شرح إحقاق الحق (جزء 12) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح إحقاق الحق (جزء 12) - نسخه متنی

نورالله بن شریف الدین شوشتری؛ محقق: شهاب الدین مرعشی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: شرح إحقاق الحق
المؤلف: السيد المرعشي
الجزء: 12
الوفاة: 1411
المجموعة: من مصادر العقائد عند الشيعة الإمامية
تحقيق: تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
الطبعة:
سنة الطبع:
المطبعة:
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم - ايران
ردمك:
ملاحظات:
إحقاق الحق
وإزهاق الباطل
تأليف
العلامة في العلوم العقلية والنقلية
متكلم الشيعة نابغة الفضل والأدب
القاضي السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري
الشهيد
في بلاد الهند سنة 1019
الجزء الثاني عشر
مع تعليقات نفيسة هامة
للعلامة الحجة آية الله العظمى
السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي
دام ظله الوارف
باهتمام السيد محمود المرعشي

تعريف الكتاب 1
من منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
قم - إيران

تعريف الكتاب 2
بسمه تعالى
الحمد لله على إتمام النعمة، وإكمال الموهبة، حيث وفقنا بالفراغ عما
يتعلق بأحوال سيد الشهداء المقربين ريحانة رسول الله وفلذة كبده ومهجة
فواده مولانا ومولى الثقلين أبي عبد الله الحسين روحي له الفداء ورزقنا الله شفاعته
في الآخرة وأنا لنا زيارته في هذه النشأة.
شرعنا بذكر أحوال سائر الأنجم الزاهرة، والكواكب المضية الأئمة
الهداة البررة، مشاكي العلم والفضل ونبارس الحجى والنبالة وبدانا في هذا الجزء
فيما ينوط بمولانا سيد الساجدين وزين المتهجدين بكاء المحاريب فخر
المناجين شرف العرب والعجم آدم آل محمد الذي قال بعض الأكابر في حقه:
لولا صحيفة هذا الإمام ما لم يعلم المسلمون كيف يناجون باريهم ويطلبون منه
الحوائج فله حق التعليم في هذا الشأن على كل مسلم أعني الإمام أبا الحسن علي
ابن الحسين روحي له الفداء ولا تسأل أيها القاري الكريم عما كابدنا من
الفحص والبحث في كتب القوم: الحديثية والرجالية والفقهية والأدبية.
والمرجو من العلماء والأفاضل، وأرباب القلم والمحابر أن ينظروا من
مبدة الجزء الأول من هذه الموسوعة إلى آخر الأجزاء المنتشرة بعين العدل
والانصاف حتى يقفوا على المكاره والمتاعب اللتي تحملها هذه الفئة الناصرة

كلمة المعلق 1
للمذهب، ولعمري لقد أصبحت هذه عونا للمؤلفين، ومن أخذ اليراع، بيده،
كلما أراد مستندا لمنقبة من مناقب أهل البيت يجد فيها أنشودته ويلتقط الدر
المضاع كيف لا وقد روجع إلى ما يربو على ألفي كتاب من كتب الجمهور على
تشعب فنونها ومودعاتها.
وفي الختام أرجو منهم أن يذكرونا في مظان الإجابة ومان الدعاء
في الحياة وبعد الممات كما اسال من فضل المولى سبحانه أن يوفقنا لنشر بقية
التعاليق إنه الجواد الوهاب الكريم.

كلمة المعلق 2
بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام الرابع
زين العابدين سيد الساجدين علي بن الحسين عليه السلام
نسبه
ونذكر في ذلك كلام بعضهم:
منهم أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في كتاب الفاضل (ص 106
ط دار الكتب بمصر) قال:
وكان يقال لعلي بن الحسين: ذو الخيرتين لأن أمه كانت ابنة يزدجرد.
وتأويل ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل من خلفه خيرتين: من
العرب قريش، ومن العجم فارس وكان الأصمعي يحدث أن ابنة يزدجرد جاءت
علي بن أبي طالب في مأة وصيفة فقال علي: أكرموها فإنها حديثة عهد بنعمة فقال
لها: تزوجي بالحسين ابني فقالت: بل أتزوج أنت فقال لها: الحسين شاب
وهو أحق بالتزويج مني. قالت: مثلي لا يملكه من يملك وزعم عمر بن الخطاب
أنه ليس أحد أزكى من أولاد السراري لأن لهم عز العرب وتدبير العجم.

3
ومنهم العلامة الشيخ برهان الدين الحلبي الشافعي المتوفى سنة 1044
في كتابه إنسان العيون الشهير بالسيرة الحلبية (ج 2 ص 45 ط قاهرة) قال:
جيء ببنات الملك الثلاث فوقفن بين يديه (أي عمر بن الخطاب) وأمر
المنادي أن ينادي عليهن وأن يزيل نقابهن عن وجوههن ليزيد المسلمون في
ثمنهن فامتنعن من كشف نقابهن ووكزن المنادي في صدره فغضب عمر رضي الله
تعالى عنه وأراد أن يعلوهن بالدرة وهن يبكين فقال له علي رضي الله تعالى عنه:
مهلا يا أمير المؤمنين فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ارحموا عزيز قوم ذل
وغني قوم افتقر. فسكن غضبه فقال له علي: إن بنات الملوك لا يعاملن معاملة
غيرهن من بنات السوقة فقال له: عمر: كيف الطريق إلى العمل معهن؟ فقال:
يقومن ومهما بلغ ثمنهن يقومن من يختارهن فقومن وأخذهن علي رضي الله
تعالى عنه فدفع واحدة لعبد الله بن عمر فجاء منها بولده سالم وأخرى لمحمد بن
أبي بكر فجاء منها بولده القاسم والثالثة لولده الحسين فجاء منها بولده علي الملقب
بزين العابدين.
ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 119 ط مصر).
روى الحديث نقلا عن السيرة الحلبية بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.
ومنهم العلامة أبو القاسم البدخشي في مفتاح النجا (ص 157 مخطوط) قال:
وذكر العلامة أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري في ربيع الأبرار أن
الصحابة لما أتوا المدينة السبي فارس في خلافة عمر رضي الله عنه كان فيهم ثلاث
بنات ليزدجرد فأمر عمر رضي الله عنه ببيعهن فقال علي كرم الله وجه: إن بنات
الملوك فذكر الحديث بعين ما تقدم عن السيرة الحلبية).
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في إسعاف الراغبين) المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 237 ط العثمانية بمصر) قال:

4
وأمه (أي علي بن الحسين) إحدى بنات كسرى، ثم نقل عن السيرة
الحلبية ما تقدم عنه بلا واسطة بعينه.
ومنهم العلامة الشبلنجي في نور الأبصار (ص 188 ط العثمانية
بمصر) قال:
وأمة (أي زين العابدين) سلافة ولقبها شاه زنان بفتح الشين المعجمة وكسر
الهاء وفتح الزاء والنون الثانية بعد الألف كلمة فارسية معناها ملكة النساء وهي
بنت يزدجرد بفتح الياء المثناة من تحت وسكون الزاي وفتح الدال المهملة وكسر
الجيم ودال مهملة بعد الراء الساكنة ولد أنو شروان العادل ملك الفرس. ذكر
الزمخشري في ربيع الأبرار أنه لما أتي بسبي فارس في خلافة سيدنا عمر رضي
الله عنه أمر ببيع بنات يزدجرد فقال له علي رضي الله عنه: إن بنات الملوك فذكر
الحديث بعين ما تقدم عن السيرة الحلبية.

5
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام قبل ولادته:
إنه سيد في العرب والعجم وسيد في
الدنيا والآخرة
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الراغب الأصبهاني في محاضرات الأدباء (ج 1 ص 247
ط بيروت) قال:
عاتب هشام زيد بن علي قال: بلغني أنك تريد الخلافة كيف تصلح لها
وأنت ابن أمة فقال: كان إسماعيل ابن أمة وإسحاق ابن حرة فأخرج الله من صلب
إسماعيل خير ولد آدم فقال هشام: إذا لا تراني إلا حيث تكره كانت أم علي بن
الحسين عليهما السلام جيهان شاه بنت يزدجرد أخذها الحسين من جملة الفئ وقال له
أمير المؤمنين: خذها: فستلد لك سيدا في العرب سيدا في العجم سيدا في الدنيا
والآخرة.

6
وجه تلقبه بزين العابدين
رواه القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي في (وسيلة النجاة)
(ص 313 ط گلشن فيض بلكهنو).
روى نقلا عن شواهد النبوة أن سبب تلقبه بزين العابدين أن الشيطان تمثل
بصورة أفعى فلدغ إصبع رجله حين كان مشتغلا بالصلاة فلم يلتفت إليه ولم يقطع
صلاته فسمع مناد ينادي أنت زين العابدين حقا.
وجه تلقبه بذي الثفنات
رواه القوم:
قال العلامة المنشي النسابة الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد
القلقشندي المتوفى سنة 821 في كتابه صبح الأعشى (ج 1 ص 425 طبع
القاهرة) قال:
ذو الثفنات، كان يقال ذلك لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما على
أعضاء السجدات منه شبه ثفنات البعير.
قال العلامة السيد خير الدين أبو البركات في غالية المواعظ (ج 2
ص 142 ط دار الطباعة المحمدية بالقاهرة)
يقال لعلي بن الحسين ذو الثقات لأن كثرة سجوده أحدث في مواقعه أشباه
ثفنات البعير.
وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول (ص 77
ط تهران)

7
وأما لقبه فكان له ألقاب كثيرة كلها تطلق عليه أشهرها زين العابدين وسيد
العابدين والزكي والأمين وذو الثفنات.
وقال عبد الرحمن ابن الجوزي في سلوة الأحزان (ص 140
ط الإسكندرية)
وقد سمي بذي الثفنات لظهور علامات ظاهرة على جبهته من كثرة السجود.
تاريخ ميلاده ووفاته
فمن نروي كلامه في ذلك العلامة محمد پارسا البخاري المتوفى
سنة 822 في (فصل الخطاب (على ما في الينابيع ص 387 ط اسلامبول) قال:
ولد (أي علي بن الحسين) سنة ثمان وثلاثين وكان ثقة مأمونا كثير الحديث
عاليا رفيعا واجمعوا على جلالته في كل شئ وقال حماد بن زيد: كان أفضل
هاشمي أدركته.
ومنهم العلامة الذهبي في (دول الاسلام) (ج 1 ص 47 ط حيدر آباد)
قال:
والإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وله بضع
وخمسون سنة.
ومنه العلامة الخطيب التبريزي في (إكمال الرجال) (ص 725
ط دمشق) قال:
مات (أي علي بن الحسين) سنة أربع وتسعين وهو ابن ثمن وخمسين سنة،
ودفن بالبقيع في القبر الذي فيه عمه الحسن بن علي.
ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 306 ط الغري) قال:
توفي (أي علي بن الحسين) بالمدينة سنة خمس وتسعين وله يومئذ سبع

8
وخمسون سنة ودفن بالبقيع مع الحسن.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 29 نسخة الظاهرية بدمشق) قال:
وتوفي زين العابدين بالمدينة سنة أربع وتسعين وقيل ثنتين وتسعين ودفن
بالبقيع وله ثمان وخمسون.
ومنهم العلامة الذهبي في تاريخ الاسلام (ج 4 ص 35 ط مصر)
قال:
كان مع أبيه يوم قتل وله ثلاث وعشرون سنة وهو مريض فقال عمر بن سعد
ابن أبي وقاص: لا تعرضوا لهذا المريض.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في إسعاف الراغبين (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 237 ط العثمانية بمصر) قال:
ولد (أي علي بن الحسين) بالمدينة يوم الخميس لخمس ليال مضين من شعبان
سنة ثمان وثلاثين ثم شرع في ذكر فضائله إلى أن قال في (ص 241) مات سنة أربع
وتسعين عن ثمان وخمسين سنة.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول (ص 79
ط طهران) قال:
أما عمره مات في ثامن عشر المحرم من سنة أربع وتسعين وقيل خمس
وتسعين وقد تقدم ذكر ولادته في سنة ثمان وثلاثين فيكون سبعا وخمسين سنة
كان منها مع جده ستة ومع أبيه ومع عمه أبي محمد الحسن عشر سنين وأقام مع
أبيه عشر سنين وبقي بعد أبيه تتمة ذلك.
ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في الصواعق (ص 120 ط القاهرة)
قال:

9
توفي وعمره سبع وخمسون منها: سنتان مع جده على ثم عشر مع عمه
الحسن، ثم إحدى عشر مع أبيه الحسين وقيل: سمه الوليد بن عبد الملك ودفن
بالبقيع عند عمه الحسن عن أحد عشر ذكرا وأربع إناث وارثه منهم عبادة وعلما
وزهادة أبو جعفر محمد الباقر.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة (ص 183
ط الغري) قال:
ولد علي بن الحسين عليه السلام بالمدينة نهار الخميس الخامس من شعبان المكرم
في سنة ثمان وثلاثين من الهجرة في أيام جده علي بن أبي طالب عليه السلام قبل وفاته بسنتين.
ومنه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) ص (187 ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة).
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص (ص 341
ط الغري) قال:
اختلفوا في وفاته على أقوال: أحدها ذكره ابن عساكر أنه توفي سنة
أربع وتسعين والثاني سنة اثنين وتسعين والثالث سنة خمس وتسعين والأول
أصح لأنها تسمى سنة الفقهاء لكثرة من مات بها من العلماء وكان سيد الفقهاء
مات في أولها وتتابع الناس بعد سعيد بن المسيب وعروة بن الزبير وسعيد بن
جبير وعامة فقهاء المدينة، أسند على الحديث عن أبيه وعمه الحسن وابن عباس
وجابر ابن عبد الله وأنس بن مالك وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وصفية وعائشة
في آخرين وعاش سبعا وخمسين سنة وقيل ثمان وخمسين وهو الأصح
ودفن بالبقيع.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 191 ط العثمانية بمصر)
قال:

10
توفي علي زين العابدين رضي الله عنه في ثاني عشر المحرم سنة أربع
وتسعين من الهجرة وكان عمره إذ ذاك سبعا وخمسين سنة.
نقش خاتمه عليه السلام
قال علامة التاريخ والحديث أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم
السهمي المتوفى سنة 427 في كتاب (تاريخ جرجان) طبع حيدر آباد الدكن).
حدثنا أحمد بن أبي عمران الجرجاني حدثنا عمران بن موسى حدثنا
إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن جعفر حدثني أبي جعفر بن محمد قال: كان نقش
خاتم أبي محمد بن علي: القوة لله جميعا.
وقال العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى
سنة 652 في مطالب السؤل في مناقب آل الرسول ص) (ص 81 ط طهران):
ونقل الثعلبي في تفسيره أن الباقر كان نقش خاتمه هذه:
ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن وبالوصي ذي المنن وبالحسين
والحسن.
رواها بسنده في تفسيره متصلا إلى ابنه الصادق.

11
كتمانه لنسبه في السفر
إعظاما لنسبة رسول الله صلى الله عليه وآله
فمما روي في ذلك ما ذكره جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة في الأدب المبرد في الفاضل (ص 103 ط دار الكتب بمصر)
قال:
يروى أن عليا كان أبر الناس وأتقاهم وكان إذا سافر كتم نسبه وستر
وجهه فقيل له في ذلك فقال: أكره أن آخذ برسول الله ما لا أعطى مثله وكان يقول:
ما أكلت بنسبتي من رسول الله درهما قط.
ومنهم العلامة محمد پارساي البخاري في فصل الخطاب (على ما في
الينابيع ص 387 ط اسلامبول) قال:
وكان (أي علي ابن الحسين (إذا سافر كتم نسبه فقيل له في ذلك فقال: أنا أكره
أن آخذ برسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أعطى إياه.

12
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا كان يوم القيامة نادى
مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن
الحسين عليه السلام
ونروي في ذلك حديثين:
الأول
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة كمال الدين بن محمد بن طلحة في (مطالب السؤل) (ص 81
ط طهران قال:
ونقل عن أبي الزبير محمد بن أسلم المكي أنه قال: كنا عند جابر ابن عبد الله
فأتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي فقال علي لابنه محمد: محمد قبل رأس عمك
فدنا محمد بن جابر فقبل رأسه فقال جابر: من هذا؟ وكان قد كف بصره فقال له
علي: هذا ابني محمد فضمه جابر إليه وقال: يا محمد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك
السلام فقال لجابر: كيف ذلك يا أبا عبد الله؟ فقال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال: يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له علي
إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم علي بن الحسين ويولد
لعلي ابن يقال له محمد يا جابر ابن رايته فاقرئه مني السلام.
ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة)
(ص 199 ط الميمنية بمصر) قال:

13
وكفى شرفا أن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له (أي محمد بن علي)
وهو صغير: رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليك فقيل له: وكيف ذاك؟ قال: كنت
جالسا عنده والحسين في حجره وهو يلاعبه فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه علي
إذا كان يوم القيامة نادى مناد ليقم سيد العابدين فيقوم ولده. ثم يولد له ولد اسمه
محمد فإن أدركته يا جابر فاقرئه مني السلام.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في المختار في
مناقب الأخيار (ص 30 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).
قال أبو الزبير: كنا عند جابر بن عبد الله وقد كف بصره وعلت سنه فدخل
عليه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي صغير فسلم على جابر وجلس وقال لابنه
محمد: قم إلى عمك فسلم عليه وقبل رأسه ففعل الصبي ذلك فقال جابر: من هذا؟ فقال:
محمد ابني فضمنه إليه وبكى فقال يا محمد إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام فقال له
صحبه وما ذاك أصلحك الله فقال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه الحسين بن علي
فضمه إليه وقبله وأقعده إلى جنبه ثم قال: يولد لابني هذا ابن يقال له علي إذا كان
يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش ليقم سيد العابدين فيقوم هو، ويولد له محمد
إذا رايته يا جابر فاقرأ عليه السلام مني واعلم أن بقاك بعد ذلك اليوم قليل فما لبث
جابر بعد ذلك اليوم إلا بضعة عشر يوما حتى توفي.
ورواه في (ص 26، النسخة المذكورة) بعينه من قوله: كنت عند رسول الله
إلى قوله: فيقوم هو.
ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في
(لسان الميزان (ج 5 ص 168 ط حيدر آباد الدكن) قال:
حدثنا الغلابي حدثنا إبراهيم بن بشار عن سفيان عن أبي الزبير قال:
كنا عند جابر فدخل علي بن الحسين فقال جابر: دخل الحسين فضمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم

14
إليه وقال: يولد لابني هذا ابن فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الصواعق.
ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 299 طبع
الغري) قال:
وأخبرنا القاضي العلامة مفتي الشام أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد بن
مميل الشيرازي قال: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي، أخبرنا الشريف
الكامل أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو الوحش سبيع بن قيراط المقري
قالا: أخبرنا أبو الحسن رشا بن نظيف بن ما شاء الله المقري حدثنا أبو أحمد عبيد الله
ابن محمد الفرضي قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي حدثنا العلائي حدثنا
إبراهيم بن بشار عن سفيا بن عيينة عن الزهري قال: كنا عند جابر فدخل
عليه علي بن الحسين عليه السلام فقال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليه الحسين بن
علي عليهما السلام فضمه إلى صدره وقبله وأقعده إلى جنبه ثم قال: يولد فذكر الحديث
بعين ما تقدم عن الصواعق إلى قوله ثم يولد وزاد بعد كلمة مناد: من بطنان
العرش ثم قال: قلت: هذا حديث ذكره محدث الشام في مناقبه كما أخرجناه
وسنده معروف عند أهل النقل.
ومنهم العلامة الحمزاوي في مشارق الأنوار (ص 121 ط مصر).
روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم عنه في (الصواعق المحرقة) إلا أنه
ذكر بدل قوله سيد العابدين: سيد العارفين.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة) (ص 197
ط الغري).
روى الحديث عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكي بعين ما تقدم ع
مطالب السؤول لكنه ذكر بدل كلمة فقال لجابر: فقالوا يا جابر: وزاد في آخر
الحديث تتمة لكلامه صلى الله عليه وآله وهي هذا: وإن لاقيته فاعلم أن بقاك في الدنيا

15
قليل، فلم يعش بعد ذلك إلا ثلاثة أيام.
ومنهم العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 164 مخطوط).
روى الحديث عن أبي الزبير محمد بن مسلم بعين ما تقدم عن مطالب السؤول)
(ص 81).
ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) ص 333
ط اسلامبول).
روى الحديث من طريق المدائني عن جابر أنه جاء أبا جعفر محمد بن علي وهو
صغير فوجده في المكتب فقال له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عليك فقيل لجابر: كيف
هذا؟ فقال كنت جالسا عند رسول الله فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة
لكنه ذكر بدل كلمة يلاعبه: يقبله وبدل كلمة لقيته: أدركته.
ومنهم العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 164 ط
الأزهرية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة لكنه ذكر بدل كلمة في
الدنيا: بعده.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في التذكرة (ص 347 ط الغري).
روى الحديث من طريق المدائني عن جابر بن عبد الله أنه أتى أبا جعفر محمد بن
علي إلى الكتاب (1) وهو صغير فذكر الحديث بعين ما تقدم عن مطالب السؤول).



(1) بضم الكاف وتشديد التاء: موضع التعليم.
16
الثاني
ما رواه القوم:
منهم العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في أهل البيت
(ص 425 ط مكتبة السعادة بالقاهرة) قال:
وكنية الإمام علي بن الحسين أبو محمد وأبو الحسين أما ألقابه فكثيرة أشهرها
زين العابدين وكان الزهري إذا حدث عنه يقول: حدثني زين العابدين لما رواه عن
سعيد بن المسيب من أنه إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: أين زين العابدين؟
فيقوم علي بن الحسين وهو يخطر بين الصفوف إلى أن قال:
وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي:
وإن غلاما بين كسرى وهاشم * لأكرم من نيطت عليه التمائم

17
عبادته
كان عليه السلام يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة
ونروي في ذلك أحاديث:
الأول
ما روي عن أبي حمزة الثمالي
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ص 183
ط الغري):
روى عن أبي حمزة الثمالي قال: كان علي بن الحسين عليه السلا يصلي في اليوم
والليلة ألف ركعة -.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 129 ط بمصر).
روى عن أبي حمزة ما تقدم عنه في الفصول المهمة بعينه.

18
الثاني
ما روي عن مالك
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد الذهبي المتوفى
سنة 748 في كتابه (تذكره الحفاظ) (ج 1 ص 75 طبع حيدر آباد) قال:
وقال مالك: بلغني أنه (أي علي بن الحسين) كان يصلي في اليوم والليلة ألف
ركعة إلى أن مات وقال: وكان يسمى زين العابدين لعبادته -.
ومنهم العلامة المذكور في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 37 ط مصر).
روى عن مالك ما تقدم عنه في تذكرة الحفاظ بعينه.
ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 306 ط
حيدر آباد):
روى عن مالك ما تقدم عنه في (تذكره الحفاظ بعينه.

19
الثالث
ما روي عن سعيد بن المسيب
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة عبد الله بن سعد اليافعي في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 190
ط حيدر آباد) قال:
روي عن جماعة من السلف أنهم قالوا: ما رأينا أورع وبعضهم قالوا أفضل
منه منهم سعيد بن المسيب وقال: أيضا بلغني أن علي بن الحسين كان يصلي في اليوم
والليلة ألف ركعة إلى أن مات: وسمي زين العابدين لعبادته -.
ومنهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في فصل الخطاب
على ما في ينابيع المودة (ص 377 ط اسلامبول).
روى عن سعيد بن المسيب ما تقدم عنه في مرآة الجنان بعينه.

20
الرابع
ما روي عن محمد بن علي عليها السلام
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن عبد ربه في (العقد الفريد) (ج 1 ص 278 ط الشرفية
بمصر) قال:
وقيل لمحمد بن علي أو لعلي بن الحسين عليهما السلام ما أقل ولد أبيك قال:
العجب كيف ولدت له وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فمتى كان يتفرغ
للنساء؟ وحج خمس وعشرين حجة راجلا.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ج 27).
وقال محمد بن الباقر: كان أبي الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فلما
حضرته الوفاة بكى فقلت: يا أباه ما يبكيك فوالله ما رأيت أحدا طلب الله طلبك
ما أقول هذا إنك أبي فقال: يا بني إنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا
نبي مرسل إلا كان لله عز وجل فيه المشية إن شاء غفر له وإن شاء عذبه.

21
الخامس
ما روي مرسلا
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أبو العباس أحمد بن يوسف الشهير بالقرماني في
(أخبار الدول) (ص 110 ط بغداد) قال:
وكان (أي علي بن الحسين) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.
ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 27 ط مصر)
قال:
وكان يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة وكانت الريح تهيج فيخر مغشيا
عليه، ولما حج قال: لبيك فوقع مغشيا عليه فتهشم.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 119 ط الميمنية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن أخبار الأول).
ومنهم العلامة عفيف الدين بن أسعد اليماني في روض الرياحين)
(ص 55 ط القاهرة) قال:
روي أن زين العابدين رضي الله عنه كان يصلي في كل يوم وليلة ألف
ركعة ولا يدع صلاة الليل في السفر والحضر.
ومنهم العلامة الحمزاوي في مشارق الأنوار (ص 119 ط مصر) قال:
قال الزهري وابن عيينة: ما رأينا قرشيا أفضل منه، وقال ابن المسيب: ما رأيت
أورع منه وقد جاء عنه من خشوعه في وضوئه وصلاته ونسكه ما يدهش السامع وكان
يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى مات.

22
ومنهم العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 139 ط
الأزهرية بمصر).
روى ما تقدم في مشارق الأنوار من قوله: وقد جاء عنه الخ بعينه.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي الأبياري المصري في جالية الكدر
(في شرح منظومة البرزنجي ص 304 ط مصر).
روى ما تقدم في (روض الرياحين بعينه ثم قال: وهذا معنى قول المضيف.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي
المصري في كتابه الإتحاف بحب الأشراف (ص 49 ط مصر) قال:
وكان يصلي (علي بن الحسين عليهما السلام) في اليوم والليلة ألف ركعة.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في إسعاف الراغبين) المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 239 ط العثمانية بمصر).
وكان (أي علي بن الحسين) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى مات
ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسنان محمد عبد الحي بن الحافظ الحاج
محمد عبد الحليم الهندي اللكنوي المتوفى سنة 304 والمولود سنة 1264
في (إقامة الحجلة) (ص 71 ط حلب):
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام زين العابدين الهاشمي، قال
الذهبي في (العبر): كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات قاله مالك،
قال: وكان يسمى زين العابدين لعبادته - إنتهى -.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) (ص 79
ط طهران):
روى الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات الكبرى).

23
يحب أن لا يعينه على طهوره أحد
وكان لا يترك قيام الليل لا سفرا ولا حضرا
رواه جماعة من القوم:
منهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبر) (ج 1 ص 27 ط مصر)
قال:
كان (أي علي بن الحسين) رضي الله عنه يحب أن لا يعينه على طهوره أحد
وكان يستقي الماء لطهوره ويحضره قبل أن ينام وكان لا يترك قيام الليل لا سفرا
ولا حضرا.
ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 120 ط مصر) قال:
وكان لا يعينه على طهوره أحد، ولا يدع قيام الليل حضرا ولا سفرا.
ومنهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب)
(على ما في الينابيع ص 377 ط اسلامبول) قال:
وكان لا يحب أن يعينه أحد على طهوره ويجعل الماء مهيا لطهوره وهو
يستتر فم الإناء في الليل فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ويتوضأ ويصلي ويقضي
ما فاته من ورد النهار.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 240 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن مشارق الأنوار).

24
دخل عليه ابنه الباقر فبكى مما طرء عليه من
شدة العبادة فطلب صحيفة فيها عبادة جده علي
فقال: من يطيق عبادته
رواه القوم في كتبهم:
منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة (ص
ط اسلامبول) قال:
وكان علي بن الحسين عليهما السلام قد جهد في العبادة ما لا يفعله بعده أحد فدخل
ابنه أبو جعفر محمد الباقر عليهما السلام فرآه قد أصفر لونه من السهر والجوع ومصت عيناه
من البكاء صارت جبهته كركبة البعير وانخرم أنفه من كثرة السجود وورمت
ساقاه وقدماه من طول القيام في الصلاة فيقول الباقر عليه السلام لم أملك نفسي حين رايته
بتلك الحال فبكيت رحمة عليه وإذا هو يفكر فالتفت إلي بعد حينة من دخولي
فقال: يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة جدي أمير المؤمنين عليه السلام
فأعطيته، فقرأ فيها شيئا يسيرا ثم تركها من يده تضجرا وقال: من يطيق عبادته.

25
وجده مولاه في الصحراء: ساجدا على حجارة
خشنة يطيل السجود بالدعاء والبكاء
رواه القوم:
منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلد المال) (ص 313 نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق).
وبرز (أي علي بن الحسين) يوما إلى الصحراء فتبعه مولى له، فوجده قد سجد
على حجارة خشنة قال مولاه: فوقفت حيث أسمع شهيقه وبكائه فوالله لقد أحصيت
عليه ألف مرة وهو يقول: لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله تعبدا ورقا،
لا إله إلا الله إيمانا وتصديقا. ثم رفع رأسه من سجوده وإن لحيته ووجهه قد
غمرا بالماء من دموع عينيه فقال له مولاه: يا سيدي أما آن حزنك أن ينقضي
وبكائك أن يقل، فقال له: ويحك إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيا
ابن نبي وله اثنا عشر ابنا فغيب الله تعالى واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن،
واحد ودب ظهره من الغم وذهب بصره من البكاء وابنه حي في دار الدنيا،
وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة وعشرين من أهل بيتي صرعى مقتولين فكيف ينقضي
حزني ويقل بكائي؟!

26
شدة خوفه وخشيته من ربه
ونروي في ذلك أحاديث من كتبهم:
منها
رواه القوم:
منهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى)
(ج 1 ص 27 ط القاهرة) قال:
وكان (علي بن الحسين) إذا توضأ اصفر وجهه فيقول له أهله، ما هذا الذي
يعتادك عند الوضوء فيقول: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم.
ومنهم علامة العرفان والسلوك الشيخ محمد الغزالي المتوفى سنة 505
في (مكاشفة القلوب) (ص 35 ط مصطفى إبراهيم تاج بالقاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات لكنه ذكر بدل - كلمة - وجهه:
لونه وبدل - كلمة يعتادك: يعتريك -
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) (ص 77
ط طهران):
روى الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات) -
ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 300 طبع
الغري) قال:
أخبرنا القاضي العلامة أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي أخبرنا الحافظ
أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أخبرنا رشا
ابن نظيف أخبرنا الحسن بن إسماعيل أخبرنا أحمد بن مروان حدثنا أبو بكر

27
ابن أبي الدنيا، حدثنا محمد بن الحسن، عن عبيد الله بن محمد، عن عبد الرحمن (عبد الله خ ل)
ابن حفص القرشي. قال: كان علي بن الحسين فذكر الحديث بعين ما تقدم عن
الطبقات.
ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 119 ط مصر) قال:
ولقب بزين العابدين لكثرة عبادته وحسنها كان شديد الخوف من الله تعالى
بحيث أنه إذا توضأ اصفر لونه وارتعد، فيقال له: ما هذا؟ فيقول: أتدرون بين
يدي من أقف، وكان إذا هاجت الريح سقط مغمى عليه -.
ومنهم العلامة عبد الله بن سعيد الشافعي في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 191
ط حيدر آباد).
وروي أيضا أنه كان إذا توضأ اصفر لونه -
ومنهم العلامة المذكور في (روض الرياحين) (ص 55 ط القاهرة) قال:
وكان (علي بن الحسين عليه السلام) إذا توضأ أصفر لونه: وإذا قام إلى الصلاة أخذته
رعدة فقيل له: مالك؟ فقال: ما تدرون بين يدي من أقوم. وكان إذا هاجت الريح
سقط مغشيا عليه.
ومنهم العلامة خواجة بارسا في فصل الخطاب (على ما في الينابيع ص 377
ط اسلامبول).
روى الحديث عن الزهري بعين ما تقدم عن الطبقات) إلا أنه ذكر بدل
كلمة وجهه: لونه.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي (نجا) الأبياري المعاصر في
(جالية الكدر) (في شرح المنظومة البرزنجي ص 304 ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات) إلا أنه ذكر بدل قوله يعتادك:
يعتريك.

28
ومنهم العلامة الشبلنجي في نور الأبصار (ص 129 ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن مكاشفة القلوب.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في إسعاف الراغبين (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 239 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مشارق الأنوار).
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 183
ط الغري).
روى الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات الكبرى).
ومنهم العلامة ابن حجر في الصواعق المحرقة) (ص 119 ط القاهرة)
قال:
وكان إذا توضأ للصلاة اصفر لونه، فقيل له في ذلك، فقال: ألا تدرون
بين يدي من أقف.
روى الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات الكبرى وزاد: وإذا قام إلى الصلاة
أخذته الرعدة.
ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأولى) (ص 109
ط بغداد).
كان إذا توضأ للصلاة يصفر لونه فقيل له: ما هذا الذي يعتريك هذا الوضوء؟
فيقول: أما ترون بين يدي من أريد أن أقف.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في
مناقب الأخيار) (ص 27 مخطوط).

29
روى الحديث عن عبد الرحمان بن حفص بعين ما تقدم عن أخبار الدول)
لكنه ذكر بدل قوله أما ترون، تدرون بين يدي من أريد أن أقوم.
ومنها
ما رواه القوم:
منهم ابن عبد ربه في (عقد الفريد) (ج 1 ص 278 ط الشرفية بمصر)
قال:
وكان علي بن الحسين عليهما السلام إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة فسئل عن ذلك
فقال: ويحكم أتدرون إلى من أقوم ومن أريد أن أناجي.
ومنهم المؤرخ الشهير محمد بن منيع بن سعد الواقدي في
الطبقات الكبرى (ج 5 ص 216 ط دار الصادر في بيروت) قال:
وكان (علي بن الحسين) إذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة فقيل له: مالك؟
فقال: ما تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي.
ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 36 ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات.
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني في حلية الأولياء
(ج 3 ص 133 ط مطبعة السعادة بمصر) قال:
حدثنا سليمان بن أحمد قال: ثنا محمد بن زكريا الغلابي قال: ثنا العتبي
قال: ثنا أبي قال: كان علي بن الحسين إذا فرغ من وضوئه للصلاة وصار بين
وضوئه وصلاته أخذته رعدة ونفضة. فقيل له في ذلك. فقال: ويحكم أتدرون إلى
من أقوم ومن أريد أن أناجي.
ومنهم العلامة ابن حجر المكي الهيثمي في (الزواجر) (ج 1 ص 15

30
ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن حلية الأولياء لكنه أسقط كلمة: ونفضة.
ومنهم العلامة الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين (ج ص 251
ط مصر).
روى الحديث نقلا عن حلية الأولياء بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.
ومنهم العلامة اليافعي الشافعي في مرآة الجنان (ج 1 ص 191 ط حيدر آباد)
قال:
وإذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة فقيل له: مالك؟ فقال: ما تدرون بين يدي
من أقوم، وكان إذا هاجت الريح سقط مغشيا عليه.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي مطلب السؤل (ص 77
ط طهران) قال:
إذ قام (علي بن الحسين عليه السلام) إلى الصلاة أخذته الرعدة -
ومنها
ما ذكره العلامة الشيخ أحمد القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول)
(ص 110 ط بغداد) قال:
وسقط ابن له (علي بن الحسين) في بئر ففرع أهل المدينة لذلك حتى
أخرجوه وكان قائما يصلي في المحراب فأزال عن مكانه فقيل له في ذلك فقال:
ما شعرت لأني كنت أناجي ربا عظيما.

31
ومنها
ورواه القوم:
منهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 119 ط مصر) قال:
ووقع في بيته (أي علي بن الحسين) حريق وهو ساجد فجعلوا يقولون له:
النار فما رفع رأسه حتى طفت فقيل له: أشعرت؟ قال: ألهتني عنها النار
الكبرى.
ومنهم العلامة ابن طلحة الشافعي في (مطالب السؤل) (ص 77 ط طهران)
قال:
ووقع الحريق والنار في البيت الذي هو فيه وكان ساجدا في صلاته فجعلوا
يقولون له: يا ابن رسول الله النار يا ابن رسول الله النار فما رفع رأسه من سجوده
حتى أطفئت فقيل: ما الذي ألهاك منها؟ قال: نار الآخرة.
ومنهم العلامة الخواجة پارسا في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع
ص 377 ط اسلامبول) قال:
ووقع حريق في بيت هو ساجد وقالوا: يا ابن رسول الله النار النار، فما
رفع رأسه، وطفى النار فقيل له في ذلك قال: ألهتني عنها نار الأخرى.
ومنهم العلامة اليافعي الشافعي في (روض الرياحين) (ص 55
ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب).
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرؤوف في (الكواكب الدرية)
(ج 1 ص 139 ط الأزهرية بمصر).

32
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مشارق الأنوار).
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 239 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مشارق الأنوار).
ومنها
ما ذكره العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي
المتوفى سنة 654 في (مطالب السؤل (ص ط طهران) قال:
وقيل: كان سبب لقبه زين العابدين أنه كان ليلة في محرابه قائما في تهجده فتمثل
له الشيطان في صورة ثعبان ليشغله عن عبادته فلم يلتفت إليه فجائه إلى إبهام رجله
فالتقمها فلم يلتفت إليه فالمه فلم يقطع صلاته فلما فرغ منها وقد كشف الله تعالى
له فعلم أنه شيطان فسبه ولطمه فقال: اخس يا ملعون فذهب وقام إلى تمام
ورده فسمع صوتا ولا يرى قائله وهو يقول له: أنت زين العابدين ثلاثا فظهرت هذه
الكلمة واشتهرت لقبا له، وأما لقبه ومزاياه وصفاته فكثيرة.

33
ومنها
ما رواه القوم:
منهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى سنة
852 (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 306 ط حيدر آباد) قال:
وقال مصعب الزبيري عن مالك ولقد أحرم علي بن الحسين فلما أراد أن
يقول: لبيك قالها فأغمي عليه حتى سقط من ناقته فهشم.
ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 37 ط مصر).
روى الحديث عن مالك بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب).
ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 27 ط مصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب).
ومنها
ما ذكره العلامة الزبيدي الحنفي في (الإتحاف) (ج 3 ص 154 ط الميمنية
بمصر) قال:
وبعضهم كان يسكن في ركوعه مع الاطمينان بحيث يقع العصافير عليه كأنه
جماد لا يتحرك وهذا لا يكون إلا بتطويله، وقد حكى ذلك في نعت علي بن الحسين
ابن علي السجاد.

34
ومنها
ما ذكره العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 124 ط مطبعة
الزهراء) قال:
وأخبرني الشيخ الإمام سيف الدين أبو جعفر محمد بن عمر بن علي كتابة،
أخبرني الشيخ الإمام أبو الحسن زيد بن الحسن بن علي البيهقي، أخبرني السيد
الإمام النقيب علي بن محمد بن جعفر الأسترآبادي حدثني السيد الإمام زين الاسلام
أبو جعفر محمد بن جعفر بن علي الحسني حدثني السيد الإمام أبو طالب يحيى بن
الحسين، أخبرني أبو العباس الحسني أخبرني محمد بن جعفر القزاداني حدثني علي
ابن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر محمد
ابن علي الباقر عليه السلام قال: كان أبي علي بن الحسين عليه السلام إذا حضرت الصلاة يقشعر
جلده ويصفر لونه وترتعد فرائصه ويقف شعره، ويقول ودموعه تجري على خديه:
لو علم العبد من يناجي ما انفتل.
وما ذكره العلامة الزبيدي الحنفي في (الإتحاف) (ج 3 ص 125
ط الميمنية بمصر): قال:
وجماعة كانت تصفر وجوهم وترتعد فرائصهم عند القيام إلى الصلاة منهم
علي بن أبي طالب ومنهم علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم.

35
ومنها
ما ذكره العلام الزبيدي الحنفي في (إتحاف السادة المتقين) ج 8
ص 326 ط الميمنية بمصر) قال:
وكان من دعاء علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: اللهم
إني أعوذ بك أن تحسن في لامعة العيون، أي ما ظهر منها، علانيتي وتقبح لك فيما
أخلو سريرتي محافظا على رياء الناس في نفسي ومضيعا ما أنت مطلع عليه مني
أبدي للناس أحسن أمري، وأفضي إليك بأسوأ عملي تقربا إلى الناس بحسناتي،
وفرارا منهم إليك بسيئاتي فيحل بي مقتك ويجب على غضبك أعوذ بالله
من ذلك يا رب العالمين وهذا الدعاء رواه صاحب (نهج البلاغة) من كلام
أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ولفظه: اللهم إني أعوذ بك من أن يحسن في لامعة
العيون علانيتي ويقبح فيما أبطن لك سريرتي محافظا على رياء الناس مطلع من
نفسي بجميع ما أنت مطلع مني فأبدي للناس حسن ظاهري وأفضي إليك بسوء
عملي تقربا إلى عبادك وتباعدا من مرضاتك. وهو من رواية علي بن الحسين بن
علي، عن أبيه عن جده.

36
ومنها
ما نقله القوم:
منهم العلامة شمس الدين الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 37
ط مصر) قال:
وقال ابن عيينة: حج علي بن الحسين فلما أحرم اصفر لونه وانتقض ووقع
عليه الرعدة ولم يستطع أن يلبي فقيل له: ما لك لا تلبي قال أخشى أن أقول لبيك
فيقال لي: لا لبيك فلما لبى غشي عليه وسقط من راحلته ولم يزل يعتريه ذلك
حتى قضى حجه.
ومنهم العلامة المبارك بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 27 نسخة الظاهرية بدمشق).
روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدم عن (تاريخ الاسلام).
ومنهم العلامة محمد بن يوسف الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 301
ط الغري).
روى من طريق ابن عساكر في تاريخه قال:
أخبرنا إبراهيم بن بركات الخشوعي أخبرنا الحافظ بقية السلف أبو القاسم
علي بن الحسين، أخبرنا أبو القاسم العلوي، أخبرنا رشا، أخبرنا أحمد بن مروان
حدثنا محمد بن عبد العزيز، حدثنا إبراهيم بن محمد، حدثنا سفيان بن عيينة قال:
حج علي بن الحسين فلما أحرم واستوت به راحلته اصفر لونه وانتقض ووقع
فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الاسلام).
ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305
ط حيدر آباد).

37
روى الحديث عن إبراهيم بن محمد الشافعي، عن ابن عيينة بعين ما تقدم عن
(تاريخ الاسلام).
ومنهم العلامة خواجة پارساي في فصل الخطاب (على ما في الينابيع
ص 377 ط اسلامبول):
روى الحديث عن سفيان بن عيينة بعين ما تقدم عن (تاريخ الاسلام لكنه
أسقط كلمة: وانتقض -.
ومنهم العلامة أحمد بن عبد الرحمن الساعاتي في (بلوغ الأماني)
(المطبوع بذيل الفتح الرباني ج 10 ص 253 ط القاهرة):
روى الحديث عن ابن عيينة بعين ما تقدم عن (تاريخ الاسلام لكنه ذكر
بدل كلمة ووقع عليه الرعدة: ارتعد.
ومنها
ما ذكره العلامة الخواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في
الينابيع ص 377 ط اسلامبول) قال:
وكان شديد الاجتهاد في العبادة فأضر ذلك بجسمه فقال له ابنه محمد الباقر: يا
أبت كم هذا الجد والجهد والذوب؟ فقال: ألا تحب أن يزلفني ربي، وكان إذا
ناول المسكين الصدقة قبله ثم ناوله وكان له مسجد في بيته يتعبد فيه وإذا كان من
الليل ثلثه أو نصفه نادى بأعلى صوته: اللهم إن هول المطلع والوقوف بين يديك أو خشني
من وسادتي ومنع رقادي، ثم يضع خديه على التراب فيجئ إليه أهله وولده
يبكون حوله ترحما له وهو لا يلتفت إليهم ويقول: اللهم إني أسئلك الروح والراحة
حين ألقاك وأنت عني راض.

38
كلام له في المناجاة مع ربه
متعلقا بأستار الكعبة
رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد الأبشيهي المتوفى بعد سنة
800 في كتابه (المستطرف) (ج 1 ص 120 ط القاهرة) قال:
(وقال الأصمعي): بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلد إذ رأيت شابا متعلقا
بأستار الكعبة وهو يقول:
يا من يجيب دعا المضطر في الظلم * يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا * وأنت يا حي يا قيوم لم تنم
أدعوك ربي حزينا هائما قلقا * فارحم بكائي بحق البيت والحرم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه * فمن يجود على العاصين بالكرم
ثم بكى بكاءا شديدا وأنشد يقول:
ألا أيها المقصود في كل حاجة * شكوت إليك الضر فارحم شكايتي
ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي * فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي
أتيت بأعمال قباح رديئة * وما في الورى عبد جنى كجنايتي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى * فأين رجائي ثم أين مخافتي
ثم سقط على الأرض مغشيا عليه، فدنوت منه فإذا هو زين العابدين علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين فرفعت رأسه في حجري وبكيت
فقطرت دمعة من دموعي على خده ففتح عينيه وقال: من هذا الذي يهجم علينا
قلت: عبيدك الأصمعي، سيدي ما هذا البكاء والجزع وأنت من أهل بيت النبوة

39
ومعدن الرسالة، أليس الله تعالى يقول: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل
البيت ويطهركم تطهيرا فقال: هيهات يا أصمعي، إن الله خلق الجنة
لمن أطاعه ولو كان عبدا حبشيا وخلق النار لمن عصاه ولو كان حرا قرشيا، أليس
الله تعالى يقول: فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتسائلون * فمن
ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا
أنفسهم في جهنم خالدون.
ومنهم العلامة الشيخ عبد المجيد بن علي المالكي المصري في (التحفة
المرضية في الأخبار القدسية) (ص 39 ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (المستطرف) إلا أنه أسقط - هيهات هيهات
قبل قوله: يا أصمعي إن الله خلق الجنة -.
ومنهم العلامة محمد مبين الحنفي السهالوي في (وسيلة النجاة)
(ص 316) ط لكهنو).
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن المستطرف بالفارسية.
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن محمد اليماني الشيرواني في حديقة
الأفراح لإزالة الأشراح) (ص 170 ط القاهرة) قال:
حكاية - قال الأصمعي رحمه الله تعالى: خرجت حاجا إلى بيت الله الحرام
وزيارة قبر النبي عليه أفضل الصلاة وأتم السلام، فبينما أنا أطوف حول الكعبة
الشريفة بالليل وكانت ليلة قمراء إذا أنا بصوت حزين، فاتبعت الصوت فإذا أنا
بشاب حسن الوجه ظريف الشمائل عليه أثر الخير وله ذؤابتان وهو متعلق بأستار
الكعبة ويقول:
إلهي وسيدي ومولاي نامت العيون وغارت النجوم، وأنت ملك حي
قيوم إلهي غلقت الملوك أبوابها وقام عنها حجابها وبابك مفتوح للسائلين،

40
وها أنا سائل ببابك، مذنب فقير مسكين، جئت انتظر رحمتك يا كريم يا رحيم،
ثم أنشأ يقول: فذكر البيتين الأولين بعين ما تقدم عن المستطرف وزاد:
أدعوك رب حزينا راجيا فرجا * فارحم بكائي بحق البيت والحرم
أنت الغفور فجد لي منك مغفرة * واعطف علي أيا ذا الجود والكرم
إن كان عفوك لا يرجوه غير تقي * فمن يجود على العاصين بالنعم)
قال: ثم رفع رأسه إلى السماء وهو يقول: إلهي وسيدي ومولاي أطعتك
بمنتك، فلك المنة علي، وعصيتك بجهلي، فلك الحجة علي، فبإظهار منتك
علي، وبإقامة حجتك علي، أسئلك أن تغفر لي ذنوبي ولا تحرمني رؤية جدي
وقرة عيني جيبك وصفيك محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في دار كرامتك،
قال الأصمعي: فكان يردد الأبيات حتى سقط على الأرض مغشيا عليه فذكر
الحديث بعين ما تقدم عن المستطرف).
ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين بن أبي بكر الحموي الحنفي في كتابه
(ثمرات الأوراق) (ج 2 ص 201 ط القاهرة).
روى الحديث ملخصا بعين ما تقدم عن المستطرف إلا أنه ذكر البيتين
الأولين وأسقط ذيله - قوله: فرفعت الخ -.

41
دعاؤه عليه السلام ساجدا في المسجد بمكة
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في (الفاضل) (ص 105 ط
دار الكتب بمصر) قال:
وحدثني مسعود بن بشر قال: قال طاوس: رأيت علي بن الحسين ساجدا
في المسجد بمكة، فقلت: رجل من آل النبي صلى الله عليه السلام أمضي فأصلي خلفه فمضيت
فدنوت منه، فسمعته يقول: عبدك بفنائك فقيرك بفنائك مسكينك بفنائك).
فتعلمتهن فما دعوت بها كرب قط إلا فرج عني.
ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفايد الطالب) (ص 302 طبع الغري)
قال:
وأخبرنا القاضي العلامة أبو نصر محمد بن هبة الله بن محمد الشيرازي أخبرنا
الحافظ أبو القاسم الدمشقي أخبرنا السيد أبو القاسم علي بن إبراهيم أخبرنا رشا
ابن نظيف أخبرنا الحسن بن إسماعيل أخبرنا أحم بن مروان حدثنا محمد بن
صالح الهاشمي حدثنا عبيد الله بن محمد العامري حدثني أبي عن جدي وكان رفيق
طاوس قال: سمعت طاوسا يقول: إني لفي الحجر إذ دخل الحجر علي بن الحسين
عليه السلام فقلت: رجل صالح من أهل بيت النبوة لأسمعن إلى دعائه الليلة قال:
ثم قام يصلي إلى السحر ثم سجد سجدة فجعل يقول: في سجوده عبدك يا رب
نزل بفنائك مسكينك يا رب نزل بفنائك فقيرك يا رب نزل بفنائك، قال: طاوس
فحفظتهن فما دعوت بهن في كرب إلا فرج الله عني الخ (1)



(1) أقول ثم أورد الگنجي في الكفاية قصيدة فرزدق السائرة الشهيرة في حق الإمام
سيد الساجدين عليه السلام ثم روى ذلك بطريق آخر وسند ثان فراجع ثم نقل أيضا ذلك عن
أبي القاسم الطبراني في معجمه الكبير في ترجمة الحسين عليه السلام.
42
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في
مناقب الأخيار) (ص 27 نسخة الظاهرية بدمشق).
روى الحديث عن طاوس بعين من تقدم عن (كفاية الطالب لكنه لم يذكر
كلمة نزل في دعائه إلا في الموضع الأول.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 183
ط الغري) قال:
عن طاوس قال: دخلت الحجر في الليل فإذا علي بن الحسين عليهما السلام قد دخل
يصلي ما شاء الله تعالى ثم سجد سجدة فأطال فيها فقلت: رجل صالح من بيت النبوة
لأصغين إليه فسمعته يقول: عبيدك بفنائك ومسكينك بفنائك سائلك بفنائك فقيرك
بفنائك - وقال طاوس: فوالله ما صليت ودعوت بهن في كرب إلا فرج عني.
ومنهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب) على ما
في الينابيع ص 378 ط اسلامبول) قال:
قال طاوس اليماني: رأيت علي بن الحسين رضي الله عنهما ليلة عند الركن أي
الحجر الأسود فجلست ورائه فصلي وسجد وعفر خديه في التراب ورفع باطن كفه
إلى السماء وقال: عبيدك بفنائك فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن محمد عماد الدين العمادي
الحنفي في كتابه (المستطاع من الزاد) (ص 49 ط بولاق) قال:
قال الإمام طاووس: من سادات التابعين رضي الله عنه: سمعت زين العابدين
علي بن الحسين رضي الله عنهما يقول: عند الحجر والعتبة وهو ساجد فذكر
الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة.
ومنهم العلامة البدخشي في مفتاح النجا (ص 158 مخطوط).
روى عن طاوس قال: رأيت علي بن الحسين ساجدا في الحجر: فقلت: رجل

43
صالح فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الفصول المهمة.
ومنهم علامة اللغة والأدب أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن
منصور المصري في لسان العرب (ج 1 ص 564 ط دار الصادر في بيروت).
أشار إلى الحديث بذكر شطر منه.
ومنهم العلامة ثعلب النحوي في (مجالس ثعلب) (ج 2 ص 394 ط قاهرة).
روى الحديث عن أبي العباس عن عمر بن شيبة عن طاووس بعين ما تقدم عن
الفصول المهمة لكنه ذكر بدل كلمة فرج: كشف.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 188 ط العثمانية
بمصر).
روى الحديث عن طاووس بعين ما تقدم عن الفصول المهمة.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول (ص 79
ط طهران).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة لكنه ذكر بدل كلمة (أهل
بيت النبوة) (أهل بيت طيب) وأسقط كلمة صليت.

44
ومن دعائه عليه السلام
ما رواه القوم:
منهم العلامة الثبت الشيخ عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد المعتزلي
البغدادي في (شرح نهج البلاغة) (ج 3 ص 64 ط القاهرة) قال:
يروى عن علي بن الحسين عليهما السلام يكاد رجائي لك مع الذنوب يغلب رجائي
لك مع الأعمال، لأني أجدني أعتمد في الأعمال علي الاخلاص وكيف أحرزها
وأنا بالآفة معروف، وأجدني في الذنوب أعتمد على عفوك وكيف لا تغفرها وأنت
بالجود موصوف.
وبه (أي بالسند المتقدم) قال الثمالي: حدثني إبراهيم بن محمد قال: سمعت
علي بن الحسين يقول ليلد في مناجاته: إلهنا وسيدنا لو بكينا حتى تسقط أشفارنا
وانتحبنا حتى تنقطع أصواتنا وقمنا حتى تيبس أقدامنا وركعنا حتى تنخلع
أوصالنا وسجدنا حتى تنفقأ أحداقنا وأكلنا تراب الأرض طول أعمارنا وذكرناك
حتى تكل ألسنتنا ما استوجبنا بذلك محو سيئة من سيئاتنا.

45
دعاء له يوم العرفة
رواه القوم:
منهم العلامة الزبيدي الحنفي في (إتحاف السادة المتقين) (ج 4 ص 380
ط الميمنية بمصر) قال:
أخبرنا به السيد القطب محي الدين نور الحق بن عبد الله الحسيني والسيد
عمر بن أحمد بن عقيل الحسيني عن محمد طاهر الكوراني، عن أبيه إبراهيم بن الحسن
الكوراني عن المعمر عبد الله بن سعد الله المدني، عن الشيخ قطب الدين محمد بن
أحمد الحنفي، عن أبيه، عن الإمام الحافظ نور الدين بن أبي الفتوح أحمد بن عبد الله
الطاوسي، عن السيد شرف الدين محمد المطلق الحسيني، عن قطب الأقطاب السيد
جلال الدين بن الحسيني بن أحمد بن الحسين الحسيني، عن أبيه، عن جده، عن
أبيه السيد أبي المؤيد علي، عن أبيه أبي الحارث جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه
محمود، عن أبيه عبد الله عن أبيه علي الأشقر، عن أبيه أبي الحارث جعفر، عن
أبيه علي التقي، عن أبيه محمد التقي، عن أبيه علي الرضي، عن أبيه موسى الكاظم،
عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمد الباقر، عن أبيه الإمام السجاد ذي الثفنات زين -
العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين أنه كان يقول
في يوم عرفة: الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد بديع السماوات والأرض
ذو الجلال والاكرام رب الأرباب وإله كل مألوه وخالق كل مخلوق ووارث
كل شئ ليس كمثله شئ ولا يعزب عنه علم شئ وهو بكل شئ محيط وهو
على كل شئ رقيب، أنت الله لا إله إلا أنت الأحد المتوحد الفرد المتفرد،
وأنت الله لا إله إلا أنت الكريم المتكرم العظيم المتعظم الكبير المتكبر وأنت الله
لا إله إلا أنت العلي المتعال الشديد المحال، وأنت الله لا إله إلا أنت الرحمان

46
الرحيم العليم الحكيم، وأنت الله لا إله إلا أنت السميع البصير القديم الخبير، وأنت
الله لا إله إلا أنت الكريم الأكرم الدائم الأدوم، وأنت الله لا إله إلا أنت الأول قبل
كل أحد والآخر بعد كل عدد، وأنت الله لا إله إلا أنت الداني في علوه والعالي
في دنوه، وأنت الله لا إله إلا أنت ذو البهاء والمجد والكبرياء والحمد وأنت الله
لا إله إلا أنت الذي أنشأت الأشياء من غير شبح، وصورت ما صورت من غير مثال،
وابتدعت المبتدعات بلا اهتداء، أنت الذي قدرت كل شئ تقديرا ويسرت
كل شئ تيسيرا ودبرت كل ما دونك تدبيرا، أنت الذي لم يعنك على خلقك
ولم يوازرك في أمرك وزير ولم يكن لك مشابه ولا نظير، أنت الذي أردت فكان
حتما ما أردت، وقضيت فكان عدلا ما قضيت وحكمت فكان نصفا ما حكمت،
أنت الله الذي لا يحويك مكان ولم يقم لشأنك سلطان ولم يعيك برهان ولا بيان،
أنت الذي أحصيت كل شئ عددا وجعلت وقدرت كل شئ تقديرا أنت الذي
قصرت الأوهام عن ذاتيتك وعجزت الأوهام عن كيفيتك ولم تدرك الأبصار موضع
آياتك أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا ولم تمثل فتكون موجودا
ولم تلد فتكون مولودا، أنت الله الذي لا ضد معك فيعاندك ولا عدل فيكاثرك ولا ند لك
فيعارضك أنت الذي ابتداء واخترع واستحدث وابتدع وأحسن صنع ما صنع، سبحانك
ما أجل شأنك وأسنى مكانك وأصدع بالحق فرقانك، سبحانك من لطيف ما ألطفك
ورؤوف ما أرأفك وحكيم ما أتقنك سبحانك من مليك ما أمنعك وجواد ما أوسعك ورفيع
ما أرفعك، ذو البهاء والمجد والكبرياء والحمد، سبحانك بسطت بالخيرات يدك
وعرفت الهداية من عندك، فمن التمسك لدين أو دينا، وجدك، سبحانك خضع لك
من جرى في علمك وخشع لعظمتك ما دون عرشك وانقاد للتسليم لك كل خلقك.
سبحانك لا تحس ولا تجس ولا تمس ولا تكاد ولا تماط ولا تنازع ولا تجادل ولا
تمارى ولا تخادع ولا تماكر، سبحانك سبيلك جد وأمرك رشد، وأنت حي صمد،

47
سبحانك قولك حكم وقضائك حتم وإرادتك عزم، سبحانك لا راد لمشيتك ولا مبدل
لكلماتك، سبحانك باهر الآيات فاطر السماوات بارئ السماوات، لك الحمد حمدا
يدوم بدوامك، ولك الحمد حمدا خالدا بنعمتك، ولك الحمد حمدا يوازي صنعك،
ولك الحمد حمدا يزيد على رضاك ولك الحمد حمدا مع كل حامد وشكرا قصر
عنه كل شاكر، حمدا لا ينبغي إلا لك ولا يتقرب به إلا إليك، حمدا يستدام به
الأول ويستدعي به دوام الآخر، حمدا يتضاعف على كرور الأزمنة ويتزايد أضعافا
مترادفة، حمدا يعجز عن إحصائه الحفظة ويزيد على ما أحصته في كتابك الكتبة، حمدا
يوازي عرشك المجيد ويعادل كرسيك الرفيع، حمدا يكمل لديك ثوابه ويستغرق
كل جزاء جزائه، حمدا ظاهره وفق لباطنه، وباطنه وفق لصدق النية، حمدا لم بحمدك
خلق مثله ولا يعرف أحد سواك فضله، حمدا يعان من اجتهد في تعديده ويؤيد من
أغرق نوعا في توفيته، حمدا يجمع ما خلقت من الحمد وينتظم ما أنت خالقه من بعد
حمدا لا حمد أقرب إلى قولك منه ولا أحمد ممن يحمدك به، حمدا يوجب بكر ما المزيد
بوفوره وتصله بمزيد بعد مزيد طولا منك حمدا يجب لكرم وجهك ويقابل عن
جلالك رب صل على المنتخب المصطفى المكرم المفضل أفضل صلواتك وبارك
عليه أتم بركاتك وترحم عليه أسبغ ترحماتك رب صل على محمد وآل محمد صلاة
زاكية لا تكون صلاة أزكى منها وصل عليه صلاة نامية لا تكون صلاة أنمى منها،
وصل عليه صلاة راضية لا تكون صلاة فوقها، رب صل على محمد وآله صلاة ترضيه
وتزيد على رضاه وصل عليه صلاة ترضيك وتزيد على رضاك وصل على صلاة
لا ترضى له إلا بها ولا ترى غيره أهلا لها، رب صل على محمد وآله صلاة تجاوز
رضوانك ويتصل اتصالها ببقائك لا تنفد كما لا تنفد كمالاتك رب صل على محمد
وآله صلاة تنتظم صلوات ملائكتك وأحبائك وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك

48
وتشتمل على صلوات عبادك من جنك وإنسك وأهل إجابتك، تشتمل على صلوات
كل من ذرات وبرات من أصناف خلقك رب صل على محمد وآله صلاة تحيط
بكل صلاة سالفة ومستأنفة، وصل عليه وعلى آله صلاة لك ولمن دونك
وتنشئ مع ذلك صلوات تضاعف معها تلك الصلوات عندها وتزيدها على
كرور الأيام زيادة في تضاعيف لا يعدها غيرك، رب صل على أطايب أهل
بيته الذين اخترتهم لأمرك وجعلتهم خزنة علمك وحفظة دينك وخلفائك
في أرضك وحججك على عبادك، وطهرهم من الرجس والدنس تطهيرا
بإرادتك، وجعلتهم الوسيلة إليك والمسلك في جنتك رب صل على محمد وآله
صلاة تجزل لهم بها من نحلك وكرامتك وتكمل لهم بها الأشياء من عطاياك
ونوافلك وتوفر عليهم الحظ من عوائدك وفوائدك رب صل عليه وعليهم
صلاة لا أمد في أولها ولا غاية لأمدها ولا نهاية لآخرها رب صل عليهم زنة
العرش وما دونه وملأ سماواتك ما فوقهن وعدد أرضك وما تحتهن وما بينهن
صلاة تقربهم منك زلفى وتكون لك ولهم رضا ومتصلة بنظائرهن أبدا، اللهم
هذا يوم عرفة يوم شرفته وكرمته وعظمته وتشرفت فيه رحمتك ومننت فيه
بعفوك وأجزلت فيه عطيتك وتفضلت به على عبادك اللهم وأنا عبدك الذي
أنعمت عليه قبل خلقك له وبعد خلقك إياه فجعلته ممن هديته لدينك
ووفقته لحقك وعصمته بحبلك وأدخلته في حزبك، وأرشدته لموالاة أوليائك
ومعاداة أعدائك ثم أمرته فلم يأتمر وزجرته فلم ينزجر، ونهيته عن معصيتك
فخالف أمرك إلى نهيك لا معاندة لك ولا استكبار عليك بل دعاه هواه إلى
ما زيلته وإلى ما حذرته وأعان على ذلك عدوك وعدوه وأقدم عليه
عارفا بوعيدك راجيا لعفوك واثقا بتجاوزك وكان أحق عبادك مع ما مننت

49
عليه أن لا يفعل، وها أنا بين يديك صاغرا ذليلا متواضعا خاشعا خائفا معترفا
بعظيم من الذنوب تحملته، وجليل من الخطايا اجترمته، مستجيرا بصفحك لائذا
برحمتك موثقا أنه لا يجيرني منك مجير ولا يمنعني منك مانع، فعد علي
بما تعود به على من اقترف من تغمدك وجد علي بما تجود به من ألقى بيده إليك
من عفوك وامنن علي بما لا يتعاظمك أن تمن علي من أملك من غفرانك واجعل
لي في هذا اليوم نصيبا أنال به حظا من رضوانك ولا تردني صفرا مما ينقلب به
المتعبدون لك من عبادك وإني وإن لم أقدم ما قدموه من الصالحات، فقد قدمت
توحيدك ونفي الأضداد والأنداد والأشباه عنك وأتيتك من الأبواب التي أمرت
أن تؤتى منها، وتقربت إليك بما لا يقرب أحد منك إلا بالتقرب به ثم أتبعت
ذلك بالإنابة إليك والتذلل والاستكانة لك وحسن الظن بك والثقة بما عندك
وشفعته برجائك الذي قل ما يخيب عليك راجيك وسئلتك مسألة الحقير الذليل
البائس الفقير الخائف المستجير، ومع ذلك خيفة وتضرعا وتعوذا وتلوذا، لا
مستطيلا بتكبر المتكبرين ولا متعاليا بدلالة المطيعين ولا مستطيلا بشفاعة
الشافعين، وأنا بعد أقل الأقلين وأذل الأذلين ومثل الذرة أو دونها، فيا من
لا يعاجل المسيئين ولا يند المترفين، ويا من يمن بإقالة العاثرين ويتفضل
بإنظار الخاطئين، أنا المسئ المعترف الخاطئ العاثر، أنا الذي أقدم إليك
مجترئا، أنا الذي عصاك متعمدا، أنا الذي استخفى من عبادك وبارزك، أنا الذي
هاب عبادك وأمنك، أنا الذي لم يرهب سطوتك ولم يخف بأسك، أنا الجاني على
نفسه، أنا المرتهن ببليته، أنا القليل الحياء، أنا الطويل العناء، بجاه من انتخبت
من خلقك، وبمن اصطفيته لنفسك، بحق من اخترت من بريتك، ومن أحببت
لشأنك، ووصلت طاعته بطاعتك ومعصيته بمعصيتك، وقرنت موالاته بموالاتك،

50
ونطت معاداته بمعاداتك، تغمدني في يومي هذا مما تتغمد به من جاز إليك
متنصلا وعاد باستغفارك تائبا، وتولني بما تتولى به أهل طاعتك والزلفى لديك والمكانة
منك ولا تؤاخذني بتفريطي في جنتك وتعدي طوري في حدودك ومجاوزة أحكامك،
ولا تستدرجني بإدلائك إلى استدراج من منعني خير ما عنده ولم يشركك في
حلول نقمته بي، ونبهني من رقدة الغافلين وسنة المترفين ونعمة المخذولين،
وخذ بقلبي إلى ما استعملت به القانتين واستعبدت به المتعبدين واستنقذت به
المتهاونين، وأعذني منك مما يباعدني منك ويحول بيني وبين حظي منك،
ويصدني مما أحاول لديك، وسهل لي مسالك الخيرات إليك والمسابقة إليها من
حيث أمرت والمشاحة فيها على ما أردت، ولا تمحقني فيمن تمحق من المستخفين
لما أوعدت، ولا تهلكني مع من تهلك من المتعرضين لمقتك، ولا تنبرني فيمن
تنبر من المنحرفين عن سبيلك، ونجني من غمرات الفتنة، وخلصني من لهوات
البلوى، وأجرني من أخذ الاملاء، وحل بيني وبين عدو يضلني، وهوى
يوبقني، ومنقصة ترهقني، ولا تعرض عني إعراض من لا ترضى عنه بعد غضبك،
ولا تؤيسني من الأمل فيك، فيغلب علي القنوت من رحمتك، ولا تمحني بما لا طاقة
به، فتبهظني بما تحملنيه من فضل محبتك، ولا ترسلني من يدك إرسال من لا خير
فيه ولا حاجة بك إليه ولا إنابة له، ولا ترم بي رمي من سقط من عين رعايتك،
ومن اشتمل عليه الخزي من عندك، بل خذ بيدي من سقطة المتردين ووهلة
المتعسفين، وزلة المغرورين، وورطة الهالكين، وعافني مما ابتليت به طبقات
عبيدك وإمائك، وبلغني مبالغ من عنيت به وأنعمت عليه ورضيت عنه، فأعشته
حميدا وتوفيته سعيدا، وطوقني طوق الاقلاع عما يحبط الحسنات ويذهب
البركات، وأشعر قلبي الازدجار من قبائح السيئات وفواضح الحوبات ولا تشغلني
بما لا أدركه إلا بك عما لا يرضيك عن غيره، وانزغ من قلبي حب دنيا دنية

51
تنهى عما عندك وتصد عن ابتداء الوسيلة إليك، وتذهل عن التقرب منك، وزين
لي التفرد بمناجاتك بالليل والنهار، وهب لي عصمة تدنيني من خشيتك وتقطعني
من ركوب محارمك وتفكني من أسر العظائم، وهب لي التطهير من دنس العصيان،
وأذهب عني درن الخطايا، وسربلني بسربال عافيتك، وتردني رداء معافاتك،
وجللني سوابغ نعمائك، وظاهر لدن فضلك وطولك، وأيدني بتوفيقك وتسديدك،
وأعني على صالح النية ومرضي القول ومستحسن العمل، ولا تكلني إلى حولي
وقوتي دون حولك وقوتك، ولا تخزني يوم تبعثني للقائك، ولا تفضحني بين يدي
أوليائك، ولا تنسني ذكرك، ولا تذهب عني شكرك، بل ألزمنيه في أحوال السهو
عند غفلات الجاهلين لآلائك، وأوزعني أن آتي بما أوليتنيه، وأعترف بما أسديته
إلي، واجعل رغبتي إليك فوق رغبة الراغبين، وحمدي إياك فوق حمد الحامدين
ولا تخذلني عند فاقتي إليك، ولا تهلكني بما أسديته إليك، ولا تجبهني بما جبهت
به المعاندين، فإني لك مسلم، أعلم أن الحجة لك وأنك أولى بالفضل وأعود
بالاحسان وأهل التقوى وأهل المغفرة، وأنك بأن تعفو أولى منك بأن تعاقب
وأنك بأن تستر أقرب منك إلى أن تشهر، فأحيني حياة طيبة تنتظم بما أريد
وتبلغ ما أحب من حيث آتي ما تكره، ولا أرتكب ما نهيت عنه، وأمتني ميتة من
يسعى نوره بين يديه وعن يمينه، وذللني بين يديك، وأعزني عند خلقك،
وضعني إذا خلوت بك، وارفعني بين عبادك، وأغنني عمن هو غني عني، وزدني
إليك فاقة وفقرا، وأعذني من شماتة الأعداء ومن حلول البلاء ومن الذل والعناء،
وتغمدني فيما اطلعت عليه مني بما يتغمد به القادر على البطش لولا حلمه
والأخذ على الجريرة لولا أناته، وإذا أردت بقوم فتنة أو سوء فنجني منها لواذا
بك، وإذا لم تقمني مقام فضيحة في دنياك فلا تقمني مثله في آخرتك، وأشفع لي
أوائل مننك بأواخرها وقديم فوائدك بحوادثها، ولا تمد لي مدا يقسو معه قلبي،

52
ولا تقرعني بقارعة يذهب لها بهائي، ولا تسمني خسيسة يصغر لها قدري، ولا نقيصة
يجهل من أجلها مكاني، ولا ترعني روعة أبلس بها، ولا خيفة أوجس دونها، اجعل
هيبتي في وعيدك وحذري من إعذارك وإنذارك، ورهبتي عند تلاوة آياتك، واعمر
ليلي بإيقاظي فيه لعبادتك، وتفردي بالتمجيد لك، وتجردي بسكوني إليك
وإنزال حوائجي بك، ومنازلتي إياك في فكاك رقبتي من نارك، وإجارتي مما فيه
أهلها من عذابك، ولا تذرني في طغياني عاميا، ولا في غمرتي ساهيا حتى حين
عظة من اتعظ، ولا نكالا لمن اعتبر، ولا فتنة لمن نظر، ولا تمكر بي فيمن تمكر به،
ولا تستبدل بي غيري، ولا تغير لي اسما، ولا تبدل لي جسما، ولا تتخذني هزوا
لخلقك، ولا سخريا لك، ولا تبعا إلا لمرضاتك، ولا ممتهنا إلا بالانتقام لك،
وأوجد لي برد عفوك وروحك وريحانك وجنة نعيمك، وأذقني طعم الفراغ لما تحب
بسعة من سعتك والاجتهاد فيا يزلف لديك، وعندك، وأتحفني بتحفة من تحفاتك،
واجعل تجارتي رائحة وكرتي غير فاسدة، وأخفني مقامك وشوقني للقاك، وتب علي
توبة نصوحا لا تبقي معها ذنوبا صغيرة ولا كبيرة، ولا تذر معها علانية ولا سريرة،
وانزع الغل من صدري للمؤمنين، واعطف بقلبي على الخاشعين، وكن لي كما تكون
للصالحين، وحلني لديك حلية المتقين، واجعل لي لسان صدق في الغابرين، وذكرا
ناميا في الآخرين، وتمم سبوغ نعمتك علي، وظاهر كراماتها لدي، واملأ من
فوائدك يدي، وسق كرائم مواهبك إلي، وجاور بي الأطيبين من أوليائك في
الجنات التي زينتها لأصفيائك، وجللني شرائف نحلك في المقامات المعدة
لأحبائك، واجعل لي عندك مقيلا آوي إليه مطمئنا، ومثابة ايتائها وأقر عينا،
ولا تقايسني بعظيمات الجرائر، ولا تهلكني يوم تبلي السرائر، وأزل عني كل
شك وشبهة، واجعل لي في الحق طريقا من كل رحمة، وأجزل لي قسم المواهب
من ثوابك، وفر علي حظوظ الاحسان من إفضالك، واجعل قلبي واثقا بما عندك،

53
وهمي مستفرغا لما هو لك، واستعملني بما تستعمل به خاصتك، واشرب قلبي
عند ذهول العقول طاعتك، واجمع الغنى والعفاف والدعة والمعافات والصحة والسعة
والطمأنينة والعافية، ولا تحبط حسناتي بما يشوبها من معصيتك، ولا تبلني
بما يعرض من نزغات فتنتك، وصن وجهي عن الطلب إلى أحد من العالمين،
وديني عن التماس ما عند الفاسقين، ولا تجعلني للظالمين ظهيرا ولا لهم عن محو
كتابك يدا ونصيرا، وحطني من حيث لا أعلم حياطة تقيني بها، وافتح لي
أبواب قربتك ورحمتك ورأفتك ورزقك الواسع، إني إليك من الراغبين، وأتمم لي
إنعامك أنت خير المنعمين، واجعل باقي عمري في الحج والعمرة ابتغاء وجهك يا
رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين، والسلام عليه وعليهم
أبد الآبدين - إلى هنا آخر الدعاء.

54
سخائه عليه السلام
ونروي في ذلك أحاديث:
فمنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 140 ط مطبعة
السعادة بمصر) قال:
أخبرنا محمد بن أحمد في كتابه، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثنا حجاج
ابن يوسف قال: ثنا يونس بن محمد، ثنا أبو شهاب قال الحجاج: أخبرت عن أبي جعفر:
أن أباه علي بن الحسين قاسم الله عز وجل ماله مرتين، وقال: إن الله تعالى يحب
المؤمن المذنب التائب.
ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 27).
روى الحديث عن محمد الباقر بعين ما تقدم عن (حلية لأولياء).
ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 306
ط (حيدر آباد).
روى الحديث عن حجاج بن أرطاة عن أبي جعفر بعين ما تقدم عن
(حلية الأولياء) لكنه ذكر بدل كلمة التائب: التواب.
ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 6 ص 35 ط مصر).
روى الحديث عن حجاج بن أرطاة، عن أبي جعفر بعين ما تقدم عن
(حلية الأولياء)

55
ومنهم الساعاتي في (بلوغ الأماني) (المطبوع بذيل الفتح الرباني
ج 10 ص 253 ط القاهرة) قال:
قال أبو جعفر عن أبيه أنه قاسم الله ماله مرتين.
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 36 ط مصر)
قال: عن علي بن الحسين قال:
إني لأستحيي من الله أن أسأل للأخ من إخواني الجنة وأبخل عليه
بالدنيا فإذا كان يوم القيامة قيل لي: لو كانت الجنة بيدك لكنت بها أبخل.

56
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 136
ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا أبو بكر الطلحي، قال: ثنا أبو حصين الوادعي محمد بن الحسين،
قال: ثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال: ثنا عاصم بن محمد بن زيد قال: حدثني
واقد بن محمد عن سعيد بن مرجانة. قال: عمد علي بن الحسين إلى عبد له كان
عبد الله بن جعفر أعطاه به عشرة آلاف درهم أو ألف دينار، فأعتقه -.
ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 35 ط مصر).
روى الحديث عن سعيد بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).

57
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 141
ط السعادة) قال:
حدثنا الحسين بن محمد بن كيسان، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا علي
ابن عبد الله، ثنا عبد الله بن هارون بن أبي عيسى أخبرني أبي عن حاتم بن أبي صغيرة
عن عمر بن دينار قال: دخل علي بن الحسين على محمد بن أسامة بن زيد في مرضه،
فجعل يبكي، فقال: ما شأنك؟ قال: علي دين، قال: كم هو، قال: خمسة عشر
ألف دينار، قال: فهو علي.
ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 36 ط مصر)
قال:
قال ابن المديني ثنا عبد الله بن هارون بن أبي عيسى فذكر الحديث بعين
ما تقدم عن (حلية الأولياء) سندا ومتنا لكنه ذكر بدل كلمة خمسة عشر: بضعة عشر.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 341 ط الغري)
روى الحديث من طريق أبي نعيم بعين ما تقدم عنه في (حلية الأولياء) سندا
ومتنا، وزاد بعد كلمة يبكي: يقلق.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 79
ط طهران).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الاسلام).
ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 27 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).

58
روى الحديث عن عمرو بن دينار بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه
قال: ألف دينار أو بضعة عشر ألف.
ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 120 ط مصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ الاسلام) لكنه قال: دخل محمد بن
أسامة على علي بن الحسين وقال في آخره: وفاها.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 189 ط العثمانية
بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مشارق الأنوار).
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 240 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مشارق الأنوار).

59
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في (مطالب السئول)
(ص 78 ط طهران) قال:
قال سفيان: أراد علي بن الحسين الخروج إلى الحج فاتخذت له سكينة بنت
الحسين أخته زادا أنفقت عليه ألف درهم فلما كان بظهر الحرة سيرت إليه ذلك
فلما نزل فرقه على المساكين.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 189 ط العثمانية
بمصر):
روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدم عن (مطالب السئول).

60
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 5 ص 126 ط مصر)
قال:
قيل إن كميت لما مدح علي بن الحسين قال: إني قد مدحتك بما أرجو
أن يكون وسيلة عند رسول الله (ص) يوم القيامة، ثم أنشده قصيدة له، فلما فرغ
منها قال: ثوابك نعجز عنه ولكن ما عجزنا عنه فإن الله لن يعجز عن مكافأتك
وقسط على نفسه وأهله أربعمأة ألف درهم، فقال له: خذ هذه يا أبا المستهل،
فقال: لو وصلتني بدانق لكان شرفا ولكن إن أحببت أن تحسن إلي فادفع إلي
بعض ثيابك التي تلي جسدك أتبرك بها، فقام فنزع ثيابه فدفعها إليه كلها ثم
قال: اللهم إن الكميت جاء في آل رسولك وذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس
وأظهر ما كتمه غيره من الحق فأمته شهيدا وأحيه سعيدا وأره الجزاء عاجلا
وأجزله جزيل المثوبة آجلا، فإنا قد عجزنا عن مكافأته، قال الكميت: ما زلت
أعرف بركة دعائه.

61
ومنها
ما رواه القوم:
منهم علامة التاريخ والحديث أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم
السهمي المتوفى سنة 427 في كتابه (تاريخ جرجان) (طبع حيدر آباد الدكن قال
في ص 328) ما لفظه:
أخبرني أبو الفضل نصر بن محمد العطار كتابة من طوس وحدثني عنه إسماعيل
ابن يوسف، حدثنا علي بن جعفر بن محمد الرازي أبو الحسن ببيت المقدس، حدثنا
أحمد بن يحيى، حدثنا أحمد بن عبد الله بن أيوب القرشي الضرير، حدثني
زكريا بن يحيى الخزاز المقري، حدثني محمد بن جعفر، حدثني أبي عن أبيه
قال: دخل علي بن الحسين المتوضاء ومعه غلام له قد حمل ماء لوضوئه فوجد
كسرة ملقاة فناولها غلامه فلما خرج من المتوضاء سأل غلامه عن الكسرة فقال:
أكلتها قال: اذهب فأنت حر لوجه الله ثم قال: حدثني أبي عن أبيه عن علي بن
أبي طالب قال: قال رسول الله (ص): من وجد كسرة ملقاة فغسل منها ما يغسل
ومسح منها ما يمسح ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يعتقه الله من النار وإني كرهت
أن استعبد من أعتقه الله من النار.

62
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 136
ط مطبعة السعادة بمصر) قال:
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: ثنا
عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا جرير، عن عمرو بن ثابت. قال: لما مات علي بن
الحسين، فغسلوه جعلوا ينظرون إلى آثار سواد بظهره. فقالوا: ما هذا؟ فقيل:
كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه فقراء أهل المدينة.
ومنهم العلامة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الحنفي
في (ربيع الأبرار) (ص 413 مخطوط) قال:
علي بن الحسين لما مات فغسلوه وجدوا على ظهره مجلا مما كان يستقي
لضعفة جيرانه بالليل ومما كان يحمل إلى بيوت المساكين من جرب الطعام.
وفي (ص 211 مخطوط).
غسل علي بن الحسين (ع) فرأوا على ظهره مجولا فلم يدروا ما هي
فقال مولى لهم: كان يحمل بالليل على ظهره إلى أهل البيوتات المستورين الطعام
فإذا قلت له: دعني أكفك قال: لا أحب أن يتولى ذلك غيري.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطلب السئول) (ص 78
ط تهران) قال:
وجعلوا ينظرون إلى آثار في ظهره فقالوا: ما هذا؟ قيل كان يحمل جرب
الدقيق على ظهره ليلا ويوصلها إلى فقراء المدينة سرا.

63
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 129 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 207).
وقال عمرو بن ثابت: لما مات علي بن الحسين وجدوا بظهره أثرا فسألوا
عنه فقال: هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم أبو العباس المبرد في كتابه (الفاضل) (ص 105 ط طراز
الكتب بمصر) قال:
قالت الأنصار: فقدنا صدقة السر مذ مات علي بن الحسين صلوات الله عليه.
ومنهم العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 136
ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا أبو حامد بن جبلة، قال: ثنا أبو العباس الثقفي، قال: ثنا محمد بن
زكرياء، قال: سمعت ابن عائشة يقول: قال أبي: سمعت أهل المدينة يقولون:
ما فقدنا صدقة السر حتى مات علي بن الحسين.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 336 ط الغري).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة ابن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 78
ط طهران).

64
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 27 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).
روى الحديث عن ابن عائشة بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 184
ط الغري):
روى الحديث عن ابن عائشة بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 129 ط العامرة
بمصر).
روى الحديث عن ابن عائشة بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن عامر الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف)
(ص 49 ط مصر).
روى الحديث عن ابن عائشة بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).

65
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 135 ط مطبعة
السعادة بمصر) قال:
حدثنا حبيب بن الحسن، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: ثنا محمد بن
ميمون، قال: ثنا سفيان عن أبي حمزة الثمالي، كان علي بن الحسين يحمل جراب
الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به، ويقول: إن صدقة السر تطفئ غضب الرب
عز وجل.
ومنهم العلامة الشيخ أبو العباس أحمد بن يوسف الشهير بالقرماني في
(أخبار الدول) (ص 110 ط بغداد) قال:
كان (علي بن الحسين) يتصدق سرا ويقول: صدقة السر تطفي غضب الرب.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 336 ط الغري).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول)
(ص 78 ط طهران).
روى الحديث عن الثمالي بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 35 ط مصر).
روى الحديث عن أبي حمزة بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه ذكر
بدل قوله صدقة السر: الصدقة في ظلمة الليل.
ومنهم العلامة خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على ما
في الينابيع ص 378 ط اسلامبول) قال:

66
لما توفي زين العابدين (رض) وجد في ظهره مجل لأنه يحمل أطعمة لضعفاء
جيرانه والمساكين بالليل فيطعمها ويقول: بلغني أن صدقة السر تطفي غضب
الرب.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 27 من النسخة الظاهرية بدمشق):
قال أبو حمزة الثمالي: كان علي بن الحسين يحمل الصدقة بالليل على ظهره
يتبع به المساكن في ظلمة الليل ويقول: إن الصدقة في سواد الليل تطفئ غضب
الرب.
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 136
ط السعادة بمصر):
حدثنا أبو بكر بن مالك، قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال:
حدثني أبو موسى الأنصاري، قال: ثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق. قال:
كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من أين كان معاشهم، فلما مات علي بن
الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل.
ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 110
ط بغداد).
روى الحديث عن محمد بن إسحاق بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) وزاد
في آخره: فعلموا أن معايشهم كانت من علي بن الحسين.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 78

67
ط طهران).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 184
ط الغري).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة اليافعي في (روض الرياحين) (ص 56 ط القاهرة):
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) وزاد: لأنه كان رضي الله عنه
ينفق سرا ويظن الجاهل به أنه بخيل فلما مات وجدوه كان ينفق على أهل مائة
بيت.
ومنهم العلامة الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 490 ط
مصر) قال:
قال محمد بن إسحاق: كان علي بن الحسين يمون أهل مائة بيت ثم ذكر
الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) ص (129 ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).

68
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة محمد بن منيع بن سعد في (الطبقات الكبرى) (ج 5 ص 222
ط دار الصادر بيروت) قال:
قال: أخبرنا إسحاق بن أبي إسرائيل قال: حدثنا جرير عن شعيبة بن نعامة
قال: كان علي بن الحسين يبخل فلما مات وجدوه يقوت مأة أهل بيت بالمدينة
في السر.
ومنهم الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 136
ط مطبعة السعادة بمصر) قال:
حدثنا أبو بكر بن مالك قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني
أبو معمر، ثنا جرير عن شيبة بن نعامة.
فذكر الحديث بعين ما تقدم عن الطبقات، ثم قال: قال جرير في الحديث
- أو من قبله -: إنه حين مات وجدوا بظهره آثارا مما كان يحمل بالليل الجرب إلى
المساكين.
ومنهم العلامة الشهير سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 336
طبع الغري):
روى الحديث عن (حلية الأولياء) سندا ومتنا لكنه ذكر بدل قوله: قال
جرير الخ: يعول مأة أهل بيت بالمدينة، وفي رواية لا يدرون من يأتيهم بالرزق
لأنه كان يبعث به إليهم في الليل، فلما مات علي فقدوه.
ومنهم العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 35 ط مصر).
روى الحديث عن جرير عن شيبة بعين ما تقدم عن (الطبقات الكبرى).

69
ومنهم العلامة ابن التيمية في (منهاج السنة) (ج 4 ص 144 ط مصر).
روى الحديث عن شيبة بعين ما تقدم عن (الطبقات الكبرى).
ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 120 ط مصر) قال:
ولما مات وجدوه يقوت أهل مأة بيت.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 129 ط العثمانية بمصر)
قال:
ولما مات رضي الله عنه وجدوه كان يقول أهل مائة بيت.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار غير الطبع المتقدم ص 240 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مشارق الأنوار).
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 78
ط طهران) قال:
لما مات علي بن الحسين وجدوه يقوت مائة بيت من أهل المدينة كان
يحمل إليهم ما يحتاجون إليه.

70
حلمه عليه السلام
وروى فيه القوم أحاديث:
منها
ما ذكره جماعة من أعلامهم منهم العلامة اليافعي في (روض الرياحين)
(ص 56 ط القاهرة) قال:
وخرج يوما من المسجد فلقيه رجل فسبه فثارت إليه العبيد والموالي فقال
لهم زين العابدين مهلا عن الرجل ثم أقبل عليه وقال: ما ستر عنك من أمرنا أكثر
ألك حاجة نعينك عليها فاستحيا الرجل، فألقى عليه خميصة كانت عليه وأمر له
بألف درهم فكان الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسول صلى الله عليه وسلم (1).
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 340 ط الغري)
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (روض الرياحين).
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول في مناقب
آل الرسول) (ص 79 ط طهران).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (روض الرياحين).
ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى)
(ج 1 ص 25 ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (روض الرياحين) لكنه ذكر: وأمر له
العطاء فوق ألف درهم.
ومنهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 1 ص 206



(1) قال في إسعاف الراغبين: كان علي بن الحسين يضرب به المثل في الحلم.
71
ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (روض الرياحين) بتغيير ببعض الكلمات
بما لا يضر بالمعنى.
ومنهم العلامة الشيخ حسن الحمزاوي في (مشارق الأنوار) ص (120
ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (روض الرياحين) لكنه ذكر: وأمر له خمسة
آلاف درهم.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 130 ط مصر):
روى الحديث نقلا عن (در الأصداف) بعين ما تقدم عن (مشارق الأنوار)
ومنهم العلامة الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 48 ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (روض الرياحين) لكنه ذكر بدل قوله:
من أولاد الرسول - من بيت النبوة -.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 239، غير الطبع المتقدم بل ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مشارق الأنوار).
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 210 مخطوط).
روى الحديث عن عبد العزيز بن مسلم بعين ما تقدم عن (روض الرياحين).

72
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 130 ط مصر) قال:
ولقيه رجل فسبه فقال له: يا هذا بيني وبين جهنم عقبة إن أنا جزتها فما
أبالي بما قلت وإن لم أجزها فأنا أكثر مما تقول.
ومنهم العلامة الشيخ حسن الحمزاوي في (مشارق الأنوار) ص 120
ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار) وزاد أنه قال: ألك حاجة
فخجل الرجل.

73
ومنها
ما ذكره جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة اليافعي في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 191 ط حيدر آباد)
قال:
وروي أنه تكلم رجل فيه وافترى عليه فقال له زين العابدين: إن كنت
كما قلت فأستغفر الله، وإن لم أكن كما قلت: فغفر الله لك فقام إليه الرجل وقبل
رأسه وقال: جعلت فداك لست كما قلت، فاغفر لي قال: غفر الله لك فقال الرجل:
الله أعلم حيث يجعل رسالته
ومنهم العلامة المذكور في (روض الرياحين) (ص 56 ط القاهرة):
روى الحديث بعين ما تقدم عنه في (مرآة الجنان).
ومنهم العلامة محمد خواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب)
(على ما في ينابيع المودة ص 377 ط اسلامبول).
روى بعين ما تقدم عن (مرآة الجنان).

74
ومنها
ما ذكره القوم:
منهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1
ص 25 ط مصر) قال:
وكان الرجل يقف على رأسه في المسجد فما يترك شيئا إلا ويقوله فيه وهو
ساكت لا يرد عليه رضي الله عنه، فلما ينصرف يقوم الرجال وراءه ويلزمه من خلفه
ويبكي فيقول: لا عدت تسمع مني شيئا تكرهه قط وكان ينشد:
وما شئ أحب إلى اللئيم * إذا شتم الكريم من الجواب

75
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 37 ط مصر)
قال:
وقال أحمد بن عبد الأعلى الشيباني: حدثني أبو يعقوب المدني قال: كان
بين حسن بن حسن وبين علي بن الحسين شئ فجاء حسن فما ترك شيئا إلا قاله
وعلي ساكت فذهب حسن فلما كان الليل أتاه علي فقرع بابه فخرج إليه فقال له:
يا بن عم إن كنت صادقا، يغفر الله لي، وإن كنت كاذبا يغفر الله لك، السلام عليك
فالتزمه حسن وبكى حتى رثى له.

76
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 184
ط الغري).
روى عن سفيان قال: جاء رجل إلى علي بن الحسين (ع) فقال له: إن
فلانا قد وقع فيك بحضوري فقال له: انطلق بنا إليه فانطلق معه الرجل وهو يرى
أنه يستنصر لنفسه فلما أتاه قال له: يا هذا إن كان ما قلت في حقا فأنا أسئل الله
تعالى أن يغفره لي، وإن كان ما قلت في باطلا فإن الله تعالى يغفره لك.
ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي
المتوفى سنة 654 في كتابه (مطالب السئول) (ص 77 ط طهران).
روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى) (ج 1
ص 27 ط مصر) قال:
وكان علي بن الحسين (ع) إذا بلغه عن أحد أنه ينقصه ويقع فيه، يذهب
إليه في منزله ويتلطف به ويقول: يا هذا إن كان ما قلته في حقا فيغفر الله لي، وإن
كان باطلا فغفر الله لك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته.
ومنهم الشيخ العلامة الشيخ عبد الله الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف)
(ص 49 ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 129 ط مصر).
روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).

77
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي في (سلوة الأحزان)
(ص 39 ط الإسكندرية).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات الكبرى).
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري البغدادي
المتوفى بعد سنة 884 في كتابه (نزهة المجالس) (ج 1 ص 206 طبع القاهرة)
قال:
زين العابدين علي بن الحسين رضي الله عنهم قال لرجل قد اغتابه: إن
كنت صادقا في قولك فقد غفر الله لي، وإن كنت كاذبا فقد غفر الله لك.
ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 119 ط مصر) قال:
وكان (علي بن الحسين (ع)) إذا غضبه أحد قال: اللهم إن كان صادقا
فاغفر لي، وإن كان كاذبا فاغفر له، وكان يضرب به المثل في الحلم.

78
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة اليافعي في (روض الرياحين) (ص 56 ط القاهرة) قال:
وأقبل خادم لزين العابدين مسرعا بشواء من التنور لضيف عنده فسقط من
يده على بني له صغير فأصاب رأسه فقتله، فقال زين العابدين رضي الله تعالى عنه: أنت
حر لأنك لم تتعمد وأخذ في جهاز ابنه.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 79
ط طهران) قال:
وكان عنده أضياف فاستعجل خادما له بشواء كان في التنور فأقبل الخادم
مسرعا فسقط السفود من يده على رأس بني لعلي بن الحسين تحت الدرجة فأصاب
رأسه فقتله فقال علي للغلام وقد تحير الغلام واضطرب: أنت حر فإنك لم تعتمده
وأخذ في جهاز ابنه ودفنه.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 340 ط الغري).
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (مطالب السئول).
ومنهم العلامة المذكور في (سلوة الأحزان) (ص 40 ط الإسكندرية).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (روض الرياحين).

79
ومنها
ما ذكره القوم:
منهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى
سنة 852 في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 306 ط حيدر آباد):
روى عن موسى بن طريف قال: استطال رجل على علي بن الحسين فأغضى
عنه فقال له: إياك أعني، فقال: وعنك أغضي.
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) ص (210 نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق):
روى الحديث عن موسى بن طريف بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب).
ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات الكبرى)
(ج 1 ص 28 ط مصر):
روى بعين ما تقدم عن (تهذيب التهذيب).
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 120 ط أحمد البابي بحلب).
قال:
وكان زين العابدين عظيم التجاوز والعفو والصلح، حتى أنه سبه رجل،
فتغافل عنه، فقال له: إياك أعني، فقال: وعنك أعرض، أشار إلى آية: خذ
العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين.

80
ومنها
ما ذكره القوم: منهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 201) قال:
ونقل ابن سعد أن هشام إسماعيل المخزومي كان والي المدينة وكان يؤذي
علي بن الحسين ويشتم عليا رضي الله عنهم على المنبر وينال منهم، فلما ولي
الوليد بن عبد الملك الخلافة عزله وأمر أن يوقف للناس لاستيفاء الحقوق منه
فقال هشام: والله ما أخاف إلا من علي بن الحسين فإنه رجل صالح يسمع قوله
فأوصى علي بن الحسين أصحابه ومواليه وخاصته أن لا يتعرضوا، ثم مر عليه
في حاجة فما عرض له، ويروى أنه جاء له وكلمه وقال: يا ابن عم عافاك الله لقد
أسائني ما صنع بك فادعنا إلى ما أحببت فقال هشام: الله أعلم حيث يجعل رسالته
وكان زين العابدين عظيم الهدى والسمت الصالح وقد أخرج الخطيب في جامعه عن
ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي (ص) قال: إن الهدى الصالح والسمت الصالح
والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة.

81
صبره عليه السلام
رواه القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 138
ط مطبعة السعادة بمصر) قال:
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا الحسن بن المتوكل، قال: ثنا
أبو الحسن المدائني عن إبراهيم بن سعد، قال: سمع علي بن الحسين ناعية في بيته
وعنده جماعة، فنهض إلى منزله ثم رجع إلى مجلسه، فقيل له: أمن حدث كانت
الناعية، قال: نعم فعزوه وتعجبوا من صبره. فقال: إنا أهل بيت نطيع الله فيما
نحب، ونحمده فيما نكره.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 27 من النسخة الظاهرية بدمشق).
روى الحديث عن إبراهيم بن سعد بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه
ذكر بدل كلمة: فعزوه: فقدوه.

82
عدم مؤاكلته مع أمه كراهة
أن تسبق يده على يدها
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أبو العباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد في (الكامل)
(ج 1 ص 311 ط مصر) قال:
كانت أم علي بن الحسين سلافة من ولد يزدجر معروفة النسب وكانت
من خيرات النساء ويروى أنه قيل لعلي بن الحسين رحمه الله إنك من أبر الناس
ولست تأكل مع أمك في صحفة فقال: أكره أن تسبق يدي إلى ما قد سبقت إليه
عينها فأكون قد عققتها وكان يقال له: ابن الخيرتين لقوله (ص) لله تعالى من عباده
خيرتان فخيرته من العرب قريش ومن العجم الفارس.
ومنهم العلامة المذكور في (الفاضل) (ص 103 ط دار الكتب بمصر)
قال:
ويروى أنه قيل لعلي بن الحسين: إنك أبر الناس وأتقاهم، فما بالك
لا تأكل مع والدتك في صفحة واحدة؟ فقال: أكره أن تقع عينها على لقمة فأحاول
أخذها وأنا لا أعلم فأكون قد عققتها.
ومنهم العلامة الراغب الأصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 327
ط بيروت).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكامل) وزاد بعد قوله من أبر الناس:
بوالدتك.
ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي في

83
(مرآة الجنان) (ج 1 ص 191 ط حيدر آباد).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكامل) إلا أنه أسقط قوله: فأكون
قد عققتها وزاد بعد قوله من أبر الناس: بأمك.
ومنهم العلامة الشيخ عبد المجيد بن علي المالكي المصري العدوي
في (التحفة المرضية في الأخبار القدسية والأحاديث النبوية) (ص 94 ط المطبعة
البهية المصرية الكائنة بالقاهرة):
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الكامل).
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن إبراهيم بن أبي بكر بن خلكان
في (تاريخه) (ج 1 ص 348 ط إيران سنة 1264) قال:
كان زين العابدين كثير البر بأمه حتى قيل له إنك من أبر الناس بأمك
فذكر بعين ما تقدم عن (الكامل) إلى آخره.
علمه عليه السلام
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ عبد الله بن عامر الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف)
(ص 50 ط مصر) قال:
ومن كلام زين العابدين علي رضي الله عنه:
يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا
إني لأكتم من علمي جواهره * كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين ووصى قبله حسنا

84
ومنهم العلامة المير حسين معين الدين الميبدي اليزدي في (شرح ديوان
أمير المؤمنين) (ص 15 المخطوط).
روى الأبيات بعين ما تقدم عن (الإتحاف بحب الأشراف).
ومنهم الآلوسي البغدادي في (غرائب الاغتراب) (ص 70).
روى البيت الأول والثالث والرابع بعين ما تقدم عن (الإتحاف بحب
الأشراف) لكنه ذكر بدل كلمة أبوح: أخوه.
ومنهم العلامة السيد عبد الوهاب المصري في (لطائف المنن) (ج 2
ص 89 ط مصر).
روى البيتين الأولين من الأبيات المتقدمة عن (الإتحاف).
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة).
روى الأبيات المذكورة عنه (ع) لكنه ذكر بدل البيت الأول هكذا:
إني لأكتم من علمي جواهره * كيلا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
ثم قال: وقال أيضا: نحن أبواب الله ونحن الصراط المستقيم ونحن عيبة علمه
وتراجمة وحيه، ونحن أركان توحيده وموضع سره (1).



(1) قال العلامة أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 141 ط السعادة بمصر):
أخبرنا أبو بكر بن محمد بن أحمد البغدادي في كتابه: وحدثني عنه عثمان بن
محمد العثماني، ثنا عبد الصمد بن محمد، حدثني جعفر بن محمد بن جعفر، ثنا مخلد
ابن مالك عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: دخلنا على علي بن الحسين بن علي،
فقال: يا زهري فيم كنتم، قلت: تذاكرنا الصوم، فأجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه
ليس من الصوم شئ واجب إلا شهر رمضان، فقال: يا زهري ليس كما قلتم، الصوم على
أربعين وجها: عشرة منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة منها حرام، وأربعة عشر خصلة
صاحبها بالخيار إن شاء صام وإن شاء أفطر، وصوم النذر واجب، وصوم الاعتكاف واجب، قال
قلت: فسرهن يا ابن رسول الله، قال: أما الواجب فصوم شهر رمضان، وصيام شهرين متتابعين
- يعني في قتل الخطاء لمن لم يجد العتق - قال تعالى: (ومن قتل مؤمنا خطأ) الآية،
وصيام ثلاثة أيام في كفارة اليمين، لمن لم يجد الاطعام، قال الله عز وجل: ذلك كفارة
أيمانكم إذا حلفتم، وصيام حلف (حلق ظ) الرأس، قال الله تعالى: فمن كان منكم مريضا أوبه أذى
من رأسه، الآية، صاحبه بالخيار إن شاء صام ثلثا، وصوم المتعة وصوم دم المتعة، لمن لم يجد
الهدى. قال الله تعالى: فمن تمتع بالعمرة إلى الحج، الآية، وصوم جزاء الصيد، قال الله
عز وجل: ومن قتله منكم متعمدا فجزاء مثل ما قتل من النعم، الآية، وإنما يقوم ذلك
الصيد قيمة ثم يقص ذلك الثمن على الحنطة، وأما الذي صاحبه بالخيار، فصوم يوم الاثنين
والخميس، وصوم ستة أيام من شوال بعد رمضان، ويوم عرفة، ويوم عاشوراء كل ذلك
صاحبه بالخيار، إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأما صوم الأذن، فالمرئة لا تصوم تطوعا إلا
بإذن زوجها وكذلك العبد والأمة، وأما صوم الحرام، فصوم يوم الفطر ويوم الأضحى،
وأيام التشريق، ويوم الشك نهينا أن نصومه كرمضان، وصوم الوصال حرام، وصوم الصمت
حرام، وصوم نذر المعصية حرام، وصوم الدهر حرام، والضيف لا يصوم تطوعا إلا بإذن
صاحبه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نزل على قوم فلا يصومن تطوعا إلا بإذنهم،
ويؤمر الصبي بالصوم إذا لم يراهق تأنيسا، وليس بفرض وكذلك من أفطر لعلة من أول
النهار ثم وجد قوة في بدنه أمر بالامساك، وذلك تأديب الله عز وجل، وليس بفرض،
وكذلك المسافر إذا أكل من أول النهار ثم قدم أمر بالامساك، وأما صوم الإباحة، فمن
أكل أو شرب ناسيا من غير عمد، فقد أبيح له ذلك وأجزئه عن صومه، وأما صوم المريض
وصوم المسافر، فإن العامة اختلفت فيه، فقال بعضهم: يصوم. وقال قوم: لا يصوم، وقال
قوم: إن شاء صام، وإن شاء أفطر، وأما نحن، فنقول: يفطر في الحالين جميعا، فإن
صام في السفر والمرض، فعليه القضاء، قال الله عز وجل: فعدة من أيام أخر، أسند علي بن
الحسين الكثير. وسمع من ابن عباس، وجابر، ومروان، وصفية، وأم سلمة، وغيرهم من
الصحابة رضي الله تعالى عنهم.
85
كان عنده عليه السلام سيف رسول الله ودرعه
(وهما من ودائع الإمامة)
رواه القوم:
منهم الحافظ أبو محمد عبد الله بن حيان الاصفهاني الشهير بأبي الشيخ
المتوفى سنة 369 في (أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم) (ص 149 ط مطابع
الهلالي) قال:
حدثنا أحمد، نا إسماعيل، نا أبو بكر، نا وكيع عن إسرائيل، عن جابر
عن عامر قال: أخرج إلينا علي بن الحسين سيف رسول الله (ص) فإذا قبيعته،
والحلقتان اللتان فيهما الحمائل فضة قال: فسللته فإذا هو قد نحل كان سيفا لمنبه
ابن الحجاج السهمي اتخذه رسول الله (ص) لنفسه يوم بدر.
وفي (ص 150) قال:
نا أحمد بن عمر، نا إسماعيل، نا وكيع، نا إسرائيل، عن جابر
عن عامر، قال: أخرج لنا علي بن الحسين درع رسول الله (ص)، فإذا هي يمانية
دقيقة، ذات زرافين، فإذا علقت بزرافينها شمرت، وإذا أرسلت مست
الأرض.

87
شفقته (ع) للحيوانات
رواها القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 133
ط مطبعة السعادة بمصر) قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب قال: ثنا محمد بن إسحاق قال: ثنا محمد
ابن الصباح قال: ثنا جرير عن عمرو بن ثابت، قال: كان علي بن الحسين لا يضرب
بعيره من المدينة إلى مكة.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 28 من النسخة الظاهرية بدمشق).
روى الحديث عن عمرو بن ثابت بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي المصري في (الفصول المهمة) (ص 185
ط الغري):
وعن إبراهيم بن علي عن أبيه قال: حججت مع علي بن الحسين فتلكأت
ناقته فأشار إليها بالقضيب ثم رده وقال: آه من القصاص، وتلكأت ناقته عليه مرة
أخرى بين جبال رضوي فأناخها وأراها القضيب وقال: لتنطلقن أو لأفعلن ثم
ركبها فانطلقت ولم تتلكأ بعدها أبدا.
ومنهم أبو العباس محمد بن يزيد المبرد (في كتاب الفاضل) (ص 105
ط دار الكتب بمصر) قال:
وروى عن جابر بن سليمان الأنصاري عن عمه عثمان بن صفوان الأنصاري
قال: خرجنا في جنازة علي بن الحسين رحمة الله عليهما فتبعتنا ناقته تخط
الأرض بزمامها فلما صلينا عليه ودفناه أقبلت تحن وتتردد وتريد قبره فأوسعنا لها

88
فجائت حتى بركت عليه وجعلت تفحص بكركرتها (1) وتحن فوالله ما بقي
أحد إلا بكى وانتحب وقال: وبلغنا أنه حج عليها ثماني عشرة حجة أو تسع
عشرة حجة لم يقرعها بعصا.
وقاره وسكينته عليه السلام
رواها القوم:
منهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 77
ط طهران) قال:
كان (أي علي بن الحسين) إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ولا يخطر بيده وعليه
السكينة والخشوع.
مهابته عليه السلام
رواها القوم: منهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 121 ط مصر) قال:
كان سيدي علي زين العابدين شديد المهابة ولذلك قيل في حقه.
يغضي حياء ويغضى من مهابته * فلا يكلم إلا حين يبتسم
أقول: وسيجئ ذكر قصيدة الفرزدق ومدارك نقلها.



(1) الكركرة: رحى زور البعير والناقة الذي إذا برك أصاب الأرض، وهي ناتئة عن
جسمه كالقرصة.
89
تواضعه عليه السلام
رواه القوم: منهم العلامة أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في (تهذيب التهذيب)
(ج 7 ص 305 ط حيدر آباد) قال:
وقال مالك: قال نافع بن جبير بن مطعم لعلي بن الحسين: إنك تجالس
أقواما دونا فقال علي بن الحسين: إني أجالس من انتفع بمجالسته في ديني. قال:
وكان علي بن الحسين رجلا له فضل في الدين.
حسن تلقيه السائل
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول)
(ص 78 ط طهران) قال: كان (أي علي بن الحسين) إذا أتاه السائل يقول: مرحبا بمن يحمل زادي إلى
الآخرة.
ومنهم الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 137
ط السعادة بمصر):
حدثنا أبو بكر بن مالك قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: ثنا
محمد بن إشكاب، قال: ثنا محمد بن بشر، قال: ثنا ابن المنهال الطائي، أن علي بن
الحسين كان إذا ناول الصدقة السائل، قبله ثم ناوله.

90
مظلوميته عليه السلام
وأنموذج ذلك
ما رواه بالقوم: منهم الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 137 ط السعادة
بمصر (قال:
حدثنا أبو بكر بن مالك قال: ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال:
حدثني أبي قال: ثنا سفيان، قال: قال علي بن الحسين: ما أحب أن لي بنصيبي
من الذل، حمر النعم.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 78
ط طهران):
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 12 ط أحمد البابي بحلب):
قال:
وكان يقول: ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم.
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 210 نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق).
روى الحديث عن سفيان بعين ما تقدم عن (الصواعق).

91
كثرة بكائه (ع) لشهداء كربلاء
رواها القوم:
منهم العلامة المبرد في (الفاضل) (ص 105 ط طراز الكتب بمصر) قال:
حدثني التوزي عمن حدثه قال: قال علي بن الحسين: لقد ابيضت عينا
يعقوب من أقل مما نالني، وذلك أنه فقد واحدا من اثنا عشر وأنا رأيت ثلاثة عشر
من لحمتي قتلوا بين يدي.
ومنهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 138
ط مطبعة السعادة بمصر) قال:
حدثنا عمر بن أحمد بن عثمان، قال: ثنا عمر بن الحسن، قال: ثنا عبد الله بن حمد بن
عبيد، قال: ثنا الحسين بن عبد الرحمان عن أبي حمزة الثمالي، عن جعفر بن محمد. قال:
سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه، فقال: لا تلوموني فإن يعقوب فقد سبطا من
ولده، فبكى حتى ابيضت عيناه ولم يعلم أنه مات. وقد نظرت إلى أربعة عشر
رجلا من أهل بيتي في غزاة واحدة أفترون حزنهم يذهب من قلبي.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 27 نسخة الظاهرية بدمشق):
روى الحديث عن جعفر بن محمد بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه ذكر
بدل قوله: فقد سبطا: فقد استبطأ وهو الصحيح.

92
آوى (ع) لأهل مروان لما اجتمع أهل المدينة
لإخراج بني أمية عنها مع قتلهم لأبيه وأهله (ع)
رواه القوم:
منهم علامة التاريخ والأدب والنسب أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد
المرواني الاصفهاني المتوفى سنة 356 في كتابه (الأغاني) (ج 1 ص 21
ط دار الفكر) قال:
قال المدائني: واجتمع أهل المدينة لإخراج بني أمية عنها فأخذوا عليهم
العهود أن لا يعينوا عليهم الجيش وأن يردوهم عنهم فإن لم يقدروا على ردهم
لا يرجعوا إلى المدينة معهم فقال لهم عثمان بن محمد بن أبي سفيان: أنشدكم الله في
دمائكم وطاعتكم فإن الجنود تأتيكم وتطأكم وأعذر لكم أن لا تخرجوا أميركم
إنكم إن ظفرتم وأنا مقيم بين أظهركم فما أيسر شأني وأقدركم على إخراجي
وما أقول هذا إلا نظرا لكم أريد به حقن دمائكم. فشتموه وشتموا يزيد وقالوا:
لا نبدأ إلا بك ثم نخرجهم بعدك فأتى مروان عبد الله بن عمر فقال: يا أبا
عبد الرحمان إن هؤلاء القوم قد ركبوا بما ترى فضم عيالنا فقال: لست من أمركم
وأمر هؤلاء في شئ، فقام مروان وهو يقول قبح الله هذا أمرا وهذا دينا، ثم أتى علي
ابن الحسين (ع) فسأله أن يضم أهله وثقله ففعل ووجههم وامرأته أم أبان بنت
عثمان إلى الطائف ومعها ابناه عبد الله محمد.

93
كراماته (ع)
ونذكر منها نبذة يسرة
فمنها
ما رواه القوم:
منهم الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 135
ط مطبعة السعادة بمصر) قال:
حدثت عن أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال: ثنا عبد الله بن محمد بن
عمرو البلوي قال: ثنا يحيى بن زيد بن الحسن قال: حدثني سالم بن فروح مولى
الجعفريين عن ابن الشهاب الزهري. قال: شهدت علي بن الحسين يوم حمله عبد الملك
ابن مروان من المدينة إلى الشام فأثقله حديدا، ووكل به حفاظا في عدة وجمع
فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع، له فأذنوا لي، فدخلت عليه وهو في قبة
والأقياد في رجليه والغل في يديه فبكيت. وقلت: وددت أني مكانك وأنت سالم.
فقال: يا زهري أتظن أن هذا مما ترى علي وفي عنقي يكربني، أما لو شئت ما كان.
فإنه وإن بلغ منك وبأمثالك ليذكرني في عذاب الله، ثم أخرج يديه من الغل
ورجليه من القيد. ثم قال: يا زهري لا جزت معهم على ذا منزلتين من المدينة.
قال: فما لبثنا إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة فما وجدوه،
فكنت فيم سئلهم عنه. فقال لي بعضهم: إنا لنراه متبوعا، إنه لنازل ونحن حوله
لا ننام نرصده، إذ أصبحنا فما وجدنا بين محمله إلا حديدة. قال الزهري: فقدمت
بعد ذلك على عبد الملك بن مروان، فسئلني عن علي بن الحسين فأخبرته. فقال
لي: إنه قد جائني في يوم فقده الأعوان، فدخل علي فقال: ما أنا وأنت. فقلت:

94
أقم عندي فقال: لا أحب، ثم خرج فوالله لقد امتلاء ثوبي منه خيفة. قال
الزهري: فقلت: يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين حيث تظن إنه مشغول بنفسه.
فقال: حبذا شغل مثله فنعم ما شغل به، قال: وكان الزهري إذا ذكر علي بن الحسين
يبكي ويقول: زين العابدين.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 26 نسخة الظاهرية بدمشق).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول)
(ص 78 ط طهران)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه أسقط قوله في آخر
الحديث: وكان الزهري الخ.
ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 299 طبع الغري)
قال:
وأخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن القبيطي وابن عبد السميع الهاشمي قالا:
أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا حمد بن أحمد بن الحسن الحداد، أخبرنا الحافظ
أبو نعيم أحمد بن عبد الله قال: حدثت عن أحمد بن محمد فذكر الحديث بعين ما تقدم
عن (حلية الأولياء) سندا ومتنا ثم قال: ذكره في (حلية الأولياء) وتابعه
محدث الشام سواء.
ومنهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على
ما في الينابيع ص 378 ط اسلامبول):
روى الحديث عن أبي نعيم عن ابن حمدون عن الزهري بعين ما تقدم عن
(حلية الأولياء) مضمونا ثم قال: أخرج أبو نعيم في الحلية والطبراني في الكبير

95
والحافظ السلفي.
ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 120 ط مصر):
روى الحديث ملخصا.
ومنهم العلامة ابن المولوي محب الله السهالوي في (وسيلة النجاة)
(330 ط كلشن لكهنو).
روى الحديث عن الزهري بعين ما تقدم في (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة بهجت أفندي في (تاريخ آل محمد) (ص 178 ط مطبعة
آفتاب).
روى الحديث نقلا عن (حلية الأولياء) ملخصا.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 240 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث ملخصا.
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 310
ط الحلبي بمصر).
ذكر الواقعة بعين ما تقدم عن الحلية بتغيير يسير في العبارة.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 119 ط أحمد البابي بحلب).
روى الحديث عن الزهري بمعنى ما تقدم عن (حلية الأولياء) وزاد في آخره:
ومن ثم كتب عبد الملك للحجاج: أن يجتنب دماء بني عبد المطلب وأمره
يكتم ذلك، فكوشف به زين العابدين، في يوم. أقول: وسيجئ تفصيل الواقعة في
الكرامة الثانية.

96
ومنها
ما رواه القوم:
منهم الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134
ط مطبعة السعادة بمصر) قال:
حدثنا محمد بن محمد قال: ثنا عبد الله بن جعفر الرازي قال: ثنا علي بن رجاء
القادسي قال: ثنا عمرو بن خالد عن أبي حمزة الثمالي. قال: أتيت باب علي بن
الحسين فكرهت أن أضرب، فقعدت حتى خرج فسلمت عليه ودعوت له فرد علي
السلام ودعا لي، ثم انتهى إلى حائط له. فقال: يا أبا حمزة ترى هذا الحائط،
قلت: بلى يا ابن رسول الله قال: فإني اتكأت عليه يوما وأنا حزين فإذا رجل
حسن الوجه حسن الثياب ينظر في تجاه وجهي ثم قال: يا علي بن الحسين مالي
أراك كئيبا حزينا أعلى الدنيا فهو رزق (1) يأكل منها البر والفاجر، فقلت:
ما عليها أحزن لأنه كما تقول، فقال: أعلى الآخرة، هو وعد صادق، يحكم
فيها ملك قاهر، قلت: ما على هذا أحزن لأنه كما تقول، فقال: وما حزنك
يا علي بن الحسين، قلت: ما أتخوف من فتنة ابن الزبير، فقال لي: يا علي هل رأيت
أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت: لا. ثم قال: فخاف الله فلم يكفه؟ قلت: لا، ثم
غاب عني فقيل لي: يا علي هذا الخضر (ع) ناجاك.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 185
ط الغري).
روى الحديث عن أبي حمزة الثمالي بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) إلى
آخره.



(1) هذا في نسخة حلية الأولياء، وفي سائر الكتب التي روينا عنها: رزق حاضر.
97
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر)
روى الحديث نقلا عن (الفصول المهمة) بعين ما تقدم عنه.
ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى
سنة 654 في (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) (ص 78 ط تهران):
روى الحديث عن أبي حمزة بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 301 طبع الغري)
قال:
أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن القبيطي وأبو تمام الهاشمي قالا: أخبرنا
محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الفضل حمد بن أحمد، أخبرنا الحافظ أبو نعيم، حدثنا
محمد بن أحمد، حدثنا عبيد الله بن جعفر الرازي، حدثنا علي بن رجاء الفارسي،
حدثنا عمرو بن خالد عن أبي حمزة الثمالي.
فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه ذكر بدل قوله فخاف
الله فلم يكفه: فخف الله يكفيك أمره.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الله الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف)
(ص 49 ط مصر):
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 140
ط مطبعة السعادة بمصر) قال:
حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا محمد بن أحمد بن إسحاق بن خزيمة،

98
ثنا سعيد بن عبيد الله بن عبد الحكم قال: ثنا عبد الرحمان بن واقد، ثنا يحيى
ابن ثعلبة الأنصاري، ثنا أبو حمزة الثمالي. قال: كنت عند علي بن الحسين فإذا
عصافير يطرن حوله يصرخن. فقال: يا أبا حمزة هل تدري ما يقول هؤلاء العصافير؟
فقلت: لا. قال: فإنها تقدس ربها عز وجل وتسئله قوت يومها.
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 185
ط الغري) قال:
وعن أبي عبد الله الزاهد قال: لما ولي عبد الملك بن مروان الخلافة كتب
إلى الحجاج بن يوسف الثقفي: (بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الملك بن
مروان أمير المؤمنين إلى الحجاج بن يوسف أما بعد فانظر دماء بني عبد المطلب
فاجتنبها فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولعوا فيها لم يلبثوا إلا قليلا والسلام)
قال: وبعث بالكتاب سرا إلى الحجاج وقال له: اكتم ذلك، فكوشف بذلك علي
ابن الحسين (ع) حين الكتابة إلى الحجاج، فكتب علي بن الحسين من فوره:
(بسم الله الرحمن الرحيم إلى عبد الملك بن مروان من علي بن الحسين أما بعد
فإنك كتبت في يوم كذا من شهر كذا إلى الحجاج سرا في حقنا بني عبد المطلب
بما هو كيت وكيت وقد شكر الله لك ذلك) ثم طوى الكتاب وختمه وأرسل به
مع غلام له من يومه على ناقة له إلى عبد الملك بن مروان وذلك من المدينة الشريفة
إلى الشام فلما قدم الغلام على عبد الملك أوصله الكتاب فلما نظره وتأمل فيه
فوجد تاريخه موافقا لتاريخ كتابه الذي أرسله إلى الحجاج في اليوم والساعة فعرف
صدق علي بن الحسين وصلاحه ودينه ومكاشفته له.

99
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 189 ط العثمانية
بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي ابن محب الله
السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه (وسيلة النجاة) (ص 333 ط كلشن
فيض الكائنة في لكهنو).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 119 ط أحمد البابي بحلب).
روى الحديث، وقد تقدم نقل عبارته في ذيل الكرامة الأولى.
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 310
ط الحلبي بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 190 ط العثمانية بمصر)
قال:
استشاره (أي علي بن الحسين) زيد ابنه في الخروج فنهاه وقال: أخشى
أن تكون المقتول المصلوب، أما علمت أنه لا يخرج أحد من ولد فاطمة قبل خروج
السفياني إلا قتل، فكان كما قال.

100
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنكي الحنفي ابن
المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في (وسيلة النجاة) (ص 334
ط گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال:
ومن جملة كراماته على ما في شواهد النبوة أنه قدم محمد ابن الحنفية إليه (ع)
وذكر له أنه عمه وأكبر أولاد علي بعد الحسن والحسين وأنه أولى بالإمامة
وطلب منه سلاح رسول الله (ص) فقال علي (ع): اتق الله يا عم ولا تبغ ما ليس
لك فلما بالغ في ذلك دعاه (ع) إلى التحاكم إلى الحجر الأسود فلما بلغا عنده
رفع (ع) يديه إلى السماء ودعا الله بأسمائه العظام وسأله أن ينطق الحجر
ويجعله حكما بهما ثم أقبل إلى الحجر فقال: بحق من أودع فيك مواثيق عباده
أخبرنا بالامام والوصي بعد الحسين فتحرك الحجر حتى أوشك أن يسقط من
مكانه فنادى بصوت عربي فصيح يا محمد إن الإمام والوصي بعد الحسين هو علي
ابن الحسين.

101
نبذة من كلماته عليه السلام
كان (ع) يقول: اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوايع العيون علانيتي
وتقبح في خفيات العيون سريرتي اللهم كما أسئت وأحسنت إلي فإذا عدت
فعد علي، رواه أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط السعادة بمصر).
ورواه في مطالب السؤول) (ص 77 ط طهران).
وفي (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28) لكنه ذكر بدل كلمة لوايع:
لوامع، وبدل قوله خفيات العيون: خفيات القلوب، ورواه في (الفصول المهمة) (ص 188
ط الغري) من قوله: اللهم كما أسئت الخ.
وكان يقول (ع)
إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد وآخرين عبدوه رغبة، فتلك
عبادة التجار، وقوما عبدوا الله شكرا، فتلك عبادة الأحرار، رواه العلامة
أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط السعادة بمصر)، ورواه العلامة
ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28) ورواه العلامة ابن طلحة في
(مطالب السؤول) (ص 77) ورواه العلامة الشيخ عبد المجيد النقشبندي الخالدي
في (الحدائق الوردية) (ص 31)، ورواه الخواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب)
على (ما في ينابيع المودة) (ص 377 ط اسلامبول)، ورواه ابن الصبان في
(إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 241 ط مصر)، ورواه الشيخ
عبد المجيد النقشبندي في (الحدايق الوردية) (ص 34 ط مطبعة الدرويشية في
دمشق).

102
وكان يقول (ع)
عبادة الأحرار لا تكون إلا شكرا لله لا خوفا ولا رغبة - رواه سيد الشعراني
في (الطبقات الكبرى) (ج 1 ص 27 ط القاهرة)، ورواه ابن الصبان في
(إسعاف الراغبين) (ص 242، المطبوع بهامش نور الأبصار)، ورواه الشيخ عبد المجيد
الخالدي في (الحدائق الوردية) (ص 31)، ورواه العلامة باعلوي في (المشرع -
الروي) (ج 1 ص 40) لكنه ذكر بدل قوله لا تكون الخ: إنما تكون محبة
لله تعالى.
ومن كلامه (ع)
إن الله يحب المؤمن المذنب التواب - رواه العلامة الذهبي في (تاريخ الاسلام)
(ج 4 ص 35 ط مصر)، ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 41 ط الشرفية بمصر).
ومن كلامه (ع)
أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب -.
رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار (ص 171، مخطوط)، ورواه الشيخ عبد المجيد
الخالدي في (الحدائق الوردية) (ص 34 ط الدرويشية بدمشق).
ومن كلامه (ع)
ضل من ليس له حكيم يرشده، وذل من ليس له سيفه يعضده.
رواه العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري).
ورواه العلامة باعلوي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرفية بمصر)
لكنه ذكر بدل كلمة حكيم: حلم.

103
ومن كلامه (ع)
الكريم يبتهج بفضله، واللئيم يفتخر بماله.
رواه النويري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 205 ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
الفكرة مرآة ترى المؤمن سيئاته فيقلع عنها وحسناته فيكثر منها فلا
تقع مقرعة التقريع عليه ولا تنظر عين العواقب شزيرا إليه -
رواه الشيخ أبو إسحاق الوطواط المتوفى 718 في (غرر الخصائص الواضحة)
(ص 77).
ومن كلامه (ع) لولده
يا بني لا تصحبن قاطع رحم فإني وجدته ملعونا في كتاب الله في ثلاثة مواضع.
رواه الحافظ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي
التركماني الدمشقي المتوفى سنة (748) في كتابه (الكبائر) (ص 47 ط مطبعة
مصطفى محمد).
ومن كلامه (ع)
أربع لهن ذل: البنت ولو مريم، والدين ولو درهم، والغربة ولو ليلة،
والسؤال ولو كيف الطريق؟ رواه ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري)
ورواه الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل
كلمة لهن: عزهن، ورواه العلامة الباعلوي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40
ط الشرفية بمصر).

104
وكان يقول عليه السلام:
أيها الناس أحبونا بحب الاسلام وبحب نبيكم فما برح يناحبكم من
غير التقوى حتى صار علينا عارا - رواه السيد عبد الوهاب الشعراني في (الطبقات -
الكبرى) (ج 1 ص 27 ط القاهرة).
ورواه الخواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في ينابيع المودة
ص 377 ط اسلامبول).
وروى قوله (ع) عن حماد بن زيد قال: سمعت علي بن الحسين (ع) فذكر
كلامه بعين ما تقدم عن الطبقات في (منهاج السنة) (ج 4 ص 144 ط مصر مختصرا).
ومن كلامه عليه السلام
عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة وهو غدا جيفة، وعجبت
لمن شك في الله وهو يرى عجائب مخلوقاته، وعجبت لمن يشك في النشأة الأخرى
وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت لمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.
رواه العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 336 ط الغري).
ورواه العلامة ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار
ص 241 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل قوله وهو غدا جيفة: سيكون جيفة
وزاد بعد قوله عجبت ثانيا كلمة: كل العجب، وذكر بدل قوله عجائب مخلوقاته:
خلقه، وذكر بدل قوله يشك: أنكر، ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار في
مناقب الأخيار) (ص 28) لكنه زاد بعد كلمة العجب في كلا الموضعين: كل
العجب، وبدل قوله النشأة الأولى: خلفه، وبدل قوله يشك: أنكر.
ورواه العلامة أبو العون أو أبو عبد الله شمس الدين السفاريني في

105
(شرح ثلاثيات مسند أحمد) (ج 2 ص 648 ط دار الكتب الإسلامية بدمشق).
لكنه ذكر بدل قوله عجائب مخلوقاته: خلقه. وبدل قوله يشك: أنكر.
ورواه الشيخ عبد المجيد الخالدي في (الحدائق الوردية) (ص 21) بعين ما تقدم
عن الثلاثيات لكنه زاد بعد قوله عجبت ثانيا: كلمة كل العجب.
ومن وصيته لابنه الباقر (ع)
لا تصحبن خمسة ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، قال: قلت: جعلت فداك
يا أبة من هؤلاء الخمسة؟ قال: لا تصحبن فاسقا، فإنه بايعك بأكلة فما دونها،
قال: قلت: يا أبة وما دونها؟ قال: يطمع فيها ثم لا ينالها، قال: قلت: يا أبة
ومن الثاني؟ قال: لا تصحبن البخيل فإنه يقطع بك في ماله أحوج ما كنت إليه،
قال: قلت: يا أبة ومن الثالث؟ قال: لا تصحبن كذابا، فإنه بمنزلة السراب
يبعد منك القريب ويقرب منك البعيد، قال: قلت: يا أبة ومن الرابع؟: قال:
لا تصحبن أحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك، قال: قلت: يا أبة ومن
الخامس؟ قال: لا تصحبن قاطع رحم، فإني وجدته ملعونا في كتاب الله تعالى في
ثلاثة مواضع. رواه العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 81
ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يوسف بن الضحاك، ثنا محمد
ابن يزيد، ثنا محمد بن عبد الله القرشي، ثنا محمد بن عبد الله الزبيري، عن أبي حمزة
الثمالي حدثني أبو جعفر محمد بن علي قال: أوصاني أبي ثم ذكرها.
ورواها العلامة الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 50 ط مصر)
بعينه والعلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 341 ط الغري)، والعلامة
محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 79 ط طهران) بتلخيص يسير

106
في غير كلماته، وابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 187 ط الغري).
ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) باختلاف بعض
العبارات بما لا يضر في المعنى، وكذا العلامة الشيخ عبد المجيد الخالدي في
(الحدائق الوردية) (ص 34)، وكذا رواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40
ط الشرفية بمصر).
ومن كلامه (ع)
لما سأله ابن عائشة عن صفة الزاهد في الدنيا فقال: يتبلغ بدون قوته
ويستعد لوم موته، ويتبرم من حياته.
رواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).
ومن كلامه (ع)
يا أيها الناس إن كل صمت ليس فيه فكر فهو عي، وكل كلام ليس فيه
ذكر فهو هباء، ألا إن الله عز وجل ذكر أقواما بآبائهم فحفظ الأبناء للآباء قال
الله تعالى: وكان أبوهما صالحا، ولقد حدثني أبي عن آبائه أنه كان التاسع من ولده
ونحن عترة رسول الله (ص) فاحفظونا لرسول الله (ص)، قال الراوي: فرأيت الناس
يبكون من كل جانب، رواه في (وسيلة المآل) (ص 201 نسخة مكتبة الظاهرية
بدمشق).
ومن كلامه (ع)
إنما شيعتنا من جاهد فينا ومنع من ظلمنا حتى يأخذ الله لنا حقنا.
رواه العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 276 اسلامبول) من طريق
الجعابي عن يحيى بن زيد عنه.

107
ومن كلامه (ع)
إنما الدنيا جيفة حولها كلاب، فمن أحبها فليصبر على معاشرة الكلاب.
رواه العلامة الراغب الأصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 2 ص 520 ط بيروت)
من طريق الجعابي عن يحيى بن زيد.
ومن كلامه (ع)
ومن تمام المروة خدمة الرجل ضيفه كما خدمهم أبونا إبراهيم بنفسه أوما
تسمع قوله: وامرأته قائمة. رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 337).
ومن كلامه (ع)
من ضحك ضحكة مج مجة من العلم، رواه الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء)
(ج 3 ص 133 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن
أحمد قال: حدثني أبو معمر قال: ثنا جرير عن فضيل بن غزوان قال: قاله لي
علي بن الحسين. ورواه الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 75 ط حيدر آباد)
عن فضيل بن غزوان عنه. ورواه العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 187
ط الغري). والعلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر) لكنهما
ذكرا بدل قوله مجة من العلم: مج من عقله مجة علم. ورواه العلامة النابلسي في
(شرح ثلاثيات مسند أحمد) (ج 2 ص 648 ط دار الكتب الإسلامية بدمشق)،
ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرقية بمصر).

108
ومن كلامه عليه السلام
معاشر الناس أوصيكم بالآخرة ولا أوصيكم بالدنيا - رواه العلامة
خواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في الينابيع ص 377 ط
اسلامبول).
وكان يقول (ع):
إذا نصح العبد لله تعالى في سره أطلعه على مساوي عمله فتشاغل
بذنوبه عن معايب الناس - رواه العلامة الشعراني في (الطبقات) (ج 1 ص 27
ط القاهرة)، ورواه ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار
ص 241)، ورواه الشيخ عبد الحميد النقشبندي في (الحدائق الوردية) (ص 34
ط الدرويشية بدمشق).
وكان يقول (ع):
كيف يكون صاحبكم من إذا فتحتم كيسه فأخذتم منه حاجتكم فلم يشترح
لذلك. رواه العلامة الشعراني في (الطبقات) (ج 1 ص 27 ط القاهرة). ورواه
العلامة الشيخ عبد المجيد النقشبندي في (الحدائق الوردية) (ص 34 ط الدرويشية
بدمشق). ورواه في (المشروع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرفية بمصر) لكنه قال:
ليس بصاحبكم من إذا فتحتم كيسه بغير إذنه وأخذتم منه تكدر ولم ينشرح.

109
ومن كلامه عليه السلام لرجل
بلغ شيعتنا أنا لا نغني عنهم من الله شيئا، وإن ولايتنا لا تنال إلا بالورع.
رواه العلامة خواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في الينابيع ص 377
ط اسلامبول).
ومن كلامه عليه السلام
أما بدؤ هذا الطواف بهذا البيت فإن الله تبارك وتعالى قال للملائكة إني
جاعل في الأرض خليفة فقالت الملائكة: أي رب أخليفة من غيرنا ممن يفسد
فيها ويسفك الدماء ويتحاسدون ويتباغضون ويتباغون أي رب اجعل ذلك الخليفة
منا فنحن لا نفسد فيها ولا نسفك الدماء ولا نتباغض ولا نتحاسد ولا نتباغي ونحن
نسبح بحمدك ونقدس لك ونطيعك ولا نعصيك، فقال الله تعالى: إني أعلم ما لا تعلمون
قال: فظنت الملائكة أن ما قالوا ردا (رد خ ل) على ربهم عز وجل وأنه قد غضب
من قولهم، فلا ذوا بالعرش ورفعوا رؤوسهم وأشاروا بالأصابع يتضرعون ويبكون
إشفاقا لغضبه وطافوا بالعرش ثلاث ساعات فنظر الله إليهم فنزلت الرحمة عليهم
فوضع الله تعالى تحت العرش بيتا على أربع أساطين من زبرجد وغشاهن بياقوتة
حمراء وسمى ذلك البيت الضراح ثم قال الله تعالى للملائكة: طوفوا بهذا البيت
ودعوا العرش قال: فطافت الملائكة بالبيت وتركوا العرش وصار أهون عليهم من
العرش وهو البيت المعمور الذي ذكره الله عز وجل يدخله في كل يوم وليلة سبعون
ألف ملك لا يعودون فيه أبدا، ثم إن الله سبحانه وتعالى بعث ملائكة فقال لهم: ابنوا
لي بيتا في الأرض بمثاله وقدره فأمر الله سبحانه من في الأرض من خلقه أن يطوفوا
بهذا البيت كما يطوف أهل السماء بالبيت المعمور، فقال الرجل: صدقت يا ابن

110
رسول الله (ص) هكذا كان، رواه العلامة الأزرقي المكي المتوفى سنة 263 في
(أخبار مكة) (ج 1 ص 32 ط دار الثقافة بمكة) قال:
حدثنا أبو الوليد قال: حدثني علي بن هارون بن مسلم العجلي عن
أبيه قال: حدثنا القاسم بن عبد الرحمان الأنصاري قال: حدثني محمد بن علي بن
الحسين قال: كنت مع أبي علي بن الحسين بمكة فبينما هو يطوف بالبيت وأنا
وراءه إذ جاءه رجل شرجع من الرجال يقول: طويل (1) فوضع يده على ظهر
أبي فالتفت أبي إليه فقال الرجل: السلام عليك يا ابن بنت رسول الله إني أريد أن
أسألك فسكت أبي وأنا والرجل خلفه حتى فرغ من أسبوعه فدخل الحجر فقام
تحت الميزاب فقمت أنا والرجل خلفه فصلى ركعتي أسبوعه ثم استوى قاعدا فالتفت
إلي فقمت فجلست إلى جنبه فقال: يا محمد فأين هذا السائل فأومأت إلى الرجل
فجاء فجلس بين يدي أبي فقال له أبي: عما تسأل؟ قال: أسألك عن بدء هذا الطواف
بهذا البيت لم كان وأني كان وحيث كان وكيف كان؟ فقال له أبي: نعم من أين أنت؟
قال: من أهل الشام قال: أين مسكنك؟ قال: في بيت المقدس قال: فهل قرأت
الكتابين؟ - يعني التوراة والإنجيل - قال الرجل: نعم قال أبي: يا أخا أهل الشام
إحفظ ولا تروين عني إلا حقا. فذكره ورواه محب الدين الطبري في (القرى
القاصد أم القرى) (ص 301 ط مصر) من قوله وضع تحت العرش بيتا الخ.
ومن كلامه (ع)
لما قيل له: من أعظم الناس خطرا؟ فقال: من لم ير الدنيا خطرا لنفسه،
رواه ابن قتيبة الدينوري في (عيون الأخبار) (ج 2 ص 331 ط مصر)، ورواه
ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28 ط نسخة الظاهرية بدمشق)



(1) في الأعلام: إذ جاءه رجل طويل.
111
لكنه ذكر بدل قوله لم ير الدنيا: لم يرض الدنيا.
ومن كلامه (ع)
يا بني اصبر على النوائب ولا تتعرض للحقوق، ولا تجب أخاك إلى الأمر
الذي مضرته عليك أكثر من منفعته له. رواه أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء)
(ج 3 ص 138 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: ثنا يحيى بن
زكريا الغلابي قال: ثنا العتبي قال: حدثني أبي أنه (ع) قال لابنه، ورواه
العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 188 ط الغري) لكنه قال: اصبر
للنوائب ولا تتعرض للحتوف ولا تعط نفسك ما ضره عليك أكثر من نفعه عليك.
ومن كلامه (ع)
إن الجسد إذا لم يمرض أشر، ولا خير في جسد يأشر. رواه العلامة أبو نعيم
في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر قال: ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبو معمر
ثنا جرير. وثنا أحمد بن علي بن الجارود، قال: ثنا أبو سعيد الكندي، قال:
ثنا حفص بن غياث عن حجاج، عن أبي جعفر عنه. رواه أبو نعيم الاصفهاني في
(حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط مطبعة السعادة بمصر)، ورواه العلامة ابن الصباغ
في (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري).

112
ومن كلامه (ع)
من أراد عزا بلا عشيرة، وهيبة بلا سلطان، وغنى بلا فقر، فليخرج من ذل المعصية
إلى عز الطاعة.
رواه العلامة الشيخ عبد العزيز يحيى المغربي المصري في (الدر المنثور في تفسير
أسماء الله الحسنى بالمأثور) (ص 47 ط مطبعة الميمنية بمصر).
ومن كلامه (ع)
ويحك إياك والغيبة فإنها أدام كلاب النار، ومن كف عن أعراض الناس
أقاله الله عثرته يوم القيامة.
رواه في (ربيع الأبرار) (ص 218 مخطوط) قاله (ع): حين سمع
رجلا يغتاب.
ومن كلامه (ع)
الدنيا سبات، والآخرة يقظة، ونحن بينهما أضغاث.
رواه في (ربيع الأبرار) (ص 4 مخطوط).
ومن كلامه (ع)
فقد الأحبة غربة.
رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط السعادة بمصر) وفي (الطبقات
الكبرى) (ج 1 ص 27 ط القاهرة) وفي (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري)
وفي (شرح ثلاثيات أحمد) (ج 2 ص 648 ط دمشق) وفي (الحدائق الوردية)

113
(ص 34 ط الدرويشية بدمشق).
ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرفية بمصر).
ومن كلامه (ع)
لما سئل متى كان ربك؟ قال: ومتى لم يكن.
رواه في (البدء والتاريخ) (ج 1 ص 74 ط الخانجي بمصر).
ومن كلامه (ع)
إن المؤمن خلط علمه بحلمه يسأل ليعلم وينصت ليسلم، لا يحدث بالسر
والأمانة إلا صدقا، ولا يكتم الشهادة للبعد ولا يحيف على الأعداء، ولا يعمل شيئا من
الحق رياء، ولا يدعه حياء فإذا ذكر بخير خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون
وإن المنافق ينهي ولا ينتهي ويؤمر ولا يأتمر، إذا قام إلى الصلاة اعترض، وإذا
ركع ربض، وإذا سجد نقر، يمسي وهمته العشاء ولم يصم، ويصبح وهمته النوم ولم
يسهر.
رواه الحافظ القرطبي الأندلسي في (جامع بيان العلم وفضله) (ج 1 ص 165
ط القاهرة) قال: وعن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على علي بن الحسين بن علي
فقال: يا أبا حمزة ألا أقول لك صفة المؤمن والمنافق قلت: بلى جعلني الله فداك

114
ومن كلامه (ع)
من قنع بما قسم الله له فهو من أغنى الناس.
رواه الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 135 ط السعادة بمصر) عن
عبد الله بن محمد بن جعفر قال: ثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال: ثنا محمد بن
تسنيم قال: ثنا الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن
الحسين يقوله، ورواه العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ج 3 ص 135
ط السعادة بمصر).
ورواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية).
ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28).
ومن كلامه (ع)
حتى متى على الدنيا إقبالك وشهواتك واشتغالك، وقد وعظك القدير،
ووافاك النذير، وأنت عما يوافيك ساهي، وبلذة النوم لاهي:
لرؤية شيبي صمت عن طلب الصبا * وعيد شبابي لا يعود فأفطر
إن الرجال بادروا للآجال لعلمهم أن سير المنية أعجال، عرفوا أن
الراحة في المعاد، فهجروا طيب الرقاد، واشتغلوا بتحصيل الزاد:
يا غافلا مقبلا على أمله * تسلك سبيل العز في مهله
كم نظرة لامرء يسر بها * فعاقها عنه منتهى أجله
رواه العلامة الديريني في (طهارة القلوب) (المطبوع بهامش نزهة مجالس
ج 2 ص 9 ط القاهرة).

115
ومن كلامه (ع)
الفتي من لا يدخر ولا يعتذر.
ومن كلامه (ع)
أنا لا أكلمك في ما يوهي دينك ويوقع أمانتك، ولكن الحر القادر إذا
أراد أن يحسن أحسن، قال (ع): حين كلم عاملا في رجل.
رواه الراغب الأصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 2 ص 647 ط بيروت).
ومن كلامه (ع)
عجبت لمن يحتمي من الطعام لمضرته كيف لا يحتمي من الذنب لمعرته.
وقال (ع): إياك والابتهاج بالذنب فإن الابتهاج به أعظم من ركوبه.
رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري).
ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 40 ط الشرفية بمصر).
ورواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
حين نظر سائلا يسأل وهو يبكي: لو أن الدنيا كانت في كف هذا ثم
سقطت منه لما كان ينبغي له أن يبكي عليها.
رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 184 ط الغري)
عن أبي سعيد منصور بن الحسين الإبي في (كتاب نثر الدرر).

116
ومن كلامه (ع)
حق الإمام على الناس أن يطيعوه في ظاهرهم وباطنهم على توقير وتعظيم
وحق السلطان أن يطيعوه في الظاهر فقط قال: حق العلم أن تفرغ له قلبك وتحضر
ذهنك وتذكر له سمعك وتشتحذ له فطنتك بستر اللذات ورفض الشهوات.
رواه العلامة محمد بن أبي ذر العامري المتوفى سنة 381 في (السعادة والإسعاد)
ومن كلامه (ع)
لو كان الناس يعرفون جملة الحال في فضل الاستبانة، وجملة الحال في صواب
التبيين لأعربوا كل ما تخلج في صدورهم، ولو وجدوا من برد اليقين ما يغنيهم
عن المنازعة إلى كل حال سوى حالهم، وعلى أن درك ذلك لا يعدمهم في الأيام
القليلة العدة والفكرة القصيرة المدة، ولكنهم من بين مغمور بالجهل ومفتون بالعجب
ومعدول بالهوى عن باب التثبت، ومصروف بسوء العادة عن فضل التعلم.
رواه الجاحظ في (البيان والتبيين) (ج 1 ص 107 ط).
ومن كلامه (ع) لأولاده
يا بني إذا أصابتكم مصيبة من مصائب الدنيا أو نزل بكم فاقة أو أمر قادح
فليتوضأ الرجل منكم وضوء للصلاة وليصل أربع ركعات أو ركعتين فإذا فرغ
من صلاته فليقل: يا موضع كل شكوى يا سامع كل نجوى يا شافي كل بلوى
ويا عالم كل خفية ويا كاشف ما يشاء من بلية ويا منجي موسى ويا مصطفى محمد
ويا متخذا إبراهيم خليلا أدعوك دعاء من اشتدت فاقته وضعفت قوته وقلت حيلته
دعاء الغريق الغريب الفقير الذي لا يجد لكشف ما هو فيه إلا أنت يا أرحم الراحمين

117
سبحانك إني كنت من الظالمين.
ثم قال (ع): لا يدعو بهذا رجل أصابه بلاء إلا فرج عنه.
رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 188 ط الغري)
عن أبي حمزة الثمالي قال: كان علي بن الحسين يقول لأولاده.
ومن كلامه (ع)
إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ليقم أهل الفضل، فيقوم ناس من ناس،
فيقال: إنطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة، فيقولون: إلى أين؟ فيقولون:
إلى الجنة، قالوا: قبل الحساب؟ قالوا: نعم، قالوا: من أنتم؟ قالا: أهل الفضل،
قالوا: وما كان فضلكم؟ قالوا: كنا إذا جهل علينا حلمنا وإذا ظلمنا صبرنا وإذا
أسئ علينا غفرنا، قالوا: ادخلوا الجنة، فنعم أجر العاملين. ثم ينادي مناد:
ليقم أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس، فيقال لهم: إنطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم
الملائكة، فيقال لهم مثل ذلك، فيقولون: نحن أهل الصبر، قالوا: ما كان صبركم؟
قالوا: صبرنا أنفسنا على طاعة الله، وصبرناها عن معصية الله عز وجل. قالوا: ادخلوا
الجنة فنعم أجر العاملين. ثم ينادي مناد: ليقم جيران الله في داره، فيقوم ناس
من الناس وهم قليلون، فيقال لهم: انطلقوا إلى الجنة، فتتلقاهم الملائكة، فيقال
لهم مثل ذلك، قالوا: وبما جاورتم الله في داره؟ قالوا: كنا نتزاور في الله عز وجل
ونتجالس في الله ونتباذل في الله، قالوا: ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين
رواه العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولية) (ج 3 ص 139 ط السعادة
بمصر) قال:
حدثنا سليمان بن أحمد قال: ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي قال: ثنا حفص بن
عبد الله الحلواني قال: ثنا زافر بن سليمان عن عبد الحميد بن أبي جعفر الفراء، عن

118
ثابت بن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين فقاله (ع).
ورواه ابن الأثير في (المختار) (ص 29 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)
وفي (حلية الأولياء) (ج 3 ص 138، الطبع المذكور).
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، قال: ثنا محمد بن إسماعيل العسكري
العطار قال: ثنا صهيب بن محمد قال: ثنا شداد بن علي قال: ثنا إسرائيل عن
أبي حمزة الثمالي عن علي بن الحسين فقاله. إذا كان يوم القيامة ينادي مناد: أين
أهل الصبر، فيقوم ناس من الناس، فيقال: على ما صبرتم؟ قالوا: صبرنا على طاعة
الله، وصبرنا عن معصية الله عز وجل، فيقال: صدقتم ادخلوا الجنة.
ومن كلامه (ع)
لا يقولن أحدكم: اللهم تصدق علي بالجنة فإنما يتصدق أصحاب الذنوب
ولكن ليقولن: اللهم أرزقني الجنة، اللهم من علي بالجنة.
رواه العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 140 ط السعادة
بمصر) قال: أخبرت عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن يونس، ثنا مندل بن علي
عن عمر بن عبد العزيز، عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين فقاله.
ومن كلامه (ع)
التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كنابذ كتاب الله وراءه ظهره إلا
أن يتقي تقاة قيل: وما تقاته؟ قال: يخاف جبارا عنيدا أن يفرط عليه أن عليه أو أن يطغى.
رواه العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 140 ط السعادة
بمصر) قال: حدثت عن أحمد بن موسى بن إسحاق، ثنا أبو يوسف القلوسي، ثنا
عبد العزيز بن الخطاب، حدثنا موسى بن أبي حبيب عن علي بن الحسين فقاله.

119
ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 28 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)
لكنه ذكر بدل كلمة كنابذ: لنابذ.
ومن كلامه (ع)
من كتم علما أحدا أو أخذ عليه أجرا رفدا، فلا ينفعه أبدا.
رواه العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 140 ط السعادة
بمصر).
ومن كلامه (ع)
لدرهم أدخل به السوق أشتري به لحما أدعو عليه إخواني أحب إلي من
أن أعتق نسمة.
رواه العلامة الشيخ أبو الوفاء علي بن عقيل في (الفنون) (ص 195 ط دار المشرق
في بيروت).
ومن كتابه (ع) إلى عبد الملك
أما بعد فإنك أعز ما تكون بالله أحوج ما تكون إليه، فإذا عززت فاعف عنه
فإنك به تقدر وإليه ترجع والسلام.
رواه في (بهجة المجالس وأنس المجالس) (ج 2 ص 326 ط دار الكاتب
العربي بالقاهرة).

120
ومن كتابه (ع) إليه أيضا
إن الله قد رفع بالاسلام الخسيسة، وأتم النقيصة، وأكرم به من اللؤم فلا عار
على مسلم، هذا رسول الله (ص) قد تزوج أمته وامرأة عبده، فقال عبد الملك: إن علي
ابن الحسين يتشرف من حيث يتضع الناس. كتبه (ع) حين تزوج بأم ولد لبعض
الأنصار فلامه عبد الملك في ذلك.
رواه علامة الأدب واللغة ابن قتيبة الدينوري في (عيون الأخبار) (ج 4 ص 8
ط لجنة النشر والتأليف بالقاهرة).
ومن كلامه (ع)
أمسيت والله كبني إسرائيل في آل فرعون يذبحون أبناءهم ويستحيون
نساءهم، يا منهال أمست العرب تفتخر على العجم بأن محمدا (ص) عربي، وأمست
قريش تفتخر على سائر العرب بأن محمد منها، وأمسينا آل محمد ونحن مغصوبون
مظلومون مقهورون مقتولون مشردون فإنا لله وإنا إليه راجعون على ما أمسينا
يا منهال. قاله (ع) حين خرج ذات يوم فجعل يمشي في سوق دمشق فاستقبله المنهال
ابن عمرو الضبابي فقال: كيف أمسيت يا ابن رسول الله.
رواه العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 71 ط الغري).
ورواه العلامة السيد علوي الحداد الحضرمي في (القول الفصل) (ج 1 ص 93 ط جاوا)
من طريق ابن جرير قال: وكان من جملة جوابه قوله (وأصبحت قريش تعد أن لها
الفضل على العرب لأن محمدا (ص) منها لا تعدلها فضلا إلا به، وأصبحت العرب مقرة
لهم بذلك فلئن كانت العرب صدقت أن لها فضلا على العجم وصدقت قريش أن لها
الفضل على العرب لأن محمدا منها، إن لنا أهل البيت الفضل على قريش لأن محمدا

121
منا فأصبحوا يأخذون بحقنا ولا يعرفون لنا حقا.
ومن كلامه (ع)
حين اعتل (ع) فدخل عليه جماعة من أصحاب رسول الله (ص) يعودونه
فقالوا: كيف أصبحت يا ابن رسول الله فدتك أنفسنا.
قال: في عافية والله المحمود على ذلك كيف أصبحتم أنتم جميعا قالوا:
أصبحنا لك والله يا ابن رسول الله محبين وأدين فقال: من أحبنا لله أدخله الله
ظلا ظليلا يوم لا ظل إلا ظله، ومن أحبنا يريد مكافئتنا كافأه الله عنا الجنة، ومن
أحبنا لغرض دنياه أتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب.
رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 188 ط الغري).
ورواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 189 ط العثمانية بمصر).
ورواه العلامة الزرندي في (نظم درر السمطين) (ص 103 ط القضاء).
ورواه العلامة السيد أبو بكر الحضرمي في (رشفة الصادي).
ورواه العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 61 نسخة المكتبة
الظاهرية بدمشق).
ورواه العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 276 ط اسلامبول) إلى
قوله: ومن أحبنا يريد، وأسقط قوله فقالوا له: كيف أصبحت إلى قوله محبين
وأدين.

122
ومن كلامه (ع)
إياك ومؤاخاة من أخطأ من نفسه حسن الاحتفاظ، فإنه لا ثقة لما أسس
على غير التقوى.
رواه العلامة النيسابوري في (السعادة والإسعاد في السيرة الانسانية) (ص 149
ط الجرمن باهتمام المينوي).
ومن كلامه (ع)
لا تجزع إن من وراء ابنك ثلاث خلال أما أولهن فشهادة أن لا إله إلا الله
والثاني شفاعة جدي (ص) والثالثة رحمة الله التي وسعت كل شئ فأين يخرج ابنك من
واحدة من هذه الخلال. قاله (ع) لجليس له مات ابنه فجزع عليه فعزاه ووعظه
وقال: يا ابن رسول الله إن ابني كان من المسرفين على نفسه.
رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 590، المخطوط).
ومن كلامه (ع)
الطعام أيسر من أن يقسم عليه فإذا دخلتم على رجل منزله فقرب طعاما، فكلوا
من طعامه ولا تنظروا أن يقال لكم: هلموا، فإنما وضع الطعام ليؤكل. قاله (ع)
حين دخل عليه ناس من أهل الكوفة وهو يأكل فسلموا وقعدوا.
رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (مخطوط).

123
ومن كلامه (ع)
سألت الله أن يعلمني الاسم الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، فقيل لي في النوم:
قل: اللهم إني أسئلك الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم، قال: فما دعوت
به إلا رأيت النجح.
رواه في (لوامع البينات في شرح أسمائه تعالى والصفات) (ص 70).
ومن كلامه (ع)
اللهم صل على محمد عدد البرى والثرى والورى.
رواه الزمخشري في (الفائق) (ج 1 ص 84 ط دار الإحياء القاهرة).
ومن دعائه (ع)
اللهم ارفعني في درجات هذه الندية وأعني بعزم الإرادة حتى تتجرد
خواطر الدنيا عن قلبي، وذكر ما يشتمل على المحن وما انتحلته طوايف من هذه
الأمة بعد مفارقتها لأئمة الدين والشجرة النبوية إلى أن قال: وذهب آخرون إلى
التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم واتهموا مأثور الخبر
وقد درست أعلام الأمة ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف يكفر بعضهم بعضا والله
تعالى يقول: ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جائهم البينات، فمن
الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكمة إلا أهل الكتاب وأبناء أئمة الهدى
ومصابيح الدجى الذين احتج الله بهم على عباده ولم يدع الخلق سدى من غير
حجة، هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة وبقايا الصفوة الذين
أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم وبرأهم من الآفات وافترض موتهم في الكتاب

124
هم العروة الوثقى ومعدن التقى وخير حبال العالمين ووثيقها.
رواه العلامة القندوزي في (الينابيع) (ص 273 ط اسلامبول) قال: قد أخرج
الحافظ عبد العزيز بن الأخضر عن أبي الطفيل عامر بن وائلة وهو آخر الصحابة
موتا بالاتفاق رضي الله عنه قال: كان علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم إذا تلا هذه
الآية يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، يقول، فذكر الدعاء.
ومن دعائه (ع)
اللهم احرسني بعينك اللتي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واغفر
بقدرتك علي فلا أهلكن وأنت رجائي، فكم من نعمة قد أنعمت علي قل عندها
شكري، وكم من بلية ابتليتني قل لك عندها صبري، فيا من قل عند نعمته
شكري، فلم يحرمني، ويا من قل عند نقمته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني
على الخطايا فلم يفضحني، ويا ذا النعماء اللتي لا تحصى، ويا ذا الأيادي اللتي
لا تنقضي، بك أستدفع مكروه ما أنا فيه، وأعوذ بك من شره يا أرحم
الراحمين.
رواها النسابة علامة الأدب أبو عبد الله الزبير بن بكار القرشي الزبيري المتوفى
سنة 256 في كتابه (الأخبار الموفقيات) (ص 151 ط مطبعة العاني في بغداد)
بسنده عن الصادق (ع) ما لفظه: إن علي بن الحسين (ع) يقول: من خاف
من سلطان ظلامة أو تغطرسا فليقلها.

125
شطر من خطبة ألقاها على منبر مسجد الشام
بعد شهادة أبيه (ع) حين أسارته مع أهل بيته
أيها الناس أعطينا ستا، وفضلنا بسبع: أعطينا العلم. والحلم. والسماحة.
والفصاحة. والشجاعة. والمحبة في قلوب المؤمنين، وفضلنا بأن منا النبي المختار
محمدا (ص)، ومنا الصديق، ومنا الطيار، ومنا أسد الله وأسد الرسول، ومنا
سيدة نساء العالمين فاطمة البتول، ومنا سبطا هذه الأمة، وسيدا شباب أهل
الجنة، فمن عرفني فقد عرفني، ولم يعرفني أنبأته بحسبي ونسبي: أنا ابن مكة
ومنى أنا ابن زمزم والصفا، أنا ابن من حمل الزكاة بأطراف الرداء، أنا ابن خير
من ائتزر وارتدى، أنا ابن خير من انتعل واحتفى، أنا ابن خير من طاف وسعى،
أنا ابن خير من حج ولبى، أنا ابن من حمل على البراق في الهواء، أنا ابن من
أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، فسبحان من أسرى، أنا ابن
من بلغ به جبرائيل إلى سدرة المنتهى، أنا ابن من دنى فتدلى فكان من ربه
قاب قوسين أو أدنى، أنا ابن من صلى بملائكة السماء، أنا ابن من أوحى إليه
الجليل ما أوحى، أنا ابن محمد المصطفى، أنا ابن علي المرتضى، أنا ابن من ضرب
خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا الله، أنا ابن من ضرب بين يدي رسول الله
بسيفين، وطعن برمحين، وهاجر الهجرتين، وبايع البيعتين، وصلى القبلتين
وقاتل ببدر وحنين، ولم يكفر بالله طرفة عين، أنا ابن صالح المؤمنين، ووراث
النبيين، وقامع الملحدين، ويعسوب المسلمين، ونور المجاهدين، وزين العابدين
وتاج البكائين، وأصبر الصابرين، وأفضل القائمين من آل ياسين، ورسول رب
العالمين، أنا ابن المؤيد بجبرائيل، المنصور بميكائيل، أنا ابن المحامي عن حرم

126
المسلمين، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، والمجاهد أعدائه الناصبين،
وأفخر من مشى من قريش أجمعين، وأول من أجاب واستجاب لله من المؤمنين،
وأقدم السابقين، وقاسم المعتدين، ومبير المشركين، وسهم من مرامي الله على
المنافقين، ولسان حكمة العابدين، ناصر دين الله، وولي أمر الله، وبستان حكمة
الله، وعيبة علم الله، سمح سخي، بهلول زكي أبطحي رضي مرضي مقدام همام
صابر صوام، مهذب قوام شجاع قمقام، قاطع الأصلاب، ومفرق الأحزاب،
أربطهم جنانا، وأطلقهم عنانا، وأجراهم لسانا، وأمضاهم عزيمة، وأشدهم شكيمة،
أسد باسل وغيث هاطل، يطحنهم في الحروب إذا ازدلفت الأسنة وقربت الأعنة
طحن الرحى، ويذروهم ذرو الريح الهشيم، ليث الحجاز، وصاحب الاعجاز،
وكبش العراق، الإمام بالنص والاستحقاق، مكي مدني، أبطحي طحامي،
خيفي عقبي، بدري أحدي، شجري مهاجري، من العرب سيدها، ومن الوغى
ليثها، وارث المشعرين، وأبو السبطين، والحسن والحسين، مظهر العجائب،
ومفرق الكتائب، والشهاب الثاقب، والنور العاقب، أسد الله الغالب، مطلوب كل
طالب، غالب كل غالب، ذاك جدي علي بن أبي طالب، أنا ابن فاطمة الزهراء، أنا
ابن سيدة النساء، أنا ابن الطهر البتول، أنا ابن بضعة الرسول.
نقله العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 69 ط الغري) قال:
روي أن يزيد أمر بمنبر وخطيب، ليذكر للناس مساوي للحسين وأبيه
علي (ع) فصعد الخطيب المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، وأكثر الوقيعة في علي
والحسين، وأطنب في تقريظ معاوية ويزيد، فصاح به علي بن الحسين: ويلك
أيها الخاطب، اشتريت رضا المخلوق بسخط الخالق، فتبوأ مقعدك من النار.
ثم قال: يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد، فأتكلم بكلمات فيهن
لله رضى، ولهؤلاء الجالسين أجر وثواب فأبى يزيد، فقال الناس: يا أمير المؤمنين

127
ائذن له ليصعد، فلعلنا نسمع منه شيئا فقال لهم: إن صعد المنبر هذا لم ينزل
إلا بفضيحتي وفضيحة آل أبي سفيان، فقالوا: وما قدر ما يحسن هذا، فقال: إنه
من أهل بيت قد زقوا العلم زقا. ولم يزالوا به حتى أذن له بالصعود، فصعد
المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم خطب خطبة أبكى منها العيون، وأوجل منها
القلوب، فقال فيها: أيها الناس أعطينا إلى آخر ما تقدم، ثم قال: ولم يزل يقول:
أنا أنا حتى ضج الناس بالبكاء والنحيب وخشي يزيد أن تكون فتنة، فأمر المؤذن
أن يؤذن فقطع عليه الكلام وسكت، فلما قال المؤذن الله أكبر، قال علي بن
الحسين: كبرت كبيرا لا يقاس، ولا يدرك بالحواس، لا شئ أكبر من الله، فلما
قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال علي: شهد بها شعري وبشري ولحمي ودمي،
ومخي وعظمي، فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله، التفت علي من أعلى المنبر إلى
يزيد وقال: يا يزيد محمد هذا جدي أم جدك؟ فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت،
وإن قلت: إنه جدي فلم قتلت عترته.
قال: وفرغ المؤذن من الأذان والإقامة، فتقدم يزيد وصلى صلاة
الظهر.
ومن منظومه (ع)
إني لأكتم من علمي جواهره * كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتتنا
وقد تقدم في هذا أبو حسن * إلى الحسين وأوصى بعده الحسنا
يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل إنه ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا
رواه العلامة باعلوي في (الشرع الروي) (ج 1 ص 40).

128
أنموذج مما قيل في شأنه في كتب القوم
منها
ما ذكره العلامة الشيخ البلخي القندوزي المتوفى في سنة 1293
في (ينابيع المودة) (ص 153 ط اسلامبول) حيث قال:
وأما علي بن الحسين فالناس على اختلاف مذاهبهم مجتمعون على فضله
ولا يشك أحد في تقديمه وإمامته.
ومنها
ما ذكره الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفي سنة 430
في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 133 ط مطبعة السعاة بمصر) قال:
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم زين العابدين،
ومنار القانتين، كان عابدا وفيا، وجوادا حفيا.
ومنها
ما نقله القوم عن الزهري:
منهم العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 141
ط مصر) عن الزهري حيث قال:
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني عمرو بن
محمد الناقد، ثنا سفيان بن عيينة.
قال: قال الزهري: لم أر هاشميا أفضل من علي بن الحسين.

129
ونقله الذهبي عن الزهري في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 35 ط مصر).
والعلامة ابن تيمية الحنبلي في (منهاج السنة) (ج 4 ص 144).
والبدخشي في (مفتاح النجا) (ص 158 مخطوط).
والعلامة الساعاتي في (بلوغ الأماني) (المطبوع بذيل الفتح الرباني ج 10
ص 253 ط القاهرة).
وابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 185 ط الغري).
ونقله عن الزهري وابن عيينة العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1
ص 139 ط الأزهرية بمصر).
والعلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 188 ط العثمانية بمصر). والعلامة
ابن خلكان في (التاريخ) (ج 1 ص 347 ط إيران سنة 1264) لكنهما ذكرا بدل
هاشميا: قرشيا.
ورواه العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 340 ط الغري).
والعلامة السفاريني في (شرح ثلاثيات مسند أحمد) (ج 2 ص 648
ط دار الكتب الإسلامية بدمشق).
ورواه العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الهادي الحنبلي المتوفى
سنة 756 في (الصارم المنكي في الرد على السبكي) (ص 99 ط مطبعة الإمام في شارع
قرقول) قال:
فهذا علي بن الحسين زين العابدين وهو من أجل التابعين علما ودينا حتى
قال الزهري: ما رأيت هاشميا مثله.
وذكر بعضهم:
منهم العلامة الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 75 ط حيدر آباد)
قال الزهري: ما رأيت أفقه من علي بن الحسين نقله عن الخلاصة.

130
ومنهم العلامة في (دول الاسلام) (ج 1 ص 47 ط مصر).
ومنهم العلامة الساعاتي في (بلوغ الأماني) (المطبوع بذيل الفتح الرباني
ج 10 ص 253 ط القاهرة)
ومنهم العلامة الديار بكري المتوفى سنة 966 وقيل سنة 983 في
(تاريخ الخميس في أحوال أنفس نفيس) (ج 2 ص 313 ط مصر سنة 1283).
ومنهم العلامة مجد الدين في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 26 نسخة
الظاهرية بدمشق).
ومنها
ما نقله القوم عن أبي حازم:
منهم العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 141
ط مصر) حيث قال:
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبو معمر
ثنا ابن حازم. قال: سمعت أبا حازم يقول: ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن
الحسين.
ومنهم العلامة الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 75 ط حيدر آباد)
ومنهم العلامة المذكور في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 35 ط مصر).
ومنهم العلامة الخطيب التبريزي في (إكمال الرجال) (ص 725
ط دمشق).
ومنهم العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305
ط حيدر آباد).
وقال العلامة البيهقي في (الاعتقاد) (ص 187 ط القاهرة):

131
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو جعفر محمد بن صالح بن هاني، ثنا أبو العباس
أحمد بن خالد الدامغاني، ثنا أبو مصعب الزهري، ثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن
أبيه قال: ما رأيت هاشميا أفقه من علي بن الحسين.
ومنها
ما ذكره العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305
ط حيدر آباد) حيث قال:
قال الحاكم: سمعت أبا بكر بن دارم عن بعض شيوخه عن أبي بكر بن
أبي شيبة قال: أصح الأسانيد كلها الزهري، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن
علي. وقال حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد: سمعت علي بن الحسين وكان
أفضل هاشمي أدركته.
ونقل كلام ابن أبي شيبة العلامة السفاريني في (شرح ثلاثيات أحمد) (ج 2
ص 648 ط دار الكتب الإسلامية بدمشق).
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن حليم بن تيمية الحنبلي المتوفى سنة 728
في (الرد على الأخنائي واستحباب زيارة خير البرية) (ص 92 ط السلفية
بالقاهرة) قال:
قال الزهري: ما رأيت هاشميا مثله.
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 141
ط مطبعة السعادة بمصر) حيث قال:

132
حدثنا محمد بن عبد الله الكاتب، ثنا الحسن بن علي بن نصر الطوسي، ثنا
محمد بن عبد الكريم، ثنا الهيثم بن عدي، أخبرنا صالح بن حسان. قال: قال رجل
لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحدا أورع من فلان، قال: هل رأيت علي بن الحسين؟!
قال: لا. قال: ما رأيت أحدا أورع منه -.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 340 ط الغري).
روى الحديث من طريق أبي نعيم بعين ما تقدم عنه في (حلية الأولياء) سندا
ومتنا.
ورواه العلامة الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 75 ط حيدر آباد).
ورواه العلامة المذكور في (تاريخ الاسلام) (ج 4 ص 35).
ورواه العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305
ط حيدر آباد).
ورواه العلامة الساعاتي في (بلوغ الأماني) (المطبوع في ذيل الفتح الرباني
ج 10 ص 253 ط القاهرة).
ورواه العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 139 ط الأزهرية
بمصر).
ورواه العلامة ابن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 79
ط طهران).
ورواه العلامة السفاريني في (شرح ثلاثيات مسند أحمد) (ج 2 ص 648
ط دمشق).

133
ومنها
ما ذكره العلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305
ط حيدر آباد) حيث قال:
قال ابن وهب: عن مالك: لم يكن في أهل بيت رسول الله (ص) مثل علي بن
الحسين.
ومنها
ما ذكره القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي المصري في (الفصول المهمة) (ص 185
ط الغري) قال:
وجلس إلى سعيد بن المسيب فتى من قريش فطلع علي بن الحسين (ع)
فقال القرشي لابن المسيب: من هذا يا أبا محمد؟ فقال: هذا سيد العابدين علي بن
الحسين.
ومنهم الحاكم أبو عبد الله النيشابوري المتوفى سنة 405 في (المستدرك)
(ج 3 ص 108 ط حيدر آباد الدكن) قال:
حدثني بكير بن محمد الحداد الصوفي المتوفى بمكة، ثنا الحسن بن علي بن شبيب
المعمري، ثنا عبد الرحمان بن عمرو بن جبلة الباهلي، ثنا أبي، عن الزبير بن سعيد
القرشي قال: كنا جلوسا عند سعيد بن المسيب فمر بنا علي بن الحسين ولم أر
هاشميا قط كان أعبد لله منه.

134
ومنها
ما ذكره العلامة الشيخ مصطفى رشدي ابن الشيخ إسماعيل الدمشقي
المتوفى بعد سنة 1309 في كتابه (الروضة الندية) (ص 12 ط الخيرية بمصر)
قال:
أبو محمد زين العابدين علي الأصغر ويلقب بالسجاد لكثرة عبادته، كان إماما
وفضله لا ينكر، وهماما مناقبه وكراماته جلت أن تعد أو تحصى.
ومنها
ما ذكره القوم:
منهم العلامة محمد بن سعد بن منيع في (الطبقات الكبرى) (ج 5
ص 222 ط بيروت) حيث قال:
قالوا: وكان علي بن الحسين ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا.
ونقله عنه العلامة البغوي في (منهاج السنة) (ج 4 ص 144 ط مصر).
والعلامة العسقلاني في (تهذيب التهذيب) (ج 7 ص 305 ط حيدر آباد).
ومنها
ما ذكره القوم:
منهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المتوفى
سنة 1205 في (تاج العروس) (ج 9 ص 156 ط القاهرة) قال:
ذو الثفنات هو لقب أبي محمد علي بن الحسين بن علي المعروف بزين العابدين
والسجاد، لقب بذلك لأن مساجده كانت كثفنة البعير من كثرة صلاته رضي الله

135
تعالى عنه وإليه يشير دعبل الخزاعي:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
ديار علي والحسين وجعفر * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ومنهم العلامة أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي النيسابوري
في (ثمار القلوب) (ص 291 وص 223 ط القاهرة).
ذكر الوجه المتقدم لتلقبه بذي الثفنات، ثم نقل البيتين المتقدمين من
الدعبل.
ومنها
ما ذكره العلامة الراغب الأصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 344
و ج 4 ص 479 ط مكتبة الحياة في بيروت) قال:
قال عمر بن عبد العزيز يوما وقد قام من عنده علي بن الحسين: من أشرف
الناس? فقيل: أنتم لكم الشرف في الجاهلية والخلافة في الاسلام، فقال: كلا أشرف
الناس هذا القائم من عندي، فإن أشرف الناس من أحب كل إنسان أن يكون
منه، ولا يحب أن يكون من أحد. وهذه صورته.
ومنها
ما ذكره القوم:
منهم العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن علي الحصري القيرواني المالكي
في (زهر الآداب) (المطبوع بهامش عقد الفريد ج 1 ص 69 ط مصر) قال:
حج هشام بن عبد الملك أو الوليد أخوه فطاف بالبيت وأراد استلام الحجر
فلم يقدر فنصب له منبر فجلس عليه فبينا هو كذلك إذ أقبل علي بن الحسين بن

136
علي بن أبي طالب رضي الله عنه في إزار ورداء وكان أحسن الناس وجها وأعطرهم
رائحة وأكثرهم خشوعا وبين عينيه سجادة كأنها ركبة عنز وطاف بالبيت
وأتى ليستلم الحجر فتنحى له الناس هيبة وإجلالا فغاظ ذلك هشاما فقال رجل
من أهل الشام: من الذي أكرمه الناس هذا الإكرام وأعظموه هذا الإعظام؟
فقال هشام: لا أعرف لئلا يعظم في صدور أهل الشام فقال الفرزدق وكان حاضرا:
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم
في كفه خيزران ريحه عبق * في كف أروع في عرنينه شمم
يغضى حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم
مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم (1) والشيم
ينمى إلى ذروة العز التي قصرت * عن نيلها عرب الاسلام والعجم
ينجاب نور الهدى عن نور غرته * كالشمس ينجاب عن إشراقها القشم
حمال أثقال أقوام إذا اقترحوا * حلو الشمائل تحلوا عنده نعم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا
الله فضله قدما وشرفه * جرى بذاك له في لوحه القلم
من جده دان فضل الأنبياء له * وفضل أمته دانت له الأمم
عم البرية بالاحسان فانقشعت * عنها الغياهب والإملاق والظلم
كلتا يديه غياث عم نفعهما * تستوكفان ولا يعروهما العدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره * تزينه الاثنان الحلم والكرم



(1) في بعض الكتب بدل كلمة الخيم: الجسم.
137
لا يخلف الوعد ميمون بغرته * رحب الفناء أريب حين يعتزم
ما قال لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد كانت لاءه نعم
من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجى ومعتصم
يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويسترب به الاحسان والنعم
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل بدء ومختوم به الكلم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع جواد بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت * والأسد أسد الشرا والبأس محتدم
يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم * خيم كريم وأيد بالندى هضم
لا ينقض العسر بسطا من أكفهم * سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا
أي الخلائق ليست في رقابهم * لأولية هذا أوله - نعم
من يعرف الله يعرف أوليته * فالدين من بيت هذا ناله الأمم
وليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجم
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 29 نسخة الظاهرية بدمشق):
روى الحديث بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) لكنه قال بعد قوله فنصب
له منبر فجلس عليه: وأطاف به أهل الشام، وذكر يدل قوله من هذا الذي الخ
من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فأفرجوا له عن الحجر، وأسقط البيت
المبدو بقوله: ما قال لا قط، والبيت الأخير (1).



(1) ثم قال محمد بن عائشة: فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق فحبس بعسفان بين
مكة والمدينة فبلغ ذلك علي بن الحسين فبعث إلى الفرزدق بإثني عشر ألف درهم وقال: اعذر
أبا فراس لو كان عندي أكثر منها لوصلناك بها فردها وقال يا ابن رسول الله ما قلت الذي قلت إلا
غضبا لله ورسوله وما كنت لأرزأ عليها شيئا فردها وقال: بحقي عليك لما قبلتها فقد رأى
الله مقامك وعلم نيتك، فقبلها وجعل يهجو هشاما.
138
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد أحمد السفاريني في شرح
(ثلاثيات مسند أحمد) (ج 2 ص 648 ط دار الكتب الإسلامية بدمشق).
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 216 نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (المختار) بتفاوت يسير في مقدمة الحديث
وذكر القصيدة بعين ما تقدم بلا تفاوت لكنه ذكر بدل كلمة ينجاب: ينشق
وبدل قوله تزينه الاثنان الحلم: تزينه الاثنان حسن الخلق، وبدل قوله عنها الغياهب
والإملاق والظلم: عنه الغباوة والإملاق والعدم.
ومنهم العلامة إبراهيم بن محمد البيهقي المتوفى سنة 300 بقليل في
(المحاسن والمساوي) (ص 212 ط بيروت) قال:
حدثنا المدائني عن كيسان عن الهيثم قال: حج عبد الملك بن مروان ومعه
الفرزدق، فبينا هو قاعد بمكة في الحجر إذ مر به علي بن الحسين بن
أبي طالب وعليه مطرف خز فقال عبد الملك: من هذا يا فرزدق؟ فأنشأ يقول، ثم
ذكر من أبيات الفرزدق تسعة أبيات من أولها والبيت المبدو بقوله: من معشر والأبيات
الأربعة التالية له.
ومنهم الحافظ الطبراني في (المعجم الكبير) (ص 143) قال:
حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي، نا يزيد بن عمرو والبراء الغنوي
نا سليمان بن الهيثم قال: كان علي بن الحسين بن علي رضي الله عنه يطوف بالبيت،
فأراد أن يستلم الحجر، فأوسع الناس له والفرزدق بن غالب ينظر إليه، فقال
رجل: يا أبا فراس من هذا؟ فقال الفرزدق: فذكر القصيدة إلى البيت السابع ثم

139
ذكر البيت الثالث والعشرون والسابع والعشرون، إلا أنه ذكر بدل كلمة القبائل:
العشائر.
ومنهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر الهيتمي في (مجمع الزوائد)
(ج 9 ص 200 ط مكتبة القدسي في القاهرة).
روى الحديث من طريق الطبراني بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) ملخصا
وذكر أبيات الفرزدق من أولها إلى سابعها والبيت المبدو بقوله: لا يستطيع جواد،
والمبدو بقوله: أي الخلائق وإن كان قد ذكر بدل كلمة الخلائق: العشائر.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق المحرقة) (ص 189 ط الميمنية
بمصر).
روى الحديث من طريق أبي نعيم والسلفي بعين ما تقدم عن (زهر الآداب)
وذكر من أبيات الفرزدق ثمانية.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 189
ط الغري).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) ملخصا وذكر أبيات الفرزدق
كلها بعين ما تقدم إلا ثلاثة أبيات: قوله من جده الخ وقوله ما قال لا الخ وقوله
يستدفع الشر الخ.
ومنهم العلامة الحضرمي في (رشفة الصادي) (ص 114 ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) ثم ذكر أبيات الفرزدق بعين
ما تقدم عنه مع اختلاف في ترتيبها وذكر بدل قوله تزينه اثنتان الحلم والكرم:
يزينه اثنان حسن والخلق والشيم، وبدل قوله: من يعرف الله يعرف أوليته: من
يشكر الله يشكر أولية ذا، وبدل قوله: عن نيلها عرب الاسلام والعجم: عنها
الأكف وعن إدراكها القدم، وبدل قوله: الله فضله قدما وشرفه: الله شرفه قدما

140
وعظمه، وقد غير بعض الكلمات بما لا يهمنا ذكره.
ومنهم الحافظ عماد الدين ابن كثير القرشي في (البداية والنهاية)
(ج 8 ص 208 ط القاهرة).
وقد روى الطبراني: حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي، ثنا يزيد بن البراء
ابن عمرو بن البراء الغنوي، ثنا سليمان بن الهيثم قال: كان الحسين بن علي
يطوف بالبيت فأراد أن يستلم فما وسع له الناس، فقال رجل: يا أبا فراس من هذا؟
فقال الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
الأشعار المعروفة المشهورة الخ.
فإن المشهور أنها من قيل الفرزدق في علي بن الحسين لا في أبيه، وهو
أشبه فإن الفرزدق لم ير الحسين إلا وهو مقبل إلى الحج والحسين ذاهب إلى
العراق، فسأل الحسين الفرزدق عن الناس فذكر له ما تقدم -.
ومنهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 139
ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن سنان قال: ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، قال: سمعت
محمد بن زكريا قال: أخبرنا ابن عائشة عن أبيه فذكر الحديث ملخصا وذكر من
قصيدة الفرزدق تسعة من أولها إلا البيت المبدو بقوله: في كفة خيزران، وثلاثة
أخرى مثلها.
ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين بن أبي بكر بن حجة الحموي في
(ثمرات الأوراق) (ج 2 ص 20 ط القاهرة) قال:
قال أبو الفرج الأصبهاني: حدثني أحمد بن محمد الجعد ومحمد بن يحيى قال:
حدثنا محمد بن زكريا العلائي قال: حدثنا ابن عائشة قال: حج هشام بن عبد الملك

141
في خلافة أخيه الوليد ومعه رؤساء أهل الشام فطاف وجهد أن يستلم الحجر فلم يقدر
من الازدحام فذكر الحديث مع قصيدة الفرزدق.
ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 110
ط بغداد) قال:
حكي أنه لما حج هشام بن عبد الملك في حياة أبيه دخل إلى الطواف وجهد
أن يستلم الحجر الأسود فلم يصل عليه لكثرة ازدحام الناس عليه فنصب له منبر
إلى جانب زمزم وجلس عليه ينظر إلى الناس وحوله جماعة من أعيان أهل الشام
فبينا هو كذلك إذ أقبل زين العابدين يريد الطواف فلما انتهى إلى الحجر تنحى
له الناس حتى استلمه فقال رجل من أهل الشام لهشام: من هذا الذي قد هابته
الناس هذه الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشام،
وكان الفرزدق حاضرا فقال: أنا أعرفه، فقال الشامي: من هو؟ فقال: ثم شرع في
نقل القصيدة.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 338 ط الغري).
روى من القصيدة المذكورة: البيت 1 و 2 و 3 و 4 و 6 و 7 و 8 و 12
و 14 و 15 و 16 و 19 و 22 و 23 و 24 و 9
بدل كلمة القشم: الظلم، و 17 لكنه ذكر المصرع الأول منه هكذا:
لا يخلف الوعد ميمون بعزته.
ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 303 طبع الغري).
نقل القصيدة بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) مع مخالفة في ترتيب
أبياتها (1).



(1) ثم قال: قلت ذكره غير واحد من أهل السير والتواريخ، وذكره الحافظ
أبو نعيم في (حلية الأولياء)، هذا لفظ محدث الشام في ترجمة زين العابدين عليه السلام من
كتابه. ورواه أبو القاسم الطبراني مع جلالة قدره في معجمه الكبير في ترجمة الحسين
عليه السلام، قال حدثنا أبو حنيفة محمد بن حنيفة الواسطي زيد بن عمرو بن البراء العبدي
حدثنا سليمان بن الهيثم قال كان الحسين بن علي يطوف بالبيت فأراد أن يستلم الحجر
فأوسع له الناس والفرزدق بن غالب ينظر إليه فقال رجل: من هذا يا أبا فراس؟ فقال
الفرزدق: هذا الذي تعرف البطحاء وطأته وجعله فيه، وهذا عندي وهم لوجهين (أحدهما)
اتفاق الأئمة على خلافه أنه في المذكور كما أخرجناه (الثاني) ما رواه الدارقطني أنه لم يره
إلا مرة واحدة في طريق مكة فاعلم ذلك، ونسبه أبو تمام الطائي إلى حزين، وروى دعبل
أنها لكثير السهمي في محمد بن علي بن الحسين (ع) وكل ذلك خطأ لما بيناه، وسمعت
الحافظ فقيه الحرم محمد بن أحمد بن علي القسطلاني يقول: سمعت شيخ الحرمين أبا عبد الله
القرطبي يقول: لو لم يكن لأبي فراس عند الله عمل إلا هذا دخل الجنة به، لأنها كلمة حق عند
سلطان جائر.
ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 1 ص 223 ط الغري).
نقل الأبيات عن الفرزدق وإن ذكره في حق الحسين بن علي (ع) فلعله من اشتباه
النسخة فذكر الأبيات بعين ما تقدم عن (زهر الأدب) لكنه أسقط البيت المبدو بقوله: في كفه
خيزران الخ والبيت المبدو بقوله: ما قال لا قط الخ وذكر بدل قوله: ينجاب نور الهدى:
142
ومنهم العلامة الشيخ تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين الشافعي
السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى) (ج 1 ص 153 ط القاهرة) قال:
أخبرنا أبي تغمده الله برحمته من لفظه قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن
أبي بكر بن حامد الأرموي الصوفي بقرائتي عليه، أخبرنا أبو القاسم عبد الرحمن
ابن مكي السبط، أخبرنا جدي الحافظ أبو طاهر السلفي، أخبرنا أبو الحسين
المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي بقرائتي، أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد

143
ابن علي الوراق، أخبرنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين بن محمد بن عبد الله بن
طيفور البصري اللغوي قرئت على أبي عبد الله محمد بن أحمد بن يعقوب المتوفى
بالبصرة وأبي الحسين محمد بن محمد بن جعفر بن كنكك اللغوي قالا: حدثنا أبو عبد الله
محمد بن زكريا بن دينار، حدثنا عبد الله بن محمد يعني ابن عائشة، حدثني أبي
وغيره قال: حج هشام بن عبد الملك في زمن عبد الملك أو الوليد فطاف بالبيت فجهد
أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى
الناس ومعه أهل الشام إذ أقبل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
وكان من أحسن الناس وجها وأطيبهم أرجا فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحى
له الناس حتى يستلمه فقال رجل من أهل الشام: من هذا الذي قد هابه الناس هذه
الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق حاضرا
فقال الفرزدق: لكني أعرفه قال الشامي: من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم - الخ
ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن عيسى الشافعي الدميري في
(حياة الحيوان) (ج 1 ص 9 ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات الشافعية) وقال في آخر الحديث:
فغضب هشام على الفرزدق وأمر بحبسه فأنفذ له زين العابدين اثني عشر ألف درهم
فردها وقال: مدحته لله تعالى لا للعطاء فأرسل إليه زين العابدين وقال له: إنا أهل
بيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده والله عز وجل يعلم نيتك ويثيبك عليها، فشكرا الله
لك سعيك، فلما بلغته الرسالة قبلها.
ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين محمد بن نباتة المصري المتوفى 768
في (شرح العيون) (المطبوع بهامش الغيث المسجم ج 2 ص 163).

144
روى الحديث بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) ملخصا وذكر ثلاثة من
أبيات الفرزدق.
ومنهم العلامة العارف الشيخ أبو محمد عبد الله بن أسعد اليافعي الشافعي
المتوفى سنة 768 في كتابه (مرآة الجنان) (ج 1 ص 239 ط حيدر آباد).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) ملخصا لكنه ذكر: من ذا الذي
هابه الناس هذه الهيبة وكذا قصيدة الفرزدق.
ومنهم العلامة جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري التوفي
سنة 538 في كتابه (الفائق) (ج 1 ص 219 طبع القاهرة).
ذكر من قصيدة الفرزدق البيت المبدو بقوله: في كفه.
ومنهم العلامة الزرقاني في (شرح المواهب اللدنية) (ج 4 ص 297
ط الأزهرية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الطبقات الشافعية).
ومنهم العلامة المحدث الشهير الشيخ محمد طاهر بن علي الصديقي
النسب الهندي الفتني الوطن المتوفى سنة 986 في كتابه (مجمع بحار الأنوار)
(ج 1 ص 341 وص 216 ط نول كشور في لكهنو):
وذكر من قصيدة الفرزدق البيت المبدو بقوله: في كفه خيزران.
ومنهم الشيخ الإمام عفيف الدين أبو محمد عبد الله أسعد اليافعي في
(روض الرياحين) (ص 55 ط القاهرة).
روى الحديث ملخصا وذكر من قصيدة الفرزدق ستة من أولها إلا البيت
المبدو بقوله: في كفه خيزران، وأربعة أخرى.
ومنهم العلامة الآمرتسري في (أرجح المطالب) على ما في (فلك النجاة)

145
(ج 1 ص 178، المخطوط).
نقل الحديث عن (الصواعق).
ومنهم العلامة محمد خواجة پارساري البخاري في (فصل الخطاب) (على
ما في الينابيع ص 378 ط اسلامبول).
روى الحديث من طريق أبي نعيم في الحلية والطبراني في الكبير والحافظ السلفي
وأهل السير والتواريخ بعين ما تقدم عن (زهر الآداب) لكنه قال: من هذا الذي هاب
الناس من هيبته، وذكر من أبيات الفرزدق تسعة ثم قال:
فلما سمعها هشام غضب وحبس الفرزدق فأرسل إليه الإمام زين العابدين
رضي الله عنه اثني عشر ألف درهم فردها وقال: مدحته لله تعالى لا للعطاء فقال: إنا
أهل البيت إذا وهبنا شيئا لا نستعيده فقبلها الفرزدق. قال الشيخ أبو عبد الله القرظي
شيخ الحرمين الشريفين: لو لم يمكن لأبي فراس عند الله عز وجل عمل إلا هذا
دخل الجنة لأنها كلمة حق عند سلطان جائر، وهجا هشاما وهو في الحبس:
أتحبسني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس يهوى منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعينا له حولاء باد عيوبها
فأخرجه من الحبس وكان هشام أحول.
ومنهم العلامة أبو مجد زكي الدين بن عبد العظيم بن عبد الواحد بن
ظافر بن عبداه بن محمد المصري الشهير بابن أبي الأصبغ العدواني المصري
المتوفى سنة 654 والمولود سنة 585 في (بديع القرآن) (ص 202 ط مكتبة
نهضة مصر بالقاهرة):
أشار إلى قصيدة الفرزدق.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 79

146
ط طهران).
روى الحديث بعين ما تقدم ملخصا ثم شرع في نقل القصيدة.
ومنهم العلامة الشيخ برهان الدين الأنصاري الكتبي في (غرر الخصائص
الواضحة) (ص 16 ط القاهرة).
ذكر البيت السادس من القصيدة.
ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 121 ط مصر).
روى الحديث من طريق ابن حجر بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.
ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في
كتابه (أئمة الهدى) (ص 109 ط القاهرة بمصر).
روى الحديث مفصلا.
ومنهم العلامة النسابة السيد محمد مرتضى الحسيني الزبيدي المتوفى
سنة 1205 في (تاج العروس) (ج 3 ص 174 مادة (خزر) ط القاهرة).
ذكر البيت الخامس من القصيدة.
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ حسن النجار المصري في (الاشراف)
(ص 25 ط مصر).
روى الحديث والقصيدة ملخصا.
وذكر علامة الأدب الشيخ الحسين بن محمد بن مفضل أبي القاسم
الراغب الأصبهاني المتوفى (سنة 565) في (محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 299
طبع مكتبة الحياة في بيروت

147
وكان علي بن الحسين رضي الله عنهما يطوف بالبيت، فرآه يزيد فقال:
من هذا؟ فقال له الحارث بن الليث:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
ومنهم العلامة السيد عباس بن علي بن نور الدين المكي في (نزهة الجليس
ومنية الأديب الأنيس) (ج 2 ص 16 ط مصر).
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (زهر الآداب) لكنه ذكر فيه، بدل قوله
وأعطرهم رائحة الخ: وأطيبهم ريحا وأكرمهم نفسا وأعلامهم حسبا وأعظمهم
شرفا فساق الحديث إلى آخر القصيدة إلا أنه أسقط ثلاثة أبيات مما تقدم في
(زهر الآداب) وزاد فيها بيتا وهو:
حيية بسلام وهو مرتفق * وضجة القوم عند الباب تزدحم
ذكر بدل قوله كلمة ينجاب في (البيت التاسع): تنشق، وبدل قوله الحلم
والكرم في (البيت السادس عشر): الخلق والهمم، وبدل قوله ميمون بغرته في
(البيت السابع عشر): مأمون عواقبه، وبدل قوله عنها الغياهب والإملاق والظلم
في (البيت الرابع عشر): عنه الملامة والإملاق والعدم.
ثم ذكر بعد ختم القصيدة ما تقدم عن (ينابيع المودة) بعينه إلى قوله:
فقبلها الفرزدق.
ومنهم العلامة المعاصر توفيق علم في كتابه (أهل البيت) (ص 427
ط القاهرة)
. ذكر أبيات الفرزدق لكنه أسقط بعضها.
حج هشام بن عبد الملك في خلافة أبيه عبد الملك بن مروان فلما طاف بالبيت
وأتى الحجر زاحمه الناس فجعله رجال أهل الشام على سرير فحملوه على

148
أعناقهم فبينما هم يطوفون به إذ دخل على باب المسجد شاب وعليه مئزر وإزار
وفي جبهته كأنها كبسة عنز كأنها الشمس تطلع من بين حاجبيه فبدأ بالطواف
فلما أتى الحجر فرج لها الناس عنه هيبة له وإجلالا فأغاظ ذلك هشام بن
عبد الملك غيظا شديدا فقالوا له: من هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال لهم: لا أعرفه
لئلا يفتن به رجال أهل الشام، وكان الفرزدق بالحضرة فقال: أنا أعرفه يا ابن
أمير المؤمنين قال له: فقل، فأنشأ الفرزدق يقول: فذكر الأبيات لكنه أسقط
البيت المبدو بقوله: ما قال لا قط الخ.
وزاد هذا البيت:
هذا سليل حسين وابن فاطمة * بنت الرسول الذي انجابت به الظلم

149
الإمام الخامس
باقر العلوم محمد بن علي بن
الحسين بن علي عليهم السلام

151
تاريخ ميلاده ووفاته
فممن ننقل كلامه في ذلك:
العلامة الخطيب التبريزي في (إكمال الرجال) (ص 759 ط دمشق)
قال:
محمد بن علي (هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب) يكنى
أبا جعفر المعروف بالباقر، سمع أباه زين العابدين، وجابر بن عبد الله، روى عنه
ابنه جعفر الصادق وغيره. ولد سنة ست وخمسين، ومات بالمدينة سنة سبع عشرة،
وقيل: ثماني عشرة ومأة، وهو ابن ثلاث وستين سنة، وقيل غير ذلك، ودفن بالبقيع
وسمي (الباقر) لأنه تبقر في العلم أي توسع.
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس ومنية الأنيس)
(ج 2 ص 23 ط القاهرة) قال:
وكان مولده يوم الثلاثاء سنة سبع وخمسين، وكان عمره يوم قتل جده
الحسين (ع) ثلاث سنين وأمه أم عبد الله، وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة ثلاث
عشرة ومأة، وقيل: في الثالث والعشرين من شهر صفر سنة أربع عشرة، وقيل:
ثماني عشرة ومأة بالجميمة ونقل إلى المدينة ودفن في البقيع في القبر الذي فيه أبوه
وعم أبيه الحسن بن علي (ع) في القبة التي فيها قبر العباس رضي الله عنه، وأما
معجزات الباقر (ع) وفضائله لا تحصر وقد ذكره الشيخ محمد بن حسن الحر في أرجوزة
له ذكر بعض فضائله ومعجزاته (ع).
ومنهم العلامة محمد بن طلحة في (مطالب السؤول) (ص 80 ط طهران)
قال:
أما ولادته (أي محمد بن علي (ع) فبالمدينة في ثالث صفر من سنة سبع وخمسين

152
للهجرة قبل قتل جده بثلاث سنين، وقيل: غير ذلك إلى أن قال: وأما
عمره فإنه مات في سبع عشرة ومأة، وقيل: غير ذلك وقد نيف على الستين وقيل:
غير ذلك، أقام مع أبيه زين العابدين بضعا وثلاثين سنة من عمره.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 350 ط الغري)
قال: اختلفوا فيها (أي وفاة الباقر (ع)) على ثلاثة أقوال: أحدها أنه توفي
سنة سبع عشرة ومأة ذكره الواقدي، والثاني سنة أربع عشرة ومأة قاله الفضل بن
دكين، والثالث سنة ثمان عشرة ومأة. واختلفوا في سنه أيضا على ثلاثة أقوال:
أحدها ثمان وخمسون، والثاني سبع وخمسون، والثالث ثلاث وسبعون. والأول
أشهرها لما روينا في سن أمير المؤمنين علي، فإن محمدا هذا روى إن عليا قتل وهو
ابن ثمان وخمسين، قال: ومات لها الحسن ومات لها الحسين ومات لها علي بن
الحسين. قال جعفر بن محمد هذا وسمعت أبي يقول لعمته فاطمة بنت الحسين: قد
أتت علي ثمان وخمسون فتوفي لها.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 193
ط الغري) قال:
ولد أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه بالمدينة في ثالث صفر سنة
سبع وخمسين من الهجرة قبل قتل جده الحسين (ع) بثلاث سنين.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 193 ط العثمانية
بمصر).
ذكر ما تقدم عن (الفصول المهمة) بعينه.
وفي (ص 195، الطبع المذكور) قال:
مات أبو جعفر محمد الباقر سنة سبع عشرة ومأة، وله من العمر ثلاث وستون

153
سنة وقيل: ثمان وخمسون، وقيل: غير ذلك. وأوصى أن يكفن في قميصه الذي
كان يصلي فيه. وفي درر الأصداف: مات مسموما كأبيه ودفن بقبة العباس
بالبقيع...
ومنهم العلامة الشيخ زين الدين الشهير بابن الوردي في ذيل (تاريخ
أبي الفداء) (ج 1 ص 248 ط الغري) قال:
سنة ست عشرة ومأة فيها توفي (الباقر) محمد بن زين العابدين علي بن
الحسين، وقيل: سنة أربع عشرة وقيل: سبع عشرة وقيل: ثماني عشرة ومأة.
قيل: عاش ثلاثا وسبعين وأوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه، تبقر في
العلم: أي توسع، ومولده سنة سبع وخمسين وكان عمره لما قتل الحسين ثلاث
سنين توفي بالحميمة من الشراة فنقل إلى البقيع.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 254، ط العثمانية بمصر) قال:
مات (أي محمد بن علي (ع) مسموما سنة سبع عشرة ومأة عن نحو ثلاث
وسبعين سنة، وأوصى أن يكفن في قميصه الذي كان يصلي فيه.

154
إخبار رسول الله (ص) جابرا بأنه يدرك
الباقر (ع) وأمره بإبلاغ سلامه إليه
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة كمال الدين محمد بن طلحة في (مطالب السئول) (ص 81
ط طهران) قال: ونقل عن أبي الزبير بن محمد بن أسلم المكي، قال: كنا عند جابر بن
عبد الله فأتاه علي بن الحسين ومعه ابنه محمد وهو صبي، فقال علي لابنه محمد: قبل
رأس عمك، فدنا محمد من جابر فقبل رأسه، فقال جابر: من هذا؟ وكان قد كف
بصره، فقال له علي: هذا ابني محمد، فضمه جابر إليه وقال: يا محمدا محمد جدك
رسول الله (ص) يقرء عليك السلام، فقال لجابر: وكيف ذلك يا أبا عبد الله؟ فقال:
كنت مع رسول الله (ص) والحسين في حجره وهو يلاعبه، فقال: يا جابر يولد
لابني الحسين ابن يقال له: علي إذا كان يوم القيامة ينادي مناد ليقم سيد العابدين،
فيقوم علي بن الحسين، ويولد لعلي ابن يقال له: محمد يا جابر إن رأيته فاقرئه
مني السلام.
وقد تقدم منا نقل هذا الحديث عن جماعة من أرباب كتبهم في فضائل الإمام
سيد الساجدين علي بن الحسين سلام الله عليه.
منهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 199
ط عبد اللطيف بمصر).
ومنهم الحافظ العسقلاني في (لسان الميزان) (ج 5 ص 168
ط حيدر آباد الدكن).

155
ومنهم العلامة الحمزاوي في (مشارق الأنوار) (ص 121 ط مصر).
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 197
ط الغري).
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 164 مخطوط).
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 333 ط اسلامبول).
ومنهم العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 164
ط الأزهرية بمصر).
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر)
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 347 ط الغري).
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 30 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).
إخبار رسول الله (ص) للجابر عنه (ع) وأنه
يبقر العلم بقرا فإذا رأيته فاقرئه مني السلام
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ نور الدين علي بن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة)
(ص 193 ط الغري) قال:
وروى جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول الله (ص): يا جابر
يوشك أن تلتحق بولد لي من ولد الحسين (ع) اسمه كاسمي يبقر العلم بقرا أي
يفجره تفجيرا فإذا رأيته فاقرئه عني السلام، قال جابر رضي الله عنه: فأخر الله
تعالى مدتي حتى رأيت الباقر (ع) فأقرئته السلام عن جده (ص).

156
ومنهم العلامة المؤرخ القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول)
(ص 111 ط بغداد).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الحنفي السهالوي في (وسيلة النجاة)
(ص 338 ط فيض في لكهنو).
روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة الشيخ مصطفى رشدي الدمشقي في (الروضة الندية)
(ص 16 ط الخيرية بمصر)
روى عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين يقال له محمد،
يبقر العلم بقرا فإذا لقيته فاقرء مني السلام (1).



(1) قال البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا المخطوط ص 165).
وحكى ابن الأخضر عن أبي جعفر رضي الله عنه قال سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنه يقول لي: أنت ابن خير البرية، وجدك سيد شباب أهل الجنة، وجدتك سيدة نساء
العالمين.
157
تقبيل جابر بطنه (ع) وقوله: أمرني
رسول الله (ص) بأن أقر عليك السلام
رواه القوم:
منهم الحافظ نور الدين علي بن أبي بكر في (مجمع الزوائد) (ج 10
ص 22 ط مكتبة القدسي في القاهرة) قال:
روى عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: أتاني جابر عبد الله وأنا في
الكتاب فقال: اكشف عن بطنك فكشفت عن بطني فقبله ثم قال: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أمرني أن أقرء عليك السلام، رواه الطبراني في الأوسط.
إخبار النبي (ص) جابرا بأنه يعمر حتى
يدرك الباقر (ع) فلما أدركه مات من ليلته
رواه القوم:
منهم العلامة ابن قتيبة الدينوري في (عيون الأخبار) (ج 1 ص 212
ط مصر) قال:
أخبرنا جابر بن عبد الله أن النبي (ص) قال: يا جابر إنك ستعمر
بعدي حتى يولد لي مولود أسمه كإسمي يبقر العلم بقرا، فإذا لقيته فاقرئه مني
السلام، فكان جابر يتردد في سكك المدينة بعد ذهاب بصره وهو ينادي: يا باقر،
حتى قال الناس: قد جن جابر، فبينا هو ذات يوم بالبلاط إذ بصر بجارية
يتوركها صبي، فقال لها: يا جارية من هذا الصبي؟ قالت: هذا محمد بن علي بن

158
الحسين بن علي بن أبي طالب، فقال: أدنيه مني، فأدنته منه، فقبل بين عينيه
وقال: يا حبيبي، رسول الله يقرئك السلام. ثم قال: نعيت إلي نفسي ورب الكعبة.
ثم انصرف إلى منزله وأوصى، فمات من ليلته.
قد أجلسه جده الحسين في حجره وأخبره
بأن رسول الله (ص) يقرئك السلام
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في (منتخب كنز العمال)
(المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 330 ط الميمنية بمصر).
أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الله الكريني، حدثنا أبو بكر العاطر
فاني أملأ ثنا عبد الرحمان محمد بن إبراهيم المديني، ثنا ابن عقدة، ثنا محمد بن
عبد الله بن أبي نجيح، حدثني علي بن حسان القرشي عن عمه عبد الرحمان بن
كثير، عن أبي جعفر محمد قال: قال أبو جعفر محمد بن علي: أجلسني جدي الحسين
ابن علي في حجره وقال لي: رسول الله (ص) يقرئك السلام. وقال لي علي بن
الحسين: أجلسني علي بن أبي طالب في حجره وقال لي: رسول الله (ص) يقرئك
السلام.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخبار) (ص 30).
روى الحديث عن جعفر بن محمد بعين ما تقدم عن (منتخب كنز العمال).

159
لقب بالباقر لأنه (ع) بقر العلم
رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي
الشافعي المتوفى سنة (676) في (شرح صحيح مسلم) (ج 1 ص 102 طبع
القاهرة) قال:
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم المعروف بالباقر
لأنه بقر العلم أي شقه وفتحه فعرف أصله وتمكن فيه.
وفي (ص 15 ط نول كشور في بلدة لكهنو).
قال: في شرح قول مسلم عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر، أبو جعفر
هذا هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم المعروف بالباقر
لأنه بقر العلم أي شقه وفتحه.
ومنهم العلامة الراغب الأصبهاني في (مفردات القرآن) (ص 56 ط الميمنية
بمصر) قال:
سمي محمد بن علي رضي الله عنه باقرا لتوسعه في دقائق العلوم.
ومنهم علامة اللغة والأدب ابن منظور المصري في (لسان العرب)
(ج 4 ص 74 ط دار الصادر بيروت) قال:
وكان يقال لمحمد بن علي بن الحسين بن علي، الباقر رضوان الله عليهم، لأنه
بقر العلم وعرف أصله واستنبط فرعه وتبقر في العلم.
ومنهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على ما
في ينابيع المودة ص 380 ط اسلامبول) قال:

160
من أئمة أهل البيت أبو جعفر محمد الباقر سمي بذلك لأنه بقر العلم أي
شقه فعرف أصله وعلم خفيه، والباقر أول علوي ولد بين علويين وهو تابعي جليل
إمام بارع مجمع على جلالته وكماله.
ومنهم العلامة ابن خلكان في (تاريخه) (ج 2 ص 23 ط إيران سنة 1264).
وكان الباقر عالما سيدا كبيرا وإنما قيل له الباقر لأنه تبقر في العلم أي
توسع وفيه يقول الشاعر:
يا باقر العلم لأهل التقى * وخير من لبى على الأجبل
وكان عمره يوم قتل جده الحسين (ع) ثلاث سنين.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 120 ط أحمد البابي بحلب)
قال:
أبو جعفر محمد الباقر: سمي بذلك من بقر الأرض، أي شقها وأثار مخبآتها
ومكانها، فلذلك هو أظهر من مخبآت كنوز المعارف وحقائق الأحكام والحكم
واللطائف ما لا يخفى إلا على منطمس البصيرة أو فاسد الطوية والسريرة، ومن ثم
قيل فيه: هو باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه، صفا قلبه وزكى عمله وطهرت
نفسه وشرف خلقه وعمرت أوقاته بطاعة الله، وله من الرسوم في مقامات العارفين
ما تكل عنه ألسنة الواصفين، وله كلمات كثيرة في السلوك والمعارف لا تحتملها
هذه العجالة.
ومنهم العلامة اليافعي الشافعي في (روض الرياحين) (ص 57 ط القاهرة)
قال:
وقال بعض أهل اللغة: إنما لقب محمد بن علي بن الحسين بالباقر لتبقره وتوسعه
في العلم يقال بقرت الشئ بقرا أي فتحته ووسعته وسمي الأسد باقرا لأنه يبقر
بطن فريسته.

161
ومنهم العلامة المذكور في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 247 ط حيدر آباد)
قال:
وهو (يعني محمد الباقر) والد جعفر الصادق لقب بالباقر لأنه بقر العلم أي
شقه وتوسع فيه إلى أن قال: وفيه يقول الشاعر، فذكر البيت المتقدم عن (تاريخ
ابن خلكان) لكنه ذكر بدل كلمة لبى: ركب.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي الأبياري في (العرائس الواضحة)
(ص 204 ط القاهرة) قال:
قال النوري: سمي بالباقر لأنه بقر العلم، أي شقه.
ومنهم العلامة المذكور في (جالية الكدر) (ص 204 ط مصر).
نقل عن النوري بعين ما تقدم عنه في (العرائس).
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 164 مخطوط) قال:
يكنى رضي الله تعالى عنه أبا جعفر ويلقب بالباقر، والهادي، والشاكر،
والباقر أشهر ألقابه سمي بذلك لأنه بقر العلم أي شقه.
ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 306 طبع الغري) قال:
والإمام بعد علي بن الحسين الباقر محمد بن علي، ولد بالمدينة سنة سبع
وخمسين من الهجرة وقبض بها سنة أربع عشرة ومأة، وله يومئذ سبع وخمسون
سنة، وقبره بالبقيع مع أبيه وجدته كان له من الولد سبعة أولاد.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 346 ط الغري)
قال:
وإنما سمي الباقر من كثرة سجوده من بقر السجود جبهته أي فتحها ووسعها
وقيل: لغزارة علمه، قال الجوهري في الصحاح: التبقر التوسع في العلم قال: وكان
يقال لمحمد بن علي بن الحسين الباقر لتبقره في العلم ويسمي الشاكر والهادي.

162
ومنهم العلامة الشيخ نور الدين المولى علي بن سلطان محمد الهروي
القاري في (شرح الفقه الأكبر) (ص 51 ط) قال:
وأما مشايخ أبي حنيفة فذكر الكردري أن أبا حنيفة أدرك الإمام محمد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم (1) ويسمى محمد الباقر لتبقره في العلوم
وتبحره، وكذا أدرك ولده الإمام جعفر الصادق.
ومنهم العلامة أبو الفداء إسماعيل صاحب بلدة حماة في (المختصر
في أخبار البشر) (ص 203 ط مصر) قال:
قيل له (أي محمد بن علي الحسين بن علي) الباقر لتبقره في العلم أي



(1) قال الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 في كتابه (تذهيب التهذيب) في باب
المسمين بأحمد ما محصله:
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي المدني ويعرف
بالباقر وأمه أم عبد الله بنت الحسن بن علي بن أبي طالب روى عنه أبو إسحاق الهمداني
وعمرو بن دينار والزهري وعطاء بن أبي رياح وربيعة بن أبي عبد الرحمان والحكم بن عتيبة
وعبد الرحمان بن هرمز الأعرج وهو أسن منه وابنه جعفر بن محمد وابن جريح ويحيى بن
أبي كثير والأوزاعي والقاسم بن الفضل الحذاء أبو وقرة بن خالد البصري وحرب بن شريح
وجابر الجعفي وأبان بن تغلب وليث بن أبي سليم والحجاج بن أرطاة.
أخبرنا أبو طاهر السلفي، عن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي
عن أبي الحسن علي بن أحمد بن علي الغالي المؤدب، عن أبي الحسن أحمد بن إسحاق
النهاوندي، عن أبي محمد الحسن بن عبد الرحمان بن خلاد الرامهرمزي، عن الحسين
الحسين بن أحمد، عن الوليد، عن ابن عيينة قال: دخلت المدينة وإذا أنا برجل يتهادى
بين رجلين فقلت: من هذا؟ قالوا: جعفر بن محمد قلت: من الذي عن يمينه؟ قالوا: أيوب
السنحتياني قلت: من الذي عن يساره؟ قالوا: عمرو بن دينار الخبر.
163
توسعه فيه.
ومنهم العلامة الهروي في (جمع الوسائل في شرح الشمائل للترمذي)
(ج 1 ص 187 ط الأدبية بالقاهرة) قال:
محمد بن علي بن الملقب بالباقر لأنه بقر العلم، أي شقه وعلم أصله وفرعه
وجليه وخفيه.
ومنهم العلامة المؤرخ الشيخ أحمد بن يوسف بن أحمد بن سنان
الدمشقي الشهير بالقرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 111
ط بغداد) قال:
وإنما سمي بالباقر لأنه بقر العلم وقيل: لقب بالباقر لما روي عن جابر
ثم ذكر الحديث المتقدم عنه ثم قال: وكان خليفة أبيه من بين أخوته ووصيه
والقائم بالإمامة من بعده وفيه يقول القرطبي:
يا باقر العلم لأهل التقى * وخير من لبى على الأجبل
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس ومنية الأديب
الأنيس) (ج 2 ص 23 ط القاهرة) قال:
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) الملقب بالباقر - أحد
الأئمة الاثني عشر عند الإمامية وكان عالما سيدا كبيرا، وما سمي الباقر إلا
لأنه تبقر في العلم أي توسع فيه، والتبقر التوسع وفيه قال:
(يا باقر العلم لأهل الحجا * وخير من لبى على الأجبل)
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 253 ط العثمانية بمصر) قال:
ولقب بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه فعرف أصله وخفيه.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر)

164
قال:
قال: المناوي في طبقاته: سمي باقرا لأنه بقر العلم أي شقه فعرف أصله.
إلى أن قال: وكنيته أبو جعفر لا غير، وألقابه ثلاثة: الباقر، والشاكر، والهادي،
وأشهرها الباقر (1).



(1) قال العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 180 ط السعادة بمصر)
قال: الحاضر الذاكر، الخاشع الصابر أبو جعفر محمد بن علي الباقر، كان من سلالة النبوة،
وممن جمع حسب الدين والأبوة، تكلم في العوارض والخطرات، وسفح الدموع والعبرات
ونهى عن المراء والخصومات.
وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 80 ط طهران)
باقر العلم وجامعه وشاهر علمه ورافعه ومتفوق دره وراضعه ومنمق دره وراصعه صفا قلبه
وزكى علمه وطهرت نفسه وشرفت أخلاقه وعمرت بطاعة الله أوقاته ورسخت في مقام التقوى
قدمه وظهرت عليه سمات الازدلاف وطهارة الاجتباء إلى أن قال: وله ثلاثة ألقاب: باقر
العلم، والشاكر، والهادي، وأشهرها الباقر، وسمي بذلك لتبقره في العلم وتوسعه فيه.
وقال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 192 ط الغري).
قال بعض أهل العلم: محمد بن علي بن الحسين الباقر وهو باقر العلم وجامعه وشاهره
ورافعه ومتفوق دره وراصعه صفى قلبه وزكى عمله وطهرت نفسه وشرفت أخلاقه وعمرت
بطاعة الله تعالى ورسخ في مقام التقوى قدمه وميثاقه.
قال: وقال صاحب الارشاد أبو عبد الله محمد بن محمد النعمان: وكان الباقر محمد بن علي
خليفة أبيه من إخوته ووصيه والقائم بالإمامة من بعده وبرز على جماعته بالفضل
والعلم والزهد والسؤدد وكان أشهرهم ذكرا وأكملهم فضلا وأعظمهم نبلا، لم يظهر عن أحد
من ولد الحسن والحسين عليهم السلام من علم الدين والسنن وعلم القرآن والسير وفنون
الأدب ما ظهر من أبي جعفر الباقر عليه السلام.
وفي (ص 197، الطبع المذكور).
كان محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام مع ما هو عليه من العلم والفضل والسؤدد
والرياسة والإمامة، ظاهر الجود في الخاصة والعامة مشهور الكرم في الكافة معروفا بالفضل
والاحسان مع كثرة عياله وتوسط حاله.
165
علمه (ع)
كلام عبد الله بن عطاء في علمه
نقله القوم:
منهم العلامة عبد الله بن أسعد اليافعي في (روضة الرياحين) (ص 57
ط القاهرة) قال:
وقال عبد الله بن عطاء رحمه الله: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم
عند محمد بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم.
ومنهم العلامة أبو نعيم الأصبهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 185
ط السعادة بمصر) قال
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا إبراهيم
ابن محمد بن أبي ميمون، ثنا أبو مالك الجبني، عن عبد الله بن عطاء قال: ما رأيت
العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند أبي جعفر، لقد رأيت الحكم عنده كأنه
متعلم.
ومنهم العلامة في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 248 ط حيدر آباد).
روى كلام عطاء بعين ما تقدم.
ومنهم العلامة الشيخ مصطفى رشدي الدمشقي في (الروضة الندية)

166
(ص 13 ط الخيرية بمصر).
روى كلام عطاء بعين ما تقدم وزاد في آخره: ولقد رأيت الحكم بن عيينة
مع جلالته بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه.
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 164 مخطوط).
روى كلام عطاء بعين ما تقدم عن (الروضة الندية).
ومنهم العلامة الخواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على ما
في الينابيع ص 380 ط اسلامبول) قال:
قال بعضهم: ما رأيت من العلماء عند أحد كان أقل علما إلا عند الإمام
محمد الباقر رضي الله عنه.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 347 ط الغري).
نقل كلام عطاء بعين ما تقدم عن (روض الرياحين) وزاد: لقد رأيت الحكم
عنده كأنه عصفور مغلوب ويعني بالحكم الحكم بن عيينة وكان عالما نبيلا جليلا
في زمانه.
كلام مالك والقرطي في ذلك
رواه القوم:
منهم ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 192 ط الغري)
قال:
وروى عنه أي عن الباقر (ع) معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين
وسارت بذكر علومه الأخبار وأنشدت في مدائحه الأشعار، فمن ذلك ما قاله مالك
ابن أعين الجهني من قصيدة يمدحه (ع) فيها:
إذا طلب الناس القرآنا * كان القريش عليه عيالا

167
وإن قام ابن بنت النبي * تلقت يداه فروعا طوالا
نجوم تهلل المدلجين * جبال تورث علما وجالا
وفيه يقول القرطي:
يا باقر العلم لأهل التقى * وخير من لبى على الأجبل
كلامه (ع) في معرفة الباري لما قيل له:
هل رأيت الله؟
رواه القوم: منهم علامة العرفان والسلوك والأخلاق أبو حامد الشيخ محمد بن محمد
الغزالي الطوسي المتوفى سنة 505 في (مكاشفة القلوب) (ص 72 ط مصطفى
إبراهيم تاج بالقاهرة) قال:
قال أعرابي لمحمد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم: هل رأيت الله حين
عبدته؟ قال: لم أكن أعبد من لم أره، قال: كيف رأيته قال: لم تره الأبصار
بمشاهدة العيان لكن رأته القلوب بحقيقة الإيمان لا يدرك بالحواس ولا يشبه
بالناس معروف بالآيات منعوت بالعلامات لا يجور في القضيات ذلك الله لا إله إلا
هو رب الأرض والسماوات فقال الأعرابي: والله أعلم حيث يجعل رسالاته.
ورواه العلامة الأمير أبو المظفر أسامة بن منقذ الكناني في (لباب الآداب)
(ص 347 ط القاهرة) لكنه ذكر كلامه (ع) هكذا:
ما كنت لأعبد شيئا لم أره قال: فكيف رأيته قال: لم تره الأبصار مشاهدة
العين ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يدرك بالحواس، ولا يقاس بالناس،
معروف بالآيات، منعوت بالعلامات لا يجور في قضيته، هو الله الذي لا إله إلا هو.

168
فقال الأعرابي: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
ومنهم علامة علم المسالك والممالك مطهر بن طاهر المقدسي في
(البدء والتاريخ) (ج 1 ص 74 ط مطبعة الخانجي بمصر) قال:
وروينا في حديث إن رجلا سأل محمد بن علي أو ابنه جعفر بن محمد:
يا ابن رسول الله هل رأيت ربك حين عبدته؟ فقال: ما كنت لأعبد ربا لم أره
فقال الرجل: وكيف رأيته، قال: لم تره العيون بمشاهدة العيان ولكن رأته
القلوب بحقائق الإيمان لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالقياس، معروف بالدلالات،
موصوف بالصفات، له الخلق والأمر، يعز بالحق ويذل بالعدل، وهو على كل
شئ قدير.
كلام آخر له في ذلك
رواه القوم:
منهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 350 ط الغري)
قال:
وقال القرشي: حدثنا محمد بن الحسين، عن سعيد بن سليمان، عن إسحاق
ابن كثير، عن عبد الله بن الوليد قال: قال محمد بن علي: من عبد المعنى دون الاسم
فإنه يخبر عن غائب، ومن عبد الاسم دون المعنى فإنه يعبد المسمى، ومن عبد الاسم
والمعنى فإنه يعبد إلهين، ومن عبد المعنى بتقريب الاسم إلى حقيقة المعرفة
فهو موحد.

169
أخذ الخليل علم العروض عن رجل من أصحابه (ع)
ذكره جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازي في (الزينة في الكلمات
الإسلامية العربية) (ص 80 ط الهمداني بالقاهرة) قال:
وكان الخليل بن أحمد أول من استخرج العروض، فاستنبط منها ومن
علل النحو ما لم يستخرجه أحد ولم يسبق إلى مثله سابق.
وسمعت بعض أهل العلم يذكر أن الخليل بن أحمد أخذ رسم العروض عن
رجل من أصحاب محمد بن علي، أو من أصحاب علي بن الحسين (ع)، فوضع له
أصولا، وقسم الشعر ضروبا، وسماه بها، وجعل لتلك الأقسام دوائر وأسطرا،
وبناء على الساكن والمتحرك من أحرف الكلمة والخفيف والثقيل. فكل كلمة
فيها حرف متحرك وحرف ساكن سماه (سببا) الخ.
رواية أئمة التابعين وأكابر علماء الدين عنه (ع)
فممن ذكرها العلامة الشيخ مصطفى رشدي بن الشيخ إسماعيل الدمشقي
في (الروضات الندية) (ص 12 ط الخيرية بمصر) قال:
الإمام محمد الباقر: كان عظيم القدر نبيه الذكر لم يظهر عن أحد في عصره
ما ظهر عنه من علم الدين والآثار والسنة والعلم بالله تعالى، روى عنه أئمة التابعين
وأكابر علماء الدين.
ومنهم العلامة الحافظ أبو المؤيد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمي
المتوفى سنة 665 في (جامع مسانيد أبي حنيفة) (ج 2 ص 349 ط حيدر آباد)

170
حيث قال في ذكر التابعين الذين روى عنهم أبو حنيفة: محمد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب أبو جعفر الهاشمي رضي الله عنهم إلى أن قال: يقول أضعف عباد الله:
وقد روى عنه أبو حنيفة رحمه الله في هذه المسانيد (1).
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 347 ط الغري).
قال ابن سعد: محمد من الطبقة الثالثة من التابعين من أهل المدينة كان عالما
عابدا ثقة روى عنه الأئمة أبو حنيفة وغيره.
إخباره (ع) عن المغيبات
رواه القوم:
منهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق) (ص 121 ط مصر).
قال:
وسبق جعفرا إلى ذلك (أي الإخبار بملك أبي جعفر المنصور) والده الباقر،
فإنه أخبر المنصور بملك الأرض شرقها وغربها وطول مدته، فقال له: وملكنا
قبل ملككم؟ قال: نعم، قال: ويملك أحد من ولدي؟ قال: نعم، قال: فمدة
بني أمية أطول أم مدتنا؟ قال: مدتكم وليلعبن بهذا الملك صبيانكم كما يلعب
بالأكرة، هذا ما عهد إلي أبي، فلما أفضت الخلافة للمنصور يملك الأرض تعجب
من قول الباقر.



(1) وقال العلامة حافظ الدين محمد بن محمد المعروف بالكردي المتوفى سنة 827
في (مناقب أبي حنيفة) (ج 1 ص 208 ط حيدر آباد).
روى عن عبد الله بن المبارك قال: حج الإمام أبو حنيفة فلقي في المدينة محمد بن
علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم فقال: أنت الذي خالفت أحاديث جدي عليه السلام
بالقياس؟ فقال: معاذ الله عن ذلك اجلس فإن لك حرمة كحرمة جدك عليه السلام على
أصحابه.
171
خوفه (ع) من ربه واشتغال قلبه بالله
ونروي جملة مما ورد في كتب القوم في ذلك:
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 182 ط السعادة
بمصر) قال: حدثنا أبي، ثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن أبان، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا
سلمة بن شبيب، عن عبد الله بن عمر الواسطي، عن أبي الربيع الأعرج، عن شريك
عن جابر - يعني الجعفي - قال: قال لي محمد بن علي: يا جابر إني لمحزون وإني
لمشتغل القلب. قلت: ولم حزنك وشغل قلبك؟ قال: يا جابر إنه من دخل قلبه
صافي خالص دين الله شغله عما سواه. يا جابر ما الدنيا وما عسى أن تكون هل
هو إلا مركب ركبته أو ثوب لبست أو امرأة أصبتها، يا جابر إن المؤمنين لم
يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها، ولم يأمنوا قدوم الآخرة عليهم، ولم يصمهم عن
ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة، ولم يعمهم عن نور الله ما رأوا بأعينهم من
الزينة، ففازوا بثواب الأبرار، إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مؤنة وأكثرهم
لك معونة إن نسيت ذكروك، وإن ذكرت أعانوك، قوالين بحق الله، قوامين
بأمر الله، قطعوا محبتهم بمحبة الله عز وجل، ونظروا إلى الله عز وجل وإلى
محبته بقلوبهم، وتوحشوا من الدنيا لطاعة مليكهم، وعلموا أن ذلك منظور
إليهم من شأنهم، فأنزل الدنيا بمنزل نزلت به وارتحلت عنه، أو كمال أصبته في
منامك، فاستيقظت وليس معك منه شئ، واحفظ الله تعالى ما استرعاك من دينه

172
وحكمته، ورواه في (المختار في مناقب الأخيار).
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 80
ط طهران):
روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 194
ط الغري).
روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه ذكر بدل
قوله لبقاء فيها إلى قوله ففازوا بثواب الأبرار: لزوالها ولم يأمنوا الآخرة
لأهوالها.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 348 ط الغري)
روى الحديث من طريق أبي نعيم بعين ما تقدم عنه في (حلية الأولياء) إلا
أنه زاد بعد قوله ثوب لبسته: أو لقمة أكلتها، وأسقط قوله: قطعوا محبتهم إلى
قوله: من شأنهم.
ومنهم العلامة اليافعي في (روض الرياحين) (ص 57 ط القاهرة)
قال:
وقال لبعض أصحابه: إني لمحزون وإني لمشتغل القلب فقيل: وما حزنك
وما شغل قلبك؟ قال: إنه من دخل قلبه صافي خالص دين الله تعالى شغله عما سواه
وما عسى أن تكون الدنيا هل هي إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها
أو أكلة أكلتها.

173
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 349 ط الغري) قال:
وقال القرشي بالإسناد المذكور آنفا: حدثني محمد بن الحسين، حدثني
عبد الله بن إسحاق، عن العلا بن ميمون، عن أفلح مولى محمد بن علي قال: خرجت
مع مولاي حاجا فلما دخل المسجد نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته فقلت:
بأبي وأمي إن الناس ينظرون إليك فلو رفعت بصوتك قليلا، فبكى وقال: ويحك
لم لا أبكي لعل الله ينظر إلي برحمة منه فأفوز بها عنده، ثم طاف بالبيت
وركع عند المقام ورفع رأسه من سجوه فإذا موضعه مبتل من دموعه.
ومنهم العلامة اليافعي في (روض الرياحين) (ص 57 ط القاهرة).
روى الحديث مرسلا بعين ما تقدم عن (التذكرة).
ومنهم العلامة مبارك بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 30 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).
روى الحديث عن أفلح بعين ما تقدم عن (التذكرة) لكنه زاد كلمة غدا
بعد قوله فأفوز بها عنده.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 194
ط الغري).
روى عن أفلح مولاه (ع) قال: حججت مع أبي جعفر فذكر الحديث بعين
ما تقدم عن (التذكرة) لكنه أسقط حتى علا صوته، وأسقط قوله فبكى.
وذكر بدل قوله ويحك لم لا أبكي: ويلك يا أفلح ولم لا أرفع صوتي
بالبكاء وبدل كلمة عنده: غدا.

174
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 193 ط العثمانية
بمصر).
روى الحديث عن أفلح بعين ما تقدم عن (التذكرة) لكنه ذكر بدل قوله
رفعت: خفضت وذكر بدل كلمة عنده: غدا.
ومنها
ما رواه جماعة من القوم:
منهم العلامة أبو نعيم في في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 186 ط السعادة بمصر)
قال:
حدثنا أبي، ثنا أبو الحسن العبدي، ثنا أبو بكر بن عبيد الأموي، ثنا محمد
ابن إدريس، ثنا سويد بن سعيد، عن موسى بن عمير، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، أنه كان في جوف الليل يقول: أمرتني فلم أئتمر، وزجرتني فلم أزدجر،
هذا عبدك بين يديك ولا أعتذر.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 194
ط الغري).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه ذكر بدل قوله فلم
أزدجر الخ: فلم أنزجر فها أنا عبدك بن يديك مقر لا أعتذر.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 132 ط مصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) بعينه.
ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 30 مخطوط).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه ذكر بدل قوله هذا
عبدك: ها أنا عبدك.

175
سخاوته (ع)
فمما ورد فيها
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 197 ط الغري)
قال:
حكت سلمى مولاة أبي جعفر (ع) أنه كان يدخل عليه بعض إخوانه فلا
يخرجون من عنده حتى يطعمهم الطيب ويكسوهم الثياب الحسنة في بعض الأحيان
ويهب لهم الدراهم، فكنت أقول له في ذلك فيقول: يا سلمى ما حسنة الدنيا إلا
صلة الأخوان والمعارف، وكان يصل بالخمسمائة درهم وبالستمائة وبالألف درهم.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 194 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) لكنه قال: فكنت أكلمه
في ذلك، لكثرة عياله وتوسط حاله.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 350 ط الغري).
روى ما تقدم عن (الفصول المهمة) بمعناه وزاد: ويجيز بالخمسمائة إلى الألف
ولا يمل من مجالسة الأخوان.
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 197 ط الغري)

176
قال:
قال الأسود بن كثير: شكوت إلى أبي جعفر (ع) جور الزمان وجفاء الأخوان
فقال: بئس الأخ أخ يرعاك غنيا ويجفوك فقيرا، ثم أمر غلامه فأخرج كيسا
فيه سبعمائة درهم فقال: استعن بهذه على الوقت فإذا فرغت فأعلمني.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 81
ط طهران).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) لكنه ذكر بدل كلمة الحاجة:
جور الزمان. وبدل كلمة يجفوك: يقطعك. وبدل قوله استعن بهذه على الوقت:
استنفق هذه.
ومنهم العلامة مجد الدين ابن الأثير في (المختار) (ص 30 من النسخة
الظاهرية بدمشق).
روى الحديث عن الأسود بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
شوكته عند أهل زمانه
قال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 196 ط الغري):
وروى الزهري قال: حج هشام بن عبد الملك فدخل المسجد الحرام
متوكيا على يد سالم مولاه، ومحمد بن علي (ع) في المسجد فقال له سالم: يا
أمير المؤمنين هذا محمد بن علي بن الحسين في المسجد، المفتون به أهل العراق فقال:
اذهب إليه وقل له يقول لك أمير المؤمنين: ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى
أن يفصل بينهم يوم القيامة؟ فقال: قل له: يحشر الناس على مثل القرص نقي فيها
أنهار متفجرة يأكلون منها حتى يفرغوا من الحساب قال: فلما سمع هشام
ذلك رأى أنه قد ظفر به فقال: الله أكبر ارجع إليه وقل له: ما يشغلهم عن الأكل

177
والشرب يومئذ فقال له أبو جعفر قل له: هم في النار أشغل ولم يشتغلوا إلى أن قالوا:
أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله فسكت هشام ولم يرجع كلاما.
ورواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 192 ط العثمانية بمصر)
بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
وقال العلامة الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني
المتوفى سنة 852 في كتابه (تهذيب التهذيب) (ج 9 ص 352 طبع حيدر آباد).
وقال الزبير بن بكار كان يقال لمحمد: باقر العلم وقال محمد بن المنكدر:
ما رأيت أحدا يفضل على علي بن الحسين حتى رأيت ابنه محمدا أردت يوما أعظه
فوعظني.
تواضعه وتحمله لمشقة كسب المؤنة لأهله (ع)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 195 ط الغري)
قال:
وعن أبي عبد الله بن محمد بن المكندر كان يقول: ما كنت أرى أن مثل علي
ابن الحسين (ع) يدع خلفا يقارنه في الفضل حتى رأيت محمد بن علي (ع)
وذلك أني أردت أن أعظه فوعظني فقال أصحابه: بأي شئ وعظك؟ قال: خرجت
إلى بعض نواحي المدينة في يوم من الأيام في ساعة حارة فلقيت محمد بن علي وكان
رجلا بدينا وهو متكئ بين غلامين أسودين له فقلت في نفسي: شيخ من شيوخ
قريش خرج في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدنيا لأعظنه فدنوت منه
وسلمت عليه فسلم علي بنهر وقد تصيب عرقا فقلت: أصلحك الله شيخ من أشياخ
قريش في هذه الساعة في هذه الحالة في طلب الدنيا لو جائك الموت وأنت على هذه

178
الحالة قال: فخلى عن الغلامين والتفت إلي وقال: لو جائني الموت وأنا على هذه
الحالة لجائني وأنا في طاعة الله أكف بها على نفسي عنك وعن الناس وإنما
كنت أخاف الموت لو جائني وأنا على معصية من معاصي الله تعالى، فقلت: رحمك
الله أردت أن أعظك فوعظتني.
وعن معاوية بن عمار الدهني عن محمد بن علي بن الحسين في قوله عز وجل:
(فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) قال: نحن أهل الذكر.
حرمة السائل في باب داره (ع)
رواه القوم:
منهم العلامة أبو عثمان الجاحظ في (البيان والتبيين) (ج 3 ص 157
ط الآستانة بمصر) قال:
وكان محمد بن علي الباقر إذا رأى مبتلى أخفى الاستعاذة وكان لا يسمع من
داره للسائل: بورك فيك، ولا يا سائل خذ هذا، وكان يقول سموهم بأحسن
أسمائهم.
نقش خاتمه (ع)
رواه القوم:
منهم العلامة الثعلبي في (تفسيره) (على ما في مناقب عبد الله الشافعي ص 70
مخطوط) قال:
أخبرنا أبو الحسن العلوي الرضوي، حدثنا أحمد بن علي بن مهدي، حدثني
أبي، حدثني علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر
الصادق قال: كان نقش خاتم أبي محمد بن علي الباقر: ظني بالله حسن وبالنبي المؤتمن
وبالوصي ذي المنن وبالحسين والحسن - الحديث.

179
من جملة كراماته (ع)
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 200 ط الغري)
قال:
ومن الكتاب المذكور (الخرائج والجرائح) أيضا عن جعفر الصادق (ع)
قال: كان أبي في مجلس عام ذات يوم من الأيام إذ أطرق برأسه إلى الأرض
ثم رفعه فقال: يا قوم كيف أنتم إذا جائكم رجل يدخل عليكم مدينتكم هذه في
أربعة آلاف يستعرضكم على السيف ثلاثة أيام متوالية فيقتل مقاتلتكم وتلقون منه
بلاء لا تقدرون عليه ولا على دفعه وذلك من قابل فخذوا حذركم واعلموا أن الذي
قلت لكم هو كائن لا بد به منه. فلم يلتفت أهل المدينة إلى كلامه وقالوا لا يكون
هذا أبدا فلما كان من قابل تحمل أبو جعفر من المدينة بعياله هو وجماعة من
بني هاشم وخرجوا منها فجائها نافع بن الأزرق فدخلها في أربعة آلاف واستباحها
ثلاثة أيام وقتل فيها خلقا كثيرا لا يحصون، وكان الأمر على ما قاله (ع).
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 133 ط مصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).

180
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ يوسف بن إسماعيل النبهاني البيروتي في (جامع
كرامات الأولياء) (ج 1 ص 164 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة) قال:
(محمد الباقر) بن علي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنهما أحد أئمة
ساداتنا آل البيت الكرام وأوحد أعيان العلماء الأعلام ومن كراماته: ما روي عن
أبي بصير قال: كنت مع محمد بن علي في مسجد رسول الله (ص) إذ دخل المنصور
وداود بن سليمان قبل أن يفضى الملك لبني العباس فجاء داود إلى الباقر فقال له:
ما منع الدوانيقي أن يأتي قال: فيه جفاء فقال الباقر: لا تذهب الأيام حتى يلي هذا
الرجل أمر الخلق فيطأ أعناق الرجال ويملك شرقها وغربها ويطول عمره فيها حتى
يجمع من كنوز المال ما لا يجمعه غيره، فأخبر داود المنصور بذلك فأتى إليه وقال:
ما منعني الجلوس إليك إلا إجلالك، وسأله عما أخبر به داود فقال: هو كائن،
قال: وملكنا قبل ملككم؟ قال: نعم، قال: ويملك بعدي أحد من ولدي؟
قال: نعم، قال: فمدة بني أمية أطول أم مدتنا؟ قال مدتكم أطول وليلعبن بهذا
الملك صبيانكم كما يلعبون بالكرة بهذا عهد إلي أبي فلما أفضت الخلافة إلى
المنصور تعجب من قوله، قاله في (المشرع الروي).
ومنهم العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 199 ط الغري).
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 199 ط الغري) قال:
ومن الكتاب المذكور أي الخرائج والجرائح قال أبو بصير: قلت يوما

181
للباقر: أنتم ذرية رسول الله (ص) قال: نعم، قلت: رسول الله وارث الأنبياء جميعهم
ووراث جميع علومهم؟ قال: نعم، قلت: فأنتم ورثة جميع علوم رسول الله (ص)
قال: نعم، قلت: فأنتم تقدرون أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص
وتخبرون الناس بما يأكلون في بيوتهم؟ قال: نعم، نفعل ذلك كله بإذن الله تعالى
ثم قال: أدن مني يا أبا بصير وكان أبو بصير مكفوف النظر قال: فدنوت منه فمسح
يده على وجهي فأبصرت السهل والجبال والسماء والأرض فقال: أتحب أن تكون
هكذا تبصر وحسابك على الله؟ أو تكون كما كنت ولك الجنة؟ قلت: الجنة أحب
إلي، قال: فمسح بيده على وجهي فعدت كما كنت -.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 194 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 200
ط الغري) قال:
ومن كتاب الدلائل للحميري عن زيد بن حازم قال: كنت مع أبي جعفر
محمد بن علي الباقر (ع) فمر بنا زيد بن علي فقال أبو جعفر: ما رأيت هذا ليخرجن
بالكوفة وليقتلن وليطافن برأسه فكان كما قال (ع).
ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 420
ط اسلامبول) قال:
وروى الحافظ ابن الأخضر في معالم العترة الطاهرة من طريق أبي نعيم، عن
ابن علي الرضا محمد الجواد، قال: قد قال محمد الباقر: يرحم الله أخي زيدا فإنه أتى

182
أبي فقال: إني أريد الخروج على هذه الطاغية بني مروان فقال له: لا تفعل يا زيد
إني أخاف أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة، أما علمت يا زيد إنه
لا يخرج أحد من ولد فاطمة على أحد السلاطين قبل خروج السفياني إلا قتل
فكان الأمر كما قال له أبي.
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 202 ط الغري)
قال:
ومن كتاب جمعه الوزير السعيد مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد
ابن علي العلقمي قال: ذكر الشيخ الأجل أبو الفتح يحيى بن محمد بن خيار الكاتب
قال: سمعت بعض أهل العلم والخير يقول: كنت بين مكة والمدينة فإذا أنا بشيخ
يلوح في البرية فيظهر تارة ويغيب أخرى حتى قرب مني فتأملته فإذا هو غلام
سباعي أو ثماني فسلم علي فرددت عليه فقلت: من أين يا غلام؟ قال: من الله، وإلى
أين، قال: إلى الله، قلت: فما زادك؟ قال: التقوى، قلت: فمن أنت؟ قال: رجل من
قريش، قلت: ابن من عافاك الله؟ فقال: أنا رجل علوي ثم أنشد يقول:
نحن على الحوض رواده * نذود ويسعد وراده
فما فاز من فاز إلا بنا * وما خاب من حبنا زاده
فمن سرنا نال منا السرور * ومن سائنا ساء ميلاده
ومن كان غاصبنا حقنا * فيوم القيامة ميعاده
ثم قال: أنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثم التفت
فلم أره ولم أدر نزل في الأرض أو صعد إلى السماء.

183
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 23 ط اسلامبول).
روى الحديث نقلا عن (جواهر العقدين) من قوله ثم أنشد وقال - الخ
بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 202 ط الغري)
قال:
وعن ابنه جعفر الصادق (ع) قال: كنت عند أبي في اليوم الذي قبض فيه
فأوصاني بأشياء في غسله وتكفينه وفي دخوله قبره قال: فقلت له: يا أبت والله ما رأيتك
منذ اشتكيت أحسن منك اليوم ولا أرى عليك أثر الموت فقال: يا بني أما سمعت
علي بن الحسين يناديني من وراء الجدار يا محمد عجل -.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 195 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنها
ما رواه القوم:
منهم العلامة تقي الدين أبو العباس أحمد بن علي بن عبد القادر
المقريزي الشافعي المتوفى سنة 845 في كتابه (اتعاظ الحنفاء) (ص 245
ط مصر دار الفكر العربي) حيث قال في ترجمة الصناديقي:
فلما كان في سنة تسع وثلاثين وثلاثمأة أرادوا أن يستميلوا الناس فحملوا
الحجر الأسود إلى الكوفة ونصبوه فيها على الاستوانة بالجامع.

184
وكان قد جاء عن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الملقب ب (الباقر)
إن الحجر الأسود يعلق في مسجد الجامع بالكوفة في آخر الزمان.
نبذة من كلماته (ع)
منها
ما دخل قلب امرئ شئ من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخله من ذلك
قل أو كثر - رواه الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 180 ط السعادة
بمصر) قال:
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أبو الربيع، ثنا عبد الله بن
وهب أخبرني إبراهيم بن نشيط، عن عمر مولى عفرة، عن محمد بن علي أنه قاله.
ورواه محمد بن طلحة في (مطالب السئول) (ص 80 ط طهران).
ورواه العلامة الأبياري في (جالية الكدر) (ص 204 ط مصر) لكنه ذكر
بدل قوله: من ذلك قل أو كثر: من ذلك الكبر أو أكثر، ورواه في (الفصول المهمة)
(ص 195 ط الغري) وفي (نور الأبصار) (ص 195 ط العثمانية بمصر)، ورواه
في (التذكرة) (ص 348 ط الغري)، ورواه في (المختار) (ص 348 ط الغري)،
ورواه في (الحدائق الوردية) (ص 36).
ومن كلامه (ع)
إني لأكره أن يكون مقدار لسان الرجل فاضلا على مقدار علمه كما
أكره أن يكون مقدار علمه فاضلا على مقدار عقله. رواه الشيخ عز الدين ابن
أبي الحديد المعتزلي في (شرح نهج البلاغة) (ج 2 ص 191 ط القاهرة).

185
ومن كلامه (ع)
ما شيب شئ بشئ أحسن من علم بحلم - رواه الشيخ علي أبو الحسين الواسطي
الشافعي المتوفى ببدر محرما في سنة 733 في (خلاصة الأكسير) (ص 12 ط مطبعة
الخيرية في القاهرة).
ومن كلامه (ع)
مالك من عيشك إلا لذة تزدلف بك إلى حمامك وتقربك من يومك فأية
أكلة ليس معها غصص وشربة ليس معها شرق فتأمل أمرك فكأنك قد صرت الحبيب
المفقود أو الخيال المحترم. رواه عنه أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل البكري
المتوفى سنة 351 في (الصناعتين) (ص 40 ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
ليس في الدنيا شئ أعون من الاحسان إلى الأخوان. رواه ابن الصبان
المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار ص 253 ط العثمانية
بمصر).
ومن كلامه (ع)
هل سمي (أي الله عز وجل) عالما قادرا إلا لأنه وهب العلم للعلماء والقدرة
للقادرين فكلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلكم
مردود إليكم، ولعل النمل الصغار تتوهم أن لله تعالى زبانيتين كمالها فإنها
تتصور أن عدمهما نقص لمن لا تكونان له. رواه العلامة السيد صديق حسن خان

186
ملك بهوبال في (حظيرة القدس وذخيرة الأنس) (ص 211 ط المطبعة الصديقي في
بهوپال) ثم قال: وعلى هذا الكلام عبقة نبوية تعطر مشام رواح أرباب القلوب.
ومن كلامه (ع)
ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله تعالى إلا حرم الله وجه صاحبها
على النار فإن سالت على الخدين دموعه لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة، وما من شئ
إلا وله جزاء إلا الدمعة فإن الله تعالى يكفر بها بحورا من الخطايا ولو أن
باكيا يبكي في أمة لحرم الله تلك الأمة على النار.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 194 ط الغري) (ونور الأبصار) (ص 192
ط العثمانية بمصر)، (ومطالب السؤول) (ص 80 ط طهران)، (وتذكرة الخواص)
(ص 349 ط الغري) قال: قال أبو نعيم: أخبرنا غير واحد عن عبد الوهاب الحافظ
أخبرنا عبد الملك بن عبد الجبار، أخبرنا علي بن أحمد الملطي، عن أحمد بن محمد
ابن يوسف، عن ابن صفوان، عن أبي بكر القرشي، حدثني إبراهيم بن راشد،
حدثنا بشر بن حجر الشامي، حدثنا مروان بن معاوية، عن خالد بن أبي الهيثم،
عن محمد بن علي أنه قاله. رواه ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 30 من النسخة الظاهرية بدمشق) إلى قوله ولا ذلة.
ورواه ابن الجوزي في (التبصرة) (ص 281 ط عيسى الحلبي في القاهرة) إلى
قوله: ولا ذلة وزاد كلمة يوم القيامة. ورواه في (الحدائق الوردية) (ص 36).
ومن كلامه (ع)
صحبة عشرين يوما قرابة، رواه العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار)
(ص 75 مخطوط).

187
ومن كلامه (ع)
إذا بلغ الرجل أربعين سنة ناداه مناد من السماء دنا الرحيل فأعد زادا.
رواه أيضا العلامة الزمخشري في ربيع الأبرار) (ص 274 مخطوط).
ومن كلامه (ع)
إن الله تعالى يلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام قائمنا وظهر مهدينا
كان الرجل أجرأ من ليث وأمضى من سنان. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 184
ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا عمران بن موسى السختياني، ثنا
عثمان بن أبي شيبة، ثنا مالك بن إسماعيل، ثنا مسعود بن سعد الجعفي، عن جابر
عن أبي جعفر قاله.
ومن كلامه (ع)
الإيمان ثابت في القلوب، واليقين خطرات، فيمر اليقين بالقلب فيصير
كأنه زبر الحديد، ويخرج منه، فيصير كأنه خرقة بالية، رواه في (حلية الأولياء)
(ج 3 ص 180 ط السعاة بمصر) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن
موسى، ثنا عبد السلام بن حرب، عن خلف بن حوشب، عن أبي جعفر محمد بن
علي، قاله.

188
ومن كلامه (ع)
إذا أراد الله أن ينتقم لوليه انتقم من عدوه بعدوه، إذا أراد الله أن ينتقم
لنفسه انتقم بوليه من عدوه. رواه الراغب الأصبهاني في (المحاضرات) (ج 1
ط 216 ط بيروت) قال: روى جعفر بن محمد (ع) عن أبيه قال.
ومن كلامه (ع)
كم من نعمة في عرق ساكن. رواه العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار)
(ص 313).
ومن كلامه لابنه (ع)
يا بني إذا أنعم الله عليك نعمة فقل: الحمد لله، وإذا حزنك أمر فقل: لا حول
ولا قوة إلا بالله، وإذا أبطأ عنك رزق فقل: أستغفر الله.
رواه أبو عثمان الجاحظ في (البيان والتبيين) (ص 257 ط الاستقامة بالقاهرة).
والعلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 197 ط الغري).
ومن كلامه (ع)
بئس الأخ أخ يراعيك غنيا، ويقطعك فقرا. رواه ابن الصبان في (إسعاف
الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار 253 ط العثمانية بمصر)، ورواه
ابن طلحة في (مطالب السؤول) (ص 81 ط طهران)، ورواه ابن الجوزي في (التذكرة)
(ص 350 ط الغري).
ورواه ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 30 نسخة مكتبة

189
الظاهرية بدمشق). والعلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 196 ط العثمانية
بمصر). وابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 197 ط الغري). لكنه
ذكر بدل كلمة يقطعك: يجفوك.
ومن كلامه (ع)
سلاح اللئام قبح الكلام. رواه في (نور الأبصار) (ص 195 ط العثمانية بمصر).
ورواه في (الفصول المهمة) (ص 195 ط الغري)، ورواه في (مطالب السئول) (ص 80
ط طهران)، ورواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 182 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد ثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي، ثنا محمد بن
زكريا، ثنا قيس بن حفص، ثنا حسين بن حسن قال: كان محمد بن علي يقول:
سلاح اللئام قبح الكلام. ونقله عنه في (التذكرة) (ص 348 ط الغري) بعينه
سندا ومتنا.
ومن كلامه (ع)
كان لي أخ في عيني عظيم وكان الذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه.
رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 186 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا أبي، ثنا
أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد القرشي، ثنا أحمد بن محمد قال: قاله (ع)
ووراه في (الحدائق الوردية) (ص 36 ط دمشق).
ومن كلامه (ع)
أشد الأعمال ثلاثة: ذكر الله على كل حال، وإنصافك من نفسك،
ومواساة الأخ في المال. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 183 ط السعادة

190
بمصر) قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الجارود، ثنا أبو سعيد الأشج،
ثنا أبو خالد الأحمر، عن حجاج، عن أبي جعفر (ع) قاله.
ومن كلامه (ع)
ما من شئ أحب إلى الله عز وجل من أن يسئل، وما يدفع القضاء إلا
الدعاء، وإن أسرع الخير ثوابا البر، وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفي المرء عيبا
أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه، وأن يأمر الناس بما لا يفعله، وأن ينهى الناس
بما لا يستطيع التحول عنه، وأن يؤذي جليسه بما لا يعينه. رواه في (حلية الأولياء)
(ج 3 ص 187 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا علي بن محمد
ابن الحسن، ثنا علي بن محمد بن أبي الخضيب، ثنا إسماعيل بن أبان، عن الصباح
المزني، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر محمد بن علي. قاله.
ورواه في (الفصول المهمة) (194 ط الغري).
و (المختار) (ص 30 ط نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) و (مطالب السؤل)
(ص 80).
ورواه في (تذكرة السبط) (ص 350 ط الغري)، و (الحدائق الوردية) (ص 36).
ورواه في (مطالب السؤل) بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) إلى قوله:
من نفسه.
ومن كلامه (ع)
أعرف المودة لك في أخيك مما له في قلبك. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3
ص 187 ط السعادة بمصر) قال:

191
حدثنا أبي، ثنا أبو الحسن، ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا عبد الرحمان بن
صالح، ثنا الحكم بن يعلى، ثنا القاسم بن الفضل، عن أبي جعفر. قاله.
وفي (مطالب السؤل) (ص 81 ط طهران) وفي (الفصول المهمة) (ص 197
ط الغري). وفي (نور الأبصار) (ص 196 ط العثمانية بمصر) و (الحدائق الوردية)
(ص 36 ط الدرويشية بدمشق).
ومن كلامه (ع)
شيعتنا من أطاع الله. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 184 ط السعادة
بمصر) قال:
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا عمران بن موسى، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا
مالك بن إسماعيل، ثنا مسعود بن سعد، عن جابر، عن أبي جعفر قاله.
ورواه في (الفصول المهمة) (ص 195 ط الغري).
ومن كلامه (ع)
الغنا والعز يجولان في قلب المؤمن، فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل
أوطناه. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 181 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا عثمان بن محمد العثماني، ثنا الحسين بن أبي الحسن أبو علي الروزباري
قال: سمعت أبا العباس المسروق قال: سمعت سفيان الثوري يقول: سمعت منصورا
يقول: سمعت محمد بن علي بن الحسين بن علي يقوله. ورواه في (مطالب السئول)
(ص 80 ط طهران)، ورواه في (الفصول المهمة) (ص 195 ط الغري)، ورواه
في (نور الأبصار) (ص 195 ط العثمانية بمصر) لكنهم ذكروا بدل كلمة: أوطناه:

192
استوطناه، ونقله عن أبي نعيم في (تذكرة الخواص) (ص 348) بعين ما تقدم عنه سندا
ومتنا. ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 30)، ورواه في (الحدائق
الوردية) (ص 36)، لكنه ذكر بدل كلمة أوطناه: جعلاه موطنا.
ومن كلامه (ع)
والله لموت عالم أحب إلى إبليس من موت سبعين عابدا. رواه في
(حلية الأولياء) (ج 3 ص 183 ط السعادة) قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة،
حدثنا أبي، ثنا أبو بكر بن عياش، عن سعد الإسكافي، عن أبي جعفر قاله.
ورواه في (الفصول المهمة) (ص 195 ط الغري) ورواه في (التذكرة)
(ص 348 ط الغري)، ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 30)، ورواه
في (مطالب السؤول) (ص 80 ط طهران).
ومن كلامه (ع)
عالم ينتفع بعلمه أفضل من ألف عابد. رواه في (حلية الأولياء) (ص 183
ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو بكر محمد بن سعيد الصيرفي، ثنا زهير بن
محمد، ثنا موسى بن داود، ثنا مندل وحيان ابنا علي، عن سعد الإسكافي، عن أبي جعفر
محمد بن علي قاله. ورواه في (مطالب السئول) (ص 80 ط طهران). ورواه في
(الفصول المهمة) (ص 195 ط الغري) إلا أنه ذكر بدل كلمة أفضل: خير.
ورواه في (المختار في مناقب الأخبار) (ص 30).

193
ومن كلامه (ص)
ندعو الله فيما نحب، فإذا وقع الذي نكره لم نخالف الله عز وجل فيما
أحب. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 187 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني سفيان
ابن وكيع، ثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار. قال: قاله محمد بن علي.
ومن كلامه (ع)
إن الحق استصرخني وقد حواه الباطل في جوفه فبقرت على خاصرته
واطلعت الحق عن حجبه حتى ظهر وانتشر بعد ما خفي واستتر. رواه في
(ربيع الأبرار) (ص 310 مخطوط).
ومن كلامه (ع)
يدخل أحدكم يده في كم صاحبه، فيأخذ ما يريد؟ قال: قلنا: لا، قال:
فلستم بإخوان كما تزعمون. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 187 ط السعادة
بمصر) قال:
حدثنا أبي قال: ثنا أبو الحسن العبدي، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني محمد
ابن الحسين، ثنا سعيد بن سليمان، عن إسحاق بن كثير، عن عبيد الله بن الوليد.
قال: قال لنا أبو جعفر محمد بن علي، فذكره، ورواه الزمخشري في (ربيع الأبرار)
(ص 75 مخطوط).
ورواه في (محاضرات الأدباء) (ص 14 ط بيروت) لكنه ذكر بدل قوله
كم صاحبه فيأخذ ما يريد: كم أخيه فيأخذ حاجته.

194
ومن كلامه (ع)
من أعطي الخلق والرفق، فقد أعطي الخير كله والراحة وحسن حاله في
دنياه وآخرته، ومن حرم الرفق والخلق كان ذلك له سبيلا إلى كل شر وبلية إلا
من عصمه الله تعالى. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 186 ط السعادة بمصر)
قال:
حدثنا أبو عبد الله مهدي بن إبراهيم بن مهدي، ثنا محمد زكرياء العلامي
ثنا عبد الله بن محمد، ثنا ابن المبارك. قال: قاله (ع).
ومن كلامه (ع)
إياكم والخصومة، فإنها تفسد القلب وتورث النفاق. رواه في (حلية الأولياء)
(ج 3 ص 184 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين قال: حدثني جدي أبو حصين
القاضي، ثنا عون بن سلام، ثنا عنبسة بن مخلد العابد، عن جعفر بن محمد بن علي
عن أبيه. قاله (ع).
ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 30 نسخة الظاهرية بدمشق).
ومن كلامه (ع) إذا ضحك
اللهم لا تمقتني. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 185 ط السعادة بمصر)
قال:
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن أبان، ثنا
عبد الله بن نمير، عن خالد بن دينار، عن أبي جعفر. أنه كان إذا ضحك قال: اللهم

195
لا تمقتني، ورواه في (تذكرة الخواص) (ص 349 ط الغري).
ومن كلامه (ع)
يا بني إن الله خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء: خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن
من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه، وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية
شيئا فلعل سخطه فيه، وخبأ أوليائه في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعله ذلك الولي.
- رواه في (الفصول المهمة) (ص 196 ط الغري). ورواه في (نور الأبصار) (ص 196
ط العثمانية) قال: روى أبو سعيد منصور بن الحسن الإبي في كتابه (نثر الدرر) إن
محمد بن علي الباقر (ع) قال لابنه جعفر الصادق. ورواه في (مجمع الأمثال) (ج 2
ص 458 ط عبد الحميد بالقاهرة) ورواه في (وسيلة المآل) (ص 201 نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق).
ومن كلامه (ع)
يا بني إياك والكسل والضجر: فإنهما مفتاحا كل شر إنك إذا كسلت
لم تؤد حقا وإن ضجرت لم تصبر على حق. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3
ص 183 ط السعادة بمصر) قال: ثنا أحمد بن محمد بن قاسم، ثنا ابن دريد، ثنا الرياشي
ثنا الأصمعي قال: قال محمد بن علي لابنه، ورواه في (الفصول المهمة) (ص 197
ط الغري) ونقله عنه في (تذكرة الخواص) (ص 349 ط الغري) بعين ما تقدم عنه
سندا ومتنا لكنه ذكر مفتاح كل شر، ورواه في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 30 نسخة الظاهرية بدمشق) لكنه إيضاح ذكر كلمة مفتاح بالافراد. ورواه
في (الحدائق الوردية) (ص 36 ط دمشق).

196
ومن كلامه (ع)
اللهم إني أعوذ بك أن يحسن في لوامع العيون علانيتي وتقبح سريرتي،
اللهم أسأت فأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي - رواه في (مطالب السئول) (ص 80
ط طهران).
ومن كلامه (ع)
شيعتنا ثلاثة أصناف: صنف يأكلون الناس بنا، وصنف كالزجاج ينهشم،
وصنف كالذهب الأحمر كلما دخل النار ازداد جودة. رواه في (حلية الأولياء)
(ج 3 ص 183 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا أحمد بن محمد، ثنا محمد بن عثمان، ثنا عباد بن يعقوب، ثنا يونس بن
أبي يعقوب، عن أخيه، عن أبي جعفر. قاله. ورواه ابن الأثير في (المختار في
مناقب الأخيار) (ص 30) بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) إلا أنه ذكر بدل
كلمة ينهشم: يتهشم.
ومن كلامه (ع)
اصلاح شأن جميع التعايش والتعاشر ملأ مكيال ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل.
رواه في (البيان والتبيين) (ج 1 ص 107).
ومن كلامه (ع)
يا جابر إني لمحزون وإني لمشتغل القلب قلت: وما حزنك؟ وما شغل قلبك؟
قال: يا جابر إنه من دخل قلبه خالص دين الله شغله عما سواه، يا جابر؟ ما الدنيا

197
وما عسى أن يكون هل هو إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها
يا جابر إن المؤمنين لم يطمئنوا إلى الدنيا لبقاء فيها ولم يأمنوا قدوم الآخرة
عليهم ولم يصمهم عن ذكر الله ما سمعوا بآذانهم من الفتنة ولم يعمهم عن نور الله
ما رأوا بأعينهم من الزينة ففازوا بثواب الأبرار، إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا
مؤنة وأكثرهم لك معونة إن نسيت ذكروك وإن ذكرت أعانوك قوالين بحق الله
قوامين بأمر الله قطعوا محبتهم بمحبة الله ونظروا إلى الله وإلى محبته بقلوبهم
وتوحشوا من الدنيا لطاعة مليكهم فأنزل الدنيا بمنزل نزلت به وارتحلت عنه
أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك شئ واحفظ لله ما استرعاك
من دينه وحكمته. رواه ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص نسخة
الظاهرية بدمشق) قد مر الحديث في خوفه (ع) من الله قال: قال جابر الجعفي:
قال لي محمد بن علي فذكره وروى شطرا منه، العلامة أبو نعيم في (حلية الأولياء)
(ج 3 ص 187 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء، ثنا سملة بن شبيب، ثنا سهل بن
عاصم، ثنا عبد الله بن عمر الواسطي، عن أبي الربيع الأعرج، ثنا شريك، عن
جابر. قال: قاله لي محمد بن علي. يا جابر انزل الدنيا كمنزل نزلت به وارتحلت
منه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ إنما هي مع أهل
اللب والعالمين بالله تعالى كفئ الظلال، فاستحفظ ما استرعاك الله تعالى من دينه
وحكمته.
ومن كلامه (ع)
حين سمع عصافير يصحن:
تدري يا أبا حمزة ما يقلن؟ قلت: لا، قال: يسبحن ربي عز وجل

198
ويطلبن قوت يومهن. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 187 ط السعادة
بمصر) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب، ثنا
عبد الملك بن عبد ربه الطائي، ثنا حصين بن القاسم، ثنا أبو حمزة الثمالي. قال:
قال لي محمد بن علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهم - وسمع عصافير يصحن - فقاله.
ومن كلامه (ع)
الذين يخوضون في آيات الله هم أصحاب الخصومات. رواه في (حلية الأولياء)
(ج 3 ص 184 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا مخلد بن جعفر الدمشقي، ثنا الحسن بن أبي الأحوص، ثنا
أحمد بن يونس، ثنا أبو شهاب، عن ليث، عن الحكم، عن أبي جعفر قاله.
ومن كلامه (ع)
إذا رأيتم القارئ يحب الأغنياء فهو صاحب الدنيا، وإذا رأيتموه يلزم
السلطان من غير ضرورة فهو لص. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 184
ط السعادة بمصر) قال: حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو شعيب الحراني، ثنا خالد بن
يزيد، ثنا أبو داود أنه سمع محمد بن علي يقوله. ورواه في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 30 نسخة الظاهرية بدمشق) لكنه أسقط قوله: من غيرة ضرورة.
ومن كلامه (ع)
قال: ما من عبادة أفضل من عفة بطن أو فرج. رواه في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 30 نسخة الظاهرية بدمشق)، وفي (مطالب السئول) (ص 80)، رواه
في (الحدائق الوردية) (ص 36).

199
ومن كلامه (ع)
أنتم أهل العراق تقولون: أرجى آية في كتاب الله تعالى قوله تعالى: (يا
عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) الآية ونحن أهل البيت
نقول: أرجى آية في كتاب الله تعالى (ولسوف يعطيك ربك فترضى) وعده ربه
عز وجل أن يرضيه في أمته.
رواه العلامة العارف الشيخ أبو طالب محمد بن علي بن عطية الحارثي في (قوت
القلوب في معاملة المحبوب) (ج 1 ص 433 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة).
ومن وصية له (ع) لعمر بن عبد العزيز
أوصيك أن تتخذ صغير المسلمين ولدا، وأوسطهم أخا، وكبيرهم أبا، فارحم
ولدك، وصل أخاك، وبر أباك، وإذا صنعت معروفا فربه.
رواه أبو علي القال في (الأمالي) (ج 2 ص 308 ط بيروت).
ورواه الحافظ يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري الأندلسي في (بهجة
المجالس وأنس المجالس) (ص 250 ط القاهرة) إلى قوله: وبر أباك، وذكر بدل
كلمة صغير: صغار.
ومن كلامه (ع)
رب البيت آخر من يغسل. رواه في الحافظ أبو عمرو يوسف بن عبد الله بن
عبد البر النمري الأندلسي في (بهجة المجالس وأنس المجالس) (ص 84 ط القاهرة).

200
ومن كلامه (ع)
أدوا الأمانة ولو إلى قتلة أولاد الأنبياء
رواه في (البرهان في وجوه البيان) (ص 403 ط بغداد)
ومن كلام له (ع)
لما قيل له: من أشد الناس زهدا؟
من لا يبالي الدنيا في يد من كانت.
رواه في (البيان والتبيين) (ص 159 ط القاهرة).
ومن كلام له (ع)
لما قيل له: من أخسر الناس صفقة؟
من باع الباقي بالفاني.
رواه في (البيان والتبيين) (ص 159 ط القاهرة).
ومن كلام له (ع)
لما قيل له: من أعظم الناس قدرا؟
من لا يرى الدنيا لنفسه قدرا.
رواه في (البيان والتبيين) (ص 159 ط القاهرة).

201
ومن كلام له (ع)
اللهم أعني على الدنيا بالغنى، وعلى الآخرة بالتقوى.
رواه في (البيان والتبيين) (ص 250 ط القاهرة).
ومن كلام له (ع)
ما يعبأ من يؤم هذا البيت إذا لم يأت بثلاث: ورع يحجره عن محارم الله
تعالى، وحلم يكف به غضبه، وحسن الصحبة لم يصحبه من المسلمين.
رواه في (العقد الثمين في فضائل البلد الأمين) (ص 78 ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
في معنى قوله تعالى: فكبكبوا فيها هم والغاوون.
قوم وصفوا الحق والعدل بألسنتهم وخالفوه إلى غيره.
ومن كلامه (ع)
الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن، ولا تصيب الذاكر. رواه في
(حلية الأولياء) (ج 3 ص 181 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا محمد بن علي بن حبيش ثنا، ميمون بن محمد بن سليمان، ثنا محمد بن
عباد، ثنا عبد السلام بن حرب، عن زياد بن خثيمة، عن أبي جعفر قاله. ورواه
في (مطالب السئول) (ص 80 ط طهران)، ورواه في (إسعاف الراغبين) (ص 253
ط العثمانية بمصر) المطبوع بهامش (نور الأبصار)، ورواه الخازن في (تفسيره)
(ج 4 ص 9 ط مصطفى بمصر)، ورواه في (معالم التنزيل) (ج 4 ص 9 الطبع

202
المذكور) ونقله عن (الحلية) في (تذكرة الخواص) (ص 347 ط الغري بعين
ما تقدم عنه سندا ومتنا، ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 30).
ورواه في (الحدائق الوردية) (ص 36) لكنه ذكر بدل كلمة الذاكر:
ذاكر الله عز وجل.
ومن وصيته لابنه (ع) حين حضرته الوفاة
هذا ما أوصى به يعقوب بنيه: يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن
إلا وأنتم مسلمون، وأوصى محمد بن علي ابنه جعفر وأمره أن يكفنه في بردته
التي كان فيها يصلي الجمعة وقميصه وأن يعممه بعمامته وأن يرفع قبره مقدار
أربع أصابع وأن يحل ظماره عند دفنه، ثم قال للشهود: انصرفوا رحمكم الله فقلت:
يا أبت ما كان في هذا حتى يشهد عليه قال: يا بني كرهت أن تغلب وأن يقال
لم يوص فأردت أن يكون ذلك الحجة.
رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 204 ط الغري)
قال: عن أبي عبد الله جعفر الصادق (ع) قال: إن أبي استودعني ما هناك وذلك أنه
لما حضرته الوفاة قال: ادع لي شهودا فدعوت له أربعة ومنهم نافع مولى عبد الله بن عمر
فقال: اكتب، فذكره.

203
ومن كلامه (ع)
لن نعيش بعقل أحد حتى نعيش بظنه. رواه العلامة أبو سعيد بن أوس
في (النوادر في اللغة) (ص 42 ط الآباء اليسوعيين في بيروت).
ومن كلامه (ص)
في جواب خضر
بدء خلق هذا البيت إن الله تعالى قال للملائكة: إني جاعل في الأرض
خليفة، فردوا عليه أتجعل فيها من يفسد فيها الآية، وغضب عليهم، فعاذوا بالعرش
فطافوا حوله سبعة أطواف يسترضون بهم، فرضي عنهم وقال لهم: ابنوا لي في
الأرض بيتا فيعوذ به من سخطت عليه من بني آدم ويطوفون حوله كما فعلتم
بعرشي فأرضى عنهم، فبنوا له هذا البيت فهذا بدء خلق هذا البيت. رواه العلامة
القاضي الديار بكري المتوفى سنة 966 وقيل 982 في (تاريخ الخميس) (ج 1 ص 88
ط المطبعة الوهبية بمصر سنة 1283) قال: وذكر الزبير بن بكار بإسناده إلى
جعفر الصادق أن رجلا سأل أبي محمد الباقر بمكة في ليالي العشر قبل التروية في
الحجر، وكان السائل الخضر، فقال له: أبا جعفر أخبرني عن بدء خلق هذا البيت
كيف كان؟ فقاله.

204
نقش خاتمه (ع)
قال علامة التاريخ والحديث أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي
المتوفى سنة 427 في (تاريخ جرجان) قال: حدثنا أحمد بن أبي عمران
الجرجاني، حدثنا عمران بن موسى، حدثنا إبراهيم بن المنذر، حدثني محمد
ابن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد قال: كان نقش خاتم أبي محمد بن علي:
القوة لله جميعا.
وقال العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي المتوفى
سنة 652 في (مطالب السئول في مناقب آل الرسول) (ص 81 ط تهران):
نقل الثعلبي في تفسيره أن الباقر كان نقش خاتمه هذه ظني بالله حسن
وبالنبي المؤتمن وبالوصي ذي المنن وبالحسين والحسن.
رواها بسنده في تفسيره متصلا إلى ابنه الصادق.

205
الإمام الصادق
جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي عليهم السلام

207
تاريخ مولده ووفاته
ذكره جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الخطيب التبريزي العمري في (إكمال الرجال) (ص 623
ط دمشق) قال:
جعفر الصادق: هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب،
الصادق، كنيته أبو عبد الله، كان من سادات أهل البيت (1). روى عن أبيه وغيره
سمع منه الأئمة الأعلام نحو يحيى بن سعيد وابن جريح ومالك بن أنس والثوري



(1) وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 81 ط طهران).
وهو (أي جعفر بن محمد الصادق) من عظماء أهل البيت وساداتهم ذو علم جمة
وعبادة موفرة وأوراد متواصلة وزهادة بينة وتلاوة كثرة يتبع معاني القرآن الكريم
ويستخرج من بحره جواهره ويستنتج عجائبه ويقسم أوقاته على أنواع الطاعات بحيث
يحاسب عليها نفسه، رؤيته تذكر الآخرة واستماع كلامه يزهد في الدنيا والاقتداء بهداه
يورث الجنة، نور قسماته شاهد أنه من سلالة النبوة وطهارة أفعاله تصدع بأنه من ذرية
الرسالة إلى أن قال: وله ألقاب أشهرها الصادق ومنها الصابر والفاضل والطاهر وأما
مناقبه وصفاته فتكاد تفوت عدد الحاصر ويحار في أنواعها فهم اليقظ الباصر حتى أن من
كثرة علومه المفاضة على قلبه من سجال التقوى صارت الأحكام التي لا تدرك عللها والعلوم
التي تقصر الأفهام عن الإحاطة بحكمها، تضاف إليه وتروى عنه، وقد قيل: إن كتاب الجفر
الذي بالمغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن هو من كلامه وإن في هذه لمنقبة سنية ودرجة في
مقام الفضائل عليه، وهي نبذة يسير مما نقل عنه.
208
وابن عيينة وأبو حنيفة (1)، ولد سنة ثمانين ومات سنة ثمان وأربعين ومأة وهو



(1) وقد ذكر القوم عن أبي حنيفة كلمات في شأنه ننقلها عن عدة.
منهم العلامة الخوارزمي في (جامع مسانيد أبي حنيفة) (ج 1 ص 222
ط حيدر آباد) قال:
أبو حنيفة قال: جعفر بن محمد أفقه من رأيته ولقد بعث إلي أبو جعفر المنصور
أن الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيئ له مسائل شدادا فلخصت أربعين مسألة وبعثت بها
إلى المنصور بالحيرة، ثم أبرد إلي فوافيته على سريره وجعفر بن محمد عن يمينه فتداخلني من
جعفر هيبة لم أجدها من المنصور فأجلسني ثم التفت إلى جعفر قائلا يا أبا عبد الله هذا أبو حنيفة
فقال: نعم أعرفه. ثم قال المنصور: سله ما بدا لك يا أبا حنيفة، فجعلت أسأله ويجيب
الإجابة الحسنة ويفحم حتى أجاب عن أربعين مسألة، فرأيته أعلم الناس باختلاف الفقهاء،
فلذلك أحكم أنه أفقه من رأيت.
أخرجه الحافظ طلحة بن محمد في مسنده عن أبي العباس أحمد بن محمد بن سعيد
عن جعفر بن محمد بن الحسين الحازمي، عن أبي نجيح إبراهيم بن محمد بن الحسين، عن
الحسن بن زياد، عن أبي حنيفة رض.
ومنهم الحافظ أبو المؤيد الموفق الخطيب الخوارزمي في كتابه
(مناقب أبي حنيفة) (ج 1 ص 173 ط حيدر آباد).
روى عن الحسن بن زياد اللؤلؤي عن أبي حنيفة بمعنى ما تقدم عن (جامع المسانيد)
ومنهم العلامة الشيخ محيي الدين عبد القادر بن أبي الوفاء في
(الجواهر المضيئة) (ج 2 ص 486 ط حيدر آباد).
روى عن حسن بن زياد عن أبي حنيفة بعين ما تقدم عن (جامع المسانيد) مع تلخيص
في مقدمات الخبر.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة)
(ص 354 ط مطبعة گلشن في لكهنو).
روى عن أبي حنيفة بعين ما تقدم عن (جامع المسانيد).
ومنهم المعاصر المحقق المؤرخ البهلول بهجت أفندي في (تاريخ
آل محمد ص) (ص ط مطبعة آفتاب).
نقل عن الدميري في (حياة الحيوان) بما ملخصه قال أبو حنيفة: دخلت مع الربيع على
أبي عبد الله عليه السلام فقال: أتعمل بالقياس؟ فقلت: نعم، فقال: لا تقس فإن أول من قاس
إبليس قال: أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين - قال أبو حنيفة: ثم سألني عن
مسائل لم نقدر على جوابها. ثم ذكر جوابها ثم ذكر من حكمة الله في خلق الانسان بما تعجبت
من علمه.
ومنهم العلامة القاضي وكيع محمد بن خلف بن حيان الأندلسي في
(أخبار القضاة) (ص 77 مطبعة الاستقامة بالقاهرة) قال:
حدثني عبد الله بن سعيد الزهري، قال: حدثنا أبو الوليد الدمشقي قال: حدثني
عمي محمد بن عبد الله بن بكار، قال:
حدثني سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب،
وأم علي بن عبد الله بن جعفر زينب بنت علي بن أبي طالب، قال: حدثنا محمد بن عبد الله
الزهري، فقال: حدثنا ابن شبرمة، قال: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد،
فسلمت عليه، وكنت له صديقا ثم أقبلت على جعفر، فقلت: أمتع الله بك هذا رجل من أهل
العراق له فقه وعقل، فقال جعفر: لعله الذي يقيس الدين برأيه، ثم أقبل علي، فقال
النعمان بن ثابت؟ فقال أبو حنيفة: نعم، أصلحك الله، فقال: اتق الله ولا تقس الدين برأيك
فإن أول من قاس إبليس إذ أمره الله بالسجود لآدم، فقال: أنا خير منه خلفتني من نار
وخلقته من طين، ثم قال له جعفر: هل تحسن أن تقيس رأسك من جسدك، فقال: لا،
قال: فأخبرني عن الملوحة في العينين، وعن المرارة في الأذنين، وعن الماء في المنخرين
وعن العذوبة في الشفتين، لأي شئ جعل ذلك؟ قال: لا أدري، قال جعفر: الله عز وجل
خلق العينين، فجعلهما شحمتين، وجعل الملوحة فيها ضنا منه على ابن آدم ولولا ذلك لذابتا،
فذهبتا، وجعل المرارة في الأذنين ضنا منه عليه، ولولا ذلك لهجمت الدواب، فأكلت دماغه،
وجعل الماء في المنخرين ليصعد التنفس، وينزل ويجد منه الريح الطيبة من الريح
الردية، وجعل العذوبة في الشفتين ليجد ابن آدم طعم لذة مطعمه ومشربه، ثم قال له جعفر:
أخبرني عن كلمة أولها شرك، وآخرها أيمان، قال: لا أدري، قال: لا إله إلا الله، ثم
قال له: أيما أعظم عند الله قتل النفس أم الزنا؟ قال: قتل النفس، قال له جعفر: إن
الله عز وجل قد رضي في قتل النفس بشاهدين ولم يقبل في الزنا إلا بأربعة، ثم قال: فما بال
المرأة إذا حاضت، تقضي الصيام، ولا تقضي الصلاة، اتق الله يا عبد الله إنا نقف نحن وأنت
غدا ومن خالفنا بين يدي الله جل وعز، فنقول: قال رسول الله عليه السلام، ويقول: أنت
وأصحابك قال: سمعنا ورأينا، ففعل بنا وبكم ما يشاء.
ومنهم العلامة الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 196 ط السعادة
بمصر) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا سعيد بن عنبسة، ثنا عمرو بن
جميع قال: دخلت على جعفر بن محمد أنا وابن أبي ليلى وأبو حنيفة.
وحدثنا محمد بن علي بن حبيش، حدثنا أحمد بن زنجويه، حدثنا هشام بن عمار،
حدثنا محمد بن عبد الله القرشي بمصر، ثنا عبد الله بن شبرمة قال: دخلت أنا وأبو حنيفة
على جعفر بن محمد فقال لابن أبي ليلي من هذا معك؟ قال: هذا رجل له بصر ونفاذ في أمر
الدين، قال: لعله يقيس أمر الدين برأيه قال: نعم، قال: فقال: جعفر لأبي حنيفة: ما
اسمك؟ قال: نعمان، قال: يا نعمان هل قست رأسك بعد، قال: كيف أقيس رأسي.
فذكر بعين ما تقدم عن (أخبار القضاة).
209
ابن ثمان وستين سنة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمد الباقر وجده علي زين العابدين

210
ومنهم العلامة الأبياري في (العرائس الواضحة) (ص 205 ط القاهرة)
قال:
الصادق هو جعفر أبو عبد الله ابن محمد الباقر، قال ابن الوردي: سمي لصدقه
وينسب إليه كلام في صفة الكيمياء والزجر والفأل، ولد سنة ثمانين بالمدينة وتوفي
ثمان وأربعين ومأة.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في (مطالب السئول) (ص 81
ط طهران) قال:
وأما ولادته (أي الصادق (ع)) فبالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وقيل:
سنة ثلاث وثمانين والأول أصح، إلى أن قال: وأما عمره فإنه مات في ثمان
وأربعين ومأة.
ومنهم العلامة أبو الخير محمد شمس الدين السخاوي في (التحفة اللطيفة
في تاريخ المدينة الشريفة) (ج 1 ص 410 ط أسعد درابزويي) قال:
جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
الإمام العلم، أبو عبد الله، الهاشمي العلوي، الحسيني المدني، سبط القاسم بن محمد
ابن أبي بكر، أمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر. وأمها أسماء بنت
عبد الرحمان بن أبي بكر، ولهذا كان جعفر يقول: ولدني الصديق مرتين، يقال:
ولد سنة ثمانين، سنة سيل الجحاف، الذي ذهب بالحاج من مكة إلى أن قال
وكان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلا وجودا يصلح للخلافة بسؤدده وفضله
وعلمه وشرفه، ومناقبه كثيرة تحتمل كراريس، مات سنة ثمان أربعين ومائة
عن ثمان وستين ودفن بالبقيع مع أبيه وجده وعمه.
ومنهم الحافظ الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 166
ط حيدر آباد الدكن) قال:

212
جعفر بن محمد بن علي بن الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي
الإمام أبو عبد الله العلوي المدني الصادق أحد السادة الأعلام إلى أن قال: وعنه مالك
والسفيانان وحاتم بن إسماعيل ويحيى القطان وأبو عاصم النبيل وخلق كثير.
قيل: مولده سنة ثمانين، فالظاهر أنه رأى سهل بن سعد الساعدي قال: وعن
أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد.
ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوى في (ألف باء) (ج 2
ص 305 ط مصر) قال:
يروى عن عبد الرحمان بن أبي ليلى أنه قال حججت في السنة التي حج
فيها أبو حنيفة رض إلى مكة فكنا في الطريق حتى أتينا المدينة فلما صرت إلى
المدينة قال لي أبو حنيفة: أحب أن أدخل إلى هذا الرجل فأسلم عليه، يريد جعفر
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأسئله وأخاف أن لا يأذن لي
قال عبد الرحمان بن أبي ليلى فقلت له: أخلق به إن علم بمكانك أن لا يأذن لك ولكن
كن معي فإن أذن لي دخلت معي، قال: قضينا إلى بابه فقلت لغلامه: إقرأه
السلام وقل له: عبد الرحمان بن أبي ليلى ورجل من أهل الكوفة، قال: فرجع
إلينا بالإذن فدخلنا عليه فرحب بنا وقرب حتى إذا اطمأننا أقبل علي قال:
من هذا الرجل؟ فقلت: بأبي أنت وأمي أبو حنيفة فقيه أهل الكوفة قال:
فأقبل عليه فقال: أنت النعمان بن ثابت؟ قال: نعم، بأبي أنت وأمي، قال: أنت الذي
تقيس الدين برأيك؟ قال: بأبي أنت وأمي إنما أقول ذلك في النازلة أو الحادثة
تحدث ليس لها في كتاب الله خبر ولا في سنة رسول الله (ص) ولا في إجماع عليه.
قال: فتبسم ثم قال: ويحك يا نعمان ما لم يكن له في كتاب الله ولا في سنة رسول الله
ولا في إجماع المسلمين ولا في خبر المتصل حجة فقد زال عنك حكمه ووضع
عنك فرضه فلم تتكلف لم تؤمر، ويحك يا نعمان إياك والقياس فإن أهل القياس

213
لا يزالون في التباس الخ.
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 35
ط القاهرة) قال:
الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين علي بن أبي طالب
عليهم السلام أحد الأئمة الاثني عشر، كان من سادات أهل البيت ولقب بالصادق
لصدقه في مقالته، وفضله أشهر من نار على علم، كيف لا وهو ابن سيد الأمم، وله
كلام في صنعة الكيمياء والجفر والفأل، وكان تلميذه أبو موسى جابر بن حيان
الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائل الإمام
جعفر الصادق (ع) وهي خمسمأة رسالة، وكانت ولادته سنة ثمانين من الهجرة وهي
سنة سيل الجحاف، وقيل: بل ولد يوم الثلاثاء قبل طلوع الشمس ثامن شهر رمضان
سنة ثمان وثمانين، وتوفي في شوال سنة ثمان وأربعين ومأة بالمدينة المنورة
ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمد الباقر وجده زين العابدين وعم جده الحسن بن
علي (ع)، فلله دره من قبر ما أكرمه وأشرفه، وأمه فروة بنت القاسم بن محمد بن
أبي بكر الصديق، قال ابن خلكان في (تاريخه).
وفي (ج 1 ص 50، الطبع المذكور).
توفي الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر رضي الله عنهما سنة ثمان وأربعين
ومأة وصنف الخافية في علم الحروف، وقد ازدحم على بابه العلماء، واقتبس من
مشكاة أنوار الأصفياء وكان يتكلم بغوامض الأسرار والعلوم الحقيقية وهو ابن
سبع سنين وقد جعل في خافيته الباب الكبير (ا ب ت ث) إلى آخرها والباب الصغير
(أبجد هوز) إلى (قرشت) وهو مصوب ومقلوب، من كلامهم: الوفاء شميمة
الأخيار وصفة الأبرار.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين محب الله السهالوي في (وسيلة النجاة)

214
(ص 362 ط گلشن فيض بلكهنو) قال:
في فصل الخطاب قال عمر بن المقدام: كنت إذا نظرت إلى جعفر بن محمد
علمت أنه من سلالة النبيين، ولد سنة ثمانين بالمدينة وتوفي بها في شوال سنة ثمان
وأربعين ومائة وهو بن ثمان وستين سنة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه وجده وعم جده
وما أكرم ذلك القبر بأن أجمع من الأشراف الكرام.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 253، ط العثمانية بمصر) قال:
مات (أي جعفر الصادق) مسموما سنة ثمان وأربعين ومأة.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 204
ط الغري).
ذكر في ولادته بالعبارة التي تقدمت عن (مطالب السئول).
وفي (ص 212، الطبع المذكور).
مات الصادق جعفر بن محمد (ع) سنة ثمان وأربعين ومائة في شوال وله من
العمر ثمان وستون سنة أقام فيها مع جده علي بن الحسين أثنى عشر سنة وأياما
ومع أبيه محمد بن علي بعد وفاة جده ثلاثة عشر سنة وبقي بعد موت أبيه أربعا
وثلاثين سنة وهي مدة إمامته (ع) يقال: إنه مات بالسم في أيام المنصور وقبره
بالبقيع دفن في القبر الذي فيه أبوه وجده وعم جده فلله دره من قبر ما أكرمه
وأشرفه.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 196 ط العثمانية بمصر).
ذكر في ولادته ما تقدم عن (الفصول المهمة).
وفي (ص 199، الطبع المذكور).

215
ذكر في وفاته أيضا ما تقدم عنه بعينه مع تلخيص بإسقاط قوله: وهي مدة
إمامته.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 121 ط البابي بحلب) قال:
توفي سنة أربع وثمانين ومأة مسموما أيضا على ما حكي وعمره ثمان وستون
سنة ودفن بالقبة السابقة عند أهله عن ستة ذكور وبنت منهم.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 355 ط الغري)
قال:
قال الواقدي: توفي في خلافة أبي جعفر المنصور بالمدينة سنة ثمان
وأربعين ومائة.
وفي (ص 356، الطبع المذكور).
اختلفوا في مبلغ سنه على أقوال، أحدها خمس وستون، والثاني خمس
وخمسون، وقال الواقدي: إحدى وسبعون.
ومنهم العلامة ابن الأثير في (المختار) (ص 22 نسخة الظاهرية
بدمشق) قال:
قال سفيان بن عيينة: قال لي جعفر بن محمد: توفي علي بن أبي طالب وهو
ابن ثمان وخمسين سنة، وقتل الحسين بن علي وهو ابن ثمان وخمسين، وتوفي علي بن
الحسين، وهو ابن ثمان وخمسين سنة، وتوفي محمد بن علي بن حسين، وهو ابن ثمان
وخمسين سنة قال جعفر: وأنا بهذه السنة في ثمان وخمسين سنة فتوفي فيها. رحمة
الله عليهم أجمعين.

216
نقش خاتمه (ع)
رواه القوم:
قال العلامة أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي المتوفى
سنة 427 في (تاريخ جرجان) (ص 329 ط حيدر آباد الدكن) قال:
حدثنا أحمد بن أبي عمران، حدثنا عمران بن موسى، حدثنا إبراهيم
ابن المنذر، حدثني محمد بن جعفر، قال: كان نقش خاتم أبي: اللهم أنت ثقتي
فاعصمني من خلقك.
أعلام الفقه أخذوا عنه (ع)
قال الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 198 ط السعادة بمصر).
روى عن جعفر عدة من التابعين منهم يحيى بن سعيد الأنصاري، وأيوب
السختياني، وأبان بن تغلب، وأبو عمر بن العلاء، ويزيد بن عبد الله بن الهاد.
وحدث عنه من الأئمة والأعلام: مالك بن أنس، وشعبة بن الحجاج،
وسفيان الثوري، وابن جريح، وعبد الله بن عمر، وروح بن القاسم، وسفيان بن
عيينة، وسليمان بن بلال، وإسماعيل بن جعفر، وحاتم بن إسماعيل، وعبد العزيز
ابن المختار، ووهب بن خالد، وإبراهيم بن طهمان في آخرين، وأخرج عنه مسلم
ابن الحجاج في صحيحه محتجا بحديثه.
وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 81
ط طهران).
استفاد منه (أي جعفر بن محمد) جماعة من الأئمة وأعلامهم مثل يحيى بن
سعيد الأنصاري وابن جريح ومالك بن أنس والثوري وابن عيينة وشعبة وأيوب

217
السختياني وغيرهم، وعدوا أخذهم عنه منقبة شرفوا بها وفضيلة اكتسبوها.
وقال العلامة المعاصر السيد محمد بن عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في كتابه
(أئمة الهدى) (ص 117 ط القاهرة بمصر).
لقد كان الإمام جعفر الصادق بحرا زاخرا في العلم حيث أخذ عنه أربعة
آلاف شيخ فرووا عنه الحديث الشريف ومنهم أعلام العلم كالإمام الأعظم أبي حنيفة
والإمام مالك بن أنس، والإمام سفيان الثوري وغيرهم من أجلة العلماء. وقد
كان الإمام جعفر الصادق زاهدا ورعا تقيا ومستجاب الدعوة وله كرامات ظاهرة
مذكورة في مطولات الكتب.
وقال العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي المصري
في كتاب (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 54 ط مصر).
السادس من الأئمة جعفر الصادق ذو المناقب الكثيرة والفضائل الشهيرة روى
عنه الحديث أئمة كثيرون مثل مالك بن أنس وأبي حنيفة ويحيى بن سعيد وابن
جريح والثوري وابن عيينة وشعبة وغيرهم.
وقال العلامة الشيخ مصطفى رشدي بن الشيخ إسماعيل الدمشقي المتوفى
بعد سنة 1309 في كتابه (الروضة الندية) (ص 12 ط الخيرية بمصر):
الإمام جعفر الصادق (ع) كان فارس ميدان العلوم، غواص بحري المنطوق
والمفهوم نقل عنه أكثر الناس على اختلاف مذاهبهم من العلوم ما سارت به الركبان
وانتشر ذكره في سائر الأقطار والبلدان، وقد جمع أسماء من يروي عنه فكانوا أربعة
آلاف رجل.
وقال العلامة المعاصر الشيخ محمد بن محمد المخلوف المالكي المصري
في كتابه (طبقات المالكية) (ص 52 ط مطبعة السلفية بالقاهرة):
أبو عبد الله مالك بن أنس مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي

218
جده أبو عامر إلى أن قال في ص 54:
وصحب جعفر الصادق وروى عنه وهو عن أبيه محمد وهو عن أبيه زين العابدين
وهو عن أبيه الحسين، وهو عن أبيه وجده (ص) وعليهم أجمعين.
وقال الأستاذ الفاضل المعاصر الشيخ أبو محمد زهره المصري المالكي
في (مالك) (حياته وعصره آراؤه وفقه ص 104 ط مطبعة مخيم بمصر):
إن مالك ليروي أنه أخذ عن جعفر الصادق بن محمد الباقر ما علمت من
أنه لم يكن في منهجه يرضي العلويين، بل يكاد يناقض طريقهم ولكن ذلك
لم يمنعه من أن يأخذ عن جعفر وأن يتأثر طريقه وأن يذكره بأحسن ما يذكر
طالب شيخه المقتدى به إلى أن قال: وكان مالك متصلا بجعفر الصادق
وروى عنه.
وقال العلامة ابن حجر في الصواعق (ص 120 ط مصر):
جعفر الصادق نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته
في جميع البلدان، وروى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد وابن جريح
ومالك والسفيانين وأبي حنيفة وشعبة وأيوب السختياني، وأمه فروة بنت القاسم
ابن محمد بن أبي بكر كما مر.

219
نبذة مما ورد عنه في التوحيد
الأول
ما رواه القوم:
منهم الحافظ أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازي المتوفى سنة 322 في
(الزينة في الكلمات الإسلامية العربية) (ص 129 ط دار الكتب العربي بمصر)
قال:
قال (ع): أول ما خلق الله عز وجل اسم بالحروف غير مبثوث، وباللفظ غير
منطق، وبالشخص غير مجسد، وبالتسمية غير موصوف، وباللون غير مصبوغ،
منفي مبعد منه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور،
فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا. ليس منها واحد قبل الآخر. فأظهر منها
ثلاثة أسماء لفاقة الخلق إليها، وحجب واحدا منها، وهو الاسم المكنون المخزون
بهذه الأسماء الثلاثة التي أظهرت، فالظاهر هو الله عز وجل وتبارك وسبحان، لكل
اسم من هذه أربعة أركان، فذلك اثنى عشر ركنا. ثم خلق لكل ركن ثلاثين
اسما فعلا منسوبا إليها: فهو الرحمان الرحيم، الملك، القدوس، الخالق.
الثاني
ما رواه القوم:
منهم علامة الأدب الراغب الأصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 4 ص 398
ط بيروت) قال:
سئل جعفر بن محمد عن كيفية الله تعالى فقال: نور لا ظلمة فيه، وحياة
لا موت منها.

220
الثالث
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة عبد الله بن أسعد اليافعي في (روض الرياحين) (ص 244
ط القاهرة) قال:
روينا عن الإمام الجليل ذي المجد الأثيل سلالة النبوة معدن الفضائل
والعلوم والفتوة جعفر الصادق رضي الله عنه أنه قال: من زعم أن الله سبحانه في
شئ أو من شئ أو على شئ فقد أشرك بالله، إذ لو كان على شئ لكان محمولا ولو كان في
شئ لكان محصورا ولو كان من شئ لكان محدثا وتعالى الله عن ذلك.
ومنهم العلامة المذكور في (نشر المحاسن الغالية) (ص 338 ط إبراهيم
عطوة بالقاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم.
ومنهم العلامة الصفوري في (نزهة المجالس ومنتخب النفائس)
(ج 1 ص 7 ط عثمان خليفة بالقاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم.
ومنهم العلامة السبكي في (طبقات الشافعية) (ج 5 ص 209 ط القاهرة).
روى شطرا من الحديث وهو قوله: لو كان الله في شئ لكان محصورا.
ومنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد شمس الدين الشافعي في (الرد
الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية كافر) (ص 256 ط القاهرة).
روى الحديث من طريق أبي القاسم القشيري في رسالته بعين ما تقدم عن
(روض الرياحين).
ومنهم العلامة أبو الفتح صدر الدين السيد محمد بن محمد الأحسائي

221
الخراساني الشهير بنور بخش في (حاشية شرح الرسالة القشيرية) (ج 1 ص 58
ط دمشق).
روى قوله (ع) بعين ما تقدم عن (روض الرياحين) إلى قوله: أشرك.
الرابع
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن سبعين المالكي المغربي في (رسالة النصيحة أو النورية)
(ص 9 ط القاهرة) قال:
جاء عن جعفر الصادق رضي الله عنه الذي حكاه جابر بن حيان أنه كان يتكلم
في جميع العلوم عقيب الذكر، وسئل بعض الفلاسفة في يوم حضوره للناس بمحضر
الجميع منهم، فقال له: ما دليلك على أن للعالم فاعلا مختارا يختار حدوثه،
فقال: أرأيت لو أنا قدرنا لهذا المحدث الذي يختار ويدبر الأكوان وهو حكيم
لا يفعل إلا الأولى ويتقن المصنوعات - أي شئ كان يظهر في هذا الوجود،
وهذا مني على صورة الفرض لا على أنه على صورة الدليل، قال له الفيلسوف:
كان يفعل ما ينبغي ويتقن الأشياء ويضع كل شئ في محله، قال له جعفر الصادق:
فقد كان ذلك وما قدرته قد وقع.
الخامس
ما رواه القوم:
منهم العلامة جار الله الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 113 مخطوط)
قال:
قال رجل لجعفر بن محمد: ما الدليل على الله ولا تذكر لي العالم والعرض

222
والجوهر فقال له: هل ركبت البحر؟ قال: نعم، قال: فهل عصفت بكم الريح
حتى خفتم الغرق؟ قال: نعم، قال: فهل انقطع رجاءك من المركب والملاحين؟
قال: نعم، قال: فهل تتبعت نفسك من ينجيك؟ قال: نعم، قال: فإن ذلك هو الله
قال الله تعالى: ضل من تدعون إلا إياه وإذا مسكم الضر فإليه تجأرون.
السادس
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن سبعين المالكي المغربي في (رسالة النصيحة أو
النورية) (ص 9 ط القاهرة).
جاء عنه (أي جعفر بن محمد) رضي الله عنه: أنه كان يوما يذكر الله، فجائه
بعض الناس، فقال له: ما أقوى دليل على وجود الله الذي أنت ذاكره، قال له:
وجودي، وذلك لأن وجودي حدث بعد أن لم يكن بل فاعل يمتنع أن يقال:
فاعل وجودي أنا، لأنه لا يخلو إما أن يقال: أحدثت نفسي حالما كنت موجودا
أو حالما كنت معدوما، فإن أحدثت نفسي حالما كنت معدوما، فالمعدوم
كيف يكون موجدا للموجود، فدل على أن الذي أنا ذاكره هو الذي نشير إليه
بالاشتقاق وهو الصانع الفاعل لوجودي ووجود غيري، عز وجل، ظاهر لا بتأويل
المباشرة، باطن لا بتأويل المباعدة، يسمع بغير آلة، ويبصر بغير حدقة، لا تحده
الصفات، ولا تأخذه السنات، القديم وجوده، والأبد أزله الذي أين الأين لا يقال
له: أين كان.

223
علمه (ع) بالجفر والأعداد
قال العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 204 ط اسلامبول):
قال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: منا الجفر الأبيض ومنا الجفر
الأحمر ومنا الجفر الجامع. وكانت الأئمة الراسخون من أولاده يعرفون
أسرار هذا الشأن العظيم ولما كتب بعض الخلفاء المأمون بن هارون الرشيد إلى علي بن
موسى الرضا على أن يبايعه فقال: إنك عرفت من حقوقنا ما لم يعرفه آباءك وإنك
تريد المبايعة إلا أن الجفر الجامع لا يدل على مبايعتك.
وقد ازدحم على باب علي كرم الله وجهه الراسخون من العلماء والحاذقون
من الحكماء فاخترت من أسراره ما سره أشمل والعمل به أكمل بعد أن قرأت
سفر آدم وسفر شيث وسفر إدريس وسفر نوح وسفر إبراهيم عليهم الصلاة والسلام.
وفي (ص 415، الطبع المذكور).
وقال الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه: علمنا غابر ومزبور وكتاب مسطور
في رق منشور ونكت في القلوب ومفاتيح أسرار الغيوب ونقر في الاسماع ولا ينفر
عنه الطباع وعندنا الجفر الأبيض والجفر الأحمر والجفر الأكبر والجفر الأصغر
ومنا الفرس الغواص الفارس القناص فافهم هذا اللسان الغريب والبيان العجيب
قيل: إن الجفر يظهر آخر الزمان مع الإمام محمد المهدي رضي الله عنه ولا يعرف
عن الحقيقة إلا هو، وكان الإمام علي رضي الله عنه من أعلم الناس بعلم الحروف
وأسرارها.

224
وفي (ص 415، الطبع المذكور).
وإن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه وضع وفقا مسدسا على عدد حرف
ألف الذي هو كافي (1) وكان يخرج منه علوما كالبحار الزواخر وإن أردت حله
على الحقيقة فانظر في كتاب شق الجيب يظهر لك سر ذلك.
وفي (ص 416، الطبع المذكور).
وقد أودع الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه في السر الأكبر من الجفر
الأحمر سر كبير ولا ينبئك إلا مثله إمام خبير فإن عرفت سر وضعه وضعت الجفر جميعه
وذكرت بعض هذه الأسرار في الفتوحات المكية. فلما أراد الله أن يثبت الحجة
لآدم (ع) على الملائكة وأراد أن يعلمهم أن آدم (ع) أحق بالخلافة منهم قال
يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما نبئهم بأسمائهم ثبت العجز على الملائكة بالمسألة التي
سئلهم إياها وعجزوا عن علمها فجعل آدم خليفة لكونه أحق بالخلافة منهم لفضل
علمه، فمن وصل إلى هذه الفضيلة فقد اختصه الله تبارك وتعالى من بين عباده وجعله
أفضل أهل زمانه ولم يهتدون إلى سر أيقغ إلا إمام العلوم باب مدينة المعصوم
صلى الله عليه وسلم وأعلى الله مقامه لديه، وحللنا نزرا يسيرا في شق الجيب فيما
يتعلق بالمهدي (ع) وخروجه إخراج يا إمام تعطل الاسلام إن الذي فرض عليك
القرآن لرادك إلى معاد.
إذا دار الزمان على حروف * بسم الله فالمهدي قاما
ويخرج بالحطيم عقيب صوم * ألا اقرأ من عندي السلاما
وقال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 205
ط الغري).
وقد نقل بعض أهل العلم أن كتاب الجفر الذي بالمغرب الذي



(1) أي عدد 111 وهو عدد حروف كلمة ألف وكافي بحسب حساب الأبجد الكبير.
225
يتوارثه بنو عبد المؤمن بن علي هو من كلام جعفر بن محمد، وله فيه
المنقبة السنية والدرجة التي هي في مقام الفضل علية.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 197 ط العثمانية بمصر).
ذكر ما تقدم عن (الفصول المهمة) بعينه.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة)
(ص 349 ط گلشن فيض بلكهنو) قال:
قال الصادق جعفر بن محمد: علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في
الاستماع، وإن عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة وإن عندنا
الجامعة فيها جميع ما يحتاج الناس إليه.
كلام له (ع) في علمه بالقرآن
رواه القوم:
منهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 23 ط اسلامبول)
قال:
وفي المناقب مسندا عن عبد الأعلى بن أعين قال: سمعت جعفر الصادق رضي الله
عنه يقول: قد ولدني رسول الله (ص) وأنا أعلم كتاب الله وفيه بدء الخلق وما هو
كائن إلى يوم القيامة وفيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر الجنة وخبر النار
وخبر ما كان وما يكون وأنا أعلم ذلك كله كأنما أنظر إلى كفي وإن الله يقول
فيه تبيان كل شئ، ويقول تعالى: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا، فنحن
الذين اصطفانا الله جل شأنه وأورثنا هذا الكتاب فيه تبيان كل شئ.

226
قوله (ع): سلوني قبل أن تفقدوني
رواه القوم:
منهم العلامة المحدث الحافظ البدخشي في كتاب (مفتاح النجا في
مناقب آل العبا) (المخطوط ص 71) قال:
وحكى ابن الأخضر عن صالح بن أسود قال: سمعت جعفر بن محمد رضي الله
عنهما يقول: سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثكم أحد بعدي مثل حديثي.
ومنهم العلامة الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 166
ط حيدر آباد الدكن).
روى عن صالح بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا).
جلالته (ع) وتحليه بالكمالات
رواه القوم:
منهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب) (على
ما في الينابيع ص 380 ط اسلامبول) قال:
اتفقوا على جلالة الصادق (ع) وسيادته، قال الشيخ أبو عبد الرحمان السلمي
في طبقات المشائخ الصوفية: جعفر الصادق فاق جميع أقرانه من أهل البيت وهو
ذو علم غزير في الدين وزهد بالغ في الدنيا ورع تام عن الشهوات وأدب كامل
في الحكمة إلى أن قال:
وقال العالم عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي اليماني نزيل الحرمين الشريفين
في تاريخه: كان جعفر الصادق رضي الله عنه واسع العلم وافر الحلم، وله من الفضائل
والمآثر ما لا يحصى.

227
ظهور نسبه من جماله
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة محمد خواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما
في الينابيع ص 380 ط اسلامبول) قال:
قال عمرو بن المقدام: كنت إذا نظرت إلى جعفر الصادق رضي الله عنه علمت
أنه من سلالة النبيين.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 351 ط الغري)
قال:
قال أبو نعيم في الحلية: حدثنا علي بن محمد بن محمود: حدثنا أحمد بن محمد
ابن سعيد، حدثني جعفر بن محمد بن هشام، حدثنا محمد بن حفص بن راشد، عن
أبيه، عن عمرو بن المقدام فذكر كلامه بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب).
ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 17 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).
روى كلام عمرو بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب).
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 168 المخطوط).
روى كلام عمرو بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب).

228
عبادته وزهده (ع)
رواه القوم:
منهم العلامة المعاصر الشيخ أبو محمد زهره المصري المالكي في (مالك
حياته وعصره وآرائه وفقهه) (ص 104 ط مخيم بمصر) قال:
فقد قال مالك: ولقد اختلفت إليه زمانا فما كنت أراه إلا على ثلاث خصال
إما مصليا وإما صائما وإما يقرء القرآن، وما رأيته قط يحدث عن رسول الله (ص)
إلا على الطهارة، ولا يتكلم فيما لا يعنيه، وكان من العلماء العباد الزهاد الذين
يخشون الله، وما رأيته قط إلا يخرج الوسادة من تحته ويجعلها تحتي (1).
شدة خشوعه (ع) في الصلاة
رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ نور الدين المولى علي بن سلطان محمد الهروي
القاري المتوفى سنة 1014 في كتابه (شرح عين العلم وزين الحلم) (ص 92
ط القاهرة بالمطبعة المنيرية) قال:
وعن جعفر الصادق والله لقد يحكى الله سبحانه لخلقه في كلامه ولكنهم



(1) قال في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 192 ط السعادة بمصر):
الإمام الناطق: ذو الزمام السابق، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، أقبل على
العبادة والخضوع، وآثر العزلة والخشوع، ونهى عن الرئاسة والجموع.
وقال في (تذكرة الخواص) (ص 351 ط الغري): وكنيته أبو عبد الله وقيل أبو إسماعيل
ويلقب بالصادق والصابر والفاضل والطاهر وأشهر ألقابه الصادق وقد ذكرنا أن أمه أم فروة
بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر قال علماء السير كان قد اشتغل بالعبادة عن طلب الرئاسة.
229
لا يبصرون وقال أيضا وقد سألوه عن حالته الخفية في الصلاة حتى خر مغشيا
عليه فلما سرى عنه قيل له في ذلك فقال: ما زلت أردد الآية في قلبي حتى
سمعتها من المتكلم بها فلم يثبت جسمي لمعاينة قدره... وكأن رضي الله عنه تصور
أن الله سبحانه جعل لسانه بمنزلة شجرة موسى (ع) وأنه نودي في شأنه ما صدر من
الكلام في ذلك المقام وفق المرام.
ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروس المصري في (نتائج
الأفكار القدسية) (ج 2 ص 44 ط دمشق).
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (شرح عين العلم) وفي آخره: قال السهروردي
قدس سره: روح جعفر الصادق في ذلك الوقت كشجرة موسى عند ندائه منها بأني
أنا الله.
ومنهم العلامة الشيخ أبو حفص عمر بن محمد بن عبد الله في (عوارف
المعارف) (ص 166 ط دار الكتب الحديثة بمصر).
نقل عن جعفر الصادق أيضا أنه خر مغشيا عليه وهو في الصلاة فسئل عن ذلك
فقال: ما زلت أردد الآية حتى سمعتها من المتكلم بها.
سخائه (ع)
رواها القوم:
منهم العلامة أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 194
ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا أبي ثنا أبو الحسن بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، ثنا محمد بن
الحسن البرجلاني، ثنا يحيى بن أبي بكير عن الهياج بن بسطام. قال: كان جعفر
ابن محمد يطعم حتى لا يبقى لعياله شئ.

230
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 352 ط الغري)
روى الحديث نقلا عن (حلية الأولياء) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول) (ص 82
ط طهران):
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في (مطالب السؤول)
(ص 82 ط طهران).
روى الحديث عن الهياج بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء).
حديث في عفوه وكرمه (ع)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة العارف الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن الشافعي
النيشابوري المتوفى سنة 465 في (الرسالة القشيرية) (ص 114 ط القاهرة)
قال:
وقيل: إن رجلا نام بالمدينة من الحاج فتوهم أن هميانه سرق فخرج
فرأى جعفر الصادق (ع) فتعلق به وقال: أخذت همياني فقال (ع): إيش كان
فيه؟ فقال: ألف دينار فأدخله داره ووزن له ألف دينار فرجع الرجل إلى منزله
ودخل بيته فرأى هميانه في بيته وقد كان توهم أنه سرق، فخرج إلى جعفر (ع)
معتذر ورد عليه الدنانير فأبى (ع) أن يقبلها وقال: شئ أخرجته من يدي لا
أسترده فقال الرجل: من هذا؟ فقيل: جعفر الصادق (1).



(1) قال سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 355 ط الغري):
ومن مكارم أخلاقه ما ذكره الزمخشري في كتاب (ربيع الأبرار) عن الشقراني مولى
رسول الله ص قال: خرج العطا أيام المنصور ومالي شفيع فوقفت على الباب متحيرا وإذا
بجعفر بن محمد قد أقبل فذكرت له حاجتي فدخل وإذا بعطائي في كمه فناولني إياه وقال:
إن الحسن من كل أحد حسن وإنه منك أحسن لمكانك منا، وإن القبيح من كل أحد قبيح
وأنه منك أقبح لمكانك منا، وإنما قال له جعفر ذلك لأن الشقراني كان يشرب الشراب فمن
مكارم أخلاق جعفر أنه رحب به وقضى حاجته مع علمه بحاله ووعظه على وجه التعريض
وهذا من أخلاق الأنبياء.
231
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر جمال الدين محمد بن العباس الخوارزمي
المتوفى سنة 383 في (مفيد العلوم ومبيد الهموم) (ص 244 ط القاهرة).
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (الرسالة القشيرية) وذكر أن الرجل كان
همدانيا وقال في آخره: فقال جعفر: كلا، ليس من المروءة أن يرجع الرجل في
شئ قد وهبه، ولم يأخذه.
ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسي المصري في (نتائج
الأفكار القدسية في شرح الرسالة القشيرية) ج 3 ص 173 ط دمشق).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية).
ومنهم العلامة عفيف الدين عبد الله بن أسعد اليماني في (الارشاد
والتطريز) (ص 111 ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية).
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أبي المكارم الشهير بالمعمار البغدادي
في (كتاب الفتوة) (ص 263 ط الشفيق بالقاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية) إلا أنه ذكر بدل قوله
شئ أخرجته من يدي لا استرده: ما أخرجناه لله فلا يرجع إلينا.
ومنهم العلامة الشيخ عبد المجيد بن علي المالكي المصري العدوي في

232
(التحفة المرضية في الأخبار القدسية والأحاديث النبوية) (ص 129 ط مطبعة
البهية المصرية الكائنة بالقاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية).
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري في (نزهة
المجالس ومنتخب النفايس) (ج 1 ص 224 ط القاهرة::
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية) ملخصا لكنه ذكر
بدل قوله شئ أخرجته الخ: شئ خرجنا عنه لا نعود فيه.
حديث آخر
في عفوه وكرمه (ع)
رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ تقي الدين ابن أبي بكر بن علي بن حجة الحموي
الحنفي في (ثمرات الأوراق) (ج 2 ص 223 طبع القاهرة) قال:
وحكى عن جعفر الصادق رضي الله عنه أن غلاما له وقف يصب الماء
على يديه فوقع إلا بريق من يد الغلام في الطست فطار الرشاش في وجهه فنظر
جعفر (ع) إليه نظرة مغضب فقال: يا مولاي والكاظمين الغيظ قال: قد كظمت
غيظي قال: والعافين عن الناس قال: عفوت عنك قال: والله يحب المحسنين قال:
إذهب فأنت حر لوجه الله الكريم.
ومنهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد الأبشهي في (المستطرف) (ج 1
ص 175 ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (ثمرات الأوراق) لكنه ذكر بدل قوله:

233
اذهب فأنت حر: فاذهب أنت حر.
ومنهم العلامة يوسف بن محمد الأندلسي في (ألف باء) (ج 2 ص 499
ط الوهبية بالقاهرة).
يروى إن جارية لجعفر بن محمد كانت تصب على يديه الماء فأصاب الإبريق
جبهته فألمه ألما شديدا تبينت الجارية ذلك فيه فقالت: يا مولاي والكاظمين الغيظ
قال: قد كظمت غيظي قالت: والعافين عن الناس قال: قد عفوت عنك قالت: والله
يحب المحسنين قال: أنت حرة لوجه الله تعالى ولك ألف درهم.
شدة احترامه لرسول الله (ص) وتكريمه لاسمه
رواه القوم:
منهم العلامة الكشفي في (المناقب المرتضوية) (ص 7 ط بمبئي).
روى نقلا عن (هداية السعداء) عن (الشفاء) قال:
كان جعفر بن محمد كثير الدعابة والتبسم وإذا ذكر عليه الصلاة والسلام
عنده أصفر لونه وما رأيته يحدث عن رسول الله (ص) إلا على طهارة.
ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد زهره المالكي في (المالك حياته
وعصره وآرائه وفقهه) (ص 104 ط مخيم بمصر) قال:
قال مالك لقد كنت آتي جعفر بن محمد وكان كثير المزاح والتبسم فإذا ذكر
عنده النبي أخضر واصفر.
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمان السخاوي في
(القول البديع) (ص 176).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (المناقب المرتضوية).

234
فتوته (ع)
رواه القوم:
منهم العلامة العارف الشهير أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك
ابن طلحة القشيري النيسابوري الشافعي المتوفى سنة (465) في كتابه
(الرسالة القشيرية) (ص 115 ط مصر) قال:
سأل شقيق البلخي جعفر بن محمد عن الفتوة، قال: ما تقول أنت؟ فقال شقيق:
إن أعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا قال جعفر: الكلاب عندنا بالمدينة كذلك
تفعل، فقال شقيق: يا ابن بنت رسول الله ما الفتوة عندكم؟ فقال: إن أعطينا آثرنا
وإن منعنا شكرنا.
ومنهم العلامة اليافعي في (الارشاد والتطريز) (ص 111 ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية).
ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في (إتحاف السادة المتقين) (ج 9
ص 312 ط الميمنية بمصر).
نقل عن القشيري ما تقدم عنه بعينه وزاد: وفي بعض النسخ فقال شقيق: الله
أعلم حيث يجعل رسالته.
ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسي المصري في (نتائج
الأفكار القدسية) (ج 3 ص 173 ط دمشق).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الرسالة القشيرية).

235
قول جماعة فيه بالإلوهية واستحلاله لسفك دمائهم
ذكره القوم:
منهم العلامة المؤرخ أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم السهمي
المتوفى سنة 437 في كتابه (تاريخ جرجان) (ص 253 ط حيدر آباد) قال:
أخبرني محمد بن عبد الرحمان بن وهب السقطي بالبصرة، حدثنا أحمد بن محمد
ابن أبي الرجال الصلحي، حدثنا عباس بن محمد الدوري، حدثنا محمد بن جعفر المدائني
حدثنا فضيل بن مرزوق عن عيسى الجرجاني قال: قلت لجعفر بن محمد: إن شئت
أخبرتك بما سمعت القوم يقولون قال: (فهات) قال قلت: فإن طائفة منهم عبدوك
اتخذوك إلها من دون الله وطائفة أخرى والوا لك بالنبوة قال: فبكى حتى ابتلت
لحيته ثم قال: إن أمكنني الله من هؤلاء فلم أسفك دماءهم سفك الله دم ولدي على
يدي.
تزينه (ع) للناس ولبسه خشن
الثوب من تحت ثيابه لله
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الحافظ أبو نعيم الاصفهاني في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 193
ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا أبو أحمد بن محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا محمد بن أحمد بن مكرم
الضبي، ثنا علي بن عبد الحميد، ثنا موسى بن مسعود، ثنا سفيان الثوري، قال:
دخلت على جعفر بن محمد وعليه جبة خز دكناء وكساء خز أيرجاني، فجعلت

236
أنظر إليه معجبا، فقال لي: يا ثوري مالك تنظر إلينا لعلك تعجب مما رأيت.
قال: قلت: يا ابن رسول الله ليس هذا من لباسك ولا لباس آبائك، فقال لي: يا
ثوري كان ذلك زمانا مقفرا مقترا وكان يعملون على قدر أقفاره وأقتاره، وهذا
زمان قد أقبل كل شئ فيه عز إليه، ثم حسر عن ردن جبته وإذا تحتها جبة
صوف بيضاء يقصر الذيل عن الذيل والردن عن الردن، فقال لي: يا ثوري لبسنا
هذا لله وهذا لكم فما كان لله أخفيناه، وما كان لكم أبديناه.
ومنهم الحافظ الذهبي في (تذكرة الحفاظ) (ج 1 ص 158
ط حيدر آباد).
روى الحديث نقلا عن (حلية الأولياء) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة سندا
ومتنا.
ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السئول
في مناقب آل الرسول) (ص 82 ط طهران):
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) مع زيادة غير مهمة.
ومنهم العلامة ابن الأثير الجزري في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 17
ط الظاهرية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) مع زيادة غير مهمة.

237
حديثه (ع) أصح الأحاديث
رواه القوم:
منهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمان بن أبي بكر السيوطي
الشافعي المتوفى سنة 911 في (تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي)
(ص 36 ط المكتبة العلمية بالمدينة المنورة) قال:
قال الحاكم: وأصح طريق يروى في الدنيا أسانيد أهل البيت، جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه، عن جده، عن علي، إذا كان الراوي
عن جعفر ثقة، هذه عبارة الحاكم، ووافقه من نقلها.
ومنهم علامة الأدب الراغب الأصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 332
ط بيروت) قال:
ليس في الأرض خمسة أشراف متناسقة كتب عنهم الحديث إلا جعفر بن محمد
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم الرضوان.
نبذة من كراماته
نزول المائدة والكسوة له (ع)
من السماء حين سألها من الله
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشهير ابن المغازلي في (مناقبه) (ص 143 مخطوط) قال:
حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الصمد بن عبد الله بن القاسم الهاشمي سنة أربع

238
وثلاثين وأربعمائة، ثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد المعروف بابن الكاتب البغدادي
قال: ثنا علي بن محمد المصري، ثنا أبو غلاته بمصر، ثنا جدي عبد الله بن محمد المصري
ثنا وهب قال: سمعت الليث بن سعد يقول: حججت سنة عشر ومائة فطفت بالبيت
وسعيت بين الصفا والمروة ورقيت أبا قبيس فوجدت رجلا يدعو وهو ويقول: يا رب
يا رب حتى انقطع نفسه ثم قال: يا ذا الجلال والاكرام حتى انقطع نفسه ثم قال:
أي رب أي رب حتى انقطع نفسه ثم قال: اللهم إن بردي قد خلقا فاكسني وأنا
جائع فأطعمني فما شعرت إلا سلة عنب لا عجم له وبردين ملقيين فخرجت إليه
وجلست لا كل معه فقال لي: مه قلت له: أنا شريكك في هذا الخير فقال: لماذا
قلت: كنت تدعو وأنا أومن على دعائك فقال لي: كل ولا تدخر شيئا فأكلنا
وليس في البلد إذ ذاك عنب ثم انصرفنا عن ري ولم ينقص من السلة شئ ثم قال:
خذ أحد البردين إليك فقلت: أنا عنهما غني فقال لي: فتوار عني حتى ألبسهما
فتواريت فلبسهما وأخذ الأخلاف بيده ونزل فاتبعته فلقيه سائل فقال له: اكسني
كساك الله يا ابن رسول الله فأعطاه الأخلاف فاتبعت السائل فقلت: من هذا؟ فقال
لي: هذا جعفر بن محمد الصادق (ع).
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 83
ط طهران) قال:
قال الليث بن سعد: قال: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة فلما صليت العصر
رقيت أبا قبيس فإذا برجل جالس وهو يدعو فقال: يا رب يا رب حتى انقطع
نفسه ثم قال: يا رحيم يا رحيم حتى انقطع نفسه ثم قال: يا أرحم الراحمين
حتى انقطع نفسه ثم قال: يا حي يا حي حتى انقطع نفسه ثم قال: يا الله يا الله
سبع مرات ثم قال: اللهم إني أشتهي العنب فذكر الحديث بمعنى ما تقدم عن
(مناقب ابن المغازلي) وفي آخره: فلحقت الرجل فقلت: من هذا؟ قال: هذا جعفر

239
ابن محمد، قال: الليث فطلبته لأسمع منه فلم أجده.
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 5 ط الحلبي
بالقاهرة) قال:
قال الليث بن سعد: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة فلما صليت العصر رقيت
أبا قبيس فذكر الحديث بمعنى ما تقدم عن (مناقب ابن المغازلي) لكنه ذكر بدل
قوله بردين ملقيين: بردين موضوعين ولم أر مثلهما في الدنيا.
ومنهم العلامة الميرزا محمد بن رستم خان البدخشي في (مفتاح النجا)
(ص 168 مخطوط):
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول) طريقا ومتنا لكنه عكس
في ذكر فقرات الدعاء أسقط كلمة سبع مرات بعد يا الله يا الله.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 250، ط العثمانية بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول) مع تلخيص في الدعاء وتغيير
بعض عبارات بما لا يضر بالمعنى.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 121 ط البابي بحلب).
روى الحديث هو أيضا بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول) مع تلخيص في
الدعاء وتغيير بعض عبارات الحديث بما لا يضر بالمعنى.
ومنهم العلامة سبط بن الجوزي في (التذكرة) (ص 354 ط الغري)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول) لكنه ذكر الدعاء هكذا
يا رب يا رب حتى انقطع نفسه ثم قال: رب رب رب حتى انقطع نفسه ثم
قال: يا حي يا حي يا حي حتى انقطع نفسه ثم قال: يا رحيم حتى انقطع نفسه

240
ثم قال: يا أرحم الراحمين حتى انقطع نفسه وزاد بعد قوله ببردين موضوعين:
لم أر مثلهما في الدنيا، وذكر بدل قوله خذ أحب البردين إليك: أخذ أحد البردين
ودفع إلي الآخر.
ومنهم العلامة المذكور في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 173 ط حلب).
روى الحديث فيه أيضا بعينه بتغيير يسير.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير في (المختار) (ص 18 نسخة
الظاهرية بدمشق).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مطالب السؤول) لكنه ذكر الدعاء هكذا:
يا رب يا رب حتى انقطع نفسه ثم قال: يا رباه يا رباه حتى انقطع نفسه
ثم قال: رب رب رب حتى انقطع نفسه ثم قال: يا الله يا الله حتى انقطع نفسه
ثم قال: يا حي حتى انقطع نفسه ثم قال: يا رحيم حتى انقطع نفسه ثم قال:
يا أرحم الراحمين حتى انقطع نفسه سبع مرات.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين محب الله السهالوي في
(وسيلة النجاة) (ص 355 ط گلشن فيض بلكهنو).
روى الحديث نقلا عن (صفوة الصفوة) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 10 مخطوط).
روى الحديث من طريق أبي القاسم الطبري عن ابن وهب بعين ما تقدم عن
(مطالب السؤول) لكنه اقتصر في ذكر دعائه على قوله يا رب يا رب يا حي
يا حي.

241
استجابة دعائه (ع) في انصراف منصور عن قتله
وابتلاء من سعى به إليه من ساعته
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 207
ط الغري) قال:
حدث عبد الله بن الفضل بن الربيع قال: حج المنصور في سنة سبع وأربعين
ومأة قدم المدينة قال للربيع: ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتينا به سعيا قتلني الله
إن لم اقتله فتغافل الربيع عنه وناساه فأعاد عليه في اليوم الثاني وأغلظ له في
القول فأرسل إليه الربيع فلما حضر قال له الربيع: يا أبا عبد الله أذكر الله تعالى
فإنه قد أرسل إليك ما لا دافع له غير الله وإني أتخوف عليك فقال جعفر: لا حول
ولا قوة إلا بالله العظيم ثم إن الربيع دخل به على المنصور فلما رآه المنصور
أغلظ له بالقول فقال: يا عدو الله أتخذك أهل العراق إماما يجبون إليك زكاة
أموالهم تلحد في سلطنتي وتتبع إلي الغوايل قتلني الله إن لم أقتلك فقال جعفر:
يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر، وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف
ظلم فغفر، فهؤلاء أنبياء الله وإليهم يرجع نسبك ولك فيهم أسوة حسنة، فقال
المنصور: أجل لقد صدقت يا أبا عبد الله ارتفع إلي هيهنا عندي ثم قال: يا أبا عبد الله
إن فلان الفلاني أخبرني عنك بما قلت لك فقال: احضره يا أمير المؤمنين أيوافقني
على ذلك، فأحضر الرجل الذي سعى به إلى المنصور فقال له المنصور: أحقا
ما حكيت لي عن جعفر فقال: نعم، يا أمير المؤمنين قال جعفر: فاستخلفه على ذلك
فبدر الرجل وقال: والله العظيم لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة الواحد

242
الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وأخذ يعد في
صفات الله، فقال جعفر: يا أمير المؤمنين يحلف بما أستحلف به ويترك يمينه هذا
فقال المنصور: حلفه بما تختار فقال جعفر (ع): قل برئت من حول الله وقوته
والتجأت إلى حولي وقوتي لقد فعل كذا وكذا فامتنع الرجل فنظر إليه المنصور
منكرا فحلف بها فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض وقضى ميتا مكانه
في المجلس فقال المنصور: جروا برجله وأخرجوه لعنه الله.
ومنهم القاضي أبو علي المحسن بن علي بن داود التنوخي المتوفى
سنة 386 في (الفرج بعد الشدة) (ص 70 ط القاهرة) قال:
أخبرني أبو الفرج الاصفهاني: عن الحسين بن علي السلوسي، عن أحمد بن
سعيد بالإسناد: أنه لما قتل إبراهيم بن عبد الله بباخمرى حشرنا من المدينة،
فلم يترك فيها محتلم حتى قدمنا الكوفة فمكثنا فيها شهرا نتوقع القتل ثم خرج
إلينا الربيع الحاجب فقال: يا هذه الأمة العلوية ادخلوا على أمير المؤمنين رجلين
منكم من ذوي الحجى قال: فدخلت أنا والحسين بن زيد فلما صرت بين يديه
قال لي: أنت الذي تعلم الغيب قلت: لا يعلم الغيب إلا الله إلى أن قال: حدثنا علي
ابن الحسن بالإسناد قال: حج أبو جعفر المنصور في سنة سبع وأربعين ومائة فقدم
المدينة فقال: ابعث إلى جعفر بن محمد من يأتيني به تعبا قتلني الله إن لم أقتله فأمسكت
عنه رجاء أن ينساه فأغلظ في الثانية فقلت: جعفر بن محمد بالباب فقال: ائذن له
فدخل فقال: السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته قال: لا سلام الله عليك
يا عدو الله تلحد في سلطاني وتبغي الغوائل في ملكي قتلني الله إن لم أقتلك قال
جعفر: يا أمير المؤمنين إن سليمان أعطي فشكر وإن أيوب ابتلي فصبر وإن يوسف
ظلم فغفر وأنت من ذلك السنخ فسكت طويلا ثم رفع رأسه وقال: أنت عندي
يا أبا عبد الله البرئ الساحة السليم الناحية القليل الغائلة جزاك الله من ذي رحم

243
أفضل ما يجزي به ذوي الأرحام عن أرحامهم ثم تناول يده فأجلسه على مفرشه ثم
قال: يا غلام علي بالمنفخ، والمنفخ مدهن كبير فيه غالية فأتى به فغلفه بيده حتى
خلت لحيته قاطرة ثم قال: في حفظ الله وكلاءته يا ربيع ألحق أعط أبا عبد الله
جائزته وكسوته وانصرف فلحقته فقلت: إني قد رأيت ما لم ير ورأيت بعد ذلك
ما قد رأيت وقد رأيتك شفتيك فما الذي قلت: فقال: نعم، إنك رجل منا أهل
البيت ولك محبة وود قلت: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بكنفك
الذي لا يرام وارحمني بقدرتك على لا أهلك وأنت رجائي يا رب كم من نعمة
أنعمت بها علي قل لك عندها شكري فلم تحرمني، يا من قل عند بليته صبري فلم
يخذلني ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني يا ذا المعروف الذي لا ينقضي
أبدا ويا ذا النعم التي لا تحصى عددا أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد بك
أدرء في نحره وأعوذ بك من شره اللهم أعني على ديني بدنياي وعلى آخرتي
بالتقوى واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي فيما حضرته، يا من لا تضره
الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك. وأعطني ما لا ينفعك، إنك أنت
الوهاب، أسألك فرجا قريبا، وصبرا جميلا، ورزقا واسعا والعافية من جميع
البلايا وشكر العافية.
ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 307 طبع الغري)
قال:
أخبرنا إبراهيم الكاشغري، أخبرنا علي بن أبي القاسم الطوسي، أخبرنا يحيى
ابن أحمد السبتي، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا أبو علي بن صفوان،
أخبرنا ابن أبي الدنيا، حدثنا عيسى بن أبي حرب، والمغيرة بن محمد قالا: حدثنا
عبد الأعلى بن حماد، حدثنا حسن بن الفضل بن الربيع، حدثني عبيد الله بن
الفضل بن الربيع، عن الفضل بن الربيع فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (الفرج

244
بعد الشدة)، لكنه ذكر بدل قوله واكنفني بكنفك الذي لا يرام، واكنفني بركنك
الذي لا يضام الخ.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 253 ط الغري).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفرج بعد الشدة)
ومنهم العلامة المذكور في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 171 ط حلب).
روى الحديث فيه أيضا بتغيير يسير.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار) (ص 18
نسخة الظاهرية بدمشق).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفرج بعد الشدة).
ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشامي الشافعي في
(مطالب السؤول) (ص 82 ط طهران).
روى الحديث بمثل ما تقدم عن (كفاية الطالب).
ومنهم العلامة الشيخ عفيف الدين اليافعي في (روض الرياحين) (ص 58
ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (كفاية الطالب) ملخصا.
ومنهم العلامة الفهري في (الآيات البينات) (ص 162 ط الوطنية ببلدة
الرباط).
روى الحديث نقلا عن ابن أبي الدنيا في (كتاب الفرج بعد الشدة) بعين
ما تقدم عن (كفاية الطالب) سندا ومتنا لكنه ذكر في في السند حسن بن الفضل بن
الربيع عن أبيه، عن جده وذكر بدل قوله: وأنت من ذلك السنخ: وأنت على إرث
منهم وأحق من تأسي بهم، وبدل قوله: واكنفني بركنك الذي لا يضام: واكنفني
بكنفك الذي لا يرام، وبدل كلمة لا ينقضي: لا ينقطع. وزاد بعد قوله: أن تصلي على

245
محمد وآل محمد: اللهم إنه عبد من عبادك مثلي ألقيت عليه سلطانا من سلطانك فخذ
بسمعه وبصره وقلبه إلى ما فيه صلاح أمري وبك أدرء.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 197 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث عن عبد الله بن الفضل بن الربيع عن أبيه بمثل ما تقدم عن
(كفاية الطالب).
ومنهم العلامة الخوارزمي في (مقتل الحسين) (ج 2 ص 113 ط مطبعة
الزهراء) قال:
وبهذا الاسناد (أي الاسناد المتقدم في كتابه) عن السيد أبي طالب هذا،
أخبرنا أحمد بن عبد الله الاصفهاني، حدثنا عبد الرحمان بن أبي حاتم، حدثني
أبي، حدثني الحسن بن فضل مولى الهاشميين بالمدينة سنة خمس عشرة ومأتين
هجرية، حدثني علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه (ع) قال: أرسل أبو جعفر
الدوانيقي إلى جعفر بن محمد الصادق (ع) ليقتله، وطرح سيفا ونطعا وقال لحاجبه
الربيع: يا ربيع إذا أنا كلمته ثم ضربت بإحدى يدي على الأخرى فاضرب
عنقه.
فلما دخل جعفر بن محمد (ع) فنظر إليه من بعيد، نزق أبو جعفر على
فراسه (يعني تحرك) وقال: مرحبا وأهلا وسهلا بك يا أبا عبد الله ما أرسلنا إليك
إلا رجاء أن نقضي دينك. ثم سأله مسألة لطيفة عن أهل بيته وقال له: قد قضى
الله دينك وأخرج جائزتك، يا ربيع لا تمض ثالثة حتى يرجع جعفر بن محمد إلى
أهله. فلما خرج هو والربيع قال له: يا أبا عبد الله أرأيت السيف والنطع، إنما
كانا وضعا لك، فأي شئ رأيتك تحركت به شفتاك، قال يا ربيع: لما رأيت الشر
في جهة قلت: (حسبي الرب من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي
الرازق من المرزوقين، حسبي الله رب العالمين، حسبي من هو حسبي، حسبي من

246
لم يزل حسبي، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).
وفي رواية أخرى أن الربيع قال للدوانيقي: ما بدا لك يا أمير المؤمنين
حيث انبسطت إلى جعفر بن محمد بعد ما أضمرت له ما أضمرت، قال والله: لقد
رأيت قدامه أسدين فاغرين فمويهما، فلو هممت به سوءا لابتلعاني، فلذلك تضرعت
له وفعلت ما فعلت.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 120 ط القاهرة) قال:
وسعى به عند المنصور لما حج، فلما حضر الساعي به يشهد قال له:
أتحلف؟ قال: نعم، فحلف بالله العظيم إلى آخره، فقال: أحلفه يا أمير المؤمنين
بما أراه، فقال له: حلفه، فقال له: قل: برئت من حول الله وقوته والتجئت إلى
حولي وقوتي لقد فعل جعفر كذا وكذا وقال: كذا وكذا، فامتنع الرجل ثم
حلف، فما تم حتى مات مكانه، فقال أمير المؤمنين لجعفر، لا بأس عليك أنت
المبرء الساحة المأمون العائلة.
ومنهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي
الشافعي القزويني في (التدوين) (ج 1 ص 151 النسخة الفوتوغرافية المأخوذة من
نسخة مكتبة الإسكندرية بمصر) قال:
محمد بن عبد الله بن عبد العزيز الرازي أبو بكر يروي عن أبي بكر بن خلاد
قدم قزوين وحدث بها رأيت بخط بعض الثقات السالفين، ثنا أبو بكر محمد بن عبد الله
ابن عبد العزيز قدس سره قال: سمعت أبا بكر أحمد بن يوسف بن خلاد سمعت
موسى بن عبيدة السكري يقول: سعى رجل بجعفر بن محمد إلى أبي جعفر بأنه نال
منك وقال فيك، فأحضر جعفر فقال جعفر: معاذ الله فقال الساعي: بلى نلت من
أمير المؤمنين وقلت فيه كذا وكذا فقال جعفر: حلفه بالله يا أمير المؤمنين ثم
أفعل ما شئت فحلف الرجل فقال له جعفر: إن حلفت كاذبا أخرج الله منك كل

247
قوة أعطاك فقال: نعم، فقام الرجل من ساعته أعمى أصم أشل أعرج وخطا خطوتين
وارتعد وسقط ومات.
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 4 ط الحلبي
بالقاهرة) قال:
قال المناوي: ومن كراماته أنه سعى به عند المنصور فذكر بعين ما تقدم
عن (الصواعق) ثم قال: ومنها: أن بعض البغاة قتل مولاه، فلم يزل ليلته يصلي ثم
دعا عليه عند السحر فسمعت الضجة بموته.
ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي الحنفي في (وسيلة النجاة) ص (359
ط گلشن فيض بلكهنو).
روى الحديث وفيه ما تقدم عن (الصواعق) بعينه.
إخباره (ع) عن خلافة صاحب القباء الأصفر
وكان المنصور يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر
رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 332
ط اسلامبول) قال:
وقد ذكر أهل السير أن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط
رضي الله عنهم كان شيخ بني هاشم في زمانه جمع المحاسن الكثيرة وهو والد محمد
الملقب بالنفس الزكية ووالد إبراهيم أيضا فلما كان في أواخر دولة بني مروان
وضعفهم أراد بنو هاشم أن يبايعوا منهم من يقوم بالأمر فاتفقوا على محمد وإبراهيم
ابني عبد الله المحض فلما اجتمعوا لذلك أرسلوا إلى جعفر الصادق فقال عبد الله: إنه

248
يفسد أمركم فلما دخل جعفر الصادق سألهم عن سبب اجتماعهم فأخبروه فقال
لعبد الله: يا ابن عمي إني لا أكتم خيرية أحد من هذه الأمة إن استشار بي فكيف
لا أدل على صلاحكم فقال عبد الله: مد يدك لنبايعك قال جعفر: والله إنها
ليست لي ولا لابنيك وإنها لصاحب القباء الأصفر والله ليلعبن بها صبيانهم وغلمانهم
ثم نهض وخرج، وكان المنصور العباس يومئذ حاضرا وعليه قباء أصفر، فكان
كما قال.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق المحرقة) (ص 121 ط مصر) قال:
عند دولة بني أمية وضعفهم أراد بنو هاشم مبايعة محمد وأخيه وأرسل لجعفر
ليبايعهما، فامتنع فاتهم إنه يحسدهما، فقال: والله ليست لي ولا لهما إنها لصاحب
القباء الأصفر ليلعبن بها صبيانهم وغلمانهم، وكان المنصور العباسي يومئذ حاضرا
وعليه قباء أصفر، فما زالت كلمة جعفر تعمل فيه حتى ملكوا.
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 4
ط الحلبي بمصر).
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (ينابيع المودة).
ظهور ثعبان عظيم للمنصور حين أراد قتله
وهو يقول إن آذيته أبتلعك
رواه القوم:
منهم العلامة محمد خواجة پاساري البخاري في (فصل الخطاب) (على ما
في ينابيع المودة ص 381 ط اسلامبول) قال:
دعى أبو جعفر المنصور وزيره ليلة وقال: إيتني جعفر الصادق حتى أقتله

249
قال: هو رجل أعرض عن الدنيا ووجه بعبادة المولى فلا يضرك قال المنصور:
إنك تقول بإمامته والله إنه إمامك وإمامي وإمام الخلائق أجمعين والملك عقيم
فائتن به قال الوزير: فذهبت ودخلت عليه فوجدته في الصلاة وبعد فراغه قلت له:
يدعوك أمير المؤمنين فقام وانطلق بي وقبل مجيئه قال المنصور لعبيده: إذا رفعت
قلنسوتي عن رأسي اقتلوه قال الوزير: لما جئنا بالباب استقبله المنصور وأدخله
وأجلسه في الصدر وركع بين يديه فقال: سل حاجتك يا ابن رسول الله قال: حاجتي
أن لا تدعني حتى آتيك باختياري وخليتني بيني وبين عبادة ربي، قال: لك ذلك
وانصرف واقشعر المنصور ونام وألقينا عليه الأثواب وقال لي: لا تذهب حتى أن
أستيقظ، فنام نومة طويلة حتى فاتت صلاته من الأوقات الثلاثة ثم انتبه وتوضأ
وصلى الفائتة فسئلته ما وقع لك؟ قال: لما قدم الصادق في داري رأيت ثعبانا عظيما
أحد شفيته فوق الصفة والآخر تحتها ويقول بلسان فصيح: إن آذيته أبتلعك مع
الصفة.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 360 ط گلشن بلكهنو).
روى بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب).
ومنهم النسابة علامة الأدب أبو عبد الله الزبير بن بكار القرشي الزبيري
المتوفى سنة 256 في كتابه (الأخبار الموفقيات) (طبع مطبعة العاني ببغداد ص
149 إلى 150) قال:
حدثنا أحمد بن سعيد الدمشقي قال: حدثني الزبير قال: حدثني علي
ابن صالح، عن عامر بن صالح سمعت الفضل بن الربيع يحدث عن أبيه الربيع قال:
قدم المنصور المدينة فأتاه قوم فوشوا بجعفر بن محمد - وقالوا: إنه لا يرى الصلاة
خلفك وينتقصك ولا يرى التسليم عليك فقال لهم: وكيف أقف على صدق ما تقولون

250
قالوا: تمضي ثلاث ليال فلا يصير إليك مسلما قال: إن كان في ذلك لدليلا فلما كان
في اليوم الرابع قال: يا ربيع إيتني بجعفر بن محمد فقتلني الله إن لم أقتله قال الربيع:
فأخذني ما قدم وما حدث فدافعت بإحضاره يومي ذلك فلما كان من غد قال: يا ربيع
أمرتك بإحضار جعفر بن محمد فوريت عن ذلك ائتني به فقتلني الله إن لم أقتله وقتلني
الله إن لم أبدء بك إن أنت لم تأتني به قال الربيع: فمضيت إلى أبي عبد الله فوافيته
يصلي إلى جنب استوانة التوبة فقلت: يا أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين للتي لا شوى
لها فأوجز في صلاته وتشهده وسلم وأخذ نعله ومضى معي وجعل يهمس بشئ أفهم
بعضه وبعضا لم أفهم فلما أدخلته على أبي جعفر سلم عليه بالخلافة فلم يرد عليه السلام
وقال: يا مرائي يا مارق منتك نفسك مكاني فوريت علي ولم تر الصلاة خلفي والتسليم
علي فلما فرغ من كلامه رفع جعفر رأسه فقال: يا أمير المؤمنين إن داود
النبي (ع) أعطي فشكر وإن أيوب ابتلي فصبر وإن يوسف ظلم فغفر وهؤلاء
صلوات الله عليهم أنبيائه وصفوته من خلقه وأمير المؤمنين من أهل بيت النبوة
وإليهم يؤل نسبه، وأحق من أخذ بآداب الأنبياء من جعل الله له مثل حظك يا
أمير المؤمنين؟
يقول الله جل ثناءه: (يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا
أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (1)
فتثبت يا أمير المؤمنين يصح لك اليقين: فسرى عن أبي جعفر،
وزال عنه الغضب وقال: أنا أشهد أبا عبد الله أنك صادق. وأخذ بيده فرفعه وقال:
أنت أخي وابن عمي، وأجلسه معه على السرير وقال: سلني حاجتك، صغيرها
وكبيرها. قال: يا أمير المؤمنين قد أذهلني ما كان من لقائك وكلامك في حاجاتي
ولكني أفكر وأجمع حوائجي إن شاء الله. قال الربيع: فلما خرجت قلت له:



(1) الحجرات آية 6.
251
يا أبا عبد الله، سمعتك همست بكلام أحب أن أعرفه قال: نعم إن جدي علي بن
الحسين (ع) أجمعين يقول: من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرسا فليقل:
اللهم أحرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واغفر بقدرتك
(خ ل وارحمني) علي، فلا أهلكن وأنت رجائي، فكم من نعمة قد أنعمت علي
قل عندها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيا من قل
عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند نقمته صبري فلم يخذلني، ويا من
رآني على الخطايا فلم يفضحني، يا ذا النعماء التي لا تحصى، ويا ذا الأيادي
اللتي لا تنقضي، بك استدفع مكروه ما أنا فيه، وأعوذ بك من شره يا أرحم
الراحمين.
قال الربيع: فكتبت بالدعاء، ولم يلتق مع أمير المؤمنين المنصور ولا سأله
حاجة حتى فارق الدنيا.
ومنهم العلامة محمد مبين المولوي السهالوي في (وسيلة النجاة)
(ص 459 ط لكهنو).
روى الحديث ملخصا.
دعاء أخرى له (ع)
دعا بها لدفع شر منصور، واستجيبت من ساعتها
رواها القوم:
منهم العلامة المعاصر الشيخ عبد الحفيظ المالكي الفهري الفاسي من
مشايخنا في الرواية في (الآيات البينات) (ص 159 ط المطبعة الوطنية ببلدة الرباط
من المغرب الأقصى) قال:

252
المسلسل الرابع والثلاثون بقول كل راو كتبته فها هو في جيبي حدثني
به القاضي أبو العباس حميد بناني سماعا قال: حدثنا أبو الحسن علي بن
ظاهر الوتري سماعا بفاس ح وحدثني به عمي أبو جيدة سماعا وهو وابن ظاهر
قالا: حدثنا عبد الغني، عن عابد، عن عبد الرحمان بن سليمان الأهدل بسنده
السابق من طريق بني الأهدل إلى محمد بن عبد الرحمان السخاوي قال: أنا أبو إسحاق
إبراهيم بن علي البيضاوي، والكاتبة مريم بنت علي بن عبد الرحمان قالت الثانية
أنا المحب محمد بن أحمد الطبري سماعا، وعبد الله بن سليمان المكي إذنا إن لم يكن
سماعا وقال الأول: أنا أبو السادة عبد الله بن أسعد اليافعي قال: هو والمكي أنا
الرضي أبو إسحاق الطبري، أنا المحب أحمد بن عبد الله الطبري، أنا التقي
أبو الحسن علي بن أبي بكر الطبري، أنا محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف الفقيه، أنا
الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي ح وقال عبد الرحمان الأهدل، أنا
أمر الله بن عبد الخالق المزجاجي، أنا محمد بن أحمد عقيلة، أخبرنا أحمد بن محمد
النخلي، عن محمد بن علان الصديقي، عن نور الدين علي الحميري، عن عبد الرحمان
ابن فهد، عن جار الله بن فهد، عن ابن أبي شريف، عن إبراهيم بن علي الزمزمي
قال: هو وشيخ السخاوي الأول وهو إبراهيم البيضاوي وهو عال، أنا مجد الدين
أبو طاهر الفيروزآبادي ح قال السخاوي: وكتب إلي عاليا عبد الرحمان بن عمر
قال هو والفيروز آبادي: أنا محمد بن أبي القاسم الفارقي، أنا أبو الحسن الغرافي، أنا
أبو الفضل جعفر بن علي، أنا أبو محمد الديباجي، ثنا محمد بن الحسن بن صدقة بن سليمان
الإسكندري، ثنا أبو الفتح نصر بن الحسين بن القاسم الشاشي قدم علينا إسكندرية
ثنا علي بن الحسين بن إبراهيم العاقولي، ثنا القاضي أبو الحسن محمد بن علي بن صخر
الأزدي، ثنا أبو عياض أحمد بن محمد بن يعقوب الهروي، ثنا أحمد بن منصور بن
محمد الحافظ المعدل، ثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن أحمد القطان البلخي بمدينة

253
الرسول (ص) وعلى آله وكان صدوقا، حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد
المحتسب البلخي، ثنا محمد بن هارون الهاشمي، ثنا محمد بن يحيى المازني، ثنا محمد بن
سهل عن الربيع حاجب المنصور قال: لما أسندت الخلافة لأبي جعفر يعني المنصور
العباسي قال لي: يا ربيع أبعث إلى جعفر بن محمد (يعني جعفر الصادق بن محمد الباقر)
قال: فقمت من بين يديه فقلت: أي بلية يريد أن يفعل وأوهمته إني أريد أن أفعل
ثم أتيته بعد ساعة فقال: ألم أقل لك ابعث إلى جعفر بن محمد فوالله لتأتيني به أو
لأقتلنك شر قتلة قال: فذهبت إليه فقلت: أبا عبد الله أجب أمير المؤمنين فقام
معي فلما دنونا من الباب قام فحرك شفتيه ثم دخل فسلم فلم يرد عليه ووقف
فلم يجلس، ثم رفع رأسه فقال: يا جعفر أنت الذي البت وكثرت، وحدثني
أبي عن أبيه، عن جده أن رسول الله (ص) وعلى آله قال: ينصب للغادر يوم القيامة
لواء يعرف به، قال جعفر بن محمد: حدثني أبي عن أبيه، عن جده رضي الله عنه إن
رسول الله (ص) وعلى آله قال: ينادي مناد يوم القيامة من بطنان العرش ألا فليقم
من كان أجره على الله فلا يقوم من عباده إلا المتفضلون فما زال يقول حتى سكن
ما به ولان له، فقال: اجلس أبا عبد الله ارتفع أبا عبد الله ثم دعا بدهن فيه غالية فأراقه
عليه بيده والغالية تقطر من بين أصابع أمير المؤمنين ثم قال: انصرف أبا عبد الله في حفظ
الله تعالى ثم قال: يا ربيع اتبع أبا عبد الله جائزته وأضعفها فخرجت فقلت:
أبا عبد الله تعلم محبتي لك قال: أنت منا.
حدثني أبي، عن أبيه، عن جده أن النبي (ص) وعلى آله قال: مولى
القوم منهم فقلت أبا عبد الله: شهدت ما لم تشهد وعلمت ما لم تعلم وقد دخلت ورأيتك
تحرك شفتيك عند دخولك إليه، قال: دعاء كنت أدعو به، فقلت له: دعاء حفظته
عند دخولك، أم شئ تأثرته عن آبائك الطاهرين قال: بل حدثني أبي
عن أبيه، عن جده أن النبي (ص) كان إذا أمر دعا بهذا الدعاء وكان

254
وكان يقول: إنه دعاء الفرج وهو، اللهم احرسني بعينك التي لا تنام، واكنفني بكنفك
الذي لا يرام، وارحمني بقدرتك علي أنت ثقتي ورجائي، فكم من نعمة أنعمت بها
علي قل لك بها شكري، وكم من بلية ابتليتني بها قل لك عندها صبري، فيا من
قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا من قل عند بلائه صبري فلم يخذلني،
ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، أسألك أن تصلي على محمد وعلى آل محمد كما
صليت وباركت وترحمت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم أعني على ديني
بدنياي، وعلى آخرتي بالتقوى، واحفظني فيما غبت عنه، ولا تكلني إلى نفسي
فيما حضرت، يا من لا تضره الذنوب، ولا تنقصه المغفرة، هب لي ما لا يضرك،
واغفر لي ما لا ينقصك، يا إلهي أسألك فرجا قريبا، وصبرا جميلا، وأسألك
العافية من كل بلية، وأسألك الشكر على العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك
الغنى عن الناس، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، قال الربيع:
فكتبته من جعفر وها هو في جيبي قال موسى: فكتبته من الربيع وها هو في جيبي
وهكذا قال كل واحد من الرواة إلى أن وصل إلى الشيخين حميد وأبي جيدة
فقال الأول منهما: فكتبته من أبي الحسن بن ظاهر وها هو في جيبي وقال ثانيها:
فكتبته من عبد الغني وها هو في جيبي وأنا أقول فكتبته منهما وها هو في جيبي هذا
حديث جليل حسن غريب أخرجه ابن الطيلسان أبو علي بن أبي الأحوص وغيرهما
من أرباب المسلسلات ببعض مخالفة.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن هذيل في (عين الأدب
والسياسة) (المطبوع بهامش غرر الخصايص ص 182 ط القاهرة).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الآيات البينات).

255
حضور بريد الجن عنده بصورة الطائر
وإخباره عن موت هشام
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 211
ط الغري) قال:
عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت مع أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق
بين مكة والمدينة فالتفت فإذا عن يساره كلب أسود فقال له: مالك قبحك الله ما أشد
مسارعتك فإذا هو في الهواء يشبه الطائر فتعجبت من ذلك فقال: هذا أعثم بريد
الجن مات هشام الساعة وهو طائر ينعاه.
واقعة إبراهيم بن عبد الحميد
رواها القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 211 ط الغري)
قال:
وعن إبراهيم بن عبد الحميد قال: اشتريت من مكة بردة وآليت على نفسي
أن لا تخرج من ملكي حتى تكون كفني، فخرجت بها إلى عرفة فوقفت
فيها الموقف ثم انصرفت إلى المزدلفة فبعد أن صليت فيها المغرب والعشاء
رفعتها وطويتها ووضعتها تحت رأسي ونمت، فلما انتبهت لم أجدها فاغتممت لذلك
غما شديدا، فلما أصبحت صليت وأفضت مع الناس إلى منى فإني والله في المسجد

256
الخيف إذ أتاني رسول أبي عبد الله جعفر الصادق رضي الله عنه يقول لي: قال لك
أبو عبد الله: تأتنا في هذه الساعة فقمت مسرعا حتى دخلت على أبي عبد الله جعفر
الصادق رضي الله عنه وهو في فسطاطه فسلمت عليه وجلست فالتفت إلي وقال: يا
إبراهيم نحن نحب أن نعطيك بردة تكون لك كفنا قلت: والذي خلق إبراهيم
لقد كانت معي بردة نعدها لذلك ولقد ضاعت مني في المزدلفة فأمر غلامه فأتاني
ببردة فتناولتها فإذا هي والله بردتي بعينها فقلت: بردتي يا سيدي فقال: خذها
واحمد الله تعالى يا إبراهيم فقد جمع الله عليك يا إبراهيم.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 198 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث عن إبراهيم بن عبد الحميد بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة)
إلا أنه ذكر بدل قوله والذي خلق إبراهيم: والذي يحلف به.
استجابة دعائه (ع) في إحياء الطيور
رواها القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة)
(ص 357 ط گلشن فيض بلكهنو) قال:
روي أن جماعة حضروا عنده (ع) فسألوه عن الطيور التي أحياه الله لإبراهيم (ع)
فنادى (ع) عدة من الطيور ثم أمرهم بذبحها فذبحوها وقطعوا أعضائها ثم نادى
الطيور فأحياها الله تعالى بدعائه (ع).

257
دعائه (ع) على داود بن علي لما قتل معلى بن خنيس
وموته فجأة في تلك الليلة
رواها القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 208
ط الغري).
روى أن داود بن علي بن العباس قتل المعلى بن خنيس مولى كان لجعفر
الصادق (رض) فأخذ ماله فبلغ ذلك جعفرا فدخل إلى داره ولم يزل ليله كله قائما
إلى الصباح ولما كان وقت السحر سمع منه وهو يقول في مناجاته: يا ذا القوة القوية
ويا ذا المحال الشديد ويا ذا العزة التي كل خلقك لها ذليل أكفنا هذا الطاغية
وانتقم لنا منه، فما كان إلا أن ارتفعت الأصوات بالصراخ والعويل وقيل مات داود
ابن علي فجأة.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 198 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 357
ط گلشن فيض بلكهنو).
روي موت داود في سحر الليلة التي دعا الصادق عليه.

258
دعائه (ع) على الحكم بن العباس
وافتراس الأسد له
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 209 ط الغري)
قال:
ولما بلغ جعفر الصادق رضي الله عنه قول الحكم بن عباس الكلبي:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم أر مهديا على الجذع يصلب
فرفع جعفر يديه إلى السماء وهما يرتعشان فقال: اللهم سلط على الحكم بن
العباس الكلبي كلبا من كلابك، فبعثه بنو أمية إلى الكوفة فافترسه الأسد في الطريق
واتصل ذلك بالصادق فخر ساجدا وقال: الحمد لله الذي أنجزنا ما وعدنا.
ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط).
روى الحديث نقلا من خط شيخ الاسلام معين الدين أبي بكر عبد الله بن علي
ابن محمد حمويه بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 198 ط العثمانية بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي الحنفي في (وسيلة النجاة) (ص 362
ط گلشن فيض بلكهنو).
روى الحديث نقلا عن شواهد النبوة وغيرها بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة)
لكنه ذكر الدعاء هكذا: اللهم إن كان عبدك كاذبا فسلط عليه كلبا.

259
استجابة سائر أدعيته
رواها القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 197 ط العثمانية بمصر)
قال:
كان جعفر الصادق رضي الله عنه مجاب الدعوة إذا سأل الله شيئا لا يتم قوله إلا
وهو بين يديه.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 250، ط العثمانية بمصر).
ذكر في توصيفه ما تقدم عن (نور الأبصار) بعينه.
صيرورة النخلة اليابسة مثمرة بدعائه
رواها القوم:
منهم العلامة المولى محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 358
ط لكهنو).
ومن جملة كراماته ما روي عن جماعة قالوا: كنا مع جعفر بن محمد في طريق
مكة فنزلنا تحت نخلة يابسة فتحرك شفتاه (ع) فكان يقرء دعاء لا نفهمها فإذا
توجه إلى النخلة فقال: أطعمينا مما أودعه الله فيك فصارت النخلة مثمرة مملوة
بالرطب فنادانا فقال: أقبلوا فكلوا بسم الله فأكلنا فوجدناها أطيب طعام أكلناه
منذ اليوم، وكان هناك أعرابي فأنكر عليه وقال: هذا سحر مبين فقال (ع): نحن
ورثة الأنبياء ندعو الله فيستجاب لنا فإن شئت ندعو الله فيمسخك كلبا فقال
الأعرابي: سل بذلك، فلما دعا (ع) مسخ الأعرابي كلبا فأقبل إلى بيته فكان أهله

260
يضربونه بالعصا فرجع الأعرابي عنده (ع) ويسيل الدمع من عينيه فترحم (ع)
فدعا فأعاده الله إلى صورته.
نبذة من كلماته (ع)
فمنها
إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقائها ودوامها، فأكثر من الحمد والشكر
عليها، فإن الله عز وجل قال في كتابه: لئن شكرتم لأزيدنكم، وإذا استبطأت
الرزق، فأكثر من الاستغفار فإن الله تعالى قال في كتابه: استغفروا ربكم إنه
كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم
جنات ويجعل لكم أنهارا، يا سفيان إذا حزنك أمر من سلطان أو غيره، فأكثر
من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة، فعقد
سفيان بيده، وقال: ثلاث وأي ثلاث. قال جعفر: عقلها والله أبو عبد الله ولينفعنه الله
بها. رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 193 ط السعادة) قال:
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن العباس، حدثني بن
عبد الرحمان بن غزوان، حدثني مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين، قال: لما قال سفيان الثوري: لا أقوم حتى تحدثني، قال: أنا أحدثك
وما كثرة الحديث لك بخير يا سفيان فقاله.
ورواه في (محاضرات) الأدباء (ج 4 ص 467 ط مكتبة الحياة في بيروت)
عن مالك بن أنس. لكنه أسقط قوله: فأحببت بقائها ودوامها، وذكر بدل قوله
وإذا استبطأت الرزق: وإذا قلت نفقتك - وبدل إذا حزنك أمر من سلطان
أو غيرها فأكثر: وإذا اشتد بك كرب فعليك - وأسقط قوله: فإنها مفتاح الفرج -

261
وذكر في أوله: أعلمك ثلاثا من خير لك من مال كثير.
ورواه في (الفصول المهمة) (ص 205 ط الغري).
ورواه محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 81 ط طهران) وكذا
ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 352 ط الغري). وفي (صفة الصفوة) (ج 2 ص 168
ط دار الودعي بحلب).
ورواه ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 17 نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق) لكنه سقط من النسخة قوله: فإن الله قال في كتابه لئن شكرتم
إلى قوله: فأكثر الاستغفار.
وقال ابن حازم: كنت عند جعفر بن محمد إذ جاء آذنه فقال: سفيان الثوري
بالباب فقال: أئذن له فدخل فقال جعفر: يا سفيان إنك رجل يطلبك السلطان
وأنا ألقى السلطان قم فاخرج من غير مطرود فقال سفيان: حدثني حتى أسمع وأقوم
فقال جعفر: حدثني أبي عن جدي أن رسول الله (ص) قال: من أنعم الله عليه نعمة
فليحمد الله، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله، ومن حزنه أمر فليقل لا حول ولا قوة
إلا بالله. فلما قام سفيان قال جعفر: خذها يا سفيان ثلاث أي ثلاث.
ومن كلامه (ع)
إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق - رواه
ابن الأثير الجزري في (المختار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق).
ورواه في (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة) (ج 1 ص 410 ط أسعد دار بزوني).
ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط الشرفية بمصر).

262
ومن كلامه (ع)
أصل الرجل عقله وحسبه دينه وكرمه تقواه، والناس في آدم مستوون.
رواه سبط ابن الجوزي في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 170) وكذا في (التذكرة)
(ص 353 ط الغري) قال: كان يتردد إليه رجل من السواد فانقطع عنه فقال بعض
القوم: إنه نبطي يريد أن يضع منه فقاله (ع).
ورواه ابن الأثير الجزري في (المختار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق).
ورواه الخطيب البغدادي في (الفقه والمتفقه) (ج 1 ص 119 ط القصيم في
الرياض).
ورواه محمد بن طلحة في (مطالب السؤول) (ص 82 ط طهران).
ومن كلامه (ع)
من لم يغضب من الجفوة لم يشكر النعمة.
رواه سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 353) وفي (صفة الصفوة)
(ج 2 ص 170 ط حلب) قال: قال.
ورواه ابن الأثير الجزري في (المختار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق).
ومن كلامه (ع)
الرجال أربعة: رجل يعلم ويعلم أنه يعلم فذاك عالم فتعلموا منه، ورجل
يعلم ولا يعلم أنه يعلم فذاك نائم فانتبهوه، ورجل لا يعلم ويعلم أنه لا يعلم فذاك
جاهل فعلموه، ورجل لا يعلم ولا يعلم أنه لا يعلم فذاك أحمق فاجتنبوه.
رواه أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه (أخبار الحمقى) (ص 24 ط الغري).

263
ومن كلامه (ع)
مودة يوم صلة ومودة سنة رحم ماسة من قطعها قطعه الله عز وجل.
رواه العلامة الشيخ أبو البركات بدر الدين محمد الغزي الدمشقي في (آداب العشرة
وذكر الصحبة والأخوة) (ص 62 ط دمشق).
ومن كلامه (ع)
الكعبة بيت الله والحرم حجابه والموقف بابه فلما قصدوه أوقفهم بالباب
ليتضرعوا فلما أذن لهم بالدخول أدناهم من الباب الثاني وهو المزدلفة، فلما نظر
إلى كثرة تضرعهم وطول اجتهادهم رحمهم فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم
فلما قربوا قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب أمرهم بالزيارة لبيته
وكره لهم الصوم أيام التشريق لأنهم في ضيافة الله ولا يجب للضيف أن يصوم
وتعلقهم بالأستار، مثلهم مثل رجل بينه وبين الآخرة جرم فهو يتعلق به ويطوف
حوله رجاء أن يهب له جرمه.
قاله (ع) لما سئل لم جعل الموقف من وراء الحرم، ولم يصر في المشعر الحرام،
وعن كراهة صوم الحاج أيام التشريق، وعن تعلقهم بأستار الكعبة وهي خرق لا تنفع
شيئا.
ورواه العلامة محمد شمس الدين بن عبد الرحمان السخاوي في (التحفة اللطيفة في
تاريخ المدينة) (ص 411 ط القاهرة).

264
ومن كلامه (ع)
أقلل من معرفة الناس وأنكر من عرفت منهم وإن كان لك مأة صديق
فاطرح منهم تسعة وتسعين وكن من الواحد على حذر، قاله لبعض إخوانه.
رواه الشيخ أبو إسحاق الأنصاري الشهير بالوطواط المتوفى سنة 718 في
(غرر الخصائص) (ص 382 ط الشرفية بمصر).
ومن كلامه (ع)
لا يتم المعروف إلا بثلاثة: تعجيله وتصغيره وستره.
رواه الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء)
(ج 3 ص 198 ط السعادة بمصر)
قال: حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن عمر، ثنا أبو بكر بن عبد الله، ثنا الوليد بن
شجاع، ثنا إبراهيم بن أعين، عن يحيى بن الفرات قال: قال جعفر بن محمد لسفيان
الثوري فذكره.
ورواه سبط ابن الجوزي مرسلا في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 169 ط حلب).
ورواه العلامة النسابة أحمد بن عبد الوهاب النويري المصري في (نهاية الإرب)
(ج 3 ص 204 ط القاهرة).
ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار) (ص 17 نسخة الظاهرية بدمشق).
ورواه العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 82
ط طهران).
ورواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 199).
ورواه في (الفصول المهمة) (ص 205 الغري).
ورواه ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (ص 251) لكنه قال: أن تصغره
في عينيك وتستره وتعجله.

265
ومن كلامه (ع)
لما قيل له: ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ فقال (ع): لأنكم تدعون من
لا تعرفونه.
رواه الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن النيشابوري في (الرسالة القشيرية)
(ص 132 ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
لا يستحي من بذل القليل فإن الحرمان أقل منه.
رواه العلامة النويري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 204 ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
إن الله يبغض السباب الطعان المتفحش.
رواه الشيخ أبو إسحاق الأنصاري الوطواط في (غرر الخصائص) (ص 42
ط الشرفية بمصر).
ومن كلامه (ع)
يا ابن آدم مالك تأسف على مفقود لا يرده إليك الفوت، ومالك تفرح
بموجود لا يترك في يديك الموت.
رواه العلامة السيد حسن خان الحسيني الحنفي ملك بهوبال الهند في
(تفسير فتح البيان) (ج 9 ص 238 ط بولاق مصر).

266
ومن كلامه (ع)
الجود زكاة السعادة، والايثار على النفس موجب لاسم الكرم.
رواه العلامة النويري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 204 ط مصر).
ومن كلامه (ع)
حين سأله معاوية بن عمار بقوله: إنهم يسألوننا عن القرآن مخلوق هو؟
قال (ع): ليس بخالق ولا مخلوق ولكنه كلام الله عز وجل. رواه في (الاعتقاد)
(ص 39) عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن أبي طاهر الدقاق ببغداد قال: ثنا أحمد
ابن عثمان الآدمي ثنا ابن أبي العوام، ثنا موسى بن داود الضبي، عن معبد
أبي عبد الرحمان، عن معاوية بن عمار.
ومن كلامه (ع)
حين سأله (ع) سفيان الثوري دعاء يدعو به عند البيت الحرام.
إذا بلغت البيت الحرام، فضع يدك على الحائط ثم قل: (يا سائق الفوت
ويا سامع الصوت ويا كاسي العظام لحما بعد الموت، ثم ادع بما شئت، قال له
سفيان: فعلمني ما لم أفقه، فقال: يا أبا عبد الله إذا جائك ما تحب فأكثر من الحمد
وإذا جائك ما تكره، فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق،
فأكثر من الاستغفار.
رواه العلامة الشيخ أبو محمد محيي الدين عبد القادر بن أبي الوفاء القرشي الحنفي
المصري المتوفى سنة 775 في (الجواهر المضيئة) عن رواية الحاكم عنه (ج 1 ط 123
ط حيدر آباد).

267
ورواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 196 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا
أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني، ثنا إسحاق بن إبراهيم النحوي ثنا جعفر
الصائغ، ثنا عبيد بن إسحاق، ثنا نصر بن كثير قال: دخلت أنا سفيان الثوري، عن
جعفر بن محمد فذكر الحديث بمعنى ما تقدم عن (الجواهر المضيئة).
ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق).
ومن كلامه (ع)
شفيع المذنب إقراره، وتوبة المجرم الاعتذار.
رواه العلامة عبد الوهاب النويري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 234
ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
ثمرة القناعة الراحة - رواه العلامة المذكور في (نهاية الإرب) (ج 3 ص
247 ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
يا سفيان لا مروة لكذوب ولا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولا سؤدد لسئ
الخلق قلت: يا ابن رسول الله زدني قال: يا سفيان كف عن محارم الله تكن عابدا
وارض بما قسم الله لك تكن مسلما، واصحب الناس بما تحب أن يصحبوك به تكن
مؤمنا ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره (أي للحديث المرء على دين خليله
فلينظر أحدكم من يخالل) وشاور في أمرك الذين يخشون الله قلت: يا ابن رسول الله
زدني قال: يا سفيان من أراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل

268
معصية الله إلى طاعة الله قلت: يا ابن رسول الله زدني فقال: أدبني أبي بثلاث قال
لي: أي بني إن من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مدخل السوء يتهم،
ومن لا يملك لسانه يندم.
رواه العلامة ابن حجر المكي الهيثمي في (الزواجر عن اقتراف الكبائر)
(ص 17 ط الميمنية في بولاق مصر).
عن سفيان الثوري قال: دخلت على جعفر الصادق (ع) فقلت له: يا ابن
رسول الله أوصني فقاله.
ورواه العلامة ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار
ص 252) لكنه قال: كف عن محارم الله وامتثل أوامره تكن عابدا، وارض
بما قسم لك تكن مسلما، واصحب الناس على ما تحب أن يصحبوك عليه تكن
مؤمنا، ولا تصحب الفاجر فيعلمك من فجوره، وشاور في أمرك الذين يخشون
الله.
رواه العلامة ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار
ص 252 ط العثمانية بمصر).
ومن كلام له (ع) لسفيان الثوري
شاور في أمرك الذين يخشون الله تعالى، وطلب العلم من أعلى الأمور
وأصعبها فكانت المشاورة فيه أهم وأوجب.
رواه العلامة برهان الدين الزرنوجي من علماء الحنفية في القرن السادس
في (تعليم المتعلم طريق التعلم) (ص 8 ط المنيرية بمصر).

269
ومن كلامه (ع)
خير السادة أرحبهم ذراعا عند الضيق، وأعدلهم حلما عند الغضب، وأبسطهم
وجها عند المسألة، وأرحمهم قلبا إذا سلط، وأكثرهم صفحا إذا قدر.
رواه العلامة الشيخ أبو إسحاق برهان الدين محمد بن إبراهيم بن يحيى بن
علي الأنصاري الكتبي المتوفى سنة 718 في (غرر الخصائص الواضحة) (ص 12
ط الشرفية بمصر).
ومن كلامه (ع)
حسن الجوار عمارة الديار، ومثراة المال.
رواه العلامة أبو حيان علي بن محمد الشيرازي التوحيدي المتوفى سنة 400
في كتابه (الامتاع والمؤانسة) (ج 2 ص 130 ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
النعم وحشية فأمسكوها بالشكر.
رواه العلامة الزمخشري المتوفى سنة 538 في (ربيع الأبرار) (ص 647
مخطوط).
ومن كلامه (ع)
كونوا قششا.
رواه ابن منظور المصري المتوفى سنة 711 في (لسان العرب).

270
ومن كلامه (ع)
الغضب مفتاح كل شر.
رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 173 مخطوط).
ومن كلامه (ع)
لأن أندم على العفو أحب إلي من أندم على العقوبة.
رواه أبو العباس محمد بن يزيد المبرد في (الفاضل) (ص 89 ط دار الكتب
بمصر).
ومن كلامه (ع)
إني لأسارع إلى حاجة عدوي خوفا من أن أرده فيستغني عني.
رواه العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 317 مخطوط).
ومن كلامه (ع)
رأس الخير التواضع. فقيل له: وما التواضع؟ فقال (ع): أن ترضى من
المجلس بدون شرفك، وأن تسلم من لقيت، وأن تترك المراء وإن كنت محقا.
رواه العلامة عبد الوهاب النويري في (نهاية الإرب) (ج 3 ص 236

271
ومن كلامه (ع)
من أعظم فتنة تكون على الأمة قوم يقيسون في الأمور برأيهم فيحرمون ما
أحل الله ويحلون ما حرم الله.
رواه العلامة السيد عبد الوهاب الشعراني سنة 973 في كتابه
(الميزان الكبرى) (ج 1 ص 57).
ومن كلامه (ع)
من قرأ سورة الكوثر بعد صلاة يصليها نصف الليل من ليلة الجمعة ألف مرة
رأى في منامه النبي (ص).
رواه العلامة النبهاني في (سعادة الدارين) (ص 486 ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
البسملة تيجان السور.
رواه العلامة أبو محمد عبد الحق الغرناطي المتوفى سنة 543 في (الجامع
المحرر الصحيح الوجيز) (ص 287 ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
لا تأكلوا من يد جاعت ثم شبعت.
رواه ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع بهامش نور الأبصار
ص 251) ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط الشرفية بمصر).

272
ومن كلامه (ع)
خامس رمضان الماضي أول رمضان الآتي.
نقله الصفوري في (نزهة المجالس) (ص 159 ط القاهرة).
نقله عن (عجائب المخلوقات للقزويني) عنه (ع). ثم قال: وقد امتحنوا
ذلك خمسين سنة فوجدوه صحيحا.
ومن كلامه (ع)
في قوله تعالى: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله: هم الرجال من
بين الرجال على الحقيقة لأن الله حفظ سرائرهم عن الرجوع إلى غيره، فلا تشغلهم
الدنيا وزهرتها، ولا الآخرة ونعيمها عن الله تعالى، لأنهم في بساتين الأنس.
رواه العلامة الصفوري في (نزهة المجالس) (ج 1 ص 51 ط القاهرة) عن
جعفر الصادق.
ومن كلامه (ع)
أكل الرمان ينور القلب.
رواه في (نزهة المجالس) (ج 1 ص 54 ط القاهرة) (والمحاسن المجتمعة)
(ص 173).
ومن كلامه (ع)
إن المؤمن ليتنعم بتسبيح الحلي عليه في الجنة، في كل مفصل من المؤمن
في الجنة ثلاثة أساور من ذهب وفضة ولؤلؤ.

273
رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 550 مخطوط).
ومن كلامه (ع)
ما افتقرت كف تختمت بفيروزج.
رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 551 مخطوط).
ومن كلامه (ع)
على العالم إذا علم أن لا يعنف وإذا أعلم أن لا يأنف (يعنف خ ل).
رواه الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 458 مخطوط).
ومن كلامه (ع)
حين سئل عن العالم الذي أمر بالنظر إليه:
هو العالم الذي إذا نظرت إليه ذكرك الآخرة، ومن كان على خلاف ذلك
فالنظر إليه فتنة.
ومن كلامه (ع)
لو خطب إليكم رسول الله (ص) وتزوج منكم لجاز له، ولا يجوز أن يتزوج منا
فهذا دليل على أنا منه وهو منا. قال له حين قال له منصور: نحن وأنتم في
رسول الله سواء.
رواه العلامة الراغب الأصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 1 ص 344
ط بيروت).

274
ومن كلامه (ع)
حين قيل له: لم صار الشعر، والخطب يمل ما أعيد منها - والقرآن
لا يمل؟ فقال: لأن القرآن حجة على أهل الدهر الثاني كما هو حجة على أهل
الدهر الأول فكل طائفة تتلقاه غضا جديدا - ولأن كل امرء في نفسه متى
أعاده وفكر فيه تلقى منه في كل مدة علوما غضة، وليس هذا كله في الشعر
والخطب.
رواه العلامة الغرناطي في (الجامع المحرر الصحيح الوجيز) (ص 287
ط القاهرة).
ومن كلامه (ع)
لا جبر ولا قدر ولكن أمر بين الأمرين.
رواه العلامة السيد خواجة مير المحمدي الحنفي في كتابه (علم الكتاب)
(ص 374 ط دهلي).
ومن كلامه (ع)
قاله لما وقع الذباب على وجه المنصور فذبه عنه فعاد فذبه حتى أضجره.
وكان (ع) عنده في ذلك الوقت فقال له المنصور: يا أبا عبد الله: لم خلق الله هذا
الذباب؟ قال: ليذل به الجبابرة، فسكت المنصور.
رواه الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 198 ط السعادة بمصر)
قال: حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا الحسين بن عصمة، ثنا أحمد بن عمرو بن
المقدام الرازي فذكره.

275
ورواه سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 353 ط الغري).
ورواه العلامة الشيباني في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 17 نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق).
رواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) عن أحمد بن عمر بن مقدام الرازي
(ص 200 ط العثمانية بمصر).
ورواه العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 112 ط بغداد).
ورواه العلامة محمد بن طلحة الشامي في (مطالب السؤول) (ص 82
ط طهران).
ورواه ابن الصباغ في (الفصول المهمة) (ص 206 ط الغري).
ومن كلامه (ع)
من أراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل المعصية إلى
عز الطاعة.
رواه العلامة ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (ص 252).
ومن كلامه (ع)
من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مدخل السوء يتهم، ومن لا يملك
لسانه يندم.
رواه العلامة ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (ص 252).
ومن كلامه (ع)
حكمة تحريم الربا أن لا يتمانع الناس المعروف.

276
رواه ابن الصبان في (إسعاف الراغبين) (ص 253).
ورواه الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 194 ط السعادة بمصر)
قال: حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم، ثنا أبو الحسن العاقولي الكاتب، ثنا
عيسى بن صاحب الديوان، حدثنا بعض أصحاب جعفر قال: سئل جعفر بن محمد لم
حرم الله الربا؟ قال: لئلا يتمانع الخ.
ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار) (ص 17 نسخة الظاهرية بدمشق).
ورواه في (مطالب السؤول) (ص 82 ط طهران).
ورواه في (تذكرة الخواص) (ص 193 ط طهران).
ومن كلامه (ع)
إذا بلغك عن أخيك شئ يسوئك فلا تغتم فإنه إن كان كما يقول كانت عقوبة
عجلت، وإن كان على غير ما يقول كانت حسنة لم يعملها (تعملها ظ) قال وقال موسى:
يا رب أسألك أن لا يذكرني أحد إلا بخير قال: ما فعلت ذلك لنفسي.
رواه الحافظ أبو نعيم في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 198 ط السعادة بمصر)
قال: حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا علي بن رستم سمعت أبا مسعود يقول: قال جعفر
ابن محمد فذكره.
ورواه الجزري في (المختار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق).
ومن كلامه (ع)
عزت السلامة حتى لقد خفي مطلبها فإن تكن في شئ فيوشك أن تكون
في الخمول، فإن طلبت في الخمول ولم توجد فيوشك أن تكون في الصمت، وإن طلبت
في الصمت ولم توجد فيوشك أن تكون في التخلي، وإن طلبت في التخلي فلم توجد

277
فيوشك أن تكون في كلام السلف الصالح، والسعيد من وجد في نفسه خلوة يشتغل بها.
رواه سفيان الثوري وروى عنه في (مطالب السؤول) (ص 82 ط طهران).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 200 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل قوله:
أن تكون في الصمت إلى قوله في التخلي فلم توجد: أن تكون في العزلة والخلوة
فإن لم توجد في العزلة والخلوة.
ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق)
لكنه قدم قوله: فيوشك أن يكون في التخلي الخ على قوله: فيوشك أن تكون في
الصمت وكذلك رواه في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 171 ط حلب).
ورواه في (الفصول المهمة) (ص 207 ط الغري) لكنه أسقط قوله: فيوشك أن
تكون في الصمت وإن طلبت في التخلي فلم توجد.
ومن كلامه (ع)
من لم يتسحي من العيب ويرعوي عند المشيب ويخشى الله بظهر الغيب،
فلا خير فيه.
رواه في الفصول المهمة (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط مصر).
ومن دعائه (ع)
اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوايع العيون علانيتي، وتقبح في خفيات
العيون سريرتي، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي.
رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط السعادة بمصر).

278
ومن كلامه (ع)
قال: إذا بلغك عن أخيك ما تكره فاطلب له العذر إلى سبعين عذرا، فإن لم تجد
له عذرا فقل لنفسك: لعل له عذرا لا تعرفه.
رواه العلامة باعلوي الحضرمي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35
ط الشرقية بمصر).
ومن كلامه (ع)
قال: إذا بلغكم عن مسلم كلمة فاحملوها على أحسن ما تجدون، فإن لم تجدوا
فلوموا أنفسكم.
رواه العلامة باعلوي الحضرمي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35
ط الشرفية بمصر).
ومن كلامه (ع)
قال: إذا أذنبت فاستغفر فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال قبل أن
تخلفوا وإياكم والاصرار على ذنب.
رواه العلامة باعلوي الحضرمي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط الشرفية
بمصر).
ومن كلامه (ع)
إياكم وملاحاة الشعراء فإنهم يطنبون بالمدح، ويجودون بالهجاء.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).

279
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
اللهم إنك بما أنت أهله من العفو أولى مني بما أنا أهله من العقوبة.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
إذا دخلت منزل أخيك فاقبل الكرامة ما عدا الجلوس في الصدر.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
تأخير التوبة اغترار وطول التسويف حيرة والاعتداء على الله هلكة
والاصرار على الذنب من مكر الله ولا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
صحبة عشرين يوما قرابة.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط مصر).

280
ومن كلامه (ع)
كفارة عمل السلطان الاحسان إلى الأخوان.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
المؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق وإذا رضي لم يدخله رضاه في
باطل، رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
ثلاثة لا يزيد الله بها الرجل المسلم إلا عزا: الصفح عمن ظلمه والإعطاء
لمن حرمه والصلة لمن قطعه.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
أربعة أشياء القليل منها كثير: النار، والعداوة، والفقر، والمرض.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).

281
ومن كلامه (ع)
من أكرمك فأكرمه ومن استخف بك فأكرم نفسك عنه.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
إن عيال المرء اسرائه فمن أنعم الله عليه بنعمته فليوسع على اسرائه فإن
لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة عنه.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
وفي (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
من استبطأ رزقه فليكثر من الاستغفار.
رواه العلامة باعلوي الحضرمي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35
ط الشرفية بمصر).
ومن كلامه (ع)
الفقهاء أمنا الرسل ما لم يأتوا أبواب السلاطين فإذا رأيتم الفقهاء قد ركنوا
إلى أبواب السلاطين فاتهموهم.
رواه العلامة باعلوي الحضرمي في (المشرع الروي) (ص 1 ص 35 ط الشرفية
بمصر).

282
ومن كلامه (ع)
الخلال بعد الطعام يشد اللثات ويجلب الرزق ويطيب النكهة.
رواه العلامة القرطبي في (بهجة المجالس) (ص 79 دار الكاتب العربي
بالقاهرة).
ومن كلامه (ع)
إذا أقبلت الدنيا على إنسان أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته
محاسن نفسه.
رواه العلامة باعلوي الحضرمي في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط الشرفية
بمصر).
ومن كلامه (ع)
ما كل من رأى (نوى ظ) شيئا قدر عليه ولا كل من قدر على شئ وفق له
ولا كل من وفق أصاب له موضعا، فإذا اجتمعت النية والقدرة والتوفيق والإصابة
فهناك السعادة.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
وفي (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
منع الجود سوء الظن بالمعبود.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).

283
ومن كلامه (ع)
دعا الله الناس في الدنيا بآبائهم ليتعارفوا ودعاهم في الآخرة بأعمالهم
ليتجاوزوا فقال: يا أيها الذين آمنوا يا أيها الذين كفروا.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
البنات حسنات والبنون نعم والحسنات يثاب عليها والنعم مسؤول عنها.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
حفظ الرجل أخاه بعد وفاته في تركته كرم.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ومن كلامه (ع)
يا بني اقبل وصيتي واحفظ مقالتي فإنك إن حفظتها تعيش سعيدا، وتموت
حميدا، يا بني من رضي بما قسم له استغنى، ومن مد عينه إلى ما في يد غيره
مات فقيرا، ومن لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه، ومن استصغر زلة
نفسه استعظم زلة غيره، ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه، يا بني من كشف
حجاب غيره انكشفت عورات بيته، ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر

284
لأخيه بئرا سقط فيها، ومن داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن
دخل مداخل السوء اتهم، يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزري بك، وإياك
والدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك، يا بني قل الحق لك أو عليك تستشان من
بين أقرانك، يا بني كن لكتاب الله تاليا وللاسلام فاشيا، وبالمعروف آمرا،
وعن المنكر ناهيا، ولمن قطعك واصلا، ولمن سكت عنك مبتديا، ولمن سئلك
مطيعا، وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، وإياك والتعرض
لعيوب الناس فمنزلة التعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف، يا بني إذا طلبت الجود
فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن، وللمعادن أصولا، وللأصول فروعا، وللفروع
ثمرا، ولا يطيب ثمر إلا بالأصول، ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب، يا بني إن
زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجار، فإنهم صخرة لا ينفجر مائها، وشجرة لا يخضر
ورقها، وأرض لا يظهر عشبها.
رواه في (حلية الأولياء ج 3 ص 195 ط السعادة بمصر) قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم حدثني أبو الحسين علي بن الحسن الكاتب
حدثني أبي، حدثني الهيثم حدثني بعض أصحاب جعفر بن محمد الصادق. قال:
دخلت على جعفر وموسى بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية فكان مما حفظت
منها أن قال: فذكره ثم قال: قال علي بن موسى: فما ترك هذه الوصية إلى أن
توفي.
ورواه في (مطالب السئول) (ص 82 ط طهران) لكنه ذكر بدل كلمة رضي:
قنع وأسقط قوله أياك أن تزري إلى قوله ولمن سئلك معطيا إلا قوله: قل الحق
لك وعليك وذكر بدل قوله ولا تطيب ثمر إلا بالأصول: ولا تطيب ثمر إلا.
بفرع ولا فرع إلا بأصل.
ورواه في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).

285
رواه في (الفصول المهمة) (ص 206 ط الغري).
ورواه في (التذكرة) (ص 352 ط الغري) لكنه ذكر بدل قوله تعيش
سعيدا وتموت حميدا: عشت سعيدا ومت شهيدا أو حميدا، وبدل قوله من رضي:
من قنع وبدل قوله ما في يد غيره: مال غيره. وزاد قبل كلمة حجاب: عورة،
وذكر بدل قوله: ومن احتفر لأخيه بئرا: ومن احتفر لأخيه المؤمن قليبا
أوقعه الله فيها قريبا، وزاد بعد قوله قل الحق كلمة: مرا وأسقط قوله تستشان
إلى قوله معطيا، وزاد بعد قوله في قلوب الرجال: وإذا طلبت الجود فعليك
بمعادنه، ولم يذكر بقية كلامه (ع). وكذا رواه في (صفة الصفوة) (ج 2
ص 170 ط حلب).
ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق)
بعين ما تقدم عن (حلية الأولياء) لكنه أسقط قوله وللاسلام فاشيا، وذكر بدل
قوله ولا يطيب ثمر إلا بالأصول: ولا يطيب ثمر إلا بفرع ولا فرع إلا بأصل.
ومن كلام له (ع)
صلة الرحم تهون على المرء الحساب ثم تلا: الذين يصلون ما أمر الله به
أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب.
رواه في (الفقه الأكبر) (ج 2 ص 88).
ومن كلام له (ع)
إنا ندعو الله فيما نحب فإذا وقع ما نكره لم نخالف الله فيما يحب.
قال (ع): حين توفي ابن له فخشي عليه الجزع فخرج هاديا سالما فقال
له قائل: وخشينا عليك.

286
رواه في (مفيد العلوم ومبيد الهموم) (ص 194 ط القاهرة).
ومن كلام له (ع)
لم أر أوعظ من المقبرة، ولا آنس من كتاب الله تعالى، ولا أسلم من
الوحدة.
رواه في (سلوة الأحزان) (ص 45 ط الإسكندرية).
ومن كلام له (ع)
الصلاة قربان كل تقي، والحج جهاد كل ضعيف، وزكاة البدن الصيام
والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، واستنزلوا الرزق بالصدقة، وحصنوا أموالكم
بالزكاة، وما عال من اقتصد، والتدبير نصف العيش، والتودد نصف العقل، وقلة
العيال إحدى اليسارين، ومن أحزن والديه فقد عقهما، ومن ضرب يده على فخذه
عند مصيبته فقد حبط أجره، والصنيعة لا تكونن صنيعة إلا عند ذي حسب ودين
والله تعالى منزل الصبر على قدر المصيبة، ومنزل الرزق على قدر المؤنة، ومن
قدر معيشته رزقه الله، ومن يذر معيشته حرمه الله تعالى.
رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 194 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا سليمان
ابن أحمد، ثنا أحمد بن زيد بن الجريش، ثنا عباس بن الفرج الرياشي، ثنا
الأصمعي عنه (ع).
ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق)
إلى قوله: على قدر المصيبة، وذكر بدل الواو قبل الدين: أو.

287
ومن كلام له (ع)
الفقهاء أمنا الرسل فإذا رأيتم الفقهاء قد ركبوا إلى السلاطين فاتهموهم.
رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 194 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا عبد الله
ابن محمد، ثنا محمد بن العباس، ثنا أحمد بن بديل، ثنا عمر اليامي، ثنا هشام بن
عباد عنه (ع) فقاله، ورواه العلامة ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق).
ورواه في (الخفة اللطيفة) (ج 1 ص 410) لكنه ذكر بدل كلمة ركبوا:
ركنوا.
ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط الشرفية بمصر) لكنه ذكر بعد
قوله أمناء الرسل: ما لم يأتوا أبواب السلطان.
ومن كلا له (ع)
كيف أعتذر وقد احتججت وكيف أحتج وقد علمت بالذي صنعت.
رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 194 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا أبي
ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن إدريس، ثنا محمد بن القاسم
قال: كان جعفر بن محمد يقوله.
ومن كلام له (ع)
ما كنت لأعبد ربا لم أره قال الأعرابي: كيف رأيته؟ قال: لم تره الأبصار
بمشاهدة العيان ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان، لا يدرك بالحواس

288
ولا يقاس الناس ولكنه معروف بالآيات مشهور بالعلامات لا يجور في قضائه
ولا يحيف في حكمه هو الواحد الذي لا إله إلا هو.
رواه العلامة أبو طالب المكي الحارثي في (علم القلوب) (ص 58 ط القاهرة)
حين سأله أعرابي فقال هل رأيت ربك فقاله (ع)، ثم قال الأعرابي: أعلم إنك
من أهل بيت النبوة والشرف.
ومن كلام له (ع)
لا دليل على الله بالحقيقة غير الله، ولا داعي إلى الله في الحقيقة سوى الله،
إن الله سبحانه دلنا بنفسه من نفسه على نفسه.
رواه العلامة أبو طالب محمد المكي الحارثي في (علم القلوب) (ص 98
ط القاهرة).
ومن كلام له (ع)
امش ميلا وشيع جنازة رجل صالح، وامش ستة أميال وزر أخا في الله.
رواه العلامة أبو طالب محمد المكي الحارثي في (علم القلوب) (ص 224
ط القاهرة).
ومن دعائه (ع)
اللهم أعزني بطاعتك ولا تخزني بمعصيتك، اللهم ارزقني مواساة من قترت
عليه رزقه بما وسعت علي من فضلك.
رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 196 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا
أبي ثنا أبو الحسن العبدي ثنا أبو بكر القرشي ثنا الفضل بن الغسان عن أبيه عن شيخ

289
من أهل المدينة عنه (ع).
ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق).
ومن كلامه (ع)
حين سئل لم سمي بالبيت العتيق؟ قال: لأن الله تعالى عتقه من الطوفان.
رواه الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر) وابن الصباغ
المالكي في (الفصول المهمة) (ص 210 ط الغري).
ومن كلام له (ع)
إن الله قسم العقل على ثلاثة أجزاء فمن الناس من ابتدء بالعقل قبل خلقته
فهذا الذي يستدل بأول الكلام على آخره ثم يجيب ومنهم من عجن عقله بالنطفة
التي خلقهم الله منها فهو الذي يصمت على ما يستغرق في الكلام ثم يجيب ومنهم
من ركب فيه العقل بعد كمال خلقته فهو الذي إذا كلمته يقول: أعد علي.
رواه العلامة محمد المكي بن علي بن عطية الحارثي في (علم القلوب) (ص 80
ط القاهرة) قال قيل لجعفر بن محمد الصادق: يا ابن رسول الله ما بال الناس منهم من
إذا كلمته يستدل بأول كلامك على آخره ثم يجيبك، ومنهم من إذا كلمته
يصمت حتى يستغرق في كلامك فيجيبك، ومنهم من إذا كلمته يقول: أعد علي.
فقاله (ع).
ومن كلامه (ع)
فلا تجزع وإن أعسرت يوما * فقد أيسرت بالزمن الطويل
ولا تيأس فإن اليأس كفر * لعل الله يغني عن قليل

290
ولا تظنن بربك ظن سوء * فإن الله أولى بالجميل
رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 211 ط الغري)
قال: قال إبراهيم بن مسعود: كان رجل من التجار يختلف إلى جعفر بن محمد (ع)
وبينه وبينه مودة وهو معروف بحسن حال، فجاء بعد حين إلى جعفر بن محمد وقد
ذهب ماله وتغير حاله فجعل يشكو إلى جعفر فأنشده (ع).
ومن كلامه (ع)
لا زاد أفضل من التقوى، ولا شئ أحسن من الصمت، ولا عدو أضر من
الجهل، ولا داء أدوى من الكذب.
رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 196 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا محمد
ابن عمر بن سلم حدثني أحمد بن زياد حدثنا الحسن بن بزيع عن الحسن بن علي
الكلبي عن عائذ بن حبيب قال: قاله (ع).
ورواه في (المختار في مناقب الأخيار) (ص 18 نسخة الظاهرية بدمشق).
ورواه في (المشرع الروي) (ج 1 ص 35 ط مصر).
ومن كلامه (ع)
للصداقة خمس شروط فمن كانت فيه فانسبوه إليها ومن لم تكن فيه فلا
تنسبوه إلى شئ منها، وهي: أن تكون زين صديقه، وسريرته كعلانيته، وأن
لا يغير عليه مال، وأن يراه أهلا لجميع مودته، لا يسلمه عند النكبات.
رواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 199 ط العثمانية بمصر).

291
ومن كلام له (ع)
إن قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرين عبدوه رغبة فتلك
عبادة التجار، وقوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار.
رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 134 ط السعادة بمصر).
ومن كلامه (ع)
أوحى الله تعالى إلى الدنيا أن اخدمي من خدمني، وأتعبي من خدمك.
رواه في (حلية الأولياء) (ج 3 ص 194 ط السعادة بمصر) قال: حدثنا
أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن العباس، ثنا الحسين بن عبد الرحمن بن أبي عباد،
ثنا محمد بن بشر عن جعفر بن محمد فذكره.
ومن كلامه (ع)
من قرء سورة الرعد لم تصبه صاعقة أبدا.
رواه الفيروزآبادي في (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز)
(ص 267 ط القاهرة).
ومن كلامه (ع) لسفيان
فسد الزمان وتغير الإخوان، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد ثم قال:
ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب * فالناس بين مخاتل وموارب
يفشون بينهم المودة والصفا * وقلوبهم محشوة بعقارب
رواه في (التذكرة) (ص 355 ط الغري) قال: قال الثوري بالاسناد المتقدم

292
(أي في كتابه) قلت لجعفر: يا ابن رسول الله اعتزلت الناس فقاله.
ورواه في (نزهة الجليس) (ج 1 ص 50 ط القاهرة) إلى قوله ثم قال: ذهب
الوفاء وذكر بدل كلمة فرأيت: فصار.
ومن كلامه (ع)
أثقل إخواني علي من يتكلف لي وأتحفظ منه، وأخفهم على قلبي من أكون
معه كما أكون وحدي.
رواه في (الدرة الخريدة) (ج 2 ص 133 ط بيروت).
ومن كلامه (ع)
إياك وسقطة الاسترسال فإنها لا تستقال.
رواه في (محاضرات الأدباء) (ج 3 ص 19 ط بيروت).
ومن دعائه (ع) في دبر صلاته
اللهم أنت ثقتي في كل كرب وأنت رجائي في كل شدة، وأنت لي في
كل أمر نزل بي ثقة وعدة، فكم من كرب قد يضعف عنه الفؤاد، وتقل فيه
الحيلة، وترغب عنه الصديق، ويشمت به العدو، أنزلته بك، وشكوته إليك،
ففرجته وكشفته، فأنت صاحب كل حاجة، وولي كل نعمة، وأنت الذي
حفظت الغلام بصلاح أبويه، فاحفظني بما حفظته به: ولا تجعلني فتنة للقوم
الظالمين، اللهم وأسئلك بكل اسم هو لك سميته في كتابك، أو علمته أحدا من
خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، وأسئلك بالاسم الأعظم الأعظم

293
الأعظم الذي الذي إذا سئلت به كان حقا عليك أن تجيب أن تصلي على محمد وعلى
آل محمد وأسئلك أن تقضي حاجتي، ويسأل حاجته.
رواه في (القول البديع) (ص 156) من طريق الطبراني من حديث جعفر بن
محمد قال: كان أبي إذا ذكر به أمر قام فتوضأ وصلى ركعتين ثم قال في دبر
صلاته فذكره.
ومن كلام له (ع)
لقد تجلي الله تعالى لعباده في كلامه ولكن لا يبصرون.
رواه في (عوارف المعارف) (ص 165).
ومن كلامه (ع)
في تفسير قوله تعالى: ثم دنى فتدلى
من ظن أنه بنفسه دنا جعل ثم مسافة إنما التداني أنه كلما قرب منه
بعد عن أنواع المعارف، إذ لا دنو ولا بعد.
رواه في (نتايج الأفكار القدسية) (ج 2 ص 59 ط دمشق).

294
الإمام الكاظم
موسى بن جعفر عليه السلام

295
تاريخ ميلاده ووفاته عليه السلام
ذكره جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 13 ص 27
ط السعادة بمصر) - قال:
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن
الهاشمي، يقال: أنه ولد بالمدينة في ثمان وعشرين، وقيل سنة تسع وعشرين
ومأة، وأقدمه المهدي البغداد ثم رده إلى المدينة، وأقام بها إلى أيام الرشيد،
فقدم هارون منصرفا من عمرة شهر رمضان سنة تسع وسبعين، فحمل موسى معه
إلى بغداد وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه -.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في (مطالب السؤول)
(ص 83 ط طهران) قال:
أما ولادته (أي موسى بن جعفر (ع)) فبالأبواء سنة ثمان وعشرين ومأة
للهجرة وقيل تسع وعشرين ومأة إلى أن قال: وتوفي لخمس بقين من رجب سنة
ثلاث وثمانين ومأة.
ومنهم العلامة تقي الدين أحمد بن عبد الحليم الشهير بابن تيمية
الحراني المتوفى 728 في (منهاج السنة) (الجزء الثاني ص 124 ط القاهرة).
ذكر العبارة المتقدمة عن (تاريخ بغداد) بعينها لكنه ذكر بدل كلمة ثمان:
بضع، وقال في آخره: قال ابن سعد توفي سنة ثلاث وثمانين ومأة.
ومنهم العلامة ابن الأثير في (المختار في مناقب الأخيار)
(ص 33 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).
ذكر العبارة المتقدمة عن (تاريخ بغداد) بعينها.

296
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 214
ط الغري) قال:
ولد موسى الكاظم بالأبواء سنة ثمان وعشرين ومائة للهجرة وأما نسبه
أبا وأما فهو موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب (رض) وأما أمه فتسمى حميدة البربرية، وأما كنيته
فأبو الحسن وألقابه كثيرة أشهرها الكاظم ثم الصابر والصالح والأمين، صفته
أسمر عميق.
(وفي ص 222):
كانت وفاة أبي الحسن الكاظم (ع) لخمس بقين من شهر رجب الفرد
سنة ثلاثة وثمانين ومائة وله من العمر خمس وخمسون سنة كان مقامه منها مع
أبيه عشرين سنة، وبقي بعد وفاة أبيه خمسا وثلاثين سنة وهي مدة إمامته (ع).
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 187
ط حلب) قال:
ولد موسى بن جعفر بالمدينة في سنة ثمان وعشرين وقيل تسع وعشرين
ومأة، وأقدمه المهدي بغداد، ثم رده إلى المدينة فأقام بها إلى أيام الرشيد
فقدم الرشيد المدينة فحمله معه وحبسه بغداد إلى أن توفي بها لخمس بقين من
رجب في سنة ثلاث وثمانين ومأة.
ومنهم العلامة المذكور في (التذكرة) (ص 359 ط الغري).
ذكر بمعنى ما تقدم عنه في (صفة الصفوة) من قوله ثم رده الخ.
ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 309 ط الغري) قال:
والإمام بعد الصادق (ع) أبو الحسن موسى الكاظم (ع) مولده بالأبواء سنة
ثمان عشرين ومأة.

297
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 200 ط العثمانية بمصر).
قال:
ولد موسى الكاظم ذكر بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) أولا ولم يذكر
له من أول نسبه إلى قوله: البربرية.
ومنهم العلامة الشيخ زين الدين الشهير بابن الوردي في (ذيل تاريخ
أبي الفداء) (ج 1 ص 281 ط الغري) قال:
ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة فيها: توفي موسى الكاظم بن جعفر
الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله
عنهم ببغداد في حبس الرشيد، حكت أخت سبحانه السندي بن شاهك وكانت
تلي خدمته.
ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني في
(أئمة الهدى) (ص 122 ط القاهرة).
كان عمر الإمام (أي موسى بن جعفر) 55 سنة ومدة إمامته 35 سنة وقد
دفن بمقابر قريش في بغداد المسماة اليوم بالكاظمية وقد حذا حذو بني أمية
بنوا العباس الهاشميون أيضا في قتل أهل البيت لأجل الدنيا الفانية.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي الأبياري في (العرائس الواضحة)
(ص 205) قال:
والكاظم موسى سابع الأئمة الاثني عشر على رأي الإمامية ولد سنة 129
وتوفي سنة 183 وسمي بالكاظم لإحسانه إلى من يسئ إليه.
ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 364
ط گلشن فيض لكهنو).
كنى موسى بن جعفر بأبي الحسن وأبي إبراهيم وأبي علي وأبي إسماعيل،

298
وأشهرها الأول ولقب بالكاظم والصابر والصالح والأمين أشهرها أيضا الأول
وفي شواهد النبوة أنه إنما لقب بالكاظم لفرط حلمه وتجاوزه عن المعتدين، ولد
في الأبواء بين مكة والمدينة يوم الأحد سابع شهر الصفر سنة ثمان ومائة.
كان خير أهل الأرض في زمانه
رواه القوم عن جده الباقر (ع):
منهم العلامة محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 364
ط گلشن فيض لكهنو).
روى عن ابن عكاشة الأسدي ما حاصله أنه لما أراد الباقر (ع) تزويج ابنه
جعفر الصادق (ع) أمر بشراء حميدة وزوجها عن ابنه جعفر وقال له: ستلد لك
غلاما هو خير أهل الأرض، فولد موسى (ع).
النصوص الدالة على إمامته من أبيه (ع)
رواها القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 213
ط الغري) قال:
روى أبو علي الأرجائي عن عبد الرحمن بن الحجاج قال دخلت على أبي عبد الله
جعفر بن محمد (ع) في منزله فإذا هو في مسجد في داره وهو يدعو وعلى يمينه ولده
موسى الكاظم يؤمن على دعائه فقلت له: جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إليك
وخدمتي لك فمن ولي الأمر بعدك؟ فقال: يا عبد الرحمان إن موسى لبس الدرع
واستوت عليه فقلت لا أحتاج بعد هذا إلى شئ.
وروى عبد الأعلى عن الفيض بن المختار قال: قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق

299
خذ بيدي من النار، من لنا بعدك؟ فدخل موسى الكاظم وهو يومئذ غلام فقال: هذا
صاحبكم فتمسك به.
وروي عن أبي نجران عن منصور بن حازم قال: قلت لأبي عبد الله جعفر الصادق
رضي الله عنه بأبي أنت وأمي إن الأنفس يغدا عليها ويراح فإن كان ذلك فمن؟
فقال جعفر: إذا كان ذلك فهذا صاحبكم وضرب بيده على منكب موسى الكاظم.
نبذة من صفاته عليه السلام
وكانت مكارم صفاته (ع) أشهر من أن يذكر ونكتفي هيهنا بإيراد
كلمات جماعة من القوم في ذلك.
منهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 83
ط طهران) قال:
أبو الحسن موسى بن جعفر الكاظم هو الإمام الكبير القدر العظيم الشأن
المجتهد الجاد في الاجتهاد، المشهور بالعبادة، المواظب على الطاعات، المشهور
بالكرامات يبيت الليل ساجدا وقائما ويقطع النهار متصدقا وصائما، ولفرط حلمه
وتجاوزه عن المعتدين عليه دعي كاظما كان يجازي المسئ بإحسانه ويقابل
الجاني بعفوه عنه، ولكثرة عبادته كان يسمى بالعبد الصالح ويعرف في العراق
بباب الحوائج إلى الله لنجح مطالب المتوسلين إلى الله تعالى به، كراماته تحار منها
العقول وتقضي بأن له عند الله قدم صدق لا تزل ولا تزول إلى أن قال:
وكان له ألقاب كثيرة: الكاظم وهو أشهرها والصابر والصالح والأمين
ثم ذكر بعض كراماته، ثم قال: فهذه الكرامات العالية الأقدار الخارقة العوائد
هي على التحقيق جلية المناقب وزينة المزايا وغرر الصفات ولا يعطاها إلا من
فاضت عليه العناية الربانية وأنوار التأييد ومرت له أخلاف التوفيق وأزلفته من

300
مقام التقديس والتطهير وما يلقيها إلا ذو حظ عظيم.
ومنهم العلامة اليافعي في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 394 ط حيدر آباد)
السيد أبو الحسن موسى الكاظم (ع) ولد جعفر الصادق (ع) كان صالحا عابدا
جوادا حليما كبير القدر وهو أحد الأئمة الاثنا عشر المعصومين في اعتقاد الإمامية
وكان يدعى بالعبد الصالح من عبادته واجتهاده وكان سخيا كريما الخ.
ومنهم العلامة الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 13 ص 27
ط السعادة بمصر) قال:
أخبرنا الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي،
حدثني جدي قال: كان موسى بن جعفر يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده،
روى أصحابنا أنه دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد سجدة في
أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده: عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك،
يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، فجعل يرددها حتى أصبح، وكان سخيا كريما.
قال: وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف
دينار، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار، وأربعمائة دينار، ومأتي دينار، ثم
يقسمها بالمدينة وكان مثل صرر موسى بن جعفر إذا جاءت الانسان الصرة
فقد استغنى.
وقال: أخبرنا الحسن، حدثني جدي، حدثنا إسماعيل بن يعقوب، حدثني
محمد بن عبد الله البكري قال قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت
إلى أبي الحسن موسى بن جعفر فشكوت ذلك إليه، فأتيته بنقمي في ضيعته فخرج
إلي ومعه غلام له معه منسف فيه قديد فخرج ليس معه غيره فأكل وأكلت معه ثم
سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي، فدخل فلم يقم إلا يسيرا حتى خرج إلي
فقال لغلامه: اذهب ثم مد يده إلي فدفع إلي صرة فيها ثلاثمأة دينار ثم قام فولى

301
فقمت فركبت دابتي وانصرفت.
وقال: قال جدي يحيى بن الحسين - وذكر لي غير واحد من أصحابنا -
إن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة يؤذيه ويشتم عليا قال وكان قد
قال له بعض حاشيته دعنا نقتله، فنهاهم عن ذلك أشد النهي، وزجرهم أشد الزجر
وسأل عن العمري فذكر له أنه يزرع بناحية من نواحي المدينة، فركب إليه في
مزرعته فوجده فيها، فدخل المزرعة بحماره فصاح به العمري لا تطأ زرعنا، فوطئه
بالحمار حتى وصل إليه فنزل فجلس عنده وضاحكه وقال له: كم عزمت في زرعك
هذا قال مأة دينار قال: فكم ترجوا أن تصيب؟ قال: أنا لا أعلم الغيب، قال:
إنما قلت لك كم ترجو أن يجيئك فيه، قال: أرجو أن يجيئني مائتا دينار،
قال فأعطاه ثلاثمأة دينار وقال: هذا زرعك على حاله قال فقام العمري فقبل رأسه
وانصرف قال فراح إلى المسجد فوجد العمري جالسا فلما نظر إليه، قال: الله
أعلم حيث يجعل رسالته.
قال: فوثب أصحابه فقالوا له: ما قصتك؟ قد كنت تقول خلاف هذا قال:
فخاصمهم فشاتمهم، قال: وجعل يدعو لأبي الحسن موسى كلما دخل وخرج.
قال: فقال أبو الحسن لحاشيته الذين أرادوا قتل العمري:، إيما كان خير؟
ما أردتم؟ أو ما أردت أن أصلح أمره بهذا المقدار؟
وقال: أخبرنا سلامة بن الحسين المقرئ، وعمر بن محمد بن عبيد الله المؤدب
قالا: أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا القاضي الحسين بن إسماعيل، حدثنا
عبد الله بن أبي سعد حدثني محمد بن الحسين بن محمد بن عبد المجيد الكتاني الليثي قال:
حدثني عيسى بن محمد بن مغيث القرظي وبلغ تسعين سنة.
قال: زرعت بطيخا وقثاء في موضع بالجوانية على بئر، يقال لها أم عظام،
فلما قرب الخير واستوى الزرع بغتني الجراد فأتى على الزرع كله وكنت

302
غرمت على الزرع وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينار فبينما أنا جالس طلع
موسى بن جعفر بن محمد فسلم، ثم قال أيش حالك؟ فقلت: أصبحت كالصريم بغتني
الجراد فأكل زرعي.
قال: وكم غرمت فيه؟ قلت: مائة وعشرين دينارا مع ثمن الجملين فقال:
يا عرفة زن لا بي المغيث مأة وخمسين دينارا فربحك ثلاثين دينارا والجملين فقلت
يا مبارك أدخل وادع لي فيها، فدخل فدعا.
وقال: أخبرنا القاضي أبو العلا محمد بن علي الواسطي حدثنا عمر بن أحمد
الواعظ، حدثنا الحسين بن القاسم، حدثني أحمد بن وهب، أخبرنا عبد الرحمن
ابن صالح الأزدي قال: حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي (ص) زائرا له
وحوله قريش وأفياء القبائل، ومعه موسى بن جعفر فلما انتهى إلى القبر، قال:
السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عمي افتخارا على من حوله.
فدنا موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبه فتغير وجه هارون وقال:
هذا الفخر يا أبا الحسن.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 213
ط الغري) قال:
قال بعض أهل العلم: الكاظم وهو الإمام الكبير القدر والأوحد الحجة
الحبر الساهر ليله قائما القاطع نهاره صائما المسمى لفرط حلمه وتجاوزه عن
المعتدين كاظما وهو المعروف عند أهل العراق بباب الحوائج إلى الله وذلك لنجح
قضاء حوائج المسلمين.
(وقال في ص 219):
وكان موسى الكاظم (ع) أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم كفا وأكرمهم
نفسا وكان يتفقد فقراء المدينة ويحمل إليهم الدراهم والدنانير إلى بيوتهم

303
والنفقات ولا يعلمون من أي جهة وصلهم ذلك ولم يعلموا بذلك إلا بعد موته (ع)
وكان كثيرا ما يدعو: اللهم إني أسألك الراحة عند الموت، والعفو
عند الحساب.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 121 ط البابي بحلب) قال:
موسى الكاظم: وهو وارثه (أي جعفر بن محمد (ع)) علما ومعرفة وكمالا
وفضلا، سمي الكاظم لكثرة تجاوزه وحلمه، وكان معروفا عند أهل العراق بباب
قضاء الحوائج عند الله، وكان أعبد أهل زمانه وأعلمهم وأسخاهم.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 203 ط العثمانية بمصر)
ذكر هو أيضا ما تقدم عن (الفصول المهمة) بعينه وزاد بعد قوله إلى
بيوتهم: ليلا.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 357 ط الغري)
قال:
يلقب بالكاظم والمأمون والطيب والسيد وكنيته أبو الحسن ويدعى بالعبد
الصالح لعبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وأمه أم ولد أندلسية وقيل بربرية اسمها
حميدة، وكان موسى جوادا حليما.
ومنهم العلامة المذكور في (صفة الصفوة) ج 2 ص 184 ط حلب) قال:
كان (ع) يدعى العبد الصالح لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وكان
كريما حليما إذا بلغه عن رجل أنه يؤذيه بعث إليه بمال.
ومنهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب)
(على ما في ينابيع المودة ص 382 ط اسلامبول) قال:
ومن أئمة أهل البيت أبو الحسن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله
عنها أمه جارية اسمها حميدة وكان رضي الله عنه صالحا عابدا جوادا كريما حليما

304
كبير القدر كثير العلم كان يدعى بالعبد الصالح وفي كل يوم يسجد لله سجدة طويلة
بعد ارتفاع الشمس إلى الزوال.
ومنهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 225 مخطوط) قال:
سمع موسى بن جعفر (ع) يقول في سجوده في آخر الليل: يا رب عظم الذنب
من عبدك فليحسن العفو من عندك.
ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي في (وسيلة النجاة) (ص 365
ط لكهنو).
نقل عن فصل الخطاب بعين ما تقدم عنه بلا واسطة. ومنهم العلامة الشيخ مصطفى رشدي ابن الشيخ إسماعيل الدمشقي
المتوفى بعد سنة (1309) في كتابه (الروضة الندية) (ص 11 طبع الخيرية
بمصر) قال:
الإمام موسى الكاظم أبو إبراهيم كان يبيت الليل ساجدا وقائما ويقطع
النهار متصدقا وصائما حليما يتجاوز عن المعتدين عليه كريما يقابل المسئ
بالاحسان إليه ولذا لقب بالكاظم، ولكثرة عبادته سمي بالعبد الصالح ويعرف في
العراق بباب الحوائج إلى الله تعالى لنجح المتوسلين به إليه سبحانه، عباداته
مشهورة تقضي بأن له قدم صدق عند الله لا يزول، وكراماته مشهور تحار
منها العقول.
ومنهم العلامة مجد الدين ابن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 33 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).
روي عن محمد بن عبد الله البكري بعين ما روى عنه في (حلية الأولياء).
وروى عن محمد بن موسى خرجت مع أبي إلى ضياعه فأصبحنا في غداة
باردة وقد دنونا منها وأصبحنا عند عين من العيون فخرج علينا من تلك الضياع

305
عبد زنجي مستدفر بخرقة على رأسه قدر فخار يفور فوقف على الغلمان، فقال:
أين سيدكم؟ قالوا: هو ذاك.
قال: أبو من يكنى؟ قالوا له: أبو الحسن، فوقف عليه فقال: يا سيدي يا
أبا الحسن هذه عصيدة أهديتها لك، قال ضعها عند الغلمان فأكلوا منها ثم ذهب فلم
نقل بلغ حتى خرج على رأسه حرمة حطب.
فقال: يا سيدي هذا حطب أهديته لك، قال ضعه عند الغلمان وهب لنا نارا
فذهب فجاء بنار، قال فكتب أبو الحسن اسمه واسم مولاه فدفعه إلي وقال يا بني
احتفظ بهذه الرقعة حتى أسألك عنها قال فوردنا إلى ضياعه وأقام بها ما طاب له
ثم قال: امضوا بنا إلى زيارة البيت فخرجنا حتى وردنا مكة فلما قضى أبو الحسن
عمرته دعا صاعدا فقال اذهب فاطلب لي هذا الرجل فإذا علمت بموضعه فأعلمني
حتى أمشي إليه فإني أكره أن أدعوه والحاجة لي، قال صاعد: فذهبت حتى وقفت
على الرجل فلما رآني عرفني فسلم علي.
وقال: أبو الحسن قدم؟ قلت: لا.
قال فأي شئ أقدمك؟ قلت: حوائج وكان قد علم بشأنه فتتبعني وجعلت
أتعصى منه ويلحقني بنفسه فلما رأيت أني لا أنفك منه مضيت إلى مولاي ومضى معي
حتى أتيته فقال ألم أقل لك لا تعلمه فقلت جعلت فداك لم اعلمه فسلم عليه فقال له
أبو الحسن: غلامك فلان تبيعه؟ قال له جعلت فداك الغلام لك والضيعة وجميع مالك
قال أما الضيعة فلا أحب أن أسلبكها وقد حدثني أبي عن جدي إن بايع الضيعة
ممحوق ومشتريها مرزوق فجعل الرجل يعرضها عليه مدلا بها فاشترى أبو الحسن
الضيعة والرقيق منه بألف دينار وأعتق العبد ووهب له الضيعة.
قال: قال الحسن بن محمد العلوي: حبس أبو الحسن موسى بن جعفر عند السندي
فسألته أخته أن يتولى حبسه ففعل حكى لنا إنها قالت: كان إذا صلى العتمة

306
حمد الله ومجده ودعاه فلم يزل كذلك حتى يزول الليل فإذا زال الليل قام فصلى
حتى يصلي الصبح ثم يذكر قليلا حتى مطلع الشمس ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى
ثم يتهيأ ويستاك ويأكل ثم يرقد إلى قبل الزوال ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي
العصر ثم يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة فكان
هذا دأبه، فكانت أخت السندي إذا نظرت إليه قالت خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل.
ومنهم الشيخ عبد الرؤف المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1
ص 172 ط الأزهرية بمصر) قال:
وكان أعبد أهل زمانه ومن أكابر العلماء الأسخياء.
ومنهم العلامة محمد بن طولون في (الشذورات الذهبية) (ص 89
ط بيروت) قال:
قال الخطيب: كان موسى الكاظم يدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده
وكان سخيا كريما.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 247 ط العثمانية بمصر) قال:
أما موسى الكاظم فكان معروفا عند أهل العراق بباب قضاء الحوائج عند الله
وكان من أعبد أهل زمانه ومن أكابر العلماء الأسخياء. إلى أن قال: ولقب بالكاظم
لكثرة تجاوزه وحلمه.
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة المجالس) (ج 2 ص 46)
ذكر كلام الخطيب بعين ما تقدم عن (الشذورات) إلى قوله واجتهاده.
ومنهم العلامة زين الدين الشهير بابن الوردي في (ذيل تاريخ
أبي الفداء) (ج 1 ص 281 ط الغري)
إن الكاظم كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه إلى أن يزول الليل

307
ثم يقوم يصلي حتى يطلع الصبح، فيصلي الصبح، ثم يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم
يقعد إلى ارتفاع الضحى ثم يرقد ويستيقظ قبل الزوال ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي
العصر ثم يذكر الله حتى يصلي المغرب ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه
إلى أن مات رحمة الله عليه.
كلام أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام في حقه
رواه القوم:
منهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب)
(على ما في ينابيع المودة ص 383 ط اسلامبول) قال:
وقال جعفر الصادق رضي الله عنه: هؤلاء أولادي وهذا سيدهم وأشار إلى
ابنه الكاظم.
وقال أيضا: وهو باب من أبواب الله تعالى يخرج الله تبارك وتعالى منه غوث هذه
الأمة ونور الملة وخير مولود وخير ناشي (1).
ثم قال: وروي المأمون عن أبيه الرشيد، أنه قال لبنيه في حق موسى الكاظم:
هذا إمام الناس وحجة الله على خلقه وخليفته على عباده أنا إمام الجماعة في الظاهر
والغلبة والقهر وأنه والله أحق بمقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مني ومن



(1) قال العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي المصري في
كتابه (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 54 ط مصر):
السابع من الأئمة موسى الكاظم كان من العظماء الأسخياء وكان والده جعفر يحبه
حبا شديدا قيل له: ما بلغ من حبك لموسى؟ قال: وددت أن ليس لي ولد غيره لئلا يشركه في
حبي أحد.
308
الخلق جميعا والله لو نازعني في هذا الأمر لآخذن بالذي فيه عيناه فإن الملك عقيم
وقال الرشيد للمأمون: يا بني هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر إن أردت
العلم الصحيح تجد عند هذا، قال المأمون: ومن حينئذ انغرس في قلبي حبه.
ملاقاته هارون إياه في المسجد الحرام
رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ شعيب أبو مدين بن سعد بن عبد الفاني المصري
العمراوي الحريفيش المتوفى سنة 801 في (الروض الفائق في المواعظ
والرقائق) (ص 65 ط مطبعة الاستقامة بالقاهرة) قال:
حكي أنه لما دخل هارون الرشيد حرم مكة ابتدء بالطواف ومنع الناس
من الطواف، فسبقه أعرابي وجعل يطوف معه، فشق ذلك على أمير المؤمنين
والتفت إلى حاجبه كالمنكر عليه.
فقال الحاجب: يا أعرابي خل الطواف ليطوف أمير المؤمنين، فقال
الأعرابي: إن الله ساوى بن الأنام في هذا المقام والبيت الحرام، فقال تعالى: سواء
العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بالحاد بظلم نذقه من عذاب أليم.
فلما سمع الرشيد ذلك من الأعرابي أمر حاجبه بالكف عنه، ثم جاء
الرشيد إلى الحجر الأسود ليستلمه، فسبقه الأعرابي، فاستلمه، ثم أتى إلى المقام
ليصلي فيه، فسبقه فصلى فيه.
فلما فرغ الرشيد من صلواته وطوافه، قال للحاجب ائتني بالأعرابي،
فأتى الحاجب الأعرابي وقال له: أجب أمير المؤمنين.
فقال: مالي إليه حاجة إن كانت له حاجة: فهو أحق بالقيام إليها، فانصرف
الحاجب مغضبا ثم قص على أمير المؤمنين حديثه، فقال: صدق نحن أحق بالقيام

309
والسعي إليه ثم نهض أمير المؤمنين والحاجب بين يديه حتى وقف بإزاء الأعرابي
وسلم عليه، فرد عليه السلام.
فقال له الرشيد: يا أخا العرب أأجلس هيهنا بأمرك؟ فقال له الأعرابي:
ليس البيت بيتي، ولا الحرم حرمي البيت بيت الله والحرم حرم الله وكلنا فيه سواء
إن شئت تجلس وإن شئت تنصرف.
قال: فعظم ذلك على الرشيد حيث سمع ما لم يخطر في أذنه وما ظن أحدا
يواجهه بمثل ذلك، فجلس إلى جانبه وقال له: يا أعرابي أريد أن أسئلك عن
فرضك، فإن قمت به فأنت بغيره أقوم، وإن عجزت عنه، فأنت بغيره أعجز.
فقال له الأعرابي: سؤالك هذا سؤال متعلم أو سؤال متعنت؟ قال: فعجب
الرشيد من سرعة جوابه وقال: بل سؤال متعلم.
فقال الأعرابي: قم واجلس مقام السائل من المسؤول قال: فقام الرشيد وجثا
على ركبتيه بين يدي الأعرابي، فقال له: قد جلست سل عما بدا لك، فقال:
أخبرني عما فرضه الله عليك، فقال له: تسئلني عن أي فرض، واحد أم خمسة
فروض أم عن سبعة عشرة فرضا أم عن أربعة وثلاثين فرضا أم عن أربعة وتسعين فرضا
أم عن واحدة من أربعين، أم عن واحدة في طول العمر، أم عن خمسة من مأتين،
قال: فضحك الرشيد مستهزءا ثم قال: سئلتك عن فرض، فأتيتني بحساب الدهر.
قال: يا هارون لولا أن الدين حساب لما أخذ الله الخلائق بالحساب يوم
القيامة قال تعالى: فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى
بنا حاسبين.
قال: فظهر الغضب في وجه أمير المؤمنين وتغير من حال إلى حال حين قال له:
يا هارون ولم يقل له: يا أمير المؤمنين وبلغ منه ذلك مبلغا شديدا غير أن الله عصمه
من ذلك الغضب ورجع إلى عقله لما علم أن الله هو الذي أنطقه بذلك.

310
ثم قال له الرشيد: وتربة آبائي وأجدادي إن لم تفسر لي ما قلت أمرت
بضرب عنقك بين الصفا والمروة.
فقال له الحاجب: يا أمير المؤمنين اعف عنه وهبه لله تعالى لأجل هذا المقام
الشريف، قال: فضحك الأعرابي من قولهما حتى استلقى على قفاه، فقال له الرشيد:
ممن تضحك؟ قال: عجبا منكما، فإن أحدكما يستوهب أجلا قد حضر، والآخر
يستعجل أجلا لم يحضر.
فلما سمع الرشيد ما سمع منه هانت عليه الدنيا ثم قال: سئلتك بالله إلا
ما فسرت لي ما قلت فقد تشوقت نفسي إلى شرحه.
فقال الأعرابي: أما سؤالك عما فرض الله علي، فقد فرض الله علي فروضا
كثيرة، فقولي لك فرض واحد، هو دين الاسلام، وأما قولي لك عن خمسة
فروض فهي الصلوات الخمس، وأما قولي لك عن سبعة عشر فهي سبع عشر ركعة في
اليوم والليلة، وأما قولي لك عن أربع وثلاثين فهي السجدات، وأما قولي عن أربع
وتسعين فهي التكبيرات، وأما قولي لك عن واحدة من أربعين فهي الزكاة دينار من
أربعين دينار، وأما قولي لك عن واحدة في طول العمر فهي حجة في طول العمر
على الانسان، وأما قولي لك عن خمسة ومأتين فهي زكاة الورق.
فامتلأ الرشيد فرحا وسرورا من تفسير هذه المسائل، ومن حسن كلام
الأعرابي وعظم فطنته، واستعظمه في عينه.
ثم إن الأعرابي قال للرشيد: سئلتني فأجبتك، فإذا سئلتك أنا تجيبني؟
فقال الرشيد: سل. فقال له الأعرابي: ما يقول أمير المؤمنين في رجل نظر إلى
امرأة وقت الصباح، فكانت عليه حراما، فلما كان الظهر حلت له، فلما كان العصر
حرمت عليه، فإذا كان المغرب حلت له، فإذا كان العشاء حرمت عليه، فإذا
كان الفجر حلت له، فإذا كان الظهر حرمت عليه، فلما كان العصر حلت له،

311
فلما كان المغرب حرمت عليه، فلما كان العشاء حلت له.
فقال الرشيد: فقد أوقعتني في بحر لا يخلصني منه غيرك.
فقال الأعرابي: أنت أمير المؤمنين وليس أحد فوقك ولا ينبغي أن تعجز
عن شئ، فكيف تعجز عن مسئلتي، فقال الرشيد: لقد عظم قدرك العلم ورفع
ذكرك، فأريد أن تفسر إلي ما ذكرت إكراما لي ولهذا البيت الشريف. فقال:
الأعرابي: حبا وكرامة.
أما قولي لك في رجل: نظر إلى امرأة وقت الصبح، فكانت عليه حراما،
فهذا رجل نظر إلى أمة غيره فهي حرام، فلما كان الظهر اشتراها فحلت له،
فلما كان العصر أعتقها فحرمت عليه، فلما كان المغرب تزوجها فحلت له، فلما
كان العشاء طلقها فحرمت عليه، فلما كان الفجر راجعها فحلت له، فلما كان الظهر
ارتد عن الاسلام فحرمت عليه، فلما كان العصر استتيب فرجع فحلت له، فلما
كان المغرب ارتدت هي فحرمت عليه، فلما كان العشاء استتيب فرجعت فحلت له.
قال: فتعجب الرشيد وفرح به واشتد عجبه ثم أمر بعشرة آلاف درهم،
فلما حضرت قال: لا حاجة لي بها ردها إلى أصحابها قال: فهل تريد أن أجري لك
جراية تكفيك مدة حياتك قال: الذي أجرى عليك يجري علي قال: فإن كان عليك
دين قضيناه، فلم يقبل منه شيئا ثم أنشأ يقول:
هب الدنيا تؤاتينا سنينا * فتكدر تارة وتلذ حينا
فما أرضى بشئ ليس يبقى * وأتركه غدا للوارثينا
كأني بالتراب علي يحثى * وبالإخوان حولي نائحينا
ويوم تزفر النيران فيه * وتقسم جهرة للسامعينا
وعزة خالقي وجلال ربي * لأنتقمن منكم أجمعينا
فلما فرغ من إنشاده تأوه الرشيد وسأل عنه وعن أهله وبلاده، فأخبروه

312
أنه موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
رضي الله عنهم أجمعين وكان تزيى بزي الأعراب زهدا في الدنيا وتورعا عنها،
فقام وقبله بين عينيه ثم قرء: الله أعلم حيث يجعل رسالته.
احتجاجه مع هارون حين اعترض عليه
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد الشبراوي المصري في (الإتحاف
بحب الأشراف) (ص 54 ط مصر) قال:
دخل موسى الكاظم على الرشيد فقال له: لم زعمتم أنكم أقرب إلى رسول الله
منا؟ فقال: لو أن رسول الله حي فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟ قال سبحان الله
وكنت أفتخر بذلك على العرب والعجم فقال لكنه لا يخطب إلي ولا أزوجه لأنه
ولدنا ولم يلدكم. وسأله أيضا لم قلتم إنا ذرية رسول الله وجوزتم للناس أن ينسبوكم
إليه وأنتم بنو علي وإنما ينسب الرجل لأبيه.
فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ومن ذريته
داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا
ويحيى وعيسى وإلياس وليس لعيسى أب وإنما الحق بذرية الأنبياء من قبل أمه
ولذلك ألحقنا بذرية النبي من قبل أمنا فاطمة قال تعالى: فمن حاجك فيه من بعد
ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا
وأنفسكم ولم يدع (ع) عند مباهلة النصارى غير علي وفاطمة والحسن والحسين
وهما الأبناء.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 121 ط البابي بحلب)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الإتحاف بحب الأشراف) من قوله: وسأله

313
أيضا ولم قلتم الخ.
ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول) (ص 113 ط بغداد)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الإتحاف) إلى قوله: وسأله وزاد ثم: قال
وهل كان يجوز له أن يدخل على حرمك وهن منكشفات؟ فقال لا (فقال ظ) لكنه كان
له أن يدخل على حرمي ويجوز له ذلك فلذلك نحن أقرب إليه منكم.
ومنهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان البدخشي في
(مفتاح النجا) (ص 174 مخطوط):
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (الإتحاف بحب الأشراف) ملخصا.
ومنهم العلامة المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1 ص 172
ط الأزهرية بمصر).
روى الحديث ملخصا (1).
نبذة من كراماته (ع)
تكلمه على سر شقيق مرتين، وارتفاع ماء البئر ليأخذ ركوته
وصيرورة كثيب الرمل سويقا لذيذا لدعائه
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن أسعد اليافعي في (روض الرياحين) (ص 58



(1) قال علامة الأدب الراغب الأصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 4 ص 634
ط مكتبة الحياة في بيروت).
لقي الرشيد موسى بن جعفر على بغلة فاستنكر ذلك وقال: أتركب دابة إن طلبت
عليها لم تلحق وإن طلبت له لم تسبق، فقال: لست بحيث أحتاج أن أطلب أو أطلب، فإنها
دابة تنحط عن خيلاء وترتفع عن ذلة الحمير وخير الأمور أوساطها.
314
ط القاهرة) قال:
عن شقيق البلخي قال: خرجت حاجا في سنة تسع وأربعين ومائة فنزلت
القادسية فبينما أنا أنظر إلى الناس وزينتهم وكثرتهم نظرت فتى حسن الوجه فوق
ثيابه ثوب صوف مشتملا بشملة وفي رجليه نعلان وقد جلس منفردا فقلت في نفسي
هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس في طريقهم والله لأمضين إليه
ولأوبخنه، فدنوت منه فلما رآني مقبلا قال: يا شقيق اجتنبوا كثيرا من الظن إن
بعض الظن إثم.
وتركني ومضى فقلت في نفسي: إن هذا الأمر عظيم قد تكلم على ما في نفسي
ونطق باسمي ما هذا إلا عبد صالح لألحقنه ولأسئلنه أن يحللني، فأسرعت في أثره
فلم ألحقه وغاب عن عيني فلما أنزلنا واقصة إذا به يصلي وأعضائه تضطرب ودموعه
تجري فقلت هذا صاحبي أمضي إليه وأستحله فصبرت حتى جلس وأقبلت نحوه، فلما
رآني مقبلا.
قال: يا شفيق اقرأ: وإني غفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى،
ثم تركني ومضى فقلت إن هذا الفتى لمن الأبدال قد تكلم على سري مرتين فلما
نزلنا إلى منى إذا بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة يريد أن يستقي فسقطت الركوة
من يده في البئر وأنا أنظر إليه فرأيته قد رمق السماء وسمعته يقول:
أنت ربي إذا ظمئت إلى الماء * وقوتي إذا أردت الطعاما
اللهم أنت تعلم يا إلهي وسيدي مالي سواها فلا تعدمني إياها قال شقيق
رضي الله تعالى عنه: فوالله لقد رأيت البئر قد ارتفع مائها فمد يده وأخذ الركوة
وملائها ماء وتوضأ وصلى أربع ركعات ثم مال إلى كثيب من رمل فجعل يقبض بيده
ويطرحه في الركوة ويحركه ويشرب فأقبلت إليه وسلمت عليه فرد علي السلام
فقلت: أطعمني من فضل ما أنعم الله به عليك، فقال: يا شقيق لم تزل نعمة الله تعالى علينا

315
ظاهرة وباطنة فأحسن ظنك بربك ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا سويق
وسكر فوالله ما شربت قط ألذ منه ولا أطيب منه ريحا فشبعت ورويت وأقمت أياما
لا أشتهي طعاما ولا شرابا ثم لم أره حتى دخلنا مكة فرأيته ليلة في جنب قبة الشراب
في نصف الليل يصلي بخشوع وأنين وبكاء فلم يزل كذلك حتى ذهب الليل فلما
رأى الفجر جلس في مصلاه يسبح ثم قام فصلى فلما سلم من صلاة الصبح طاف بالبيت
سبعا وخرج فتبعته فإذا له حاشية وموال وهو على خلاف ما رأيته في الطريق ودار
به الناس من حوله يسلمون عليه فقلت لبعض من رأيته بالقرب منه: من هذا الفتى؟ فقال
هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم
أجمعين فقلت قد عجبت بكون هذه العجائب والشواهد إلا لمثل هذا السيد.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 357 ط الغري)
قال:
أخبرنا أبو محمد البزاز أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أخبرنا محمد بن عبد الملك
والمبارك بن عبد الجبار الصرفي قالا: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عثمان أخبرنا محمد بن
عبد الرحمن الشيباني أن علي بن محمد بن الزبير البجلي حدثهم قال حدثنا هشام بن حاتم
الأصم عن أبيه قال: حدثني شقيق البلخي فذكر الحديث بعين ما تقدم عن
(روض الرياحين) لكنه ذكر بدل كلمة منى: زبالا.
ومنهم العلامة المذكور في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 185 ط حلب)
روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في (التذكرة).
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 34 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق).
روي الحديث عن شقيق بعين ما تقدم عن (التذكرة).

316
ومنهم العلامة الشيخ عبد المجيد بن محمد الخاني الشافعي النقشبندي
المتوفى سنة 1275 في (الحدائق الوردية) (ص 40 ط المطبعة الدرويشية في
دمشق). روي الحديث من طريق ابن الجزري والرامهرمزي عن شقيق البلخي بعين ما
تقدم عن (التذكرة).
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنجي المتوفي سنة
1225 في كتابه (وسيلة النجاة) (ص 367 ط گلشن فيض في لكهنو)
روي الحديث من طريق ابن الجوزي عن شقيق البلخي بعين ما تقدم عن (التذكرة)
ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب
السؤول) (ص 83 ط طهران).
روي الحديث عن هشام بن حاتم الأصم قال: قال لي عن شقيق بعين
ما تقدم عن (روض الرياحين) (1).



(1) وقال بعد ذكر الواقعة:
ولقد نظم بعض المتقدمين هذه الواقعة في أبيات طويلة اقتصرت على ذكر بعضها
فقال:
قال لما حججت عاينت شخصا * شاحب اللون ناحل الجسم أسمر
سائرا وحده وليس له زاد * فما زلت دائما أتفكر
وتوهمت أنه يسئل الناس * ولم ادر أنه الحج الأكبر
ثم عاينته ونحن نزول * دون قيد على الكثيب الأحمر
يضع الرمل في الإناء ويشربه * فناديته وعقلي محير
اسقني شربة فناولني منه * فعاينته سويقا وسكر
فسألت الحجيج من يك هذا؟ * قيل هذا الإمام موسى بن جعفر
317
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 215
ط الغري)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (روض الرياحين) لكنه ذكر بدل منى
زبالة ثم قال:
رواها جماعة من أهل التأليف والمحدثين
رواها ابن الجوزي في كتابه (مسير العزم الساكن إلى شرف الأماكن).
ورواها الحافظ عبد العزيز الأخضر الجنابذي في كتابه (معالم العترة النبوية)
ورواها الرامهرمزي قاضي القضاة في كتابه (كرامات الأولياء) وغيرهم.
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 172 المخطوط).
روي الحديث من طريق ابن الجوزي في (الصفوة) وابن طلحة بعين ما تقدم عن
(روض الرياحين) لكنه ذكر بدل كلمة منى: زبالة.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 121 ط البابي بحلب)
روي الحديث من طريق الرامهرمزي وابن الجوزي بتلخيص يسير.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 247 ط العثمانية بمصر)
روي الحديث هو أيضا من طريق الرامهرمزي وابن الجوزي بتلخيص يسير.
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 211 نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق).
روي الحديث نقلا عن ابن الجوزي في مثير العزام والحافظ عبد العزيز بن
الأخضر في معالم العترة عن حاتم الأصم عن شقيق البلخي بعين ما تقدم عن
(الفصول المهمة).

318
أمره لعلي بن يقطين بحفظ دراعة أعطاها هارون
وإخباره عن ظهر الغيب أنه سيكون له بها شأن
فسار سببا لحقن دمه
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 218
ط الغري) قال:
وعن عبد الله بن إدريس عن ابن سنان قال: حمل الرشيد في بعض الأيام إلى
علي بن يقطين ثيابا فاخرة أكرمه بها ومن جملتها دراعة منسوجة بالذهب سوداء
من لباس الخلفاء فأنفذ بها علي بن يقطين إلى موسى الكاظم (ع) فردها الإمام إليه،
وكتب إليه احتفظ بها ولا تخرجها عن يدك فسيكون لك بها شأن، تحتاج معه إليها
فارتاب علي بن يقطين بردها عليه، ولم يدر ما سبب كلامه ذلك ثم احتفظ بالدراعة
وجعلها في سفط وختم عليها.
فلما كان بعد ذلك بمدة يسيرة تغير علي بن يقطين على بعض غلمانه ممن
كان يختص بأموره ويطلع عليها فصرفه عن خدمته وطرده لأمر أوجب ذلك منه.
فسعى الغلام بعلي بن يقطين إلى الرشيد وقال له: إن علي بن يقطين يقول
بإمامة موسى الكاظم، وأنه يحمل إليه في كل سنة زكاة ماله، والهدايا، والتحف
وقد حمل إليه في هذه السنة ذلك، وصحبته الدراعة السوداء التي أكرمه بها
أمير المؤمنين في وقت كذا.
فاستشاط الرشيد لذلك غضبا شديدا وقال لأكشفن عن ذلك، فإن كان الأمر

319
على ما ذكرت أزهقت روحه، وذلك من بعض جزائه.
فأنفذ في الوقت والحين، أن يحضر علي بن يقطين فلما مثل بين يديه، قال
ما فعلت بالدراعة السوداء التي كسوتكها واختصصتك بها من مدة من بين سائر خواصي
قال: هي عندي يا أمير المؤمنين في سفط في طيب مختوم عليها.
فقال: أحضرها الساعة، فقال نعم يا أمير المؤمنين السمع والطاعة، فاستدعى
بعض خدمه فقال: امض وخذ مفتاح البيت الفلاني من داري، وافتح الصندوق الفلاني
وائتني بالسفط الذي فيه على حالته بختمه، فلم يلبث الخادم إلا قليلا حتى عاد
وفي صحبته السفط مختوما على حالته بختمه فوضع بين يدي الرشيد فأمر بفك ختمه
ففك، وفتح السفط فإذا بالدراعة فيه مطوية، ومدفونة بالطيب على حالها لم تلبس
ولم تدنس ولم يصبها شئ من الأشياء، فقال لعلي بن يقطين: ردها إلى مكانها،
وخذها وانصرف راشدا فلن نصدق بعدها عليك ساعيا، وأمر أن يتبع بجائزة سنية
وأمر أن يضرب الساعي ألف سوط، فضرب فلما بلغوا إلى خمسمأة سوط مات تحت
الضرب قبل الألف.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 201 ط العثمانية بمصر).
روي الحديث عن عبد الله بن إدريس عن ابن سنان بعين ما تقدم عن
(الفصول المهمة).
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة)
(ص 268 ط گلشن في لكهنو).
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) بتلخيص فيه.

320
إخباره عليه السلام عن انهدام بيت رجل على متاعه
وإخباره عن مكان شئ لم يجده فيه
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 138 ط مصر).
عن عيسى المدائني قال خرجت سنة إلى مكة فأقمت بها مجاورا ثم قلت أذهب
إلى المدينة فقيم بها سنة مثل ما أقمت بمكة فهو أعظم لثوابي فقدمت المدينة
فنزلت طرف المصلى إلى جنب دار أبي ذر وجعلت أختلف إلى سيدنا موسى الكاظم فبينا
أنا عنده في ليلة ممطرة إذ قال لي يا عيسى قم فقد انهدم البيت على متاعك فقمت فإذا
البيت قد انهدم على المتاع فاكتريت قوما كشفوا عن متاعي واستخرجت جميعه
ولم يذهب لي غير سطل للوضوء فلما أتيته من الغد قال هل فقدت شيئا من متاعك
فندعو الله لك بالخلف؟ فقلت ما فقدت غير سطل كان لي أتوضأ منه فأطرق رأسه مليا
ثم رفعه فقال: قد ظننت أنك أنسيته قبل ذلك فأت جارية رب الدار فاسألها عنه
وقل لها أنسيت السطل في بيت الخلاء فرديه قال: فسألتها فردته.
ومنهم العلامة ابن طلحة الشامي في (الفصول المهمة) (ص 217
ط الغري)
روي الحديث عن عيسى المدائني بعين ما تقدم عن (نور الأبصار).
كرامة أخرى له (ع)
رواها القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي السهالوي في (وسيلة

321
النجاة) (ص 369 ط لكهنو) قال:
روي أن علي بن يقطين أرسل كتابا إلى موسى بن جعفر (ع) بالمدينة فلما
وصل الجماعة إلى المدينة لقيهم موسى بن جعفر فأخرج كتابا قبل أن يقرء كتاب
علي بن يقطين وقال: فيه جواب ما في الكتاب.
لما أراد المهدي إيذائه عليه رأي
في المنام عليا (ع) يقرأ:
(فهل عسيتم إن توليتم الآية) فانصرف عنه
رواه جماعة من الأعلام:
منهم العلامة الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 13 ص 30
ط السعادة بمصر) قال:
حدثني الحسن بن محمد الخلال، حدثنا أحمد بن محمد بن عمران، حدثنا محمد
ابن يحيى الصولي، حدثنا عون بن محمد قال: سمعت إسحاق الموصلي غير مرة يقول
حدثني الفضل بن الربيع عن أبيه أنه لما حبس المهدي موسى بن جعفر رأى
المهدي في النوم علي بن أبي طالب وهو يقول:
يا محمد (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم).
قال الربيع: فأرسل إلي ليلا فراعني ذلك، فجئته فإذا هو يقرء هذه الآية
وكان أحسن الناس صوتا وقال: علي بموسى بن جعفر فجئته به فعانقه وأجلسه
إلى جانبه.
وقال: يا أبا الحسن إني رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في النوم يقرء

322
علي كذا فتؤمنني أن تخرج علي أو على أحد من ولدي؟
فقال: والله لا فعلت ذاك ولا هو من شأني، قال: صدقت يا ربيع أعطه ثلاثة
آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة.
قال الربيع: فأحكمت أمره ليلا فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق
ومنهم العلامة اليافعي في (مرآة الجنان) (ج 1 ص 394 ط حيدر آباد)
نقل الواقعة بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد).
ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 123
ط البابي بحلب)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) ملخصا.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 214
ط الغري)
نقل الواقعة بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) بتقديم وتأخير في العبارات.
ومنهم العلامة الخواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما
في ينابيع المودة ص 382 ط اسلامبول) قال:
وبعث إلى رجل يؤذيه صرة فيها ألف دينار فطلبه المهدي بن المنصور من
المدينة بغداد فحبسه فرأى المهدي في النوم، فذكر الحديث بعين ما تقدم
عن (مرآة الجنان) ثم قال: وهذه القصة بالاتفاق.
ومنهم العلامة مجد الدين بن الأثير الجزري في (المختار في مناقب
الأخيار) (ص 33 نسخة الظاهرية بدمشق).
نقل الواقعة بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد).

323
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في (مطالب السؤول)
(ص 83 ط طهران)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن طولون في (الشذورات
الذهبية) (ص 89 طبع بيروت)
نقل الواقعة بعين ما تقدم عن (مرآة الجنان) ملخصا
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 172 مخطوط)
نقل الواقعة من طريق ابن الأخضر وابن طلحة عن الفضل بعين ما تقدم عن
(مرآة الجنان)
ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 113
ط بغداد)
نقل الواقعة بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب) ملخصا
ومنهم العلامة السيد عباس في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 46)
نقل عن الخطيب بعين ما تقدم عنه (تاريخ بغداد)
ومنهم العلامة الشيخ عبد الهادي الأبياري المصري في (جالية الكدر)
في شرح منظومة البرزنجي (ص 205 ط مصر)
نقل الواقعة بعين ما تقدم عن (مرآة الجنان) ملخصا
ومنهم العلامة المذكور في (العرائس الواضحة)
نقل الواقعة بعين ما تقدم عنه في (مرآة الجنان)
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة)
(ص 365 ط لكهنو).
نقل الواقعة بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد)

324
استجابة دعائه (ع) حين هم به الهادي
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 217
ط الغري) قال:
ونقل صاحب كتاب نثر الدر أن موسى بن جعفر الكاظم ذكر له أن الهادي
قد هم بك قال لأهل بيته ومن يليه: ما تشيرون به على من الرأي؟ فقالوا نرى أن
تتباعد عنه وأن تغيب شخصك عنه فإنه لا يؤمن عليك من شره فتبسم ثم قال:
زعمت سخينة أن ستغلب ربها * ليغلبن مغالب الغالب
ثم إنه رفع يده إلى السماء فقال: إلهي كم من عدو شحذ لي ظبة مديته
وداف لي قواتل سمومه ولم تنم عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال
الفوادح وعجزي عن كلمات الجوايح، صرفت ذلك عني بحولك وقوتك لا بحولي
وقوتي وألقيته في الحفيرة التي احتفره إلي خائبا مما أمله في دنياه متباعدا عن
ما يرجوه في أخراه فلك الحمد على قدر ما عممتني فيه من نعمك وما توليتني من
جودك وكرمك اللهم فخذه بقوتك وافلل حده عني بقدرتك واجعل له شغلا
فيما يليه وعجزا به عما ينويه اللهم وأعدني عليه عدوة حاضرة تكون من غيظي
شفاءا ومن حنقي عليه وفاءا وصل اللهم دعائي بالإجابة وانظم شكايتي بالتعبير
وعرفه عما قليل ما وعدت به من الإجابة لعبيدك المضطرين إنك ذو الفضل العظيم
والمن الجسيم.
ثم إن أهل بيته انصرفوا عنه فلما كان بعد مدة يسيرة حتى اجتمعوا لقرائة
الكتاب الوارد على موسى الكاظم بموت الهادي وفي ذلك يقول بعضهم:

325
وسارية لم تسر في الأرض تبتغي * محلا ولم يقطع بها الأرض قاطع
من أبيات مما قيل في الدعاء المستجاب.
استجابة دعائه (ع) في ظهور السوار فوق الماء
رواها القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي السهالوي في (وسيلة
النجاة) (ص 369 ط لكهنو) قال:
روي أن موسى بن جعفر (ع) كان في سفينة عند مسيره إلى بصرة وكان
فيها عروس سقطت سوارها في البحر فدعا عليه السلام فظهرت على سطح الماء
حتى أخذها.
استخلاصه من شر هارون بدعائه علمه النبي (ص)
في المنام فرأى هارون الحسين بن علي عليه السلام
يهدده على قتله
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي في (مروج الذهب)
(ج 2 ص 356 ط السعادة بمصر) قال:
وذكر أن عبد الله بن مالك الخزاعي كان على دار هارون وشرطته، قال: أتاني رسول
هارون الرشيد في وقت ما جاءني فيه قط فنزعني من موضعي ومنعني من تغيير
ثيابي فراعني ذلك فلما صرت إلى دار سبقني الخادم فعرف الرشيد خبري فأذن

326
لي في الدخول عليه.
فدخلت فوجدته قاعدا على مصلاه فسلمت فسكت ساعة فطار عقلي وتضاعف
الجزع علي.
ثم قال لي: يا عبد الله هل تدري لم طلبتك في هذا الوقت، فقلت: ولا والله
يا أمير المؤمنين.
فقال: إني رأيت في نومي الساعة كأن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) قد
أتاني ومعه حربة، فقال: إن خليت عن موسى بن جعفر وإلا نحرتك بهذه الحربة
فاذهب فخل عنه، قال: فقلت له مستفهما يا أمير المؤمنين الساعة أطلق موسى بن
جعفر ثلاثا، قال نعم ثلاثا امض الساعة وأعطه ثلاثين ألف درهم، وقل له
إن أحببت المقام عندنا فلك ما تحب وإن أحببت المضي إلى أهلك فالإذن في ذلك
إليك، قال فلما مضيت إلى الحبس لأخرجه.
فلما رآني الإمام موسى بن جعفر وثب إلي قائما وظن أني قد أمرت فيه
بمكروه، فقلت له: لا تحزن ولا تخف فقد أمرني بإطلاقك وإني دافع إليك ثلاثين ألف
درهم وهو يقول لك إن أحببت المقام قبلنا فلك عندي ما تحب وإن أحببت المضي
إلى أهلك بالمدينة فالإذن لك في ذلك، وأعطيته ثلاثين ألف درهم وخليت سبيله،
وقلت له: لقد رأيت من أمرك عجبا.
قال: فإني أخبرك بينما أنا نائم إذ أتاني رسول الله (ص) فقال لي: يا موسى
حبست مظلوما فقل هذه الكلمات فإنك لا تبيت الليلة في الحبس، فقلت بأبي أنت
وأمي يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل:
يا سامع كل صوت ويا سابق كل فوت ويا كاسي العظام لحما ومنشرها
بعد الموت أسألك بأسمائك الحسنى وباسمك الأكبر الأعظم المكنون المخزون

327
الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين يا حليما ذا أناة لا يعجز عن أناة، يا ذا
المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصى عددا فرج عني فكان ما ترى.
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 47)
روي الحديث نقلا عن (مروج الذهب) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة)
(ص 366 ط لكهنو).
نقل رؤيا هارون الرشيد ثم ذكر القصة بعين ما تقدم عن (نزهة الجليس)
ولكنه ذكر في الدعاء بدل لا يعجز: لا يعرى.
ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق) (ص 123 ط حلب)
نقل عن المسعودي ما تقدم عنه في (نزهة الجليس) بتلخيص لكنه ذكر أن
هارون رأى النبي (ص) في النوم.
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن طولون الدمشقي في
(الشذورات الذهبية) (ص 91 ط بيروت).
روي الحديث بعين ما تقدم عن (نزهة الجليس) إلى قوله: فاذهب
فخل عنه.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان بن عبد السلام الصفوري الشافعي
البغدادي المتوفى بعد سنة 884 في كتابه (نزهة المجالس) (ج 1 ص 86 طبع
عثمان خليفة القاهرة) قال:
حبس هارون الرشيد موسى بن جعفر الكاظم رضي الله عنه في بغداد ثم أمر
بإخراجه وأعطاه ثلاثين ألف درهم فسئل عن ذلك فقال رأيت عبدا أسود معه حربة
وقال إن لم تخرج موسى قتلتك ثم قال موسى رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
في المنام وقال: يا موسى حبست ظلما فقل هذه الكلمات فإنك لا تبيت هذه الليلة

328
في الحبس فقال:
يا سامع كل صوت سابق كل فوت ويا كاسي العظام ومنشرها بعد
الممات أي الموت أسألك بأسمائك العظام وباسمك الأعظم الأكبر المخزون
المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين يا حليما بخلقه يا ذا المعروف
الذي لا ينقطع معروفه أبدا ولا يحصى له عدد فرج عني ففرج الله عنه.
ومنهم العلامة محمد خواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب)
(على ما في (الينابيع) ص 383 ط اسلامبول).
روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (نزهة الجليس) إلا أنه ذكر: أن هارون
الرشيد قال: رأيت في المنام حسن المجتبى وذكر في الدعاء بدل قوله: بأسمائك
العظام - بأسمائك الحسنى. وبدل قوله يا حليما بخلقه: يا حليما ذا أناة لا يعرى
أحد عن أناته. وبدل قوله لا ينقطع معروفه: لم ينقطع.
إخباره عليه السلام أبا خالد الزبالي لما أحضره المهدي
إلى العراق عن ساعة رجوعه إلى المدينة من يوم معلوم
بعدد الشهور والأيام
رواه القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 138 ط مصر).
قال:
من كتاب الدلائل للحميري:
روى أحمد بن محمد بن أبي قتادة عن أبي خالد الزبالي، قال: قدم علينا

329
أبو الحسن موسى الكاظم زبالة ومعه جماعة من أصحاب المهدي بعثهم لإحضاره لديه
إلى العراق من المدينة وذلك في مسكنه الأولى فأتيته فسلمت عليه فسر برؤيتي
وأوصاني بشراء حوائج وبتبقيتها عندي له فرآني غير منبسط.
فقال: مالي أراك منقبضا، فقلت: كيف لا أنقبض وأنت سائر إلى هذه الفئة
الطاغية ولا آمن عليك.
فقال: يا أبا خالد ليس علي بأس، فإذا كان في شهر كذا في اليوم الفلاني
منه فانتظرني آخر النهار مع دخول الليل فإني أوافيك إنشاء الله تعالى.
قال أبو خالد: فما كان لي هم إلا إحصاء تلك الشهور والأيام إلى ذلك
اليوم الذي وعدني بالمجئ فيه فخرجت غروب الشمس فلم أر أحدا فلما كان
دخول الليل إذا بسواد قد أقبل من ناحية العراق فقصدته فإذا هو على بغلة أمام
القطار فسلمت عليه وسررت بمقدمه وتخلصه.
فقال لي: أداخلك يا أبا خالد، فقلت: الحمد لله الذي خلصك من
هذه الطاغية، فقال: يا أبا خالد إن لهم إلي عودة لا أتخلص منها.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 216
ط الغري)
روي الحديث نقلا عن الحميري في (الدلائل) بعين ما تقدم عن (نور الأبصار)
سندا ومتنا.
إخباره لإبراهيم أنه يأكل الجراد
ثمرة النخيل التي يريد شرائها
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 217

330
ط الغري) قال:
عن عثمان بن عيسى قال: قال موسى الكاظم لإبراهيم بن عبد الحميد قد لقيه
سحرا وإبراهيم ذاهب إلى قبا وموسى داخل إلى المدينة: يا إبراهيم إلى أين؟
قال: إلى قبا، قال: في أي شئ؟.
فقال: إنا في كل سنة نشتري من هذا التمر فأردت أن آتي في هذه السنة إلى
رجل من الأنصار فأشتري منه نخلا.
فقال له موسى: وقد أمنتم الجراد، ثم فارقه فوقع كلامه في صدره فلم
يشتر شيئا، فما مرت خامسة حتى بعث الله جرادا أكل عامة النخل.
دخول أبي يوسف ومحمد بن الحسن في سجنه
ليختبرا علمه فوجداه يخبر عن ظهر الغيب
رواه القوم
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 223
ط الغري) قال:
روي إسحاق بن عمار قال لما حبس هارون الرشيد موسى الكاظم دخل
عليه السجن ليلا أبو يوسف ومحمد بن الحسن صباحا أبي حنيفة فسلما عليه وجلسا
عنده وأرادا أن يختبراه بالسؤال لينظرا مكانه من العلم فجائه بعض الموكلين
به، فقال له: إن نوبتي قد فرغت وأريد الانصراف إلى غد إنشاء الله تعالى.
فإن كان لك حاجة تأمرني أن آتيك بها معي إذا جئتك غدا، فقال: مالي
حاجة انصرف.

331
ثم قال لأبي يوسف ومحمد بن الحسن: إني لأعجب من هذا الرجل يسألني أن
أكلفه حاجة يأتيني بها غدا إذا جاء وهو ميت في هذه الليلة، فأمسكا عن سؤاله
وقاما ولم يسألا عن شئ.
وقالا: أردنا أن نسأله عن الفرض والسنة أخذ يتكلم معنا في علم الغيب والله
لنرسل خلف الرجل من يبيت عند باب داره وننظر ما يكون من أمره فأرسلا
شخصا من جهتهما جلس على باب ذلك الرجل فلما كان أثناء الليل وإذا بالصراخ
والواعية فقيل لهم ما الخبر؟ فقالوا: مات صاحب البيت فجأة فعاد إليهما الرسول
وأخبرهما بذلك فتعجبا من ذلك غاية العجب.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 203 ط العثمانية بمصر)
روي الحديث نقلا عن (الفصول المهمة) عن إسحاق بعين ما تقدم عنه
بلا واسطة.
إن الله يسهل الحاجة بالتوسل بقبره (ع)
رواه القوم:
منهم الحافظ الشهير أبو بكر أحمد بن علي الشافعي الخطيب البغدادي
في (تاريخ بغداد) (ج 1 ص 120 ط القاهرة). قال:
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الأسترآبادي
قال أنبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال سمعت الحسن بن إبراهيم
أبا علي الخلال، يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به
إلا سهل الله تعالى لي ما أحب.

332
لما دفن نائب الخليفة عند قبره (ع)
رأى النقيب اشتعال النار من جسده
وأنه عليه السلام واقف عليه يقول:
آذيتني بمجاورة هذا الظالم، فلما كشفوه وجدوه رمادا
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي
المتوفى سنة 654 في (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) (ص 84
ط طهران) قال:
ولقد قرع سمعي ذكر واقعة عظيمة وهي أن من عظماء الخلفاء مجدهم
الله تعالى من كان له نايب كبير الشأن في الدنيا من مماليكه الأعيان في ولاية عامة
طالت فيها مدته وكان ذا سطوة وجبروت، فلما انتقل إلى الله تعالى اقتضت رعاية
الخليفة له أن يقدم بدفنه في ضريح مجاور لضريح الإمام موسى بن جعفر (ع)
بالمشهد المطهر.
وكان بالمشهد المطهر نقيب معروف مشهود له بالصلاح كثير التردد والملازمة
لضريح السيد الجليل والخدمة له قائم بوظائفها فذكر هذا النقيب أن بعد دفن ذلك
المتوفى في ذلك القربات بالمشهد.
فرأى في منامه أن القبر قد انفتح والنار تشتعل فيه وقد انتشر منه دخان
ورائحة فثار ذلك المدفون فيه إلى أن ملأت المشهد وأن الإمام موسى (ع) واقف
فصاح لهذا النقيب باسمه وقال له: تقول للخليفة يا فلان وسماه باسمه لقد آذيتني

333
بمجاورة هذا الظالم، وقال كلاما خشنا.
فاستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقا وخوفا فلم يلبث أن كتب ورقة وصيرها
متهيأ فيها صورة الواقعة بتفصيلها.
فلما جن الليل جاء الخليفة إلى المشهد المطهر بنفسه ومعه خدم واستدعى
النقيب ودخلوا إلى الضريح وأمر بكشف ذلك القبر ونقل ذلك المدفون إلى
موضع آخر خارج المشهد، فلما كشفوه وجدوا فيه رماد الحريق ولم يجدوا
للميت أثرا.
شهادته (ع) بسم هارون
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان
المعتمد البدخشي في كتاب (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (المخطوط
ص 175) قال:
وسبب حبسه (أي موسى بن جعفر) أنه لما حج الرشيد ودخل المدينة
توجه إلى زيارة النبي صلى الله عليه وسلم ومعه الناس فتقدم إلى قبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا ابن عم مفتخرا
بذلك على غيره.
فتقدم موسى بن جعفر رضي الله عنهما، وقال: السلام عليك يا رسول الله
السلام عليك يا أبه.
فتغير وجه الرشيد وتبين الغيظ فيه فقبض على موسى رضي الله عنه وذهب
به معه إلى بغداد وحبسه زمانا طويلا، ثم أمر السندي بن شاهك حتى سمه فوعك
موسى رضي الله عنه ومات بعد ثلاثة أيام.

334
ومنهم الحافظ الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 310
ط الغري) قال:
أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي حدثنا محمد بن أحمد الواعظ
حدثنا الحسين بن القاسم حدثني أحمد بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن صالح
الأزدي، قال: حج هارون الرشيد فأتى قبر النبي (ص) فذكر الحديث بعين
ما تقدم عن (مفتاح النجا) لكنه ذكر بعد قوله فتغير وجه هارون، وقال: هذا
الفخر يا أبا الحسن حقا (1).
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 220
ط الغري) قال:
روي أحمد بن عبد الله بن عمار عن محمد بن علي النوفلي، قال: كان السبب
في أخذ الرشيد موسى بن جعفر (إلى أن قال): وأوصى (أي الرشيد) القوم الذين كانوا
معه أن يسلموه إلى عيسى بن جعفر بن منصور وكان على البصرة يومئذ واليا فسلموه
إليه فتسلمه منهم وحبسه عنده سنة فبعد السنة كتب إليه الرشيد في سفك دمه وإراحته
منه فاستدعى عيسى بن جعفر بعض خواصه وثقاته اللائذين به والناصحين له فاستشارهم
بعد أن أراهم ما كتب إليه الرشيد فقالوا نشير عليك بالاستعفاء من ذلك وأن
لا نفع فيه
فكتب عيسى بن جعفر إلى الرشيد يقول: يا أمير المؤمنين كتبت إلي في هذا
الرجل وقد اختبرته طول مقامه في حبسي بمن حبسته معه عينا عليه لتنظروا حيلته
وأمره وطويته بمن له المعرفة والدراية ويجري من الانسان مجرى الدم فلم يكن
منه سوء قط ولم يذكر أمير المؤمنين إلا بخير ولم يكن عنده تطلع إلى ولاية
ولا خروج ولا شئ من أمر الدنيا ولا قط دعا على أمير المؤمنين ولا على أحد من



(1) ورواه الخطيب في ترجمته من التاريخ.
335
الناس ولا يدعوا إلا بالمغفرة والرحمة له ولجميع المسلمين مع ملازمته للصيام
والصلاة والعبادة فإن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من أمره وينفذ من يتسلمه مني
أو لأسرحت سبيله فإني منه في غاية الحرج.
وروي أن شخصا من بعض العيون التي كانت عليه في السجن رفع إلى عيسى
ابن جعفر أنه سمعه يقول في دعائه:
اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت
فلك الحمد.
فلما بلغ الرشيد كتاب عيسى بن جعفر كتب إلى السندي بن شاهك أن يتسلم
موسى بن جعفر الكاظم من عيسى وأمره فيه بأمره فكان الذي تولى به قتله السندي
أن يجعل له سما في طعام وقدمه إليه وقيل في رطب فأكل منه موسى بن جعفر
ثم إنه أقام موعوكا ثلاثة أيام ومات.
ولما مات موسى بن جعفر (ع) أدخل السندي بن شاهك لعنه الله الفقهاء
ووجوه الناس من أهل بغداد وفيهم أبو الهيثم بن عدي وغيره ينظرون إليه أنه ليس
به أثر من جراح أو مغل أو خنق وأنه مات حتف أنفه إلى أن قال:
وروي أنه لما حضرته الوفاة سأل من السندي أن يحضر مولاه مدنيا عند
دار العباس بن محمد في مشرعة القصب ليتولى غسله دفنه وتكفينه.
فقال له السندي: أنا أقوم لك بذلك على أحسن شئ وأتمه، فقال: إنا
أهل بيت مهور نسائنا وحج مبرورنا وكفن ميتنا من خالص أموالنا وأريد أن
يتولى ذلك مولاي هذا فأجابه إلى ذلك وأحضره إياه فوصاه بجميع ما يفعل، ولما
أن مات تولى ذلك جميعه مولاه المذكور.

336
ومن كتاب الصفوة لابن الجوزي قال: بعث موسى بن جعفر (ع) إلى الرشيد
من الحبس برسالة كتب إليه فيها: أنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى معه
عنك يوم من الرخاء حتى نمضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء هناك يخسر المبطلون.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 204)
نقله بعينه عن (الفصول المهمة) بعين ما تقدم عنه بلا واسطة.
ومنهم العلامة ابن الصبان المالكي في (إسعاف الراغبين) (المطبوع
بهامش نور الأبصار ص 248 ط العثمانية بمصر).
روي ما تقدم عن (مفتاح النجا) بعينه معنى وفيه: فلم يخرج من حبسه إلا
مقيدا ميتا مسموما.
ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 202
ط عبد اللطيف بمصر) قال:
لما اجتمعا (أي موسى بن جعفر (ع) وهارون) أمام الوجه الشريف على
صاحبه الصلاة والسلام، قال الرشيد: السلام عليك يا ابن عم سمعها من حوله فقال
الكاظم: السلام عليك يا أبت فلم يحتملها وكانت سببا لإمساكه له وحمله معه إلى
بغداد وحبسه فلم يخرج من حبسه إلا ميتا مقيدا.
ومنهم العلامة السيد محمد عبد الغفار في (أئمة الهدى) (ص 122 ط مصر)
قال:
ثم نقله (أي نقل هارون موسى بن جعفر (ع) من المدينة أسيرا إلى البصرة
وأرسل كتابا إلى واليها عيسى بن جعفر بن المنصور ليقتله في سجنه وخاف هذا
الوالي واعتذر فأرسل الملك الرشيد كتابا آخر إلى السندي بن شاهك بتسلمه
والقيام بقتله فسمه هذا وتوفي بعدئذ بثلاثة أيام.

337
شرافة بنته فاطمة عليهما السلام
رواها القوم:
منهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب)
(على ما في (ينابيع المودة) ص 383 ط اسلامبول) قال:
ومن بنات موسى الكاظم (ع) فاطمة قبرها ببلدة قم، وعن علي الرضا
رضي الله عنه أنه قال: من زارها فله الجنة رضي الله عنها.
ومنهم العلامة سراج الدين عثمان ددة في (تاريخ الاسلام والرجال)
(ص 370 مخطوط).
نقل من شواهد النبوة كون قبرها بقم، والحديث المتقدم عن الرضا
عليه السلام بعينه.
أنموذج من كلماته عليه السلام
المعروف لا يفكه إلا المكافأة أو الشكر.
وقال: قلة الشكر تزهد في اصطناع المعروف.
رواه العلامة الشيخ شهاب الدين النويري في (نهاية الإرب) (ج 3
ص 248).
ومن كلامه (ع)
حين سمع رجلا يتمنى الموت: هل بينك وبين الله قرابة يحابيك بها؟ قال: لا
فقال: فهل لك حسنات قدمتها تزيد على سيئات؟ قال: لا قال: فأنت إذن تتمنى

338
هلاك الأبد.
رواه العلامة الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 54 ط مصر)
ومن كلامه (ع)
توق شطوط الأنهار، ومساقط الثمار، وأفنية المساجد، وقوارع الطرق
وتوار خلف الجدار، وأشل ثيابك وسم باسم الله وضعه حيث شئت.
قاله (ع) لأبي حنيفة حين دخل على جعفر بن محمد بن علي بن الحسين فإنه
بينما هو جالس في دهليزه ينتظر الإذن إذ خرج عليه موسى بن جعفر (ع) وهو صبي
خماسي من الدار، قال أبو حنيفة فأردت أن سبر عقله، فقلت: أين يضع الغريب
الغائط من بلدكم يا غلام قال: فالتفت إلي مسرعا وقاله. قال أبو حنيفة فقلت له
من أنت؟ فقال: أنا موسى بن جعفر.
رواه العلامة الزبيدي في (إتحاف السادة المتقين) (ج 8 ص 467
ط الميمنية بمصر).
نقلا عن ابن النجار في تاريخه في ترجمة محمد بن محمد بن محمد بن أحمد بن حمدان
ثم قال: ومما يستدل به لتمييز الصغير أن يعد من واحد إلى عشرين ذكر شارح
(التنبيه) وهو منقول القاضي أبي الطيب الطبري أو يحسن الوضوء والاستنجاء
أو ما أشبههما وبنحو ما اتفق لإمامنا الأعظم أبي حنيفة الخ.
ومن كلامه (ع)
يا بني إني موصيكم بوصية من حفظها انتفع بها، إذا أتاكم آت فأسمع
أحدكم في الأذن اليمنى مكروها ثم تحول إلى الأذن اليسرى فاعتذر وقال: لم

339
أقل شيئا فاقبلوا عذره.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 220 ط الغري) قال:
روي أن موسى بن جعفر الكاظم (ع) أحضر ولده يوما فقاله لهم.
ومن كلامه للمهدي العباسي لما رآه يرد المظالم
رواه في (عمدة الأخبار) (ص 337) قال:
قال الشريف: روي أن موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله عنهما ورد
على المهدي محمد بن المنصور الدوانقي، فرآه يرد المظالم، فقال: يا أمير المؤمنين
ما بال مظلمتنا لا ترد، فقال له: وما ذاك يا أبا الحسن قال: فدك.
قال المهدي: حدها لي، فقال: حد منها جبل أحد، وحد مها عريش
مصر، وحد منها سيف البحر، وحد منها دومة الجندل.
فقال له: كل هذا؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال: هذا كثير
وأنظر فيه.
ومن كلامه (ع)
كتب هارون إلى الإمام موسى بن جعفر رضي الله عنهما: عظني وأوجز
فكتب إليه: ما من شئ تراه عينك إلا وفيه موعظة.
رواه العلامة السيد حسن خان الهندي مالك بهوبال في (حظيرة القدس
وذخيرة الأنس) (ص 197 ط الصديقي).

340
ومن كلامه (ع)
وذكر أنه بعث إلى الرشيد برسالة من الحبس كان فيها: إنه لم ينقض عني
يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء ثم نمضي جميعا إلى يوم ليس
له انقضاء يخسر فيه المبطلون.
رواه العلامة الشيخ عبد المجيد الشافعي النقشبندي في (الحدائق الوردية)
(ص 40 ط الرشدية في دمشق).
والعلامة سبط ابن الجوزي في (صفة الصفوة) (ج 2 ص 187 ط حلب).
ومن كلامه (ع)
قال: ثم إذا صحبت رجلا وكان موافقا لك ثم غاب عنك فلقيته فاضطرب
قلبك عليه فارجع إلى نفسك فانظر فإن كنت اعوججت فتب، وإن كنت مستقيما
فاعلم أنه ترك الطريق وقف عند ذلك ولا تقطع منه حتى يستبين لك إنشاء الله تعالى.
رواه في (الحدائق الوردية) (ص 40 الرشدية في دمشق).

341
الإمام الثامن
الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام

343
أمه وكيفية ولادته (ع)
نروي في ذلك كلام جماعة:
منهم العلامة خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب)
(على ما في ينابيع المودة ص 384 ط اسلامبول) قال:
وكانت أمه (أي الرضا (ع) من أشراف العجم وكانت من أفضل النساء في
عقلها ودينها وإعظامها لحميدة (أم موسى (ع)) حتى أنها ما جلست بين يديها
منذ ملكتها إجلالا لها وكان الرضا رضي الله عنه يرتضع كثيرا وكان تام البدن
فقالت أمه: أعينوني بمرضعة فقيل لها: أينقص درك، قالت: ما نقص دري ولكن علي
ورد من صلاتي وتحميدي وتسبيحي.
وقالت: لما حملت بابني علي الرضا لم أشعر بثقل الحمل وكنت أسمع في منامي
تسبيحا وتحميدا وتهليلا من بطني فلما وضعته وقع إلى الأرض واضعا يده على
الأرض رافعا رأسه إلى السماء محركا شفتيه كأنه يناجي ربه فدخل أبوه فقال لي
هنيئا لك كرامة ربك عز وجل فناولته إياه فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى
فحنكه بماء الفرات (1).



(1) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 245 ط الغري):
قال بعض الأئمة من أهل العلم: مناقب علي بن موسى الرضا من أجل المناقب
وأمداد فضائله متوالية كتوالي الكتائب، وموالاته محمودة البوادي والعواقب،
وعجايب أوصافه من غرايب العجايب، وسؤدده ونبله قد حل من الشرف في الذروة والمغارب
فلمواليه السعد الطالع ولمناويه النحس الغارب.
أما شرف آبائه فأشهر من الصباح المنير وأضوأ من عارض الشمس المستدير، وأما
أخلاقه وسماته وسيرته وصفاته ودلائله وعلاماته فناهيك من فخار وحسبك من علو مقدار
جاز على طريقة ورثها عن الآباء وورثها عنه البنون، فهم جميعا في كرم الأرومة وطيب
الجرثومة كأسنان المشط متعادلون، فشرفا لهذا البيت المعالي الرتبة السامي المحلة لقد
طال السما علاء ونبلا وسما على الفراقد منزلة ومحلا، واستوفى صفات الكمال فما يستثني
في شئ منه لغير وإلا انتظم هؤلاء الأئمة انتظام اللآلي وتناسبوا في الشرف فاستوى
المقدم والتالي ونالوا رتبة مجد يحيط عنها المقصر والعالي، اجتهد عداتهم في خفض
منازلهم والله يرفعه، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم والله يجمعه، وكم ضيعوا من
حقوقهم ما لا يهمله الله ولا يضيعه.
وقال العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 84
ط طهران):
قد تقدم أمير القول في أمير المؤمنين علي وفي زين العابدين علي وجاء هذا على الرضا
ثالثهما ومن أمعن النظر والفكرة وجده في الحقيقة وارثهما فيحكم كونه ثالث العليين
نما إيمانه وعلا شأنه وارتفع مكانه واتسع إمكانه وكثر أعوانه وظهر برهانه حتى
أحله الخليفة المأمون محل مهجته وأشركه في مملكته (إلى أن قال) وكانت مناقبه علية
وصفاته سنية ومكارمه خاتمية وأخلاقه عربية وشنشنته أحزمية ونفسه الشريفة هاشمية
وأرومته الكريمة نبوية، فمهما عد من مزاياه كان أعظم منه ومهما فصل من مناقبه كان
أعلا رتبة منه.
ونقله في (الفصول المهمة) (ص 225 ط الغري) عن (مطالب السؤول) بعين ما تقدم
عنه بلا واسطة. وفي (نور الأبصار) (ص 206 ط العثمانية).
وقال العلامة ابن حجر المالكي في (الصواعق المحرقة) (ص 122 ط حلب):
علي الرضا: وهو أنبههم ذكرا وأجلهم قدرا، ومن ثم أحله المأمون محل مهجته
وأنكحه ابنته وأشركه في مملكته وفوض إليه أمر خلافته، فإنه كتب بيده كتابا سنة
إحدى ومأتين بأن عليا الرضا ولي عهده وأشهد عليه جمعا كثيرين لكنه توفي قبله،
فأسف عليه كثيرا وأخبر قبل موته بأنه يأكل عنبا ورمانا مبثوثا ويموت، وأن
المأمون يريد دفنه خلف الرشيد فلم يستطع، فكان ذلك كله كما أخبر به.
وقال العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 311 ط الحلبي
بمصر):
علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق أحد أكابر الأئمة ومصابيح الأمة
من أهل بيت النبوة ومعادن العلم والعرفان والكرم والفتوة كان عظيم القدر مشهور الذكر
وله كرامات كثيرة، منها أنه أخبر أنه يأكل عنبا ورمانا فيموت، فكان كذلك.
344
تاريخ ميلاده (ع) ووفاته
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة محمد بن طلحة الشامي الشافعي في (مطالب السؤول)
(ص 85 ط طهران) قال:
وأما ولادته ففي الحادي والعشرين من ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين ومأة للهجرة
بعد وفاة جده أبي عبد الله بخمس سنين.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 364 ط الغري)
قال: توفي علي بن موسى بطوس في سنة ثلاث ومأتين (إلى أن قال) فمات وله خمس
وخمسون سنة وقيل تسع وأربعون ودفن إلى جانب هارون الرشيد.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 226
ط الغري) قال:

346
ولد علي بن موسى الرضا (ع) في المدينة سنة ثمان وأربعين ومائة للهجرة
وقيل سنة ثلاث وخمسين ومائة، وأما نسبه فهو علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر
الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)
(إلى أن قال) وأما ألقابه: فالرضا والصابر والزكي والولي وأشهرها الرضا صفته
معتدل القامة.
وفي (ص 246):
كانت وفاة علي بن موسى الرضا (ع) بطوس من خراسان في قرية يقال لها
استياد في آخر صفر سنة ثلاث ومأتين وله من العمر يومئذ خمس وخمسون سنة
كانت مدة إمامته عشرون سنة.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 203 ط دار الطباعة
المحمدية بمصر) قال:
وتوفي (أي علي بن موسى (ع)) رضي الله عنه وعمره خمس وخمسون سنة عن
خمسة ذكور وإناث.
ومنهم العلامة السيد عباس بن علي بن نور الدين في (نزهة الجليس)
(ج 2 ص 65) قال:
كانت ولادته (أي علي بن موسى الرضا (ع)) يوم الجمعة في بعض شهور ثلاث
وخمسين ومائة وتوفي في آخر صفر سنة اثنتين ومائتين وقيل في خامس ذي الحجة
وقيل ثالث عشر ذي القعدة سنة ثلاث ومائتين بمدينة طوس سمه المأمون.
ومنهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 310 ط سنة 356
في الغري) قال:
والإمام بعد موسى الكاظم أبو الحسن (ع) مولده بالمدينة سنة ثمان
وأربعين ومأة وقبض بطوس من أرض خراسان في صفر سنة ثلاث ومأتين وله خمس

347
وخمسون سنة ولم يذكر له ولد سوى الإمام بعده الجواد.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 205 ط العثمانية
بمصر) قال:
ولد علي بن موسى بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومأة من الهجرة وقيل سنة
ثلاث ومأة وأمه أم ولد يقال لها أم البنين واسمها أروى.
ومنهم العلامة الشيخ عثمان ددة في (تاريخ الاسلام والرجال)
(ص 369 مخطوط) قال:
ولد بالمدينة يوم الخميس الحادي عشر من ربيع الآخر سنة ثلاث وخمسين
ومأة بعد وفاة جده بخمس سنين.
النص على إمامته من أبيه عليهما السلام
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 226
ط الغري)
روى عن المخزومي وكانت أمه من ولد جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه قال
بعث إلينا موسى الكاظم فجمعنا ثم قال: أتدرون لم جمعتكم؟ فقلنا: لا.
قال: اشهدوا أن ابني هذا، وأشار إلى علي بن موسى الرضا هو وصيي والقائم
بأمري وخليفتي من بعدي، ومن كان له عندي دين فليأخذ من ابني هذا، ومن
كانت له عندي عدة فليستنجزها منه، ومن لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني
إلا بكتابه.

348
نص آخر على إمامته عليه السلام
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 225
ط الغري) قال:
وممن روي ذلك من أهل العلم والدين داود بن كثير الرقي، قال: قلت
لموسى الكاظم: جعلت فداك إني قد كبرت سني فخذ بيدي وأنقذني من النار من
صاحبنا بعدك؟ قال: فأشار إلى ابنه أبي الحسن الرضا، قال: هذا صاحبكم بعدي.
نص آخر على إمامته من أبيه (ع)
رواه القوم:
منهم العلامة محمد خواجة پارسا في (فصل الخطاب) (على ما في
ينابيع المودة ص 384 ط اسلامبول) قال:
قال موسى بن جعفر (ع): علي ابني أكبر ولدي، وأسمعهم لقولي، وأطوعهم
لامري، من أطاعه رشده.
نص آخر أيضا على إمامته (ع)
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 226
ط الغري)
روي عن زياد بن مروان العبدي قال: دخلت على موسى الكاظم وعنده ابنه

349
أبو الحسن الرضا، فقال لي: يا زياد هذا ابني علي، كتابه كتابي وكلامه كلامي
ورسوله رسولي، وما قال فالقول قوله.
كلام رسول الله صلى الله عليه وآله لحميدة
في الرؤيا أنه عليه السلام خير أهل الأرض
رواه القوم:
منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان
المعتمد البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (ص 176 مخطوط)
قال:
روي أن حميدة لما اشترتها (أي أمه المسماة بنجمة) رأت رسول الله (ص)
في المنام يقول لها: يا حميدة هبي نجمة لابنك موسى فإنه سيلد منها خير أهل
الأرض فوهبتها له فلما ولدت الرضا سماها طاهرة.
ومنهم العلامة الشيخ عثمان ددة الحنفي سراج الدين العثماني في
(تاريخ الاسلام والرجال) (ص 369 مخطوط) قال:
وقيل: كانت أمه جارية لحميدة أم موسى الكاظم، فرأت في المنام النبي
صلى الله عليه وسلم أمرها أن تهب نجمة لابنها موسى، وقال: سيولد لها خير
أهل الأرض.

350
قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
ستدفن بضعة مني بخراسان ما زارها مكروب
إلا نفس الله كربته ولا مذنب إلا غفر الله له
رواه القوم:
منهم العلامة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني في (مودة القربى)
(ص 140 ط لاهور)
روى عن الإمام علي الرضا عن النبي (ص) أنه قال: ستدفن بضعة مني
بخراسان ما زار مكروب إلا نفس الله كربته، ولا مذنب إلا غفر الله له.
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ص 265 ط اسلامبول)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (مودة القربى).
كلام رسول الله صلى الله عليه وآله
في الرؤيا لأبيه في حقه
رواه القوم:
منهم العلامة محمد خواجة پارسا في (فصل الخطاب) (على ما في
الينابيع ص 384 ط اسلامبول)
روى عن موسى الكاظم أنه قال: رأيت رسول الله (ص) وأمير المؤمنين
علي رضي الله عنه معه فقال صلى الله عليه وسلم: يا موسى ابنك ينظر بنور الله

351
عز وجل وينطق بالحكمة، يصيب ولا يخطئ، يعلم ولا يجهل، قد ملاء
علما وحكما.
قال رسول الله (ص) لعائشة:
من زار ولدي بطوس فكأنما حج مرات
رواه القوم:
منهم العلامة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني في (مودة القربى)
(ص 140 ط لاهور)
روى عن عائشة قال (ص): من زار ولدي بطوس فإنما حج مرة قالت:
مرة فقال: مرتين قالت: مرتين، فقال: ثلاث مرات فسكتت عائشة، فقال: ولو لم
تسكتي لبلغت إلى سبعين.
رأى رجل من أهل خراسان رسول الله (ص) يقول:
كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بعضي فحكاها له (ع)
فقال: أنا المدفون بأرضكم، ثم ذكر ثواب من زاره
رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن حمويه الحمويني
المتوفى سنة 722 في كتابه (فرائد السمطين) قال:
أنبأني الشيخ كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن وضاح

352
الشهراباني المورخ بغداد الإمام محب الدين محمد بن الحسين النجار إجازة قال:
أنبأنا الإمام أبو الفتوح ناصر بن أبي المكارم المطرزي إجازة، قال: أنبأنا الإمام
أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي ثم الخوارزمي، قال: أخبرني
الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أنبأنا الإمام
شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، قال أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن الحسين
البيهقي، قال أنبأنا الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيع، قال نبأنا أبو الحسين
أحمد بن جعفر بن الراز العلوي الكوفي، قال نبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد
الحافظ، قال نبأنا علي بن الحسن بن فضال، قال نبأنا أبي قال:
سمعت علي بن موسى الرضا عليه التحية والثناء وجاءه رجل فقال له:
يا ابن رسول الله (ص) رأيت رسول الله (ص) في المنام كان يقول لي كيف أنتم
إذا دفن في أرضكم بعضي واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم لحمي.
فقال له الرضا (ع): أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة نبيكم وأنا الوديعة
واللحم من زارني وهو يعرف ما أوجب الله من حقي وطاعتي أنا وآبائي شفعاؤه
يوم القيامة، ومن كنا شفعاؤه نجا ولو عليه مثل وزر الثقلين الجن والإنس.
ولقد حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن آبائه أن رسول الله (ص) قال: من
رآني في منامه فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من
أوصيائي إن رؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءا من النبوة.
تواضعه عليه السلام
رواه القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 141 ط مصر) قال:
دخل يوما (أي الرضا (ع)) حماما فبينا هو في مكان من الحمام إذ دخل

353
عليه جندي فأزاله عن موضعه قال صب على رأسي يا أسود، فصب على رأسه
فدخل من عرفه فصاح يا جندي هلكت، أتستخدم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فأقبل الجندي يقبل رجليه ويقول: هلا عصيتني إذ أمرتك فقال: إنها
لمثوبة وما أردت أن أعصيك فيما أثاب عليه، ثم أنشأ يقول:
ليس لي ذنب ولا ذنب لمن * قال لي يا عبد أو يا أسود
إنما الذنب لمن ألبسني * ظلمة وهو الذي لا يحمد
كذا في تاريخ القرماني.
ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في (إتحاف السادة المتقين) (ج 7
ص 360 ط الميمنية بمصر) قال:
وكان له بنيسابور على باب داره حمام وكان إذا دخل الحمام فرغ له الحمام
فدخل ذات يوم، فأطبق باب الحمام ومر الحمامي إلى قضاء بعض حوائجه.
فتقدم إنسان رستاقي إلى باب الحمام ودخل ونزع ثيابه، فدخل الحمام،
فرأى علي بن موسى الرضا، فظن أنه بعض خدام الحمام، فقال له: قم فأحمل
إلي الماء، فقام علي بن موسى وامتثل جميع ما كان يأمره.
علمه وزهده (ع)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان
المعتمد البدخشي في كتابه (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (المخطوط
ص 179) قال:
قال أبو الصلت الهروي: ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضا ولا رآه عالم

354
إلا شهد له بمثل شهادتي (1).
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 233
ط الغري) قال:
قال إبراهيم بن العباس سمعت العباس يقول ما سئل الرضا عن شئ إلا علمه
ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه
بالسؤال عن كل شئ فيجيبه الجواب الشافي وكان قليل النوم كثير الصوم لا يفوته
صيام ثلاثة أيام في كل شهر ويقول ذلك صيام الدهر وكان كثير المعروف والصدقة
سرا وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة وكان جلوسه في الصيف على
حصير وفي الشتاء على مسح.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 208 ط العثمانية بمصر)
روي الحديث عن إبراهيم بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في (إتحاف السادة المتقين) (ج 7
ص 360 ط الميمنية بمصر) قال:
وروي أن أبا الحسن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب يلقب بالرضا، بكسر الراء وفتح الضاد المعجمة، صدوق
روى له ابن ماجة مات سنة ثلاث ومأتين ولم يكمل الخمسين ووالده يلقب الكاظم



(1) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 239 ط الغري)
كتب عليه السلام بخطه الشريف على ظهر كتاب العهد الذي كتبه المأمون له وفيه بعد
الالتزام بطاعة الله ورسوله إن تولى الأمر: والجامعة والجفر يدلان على ضد ذلك.
وقال العلامة ابن الطقطقي في (الفخري في الآداب السلطانية)
وضع عليه السلام خطه في ظاهر كتاب المأمون بما معناه: إني قد أجبت امتثالا للأمر
وإن كان الجفر والجامعة يدلان على ضد ذلك.
355
وجده الصادق كان يميل لونه إلى السواد إذ كانت أمه سوداء.
سخائه (ع)
رواها القوم:
منهم علامة الأدب الراغب الأصبهاني في (محاضرات الأدباء) (ج 2
ص 589 ط مكتبة الحياة في بيروت) قال:
وفرق علي بن موسى الرضا ما له بخراسان كله في يوم عرفة فقال له
الفضل بن سهل: ما هذا المغرم؟ فقال: بل هو المغنم، لا تعدن مغرما ما ابتعت به
أجرا وكرما.
اعطائه (ع) لإبراهيم بن عباس عشرة آلاف درهم
من الدراهم التي ضربت باسمه الشريف
رواه القوم: منهم العلامة أبو الفرج في (الأغاني) (ج 9 ص 47 ط دار الفكر) قال:
أخبرني محمد بن يونس الأنباري قال حدثني أبي أن إبراهيم بن العباس
الصولي دخل على الرضا لما عقد له المأمون وولاه على العهد فأنشده قوله:
أزالت عزاء القلب بعد التجلد * مصارع أولاد النبي محمد (ص)
فوهب له عشرة آلاف درهم من الدراهم التي ضربت باسمه فلم تزل عند
إبراهيم وجعل منها مهور نسائه وخلف بعضها لكفنه وجهازه إلى قبره.

356
نبذة من كراماته عليه السلام:
إخباره عن عدم تسلط هارون عليه (ع)
رواه القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 147 ط مصر).
روى عن صفوان بن يحيى قال: لما مضى موسى الكاظم وظهر ولده من بعده
على الرضا خفنا عليه وقلنا له إنا نخاف عليك من هذا يعني هارون الرشيد، قال
ليجهدن جهده فلا سبيل له علي.
قال صفوان: فحدثني ثقة أن يحيى بن خالد البرمكي، قال لهارون الرشيد:
هذا علي بن موسى قد تقدم وادعى الأمر لنفسه فقال هارون يكفينا ما صنعنا
بأبيه تريد أن نقتلهم جميعا.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 227
ط الغري).
ذكر بعين ما تقدم في (نور الأبصار) من أوله إلى آخره.
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 312
ط الحلبي بمصر).
روى الحديث عن صفوان بعين ما تقدم عن (نور الأبصار).

357
دخوله (ع) في بركة السباع وإقعاء السباع
على أذنابها إلى الأرض عنده
رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي
المتوفى سنة 654
في (مطالب السؤول) (ص 85 ط طهران) قال:
إنه كان بخراسان امرأة تسمى زينب فادعت أنها علوية من سلالة فاطمة
عليها السلام وصارت تصول على أهل خراسان بنسبها فسمع بها علي الرضا (ع)
فلم يعرف نسبها فأحضرت إليه فرد نسبها وقال هذه كذابة فسفهت عليه وقالت كما
قدحت في نسبي فأنا أقدح في نسبك فأخذته الغيرة العلوية فقال لسلطان خراسان
وكان لذلك السلطان بخراسان موضع واسع فيه سباع مسلسلة للانتقام من المفسدين
يسمى ذلك الموضع: بركة السباع إذا أراد الانتقام من بعض المجرمين الخارجين
عليه ألقاه بينهم فافترسوه لوقته، فأخذ الرضا بيد تلك المرأة وأحضرها عند ذلك
السلطان وقال هذه كذابة على علي وفاطمة وليست من نسلهما فإن من كان حقا
صوابا بضعة من فاطمة وعلي فإن لحمها حرام على السباع فألقوها في بحر السباع
فإن كانت صادقة فإن السباع لا تقربها وإن كانت كذابة فتفترسها السباع.
فلما سمعت ذلك منه قالت: فأنزل أنت إلى السباع فإن كنت صادقا فإنها
لا تقربك وإلا فتفترسك فلم يكلمها وقام فقال له ذلك السلطان إلى أين فقال له إلى
بركة السباع والله لأنزلن إليها.
فقام السلطان والناس والحاشية وفتحوا باب تلك البركة فنزل الرضا (ع)
والناس ينظرون من أعلا البركة فلما حصل بين السباع أقعت جميعها إلى الأرض

358
على أذنابها فصار يأتي إلى واحد واحد يمسح وجهه ورأسه وظهره والسبع
يبصبص له هكذا إلى أن أتى على الجميع ثم طلع والناس يبصرونه، فقال لذلك
السلطان: أنزل هذه الكذابة على علي وفاطمة ليبين لك فامتنعت فألزمها السلطان
بذلك وأنزلها أعوانه فمذ رآها السباع وثبوا إليها وافترسوها فاشتهر اسمها
بخراسان.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 123 ط البابي بحلب) قال:
ونقل بعض الحفاظ: أن امرأة زعمت أنها شريفة بحضرة المتوكل
(المأمون ظ) فسئل عمن يخبره بذلك، فدل على علي الرضا، فجاء فأجلسه معه
على السرير وسأله، فقال: إن الله حرم لحم أولاد الحسنين على السباع، فلتلق
للسباع، فعرض عليها بذلك، فاعترفت بكذبها.
ثم قيل للمتوكل: ألا تجرب ذلك فيه، فأمر بثلاثة من السباع، فجيئ بها
في صحن قصره ثم دعاه فلما دخل بابه أغلق عليه والسباع قد أصمت الاسماع من
زئيرها، فلما مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت وتمسحت به
ودارت حوله وهو يمسها بكمه ثم ربضت، فصعد المتوكل وتحدث معه ساعة ثم
نزل، ففعلت معه كفعلها الأول حتى خرج، فاتبعه المتوكل بجائزة عظيمة، فقيل
للمتوكل: إفعل كما فعل ابن عمك، فلم يجسر عليه، وقال: أتريدون قتلي ثم
أمرهم أن لا يفشوا ذلك.
ونقل المسعودي: أن صاحب هذه القصة هو ابن علي الرضا هو علي العسكري
وصوب، لأن الرضا توفي في خلافة المأمون اتفاقا ولم يدرك المتوكل.

359
تباني حجاب المأمون على عدم رفع
الستر له (ع) فارتفع عند دخوله وخروجه بالريح
رواه القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 147 ط مصر) قال:
لما جعله المأمون ولي عهده وأقامه خليفة من بعده كان في حاشية المأمون
أناس كرهوا ذلك وخافوا على خروج الخلافة من بني العباس وعودها لبني فاطمة
فحصل عندهم من علي الرضا ابن موسى نفور وكان عادة الرضا إذا جاء إلى دار المأمون
ليدخل بادر من في الدهليز من الحجاب وأهل النوبة من الخدم والحشم بالقيام له
والسلام عليه ويرفعون له الستر حتى يدخل، فلما حصلت لهم هذه النفرة وتفاوضوا
في أمر هذه القصة ودخل في قلوبهم منها شئ قالوا فيما بينهم: إذا جاء يدخل على
الخليفة بعد اليوم نعرض عنه ولا نرفع له الستر واتفقوا على ذلك، فبينما هم جلوس
إذ جاء علي الرضا على جاري عادته فلم يملكوا أنفسهم أن قاموا وسلموا عليه
ورفعوا له الستر على عادتهم فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلاومون لكونهم ما
فعلوا ما اتفقوا وقالوا الكرة الآتية إذا جاء لا نرفعه.
فلما كان في اليوم الثاني وجاء الرضا على عادته قاموا وسلموا عليه ولم يرفعوا
الستر فجاءت ريح شديدة فرفعت الستر أكثر مما كانوا يرفعونه فدخل ثم عند
خروجه جاءت ريح من الجانب الآخر فرفعته له وخرج فأقبل بعضهم على بعض
وقال إن لهذا الرجل عند الله منزلة وله منه عناية انظروا إلى ريح كيف جاءت
ورفعت له الستر عند دخوله وعند خروجه من الجهتين إرجعوا إلى ما كنتم عليه

360
من خدمته فهو خير لكم.
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 312
ط الحلبي بمصر).
روي الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار).
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 85
ط طهران).
روي الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار).
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 226
ط الغري)
روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (نور الأبصار).
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف القرماني في كتابه (أخبار الدول
وآثار الأول) (114 ط بغداد)
روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (نور الأبصار).
إخباره (ع) عن صيرورة جعفر بن عمر غنيا حسن الحال
بعد ما كان فقيرا رث الهيئة
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 148 ط مصر).
روي عن الحسين بن موسى قال: كنا حول أبي الحسن علي الرضا ابن موسى
ونحن شباب من بني هاشم إذ مر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهيئة فنظر
بعضنا إلى بعض نظر مستهزء لهيئته وحالته فقال الرضا سترونه عن قريب كثير المال

361
كثير الخدم حسن الهيئة، فما مضى إلا شهر واحد حتى ولي أمر المدينة وحسنت
حاله وكان يمر بنا كثيرا وحوله الخدم والحشم يسيرون بين يديه فنقوم له
ونعظمه وندعو له.
ومنهم العلامة المحدث البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 176
مخطوط).
روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (نور الأبصار) لكنه ذكر بدل كلمة
كثير الخدم حسن الهيئة: كثير الطبع.
ومنهم العلامة أبو العباس أحمد القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 114 ط بغداد)
روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (نور الأبصار) لكنه ذكر بدل قوله سترونه
عن قريب الخ: سترونه عن قريب بخدم وحشم.
اعطائه (ع) ثمانية عشر تمر لأبي حبيب بعدد ما أعطاه
رسول الله (ص) من التمر في الرؤيا وإخباره عن رؤياه
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 122 ط البابي بحلب)
قال:
وروى الحاكم عن محمد بن عيسى عن أبي حبيب قال: رأيت النبي (ص) في
المنام في المنزل الذي ينزل الحجاج ببلدنا، فسلمت عليه، فوجدت عنده طبقا من
خوص المدينة فيه تمر صيحاني، فناولني منه ثماني عشرة، فتأولت أن أعيش عدتها
فلما كان بعد عشرين يوما قدم أبو الحسن علي الرضا من المدينة ونزل ذلك

362
المسجد وهرع الناس بالسلام عليه، فمضيت نحوه، فإذا هو جالس في الموضع الذي
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فيه وبين يديه طبق من خوص المدينة فيه تمر
صيحاني فسلمت عليه، فاستدناني وناولني قبضة من ذلك التمر، فإذا عدتها بعدد
ما ناولني رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم، فقلت: زدني، فقال: لو زادك
رسول الله صلى الله عليه وسلم لزدناك.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 228
ط الغري)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق).
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) ص 212 من
النسخة المكتبة الظاهرية بدمشق).
روي الحديث من طريق الحاكم عن أبي حبيب بعين ما تقدم عن (الصواعق)
باختلاف يسير بما لا يضر بالمعنى.
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف القرماني في (أخبار الدول
وآثار الأول) (ص 114 ط بغداد) قال:
روى الحاكم بإسناده عن أبي حبيب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم
في المنام في مسجد وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني فوقفت بين يديه فقبض لي
قبضة من التمر وناولنيها فعددتها فوجدتها ثماني عشرة تمرة فتأولت أني أعيش
عدتها، ثم بعد أيام جاء علي الرضى من المدينة فمضيت إليه فإذا هو في الموضع
الذي رأيت النبي صلى الله عليه وسلم جالسا فيه والطبق والتمر بين يديه فناولني
قبضة عدتها كقبضة النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت زدني، فقال لو زادك رسول الله
صلى الله عليه وسلم شيئا لزدناك، ونظر إلى رجل، فقال: يا عبد الله أوص بما تريد واستعد
لما لا بد منه، فمات بعد ثلاث.

363
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 176 مخطوط)
روي الحديث نقلا عن أبي حبيب بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 147 ط مصر)
روي الحديث نقلا عن أبي حبيب بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 311
ط الحلبي بالقاهرة)
روي الحديث من طريق الحاكم عن أبي حبيب بعين ما تقدم عن (الصواعق)
ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسي المصري في (نتائج
الأفكار القدسية) (ج 1 ص 80 ط دمشق)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق)
ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 385
ط لكهنو).
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق)
نظر (ع) إلى رجل وقال له:
أوص، فمات الرجل بعد ثلاثة أيام
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 122
ط البابي بحلب) قال:
قال (أي الرضا (ع)) لرجل: يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لا بد منه
فمات الرجل بعد ثلاثة أيام، ورواه الحاكم.

364
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 229
ط الغري).
روي الحديث عن سعيد بن سعد بعين ما تقدم عن (الصواعق).
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 147 ط مصر)
روي الحديث من طريق الحاكم بإسناده عن سعيد بن سعيد بعين ما تقدم
عن (الصواعق).
ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 114
ط بغداد)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الصواعق)
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 311
ط الحلبي بمصر)
روي الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن (الصواعق)
ومنهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروس المصري في
(نتايج الأفكار القدسية) (ج 1 ص 80 ط دمشق)
روي الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن (الصواعق)
أخبر (ع) لبكر بن صالح عن تعدد حمل زوجته
وإن أحدهما ذكر والآخر أنثى
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 228
ط الغري) قال:

365
روي عن بكر بن صالح قال: أتيت الرضا (ع) فقلت: امرأتي أخت محمد بن سنان
وكان من خواص شيعتهم بها حمل فادع الله أن يجعله ذكرا قال: هما اثنان فوليت
وقلت اسمي واحدا محمد والآخر عليا، فدعاني وردني فأتيته فقال سم واحدا عليا
والأخرى أم عمرو، فقدمت الكوفة فولدت لي غلاما وجارية فسميت الذكر عليا
والأنثى أم عمرو كما أمرني، وقلت لأمي ما معنى أم عمرو؟ قالت: جدتك كانت
تسمى أم عمرو.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 148 ط مصر)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة)
ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) إلا أنه أسقط أخت قوله:
أخت محمد بن سنان وكان من خواص شيعتهم.
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 313
ط الحلبي بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) لكنه ذكر بدل كلمة
شيعتهم: شيعتكم، وأسقط قوله: فوليت إلى قوله: فدعاني وذكر بدل كلمة: علي
في الموضعين: محمدا.
أخبر (ع) أنه يقتل أخاه المأمون
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 229
ط الغري) قال:
روي عن الحسين بن يسار قال: قال لي الرضا: إن عبد الله يقتل محمدا، فقلت

366
عبد الله بن هارون يقتل محمد بن هارون؟ قال: نعم عبد الله المأمون يقتل محمد الأمين
فكان كما قال.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 147 ط مصر)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
أخبر عليه السلام عن عدم بقاء ولاية العهد له
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 238
ط الغري) قال:
وذكر المدايني قال: لما جلس الرضا ذلك المجلس (أي مجلس بيعة الناس
له) وهو لابس تلك الخلع والخطباء يتكلمون وتلك الألوية تخفق على رأسه، نظر
أبو الحسن الرضا إلى بعض مواليه الحاضرين ممن كان يختص به وقد داخله من
السرور ما لا عليه مزيد، وذلك لما رأى فأشار إليه الرضا فدنا منه وقال له في إذنه
سرا: لا تشغل قلبك بشئ مما ترى من هذا الأمر ولا تستبشر فإنه لا يتم.
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 178 مخطوط)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) إلا أنه ذكر بدل قوله (ع)
بشئ مما ترى: بهذا الأمر.

367
أخبر (ع) قبل زوال دولة البرامكة
عن ذلك، وإخباره عن دفنه عند قبر هارون
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 227
ط الغري)
روي عن مسافر قال: كنت مع أبي الحسن الرضا بمنى فمر يحيى بن خالد
البرمكي وهو مغطى وجهه بمنديل من الغبار فقال الرضا (رض): مساكين هؤلاء
لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة، فكان من أمرهم ما كان قال: وأعجب من هذا
أنا وهارون كهاتين وضم أصبعيه السبابة والوسطى قال مسافر: فوالله ما عرفت معنى
حديثه في هارون إلا بعد موت الرضا ودفنه إلى جانبه.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 147 طبع مصر)
روى الحديث عن مسافر بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 312
ط الحلبي بمصر)
روى الحديث عن مسافر بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة)
أخبر (ع) عن دفنه مع هارون في بيت واحد
رواه القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 148 ط مصر) قال:

368
روي عن موسى بن عمران (1) قال: رأيت عليا الرضا بن موسى في مسجد
المدينة وهارون الرشيد يخطب قال: تروني وإياه ندفن في بيت واحد.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 228
ط الغري)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار) لكنه قال: أتروني.
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 312
ط الحلبي بمصر)
روي الحديث عن موسى بن مروان (1) بعين ما تقدم عن (نور الأبصار)
أخبر (ع) في مكة في زمان حياة هارون أنه يدفن
معه في أرض طوس
رواه القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 148 ط مصر)
روي عن حمزة بن جعفر الأرجاني قال: خرج هارون الرشيد من المسجد
الحرام من باب وخرج علي بن موسى الرضا من باب فقال الرضا: وهو يعني هارون
الرشيد يا بعد الدار وقرب الملتقى يا طوس ستجمعيني وإياه.
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 2 ص 313
ط الحلبي بمصر).
روي الحديث عن حمزة بن جعفر بعين ما تقدم عن (نور الأبصار)



(1) هكذا في نسخة جامع كرامات الأولياء وإن كان في نسخة نور الأبصار:
عمران.
369
أخبر عن كيفية شهادته وموضع قبره
وعجائب ظهرت منه عند دفنه
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 243
ط الغري) قال:
قال هرثمة بن أعين وكان من خدام الخليفة عبد الله المأمون إلا أنه كان
محبا لأهل البيت إلى الغاية ويعد نفسه من شيعتهم وكان قائما بخدمة الرضا
وجمع مصالحه مؤثرا لذلك على جميع أصحابه مع تقدمه عند المأمون وقربه
منه، قال: طلبني سيدي أبو الحسن الرضا (ع) في يوم من الأيام.
فقال لي يا هرثمة إني مطلعك على أمر يكون سرا عندك لا تظهره لأحد
مدة حياتي فإن أظهرته حال حياتي كنت خصيما لك عند الله، فحلفت له إني لا أتفوه
بما يقوله لي مدة حياته.
فقال لي: إعلم يا هرثمة إنه قد دنى رحيلي ولحوقي بجدي وآبائي وقد
بلغ الكتاب أجله وإني أطعم عنبا ورمانا مفتوتا فأموت ويقصد الخليفة أن يجعل
قبري خلف قبر أبيه وإن الله لا يقدره على ذلك.
وأن الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول ولا يستطيعون حفر شئ
منها فتكون تعلم يا هرثمة إنما مدفني في الجهة الفلانية من الحد الفلاني بموضع
عينه له عنده، فإذا أنا مت وجهزت فأعلمه بجميع ما قلته لك ليكونوا على بصيرة
من أمري وقل له إن أوضعت في نعشي وأرادوا الصلاة علي فلا يصلى علي وليتأن
بي قليلا فإن يأتيكم رجل عربي ملثم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء عليه

370
وعثاء السفر، فينيخ راحلته وينزل عنها فيصلي علي وصلوا معه علي فإذا
فرغتم من الصلاة على وحملتموني إلى مدفني الذي عينته لك فاحفر سيئا يسيرا
من وجه الأرض تجد قبرا مطبقا معمورا في قعره ماء أبيض إذا كشفت عنه الطبقات
نضب الماء فهذا مدفني فادفنوني فيه، والله والله يا هرثمة أن تخبر بهذا أو بشئ
منه قبل موتي قال هرثمة فوالله ما طالت الأناة حتى أكل الرضا عند الخليفة عنبا
ورمانا مفتوتا فمات... (إلى أن قال).
قال هرثمة: فدخلت على عبد الله المأمون لما رفع إليه موت أبي الحسن الرضا
فوجدت المنديل في يده، وهو يبكي عليه فقلت: يا أمير المؤمنين ثم كلام أتأذن
لي أن أقوله لك؟.
قال: قل قلت: إن الرضا أسر إلي في حياته بأمر وعاهدني أن لا أبوح به
لأحد إلا لك عند موته وقصصت عليه القصة التي قالها لي من أولها إلى آخرها
وهو متعجب من ذلك ثم أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته إلى المصلى وتأنينا بالصلاة
عليه قليلا فإذا بالرجل قد أقبل على بعير من جهة الصحراء كما قال ونزل ولم
يكلم أحدا فصلى عليه وصلى الناس معه وأمر الخليفة بطلب الرجل فلم يروا له
أثرا ولا لبعيره.
ثم إن الخليفة قال: نحفر له من خلف قبر الرشيد، فقلت له يا أمير المؤمنين
ألم نخبرك بمقالته قال نريد ننظر إلى ما قلته فعجز الحافرون فكانت الأرض
أصلب من الصخر الصوان وعجزوا عن حفرها وتعجب الحاضرون عن ذلك.
وتبين للمأمون صدق ما قلته له عنه فقال: أرني الموضع الذي أشار إليه
فجئت بهم إليه فما كان إلا أن كشف التراب عن وجه الأرض فظهرت الأطباق
فرفعناها فظهر من تحتها قبر معمول وإذا في قعره ماء أبيض وعلمت الخليفة فحفروا
قبره على الصفة التي ذكرتها له وأشرف عليه المأمون وأبصره، ثم إن ذلك الماء

371
نشف من وقته فواريناه ورددنا فيه الأطباق على حالها والتراب ولم يزل الخليفة
المأمون يتعجب بما رأى ومما سمعه مني ويتأسف عليه ويندم وكلما خلوت في
خدمته يقول لي يا هرثمة كيف قال لك أبو الحسن الرضا؟ فأعيد عليه الحديث فيتلهف
ويتأسف ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 215 ط العثمانية بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) من أوله إلى آخره.
ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني
في (أئمة الهدى) (ص 127 ط القاهرة بمصر)
روى الحديث عن هرثمة بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) من قوله: قد دنى
رحيلي ولحوقي بآبائي إلى قوله: فهذا مدفني فادفنوني، ثم قال: وقد وفق كما
أخبر بمدينة طوس (1).
ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي
المتوفى سنة 654 في كتابه (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول)
(ص 86 ط طهران) قال:



(1) قال العلامة العارف الشيخ أبو القاسم عبد الكريم بن هوازن
الشافعي النيسابوري المتوفى سنة 465 في كتابه (الرسالة القشيرية) (ص 10
طبع القاهرة)
أبو محفوظ معروف بن فيروز الكرخي كان من مشايخ الكبار مجاب الدعوة يستشفى
بقبره يقول البغداديون: قبر معروف ترياق مجرب وهو من موالي علي بن موسى الرضا
رضي الله عنه إلى أن قال: إنه أسلم على يدي علي بن موسى الرضا ورجع إلى منزله ودق
الباب فقيل: من بالباب؟ فقال: معروف فقال: على أي دين جئت؟ فقال: على
الدين الحنيف فأسلم أبواه.
372
ومما تلقته الاسماع بالاستماع ونقلته الألسن في بقاع الأصقاع أن الخليفة
المأمون وجد في يوم عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقلا عن الخروج إلى الصلاة
بالناس، فقال لأبي الحسن الرضا (ع) يا أبا الحسن قم وصل بالناس، فخرج الرضا (ع)
وعليه قميص قصير أبيض وعمامة بيضاء لطيفة وهما من قطن وفي يده قضيب فأقبل
ماشيا يأم المصلى وهو يقول: السلام على أبوي آدم ونوح السلام على أبوي إبراهيم
وإسماعيل، السلام على أبوي محمد وعلي، السلام على عباد الله الصالحين.
فلما رآه الناس هرعوا إليه وانثالوا عليه لتقبيل يده فأسرع بعض الحاشية
إلى الخليفة المأمون فقال: يا أمير المؤمنين تدارك الناس واخرج إليهم وصل بهم
وإلا خرجت الخلافة منك الآن، فحمله على أن خرج بنفسه وجاء مسرعا والرضا
بعد من كثرة الزحام لم يخلص إلى المصلى فتقدم المأمون وصلى بالناس فلما
انقضي ذلك قال هرثمة بن أعين:
فذكر الحديث بمعنى ما تقدم عن (الفصول المهمة) من أولها إلى آخرها.
ومنهم الشيخ عبد الرؤف المناوي في (الكواكب الدرية) (ج 1
ص 256 ط الأزهرية بمصر) قال:
إنه أخبره يأكل عنبا ورمانا فيموت فيريد المأمون دفنه خلف
الرشيد فلا يمكنه، فكان كذلك.
ومنهم العلامة المحدث البدخشي في كتابه (مفتاح النجا) (ص 82
مخطوط).
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة)

373
عرض المأمون الخلافة عليه (ع) وامتنع
عن قبولها
رواه القوم:
منهم العلامة عباس بن علي بن نور الدين الموسوي المكي في
(نزهة الجليس ومنية الأديب الأنيس) (ج 1 ص 265 ط القاهرة) قال:
أسند الأصبهاني في (مقاتل الطالبيين) قال: أخبرني ببعضه الحسن بن علي بن
حمزة عن عمه محمد بن علي، وأخبرني بأشياء منهم أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا
يحيى بن الحسن العلوي وجمعت أخبارهم أن المأمون بن الرشيد هارون وجه
إلى جماعة من آل أبي طالب، فحملوا إليه من المدينة وفيهم أبو الحسن علي بن
موسى الرضا فأخذ بهم على طريق البصرة مع قائد من أهل خراسان، فقدم بهم على
المأمون، فأنزلهم دارا وأنزل علي بن موسى دارا وجه إليه الفضل بن سهل فاعله
أنه يريد العقد له بالبيعة وأمره بالاجتماع مع أخيه الحسن على ذلك، ففعل
واجتمعا بحضرته، فجعل الحسن يعظم ذلك عليه، ويعرفه ما في إخراج الأمر
من أهله عليه.
فقال له: إني عاهدت الله أن أخرجها إلى آل أبي طالب إن ظفرت بالمخلوع
وما أعلم أحدا أفضل من هذا الرجل فاجتمعا معه على ما أراد، فأرسلهما إلى الرضا
عليه الرضا، فعرضا ذلك عليه، فأباه، فلم يزالا به وهو يأبى ذلك ويمتنع منه
إلى أن قال له أحدهما: إن فعلت وإلا فعلنا بك ومنعنا وتهدده.
ثم قال له: والله لو أمرني لضربت عنقك إذا خالفت ما يريد ثم دعى به
المأمون، فخاطبه في ذلك فامتنع، فقال مأمون مثل المقال الأول وتهدده وقال

374
له: إن عمر جعل الأمر شورى في ستة أحدهم أبوك وقال: ومن خالف فاضربوا
عنقه ولا بد من قبول ذلك، فأجابه الرضا إلى ما طلب، هكذا ذكره أبو الفرج
الأصبهاني.
ومنهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب)
(على ما في (ينابيع المودة) ص 384 ط اسلامبول) قال:
ولما أراد المأمون أن يتقرب إلى الله وإلى رسوله بالبيعة لعلي الرضا
رضي الله عنه، كتب إليه أن يقدم إلى مرو فاعتل عليه بعلل كثيرة فما زال المأمون
يكاتبه حتى علم الرضا أنه لا يكف عنه فخرج من المدينة وسار على طريق البصرة
والأهواز وفارس ونيسابور حتى دخل مرو شاهجهان فعرض عليه المأمون
الخلافة فأبى وجرت في ذلك مخاطبات كثيرة وألح عليه المأمون مرة بعد أخرى
وفي كلها يأبى.
وقال: بالعبودية لله أفتخر وبالزهد في الدنيا أرجو الرفعة عند الله تعالى، وكلما
ألح عليه يقول: اللهم لا عهد إلا عهدك ولا ولاية إلا من قبلك لإقامة دينك
وإحياء سنة نبيك فإنك نعم المولى ونعم النصير.
قال المأمون: إن لم تقبل الخلافة فكن ولي عهدي فأبى أيضا وقال والله لقد
حدثني أبي عن آبائه رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أخرج من
الدنيا قبلك مظلوما تبكي علي ملائكة السماء والأرض وادفن في أرض الغربة
ثم ألح المأمون إلحاحا كثيرا فقبل ولاية العهد وهو باك حزين على شرط أن لا ينصب
أحدا معزولا ولا يعزل أحد منصوبا فرضي المأمون ذلك الشرط وجعله ولي عهده
وأمر الناس بالبيعة له وأمر الجنود أن يرزق من خزائنه وضربت الدراهم والدنانير
باسمه وأمر الناس بلبس الخضرة وترك السواد وزوجه ابنته أم حبيب فبويع بولاية
العهد ليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين.

375
ولما نظر المأمون إلى أولاد العباس رضي الله عنه وهم وثلاثة وثلاثين ألفا من
كبير وصغير ونظر إلى أولاد علي رضي الله عنه، فلم يجد أحدا أحق بالخلافة من
علي الرضا رضي الله عنه.
نبذة من فقرات كتاب المأمون في عهده إليه (ع)
بالخلافة بعده
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 239
ط الغري)
روى ذلك مطولا ومن جملة فقراته: جعل قوام الدين ونظام أمر المسلمين
في الخلافة ونظامها والقيام بشرائعها وأحكامها - إلى أن قال:
محبة أن يلقى الله سبحانه وتعالى مناصحا له في دينه وعباده ومختار لولاية
عهده ورعاية الأمة من بعده أفضل من يقدر عليه في دينه وورعه وعلمه وأرجاهم
للقيام بأمر الله تعالى وحقه مناجيا لله تعالى بالاستخارة في ذلك ومسئلته الهامة ما
فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره معملا فكره ونظره فيما فيه طلبه والتماسه
في أهل بيته من ولد عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب مقتصرا ممن علم حاله
ومذهبه منهم على علمه وبالغا في المسألة ممن خفى عليه أمره جهده وطاقته رضاه
وطاعته حتى استقصى أمورهم معرفة ابتلى أخبارهم مشاهدة واستبرأ أحوالهم
معاينة وكشف ما عندهم مسائلة، وكانت خيرته بعد استخارة الله تعالى واجتهاده
نفسه في قضاء حقه في عباده وبلاده في الفئتين جميعا علي بن موسى الرضا بن جعفر
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لما رأى من فضله البارع وعلمه

376
الذايع وورعه الظاهر الشايع وزهده الخالص النافع وتخليته من الدنيا وتفرده
عن الناس، وقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه مطبقة والألسن عليه متفقة والكلمة
فيه جامعة والأخبار واسعة، ولما لم نزل نعرفه من الفضل يافعا وناشئا وحدثا
وكهلا، فلذلك عقد بالعهد والخلافة من بعده واثقا بخيرة الله تعالى في ذلك إذا
علم الله تعالى أنه فعله إيثارا له وللدين ونظرا للاسلام وطلبا للسلامة وثبات الحجة
والنجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين.
دعا أمير المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته وقواده وخدمه فبايعه الكل
مطيعين مسارعين مسرورين عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعته على الهوى في ولده
وغيره ممن هو أشبك رحما وأقرب قرابة وسماه الرضا إذ كان رضيا عند الله تعالى
وعند الناس وقد أثر طاعة الله والنظر لنفسه وللمسلمين والحمد لله رب العالمين
وكتب بيده في يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومأتين.
وهذه صورة ما على ظهر العهد مكتوبا بخط الإمام علي بن موسى الرضا
عليه السلام من غير اختصار:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد
لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وصلواته على نبيه محمد خاتم النبيين
وآله الطيبين الطاهرين.
أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر: إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد
ووفقه للرشاد، عرف من حقنا ما جهله غيره فوصل أرحاما قطعت وأمن نفوسا فزعت
بل أحياها بعد أن كانت من الحياة أيست فأغناها بعد فقرها وعرفها بعد نكرها
مبتغيا بذلك رضى لرب العالمين لا يريد جزاء من غيره وسيجزي الله الشاكرين
ولا يضيع أجر المحسنين.
وأنه جعل إلي عهده والأمرة الكبرى إن بقيت بعده، فمن حل عقدة
أمر الله بشدها أو قصم عروة أحب الله اتساقها فقد أباح الله حريمه وأحل محرمه إذ

377
كان بذلك زاريا على الإمام منتهكا حرمة الاسلام وخوفا من شتات الدين
واضطراب أمر المسلمين وحذر فرصة تنتهز وعلقة تبتدر، جعلت لله على نفسي عهدا
إن استرعاني أمر المسلمين وقلدني خلافة العمل فيهم عامة وفي بني العباس بن
عبد المطلب خاصة أن أعمل فيهم بطاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وآله
وسلم ولا أسفك دما ولا أبيح فرجا ولا مالا إلا ما سفكته حدوده وأباحته فرائضه
وأن أتحرى جهدي وطاقتي، وجعلت بذلك على نفسي عهدا مؤكدا يسئلني الله عنه
فإنه عز وجل يقول: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا).
وإن أحدثت أو غيرت أو بدلت كنت للعزل مستحقا وللنكال متعرضا
وأعوذ بالله من سخطه وإليه أرغب في التوفيق لطاعته والحول بيني وبين معصيته في
عافية لي وللمسلمين والجامعة الجفر يدلان على ضد ذلك، وما أدري ما يفعل الله
بي ولا بكم إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين.
لكنني امتثلت أمر أمير المؤمنين وآثرت رضاه والله تعالى يعصمني وإياه
وأشهدت الله على نفسي بذلك وكفى الله شهيدا وكتبت بخطي بحضرة أمير المؤمنين
أطال الله بقاه والحاضرين من أولياء نعمته وخواص دولته وهم: الفضل بن سهل
وسهل بن الفضل والقاضي يحيى بن أكثم وعبد الله بن طاهر وثمامة بن الاشرش
وبشر بن المعتمر وحماد بن النعمان وذلك في شهر رمضان سنة إحدى ومأتين.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 211 ط العثمانية بمصر)
نقل عن (الفصول المهمة) ما تقدم عنه بطوله، وقد صححنا ما نقلناه عن
(الفصول المهمة) بالتطبيق مع نسخة (نور الأبصار) لكون نسخته مغلوطة في
بعض الموارد.

378
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة)
(ص 387 ط لكهنو).
روي الحديث بعين ما تقدم
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 362 ط الغري)
روي شطرا منه ومن جملة فقراته: واختار له ما عنده ولديه جعل قوام الدين
بالخلافة كما ختم به الرسالة فنظام أمور عباده بالخلافة وإتمامها وإعزازها (إلى
أن قال): ولم أزل منذ أفضت إلي الخلافة أنظر فيمن أقلده أمرها، وأجتهد فيمن أوليه
عهدها، فلم أجد من يصلح له إلا أبا الحسن علي بن موسى الرضا لما رأيت من فضله
البارع وعلمه النافع وورعه الباطن والظاهر وتخليه عن الدنيا وأهلها وميله إلى
الآخرة وإيثاره لها.
وقد تحقق عندي وتيقنت فيه ما الأخبار عليه متواطئة، والألسن عليه متفقة
فعقدت له العهد واثقا بخيرة الله في ذلك نظرا للمسلمين وإيثارا لإقامة شعائر الدين
وطلبا للنجاة يوم يقوم الناس لرب العالمين.
وكتب عهد الله بخطه لتسع وقيل لسبع خلون من شهر رمضان سنة إحدى
ومأتين وقد بايع أهل بيتي وخاصتي وولدي وأهلي وجندي وعبيدي، اللهم صل
على سيدنا محمد وآله والسلام.
ثم ذكر ما كتبه (ع)
على خلف الكتاب ملخصا.
ومنهم العلامة الشهير بابن الطقطقي البغدادي في (الفخري) (ص 161
ط بغداد) قال:
كان المأمون قد فكر في حال الخلافة بعده وأراد أن يجعلها في رجل يصلح
لها لتبرأ ذمته، كذا زعم فذكر أنه اعتبر أحوال أعيان البيتين، البيت العباسي والبيت
العلوي، فلم ير فيهما أصلح ولا أفضل ولا أروع ولا أدين من علي بن موسى الرضا

379
عليهما السلام فعهد إليه وكتب بذلك كتابا بخطه وألزم الرضا (ع) بذلك فامتنع
ثم أجاب ووضع خطه في ظاهر كتاب المأمون بما معناه (أني قد أجبت امتثالا
للأمر، وإن كان الجفر والجامعة يدلان على ضد ذلك وشهد بذلك الشهود).
ومنهم العلامة المنشي النسابة أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد
القلقشندي المصري المتوفى سنة 821 في كتابه (صبح الأعشى) (ج 9
ص 365 طبع القاهرة) قال:
في كتاب كتبه المأمون بيده إلى الرضا (ع):
فكانت خيرته بعد استخارته لله وإجهاده نفسه في قضاء حقه وبلاده، من
البيتين جميعا (علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب)
لما رأى من فضله البارع، وعلمه الناصع، وورعه الظاهر، وزهده الخالص،
وتخليه من الدنيا، وتسلمه من الناس، وقد استبان له ما لم تزل الأخبار عليه متواطئة
والألسن عليه متفقة، والكلمة فيه جامعة، ولما لم يزل يعرفه به من الفضل يافعا
وناشئا وحدثا ومكتهلا. فعقد له بالعقد والخلافة إيثارا لله والدين، ونظرا
للمسلمين، وطلبا للسلامة وثبات الحجة والنجاة في اليوم الذي يقوم الناس فيه
لرب العالمين (1) وفي ص 391 الطبع المذكور.



(1) قال القاضي المؤرخ أبو عمر محمد بن يوسف الكندي المصري في (ولاة مصر)
(ص 191 ط بيروت):
ثم وليها السري بن الحكم الثانية من قبل المأمون على صلاتها وخراجها (إلى أن
قال) ثم ورد عليه كتاب المأمون يأمره بالبيعة لولي عهده علي بن موسى بن جعفر بن محمد
ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم، العلوي وسماه الرضا، ورد
الكتاب بذلك في المحرم سنة اثنتين فبويع له بمصر وقام في فساد ذلك إبراهيم بن المهدي
ببغداد فأخبرني أحمد بن يوسف بن إبراهيم عن أبيه كتب إبراهيم بن المهدي إلى وجوه
الجند بمصر يأمرهم بخلع المأمون وولي عهده.
380
أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر: إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد،
ووفقه للرشاد، عرف من حقنا ما جهله غيره فوصل أرحاما قطعت، وأمن أنفسا
فزعت، بل أحياها وقد تلفت، وأغناها إذا افتقرت.
كتاب ذي الرياستين الفضل بن سهل إليه (ع)
في تفويض ولاية العهد إليه
ذكره القوم:
منهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي
الشافعي القزويني المتوفى سنة 623 في (التدوين) (ج 4 ص 51 ط طهران
المأخوذة من نسخة مكتبة الإسكندرية بمصر) قال:
علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب
أبو الحسن الرضا من أئمة أهل البيت وأعاظم ساداتهم وأكابرهم، وبايع له
أمير المؤمنين المأمون، وجعله ولي عهده سنة إحدى ومأتين.
ثم مات قبل المأمون ولما عزم المأمون على تفويض العهد إليه بسعي
ذي الرياستين الفضل بن سهل كتب إليه ذو الرياستين:
بسم الله الرحمن الرحيم لعلي بن موسى الرضا وابن رسول الله صلى الله عليه
وسلم المصطفى المهتدى به المقتدى بفعله الحافظ لدين الله الخازن لوحي الله، من
وليه الفضل بن سهل الذي بذل في رد حقه إليه مهجه ووصل فيه بنهاره.
سلام عليك أيها المهتدى ورحمة الله وبركاته، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله
إلا هو وأسئله أن يصلي على محمد عبده ورسوله.
أما بعد فإني أرجوا أن الله قد أدى لك وأذن لك في ارتجاع حقك وأن

381
يجعلك الإمام الوارث ويري أعدائك ومن رغب عنك ما كانوا يحذرون، وإن كتابي
هذا عن إرماغ (1) من أمير المؤمنين عبد الله الإمام المأمون ومني على رد مظلمتك
عليك وإثبات حقوقك في يديك والتحلي منها إليك على ما أسأل الذي وقف عليه
أن يبلغني ما أكون به أسعد العالمين عند الله، ولحق رسول الله صلى الله عليه وسلم
من المؤدين ولف عليه من المعاونين حتى أبلغ في توليتك ودولتك كالجنتين فإذا
أتاك كتابي جعلت فداك وأمكنه، أن لا تضعه من يذل حتى تصير إلى باب أمير المؤمنين
الذي يراك شريكا في أمره سقيفا (2) في نسبه وأولى الناس بما تحت يده فقلت ما أنا
بخيرة الله محفوفا وبملائكته محفوظا وبكلائته محروسا وأن الله كفيل لك بكل
ما يجمع حسن العائدة عليك وصلاح الأمة بك، وحسبنا الله ونعم الوكيل السلام
عليك ورحمة الله وبركاته وكتبت بخطي.
كتابه عليه السلام لما جعل المأمون العهد إليه
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي
الشافعي القزويني في (التدوين (ج 4 ص 51 ط طهران) قال:
ولما جعل المأمون العهد إلى الرضا كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الفعال لما يشاء لا معقب لحكمه ولا راد
لقضائه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، وصلاته على نبيه محمد في الأولين
والآخرين وآله الطيبين. أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين: إن أمير المؤمنين عضده الله بالسداد ووفقه بإرشاد، عرف من حقنا ما



(1) التلفيق.
(2) أي رفيقا.
382
جهله غيره، فوصل أرحاما قطعت وأمن أنفسا فزعت بل أحياها وقد تلفت وأعناها
إذا صغرت، مبتغيا رضا رب العالمين لا يريد جزاء إلا من عنده، وسيجزي الله
الشاكرين ولا يضيع أجر المحسنين.
وأنه جعل إلي عهده والأمرة الكبرى إن بقيت بعده، فمن حل عقدة أمرها
شدها وفصم عروة أحب الله إثباتها فقد أباح حرمه وأحل محرمه إذا كان بذلك
زاريا على الإمام منتهكا حرمة الاسلام، وقد جعلت لله على نفسي إن استرعاني أمر
المسلمين وقلدني خلافته، العمل فيهم بطاعته وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أن
لا استفك دما حراما ولا أبيح فرجا إلا ما سفكته حدوده وأباحته فرائضه، وأن
أتخير الكفاة جهدي وطاقتي وجعلت بذلك عهدي على نفسي عهدا مؤكدا يسألني
عنه فإنه يقول: (أوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا)
فإن جدت أو بدلت كنت للعن مستحقا وللنكال متعرضا، وأعوذ بالله من
سخطه وإليه أرغب في تسهيل سبيلي إلى طاعته والحول بيني وبين معصيته في عافية لي
وللمسلمين إن الله على كل شئ قدير.
والجفر والجامعة يدلان على الضد من ذلك وما أدري ما يفعل بي ولا بكم
إن الحكم إلا لله يقضي الحق وهو خير الفاصلين، لكني امتثلت أمير المؤمنين
وآثرت رضاه والله يعصمني وإياه وهو حسبي وحسبه ونعم الوكيل.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 378
ط لكهنو) روى الحديث بعين ما تقدم عن (التدوين).

383
نهي الحسن بن سهل المأمون
عن تسليم العهد إليه عليه السلام
قال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 237
ط الغري):
ذكر جماعة من أصحاب السير ورواة الأخبار بأيام الخلفاء أن المأمون
لما أراد ولاية العهد للرضا (ع)
وحدث نفسه بذلك وعزم عليه، أحضر الفضل بن سهل
وأخبره بما عزم عليه، وأمر مشاورة أخيه الحسن في ذلك، فاجتمعا وحضرا عند
المأمون فجعل الحسن يعظم ذلك ويعرفه ما في إخراج الأمر عن أهل بيته.
فقال المأمون: عاهدت الله أني إن ظفرت بالمخلوع سلمت الخلافة إلى
ذي فضل من بني آل أبي طالب وهو أفضل ولا بد من ذلك، فلما رأيا تصميمه وعزيمته
على ذلك أمسكا عن معارضته فقال: فذهبا إلى الرضا وأخبراه بذلك وإلزام المأمون
له بذلك، فامتنع فلم يزالا به حتى أجاب على أنه لا يأمر ولا ينهى ولا يولي ولا
يعزل ولا يتكلم بين اثنين في حكم ولا يغير شيئا هو قائم على أصوله، فأجابه
المأمون إلى ذلك.

384
مبايعة المأمون له وأمره بضرب الدينار والدرهم
باسمه وطرح شعار السواد وأمره بلبس الخضر
الذي هو شعار العلويين
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ الشهير أبو بكر أحمد بن علي الشافعي المتوفى سنة 463
في (تاريخ بغداد) (ج 10 ص 184 ط القاهرة) قال:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا محمد بن
أحمد بن البراء قال: المأمون عبد الله بن الرشيد وكنيته أبو جعفر ولد بالياسرية
ثم استخلف وبايع لعلي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب وسماه الرضا وطرح السواد والبس الناس الخضرة فمات على سرخس.
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 1 ص 266)
قال:
وأمر المأمون فضربت له الدراهم وطبع عليها اسمه وزوجه ابنته أم حبيبة
وأمره فحج بالناس وخطب للرضا في كل موضع بولاية العهد (1)



(1) وقال في (ج 1 ص 266)
حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثنا يحيى بن الحسن العلوي قال حدثنا من سمع
عبد الجبار بن سعيد يخطب تلك السنة على منبر، المدينة فقال في الدعاء له: ولي عهد
المسلمين ابن موسى بن جعفر بن علي بن الحسين بن علي
ستة آباء همو ما هم * أكرم من يشرب صوب الغمام
385
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن طولون الدمشقي الحنفي
في (الشذرات الذهبية في تراجم الأئمة الاثني عشرية) (ص 97 طبع بيروت)
قال:
كان المأمون زوجه ابنته أم حبيب، وجعله ولي عهد وضرب اسمه على
الدينار والدرهم وكان السبب في ذلك أنه استحضر أولاد العباس: الرجال منهم
والنساء، وهو بمدينة مرو، فكان عددهم ثلاثة وثلاثين ألفا ما بين الكبار والصغار
واستدعى عليا المذكور، رضي الله عنه، فأنزل له أحسن منزل، وجمع له خواص
الأولياء، وخبرهم أنه نظر في أولاد العباس وأولاد علي بن أبي طالب رضي الله عنهم
فلم يجد في وقته أحد أفضل ولا أحق بالأمر من علي الرضا رضي الله عنه، فبايع
له وأمر بإزالة السواد والأعلام - الحديث.
زوج المأمون ابنته منه (ع)
ذكره القوم:
منهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي
الشافعي القزويني المتوفى سنة 623 في (التدوين) (ج 4 ص 52 النسخة
الفتوغرافية في كلية طهران المأخوذة من نسخة مكتبة الإسكندرية بمصر) قال:
قال الخليل الحافظ: حدثني أبو الحسين أحمد بن محمد بن المرزبان الزاهد،
ثنا أحمد بن الفضل بن خزيمة ببغداد، ثنا إبراهيم بن حامد بن شبيب الأصبهاني،
ثنا أحمد بن محمد، سمعت يحيى بن أكثم يقول: لما أراد المأمون أن يزوج ابنته من
الرضا قال لي يا يحيى تكلم قال فأجللته أن أقول له أنكحت قال فقلت له يا
أمير المؤمنين أنت الحاكم الأكبر وأنت أولى بالكلام.
فقال: الحمد لله الذي تصاغرت الأمور لمشيته، ولا إله إلا الله إقرارا بربوبيته

386
وصلى الله على محمد عبده، أما بعد فإن الله تعالى جعل النكاح الذي رضيه حكما
وأنزله وحيا سببا للمناسبة، ألا وإني قد زوجت ابنتي من علي بن موسى الرضا
ومهرتها والسلام.
وسمع علي بن موسى إياه وعمومته عبد الله وإسحاق وعليا بني جعفر
وعبد الرحمن بن أبي الموالي القرشي وسمع منه المعلى بن منصور الرازي وآدم بن
أبي إياس ومحمد بن أبي رافع ونصر بن علي الجهضمي وغيرهم.
حديث سلسلة الذهب حدثه عليه السلام
حين أشرف على أهل نيشابور
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة العبد الرؤف المناوي في (شرح جامع الصغير) (ص 410
مخطوط) قال:
في تاريخ نيسابور للحاكم أن عليا الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق
ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين لما دخل نيسابور كان في قبة
مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق فعرض له الإمامان الحافظان أبو زرعة
وابن أسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث من لا يحصى فقالا: أيها السيد
الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ما
أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك نذكرك به، فاستوقف
غلمانه وأمر بكشف المظلة وأقر عيون الخلايق برؤية طلعته فكانت له ذوابتان
متدليتان على عاتقه والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باك وصارخ ومتمرغ
في التراب ومقبل حافر بغلته وعلا الضجيج فصاحت الأئمة الأعلام: معاشر الناس

387
انصتوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم، وكان المستملي أبو زرعة والطوسي
فقال الرضا: حدثني أبي موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن
أبيه علي زين العابدين عن عن أبيه شهيد كربلاء عن أبيه علي المرتضى، قال حدثني
حبيبي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حدثني جبريل قال حدثني
رب العزة سبحانه يقول:
كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن
من عذابي.
ثم أرخى الستر على القبة وسار فعد أهل المحابر والذرى الذين كانوا
يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا.
وقال الأستاذ أبو القاسم القشيري: اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض أمراء
السامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يدفن معه في قبره فرئي في النوم بعد موته فقيل
ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بتلفظي بلا إله إلا الله وتصديقي بأن محمدا رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
وذكر الجمال الزروندي في معراج الوصول إلى الحافظ أبي نعيم: روى هذا
الحديث بسنده عن أهل البيت إلى علي سيد الأولياء قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم سيد الأنبياء، قال: حدثني جبرئيل سيد الملائكة، قال: قال الله تعالى
إني أنا لا إله إلا أنا فاعبدوني فمن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالاخلاص
دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 235
ط الغري) قال:
وقال المولى السعيد إمام الدنيا محمد بن أبي سعيد بن عبد الكريم الوزان في
محرم سنة ست وتسعين وخمسمأة قال: أورد صاحب كتاب (تاريخ نيشابور) في

388
كتابه، فذكر الحديث بعين ما نقل عن (شرح الجامع الصغير) بتغيير بعض عبائر
مقدمة الحديث بما لا يهم ذكره ثم نقل كلام القشيري بعين ما تقدم عنه.
ومنهم العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 453 مخطوط) قال:
كان يقول يحيى بن الحسن الحسني في إسناد صحيفة الرضا (ع): لو قرء
هذا الاسناد على أذن مجنون لأفاق:
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 361 ط الغري)
قال:
ذكر عبد الله بن أحمد المقدسي في كتاب (أنساب القرشيين) نسخة يرويها
علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن
أبيه الحسين عن أبيه علي (ع) عن النبي صلى الله عليه وسلم أسناد لو قرئ على
مجنون برئ.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 122 ط البابي بحلب) قال:
ولما دخل نيسابور كما في تاريخها وشق سوقها وعليه مظلة لا يرى من
ورائها، تعرض له الحافظان أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي ومعهما من طلبة
العلم والحديث ما لا يحصى، فتضرعا إليه أن يريهم وجهه، ويروي لهم حديثا عن
آبائه، فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (شرح الجامع الصغير) لكنه أسقط كلمة
سبحانه في متن الحديث. ثم قال:
قال: أحمد لو قرئت هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنته.
ومنهم الحافظ أبو القاسم عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم الرافعي
الشافعي القزويني المتوفى سنة 623 في (التدوين) (ج 2 ص 87 النسخة
الفتوغرافية في كلية طهران المأخوذة من نسخة مكتبة الإسكندرية بمصر) قال:
أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين الصغير ابن علي بن الحسين بن علي بن

389
أبي طالب، سمع علي بن موسى الرضا وكان قد قدم قزوين واليا عليها من قبل الحسن
ابن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن علي بن أبي طالب ومات الحسن بن
زيد بطبرستان.
حدث محمد بن علي بن الجارود عن علي بن أحمد البجلي، ثنا أحمد بن يوسف
المؤدب، ثنا أحمد بن عيسى العلوي، ثنا علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى عن
أبيه جعفر عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي
عن أبيه علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله (ص) عن جبرئيل (ع) عن الله عز وجل:
لا إله إلا الله حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.
ومنهم العلامة المؤرخ الشيخ أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني
في كتابه (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 115 ط بغداد)
نقل الحديث عن (تاريخ نيشابور) بعين ما تقدم عن (الجامع الصغير) بتغير
بعض عبائر مقدمة الحديث ثم ذكر كلام القشيري ما تقدم عنه.
ومنهم العلامة محمد خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب)
(على ما في (ينابيع المودة) ص 385 ط اسلامبول) قال:
عن أبي الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان الهروي قال: كنت مع علي الرضا
رضي الله عنه حين خرج من نيسابور وهو راكب بغلته الشهباء فإذا أحمد بن الحرب
ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وعدة من أهل العلم قد تعلقوا بلجام بغلته
فقالوا: يا ابن رسول الله بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته عن أبيك عن
آبائه رضي الله عنهم، فأخرج رأسه الشريف من مظلته وقال: لقد حدثني أبي موسى
عن أبيه جعفر عن أبيه محمد عن أبيه علي عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب
رضي الله عنهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: سمعت جبرائيل (ع) يقول:
سمعت الله جل جلاله يقول: إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني من جاء بشهادة أن

390
لا إله إلا الله بالاخلاص دخل حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي.
وفي رواية فلما مرت الراحلة فنادانا إلا بشروطها وأنا من شروطها، قيل
من شروطها الاقرار بأنه مفترض الطاعة.
وفي أنساب السمعاني توفي الرضا رضي الله عنه سنة ثلاث ومأتين وقد سم
في ماء الرمان.
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 179 مخطوط)
نقل الحديث عن (تاريخ نيشابور) بتغيير بعض عبائر مقدمة الحديث بما لا يهم
ذكره، ثم نقل كلام القشيري بعين ما تقدم عنه.
ومنهم المحقق المؤرخ المعاصر بهجت أفندي في (تاريخ آل محمد
صلى الله عليه وآله) (ص 190 ط مطبعة آفتاب)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (فصل الخطاب) بترجمته الفارسية.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 143 ط مصر)
نقل الحديث عن (تاريخ نيشابور) بعين ما تقدم عن (شرح الجامع الصغير) إلى
قوله: قال الأستاذ أبو القاسم. ثم قال: قال أحمد رضي الله عنه: لو قرء هذا الاسناد
على مجنون لأفاق من جنونه.
ومنهم العلامة الزبيدي الحنفي في (الإتحاف) (ج 3 ص 147 ط الميمنية
بمصر) قال:
قلت: هذا الحديث قد وقع لي في مسلسلات شيخ شيوخنا أبي عبد الله محمد بن
أحمد بن سعيد الحنفي المكي فيما قرئته على شيخي الإمام رضي الدين عبد الخالق
ابن أبي بكر المزجاجي الحنفي مدينة زبيد في شهور سنة 1162 قال: حدثنا به
أبو عبد الله المكي المذكور قراءة عليه، أخبرنا الحسن بن علي بن يحيى المكي
إلى أن قال:

391
حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الكاظم، حدثني أبي علي
ابن محمد بن علي، حدثني أبي علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى الكاظم،
حدثني أبي جعفر الصادق، حدثني أبي محمد الباقر، حدثني أبي علي
زين العابدين،
حدثني أبي الحسين بن علي، حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله
عنه، حدثني محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، حدثني جبريل سيد الملائكة (ع)
قال: قال الله سيد السادات جل وعلا: إني أنا الله لا أنا الله لا إله إلا أنا، من أقر لي
بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.
هكذا أورده نور الدين بن الصباغ في (الفصول المهمة) وأبو القاسم القشيري
في (الرسالة).
حديث آخر ألقاه (ع) على علماء نيشابور حين تعلقوا
بلجام بغلته وطلبوا منه حديثا يلقيه عليهم
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ عبد الرحمن الصفوري الشافعي المتوفى بعد
سنة 884 بقيل في (نزهة المجالس ومنتخب النفائس) (ج 1 ص 22
ط عثمان خليفة بالقاهرة) قال:
ورأيت في كتاب (نثر الدرر) دخل علي بن موسى نيسابور، فتعلق العلماء
بلجام بغلته، وقالوا: بحق آبائك الطاهرين حدثنا حديثا سمعته من آبائك،
فقال: حدثني أبي موسى، قال: حدثني أبي جعفر، قال: حدثني أبي الباقر، قال:
حدثني أبي زين العابدين، قال: حدثني أبي الحسين، قال: حدثني أبي علي بن
أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين قال: سمعت النبي (ص) يقول:

392
(الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان، وعمل بالأركان).
قال الإمام أحمد: لو قرئت هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه، قيل:
إنه قرء على مصروع، فأفاق.
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في
(ينابيع المودة) (ص 12 ج 3 ط مطبعة العرفان بيروت) قال:
وفي سنن ابن ماجة حدثنا سهل بن أبي سهل ومحمد بن إسماعيل قالا: حدثنا
أبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان الهروي قال: حدثنا علي الرضا بن موسى.
فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (نزهة المجالس) لكنه أسند قوله: لو قرأ
الخ - إلى أبي الصلت قال أبو الصلت: لو قرء هذا الاسناد على مجنون لبرء من جنونه.
ومنهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا في مناقب آل العبا)
(المخطوط ص 180) قال:
وحديث أبي الصلت قال: كنت مع علي بن موسى الرضا رضي الله عنه وقد دخل
نيسابور وهو راكب بغلة شهباء فغدا إلى طلبه علماء البلد أحمد بن حرب وياسين
ابن النضر ويحيى بن يحيى وعدة من أهل العلم فتعلقوا بلجامه، فقالوا بحق
آبائك الطاهرين حدثنا بحديث سمعته من أبيك قال: حدثني أبي العبد الصالح
موسى بن جعفر، قال حدثني أبي الصادق جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي باقر
علم الأنبياء محمد بن علي، قال حدثني أبي سيد العابدين علي بن الحسين، قال حدثني
أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي قال سمعت أبي سيد العرب علي
ابن أبي طالب.
فذكر الحديث بعين ما تقدم عن (نزهة المجالس).

393
سبب شهادته عليه السلام
رواه القوم
منهم العلامة العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 181 مخطوط)
وروي عن محمد بن علي بن حمزة بن منصور بن بشير عن أخيه قال: أمرني
المأمون أن أطول أظفاري على العادة ولا أظهر لأحد ذلك ثم استدعاني فأخرج لي
شيئا يشبه التمر الهندي وقال: اعجن هذا بيديك جميعا ففعلت ثم قام وتركني
ودخل على الرضا رضي الله عنه فقال له ما خبرك؟ قال أرجو أن أكون صالحا قال المأمون
وأنا اليوم بحمد الله صالح.
ثم دعاني وقال إيتنا برمان فأتيته فقال لي اعتصره بيديك ففعلت وسقاه
المأمون للرضا رضي الله عنه بيده وكان ذلك سبب وفاته، ولم يلبث إلا يومين
حتى مات.
قال: وروي عن أبي الصلت قال: دخلت على الرضا رضي الله عنه وقد خرج
المأمون من عنده فقال لي يا أبا الصلت قد فعلوها وجعل يوحد الله ويمجده.
ومنهم العلامة قاضي القضاة المولى صدر جهان أبي عمر منهاج الدين
عثمان بن محمد الجوزجاني الحنفي المتوفى سنة 658 في (طبقات ناصري)
(ص 113 ط يوهنى محله)
إن المأمون أرسل رجاء بن أبي الضحاك وأحضره (ع) بخراسان وأخذ
له البيعة بالخلافة بعده بإشارة فضل بن سهل فاغتاظ العباسيون لذلك فخلعوه عن
الخلافة، وبايعوا إبراهيم بن المهدي، فندم المأمون وسمه (ع).

394
نبذة من كلماته (ع)
منها
إن الله هو المالك لما ملكهم، والقادر على ما أقدرهم، فإن ائتمر العباد بطاعته
لم يكن الله عنها صادا، وإن ائتمر بمعصيته فشاء أن يحول بينهم وبين ذلك فعل،
وإن لم يحل وفعلوا فليس هو الذي أدخلهم فيه.
رواه العلامة المعاصر الشيخ محمد مصطفى أبو العلاء المالكي في (حديث الاسلام)
(ج 1 ص 198 ط مصطفى الحلبي)
ومن كلامه (ع)
أعظم الرزايا موت العلماء
رواه العلامة العارف الشيخ ضياء الدين عبد العزيز بن أحمد الديريني المتوفى
سنة 694 في (طهارة القلوب) (ص 218 ط محمد على صبيح بالقاهرة).
ومن كلامه (ع)
أيها الناس إن لنا عليكم حقا برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكم علينا
حق به، فإذا أديتم إلينا ذلك وجب لكم علينا الحكم والسلام.
قاله (ع) حين قال له المأمون: قم واخطب الناس، فقام وتكلم فحمد الله وأثنى
عليه وثنى بذكر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقاله.
رواه ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 238 ط الغري).

395
ومن كلامه (ع)
القناعة تجمع إلى صيانة النفس، وعز القدرة طرح موتة الاستكثار والتعبد
لأهل الدنيا، ولا ملك طريق القناعة إلا رجلان إما متقلل يريد أجر الآخرة، أو كريم
يتنزه عن آثام الدنيا.
رواه العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين أحمد النويري في (نهاية الإرب)
ومن كلامه (ع)
لأخيه زيد حين جنى: يا زيد لعله غرك قول أهل دار البطيخ بالكوفة: إن
فاطمة (ع) أحصنت فرجها فرحم الله ذريتها على النار، أتدري لمن ذلك إنما هو
للحسن والحسين، يا زيد لئن كانا بطاعتهما وطهارتهما يدخلان الجنة وتدخلها أنت
بمعصيتك إنك لخير منهما.
رواه العلامة الزمخشري في (ربيع الأبرار) (ص 126 مخطوط).
ومن كلامه (ع)
اعذر أخاك على ذنوبه * واصبر وغط على عيوبه
واصبر على سفه السفيه * وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلا * وكل الظلوم إلى حسيبه
رواه الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 209 ط العثمانية بمصر).
عن أبي الحسين القرظي عن أبيه قال: حضرنا مجلس أبي الحسن الرضا فجاء
رجل فشكا عليه أخا له فأنشأ الرضا يقوله.

396
ومن كلامه (ع)
من صام أول يوم يوم من رجب في ثواب الله وجبت له الجنة، ومن صام يوما
من وسطه شفع في مثل ربيعة ومضر، ومن صام يوما في آخره جعله الله من أملاك
الجنة وشفعه الله في أمه وأبيه وأخوانه وأعمامه وأخواله وخالاته ومعارفه وجيرانه
وإن كان فيهم من هو مستوجب النار.
رواه في (نور الأبصار) (ص 209 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاث مواطن: يوم يولد المولود ويخرج من
بطن أمه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، ويوم يبعث فيرى أحكاما
لم يرها في دار الدنيا وقد سلم الله على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته
فقال: وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا.
وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن أيضا فقال: وسلام
علي يوم ولدت يوم أموت يوم ابعث حيا.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 235 ط الغري) عن ياسر الخادم قال: سمعت
أبا الحسن علي موسى الرضا يقوله
ورواه في (نور الأبصار) (ص 208 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
كان يوسف بن يعقوب نبيا فلبس أقبية الديباج المزورة بالذهب والقباطي
المنسوجة بالذهب وجلس على متكئات آل فرعون وحكم وأمر ونهى، وإنما يراد

397
عن الإمام قسط وعدل إذا قال صدق وإذا حكم عدل وإذا وعد أنجز، إن الله لم
يحرم ملبوسا ولا مطعما وتلا قوله تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده
والطيبات من الرزق).
قاله (ع) حين دخل علي بن موسى الرضا (ع) بنيشابور قوم من الصوفية
فقالوا إن أمير المؤمنين المأمون لما نظر فيما ولاه من الأمور فرآكم أهل البيت
أولى من قام بأمر الناس، ثم نظر في أهل البيت فرآك أولى بالناس من كل واحد
منهم فرد هذا الأمر إليك، والإمامة تحتاج إلى من يأكل الخشن ويلبس الخشن
ويركب الحمار ويعود المريض ويشيع الجنائز قال: وكان الرضا متكئا فاستوى
جالسا ثم قاله
رواه في (الفصول المهمة) (ص 236 ط الغري)
ورواه العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 210 ط العثمانية بمصر)
ورواه العلامة ابن أبي الحديد في (شرح النهج) (ج 3 ص ط القاهرة) لكنه
أسقط قوله: والقباطي المنسوجة، وذكر بدل قوله جلس: يجلس، وبدل قوله ويحكم
وحكم وأمر ونهى (1)



(1) قال الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في (لسان الميزان)
(ج 2 ص 282 ط حيدر آباد الدكن)
قال الحسين بن خالد الصيرفي كنت عند علي بن موسى فسئلته عن شئ فأجابني
بشئ لم أفهمه فقال لي: يا أبا عبد الله الصالح فبكيت فقال لم تبكي؟ قلت فرحا بقولك لي
الصالح، فقال قال الله: أولئك الذين أنعم الله عليهم الآية.
قال: فالنبيون محمد والصديقون والشهداء نحن وأنتم الصالحون، فوالله ما نزلت
إلا فيكم ولا عني بها غيركم.
398
ومن كلامه (ع)
لما سئل عنه يكلف الله العباد ما لا يطيقون؟ قال: هو أعدل من ذلك فقيل
يستطيعون أن يفعلوا ما يريدون؟ قال: هم أعجز من ذلك.
رواه العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) في فصل (المسمين بعلي)
أبي عثمان المازني.
ومن كلامه (ع) شعرا
كلنا نأمل مدا في الأجل * والمنايا هن آفات الأمل
لا يغرنك أباطيل المنا * والزم الفصل ودع عنك العلل
إنما الدنيا كظل زائل * حل فيه راكب ثم رحل
رواه العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) في فصل (المسمين بعلي) عن
محمد بن يحيى بن أبي عباد حدثني عمي قال: سمعت علي بن موسى الرضا يوما ينشد
شعرا، فذكرها.
قصيدة دعبل في مدح آل رسول الله
وإنشادها له عليه السلام
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 230
ط الغري) قال:
ونقل الطوسي ره في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال: دخل دعبل الخزاعي

399
على علي بن موسى الرضا بمرو فقال يا ابن رسول الله إني قلت فيكم أهل البيت قصيدة
وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك وأحب أن تسمعها مني فقال له الإمام
أبو الحسن علي بن موسى الرضا: هات هات فأنشأ يقول:
ذكر محل الربع من عرفات * فأجريت دمع العين على الوجنات
وقد خانني صبري وهاجت صبابتي * رسوم ديار أقفرت وعرات
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار علي والحسين وجعفر * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار لعبد الله والفضل صنوه * نجى رسول الله (ص) في الخلوات
منازل كانت للصلاة وللتقى * وللصوم والتطهير والحسنات
منازل جبريل الأمين يحلها * من الله بالتسليم والرحمات
منازل وحي الله معدن علمه * سبيل رشاد واضح الطرقات
قفا نسأل الدار التي حف أهلها * متى عهدهم بالصوم والصلوات
فأين الأولى شطت بهم غربة النوى * فأمسين في الأقطار مفترقات
أحب قصي الدار من أجل حبهم * وأهجر فيهم أسرتي وثقات
وهم آل ميراث النبي إذا انتموا * فهم خير سادات وخير حماة
مطاعيم في الاعسار في كل مشهد * لقد شرفوا بالفضل والبركات
أئمة عدل يقتدى بفعالهم * ويؤمن فيهم زلة العثرات
فيا رب زد قلبي هدى وبصيرة * وزد حبهم يا رب في حسناتي
لقد آمنت نفسي بهم في حياتها * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي
ألم تر أني مذ ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات

400
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
إذا وتروا مدوا إلى أهل وترهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
وآل رسول الله (ص) نحف جسومهم * وآل زياد غلظوا الفقرات
سأبكيهم ما ذر في الأفق شارق * ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها * وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول الله (ص) أصبحن بلقعا * وآل زياد تسكن الحجرات
وآل زياد في القصور مصونة * وآل رسول الله في الفلوات
فلولا الذي أرجوه في اليوم أو غد * تقطع نفسي أثرهم حسرات
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله بالبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
فيا نفس طيبي ثم يا نفس فاصبري * فغير بعيد كلما هو آت
وهي قصيدة طويلة عدد أبياتها مأة وعشرون اقتصرت منها على هذا القدر.
ولما فرغ دعبل (ره) من إنشادها نهض أبو الحسن الرضا (ص) وقال لا تبرح
فأنفذ إليه صرة فيها مأة دينار واعتذر إليه فردها دعبل وقال والله ما لهذا جئت
وإنما جئت للسلام عليه والتبرك بالنظر إلى وجهه الميمون وإني لفي غنى فإن
رأى أن يعطيني شيئا من ثيابه للتبرك فهو أحب إلي، فأعطاه الرضا جبة خز
ورد عليه الصرة وقال للغلام قل له خذها ولا تردها فإنك ستصرفها أحوج ما تكون
إليها فأخذها وأخذ الجبة.
ثم أقام بمرو مدة فتجهزت قافلة تريد العراق فتجهز صحبتها فخرج عليهم
اللصوص في أثناء الطريق ونهبوا القافلة عن آخرها ولزموا جماعة من أهلها
فكتفوهم وأخذوا ما معهم ومن جملتهم دعبل فساروا بهم غير بعيد ثم جلسوا
يقتسمون أموالهم فتمثل مقدم اللصوص وكبيرهم يقول:

401
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم خلوات
ودعبل يسمعه فقال أتعرف هذا البيت لمن؟ قال وكيف لا أعرفه وهو لرجل
من خزاعة يقال له دعبل شاعر أهل البيت (ع) قاله في قصيدة مدحهم بها فقال دعبل
فأنا والله صاحب القصيدة وقائلها فيهم فقال ويلك أنظر ماذا تقول قال والله الأمر
أشهر من ذلك واسئل أهل القافلة وهؤلاء الممسوكين معكم يخبروكم بذلك فسئلهم
فقالوا بأسرهم هذا دعبل الخزاعي شاعر أهل البيت المعروف الموصوف ثم إن دعبل
أنشدهم القصيدة من أولها إلى آخرها عن ظهر قلب فقالوا قد وجب حقك علينا
وقد أطلقنا القافلة ورددنا جميع ما أخذنا منها إكراما لك يا شاعر أهل البيت ثم
إنهم أخذوا دعبل وتوجهوا به إلى قم ووصلوه بمال وسئلوه في بيع الجبة التي
أعطاها له أبو الحسن الرضا ودفعوا له فيها ألف دينار فقال لا أبيعها وإنما أخذتها
للتبرك معي من أثره، ثم إنه رحل من عندهم من قم بعد ثلاثة أيام فلما صار خارج
البلد على نحو ثلاثة أميال وقيل ثلاثة أيام خرج على قوم من أحداثهم أخذوا الجبة
منه فرجع إلى قم وأخبر كبارهم بذلك.
فأخذوا الجبة منهم وردوها عليه ثم قالوا نخشى أن تؤخذ هذه الجبة
منك يأخذها غيرنا ثم لا ترجع إليك، فبالله إلا ما أخذت الألف وتركتها فأخذ
الألف منهم وأعطاهم الجبة ثم سافر عنهم.
وعن أبي الصلت (ره) قال قال دعبل رضي الله عنه لما أنشدت مولاي الرضا
هذه القصيدة وانتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة قائم * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا ثم رفع رأسه وقال يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذا
البيت أتدري من هذا الإمام الذي تقول؟ قلت: لا أدري إلا أني سمعت يا مولاي

402
بخروج إمام منكم يملأ الأرض عدلا فقال: يا دعبل الإمام عبدي محمد ابني وبعده
علي ابنه وبعد علي ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته
المطاع في ظهوره ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج
فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
ومنهم العلامة الحمويني في (فرائد السمطين) (مخطوط)
روى الحديث بإسناده الطويل عن أبي الصلت بعين ما نقله عنه في (الفصول
المهمة) مع زيادة.
ومنهم القاضي أبو علي الحسن بن علي بن داود التنوخي المتوفى
سنة 384 في (الفرج بعد الشدة) (ص 329 ط القاهرة)
روى عن دعبل بن علي الخزاعي الشاعر قال: لما قلت قصيدة (مدارس آيات
خلت من تلاوة) قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا رضوان الله عليهم أجمعين
وهو بخراسان ولي عهد المأمون، فوصلت إليه، فأنشدته فاستحسنها، وقال:
لا تنشدها لأحد حتى آمرك واتصل خبري بالمأمون، فأحضرني وسئلني عن خبري
ثم قال لي: يا دعبل أنشدني (مدارس آيات خلت من تلاوة).
فقلت: لا أعرفها يا أمير المؤمنين، فقال: يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن
موسى قال: فلم يكن بأسرع من أن أحضر، فقال له يا أبا الحسن سألت دعبلا عن
(مدارس آيات) فذكر أنه لا يعرفها، فالتفت إلي أبو الحسن فقال: أنشده يا دعبل
فأنشدت القصيدة ولم ينكر ذلك المأمون إلى أن بلغت إلى بيت فيها وهو هذا.
قال رسول الله هب لي رقابهم * وآل زياد غلظ الرقاب
ثم تممتها إلى آخرها، فاستحسنها وأمر لي بخمسين ألف درهم وأمر لي علي بن
موسى بقريب منها، فقلت له: يا سيدي أريد أن تهب لي ثوبا يلي بدنك أتبرك به وأجعله
كفنا، فوهب لي قميصا قد ابتذله ومنشفة وأظنه قال: وسراويل قال: ووصلني ذو الرياستين

403
وحملني على برذون أصغر خراساني، فكنت أسايره في يوم مطير وعليه ممطر خز
وبرنس ومنشفة، فأمر لي به ودعى بغيره جديدا، فلبسه وقال إنما آثرتك باللبس
لأنه خز الممطرين.
قال: فأعطيت به ثمانين دينارا، فلم تطب نفسي ببيعه وقضيت حاجتي وكررت
راجعا إلى العراق فلما صرت بعض الطريق خرج علينا أكراد يعرفون بالسرنجان
فسلبوني وسلبوا القافلة، وكان ذلك في يوم مطير، فاعتزلت في قميص خلق قد بقي
علي وأنا متأسف من دون ما كان معي على القميص والمنشفة اللذين وهبهما لي
علي بن موسى الرضا رضي الله عنهما إذ مر بي واحد من الأكراد تحته الأصفر
الذي حملني عليه ذو الرياستين وعليه الممطر الخز ثم وقف بالقرب مني وابتدء
ينشد: (مدارس آيات) ويبكي، فلما رأيت ذلك عجبت من لص يتشيع، ثم طمعت
في القميص والمنشفة.
فقلت: يا سيدي لمن هذه القصيدة؟ فقال: وما أنت وذلك ويلك.
فقلت له: فيه سبب أخبرك به، فقال: هي أشهر بصاحبها من أن يجهل،
فقلت: ومن هو؟
قال: دعبل الخزاعي شاعر آل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت:
يا سيدي أنا والله دعبل وهذه قصيدتي، فقال: ويلك ما تقول؟
قلت: الأمر أشهر من ذلك، فأسأل أهل القافلة بصحة ما أخبرتك به، فقال
لا جرم والله ولا يذهب من القافلة خلالة فما فوقها، ثم نادى في الناس من أخذ شيئا
يرده على صاحبه، فردوا على الناس أمتعتهم وعلي جميع ما كان معي ما فقد أحد
عقالا ثم انصرفنا إلى شأننا.
فقال راوي هذا الخبر عن دعبل: فحدثت بهذا الحديث علي بن بهز الكردي
فقال لي: ذلك والله أبي الذي فعل هذا.

404
ومنهم العلامة الشهير سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 238
ط الغري)
ذكر من قصيدة دعبل البيت البيت: 3 و 4 و 5 و 10 و 11 و 12 و 13
و 18 و 19 و 21 و 25 و 26 و 27 و 28 و 29.
لكنه ذكر بدل كلمة مقفر، موحش، وبدل قوله: غلظوا الفقرات غلظة
وبدل قوله: وأهجر فيهم أسرتي وثقاتي، وأهجر فيكم زوجتي وبناتي، وبدل قوله
فأمسين في الأقطار، أفانين بالأطواف وذكر جملة أخرى من أبياتها هي:
واكتم حبك مخافة كاشح * عنيف لأهل الحق غير موات
قبور بكوفان وأخرى بطيبة * وأخرى بفخ نالها صلواتي
وأخرى بأرض الجوزجان محلها * وقبر بباخمرى لدى الغربات
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات
فأما الممضات التي ليس بالغا * مبالغها مني بكنه صفات
نفوس لدى النهرين من أرض كربلا * معرسهم فيها بشط فرات
تقسمهم نهب المنون فما ترى * لهم عفرة مغشية الحجرات
وقد كان منهم بالحجون وأهلها * ميامين نحارون في السنوات
إذا فخروا يوما أتوا بمحمد * وجبريل والقرآن ذي السورات
ملامك في أهل النبي فإنهم * أوداي ما عاشوا وأهل ثقاتي
تخيرتهم رشدا لأمري لأنهم * على كل حال خيرة الخيرات
فيا رب زدني في يقيني بصيرة * وزد حبهم يا رب في حسنات
بنفسي أنتم من كهول وفتية * لفك عناة أو لحمل ديات
لقد خفت في الدنيا وأيام عيشها * وإني لأرجو الأمن بعد وفاتي

405
ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي
المصري في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 60 ط مصطفى الحلبي بمصر) قال:
ونقل الطوسي في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال: دخل دعبل الخزاعي على
علي بن موسى الرضا (ع) بمرو فساق الحديث بعين ما تقدم نقله عن (الفصول المهمة)
ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي الشامي
المتوفى سنة 654 في (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) (ص 85
ط طهران) قال:
ومنها حديث دعبل بن علي الخزاعي الشاعر قال دعبل: لما قلت (مدارس
آيات خلت الخ) قصدت بها أبا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) وهو بخراسان
ولي عهد المأمون فأحضرني وسألني عن خبري.
ثم قال لي يا دعبل أنشدني (مدراس آيات خلت من تلاوة) فقلت ما أعرفها
يا أمير المؤمنين فقال يا غلام أحضر أبا الحسن علي بن موسى الرضا فلم يكن إلا
ساعة حتى حضر فقال له يا أبا الحسن سألت دعبلا (مدارس آيات خلت من تلاوة) فذكر
أنه لا يعرفها فقال لي أبو الحسن يا دعبل أنشد أمير المؤمنين فأخذت فيها فأنشدتها
فاستحسنها فأمرني بخمسين ألف درهم وأمر لي أبو الحسن الرضا بقريب من ذلك
فقلت يا سيدي إن رأيت أن تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني فقال نعم، ثم دفع
لي قميصا قد ابتذله ومنشفة لطيفة وقال لي احفظ هذا تحرس به - إلى أن قال:
ثم كررت راجعا إلى العراق فلما صرت في الطريق خرج علينا الأكراد
فأخذونا وكان ذلك اليوم يوما مطيرا فبقيت في قميص خلق وضر شديد متأسف من
جميع ما كان معي على القميص والمنشفة ومفكر في قول سيدي الرضا، إذ مر بي
من الأكراد الحرامية - إلى أن قال: ووقف بالقرب مني ليجتمع إليه أصحابه
وهو ينشد:

406
(مدارس آيات خلت من تلاوة) ويبكي فلما رأيت ذلك عجبت من لص من
الأكراد يتشيع ثم طمعت في القميص والمنشفة.
فقلت يا سيدي لمن هذه القصيدة؟ فقال وما أنت وذلك ويلك فقلت لي فيه
سبب أخبرك به فقال هي أشهر بصاحبها أن تجهل فقلت من؟
فقال: دعبل بن علي الخزاعي شاعر آل محمد جزاه الله خيرا قلت له سيدي فأنا
والله دعبل وهذه قصيدتي قال ويلك ما تقول قلت الأمر أشهر في ذلك فاسأل أهل القافلة
فاستحضر منهم جماعة وسألهم عني فقالوا بأسرهم هذا دعبل بن علي الخزاعي فقال
قد أطلقت كلما أخذ من القافلة فما فوقها كرامة لك ثم نادى في أصحابه من
أخذ شيئا فليرده فرجع على الناس جميع ما أخذ منهم ورجع إلى جميع ما كان
معي ثم بدرقنا إلى الماء فحرست أنا والقافلة ببركة ذلك القميص والمنشفة.
وأورد بعد ذكر الواقعة بعض أبيات القصيدة وهي من أول القصيدة إلى البيت
التاسع على الترتيب المتقدم عن (الفصول المهمة) ثم ذكر الحادي عشر، لكنه ذكر
بدل كملة فأمسين: أفانين والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر والتاسع عشر
والرابع والعشرين، لكنه ذكر بدل قوله تسكن الحجرات: أصبحت غمرات،
والخامس والعشرين وزاد في أثنائها وآخرها أبياتا أخرى وهي:
ديار عفاها جور كل منابذ * ولم تعف بالأيام والسنوات
منازل وحي الله ينزل حولها * على أحمد الروحات والغدوات
إذا لم نناج الله في صلواتنا * بذكرهم لم تقبل الصلوات
وآل رسول الله غلت رقابهم * وآل زياد غلظ القصرات
وآل رسول الله تدمي نحورهم * وآل زياد زينوا الحجلات
وآل رسول الله تسبى حريمهم * وآل زياد آمنوا السربات
فيا وارثي علم النبي وآله * عليكم سلام دائم النفحات

407
لقد آمنت نفسي بكم في حياتها * وإني لأرجو الأمن بعد مماتي
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 206 ط العثمانية بمصر)
ذكر ما تقدم عن (الفصول المهمة) بعينه من أوله إلى قوله في الآخر: أتدري
من هذا الإمام، وزاد في أبيات القصيدة قوله:
وقل عرى صبري وهاجت صبابتي * رسوم ديار أقفرت وعرات
أشعار أبي نواس في مدحه (ع)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 179 مخطوط) قال:
وذكر العلامة شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم الأربلي المعروف بابن
خلكان في تاريخه أن بعض أصحاب أبي نواس الحسن بن هاني الحكم الشاعر المشهور
قال له: ما رأيت أوقح منك ما تركت شيئا إلا قلت فيه شعرا وهذا علي بن موسى
الرضا في عصرك لم تقل فيه شيئا فقال والله ما تركت ذلك إلا إعظاما له وليس قدر
مثلي أن يقول في مثله ثم أنشد بعد ساعة هذا الأبيات:
قيل لي أنت أحسن الناس طرا * في فنون من المقال النبيه
لك من جيد المديح قريض * يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلى ما تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أستطيع مدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه
ومنهم علامة علم المسالك والممالك الشيخ مطهر بن طاهر المقدسي
في (البدء والتاريخ) (ج 1 ص 181 ط مطبعة الخانجي بمصر) قال:
واحتج بعض المتأخرين بقول شاعر يمدح ابن موسى الرضا ويقال: هو

408
لأبي نواس (خفيف):
(قيل لي أنت أوحد الناس في كل مقال من الكلام النبيه)
(لك من جيد الكلام نظام * يجتني الدر من يدي مجتنيه)
(فلماذا تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه)
(قلت: لا أهتدي لمدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه)
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 1 ص 266)
ذكر أبيات أبي نواس هكذا:
(قيل لي أنت أفصح الناس طرا * في المعاني وفي الكلام النبيه)
(لك من جيد القريض مديح * ينثر الدر من يدي مجتنيه)
(فلما ذا لم تمتدح نجل موسى * والصفات التي تحكمن فيه)
(قلت لا أستطيع مدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه)
ثم قال: لا شك أن ناظم هذا العقد الجوهر، يغفر الله ما تقدم من ذنبه
وما تأخر.
ومنهم العلامة اليافعي الشافعي المتوفى سنة 768 في (مرآة الجنان)
(ج 2 ص 12 ط حيدر آباد)
ذكر قول أبي نواس وأبياته بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا).
ومنهم العلامة الذهبي في (تذهيب التهذيب) فصل المسمين بعلي)
ذكر أبيات أبي نواس بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا)
ومنهم العلامة ابن طولون الدمشقي في (الشذرات الذهبية) (97
طبع بيروت)
ذكر قول أبي نواس وأبياته بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا).

409
أشعار أخرى له أيضا في مدحه (ع)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 229
ط الغري) قال:
وعن محمد بن يحيى الفارسي قال نظر أبو نواس إلى علي الرضا بن موسى ذات
يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له فارهة، فدنا منه وسلم عليه وقال يا ابن
رسول الله قلت فيك أبياتا أحب أن تسمعها مني فقال قل فأنشأ أبو نواس يقول:
مطهرون نقيات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر
أولئك القوم أهل البيت عندهم * علم الكتاب وما جاءت بها السور
قال: قد جئتنا بأبيات ما سبقك بها أحد ما معك يا غلام من فاضل نفقتنا؟ قال
ثلاثمأة دينار قال ادفعها إليه ثم بعد أن ذهب إلى بيته قال لعله استقلها سق يا غلام
إليه بغلة.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 206 ط العثمانية بمصر)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة)
ومنهم العلامة الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 60 ط مصر).
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 65)
ذكر البيتين الأولين لكنه ذكر بدل كلمة ثيابهم: جيوبهم وبدل كلمة
كلما: أينما، ثم ذكر البيتين الآخرين هكذا:
الله لما برى خلقا وأتقنهم * صفاكم واصطفاكم أيها البشر
فأنتم الملاء الأعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور

410
أشعار إبراهيم بن إسماعيل في مدحه عليه السلام
رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد النويري في (نهاية الإرب)
(ج 5 ص 167 ط القاهرة) قال:
قال إبراهيم بن إسماعيل في علي بن موسى الرضا:
إن الرزية يا ابن موسى لم تدع * في العين بعدك للمصائب مدمعا
والصبر يحمد في المواطن كلها * والصبر أن نبكي عليك ونجزعا (1)



(1) قال العلامة النسابة الشيخ شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري المصري
في كتابه (نهاية الإرب) (ج 5 ص 166 طبع القاهرة):
ودخل البلاذري على علي بن موسى الرضا يعزيه بابنه فقال: أنت تجل عن وصفنا،
ونحن نقصر عن عظتك، وفي علمك ما كفاك، وفي ثواب الله ما عزاك.
411
الإمام التاسع
محمد بن علي الجواد عليه السلام

413
تاريخ ولادته ووفاته (ع)
نذكر في ذلك كلام جماعة:
منهم العلامة الگنجي في (كفاية الطالب) (ص 310 ط الغري) قال:
الإمام بعد الرضا الجواد محمد المرتضى كان مولده في شهر رمضان سنة خمس
وتسعين ومأة، وقبض ببغداد في ذي القعدة سنة عشرين ومأتين وله يومئذ خمس
وعشرون سنة ودفن مع جده موسى (ع) وخلف من الولد الهادي عليا (ع).
ومنهم العلامة الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 3 ص 55
ط مصر) قال:
أخبرني علي بن أبي علي، حدثنا الحسن بن الحسين الثعالبي، أخبرنا أحمد
ابن عبد الله النازع، حدثنا حرب بن محمد المؤدب، حدثنا الحسن بن محمد العمى البصري
حدثني أبي، حدثنا محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان قال: مضى أبو جعفر محمد بن
علي وهو ابن خمس وعشرين سنة وثلاثة أشهر واثنى عشر يوما، وكان مولده
سنة مأة وخمس وتسعين من الهجرة، وقبض في يوم الثلاثة لست ليال خلون من
ذي الحجة سنة مأتين وعشرين.
أنبأنا إبراهيم بن مخلد أخبرنا بن إسحاق البغوي، أخبرنا الحارث
ابن محمد، حدثنا محمد بن سعد قال: سنة عشرين ومأتين فيها توفي محمد بن علي بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي ببغداد.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 87
ط طهران) قال:
أما ولادته ففي ليلة الجمعة تاسع عشر رمضان سنة مأة وخمس وتسعين وقيل

414
عاشر رجب منها - أما نسبه فأبوه أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم (إلى أن
قال) وأما عمره فإنه مات في ذي الحجة من سنة مأتين وعشرين فيكون عمره خمسا
وعشرين سنة (1).
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 368 ط الغري)
قال:
ولد (أي محمد الجواد) سنة خمس وتسعين ومائة من الهجرة وتوفي سنة
مائتين وعشرين وهو ابن خمس وعشرين سنة وكان على منهاج أبيه في العلم والتقى
والزهد والجود.
وكان يلقب بالمرتضى والقانع وكانت وفاته ببغداد خامس ذي الحجة ودفن
إلى جانب جده موسى بن جعفر (ع) بمقابر قريش وقبره ظاهر يزار، وأمه سكينة
وكان له أولاد المشهور منهم على الإمام أبو الحسن العسكري.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 248
ط الغري) قال:
ولد أبو جعفر محمد الجواد بالمدينة تاسع عشر شهر رمضان المعظم سنة خمس
وتسعين ومائة للهجرة، وأما نسبه أبا وأما فهو محمد الجواد بن علي بن موسى الكاظم
ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع).



(1) قال في (مطالب السئول) (ص 87 ط طهران):
أما مناقبه فما اتسعت حلبات مجالها ولا امتدت أوقات آجالها بل قضت عليه الأقدار
الإلهية بقلة بقائه في الدنيا بحكمها واستجالها، فقل في الدنيا مقامه وعجل القدوم عليه
لزيادة حمامه فلم تطل بها مدته، ولا امتدت فيها أيامه غير أن الله عز وجل خصه بمنقبة
متأنقة في مطالع التعظيم بارقة أنوارها مرتفعة في معارج التفصيل قيمة أقدارها بادية لعقول
أهل المعرفة آثارها.
415
وفي (ص 257 - الطبع المذكور).
قبض أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا (ع) ببغداد وكان سبب وصوله
إليها إشخاص المعتصم له من المدينة فقدم بغداد مع زوجته أم الفضل بنت المأمون
لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومائتين وتوفي بها في آخر ذي القعدة الحرام
وقيل توفي بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة من السنة المذكورة ودفن
في مقابر قريش في ظهر جده أبي الحسن موسى الكاظم، ودخلت امرأته أم الفضل إلى
قصر المعتصم فجعلت مع الحرم وكان له من العمر خمس وعشرون سنة وأشهر
وكانت مدة إمامته سبعة عشر سنة (إلى أن قال) ويقال إنه مات مسموما، وخلف من
الولد عليا الإمام وموسى وفاطمة وأمامة ابنين وابنتين.
ومنهم العلامة ابن تيمية في (منهاج السنة) (ج 2 ص 127) قال:
محمد بن علي الجواد كان من أعيان هاشم وهو معروف بالسخاء والسودد
ولهذا سمي الجواد ومات وهو شاب ابن خمس وعشرين سنة ولد سنة خمس وتسعين
بعد المأة ومات سنة عشرين أو سنة تسع عشرة بعد المأتين.
ومنهم العلامة السيد عباس بن علي المكي في (نزهة الجليس)
(ج 2 ص 69) قال:
وكانت ولادته يوم الثلاثاء خامس شهر رمضان وقيل منتصفه سنة خمس وسبعين
ومأة وتوفي يوم الثلاثاء لخمس خلون من ذي قعدة سنة عشرين ومأتين وقيل تسع
عشرة ومائتين ببغداد، وقيل إنه مات مسموما سمته زوجته ودفن عند جده
موسى الكاظم.

416
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 123 ط القاهرة)
قال:
ثم قدم بها يطلب المعتصم لليلتين بقيتا من المحرم سنة عشرين ومأتين
وتوفي فيها في آخر ذي القعدة ودفن في مقابر قريش في ظهر جده الكاظم وعمره
خمس وعشرون سنة ويقال: إنه سم أيضا عن ذكرين وبنتين أجلهم.
ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الأفغاني
في كتاب (أئمة الهدى) (ص 135 ط القاهرة بمصر) قال:
خاف الملك المعتصم على ذهاب ملكه إلى الإمام محمد الجواد له قدر عظيم علما
وعملا، فطلبه من المدينة المنورة مع زوجته أم الفضل بنت المأمون بن الرشيد
إلى بغداد في 28 من المحرم سنة 220 ه‍ - ثم أوعز المعتصم إلى أم الفضل أخته
زوجة الإمام فسقته سما وتوفي منه في آخر ذي القعدة سنة 220 ه‍ ودفن بمقابر
قريش عند قبر جده الإمام موسى الكاظم وقد كان عمره 25 وأشهرا رضي الله
عنه وعليه السلام.
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة)
(ج 3 ص 13 ط العرفان):
ذكر ما تقدم عن (الصواعق) بعينه.

417
النص على إمامته عن أبيه الرضا عليهما السلام
ونذكر في ذلك أحاديث
الأول
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 247
ط الغري)
روي عن صفوان بن يحيى قال قلت للرضا قد كنا نسئلك قبل أن يهب الله
لك أبا جعفر من القائم بعدك؟ فتقول يهب الله لي غلاما وقد وهبك الله وأقر عيوننا
به فإن كان كون ولا أرانا الله لك يوما فإلى من؟ فأشار بيده إلى أبي جعفر وهو قائم
بين يديه وعمره إذ ذاك ثلاث سنين فقلت وهو ابن ثلاث قال وما يضر من ذلك فقد
قام عيسى بالحجة وهو ابن أقل من ثلاث من سنين.
الثاني
ما رواه القوم
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 247
ط الغري) قال:
وعن معمر بن خلاد قال سمعت الرضا (ع) يقول وذكر شيئا فقال ما حاجتكم
إلى ذلك هذا أبو جعفر قد أجلسته مجلسي وصيرته مكاني وقال: إنا أهل يبت يتوارث
أصاغرنا عن أكابرنا القذة بالقذة.

418
الثالث
ما رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 247
ط الغري) قال:
روي عن الجيراني عن أبيه قال كنت واقفا بين يدي أبي الحسن الرضا بخراسان
فقال قائل يا سيدي إن كان كون إلى من؟
فقال: إلى ابني أبي جعفر فكأن السائل استصغر من أبي جعفر فقال الرضا
إن الله بعث عيسى بن مريم نبيا صاحب شريعة مبتدئة في أصغر من السن الذي
فيه أبو جعفر.
الرابع
ما رواه القوم
منهم العلامة خواجة پارسا البخاري في (فصل الخطاب) (على ما في
(ينابيع المودة) ص 386 ط اسلامبول) قال:
وروي أن محمد الجواد دخل على عم أبيه علي بن جعفر الصادق فقام واحترمه
وعظمه فقالوا: إنك عم أبيه وأنت تعظمه فأخذ بيده لحيته وقال إذا لم ير الله
هذه الشيبة للإمامة أراها أهلا للنار إذا لم أقر بإمامته.

419
اختبار المأمون له فوجده يخبر عن المغيبات
نقله القوم
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 248
ط الغري). قال:
اتفق أن المأمون خرج يوما يتصيد فاجتاز بطرف البلد وثم صبيان يلعبون
ومحمد الجواد واقف عندهم فلما أقبل المأمون فر الصبيان ووقف محمد الجواد وعمره
إذ ذاك تسع سنين فلما قرب منه الخليفة نظر إليه وكان الله تعالى ألقى في قلبه
مسحة قبول، فقال له يا غلام ما منعك أن لا تفر كما فر أصحابك فقال له محمد الجواد
مسرعا يا أمير المؤمنين فر أصحابي خوفا والظن بك حسن إنه لا يفر منك من
لا ذنب له ولم يكن بالطريق ضيق فأنتهي عن أمير المؤمنين، فأعجب المأمون كلامه
وحسن صورته.
فقال ما اسمك يا غلام؟ فقال: محمد بن علي الرضا فترحم الخليفة على أبيه وساق
جواده إلى نحوه وجهته كان معه بزاة الصيد فلما بعد عن العمارة أخذ الخليفة
بازيا منها وأرسل على دراجة فغاب البازي عنه قليلا ثم عاد وفي منقاره سمكة
في يده وكر راجعا إلى داره وترك الصيد في ذلك اليوم وهو متفكر فيما صاده البازي
من الجو فلما وصل موضع الصبيان وجدهم على حالهم ووجد محمدا معهم فتفرقوا
على جاري عادتهم إلا محمدا فلما دنى منه الخليفة، قال يا محمد قال لبيك يا أمير المؤمنين
قال ما في يدي فأنطقه الله تعالى بأن قال إن الله تعالى خلق في بحر قدرته المستمسك
في الجو ببديع حكمته سمكا صغارا فصاد منها بزاة الخلفاء كي يختبر بها سلالة
بيت المصطفى فلما سمع المأمون كلامه تعجب منه وأكثر وجعل يطيل النظر فيه

420
وقال أنت ابن الرضا حقا وبيت المصطفى (ص) صدقا.
وأخذه معه وأحسن إليه وقربه وبالغ في إكرامه وإجلاله وإعظامه فلم يزل
مشفقا لما ظهر له أيضا بعد ذلك من بركاته ومكاشفاته وكراماته وفضله وعلمه
وكمال عقله وظهور برهانه مع صغر سنة ولم يزل المأمون متوفرا على تبجيله
وعطائه وإكرامه.
ومنهم العلامة الشيخ كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في
(مطالب السؤول) (ص 87 ط طهران):
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) معنى لكنه ذكر بدل
كلمة: تسع سنين، إحدى وعشرة سنة.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق المحرقة) (ص 123 ط البابي
بحلب)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) بعينه
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف الدمشقي القرماني في (أخبار
الدول وآثار الأول) (ص 115 ط بغداد)
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (الفصول المهمة)
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3 ص 13 ط العرفان)
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (الفصول المهمة)
ومنهم العلامة المعاصر السيد عبد الغفار الهاشمي في (أئمة الهدى)
(ص 129 ط القاهرة)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) ملخصا.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 217 ط العثمانية بمصر)
روي الحديث بمعنى ما تقدم عن (الفصول المهمة)

421
عجز العلماء عن مناظرته (ع)
رواه جماعة من أعلام القوم
منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان المعتمد
البدخشي في كتابه (مفتاح النجا في مناقب آل العبا) (المخطوط ص 184)
قال في شرح أحوال الرضا (ع):
وأراد (أي المأمون) أن ينكحه (أي ابن الرضا) ابنته أم الفضل (1) فشق
ذلك على العباسيين وخافوا أن ينتهي الأمر معه إلى ما انتهى مع الرضا رضي الله
عنه، فمنعوه من ذلك فذكر لهم أنه إنما اختاره لتبريزه على كافة أهل الفضل علما
ومعرفة مع حداثته فتنازعوا في اتصاف أبي جعفر رضي الله عنه بذلك وقالوا قد رضينا
لك يا أمير المؤمنين ولأنفسنا بامتحانه فخل بيننا وبينه لنرسل إليه من يسأله
بحضرتك عن شئ من فقه الشريعة فإن أصاب لم يكن لنا اعتراض في أمره



(1) قال العلامة القاضي الرشيد أبو الحسن أحمد بن القاضي الرشيد
ابن الزبير من أعيان القرن الخامس في (الذخاير والتحف) (ص 101
ط كويت).
قال: قال الريان بن ابن خال المعتصم: لما أراد عبد الله المأمون بالله أن يزوج
ابنته أم الفضل بابي جعفر محمد بن علي الرضا اجتمع إليه أهل بيته وعلية الناس
(أي أشرافهم) فعقد بينهما النكاح وأولم عليها المأمون وليمة عظيمة وذلك في سنة اثنتين
ومأتين وجلس الناس على مراتبهم الخاص والعام.
قال الريان فإني كذلك إذ سمعت كلاما كأنه من كلم الملاحين في مجاوباتهم فإذا
بالخدم يجرون سفينة من فضة فيها قلوس من إبريسم مملوئة غالية فخضبوا لحى أهل
الخاصة بها، ثم مدوا الزورق إلى أهل العامة فطيبوهم.
422
وإن عجز عن ذلك قد كفينا الخطب في معناه فقال لهم المأمون شأنكم وذاك متى
أردتم، فخرجوا من عنده وأجمع رأيهم على يحيى بن أكثم وهو يومئذ قاضي القضاة
على أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب عنها فاجتمعوا في اليوم الموعود وحضر معهم
يحيى بن أكثم وجلس المأمون وأبو جعفر في مكانهما فسأل يحيى أبا جعفر رضي الله
عنه مسائل وأجابه أبو جعفر بأحسن جواب.
فقال المأمون يا أبا جعفر إن أردت أن تسأل يحيى ولو مسألة واحدة، فقال:
أبو جعفر رضي الله عنه ليحيى أسألك؟ قال ذلك إليك جعلت فداك فإن عرفت جواب ما
سألتني وإلا استفدته منك.
فقال أبو جعفر رضي الله عنه ما تقول في رجل نظر إلى امرأة في أول النهار فكان
نظره إليها حراما عليه، فلما ارتفع النهار حلت له، فلما زالت الشمس حرمت
عليه، فلما كان وقت العصر حلت له، فلما غربت الشمس حرمت عليه، فلما دخل
وقت العشاء حلت له، فلما كان نصف الليل حرمت عليه، فلما طلع الفجر حلت له
ما حال هذه المرأة وبماذا حلت وحرمت عليه؟ قال يحيى بن أكثم والله لا أهتدي إلى
جواب هذه المسألة ولا أعرف الوجه فيه فإن رأيت أن تفيدنا فقال له أبو جعفر رضي الله
عنه: هذه أمة لرجل من الناس نظر إليها أجنبي في أول النهار فكان نظره إليها
حراما عليه، فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها فحلت له، فلما كان الظهر أعتقها
فحرمت عليه، فلما كان العصر تزوجها فحلت له، فلما كان وقت المغرب ظاهر منها
فحرمت عليه، فلما كان وقت العشاء الآخرة كفر عن الظهار فحلت له، فلما كان
نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه، فلما كان وقت الفجر راجعها فحلت له
فلما فرغ أبو جعفر رضي الله عنه من كلامه أقبل المأمون على العباسيين وقال قد
عرفتم ما تنكرون ثم زوجه في ذلك المجلس ابنته أم الفضل.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 249 ط الغري)

423
روي الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) بنحو أبسط.
ومنهم العلامة المعاصر محمد عبد الغفار الهاشمي في (أئمة الهدى)
(ص 129 ط مصر)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) ملخصا
ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 116
ط بغداد)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) ملخصا
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3 ص 13 ط مطبعة
العرفان ببيروت).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) مخلصا.
ومنهم العلامة الشبراوي في (الإتحاف بحب الأشراف) (ص 66 ط مصر).
روي الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) ملخصا
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 217 ط العثمانية بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا) ملخصا.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 123 ط البابي بحلب)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مفتاح النجا)
حمل شجرة النبقة ببركة صلاته (ع) عندها
رواه القوم: منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 151 ط مصر) قال:
حكي أنه لما توجه أبو جعفر محمد الجواد إلى المدينة الشريفة خرج معه

424
الناس يشيعونه للوداع فسار إلى أن وصل إلى باب الكوفة عند دار المسيب فنزل هناك
مع غروب الشمس ودخل إلى مسجد قديم مؤسس بذلك الموضع ليصلي فيه المغرب
وكان في صحن المسجد شجرة نبق لم تحمل قط فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل
الشجرة وقام يصلي فصلى معه الناس المغرب، ثم تنفل بأربع ركعات وسجد بعدهن
للشكر ثم قام فودع الناس وانصرف فأصبحت النبقة وقد حملت من ليلتها حملا
حسنا فرآها الناس وقد تعجبوا من ذلك غاية العجب.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 252
ط بغداد)
روي الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار)
ومنهم العلامة القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول) (ص 116
ط بغداد)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار)
ومنهم العلامة النبهاني في (جامع كرامات الأولياء) (ج 1 ص 168
ط الحلبي بالقاهرة)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (نور الأبصار) ثم قال:
وكان ما هو أغرب من ذلك وهو أن نبق هذه الشجرة لم يكن له عجم، فزاد
تعجبهم من ذلك وهذا من بعض كراماته الجليلة ومناقبه الجميلة.

425
تمسح السباع به ومسحه لها بكمه
وعدم إيذائها له
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 219 ط العثمانية بمصر)
قال:
نقل بعض الحفاظ أن امرأة زعمت أنها شريفة بحضرة المتوكل فسئل عمن
يخبره بذلك فدل على محمد الجواد فأرسل إليه فجاء فأجلسه معه على سريره وسأله
فقال: إن الله حرم لحم أولاد الحسين على السباع فتلقى للسباع فعرض عليها ذلك
فاعترفت المرأة بكذبها، ثم قيل للمتوكل ألا تجرب ذلك فيه فأمر بثلاثة من السباع
فجيئ بها في صحن قصره ثم دعا به فلما دخل من الباب أغلقه والسباع قد اصمت
الاسماع من زئيرها فلما مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت
فتمسحت به ودارت حوله وهو يمسحها بكمه ثم ربضت فصعد للمتوكل فتحدث
معه ساعة ثم نزلت ففعلت معه كفعلها الأول حتى خرج فاتبعه المتوكل بجائزة
عظيمة، وقيل للمتوكل أفعل كما فعل ابن عمك فلم يجسر عليه وقال تريدون قتلي
ثم أمرهم أن لا يفشوا ذلك.

426
تسييره لرجل من محرابه بالشام إلى مسجد الكوفة
ومنه إلى مسجد الحرام ثم إرجاعه له إلى محرابه
في ساعة واحدة
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 253
ط الغري)
روي عن أبي خالد قال كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتى
به من الشام مكبلا بالحديد وقالوا إنه تنبأ فأتيت باب السجن ودفعت شيئا
للسجان حتى دخلت عليه فإذا برجل ذي فهم وعقل ولب فقلت: يا هذا
ما قصتك؟
قال: إني كنت رجلا بالشام أعبد الله تعالى في الموضع الذي يقال إنه نصب
فيه رأس الحسين (ع) فبينما أنا ذات يوم في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله
إذ رأيت شخصا بين يدي فنظرت إليه فقال قم فقمت معه فمشي قليلا فإذا أنا في
مسجد الكوفة فقال لي: تعرف هذا المسجد؟ قلت نعم هذا مسجد الكوفة قال فصلى
فصليت معه ثم خرج فخرجت معه فمشي قليلا فإذا نحن بمكة المشرفة فطاف
بالبيت فطفت معه ثم خرج فخرجت معه فمشي قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت
فيه بالشام ثم غاب عني، فبقيت متعجبا مما رأيت فلما كان العام المقبل فإذا
بذلك الشخص قد أقبل علي فاستبشرت به فدعاني فأجبته ففعل بي كما فعل بي العام
الماضي، فلما أراد مفارقتي قلت له سئلتك بحق الذي أقدرك على ما رأيت منك إلا

427
ما أخبرتني من أنت فقال أنا محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب، فحدثت بعض من كان يجتمع لي بذلك فرفع ذلك إلى محمد بن
عبد الملك الزيات فبعث إلي من أخذني في موضعي وكبلني في الحديد وحملني إلى
العراق وحبسني كما ترى وادعى علي بالمحال قلت له فأرفع عنك قصة إلى محمد بن
عبد الملك الزيات؟ قال إفعل فكتبت عنه قصة وشرحت فيها أمره ورفعتها إلى محمد
ابن عبد الملك فوقع على ظهرها: قل للذي أخرجك من الشام إلى هذه المواضع التي
ذكرتها يخرجك من السجن الذي أنت فيه، فقال أبو خالد فاغتممت لذلك وسقط في
يدي وقلت إلى غد آتيه وآمره بالصبر وأعده من الله بالفرج وأخبره بمقالة هذا
الرجل المتجبر قال فلما كان من الغد باكرت السجن فإذا أنا بالحرس والجند
وأصحاب السجن وناس كثير في هرج فسألت ما الخبر فقيل لي أن الرجل المتنبي
المحمول من الشام فقد البارحة من السجن وحده بمفرده وأصبحت قيوده والأغلال
التي كانت في عنقه مرمى بها في السجن لا ندري كيف خلص منها فلم يوجد له
أثر ولا خبر ولا يدرون أغمس في الماء أم عرج به إلى السماء فتعجبت من ذلك وقلت
استخفاف ابن الزيات بأمره واستهزائه بما وقع به على قصته خلصه من السجن.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 219 طبع العثمانية بمصر)
روي الحديث نقلا عن (فصول المهمة) بعين ما تقدم عن بلا واسطة لكنه ذكر
بدل كلمة ذات يوم: ذات ليلة.
نبذة من كلماته (ع)
ما عظمت نعم الله على أحد إلا عظمت إليه حوائج الناس فمن لم يتحمل تلك
المؤونة عرض تلك النعمة للزوال.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري)

428
ورواه في (نور الأبصار) (220 ط العثمانية بمصر)
ورواه العلامة الشيخ عبد الهادي الأبياري المصري المعاصر في كتاب (جالية
الكدر في شرح منظومة البرزنجي) (ص 206 ط مصر)
ومن كلامه (ع)
من استغنى بالله افتقر الناس إليه، ومن اتقى الله أحبه الناس.
رواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة.
رواه في (تاريخ بغداد) (ج 3 ص 54 ط السعادة بمصر) قال:
أخبرني محمد بن الحسين القطان، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي،
حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي بن جعفر القمي، حدثنا جعفر بن محمد بن مالك
الكوفي الأسدي (1) عن عبد الرحمن بن أبي عران عن الحسن بن علي بن جعفر القمي،
حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الأسدي عن عبد الرحمن عن محمد بن زيد الشبيه
قال: سمعت ابن الرضا محمد بن علي بن موسى يقوله.
ورواه في (الفصول المهمة) (ص 254 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)
ورواه في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 70)



(1) الظاهر سقوط الحيلولة بين الأسدي الأول وقوله عن عبد الرحمان
429
ومن كلامه (ع) الجمال في اللسان، والكمال في العقل
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
الشريف كل الشريف من شرفه علمه، والسؤدد كل السؤدد لمن اتقى الله ربه.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 231 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
الناس أشكال وكل يعمل على شاكلته، والناس أخوان فمن كانت إخوته في
غير ذات الله تعالى فإنها تعود عدواة وذلك قوله عز وجل: الأخلاء بعضهم لبعض
عدو إلا المتقين.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
حسب المرء من كمال المروة أن لا يلقي أحدا بما يكره، ومن حسن خلق الرجل
كفه أذاه، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه، ومن كرمه إيثاره على نفسه، ومن
صبره قلة شكواه ومن عقله إنصافه من نفسه ومن إنصافه قبول الحق إذا بان له ومن

430
نصحه نهيه عما لا يرضاه لنفسه، ومن حفظه لجوارك تركه توبيخك عند أشنانك مع
علمه بعيوبك، ومن رفقه تركه عذلك بحضرة من تكره، ومن حسن صحبته لك إسقاطه
عنك مؤنة التحفظ ومن علامة صداقته لك كثرة موافقته وقلة مخالفته، ومن شكره معرفته
إحسان من أحسن إليه، ومن تواضعه معرفته بقدره، ومن سلامته قلة حفظه لعيوب غيره
وعنايته بصلاح عيوبه.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل كلمة
اشنانك: ذنب أصابك.
ومن كلامه (ع)
لا تعالجوا الأمر قبل بلوغه فتندموا، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم
وارحموا ضعفاءكم واطلبوا من الله الرحمة بالرحمة فيهم.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
من استحسن قبيحا كان شريكا فيه.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)

431
ومن كلامه (ع)
موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل، وحياته بالبر أكثر من
حياته بالعمر.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري) نقلا عن كتاب الجنابذي.
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل كلمة
أكثر في الموضعين: أكبر.
ومن كلامه (ع)
العامل بالظلم والمعين عليه والراضي شركاء.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
لو سكت الجاهل ما اختلف الناس.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
لا زال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى أن يبلغ ثماني عشرة سنة، فإذا

432
بلغها غلب عليه أكثرها فيه وما أنعم الله على عبد نعمة فعلم أنها من الله إلا كتب الله
على اسمه شكرها له قبل أن يحمده، ولا أذنب العبد ذنبا فعلم أن الله يطلع عليه
إن شاء عذبه وإن شاء غفر له إلا غفر له قبل أن يستغفر.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
من أخطأ وجوه المطالب خذلته وجوه الحيل والطامع في وثاق الطل، ومن
طلب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبورا.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221) لكنه أسقط كلمة وجوه وذكر بدل كلمة
الطل: الذل.
ومن كلامه (ع)
لا تفسد الظن على صديق قد أصلحك اليقين له، ومن وعظ أخاه سرا فقد زانه
ومن وعظه علانية فقد شانه.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
القصد إلى الله بالقلوب أبلغ من إثبات الجوارح بالأعمال.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 254 ط الغري)

433
ومن كلامه (ع)
لقيس بن سعد حين قدم من مصر: يا قيس إن للمحن أخريات لا بد أن
ينتهى إليها فيجب على العاقل أن ينام لها إلى إدبارها فإن مكابدتها بالحيلة عند
إقبالها زيادة فيها.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل
قيس: بشر.
ومن كلامه (ع)
مقتل الرجل بين فكيه والرأي مع الإناءة، وبئس الظهر وبئس الظهير الرأي
القصير الرأي الفطير.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)، لكنه ذكر بدل
كلمة فكيه: كفيه، على ذكر الرأي الفطير.
ومن كلامه (ع)
العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى والصبر زينة البلاء والتواضع
زينة الحسب والفصاحة زينة الكلام والحفظ زينة الرواية وخفض الجناح
زينة العلم وحسن الأدب زينة العقل وبسط الوجه زينة الكرم وترك المن
زينة المعروف والخشوع زينة الصلاة والتنفل زينة القناعة وترك ما لا يعني
زينة الورع.

434
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) لكنه ذكر بدل كلمة العقل: الورع، وأسقط قوله:
زينة الكرم إلى قوله: والتنفل.
ومن كلامه (ع)
لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد ثم اتقى الله تعالى لجعل منها
مخرجا.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري)
وفي (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر)
ومن كلامه (ع)
يوم العدل على الظالم أشد من يوم الجور على المظلوم.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري).
ومن كلامه (ع)
من أمل إنسانا هابه، ومن جهل شيئا عابه، والفرصة خلسة، ومن كثر همه
سقم جسده، وعنوان صحيفة المسلم حسن خلقه.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري)
ورواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر)، لكنه ذكر بدل
كلمة جسده: جسمه.

435
ومن كلامه (ع)
أربع خصال تعين المرء على العمل: الصحة والغنى والعلم والتوفيق.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري).
ومن كلامه (ع)
من أمل فاجرا كان أدنى عقوبته الحرمان.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري).
وفي (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
كيف يضيع من الله كافله وكيف ينجو من الله طالبه.
رواه في (الفصول المهمة) نقلا عن تذكرة ابن حمدون.
ومن كلامه (ع)
إن لله عبادا يخصهم بدوام النعم فلا تزال فيهم ما بذلوا لها فإذا منعوها نزعها
عنهم وحولها إلى غيرهم.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر) لكنه ذكر بدل قوله
ما بذلوا لها: ما بذلوها، وبدل كلمة فإذا: فإن.

436
ومن كلامه (ع)
كفر النعمة داعية المقت، ومن جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر مما أخذ
منك.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 257 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه لأن لهم أجرهم
وفخره وذكره، فما اصطنع الرجل من معروف فإنما يبدأ فيه بنفسه.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
عنوان صحيفة السعيد حسن الثناء عليه.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 220 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
الصبر على المصيبة مصيبة للشامت.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر).

437
ومن كلامه (ع)
ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله تعالى: كثرة الاستغفار، ولين الجانب،
وكثرة الصدقة. وثلاث من كن فيه لم يندم: ترك العجلة، والمشورة، والتوكل
على الله عند العزم.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221 ط العثمانية بمصر).
ومن كلامه (ع)
ثلاث خصال تجلب بهن المروة: الانصاف في المعاشرة، والمواساة في الشدة
والانطواء على قلب سليم.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 256 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221) لكنه ذكر بدل كلمة المروة: المودة.
ومن كلامه (ع)
من انقطع إلى غير الله وكله الله إليه، ومن عمل على غير علم أفسد أكثر
مما يصلح.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 254 ط الغري).
ومن كلامه (ع)
أنه من وثق بالله أراه السرور ومن توكل على الله كفاه الله الأمور، والثقة
بالله حصن لا يتحصن فيه إلا المؤمن، والتوكل على الله نجاة من كل سوء وحرز

438
من كل عدو، والدين عز، والعلم كنز، والصمت نور، وغاية الزهد الورع،
ولا هدم للدين مثل البدع، ولا أفسد للرجال من الطمع، وبالراعي تصلح الرعية،
وبالدعاء تصرف البلية، ومن ركب مركب العمر اهتدى إلى مضمار النصر، ومن شتم
أجيب، ومن غرس أشجار التقى اجتنى أثمار المنى.
رواه في (الفصول المهمة) (ص 255 ط الغري).
ورواه في (نور الأبصار) (ص 221) لكنه ذكر بدل قوله أنه من وثق بالله
إلى قوله من كل سوء: ومن وثق بالله وتوكل على الله نجاه الله من كل سوء.
ومن كلامه (ع)
كيف يضيع من الله كافله، وكيف ينجو من الله طالبه، ومن انقطع إلى غير
الله وكله الله إليه، ومن عمل على غير علم أفسد أكثر مما يصلح.
وقال فيما رواه غيره في جواب رجل قال له أوصني بوصية جامعة مختصرة فقال
له: صن نفسك عن عار العاجلة ونار الأجلة، رواه في (وسيلة المآل) نقلا عن (تذكرة
ابن حمدون).

439
الإمام العاشر
علي بن محمد الهادي عليه السلام

441
تاريخ ميلاده وشهادته (ع) بسم المتوكل
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 12 ط 57
ط القاهرة) قال:
أخبرني الأزهري أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: وفي هذه
السنة - يعني سنة أربع وخمسين ومأتين - توفي علي بن محمد بن علي بن موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسر من رأى في داره التي
ابتاعها من دليل بن يعقوب النصراني. أخبرني التنوخي أخبرني الحسن بن
الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع، حدثنا حرب بن محمد، حدثنا
الحسين بن محمد العمى البصري. وحدثنا أبو سعيد الأزدي سهل بن زياد. قال:
ولد أبو الحسن العسكري - علي بن محمد - (1) في رجب سنة مأتين وأربع عشرة من
الهجرة، وقضى في يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة سنة مأتين وأربع
وخمسين من الهجرة.



(1) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 264
ط الغري)
قال بعض أهل العلم: فضل أبي الحسن علي بن محمد الهادي قد ضرب على الحرة قبابه
ومد على نجوم السماء أطنابه، فما تعد منقبة إلا وإليه نحيلتها، ولا تذكر كريمة إلا وله
فضيلتها، ولا تورد محمدة إلا وله تفضيلها وجملتها، ولا تستعظم حالة سنية إلا وتظهر عليه
أدلتها، استحق بذلك بما في جوهر نفسه من كرم تفرد بخصائصه ومجد حكم فيه على طبعه
الكريم بحفظه من الشرب حفظ الراعي لقلايصته، فكانت نفسه مهذبة وأخلاقه مستعذبة وسيرته
عادلة وخلاله فاضلة وميازه إلى العفاة واصله وزموع المعروف بوجود وجوده عامرة آهلة
جرى من الوقار والسكون والطمأنينة والعفة والنزاهة والخمول في النباهة على وتيرة
نبوية وشنشنة علوية ونفس زكية وهمة علية لا يقاربها أحد من الأنام ولا يدانيها، وطريقة
حسنة لا يشاركه فيها خلق ولا يطمع فيها.
442
ومنهم العلامة الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 312 ط الغري)
قال:
وهو الإمام بعد الجواد، مولده بصريا من المدينة للنصف من ذي الحجة سنة
اثنتي عشرة ومأتين، وتوفي بسر من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومأتين
وله يومئذ إحدى وأربعون سنة ودفن في داره بسر من رأى، وخلف من الولد
أبا محمد العسكري.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة في (مطالب السؤول) (ص 88 ط طهران).
أما مولده (أي علي بن محمد الهادي) ففي رجب من سنة مأتين وأربع عشرة
سنة للهجرة، وأما نسبه فأبو أبو جعفر محمد القانع بن علي الرضا بن موسى.
وأما عمره فإنه مات في جمادى الآخرة لخمس ليال بقين منه من سنة أربع
وخمسين ومأتين للهجرة فيكون عمره أربعين سنة غير أيام، كان مقامه مع أبيه
ست سنين وخمسة أشهر.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 259
ط الغري). قال:
قال ابن الخشاب في كتابه مواليد أهل البيت (ع)
: ولد أبو الحسن علي
العسكري في رجب سنة أربع عشر ومائتين من الهجرة، وأما نسبه فهو علي الهادي
ابن محمد الجواد، بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن
علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) إلى أن قال: وأما كنيته
فأبو الحسن لا غير، وأما ألقابه فالهادي والمتوكل والناصح والمتقي والمرتضى والفقيه

443
والأمين والطيب، وأشهرها الهادي.
وفي (ص 265).
قبض أبو الحسن علي الهادي (ع) المعروف بالعسكري ابن محمد الجواد
بسر من رأى في يوم الاثنين الخامس والعشرين من جمادى الآخر سنة أربع وخمسين
ومائتين ودفن في داره بسر من رأى وله يومئذ من العمر أربعون سنة وكان المتوكل
قد أشخصه من المدينة النبوية إلى سر من رأى مع يحيى بن هرثمة بن أعين في
سنة ثلاث وأربعين ومائتين كما قدمنا بها حتى مضى لسبيله إحدى عشر سنة
وكانت مدة إمامته ثلاث وثلاثين سنة.
ومنهم العلامة محب الدين أمين بن فضل الله الحموي الحنفي
المتوفى سنة 1111 في (جنى الجنتين في تمييز نوعي المثنين) (ص 78
ط مكتبة القدسي بدمشق) قال:
وكان مولدهما (أي العسكريين) بالمدينة ونقلا إلى عسكر المعتصم
سامرا، فنسبا إليه، فأما علي فإنه أقام بسامراء عشرين سنة ثم مات في رجب
سنة أربع وخمسين ومأتين.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 375 ط الغري)
قال:
وتوفي علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا في جمادى الآخرة سنة أربع
وخمسين ومائتين بسر من رأى ومولده في رجب سنة أربع عشر ومائتين وكان
سنه يوم مات أربعين سنة وكانت وفاته في أيام المعتز بالله ودفن بسر من رأى أنه
مات مسموما.
ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) (ص 124
ط عبد اللطيف بمصر) قال:

444
وتوفي رضي الله عنه بسر من رأى في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين
ومأتين ودفن بداره، وعمر أربعون، وكان المتوكل أشخصه من المدينة إليها
سنة ثلاث وأربعين، فأقام بها إلى أن قضى عن أربعة ذكور وأنثى أجلهم.
ومنهم العلامة المعاصر السيد محمد عبد الغفار الهاشمي الحنفي
في (أئمة الهدى) (ص 136 ط القاهرة) قال:
فلما زاعت شهرته (أي الهادي (ع)) استدعاه الملك المتوكل من المدينة
المنورة حيث خاف على ملكه وزوال دولته إليه بماله من علم كثير، وعمل صالح
وسداد رأي، وقول حق وأسكنه بدار ملكه بالعراق في عاصمة (سامراء) وأخيرا
دس له السم وتوفي منه يوم الاثنين في 25 من جمادى الآخرة سنة 254 وكان
عمره إذ ذاك الوقت 40 سنة ومدة إمامته 30 سنة ودفن بداره في (سامراء) التي
هي خربة الآن إلا من فئة قليلة من العرب وعلى مرقده قبة جميلة رضي الله عنه
وعليه السلام.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 224 ط العثمانية بمصر)
ذكر ما تقدم ثانيا عن (الفصول المهمة) إلى قوله وكان المتوكل ثم قال:
ودفن في داره بسر من رأى يقال أنه مات مسموما والله أعلم.
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 83)
قال:
وكانت ولادته (أي على الهادي) يوم الأحد الثالث عشر رجب وقيل: يوم عرفة
سنة أربع، وقيل: ثلاثة عشرة ومأتين، ولما كثرت السعاية في حقه عند المتوكل
أخرجه من المدينة، وكان مولده بها وأقره بسر من رأى وهي مدينة بناها
المعتصم، وقد تقدم ذكرها، فأقام بها الإمام علي الهادي عشرين سنة وسبعة أشهر،
وتوفي بها يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة، وقيل: لأربع بقين، وقيل:

445
في رابعها، وقيل: في ثالث رجب سنة أربع وخمسين ومأتين، ودفن في داره والله
أعلم بغيبه وأحكم، وأما فضائل الإمام علي الهادي عليه وعلى آبائه السلام، فليس
لها حد ومعجزاته لا يحصرها العد.
النص على إمامته عن أبيه محمد بن علي (ع)
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 259
ط الغري)
روي عن إسماعيل بن مهران قال: لما خرج أبو جعفر محمد الجواد من
المدينة إلى بغداد بطلبة المعتصم قلت له عند خروجه: جعلت فداك إني أخاف
عليك من هذا الوجه فإلى من الأمر بعدك؟ فبكى حتى بل لحيته ثم التفت إلي
فقال: الأمر من بعدي ولدي علي.
فضله وسماحته (ع)
ومما يشهد لذلك ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 260
ط الغري) قال:
فمن ذلك أن أبا الحسن كان قد خرج يوم من سر من رأى إلى قرية له
لمهم عرض له فجاء رجل من بعض الأعراب يطلبه في داره فلم يجده وقيل له:
إنه ذهب إلى الموضع الفلاني فقصده إلى موضعه فلما وصل إليه قال له: ما حاجتك؟
فقال له: أنا رجل من أعراب الكوفة المستمسكين بولاء جدك أمير المؤمنين علي

446
ابن أبي طالب (ع) وقد ركبتني ديون فادحة أثقل ظهري حملها ولم أر من أقصده
لقضائها سواك فقال له أبو الحسن: كم دينك؟ فقال: نحو العشرة آلاف درهم فقال:
طب نفسا وقر عينا يقضى دينك إنشاء الله تعالى، ثم أنزله فلما أصبح قال له:
يا أخا العرب أريد منك حاجة لا تعصاني فيها ولا تخالفني والله الله فيما آمرك به
وحاجتك تقضى إنشاء الله تعالى فقال الأعرابي: لا أخالفك في شئ مما تأمرني به
فأخذ أبو الحسن ورقة وكتب فيها بخطه دينا عليه للأعرابي المذكور وقال: خذ
هذا الخط معك فإذا حضرت سر من رأى فتراني أجلس مجلسا عاما فإذا حضر
الناس واحتفل المجلس فتعال إلي بالخط وطالبني وأغلظ علي في القول ولا عليك
والله الله أن تخالفني في شئ مما أوصيك به، فلما وصل أبو الحسن إلى سر من رأى
جلس مجلسا عاما وحضر عنده جماعة من وجوه بالناس وأصحاب لخليفة المتوكل
وأعيان البلد وغيرهم، فجاء ذلك الأعرابي وأخرج الخط وطالبه بالمبلغ المذكور
وأغلظ عليه في الكلام فجعل أبو الحسن يعتذر إليه ويطيب نفسه بالقول ويعده بالخلاص
عن قريب وكذلك الحاضرون وطلب منه المهلة ثلاثة أيام، فلما انفك المجلس
نقل ذلك الكلام إلى الخليفة المتوكل فأمر لأبي الحسن على الفور بثلاثين ألف
درهم، فلما حملت إليه تركها إلى أن جاء الأعرابي فقال له: خذ هذا المال فاقض
منه دينك واستعن بالباقي على وقتك والقيام على عائلتك فقال الأعرابي فقال له: يا ابن
رسول الله والله في العشرة آلاف بلوغ مطلبي ونهاية إربي وكفاية لي فقال أبو الحسن:
والله لتأخذن ذلك جميعه وهو رزقك الذي ساقه الله إليك ولو كان أكثر من
ذلك ما نقصناه، فأخذ الأعرابي الثلاثين ألف درهم وانصرف وهو ويقول: الله أعلم
حيث يجعل رسالته.
منهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 654 في
(مطالب السؤول) (ص 88 ط تهران).

447
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) بتلخيص يسير لا يضر
بالمعنى غير أنه بدل ذكر قوله: كتب فيها بخطه دينا عليه الأعرابي: فكتب
له الأعرابي مالا عينه فيها يرجح على دينه.
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3
ص 13 ط العرفان).
روي الحديث ملخصا مع التحفظ بذكر أصل الواقعة.
ومنهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 123 ط البابي بحلب).
روي الحديث ملخصا مع التحفظ بذكر أصل الواقعة.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 401
ط لكهنو).
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
زهده وعبادته عليه السلام
رواه القوم:
منهم العلامة خواجة پارساي البخاري في (فصل الخطاب) على
ما في الينابيع ص 386 ط اسلامبول) قال:
وكان أبو الحسن علي الهادي عابدا فقيها إماما قيل للمتوكل إن في منزله
أسلحة يطلب الخلافة، فوجه إليه رجالا هجموا عليه فدخلوا داره فوجدوه في بيته
وعليه مدرعة من شعر على رأسه الشريف ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة
وليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى وهو يترنم بآيات من
القرآن في الوعد والوعيد، فحملوه إليه على ألبسته المذكورة فلما رآه عظمه

448
أجلسه إلى جنبه فكلمه فبكى المتوكل بكاء طويلا ثم قال: يا أبا الحسن
عليك دين؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار فأمر المتوكل بدفعها إليه ثم رده إلى
منزله مكرما.
جوابه (ع) عن مسألة عجز الفقهاء عنها
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 12 ص 56
ط السعادة بمصر) قال:
أخبرني الأزهري حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقري، حدثنا محمد
ابن يحيى النديم، حدثنا الحسين بن يحيى. قال: إعتل المتوكل في أول خلافته،
فقال: لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة، فلما برء جمع الفقهاء فسألهم عن
ذلك فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر فسأله فقال:
يتصدق بثلاث وثمانين دينارا فعجب قوم من ذلك، وتعصب قوم عليه، وقالوا تسئله
يا أمير المؤمنين من أين له هذا؟ فرد الرسول إليه فقال له: قل لأمير المؤمنين
في هذا الوفاء بالنذر، لأن الله تعالى قال (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة)
فروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقايع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين
موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل
الخير كان أنفع له، وأجر عليه في الدنيا والآخرة.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمان الصفوري البغدادي في (نزهة
المجالس) (ج 1 ص 226 ط القاهرة).
روي الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) لكنه ذكر ثمانين ولم يزد
عليه ثلاثا.

449
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 374 ط الغري).
روي الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد) ملخصا ثم قال: فعجب المتوكل
والفقهاء من هذا الجواب.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة)
(ص 400 ط لكهنو).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (تاريخ بغداد).
جوابه (ع) عن مسألة يحيى ابن أكثم
بعد عجز الفقهاء عنها
رواه القوم:
منهم الحافظ أبو بكر البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 12 ص 56 ط
السعادة بمصر) قال:
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقري
النقاش، حدثنا الحسين بن حماد المقري - بقزوين - حدثنا الحسين بن مروان
الأنباري، حدثني محمد بن يحيى المعاذي قال: قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق
- والفقهاء بحضرته - من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعايى القوم عن الجواب، فقال الواثق:
أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن
محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فأحضر فقال: يا أبا الحسن من حلق
رأس آدم؟ فقال سئلتك (بالله) يا أمير المؤمنين إلا أعفيتني، قل: أقسمت عليك
لتقولن قال: أما إذ أبيت فإن أبي حدثني عن جدي، عن أبيه، عن جده. قال:
قال رسول الله (ص): (أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة، فهبط بها فمسح
بها رأس آدم فتناثر الشعر منه، فحيث بلغ نورها صار حراما).

450
إخباره عن المغيبات
رواه القوم:
منهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 153 ط مصر) قال:
عن الأسباطي قال: قدمت على أبي الحسن علي بن محمد المدينة الشريفة من
العراق فقال لي ما خبر الواثق عندك؟ فقلت: خلفته في عافية وأنا من أقرب الناس به
عهدا وهذا مقدمي من عنده وتركته صحيحا فقال: إن الناس يقولون إنه قد مات
فلما قال لي: إن الناس يقولون إنه قد مات فهمت أنه يعني نفسه فسكت ثم
قال: ما فعل ابن الزيات؟ قلت: الناس معه والأمر أمره فقال: أما إنه شؤم
عليه ثم قال: لا بد أن تجري مقادير الله وأحكامه يا جيران مات الواثق وجلس
جعفر المتوكل وقتل ابن الزيات فقلت: متى؟ قال: بعد مخرجك بستة أيام فما
كان إلا أيام قلائل حتى جاء قاصد المتوكل إلى المدينة فكان كما قال.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 261
ط الغري).
روى الحديث عن الوشاء، عن جبران الأسباطي بعين ما تقدم عن (نور الأبصار)
وذكر جبران بالباء الموحدة.
ومن كراماته (ع)
رواها القوم:
منهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي المتوفى سنة 1293 في
كتابه (ينابيع المودة) (ج 3 ص 14 ط مطبعة العرفان ببيروت) قال:
ونقل المسعودي أن المتوكل أمر بثلاثة من السباع فجئ بها في صحن

451
قصره ثم دعا الإمام علي النقي فلما دخل أغلق باب القصر فدارت السباع حوله
وخضعت له وهو يمسحها بكمه ثم صعد إلى المتوكل وتحدث معه ساعة ثم
نزل ففعلت السباع معه كفعلها الأول حتى خرج فاتبعه المتوكل بجائزة عظيمة
فقيل للمتوكل إن ابن عمك يفعل بالسباع ما رأيت فافعل بها ما فعل ابن عمك
قال: أنتم تريدون قتلي ثم أمرهم أن لا يفشوا ذلك توفي في سر من رأى في
جمادى الأخيرة سنة أربع وخمسين ومأتين.
صبره (ع) على إيذاء المتوكل
ومما يشهد لذلك ما رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة)
(ص 263 ط الغري) قال:
وعن علي بن إبراهيم الطايفي قال: مرض المتوكل من خراج خرج بحلقه
فأشرف على الهلاك ولم يحسن أحد أن يمسه بحديد فنذرت أم المتوكل
لأبي الحسن علي بن محمد إن عوفي ولده من هذه العلة لتعطينه مالا جليلا من
مالها، فقال الفتح بن خاقان للمتوكل: لو بعثت إلى هذا الرجل يعني أبا الحسن
فسألته فربما كان على يده فرج لك فقال: ابعثوا إليه فمضى إليه رسول المتوكل
فقال: خذوا كسب الغنم وديفوه بماء الورد وضعوه على الجراح ينفتح من ليلته
بأهون ما يكون ويكون في ذلك شفائه إنشاء الله تعالى، فلما عاد الرسول وأخبرهم
بمقالته جعل من يحضر المتوكل من خواصه يهزء من هذا الكلام فقال الفتح:
وما يضر تجربة ذلك فإني والله لأرجو به الصلاح فعملوه ووضعوه على الجراح
فانفتح من ليلته وخرج كلما فيه فشفي المتوكل من الألم الذي كان يجده
فأخذت أم المتوكل عشرة آلاف دينار من مالها ووضعتها في كيس وختمت عليه
وبعثت به إلى أبي الحسن (ع) فأخذها وبعث إليه المتوكل بفضله كيسا فيه

452
خمسمأة دينار ثم بعد ذلك بمدة طويلة كبيرة سعى شخص يقال له البطحاني لعنه
الله بأبي الحسن (ع) إلى المتوكل وقال: عنده أموال وسلاح وعدد ولا آمن خروجه
عليك فتقدم المتوكل إلى سعيد الحاجب بأن يهجم عليه ليلا داره في جماعة
من الرجال الشجعان ويأخذ جميع ما يجده عنده من الأموال والسلاح ويحمله
إليه، قال إبراهيم بن محمد قال لي سعيد الحاجب: سرت إلى دار أبي الحسن ليلا بعد
أن هجع الناس في جماعة من الرجال الأنجاد ومعي الأعوان بالسلالم فصعدنا إلى
سطح داره وفتحنا الباب وهجمنا بالشموع والسرج والنيران وفتشنا الدار جميعا
أعلاها وأسفلها موضعا موضعا ومكانا مكانا فلم نجد فيها شيئا ما سعى به عليه
غير كيسين أحدهما كبير ملآن مختوم والآخر صغير فيه فضلة وسيف واحد في
جفير خلق معلق ووجدنا أبا الحسن قائما يصلي على حصير وعليه جبة صوف
وقلنسوة ولم يرتع لشئ مما نحن فيه ولا اكترث فأخذت الكيسين والسيف وسرت
إلى المتوكل فدخلت عليه وقلت: هذا الذي وجدنا من المال والسلاح وأخبرته
بما فعلت وبما رأيت من أبي الحسن فوجد على الكيس الملآن ختم أمه فطلبها
وسئلها عنه فقالت: كنت نذرت في علتك إن عافاك الله منها لأعطين أبا الحسن
عشرة آلاف دينار من مالي فحملتها إليه في هذا الكيس وهذا ختمي عليها فأضاف
المتوكل خمسمأة دينار أخرى إلى الخمسمأة التي كانت في الكيس الصغير من قبل
وقال لسعيد الحاجب: أردد الكيسين والسيف واعتذر لنا فيه مما كان منا إليه
قال سعيد: فرددت ذلك إليه وقلت له: أمير المؤمنين يعتذر إليك مما جرى منه وقد
زادك خمسمأة دينار على الخمسمأة دينار التي كانت في الكيس من قبل وأشتهي منك
يا سيدي أن تجعلني أنا الآخر في حل فإني عبد مأمور ولا أقدر على مخالفة
أمير المؤمنين فقال لي يا سعيد: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) -.
وما رواه العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة) (ص 405
ط لكهنو).

453
روي الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
وما رواه العلامة ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 374 ط الغري) قال:
وذكر أبو الحسن المسعودي في كتاب مروج الذهب قال: نم إلى المتوكل
بعلي بن محمد إن في منزله كتبا وسلاحا من شيعته من أهل قم وأنه عازم على الوثوب
بالدولة فبعث إليه جماعة من الأتراك فهجموا داره ليلا فلم يجدوا شيئا ووجدوه في
بيت مغلق وعليه مدرعة من صوف وهو جالس على الرمل والحصى وهو متوجه إلى الله
تعالى يتلو آيا من القرآن فحمل على حاله تلك إلى المتوكل، وقالوا للمتوكل لم نجد
في بيته شيئا ووجدناه يقرء القرآن مستقبل القبلة، وكان المتوكل جالسا في مجلس
الشراب فأدخل عليه والكأس في يد المتوكل فلما رآه هابه وعظمه وأجلسه
إلى جانبه وناوله الكأس التي كانت في يده فقال: ما خامر لحمي ودمي قط فاعفني
فأعفاه فقال له: أنشدني شعرا فقال علي أنا قليل الرواية للشعر فقال لا بد فأنشد
علي (ع):
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عز من معاقلهم * وأسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد دفنهم * أين الأساور والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل
فأصبح القبر عنهم حين سائله * تلك الوجوه عليها الدود تنتقل
قد طال ما أكلوا دهرا وما شربوا * فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا
فبكى المتوكل حتى بلت لحيته دموع عينه وبكى الحاضرون ودفع إلى علي
أربعة آلاف درهم ثم رده إلى منزله مكرما.
وما رواه العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 82)
روى القصة المذكورة بمعنى ما تقدم عن (التذكرة) مع تغيير في بعض ألفاظ

454
الأبيات بما لا يضر بالمعنى.
وما رواه العلامة المولوي محمد مبين الهندي في (وسيلة النجاة)
(ص 402 ط لكهنو)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (مروج الذهب).
ومن كلامه (ع)
من اتقى الله يتقى، ومن أطاع الله يطاع.
ومن كلامه (ع) أيضا
من أطاع الله لم يبال بسخط المخلوق.
رواهما العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 213 نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق).

455
الإمام الحادي عشر
الحسن بن علي العسكري عليه السلام

457
تاريخ ميلاده وشهادته (ع)
ذكره جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) (ج 7 ص 366 ط السعادة
بمصر) قال:
وكان مولده (أي الحسن العسكري) على ما أخبرني علي بن أبي علي، حدثنا
الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع، حدثنا حرب بن
محمد، حدثنا الحسن بن محمد العمي البصري، حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الأزدي
قال: ولد أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى في سنة إحدى وثلاثين
ومأتين، وتوفي في يوم الجمعة قال بعض الرواة: في يوم الأربعاء لثمان خلون من
ربيع الأول سنة مأتين وستين.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في (مطالب السؤول) (ص 88
ط تهران) قال:
مولده سنة إحدى وثلاثين ومأتين للهجرة، وأما نسبه فأبوه أبو الحسن علي
المتوكل بن محمد القانع (أي علي بن محمد الجواد (ع)).
ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق المحرقة) ص 124
ط عبد اللطيف بمصر) قال:
أبو محمد الحسن الخالص وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري ولد سنة اثنتين
وثلاثين ومأتين.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 266
ط الغري). قال:
ولد أبو محمد الحسن بالمدينة لثمان خلون من ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين

458
ومائتين للهجرة، أما نسبه أبا وأما فهو الحسن الخالص ابن علي الهادي ابن محمد الجواد
ابن علي الرضا بن موسى جعفر بن محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي
ابن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين.
ومنهم العلامة الشهير أبو سيعد عبد الكريم بن محمد السمعاني
النيسابوري الشافعي المتوفى سنة 562 في (الأنساب) (ص 785 ط ليدن)
قال:
فمن عسكر سامرا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر
ابن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العسكري العلوي كان يسكن سامرا.
وكانت ولادته في سنة 231 ووفاته في شهر ربيع الأول سنة ستين ومأتين بسر من -
رأى ودفن بجنب أبيه.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في (التذكرة) (ص 376 ط الغري)
قال:
الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا بن جعفر بن محمد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب وأمه أم ولد اسمها سوسن وكنيته أبو محمد ويقال له
العسكري أيضا ولد سنة إحدى وثلاثين ومأتين بسر من رأى وتوفي بها سنة ستين
ومأتين في خلافة المعتمد على الله وكان سنة تسعا وعشرين سنة.
ومنهم العلامة الگنجي الشافعي في (كفاية الطالب) (ص 312 ط الغري)
قال:
وهو الإمام بعد الهادي، مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر سنة اثنين
وثلاثين ومأتين وقبض يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين
ومأتين له يومئذ ثمان وعشرون سنة ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي
دفن فيه أبوه، وخلف ابنه وهو الإمام المنتظر.

459
ومنهم العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 120).
ترجمة أبي محمد (ع) الإمام الحسن العسكري بن علي الهادي بن محمد الجواد
ابن علي الرضا بن موسى الكاظم - وبقية نسبه أشهر من القمر، ليلة أربعة عشر
يعرف هو أبوه بالعسكري لأن المعتصم لما بنى مدينة سر من رأى انتقل إليها
بعسكره، فقيل لها: العسكرية، فنسب إلى الحسن وأبوه وكانت ولادة الحسن
العسكري يوم الخميس في بعض شهور وإحدى وثلاثين ومأتين، وقيل سادس ربيع الأول،
وقيل ربيع الآخر سنة اثنتين وثلاثين ومأتين، وتوفي يوم الجمعة، وقيل: الأربعاء لثمان
خلون من شهر ربيع الأول، وقيل: جمادى الأولى سنة ستين ومأتين بسر من -
رأى، ودفن بجنب قبر أبيه، وأما فضائل الإمام، فلا يحصرها الألسن.
ومنهم العلامة عبد الغفار الهاشمي في (أئمة الهدى) (ص 138 ط مصر)
توفي (أي الحسن العسكري (ع)) في يوم الجمعة في ثمان من شهر ربيع الأول
سنة 260 وقد كان عمره في ذلك الوقت 28 سنة ومدة إمامته 6 سنوات ودفن في قبر
أبيه.
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3 ص 113 ط العرفان
ببيروت).
نقل عن (الصواعق) ما تقدم عنه بلا واسطة.
ومنهم العلامة محب الدين محمد أمين الحموي الدمشقي المتوفى
سنة 1111 في (جنى الجنتين) (ص 78 ط دمشق) قال:
أما الحسن فإنه مات بسامرا أيضا في سنة ستين ومأتين ودفنا (أي مع أبيه)
بسامرا وقبراهما ومشهد المنتظر بسامراء معروفة تزار.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 224 ط العثمانية بمصر)
ذكر في ميلاده ما تقدم عن (الفصول المهمة) وقال في (ص 227) وكانت وفاة

460
أبي محمد الحسن بن علي يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين
ومأتين وخلف ابنه محمدا (1).



(1) قال العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 272
ط الغري)
مناقب سيدنا أبي محمد الحسن العسكري دالة على أنه السري ابن السري، فلا يشك في
إمامته أحد ولا يمتري، واعلم أنه يبعث مكرمة فسواه بايعها وهو المشتري، واحد زمانه من غير
مدافع ويسبح وحده من غير منازع وسيد أهل عصره إمام أهل دهره، أقواله سديدة وأفعاله
حميدة وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة، وإن انتظموا عقدا كان مكان
الواسطة الفريدة فارس العلوم الذي لا يجارى ومبين غوامضها فلا يحاول ولا يمارى، كاشف
الحقايق بنظره الصائب مظهر الدقائق بفكره الثاقب في سره بالأمور الخفيات
الكريم الأصل والنفس والذات، تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جناته بمحمد صلى الله عليه
وآله آمين.
وفي (ص 266 ط الغري).
قال صاحب الارشاد: الإمام القائم بعد أبي الحسن علي بن محمد ابنه أبو محمد الحسن
لاجتماع خلال الفضل فيه وتقدمه على كافة أهل عصره فيما يوجب له الإمامة ويقضي له بالمرتبة
من العلم والورع والزهد وكمال العقل وكثرة الأعمال المقربة إلى الله تعالى، ثم لنص أبيه
عليه وإشارته الخلافة إليه.
وقال العلامة محمد بن طلحة في (مطالب السؤول) (ص 88 ط طهران)
في شأنه عليه السلام: إعلم أن المنقبة العلياء والمزية الكبرى التي خصه الله بها
وقلده فريدها ومنحه تقليدها وجعلها صفة دائمة لا يبلى الدهر جديدها ولا تنسى الألسنة
تلاوتها وترديدها، إن المهدي محمدا نسله المخلوق منه ولده المنتسب إليه بضعته المنفصلة
عنه.
وقال العلامة السيد عباس المكي في (نزهة الجليس) (ج 2 ص 121)
قد ذكر بعض فضائله ابن الحر الشيخ محمد بن الحسن في أرجوزة طويلة منها قوله:
قتله بسمه المعتمد * بقوة يرق منها الجلمد)
وعمره تسع وعشرون وقد * قيل: ثمان بعد عشرين فقد
وعاش من بعد أبيه خمسا * وقيل: ستا ثم حل الرمسا
ودفنه عند أبيه ظاهر * لقبره الأشرف نور زاهر
ولده المهدي صلى الله * عليهما وقيل: وسواه
نص عليه والد وجد * وعلمه وفضله والمجد
آياته والمعجزات جمة * نقلها الرواة والأئمة
أخبر بالحوادث العظام * قبل وقوع حادث الأيام
وكم أجاب سائلا وما سئل * وكم أجاز سائلا وما سئل
ذلت له الدواب والصعاب * ومجده الأشرف لا يعاب
علومه كثيرة غزيرة * كعلمه بالألسن الكثيرة
أخبر بالقتل وبالممات * لجملة من طالبي الآيات
ذلت له الأعداء والسباع * وغيرت لأجله الطباع
كم استجاب الله من دعاء * له وأردى أكبر الأعداء
أخبر أقواما بما قد أضمروا * ولم يكونوا نطقوا وأظهروا
دعى لأعمى، فشفاه الله * وكم شفى الأمراض إذ دعاه
واستخرج اللؤلؤ من بحر السما * وغاص في الأرض وفضله سما
وفي حديث الراهب النصراني * معجزة من أوضح البرهان
إذ كان في الحبس فصار جدب * وكان سؤل المسمين الخصب
فخرجوا يدعون للاستسقا * ثلاثة والأرض ليست تسقى
فخرج الراهب والنصارى * يستمطرون الصيب المدرارا
فجاءهم غيث غزير هاطل * وكلما دعوا أجاب الوابل
فافتتن الناس وراموا الردة * لما رأوا من فرج وشدة
فطلبوا الإمام حتى خرجا * ثم دعا الله فنال الغرجا
وعندما أراد يدعو الراهب * وقرب الغيث وفاز الطالب
أمر عبده الإمام فأخذ * من يده عظما فعند ما نبذ
انقشع الغيم وزال المطر * وزال عن دين الإله الخطر
قال الإمام إنه عظم نبي * فليس بما رأيتم بعجب
إذ كلما أظهر للسماء * أمطرت الغيث بلاء دعاء
وطبع الحصاة حتى انطبع * كأنه لما دعاها استمعت
كن ثلاث حصيات طبعا * فيهن كالآباء فأعجب واسمعا
وضرب الأرض وأخرج الذهب * فغنم السائل والفقر ذهب
ذلت له السباع إذ رموه * وخضعت والناس قد رأوه
كذلك الوحوش والأطيار * واشتهرت بذلك الأخبار
وكان يكتب الكتاب ومضى * إلى الصلاة عن كتاب معرضا
فمر في قرطاسه قلمه * يكتب الكتاب بل يختمه
بلا أصابع بإذن الله مع * حضور بعض من رآه واستمع
كلمه الذئب وذاك عجب * لكن قبوله علينا يجب
أنبع عين عسل ولبن * في داره فاعجب لفعل حسن
ومثل هذا ثابت في النقل * وليس بالمحال عند العقل
461
النص على إمامته (ع) من أبيه
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 266
ط الغري) قال:
وعن يحيى بن يسار العنبري قال: أوصى أبو الحسن علي بن محمد إلى ابنه
أبي محمد الحسن قبل موته أربعة أشهر وأشار إليه بالأمر من بعده وأشهدني على
ذلك وجماعة من الموالي.
نبذة من كراماته عليه السلام
إخباره عن وجود عظم نبي على يد
الراهب حين يدعو بالسقي فيستجاب له
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 269
ط الغري).
قال أبو هاشم: ثم لم تطل مدة أبي محمد الحسن في الحبس إلا أن قحط الناس
بسر من رأى قحطا شديدا فأمر الخليفة المعتمد على الله ابن المتوكل بخروج
الناس إلى الاستسقاء فخرجوا ثلاثة أيام يستسقون ويدعون فلم يسقوا، فخرج
الجاثليق في اليوم الرابع إلى الصحراء وخرج معه النصارى والرهبان وكان فيهم

464
راهب كلما مد يده إلى السماء ورفعها هطلت بالمطر ثم خرجوا في اليوم الثاني
وفعلوا كفعلهم أول يوم فهطلت السماء بالمطر وسقوا سقيا شديدا حتى استعفوا
فعجب الناس من ذلك وداخلهم الشك وصفا بعضهم إلى دين النصرانية فشق ذلك
على الخليفة، فأنفذ إلى صالح بن يوسف أن أخرج أبا محمد الحسن بن علي من السجن
وائتني به، فلما حضر أبو محمد الحسن عند الخليفة قال له: أدرك أمة محمد فيما لحق
بعضهم في هذه النازلة فقال أبو محمد: دعهم يخرجون غدا اليوم الثالث قال: قد استعفى
الناس من المطر واستكفوا فما فايدة خروجهم قال: لأزيل الشك عن الناس وما
وقعوا فيه من هذه الورطة التي أفسدوا فيها عقولا ضعيفة، فأمر الخليفة الجاثليق
والرهبان أن يخرجوا أيضا في اليوم الثالث على جاري عادتهم، وأن يخرجوا الناس
فخرج النصارى وخرج لهم أبو محمد الحسن ومعه خلق كثير فوقف النصارى على
جاري عادتهم يستسقون إلا ذلك الراهب مد يديه رافعا لهما إلى السماء ورفعت
النصارى والرهبان أيديهم على جاري عادتهم فغيمت السماء في الوقت ونزل المطر
فأمر أبو محمد الحسن القبض على يد الراهب وأخذ ما فيها فإذا بين أصابعه عظم آدمي
فأخذه أبو محمد الحسن ولفه في خرقة وقال استسق، فانكشف السحاب وانقشع الغيم
وطلعت الشمس فعجب الناس من ذلك وقال الخليفة: ما هذا يا أبا محمد؟ فقال:
عظم نبي من أنبياء الله عز وجل ظفر به هؤلاء من بعض قبور الأنبياء وما كشف
عظم نبي تحت السماء إلا هطلت بالمطر، واستحسنوا ذلك فامتحنوه فوجدوه كما
قال، فرجع أبو محمد الحسن إلى داره بسر من رأى وقد أزال عن الناس هذه الشبهة
وقد سر الخليفة والمسلمون بذلك وكلم أبو محمد الحسن الخليفة في أخراج أصحابه
الذين كانوا معه في السجن فأخرجهم وأطلقهم له وأقام أبو محمد الحسن بسر من رأى
بمنزله معظما مكرما مبجلا وصارت صلات الخليفة وأنعامه تصل إليه في منزله
إلى أن قضى، تغمده الله برحمته.

465
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 225 طبع العثمانية بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة السمهودي في (جواهر العقدين) (على ما في ينابيع المودة
ص 396 ط اسلامبول).
روى الحديث بتغيير يسير في بعض العبارات بما لا يضر بالمعنى.
ومنهم العلامة ابن حجر الهيتمي في (الصواعق) (ص 124 ط البابي
بحلب).
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (الفصول المهمة).
ومنهم العلامة القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3 ص 14 ط العرفان ببيروت).
روى الحديث نقلا عن (الصواعق) بعين ما تقدم عنه ورواه عن المسعودي بمعناه.
ومنهم العلامة المحدث الحافظ البدخشي في كتابه (مفتاح النجا)
(ص 189 مخطوط).
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (جواهر العقدين).
ومنهم العلامة السيد أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الحسيني الحضرمي
الشافعي شيخ شيخنا في الرواية في (رشفة الصادي) (ص 196 ط مصر).
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن (جواهر العقدين).

466
إخباره لرجل قد سأله أن يدعو له
بالغنى أنه صار غنيا في الحال
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 267
ط الغري) قال:
وعن محمد بن حمزة الدوري قال: كتبت على يدي أبي هاشم داود بن القاسم
وكان لي مواخيا، إلى أبي محمد الحسن أسأله أن يدعو الله لي بالغنى وكنت قد بلغت
وقلت ذات يدي وخفت الفضيحة، فخرج الجواب على يده: أبشر فقد أتاك الغنى
غنى الله تعالى مات ابن عمك يحيى بن حمزة وخلف مأة ألف درهم ولم يترك وراثا
سواك وهي واردة عليك بالاقتصاد وإياك والإسراف، فورد على المال والخبر
بموت ابن عمي كما قال عن أيام قلائل وزال عني الفقر فأديت حق الله تعالى
وبررت إخواني وتماسكت بعد ذلك وكنت مبذرا.
ومنهم العلامة أحمد بن يوسف القرماني في (أخبار الدول وآثار الأول)
(ص 117 ط بغداد)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة) بتلخيص.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 226 ط العثمانية بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).

467
إخباره أن سيولد له ولد
يملأ الأرض قسطا وعدلا
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 270
ط الغري) قال:
محمد علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه، عن عيسى بن الفتح قال: لما دخل
علينا أبو محمد الحسن السجن قال لي: يا عيسى لك من العمر خمس وستون سنة وشهر
ويومان قال: وكان معي كتاب فيه تاريخ ولادتي فنظرت فيه فكان كما قال ثم
قال لي: هل أرزقت ولدا فقلت: لا، قال: اللهم أرزقه ولدا يكون له عضدا فنعم
العضد الولد ثم أنشد:
من كان ذا عضد يدرك ظلامته * إن الذليل الذي ليس له عضد
فقلت له: يا سيدي وأنت لك ولد؟ فقال والله سيكون لي ولد يملأ الأرض
قسطا وعدلا وأما الآن فلا ثم أنشد متمثلا:
لعلك يوما أن تراني كأنما * بنى حوالي الأسود اللوابد
فإن تميما قبل أن تلد العصا * أقام زمانا وهو في الناس واحد (1)



(1) ومن حالاته في السجن:
ما رواه العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 268
ط الغري)
كان الحسن (أي العسكري) يصوم في السجن فإذا أفطر أكلنا معه من طعامه وكان
يحمله إليه غلامه في جونة مختومة.
468
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 226 ط العثمانية
بمصر).
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).



قال أبو هاشم: فكنت أصوم معه فلما كان ذات يوم ضعفت من الصوم فأمرت غلامي
فجائني بكعك فذهبت إلى مكان خال في الحبس فأكلت وشربت ثم عدت إلى مجلسي مع
الجماعة ولم يشعر بي أحد فلما رآني تبسم وقال: أفطرت فخجلت فقال: لا عليك يا أبا هاشم
إذا رأيت أنك قد ضعفت وأردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لا قوة فيه وقال عزمت عليك
أن تفطر ثلاثا فإن البنية إذا أنهكها الصوم لا تتقوى إلا بعد ثلاث.
469
إخباره عن دفن رجل مأتي دينار وقد
أقسم بأنه لا يملك شيئا وأنه يفقدها
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 268
ط الغري) قال:
وعن إسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس
قال: قعدت لأبي محمد الحسن على باب داره حتى خرج فقمت في وجهه وشكوت
إليه الحاجة والضرورة وأقسمت إني لا أملك الدرهم فما فوقه فقال: تقسم وقد
دفنت مأتي دينار وليس قولي هذا دفعا لك عن العطية اعطه يا غلام ما معك فأعطاني
الغلام مأة دينار فشكرت الله تعالى ووليت فقال: ما أخوفني أن تفقد مأتي دينار
أحوج ما تكون إليها، فذهبت إليها فافتقدتها فإذا هي في مكانها فنقلتها إلى موضع
آخر ودفنتها من حيث لا يطلع أحد ثم قعدت مدة طويلة فاضطررت إليها فجئت
أطلبها في مكانها فلم أجدها فجئت وشق ذلك علي فوجدت ابنا لي قد عرف مكانها
وأخذها وأبعدها ولم يحصل لي شئ فكان كما قال.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 226 ط العثمانية بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).

470
إخباره (ع) لأهل السجن أن فيهم رجلا قد دس
كتابا في ثيابه يريد إيصاله إلى الخليفة
رواه القوم:
منهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 268
ط الغري). قال:
حدث أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري قال: كنت في الحبس الذي بالجوشق
أنا والحسن بن محمد العتيقي ومحمد بن إبراهيم العمري وفلان وفلان خمسة ستة من
الشيعة إذ دخل علينا أبو محمد الحسن بن علي العسكري (ع) وأخوه جعفر فخففنا
بأبي محمد وكان المتولي لحبسه صالح بن الوصيف الحاجب وكان معنا في الحبس رجل
جمعي، فالتفت إلينا أبو محمد وقال لنا: سرا لولا أن هذا الرجل فيكم لأخبرتكم
متى يفرج عنكم وترى هذا الرجل فيكم قد كتب فيكم قصته إلى الخليفة يخبره
فيها بما تقولون فيه وهي مدسوسة معه في ثيابه يريد أن يوسع الحيلة في إيصالها إلى
الخليفة من حيث لا تعلمون فاحذروا شره، قال أبو هاشم فما تمالكنا أن تحاملنا
جميعا على الرجل ففتشناه فوجدنا القصة مدسوسة معه بين ثيابه وهو يذكرنا
فيها بكل سوء فأخذناها منه وحذرناه.
ومنهم العلامة الشبلنجي في (نور الأبصار) (ص 268 ط الغري).
روى الحديث عن أبي هاشم بعين ما تقدم عن (الفصول المهمة).

471
إخباره (ع) عن قتل المعتز قبل وقوعه بأيام
رواه القوم:
منهم العلامة المؤرخ الشيخ أحمد بن يوسف بن أحمد بن سنان
الدمشقي الشهير بالقرماني التوفي سنة 1019 في (أخبار الدول وآثار
الأول) (ص 117 طبع بغداد) قال:
عن الهيثم بن عدي قال: لما أمر المعتز بحمل أبي محمد الحسن إلى الكوفة
كتب إليه ما هذا الخبر الذي بلغنا فغمنا فكتب بعد ثلاث يأتيكم الفرج إنشاء
الله تعالى، فقتل المعتز في اليوم الثالث -.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 267
ط الغري).
روى الحديث عن أبي الهيثم بن عدي بعين ما تقدم عن (أخبار الدول وآثار
الأول).

472
كلامه (ع) لبهلول في أيام صباوته
ينبئ عن شدة خوفه من ربه
رواه القوم:
منهم العلامة ابن حجر في (الصواعق) (ص 124 ط البابي بحلب) قال:
ووقع لبهلول معه (أي الحسن بن علي (ع)) أنه رأي وهو صبي يبكي
والصبيان يلعبون، فظن أنه يتحسر على ما في أيدهم، فقال: أشتري لك ما تلعب
به، فقال: يا قليل العقل ما للعب خلقنا، فقال له: فلماذا خلقنا، قال: للعلم
والعبادة، فقال له: من أين لك ذلك، قال: من قول الله عز وجل، أفحسبتم أنما
خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون، ثم سأله أن يعظه، فوعظه بأبيات ثم
خر الحسن مغشيا عليه، فلما أفاق قال له: ما نزل بك وأنت صغير لا ذنب لك،
فقال: إليك عني يا بهلول إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار، فلا تتقد
إلا بالصغار وإني أخشى أن أكون من صغار حطب نار جهنم.
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في (وسيلة المآل) (ص 213 مخطوط)
روي الحديث نقلا عن (روض الرياحين) لليافعي بمعنى ما تقدم عن (الصواعق)
إلى آخر الآية ثم قال:
فقلت: يا بني أراك حكيما فعظني وأوجز فأنشأ يقول:
أرى الدنيا تجهز بانطلاق * مشمرة على قدم وساق
فلا الدنيا بباقية لحي * ولا حي على الدنيا بباق
كأن الموت والحدثان فيها * إلى نفس الفتى فرسا سباق
فيا مغرور بالدنيا رويدا * ومنها خذ لنفسك بالوثاق

473
حديث سلسلة الذهب عنه (ع)
رواه القوم:
منهم العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) (ص 188 مخطوط) قال:
وروي أيضا بإسناده عن الحافظ أبو محمد أحمد بن محمد البلاذري قال: حدثنا
الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى إمام عصره عند الإمامية بمكة قال:
حدثني أبي علي بن بن محمد المفتي قال: حدثني أبي محمد بن علي سيد المحجوب قال:
حدثني أبي علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي موسى بن جعفر المرتضى قال:
حدثني أبي جعفر بن محمد الصادق قال: حدثني أبي محمد بن علي الباقر قال:
حدثني أبي علي بن الحسين السجاد زين العابدين قال: حدثني أبي الحسين بن علي
سيد شباب أهل الجنة قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب سيد الأوصياء قال: حدثني
محمد بن عبد الله سيد الأنبياء قال: حدثني جبرئيل سيد الملائكة قال: قال الله
عزو جل سيد السادات: إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن أقر لي بالتوحيد دخل
حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.
(شهادته (ع) بسم المعتمد وما وقع)
(في سامراء من الارتجاج بسببها)
نذكر فيها كلام جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في (ينابيع المودة) (ج 3
ص 113 ط العرفان في بيروت) قال:
ويقال: إنه مات بسم ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة.

474
ومنهم العلامة المعاصر محمد بن عبد الغفار الهاشمي الحنفي في (أئمة الهدى)
(ص 138 ط القاهرة) قال:
وكثر أتباعه، وذاع صيته، واتجهت إليه الأنظار، ودس له المعتمد
العباسي سما فتوفي منه.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) (ص 270
ط الغري) قال:
عن الحسن بن محمد الأشعري، عن عبد الله بن خاقان قال: لقد ورد على
الخليفة المعتمد على الله أحمد بن المتوكل في وقت وفاة أبي محمد الحسن بن علي
العسكري ما تعجبنا منه ولا ظننا أن مثله يكون من مثله، وذلك أنه لما اعتل
أبو محمد ركب خمسة من دار الخليفة من خدام أمير المؤمنين وثقاته وخاصته كل
منهم نحرير فقه وأمرهم بلزوم دار أبي الحسن وتعرف خبره ومشاركهم له بحاله
وجميع ما يحدث له في مرضه وبعث إليه من خدام المتطببين بملازمته وبعث
الخليفة إلى القاضي بن بختيار أن يختار عشرة ممن يثق بهم وبدينهم وأمانتهم
يأمرهم إلى دار أبي محمد الحسن وبملازمته ليلا ونهارا، فلم يزالوا هناك إلى أن
توفي بعد أيام قلائل، ولما رفع خبر وفاته ارتجت سر من رأى وقامت ضجة
واحدة وعطلت الأسواق وغلقت أبواب الدكاكين وركب بنو هاشم والكتاب
والقواد والقضاة والمعدلون وسائر الناس إلى أن حضروا إلى جنازته فكانت سر من رأى
في ذلك شبيها بالقيامة، فلما فرغوا من تجهيزه بعث الخليفة إلى عيسى بن المتوكل
أخيه بالصلاة عليه، فلما وضعت الجنازة للصلاة دنى عيسى منه وكشف عن وجهه
وعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية وعلى القضاة والكتاب والمعدلين فقال:
هذا أبو محمد العسكري مات حتف أنفه على فراشه وحضره من خدام أمير المؤمنين
فلان وفلان ثم غطى وجهه وصلى عليه وأمر بحمله ودفنه، وكانت وفاة أبي محمد

475
الحسن بن علي بسر من رأى في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين
ومائتين للهجرة ودفن في البيت الذي دفن فيه أبوه بدارهما من سر من رأى وله
يومئذ من العمر ثمان وعشرون سنة وكانت مدة إمامته سنتين.
وفي (ص 272)
خلف أبو محمد الحسن من الولد ابنه الحجة القائم المنتظر لدولة الحق، وكان
قد أخفى مولده وستر أمره لصعوبة الوقت وخوف السلطان وتطلبه للشيعة وحبسهم
والقبض عليهم.
ومن كلامه (ع)
إن في الجنة بابا يقال له المعروف لا يدخل منه إلا أهل المعروف، فحمدت
الله في نفسي وفرحت بما أتكلف من حوائج الناس فنظر إلي وقال: يا أبا هاشم
دم على ما أنت عليه فإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة.
رواه في (نور الأبصار) (ص 226 ط مصر) عن أبي هاشم قال: سمعت أبا محمد
الحسن بقوله.
ومن كلامه (ع)
بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى
بياضها.
رواه في (نور الأبصار) (ص 226 ط العثمانية بمصر) عن أبي هاشم قال:
سمعت أبا محمد يقوله.

476
/ 1