتى عمد إلى الشطرنج فزاده في
الدولاب حملا فلعبت به أناس من حاشية الشطرنجيين ثم رموا به اه‍ وقد
شهد له الجاحظ بأنه وان ألف في الايقاع وتراكيب الأصوات لم يباشر شيئا
من ذلك بل كان تأليفه من باب العلم بالسحر وعدم العمل به لكن ذم
تأليفه في الكلام وبالغ في ذلك ولسنا ندري مبلغ الصحة في هذا الذم لأننا
لم نر الكتاب الا أننا نعلم أن الجاحظ بقوة بيانه إذا ذم شيئا أو مدحه يصوره
بخلاف ما هو عليه في الواقع وأنه إذا تعصب لأمر أخرجه عن صفته تهجينا
ومدحا واستنبط الأساليب في ذلك فلسنا نطمئن إلى صحة قوله وفي بغية
الوعاة كان آية في الذكاء وكان الناس يقولون لم يكن في العرب بعد
الصحابة أذكى منه ثم ذكر حكاية الدواء لظلمة العين. وفي محاضرات
الراغب قيل أربعة لم يدرك مثلهم في الاسلام في فنونهم وعد منهم
الخليل بن أحمد.
وفي بعض المجلات المصرية: كان الخليل آية من الآيات في الذكاء
ودقة التصور وتوقد الفطنة وصدق الحدس وسعة الحافظة وقوة الذاكرة
ورجاحة العقل حتى كانوا يقولون: لا يجوز على الصراط أحد بعد الأنبياء
أدق ذهنا من الخليل ولا حاجة بنا إلى برهان أنصع من هذه المبتكرات التي
أخرجها للناس من العروض والموسيقي وكتاب العين والشكل كما يأتي وقد
نقل عنه أهل العلم حكايات من هذا الشأن تتجاوز حد التصديق لولا ثقة
رواتها وتكاثر نقلتها من ذلك أنه جاءته رسالة غربية مكتوبة بالحرف
السرياني فقرأها وهو لا يعرف شيئا عن الحرف السرياني ولكنه استعان بما

338
عرف انها تصدر عادة بالبسملة والحمدلة ونحوهما. وهذه الحكاية نقلها
صاحب الروضات عن محاضرات الراغب وانه جاءته رسالة من بعض
اليونانيين بلسانهم فخلا بها شهرا حتى فهمها فقيل له في ذلك فقال علمت أنه
لا بد ان يفتتح الكتاب باسم الله فبنيت على ذلك وقسمت عليه.
مخترعاته ومبتكراته
ابتكر الخليل واخترع في العلم أمورا لم يسبقه إليها أحد وتبعه فيها
كل من تأخر عنه حتى اليوم وبعد اليوم 1 العروض 2 الموسيقي
3 ضبط لغة العرب كلها بكتاب 4 الشكل وهذه قد وفق فيها
وحاول أمرا خامسا وهو اختراع قاعدة في الحساب تسهل على كل أحد
فحالت المنية بينه وبين ذلك. في بغية الوعاة: سبب موته انه قال أريد أن
أعمل نوعا من الحساب تمضي به الجارية إلى الفامي (1) فلا يمكنه ان يظلمها
فدخل المسجد وهو يعمل فكره فصدمته سارية وهو غافل فانصدع ومات.
العروض
هو من مبتكرات الخليل ولو لم يكن له من المبدعات الا هذا العلم
لكفاه منقية فإنه أبدع في تنسيق قواعده وضبط أبوابه كما بهر الألباب
باختراعه فقد حصر أقسامه في خمس دوائر يستخرج منها خمسة عشر بحرا
على كيفية أدهشت الفطن وحيرت الأفئدة ونحن نعلم أن كل مبتكر يعتريه
في بادئ الامر الاضطراب ويعتوره النقص حتى يتم عمله من بعده سنة الله
في خلقه ولكنا رأينا علم الخليل بلغ الرشد يوم ولادته فلم يستدرك عليه من
جاء بعده بابا أهمله أو قاعدة أخل بها أو فصلا ذهل عنه الا ما كان من أمر البحر
الذي زاده تلميذه الأخفش وسماه الخبب ولا يعسر رد هذا البحر إلى واحد
من بحور الخليل
سؤال الأخفش له عن أسماء بحور العروض
في الشذرات سأله الأخفش عن بحور العروض لم سميتها بأسمائها
فقال الطويل لأنه تمت اجزاؤه والبسيط لأنه انبسط على حد الطويل
والمديد لتمدد سباعيه حول خماسيه والكامل لكمال اجزائه السباعية
ليس فيه غيرها والوافر لوفور أجزائه لان فيه ثلاثين حركة لا تجتمع في
غيره والرجز لاضطرابه كاضطراب قوائم الناقة الرجزاء والرمل لأنه
يشبه رمل الحصير يضم بعضه إلى بعض والهزج لأنه يضطرب
يتصرف شبه هزج الصوت والسريع لسرعته على اللسان
والمنسرح لانسراحه وسهولته والخفيف لأنه أخف السباعيات
والمقتضب لأنه اقتضب من الشعر لقلته والمضارع لأنه ضارع
المقتضب والمجتث لأنه اجتث أي قطع من طول دائرته والمتقارب
لتقارب اجزائه وأنها خماسية كلها يشبه بعضها بعضا اه‍ وسمي الذي زاده
الأخفش الخبب لأنه يشبه خبب الناقة في السير وسميت هذه الأبحر بهذه
الأسماء إلى اليوم والى آخر الدهر.
الموسيقي
لم يكن الخليل يميل إلى اللهو والقصف وينافي ذلك زهده وورعه
وعبادته ولكنا رأيناه ألف كتابا في الموسيقي جمع فيه أصناف النغم وحصر
أنواع اللحون وحدد ذلك كله ولخصه وذكر مبالغ أقسامه ونهايات اعداده
فصار الكتاب آية في بابه ولما وضع إسحاق بن إبراهيم الموصلي كتابه في
النغم واللحون عرضه على إبراهيم بن المهدي فقال له أحسنت فقال
إسحاق بل أحسن الخليل لأنه جعل لي السبيل إلى الاحسان فقال بعض
أهل العلم ان مهارة الخليل في علم الألحان هي التي اعانته على علم
العروض.
الشكل
كان الخط في صدر الاسلام خلوا من الشكل والاعجام فوضع أبو
الأسود الدؤلي المتوفي سنة 69 ه علامات للحركات الثلاث فجعل علامة
الفتحة نقطة فوق الحرف والكسرة تحته والضمة بين يديه وجعل التنوين
نقطتين كل ذلك بمداد يخالف مداد الحرف وهكذا وجدناه في المصحف
المنسوب إلى خط مولانا أمير المؤمنين ع في المكتبة الرضوية فلما
وضع نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر بأمر من الحجاج نقط الاعجام
اضطرب الامر واشتبه الاعجام بالشكل فتصدى الخليل لإزالة هذا اللبس
فوضع الشكل على الطريقة المعروفة اليوم وبقي ذلك على مقاييس مضبوطة
وعلل دقيقة بان جعل للفتحة ألفا صغيرة مضطجعة فوق الحرف وللكسرة
رأس ياء صغيرة تحته وللضمة واوا صغيرة فوقه فان كان الحرف المحرك منونا
كرر الحرف الصغير فكتب مرتين فوق الحرف أو تحته ذلك لان الفتحة جزء
من الألف والكسرة جزء من الياء والضمة جزء من الواو ووضع للتشديد
رأس شين بغير نقط ووضع للسكون دائرة صغيرة وهي الصفر من
الأرقام العربية القديمة وذلك لان الحرف الساكن خلو من الحركة ووضع
للهمزة رأس عين ء لقرب الهمزة من العين في المخرج ووضع لألف الوصل
رأس صاد ص توضع فوق الألف الوصل مهما كانت الحركة فيها وللمد
الواجب ميما صغيرة مع جزء من الدال هكذا آ فكان مجموع ما تم له
وضعه ثماني علامات الفتحة والكسرة والضمة والسكون والشدة والهمزة
والصلة والمدة كلها حروف صغيرة أو ابعاض حروف بينها وبين ما دلت
عليه أجلى مناسبة بخلاف علامات أبي الأسود واتباعه فإنها مجرد اصطلاح لم
يبن على مناسبة بين الدال والمدلول وألف الخليل في هذا الموضوع كتابا
نفيسا فلم يزد أحد على طريقته هذه شيئا ولا أصلح منها رأيا فكأنه به
ابتدأها وبه ختمت. اما كتاب العين الذي ضبط به لغة العرب فيأتي
الكلام عليه مفصلا عند ذكر مؤلفاته.
أخباره
طاف الخليل على قبائل العرب كقيس وتميم وأسد وغيرهم وشافههم
وأخذ منهم وفي الروضات: قال أبو عبيدة ضاقت المعيشة على الخليل
بالبصرة فخرج يريد خراسان فشيعه من أهل البصرة ثلاثة آلاف رجل ما
فيهم الا محدث أو نحوي أو لغوي أو أخباري فلما صار بالمربد قال يا أهل
البصرة يعز علي فراقكم والله لو وجدت كل يوم كيلجة باقلا ما فارقتكم فلم
يكن فيهم من يتكلف له ذلك فسار إلى خراسان فأفاد بها أموالا وفي معجم
الأدباء: روي أنه كان يقطع بيتا من الشعر فدخل عليه ولده في تلك الحالة
فخرج إلى الناس وقال إن أبي قد جن فأخبروه بما قال ابنه فقال له:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني * أو كنت أجهل ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني * وعلمت انك جاهل فعذرتكا
أقول ونظيره ما يحكى عن ابن النحاس النحوي انه كان جالسا



(1) الفامي ما يقال له البقال في هذا الرمان. - المؤلف -
339
على شاطئ النيل يقطع بيتا من الشعر فرآه رجل فقال هذا يريد ان يسحر
النيل لئلا يزيد فاجتمع عليه العامة فقتلوه. وجاءت امرأة إلى بقال فسمعته
يقطع بيتا ويقول فاعلاتن فاعلاتن فقالت له أمك الفاعلة.
قال ياقوت ووجه إليه سليمان بن علي والي الأهواز لتأديب ولده
فاخرج الخليل لرسول سليمان خبزا يابسا وقال ما دمت أجده فلا حاجة لي
إلى سليمان فقال الرسول فما أبلغه عنك فقال:
أبلغ سليمان اني عنه في سعة * وفي غنى غير اني لست ذا مال
شحا بنفسي اني لا أرى أحدا * يموت هزلا ولا يبقى على حال
فالرزق عن قدر لا العجز ينقصه * ولا يزيدك فيه حول محتال
والفقر في النفس لا في المال تعرفه * ومثل ذاك الغنى في النفس لا المال
وفي مرآة الجنان الذي كتب إليه هو سليمان بن حبيب بن المهلب
وكان في ولايته ارض فارس والأهواز وفي كتاب الفلاكة والمفلوكين كان له
راتب على سليمان بن حبيب بن المهلب بن صفرة الأزدي وكان والي فارس
والأهواز فكتب إليه يستدعيه فكتب الخليل جوابه: أبلغ سليمان اني عنه في
سعة الأبيات فقطع سليمان عنه الراتب فأنشد بيتين في ذلك أقول هما
قوله:
ان الذي شق فمي كافل * للرزق حتى يتوفاني
حرمتني مالا قليلا فما * زادك في مالك حرماني
فبلغت سليمان فكتب إليه يعتذر واضعف له الراتب فقال الخليل:
وزلة يكثر الشيطان ان ذكرت * منها التعجب جاءت من سليمانا
لا تعجبن لخير زل عن يده * فالكوكب النحس يسقي الأرض أحيانا
وروي انه اجتمع الخليل بن أحمد وعبد الله بن المقفع ليلة يتحدثان
إلى الغداة فقيل للخليل كيف رأيت ابن المقفع فقال رأيت رجلا علمه أكثر
من عقله وقيل لابن المقفع كيف رأيت الخليل قال رأيت رجلا عقله أكثر
من علمه وقد صدقا في ذلك فعقل الخليل أدى به إلى الزهد في الدنيا وعقل
ابن المقفع أدى به إلى طلب الدنيا حتى قتل في سبيل طلبها وقال ابن أبي
الحديد قيل للأصمعي أيما كان أعظم ذكاء وفطنة الخليل أم ابن المقفع فقال
كان ابن المقفع أفصح واحكم والخليل آدب واعقل ثم قال شتان ما بين
فطنة أدت بصاحبها إلى القتل وفطنة أفضت بصاحبها إلى النسك والزهد في
الدنيا اه‍ وكان ابن المقفع كتب كتاب عهد عن لسان المنصور أغضبه وكان
يسخر بأمير البصرة فقتله الأمير وتغاضى المنصور عنه فذهب دمه هدرا.
وفي شذرات الذهب قال تلميذه النضر بن شميل جاءه رجل من أصحاب
يونس يسأله عن مسالة فاطرق الخليل يفكر وأطال حتى انصرف الرجل
فعاتبناه فقال ما كنتم قائلين فيها قلنا كذا وكذا قال فان قال كذا وكذا قلنا
نقول كذا وكذا فلم يزل يغوص حتى انقطعنا وجلسنا نفكر فقال إن العاقل
يفكر قبل الجواب وقبيح ان يفكر بعده وقال ما أجيب بجواب حتى اعرف
ما علي فيه من الاعتراضات والمؤاخذات وقرأ عليه رجل في العروض فلم
يفهم فقال له الخليل قطع هذا البيت:
إذا لم تستطع شيئا فدعه * وجاوزه إلى ما تستطيع
قال الخليل فشرع الرجل في تقطيعه على مبلغ علمه ثم قام فلم يرجع
إلي فعجبت من فطنته لما قصدته في البيت مع بعد فهمه ولكن في الروضات
ان ذلك الرجل هو يونس بن حبيب النحوي اه‍ ويبعد أن يكون يونس في
علمه وفضله يقع منه ذلك. وقيل لما دخل البصرة لمناظرة أبي عمرو بن
العلاء جلس إليه ولم يتكلم بشئ فسئل عن ذلك فقال هو رئيس منذ
خمسين سنة فخفت ان ينقطع فيفتضح في البلد اه‍ الشذرات أقول أبو
عمرو بن العلاء شيخه فكيف يجتمع ذلك مع مجيئه لمناظرته وقوله هذا
القول. وفي خاص الخاص قال ابن المبارك كنت أماشي الخليل فانقطع
شسع نعلي فخلعتها وطفقت أمشي فخلع الخليل أيضا نعليه فقلت بأبي أنت
يا أبا عبد الرحمن لم خلعتهما فقال لأساعدك على الحفاء. وفي الرياض
يحكى عن الخليل أنه كان ينشد كثيرا هذا البيت وهو للأخطل:
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد * ذخرا يكون كصالح الأعمال
وفي مرآة الجنان: من براعة ذكائه ما ذكر في كتاب المقتبس أنه كان
رجل يعطي دواء لظلمة العين ينتفع به الناس فمات ولا يعرف ذلك الدواء
غيره فذكر ذلك للخليل فقال هل له نسخة فقالوا لا فقال هل كان له اناء يعمل
الدواء فيه قالوا نعم فاتى به فجعل يتشممه ويخرج نوعا نوعا حتى ذكر خمسة
عشر نوعا ثم سئل عن جمعها ومقدارها فعرف ذلك فعمله وأعطاه الناس
فشفوا به ثم وجدت نسخته والاخلاط المذكورة فيها ستة عشر لم يغفل الا واحد.
وفي الرياض: نقل انه دخل رجل على الخليل بن أحمد ومعه ولده فقال أريد أن تعلم
ابني هذا النحو والنجوم والطب والفرائض والحمار بالباب فقال الرفع للفاعل
في الأسماء والثريا في الشتاء على وسط السماء والسقمونيا مسهل للصفراء وإذا
مات رجل وله ابنان فالمال بينهما على السواء ثم قال قوله أريد ان تعلم ابني
إلى قوله بالباب مثل مشهور بين العجم ولكنه ينسب إلى بعض القرويين وله
قصة مشهورة اه‍. وعن كشف الغمة عن محمد بن سلام الجمحي عن
يونس بن حبيب النحوي تلميذ الخليل (1) قلت له أريد ان أسألك عن
مسالة فتكتمها علي قال قولك يدل على أن الجواب أغلظ من السؤال
فتكتمه أيضا قلت نعم، أيام حياتك، قال سل قلت ما بال أصحاب النبي
ص كأنهم كلهم بنو أب واحد وأم واحدة وعلي من بينهم كأنه ابن علة (2)
قال من أين لي الجواب قلت قد وعدتنيه قال وقد ضمنت لي الكتمان
قلت: أيام حياتك قال إن عليا تقدمهم اسلاما وفاقهم علما وبذهم شرفا
ورجح عليهم زهدا وطالهم جهادا والناس إلى أشكالهم وأشباههم أميل منهم
إلى من بان عنهم وعن الصدوق في أماليه عن أبي زيد النحوي الأنصاري
سالت الخليل بن أحمد لم ترك الناس عليا وقربه من رسول الله ص قربه
وموضعه من المسلمين موضعه وغناؤه في الاسلام غناؤه فقال بهر والله نوره
أنوارهم وغلبهم على صفو كل منهل والناس إلى أشكالهم أميل أما سمعت
قول الأول:
وكل شكل لشكله آلف * أما ترى الفيل يألف الفيلا
قال وأنشدنا الرياشي في معناه للعباس بن الأحنف:
وقائل كيف تهاجرتما * فقلت قولا فيه انصاف
لم يك من شكلي فهاجرته * والناس أشكال وآلاف
مشايخه
في معجم البلدان أخذ عن أبي عمرو بن العلاء وروى عن أيوب



(1) لم يذكره المترجمون في تلاميذه فليراجع عصره.
(2) ابن العلة الولد من أم وحدها لان أباه قد على منها بعد ما نهل من غيرها. - المؤلف -
340
السختياني وعاصم الأحول وغيرهما وزاد في تهذيب التهذيب عن عثمان بن
حاضر والعوام بن حوشب وغالب القطان وفي الرياض قرأ الخليل على
عيسى بن عمر الثقفي وأبي عمرو وهو عن عبد الله بن إسحاق الحضرمي
عن أبي عبد الله ميمون الأقرن عن عنبسة الفيل وهو عن أبي الأسود الدئلي
عن علي ع لكن قال ابن شهرآشوب في المناقب ان الخليل يروي
علم النحو عن عيسى بن عمرو الثقفي عن عبد الله بن إسحاق الحضرمي
عن أبي عمرو بن العلاء عن ميمون الأقرن عن عنبسة الفيل عن أبي الأسود
الدئلي عن علي ع.
تلاميذه
قال ياقوت واخذ عنه الأصمعي وسيبويه والنضر بن شميل وأبو فيد
مؤرخ السدوسي وعلي بن نصر الجهضمي وغيرهم وزاد في تهذيب التهذيب
حماد بن زيد وأيوب بن المتوكل وسيبويه وهارون بن موسى النحوي
ووهب بن جرير بن حازم وداود وهذاب ابنا المحبر وغيرهم وفي بغية الوعاة
من تلاميذه عيينة بن عبد الرحمن المهلبي وفيه عن السيرافي: هو أستاذ
سيبويه وعامة الحكاية في كتابه عنه وكلما قال سيبويه وسألته أو قال من غير
أن يذكر قائله فهو الخليل وفي كتاب الفلاكة والمفلوكين كان إذا قدم عليه
سيبويه يقول مرحبا بزائر لا يمل.
ذريته
في الرياض سماعي انه كان من أولاده الآقا أشرف الحكيم مجد
السلطان بأصبهان وان كتاب العين موجود الآن عندهم وقد أخذ والدهم
ذلك الكتاب من مدرسة أشرف في بلاد مازندران.
مؤلفاته
1 زبدة العروض منها نسخة في مكتبة المدرسة الفاضلية في إيران
وفي معجم الأدباء له كتاب العروض 2 كتاب العين ويأتي الكلام عليه
وقال النجاشي في ترجمة أبي الحسن علي بن محمد العدوي السميساطي أنه
عمل كتاب العين للخليل بن أحمد فذكر المستعمل وألغى المهمل والشواهد
والتكرار وزاد على ما في الكتاب 3 فائت العين 4 كتاب في الإمامة
أورده بتمامه محمد بن جعفر المراغي في كتابه وسماه كتاب الخليلي وقال
النجاشي في ترجمة المراغي هذا ان له كتاب الخليلي وفي معجم الأدباء له
5 كتاب الايقاع 6 النغم 7 الجمل أي جمل الاعراب في النحو
8 الشواهد 9 النقط والشكل 10 كتاب في معاني أسماء الحروف
قال جرجي زيدان في الجزء الثاني من تاريخ آداب اللغة العربية: من
الكتب التي تنسب إلى الخليل كتاب في معاني الحروف في مكتبة لندن ومكتبة
برلين اه‍ وقال مكاتب نجفي لمجلة العرفان م 4 ص 190 انه وجد في
مجموعة مخطوطة رسالة نسبت للخليل بن أحمد في تفسير حروف الهجاء
أقول الصواب أن يقال في معاني أسماء حروف الهجاء ولعلها مأخوذة من
كتاب العين وفيها أغلاط لم نتمكن من معرفة صوابها لعدم وجود مرجع
لغوي عندنا ساعة التحرير وهذا ما وجد فيها: قال الخليل بن أحمد في
تفسير حروف الهجاء عند العرب:
الألف الرجل الفرد الباء الرجل الكثير الجماع وفيه يقول
الشاعر:
نبئت انك باء حين تلقاها * وفي المعارك لا يستعمل الباها
التاء البقرة تحلب يقول الشاعر:
انا فارس الهيجاء في كل حومة * وأنت ابن تاء تحلب التاء دائبا
الثاء العين من كل شئ وفيه يقول الشاعر:
إذا ما عشيي ضيف وقد ظلل الدجى * أجئ بثاء الخبز واللحم والسكر
الجيم الجمل المغتلم وينشد:
تجدني جيما في الوغى ذا شكيمة * ترى البزل منه رائعات هواويا
الحاء المرأة السليطة قال المخيل:
نماني بنو العنقاء وابن محرق * وأنت ابن حساء بظرها مثل منجل
الخاء شعر الاست قال الشاعر:
لاستك خاء في التواء كأنه * حبال بأيدي الساقيات المواتح
الدال المرأة السمينة قال الشنفري:
حوراء عطبولة برهرهة * دال كان الهلال حاجبها
الذال عرف الديك قال:
به وهن يلوح بحاجبيه * كذال الديك يأتلق ائتلاقا
الراء القراد الصغير الزاي الرجل الأكول قال الشاعر:
إذا اختلف السراة يكون راء * وعند الاكل زاي جفطري
السين الرجل الكثير التنحنح قال الشاعر:
تجود على العفاة بغير من * إذا ما السين نحنح ثم راغا
الشين الرجل الكثير النكاح قال أبو الحوزيق:
إذا ما الغلب تاه بحاجبيه * فأنت الشين تفخر بالجماع
الصاد الديك المتمرغ في التراب قال ابن قيس الرقيات:
واني إذا ما غبت عني متيم * كأني صاد في الثرى يتململ
الضاد الهدهد برفع رأسه ويصيح قال متمم بن نويرة:
كأني ضاد يوم فارقت مالكا * أنوء إذا رمت القيام واكسل
الطاء الرجل الشيخ الكثير الجماع قال حكيم بن منه كذا
انا وان قل من كل الرجا املي * طاء الجماع قوي غير عنين
الظاء ثدي المرأة إذا انثنى قال العجاج:
نكحت من حي عجوزا هوزمه * ظاء الثدي كالحداة هرمه
العين سنام البعير الغين الإبل الواردة قال الشاعر:
الا رب غين قد نحرت لطارق * فأطعمته من عينه وأطائبه
الفاء زبد البحر قال زياد بن الأعجم:
وما مزبد طام يجيش بفائه * بأجود منه حين يأتيه سائله
القاف المستغني عن الناس قال أبو النجم:
مهذب الخلقة أريحي * قاف بسيط الكف عبقري
الكاف المليح الأمور كذا وينشد:
جواد إذا ما جئت تبغي سيوبه * وكاف إذا ما الحرب شب شبابها
اللام الشجرة الناضرة قال رؤبة:
كان عينيها لدى أسفارها * لام بدا من حسنها أزهارها

341
الميم النبيذ وقال مزج الميم بماء الضحل
النون السمك والدواة أيضا الهاء اللطمة في خد الظبي قال
بعضهم:
كان خديه وقد لثمته * هاء غزال يافع لطمته
الواو البعير ذو السنام قال الشاعر:
وكم مجتد أغنيته بعد فقره * فأب بواو جمة وسوام
الياء النار التمام ظ قال الشاعر:
تيممت ذاك الحي حتى رأيتها * بعيني كبدر طالع ليلة الياء
الكلام على كتاب العين
في الرياض كتاب العين في اللغة كتاب معروف متداول إلى الآن وهو
داخل في ماخذ كتاب البحار للأستاذ المجلسي اه‍ وكان في خزانة الخلفاء
العلويين المصريين عدة نسخ منه إحداها بخط الخليل بن أحمد. وعن ابن
دريد في أول الجمهرة انه قال ألف أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد كتاب
العين فأتعب من تصدي لغايته وعنى من سما إلى نهايته فالمنصف بالقلب
معترف والمعاند متكلف وكل من بعده تبع له أقر بذلك أم جحد ولكنه ألف
كتابه بفهمه الثاقب وذكاء فطنته لتضئ أذهان أهل دهره وفي كشف الظنون
قال السيوطي في المزهر هو أول من ألف فيها أي اللغة وقال الامام فخر
الدين أصل الكتب في اللغة كتاب العين اه‍ والأصل في تأليفه كتاب العين
أن لغة العرب لم تكن مدونة قبل الخليل فأداه ثاقب فكره أن يجمعها ويأتي
بما لم يسبقه إليه غيره كما أتى بمثل ذلك في أوزان الشعر وعلم العروض
فاعمل فكره في ذلك ونجح في عمله فجمع مهمل اللغة ومستعملها بمقتضى
القسمة العقيلة ولم يغادر شكلا من أشكال الحروف ملتئمة ومفترقة الا
أحصاه واتى عليه وبين ما يتصف به من اهمال واستعمال وابتدأ كتابه
بالحروف على حسب مخارجها فابتدأ بحروف الحلق وابتدأ منها بالعين لأنها
تخرج من أقصى الحلق ولذلك سمى كتابه العين ثم بما يليها من حروف
الحلق على ترتيب الخروج ثم بما يخرج من أقصى اللسان ثم من وسطه ثم
من طرفه ثم من الشفتين ثم صنف بعده الأزهري كتاب التهذيب وابن
سيده كتاب المحكم على ما يشبه ترتيبه من بعض الوجوه ثم ألف الجوهري
الصحاح على ترتيب أسهل مراعيا ترتيب الحروف الهجائية في أول الكلمة
وآخرها وتبعه الناس على ذلك. واستغنى الناس بهذه الكتب عن كتاب
العين ولكن الفضل للمتقدم وبقي الذكر لعمله هذا خالدا خلود الدهر وفي
الرياض عن الأزهري في أول تهذيبه: لم أر خلافا بين أهل المعرفة وطلبة
هذا العلم ان التأسيس الأول في كتاب العين لأبي عبد الرحمن خليل بن أحمد
وان ابن المظفر أكمل الكتاب عليه بعد تلقنه إياه عنه وعلمت أنه لم
يتقدم أحد الخليل فيما أسسه ورسمه قال الليث بن المظفر (1) لما أراد
الخليل بن أحمد الابتداء بكتاب العين أعمل فكره فيه فلم يمكنه ان يبتدئ
به من أول ا ب ت ث لأن الألف حرف معتل فلما فاته أول الحروف كره ان
يجعل الثاني أولا وهو الباء الا بحجة وبعد استقصاء وتدبر نظر إلى الحروف
كلها فذاقها فوجد مخرج الكلام كله من الحلق فصير أولاها بالابتداء به
ادخلها في الحلق وكان إذا أراد ان يذوق الحرف فتح فاه بألف ثم أظهر
الحرف نحو ات أخ. أع فوجد العين أقصاها في الحلق وأدلمها فجعل
أول الكتابة العين ثم ما قرب مخرجه منها بعد العين الأرفع فالأرفع حتى اتى
على آخر الحروف قال وقلب الخليل الحروف عن موضعها على قدر مخرجها
من الحلق وهذا تأليفه ع ح ه خ ع ق ك ج ش ص ض س ط ز د ت ظ
ذ ث ر ل ن ف ب م و ا ي اه‍ الرياض فهذه ثمانية وعشرون حرفا باسقاط
الألف المعتلة مع أنها من الحروف والاقتصار على الهمزة وفي كشف الظنون
نظم أبو الفرج سلمة بن عبد الله المغافري في ترتيب الخليل أبياتها منها:
العين والحاء ثم الهاء والخاء * والغين والقاف ثم الكاف
أكفاء والجيم والشين ثم الصاد يتبعها * ضاد وسين وزاي بعدها طاء
والدال أيضا بها كالتاء متصل * بالظاء ذال وثاء بعدها راء
واللام والنون ثم الفاء والباء * والميم والواو والمهموز والياء
اه‍ وقد جعل صاحب الرياض وصاحب هذه الأبيات آخر الحروف
الهمزة ثم الياء المثناة التحتية وجعلا الباء الموحدة قبل الميم كما في نسخة
الرياض المخطوطة التي عندي ونسخة كشف الظنون المطبوعة ويوشك ان
يكون الصواب الهمزة ثم الباء الموحدة أما الهمزة فكان حقها ان تجعل أول
الحروف لأنها من أقصى الحلق كما يأتي لكنه حيث ابتدأ بالعين جعل الهمزة
قبل آخر الحروف واما الباء الموحدة فلان مخرجها آخر المخارج وهو الشفة
وتحصل باطباق الشفتين واما الياء المثناة التحتية فكان اللازم جعلها قبل
الكاف فان ذلك كله هو الموافق لترتيبه الحروف بحسب ترتيب المخارج وفي
الرياض: قال الخليل كلام العرب مبني على أربعة أوجه على الثنائي
والثلاثي والرباعي والخماسي قال: والظاهر من هذه الجملة انه بسبب
كون أوله حرف العين سمي الكتاب بالعين من الخليل نفسه أو ممن جاء
بعده اه‍ أقول فسمي باسم باب منه كما سمي ديوان الحماسة باسم
باب منه وفي كشف الظنون قال أبو طالب المفضل بن سلمة الكوفي ذكر
صاحب العين انه بدأ بحرف العين لأنها أقصى الحروف مخرجا والذي ذكره
سيبويه ان الهمزة أقصى الحروف مخرجا. ولو قال بدأت بالعين لأنها أكثر في
الكلام وأشد اختلاطا بالحروف لكان أولى اه‍ أقول الصواب ان أقصى
الحروف مخرجا هي الهمزة كما قاله سيبويه فان مخرجها أقصى الحلق كما
يظهر بالوجدان ولذلك جعلوا حروف الحلق أه‍ ع ح ع خ مرتبة
بحسب المخرج اما الألف أحد حروف العلة فحرف هوائي لا يمكن النطق
به وحده ولذلك جعلوها مع اللام فقالوا لام ألف وعدوا الحروف الهجائية
29 حرفا وهو الصواب والهمزة حرف صحيح ولذلك بطل تعليل الليث
عدم ابتدائه بالألف لأنه حرف معتل كما مر فان هذا التعليل صحيح في
الألف لا في الهمزة.
اعداد الكلمات التي في
كتاب العين
قال السيوطي في بغية الوعاة بدأ الخليل بسباق مخارج الحروف ثم
باحصاء أبنية الاشخاص وأمثلة احداث الأسماء فذكر ان مبلغ عدد أبنية
كلام العرب المستعمل والمهمل على مراتبها الأربع من الثنائي والثلاثي
والرباعي والخماسي من غير تكرير اثنا عشر ألف ألف وثلاثمائة ألف وخمسة



(1) اختلفت عباراتهم عن الليث هذا ففي الرياض الليث بن المظفر وعقد له ياقوت ترجمة بعنوان
الليث بن المظفر وحكى عن الأزهري في مقدمة كتابه انه قال من المتقدمين الليث بن المظفر
الذي نحل الخليل بن أحمد تأليف كتاب العين ثم حكى عن ابن المعتز في كتاب الشعراء انه
الليث بن رافع بن نصر بن سيار فإذا اليث بن نصر واحد. - المؤلف -
342
آلاف وأربعمائة واثنا عشر الثنائي 756 والثلاثي 19650 والرباعي
491400 والخماسي 11793600 وهذا مجموعها
00000756 الثنائي
00019650 الثلاثي
00491400 الرباعي
11793600 الخماسي
12305406 وهذا مجموعها
فهي تنقص ستة عما قال ولعل الستة سقطت من بعض الاعداد من
قلم النساخ. ثم قال السيوطي: ذكر ذلك حمزة الأصبهاني في كتاب الموازنة
فيما نقله عنه المؤرخون وهذا صريح في أنه أي خليل أكمله اي كتاب
العين اه‍.
الخلاف في مؤلف كتاب العين
المستفاد من كلامهم ان فيه أقوالا ثلاثة 1 انه كله من تأليف
الخليل 2 انه من تأليف غيره 3 انه ابتدأ به وأكمله غيره في بغية
الوعاة: اختلف الناس في نسبته إلى الخليل فقال أبو الطيب اللغوي ليس
له وانما هو لليث بن نصر بن سيار وقيل عمل الخليل منه قطعة من أوله في
العين وكمله الليث لأن أوله لا يناسب آخره وقيل بل أكمله الخليل وفي
معجم الأدباء في ترجمة الخليل له كتاب العين في اللغة ويقال انه لليث بن
نصر بن سيار عمل الخليل منه قطعة وأكمله الليث وفيه أيضا في ترجمة
القاسم بن معن المسعودي: كان الليث بن المظفر (1) صاحب الخليل بن أحمد
أحد من اخذ عنه اي عن القاسم النحو واللغة وروى عنه وادخل
اي الليث في كتاب الخليل من علم القوم شيئا كثيرا فأفسد الكتاب
بذلك وفي كشف الظنون: كتاب العين في اللغة اختلف الناس في مؤلفه
فقيل الخليل بن أحمد وأكثر الناس أنكر كونه من تصنيف الخليل وقالوا بل
هو لليث بن نصر بن سيار الخراساني وقيل عمل الخليل قطعة من أوله إلى
نهاية حرف العين وكمله الليث اه‍. ومر قول السيوطي أن كلام حمزة
الأصفهاني عند نقل حصر اعداد الكلمات التي في كتاب العين صريح في
أن الخليل أكمل كتاب العين وفي معجم الأدباء: قال الأزهري: من
المتقدمين الليث بن المظفر الذي نحل الخليل بن أحمد تأليف كتاب العين
لينفق كتابه باسمه ويرغب فيه من حوله وثبت لنا عن إسحاق بن إبراهيم
الحنظلي الفقيه أنه قال كان الليث رجلا صالحا ومات الخليل ولم يفرع من
كتاب العين فأحب الليث ان ينفق الكتاب كله فسمى نفسه الخليل فما في
الكتاب سالت الخليل أو اخبرني الخليل فهو الخليل بن أحمد وما فيه قال
الخليل فإنما يعني نفسه وانما وقع الاضطراب فيه من قبل الليث وقال وسئل
ثعلب عن كتاب العين فقال ذاك كتاب ملئ غددا وأراد ان في جراب العين
حروفا كثيرة قد أزيلت عن صورها ومعانيها بالتصحيف والتغيير فهي تضر
حافظها كما تضر الغدد آكلها. وعن إسحاق بن راهويه كان الخليل قد
عمل منه باب العين وأحب الليث ان ينفق سوق الخليل فصنف باقيه
وسمى نفسه الخليل من حبه له إلى آخر ما مر عن الأزهري وحكى عن
كتاب نظم الجمان تصنيف أبي الفضل المنذري ان نصر بن سيار كان والي
خراسان والليث بن المظفر بن نصر صاحب العربية وصاحب الخليل بن أحمد
هو ابنه أقول نصر كان والي خراسان من قبل بني أمية وفي أيامه
استولى عليها أبو مسلم صاحب الدعوة لبني العباس قال ياقوت وحدث
عبد الله بن المعتز في كتاب الشعراء عن الحسن بن علي المهلبي قال كان
الخليل منقطعا إلى الليث بن رافع بن نصر بن سيار وكان الليث من اكتب
الناس في زمانه بارع الأدب بصيرا بالشعر والغريب والنحو وكان كاتبا
للبرامكة وكانوا معجبين به فارتحل إليه الخليل وعاشره فوجده بحرا فأغناه
وأحب الخليل أن يهدي إليه هدية تشبهه فاجتهد في تصنيف كتاب العين
فصنفه له وخصه به دون الناس وحبره وأهداه إليه فوقع منه موقعا عظيما
وسر به وعوضه عنه مائة ألف درهم واعتذر إليه واقبل الليث ينظر فيه ليلا
ونهارا لا يمل النظر فيه حتى حفظ نصفه وكانت ابنة عمه تحته فاشترى
جارية نفيسة بمال جليل فغارت وقالت والله لأغيظنه وان غظته في المال فلا
يبالي ولكني أراه مكبا ليله ونهاره على هذا الدفتر والله لأفجعنه به فأحرقته
واقبل الليث إلى البيت الذي كان فيه الكتاب فلم يجده فسال خدمه عنه
فقالوا اخذته الحرة فبادر إليها وضحك في وجهها وقال ردي الكتاب فقد
وهبت لك الجارية فأرته رماده فسقط في يده فكتب نصفه من حفظه وجمع
على الباقي أدباء زمانه وأمرهم ان يكملوه على نمطه وقال لهم مثلوا عليه
واجتهدوا فعملوا هذا النصف الذي بأيدي الناس فهو ليس من تصنيف
الخليل ولا يشق غباره وكان الخليل قد مات اه‍ معجم البلدان. وفي
كشف الظنون عن أبي الطيب اللغوي ان الخليل رتب أبوابه وتوفي قبل ان
يحشيه قال ثعلب فحشاه قوم من العلماء وقال ابن جني في الخصائص ان فيه
من التخليط والخلل والفساد ما لا يجوز ان يحمل على أصغر اتباع الخليل
فضلا عنه. وقال مختصره أبو بكر محمد بن الحسن بن عبد الله بن مذحج
الزبيدي الأندلسي لم يصح انه له ولا ثبت عنه وأكثر الظن ان الخليل أثبت
أصله ومات قبل كماله فتعاطى اتمامه من لا يقوم في ذلك فكان ذلك سبب
الخلل والدليل على ما قاله ثعلب اختلاف النسخ واضطراب روايات
الكتاب وعن أبي علي القالي لما ورد كتاب العين من بلاد خراسان أنكره أبو
حاتم وأصحابه أشد الإنكار لأن الخليل لو كان ألفه لكمله أصحابه وكانوا
أولى بذلك من رجل مجهول والدليل على كونه لغير الخليل ان جميع ما وقع
فيه من معاني النحو انما هو على مذهب الكوفيين لا مذهب البصريين الذي
ذكره سيبويه عن الخليل وسيبويه حامل علم الخليل وفيه خلط الرباعي
والخماسي من أولهما إلى آخرهما فهذبنا جميع ذلك في المختصر وكان الخليل
أولى بذلك اه‍ كشف الظنون وأقول يظهر مما مر أن قولهم انه كله لليث
أو أنه أكمله يراد به انه املى نصفه الذي حفظه وأمر العلماء باكماله فأكملوه
وان نسبة الاكمال إليه من باب بني الأمير المدينة وان قول ابن راهويه
السابق فصف الليث باقية يراد به هذا والا فهو غير صواب. ثم إن هذه
الأقوال مع تعارضها وتناقضها لا تعارض الشهرة التي كادت تبلغ التواتر أو
بلغته في أن كتاب العين كله للخليل فمن قائل كله لليث ومن قائل بعضه
للخليل وأكمله الليث أو جمع أدباء عصره لاكماله وهل هذا الا تناقض فإذا
كان كله لليث فأجدر ان ينسبه إلى نفسه فيكسب به شهرة عظيمة وما الذي
يدعوه إلى نسبته للخليل وسوق الخليل نافقة لا تحتاج إلى أن ينفقها الليث بنسبة
ما ليس للخليل إلى الخليل وكان الليث في نقله وعقله يعرف ان ذلك يكسد
سوق الخليل ولا ينفقها على أن ما مر يدل على أن الليث ان كان كمله
فبتلقين الخليل وان كان الخليل رتب أبوابه فقط ولم يحشه وحشاه قوم من
العلماء فأجدر ان ينسبوا تحشيتهم إلى نفسهم وما الذي يدعوهم ان ينسبوها



(1) مر في الحاشية السابقة ان الليث بن نصر والليث بن المظفر واحد. - المؤلف -
343
إلى الخليل فيكسبوا اثم الكذب وتفوتهم الشهرة التي يرغب فيها كل أحد وما
نسبه إليه ابن جني من التخليط وغيره لا يمكننا الحكم عليه ولم نره فلعل ما
رآه تخليطا وخللا كان عين الصواب والزبيدي لم يثبت عنده لعدم اطلاعه
على المثبت فلا يكون حجة على من أثبته وبنى قوله على الظن وهو لا يغني
من الحق شيئا واختلاف النسخ والروايات لا يدل على ما قاله ثعلب فأي
كتاب لم تختلف نسخه باختلاف الروايات وبغيره وتعليل انكار أبي حاتم له
عليل فالمكمل له ان صح ان أحدا أكمله هم العلماء الذين اختارهم الليث
ولعلهم أصحاب الخليل ولا يلزم تسميتهم بأعيانهم والخليل يجوز ان يوافق
الكوفيين في مذاهبهم في النحو وان كان بصريا وخلط الرباعي بالخماسي
وعدم فصله عنه لأن المخترع لا بد ان يقع منه مثل ذلك فيستدركه المتأخر
كما يقع مثله لكل مخترع. وقد حكى صاحب كشف الظنون عن السيوطي
انه قال طالعته فرأيت وجه التخطئة غلبة من جهة التصريف والاشتقاق واما
كون الخطأ في لفظه من حيث اللغة بان يقال هذه اللفظة كذب فمعاذ الله لم
يقع ذلك وحينئذ لا قدح فيه فالانكار راجع إلى الترتيب وهذا أمر بين وان
كان مقام الخليل تنزه عن ارتكاب مثل ذلك فلا يمنع الوثوق به والاعتماد
عليه واما التصحيف فمن ذا الذي سلم من التصحيف اه‍ أقول عدم
حسن الترتيب لا بد ان يقع فيه المخترع كما مر مهما عظمت منزلته.
المنسوب إليهم التأليف في اكماله والرد عليه وغيرهما
في كشف الظنون ممن ألف الاستدراك على العين أبو طالب
المفضل بن سلمة الكوفي قال أبو الطيب رد أشياء من العين أكثرها غير
مردود وترتيبه ليس على الترتيب المعهود قال وعليه مدخل لأبي الحسن
النضر بن شميل النحوي المتوفي سنة 204 من أصحاب الخليل وصنف
أحمد بن محمد الخارزنجي المتوفي سنة 348 تكملة له. وجمع أبو عمر
محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب فائت العين. وصنف محمد بن
عبد الله الإسكافي الخطيب كتابا في غلط العين. وصنف أبو غالب بن
التباني كتابا متعلقا به سماه فتح العين. ومر عن الليث بن نصير أو ابن
المظفر انه أكمله. وان جماعة من علماء عصره أكملوه. وان احمد البشتي
أكمله وان بعض المتحذلقين قال إن الخليل لم يف بما شرط لأنه أهمل من
كلمات العرب ما وجد في كلماتهم مستعملا مع وروده. وفي الروضات:
صنف محمد بن عبد الله بن محمد بن موسى الكرماني أبو عبد الله النحوي
المعروف بالوراق تلميذ ثعلب كتاب ما أغفله الخليل في العين وما ذكر انه
مهمل وهو مستعمل وما هو مستعمل وقد أهمل وعن معجم الأدباء ان
محمد بن عبد الله الخطيب الإسكافي صنف كتاب غلط العين وفي الرياض
قال الأزهري في أول تهذيبه هذا ما ألفه الخليل من حروف الهجاء التي
عليها مدار كلام العرب وألفاظها إذ لا يخرج شئ منها عنها أراد ان يعرف
بذلك جميع ما تكلمت به العرب في اشعارها وأمثالها وان لا يشذ عنه شئ
منها قال أبو منصور أشكل هذا الفصل على كثير من الناس حتى ظن بعض
المتحذلقين ان الخليل لم يف بما شرط لأنه أهمل من كلمات العرب ما وجد
في لغاتهم مستعملا وقال احمد البشتي الذي ألف كتاب التكملة لنقص كتاب
الخليل: ما أودعناه كتابنا هذا يشتمل على ضعفي كتاب الخليل ويزيد قال
أبو منصور ولما قرأت هذا الفصل من كتاب البشتي استدللت به على غباوته
وقلة فطنته وتمييزه وعلمت انه لم يفهم ما اراده الخليل بكلامه ولم يفطن
الذي قصده وانما أراد الخليل حروف ا ب ت ث التي عليها مدار كلام
العرب لا يخرج شئ منها عنها وأراد بما ألف منها معرفة جميع ما يتفرع منها
إلى آخره ولم يرد انه حصل جميع ما لفظوا به من الألفاظ على اختلافها ولكنه
أراد ما أسس ورسم بهذه الحروف وما بين من وجوه ثنائيها وثلاثيها
ورباعيها وخماسيها وسالمها ومعتلها على ما بين من وجوهها أولا فأولا حتى
انتهت الحروف إلى آخرها فيعرف به يميع ما هو من ألفاظهم إذا تتبع لا انه
تتبعه فحصله وكمله من غير أن فاته من ألفاظهم لفظة أو من معانيهم للفظ
الواحد معنى ولا يجوز ان يخفى على الخليل مع ذكاء فطنته وثقوب فهمه ان
رجلا واحدا ليس بنبي يوحي إليه لا يمكن علمه بجميع لغات العرب
وألفاظها على كثرتها حتى لا يفوته منها شئ وكان الخليل أعقل من أن يظن
هذا أو يقدره وانما معنى كلامه وما ذهب إليه وهمه ما بينته فتفهمه ولا تغلط
عليه اه‍. وحاصل ذلك أن الخليل ألف كتاب العين على ترتيب الحروف
إذا اجتمعت ثنائيا أو ثلاثيا أو رباعيا أو خماسيا المهمل من ذلك والمستعمل
فذكر كلما يمكن ان يتألف من هذه الحروف من حرفين أو ثلاثة أو أربعة أو
خمسة حسبما وصل إليه علمه وربما تكون كلمة تتألف من هذه الحروف نطقت بها
العرب ولم يطلع عليها وربما تكون اللفظة التي ذكر لها معنى آخر لم يطلع
عليه أو تكلم بها فريق من العرب دون فريق ولم يطلع عليه فان الإحاطة
بذلك لا تتيسر لغير علام الغيوب وربما يكون ذكر أصول الكلمات دون
متفرعاتها ومشتقاتها لكن لا يخفى انه إذا كانت لفظة مستعملة لم يطلع عليها
أو لها معنى لم يطلع عليه واطلع على ذلك يصح ان يقال انه استدرك عليه.
الذين اختصروا كتاب العين
في كشف الظنون اختصره أبو بكر محمد بن الحسن بن مذحج
الزبيدي الأندلسي اللغوي المتوفي سنة 379 فقال في أوله: هذا كتاب امر
بجمعه وتأليفه الأمير الحاكم المستنصر بالله تعالى وعن مقدمة ابن خلدون
انه اختصره مع المحافظة على الاستيعاب وحذف منه المهمل كله وكثيرا من
شواهد المستعمل ولخصه للحفظ أحسن تلخيص اه‍. وفي الرياض لخصه
الخارزنجي ولكن سيأتي عن كشف الظنون ان أحمد بن محمد الخازرنجي
صنف تكملة له لا انه اختصره ولعله اختصره وأكمله وقال النجاشي في
ترجمة علي بن محمد العمدي الشمشاطي انه لخصه وذكر المستعمل والقى
المهمل والشواهد والتكرار وزاد على ما في الكتاب واختصره أبو الحسن
علي بن القاسم الخوافي كما أشار إليه فخر الدين الرازي في كتاب مناقب
الشافعي اه‍.
مما يتعلق بكتاب العين
ما حكاه ياقوت في معجم الأدباء عن القاسم بن محمد الأنباري العالم
المشهور قال قدمت بغداد وليس لي دار فبعث بي ثعلب إلى قوم يقال لهم بنو
بدر فاعطوني شيئا لا يكفيني وذكروا كتاب العين فقلت هو عندي قالوا بكم
تبيعه قلت بخمسين دينارا قالوا اخذناه بما قلت إن قال ثعلب انه للخليل
فاتيت أبا العباس ثعلب فقلت يا سيدي هب لي خمسين دينارا فقال لي أنت
مجنون فقلت لست أريد من مالك وحدثته الحديث قال فأكذب قلت حاشاك
ولكن أنت أخبرتنا ان الخليل فرع من باب العين ثم مات فإذا حضرنا بين
يديك فضع يدك على ما لا تشك فيه فقال تريد ان انجش (1) لك فلما
حضروا ناولوه الكتاب وقالوا هذا للخليل أم لا ففتح حتى توسط باب العين



(1) النجش بالنون والجيم الزيادة في السلعة لا بقصد الشراء - المؤلف -.
344
وقال هذا كلام الخليل ثلاثا اه‍. ومن ذلك يعلم ما كان لكتاب العين من
الشهرة والرغبة في ذلك الزمان والخمسون دينارا تزيد على خمسة وعشرين
ليرة عثمانية ذهبية في هذا الزمان.
مخطوطات العين
قال عبد الله درويش:
لم يكتنف الغموض مخطوطا من المخطوطات كما اكتنف مخطوطة العين
التي ضاع خيط الأمل في العثور عليها وشاء سوء الطالع الا تحتفظ بها
إحدى دور الكتب الرسمية في العالم العربي أو الأقسام الشرقية في مكتبات
أوروبا، حتى أن دائرة المعارف الاسلامية اعتبرته مفقودا لا يوجد الا
مختصره. وقد ذهب هذا المذهب أيضا بروكلمان. وتبعهما كثير من العلماء
المحدثين ممن خاضوا في هذه المسألة اتكالا على دقة بروكلمان واستقصاء
دائرة المعارف الاسلامية.
ولكني حين تعرضت للبحث عن هذه المسألة لم أفقد الأمل في العثور
على نسخة مخطوطة لكتاب العين.
ويشاء الحظ ان يسافر من لندن إلى بغداد المستشرق البروفسور الفريد
جيوم ليحضر دورة المجمع اللغوي هناك فيعثر في مكتبة مديرية الآثار على
نسخة كاملة بخط الشيخ محمد السماوي. نسخت عام 1936 م في
ثمانمائة صحيفة من القطع الكبير بكل صحيفة خمسة وعشرون سطرا،
وبخط فارسي واضح. وقد صورت النسخة على مايكروفيلم أودع في
مكتبة معهد الدراسات الشرقية... بلندن. وعنه احتفظت بنسخة
خاصة لنفسي.
وفي أغسطس آب 1945 في مدينة كامبردج عقد مؤتمر المستشرقين
الثالث والعشرون، القيت فيه بحثا عن اكتشاف مخطوطة العين.
وبطريق المصادفة كان بين المستمعين المستشرق الألماني، الأستاذ كريمر
رئيس القسم العربي بجامعة توبنجن فقال إن مكتبة الجامعة تحتفظ بنسخة
من الكتاب نقلها من العراق المستشرق الألماني ريتر وكانت محفوظة في مكتبة
برلين ثم نقلت أثناء الحرب الكبرى ضمن الكتب العربية كلها إلى
توبنجن خوفا عليها من الغارات وقد تفضل الأستاذ كريمر فتبادل معي
النسخ. وهذه النسخة الألمانية تقع في 850 صحيفة وفي آخرها انها نسخت
عام 1926 م عن نسخة في الكاظمية عند آل الصدر.
أبيات في جماعة نسب إليهم
السرقة من كتاب العين
في معجم الأدباء وجدت على ظهر جزء من كتاب التهذيب لأبي
منصور الأزهري:
ابن دريد بقره * وفيه عجب وشره
ويدعي بجهله * وضع كتاب الجمهره
وهو كتاب العين * الا انه قد غيره
الأزهري وزغه * وحمقه حمق دغه (1)
ويدعي بجهله * كتاب تهذيب اللغة
وهو كتاب العين * الا انه قد صبغه
في الخارزنجي بله * وفيه حمق ووله
ويدعي بجهله * وضع كتاب التكملة
وهو كتاب العين * الا انه قد نقله
تعريفه الأقواء والأكفاء والايطاء
في خاص الخاص قال الخليل: الأقواء ان يكون بعض القوافي
مرفوعا وبعضها منصوبا وبعضها مخفوضا. والأكفاء ان يكون بعض القوافي
على حرف وبعضها على حرف آخر. والايطاء إعادة القافية من غير اختلاف
المعنى قال يزيد بن حرب الضبي يهجو خفض بن وبرة وقد لحن مرقشا في
شعر له:
تتبع لحنا في كلام مرقش * وخلقك مبني على اللحن أجمع
فعينك اقواء وانفك مكفء * ووجهك ايطاء وأنت المرقع
روايته الحديث
في بغية الوعاة أسندنا حديثه في الطبقات الكبرى وتكرر في جمع
الجوامع.
ما أثر عنه من الكلام في الحكم وغيرها
قال لا تماش من لا يساويك ولا تجالس من لا يشتهيك ولا تتكلم فيما
لا يعنيك ولا تغضب على من لا يرضيك ولا تشك الفقر لمن لا يغنيك.
ومن كلامه لا يصل أحد من النحو إلى ما يحتاج إليه الا بعد معرفة ما
لا يحتاج إليه ومن كلامه في علي ع استغناؤه عن الكل واحتياج الكل
إليه دليل انه امام الكل وقال من نم لك نم عليك ومن أخبرك بخبر غيرك
أخبر غيرك بخبرك وفي ذل المذيل بسنده عن الخليل بن أحمد صاحب النحو
أنه قال إذا نسخ الكتاب ثلاث مرات ولم يعارض تحول بالفارسية قال أبو
يعقوب يعني يكثر سقطه. وفي خاص الخاص للثعالبي قال اليزيدي دخلت
يوما إلى الخليل فوجدته قاعدا على طنفسة فكرهت التضييق عليه فقال لي يا
أبا محمد إلي فان سم الخياط لا يضيق على متصادقين والدنيا لا تسع
متعاديين وقال: العزلة توقي العرض، وتبقي الجلالة وتستر الفاقة، وترفع
مؤونة المكافاة في الحقوق اللازمة. ومن كلامه لا يعلم الإنسان خطا من
علمه حتى يجالس غيره. وفي بغية الوعاة: من كلامه ثلاثة تنسي المصائب
مر الليالي والمرأة الحسناء ومحادثات الرجال. وفي أحياء العلوم كان
الخليل بن أحمد يقول اللهم اجعلني عندك من أرفع خلقك واجعلني عند
نفسي من أوضع خلقك واجعلني عند الناس من أوسط خلقك وعن
محاضرات الراغب أنه قال العلم لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ثم أنت
في اعطائه إياك بعضه مع اعطائك إياه كلك على خطر وقال: أصفى ما
يكون ذهن الإنسان وقت السحر. أكمل ما يكون الإنسان عقلا وذهنا إذا
بلغ أربعين سنة وهي السن التي بعث الله فيها رسول الله ص وكان يقول
كما مر ان لم تكن هذه الطائفة اي الزهاد أو العلماء أولياء الله فليس لله ولي
وقال اني لأغلق علي بأبي فما يجاوزه همي حكاه النصر وقال النضر قيل
للخليل أمؤمن أنت قال لا أقوله أخاف ان يكون تزكية اه‍ وهذا غاية
الورع. وقال إذا رأيت من هو أعلى مني فذاك أول يوم استفادتي وإذا رأيت



(1) بضم الدال امرأة يضرب بها المثل في الحمق. - المؤلف -
345
من هو دوني في العلم فذاك يوم إفادتي وإذا رأيت من هو مثلي في العلم
فذاك يوم مذاكراتي وإذا لم أر أحدا من هؤلاء فذلك يوم مصيبتي. وقال
الدنيا مختلفات تأتلف ومؤتلفات تختلف قيل إن هذا والله لحدها الجامع
المانع. وحكى عنه الديلمي في ارشاده: انما يجمع المرء المال لاحد ثلاثة
كلهم أعداؤه اما زوج امرأته أو زوج ابنته أو زوجة ولده فمال المرء لهؤلاء
ان تركه والعاقل الناصح لنفسه الذي يأخذ معه زادا لآخرته ولا يؤثر هؤلاء
على نفسه. وحكى الأصمعي قال قدم رجل من فزارة على الخليل بن أحمد
وكان الفزاري غبيا فأبطأ الخليل في جوابه فتضاحك الفزاري فالتفت الخليل
إلى بعض جلسائه وقال الرجال أربعة رجل يدري ويدري أنه يدري فذلك
عالم فذروه ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك غافل فأيقظوه ورجل لا
يدري ويدري انه لا يدري فذلك جاهل فعلموه ورجل لا يدري ولا يدري
انه لا يدري فذلك مائق فاجتنبوه والمائق الأحمق. ومر قوله المجيب يفكر في
الجواب قبل الجواب وقبيح أن يفكر بعده وقال: ما أجيب بجواب حتى
أعرف ما فيه علي من الاعتراضات والمؤاخذات. وعن مجمع البيان عن
النضر بن شميل سئل الخليل عن معنى قوله تعالى رب ارجعوني ففكر ثم
قال سألتموني عن شئ لا أحسنه ولا اعرف معناه فاستحسن منه ذلك.
وفي الروضات عنه أنه قال أفضل كلمة ترغب الإنسان في طلب العلم
والمعرفة قول أمير المؤمنين ع قيمة كل امرئ ما يحسنه.
شعره
في شذرات الذهب كان شاعرا مفلقا مطبوعا وبعضهم قال إنه كان
ينظم البيتين والابيات ومن شعره:
وما هي الا ليلة بعد ليلة * ويوم إلى يوم (1) وشهر إلى شهر
مراحل يدنين (2) الجديد إلى البلى * ويدنين أشلاء الكرام إلى القبر
ويتركن أزواج العبور لغيره * ويسلبن (3) ما يحوي الشحيح من الوفر
وله أورده البيهقي في المحاسن والمساوي:
كفاه لم تخلقا للندى * ولم يك بخلهما بدعه
فكف عن الخير مقبوضة * كما نقصت مائة تسعه
وله في متحد القافية مختلف المعنى:
يا ويح قلبي من دواعي الهوى * إذ رحل الجيران عند الغروب
اتبعتهم طرفي وقد أمعنوا * ودمع عيني كفيض الغروب
بانوا وفيهم طفلة حرة * تفتر عن مثل أقاحي الغروب
وأورد له صاحب مرآة الجنان قوله:
ألا ينهاك شيبك عن صباكا * وتترك ما أضلك من هواكا
أترجو ان يطيعك قلب سلمى * وتزعم ان قلبك قد عصاكا
وارد له ياقوت في معجم الأدباء في ترجمة الحسن بن أحمد بن البناء
قوله:
ان كنت لست معي فالقلب منك معي * يراك قلبي وان غيبت عن بصري
العين تبصر من تهوى وتفقده * وباطن القلب لا يخلو من النظر
وأورد له أيضا في ترجمة عيسى بن عمر الثقفي صاحب كتابي الجامع
والاكمال في النحو قوله:
بطل النحو جميعا كله * غير ما أحدث عيسى بن عمر
ذاك اكمال وهذا جامع * فهما للناس شمس وقمر
وأورد له صاحب الروضات قوله:
كتبت بخطي ما ترى في دفاتري * عن الناس في عمري وعن كل غابر
ولولا عزائي انني غير خالد كذا * على الأرض لاستودعتها في المقابر
وقوله في الرد على المنجمين:
أبلغا عني المنجم اني * كافر بالذي قضته الكواكب
عالم أن ما يكون وما كان * فحتم من المهمين واجب
الأمثال في شعره
روى فخر الدين أبو القاسم بن عبد المحسن الفريومذي الكاتب
بسنده إلى الخليل بن أحمد:
ما ازددت من أدبي حرفا أسر به * الا تزيدت حرفا تحته شوم
ان المقدم في حذق بصنعته * انى توجه يوما فهو محروم
وله كما في مجموعة الأمثال التي رأيناها في خزانة الكتب الرضوية في
القاضي أحمد بن أبي داود:
نزلوا مركز الندى وذراه * وعدتنا من دون ذاك العوادي
غير أن الربى إلى سبل الأنواء * أدنى والحظ حظ الوهاد (4)
وله:
وقبلك داوى الطبيب المريض * فعاش المريض ومات الطبيب
فكن مستعدا لدار الفناء * فان الذي هو آت قريب
وله:
متاركة اللئيم بلا جواب * أشد على اللئيم من السباب
وما شئ أحب إلى لئيم * إذا سب الكرام من الجواب
الشيخ خليل الأردبيلي
من أفاضل الأتراك فقيه أصولي معاصر قرأ على الشيخ ملا كاظم
الخراساني وبه تخرج وقرأ على السيد كاظم اليزدي وله حلقة تدريس في
النجف يرغب في درسه.
خليل بك بن أسعد بن خليل ابن الشيخ ناصيف المشهور بن نصار بن
نصار السالمي العاملي من آل علي الصغير
توفي سنة 1314 ودفن في قرية الطيبة.
وآل علي الصغير مر نسبهم وأصلهم في أحمد بن مشرف وهو أخو
محمد بك الذي كان بمنزلة الوزير لعلي بك الأسعد صاحب تبنين أحد امراء
جبل عاملة كان المترجم شهما كاملا معظما للعلماء والأشراف على نهج أسرته
وبعد انقضاء الحكم الأقطاعي من جبل عاملة وذلك بعد سنة 1282 ه
وتقسيم المقاطعات إلى مديريات وقائم مقاميات ومتصرفيات ثم ولايات تولى
المترجم عدة قائم مقاميات كقائم مقامية مرجعيون وصور وحمص وعين متصرفا



(1) وما هي الا ليلة ثم يومها وحول إلى حول خ.
(2) مطايا يقربن خ.
(3) ويقسمن خ.
(4) الذي بالبال ان أحمد بن أبي دؤاد متأخر عن عصره فليراجع. - المؤلف -
346
للبلقاء ثم لنابلس في عهد حمدي باشا والي سورية وكان صديقه الحميم ولما
مات حمدي باشا عزل عن متصرفيه نابلس وبقي بعدها عاطلا من الولاية
حتى توفي لكنه بقي على جاهه ومنزلته عند الناس لأن الولاية لم تفده جاها
بل كان ذا جاه في نفسه وفي عهد عزله عن الحكم جرى خلاف بين الدروز
وشيعة جبل عاملة وجاء الخبر إلى قرية الخيام بان الدروز يريدون الهجوم
على الخيام فبأقل إشارة منه اجتمع أهل جبل عاملة من أقصاها إلى أدناها
إلى قرية الخيام ولما علم الدروز بذلك ارتدوا على أعقابهم واهتمت الحكومة
لذلك اهتماما عظيما وسعت في اصلاح الحال قال الشيخ محمد مغنية في
كتابه جواهر الحكم ودرر الكلم انه في سنة 1294 حينما كان المترجم
قائم مقاما في مرجعيون جاءه طلب إلى بيروت من متصرفها رائف باشا ولم
يعلم السبب فلما وصل بيروت قال له المتصرف أنت مطلوب إلى الولاية فلما
دخل على الوالي ضيا باشا في دمشق قال له من أنت ولم يكن يعرفه قبل لأن
الوالي حضر جديدا لهذه القضية فاجابه بالتركية قائم مقام مرجعيون فأمره
بالجلوس واخرج له عرض حال وناوله إياه فقرأه ومضمونه انه موجود
قائم مقام من العشائر يدعى بأمير الجبل عازم على العصيان والخروج عن
طاعة الدولة العلية وقد استعد على خمس وعشرين ألف بارودة وإذا ما صار
قتل هذا الأمير أو نفيه والا ففي فصل الربيع مراده الخروج عن الطاعة
فقال له الوالي استوعبته تماما وكمالا قال نعم فاخرج له تحريرا ثانيا مزورا
عن لسانه إلى الحاج حسين فرحات أحد وجوه جبل هونين وفيه بعد المقدمة
انه بحسب الاجتماعات والعهود قد أخذنا السلاح اللازم فأنتم اهتموا
بتعجيل عمارة قلعة هونين وتبنين ومارون وقلعة دوبيه وبقية القلاع
والاستحكامات الكائنة ضمن البلاد ويحثه على التعجيل لمزاحمة الوقت
والتوقيع قائم مقام مرجعيون والختم خليل الأسعد وبعد اطلاعه على هذه
الأوراق المزورة من أشقى القوم سأله الوالي وشدد عليه في السؤال فاجابه
الأجوبة المسددة التي ليس عليها رد وبرهن له انه منذ ستمائة سنة عائلة
بيت علي الصغير لم تزل في صدق الخدمة للدولة العلية والنصح وما فارقت
الطاعة في وقت من الأوقات وكانت عتاة وعصاة سورية تذللها الدولة
بعشائر بلاد بشارة وشرح له كيفية دخول فؤاد باشا الصدر الأعظم إلى
سوريا في حادثة الستين وصدق خدمات بكوات بشارة للدولة وادخال فؤاد
باشا رئيسهم علي بك الأسعد مجلس الخاصة وجعله عضوا في مجلس فوق
العادة وأصدر عن رأيه حتى غدت سوريا في ظل لوائه فعندها ضاعف
الوالي التفاته إلى المترجم واعتنى بشأنه وكان الوالي حينما وصل إلى إزمير
قادما من الآستانة جاءه أمر تلغرافي بان يتدارك سوريا فعجل وبوصوله إلى
بيروت ارسل مفتشي السر ممن يعتمد عليهم فانكشف الامر ان القضية مجرد
تزوير وافتراء كذب محض فاثنى على المترجم وأعجبه ادراكه وتصرفاته واعتنى
بشأنه زيادة عن باقي قائم مقامي سوريا وأرادوا إضراره واهلاكه فكانت عناية
وعاقبة محمودة وحاق المكر السيئ باهله وبينما المترجم بدمشق وإذا بتلغراف
ورد من المتصرفية إلى الولاية بان دروز تلك الجهات من مرجعيون وتوابعها
اجروا حادثا خارجا عن إطاعة الدولة فتوجه حالا وذلك أن بكوات بيت أبي
نكد من دروز جبل لبنان كان لهم علاقة بقرية المطلة من قرى مرجعيون
وأهلها دروز فوقع اختلاف بين النكديين وعلي الحجار وجه القرية المذكورة
وهو درزي أيضا وعلى عادة الدروز من أنهم لا يستندون في اخذ حقوقهم
إلى غير قوتهم استنجد الحجار دروز حاصبيا فحضرت جماهير الدروز من
حاصبيا وراشيا ومجدل شمس خيالة ورجالة بالسلاح الكامل فلما قاربوا
المطلة ارسل النكديون خبرا إلى حكومة مرجعيون ومركزها يومئذ في كفر كلا
ووكيل القائمقام الشيخ رشيد الفاخوري نائب القضاء في القائمقامية فتوجه
الوكيل واخذ هيأة الحكومة والضابط مع القوة المسلحة فلما وصلوا تعاطوا
أسباب منع الفتنة وحجز الفريقين فلم يلتفت الدروز إلى ذلك وأرادوا
الفتك برجال الحكومة لولا أن تدارك الأمر أحد أعيان الدروز في حاصبيا
سليم بك شمس فمنع من ذلك ورجعت هيأة الحكومة بالخجالة وحصل
قتل وجرح بين فرقتي الدروز وقتل علي الحجار فأخبرت الحكومة المحلية
المتصرفية بالأمر وهي أخبرت الولاية فاضطرب الوالي الجديد لذلك اضطرابا
شديدا وطلب المترجم وأخبره بالحادثة الجارية بقائمقاميته وعزز مكانه ورفه
حالته وأمره بالتوجه إلى مأموريته بعد اظهار احساسات السرور والتشكر منه
لجميع دوائر الولاية وخصوصا لما علم أن الحادث بمركز خطر محتو على
مذاهب متفرقة ومشارب مختلفة وانكشف له ذلك التزوير والافتراء الذي
جرى بحق المترجم وكبر في نفسه وتحقق ان هذا المركز الخطير لا يحسن
تدبيره وإدارته سوى قائم مقامه الحالي وكانت هذه الحادثة من أكبر أسباب
التوفيق والتقدم للمترجم وساعده على ذلك أن ذوات دمشق وأركان الولاية
لهم قرى بالحولة الأردن ونواحيها وكانوا دائما يخشون من غارات الدروز
وتضييع بعض وارداتها ولما وقع هذا الحادث خافوا خراب املاكهم
وضياعهم فأعرضوا للوالي الجديد انها ما استقامت البلاد واستقرت الراحة
الا بوجود المترجم فبعد ما كان خائفا من مجيئه أخذ الوالي وأركان الولاية
باستعطاف خاطره وصارت ارادته نافذة مرعية الاجراء ولما عاد إلى مركزه
وفحص عمن أوجد ذلك العرضحال ظهر له ان استمداد ذلك كان من
رئيس صور وجرى في عكا مع أحد أفراد الشيعة وتوافقا على ذلك وصبغوه
وزوروه وأرسلوه إلى بيروت إلى السوكيرتا وقدموه إلى الصدارة في استانبول
فردهم الله بغيظهم والآن هو متصرف البلقاء التي عجز عن إدارتها محمد
سعيد باشا وغيره من أمراء دولة تركيا وهو أدارها وأحسن سياستها وقام
بأعباء رياستها وعشائرها وأمراؤها ممتنة من أفعاله شاكرة منقادة لأوامره
وأهل البادية الذين كانوا شاذين عن إطاعة الدولة داخلين في حيازتها اسما لا
مسمى لا يدفعون ما عليهم من الرواتب لخزينة الدولة فلما أحيلت المتصرفية
لعهدته وطد أركان السياسة وارعب أهل البدو فجاءوه منقادين ودفعوا ما
عليهم من الأموال المتأخرة سنين ولزموا الطاعة والسكون انتهى جواهر
الحكم باختصار.
وحضر مرة من نابلس أيام تولية المتصرفية فيها فجرى له استقبال
حافل في جبل عاملة.
وفي مجلة العرفان م 6 ص 155 انه كان للمترجم ولع شديد
بمحاضرة الأديب الشاعر البديهي الفكاهي مصباح رمضان البيروتي فغاب
المصباح مدة في طرابلس وكان المترجم في بيروت فكلف الحاج علي الزين
نظم بيت من الشعر ليرسله برقية إلى المصباح فنظم هذا البيت:
تغيب مصباحي فاظلم مجلسي * فعجل لقد أتعبت قلب خليل
فاجابه المصباح في برقية بهذين البيتين:
كرما بتلغرافه * أرخت شرفني خليل
وصباح يوم الأربعا * حظي بمرآه الجليل

347
خليل بن اميرنشاه ويقال ميران شاه بن تيمور لنك
توفي سنة 809.
هو حفيد تيمور لنك الشهير في شذرات الذهب انه كان مع جده
تيمور لما حضرت جده الوفاة بضواحي ازار لما كان جده خارجا لغزو بلاد
الصين والخطا سنة 807 ولم يكن معه من أولاده سوى حفيده المذكور فملك
خزائن جده وتسلطن وعاد إلى سمرقند برمة جده إلى أن دفنه حفيده محمد
سلطان بمدرسته اه‍ وفي الضوء اللامع للسخاوي ملك سمرقند بعد جده في
حياة والده وأعمامه لكونه كان معه عند وفاته سنة 807 فلم تجد الناس بدا
من سلطنته وعاد بجثة جده يريد سمرقند وقد استولى على الخزائن وتمكن
من الأمراء والعساكر ببذله لهم الأموال العظيمة حتى دخلوا في طاعته سيما
وفيه رفق وتودد مع حسن سياسة وصدق لهجة وجميل صورة فلما قارب
سمرقند تلقاه من بها وهم يبكون ومعهم التقادم فقبلها منهم ودخلها وجثة
جده في تابوت ابنوس بين يديه وجميع الملوك والامراء مشاة مكشوفة
رؤوسهم حتى دفنوه ثم اخذ في تمهيد مملكته وملك قلوب الرعية بالاحسان
واستفحل أمره وجرت حوادث إلى أن مات بالري مسموما سنة 809
ونحرت زوجته ساد ملك نفسها بخنجر فماتت ودفنا في قبر واحد وطول
يوسف بن تغمري ترجمته تبعا للمقريزي في عقوده اه‍ وترجمه صاحب البدر
الطالع بنحو من ذلك وحكى عن مؤلف سيرة تيمور أنه ذكر جملة من
أشعاره بلسان قومه اي الفارسية وانه وزوجته كانا بارعين في الجمال
مفرطين في حب كل منهما للآخر فلذلك قتلت نفسها عند موته.
خليل بن أوفى أبو الربيع الشامي.
الخلاف في اسمه
اتفقوا على كنيته واختلفوا في اسمه فقيل خليل باللام وقيل خليد
بالدال وقيل خالد وقيل خلد وفي الرياض المشهور أنه باللام الثانية أخيرا
ويجئ بالدال أخيرا ولعل الثاني أظهر وفي الخلاصة ومنهج المقال المطبوعين
أبو الربيع الشامي اسمه خليل بن أوفى خليل باللام وما عن بعض نسخ
الخلاصة من ابدال أوفى بالواو بأرفى بالراء تصحيف ونقل عن الخلاصة
خليد بن أوفى بالدال ولعله الصواب لأنه كذلك عند النجاشي قال في باب
الأسماء خليد بن أوفى أو الربيع الشامي العنزي روى عن أبي عبد الله ع
له كتاب يرويه عبد الله بن مسكان أخبرناه أحمد بن محمد بن هارون
حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان الكندي أبو
عبد الله حدثنا عبد الله بن سنان حدثنا ابن مسكان عن أبي الربيع بكتابه
وفي باب الكنى أبو الربيع الشامي أخبرنا ابن نوح عن الحسن بن علي عن
أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن الحسن بن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي
بكتابه والشيخ في رجاله سماه خالد فقال في رجال الباقر ع
خالد بن أوفى أبو الربيع العنزي الشامي. ومر في خالد بن أوفى ان خليد
تصغير خالد ومن هنا يقوى الظن بان اسمه خالد ويصغر فيقال خليد وان
كان القياس خويلد وان خليل باللام تصحيف خليد بالدال. وان خليل
باللام لا وجود له وفي الفهرست أبو الربيع الشامي له كتاب أخبرنا ابن أبي
جيد عن محمد بن الحسن عن سعد والحميري عن محمد بن الحسين عن
الحسن بن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي وفي أمل الآمل
ذكره باللام فقال خليل بن أوفى أبو الربيع العاملي الشامي من أصحاب
الصادق ع مذكور في كتب الرجال خاليا من الذم بل هو ممدوح
كثير الرواية والحديث له كتب وذكره الصدوق في آخر الفقيه وذكر طريقه
إليه وروى عنه كثيرا واعتمد عليه وهو مدح له لما علم من أول كتابه وروى
عنه سائر علمائنا ومحدثينا واحتجوا برواياته وعملوا بها وذكر الشيخ
والنجاشي أن له كتابا وذكرا طريقهما إليه وهو نوع مدح حيث ظهر أنه من
مؤلفي الشيعة وذكره الشيخ في أصحاب الباقر ع وقال خلد وفي
نسخة خالد وفي الرياض الظاهر أنه لا تفاوت بين نسختي خلد وخالد
كالحرث والحارث ومثله شائع كثير وقد استدل الشهيد في شرح الارشاد
على صحة رواياته برواية الحسن بن محبوب عنه كثيرا مع الاجماع على
تصحيح ما يصح عن الحسن وروى عنه ابن مسكان أيضا وهو من أصحاب
الاجماع وجملة منهم رووا عنه كثيرا وذكر النجاشي أنه روى عن أبي عبد الله
ع ولو قيل بتوثيقه وتوثيق جميع أصحاب الصادق ع الا
من ثبت ضعفه لم يكن بعيدا لأن المفيد في الارشاد وابن شهرآشوب في معالم
العلماء والطبرسي في إعلام الورى قد وثقوا أربعة آلاف من أصحاب
الصادق ع والموجود منهم في جميع كتب الرجال والحديث لا يبلغون ثلاثة
آلاف وذكر العلامة وغيره ان ابن عقدة جمع الأربعة الآلاف المذكورين في
كتب الرجال ونقل بعضهم أنه لم يذكر أبا الربيع وفي نسخة الرياض
ونقل بعضهم انه ذكر أبا الربيع. وقال في الحاشية: جميع ما أوردناه في
فوائد المقدمة إذا ضم إلى ما ذكر هنا يضعف جانب التوقف في توثيقه والله
أعلم وما ذكره جيد جدا ولكنه أراد أن يستكثر به في علماء بلاده فنسبه
بالعاملي ونحن نود ذلك أيضا لكن نسبته بالشامي التي لم يعلم سببها لا
تصحح ادراجه في عداد علماء جبل عاملة ولو توسعا كما في أبي تمام وعلماء
الكرك ونحوهم.
وثاقته
مر عن أمل الآمل ما يمكن أن يستدل به على وثاقته وقال الشهيد في
غاية المراد في مسالة بيع الثمرة بعد ذكر خبر في سنده الحسن بن محبوب عن
خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي ما لفظه وقد قال الكشي: أجمعت
العصابة على تصحيح ما يصح عن الحسن بن محبوب قلت في هذا توثيق لأبي
الربيع الشامي واسمه خليل بن أوفى ولم ينص الأصحاب على توثيقه فيما
علمته غير أن الشيخ ذكره في كتابيه وبعض المتأخرين أثبته في المعول على
روايته اه‍ وفي التعليقة: في الكافي حديث يدل على تشيعه الا أنه يستفاد
منه ذمه اه‍ وفي مستدركات الوسائل ان هذا مما يستغرب اما تشيعه فهو كما
قال المحقق السيد صدر الدين غير خفي على من تتبع اخباره منها ما في
الكافي في باب علم الإمام بسندين فيهما صفوان وفي باب حسن المعاشرة
بسنده عنه دخلت على أبي عبد الله ع والبيت غاص باهله فيه
الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق. فقال ع: أيا شيعة آل
محمد اعلموا انه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة
من صحبه ومخالفة من خالفه وموافقة من وافقه ومجاورة من جاوره وممالحة
من مالحه يا شيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة الا بالله
اما استفادة الذم من الحديث الذي أشار إليه فعجيب ففيه باسناده عن أبي
الربيع الشامي عن أبي جعفر ع قال لي ويحك يا أبا الربيع لا
تطلبن الرياسة ولا تك ذنبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا ما لا
نقول في أنفسنا فإنك موقوف ومسئول لا محالة فان كنت صادقا صدقناك
وان كنت كاذبا كذبناك وهذا لا يفيد ذما ففي التنزيل ولا تقف ما ليس لك

348
به علم ولا تدع مع الله إلها آخر وما كل ما يوعظ به الرجل وينهي عنه يكون
فيه وقد نهى ع عبد الله بن مسكان وأبا حمزة الثمالي ومحمد بن
مسلم وهم أجلاء هذه الطائفة عن أشياء مذكورة في هذا الباب من الكافي
قبل الخبر وبعده ولم يستشعر أحد من ذلك قدحا فيهم اه‍ بل الصواب ان
هذا الخبر أقرب إلى مدحه لدلالته على كمال الشفقة عليه وأنه محل لأن
يوعظ ويؤدب مع مخاطبته بويحك التي هي كلمة ترحم وشفقة.
التمييز
في مشتركات الطريحي في باب الكنى أبو الربيع مشترك بين رجلين
لا حظ لهما في التوثيق ويمكن استعلام انه الشامي العنزي برواية عبد الله بن
مسكان وخالد بن جرير عنه.
الشيخ خليل ابن الحاج حسين ابن الحاج إبراهيم ابن الحاج عبيد ابن الحاج
علي الشهير بابن عسيران البعلبكي الأصل العاملي الصيداوي
آل عسيران طائفة كبيرة لها جاه وجلالة وفيها الأتقياء والصلحاء
والفضلاء أشرنا إليها في باب أحمد من هذا الكتاب.
كان المترجم فاضلا صالحا تقيا ورعا قرأ في أول امره على السيد علي
آل إبراهيم العالم المشهور في قرية الكوثرية هو والشيخ عبد الله نعمة الفقيه
الشهير ثم سافر الشيخ عبد الله إلى العراق وقرأ فيها ثم سكن رشت مدة
فبقي المترجم بعد ذهاب رفيقه إلى العراق في صيدا يدير املاكه ويطالع
ويراجع إلى أن رجع الشيخ عبد الله من العراق إلى وطنه جبع وأنشأ بها
مدرسة واجتمع فيها الطلاب من جميع أنحاء جبل عامل فذهب الشيخ
خليل إليها للدرس وكان من رفقاء الشيخ أحمد رعد الذي كان عنوان
تلامذة الشيخ عبد الله والمقدم فيهم ومن رفقاء الشيخ حسن مروة والد
الشيخ جعفر والشيخ موسى والشيخ محمد حسن ومن رفقاء الشيخ محمد
سليمان الزين وأمثالهم وقد اقامه الشيخ عبد الله معتمدا له وكفى بذلك
دلالة على وثاقته وورعه وتقواه وقبل ان تدركه الوفاة أوعز للحاج محمد بن
الحاج إبراهيم عسيران بان يحمله إلى جبع كي يدفن بجوار السيد محمد
صاحب المدارك والشيخ حسن صاحب المعالم فاخذ إلى هناك وبقي أياما
حتى أدركته الوفاة ودفن في جوارهما وله كتب موقوفة على طلبة العلم
الشريف منها كتاب جمع الجوامع في التفسير للطبرسي وكتاب شرائع الاسلام
وله موقوفات على صلة الرحم وقراءة القرآن في صيدا معروفة بوقف آل
عسيران هكذا كتب إلينا الشيخ منير عسيران.
الشيخ خليل بن حسين بن علي مغنية
ولد في قرية طير دبا قضاء صور عام 1318 وتوفي في صيداء عام
1378 ودفن في مسقط رأسه. بدأ يتلقى علومه على والده شيخ الطائفة
الشيخ حسين مغنية وعلى غيره من العلماء والمدرسين ثم انتقل إلى
النجف الأشرف حيث تابع تحصيله العلمي سحابة خمس عشر سنة حتى نال
إجازة الاجتهاد. عاد إلى قريته وأقام فيها طيلة حياته منصرفا إلى القضاء
بين الناس والتعليم والهداية والارشاد.
له بالإضافة إلى كثير من المقالات بضعة مؤلفات مخطوطة أهمها:
1 المرحلة الفكرية في العقائد الدينية
2 التضحية الكبرى، أو بين يدي الإمام الحسين.
له كثير من الشعر لم يجمع ولم يطبع بعد، وهذه مختارات منه:
من قصيدة له يمدح فيها النبي ص:
ماذا ننظم في علاك وننشد * وبداية الأقوال إنك مفرد
عال على هام الوجود وأنه * نور بهالات الهدى يتوقد
في كل نحو للثناء مفوه * وبكل ناحية تشير له يد
في كل سامعة صدى لمغرد * بالذكر في حفل الخلود يغرد
أقصر فلست ببالغ منه سوى * ما يبلغن من الضياء الأرمد
من كان فوق العالمين مقامه * فله الفخار جميعه والسؤدد
راياته بالرفق تخفق فوقه * وشعاره في الناس ألا يعتدوا
شرفت مزاياه فكل مزية * غرا وطاب نجاره والمولد
خلقت يداه لبل كل حشاشة * ذابت ونار أوارها لا تخمد
العفو يوم النصر يسبق سيفه * فيراح من ضرب الرقاب ويغمد
لا يحلم الرجل الطموح بمجلس * فيه يقوم محمد أو يقعد
قرآنه وحي العصور جميعها * هاد لكسب الخالدات ومرشد
ومن قصيدة له يمدحه ص:
أنت في جبهة الكرامة ظاهر * نور معناك في البرية زاهر
لا يضاهيك في الرفاق صفي * جوهر جئت بالغوالي الجواهر
شاء باريك أن تكون كبيرا * دون مرقاك في الوجود الأكابر
بحر علم وبحر وجود فهذا * مستفيض وذاك بالمد زاخر
واحد أنت في بديع المعاني * بين أباد من الأنام وحاضر
غرر كلها تضئ وتزهو * ساطعات لكل راء وناظر
نفحات تأرجت منك طيبا * ضمخت منه طيبات السرائر
فقت هام الوجود في كل فضل * كيف يسمو إلى علائك شاعر
إن هذي العقول ترجع حسرى * عن مغاني الحمى بصفقة خاسر
فضحت ظلمة الجهالة لما * جئت بالعلم والهداية ناشر
ما قرأت الدروس يوما ولكن * نضبت فيك بالدروس المحابر
قد تساوى بك الأنام فهذا * يتباهى وذاك بالحمد ذاكر
ومن قصيدة له في مدحه:
أنت نور على الوجود تجلى * يرسل اللطف في نواحي الوجود
أنت في نظرة الحقيقة فرد * ذكره الحمد في لسان الخلود
أنت بيت القصيد في كل معنى * صاغه شاعر لبيت القصيد
لم تكن سيد البرية إلا * لمعان سرت بطيب الورود
ما رأى الكون قبل شخصك شخصا * أشغل الكون ذكره بالنشيد
يا نبي الهدى ويا خير داع * قد دعا الناس للطريق الرشيد
أنت في هالة الكمال رفيع * يقصر الطرف عن مداه البعيد

349
ومن قصيدة له في مدح الإمام علي ع:
لا يفي شأنك الرفيع الثناء * يا علي بك استطال العلاء
قد حباك الاله خير صفات * وبك الناس في الوجود استضاؤا
وحكيم الأنام في كل أمر * أدركت أمرها بك الحكماء
صعدت فيك للحظيرة نفس * قدسها ساطع بها وضاء
فضح الفجر ظلمة الليل لكن * لا ترى النور مقلة عمياء
أي كرب عن النبي جلاه * حين حفت بصحبة الدهياء
غير ماضيك يا فدته المواضي * فهو فصل القضا وفيه الفداء
وقفات لوجه ربك كانت * لم تقفها من قبلك السفراء
لم يكن غيرك الشجاع المفدي * إن دهى الخطب وأدلهم القضاء
ما سمعنا بعابد منه تخشى * أسد الحرب أن يحل البلاء
ومن قصيدة له في مدح الإمام علي ع:
الحب سبيل من استبصر * فدع العذال ولا تغتر
واسلك بالحب طريق الحزم * تنل فيه الحظ الأكبر
وإذا ما لامك ذو جهل * فيه أو عابك ذو منكر
بلغ للناس رسالته * واصدع بالأمر بما تؤمر
واقرأ قرآن فضائله * بلسان الشكر لكي تشكر
فهو الإعجاز دلائله * آيات الذكر لمن فكر
ظهرت للناس معانيه * فتساوى الظاهر والمضمر
يا لاحي الصب عداك الرشد * بلوم الصب ألا تحذر
إرجع عن غيك في لومي * من ذاق الشئ به أخبر
إني مضنى بهوى رشأ * غنج المى أحوى أحور
فتان اللحظ إذا يرنو * وعليل الطرف إذا أبصر
وأسيل الخد رشيق القد * يريك البرق إذ ما أفتر
تحكيه الشمس إذا طلعت * ويحاكي الصبح إذا أسفر
وإذا ما ماس حكاه الغصن * وإن ما مال حكى الأسمر
أبداه الله بديع الحسن * جميل الصورة والمنظر
أمدير الكاس فدتك النفس * أدر لي الكاس لكي أسكر
وأطرب رحماك أخا شغف * في لحن العود وفي المزمر
فإذا ما جئت لأسأل عن * أعمالي في يوم المحشر
ناديت أبا حسن مولاي * أغثني اليوم أبا شبر
قسما بعلاك فليس سواك * يجيب العاجز والمضطر
أعطاك الله لواء الحمد * وخصك في نهر الكوثر
وبرى النيران وأنشأها * لتعذب شانئك الأبتر
ومن قصيدة له في مدح الإمام علي ع:
تسائلني يا سعد والأمر ظاهر * وهيهات نور الحق يخفيه سائر
إذا ما دجى ليل من الغي حالك * سيفضحه صبح من الرشد زاهر
إلا نظرة نحو الحقيقة إنها * تضئ ولكن ما هنالك ناظر
تبصر فما الأبصار تعمى وإنما * عن الحق أي والحق تعمى البصائر
أيجحد ما للمرتضى من فضائل * وينكر ضوء الشمس إلا المكابر
ولولا أناس نازعوه بأمره * لما حار في داجي الضلالة حائر
سرائرهم يوم الفعيلة مزقت * فكيف تراها يوم تبلى السرائر
وما نقموا من حيدر غير أنه * من الله ناه في الأنام وآمر
وماذا يهين البدر والبدر ساطع * إذا ما تعامت عن سناه النواظر
وماذا يضير الليث والليث ظافر * إذا قيل خانته الغداة الأظافر
ومن قصيدة له في مدح الإمام علي ع:
يصغر المدح حيث شأنك أكبر * أنت بالحق حجة الله حيدر
أنت في عالم الكمال وحيد * خالص الدر من معانيك ينثر
طوح الفكر في المجال ليلقى * مدحة تبلغ المقام فأخبر
خزي العاص بابنه في مجال * قد حمى حومة النزول الغضنفر
وابن سفيان قلبه في خفوق * حذر الموت بين أيدي المظفر
وإذا الليث قد بدا وابن آوى * يختفي خشية اللقاء ويحذر
يا نعاما أتت لتلقى هصورا * ارجعي عنه إن شأنك أصغر
ومن قصيدة له يصف فيها الأديب:
أراك تقلد جيد الزمان * قلائد بان بها الجوهر
تنمق زهر رياض البيان * فسيان تنظم أو تنثر
* * *
نسيم الصباح إذا ما سرى * ومر على الروضة الزاهرة
وضمخ بالطيب أردانه * وأرسلها نفحة عاطره
وراح يداعب هيف الغصون * لتهفو للغيمة الماطرة
هنالك يشبه منك الفنون * ورقة صنعتك الفاخرة
* * *
تموج فيك ضياء النبوع * وبان جليا لمن يبصر
وفاض بجنبك صافي الشعور * وغيرك في الناس لا يشعر
تجملت باللطف في ذي الحياة * وفزت ببردتها الضافيه
وجئت بآياتك المنجزات * لتعلو للرتبة العالية
سحرت العقول بلحن الكلام * وعلمته الطير في الرابيه
فجاء يوقع ألحانه * وراحت تردده الساقيه
* * *
فأنت نضارة هذا الوجود * تحير فيك الذي ينظر
فضحت بفهمك ستر الظلام * كوجه الصباح إذا يسفر
* * *
حكيم تعالج هذي السموم * بفائق حكمتك الرائعة
وتقضي الحياة بنثر الزهور * ونشر العطور على الجامعة
ترفرف روحك فوق الكيان * حذارا عليه من الواقعة
وتلقي الدروس دروس الحياة * فتملأ عجبا بها السامعه

350
عظيم يكبرك الحاذقون * ومثلك في شانه يكبر
تفوز بربحك يوم الرهان * وغيرك في يومه يخسر
* * *
تجمع فيك جميع الخصال * ففهم وضئ وقلب جري
وطبع أرق من الساريات * على الروض في ليلة المقر
وفكر يزيل دجى المشكلات * ويلقي الهوان على المنكر
ونفس تعالت بأوج الإباء * وفاقت بهمتها المشتري
ومن قصيدة له في ذكرى الغدير:
أقرأت آي المدح في أسفاره * وشممت آي الذكر في أزهاره
ورأيت كيف اللطف وضاء السنا * غمر الجهات الست من أنواره
وعرفت اليوم يوم سعادة * قد فاز فيها المرتضى بفخاره
ردد على الأسماع ذكر ولاية * هي تحفة الباري إلى كراره
ما في البرية غيره كفؤ لها * فاتته إذ كانت على مقداره
لا يستطيع السابقون بحلبة * لا والمزايا الغر شق غباره
آثاره دلت عليه وهكذا * فرد الرجال يبين في آثاره
ظهرت فضائله فكل فضيلة * منها تشع سنا كشمس نهاره
إي الفضائل لم تكن مأخوذة * منه فسل ما شئت عن أخباره
العلم يعرف أنه زخاره * والناس يغترفون من زخاره
والجود يدفق حيث كان فنبعه * باريه أنشأه بساحة داره
جمعت به الأضداد حتى قد غدا * ذاك الحكيم يتيه في أفكاره
عبثا يحاول أن يفوز بقصده * من لا يحط رحاله بجواره
ومن قصيدة له يمدح فيها الامام عليا ع:
ضم روحينا الهوى في جسد * أترى ينفع عقب أو ملامه
وإذا صح الهوى لست ترى * عاشقا يسمع من واش كلامه
عبثا يطلب منا عاذل * إننا نغفر للحب ذمامه
خمرة صافية في كاسه * قد شربناها غلاما وغلامه
وسكرنا حيث لا ترجى لنا * صحوة الصاحين من ليل المدامه
خففي ذلك عني إنني * مغرم قد فضح الدمع غرامه
وضعي فوق ضلوعي راحة * إنها تطفئ من قلبي ضرامه
واسمعي الشعر الذي قد قلته * بامام زينت فيه الامامه
حجة الله علي المرتضى * من له الحكم غدا يوم القيامة
لا يساوي قدره ذو رفعة * أتساوي هامة النجم القلامه
ليس يخفي فضله ذو منكر * كيف تخفي طلعة البدر الغمامة
ومن قصيدة له في الإمام الحسين ع:
أيفيد أن تروي الثرى من أدمعي * وتشب نيران الأسى في أضلعي
أيفيدني إني أبيت مسهدا * قد ملني مما عراني مضجعي
إني نظرت فلي هنالك مأتم * لا أرعوي للعاذلين ولا أعي
تتناهب الأحزان باقي مهجة * ذابت بنار نلهف وتوجع
ويحق لي إني أصعد زفرة * يمضي بها عمري والقي مصرعي
لصائب نزلت بال محمد * إذن الزمان بمثلها لم تسمع
سل كربلا عما لقوا من كربة * فيها ومن خطب فظيع مفجع
عميت قلوب أمية فتجمعت * لقتال آل اله أي تجمع
هاجت بها أحقادها فتذرعت * للأخذ بالثارات أي تذرع
ثارات أشياخ لها قد جندلوا * بشبا الحسام من البطين الأنزع
ثارات أصنام لها قد نكست * فهوت محطمة لأسفل موضع
الله كيف الأرض لم تخسف بهم * غضبا وكيف الكون لم يتضعضع
يا يومهم أبديت أي فجائع * لم تبق قلبا ليس بالمتصدع
ومن قصيدة له في الإمام الحسين ع:
ألا فامتط لحرب ظهر المطهم * وأطلق له فيها ليغرق بالدم
ترفع ولا تعط العدو بذلة * يديك ومت موت الأبي المكرم
وليس أبيا من يبيت على الأذى * وسيف الردى في كفه لم يحطم
وإن هي إلا ميتة فاشتر بها * إذا شئت ذكرا طيب النشر بالفم
هو المجد صعب المرتقى لا يناله * سوى أصيد للصيد يعزى وينتمي
دع الفخر فالفخر الصحيح لسيد * يلف أخير الجيش بالمتقدم
يلافي عبوس الوجه يبسم ثغره * فتتركه شلوا فريسة قشعم
تلوذ مصاليت الرجال بمثلها * ذا راح يمريها بنظرة أرقم
فتلجأ لكن للفرار فلا ترى * سوى منجد خوف الحسام ومتهم
يثير عجاج الخيل في حملاته * فيطرح ذا حزم على رأس أحزم
وقد غرقت فيه البهاليل فاغتدى * كريما اتاه الفخر من خير أكرم
تفرع من زيتونة أحمدية * فأكرم به فرعا زكيا وانعم
له من رسول الله نطق وحكمة * إذا فاه في در الكلام المنظم
ومن حيدر الكرار باس وصولة * يذلل فيها كل باع ومجرم
ومن كانت الزهراء اما له غدا * عظيم مقام فوق كل معظم
ومن قصيدة له في الإمام الحسين ع:
أنت الحسين فما المديح وإن علا * يدنو إليك فان قدرك أرفع
العاليات بجانبيك تجمعت * والنور باد والشذا متضوع
ما أبصر النقاد غير خميلة * باللطف تزهو بالمحاسن تسطع
حرم النبوة والإمامة طاهر * ما كان ثمة للمشينة موضع
ومن قصيدة له في الإمام الحسين ع:
رأينا بوجهك وجه النبي * يشع سناه إلى الناظر
وفيك رأينا وثوب الوصي * بسيف المنون على الكافر
فأنت الحسين وليد الإبا * رضيع لبان الهدى الطاهر
أخذت السيادة عن كابر * أتته السيادة عن كابر
سطوت بعزم يفل الحديد * تلف المقدم بالآخر
ومن قصيدة له:

351
في ظلمة الليل الرهيب * وطلعة الصبح المنير
في قمة الطل العليل * وقد تضمخ بالعطور
في ميسة الغصن الرطيب * لهائج اليوم المطير
في الراسيات الشامخات * بجانب الوادي العسير
في السهل إذ تبدو المروج * كأنها أبراج نور
في نظرة الليث الغضوب * ولفتة الظبي الغرير
في خطوة الراعي أمام * قطيعه بين الصخور
في ذي السماء تزينت * بنجومها روض الزهور
أيدي الاله ظواهر * فيها لناظره البصير
ومن أبيات له:
يا لمأسور ترامى * بين أيدي الفتيات
قد فتن اللب فيه * بالعيون الفاتنات
رحن يمشين اختيالا * كالغصون المائسات
ثم ينظرن إلينا * بالجفون الناعسات
أنت يا قلب جريح * في سهام اللحظات
آه من فتك الغواني * بالقلوب الهائمات
قد سألنا عن كريم * ينزل الركب لديه
فاتى كل مشيرا * لحماكم بيديه
هكذا المرء إذا ما * أجمع الكل عليه
يأخذون الطيب عنه * ويسيرون إليه
وكثيرا يخطئ القاتل * لا عن سوء نية
ولكم في الناس بله * ما دروا سر الفضيلة
وفروق الناس بالعقل * وما الناس سويه
صورة هذا وهذا * جوهر الروح الخفية
ومن قصيدة له في وصف الوضع الاجتماعي للبلاد:
بل الوجود بمعشر لم يفهموا * حسبوا الشقاء غنيمة وسعودا
ساروا على غير الطريق وأنهم * زعموا بان شقوا الطريق جديدا
للفتنة العمياء يمشي مسرعا * هذا وذاك يمده تأييدا
وترى الشذوذ بكل نحو سائدا * يزداد في حقل الوجود وقودا
والجاحدون غدوا وكل جهودهم * أن يحكموا في الناشئين جحودا
يسطو القوي على الضعيف كأننا * في الغاب ضم أرانبا وأسودا
إن الأماني المشرقات وجوهها * أضحى الغراب بدربها غريدا
الموت خير من معاشرة الألى * لو يمسخوا كانوا هناك قرودا
قد أرسلوها خدعة بمظاهر * لو هتكت أبدت ليالي سودا
ومن قصيدة له يناجي فيها الباري عز وجل:
كيف تخفى ومن سناك تجلى * كل نور بهذه الكائنات
أنت في منتهى الظهور ولكن * لا تراك العيون بالنظرات
نظرة منك وهي نظرة لطف * أوجدتنا جميعا للحياة
ما رأينا سوى الجميل جميعا * أغرقتنا يداك بالحسنات
كل أن تزيدنا منك لطفا * في عطايا كثيرة وهبات
شأنك العفو والتفضيل دوما * تنقذ الخلق من يد المهلكات
ومن قصيدة له:
يذوب على نغمة الصادحات * وهينمة النسمة العابرة
يذوب هياما بلقيا الحبيب * غداة تمثل في الخاطرة
فأرسلها زفرة من حشاه * تصعدها الصبوة الثائرة
وجن جنون الهوى للقاء * فأب بصفقته الخاسرة
تبارك منشئ هذا الجمال * بوجهك يا فتنة الناظرة
رويدا فذي خطرات الخيال * تنظمها الفكرة السائرة
أمثلي يطغى عليه الغرام * وتأسره اللحظة الآسرة
وإني على الحب في شاغل * تبيت الجفون له ساهره
أمامي صعاب بهذي الحياة * تضيق بأهوالها الدائرة
ومن قصيدة له بعنوان اليراع:
ما الروضة الغنا تداعبها الصبا * فتبث من نفخ الزهور عطورها
ما الجدول المنساب في أنحائها * حيا برقراق الغدير زهورها
ما الباسقات وقد ترنم فوقها * شاد يفيض على النفوس سرورها
ما نغمة الشادي على أغصانه * توحي لنظام القريض شعورها
أبهى والطف من فتى ببراعه * قد راح ينظم في الطروس سطورها
ومن قصيدة له بعنوان صداقة:
أنزلت آمالي بغير محلها * فرجعت عنها خائبا أتوجع
صن ماء وجهك لا ترقه فإنه * أغلى ثمين في الحياة وارفع
وقديم ود قد حفظت وداده * في جانبي فلا ملامة تنفع
ذاكرته في معشر قد روعوا * بالحادثات من الزمان وضعضعوا
فغدا يلفق من هناك ومن هنا * أعذاره ويظن إني أسمع
وأريه إني قد قنعت وإنني * بحلاوة من قوله لا أقنع
وإلى جبينك يا جدار صداقة * جوفاء لا ترضى ولا هي تطمع
لولا اختبار الناس في أشيائهم * ما راح داج عن سنا يتقشر
ومن قصيدة له بعنوان هزار الجنوب:
ما لهذا البلبل الصادح * في الأغصان وأجم
كان لا يسكت آنا * في تهان أو مآتم
أتراه قد شجته في * الربى تلك المظالم
أم عرا الروض ذبول فشجاه * لست أدري
ما الذي ألهاك يا * صداح عن هذي الزهور
أرأيت الصائد الخداع * يأتي بالشرور
فتخفيت حذارا * من خفيات الدهور

352
أم تواريت اعتلاء أم إباء * لست أدري
أيها الصداح ردد * نغمة الصوت الرقيق
فعسى ينتبه القوم * من النوم العميق
شربوا بالكاس صرفا * خمرة الذل العتيق
أترى القوم سكارى أم حيارى * لست أدري
أضرموا الفتنة في * الشعب وراحوا بخفاء
ثم جاءوا بظلام * ليس فيه من ضياء
تركوا الناس جميعا * في عناء وبلاء
حسبوا الناس ترابا أم ذبابا * لست أدري
أيها الشعب أتبقى * لعبة للاعبين
توسع الخطوة بالسير * وراء المجرمين
لست تدري كيف تمشي * في طريق الناهضين
أنت أعمى أم تعاميت لأمر * لست أدري
ومن أبيات له:
لك في القلب اشتياق * لست أستطيع بيانه
وكذا كل مشوق * يخرس الشوق لسانه
يا لصب مستهام * ملك الحب عنانه
كتم الحب ولكن * دمع عينيه أبانه
من شفيعي لحبيب * عهده في الحب خانه
ومن قصيدة له بعنوان ثروة الإنسان:
تكلفني الأيام ما لا أطيقه * واحفظ ماء الوجه لست أريقه
وهيهات مثلي أن يسير ولم يكن * لوجه الإبا في السائرين طريقه
لئن ذقت من صرف الزمان مرارة * فمر سؤال الناس لست أذوقه
وإن ضاع حقي عند خلي عذرته * وعندي دوما لا تضيع حقوقه
غنيت بنفسي عن سواي وهكذا * يكون الذي عزت وطابت عروقه
وليس بحي من يروح ويغتدي * وأطماعه نحو الهوان تسوقه
ومال الثروة العظمى سوى عفة الفتى * يروج بها يوم الفضائل سوقه
ومن قصيدة له:
قد قرأنا السحر يا مي بعينيك دروسا * ونظرنا فرأينا فيك حوراء عروسا
فاقتطفنا ورد خديك وأحيينا النفوسا * وشربنا الحب من فيك كؤوسا فكؤوسا
وغدونا بهواك كلنا نتبع عيسى * لو تكونين من الفرس إذن كنا مجوسا
ومن قصيدة له بعنوان يا أيها الإنسان:
يا أيها الإنسان إنك صاعد * في ذا الوجود إلى المحل الأشرف
بالعقل فقت على الجميع كرامة * وغدا سواك أمام نورك يختفي
الكائنات جميعها لك كونت * إذ أنت متحوف بما لم تتحف
سر للسعادة إنها لك كلها * وإلى سواها بالسرى لا تهدف
إن الوجوه تريك في مرآتها * كل الذي قد أحرزت في ذاتها
أرسل بها نظرا فإنك فاضح * ذاك الذي أخفته في طياتها
والناس أما في معاني ذاته * سام وإما ساقط بصفاتها
اثنان هذا ساطع نورا وذا * في ذي الحياة يتيه في ظلماتها
كل يقول أنا فمن يبقى إذن * من لا يقول بكل محمدة أنا
كل يحب المدح في أوضاعه * لكن يحق لصاحب الحق الثنا
ذا يجتني مرا وهذا يجتني * حلوا وكل قانع فيما اجتنى
لا كان ذا العيش المزيف بيننا * إن كان قانون الدجى يمحو السنا
ومن قصيدة له بعنوان آية الزهور:
بسمة الزهرة الجميلة دلت * إن في الروض مبدعات الحكيم
ومرور النسيم مهلا عليها * لدليل على اعتلال النسيم
قطرات الندى ترقرق فيها * تبهج الكون بالصنيع النظيم
درة في الربى تضئ ولكن * نورها شع في وجوه النجوم
يرسل النور للفهيم دليلا * تنجلي فيه مشكلات الفهيم
واعتلى الطير فوقها باسقات * يتغنى بكل صوت رخيم
نظرات لها وما هي إلا * مظهر اللطف من صنيع القديم
هذه آية الزهور وهذي * دقة النظم في يد التنظيم
كل شئ كزهرة الروض يحكي * قدرة المنشئ الحكيم العليم
منك يا زهرة الرياض عرفنا كيف * نمشي على سواء السبيل
عنك يا زينة الوجود أخذنا * صحة الشكل في نظام الدليل
فيك يا منتهى الجمال قرأنا آية * النور من كتاب الجليل
ضمخي بالعطور منك عقولا * شاعرات بشكر فعل الجميل
وانثريها على الوجود جميعا * لا يشم الشذا عليل العقول
ربما يسأل اللبيب سؤالا * وهو أدرى به من المسؤول
ومن قصيدة له بعنوان العقل يحكم:
الخير والشر البغيض كلاهما * بيديك فلتدع البغيض يداكا
للخير لا للشر أنت موجه * فلتسلكن سبيله قدماكا
آيات لطف الله قد نطقت بذا * وبذاك حتى تسمعن أذناكا
وتتم حجته عليك ولا ترى * ظلما إذا عوقبت في أخراكا

353
هيا إلى العقل الصحيح فإنه * بالنور يكشف داجيات عماكا
هيا فقد عم الطريق أدلة * وهاجة فترى الضياء عيناكا
ومن أبيات له:
أخذت أنصاف عودا * ثم قالت فلنغن
عاطني الألحان درسا * أوخذ الألحان مني
ليس يحلو الليل إلا * لمغن ومغن
رقد السمار طرا * عنك في الليل وعني
يا فدتك النفس هيا * لا تكذب فيك ظني
ومن قصيدة له:
أيها الغريد ما بين الغصون * قد أفقت الصب من سكرته
بعثت فيه أغانيك الشجون * فغدا يهتز من صبوته
والهوى يبعث في الصب الجنون * لا يلام الصب في جنته
يرسل الألحان فالعشق فنون * يعرف العاشق من غنته
وحياة الصب لهو ومجون * تلمس الخفة من صورته
وكذا العاشق يا مي يكون * مضرب الأمثال في بلوته
ومن قصيدة له:
عندي وعندك للصبابة والهوى * عهدان عهد تقى وعهد وفاء
ما دنس الحب الطهور دناءة * منا فنخشى فتنة الرقباء
والحب يظهر في الوجوه نزيهه * يزهو العفاف به لعين الرائي
ما الحب إلا أن تراق مدامع * وتشب نار الوجد في الأحشاء
ومن قصيدة له:
كبر العمة حتى * بلغت هام السماء
وتجلى للبرايا * في برود العلماء
واغتدى يخطب لكن * في لسان من عياء
يحسب المهمل قولا * فوق قول البلغاء
ومن قصيدة له يرثي فيها السيد محسن الأمين:
تعاليت عن قولي وإن كان عاليا * فلا تبلغ الأقوال منك المعانيا
ظهرت ولم تبق مجالا لشاعر * ينظم في سلك البيان الدراريا
خلدت على رغم الدهور وهكذا * صحيح المباني ليس ينفك باقيا
وخلدت في وجه الطروس مآثرا * تشع بآفاق النبوع لآليا
وآليت إلا أن تكون مفوقا * فكنت بهالات الفضيلة نائيا
أبا العلم لا نستطيع قولا وإنما * نكلف ما لا تستطيع القوافيا
تطلعت الأنظار في مجمع الهدى * فما وجدت فيه لشخصك ثانيا
لأنت كما قد شئت في الناس واحد * تضمخ في نفح الطيوب النواديا
إذا ما دجى ليل من الجهل حالك * تجليت لم تترك هنالك داجيا
أزلت ظلام الوهم عن طلعة النهي * ورحت إلى روح الحقيقة داعيا
تعالج هاتيك السموم بحكمة * أرتك الذي قد كان في الناس خافيا
رفيع فلا تدنو إليك مذمة * وتزداد عنها رفعة وتعاليا
صريح فلا تخشى من الناس غضبة * إذا كنت في نصر الحقيقة راضيا
وماذا يفيد الصبح أن قيل وجهه * أفاض على الدنيا سنة منه ضافيا
نعدد آثارا فنعيا وإنها * نجوم تجلت وزاهرات زواهيا
أيا حجة الاسلام والخطب فادح * أزال به تلك الجبال الرواسبا
سرى البرق مهتزا من الرعب سلكه * يبث بأنحاء الوجود المآسيا
عزيز علينا أن نرى مجلس القضا * علاه شحوب أو نرى الصدر خاليا
عزيز علينا أن نقول قصائدا * نروم بها مدحا فكانت مراثيا
قليل له إنا نذوب كابة * ونرسل هتان المدامع داميا
ومما رثي به قصيدة السيد علي إبراهيم:
يا واعظا ببليغ من روائعه * أصبحت موعظة تغني عن الخطب
لم ينفع الداء طب لا غناء به * حم القضاء وثنى (1) الدهر بالنوب
ما قربتك الورى في الأرض من امل * فنلت بالخلد، ما ترجوه من ارب
لشد ما كنت للعليا أخا سغر * كالشمس تطلع لم تأفل ولم تغب
تهفو إلى المجد لا تنفك تطلبه * وتتعب الخاطر الطماح بالطلب
وطالما همت بالرحمان واشتغلت * قبل المسبب منك النفس بالسبب
حدث عن القبر عن أسرار ساكنه * فالامر ما زال فيه سر محتجب
فالمشكلات بلمح منك تدفعها * يا صاحب الخالدات الشم بالأدب
يا راحلا بشريف من مآثره * يقفو أخاه حللتم عند خير أب
الناشر الدين في ارجاء عاملة * والقائد الحر لم يفشل ولم يخب
ذكرته رابضا كالليث منصلتا * كالسيف مزدهرا كالأنجم الشهب
فوق الزعامات لم يحفل بزخرفها * لا يجتبني غير أهل العلم والأدب
من حوله الشعب يفديه ويحرسه * فيزهر المجد في أثوابه القشب
نزلتم بحماه فانتشى طربا * وفزتم بورود المنهل العذب
تألق البشر في مغناه واحتضنت * يداه هذا وذا في صدره الرحب
اما الشهيد فأدمى قلب والده * وفوده بدم باللحد منسكب
تعجب العيلم الزخار من وطن * أضاع شهما بحضن الصالحين ربي
وتمتمت شفتاه خاشعا وبدا * مثل الامام الذي في كربلاء سبي
يحنو على الجرح لا يرنو لطاعنه * فالشيخ يسمو على الأحقاد والغضب
تعاظم الخطب في لبنان وانبعث * دهياء فيه تلف الرأس بالذنب
وأوغل القوم بالتنكيل واحتقبوا * وزر الجرائم بالمسلوب والسلب
الليل للقتل والتدمير والريب * والصبح يقذفنا بالويل والحرب
نريده موطنا للخير مزدهرا * بالعلم يبعد عنه كل مغتصب
رعيا وسقيا له ما زال مرتبطا * بالقول والفعل في أحرارنا العرب
من لي بفطنة إبراهيم (2) يحفرزها * لتبعث العزم في إخوانه النجب
هذي البيوتات لا يرجى تماسكها * الا بوثبة حر ناهض فثبي
ان الصداقات والاحلاف ينشدها عبد تعبد * بالألقاب والرتب
اما الابي فتغنيه عقيدته ويلتقي نهجه * السامي بكل أبي
السيد خليل ابن السيد دلدار علي ابن السيد محمد معين ابن السيد عبد
الهادي الرضوي السبزواري اللكهنوئي
توفي في لكهنوء سنة 1273
عالم فاضل حصلت له رئاسة دينية في الهند وأرسل كثيرا من الأموال
إلى المشاهد من جملة ذلك مائة وخمسون ألف ربية لأجل جر ماء الفرات إلى
النجف أرسلها على يد صاحب الجواهر ولكن جر الماء لم يتم وذهبت تلك
الأموال ضياعا لان الحفر كان على غير هندسة صحيحة وأرسل خمسة عشر



(1) إشارة إلى وفاة شقيقه قبله بحادث مفجع.
(2) المقصود به النجل الأكبر للمترجم.
354
ألفا لتشييد قبتين على قبر مسلم بن عقيل وهاني بن عروة وثلاثين ألفا
لتذهيب الإيوان وتفضيض الباب في مشهد الحسين ع وخمسين ألفا
لتطهير نهر الحسينية، أرسلهما إلى صاحب الضوابط، وألف كتبا في الفقه
والكلام وغيرهما لم يتيسر لنا معرفة أسمائها حين التحرير.
الشيخ خليل الطالقاني
معاصر للمجلسيين كان من أفاضل أهل عصره ذكره الشيخ علي
المعروف بالحزين في تذكرته على ما قيل وقال كان من الزهاد والعباد كان
بأصبهان قرأت عليه في المقدمات العلمية كان جامعا للعلوم الظاهرية
والباطنية ساطعة على وجهه الأنوار الإلاهية اكتفى بلقمتين من جريش
أربعين سنة من عمره كان حسن الخط كتب عدة مجلدات من الكتب النافعة
وأوقفها على الطلاب بأصفهان وتوفي بها اه‍.
الشيخ الخليل بن ظفر بن الخليل الكوفي الأسدي
من طبقة شيخ الطائفة لأنه يروي عنه جد الشيخ أبي الفتوح الرازي
الذي هو من تلاميذ الشيخ الطوسي ويروي عنه أبو الفتوح بواسطة أبيه
وجده في فهرست منتجب الدين الشيخ الخليل بن ظفر بن الخليل الأسدي
ثقة ورع له تصانيف منها 1 كتاب الإنصاف والانتصاف 2 كتاب
الدلائل 3 كتاب النور 4 كتاب البها 5 جواب الزيدية 6 جوابات
الإسماعيلية 7 جوابات القرامطة أخبرنا بها شيخنا السعيد جمال الدين أبو
الفتوح الحسين بن علي بن محمد الخزاعي عن والده عن جده عنه. ومثله في
مجموعة الشهيد سوى السند على عادته في اتباع فهرست منتجب الدين بغير
السند: ولفظ الكوفي ليس موجودا فيهما بل في الذريعة. ومن موضوع
مؤلفاته المذكورة يظهر انه كان متصديا لرد جل الفرق المخالفة لمذهبه.
خليل العبدي
قال النجاشي كوفي روى عن أبي عبد الله ع ثقة له كتاب
يرويه جماعة منهم عبيس بن هشام أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن
جعفر بن سفيان حدثنا حميد بن زياد حدثنا أحمد بن الحسن البصري عن
عبيس بن هشام عنه بكتابه وفي الفهرست خليل العبدي له كتاب أخبرنا به
جماعة عن التلعكبري عن ابن همام عن القاسم بن إسماعيل عن عبيس بن
هشام عن خليل العبدي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف خليل المشترك بين ثقة وغيره
أنه العبدي الثقة برواية عبيس بن هشام عنه.
المولى خليل بن الغازي القزويني
ولد سنة 1001 في 3 شهر رمضان في قزوين وتوفي فيها سنة 1089
ودفن في مدرسته المعروفة بها.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل المولى الجليل خليل بن الغازي القزويني فاضل علامة
حكيم متكلم محقق مدقق فقيه محدث ثقة جامع للفضائل ماهر معاصر رأيته
بمكة في الحجة الأولى وكان مجاورا بها مشغولا بتأليف حاشية مجمع البيان
توفي سنة 1089 وذكره صاحب السلافة وأثنى عليه ثناء بليغا اه‍.
واعترضه صاحب الرياض بان في جعله حكيما نظرا لأنه كما ستعرف كان
ينكر الحكمة والاجتهاد وبمجرد معرفة أقوالهما لا يسمى أحد بالحكيم والفقيه
مع أن المعرفة الكاملة بأقوالهما غير معروفة عنه وفي رياض العلماء:
المولى الكبير الجليل مولانا خليل بن الغازي القزويني فاضل متكلم
أصولي جامع دقيق النظر قوي الفكر من أجلة مشاهير علماء عصرنا
وأكمل أكابر فضلاء دهرنا وكان معظما مبجلا عند السلاطين الصفوية لا
سيما سلطان عصرنا وكذلك عند الأمراء والوزراء وسائر الناس وكان في زمن
الوزير خليفة سلطان المذكور وهو السيد حسين الحسيني المعروف بخليفة
سلطان وبسلطان العلماء متوليا التدريس بمدرسة عبد العظيم الحسيني
بالري ثم عزل عنها لقصة طويلة وأعطي التدريس فيها لمولانا نظام الدين
تلميذ البهائي وسافر إلى مكة ثم رجع وسكن قزوين وله مع حكام طهران
وقزوين أقاصيص وهو أحد القائلين بعدم مشروعية صلاة الجمعة في زمن الغيبة
ومن جملة الأخباريين القائلين بعدم الاجتهاد المبالغين المفرطين في ذلك
والقائلين بعدم جواز العمل بالظن في الفروع زمن الغيبة والمنكرين للتصوف
والحكمة القادحين فيهم بما لا مزيد عليه والمنكرين لأقوال المنجمين بل والأطباء
وله أقوال في المسائل الأصولية والفروعية إنفرد بها وأكثرها لا يخلو من عجب وغرابة
وفي بعضها تابع المعتزلة ومن ذلك القول بثبوت المعدومات ومن أغرب أقواله ان
الكافي بأجمعه رآه صاحب الزمان واستحسنه وإن كلما فيه بلفظ روي فهو مروي
عنه بلا واسطة وانه لا تقية في أخباره وان الروضة ليس من تأليف الكليني
بل من تأليف ابن إدريس وإن ساعده بعض الأصحاب. ومن خواصه
تصحيفاته وتحريفاته المضحكة المعجبة في العبارات والأخبار والآثار غفر الله
له ولنا ولم أوفق لملاقاته في حياته وكان له قوة فكر وتسلط على تحرير
العبارات في العلوم وتقريرها وكان أخو العلامة لعله أخو المجلسي قد
لاقاه في قزوين وكان يصف وفور فضله وغزارة علمه كثيرا بل يرجحه على
علماء العصر وكف بصره في آخر عمره. ولا شك أن الكافي من أحسن
كتب الحديث وأوثقها قال الشيخ المفيد في حاشية الاعتقادات للصدوق في
أثناء الكلام على جواز إقامة الحجج والاستدلال في المسائل الدينية
والعقائد الاسلامية ما هذا لفظه: وكان الأئمة ع يحملونهم
على ذلك ويمدحونهم ويثنون عليهم وقد ذكر الكليني قدس سره في كتاب
الكافي وهو من أجل كتب الشيعة وأكثرها فائدة حديث يونس بن يعقوب
ثم أورد الحديث ثم قال وأما الكلام في توحيده ونفي الشبه عنه والتنزيه
له والتقديس فمأمور به ومرغب فيه وقد جاءت بذلك آثار كثيرة وأخبار
متظافرة اه‍ وكانه يريد بهذا الكلام الرد عليه في إنكاره الحكمة ويمكن
الجواب بأنه ينكر آراء الحكماء في الطبيعيات لا الإلهيات فلا ينكر إقامة
الحجج فيها والله أعلم ومما مر تعلم أن في ترجمته ما يستلفت النظر فمع
كونه أخباريا متصلبا ينكر مشروعية الجمعة زمن الغيبة التي يوجبها
الأخباريون وينكر أقوال الأطباء وفيه شذوذ ولعله ينكر بعض أقوالهم في
الطب لا جميعها ومن شذوذه انفراده بأقوال عجيبة في الأصول والفروع وإن
كنا لم نطلع عليها ومتابعته في بعضها المعتزلة وقوله في الكافي والروضة.
وتصحيفاته وتحريفاته العجيبة المضحكة تنافي الصفات التي وصفه بها
صاحب الأمل والرياض ووصف صاحب الأمل له حكيم ينافي إنكاره
الحكمة وجوابه عن مسائل في الحكمة كما يأتي.

355
مشايخه
في الرياض قرأ على جماعة من العلماء فقرأ في أول أمره على 1
الشيخ البهائي 2 والسيد الداماد وأمثالهما ومن مشايخه 3 المولى الحاج
محمود الزماني 4 المولى الحاج حسين اليزدي قرأ عليه الحاشية القديمة
الجلالية على الشرح الجديد للتجريد في المشهد المقدس الرضوي وكان
شريكا في الدرس مع الوزير حسين خليفة سلطان المشهور حال القراءة
عليهما.
تلاميذه
في الرياض له تلاميذ فضلاء ذكرنا بعضهم في تراجمهم وبعضهم لم
نفرد لهم ترجمة منهم 1 المولى الحاج بابا بن محمد صالح القزويني 2
أخوه المولى محمد باقر القزويني 3 الآقا رضي الدين محمد بن الحسن
القزويني 4 الأمير محمد معصوم القزويني 5 المولى محمد صالح
القزويني المعروف بالروغني 6 المولى الحاج علي أصغر القزويني 7
الآميرزا محمد التبريزي المعروف بالمجذوب 8 المولى محمد كاظم
الطالقاني 9 السيد محمد مؤمن بن محمد زمان الطالقاني القزويني 10
المولى محمد يوسف بن بهلوان صفر القزويني الأصبهاني.
مؤلفاته
في أمل الآمل له مؤلفات 1 شرح الكافي فارسي 2 شرح له
عربي 3 شرح العدة في الأصول 4 رسالة الجمعة 5 حاشية مجمع
البيان 6 الرسالة النجفية 7 الرسالة القمية 8 المجمل في النحو
9 رموز التفاسير الواردة عن الأئمة الصادقين ع الواقعة في
الكافي والروضة وغيرها اه‍ وذكر صاحب الرياض له 10 رسالة أخرى
بالفارسية في الجمعة متوسطة 11 رسالة ثالثة في ذلك 12 جمع
تعليقات المولى محمد امين الاسترآبادي على الكافي وتعليقات أستاذه المولى
أبي الحسن القايني المشهدي جمع ذلك أيام مجاورته بمكة 13 تعليقات
على توحيد الصدوق اه‍ الرياض 14 الأسئلة الخليلية له سال عنها المجلسي واجابه عنها
فجمعا في كتاب 15 أبواب الجنان يوجد في مكتبة
فينا عاصمة النمسا ولعله اشتباه بأبواب الجنان لمحمد بن فتح الله القزويني
16 تفسير سورة الفاتحة في الذريعة حكى بعض الفضلاء أنه رآه وهو
كبير جدا وفيه لباب كل علم نافع. في الرياض اما شرحه الفارسي فقد
وفق لاتمامه وسماه الصافي في شرح الكافي والشرح العربي شرح فيه عشرين
بابا من كتاب الطهارة وسماه الشافي في شرح الكافي أو بالعكس شرع فيه
بأمر الوزير خليفة سلطان المقدم ذكره وقبل اكماله ورد الشاه عباس الثاني
إلى قزوين بعد وفاة الوزير المذكور فأمره بالشرح الفارسي فألفه في عشرين
سنة بمقدار زمان تأليف الكافي وهذان الشرحان ممزوجان بالمتن كبيران في
عدة مجلدات وأودع فيهما غرائب من أقواله وتصحيفاته وتحريفاته ونحو ذلك
قال المؤلف عندنا بعض اجزاء الشرح العربي واما شرح العدة فالمشهورة
أنه حاشية العدة في الأصول للشيخ الطوسي لم تتم بل لم تصل إلى أواسطها
وهي مجلدان يعرف أولهما بالحاشية الأولى وثانيهما بالحاشية الثانية وقد أدرج
في الحاشية الواحدة حاشية طويلة تساوي أكثر المجلد الأول وأورد فيها
مسائل عديدة جدا من الأصول والفروع وغير ذلك بالتقريبات وقال فيها
بأقوال غريبة عجيبة وكانت عادته طول عمره تغيير هذين الشرحين وهذه الحاشية
إلى أن أدركه الموت ولذلك اختلفت نسخها اختلافا شديدا بحيث لا ربط ولا
مناسبة بين أول ما كتبه وبين آخره وبعض تلاميذه كان يرجح أفكار السابقة
في الحاشية ولذلك كان لا يغيرها بما غيره من أفكاره اللاحقة في أواخر عمره
ورسالة الجمعة فارسية في عدم مشروعيتها زمن الغيبة أفردها من شرحه الفارسي
على الكافي. وألف الفاضل القمي رسالة في ردها ثم ألف هو رسالة أخرى
فارسية في ذلك متوسطة ورسالة ثالثة في ذلك انصف فيها في الجملة اما
الرسالة النجفية فهي في جواب مسالة نجف قلي بك الخصي عن بعض
المسائل الحكمية بالفارسية مختصرة فلذلك سميت النجفية أو لأنه أرسلها
من النجف واما الرسالة القمية فهي في جواب مسالة ندر قلي بك الخصي
من قم مختصرة في بعض مسائل الحكمة أيضا اه‍. وقد رأينا شرحه على
روضة الكافي بالفارسية في طهران في مكتبة شريعتمدار الرشتي بخط المؤلف
فرع منه في ربيع الأول سنة 1084 في دار الموحدين قزوين صينت عن كيد
الحاسدين. قال ووقع الشروع في الصافي شرح الكافي في أوائل شوال سنة
1064 وقد كتب المولى شمس الدين محمد الشيرازي المعاصر للمترجم ردا
على ما كتبه المترجم في حاشية العدة ونسبه إلى الامامية في مسالة المشيئة
والجبر والاختيار وأثبت براءتهم منه لتصريحهم بالنفي وفي الذريعة أن
حاشيته على العدة هي على تمام الكتاب الأصول الدينية والأصول الفقهية
وان هذه الحاشية عليها عدة حواش 1 للمولى أحمد الطالقاني 2
للمولى احمد ابن المؤلف 3 للمولى محمد باقر أخي المؤلف وله أيضا
حاشية على الصافي شرح الكافي لأخيه المترجم 4 للمولى علي أصغر
تلميذ المؤلف 5 للمؤلف نفسه قال وقد طبعت حاشية العدة مع العدة
في إيران وذكر في سبب تأليفها انه لما رأى رغبة الناس عن كتب أصول
الأصحاب بزعم أن أصول العامة أسد تحريرا أراد بهذا التأليف ابطال
زعمهم.
واما شرحه الفارسي على الكافي فقد ذكر في أوله انه شرح كتاب
العقل التوحيد الحجة الايمان والكفر الدعاء فضل القرآن العشرة الطهارة
الحيض الجنائز الصلاة الزكاة الصيام وانه شرع في كتاب الحج في شعبان
سنة 1072 ووجدنا شرح كتاب الحج في مجلد مخطوط في كرمانشاه وفي آخره
قد وقف الله تعالى الشارح خليل بن الغازي القزويني باتمام شرح الكتاب
من الكافي سلخ شعبان المعظم سنة 1074 وفي مسودة الكتاب أنه بدأ في
شرح كتاب الوصايا منه يوم الخميس 28 جمادى الآخرة سنة 1078 وفرع
منه في قزوين يوم الثلاثاء 12 ذي القعدة سنة 1078
أولاده
في الرياض له أولاد فضلاء منهم 1 أحمد 2 أبو ذر 3
سلمان أولاد خليل بن الغازي القزويني.
السيد الجليل الأمير خليل الله التوني ثم الأصفهاني
توفي بأصفهان سنة 1084
في الرياض كان من زهاد الفضلاء وعباد العلماء بل اتقى أهل عصره
وأورع أهل دهره قرأت عليه أول أمري شيئا من الشرائع وغيره في الفقه
كان كثير الكد في تصحيح الكتب وضبطها وجمع الحواشي عليها وكل كتبه
كذلك وقد علق على هوامش الكتب لا سيما الفقهية وكتب الحديث إفادات
وتحقيقات لكن زهده وصلاحه كان أوفر من علمه وأغزر من فضله وكان

356
رجلا مباركا يتبرك به الناس وهو مصداق العدالة في قوله ع إذا
سئل عنه أهل محلته قالوا ما رأينا منه الا خيرا ولوفور صلاحه وزهده أوردناه
في هذا الكتاب تبركا لا لغزارة علمه.
السيد خليل الله بن عبد الله الحسيني المرعشي
توفي في المائة الثانية عشر ودفن بشيراز بمشهد أحمد ابن الإمام الكاظم
ع.
كتب لنا ترجمته السيد شهاب الدين الحسيني التبريزي نزيل قم فقال
كان من علماء عصر السلطان كريم خان الزندي ووزرائها فقيه أديب له
شرح لطيف على نهج البلاغة وديوان شعر اه‍.
المولى خليل بن محمد زمان القزويني
عالم فاضل له كتاب اثبات حدوث الإرادة وابطال أزليتها وانها من
صفات الفعل لا من صفات الذات في الذريعة فرع منه سنة 1148 أثبت
فيه مدعاه بالبراهين العقلية وشرح فيه حديث عمران الصابي وحديث
سليمان المروزي وفيه تحقيقات لا توجد في غيره وهو كتاب مبسوط اه‍
الميرزا خليل بن ملا محمد الطهراني
كان أبوه ملا محمد من تلامذة المحقق الآغا محمد باقر البهبهاني
المشهور وصاحب الترجمة ذكره الفاضل النوري في كتابه دار السلام فقال:
كان عالما فاضلا كاملا ناسكا عابدا متخلقا بأخلاق الروحانيين منتظما في
سلك العلماء الراسخين الذين تعرف الرهبانية في وجوههم عليه سيماء
الخاشعين وفقه الله تعالى لعمارة بقاع العسكريين ع وبناء سور
بلدهما من قبل السيد العالم السيد إبراهيم القزويني صاحب الضوابط كما
وفق الله تعالى ولده العالم الفاضل الورع الأمير محمد باقر سلمه الله تعالى
لعمارة تلك البقعة الشريفة وتذهيب القبة المنورة من طرف شيخنا الأستاذ
العالم الرباني الشيخ عبد الحسين الطهراني أعلى الله مقامه وكان للمولى
المذكور نوادر حكايات وغرائب كرامات تقدم بعضها اه‍.
خليل بن محمود بن خليل أبو إسحاق التبريزي الأصل البغدادي المولد
والمنشأ
توفي ليلة الجمعة 15 ذي الحجة سنة 600 ودفن في مشهد موسى بن
جعفر ع.
فيما كتبه الدكتور مصطفى جواد الدلتاوي البغدادي في مجلة العرفان
ولم يذكر مأخذه أنه أحد امناء الحكم بمدينة السلام بغداد كان شيخا خيرا
بغدادي الولادة والنشأة ولاه قاضي القضاة أبو الحسن علي بن أحمد المعروف
بابن الدامغاني أمينا على أموال الأيتام ولم يزل على ذلك إلى أن توفي بالتاريخ
المذكور ودفن في المشهد المذكور.
خليل بن ميران شاه بن تيمور لنك
مر بعنوان خليل بن اميران شاه
خليل بن هاشم
في باب الزيادات من التهذيب من كتاب الصيام قال إبراهيم بن
مهزيار كتب الخليل بن هاشم إلى أبي الحسن ع. والمراد بأبي
الحسن هنا هو أبو الحسن الثالث الإمام علي الهادي ع ومن ذلك يقوى
الظن بأنه الخليل بن هشام الفارسي الآتي.
خليل بن هشام الفارسي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع.
الشيخ خميس بن صالح الخلف آبادي
توفي في عشر الستين بعد المائة وألف.
ذكره السيد عبد الله بن نور الدين بن نعمة الله الجزائري في ذيل
اجازته الكبيرة فقال: كان عالما ورعا مرضيا مرجوعا إليه اجتمعت به في
الحويزة وفي بلادنا لما قدم إليها وكان معه مجلدات من كتاب الشفاء وكنا
نتفاوض في بعض مقاصده ونتناظر في مواقع أشكالها
الشيخ خميس الجبوري النجفي
أصله من عشيرة الجبور بضم الجيم والباء المخففة القاطنين في نواحي
الحلة هاجر إلى النجف على عهد السيد مهدي بحر العلوم وطلب العلم
حتى صار من المبرزين تخلف بولدين وهما الشيخ سلطان والشيخ محمد
حسين وتأتي ترجمة الثاني في بابه وآل خميس الموجودون اليوم في النجف هم
من ذرية المترجم منهم الشيخ عباس خميس رأيناه في النجف.
الأمير خنجر الحرفوشي الخزاعي البعلبكي
كان حيا سنة 1277
هو أحد امراء بني الحرفوش المشهورين الذين دامت لهم امارة بلاد
بعلبك والبقاع نحو أربعة قرون وكانوا على جانب عظيم من الشجاعة
والفروسية والأخلاق الكريمة العربية والتجأ إليهم جماعة من أهل جبل عاملة
وعلماء آل الحر أيام غزو الطاغية احمد باشا الجزار بلادهم وخروجهم منها
وتشتتهم في البلاد فحموهم وأكرموا وفادتهم وهم من خزاعة المعروفة
بمحالفة بني هاشم قبل الاسلام ومحالفة النبي ص بعد الاسلام والولاء لأمير
المؤمنين علي ع. ولكن سوء إدارة عمال الدولة العثمانية وأمور
اخر تعود إلى التعصبات المذهبية كانت تحملهم على خلع الطاعة.
في تاريخ بعلبك أن المترجم كان عدوا لإبراهيم باشا المصري وفي
سنة 1840 م 1247 ه قدم من حلب إلى بعلبك عثمان باشا بثمانية
آلاف جندي لمحاربة العساكر المصرية فاحتل الثكنة العسكرية التي بناها
إبراهيم باشا وفي أثناء ذلك جمع الأمير خنجر وأخوه الأمير سلمان نحو
أربعمائة فارس وانضموا للأمير علي اللمعي واخذوا يقتفون آثار إبراهيم باشا
ويغزون أطراف عسكره وبعد مناوشات عديدة ذهب خنجر وأخوه إلى زوق ميكايل
لجمع الرجال فلما وصل إلى المعاملتين قال له بعض رفقائه خذ معك أهل غزير
نحن نذهب ونأتي إليك بالرجال وذهبوا فأخبروا الأمير عبد الله الشهابي حليف
إبراهيم باشا بمكانه فسار عبد الله إليه بأصحابه فلما رآهم خنجر ظنهم أهل غزير
فقبضوا عليه وعلى أخيه وعلى ستة من الشيعة كانوا معهما واتوا بهم إلى غزير
فسجنهم عبد الله ولما شاع الخبر في كسروان انحدر من قرى كسروان
والفتوح نحو مائة رجل إلى غزير واتفقوا مع أهلها على تخليص الأمير خنجر
ومن معه فأرسلوا إلى عبد الله ان يطلقهم فأبى فهجموا وكسروا باب السجن
وأخرجوهم وسلموهم أسلحتهم فانحدروا إلى جونية وانضم إليهم جماعة

357
فاتى بهم خنجر إلى المكلس لإثارة المتنية ونهض عباس باشا وسليمان باشا
بالعسكر المصري قاصدين حمانا فلما وصلوا تجاه المكلس أطلق عليهم خنجر
وأصحابه الرصاص فأرسل إليهم سليمان باشا فرقة الأرناؤط فتفرقوا وفر
خنجر إلى جرد العاقورة وانضم إلى عزة باشا قائد الجيش العثماني فأرسله
مع عمر بك لمحاربة الأمير مسعود الشهابي. وما برح الأمير خنجر مخلصا
للدولة العثمانية ومنجدا للعسكر العثماني إلى أن تم اخراج إبراهيم باشا من
سورية وذلك في سنة 1840 م 1257 ه فأنعمت عليه الدولة بحكم
بعلبك والبقاع بعد الأمير حمد وبقي حاكما إلى سنة 1842 م 1259 ه
فذهب بنو عمه إلى دمشق وأخرجوا أمرا بعزله. وفي سنة 1860 م
1277 ه حدثت الفتن بين الدروز فتوجه الأمير خنجر وأولاد عمه
باتباعهم إلى زحلة وأنجدوا أهلها وحاربوا العريان قائد الدروز في ثعلبايا
فهزموه ثم تجمع الدروز وزحفوا على زحلة بثمانية آلاف محارب فالتقاهم
الامراء الحرافشة وأهلها وانتشب القتال بين الفريقين فانهزم الدروز ورجع
الأمير خنجر إلى بعلبك. ثم نفي الأمير خنجر وجماعة من الامراء الحرافشة
إلى جزيرة كريت اه‍.
خندف بن بكر البكري
من بكر بن وائل كان مع أمير المؤمنين علي ع يوم صفين قال نصر وقتل ذا
الكلاع الحميري في المعركة فجاء ابن ذي الكلاع فاستأذن الأشعث بن
قيس في أخذ جثة أبيه فقال أخاف ان يتهمني علي فاطلبه من سعيد بن قيس
فاستأذن معاوية أن يدخل عسكر علي يطلب أباه فقال إن عليا قد منع أن
يدخل أحد منا إلى عسكره يخاف ان يفسد عليه جنده فأرسل إلى سعيد
يستأذنه في ذلك فقال سعيد انا لا نمنعك من دخول العسكر ان أمير المؤمنين
لا يبالي من دخل منكم إلى معسكره فدخل فوجده في الميسرة قد ربط رجله
بطنب من اطناب بعض فساطيط العسكر فوقف على باب الفسطاط فقال
السلام عليكم يا أهل البيت فقيل له وعليك السلام وكان معه عبد له اسود
لم يكن معه غيره فقال أتأذنون لنا في طنب من اطناب فسطاطكم قالوا قد
أذنا لكم ثم قالوا معذرة إلى ربنا عز وجل وإليكم اما انه لولا بغية علينا ما صنعنا
به ما ترون فنزل ابنه إليه وكان من أعظم الناس خلقا وقد انتفخ شيئا فلم
يستطيعا احتماله فقال ابنه هل من فتى معوان فخرج إليه خندف البكري فقال تنحوا
فقال له ابن ذي الكلاع ومن يحمله إذا تنحينا قال يحمله الذي قتله فاحتمله
خندف ثم رمى به على ظهر البغل ثم شده بالحبال فانطلقوا به وفي هذه القصة
أمور تستلفت النظر أولا ان أمير المؤمنين عليا ع كان لا يمنع أهل الشام
من اخذ قتلاهم ودفنهم في حين ان معاوية لم يأذن في دفن عبد الله بن
بديل وأراد ان يمثل به لولا أن منع منه صديق له من أهل الشام بعد جدال
مع معاوية ثانيا قول الأشعث أخاف ان يتهمني علي دال على انطوائه
على النفاق وسوء نيته كاد المريب ثالثا قول معاوية أن عليا منع ان
يدخل أحد منا إلى عسكره مع قول سعيد انه لا يمنع من ذلك دال على أن
معاوية ما قصد بذلك الحقيقة بل أراد تقبيح حال علي عند قومه وخاف ان
يفسدوا عليه بدخولهم عكس ما أظهره وكان أحب إليه ان لا يأخذوا قتلاهم
فيدفنوها ليشتد غيظهم على علي رابعا ربط طنب البيت لرجل قتيل بدأ ينتفخ
دليل على صدق ما قالته العرب ونحن أغلظ أكبادا من الإبل وعلى
احتمالهم المصاعب خامسا وقوف ابن ذلك الرجل على باب بيتهم
وتسليمه وقوله أتأذنون لنا في طنب الخ فيه من حسن التوسل والأدب في
الطلب والبلاغة ما لا يخفي وكذلك قوله هل من فتى معوان سادسا
اعتذارهم إلى الله واليهم حسن أدب وكرم خلق سابعا حمل خندف له
وحده والقاؤه على ظهر البغل بعد ما عجز عنه اثنان دال على قوة وأيد
عظيمين في خندف.
خندف بن زهير الأسدي
روى الكليني في الكافي عن علي بن إبراهيم مسندا في حديث طويل
ان أمير المؤمنين ع دعا كاتبه عبيد الله بن أبي رافع فقال ادخل
علي عشرة من ثقاتي فقال سمهم لي يا أمير المؤمنين فسماهم وذكر
خندف بن زهير الأسدي.
خندق الأسدي
يأتي بعنوان خندق بن بدر أو ابن مرة.
أبو بدر خندق بن بدر أو ابن مرة الأسدي
استشهد سنة 100 كما ذكره بعض المعاصرين في بعض المجلات ولم
أره لغيره.
خندق بالقاف في جميع المواضع ويدل عليه شعر كثير الآتي. وفي
الأغاني عن علي بن محمد النوفلي خندق بن مرة. وغيره يقول خندق بن بدر
اه‍ وفي شعر كثير الآتي ما يدل على أنه من أولاد مرة وكناه أبا بدر.
في الأغاني بسنده عن جماعة: كان خندق صديقا لكثير وكانا يقولان
بالرجعة فاجتمعا بالموسم فتذاكرا التشيع فقال خندق لو وجدت من يضمن
لي عيالي بعدي لوقفت بالموسم فذكرت فضل آل محمد ص وظلم الناس لهم
وغصبهم إياهم على حقهم ودعوت إليهم فضمن كثير عياله فقام ففعل ذلك
وقال أيها الناس انكم على غير حق قد تركتم أهل بيت نبيكم والحق لهم وهم
الأئمة فوثب عليه الناس فضربوه ورموه حتى قتلوه ودفن بقنوني قال
بعض المعاصرين في بعض المجلات قتل سنة 100 فترحم الباقر عليه وساءه
مقتله اه‍ فقال كثير يرثيه:
أصادرة حجاج كعب ومالك * على كل عجلى ضامر البطن محنق (1)
بمرثية فيها ثناء محبر * لأزهر من أولاد مرة معرق
كان أخاه في النوائب ملجئا * إلى علم من ركن قدس المنطق
ينال رجال نفعه وهو منهم * بعيد كعيوق الثريا المعلق
تقول ابنة الضمري مالك شاحبا * ولونك مصفر وان لم تخلق
فقلت لها لا تعجبي من يمت له * أخ كأبي بدر وجدك يشفق
وامر يهم للناس غب نتاجه * كفيت وكرب بالدواهي مطرق
كشفت أبا بدر إذا القوم أحجموا * وعضت ملاقي أمرهم بالمخنق
وخصم أبا بدر الد ألقمته * على مثل طعم الحنظل المتفلق
جزى الله خيرا خندقا من مكافئ * وصاحب صدق ذي حفاظ ومصدق
أقام قناة الود بيني وبينه * وفارقني عن شيمة لم ترنق
حلفت على أن قد أجنتك حفرة * ببطن قنوني لو نعيش فنلتقي
لألفيتني للود بعدك راعيا * على عهدنا إذ نحن لم نتفرق
إذا ما غدا يهتز للمجد والندى * أشم كغصن البانة المتورق
واني لجاز بالذي كان بيننا * بني أسد رهط ابن مرة خندق



(1) على كل فتلاء الذراعين محنق خ. - المؤلف -
358
وقنوني في الأغاني بالفتح ونونين من أودية السراة في أوائل ارض
اليمن من جهة مكة قرب حلى وبالقرب منها قرية يقال لها يبت ولذلك قال
كثير يرثي خندقا:
بوجه أخي بني أسد قنوني * إلى يبت إلى برك الغماد
وفي الأغاني اخبرني أحمد بن عبد العزيز حدثنا عمر بن شبه ان كثيرا
لما انتمى إلى قريش أنكر ذلك الطفيل بن عامر بن وائلة وحلف ليضربنه
بالسيف أو ليطعننه فكلمه فيه خندق الأسدي وكان صديقا له ولكثير
يجمعهم التشيع فوهبه له واجتمعا بمكة فجلسا مع ابن الحنفية فقال
طفيل لولا خندق لوفيت لك بيميني فقال يرثيه وعنه كان اخذ مقالته في
التشيع:
ونال رجالا نفعه وهو منهم * بعيد كعبوق الثريا المعلق
وذكر باقي الأبيات اه‍ فأراد ان نفع خندق قد ناله حيث شفع فيه
عند طفيل مع أنه بعيد منه في النسب وفي الأغاني عن اليزيدي عن محمد بن
حبيب أنه لما قتل خندق الأسدي بعرفة رثاه كثير فقال:
شجا أظعان غاضرة الغوادي * بغير مشورة عرضا فؤادي
أغاضر لو شهدت غداة بنتم * حنو العائدات على وسادي
وعن بخلاء تدمع في بياض * إذا دمعت وتنظر في سواد
وعن متكارس في العقص جزل * أثيث النبت ذي غدر جعاد
وغاضرة الغداة وان نأينا * وأصبح دونها قفر البلاد
أحب ظعينة وبنات نفسي * إليها لو بللن بها صوادي
ومن دون الذي أملث ودا * ولو طالبتها خرط القتاد
وقال الناصحون (1) تحل منها * ببذل قبل شيمتها الجماد
فقد وعدتك لو أقبلت ودا * فلج بك التدلل في تعاد
فأسررت الندامة يوم نادى * برد جمال غاضرة المنادي
تمادى البعد دونهم فأمست * دموع العين لج بها التمادي
لقد منع الرقاد فبت ليلي * تجافيني الهموم عن الوساد
عداني ان أزورك غير بغض * مقامك بين مصفحة شداد
واني قائل ان لم إزره * سقت ديم السواري والغوادي
محل بوجه أخي بني أسد قنوني * إلى بيت إلى برك الغماد
مقيم بالمجازة من قنوني * وأهلك بالأجيفر فالثماد
فلا تبعد فكل فتى سيأتي * عليه الموت يطرق أو يغادي
وكل ذخيرة لا بد يوما * ولو بقيت تصير إلى نفاد
يعز علي ان نغدو جميعا * وتصبح ثاويا رهنا بواد
فلو فوديت من حدث المنايا * وقيتك بالطريف وبالتلاد
لقد أسمعت لو ناديت حيا * ولكن لا حياة لمن تنادي
والبيت الأخير من معجم البلدان
وفي الأغاني أيضا بسنده ان كثيرا كان ينسب بعزة فغضب لذلك بنو
جدي فقعد له فتية منهم ليلا فأوثقوه وأدخلوه جيفة حمار وأوثقوا بطن الحمار
فاجتاز به خندق الأسدي فأخرجه وألحقه ببلاده وروى صاحب الأغاني ما
يدل على أنه كان كيسانيا فروى بسنده عن أبي عبيدة قال خندق الأسدي هو
الذي أدخل كثيرا في مذهب الخشبية والخشبية كما مر عند ذكرهم هم
الذين جاءوا من العراق إلى مكة لتخليص بني هاشم لما أراد ابن الزبير
احراقهم ان لم يبايعوا وبأيديهم الخشب تحرجا من إشهار السلاح في الحرم
فسموا بذلك ومن الغريب ما رواه بعض المعاصرين في بعض المجلات عن
السيد محمد الهندي النجفي العالم الشهير ان للمترجم كتاب التنصيص على
علي بالخلافة وان فيه الحديث الذي روى مثله الطبري في التاريخ والتفسير
لما انزل عليه وأنذر عشيرتك الأقربين والشأن في أنه كيف وصل هذا
الكتاب إلى هذا العصر ولم يطلع عليه الا رجل واحد لا من المتقدمين ولا
من المتأخرين فلم يذكر أصحاب الفهارس ولا أصحاب المكتبات في الشرق
والغرب ولا ذكره المعاصر المتتبع في ذريعته وعصر خندق لم يكن بالعصر
الذي توجه الناس إلى التأليف فالظاهر أنه وقع اشتباه في هذه الرواية من
الراوي أو المروي عنه والله أعلم.
خوات بن جبير بن النعمان بن أمية بن امرئ القيس وهو البرك بن
ثعلبة بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري أبو عبد الله ويقال
أبو صالح.
توفي بالمدينة سنة 40 في قول الأكثر وعن المرزباني وابن قانع سنة 42
وعمره 74 سنة في قول جماعة وعن يحيى بن أبي بكر 71 وفي الاستيعاب
94 وعن تهذيب الأسماء عمره 94 مائة الا ست سنين قاله ابن منده وأبو
نعيم الأصبهاني وابن عبد البر اه‍.
خوات في الخلاصة بتشديد الواو آخره مثناة فوقانين جبير بضم
الجيم البرك في أسد الغابة بضم الباء الموحدة وفتح الراء قاله محمد بن
نقطة.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال بدري اه‍
وهو من الصحابة مذكور في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة وبعضهم
جعله بدريا وبعضهم قال إنه خرج إلى بدر فأصابه في ساقه حجر فرد من
الصفراء وضرب له بسهمه واجره وبذلك يجمع بين القولين في أنه بدري أم
لا وفي الإصابة عن الواقدي وغيره انه شهد أحدا والمشاهد بعدها وفي
الاستيعاب كان أحد فرسان رسول الله ص وهو راوي حديث ما اسكر
كثيره فقليله حرام وصلاة الخوف اه‍. وفي أسد الغابة هو صاحب ذات
النحيين وتضرب العرب المثل بها فتقول أشغل من ذات النحيين اه‍. وفي
مجالس المؤمنين هو من الرواة عن أمير المؤمنين ع. وفي تهذيب
التهذيب ذكره عبد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي رضي الله عنه
من أهل بدر وقال العسكري شهد أحدا وما بعدها وكف بصره روى عن
النبي ص أحاديث وعنه ابنه صالح وعبد الرحمن بن أبي ليلى وبسر بن سعيد
وغيرهم اه‍. ومن الغريب عدم إشارة الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة
إلى شهود صفين مع علي ع مع ذكر صاحب الإصابة ذلك في
تهذيب التهذيب وروى الصدوق في الفقيه عن أبي بصير عن أحدهما ع
في قول الله عز وجل كلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض
من الخيط الأسود من الفجر قال نزلت في خوات بن جبير الأنصاري وكان
مع النبي ص في الخندق وهو صائم وأمسى على تلك الحال وكانوا قبل ان
تنزل هذه الآية إذا نام أحدهم حرم عليه الطعام فجاء خوات إلى أهله حين
امسى فقال هل عندكم طعام فقالوا لا تنم حتى نصنع لك طعاما فاتكى



(1) في الأغاني تحل أصب يقال ما حليت من فلان بشئ ولا تحليت منه بشئ ومنه حلوان
الكاهن والراقي وما أشبه ذلك اه‍. وفي كلام أمير المؤمنين علي عليه السلام لم يتحل من
الدنيا بطائل. - المترجم -
359
فنام قالوا لقد فعلت قال نعم فبات على تلك الحال فأصبح ثم غدا إلى
الخندق فجعل يغشى عليه فمر عليه رسول الله ص فلما رأى الذي به اخبره
كيف كان امره فأنزل الله عز وجل فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط
الأبيض من الخيط الأسود من الفجر.
أبو نصر خواذشاه
توفي سنة 385.
قال ابن الأثير في حوادث سنة 385 كان من أعيان قواد عضد الدولة
توفي في هذه السنة بالبطائح وكان قد هرب إليها بعد أن قبض. وكاتبه بهاء
الدولة وفخر الدولة وصمصام الدولة وبدر بن حسنويه كل منهم يستدعيه
ويبذل له ما يريده وقال له فخر الدولة لعلك تسئ الظن بما قدمته في خدمة
عضد الدولة وما كنا لنؤاخذك بطاعة من قدمك ومناصحته وقد علمت ما
عملته مع الصاحب بن عباد وتركنا ما فعله معنا فغرم على قصده فأدركه
اجله قبل ذلك وفي تاريخ بغداد ج 1 ص 100 حدثني هلال بن المحسن
حدثني أبو نضر خواشاذه خازن عضد الدولة قال طفت دار الخلافة عامرها
وخرابها وما يجاورها فكان مثل مدينة شيراز اه‍. والظاهر أنه هو الذي
ذكره ابن الأثير لاتحاد الكنية والاسم وان سماه ابن الأثير خواذ شاه بتقديم
الذال على الشين وجعله من أعيان قواد عضد الدولة وسماه الخطيب
خواشاذه بتقديم الشين على الذال وجعله خازنه فاحد الاسمين تصحيف
الآخر والقائد يجوز ان يصير خازنا وبالعكس.
الخوافي الشاعر
اسمه علي بن أبي عبد الله احمد
خوشحال خان قوال
شاعر من أهالي حيدرآباد دكن الهند كان موجودا في سنة 1293 ه
1823 م ومما يدل على تشيعه ان له أبياتا فارسية في تاريخ بعض عمارات
تتعلق بمكان مقدس في حيدرآباد ينسب إلى أمير المؤمنين ع.
خولة بنت اياس بن جعفر الحنفية أم محمد بن الحنفية
خولة بفتح فسكون
كانت من سبي بني حنيفة حين قتلهم خالد بن الوليد وقتل رئيسهم
مالك بن نويرة وتزوج بامرأته من ليلته وكانت غاية في الجمال وجعل رأسه
إحدى أثافي القدر قال المؤرخون فما وصلت النار إلى رأسه لكثرة ما عليه
من الشعر. وبئس الطعام يطبخ على هذه الأثفية وأراد الخليفة الثاني أن
يقيم عليه الحد فتجاوز عن ذلك الخليفة الأول فسكت وقال ابن عبد البر
في الاستيعاب أنكر عليه أبو قتادة قتله وخالفه في ذلك وأقسم ان لا يقاتل
تحت رايته وقد أكثر اخوه متمم بن نويرة من بكائه ورثائه حتى ضربت بهما
الأمثال وقال متمم يخاطب ضرار بن الأزور قاتل أخيه بأمر خالد:
نعم القتيل إذا الرماح تناوحت * بين البيوت قتلت يا ابن الأزور
ثم قال يخاطب خالدا:
أدعوته بالله ثم غدرته * لو هو دعاك بذمة لم يغدر
وقال يرثيه:
لقد لامني عند القبور على البكا * صديقي لتذراف الدموع السوافك
فقال أتبكي كل قبر رأيته * لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك
فقلت له ان الشجي يبعث الشجي * فذرني فهذا كله قبر مالك
وقد أكثر الشعراء من ذكر هذه الواقعة فقال بعضهم من أبيات: وما
نحن الا مالك ومتمم وقال أبو فراس الحمداني:
وجرت منايا مالك بن نويرة * عقيلته الحسناء أيام خالد
إلى غير ذلك مما لا نطيل بذكره. وخولة هذه تزوجها أمير المؤمنين
ع فولدت له محمدا وعرف بابن الحنفية واستدل البعض على اعتراف علي
بصحة خلافة الخليفة الأول بتزوجه خولة والحق انه لا دلالة له
فيه لأنه لا يمكن الجزم بأنه تزوجها بملك اليمين فلعله تزوجها بالعقد ومن
القواعد المسلمة أن الاحتمال يبطل الاستدلال. في الإصابة: خولة بنت
اياس بن جعفر الحافية والدة محمد بن علي بن أبي طالب رآها النبي ص في
منزله فضحك ثم قال يا علي اما انك تتزوجها من بعدي فتلد لك غلاما
فسمه باسمي وكنه بكنيتي وانحله رويناه في فوائد أبي الحسن أحمد بن عثمان
الآدمي من طريق إبراهيم بن عمر بن كيسان عن أبي جبير عن أبيه قنبر
حاجب علي قال رآني علي فذكره وسنده ضعيف اه‍.
خولة بنت عبد الله بن حمدان أخت سيف الدولة الحمداني
توفيت بميافارقين سنة 352.
كانت من فاضلات نساء زمانها ورثاها المتنبي بقصيدة يقول فيها:
يا أخت خير أخ يا بنت خير أب * كناية بهما عن واضح النسب
اجل قدرك ان تسمي مؤبنة * ومن كناك فقد سماك للعرب
كان خولة لم تملأ مواكبها * ديار بكر ولم تخلع ولم تهب
فان تكن خلقت أنثى لقد خلقت * كريمة غير أنثى العقل والحسب
وان تكن تغلب الغلباء عنصرها * فان في الخمر معنى ليس في العنب
فليت طالعة الشمسين غائبة * وليت غائبة الشمسين لم تغب
السيد شاه خوندكار بن شاه محمد بن شاه علي عرب شاه الحسيني
في مآثر دكن هو ابن عمة السلطان عبد الله قطبشاه السابع واستوزره
السلطان المذكور في السنة الأولى من سلطنته ولكنه فصل من الوزارة بعد
سنتين وخلفه في الوزارة الشيخ محمد بن خاتون ره ولكنه كان في عهد
مخدومه محترما وكان يجوز له الجلوس في يسار سرير السلطنة يدل على تشيعه
ما كتب على قبره وهذا نصه لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله
حقا حقا لم يذكر تاريخ وفاته.
خويلد بن عمرو الأنصاري السلمي
من بني سلمة في أسد الغابة بدري ذكر محمد بن عبيد الله بن أبي رافع في تسمية من
شهد مع علي خويلد بن عمرو الأنصاري بدري من بني سلمة أخرجه أبو
نعيم وأبو موسى. وفي الإصابة خويلد بن عمرو الأنصاري السلمي ذكره
محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه فيمن شهد صفين مع علي من أهل
بدر وأخرجه الطبراني وغيره.
خويلد بن عمرو أبو شريح الخزاعي
توفي بالمدينة سنة 68 ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص

360
الخيبري
في الفهرست له كتاب أخبرنا ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار
عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الخيبري وفي منهج
المقال في بعض النسخ الجبيري بالجيم والموحدة قبل المثناة تحت اه‍ والظاهر أنه
هو ابن علي الطحان الآتي بقرينة رواية ابن يزيع عنه. والخيبري نسبة إلى خيبر
الحصن الذي بقرب المدينة المنورة.
خيبري بن علي الطحان الكوفي
قال النجاشي ضعيف في مذهبه ذكر ذلك أحمد بن الحسين يقال في
مذهبه ارتفاع روى الخيبري عن الحسين بن ثوير عن الأصبغ ولم يكن في
زمن الحسين بن ثوير من يروي عن الأصبغ غيره له كتاب يرويه عنه
محمد بن إسماعيل بن بزيع أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا علي بن
حبشي بن قوني حدثنا عباس بن محمد حدثنا أبي حدثنا محمد بن
إسماعيل بن بزيع عن خيبري بكتابه اه‍ والمراد بالارتفاع الغلو ولا يخفى أن
القدماء كانوا يرون ما ليس من الغلو غلوا وأحمد بن الحسين هو ابن
الغضائري الذي لم يسلم أحد من قدحه ويأتي عن الخلاصة خيري وفي
كونه صاحب كتاب يرويه عنه ابن بزيع. ويرويه عنه ابن الوليد المعلوم
تشدده والصفار وغيرهما بناء على اتحاده مع الخيبري السابق ما يشير إلى
حسنه.
خيثمة
قال النجاشي لا يعرف بغير هذا كتابه رواية محمد بن عيسى عن
عبد الله الأشعري اخبرني عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن يحيى
العطار عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن
خيثمة بكتابه. وفي أصول الكافي في باب زيارة الاخوان بسنده عن ابن
مسكان عن خيثمة دخلت على أبي جعفر أودعه فقال يا خيثمة أبلغ من ترى
من موالينا السلام وأوصهم بتقوي الله العظيم وان يعود غنيهم على فقيرهم
وقويهم على ضعيفهم وان يشهد حيهم جنازة ميتهم وان يتلاقوا في بيوتهم
فان لقيا بعضهم بعضا حياة لامرنا رحم الله عبدا أحيا أمرنا يا خيثمة أبلغ
موالينا انا لا نغني عنهم من الله شيئا الا بعمل وانهم لن ينالوا ولايتنا الا
بالورع وان أشد الناس حسرة يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى
غيره اه‍ وربما يستظهر ان خيثمة الذي في هذه الرواية هو الذي ذكره
النجاشي وان المراد بأبي جعفر في هذه الرواية هو الثاني محمد الجواد لموافقه
الطبقة فان محمد بن عيسى الراوي عن خيثمة هو من أصحاب أبي جعفر
الثاني. وروى الشيخ في المجالس بسنده عن محمد بن عيسى عن بكر بن
محمد عن أبي عبد الله ع قال سمعته يقول لخيثمة يا خيثمة اقرأ
موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وأن يشهد أحياؤهم جنائز
موتاهم وان يتلاقوا في بيوتهم الحديث وإذا كان محمد بن عيسى قد أدرك
بكر بن محمد الراوي عن الصادق ع جاز أن يدرك ولده الباقر
ويكون أبو جعفر الذي في الرواية الأولى هو الباقر ع والله أعلم.
خيثمة بن أبي خيثمة
في التعليقة روى الكليني في الكافي في باب ان الايمان مثبوت على الجوارح
في الصحيح عن أبي بصير عن الباقر ع رواية متضمنة لتصديقه ع
قوله مكررا ولعله ابن عبد الرحمن أو ابن الرحيل اه‍ والرواية المشار إليها
عن أبي بصير قال كنت عند أبي جعفر ع فقال له سلام ان خيثمة بن أبي خيثمة
يحدثنا عنك انه سالك عن الاسلام فقلت له كذا وكذا فقال
صدق خيثمة وعن الايمان فقلت له كذا وكذا فقال صدق خيثمة اه‍ وأبو
جعفر هنا هو الباقر لان كل من يكنى بأبي بصير هو من أصحاب الباقر ع
فهو غير خيثمة المتقدم الذي هو من أصحاب أبي جعفر الثاني محمد
الجواد ع مع امكان ان يكون هو لما مر هناك ولكن ادراك محمد بن
عيسى للباقر والجواد بعيد جدا فالباقر توفي 214 والجواد 220 فلو أدركهما
لكان عمره على الأقل 106 سنين اما تصديق الامام له مكررا فلا يدل على
مدح ولا توثيق لجواز ان يخبر الفاسق بخبر صادق فيصدقه الامام
خيثمة التميمي
في مناقب ابن شهرآشوب عن مناقب أبي إسحاق الطبري وإبانة
الفلكي قال أبو حمزة الثمالي كان رجل من بني نميم يقال له خيثمة فلما
حكموا الحكمين خرج هاربا نحو الجزيرة فمر بواد مخيف يقال له ميافارقين
فهتف به هاتف فرجع إلى علي ولم يزل معه حتى قتل.
خيثمة بن خديج بن الرحيل الجعفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خيثمة بن الرحيل بن معاوية الجعفي أبو خديج
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه ويوشك ان يكون هو والذي قبله واحدا.
خيثمة بن سليمان بن جندرة أبو الحسن الطرابلسي
ولد سنة 255 وقيل 217 وقيل 227 وتوفي سنة 343 فيكون عمره
88 أو 126 أو 116 سنة.
في لسان الميزان خيثمة بن سليمان الطرابلسي قال عبد العزيز الكتاني
ثقة مأمون كان يذكر أنه من العباد غير أن بعض الناس رماه بالتشيع مات
سنة 343 قلت واسم جده جندرة وقد ذكره سلمة بن قاسم في كتاب الصلة
وقال يكنى أبا الحسن قال غبث بن علي سالت عنه الخطيب فقال ثقة ثقة
فقلت يقال انه كان يتشيع قال ما أدري الا انه صنف فضائل الصحابة ولم
يخص أحدا وذكر ابن فطيس انه عاش 126 كذا قال فعلى هذا يكون مولده
سنة 217 وقال غيره ولد سنة 227 صنف فضائل الصحابة وكان مسند
عصره بالشام روى عن أبي عتبة الحمصي والعباس بن الوليد البيروتي وأبي
قلابة الرقاشي وإسحاق الدبري ويحيى بن أبي طالب وجمع جم روى عنه
ابن جميع ونمام وابن منده وآخرون وكان مولده سنة 255 وقيل قبل ذلك
وثقه الخطيب وقد حدث مرة بدمشق بحديث أنكره عليه زكريا بن أحمد
البلخمي قاضيها وأرسل إلى الكوفة يسأل عنه ابن عقدة فكتب بتصويب
خيثمة.
خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي رجال

361
الباقر ع خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي الكوفي أبو عبد الرحمن وفي
الخلاصة خيثمة بن عبد الرحمن الجعفي قال علي بن أحمد العقيقي انه كان
فاضلا وهذا لا يقتضي التعديل وان كان من المرجحات اه‍ وفي التعليقة فيه
مضافا إلى قول العقيقي هذا انه أخو إسماعيل بن عبد الرحمن وعم
بسطام بن الحسين ومر في ترجمة بسطام انه كان وجها في أصحابنا وأبوه
وعمومته وزاد النجاشي وهم بيت في الكوفة من جعفي يقال لهم بنو أبي
سبرة منهم خيثمة بن عبد الرحمن صاحب عبد الله بن مسعود اه‍ وحال
الوجاهة في أصحابنا مر في الفائدة الثانية اه‍ وقول النجاشي يدل على نباهته
في الشهادة له بالفضل والوجاهة والنباهة وكونه من بيت مشهور لا يقصر
عن الوثاقة لن لم يزد.
التمييز
في مشتركات الطريحي باب خيثمة المشترك بين جماعة لا حال لهم في
التوثيق الا خيثمة بن عبد الرحمن فإنه قيل فيه كان فاضلا ولم ينقل له رواية
ويمكن استعلام انه هو برواية محمد بن عيسى عن أبيه عنه هكذا في نسختين
من مشتركات الطريحي ولا يخفى انه لا يوجد رواية لمحمد بن عيسى عن
أبيه عنه وكانه كان أصل العبارة عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه
عنه فسقط اسم عبد الله من قلمه أو من النساخ فيكون إشارة إلى رواية
النجاشي السابقة كتاب خيثمة عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن أبيه عن
خيثمة بكتابه وفي مشتركات الكاظمي خيثمة بن عبد الرحمن قيل فيه كان
فاضلا ولم ينقل له رواية ثم حكى كلام النجاشي في ابن أخيه بسطام ثم
قال فحديثه يعد في الحسان اه‍ وعن جامع الرواة انه نقل رواية علي بن
عطية عنه في الكافي في اطلاق القول بأنه شئ وفيمن وصف عدلا وعمل
بغيره رواية بكر بن محمد عنه عن أبي عبد الله ع في فضل سويق
الحنطة ورواية ابن مسكان عنه في زيارة الاخوان اه‍ وبعض ما ذكره لم
يصرح فيه بأنه ابن عبد الرحمن ولكنه حمله عليه.
خيثمة بن عدي الهجري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
خيرات خان
توفي في 18 رمضان سنة 1043 ه 1632 م في حيدرآباد الدكن
ودفن فيها.
في مآثر دكن ما تعريبه كان أحد وزراء السلطان عبد الله قطبشاه
السابع نهض بالسفارة من ناحية السلطان المذكور إلى الشاه عباس الصفوي
فلما وصل إيران سمع بوفاة الصفوي المذكور وجلوس الشاه صفي الصفوي
فوصل إليه وقدم له مكتوب وهدايا مخدومه وكان ذلك في سنة 1037 ه
1627 م وأضافه الشاه صفي عدة سنين عنده ثم رخصه في الرجوع إلى
مخدومه سنة 1043 ه 1633 م فدخل حيدرآباد في ذي القعدة سنة
1044 ه 1643 م فانخرط في زمرة الوزراء والمقربين في البلاط الملكي إلى
أن توفي بالتاريخ المذكور يدل على تشيعه الكتيبة الموجودة على مزاره في حيدر
آباد وهذا نصها الحكم لله اللهم صل على النبي والوصي والبتول والسبطين
والسجاد والباقر والصادق والكاظم والرضا والتقي والنقي والزكي والمهدي
ع اه‍.
خيرات خان باني المدرسة الخيراتية في المشهد الرضوي
لا نعلم من أحواله شيئا الا أنه باني المدرسة الخيراتية أو مدرسة
خيرات خان في المشهد المقدس الرضوي في دولة الشاه عباس الصفوي
الثاني سنة 1057 وهي إحدى مدارس المشهد المقدس المشهورة التي لا تزال
باقية إلى اليوم وهو غير السابق وزير قطب شاه السابع لأن ذاك توفي سنة
1043 وهذا كان حيا سنة 1057.
خيران بن إسحاق الزاكاني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع.
خيران مولى الرضا ع ويقال خيران الخادم القراطيسي
قال النجاشي خيران مولى الرضا ع له كتاب أخبرنا
أحمد بن محمد بن هارون حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا أحمد بن
محمد بن عبد الرحمن بن فتني حدثنا محمد بن عيسى العبيدي حدثنا خيران
وقال الشيخ في رجاله خيران الخادم من أصحاب أبي الحسن الثالث
ع ثقة وقال الكشي في رجاله في خيران الخادم
القراطيسي وجدت في كتاب محمد بن بندار القمي بخطه: حدثني
الحسين بن محمد بن عامر حدثني خيران الخادم القراطيسي قال حججت
أيام أبي جعفر محمد بن علي بن موسى ع وسالت عن بعض
الخدم وكانت له منزلة من أبي جعفر ع فسألته أن يوصلني إليه فلما
صرنا إلى المدينة قال لي تهيا فاني أريد ان امضي إلى أبي جعفر فمضيت معه
فلما ان وافينا الباب قال لي كن في حانوت فاستأذن ودخل فلما أبطا علي رسوله
خرجت إلى الباب فسالت عنه فأخبروني انه قد خرج ومضى فبقيت متحيرا
فإذا انا كذلك إذ خرج خادم من الدار فقال أنت خيران فقلت نعم قال لي
ادخل فدخلت وإذا أبو جعفر ع قائم على دكان لم يكن فرش له ما يقعد
عليه فجاء غلام بمصلي فألقاه له فجلس فلما نظرت إليه تهيبته ودهشت
فذهبت لأصعد الدكان من غير درجة فأشار إلى موضع الدرجة فصعدت
وسلمت فرد السلام ومد إلي يده فأخذتها وقبلتها ووضعتها على وجهي
فأقعدني ص بيده فأمسكت يده مما داخلني من الدهش فتركتها
في يدي فلما سكنت خليتها فسايلني وكان الريان بن شبيب قال لي ان
وصلت إلى أبي جعفر ع فقل له مولاك الريان بن شبيب يقرئك يقرأ
عليك السلام ويسألك الدعاء له ولولده فذكرت له ذلك فدعا له ولم يدع
لولده فأعدت عليه فدعا له ولم يدع لولده فأعدت عليه ثلاثا فدعا له
ولم يدع لولده فودعته وقمت فلما مضيت نحو الباب سمعت كلامه ولم افهم
ما قال وخرج الخادم في أثري فقلت له ما قال سيدي لما قمت قال لي قال
من هذا الذي يرى أن يهدي نفسه هذا ولد في بلاد الشرك
فلما اخرج منها صار إلى من هو شر منهم فلما أراد الله ان
يهديه هداه قال المؤلف عدم دعائه لولده اما لأنه ليس اهلا للهداية ان
كان الدعاء للآخرة واما لأنه قد مات ان كان الدعاء للدنيا. واما قوله من
هذا الذي الخ فهو استفهام انكاري اي ان الإنسان لا يهدي نفسه وانما
الهداية منه تعالى فعلي بن مهزيار ولد في بلاد الشرك ثم خرج إلى المجوس
ولم تكن الأسباب العادية توجب هدايته فلما أراد الله هدايته هداه.
محمد بن مسعود حدثني سليمان بن جعفر حفص عن أبي بصير حماد بن

362
عبد الله القندي (1) عن إبراهيم بن مهزيار عن علي بن مهزيار كتبت إلى
خيران الخادم قد وجهت إليك ثمانية دراهم كانت أهديت إلي من طرسوس
دراهم منهم وكرهت ان أردها على صاحبها أو أحدث فيها حدثا دون امرك
فهل تأمرني في قبول مثلها أم لا لأعرفه لأعرفها إن شاء الله وأنتهي إلى
امرك فكتب وقرأته اقبل منهم إذا أهدي إليك دراهم أو غيرها فان رسول الله ص
لم يرد هدية على يهودي ولا نصراني اه‍. ولا يخفى انه يجب ان يكون
المخاطب بقوله دون امرك فهل تأمرني وأنتهي إلى امرك هو الامام ع
وقوله كتبت إلى خيران قد وجهت إليك يدل على أن المخاطب بذلك
خيران فالظاهر وقوع نقص في العبارة وان أصلها كتبت إلى الامام على يد
خيران الخادم أو نحو ذلك ويمكن كون الخطاب كله لخيران لعلم ابن مهزيار
انه لا يصدر الا عن امر الامام ولعله عرف ما قاله له الامام في الرواية
الآتية والله أعلم. حمدويه وإبراهيم قالا حدثنا محمد بن عيسى حدثني
خيران الخادم قال وجهت إلى سيدي ثمانية دراهم وذكر مثله سواء وقلت
جعلت فداك انه ربما اتاني الرجل لك قبله الحق أو قلت يعرف موضع الحق
لك فسألني عما يعمل به فيكون مذهبي اخذ ما يتبرع في سر ستر قال
اعمل في ذلك برأيك فان رأيك رأيي ومن أطاعك أطاعني قال أبو عمرو
هذا يدل على أنه كان وكيله ولخيران هذا مسائل يرويها عنه وعن أبي الحسن
اه‍ الكشي وفي قوله اعمل برأيك الخ مدح عظيم.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب خيران المشترك بين ابن
إسحاق المجهول حاله وبين خيران الخادم الثقة الذي هو من أصحاب أبي
الحسن الثالث ويمكن استعلام حاله برواية محمد بن عيسى ومحمد بن عامر
عنه وحيث يعسر التمييز وان كان على ندرة فالوقف.
الخيراني
في منهج المقال هو ابن خيران مولى الرضا ع وخيران هذا
من أصحاب الجواد والهادي ع ثقة واما ابنه هذا فلم أظفر
باسمه ولا بتصريح بتوثيقه اه‍ ومر ذكر أبيه خيران قبله.
الشيخ خير الدين الحفيد العاملي الطهراني حفيد الشيخ خير الدين بن عبد
الرزاق الشهيدي العاملي الآتي ذكره
فاضل صالح خير كان معاصرا للعلامة المجلسي ذكره صاحب
رياض العلماء في ذيل ترجمة جده الشيخ خير الدين بن عبد الرزاق الآتي
فقال وله أولاد وأحفاد معروفون وهم الآن موجودون يسكنون بلدة طهران
ومنهم الشيخ خير الدين المعاصر لنا وهو أيضا رجل مؤمن صالح فاضل خير
لا باس به اه‍ وقوله بعد ذلك وله من المؤلفات كتب في الفقه والرياضي
وغيرهما راجع إلى الجد لا إلى الحفيد كما قد يتوهم وهذه السلسلة إلى الآن
بطهران شيوخ الاسلام علماء فضلاء قد استجاب الله سبحانه دعاء الشهيد
فيهم حيث قال في بعض إجازاته لأولاده وقد أجزت روايتها ورواية جميع ما
صنعته وألفته ورويته لأولادي الثلاثة اسال الله جل جلاله أن يصلي على
محمد وآله وان يبلغني فيهم املي من كل خير وان يجعلهم أولياء الله مطيعين
له وان يجعل لهم ذرية صالحة عالمين عاملين انه ارحم الراحمين اه‍.
الشيخ خير الدين بن عبد الرزاق بن مكي بن عبد الرزاق بن ضياء
الدين بن السعيد الشهيد محمد بن مكي المعروف بالشهيد الأول الشهيدي
العاملي ثم الشيرازي
في رياض العلماء فاضل عالم فقيه متكلم محقق مدقق جامع لجميع
العلوم العقلية والنقلية والأدبية والرياضية وكان معاصرا للشيخ البهائي
وسكن شيراز مدة طويلة ونقل انه لما ألف البهائي الحبل المتين أرسله إليه
بشيراز ليطالعه ويبدي رأيه فيه وكان البهائي يعتقد فضله ويمدحه ولما طالعه
كتب عليه تعليقات وحواشي وتحقيقات ومناقشات وله أولاد وأحفاد وهم
الآن يسكنون بلدة طهران معروفون وبالجملة سلسلته قدس الله سره سلفا
عن خلف كانوا أهل الخير والبركة اسما ورسما وله مؤلفات في الفقه
والرياضي وغيرهما ووجدت ببلدة سجستان رسالة طويلة الذيل في علم
الحساب حسنة المطالب والفوائد جدا من مؤلفات الشيخ خير الدين
والظاهر أنه المترجم وقد ينقل فيها عن المولى شرف الدين علي اليزدي
وتاريخ كتابة النسخة سنة 1061.
الشيخ خير بن يحيى الفقيه
في الرياض فاضل عالم من فقهاء الأصحاب ولم اعلم عصره ولا
اطلعت على مؤلف له والظاهر أنه من المتأخرين.
خيري بن علي الطحان
مر انه خيبري بالموحدة بعد المثناة التحتية وذكره العلامة في الخلاصة
بدون الموحدة وقال كوفي ضعيف في مذهبه ضعيف الحديث كان غاليا وكان
يصحب يونس بن ظبيان ويكثر الرواية عنه وله كتاب عن أبي عبد الله ع
لا يلتفت إلى حديثه وكان أيضا يروي عن الحسن بن ثوير عن
الأصبغ اه‍ والظاهر أن خيري تصحيف خيبري مع أن العلامة في الايضاح
ظبطه خيبري بالموحدة بعد المثناة وفي التعليقة قوله ضعيف الحديث إلى قوله
لا يلتفت إلى حديثه مأخوذ من كلام ابن الغضائري ومر حال مثله في
الفوائد اي انه لا يعتد به وكذا قولهم ضعيف الحديث أي انه لا يدل
على الضعف في نفسه وغال اي انهم كانوا يرون ما ليس من الغلو غلوا
و كثرة الرواية عن مثل يونس ورواية مثل محمد بن إسماعيل بن بزيع
وسعد بن عبد الله القمي والحميري وابن الوليد وغيرهم تشير إلى جلالته بل
وثاقته لا سيما ابن الوليد كما لا يخفى على المطلع على حاله وقوله خيري قد
سبق في الحسين بن ثوير عن النجاشي والخلاصة أيضا كذلك والظاهر أن ما
في الخلاصة وهم اه‍
حرف الدال
دارم بن قبيصة بن نهشل بن مجمع أبو الحسن التميمي الدارمي الشايح
في الخلاصة دارم بالراء بعد الألف قبيصة بفتح القاف وكسر



(1) هذا الرجل لا ذكر له في الرجال وانما ذكر في سند الكشي هنا وفي ترجمة يونس بن عبد
الرحمن ومع ذلك فقد اختلفت النسخ في كنيته وفى أبيه ونسبته ففي رجال الكشي المطبوع
هنا عن أبي نصر بالنون وفي ترجمة يونس بصير بالباء وفي منهج المقال هنا وفي يونس بصير
بالباء مع أنهم لم يذكروا فيمن يكنى بابي بصير من اسمه حماد ويوشك ان يكون الصواب عن
أبي بصير عن حماد فسقط لفظ عن من النساخ واما أبوه فسمي هنا في رجال الكشي المطبوع
عبد الله القندي وفي يونس عبيد الله بن أسيد المروي وفي منهج المقال هنا عبد الله القندي
وفي يونس عبيد الله بن أسيد الهروي. - المؤلف -
363
الباء الموحدة بعدها ياء ساكنة وصاد مهملة.
قال النجاشي روى عن الرضا ع وله عنه كتاب الوجوه
والنظائر وكتاب الناسخ والمنسوخ أخبرنا أحمد بن علي بن العباس حدثنا أبو
الحسين بن إبراهيم بن ميسور الصائغ حدثنا علي بن محمد بن جعفر بن
عنبسة حدثنا دارم. وفي الخلاصة قال ابن الغضائري لا يؤنس بحديثه ولا
يوثق به اه‍ وقدح ابن الغضائري حاله معلوم وسيجئ في محمد بن عبد الله
القلاعي مولى بني تميم أنه أخو دارم وذلك مما يشير إلى نباهة دارم
ومعروفيته.
دارمية الحجونية الكنانية
كانت من فضليات النساء راجحة العقل فصيحة اللسان قوية الحجة
صادقة الولاء لعلي سيد الأوصياء وكانت سوداء اللون ولكن سيرتها بيضاء
وثناءها وضاء ولها حكاية مع معاوية ظهرت بها فصاحتها وقوة حجتها
ورجاحة عقلها وصدق ولائها وإشراق ثنائها. في العقد الفريد عن سهل بن
أبي سهل التميمي عن أبيه قال حج معاوية فسال عن امرأة من بني كنانة
كانت تنزل بالحجون يقال لها دارمية الحجونية وكانت سوداء كثيرة اللحم
فأخبر بسلامتها فبعث إليها فجئ بها فقال ما جاء بك يا ابنة حام فقالت
لست لحام ان عبتني انا امرأة من بني كنانة قال صدقت أتدرين لم بعثت
إليك قالت لا يعلم الغيب الا الله قال بعثت إليك لأسألك علام أحببت
عليا وأبغضتني وواليته وعاديتني قالت أوتعفيني قال لا أعفيك قالت أما إذا
أبيت فاني أحببت عليا على عدله في الرعية وقسمه بالسوية وأبغضتك على قتالك
من هو أولى منك بالامر وطلبتك ما ليس لك بحق وواليت عليا على ما عقد
له رسول الله ص من الولاء وحبه المساكين واعظامه أهل الدين وعاديتك
على سفكك الدماء وجورك في القضاء وحكمك بالهوى قال فلذلك انتفخ
بطنك وعظم ثدياك وربت عجيزتك فقالت يا هذا بهند والله كان يضرب
المثل في ذلك لا بي قال معاوية يا هذه اربعي فانا لم نقل الا خيرا انه إذا انتفخ
بطن المرأة تم خلق ولدها وإذا عظم ثدياها تروي رضيعها وإذا عظمت
عجيزتها رزن مجلسها فرجعت وسكتت قال لها يا هذه هل رأيت عليا قالت
اي والله قال فكيف رأيته قالت رأيته والله لم يفتنه الملك الذي فتنك ولم
تشغله النعمة التي شغلتك قال فهل سمعت كلامه قالت نعم والله فكان
يجلو القلوب من العمى كما يجلو الزيت صدأ الطست قال صدقت فهل لك
من حاجة قالت أوتفعل إذا سألتك قال نعم قالت تعطيني مائة ناقة حمراء
فيها فحلها وراعيها قال تصنعين بها ماذا قالت اغذوا بألبانها الصغار
وأستحيي بها الكبار واكتسب بها المكارم وأصلح بها بين العشائر قال فان
أعطيتك ذلك فهل أحل عندك محل علي بن أبي طالب قالت سبحان الله أو
دونه فأنشأ معاوية يقول:
إذا لم أعد بالحلم مني عليكم * فمن ذا الذي بعدي يؤمل للحلم
خذيها هنيئا واذكري فعل ماجد * جزاك على حرب العداوة بالسلم
ثم قال اما والله لو كان علي حيا ما أعطاك منها شيئا قالت لا والله ولا
وبرة واحدة من مال المسلمين قال المؤلف لما تم الامر لمعاوية جعل يبعث
في طلب شيعة علي من الرجال والنساء فاستدعى ابن هاشم المرقال بعنف
وشدة فأشار عليه عمرو بقتله ثم تخلص منه وأرسل إلى أبي الطفيل الكناني
عامر واثلة وجرى بينهما حوار انتصر فيه عامر عليه وبعث زياد بن سمية إليه
بحجر وأصحابه فقتلهم بمرج عذرا لما امتنعوا من البراءة من علي ع
وأرسل إلى دارمية فجرى له معها ما سمعت وأرسل إلى غيرها من
النساء فجرى له معهن ما ذكرناه في تراجمهن والذي يلوح لنا أنه يقصد
بذلك اما اظهار الحلم عمن لا يجد عليه سبيلا أو يخاف من عاقبة الفتك به
من انتفاض عشيرته أو غير ذلك واما احتمال ان يجد على المرسل إليه سبيلا
بانتقاص أو زلة لسان أو تبكيت المرسل إليه لما يجد في نفسه من غيظ عليه
ولكنه كان لا يفلح في ذلك فيكون التبكيت له وسوء الأحدوثة ولم يكن
معاوية غبيا ولا غافلا عما سيجره إليه التعرض لهؤلاء ولكن الغيظ وشدة
العداوة وحب الانتقام قد يغطي على البصيرة ثم هو في حواره مع دارمية
يبتدئ خطابه لها بقوله ما جاء بك يا ابنة حام وهو الذي ارسل إليها وهي
امرأة عربية فيقول لها أنت من ولد حام لأنها سوداء يعيرها بذلك وما العار
الا في الافعال لا في الألوان وما الفخر الا بالفضل والعقل لا باللون
والشكل وفي النطق بمثل هذا الكلام ما ليس بخاف ثم يسألها عن سبب
حبها وولائها لعلي وبغضها وعدائها له وهو يعلم السبب في ذلك ويعلم ان
في جوابها ما لا يرضيه ولكن الغيظ وشدة العداوة وحب الانتقام قد يغطي
على النظر للعاقبة ثم يزيد ذلك فيقول لها لما لم يجد جوابا: فلذلك انتفخ
بطنك الخ وفي هذا الجواب ما لا خفاء فيه من سقوط وانه ليس من جنس
الحوار بين النبلاء فلم يعجزها الجواب بل اجابته بسهولة ان أمه كان يضرب
بها المثل في ذلك فأراد ستر ما بدر منه من هذا الجواب بان ذلك ممدوح في
المرأة لا مذموم وهيهات سبق السيف العذل ولما أعياه الاستخفاف بها عدل
إلى نهج آخر وختم ذلك بالاحسان إليها تداركا لما صدر.
الدراحي
يوصف به أعين بن ضيعة وجعفر بن عثمان وبحتات بن يزيد
ودارم بن قبيصة وعباس وغيرهم.
الداري
يوصف به جماعة منهم بدريل بن ورقاء وبر بن عبد الله وتميم بن أوس
وجبلة بن مالك والحسين بن أحمد.
الداعي
هو محمد بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن علي بن
أبي طالب ع ويأتي الداعي الصغير والداعي الكبير.
السيد أبو الخير الداعي بن الرضا بن محمد العلوي الحسيني
في فهرست منتجب الدين فاضل محدث واعظ له كتاب آثار الأبرار
وأنوار الاخبار في الأحاديث أخبرنا السيد الأصيل المرتضى بن المجتبي بن
محمد العلوي العمري عنه وفي مجموعة الشيخ محمد بن علي الجباعي تلميذ
الشهيد الأول ومن أجداد الشيخ البهائي مثله سوى السند على عادته في نقل
عين عبارة فهرست منتجب الدين بدون السند المذكور فيها إلى كتاب المترجم
ان كان له كتاب ويفهم من سند منتجب الدين إلى كتابه أنه شيخ
المرتضى بن المجتبي والمرتضى شيخ منتجب وقد ارخ اليافعي وفاة منتجب
الدين بعد سنة 585 فإذا المترجم من علماء المائة الخامسة أو أوائل
السادسة.

364
الشيخ أبو العلاء الداعي بن ظفر بن علي الحمداني القزويني
في فهرست منتجب الدين فاضل فقيه ثقة.
الداعي بن مهدي بن أحمد بن زيد بن يحيى
في الرياض كان من أجلة العلماء والفقهاء وعندنا نسخة عتيقة جدا
من كتاب الاعلام هي بخط هذا الرجل
السيد أبو محمد الداعي بن مهدي بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن
محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي العمري الاسترآبادي
في الرياض سيجئ في ترجمة سبطه محمد بن يحيى بن ظفر بن
الداعي هذا نقلا عن السمعاني في كتاب الأنساب ان الداعي هذا كان من
أئمة الحديث وكذا ولده ظفر وولده يحيى ومحمد بن يحيى وقال السمعاني
هؤلاء أهل بيت من علماء الحديث من الامامية باسترآباد وان ولادة سبطه محمد سنة
466.
الداعي الصغير أو الداعي إلى الحق
اسمه أبو محمد الحسن بن قاسم بن حسن بن علي بن عبد الرحمن بن
القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ومرت ترجمته
في محلها.
الداعي الكبير أو الداعي على الاطلاق.
اسمه الحسن بن زيد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن
علي بن أبي طالب ومرت ترجمته في محلها.
السيد أبو الفضل الداعي بن علي الحسيني السروي
في أمل الآمل كان عالما فاضلا من مشايخ ابن شهرآشوب.
في الرياض: يظهر من أول المناقل أنه من مشايخ ابن شهرآشوب
قال وقد يعبر عنه بأبي الفضل الداعي قال ووجدت على ظهر كتاب التبيان
للشيخ الطوسي إجازة من الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي
الرازي بخطه لولده أبي القاسم علي ولهذا السيد أبي الفضل الداعي بن
علي بن الحسن الحسيني وكانا شريكين في قراءة ذلك التفسير على الشيخ أبي
الوفاء المذكور كما سيأتي في ترجمة أبي القاسم علي بن عبد الجبار المذكور
ويروي المترجم إجازة عن الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي عن أبي الوفاء
عبد الجبار بن علي المقري الرازي كلاهما عن الشيخ الطوسي كما صرح به
ابن شهرآشوب في كتاب المناقب ويلوح من آخر كتاب الجامع للشيخ نجيب
الدين يحيى بن سعيد الحلي اه‍
الدالاني
يوصف به سليمان بن سلمة وظالم بن أبي الأسود وعمار بن أبي
سلامة.
الدؤلي
يوصف به أبو الأسود ظالم بن عمرو والأسود بن الأسود وثمامة بن اتال وغيرهم.
السيد الداماد
اسمه السيد محمد باقر بن محمد الحسيني الاسترآبادي الأصفهاني
معاصر للبهائي في دولة الشاه عباس الأول والداماد الصهر بلغة الفرس لأنه
كان صهر الشاه.
السيد شمس الدين دانيال الموسوي الصفوي الشهيد ابن السيد شمس الدين
محمد العراقي المعروف بمكسر الأصنام.
قال السيد شهاب الدين الحسيني فيما كتبه إلينا كان شمس الدين هذا
من نوابغ عصره في العلم والعرفان تتلمذ لدى والده شمس الدين العراقي
قتل ظلما ودفن بقرية يقال لها دب من قرى كشمير وخلف السيد حسين
رهنما المتقدمة ترجمته اه‍.
داهر بن يحيى الرازي
قال الذهبي في ميزانه الذي لا اعتدال فيه: رافضي بغيض لا يتابع
على بلاياه ذكر العقيلي من حديث عبد الله بن داهر عن أبيه عن الأعمش
عن عباية الأسدي عن ابن عباس عن النبي ص أنه قال يا أم سلمة ان عليا
لحمه من لحمي وهو بمنزلة هارون من موسى مني غير أنه لا نبي بعدي قال
ابن عباس ستكون فتنة فمن أدركها فعليه بخصلتين كتاب الله وعلي بن أبي
طالب قال سمعت رسول الله ص يقول وهو آخذ بيدي علي هذا أول من
آمن بي وأول من يصافحني يوم القيامة وهو فاروق هذه الأمة بين الحق
والباطل وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة وهو الصديق الأكبر
وهو خليفتي من بعدي فهذا باطل ولم أر أحدا ذكر داهرا هذا حتى ولابد
ابن أبي حاتم ببلية وإنما البلاء من ابنه عبد الله فإنه متروك اه‍. وفي لسان
الميزان إنما لم يذكروه لان البلاء كله من ابنه عبد الله وقد ذكروه واكتفوا به
وقد ذكره العقيلي كما مضى وقال كان يغلو في الرفض ثم ساق الحديث
المذكور وقال قوله أنت مني بمنزلة هارون من موسى صحيح وأما سائر
الحديث فليس بمعروف ثم أخرج في ترجمته طعنا في عباية شيخ الأعمش
اه‍. وقد أدى بالذهبي نصبه البغيض إلى أن يقول إن الحديث باطل لأنه
اشتمل على ما لا تهواه نفسه وقد كذبه قول العقيلي انه بالنسبة إلى المنزلة
صحيح وإذا صح حديث المنزلة كفانا وأغنانا عن الباقي فان الباقي لا يزيد
عليه إن لم يزد هو على الباقي وقد ذكرنا حديث المنزلة في الجزء الثالث من
هذا الكتاب فليرجع إليه.
الميزار داود
من تلاميذ السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي يروي عنه إجازة.
داود الأبزاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وفي منهج المقال
الظاهر أنه إما ابن راشد أو ابن سعيد الآتيين عن رجال الشيخ في أصحاب
الصادق ع اه‍. وهو محتمل لكن استظهاره محل تأمل.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية الحكم بن أيمن ويحيى الحلبي عنه
داود بن أبي خالد
في التعليقة هو ابن كثير الآتي

365
داود بن أبي الدجاجي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال
في أصحاب الباقر ع داود الدجاجي الكوفي.
داود بن أبي زيد أبو سليمان النيشابوري.
يأتي بعنوان داود بن أبي زيد زنكان
الشيخ داود بن أبي شافيز البحراني.
يأتي بعنوان داود بن محمد بن عبد الله بن أبي شافيز.
السيد بهاء الدين داود بن أبي الفرج العلوي الحسيني
في الرياض من أجلة تلاميذ العلامة الحلي وكان شريك فخر الدين
ولد العلامة في قراءة رجال الكشي على العلامة كما يظهر من إجازة فخر
الدين للشيخ زين الدين علي بن عز الدين حسن بن أحمد بن مظاهر.
داود بن أحمد بن داود النعماني
في الرياض محدث فاضل عالم كامل من أجلاء هذه الطائفة ونبلائهم
ولعله من قدماء الأصحاب له من المؤلفات كتاب دفع الهموم والأحزان
وقمع الغموم والأشجان ففي الأدعية ونحوها كثيرا ما ينقل عن كتابه هذا
ابن طاووس في كتاب المجتبى من الدعاء المجتبى وغيره وهو غير النعماني
صاحب الغيبة والتفسير لان ذلك كان تلميذ الكليني واسمه أبو عبد الله
محمد بن إبراهيم بن جعفر الكاتب النعماني المعروف بابن أبي زينب.
الشيخ داود بن الحسن الجزائري
عالم فاضل معاصر لصاحب الحدائق له ترتيب رجال النجاشي على
نحو ترتيب رجال ابن داود في الأسماء وأسماء الآباء والألقاب والنسب
وغيرها ذكره صاحب مستدركات الوسائل ج 3 ص 502.
الشيخ داود بن يوسف بن محمد بن عيسى البحراني الأوالي
في الرياض فاضل عالم فقيه متكلم جليل من المعاصرين توفي في
زماننا ورأيت بعض فتاواه في الرد على الصوفية وفي مسالة الاجتهاد والتقليد
ويظهر منها فضله وقوته في علمي الأصولين.
داود بن أبي عبد الله مولى الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي الكوفي
أخو شقيق ابن أبي عبد الله مولى الحسن بن علي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال كان
صفارا
داود بن أبي عوف التميمي البرجمي
يأتي بعنوان داود بن أبي عوف سويد.
داود بن أبي هند القشيري السرخسي
يأتي بعنوان داود بن أبي هند دينار بن عذافر.
داود بن أبي يحيى أبو سليمان اليشكري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
داود بن أبي يزيد الكوفي العطار
قال النجاشي مولى ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن أيضا ع
له كتاب يرويه عنه جماعة منهم علي بن الحسن الطاطري أخبرنا
أحمد بن محمد بن هارون حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا حميد بن زياد
حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب وعوانة بن الحسين وعبيد الله بن إسماعيل
وعبيد الله بن أحمد بن نهيك قالوا حدثنا علي بن الحسن الطاطري عن
داود به. وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع داود بن
أبي يزيد الكوفي وفي الفهرست داود بن أبي يزيد له كتاب رواه حميد عن
القاسم بن إسماعيل عن داود بن أبي يزيد وأخبرنا جماعة عن التلعكبري
عن بن همام عن حميد عن محبوب بن تسنيم عن الحجال عن داود وسيجئ
في داود بن فرقد أن الظاهر اتحادهما.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود بن أبي يزيد الثقة برواية
علي بن الحسن الطاطري والحجال عبد الله بن محمد عنه وزاد الكاظمي
رواية القاسم بن إسماعيل عنه وبعض قال إنه زاد رواية الحسن بن علي بن
فضال عنه وليس ذلك في نسختين عندي وعن جامع الرواة أنه زاد نقل
رواية علي بن إسباط ومحمد البرقي وفضالة وأبي بكر الحضرمي والحسن بن
محبوب والحسين بن سعيد عنه وإذا كان متحدا مع داود بن فرقد فيميز
كل منهما بما ميز به الآخر.
داود بن أبي يزيد الهمداني
سيجئ بعنوان داود بن يزيد.
داود بن إسحاق
غير مذكور في كتب الرجال وللصدوق طريق إليه في مشيخة الفقيه
وفي التعليقة عده خالي المجلسي ممدوحا لذلك والظاهر أنه والد
سليمان بن داود الخفاف وفي كتاب الملابس من الكافي عن البرقي عن
داود بن إسحاق أبي سليمان الحذاء عن محمد بن الفيض وربما يشير هذا إلى
معروفية سليمان فتأمل اه‍ هذا ان حملنا قوله أبي سليمان على أن المراد أنه
والد سليمان وربما كان الظاهر منه أنه يكنى بأبي سليمان ولعل هذا وجه
الامر بالتأمل.
داود بن أسد بن أعفر أو عفير أبو الأحوص البصري أو المصري
قال النجاشي داود بن أسد بن أعفر أبو الأحوص البصري رحمه الله
شيخ جليل فقيه متكلم من أصحاب الحديث ثقة ثقة وأبوه أسد بن أعفر من
شيوخ أصحاب الحديث الثقات له كتب منها كتاب في الإمامة على سائر من
خالفه من الأمم والآخر مجرد الدلائل والبراهين اه‍ وفي الخلاصة داود بن
أسد بن عفير بضم العين أبو الأحوص المصري شيخ جليل وذكر كالنجاشي
إلى قوله الثقات وفي الفهرست في باب الكنى أبو الأحوص المصري من جلة
متكلمي الإمامية لقيه الحسن بن موسى النوبختي وأخذ عنه واجتمع معه في
الحائر على ساكنه السلام وكان ورد للزيارة اه‍ وفي رجال ابن داود في باب

366
الكنى أبو الأحوص المصري كذا بخط الشيخ أبي جعفر وفي بعض النسخ
البصري والأول أقوى من جلة متكلمي الإمامية وله مع الجبائي مجلس في
الإمامة بحضرة أبي القاسم بن محمد الكرخي وقد وقع هنا اختلافات قال
النجاشي بن أعفر وفي الخلاصة ابن عفير وعفير تصغير اعفر فيمكن أن
يكون يقال بهما ونسبه النجاشي البصري بالباء وفي الفهرست المصري بالميم
وصوبه ابن داود ولا شك أنه صحف أحدهما بالآخر ويوجد في بعض
النسخ الأخوص بالخاء المعجمة وهو تصحيف وصوابه الأحوص بالمهملة
وفي رجال أبي علي وضعه بين أبو أحمد وأبو أحيحة فدل على أنه بالمهملة.
السيد داود ابن السيد إسماعيل بن الحسين الحسيني التفريشي
عالم فاضل في الذريعة هو صهر الأمير مصطفى التفريشي صاحب
نقد الرجال على ابنته له كتاب أصول الدين شرحه حفيده الميرزا مهدي
بدايع نكال وسمي الشرح صراط العارفين.
داود بن أعين
في التعليقة يظهر من كشف الغمة حسن عقيدته.
الشيخ داود الأنطاكي
يأتي بعنوان داود بن عمر.
داود بن بلال بن أحيحة أبو ليلى الأنصاري.
في رجال أبو داود وغيره أحيحة بضم الهمزة فالحائين المهملتين
المفتوحتين بينهما مثناة تحتية.
عده الشيخ في رجاله من أصحاب علي ع وفي منهج المقال
أنه عد من الأصفياء وفي الخلاصة في الكنى أبو ليلى من أصحاب أمير
المؤمنين ع من الأصفياء ذكره البرقي وفي رجال ابن داود عن
علي بن أحمد العقيقي من الأصفياء وفي الاستيعاب في الأسماء داود بن
بلال بن أحيحة بن الجلاح أبو ليلى والد عبد الرحمن بن أبي ليلى روى عنه
ابنه عبد الرحمن وفي اسمه اختلاف وفي الكنى أبو ليلى الأنصاري والد عبد
الرحمن بن أبي ليلى اختلف في اسمه فقيل يسار بن نمير وقيل أوس بن خولي
وقيل بلال بن بلبل وقال ابن الكلبي اسمه داود بن بلال بن أحيحة بن
الجلاح بن الحريش بن جحجبا بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن
مالك بن الأوس صحب النبي ص وشهد معه أحدا وما بعدها من المشاهد
ثم إنتقل إلى الكوفة وله بها دار في جهينة يلقب بالأيس وشهد هو وابنه عبد
الرحمن مع علي بن أبي طالب مشاهده كلها وفي أسد الغابة يسار بن بلال بن
أحيحة إلى آخر ما مر عن الإصابة في الكنى ثم قال هكذا نسبه من يجعله
من الأنصار صليبة ومنهم من يجعله مولى بني عمرو بن عوف وقتل بصفين
مع علي اه‍ وفيه أيضا داود بن أبلال بن بليل وقيل بن أحيحة وقيل اسمه
يسار وقيل بلال بن بلال وقال ابن الكلبي اسم أبي ليلى يسار بن بليل بن
بلال كان مولى الأنصار فدخل فيهم وكان ابنه عبد الرحمن إذا دعي الفقهاء
دعي معهم وإذا دعي الأشراف دعي معهم فهذا يدل على إنه غير مولى لان
الموالي لم يكونوا أشرافا قال واما والد أبي ليلى فقيل اسمه داود بن بلال الخ
ما مر عن ابن الكلبي اه‍ لكن مر عن الاستيعاب عن ابن الكلبي ان ذلك
اسم أبي ليلى نفسه وفي الإصابة في الكنى أبو ليلى الأنصاري والد عبد
الرحمن قيل اسمه بلال وقيل بليل بالتصغير وقيل داود بن وقيل
أوس وقيل يسار وقيل أيسر وقيل اسمه كنيته وقال الكلبي أبو ليلى بن بلال إلى آخر ما
مر وقال غيره شهدا أحدا وما بعدها وسكن الكوفة وكان مع علي في حروبه
وقيل إنه قتل بصفين روى عن النبي ص عنه ولده عبد الرحمن اه‍.
داود بن أبو زيد
يأتي بعنوان داود بن أبي زيد زنكان.
داود الجصاص
في التعليقة يظهر من الكافي كونه إماميا اه‍ وذلك ما رواه في الكافي
عن أبي داود المسترق عنه عن أبي عبد الله ع أن الأئمة هم
العلامات.
داود الجواربي
قال الذهبي في ميزانه الخارج عن الاعتدال: رأس في الرافضة
والتجسيم من مرامي جهنم وذمه ذما عظيما وقال هذا الضرب لا أعلم له
رواية مثل بشر المريسي والنظام وأبي الهذيل العلاف وثمامة بن أشرس
وهشام بن الحكم الرافضي المشبه وذكر جماعة آخرهم أقرب إلى نحلته وقال
فكونهم لم يرووا الحديث لم احتفل بذكرهم فأراح الله منهم اه‍ ويوشك ان
يكون ذنب الرجل عنده التشيع كذنب هشام بن الحكم كما كان ذنب من
ذكرهم الاعتزال وأن تكون نسبة التجسيم إليه نسبة باطلة كنسبتها إلى
هشام بن الحكم وهو منها برئ كما بين في ترجمته فيكون هو أولى بما
وصف به الرجل
بهاء الدين داود بن جلال الدين أبي القاسم بن فخر الدين يحيى أبي طاهر
هبة الله بن شمس الدين أبي الحسن بن أبي عبد الله محمد مجد الشرف بن أبي
نصر أحمد مجد الشرف بن أبي الفضل علي بن أبي تغلب علي بن الحسن
الأصم السوراوي بن أبي محمد الحسن الفارس أبي الحسن محمد
الفارس النقيب ابن يحيى بن الحسين النسابة بن أحمد بن عمر بن يحيى بن
الحسين ذي العبرة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع.
وصفه صاحب عمدة الطالب بنقيب النقباء
داود بن حبيب أبو غيلان الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه
وعن أبي عبد الله ع وذكره في أصحاب الصادق ع.
الأمير داود الحرفوشي
يأتي بعنوان داود بن عمر.
داود بن حرة
أخو إسحاق بن حرة ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى
عنهما أي الباقر والصادق ع.

367
أبو سليمان داود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب
ع
ولد حوالي سنة 83 لأنه كان رضيع الإمام الصادق الذي ولد في هذه
السنة وتوفي داود بالمدينة وهو ابن ستين سنة قاله في عمدة الطالب فتكون
وفاته حوالي سنة 143.
أمه
أم ولد اسمها حبيبة وتكنى بأم خالد بربرية وقيل رومية وتكنى أم
داود أيضا وإليها ينسب عمل أم داود المشهور في يوم النصف من رجب
وقيل اسمها فاطمة بنت عبد الله بن إبراهيم وإنها شريفة علوية ويحتمل كون
أم داود اسمها فاطمة ومربيته ومرضعته اسمها حبيبة والله أعلم.
أقوال العلماء فيه
هو جد بني طاوس المشهورين ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب
الباقر ع وقيل بل عده في رجال الصادق دون الباقر. وفي رجال
ابن داود معظم الشأن وفي الوجيزة والبلغة ممدوح وفي عمدة الطالب يكنى
أبا سليمان وكان يلي صدقات أمير المؤمنين ع نيابة عن
أخيه عبد الله المحص وكان رضيع جعفر الصادق ع وفي
عمدة الزائر للسيد حيدر الكاظمي انه كان مقربا عند زين
العابدين علي بن الحسين ع وزوجه زين العابدين ابنته أم كلثوم
فأعقب منها اه‍ وكانه أخذه من قول صاحب عمدة الطالب عقب داود من
ابنه سليمان أمه أم كلثوم بنت زين العابدين ع اه‍ وفيه نظر
أولا أنه لو كان كذلك لعده الشيخ في أصحاب علي بن الحسين مع أنه لم
يعده الا في أصحاب الباقر فقط ويمكن كون ذلك لصغر سنه في عصر
السجاد ثانيا ان وفاة زين العابدين ع سنة 95 وولادة الصادق
ع سنة 83 فيكون عمر رضيعه داود عند وفاة زين العابدين نحو
12 سنة فلا يكون قابلا للتزويج الا ان يكون زوجه قبل البلوغ أو يكون
رضاعه مع الصادق ع في آخر سنتيه وأول سنتيه هو والله أعلم.
وكان داود كما سمعت رضيع الصادق ع أرضعته أم داود بلبن
ابنها داود وحبسه المنصور لما حبس أخاه عبد الله بن الحسن بن الحسن وحمله
من المدينة إلى العراق ثم قتل محمدا وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن وهدم
الحبس على عبد الله وباقيهم وسال الصادق ع أم داود عنه
فأخبرته بحبسه وحزنها لفراقه وانها لا تعلمه حيا أو ميتا فعلمها العمل
المعروف بعمل أم داود فعملته فرأت تلك الليلة في منامها النبي ص فبشرها
بخلاص ولدها داود فما مضى الا قدر مسافة الطريق من العراق إلى المدينة
للراكب المجد حتى قدم عليها داود وأخبرها انه كان محبوسا في أضيق حبس
وأثقل حديد إلى يوم النصف من رجب حيث دعت أمه فلما كان الليل رأى
في منامه كان الأرض قد قبضت له ورأى أمه على حصير صلاتها ورأى النبي
ص فقال له ابشر يا ابن العجوز الصالحة فقد استجاب الله لأمك فيك دعاءها
قال فانتبهت ورسل المنصور على الباب فأدخلت عليه في جوف الليل فامر
بفك الحديد عني والاحسان إلي وامر لي بعشرة آلاف درهم وحملت على نجيب
وسوقت بأشد السير وأسرعه حتى دخلت المدينة وجاءت به أمه إلى الصادق
ع فقال إن المنصور رأى أمير المؤمنين عليا ع في المنام يقول له
أطلق ولدي والا ألقيتك في النار ورأى كان تحت قدميه نارا فاستيقظ
وقد سقط في يده وأطلقك يا داود اه‍ حبسه المنصور الدوانيقي فأفلت منه بالدعاء
الذي علمه الصادق ع لامه أم داود ويعرف بدعاء أم داود وبدعاء يوم
الاستفتاح وهو النصف من رجب اه‍ ولكن في مروج الذهب ان داود بن
الحسن المثنى بن الحسن السبط كان ممن اخذهم المنصور إلى الكوفة فحبسهم
في سرداب تحت الأرض لا يفرقون بين ضياء النهار وسواد الليل ومات منهم
إسماعيل بن الحسن فترك عندهم فجيف فصعق داود بن الحسن فمات
وكان المنصور قبض عليهم سنة 144 اه‍ والله أعلم.
الشيخ داود بن الحسن بن يوسف بن محمد بن عيسى الأوالي البحراني الجزائري
عالم فاضل في الذريعة له أصول الدين نسبه إليه الشيخ عبد الله بن
صالح السماهيجي وله ترتيب معاني الأخبار وترتيب رجال الكشي وغيرها
وهو معاصر لصاحب الوسائل اه‍ ولكن صاحب الوسائل لم يذكره في الآمل.
السيد داود بن داود الحسيني الحلي
هو عم السيد حيدر الحلي الشاعر المشهور وهو أديب شاعر. وعثرنا
من شعره على قصيدة في رثاء الحسين ع من جملتها:
ما أن أثار لحربه * في كربلا ظلما قتامه
وأباد آل الله في * حرم النبوة والإمامة
إلا المقدم في المقام * ومن هما قاما مقامه
فاسال بذاك أسامة * إن كنت تعلم من أسامة
يا أمة لمحمد * في الآل لم يرعوا ذمامه
قد خالفوا أمر الإله * بهم وما خافوا انتقامه
قتلوا الحسين بكربلاء * ولم تخالطهم ندامه
ورضيعه قبل الفطام * رأى بسهمهم فطامه
قد أضرموها فتنة * عميا إلى يوم القيامة
داود بن الحصين الأسدي مولاهم
قال النجاشي كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع
وهو زوج خالة علي بن الحسن بن فضال كان يصحب أبا العباس
البقباق له كتاب يرويه عدة من أصحابنا أخبرنا علي بن أحمد عن محمد بن
الحسن عن أيوب بن نوح عن عباس بن عامر عن داود به وفي الفهرست
داود بن الحصين له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن
محمد بن الحسن الصفار عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن
داود بن الحصين ورواه حميد بن زياد عن القاسم بن إسماعيل القرشي عنه
وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع داود بن الحصين
الكوفي وفي أصحاب الكاظم ع داود بن الحصين واقفي.
وفي الخلاصة قال الشيخ الطوسي انه واقفي وكذا قال ابن عقدة وقال
النجاشي ثقة والأقوى عندي التوقف في روايته اه‍ وربما يقال لا تعارض



(1) قال المؤلف في جدول الخطأ والصواب للطبعة الأولى: " وقع هنا نقص بعدم ذكر المنقول
عنه أولا وثانيا، لم يمكننا معرفته الان ". - المؤلف -
368
بين كلامي النجاشي والشيخ لجواز الجمع بين الثقة والوقف ورد بان المراد
من الثقة المطلق هو الامامي ويرجح كلام النجاشي بأنه أضبط وبرواية
الاجلاء الثقات عنه كصفوان وابن أبي نصر وجعفر بن بشير فإنها امارة
الوثاقة والجلالة وفي التعليقة لعل حكم الشيخ بوقفه مما قال ابن عقدة.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يمكن استعلام أنه ابن الحصين
الواقفي الموثق برواية عباس بن عامر والقاسم بن إسماعيل القرشي عنه
وزاد الكاظمي رواية أحمد بن محمد بن أبي نصر عنه وروايته هو عن أبي
العباس البقباق وعن جامع الرواة أنه زاد نقل رواية ذبيان بن حكيم
الأودي وصفوان بن يحيى والحكم بن مسكين وعلي بن النعمان ويونس
جعفر بن بشير عنه.
داود الحمار
يأتي بعنوان داود بن سليمان أبو سليمان الحمار الكوفي.
أبو سليمان داود بن حمدان بن حمدون التغلبي العدوي المعروف بالمزرفن أو
المجفجف
قتل سنة 320 في وقعة كانت بين مؤنس الخادم وبني حمدان عند دير
سعيد غربي الموصل.
هو عم سيف الدولة ابن حمدان كان مع أخيه الحسين بن حمدان لما
ذهب إلى مصر لحرب الطولونية في خلافة المقتدر فأحس الأثر وقال ابن
الأثير كان من أشجع الناس وقال ابن خالويه وكان أبو سليمان مع أخيه أبي
الهيجاء يوم العقبة ومر ذكرها في ترجمة أبي الهيجاء وكان يخترق الرماح
وتشرع إليه فلا تعلقه فسمي يومئذ المزرفن ووجد في صدره أربع وعشرون
طعنة وطعن عبد الله بن مزروع الضيابي طعنة في صدره كادت تقتله وسالت
بعض من شهد الوقعة من شيوخ العرب عن موقف أبي الهيجاء وأبي
سليمان فقال لأبي سليمان داود بن حمدان المزرفن أول النهار ولأبي الهيجاء
آخره وكانت تحت أبي سليمان فرس برشاء صبرت على الطراد والجراح
كصبره فطلبها المقتدر فقادها إليه فبلغني أنه كان يركبها ويكر على الخدم
ويقول أنا المزرفن وهكذا كانت حالة خلفاء الاسلام في آخر أمرهم بمثل
هذه السخرية فقال بعض الشعراء يهجو بعض الناس:
لو كنت في مائتي ألف جميعهم * مثل المزرفن داود بن حمدان
وتحتك الريح تمضي حين تأمرها * وفي يمينك ماض غير خوان
لكنت أول فرار إلى عدن * إذا تحرك سيف في خراسان
وقال ابن الأثير أنه كان يلقب بالمجفجف ولم يقل بالمزرفن وأورد هذه
الأبيات وجعل المجفجف بدل المزرفن في البيت الأول وابن أخيه أبو فراس
سماه المزرفن فقال في رائيته الطويلة المشهورة التي يفتخر فيها بآبائه
وعشيرته:
عمي الذي سمته قيس مزرفنا * وقد شجرت فيه الرماح الشواجر
ورد ابن مزروع ينوء بصدره * وفي صدره ما لا تنال تنال المسابر
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 293 فيها ولي المكتفي الموصل
وأعمالها أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون فجرد معه جماعة لحرب
الأكراد الهذبانية لما أفسدوا ومعه إخوته سليمان وداود وسعيد وفي حوادث
سنة 309 فيها قلد داود ابن حمدان ديار ربيعة وفي حوادث سنة 320 فيها
سار مؤنس المظفري إلى الموصل مغاضبا للمقتدر فلما سمع الوزير
الحسين بن القاسم بمسيره كتب إلى سعيد وداود ابني حمدان وإلى ابن أخيهما
ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان بمحاربة مؤنس وصده عن الموصل
فاجتمع بنو حمدان على محاربته إلا داود بن حمدان فإنه امتنع من ذلك
لاحسان مؤنس إليه فإنه كان قد أخذه بعد أبيه ورباه في حجره وأحسن إليه
إحسانا عظيما فلم يزل به إخوته حتى وافقهم على محاربته وذكروا له
إساءة الحسين وأبي الهيجاء ابني حمدان إلى المقتدر مرة بعد مرة وإنهم يريدون
غسل تلك السيئة فلما أجابهم قال لهم والله إنكم لتحملونني على البغي
وكفران الاحسان وما آمن أن يجيئني سهم عائر فيقع في نحري فيقتلني فلما
التقوا أتاه سهم كما وصف فقتله وكان مؤنس إذا قيل له إن داود عازم على
قتالك ينكره ويقول كيف يقاتلني وقد أخذته طفلا وربيته في حجري وفي
صلة عريب أن مؤنسا لم يجد في نفسه أوثق من بني حمدان فسار إلى
الموصل في الماء يريد بني حمدان فلم يسمع لهم خبرا إلى أن وافاه بشرى
النصراني كاتب أبي سليمان داود بن حمدان فادى إليه رسالة صاحبه
ورسالة الحسين بن حمدان وأبي العلاء وأبي السرايا بأنهم على شكره ومعرفة
حقه ولكنهم لا يدرون الخلاص مما وقعوا فيه فان أطاعوا سلطانهم كفروا
نعمة مؤنس وإن أطاعوا مؤنسا نسبوا إلى الخلع وسألوه أن يعدل عن بلدهم
لئلا يمتحنوا بحربه فقال له مؤنس قل لهم قد كنت ظننت بكم غير هذا فإذا
خالفتم الظن فليس إلى العدول عنكم سبيل وأرجو ان إحساني إليكم سيكون
من أنصاري عليكم وخذلانكم لي غير صارف لفضل الله عني وكان الأمر
كذلك فقتل داود وانهزم بنو حمدان وقال ابن الأثير في حوادث سنة 351
فيها استولى الروم على مدينة حلب دون قلعتها لأن الدمستق سار إليها
جريدة في مائتي ألف رجل ولم يشعر به المسلمون ولم يعلم به سيف الدولة
فلما علم به أعجله الأمر عن الجمع والاحتشاد فخرج إليه بمن معه فلم
يكن له بهم قوة لقلة من معه فقتل أكثرهم ولم يبق من أولاد داود بن حمدان أحد.
ما قيل فيه من الشعر
في معجم الأدباء في ترجمة جعفر بن محمد الموصلي قال ابن عبد
الرحيم نقلت من خط جعفر بن محمد الموصلي من قصيدة في أبي سليمان
داود بن حمدان:
أعيجي بنا قبل انبتات حبالك * جمالك إن الشوق شوق جمالك
قفي وقفة تبلل عليك أوامها * جوانح لا تروى بغير نوالك
فقد طلعت شمس الندى باوارها * على مستظلات بفئ ظلالك
منها:
بأبناء حمدان الذين كأنهم * مصابيح لاحت في ليال حوالك
لهم نعم لا أستقل بشكرها * وإن كنت قد سيرته في المسالك
وخلفت فيه من قريض بدائعا * ترى خلفا من كل باق وهالك
تنبيه ذكر المجلسي في الجزء الثاني من المجلد 19 من البحار
ص 68 70 خبر أبي العباس أحمد بن كشمرد الذي أسره القرامطة ثم

369
تخلص منهم بسبب رؤيا رآها رئيسهم أبو طاهر سليمان بن الحسن
الهجري حين استغاث ابن كشمرد بالله تعالى وتشفع إليه بأمير المؤمنين
وبالأئمة عليه وعليهم السلام ورواها عن أبي المفضل الشيباني عن أحمد بن
كشمرد ثم قال قال أبو المفضل فذكرت هذا الحديث في مجلس أبي وائل
داود بن حمدان بنصيبين سنة 322 إلى أن قال فعجب أبو وائل من ذلك
وقال يا أبا المفضل أنت صادق في حديثك الخ والظاهر أنه وقع خلل في
هذه العبارة وصوابها في مجلس أبي وائل بن داود بن حمدان فسقطت منها
كلمة ابن واسم أبي وائل تغلب بن داود بن حمدان ومرت ترجمته في محلها أما
داود بن حمدان فكنيته أبو سليمان لا أبو وائل وأبو سليمان قتل سنة 320
وأبو وائل كان حيا سنة 322 كما سمعت.
داود الدجاجي الكوفي
مر بعنوان داود بن أبي داود.
داود بن أبي هند دينار بن عذافر ويقال طهمان القشيري مولاهم أبو بكر
ويقال أبو محمد البصري المعروف بابن أبي هند.
توفي في طريق مكة سنة 139 أو 140 أو 141.
في هامش تهذيب التهذيب عن المغني عذافر بضم مهملة وخفة
ذال معجمة وكسر فاء وطهمان بمفتوحة وسكون هاء وبنون.
أقوال العلماء فيه
هو من التابعين في الذريعة ابن أبي هند هو داود بن دينار السرخسي
المتوفي في طريق مكة سنة 139 وهو من أصحاب الباقر ع له
تفسير يعرف بتفسير ابن أبي هند ذكره ابن النديم ص 51.
وفي ميزان الذهبي داود بن أبي هند حجة ما أدري لم لم يخرج له
البخاري.
وفي تهذيب التهذيب وضع عليه علامة خت م 4 إشارة إلى أنه
أخرج حديثه البخاري في التاريخ ومسلم وقال داود بن أبي هند واسمه
دينار بن عذافر ويقال طهمان القشيري مولاهم أبو بكر ويقال أبو محمد
البصري رأى أنس بن مالك. ابن حيان روى عن أنس خمسة أحاديث لم
يسمعها منه وكان من خيار أهل البصرة من المتقين في الروايات إلا أنه كان
يهم إذا حدث من حفظه. الحاكم لم يصح سماعه من أنس. ابن عينية
عن أبيه كان يفتي في زمان الحسن. عن الثوري هو من حفاظ البصريين.
عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه ثقة ثقة وسئل عنه مرة أخرى فقال
مثل داود يسأل عنه. ابن معين ثقة وهو أحب إلي من خالد الحذاء. ابن
أبي حاتم سالت أبي عن داود وعوف وقرة فقال داود أحب إلي وهو أحب
إلي من عاصم وخالد الحذاء العجلي بصري ثقة جيد الاسناد رفيع وكان
صالحا وكان خياطا أبو حاتم والنسائي ثقة. يعقوب بن شيبة ثقة ثبت.
ابن سعد كان ثقة كثير الحديث ابن خراش بصري ثقة. الأشرم عن أحمد
كان كثير الاضطراب والخلاف.
مشايخه
في تهذيب التهذيب: روى عن عكرمة والشعبي وزرارة بن أبي أوفى
وأبي العالية وسعيد بن المسيب وسماك بن حرب وعاصم الأحول وعزرة بن
عبد الرحمن ومحمد بن سيرين وأبي الزبير ومكحول الشامي
من رآهم
وفيه رأى أنس بن مالك كما مر ورأى عثمان النهدي والنعمان بن سالم
وأبا نصرة وجماعة.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب: عنه شعبة جريح والحمادان ووهيب بن خالد
والثوري ومسلمة بن علقمة وعبد الوارث بن سعيد وعبد الأعلى بن
عبد الأعلى ويحيى بن القطان وزيد بن ذريع ويزيد بن هارون وغيرهم.
داود بن راشد الكوفي الأبزاري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر احتمال
أنه داود الأبزاري المتقدم.
التمييز
في مستدركات الوسائل عنه يحيى الحلبي والحكم بن أيمن وثابت بن
شريح.
داود الرقي
يأتي بعنوان داود بن كثير.
داود بن الزبرقان البصري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند عنه.
داود بن زربي أبو سليمان الخندقي البندار
زربي في الخلاصة بالزاي المضمومة والراء الساكنة والباء الموحدة وفي
رجال ابن داود رأيت بخط الشيخ أبي جعفر بكسر الزاي فالراء وقيل
بالعكس والخندقي في الخلاصة بالخاء المعجمة والنون والدال المهملة
والقاف وقال ابن داود الخندفي منسوب إلى خندف وهي امرأة الياس بن
مضر بن نزار نسب ولد الياس إليها اه‍ فجعله بالفاء لا بالقاف.
أقوال العلماء فيه
قال المفيد في الارشاد في باب النص على الرضا ع ممن روى
النص عليه بالإمامة من أبيه من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه
من شيعته ثم ذكر جماعة منهم داود بن زربي لكن أهل النقد والتحقيق لم
يعتدوا بتوثيقات المفيد في الارشاد على جلالته وقال النجاشي داود بن زربي
أبي سليمان الخندقي البندار روى عن أبي عبد الله ع ذكره ابن
عقدة له كتاب أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا عبيد الله بن أحمد حدثنا
علي بن محمد بن رباح وحميد بن زياد قالا حدثنا عوانة بن الحسين أبو
الحسين حدثنا علي بن خالد العاقولي عن داود بن زربي بكتابه وفي الفهرست
داود بن زربي له أصل رويناه عن عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن

370
بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عنه وقال الشيخ في
رجاله في أصحاب الصادق ع داود بن زربي الكوفي وفي أصحاب
الكاظم ع داود بن زربي روى عن أبي عبد الله ع وفي رجال
الكشي ما روي في داود بن زربي وكان أخص الناس بالرشد حمدويه
وإبراهيم قالا حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي حدثني أحمد بن سليمان
حدثني داود الرقي قال دخلت على أبي عبد الله ع فقلت له جعلت
فداك كم عدة الطهارة فقال ما أوجبه الله وأضاف إليها رسول الله ص
واحدة لضعف الناس ومن توضأ ثلاثا فلا صلاة له فبينا أنا معه في ذا حتى
جاء داود بن زربي وأخذ زاوية من البيت فسأله عما سألته في عدة الطهارة
فقال له ثلاثا ثلاثا من نقص عنه فلا صلاة له فارتعدت فرائصي وكاد أن
يدخلني الشيطان فابصر أبو عبد الله إلي وقد تغير لوني فقال أسكن يا داود
هذا هو الكفر (1) أو ضرب الأعناق فخرجنا من عنده وكان ابن زربي إلى
جوار بستان أبي جعفر المنصور وكان قد القي إلى أبي جعفر أمر داود بن
زربي وأنه رافضي يختلف إلى جعفر بن محمد فقال أبو جعفر المنصور اني
مطلع إلى طهارته فان هو توضأ وضوء جعفر بن محمد فاني لأعرف طهارته
حققت عليه القول وقتلته فاطلع وداود يتهيأ للصلاة من حيث لا يراه فاسبغ
داود بن زربي الوضوء ثلاثا ثلاثا كما أمره أبو عبد الله ع فما تم
وضوؤه حتى بعث أبو جعفر المنصور فدعاه قال داود فلما أن دخلت عليه
رحب بي وقال يا داود قيل فيك شئ باطل وما أنت كذلك قد أطلعت على
طهارتك وليس طهارتك طهارة الرافضة فاجعلني في حل وأمر له بمائة ألف
درهم فقال داود الرقي التقيت أنا وداود بن زربي عند أبي عبد الله ع
فقال له داود بن زربي جعلني الله فداك حقنت دماءنا في دار الدنيا
ونرجو أن ندخل بيمنك وبركتك الجنة فقال أبو عبد الله ع فعل الله ذلك
بك وبإخوانك من جميع المؤمنين فقال أبو عبد الله لداود بن زربي حدث
داود الرقي بما مر عليكم حتى تسكن روعته فحدثته بالأمر كله فقال أبو
عبد الله لهذا أفتيته لأنه كان أشرف على القتل من يد هذا العدو ثم قال يا
داود بن زربي: توضأ مثنى مثنى ولا تزدن عليه وإنك إن زدت عليه فلا
صلاة لك. حمدويه حدثنا الحسن بن موسى حدثني أحمد بن محمد عن بعض
أصحابه عن علي بن عقبة أو غيره عن الضحاك بن الأشعث قال أخبرني
داود بن زربي قال حملت إلى أبي الحسن موسى ع مالا فاخذ
بعضه وترك بعضه فقلت لم لا تأخذ الباقي قال إن صاحب هذا الأمر يطلبه
منك فلما مضى بعث إلي أبو الحسن الرضا أخذه مني. وفي الخلاصة أورد
الكشي ما يشهد بسلامة عقيدته وقال النجاشي أنه ثقة ذكره ابن عقدة.
وعن حاشية الخلاصة للشهيد الثاني في الطريق ضعف وجهالة والتوثيق
راجع إلى ابن عقدة فأعلى درجاته المدح خاصة اه‍ وفي رجال ابن داود كان
معتقدا في أبي عبد الله ع أهمله الشيخ ووثقه النجاشي أقول ما
حكياه عن النجاشي من توثيقه لا وجود له في كتاب النجاشي وقد أشغل
ذلك بال العلماء لصدوره من رجل عظيم ولو صدر من غيره لم يأبه به أحد
ولقالوا من أول وهلة أنه اشتباه وخطا ولكن صدوره من مثل العلامة أوجب
اعتناء العلماء بالفحص عنه وتحقيق حاله ففي منهج المقال لم أجد التوثيق
الذي نقل في الخلاصة وفي كتاب ابن طاوس نقلا عن النجاشي كما في
الخلاصة اه‍ وفي النقد نقل العلامة وابن داود توثيقه عن النجاشي ولم أجد
توثيقه في أربع نسخ من النجاشي عندي وعن والد المجلسي كان التوثيق
كان في نسختي العلامة وابن داود وليس في النسخ التي عندنا وعن الحاوي
انه لم يجده في نسختين عنده لا في بابه ولا في غيره وبالجملة اتفقت كلمة
الجميع عدى العلامة وابن داود على عدم وجوده في كتاب النجاشي وفي
التعليقة الأظهر انه كان في نسخة ابن طاوس أو كان غفلة منه أو كان في
كتابه شئ مغشوش فتوهماه ثقة لان نسخته على ما نقل كانت مغشوشة
والعلامة في الخلاصة شديد الاتباع له لزيادة اعتقاده به ولعل هذا هو
الأظهر لكن رواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى وثاقته اه‍ اما قول الشهيد
الثاني ان التوثيق راجع إلي ابن عقدة فلست أدري كيف رجع التوثيق إلى
ابن عقدة فالعبارة صريحة في أنه من النجاشي وان أراد ان النجاشي أخذه
من ابن عقدة فمع فرض صحته فتوثيق ابن عقدة لا يقصر عن غيره.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود أنه ابن زربي الذي نقل
توثيقه عن ابن عقدة برواية علي بن خالد العاقولي ورواية ابن أبي عمير عنه
وعن جامع الرواة أنه زاد نقل رواية يونس بن عبد الرحمن والضحاك بن
الأشعث عنه وعن جامع الرواة أيضا إن في أواسط كتاب المكاسب من
التهذيب رواية عن الحسين بن سعيد عن داود بن رزين واستظهر كونه
داود بن زربي لعدم وجود داود بن رزين في كتب الرجال
داود بن أبي زيد زنكان أو زنكار أبو سليمان النيشابوري
الموجود في رجال الشيخ زنكان بالنون أخيرا والموجود في الخلاصة
زنكار وضبطه بالزاي والنون والكاف والألف والراء. وفي رجال ابن
داود زنكان بالزاي والنون المفتوحتين واشتبه اسم أبي زيد على بعض
أصحابنا فأثبته زنكار بالراء وهو غلط وفي حاشية الخلاصة للشهيد الثاني
ذكر الشيخ زنكان بالنون أخيرا وهو الذي صححه ابن داود ونسب ما
ذكره المصنف إلى الغلط.
في الفهرست داود بن أبي زيد من نيشابور ثقة صادق اللهجة من أهل
الدين وكان من أصحاب علي بن محمد ع له كتب ذكرها ابن
النديم وذكره الكشي في كتابه وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي
ع داود بن أبي زيد اسمه زنكان. يكنى أبا سليمان نيشابوري
في النجارين في سكة طرخان في دار سختويه صادق اللهجة وفي رجال
العسكري داود بن أبي زيد النيشابوري ثقة اه‍ ولم أجد له ذكرا في رجال
الكشي ولعله زاع عنه النظر. وفي الخلاصة داود بن أبي زيد اسمه زنكار
ومر أن الصواب زنكان يكنى أبا سليمان نيشابوري من النجارين في
سكة طرخان في دار سختويه صادق اللهجة وقال البرقي داود بن نيورد
بيورد ويكنى بأبي سليمان ونزل نيسابور في النجارين عند سكة طرخان
في دار سختويه معروف بصدق اللهجة والظاهر أنهما واحد قال الشيخ
الطوسي أنه من أصحاب أبي الحسن الثالث علي بن محمد ومن أصحاب أبي
محمد الحسن ع اه‍.
وفي فهرست ابن النديم أبو سليمان داود بن بو زيد من أهل نيسابور
وينزل بها في النجارين عند سكة طرخان في سكة سختويه من رواة الشيعة
المعروفين بصدق اللهجة ومن أصحاب علي بن محمد بن علي رضي الله



(1) أراد بالكفر مخالفة ما جاء عن الرسول " ص ". - المؤلف -
371
عنهم وله من الكتب كتاب الهدى اه‍ ويظهر أن بو زيد مخفف أبو زيد
بحذف الهمزة كما هو الجاري على السنة العامة اليوم وإن ذلك كان متعارفا
في السابق كما هو متعارف اليوم وان الشيخ قال ابن أبي زيد جريا على
القاعدة الأصلية وان الذي في الخلاصة عن البرقي بن نيورد أو بيورد
تحريف بو زيد ولعله من النساخ ولعل الشيخ أخذ ما ذكره في حقه من ابن
النديم فان فهرسته كان عنده ونقل عنه في عدة مواضع بل بعض المؤلفات
لم يعرفها الشيخ الا منه حيث اقتصر على نقلها عنه ولم يكن فهرسته عند
المتأخرين ولا عرفوا ابن النديم من هو ولذلك قالوا يظهر من قول الشيخ
عن بعض المؤلفات ذكره ابن النديم ان لابن النديم نباهة هذا غاية ما
عرفوه من أحواله ثم عرف فهرسته في هذا العصر بسبب طبعه مرتين أولاهما
في ألمانيا والثانية في مصر وعرف هو بترجمته في معجم الأدباء ولولا المطابع
لبقي فهرسته وترجمته كنزا مدفونا ثم إن الشيخ يقول له كتب ذكرها ابن
النديم مع أن ابن النديم انما قال له من الكتب كتاب الهدى وداود بن
بو زيد للصدوق في الفقيه طريق إليه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية علي بن مهزيار عنه
ووروده في طبقة رجال الهادي والعسكري لأنه معدود من رجالهما مع شرط
عدم المشاركة في ذلك.
داود بن زيد الهمداني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه
وعن أبي عبد الله ع وعن بعض النسخ ابن أبي زيد وعن المجلسي
عده ممدوحا لأن للصدوق طريقا إليه.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية محمد بن عيسى بن عبيد عن داود بن
زيد وعن اللاهيجي انه نقل رواية أبي بكر الحضرمي عنه.
داود بن سالم
أورد له ابن شهرآشوب في المناقب هذه الأبيات ولا نعلم من حاله
شيئا سوى هذا:
يا ابن النبي زارك زور * لم يكن ملحفا ولا سالا
ذاك خير الأنام أبا وأما * والذي يمنح الندى السؤالا
وإذا مر عابرا بسبيل * جمع الفاضلين والعقالا
بهت الناس ينظرون إليه * مثلما ترقب العيون الهلالا
داود بن سرحان العطار الكوفي
قال النجاشي: داود بن سرحان كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي
الحسن ع ذكره ابن نوح روى عنه هذا الكتاب (1) جماعة من
أصحابنا رحمهم الله. أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن عثمان حدثنا
أبو القاسم جعفر بن محمد الشريف الصالح حدثنا عبيد الله بن نهيك
معلمي بمكة حدثنا علي بن الحسن الطاطري عن محمد بن أبي حمزة عن
داود. وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع داود بن
سرحان العطار مولى كوفي وفي الفهرست داود بن سرحان له كتاب أخبرنا به
ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الحسن بن متيل عن محمد بن الحسين بن
أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وابن أبي نجران عن داود بن
سرحان ورواه حميد بن زياد عن ابن نهيك عن داود بن سرحان اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود بن سرحان الثقة برواية
محمد بن أبي حمزة وابن نهيك وابن أبي نصر عنه وزاد الكاظمي رواية عبد
الرحمن بن أبي نجران والوشاء عنه وعن مشرق الشمسين والمنتقى التصريح
برواية جعفر بن بشير وأحمد بن محمد بن عيسى عنه وعن جامع الرواة أنه
زاد نقل رواية محمد بن سنان والحسن بن علي بن فضال وجعفر بن سماعة
عنه.
داود بن سعيد أبو عبد الله الكوفي الأبرازي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ومر داود
الأبزاري من أصحاب الصادق ع وإن الاتحاد محتمل.
داود بن سليمان
عد المفيد في الارشاد في جملة من روى النص على الرضا ع
بالإمامة من خاصته وثقاته وأهل الورع والعلم والفقه من شيعته داود بن
سليمان غير منسوب ثم روى بسنده عن أبي علي الخزار عن داود بن
سليمان قلت لأبي إبراهيم ع إني أخاف أن يحدث حدث ولا
ألقاك فأخبرني من الامام بعدك فقال ابني فلان يعني أبا الحسن ع.
ثم روى المفيد في الارشاد بعد هذه رواية عن نصر بن قابوس
قلت لأبي إبراهيم ع اني سالت أباك الخ وصاحب منهج المقال
ذكر صدر الرواية الأولى إلى قوله قلت لأبي إبراهيم وترك باقيها ثم أكملها
في الرواية الثانية من قوله إني سالت أباك سهوا وسبق نظر وصاحب
التعليقة نسب هذا السهو إلى المفيد لأنه لم يراجع الارشاد. ثم إن توثيقات
الارشاد متأمل فيها عند العلماء على جلالة قدر المفيد والمترجم لم يعلم من
هو وربما يكون القزويني الآتي.
داود بن سليمان أبو عمارة البكري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
داود بن سليمان بن جعفر أبو أحمد القزويني
قال النجاشي ذكره ابن نوح في رجاله له كتاب عن الرضا ع
أخبرني محمد بن جعفر النحوي حدثنا الحسين بن محمد الفرزدق
القطعي حدثنا أبو حمزة بن سليمان قال نزل أخي داود بن سليمان وذكر
النسخة وفي التعليقة ربما يظهر من عبارة الجنابذي كونه ليس منا وتأتي في
عبد الله بن العباس القزويني ومن روايته عن الرضا عن آبائه عن الرسول
ص وعبارة الجنابذي المشار إليها هي قوله عند ذكر الرضا ع يروي
عنه عبد السلام بن صالح الهروي وسليمان بن داود وعبد الله بن عباس
القزويني وما ذكره لا ظهور فيه والمذكور في عبارة الجنابذي التي نقلها
سليمان بن داود لا داود بن سليمان.



(1) هذا يدل على سقط في العبارة وان أصلها له كتاب روى عنه هذا الكتاب. المؤلف.
(2) هكذا في جميع النسخ ومعناه غير ظاهر ولعل فيه تحريفا وأصله تزك أو نحو ذلك.
372
داود بن سليمان أبو سليمان الحمار
الحمار بفتح الحاء وتشديد الميم
قال النجاشي كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله ع ذكره ابن
نوح له كتاب يرويه عدة من أصحابنا منهم الحسن بن محبوب أخبرنا
محمد بن محمد بن النعمان حدثنا الشريف أبو محمد الحسن بن حمزة حدثنا
الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن داود به.
وفي الفهرست داود الحمار له كتاب أخبرنا به عدة من أصحابنا عن أبي
المفضل عن حميد بن زياد عن أحمد بن ميثم عنه وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع داود بن سليمان الحمار الكوفي وفي باب
الكنى عن الفهرست ابن سليمان الحمار له كتاب رويناه عن جماعة عن أبي
المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن
الحسن بن محبوب عنه اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف بروايته عن الصادق ع
وبرواية الحسن بن محبوب وأحمد بن ميثم عنه وعن جامع الرواة أنه
نقل رواية الحسن بن علي الوشاء والنضر بن سويد وأبي علي الخزاز عنه.
داود بن سليمان القرشي
قال النجاشي ذكره ابن نوح له كتاب قال ابن نوح أخبرنا أبو
الحسن بن داود عن أحمد بن محمد بن سعيد عن محمد بن سالم بن عبد
الرحمن الأزدي الطعان عن سليمان بن داود عن أبيه به.
داود بن سليمان الجرجاني الغازي
في ميزان الاعتدال: روى عن علي بن موسى الرضا وغيره. كذبه
يحيى بن معين ولم يعرفه أبو حاتم. وبكل حال فهو شيخ كذاب له نسخة
موضوعة عن الرضا رواها علي بن محمد بن جهرويه القزويني الصدوق عنه
قال حدثنا علي بن موسى حدثنا أبي عن أبيه عن جده عن علي بن الحسين
عن أبيه عن علي مرفوعا: اختنوا أولادكم يوم السابع فإنه أطهر وأسرع
إنباتا للحم. إن الأرض تنجس من بول الأغلف أربعين يوما. وبه من
أدى فريضة فله دعوة مجابة. وبه العلم خزائن ومفتاحه السؤال اه‍ وفي
لسان الميزان بعد نقله زاد: وبه تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة قد عجنت
بماء الحيوان الحديث بطوله وهو ركيك اللفظ. وبه أربعة أنا أشفع لهم يوم
القيامة ولو أتوني بذنب أهل الأرض الضارب بسيفه أمام ذريتي.
والقاضي لهم حوائجهم. والساعي لهم في حوائجهم عندما اضطروا إليه.
والمحب لهم بقلبه ولسانه اه‍ ويظهر مما مر أن تكذيب الذهبي له المعلوم
حاله إنما هو روايته من الفضائل ما لا تقبله عقولهم مع أنه ليس فيما نقلوه
من الروايات عنه نكارة ولا ما يوجب الجزم بكذبه وقول ابن حجر عن
بعضها أنه ركيك اللفظ لعله من هذا القبيل والأحاديث لم تنقل لبيان
الفصاحة والبلاغة ولو جاءت هذه الأحاديث لبيان ما يوافق الهوى لم يلتفت
إلى أنها ركيكة أو قوية.
داود بن عبد الله أبي الكرام بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي
طالب الهاشمي الجعفري أبو سليمان المدني
هكذا يفهم من عمدة الطالب في نسبه ولكن في تهذيب التهذيب
المطبوع أنه داود بن عبد الله بن أبي الكرام محمد الخ والظاهر أنه وقع فيه
خطا من المؤلف أو من النساخ وصوابه ما ذكرناه فان المفهوم من عمدة
الطالب أن أبا الكرام كنية عبد الله لا كنية محمد ففيه أن العقب من جعفر
الطيار في عبد الله الأكبر الجواد ومن ولده علي الزينبي، أمه زينب بنت
علي بن أبي طالب، ومن ولده علي الزينبي محمد الأريس الرئيس، ومن
عقب محمد الأريس أبو الكرام عبد الله، ومن ولد أبي المكارم عبد الله،
داود ومن عقب داود: سليمان اه‍.
وفي تهذيب التهذيب عن عثمان بن أبي شيبة: حدثنا داود بن
عبد الله وهو ثقة، وقال أبو حاتم: كان عنده عن حاتم بن إسماعيل
مصنفات شريك، وكان ثقة. وذكره ابن حيان في الثقات، وقال
يخطئ. وقال أبو يعلى الخليلي: مقارب الحديث يخطئ أحيانا. وكان
جوادا. قال ابن حجر بقية كلام الخليلي أخطأ في حديث مالك عن نافع
عن ابن عمر في رفع اليدين والمحفوظ موقوف. وقال العقيلي في حديثه وهم
مشايخه وتلاميذه
في تهذيب التهذيب: روى عن مالك والدراوردي ابن أبي يحيى
وغيرهم. وعنه: ابنا أبي شيبة وابن نمير وأبو حاتم وابن عفان العامري
وغيرهم.
داود بن أبي عوف سويد التميمي البرجمي مولاهم أبو الجحاف الكوفي
في هامش تهذيب التهذيب عن المغني البرجمي بضم باء
وسكون راء وضم جيم وذكر صاحب لب اللباب أنه نسبة إلى البراجم قبيلة
من تميم وأبو الجحاف في المغني بمفتوحة وشدة مهملة آخره فاء.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع داود بن أبي
عوف أبو الجحاف البرجمي الكوفي وقال العلامة في الخلاصة في باب الكنى
من القسم الأول أبو حيان وأبو الجحاف قال ابن عقدة أنهما ثقتان.
وفي ميزان الذهبي وضع بجنب اسمه د س ق إشارة إلى أنه
أخرج حديثه أبو داود والنسائي وابن ماجة القزويني وقال: داود بن أبي
عوف أبو الجحاف وثقه أحمد ويحيى. وقال النسائي ليس به باس. أبو
حاتم صالح الحديث. ابن عدي ليس هو عندي ممن يحتج به شيعي عامة
ما يرويه في فضائل أهل البيت. ثم ذكر رواية له عن أبي ذر مرفوعا يا علي
من فارقني فارق الله ومن فارقك يا علي فارقني. ثم قال هذا منكر.
وفي تهذيب التهذيب قال عبد الله بن داود كان سفيان يوثقه ويعظمه
وقال وكيع عن سفيان عن أبي الجحاف وكان مرجئا وقال ابن عيينة كان من
الشيعة مما يشيعه (1) وقال أحمد وابن معين ثقة وقال أبو حاتم صالح
الحديث وقال النسائي ليس به باس وقال ابن عدي له أحاديث وهو من
غالية التشيع وعامة حديثه في أهل البيت وهو عندي ليس بالقوي ولا ممن
يحتج به وذكره ابن حيان في الثقات وقال يخطئ وله في السنن لابن ماجة
حديث واحد في فضل الحسن والحسين قلت وقال العقيلي كان من غلاة
الشيعة وقال الأزدي زائغ ضعيف اه‍ والظاهر أن المذكور في كلام ابن



(1) هكذا في النسخة ومعناه غير ظاهر والظاهر أنه محمف. - المؤلف -
373
عقدة هو هذا كما أن الظاهر أن تضعيفه بعد توثيق من سمعت إنما هو
لتشيعه وكون عامة حديثه في أهل البيت.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن عبد الرحمن بن صبيح مولى أم سلمة
وجميع بن عمير وأبي حازم سلمان الأشجعي وعكرمة وقيس الخارقي وغيرهم.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب عنه السفيانان وشريك وإسرائيل وعبد السلام بن
حرب وجماعة اه‍ وفي الميزان وعلي بن عابس.
داود بن صالح الأزدي الكوفي
داود بن صالح التميمي الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
داود الصرمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع وفي
منهج المقال الظاهر أنه غير ابن مافنة اه‍ وذلك لان هذا من أصحاب
السجاد وذلك بقي إلى عصر الهادي ع.
داود الصرمي
قال الشيخ في الفهرست له مسائل أخبرنا به عدة من أصحابنا عن
أبي المفضل عن ابن بطة عن أحمد بن أبي عبد الله عن داود الصرمي وفي
رجال الهادي ع داود الصرمي يكنى أبا سليمان إسماعيل اه‍ وهو
داود بن مافنة الآتي وغير المتقدم.
داود الضرير
في منهج المقال: في كشف الغمة عنه عن الهادي ع رواية
ربما يظهر منها مدحه ولعله الصرمي.
داود بن عامر الأشعري القمي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب العسكري ع.
داود بن عبد الجبار أبو سليمان الكوفي
داود بن عبد الرحمن أبو سليمان المكي العطار
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
داود بن عطاء أبو سليمان المدني
في الخلاصة قال ابن عقدة سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خداش
يقول داود بن عطاء المدني ليس بشئ وقال النجاشي داود بن عطاء المدني
أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن نوح حدثنا علي بن الحسين حدثنا
الحسن بن سكن أبو زيد حدثنا عباد بن يعقوب الأسدي حدثنا داود بن
عطاء عن جعفر بن محمد ع بأحاديثه النوادر عنه وذكره الشيخ في
رجاله في أصحاب الصادق ع تارة بعنوان داود بن عطاء المدني
وتارة بعنوان داود بن عطاء المدني أبو سليمان. وقال ابن داود في القسم
الأول داود بن عطاء المقري له كتاب نوادر قال النجاشي ذكره ابن نوح
وفي القسم الثاني داود بن عطاء أبو سليمان المدني قال ابن عقدة ليس
بشئ فجعلهما اثنين وأبدل في أحدهما المدني بالمقري والظاهر أنه اشتباه
وأنهما واحد.
الشيخ داود بن علي بن داود بن الحسن بن يوسف بن محمد بن عيسى
الأوالي البحراني
عالم فاضل معاصر للشيخ عبد الله بن صالح السماهيجي ذكره في
إجازته الكبيرة وأثنى عليه.
داود بن علي العبدي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع وقال كان من
أصحاب المهدي.
داود بن علي اليعقوبي الهاشمي أبو علي بن داود.
قال النجاشي روى عن أبي الحسن موسى ع وقيل روى
عن الرضا ع ثقة له كتاب يرويه جماعة منهم عيسى بن عبد الله
العمري أخبرني محمد بن علي بن شاذان حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا
الحميري حدثنا محمد بن عبد الجبار عن داود بن علي اليعقوبي به وقال
الشيخ في أصحاب الكاظم والرضا ع داود بن علي اليعقوبي.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود بن علي اليعقوبي الثقة
برواية محمد بن عبد الجبار عنه وحكى بعضهم عن الكاظمي أنه زاد رواية
العباس بن معروف عنه وليس ذلك في نسختين عندي وقد سمعت قول
النجاشي ان كتابه يرويه جماعة منهم عيسى بن عبد الله العمري لكن لم
يعلم أن روايته له بغير واسطة.
أبو العباس داود بن عمار بن حمدان بن حمدون العدوي التغلبي
لم نجد تصريحا باسمه ولا نجزم بوجود من يسمى بذلك لكن يمكن
أن يفهم من شعر أبي فراس أن في بني حمدان من اسمه داود بن عمار بن
داود بن حمدان حمدون وأنه يكنى أبا العباس وأنه أسر أستنقذه سيف الدولة
بفداء أو غيره فأبو فراس يقول:
قل لابن عمار بن داود وما * قول العليم كقول من لم يعلم
إن بت ترسف في الحديد فطالما * أصبحت توضع بالحديد إلى الكمي
صبرا أبا العباس أنا معشر * صبر على صرف الزمان المجرم
فعلمنا من ذلك أن عمار بن حمدان بن حمدون له ولد يكنى أبا
العباس وأنه أسر والظاهر أن الروم أسرته لكنا لم نعرف اسمه ويقول أبو
فراس من قصيدة أخرى مخاطبا سيف الدولة:
أوما كشفت عن ابن داو * ود ثقيلات الكبول

374
وأبدل هذا البيت في نسخة أخرى بقوله:
أو ليس عن داود قد * فككت أثقال الكيول
والمراد في كل من البيتين شخص واحد قد استنقذه سيف الدولة من
الأسر لان أحد البيتين بدل من الآخر فلا يجوز أن يكون المراد بهما
مختلفا بل هو شئ واحد وإنما غير اللفظ إلى ما رآه الشاعر أحسن كما أن
المراد بقوله قل لابن عمار بن داود هو المذكور في هذين البيتين وهنا يقال
كيف سماه في أحدهما ابن داود وفي الآخر داود وفي السابق ابن عمار بن
داود والجواب انه حين جعله ابن داود نسبه إلى جده والنسبة إلى الجد
شائعة وحين جعله ابن عمار بن داود نسبه إلى أبيه وحين قال وليس عن
داود ذكره باسمه ولا يبعد ان البيت كان أولا أوما كشفت عن ابن داود فغير
إلى قوله أو ليس عن داود فان فيه تصريحا باسمه فهو أولى من التعبير عنه
بابن فلان فقوله أو ليس عن داود لم يرد به داود بن حمدان أولا لأنه تقدم
ذكره في شعر أبي فراس ثانيا لان النسخة الثانية التي أريد بها غير ما في
النسخة الأولى كما مر جعلته ابن داود لا داود فالجمع بين هذه الأبيات يدلنا
على أن المسمى بداود اثنان أحدهما داود بن حمدان بن حمدون المكنى أبا
سليمان الملقب بالمزرفن والثاني حفيده داود بن عمار بن داود بن حمدان بن
حمدون المكنى أبا العباس ولداود بن عمار هذا يقول أبو فراس:
صبرا فإنك في كفالة سيد * ماضي العزيمة كالهزبر الضيغم
أرأيت عمك مرجعا من بعد ما * جعلوه في حلق الحديد المحكم
وأراد بعمه أبا وائل تغلب بن داود بن حمدان الذي أسره القرامطة
واستنقذه سيف الدولة منهم كما مر في ترجمة أبي وائل.
الشيخ داود بن عمر الأنطاكي الطبيب المكفوف
توفي بمكة المكرمة سنة 1009 وقيل 1008 وقيل 1007 وقيل 1005
وعن هامش شذرات الذهب أنه توفي سنة 1011
كان عالما فاضلا أديبا شاعرا طبيبا ماهرا مع أنه مكفوف البصر
وتحكى عنه في الطب أمور عجيبة وكان شيعيا نص على تشيعه البستاني في
دائرة المعارف ولا بد أن يكون أخذه من مصدر وثيق وعلى ذلك شواهد
ودلائل كايراده التترية في تزيين الأسواق وتتلمذه على بعض فضلاء الفرس
المسمى محمد شريف وصلاته خلف الشهيد الثاني إذا صحت ومسيره إلى
جبل عامل كما يأتي وكان معاصرا للشهيد الثاني وسمعنا مذاكرة أنه صلى
خلفه فلم تعجبه قراءته لأنه كان قد تعلم التجويد بمصر فبلغ ذلك الشهيد
الثاني فكان سبب هجرته إلى مصر وتعلم بها تجويد القراءة وذكره
صاحب السلافة بأسجاع طويلة على عادة ذلك العصر وملخص ما فيها أنه
أعمى أدرك ببصيرته ما لم تدركه أولوا الأبصار وقطن بمصر فسار صيته في
الأمصار وجمع فنون العلم وسرد متونه وشروحه عن ظهر القلب إلى أدب بهر
بتبيانه وأظهر حكمة شعره وسحر بيانه فهو عالم في شخص عالم واعتنى
بالطب وفاق أربابه حتى كان يقول لو رآني ابن سيد لوقف ببابي أو ابن
دانيال لاكتحل بتراب أعتابي وله فيه مؤلفات مطولات ومختصرات وكان قد
هاجر في ابتداء حاله إلى مصر فظهر فيها علمه وفضله حتى دب داء الحسد
في علمائهم فرموه بالالحاد وفساد الاعتقاد وزعموا أنه يرى رأي القدماء من
الفلاسفة والحكماء ويعتقد بقدم العالم فخرج من مصر هاربا إلى البلد الحرام
وانضوى إلى سلطان الحرمين الشريفين الحسن بن أبي نمي فأكرم وفادته
وأبدله من الخوف امنا إلى أن توفي بالتاريخ السابق وفي البدر الطالع عن
العصامي أنه قال في حقه: هو المتوحد بأنواع الفضائل والمتفرد بمعرفة علوم
الأوائل شيخ العلوم الرياضية لا سيما الفلسفة وعلم الأبدان القسيم لعلم
الأديان فإنه بلغ فيه الغاية التي لا تدرك له فضل ليس لأحد وراءه فضل
وعلم لم يحز أحد في عصره مثله حكي ان الشريف حسن لما اجتمع به امر
بعض إخوانه ان يعطيه يده ليجس نبضه وقال له الشريف حسن جس نبضي
فاخذ يده فقال هذه ليست يد الملك فأعطاه الأخ الثاني يده فقال كذلك
فأعطاه قبلها وأخبر كلا بما هو متلبس به وحكي انه استدعاه الشريف لمداواة
بعض حرمه فلما دخل قادته جارية ولما خرجت به قال للشريف حسن
ان الجارية لما دخلت بي كانت بكرا
ولما خرجت بي كانت ثيبا ففحص الشريف عن ذلك فوجده كما قال وله
عجائب من هذا الجنس اه‍ وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 989 فيها
توفي ظنا داود بن عمر الأنطاكي الطبيب الأكمه العالم العلامة قال الطالوي
في السانحات داود بن عمر الأنطاكي نزيل القاهرة المعزية والمميز على من له
فيها المزية المتوحد بأنواع الفضائل والمتفرد بمعرفة علوم الأوائل لا سيما علم
الأبدان المقدم على علم الأديان فإنه بلغ فيه الغاية التي لا تدرك واما معرفته
لاقسام النبض فآية له باهرة وكرامة على صدق دعواه ظاهرة ولقد سألته عن
مسقط رأسه فأخبرني انه ولد بأنطاكية بهذا العارض قال وقد بلغت عدد
سيارة النجوم سبع سنين وانا لا أستطيع ان أقوم لعارض ريح نحكم في
الأعصاب وكان والدي رئيس قرية حبيب النجار واتخذ قرب مزار حبيب
رباطا للواردين وفيه حجرات للمجاورين ورتب لهم طعاما يحمل إليهم كل
يوم وكنت احمل إلى الرباط فأقيم فيه سحابة يومي وإذا برجل من أفاضل
العجم يدعى محمد شريف نزل بالرباط فلما رآني سال عني فأخبر فاصطنع لي
دهنا مدني به في حر الشمس ولفني في لفافة من قرني إلى قدمي حتى كدت
أموت وتكرر منه ذلك مرارا من غير فاصل على قدمي ثم أقرأني في المنطق
والرياضي والطبيعي ثم أفادني اللغة اليونانية وقال لا أعلم الآن على وجه
الأرض من يعرفها غيري فأخذتها عنه وانا الآن فيها بحمد الله هو إذ ذاك
ثم سافرت إلى جبل عاملة ثم إلى دمشق واجتمعت ببعض علمائها كأبي
الفتح المغربي والبدر الغزي والعلاء العمادي ثم دخلت مصر وها أنا فيها
إلى الآن قال وكان فيه دعابة وحسن سجايا وكرم نجار وخوف من المعاد
وخشية من الله كان يقوم الليل الا قليلا ويتبتل إلى ربه تبتيلا وكان إذا سئل
عن شئ من العلوم الحكمية والطبيعية والرياضية أملي ما يدهش العقل
بحيث يجيب على السؤال الواحد بنحو الكراسة.
وقال المحبي في خلاصة الأثر ناقلا عن سانحات أبي المعالي درويش
الطالوي وتلقاه الطالوي عن الشيخ داود نفسه: ثم ما برح أي الشيخ
داود ان سار كالبدر يطوي المنازل لدياره وانقطعت عني سيارة أخباره ثم
جرت الأقدار بما جرت وخلت الديار من أهلها وأقفرت بتنكرها علي لانتقال
والدي واعتقال ما أحرزته من طريفي وتالذي. فكان ذلك داعية
المهاجرة. لديار مصر والقاهرة. فخرجت من الوطن في رفقة كرام نؤم
بعض المدن من سواحل الشام. حتى إذا صرت في بعض ثغورها المحمية.
دعتني همة عليه أو علوية أن أصعد منه جبل عاملة فصعدته منصوبا على
المدح وكنت عامله. وأخذت عن مشايخها ما أخذت وبحثت مع فضلائها

375
فيما بحثت. وهذا دليل على تشيع الطالوي كما مر في ترجمته وقال المحبي
بعد كلام: قلت: وله في التذكرة فصل عقدة لدعوة الكواكب وهو الذي
فتح عليه باب الوقيعة حتى استهدفه كثير من الناس بسهام الذم بذكر
مناجاة الكواكب والسجود لها فان وقع في وهمك شئ من الإنكار فطالع
ذلك الفصل من أوله تجده قد قال ومنهم من توسل إلى خطاب الأرواح
بدعوات الكواكب ودخانها. وفيه إخلال بنواميس شرعنا. لا يملكها إلا
من يخرقه. وحاشا أن مثل هذا الأستاذ يرضى لنفسه خرق الشريعة. وإنما
ذكر مثل هذا في كتابه ليكون مشتملا على فنون شتى. نعم قد رأيت
مدين القوصولي قد ترجمه وجزم بأنه شيعي وعبارته في حقه هكذا: وكان
شيعيا مخالفا لعقيدة الأشعرية وهم الذين يثبتون لله صفات قديمة ويثبتون
الإمامة بالاتفاق والنص وموافقا لعقيدة الشيعة وهم الذين بايعوا عليا وقالوا
بإمامته نصا ووصية. ثم نقل له كلاما صريحا بتشيعه وهو استدلاله على
خلافة علي ع بحديثين: أولهما: قول النبي ص له، أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى. وثانيهما: لا سيف إلا ذو الفقار ولا
فتى إلا علي، قال داود قام الحصر دليلا على القصر، كان قصر قلب فصار
كشف كرب، إلا أنه لا نبي بعدي. وقال إخلفي فلا خلاف في الخلافة
إثباتا والنبوة محوا... إلى غير ذلك مما هو صريح بتشيعه.
مؤلفاته
في السلافة له في الطب 1 تذكرة الإخوان في طب الأبدان أو تذكرة
أولي الألباب في الجامع للعجب العجاب ويقال أن جزءها الثاني لبعض
تلاميذه أو أنه أكمله مطبوعة 2 مختصر التذكرة في مجلدة 3 شرح
نظم القانون 4 مختصر القانون 5 بغية المحتاج 6 قواعد
المشكلات 7 لطائف المنهاج 8 استقصاء العلل وشافي الأمراض والغلل
9 النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة 10 نزهة الأذهان
في إصلاح الأبدان وفي غير الطب 11 شرح قصيدة ابن سينا العينية في
النفس سماه الكحل النفيس لجلاء عين الرئيس وهو شرح حافل نفيس
12 تزيين الأسواق بتفصيل أشواق العشاق مختصر من أشواق العشاق
طبع مرارا.
أشعاره
ننقل طرفا منها من السلافة وغيرها فمنها قوله وفيه الجناس:
هواك مازج روحي قبل تكويني * وأنت ظلما بنار الهجر تكويني
صبرت فيك على أشياء أيسرها * ذهاب نفسي وقوم عنك تلويني
وكلما صحت لي محبتها * أرى ودادك ممزوجا بتلوين
قد حل عقد اصطباري طول هجرك لي * وليس غير وصال منك يبريني
إذا شممت شذا رياك منتشقا * فما نسيم أتى من نحو يبرين
وله أيضا:
وسالبة بالحسن عقل أولي النهي * لطاعتها أسنى الدراري آفل
إذا ما تجلت دك طور قلوبهم * وخروا إلى الأذقان والعقل زايل
فيا كعبة العشاق هل ثم مطلب * سواك إليه تستحث الرواحل
عذولي إتئد وأقصر فكل جوارحي * لها عن سماع الزور والعذل شاغل
إذا ما أطلت اللوم لا بد تنتهي * وعند التناهي يقصر المتطاول
وإن لم تزرني أو تمن بنظرة * وينعم دهري بالذي أنا آمل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة * ويا نفس جدي إن دهرك هازل
ومن شعره قوله موجها بأشكال الرمل:
سألتها عن بياض * في وجنتيها وحمره
إذا طريق حتماع * قالت وراية قصره
قال صاحب السلافة وأحسن منه قولي:
وذي هيف ما زال بالرمل مولعا * إذا ما سالت الوصل منه تبلدا
ووشى نقي الخد منه بحمرة * فقلت طريق للوصال تولدا
أخذه من قول ابن مطروح:
رأيت بخديه بياضا وحمرة * فقلت لي البشرى اجتماع تولدا
ومن شعره قوله:
بروحي آقي من خلتها حين أقبلت * على أثر حزن تنثر الدمع في الخد
قضيبا من الكافور يمطر لؤلؤا * من النرجس الوضاح في فرش الورد
وقوله:
نظرت إليها والسواك قد ارتوى * بريق عليه الطرف مني باكي
تردده من فوق در منظم * سناه لأنوار البروق يحاكي
فقلت وقلبي قد تفطر غيرة * أيا ليتني قد كنت عود أراك
فقالت أما ترضى السواك أجبتها * وحقك ما لي حاجة بسواك
وقوله:
لقد فقت أرباب المحاسن كلهم * وزدت عليهم بالرشاقة والعقل
فمذ أعجز المغتاب شئ يقوله * رماك بأوصاف القطيعة والبخل
فلا تثبتي بالهجر زور مقاله * ولكن صليني أو عديني بالوصل
ولا تمطلي بالوعد صبا معذبا * وإن قيل إن الشئ يعذب بالمطل
وقوله:
أقول لها هل تسعفين بزورة * مريضا كواه البين بالهجر والسقم
فقالت إذا ما فارق الروح زرته * لان محالا جمع روحين في جسم
وقوله:
أفدي فتاة فتنت مهجتي * وقد أذيب القلب من صدها
ما لي وللدنيا إذا لم تزر * وليس يحلو العيش من بعدها
يقول لي الآسى وقد راعه * ما بفؤادي من جوى بعدها
خذ ماء ورد ولسان معا * وأشربه بالماذي من شهدها
قد صدق الآسي فهذا الدوا * هو الشفا لو كان من عندها
وأن يكون الشهد من ثغرها * يجني وماء الورد من خدها
الأمير داود ابن الأمير عمر الحرفوشي الخزاعي البعلبكي
قتل سنة 1209 قتله ابن عمه الأمير جهجاه ابن الأمير مصطفى
أسمل أعين إخوته أولاد الأمير عمر قاله الأمير حيدر الشهابي في تاريخه

376
من أمراء بني الحرفوش الذين حكموا بعلبك والبقاع وغيرهما عدة
قرون وذكرناهم في أبوابهم من هذا الكتاب. وصاحب تاريخ بعلبك يقول
إنه نفي إلى أدرنة مع من نفي من آل الحرفوش والله أعلم.
داود بن عيسى النخعي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
التمييز
عن جامع الرواة انه نقل رواية الحسين بن سعيد عنه في التهذيب في
باب الكفارة عن خطا المحرم قريبا من الآخر ولكن في التهذيب في كتاب
الحج سند هكذا الحسين بن سعيد عن داود بن عيسى عن فضالة بن أيوب
عن معاوية بن عمار والممارسة تقتضي ان داود في الطريق تصحيف لعمار
وان اثبات كلمة عن بينه وبين فضالة تصحيف آخر والصواب عن حماد بن
عيسى وفضالة فان هذا من الطرق الشائعة للحسين بن سعيد.
الشيخ داود الغول العاملي الميسي
توفي في ذي الحجة سنة 1221 في قرية ميس.
من أهل العلم والفضل مذكور في بعض التواريخ المخطوطة العاملية
القديمة انه توفي بهذا التاريخ.
داود بن أبي يزيد فرقد مولى آل أبي السمال أو مولى بني السمال الأسدي
النصري
في الخلاصة مولى بني السمال وفي رجال النجاشي وابن داود مولى
آل أبي السمال ولكن عن الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة ان الذي في
كتاب النجاشي مولى بني السمال وان في أكثر نسخ الخلاصة وجميع نسخ
الكتب غيرها السمال باللام قال وفي بعض نسخ الخلاصة بالكاف
والنصري في الخلاصة بالنون اه‍.
قال النجاشي داود بن فرقد مولى آل أبي السمال الأسدي النصري
وفرقد يكنى أبا يزيد كوفي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع
واخوته يزيد وعبد الرحمن وعبد الحميد قال ابن فضال داود ثقة له
كتاب رواه عدة من أصحابنا. أخبرنا أبو الحسن بن الجندي حدثنا أبو
علي بن همام عن عبد الله بن جعفر حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن
يحيى عن داود وقد روى عنه هذا الكتاب جماعات من أصحابنا رحمهم الله
كثيرة منهم أيضا إبراهيم بن أبي بكر محمد بن عبد الله بن النجاشي
المعروف بابن أبي السمال أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا علي بن
حبشي بن قوني حدثنا محمد بن جعفر الرزاز حدثنا عبد الله بن محمد بن
خالد عن إبراهيم بن أبي السمال عن داود وفي الفهرست داود بن فرقد له
كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد عن ابن الوليد عن الصفار عن محمد بن
الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وصفوان بن يحيى
عن داود بن فرقد وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
داود بن فرقد أبي زيد الأسدي مولى آل أبي السمال وفي رجال الكاظم ع
داود بن فرقد ثقة له كتاب من أصحاب أبي عبد الله ع وقال
الكشي: ما روى في داود بن فرقد محمد بن مسعود حدثني عبد الله بن
محمد حدثني الوشاء عن علي بن عقبة عن فرقد قلت لأبي عبد الله ع
جعلت فداك كنت أصلي عند القبر وإذا برجل خلفي يقول أتريدون ان
تهدوا من أضل الله والله أركسهم بما كسبوا فالتفت إليه وقد تأول علي هذه
الآية وما أدري من هو وانا أقول وان الشياطين ليوحون إلى أوليائهم
ليجادلوكم وان أطعتموهم انكم لمشركون فإذا هو هارون بن سعد فضحك
أبو عبد الله ع ثم قال إذا أصبت الجواب قبل الكلام بإذن الله حمدويه
حدثنا أيوب حدثني صفوان عن داود بن فرقد قلت لأبي عبد الله ع ان
رجلا خلفي حين صليت المغرب في مسجد رسول الله ص فقال ما لكم في
المنافقين فئتين والله أرسلهم بما كسبوا تريدون ان تهدوا من أضل
الله فعلمت انه يعنيني فالتفت إليه وقلت إن الشياطين
ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وذكر مثله سواء إلى آخر
الحديث وقال في آخره جعلت فداك لا جرم والله ما تكلم بكلمة فقال أبو
عبد الله ما أحد أجهل منهم ان في المرجئة فتيا وعلما وفي الخوارج فتيا وعلما
وما أحد أجهل منهم وفي التعليقة سيجئ في ترجمة هارون بن سعيد انه
زيدي وفي محمد بن سالم رواية أخرى في ذم هارون اه‍ ثم ظاهر النجاشي
والشيخ في الفهرست ورجال الصادق والخلاصة مغايرة داود بن يزيد العطار
لداود بن فرقد لذكرهم لهما ترجمتين مستقلتين وذكر النجاشي والشيخ في
الفهرست لهما كتابين بسندين متغايرين ولكن عن التهذيب ان داود بن أبي
يزيد العطار هو داود بن فرقد وفي منهج المقال عند ذكر طرق الصدوق
الحكم بالاتحاد.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود بن فرقد الثقة برواية
صفوان بن يحيى وإبراهيم بن أبي سمال وعلي بن عقبة وعلي بن النعمان
النخعي عنه وزاد الكاظمي رواية أحمد بن محمد بن أبي نصر وعلي بن
الحكم وابن أبي عمير وفضالة بن أيوب ومالك بن عطية عنه اه‍. ويمكن
تمييزه بما مر في داود بن أبي يزيد العطار. وعن جامع الرواة انه زاد يونس
وسيف بن عميرة وعلي بن فضال وفضلة بن أيوب ومحمد بن سنان
وعبد الله بن مسكان والحسن بن علي بن أبي حمزة وحمزة بن حمران
والحسن بن محبوب ويعقوب بن سالم وعلي بن مهزيار وعبد الرحمن بن أبي
نجران والحجال عنه اه‍ وزاد
في المستدركات وأبو مالك الحضرمي.
أبو هاشم داود بن القاسم ابن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب
الجعفري.
توفي سنة 261 كما ذكره ابن الأثير.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي: داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن
أبي طالب يكنى أبا هاشم الجعفري رحمه الله كان عظيم المنزلة عند الأئمة
ع شريف القدر ثقة روى أبوه عن أبي عبد الله ع
اه‍. وفي الخلاصة ثقة جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمة ع
شاهد أبا جعفر وأبا الحسن وأبا محمد ع يعني الجواد والهادي
والعسكري وكان شريفا عندهم له موقع جليل عندهم وعن حاشية
الشهيد الثاني عليها زاد الشيخ الطوسي ان روى أيضا عن الرضا ع
مضافا إلى الثلاثة وكذا ذكره ابن داود اه‍. وذكره ابن داود في
أصحاب الرضا والجواد والهادي والعسكري نقلا عن رجال الشيخ وفي
الفهرست: داود بن القاسم يكنى أبا هاشم من أهل بغداد جليل القدر

377
عظيم المنزلة عند الأئمة ع وقد شاهد جماعة منهم وكان مقدما
عند السلطان وله كتاب أخبرناه عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن
أبي عبد الله عن أبي هاشم وفي نسخة صاحب النقد وعن نسخة الشهيد
الثاني وقد شاهد جماعة منهم الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب
الامر ع وقد روى عنهم كلهم وله عنهم اخبار ومسائل وله شعر
جيد فيهم وكان مقدما الخ قال الميرزا: في منهج المقال ولعلها اي نسخة
الشهيد الثاني أصح أقول ليست هذه الزيادة في نسختين من الفهرست
وقد صححت إحداهما بمقابلة الشهيد الثاني وقال الشيخ في رجال الجواد
داود بن القاسم الجعفري يكنى أبا هاشم من ولد جعفر بن أبي طالب ثقة
جليل القدر وفي رجال الهادي داود بن القاسم الجعفري يكنى أبا هاشم ثقة
وفي رجال العسكري داود بن القاسم الجعفري ثقة يكنى أبا الهاشم وعن
بعض نسخ رجال الشيخ انه عده في رجال الرضا أيضا قائلا داود بن
القاسم الجعفري أبو هاشم ولكن بعض النسخ خال عنه ويدل على ادراكه
الرضا ع وروايته عنه ما عن الصدوق في العيون والتوحيد انه
روى عنه عن الرضا ع وقال الكشي في أبي هاشم داود بن
القاسم الجعفري قال أبو عمرو له منزلة عالية عند أبي جعفر وأبي الحسن
وأبي محمد ع وموقع جليل على ما يستدل بما روى عنهم في نفسه
وروايته وتدل روايته على ارتفاع في القول اه‍. والمراد من الارتفاع الغلو.
وذلك لروايته بعض المعجزات عن الأئمة ع كما يأتي نقل
بعضها فقد كان جملة من علماء الشيعة يعدون مثل ذلك غلوا وهو بان يدل
على جلالة قدره أولى من أن يدل على غلوه وعن المجلسي الأول ان
الارتفاع لروايته المعجزات الكثيرة وفي التعليقة روى عنه ابن بابويه كثيرا في
كتاب التوحيد وفي غيره ما يدل على عدم غلوه اه‍. اي بالمعنى الغير
الصحيح ولكن هذا ليس مراد من وصفه بالغلو بل المراد رواية المعجزات
الكثيرة كما مر. ثم قال وفي الكافي في باب ما جاء في الاثني عشر عن
البرقي عنه رواية متضمنة للتصريح بأسامي الأئمة وكونهم أئمة وأوصياء ثم
قال حدثني محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي
عبد الله عن أبي هاشم مثله قال محمد بن يحيى فقلت لمحمد بن الحسن
وددت ان هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله اه‍. فلم يتأمل
فيه من جهة أبي هاشم قال وفي كشف الغمة في باب مولد أبي جعفر الثاني
ع حديث عنه في صدور المعجزة عنه ع وفي آخره فقلت
جعلت فداك اني مولع بأكل الطين فادع الله لي الخ واعتذر عنه في الفوائد
بأنه لم يثبت أو كان جاهلا بحرمته أو غير ذلك قال ويظهر من الاخبار
جلالته وغاية اخلاصه. واختصاصه بهم ع وكثرة روايته ورواية
المشايخ عنه معتمدين عليه اه‍. وعن جمال الدين بن طاوس في رجاله ان
الذي تعلق به في الطعن عليه في تردد لان داود كان شاهدا فيحكي عما رأى
ومن بعد لا يرى ما يرى. والذي يبنى عليه ثقة المشار إليه وتعديله
وتفخيمه وقد كان مرضيا عند جماعة منهم ع اه‍. وفي مروج
الذهب أبو هاشم الجعفري بينه وبين جعفر الطيار ثلاثة آباء ولم يكن يعرف
في وقته اقعد نسبا في آل أبي طالب وسائر بني هاشم وقريش وكان ذا زهد
وورع ونسك وعلم صحيح العقل سليم الحواس منتصب القامة وقبره
مشهور اه‍. وعن ابن طاوس في ربيع الشيعة انه من وكلاء الناحية الذين
لا يختلف الشيعة فيهم. وفي معالم العلماء داود بن القاسم الجعفري أبو
هاشم البغدادي له كتاب. وقال عند ذكر شعراء أهل البيت المقتصدين أبو
هاشم الجعفري. ومر في ترجمة أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن
عياش ان له كتاب اخبار أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري والطبرسي في
إعلام الورى ينقل عن هذا الكتاب وذكر سنده إليه وفي عمدة الطالب عن
الشيخ أبي نصر البخاري في ترجمة إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن
علي بن أبي طالب انه قال إن داود ابن القاسم الجعفري وهو أحد
كبار العلماء وممن له معرفة بالنسب وحكى انه كان حاضرا قصة إدريس بن
عبد الله وسمه ولادة إدريس بن إدريس قال وكنت معه بالمغرب وروى أبو
هاشم أبيانا عن إدريس أنشده إياها تقدمت في ترجمة إدريس. وفي تاريخ
بغداد: داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أبو
هاشم الجعفري حدث عن أبيه وعن علي بن موسى الرضا روى عنه
محمد بن أبي الأزهر النحوي وغيره. اخبرني الأزهري عن أحمد بن
إبراهيم بن محمد بن عرفة: كان أبو هاشم الجعفري داود بن القاسم مقيما
بمدينة السلام وكان ذا لسان وعارضة وسلاطة فحمل إلى سر من رأى
فحبس هنالك سنة 252
تقدمه عند السلطان
مما يدل على تقدمه عند السلطان كما مر عن النجاشي ما حكاه
الطبري في تاريخه في حوادث سنة 251 انه خرج علوي بالكوفة في خلافة
المستعين فوجه إليه المستعين مزاحك بن خاقان وكان العلوي قد قتل جماعة
من جند الكوفة وهرب وإليها فكتب مزاحم إلى الوالي ان
يقيم حتى يوجه هو إلى العلوي من يرده إلى الفيئة والرجوع فوجه إليه
داود بن القاسم الجعفري وامر له بمال فتوجه إليه وابطا داود وخبره على
مزاحم فزحف إلى الكوفة وهرب العلوي.
وحكى أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين انه لما ادخل رأس
يحيى بن الحسين بن زيد إلى بغداد اجتمع أهلها إلى محمد بن عبد الله بن
طاهر يهنونه بالفتح ودخل فيمن دخل عليه أبو هاشم داود الجعفري وكان ذا
عارضة ولسان لا يبالي ما استقبل به الكبراء وأصحاب السلطان فقال له أيها
الأمير جئتك مهنئا بما لو كان رسول الله ص حيا لعزي به فلم يجبه محمد
عن هذا بشئ غير أنه امر أخته ونسوة من حرمه بالشخوص إلى خراسان
وقال إن هذه الرؤوس من قتلى أهل هذا البيت لم تدخل بيت قوم قط الا
خرجت منه النعمة وزالت عنه الدولة فتجهزن للخروج اه‍. وكانت
الطاهرية كما قال ابن الأثير تتشيع هكذا ذكر أبو الفرج نسب يحيى فجعله
من نسل الحسين بن زيد. وقال المسعودي في مروج الذهب في سنة 248
وقيل 250 ظهر بالكوفة أبو الحسن يحيى بن عمر بن يحيى بن
الحسين بن زيد وأمه أم الحسن بنت الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن
عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الطيار فقتل وحمل رأسه إلى بغداد ودخل
الناس إلى محمد بن طاهر يهنونه بالفتح ودخل معهم أبو هاشم الجعفري
وقال لابن طاهر أيها الأمير إلى آخر ما مر وخرج من داره وهو يقول:
يا بني طاهر كلوه وبيا * ان لحم النبي غير مري
ان وترا يكون طالبه الله * لوتر بالفوت غير حري
وفي عمدة الطالب: لما حمل رأس يحيى بن عمر صاحب شاهي أحد
أئمة الزيدية إلى محمد بن عبد الله بن طاهر جلس بالكوفة للهناء فدخل عليه

378
أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وقال إنك لتهنأ بقتيل لو كان رسول
الله ص حيا لعزي فيه وخرج وهو يقول يا بني طاهر البيتين إلى آخر
الأبيات قال وكان قتل يحيى في أيام المستعين سنة 250 فجعل ذلك بالكوفة
وأبو الفرج والمسعودي جعلاه في بغداد وهو صواب وقال الطبري في تاريخه
في الجزء 11 في حوادث سنة 252 فيها لثمان خلون من شعبان حمل بأمر
المعتز جماعة من الطالبيين إلى سامراء وحمل معهم أبو هاشم داود بن القاسم
الجعفري وكان السبب في ذلك أن طالبيا شخص من بغداد في جماعة إلى
ناحية الكوفة وكانت من عمل أبي الساج فامر محمد بن عبد الله بن طاهر أبا
الساج وكان ببغداد بالشخوص إلى عمله بالكوفة فلقي أبو هاشم الجعفري
وجماعة أبا الساج وكلموه في امر الطالبي فقال لهم قولوا له يتنحى عني ولا
أراه واستخلف أبو الساج على الكوفة رجلا يسمى عبد الرحمن وكان المعتز
ولي الكوفة محمد بن جعفر الطالبي فعاث في نواحيها فاحتال عليه عبد
الرحمن وقبض عليه وأرسله إلى بغداد فامر المعتز بحمله وجماعة فيهم داود بن
القاسم إلى سامراء كان داود اتهم بممالاة الطالبي فودع أبو هاشم أهله
وخرج وقيل إن جماعة قالوا للمعتز انك ان كتبت إلى ابن طاهر في حمل
داود بن القاسم لم يحمله فاكتب إليه انك تريد توجيهه إلى طبرستان لاصلاح
ارض فحمل على هذا السبيل ولم يعرض له بمكروه.
اخباره مع الأئمة ع ورواياته عنهم
قد مر انه كان عظيم المنزلة عند الأئمة وانه شاهد خمسة منهم.
الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الزمان وروى عنهم كلهم وعن
مناقب ابن شهرآشوب انه رأى خمسة منهم ع وعن المجلسي في
البحار ما يتضمن انه رأى صاحب الزمان ع وفي معالم العلماء انه
شاهد جماعة من الأئمة ع. وله روايات كثيرة عن كل واحد
من الأئمة الخمسة يتضمن جلها كرامات ومعجزات لهم ع
ولأجلها نسب إلى الارتفاع في مذهبه والغلو
رواياته عن الرضا ع
روى الصدوق في العيون والتوحيد روايات كثيرة عنه عن الرضا ع
ومن ذلك يعلم أنه شاهده وأدركه.
اخباره مع أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد ع ورواياته عنه
روى الكليني في الكافي بسنده عن داود بن القاسم الجعفري قال
دخلت على أبي جعفر ع ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت
علي فاغتممت فتناول إحداهن وقال هذه رقعة ريان بن شبيب ثم تناول
الثانية فقال هذه رقعة فلان فقلت نعم فبهت انظر إليه فتبسم واخذ الثالثة
فقال هذه رقعة فلان فقلت نعم جعلت فداك فأعطاني ثلاثمائة دينار امرني
ان احملها إلى بعض بني عمه وقال اما انه سيقول لك دلني على حريف
يشتري لي بها متاعا فدله عليه قال فاتيته بالدنانير فقال لي يا أبا هاشم دلني
على حريف يشتري لي متاعا فقلت نعم قال أبو هاشم ودخلت معه ذات يوم
بستانا فقلت له جعلت فداك اني مولع بأكل الطين فادع الله لي فسكت ثم
قال لي بعد أيام ابتداء منه يا أبا هاشم قد اذهب الله عنك اكل الطين قال
أبو هاشم فما شئ أبغض إلي منه اليوم.
اخباره مع الهادي والعسكري ع
عن الخرائج والمناقب وإعلام الورى بسنده عن ابن عياش من كتاب
اخبار أبي هاشم عنه انه قال ما دخلت على أبي الحسن وأبي محمد ع
الا رأيت منهما دلالة وبرهانا.
اخباره مع الهادي ع
عن مناقب ابن شهرآشوب انه كان من ثقات أبي محمد ع
وروى الصدوق في الأمالي عن أحمد بن أبي القاسم عن أبي هاشم الجعفري
قال أصابتني ضيقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد ع
فاذن لي فلما جلست قال يا أبا هاشم اي نعم الله عليك تريد ان
تؤدي شكرها فوجمت ولم أدر ما أقول فقال رزقك الله الايمان فحرم به
بدنك على النار ورزقك العافية فأعانتك على الطاعة ورزقك القنوع فصانك
عن التبذل يا أبا هاشم انما ابتدأتك ان تشكو إلي من فعل بك هذا وقد
أمرت لك بمائة دينار فخذها.
وعن الخرائج: روي أن أبا هاشم كان منقطعا إلى أبي الحسن بعد
أبيه أبي جعفر في جده الرضا ع فشكا إلى أبي الحسن ع ما
يلقى من الشوق إليه إذا انحدر إلى بغداد إلى أن قال فادع الله ان
يقويني على زيارتك فقال قواك الله يا أبا هاشم وقوى برذونك فكان أبو
هاشم بعد ذلك يصلي الفجر ببغداد ويسير على برذونه فيدرك الزوال من يومه
في عسكر سر من رأى. وروى الصدوق في اكمال الدين بسنده عن أبي
هاشم الجعفري قال سمعت أبا الحسن صاحب العسكر يقول الخلف من
بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت لم جعلني الله
فداك فقال لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه قلت فكيف
نذكره قال قولوا الحجة من آل محمد ص.
وقال الراوندي في الخرائج عند ذكر معجزات الهادي ع: ومنها ما
قال أبو هاشم الجعفري انه ظهر برجل من أهل سر من رأى برص فتنغص
عيشه فأشار عليه أبو علي الفهري بالتعرض لأبي الحسن وان يسأله الدعاء
فجلس له يوما فرآه فقام إليه فقال تنح عافاك الله وأشار إليه بيده تنح عافاك
الله ثلاث مرات فانخذل ولم يجسر ان يدنو منه فانصرف ولقي الفهري
وعرفه ما قاله قال قد دعا قبل ان تسأله فاذهب فإنك ستعافى فذهب وأصبح
وقد برئ.
قال ومنها ما قال أبو هاشم الجعفري كان للمتوكل بيت فيه شباك
وفيه طيور مصونة فإذا دخل إليه أحد لم يسمع ولم يسمع فإذا دخل علي ع
سكتت جميعا فإذا خرج عادت إلى حالها.
وقال الطبرسي في إعلام الورى حدثنا أبو طاهر الحسين بن عبد
القاهر الطاهري حدثنا محمد بن الحسين الأشتر العلوي قال كنت على باب
المتوكل وانا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي إلى جندي
وكان إذا جاء أبو الحسن ترجل الناس كلهم حتى يدخل فقال بعضهم
لبعض لم نترجل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنا والله لا ترجلنا له
فقال لهم أبو هاشم الجعفري والله لتترجلن له صاغرين إذا رأيتموه فما هو
الا أن أقبل حتى ترجلوا أجمعين فقال أبو هاشم أليس زعمتم أنكم لا
تترجلون فقالوا والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.
وفي حواشي مصباح الكفعمي عن الجعفري قال سمعت أبا الحسن

379
ع يقول أبوال الإبل خير من ألبانها وقد يجعل الله الشفاء في ألبانها
اه‍. ثم قال: الجعفري داود بن القاسم المكنى بأبي هاشم الجعفري نسبة
إلى جعفر بن أبي طالب ع وكثيرا ما يطلق على سليمان بن جعفر
أيضا فان كان الراوي هو الأول فالظاهر أنه يروي عن الرضا ع ومن بعده من الأئمة ع
وان كان الثاني فالمظنون روايته عن أبي
الحسن الأول ع وأبو هاشم الجعفري هو الذي روى خبر زينب
الكذابة.
أخباره مع الحسن العسكري ع
عن دلائل الحميري عن أبي هاشم قال سمعته يعني أبا محمد ع
يقول إن للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله الا أهل المعروف
فحمدت الله في نفسي وفرحت بما أتكلفه من حوائج الناس فنظر إلي وقال
نعم فدم على ما أنت عليه فان أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في
الآخرة جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك وعن دلائل الحميري أيضا
عن أبي هاشم الجعفري انه سال أبا محمد ع عن قوله تعالى ثم
أورثنا الكتاب الذين اصطفينا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق
بالخيرات بإذن الله فقال كلهم من آل محمد ص الظالم لنفسه الذي لا يقر
بالامام المقتصد العارف بالامام قال فدمعت عيني وجعلت أفكر في
نفسي في عظم ما اعطى الله آل محمد ص فبكيت فنظر إلي فقال الامر أعظم مما
حدثت به نفسك من عظم شان آل محمد ص فاحمد الله ان جعلك متمسكا
بحبلهم تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بامامهم انك على خير
وعن دلائل الحميري أيضا عن أبي هاشم قال كتب إلى أبي محمد ع
بعض مواليه يسأله ان يعلمه دعاء فكتب إليه بهذا الدعاء يا اسمع
السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أعز الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا ارحم
الراحمين ويا احكم الحاكمين صل على محمد وآل محمد وأوسع لي في رزقي
ومد لي في عمري وامنن علي برحمتك واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا
تستبدل بي غيري إلى أن قال فاقبل علي أبو محمد ع وقال أنت
في حزبه وفي زمرته إذ كنت بالله مؤمنا وبرسوله مصدقا وبأوليائه عارفا ولهم
تابعا فابشر ثم ابشر.
وقال الطبرسي في إعلام الورى عند ذكر معجزات العسكري
ع: فمن ذلك ما قال أبو هاشم الجعفري كنت عند أبي محمد ع
فاستؤذن لرجل من أهل اليمن فدخل رجل جميل طويل جسيم
فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي إلى أن
قال فقال أبو محمد هذا من ولد الاعرابية صاحبة الحصاة التي طبع
آباتي فيها ثم قال هاتها فاخرج حصاة في جانب منها موضع أملس فأخذها
واخرج خاتمه وطبعها فانطبع وكأني اقرأ الخاتم الساعة الحسن بن علي فقلت
لليماني ما رأيته قط قبل هذا فقال لا والله واني منذ دهر حريص على رؤيته
حتى كان الساعة اتاني شاب لست أراه فقال قم فادخل فدخلت ثم نهض
وهو يقول رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ذرية بعضها من بعض أشهد
ان حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والأئمة من بعده صلوات الله
عليهم أجمعين واليك انتهت الحكمة والإمامة وانك والله لا عذر لاحد في
الجهل به فسالت عن اسمه فقال اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن غانم بن
أم غانم الاعرابية اليمانية. صاحب الحصاة التي ختم بها أمير
المؤمنين وقال أبو هاشم الجعفري في ذلك شعرا:
بدرب الحصى مولى لنا يختم الحصى * له الله أصفى بالدليل وأخلصا
وأعطاه آيات الإمامة كلها * كموسى وفلق البحر واليد والعصى
وما قمص الله النبيين حجة آية * ومعجزة الا الوصيين قمصا
فمن كان مرتابا بذاك فقصره * من الامر ان يتلو الدليل ويفحصا
قال أبو عبد الله بن عياش هذه أم غانم صاحبة الحصاة والثانية هي
أم الندى حبابة بنت جعفر الوالبية الأسدية والثالثة التي طبع فيها رسول الله
ص فهي أم سليم وكانت وارثة الكتب ولكل واحدة منهن خبر قد رويته ولم
طل الكتاب يذكره.
وروى الكليني بسنده عن أبي هاشم الجعفري قال وجدت في كتاب
والدي حدثنا جعفر بن محمد بن حمزة العلوي قال كتبت إلى أبي محمد
الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ع أسأله لم فرض الله تعالى
الصوم فكتب إلي فرض الله تعالى الصوم ليجد الغني مس الجوع ليحنو على
الفقير وروى عن رجاله عن الحافظ البلاذري حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن
علي بن موسى امام عصره عند الإمامية بمكة حدثني أبي علي بن
محمد المفتي حدثني أبي محمد بن علي السيد المحجوب حدثني أبي علي بن
موسى الرضا حدثني أبي موسى بن جعفر المرتضى حدثني أبي جعفر بن
محمد الصادق حدثني أبي محمد بن علي
الباقر حدثني أبي علي بن الحسين السجاد زين العابدين حدثني أبي
الحسين بن علي أحد سيدي شباب أهل الجنة حدثني أبي علي بن أبي طالب
سيد الأوصياء حدثني محمد بن عبد الله سيد الأنبياء حدثني جبرائيل سيد
الملائكة قال الله عز وجل سيد السادات اني انا الله لا اله الا انا فمن أقر لي
بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني امن من عذابي وقال الحاكم ولم
نكتبه الا عن هذا الشيخ.
وعن كتاب الدلائل للحميري عن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند
أبي محمد فقال إذا خرج القائم امر بهدم المنار والمقاصير التي في المساجد
الحديث وعن أبي هاشم قال سال محمد بن صالح الأرمني أبا محمد عن
قول الله يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب فقال أبو محمد هل يمحو
الله الا ما كان وهل يثبت الا ما لم يكن إلى أن قال تعالى الجبار الحاكم
العالم بالأشياء قبل كونها الخالق إذ لا مخلوق والرب إذ لا مربوب والقادر
قبل المقدور عليه فقتل أشهد انك ولي الله وحجته والقائم بقسطه وانك على
منهاج أمير المؤمنين وعلمه وقال أبو هاشم كتب عند أبي محمد فسأله
محمد بن صالح الأرمني عن قول الله وإذ أخذ ربك من بني آدم من
ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا ان
تقولوا قال أبو محمد ثبتت المعرفة ونسوا ذلك الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك
لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه وقال أبو هاشم سمعت أبا محمد
يقول من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا أؤاخذ الا بهذا فقلت في
نفسي ان هذا لهو الدقيق وقد ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شئ
فاقبل علي فقال بعد كلام ان الاشراك في الناس أخفى من دبيب النمل على
الصفا في الليلة الظلماء ومن دبيب الذر على المسح الأسود وعن أبي هاشم
قال سمعت أبا محمد يقول بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلي اسم الله
الأعظم من سواد العين إلى بياضها وعنه قال سال محمد بن صالح
الأرمني أبا محمد ع عن قول الله لله الامر من قبل ومن بعد فقال أبو
محمد له الامر من قبل أن يأمر به وله الامر من بعد أن يأمر بما شاء فقلت في

380
نفسي هذا قول الله الا له الخلق والامر تبارك الله رب العالمين وعن أبي
هاشم قال سئل أبو محمد ما بان المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا
ويأخذ الرجل سهمين فقال إن المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها
معلقة انما ذلك على الرجل إلى أن قال فاقبل أبو محمد علي فقال نعم
هذه مسالة ابن أبي العوجاء لأبي عبد الله والجواب منا واحد إذ كان
معنى المسألة واحدا جرى لآخرنا ما جرى لأولنا وأولنا وآخرنا في العلم سواء
ولرسول الله عليه وآله السلام ولأمير المؤمنين فضلهما وقال أبو هاشم
سمعت أبا محمد يقول إن لكلام الله فضلا على الكلام كفضل الله على
خلقه ولكلامنا فضل على كلام الناس كفضلنا عليهم.
شعره
كان شاعرا مجيدا وأورد له ابن شهرآشوب في المناقب وأورد له غيره
أشعارا كثيرة في أهل البيت ع فمن ذلك قوله:
يا آل أحمد كيف اعدل عنكم * أعن السلامة والنجاة أحول
ذخر الشفاعة جدكم لكبائري * فيها على أهل الوعيد أصول
شغلي بمدحكم وغيري عنكم * بعدوكم ومديحه مشغول
يقول فيها وهو مما يدل على فضله:
لما انبرى لي سائل لأجيبه * موسى أحق بها أم إسماعيل
قلت الدليل معي عليك وما على * ما تدعيه للامام دليل
موسى أطيل له البقاء فحازها * إرثا ونصا والرواة تقول
ان الإمام الصادق ابن محمد * عزي بإسماعيل وهو جديل
واتى الصلاة عليه يمشي راجلا * أفجعفر في وقته معزول
وقوله:
أليس رسول الله آخى بنفسه * عليا صغير السن يومئذ طفلا
فالا سواه كان آخى وفيهم * إذا ما عددت الشيخ والطفل والكهلا
فهل ذاك الا انه كان مثله * فالا جعلتم في اختياركم المثلا
أليس رسول الله اكد عقده * فكيف ملكتم بعده العقد والحلا
ألم تسمعوا قول النبي محمد * غداة علي قاعدة يخصف النعلا
فقال عليه بالإمامة سلموا * فقد امر الرحمن ان تفعلوا كلا
فيا أيها الحبل المتين الذي به * تمسكت لا أبغي سواه به حبلا
ودخل على الجواد ع فسأله عن تفسير ما بين قبري ومنبري
روضة من رياض الجنة ففسره له قال داود فقلت له يا مولاي قد حضرني
في هذا المقام شعر فقال أنشد فأنشدته قولي:
يا حجة الله أبا جعفر * وابن البشير المصطفى المنذر
أنت وآباؤك ممن مضى * روضة بين القبر والمنبر
تجلو بتفسيرك عنا العمى * ونورك الأشرف والأنور
صلى على المدفون في طيبة * جدك والمضمون بطن الغري
وأمك الزهراء مضمونة * ارض بقيع الغرقد الأزهر
والسيد المدعو شبيرا ومن * يدعى بسبط المصطفى شبر
والتسعة الأطهار من لم يكن * يعرفهم في الدين لم يعذر
هم خلفاء الله في ارضه * وهم ولاة البعث والمحشر
وهم سقاة الناس يوم الظما * شيعتهم ريا من الكوثر
وأنتم الذواد أعداءكم * في مورد منه وفي مصدر
وتدخلون النار من شئتم * من جاحد حقكم منكر
وتدخلون الجنة المقتفي * آثاركم في غابر الأعصر
اني موال من تولاكم * ومن يعاديكم فمنه بري
وفي إعلام الورى عن عبد الله بن عياش باسناده عن أبي هاشم
الجعفري أنه قال في الإمام الهادي ع وقد اعتل من قصيدة:
مادت الأرض بي وآدت فؤادي * واعترتني موارد العرواء
حين قالوا الامام نضو عليل * قلت نفسي فدته كل الفداء
مرض الدين لاعتلالك واعتل * وغارت له نجوم السماء
عجبا ان منيت بالداء والسقم * وأنت الامام حسم الداء
أنت آسي الأدواء في الدين والدنيا * ومحيي الأموات والاحياء
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود بن القاسم الجعفري
الثقة برواية ابن أبي عبد الله عنه وهو أحمد بن محمد بن خالد البرقي وزاد
الكاظمي رواية علي بن إبراهيم كما في الكافي وإبراهيم بن هاشم كما في
التهذيب عنه وعن جامع الرواة أنه زاد نقل رواية يحيى بن هاشم
وإسحاق بن زياد ومحمد بن حسان وأبي أحمد بن راشد وأحمد بن محمد بن
عيسى ومحمد بن أحمد العلوي ومحمد بن زياد عنه اه‍. وذكر الكشي في
الفضل بن شاذان انه يروي عن جماعة وعد منهم أبا هاشم داود بن القاسم
الجعفري.
أبو هاشم داود بن أبي احمد القاسم بن عبيد الله بن طاهر بن يحيى
النسابة بن الحسن بن جعفر الحجة بن عبيد الله الأعرج بن الحسين
الأصغر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
هو من أمراء المدينة الحسينيين ويفهم من عمدة الطالب ان أباه كان
أمير المدينة وان ابنه أبا عمارة المهنا واسمه حمزة كان أميرها أيضا وفي صبح
الأعشى كان: من ولد أبي القاسم طاهر بن يحيى النسابة الحسن بن طاهر
ومن ولده طاهر محمد الملقب بمسلم ومن ولد مسلم طاهر ولي امارة المدينة
وولي بعده ابنه الحسين بن طاهر وكان موجودا سنة 397 وكان لأبي أحمد
القاسم من الولد داود ويكنى أبا هاشم وقال العتبي الذي ولي بعد طاهر
ابن مسلم صهره وابن عمه داود بن القاسم بن عبيد الله بن طاهر وكناه أبا
علي وكان لداود من الولد مهنا وهانئ والحسن ولي مهنا وهانئ وكان الحسن
زاهدا اه‍.
المولى داود المعروف بمولانا قاضي زاده الصدخروي
توفي حدود 1325
الصدخروي نسبه إلى صدخرو قرية من قرى سبزوار هكذا في
مسودة الكتاب بالصاد وفي الذريعة السودخروي بالسين.
في كتاب مطلع الشمس ما ترجمته وصل إلى مقام رفيع في التخصص
في الصناعات العربية والكمالات الأدبية وكان النواب حسام السلطنة
سلطان مراد ميرزا قد اعتنى بتربيته وتكحيله ورأيت خطه الجيد وانشاءه في
الرسائل اه‍.

381
وفي الذريعة: المولى داود بن الحاج قاضي الخراساني المشهدي
المعروف بمولى باشي وبقاضي زاده السودخروي المتوفي حدود 1325 وله
ترجمة في مطلع الشمس المؤلف سنة 1303 وله تصانيف نظما ونثرا وله
البديعية وقد شرحها ولده ميرزا فضل الله وسمي الشرح أزهار الربيع.
داود بن كثير أبي خالد الرقي الكوفي أبو سليمان مولى بني أسد.
توفي بعد سنة 200 بقليل.
الرقي نسبة إلى الرقة، بلد بالشام. في ميزان الاعتدال:
داود بن كثير عن بعض التابعين: مجهول قلت هو من أهل الرقة روى عن
ابن المكندر، حدث عنه إسحاق بن موسى الخطمي ويحيى الحماني، ذكره
ابن حيان في الثقات اه‍ وفي تهذيب التهذيب زاد روايته عن علي بن زيد بن
جدعان وذكر بدل الخطمي: الأنصاري وقال: قال أبو حاتم: شيخ
مجهول وذكره ابن حبان في الثقات.
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع داود بن كثير
أبي خالد الكوفي وفي أصحاب الكاظم ع داود بن كثير الرقي مولى
بني أسد ثقة وهو من أصحاب أبي عبد الله ع وفي الفهرست داود بن
كثير الرقي له أصل رويناه عن عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن
بطة عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن الحسن بن محبوب
عنه وقال النجاشي داود بن كثير الرقي وأبوه كثير يكنى أبا خالد وهو يكنى
أبا سليمان ضعيف جدا والغلاة تروي عنه قال أحمد بن عبد الواحد قل ما
رأيت له حديثا سديدا له كتاب المزار أخبرنا أبو الحسن بن الجندي حدثنا أبو
علي بن همام حدثنا الحسين بن أحمد المالكي حدثنا محمد بن الوليد المعروف
بشباب الصيرفي الرقي عن أبيه عن داود به وله كتاب الإهليلجة اخبرني أبو
الفرج محمد بن علي بن أبي قرة حدثنا علي بن عبد الرحمن بن عروة الكاتب
حدثنا الحسين بن أحمد بن الياس قلت لأبي عبد الله العاصمي داود بن كثير
الرقي ابن من قال ابن كثير بن أبي خالدة روى عنه الجماني وغيره قلت له
متى قال بعد المائتين قلت بكم قال بقليل بعد وفاة الرضا روى عن موسى
والرضا ع. وفي رجال الكشي ما روي في داود الرقي
حدثني حمدويه وإبراهيم ومحمد بن مسعود قالوا حدثنا محمد بن نصير حدثني
محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عمن ذكره عن أبي عبد الله ع
قال نزلوا داود الرقي مني بمنزلة المقداد من رسول الله ص. علي بن
محمد حدثني أحمد بن محمد عن أبي عبد الله البرقي يرفعه نظر أبو عبد الله
ع إلى داود الرقي وقد ولى فقال من سره ان ينظر إلى رجل من
أصحاب القائم ع فلينظر إلى هذا وفي موضع آخر أنزلوه فيكم
بمنزلة المقداد وقال الكشي في موضع آخر في داود بن كثير الرقي محمد بن
مسعود حدثني علي بن محمد بن عيسى عن عمرو بن عبد العزيز عن بعض
أصحابنا عن داود بن كثير الرقي قال لي أبو عبد الله ع يا داود إذا
حدثت عنا بالحديث فاشتهرت به فأنكره قال نصر بن الصباح عاش داود بن
كثير الرقي إلى وقت الرضا ع. ظاهر بن عيسى حدثنا الشجاعي
عن الحسين بن بشار عن داود الرقي قال لي داود ترى ما تقول الغلاة
الطيارة وما يذكرون عن شرطة الخميس عن أمير المؤمنين ع وما
يحكي أصحابه عنه بذلك والله أراني أكثر منه ولكن امرني ان لا أذكره لاحد
وقلت له اني قد كبرت ودق عظمي أحب ان يختم عمري بقتل فيكم فقال
وما من هذا بد ان لم يكن في العاجلة يكن في الآجلة. ذكر أبو سعيد بن
رشيد الهجري ان داود دخل على أبي عبد الله ع فقال يا داود كذب
والله أبو سعيد قال أبو عمرو يذكر الغلاة انه من أركانهم وقد روي عنه
المناكير من الغلو وينسب إليه أقاويلهم ولم اسمع أحدا من مشايخ العصابة
يطعن فيه ولا عثرت من الرواية على شئ غير ما أثبته في هذا الباب اه‍
وقال المفيد في ارشاده انه من خاصة أبي الحسن ع وثقاته ومن أهل
الورع والعلم والفقه من شيعته وفي الخلاصة من أصحاب موسى بن جعفر
ع قال الشيخ الطوسي انه ثقة وروى الكشي من طريق فيه
يونس بن عبد الرحمن عمن ذكره وذكر حديث أنزلوه منزلة المقداد قال
وكذا في حديث آخر بهذا السند انه من أصحاب القائم ع ثم إلى
ما قاله الكشي والنجاشي في حقه ثم قال ابن الغضائري انه كان فاسد
المذهب ضعيف الرواية لا يلتفت إليه وعندي في امره توقف والأقوى قبول
روايته لقول الشيخ الطوسي وقال أبو جعفر بن بابويه روي عن الصادق
ع انزلوا داود الرقي الخ وقال الشهيد الثاني في الحاشية على قوله وأبوه
كثير يكنى أبا خالد هذا لفظ النجاشي وفي كتاب الشيخ كثير بن أبي خالدة
ومثله في كتاب ابن الغضائري الا انه حذف الهاء من خالد وفي الايضاح
للمصنف خلاف ذلك كله فإنه جعل الكنيتين أبو سليمان وأبو خالد
لداود وأما روايته فجعلها النجاشي عن الكاظم والرضا والشيخ عن
الصادق والكاظم وعلى قوله وكذا في حديث آخر بهذا السند في قوله بهذا
السند نظر لان السندين مختلفان لكنهما اشتركا في الارسال وزاد في الأول
ضعفا بمحمد بن عيسى ولعل المصنف تجوز في قوله بهذا الاسناد حيث
اشتركا في الارسال قوله وعندي في أمره توقف من قول المصنف لا من قول
ابن الغضائري فإنه جزم بجرحه بغير توقف ثم قوله والأقوى قبول روايته
وتعليله بقول الشيخ فيه نظر بين لان الجرح مقدم على التعديل فكيف مع
كون الجارح جماعة فضلاء اثبات اه‍ وفي التعليقة قال خالي المجلسي
الأظهر جلالته وهو الأظهر. وأجيب عن تقديم الجرح على التعديل بأنه
ليس على اطلاقه فإذا علم أو ظن أن سبب الجرح امر لا يوجب الجرح لم
يعبأ به والمظنون أو المتيقن ان سبب الجرح هنا ما نسبه إليه من الغلو وقول
الغلاة انه من أركانها ونسبة أقاويلهم إليه ورواية المناكير من الغلو عنه وقوله
فيما تقدم والله أراني أكثر منه وقد عرفت غير مرة ان القدماء كانوا يرون ما
ليس من الغلو غلوا فإذا كان ذلك هو سبب جرحه لم يكن مقدما على
تعديله وابن الغضائري الذي لم يسلم أحد من قدحه حتى الاجلاء لا يعتني
بقدحه وقول ابن عبدون ما رأيت له حديثا سديدا يعارضه قول الكشي لم
اسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه ولا عثرت من الرواية على شئ
غير ما أثبته والذي أثبته ليس فيه الا نسبة الغلو الذي علم حاله ورواياته
المنقولة عنه كلها سديدة والنجاشي وان كان ضابطا الا أن المظنون ان
تضعيفه مستند إلى رواية الغلاة عنه وما ذكره ابن عبدون في حقه والصدوق
معتقد لجلالته بما رواه في حقه وان ضعف السند بالنسبة إلينا لكنه لا يراه
ضعيفا ومع ذلك فهو يورث الظن بالنسبة إلينا وان ضعف السند ويكفي في
جلالته قول الكشي لم اسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن فيه مع أنه
يندر ان يكون جليل لم يطعن فيه أحد من مشايخ العصابة مع رواية الغلاة
عنه ما رووا ونسبتهم إليه ما نسبوا فهذا يدل على غاية ظهور جلالته عند
مشايخ العصابة وهو من أصحاب الأصول وقد روى عنه الاجلاء وفيهم
خمسة من أصحاب الاجماع ورواية ابن أبي عمير عنه تشعر بوثاقته ورواية
ابن محبوب عنه امارة القوة وهو كثير الرواية مقبولها وهو امارة القوة وقد ظهر

382
من مجموع ما مر ان الأظهر وثاقته وقبول روايته.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود بن كثير الثقة برواية
شباب الصيرفي الرقي عن أبيه عنه ورواية الحسن بن محبوب عنه وعن جامع
الرواة انه نقل رواية أحمد بن سليمان وزكريا بن آدم ومحمد بن سنان
وإسماعيل بن عباد القصري وابن أبي عمير وجعفر بن بشير والحسن بن
أيوب وعبد الرحمن بن كثير ويونس بن عبد الرحمن وسعدان وأبي سعيد
القماط ويحيى بن عمرو وأمية بن علي وزكريا بن يحيى الكندي الرقي
والحسن بن علي بن فضال والحسن بن إبراهيم بن سفيان والوشاء والسلمي
وأحمد بن بكر بن عصام ومحمد بن أبي حمزة وعلي بن أسباط وابان بن عثمان
وعلي بن الحكم عنه.
داود الكرخي
روى الصدوق في باب أصناف النساء من الفقيه عن الحسن بن
محبوب عنه عن أبي عبد الله ع.
داود بن كورة القمي أبو سليمان
في التعليقة هو من مشايخ الكليني والظاهر جلالته وقال النجاشي
داود بن كورة أبو سليمان القمي هو الذي بوب كتاب النوادر لأحمد بن
محمد بن عيسى وكتاب المشيخة للحسن بن محبوب السراد على معاني الفقه
له كتاب الرحمة في الوضوء والصلاة والزكاة والصوم والحج أخبرنا محمد بن
علي القزويني حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى حدثنا داود وقال الشيخ في
رجاله في باب من لم يرو عنهم ع داود بن كورة القمي بوب
كتاب النوادر لأحمد بن محمد بن عيسى وفي الفهرست مثله وزاد له كتاب
الرحمة مثل كتاب سعد بن عبد الله اه‍ وهو أحد العدة عن أحمد بن محمد بن
عيسى.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية أحمد بن محمد بن
يحيى عنه داود بن مافنة الصرمي
مافنة بالميم والألف والفاء المكسورة والنون المشددة كما في
التوضيح وقال ابن الأثير في أخبار أبي كاليجار الديلمي فاتاه العادل ابن
مافنة بمال ومن ذلك قد يظن أنه من أسماء الديلم قال النجاشي داود بن
مافنة الصرمي مولى بني قرة ثم بني صرمة منهم كوفي روى عن الرضا
ع يكنى أبا سليمان وبقي إلى أيام أبي الحسن صاحب العسكر
ع وله مسائل إليه أخبرنا ابن النعمان حدثنا ابن حمزة حدثنا ابن
بطة حدثنا أحمد بن محمد عن داود بها اه‍ وقوله ثم بني صرمة منهم اي انه
مولى بني صرمة الذين هم بطن من بني قرة وتقدم داود الصرمي من
أصحاب علي بن الحسين ع غير هذا. وداود الصرمي من
أصحاب الهادي ع وهو هذا وللصدوق طريق إلى داود الصرمي
يروي عنه فيه محمد بن عيسى بن عبيد فإذا هو المترجم لا المتقدم الذي هو
من أصحاب السجاد ع وفي مستدركات الوسائل ذكره الشيخ من
غير توثيق ويمكن استظهار وثاقته من رواية أحمد بن محمد بن عيسى وأخيه
عبد الله عنه بعد ملاحظة حال احمد وسيرته ومداقته في حال الرواة وفي
التهذيب عن أحمد بن محمد عن داود الصرمي قلت له يعني أبا الحسن
العسكري ع اني زرت أباك وجعلت ذلك لكم فقال لك من الله
اجر وثواب عظيم ومنا المحمدة ويروي عنه أحمد ابن أبي عبد الله أيضا كما
في الفهرست.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود الصرمي بن مافنة
برواية أحمد بن أبي عبد الله عنه ومحمد بن عيسى عنه.
الشيخ أبو سليمان داود بن محمد بن داود الجاشي
في فهرست منتجب الدين فقيه ورع قرأ على الشيخ أبي علي بن
الشيخ أبي جعفر.
السيد أبو سليمان فخر الدين داود بن أبي الفضل مولانا تاج الدين
محمد بن داود النباكتي
نسبة إلى نباكت بنون وباء موحدة مفتوحتين وألف وكاف وتاء مثناة
من فوق بلدة باذربايجان.
في الرياض من سادات علماء عصر السلطان محمد خربندا اولجايتو
خان الشيعي من مؤلفاته تاريخ روضة أولي الألباب في معرفة التواريخ
والإنسان فارسي عندنا منه نسخة يظهر منه فضله ومهارته في أكثر العلوم
ويظهر من أوله أنه قد ألف في كل فن من العلوم وقد أخذنا من تاريخه
المذكور كثيرا من الفوائد وأوردناها في كتابنا هذا ونسخته التي عندنا سقيمة
وقد أخذنا من أوله اسمه ونسبه الذي أوردناه والظاهر أنه من علماء الشيعة
كما يلوح من مطاوي تاريخه ويؤيده نقله عن مجمع البيان للطبرسي وكونه في
عهد السلطان المذكور ويظهر انه بلغ فيه إلى سنة 918 حيث ختمه بأحوال
السلطان علاء الدين أبو سعيد بن السلطان محمد اولجايتو المذكور لكنه لم
يذكر قصة تشيع السلطان محمد فيه أصلا ولم يزد على ذكر انه في سني 718
غير السلطان الخطبة والسكة فتأمل ثم انه كان له أخ اسمه السيد نظام
الدين علي النباكتي وكان كما ذكره اخوه في هذا التاريخ من المشايخ
والأولياء والأقطاب شاعرا توفي في عهد السلطان خان في تبريز 21 رجب
سنة 909 وكان غازان خان يعتقد به ويستمد بدعائه وكان الملوك من عهد
أباقا خان إلى غازان خان يحبونه ويجالسونه ويجاورونه ويحاورونه اه‍.
داود بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن
علي بن أبي طالب ع.
في عمدة الطالب قال شيخ الشرف العبيدلي كان كريما ولي صدقات
أمير المؤمنين ع ومات عن ذيل لم يطل اه‍.
الشيخ داود بن محمد بن عبد الله بن أبي شافيز الجدحفصي البحراني
توفي سنة 1020 تقريبا
الجدحفصي نسبة إلى جد حفص قرية بالبحرين.
وشافيز بالشين المعجمة بعدها ألف والفاء والمثناة التحتية والزاي

383
أقوال العلماء فيه
عن رسالة الشيخ سليمان الماحوزي البحراني في علماء البحرين انه
قال في حقه: واحد عصره في الفنون كلها وشعره في غاية الجزالة وكان
جدليا حاذقا في علم المناظرة وآداب البحث ما ناظر أحدا الا وأفحمه وله
مع السيد العلامة ذي الكرامات السيد حسين بن السيد حسن الغريفي
مجالس ومناظرات وسمعت شيخي الفقيه العلامة الشيخ سليمان يقول كان
السيد أفضل وأشد إحاطة بالعلوم وأدق نظرا وكان الشيخ داود أشد بديهة
وأدق في صناعة علم الجدل فكان في الظاهر يكون الشيخ غالبا وفي الحقيقة
الحق مع السيد وكان الشيخ داود يأتي ليلا إلى بيت السيد ويعتذر منه ويذكر
ان الحق معه وله رسائل منها رسالة وجيزة في علم المنطق اختار فيها مذهب
الفارابي في تحقيق عقد الوضع في المحصورات واختار فيها أيضا ان الممكنة
تنتج في صغرى الشكل الأول وله أيضا مذاهب نادرة انتهى وذكره في
السلافة فقال الشيخ داود بن أبي شافيز البحراني البحر العجاج الا انه
العذب لا الأجاج والبدر الوهاج الا انه الأسد المهاج رتبته في الأنافة شهيرة
ورفعته اسمى من شمس الظهيرة ولم يكن في مصره وعصره من يدانيه في
مده وقصره وهو في العلم فاضل لا يسامى وفي الأدب فاضل لم يكل الدهر
له حساما ان شهر طبق وان نشر عبق وشعره أبهى من شف البرود وأشهر
من رشف الثغر البرود وموشحاته الوشاح المفصل بل التي فرع حسنها
واصل وفي الطليعة كان واحد عصره في الفضل والأدب وأعجوبة الزمان في
الخطابة وهو أستاذ السيد حسين الغريفي البحراني وله معه مكاتبات ورسائل
ومطارحات وكان كثير الجدل في المسائل العلمية اه‍ وفي أنوار البدرين كان
هذا الشيخ من أكابر العلماء وأساطين الحكماء وهو الذي تصدى لمباحثة
الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي والد البهائي لما قدم البحرين
وسكن في المصلى فزاره العلماء وأعطوه حقه ثم زارهم في مجمع من
محافل أهل الفضل وجرى البحث بينه وبينهم فتصدى الشيخ المذكور لمباحثته
وكان حاذقا في صناعة الجدل والمناظرة فلما انقض المجلس ورجع الشيخ
حسين إلى بيته كتب هذين البيتين:
أناس في أوال قد تصدوا * لمحو العلم واشتغلوا بلم لم
إذا باحثتهم لم تلق فيهم * سوى حرفين لم لم لا نسلم
قال وله شرح جيد حسن على الفصول النصرية في التوحيد رأيته
وكان سيدنا المعاصر السيد ناصر بن السيد أحمد ابن السيد عبد الصمد
يعجب منه ومن دقته ومتانته اه‍ وبيتا والد البهائي يدلان على أن جدله كان
في غير محله وهو الخبير العارف وكذلك جدله مع السيد الغريفي وما الذي
يدعوه للمجادلة بغير الحق ثم الاعتذار ومن شعره قوله:
انا والله المعنى * بالهوى شوقي أعرب
كل آن مر حالي * في الهوى يا صاح أغرب
كلما غنى الهوى لي * أرقص القلب وأطرب
وغدا يسقيه * كاسات صبابات فيشرب
فالذي يطمع في * سلوان قلبي هو أشعب
قلت للمحبوب حتام * الهوى للقلب ينهب
وبميدان الصبا * واللهو ساه أنت تلعب
قال ما ذنبي إذا * شاهدت نار الخد تلهب
فهوى قلبك فيها * ذاهبا في كل مذهب
قلت هب ان الهوى * هب فألقاه بهبهب
أفلا تنقذ من * يهواك من نار تلهب
وقوله:
طال في الحب غرامي * إذ رمى المهجة رامي
فأصاب القلب * مجروحا بمسموم السهام
والهوى فوقي وتحتي * وورائي وأمامي
ويميني ويساري * وهو لا شك امامي
قائدا قلبي إلى نار * هوان وهيام
قلت للمحبوب حتام * بنيران الغرام
من ضريع الشوق * والأحزان أكلي وطعامي
وشرابي من حميم * الهجر أغرى بي حمامي
لا تغني في أراك * الوصل في وقت حمامي
قال قف واصبر على * بلوى الهوى صبر الكرام
فعسى تحظى بجنات * وصالي وسلامي
وله في النبي وأهل بيته عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام هذا
الموشح:
بدا يختال في ثوب الحرير * فعم الكون من نشر العبير
فقلنا نور فجر مستطير * جبينك أم سنا القمر المنير
وقد مائل أم غص بان * تثنى أم قضيب خيزراني
عليه بدر تم شعشعاني * بنور في الدياجي مستطير
الا يا يوسفي الحسن كم كم * فؤادي من لهيب الشوق يضرم
وكم يا فتنة العشاق أظلم * وما لي في البرايا من نصير
فهلا يا حبيب القلب أنعم * بجنات التداني يا منعم
فقلبي في الهوى صلى وسلم * وصمت وحر أشواقي فطوري
وديوان الهوى املاه قلبي * وكل نافذ من فرط حبي
وأهل الحب من زفرات كربي * هدوا طرا إلى نار السعير
فجد بالوصل يا بدر الدياجي * وصب الراح في كأس الزجاج
وغن بحق حسنك يا سراجي * فان الخيل تشرب بالصفير
وروح قلب مشتاق كئيب * يريحان الأغاني يا حبيبي
ورجع يا ليالي الوصل طيبي * ومن أقداح أفراحي أديري
وقصر في الخطى عند التثني * ليعذر عاذل قد نال مني
ويخجل كل مياس بغصن * ودع بحياة حسنك يا أميري
أتعلم أنني أضحي وأمسي * أكرر فيك درسا بعد درس
واصلي من لهيب الشوق نفسي * واتبع فيض دمعي بالزفير
فان ضيعت شيئا من ودادي * فحسبي حب احمد خير هادي
ومبعوث إلى كل العباد * شفيع الخلق والهادي البشير
وهل اصلى لظى نار توقد * وعندي حب خير الخلق احمد
وحب المرتضى الطهر المسدد * وحب الآل باق في ضميري
به داود يجزى في المعاد * نجاة من لظى ذات القتاد
وينجو كل عبد ذي وداد * بحب الآل والهادي البشير

384
الميرزا داود بن الميرزا محمد مهدي الشهيد الحسيني الصادقي المشهدي
وباقي النسب في ترجمة الأب.
ولد سنة 1190 وتوفي سنة 1240 في المشهد الرضوي ودفن في
الروضة المطهرة الرضوية خلف القبر الشريف في المكان المتصل بدار
التوحيد.
عن كتاب رياض الجنة لأبيه الميرزا محمد مهدي ثلاثة أولاد من ابنة
العالم المتبحر الشيخ حسن العاملي أصلا والمشهدي موطنا أولهم الميرزا هداية
الله وثانيهم الميرزا عبد الجواد وترجمهما بما نقلناه عنه في ترجمتهما وثالثهم الميرزا
داود بن الميرزا مهدي وهو أصغر أولاده عالم فاضل دقيق الذهن حسن
الادراك جيد المهارة في الرياضيات وغيرها أطال الله بقاءه اه‍ وفي فردوس
التواريخ ما ترجمته السيد الاجل والفاضل الأورع الأكمل له حظ وافر من
غالب العلوم قرأ على والده وحصل عليه الفضل والأدب وتكميل الأخلاق
والحسب ماهر في الفنون الرياضية بأسرها من الهيئة والحساب والهندسة
وغيرها بل كان مقدما فيها على علماء عصره ويقال انه اجتمع الفضلاء من
أطراف البلاد في حضرته لأجل تحصيل هذه العلوم وتتلمذوا عليه وحيث انه
توصل إلى عمل البركار المتناسب لم تصل يد محاسب إلى الأعمال الزيجية
التي عملها وفي مطلع الشمس عند ذكر علماء خراسان ما تعريبه له اليد
الطولى في الرياضيات. ولما ذهب الشيخ محمد تقي الأصفهاني صاحب
حاشية المعالم إلى المشهد المقدس الرضوي أضافه المترجم 14 شهرا وأدى
ديونه البالغة ألف تومان من ماله الخاص وقرأ المترجم عليه في هذه المدة في
الفقه والأصول اه‍ ويقال ان مكتبة المترجم في ذلك الزمان كانت ممتازة على
مكاتب سائر العلماء.
داود بن محمد بن النهدي ابن عم الهيثم بن أبي مسروق
قال النجاشي كوفي ثقة متأخر الموت روى عنه يحيى بن زكريا
اللؤلؤي أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان حدثنا
محمد بن جعفر الرزاز حدثنا يحيى بن زكريا اللؤلؤي عن داود بكتابه وفي
الفهرست داود بن محمد النهدي له كتاب رويناه عن عدة من أصحابنا عن
أبي المفضل عن ابن بطة وقال الشيخ في رجاله فيمن لم يرو عنهم
ع داود بن محمد النهدي روى عنه الصفار.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود بن محمد النهدي الثقة
برواية يحيى بن زكريا والصفار عنه وزاد الكاظمي رواية يونس بن عبد
الرحمن عنه وعن جامع الرواة انه زاد نقل رواية محمد بن عيسى
وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن محمد وسهل بن زياد عنه وعن السيد صدر
الدين العاملي انه نقل روايته عن علي بن جعفر الصادق ع.
بهاء الدين داود بن المختار
قتل بيد التتار سنة 656 في بغداد ذكر ذلك ابن الفوطي في الحوادث
الجامعة.
والظاهر أنه من بني المختار الطائفة المشهورة من السادة الاشراف
بالعراق وذكر ابن الفوطي له في عداد المقتولين بيد التتار يدل على أن له
نباهة. داود بن مهزيار
أخو علي بن مهزيار ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الجواد ع وروى عنه
موسى بن جعفر بن وهب في باب الأغسال من أبواب الزيادات من
التهذيب وروى عنه أخوه إبراهيم في أواخر باب الحج والصوم من التهذيب
أيضا.
الأمير داود بن موسى الثاني بن عبد الله بن موسى الجون ابن عبد الله
المحض ابن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ابن علي بن أبي طالب ع
وصفه صاحب عمدة الطالب بالأمير وقال هو ابن الكلابية أمه محبوبة
بنت مزاحم الكلابية وكان أميرا جليلا وانتشر عقبه وهم بوادي الصفراء الا
من انتقل منهم.
داود مولى أبي المعزا
ليس له ذكر في الرجال وروى علي بن الحكم عنه عمن اخبره عن أبي
عبد الله ع في باب الحيض والاستحاضة من الكافي.
داود بن نصير أبو سليمان الطائي الكوفي
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
التمييز
روى عنه أحمد بن محمد بن أبي نصر.
داود بن النعمان
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرضا ع والظاهر اتحاده
مع الآتي.
داود بن النعمان الأنباري مولى بني هاشم أخو علي بن النعمان
قال النجاشي داود بن النعمان مولى بني هاشم أخو علي بن النعمان
وداود الأكبر روى عن أبي الحسن موسى وقيل أبي عبد الله ع له
كتاب وفي التعليقة روايته عنه في التهذيب في باب كيفية التيمم وقال الشيخ
في رجاله في أصحاب الصادق ع داود بن النعمان الأنباري. وفي
التعليقة يأتي عن النجاشي في أخيه علي أن داود أعلى منه مع توثيقه عليا
وتعظيمه اه‍ فقد قال في علي كان ثقة وجها ثبتا صحيحا واضح الطريقة
وأخوه داود أعلى منه وقال الكشي ما روي في داود بن النعمان حمدويه
عن أشياخه قالوا داود بن النعمان خير فاضل وهو عم علي بن النعمان
وأوصى بكتبه لمحمد بن إسماعيل بن بزيع وفي الخلاصة ثقة عين ثم نقل
رواية الكشي. والحاصل انه يمكن استفادة توثيقه من قول النجاشي انه
أعلى من أخيه علي ومن رواية الكشي انه خير فاضل.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود بن النعمان الثقة بروايته
عن أبي الحسن وقيل أبي عبد الله ع ورواية علي بن الحكم عنه
وروايته عن الحسن بن محبوب وزاد الكاظمي رواية ابن أبي عمير عنه
وروايته عن أبي أيوب وعن إبراهيم بن عثمان وعن جامع الرواة أنه زاد
رواية يونس بن عبد الرحمن وعلي بن أسباط وأخيه علي بن النعمان وابن
ناجية عنه.

385
داود بن الوارع أو الوادع الكوفي
داود بن الهيثم الأزدي أبو خالد الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
داود بن يحيى بن بشير الدهقان
قال النجاشي كوفي يكنى أبا سليمان ثقة له كتاب علي بن الحسين
ع قال أبو محمد هارون بن موسى حدثنا زيد بن محمد بن جعفر
العامري عنه اخبرني بذلك محمد بن علي الكتاب القناني.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود بن يحيى الثقة برواية
زيد بن محمد بن جعفر العامري عنه.
دبيس بن حميد أبو عيسى الملائي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
دبيس كعزير بلفظ المصغر
الأمير دبيس بن صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي نور
الدولة صاحب الحلة السيفية (1)
قتل في 21 ذي الحجة سنة 529
قال ابن خلكان كان شابا كريما له نصيب وافر من الأدب والشعر
وذكره الحريري في بعض مقاماته وتقرب إليه بذكره.
ولقبه صاحب تاج العروس سيف الدولة وكناه أبا الأغر ولقب صدقة
والده سيف الدين والمعروف ان سيف الدولة لقب صدقة ولم يذكروا لابنه
صدقة لقبا.
وفي شذرات الذهب لقبه مع ذلك بملك العرب وقال إنه توفي سنة
529 مع قول ابن الأثير انه توفي سنة 474 وفيها أيضا:
كان فارسا شجاعا مقداما جوادا ممدحا أديبا كثير الحروب والفتن
خرج على المسترشد غير مرة ودخل خراسان والشام والجزيرة واستولى على
كثير من العراق وكان مسعر حرب وجمرة بلاء قتله السلطان مسعود بمراغة
وأظهر انه قتله اخذا بثار المسترشد اه‍ وقال ابن الأثير كان يستعين به على
المسترشد فلما قتل المسترشد أظهر انه قتله اخذا بثار المسترشد وفي الشذرات
له نظم حسن منه:
تمتع بأيام الشباب فإنما * عذار الأماني بالهموم يشيب
قال ونسب العماد الكاتب في الخريدة إليه الأبيات اللامية التي من
جملتها:
أسلمه حب سليمانكم * إلى هوي أيسره القتل
وفي تاج العروس ملك دبيس بن صدقة الجزيرة إلى ما بين الأهواز
وواسط اه‍.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 496 انه لما استمر ينال بن انوشتكين
على الظلم وسوء السيرة في العراق ارسل الخليفة إلى سيف الدولة صدقة
يعرفه ذلك ويطلب منه الحضور بنفسه ليكفه عن ذلك فحضر وتقرر الامر
على مال يأخذه ينال ويرحل عن العراق فطلب مهلة فعاد صدقة إلى حلته
وترك ولده دبيسا ببغداد يمنعه من الظلم والتعدي عما استقر الامر عليه ثم إن
ينال أفسد فأرسل الخليفة إلى صدقة فأرسل ألف فارس فرحل عنهم إلى
آذربيجان وعاد دبيس بن صدقة وايلغازي شحنة بغداد إلى مواضعهم.
وفيها أيضا ورد كمشتكين بغداد شحنة لها أرسله السلطان بركيارق فلم
يرض سيف الدولة صدقة بذلك وجرت فتن وحروب فأرسل الخليفة إلى
سيف الدولة في الاصلاح فلم تستقر قاعدة وكان سيف الدولة جاء إلى صرصر وأرسل إلى
ايلغازي وسقمان فحضرا ثم عادا ومعهما دبيس بن
صدقة وكانت مدينة هيت لمسلم بن قريش ثم صارت إلى رجل من بني
عقيل اسمه ثروان وأقام ثروان وجماعة من بني عقيل عند صدقة وكانا
متصافيين ثم تنافرا لان ثروان خطب ابنة صدقة فلم يجبه وزوجها من ابن
عمه فتحالفت عقيل وهم في حلة صدقة عليه وقد قيل كل بلاء في الدنيا
أصله النساء فبلغ ذلك صدقة ووكل بثروان وقال لا بد من هيث فأرسل
إلى نائبه بهيت بتسليمها لصدقة وأرسل صدقة ابنه دبيسا ليتسلمها فامتنع
النائب من تسليمها فعاد دبيس إلى أبيه وأخبره ثم تسلمها صدقة قهرا.
وفي أعلام النبلاء ج 1 ص 438 عن تاريخ ابن العديم انه في سنة 514
هرب ملك العرب دبيس بن صدقة الأسدي من المسترشد والسلطان محمود
السلجوقي فوصل إلى قلعة جعبر فأكرمه نجم الدولة مالك وأضافه ثم
سار إلى ايلغازي إلى ماردين وتزوج ابنته فاشتد به وأجاره ووصل معه
الأموال العظيمة والنعمة الوافرة وحمل إلى ايلغازي ما يفوت الاحصاء
فاشتغل بدبيس عن العبور إلى الشام فخرب بلد حلب وفي أعلام النبلاء
أيضا عن ابن العديم في حوادث سنة 515 قيل إن دبيس بن صدقة لما سار
مع ايلغازي إلى بلاد الكرج سال ايلغازي في الطريق ان يهب له حلب
ويحمل إليه دبيس مائة ألف دينار يجمع بها التركمان ويعاضده حتى يفتح
أنطاكية فاجابه ايلغازي إلى ذلك فلما وقعت كسرة الكرج بدا له فأرسل إلى
ولده سليمان ان أظهر العصيان علي حتى يبطل ما بيني وبين دبيس فعصى
عليه حقيقة وهذا نظير ما جاء في الحديث لا تتمارضوا فتمرضوا وربما
تموتوا ثم ذكر بعد ذلك في ص 455 نقلا عن تاريخ ابن العديم في
حوادث سنة 518 انه استقر الامر بين بغدوين ملك الفرنج صاحب
أنطاكية وبين تمرتاش بن ايلغازي على أمور وعد منها أن يخرج دبيس بن
صدقة من الناس قال وكان دبيس قد وصل منهزما من المسترشد وحمل ما قدر
عليه من العين والعروض على ظهور المطايا ووفد على ابن سالم بن مالك بن
بدران إلى قلعة دوسر واستجار به فأجاره وغاضب المسترشد والسلطان
محمودا في امره وكاتب دبيس قوما من أهل حلب وانفذ لهم جملة دنانير
وسلمهم تسليمها إليه وكشف ذلك رئيسها فضائل بن صاعد بن بديع
فاطلع على ذلك تمرتاش فأخذهم وعذبهم وشنق بعضهم وصادر بعضا.
وقال ابن الأثير كان جوادا كريما عارفا بالآداب وتمكن في خلافة
المسترشد واستولى على كثير من بلاد العراق وهو من بيت كبير إليه أشار أبو
محمد الحريري بقوله في المقامة التاسعة والثلاثين: والأسدي دبيس لأنه
كان معاصره وأراد التقرب إليه بذكره لجلالة قدره قال: وله نظم حسن



(1) راجع كلمة عن بني مزيد في ترجمة دبيس الأول الآتية بعد هذه الترجمة، كما أن فيها ما
يتعلق بدبيس بن صدقة صاحب هذه الترجمة. - المؤلف -
386
ونسب له العماد الكاتب في الخريدة وابن المستوفي في تاريخ أربل الأبيات
اللامية التي منها:
أسلمني حب سليمانكم * إلى هوى أيسره القتل
ونسبها أبو الحسن بن بسام في الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة إلى ابن
رشيق القيرواني قال وذكر أبو البركات بن المستوفي في تاريخ أربل أن
بدران بن صدقة أخا دبيس كتب إلى أخيه دبيس وهو نازح عنه والى أخويه
منصور ومسيب:
الا قل لمنصور وقل لمسيب * وقل لدبيس انني لغريب
هنيئا لكم ماء الفرات وطيبة * إذا لم يكن لي في الفرات نصيب
فاجابه دبيس بقوله:
الا قل لبدران الذي حن نازعا * إلى ارضه والحر ليس يخيب
تمتع بأيام السرور فإنما * عذار الأماني بالهموم يشيب
ولله في تلك الحوادث حكمة * وللأرض من كأس الكرام نصيب
سبب قتله وكيفيته
في نسمة السحر: كان الأمير دبيس في عسكر السلطان مسعود بن
محمد ملك شاه وهم على باب مراغة ومعهم المسترشد بالله العباسي وكان
السلطان يعادي الخليفة لشهامته ولكنه لم يجد أعوانا كما قال الذهبي في دول
الاسلام فدس السلطان جماعة من الباطنية فهجموا على خيمة المسترشد
وقتلوه فاستشنع السلطان أن ينسب إليه قتل الخليفة وأراد أن ينسب إلى
دبيس فتركه إلى أن جاء للخدمة وجلس في الخيمة وأرسل بعض مماليكه
فجاء من ورائه وضرب رأسه بالسيف فأبانه فمات شهيدا رحمه الله تعالى
وأظهر السلطان انه انما فعل ذلك اخذا بثار الخليفة المسترشد لأنه بزعمه
قتله وكان قتله بعد قتل المسترشد بشهر وكان قد أحس بتغير السلطان عليه
وأراد المسير مرارا فكانت المنية تثبطه وذكر ابن الأزرق في تاريخه انه قتل على
باب تبريز وحمل قتيلا إلى ماردين إلى زوجته كيهان خاتون بنت نجم الدين
الغازي فدفنته عند والدها بالمشهد ثم تزوج السلطان مسعود ابنة الأمير
دبيس وأمها زبيدة بنت الوزير نظام الملك صاحب نظامية بغداد المدرسة
المشهورة اه‍ وهكذا تكون حوادث الزمان الموجعة يتزوج القاتل ابنة
المقتول.
أخباره
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 501 انه أسر في الوقعة التي كانت
بين عسكر السلطان محمد بن ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي وبين أبيه
صدقة وقتل فيها أبوه كما يأتي في ترجمته وهرب اخوه بدران بن صدقة إلى
الحلة وسير أمه ونساءه إلى البطيحة وأرسل السلطان أمانا لامه وأمرها
بالظهور فأصعدت إلى بغداد فأطلق السلطان ابنها دبيسا وانفذ معه جماعة من
الامراء إلى لقائها فلما لقيها ابنها بكيا بكاء شديدا ولما وصلت إلى بغداد
اعتذر لها السلطان من قتل زوجها وقال وددت انه حمل إلي لافعل معه ما
بعجب الناس به من الجميل لكن الاقدار غلبتني واستحلف ابنها دبيسا أنه
لا يسعى بفساد وأحسن إليه وأقطعه اقطاعا كثيرا ولما توفي السلطان محمد
سنة 551 وملك بعده ولده السلطان محمود خاطبه دبيس في العود إلى بلده
الحلة فاذن له في ذلك فعاد إليها فاجتمع عليه خلق كثير من العرب والأكراد
وغيرهم.
وفي سنة 512 توفي المستظهر بالله الخليفة العباسي وبويع ولده
المسترشد بالله فسار اخوه أبو الحسن بن المستظهر إلى دبيس بن صدقة بالحلة
فأكرمه وأقام له الإقامات الكثيرة فقلق المسترشد لذلك واهتم وأرسل إلى
دبيس مع نقيب النقباء بإعادته فأجاب بأنني عبد الخليفة وواقف عند امره
ومع هذا فقد استذم بي ودخل منزلي فلا أكرهه على أمر أبدا فقصد النقيب
الأمير أبا الحسن وكلمه في العود وضمن له عن الخليفة كل ما يريده فقال إنه
لم يفارق أخاه الا خوفا فإذا أمنني قصدته وتكفل دبيس باصلاح الحال
بنفسه والمسير معه إلى بغداد فعاد النقيب واعلم الخليفة ذلك فأجاب إلى ما
طلب منه. وأقام أبو الحسن عند دبيس إلى 12 صفر سنة 513 ثم سار عن
الحلة إلى واسط فملكها وكثر جمعه فأرسل الخليفة إلى دبيس أنه الآن قد
فارق جواره ومد يده إلى بلاد الخليفة وأمره بقصده فأرسل دبيس العساكر
إليه ففارق واسطا ووصلت عساكر دبيس إليه والى أصحابه فصادفوهم عند
الصلح فنهبوا أثقاله وهرب الأكراد والأتراك من أصحابه وعاد الباقون إلى
دبيس ثم اخذه بدويان وحملاه إلى دبيس فسيره إلى بغداد إلى الخليفة.
وفيها في جمادى الأول برز اقسنقر البرسقي شحنة بغداد بعسكره
وأظهر أنه على قصد الحلة واجلاء دبيس بن صدقة عنها وجمع دبيس جموعا
كثيرة من العرب والأكراد وفرق الأموال الكثيرة والسلاح وكان مسعود بن
السلطان محمد بالموصل فأشير عليه بقصد العراق فإنه لا مانع دونه فسار في
جيوش كثيرة فلما علم البرسقي قربهم خافهم وسار إليهم ليقاتلهم فأرسلوا
إليه في الصلح وانهم انما جاءوا نجدة له على دبيس واصطلحوا وتعاهدوا
ودخل مسعود بغداد فجاءهم الخبر بوصول الأمير عماد الدين منكبرس في
جيش كثير فسار البرسقي عن بغداد ليحاربه فقصد منكبرس دبيس بن
صدقة واجتمعا وكان دبيس قد خاف الملك مسعود والبرسقي فبنى أمره على
المحاجزة والملاطفة فاهدى إلى مسعود والبرسقي فلما بلغه وصول منكبرس
راسله واستماله واستحلفه واتفقا على التعاضد والتناصر وقوي كل منهما
بصاحبه فسار الملك مسعود والبرسقي ومن معهما إلى المدائن للقاء دبيس
ومنكبرس فاتتهم الاخبار بكثرة الجمع معهما فعادا ونهبا السواد نهبا فاحشا
واستباحوا الاعراض فأرسل إليهما المسترشد ينكر هذه الحال ويأمر بالمصالحة
فأجاب البرسقي إلى العود إلى بغداد فأخبر ان منكبرس ودبيسا جهزا ثلاثة
آلاف فارس مع منصور أخي دبيس والأمير حسين ربيب منكبرس ليذهبوا
إلى بغداد لخلوها من عسكر يحميها فقصد البرسقي بغداد ووصل إلى ديالى
فاتاه كتاب ابنه مسعود يخبره ان الصلح قد استقر بين الفريقين فدخل بغداد
وعبر منصور وحسين فسارا في عسكرهما خلفه ودخلوا بغداد واصعد دبيس
ومنكبرس فخيما في بغداد واستقر منكبرس في شحنكية بغداد وودعه
دبيس بن صدقة وعاد إلى الحلة بعد أن طالب بدار أبيه بدرب فيروز وكانت
قد دخلت في جامع القصر ببغداد فصولح عنها بمال.
وفيها كانت حرب شديدة بين سنجر وابن أخيه السلطان محمود
بالقرب من ساوة فانتصر سنجر على السلطان محمود فأرسل الأمير دبيس بن
صدقة إلى المسترشد في الخطبة للسلطان سنجر فخطب له وكان الأمير
منكوبرس مع السلطان محمود وعاد إلى بغداد وأراد دخولها فسير إليه
دبيس بن صدقة من منعه.

387
وفيها أمر السلطان سنجر بإعادة مجاهد الدين بهروز إلى شحنكية
بغداد وكان بها نائب دبيس بن صدقة فعزل عنها.
وفيها تأخر الحج فاستغاث الناس وأرادوا كسر المنبر بجامع القصر
فأرسل الخليفة إلى دبيس بن صدقة ليساعد الأمير نظر على تسيير الحجاج
فأجاب إلى ذلك.
وفيها أرسل دبيس بن صدقة القاضي أبا جعفر الواحد بن أحمد
الثقفي قاضي الكوفة إلى ايلغازي بن أرتق بماردين يخطب ابنته فزوجها منه
ايلغازي وحملها الثقفي معه إلى الحلة.
وفي حوادث سنة 514 كان المصاف بين السلطان محمود وأخيه الملك
مسعود وسببه ان دبيس بن صدقة كان يكاتب جيوش بك اتابك مسعود يحثه
على طلب السلطنة للملك مسعود ويعده المساعدة ليختلفوا فينال من الجاه
والمنزلة ما ناله أبوه باختلاف بركيارق ومحمد ابني ملكشاه كما يأتي في ترجمته
وكان البرسقي قد فارق شحنكية بغداد وبينه وبين دبيس عداوة محكمة
فكاتب دبيس جيوش بك يشير عليه بقبض البرسقي وينسبه للميل إلى
السلطان محمود وبذل له مالا كثيرا عن قبضه فعلم البرسقي ذلك ففارقهم
إلى السلطان محمود فأكرمه واتصل الأستاذ أبو إسماعيل الحسين بن علي
الأصبهاني الطغرائي صاحب لامية العجم ومرت ترجمته بالملك مسعود
وكان ولده محمد يكتب الطغراء للملك مسعود فلما وصل والده استوزره
مسعود فحسن ما كان دبيس يكاتب به من مخالفة السلطان محمود فبلغ الخبر
السلطان محمودا فكتب إليهم يخوفهم ان خالفوه ويعدهم الاحسان ان بقوا
على طاعته فلم يصغوا إلى قوله فوقع الحرب بينهم وانتهى بانكسار عسكر
مسعود واسر فيمن أسر الأستاذ أبو إسماعيل وزير مسعود فامر السلطان بقتله
وقال قد ثبت عندي فساد دينه واعتقاده. قال ابن الأثير وكان حسن الكتابة
والشعر يميل إلى صنعة الكيمياء وله فيها تصانيف قد ضيعت من الناس
أموالا لا تحصى. ووصل بعض الامراء إلى مسعود وأشار عليه بمكاتبة
دبيس بن صدقة ليجتمع به ويكثر جمعه ويعاود طلب السلطنة. واما دبيس
فإنه كان بالعراق فلما بلغه خبر انهزام الملك مسعود نهب البلاد فأرسل إليه
الخليفة المسترشد ينكر عليه ويأمره بالكف فلم يفعل فأرسل إليه السلطان
وطيب قلبه وأمره بمنع أصحابه عن الفساد فلم يقبل وسار بنفسه إلى بغداد
وضرب سرادقه بإزاء دار الخلافة وأظهر الضغائن التي في نفسه وكيف طيف
برأس أبيه وتهدد الخليفة وقال إنك أرسلت تستدعي السلطان فان أعدتموه
وإلا فعلت وصنعت فأجيب أن عود السلطان وقد سار عن همدان غير ممكن
ولكنا نصلح حالك معه فكف على أن تسير الرسل في الاتفاق بينه وبين
السلطان وعاد عن بغداد ووصل إليها السلطان فأرسل دبيس زوجته ابنة
عميد الدولة بن جهير إليه ومعها مال كثير وهدية نفيسة وسال الصفح عنه
فأجيب إلى ذلك على قاعدة امتنع منها ولزم لجاجه ونهب جشيرا للسلطان
فسار السلطان من بغداد إلى قصده بالحلة ومعه ألف سفينة للعبور فلما علم
دبيس بذلك أرسل يطلب الأمان فأمنه وكان قصده المغالطة ليتجهز فأرسل
نساءه إلى البطيحة وأخذ أمواله وسار عن الحلة ملتجئا إلى ايلغازي ووصل
السلطان إلى الحلة فلم يجد أحدا فعاد وأرسل المسترشد خلعا إلى ايلغازي
وأمره بابعاد دبيس فاعتذر ووعد به وأقام دبيس عند ايلغازي ثم أرسل أخاه
منصورا في جيش من قلعة جعبر إلى العراق فنظر الحلة والكوفة وانحدر إلى
البصرة وأرسل إلى برنقش الزكوي يسأله ان يصلح حاله مع السلطان فلم
يتم امره فأرسل إلى أخيه دبيس يعرفه ذلك ويدعوه إلى العراق فسار من
قلعة جعبر إلى الحلة سنة 515 فدخلها وملكها وأرسل إلى الخليفة والسلطان
يعتذر ويعد من نفسه الطاعة فلم يجب إلى ذلك وسيرت إليه العساكر فلما
قاربوه فارق الحلة ودخل إلى الازبر وهو نهر سنداد ووصل العسكر إليها
وهي فارغة قد أجلى أهلها عنها فترك مقدم العسكر برنقش الزكوي بها
خمسمائة فارس وبالكوفة جماعة تحفظ الطريق على دبيس وأرسل عسكر
واسط بحفظ طريق البطيحة وعبر عسكر السلطان إلى دبيس فبقي بين
الطائفتين نهر يخاض فيه مواضع فتراسل برنقش ودبيس واتفقا على أن يرسل
دبيس أخاه منصورا رهينة ويلازم الطاعة ففعل وعاد برنقش بالعسكر إلى
بغداد سنة 516 ومعه منصور أخو دبيس وولده رهينة فلم يرض الخليفة
بذلك وراسل السلطان محمودا في ابعاد دبيس عن العراق وعزم السلطان
على المسير إلى همذان فأعاد الخليفة الشكوى من دبيس وانه يطالب الناس
بحقوده منها قتل أبيه وان يولي السلطان البرسقي شحنكية بغداد والعراق
ليكون في وجه دبيس ففعل وأمره السلطان بقتال دبيس ان تعرض للبلاد،
فلما فارق السلطان العراق تظاهر دبيس بأمور تأثر منها المسترشد فتقدم إلى
البرسقي بازعاجه عن الحلة فاحضر البرسقي عساكر الموصل وسار إلى الحلة
واقبل دبيس نحوه فاقتتلوا فانهزم عسكر البرسقي وفي جملة العسكر المنهزم
نصر بن النفيس بن أحمد بن أبي الجبر والمظفر بن حماد بن أبي الجبر وبينهما
عداوة شديدة فالتقيا بساباط عند نهر الملك فقتله الظفر وسار إلى البطيحة
متغلبا عليها وكاتب دبيسا وأطاعه وأما دبيس فإنه لم يعرض لنهر الملك ولا
لغيره وأرسل إلى الخليفة انه على الطاعة ولولا ذلك لاخذ البرسقي وجميع
من معه وسال ان يخرج الناظر إلى القرى التي لخاص الخليفة لقبض دخلها
وحمى البلد فاحمد الخليفة فعله ولما سمع السلطان بالوقعة قبض على منصور
أخي دبيس وولده ورفعهما إلى قلعة برحين وهي تجاور الكرج ثم إن دبيسا
امر جماعة من أصحابه بالمسير إلى اقطاعهم بواسط فمنعهم اتراكها فجهز
إليهم عسكرا مع مهلهل بن أبي العسكر وأرسل إلى المظفر بن أبي الجبر
بالبطيحة ليتفق مع مهلهل ويساعده واستمد الواسطيون البرسيقي فأمدهم
بجيش وعجل مهلهل في عسكر دبيس ولم ينتظر الميعاد بينه وبين المظفر ظنا
منه انه ينال وحده منهم ما أراد وينفرد بالفتح واستمد الواسطيون البرسقي
فأمدهم بجيش وعجل مهلهل في عسكر دبيس ولم ينتظر الميعاد بينه وبين
المظفر ظنا منه أنه ينال وحده منهم ما أراد وينفرد بالفتح فانهزم جيش مهلهل
واخذ هو أسيرا وجماعة من أعيان العسكر وقتل ما يزيد على ألف قتيل ولم
يقتل من الواسطيين غير رجل واحد ولما سمع المظفر بالهزيمة عاد منحدرا
ووجد مع مهلهل تذكرة بخط دبيس يأمر فيها بقبض المظفر ومطالبته بأموال
أخذها من البطيحة فأرسلوها إلى المظفر فمال إليهم وربما يكون ذلك
تزويرا عن دبيس لا يحاش المظفر منه ولما جرى على أصحاب دبيس من
الواسطيين ما ذكر شمر عن ساعده في الشر وبلغه أن السلطان كحل أخاه
فجز شعره ولبس السواد ونهب البلاد وأخذ كل ما للخليفة بنهر ملك فأجلى
الناس إلى بغداد وسار عسكر واسط إلى النعمانية فأجلوا عنها عسكر دبيس
وتقدم الخليفة إلى البرسقي بالتبريز إلى حرب دبيس فبرز.
وفي حوادث سنة 516 قبض الخليفة على وزيره جلال الدين بن
صدقة فطلب أن يسير إلى حديثة عانة فخرج عليه في الطريق تركماني يقال
له يونس الحرامي فأسره ونهب أصحابه فخاف الوزير ان يعلم به دبيس

388
للعداوة التي بينهما فبذل ليونس ألف دينار يعجل له منها ثلاثمائة ويرسل معه
من يقبض الباقي من الحديثة وأرسل إلى عامل بلد الفرات ان ينفذ من
يضمن المال فاحضر العامل غلاما وألبسه ثيابا فاخرة وسير معه غلمانا
وأرسله إلى يونس على أنه قاضي بلد الفرات فضمن الباقي وأرسل يونس
مع القاضي من يقبض الباقي فلما وصل الحديثة قبض على من معهم فأطلق
يونس الفلاح والمال الذي أخذه وأطلق الوزير أصحابه وتمت الحيلة على
يونس ورأى الوزير في طريقه انسانا أنكره فوجد معه كتابا من دبيس إلى
يونس يبذل له ستة آلاف ليسلم الوزير إليه فكان خلاصة من أعجب
الأشياء.
وفيها سار الخليفة المسترشد لحرب دبيس بن صدقة لان دبيسا أطلق
عفيفا خادم الخليفة وكان مأسورا عنده وحمله رسالة فيها تهديد للخليفة
لارساله البرسقي إلى قتاله وتقويته بالمال وان السلطان كحل أخاه وحلف
لينهبن بغداد ويخربها فاغتاظ الخليفة لهذه الرسالة وتقدم إلى البرسقي بالتبريز
إلى حرب دبيس ففعل وتجهز الخليفة وبرز من بغداد واستدعى العساكر من
الأطراف فحضرت مع أمرائها وأرسل دبيس إلى نهر ملك فنهب ووصل
أهله إلى بغداد فامر الخليفة فنودي ببغداد ان لا يتخلف أحد من الأجناد
ومن أحب التطوع فليحضر فجاء خلق كثير ففرق فيهم الأموال والسلاح
فلما علم دبيس الحال كتب إلى الخليفة يستعطفه ويسأله الرضا عنه فلم يجب
إلى ذلك وأخرجت خيام الخليفة ونادى أهل بغداد النفير النفيد الغزاة الغزاة
وخرج منهم عالم كثير لا يحصون وخرج الخليفة في أبهة الخلافة بالقضيب
والبردة والطرحة ومنطقة الحديد الصيني والشمسية ومعه الأعيان والأكابر
والامراء تترجل وتقبل الأرض بالبعد منه كل هذا وليس له مع السلاجقة حكم.
ودخلت سنة 517 وساروا إلى النبل ونزلوا بالمباركة وعبى البرسقي
أصحابه ووقف الخليفة من وراء الجميع وجعل دبيس أصحابه صفا واحدا
ميمنة وميسرة وقلبا والرجالة بين يدي الخيالة بالسلاح فحمل عنتر بن أبي
العسكر في طائفة من عسكر دبيس على ميمنة البرسقى فتراجعت على
أعقابها ثم حمل ثانيا فرجعت إلى أعقابها ثم حمل ثانيا فرجعت على
أعقابها أيضا وحمل عسكر واسط ومن معه على عنتر وأحاطوا به وأسروه
وجميع من معه وكان لعسكر الخليفة كمين خمسمائة فارس فلما اختلط الناس
حملوا على عسكر دبيس فانهزموا جميعهم وجيئ بالأسرى إلى الخليفة فامر
بضرب أعناقهم صبرا وكان عسكر دبيس عشرة آلاف فارس وخمسة آلاف
راجل ولما عاد الخليفة إلى بغداد ثار العامة بها ونهبوا مشهد باب التبن وقلعوا
أبوابه فأنكر الخليفة ذلك وامر أمير الحاج بالركوب إلى المشهد وتأديب من
فعل ذلك ورد المنهوب ففعل ورد البعض وخفي عليه الباقي ونجا صدقة
بفرسه وسلاحه وأدركته الخيل ففاتها وعبر الفرات فرأته امرأة عجوز فقالت
دبير جئت فقال دبير من لم يجئ واختفى خبره وأرجف عليه بالقتل ثم أظهر
أنه قصد غزية من عرب نجد وطلب محالفتهم فأبوا لئلا يخالفوا الخليفة
والسلطان فرحل إلى المنتفق واتفق معهم على قصد البصرة فدخلوها وقتلوا
مقدم عسكرها وأجلى أهلها فعاتب الخليفة البرسقي على اهمال امر دبيس
فتجهز البرسقي للانحدار إلى البصرة ففارقها دبيس وسار على البر إلى قلعة جعبر.
وفي سنة 519 سار السلطان طغرل ابن السلطان محمد ومعه دبيس
إلى العراق وكان دبيس بعد أن حاول الاتصال بالفرنج قد قصده فأكرمه
طغرل وجعله من خواص أمرائه فحسن له دبيس قصد العراق. فوصلوا
دقوقا في عساكر كثيرة وبلغ الخبر إلى بغداد فتجهز الخليفة وامر شحة العراق
بالاستعداد للحرب فخرجوا في اثني عشر ألفا سوى الرجالة وأهل بغداد فلما
سمع طغرل بخروج الخليفة عدل إلى طريق خراسان واستقر الامر بين
دبيس وطغرل ان يقيم دبيس ليحفظ المعابر ويتقدم طغرل إلى بغداد
فيملكها فسارا على هذه القاعدة فقدر الله تعالى ان طغرل لحقته حمى شديدة
ونزل عليهم مطر كثير فتأخر طغرل وسار دبيس في مائتي فارس وقصد معرة
النهروان فنزلها وهو تعب سهران وقد بل المطر ثيابهم وإذ قد طلع عليها
ثلاثون جملا تحمل الثياب وأنواع الأطعمة جاءت من بغداد إلى الخليفة
فلبسوا الثياب واكلوا وناموا وجاء الخبر إلى الخليفة ان دبيسا ملك بغداد
فرحل وانهزم العسكر إلى النهروان وتركوا أثقالهم ولو لحقهم مائة فارس
لهلكوا وأشرف الخليفة على ديالى ودبيس نازل غرب النهروان فلما أبصر
دبيس شمسة الخليفة قبل الأرض وقال انا العبد المطرود فليعف أمير
المؤمنين عن عبده فرق الخليفة له وهم بصلحه فثناه عن ذلك وزيره وسار
دبيس عائدا إلى الملك طغرل فعادا وسارا إلى الملك سنجر فاجتازا بهمذان
ودخلا خراسان إلى سنجر وشكيا إليه من الخليفة وبرنقش الزكوي.
وفي سنة 522 خرج السلطان سنجر من خراسان إلى الري في جيش
كثير لان دبيس بن صدقة لما وصل إليه هو والملك طغرل أطمعه في العراق
وسهل عليه قصده وألقى في نفسه ان المسترشد والسلطان محمود متفقان على
الامتناع منه فاجابه إلى المسير للعراق فلما وصل الري وكان السلطان محمود
بهمذان ارسل إليه يستدعيه ليرى أهو على طاعته أم تغير كما زعم دبيس
فبادر إلى المسير إلى عمه ثم عاد سنجر إلى خراسان وسلم دبيسا إلى محمود
ووصاه باكرامه واعادته إلى بلده ورجع محمود إلى همذان ودبيس معه.
وفي سنة 523 سار محمود إلى العراق ومعه دبيس ليصلح حاله مع
الخليفة فتأخر دبيس عن السلطان بهمذان ودخل السلطان بغداد فامتنع
الخليفة من الإجابة إلى تولية دبيس شيئا من البلاد وبذل مائة ألف دينار
لذلك فعلم اتابك زنكي ان السلطان يريد ان يولي دبيسا الموصل فبذل مائة
ألف دينار وحمل الهدايا الجليلة إلى السلطان فخلع عليه واعاده إلى الموصل
وسار السلطان إلى همذان وماتت زوجته ابنة سنجر وهي التي كانت تعنى
بأمر دبيس وتدافع عنه فانحل امر دبيس ومرض السلطان مرضا شديدا
فاخذ دبيس ابنا له صغيرا وقصد العراق فلما سمع المسترشد بذلك جند
الجنود وهرب عامل الحلة منها ودخلها دبيس فلما بلغ السلطان الخبر عن
دبيس أحضر الأميرين قزلو والأحمديلي وقال أنتما ضمنتما دبيسا وأريده منكما
فسار الأحمديلي إلى العراق ليحضر دبيسا إلى السلطان فلما سمع دبيس الخبر
ارسل إلى الخليفة يستعطفه وترددت بينهما الرسل ودبيس يجمع الأموال
والرجال فاجتمع معه عشرة آلاف فارس وكان قد وصل في ثلاثمائة فارس
ووصل الأحمديلي بغداد وسار في اثر دبيس ثم إن السلطان سار إلى العراق
فأرسل إليه دبيس هدايا جليلة وبذل ثلاثمائة حصان منعلة بالذهب ومائتي
ألف دينار ليرضى عنه السلطان والخليفة فلم يجبه إلى ذلك فرحل دبيس إلى
البرية وقصد البصرة واخذ منها أموالا كثيرة وما للخليفة والسلطان هناك من
الدخل فسير السلطان اثره عشرة آلاف فارس ففارق البصرة ودخل البرية.
وفي سنة 525 جاءه قاصد من الشام من صرخد يستدعيه إليها لان
صاحبها كان خصيا فتوفي وخلف جارية سرية له فاستولت على القلعة
وعلمت انه لا يتم لها ذلك الا ان تتصل برجل له قوة ونجدة فوصف لها
دبيس بن صدقة وكثرة عشيرته فأرسلت تستدعيه لتتزوج به وتسلمه القلعة

389
فاخذ الأدلاء معه وسار من ارض العراق إلى الشام فضل به الأدلاء بنواحي
دمشق فنزل بناس من كلب شرقي الغوطة فحملوه إلى تاج الملوك صاحب
دمشق فحبسه وسمع عماد الدين زنكي الخبر وكان دبيس يقع فيه فأرسل
إلى تاج الملوك يطلبه منه ويطلق ولده والامراء المأسورين معه وان امتنع من
تسليمه سار إلى دمشق وحصرها وخربها فسلمه دبيسا وأطلق له ولده ومن
معه فأيقن دبيس بالهلاك ففعل زنكي معه خلاف ما ظن وأحسن إليه وقدمه
حتى على نفسه وفعل معه ما يفعل مع أكابر الملوك ولم يزل دبيس مع زنكي
حتى انحدر معه إلى العراق.
وفي حوادث سنة 526 وصلت الاخبار بوصول عماد الدين زنكي
ودبيس بن صدقة إلى قريب بغداد وذكر دبيس ان السلطان سنجر اقطعه
الحلة وأرسل إلى المسترشد يسأل الرضا عنه فامتنع من ذلك وكان السلطان
سنجر قد كاتب عماد الدين ودبيسا وأمرهما بقصد العراق والاستيلاء عليه
فلما علم المسترشد ذلك أسرع العود إلى بغداد ووقع الحرب بينهم فحمل
زنكي على ميمنة الخليفة فانهزموا وحملت ميسرة الخليفة على ميمنة عماد
الدين ودبيس وحمل الخليفة بنفسه فانهزم دبيس ثم انهزم عماد الدين وعاد
دبيس بعد انهزامه يلوذ ببلاد الحلة وتلك النواحي وجمع جمعا وأمد عامل
الحلة بعسكر من بغداد فالتقى هو ودبيس فانهزم واختفى في أجمة هناك
وبقي ثلاثة أيام لم يطعم شيئا حتى أخرجه حمال على ظهره ثم جمع جمعا
وقصد واسطا وانضم إليه عسكرها وجماعة من الامراء.
وفي سنة 527 انفذ إليهم برنقش عسكرا فاقتتلوا في الماء والبر فانهزم
الواسطيون ودبيس.
ثم ذكر انه قتل بظاهر مدينة خوي بأمر السلطان مسعود فقال في
حوادث سنة 529 فيها قتل السلطان مسعود دبيس بن صدقة على باب
سرادقة بظاهر مدينة خوي امر غلاما ارمنيا بقتله فوقف على رأسه وهو
ينكت الأرض بإصبعه فضربه فقتله وهو لا يشعر وكان ابنه صدقة بالحلة
فاجتمع إليه عسكر أبيه ومماليكه وكثر جمعه واستأمن إليه الأمير قتلغ وامر
السلطان مسعود بعض القواد بأخذ الحلة فسار بعض عسكره إلى المدائن
فأقاموا مدة ينتظرون لحاقه بهم فلم يسر إليهم جبنا وعجزا وبقي صدقة
بالحلة إلى أن قدم السلطان مسعود إلى بغداد سنة 521 فأصلح حاله معه.
وفي هذه الحوادث التي مرت لدبيس بن صدقة ما يستلفت النظر
أولا انه كان لسوء الإدارة وفساد نظام الحكم فيها مدخل ظاهر
ثانيا كان لوقوع الخلاف بين الامراء واتباع شهوات النفوس اثر
عظيم في ضعف شوكة الاسلام واخذ الفرنج لسواحل الشام وما يليها فصار
بأسهم بينهم وسكتوا عن دفع عدوهم مع أنه لم يكن في المسلمين يومئذ
ضعف ولكن السلاجقة يحارب بعضهم بعضا والمتسمي باسم الخلافة بتنازع
مع امراء العرب ويخرج بأبهة الخلافة الفارغة لحربهم ويهمل حماية بلاد
الاسلام من غارات الفرنج وعوام بغداد يتنادون النفير النفير الغزاة الغزاة
كأنهم يخرجون لحرب الروم أو التتر فيلتقي عسكران من المسلمين عددهما
35 ألفا كان يكفي لدفع الفرنج عن بلاد الاسلام والسلاجقة يبقون على
دبيس وأمثاله ليجعلوه عدة لمقاومة المسترشد فلما قتل المسترشد غدروا
بدبيس وقتلوه.
ثالثا التعصبات المذهبية كان لها الأثر البين في تفرقة كلمة
المسلمين ووهنهم فإذا كان الخليفة انتصر على دبيس وعاد إلى بغداد ظافرا
وهو أسير السلجوقية فما هي المناسبة بين ذلك وبين قصد عامة بغداد مشهد
الامامين الكاظم والجواد ونهبه وقلع أبوابه.
الأمير أبو الأغر دبيس بن عفيف الأسدي
توفي سنة 386 بخوزستان قاله ابن الأثير.
قال ابن الأثير انه وقع خلاف بين صمصام الدولة المرزبان وشرف
الدولة شيرزيل ولدي عضد الدولة ابن بويه وكان شرف الدولة استولى على
بلاد فارس وتلقب بتاج الدولة فسير إليه صمصام الدولة جيشا وجهز تاج
الدولة عسكرا واستعمل عليهم الأمير أبا الأغر دبيس بن عفيف الأسدي
فالتقيا بظاهر قرقوب فانهزم عسكر صمصام الدولة وكانت الوقعة في ربيع
الأول سنة 373 وقال أيضا في حوادث سنة 379 ان دبيس بن عفيف
الأسدي قصد فخر الدولة بن ركن الدولة لما سار من الري إلى العراق
ليأخذها من بهاء الدولة وصار في جملته. وفي القاموس الحلة بلدة قرب
الحويزة بناها دبيس بن عفيف وفي تاج العروس بناها ملك العرب أبو الأغر
دبيس بن عفيف الأسدي يجتمع مع المزيديين في ناشرة. ملك الجزيرة
والأهواز وواسط وتوفي سنة 386 وخلف ثلاثة عشر ابنا آخرهم همام الدولة
أبو الحسن صدقة بن منصور ابن حسين بن دبيس مات سنة 497 وبه
انقرض ذلك البيت اه‍.
الأمير نور الدولة أبو الأغر دبيس بن أبي الحسن علي بن مزيد الأسدي
توفي في شوال سنة 474 في مطارآباد وعمره ثمانون سنة وكانت
امارته 57 سنة.
قاله ابن الأثير وبمقتضى تاريخ ولايته ووفاته تكون مدة امارته 66 سنة
وفي مجالس المؤمنين كانت امارته 57 أو 67 سنة.
وفي تاج العروس كناه أبا الأغر ولقبه سيف الدولة وقال توفي سنة
494 ولي 66 وله اياد على العرب اه‍ ومن اخباره ما ذكره ابن الأثير في
حوادث سنة 411 أنه فيها اجتمع غريب بن مقن ونور الدولة دبيس بن
علي بن مزيد الأسدي واتاهم عسكر من بغداد فقاتلوا قرواش بن المقلد
العقيلي معتمد الدولة صاحب الموصل عند كرخ سامرا فانهزم قرواش
واسر ونهبت خزائنه وأثقاله. وفي حوادث سنة 417 فيها اجتمع دبيس ابن
علي بن مزيد الأسدي ومنيع بن حسان أمير بني خفاجة وعسكر بغداد على
قتال قرواش لان خفاجة تعرضوا لما في يد قرواش من السواد فسار إليهم
فاستعانوا بدبيس فلما علم قرواش انه لا طاقة له بهم رجع عنهم. وفيها
سار منيع بن حسان أمير خفاجة إلى الجامعين وهي لنور الدولة دبيس فسار
دبيس في طلبه إلى الكوفة ففارقها إلى الأنبار وهي لقرواش فقاتله أهلها فلم
يكن لهم بخفاجة طاقة فدخلها منيع وسار قرواش إلى الجامعين فاجتمع هو
ونور الدولة دبيس بن مزيد في عشرة آلاف مقاتل وكانت خفاجة في ألف
فلم يقدر قرواش في ذلك الجيش العظيم على هذا الألف. وفي حوادث
سنة 420 ان قرواشا لما دخل الغز الموصل ونهبوها ارسل إلى دبيس في جملة
من أرسل إليهم يستمدهم ويشكو ما نزل به فسار إليه دبيس فيمن سار
فنصر الله العرب على العز بعد ما انتصر الغز عليهم. وفي شذرات الذهب
اجتمع دبيس وقرواش على محاربة الغز فنصروا عليهم وقتلوا منهم الكثير

390
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 431 فيها شغب الأتراك على الملك جلالة
الدولة ببغداد فراسل دبيس بن مزيد وقرواشا صاحب الموصل وغيرهما وجمع
عنده العساكر فاستقرت القواعد بينهم وفي حوادث سنة 441 فيها كانت
حرب شديدة بين نور الدولة دبيس بن مزيد وعسكر واسط من الأتراك
وسببه أن الملك الرحيم اقطع نور الدولة حماية نهر الصلة ونهر الفضل وهما
من أقطاع الواسطيين فسار إليهما ووليهما فسخط ذلك الواسطيون وساروا إلى
نور الدولة وأرسلوا إليه يهددونه فأجابهم انا نرسل إلى الملك فبأي شئ يأمر
رضينا به فسبوه وساروا مجدين إليه فأرسل إلى طريقهم طائفة من عسكره
ووضع لهم كمينا فخرج عليهم فقتل واسر وجرح منهم كثيرا وانهزموا وغنم
ما في عسكرهم.
امراء بني مزيد
المترجم هو أول امراء بني مزيد الأسديين كانت لهم الامارة بالعراق
وكانوا ينزلون أولا بالبيوت العربية ثم بنوا الحلة سنة 495 وأول من بناها
وانتقل إليها منهم سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد
حفيد المترجم فسميت بالحلة السيفية والحلة المزيدية وأهلها إلى اليوم إذا
انتخوا يقولون أين آل دبيس ولأمراء بني مزيد اخبار جميلة وأعمال جليلة
وكانوا ملجا لكل ملهوف ونصرة لكل مظلوم. وفي مجالس المؤمنين فان
هذه الطائفة من شيعة أمير المؤمنين علي ع من قديم الزمان وكانوا
متفرقين بين اعراب عراق العرب وخوزستان اه‍. واستمرت إمارتهم نحوا
من 142 سنة من سنة 403 إلى سنة 545 ولي الامارة منهم في هذه المدة
سبعة امراء فأول من تقدم منهم أبو الحسن علي بن مزيد فولي الامارة سنة
403 وتوفي سنة 408 فوليها بعد ابنه نور الدولة دبيس المترجم وتوفي
474 ثم وليها ابنه بهاء الدولة منصور بن دبيس وتوفي سنة 479 فوليها ابنه
سيف الدولة صدقة بن منصور وهو الذي بنى الحلة فنسبت إليه وقتل سنة
501 فولي بعده ابنه نور الدولة دبيس بن صدقة المتقدمة ترجمته وقتل سنة
529 فولي بعده ابنه صدقة بن دبيس وقتل سنة 531 فولي بعده اخوه
علي بن دبيس وتوفي سنة 545 وبموته انقرضت أمارتهم.
وفي الرياض عن الشيخ رضي الدين علي أخي العلامة الحلي في
كتاب العدد القوية: في سنة 493 نزل سيف الدولة صدقة بن
منصور الأسدي ارض الحلة وهي آجام ووضع الأساس للدور والأبواب سنة
495 وحفر الخندق حولها سنة 498 وفي 21 رمضان سنة 500 كان وضع
السور حولها وفي سنة 501 انتقل إليها ووضع الكشك السكك ظ ولده
دبيس بعد وفاته وتولى بعده ولده علي وأول من تقدم منهم علي بن مزيد
وانقرض ملكهم على يد علي بن دبيس ولهذا يقولون أول ملوكهم علي
وآخرهم علي اه‍.
وقال عماد الدين الأصفهاني في خريدة القصر ما صورته: كانوا
ملجا اللاجئين، وثمال الراجين وموئل المعتفين وسيف المستضعفين تشد
إليهم رجال الآمال وتنفق عندهم فضائل الرجال ويفوح في أرجائهم أرج
الرجاء وتطيب بنداهم أندية الفضلاء، ولا يلقى في ذراهم البائس بؤس
اليائس، وكم قصم نجادهم فقار الفقر والافلاس. بشرهم للاجئ
بشير، وملكهم للملتجئ ظهير، وأثرهم في الخيرات أثير، والحديث عن
كرمهم كثير، ليوث الوغى وغيوث الندى وغياث الورى، سلكوا محجة
الحجى وأودعوا قلوب عداتهم وحلوقها الشجن والشجى وأحشاء حاسدهم
يحسك الحسد قريحة، ونفوس مواليهم ومواليهم بدولتهم مستريحة، وما
زال ذيل نعمهم سابغا ومشرب دولتهم سائغا وأمورهم مستقيمة، والجدود
عندهم مقيمة، إلى أن قتل صدقة سنة 501 واظلمت أيامه المشرقة
وانتقلت الامارة إلى دبيس ابنه، وان امر الامارة على أساس أبيه لم يبنه،
فتارة يقيم وتارة يخرج، ومرة يمر ومرة يدرج وحارب المسترشد مرارا فهزم
دبيس وما برحت دولتهم تنقص وظلهم يقلص إلى أن اضمحلت في زماننا
هذا بالكلية أعاذنا الله من مثل هذه البلية فلقد كانوا ذوي الهمم العلية
ومنازلهم بالحلة خلت. وبعد ما كانت مصونة أحلت وعقود سعودهم
حلت.
أقوال العلماء في دبيس
قال ابن الأثير: ما زال ممدحا في كل زمان مذكورا بالفضل
والاحسان وفي مجالس المؤمنين عن تاريخ مصر انه كان جوادا ممدحا ومحط
رحال الرافضة اه‍. ومما يأتي من اخباره يظهر ما كان له من المكانة عند
الملوك والامراء وحسن التدبير وفي مسودة الكتاب فيه يقول الشاعر:
سالت الندى والجود حيان أنتما وهل عشتما من بعد آل محمد
فقالا نعم متنا جميعا وضمنا ضريح وأحيانا دبيس بن مزيد
أخباره
قال ابن الأثير في حوادث سنة 404 فيها تزوج أبو الأغر دبيس بن
علي بن مزيد بأخت أبي الشوك فارس بن عناز أمير الأكراد.
وفي حوادث سنة 408 فيها في ذي القعدة توفي أبو الحسن علي بن
مزيد الأسدي وقام بعده ابنه نور الدولة أبو الأغر دبيس وكان أبوه قد جعله
ولي عهده في حياته وخلع عليه سلطان الدولة ابن بويه وأذن في ولايته
فاختلفت العشيرة على دبيس فطلب اخوه المقلد الامارة وسار إلى بغداد
وبذل للأتراك بذولا كثيرة ليعاضدوه فسار معه منهم جمع كثير وكبسوا دبيسا
بالشماسية ونهبوا حلته فانهزم إلى نواحي واسط وعاد الأتراك إلى بغداد وقام
الأثير الخادم بأمر دبيس حتى ثبت قدمه.
وفي حوادث سنة 418 فيها عصى أهل البطيحة على الملك أبي
كاليجار ومقدمهم أبو عبد الله الحسين بن بكر الشرابي ثم قصدهم ابن
المعبراني فاستولى على البطيحة وفارقها الشرابي إلى دبيس بن مزيد فأقام عنده
مكرما.
وفي حوادث سنة 420 فيها اصعد الملك أبو كاليجار إلى مدينة واسط
فملكها وابتداء ذلك أن نور الدولة دبيس بن علي بن مزيد صاحب الحلة
والنيل ولم تكن الحلة بنيت ذلك الوقت خطب لأبي كاليجار في أعماله لان
أبا حسان المقلد بن أبي الأغر الحسن بن مزيد كان بينه وبين نور الدولة
عداوة فاجتمع هو ومنيع أمير خفاجة وأرسلا إلى بغداد يبذلان مالا يتجهز
به العسكر لقتال نور الدولة فاشتد الامر على نور الدولة فخطب لأبي
كاليجار وراسله يطمعه في البلاد ثم اتفق انه ملك البصرة فقوى طمعه
فسار من الأهواز إلى واسط وبها الملك العزيز بن جلال الدولة ففارقها
العزيز وقصد النعمانية ففجر عليه نور الدولة البثوق من بلده فهلك كثير من
أثقالهم وغرق جماعة منهم وخطب في البطيحة لأبي كاليجار وورد إليه نور

391
الدولة وجمع جلال الدولة عساكره وانحدر إلى واسط ولم يكن بين
العسكرين قتال واشتد الامر على جلال الدولة لقلة الأموال عنده فأشار
عليه أصحابه يقصد الأهواز واخذ ما بها من أموال أبي كاليجار وبلغ أبا
كاليجار ذلك فقال له بعض أصحابه ما عدل جلال الدولة عن القتال الا
لضعف فيه والرأي ان تسير إلى العراق فتأخذ من أموالهم ببغداد اضعاف ما
يأخذون منا فأتاهم جاسوس من أبي الشوك يخبر بمجئ عساكر محمود بن
سبكتكين ويشير بالصلح ودفعهم عن البلاد فانفذ أبو كاليجار الكتاب إلى
جلال الدولة فلم يلتفت إلى ذلك وسار إلى الأهواز فنهبها ونهب دار الامارة
ولما سمع أبوه كاليجار الخبر سار ليلقى جلال الدولة فتخلف عنه دبيس بن
مزيد خوفا على أهله وحلله من خفاجة. ولما عاد دبيس وفارق أبا كاليجار
وصل إلى بلده وكان قد خالف عليه قوم من بني عمه ونزلوا الجامعين فأتاهم
وقاتلهم فظفر بهم وأسر منهم خمسة عشر رجلا ثم إن المقلد بن أبي الأغر
الحسن بن مزيد وغيره اجتمعوا ومعهم عسكر من جلال الدولة وقصدوا
دبيسا وقاتلوه فانهزم منهم ونزل الذين أسرهم دبيس إلى حلله فحرسوها
وسار دبيس منهزما إلى السندية إلى نجدة الدولة أبي منصور كامل ابن قراد
فاستصحبه إلى أبي سنان غريب ابن مقن حتى أصلح امره مع جلال الدولة
وتكفل به وضمن عنه عشرة آلاف دينار سابورية إذا أعيد إلى ولايته فأجيب
إلى ذلك وخلع عليه فعرف المقلد الحال ومعه جمع من خفاجة فنهبوا مطير
آباد والنيل وسورا واستقاموا مواشيها وأحرقوا منازلها.
وفي حوادث سنة 325 فيها كانت حرب شديدة بين دبيس بن علي بن
مزيد وأخيه أبي قوام ثابت بن علي بن مزيد وسببه ان ثابتا كان
يعتضد بالبساسيري فلما كان سنة 424 سار البساسيري معه إلى قتال أخيه
دبيس فدخلوا النيل واستولوا عليه وعلى اعمال نور الدولة فسير نور الدولة
إليهم طائفة من أصحابه فقاتلوهم فانهزم أصحاب دبيس فلما رأى دبيس
هزيمة أصحابه سار عن بلده وبقي ثابت فيه إلى هذه السنة فاجتمع دبيس
وأبو المغرا عناز بن المغرا وبنو أسد وخفاجة واعانه أبو كامل منصور بن قراد
وساروا جريدة لإعادة دبيس إلى بلده واعماله وتركوا حللهم بين خصا
وحربى فلقيهم ثابت عند جرجرايا وكانت بينهم حرب قتل فيها جماعة من
الفريقين ثم تراسلوا واصطلحوا ليعود دبيس إلى أعماله ويقطع أخاه ثابتا
أقطاعا وتحالفوا على ذلك.
وفي حوادث سنة 428 فيها كانت فتنة بين جلال الدولة وحاجب
الحجاب حتى أخرجوا جلال الدولة عن بغداد ثم عاد إليها ونزل بالجانب
الغربي ومعه قراوش بن المقلد العقيلي ودبيس بن علي بن مزيد الأسدي ثم
هرب حاجب الحجاب إلى واسط وأرسل جلال الدولة البساسيري وبني
خفاجة في طلبه وتبعهم هو ودبيس بن عبي بن مزيد فلحقوه بالخيزرانة فأسر
ثم قتل.
وفي حوادث سنة 433 دخل الغز الموصل وهرب قراوش صاحبها
وأرسل إلى جلال الدولة يعرفه الحال وأرسل إلى دبيس بن مزيد وغيره من
امراء العرب والأكراد يستنجدهم فاما جلال الدولة فلم ينجده لزوال طاعته
عن الأتراك واما دبيس بن مزيد فسار إليه وانتهى الامر بالظفر بالغز وقتل
كثير منهم وهزيمتهم.
وفي حوادث سنة 436 انه لما توفي جلال الدولة راسل الجند الملك
كاليجار وخطب له ببغداد وغيرها وخطب له دبيس بن مزيد في بلاده وسار
إلى بغداد فلما وصل إلى النعمانية لقيه دبيس بن مزيد.
وفي حوادث سنة 440 فيها سار سعدى بن أبي الشوك الكردي
من حلة دبيس بن مزيد إلى إبراهيم ينال السلجوقي وفي حوادث سنة
443 انها وقعت فتنة بين السنة والشيعة فاحرق السنيون الترب التي حول
مشهد باب التبن واحترق ضريح موسى بن جعفر وضريح ابن ابنه محمد بن
علي ولما انتهى خبر احراق المشهد إلى نور الدولة دبيس بن مزيد عظم عليه
وبلغ منه كل مبلغ لأنه وأهل بيته وسائر أعماله من النيل وتلك الولاية
كلهم شيعة فقطعت فيه أعماله خطبة القائم بأمر الله فروسل في ذلك وعوتب
فاعتذر بان أهل ولايته شيعة واتفقوا على ذلك فلم يمكنه ان يشق عليهم كما أن
الخليفة لم يمكنه كف السفهاء الذين فعلوا بالمشهد ما فعلوا وأعاد الخطبة
إلى حالها. وفي حوادث سنة 446 فيها في رجب قصد بنو خفاجة الجامعين
وأعمال نور الدولة دبيس ونهبوا وفتكوا في أهل تلك الأعمال وكان نور
الدولة شرقي الفرات وخفاجة غربيه فاستنجد نور الدولة بالبساسيري فعبر
الفرات من ساعته وقاتلهم وأجلاهم عن الجامعين فانهزموا ودخلوا البر ثم
تبعهم فلحقهم بخفان فقتل ونهب واسر. وفيها حصلت وحشة بين الخليفة
والبساسيري سببها ان أبا الغنائم وأبا سعد ابني المحلبان صاحبي قريش بن
بدران وصلا إلى بغداد سرا فامتعض البساسيري من ذلك وقال هؤلاء
وصاحبهم كبسوا حلل أصحابي ونهبوا وفتحوا البثوق وأسرفوا في اهلاك
الناس ثم سار البساسيري إلى الأنبار وبها أبو الغنائم ابن المحلبان قد اتاهم
من بغداد وورد نور الدولة دبيس إلى البساسيري معاونا له على حصرها
فرماها بالمجانيق وهدم برجا ودخلها قهرا واسر أبا الغنائم وجاء به إلى بغداد
وأراد صلبه وصلب من معه من الاسرى فسأله نور الدولة ان يؤخر ذلك
فترك أبا الغنائم لم يصلبه.
وفي حوادث سنة 447 فيها اقبل السلطان طغرلبك من الري ووصل
إلى حلوان فاصعد الملك الرحيم من واسط إلى بغداد وفارقه البساسيري في
الطريق لمراسلة وردت من القائم في معناه إلى الملك الرحيم وسار
البساسيري إلى بلد نور الدولة دبيس بن مزيد لمصاهرة بينهما. ثم ارسل
طغرلبك إلى نور الدولة دبيس يأمره بابعاد البساسيري ففعل وخطب نور
الدولة لطغرلبك في بلاده.
وفي حوادث سنة 448 فيها كانت وقعة بين البساسيري ومعه نور
الدولة دبيس بن مزيد وبين قريش بن بدران صاحب الموصل انهزم فيها
قريش واتى إلى نور الدولة جريحا فأعطاه خلعة كانت قد نفذت من مصر
فلبسها وصار في جملتهم وصاروا إلى الموصل وخطبوا لخليفة مصر المستنصر
بالله وكانوا قد كاتبوا الخليفة المصري بطاعتهم فأرسل الخلع للبساسيري
ولنور الدولة دبيس بن مزيد ومن معهما. وفيها توفي نصر بن علي بن خميس
صاحب تكريت فخافت أمه أميرة بنت غريب بن مقن ان يملك البلدة
اخوه أبو الغنائم فقتلته وسارت إلى الموصل فنزلت على دبيس بن مزيد
وفي حوادث سنة 449 فيها ارسل نور الدولة دبيس بن مزيد
وقريش بن بدران إلى هزارسب يسألانه ان يتوسط لهما عند السلطان
ويصلح أمرهما معه ففعل وعفا عنهما السلطان فطلبا ان يرسل إليهما أبا
الفتح بن ورام فأرسله فعاد من عندهما وأخبر بطاعتهما وانهما يطلبان ان يمضي

392
هزارسب إليهما ليحلفهما فأمره السلطان بذلك ففعل وأشار عليهما بالحضور
عند السلطان فخافا وامتنعا وأرسل قريش عنه نائبا وأرسل دبيس ابنه بهاء الدولة
منصورا فأنزلهما السلطان وأكرمهما وكتب لهما بأعمالهما. وسار السلطان إلى
ديار بكر ووصل إبراهيم ينال أخو السلطان فأرسل هزارسب إلى نور الدولة
ابن مزيد وقريش يعرفهما وصوله ويحذرهما منه فسارا من جبل سنجار إلى
الرحبة فلم يلتفت السباسيري إليهما فانحدر نور الدولة إلى بلده بالعراق
بعد ما أصلح حاله مع السلطان وأقام قريش عند البساسيري بالرحبة فوجد
دبيس بلاده خرابا لكثرة من مات من الوباء الجارف ليس بها أحد.
وفي حوادث سنة 450 فيها فارق إبراهيم ينال أخاه طغرل وكان
بنواحي الموصل وسار إبراهيم إلى همذان فسار طغرل خلفه ورد وزيره عميد
الملك الكندري إلى بغداد وسار عميد الملك إلى دبيس بن مزيد فاحترمه
وعظمه ثم سار من عنده فأرسل الخليفة إلى دبيس يأمره بالوصول إلى بغداد
فوردها في مائة فارس في النجمي ثم عبر إلى الأتانين وقوي الارجاف
بوصول البساسيري فأرسل دبيس إلى الخليفة والى رئيس الرؤساء الرأي
عندي خروجكما من البلد معي فإنني اجتمع انا وهزارسب فإنه بواسط على
دفع عدوكما من فأجيب بان يقيم حتى يقع الفكر في ذلك فقال العرب لا
تطيعني على المقام وانا أتقدم إلى ديالى فإذا انحدرتم سرت في خدمتكم وسار
وأقام بديالى ينتظرهما فلم ير لذلك اثرا فسار إلى بلاده ودخل البساسيري
بغداد وملكها وسار إلى واسط والبصرة فملكها وأراد قصد الأهواز فانفذ
صاحبها هزارسب بن بنكير إلى دبيس بن مزيد يطلب منه ان يصلح الامر
على مال يحمله إليه فلم يجب البساسيري إلى ذلك. ثم إن طغرل تغلب
على أخيه إبراهيم وقتله وعاد إلى بغداد وأرسل جيشا نحو الكوفة لحرب
البساسيري وسار في أثرهم فلم يشعر دبيس بن مزيد والبساسيري الا
والسرية قد وصلت إليهم من طريق الكوفة بعد أن نهبوها واخذ نور الدولة
دبيس رحله جميعه وأحدره إلى البطيحة وجعل أصحابه يرحلون بأهليهم
ويتبعهم الأتراك فتقدم نور الدولة ليرد العرب إلى القتال فلم يرجعوا فمضى
إلى البطيحة وقتل البساسيري.
وفي حوادث سنة 451 فيها انحدر طغرلبك إلى واسط وحضر عنده
هزارسب وأصلح معه حال دبيس بن مزيد واحضره معه إلى خدمة
السلطان واصعد في صحبته إلى بغداد.
وفي حوادث سنة 455 فيها توفي السلطان طغرلبك فكتب من ديوان
الخلافة إلى جماعة فيهم نور الدولة دبيس بن مزيد بالاستدعاء إلى بغداد
فقدم إليها دبيس وخرج الوزير بن جهير لاستقباله وفارق شرف الدولة
مسلم بن قريش بغداد ونهب النواحي فسار نور الدولة والأكراد وبنو خفاجة
إلى قتاله ثم ارسل إليه من ديوان الخليفة رسولا معه خلعة وكوتب بالرضا
عنه وانحدر إليه نور الدولة دبيس فعمل له شرف الدولة سماطا كثيرا
وخلع على دبيس وولده منصور وعاد إلى حلته.
وفي حوادث سنة 460 فيها عزل فخر الدولة بن جهير من وزارة
الخليفة فخرج من بغداد إلى نور الدولة دبيس بن مزيد بالفلوجة ثم شفع فيه
نور الدولة فأعيد إلى الوزارة.
وفي حوادث سنة 462 فيها توفي تاج الملوك هزارسب بن بنكير بن
عياض وكان قد علا امره وتزوج بأخت السلطان وبغى على نور الدولة
دبيس بن مزيد وأغرى السلطان به ليأخذ بلاده فلما مات سار دبيس إلى
السلطان ومعه شرف الدولة مسلم ابن قريش صاحب الموصل فخرج
نظام الملك وزير السلطان فلقيهما وتزوج شرف الدولة بأخت السلطان
التي كانت امرأة هزارسب وعادا إلى بلادهما من همذان.
وفي حوادث سنة 468 فيها انفجر البثوق بالفلوجة وانقطع الماء من
النيل وغيره من تلك الأعمال من بلاد دبيس بن مزيد إلى أن سده عميد
الدولة بن جهير سنة 472.
دبيس بن يونس البزاز الكرابيسي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الدبيسي
يوصف به جعفر بن علي بن عبد الله.
الدجاجي
يوصف به داود بن أبي داود الكوفي.
الدرازي
يوصف به الشيخ يوسف بن أحمد صاحب الحدائق.
الدبيلي
اسمه محمد بن وهبان
دحمان
اسمه عبد الرحمن بن أحمد بن نهيك.
أبو الصبح دراج بن عبد الله والد جميل بن دراج
في التعليقة مضى في ترجمة ولده جميل ما يظهر منه حسن حاله في
الجملة اه‍ أقول لم يمر هناك الا أن دراجا مات في أيام الرضا ع
وهذا لا ظهور له في حسن حاله بوجه.
الدربندي أو الفاضل الدربندي
اسمه آقا بن عابدين.
دربيس بن عكبر الكردي
من امراء الشيعة بالعراق وهم أهل بيت امارة وتشيع كما ذكرناه في
هارون بن موسى التلعكبري واسكندر بن دربيس بن عكبر.
درست
هو درست بن أبي منصور الواسطي.
الدرقي
يوصف به جبير بن اياس
الدرمكي
اسمه سالم بن محمد

393
الدستجردي
يوصف به الحسن بن علي بن الحسن وعلي بن الحسن.
الشيخ دخيل بن طاهر بن عبد علي بن عبد الرسول بن إسماعيل المالكي
الحكامي
ولد في سوق الشيوخ سنة 1245 وتوفي بها عقيما سنة 1287 وقيل
1285 وحمل إلى النجف الأشرف فدفن هناك.
والمالكي نسبة إلى آل مالك قبيلة عراقية يقال انها من نسل مالك
الأشتر والحكامي بحاء مهملة مفتوحة فكاف مشدد وهم ينطقونها بجيم
فارسية قريبة من الشين فميم نسبة إلى آل حكام فخذ من آل مالك منتشر في
العراق.
عالم فاضل قرأ علوم العربية والمنطق والبيان على أبيه في سوق الشيوخ
ثم هاجر إلى النجف الأشرف فقرأ على الشيخ مرتضى الأنصاري والسيد
حسين الترك كما أفاده بعض الفضلاء المعاصرين.
له من المؤلفات 1 شرح منظومة والده في المنطق 2 مجموعة
أدبية 3 جملة حواش ورسائل 4 تحفة اللبيب في شرح التهذيب
للتفتازاني في المنطق وقد قرضه جملة من علماء عصره بتقاريض تجمع النثر
والشعر نقتصر على الشعر منها والله أعلم بسبب اهتمامهم بتقريضه فقال
الفقيه الشيخ محمد طه نجف النجفي:
لعمرك ان ذا حظ عظيم * بنا بشراك بالحظ العظيم
بلغت به حدود ذرى المعاني * بتهذيب الدليل المستقيم
فلا عجب إذا عجزت فحول * وقد بارتك بالنظر القويم
وقال الشيخ مهدي ابن الشيخ علي بن الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء:
لا عجب ان فاق من قد مضى * في علمه نجل الفتى الظاهر
وليس بدعا ان اتى آخرا * كم ترك الأول للآخر
وقرضه أخوه الشيخ جعفر بن الشيخ علي بتقريض نثري تركناه
اختصارا وقال الشيخ موسى شرارة العاملي:
لله ما أنشأت من غرر * زينت بهن صحائف الطرس
ورقيت كرسي العلوم وما * قد جئت فيه لآية الكرسي
وقال الشيخ عباس الأعسم النجفي:
لله درك من كتاب قد حوى * بنظام أسطره عقود جمان
نسخت به صحف الأوائل قبله * فأعجب له إذا جاء كالفرقان
وقال الميرزا جعفر بن السيد مهدي القزويني:
فلو قال إني للنبوة صالح * لكان محقا بالمقال وصادقا
ولو لم يكن آي له غير تحفة * كفته دليل بالحقيقة ناطقا
وقال والده الشيخ طاهر:
اتيت بميزان العقول حقائقا * قلائد عقيان أنيطت على نحر
وجئت بما دانت له الشمس رفعة * منيرا بأفق الطرس كالكوكب الدري
كثوب ابن يعقوب به عدت مبصرا * وفيه أتجلى ما كنت فيه من الضر
وقرضه أيضا الشيخ محمد تقي نجل الشيخ أسد الله التستري
والشيخ إبراهيم بن الشيخ حسن قفطان وأمين الدين المدرس المفتي الحنفي
في لواء المنتفق والشيخ عبد الله حفيد الشيخ محمد آل سلوم من علماء السنة
في سوق الشيوخ
ومن شعره ما أرسله إلى الشيخ عباس بن الشيخ علي بن الشيخ جعفر
صاحب كشف الغطاء وضمنه بعض أبيات عبد الباقي العمري:
سلام مثل أنفاس الخزامي * يضوع شذا بأذيال النعامي
تنظم نثره أيدي محب * مشوق كاد ان يقضي غراما
أذابت قلبه جذوات وجد * تؤجج بين جنبيه ضراما
فلم يهنأ له أبدا طعام * ولا عرفت نواظره المناما
إلى ملك يهاب الدهر منه * وندب عم نائله الأناما
له عزم كأشفار المواضي * وكف يخجل الغيث انسجاما
نتيجة معشر ضربوا فخارا * على هام الضراح لهم خياما
أمائل قد توارثت المعالي * امام للهدى يقفو إماما
لهم كشف الغطاء ولا عجيب * بان يجلو سنى الشمس الظلاما
ومما كتبه جوابا على كتاب كتبه إليه الشيخ عباس المذكور:
من مغرم انحله فرط الجوى * وشيق أذاب قلبه النوى
ارقه الحب وأضنى جسده * وأشمت الحب به من حسده
فبات بين السقم والسهاد * يبكي بدمع رائح وغاد
إلى ملك تهد الشم بأسا * عزائمه فيذريها رغاما
وأذهب بأسه صرف الليالي * وقد اضحى الزمان له غلاما
ونال من المسائل ما تمنى * فقام بهذه الدنيا إماما
وبعد ان لاعج الفراق * أذال مهجتي من الآفاق
لا عبرتي ترقى ولا حنيني * لولا تمني القرب حان حيني
فقلت والقلب إليكم قد صبا * هذا الكتاب المنتقى والمجتنى
دق وراق نظمه كأنه * في نعت أهل البيت أصحاب العبا
بالقلم الاعلى بكف قدرة * تخاله خط بها وهذبا
وتحسب النثر لحسن نظمه * في اللوح من مداد نور كتبا
ريح الصبا تضخمت بطيبه * بطيبه تضخمت ريح الصبا
ومنكب العلياء منه كم طوى * حقائبا تزري بأزهار الربى
من طيبه يفوح قبل نشره * نشر العوالي ونوافح الكيا
فعطرت أنفاسكم ونده * كل البرايا مشرقا ومغربا
وضمن كتابا آخر إليه هذين البيتين
: حتى إذا استنشقت من نشرك ما * تضمخت طيبا به ريح الصبا
تحمله منك إلي أسطر * كأنها في الطرس أزهار الربى
ومن شعره قوله:
المجد والفخر والعلياء من اربي * والحزم والعزم والاقدام من حسبي
ولي مناقب فضل قد شهدن بها * بيض من القضب مع سود من الكتب
وهمة قد سمت هام السماك على * بعزمة كذباب الصارم الذرب

394
ولم تزل ترتقي بي للعلى همم * حتى سموت مناط الأنجم الشهب
ان كان ساءك مني ملبس خلق * باد ففي طيه ماض من القضب
والسيف يحسن ما تمضي مضاربه * وان نبت لم تفده حلية الذهب
ان الجواد وان تخلق شكيمته * ينال في جريه الأقصى من الطلب
والشمس تبدو ولا تخفي محاسنها * وان علتها جلابيب من السحب
وقال مصدرا بها كتابا لبعض أصحابه في النجف:
سلام يلبس الروض الوسيما * مطارفا تملأ الدنيا شميما
تخال نظامه نثر اللئالي * وتحسب نثره عقدا نظيما
إلى ذي فكرة كالسيف حدا * وكف تخجل الغيث العميما
مزايا لو نشرن على الدياجي * أحال ضياؤها الليل البهيما
الشيخ دخيل بن محمد بن قاسم الحكامي النجفي موطنا ومدفنا
توفي 7 ذي الحجة سنة 1305 ودفن في الصحن الشريف
والحكامي مر في الذي قبله كتب لنا ترجمته ولده الشيخ حسن
والعهدة عليه فقال عالم بالأصولين محقق فقيه أصولي مدقق ثقة عدل ورع
أخذ عن الشيخ مرتضى الأنصاري وعن السيد مهدي القزويني وعن الشيخ
محمد حسين الكاظمي وغيرهم له 1 أنوار الفقاهة شرح على شرايع
الاسلام للمحقق الحلي خرج منه تسع مجلدات وقال غيره ست مجلدات من
أول الطهارة إلى أوائل الصلاة 2 رسالة في الرد على
الأخبارية كتب على ظهرها السيد مهدي القزويني شهادة اجتهاد مطلق وثناء فائقا على المؤلف
3 رسالة عملية 4 حاشية على مكاسب الشيخ مرتضى ومن آثاره
الخيرية أنه عمر في العراق أربعة مساجد أقام بكل منها جماعة أحدها في
مركز الناصرية والثاني في سوق الشيوخ والثالث في شطرة المنتفك والرابع في
قلعة سكر اه‍.
درست بن أبي منصور محمد الواسطي
درست في الخلاصة بضم الدال وبعدها راء وسين مهملة ومثناة
فوقية أخيرا اه‍ والراء مضمومة والسين ساكنة كلمة فارسية معناها
الصحيح.
في الخلاصة درست بن منصور وقال الكشي ابن أبي منصور واسطي
كان واقفيا اه‍ ولا يخفى ان الشيخ والكشي والنجاشي وابن داود جميعا قالوا
ابن أبي منصور والعلامة جعله ابن منصور ونسب ابن أبي منصور إلى القيل
مع أنه لا قائل سواه انه ابن منصور. وقال النجاشي درست بن أبي منصور
محمد الواسطي روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع ومعنى
درست أي صحيح له كتاب يرويه جماعة منهم سعد بن محمد الطاطري عم
علي بن الحسن الطاطري ومنهم محمد بن أبي عمير أخبرنا الحسين بن
عبيد الله حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد بن زياد حدثنا عمي سعد بن محمد أبو
القاسم حدثنا درست بكتابه وأخبرنا محمد بن عثمان حدثنا جعفر بن محمد
حدثنا عبيد الله بن أحمد بن نهيك حدثنا محمد بن عمير عن درست بكتابه
وقال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع درست بن أبي
منصور وزاد في أصحاب الكاظم ع واسطي واقفي روى عن أبي
عبد الله ع وفي الفهرست درست الواسطي له كتاب وهو ابن أبي
منصور أخبرنا بكتابه أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير القرشي
عن أحمد بن عمر بن كيسبة عن علي بن الحسن الطاطري عن درست ورواه
حميد عن ابن نهيك عن درست وقال الكشي: حمدويه حدثني بعض
أشياخي قال درست ابن أبي منصور واسطي واقفي. وفي التعليقة الحكم
بوقفه لا يخلو من شئ والظاهر أن حكم الخلاصة به مما ذكر في رجال
الكاظم والكشي وفي الظن ان ما في رجال الكاظم مما في رجال الكشي
وبعض أشياخ حمدويه غير معلوم الحال ورواية ابن أبي عمير عنه تشير إلى
وثاقته وكذا رواية علي بن الحسين ورواية الجماعة كتابه تشير إلى الاعتماد
عليه وكذا كونه كثير الرواية وكون أكثرها سديدا مفتى به اه‍ والامر كما قاله
من أن ما في الخلاصة مأخوذ مما ذكره وما في رجال الكاظم من الكشي
وعدم حكم النجاشي بوقفه يوهن وقفه لا سيما مع كون القائل به غير معلوم
الحال الا ان يقال ليس من لم يطلع حجة على من اطلع ومع فرض وقفه فما
ذكر مما يفيد وثاقته يجعل حديثه موثقا ويروي عنه علي بن الحسن الطاطري
الذي قال الشيخ في الفهرست له كتب رواها عن الرجال الموثوق بهم
وبرواياتهم.
التمييز
يعرف درست بن أبي منصور محمد الواسطي برواية سعد بن محمد
الطاطري ومحمد بن أبي عمير وعلي بن الحسن الطاطري وابن نهيك عنه كما
يفهم مما مر عن النجاشي والفهرست وعن جامع الرواة انه نقل رواية جماعة
عنه وهم يونس بن عبد الرحمن وعبيد الله بن عبد الله الدهقان وأحمد بن
عمر الحلبي والنضر بن سويد والحسن بن علي الوشاء وإسماعيل بن
مهران بن محمد بن أبي نصر ومحمد بن علي الراوي عنه أحمد بن محمد بن
عيسى وجعفر بن محمد الأشعري وابن محبوب وعلي بن معبد والحسين بن
زيد وأبو شعيب المحاملي وعبد الله بن بكير ومحمد بن المعلى وأمية بن علي
القيسي وعلي بن الحسن الجرمي والطاطري وزياد القندي ومحمد بن
إسماعيل وسلمة بن الخطاب وعلي بن أسباط وابن رباط وأبو عثمان
ويوسف بن علي وإبراهيم بن إسماعيل وواصل بن سلمان وأبو يحيى
الواسطي اه‍ وزيد في مستدركات الوسائل محمد بن عيسى
المولى درويش محمد الاسترآبادي
توفي بمرض ذات الصدر لليلتين خلتا من شوال سنة 977
في الرياض فاضل عالم جليل لا باس به وكان من علماء عصر الشاه
طهماسب الصفوي ومن بعده
المولى كمال الدين درويش محمد ابن الشيخ حسن العاملي ثم النطنزي ثم
الأصفهاني
كان حيا سنة 939 والنطنزي نسبة إلى نطنزة قرية بين أصفهان
وكاشان.
في الرياض كان من أكابر ثقات العلماء يروي عن الشيخ علي الكركي
ويروي عنه جماعة من الفضلاء منهم المولى محمد تقي المجلسي الأول
والشيخ عبد الله بن جابر العاملي والقاضي أبو الشرف الأصفهاني كما يظهر
من آخر الوسائل وكان جد المجلسي الأول من قبل أمه قال المجلسي الثاني
في صلاة البحار عند ذكر دعاء الصباح والمساء لعلي ع: هذا

395
الدعاء من الأدعية المشهورة ولم أجده في الكتب المعتبرة الا في مصباح السيد
ابن باقي رحمه الله ووجدت منه نسخة قراءة المولى مولانا درويش محمد
الأصبهاني جد والدي من قبل أمه على العلامة مروج المذهب نور الدين
علي بن عبد العالي الكركي قدس الله روحه فاجازه وهذه صورة الإجازة.
الحمد لله قرأ علي هذا الدعاء والذي قبله عمدة الفضلاء الأخيار
الصلحاء الأبرار مولانا كمال الدين درويش محمد الأصفهاني بلغه الله ذروة
الأماني قراءة تصحيح كتبه الفقير علي بن عبد العالي في سنة 039 حامدا
مصليا اه‍ ثم أورد سندا آخر لهذا الدعاء نقلا عن خط مولانا علي ع.
وقال في صدر كتاب الغيبة أيضا: اخبرني الشيخ الجليل
عبد الله بن الشيخ جابر العاملي عن جد والدي الفاضل المحدث مولانا
كمال الدين درويش محمد ابن الشيخ حسن النطنزي عن الشيخ نور الدين
علي مروج المذهب وعلى هذا أعلى أساتيذي اه‍ وقال في بعض إجازاته
لاحد تلاميذه من السادات: ومنها ما أجازني الشيخ الجليل الصالح الرضي
عبد الله بن الشيخ جابر العاملي ابن عمة والدة والدي من قبل أمه الثقة
الفقيه المحدث كمال الدين مولانا درويش محمد ابن الشيخ حسن النطنزي
طهر الله أرماسهم عن الشيخ علي الكركي الخ. وقال الشيخ المعاصر في
باب الميم من أمل الآمل الشيخ درويش محمد بن الحسن العاملي كان فاضلا
صالحا زاهدا من المشايخ الاجلاء يروي عن الشيخ علي بن عبد العالي العاملي
الكركي اه‍ ولا يخفى الاعتراض عليه في ايراده في باب الميم بل
يجب ذكره في باب الدال وقد نسبه بالعاملي في أمل الآمل وبعض إجازات
الأستاذ المجلسي وفي آخر وسائل الشيعة حيث قال وعن مولانا محمد باقر
المجلسي عن أبيه عن القاضي أبي الشرف الأصبهاني والشيخ عبد الله بن
جابر العاملي عن مولانا درويش محمد بن الحسن العاملي عن الشيخ نور
الدين علي بن عبد العالي العاملي الكركي ولا ينافي ذلك اشتهاره بالنطنزي
فهو عاملي الأصل سكن نطنز ثم أصفهان فنسب إلى الجميع ثم إن كلام
المجلسي في كتاب الأربعين كما سمعت يدل على أن المجلسي يروي عن
الشيخ عبد الله بن جابر العاملي بلا واسطة ومن كلام صاحب الوسائل ان
المجلسي يروي عن أبيه عن عبد الله بن جابر والامر سهل بتعدد
الطريق
وفي الفوائد الرضوية عالم فاضل تقي زاهد ثقة وهو أول من نشر
حديث الشيعة في الدولة الصفوية بأصفهان وعن المير محمد بن حسين سبط
المجلسي انه قال المولى كمال الدين كان من أهل الزهد والعبادة مدفون في
نطنزة وعلى قبره قبة معروفة ووصفه المجلسي الأول في شرحه على الفقيه كما
يأتي بقوله شيخ علماء الزمان في زمانه الشريف جدي مولانا درويش محمد
الأصفهاني النطنزي العاملي اه‍
مشايخه
هو من تلاميذ الشهيد الثاني كما في الفوائد الرضوية ومن تلاميذ
المحقق الكركي ويروي عن المحقق الكركي إجازة وقد كتب له إجازة على
ظهر دعائي الصباح والسمات وتعقيبات سائر الصلوات الذي ألفه الكركي
تاريخها سنة 939 والظاهر أنها التي ذكرنا صورتها في ج 30
تلاميذه
يروي عنه القاضي أبو الشرف الأصفهاني والشيخ عبد الله بن جابر
العاملي ابن عمة المجلسي الأول ويروي عنه المجلسي الأول بواسطتهم قال
المجلسي الأول في شرح من لا يحضره الفقيه عند ذكر طرقه في الرواية وعن
جماعة من الفضلاء منهم أستاذ الفضلاء القاضي أبو الشرف وابن عمتي
الشيخ عبد الله بن جابر العاملي وخالي مولانا محمد قاسم عن شيخ علماء
الزمان في زمانه الشريف جدي مولانا درويش محمد الأصفهاني النطنزي
العاملي عن الشيخ نور الدين علي بن عبد العالي اه‍ وصرح في آخر الوسائل
بأنه يروي عنه القاضي أبو الشرف عن الشيخ علي الكركي.
الأمير درويش ابن الأمير حيدر الحرفوشي
في تاريخ بعلبك انه لما توفي الأمير حيدر الحرفوشي سنة 1874 م تولى
مكانه أخوه الأمير مصطفى فقصد الأمير درويش ابن الأمير حيدر الأمير
يوسف الشهابي طالبا مساعدته ليكون حاكما مكان أبيه فخيب طلبه فقصد
الشيخ ظاهر العمر فطيب خاطره وسال الأمير يوسف فيه فولاه على قسم من
قرى بعلبك.
الحاج درويش علي ابن الحاج جعفر ابن الحاج علي ابن الحاج معروف كبة
البغدادي
ولد حوالي 1120 وتوفي حوالي 1200.
هو جد آل كبة البغداديين المشهورين أهل الثروة والبذل في سبيل
الخير وأهل الدين والأخلاق الفاضلة السامية كان المترجم يمتهن التجارة
ويسكن بغداد في نفس الدور التي يسكنها أحفاده الآن والتي بقي بعضها على
شكله وعمرانه منذ ذلك التاريخ ويدل عظم بنيانها وسعة رقاعها وزخرفتها
وزينتها على الأبهة والعظمة والنشا في النعمة أعقب المترجم ولدين الحاج
مصطفى الكبير والحاج جواد.
المولى درويش علي الحائري تلميذ أبي علي صاحب الرجال
عالم فاضل له تكملة رجال شيخه أبي علي الموسوم بمنتهى المقال ذكر
فيه جميع من أسقطه شيخه بزعم انهم مجاهيل. وهو غير الشيخ درويش
علي البغدادي الحائري الآتي.
الشيخ درويش علي بن حسين بن علي بن محمد البغدادي الحائري
ولد في بغداد سنة 1220 وتوفي في الحائر الحسيني سنة 1277 ودفن
في الصحن الشريف قريبا من باب الزينبية بوصية منه.
ذكره ولده الشيخ أحمد في كنز الأديب فقال: كان عالما عاملا فقيها
أديبا كاملا شاعرا ماهرا متكلما وقورا مهيبا متبحرا في العلوم العربية قرأ في
بغداد على علمائها في العلوم الأدبية وبعد سنة 1246 هاجر إلى الحائر فاخذ
عن علمائه الفقه والأصول وحاز المعقول والمنقول اه‍. وفي الشجرة الطيبة
كان عالما كاملا فقيها فاضلا أديبا شاعرا سريع البديهة في النظم والنثر
جامعا بين جودة السبك وحسن المعنى متكلما وقورا مهيبا زاهدا ناسكا تقيا
نقيا ورعا عفيفا حسن الخلق والسيرة سليم الذات نقي السريرة عارفا باللغة
والتفسير وعلم البلاغة والنحو والتاريخ والسير غير مدافع قرأ في بغداد على
علمائها ثم هاجر بعد وفاة أمه وأبيه في الطاعون الكبير الذي عم البلاد
وأهلك العباد سنة 1246 إلى كربلاء فقرأ على علمائها وبقي مقيما بكربلاء
مشتغلا بالتدريس ونشر العلم إلى أن توفي اه‍ وفي اليتيمة الصغرى الحاج
درويش علي من الشعراء العلماء.

396
مؤلفاته
1 غنية الأديب في شرح مغني اللبيب في ثلاث مجلدات 2
معني الواعظين 3 تنبيه الغافلين في المواعظ والأخلاق وأصول الدين 4
الشهاب الثاقب في الرد على النواصب 5 الجوهر الثمين 6 قبسات
الأحزان في مقتل الحسين ع 7 شرح دعاء السمات 8
الأجوبة الحائرية 9 بغية الطلب في شرح الزيارة الجامعة في رجب.
شعره
من شعره قوله مخمسا ميمية الفرزدق في الإمام زين العابدين ع
وذكر ولده في كنز الأديب نحو خمسة وثلاثين بيتا وبعض ما ذكره مما
الحق بها وليس منها وهي:
هذا الذي طيب الباري أرومته * قدما وأعلى على الجوزاء رتبته
هذا الذي حوت الآيات مدحته * هذا الذي تعرف البطحاء وطأته
والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن من تعرف التقوى بقربهم * والعلم والدين مقرون بعلمهم
وما السعادة الا نيل حبهم * هذا ابن خير عباد الله كلهم
هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي ضل نهج الحق جاحده * وفي سبيل الهدى لم يعم قاصده
هذا الذي قط لا تحصى محامده * هذا الذي احمد المختار والده
وابن الوصي الذي في سيفه النقم
هذا الذي سمت العليا بسؤدده * هذا الذي لا يضاهى في تهجده
هذا الذي لا ترى خلفا بموعده * ما قال لا قط الا في تشهده
لولا التشهد كانت لاؤه نعم
هذا الذي من قلاه في لظى نبذا * ومن تولاه حقا لم يصبه اذى
كم هالك بولا هذا قد انتقذا * من يعرف الله يعرف أولية ذا
فالدين من بيت هذا ناله الأمم
سل هل اتى هل أتت في غيرهم وطرت * وسورة النجم سل في حق من ذكرت
وسل بمن آية التطهير قد سطرت * ينمى إلى ذروه العز التي قصرت
عن نيلها عرب الاسلام والعجم
هذا الذي حرمة الجبار حرمته * هذا الذي شرعة المختار شرعته
هذا الذي صحف الجبار تنعته * مشتقة من رسول الله نبعته
طابت عناصره والخيم والشيم
وله أيضا تخميس قصيدة البردة.
الشيخ درويش علي بن الشيخ شمس الدين
ذكره جامع ديوان السيد نصر الله الحائري فقال خاتمة الأدباء
المتبحرين اه‍. وبينه وبين السيد نصر الله مراسلات ومكاتبات وأرسل إلى
السيد نصر الله أبياتا لم تحضرنا فاجابه السيد نصر الله عليها بهذه الأبيات:
لما تقلد مجدي من مديحكم * دراغدا سلكه ودي ومرجانا
تنطقت هممي الجوزاء والتحفت * فضائلي الصبح واستعليت كيوانا
لأنكم فقتم معنى بجودكم * كما شاوتم بلفظ راق سحبانا
وقد غدا مزهرا روض القريض بكم * من بعد ما راح ذاوي النبت أحيانا
أبوك شمس أيا بدر الكمال به * قد اكتسبت سنا مع مخبر زانا
ورهطك الشهب في أفق العلا نجموا * قدماؤكم رجموا في الحرب شيطانا
ولا برحت نقي العرض من دنس * مضمخ الخلق مسكا شامخا شانا
ولعله الذي بعده
الشيخ درويش علي بن شمس الدين الكاظمي
وجدنا له في بعض المجاميع العاملية المخطوطة قصيدة في الامامين
الكاظم والجواد ع يقول فيها:
عج بالركاب على غربي بغداد * قثم نور سليل المصطفى بادي
واخلع إذا جزته النعلين متضعا * كفعل موسى كليم الله في الوادي
وادخل إلى حرم فيه الخليل كذا * موسى وعيسى وفيه المصطفى الهادي
وفيه جبريل مع ميكال والملأ * الأعلى جميعا وفيه المفخر العادي
فيه ابن جعفر موسى والجواد اولي * جود وفضل نموا من نسل أجواد
الهاديين إلى نهج السبيل لمن * ضل السبيل لدى هدي وارشاد
أكفهم في العطا كالغيث هاطلة * وعزمهم في سطا حرب كاساد
والأرض ان تخل من قطب ومن وتد * فهم لها خير أقطاب وأوتاد
أقسمت بالمصطفى الهادي النبي وأبناء * له خير أبناء وأولاد
لولا بنو الوحي ما سارت مهجنة * للبيت كلا ولا يحدو بها حادي
ولا أنابت إلى التوحيد أفئدة * ولا صفا ود سلمان ومقداد
ولا تقبل من داع دعاه ولا * صحت عبادة عباد وزهاد
أئمة حبهم فرض وبغضهم * كفر وقربهم منجى لقصاد
يا سادتي يا بني الهادي النبي ومن * بحبهم قد زكا أصلي وميلادي
إليكم يا بني الزهراء قافية * غراء ترفل في وشي وابراد
بكرا أتتكم وفرط الشوق يحفزها * سعيا على رغم أعدائي وحسادي
زففتها نحوكم أرجو القبول لها * فإنها خير ما قدمت من زاد
فهاكموها من العبد الفقير إلى * نوالكم فأوفدوه خير ارفاد
وافى بها اليوم درويش العلي إلى * أبواب أكرم سادات وأمجاد
الكاظمي ابن شمس الدين عبدكم * نفسي فداكم وآبائي وأجدادي
صلى عليكم إله العرش ما سجعت * ورق على غصن في الدوح مياد
أبو المعالي درويش بن محمد الطالوي الشامي
مفتي دمشق ولد سنة 950 وتوفي سنة 1014 عن معجم الاعلام.
ذكره الشهاب احمد الخفاجي في ريحانة الالبا وزهرة الحياة الدنيا وأثنى عليه
ثناء بليغا بأسجاعه المعروفة التي كان يستعملها أهل تلك الاعصار وهو
شاعر أديب مطبوع كما يدل عليه شعره الآتي ومقتضى كونه مفتي دمشق أن
يكون فقيها ومما قاله الخفاجي فيه انه كان سافر إلى بلاد الروم وقال هو من
آل طالو الذين سموا في المعالي وطالوا ويفهم من نسمة السحر فيمن تشيع
وشعر ان من مؤلفاته كتابا يسمى السانحات وانه ذكر فيه أنه أخذ الطب
عن الشيخ داود وان في شعره نفثات التشيع حتى لقد شك الخفاجي في
عقيدته لقوله الآتي:
بولاء حيدرة الوصي * أخي النبي الهاشمي
فقال الخفاجي: اما قوله الوصي فهو ما ترويه الشيعة ان رسول الله
ص أوصى لعلي بالخلافة يوم غدير خم ولكنه مخالف لعقيدة أهل السنة والله

397
اعلم هل كان الطالوي يعتقد مذهب الشيعة أو جرى على مذهب ممدوحه
الشريف لأنه شيعي اه‍. وأقول لم ترو الشيعة وحدها حديث الغدير بل
رواه جميع علماء المسلمين حتى أن الطبري ألف فيه كتابا والقصيدة الآتية
التي منها هذا البيت دالة على تشيعه في عدة مواضع منها، والله أعلم
بحقيقة حاله. وفي نسمة السحر أيضا: يقوي الظن بتشيعه انه كان تلميذ
الشيخ داود الأنطاكي كما ذكر هو في السانحات أحد مؤلفاته اي مؤلفات
الطالوي قال: والشيخ داود قرأ مدة رحلته من بلدة أنطاكية في جبل
عامل على فضلاء الامامية فهو شيعي قال ويلوح من نفحات هذه
القصيدة له بذكر الزوراء والغري الشريف ونواحيه عنبر التشيع. ثم نقل
كلاما للمترجم حكاه كتابه السانحات يصف فيه وروده على الشيخ داود
للاخذ منه يقول فيه: وردت إليه على برح اشتياق فمازجته امتزاج الراح
بالماء القراح ولزمته لزوم الظل في الغدو والرواح فسمح لي بشئ من علومه
الغريبة بدقائق حكمه العجيبة ولم أزل مدة إقامتي بالقاهرة ودمشق أرد حماه
واجعل سميري فيها قمر محياه تارة بالظاهرية وأخرى بربع قاسيون ممليا علي
فيه من لطائف اسماعه وظرائف نكته البديعة ونوادره واخباره فمما سمعته
وذكره ما حكاه له الأنطاكي من ترجمة أحواله كما مر في ترجمته
ومن شعره الذي أورده صاحب الريحانة:
أنسيمة الروض المطير * بالعهد من زمن السرور
وأنيق أيام الشباب * وعيشه الغض النضير
ووثيق أيام التصابي * يا لمعهدها الخطير
ومعاهد كان الشباب * وشرخه فيها سميري
هومت فيه فصاح بي * داعي الصباح المستنير
فطفقت انظر منه في * أعقاب برق مستطير
قد كان حسان المرا * بع فيه حسان البدور
أيام غصن شيبتي * ريان من ماء الغرور
وذؤابتي شرك المهى * وحبالة الظبي الغرير
فتنال في يدها المهاة * الرود من ريم الخدور
حيث الشبيبة غصة * غناء صافية الغدير
من كل مخطفة الحشي * كاخي الرشا الظبي النفور
طلعت بليل ذوائب * أبهى من القمر المنير
بيضاء وشحت الترائب * والنحور من الثغور
وكسا معاطفها الشباب * الرود حسان الحرير
قويت على قتلي وفي * الحاظها ضعف الفتور
وبما جرى يوم النوى * من در مدمعها النثير
وبوقفة التوديع * والأنفاس تصعد بالزفير
ويد الفراق تشب في * الأحشاء نيران السعير
ألا سريت مع الصبايا * نسمة الروض المطير
فاجتزت من ارض العراة * على الخورنق والسدير
ووقفت بالزوراء * وقفة زائر أوفى مزور
وحملت للكرخ التحية * من أخي سجن أسير
ونزلت من نهر الأبلة * والصراة على شفير
ووقفت في وسط الفرات * بملتقى العذب النمير
وسمعت هينمة الرياض * وصوت جاسية الخرير
وجذبت في تلك الحدائق * طوق ساجعة الهدير
حفت بسرو كالقيان * تلفعت خضر الحرير
وثنيت عطفك والصباح * يكاد يؤذن بالسفور
ولثمت خد الروض فيه * عذار ريحان طرير
واتيت بابل فاصطبحت * بمثل مصباح منير
ومنها:
يغنيك متهمة ومنجدة * سناها عن خفير
والصبح يخطر في الدجى * كالوحي يخطر في الضمير
والنسر فيه واقع * خوف الصباح لدى الوكور
وكواكب الجوزاء * ممسكة الأعنة عن مسير
خافت سهيلا فانتضت * سيفا من الشعري العبور
والنجم يهوي للغروب * كأنه كف المشير
وما أورده الخفاجي من شعره قوله:
توشحت كالنجوم الزهر في الظلم * سمطين من لؤلؤ رطب ومن كلم
وقلدت جيد أرام النقي دررا * بزت بهن دراري الأفق في القسم
وأقبلت في مروط الزهور رافلة * تجريتها فضول المرط من أمم
جيداء مصلته القرطين مائسة * العطفين مخضوبة الأطراف بالعدم
كأنها حين وافت والفؤاد بها * صب صبابة شرخ مر كالحلم
فما الرياض بكاها المزن ليلته * بكاء طرف قريح بات لم ينم
شوقا لطرق خيال بات يرقبه * من ناقض العهد والميثاق والذمم
يضاحك المزن فيها الأقحوان ضحى * عن ثغر مبتسم بالدر منتظم
فالورق صادحة والروض ضاحكة * ثغوره بين منهل ومنسجم
بجاذب الريح أطراف الغصون بها * فتنثني والهوى ضرب من اللمم
يوما بأحسن مرأى من شمائلها * وقد أتت بعتاب من أخي كرم
قال ومر الطالوي ببلاد ابن معن قرب صيدا وهو رئيس الطائفة
الدروزية أصحاب الحاكم بأمر الله بالشام وهم فرقة من الإسماعيلية لهم
شهرة وصيت ونسبتهم إلى الحسين الدرزي اي الخياط والدرز الخياطة،
قال بعض الخوارج لما قتل زيد بن علي وكان معه خياطون من الكوفة:
أأبا حسين والأمور إلى مدى * أولاد درزة اسلموك وطاروا
وكتب له الشريف أمير الشام كتابا إلى ابن معن يوصيه به فعدا عليه
أصحاب ابن معن وانتهبوا ما معه وفي جملة ذلك
غلام له والظاهر أن ذلك كان في طريقه من الشام إلى مصر فكتب إلى الشريف بهذه القصيدة
يستدعيه عليهم ولا يعرف من هو هذا الشريف:
بالله يا نشر العبير * سرى بروضات الغري (1)
طاف المشاهد وانثنى * نشوان من كأس روي
وأقام بالزوراء (2) منها * في رياض الحائري (3)



(1) الغري مدفن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. وفيها مشهد الإمام موسى
الكاظم وحفيده الإمام محمد الجواد عليهما السلام.
(2) الزوراء هي بغداد.
(3) الحائري منسوب إلى الحائر والحائر: المكان الذي فيه مشهد الحسين عليه السلام اي في رياض
المشهد الحائري ويوشك ان يكون نقص هنا بيت وان الأصل هكذا:
وأقام بالزوراء ثم * نحا ضريح العسكري
وغدا يرود الطرف منه * في رياض الحائري - المؤلف -
398
متنزل الآي الكرام * ومهبط الوحي السني
ان جئت ربع الشام فاقصد * ساحة الشرف العلي
أعني الشريف ابن الشريف * ابن الشريف الموسوي
متحملا مني السلام * كنشر دارين الزكي
لجناب مولانا الشريف * ولي مولانا علي
وأشرح له من حال * مولاه المحب الطالوي
ماذا لقي في ثغر صيدا * من دروزي غوى
دين التناسخ دينه * لا بل يدين بكل غي
ويرى الطبائع انها * فعالة في كل شئ
وافى بمكتوب الشريف * إليه من بلد قصي
يوصيه فيه كأنما * أوصاه في اخذ الصبي
فسقاه يوم فراقه * لا كان بالكاس الردي
وغدا الشجي من بعده * يبكي بدمع عندمي
في غربة لا يشتكي * فيها إلى خل وفي
لا جار يؤويه ولا * يأوي إلى ركن قوي
الا إلى ركن الشريف * الطاهر الشيم الزكي
حامي حمى الشرع الشريف * بكل ابيض مخذمي
مولاي سمعا ان لي * حقا عليك بغير لي
بولاء حيدرة الوصي * أخي النبي الهاشمي
لا تهملن من اخذ * ثاري من كفور بالنبي
وابعث إليه مقانبا * فيها الكمي على الكمي
لو حاربت جند القضا * لثنت سراه عن المضي
جرافة لم تبق في * اطلاله غير النؤي (1)
وأشيعت (2) ينعى الديار * مع ابن داية (3) في النعي
ومما قاله صاحب الريحانة محمود الخفاجي فيه: سليل المعالي والكرم
رقيق حواشي الطباع والشيم حسان عصره وأبو عبادة دهره وهو فرع من
شجرة آل طالو الذين فاقوا في رتب العلى وطالوا:
ان حاربوا ملأوا البلاد مصارعا * أو سألوا عمروا الديار مساجدا
وذكر انه كان معاصرا له وبينهما محاورات ومراسلات وذكر قصيدة
سينية أرسلها الخفاجي إليه لكنه لم يذكر انه كان مفتي دمشق وانما ذكر ذلك
صاحب نسمة السحر وقال إن الذي شكاه في قصيدته اليائية هو ابن سيفا
من الطائفة القائلين بالتناسخ على رأي الحاكم بأمر الله ويقال لهم درزية
نسبة لحسين الدرزي صاحب دعوة الحاكم. وصاحب نسمة السحر قال إنه
ابن معن وهو الصواب وقوله على رأي الحاكم غلط فالحاكم لم يقل أحد انه
كان يرى ذلك وانما هم ادعوا فيه الإلاهية كما أنه لا يمكن التصديق بما
نسبوه إلى الحاكم من الأمور التي عيب عليه بها فان كلام العدو لا يمكن
تصديقه كله في حق عدوه وكم جرت العداوة إلى الافتراء على الأعداء وهذا
جلال الدين السيوطي وهو عالم معروف لا يصحح في كتابه تاريخ الخلفاء
خلافة الفاطميين المصريين ولا يعدهم من الخلفاء معللا بان الجيدين منهم
كانوا رافضة فكيف بغيرهم ويذكر في عداد الخلفاء يزيد بن معاوية وذكر
الخفاجي القصيدة الرائية بأطول مما نقلناه عن نسمة السحر وذكر في آخرها
وادي النيربين فقال:
وخطرت من بطحاء وادي * النيربين على الصخور
ووقفت في تلك الربى * ما بين روض أو غدير
ومدح في آخرها شيخ الجامع الكبير بدمشق والرئيس قاضي الجماعة
القاضي محب الدين والأديب أبا الضياء حسن ورجلا من سلالة ارتق
والأمير محمد المنجكي قال وقد عارض بهذه القصيدة ما في الحماسة. يعني
قصيدة المنخل اليشكري التي أولها:
ان كنت عاذلتي فسيري * نحو العراق ولا تحوري
قال وللناس على منوالها قصائد كثيرة أحسنها ما للشريف الرضي
نطق اللسان عن الضمير * والسر عنوان الصدور
قال وعلى منوالها لأبي بكر الخوارزمي قصيدة مطلعها:
ان الأولى خلف الخدور * هم في الضمائر والصدور
وذكر الخفاجي للمترجم أشعارا غير ما مر فقال: ومما أنشدنيه قوله
من قصيدة:
يراعك امضى من شفار الصوارم * ورأيك أجلى من بروق المباسم
مضاء يقد المرهفات وعزمه * لها في ضرام الخطب فعل الضراغم
منها:
بسيارة مثل النجوم طوالع * قواف لعمري أفحمت كل ناظم
تساقط في الاسماع لؤلؤ لفظها * تسقط طل فوق زهر الكمائم
بقيت لهذا الملك تحمي ذماره * بسمر يراع الخط لا بالصوارم
جنابك محروس وبابك كعبة * لبطحائها حجي وفيها مواسمي
وذكر له قصيدة قالها في بلاد الروم يمدح بها من اسمه ابن بستان
ويتشوق إلى بلاد الشام منها:
حمى دمشق سقاها غير مفسدها * صوب الغمام وروى روضها عللا
حتى تظل بها الارجاء باسمه * ويضحك النور في أكمامه جذلا
وخص بالجانب الغربي منزلة * لبست فيها الشباب الروق مقتبلا
تلك المنازل لا شرقي كاظمة * ولا العقيق ولا شعب الغوير ولا
ما كنت لولا طلاب المجد اهجرها * هجر امرئ مغرم بالراح كأس طلا
ولا تخيرت ارض الروم لي سكنا * ولا تعوضت عنها بالصبا بدلا
ولا امتطيت عتاق الخيل رامية * بي الموامي تجوب السهل والجبلا
من كل طرف تفوت الطرف سرعته * وسابح مثل سيد الرمل ما عسلا
حتى اتى بي ارض الروم منتجعا * روضا أريضا وماء باردا وكلا
وقال بشراك روض الفضل قلت له * روض ابن بستان مولانا فقال بلى
هو الجواد الذي سارت مواهبه * تدعو العفاة إلى نعمائه الجفلى



(1) النؤي ما يحفر حول الخيمة لمنع دخول الماء أبيها.
(2) أشيعت تصغير أشعث وهو الوتد لتشعث رأسه بالدق.
(3) ابن داية علم جنسي للغراب. - المؤلف -
399
وهاكها من بنات الفكر غانية * شامية الأصل مهما سائل سألا
غريبة في بلاد الروم ليس لها * كفو سواك فأنقذ مهرها عجلا
قال الخفاجي وأنشدني من قصيدة أخرى له أولها:
ذكر العقيق فسال من أجفانه * فاشتفه وجدا إلى سكانه
أقول وفي هذه القصيدة مدح ابن بستان المار ذكره يقول فيها:
وشجاه مسجور الفؤاد إلى الحمى * ورق سواجع هجن من أحزانه
تملي من الورق الغرام وطالما * درست فنون العشق من أفنانه
تمسي وتصبح في ارائك ايكها * مع ألفها والعمر في ريعانه
مع صفو عيش إذ رمتها نية * للروم فاجتها بسود رعانة
تبكي إذا ذكر الحمى حيث الحمى * روض تغرد في ذرى أغصانه
حتى ترى روض الحمى أو تجتلي * وجه ابن بستان وحيد زمانه
ذو رتبة في المجد رام بلوغها * الفلك المحيط فلج في دورانه
قال وله من أخرى:
لي فيكم كدراري الأفق سائرة * هي اللآلئ الا انها كلم
تبقى على صفحات الدهر خالدة * كالأنجم الزهر عقدا ليس ينفصم
قال وله من أخرى:
حمى الشام جاد الغيث ما حل تربه * مغاني الهوى فيها مغاني أحبتي
وبات بأعلى النيربين مع الصبا * تطارحها ذكرى عهود بربوة
قال وله من أخرى في السفن:
ركائب ليس ترضى بالجديل أبا * لكنها من بنات الماء والشجر
شم العرانين دهم ما بها وضح * الا نجوم الليالي موضع الغرر
ومنها في وصف القصيدة:
خذها فدتك نفوس الشعر قاطبة * فقد علته بمدح فيك مبتكر
طائية الأصل الا انها نشأت * بربوة الشام في روض على نهر
قال وأنشدني له أيضا قلت وانا اخترت منها أبياتا:
ليس يدري وقعها غير شج * فارق الأوطان مثلي والربوعا
وشباب شرخه مقتبل * كان للصب لدى الغيد شفيعا
لم يكن الا كحلم وانقضى * أو خيال في الكرى مر سريعا
لست ارضى منه بالسقيا له * وسحاب الجفن يسقيه النجيعا
والذي هاج الهوى قمرية * بالضحى تهتف بالايك سجوعا
كلما ناحت على أفنانها * هاجت الصب غراما وولوعا
حيث ربع اللهو منه آهل * والغواني في مغانيه جميعا
كل رود لبست شرخ الصبا * وهوى ان تدعه لبى مطيعا
لست انسى ساعة التوديع إذ * وقفت في موقف البين خضوعا
وهي تذري لؤلؤا من نرجس * فوق ورد كاد طيبا ان يضوعا
المولى درويش محمد الهزارجريبي.
عالم فاضل له كتاب النسائم انتصر فيه للفاضل الهندي الذي ألف
كتاب جهار آينة أربع مرايا فرد عليه المولى محب علي الأصفهاني بكتاب
سماه پنج صيقل خمسة صياقلة فانتصر المترجم للفاضل الهندي بكتاب
النسائم.
المولى درويش محمد بن درويش فضل الرستماني السمناني
من علماء عصر الشاه طهماسب الصفوي وجد بخطه مجموعة من
رسائل المحقق الكركي فرع من بعض رسائلها سنة 958.
: دعبل بن علي الخزاعي
ولد سنة 148 وفي لسان الميزان 142 وتوفي سنة 246 في تاريخ
بغداد بالطيب وهي بلدة بين واسط العراق وكور الأهواز وعاش 97
سنة وشهورا من سنة ثمان وفي عقد الجمان للشيخ مفلح بن حسين
الصيمري مختصر مرآة الجنان لليافعي انه توفي سنة 244 وقيل 246 اه‍.
وفي رسالة ما اشتهر من العلوم والعلماء المجهولة المؤلف انه توفي سنة 244
وفي الأغاني توفي بقرية من نواحي السوس ودفن بتلك القرية وقيل بل حمل
إلى السوس فدفن فيها.
سبب موته
في تاريخ دمشق اختلف في سبب موته فقيل هجا المعتصم فقتله وقيل
هجا ابن طوق التغلبي فأرسل إليه من سمه بالسوس وفي الأغاني انه لما
هجا مالك بن طوق بعث مالك رجلا حصيفا مقداما وأعطاه سما وأمره ان
يغتاله كيف شاء وأعطاه على ذلك عشرة آلاف درهم فلم يزل يطلب حتى
وجده في قرية من نواحي السوس فاغتاله بعد صلاة العتمة فضرب ظهر
قدمه بعكاز لها زج مسموم فمات من الغد ودفن بتلك القرية وقيل بل حمل
إلى السوس فدفن فيها.
ولما مات وكان صديق البحتري وكان أبو تمام قد مات قبله رثاهما
البحتري بقوله:
قد زاد في كلفي وأوقد لوعتي * مثوى حبيب يوم مات ودعبل
أخوي لا تزل السماء مخيلة * تغشاكما بسماء مزن مسبل
جدث على الأهواز يبعد دونه * مسرى النعي ورمة بالموصل
نسبه
في الأغاني هو دعبل بن علي بن رزين بن سليمان بن تميم بن
نهشل بن خداش بن خالد بن عبد بن دعبل بن انس بن حزيمة بن سلامان بن
أسلم بن أقصى بن حارثة بن عمرو بن عامر بن مزيقيا. وفي تاريخ بغداد
دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي
الشاعر ومثله في تاريخ دمشق وزاد يتصل نسبه بمضر الشاعر المشهور. وفي
معجم الأدباء والأكثر على الثاني.
هو خزاعي بالولاء أم بالنسب
في لسان الميزان هو خزاعي بالولاء. كان جده رزين مولى

400
عبد الله بن خلف الخزاعي والد طلحة الطلحات وقيل إنه من ولد بديل بن
ورقاء الصحابي اه‍. وعلى القول الثاني فهو خزاعي بالنسب لا بالولاء
ويأتي في اخباره مع المطلب ابن عبد الله الخزاعي شهادة أبي دلف له امام
المأمون بأنه من خزاعة أنفسهم لا من مواليهم.
كنيته
في الأغاني وتاريخ بغداد وتاريخ دمشق وغيرها ان كنيته أبو علي وعن
محمد بن أيوب ان كنيته أبو جعفر والمشهور في كنيته هو الأول ولعله يكنى
بهما.
الخلاف في اسمه
في تاريخ بغداد زعم أحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي ان
اسمه الحسن وقال ابن أخيه إسماعيل بن علي بن علي اسمه عبد الرحمن
وقال غيرهما اسمه محمد. ولوقوع الخلاف في اسمه ذكرناه بلقبه مع أنه
مشهور به لا باسمه.
ما هي كلمة دعبل
في تاريخ بغداد زعم أحمد بن القاسم أخو أبي الليث الفرائضي ان
دعبلا لقب. وبسنده عن إسماعيل بن علي الخزاعي انما لقبته دايته دعبلا
لدعابة كانت فيه فأرادت ذعبلا فقلبت الذال دالا. وفي الأغاني بسنده عن
محمد بن أيوب ان دعبلا لقب لقب به. وبسنده عن أبي هفان عن دعبل
قال لي أبو زيد الأنصاري مم اشتق دعبل قلت لا أدري قال الدعبل الناقة
التي معها ولدها. وعن أبي عمرو الشيباني الدعبل البعير المسن أو الناقة
المسنة وفي لسان الميزان هو اسم الناقة الشارف ويقال أيضا للشئ القديم
وعن حذيفة بن محمد الطائي الدعبل الشئ القديم. وفي القاموس:
الدعبل كزبرج بيض الضفادع والناقة القوية والشارف وشاعر خزاعي
رافضي. وفي الأغاني عن الأخفش عن المبرد عن دعبل كنت جالسا مع
بعض أصحابنا فلما قمت سال رجل عنه فقالوا هذا دعبل فقال قولوا في
جليسكم خيرا كأنه ظن اللقب شتما وبهذا السند عن دعبل قال صرع مجنون
مرة بحضرتي فصحت في أذنه دعبل ثلاث مرات فأفاق. وفي رواية أفاق
من جنونه اه‍. فهل ذلك من بركة هذا اللقب أو من عدم إطاقة المصروع
لسماعه.
أبوه
في الأغاني بسنده عن دعبل قال لي أبي علي بن رزين ما قلت شعرا
قط الا هذين البيتين:
خليلي ماذا أرتجي من غد امرئ * طوى الكشح عني اليوم وهو مكين
وان امرءا قد ضن منه بمنطق * يسد به فقر امرئ لضنين
وبيتين آخرين وهما:
أقول لما رأيت الموت يطلبني * يا ليتني درهم في كيس مياح
فيا له درهما طالت صيانته * لا هالك ضيعة يوما ولا ضاحيي
يظهر ان مياحا هذا كان من البخلاء.
صفته
في تاريخ بغداد بسنده عن أبي بكر أحمد بن القاسم أخي أبي الليث
الفرائضي كان دعبل بن علي اطروشا وكان في قفاه سلعة وفي رواية في
عنفقته. في الأغاني بسنده: نظر دعبل يوما في المرآة فجعل يضحك وكان
في عنفقته سلعة فقلت له من اي شئ تضحك قال نظرت إلى وجهي في
المرآة ورأيت هذه السلعة التي في عنفقتي فذكرت قول الفاجر أبي سعد:
وسلعة سوء به سلعة * ظلمت أباه فلم ينتصر
مجمل القول فيه
كان شاعرا مفلقا فصيحا شهد له بذلك أشعر شعراء عصره ونقله
حسن شعره من الفقر والخمول إلى الغنى والظهور وكان سببا في منادمة
الرشيد له وكان متفننا في فنون الشعر مادحا هجاء لاذع الهجاء يستميح
بشعره على عادة أكثر الشعراء فيمدح الخلفاء والملوك والامراء ويهجو من لم
يرضى عطاءه منهم جريئا على الملوك والامراء شجاع القلب قوي النفس
فطنا ذكيا عالما مؤلفا متشيعا لأهل البيت ذابا عنهم وتائيته فيه أشهر من
قفا نبك وروى الاخبار ورويت عنه أصله من الكوفة أو قرقيسيا وسكن
بغداد وجاب البلاد خراسان والشام ومصر وبلاد المغرب وحكى صاحب
الأغاني انه كان يخرج فيغيب سنين يدور الدنيا كلها ويرجع وقد أفاد وأثرى
وانه أنشد لنفسه في بعض أسفاره قوله:
حللت محلا يقصر البرق دونه * ويعجز عنه الطيف ان يتجشما
ومدح الملوك والامراء واخذ جوائزهم وهجا جملة منهم ويلوح من
كلام ابن طاهر فيما حكاه عنه صاحب تاريخ دمشق ان هجاءه لهم بعد
احسانهم إليه كان قلة وفاء منه والحق انه ليس كذلك وانما كان هجاؤه لهم
لسوء عقيدته فيهم بإساءتهم إلى أهل البيت الذين أخلص بالتشيع لهم وبلغ
الغاية في ذلك فهو كوفي المنبث والكوفة منبع التشيع خزاعي المنسب
وخزاعة كانت حلفاء هاشم في الجاهلية وعرفت بالتشيع لأهل البيت في
الاسلام أو يهجوهم لابتدائهم بالإساءة إليه كما ستعرف عند الكلام على
شعره.
أقوال أصحابنا فيه
في الخلاصة دعبل بكسر الدال واسكان العين المهملتين وكسر الباء
الموحدة وبعدها لام ابن علي الخزاعي أبو علي الشاعر مشهور في أصحابنا
حاله المشهور في الايمان وعلو المنزلة عظيم الشأن رحمه الله تعالى وقال
النجاشي دعبل بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن
بديل بن ورقاء الخزاعي أبو علي الشاعر مشهور في أصحابنا صنف كتاب
طبقات الشعراء كتاب الواحد في مثالب العرب ومناقبها أخبرنا القاضي أبو
إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن
خلف بن شجرة حدثنا موسى بن حماد اليزيدي حدثنا دعبل وقال الشيخ في
رجاله في أصحاب الرضا ع دعبل بن علي وقال الكشي في رجاله
دعبل بن علي الخزاعي الشاعر من أصحاب الرضا ع وقال
النجاشي في ترجمة أخيه علي عن إسماعيل بن علي قال ولد عمي دعبل سنة
148 في خلافة المنصور ورأى موسى ولقي الرضا ع ومات سنة
245 أيام المتوكل وروى الكليني في الكافي ما يدل على أنه لقي الجواد ع
أيضا فروى أنه دخل على الرضا فأعطاه شيئا فلم يحمد الله فقال لم

401
لم تحمد الله ثم دخل على الجواد فأعطاه فقال الحمد لله فقال تأدبت. وفي
روضات الجنات أدرك أربعة من أئمة أهل البيت ع وولد سنة
وفاة الصادق ع اه‍ والأربعة هم الصادق والكاظم والرضا
والجواد وادراكه للصادق بمعنى أنه ولد في حياته.
وفي النبذة المختارة من كتاب تلخيص أخبار شعراء الشيعة للمرزباني
كما في النسخة المخطوطة التي عندنا وفيها ذكر 28 ترجمة لثمانية وعشرين
شاعرا منهم ودعبل هو الثاني والعشرون منهم قال دعبل بن علي الخزاعي
كان شاعرا مجيدا وكان على غاية من الفقر ثم ذكر خبره مع الرشيد الذي
كان سببا في حسن حاله وسيأتي.
وفي مجالس المؤمنين عن دولتشاه السمرقندي انه قال في تذكرته ما
تعريبه: دعبل بن علي الخزاعي له فضل وبلاغة زيادة عن الوصف وكان
متكلما أديبا شاعرا عالما وفي أيام هارون الرشيد جاء من بلاد العرب إلى
بغداد فأكرمه الرشيد واحترمه. وذهب دعبل إلى خراسان في خدمة الإمام الرضا
ع وكان عديله في المحمل محمد بن أسلم الطوسي وقائد
بعيره إسحاق بن راهويه الحنظلي وكان دعبل في هذا السفر مسليا للرضا
ع بنوادره وأمثاله وأشعاره اه‍ التذكرة. وفي مجالس المؤمنين:
قوله ان دعبل في سفره إلى خراسان كان في صحبة الإمام الرضا مخالف
للخبر المذكور في الكتب مثل كشف الغمة وغيره من أن دعبلا قال لما نظمت
قصيدتي مدارس آيات قصدت بها الامام أبا الحسن علي بن موسى الرضا في
خراسان الخبر الدال على أنه ذهب إلى خراسان بعد ذهاب الرضا ع
إليها ولم يذهب معه.
أقوال سائر العلماء المترجمين والعلماء فيه
في ميزان الذهبي دعبل بن علي الخزاعي الشاعر المفلق رافضي
بغيض هرب من المتوكل وعاش نحوا من تسعين سنة وله عن مالك مناكير
ثم قال دعبل أو دغفل عن مالك مهمل في كتاب الدارقطني ضعفه أبو
العباس البناني (النباتي). قلت هو دعبل الشاعر مات بعد 240 وقد شاخ
اه‍. وفي لسان الميزان هو دعبل بن علي بن رزين بن سليمان الخزاعي أبو
علي الشاعر المشهور من الكوفة وتعاطى في أول أمره الأدب حتى مهر فيه
وقال الشعر الفائق قال وقال ابن خلكان كان شاعرا مجيدا الا انه كان بذي
اللسان مولعا بالهجو هجا الخلفاء فمن دونهم وطال عمره فكان يقول لي
ثلاثون سنة احمل خشبتي على كتفي ما أجد من يصلبني عليها وذكر ابن
المعتز عن الترمذي قيل لابن الزيات لم لا تجيب دعبلا عن القصيدة التي
هجاك بها فقال وكل من قال خشبتي على كتفي يبالي بما قال أو قيل له.
وفي الأغاني شاعر متقدم مطبوع هجاء خبيث اللسان لم يسلم عليه
أحد من الخلفاء ولا من وزرائهم ولا أولادهم ولا ذو نباهة أحسن إليه أو لم
يحسن ولا أفلت منه كثير أحد. وكان من الشيعة المشهورين بالميل إلى علي
ص ولم يزل مرهوب اللسان وخائفا من هجائه للخلفاء فهو
دهره كله هارب متوار. وفيه عن القاسم بن مهرويه ختم الشعر بدعبل.
وقد حكى جامع ديوانه حمزة بن الحسن الأصبهاني عن ابن دريد في
أماليه في أثناء أوصاف خمسة وعشرين شاعرا منهم دعبل فقال ما ما لفظه
قلت فدعبل قال شديد الأسر محكم الصنعة قليل الطلاوة مفحش الهجاء
غير مقنع المديح اه‍. وعلى تائيته شرح للمولى علي بن عبد الله العلياري
التبريزي وأوردها بتمامها علي بن عيسى الأربلي في كشف الغمة والمجلسي
في الجزء الثاني عشر من البحار.
وفي تاريخ بغداد أصله من الكوفة ويقال من قرقيسيا وكان ينتقل في
البلاد وأقام ببغداد مدة ثم خرج منها هاربا من المعتصم لما هجاه وعاد إليها
بعد ذلك وكان خبيث اللسان قبيح الهجاء وقد روي عنه أحاديث مسندة
عن مالك بن انس وعن غيره وكلها باطلة نراها من وضع ابن أخيه
إسماعيل بن علي الدعبلي فإنها لا تعرف الا من جهته وروى عنه قصيدته
التي أولها. مدارس آيات وغيرها من شعره أحمد بن القاسم أخو أبي الليث
الفرائضي.
وفي لسان الميزان حديث دعبل وقع عاليا في جزء هلال الحفار. وفي
معجم الأدباء: شاعر مطبوع يقال ان أصله من الكوفة وقيل من قرقيسيا
وكان أكثر مقامه ببغداد وسافر إلى غيرها من البلاد فدخل دمشق ومصر
وكان هجاء خبيث اللسان لم يسلم منه أحد من الخلفاء ولا من الوزراء ولا
أولادهم ولا ذو نباهة أحسن إليه أم لم يحسن وكان بينه وبين الكميت بن
زيد وأبي سعد المخزومي مناقضات وكان من مشاهير الشيعة. وفي تاريخ
دمشق له شعر رائق وديوان مجموع وصنف كتابا في طبقات الشعراء قدم
دمشق ومدح بها نوح بن عمرو بن حوى السكسكي بعدة قصائد ذكر في
بعضها قصده إليه ورحلته نحوه وخرج منها إلى مصر وامتدح بها. وفي
الأغاني بسنده عن الحسين بن علي: قلت لابن الكلبي ان دعبلا قد قطعنا
فلو أخبرت الناس انه من خزاعة فقال لي يا فاعل مثل دعبل تنفيه خزاعة
والله لو كان من غيرها لرغبت فيه حتى تدعيه دعبل والله يا أخي خزاعة كلها
أقول انما طلب ذلك من ابن الكلبي لأنه نسابة يقبل الناس قوله.
شاعريته
كان دعبل شاعرا مقلقا متفننا وحسبك بشاعريته أن يقول له أبو
نواس أشعر شعراء زمانه: أحسنت ملء فيك وأسماعنا وأن يكون الرشيد
بمجرد سماعه شعرا له يرغب فيه ويبعث إليه أسنى جائزة ويستحضره ويقول
للرسول ان أبى فلا تجبره رفقا به وكراما واحتراما له. وأن يقول فيه المأمون
ومعرفته لا تنكر لله دره ما أغوصه وأنصفه وأوصفه وأن تكون بعض أبياته
نصب عينيه إذا عزم على سفر ومسلية له في تاريخ دمشق أنشد المأمون أبا
دلف شعرا لدعبل قاله في بعض غيباته وهو:
وقائلة لما استمرت بي النوى * ومحجرها فيه دم ودموع
ألم يأن للسفر الذين تحملوا * إلى وطن قبل الممات رجوع
فقلت ولم أملك سوابق عبرة * نطقن بما ضمت عليه ضلوع
تاني فكم دار تفرق شملها * وشمل شتيت عاد وهو جميع
كذاك الليالي صرفهن كما ترى * لكل أناس جدبة وربيع
وفي الأغاني ثم قال المأمون: ما سافرت قط الا كانت هذه الأبيات
نصب عيني في سفري وهجيري ومسليتي حتى أعود.



(1) إسماعيل هو اخوه لا ابن أخيه فكان لفظة ابن زائدة الا ان يريد ان ابن إسماعيل رواها. - المؤلف -
402
وفي تاريخ دمشق يا قاسم ما عزمت على سفر قط الا هيات هذه
الأبيات مخاطبة لي ونصبا بين عيني وعدة في أذني ومسلية لي في غربتي ان
الفهم إذا فهم المعنى يستحسنه والمستغلق إذا لم يفهمه استبرمه وأن يقول فيه
المبرد ومكانته في العلم والأدب مكانته كان دعبل والله فصيحا وأن يقول فيه
القاسم بن مهرويه ختم الشعر بدعبل وصار قوله:
لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك المشيب برأسه فبكى
الشغل الشاغل للعلماء والأدباء والشعراء وان يتداوله الشعراء بينهم
فأبو هفان يقول اخذه من قول مسلم بن الوليد:
مستعبر يبكي على دمنة * ورأسه يضحك فيه المشيب
فجاء به أجود من قول مسلم فصار أحق به منه والأصمعي يستحسه
ويقول أخذه من قول الحسين بن مطير الأسدي
أين أهل القباب بالدهناء * أين جيراننا على الأحساء
فارقونا والأرض ملبسة نور * الأقاحي تجاد بالأنواء
كل يوم بأقحوان جديد * تضحك الأرض من بكاء السماء
والمبرد يقول اخذ ابن مطير قوله هذا من قول دكين الراجز:
جن النبات في ذراها وزكا * وضحك المزن به حتى بكى
وصاحب معاهد التنصيص يقول تداول الشعراء معنى بيت دعبل
فقال الراضي لقرطبي:
ضحك المشيب برأسه * فبكى باعين كأسه
وقال ابن نباتة المصري:
تبسم الشيب بذقن الفتى * يوجب سح الدمع من جفنه
حسب الفتى بعد الصبا دلة * ان يضحك الشيب على ذقنه
وفي الأغاني عن الحمدوني الشاعر سمعت دعبل بن علي يقول انا ابن
قولي اي به اعرف:
لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك المشيب لرأسه فبكى
وسمعت أبا تمام يقول انا ابن قولي:
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى * ما الحب الا للحبيب الأول
قال الحمدوني وانا ابن قولي في الطيلسان:
طال ترداده إلى الرفو حتى * لو بعثناه وحده لتهدى (1)
وفي تاريخ بغداد بسنده عن أبي طالب الدعبلي أنشدنا علي بن
الجهم وليست له وظاهره انهما لغير دعبل ولكن ابن عساكر في تاريخ
دمشق صرح بأنهما له فقال وله أي لدعبل وكان علي بن الجهم
يستحسنها:
لما رأت شيبا يلوح بمفرقي * صدت صدود مفارق متجمل
فظللت اطلب وصلها بتذلل * والشيب يغمزها بان لا تفعلي
قال أبو طالب ومن أحسن ما قيل في هذا المعنى قول جدي دعبل:
أين الشباب وايه سلكا * لا أين يطلب ضل بل هلكا
لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك المشيب برأسه فبكى
يا سلم ما بالشيب منقصة * لا سوقة يبقي ولا ملكا
قصر الغواية عن هوى قمر * أجد السبيل إليه مشتركا
وعدا بأخرى عز مطلبها * صبا يطامن دونها الحسكا
يا ليت شعري كيف نومكما * يا صاحبي إذا دمي سفكا
لا تأخذا بظلامتي أحدا * طرفي وقلبي في دمي اشتركا
وكان لهذه الأبيات قسط عظيم من الشهرة والتداول بين الأدباء
والشعراء والملوك والامراء شاعت وحفظها الناس حتى أن أبا نواس أشعر
شعراء عصره قال فيها ما لا يقال الا في أحسن الشعر اعجابا بها. في تاريخ
بغداد بسنده عمن سمع دعبلا يقول أنشدت أبا نواس أين الشباب
البيت لا تعجبني البيت فقال أحسنت ملء فيك وأسماعنا قال وكان والله
فصيحا وحتى ان مسلم بن الوليد أستاذه لم يأذن له في اظهار شعره حتى
سمعها في الأغاني بسنده قال دعبل ما زلت أقول الشعر وأعرضه على مسلم
فيقول لي اكتم هذا حتى قلت: أين الشباب وايه سلكا فلما أنشدته هذه
القصيدة قال اذهب الآن فاظهر شعرك كيف شئت لمن شئت وحتى غنى به
المغنون الجواري والرجال ففي الأغاني عن عمه عن أحمد بن الطيب
السرخسي حضرت مجلس محمد بن علي بن طاهر فغنت مغنية:
لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك المشيب برأسه فبكى
ثم غنت بعده:
لقد عجبت سلمى وذاك عجيب * رأت بي شيبا عجلته خطوب
وما شيبتي كبرة غير انني * بدهر به رأس الفطيم يشيب
فقلت لها ما أكثر تعجب سلمى هذه فعلمت اني أعبث بها لأسمع
جوابها فقالت متمثلة غير متوقفة ولا متنكرة:
فهلك الفتى ان لا يراح إلى ندى * وان لا يرى شيئا عجيبا فيعجبا
فعجبت والله من جوابها وحدته وسرعته وقلت لمن حضر والله لو
أجاب الجاحظ هذا الجواب لكان كثيرا منه مستظرفا وبسنده قال دعبل
خرجت إلى الجبل هاربا من المعتصم والمكاري يسوق بي بغلا وقد أتعبني
كثيرا فتغنى بقوله:
لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك المشيب برأسه فبكى
فقلت له وانا أريد ان أتقرب إليه ليكف عن حث البغل تعرف
لمن هذا الشعر قال لمن فعل كذا وأفحش وغرم درهمين فما أدري من أيهما
أعجب من هذا الجواب أم من قلة الغرم على عظم الجناية.
وبسنده عن أبي ناجية كنت مع دعبل في شهرزور فدعاه رجل إلى
منزله فغنت جارية بقول دعبل: أين الشباب وأية سلكا فارتاح دعبل لهذا
الشعر وقال قد قلته مذ سبعين سنة وحتى جعلها أبو تمام معرفا لدعبل
وقائمة مقام النسب ففي الأغاني بسنده عن الفتح غلام أبي تمام كان أبو
سعيد الثغري اشتراه له بثلاثمائة دينار لينشد شعره وكان غلاما أديبا فصيحا



(1) اي لاهتدى. - المؤلف -
403
وكان انشاد أبي تمام قبيحا فكان ينشد شعره عنه فقال سالت مولاي أبا تمام
عن نسب دعبل فقال هو دعبل بن علي الذي يقول: ضحك المشيب برأسه
فبكى. ويأتي ان الرشيد لما سمع قوله لا تعجبي البيت استحسنه واجازه
بعشرة آلاف درهم وخلعة ومركب ونادمة وأجرى عليه رزقا سنيا.
وفي الأغاني عن أبي هفان: أنشدت يوما بعض البصريين الحمقى
قول دعبل: ضحك المشيب برأسه فبكى فجاءني بعد أيام فقال قد قلت
أحسن من هذا: قهقه في رأسك القتير ونوادر المتشاعرين الحمقى كثيرة
فمنها ما في الأغاني بسنده عن دعبل كان لي صديق يقول شعرا فاسدا وانا
أنهاه فأنشدني يوما:
ان ذا الحب شديد * ليس ينجيه الفرار
ونجا من كان لا يعشق * من ذل المخازي
فقلت له هذا لا يجوز البيت الأول على الراء والثاني على الزاي فقال
لا تنقطه فقلت الأول مرفوع والثاني مخفوض فقال أنا أقول له لا تنقطه وهو
يشكله. ومما ينتظم في هذا السلك ما حدثنا به بعض الأصحاب عن شاعر
عراقي انه قال في موشحة له:
فاتك الدل سليمى يا سلوم * عريت يا سلم أفراس الصبا
وقال فيها: ثم حاكته تباهى قعضبا فقلت له ما قعضب قال اسم
حائك أما سمعت قول الحاج هاشم الكعبي في الحسين ع
وأصحابه:
فباتوا على وجه الصعيد تلفهم * ثياب على منهن ما حاك قعضب
فقلت له قعضب هنا السيف لا اسم حائك واشتهر بالهجاء اللاذع
حتى أن بني مخزوم لما هاجاه رجل منهم يكنى أبا سعد نفوا أبا سعد عن
نسبهم واشهدوا على ذلك خوفا ان يعمهم دعبل بهجائه وهذه غاية في
الخوف من هجائه ليس فوقها غاية.
المفاضلة بينه وبين مسلم بن الوليد
كان مسلم أستاذ دعبل وقد فضله البحتري على مسلم في الأغاني
بسنده على البحتري انه قال دعبل بن علي أشعر عندي من مسلم بن الوليد
لان كلام دعبل ادخل في كلام العرب من كلام مسلم ومذهبه أشبه
بمذاهبهم وكان يتعصب له.
جرأته على الكبراء وقوة قلبه
كان دعبل جريئا قوي القلب مقدما على هجو الخلفاء والأمراء وما
كان هجوه لهم مخالفا لعقيدته فيهم وقد تفنن في ذلك واتى بالعجب العجاب
وقول من قال إنه هجا من أحسن إليه ومن لم يحسن مبني على الظاهر والا
فهجوه لهم كان لما يراه من سوء أفعالهم ولا سيما بالنسبة إلى أهل البيت ولم
يمنعه احسانهم إليه من المجاهرة برأيه فيهم فهو يقول للمأمون كالمتهدد:
أيسومني المأمون خطة عاجز * أو ما رأى بالأمس رأس محمد
يوفي على هام الخلائق مثلما * توفي الجبال على رؤوس القردد
لا تحسبن جهلي كحلم أبي فما * حلم المشايخ مثل جهل الأمرد
اني من القوم الذين سيوفهم * قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خموله * واستنقذوك من الحضيض الأوهد
يشير إلى قتل عبد الله بن طاهر الخزاعي الأمين في سبيل خلافة
المأمون فلما سمع المأمون الأبيات لم يتغير على دعبل ولا غضب عليه ولا ناله
بسوء بل كان غاية ما جرى له ان قال كذب والله متى كنت خاملا واني
لخليفة وابن خليفة ومتى كنت خاملا فرفعني دعبل ويقول له إبراهيم بن
المدبر أنت أجرأ الناس وأقدمهم حيث تقول هذا فقال أنا احمل خشبتي منذ
أربعين سنة فلا أجد من يصلبني عليها ويقول في الرشيد وابنه المأمون خليفة
متسلط:
قبران في طوس خير الخلق كلهم * وقبر شرهم هذا من العبر
ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما * على الزكي بقرب الرجس من ضرر
ويقول في أبي عباد وزير المأمون المعروف بشراسته:
أدنى الأمور لضيعة وفساد * امر يدبره أبو عباد
خرق على جلسائه فكأنهم * حضروا لملحمة ويوم جلاد
يسطو على كتابه بدواته * فمضمخ بدم ونضح مداد
وكانه من دير هرقل مفلت * حرد يجر سلاسل الأقياد
فاشدد أمير المؤمنين وثاقه * فاصح منه بقية الحداد
ودير هرقل مستشفى المجانين وبقية الحداد أحدهم وقيل للمأمون انه
هجاك فقال من أقدم على هجو أبي عباد مع جنونه كيف لا يقدم على
هجوي مع حلمي ولما بلغت المأمون أبياته هذه في أبي عباد ضحك وكان إذا
نظر إلى أبي عباد يضحك ويقول لمن بقربه والله ما كذب دعبل في قوله وكان
المأمون بكمال عقله يحتمل ما يصدر من دعبل ويحلم عنه ولا يؤاخذه ولعل
لميل المأمون إلى أهل البيت النبوي الطاهر اثرا في ذلك أما المعتصم فكان لا
يحتمل من دعبل ما يحتمله منه المأمون بل كان يبغضه لما يبلغه عنه من قوله
في بني العباس ولا بد أن يكون بلغه ما قاله في أبيه الرشيد بعد موته حتى
أنه هم بقتله فبلغه ذلك فهرب إلى الجبل وقال يهجوه بهجاء مقذع في
الأبيات البائية الآتية في خبره معه مع أن الدولة في عصره كانت في ابان
عظمتها وانما بدأت بالانحطاط بعد ذلك ثم هجاه بعد موته كما يأتي هناك
أيضا وهجا المتوكل بهذا البيت فيما حكاه محمد بن جرير عن عبد الله بن
يعقوب بأقبح الهجاء ولا يعرف له ثان:
ولست بقائل بدعا ولكن * لأمر ما تعبدك العبيد
ومر انه لما ليم على تعرضه لهجاء من تخشى سطوته قال انا احمل
خشبتي منذ أربعين سنة فلا أجد من يصلبني عليها ثم ليم بعد ذلك فقال
اني احمل خشبتي منذ خمسين سنة ولست أجد أحدا يصلبني عليها وهذا أكبر
دليل على جرأته واقدامه على هجاء من يستحق الهجاء في نظره ولو أدى به
إلى الصلب وفي الأغاني بسنده إلى أبي خالد الخزاعي الأسلمي قلت لدعبل
ويحك قد هجوت الخلفاء والوزراء والقواد ووترت الناس جميعا فلو كففت
عن هذا وصرفت هذا الشر عن نفسك فقال اني وجدت أكثر الناس لا
ينتفع بهم الا على الرهبة ولا يبالي بالشاعر وان كان مجيدا إذا لم يخف شره
وعيوب الناس أكثر من محاسنهم وليس كل من شرفته شرف ولا كل من
وصفته بمحاسن الصفات ولم تكن فيه انتفع بقولك فإذا رآك قد أوجعت

404
ظهر غيره اتقاك على نفسه فضحكت من قوله وقلت هذا والله مقال من لا
يموت حتف أنفه اه‍ والذي يلوح لنا أن هذا الجواب ان صح فإنما يراد به
مجرد الاقناع وان الباعث له سواه وهو ما مرت إليه الإشارة من اعتقاده انهم
أهل ذلك على أن أكثر من هجاهم اعتدوا عليه فهجاهم فالمعتصم استخف
به بأنه يؤجل جائزته إلى مائة سنة والفضل بن العباس عابه ونال منه فهجاه
وابن أبي داود كان يطعن عليه ويسبه فهجاه والعكلي وعثعث جرتهما القافية
لبلاء صبه الله عليهما والخاركي هجاه وسبه فهجاه دعبل والجارية عبثت به
فهجاها وصالح العبدي وضيوفه ذبحوا ديكه وأكلوه فهجاهم بقدر جنايتهم
ولم يفرط وأبو سعد المخزومي هجاه فاجابه ولما توهم أنه يريد صلحه فرح
دعبل بذلك إلى غير ذلك.
وفي الأغاني بسنده قال إبراهيم بن المهدي للمأمون قولا في دعبل
يحرضه عليه فضحك المأمون وقال انما تحرضني عليه لقوله فيك ذلك حين
أقام العباسيون إبراهيم المغني هذا في الخلافة ببغداد لما بايع المأمون الرضا
بولاية العهد وهو بخراسان:
يا معشر الأجناد لا تقنطوا * وارضوا بما كان ولا تسخطوا
فسوف تعطون حنينية (1) * يلذها الأمرد والأشمط
والمعبديات (2) لقوادكم * لا تدخل الكيس ولا تربط
وهكذا يرزق قواده * خليفة مصحفه البريط (3)
قال وزاد فيها جعفر بن قدامة:
قد ختم الصك بأرزاقكم * وصحح العزم فلا تغمطوا
بيعة إبراهيم مشؤومة * يقتل فيها الخلق أو يقحطوا
وذلك أنه قل المال عنده فخرج رسوله إلى الناس وقد اجتمعوا فصرح
لهم انه لا مال عنده فقال بعض الغوغاء أخرجوا إلينا خليفتنا ليغني لأهل
هذا الجانب ثلاثة أصوات ولأهل هذا الجانب ثلاثة أصوات فتكون عطاء
لهم فأنشد دعبل بعد أيام هذه الأبيات فقال له إبراهيم قد والله هجاك أنت
يا أمير المؤمنين فقال دع هذا عنك فقد عفوت عنه في هجائه إياي لقوله هذا
وضحك ثم دخل أبو عباد فلما رآه المأمون من بعد قال لإبراهيم دعبل يجسر
على أبي عباد بالهجاء ويحجم عن أحد فقال له وكان أبا عباد أبسط يدا منك
قال لا ولكنه حديد جاهل لا يؤمن وانا أحلم واصفح والله ما رأيت أبا عباد
مقبلا الا أضحكني قول دعبل فيه:
أدنى الأمور لضيعة وفساد * امر يدبره أبو عباد
وكانه من دير هقل مفلت * حرد يجر سلاسل الأقياد
جذبه القلوب في حسن
شعره ومنادمته
يظهر من مجاري أحواله أن حديثه كان جذابا للقلوب ساحرا للألباب
فالرشيد حين سمع أبياتا له استحسنها وأرسل إليه قبل أن يراه عشرة آلاف
درهم وخلعة من ثيابه ومركبا من مراكبه وطلب حضوره ان اختار ذلك فلما
حضر امره بملازمته وأجرى عليه رزقا.
ونادم عبد الله بن طاهر فأعجب به حتى صار ينادمه في الشهر خمسة
عشر يوما ويجيزه بعشرة آلاف درهم.
معرفته باللغة
الأغاني بسنده عن محمد بن زكريا بن ميمون الفرغاني: سمعت
دعبل بن علي يقول في كلام جرى ليسك فأنكرته عليه فقال دخل زيد الخيل
على النبي ص فقال له يا زيد ما وصف لي رجل الا رأيته دون وصفه ليسك
يريد غيرك.
اعجابه بشعر بكر بن خارجه
الأغاني بسنده عن علي بن عبد الله بن سعد قال لي دعبل وقد أنشدته
قصيدة بكر بن خارجة في عيسى بن البراء النصراني الحربي:
زناره في خصره معقود
كأنه من كبدي مقدود فقال والله ما أعلمني حسدت أحدا على
شعر كما حسدت بكرا على قوله * كأنه من كبدي مقدود
أخباره
في تاريخ دمشق: من أخباره على ما حكاه عبد الله ابن طاهر انه
كان في مبدأ امره غلاما خاملا لا يؤبه به وكان بينه وبين مسلم بن الوليد
أستاذه ازار لا يملكان غيره فإذا أراد دعبل الخروج جلس مسلم في
البيت عاريا وإذا خرج مسلم جلس دعبل كذلك وكانا إذا اجتمعا لدعوة
يتلاصقان فيطرح هذا شيئا منه عليه والآخر الباقي وكانا يعبثان بالشعر فلما
قال دعبل: أين الشباب وأية سلكا الأبيات تلقفه بعض المغنين فغنى به
هارون الرشيد فسأله عن قائله فقال بعض احداث خزاعة ممن لا يؤبه له
وهو دعبل فأرسل له هارون عشرة آلاف درهم وحلة من حلله ومركبا من
مراكبه وأجاز المغني وقال للرسول أعطه هذا ومره بالحضور إلي وان أبى فلا
تجبره فلم يمتنع عن الحضور فقربه هارون ورحب به حتى سكن روعه ثم
استنشده الشعر فأنشده واعجب به وأقام عنده يمتدحه وأجرى عليه الرشيد
أجزل جراية وأسناها وكان الرشيد أول من جرأه على قول الشعر وبعثه عليه
ثم انه ما غيب هارون الرشيد في حفرته حتى أنه أنشأ يمتدح آل الرسول ص
ويهجو الرشيد كما يأتي هذا المضمون في اخباره مع الرشيد ثم ذكر الأبيات
الرائية المكسورة المذكورة هناك ثم قال ابن طاهر فوالله ما كافأه وما كان
سبب نعمته بعد الله الا هارون فهذه واحدة وذكرنا هناك ان هجاءه الرشيد
لم يكن قلة وفاء منه قال واما الثانية فان المأمون لما استخلف قال دعبل
: علم وتحكيم وشيب مفارق إلى آخر الأبيات الآتية ثم ذكر رضا المأمون
عنه واعطاءه الأمان واستنشاده إياه مدارس آيات قال ولكنه عتب على
المأمون وأرسل إليه يقول أيسومني المأمون وذكر الأبيات السابقة ثم قال
عبد الله بن طاهر فوالله ما كافأه ولا كافى أبي ما أسدى إليه وذلك أنه لما توفي
أنشأ يقول:
وأبقى طاهر فينا خلالا * عجائب تستخف لها الحلوم
ثلاثة اخوة لأب وأم * تمايز عن ثلاثتهم أروم



(1) ألحانا منسوبة إلى حنين المغني.
(2) منسوبة إلى معبد المغني.
(3) آلة للغناء تشبه صدر البط وهي المسماة اليوم بالكمنجة. - المؤلف -
405
فبعضهم يقول قريش قومي * ويدفعه الموالي والصميم
وبعض في خزاعة منتماه * ولاه غير مجهول قديم
وبعضهم يهش لآل كسرى * ويزعم أنه علج لئيم
فقد كثرت مناسبهم علينا * وكلهم على حال زنيم
وأوردها صاحب الأغاني بسنده عن أبي طالب الحراني مع بعض
الاختلاف فقال كان دعبل منحرفا عن آل طاهر مع ميلهم إليه وأياديهم
عنده فأنشدني لنفسه فيهم:
وأبقى طاهر فينا ثلاثا * عجائب تستخف لها الحلوم
ثلاثة أعبد لأب وأم * تميز عن ثلاثتهم أروم
فبعض في قريش منتماه * ولا غير ومجهول قديم
وبعضهم يهش لآل كسرى * البيت والذي بعده
ولا يبعد ان يكون الصواب في البيتين الثالث والرابع ما ذكره ابن
عساكر وما في الأغاني تحريف والله أعلم.
قال ابن طاهر هذه الثالثة ولكن صاحب الأغاني روى عن ابن أخي
دعبل بيتين في طاهر بن الحسن وكان قد نقم عليه أمرا أنكره منه:
وذي يمينين وعين واحدة * نقصان عين ويمين زائدة
نزر العطيات قليل الفائدة * اعضه الله... الوالدة
فيوشك ان يكون هجاؤه له لأجل ذلك لا قلة وفاء منه قال ابن طاهر
فاما الرابعة فإنه لما استخلف المعتصم دخل عليه دعبل فأنشده قصيدة فقال
أحسنت والله يا دعبل فاسألني ما أحببت قال مائة بدرة قال نعم على أن
تمهلني مائة سنة وتضمن لي أجلي معها فقال قد أمهلتك ما شئت وخرج
مغضبا فلقي خصيا كان عوده ان يدخل مدائحه إلى الخليفة ويجعل له سهما
من الجائزة فقال ويحك اني كنت عند أمير المؤمنين وأغفلت حاجة لي ان
أذكرها له أفأذكرها في أبيات وتدخلها عليه قال نعم ولي نصف الجائزة
فماكسه ساعة ثم أجابه فاخذ الرقعة وفيها:
بغداد دار الملوك كانت * حتى دهاها الذي دهاها
ما غاب عنها سرور ملك * عاد إلى بلدة سواها
ليس سرور بسر من را * بل هي بؤس لمن يراها
عجل ربي لها خرابا * برغم انف الذي ابتناها
وختمها ودفعها إلى الخصي فلما رآها المعتصم قال: من صاحبها قال
دعبل وقد جعل لي نصف الجائزة فطلب فكان الأرض انطوت عليه فلم
يعرف له خبر فقال المعتصم أجيزوا الخصي بألف سوط فإنه زعم أن له
نصف الجائزة. قال ابن طاهر واما الخامسة فان ابن أبي دؤاد كان يعطيه الجزيل من
ماله ويقسم له على أهل عمله فعتب عليه فقال فيه ما يأتي في أخباره معه.
قال وكان أهل قم يعطونه الكثير من أموالهم ويمنعون الخلفاء منه
فكافأهم بان قال فيهم:
تلاشى أهل قم واضمحلوا * تحل المحرقات المخزيات ظ بحيث حلوا
وكانوا شيدوا في الفقر مجدا * فلما جاءت الأموال ملوا
وقال فيهم أيضا:
ظلت بقم مطيتي يعتادها * همان غربتها وبعد المدلج
ما بين علج قد تعرب فانتمى * أو بين آخر معرب مستعلج
قال وهذا المطلب بن عبد الله الخزاعي كان يعطيه فمدحه ثم هجاه
كما يأتي في أخباره معه.
قال وهؤلاء بنو أهبان مكلم الذئب وهم بنو عمه هجاهم وقال
فيهم ما يأتي في خبره معهم.
قال وهذا الهيثم بن عثمان الغنوي قد دل شعره على أنه قد كان إليه
محسنا إذ يقول فيه:
يا هيثما يا ابن عثمان الذي افتخرت * به المكارم والأيام تفتخر
أضحت ربيعة والاحياء من يمن * تبهى بنجدته لا وحدها مضر
وقال فيه يهجوه ويشرك معه أحمد بن أبي دؤاد:
سالت أبي وكان أبي عليما * بساكنة الجزيرة والسواد
فقلت أهيثم من حي قيس * فقال نعم كأحمد من دؤاد
فان يك هيثم من حي قيس * فاحمد غير شك من اياد
خبره مع الرشيد
الأغاني بسنده عن عبد الله بن طاهر كان دعبل أيام ترعرع خاملا
لا يؤبه له وكان ينام هو ومسلم بن الوليد في ازار واحد لا يملكان غيره
ومسلم أستاذه وهو غلام أمرد يخدمه ودعبل حينئذ لا يقول شعرا يفكر فيه
حتى قال:
لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك المشيب برأسه فبكى
وشاع فغني به بين الرشيد فطرب وسال عن قائله فقيل دعبل بن علي
وهو غلام نشأ من خزاعة فامر باحضار عشرة آلاف درهم وخلعة من ثيابه
ومركب من مراكبه ودفع ذلك إلى خادم من خاصته وقال اذهب إلى خزاعة
فاسال عن دعبل بن علي واعطه هذا وقل له ليحضر ان شاء وان لم يحب
ذلك فدعه فسار الغلام إلى دعبل وأعطاه الجائزة وأشار عليه بالمسير إليه فلما
دخل عليه وسلم امره بالجلوس واستنشده الشعر فأنشده فاستحسنه وأمره
بملازمته وأجرى عليه رزقا سنيا فكان أول من حرضه وجرأه على قول الشعر
وبعثه عليه قال عبد الله بن طاهر فوالله ما بلغه ان الرشيد مات حتى كافأه
على ما فعله من العطاء السني والغنى بعد الفقر والرفعة بعد الخمول بأقبح
مكافاة وقال فيه من قصيدة مدح بها أهل البيت ع وهجا
الرشيد. ثم ذكر أبياتا من القصيدة الرائية الآتية في اخباره مع المأمون التي
يقول فيها:
قبران في طوس خير الخلق كلهم * وقبر شرهم هذا من العبر
ما ينفع الرجس من قرب الزكي ولا * على الزكي بقرب الرجس من ضرر
يعني قبر الرضا ع أقول ذمه الرشيد لم يكن قلة وفاء
منه ولكن لما فعله مع أهل البيت الطاهر الذين يتولاهم دعبل.
وفي النبذة المختارة من كتاب تلخيص اخبار شعراء الشيعة للمرزباني
المار إليها الإشارة: كان دعبل على غاية من الفقر وكان له صديق مغن فلما
قال:
أين الشباب وأية سلكا * لا أين يطلب ضل بل هلكا

406
لا تعجبي يا سلم من رجل * ضحك المشيب برأسه فبكى
أصلح المغني في ذلك لحنا وغنى به بحضرة الرشيد فاستحسن شعره
وقال لمن هذا الشعر فقال لرجل من خزاعة يقال له دعبل ووصف له علمه
وأدبه وفاقته فقال يوجه إليه من ثيابي بثياب ومن مراكبي بمركب وعشرة
آلاف درهم فحمل ذلك إليه ودخل على الرشيد فقربه وأدناه وأجرى عليه
رزقا إلى أن مات الرشيد فقال القصيدة التي يقول فيها:
أرى أمية معذورين ان قتلوا * ولا أرى لبني العباس من عذر
خبره مع الأمين
قال فلما قام ابن زبيدة قال دعبل:
الحمد لله لا صبر ولا جلد * ولا رقاد إذا أهل الهوى رقدوا
خليفة مات لم يحزن له أحد * وآخر قام لم يفرح به أحد
فمر هذا ومر الشوم يتبعه * وقام هذا وقام الشوم والنكد
واستتر من ابن زبيدة اه‍ ولكن سيأتي في أخباره مع المعتصم أنه قال
البيتين الأولين لما مات المعتصم وقام الواثق.
أخباره مع المأمون
قال فلما قام المأمون هجاه فقال من قصيدة:
أيسومني المأمون خطة بجاهل * أو ما رأى بالأمس رأس محمد
اني من القوم الذين هم هم * قتلوا أخاك وشرفوك بمقعد
فطلبه فاستتر منه إلى أن بلغه انه هجا إبراهيم بن المهدي بقوله:
ان كان إبراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق
فضحك المأمون وقال قد وهبته ذنبه فليظهر فصار إليه فكان أول
داخل عليه. ولما قدم على المأمون وأمنه استنشده القصيدة الكبيرة فأنكرها
فقال لك الأمان أيضا على انشادها فقال:
تأسفت جارتي لما رأت زوري * وعدت الشيب الحلم ذنبا غير مغتفر
توجوا الصبا بعد ما شابت ذوائبها * وقد جرت طلقا في حلبة الكبر
أجارتي ان شيب الرأس نفلني * ذكر المعاد الغواني وأرضاني عن القدر
لو كنت أركن للدنيا وزينتها * إذا بكيت على الماضين من نفري
اخنى الزمان على أهلي فصدعهم * تصدع الشعب لاقى صدمة الحجر
بعض أقام وبعض قد اهاب به * داعي المنية والباقي على الأثر
اما المقيم فأخشى ان يفارقني * ولست أوبة من ولى بمنتظر
أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولدي * كحالم قص رؤيا بعد مدكر
لولا تشاغل نفسي بالأولى سلفوا * من أهل البيت رسول الله لم أقر
وفي مواليك للمحزون مشغلة * من أن تبيت لمفقود على اثر
كم من ذراع لهم بالطف بائنة * وعارض من صعيد الترب منعفر معتفر
انسى الحسين ومسراهم لمقتله * وهم يقولون هذا سيد البشر
يا أمة السوء ما جازيت احمد عن * حسن البلاء على التنزيل والسور
خلفتموه على الأبناء حين مضى * خلافة الذئب في أبقار ذي بقر
وليس حي من الاحياء نعلمه * من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
الا وهم شركاء في دمائهم * كما تشارك أيسار على جزر
قتلا وأسرا وتحريقا ومنهبة * فعل الغزاة باهل الروم والخزر
أرى أمية معذورين ان قتلوا * ولا أرى لبني العباس من عذر
قوم قتلتم على الاسلام أولهم * حتى إذا استمكنوا أجازوا على الكفر
أبناء حرب ومروان وأسرتهم * بنو معيط ولاة الحقد والوغر
أربع بطوس على قبر الزكي بها * ان كنت تربع من دين على وطر
قبران قبر لخير الخلق كلهم * وقبر شرهم هذا من العبر النكر
ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما * على الزكي بقرب الرجس من ضرر
هيهات كل امرئ رهن بما كسبت * له يداه فخذ ما شئت أو فذر
فلما أتم دعبل انشاد هذه القصيدة ضرب المأمون الأرض بعمامته
وقال صدقت والله يا دعبل.
في الأغاني عن عبد الله بن طاهر ان المأمون لم يزل يطلب دعبلا
وهو طائر على وجهه حتى دس إليه دعبل قوله:
علم وتحكيم وشيب مفارق * تطميس طلسن ريعان الشباب الرائد
وامارة في دولة ميمونة * كانت على اللذات أشغب عائق
فالآن لا أغدو ولست برائح * في كبر معشوق وذلة عاشق
نبق ابن شكلة بالعراق وأهله * فهفا إليه كل أخرق مائق
انى يكون ولا يكون ولم يكن * يرث الخلافة فاسق عن فاسق
ان كان إبراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق
ولتصلحن من بعد ذاك لزلزل * ولتصلحن من بعده للمارق
ابن شكلة إبراهيم بن المهدي المعني الذي بايعه بنو العباس
بالخلافة لما بايع المأمون الرضا بولاية العهد ومضطلعا بها اي بالخلافة
ومخارق وزلزل مغنيان مشهوران والمارق من مرق من الدين فلما
قرأها المأمون ضحك وقال قد صفحت عن كل ما هجانا به إذ قرن إبراهيم
بمخارق في الخلافة وولاه عهده وكتب إلى أبي يعني طاهر بن الحسين ان
يكاتبه بالأمان ويحمل إليه مالا وان أراد أن يقيم عنده أو يصير إلى حيث
شاء فليفعل فكتب إليه أبي بذلك وكان واثقا به فصار إليه فحمله وخلع
عليه واجازه وأشار عليه بقصد المأمون فلما دخل وسلم عليه تبسم في وجهه
ثم قال أنشدني: مدارس آيات خلت من تلاوة فجزع فقال له لك الأمان
فلا تخف وقد رويتها ولكني أحب سماعها من فيك فأنشده إياها إلى آخرها
والمأمون يبكي حتى اخضلت لحيته بدمعه فما شعرنا به الا وقد شاعت له
أبيات يهجو بها المأمون بعد احسانه إليه وانسه به حتى كان أول داخل وآخر
خارج من عنده أقول لعلها الأبيات التي يقول فيها: ويسومني المأمون
خطة عاجز وقد تقدمت وهي ان دلت على شئ فإنما تدل على إباء نفسه
وعدم خنوعه وجرأته وقوة قلبه لا على قلة وفائه. ويأتي عند الكلام على
القصيدة التائية خبره مع المأمون فيما يرجع إلى هذه القصيدة.
وعن امالي الشيخ الطوسي عن يحيى بن أكثم قال طلب المأمون دعبلا
بعد وفاة الرضا ع وأعطاه الأمان فبينما انا جالس عند المأمون إذ
دخل عليه دعبل فلما قرب من مجلس المأمون قال له أنشدني قصيدتك الرائية
الكبيرة فأنكر دعبل معرفتها وأن يكون قال قصيدة بهذه الصفة فقال له
المأمون أنشدها ولك الأمان فأنشد تأسفت جارتي القصيدة السابقة.
قال يحيى بن أكثم فلما وصل دعبل إلى قوله خلفتموه على الأبناء

407
البيت أرسلني المأمون بمهمة فلما رجعت وجدت دعبلا قد وصل إلى قوله
وليس حي من الاحياء إلى آخر القصيدة اه‍ وهذا يدل على أن القصيدة
أكثر من هذا وان هذا هو الذي رواه يحيى منها وقد فاته سماع بعضها فلم
يحفظه ولم يروه.
وفي كتاب الفرج بعد الشدة للقاضي أبي علي محسن بن القاضي أبي
القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي: حكى الصولي أنه لما هجا
دعبل المأمون قال لهم اسمعوني ما قال فأنشدوه:
اني من القوم الذين سيوفهم * قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خموله * واستنقذوك من الحضيض الأوهد
فقال المأمون قبحه الله ما أبهته متى كنت خامل الذكر وفي حجر
الخلافة ربيت وبدرها غذيت خليفة وأخو خليفة وابن ثلاثة خلفاء ثم جد في
طلب دعبل حتى ظفر به فلم يشك أحد في أنه قاتله فلما دخل عليه قال
لدعبل: واستنقذوك من الحضيض الأوهد فقال يا أمير المؤمنين قد عفوت
عن من هو أعظم جرما منه فقال صدقت لا باس عليك أنشدني مدارس
آيات قال أنشدها وانا امن قال نعم فأنشده إياها فجعل المأمون يبكي لما
فيها إلى قوله:
بنات زياد في القصور مصونة * وبنت رسول الله في القلوات
أخباره مع المعتصم
قد مر شطر منها فيما سلف مثل أن المعتصم كان يبغضه لهجائه إياه
ولغير ذلك وأنه مدحه فقال أحسنت فاسألني ما أحببت فطلب مائة بدرة
فاستخف به المعتصم وقال نعم على أن تمهلني مائة سنة وتضمن لي أجلي
معها وكانه استكثر هذا الطلب فأجاب بهذا الجواب وكان ينبغي له أن لا
يقول له اسألني ما أحببت إذا كان لا يوطن نفسه على إعطاء الكثير وإنه
أرسل إليه أبياتا مؤلمة مع خصي احتال عليه وفي تاريخ دمشق أنه لم يلبث
أن كتب إليه أبياتا من قم يهجوه بها وقد ذكرها صاحب الأغاني وبين ما
ذكراه اختلاف بالزيادة والنقصان ونحن نجمع بينهما وأولها:
بكى لشتات الدين مكتئب صب * وفاض بفرض الدمع من عينه غرب
وقام إمام لم يكن ذا هداية * فليس له دين وليس له لب
وما كانت الأنبياء تأتي بمثله * يملك فيها أو تدين له العرب
ولكن كما قال الذين تتابعوا * من السلف الماضي الذي ضمه الترب
ملوك بني العباس في الكتب سبعة * ولم تأتنا في ثامن منهم الكتب
كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة * غداة ثووا فيه وثامنهم كلب
وإني لأعلي كلبهم عنك رفعة * لأنك ذو ذنب وليس له ذنب
كأنك إذ ملكتنا لشقائنا * عجوز عليها التاج والعقد والأثب
فقد ضاع أمر الناس حين تسوسهم * وحل بهم عسر وقد عظم الخطب
وقد ضاع ملك الناس إذ ساس ملكهم * وصيف وأشناس وقد عظم الكرب
وفضل بن مروان سيثلم ثلمة * يظل لها الاسلام ليس له شعب
وهمك ان تدلي عليه مهابة * فأنت له أم وأنت له أب
واني لأرجو أن يرى من مغيبها * مطالع شمس قد يغص بها الشرب
ولئن روى صاحب الأغاني أنه لما سئل عن الذي يقول: ملوك بني
العباس في الكتب سبعة قال من أضرم الله قبره نارا إبراهيم بن المهدي
فقد روى أيضا أنه سئل عنها فاعترف بها.
وفي تاريخ دمشق قال دعبل: دخلت على المعتصم فقال لي يا عدو
الله أنت تقول في بني العباس أنهم في الكتب سبعة وأمر بضرب عنقي وما
كان في المجلس إلا من كان عدوا لي وأشدهم علي بن شكلة إبراهيم بن
المهدي فقام وقال يا أمير المؤمنين أنا الذي قلت هذا ونميته إلى دعبل فقال
له وما أردت بهذا قال لما يعلم ما بيني وبينه من العداوة فأردت أن أشيط
بدمه فقال أطلقوه فلما كان بعد مدة قال لابن شكلة سألتك بالله أنت الذي
قلته قال لا والله يا أمير المؤمنين وليس أحد أبغض إلي من دعبل ولكنه نظر
إلي بعين العداوة ورأيته بعين الرحمة فجزاه المعتصم خيرا اه‍.
ولم يقتصر هجاؤه المعتصم على زمن حياته بل هجاه بعد وفاته فإنه
لما مات المعتصم قال ابن الزيات يرثيه ويمدح الواثق:
قد قلت إذ غيبوه وانصرفوا * في خير قبر لخير مدفون
لن يجبر الله أمة فقدت * مثلك إلا بمثل هارون
فقال دعبل يعارضه في ذلك:
قد قلت إذ غيبوه وانصرفوا * في شر قبر لشر مدفون
إذهب إلى النار والعذاب فما * خلتك إلا من الشياطين
ما زلت حتى عقدت بيعة من * أضر بالمسلمين والدين
وحدث محمد بن جرير قال كنت مع دعبل بالصيمرة وقد جاءنا
المعتصم وقيام الواثق فقال لي دعبل أمعك ما تكتب فيه قلت نعم فأملي علي
بديها:
الحمد لله لا صبر ولا جلد * ولا عزاء إذا أهل البلى رقدوا
خليفة مات لم يحزن له أحد * وآخر قام لم يفرح به أحد
أخباره مع عبد الله بن طاهر
في الأغاني بسنده عن أبي حفص النحوي مؤدب آل طاهر: دخل
دعبل على عبد الله بن طاهر فأنشده وهو ببغداد وفي تاريخ دمشق: وفد
دعبل بن أبي علي الخزاعي إلى عبد الله بن طاهر فقام تلقاء وجهه وأنشأ
يقول:
أتيت مستشفعا بلا سبب * إليك إلا بحرمة الأدب
فاقض ذمامي فإنني رجل * غير ملح عليك في الطلب
فانتعل عبد الله ودخل إلى الحرم ووجه إليه برقعة معها ستون ألف
درهم وفي القعة بيتان وهما:
أعجلتنا فأتاك أول (1) برنا * قلا ولو أخرته لم يقلل (2)
فخذ القليل وكن كمن لم يقبل (3) * ونكون نحن كأننا لم نفعل
وفي تاريخ دمشق قال أحمد بن أبي دؤاد خرج دعبل إلى خراسان
قنادم عبد الله بن طاهر فأعجب به فكان كل يوم ينادمه فيه يأمر له بعشرة
آلاف درهم وكان ينادمه فغي الشهر خمسة عشر يوما وكان ابن طاهر يصله
في كل شهر بمائة وخمسين ألف درهم فلما كثرت صلاته عليه توارى عنه



(1) في نسخة عاجل بدل أول.
(2) في نسخة ولو انتظرت كثيرة لم يقلل.
(3) في نسخة وكن كأنك لم تسأل. - المؤلف -
408
دعبل يوم منادمته فطلبه فلم يقدر عليه فشق ذلك علي طاهر فلما كان من
الغد كتب إليه دعبل:
هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة * وهل ترتجى فيك الزيادة بالكفر
ولكنني لما أتيتك زائرا * فأفرطت في بري عجزت عن الشكر
فان زدت في بري تزيدت جفوة * ولم نلتق حتى القيامة والحشر
ثم قال حدثني أمير المؤمنين المأمون عن أمير المؤمنين الرشيد عن
المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن
ابن عباس عن رسول الله ص: من لا يشكر الناس لا يشكر الله ومن لا
يشكر القليل لا يشكر الكثير فوصله بثلاثمائة ألف درهم وانصرف.
تاريخ دمشق: كان علي بن القاسم الخوافي مدح أحمد بن نصير
وتردد إليه بعد أن مدحه فلم يخرج الجواب كما أحبه فكتب إليه رقعة يقول
فيها قال علي بن الجهم في مثل ما نحن فيه:
يا من يوقع لا في قصتي أبدا * ماذا يضرك لو وقعت لي نعما
وقع نعم ثم لا تنوي الوفاء بها * إن كنت من قولها باللفظ محتشما
أولا فوقع عسى كيما تعللني * فان قولي لا يبكي العيون دما
وكتب في رقعته ومن أحسن ما يذكر لعبد الله بن طاهر:
إفعل الخير ما استطعت وإن * كان قليلا فلن تحيط بكله
ومتى تفعل الكثير من الخير * إذا كنت تاركا لأقله
وكتب في رقعته أن دعبلا كتب إلى عبد الله بن طاهر:
ماذا أقول إذا انصرفت وقيل لي * ماذا أخذت من الجواد المفضل
إن قلت أعطاني كذبت وإن أقل * ضمن الجواد بماله لم يجمل
فاختر لنفسك كيف شئت فاني * لا بد مخبرهم وإن لم أسال
أخباره مع أبي القاسم المطلب
ابن عبد الله بن مالك الخزاعي
الأغاني بسنده قال دعبل حججت أنا وأخي رزين وأخذنا كتبا إلى
المطلب بن عبد الله بن مالك وهو بمصر يتولاها فصرنا من مكة إلى مصر
فصحبنا رجل يعرف بأحمد السراج فما زال يحدثنا ويؤانسنا طول طريقنا
ويتولى خدمتنا ورأيناه حسن الأدب وكان شاعرا ولم نعلم وكتمنا نفسه
وعلم ما قصدنا له وعرضتنا عليه أن ننحله قصيدة في المطلب ينشده إياها
وينتفع بها فاظهر سرورا بذلك ووردنا مصر ودخلنا على المطلب وأوصلنا إليه
الكتب التي معنا وأنشدناه فسر بموضعنا وكانت القصيدة التي مدح بها دعبل
المطلب قصيدته المشهورة التي يقول فيها:
أبعد مصر وبعد مطلب * ترجو الغنى إن ذا من العجب
إن كاثرونا جئنا بأسرته * أو واجدونا جئنا بمطلب
ووصفنا له أحمد السراح فاذن له ودخل عليه ونحن نظن أنه سينشده
القصيدة التي نحلناه إياها فعدل عنها وأنشده:
لم آت مطلبا الا بمطلب * وهمة بلغت بي غاية الرتب
أفردته برجاء أن يشاركه * في الوسائل أو ألقاه بالكتب
وأشار إلى الكتب التي أوصلتها إليه وهي بين يديه فكان ذلك أشد
من كل شئ مر بي ثم أنشده:
رحلت عيسى إلى البيت الحرام على * ما كان من وصب فيها ومن نصب
القي بها وبوجهي كل هاجرة * تكاد تقدح بين الجلد والعصب
حتى إذا ما قضت نسكي ثنيت لها * عطف الزمام فامت سيد العرب
فأممتك وقد ذابت مفاصلها * من طول ما تعب لاقت ومن نقب
إني استجرت باستارين مستلما * ركنين مطلبا والبيت ذا الحجب
فذاك للأجل المأمول آمله * وأنت للعاجل المرجو والطلب
هذا ثنائي وهذي مصر سانحة * وأنت أنت وقد ناديت من كشب
فصاح مطلب لبيك لبيك ثم قام إليه فأخذه بيده وأجلسه معه وقال
يا غلمان البدر فأحضرت ثم قال الخلع فنشرت ثم قال الدواب فقيدت فامر
له من ذلك بما ملأ عينه وأعيننا وصدورنا وحسدناه عليه وكان حسدنا بما
اتفق له من القبول وجودة الشعر وغيظا بكتمه أيانا نفسه واحتياله علينا
أكثر وأعظم فخرج بما أمر به وخرجنا صفرا أقول قوله باستارين هو
تثنية أستار جمع ستر فان الجمع ثنيته كما قالوا جمالين تثنية جمال. جمع
جمل في الأغاني عن محمد بن المرزبان حدثني من سال الرياشي عن قوله
أستارين قال يجوز على معنى كذا وأستار كذا وأنشدنا الرياشي:
سعى عقالا فلم يترك لنا سبدا * فكيف لو قد سعى عمرو عقالين
لأصبح القوم أوقاصا فلم يجدوا * يوم الترحل والهيجا جمالين
العقال زكاة عام من الإبل والغنم قال ابن الأثير نصب عقالا على
الظرف أراد مدة عقال اه‍ والساعي عامل الزكاة. قال في تمام الخبر السابق
فمكثنا أياما ثم ولى دعبل بن علي أسوان وكان دعبل قد هجا المطلب غيظا
منه فقال:
تلعق مصر بك المخزيات * وتبصق في وجهك الموصل
وعاديت قوما فما ضرهم * وشرفت قوما فلم ينبلوا
شعارك عند الحروب النجا * وصاحبك الأخور الأفشل
خانت إذا أقبلوا آخر * وأنت إذا انهزموا أول
وقال فيه:
أضرب ندى طلحة الطلحات متئدا * بلؤم مطلب فينا وكن حكما
تخرج خزاعة من لؤم ومن كرم * فلا تعد لها لؤما ولا كرما
وبلغ المطلب هجاؤه إياه بعد أن ولاه فعزله عن أسوان وأنفذ إليه
كتب العزل مع مولى له وقال أنتظره حتى يصعد المنبر يوم الجمعة فإذا علاه
فاعطه الكتاب وامنعه من الخطبة وأنزله عن المنبر وأصعد مكانه فلما علا
المنبر وتنحنح ليخطب ناوله الكتاب فقال له دعني أخطب فإذا نزلت قرأته
قال لا قد أمرني أن أمنعك من الخطبة حتى تقرأه فقرأه وأنزله عن المنبر
معزولا فحدثني عبد الله بن أبي الشيص عن دعبل قال المطلب ما تفكرت
في قولك قط:
إن كاثرونا جئنا بأسرته * أو واحدونا جئنا بمطلب
إلا كنت أحب الناس إلي وما * تفكرت والله في قولك لي
وعاديت قوما فما ضرهم * وقدمت قوما فلم ينبلوا
إلا كنت أبغض الناس إلي. وفي تاريخ دمشق بعد ذكر هجوه إياه
بقوله أضرب ندى البيتين قال فدعاه بعد ذلك المطلب وقال له والله
لأقتلنك لهجائك لي فقال له أشبعني إذا ولا تقتلني جائعا فقال قبحك الله

409
هذا أهجى من الأول ثم وصله فحلف أنه يمدحه ما عاش فقال فيه:
سالت الندى لا عدمت الندى * وقد كان منا زمانا غرب
فقلت له طال عهد اللقا * فقد غبت بالله أم لم تغب
فقال بلى لم أزل غائبا * ولكن قدمت مع المطلب
قال القاضي زكريا بن المعافي في هذا الخبر ما يدل على دهاء دعبل
ولطف حيلته وأنباء عن ذكاء المطلب ودقة فطنته وقد روي مثل هذا عن
معن بن زائدة فإنه أتى بجماعة فامر بقتلهم فقال له أحدهم أعيذك تالله أن
تقتلنا عطاشى فامر بسقيهم فلما شربوا قالوا أيها الأمير لا تقتل أضيافك فامر
بتخليتهم اه‍ قال المؤلف قصة ممن لا تشبه قصة المطلب فمعن تحرموا
بشرابه والمطلب نسبه دعبل إلى البخل إذ علق قتله على امر لا يقع بادعائه
ولهذا قال له المطلب هذا أهجى من الأول.
الأغاني بسنده: لما قصد دعبل المطلب بن عبد الله بن مالك إلى
مصر ولم يرض ما كان منه إليه قال فيه:
أمطلب أنت مستعذب * حميا سمام الأفاعي ومستقبل
فان أشف منك تكن سبة * وإن أعف عنك فما تعقل
ستأتيك أما وردت العراق * صحائف يأثرها دعبل
منمقة بين أثنائها * مخاز تحط فلا ترحل
وضعت رجالا فما ضرهم * وشرفت قوما فلم ينبلوا
فأيهم الزين وسط الملا * عطية أم صالح الأحول
أم الباذجاني أم عامر * أمين الحمام التي تزجل
تنوط مصر بك المخزيات * وتبصق في وجهك الموصل
ويوم السراة تحسيتها * يطيب لدى مثلها الحنظل
توليت ركضا وفتياننا * صدور القنا فيهم تعسل
إذا الحرب كنت أميرا لها * فحظهم منك أن يقتلوا
فمنك الرؤوس غداة اللقا * وممن يحاربك المفصل
شعارك في الحرب يوم الوغى * إذا انهزموا عجلوا عجلوا
هزائمك الغر مشهورة * يقرطس فيهن من يفضل
فأنت لأولهم آخر * وأنت لآخرهم أول
وفي الأغاني بسنده عن إبراهيم بن المدبر كنت أنا وإبراهيم بن
العباس رفيقين نستكتب الشعر وأنشدني قصيدة دعبل هذه في المطلب بن
عبد الله قال وقال لي دعبل نصفها لي ونصفها لإبراهيم بن العباس كنت
أقول مصراعا ويجيزه ويقول مصراعا وأجيزه.
قال المؤلف مرت أبيات أربعة له برواية الأغاني على الوزن
والقافية وهي موجودة في ضمن هذه القصيدة مع بعض التغيير والظاهر أن
سببه اختلاف الرواية.
1 تلعق مصر بك المخزيات وهنا تنوط مصر البيت.
2 وعاديت قوما فما ضرهم وهنا وضعت رجالا البيت.
3 شعارك عند الحروب النجا البيت وهنا شعارك في الحرب
البيت.
4 فأنت إذا ما التقوا آخر البيت وهنا فأنت لأولهم البيت.
وقد جعل هجاء دعبل له مما عيب به دعبل بأنه هجا من هو من
عشيرته مع إحسانه إليه ولكن دعبلا كما ذكرنا في غير الموضع لم يهج غالبا
إلا من أساء إليه ولم تكن تمنعه هيبة أحد ولا إحسانه من هجوه إذا أساء
إليه. وكانت إساءته إليه ما مر في قصة أحمد السراج. في الأغاني بسنده أن
المأمون قال لأبي دلف أي شئ تروي لأخي خزاعة يا قاسم قال أي أخي
خزاعة يا أمير المؤمنين قال ومن تعرف فيهم شاعرا قال اما من أنفسهم فأبو
الشيص وابنه ودعبل وداود بن أبي رزين واما من مواليهم فطاهر وابنه
عبد الله فقال من عسى في هؤلاء ان يسأل عن شعره سوى دعبل فقال وأي
شئ أقول في رجل لم يسلم عليه أهل بيته حتى هاجم فجعل كل حسنة
منهم بإزاء سيئة حين يقول في المطلب بن عبد الله بن مالك وهو أصدق
الناس له وأقربهم منه وقد وفد إليه إلى مصر فأعطاه الجزيلة وولاه ولم يمنعه
ذلك أن قال فيه:
اضرب ندى طلحة الطلحات متئدا * بلؤم مطلب فينا وكن حكما
تخرج خزاعة من لؤم ومن كرم * فلا تحس لها لؤما ولا كرما
فقال المأمون قاتله الله ما أغوصه وألطفه وأدهاه وجعل يضحك اه‍.
يستفاد من هذا الخبر فوائد 1 مكانة شعر دعبل في نفس المأمون حتى
جعل يسأل عنه أبا دلف 2 امتياز دعبل عمن ذكره أبو دلف معه من
الشعراء فإذا سئل عن شعر أخي خزاعة لم يتبادر إلى الذهن غيره 3
تجاهل أبي دلف المسؤول عنه وعدم عده دعبلا في شعراء خزاعة يدل على
شئ في نفسه من دعبل ولعله قد هجاه والا فلم يكن يخفى عليه انه هو
المسؤول عن شعره 4 المأمون لم يلتفت إلى قدح أبي دلف فيه بل أعجب
بغوصه على المعاني ولطفه ودهاه 5 ان دعبلا من خزاعة أنفسهم وان آل
طاهر من موالي خزاعة لا من أنفسهم.
الأغاني بسنده كان سبب سخط دعبل على المطلب أن رجلا من
العلويين كان قد تحرك بطنجة فكان يبث دعاته إلى مصر وخافه المطلب
فوكل بالأبواب من يمنع الغرباء دخولها فلما جاء دعبل منع فاغلظ للذي
منعه فقنعه بالسوط وحبسه فمضى رزين فأخبر المطلب فامر باطلاقه ودعا به
فخلع عليه فقال له لا أرضى أو تقتل المتوكل بالباب فقال له هذا لا
يمكن لأنه قائد من وقاد السلطان فغضب اه‍ أقول طلب دعبل قتل
المتوكل بالباب نوع من الجنون يبعد صدوره من دعبل والمعقول أنه طلب
معاقبته فلم يعاقبه المطلب فغضب دعبل وأنضاف إلى ذلك ما سبق من أمر
أحمد البراج ويمكن أن يكون انضاف ما لم نطلع عليه والله أعلم ولكنه لما
مات المطلب رثاه بأحسن الرثاء وأجوده.
خبره مع هاشمي
يتولى ناحية الشام
الأغاني بسنده استدعى بعض بني هاشم دعبلا وهو يتولى للمعتصم
ناحية من نواحي الشام فقصده إليها فلم يقع منه بحسن ظن وجفاه فكتب
إليه دعبل:
دليتني بغرور وعدك في * متلاطم من حومة الغرق
حتى إذا شمت العدو وقد * شهر انتقاصك شهرة البلق

410
نشأت تحلف إن ودك لي * صاف وحبلك غير منحذق
وحسبتني فقعا بقرقرة * فوطأتني وطئا على حنق
ونصبتني علما على غرض * ترمينني الأعداء بالحدق
وظننت أرض الله ضيقة * عني وأرض الله لم تضق
من غير ما جرم سوى ثقة * مني بوعدك حين قلت ثق
ومودة تحنو عليك بها * نفسي بلا من ولا ملق
فمتى سألتك حاجة أبدا * فاشدد بها قفلا على غلق
وقف الإخاء على شفا جرف * هار فبعه بيعة الخلق
واعد لي قفلا وجامعة * فاشدد يدي بها إلى عنقي
أعفيك مما لا تحب بها * وأسدد علي مذاهب الأفق
ما أطول الدنيا وأعرضها * وأدلني بمسالك الطرق
خبره مع رجل من ولد الزبير بن العوام
الأغاني عن الحسن بن علي عن ابن مهرويه عن أبيه قدم دعبل
الدينور فجرى بينه وبين رجل من ولد الزبير بن العوام كلام فاستعدى عليه
الزبيري عمرو بن حميد القاضي وقال هذا شتم صفية بنت عبد المطلب
وهي أم الزبير واجتمع عليه الغوغاء فهرب دعبل وبعث القاضي إلى
دار دعبل فوكل بها وختم بابه فوجه إليه دعبل برقعة فيها ما رأيت قط
أجهل منك إلا من ولاك تحكم على خصم غائب ويقبل عقلك إني شيعي
أشتم صفية بنت عبد المطلب سخنت عينك أفمن أدين الشيعة شتم صفية
قال ابن مهرويه قال أبي فسألني القاضي عن هذا الحديث فحدثته فقال
صدق والله دعبل في قوله لو كنت مكانك لوصلته وبررته.
أخباره مع أبي سعد المخزومي عيسى بن الوليد
كان بين دعبل وأبي سعد المخزومي عداوة ومهاجاة وكان أبو
سعد شاعرا وقد روى صاحب الأغاني في سبب المهاجاة بينهما أن دعبلا
ورزينا نزلا بقوم من بني مخزوم فلم يقروهما ولا أحسنوا ضيافتهما فقال فيهم
دعبل:
عصابة من بني مخزوم بت بهم * بحيث لا تطمع المسحاة في الطين
ثم قال لرزين أجز فقال:
في مضغ أعراضهم من خبزهم عوض * بني النفاق وأبناء الملاعين
قال محمد بن الأشعث فكان هذا أول الأسباب في مهاجاته لأبي سعد
قال المؤلف كان أولى بدعبل وأخيه أن يقولا كما قال الحماسي
الطائي:
ولست بهاج في القرى أهل منزل * على زادهم أبكي وأبكي البواكيا
فاما كرام مؤسرون لقيتهم * فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا
وإما كرام معسرون عذرتهم * وأما لئام فادكرت حيائيا
فلله دره إذ قسم الذين ينزل بهم إلى ثلاثة أقسام كرام مؤسرون
وكرام معسرون ولئام مؤسرون أو معسرون فالقسم الأول لا بد أن يقدموا
لي من الزاد ما يكفيني فلماذا أهجوهم والقسم الثاني لا يقصرون إلا عن
عجز فيجب أن أعذرهم والقسم الثالث يمنعني الحياء من هجائهم. ويأتي
في المناقضة بين دعبل والكميت أن دعبلا كان يتعصب للنزارية على
القحطانية وأنه قال قصيدة يرد فيها على الكميت في قصيدته التي هجا بها
قبائل اليمن فناقض أبو سعد دعبلا بقصيدة فكان هذا هو الذي هاج الهجاء
بينهما وقال أبو سعد في دعبل:
وأعجب ما سمعنا أو رأينا * هجاء قاله حي لميت
وهذا دعبل كلف معنى * بتسطير الأهاجي في الكميت
وما يهجو الكميت وقد طواه * الردى إلا ابن...
وروى صاحب الأغاني أن أبا سعد المخزومي لما ناقض دعبلا في
قصيدته التي رد فيها على الكميت وهاجاه وتطاول الشر بينهما خاف بنو
مخزوم لسان دعبل وأن يعمهم بالهجاء فنفوا أبا سعد عن نسبهم وأشهدوا
بذلك على أنفسهم وكتبوا عليه كتابا أنه ليس منهم فاتى أبو سعد بخاتمه إلى
النقاش فنقش عليه أبو سعد العبد بن العبد برئ من بني مخزوم تهاونا بما
فعلوه.
وفي الأغاني كان أبو سعد يجلس مع بني مخزوم في دار المأمون فتظلموا
منه إلى المأمون وذكروا أنهم لا يعرفون له فيهم نسبا فأمرهم المأمون
بنفيه فانتفوا منه وكتبوا بذلك كتابا فقال دعبل يذكر ذلك من قصيدة
طويلة:
غير أن الصيد منهم * قد نفوه بخزايه
كتبوا الصك عليه * فهو بين الناس آية
فإذا أقبل يوما * قيل قد جاء النفاية
وقال فيه أيضا:
هم كتبوا الصك الذي قد علمته * عليك وشنوا فوق هامتك القفرا
وفي الأغاني كان سبب مناقضة دعبل أبا سعد المخزومي وما خرج إليه
الأمر بينهما قول دعبل قصيدته التي هجا فيها قبائل نزار فحمي لذلك أبو
سعد فهجاهم فأجاباه دعبل ولج الهجاء بينهما. وفي الأغاني بسنده أن
سبب وقوع الهجاء بين دعبل وأبي سعد قول دعبل في قصيدة له يفخر فيها
بخزاعة ويهجو نزارا وهي التي يقول فيها:
أتانا طالبا وعرا * فأعقبناه بالوعر
وترناه فلم يرض * فأعقبناه بالوتر
فغضب أبو سعد وقال قصيدته التي يقول فيها لدعبل وهي مشهورة:
وفي الكرخ هوى أبقى * من الدهر على الدهر
هوى والحمد لله * كفاني كلفة العذر

411
ثم التحم الهجاء بينهما وبسنده عن أحمد بن مروان مولى الهادي:
لقيني أبو سعد المخزومي فقال يا أحمد أنا أريد شكايتك إلى أبيك فقلت ولم
أبقاك الله قال ما فعل دفتر الزاريات القصائد التي قالها أبو سعد في
النزارية فيظهر أنه كان عند أحمد هذا أخذه ولم يرده لأبي سعد قلت هو ذا
أجيئك به ومررت بدعبل فقال ما هذا معك قلت دفتر فيه شعر أبي سعد في
النزاريات فأخذه فنظر فيه وابنه علي معه فلما نظر إلى قوله: مالت إلى
قلبك أخزانه قال له ابنه ما كان عليه لو قال: عادت إلى قلبك أحزانه
فقال دعبل صدقت والله يا بني أنت والله أشعر منه ثم صرت إلى أبي سعد
فقال من أين أقبلت قلت من عند دعبل قال وما دعبلت عنده فأخبرته بما
قال ابنه في شعره فقال صدق والله في أي سن هو قلت قد بلغ.
الأغاني عن علي بن سليمان الأخفش عن المبرد كان أبو سعد
المخزومي يستعلي على دعبل في أول أمره وكان يدخل إلى المأمون فينشده
هجاء دعبل له وللخلفاء يحرضه عليه فلم يجد عند المأمون ما أراده فيه
وكان يقول الحق في يدك والباطل في يد غيرك والقول لك ممكن فقل ما
يكذبه فاما القتل فاني لست أستعمله إلا فيمن عظم ذنبه.
وبسنده عن أبي سعد المخزومي واسمه عيسى بن الوليد
أنشدت المأمون قصيدتي الدالية التي رددت فيها على دعبل قوله:
ويسومني المأمون خطة عاجز * أو ما رأى بالأمس رأس محمد
وأول قصيدتي:
أخذ المشيب من الشباب الأغيد * والنائبات من الأنام بمرصد
ثم قلت له يا أمير المؤمنين أئذن لي أن أجيئك برأسه قال لا هذا
رجل فخر علينا فافخر عليه كما فخر علينا فاما قتله بلا حجة فلا.
وبسنده عن محمد بن علي الطالبي: أنشدت دعبلا قول أبي سعد
فيه من قصيدة:
أبعد خمسين عادت جاهليته * يا ليت ما عاد منها اليوم لم يعد
وما تريد عيون العين من رجل * كر الجديدان في أيامه الجدد
أبدى سرائره وجدا بغانية * ولو أطاع مشيب الرأس لم يجد
واستمطرت عبرات العين منزلة * لم يبق منها سوى الآري والوتد
لدعبل وطر في كل فاحشة * لو باد لؤم بني قحطان لم يبد
ولي قواف إذا أنزلتها بلدا * طارت بهن شياطين إلى بلد
لم ينج من خيرها أو شرها أحد * فاحذر شابيها إن كنت من أحد
تهجو نزارا وترعى في أرومتها * وتنتمي في أناس حاكة البرد (1)
إني إذا رجل دبت عقاربه * سقيته سم حياتي فلم يعد
لو كنت متئدا فيما تلفقه * لكان حظك منه حظ متئد
لو كنت معتمدا منه على ثقة * من المكارم قلنا طول معتمد
لله معتصم بالله طاعته * قضية من قضايا الواحد الصمد
قال محمد فلما أنشدتها دعبلا قال أنا أشتمه وهو يشتمني فما إدخال
المعتصم بيننا وشق ذلك عليه وخافه ونقض هذه القصيدة بقصيدة أولها:
منازل الحي من عمران فالنضد وهي طويلة مشهورة في شعره لكنه لم
يذكرها.
وبسنده عن أحمد بن هارون دخلت على أبي سعد المخزومي يوما
وهو يقول: وأي شئ ينفعني أجود الشعر فلا يروي ويرذل فيروى
ويفضحني برديئه ولا أفضحه بجيدي فقتلت من تعني قال من تراني أعني الا
دعبلا قلت فيه:
ليس لبس الطيالس * من لباس الفوارس
لا ولا حومة الوغى * كصدور المجالس
ضرب أوتار نفنف (2) * غير ضرب القوانس
وظهور الجياد غير * ظهور الطنافس
ليس من ضارس الحروب * كمن لم يضارس
بأبي غرس فتية * من كرام الفارس
فتية من بني المغيرة * شم المعاطس
يطعمون لسديف في * كل شهباء دامس
في جفان كأنها * من جفان العرائس
ويخوضون باللواء * دماء الأبالس
نحن خير الأنام عند * قياس المقايس
فوالله ما التفت إليها في مصرنا الا علماء الشعر وقال هو في يا أبا
سعد قوصره وذكر ثلاثة أبيات فيها فحش فوالله لقد رواه صبيان
الكتاب ومارة الطريق والسفل.
والأغاني بسنده عن إسماعيل بن إبراهيم بن أبي ضمرة
الخزاعي: سالت دعبلا أن أقرأ عليه قصيدته التي يناقض بها الكميت:
فيقي من ملامك يا ظعينا كفاك اللوم مر الأربعينا
فقال لي فيها أخبار وغريب فليكن معك رجل يقرأها علي وأنت معه
فاخترت صديقا لي يقال له علي من شيبان ربيعة فقال تأتيني برجل أسمعه ما
يكره في قومه فقلت له أنه يحتمل ويحب أن يسمع ما له وما عليه فقال في
مثل هذا أريحية فائتني به فقرأنا عليه القصيدة حتى انتهينا إلى قوله:
من أي ثنية جاءت قريش * وكانوا معشرا متنبطينا
فقال دعبل معاذ الله أن يكون هذا البيت لي ثم قال انتقم الله منه
يعني أبا سعد المخزومي دسه والله في هذا الشعر وجرد البيت بحد سكين
كان معه. ثم قال أنا أحدثكم عنه بحديث ظريف. جاءني يوما ببغداد
أشد ما كان بيني وبينه من الهجاء وبين يدي صحيفة ودواة إذ دخل الغلام
وقال أبو سعد المخزومي بالباب قلت كذبت قال بلى والله وهو به عارف
وأمرته برفع الدواة والجلد وأذنت له في الدخول وجعلت أقول في نفسي:
الحمد لله الذي أصلح ما بيني وبينه من هتك الأعراض وذكر القبيح وكان
الابتداء منه فقمت إليه وسلمت عليه وهو ضاحك مسرور وأنا كذلك ثم
قلت أصبحت والله حاسدا لك قال على ماذا قلت بسيقك إياي إلى الفضل
قال أنا اليوم في دعوة عندك قلت قل ما أحببت فطرح ثيابه ورد دابته
فتغدينا ثم طلب مني أن ينشدنا غلامي هجائي فيه فقلت له قد اصطلحنا
فما حاجتك إلى هذا فقال سألتك بالله إلا فعلت فليس يشق علي ولو كرهته
لما سألته فأنشد الغلام فيه هجاء قبيحا ثم ودعني وانصرف وأمرت غلماني



(1) حاكة البرد أهل اليمن يعيرون بالحياكة وقد قيل فيهم انهم بين حائك برد وسائس قرد.
(2) نفنف غلام كان لدعبل. - المؤلف -
412
فخرجوا معه إلى الباب فعاد أحدهم وبيده قرطاس وقال دفعها إلي أبو سعد
المخزومي وأمرني أن أدفعها إليك فإذا فيها:
لدعبل منة يمن بها * فلست حتى الممات أنساها
أدخلنا داره فأطعمنا * وبعده شطر فيه فحش كالبيت
الذي أنشده الغلام فقلت هاتوا الجلد والدواة فردوهما فعدت إلى
هجائه ولقيته بعد ذلك فما سلم علي ولا سلمت عليه.
خبره مع الفضل بن العباس
بن الأشعث
الأغاني بسنده عن الحسين بن دعبل كان أبي يختلف إلى
الفضل بن العباس بن جعفر بن محمد بن الأشعث وهو خرجه وفهمه وأدبه
فظهر له منه جفاء وبلغه أنه يعيبه وينال منه فقال يهجوه:
يا بؤس للفضل لو لم يأت ما عابه * يستفرغ السم من صماء قرضابه
ما أن يزال وفيه العيب يجممه * جهلا لأعراض أهل المجد عيابه
إن عابني لم يعب إلا مؤدبه * ونفسه عاب لما عاب آدابه
فكان كالكلب حذاه مكلبه * لصيده فعدا فاصطاد كلابه
وبسنده عن الحسين بن أبي السري: غضب دعبل على أبي
نصر بن محمد بن الأشعث وكان دعبل مؤدبه قديما لشئ بلغه عنه فقال
يهجو أباه:
ما جعفر بن الأشعث * عندي بخير أبوة من عثعث
عبثا تمارس بي تمارس حية * سوارة إن هجتها لم تبث
لو يعلم المغرور ماذا حاز من * خزي لوالده إذا لم يعبث
فلقيه عثعث فقال له أي شئ كان بيني وبينك حتى ضربت بي المثل
في خسة الآباء فضحك وقال لا شئ والله إلا اتفاق اسمك واسم ابن
الأشعث في القافية أولا ترضى أن أجعل أباك وهو أسود خيرا من آباء
الأشعث بن قيس اه‍ وهذا جرته القافية.
ما وقع بينه وبين مسلم ابن الوليد
قال ابن خلكان كان بين دعبل ومسلم بن الوليد اتحاد كثير وعليه
تخرج دعبل في الشعر فاتفق أن ولي مسلم جهة في بعض بلاد خراسان أو
فارس وهي جرجان ولاه إياها الفضل بن سهل فقصده دعبل لما يعلمه من
الصحبة التي بينهما فلم يلتفت مسلم إليه ففارقه وعمل: غششت الهوى
حتى تداعت أصوله الأبيات الآتية:
وفي الأغاني بسنده عن الفتح غلام أبي تمام قال حدثني مولاي أبو تمام
قال ما زال دعبل مائلا إلى مسلم بن الوليد مقرا بأستاذيته حتى ورد عليه
جرجان فجفاه مسلم وكان فيه بخل فهرجه دعبل وكتب إليه:
أبا مخلد كنا عقيدي مودة * هوانا وقلبانا جميعا معا معا
أحوطك بالغيب الذي أنت حائطي * وابخع إشفاقا لأن تتوجعا
فصيرتني بعد انتحائك متهما * لنفسي عليها أرهب الخلق أجمعا
غششت الهوى حتى تداعت أصوله * بنا وابتذلت الوصل حتى تقطعا
وأنزلت من بين الجوانح والحشى * ذخيرة ود طال ما قد تمنعا
فلا تعذلني ليس لي فيك مطمع * تخرقت حتى لم أجد لك مرقعا
فهبك يميني استأكلت فقطعتها * وجشمت قلبي صبره فتشجعا
ويروى وحملت قلبي فقدها ثم تهاجرا فما التقيا بعد ذلك اه‍.
خبره مع إبراهيم بن العباس
في تاريخ دمشق قال لإبراهيم بن العباس وكانه الصولي أريد أن
أصحبك إلى خراسان فقال له إبراهيم حبذا أنت صاحبا مصحوبا إن كنا
على شريطة بشار فقال له وما شريطته فقال قوله:
أخ خير من آخيت أحمل ثقله * ويحمل عني إذ أحمله ثقلي
أخ إن نبا دهر به كنت دونه * وإن كان كون كان لي ثقة مثلي
أخ ماله لي لست أرى أرهب بخله * ومالي له لا يرهب الدهر من بخلي
قال ذلك ومزية فاصطحبا.
خبره مع علي بن عيسى الأشعري
في تاريخ دمشق عن عبد الله بن طاهر أن دعبلا قال في علي بن
عيسى الأشعري يمدحه:
فلا تفسدن خمسين ألفا وهبتها * وعشرة أحوال وحق تناسب
وشكرا تهاداه الرجال تهاديا * إلى كل مصر بين جاء وذاهب
بلا زلة كانت وإن تك زلة * فان عليك العفو ضربة لازب
ثم قال يهجوه:
أخزاعة غبر الكرام فاقصروا * وضعوا عمائمكم على الأفواه
فدعوا الفخار فلستم من أهله * يوم الفخار ففخركم بشياه
هكذا جاء في تاريخ دمشق المطبوع فنسبه أولا الأشعري ثم قوله
أخزاعة يدل على إنه خزاعي والأشعرون ليسوا من خزاعة فيوشك أن يكون
وقع سقط في البين والله أعلم.
بعض أخباره
وفي تاريخ دمشق قال دعبل: كنت بالثغر فنودي بالنفير فخرجت مع
الناس فإذا أنا بفتى يجر رمحه بين يدي فالتفت فنظر إلي فقال لي أنت دعبل
قلت نعم قال اسمع مني بيتين فأنشدني:
أنا في أمري رشاد * بين غزو وجهاد
بدني يغزو عدوي * والهوى يغزو فؤادي
ثم قال كيف ترى قلت جيد قال والله ما خرجت إلا هاربا من الحب
فلما التقينا كان أول قتيل قال ابن يونس قدم دعبل مصر هاربا من
المعتصم لهجوه إياه وخرج منها إلى المغرب إلى بني الأغلب وكان يجالس بمصر
جماعة من أهل الأدب وكان خبيث اللسان قبيح الهجو.
خبره مع بني مكلم الذئب من خزاعة
الأغاني بسنده فخر قوم من خزاعة على دعبل يقال لهم بنو مكلم

413
الذئب كان جدهم جاء إلى النبي ص فحدثه أن الذئب أخذ من غنمه شاة
فتبعه فلما غشيه بالسيف قال له ما لي وما لك تمنعني رزق الله فقلت يا عجبا
الذئب يتكلم فقال أعجب مني أن محمدا نبي قد بعث بين أظهركم وأنتم
لا تتبعونه فبنوه يفخرون بتكليم الذئب جدهم فقال دعبل فيهم:
تهم علينا بان الذئب كلمكم * فقد لعمري أبوكم كلم الذيبا
فكيف لو كلم الليث الهصور إذا * أفنيتم الناس ماكولا ومشروبا
هذا السنيدي لا أصل ولا طرف (1) * يكلم الفيل تصعيدا وتصويبا
وزاد فيها ابن عساكر:
فاذهب إليك فاني لا أرى أحدا * بباب دارك طلابا ومطلوبا
السنيدي كأنه تصغير السندي وهو الفيال والفيل من أفهم
الحيوانات وأقبلها للتعليم وإذا كان السنيدي يكلم الفيل فيفهم ما يأمره به
لا ينفي ذلك فصيلة تكليم الذئب أباهم إلا على وجه شعري سوفسطائي
نعم يمكن أن يقول قائل أن ذلك معجزة للنبي ص لا فضيلة لأبيهم فيجلب
بان جريان ذلك على يد أبيهم إذا صح نوع فضيلة له.
خبره مع إعرابي
ومن أخباره في تاريخ بغداد عن أحمد بن القاسم المار ذكره كان دعبل
بن علي يجئ إلى علوي كان بالقرب منا قد سماه وكان ينشده وأسمع
منه. وبسنده عن إسحاق بن محمد بن أبان كنت قاعدا مع دعبل بن علي
بالبصرة وعلى رأسه غلام يقال له نفنف فمر به إعرابي يرفل في ثياب خز
فقال لغلامه إدع هذا الأعرابي إلينا فأومأ الغلام إليه فجاء فقال له دعبل ممن
الرجل قال من بني كلاب قال من أيهم قال من ولد أبي بكر قال أتعرف
الذي يقول:
ونبئت كلبا من كلاب يسبني * ومر كلاب يقطع الصلوات
فان أنا لم أعلم كلابا بأنها * كلاب وإني باسل النقمات
فكان إذا ما قيس عيلان والدي * وكانت إذا أمي من الحبطات
يعني بني تميم وهم أعدى الناس لليمن. قال أبو يعقوب: هذا
الشعر لدعبل في عمرو بن عاصم الكلابي فقال له الأعرابي ممن أنت فكره
أن يقول من خزاعة فيهجوه فقال أنا أنتمي إلى القوم الذين يقول فيهم
الشاعر:
أناس علي الخير منهم وجعفر * وحمزة والسجاد ذو الثفنات
إذا افتخروا يوما أتوا بمحمد * وجبريل والقرآن والسورات
وهذا الشعر أيضا له فوثب الأعرابي وهو يقول محمد وجبريل والقرآن
والسورات ما إلى هؤلاء مرتقى. ما إلى هؤلاء مرتقى.
من أخباره
الأغاني بسنده كان دعبل قد جنى جناية بالكوفة وهو غلام فأخذه
العلاء بن منظور الأسدي وكان لي شرطة الكوفة من قبل موسى بن
عيسى فحبسه فكلمه فيه عمه سليمان بن رزين فقال اضربه لعله يتأدب
فضربه ثلاثمائة سوط فخرج من الكوفة فلم يدخلها بعد ذلك إلا عزيزا.
وبسنده كان دعبل يغيب سنين ويرجع وقد أفاد وأثرى وكانت
الشراة والصعاليك يلقونه فلا يؤذونه ويؤاكلونه ويشاربونه ويبرونه وكان إذا
لقيهم وضع طعامه ودعاهم إليه فكانوا قد عرفوه وألفوه لكثرة أسفاره
وكانوا يواصلونه ويصلونه قال أحمد بن كامل أنشدني دعبل لنفسه في بعض
أسفاره:
حللت محلا يقصر البرق دونه * ويعجز عنه الطيف أن يتجشما
ومرت عند الكلام على شاعريته أبيات عينية قالها في بعض غيباته
وبسنده دخل دعبل الري في أسام الربيع فجاءهم ثلج لم يروا
مثله في الشتاء فقال شاعر منهم أبياتا وكتبها في رقعة وألقاها في دهليز دعبل
وهي:
جاءنا دعبل بثلج من الشعر * فجادت سماؤنا بالثلوج
نزل الري بعد ما سكن البرد * وقد أينعت رياض المروج
فكسانا ببرده لا كساه الله * ثوابا من كرسف محلوج
فلما قرأها ارتحل عن الري
ما روي من طريقه
أخرج في تاريخ دمشق عنه عن مالك بن أنس عن أبي الزبير جابر أن
رسول الله ص قال نعم الإدام الخل وبسنده عنه سمعت مالك بن أنس
فقيه المدينة يحدث هارون الرشيد مسندا عن أبي هريرة: لم يزل رسول الله
ص يتختم في يمينه حتى قبضه الله إليه وروى دعبل بسنده إلى اليراء بن
عازب عن النبي ص في قوله تعالى يثبت الله الذين آمنوا بالقول
الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة: قال في القبر إذا سئل المؤمن.
طرائفه
الأغاني بسنده: أنشد رجل دعبل بن علي شعرا له ساقطا فجعل
يعيبه وينبهه على خطئه فيه بيتا بيتا إلى أن مر له بيت جيد فقال دعبل
أحسنت أحسنت ما شئت فقال يا أبا علي أتقول لي هذا بعد ما مضى
فقال يا حبيبي لو أن رجلا أسمع سبعين مرة ما كان بمنكر أن يكون فيها
دستنبوبة واحدة.
بعض ما حكاه من الطرائف
الأغاني بسنده عن دعبل دخلت على أبي الحارث جمين وقد فلج
وكان صديقي لأعوده فقلت ما هذا قال أخذت من شعرات ودخلت
الحمام فغلط بي الفالج وظن أني قد احتجمت فقلت له لو تركت خفة
الروح والمجون في موضع لتركتهما في هذا الموضع.
معاهد التنصيص قال دعبل: كنا يوما عند سهل بن هارون
الكاتب البليغ وكان شديد البخل فأطلنا الحديث واضطره الجوع إلى أن دعا
بغداء له فاتي بقصعة فيها ديك جاس هرم لا تخرقه سكين ولا يؤثر فيه
ضرس فاخذ كسرة خبز فخاض بها مرقته وقلب جميع ما في القصعة ففقد
الرأس فبقي مطرقا ساعة ثم رفع رأسه وقال للطباخ أين الرأس فقال رميت
به فقال ولم قال ظننتك لا تأكله قال بئسما ظننت والله إني لأمقت من يرمي
برجليه يكفف من يرمي برأسه والرأس رئيس وفيه الحواس الأربع ومنه
يصيح ولولا صوته لما فضل وفيه فرقه الذي يتبرك به وفيه عيناه اللتان



(1) في تاريخ دمشق (لا يسوى اثاوية) بدل (لا أصل ولا طرف) - المؤلف -
414
يضرب بهما المثل فيقال شراب كعين الديك ودماغه عجيب لوجع الكليتين
ولم ير عظم قط أهش من عظم رأسه أوما علمت أنه خير من طرف الجناح
ومن الساق ومن العنق فان كان قد بلغ من نبلك أنك لا تأكله فانظر أين
هو قال لا أدري والله أين هو رميت به قال لكني أدري أين هو رميت به في
بطنك فالله حسيبك.
مشايخه
في تاريخ دمشق حدث عن المأمون ومالك بن أنس ويقال أنه حدث
عن يحيى بن سعيد الأنصاري وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري وسالم بن
نوح ومحمد بن عمر الواقدي وجماعة سواهم اه‍ ومن مشايخه في الأدب
مسلم بن الوليد تخرج به وتعلم منه وفي لسان الميزان له رواية عن مالك
وشريك والواقدي والمأمون وعلي بن موسى الرضا ويقال أن له رواية عن
شعبة والثوري.
تلاميذه
في تاريخ دمشق روى عنه أحمد بن أبي دؤاد ومحمد بن موسى
الترمذي وأخوه إسماعيل اه‍ ومر أن أحمد بن القاسم روى عنه قصيدته
التائية وفي الأغاني أنه خرج الفضل بن العباس بن جعفر بن محمد بن
الأشعث وفهمه وأدبه ولعله هو أبو نصر بن جعفر بن محمد بن الأشعث
الذي قال صاحب الأغاني أيضا أن دعبلا كان مؤدبه قديما. مر في لسان
الميزان روى عنه أخوه علي بن علي ولم يذكر رواية أخيه إسماعيل عنه وقد
مر عن النجاشي أنه يروي عنه موسى بن حماد اليزيدي. وعن جامع الرواة
أنه نقل رواية علي بن الحكم عنه في باب مولد أبي جعفر الثاني ع
من الكافي.
مؤلفاته
1 كتاب طبقات الشعراء 2 كتاب الواحد في مثالب العرب
ومناقبها ذكرهما النجاشي 3 ديوان شعره.
شعره
له شعر كثير مجموع في ديوان وقد كان هذا الديوان مشهورا في العصر
السابق لكنه اليوم مفقود كما فقد غيره من نفائس الدواوين الشعرية مثل
ديوان السيد الحميري وغيره ويدل على كثرة شعره ما حكي في الأغاني عن
هاشم بن محمد الخزاعي عن الجاحظ عن دعبل: مكثت نحو ستين سنة
ليس من يوم ذر شارقه إلا وأنا أقول فيه شعرا وقد نظم في جميع فنون الشعر
ومر جملة من شعره في مطاوي ما سبق ونورد هنا بقية ما عثرنا عليه من
مقطعاته كلا في بابه.
المديح
نبدأ منه بالتائية المشهورة في أهل البيت لطول الكلام عليها ونستوفي
كل ما يتعلق بها من الروايات وأقوال العلماء فيها واستنشاد المأمون إياها
وتطلعه إلى سماعها وما قاله الرضا ع حين أنشده دعبل إياها وما
جرى لأهل قم مع دعبل في أمر الخلعة التي خلعها عليه وما جرى له مع
لصوص الأكراد وغير ذلك مما يرتبط به.
الكلام على قصيدته التائية في أهل البيت ع.
شهرتها
بلغت هذه القصيدة في الشهرة إلى حد أنه لم يبق مؤرخ ولا رجالي
إلا وذكرها أو أشار إليها أو ذكر أبياتا منها وأشار إليها الشعراء في أشعارهم
قال الشيخ عبد الحسين الأعسم من قصيدة مخاطبا عليا أمير المؤمنين ع:
فهب لي يا بحر الندى هبة الرضا * لدعبل في استنشاده لمدارس
وفي لسان الميزان: له القصيدة المشهورة المطولة في أهل البيت التي
أولها:
مدارس آيات خلت عن تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
وفي الأغاني قصيدته: مدارس آيات خلت من تلاوة من أحسن
الشعر وفاخر المدائح المقولة في أهل البيت ع وكتبها فيما يقال
على ثوب وأحرم فيه وأمر بان يكون في أكفانه. وفي معجم الأدباء قصيدته
التائية في أهل البيت من أحسن الشعر وأسنى المدائح اه‍ وبلغ من شهرتها
أن يحفظها لصوص الأكراد وينشدوها ويتمثلوا بها وتكون سببا في نجاة
دعبل وأصحابه منهم ورد مسلوباتهم إليهم كما يأتي ومر قول المأمون قد
رويتها الدال على إنها شاعت حتى رواها المأمون
استنشاد المأمون إياها واهتمامه بها
مر في أخباره مع المأمون أنه استنشده هذه القصيدة فجزع فأمنه وقال
قد رويتها ولكني أحب سماعها من فيك وأنه أنشده إياها كلها والمأمون
يبكي حتى اخضلت لحيته بدمعه.
وفي تاريخ دمشق أن المأمون لما عبثت قدمه في الخلافة وضرب الدنانير
باسمه أقبل يجمع الآثار في فضائل آل الرسول فتناهى إليه فيما تناهى من
فضائلهم قول دعبل:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالركن والتعريف والجمرات
فما زالت تردد في صدر المأمون حتى قدم عليه دعبل فقال له أنشدني
قصيدتك التائية ولا باس عليك ولك الأمان من كل شئ فيها فانا أعرفها
وقد رويتها الا اني أحب ان اسمعها من فيك فأنشده حتى صار إلى هذا
الموضع:
ألم ترني مذ ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
فال رسول الله نحف جسومها * وآل زياد غلظ القصرات
بنات زياد في الخدور مصونة * وبنت رسول الله في الفلوات
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
فلو لا الذي أرجوه في اليوم أو غد * تقطع قلبي إثرهم حسرات
فبكى المأمون حتى اخضلت لحيته وجرت دموعه على نحره وكان

415
دعبل أول داخل وآخر خارج من عنده ولم يشعر بأسى منه اه‍.
انشادها الرضا ثم المأمون بحضرة الرضا ع
واخذه الجائزة من المأمون والرضا والفضل بن سهل
وخبره مع اللصوص الأكراد والقميين في امر الجبة
ذكر جماعة انه أنشدها الرضا ع بمرو. وفي النبذة المختارة
للمرزباني المتقدم إليها الإشارة: قال دعبل لما قلت مدارس آيات نذرت ان
لا اسمعها أحدا قبل الرضا ع فسرت إليه وكان ولي عهد المأمون
بخراسان فلما وصلت إليه أنشدته إياها فاستحسنها وقال لا تنشدها أحدا
حتى آمرك واتصل خبري بالمأمون فأحضرني وأمرني بانشادها فقلت لا أعرفها
فقال يا غلام سل ابن عمي الرضا ان يحضر فلما حضر قال له يا أبا الحسن
قلت لدعبل ينشدني مدارس آيات فذكر انه لا يعرفها فالتفت إلي الرضا
ع وقال أنشدها فاندفعت أنشد ولم ينكر علي المأمون إلى أن بلغت
إلى قولي:
وآل رسول الله نحف جسومهم * وآل زياد غلظ القصرات
فقال والله لأنحلنها ثم تممتها وامر لي بخمسين ألف درهم وامر لي
الرضا ع بمثلها فقلت يا سيدي أريد ان تهب لي ثوبا يلي بدنك
أتبرك به واجعله كفنا فوهب لي قميصا ابتدله ومنشفة وقيل ومبطنة ووصلني
الفضل بن سهل وحملني على برذون اصفر وكنت أسايره في يوم مطير وعليه
ممطر خز سوسي وبرنس منه فامر لي به ودعا بغيره وقال انما آثرتك بذاك لأنه
خير الممطرين فأعطيت به ثمانين دينارا فلم تطب نفسي ببيعه وقضيت
حوائجي وكررت إلى العراق فلما صرت ببعض الطريق خرج علينا أكراد
يعرفون بالشاذنجان فسلبوني وسلبوا القافلة وكان ذلك في يوم مطير
فاعتزلت في قميص خلق قد بقي علي وكبر أسفي على الثوب والمنشفة التي
وهبها لي الرضا ع وجعلت أحدث نفسي انني اسالهم إياها فبينا
انا في غمرة الفكر إياها إذ مر بي أحد الأكراد وتحته
البرذون الأصفر الذي حملني عليه ابن سهل وعليه الممطر فوقف بالقرب مني
فلما رأى نهاب القافلة أنشد:
أرى فيأهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
ثم بكى توجعا لأهل البيت ع واستمر في انشاد القصيدة
وهو يبكي فلما رأيت ذلك عجبت من لص كردي يتشيع وطمعت في
القميص والمنشفة فدنوت منه فقلت يا سيدي لمن هذا الشعر فقال ما أنت
وذاك ويلك قلت لي فيه سبب أخبرك به قال هذه القصيدة صاحبها أشهر
من أن يجهل قلت فمن هو قال دعبل شاعر آل محمد ص
وجزاه خيرا قلت فانا والله دعبل وهذه قصيدتي فقال أتدري ما تقول قلت
الامر أشهر من ذلك سل من أحببت من أهل القافلة يخبرك بصحة قولي قال
إذا والله لا يذهب لاحد من القافلة خلال فما فوقه والحمد لله الذي أقدرني
على قضاء حقك يا شاعر آل محمد ثم نادى في الناس من اخذ شيئا فليرده
على صاحبه فرد علي وعلى الناس جميع أموالهم حتى لم يضع لاحد منا عقال
فلما وصلت قم أعطيت بالمبطنة ألف دينار فقلت لا والله ولا خرقة منها فلما
خرجت منها وقف لي بعض احداث قم فقطعوا علي الطريق واخذوا المبطنة
فعدت إلى قم وناشدتهم بصاحب المبطنة فاعترفوا لي بها وقالوا لم نفعل هذا
الا رغبة في التبرك بها وما كنا نطوي عنك علم ما فعلنا فخذ الألف دينار
وأعطنا اي القشرين شئت فاخترت البطانة لقربها من جسمه ص
وأعطوني ألف دينار ثمن الظهارة اه‍.
وفي الأغاني قصد دعبل بهذه القصيدة أبا الحسن علي بن موسى
الرضا ع بخراسان فأعطاه عشرة آلاف درهم من الدراهم
المضروبة باسمه وخلع عليه خلعة من ثيابه فأعطاه بها أهل قم ثلاثين ألف
درهم فلم يبعها فقطعوا عليه الطريق فأخذوها فقال لهم انها انما تراد لله عز
وجل وهي محرمة عليكم فدفعوا له ثلاثين ألف درهم فحلف ان لا يبيعها أو
يعطوه بعضها ليكون في كفنه فاعطوه فرد كم فكان في أكفانه وفي رجال
الكشي. قال أبو عمرو الكشي بلغني ان دعبل بن علي وفد على أبي
الحسن الرضا ع بخراسان فلما دخل عليه قال إني قد قلت قصيدة
وجعلت في نفسي ان لا أنشدها أحدا أولى منك فقال هاتها فأنشد قصيدته
التي يقول فيها:
ألم ترني مذ ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيأهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
فلما فرغ من انشادها قام أبو الحسن ع ودخل منزله وبعث إليه
بخرقة فيها ستمائة دينار وقال للجارية قولي له يقول لك مولاي استعن بهذه
على سفرك واعذرنا فقال دعبل لا والله ما هذا أردت ولا له خرجت ولكن
قولي له هب لي ثوبا من ثيابك فردها عليه أبو الحسن ع وقال له خذها
وبعث إليه بجبة من ثيابه فخرج دعبل حتى ورد قما فنظروا إلى الجبة فاعطوه
بها ألف دينار فأبى عليهم وقال لا والله ولا خرقة منها بألف دينار ثم خرج
من قم فاتبعوه وقد جمعوا عليه واخذوا الجبة فرجع إلى قم وكلمهم فيها
فقالوا ليس إليها سبيل ولكن ان شئت فهذه ألف دينار وخرقة منها. وروى
الصدوق في العيون في هذا الخبر بوجه أبسط فروى بسنده عن عبد
السلام بن صالح الهروي قال دخل دعبل بن علي الخزاعي على أبي الحسن
علي بن موسى الرضا ع بمرو فقال يا ابن رسول الله اني قد قلت
فيكم قصيدة وآليت على نفسي ان لا أنشدها أحدا قبلك فقال مدارس
آيات البيت فلما بلغ إلى قوله أرى فيأهم البيت بكى أبو الحسن وقال
صدقت يا خزاعي فما بلغ إلى قوله:
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
جعل أبو الحسن يقلب كفيه ويقول اجل والله منقبضات فلما بلغ إلى
قوله:
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * واني لأرجو الأمن بعد وفاتي
قال الرضا ع آمنك الله يوم الفزع الأكبر فلما وصل إلى
قوله:
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات
قال الرضا ع أفلا الحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام
قصيدتك قال بلى فقال ع:
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * توقد في الأحشاء بالحرقات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات

416
ثم نهض الرضا ع بعد فراع دعبل من انشاد القصيدة وأمره ان لا
يبرح من موضعه فدخل الدار ثم خرج الخادم إليه بمائة دينار رضوية فقال
له يقول لك مولاي اجعلها في نفقتك فقال دعبل والله ما لهذا جئت ولا
قلت هذه القصيدة طمعا في شئ يصل إلي ورد الصرة وسال ثوبا من ثياب
الرضا ع ليتبرك ويتشرف به فانفذ إليه الرضا جبة خز مع الصرة وقال له
الخادم خذ هذه الصرة فأنت ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها فاخذ الصرة
والجبة وسار من مرو في قافلة فلما بلغ ميات قوهان وقع عليهم اللصوص
فأخذوا القافلة بأسرها وكتفوا أهلها ومعهم دعبل وجعلوا يقتسمون السلب
فتمثل أحدهم بقول دعبل أرى فيأهم البيت فقال له دعبل لمن هذا
البيت قال لرجل من خزاعة اسمه دعبل فقال انا قائل هذه القصيدة التي
منها هذا البيت فوثب الرجل إلى رئيسهم وكان يصلي على رأس تل وكان من
الشيعة فأخبره فجاء وأطلق دعبلا ومن معه واستنشده القصيدة فأنشدها ورد
عليهم ما اخذ منهم كرامة لدعبل وسار دعبل حتى اتي قم فسألوه ان
ينشدهم القصيدة فأمرهم ان يجتمعوا في المسجد الجامع فاجتمعوا وصعد
المنبر فأنشدهم القصيدة فوصلوه من المال والخلع بشئ كثير واتصل بهم
خبر الجبة فجرى له معهم ما مر عن الكشي وانصرف دعبل إلى وطنه فوجد
اللصوص قد اخذوا جميع ما كان في منزله فباع المائة دينار التي كان وصله
بها الرضا من الشيعة كل دينار بمائة درهم وانما قيمته عشرة دراهم فذكر
قول الرضا ع انك ستحتاج إليها اه‍.
وفي الأغاني بسنده عن موسى بن عيسى المرزوي وكان منزله
بالكوفة: سمعت دعبل بن علي وانا صبي يتحدث في مسجد المروزية قال
دخلت على علي بن موسى الرضا ع فقال لي أنشدني شيئا مما
أحدثت فنشدته:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
حتى انتهيت إلى قولي:
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
فبكى حتى أغمي عليه وأومأ إلي خادم كان على رأسه ان اسكت
فسكت ساعة ثم قال لي أعد فأعدت حتى انتهيت إلى هذا البيت أيضا
فأصابه مثل ما أصابه في المرة الأولى وأومأ الخادم إلي ان اسكت فسكت
فمكثت ساعة أخرى ثم قال لي أعد فأعدت حتى انتهيت إلى آخرها فقال لي
أحسنت ثلاث مرات ثم امر لي بعشرة آلاف درهم مما ضرب باسمه ولم تكن
وقعت إلى أحد وامر لي من في منزله بحلي كثير أخرجه إلي الخادم فقدمت
العراق فبعت كل درهم منها بعشرة دراهم اشتراها مني الشيعة فحصل لي
مائة ألف درهم فكان أول مال استفدته. قال أبو الفرج وحدثني حذيفة بن
محمد ان دعبلا قال له انه استوهب من الرضا ع ثوبا قد لبسه
ليجعله في أكفانه فخلع جبة كانت عليه فأعطاه إياها وبلغ أهل قم خبرها
فسألوه ان يبيعهم إياها بثلاثين ألف درهم فلم يفعل فخرجوا عليه في
طريقه فأخذوها منه غصبا وقالوا له ان شئت ان تأخذ المال فافعل والا فأنت
اعلم فقال لهم اني والله لا أعطيكم إياها طوعا ولا تنفعكم غصبا وأشكوكم
إلى الرضا ع فصالحوه على أن أعطوه الثلاثين الألف الدرهم وفرد
كم من بطانتها فرضي بذلك اه‍
وقد وقع بعض الاختلاف بين هذه الروايات ففي رواية المرزباني ان
جائزة الرضا كانت خمسين ألف درهم وفي رواية الأغاني انها كانت عشرة
آلاف درهم مما ضرب باسمه وفي رواية الكشي انها ستمائة دينار ولم يقيد
بالرضوية وفي رواية العيون انها مائة دينار رضوية ويمكن الجمع بتفاوت
الدراهم في ذلك العصر وان الرضوية كانت تزيد عن أعلى الدراهم المتعارفة
وأما الاختلاف في التعبير بين الدراهم والدنانير فبان أحدهما يؤول إلى
الاخر وان الستمائة دينار لم تكن رضوية والمائة دينار كانت رضوية كل واحد
منها مقابل ستة والمبطنة والجبة لعل معناها واحد. وفي خبر المرزباني
والكشي انهم أعطوه بالمبطنة ألف دينار وفي رواية الأغاني انهم أعطوه
بالخلعة ثلاثين ألف درهم ويمكن الجمع بان الدنانير الرضوية يعادل الواحد
منها ثلاثة من غيرها والدينار المتعارف يعادل عشرة دراهم وفي بعضها انهم
أعطوه البطانة واخذوا الظهارة وفي بعضها انهم أعطوه كما منها وفي بعضها
خرقة ويمكن الجمع بأنه صارت المقاولة أولا على شئ من ذلك ثم اتفقوا
على غيره اما التعبير بان أهل قم قطعوا عليه الطريق فالمراد به بعضهم وهم
الاحداث كما صرح به في الخبر الآخر وإلا فأهل قم معدن التقوى في كل
عصر وفيهم العلماء ورواة الاخبار فلم يكونوا ليستحلوا أخذ الجبة من دعبل
قهرا ليتبركوا بها وأهل قم بحبهم لأهل البيت ع وتهالكهم في
محبة الإمام الرضا ع والتبرك باثاره دفعوا في جبة لعلها لا تساوي
مائة درهم ثلاثين ألف درهم. ولما أبى دعبل ان يبيعها أخذها منه الاحداث
قهرا شاء أو أبى إذ كيف تفوتهم بركة هذه الجبة وقد مرت ببلدهم ويذهب
بها دعبل ولا يرضى ببيعها وقد دفعوا له اضعاف قيمتها إذا فدعبل مستحق
لان تؤخذ منه قهرا ويتركها مرغما وأراد دعبل ان يقنعهم بأنهم انما يريدونها
للبركة والبركة لا تحصل مع أخذها قهرا لأنه مرحم فلم ينفع فيهم ذلك
وأصروا على أنه اما ان يرضى بثلاثين ألف درهم أو لا سبيل إلى ارجاعها
إليه فلما رأى دعبل ذلك ذكر وجها جامعا للصلح وهو اخذه الدراهم وقطعة
منها فهي انما تراد للبركة لا للبس فقبلوا وانتهى الامر فلله دركم يا أهل قم
يا أهل الايمان وأهل الحب الخالص لأهل البيت ع ولله أنتم يا
شبان قم وأهل الفتوة فيها بما فعلتم وان كان أوله غصبا محرما ولا بد ان
يكون الباري تعالى غفر لكم ما فرض بخلوص نيتكم. هذا ما كان من
أهل قم في شان الجبة.
اما رئيس هؤلاء اللصوص التقي الورع الذي كان يصلي على رأس
التل وأصحابه يقتسمون المسلوبات فبماذا كان يناجي ربه في صلاته ويتضرع
إليه أكان يقول له يا رب استرنا بسترك ولا تطلع أحدا علينا لنفوز بما سلبناه
أم كان يقول يا رب اغفر لنا ذنبنا الذي اقترفناه فيجيبه الله تعالى لا مغفرة
لكم الا برد المسلوبات لأهلها وهل قرأ في صلاته مع الفاتحة وما جزاء
الذين يسعون في الأرض فسادا الا ان يقتلوا أو يصلبوا الآية لا شك انه
كان يقرأ غيرها ولو قرأها لرد المسلوب إلى أهله. وتذكرنا هذه القصة بما
حكاه لي بعض الإيرانيين حين تشرفني بزيارة الإمام الرضا ع عام
1353 قال خرج اللصوص الأكراد على قافلة فسلبوها وفي جملة الملبوسات
قرآن شريف فلحق الذي اخذه صاحب القرآن وطلب منه ان يجعله في حل
منه لأنه يريد ان يعلم ولده القراءة فيه فجعله في حل لخوفه منه.
شرح القصيدة واختلاف نسخها على هذه القصيدة شرح للشيخ
كمال الدين محمد بن معين الدين محمد القنوي الفارسي مطبوع فرع من
تأليفه سنة 1103.

417
وفي معجم الأدباء نسخ هذه القصيدة مختلفة في بعضها زيادات يظن أنها
مصنوعة الحقها بها أناس من الشيعة. وأقول لعل اختلاف نسخها
لان بعضهم لطولها أورد بعضها وترك البعض ونفسها واحد لا تفاوت فيه
فالظن بان الزيادات مصنوعة لا شاهد له ولعل ظنه بان الزيادة مصنوعة
لان فيها ما لم تألفه نفسه وأورد منها خمسة وأربعين بيتا أولها: قوله مدارس
آيات وقالوا ان ذلك ما صح منها وهذه هي القصيدة التائية المنوه عنها بتمامها
تجاوبن بالأرنان والزفرات * نوائح عجم اللفظ والنطقات
يخبرن بالأنفاس عن سر أنفس * أساري هوى ماض وآخر آت
فأسعدن أو أسعفن حتى تقوضت * صفوف الدجى بالفجر منهزمات
على العرصات الخاليات من المهى * سلام شج صب على العرصات
فعهدي بها خضر المعاهد مالفا * من العطرات البيض والخفرات
ليالي يعدين الوصال على القلى * ويعدى تدانينا على الغربات
واذهن يلحظن العيون سوافرا * ويسترن بالأيدي على الوجنات
وإذ كل يوم لي بلحظي نشوة * يبيت لها قلبي على نشوات
فكم حسرات هاجها بمحسر * وقوفي يوم الجمع من عرفات
ألم تر للأيام ما جر جورها * على الناس من نقص وصول شتات
ومن دول المستهزئين ومن غدا * بهم طالبا للنور في الظلمات
فكيف ومن انى يطالب زلفة * إلى الله بعد الصوم والصلوات
سوى حب أبناء النبي ورهطه * وبغض بني الزرقاء والعبلات
وهند وما أدت سمية وابنها * أولوا الكفر في الاسلام والفجرات
هم نقضوا عهد الكتاب وفرضه * ومحكمه بالزور والشبهات
ولم تك الا محنة كشفتهم * بدعوى ضلال من هن وهنات
تراث بلا قربى وملك بلا هدى * وحكم بلا شورى بغير هداة
رزايا أرتنا خضرة الأفق حمرة * وردت أجاجا طعم كل فرات
وما سهلت تلك المذاهب فيهم * على الناس الا بيعة الفلتات
وما قيل أصحاب الفعيلة جهرة * بدعوى تراث في الضلال بتات
ولو قلد الموصى إليه زمامها أمورها * لزمت بمأمون على العثرات
أخي خاتم الرسل المصفى من القذى * ومفترس الابطال في الغمرات
فان جحدوا كان الغدير شهيده * وبدر واحد شامخ الهضبات
وآي من القرآن تتلى بفضله * وايثاره بالقوت في اللزبات
وغر خلال أدركته بسبقها * مناقب كانت فيه مؤتنفات
مناقب لم تدرك بخير بكيد ولم تنل * بشئ سوى حد القنا الذربات
نجي لجبريل الأمين وأنتم * عكوف على العزى معا ومناة
بكيت لرسم الدار من عرفات * وأذريت دمع العين بالعبرات
وفك عرى صبري وهاجت صبابتي * رسوم ديار قد عفت وعرات
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار لعبد الله بالخيف من منى * وللسيد الداعي إلى الصلوات
ديار علي والحسين وجعفر * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار لعبد الله والفضل صنوه * نجي رسول الله في الخلوات
وسبطي رسول الله وابني وصيه * ووارث علم الله والحسنات
منازل وحي الله ينزل بينها * على احمد المذكور في السورات
منازل قوم يهتدى بهداهم * فتؤمن منهم زلة العثرات
منازل كانت للصلاة وللتقى * وللصوم والتطهير والحسنات
منازل لا فعل يحل بربعها * ولا ابن فعال هاتك الحرمات
ديار عفاها جور كل منابذ * ولم تعف للأيام والسنوات
فيا وارثي علم النبي وآله * عليكم سلام دائم النفحات
لقد امنت نفسي بكم في حياتها * واني لأرجو الأمن بعد مماتي
قفا نسأل الدار التي خف أهلها * متى عهدها بالصوم والصلوات
وأين الأولى شطت بهم غربة النوى * أفانين في الآفاق الافطار مفترقات
هم أهل ميراث النبي إذا اعتزوا * وهم خير سادات وخير حماة
إذا لم نناج الله في صلواتنا * بأسمائهم لم يقبل الصلوات
مطاعيم في الاعسار في كل مشهد * لقد شرفوا بالفضل والبركات
وما الناس الا غاصب ومكذب * ومضطغن ذو أحنة وترات
إذا ذكروا قتلى ببدر وخيبر * ويوم حنين أسبلوا العبرات
فكيف يحبون النبي ورهطه * وهم تركوا أحشاءهم وغرات
لقد لا ينوه في المقال وأضمروا * قلوبا على الأحقاد منطويات
فان لم تكن الا بقربى محمد * فهاشم أولى من هن وهنات
سقى الله قبرا بالمدينة غيثه * فقد حل فيه الأمن بالبركات
نبي الهدى صلى عليه مليكه * وبلغ عنا روحه التحفات
وصلى عليه الله ما ذر شارق * ولاحت نجوم الليل مبتدرات
أفاطم لو خلت الحسين مجدلا * وقد مات عطشانا بشط فرات
إذا للطمت الخد فاطم عنده * وأجريت دمع العين في الوجنات
أفاطم قومي يا ابنة الخير واندبي * نجوم سماوات بأرض فلاة
لقد امنت نفسي بكم في حياتها * واني لأرجو الا من بعد مماتي
قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخ نالها صلواتي
وأخرى بأرض الجوزجان محلها * وقبر بباخمرى لدى الغربات
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات
فقال الرضا ع أفلا ألحقت لك بيتين بهذا الموضع بهما تمام
قصيدتك فقال بلى يا ابن رسول الله فقال الرضا ع:
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * الحت على الأحشاء بالزفرات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الغم والكربات
فقال دعبل هذا القبر الذي بطوس قبر من قال الرضا ع هو
قبري والحق مجهول بهما هذا البيت:
علي بن موسى أرشد الله امره * وصلى عليه أفضل الصلوات
فاما الممضات التي لست بالغا * مبالغها مني بكنه صفات
قبور بجنب النهر من ارض كربلا * معرسهم فيها بشط فرات
توفوا عطاشى بالفرات فليتني * توفيت فيهم قبل حين وفاتي
إلى الله أشكو لوعة عند ذكرهم * سقتني بكأس الثكل والفظعات
أخاف بان ازدراهم فتشوقني * مصارعهم بالجزع فالنخلات
تقسمهم تغشاهم ريب المنون فما ترى * لهم عقوة مغشية الحجرات
خلا ان منهم بالمدينة عصبة * مدينين انضاء من اللزبات

418
قليلة زوار سوى ان زورا * من الضبع والعقبان والرخمات
لهم كل يوم تربة بمضاجع * ثوت في نواحي الأرض مفترقات
تنكب لاواء السنين جوارهم * ولا تصطليهم جمرة الجمرات
وقد كان منهم في الحجاز وأرضها * مغاوير نحارون في الأزمات
حمى لم تزره المدنيات (1) وأوجه * تضئ لدى الأستار في الظلمات
إذا وردوا خيلا بسمر من القنا * مساعير حرب اقحموا الغمرات
وان فخروا يوما اتوا بمحمد * وجبريل والفرقان ذي السورات
وعدوا عليا ذا المناقب والعلى * وفاطمة الزهراء خير بنات
وحمزة والعباس ذا الهدى والتقى * وجعفرا الطيار في الحجبات
أولئك لا منتوج (ملتوح) هند وحزبها * سمية من نوكى ومن قذرات
ستسأل فعل عنهم وفعيلها * وبيعتهم من أفجر الفجرات
هم منعوا الاباء عن اخذ حقهم * وهم تركوا الأبناء رهن شتات
وهم عدلوها عن وصي محمد * فبيعتهم جاءت على الغدرات
وليهم صنو النبي محمد * أبو الحسن الفراج للغمرات
ملامك في آل النبي فإنهم * أحباي ما داموا (2) وأهل ثقاتي
تخيرتهم رشدا لنفسي انهم * على كل حال خيرة الخيرات
نبذت إليهم بالمودة صادقا * وسلمت نفسي طائعا لولاتي
فيا رب زدني في هواي بصيرة * وزد حبهم يا رب في حسناتي
سأبكيهم ما حج الله راكب * وما ناح قمري على الشجرات
واني لمولاهم وقال عدوهم * واني لمحزون بطول حياتي
بنفسي أنتم من كهول وفتية * لفك عناة أو لحمل ديات
وللخيل لما قيد الموت خطوها * فأطلقتم منهن بالذربات
أحب قصي الرحم من اجل حبكم * وأهجر فيكم أسرتي زوجتي وبناتي
واكتم حبيكم مخافة كاشح * عنيد لأهل الحق غير مواتي
فيا عين بكيهم وجودي بعبرة * فقد آن للتسكاب والهملات
لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * واني لأرجو الا من بعد وفاتي
ألم ترني مذ ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيأهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
فكيف أداوى من جوى لي والجوى * أمية أهل الفسق والنبعات
وآل زياد في الحرير القصور مصونة * وآل رسول الله في الفلوات
سأبكيهم ما ذر في الأرض شارق * ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها * وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعا * وآل زياد تسكن الحجرات
وآل رسول الله تدمى نحورهم * آل زياد آمنوا السربات
وآل رسول الله تسبى حريمهم * وآل زياد ربة الحجلات
وآل رسول الله نحف جسومهم (3) * وآل زياد حفل غلظ القصرات
إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
فلو لا الذي أرجوه في اليوم أو غد * تقطع نفسي أثرهم حسراتي
خروج امام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
فيا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري * فغير بعيد كلما هو آتي
ولا تجزعي من مدة الجور انني * أرى قوتي قد آذنت بثبات
فان قرب الرحمن من تلك مدتي * واخر من عمري ووقت وفاتي
شفيت ولم اترك لنفسي غصة * ورويت منهم منصلي وقناتي فاني
من الرحمن أرجو بحبهم * حياة لدى الفردوس غير تبات
عسى الله ان يرتاح للخلق انه * إلى كل قوم دائم اللحظات
فان قلت عرفا أنكروه بمنكر * وغطوا على التحقيق بالشبهات
تقاصر نفسي دائما عن جدالهم * كفاني ما ألقى من العبرات
أحاول نقل الصم عن مستقرها * وأسماع أحجار من الصلدات
فحسبي منهم ان أبوء بغصة * تردد في صدري وفي لهواتي
فمن عارف لم ينتفع ومعاند * تميل به الأهواء للشهوات
كأنك بأضلاع قد ضاق ذرعها * لما حملت من شدة الزفرات
وفي تاريخ دمشق من شعره قوله في أهل البيت ع:
شكرا ورعيا لأيام الصبابات * أيام أرفل في أثواب لذاتي
أيام غصني رطب من لدونته (ليانته) * أصبو إلى غير كناتي وجاراتي
دع عنك ذكرى زمان فات مطلبه * واقذف برحلك عن متن الجهالات
واقصد بكل مديح أنت قائله * نحو الهداة بني بيت الكرامات
وهي قصيدة أورد منها ابن عساكر في تاريخ دمشق هذه الأبيات
الأربعة وترك الباقي ثم قال ولما تليت هذه القصيدة عند المأمون قال لله دره
ما أغوصه وأنصفه وأوصفه. وفي الأغاني بسنده دخل عبد الله بن طاهر على
المأمون فقال له اي شئ تحفظ لدعبل قال احفظ أبياتا له في أهل بيت أمير
المؤمنين فأنشده: سقيا ورعيا لأيام الصبابات الأبيات المتقدمة فقال
المأمون انه قد وجد والله مقالا فقال ونال ببعد ذكرهم ما لا يناله في
وصف غيرهم اه‍. وظاهر تاريخ دمشق انها في الطالبيين ويحتمل ان يريد
بني هاشم وظاهر الأغاني انها في العباسيين ويحتمل إرادة الطالبيين.
وله في مدح أهل البيت من قصيدة كما في لسان الميزان:
ان اليسير بحب آل محمد * أزكى وأنفع لي من القينات
في حب آل المصطفى ووصيه * شغل عن اللذات والفتيات
وله:
كل الندى الا نداك تكلف * لم ارض غيرك كائنا من كانا
أصلحتني بالبر بل أفسدتني * وتركتني أتسخط الاحسانا
الهجاء
مر جملة منه في تضاعيف اخباره وأقوال المترجمين فيه كما مر ان هجاءه
مقذع ولسانه في الهجاء لا يطاق.
في الأغاني عن الأخفش عن المبرد: بلغ إسماعيل بن جعفر بن
سليمان ان دعبلا هجاه فتوعده بالمكروه وشتمه وكان واليا على الأهواز
فهرب من زيد بن موسى بن جعفر لما ظهر وبيض في أيام أبي السرايا فقال
دعبل يعير إسماعيل بذلك:
لقد خلف الأهواز من خلف ظهره * يريد وراء الزاب من ارض كسكر
يهول إسماعيل بالبيض والقنا * وقد فر من زيد بن موسى بن جعفر



(1) في نسخة حمى لم ترده المذنبات.
(2) في نسخة أوداي ما عاشوا.
(3) في نسخة هلب رقابهم.
(4) في نسخة سأقصر نفسي جاهدا عن جدالهم. - المؤلف -
419
وعاينته في يوم خلى حريمه * فيا قبحها منه ويا حسن منظر
الأغاني بسنده كان عمير الكاتب أقبح الناس وجها فلقي دعبلا
يوما بكرة وقد خرج لحاجة له فتطير منه دعبل وقال فيه:
خرجت مبكرا من سر من را * أبادر حاجة فإذا عمير
فلم اثن العنان وقلت امضي * فوجهك يا عمير خ ر ا وخير
هجاؤه دينارا ويحيى ابني عبد الله
الأغاني بسنده كان دعبل قد مدح دينار بن عبد الله وأخاه يحيى
فلم يرض ما فعلاه فقال يهجوهما:
ما زال عصياننا لله يرذلنا * حتى دفعنا إلى يحيى ودينار
وغدين علجين لم تقطع ثمارهما * قد طال ما سجدا للشمس والنار
هجاؤه لهما وللحسن بن سهل والحسن بن رجاء وأخيه وأبيه
الا فاشتروا مني ملوك المخزم * ابع حسنا وابني رجاء بدرهم
واعط رجاء فوق ذاك زيادة * واسمح بدينار بغير تقدم
فان رد من عيب علي جميعهم * فليس يرد العيب يحيى بن أكثم
وفي تاريخ دمشق انه هجا بهذه الأبيات الحسن بن رجاء وابني هشام
ودينار بن عبد الله ويحيى بن أكثم وكانوا ينزلون المخرم ببغداد فقال فيهم
يهجوهم كلهم وذكر بدل وابني رجاء وابني هشام
وقال أيضا في يحيى بن أكثم كما في تاريخ دمشق:
رفع الكلب فاتضع * ليس في الكلب مصطنع
بلغ الغاية التي * دونها كل مرتفع
انما قصر كل شئ * إذا طار ان يقع
قل ليحيى بن أكثم * ان ما خفت قد وقع
لعن الله نخوة * كان من بعدها ضرع
هجاؤه أحمد بن أبي دؤاد
الأغاني كان أحمد بن أبي دؤاد يطعن على دعبل بحضرة المأمون
والمعتصم ويسبه تقربا إليهما لهجاء دعبل إياهما فتزوج ابن أبي دؤاد امرأتين
من بني عجل في سنة واحدة فقال دعبل يهجوه:
غصبت عجلا على فرجين في سنة * أفسدتم ثم ما أصلحت من نسبك
ولو خطبت إلى طوق وأسرته * فزوجوك لما زادوك في حسبك...
من هويت ونل ما شئت من نسب * أنت ابن زرياب منسوبا إلى نسبك
ان كان قوم أراد الله خزيهم * فزوجوك ارتغابا منك في ذهبك
فذاك يوجب ان النبع تجمعه * إلى خلافك في العبدان أو غربك
ولو سكت ولم تخطب إلى عرب * لما نشبت الذي تطويه من سببك
عد البيوت التي ترضى بخطبتها * تجد فزارة العكلي من عربك
فلقيه فزارة العلكي فقال له يا با علي ما حملك على ذكري حتى
فضحتني وانا صديقك قال يا أخي والله ما اعتمدتك بمكروه ولكن كذا
جاءني الشعر لبلاء صبه الله عز وجل عليك لم اعتمدك به اه‍. وهذا يدل
على أن شعر دعبل ينتشر بين الناس بسرعة فلذلك عد فزارة ذكره في شعره
الهجائي فضيحة له
وفي تاريخ دمشق قال في ابن أبي دؤاد وقد تزوج في بني عجل:
أيا للناس من خبر طريف * يغرد ذكره في الخافقين
أعجل تلحق ابن أبي دؤاد * ولم يتأملوا فيه اثنتين
أرادوا بعض عاجلة فباعوا * رخيصا عاجلا نقدا بدين
بضاعة خاسر بارت عليه * فباعك بالنواة التمرتين
ولو غلطوا بواحدة لقلنا * يكون الوهم بين العاقلين
ولكن شفع واحدة بأخرى * تدل على فساد المنصبين
لحا الله المعاش بفرج أنثى * ولو زوجتها من ذي رعين
ولما ان أفاد طريف مال * وأصبح رافلا في الحلتين
تكنى وانتمى لأبي دؤاد * وقد كان اسمه ابن الفاعلين
فردوه إلى فرج أبيه * وزرياب فالأم والدين
قال وعتب عليه فقال فيه:
فيا عبد الاله أصخ لقولي * وبعض القول يصحبه السداد
ترى طسما تعود بها الليالي * إلى الدنيا كما رجعت اياد
قبائل جذ أصلهم فبادوا * وأودى ذكرهم زمنا فعادوا
وكانوا غرزا في الرمل بيضا * فامسكه كما غرز الجراد
فلما ان سقوا درجوا ودبوا * وزادوا حين جادهم العهاد
هم بيض الرماد يشق عنهم * وبعض البيض يشبهه الرماد
غدا تأتيك اخوتهم جديس * وجرهم صرا وتعود عاد
فتعجز عنهم الأمصار ضيقا * وتمتلئ المنازل والبلاد
فلم أر مثلهم بادوا فعادوا * ولم أر مثلهم قلوا فزادوا
توغل فيهم سفك وجور * وأوباش فهم لهم مداد
وأنباط السواد قد استحالوا * بها عربا فقد خرب السواد
فلو شاء الامام أقام سوقا * فباعهم كما بيع السماد
هجاؤه محمد بن عبد الملك الزيات
الأغاني بسنده كان دعبل قد مدح محمد بن عبد الملك الزيات
فأنشده ما قال فيه وفي يده طومار قد جعله على فمه كالمتكئ عليه وهو
جالس فلما فرع امر له بشئ لم يرضه فقال:
يا من يقلب طومارا ويلثمه * ماذا بقلبك من حب الطوامير
فيه مشابه من شئ تسربه * طولا بطول وتدويرا بتدوير
لو كنت تجمع أموالا كجمعكها * إذن جمعت بيوتا من دنانير
هجاؤه مالك بن طوق
الأغاني بسنده قصد دعبل مالك بن طوق ومدحه فلم يرض ثوابه
فخرج عنه وقال فيه:
ان ابن طوق وبني تغلب * لو قتلوا أو جرحوا قصره
لم يأخذوا من دية درهما * يوما ولا من أرشهم بعره
دماؤهم ليس لها طالب * مطلولة مثل دم العذرة
وجوههم بيض وأحسابهم * سود وفي آذانهم صفره
فبعث مالك إليه من قتله كما مر في صدر الترجمة وبسنده هجا
دعبل مالك بن طوق فقال:

420
سالت عنكم يا بني مالك * في نازح الأرضين والدانية
طرا فلم تعرف لكم نسبة * حتى إذا قلت بني...
قالوا فدع دارا على يمنة * وتلك ها دارهم ثانية
فبلغت الأبيات مالكا فطلبه فهرب واتى البصرة فبعث إليه مالك من
ضرب ظهر قدمه بعكاز لها زج مسموم فمات كما مر في صدر الترجمة.
هجاؤه صالح بن عطية الأضجم
الأغاني بسنده: عرضت لدعبل حاجة إلى صالح بن عطية
الأضجم فقصر عنها ولم يبلغ ما أحبه دعبل فيها فقال يهجوه:
أحسن ما في صالح وجهه فقس على الغائب بالشاهد
وبعده بيت تركناه فتحمل عليه صالح بجماعة من إخوانه حتى
كف عنه وعرض عليه قضاء الحاجة فأباها وقال فيه أيضا وخاطب فيها
المعتصم:
قل للامام امام آل محمد * قول امرئ حدب عليك محام
أنكرت ان تفتر عنك صنيعة * في صالح بن عطية الحجام
ليس الصنائع عنده بصنائع * لكنهن طوائل الاسلام
اضرب به جيش العدو فوجهه * جيش من الطاعون والبرسام
هجاؤه رجلين من أهل حمص يقال لأحدهما أشعث وللآخر
الصناع.
في الأغاني بسنده: نزل دعبل بحمص على قوم من أهلها فبروه
ووصلوه سوى رجلين منهم يقال لأحدهما أشعث وللآخر الصناع فارتحل من
حمص وقال فيهما يهجوهما ويمدح آل عيسى:
إذا نزل الغريب بأرض حمص * رأيت عليه عز الامتناع
سمو المكرمات بال عيسى * أحلهم على شرف اليفاع
ثم ذكر بيتا في هجاء أشعث وأبي الصناع نزهنا كتابنا عن ذكره وبعده:
فليس بصانع مجدا ولكن * أضاع المجد فهو أبو الضياع
هجاؤه نصر بن بسام
الأغاني بسنده: سال دعبل نصر بن منصور بن بسام حاجة فلم
يقضها بشغل عرض له فقال يهجو بني بسام:
حواجب كالحبال سود * إلى عثانين كالمخالي
وأوجه جهمة غلاظ * عطل من الحسن والجمال
هجاؤه جارية عبثت به
الأغاني بسنده عن أبي خالد الأسلمي الكوفي: اجتمعت مع
دعبل في منزل بعض أصحابنا وعنده جارية صفراء فوقع لها العبث بدعبل
فنهيناها عنه فما انتهت فقال اسمعوا ما قلت في هذه الفاجرة فقلنا قد نهيناها
عنك فلم تنته فقال:
تخضب كفا قطعت من زندها * فتخضب الحناء من مسودها
كأنها والكحل في مرودها * تكحل عينيها ببعض جلدها
أشبه شئ استها بخدها
فجلست الجارية تبكي واشتهرت الأبيات فما انتفعت بنفسها بعد
ذلك اه‍. والابيات تدل على أن الجارية كانت سوداء والراوي يقول إنها
صفراء فليلاحظ.
هجاؤه أخاه وزوجته
وقال في أخيه رزين بن علي الخزاعي يهجوه كما في تاريخ دمشق:
مهدت له ودي صغيرا ونصرتي * وقاسمته مالي وبوأته حجري
وقد كان يكفيه من العيش كله * رجاء وياس يرجعان إلى فقر
وفيه عيوب ليس يحصى عدادها * فأصغرها عيبا يجل عن الفكر
ولو انني أبديت للناس بعضها * لأصبح من بصق الأحبة في بحر
فدونك عرضي فاهج حيا فان أمت * فاقسم الا ما فعلت على قبري
وهجا امرأته فقال كما في تاريخ دمشق:
يا ركبتي جزر وساق نعامة * وزبيل كناس ورأس بعير
يا من أشبهها بحمى نافض * قطاعة للظهر ذات زئير
وبعدها ثلاثة أبيات اكتفينا عنها بما ذكر فلا تفاوت بينها وقال في
جاريته غربال:
رأيت غربال قد أقبلت * فأبدت لعيني عن مبصقه
قصيرة الخلق دحداحة * تدحرج في المشي كالبندقة
كان ذراعا علا كفها * إذا حسرت ذنب الملعقة
وأنف على وجهها ملصق * قصير المناخر كالفستقة
في أبيات ثلاثة اخر اكتفينا عنها بما ذكر فكلها من واد واحد.
وله في الزطاطي:
شهدت الزطاطي في مجلسي * وقد كان عندي بغيضا مقيتا
فقال اقترح بعض ما تشتهي * فقلت اقترحت عليك السكوتا
وله فيمن استشفع به في حاجة فاحتاج إلى شفيع يشفع له:
يا عجبا للمرتجى فضله * لقد رجا ما ليس بالنافع
جئنا به يشفع في حاجة * فاحتاج في الاذن إلى شافع
وله في الجار:
أرى منا قريبا بيت زور * وزور لا يزور ولا يزار
ولا يهدي ولا يهدى إليه * وليس كذلك في العرب الجوار
وله أيضا:
أهملته حين لم أملك مقادته * ثم انقبضت بودي عنه وانقبضا
وقلت للنفس تنساه متى نزحت * به النوى أو من القرن الذي انقرضا
فما بكيت عليه حين فارقني * ولا وجدت له بين الحشي مضضا
وقال في الهجو أيضا كما في تاريخ دمشق:
قوم إذا اكلوا أخفوا كلامهم * واستوثقوا من رتاج الباب والدار
لا يقبس الجار منهم فضل نارهم * ولا تكف يد عن حرمة الجار
وقال أيضا:
عدو راح في ثوب الصديق * شريك في الصبوح وفي الغبوق

421
له وجهان ظاهره ابن عم * وباطن وجهه ابن أبي عتيق
يسرك مقبلا ويسوء غيبا * كذاك تكون أبناء الطريق
وقال أيضا:
سمت المديح رجالا دون مالهم * ود قبيح وقول ليس بالحسن
فلم أفز منهم الا بما حملت * رجل البعوضة من فخارة اللبن
المناقضة والمهاجاة بينه وبين الشعراء
ناقض دعبل الكميت وأبا تمام والثلاثة من مشاهير الشيعة السابقين في
التشيع وكان أبو تمام صديق علي بن الجهم المغالي في نصبه وهذا من
الغريب.
مناقضته مع الكميت
في الأغاني كان دعبل شديد التعصب على النزارية للقحطانية وقال
قصيدة يرد فيها على الكميت بن زيد ويناقضه في قصيدته المذهبة التي هجا
بها قبائل اليمن: الا حييت عنا يا مرينا وفي موضع آخر من الأغاني يا
ردينا وفي مروج الذهب يا مدينا فرأى النبي ص في النوم فنهاه عن
ذكر الكميت بسوء وناقضه أبو سعد المخزومي في قصيدته وهاجاه كما يأتي في
خبره مع أبي سعد.
وفي الأغاني أيضا بسنده عن القاسم بن مهرويه لم يزل دعبل عند
الناس جليل القدر حتى رد على الكميت بن زيد: ألا حييت عنا يا مرينا
وذلك بعد موت الكميت فكان ذلك مما وضعه اه‍.
وقصيدة الكميت أورد منها المسعودي في مروج الذهب هذه الأبيات
وفيها تعريض باليمن فيما كان من امر الحبشة وغيرهم فيها:
ألا حييت عنا يا مدينا * وهل ناس تقول مسلمينا
لنا قمر السماء وكل نجم * تشير إليه أيدي المهتدينا
وجدت الله إذ سمى نزارا * واسكنهم بمكة قاطنينا
لنا جعل المكارم خالصات * وللناس القفا ولنا الجبينا
وما ضربت هجائن من نزار * فوالج من فحول الأعجمينا
وما حملوا الحمير على عتاق * مطهرة فيلفوا مبلغينا
وما وجدت بنات بني نزار * حلائل أسودين وأحمرينا
أورد من قصيدة دعبل التي يرد فيها على الكميت هذه الأبيات وهي
طويلة وفيها تعريض بما كان من مسخ من مسخوا قردة وخنازير:
أقلي من ملامك يا ظعينا * كفاك اللوم مر الأربعينا
ألم تحزنك احداث الليالي * يشيبن الذوائب والقرونا
أحيي الغر من سروات قومي * لقد حييت عنا يا مدينا
فان يك آل إسرائيل منكم * وكنتم بالأعاجم فأخرينا
فلا تنسى الخنازير اللواتي * مسخن مع القرود الخاسئينا
بأيلة والخليج لهم رسوم * وآثار قدمن وما محينا
وما طلب الكميت طلاب وتر * ولكنا لنصرتنا هجينا
لقد علمت نزار ان قومي * إلى نصر النبوة فأخرينا
وقال ابن أبي عيينة أيضا قصيدة يهجو بها نزارا فامر إسحاق بن
العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وكان واليا
على البصرة شاعرا يقال له الحسن بن زيد ويكنى أبا الذلفاء فنقض قصيدتي
دعبل وابن أبي عيينة بقصيدة أولها:
أما تنفك متبولا حزينا * تحب البيض تعصي العادلينا
ذكر ذلك أبو الفرج في الأغاني
المهاجاة بينه وبين أبي تمام
في الأغاني بسنده: مدح دعبل أبا نضير بن حميد الطوسي فقصر في
امره فقال فيه دعبل:
أبا نصير تحلحل عن مجالسنا * فان فيك لمن جاراك منتقصا
أنت الحمار حرونا ان وقعت به * وان قصدت إلى معروفه قمصا
اني هززتك لا الوك مجتهدا * لو كنت سيفا ولكني هززت عصا
فشكا أبو نضير إلى أبي تمام الطائي واستعان به عليه والعلاقة بين
بني حميد وأبي تمام وثيقة فهو مادحهم احياء وأمواتا مع علاقة النسب ولا
أنجع من تسليط شاعر على شاعر فقال أبو تمام يجيب دعبلا عن قوله
ويهجوه ويتوعده:
أدعبل ان تطاولت الليالي * عليك فان شعري سم ساعة
وما وفد المشيب عليك الا * بأخلاق الدناءة والوضاعة
ووجهك ان رضيت به نديما * فأنت نسيج وحدك في الرقاعة
ولو بدلته وجها بوجه * لما صليت يوما في جماعة
ولكن قد رزقت له سلاحا * لو استعصيت ما أعطيت طاعة
مناسب طئ فدعها * فليست مثل نسبتك المشاعة
وروح منكبيك فقد أعيدا * حطاما من زحامك في خزاعة
قال العنزي يقول انك تزاحم خزاعة تدعي انك منهم ولا يقبلونك
اه‍. ومر في ترجمة أبي تمام انه كان صديق ابن الجهم وان دعبلا كان منافرا
للكميت وان ذلك مما يتعجب منه والثلاثة عريقون في التشيع وابن الجهم
عريق في النصب.
تاريخ دمشق بلغ دعبلا ان أبا تمام قد هجاه عند قوله قصيدته التي رد
فيها على الكميت فقال أبو تمام:
تغضض للخطيئة ألف بيت * فذاك الحي يغلب ألف ميت
كذلك دعبل يرجو سفاها * وحمقا ان ينال هدى الكميت
فقال دعبل:
يا عجبا من شاعر مفلق * آباؤه في طئ تنمي
أنبئته يشتم من جهله * أمي وما أصبح من همي
فقلت لكن حبذا أمه * طاهرة زاكية علمي
كذبت والله على أمه * ككذبه أيضا على أمي
ولكن صاحب الأغاني قال إن هذه الأبيات له في الخاركي فذكرها مع
بعض التغيير كما يأتي
المهاجاة بينه وبين الخاركي النصري
في الأغاني بسنده عن محمد بن أحمد بن أيوب: تعرض الخاركي

422
النصري وهو رجل من الأزد لدعبل بن علي فهجاه وسبه فقال فيه دعبل:
وشاعر عرض لي نفسه * لخارك آباؤه تنمي
يشتم عرضي عند ذكري وما * امسى ولا أصبح من همي
فقلت لا بل حبذا أمه * خيرة طاهرة علمي
كذبت والله على أمه * ككذبه أيضا على أمي
العتاب
في تاريخ بغداد بسنده اهدى بعض العمال إلى دعبل بن علي برذونا
فوجده رديئا فرده وكتب إليه:
وأهديته زمنا فانيا * فلا للركوب ولا للثمن
حملت على زمن شاعرا * فسوف تكافى بشعر زمن
وفي الأغاني بسنده عن دعبل مدحت عبد الرحمن بن خاقان وطلبت
منه برذونا فحمله إلي غامرا فكتب إليه:
حملت على قارح غامر * فلا للركوب ولا للثمن
حملت على زمن طالع * فسوف تكافأ بشكر زمن
فبعث إلي ببرذون غيره فاره بسرجه ولجامه وألف درهم.
وبسنده قدم صديق لدعبل من الحج فوعده ان يهدي له نعلا
فأبطأت عليه فكتب إليه:
وعدت النعل ثم صدفت عنها * كأنك تبتغي شتما وقذفا
فان لم تهد لي نعلا فكنها * إذا أعجمت بعد النون حرفا
الرثاء
قال في رثاء أهل البيت ع:
لا أضحك الله سن الدهر ان ضحكت * وآل احمد مظلومون قد قهروا
مشردون نفوا عن عقر دارهم * كأنهم قد جنوا ما ليس يغتفر
وفي معجم الأدباء مما يختار من شعر دعبل قصيدته العينية التي رثى
بها الحسين ع قال:
رأس ابن بنت محمد ووصيه * يا للرجال على قناة يرفع
والمسلمون بمنظر وبمسمع * لا جازع من ذا ولا متخشع
أيقظت أجفانا وكنت لها كرى * وأنمت عينا لم تكن بك تهجع
كحلت بمنظرك العيون عماية * وأصم نعيك كل أذن تسمع
ما روضة الا تمنت انها * لك مضجع ولخط قبرك موضع
وقال يرثي الرضا ع كما في المناقب:
يا حسرة تتردد * وعبرة ليس تنفد
على علي بن موسى بن * جعفر بن محمد
وقال في رثاء الرضا ع:
الا أيها القبر الغريب محله * بطوس عليك الساريات هتون
شككت فما أدري أمسقي شربه * فأبكيك أم ريب الردى فيهون
أيا عجبا منهم يسمونك الرضا * وتلقاك منهم كلحة وغضون
وقال في رثائه أيضا:
الا ما لعيني بالدموع استهلت * ولو فقدت ماء الشؤون لقرت
على من بكته الأرض واسترجعت له * رؤوس الجبال الشامخات وذلت
رثاؤه المطلب بن عبد الله الخزاعي
في تاريخ دمشق لابن عساكر:
لما مات المطلب قال دعبل يرثيه:
مات الثلاثة لما مات مطلب * مات الحياء ومات الرعب والرهب
لله أربعة قد ضمها كفن * أضحت يعزى بها الاسلام والعرب
يا يوم مطلب أصحبت أعيننا * دمعا يدوم لها ما دامت الحقب
هذي خدود بني قحطان قد لصقت * بالترب منذ استوى من فوقك الترب
الأغاني علي بن سليمان الأخفش عن محمد بن يزيد المبرد قال دعبل
يرثي ابن عم له قال المبرد ولقد أحسن فيها ما شاء والمرثي هو أبو القاسم
المطلب بن عبد الله بن مالك:
كانت خزاعة ملء الأرض ما اتسعت * فقص مر الليالي من حواشيها
هذا أبو القاسم الثاوي ببلقعة * تسفي الرياح عليه من سوافيها
هبت وقد علمت أن لا هبوب به * وقد تكون حسيرا إذ يباريها
اضحى قرى للمنايا إذ نزلن به * وكان في سالف الأيام يقريها
الغزل
من شعره في الغزل ما ذكر في الأغاني وهو قوله:
سرى طيف ليلى حين آب هبوب * وقضيت شوقا حين كاد يذوب
فلم أر مطروقا يحل برحله * ولا طارقا يقرى المنى ويثيب
محاورة بينه وبين جارية
وفي تاريخ دمشق بينما دعبل جالس على باب داره بالكرخ إذ مرت
جارية لابن الأحدب تخطر في مشيتها وتنظر في أعطافها وكانت شاعرة فقال
لها:
دموع عيني بها انبساط * ونوم عيني به انقباض
فقالت مسرعة:
ذاك قليل لمن دهته * بلحظها الأعين المراض
فقال:
فهل لمولاتي عطف قلب * أم للذي في الحشي انقراض
فقالت:
ان كنت تهوى الوداد منا * فالود في ديننا قراض
قال فعدلت بها عن ذلك الروي فقلت:
أترى الزمان يسرنا بتلاق * ويضم مشتاقا إلى مشتاق
فقالت:
ما للزمان يقال فيه وانما * أنت الزمان فسرنا بتلاق

423
الوداع
في تاريخ دمشق قال عوف بن المزرع أنشدني دعبل لنفسه:
وداعك مثل وداع الحياة * وفقدك مثل افتقاد الديم
عليك السلام فكم من وفا * أفارق منك وكم من كرم
فقلت له قد أحسنت غير انك سرقت النصف الأول من بيت
القطامي:
ما للكواعب ودعن الحياة بان * ودعتني واتخذن الشيب ميعادي
والنصف الثاني من ابن بجرة حيث يقول:
وسقط هنا بيت ابن بجرة من النسخة المطبوعة وذكر مكانه:
عليك سلام الله وقفا فإنني * أرى الموت وقاعا بكل شريف
مع أن هذا البيت لليلى بنت طريف والصواب ان قوله عليك السلام
مأخوذ من بيت ليلى بنت طريف عليك سلام الله البيت. قال فقال لي بل
الطائي والله سرق هذا البيت بأسره في قصيدته التي تعرف بالمسروقة يرثي
بها محمد بن حميد الطوسي التي أولها:
كذا فليجل الخطب وليفدح الامر * وليس لعين لم تقض ماءها عذر
عليك سلام الله وقفا فإنني * رأيت الكريم الحر ليس له عمر
الحماسة
نفسي تنافسني في كل مكرمة * إلى المعالي ولو خالفتها أبت
وكم زحمت طريق الموت معترضا * بالسيف ضيقا فأدناني إلى السعة
قال العواذل أودى المال قلت لهم * ما بين اجر وفخر لي ومحمدة
أفسدت مالك قلت المال يفسدني * إذا بخلت به والمال مصلحتي
النصيحة
في الأغاني عن الحسين بن دعبل عن أبيه انه قال في الفضل بن مروان
هذه الأبيات المتحدة القافية نصحت فأخلصت النصيحة للفضل:
وقلت فسيرت المقالة الفضل (1)
إلا أن الفضل بن سهل لعبرة * أن أعتبر الفضل بن مروان بالفضل (2)
وللفضل في الفضل بن يحيى مواعظ * إذا فكر الفضل بن مروان في الفضل (3)
فابق جميلا من حديث تفز به * ولا تدع الاحسان والأخذ بالفضل (4)
فإنك قد أصبحت للملك قيما * وصرت مكان الفضل والفضل والفضل (5)
ولم أر أبياتا من الشعر قبلها * جميع قوافيها على الفضل والفضل (6)
وليس بها عيب إذا هي أنشدت * سوى أن نصحي الفضل كان من الفضل (7)
فبعث إليه الفضل بن مروان بدنانير وقال له قد قبلت نصحك فاكفني
خيرك وشرك.
في جيد الشعر ورديئه
وأورد له الشريف المرتضى في الأمالي هذه الأبيات:
نعوني ولم ينعني غير شامت * وغير عدو قد أصيبت مقاتله
يقولون إن ذاق الردى مات شعره * وهيهات عمر الشعر طالت طوائله
سأقضي ببيت يحمد الناس أمره * ويكثر من أهل الرواية حامله
يموت ردئ من قبل ربه * وجيدة يبقى وإن مات قائله
في الصديق الذي لا ينفع
في معجم الأدباء من مختارات شعره قوله:
خليلي ماذا ارتجى من غد امرئ * طوى الكشح عني اليوم وهو مكين
وإن امرأ قد ضن منه بمنطق * يسد به فقر امرئ لضنين
وله في العلم كما في تاريخ دمشق:
العلم ينهض بالخسيس إلى العلى * والجهل يقعد بالفتى المنسوب
وإذا الفتى نال العلوم بفهمه * وأعين بالتشذيب والتهذيب
جرت الأمور له فبرز سابقا * في كل محضر مشهد ومغيب
وله في الإخاء كما في تاريخ دمشق:
أخ لك عاداه الزمان فأصبحت * مذممة فيما لديه العواقب
متى ما تخبره التجارب صاحبا * من الناس تردده إليك التجارب
وله في الهدية كما في تاريخ دمشق:
هدايا الناس بعضهم لبعض * تولد في قلوبهم الوصالا
وتزرع في الضمير هوى وودا * وتكسوهم إذا حضروا جمالا
وله في الضيف:
كيف احتيالي لبسط الضيف إن حضرا * عند الطعام فقد ضاقت به حيلي
أخاف يزداد قولي كل فاحشمه * والكف يحمله مني على البخل
ما قاله حين حضره الموت
في مجالس المؤمنين عن الشيخ أبي الفتوح الرازي الخزاعي أنه قال في
تفسيره عند تفسير قوله شهد الله أنه لا إله إلا هو الآية: لما حضر دعبل
الخزامي الموت قال وقال محمد بن الحسن الكرخي أنه رأى ذلك مكتوبا على
قبره:
أعد لله يوم يلقاه * دعبل أن لا إله إلا هو
يقولها مخلصا عساه بها * يرحمه في القيامة الله
الله مولاه والنبي ومن * بعدهما فالوصي مولاه
الأمثال في شعره
المنقول من مجموعة الأمثال التي في الخزانة الرضوية.
قال:
ما أضيع الغمد بغير نصله * والعرف ما لم يك عند أهله

424
وله:
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم * الله يعلم إني لم أقل فندا
إني لأفتح عيني حين أفتحها * على كثير ولكن لا أرى أحدا
وله:
ما كنت إذ طلبت يداي بك الغنى * إلا كطالب خطبة من أخرس
وله في النساء:
مطيات السرور فويق عشر * إلى العشرين ثم قف المطايا
فان تزدد لهن فهن فزد قليلا * وبنت الأربعين من الرزايا
الدعلجي
اسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله.
الدعوى
يوصف به غنيمة بن هبة الله.
الدغشي
في مشتركات الطريحي بالدال المهملة والغين والشين المعجمتين:
يوصف به الحسن بن عطية المجهول حاله اه‍ ويوصف به أيضا الحسين بن
عطية وعلي بن إبراهيم والعلاء بن عطاء وغيرهم.
الدلغي
يوصف به هلال بن إبراهيم.
الدقاق
هو علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق أستاذ الصدوق.
السيد دلدار علي بن محمد معين بن عبد الهادي بن إبراهيم بن طالب بن
مصطفى بن محمود بن إبراهيم بن جلال الدين بن زكريا بن جعفر بن تاج
الدين بن نصير الدين بن عليم الدين بن علم الدين بن شرف الدين بن
نجم الدين بن علي بن أبي علي بن أبي يعلى محمد بن أبي طالب حمزة بن
محمد بن الطاهر بن جعفر ابن الإمام علي الهادي الملقب بالنقي بالنون
العسكري بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر
الصادق بن محمد الباقر بن علي الحسين بن علي بن أبي طالب ع
الرضوي النصيرآبادي
. ولد في نصيرآباد من بلاد الهند سنة 1166 وتوفي في 19 رجب سنة
1235 في لكهنوء ودفن في الحسينية التي كان بناها هناك وتعرف بحسينية
غفران مآب.
هو من نسل جعفر المعروف بالتواب أخي الحسن العسكري وعم
صاحب الزمان ودلدار لفظ فارسي معناه ذو القلب ولعله من قوله تعالى
ذلك لمن كان له قلب.
كتب لنا ترجمته ونسبه السابق السيد علي نقي النقوي وجميع ما نذكره
في ترجمته منقول مما كتب به إلينا.
أصل آبائه
قال: أصل آبائه من سبزوار التي تسمى بيهق وأول من هاجر منها
إلى بلاد الهند السيد نجم الدين. وكان من أمراء السلطان محمود بن
سبكتكين. وكان سفره إليها لنصرة القائد العظيم مسعود الغازي فدوخ
تلك البلاد بنجديه وفتح الحصن المسمى أديانكر واتخذه لنفسه مقرا
وسماه جاي عيش لفظ فارسي معناه محل العيش أي محل الأنس وبكثرة
الاستعمال سمى جائس وهي الآن قرية تسمى بهذا الاسم ثم أتى من
بعده من سلالته السيد زكريا وتطاول إلى قصبة تباك لوبر فسيطر عليها
وسماها باسم جده السيد نصير الدين نصيرآباد عمارة نصير وبها ولد
المترجم وكانت مهنة ذويه في تلك القرية الحرث والزراعة.
تعاطيه طلب العلم
فنشأ المترجم بين ظهرانيهم وليس هنالك ذكر ولا أثر من العلم
والمعرفة فتوجهت نفسه إلى طلب العلم فهو أول من عرف بالاجتهاد ونشر
مذهب الإمامية الأصولية في الهند وكان قد استولى عليها المتصوفة وجهلاء
الشيعة فقرأ في سنديلة من أعمال لكهنوء على المولى حيدر علي بن
المولى حمد الله السنديلي المتوفي سنة 1225 وفي إله أباد على العلم
الرياضي السيد غلام حسين إلى أن توفي هذا الأستاذ فسافر إلى رأي
بريلي وقرأ على المولى باب الله من تلاميذ حمد الله السنديلي فاخذ عنه قسطا
وافرا من العلوم العقلية وسافر لتكميلها إلى فيض آباد ولكهنوء مع
بعد الشقة بين البلاد ووعورة المسالك على المولى محمد باقر المعروف
بالوحيد البهبهاني كتابه المعروف بالفوائد الحائرية واستبصار الشيخ الطوسي
وقرأ كتاب رياض المسائل على مؤلفه السيد علي الطباطبائي وجملة من كتب
الحديث والاخبار على الميرزا السيد محمد مهدي الشهرستاني وفي النجف
على السيد محمد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ثم زار مشاهد الكاظمية
وسامراء وتوجه إلى مشهد الرضا ع سنة 1194 وأقام هناك برهة
من الزمن قرأ فيها على الشهيد الرابع السيد محمد مهدي ابن هداية الله
الأصفهاني وكتب له أستاذه المذكور إجازة وافية ثم رجع إلى الهند سنة
1200 وأقام في مسقط رأسه نصيرآباد وابتنى فيها مسجدا للصلاة والعبادة
وحسينية لإقامة عزاء الحسين ع ولما وصل خبره إلى حسن رضا
خان الوزير لحكومة أوده في لكهنوء استدعاه للإقامة فيها فهاجر إلى
لكهنوء وتوطنها وصرف عزيمته إلى إقامة الشعائر ونشر تعاليم الدين الحنيف
وألف في تلك الأيام المولى محمد علي الكشميري المقيم في فيض آباد
رسالة في فضل صلاة الجماعة وحث فيها السلطان آصف الدولة بن شجاع بن
صدر جنك سلطان مملكة أوده في لكهنوء على إقامة صلاة الجماعة
وذكر من هو أهل لامامة الجماعة وهم المترجم وتلميذاه المولى محمد خليل والأمير
السيد مرتضى فامر السلطان بإقامة الجماعة فأول صلاة أقيمت للشيعة يومئذ
كانت للظهرين في يوم 13 رجب سنة 1200 ثم أقيمت الجمعة يوم 27
منه يوم مبعث النبي ص وأقيمت الجماعات وأندية الذكر والمواعظ وشمر السلطان
عن ساق الجد في ترويج الشريعة المراء وتشييد الدين المبين وهرع الطلاب
إلى المترجم من كل فج عميق وبعد أن ألف بعض المؤلفات أرسلها للعراق
واستجاز من أساتيذه المقدم ذكرهم فأجازوه بالرواية عنهم عدى الوحيد
البهبهاني فإنه كان قد توفي قبل ذلك ومما لا شك فيه ان انتشار الشريعة
الاسلامية وبث معارف الطائفة الجعفرية في أرجاء الهند الفسيحة انما كان
بفضل تعاليمه فهو أول من أسس قواعد الدين في تلك الأقطار وشيد أركان
الشريعة وقد ابتدأت منه وانتهت إليه رئاسة الجعفرية في تلك البلاد ووصفه

425
صاحب الجواهر في بعض مكاتيبه بقوله: العلامة الفائق وكتاب الله الناطق
خاتم المجتهدين شمس الأنام مصباح الظلام من بهر العقول بدقائق أفكاره
وأنار شبهات العقول بكواكب انظاره حجة الله على العالمين وآيته العظمى
في الأولين والآخرين.
مؤلفاته
1 عماد الاسلام في علم الكلام ويسمى أيضا مرآة العقول برز
منه خمسة مجلدات في أصول الدين الخمسة طبع منها التوحيد والعدل والنبوة
في لكهنوء سنة 1318 في المطبعة التي أسست له وسميت باسمه عماد
الاسلام. 2 أساس الأصول في الرد على الفوائد المدنية للمحدث
الاسترآبادي مطبوع. 3 منتهى الأفكار في أصول الفقه انتقد به جملة من
مطالب القوانين لمعاصره المحقق القمي المطبوع. 4 الشهاب الثاقب في
الرد على الصوفية 5 شرح باب الطهارة من حديقة المتقين للتقي
المجلسي وهو أول تصانيفه 6 شرح باب الصوم من الحديقة 7 شرح
باب الزكاة منها 8 رسالة الأرضين استدلالية في بعض مسائل المعاملات
10 الرسالة الذهبية في حكم أواني الذهب والفضة 11 حاشية على
شرح هداية الحكمة لصدر الدين الشيرازي نقض فيها جملة من أقوال
المولوي عبد العلي الحنفي والعلامة تفضل حسين الكشميري 13
الصوارم الإلاهية في نقد الباب الخامس من التحفة الاثني عشرية للشيخ
عبد العزيز الدهلوي في الإلاهيات 13 حسام الاسلام في نقض الباب
السادس من التحفة في النبوة 14 إحياء السنة في رد مبحث المعاد
والرجعة منها وهذه الثلاثة طبعت في كلكته في حياته 15 خاتمة كتاب
الصوام في إثبات الإمامة 16 رسالة في الغيبة ردا على التحفة أيضا
مطبوعة 17 ذو الفقار في رد الباب الثاني عشر منها مطبوع 18 رسالة
في الجواب عن أسئلة محمد سميع الصوفي 19 حاشية شرح سلم العلوم
للمولى حمد الله السنديلي في المنطق طبع شئ يسير منها على هوامش شرح
السلم قديما 20 المواعظ الحسينية وعليها وعلى أساس الأصول تقريض
للسيد مهدي بحر العلوم ولصاحب الرياض 21 إثارة الأحزان في مقتل
الحسين ع 22 مسكن القلوب عند فقد المحبوب صنفه عند
وفاة ولده الشاب العالم السيد مهدي على منوال مسكن الفؤاد عند فقد
الأحبة والأولاد للشهيد الثاني 23 أربعون حديثا في فضل العلم والعلماء
مطبوع 24 إجازة مبسوطة لولده سلطان العلماء السيد محمد 25
شرح الباب الحادي عشر 26 غفران مآب مطبوع ويقال له تاريخ دلدار
ولم يذكره السيد علي نقي فيما كتبه إلينا.
مشايخه
1 حيدر علي بن حمد الله السنديلي 2 السيد غلام حسين 3
باب الله 4 الوحيد البهبهائي 5 السيد محمد قلى خان والد المير حامد
حسين 6 السيد علي صاحب الرياض ويروي عنه إجازة بتاريخ 1205
7 الميرزا السيد محمد مهدي الشهرستاني ويروي عنه إجازة بتاريخ 20
شعبان سنة 1205 8 السيد مهدي الطباطبائي بحر العلوم وله منه إجازة
9 السيد محمد مهدي بن هداية الله الأصفهاني الشهيد الرضوي يروي
عنه إجازة بتاريخ 1218.
تلاميذه
قرأ عليه كثير من العلماء الأعلام نذكر هنا مشاهيرهم ومن له مؤلفات
منهم 1 السيد أحمد المحمدآبادي 2 المفتي السيد محمد علي بن
محمد حسين بن حامد حسين بن زين العابدين الموسوي النيشابوري
الكنتوري 3 الأمير سبحان علي خان 4 السيد ياد علي النقوي النصير
آبادي 5 الأمير مرتضى محمد الكشميري 6 السيد حماية حسين
النيشابوري الكنثوري 7 السيد كاظم علي 8 الميرزا زين
العابدين بن أحمد الملقب بالميرزا محسن 9 السيد أعظم علي البنكوري
10 ولده السيد محمد يروي عنه إجازة بتاريخ 1218.
أولاده
السيد محمد المتوفى سنة 1284 والسيد علي خرج إلى المشاهد وتوفي
في كربلاء سنة 1259 والسيد حسن توفي سنة 1270 والسيد خليل رأس
رياسة كبيرة وتوفي في لكهنوء سنة 1273.
دلشاد بنت دمشق خواجا جوبان وفي نسخة كاتب جوبان.
توفيت في ذي القعدة سنة 752
في الدرر الكامنة ج 2 ص 101 هي زوج الشيخ حسن تزوجها بعد
عمتها بغداد فحظيت عنده وكان أمرها نافذا في الممالك ولها في كل شئ
يحكم عليه زوجها نائب وكانت تميل إلى الغرباء وتحسن إليهم اه‍ والمراد
بالشيخ حسن هو ابن آقبقا ابن ايلكان الايلكاني والي بغداد ووالد الشيخ
أويس في الدرر الكامنة ج 2 ص 14 في ترجمته كان زوج خاتون بغداد بنت
الجوبان ثم طلقها وتزوج دلشاد بنت دمشق خواجا ابن جوبان وهي ابنة
أخي امرأته الأولى اه‍ ومعلوم أن الشيخ حسن هذا وابنه أويسا كانوا شيعة
ونساؤهم مثلهم.
دليل بن عبد الملك الغزاري الحلبي
في الكتاب المسمى بميزان الاعتدال روى عن السدي عن زيد بن
أرقم روى عنه ابنه عبد الملك نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب قاله
ابن حبان قلت فمنها من أراد أن يمسك بالقضيب الياقوت الأحمر فليمسك
علي بن أبي طالب اه‍.
الدنابلة
ذكروا في أحمد بن موسى الدنبلي
دومرش خان
كان واليا على خراسان من قبل الشاه إسماعيل الأول الصفوي في
كشف الظنون ج 1 ص 419 عند الكلام على كتاب حبيب السير لغياث
الدين ابن همام الدين قال هو تاريخ كبير لخصه من تاريخ والده المسمى
بروضة الصفا ألفه بالتماس خواجة حبيب الله من أعيان دولة الشاه
إسماعيل ابن حيدر الصفوي سنة 927 ذكر فيه أنه شرع فيه أولا بالتماس
مير محمد الحسيني أمير خراسان فلما قتل ونصب مكانه دومرش خان من قبل
الشاه إسماعيل استمر على تأليفه إلى أن أتمه وأهداه إليه وإلى حبيب الله
المذكور اه‍.

426
السيد دوست محمد الحسيني الاسترآبادي خازن المكتبة الرضوية.
عالم فاضل جليل أمين من علماء دولة الشاه طهماسب له عمل السنة
بالفارسية وفي كتاب شهداء الفضيلة كان يتولى سدانة المكتبة الرضوية في
الدولة الصفوية وكان يتولاها ذريته غالبا إلى عهد صاحب الرياض
دوست محمد بن عبد الرحيم الحسيني
عالم فاضل له أعمال الأشهر الثلاثة رجب وشعبان ورمضان فارسي
ألفه للسلطان شاه ولي وجدت منه نسخة تاريخ كتابتها 1053.
المولى دوست محمد الكابلي
عالم فاضل له تحفة الأخلاء في عصمة الأنبياء مطبوع.
الأمير دولتشاه بن علاء الدولة بختيشاه الغازي السمرقندي
كان حيا سنة 892.
من فضلاء الفرس من أهل أواخر القرن العاشر كان معاصرا للمولى
عبد الرحمن الجامي له التذكرة الدولتشاهية فارسية مطبوعة ذكر في مقدمتها
عشرين شاعرا من شعراء العرب ثم ذكر شعراء العجم ورتبها على سبع
طبقات ولها خاتمة في جملة من شعراء عصره وفتوحات سلطان زمانه السلطان
حسين بهادر الذي جلس على سرير الملك في مرور الشاه جان سنة 816
قال في أولها: أمير المؤمنين وإمام المتقين أسد الله الغالب علي بن أبي طالب
والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين وكفى بذلك دليلا على تشيعه
فرع منه سنة 892.
الديلم
كانوا شيعة ومنهم آل بويه ملوك العراق وإيران قال ابن الأثير في
حوادث سنة 355 فيها في رمضان خرج من خراسان جمع يبلغون عشرين
ألفا إلى الري وفيها ركن الدولة ابن بويه فاجتمع رؤساؤهم وفيهم القفال
المرزوي الفقيه المشهور وحضروا مجلس ابن العميد وزير ركن الدولة
واشتطوا في الطلب إلى أن قال وكان قد دخل البلد جماعة منهم يكبرون
كأنهم يقاتلون الكفار ويقتلون كل من رأوه بزي الديلم ويقولون هؤلاء
رافضة اه‍ محل الحاجة فانظر واعجب.
ديلماج
اسمه ميرزا محمد.
الديلمي
يوصف به مضافا لما مر ج 30 صاحب ارشاد القلوب واسمه
الحسن بن أبي محمد أو ابن أبي الحسن بن محمد أو ابن أبي الحسن ومحمد ولنا
الحسن بن أبي الحسن الديلمي المفسر.
ويوصف به حبشيش والحسن بن محمد وخسرو فيروز وسلار بن عبد
العزيز وغيرهم.
دلهاث مولى الرضا ع
الدلهاث كجلباب الأسد سمي به الرجل روى الكليني في الكافي
في باب المؤمن وعلاماته بسنده عن سهل بن الحارث عنه عن الرضا ع.
دلهم بنت عمرو زوجة زهير بن القين
قالت لزوجها زهير لما بعث إليه الحسن ع أن يأتيه فكره هو
وأصحابه ذلك: سبحان الله أيبعث إليك ابن رسول الله فلا تأتيه فلو أتيته
وسمعت كلامه فاتاه زهير على كره فما لبث أن عاد مستبشرا قد أشرق وجهه
وقال لامرأته أنت طالق وقد عزت على صحبة أبي عبد الله ولا أحب أن
يصيبك بسببي سوء ثم سلمها إلى بعض بني عمها فودعته وقالت خار الله
لك أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين.
الدمشقي
يوصف به جماعة منهم الحسن بن إبراهيم وسعيد بن سلمة
وسعيد بنت هلال وعبد الله بن محمد ومحمد بن عبد الله وغيرهم.
الدهني
في مشتركات الطريحي الدهني نسبة إلى دهن بضم الدال قرية من
اليمن ينسب إليها عمار الدهني اه‍ ويوصف به قيس ويونس ويوسف.
بنو يعقوب بن قيس الدهني
الدواني
يوصف به جلال الدين محمد بن أسعد.
الدوري
في مشتركات الطريحي بالدال المهملة والراء يوصف به أبو بكر
أحمد بن جلين والدور قريتان بين سر من رأى وتكريت عليا وسفلى اه‍
وفي النقد قد يطلق على جعفر بن علي بن سهيل أيضا وفي رجال أبي علي
يوصف الأول بالوراق والثاني بالدفاق اه‍ ويوصف به إبراهيم بن يحيى
وأحمد بن عبد الله.
الدوريستي
هو محمد بن جعفر بن محمد والحسن بن جعفر وعبد الله بن جعفر
وغيرهم.
الديباجي
عن مجمع الرجال هو سهل بن أحمد بن عبد الله اه‍ ويوصف به
الحسن بن محمد والمطهر بن أبي القاسم وغيرهم.
الدينوري
بكسر الدال وسكون الياء وفتح النون والواو يوصف به أحمد بن
داود وأحمد بن محمد والحسن بن علي والحسين الراوندي وزكار وغيرهم.
دندان
هو أحمد بن الحسين بن سعيد وعن صاحب مجمع الرجال أنه زاد
جده.

427
الدهقان
كلمة فارسية معناها رئيس القرية.
حكى ابن داود عن الكشي ان الدهقان ملعون فهو إذا ليس من
شريط كتابنا وذكرناه لنستوفي كل من ذكروه في كتب الرجال وفي منهج المقال
عيارة الكشي سبقت في أيوب بن نوح وفي التعليقة في الوجيزة أيضا ذكر
الدهقان وحكم بضعفه مع أنه مشترك وفيهم جليل كما يأتي وكلام الكشي
سبق في أحمد بن هلال وليس له ذكر في أيوب اه‍ والأمر كما قال
وأدهقان يقال لمحمد بن صالح بن محمد الهمذاني ولعروة بن يحيى وهما
المشهوران المعرفان بذلك ونقل الكشي في الرازي توقيعا فيه: وإذا وردت
بغداد فاقرأ السلام على الدهقان وكيلنا وثقتنا والذي يقبض من موالينا ولنا
إبراهيم الدهقان وقد يطلق على عبيد الله بن عبد الله ومضى إسماعيل بن
سهل الدهقان وزاد في المجمع محمد بن علي بن الفضل وعلي بن يحيى أخا
عروة وعلي بن إسماعيل وحميد بن زياد
الدوريستي
هو محمد بن جعفر وله أولاد أجلة ربما يطلق عليهم ذلك.
الدولة الصفوية
عدد ملوكها منقول من روضات الجنات صفحة 191.
1 الشاه إسماعيل الأول مبدأ ظهوره سنة 906 وهو ابن 14 سنة
خرج من بلاد جيلان مع بعض الصوفية المريدين له ولآبائه العرفاء ففتح
بلاد آذربيجان وتوفي وهو ابن 39 سنة.
2 الشاه طهماسب الأول ابن إسماعيل الأول ولي الملك بعد أبيه
إسماعيل يوم السبت 9 رجب حدود
930 وملك 54 سنة.
3 الشاه إسماعيل الثاني بن طهماسب الأول ابن إسماعيل الأول
4 الشاه محمد خدابنده ملك عشر سنين.
5 الشاه عباس الأول ملك 44 سنة.
6 الشاه صفي الأول ملك 14 سنة وتوفي بقم.
7 الشاه عباس الثاني ملك 26 سنة أو قرنا كاملا.
8 الشاه صفي الثاني.
9 الشاه سليمان بن صفي الثاني.
10 الشاه حسين ابن الشاه سليمان آخر الملوك الصفوية.
ملك قريبا من 40 سنة.
السيد دولتشاه ابن الأمير علي بن شرفشاه الحسيني الأبهري.
في فهرست منتجب الدين فاضل صالح وله نظم ونثر رائق وخطب
بليغة.
الديباج
لقب لأحد العلوية لا يحضرني الآن اسمه لقب بذلك لجماله.
ديباجة
هو محمد بن جعفر الصادق.
الديباجي
هو سهل بن أحمد بن عبد الله.
ديسم بن أبي داود الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال روى
عنه أبو مريم وديسم بوزن حيدر.
ديك الجن
اسمه عبد السلام.
دينار أبو حكيم الأزدي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
لا يبعد أن يكون هذا هو دبيان الحكيم الأودي الآتي ويؤيده أنه رجل
معروف بخلافه اه‍ أي بخلاف أبو حكيم فإنه غير معروف
دينار يكنى أبا سعيد ولقبه عقيصا
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي ع وقال إنما لقب
بذلك لشعر قاله في أصحاب الحسن ع عقيصا يكنى أبا سعيد وفي
آخر القسم الأول من الخلاصة عن البرقي ان من أصحاب علي ع
من ربيعة أبو سعيد عقيصان بالنون في آخره من بني تيم الله بن ثعلبة
اه‍ والمذكور في كتب الرجال وكتب الاخبار بغير نون وهو كذلك في القاموس
وتاج العروس قالا عقيصا مقصورا لقب أبي سعيد دينار التيمي التابعي
مشهور فما في الخلاصة اشتباه وفي أمالي الصدوق بسنده إلى سعد بن
علاقة عن أبي سعيد عقيصا عن الحسين عن أبيه عن الرسول عليهم الصلاة
والسلام أنه قال يا علي أنت أخي وأنا أخوك وأنا المصطفى للنبوة وأنت
المجتبى للإمامة وأنا صاحب التنزيل وأنت صاحب التأويل وانا وأنت أبوا
الأمة أنت وصيي وخليفتي ووزيري ووارثي وأبو ولدي وشيعتك شيعتي
الحديث.
عقيصى في الخلاصة بفتح العين المهملة والقاف قبل المثناة تحت
والصاد المهملة من بني تيم الله ابن ثعلبة اه‍ وهو دينار أبو سعيد عقيصى
التيمي مولاهم وفي كتاب صفين أنه مولى المسيب بن خداش من تيم
الرباب وظاهر ما مر عن الخلاصة أن من تيم الله بن ثعلبة أنفسهم وفيه
مخالفة من وجهين بجعله من بني تيم وهو مولاهم وبجعله من بني تيم الله بن
ثعلبة وهو مولى بني تميم الرباب وقد صرح ابن حجر فيما يأتي بأنه من موالي
بني تيم لا من أنفسهم وكذلك الذهبي.
في كتاب صفين لنصر بن مزاحم ص 77 نصر عن عبد العزيز بن
سياه عن حبيب بن أبي ثابت قال سعيد التيمي المعروف بعقيصا كنا مع علي
في مسيره إلى الشام حتى إذا كنا بظهر الكوفة من جانب هذا السواد عطش
الناس فانطلق بنا حتى أتينا على صخرة ضرس من الأرض كأنها ربضة عنز
فأمرنا فاقتلعناها فخرج لنا ماء فشرب الناس منه وارتووا ثم أمرنا فاكفأناها
عليه وسار الناس حتى إذا مضينا قليلا وقال علي منكم أحد يعلم مكان هذا
الماء الذي شربتم منه قالوا نعم يا أمير المؤمنين قال فانطلقوا إليه فانطلق

428
منا رجال ركبانا ومشاة فاقتصصنا الطريق حتى انتهينا إلى المكان
الذي نرى أنه فيه فطلبناها فلم نقدر على شئ حتى إذا عيل علينا انطلقنا
إلى دير قريب منا فسألناهم أين الماء الذي هو عندكم قالوا ما قربنا ماء قلنا
بل إننا شربنا منه قالوا أنتم شربتم منه قلنا نعم قالوا ما بني هذا الدير إلا
لذلك الماء وما استخرجه إلا نبي أو وصي نبي اه‍ ثم قال ص 136 قتل
بصفين يعني مع علي ع ثم قال: المسيب بن خداش من تيم
الرباب ودينار عقيصا مولاه اه‍.
وفي ميزان الاعتدال: دينار أبو سعيد عيصا عن علي يعد في موالي
بني تيم قال النسائي ليس بالقوي وقال الدارقطني متروك الحديث وقال
السعدي غثر ثقة اه‍ وهو في لسان الميزان قال النسائي فيما نقله ابن عدي
ليس بثقة وقال البخاري يتكلمون فيه وقال ابن عدي ليس له رواية يعتمد
عليها عن الصحابة وإنما له قصص يحكيها وهو كفي من جملة شيعتهم وقال
ابن معين ليس بشئ شر من رشيد الهجري وجيه العرني وأصبغ بن نباتة
وذكره ابن حبان في الثقات في عقيصا فقال صاحب الكرابيسي روى عن
علي وعمر وعنه محمد بن حجادة وقد أخرج له الحاكم في المستدرك وقفال
ثقة مأمون ولم يتعقبه المؤلف يعني الذهبي في تلخيص المستدرك وقال
أبو حاتم هو لبين وهو أحب إلي من أصبغ بن نباتة اه‍ وقال في حرف
العين: عقيصا أبو سعيد التيمي عن علي يقال اسمه دينار شعبي تركه
الدارقطني وقال الجوزجاني غير ثقة وروى عنه الأعمش والحارث ابن
حصيرة قال ابن معين رشيد الهجري سئ المذهب وعقيصا شر منه اه‍
وظاهر أن القدح فيه يرجع إلى التشيع وإلى روايته ما لا يوافق ما عندهم
بعد ما وثقه ابن حبان والحاكم ولم يتعقبه الذهبي ويزيد ذلكم وضوحا قرنه
برشيد الهجري وحبة العرني وأصبغ بن نباتة الذين لا ذنب لهم إلا التشيع
وحسبه مدحا أن يكون كموفيا من شيعتهم.
دينار أبو عمرو الأسدي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال في
أصحاب الباقر ع دينار أبو عمرو الأسدي روى عنه وعن أبي
عبد الله.
دينار الخصي
في التعليقة عن الفقيه في باب ميراث الخنثى فقال علي ع
علي بدينار الخصي وكان من صالحي أهل الكوفة وكان يثق به وقال الشيخ
في باب ميراث الخنثى من التهذيب أنه كان معدلا وفي الوجيزة والبلغة
انه ثقة اه‍.
دينار بن عمرو مولى شيبان الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الشيخ ديوان
شاعر أديب أرسل إلى السيد نصر الله الحائري شعرا يعاتبه فيه على
تقديم أعدائه عليه فاجابه السيد نصر الله:
بعثت أيا ديوان نظما مهذبا * كعقد لئال لاح في جيد أغيد
وليس بقلبي للمعادين منزل * كنزلك العالي الرفيع المشيد
ولكنني أبديت ودي لعلهم * يدبون عني باللسان وباليد
فلم آلفهم الأسرابا بقيعة * إذا جاءه الظامي رأى شر مورد
الديواني
يوصف به حمدان ومحمد بن ناصر وغيرهما
وليكن هذا آخر الجزء الثلاثين من أعيان الشيعة وفرع منه مؤلفه
الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم السيد عبد الكريم المعروف
بالأمين الحسيني العاملي نزيل دمشق في 18 جمادى الأولى من سنة 1368
بمدينة بيروت حامدا مصليا مسلما.
ويليه الجزء الحادي والثلاثون أوله حرف الذال المعجمة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين
وأصحابه المنتجبين ورضي الله عن التابعين لهم باحسان وتابعي التابعين
وعن العلماء والصالحين إلى يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن ابن المرحوم
السيد عبد الكريم الحسيني العاملي المعروف بالأمين نزيل دمشق الشام
عامله الله بعفوه وفضله ولطفه: هذا هو الجزء الحادي والثلاثون من كتابنا
أعيان الشيعة وفق الله لاكماله بالنبي وآله ص.
حرف الذال المعجمة
الشيخ ذاكر حسين الدهلوي المعاصر
عالم فاضل له تاريخ اسلام بلسان أردو في خمسة مجلدات مطبوع.
ذبيان بن حكيم أبو عمرو الأودي
ذبيان بضم الذال وسكون الباء والأودي بفتح الألف وسكون
الواو.
لا ذكر له في الرجال وهو عم أحمد بن يحيى بن حكيم الأودي ذكره
النجاشي في ترجمة عمه احمد المذكور فقال أحمد بن يحيى بن حكيم
الأودي ابن أخي ذبيان ثقة الخ وجعله معرفا لابن أخيه احمد الثقة يدل على
معروفيته ونباهة شانه مضافا إلى كثرة روايته كما ستعرف ومما ينبغي التنبيه
عليه أولا ان في نسخة منهج المقال المطبوعة في أحمد بن يحيى بن حكيم
الأودي انه أخو ذبيان وفي ذبيان بن حكيم الأودي انه عم أحمد بن يحيى بن
حكيم. وجعله أخا ذبيان سهو من الناسخ والصواب انه ابن أخيه وذبيان
عمه ثانيا عنون في منهج المقال ذبيان بن حكيم أبو عمرو الأزدي بالزاي
وذبيان بن حكيم الأودي بالواو فجعلهما اثنين وليس هناك الا واحد وهو
الأودي بالواو وبالزاي لا وجود له وان حكي عن الايضاح ورجال الشيخ
بالزاي فهو تصحيف.
وقد حكي انه روى ابن محبوب عن ابن أبي الخطاب عنه في أبواب
الوكالات وآداب الحكام والبينات وفضل المساجد وتلقين المحتضر من
التهذيب.
وروى أحمد بن الحسن بن علي بن فضال عن أبيه عنه مرتين في باب
تلقين المحتضر ومرة في باب البينات من التهذيب.

429
تبارك وتعالى وهو الحجة على العباد من تركه هلك ومن لزمه نجا حقا على وروى أحمد بن الحسين بن عبد الملك الأزدي عنه في باب زيارة أمير
المؤمنين ع. وروى أحمد بن عبد الله عن محمد بن علي عنه في
باب حق المرأة على الزوج من الكافي. وروى محمد بن يحيى عن محمد بن
موسى عنه مرتين في باب كراهية استخدام الضيف من أبواب الأطعمة من
الكافي والظاهر أن ذلك مأخوذ من جامع الرواة.
السيد ذبيح الله بن الميرزا هداية الله بن الميرزا مهدي الشهيد الموسوي
الأصفهاني.
في مطلع الشمس يعد في المشهد المقدس الرضوي من أكابر الدين
والدنيا قام مقام أبيه المتوفى 1248 له من المؤلفات 1 ترجمة عيون أخبار
الرضي ع بالفارسية 2 شرح على كتاب الزكاة وكتاب الخمس من
كفاية السبزواري 3 رسالة في المواسعة والمضايقة 4 رسالة في
الطهارة كبيرة 5 رسالة فيها صغيرة اه‍. وكانت شهادة جده في
المشهد 1218.
الذراع
في النقد هو موسى بن حماد.
ذريح بن عباد البصري
قتل سنة 35 يوم الجمل. قتله أصحاب الجمل قبل وصول
أمير المؤمنين ع إلى البصرة.
قال ابن الأثير في حوادث سنة 35 اتعد المنحرفون عن عثمان يوما
يخرجون فيه إلى أن قال وخرج أهل البصرة وفيهم حكيم بن جبلة
العبدي وذريح بن عباد ثم ذكر قتال حكيم يومئذ وقال ومع حكيم أربعة
قواد فكان حكيم بحيال طلحة وذريح بحيال الزبير الخ ثم ذكر قتل
حكيم بن جبلة وقال قتل ذريح ومن معه.
ذريح بن محمد بن يزيد أبو الوليد المحاربي.
ذريح كأمير وذال معجمة وراء ومثناة تحتية وحاء مهملة.
قال النجاشي عربي من بني محارب بن خصفة روى عن أبي عبد الله
وأبي الحسن ع ذكره ابن عقدة وابن نوح له كتاب يرويه عدة من
أصحابنا أخبرنا الحسين بن عبيد الله حدثنا محمد بن علي بن تمام حدثنا أبو
عبد الله أحمد بن محمد بن المثنى قراءة عليه حدثنا محمد بن الحسين بن أبي
الخطاب عن جعفر بن بشير البجلي عن ذريح. وفي الفهرست ذريح
المحاربي ثقة له أصل أخبرنا به أبو الحسين بن أبي جيد القمي عن محمد بن
الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن إبراهيم بن هاشم عن
ابن أبي عمير عن ذريح ورواه أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحسين
الطويل عن عبد الله بن المغيرة عن ذريح. وقال الشيخ في رجاله في
أصحاب الصادق ع ذريح بن يزيد المحاربي الكوفي يكنى أبا
الوليد فنسبه إلى جده أو سقط محمد من قلمه أو قلم الناسخ.
وفي رجال الكشي ما صورته في ذريح المحاربي روى أبو سعيد بن
سليمان: حدثنا العبيدي حدثنا يونس بن عبد الرحمن وصفوان بن يحيى
وجعفر بن بشير جميعا عن ذريح المحاربي عن أبي عبد الله ع ما
ترك الله الأرض بغير امام قط منذ قبض آدم ع يهتدى به إلى الله
الله تعالى. وروى عن محمد بن سنان عن عبد الله بن جبلة الكناني عن
ذريح المحاربي قلت لأبي عبد الله ع بالمدينة ما تقول في أحاديث
جابر قال تلقاني بمكة فلقيته بمكة قال تلقاني بمنى فلقيته بمنى فقال لي ما تصنع
بأحاديث جابر أله عن أحاديث جابر فإنه إذا وقعت إلى السفلة أذاعوها قال
عبد الله بن جبلة فأحسب ذريحا سفلة. حدثني خلف بن حماد حدثني أبو
سعيد حدثني الحسن بن محمد بن أبي طلحة عن داود الرقي قلت لأبي
الحسن الرضا جعلت فداك انه والله ما يلج في صدري من امرك شئ الا
حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر ع قال لي وما هو قلت
سمعته يقول سابعنا قائمنا إن شاء الله قال صدقت وصدق ذريح وصدق أبو
جعفر فازددت والله شكا ثم قال لي يا داود بن أبي خالد اما والله لولا أن
موسى قال للعالم ستجدني انشاء الله صابرا ما سأله عن شئ وكذلك أبو
جعفر لولا أن قال إن شاء الله لكان كما قال فقطعت عليه اه‍ أراد والله
العالم ان قوله سابعنا قائمنا لم يكن على سبيل القطع والجزم تعليقه على
المشيئة كما أن موسى ع لولا تعليق صبره على المشيئة لما سال العالم عن
شئ حيث نهاه عن السؤال عن شئ حتى يحدث له منه أمرا.
وروى الصدوق في الفقيه في باب قضاء التفت من الحج عن
عبد الله بن سنان في الصحيح أتبت أبا عبد الله ع فقلت جعلني
الله فداك قول الله عز وجل ثم ليقضوا تفثهم قال اخذ الشارب وقص
الأظفار وما أشه ذلك قلت جعلني الله فداك فان ذريح المحاربي حدثني عنك
انك قلت ليقضوا تفثهم لقاء الامام وليوفوا نذورهم تلك المناسك قال
صدق ذريح. وصدقت ان للقرآن ظاهرا وباطنا ومن يحتمل ما يحتمل ذريح
ورواه الكليني في الكافي في باب زيارة النبي ص. وفي
النهاية التفت هو ما يفعله المحرم بالحج إذا أحل كقص الشارب والأظفار
وتحت الإبط وحلق العانة وقيل هو اذهاب الشعب والدرن والوسخ مطلقا
اه‍. وفي تاج العروس عن ابن الأعرابي ثم ليقضوا تفثهم قال قضاء
حوائجهم من الحلق والتنظيف اه‍ وربما فهم منه ان التفت مطلق الحاجة
ومنها الحلق والتنظيف للحاج لأنهما أهم حاجاته وحينئذ فتنطبق على لقاء
الامام والله أعلم. وفي التبيان التفث مناسك الحج وقال ابن عباس وابن
عمر التفث جميع المناسك وقيل التفث قشف الاحرام وقضاؤه بالحلق
والاغتسال ونحوه قال الأزهري لا يعرف التفث في لغة العرب الا من قول
ابن عباس اه‍ وقد تحصل مما مر ان ذريحا ثقة بل فوق الثقة لتوثيق الشيخ
له فهو كاف في مثل المقام المؤيد بكونه صاحب أصل يرويه عنه عدة
من الأصحاب وبرواية الاجلاء عنه كجعفر بن بشير وابن أبي عمير وصفوان
وابن المغيرة ويونس وكونه كثير الرواية وفي منهج المقال قول الصادق ع
ومن يحتمل ما يحتمل ذريح يدل على علو رتبته وعظم منزلته ويرفع
ما يتوهم من التهمة. والامر كما قال اما قول ابن جبلة فأحسب ان ذريحا
سفلة ففي التعليقة فيه مضافا إلى أن ابن جبلة واقفي لا يظهر تهمته بنفس
ظنه مع أن الظاهر من الحديث ان السفلة غير ذريح مع أن الظاهر من
أحواله من الخارج أيضا انه ليس منهم اه‍ والحاصل ان حسبانه ان كان من
الحديث فلا دلالة فيه وان كان من غيره فلم يبينه ولا يثبت ذلك بمجرد
حسبانه مع ظهور خلافه من أحواله. والامام انما خاف من اشتهاره ان
يصل إلى غير ذريح من السفلة.
التمييز
لم يذكره الطريحي ولا الكاظمي في المشتركات ويمكن تمييزه برواية

430
جعفر بن بشير البجلي وابن أبي عمير وعبد الله بن المغيرة ويونس بن عبد
الرحمن وصفوان بن يحيى وعبد الله بن جبلة وداود الرقي وعبد الله بن سنان
عنه كما يفهم مما مر وعن جامع الرواة انه نقل رواية صالح بن رزين
وجميل بن صالح وعلي بن الحكم والحسن بن الجهم ومعاوية بن وهب
والمرتجل بن معمر والبرقي والحسن بن رباط ومجاهد وابان بن عثمان
ويحيى بن حمران الحلبي والحسين بن نعيم الصحاف والحسين بن عثمان عنه
ويروى هو عن الباقر والصادق ع.
ذعلب اليمامي
ذعلب بكسر الذال المعجمة وسكون العين المهملة وكسر اللام في
شرح النهج لابن أبي الحديد ج 2 ص 525 الذعلب في الأصل الناقة
السريعة وكذلك الذعلبة ثم نقل فسمي به انسان وصار علما كما نقلوا بكرا
عن فتى الإبل إلى بكر بن وائل اه‍. واليمامي نسبة إلى اليمامة في معجم
البلدان اليمامة معدودة من نجد بينها وبين البحرين عشرة أيام وكان اسمها
قديما جوا.
في نهج البلاغة: روى الذعلب اليمامي عن أحمد بن قتيبة عن
عبد الله بن يزيد عن مالك بن دحية قال كنا عند أمير المؤمنين ع
وقد ذكر عنده اختلاف الناس الحديث وفي شرح النهج ج 3 ص 186
ذعلب وأحمد وعبد الله ومالك من رجال الشيعة ومحدثيهم اه‍. وهو غير
ذعلب اليماني الآتي الآن هذا يمامي بالميم وذاك يماني بالنون وهذا يروي عن
أمير المؤمنين ع بثلاث وسائط وذاك من أصحابه.
ذعلب اليماني.
ذعلب مر ضبطه في الذي قبله واليماني نسبة إلى اليمن هو من
أصحاب أمير المؤمنين ع وله خبر معه حين قال: سلوني قبل ان
تفقدوني تختلف العبارات في نقله مع اتفاقها على أنه سأله هل رأيت ربك؟
فاجابه بأنه لم يكن ليعبد ما لا يرى فطلب منه ان يصفه له كيف رآه اي
يذكر كيفيته فاجابه بما مضمونه انه لا يرى بالعين الباصرة بل يرى بالقلب
والاعتقاد. وفي بعض تلك الأنقال ما يقتضي سوء الأدب في حق أمير
المؤمنين ع ويدل على جهله بقدره، وهو قوله: لقد ارتقى ابن
أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنه اليوم لكم في مسألتي إياه وهذا يوجب
خروجه عن شرط كتبنا الا ان غشيته وقوله تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب
والله لا عدت لمثلها ابدا يمكن ان يكون توبة منه. وهذا ما عثرنا عليه من
الروايات في ذلك.
روى الصدوق في الأمالي بسنده عن الأصبغ بن نباته: لما جلس علي
ع في الخلافة وبايعه الناس خرج إلى المسجد متعمما بعمامة رسول
الله لابسا بردة رسول الله منتعلا نعل رسول الله متقلدا سيف رسول الله ص
فصعد المنبر فجلس عليه متمكنا ثم شبك بين أصابعه فوضعهما أسفل بطنه
ثم قال يا معشر الناس سلوني قبل ان تفقدوني. إلى أن قال:
فقام إليه رجل يقال له ذعلب وكان ذرب اللسان بليغا في الخطب
شجاع القلب، فقال: لقد ارتقى ابن أبي طالب مرقاة صعبة لأخجلنه
اليوم لكم في مسألتي إياه، فقال يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك فقال ويلك
يا ذعلب لم أكن بالذي اعبد ربا لم أره فقال كيف رأيته صفه لنا فقال ويلك
لم تره العيون بمشاهدة الابصار ولكن رأته القلوب بحقائق الايمان ويلك يا
ذعلب ان ربي لا يوصف بالبعد ولا بالحركة ولا بالسكون ولا بقيام قيام
انتصاب ولا بجيئة وذهاب لطيف اللطافة ولا يوصف باللطف عظيم
العظمة لا يوصف بالعظم كبير الكبرياء لا يوصف بالكبر جليل الجلالة لا
يوصف بالغلظ رؤوف الرحمة لا يوصف بالرقة مؤمن لا بعبادة مدرك لا
بمجسة لا بمحسة قائل لا بلفظ هو في الأشياء على غير ممازجة خارج عنها
على غير مباينة فوق كل شئ ولا يقال شئ فوقه امام كل شئ ولا يقال
له امام داخل في الأشياء لا كشئ في شئ داخل خارج منها لا كشئ من
شئ خارج.
فخر ذعلب مغشيا عليه ثم قال تالله ما سمعت بمثل هذا الجواب والله
لا عدت إلى مثلها ابدا الحديث.
وفي نهج البلاغة ج 2 ص 524 شرح النهج سأله ذعلب اليماني هل
رأيت ربك يا أمير المؤمنين فقال أفأعبد ما لا أرى فقال وكيف تراه قال لا
تدركه العيون بمشاهدة العيان ولكن تدركه القلوب بحقائق الايمان قريب
من الأشياء غير ملامس بعيد منها غير مباين متكلم بلا روية مريد لا بهمة
صانع لا بجارحة لطيف لا يوصف بالخفاء بصير بالحاسة رحيم لا يوصف
بالرقة تعنو الوجوه لعظمته وتجب القلوب من مخافته. وقد أشار إلى هذا
الكلام المفيد في الارشاد والطبرسي في الاحتجاج وذكر أكثره الفتال في
روضة الواعظين وغيرهم ولا يخفى انه ليس في رواية الصدوق وصف
ذعلب باليماني وانما ذلك في رواية النهج.
ذكوان مولى بني هاشم أو مولى الحسين ع
في رواية لابن شهرآشوب في المناقب في خطبة مروان بنت عبد الله بن
جعفر عبر عنه لمولى بني هاشم وفي رواية أخرى له عن الشعبي عبر عنه
بمولى الحسين ع ويمكن كونه رجلا واحدا فإنه إذا كان مولى
الحسين ع صح ان يقال انه مولى بني هاشم ويأتي في طاوس بن كيسان
عن ابن الجوزي ان طاوس لقب ذكوان فيمكن الاتحاد أيضا وكان ذكوان
هذا شاعرا مجيدا ذابا عن أهل البيت ع فقد أجاب مروان في امارته وفي
دولة بني أمية بأبيات لا يجيب بها الا جرئ القلب ماضي الجنان
ومدح الحسين ع بمدح فائق وأشاد بذكره في مجلس معاوية. وفي
المناقب عن عبد الملك بن عمير والحاكم والعباس قالوا خطب الحسن بن علي
عائشة بنت عثمان فقال مروان أزوجها عبد الله بن الزبير فلما قبض الحسن
ومضت أيام من وفاته كتب معاوية إلى مروان وهو عامله على الحجاز يأمره
ان يخطب أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد فاتى عبد الله بن جعفر
فأخبره بذلك فقال عبد الله ان أمرها ليس إلي انما هو إلى سيدنا الحسين
ع وهو خالها فأخبر الحسين بذلك فقال استخير الله تعالى اللهم وفق لهذه
الجارية رضاك من آل محمد فلما اجتمع الناس في مسجد رسول الله ص أقبل
مروان حتى جلس إلى الحسين ع وعنده من الجلة وقال إن أمير المؤمنين



(1) هكذا في أكثر النسخ وفي نسخة لا يقال له شئ فوقه والمراد انه ليست فوقيته مكانية
والعبارة لا تؤدي ذلك ولعل صوابها ولا يقال لشئ انه فوقه. - المؤلف -
431
معاوية امرني ان اخطب أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر لابنه يزيد وان
اجعل مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ مع صلح ما بين هذين الحيين مع
قضاء دين أبيها واعلم أن من يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبطه بكم،
والعجب كيف يستمهر يزيد وهو كفو من لا كفو له، وبوجهه يستسقى
الغمام فرد خيرا يا أبا عبد الله فقال الحسين ع الحمد لله الذي
اختارنا لنفسه وارتضانا لدينه واصطفانا على خلقه ثم قال يا مروان قلت
فسمعنا اما قولك مهرها حكم أبيها بالغا ما بلغ فلعمري لو أردنا ذلك ما
عدونا سنة رسول الله ص في بناته ونسائه وأهل بيته وهو اثنتا عشرة أوقية
يكون أربع مائة وثمانين درهما واما قولك مع قضاء دين أبيها فمتى كن نساؤنا
يقضين عنا ديوننا، واما صلح ما بين هذين الحيين فانا قوم عاديناكم في الله
فلم نكن نصالحكم للدنيا فلعمري لقد أعيا النسب فكيف السبب، واما
قولك العجب ليزيد كيف يستمهر؟ فقد استمهر من هو خير من يزيد ومن
أبي يزيد ومن جد يزيد، واما قولك ان يزيد كفو من لا كفو له فمن كان
كفوه قبل اليوم فهو كفوه اليوم ما زادته امارته في الكفاءة شيئا، واما قولك
بوجهه يستسقى الغمام فإنما كان ذلك بوجه رسول الله ص. واما قولك من
يغبطنا به أكثر ممن يغبطه بنا فإنما يغبطنا به أهل الجهل ويغبطه بنا أهل
العقل. ثم قال: فاشهدوا جميعا اني قد زوجت أم كلثوم بنت عبد الله بن
جعفر من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر على أربعمائة وثمانين درهما
وقد نحلتها ضيعتي بالمدينة، أو قال أرضي بالعقيق وان غلتها في السنة
ثمانية آلاف دينار، ففيها لهما غنى إن شاء الله.
قال فتغير وجه مروان وقال: غدرا يا بني هاشم تأبون الا العداوة.
فذكره الحسين ع خطبة أخيه الحسن عائشة وفعله، ثم قال:
فأين موضع الغدر يا مروان؟ فقال مروان:
أردنا صهركم لنجد ودا * قد أخلقه به حدث الزمان
فلما جئتكم فجبهتموني * وبحتم بالضمير من الشنان
فاجابه ذكوان مولى بني هاشم:
أماط الله عنهم كل رجس * وطهرهم بذلك في المثاني
فما لهم سواهم من نظير * ولا كفو هناك ولا مداني
أتجعل كل جبار عنيد * إلى الاخبار من أهل الجنان
وفي مناقب ابن شهرآشوب أيضا: قال الشعبي في حديثه قال ذكوان
مولى الحسين ع عند معاوية:
فيم الكلام لسابق في غاية * والناس بين مقصر ومبلد
ان الذي يجري ليدرك شأوه * في غاية تنمى لغير مسدد
بل كيف يدرك نور بدر ساطع * خير الأنام وفرع آل محمد
الذهلي
نسبة إلى ذهل في مشتركات الطريحي بضم الذال المعجمة واسكان
الهاء حي من بكر وهما ذهلان ذهل بن شيبان وذهل بن ثعلبة اه‍ في
منهج المقال يقال لمحمد بن بندار بن عاصم وفي النقد أيضا لحميد بن راشد
اه‍ ويقال أيضا لبشر بن حسان وحميد بن رشاد وحميد أبي غسان وخالد بن
المعمر وسماك بن حرب ومحمد بن عمار.
ذو الدمعة أو ذو العبرة
هو الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لقب
بذلك لكثرة بكائه من خشية الله تعالى.
ذو الشهادتين
هو خزيمة بن ثابت الأنصاري
السيد ذو الفقار بن أبي الشرف بن طالب كيا الحسيني
الحسني
في فهرست منتجب الدين عالم واعظ صالح.
السيد عز الدين ذو الفقار بن أبي طاهر بن خليفة الجعفري الشرفشاهي
في فهرست منتجب الدين عالم واعظ صالح نقيب السادة بارم اه‍
وفي الرياض ارم بكسر الهمزة وفتح الراء والميم أخيرا.
قال وسبق السيد صفي الدين خليفة العلوي الجعفري الشرفشاهي
نقيب السادة بارم وهو جد الرضا بن أحمد بن خليفة الجعفري الأرمي ويأتي
السيد جمال الدين الرضا بن والظاهر أنه ابن عم المترجم.
المولى ذو الفقار الأصبهاني
ذكره الشيخ عبد النبي القزويني تلميذ بحر العلوم الطباطبائي في تتمة
أمل الآمل فقال كان من علماء المائة الحادية عشرة في أصبهان وكان له معرفة
بالعلوم العقلية ثم قال وعن المولى محمد رفيع الجيلاني المجاور بالمشهد
الرضوي انه قال ذاكرني مرة ذو الفقار في عبارة صاحب الوافي في كتاب
الطهارة المتعلقة بالمعاد الجسماني فقال أليس ما تضمنته كفرا فقلت ظاهره
كذلك فلقيني من الغد فقال أصابتني البارحة حمى لما سمعتك تقول ان
ظاهره كفر اه‍.
السيد ذو الفقار بن كامرو الحسيني
في فهرست منتجب الدين فقيه.
السيد عماد الدين أبو الصمصام وأبو الوضاح ذو الفقار بن
محمد بن معبد بن الحسن بن أبي جعفر احمد الملقب بحميدان أمير اليمامة
ابن إسماعيل قتيل القرامطة ابن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر بن
إبراهيم بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن
السبط الزكي ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع الحسني
المروزي المرندي نزيل بغداد
في تاريخ ابن عساكر ولد سنة 455 وتوفي سنة 536 هكذا ساق نسبه
السيد علي خان الشيرازي في الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة وابن
الفوطي في مجمع الآداب ومعجم الألقاب وصاحب عمدة الطالب وغيرهم
لكن وقع في بعض النسخ سقوط ابن إبراهيم وهو من النساخ وفي مجمع
الآداب زيادة المرندي بعد المروزي.
المرندي نسبة إلى مرند بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة ودال في
معجم البلدان من مشاهير مدن آذربيجان بينها وبين تبريز يومان.

432
والمروزي في الدرجات الرفيعة بفتح الميم وسكون الراء وفتح
الواو بعدها زاي نسبة إلى مرو الشاهجان إحدى كراسي خراسان وهي أربع
مدن. مرو الشاهجان بناها الإسكندر ذو القرنين. ونيسابور. وهراة.
وبلخ. وزادوا في النسبة إلى مرو زايا كما قالوا في النسبة إلى الري رازي
وأكثر أهل العلم يخص زيادة الزاي في النسب ببني آدم دون غيرهم فيقال
فلان المروزي وفي الثوب وغيره من المتاع مروي وقيل بل تزاد الزاي في
الجميع والله أعلم اه‍.
ثم إن صاحب أمل الآمل ذكر هنا ترجمتين إحداهما ذو الفقار بن
محمد السحني المروزي ونقل فيها قول منتجب الدين والثانية ذو
الفقار بن معبد الحسيني وقال فيها ما يأتي فجعل أولهما حسنيا وثانيهما حسينيا
مع أنهما شخص واحد حسني لا حسيني نسب إلى الأب تارة والى الجد
أخرى وذلك متعارف. في الرياض الظاهر اتحادهما.
قال ويؤيد ذلك أن منتجب الدين نفسه قال في ترجمة الشيخ أبي الخير
بركة بن محمد بن بكرة الأسيدي تلميذ الشيخ الطوسي هكذا أخبرنا بكتبه
السيد عماد أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسني المروزي عنه اه‍ وقال
الشهيد في أربعينه ان السيد فضل الله الراوندي يروي عن السيد ذو
الفقار بن محمد بن معبد أبي الصمصام الحسني المروزي عن الشيخ أبي العباس
أحمد بن علي بن أحمد بن العباس النجاشي الكوفي رض ثم قال فجعلهما
اثنين كما فعله صاحب أمل الآمل فاورد لهما ترجمتين على نحو يدل على
التغاير غلط واضح اه‍ وذلك لان منتجب الدين في ترجمة بكرة جعل بدل
ابن محمد بن معبد والشهيد جمع بين محمد ومعبد فدل على أن ابن محمد هو
ابن معبد نسب تارة إلى أبيه وأخرى إلى جده.
وفي الرياض أيضا: وجدت في أول شرح نهج البلاغة لقطب الدين
الراوندي هكذا: السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني
وفي قصص الأنبياء ذو الفقار بن أحمد بن معبد الحسني وفي الناقب لابن
شهرآشوب السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسني المروزي وعندي
ان الجميع عبارة عن شخص واحد كما لا يخفى إذ درجة جميعهم واحدة
وحذف بعض النسب والنسبة إلى المجد شائع وحذف بعض الكنى والنسب
أيضا واقع وبذلك ظهر اتحاد ابن محمد وابن معبد وان ظن صاحب الأمل
تعددهما ولكن الحق الاتحاد ولذلك لم يذكر منتجب الدين في فهرسته الا
ترجمة واحدة اه‍ وما في قصص الأنبياء من ابدال محمد بأحمد تحريف. وفي
الفوائد الرضوية السيد ذو الفقار بن محمد الحسني المروزي هو ابن معبد
الحسني من مشايخ ابن شهرآشوب والسيد فضل الله الراوندي والقطب
الراوندي اه‍ وفي الرياض في باب الكنى أبو الصمصام يطلق على جماعة
أشهرها السيد العماد أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسني الفاضل
المشهور الذي يروي عن النجاشي رجاله وقد يطلق على السيد عماد الدين
أبي الصمصام ذو الفقار بن محمد الحسني المروزي الذي يروي عن السيد
المرتضى والشيخ الطوسي وظني انهما واحد وان حسبهما شيخنا المعاصر
صاحب أمل الآمل اثنين والوجه في الاشتباه ان الأول قد ينسب إلى
جده معبد وقد ينسب إلى أبيه محمد وقد يذكر قيد المروزي فيه وقد يترك
ويدل على ما قلناه أمران الأول ان القطب الراوندي قال في أول شرح
نهج البلاغة السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني
الثاني ان الشيخ المعاصر قال في آخر أمل الآمل في الكنى السيد العماد
أبو الصمصام بن معبد الحسيني يروي عن النجاشي اسمه ذو الفقار وهو
يدل على أن العماد لقب لهذا السيد ومن المعلوم ان عماد الدين لقب الثاني
أيضا والنجاشي في درجة الشيخ والمرتضى فهما واحد.
أقوال العلماء فيه
في فهرست منتجب الدين: السيد عماد الدين أبو الصمصام ذو
الفقار بن محمد الحسني المروزي عالم دين يروي عن السيد المرتضى والشيخ
الطوسي وقد صادفته وكان ابن 115 سنة وفي مجموعة الجباعي السيد عماد
الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني المروزي عالم
دين روى عن السيد المرتضى والطوسي
وعاش أزيد من 115 سنة اه‍. وفي أمل الآمل في الكنى السيد العماد أبو
الصمصام بن معبد الحسني فاضل فقيه يروي عن النجاشي اسمه ذو الفقار
وتقدم وفي باب الأسماء السيد أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسني كان
عالما فاضلا من مشايخ ابن شهرآشوب يروي عن أبي العباس النجاشي
كتاب الرجال وفي عمدة الطالب ذو الفقار العالم المتكلم الضرير المكنى بأبي
الصمصام في قول من يصحح نسبه ابن محمد بن معبد وفي الرياض السيد
الضرير عماد الدين أبو الصمصام ذو الفقار بن معبد الحسني فقيه متكلم
عالم فاضل كامل يروي عنه السيد فضل الله بن علي الحسيني الراوندي
ويروي هو عن الشيخ الطوسي كما يظهر من بعض أسانيد الشهيد الثاني إلى
الصحيفة الكاملة من المواضع ويروي عن النجاشي كتاب رجاله كما يظهر
من إجازة الميرزا محمد الاسترآبادي للمولى محمد امين الاسترآبادي
ووصفه ابن الفوطي بالمحدث.
وفي رياض العلماء عن صاحب عمدة الطالب في كتاب أنسابه قال الذي
هو مختصر من كتاب عمدة الطالب له في ظني: ذكر عقب عبد الله
المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع بعد أن
أورد طرفا من أولاد أولاده إلى أن قال ومنهم أبو محمد الحسن بن حميدان
أعقب من ولده معبد بن الحسن وذو الفقار الفقيه العالم المتكلم الضرير
المكنى بأبي الصمصام في قول من يصحح نسبه شئ اه‍.
وعن المولى نظام الدين القرشي تلميذ البهائي في كتاب رجاله
نظام الأقوال انه قال ذو الفقار بن محمد بن معبد بن الحسن بن أحمد بن
إسماعيل بن محمد بن يوسف بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن موسى
الجون بن بعد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أبو الصمصام
المحدث الأعمى ببغداد من أجلة مشايخنا الامامية قال ابن بابويه في فهرسته
انه عالم دين روى عنه السيد فضل الله الراوندي بن علي الحسني وهو يروي
عن النجاشي وعن الشيخ الطوسي ومحمد بن علي الحلواني تلميذ السيد
المرتضى اه‍.
وفي الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة بعد ما ترجمه كما سبق قال
حسام المجد القاطع. وقمر الفضل الساطع. والامام الذي عرف فضله
الاسلام وأوجب حقه العلماء الاعلام ونطقت بمدحه أفواه المحابر وألسن
الأقلام وسعى جهده في بث أحاديث أجداده الكرام ع قلما
خلت إجازة من روايته لسعة علمه ودرايته والثقة بورعه وديانته كان فقيها

433
عالما متكلما وكان ضريرا روى عن السيد المرتضى والشيخ الطوسي
والنجاشي صاحب الرجال وروى عنه السيد أبو الرضا فضل الله الراوندي
ومن في طبقته. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر ذو الفقار بن محمد بن معبد
المعروف بحميدان الحسني العلوي المروزي الضرير الواعظ قدم علينا دمشق
قبل العشرين والخمسمائة وحضرت مجلس وعظه بها وأظهر الميل إلى
الروافض وتعصب له جماعة منهم وهذا يدل على كثرة الشيعة بدمشق في
عصر ابن عساكر وكان يروي الحديث على كرسيه بانساده عن نظام الملك
فلم احفظ عنه شيئا وخرج عن دمشق بعد حدوث فتنة جرت وسكن
الموصل وسمع عنه بها واستجيز لي منه واسند ابن عساكر عنه بسنده عن أبي
برزة اتيت رسول الله ص فقلت علمني شيئا لعل الله ان ينفعني به فقال
انظر ما يؤذي الناس فنحه عن الطريق اه‍ ثم إن المعروف بحميدان هو
احمد جد معبد لا معبد ففي العبارة نقص منه أو من النساخ.
وقال ابن حجر في لسان الميزان في حقه قال ج 2 ص 436
ذو الفقار بن محمد بن جعفر بن معبد بن الحسن بن أحمد الحسيني العلوي أبو
الصمصام ذكره ابن السمعاني في الذيل فقال لقيته بالموصل فذكر انه ولد
سنة 455 وطاف بالآفاق وذكر لي انه سمع الحديث من جماعة وحدثني عن
نظام الملك وكان مسنا لقي كبار المشايخ وكان له ظاهر حسن وكلام حلو
ولكني ذكرته لابن عساكر فأساء الثناء عليه وقال قدم علينا دمشق ووعظ
وأظهر الزندقة قال أبو سعد وذكر لي ولد أبي الفرج انه مات سنة 536 اه‍
فزاد في نسبه ابن جعفر عما مر وقد مر عن ابن عساكر في تاريخه انه أظهر
الميل إلى الروافض وهنا ينقل عنه السمعاني انه قال له أظهر الزندقة فعلم
من ذلك أن الزندقة التي نسب إليه اظهارها هي الميل إلى التشيع لأجداده
الطاهرين وأولى ان يكون الميل عنها زندقة.
اما ما ذكره ابن عساكر هناك من أنه خرج عن دمشق بعد حدوث
فتنة وسكن الموصل فما سببه الا العادة المشؤومة الممقوتة من التعصب
بالباطل على محبي أهل البيت أحد الثقلين ومثل سفينة نوح وباب حطة
الذي يثيره المنسوبون إلى العلم ويستعينون عليه بجهله العامة ويسميه ابن
عساكر زندقة ثم يستجيزه من الموصل ويروي عنه بعد امتناعه أولا وهل
هذا الا تناقض.
مشايخه
علم مما مر أن له عدة مشايخ 1 السيد المرتضى 2 الشيخ
الطوسي 3 النجاشي صاحب الرجال 4 الشيخ أبو عبد الله محمد بن
علي الحلواني تلميذ المرتضى 5 أبو الخير بركة بن محمد بن بركة الأسدي
6 سلار بن العزيز الديلمي كما عن إجازة صاحب المعالم الكبيرة وفي
الرياض يظهر من بعض المواضع انه يروي عن السيد المرتضى بالواسطة اه‍ ويمكن روايته عنه تارة بالواسطة
وأخرى بدونها.
تلاميذه
1 السيد فضل الله الراوندي 2 قطب الدين الرواندي 3
ابن شهرآشوب صاحب المناقب 4 الياس بن هشام الحائري.
في الروضات ان الياس بن هشام الحائري يروي عن الشيخ الطوسي
بواسطة السيد عماد الدين أبي الصمصام ذي الفقار بن محمد بن معبد
الحسني المروزي الذي يروي عنه السيد فضل الله بن علي الحسني والقطب
الراوندي اه‍.
الأمير وجيه الدولة أبو المطاع ذو القرنين بن ناصر الدولة أبي المظفر
حمدان بن ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي
الحمداني
توفي بمصر في صفر سنة 428
ذكرناه في باب الكنى في أبو المطاع لاحتمال كون ذو القرنين لقبه لا
اسمه ثم وجدنا المترجمين كابن عساكر وابن خلكان وغيرهما ترجموه في حرف
الذال فعلمنا ان اسمه ذو القرنين فأعدنا ذكره هنا وذكرنا ما لم يذكر هناك.
هو حفيد ناصر الدولة المشهور صاحب الموصل أخي سيف الدولة صاحب
حلب. عن الأمير المختار المعروف بالمسبحي انه قال في تاريخ مصر: ورد
من دمشق إلى مصر في خلافة الظاهر ابن الحاكم فولاه الإسكندرية وعملها
وذلك في رجب سنة 414 فلبث بها سنة ثم عاد إلى دمشق وكان فاضلا
شاعرا أديبا.
وقال ابن خلكان كان شاعرا ظريفا حسن السبك جميل المقاصد ولعبد
العزيز بن نباته الشاعر المشهور في أبيه مدائح جمة وكان أبو المطاع قد وصل
إلى مصر في أيام الظاهر.
وقال ابن عساكر في تاريخه: ذو القرنين بن ناصر الدولة أبي محمد
الحسن بن عبد الله بن حمدان أبو المطاع التغلبي المعروف بوجيه الدولة
الشاعر. وكان أديبا فاضلا شاعرا سائسا مدبرا ولي إمرة دمشق سنة إحدى
أو اثنتين وأربعمائة ثم وليها وجيه الدولة بن حمدان سنة 12 ثم وليها بعده
أبو المطاع ثم عزل منها ثم وليها مرة ثالثة سنة 15 وبقي إلى سنة 19.
وفي تاريخ ابن عساكر أيضا ج 6 ص 66 في ترجمة سحتكين المكي
المعروف بشهاب الدولة قال ولي امرة دمشق في أيام الملقب بالظاهر بعد أبي
المطاع بن حمدان في أمرته الثانية وكان ذلك سنة 413 فمات سنة 414
بعد ما وليها سنتين وأربعة أشهر ويومين ثم ولي بعده أبو المطاع ولايته الثالثة
اه‍.
وفي معجم الأدباء ذو القرنين بن ناصر الدولة أبي محمد الحسن بن
عبد الله أبو المطاع بن حمدان التغلبي المعروف بوجيه الدولة كان أديبا فاضلا
شاعرا ولي امرة دمشق سنة 412 ثم عزل ثم وليها سنة 415 وبقي إلى سنة
419 اه‍ ولا يخفى ما في كلامهم من الخلل أولا ان وجيه الدولة هو ابن
ناصر الدولة الثاني واسمه حمدان لا ابن ناصر الدولة الحسن أخي سيف
الدولة بل حفيده وقد جعله ابن عساكر وتبعه ياقوت ابنه وكان الاشتباه
حصل من تلقيب كل منهما بناصر الدولة ثانيا ان ما في تاريخ دمشق في
امر ولايته دمشق وقع فيه اختلال وتشويش من الطابع ولعله لاختلال
النسخة المنقول عنها ويدل على ذلك كلام ياقوت وكلام ابن عساكر نفسه
المتقدم المذكور في ج 6 عن تاريخ دمشق ويستفاد من مجموع ذلك أن
الصواب انه ولي إمرة دمشق سنة 401 أو 402 ثم عزل عنها ووليها غيره

434
ثم وليها وجيه الدولة الولاية الثانية ثم عزل فوليها شهاب الدولة سنة 412
ثم مات في أثناء سنة 415 فوليها أبو المطاع الولاية الثالثة سنة 415 إلى
سنة 419 ومن ذلك يظهر النظر في قول ياقوت ان أبا المطاع ولي دمشق سنة
412 بل المفهوم من كلام ابن عساكر ان الذي وليها تلك السنة هو
سحتكين لا أبو المطاع ويظهر النظر أيضا في قول ابن عساكر ان سحتكين
مات سنة 414 بل الصواب سنة 415. وفي شذرات الذهب في حوادث
سنة 428 فيها في صفر توفي ذو القرنين أبو المطاع ابن الحسن بن
عبد الله بن حمدان وجيه الدولة بن ناصر الدولة الموصلي الأديب الشاعر
الأمير ولي إمرة دمشق سنة 401 وعزل بعد أشهر من جهة الحاكم ثم وليها
لابنه الظاهر سنة 412 وعز ثم وليها ثالثا سنة 15 فبقي إلى سنة 19 وله
شعر فائق اه‍ وليس هو ابن الحسن كما مر.
وفي مرآة الجنان في حوادث سنة 428 فيها توفي وجيه الدولة أبو
المطاع بن حمدان بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي كان
شاعرا ظريفا حسن السبك جميل المقاصد له أشعار كثيرة حسنة شهيرة وكان
قد وصل إلى مصر في أيام الظاهر بن الحاكم العبيدي صاحبها فقلده ولاية
الإسكندرية وأعمالها فأقام بها سنة ثم رجع إلى دمشق اه‍.
أشعاره
غير ما ذكرناه في الكنى قال ابن عساكر ومن كلامه وكأنها تتمة
البيتين المذكورين في الكنى:
لو كنت أملك صبرا أنت تملكه * عني لجازيت منك التيه بالصلف
وبت تضمر وجدا بت أضمره * جازيتني كلفا عن شدة الكلف
تعمد الرفق بي يا حب محتسبا * فليس يبعد ما تهواه من تلفي
وكتب إليه ابن أخيه يقول له لا أحب مخاطبتك ولا مكاتبتك فقال:
يا غانيا عن خلتي * انا عنك ان فكرت أغني
ان التقاطع والعقوق * هما أزالا الملك عنا
وأظن أن لن يتركا * في الأرض مؤتلفن منا
يفنى الذي وقع التنازع * بيننا فيه ونفنى
وقال:
يا من أقام على الصدود * لغير جرم كان منا
أخطر بقلبك عند ذكرك * كيف نحن وكيف كنا
لم يغن عني صاحب * الا وعنه كنت أغني
وإذا أساء فلست احمل * في الضمير عليه ضغنا
وله:
بأبي من هويته فافترقنا * وقضى الله بعد ذاك اجتماعا
وافترقنا حولا فلما التقينا * كان تسليمه علي وداعا
وله:
من كان يرضى بذل في ولايته * خوف الزوال فاني لست بالراضي
قالوا فتركب أحيانا فقلت لهم * تحت الصليب ولا في موكب القاضي
ومن مستحسن شعره قوله:
موعدي بالبين ظنا * انني بالبين أشقى
ما أرى بين مماتي * وفراقي لك فرقا
لا تهددني ببين * لست منه أتوقى
انما يشقى ببين * منك من بعدك يبقى
وأورد له ابن عساكر في وصف دمشق قال أبو المطاع ذو القرنين بن
الحسن بن عبد الله بن حمدان التغلبي:
اني حننت حنين مكتئب * مترادف الأحزان والكرب
متذكر في دار شقوته * دار النعيم ومنزل الطرب
جمعت ما راب كل ذي أرب * فيها ونخبة كل منتخب
فهواؤها تحيا النفوس به * وترابها كالمسك في الترب
تجري بها الأمواه فوق حصى * كرضاب ثغر بارد شنب
من كل عين كالمراة صفا * أو جدول كمهند القضب
يشتق أخضر كالسماء له * زهر كمثل الأنجم الشهب
هذا ومن شجر تعطفه * يحكي انعطاف الخرد العرب
عشنا به زمنا بلذته * في غفلة من حادث النوب
في فتية فطنوا لدهرهم * فتناولوا اللذات من كثب
ما شئت من جود ومن كرم * فيهم ومن ظرف ومن أدب
متواصلين على مناسبة * بالفضل تغنيهم عن النسب
كم روحة بدمشق رحت بهم * والشمس قد كادت ولم تغب
فكأنما صاع الأصيل بها * لقصورها شرفا من الذهب
ومما قال أيضا في دمشق:
دعاني من أطلال برقة ثهمد * ولا تذكر عيشا بصحراء أربد
فما لي من وجد بنجد وأهلها * ولا بي من شوق إلى أم معبد
محلة بؤس لا الحياة لذيذة * لديها ولا عيش الكريم بأرغد
عدتني عنها من دمشق وأرضها * مرابع ليس العيش فيها بأنكد
أناجي نسيم الغوطتين معطرا * بأنفاس زهر في الرياض مبدد
يمر على أذكى من المسك نفحة * ويجري على ماء من الثلج أبرد
وفي الصبح المنبي عند ذكر قول المتنبي:
امن ازديارك في الدجى الرقباء * إذ حيث كنت من الظلام ضياء
قلق المليحة وهي مسك هتكها * ومسيرها في الليل وهي ذكاء
ثم قال اخذه من قول علي بن جبلة:
بأبي من زارني مكتتما * حذرا من كل واش فزعا
طارقا نم عليه نوره * كيف يخفي الليل بدرا طلعا
رصد الخلوة حتى أمكنت * ورعى السامر حتى هجعا
كابد الأهوال في زورته * ثم ما سلم حتى ودعا
ومن هذا قول بشار:
وتوقى الطيب ليلتنا * انه واش إذا سطعا
وقال أبو عبادة البحتري:
وحاولن كتمان الترحل في الدجى * فنم بهن المسك حين تضوعا

435
وقال أيضا:
وكا العبير بها واشيا * وجرس الحلي عليها رقيبا
قال وزاد أبو المطاع بن ناصر الدولة على الجميع بقوله:
ثلاثة منعتها من زيارتنا * وقد دجا الليل خوف الكاشح الحنق
ضوء الجبين ووسواس الحلي وما * يفوح من عرق كالعنبر العبق
هب الجبين بفضل الكم تستره * والحلي تنزعه الشأن في العرق
ومر في ترجمته عن اليتيمة بسنده عن علي بن المحسن التنوخي أنشدني
أبو المطاع لنفسه:
أفدي الذي زرته بالسيف مشتملا * ولحظ عينيه امضى من مضاربه
فما خلعت نجادي في العناق له * حتى لبست نجادا من ذوائبه
فكان أنعمنا عينا بصاحبه * من كان في الحب أشقانا بصاحبه
ثم أورد الثعالبي هذه الأبيات الثلاثة في تتمة اليتيمة فقال أنشدني أبو
محمد خلف بن محمد بن يعقوب الشرمقاني بها قال أنشدني أبو المطاع لنفسه
وذكر الأبيات الثلاثة الا انه أورد الشطر الأول من البيت الأخير هكذا
وكان أسعدنا في نيل بغيته ولعله لذلك أوردها في التتمة مع أنه أوردها
في اليتيمة ولعل ما في التتمة انسب لمقابلة أشقانا بأسعدنا والتخلص من
تكرير كلمة بصاحبه. ومر في ترجمته أيضا عن اليتيمة بسنده عن التنوخي
انه قال أنشدني أبو المطاع أيضا بنفسه:
قالت لطيف خيال زارها ومضى * بالله صفه ولا تنقص ولا تزد
فقال خلفته لو مات من ظما * وقلت قف عن ورود الماء لم يرد
قالت صدقت الوفا في الحب عادته * يا برد ذاك الذي قالت على كبدي
والغريب ان صاحب اليتيمة نفسه أورد هذه الأبيات مع تغير يسير
للشريف أبي القاسم أحمد بن محمد بن طباطبا فقال في ترجمته أنشدني له ابن
وهب قوله وذكر عدة مقطعات ثم قال وقوله وهو مما يتغنى به:
قالت لطيف خيال زارني ومضى * صف لي هواه ولا تنقص ولا تزد
فقال أبصرته لو مات من ظما * وقلت قف عن ورود الماء لم يرد
قالت صدقت وفاء الحب عادته * يا برد ذاك الذي قالت على كبدي
وقد تنبه لذلك صاحب نسمة السحر ومر في ترجمته أيضا عن اليتيمة
عن التنوخي انه قال وأنشدني أيضا لنفسه:
أرى الثياب من الكتان يلمحها * ضوء من البدر أحيانا فيبليها
فكيف تنكر ان تبلى معاجرها * والبدر في كل حين طالع فيها
قال صاحب اليتيمة وقد أحسن غاية الاحسان. وفي تتمة اليتيمة
أنشدني الشرمقاني عن الجوهري عن أبي المطاع لنفسه وذكر البيتين الا انه
ذكر ترى بدل أرى ورقت بدل حين ثم قال وأراه اخذ هذا المعنى من أبي
الحسن محمد بن أحمد بن طباطبا العلوي في قوله:
لا تعجبوا من بلى غلالته * إذ زر كتانها على القمر
وأخذه أيضا الرضي الموسوي النقيب من قصيدة:
كيف لا تبلى غلائله * وهو بدر وهي كتان
فجعله هو والرضي آخذين من ابن طباطبا ولكن صاحب نسمة
السحر قال: اخذ هو والشريف أبو الحسن بن طباطبا هذا المعنى من
الشريف الرضي فقال ابن طباطبا (1)
لا تعجبوا من بلى غلالته * قد زر أزرارها على قمر
وقال الشريف الرضي:
كيف لا تبلى غلائله * وهو بدر وهي كتان
قال وأهل البيان يوردون قول ابن طباطبا مستحسنين له ذاهلين عن
قول الرضي مع أنه قصر عن الرضي فإنه لم يذكر في البيت الكتان الذي
اختص القمر بابلائه وفي رواية قليلة قد زر كتانها اه‍.
وعلى ذكر ابلاء القمر الثياب الكتان نذكر ما ورد بهذا الشأن فالشئ
بالشئ يذكر والحديث ذو شجون. في اليتيمة العرب تزعم أن القمر يبلي
الثياب الحلوة كذا. وفي تتمة اليتيمة: للقمر خاصية في قرض الكتان
ولذلك قال من ذكر عيوب القمر: يهدم العمر ويحل الدين ويوجب اجرة
المنزل ويسخن الماء ويفسد اللحم ويشحب الألوان ويقرض الكتان ويضل
الساري لأنه يخفي الكواكب ويعين السارق ويفضح العاشق الطارق ولأبي
محمد طاهر بن الحسين المخزومي البصري نظم في نبذ من معايب البدر
وتحذير بعض الرؤساء سوء اثر هجائه من قصيدة:
لو أراد الأديب ان يهجو البدر * رماه بالخطة الشنعاء
قال يا بدر أنت تغدر بالساري * وتغري بزورة الحسناء
كلف في شحوب وجهك يحكي * نكتا فوق وجنة برصاء
ويريك السرار في آخر الشهر * شبيه القلامة الحجناء
وإذا البدر نيل بالهجو فليخش * أولو العقل السن الشعراء
ونسب صاحب نسمة السحر هذه الأبيات إلى ابن الرومي وذكر
أولها:
رب عرض مبرء عن خفاء * دنست منه حادثات الهجاء
لو أراد الأديب البيت قال يا بدر البيت:
نمش في بياض وجهك يحكي * كلفا فوق وجنة برصاء
يعتريك المحاق في كل شهر * فترى كالقلامة الحجناء
لا لأجل المديح بل خيفة الهجو * أخذنا جوائز الامراء
قال وقال ابن الرومي أيضا في معنى تقبيح الحسن بواسطة سحر
الشعر:
في زخرف القول تزيين لصاحبه * والحق قد يعتريه بعض تغيير
تقول هذا مجاج النحل تمدحه * وان تعب قلت ذاقئ الزنابير
مدح وذم وما جاوزت حدهما * سحر البيان يري الظلماء كالنور
قال وبالغ ابن سناء الملك المصري فذم الشمس وقال من أبيات:
لا كانت الشمس فكم أصدأت * صفحة خد كالحسام الصقيل
وكم وكم صدت بوادي الكرى * طيف خيال جاءني من خليل
يا بصقة المشرق وقت الضحى * وسلحة المغرب وقت الأصيل



(1) علق السيد محمد علي القاضي الطباطبائي على الطبعة الأولى بقوله: توفي ابن طباطبا قبل
ان يولد الرضي فإنه ولد عام 459 وتوفي ابن طباطبا عام 322 وتوفي ابن المطاع عام 428.
فالحق ان جعل أبي المطاع والرضي اخذين من ابن طباطبا هو الصواب. - المؤلف -
436
أنت عجوز لم تبرحت لي * وقد بدا منك لعاب يسيل
وأنت بالشيطان مقرونة * فكيف تهدينا سواء السبيل
وأورد له صاحب نسمة السحر قوله:
خذوا بدمي ذاك الغزال فإنه * رماني بسهمي مقلتيه على عمد
ولا تقتلوه انني انا عبده * وفي مذهبي لا يقتل الحر بالعبد
السيد ذو المناقب بن طاهر بن أبي المناقب الحسني الرازي
في فهرست منتجب الدين فاضل صالح له كتاب التواريخ وكتاب
المنهج في المنطق وكتاب الرياض وكتاب السير أخبرنا بها الوالد عنه اه‍ وفي
مجموعة الجباعي السيد ذو المناقب بن طاهر بن ذو الفقار المناقب الحسني
الرازي فاضل صالح له كتاب التواريخ وكتاب المنهج في الحكمة وكتاب
الرياض وكتاب السير.
ذو المناقب ابن عم فخر الملك بن عمار صاحب طرابلس الشام
كان بنو عمار هؤلاء شيعة كما ذكرناه في تراجم غير واحد منهم
واصلهم من إفريقية قال ابن الأثير في حوادث سنة 501 فيها قدم فخر
الملك بن عمار صاحب طرابلس الشام إلى بغداد للاستنجاد على الفرنج
فاستناب بطرابلس ابن عمه ذا المناقب وأمره بالمقام بها ورتب معه الأجناد
برا وبحرا وأعطاهم جامكية ستة أشهر سلفا وجعل كل موضع إلى من يقوم
بحفظه بحيث ان ابن عمه لا يحتاج إلى فعل شئ من ذلك وسار إلى دمشق
فاظهر ابن عمه الخلاف له والعصيان عليه ونادى بشعار المصريين فلما عرف
فخر الملك ذلك كتب إلى أصحابه يأمرهم بالقبض عليه وحمله إلى حصن
الخوابي ففعلوا ما أمرهم.
ذؤيب بن شريح الهمداني
استشهد مع علي أمير المؤمنين ع بصفين سنة 37.
قال ابن الأثير ان الأشتر حرض قومه على القتال في بعض أيام صفين
فقالوا تجدنا حيث أحببت واستقبله شباب من همدان وكانوا ثمانمائة مقاتل
يومئذ وكانوا صبروا في الميمنة حتى أصيب منهم ثمانون ومائة رجل وقتل
منهم أحد عشر رئيسا كان أولهم ذؤيب بن شريح وقتل معه خمسة اخوة له
واحدا بعد واحد.
ذؤيبة أبو قبيصة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص
حرف الراء
أبو الوفاء شرف الدين راجح بن إسماعيل بن أبي القاسم أو أبي الهيثم
الأسدي الحلي الشاعر نزيل دمشق
ولد بالحلة منتصف ربيع الآخر سنة 580 وتوفي بدمشق 27 شعبان
سنة 627 ودفن بقبة القلندرية في مقبرة باب الصغير.
هكذا ارخ وفاته البدري الدمشقي وذكر مدفنه في كتابه سحر العيون
وهو كتاب يذكر فيه كلما يتعلق بالعين رأينا منه نسخة ناقصة مخطوطة في
النجف سنة 1352 ثم تملكنا نسخته المطبوعة بمصر وقال ابن خلكان دفن
بظاهر دمشق بجوار مسجد التاريخ شرقي مصلى العيد.
أقوال العلماء فيه
في الشذرات راجح بن إسماعيل الحلي شرف الدين صدر نبيل مدح
الملوك بمصر والشام والجزيرة وسار شعره.
وعن كتاب الوافي بالوافيات لصلاح الدين خليل بن ايبك الصفدي
انه قال: راجح بن إسماعيل بن أبي القاسم الأسدي أبو الوفاء الشاعر الحلي
دخل الشام وجال في بلادها ومدح ملوكها ونادمهم وكان فاضلا جيد النظم
عذب الألفاظ حسن المعاني وتوفي بدمشق سنة سبع وعشرين وستمائة
ومولده سنة سبعين وخمسمائة ثم ذكر جانبا من شعره قال في آخره قلت
شعر جيد وعنه أيضا انه ذكره في كتابه أعوان النصر وأعيان العصر
استطرادا فقال في ترجمة صفي الدين عبد العزيز بن سرايا الحلي الشاعر
الشهير ما نصه أصبح به راجح الحلي ناقصا، وكان سابقا فأصبح على
عقبه ناكصا ثم ذكر قول جمال الدين محمد بن نباتة المصري يذكر رأيه في
صفي الدين الحلي ومن ماثله من أهل الحلة:
يا سائلي عن رتبة الحلي في * نظم القريض وراضيا بي احكم
للشعر حليان ذلك راجح * ذهب الزمان به وهذا قيم
وكانت منافرة بين راجح الحلي وعبد الرحمن بن أبي القاسم بن غنائم
بدر الدين الكناني العسقلاني الشاعر الهجاء المتوفى سنة 635 فقد ذكر
الصفدي في ترجمة عبد الرحمن هذا قوله يهجو راجحا:
يقولون لي ما بال حظك ناقصا * لدى راجح رب الفهاهة والجهل
فقلت لهم اني سمي ابن ملجم * وذلك اسم لا يقول به حلي
وفي هذا دليل على تشيع راجح وعموم أهل الحلة. وقال ابن خلكان
هو من مشاهير شعراء عصره وعن أبي المظفر يوسف قزأوغلي سبط ابن
الجوزي انه ذكره في وفيات سنة 627 من تاريخه مرآة الزمان فقال فيها مات
راجح الحلي الشاعر وله مقامة قالها لما أخذ المسلمون دمياط اه‍. وكان
مختصا بالملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف الأيوبي وأكثر مدائحه
فيه ولما مات رثاه بقصيدة طويلة تأتي ومدح فيها ابنيه الملك العزيز وأخاه
الملك الصالح صاحب عينتاب.
وذكره صاحب نسمة السحر فيمن تشيع وشعر ومدحه بأسجاع كثيرة على
عادة تلك الأزمنة في التسجيع وقال فاضل ميزان شعره كاسمه راجح وكان
الظاهر غازي بن صلاح الدين بن أيوب المتوفى سنة 613 معجبا بشعره وانه
ورد دمشق وحلب وكان شاعر الملك الظاهر المذكور والمقدم عنده وأصله من
الحلة وأهلها إمامية على الاطلاق اه‍. قال المؤلف شعراء الحلة قديما
وحديثا لهم في الشعر قدم راسخ وفي القديم سافر جماعة منهم ومدحوا
الامراء والملوك كالصفي الحلي الذي مدح بني ارتق وغيرهم ونال الحظوة
عندهم وراجح الحلي المترجم وغيرهما.
شعره
كان شاعرا مجيدا مكثرا مداحا مدح الملوك والامراء وطاف البلاد
يمدحهم ونظم في جميع مناحي الشعر فأجاد وها نحن نذكر مقطعات من

437
شعره مما عثرنا عليه في كتب التراجم وغيرها في جملة من أنواع الشعر.
وصف الروض ومجلس الشراب
في نسمة السحر من الشعر المنسوب إليه قوله:
نبه بحي على على الصهباء * من كان قد أغفى من الندماء
فالفجر قد قبض الدجنة باسطا * للشمس طرة راية حمراء
والغرب منه طعينة أحشاؤه * بأسنة من أنجم الجوزاء
فانهض إلى جيش الصبوح فقد علا * ورد الصباح بنفسج الظلماء
والترب مصقول الترائب نشره * متأرجح يثني على الأنواء
والأرض ذات خمائل تمشي الصبا * فيها فتثنيها من الخيلاء
رقصت قدود الروض نصب عيونها * وبكت جفون الديمة الوطفاء
فاعتل خفاق النسيم وقد جرى * متعثرا بمساقط الأنداء
فكان عين الشمس قبل ذرورها * فيه نتيه بين ظ بمقلة رمداء
والورد يقطر ماؤه من حوله * والجو لابس حلة دكناء
وغصونها نشوى رضاع غمامة * وسماع شدو حمامة ورقاء
فانهض إلى فرص السرور وخل من * أسر النديم لمطلق الاسراء
واغنم على وجه الربيع وحسنه * في صدر يومك بهجة الصهباء
واستعجل الساقي الأغر يديرها * في مستنير الروضة الغناء
الغزل والنسب
من شعره فيه قوله كما في فوات الوفيات:
ماء الجفون بوجهه مذ أشرقا * كم ناظر بدموعه قد أشرقا
رشا يفوق عن قسي حواجب * نبلا بغير مقاتلي لا يتقى
ثمل المعاطف لم يزر قباؤه * الاعلى مثل القضيب وارشقا
انا من تمادي هجره في مأتم * فأعجب لخد بالدموع تخلقا
كالبدر يسري في نجوم قلائد * متبلج من فوق غصن في نقا
لم يكف ضعف الخصر عن أرادفه * حتى اغتدى بعيوننا متمنطقا
أجرى على عاداته دمعي ولو * كشف الظلامة رد ذاك المطلقا
ورأى دليل خفوق قلبي انه * بسلاسل الأصداع أضحى موثقا
جعل الغرام قوى ملاحته فكم * نار اثار وكم دم قد أهرقا
عبثت ثناياه بخمر رضابه * حتى صفا في كأس فيه مروقا
وبدت لنا آيات حسن لم يقم * برهانها الا وكنت مصدقا
فبلحظه وبوجنتيه وثغره * راح سكرت بنشرها مستنشقا
كتب العذار على صحيفة خده * بالمسك في الكافور سطرا ملحقا
أمعنف العشاق وهو من الهوى * خالي الحشي لامت حتى تعشقا
فزها بنفسجه الجني وقد غدا * بالورد في روض الملاحة محدقا
اني لأظمأ ما يكون إذا جرى * ماء الحياة بوجهه وترقرقا
قمر سقيم الطرف عقرب صدغه * يثني عزائمنا ويهزأ بالرقى
يا مثريا من حسنه عطفا على * قلب يبيت من التصبر مملقا
هل قد رأيت خضوع سائل أدمعي * أفكان عارا ان ترى متصدقا
سل عن سوى جلدي فاني لم أدع * تعليله حتى قضى فلك البقا
ما بات قلبي للصبابة ممسكا * حتى غدا جفني لدمعي منفقا
سكن الضنا جسمي سكون مقيد * وفشا الغرام إلى فؤادي مطلقا
ففداك قلب قد ملكت قياده * لم يرج من رق الصبابة معتقا
لو كان قلبك مثل عطفك لينا * لرنا ورق لفيض دمع مارقا
ماذا تعد لمن تعاديه إذا * ما طرفك اغتال المحب المشفقا
وقال:
يا حسنه من رشا منصف * مبجل الصد كريم اللقا
ان نفث السحر بأجفانه * عوذني من صدغه بالرقى
وقال ذكره الصفدي:
يا سعد تلك رسوم سعدى * فاحبس فما للعيس مغدى
قف لي ارجع أنة * بعراصها وابث وجدا
دمن بها ماء الجفون * يزيد نار القلب وقدا
سقيا لها حيث الظباء * يصدن باللحظات أسدا
وبكاء عين سحابها * يستضحك الزهر المندى
أيام أجنى لهوها * غضا وأقنى العيش رغدا
والطل ينظم دره * في جيد غصن ألبان عقدا
يا معهدا ضيعت فيه * حشاشتي وحفظت عهدا
ما بال أثلك ضوعت * نفحاته بانا ورندا
وأراك قفرا من مهاك * فكيف حال ثراك ندا
قل لي اجرت فوقه * سعدى غداة البين بردا
أم حملت ريح الصبا * نشرا ألم به فأعدى
ولزور طيف هاج لي * مسراه وجدا مستجدا
وأغن يمزج عجبه * ودلاله بالوصل صدا
وسنان ما طرف السنان * كطرفه طرفا وحدا
واها لقلب مثلث * خفقاته للقلب نجدا
اني لأعجب والمدى * متقاذف انى تهدى
كالحقف ردفا والقضيب * تأودا والورد خدا
ساجي اللواحظ كم رنا * متعطفا لو كان أجدى
يا من يحل عزائمي * ان شد فوق الخصر بندا
ته كيف شئت فما أرى * لي عنك مهما عشت بدا
وقال متغزلا:
وذي هيف للبان منه وللنقا * مشابه جلت ان تضم وتحصرا
تأود غصنا فاجتنيت صبابة * وصدت غراما إذ تلفت جؤذرا
وأرخى على ديباجة الخد صدغه * فسبحان كاسيه الجمال مشهرا
وليلة صحت لي مواعيد وصله * وقد كان منه جانب الزور أزورا
خلوت به أشكو جوى خامر الحشي * ومورد حب لم أجد عنه مصدرا
وذكر الصفدي أيضا ان الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين أنشده
منشد أبيات شاعر يقول في مطلعها:
أقطب حين أرمقه * كأني لست أعشقه
فامر راجحا ان ينظم مثلها فقال:
لمن سهم تفوقه * إلى قلبعي فيرشقه
وما حبب على خمر * رضابي تعتقه

438
ومن هذا الذي ابدى * بديع السحر منطقه
وماذا طارحت عيناه * قلبا بات يعشقه
وسرد بعدها 24 بيتا، ومن شعره أيضا قوله:
من اطلع البدر في ديجور طرته * وأودع السحر في تكسير مقلته
ومن أدار يواقيت الشفاه على * كأس من الدر يحمي خمر ريقته
ومن لتبريد قلب بات يلهبه * ترديد ماء الصبا في نار وجنته
ما لي وما لرشادي فيه أنشده * والغي يقتاد قلبي في أزمته
يا مرسل الصدع ما هذا الدلال وقد * بلغت عن طرفه آيات فترته
أرشد سواي فقد مثلته صنما * ما ساءني انني من جاهليته
من لي باغيد ساجي الطرف أجيدلا * يرضيه شئ سوى ذلي لعزته
يحنو النعيم عليه من لطافته * والدهر ألين منه عند قسوته
لم انسه والدجى مرخي الإزار وقد * زار اختلاسا فأحياني بزورته
ثنت شمائله كأس الشمول فما * قابلت منها الا بقبلته
ودمت أكرع في عذب الرضاب فقل * في شاعر دأبه إفساد توبته
فليت شعري وقد قبلت مبسمه * أمن تثنيه سكري أم ثنيته
رتعت في ورد خديه ونرجس * عينيه وآس عذاريه وخضرته
لم أؤت شيئا من الدنيا ألذ به * الا وزاد عليه حسن صورته
ما حرم العذل الا في الغرام به * ولا التهتك الا عند جفوته
ولا أرانا يدا بيضاء من كرم * ترجى وتخشى سوى موسى وآيته
وهذا يدل على أن التخلص إلى مدح الملك الأشرف موسى بن العادل
وقال وهو تحت كرم معرش، وذكر ذلك الصفدي في الوافي بالوفيات:
أيا لله يوم صح فيه * سروري وهو معتل النسيم
وصبح الكاس يطلع شمس راح * تنير على ندامى كالنجوم
نقبلها ويسترنا أبوها * فكم للكرم من فعل كريم
المديح
وقال يمدح عماد الدين داود بن موسك بن داود الكردي الأمير وكان
أميرا ممدحا جوادا فقال:
ما أوقع القلب بين الطرف والجيد * وعوض الجفن عن نوم بتسهيد
أشكو ظلامة خصر منه مختصر * ينحل صبري ببند منه معقود
أغن أهيف أغنت عن مدامته * لواحظ انا منها في عرابيد
بي علة لم أبت أشفي توقدها * لو جاد لي ريقه منها بتبريد
فيا زمان الصبا هل أنت مرتجع * حتى أقول لأيام الحمى عودي
غاداك داني المدى يروي الصدى كندى * يد الأمير عماد الدين داود
أغر ينجاب جلباب الكلام به * مورث المجد عن آبائه الصيد
تنصى إليه ركاب الحمد ظامية * ترتاد ري الصدى في منبع الجود
وقال في صلح الإفرنج للملك الكامل العادل الأيوبي سنة 616
بالمنصورة وكان الكامل قد جلس مجلسا عظيما في خيمة كبيرة عالية وقد مد
سماطا عظيما واحضر ملوك الإفرنج ووقف أخواه الملك المعظم عيسى
والملك الأشرف موسى في خدمته لأنه أكبر أبناء الملك العادل فقال راجح
يمدحه:
هنيئا فان السعد راح مخلدا * وقد أنجز الرحمن بالنصر موعدا
حبانا إله الخلق بدا لنا * مبينا وانعاما وعزا مؤيدا
تهلل وجه الدهر بعد قطوبه * وأصبح وجه الشرك بالظلم اسودا
ولما طغى البحر الخضم باهله * الطغاة وأضحى بالمراكب مزبدا
أقام لهذا الدين من سل سيفه * صقيلا كما سل الحسام مجردا
فلم ينج الا كل شلو مجدل * ثوى منهم أو من تراه مقيدا
ونادى لسان الكون في الأرض رافعا * عقيرته في الخافقين ومنشدا
أعباد عيسى ان عيسى وحزبه * وموسى جميعا يخدمون محمدا (1)
والقصيدة طويلة على ما ذكر سبط ابن الجوزي في المرآة، ونقل عنه
هذا الخبر والإنشاد ابن تغري بردي في النجوم الزاهرة ج 6 ص 241
الرثاء
ذكر ابن خلكان ان الظاهر غازي المذكور لما توفي بقلعة حلب رثاه
شاعره الحلي المذكور بقصيدة أحسن فيها ومنها:
سل الخطب ان أصغى إلى من يخاطبه * بمن علقت أنيابه ومخالبه
نشدتك عاتبه على ما اتى به * وان كان نابي السمع عمن يعاتبه
لي الله كم أرمي بطرفي ضلالة * إلى أفق مجد قد تهاوت كواكبه
فما لي أرى الشهباء قد حال صبحها * علي دجى لا تستنير غياهبه
أحقا حمى الغازي الغياث ابن يوسف * أبيح وعادت خائبات مواكبه
نعم كورت شمس المدائح وانطوت * سماء العلى والنجح ضاقت مذاهبه
فمن مخبري عن ذلك الطود هل وهت * قواعده أم لان للخطب جانبه
اجل ضعضعت بعد الثبات وزعزعت * بريح المنايا العاصفات مناكبه
وغيض ذاك البحر من بعد ما طما * وطمت لغيبان البلاد غواربه
فشلت يمين الخطب اي مهند * برغم العلى ثلث وفلت مضاربه
لئن حبس الغيث الغياثي قطره * فقد سبحت في كل قطر سحائبه
فكم من حمى صعب أباحت سيوفه * ومن مستباح قد حمته كتائبه
أرى اليوم دست الملك أصبح خاليا * اما فيكم من مخبر أين صاحبه
فمن سائلي عن سائل الدمع لم جرى * لعل فؤادي بالوجيب يجاوبه
فانى يلذ العيش بعد ابن يوسف * أخو امل أكدت عليه مطالبه
فيا ملبسي ثوبا من الحزن مسبلا * أيحسن بي ان التسلي سالبه
وقد كنت تدنيني وترفع مجلسي * لمفروض مدح ما تعداك واجبه
فان يك نور من شهابك قد خبا * فيا طالما جلى دجى الليل ثاقبه
فقد لاح بالملك العزيز محمد * صباح هدى كنا زمانا نراقبه
وبالصالح استعلى صلاح رعية * لها منه رعي ليس بقلع دائبه
سقت قبرك الغر الغوادي وجاده * من الغيث الملث وساربه
والمرثية طويلة ذكرها ابن خلكان قال صاحب نسمة السحر وهي
طويلة وقد أغار فيها على كثير من مرثية عمارة اليمني وفي الوفيات أيضا ولما
توفي سنة 612 ولي عهد الدولة العباسية أبو الحسن علي ابن الإمام أبي



(1) روي بذلك عن وقوف الملك المعظم عيسى والأشرف موسى في خدمة أخيهما الكامل
محمد - المؤلف -
439
العباس احمد الناصر لدين الله وكان يلقب بالملك المعظم ورئيس الفتيان
الثاني في العالم الاسلامي رثاه الشعراء فأكثروا منهم راجح هذا، ذكر ذلك
القاضي ابن واصل الحموي في تاريخه وأشار إلى أن راجحا فعل ذلك عند ما
عمل الملك الظاهر غازي صاحب حلب بها عزاء ولي العهد العباسي وذكر
منها قوله:
أكذا يهد الدهر أطواد الهدى * ويرد بالنكبات شاردة الردى
أكذا تغيب النيرات وينطفي * ما كان من أنوارها متوقدا
يا للرجال لنكبة نبوية * طوت العلى قلبا عليها مكمدا
ولخطة شنعاء لاحظها الهدى * دامي الجفون يغض جفنا أرمدا
لو كنت بالشهباء يوم تواترت * أنباؤها لرأيت يوما اسودا
يوما تزاحمت الملائكة العلى * فيه فعزت عن علي أحمدا
قصدت أمير المؤمنين رزية * عادات وقع سهامها ان تقصدا
شنت على حرم الخليفة غارة * شعواء غادرت الفخار مطردا
فسقى أبا حسن ثراك صنائع * لك ليس تبرح غاديات عودا
ما للخلافة أصبحت مفجوعة * بأعزها حسبا وأزكى محتدا
صلت ملائكة السماء عليه من * آفاقها فرقا وظلت سجدا
جليت له حور الجنان وحليت * قبل التلاقي لؤلؤا وزبرجدا
صبرا أمير المؤمنين ولم تزل * في كل حادثة بصبرك يقتدى
واسلم فلا سعت الليالي لعدها ابدا إليك بما تسربه العدى
الرازي
نسبة إلى الري والزاي فيه من زيادة النسب كما قالوا مروزي في
النسبة إلى مرو.
مر في إبراهيم بن عبده وإسحاق بن إسماعيل النيسابوري قول
الكشي حكى بعض الثقات بنيسابور انه خرج لإسحاق بن إسماعيل من
أبي محمد ع توقيع وذكر توقيعا طويلا وفي آخره وكل من قرأ كتابنا
هذا فليؤد حقوقنا إلى إبراهيم بن عبده وليحمل ذلك إبراهيم إلى الرازي
والى من يسمي له الرازي فان ذلك عن أمري ورأيي إن شاء الله فهذا يفيد
مدحا للرازي بل لعله لا يقصر عن الوثاقة وفي رجال ابن داود: الرازي
قال الكشي انه ممدوح اه‍. وفي منهج المقال في باب الألقاب اما الرازي
فالظاهر أنه أحمد بن إسحاق الرازي أو الأسدي محمد بن جعفر قال الشيخ
الطوسي فيمن لم يرو عنهم ع محمد بن جعفر الأسدي يكنى أبا
الحسين الرازي وكان أحد الأبواب واحتمال الزراري بعيد جدا اه‍.
والرازي هو جمال الدين أبو الفتوح الحسين بن علي بن محمد بن أحمد بن
الحسين بن أحمد الخزاعي النيسابوري.
الرازي العدل
قال الصدوق أخبرنا ببلخ.
الراسبي
عبد الله بن مسلم
رأس المذري
جعفر بن عبد الله وعبد الله بن جعفر بن عبد الله بن جعفر الصادق
ومحمد بن عبد الله.
الرؤاسي
محمد بن الحسن بن أبي سارة ويأتي بالواو
الراسبي
عبد الله بن وهب والهفاف بن المهند وغيرهما.
: راشد مولى إدريس بن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن أبي
طالب (1)
أصل راشد من بني كلاب بن كنانة وكان الحجاج غلب عليهم لما قتل
ابن الزبير وسبى أولادهم وغنم أموالهم لصلتهم بابن الزبير. وكان راشد
من جملة من بيع من السبي، فاشتراه إدريس بن عبد الله واستوصى به
خيرا واعتقه وبقي معه ملازما لخدمته وفي محبته إلى أن فر معه إلى المغرب
بعد موقعة فخ فظهر من نصحه ما هو مشهور معلوم. (1)
وسبي هؤلاء القوم المسلمين هو بعض موبقات الحجاج بن يوسف.
ويقول صاحب كتاب ذكر مشاهير أعيان فارس الذي حققه ونشره في
مجلة البحث العلمي المغربية الأستاذ عبد القادر زمامة معلقا على فعلة
الحجاج: وما فعله الحجاج فهو من جملة ما فعل من بيعه للمسلمين
الأحرار ووقوعه في الأنبياء وقتله علماء الصحابة والتابعين
ويشير صاحب الكتاب إلى أنه نشأ في فاس بيت علمي من نسل
بكار بن راشد عرفوا ببني بكار ويصفهم بأنهم بيت علم متين ولي القضاء
منهم بفاس في دول الأدارسة ثلاثة قضاة وانقرضوا ولا عقب لهم.
الشيخ نصير الدين أو ناصر الدين راشد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم
البحراني
توفي سنة 605
في فهرست منتجب الدين فقيه دين قرأ هاهنا على مشايخ العراق
وأقام مدة اه‍. وفي أمل الآمل: عالم فاضل متكلم أديب شاعر روى عن
السيد فضل الله بن علي الراوندي اه‍. ووصفه الشيخ محمد سبط الشهيد
الثاني في اجازته للمولى محمد امين الاسترآبادي بالفقيه الأديب المتكلم
اللغوي. ووصفه الشهيد في أربعينه في سند الحديث الثالث بالامام اللغوي
الفقيه المتكلم الأديب العالم. والسند هكذا عن السيد شمس الدين أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي
المعالي عن الشيخ الصدوق كمال الدين أبي
الحسين علي بن الحسين بن حماد الليثي عن الشيخ الفقيه الصالح شمس
الدين أبي جعفر محمد بن صالح الواسطي السيبي القسيني عن والده
جمال الدين أحمد بن صالح عن المترجم عن السيد أبي الرضا فضل الله
الراوندي الحسني عن أبي الصمصام ذي الفقار الحسني عن الشيخ الامام أبي
علي ابن الشيخ أبي جعفر الطوسي عن والده. وعن الشيخ عبد
الله بن صالح السماهيجي البحراني في اجازته الكبرى للشيخ ناصر بن



(1) مما استدركناه على الكتاب (ح).
(2) ذكر مشاهير أعيان فاس. والتفاصيل مذكورة في إدريس. - المؤلف -
440
محمد الجارودي الخطي ما صورته عن محمد بن أحمد عن أبيه عن الشيخ
راشد البحراني وكان هذا الشيخ فقيها أديبا متكلما لغويا دينا قرأ على علماء
العراق وأقام بها مدة وقبره في جزيرة النبي صالح من أوال حرست من
الوبال في الدار الجنوبية المقابلة للشمال من حضرة النبي صالح اه‍ وكذا في
اللؤلؤة وزاد فيها ومعه في الدار العلامة ابن متوج البحراني وفي أنوار
البدرين: قد ذكر هذا الشيخ جملة من علماء الرجال وفي الإجازات وبالغوا
في الثناء عليه علما وعملا وجزيرة النبي صالح هي قرية من قرى البحرين
في وسط البحر ذات عيون وأنهار ونخيل وأشجار وفي طرفها الغربي مقام
عظيم ينسب للنبي صالح وفيه جملة من قبور العلماء ولم نعرف وجه النسبة
حقيقة الا انه مذكور في الكتب القديمة والحديثة وتعرف هذه الجزيرة في
بعض الكتب بجزيرة أكل بضمتين ورأيت في هذه الجزيرة مدرسة كبيرة
خرابا تسمى مدرسة الشيخ داود ومرت ترجمته وينقل أهل هذه الجزيرة انه
قتل في بعض الوقائع في تلك المدرسة أربعون أو سبعون عالما وطالب علم
ولهذا يسمونها الآن كربلا
وفي الرياض يظهر من إجازة العلامة الكبيرة لابن زهرة ان السيد
صفي الدين محمد بن معد الموسوي يروي عن الشيخ راشد هذا ومن إجازة
الشيخ محمد سبط الشهيد الثاني المار ذكرها ان راشد بن إبراهيم البحراني
يروي عن القاضي جمال الدين علي بن عبد الجبار الطوسي عن والده عن
الشيخ الطوسي وانه يروي عنه الشيخ سديد الدين يوسف بن المطهر والد
العلامة ولكن قال صاحب الرياض ان رواية والد العلامة عنه بلا واسطه ما
لا يقبله العقل لبعد الطبقة.
راشد أبو الخطاب المنقري مولاهم كوفي
راشد أبو معاذ الأزدي الأسدي الكوفي
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
راشد الحماني
قال ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي طالب ج 4 ص 118: وقفت
على تصنيف لبعض الشيعة أثبت فيه اسلام أبي طالب إلى أن قال: ثم ذكر
من طريق راشد الحماني قال: سئل أبو عبد الله يعني جعفر بن محمد
الصادق، وذكر الحديث، ثم قال: أخرجه عن أبي بشر أحمد بن
إبراهيم بن أسد عن أبي صالح عن أبيه عن جده: سمعت راشدا
الحماني، فذكره، وهذه سلسلة شيعية غلاة في رفضهم اه‍.
: السيد راشد بن سالم المشعشعي
قتل سنة 1029
في كتاب مخطوط في تاريخ المشعشعين رأيته في طهران في مكتبة مدرسة
سبهسالار وغاب عني اسمه انه لما مات السيد مبارك بقيت البلاد بلا حاكم
فنصبوا السيد راشد بن سالم سنة 1026 بغير إرادة منه وبعد مدة ركبت
عليه امراء كربلاء وتجنبت عنه امراء نيس فقبضوا عليه وجعلوه تحت سرير
من جريد النخل سبعة أيام وأميرهم عبد المحسن وهم جالسون على السرير
ثم اجتمعت نيس وخلصوه واستقام امره وقتل بعد مدة من امراء كربلاء
علس سفرة الطعام ثلاثمائة رجل وانتقلت البقية من كمال آباد إلى القيصرية
فركب عليهم وقتل منهم خمسمائة رجل ثم امر بعض عسكره فكان فيهم
من السادة وتوابعهم سبعمائة ملبس فطلب رؤساءهم وقال أين كنتم لما
عمل بي عبد المحسن ما عمل فأطرقوا فامر بحلق لحاهم واخذ خيولهم وبعد
ست سنوات أراد آل غزي لجنايات صدرت منهم فانكسروا ومن معهم من
التركية ودخلوا على سياب في البصرة وهو مقرب عند علي باشا أو الميازين
المعروف بالطيار الذي هو أول باشا ملك البصرة من قبل العثمانيين من
السيد مبارك قبل وفاته بسنتين وكان تعاهد سياب وراشد في الكعبة بان
كلا منهم إذا وصل لمطلوبه لا يخالف الآخر فأرسل إليه سياب يشفع في آل
غزي فلم يشفعه وركب عليهم فجاء سياب من قبل الباشا منتصرا لآل
غزي وأرسل إلى راشد مكررا يذكره العهد فلم يرجع وأصبح سائرا إليهم
فانكسرت خيله وقتل هو واتى برأسه ودرعيه حجيل والأبيض وذلك سنة
1029.
راشد بن سعيد الرواحي
ذكره صاحب حديقة الأفراح في أذكياء عمان فقال روح جثمان
الأدب ونور عين الفضل والحسب الشاعر المجيد البليغ الحديد فمن شعره
قوله:
اني لقيت من الهوى وفنونه * أمرا عجيبا واقعا في بالي
من ذات خال غضة ميادة * تصمي قلوبا للورى بالخال
تصمي الليوث بلحظها ان أرسلت * سهما مصيبا من عيون غزال
وقوله:
ان ظني في سيدي لجميل * ورجائي فيه عريض طويل
واليه قد تبت من كل ذنب * ومتابي إلى رضاه سبيل
وإذا نلت بالمتاب رضاه * فرضاه على النجاة دليل
و إليه فوضت من كل أموري * وهو نعم المولى ونعم الوكيل
راشد بن سعيد الفزاري مولاهم كوفي أبو سلمة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الشيخ الموفق راشد بن محمد بن عبد الملك من أولاد أنس بن مالك
في فهرست منتجب الدين فقيه ورع
الراشدي
أدهم بن خطرة ومحمد بن عمرو وهشام بن إبراهيم والقاسم بن
يحيى بن الحسن بنت راشد مولى المنصور.
السيد راضي ابن السيد صالح ابن السيد مهدي ابن السيد رضا الحسيني
القزويني النجفي البغدادي
توفي سنة 1287 أو 85 في تبريز وكان سافر إليها مع أبيه فمرض
هناك ومات ورثاه أبوه بقصيدة مشجية.

441
قال بعض المعاصرين هو من علماء النجف اه‍ وكان شاعرا مجيدا
انتقل مع أبيه من النجف إلى بغداد وكان يجوب البلاد لقي الشيخ علي
الطاهر الحلي فتهاجيا في طهران وكان مولعا بالتخميس لا يستحسن أبياتا إلا
خمسها وله من هذا القبيل شئ كثير مشهر فمنه قوله في تخميس أبيات أبي
نواس:
ليت شعري كم خضت للشعر بحرا * منه توجت مفرق الدهر درا
وبشعري لما اكتسى الكون فخرا * قيل لي أنت أشعر الناس طرا
في المعاني وفي الكلام البديه * في فنون من الكلام النبيه
: مثلما رق في الزجاج مدام * رق معنى له وراق انتظام
وكما ضاحك الرياض غمام * لك من جيد القريض نظام
يثمر الدر في يدي مجتنيه
كم معان أبرزتهن شموسا * بمبان زينت فيها الطروسا
كنت حقا لدرها قاموسا * فلماذا تركت مدح ابن موسى
والخصال التي تجمعن فيه
خل ما قلت من بديع نظام * ودواعي تشوق وغرام
واصنع المدح في أمام همام * قلت لا أستطيع مدح امام
كان جبريل خادما لأبيه وله مخمسا:
رب نفس رقت من العلم مرقى * تركت معشر المعالي ارقا
فإذا رمت مفخرا لك يبقى * هذب النفس بالعلوم لترقى
وترى الكل فهي للكل بيت
هي كالنور في الزجاجة أشرق * أو كتاج مرصع فوق مفرق
غير بدع إذا تجلى بها الحق
انما النفس كالزجاجة والعقل * سراج وحكمة الله زيت
وهي تلك السراج اماملي * صحنها زيت حكمه أو خلي
لك فيها يمتاز رشد وغي * فإذا أشرقت فإنك حي
وإذا اظلمت فإنك ميت
وله مخمسا:
أترجو ان تبل صدى رجاء * ببحر السراب لعين راء
فوالهفي لآمال ظماء * متى تصل العطاش إلى ارتواء
إذا استقت البحار من الركابا
تصدرت الصغار بكل ناد * وسادت في الكبار بلا سداد
وقد جنح الصلاح إلى فساد * فمن يثني الا صاغر عن مراد
إذا جلس الأكابر في الزوايا
إلا م تسومني بالذل سوما * ولم تقبل لي الأيام لوما
فكم رفعت من الوضعاء قوما * وان ترفع الوضعاء يوما
على الرفعاء من أدهى الرزايا
تساوى الناس منخفض وعال * وذو نقص يعد كذي كمال
فزر يا موت أرباب المعالي * إذا استوت الأسافل والأعالي
وله أيضا مخمسا:
خل الخمول لمن أضل سبيله * واختار في ظل الهوان مقيله
يأبى الكريم مع النزيل خموله * وإذا الكريم يرى الخمول نزيله
في منزل فالحزم ان يترحلا
ما لي أراك سئمت عيشك راقدا * ومنعت عينك ان تطيب مواردا
ومكثت من كدر الدنيئة واردا * ساهمت عيسك مر عيشك قاعدا
أفلا فليت بهن ناصية الفلا
نفس الكريم الحر لا ترضى بما * يرد المذلة أو تموت مع الظما
فإذا اشتكت فقرأ ألم فالما * للقبر لا للفقر هبها انما
مغناك ما أغناك ان تتوسلا
فصل المفاوز نفنفا في نفنف * صلت المضارب كالحسام المرهف
وإذا تخطتك المنى في موقف * فارق ترق كالسيف سل فان في
متنيه ما اخفى القراب واخملا
فذر الإقامة واخطب العليا وف * بعهودها وبدونها لا تكتف
فالمجد لم يكمل بغير تكلف * كالبدر لما ان تضاءل جد في
طلب الكمال فحازه منتقلا
ما الموت الا أن تعيش رضا بما * يروى لقوم كالسراب مع الظما
فاقطع بهرهم القفار لتغنما * وصل الهجير بهجر قوم كلما
أمطرتهم شهدا جنوا لك حنظلا
فاركب إلى العلياء صعب المركب * وانهض بعزم في الأمور مجرب
واهنا بضاف من أبا مستعذب * سفها لحلمك ان رضيت بمشرب
رنق ورزق الله قد ملأ الملا
أنا كالحسام يروق جوهر نصله * كل يقر بفضله وبفصله
هيهات لا يأتي الزمان بمثله * لله علمي بالزمان وأهله
ذنب الفضيلة عندهم أن تكملا
غيري بابرام الزمان ونقضه * يرضى مخافة خفضه أو نفضه
هيهات لم اعط القياد بقبضه * انا من إذا الدهر ما هم بخفضه
سامته همته السماك الأعز لا
ذهب الأولى قد كان يحمد سيرهم * لطلاب كل علا ويؤمل خيرهم
قوم حووا كرم الطباع وغيرهم * طبعوا على لؤم الطباع فخيرهم
إن قلت قال وان سالت تقولا
هل من فتى يرعى الوفاء بعهده * زاكي المغارس في أبيه وجده
حتام اجزى في الوفاء بضده * من غادر خبثت مغارس وده
وإذا محضت له الوفاء تأولا
قال مخمسا بيتي صفي الدين الحلي
بين طرفي والنوم أوريت حربا * ترك القلب للصبابة نهبا
أنت يا من لم تبق لي قط لبا * يا مريض الجفون أمرضت قلبا
كان قبل الهوى صحيحا سويا
عن رقادي عوضتني بسهادي * وعن القرب بالنوى والبعاد
أنت ان لم تجد بنيل مرادي * لا تعذب بناظريك فؤادي
فضعيفان يغلبان قويا
وله وقد مر بالسماوة قادما من بغداد:
سقى الغيث أكناف السماوة إنها * مراح لآرام النقا وملاعب

442
توهمها طرفي سماء محاسن * كواكبها البيض الحسان الكواعب
فمن ناظر منها على الحسن ناضر * ومن حاجب عن أعين الناس حاجب
واهتز شوقا كلما اهتز عطفها * كما اهتز مرتاح من الراح شارب
أجارتنا هل تنجزين مواعدا * تصدق فيهن الأماني الكواذب
أجوب الفلا شرقا وشوقي مغرب * ففي الغرب لي قلب وفي الشرق قالب
وله متغزلا:
بدت تختال مسفرة دلالا * فأخجلت الغزالة والغزالا
ومن سكر الشباب تهز قدا * كغصن ألبان لينا واعتدالا
وفي الخدين نار من رآها * يجد بين الضلوع لها اشتعالا
لئن ضاقت معاضدها عليها * فان وشاحها في الخصر جالا
دبتنا والحميا والمحيا * نرى بهما الكواكب والهلالا
وله يرثي العباس ابن أمير المؤمنين علي ع:
أبا الفضل يا من أسس الفضل والإبا * أبي الفضل الا ان تكون له أبا
تطلبت أسباب العلى فبلغتها * وما كل ساع بالغ ما تطلبا
ودون احتمال الضيم عزا ومنعة * تخيرت أطراف الأسنة مركبا
لقد خضت تيار المنايا بموقف * تخال به برق المنية خلبا
وفيت بعهد المشرفية في الوغى * ضرابا وما أبقيت للسيف مضربا
وليث وغى يأبى سوى شجر القنا * لدى الروع غابا والمهند مخلبا
وتحسب في ليل القتام حسامه * لرجم شياطين الفوارس كوكبا
يذكرهم باس الوصي وكلما * رمى موكبا بالعزم صادم موكبا
ولما أبت ان يشرب الماء طيبا * أمية لا ذاقت من الماء طيبا
جلا ابن جلاليل القتام كأنه * صباح هدى جلى من الشرك غيهبا
وقفت بمستن النزال ولم تجد * سوى الموت في الهيجا عن الضيم مهربا
إلى أن وردت الموت والموت عادة * لكم عرفت تحت الأسنة والظبا
ولا عيب في الحر الكريم إذا قضى * بحد الظبا حرا كريما مهذبا
رعى الله جسما بالسيوف موزعا * وقلبا على حر الظما متقلبا
ورأس فخار سيم خفضا فما ارتضى * سوى الرفع فوق السمهرية منصبا
عجبت لسيف قد نبا بعد ما مضى * فراعا ولولا قدرة الله ما نبا
وطرف على قد أحرز السبق في الوغى * كباليته في عرصة الصف لا كبا
وزند خبا من بعد ما أضرم الوغى * وأورى ضراما في حشى الدين ما خبا
بنفسي الذي واسى أخاه بنفسه * وقام بما سن الاخاء وأوجبا
رنا ظاميا والماء يلمع طاميا * وصعد أنفاسا بها الدمع صوبا
وما همه الا تعطش صبية * إلى الماء أوراها الأوام تلهبا
على قربه منها تناءى وصوله * وابعد ما ترجو الذي كان أقربا
ولم انسه والماء ملء مزاده * يقلب طرف الطرف شرقا
تصافحه بيض الصفاح دواميا * وتعدو على أشلائه الخيل شزبا
وما ذاق طعم الماء وهو بقربه * ولكن رأى المنية أعذبا
مصاب لوى عليا نزار بن غالب * وخطب كسا ذلا نزارا ويعربا
وروع قلب المصطفى ووصيه * وضعضع ركن البيت شجوا ويثربا
وللخفرات الفاطميات عولة * وقد شرق الحادي بهن وغربا
لها الله إذ تدعو أباها وجدها * فلم تر لا جدا لديها ولا أبا
مضت بالهدى في شهر عاشور نكبة * لديها العقول العشر تقضي تعجبا
وله يرثي الشيخ جعفر محمد بن علي بن الشيخ جعفر صاحب كشف
الغطاء:
خلت المدارس يوم خف مقيمها * وعفت هناك طلولها ورسومها
وا حسرة الاسلام بعد محمد * لما عراه من الخطوب عظيمها
قد أمحلت أرض العراق وكم غدا * يزهو بواكب راحتيك أديمها
يا كافل الأيتام بعدك من ترى * يأوي إليه من الأنام يتيمها
هذي حدود الله أن تك عطلت * فالله بالمهدي سوف يقيمها
أيشاد ركن العلم فيك وانما * نادى المؤرخ فيك غاب عليمها
وكانت للشيخ جابر الكاظمي الشاعر المشهور بنت صغيرة يحبها كثيرا
فتوفيت فقال السيد راضي يرثيها:
أقول لجابر صبرا جميلا * ستجزى الاجر بالصبر الجميل
فتاة كالزهور سنا أضاءت * فغالتها النوائب بالأفول
تطول على الخطوب إذا المت * بياع للعزائم مستطيل
لفرقة نبعة طابلت فروعا * كذا طيب الفروع من الأصول
ويا عضبا يمانيا صقيلا * أحد من اليماني الصقيل
تعز وصر أشد الناس صبرا * أخاثقة لدى الخطب الجليل
فحكم الموت في الأيام جار * بكل الخلق جيلا بعد جيل
وما فقد البنات أراه إلا * من الفضل الجزيل من الجليل
وما عهدي بأنك للرزايا * تطأطئ ضارعا شبه الذليل
وكتب إلى عبد الباقي العمري:
فسل فصحاء هذا العصر عني * انا ابن جلا الفصاحة والكمال
وقومي في القبائل خير قوم * وآل المصطفى المختار آلي
وقال وهو في تبريز في مرضه الذي توفي فيه:
إليك ذنوبي مثل سبعة أبحر * ولكنها في بحر عفوك كالبلل
ولولا اعتقادي ان فضلك واسع * وأنت كريم ما قدمت على زلل
مناظر أدبية خيالية
ذكر السيد حيدر الحلي في كتابه الذي ألفه في مدائح الحاج محمد
صالح كبة البغدادي ان الشيخ حسن بن محمد صالح الفلوجي الحلي حضر
يوما في بغداد بمجلس الحاج عيسى والحاج احمد ولدي الحاج أمين وكان
في المجلس السيد راضي ابن السيد صالح القزويني فجرى ذكر الشعراء
والأدباء حتى انتهى الكلام إلى أدباء الحلة فهضم الحاج عيسى وأخوه
الحاج أحمد من جانبهم فتشاجر معهما الشيخ حسن فأنشأ السيد راضي في
مدح الجوادين ع مرتجلا:
موسى بن جعفر والجواد * ومن هما سر الوجود
هذا غياث الخائفين * وذاك غيث للوفود
ملكا الوجود فطوقا * بالجود عاطل كل جيد
وقال للشيخ حسن ان كان ما تدعيه حقا فليشطروا أو يخمسوا هذه
الأبيات فأرسلها الشيخ حسن إلى الحلة وكتب معها وأشار بعرض ذلك على
السيد مهدي ابن السيد داود عم السيد حيدر فزاد السيد مهدي على كل
واحد من الأبيات حتى أخرجها عن وزنها ونسبها إلى بعض أدباء الحلة
وأظهر ان السيد راضي قد سرقها من ناظمها ونقص من كل بيت منها حتى

443
صارت على وزن آخر وكتب إلى الشيخ حسن كتابا نسبه إلى ابن أخيه السيد
حيدر يتضمن الإنحاء باللائمة على الحاج عيسى والحاج أحمد ويقول في
آخره ان الأبيات ليست للسيد راضي وإنما هي لرجل من أدباء الحلة وذلك
أن جماعة من الشعراء وردوا من النجف إلى الزوراء وقد صحبهم من
الفيحاء جماعة من الأدباء فلما استقر بهم الجلوس أنشأ منهم على البديهة في
مدح الجوادين ع الشيخ حسن بن نصار فقال:
موسى بن جعفر والجواد ومن هما * سر الوجود وعلة الايجاد
هذا غياث الخائفين وذلك غيث * للوفود وروضة المرتاد
ملكا الوجود فطوقا بالجود عاطل * كل جيد للأنام وهادي
واقترح عليهم تشطيرها فشطرها
من شعراء الفيحاء محمد بن إسماعيل الخلفة فقال:
موسى بن جعفر والجواد ومن هما * للخلق كالأرواح في الأجساد
بهما الوجود قد استقام لان هما * سر الوجود وعلة الايجاد
هذا غياث الخائفين وذاك غيظ * الحاسدين وحاصد الأجناد
بل ذا مغيث الصارخين وذاك غيث * للوفود وروضة المرتاد
ملكا الوجود فطوقا بالجود عافي * ذا الورى وقماقم الأمجاد
حتى برفد نداهما قد زين عاطل * كل جيد للأنام وهادي
فضرب الشيخ محمد رضا ابن الشيخ احمد النحوي يده على فخذه
مغضبا وقال ما كنت أحسب ان الشيخ حسن على جلالة قدره ينتحل
شعري ويزيد لكل بيت كلمتين ويقترح على الشعراء تشطيره وينشده
مفتخرا به وهو قولي:
موسى بن جعفر والجواد * ومن هما سر الوجود
هذا غياث الخائفين * وذاك غيث للوفود
ملكا الوجود فطوقا * بالجود عاطل كل جيد
فلما سمع بذلك الشيخ مسلم بن عقيل الجصاني صاح بأعلى صوته
لقد أفسدتما أبياتي بعد ما تأنقت فيها وطرزتها بالجناس والتفت إلى الجماعة
وانشد:
موسى بن جعفر والجواد ومن هما * سر الوجود وجعفرا للجود
هذا غياث الخائفين وذاك غيث * للوفود به شفا المفؤد
ملكا الوجود فطوقا بالجود عاطل * كل جيد من اجل مجيد
فقال السيد صادق الفحام على أدب الشيخ مسلم السلام إذا كان
هذا نظرك فكل ما قالت الشعراء شعرك وانا كلما أجلت فكرتي بالتقاطك
لآلئ نظمي من سلكي أعجب كيف سلمت منك قفا نبك وإذا كان هذا
ديدنك فما هذه الغفلة منك عن كتاب الله فطرزه بجناسك وافتخر به بين
جلاسك فقال مسلم مهلا ما هذا الغضب وكيف أخرجك من الهزل إلى
الجد فقال له يا مسلم اتضع سبابتك في فم الأرقم وتزعم انك تسلم وأعرني
سمعك وفهمك لابين لك خطاك فيما سرقت فهل ترى لذكر الواو في قولك
في البيت ومن هما من فائدة وجعلت في البيت الثاني أحدهما غياث الخائفين
والآخر غيث الوافدين فخصصت أحدهما بالكرم مع أن كلا منهما جامع
لجميع صفات الكمال وكان الأولى بعد قولك في البيت الثالث ملكا
الوجود ان تقول طوقا جميع ما حواه بالجود فهلا سرقته كما وجدته واندفع
ينشد:
موسى بن جعفر والجواد هما * سر الوجود وعيبة العلم
فهما غياث الخائفين هما * غيث الوفود ومنتهى الحلم
ملكا الوجود فطوقا كرما * ما في الوجود بنائل جم
ثم تمثل بهذه الأبيات:
يا صاح قد ألحنت في قولي وما * كان بقلبي فيه امسى مودعا
واللحن في المقال لا يعرفه * الا امرؤ برمزه قد برعا
فان تجدني قد ذكرت المنحنى * فاعلم باني قد قصدت لعلعا
أو قلت حزوى فمرادي رامة * أو الغضا فقد أردت الأجرعا
فسكت الشيخ مسلم ولم يتكلم فلما وصل الكتاب إلى الشيخ حسن
وتلاه عليهم خجل مرتجل تلك الأبيات وأظهر الحاج عيسى والحاج احمد
التنصل والاعتذار وعلما انه واحد الدهر الذي لا يجارى اه‍.
الشيخ راضي بن محمد حسين بن عبد العزيز بن محمد حسين بن علي بن
عبد الله الخالصي الكاظمي
ولد بالكاظمية في 23 ذي الحجة سنة 1274 وتوفي ليلة 16 جمادي
الثانية سنة 1347
ملخصة من ترجمة كتبها ولده الشيخ مرتضى قال: كان أبوه وجده وأبو جده
من العلماء فهم سلسلة علم وفضل وتقوى وصلاح.
امر جده أباه ان يهاجر به وبأخوته إلى النجف لطلب العلم فأقام
هناك خمس عشرة سنة قرأ فيها من علوم العربية والأصول والفقه سطحا اي في
الكتب ونظم أرجوزتين في الصرف والتجويد ولكنه لم يأذن في نشرهما
ولعله لعدم ارتضائه إياهما ثم عاد به أبوه إلى الكاظمية مقرأ فيها على
الشيخ عباس الجصاني إلى أن توفي الشيخ عباس فأقام له المترجم مجلس
الفاتحة وحضره الشيخ محمد حسين الكاظمي الفقيه المشهور وهو ابن خالة
والد المترجم فحثه على الهجرة ثانيا إلى النجف ففعل وقرأ خارجا اي خارج
الكتاب على الشيخ محمد حسين المذكور في الفقه وعلى الميرزا حبيب الله
الرشتي في الأصول إلى أن توفي المذكوران فعاد إلى الكاظمية ثم هاجر بأخيه
الشيخ مهدي إلى سامراء فحضر بحث الميرزا الشيرازي وبقي فيها إلى أن
توفي الميرزا فعاد إلى الكاظمية واستقل بالتدريس وكان السيد إسماعيل
الصدر يلقبه بفقيه الكاظمية ثم ذكر في أحواله انه زاره بعض علماء إيران
ممن له مصاهرة مع الشاه والخدم والحشم واقفون بغاية الخضوع فقال له
المترجم هذا فعل الجبابرة وأمرهم بالجلوس وانه قال له انه في طريقه إلى
الحج عرج على استانبول ودخل على السلطان عبد الحميد فأهداه آنية من
الذهب فعابه المترجم على ذلك وكسر الآنية بعصاه وانه ممن خرج مع
العثمانيين لجهاد الإنكليز في الحرب الحرب العالمية الأولى.
مشايخه
1 الشيخ عباس الجصاني 2 الشيخ محمد حسين الكاظمي
3 الميرزا حبيب الله الرشتي 4 الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي

444
تلاميذه
1 الشيخ عبد الحسين البغدادي 2 السيد محمد مهدي
القزويني البصري 3 الشيخ أسد الله ابن عم المترجم 4 السيد
عيسى الأعرجي من ذرية صاحب المحصول 5 الشيخ مهدي المراياتي
6 الشيخ مهدي جرموقة 7 الشيخ هاشم بوست فروش 8 و 9
الشيخ عبد الحسين والشيخ علي ولدي الشيخ محمد تقي التستري الكاظمي
10 السيد مصطفى آل السيد حيدر 11 السيد مهدي البغدادي
12 السيد محمد ابن السيد حسن ابن صاحب المحصول 13 الشيخ
عباس الحصاني وغيرهم.
مؤلفاته
1 شرح المعالم 2 حاشية القوانين 3 حاشية الرسائل ألف
الجميع حين قراءته على الشيخ عباس الجصاني 4 رسالة في مسالة الضد
5 رسالة في اجتماع الأمر والنهي 6 رسالة في الرضاع 7 رسالة
في جواز البقاء على تقليد الميت 8 منظومة في الفقه صدرها بمقدمة في
أصول العقائد أولها:
بقول راض نجل من قد شرفا * باسم الحسين السبط سبط المصطفى
فاعلم بان ربنا حاشاه * لم يك عابثا بما سواه
بل خلق الخلق لغاية كما * نص على ذلك فيما احكما
فانهض بأعباء الهدى مشتملا * مجاهدا يهدك ربي السبلا
على وجود الواجب الدليل * بداهة تقضي به العقول
وجود واجب بذاته بلا * قبل والا دار أو تسلسلا
ونزه الرب على الصفات * فكل وصف هو عين الذات
والعالم الحادث للأغيار * دل على القدرة باختيار
تعلق القدرة بالمقدور * على العموم يشبه الضروري
عقلا ونقلا سنة كتابا * قد ضل من خالفنا وارتابا
ومن لزوم العلم للمختار * ضرورة تعلم علم الباري
بكل معلوم على السواء * ضرورة كان بلا امتراء
ورسمه بالكشف والظهور * وعلمه يختص بالحضور
حي مريد كاره مدرك ما * يدرك لا بالأدوات فاعلما
فهو منزه عن الآلات * ما الرب كالمربوب في الصفات
وصحة الوصف بذي الصفات * هي التي نقصد بالحياة
وعلمه مصالح الافعال * داعية ايجادها في الحال
هو الذي نعنيه بالإرادة * وضدها الضد فلا زيادة
هو القديم لا بأول يحد * باق إلى غير انتهاء للأبد
عليه دل ما على الوجوب دل * والسمع قاض وبه العقل استقل
وانه بلا كلام ذو كلم * وعندنا حرف وصوت ينتظم
وخلقه الكلام في الأجسام * يقضي إليه نسبة الكلام
ومحدث ليس قديما عندنا * والسمع والعقل عليه دلنا
للناس في تعريفه مذاهب * مجانب العقل الهدى مجانب
وانه الصادق عقلا وبه * اعداد أوصاف الكمال تنتهي
واسلب عن الواجب ما ينافي * وجوبه من سائر الأوصاف
إلى الخلال هذه الأوصاف * وربما الأولى لها تضاف
لان عن حقيقة الصفات * قد حجبت عقولنا كالذات
فليس من وصف الكمال العاقل * يدرك الأسلب ما يقابل
ونزه الرب عن التركيب * ما الرب في الوجود كالمربوب
قد دلت الدلائل النقلية * على امتناعه مع الجسمية
ولازم الجسم المحل والجهة * فما ينافي ظاهرا فوجهه
ولازم المزاج لذة ألم * من امتناعه امتناعه لزم
والاتحاد كون شيئين معا * شيئا حقيقة يكون امتنعا
صيرورة الشيئين شيئا واحدا * ممتنع عقلا محال ابدا
فمطلقا بغيره لا يتحد * جل وقد ضل بذا من يعتقد
ليس محلا حادث ولا يرى * عقلا وسمعا ضل من له يرى
بلا شريك جل من سلطان * عنه انتفى الأحوال والمعاني
وأب ولو ذهنا هنا التعددا * من وصف الإله ذهنا عددا
وخطب التوحيد للامام * كاشفة غياهب الاستقام
الشيخ راضي بن الشيخ محمد ابن الشيخ محسن ابن الشيخ خضر ابن
الشيخ يحيى المالكي الجناجي النجفي
المالكي نسبة إلى آل مالك قبيلة عراقية والجناجي نسبه إلى
جناجية قرية سواد العراق أصل اسمها قناقية بالقاف لكنهم يقلبون القاف
جيما.
توفي في أواخر شعبان سنة 1290 بالنجف ودفن تجاه مقبرة جده لامه
الشيخ جعفر الكبير وأخواله أبناء الشيخ جعفر بمحلة العمارة وبني على قبره
قبة وقبره معروف مزور وكان قد تجاوز السبعين وأرخ عام وفاته الشيخ جواد
الشبيبي النجفي بقوله:
ما للمنايا التي قد أذنبت وجنت * على الشريعة لا تنصاع معتذره
هذا الزمان أغار الدين فادحه * قسرا وشن على احكامه غيره
فرقان علم طوى عنا به نشر * الباري وسير في أعجازها سوره
علت به قبة الاسلام وارتفعت * وشوكة الكفر عادت منه منكسرة
حتى اتى الامر من باريه راح له * وانه أرخوا راض بما امره
وبني قبره سنة 1323 فأرخه المذكور أيضا بقوله:
هذا المقام ترفعت أعتابه * شانا وجازت مطلع الجوزاء
وضريح قدس فيه أودع غرة * الأيام سر الملة الغراء
هذا ملاذ الخائفين فلذ به * أرخ ومضجع أفقه الفقهاء
هو جد الطائفة المعروفة في النجف بال الشيخ راضي وهي قسيمة آل
الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء في قعدد النسب وجد الجميع هو الشيخ
خضر والد الشيخ جعفر تجتمع الطائفتان فيه وفيهما الكثرة والعدد والعلم
والفضل وأول من نبغ في الطائفة الجعفرية الشيخ جعفر وفي الأخرى الشيخ
راضي فنسبا إليهما. وهو سبط الشيخ جعفر المذكور من ابنته.
كان من أفقه أهل زمانه وأعلمهم بل أفقههم ليس له في عصره نظير
في تمهيد قواعد الفقه والتفريع عليها حتى ضرب بفقاهته المثل في عصره كما
ضرب المثل بفقاهة جده لامه وعم أبيه الشيخ جعفر وقد أقر له
بالفقاهة معاصره الشيخ مرتضى الأنصاري وكان كثيرا ما يتعرض لمطالبه في
مجلس الدرس ويورد عليها. كان خاتمة الفقهاء الجعفريين ويقال بموته ماتت
طريقة فقه الشيخ جعفر وأولاده وكان قد سلك في الفقه مسلكهم واخذ

445
عنهم وكان كثير التفريع كعم أبيه الشيخ جعفر. وكان قوي الذاكرة جيد
الفهم حلالا للمشكلات الفقهية حاضر الجواب إذا سئل في المسائل الفقهية
أجاب عنها سريعا مهما كانت فإذا قيل له ما هذا التسرع في الفتوى قال إن
الفقه كله نصب عيني لا احتاج إلى مراجعة. أقام في النجف ورأس بعد
وفاة الشيخ مرتضى الأنصاري سنة 1281 وحملت إليه الأموال من
الزكوات والأخماس وغيرها فكان يقسمها على الفقراء وطلاب العلم
وحسنت حاله بعد فقر شديد وكان قبل ذلك يمضي أكثر سنته في جهات
السماوة ولملوم لتفقيه أهلها في الدين. تفقه به في النجف خلق من العرب
والعجم وكان وجهاء العرب من تلاميذه. وكان يدرس في الفقه صباحا في
داره بمحلة العمارة ويحضر درسه أكثر أهل العلم من العرب وليلا في مسجد
الحاج عيسى كبة قرب باب الصحن المعروف بباب الطوسي بعد الفراغ من
صلاة الجماعة لأنه كان يقيم الجماعة فيه ويحضر درسه أفاضل العجم.
وانتهى إليه التقليد في العرب وبعض أطراف إيران. وظهرت في أيامه
رسائل الشيخ مرتضى الأنصاري في الأصول فيقال انه لم ينظر فيها فقيل له
في ذلك فقال أخاف ان توقعني في تشكيك مما انا فيه وسئل عن الأصل
المثبت من أقسام الاستصحاب فقال: الاستصحاب كله حجة، فاتى له
بمثال من أمثلته. فقال: هذا ليس بحجة، ولكن احتاج ان أتأمل لأعرف
سبب عدم حجيته. ويقال انه استدل على مسالة بالاستصحاب، فقيل له
هذا أصل مثبت فقال نحن نريده مثبتا لا نافيا. وناظره بعض علماء العجم
فأعجبته حدة ذهنه فأراد ان يمدحه فقال له يا شيخ أحرقتني بنارك ومقصوده
اظهار ان ذهنه لحدته كالنار فقيل له ان هذا الذي قلته ذم فاعتذر وابان
مقصوده. ويقال انه كان قليل المطالعة والمراجعة وكان كثير العيال فيقضي
جملة من أول الليل في ترتيب عشائهم صبوا لفلان عشوا فلانا تعال يا فلان
تعشى. أين فلان ليتعشى. فإذا فرع من ذلك قرئ له محل الدرس في
الغد فوقف على ما يريده فإذا كان الصباح تدفق كالبحر. ولم يخرج له
تأليف لكثرة أسفاره غير حاشية على نجاة العباد لعلم المقلدين.
مشايخه
تخرج بصاحب الجواهر وبخاليه الشيخ علي والشيخ حسن أبناء
الشيخ جعفر وابن خاله الشيخ محمد
تلاميذه
1 الشيخ إبراهيم الغراوي 2 الشيخ محمد يونس الشروقي
3 الشيخ علي يونس 4 الشيخ حسين ابن الحاج باقر 5 الشيخ
صالح ابن الشيخ مهدي الجعفري 6 السيد إسماعيل الصدر العاملي
الأصفهاني 7 السيد محمد كاظم اليزدي 8 الشيخ فضل الله النوري
9 الشيخ جواد الرشتي 10 الحاج ملا محمد الحمامي الرشتي
11 الحاج ملا علي المقدس الرشتي 12 الميرزا محمد بن عبد الوهاب
آل داود الهمذاني الكاظمي. ويروي عنه إجازة 13 المولى علي بن
عبد الله العلياري التبريزي 14 المولى محمد علي بن حسن الخوانساري
النجفي والأخيران يرويان عنه إجازة ولا اعلم أقرأ عليه أم لا إلى غير
ذلك من فضلاء العرب والعجم خلف ثمانية أولاد ذكور وابنتين لأمهات
شتى أكبرهم الشيخ عبد الحسن وتأتي ترجمته في محلها.
الميرزا راضي المشهدي المعروف بدانش
في مطلع الشمس: كان من شعراء الفرس من أهل المشهد الرضوي
وذهب إلى الهند في عهد شاه جهان. وكان موجودا في الهند في زمان دار
أشكوه ومدحه بقصيدة فاجازه بمائة ألف روبيه تعادل ألف تومان وعاد إلى
المشهد سنة 1072
الشيخ راضي بن الفقيه الشيخ نصار النجفي العبسي
يظن أن وفاته سنة الطاعون العام سنة 1246 وقيل توفي سنة
1240.
والعبسي نسبة إلى آل عبس قبيلة في بادية السماوة على الفرات
من العلماء الفقهاء الزهاد مرجوع إليه في اخذ الاحكام لا سيما من العشائر
المعروفة بالشروقية من أجلاء تلاميذ الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء
شريك في الدرس لصاحب الجواهر وهو والد الشيخ علي والشيخ حسين
وكتب بخطه نسخة من كشف الغطاء مصححة ويقال ان الشيخ عبد
الحسين الطهراني لما أراد تصحيح كشف الغطاء وجمع لذلك عدة نسخ فلم
يكن فيها نسخة صحيحة واجتهد في تحصيل نسخة صحيحة فلم يتهيأ له
فرأى في منامه الشيخ جعفر فأخبره أن النسخة الصحيحة هي بخط الشيخ
راضي نصار موجودة على رف حجرته في داره وقد ذرق عليها الحمام وأولاده
لا يدرون بها فلما انتبه اتى من كربلاء إلى النجف وجاء إلى دار الشيخ
راضي فوجد النسخة على تلك الصفة فأخذها. وفي اليتيمة الصغرى
الشيخ راضي نصار عالم فاضل شهير مات في عصرنا وهم بيت نصار اه‍
وكان بينه وبين صاحب مفتاح الكرامة مصاهرة. وحكى لي بعض أحفاد
صاحب مفتاح الكرامة حكاية في زهده هي انه كان يقرأ عليه بعض طلبة
العجم فجاءه بعد المغرب في مسالة فدعاه إلى العشاء فوجد طعاما جشبا
وحالة تؤذن بالفقر فجمع ذلك الطالب مبلغا من المال من زوار كانوا عنده
واحضره إليه فرده وقال له فضحتني وأغلق الباب في
وجهه. وذريته في
النجف إلى اليوم وقد سكنا في أحد دورهم مدة أيام طلبنا بالنجف.
وتوجد عشيرة أخرى في النجف علمية تعرف بال نصار منهم الشيخ
حسن ابن الشيخ محمد بن نصار الجزائري ذكر في بابه والظاهر أنه ابن
الشيخ محمد بن نصار صاحب النعي المشهور.
رافع أبو الجعد الغطافي الكوفي
في تهذيب التهذيب: روى عن علي وابن مسعود وعنه ابنه سالم بن
أبي الجعد والشعبي وذكره ابن حبان في الثقات وروى له مسلم حديثا واحدا
في القرين من الجن وقال البغوي يقال انه أدرك النبي ص ذكره أبو نعيم
وابن عبد البر وغيرهما في الصحابة.
رافع أبو سعيد بن المعلى
ذكره الشيخ في أصحاب الرسول ص
تنبيه
ذكر بعض المعاصرين في عداد الشيعة من الصحابة رافع بن أبي
رافع القبطي ولم نجد في أولاد أبي رافع القبطي خازن بيت المال لأمير

446
المؤمنين علي ع ولا في آل أبي رافع من اسمه رافع ولعله يريد
رافعا أبو البهي ففي أسد الغابة ج 2 ص 50 رافع أبو البهي مولى رسول
الله ص له ذكر في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ان رافعا كان مملوكا
لسعيد بن العاص بن أمية وغيره من شركائه واعتق كل رجل منهم نصيبه الا
رجل فاتى النبي ص يستشفع به على الرجل فوهب الرجل نصيبه للنبي ص
فاعتقه فكان يقول انا مولى رسول الله ص وهو أبو البهي أخرجه ابن منده
وأبو نعيم اه‍. وفي الإصابة رافع مولى النبي ص يكنى أبا البهي بفتح
الموحدة وكسر الهاء الخفيفة له ذكر في حديث أخرجه ابن ماجة والبلاذري
وآخران غيرهما كلهم عن هشام بن عمار بالاسناد عن عبد الله بن عمرو
قلت يا رسول الله من خير الناس فذكر وصفا فقلنا ما نعرف هذا فينا الا
رافعا مولى النبي ص قال هشام بن عمار أخشى ان يكون غير محفوظ ولا
أحسبه الا أبا رافع قال وله ذكر في حديث أخرجه الطبراني قال كان
لسعيد بن العاص عبد فأعتق كل واحد من أولاده نصيبه الا واحدا فوهب
نصيبه للنبي فأعتق نصيبه فكان يقول انا مولى للنبي ص وكان اسمه رافعا
أبا البهي وروى هشام بن الكلبي هذه القصة وزاد دعاء عمرو بن سعيد بن
العاص إياه وضربه لما قال انا مولى رسول الله ص كما فصلناه في إبراهيم أبو
رافع فظهر من ذلك أن وجود من اسمه رافع في أولاد أبي رافع القبطي لم
يتحقق وان الظن قوي بكون رافع أبي البهي ليس من أولاد أبي رافع
القبطي وانه ان كان موجودا فهو رجل آخر ومع فرض وجوده فلم يعلم أنه
في الرأي كأبي رافع وأولاده والله أعلم.
رافع بن أشرس الهمذاني الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن يزيد بن زيد بن جشم بن حارثة بن
الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الحارثي
الأوسي
توفي بالمدينة سنة 74 عن 86 سنة عن الواقدي وقيل أو سنة 73
عن يحيى بن بكير وقيل سنة 59 عن ابن قانع وعن البخاري مات زمن معاوية
بين 50 60.
خديج في هامش تهذيب التهذيب عن المغني بفتح معجمة وكسر
دال مهملة وبجيم وتزيد بفوقية مثناة وكسر زاي.
نسبه
ما ذكرناه في نسبه هو الذي حكي في أسد الغابة عن ابن الكلبي وهو
أتم ما ذكر في نسبه وفي الإصابة رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن
يزيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن
الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي ومثله في تهذيب التهذيب الا انه لم يذكر
الأوسي وذكر بدل يزيد تزيد ويمكن ان يكون ذلك من النساخ لان لفظ
يزيد هو المعتاد على الألسن دون تزيد وفي الاستيعاب رافع بن خديج بن
رافع بن عدي بن زيد بن عمرو بن يزيد بن جشم الأنصاري الحارثي
الخزرجي وفي أسد الغابة عن أبي نعيم رافع بن خديج بن رافع بن
عدي بن زيد بن جشم بن حارثة بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن
مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي الحارثي. في أسد الغابة فزاد ابن
الكلبي زيدا الثاني وعمرا وهو يدل على أن الذي في كتاب ابن الكلبي زيد
أولا وثانيا لا يزيد بن جشم كما في الإصابة والاستيعاب ولا تزيد كما في
تهذيب التهذيب.
نسبته
نسبه الجميع كما سمعت بالأوسي عدى الاستيعاب فنسبه بالخزرجي
وابن حجر لم يذكرهما. وفي انساب السمعاني الأوسي نسبة إلى الأوس
بطن من الأنصار وأنهاه إلى جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمر بن
مالك بن أوس بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مازن بن
الأسد الأزد بن الغوث والخزرجي نسبة إلى الخزرج بطن من
الأنصار وهو الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن امرئ
القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث اه‍. وبذلك ظهر انه أوسي
كما قاله الأكثر لا خزرجي كما في الاستيعاب وان الخزرج الذي في أجداده
ليس هو الذي تنسب إليه القبيلة وان وصف الاستيعاب له بالخزرجي ليس
جاريا على المصطلح.
كنيته
في الاستيعاب وأسد الغابة يكنى أبا عبد الله وقيل أبا خديج وفي
الإصابة أبو عبد الله أو أبو خديج وفي تهذيب الكمال أبو عبد الله ويقال أبو
رافع وفي تهذيب التهذيب في قول المصنف ويقال في كنيته أبو رافع نظر لأنا
لم نر من اكتنى باسم نفسه ولا رأينا من كناه أبا رافع وكانه سبق قلم.
أمه
في الاستيعاب والإصابة أمه حليمة بنت مسعود بن سنان بن عامر بن
عدي بن أمية بن بياضة الأنصاري وفي أسد الغابة أمه حليمة بنت عروة بن
مسعود الخ.
صفته
في أسد الغابة كان يخضب بالصفرة ويحفي شاربه
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص وأصحاب علي ع.
وفي الاستيعاب وأسد الغابة شهد صفين مع علي بن أبي طالب
وفي الثلاثة كان قد عرض نفسه يوم بدر فرده رسول الله ص لأنه استصغره
واجازه يوم أحد فشهد أحدا والخندق وأكثر المشاهد وأصابه يوم أحد سهم
في أسد الغابة في ترقوته وقيل في ثندوئته فنزع السهم وبقي النصل إلى أن
مات وقال له رسول الله ص انا أشهد لك يوم القيامة وفي رواية الإصابة
وشهدت لك يوم القيامة انك شهيد وانتقضت جراحته أيام عبد الملك بن
مروان فمات سنة 74 وهو ابن 86 سنة وكان عريف قومه وله عقب كانوا
بالمدينة وبغداد وفي الإصابة استوطن بالمدينة إلى أن انتقضت جراحته وفي
تهذيب التهذيب شهد أحدا والخندق.
من روى عنهم
في الإصابة روى عن النبي ص وعن عمه ظهير بن رافع وزاد في
تهذيب التهذيب وعم آخر لم يسمه وعن أبي رافع ولعله عمه الآخر.

447
من روى عن رافع
في الاستيعاب وأسد الغابة روى عنه من الصحابة 1 ابن عمر
2 محمود بن لبيد 3 السائب بن يزيد 4 أسيد بن ظهير في تهذيب
التهذيب هو ابن عمه ويقال ابن أخيه. ومن التابعين له 5 مجاهد 6
عطاء 7 الشعبي 8 ابن ابنه عباية بن رفاعة بن رافع 9
عمرة بنت عبد الرحمن وغيرهم وزاد في الإصابة روى عنه 10 ابنه عبد
الرحمن 11 سعيد بن المسيب 12 نافع بن جبير بن مطعم 13 أبو
سلمة بن عبد الرحمن 14 أبو النجاشي مولى رافع 15 سليمان بن
يسار وآخرون وزاد في تهذيب التهذيب 16 وابنه رفاعة على خلاف فيه
وحفداؤه وعد منهم 17 عيسى ويقال 18 عثمان بن سهل 19
هرير بن عبد الرحمن 20 ابن أخيه يحيى بن إسحاق 21 ثابت بن
انس بن ظهير 22 حنظلة بن قيس 23 نافع مولى ابن عمر 24
واسع بن حبان 25 محمد بن يحيى بن حبان 26 عبد الله بن عثمان
وغيرهم
رافع بن زيد الأنصاري
قتل بصفين مع أمير المؤمنين ع سنة 37
روى نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 304 عن عمرو بن شمر
عن تميم بن جذيم الناجي انه عد في جملة من أصيب في المبارزة في أصحاب
علي ع رافع بن زيد الأنصاري لكنه ذكر فيهم بعض من أصيب
يوم النهر ويوم الجمل لكن أكثرهم أصيب بصفين والظاهر أن هذا منهم.
رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي مولاهم كوفي
قال النجاشي روى عن أبي جعفر وأبي عبد الله ع ثقة من
بيت الثقات وعيونهم له كتاب أخبرنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن
محمد بن سعيد حدثنا محمد بن يوسف بن إبراهيم الوردالي حدثنا
بكير بن سالم بكتابه وذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
رافعه بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي الكوفي. وفي
تهذيب التهذيب رافع بن سلمة بن زياد بن أبي الجعد الأشجعي الغطفاني
مولاهم البصري روى عن أبيه وعم أبيه عبد الله بن أبي الجعد وحشرج بن
زياد الأشجعي وثابت البناني وعنه زيد بن الحبان وعلي بن الحكم المرزوي
ومسلم بن إبراهيم ومحمد بن عبد الله الرقاشي ذكره ابن حبان في الثقات
وجهل حاله ابن حزم وابن القطان اه‍.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي: باب رافع المشترك بين من يوثق
به وغيره ويمكن استعلام انه ابن سلمة الثقة برواية بكير بن سالم عنه وروايته
هو عن الباقر والصادق ع وحيث يعسر التمييز وان ندر وقفت
الرواية على ما عرفت من المذهب.
رافع بن سلمة أبو سفيان البجلي الكوفي
في تهذيب التهذيب رافع بن سلمة البجلي كوفي روى عن علي وعنه
بشير بن ربيعة ويقال محمد بن ربيعة ذكره ابن حبان في الثقات وقرأت بخط
الذهبي لا يعرف اه‍ وفي تاريخ بغداد رافع بن سلمة أبو سفيان البجلي
يعد في الكوفيين سمع علي بن أبي طالب وشهد معه حرب الخوارج
بالنهروان روى عنه بشر بن ربيعة وجراح بن عبد الله الكوفي. ثم روى
بسنده عن جراح بن عبد الله عن أبي سفيان رافع بن سلمة، كنت مع علي
يوم النهروان فقال أما والله لولا أن تدعوا العمل لنباتكم بما قضى الله على
لسان نبيه ص لمن قاتل هؤلاء القوم مبصرا لضلالتهم عارفا للنور الذي
نحن عليه.
رافع بن عبد الله مولى مسلم بن كثير الأزدي
قتل مع الحسين ع سنة 61
عن ابن شهرآشوب في المناقب كان قد خرج مع مولاه مسلم الحسين
ع من الكوفة فوافياه لدن نزوله بكربلاء واستشهدا معه قتل مولاه في
الحملة الأولى وقتل هو مبارزة بعد الظهر.
رافع بن عمرو الغفاري وفي نسخة ابن عمير
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص
وفي أسد الغابة انه ليس من غفار وإنما هو من نعيلة أخي غفار إلا أنه نسب
إلى غفار.
شهاب الدولة أبو ذريح رافع بن محمد بن مقن بن مقلد بن جعفر بنت
عمرو بن المهيا العقيلي
توفي سنة 406 قاله ابن الأثير
وقال له شعر حسن منه:
ما زلت أبكي في الديار تأسفا * لبين خليل أو فراق حبيب
فلما عرفت الربع لا شك أنه * هو الربع فاضت مقلتي بغروب
وجربت دهري ناسيا فوجدته * أخا غير لا تنقضي وخطوب
وعاشرت أبناء الزمان فلم أجد * من الناس خلقا حافظا
ولم يبق منهم حافظ لذمامه * ولا ناصر يرعى جوار قريب
اه‍ وبنو عقيل هؤلاء كانوا شيعة
عماد الدولة أبو العلاء رافع بن يمين الدولة مقبل بن بدران العقيلي أمير
العرب
في كتاب مجمع الآداب معجم الألقاب كان أميرا أديبا ذكره الرئيس
هبة الله بن محمد بن بديع المعروف بابن عفان الأصبهاني في كتاب صناعة
الشعراء وبضاعة الأدباء وقال عبر الأمير عماد الدولة على قصر المعتصم بن
الرشيد بسر من رأى فكتب عليه من نظمه:
مررت على المعشوق والدمع سائح * على صحن خدي ما أطيق له ردا
فقلت له أين الذين عهدتهم * يقضون عيشا في زمانهم رغدا
فقال مضوا واستخلفوني كما ترى * وبادوا فما يخشون حرا ولا بردا
الرافعي
إسماعيل بن الحكم
الرافقي
عبيد الله

448
الراكاني
خيران بن إسحاق
الرامشكي
علي بن عيسى
الراوندي
أحمد بن فضل الله والحسين بن أبي الفضل وعلي بن السيد الإمام
وقطب الدين أبو الحسن سعيد بن هبة الله بن الحسن.
الرباب امرأة داود بن كثير الرقي
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن
عليم بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد
اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب زوجة الحسين ع
توفيت بعد شهادته بسنة كمدا عليه سنة 62 من الهجرة.
نسبها
ما ذكرناه في نسبها هو المذكور في طبقات ابن سعد الكبير ج 8
ص 348 وفي غيره ما يخالف ذلك كثيرا ففي نسمة السحر الرباب بنت
امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن حليم بن خباب بن
كلب الكلبية زوجة الحسين بن علي ع وفي الأغاني بنت امرئ
القيس بن جابر بن كعب بن علي بن وبرة بن ثعلبة بن عمران بن الحاف بن
قضاعة.
وأمها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن
كعب المذكور وفي الأغاني أمها هند بنت الربيع بن مسعود بن مروان بن
حصين بن كعب بن عليم بن كليب اه‍. وأمها ميسون بنت عمر بن
ثعلبة بن حصين بن ضمضم. وأمها الرباب بنت أوس بنت حارثة ابن الأم
الطائي.
في الأغاني قال هشام بن الكلبي كانت الرباب من خيار النساء
وأفضلهن وفي نسمة السحر كانت من خيار النساء جمالا وأدبا وعقلا أسلم
أبوها في خلافة عمر وكان نصرانيا من عرب الشام فما صلى الله صلاة حتى ولاه
عمر على من أسلم بالشام من قضاعة وما أمسى حتى خطب إليه علي بن
أبي طالب ابنته الرباب على ابنه الحسين فزوجه إياها. وفي الأغاني بسنده
خطب إليه علي بناته له ولولديه الحسنين فقال قد أنكحتك يا علي المحياة ابنتي
وأنكحتك يا حسن سلمى وأنكحتك يا حسين الرباب بناتي فولدت
الرباب للحسين سكينة عقيلة قريش وعبد الله بن الحسين قتل يوم الطف
وأمه تنظر إليه وخطبت بعد استشهاد الحسين فأبت وقالت ما كنت لاتخذ
حموا بعد رسول الله ص وقالت ترثيه:
ان الذي كان نورا يستضاء به * بكربلاء قتيل غير مدفون
سبط النبي جزاك الله صالحة * عنا وجنبت خسران الموازين
قد كنت لي جبلا صعبا ألوذ به * وكنت تصحبنا بالرحم والدين
من لليتامى ومن للسائلين * يغني ويؤوي إليه كل مسكين
والله لا ابتغي صهرا بصهركم * حتى أغيب بين الرمل والطين
وكان يقول الحسين فيها وفي ابنتها سكينة:
لعمرك انني لأحب دارا * تحل بها سكينة والرباب
أحبهما وابذل جل مالي * وليس لعاتب عندي عتاب
وفي الأغاني بسنده عن مالك بن أعين سمعت سكينة بنت الحسين
ع تقول عاتب عمي الحسن أبي في أمي فقال وذكر البيتين.
وفي تاج العروس ذكر أرضا بدل دارا وبعض بدل جل وليس للائم فيهم
بدل لعاتب عندي. وفي الأغاني تكون بدل تحل وكل بدل جل وفي رواية
الأغاني زاد فيهما:
ولست لهم وان عابوا مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب
وأورد أيضا صاحب التاج للحسين ع فيها:
أحب لحبها زيدا جميعا * ونتلة كلها وبني الرباب
أخوالا لها من آل لام * أحبهم وطر بني جناب
وقال ابن الأثير ج 4 ص 45 كان مع الحسين امرأته الرباب بنت
امرئ القيس وهي أم ابنته سكينة وحملت إلى الشام فيمن حمل من
أهله ثم عادت إلى المدينة فخطبها الأشراف من قريش فقالت ما كنت
لأتخذ حموا بعد رسول الله ص وبقيت سنة لم يظلها سقف بيت حتى بليت
وماتت كمدا وقيل إنها أقامت على قبره سنة وعادت إلى المدينة فماتت أسفا
عليه
رباح بن أسود التميمي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
رباح بن الحارث بن بكر بن وائل
حكى العلامة في خاتمة القسم الأول من الخلاصة عن البرقي انه عده
من أصحاب أمير المؤمنين ع من ربيعة. ولكن لم يعلم أن رباح
بالموحدة أو المثناة.
رباح بن أبي نصر زيد السكوني الكوفي مولاهم
ذكر الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع رباح بن أبي
نصر السكوني الكوفي مولاهم وفي التعليقة اسم أبي نصر زيد أو زياد جد
أحمد بن محمد ووالد عمرو بن أبي نصر الجليلين.
رباح بن عاصم التميمي السعيدي مولاهم كوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
رباح بن عبيدة أو عبدة الهمداني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
في منهج المقال بعد ما ذكر ابن أبي نصر وابن اسود وابن عاصم وابن
عبيدة قال: تنبيه: اعلم أن هذه الأربعة ربما توجد بالياء المثناة تحت إلا أن

449
الظاهر أن النقط من الكاتب مع احتمال الصحة فلا تغفل اه‍.
الرباطي
بالراء والباء الموحدة هو الحسن بن رباط البجلي الكوفي
الشيخ رباعي المشهدي
من شعراء الفرس لم نعرف اسمه وحيث انه كان دائما ينظم
الرباعيات لقب بذلك.
الربعي حذيفة بن عامر
ربعي بن أحمر العجلي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
وربعي بكسر الراء وسكون الباء الموحدة وكسر العين المهملة
وتشديد الياء.
ربعي بن خراش أو حراش بن جحش بن عمرو بن عبد الله بن بجاد أو
نجاد بن عبد بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن
غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان أبو
مريم الغطفاني العبسي أو القيسي الكوفي
توفي سنة 100 أو 101 أو 104
ربعي مر ضبطه وخراش ضبطه أصحابه بالخاء المعجمة
وغيرهم بالحاء المهملة. قال العلامة في الخلاصة خراش بالخاء المعجمة والراء والشين المعجمة
وكذلك ابن داود ضبط بالخاء المعجمة المكسورة
كما يأتي وفي خلاصة تذهيب الكمال ربعي بن خراش بكسر المهملة اه‍ اي
بكسر الحاء المهملة لأن ربعي كان قد ضبطه قبل ذلك وفي تهذيب التهذيب
صدوق. وبسنده عن الحارث الغنوي وفي تاريخ بغداد رسمه أيضا بالحاء
المهملة في سبعة مواضع أما ما عن جامع الأصول انه ضبطه بكسر الخاء
المعجمة وتخفيف الراء وبالشين المعجمة فلعله اشتباه من الناقل والعبسي
نسبة إلى عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن عيلان
وفي بعض المواضع القيسي كأنه نسبة إلى قيس عيلان.
قال العلامة في الخلاصة في آخر القسم الأول نقلا عن البرقي في
رجاله ومن خواص أمير المؤمنين ع من مضر وذكر جماعة إلى أن
قال وربعي ومسعود ابنا خراش العبسيان بالباء الموحدة اه‍ محل الحاجة
وكفاه ذلك مدحا وتوثيقا وذكره ابن داود في القسم الأول من رجاله فقال
ربعي بالكسر ابن خراش بالخاء المعجمة المكسورة والراء المهملة والشين
المعجمة لم يزد على ذلك. وفي مشتركات الطريحي والكاظمي في رجال ابن
داود وذكرا ما مر ثم قال الميرزا في حاشية رجاله الكبير: لم أجده في
غيره ولا فيه علامة موضع من أخذه منه اه‍ والظاهر أنه كما قال اه‍
وأقول اخذه مما مر عن الخلاصة عن البرقي ولذلك ذكره في القسم
الأول. وقال الميرزا في الوسيط ربعي بن خراش ذكره ابن داود لا غير وقد
ذكره العامة وقالوا عابد ورع لم يكذب في الاسلام من جملة التابعين
وكبارهم روى عن علي ع مات سنة 101 وفي حاشية الوسيط
ربعي بن خراش أبو مريم العبسي ثقة لم يكذب قط توفي سنة 104.
وعن ابن حجر في التقريب ربعي بن حراش أبو مريم العبسي الكوفي
ثقة عابد من الثانية وعن مختصر الذهبي ربعي بن خراش الغطفاني العبسي
الكوفي العالم العامل لن يكذب قط وكان قد إلى على نفسه أن لا يضحك
حتى يعلم في الجنة هو أو في النار متفق على ثقته وأمانته واحتجاج به توفي
سنة 101 وفي هامش تهذيب التهذيب عن الحلبي له في الخصائص عن علي
حديث خاصف النعل وعن عمران حديث لأعطين الراية غدا رواهما عنه
منصور. وفي تهذيب التهذيب: ربعي بن خراش بن جحش بن عمرو بن
عبد الله بن بجاد العبسي أبو مريم الكوفي قدم الشام وسمع خطبة عمر
بالجابية قال ابن المديني بنو حراش ثلاثة ربعي وربيع ومسعود لم يروعن
مسعود شئ سوى كلامه بعد الموت وقال العجلي تابعي قال أبو نعيم وغير
واحد مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وقال ابن سعد توفي بعد الجماجم
في ولاية الحجاج وليس له عقب وكان ثقة وله أحاديث صالحة وذكره ابن
حبان في الثقات وقال كان من عباد أهل الكوفة وقال اللالكائي مجمع على
ثقته اه‍.
وفي تاريخ بغداد بعد ما ذكر نسبه كما في أول الترجمة قال كان ثقة وهو
أخو مسعود وربيع ابني حراش ورد المدائن غير مرة في حياة حذيفة وبعده ثم
روى بسنده عن ربعي بن حراش سمعت عليا يقول وهو بالمدائن جاء
سهيل بن عمرو إلى النبي ص فقال إنه قد خرج
إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعبدا فارددهم علينا له أبو بكر وعمر
صدق يا رسول الله فقال رسول الله لن تنتهوا
معشر قريش حتى يبعث الله عليكم رجلا امتحن الله قلبه بالايمان يضرب
رقابكم وأنتم مجفلون عنه اجفال النعم، فقال أبو بكر انا هو يا رسول الله
قال لا قال له عمر أنا هو يا رسول الله قال لا ولكنه خاصف النعل قال وفي
كف علي نعل يخصفها لرسول الله ص ثم روى بسنده عن أحمد بن عبد الله
العجلي قال وربعي بن حراش كوفي تابعي ثقة ويقال انه لم يكذب كذبة قط
كان ابنان له عاصيان زمن الحجاج فقيل للحجاج ان أباهما لم يكذب كذبة
قط لو أرسلت إليه فسألته عنهما فأرسل إليه فقال أين ابناك قال هما في البيت
قال قد عفونا عنهما بصدقك. وبسنده عن عبد الرحمن بن يوسف بن
خراش قال الربيع بن حراش كوفي رسمه بالحاء المهملة في موضعين قال آلى
الربيع بن حراش أن لا تفتر أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره فما
ضحك الا بعد موته وآلى أخوه ربعي بعده أن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في
النار الحديث. وبسنده عن محمد بن سعد قال ربعي بن
حراش العبدي توفي في ولاية الحجاج بعد الجماجم وبسنده عن أبي
نعيم مات ربعي بن حراش في زمن عمر بن عبد العزيز. وبسنده عن سعيد بن
جميل العبسي رأيت ربعي بن حراش رجلا أعور صلى عليه عبد الحميد بن
عبد الرحمن بن زيد اه‍.
وقال المفيد في كتاب الايضاح عند ذكر حديث هو في سنده ان
ربعي بن خراش عند أصحاب الحديث من المعدودين في جملة الروافض
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن عمر وعلي وابن مسعود وأبي موسى
وعمران بن حصين وحذيفة بن اليمان وطارق المحاربي وأبي اليسر كعب بن
عمرو السلمي وأبي مسعود وخرشة بن الحر وعمرو بن ميمون وغيرهم
وروى عن أبي ذر والصحيح ان بينهما زيد بن ظبيان اه‍ وزاد في تاريخ
بغداد وعن أبي بكرة.

450
تلاميذه
في تهذيب التهذيب: وعنه عبد الملك بن عمير وأبو مالك الأشجعي
والشعبي ونعيم بن أبي هند ومنصور بن المعتمر وعمرو بن هرم وهلال مولاه
وحصين بن عبد الرحمن وغيرهم اه‍ وزاد في تاريخ بغداد: حميد بن هلال
ومحمد بن علي وإبراهيم بن مهاجر.
ربعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سبرة الهذلي أبو نعيم بصري
سبرة عن تقريب ابن حجر بفتح المهملة وسكون الموحدة قال
النجاشي ثقة روى عن أبي عبد الله وأبي الحسن ع وصحب
الفضيل بن يسار وأكثر الأخذ عنه وهو الذي روى حديث الإبل اخبرني
أحمد بن علي بن نوح حدثني فهد بن إبراهيم حدثنا محمد بن الحسن حدثنا
محمد بن موسى الحرشي حدثنا ربعي بن عبد الله بن الجارود سمعت
الجارود يحدث قال كان رجل من بني رباح يقال له سحيم بن أثيل نافر غالبا
أبا الفرزدق بظهر الكوفة على أن يعقر هذا من إبله مائة وهذا من إبله مائة
إذا وردت الماء فلما وردت الماء قاموا إليها بالسيوف فجعلوا يضربون
عراقيبها فخرج الناس على الحميرات والبغال يريدون اللحم وعلي ع
بالكوفة فجاء على بغلة رسول الله ص إلينا وهو ينادي يا أيها
الناس لا تأكلوا من لحومها فإنما أهل بها لغير الله. وله كتاب رواه عنه
عدة من أصحابنا رحمهم الله منهم حماد بن عيسى أخبرنا الحسين بن
عبد الله حدثنا علي بن محمد حدثنا حمزة حدثنا الحسن بن متبل حدثنا
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن ربعي بكتابه. وذكر أبو
عبد الله الحسين بن الحسن بن بابويه كتاب الراهب والراهبة رواية محمد بن
الحسن عن أحمد بن محمد عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد
في فهرسته وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال
ربعي بن عبد الله بن الجارود العبدي البصري أبو نعيم وفي الفهرست
ربعي بن عبد الله بن الجارود له أصل أخبرنا به الشيخ أبو عبد الله محمد بن
محمد بن النعمان والحسين بن عبد الله عن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه
عن أبيه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن
سعد بن عبد الله والحميري ومحمد بن يحيى وأحمد بن إدريس عن
أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن
ربعي وأخبرنا الحسين بن عبد الله عن الحسن بن حمزة العلوي عن علي بن
إبراهيم عن أبيه عن حماد عن ربعي. ورواه ابن أبي عمير عن ربعي ابن
عبد الله. وقال الكشي قال محمد بن مسعود سألت أبا محمد عبد الله بن
محمد بن خالد الطيالسي عن ربعي بن عبد الله فقال هو بصري هو ابن
الجارود ثقة اه‍.
ثم إن خبر الإبل قد رواه المؤرخون بنحو آخر ففي وفيات الأعيان في
ترجمة الفرزدق همام بن غالب كان أبوه غالب من جلة قومه وسوراتهم وله
مناقب مشهورة ومحاسن مأثورة منها انه أصاب أهل الكوفة مجاعة وهو بها
فخرج أكثر الناس إلى البوادي فكان هو رئيس قومه وكان سحيم بن وثيل
الرياحي رئيس قومه واجتمعوا بمكان يقال له صوأر بوزن جعفر في
أطراف السماوة من بلاد كلب على مسيرة يوم من الكوفة فعقر واهدى إلى
قوم من بني تميم لهم جلالة جفانا من ثريد ووجه إلى سحيم جفنة فكفاها
وضرب الذي جاءه بها وقال انا مفتقر إلى طعام غالب إذا نحر هو ناقة
نحرت انا أخرى فوقعت المنافرة بينهما وعقر سحيم لأهله ناقة فلما كان من
الغد عقر لهم غالب ناقتين فعقر سحيم لأهله ناقتين فلما كان اليوم الرابع
عقر غالب مائة ناقة آخر الدواء الكي فلم يكن عند سحيم هذا القدر
فلم يعقر شيئا فلما انقضت المجاعة ودخل الناس الكوفة قال بنو رياح
لسحيم جررت علينا عار الدهر هلا نحرت مثلما نحر وكنا نعطيك مكان
كل ناقة ناقتين فاعتذر أن أبله كانت غائبة وعقر ثلاثمائة ناقة وكان ذلك في
خلافة علي بن أبي طالب فاستفتي في حل الأكل منها فقضى بحرمتها وقال
هذه ذبحت لغير مأكله ولم يكمن المقصود منها الا المفاخرة والمباهاة فألقيت
لحومها على كناسة الكوفة فأكلتها الكلاب والعقبان والرخم وهي قصة
مشهورة وعمل فيها الشعراء فأكثروا قال جرير يهجو الفرزدق:
تعدون عقر النيب أفضل مجدكم * بني ضوطرى لولا الكمي المقنعا
وقال المجلي أخو بني قطن بن نهشل:
وقد سرني أن لا تعد مجاشع * من المجد الأعقر ناب بصوأرا
اه‍. وفي هذه القصة أمور أولا ان فعل غالب كان موافقا
للكرم والشهامة وان فعل سحيم ابان عن جهل وجلافة فغالب اهدى إليه
جفنة كرامة له فأكفأها وضرب الآتي بها ولا يأبى الكرامة إلا لئيم وإن
كان أنف من فعل غالب وحسده على هذه الكرامة فكان عليه ان يقبل الهدية
ويفعل مثلما فعل غالب أو أحسن ويهدي إليه كما اهدى له أو أحسن لو
كان ممن يعقل ثانيا الذين تناولوا الفرزدق وعشيرته بالذم لأجل هذه
القصة ما هم إلا من الشعراء الذين يتبعهم الغاوون ويصورون الحسن
بصورة القبيح وبالعكس ثالثا ما جاءت من نهي أمير المؤمنين ع
عن أكل لحومها معللا بأنه أهل بها لغير الله ينبغي حمله على المبالغة
في النهي عن المنكر من اتلاف المال والتبذير لغير مصلحة بل لمجرد المفاخرة
والمنافرة وأتباع أفعال الجاهلية مما يؤدي إلى مفاسد عظيمة والى الحروب
وإراقة الدماء المحتدمة فأراد أمير المؤمنين ع من النهي عن أكل
لحومها المبالغة في الزجر عن مثل ذلك أن لحمها صار محرما بمنزلة لحم الميتة
فان الاهلال لغير الله هو ذبحها للأوثان والأصنام وذكر أسمائها عليها عند
الذبح دون اسم الله تعالى اما مجرد ذبحها للمفاخرة لا لوجه الله تعالى مع
ذكر اسم الله عليها عند الذبح فلا يجعلها لحمها حراما والحاصل أن أمير
المؤمنين ع نهى عن أكل لحومها وان كان أكلها مباحا لمصلحة في
هذا النهي وهي التشديد في النهي عن مثل هذا الفعل وان لزم من ذلك
اتلاف مال مباح لكون المصلحة في النهي أهم من المفسدة في اتلاف المال
المباح والله أعلم.
وفي تهذيب التهذيب وضع عليه رمز بخ د إشارة إلى أنه أخرج
حديثه البخاري وأبو داود وقال ربعي بن عبد الله بن الجارود بن أبي سبرة
الهذلي البصري قال ابن معين صالح وقال أبو حاتم صالح الحديث وقال
النسائي ليس به باس وقال الدارقطني لا باس به وذكره ابن حبان في
الثقات.
مشايخه وتلاميذه
في تهذيب التهذيب روى عن جده وعمرو بن أبي اللجلاج
وسيف بن وهب وعنه خالد بن الحارث ويزيد بن هارون وعبد الله بن رجاء
الغداني وأبو سلمة ومسدد ويحيى بن يحيى النيسابوري.

451
التمييز
في مشتركات الطريحي والكظامي باب ربعي المشترك بين ابن احمر
المجهول حاله وبين ابن عبد الله الثقة ويمكن استعلام انه الثاني برواية
حماد بن عيسى عنه كثيرا وحماد بن عثمان عنه وروايته هو عن الفضيل بن
يسار وحريز وصفوان بن يحيى والعباس بن معروف وعلي بن عمران
السقا وأبا عبد الله البرقي والأسود بن أبي الأسود الدؤلي والقاسم بن
الفضيل وأحمد بن يحيى ومسعدة بن صدقة والحسن بن علي عنه.
ربعي بن عمرو الأنصاري
في أسد الغابة شهد بدرا وقال عبيد الله بن أبي رافع شهد صفين مع
علي ع.
ربعي بن كأس التميم
استعمله أمير المؤمنين علي ع على سجستان روى نصر
ابن مزاحم في كتاب صفين ص 8 بسنده ان عليا ع حين قدم من
البصرة إلى الكوفة بعث العمال إلى الأمصار وعدهم ثم قال واستعمل
ربعي بن كأس على سجستان وكاس امه يعرف بها وهو من بني تميم.
الربيع أبو زيد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الربيع بن أبي مدرك أبو سعيد الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي
الفهرست الربيع بن أبي مدرك له كتاب ذكره ابن النديم اه‍ وهو يدل على
أن الشيخ لم يطلع على كتابه وعده ابن النديم من فقهاء الشيعة وقال له
كتاب وقال النجاشي: ربيع بن أبي مدرك أبو سعيد كوفي ويقال له
المصلوب كان صلب بالكوفة على التشيع ثقة روى عن أبي عبد الله ع
له كتاب رواه غير واحد أخبرنا أحمد بن محمد بن هارون
محمد بن عبد الله بن سعيد حدثنا محمد بن عبد الله بن غالب وأحمد بن
عمرو بن كيسبه حدثنا علي بن الحسن عن العلاء بن يحيى عن الربيع به
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب الربيع المشترك بين ثقة وغيره
ويمكن استعلام انه ابن أبي مدرك برواية العلاء عنه.
الربيع بن أحمر الأموي
مولاهم كوفي
الربيع بن أسحم الشيباني
مولاهم كوفي
الربيع بن اسود الليثي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الربيع الأصم
قال الشيخ في الفهرست له أصل أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن
ابن بطة عن أحمد بن محمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير
عن الحسن بن محبوب عن ربيع الأصم اه‍ ويحتمل اتحاده مع الربيع بن
محمد بن عمير بن حسان الأصم الآتي وتفصيل الكلام هناك.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية الحسن بن محبوب
عنه.
الربيع بن بدر البصري
توفي سنة 178.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع والظاهر أنه
هو المذكور في ميزان الذهبي وتهذيب التهذيب الموضوع عليه رمز ت ق
إشارة إلى أنه اخرج حديثه الترمذي وابن ماجة القزويني ففي الميزان
الربيع بن بدر أبو العلاء التميمي البصري عليلة. ابن معين: ليس
بشئ. أبو داود: ضعيف. النسائي متروك. ابن عدي: عامة رواياته
لا يتابع عليها. ثم أورد روايات هو في سندها. القرآن شافع مشفع
قبض رسول الله ص وهو مبغض بني أمية وبني حنيفة وثقيف. ما من يوم
الا ينزل من بركات الجنة في الفرات. ان الله لا يهتك ستر عبد فيه مثقال
ذرة من خير. وفي تهذيب التهذيب الربيع بن بدر بن عمرو بن جراد
التميمي السعدي الأعرجي ويقال العرجي أبو العلاء البصري المعروف
بعليلة مصغرا وهو لقب وزاد على ما مر. البخاري ضعفه قتيبة.
الجوزجاني واهي الحديث. أبو حاتم لا يشتغل به. ابن سعد توفي سنة
187. احمد روى عن الأعمش عن انس حديثا منكرا. العجلي وابن أبي
شيبة ضعيف. عن الحاكم: يقلب الأسانيد. الدارقطني والأزدي:
متروك اه‍ وما ذكره الذهبي من أحاديثه ليس فيه ما يستنكر ولعل رواياته
التي زعموا انه لا يتابع عليها هي في الفضائل التي لم تعتدها أسماعهم والله
أعلم.
من روى عنهم ورووا عنه
في تهذيب التهذيب: روى عن أبيه وسعيد الجريري وسليمان
الأعمش وأبي الأشهب العطاردي وأبي الزبير المكي وخالد الحذاء وابن
جريح وغيرهم وفي الميزان وثابت. وعنه ابن عون والفضل بن موسى
السيناني وآدم بن أبي اياس وأبو توبة وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر
وإسحاق بن أبي إسرائيل وهشام بن عمار وليون وجماعة وفي الميزان وداود بن
رشيد.
الشيخ ربيع بن جمعة العبري العبادي الحويزي
كان حيا سنة 912.
عالم فاضل من تلاميذ الشيخ محمد بن زين الدين علي بن حسام
الدين إبراهيم بن حسن بن إبراهيم بن أبي جمهور الأحسائي صاحب غوالي
اللآلي يروي إجازة عن الشيخ محمد بن صالح العزي كتبها له على ظهر
الارشاد للعلامة الذي هو بخط المجاز له كتبها باسترآباد في يعقوب محلة سنة
897 ذكر فيها انه يروي عن السيد شمس الدين محمد بن حليت الحسيني
وعن محمد بن علي بن أبي جمهور الأحسائي ويروي عنه إجازة السيد شرف

452
الغين محمود بن علاء الدين بن جلال الدين وتاريخ اجازته له التي بخط
المجيز 912.
الربيع بن الحاجب
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
الربيع بن حبيب الحنفي أبو سلمة البصري
. في ميزان الذهبي عن الدارقطني بعد ذكر الربيع بن حبيب العبسي
الآتي وانه ضعيف قال واما الربيع بن حبيب البصري فلا يترك قلت أبو
سلمة الحنفي بصري وثقه أحمد وابن معين وابن المديني فقول الدارقطني فيه
يترك لبس بتجريح له اه‍ هكذا في النسخة المطبوعة ولا يخفي انه قال فلا
يترك ولم يقل يترك الا أن يكون لا سقط من الناسخ.
مشايخه وتلاميذه
في الميزان يروي عن الحسن ومحمد وأبي جعفر الباقر وعنه بهر ابن
أسد ويحيى القطان وفي تهذيب التهذيب روى عن الحسن وابن سيرين وأبي
جعفر الباقر وعبد الله بن عبيد بن عمير وغيرهم. وعنه أبو داود الطيالسي
ويحيى القطان وعبد الصمد بن عبد الوارث وحجاج بن منهال وموسى بن
إسماعيل وغيرهم.
هو الآتي أم غيره
في تهذيب الكمال خلط بعضهم إحدى الترجمتين بالأخرى والصواب
التفريق وفي تهذيب التهذيب قلت لكن ذكر ابن أبي حاتم في ترجمة هذا
الحنفي أبي سلمة أنه هو الذي يروي عن نوفل بن عبد الملك وحكى عن
أحمد ويحيى توثيقه وعن أبيه أنه ليس بقوي ثم قال اي ابن أبي حاتم:
اتفاق أحمد ويحيى على توثيقه يدل على أن انكار حديثه من نوفل لا منه وقال
الحاكم أبو أحمد لم يذكر البخاري ربيع بن حبيب بن الملاح في تاريخه وقال
ربيع بن حبيب روى عن نوفل بن عبد الملك منكر الحديث قال أبو أحمد
ولعمري ان حديث الربيع عن نوفل منكر ولكن الحمل فيه عندي على نوفل
لا على الربيع والربيع ثقة اه‍ والشيخ في رجاله لم يذكر الا العبسي الآتي ولم
يذكر الحنفي هذا مع أنه من أصحاب الباقر ع فيوشك أن يكونا
عنده واحدا والله أعلم.
الربيع بن حبيب العبسي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وذكر في
أصحاب الباقر ع الربيع العبسي ويأتي وفي منهج المقال لعله
الربيع بن حبيب وهذا وفي التعليقة هذا لا تأمل فيه لأن أخاه عائذ هو
عائذ بن حبيب العبسي كما سيجئ اه‍ ووضع عليه في الميزان وتهذيب
التهذيب رمز ق إشارة إلى أن ابن ماجة القزويني اخرج حديثه في
الميزان: الربيع بن حبيب العبسي مولاهم الكوفي وثقه ابن معين
. البخاري والنسائي منكر الحديث. أبو زرعة شيعي. أحمد له مناكير
الدارقطني ضعيف له في سنن ابن ماجة حديث نهي عن ذبح ذوات الدر.
وفي تهذيب التهذيب الربيع بن حبيب أخو عائذ بن حبيب يقال لهما بني
الملاح وهما ثقتان كذا قال يعقوب ابن شيبة وقال أبو زرعة شيعي. أحمد
حدث عنه عبيد الله بن موسى مناكير البخاري وأبو حاتم والنسائي منكر
الحديث. ابن أبي حاتم قلت لأبي يكتب حديثه قال من شاء كتب هو
ضعيف ذكره البخاري في فصل من مات من الخمسين إلى الستين ومائة.
من روى عن الربيع وروى عنه الربيع
في ميزان الذهبي روى عن نوفل بن عبد الملك وغيره وعنه وكيع
وعبيد الله بن موسى وزيد في تهذيب التهذيب في مشايخه يحيى بن قيس
الطائفي.
الربيع بن خثيم
في منهج المقال روى عن أبي عبد الله ع كما في التهذيب في
باب طواف المريض اه‍ فهو غير الربيع بن خثيم أحد الزهاد الثمانية اه‍.
والرواية المشار إليها هي ما رواه الشيخ في التهذيب عن الكليني بسنده عن
محمد بن الفضيل عن الربيع بن خثيم قال شهدت أبا عبد الله ع
وهو يطاف به حول الكعبة في محمل وهو شديد المرض وصاحب الرياض
أورده بعنوان ربيع بن خثيم وضبط خثيم بفتح الخاء المعجمة وسكون المثناة
التحتية وفتح الثاء المثلثة ثم الميم والظاهر أنه اشتباه نشأ من قراءة الكلمة
على غير وجهها والله أعلم. وروى الصدوق في الفقيه عن أبي بصير قال
مرض أبو عبد الله ع فامر غلمانه ان يحملوه ويطوفوا به وأمرهم
ان يخطوا برجليه الأرض في الطواف ثم روى عن محمد بن فضيل عن
الربيع بن خثيم انه كان يفعل ذلك كلما بلغ إلى الركن اليماني. وضمير انه
راجع إلى الصادق ع والربيع يحكي فعل الصادق ع لا فعل
الربيع بن خثيم الذي كان في عصر أمير المؤمنين ع وتأتي رواية عن
الربيع بن خثيم صاحب أمير المؤمنين ع في ترجمته انه كان يفعل مثل
ذلك ولعل هذا هو الذي أوجب الاشتباه لعل أصل رواية ذلك عن صاحب
أمير المؤمنين ع اشتباه وانما هو صاحب الصادق ع ومن هنا كان
الربيع بن خثيم اثنين الراوي عن الصادق وصاحب أمير المؤمنين ع.
أبو يزيد الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله بن مرهبة بن منقذ بن نصر بن
الحكم بن الحارث بن مالك بن ثور بن عبد مناة بن أد بن طابخة واسمه
عامر بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الثوري التميمي
الكوفي.
توفي سنة 61 عن تقريب ابن حجر أو 62 عن سبط ابن الجوزي أو
63 قاله ابن الأثير وغيره.
كنيته
أبو يزيد ويوجد في بعض المواضع أبو زيد وهو تصحيف.
وخيثم بضم الخاء المعجمة وفتح الثاء المثلثة وبعدها مثناة تحتية
ساكنة وميم ولكن في خلاصة تذهيب الكمال بفتح المعجمة والمثلثة بينهما
تحتانية ساكنة. وهو اشتباه وعائذ بلفظ اسم الفاعل من عاذ وفي نسخة
عابد بالباء الموحدة والدال المهملة والظاهر أنه تصحيف وفي نسخة
ملكان بدل مالك واد عن الاكمال في الرجال للذهبي بالضم اسم
قبيلة وهو أد بن طابخة بن الياس بن مضر وطابخة لقب عامر بن الياس

453
لقبه بذلك أبوه لما طبخ الضب والثوري نسبة إلى ثور بن عبد مناة بن
أد بن طابخة بن الياس بن مضر.
محل قبره وما كتب عليه
قبره في طوس يبعد قريبا من فرسخ عن المشهد الرضوي وعليه قبة
وأهل تلك البلاد يزورونه ويسمونه خواجة ربيع وقد بنى قبته أولا الشاه
عباس الصفوي ثم جدد بناؤها في عهد الشاه رضا البهلوي ببناء متقن وهي
مجمع أهل الفتوة يذهبون إليها للهو والنزهة ولم نوفق لرؤية قبره حين تشرفنا
بزيارة الرضا ع عام 1353 وفي الرياض أنه كتب على باب قبته
حديث برواية البهائي عن العلامة الحلي لم تثبت صحته ان الرضا ع
قال ما حصل لي في القدوم إلى خراسان الا زيارة الربيع بن خثيم
اه‍ واصل ذلك ما كتبه الشيخ البهائي للشاه عباس حين سأله عن
الربيع بن خثيم كما عن بعض رسائله المشتملة على أجوبة مسائل الشاه
عباس له قال الشاه في سؤاله چه ميفرمائيد در باره خواجة ربيع فاجابه
الشيخ: بعرض عالي ميرساند كه خواجة ربيع عليه الرحمة از أصحاب
أمير المؤمنين ع است وبسيار مقرب آن حضرت بود ودر كشتن
فلان دخل داشته ودر قتيكه لشگر اسلام بخراسان بجهاد كفار آمده بوده أو
اينجا فوت شده وأر حضرت امام رضا ع منقولنكة فرمود ما را از
آمدن بخراسان فائده ديكز سيده بغير از زيارت خواجة ربيع وترجمة السؤال
ما تقولون في الخواجة ربيع؟ والجواب نعرض إلى المقام العالي ان الخواجة
ربيع عليه الرحمة من أصحاب أمير المؤمنين ع وكان مقربا عنده كثيرا ولما
جاء عسكر الاسلام إلى خراسان لجهاد الكفار توفي هناك وينقل عن الرضا
ع انه قال لم يحصل لي فائدة من المجئ الا خراسان الا زيارة
الخواجة ربيع اه‍ وقد كتب على باب قبة الربيع مضافا إلى ما مر: قد امر
بعمارة هذه القبة الشاه عباس الحسيني الموسوي الصفوي كتبها علي رضا
العباسي. وفي مجالس المؤمنين: قبره على شاطئ نهر طوس قريبا من
المشهد المقدس والمسموع من ثقات تلك الديار أن الرضا ع لما كان
مع المأمون بطوس كان يزور الخواجة ربيع وكفاه هذا فضلا وشرفا اه‍
وسيأتي عند ذكر أقوال العلماء فيه ان هذا المنقول عن الرضا ع لم
يثبت بل المظنون عدم صحته وان الربيع لم يكن من أهل البصيرة النافذة في
ولاء أمير المؤمنين ع وسيأتي عن سبط بن الجوزي أنه توفي بالكوفة
في ولاية عبيد الله بن زياد سنة 62 وقيل توفي بثغر الري وقيل بآذربيجان
حكاهما في الرياض فالأقوال في محل وفاته أربعة لكن المشهور أنه بطوسي.
هو عم همام صاحب أمير المؤمنين ع
في مطالب السؤول في مناقب آل الرسول لمحمد بن طلحة الشافعي
ان الربيع بن خثيم هو عم همام بن عبادة بن خثيم صاحب أمير المؤمنين
علي ع الذي سأله ان يصف له المتقين فوصفهم له فصعق فمات
كما في نهج البلاغة وان همام بن عبادة هو ابن أخي الربيع بن خثيم
المذكورين وفي كنز الفوائد للكراجكي ان الربيع بن خثيم هذا عم همام
الزاهد المشهور صاحب حديث همام في صفة المؤمنين وان هماما هو ابن
عبادة بن خثيم ولكن ابن أبي الحديد قال عند شرح حديث همام المذكور انه
همام بن شريح بن زيد بن مرة.
أقوال العلماء فيه
أقوال أصحابنا
سيأتي في الزهاد الثمانية من حرف الزاي الذين مر ذكرهم أيضا في
أويس القرني رواية الكشي عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن
شاذان والسند صحيح عده أول الأربعة من الزهاد الثمانية وقوله انهم
كانوا مع علي ومن أصحابه كانوا زهادا أتقياء. ومر عن الشيخ البهائي انه
كان من أصحاب أمير المؤمنين ومقربا عنده كثيرا وذكره عن الرضا ع:
لم يكن لي فائدة في المجئ إلى خراسان الا زيارة الخواجة ربيع. وحكاية
صاحب المجالس ان الرضا كان يزوره وقوله كفاه هذا فضلا وشرفا. لكن
قول البهائي انه كان مقربا عنده لم نجد ما يدل عليه ان لم يوجد الدليل على
خلافه وقول الرضا فيه وانه كان يزوره لم يثبت بل المظنون أو المتيقن عدم
صحته وانه من المشهورات التي لا أصل لها ولا ندري بماذا نعتذر عن
الشيخ البهائي في نقله مثل ذلك وما هو الا كاشتهار انه معلم الرضا الذي
حكاه صاحب الرياض مع أنه مما يضحك الثكلى ويأخذنا الخجل المتناهي
من نقله وما كنا لننقله لولا إرادة الاستشهاد به فالرضا ليس له معلم الا أبوه
عن جده عن آبائه عن رسول الله ص عن جبرئيل ع
عن الله تعالى والرضا توفي بعد المائتين والربيع بعد الستين فبينهما
نحو 140 سنة وفي الخلاصة في القسم الأول الربيع بن خثيم أحد الزهاد
الثمانية قاله الكشي عن علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان وفي
منهج المقال عبارة الكشي تفيد انه كان الربيع مع ثلاثة آخرين زهادا أتقياء
وصرح بطعن ثلاثة وكان ينبغي للعلامة التنبيه على ذلك فان مجرد كونه من
الثمانية غير مفيد كما لا يخفى اه‍ وفي رجال ابن داود في القسم الأول:
الربيع بن خثيم من أصحاب علي ع في رجال الكشي زاهد
ممدوح. وقال الشهيد الثاني في حواشي الخلاصة بعد ما ذكر نسبه كما مر
نقلا عن الاكمال في الرجال للذهبي سمع عبد الله بن مسعود وغيره وروى
عنه جماعة. وفي الرياض عن الطبري الامامي في أوائل كتاب المسترشد ان
العامة قد جعلوه من جملة الروافض ومع ذلك يعتمدون عليه وينقلون عنه
وقال ابن أعثم الكوفي في تاريخه ان الربيع بن خثيم كان آخر أمير ورد إلى
عسكر أمير المؤمنين ع يوم صفين وكان الربيع في الري وأمير
المؤمنين ع في انتظاره فجاء في أربعة آلاف فارس كاملي العدة فلما
ورد على أمير المؤمنين تحرك إلى صفين وفيما حكاه صاحب الرياض عن ابن
أعثم انه لما وصل إلى أمير المؤمنين حرض الناس على التوجه إلى الشام
وحرب معاوية اه‍ وقد عرفت ما حكاه نصر ولعله الصواب وفي الرياض ان
ابن أعثم من العامة لكن الصواب انه من أصحابنا كما ذكرناه في ترجمته.
وفي الرياض كان من التابعين ومن اتباع ابن مسعود الصحابي
المعروف بانحرافه عن علي ع وعندي انه ليس بمرضي على ما أحسب
وان نقل الكشي وغيره انه كان من الزهاد الثمانية وان قالوا انه من الأتقياء
منهم ومن اتباع أمير المؤمنين حتى أنهم صدروا الممدوحين منهم باسمه.
ثم قال إنه لم يكن من الثقات المرضيين عند الإمامية ولذلك قد يؤخذ على
جماعة من علمائنا من أصحاب الرجال يعني العلامة وابن داود وغيرهما
عدهم له في القسم الأول من كتبهم المعد لذكر المقبولين بمجرد ما في كلام
الكشي المتقدم إليه الإشارة مع ورود ذمه في عدة مواضع منها ما ذكره
السيد المرتضى بن الداعي الحسني من أكابر علمائنا في كتابة تبصرة العوام في
المجلد الأول منه المسمى بنزهة الكرام وبستان العوام بالفارسية فعد من

454
الذين تخلفوا عن بيعة أمير المؤمنين ع أو لم يبايعوه أصلا من
التابعين ثلاثة أحدهم الربيع بن خثيم ومن الصحابة سبعة قال وروى
نصر بن مزاحم المنقري في كتاب صفين أن أصحاب عبد الله بن مسعود أتوا
عليا ع لما أراد المسير إلى صفين وفيهم عبيدة السلماني وأصحابه
فقالوا انا نخرج معكم ولا ننزل معسكركم ونعسكر على حدة حتى ننظر في
أمركم وأمر أهل الشام فمن رأيناه أراد ما لا يحل له أو بدا لنا منه بغي كنا
عليه واتاه آخرون من أصحاب عبد الله بن مسعود فيهم ربيع بن خثيم وهم
يومئذ أربعمائة رجل فقالوا يا أمير المؤمنين انا شككنا في هذا القتال على
معرفتنا بفضلك ولا غنى بنا ولا بك ولا بالمسلمين عمن يقاتل بالمسلمين
العدو فولنا بعض هذه الثغور نكن به نقاتل عن أهله فوجه علي ع
بالربيع بن خثيم إلى ثغر الري فكان أول لواء عقد بالكوفة لواء ربيع بن
خثيم اه‍ وفي مجمع البحرين بعد نقل ذلك: وعلى هذا فيكون الربيع
داخلا في جملة المشككين. والموجود في شرح النهج قال نصر فأجاب عليا
ع يعني إلى الخروج لحرب معاوية الا أن أصحاب عبد الله بن مسعود
وساق الخبر كما مر إلى قوله كنا عليه فقال علي ع مرحبا وأهلا هذا
هو الفقه في الدين والعلم بالسنة من لم يرض بهذا فهو جائر خائن واه ولا
يخفي ان في تشكيك أصحاب ابن مسعود في أن معاوية باع وان عليا مبغي
عليه قلة فقه منهم فيكون قول علي ع لهم هذا هو الفقه في الدين
الخ يراد به مجرد استصلاحهم ودفع غائلتهم والا فالفقه يقتضي خلافه ولم
يخالف أمير المؤمنين ع الواقع في قوله هذا هو الفقه تورية أي أن
مضمونه هو الفقه لو صادف محله كما أن شك الربيع وأصحابه في قتال
معاوية جمود منهم وقصور معرفة فأرسلهم إلى الري تخلصا مما يمكن أن
يحدث منهم من غائلة وفساد في عسكره والا فهو أحوج إلى قتالهم معه من
ارسالهم لحفظ الثغور. وتدل بعض الروايات أنه أرسل الربيع مع جماعة
من بعض أصحاب ابن مسعود إلى قزوين فعن روضة الصفا ان شرذمة من
القراء من أصحاب عبد الله بن مسعود قالوا لأمير المؤمنين ع انا لسنا
على بصيرة من قتال أهل القبلة وذلك عند مسيره إلى صفين فلو بعثت بنا
إلى ثغر لنجاهد الكفار فبعث بهم إلى قزوين وجعل الأمير عليهم الربيع بن
خثيم. وكيف كان فما مر يدل على أنه لم يكن نافذ البصيرة في ولاء أمير
المؤمنين ع فشك في قتال المسلمين معه ودخلت عليه الشبهة في ذلك،
وغاب عنه قوله تعالى: وان طائفتان: الآية وقوله ص: علي مع الحق
الحديث فكان فيه تقوى الخوارج وجمودهم. وهؤلاء الجامدون في كل
زمان أضر على الاسلام والمسلمين من المتجاهرين بالفسق وقد يزيد ضررهم
على ضرر المنافقين أو يساويه الذين قال فيهم الرسول ص ما معناه اني لا
أخاف على أمتي مؤمنا ولا كافرا بل أخاف عليهم منافقا فالرجل كان زاهدا
تقيا الا انه كان جامدا غبيا والله المتولي جزاء عباده.
وقال الفاضل المتتبع المعاصر الميرزا حسين النوري صاحب
مستدركات الوسائل: لا تغرنك الأعمال البدنية والعبادات العادية
والأعراض عن الدنيا وزهرتها والتنسك في طول الليالي وظلمتها دون ان
تنظر إلى الاعتقاد الصحيح فان الربيع بن خثيم وهو من الزهاد الثمانية
وكان من أصحاب أمير المؤمنين ع بلغ في الزهد والعبادة غاية لم
يبلغها أحد فقد روي أنه لم يتكلم بشئ من أمور الدنيا عشرين سنة فقال
يوما لبعض أصحابه هل لكم مسجد في قريتكم فقال نعم أبوك حي أم لا
ثم ندم على كلامه وخاطب نفسه قائلا يا ربيع سودت صحيفتك ثم لم
يتكلم بعد بشئ من أمور الدنيا إلى أن قتل أبو عبد الله الحسين بن علي
فقال له رجل قتل ابن رسول الله فلم يتكلم بشئ ثم جاءه ناع آخر وأخبره
بذلك فلم يقل شيئا فلما أخبره الثالث بكى وقال اللهم فاطر السماوات
والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
ثم نقل ما يأتي من حفر القبر ووضع القرطاس بين يديه وغير ذلك ثم قال
فانظر إلى ضعف ايمانه ونقص عقله لما رواه نصر بن مزاحم وذكر الخبر
المتقدم عن نصر بن مزاحم وروضة الصفا اه‍.
وعدم تكلمه من أمور الدنيا عشرين سنة وندمه على سؤاله بعض
أصحابه عن وجود مسجد في قريتهم وحياة أبيه وعدم تكلمه بشئ حين
نعي إليه الحسين ع مرتين وبكاؤه في الثالثة وقراءته الآية دليل واضح
على جموده المتناهي فالتقي الورع من يزن كلامه ولا يتكلم بما يسخط الله لا
من يترك الكلام كله فالمؤمن لا بد له من الكلام في المباح ولو لأجل تدبير
معاشه وقد كان النبي ص وأمير المؤمنين وباقي الأئمة ع
والصلحاء يتكلمون في أمور الدنيا ويمزحون وقد ورد ذم من تخلى عن الدنيا
وتفرع للعبادة وهجر الناس من النبي ص ومن أمير المؤمنين ع وسمي
عدي نفسه ولا شك أن الكلام خير من السكون إذا سلم الكلام من الآفة
فالمهم بذل الجهد في سلامته منها لا ان يترك الكلام خوفا من عروض الآفة
فقد يسوقه ترك الكلام إلى ترك واجب أو مستحب أو فعل محرم فيقع فيما فر
منه وقد زاد بعض الفضلاء على ما تقدم من كلام الفاضل النوري قوله ان
عدم عده من أصحاب الحسنين والسجاد ع وقد عاصرهم دليل
على عدم اخذه عنهم مع أخذه عن ابن مسعود وأبي أيوب وعدم اخذه عن
علي ع وأخذ الشعبي وإبراهيم النخعي عنه دون رجالنا وثقاتنا وذلك
يؤيد ما ظن فيه من الانحراف والاعوجاج بل ادراكه الجاهلية والاسلام مع
عدم عده من الصحابة ولا ممن شهد موقفا واحدا مع النبي ص دليل على
تأخر اسلامه وما ذكره ابن شاذان يدل على زهده وتقواه وأنه ليس متصنعا
كالحسن البصري ولا مجاهرا بالعداوة كأبي مسلم الخولاني ومسروق ولا يدل
على صحة عقيدته ولا ملازمة بين صحة الاعتقاد والمواظبة على العبادات
البدنية كما لا يخفى على من استحضر عبادات خوارج النهروان اه‍ وادراكه
الجاهلية والاسلام يستفاد من قول ابن حجر انه مخضرم. وفي كتاب مطلع
الشمس تأليف صنيع الدولة وزير المعارف في عهد الشاه ناصر الدين
القاجاري وهو في رحلة الشاه إلى خراسان أن أقوال الربيع بن خثيم تذكر
في كتب التفاسير خصوصا مجمع البيان في تفسير الآيات كسائر الروايات
وقال حمد الله المستوفي ان الربيع بن خثيم كان واليا على قزوين من قبل أمير
المؤمنين ع اه‍ والشيخ الطوسي في البيان ينتقل أقواله كثيرا.
وقال الشيخ زين الدين علي العاملي البياضي في كتابه الصراط
المستقيم في تفسير القرآن الكريم وممن نسب من أهل الكوفة إلى الرفض
سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وجابر بن عبد الله والخدري والبراء
وعمران بن حصين وحذيفة ذو الشهادتين وعبد الله بن جعفر وابن عباس
وأبو رافع وأبو جحيفة وزيد إلى أن قال والربيع وأويس القرني والأشتر
ومحمد بن أبي بكر وابنه القاسم فهؤلاء عندهم رافضة وحديث العراق
متعلق بهم اه‍ وتوقف المجلسي فيه في الوجيزة وفي بعض كتبه قال ورأيت
بعض الطعون فيه وهو المدفون بالمشهد المقدس الرضوي اه‍.

455
أقوال غيرنا فيه.
في الرياض: قال الشيخ الجليل ابن عبد البر الأندلسي المالكي في
رسالة فقهاء الأمصار ان الربيع بن خثيم كان من أصحاب عبد الله بن
مسعود وقد غلبت عليها لعبادة ولم يكن له كثير فتوى وقال سبط ابن الجوزي
الحنبلي في كتاب صفوة الصفوة ما حاصله ان الربيع بن خثيم الثوري يكنى
بأبي زيد وانه قد انتهى الزهد إلى ثمانية من التابعين ومنهم الربيع بن خثيم
صاحب عبد الله بن مسعود وغيره وان الربيع بن خثيم المذكور توفي بالكوفة
في ولاية عبيد الله بن زياد سنة 62.
وقال السمعاني الشافعي في كتاب الأنساب اما أبو زيد الربيع بن
خثيم الزاهد الثوري التميمي الكوفي فهو من ثور بن عبد مناة بن أد بن
طابخة بن الياس بن مضر من أهل الكوفة من الزهاد الثمانية وذكره مشهور
في الكتب واخباره في الزهد والعبادة أشهر من أن تحتاج إلى الاغراق في
ذكرها يروي عن ابن مسعود وروى عنه أهل الكوفة مات بعد قتل الحسين
ع سنة 63 وقال الذهبي في كتاب كاشف الرجال الربيع بن خثيم
أبو يزيد الثوري يروي عن ابن مسعود وأبي أيوب يعني الأنصاري
ويروي عنه الشعبي وإبراهيم ورع قانت مخبت رباني حجة مات قبل
السبعين وفي الرياض يظهر من كاشف الرجال انه يروي عنه كثيرا جميع
مشايخ العامة لا سيما أكثر أصحاب الصحاح الستة وعلمائهم المعروفين
كالبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة القزويني ولم يرو عنه أبو
داود السجستاني في سننه أصلا ولا مالك في الموطأ وقال ابن حجر في
التقريب الربيع بن خثيم بن عائذ بن عبد الله الثوري الكوفي ثقة عابد
مخضرم من الثامنة قال له ابن مسعود لو رآك رسول الله ص لأحبك مات
سنة 61 وقيل 63 وقال بعض أصحاب الحواشي عليه 62 وكذا قال غيره
اه‍ الرياض وأراد بالثانية أي من الذين جاء في مدحهم تأكيد بصيغة أفعل
التفضيل مثل أوثق الناس أو بتكرير لفظ ثقة أو قيل فيه فقيه حافظ كذا قال
في أول كتابه وفي طبقات القراء للجزري تابعي جليل وردت عنه الرواية في
حروف القرآن اخذ القراءة عن عبد الله بن مسعود عرض عليه أبو زرعة بن
عمرو بن جرير قال له عبد الله بن مسعود لو رآك محمد ص لأحبك وما رأيتك
الا ذكرت المخبتين اه‍ وحكى عن شيخه أبي وائل أنه قيل له أيكما أكبر
أنت أو الربيع بن خثيم قال انا أكبر منه سنا وهو أكبر مني عقلا وقال
الشعبي كان من معادن الصدق وقال ابن معين لا يسأل عن مثله وقال منذر
الثوري شهد مع علي صفين اه‍ والأصح انه لم يشهدها.
اخباره في الزهد والعبادة وخوف الله تعالى
قال الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى في سورة الزمر وإذا
ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون وإذا ذكر الذين من دونه إذا
هم يستبشرون: عن الربيع بن خثيم الزاهد انه كان قليل الكلام فأخبر
بقتل الحسين ع فقالوا الآن يتكلم الربيع بن خثيم فما زاد على أن
قال آه أوقد فعلوا وقرأ هذه الآية أنه قال قتل من كان يجلسه رسول الله ص
في حجره ووضع فاه على فيه اه‍. وفي كشكول البهائي ان الربيع كان
قليل الكلام على النحو الذي ذكر في بعض الكتب المعتبرة أنه في مدة
عشرين سنة لم يتكلم بكلمة راجعة إلى أمور الدنيا سوى أنه قال يوما لبعض
تلاميذه هل في قريتكم مسجد قال نعم قال أبوك حي أم ميت ثم ندم بعد
هذين السؤالين وخاطب نفسه وقال يا ربيع قد سودت صحيفتك ثم لم
يتكلم بعدها بشئ راجع إلى الدنيا إلى أن استشهد الحسين ع فجاء إليه
رجل وقال يا ربيع قتل ابن رسول الله فلم يتكلم إلى أن جاءه رجل آخر
أخبره بقتله فلم يتكلم إلى أن جاء رجل آخر اخبره بقتله فبكى الربيع ثم
قال اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين
عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ثم لم يتكلم مدة حياته في أمور الدنيا وقال
صاحب الكشاف لما جاءه خبر قتل الحسين ع قال الناس الآن يتكلم
الربيع فلم يزد على قوله آه أوقد فعلوا ثم تلا الآية.
وفي تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي: قال الزهري لما بلغ
الربيع بن خثيم قتل الحسين بكى وقال لقد قتلوا فتية لو رآهم رسول الله
ص لأحبهم أطعمهم بيده وأجلسهم على فخذه وذكره ابن سعد أيضا اه‍
وذكر أبو القاسم القشيري في رسالته المشهورة أنه لما توفي الربيع قالت جارية
كانت تجاوره لأبيها كنت أرى عمودا على سطح جيراننا كل ليلة وصار لي
مدة لا أراه فقال لها يا بنية ليس ذلك عمودا هذا رجل صالح كان في جوارنا
يقوم كل ليلة للعبادة وقد توفي اه‍ وروى الطبرسي في جمع الجوامع عن
الربيع بن خثيم ان ابنته قالت له ما لي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام فقال
يا بنتاه أن أباك يخاف البيات وفي الرياض حكي عنه أنه قال لا يقولن
أحدكم استغفر الله وأتوب إليه فيكون ذنبا وكذبا ولكن ليقل اللهم اغفر لي
وتب علي يعني أن معنى التوبة الاقلاع عن الذنب فمن قال أتوب إلى الله
ولم يقلع عن الذنوب فهو كاذب وعن خلاصة الأذكار للفيض في باب
الاستغفار: يعني إذا استغفر عن قلب لاه لا يستحضر طلب المغفرة ولا
يلجأ إلى الله بقلبه فيكون ذلك ذنبا وإذا قال أتوب إليه ولم يتب فذلك كذب
واعترض صاحب الرياض على ذلك بان هذا الاستغفار قد وقع في الأدعية
وغيرها المأثورة عن الرسول ص وأهل بيته ع بما لا يعد ولا يحصى
وأقول ان كان قصد الربيع المبالغة في الاقلاع عن الذنوب لم يكن عليه
اعتراض. وقال الغزالي في الباب السادس من الكتاب العاشر من إحياء
العلوم ان الربيع بن خثيم حفر في داره قبرا وكان إذا وجد في قلبه قساوة
دخل فيه واضطجع ومكث ما شاء الله ثم يقول رب ارجعوني لعلي أعمل
صالحا فيما تركت يرددها ثم يرد على نفسه يا ربيع قد رجعناك فاعمل.
وعن مصباح الشريعة للشيخ أبي الحسن سليمان بن الحسن الصهرشتي من
مشاهير تلاميذ شيخ الطائفة ان الربيع كان يضع قرطاسا بين يديه فيكتب ما
يتكلم به ثم يحاسب نفسه في عشيته ما له وما عليه ثم يقول آه نجا
الصامتون. وعن جامع التمثيل حكي عن الربيع بن خثيم أنه كان معه
دائما دواة وقلم وكاغد من الصبح إلى المغرب وكلما فعله أو قاله يكتبه في
ذلك الكاغد إلى ما بعد صلاة العشاء ثم ينظر فيه فما كان طاعة شكر الله
عليه وما كان معصية تاب إلى الله منه ويقول آه نجا الصادقون وانا وقعت
في العذاب بعملي وفي كشكول البهائي قيل للربيع بن خثيم ما نراك تغتاب
أحدا فقال لست لنفسي راضيا فأتفرغ لذم الناس ثم أنشد:
لنفسي أبكي لست أبكي لغيرها * لنفسي في نفسي عن الناس شاغل
ولما رأت أم الربيع ما يلقى من البكاء والسهر قالت يا بني لعلك
قتلت قتيلا قال نعم يا أماه قالت ومن هو حتى نطلب إلى أهله فيعفوا عنك
فوالله لو يعلمون ما أنت فيه لرحموك وعفوا عنك.
وفي كشكول البهائي أيضا ان الربيع بن خثيم كان يبكي كثيرا ويبيت

456
ساهرا ولا يستقر فضاق صدر أمه من كثرة بكائه فقالت له يا بني هل قتلت
أحد ظلما حتى تبكي هذا البكاء قل لي حتى اذهب إلى أولياء المقتول
واستحلهم فوالله لو علموا بحالك لرحموك وعفوا عنك فقال يا أماه بلى قد
قتلت نفسي واستشهد الشيخ البهائي في الكشكول في مدح العزلة بفعل
الربيع وقال قال سليمان الداراني بينما الربيع بن خثيم جالس على باب داره
إذ جاء حجر فصك وجهه وشجه فجعل يمسح الدم عن جبهته ويقول لقد
وعظت يا ربيع فقام ودخل داره حتى أخرجت جنازته. وفي حاشية الفقيه
عن مجمع البيان انه عرض فالج للربيع فكان يجر رجليه في وقت الطواف
فقيل له يا أبا يزيد إذا جلست كان أخف عليك في هذا المرض فقال كل
أحد يسمع نداء حي على الفلاح.
وفي مطالب السؤول قال نوف البكالي عرضت لي حاجة إلى أمير
المؤمنين علي بن أبي طالب ع فاستتبعت إليه جندب بن زهير
والربيع بن خثيم وابن أخيه همام بن عبادة بن خثيم فألفيناه حين خرج يؤم
المسجد فأفضى ونحن معه إلى نفر متدينين قد أفاضوا في الأحدوثات تفكها
وهم يلهي بعضهم بعضا فأسرعوا إليه قياما وسلموا عليه فرد التحية ثم قال
من القوم فقالوا انا من شيعتك يا أمير المؤمنين فقال لهم خيرا ثم قال يا
هؤلاء ما لي لا أرى فيكم سمة شيعتنا وحلية أحبتنا فامسك القوم حياء
فاقبل عليه جندب والربيع فقالا له ما سمة شيعتكم يا أمير المؤمنين فسكت
فقال همام أسألك بالذي أكرمكم أهل البيت وخصكم وحباكم لما انباتنا
بصفتهم فوصفهم وذكر وصفا طويلا.
ما اثر عنه من المواعظ والحكم
المنقول من كشكول البهائي
قيل للربيع بن خثيم ما نراك تغتاب أحدا فقال لست عن نفسي
راضيا فأتفرغ لذم الناس. ومن كلمات الربيع لو كانت الذنوب تفوح
روائحها ما جلس أحد في جنب أحد. وقال إن العجب من قوم يعملون
لدار يبعدون منها كل يوم مرحلة ويتركون العمل لدار يرحلون إليها في كل
يوم مرحلة. ومن كلماته ان عوفينا من شر ما أعطينا لم يضرنا ما زوي
عنا.
المنقول من احياء العلوم
كان الربيع يقول ما دخلت في صلاة قط فأهمني فيها الا ما أقول وما
يقال لي. وقال: الناس رجلان مؤمن فلا تؤذه وجاهل فلا تجاهله وقال
لرجل: تفقه ثم اعتزل وكان كلما سئل كيف أصبحت يقول أصبحت من
ضعفاء المذنبين نستوفي أرزاقنا وننتظر آجالنا.
المنقول من مجالس الشيخ الطوسي
قالت جارية للربيع بن خثيم كيف أصبحت يا أبا يزيد قال أصبحت
في أجل منقوص وعمل محفوظ والموت في رقابنا والنار من ورائنا ثم لا ندري
ماذا يفعل بنا.
مشايخه
في تهذيب التهذيب روى عن النبي ص مرسلا وعن ابن مسعود وأبي
أيوب وامرأة من الأنصار وعمرو بن ميمون وعبد الرحمن بن أبي ليلى.
تلاميذه
وعنه ابنه عبد الله ومنذر الثوري والشعبي وهلال بن يساف
وإبراهيم النخعي وبكر بن ماعز وأبو زرعة ابن عمرو بن جرير.
الربيع بن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه اه‍. وذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب جده الربيع بن عميلة بفتح
العين وحكى توثيقه عن ابن معين وابن حبان وابن سعد وقال له أحاديث
قال العجلي كوفي تابعي ثقة. البخاري كان في أهل الردة زمن خالد بن
الوليد روى عن ابن مسعود وسمرة بن جندب وعمار بن ياسر وأبي سريحة
وأبيه عميلة وأخيه يسير وعنه ابنه الركين وعمارة بن عمير وهلال بن يساف
وعبد الملك بن عمير.
الربيع بن زكريا الوراق
قال النجاشي كوفي طعن عليه بالغلو له كتاب فيه تخليط ذكر ذلك أبو
العباس بن نوح أخبرنا عدة من أصحابنا عن محمد بن أحمد بن داود عن
أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا محمد بن أحمد بن خاقان النهدي حدثنا
محمد بن علي أبو سمينة الصيرفي حدثنا محمد بن أورمة عنه به. وفي
التعليقة وصف في التهذيب بالكاتب اه‍. وقد ذكرنا مرارا ان القدماء كانوا
يرون ما ليس من الغلو غلوا ولعل التخليط الذي نسبه ابن نوح إليه
هو لأجل ذلك.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية محمد بن أورمة عنه.
الربيع بن زياد بن انس بن ذبيبان بن فطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن
ربيعة بن كعب بن مالك بن كعب بن الحارث بن عمرو بن وعلة بن
خالد بن مالك بن أدد أبو عبد الرحمن الحارثي البصري
توفي سنة 51
من أصحاب أمير المؤمنين علي ع. حكى الشريف الرضي
رضي الله عنه في نهج البلاغة خبرا عن العلاء بن زياد الحارثي من أصحاب
أمير المؤمنين ع وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 3 ص 12 13
ان الذي رويته عن الشيوخ ورأيته بخط عبد الله بن أحمد بن الخشاب ان
صاحب هذا الخبر مع أمير المؤمنين ع هو الربيع بن زياد الحارثي واما
العلاء بن زياد الذي ذكره الرضي فلا اعرفه ولعل غيري يعرفه اه‍ هذا مع
أن خصوصيات الخبر تدل على أنه لرجل واحد ومنها أن له أخا هو
عاصم بن زياد أما ما في النهج فهو قوله ومن كلام له ع بالبصرة
وقد دخل على العلاء بن زياد الحارثي يعوده فلما رأى سعة داره قال ما كنت
تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا وأنت في الآخرة كنت أحوج وبلى ان شئت
بلغت الآخرة: تقري فيها الضيف وتصل فيها الرحم وتطلع منها الحقوق
مطالعها فإذا أنت قد بلغت بها الآخرة ورغبه فيها إذا كان يبلغ الآخرة.
وهذا أسلوب عجيب زهده في سعة الدار إذا لم يبلغ بها الآخرة ورغبه فيها
إذا كان يبلغ بها الآخرة فقال له العلاء يا أمير المؤمنين أشكو إليك أخي
عاصم بن زياد قال ما له قال لبس العباء وتخلى من الدنيا قال علي به فلما
جاء قال يا عدي نفسه لقد استهام بك الخبيث أما رحمت أهلك وولدك
أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أن تأخذها أنت أهون على الله من

457
ذلك. قال يا أمير المؤمنين هذا أنت في خشونة ملبسك وجشوبة مأكلك
قال ويحك اني لست كانت ان الله تعالى فرض على أئمة الحق ان يقدروا
أنفسهم بضعفة الناس كيلا يتبيغ أي يهيج بالفقير فقره اه‍ واما الذي
رواه ابن أبي الحديد عن الشيوخ ورآه بخط ابن الخشاب فهو أن الربيع بن
زياد الحارثي أصابته نشابة في جبينه فكانت تنتقض عليه في كل عام فاتاه
علي ع عائدا فقال كيف تجدك أبا عبد الرحمن قال أجدني يا أمير
المؤمنين لو كان لا يذهب ما بي الا بذهاب بصري لتمنيت ذهابه قال وما
قيمة بصرك عندك قال لو كانت لي الدنيا لفديته بها قال لا جرم ليعطينك
الله على قدر ذلك أن الله تعالى يعطي على قدر الألم والمصيبة وعنده تضعيف
كثير قال الربيع يا أمير المؤمنين ألا أشكو إليك عاصم بن زياد أخي قال ما
له قال لبس العباء وترك الملا وغم أهله وأحزن ولده فقال ع
ادعوا لي عاصما فلما اتاه عبس في وجهه وقال ويحك أترى الله أباح لك
اللذات وهو يكره ما أخذت منها لأنت أهون على الله من ذلك ثم استشهد
بآيات يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان. ومن كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون
حلية تلبسونها. واما بنعمة ربك فحدث. قل من حرم زينة الله
الآية. يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم. يا أيها الرسل
كلوا من الطيبات وبقوله ص لبعض نسائه ما لي أراك شعثاء مرهاء سلتاء قال
عاصم فلم اقتصرت يا أمير المؤمنين على لبس الخشن واكل الجشب فاجابه
بنحو ما مر فما قام علي ع حتى نزع عاصم العباء ولبس ملاءة ويأتي ذلك
في ترجمة عاصم (انش) قال ابن أبي الحديد والربيع هو الذي افتتح بعض
خراسان وفيه قال عمر دلوني على رجل إذا كان في القوم أميرا فكأنه ليس
بأمير وإذا كان في القوم ليس بأمير فكأنه الأمير بعينه وكان خيرا متواضعا
وهو صاحب الوقعة مع عمر لما أحضر العمال فتوحش له الربيع وتقشف
واكل معه الجشب من الطعام فأقره على عمله وصرف الباقين وكتب زياد بن
أبيه إلى الربيع بن زياد وهو على قطعة من خراسان ان أمير المؤمنين معاوية
كتب إلي يأمرك ان تحرز له الصفراء والبيضاء وتقسم الخرثي (1) وما أشبهه
على أهل الحرب فقال له الربيع اني وجدت كتاب الله قبل كتاب أمير
المؤمنين ثم نادى في الناس ان اغدوا على غنائمكم فاخذ الخمس وقسم
الباقي على المسلمين ثم دعا الله ان يميته فما جمع حتى مات اه‍. وما في
الاستيعاب وأسد الغابة من أن الذي كتب إليه زياد بذلك هو الحكم بن
عمرو الغفاري وكان على خراسان فأصاب مغنما. يمكن حمله على تعدد
الواقعة وان الحكم كان على جزء من خراسان والربيع على جزء آخر وكون
فتح خراسان كان على يد الأحنف لا ينافيه ان فتح بعضه كان على يد
الربيع. وفي تهذيب التهذيب الربيع بن زياد بن انس الحارثي أبو عبد
الرحمن البصري كان عاملا لمعاوية على خراسان وكان الحسن البصري كاتبه
فلما بلغه مقتل حجر بن عدي وأصحابه قال اللهم ان كان للربيع خير
فاقبضه وعجل فمات في مجلسه وكان قتل حجر سنة 51 روى له أبو داود
والنسائي وابن ماجة.
الذين روى عنهم والذين رووا عنه في تهذيب التهذيب: روى عن أبي
ابن كعب وكعب الأحبار وعنه أبو مجلز ومطرف بن عبد الله بن الشخير
وحفصة بنت سيرين.
الربيع بن زياد الضبي الكوفي سكن البصرة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
الربيع بن زيد الكندي البصري
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه.
الربيع بن سعد الجعفي
مولاهم كوفي خراز
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي بعض
النسخ ابن سعيد. وفي التعليقة سيجئ في عتبة بن سعيد انه أخو الربيع
السمان على ما هو في نسختي من النقد وهو الظاهر وفيه إشعار بمعروفيته.
الربيع بن سليمان بن عمرو كوفي
قال النجاشي صحب السكوني واخذ عنه وأكثر وهو قريب الامر في
الحديث أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا حميد بن زياد حدثنا إبراهيم بن
سلميان عن الربيع بن سليمان بكتابه. وفي الخلاصة بعد ما نقل كلام
النجاشي قال: قال ابن الغضائري امره قريب قد طعن عليه ويجوز ان
يخرج شاهدا. وفي منهج المقال قولهم قريب الامر اخذه أهل الدراية مدحا
ويحتاج إلى التأمل أقول كونه نوعا من المدح غير بعيد إذ المتبادر منه قربه
من الجودة فإذا قيل قريب الامر في الحديث فمعناه قرب حديثه من الصحة
ونحو ذلك. وفي الفهرست ربيع بن سليمان له كتاب أخبرنا به جماعة عن
أبي المفضل عن حميد بن زياد عن إبراهيم بن سليمان عنه.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف برواية إبراهيم بن سليمان
وزاد الكاظمي روايته هو عن السكوني
الربيع بن سهل بن الربيع الفزاري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ثم ذكر
الربيع بن سهل الفزاري الكوفي في أصحاب الصادق ع وفي منهج
المقال والاتحاد غير بعيد وذلك لان الشيخ في رجاله كثيرا ما يذكر الرجل
الواحد مرتين إذا كان مذكورا بعنوانين بينهما بعض الاختلاف. وفي ميزان
الذهبي الربيع بن سهل عن هشام بن عروة قال يحيى بن منين ليس بشئ
وقال الدارقطني وغيره ضعيف وقال البخاري يخالف في حديثه وهو
الربيع بن سهل بن الركين بن الربيع بن عميلة الفزاري قال قاسم بن محمد
الدلال حدثنا محمد أحمد بن صبيح حدثنا الربيع بن سهل الفزاري عن
سعيد بن عبيد الطائي عن علي بن ربيعة سمعت عليا على منبركم هذا وهو
يقول عهد النبي الأمي ص انه لا يحبك الا مؤمن ولا يبغضك الا منافق
اه‍. وفي لسان الميزان: قال أبو زرعة: منكر الحديث. أبو حاتم:
شيخ. ابن معين ليس بثقة. وضعفه أبو داود. وذكره العقيلي والساجي في
الضعفاء وأورد له العقيلي من رواية عبيد الله بن موسى عنه عن سعيد بن
عبيد عن علي بن ربيعة عن علي في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين.
وقال العقيلي الرواية في هذا عن علي لينة الا قتاله الحرورية فإنه صحيح
اه‍. وما لينها الا لعظم الناكثين والقاسطين في نفوسهم فإنهم مجتهدون لم
يكن قتالهم واستباحتهم دماء الألوف من المسلمين الا طلبا بثار الخليفة
المظلوم الذي حرضوا عليه وخذلوه ولم ينصروه وذهبوا إلى مكة وهو محصور



(1) في القاموس الخرثي بالضم أثاث البيوت أو أردأ المتاع والغنائم. - المؤلف -
458
ثم جاءوا يطلبون ثاره ممن هو برئ ولم يكن قتالهم طلبا لامره ولا لشئ من
عرض الدنيا بل خالصا لوجهه تعالى ولئن صح هذا فالخوارج اعذر فإنه
ليس من طلب الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأصابه كما قاله علي ع
بعد قوله لا تقاتلوا الخوارج بعدي وبعض الجامدين في عصرنا بدمشق كان
يقول عن ابن ملجم اجتهد فأخطأ فهو معذور. ثم انه يظهر ان هؤلاء
سلسلة شيعية من الربيع بن ركين وآبائه إلى الربيع بن عميلة. وفي لسان
الميزان الربيع بن الركين هو الربيع بن سهل بن الركين
الربيع بن صبيح
توفي سنة 160 بأرض السند خرج غازيا إلى السند فمات في البحر
فدفن في جزيرة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع والظاهر أنه هو
المذكور في الميزان بعنوان الربيع بن صبيح البصري ووضع عليه رمز ت
ق ونقل بعض الذموم وحكى عن أبي الوليد انه لا باس به وعن ابن
المديني انه صالح وليس بالقوي وعن شعبة انه من سادات المسلمين وفي
تهذيب التهذيب ذكره بعنوان الربيع بن صبيح السعدي أبو بكر ويقال أبو
حفص البصري مولى بني سعد بن زيد مناة ووضع عليه رمز خت ت ق
إشارة إلى أنه اخرج حديثه البخاري في التاريخ والترمذي وابن ماجة
القزويني وذكر فيه بعض الذموم وحكى عن أحمد انه رجل صالح لا باس به
وعن أبي زرعة شيخ صالح صدوق وعن أبي حاتم رجل صالح وعن
يعقوب بن شيبة رجل صالح صدوق ثقة ضعيف جدا اي انه يهم فلا
ينافي صدقه ووثاقته وعن ابن عدي له أحاديث صالحة مستقيمة ولم أر له
حديثا منكرا جدا وأرجو انه لا باس به وبرواياته وعن خالد بن خداش هو
في هديه رجل صالح وعن الساجي ضعيف الحديث أحسبه كان يهم وكان
عبدا صالحا وعن العقيلي سيد من سادات المسلمين وعن ابن حبان كان من
عباد أهل البصرة وزهادهم وكان يشبه بيته بالليل ببيت النحل من كثرة
التهجد الا ان الحديث لم يكن من صناعته فكان يهم فيما يروي كثيرا حتى
وقع في حديثه المناكير من حيث لا يشعر وذكر الرامهرمزي انه أول من
صنف بالبصرة اه‍. ومن ذلك يعلم أن القدح فيه يرجع إلى ضعفه في
الحديث بدعوى الوهم منه وانه ثقة في نفسه ولعل نسبته إلى الوهم لروايته
ما لم تعتده نفوسهم مع اعتراف بعضهم بان أحاديثه مستقيمة وليس له
حديث منكر.
مشايخه
في الميزان روى عن الحسن ومجاهد وزاد في تهذيب التهذيب حميد
الطويل ويزيد الرقاشي وأبا الزبير وأبا غالب صاحب أبي امامة وثابت البناني
تلاميذه
في الميزان عنه ابن مهدي وآدم وعلي بن الجعد وزاد في تهذيب
التهذيب الثوري وابن المبارك ووكيع وأبا داود وأبا الوليد الطيالسيين
الربيع بن عاصم أبو حماد الأزدي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر والصادق ع كذا
في منهج المقال وقيل إن عده من أصحاب الباقر ع غلط كما يشهد بذلك
نسخ رجال الشيخ والنسخة المصححة من منهج المقال
الربيع بن عبد الرحمن الأسدي مولاهم الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
الربيع العبسي الكوفي وأخوه عائذ
ذكرهما الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال عربيان
والربيع هو ابن حبيب كما مر
الربيع بن عميلة الفزاري الكوفي
مر في أثناء ترجمة الربيع بن الركين.
الربيع بن محمد بن عمر بن حسان الأصم المسلي
المسلي مر في إسماعيل بن علي قال النجاشي ومسلية قبيلة من مذحج
وهي مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن خالد بن مالك بن أدد روى عن
أبي عبد الله ع ذكره أصحاب الرجال في كتبهم له كتاب يرويه
جماعة أخبرنا أحمد بن عبد الواحد حدثنا علي بن محمد بن الزبير حدثنا
علي بن الحسن بن فضال حدثنا عباس بن عامر عنه به وقال الشيخ في رجاله
في رجال الصادق ع الربيع بن محمد المسلي الكوفي وفي الفهرست
ربيع بن محمد المسلي له كتاب أخبرنا به ابن أبي جيد القمي عن محمد بن
الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أيوب بن نوح عن
العباس بن عامر القصباني عن الربيع بن محمد المسلي. واتحاده مع الربيع
الأصم المتقدم محتمل باعتبار وصفهما بالأصم ويبعده اختلاف طريقي
الشيخ إلى كتابيهما ويمكن ان يكون للشيخ طريقان إلى كتابه لكن الظاهر
خلافه. وفي التعليقة رواية جماعة من الأصحاب مثل العباس بن عامر وغيره
كتابه تشير إلى الاعتماد عليه ويؤيده رواية ابن الوليد وعلي بن الحسن عنه
كما لا يخفى على المطلع بحالهما اه‍.
الربيع بنت معوذ
ذكرها الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
ربيع النباطي العاملي نزيل مكة المكرمة
توفي سنة 1002
ذكره المحبي في خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر فقال:
ربيع النباطي نزيل مكة كان من عظماء العلماء السالكين منهج الرشاد وهو
من المشاهير في ذلك العصر بعلو القدر في العلم والعبادة ومدحه كبار
الفضلاء وأثنوا عليه واخذ عنه جماعة كثيرون وكان موصوفا بالسخاء
والمكارم ولما توفي رثاه جماعة منهم الشهاب احمد الخفاجي فإنه رثاه مؤرخا
وفاته بقوله:
صاح هل نافع وهل عاصم من * نشر وجد مني بطي الضلوع
غير صبر قد مر إذ مر من كان * ربيعا لكل غيث مريع
كامل وافر رمانا زمان * فيه بالبعد بعد فقد سريع
هو بر وفي المكارم بحر * من أصول تزهو بخلق بديع
قد فقدنا فيه اصطبار فأرخ * كل صبر محرم في ربيع

459
قال وقال شيخنا الشيخ حسن الشامي ابن الشهيد صاحب المعالم
مؤرخا أيضا بقوله:
صبري تناقص لازدياد دموعي * مما حوته من الفراق ضلوعي
ذهب الذي كنا له جمعا به * وفراق جمعي قد أضر جميعي
وإذا ذكرت ربيع أيام مضت * ارخ بشوال فراق ربيع
ولم يذكره صاحب أمل الآمل.
الربيع بن واصل الكلاعي
استشهد بصفين مع أمير المؤمنين ع سنة 37 روى نصر في
كتاب صفين بسنده عن تميم بن جذيم الناجي قال أصيب في المبارزة من
أصحاب علي ع وذكر جماعة إلى أن قال والربيع بن واصل
الكلاعي.
الربيع بن يونس بن محمد بن عبد الله بن أبي فروة كيسان حاجب المنصور
العباسي
توفي أول سنة 170 وقيل سنة 169
قال ابن خلكان كان الربيع حاجب المنصور ثم وزر له بعد أبي أيوب
المورياني وكان كثير الميل إليه حسن الاعتماد عليه وذكر له معه اخبارا تطلب
من هناك وكان الربيع يتشيع. ومن اخباره مع الإمام جعفر بن محمد
الصادق ع ما ذكره المفيد في الارشاد قال من آيات الله الظاهرة
على يدي الصادق ع خبره مع المنصور لما امر الربيع باحضار أبي
عبد الله ع فأحضره واحضر الواشي به فقال له المنصور أتحلف قال نعم
وابتدأ بالحلف فقال الصادق قل برئت من حول الله وقوته والتجأت إلى
حولي وقوتي لقد فعل كذا ومذا جعفر فامتنع ثم حلف فما برح حتى ضرب
برجله فمات قال الربيع وكنت رأيت جعفر بن محمد حين دخل على المنصور
يحرك شفتيه فكلما حركهما سكن غضب المنصور حتى أدناه منه وقد رضي
عنه فلما خرج أبو عبد الله من عند المنصور اتبعته فقلت له ان هذا الرجل
كان من أشد الناس غضبا عليك فلما دخلت عليه دخلت وأنت تحرك
شفتيك وكلما حركتهما سكن غضبه فبأي شئ كنت تحركهما قال بدعاء
جدي الحسين بن علي فقلت جعلت فداك وما هذا الدعاء قال يا عدتي عند
في شدتي ويا غوثي عند كربتي احرسني بعينيك التي لا تنام واكنفني
بركنك الذي لا يرام قال الربيع فما نزلت بي شدة قط الا دعوت بهذا الدعاء
ففرج عني وقلت لجعفر بن محمد لم منعت الساعي ان يحلف بالله قال كرهت
ان يراه الله يوحده ويمجده فيحلم عنه ويؤخر عقوبته فاستحلفته بما سمعت
فأخذه الله اخذة ريبة. وروى ابن طلحة في مطالب السؤول من اخبار
الصادق ع مع المنصور ان المنصور طلب من الربيع احضار الصادق
ع متعبا فتغافل الربيع عنه لينساه ثم أعاد ذكره للربيع وقال ابعث من
يأتينا به متعبا فتغافل عنه حتى توعده المنصور وأغلظ له فقال له الربيع يا أبا
عبد الله أذكر الله قد ارسل إليك بما لا دافع له غير الله الحديث ومن
اخباره مع الإمام الصادق ع ما رواه السيد رضي الدين علي بن
موسى بن طاوس في مهج الدعوات بسنده عن الربيع انه لما حج المنصور
وصار بالمدينة ارسل الربيع ليلا إلى الصادق ع يسأله المصير إليه
وان ييسر ولا يعسر ولا يعنف في قول ولا فعل فدخل عليه في دار خلوته
فوجده يصلي ويتضرع قال فأكبرت ان أقول شيئا حتى فرع فقلت السلام
عليك يا أبا عبد الله فقال وعليك السلام يا أخي ما جاء بك فأبلغته رسالة
المنصور، فقال ويحك يا ربيع ألم يأن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر
الله إلى قوله فلا يامن مكر الله الا القوم الخاسرون قرأت على أمير المؤمنين
السلام ورحمة الله وبركاته ثم اقبل على صلاته فقلت هل بعد السلام من
مستعتب أو إجابة قال نعم قل له أفرأيت الذي تولى إلى قوله وان ليس
للانسان الا ما سعى وان سعيه سوف يرى انا والله قد خفناك وخافت
لخوفنا النسوة اللاتي أنت اعلم بهن فان كففت والا أجرينا اسمك على الله
عز وجل كل يوم خمس مرات وأنت حدثتنا ان أربع دعوات لا يحجبن عن
الله إحداهن دعوة المظلوم فأخبرت المنصور فبكى وقال ارجع إليه وقل له
الامر في لقائك إليك واما النسوة فقد آمن الله روعهن فرجعت فأخبرته إلى
أن قال ثم قال يا ربيع ان هذه الدنيا وان أمتعت ببهجتها وغرت بزبرجها
فان آخرها لا يعدو ان يكون كآخر الربيع الذي يروق بخضرته ثم يهيج
عند انتهاء مدته إلى آخر كلامه في الموعظة وذم الدنيا ثم قال نسأل الله لنا
ولك عملا صالحا بطاعته ومآبا إلى رحمته ونزوعا عن معصيته وبصيرة في
حقه فإنما ذلك له وبه فقلت يا أبا عبد الله أسألك بكل حق بينك وبين الله
جل وعلا الا عرفتني ما ابتهلت به إلى ربك وجعلته حاجزا بينك وبين
حذرك وخوفك فلعل الله يجبر بدوائك كسيرا ويغني به فقيرا والله ما أعني
غير نفسي قال الربيع فرفع يده واقبل على مسجده كارها ان يتلو الدعاء
صفحا ولا يحضر ذلك بنية فقال قل اللهم إني أسألك يا مدرك الهاربين وذكر
دعاء طويلا
ومنها ما رواه ابن طاوس أيضا في المهج عن الربيع صاحب
المنصور قال: حججت مع المنصور فلما صرت في بعض الطريق قال لي إذا
نزلت المدينة فاذكر لي جعفر بن محمد فوالله العظيم لا يقتله أحد غيري
فأنساني الله ذكره فلما صرنا إلى مكة قال ألم امرك ان تذكرني بجعفر بن محمد
قلت نسيت ذلك قال إذا رجعنا إلى المدينة فذكرني به فلما قدمنا المدينة ذكرته
به فقال اذهب فائتني به مسحوبا فنهضت وانا في حال عظيم من ارتكاب
ذلك فاتيت الإمام الصادق فقلت جعلت فداك ان أمير المؤمنين يدعوك قال
السمع والطاعة فلما أدخلته عليه رأيته وفي يده عمود يريد ان يقتله به
ونظرت إلى جعفر وهو يحرك شفتيه فلما قرب منه قال له ادن مني يا ابن عم
وتهلل وجهه وقربه حتى أجلسه معه على السرير ثم دعا بالحقة وفيها قدح
الغالية فغلفه بيده وحمله على بغلة وامر له ببدرة وخلعة وخرجت بين يديه
حتى وصل إلى منزله فقلت له بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله اني لم أشك
فيه انه ساعة تدخل عليه يقتلك ورأيتك تحرك شفتيك فما قلت قال قلت
حسبي الرب من المربوبين إلى آخر الدعاء.
ومنها ما رواه ابن طاوس في مهج الدعوات أيضا بسنده عن
الربيع الحاجب قال بعث المنصور إبراهيم بن حبلة إلى المدينة ليشخص
جعفر بن محمد فخبره برسالة المنصور فسمعه يقول اللهم أنت ثقتي في كل
كرب إلى آخر دعاء قال الربيع فلما وافى إلى حضرة المنصور دخلت فأخبرته
بقدوم جعفر وإبراهيم فدعا المسيب بن زهير الضبي فدفع إليه سيفا فقال إذا
دخل جعفر بن محمد فخاطبته وأومأت إليه فاضرب عنقه فخرجت إليه
فقلت يا ابن رسول الله ان هذا الجبار قد امر فيك بما أكره ان ألقاك به فان
كان في نفسك شئ تقوله وتوصيني به فقال لا يروعك ذلك فلو قد رآني
لزال ذلك كله ثم اخذ بمجامع الستر فقال يا اله جبرائيل إلى آخر الدعاء ثم

460
دخل فحرك شفتيه بشئ لم افهمه فنظرت إلى المنصور فما شبهته الا بنار
صب عليها الماء فخمدت واخذ بيده ورفعه على سريره ثم سأله عن حديث
كان سمعه منه في صلة الأرحام فذكر له حديثا فقال ليس هذا فذكر آخر
فقال ليس هذا فذكر ثالثا فقال ليس هذا فذكر رابعا فقال نعم هذا ودعا
بالغالية فغلفه بيده وأعطاه أربعة آلاف دينار ودعا بدابته فقدمت إلى جانب
السرير فركبها قال الربيع وعدوت بين يديه فقلت يا ابن رسول الله ان هذا
الجبار يعرضني على السيف كل قليل ولقد دعا المسيب بن زهير فأعطاه سيفا
وأمره بقتلك وأني رأيتك تحرك شفتيك بشئ لم افهمه فقال ليس هذا
موضعه فرحت إليه عشيا فروى له عن أبيه عن جده أن رسول الله ص لما
البت عليه اليهود وفزارة وغطفان جعل يدخل ويخرج وينظر إلى السماء
ويقول ضيقي تتسعي ثم خرج في بعض الليل فإذا علي بن أبي طالب فقال
يا أبا الحسن أما خشيت أن تقع عليك عين قال إني وهبت نفسي لله
ولرسوله فخرجت حارسا للمسلمين فنزل جبرئيل ع فقال يا محمد
ان الله يقرأ عليك السلام ويقول لك قد رأيت موقف علي منذ الليلة
وأهديت له من مكنون علمي كلمات لا يتعوذ بها عند كل شيطان مارد ولا
سلطان جائر ولا حرق ولا غرق ولا هدم ولا ردم ولا سبع ضار ولا لص
قاطع الا امنه الله من ذلك وهو أن يقول: اللهم احرسنا بعينك التي لا تنام
إلى آخر الدعاء قال الربيع والله لقد دعاني المنصور مرات يريد قتلي فأتعوذ
بهذه الكلمات فيحول الله بينه وبين قتلي.
ومنها ما رواه ابن طاوس في مهج الدعوات أيضا عن محمد ابن
الربيع الحاجب قال قعد المنصور في قصره في القبة الخضراء وكانت قبل قتل
محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن تسمى الحمراء وكان له يوم يسمى
يوم الذبح وكان قد اشخص جعفر بن محمد من المدينة فدعا الربيع ليلا
وقال أئتني بجعفر بن محمد على الحال التي تجده فيها قال الربيع فقلت انا لله
وإنا إليه راجعون هذا والله هو العطب إن اتيت به على ما أراه من غضبه
قتله وذهبت الآخرة وان لم آته ذهبت الدنيا فمالت نفسي إلى الدنيا فبعث
الربيع ولده محمدا قال فتسلقت عليه الدار فوجدته قائما يصلي وعليه قميص
ومنديل قد ائتزر به فلما سلم قلت أجب أمير المؤمنين قال دعني أدعو والبس
ثيابي قلت ليس إلى ذلك سبيل فأخرجته حافيا حاسرا في قميصه ومنديله فلما
ان وقعت عين الربيع على جعفر وهو بتلك الحال بكى وكان الربيع يتشيع
فقال له جعفر يا ربيع انا أعلم ميلك إلينا فدعني أصلي ركعتين وأدعو قال
شأنك وما تشاء فصلى ركعتين خففهما ثم دعا بعدهما بدعاء لم افهمه فاخذ
الربيع بدراعته فأدخله على المنصور فلما صار في صحن الايوان وقف ثم
حرك شفتيه بشئ لم أدر ما هو ثم أدخلته فجعل المنصور يؤنبه بما لا حاجة
إلى نقله وهو يعتذر فاطرق المنصور وكان على لبد وتحت لبده سيف ذو فقار
فضرب يده إلى السيف فسل منه مقدار شبر وأخذ بمقبضه فقلت إنا لله
ذهب والله الرجل ثم رد السيف وجعل يؤنبه أقبح تأنيب وهو يعتذر
فانتضى من السيف ذراعا فقلت إنا لله ذهب الرجل وجعلت في نفسي انه
ان امرني فيه بأمر إن أعصيه لأني ظننت انه يأمرني ان آخذ السيف فاضرب
به جعفرا فقلت إن أمرني ضربت المنصور وان اتى ذلك علي وعلى ولدي
وتبت إلى الله فأقبل يعاتبه وجعفر يعتذر ثم انتضى السيف كله الا يسيرا
فقلت إنا لله مضى والله الرجل ثم أغمد السيف وأطرق ساعة ثم رفع رأسه
وقال أظنك صادقا ودعا بالعيبة وكانت مملوءة غالية فقال ادخل يدك فيها
وضعها في لحيته وقال لي أحمله على فاره من دوابي واعطه عشرة آلاف درهم
وشيعه إلى منزله مكرما فخرجنا من عنده وانا مسرور فرح بسلامة جعفر
ع ومتعجبا مما أراده المنصور وما صار إليه من أمره وسألته عن الذي دعا
به عقيب الركعتين وما حرك به شفتيه في صحن الايوان فقال لي أما الأول
فدعاء الكرب والشدائد وهو إلى آخر الدعاء وأما الثاني فدعاء رسول الله
ص يوم الأحزاب وكان أمير المؤمنين ع يدعو به إذا أحزنه أمر وهو اللهم
احرسني بعينك التي لا تنام إلى آخر الدعاء ثم قال لولا الخوف لدفعت إليك
هذا المال ولكن قد كنت طلبت مني أرضي بالمدينة وأعطيتني بها عشرة آلاف
دينار فلم أبعك وقد وهبتها لك قلت يا ابن رسول الله انما رغبتي في الدعاء
الأول والثاني فإذا فعلت فهذا هو البر ولا حاجة لي الآن في الأرض فقال انا
أهل بيت لا نرجع في معروفنا وكتب لي بعهد الأرض وأملى علي الدعائين
قال الربيع فلما وجدت من المنصور خلوة وطيب نفس سألته عن سبب رضاه
عنه بعد غضبه الشديد فأمره بالكتمان وهدده ان أذاع ثم قال يا ربيع كنت
مصرا على قتل جعفر فلما هممت به في المرة الأولى تمثل لي رسول الله ص
فإذا هو حائل بيني وبينه باسط كفيه حاسر عن ذراعيه قد عبس وقطب في
وجهي فصرفت وجهي عنه ثم هممت به في المرة الثانية فإذا انا برسول الله
ص قد قرب مني ودنا شديدا وهم بي أن لو فعلت لفعل ثم تجاسرت وقلت
هذا بعض فعال فتمثل لي رسول الله ص باسطا ذراعيه قد تشمر واحمر
وعبس وقطب حتى كاد يضع يده علي فخفت والله لو فعلت لفعل فكان
مني ما رأيت، وهؤلاء من بني فاطمة لا يجهل حقهم الا جاهل لا حظ له
في الشريعة اه‍.
وفيما تضمنته هذه الأخبار دلالة صريحة على تشيع الربيع وحسن
عقيدته في الصادق ع.
ربيعة بن أبي عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي
يأتي بعنوان ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ.
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ابن عم النبي ص
يكنى أبا أروى
توفي سنة 23 بالمدينة المنورة
أمه في أسد الغابة عزة بنت قيس بن طريف من ولد الحارث بن
فهر وهو أخو أبي سفيان بن الحارث وفيه وفي الاستيعاب كان أسن من عمه
العباس بن عبد المطلب بسنتين وهو الذي قال فيه رسول الله ص يوم فتح
مكة الا كل دم ومأثرة كانت في الجاهلية فهو تحت قدمي وان أول دم أضعه
دم ربيعة بن الحارث وذلك أنه قتل لربيعة بن الحارث ابن في الجاهلية يسمى
آدم وقيل تمام فأبطل رسول الله ص الطلب به في الاسلام ولم يجعل لربيعة
في ذلك تبعة وفي ذيل المذيل ص 24 انما قال النبي ص ان أول دم أضعه
دم ربيعة بن الحارث وربيعة حي لان ذلك دم كان لربيعة الطلب به في
الجاهلية وذلك أن ابنا لربيعة صغيرا كان مسترضعا في بني ليث بن بكر
وكان بين هذيل وبين ليث بن بكر حرب فخرج ابن ربيعة بن الحارث وهو
طفل يحبو أمام البيوت فرمته هذيل بحجر فأصابه الحجر فرضخ رأسه فجاء
الاسلام قبل أن يثار ربيعة بن الحارث بدم ابنه فأبطل النبي ص الطلب
بذلك الدم فلم يجعل لربيعة السبيل على قاتل ابنه فكان ذلك معنى وضع
النبي ص دمه وهو ابطاله أن يكون له الطلب به لأنه كان من ذحول
الجاهلية وقد هدم الاسلام الطلب بها قالوا ولم يحضر ربيعة بن الحارث بدرا
مع المشركين كان غائبا بالشام ثم قدم بعد ذلك على رسول الله ص مهاجرا

461
أيام الخندق وشهد مع رسول الله ص يوم حنين فيمن ثبت معه من أهل بيته
وأصحابه وتوفي بعد أخويه نوفل وأبي سفيان اه‍ ومر عن الإصابة أنه توفي
قبلهما وفي تهذيب التهذيب له صحبة قال ابن الكلبي في قول النبي ص في
حجة الوداع وأول دم أضع دم ربيعة بن الحارث قال لم يقتل ربيعة وقد
عاش إلى خلافة عمر ولكن قتل ابن له صغير وقوله دم ربيعة لأنه ولي الدم ثم
حكى بالاسناد عن ابن إسحاق ان رسول الله ص قال في خطبته وان أول
دم أضع دم ابن ربيعة هذا آدم بن ربيعة قال وهو غريب لم أره لغيره ثم
رأيته للزبير بن بكار وغيره والذي يتبادر إلى ذهني وأظنه أنه تصحيف من دم
ابن ربيعة بزيادة ألف ويؤديه ما رويناه من حديث ابن عمر في هذه القصة
قال وأول دم أضعه دم الحارث بن ربيعة بن الحارث وقال ابن سعد هاجر
مع العباس ونوفل بن الحارث وشهد الفتح والطائف وثبت يوم حنين.
وفي أسد الغابة وقيل اسم ابن ربيعة المقتول اياس ومن قال إنه آدم
فقد أخطأ لأنه رأى دم ابن ربيعة فظنه آدم بن ربيعة يقال ان حماد بن سلمة
هو الذي غلط فيه. وهو الذي قال عنه النبي ص نعم الرجل ربيعة لو
قصر من شعره وشمر ثوبه وفي الإصابة قال الدارقطني في كتاب الاخوة
أطعمه النبي ص من خيبر مائة وسق كل عام وكذا قال الزبير وثبت ذكره في
صحيح مسلم من طريق عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن عبد
المطلب بن ربيعة قال اجتمع ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب والعباس بن
عبد المطلب فقالا لو بعثنا هذين الغلامين إلى النبي ص فأمرهما على
الصدقات الحديث بطوله وكان ربيعة شريك عثمان في الجاهلية في التجارة
ومات ربيعة قبل أخويه نوفل وأبي سفيان اه‍ وفي الاستيعاب روى عن
النبي ص أحاديث منها قوله انما الصدقة أوساخ الناس في حديث طويل
ومنها حديثه في الذكر في الصلاة والقول في الركوع والسجود روى عنه
عبد الله بن الفضل اه‍ وزاد في أسد الغابة روى عنه بأنه عبد المطلب وفي
ذيل المذيل ص 38 روى بسنده عن عبد الله بن ربيعة عن أبيه عن رجل
من قريش رأيت النبي ص في الجاهلية وهو واقف بعرفات مع المشركين
ورأيته في الاسلام واقفا موقفه ذلك فعرفت ان الله عز وجل وقفه ذلك وقال
المرتضى في الفصول المختارة من المجالس ومن كتاب العيون والمحاسن
كلاهما لشيخه المفيد في الفصل الثالث عشر منه عند ذكر الاشعار التي تؤثر
عن الصحابة في الشهادة لعلي بالسبق إلى الاسلام ما لفظه: ومنه قول
ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب حيث يقول عند بيعة أبي بكر:
ما كنت أحسب هذا الامر منتقلا * عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
أليس أول من صلى لقبلتهم * واعلم الناس بالآثار والسنن
وآخر الناس عهدا بالنبي ومن * جبريل عون له في الغسل والكفن
من فيه ما فيهم لا يمترون به * وليس في القوم ما فيه من الحسن
ماذا الذي ردكم عنه فنعلمه * ها ان بيعتكم من أول الفتن الغبن
الراوي عنهم والراوون عنه
في تهذيب التهذيب روى عن ابن عمه الفضل بن العباس وعنه
عبد الله بن نافع بن أبي العمياء على خلاف فيه وابنه عبد المطلب بن
ربيعة. ومر عن الاستيعاب رواية عبد الله بن الفضل عنه وعن ذيل المذيل
رواية ابنه عبد الله عنه.
ربيعة الرأي
يأتي بعنوان ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ.
ربيعة بن سميع
قال النجاشي في أول كتابه ربيعة بن سميع عن أمير المؤمنين ع
له كتاب في زكاة النعم. اخبرني الحسين بن عبيد الله وغيره عن
جعفر بن محمد بن قولويه حدثنا أبي وسائر شيوخي عن سعد بن عبد الله
عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن أبي عمير حدثنا عبد الله بن المغيرة
مقرن عن جده ربيعة بن سميع عن أمير المؤمنين ع أنه كتب له
في صدقات النعم وما يؤخذ من ذلك وذكر الكتاب
ربيعة بن شيبان السعدي أبو الحوراء البصري
في تهذيب التهذيب روى عن الحسن بن علي وعنه يزيد بن أبي مريم
وثابت بن عمارة الحنفي وأبو يزيد الزراد قال النسائي ثقة وذكره ابن حبان
في الثقات وقال العجلي كوفي تابعي ثقة
ربيعة بن عبد الله بن عطاء
قال ابن الأثير ج 5 ص 261 كان ممن خرج مع محمد بن عبد الله بن
الحسن المثنى من المشهورين
ربيعة أستاذ أبي حنيفة بن عثمان
في منهج المقال عن بعض نسخ رجال الشيخ انه ذكره في أصحاب
علي بن الحسين ع قال وكانه ابن عثمان التيمي الآتي المتفق عليه
في النسخ
ربيعة بن عثمان اليمي القرشي المدني
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع.
ربيعة بن علي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب أمير المؤمنين علي ع
وقال كان أبو إسحاق يروي عنه.
ربيعة بن أبي عبد الرحمن فروخ المعروف بربيعة الرأي المدني
قال الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع
ربيعة بن أبي عبد الرحمن واسم أبي عبد الرحمن فروخ وفي أصحاب الباقر
ع ربيعة بن أبي عبد الرحمن المعروف بربيعة الرأي المدني الفقيه
عامي وفي الخلاصة ربيعة الرأي من أصحاب الباقر ع عامي.
وروى الكشي في ترجمة زرارة قال جئت إلى حلقة بالمدينة فيها عبد الله بن
محمد وربيعة الرأي فقال عبد الله يا زرارة سل ربيعة عن شئ مما اختلفتم
فيه فقلت ان الكلام يورث الضغائن فقال لي ربيعة الرأي سل يا زرارة
فقلت لم كان رسول الله ص يضرب في الخمر قال بالجريد وبالنعل فقلت لو
أن رجلا أخذ اليوم شارب خمر وقدمه إلى الحاكم ما كان عليه قال يضربه
بالسوط لان عمر ضرب بالسوط فقال عبد الله بن محمد يا سبحان الله يضرب رسول الله
ص بالجريد ويضرب عمر بالسوط فيترك ما فعل رسول
الله ص ويؤخذ ما فعل عمر.

462
ربيعة العقيلي
استشهد مع علي ع يوم البصرة سنة 36.
كان مع علي أمير المؤمنين ع يوم الجمل قال ابن الأثير ج 3
ص 125 لما قتل عمرو بن يثري الذي كان بيده خطام الجمل اخذ خطام
الجمل رجل من بني عدي وتركه بيد رجل وبرز فخرج إليه ربيعة العقيلي
يرتجز ويقول:
يا أمنا أعق أم تعلم * والأم تغدو ولدها وترحم
أما ترين كم شجاع يكلم * وتختلى منه يد ومعصم
ثم اقتتلا فأثخن كل واحد منهما صاحبه فماتا جميعا قال ابن الأثير بعد
ايراد الرجز: كذب فهي ابرام تعلم أقول ترجيح أحد القولين يحتاج
إلى تفسير معنى البر والعقوق ما هو.
ربيعة بن قيس العدواني
العدواني نسبة إلى عدوان بن عمرو بن قيس عيلان كذا في أسد
الغابة.
في أسد الغابة ذكره محمد بن عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين
مع علي من الصحابة وفي الإصابة ربيعة بن قيس العدواني ذكره ضرار بن
صرد بسنده إلى عبيد الله بن أبي رافع فيمن شهد صفين مع علي من الصحابة
وهو من عدوان قيس أخرجه أبو نعيم وغيره اه‍.
ربيعة بن كعب
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول ص.
ربيعة بن مالك بن وهبيل النخعي
استشهد مع علي أمير المؤمنين ع بصفين سنة 37
قال ابن الأثير ج 3 ص 155 قاتلت النخع يوم صفين قتالا شديدا
فأصيب منهم وذكر جماعة وعد منهم ربيعة بن مالك بن وهبيل
ربيعة بن ناجذ أو ناجد الأسدي الأزدي عربي كوفي
ناجذ في الخلاصة في الخاتمة بالنون والجيم والذال المعجمة اه‍
وفي هامش تهذيب التهذيب عن خلاصة تذهيب الكمال ناجد بجيم ثم
مهملة اه‍ وفي تاريخ بغداد رسم بالذال المعجمة في موضعين.
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب أمير المؤمنين علي ع
وعده البرقي في أصفيائه من اليمن فيما حكاه عنه العلامة في خاتمة القسم
الأول من الخلاصة فقال وربيعة بن ناجذ بالنون والجيم والذال المعجمة
الأزدي اه‍ ووصفه بالأسدي الأزدي
قيل لأنه نسبة إلى بني أسد بطن من أزد شنوءة من القحطانية وهم بنو
أسد بن عائد بن مالك بن عمرو بن مالك لا من أسد ربيعة ولا من أسد
قريش ولا غيرهم وفي تهذيب التهذيب ربيعة بن ناجد الأزدي ويقال أيضا
الأسدي الكوفي روى عن علي وابن مسعود وعبادة بن الصامت وعنه أبو
صادق الأزدي يقال انه اخوه ذكره ابن حبان في الثقات له في ابن ماجة
حديث واحد في الامر بإقامة الحدود وفي الخصائص آخر في فضل علي وقال
العجلي كوفي ثقة وقرأت بخط الذهبي لا يكاد يعرف اه‍ والذهبي ببصيرته
التي غطت عليها شدة انصافه لا يكاد يعرف أصفياء علي. وفي تاريخ
بغداد ربيعة بن ناجذ الأسدي الكوفي سمع علي بن أبي طالب وورد الأنبار
في صحبته روى عنه أبو صادق الأزدي وقيل أن أبا صادق هو أخو ربيعة ثم
روى بسنده عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ خطبنا علي بالأنبار فقل يا
أيها الناس ان الجهاد باب من أبواب الجنة فمن تركه شمله البلاء وسيم
الخسف وديس بالصغار والله انه بلغني أن المرأة المسلمة كان ينزع عنها
رعاتها ويكشف عن ذيلها فما تمتنع ثم انصرفوا موفورين ولم يكلموا ما على
هذا فارقت فارقتم ظ رسول الله ص اه‍ وهذه الخطبة خطبها لما أغار
أصحاب معاوية على الأنبار عملا بالاجتهاد الموفق وربيعة بن ناجذ كان مع
جارية بن قدامة لما خرج لحرب الضحاك بن قيس وفي شرح النهج لابن أبي
الحديد ج 1 ص 156 عن إبراهيم بن هلال الثقفي في حديث قال سال
الضحاك بن قيس الفهري عبد الرحمن بن مخنف حين قدم الكوفة واليا من
قبل معاوية وكان أغار على العراق فلحقه جارية بن قدامه السعدي وهو
يهزم أمامه حتى واقعه غربي تدمر ثم انهزم الضحاك تحت الليل قال لقد
رأيت منكم بغربي تدمر رجلا ما كنت أرى في الناس مثله حمل علينا فما
كذب حتى ضرب الكتيبة التي انا فيها فلما ذهب ليولي حملت عليه فطعنته
فوقع ثم قال فلم يضره شيئا ثم لم يلبث أن حمل علينا في الكتيبة التي انا
فيها فصرع رجلا ثم ذهب لينصرف فحملت عليه فضربته على رأسه
بالسيف فخيل لي ان سيفي قد ثبت في عظم رأسه فضربني فوالله ما صنع
سيفه شيئا ثم ذهب فظننت أنه لن يعود فوالله ما راعني الا وقد عصب رأسه
بعمامة ثم أقبل نحونا فقلت ثكلتك أمك أما نهتك الأولتان عن الاقدام
علينا قال إنها لم تنهني انما احتسب هذا في سبيل الله ثم حمل ليطعنني فطعنته
وحمل أصحابه علينا فانفصلنا وحال الليل بيننا فقال له عبد الرحمن هذا يوم
شهده هذا يعني ربيعة بن ناجد وهو فارس الحي وما أظنه يخفي عليه أمر
هذا الرجل فقال له أتعرفه قال نعم قال من هو قال انا قال فأرني الضربة
التي برأسك فأراه إياها فإذا هي ضربة منكرة قد برت العظم فقال له فما
رأيك اليوم أهو كرأيك يومئذ قال رأيي اليوم رأيي الجماعة قال العجب
كيف نجوت من زياد لم يقتلك فيمن قتل أو يسيرك فيمن سير قال اما
التسيير فقد سيرني واما القتل فقد عافانا الله منه اه‍ وكفاه بما تضمنه هذا
الخبر جلالة وفخرا وان لم يعرفه الذهبي وما ينبغي له ان يجهله وكتاب
إبراهيم بن إسحاق في الغارات لا كتاب أشهر منه.
ربيعة بن ناجذ بن كثير أبو صادق الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع وقال روى عنه
وعن أبي عبد الله ع اه‍ وكانه الذي قيل إنه أخو المتقدم.
رجاء بن الأسود الطائي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
رجاء بن يحيى بن سامان أبو إسماعيل الكوفي
في تهذيب الكمال روى عن علي وأبي سعيد الخدري وابن عمر و
الحسن بن علي والبراء بن عازب وزهير بن حرام وعنه ابنه إسماعيل
ويحيى بن هانئ بن عروة المرادي ذكره ابن حبان في الثقات له في مسلم وأبي
داود وابن ماجة حديث واحد وفي تهذيب التهذيب ذكر ابن خلفون ان
أحمد بن صالح يعني العجلي وغيره وثقوه

463
رجاء بن يحيى بن سلمان أبو الحسين العبرتائي الكاتب
رجا بالجيم سامان بالسين المهملة كذا في الخلاصة
العبرتائي بالعين المهملة والباء الموحدة المفتوحتين والراء الساكنة والتاء
المثناة فوق نسبة إلى عبرتا قرية من اعمال بغداد.
قال النجاشي روى عن أبي الحسن علي بن محمد صاحب العسكر
وقيل إن سبب وصلته كانت به ان يحيى بن سامان وكل برفع خبر أبي
الحسن وكان اماميا فخصت فحظيت منزلته وروى رجاء رسالة تسمى
المقنعة في أبواب الشريعة وروياها عنه أبو المفضل الشيباني اه‍ وقوله وكل
برفع خبر أبي الحسن اي جعل عينا عليه ليرفع اخباره إلى السلطان وبما انه
كان اماميا كان ولده رجاء يتصل أيضا بخدمة الامام وخصت منزلة الابن
عند الامام اي صار من خاصته أو حظيت منزلته عنده فصار ذا حظوة.
وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهادي ع فقال رجاء
العبرتائي بن يحيى يكنى أبا الحسين روى عنه أبو المفضل محمد بن
عبد الله بن المطلب الشيباني أخبرنا عنه جماعة من أصحابنا اه‍ وقال
النجاشي في ترجمة محمد بن الحسن بن شمون في رواية رواها عنه أبو
المفضل وهذا طريق مظلم.
الرجاني
الحسين بن عبد الله
ملا رجب
في اليتيمة الصغرى من أفاضل طلبة كربلاء.
المولى رجب
في الرياض من علماء الإمامية المتقدمين نقل الديلمي في أواخر المجلد
الأول من الارشاد بعض الاشعار له في مدح أهل البيت ع.
الشيخ رجب بن أحمد بن رجب البغدادي
كان حيا سنة 1208
عالم فاضل كأبيه وجد بخطه قطعة من المسالك تاريخ كتابتها سنة 1208
رجب البرسي
يأتي بعنوان رجب بن محمد بن رجب البرسي.
المولى رجب علي التبريزي الأصفهاني
من أهل أوائل المائة الثانية عشرة
في مسودة الكتاب كان حكيما متكلما ماهرا فاضلا مدققا مبرزا مدرسا
في أصفهان في عصر الشاه عباس الثاني المتوفى سنة 1077 معظما عنده وعند
أمرائه بحيت يزورونه وأدرك عصر الشاه سليمان بن الشاه عباس الثاني
المتوفى سنة 1105 اه‍ لكن وصفه بالفقيه ينافي ما يأتي عن الرياض من أنه
لم يكن له معرفة بالعلوم الدينية والأدبية. وذكره الشيخ عبد النبي القزويني
اليزدي تلميذ بحر العلوم في تتمة أم الآمل فقال من أعيان الحكماء المتأخرين
وفحولهم ومن عظماء الفلاسفة المبرزين كبرائهم والراسخين في الحكمة ماهر
في الشفاء والإشارات ووجدت في مسودة الكتاب بعد هذه العبارة ما صورته
وفي الأصل وكان الشفاء والإشارات في يده كالشمع في يد أحدنا ولست
أدري من أين جاءت هذه العبارة ولا ما هو المراد بالأصل وليس المراد به
أمل الآمل لأنه لا ذكر له فيه. ثم قال القزويني في تتمة الأمل: كان أستاذ
الفن الا أن حكمه باشتراك لفظ الوجود بين الواجب وغيره حتى كتب رسالة
فيه مما استنكره كل من اتى بعده كما استنكره من كان قبله وبالجملة هو
تعطيل محض لا يمكن اثبات الواجب معه ولعل له تأويلا يمكن نفي التعطيل
أقول الظاهر أن المراد به وحدة الوجود لكن ينفيه تسميته بالاشتراك
اللفظي. قال ورأيت له رسالة يطبق فيها ما ورد في الشرع الأنور من أمر
المعاد على صفات النفس وملكاتها وعلومها فان كان هذا بحيث لا يثبت معه
حشر الأجساد فهو انكار لأصل من أصول الاسلام وهو المعاد الجسماني وان
جمع بينه وبين ما ورد في الشرع بان حكم بوقوع كليهما كما ذهب إليه
بعضهم فجمع بين المعاد الجسماني والروحاني فلا مانع منه.
وذكره تلميذه محمد رفيع الزاهدي الشهير ببيرزاده في مقدمة رسالته
المعارف الآلهية في الحكمة فقال لما وفقني الله في عنفوان السن وغضاضة
الغصن لخدمة السدة السنية للمولى المعظم والعتبة العلية للعالم المكرم شيخ
أجلة الحكماء الإلهيين رئيس العرفاء المتبحرين قدوة العلماء الراسخين زبدة
الأولياء المتأهلين عين الإنسان وانسان العين أستاذ البشر العقل الحادي عشر
صاحب الملكات الملكية والصفات الرضية المرضية المتخلق بالأخلاق الآلهية
ذي الرأي الصائب والفكر الثاقب الحكيم التقي النقي مقتدانا مولانا
رجبعلي التبريزي قدس سره فصرفت برهة من العمر في ملازمته واخذت عنه
فنون الحكمة من الطبيعة والإلهية وسمعت منه درر فوائد كلامية واقتبست
من مشكاته أضواء أسرار خفية وطريق حل مشكلات مسائل معضلة لأني
كنت ملازما له ليلا ونهارا وكان بي في غاية الشفقة والرحمة ويجتهد في تربيتي
غاية السعي والطاقة إلى آخر ما ذكره.
وفي الرياض المولى رجبعلي التبريزي ثم الأصفهاني كان يسكن
أصفهان زاهد فاضل حكيم ماهر صوفي ولم يكن له معرفة بالعلوم الدينية بل
ولا بالعلوم الأدبية والعربية أيضا مات حوالي عصرنا وكان معظما عند الشاه
عباس الثاني الصفوي واعتلى أمره وبعد صيته وكان السلطان يزوره ويعتني
به ومالت إليه قلوب الأكابر والعلماء وله آراء ومقالات في المسائل الحكمية
تفرد بها كالقول بالاشتراك اللفظي في الوجود وسائر صفاته تعالى وله تلاميذ
فضلاء ولكن في العلوم المنطقية والطبيعية والإلهية خاصة ولم يكن له قدرة
على تحرير العبارة العربية فكان بعض تلاميذه يحررها بالعربية في رسائله اه‍
قال المؤلف العجيب من هؤلاء الذين يصرفون أعمارهم فيما لا يعود
عليهم ولا على المجتمع الإنساني بفائدة من العلوم العقلية ان لم يعد عليهم
بالضرر من الاعتقادات الفاسدة كوحدة الوجود وكون المعاد روحانيا لا
جسمانيا ويجرهم إلى سخافات التصوف وأشباه ذلك فالعقيدة الاسلامية
جاءت ليفهمها كل أحد من العامة والخاصة والمخدرات في خدورهن لا
لتبنى على فلسفة أفلاطون وفيثاغورس والفارابي وابن سينا وما دخل الفساد
إلى الاسلام الا من هذا الباب فنشأ من ذلك اختلاف المسلمين في الجبر
والاختيار لما بنوه على مسالة حكمية هي أن الفعل إذا كان في سلسلة علله
علة غير اختيارية فهو غير اختياري فخالفوا بذلك بديهة العقول لشبهة
جاءت من علم الحكمة وتسربت من ذلك شطحات الصوفية والقول بوحدة

464
الوجود وغير ذلك وما أحسن ما قاله ابن أبي الحديد في هذا الباب من
أبيات:
من أنت يا رسطو ومن * أفلاط قبلك يا مبلد
ما أنتم الا الفراش * رأى السراج وقد توقد
فدنا فاحرق نفسه * ولو اهتدى رشدا لأبعد
فلتخسأ الحكماء عن * حرم له الأملاك سجد
اخباره
في تتمة أمل الآمل للقزويني: يحكى أنه كان مارا في جهارباع
بأصبهان فاستقبله أسد قد عتا على صاحبه وكر على رصدته فهرب الناس
وبقي هو ماشيا فمر به الأسد ولم يلتفت إليه ولا التفت هو إلى الأسد. قال
ومن طريف ما يحكى عنه ان الشاه سليمان أحب لقاءه وهو يأبى فقيل له انه
يجئ أحيانا إلى البستان المعروف بهشت بهشت ثماني جنان وهو متصل
بدار الشاه فامر حراس البستان أن يخبروه إذا جاء فجاء يوما وخرج الشاه
من باب الحرم ودخل البستان فكان كلما قرب من المترجم مشى المترجم في
طريق آخر حتى وصل إلى مكان لا مندوحة فيه فتلاقيا وجلسا يتحدثان ثم
افترقا فامر الشاه بشئ من الطعام فوضع في صحفة من الذهب وغطي
بغطاء من الذهب وأرسله إليه مع خادم وقال قل له هذا هدية فان رد
الوعائين فقل ليس من شاننا إذا أهدينا شيئا ان نأخذ الوعاء فأخذهما ثم
عمل خبزا بالسمن والسكر ووضعه في الصحفة وأرسله مع خادمه إلى الشاه
وقال قل له هذا هدية فان رد الوعائين فقل ليس من طريقتنا اخذ الوعاء ان
أهدينا فيه شيئا فرد الشاه الوعائين ولم يقبلهما اه‍ وفيما فعله مجال للانتقاد
فإذا كان لا يريد لقاء الشاه فما معنى دخوله بستانه الخاص وإذا أهدى إليه
الشاه في إنائين من ذهب فلم لم يكسرهما واستعمال أواني الذهب والفضة
محرم.
مؤلفاته
1 الرسالة الموسومة بالأصول الآصفية صنفها باسم آصف ميرزا
ذكرها القزويني في تتمة أمل الآمل وقال إنه ذكر فيها مسائل مهمة من
الحكمة في أمهات المسائل 2 رسالة تطبيق ما ورد في الشرع من أمر
المعاد في الشرع من أمر المعاد على صفات النفس وملكاتها وعلومها ذكرها
القزويني أيضا كما مر 3 رسالة فارسية في تحقيق القول بالاشتراك اللفظي
في وجوده وصفاته تعالى ذكرها صاحب الرياض 4 رسالة في اثبات
الواجب فارسية رأينا منها نسخة مخطوطة في طهران تاريخ كتابتها 1186.
تلاميذه
في الرياض قرأ عليه 1 المولى التنكابني الجيلاني المعروف بسراب
المعاصر لصاحب الرياض 2 الحكيم محمد حسين القمي صاحب التفسير
الفارسي الكبير 3 اخوه الحكيم محمد سعيد القمي الملقب حكيم كوجك
لقمان والمعروف بالقاضي سعيد 4 الأمير محمد قوام الدين الرازي
الأصفهاني صاحب عين الحكمة 5 المولى محمد شفيع الأصفهاني اه‍
6 محمد رفيع الزاهدي الشهير ببيرزاده.
أما مشايخه فلم يتيسر لنا الاطلاع عليهم.
المولى رجب علي الجيلاني الرشتي
في تتمة أمل الآمل للقزويني كان من أهل الفضل.
الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي المعروف
بالحافظ
كان حيا سنة 813 وتوفي قريبا من هذا التاريخ.
والبرسي نسبة إلى برس في الرياض بضم الباء الموحدة وسكون
الراء ثم السين المهملة قال ويظهر من القاموس أنه بضم الباء وفتحها
وكسرها في القاموس قرية بين الكوفة والحلة وقيل برس جبل يسكن به أهله
وعن مجمع البحرين قرية معروفة بالعراق ذكر ذلك في ذيل قوله في الخبر
أحلى من ماء برس أي ماء الفرات لأنها واقعة على شفيره أو هو موضع
بين البلدتين المذكورتين وضبطه بكسر الباء وكذا عن شرح المولى خليل
القزويني على الكافي أقول الشائع على لسان أهل العراق اليوم بكسر الباء
والظاهر أنه اسم قرية هي اليوم خراب كانت على ذلك الجبل وهذا الجبل اليوم على
يمين الذاهب من النجف إلى كربلا وأهل العراق يسمونه برس ويضربون به
المثل للشخص الذي أينما ذهبت وجدته فيقولون فلان مثل برس وهذا الجبل
لعلوه وعدم وجود جبل سواه في تلك السهول أينما كنت تراه واصل الشيخ
رجب من تلك القرية ثم سكن الحلة وليست النسبة إلى بروسا المدينة
المعروفة في الأناضول لان المترجم لم يرها وفي الرياض قد يتوهم كون النسبة
إليها وحكى عن الصدر الكبير الميرزا رفيع الدين محمد في رد شرعة التسمية
للسيد الداماد أن كتاب مشارق أنوار اليقين في كشف أسرار حقايق أمير
المؤمنين ع للشيخ الفاضل رضي الدين رجب بن محمد البروسي قال ولا شك ان البروسي
نسبة إلى بلدة بروسا اه‍ وكيف كان فكونه نسبة
إلى بروسا غير صواب مع امكان كون الواو من زيادة النساخ.
والحافظ الظاهر أنه اشتهر به لكثرة حفظه وفي الرياض ذكر
للحافظ عدة اطلاقات أحدها اصطلاح القراء وهو من حفظ القرآن عن
ظهر القلب مع التجويد ثانيها اصطلاح المحدثين وهو من كان ضابطا
لمائة ألف حديث متنا واسنادا ثالثها من صار له لقبا كالحافظ
الشيرازي. وهذا يسميه العجم بالتخلص بان يطلق على نفسه في شعره لقبا
فيشتهر به كالمجلسي وغيره. ويأتي في شعره اطلاق ذلك على نفسه مرارا
كقوله: منوا على الحافظ من فضلكم والثلاثة لا تخلو من بعد ويبعد
الأخير ان الرجل عربي بعيد عن اصطلاح العجم والظاهر كما ذكرنا أولا أن
اطلاق ذلك عليه لكثرة حفظه فاشتهر به.
أقوال العلماء فيه
في مسودة الكتاب كان فقيها محدثا حافظا أديبا شاعرا مصنفا في
الاخبار وغيرها. وفي أمل الآمل الشيخ رجب الحافظ البرسي كان فاضلا
شاعرا منشئا أديبا له كتاب مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير
المؤمنين وله رسائل في التوحيد وغيره وفي كتابه إفراط وربما نسب إلى
الغلو. وفي الرياض الشيخ الحافظ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب
البرسي مولدا والحلي محتدا الفقيه المحدث الصوفي المعروف صاحب كتاب
مشارق الأنوار المشهور وغيره كان من متأخري علماء الإمامية لكنه متقدم
على الكفعمي صاحب المصباح وكان ماهرا في أكثر العلوم وله يد طولى في
علم أسرار الحروف والأعداد ونحوها كما يظهر من تتبع مصنفاته وقد أبدع

465
في كتبه حيث استخرج أسامي النبي والأئمة ع من الآيات
ونحو ذلك من غرائب الفوائد واسرار الحروف ودقائق الألفاظ والمعميات ولم
أجد له إلى الآن مشايخ من أصحابنا ولم أعلم عند من قرأ أقول ستعرف
أنه يروي عن شاذان بن جبرئيل القمي وقال المجلسي في مقدمات البحار
عند تعداد الكتب التي نقل منها وكتاب مشارق الأنوار وكتاب الألفين
للحافظ رجب البرسي ولا اعتمد على ما ينفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما
يوهم الخبط والخلط والارتفاع وانما أخرجنا منهما ما يوافق الاخبار المأخوذة
من الأصول المعتبرة وفي الرياض التأمل في مؤلفاته يورث ما أفاده الأستاذ
المجلسي والمعاصر صاحب الأمل من الغلو والارتفاع لكن لا إلى حد يوجب
عدم صحة الاعتقاد اه‍.
ويعلم مما سننقله من بعض كلماته وأسماء مؤلفاته ومضامين كتبه وما
نسب إليها انه كان مولعا بالتسجيع وفي طبعه شذوذ وفي مؤلفاته خبط
وخلط وشئ من المغالاة لا موجب له ولا داعي إليه وفيه شئ من الضرر
وان أمكن أن يكون له محمل صحيح. وعلم الاعداد واسرار الحروف لم
يعرف له أثر ممن يدعيه ولا يخرج عن الأوهام والظنون بل المخرقة والتمويه
وأي حاجة إلى استخراج أسمائهم ع من الآيات الذي يتطرق
إليه الشك ممن يريد التشكيك وفيما جاء في فضلهم مما لا يمكن انكاره غنى
عن ذلك. واختراع صلاة عليهم وزيارة لهم لا حاجة إليه بعد ما ورد ما
يغني عنه ولو سلم أنه في غاية الفصاحة كما يقوله صاحب الرياض وان
مؤلفاته ليس فيها كثير نفع وفي بعضها ضرر ولله في خلقه شؤون سامحه الله
وإيانا.
مؤلفاته
في الرياض: له مؤلفات كثيرة على ما يظهر من نقل الكفعمي
عنها وتاريخ بعضها سنة 813 وما نذكره في وصفها هو من الرياض 1
مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين المقدم ذكره وقد شرحه
الملا حسن الخطيب القاري الشاعر المنشي السبزواري نزيل المشهد الرضوي
شريك المصنف في الميل إلى التصوف وعلم الحروف والأعداد في الرياض
شرحه بأمر سلطان زماننا الشاه سليمان الصفوي بالفارسية في مجلدين
وللشارح رسالة في الخطب بالفارسية والعربية وشرح على رواية حديث
الأسماء المروية في الكافي ومر ما قاله المجلسي في البحار في مشارق الأنوار
حق 2 مشارق الأمان في حقائق الايمان أخصر من السابق تاريخ
تأليفه سنة 811 3 رسالة في الصلوات على الرسول والأئمة
ع من انشائه 4 زيارة أمير المؤمنين
ع طويلة في الرياض في نهاية الحسن والجزالة واللطافة
والفصاحة معروفة 5 لمعة كاشف رسالة فيها من أسرار الأسماء
والصفات والحروف والآيات وما يناسبها من الدعوات ويقارنها من الكلمات
رتبها على ترتيب الساعات وتعاقب الأوقات في الليالي والأيام واختلاف
الأمور والأحكام وفيها فوائد ولا تخلو من غرابة 6 الدر الثمين في
خمسمائة آية نزلت من كلام رب العالمين في فضائل مولانا أمير المؤمنين
باتفاق أكثر المفسرين من أهل الدين وينقل عن هذا الكتاب المولى محمد
تقي بن حيدر علي الزنجاني تلميذ المولى خليل القزويني في كتاب طريق
النجاة. والصواب انه قد انتخب الشيخ تقي الدين عبد الله الحلبي كتاب
المشارق المذكور وضم إليه بعض الفوائد وتفسير خمسمائة آية في فضل أهل
البيت وسماه الدر الثمين في أسرار الأنزع البطين كما يأتي في ترجمة عبد الله
المذكور 7 كتاب في أسرار النبي وفاطمة والأئمة ع
مختصر مذكور في مطاوي فصول مشارق أنوار التمجيد وجوامع أسرار
التوحيد في أصول العقائد 9 رسالة في تفسير سورة الاخلاص 10
رسالة في كيفية التوحيد والصلوات على الرسول والأئمة ع
مختصرة جدا 11 كتاب في مولد النبي وفاطمة وأمير المؤمنين وفضائلهم
ع باختصار في الرياض رأيت قطعة منه ولعله من جملة مشارق
الأنوار أوله حدثني الفقيه الفاضل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل بن
إسماعيل القمي حدثني الشيخ محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس القاري
وقد رواه كثير من الأصحاب 12 كتاب في فضائل علي ع في
الرياض وليس هو بمشارق الأنوار على الظاهر أوله الحمد لله المتفرد
بالأزل والأبد والصلاة على أول العدد وخاتم الأبد وآله الذين لا يقاس بهم
من الخلق أحد وبعد فيقول الواثق بالفرد الصمد رجب الحافظ البرسي
أعاذه الله من الحسد 13 كتاب الألفين في وصف سادة الكونين.
شعره
لم يعرف له شعر إلا في أهل البيت ومن شعره الذي أورده في
مشارق الأنوار قوله في أهل البيت ع كما في أمل الآمل:
فرضي ونفلي وحديثي أنتم * وكل كلي منكم وعنكم
وأنتم عند الصلاة قبلتي * إذا وقفت نحوكم أيمم
خيالكم نصب لعيني أبدا * وحبكم في خاطري مخيم
يا سادتي وقادتي أعتابكم * بجفن عيني لثراها الثم
وقفا على حديثكم ومدحكم * جعلت عمري فاقبلوه وارحموا
منوا على الحافظ من فضلكم * واستنفذوه في غد وأنعموا
وقوله:
أيها اللائم دعني * واستمع من وصف حالي
انا عبد لعلي * المرتضى مولى الموالي
كلما ازددت مديحا * فيه قالوا لا تغال
وإذا أبصرت في * الحق يقينا لا أبالي
آية الله التي في * وصفها القول حلالي
كم إلى كم أيها * العاذل أكثرت جدالي
يا عذولي في غرامي * خلني عنك وحالي
رح إذا ما كنت ناج * واطرحني وضلالي
ان حبي لعلي * المرتضى عين الكمال
وهو زادي في معادي * ومعاذي في مالي
وبه أكملت ديني * وبه ختم مقالي
ومن شعره الذي أورده السيد نعمة الله الجزائري كما في الروضات
قوله في أمير المؤمنين ع
: العقل نور وأنت معناه * والكون سر وأنت مبداه
والخلق في جمعهم إذا جمعوا * الكل عبد وأنت مولاه
أنت الولي الذي مناقبه * ما لعلاها في الخلق أشباه
يا آية الله في العباد ويا * سر الذي لا إله إلا هو

466
فقال قوم بأنه بشر * وقال قوم لا بل هو الله
يا صاحب الحشر والمعاد ومن * مولاه حكم العباد ولاه
يا قسام النار والجنان غدا * أنت ملاذ الراجي وملجاه
كيف يخاف البرسي حر لظى * وأنت عند الحساب منجاه
لا يختشي النار عبدة حيدرة * إذ ليس في النار من تولاه
وله يرثي الحسين ع:
يمينا بنا حادي السرى ان بدت نجد * يمينا فللعاني العليل بها نجد
وعج فعسى من لاعج الشوق يشتفي * غريم غرام حشو أحشائه وقد
وسربي بسرب فيه سرب جاذر * لسربي من جعد العهاد بهم عهد
ومر بي بليل في بليل عراصه * لا روى بريا تربة تربها ند
وقف بي أنادي وادي الأيك علني * بذاك أرى ذاك المساعد يا سعد
فبالربع لي من عهد جيرون جيرة * يجيرون ان جار الزمان إذا عدوا
عزيزون ربع العمر في ربع عزهم * تقضى ولا روع عراني ولا جهد
وربعي مخضر وعيشي مخضل * ووجهي مبيض وفودي مسود
وشملي مشمول وبرد شبيبتي * قشيب وبرد العيش ما شانه نكد
معالم كالاعلام معلمة الربى * فأنهارها تزهو وأطيارها تشدو
طوت حادثات الدهر منصور حسنها * كما رسمت في رسمها شمال تغدو
وأضحت تجر الحادثات ذيولها * عليه ولا دعد هناك ولا هند
وقد غدرت قدما بال محمد * وطاف عليهم بالطفوف لها جند
فيا أمة قد أدبرت حين أقبلت * فوافقها نحس وفارقها سعد
ليوث وفي ظل الرماح مقيلها * مغاوير طعم الموت عندهم شهد
لها الدم ورد والنفوس قنائص * لها الفدم فدم والنفوس لها جند
حماة عن الأشبال يوم كريهة * بدور دجى سادوا الكهول وهم مرد
أيادي عطاهم لا تطاول في الندى * وآيدي علاهم لا يطاق لها رد
مطاعيم للعافي مطاعين في الوغى * مطاعين ان قالوا لهم حجج لد
مفاتيح للداعي مسابيح للندى * مصابيح للساري بها يهتدي النجد
زكوا في الورى اما وجدا ووالدا * وطابوا فطاب الأم والأب والجد
بأسمائهم يستجلب البر والرضا * بذكرهم يستدفع الضر والجهد
إذا طلبوا راموا وان طلبوا رموا * وان ضوربوا جدوا وان ضربوا قدوا
وجوههم بيض وخضر ربوعهم * وبيضهم حمر إذ النقع مسود
كأنهم نبت الربى في سروجهم * لشدة حزم لا بحزم لها شدوا
يخوضون تيار الحمام ظواميا * وبحر المنايا بالمنايا لهم مد
تخال بريق البيض برقا له سجا له * الدماء وأصوات الكماة لها رعد
أحلوا جسوما للمواضي وأحرموا * فحلوا جنان الخلد فيها لهم خلد
امام الامام السبط جادوا بأنفس * بها دونه جادوا وفي نصره جدوا
فلما رأى المولى الحسين رجاله * وفتيانه صرعى وشادي الردى يشدو
فيحمل فيهم حملة علوية * بها للعوالي في أعالي العدى قصد
كفعل أبيه حيدر يوم خيبر * كذلك في بدر ومن بعدها أحد
تزلزلت السبع الطباق لفقده * وكادت له شم الشماريخ تنهد
وناحت عليه الطير والوحش وحشة * وللجن إذ جن الظلام به وجد
وشمس الضحى أضحت عليه عليلة * علاها اصفرار إذ تروح وإذ تغدو
فيا لك مقتولا بكته السما دما * وثل سرير العز وانهدم المجد
شهيدا غريبا نازح الدار ظاميا * ذبيحا ومن قاني الوريد له ورد
بروحي قتيلا غسله من دمائه * سليبا ومن سافي الرياح له برد
ترض خيول الشرك بالحقد صدره * وترضخ منه الجسم في ركضها الجرد
وزينب حسرى تندب الندب عندها * من الحزن أوصاب يضيق بها العد
تجاذبنا أيدي العدى بعد فضلنا * كان لم يكن خير الأيام لنا جد
وتضحي كريمات الحسين حواسرا * يلاحظها في سيرها الحر والعبد
وليس لأخذ الثار الا خليفة * هو الخلف المأمول والعلم الفرد
هو القائم المهدي والسيد الذي * إذا سار املاك السماء له جند
لعل العيون الرمد تحظى بنظرة * إليه فتجلى عندها الأعين الرمد
إليك انتهى سر النبيين كلهم * وأنت ختام الأوصياء إذا عدوا
إليكم عروس زفها الحسن ثاكلا * تنوح إذا الصب الحزين بها يشدو
رجا رجب رحب اليقين بها غدا * إذا ما اتى والحشر ضاق به الحشد
ولي فيكم نظم ونثر غذاؤه * نقير وهذا جهد من لا له جهد
لتذكرني يا ابن النبي غدا إذا * غدا كل مولى يستجير به العبد
فان مال عنكم يا بني الفضل راغب * يظل ويضحى عند من لا له عند
فيا عدتي في شدتي يوم بعثتني * بكم خلتي من علتي حرها برد
عبيدكم البرسي مولى علائكم * كفاه فخارا انه لكم عبد
ومن شعره يمدح أمير المؤمنين ع:
بأسمائك الحسنى أروح خاطري * إذا هب من قدس الجلال نسيمها
لئن سقمت نفسي فأنت طبيبها * وان شقيت يوما فمنك نعيمها
رضيت بان ألقى القيامة خائضا * دماء نفوس حاربتك جسومها
أبا حسن لو كان حبك مدخلي * جحيما لكان الفوز عندي جحيمها
وكيف يخاف النار من كان موقنا * بأنك مولاه وأنت قسيمها
فوا عجبا من أمة كيف ترتجى * من الله غفرانا وأنت خصيمها
ووا عجبا إذ اخرتك وقدمت * سواك بلا جرم وأنت زعيمها
وقوله وقد خمسها الإخوان الشيخ محمد رضا والشيخ هادي
النحويان
: هم القوم آثار النبوة فيهم * تلوح وأنوار الإمامة تلمع
مهابط وحي الله خزان علمه * وعندهم سر المهيمن مودع
إذا جلسوا للحكم فالكل أبكم * وان نطقوا فالدهر أذن ومسمع
وان ذكروا فالكون ند ومندل * له ارج من طيبهم يتضوع
وان بارزوا فالدهر يخفق قلبه * لسطوتهم والأسد في الغاب تفرع
وان ذكر المعروف والجود في الورى * فبحر نداهم زاخر يتدفع
أبوهم سماء المجد والأم شمسه * نجوم لها برج الجلالة مطلع
فيا نسبا كالشمس أبيض مشرقا * ويا شرفا من هامة النجم ارفع
فمن مثلهم أن عد في الناس مفخر * أعد نظرا يا صاح ان كنت تسمع
ميامين قوامون عز نظيرهم * هداة ولاة للرسالة منبع
فلا فضل إلا حين يذكر فضلهم * ولا علم الا علمهم حين يرفع
ولا عمل ينجي غدا غير حبهم * إذا قام يوم البعث للخلق مجمع
ولو أن عبدا جاء لله عابدا * بغير ولا أهل العبا ليس ينفع
فيا عترة المختار يا راية الهدى * إليكم غدا في موقفي أتطلع
خذوا بيدي يا آل بيت محمد * فمن غيركم يوم القيامة يشفع
وله في معنى قوله من قال في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب

467
ع ما أقول في رجل أخفت أولياؤه فضائله وأخفت أعداؤه
فضائله حسدا وشاع من بين ذين ما ملأ الخافقين:
روى فضله الحساد من عظم شانه * وأعظم فضل راح يرويه حاسد
محبوه أخفوا فضله خيفة العدى * وأخفاه بغضا حاسد ومعاند
وشاع له من بين ذين مناقب * تجل بان تحصى وان عد قاصد
امام له في جبهة المجد أنجم * تعالت فلا يدنو إليهن راصد
فضائله تسمو على هامة السما * وفي عنق الجوزاء منها قلائد
وأفعاله الغر المحجلة التي * تضوع مسكا من شذاها المشاهد
وله أيضا:
هو الشمس أم نور الضريح يلوح * هو المسك أم طيب الوصي يفوح
له النص في يوم الغدير ومدحه * من الله في الذكر المبين صريح
امام إذا ما المرء جاء بحبه * فميزانه يوم المعاد رجيح
عليك سلام الله يا راية الهدى * سلام سليم يغتدي ويروح
الرجحي
اسمه محمد بن الفرج
رجل من الأزد
في شرح النهج الحديدي ج 1 ص 48 ومما رويناه من الشعر المنقول
في صدر الاسلام المتضمن كون علي ع وصي رسول الله
ص قول رجل من الأزد يوم الجمل:
هذا علي وهو الوصي * أخاه يوم النجوة النبي
وقال هذا بعدي الولي * وعاه واع ونسي الشقي
رجل من أصحاب علي
في مروج الذهب ج 2 ص 17 قال رجل من أصحاب علي لما استقروا مما
يلي الشام يوم صفين من أبيات كتب بها إلى معاوية:
أثبت معاوي قد أتاك الحافل * تسعون ألفا كلهم مقاتل
عما قليل يضمحل الباطل
اه‍ وهذا يدل على أن أهل العراق كانوا تسعين ألفا وهذه الجيوش
لولا طلب معاوية إمرة زائلة بقيت في عنقه تبعاتها لاكتسحت ممالك العالم
رجل آخر من أصحاب علي ع
قال نصر في كتاب صفين عند ذكر خبر الحكمين ص 300 وشمت
أهل الشام باهل العراق وقال كعب بن جعيل التغلبي وكان شاعر معاوية:
كان أبا موسى عشية أذرح * يطوف بلقمان الحكيم يواربه
وذكر تسعة أبيات في مدح معاوية واظهار الشماتة باهل العراق
وختمها بقوله في أبي موسى:
دحا دحوة في صدره فهوت به * إلى أسفل المهوى ظنون كواذبه
فرد عليه رجل من أصحاب علي فقال:
غدرتم وكان الغدر منكم سجية * فما ضرنا غدر اللئيم وصاحبه
وسميتم شر البرية مؤمنا * كذبتم فشر القوم للناس كذبه
كانت لديكم في ابن حرب بصيرة * بلعن رسول الله إذ هو كاتبه
رجل آخر من أصحاب علي ع
في مروج الذهب انه لما منع معاوية عليا وأصحابه الماء يوم صفين
كان علي يدور في عسكره بالليل فسمع قائلا يقول:
أيمنعنا القوم ماء الفرات * وفينا الرماح وفينا الحجف
وفينا علي له صولة * إذا خوفوه الردى لم يخف
ونحن غداة لقينا الزبير * وطلحة خضنا غمار التلف
فما بالنا أمس أسد العرين * وما بالنا اليوم شاء النجف
والقى رقعة في فسطاط الأشعث بن قيس فيها:
لئن لم يجل الأشعث اليوم كربة * من الموت فيها للنفوس تعلة
ونشرب من ماء الفرات بسيفه * فهبنا أناسا قبل كانوا فموتوا
رجل من الأنصار
قال نصر في كتاب صفين ص 36 لما أراد معاوية السير إلى صفين
كتب إلى أهل مكة والمدينة كتابا يذكر لهم فيه امر عثمان ويطلب منهم
المساعدة على الأخذ بثاره وأن يكون الأمر شورى فكتب عبد الله بن عمر إليه
وإلى عمرو بن العاص كتابا يوبخهما فيه وكتب رجل من الأنصار مع كتاب
عبد الله بن عمر:
معاوي ان الحق أبلج واضح * وليس بما ربصت أنت ولا عمرو
نعيت ابن عفان لنا اليوم خدعة * كما نصب الشيخان إذ زخرف الأمر
فهذا كهذاك البلا حذو نعله * سواء كرقراق يغربه السفر
رميتم عليا بالذي لا يضره * وان عظمت فيه المكيدة والمكر
وما ذنبه أن نال عثمان معشر * أتوه من الأحياء يجمعهم مصر
فثار إليه المسلمون ببيعة * علانية ما كان فيها لهم قسر
فبايعه الشيخان ثم تحملا * إلى العمرة العظمى وباطنها الغدر
فكان الذي قد كان مما اقتصاصه * رجيع فيا لله ما أحدث الدهر
فما أنتما والنصر من وأنتما * بعيثا حروب ما يبوح لها جمر
وما أنتما لله در أبيكما * وذكركما الشورى قد فجر الفجر
رجل من بكر بن وائل
قال نصر في كتاب صفين ص 185 186 لما طعن هاشم بن عتبة
فسقط أخذ الراية رجل من بكر بن وائل ورفع هاشم رأسه فإذا هو
بعبيد الله بن عمر بن الخطاب قتيلا إلى جانبه فحبا حتى دنا منه فعض ثديه
حتى ثبت فيه أنيابه ثم مات هاشم وهو على صدر عبيد الله بن عمر وضرب
البكري فوقع فرفع رأسه فإذا عبيد الله بن عمر قريبا منه فحبا إليه حتى
عض على ثديه الآخر حتى ثبتت أنيابه فيه ومات أيضا فوجدا جميعا على صدر
عبيد الله بن عمر بن هاشم والبكري قد ماتا جميعا.

468
رجل من النخع
في مروج الذهب ج 2 ص 18 أنه لما منع معاوية أهل العراق الماء
بصفين سرح علي الأشتر في أربعة آلاف فجعل يؤم الأشعث صاحب
رايته وهو رجل من النخع ويرتجز ويقول:
يا اشتر الخيرات يا خير النخع وصاحب النصر ذا عال القزع
قد خرج القوم وعالوا بالفزع ان تسقنا اليوم فما هو بالبدع
الرجيبي
هو عثمان بن حامد
رحمة بن صدقة
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
السيد الأمير رحمة الله الفتال النجفي الأصل الأصبهاني المسكن
في تاريخ عالم آراي عباسي تاليف إسكندر بيك التركماني عند ذكر
علماء دولة الشاه طهماسب ما ترجمته: مير رحمة الله أمام الجماعة كان من
سادات النجف الأشرف وفضلاء العصر وكان له منصب امامة الجماعة في
معسكر الشاه طهماسب وكان مورد الشفقة الملوكية ومشمولا الاعزاز
والاحترام السلطاني في غاية التقوى له شعر عربي في غاية الجودة وله في
الفقه والتفسير والحديث مرتبة الشيخ زين الدين الشهيد الثاني بلا
واسطة يصرف أكثر أوقاته الشريفة في الدرس والبحث ولا يخلو من إفادة اه‍
والظاهر أنه هو الذي ذكره الشيخ البهائي في الكشكول فقال لجامعه وهو مما
كتبه إلى السيد الاجل قدوة السادات العظام السيد رحمة الله قدس الله
روحه وذلك في دار السلطنة قزوين سنة 1001 وذكر قصيدة أولها:
أحبتنا ان البعاد لقتال * فهل حيلة المقرب منكم فيحتال
والظاهر أنه هو الذي ذكره البهائي في الكشكول أيضا فقال ورثى
السيد الاجل والد جامع الكتاب بقصيدة مطلعها:
جارتي كيف تحسنين ملامي * أيداوى كلم الحشي بكلام
وطلب منه القول على طرزها فقال مشيرا إلى بعض ألقابه الشريفة:
خلياني بلوعتي وغرامي * يا خليلي واذهبا بسلام
قد دعاني الهوى ولباه لبي * فدعاني ولا تطيلا ملامي
ان من ذاق نشوة الحب يوما * لا يبالي بكثرة اللوام
خامرت خمرة المحبة عقلي * وجرت في مفاصلي وعظامي
فعلى الحلم والوقار صلاة * وعلى العقل ألف ألف سلام
هل سبيل إلى وقوفي بوادي * الجزع يا صاحبي أو المامي
أيها السائل الملح إذا ما * جئت نجدا فعج بوادي الخزام
وتجاوز عن ذي المجاز وعرج * عادلا عن يمين ذاك المقام
وإذا ما بلغت حزوى فبلغ * جيرة الحي يا أخي سلامي
وانشدن قلبي المعنى لديهم * فلقد ضاع بين تلك الخيام
وإذا ما رثوا لحالي فسلهم * ان يمنوا ولو بطيف منام
يا نزولا بذي الأراك إلى كم * تنقضي في فراقكم أعوامي
ما سرت نسمة ولا ناح في الدوح * حمام الا وحان حمامي
أين أيامنا بشرقي نجد * يا رعاها الإله من أيام
حيث غصن الشباب غض وروض * العيش قد طرزته أيدي الغمام
وزماني مساعدي وأيادي اللهو * نحو المنى تجر زمامي
أيها المرتقي ذرى المجد فردا * والمرجى للفادحات العظام
يا حليف العلا الذي جمعت فيه * مزايا تفرقت في الأنام
نلت في ذروة الفخار محلا * عسر المرتقى عزيز المرام
نسب طاهر ومجد أثيل * وفخار عال وفضل سامي
قد قرنا مقالكم بمقال * وشفعنا كلامكم بكلام
ونظمنا الحصى مع الدر في * سمط وقلنا العبير مثل الرغام
لم أكن مقدما على ذا ولكن * امتثالا لامركم اقدامي
عمرك الله يا نديمي أنشد * جارتي كيف تحسنين ملامي
الشيخ رحمة الله الكعبي أمير الأهواز
كانت إليه امارة الأهواز من قبل الدولة الإيرانية في عهد القاجاريين
بوجه الاقطاع وهو شيخ قبيلة كعب العربية المقيمة في الأهواز إلى أن تغلب
على المحمرة صنيعته الحاج جابر خان الكعبي ثم انتقلت الامارة إلى أولاد
أخيه بسعي أولاد الحاج جابر مزعل وخزعل حتى انقرضت إمارتهم وذكرنا
خبر ذلك في ترجمة الحاج جابر وولديه المذكورين.
الرحيل بن معاوية بن حديج الجعفي الكوفي
في حاشية تهذيب التهذيب * رحيل بمهملتين مصغرا وحديج بضم
المهملة آخره جيم
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه. وفي تهذيب التهذيب رحيل بن معاوية بن حديج الجعفي روى عن
أبي إسحاق السبيعي وأبي الزبير ويزيد الرقاشي وحميد الطويل وغيرهم وعنه
اخوه زهير بن معاوية وزياد بن عبد الله البكائي وأبو بدر شجاع بن الوليد
ويحيى الجعفي قال أبو حاتم كانوا ثلاثة أوثقهم زهير ثم رحيل وذكره ابن
حبان في الثقات وقال ابن شاهين في الثقات قال ابن معين ليس به باس.
رحيم
روى الشيخ في التهذيب في باب كيفية الصلاة بسنده عن علي بن
الحكم عنه عن أبي الحسن ع ويحتمل كونه دحيم بالدال.
الملك الرحيم آخر ملوك بني بويه
اسمه خسرو فيروز
رحيم أم ولد الحسين بن علي بن يقطين
في كتاب الغيبة للشيخ أبي جعفر محمد بن الحسين الطوسي: روى
محمد بن عيسى بن عبيد العبيدي قال أخبرتني رحيم أم ولد الحسين بن
علي بن يقطين وكانت امرأة خيرة فاضلة قد حجت نيفا وعشرين حجة عن
سعيد مولى أبي الحسن الكاظم ع وكان يخدمه في الحبس ويختلف
في حوائجه انه حضره حين مات كما يموت الناس من قوة إلى ضعف إلى أن
قضى ع اه‍. وهذا قد ينافي ما تواتر من سم الرشيد له

469
السيد الميرزا رحيم بن الميرزا تقي التبريزي
قال السيد شهاب الدين التبريزي فيما كتبه إلينا كان من أعيان تلاميذ
الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء قاضيا ببلدة تبريز ذكره صاحب المرآة
في عداد معاصريه وأثنى عليه ونسبه في كتابي المشجر اه‍. (1)
الآقا رحيم ابن الآقا جعفر بن محمد باقر السبزواري صاحب الذخيرة
في تتمة أمل الآمل للقزويني: كان من مشاهير العلماء في زماننا تولى
حكومة الشرع في أصبهان في زماننا نحو أربعين سنة وكان شيخ الاسلام
قيل إنه لم يعثر له على خطا في حكم ولا فتوى في تلك المدة جالسته
وحاورته وكان ذا فضل وتحقيق وعلم وتدقيق وعمر كثيرا
الآقا رحيم من أولاد المولى محمد صالح المازندراني
في تتمة أمل الآمل للقزويني: كان عالما فاضلا في كمال الفضل.
الرحيم بن محمد مؤمن العقيلي الاسترآبادي الأصبهاني
عن جامع الرواة انه قال سيد من ساداتنا جليل القدر عظيم المنزلة
رفيع الشأن ثقة ثبت وجه فاضل كامل متبحر عالم بالعلوم العقلية والنقلية
حسن البشر كريم الخلق جامع لجميع الخصال الحسنة مشفق على فقراء
الطلاب والمؤمنين ساع في حوائجهم وادخال السرور عليهم جزاه الله تعالى
أحسن جزاء المحسنين وادام بقاءه وظلاله على رؤوس المؤمنين إلى يوم
الدين وهو تلميذ الآقا حسين الخوانساري الشهير اه‍. وهو أحد العلماء
الذين وقعوا خطوطهم في أول خطبة كتاب جامع الرواة في سنة 1100
اه‍. وذلك أن مؤلف جامع الرواة الحاج محمد الأردبيلي طلب من علماء
عصره ان يكتب كل منهم كلمة في مقدمة الكتاب تبركا ففعلوا وكان المترجم
أحدهم.
الرزاز
هو أبو جعفر محمد بن عمرو البختري
رزام بن مسلم مولى خالد بن عبد الله القسري الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال
الكشي: محمد بن الحسين حدثني الحسين بن خرذاذ عن يونس بن القاسم
البجلي حدثني رزام مولى خالد القسري قال كنت أعذب بالمدينة بعد ما
خرج منها محمد بن خالد وكان صاحب العذاب يعلقني بالسقف ويرجع إلى
أهله ويغلق علي الباب وكان أهل البيت إذا انصرف إلى أهله حلوا الحبل
عني ويحلوني واقعد على الأرض حتى إذا دنا مجيئه علقوني فوالله إني كنت
ذات يوم إذا رقعة وقعت من الكوة إلي من الطريق فأخذتها فإذا هي مشدودة
بحصاة فنظرت فيها فإذا خط أبي عبد الله ع فإذا بسم الله
الرحمن الرحيم قل يا رزام يا كائنا قبل كل شئ ويا كائن بعد كل شئ
وما مكون كل شئ ألبسني درعك الحصينة من شر جميع خلقك قال رزام
فقلت ذلك فما عاد إلي شئ من العذاب بعد ذلك. وعن فلاح السائل لابن
طاوس عن كنز الفوائد للكراجكي قال جاء في الحديث ان أبا جعفر
المنصور خرج في يوم جمعة متوكئا على يد الصادق جعفر بن محمد ع
فقال رجل يقال له رزام مولى خالد بن عبد الله من هذا الذي بلغ
من خطره ان يعتمد أمير المؤمنين على يده فقيل له هذا عبد الله جعفر بن
محمد فقال إني والله ما علمت لوددت أن خد أبي جعفر نعل لجعفر
الحديث.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية إسماعيل بن مهران عنه في أواخر
الفقيه.
الرزامي
هو محمد بن زيد
الرزمي
هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله
الشيخ المقري أبو محمد رزق بن عبد الوهاب بن عبد العزيز الحارثي
التميمي
في الرياض من مشايخ أصحابنا وقد تتلمذ عنده الإمام أبو القاسم
هبة الله صاحب رسالة الناسخ والمنسوخ والسور القرآنية كذا قاله بعض
تلامذة الشيخ على الكركي في رسالته المعمولة في ذكر أسامي المشايخ
اه‍.
رزيق أبو العباس
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وفي التعليقة
هو ابن الزبير الآتي ولم التكرار ويروي عنه جعفر ابن بشير وفيه إشعار
بكونه من الثقات اه‍ والحكم باتحاده مع ابن الزبير لما يأتي في رزيق بن دينار
انه هو أبو العباس ولا ينافي ذلك ذكر الشيخ لهما بعنوانين فان ذلك وقع من
الشيخ في رجاله كثيرا بالنسبة للشخص الواحد بل في فهرسته أيضا بل من
غيره. وعن جامع الرواة أنه حكي رواية جعفر بن بشير عنه في روضة
الكافي مرتين.



(1) علق السيد محمد علي القاضي الطباطبائي على الطبعة الأولى بما يلي:
نقلتم عن الشيد شهاب الدين التبريزي ان الميرزا رحيم " المترجم " كان (قاضيا ببلدة تبريز)
وقد تسامح السيد شهاب الدين في نسبة منصب القضاء إليه فان الميرزا رحيم المذكور هو
الميرزا رحيم بن الميرزا محمد تقي القاضي الطباطبائي وهو لم يكن قاضيا في تبريز أصلا بل
تصدى مدة لنقابة الاشراف وانما المتصدي لمنصب القضاء هو اخوه الأكبر محمد مهدي
القاضي ولم يكن في تبريز في ذلك العصر قاضيا غيره وتصدى لهذا المنصب بعده ابنه الحاج
ميرزا عبد الجبار القاضي، وهذه الأسرة تعرف بآل الأمير عبد الوهاب وبقي في هذا البيت
منصب القضاء الشرعي ومشيخة الاسلام ونقابة الاشراف وغيرها إلى زمان اعلان الحكومة
الدستورية في إيران، ولعل وقوع الاشتباه في نسبة التصدي للقضاء إليه انما نشأ من وصفه
في بعض العبارات بالقاضي ولكن ذلك ليس من جهة تصديه لمنصب القضاء بل لان كلمة
القاضي صارت وصفا ولقبا لأولاد الميرزا محمد تقي لا سيما أولاد الميرزا محمد مهدي لبقاء
هذا المنصب في أولاده وأحفاده دون اخوته وأولادهم وهذا مما لا شبهة فيه. واما ما عن
صاحب مرآة الأحوال من قوله عند ترجمة أحوال نفسه انه كان يحضر بحث الشيخ جعفر
صاحب كشف الغطاء في أواسط العشر الثاني بعد المائتين والألف وذكر ان الميرزا رحيم
كان من تلاميذ الشيخ جعفر المذكور ومن أفاضلهم المشهورين وعبر عنه (بالميرزا رحيم بن
الميرزا تقي القاضي بتبريز) فكلمة القاضي بتبريز وصف لأبيه الميرزا تقي لا له مكا توهمه
السيد شهاب الدين، والميرزا رحيم كان في ذلك التاريخ من تلاميذ الشيخ جعفر ويحضر
بحثه في النجف وكان أبوه الميرزا محمد تقي حيا ومتصديا للقاء في آذربيجان فكيف يكون
الميرزا رحيم قاضيا فيها.
470
التمييز
يمكن معرفته برواية جعفر بن بشير عنه كما سمعت
رزيق بن دينار أبو حماد الكناسي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
رزيق بن الزبير الخلقاني أبو العباس
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع رزيق بن
الزبير الخلقاني وقال النجاشي رزيق بن الزبير الخلقاني أبو العباس وهو
رزيق بن الزبير بن أبي الورقاء والزبير يكنى أبا العوام روى عن أبي
عبد الله ع ذكره ابن نوح أخبرنا أبو الحسن بن الجندي حدثنا أبو
علي بن همام حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري محمد بن خالد الطيالسي
حدثنا أبو العباس رزيق بن الزبير بكتابه اه‍. وفي رجال ابن داود في نسخة
مصححة رزقي بن الزبير الخلقاني بن أبي ورقاء يكنى أبا العوام ق جش
ذكره ابن نوح أقول كذا ذكره النجاشي والذي نقلته ذكرته انه
رزيق بن الزبير بالمهملة المضمومة فالمعجمة المفتوحة فالياء المثناة تحت فالقاف
وقد ذكره الشيخ في كتاب الرجال اه‍ ما ذكره ابن داود بلفظ فهو قد حكى
عن النجاشي انه ذكره رزقي براء فزاي فقاف فياء ووضع على الراء فتحته
وعلى الزاي سكون مع أن الذي في رجال النجاشي رزيق وعده ابن النديم
في فهرسته من مشايخ الشيعة الذين رووا الفقه عن الأئمة ع ثم إن
النجاشي ذكره في باب الراء وكذا ابن داود وكذلك الشيخ في رجاله كما
سمعت لكنه في الفهرست ذكره مع ذلك في باب الزاي فقال زريق الخلقاني
له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن حميد عن القاسم بن إسماعيل
عن زريق اه‍ والظاهر أنه هو هذا كما في منهج المقال.
التمييز
يمكن معرفته برواية محمد بن خالد الطيالسي والقاسم بن إسماعيل
عنه وعن جامع الرواة أنه نقل رواية أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عنه
رزيق بن مرزوق
قال النجاشي كوفي ثقة له كتاب رواه إبراهيم بن سليمان عنه وفي
الخلاصة رزيق بن مرزوق كوفي ثقة اه‍ هكذا في باب الراء من الخلاصة
وكتاب النجاشي ولكن الشيخ في الفهرست ذكره في باب الزاي فقال
زريق بن مرزوق له كتاب رويناه عن جماعة عن أبي المفضل عن حميد عن
إبراهيم بن سلمان عنه وتبعه ابن داود فذكره في باب الزاي
فقال زريق بن مرزوق ذكره الشيخ في الفهرست وقال الكشي كوفي ثقة
وبعض أصحابنا التبس عليهم حاله فتوهم انه رزيق بتقديم المهملة وأثبته
في باب الراء وهو وهم وقد ذكره الشيخ أبو جعفر في الفهرست في باب
الزاي اه‍ وإبدال النجاشي بالكشي عادة جرى عليها ابن داود والله أعلم
سببها ولكن النجاشي ذكره في باب الراء لا الزاي إلا أن الشهيد الثاني قال إن
النجاشي ذكره في باب الراء لا الزاي ناسبا إلى السيد جمال الدين
محمد بن طاوس انه نقله عن النجاشي والصواب ان النجاشي ذكره في باب
الراء لا الزاي وأراد ابن داود ببعض أصحابنا العلامة في الخلاصة والعلامة
إنما تتبع النجاشي والمعروف انه أضبط من الشيخ في هذه الأمور فنسبه ابن
داود العلامة إلى أنه التبس عليه حاله في غير محلها.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي: باب رزيق المشترك بين ثقة
وغيره ويمكن استعلام انه ابن مرزوق الثقة برواية إبراهيم بن سليمان عنه
وانه ابن الزبير بامكان رواية محمد بن خالد الطيالسي عنه لأنه ممن أخبر
بكتابه وروايته هو عن أبي عبد الله ع. وزاد الكاظمي وبرواية
القاسم بن إسماعيل عنه على تقدير اتحاد رزيق مع زريق بتقديم الزاي وهو
الظاهر.
رزيك بن طلائع بن رزيك
قتل حوالي سنة 557
رزيك براء مضمومة وزاي مشددة لا مكسورة
كان أبوه وزير العاضد الخليفة الفاطمي بمصر آخر الخلفاء بها قال ابن
الأثير لما ضرب أبوه طلائع الملقب بالملك الصالح سنة 556 أوصى
بالوزارة لابنه رزيك ولقب العادل فانتقل الأمر إليه بعد وفاة أبيه قال وكان
الصالح إماميا لم يكن على مذهب العلويين المصريين وفي النجوم الزاهرة
أقام رزيك في الوزارة سنة وكسرا فما رأى الناس أحسن من أيامه وسامح
الناس بما عليهم من الأموال البواقي الثابتة في الدواوين ولم يسبق إلى ذلك
وكان أبوه طلائع قد ولى شاور قوص ثم ندم ودام رزيك في الوزارة حتى
قيل له اصرف شاور من قوص يتم لك الامر فأشار عليه سيف الدين
حسين ابن أخي طلائع بابقائه فقال رزيك ما لي طمع فيما اخذه منه ولكن
أريده يطأ بساطي فقيل له ما يدخل عليك ابدا فما قبل وأرسل واليا إلى
قوص يقال له ابن الرفعة فخرج شاور الواحات ورأى رزيك مناما فاحضر
رجلا يقال له ابن الايتاخي حاذقا في التعبير فقال له رأيت كان القمر قد
أحاط به حنش وكأنني رواس في حانوت فغالطه المعبر في التفسير فلما خرج
قال له سيف الدين حسين ابن عم رزيك ما أعجبني كلامك ولا بد أن
تصدقني فقال القمر عندنا هو الوزير كما أن الشمس خليفة والحش المستدير
عليه هو جيش مصحف وكونه رواسا اقلبها تجدها شاور مصحفا أيضا فقال
له حسين اكتم هذا واهتم حسين في امره ووطأ له التوجه إلى المدينة النبوية
وكان أحسن إلى المقيمين بها وحمل إليها مالا أودعه عند من يثق به وصار أمر
شاور يقوى حتى قرب من القاهرة وصاح الصائح في بني رزيك وكانوا أكثر
من ثلاثة آلاف فارس فأول من نجا بنفسه حسين فلما بلغ رزيك توجه
حسين خاف وأخذ أمواله وخرج إلى أطفيج فقبض عليه مقدمها وعلى من
معه وسلمهم إلى شاور ثم قتله شاور اه‍ اما تعبير هذا المعبر القمر بالوزير
فصحيح وأما تعبير الحنش فله وجه وان كان الأولى تعبيره بالعدو أما تعبير
الرواس بشاور فبعيد فإنه رأى بنفسه رواسا ولا علاقة لذلك بشاور والأولى
تعبيره بأنه يصير ذليلا وتذهب منه الوزارة ولكن هذا التعبير يدل على حذق
المعبر ولعل الصواب في حانوت رواس.
رزين الابزاري
رزين بفتح الراء وكسر الزاي
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الباقر ع زين الابزاري
وزين الأنماطي مجهولان وفي رجال الصادق ع رزين الابزاري

471
الأنماطي الكوفي اه‍ وربما فهم منه أن الابزاري والأنماطي واحد ويمكن
التعدد ولعله أظهر
رزين بن أسيد الكوفي صاحب الرمان
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع
وصاحب الرمان لعله بائع الرمان ويأتي رزين بن حبيب الجهني أو
البكري الكوفي الرماني أي بائع الرمان ولولا اختلاف الأب لأمكن
الاتحاد ويمكن كون أحدهما نسبة إلى الجد.
رزين بن أنس الكلبي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع.
رزين الأنماطي الكوفي أو بياع الأنماط
مر في رزين الابزاري أن الشيخ في رجاله عد رزين الأنماطي في
أصحاب الباقر ع وقال إنه مجهول وأنه عد في رجال الصادق ع
رزين الابزاري الأنماطي الكوفي وصاحب منهج المقال مع نقله ذلك
عن رجال الشيخ في رزين الابزاري قال في رزين الأنماطي: في رجال
الشيخ في أصحاب الصادق ع رزين بياع الأنماط الكوفي اه‍ فهل ذكره
الشيخ مرتين ليست عندنا نسخة رجال الشيخ لنعرف الحقيقة وفي التعليقة
في الكافي في باب القول عند الصباح والمساء في الصحيح عن ابن أبي عمير
عن الحسن بن عطية عنه عن أحدهما ع من قال اللهم إني
أشهدك إلى أن قال وفلان ابن فلان امامي ووليي وأن أباه رسول الله
ص وعليا والحسن والحسين وفلانا حتى ينتهي إليه
أئمتي وأوليائي على ذلك أحيا وعليه أموت وعليه ابعث يوم القيامة
الحديث ربما يظهر منه مضافا إلى حسن الاعتقاد كونه من الثقات من
رواية ابن أبي عمير عنه الذي لا يروي الا عن ثقة.
رزين بن حبيب الجهني ويقال البكري الكوفي الرماني ويقال التمار ويقال
البزار بياع الأنماط
في تهذيب التهذيب روى عن الأصبغ بن نباتة والشعبي وأبي جعفر
الباقر وسلمى البكرية وغيرهم وعنه الثوري وابن المبارك ووكيع وعيسى بن
يونس وعبيد الله بن موسى وأبو نعيم وغيرهم قال احمد وابن معين ثقة. أبو
حاتم صالح الحديث ليس به باس أحب إلى من إسحاق بن جليد وله في
الترمذي حديث واحد في قتل الحسين واستغربه ومنهم من فرق بين رزين
بياع الأنماط يروي عن الأصبغ بن نباتة وعنه عيسى بن يونس وبين رزين
الجهني بياع الرمان قال ابن حجر المهذب والتوثيق المقدم هو في الجهني وهو
الذي أخرج له الترمذي اما بياع الأنماط فتفرد ابن حبان بذكره في الثقات
ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم تجريحا ولا تعديلا وقال يعقوب بن سفيان في
الجهني كوفي لا باس به وذكره ابن حبان في الثقات أيضا اه‍ قال المؤلف
وصف المترجم بالرماني والبزار وبياع الأنماط ويشاركه في الوصف بالرماني أي
بائع الرمان رزين ابن أسيد صاحب الرمان المتقدم لكن اختلاف الأب يمنع
من الاتحاد إلا أن يكون أحدهما نسبة إلى الأب والآخر إلى الجد ويشاركه
في الوصف بالبزار رزين الابزاري السابق فالاتحاد قريب لا سيما مع كون
كليهما كوفيا وراميا عن الباقر ع وفي الوصف ببياع الأنماط
الأنماطي أو بياع الأنماط المتقدم فالاتحاد أيضا قريب لا سيما مع كون كل
منهما كوفيا راويا عن الباقر ع ومر في رزين الأنماطي عن رجال
الشيخ ما يظهر منه اتحاد الأنماطي والأبزاري. وكيف كان فكلاهم هنا لا
يخلو من تشويش
رزين بن عبد ربه الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع وقال أسند
عنه
رزين بن عبيد السلولي الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين ع
: رزين بن عدي الأزدي الكوفي
رزين بن عدي الأسدي الكوفي
رزين بن علي الأزدي الكوفي
عدهم الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ولا يبعد
كون الأولين واحدا.
رزين الكوفي
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع ويوشك ان يكون
أحد السابقين.
رزين الكوفي الأعمى
في ميزان الذهبي متروك عن أبي هريرة قاله الأسدي روى عنه
حبيب بن أبي ثابت ثم ساق له الأزدي حديثا باطلا عنه عن أبي هريرة
مرفوعا من فارقني فارق الله ومن فارق عليا فقد فارقني ومن تولاه فقد
تولاني الحديث اه‍ ويوشك أن يكون تركه لروايته مثل هذا الحديث
الذي لا موجب للجزم ببطلانه وأي مسلم يشك بان مفارقة علي مفارقة
للحق الذي عليه الرسول ص ويوشك أن يكون هذا أحد السابقين.
الأمير مجد الدولة أبو طالب رستم بن فخر الدولة أبي الحسن علي بن ركن
الدولة أبي علي الحسن بن بويه البويهي
. ولد سنة 379 وكان حيا سنة 434
قال ابن الأثير في حوادث سنة 387 لما توفي فخر الدولة قام بملكه
بعده ولده مجد الدولة أبو طالب رستم وعمره أربع سنين أجلسه الأمراء في
الملك وجعلوا أخاه شمس الدولة بهمذان وقرميسين إلى حدود العراق وكان
المرجع إلى والدة أبي طالب في تدبير الملك وعن رأيها يصدرون وبين يديها في
مباشرة الأعمال أبو طاهر صاحب فخر الدولة وأبو العباس الضبي الكافي.
وفي تجارب الأمم ص 296 297 لما توفي فخر الدولة سنة 387 رتب في
الامارة بعده ولده مجد الدولة وسنه إذ ذاك أربع سنين فأخذت له البيعة على
الجند واطلقت له الأموال الكثيرة حتى قيل إن الأمرا جعلهم عن حط المال
من القلعة على رؤوس الرجال فحطوه بالزبل والبكر والحبال والوزيران
يومئذ أبو العباس الضبي المتلقب بالكافي الأوحد وأبو علي بن حمولة المتقلب
بأوحد الكفاة وبينهما أشد عدواة فبسط ابن حمولة يده في اطلاق الأموال
واستمالة الرجال فمالت قلوب الجند إليه وامتنع الضبي من مثل ذلك إلا
أنه معظم لمنزلته في القلوب. وحدث أن استولى قابوس بن وشمكير على

472
جرجان فاختلفوا في الرأي واستشاروا بدر بن حسنويه الكردي فأشار بعدم
الحرب وبعدم المخاطرة بالأموال فخولف وأشار نصحاء الوزير ابن جمولة
عليه بان يذهب لحرب قابوس لأنه إذا حصل بجرجان كان أميرا لا وزير
فسار بالعسكر والأموال فما كانت الا حملة واحدة من أصحاب قابوس حتى انهزم
أصحاب ابن حمولة وغنم قابوس غنيمة كثيرة وشرعوا في تجريد العساكر ثانيا
فقال ابن حمولة قد خرجت أولا وهذه نوبة الضبي ثم أجمع رأي السيدة أم
مجد الدولة وبدر بن حسنويه على القبض على ابن حمولة فقبض عليه وحبس
ثم قتل ثم قبضوا على الضبي فخلصه الديلم بعد ثلاثة أيام.
وقال ابن الأثير في حوادث سنة 388 لما مات فخر الدولة سير شمس
المعالي قابوس الأصبهبد شهريار بن سروين إلى جبل شهريار وعليه
رستم بن المرزبان ابن خال مجد الدولة بن فخر الدولة فاقتتلا فانهزم رستم
واستولى أصبهبد على الجبل. وكان باتي بن سعيد بناحية الاستندارية وله
ميل إلى شمس المعالي فسار إلى آمل وبها عسكر لمجد الدولة فطردهم
واستولى عليها وخطب لقابوس وكتب أهل جرجان إلى قابوس يستدعونه
فسار إليهم من نيسابور وسار أصبهبد وباتي بن سعيد إلى جرجان وبها
عسكر لمجد الدولة فالتقوا واقتتلوا فانهزم عسكر مجد الدولة إلى جرجان فلما
بلغوها صادفوا مقدمة قابوس قد بلغتها فانهزموا هزيمة ثانية إلى الري
فجهزت العساكر من الري نحو جرجان فحصروها فغلت الأسعار بها
وتوالت الأمطار على العسكر فاضطروا إلى الرحيل وتبعهم قابوس فاقتتلوا
فانهزم عسكر الري وقتل واسر منهم جماعة وفي حوادث سنة 397 فيها
قبضت والدة مجد الدولة بن بويه صاحب الري وبلد الجبل عليه وسببه أن
الحكم كان إليها في جميع أعمال ابنها فلما وزر له الخطير أبو علي بن علي بن
القاسم استمال الامراء وشكاها إليهم وخوف ابنها منها فصارت كالمحجوز
عليها فخرجت من الري إلى القلعة فوضع عليها من يحفظها فاحتالت حتى
هربت إلى بدر بن حسنويه واستعانت به في ردها إلى الري وجاءها ولدها
شمس الدولة وعساكر همذان وسار معها بدر إلى الري فحصروها وجرى
بين الفريقين قتال كثير انتصر فيه بدر ودخل البلد واسر مجد الدولة فقيدته
والدته وسجنته بالقلعة وأجلست أخاه شمس الدولة في الملك فبقي نحو سنة
فرأت منه تنكرا وتغيرا فأعادت مجد الدولة لأنه ألين عريكة وسار شمس
الدولة إلى همذان وصارت هي تدير الامر وتسمع رسائل الملوك وتعطي
الأجوبة.
وفي سنة 405 سار شمس الدولة أخو مجد الدولة إلى الري بعد ما
اتسع ملكه ففارقها مجد الدولة ووالدته إلى دنباوند وخرجت والدته فشغب
عليه الجند فعاد إلى همدان وأرسل إلى أخيه ووالدته بالعودة فعادا.
وفي سنة 407 عظمت شوكة ابن فولاذ بعد ما كان وضيعا فنجب في
دولة بني بويه فطلب من مجد الدولة ووالدته أن يقطعاه قزوين فلم يفعلا
فقصد أطراف ولاية الري وأفسد فاستعانا عليه باصبهبد فأعانهما وجرى بينه
وبين ابن فولاذ عدة حروب فجرح وانهزم ثم أعاد الكرة على الري فاضطر
مجد الدولة ووالدته إلى مداراته وسلماه مدينة أصبهان وعاد إلى طاعة مجد
الدولة.
وفي سنة 418 نزل منوجهر بن قابوس بعساكره على الري وقاتلوا مجد
الدولة ومن معه وجرى بينهم وقائع استظهر فيها أهل الري في سنة 419
توفيت أم مجد الدولة وفي سنة 420 سار محمود بن سبكتكين نحو الري
وكان مجد الدولة قد كاتبه يشكو إليه جنده وكان متشاغلا بالنساء ومطالعة
الكتب ونسخها وكانت والدته تدبر مملكته فلما توفيت طمع جنده فيه
واختلت أحواله فسير إليه محمود وأمر مقدمهم بالقبض عليه فلما وصلوا
الري قبض عليه وعلى ابنه دلف وجاء محمود إلى الري واخذ من الأموال
ألف ألف دينار ومن الجواهر ما قيمته خمسمائة ألف دينار ومن الثياب ستة
آلاف ثوب وغيرها ما لا يحصى واحضر مجد الدولة وقال له أما قرأت
شاهنامه وهو تاريخ الفرس وتاريخ الطبري وهو تاريخ المسلمين قال بلى قال
ما حالك حال من قرأها أما لعبت بالشطرنج قال بلى فهل رأيت شاها
يدخل على شاه قال لا قال فما حملك على أن سلمت نفسك إلى من هو أقوى
منك وفي سنة 434 أخذ طغرلبك قلعة طبرك من مجد الدولة وأقام عنده
مكرما.
مولانا رستم علي المشهدي
في مطلع الشمس: توفي سنة 970 في المشهد الرضوي ودفن بجنب
مولانا سلطان علي كان بارعا في خط النسخ تعليق.
شاه مازندران رستم بن علي بن شهريار بن قارن الديلمي
توفي سنة 560
قال ابن الأثير في حوادث سنة 554 فيها وقع في استراباد فتنة عظيمة
بين العلويين ومن يتبعهم من الشيعة وبين الشافعية ومن معهم سببها أن
الإمام محمد البزوي وصل إلى استراباد فعقد مجلس الوعظ وكان قاضيها
شافعي المذهب أيضا فثار العلويون ومن يتبعهم من الشيعة بالشافعية ومن
يتبعهم أسترآباد ووقعت بين الطائفتين فتنة عظيمة انتصر فيها العلويون فقتل
من الشافعية جماعة وهرب القاضي ولا بد أن يكون هذا الواعظ تعرض
في مجلس وعظه لذم الشيعة فأثار ذلك حمية العلويين ووقعت الفتنة كما هي
العادة المتبعة في مجالس هؤلاء الوعاظ فيعرضون عن وعظ الناس بما
ينفعهم من الأمر بالتخلق بالأخلاق الكريمة الاسلامية والمحافظة على
الواجبات والنهي عن الأخلاق والافعال الذميمة ويشتغلون بما لا ينفع أو
يضر اتباعا لميل العامة كما كنا نشاهده في زماننا ولا فمجرد عقد مجلس
الوعظ لا يكون سببا في الفتنة إذا خلا عن ذلك فسمع شاه مازندران
الخبر فاستعظمه وأنكر على العلويين فعلهم وبالغ في الإنكار مع أنه شديد
التشيع وقطع عنهم جرايات كانت لهم ووضع الجبايات والمصادرات على
العامة فتفرق كثير منهم وعاد القاضي إلى منصبه وسكنت الفتنة اه‍ وهذا
يدل على أن استراباد كانت تحت حكمه وقال في حوادث سنة 555 فيها
قصد يغمر خان الغز وتوسل إليهم لينصروه على ايثاق فأجابوه إلى ذلك فلم
يجد ايثاق لنفسه بهم قوة فاستنجد شاه مازندران فجاء ومعه من الأكراد
والديلم والأتراك والتركمان الذين يسكنون نواحي ابسكون جمع كثير
فاقتتلوا ودامت الحرب بينهم وانهزم الأتراك الغزية والبرزية من شاه
مازندران خمس مرات ويعودون وكان على ميمنة شاه مازندران الأمير ايثاق
وتبعه باقي العسكر ووصل شاه مازندران إلى سارية وقتل من عسكره
أكثرهم وفي حوادث سنة 559 ملك شاه مازندران قومس وبسطام وذلك أنه
جهز جيشا واستعمل عليه أميرا له يعرف بساق الدين القزويني فسار إلى
دامغان فملكها واستولى عسكر شاه مازندران على تلك البلاد

473
رستم بن المرزبان خال مجد الدولة بن فخر الدولة البويهي
قال ابن الأثير في حوادث سنة 388 لما مات فخر الدولة في هذه
السنة سير شمس المعالي قابوس الاصبهبد شهريار بن شروين إلى جبل
شهريار وعليه رستم بن المرزبان خال مجد الدولة بن فخر الدولة فاقتتلا
فانهزم رستم واستولى أصبهبد على الجبل وخطب لشمس المعالي ثم إن
الأصبهبد حدث نفسه بالاستقلال والتفرد عن قابوس فسارت إليه
العساكر من الري وعليها المرزبان خال مجد الدولة فهزموا أصبهبد وأسروه
ونادوا بشعار شمس المعالي لوحشة كانت عند المرزبان من مجد الدولة.
عفيف الدين أبو إبراهيم رسن أبو غلاب بن يحيى بن رسن النيلي الصوفي
توفي في صفر سنة 625
في مجمع الآداب ذكره شيخنا تاج الدين أبو طالب في تاريخه
وقال كان يعرف بصاحب الشيخ صدقة بن وزير الواسطي وكان يتشيع
سمع شيئا من الحديث وقال أبو عبد الله بن النجار في تاريخه: أبو
الغلاب رسن من أهل النيل سمع مع الشيخ صدقة بن وزير بنت أبي
الشيخ محمد بن عبد الباقي البطي كتبت عنه وكان شيخا لا باس به قال
ووقفت له على كتاب يحتوي على أمثال الخاصة والعامة وتوفي في صفر سنة
625.
رشد أو رشيد بن زيد الحنفي أو الجعفي
قال الشيخ في رجاله في باب من لم يرو عنهم ع رشد ابن
زيد الحنفي روى حميد بن زياد عن إبراهيم بن سليمان عنه وفي الفهرست
رشد بن زياد الجعفي له كتاب أخبرنا به جماعة عن أبي المفضل عن حميد عن
إبراهيم بن سليمان عن رشد بن زيد وعن بعض نسخ الفهرست رشيد
بالياء وقال النجاشي رشيد بن زيد الجعفي كوفي ثقة قليل الحديث له كتاب
أخبرنا الحسين بن عبد الله حدثنا أحمد بن جعفر حدثنا حميد حدثنا
إبراهيم بن سليمان حدثنا رشيد بكتابه وفي الخلاصة رشيد بفتح الراء بن
زيد الجعفي كوفي ثقة قليل الحديث له كتاب وفي رجال ابن داود رشد بفتح
الراء والشين المعجمة ومن أصحابنا يعني العلامة من أثبته بياء بعد
الشين ورأيته بخط الشيخ في عدة مواضع بغير ياء والأقرب الأول ابن
زيد الجعفي الخ فالشيخ في رجاله جعله بغير ياء وكذا في أكثر نسخ
الفهرست وكذا ابن داود نقلا عن خط الشيخ والنجاشي جعله بالياء وكذا
العلامة ولا ريب أن أحدهما صحف بالآخر والشيخ في رجاله نسبه الحنفي
لكنه في الفهرست نسبة الجعفي وكذا النجاشي والعلامة وابن داود. ومن
ذلك يظهر أن ما في رجال الشيخ تصحيف واحتمال التعدد منفي برواية
حميد بن زياد عن إبراهيم بن سليمان عنهما.
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف رشيد أنه ابن زيد الثقة
برواية إبراهيم بن سليمان عنه
الخاتمة
وليكن هذا آخر الجزء الحادي والثلاثين من أعيان الشيعة وانتهى
تأليفه يوم السبت 28 شعبان المعظم 1368 على يد مؤلفه الفقير إلى عفو
ربه الغني محسن الحسيني العاملي نزيل دمشق في منزله في محلة الأمين
بدمشق حامدا مصليا مسلما.

474
/ 1