شرح إحقاق الحق (جزء 19) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح إحقاق الحق (جزء 19) - نسخه متنی

نورالله بن شریف الدین شوشتری؛ محقق: شهاب الدین مرعشی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: شرح إحقاق الحق
المؤلف: السيد المرعشي
الجزء: 19
الوفاة: 1411
المجموعة: من مصادر العقائد عند الشيعة الإمامية
تحقيق: تعليق : السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
الطبعة:
سنة الطبع: 1406
المطبعة: مطبعة الخيام - قم
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم - ايران
ردمك:
ملاحظات:
إحقاق الحق
وإزهاق الباطل
تأليف
العلامة في العلوم العقلية والنقلية
متكلم
الشيعة نابغة الفضل والأدب
القاضي السيد نور الله الحسيني المرعشي التستري
الشهيد
في بلاد الهندسة 1019
الجزء التاسع عشر
مع تعليقات نفيسة هاهة
العلامة حجة آية الله العظمى
السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي النجفي دام ظله الوارف

تعريف الكتاب 1
كتاب: ملحقات إحقاق الحق
تأليف: آية الله العظمى المرعشي
نشر: مكتبة آية الله المرعشي
طبع: مطبعة الخيام - قم
العدد: (2000) نسخة
التاريخ: 1406 ه‍

تعريف الكتاب 2
وسائلي عن حب أهل البيت هل * أسر إعلاني بهم أم أجحد
والله مخلوط بلحمي ودمي * حبهم هم الهدى والرشد
حيدرة والحسنان بعده * ثم علي وابنه محمد
وجعفر الصادق وابن جعفر * موسى ويتلوه علي السند
والحسن التالي ويتلو تلوه * محمد بن الحسن الممجد
فإنهم ائتمي وسادتي * وإن لحاني معشر وفندوا
هم حجج الله على عباده * وهم إليه منهج ومقصد
هم في النهار صوم لربهم * وفي الدياجي ركع وسجد
قوم لهم مكة والأبطح * والخيف وجمع والبقيع الغرقد
قوم منى والمشعران لهم * والمروتان لهم والمسجد
قوم لهم في كل أرض مشهد * لا بل لهم في كل قلب مشهد

قصيدة شعرية 3
الفهرس

4
بسم الله الرحمن الرحيم
مستدرك
فضائل الصديقة الطاهرة فاطمة الزكية
بنت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
انعقاد نطفة فاطمة من ثمار الجنة
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 1 إلى ص 10
وص 185 إلى 187) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " ص 357 (ط المكتبة الاسلامية
بطهران) قال:
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطار، أخبرنا أبو محمد عبد الله

1
ابن محمد بن عثمان الملقب بابن السقاء الحافظ، حدثنا محمد بن أبي الشيخ
الواسطي، حدثنا الحسين بن عبيد الله، حدثنا إبراهيم بن سعيد، قال: حدثني
المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن جده عن ابن عباس
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يكثر القبل لفاطمة عليها السلام،
فقالت له عائشة: يا نبي الله إنك لتكثر قبل فاطمة. فقال النبي صلى الله عليه
وآله: إن جبرئيل عليه السلام ليلة أسري بي أدخلني الجنة وأطعمني من جميع
ثمار الجنة فصار ماء في صلبي فواقعت خديجة فحملت خديجة بفاطمة، فإذا
اشتقت إلى تلك الثمار قبلت فاطمة فأصبت من رائحتها قصم الثمار التي أكلتها.
ومنهم العلامة الصفوري في " المحاسن المجتمعة " (ص 189 مخطوط)
قال:
قال النسفي وغيره: لما دخل النبي صلى الله عليه وسلم الجنة ليلة المعراج
رأى قصرا لخديجة رضي الله عنها، فأخذ جبريل تفاحة من شجرة من القصر
وقال: كل هذه يا محمد فإن الله يخلق منها بنتا تحمل بها خديجة اسمها فاطمة.
ففعل، فلما حملت بها وجدت رائحة الجنة تسعة أشهر، فلما وضعتها انتقلت الرائحة
إلى فاطمة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل فاطمة، فلما كبرت قالت:
يا ترى هذه الحورية لمن؟ فجاءه جبرئيل في بعض الأيام وقال: إن الله تعالى
يقرئك السلام ويقول لك اليوم كان عقد فاطمة في موطنها في قصر أمها في الجنة
الخاطب إسرافيل وجبريل وميكائيل الشهود ورب العزة الولي والزوج علي.
ومنهم العلامة الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل
البيت " (ص 121 مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت يا رسول الله ما لك إذا قبلت فاطمة

2
جعلت لسانك في فيها كأنك تريد أن تلعقها عسلا؟ فقال صلى الله عليه وسلم:
إنه لما أسري بي أدخلني جبريل الجنة فناولني تفاحة فأكلتها فكلما اشتقت إلى
تلك التفاحة قبلت فاطمة فأصبت من رائحتها رائحة تلك التفاحة.
ومنهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة
المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 185)
روى عن سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وآله قال: أتاني
جبرئيل بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أسري فعلقت خديجة بفاطمة، فكنت إذا
اشتقت رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة.
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم الميرغني الحسيني الحنفي
في " الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة " (ص 5 نسخة المكتبة الظاهرية
بدمشق)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مرآة المؤمنين ".

3
ولادة فاطمة عليها السلام
رواها جماعة من أعلام القوم تقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 13)،
وننقل ههنا عمن لم ننقل عنه هناك:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 115 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
قرب ولادة السيدة فاطمة رضي الله عنها قال الرسول صلى الله عليه وسلم
للسيدة أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها: يا خديجة هذا جبريل يبشرني أنها
أنثى، وأنها النسمة الطاهرة الميمونة، وأن الله تعالى سيجعل نسلي منها،
وسيجعل عن نسلها أئمة في الأمة، ويجعلهم خلفاء في أرضه. ووضعت خديجة
فاطمة طاهرة مطهرة، فلما سقطت إلى الأرض أشرق منها نور حتى دخل
بيوتات مكة، ولم يبق في شرق الأرض ولا غربها موضع إلا أشرق فيه ذلك النور،
وما أن عرف الرسول صلى الله عليه وسلم بولادتها حتى سجد شكرا لله تعالى
وقد ألهم بأنه سيكون منها سلالته وعترته، فكانت أحب ولده إليه، وأقرهم
لعينه.

4
إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 16 إلى ص 26
و ج 4 ص 475) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
فمنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في " المناقب " (ص 369 ط طهران)
قال:
أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله
ابن محمد بن أبي مسلم الفرضي المقرئ، حدثنا أبو بكر محمد بن يحيى
الصولي، حدثنا الغلابي، حدثنا ابن عائشة قال: حدثنا إسماعيل بن عمر البجلي،
عن عمر بن موسى، عن زيد بن علي، عن أبيه، عن زينب بنت علي قالت:
حدثتني أسماء بنت عميس قالت: قال النبي صلى الله عليه وآله - وقد كنت
شهدت فاطمة وقد ولدت بعض ولدها فلم ير لها دم - فقال النبي صلى الله عليه
وآله: يا أسماء إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية.

5
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 112 ط السعادة
بالقاهرة)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مناقب ابن المغازلي ".
وفي (ص 121):
روى عن أسماء رضي الله عنها قالت: قبلت - أي ولدت - فاطمة بالحسن
فلم أر لها دما، فقلت: يا رسول الله إني لم أر لها دما في حيض ونفاس. فقال
صلى الله عليه وسلم: أما علمت أن ابنتي طاهرة مطهرة لا ترى دما في طمث ولا
ولادة.

6
لم سميت بفاطمة عليها السلام
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 16 إلى ص
24) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
فمنهم العلامة ابن المغازلي في " مناقب علي بن أبي طالب " (ص
65 ط طهران)
روى بإسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنما سميت
ابنتي فاطمة لأن الله عز وجل فطمها وفطم من أحبها من النار.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 165) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم تحض
ولم تطمث، إنما سماها فاطمة لأن الله فطمها ومحبيها عن النار.

7
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 112 ط السعادة
بالقاهرة)
روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله عليه الصلاة والسلام:
إن ابنتي فاطمة حوراء إذ لم تحض ولم تطمث، وإنما سماها فاطمة لأن الله عز وجل
فطمها ومحبيها من النار. وقال أبو جعفر محمد الباقر رضي الله عنه: لما ولدت
فاطمة عليها السلام أوحى الله إلى ملك فأنطق به لسان محمد صلى الله عليه وسلم
فسماها فاطمة، ثم قال: إن الله تعالى فطمك عن الطمث.
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم الحنفي في " الدرة اليتيمة "
(ص 3 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
قال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله عز وجل فطم ابنتي فاطمة وولدها
ومن أحبهم على النار.
ومنهم العلامة السيد خير الدين أبو البركات نعمان أفندي الآلوسي
البغدادي المتوفى سنة 1317 والمولود سنة 1252 في كتابه " غالية
المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ " (طبع دار الطباعة المحمدية بالقاهرة ج 2
ص 95) قال:
وأخرج النسائي: قال رسول الله " ص ": إن ابنتي فاطمة حوراء آدمية لم
تحض ولم تطمث، وإنما سميت فاطمة لأن الله تعالى فطمها وذريتها - وفي
رواية - ومحبيها من النار.

8
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد الحنفي في " شرح الفقه الأكبر "
(ص 133)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مناقب ابن المغازلي ".
ومنهم العلامة أبو الحسن أحمد بن علي الشافعي في " فضل آل
البيت " (ص 51 ط دار الاعتصام في القاهرة) قال:
ومن حديث علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لفاطمة رضي الله عنها: يا فاطمة تدرين لم سميت فاطمة؟ قال علي رضي الله عنه:
لم سميت؟ قال: إن الله عز وجل قد فطمها وذريتها من النار يوم القيامة. أخرجه
الحافظ الدمشقي.
ومنهم العلامة السيد إبراهيم الحسيني المدني السمهودي في
" الإشراف على فضل الأشراف "
روى الحديث عن علي عليه السلام بعين ما تقدم عن " فضل آل البيت ".
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين
في مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 165)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " فضل آل البيت ".

9
ومنهم العلامة الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل
البيت " (ص 112 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى الحديث عن علي عليه السلام بعين ما تقدم عن " فضل آل البيت ".
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم ميرغني الحسيني الحنفي في
كتاب " الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة "
روى الحديث بعين ما تقدم عن " فضل آل البيت ".
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد الحنفي في " شرح الفقه الأكبر "
(ص 133) قال:
وقد ورد مرفوعا: إنما سميت فاطمة لأن الله قد فطمها وذريتها عن النار
يوم القيامة. أخرجه الحافظ الدمشقي.
لم تلقبت بالزهراء
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 244) وننقله
ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
فمنهم العالم الفاضل المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 112 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى جعفر بن محمد بن علي رضي الله عنهم عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله

10
عليه السلام عن فاطمة لم سميت الزهراء؟ فقال: لأنها إذا قامت في محرابها
يزهر نورها لأهل السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض.
وروي أنها سميت الزهراء لأن الله عز وجل خلقها من نور عظمته.
وقيل: إنها لما وضعتها السيدة خديجة رضي الله عنها حدث في السماء نور
زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك اليوم ولذلك لقبت بالزهراء.
لم تلقبت بالبتول
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 25 إلى ص 26)
وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 112 ط السعادة
بالقاهرة) قال:
وعن عمر بن علي رضي الله عنهما: أن النبي سئل عن البتول، وقد قيل
له سمعناك يا رسول الله تقول مريم بتول، وفاطمة بتول فما ذاك؟ فقال: البتول
التي لم تر حمرة قط - أي لم تحض - فإن الحيض مكروه في بنات الأنبياء عليهم
الصلاة والسلام.
ومنهم العلامة المعاصر الدكتور محمد الأحمدي أبو النور المدرس
بجامعة الأزهر في " منهج السنة في الزواج " (ص 42 ط القاهرة)
قال: وسميت فاطمة البتول لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا،
وقيل: لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى.

11
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري
المكي المتوفى سنة 1057 في " الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية "
(ج 2 ص 50 ط الاسلامية في بيروت) قال:
ووقع في الرواية التي أخرجها الحافظ من طريق الطبراني عن عبد الله بن
الحسن عن أمه عن جدتها وهي أي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وأشبه الناس به وسيدة نساء العالمين، تلقبت بالزهراء قيل لأنها لم تحض أصلا،
وبالبتول لتبتلها أي انقطاعها إلى الله عز وجل.
ومنهم العلامة ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (نسخة مكتبة جامع
السلطان في اسلامبول) قال:
أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحديد، أخبرنا جدي
أبو عبد الله الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو المعمر المسدد بن علي بن عبد الله بن
العباس بن أبي السجين الحمصي، حدثنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف
الربعي، حدثنا أحمد بن عثمان، حدثنا ابن أبي الدنيا، حدثنا إسحاق الأشقر،
حدثنا العباس بن بكار، حدثنا عبد الله بن المثنى، عن عمه ثمامة بن عبد الله بن
أنس، عن أنس بن مالك، عن أمه أم سليم قال: لم ير لفاطمة رضي الله عنها دم
في حيض ولا نفاس.
سائر ألقابها عليها السلام
روى جماعة من أعلام القوم أحاديث في سائر ألقابها مضى بعضها وننقل
بعضها ههنا عن جماعة منهم:

12
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 112 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
وتلقبت بالزهراء، وبالصديقة، والمباركة، والطاهرة، والزكية، والراضية
والمرضية، وهي آيات على ما اتسمت به رضي الله عنها من الصدق، والبركة،
والطهارة، والرضا، والطمأنينة.
وبالمحدثة لأن الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها، كما كانت تنادي
مريم ابنة عمران عليها السلام، ويحدثها روح القدس.
كنيتها أم أبيها
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ ابن المغازلي في " المناقب " (340 ط طهران) قال:
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهاب إذنا، أخبرنا أبو أحمد عمر بن عبد الله
ابن شوذب، حدثنا الحسن بن علي بن منصور، حدثنا أبو إسماعيل محمد
ابن إسماعيل، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا بعض أصحابنا عن كثير بن
يزيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: كنية فاطمة بنت رسول الله صلى الله
عليه وآله أم أبيها.

13
كانت أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 250 إلى ص
254) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلام بن سعد
المنذري المولود سنة 581 والمتوفى سنة 656 في كتابة " مختصر سنن
أبي داود " (ج 8 ص 84 طبع مطبعة أنصار السنة المحمدية بالقاهرة) قال:
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت أحدا كان أشبه سمتا
وهديا ودلا (وقال الحسن وهو الحلواني: حديثا وكلاما ولم يذكر الحسن:
السمت والهدي والدل) برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة رضي الله
عنها، كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها في مجلسه،
وكانت إذا دخل عليها قامت إليه وأخذت بيده وقبلته وأجلسته في مجلسها.

14
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 27 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم من " مختصر سنن أبي داود ".
ومنهم العلامة المولى محمد أفندي الحنفي القاضي بلزمير في
" الأربعين حديثا " (ص 182 ط الآستانة)
روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن " مختصر سنن أبي
داود ".
ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في " مناقب علي بن أبي
طالب " (ص 23 مخطوط)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مختصر سنن أبي داود ".
ومنهم العلامة المولى محمد عبد الله بن عبد العلي القرشي الهاشمي
الحنفي الهندي المتوفى بعد سنة 409 في كتابه " تفريح الأحباب في
مناقب الآل والأصحاب " (ص 409 ط دهلي)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مختصر سنن أبي داود ".
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 117 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
وعن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: ما رأيت أحدا من خلق

15
الله أشبه حديثا وكلاما برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة، وكانت إذا
دخلت أخذ بيدها فقبلها ورحب بها وأجلسها في مجلسه، وكان إذا دخل عليها
قامت إليه ورحبت به وأخذت بيده فقبلتها.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الأنسي اللبناني في " الدرر
واللآل في بدائع الأمثال " (ص 209 ط مطبعة الاتحاد في بيروت)
روى عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشي النبي صلى الله
عليه وسلم فقال: مرحبا بابنتي. ثم أجلسها عن يمينه أو شماله.
ومنهم العلامة الشيخ محمد الياس الكاندهلوي في " حياة الصحابة "
(ج 2 ص 486 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق البخاري عن عائشة قالت: ما رأيت أحدا من الناس كان
أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم كلاما ولا حديثا ولا جلسة من فاطمة رضي الله
عنها. قالت: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رآها قد أقبلت رحب بها ثم
قام إليها فقبلها ثم أخذ بيدها فجاء بها حتى يجلسها في مكانه، وكانت إذا أتاها
النبي صلى الله عليه وسلم رحبت به ثم قامت إليه فقبلته.
ومنهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة
المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 185) قال:
في الاستيعاب عن عائشة بن طلحة عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت:
ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما وحديثا برسول الله " ص " من فاطمة وكانت إذا

16
دخلت عليه قام إليها وقبلها ورحب بها كما كانت تصنع هي به صلى الله عليه وسلم.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل
البيت " (ص 117 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال:
سألت أمي عن صفة فاطمة رضي الله عنها، فقالت: كانت أشد الناس شبها برسول
الله صلى الله عليه وسلم، بيضاء مشربة بحمرة لها شعر أسود ينعفر لها (ويقول
الشاعر في هذا):
بيضاء تسحب من قيام شعرها * وتغيب فيه وهو داج أسحم
فكأنها فيه نهار مشرق * وكأنه ليل عليها مظلم
وفي كشف الغمة عن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، قالت: كانت
فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أشبه الناس وجها برسول الله صلى الله
عليه وسلم.
وروى عن أنس بن مالك، عن أمه: أن السيدة فاطمة كانت كأنها القمر ليلة
البدر. وعند ما وضعتها السيدة خديجة ورأت في وليدتها فاطمة الزهراء أنها
صورة من أبيها العظيم سرها ذلك الشبه، وأنه بركة من بركات الله عليها وعلى
آل البيت الكرام.

17
فاطمة سيدة نساء العالمين
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 27 إلى ص
41) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك، ويشتمل على حديثين:
الأول
حديث عمران بن الحصين
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن المغازلي " في المناقب " (ص 368)
روى بسنده عن عمران بن الحصين حديثا طويلا وفيه قال رسول الله صلى
الله عليه وآله لفاطمة: فوالذي بعثني بالنبوة حقا إنك سيدة نساء العالمين.
فوضعت يدها على رأسها وقالت: يا أبة فأين آسية بنت مزاحم امرأة فرعون
ومريم بنت عمران. قال: تلك سيدة نساء عالمها.

18
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في " سير أعلام
النبلاء " (ج 2 ص 127 ط الرسالة في بيروت)
علي بن هاشم بن البريد، عن كثير النواء، عن عمران بن حصين: أن
النبي صلى الله عليه وآله عاد فاطمة وهي مريضة، فقال لها: كيف تجدينك؟
قالت: إني وجعة، وإنه ليزيدني ما لي طعام آكله. قال: يا بنية أما ترضين أن
تكوني سيدة نساء العالمين؟ قالت: فأين مريم؟ قال: تلك سيدة نساء عالمها،
وأنت سيدة نساء عالمك، أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة.
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي " في ينابيع المودة "
(198 ط اسلامبول)
روى من طريق أبي عمرو عن عمران أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
عاد فاطمة وهي مريضة فقال: كيف حالك يا بنية؟ قالت: إني وجعة ويزيد
وجعي جوعي وما لي طعام آكله. فقال: يا بنية أما ترضين إنك سيدة نساء
العالمين. فقالت: يا أبتي فأين مريم بنت عمران. قال: تلك سيدة نساء عالمها
وأنت سيدة نساء عالمك، أما والله لقد زوجتك بسيد في الدنيا والآخرة.
ومنهم العلامة الشيخ أمين بن محمود بن محمد بن أحمد بن خطاب
المصري في كتابه " فتح الملك المعبود تكملة المنهل العذب المورود "
(ج 4 ص 8 ط القاهرة)
روى الحديث من طريق ابن عمران بعين ما تقدم عن " ينابع المودة ".

19
ومنهم العلامة ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في مناقب
أهل بيت سيد المرسلين " (ص 183)
روى الحديث عن عمران بن الحصين بعين ما تقدم عن " ينابيع المودة ".
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 128 ط السعادة
بالقاهرة) قال:
وروى ابن عبد البر أنه صلى الله عليه وسلم قال لها: يا بنية ألا ترضين
أنك سيدة نساء العالمين. قالت: يا أبت فأين مريم؟ قال: تلك سيدة نساء
عالمها.
وفي (ص 176) الطبع المذكور:
وكانت السيدة الزهراء رضي الله عنها تشكو حينا بعد حين، ويعودها النبي
صلى الله عليه وسلم يواسيها في مرضها، فإذا هو يواسيها كذلك في حاجتها،
وزارها يوما وهي مريضة فقال لها: كيف تجدينك يا بنية؟ فقالت: إني لوجعة،
ثم قالت: وإنه ليزيدني أني ما لي طعام آكله. فقال لها عليه السلام: يا بنية أما
ترضين أنك سيدة نساء العالمين. وزارها يوما وهي تطحن بالرحى وعليها كساء
من وبر الإبل، فبكى وقال: تجرعي يا فاطمة مرارة الدنيا لنعيم الآخرة.
وفي (ص 133) روى الحديث بعين ما تقدم عن " ينابيع المودة ".
ومنهم العلامة الشيخ عبد القادر الشافعي السنندجي في " تقريب
المرام في شرح تهذيب الأحكام " (ص 332)
قد ثبت أن فاطمة سيدة نساء العالمين.

20
الثاني
حديث عائشة
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " المطبوع
في " جامع الأحاديث " (ج 7 ص 734 ط دمشق)
روى من طريق الحاكم عن عائشة قال النبي " ص ": يا فاطمة ألا ترضين
أن تكوني سيدة نساء العالمين وسيدة نساء المؤمنين وسيدة نساء هذه الأمة.
ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد عبد الله القرشي في " تفريح الأحباب
في مناقب الآل والأصحاب " (ص 409 ط دهلي)
روى الحديث عن عائشة قالت: أقبلت فاطمة. إلى أن قال: قالت فقال:
أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين، فضحكت.
ومنهم العلامة السيد صديق حسن خان أمير الملك في " الادراك " (ص 48)
عن عائشة قالت: قال رسول الله " ص ": يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني
سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين. الحديث بطوله متفق عليه.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 19)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " تفريح الأحباب ".

21
ومنهم العلامة توفيق أبو علم " في أهل البيت " (ص 127)
روى الحديث عن عائشة وفي آخره ثم قال: يا فاطمة أما ترضين أن تكوني
سيدة نساء العالمين أو سيدة نساء هذه الأمة، فضحكت.
وفي ص 128 روى عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال وهو في مرضه الذي توفي فيه: فاطمة ألا ترضين أن تكون سيدة نساء
العالمين وسيدة نساء هذه الأمة وسيدة نساء المؤمنين.
ومنهم العلامة ميرغني الحنفي في " الدرة اليتيمة " (نسخة ظاهرية
بدمشق) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة ألا ترضين أن تكون سيدة
نساء العالمين.

22
فاطمة سيدة نساء هذه الأمة
ويشتمل على حديثين:
الأول
حديث عائشة
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 27 إلى ص 99)
وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ مسلم بن الحجاج في " صحيحه " (ج 7 ص 142 ط محمد
علي صبيح بمصر)
قال: حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين، حدثنا أبو عوانة، عن
فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: كن أزواج النبي " ص " عنده
لم يغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول

23
الله " ص " شيئا، فلما رآها رحب بها فقال: مرحبا بابنتي. ثم أجلسها عن يمينه
أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاءا شديدا، فلما رأى جزعها سارها الثانية
فضحكت، فقلت لها: خصلت رسول الله " ص " من بين نسائه بالسرار ثم أنت
تبكين، فلما قام رسول الله " ص " سألتها ما قال لك رسول الله؟ قالت: ما كنت
أفشي على رسول الله " ص " سره. قالت: فلما توفي رسول الله " ص " قلت:
عزمت عليك بمالي عليك من الحق لما حدثتيني ما قال لك رسول الله. فقالت:
أما الآن فنعم، أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه
القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وأنه عارضه الآن مرتين وإني لا أرى الأجل
إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك. قالت: فبكيت بكائي
الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: يا فاطمة أما ترضين أن
تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة. قالت: فضحكت ضحكي
الذي رأيت.
فقال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، وحدثنا عبد الله بن نمير، عن زكرياء
" ح "، وحدثنا ابن نمير، حدثنا أبي، حدثنا زكريا، عن فراس، عن عامر، عن
مسروق، عن عائشة قالت: اجتمع نساء النبي " ص " فلم يغادر منهن امرأة، فجاءت
فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله " ص " فقال: مرحبا بابنتي، فأجلسها
عن يمينه أو عن شماله، ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة، ثم إنه سارها
فضحكت أيضا. فقلت لها: ما يبكيك؟ فقالت: ما كنت لأفشي سر رسول الله.
فقلت: ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن. فقلت لها حين بكت: أخصك
رسول الله " ص " بحديثه دوننا ثم تبكين، وسألتها عما قال، فقالت: ما كنت
لأفشي سر رسول الله " ص "، حتى إذا قبض سألتها فقالت: إنه كان حدثني
أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة وأنه عارضه به في العام مرتين،

24
ولا أراني إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك،
فبكيت لذلك، ثم إنه سارني فقال: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين
أو سيدة نساء هذه الأمة، فضحكت لذلك.
ومنهم العلامة ميرغني الحنفي في " الدرة اليتيمة " (نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: أما ترضين أن تكوني سيدة
نساء المؤمنين، وفي رواية: أفضل نساء أهل الجنة.
ومنهم العلامة الشيخ محمد حبيب الله بن عبد الله بن أحمد المشهور
(بما يأبى) اليوسفي المالكي الشنقيطي المتوفى سنة 1363 في كتابه
" زاد المسلم " (ج 1 ص 125 طبع جواد حسني في مطبعة الحلبي بالقاهرة) قال:
قال رسول الله " ص ": ألا ترضين أن تكون سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء
هذه الأمة. قاله لابنته فاطمة الزهراء، رواه البخاري ومسلم عن فاطمة الزهراء
رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 2 ص 120 ط
الرسالة في بيروت)
وقد قال لها (أي فاطمة) في مرضه: إني مقبوض في مرضي هذا. فبكت
وأخبرها أنها أول أهله لحوقا به، وأنها سيدة نساء هذه الأمة. فضحكت، وكتمت
ذلك فلما توفي صلى الله عليه وسلم، سألتها عائشة، فحدثتها بما أسر إليها.

25
ومنهم العلامة الشيخ يحيى بن أبي بكر العامري اليماني في " الرياض
المستطابة " (ص 284 ط مكتبة المعارف في بيروت) قال:
وثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سارها في وجعه
فبكت، ثم دعاها فسارها ثانيا فضحكت، قالت عائشة: فسألتها عن ذلك،
فقالت: سارني أنه يقبض في وجعه فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول أهله
يتبعه، فضحكت.
وفي رواية أخرى: أنه سارها للمرة الأولى فقال: يا فاطمة أما ترضي أن
تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة. وبين الروايتين تفاوت
في الألفاظ، ويحتمل أنهما موقوفان والله أعلم. ولم يسند في الصحيحين غير
هذا، وهو مذكور في مسند عائشة لاشتراكهما في روايته رضي الله عنهما.
ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن علي بن محمد
حمادي الحنبلي البغدادي في " التبصرة " (ص 452) قال:
وفي الصحيحين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها (أي لفاطمة):
ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء المؤمنين.
ومنهم العلامة المولى علي بن سلطان محمد القاري الحنفي في
" شرح الفقه الأكبر " (ص 33) قال:
وفي رواية مسلم قال لها: أو ما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين.

26
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 183)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " التبصرة ".
ومنهم العلامة محمد بن بهران اليماني في " ابتسام البرق "
نقل عن البخاري ومسلم مثل ما تقدم عن " التبصرة " بعينه.
ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة " (ص 217 ط
اللكهنو)
روى عن أبي هريرة قال رسول الله " ص " لفاطمة لما زوجها من علي: أنت
سيدة نساء أمتي.
ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين في " منال الطالب " (ص 23 مخطوط)
روى الحديث وفي آخره: فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال: يا فاطمة
أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة، فضحكت
ضحكي الذي رأيت.
الثاني
حديث أبي هريرة
رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 103 إلى ص 105) ونرويه

27
هيهنا عمن لم نرو عنه هناك:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 127 و 125 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
ملكا من السماء لم يكن زارني، فأستأذن ربي في زيارتي فبشرني وأخبرني أن
فاطمة سيدة نساء أمتي.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 184) قال:
وعن أبي هريرة قال: أبطأ عنا رسول الله " ص " يوما صدر النهار، فلما
كان العشاء قال له قائلنا: يا رسول الله قد شق علينا لم نرك. قال: إن ملكا من
السماء لم يكن رآني فاستأذن الله تبارك وتعالى في زيارتي، فأخبرني وبشرني أن
فاطمة ابنتي سيدة نساء أمتي وأن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة الشيخ عبد المنعم صالح العلي البغدادي في " الدفاع
عن أبي هريرة " (ص 172 ط النهضة في بيروت) قال:
في مناقب فاطمة رضي الله عنها يروي أبو هريرة قول النبي " ص ": إن
فاطمة سيدة نساء أمتي.

28
ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (على ما
في جامع الأحاديث ج 2 ص 152 ط مطبعة محمد هاشم الكتبي بدمشق)
روى من طريق الطبراني عن فاطمة قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم:
أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما، وأعلمهم علما، فإنك سيدة نساء
أمتي، كما سادت مريم نساء قومها.

29
فاطمة سيدة النساء يوم القيامة
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 40) وننقله
ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 134 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن سمرة، قال: جاء النبي صلى الله عليه
وسلم، فجلس فقال: إن فاطمة وجعة. فقال القوم: لو عدناها، فقام ومشى
حتى انتهى إلى الباب فنادى: شدي عليك ثيابك فإن القوم جاؤوا يعودونك.
فقالت: يا نبي الله ما علي إلا عباءة قال: فأخذ رداءه فرمى به إليها من وراء الباب.
فقال: شدي بهذا رأسك، فدخل ودخل القوم فقعد ساعة فخرجوا فقال القوم:
تالله بنت نبينا على هذا الحال. قال: فالتفت فقال: أما إنها سيدة النساء يوم
القيامة.

30
فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
وفي هذا أحاديث:
الأول
حديث حذيفة
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 69 إلى ص
79 وص 103 إلى ص 114) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الحنفي الهندي المتوفى
سنة 975 في كتابه " كنز العمال " (ج 16 طبع حيدرآباد الدكن ط 28)
روى عن حذيفة بن اليمان قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فخرج فاتبعته
فقال: ملك عرض لي واستأذن ربه أن يسلم علي ويخبرني أن فاطمة سيدة نساء
أهل الجنة.

31
ومنهم العلامة السيد محمد صديق أمير الملك في " الادراك " (ص 49)
روى عن حذيفة قال: قال رسول الله " ص ": هذا ملك لم ينزل الأرض قط
قبل هذه الليلة استأذن ربه أن يسلم علي ويبشرني بأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة
وإن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. رواه الترمذي.
ومنهم العلامة محمد بن يحيى بهران اليماني في " ابتسام البرق "
روى الحديث عن حذيفة بعين ما تقدم عن " الادراك ".
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي الشافعي المتوفى
سنة 747 في " سير أعلام النبلاء " (ج 2 ص 123 ط مؤسسة الرسالة في بيروت)
روى عن إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زر،
عن حذيفة قال النبي " ص ": نزل ملك فبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.
وروى من وجه آخر عن المنهال وقال رواهما الحاكم.
ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين في " منال الطالب " (ص 22)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الادراك ".
ومنهم العلامة أبو البركات الآلوسي في " غالية المواعظ ومصباح
المتعظ والواعظ " (ج 2 ص 73)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الادراك ".

32
ومنهم العلامة ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في مناقب
أهل بيت سيد المرسلين " (ص 184)
روى بعين ما تقدم عن " الادراك " إلى قوله: سيدة نساء أهل الجنة.
ومنهم العلامة ابن كثير في " قصص الأنبياء " (ج 2 ص 377 ط مصر)
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة "
(ص 225 ط گلشن في اللكهنو) قال:
واز آنجمله است كه فرمود: أتاني ملك نزل من السماء ولم ينزل قبلها
فبشرني. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن " الادراك ".
ومنهم العلامة المولوي في " مرآة المؤمنين " (ص 187)
قال رسول الله " ص ": فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.
الثاني
حديث أبي سعيد الخدري
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 91 إلى ص
99) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

33
منهم العلامة السيد محمد أبو الهدى في " ضوء الشمس " (ص 97)
قال:
روى الحاكم عن أبي سعيد عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم أنه
قال: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم بنت عمران.
ومنهم العلامة ميرغني الحنفي في " الدرة " اليتيمة " (نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 183)
روى عن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال النبي " ص ": فاطمة سيدة نساء
أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران.
ومنهم العلامة الشيخ منصور بن إدريس الحنبلي في " كشاف القناع
عن متن الاقناع " (ج 5 ص 31 ط مكتبة النصر في الرياض)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مرآة المؤمنين ".
ومنهم العلامة المذكور في " فتح الباري " (ج 8 ص 111 ط مصر) قال:
وفي رواية مسروق أنه " ص " أخبر إياها (أي فاطمة) بأنها سيدة نساء أهل
الجنة 1.



(1) قال العلامة شيخ الاسلام الشيخ محمد بن سالم الحنفي المصري
المتوفى سنة 1081 في شرح الجامع الصغير في حاشيته على طبع مصطفى
الحلبي بالقاهرة ص 31 في ذيل قوله " ص ": سيدة نساء أهل الجنة.
وهي أحب أولاده صلى الله عليه وسلم، وكانت إذا قدمت عليه قام لها تعظيما
لها ومحبة، وكان يقبلها في فمها ويطلب منها أن تخرج لسانها ليمصه، وكانت
أحسن الناس شعرا، ويؤخذ من الحديث تفضيلها على جميع النساء حتى المختلف
في نبوتهن كسيدتنا مريم. وهو كذلك، لكن لا مطلقا بل من حيث أنها بضعة
وجزء منه صلى الله عليه وسلم، وسيدتنا مريم أفضل من حيث أوصاف أخر قامت
بها لقوله تعالى " واصطفاك على نساء العالمين " وترتيبهن في الفضل كما في
البيت فضلي النساء بنت عمران، ففاطمة خديجة ثم من قد برء الله، وكذا سيدنا
إبراهيم ولده صلى الله عليه وسلم أفضل من جميع الصحابة من حيث أنه بضعته
صلى الله عليه وسلم
34
الثالث
حديث عائشة
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 81 إلى ص 96
ومن 150 إلى ص 113) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 693 ط نول كشور في لكهنو) قال:
عن عائشة قالت: كنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده فأقبلت فاطمة

35
ما تخفي مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رآها قال:
مرحبا بابنتي، ثم أجلسها ثم سارها، فبكت بكاء شديدا، فلما رأى حزنها سارها
الثانية فإذا هي تضحك، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها عما سارك
قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره. فلما توفي قلت:
عزمت عليك بمالي عليك من الحق لما أخبرتني. قالت: أما الآن فنعم، أما حين
سارني في الأمر الأول فإنه أخبرني أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة
مرة وأنه عارضني به العام مرتين ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله
واصبري فإني نعم السلف أنا لك، فبكيت فلما رأى جزعي سارني الثانية قال:
يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء العالمين. الحديث
متفق عليه.
ومنهم العلامة محمد مبين المولوي في " وسيلة النجاة " (ص 228
ط گلشن في لكهنو)
روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة ولي الله المولوي في " مرآة المؤمنين " (ص 190)
روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة المولوي علي المتقي في " كنز العمال " (ج 16 ص 281
ط حيدرآباد الدكن)
روى الحديث وفي آخره قالت فاطمة: ثم ناجاني (أي النبي " ص ") في

36
المرة الأخرى فأخبرني أني أول أهله لحوقا به وقال: إنك سيدة نساء أهل الجنة.
ومنهم العلامة علاء الدين علي بن حسام الدين في " كنز العمال "
(ج 16 ص 281 ط حيدرآباد) قال:
روى عن عائشة قالت: قلت لفاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم:
رأيتك حين أكببت على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه فبكيت ثم أكببت
عليه ثانية فضحكت. قالت: أكببت عليه فأخبرني أنه ميت فبكيت، ثم أكببت
عليه الثانية فأخبرني أني أول أهله لحوقا به وأني سيدة نساء أهل الجنة إلا مريم
ابنة عمران فضحكت.
ومنهم العلامة أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي في " قصص
الأنبياء " (ج 2 ص 377)
روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم عن " كنز العمال ".
الرابع
حديث أم سلمة
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 87 إلى ص 99)
وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

37
منهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في " تاريخ مدينة دمشق " (ج 6
حرف الواو والنسخة مصورة من مخطوطة جامع السلطان أحمد الثالث من آل عثمان في
اسلامبول) قال:
أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد بن الحسن، نا
أبو الحسين بن المهدي، نا أبو حفص بن شاهين، نا عبد الله بن محمد البغوي،
نا الفضل بن موسى، نا محمد بن خالد بن عتمة، عن موسى بن يعقوب، حدثني
هاشم بن هاشم أن عبد الله بن وهب أخبره عن أم سلمة قالت: دعا رسول الله
" ص " فاطمة بعد الفتح فناجاها فبكت، ثم حدثها فضحكت، فقالت أم سلمة:
لم أسألها عن شئ حتى توفي رسول الله " ص " سألتها عن بكائها وضحكها
فقالت: أخبرني رسول الله أنه يموت فبكيت، ثم حدثني أني سيدة نساء أهل
الجنة بعد مريم بنت عمران فضحكت.
ومنهم العلامة العاقولي في كتاب " الرصف لما روي عن النبي " ص "
من الفضل والوصف " (ص 281 ط مكتبة الأمل السالمية بالكويت)
روى من طريق الترمذي عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا
فاطمة عام الفتح فناجاها فبكت، ثم حدثها فضحكت، قالت: فلما توفي رسول
الله صلى الله عليه وسلم سألتها عن بكائها وضحكها قالت: أخبرني رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه يموت فبكيت، ثم أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة
إلا مريم بنت عمران فضحكت.

38
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات " (ج 4 ص 714
ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث عن أم سلمة بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة السيد محمد صديق حسن خان أمير الملك في
" الادراك " (ص 48)
روى من طريق الترمذي، وفي آخره: أخبرني أني سيدة نساء العالمين
إلا مريم بنت عمران فضحكت.
ومنهم العلامة في " تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب "
(ص 408 ط دهلي)
روى من طريق الترمذي عن أم سلمة بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 190)
روى الحديث من طريق أم سلمة بعين ما تقدم عن " الرصف ".

39
سيدات نساء أهل الجنة أربع
(منها فاطمة عليها السلام)
ويشتمل على حديثين:
الأول
حديث ابن عباس
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 65 إلى ص
68) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ ابن شيرويه الديلمي في " المسند الفردوس " (ص 179
نسخة مكتبة الناصرية في لكهنو)
روى عن ابن عباس قال رسول الله " ص ": سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم
بنت عمران فاطمة وخديجة وآسية امرأة فرعون.

40
ومنهم العلامة أبو الهدى السيد محمد بن الحسن في " ضوء الشمس "
(ص 91) قال:
وعنه صلى الله عليه وسلم: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة
بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم، وكل أولاده صلى الله عليه
وسلم من خديجة.
ومنهم العلامة أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي في " قصص
الأنبياء " (ج 2 ص 378 ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة) قال:
قال الحافظ أبو القاسم ابن عساكر: أنبأنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب
وأبو عبد الله ابنا البناء، قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص،
حدثنا أحمد بن سليمان، حدثنا الزبير هو ابن بكار، حدثنا محمد بن الحسن،
عن عبد العزيز بن محمد، عن موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس
قال: قال رسول الله " ص ": سيدة نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة
ثم خديجة ثم آسية امرأة فرعون.
ومنهم العلامة الخطيب الشربيني في " السراج المنير في شرح الجامع
الصغير " (المطبوع بهامشه ص 271 ط الحلبي بمصر)
روى عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفضل
نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران
وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.

41
الثاني
حديث جابر بن عبد الله
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 58 إلى ص 64)
وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي في " قصص
الأنبياء " (ج 2 ص 377 ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة) قال:
وقد رواه ابن عساكر من طريق أبي بكر عبد الله بن أبي داود سليمان بن
الأشعث، قال حدثنا يحيى بن حاتم العسكري، قال أنبأنا بشر بن مهران بن
حمدان، حدثنا محمد بن دينار، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن
جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله " ص ": حسبك منهن أربع سيدات نساء
العالمين فاطمة بنت محمد وخديجة بنت خويلد وآسية بنت مزاحم ومريم بنت
عمران.
ومنهم العلامة ميرغني الحنفي في " الدرة اليتيمة " (نسخة الظاهرية
بدمشق)
روى الحديث بعين ما تقدم من " قصص الأنبياء ".

42
ومنهم العلامة عبد الله بن محمد المعروف بابن الشيخ في " طبقات
المحدثين " (ص 92 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)
حدثنا يحيى بن حاتم، قال ثنا أبي، قال ثنا بشر بن مهران. فذكر الحديث
بعين ما تقدم عن " قصص الأنبياء " سندا ومتنا.

43
حسبك من نساء العالمين أربع
(منها فاطمة)
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 58 إلى ص
64) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن شيرويه الديلمي في " فردوس الأخبار " (مخطوط)
روى من طريق أحمد بن حنبل، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة،
عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت
محمد وآسية امرأة فرعون.
ورواه الطبراني عن الدبري عن عبد الرزاق مثله.

44
ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في " المناقب " (ص 363 ط طهران)
روى الحديث بسنده عن أنس بعين ما تقدم عن " فردوس الأخبار ".
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 2 ص 127 ط الرسالة
في بيروت)
روى الحديث عن معمر عن قتادة عن أنس بعين ما تقدم عن " فردوس
الأخبار ".
ومنهم العلامة أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي في " قصص
الأنبياء " (ج 2 ص 375)
روى الحديث من طريق أحمد بسنده عن أنس بعين ما تقدم عن " فردوس
الأخبار ".
ومنهم العلامة أبو العون محمد بن أحمد الحنبلي في " نفثات صدر
المكمد " (ج 2 ص 11 ط بيروت)
روى الحديث من طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن " فردوس
الأخبار ".
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد الحنفي المكي في " مرقاة
المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح " (ج 11 ص 406 ط ملتان)
روى الحديث عن طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن " فردوس
الأخبار ".

45
ومنهم العلامة أبو الهدى السيد محمد بن الحسن في " ضوء الشمس "
روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن " النفثات ".
ومنهم العلامة الشيخ بدر الدين محمود العيني الحنفي في " عقود
الجمان في تاريخ أهل الزمان " (والنسخة مصورة موجودة في المكتبة العامة)
روى الحديث من طريق أحمد والترمذي وابن عساكر عن أنس بعين
ما تقدم عن " فردوس الأخبار ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد نوري في " مراح لبيد " (ج 1 ص 97 ط
دار الكفل سنة 1398)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " فردوس الأخبار ".
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 713 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث عن طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن " فردوس
الأخبار ".
ومنهم العلامة ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين " (ص 184)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " فردوس الأخبار ".

46
أفضل نساء العالمين أربع
(منها فاطمة)
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 52 إلى ص
57) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي في " قصص
الأنبياء " (ج 2 ص 377 ط دار الكتب الحديثة بالقاهرة) قال:
قال أبو يعلى الموصلي، حدثنا يونس بن محمد، حدثنا داود بن أبي
الفرات، عن علباء بن أحمر، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: خط رسول
الله " ص " في الأرض أربع خطوط فقال: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله
أعلم. فقال رسول الله: أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت
محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
ورواه النسائي من طرق عن داود (بن) أبي هند.

47
ومنهم العلامة الذهبي في " سيرا أعلام النبلاء " (ج 2 ص 126 ط
الرسالة في بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدم " قصص الأنبياء " سندا ومتنا.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 184 ط الهند)
روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن " قصص الأنبياء ".
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن عبد الجواد والشيخ عباس بن أحمد
المعاصران المصريان في " جامع الأحاديث " (ص 685 ط مكتبة الهاشمي
بدمشق)
رويا من طريق الطبراني وأحمد والحاكم عن ابن عباس بعين ما تقدم عن
" قصص الأنبياء ".

48
لم يكمل من النساء إلا أربع
(منها فاطمة)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ أبو العون شمس الدين محمد أحمد السفاريتي
الحنبلي المتوفى سنة 1188 في كتابة " نفثات صدر المكمد " (ج 2 ص
511 طبع بيروت)
روى عن زرين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كمل من الرجال
كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم ابنة عمران، وآسية امرأة فرعون، وخديجة
بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد.
ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين في " منال الطالب " (ص 39 مخطوط)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " النفثات ".

49
خير نساء العالمين أربع
(منها فاطمة)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة
748 في " سير أعلام النبلاء " (ج 13 ص 248 ط الرسالة في بيروت) قال:
قال الحافظ أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي، حدثنا الربيع المرادي
حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا داود الجعفري، حدثنا عبد العزيز بن محمد،
عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم خير نساء العالمين: مريم، وآسية امرأة فرعون، وخديجة، وفاطمة،
ثم قال ابن عدي: وحدثناه أبو حاتم.

50
أفضل نساء أهل الجنة
(خديجة وفاطمة)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة شمس الدين الذهبي الشافعي المتوفى سنة 747 في
" سير أعلام النبلاء " (ج 2 ص 124 ط الرسالة في بيروت) قال:
داود بن أبي الفرات، عن علباء، عن عكرمة، عن ابن عباس مرفوعا: أفضل
نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة.
وفي حاشية الكتاب إسناده صحيح، وأخرجه أحمد 1 / 293، وصححه
الحاكم 2 / 594، ووافقه الذهبي، وذكره الهيثمي في المجمع 9 / 223،
وزاد نسبته إلى أبي يعلى والطبراني، وقال: ورجالهم رجال الصحيح.

51
ومنهم العلامة ابن شاهين في " رسالة مناقب سيدتنا فاطمة " (نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا من بنت
عمران.
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم الحسني الحنفي في " الدرة
اليتيمة " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: ألا ترضين أن تكوني سيدة
نساء العالمين.

52
إن في السماء السابعة سبعون قصرا لفاطمة
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 164) وننقله
ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل بيت "
(ص 156 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم مر في
السماء السابعة وقال: فرأيت فيها لمريم ولأم موسى ولآسية امرأة فرعون
ولخديجة بنت خويلد قصورا من ياقوت، ولفاطمة بنت محمد سبعين قصرا من
مرجان أحمر باللؤلؤ أبوابها وأسرتها من عود واحد.

53
إن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 116 - 122)
وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 351 ط المكتبة الاسلامية
بطهران) قال:
أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو بكر أحمد بن
إبراهيم بن الحسن بن شاذان إذنا، أخبرني ابن أبي العلاء المكي، حدثنا
أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن المخزومي بمكة في دار الندوة، حدثنا حسين
ابن زيد العلوي، حدثنا علي بن عمر بن علي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه
عن جده، عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: يا فاطمة إن الله
ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
وفي الصفحة (352) من الطبع المذكور:
أخبرنا القاضي أبو جعفر محمد بن إسماعيل العلوي الواسطي رحمه الله،

54
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ
الواسطي، حدثنا أبو عبد الله حرمي بن محمد بن إسحاق المكي، حدثنا
أبو عبيد الله سعيد بن عبد الرحمن، حدثنا حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن جده، عن علي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال:
يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
ومنهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في
" الإشراف على فضل الأشراف " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية)
روى عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 24 و 120 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الإشراف ".
ومنهم العلامة محمد مبين المولوي في " وسيلة النجاة " (ص 212
ط دار الفكر في بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " فضل الأشراف ".
ومنهم العلامتان الشيخ عباس أحمد صفر والشيخ أحمد عبد الجواد
في " جامع الأحاديث "
رويا الحديث عن الطبراني في " الكبير " عن علي قال النبي " ص "

55
لفاطمة: إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج جمال الدين بن عبد الرحمن بن علي
الجوزي في " المدهش " (ص 129 ط المؤسسة العاملية في بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدم أولا عن " مناقب الخوارزمي ".
ومنهم الحافظ ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (ج 1 ص 159 نسخة
مكتبة جامع السلطان أحمد في اسلامبول)
روى الحديث بسنده عن علي بعين ما تقدم عن " مناقب ابن المغازلي ".

56
إن الله حرم فاطمة وذريتها على النار
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 123 إلى ص
132) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ ابن عساكر في " ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق "
(ص 137 ط بيروت)
روى بسندين عن زر، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها الله وذريتها على النار.
ومنهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 353 ط المكتبة
الاسلامية بطهران)
روى الحديث عن عبد الله بن مسعود بعين ما تقدم عن " تاريخ دمشق ".

57
ومنهم العلامة أبو الحسن أحمد بن علي الشافعي في " فضل آل
البيت " (ص 50 ط دار الاعتصام في القاهرة)
روى الحديث من طريق الحاكم بسنده عن عبد الله بن مسعود بعين ما تقدم
عن " تاريخ دمشق ".
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم الحنفي في " الدرة اليتيمة "
(ص 3 ط دمشق)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " تاريخ دمشق ".
ومنهم العلامة ولي الله اللكنهوئي في " مناقب أهل بيت سيد
المرسلين " (ص 165)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " تاريخ دمشق ".
ومنهم العلامة السيد إبراهيم المدني في " الإشراف على فضل
الأشراف " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)
روى الحديث من طريق تمام في فوائده والبزار في مسنده والطبراني في
الكبير عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن " تاريخ دمشق ".
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 121 ط السعادة
بالقاهرة)
روى الحديث عن عبد الله بن مسعود بعين ما تقدم عن " تاريخ دمشق ".

58
ومنهم الحافظ الشيخ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر
العسقلاني في " المطالب العالية " (ج 4 ص 70 ط الكويت)
روى الحديث من طريق أبي يعلى والبزار عن عبد الله بعين ما تقدم عن
" تاريخ دمشق ".
ومنهم العلامة ابن شاهين في " رسالة مناقب سيدتنا فاطمة " (نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق)
روى الحديث بسنده عن عبد الله بعين ما تقدم عن " تاريخ دمشق ".

59
أول شخص يدخل الجنة فاطمة
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 135 إلى ص
138) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (على ما في
جامع الأحاديث ج 3 ص 276 ط دمشق) قال:
روى أبو الحسين أحمد بن ميمون في كتاب فضائل علي، والرافعي عن
بدل بن المحبر، عن عبد السلام بن عجلان، عن أبي يزيد المدني رضي الله
عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أول شخص يدخل الجنة فاطمة بنت
محمد، ومثلها في هذه الأمة مثل مريم في بني إسرائيل.
ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الأنسي اللبناني في
" الدرر واللآل في بدايع الأمثال " (ص 207 ط مطبعة الاتحاد في بيروت)
روى نقلا عن أبي نعيم في " الدلائل " عن أبي هريرة قال رسول الله " ص "

60
أنا أول من يدخل الجنة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، وأنا
بيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر،
وأنا أول شخص يدخل علي الجنة فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، ومثلها
في هذه الأمة مثل مريم في بني إسرائيل.

61
إن الله لا يعذب فاطمة ولا أحدا من ولدها
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة " (ص 206 ط
مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال:
وأخرج الطبراني بسند الرجال الثقات أنه صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة:
إن الله غير معذبك ولا أحدا من ولدك.
ومنهم العلامة المولوي اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين " (ص 183)
روى عن ابن عباس أن النبي " ص " قال لفاطمة: إن الله غير معذبك ولا
ولدك.
وفي ص (165): ولا أحدا من أولادك.

62
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم ميرغني الحسني الحنفي
في " كتاب الدرة اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة " (نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق ص 3)
روى الحديث بعين ما تقدم أولا عن " مرآة المؤمنين ".

63
إن بني فاطمة عصبتي
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 648 إلى
ص 655) وننقله ههنا عن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 131)
روى عن فاطمة الصغرى عن أبيها عن فاطمة الكبرى رضي الله عنهم قالت:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: لكل بني أم عصبة ينتمون إليه، وإن بني فاطمة
عصبتي التي إليها ننتمي.
ومنهم الحافظ الشيخ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر
العسقلاني في " المطالب العالية " (ج 4 ص 72 ط الكويت) قال:
فاطمة الكبرى رفعته قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل
بني أم عصبة ينتمون إليه إلا ولد فاطمة فأنا وليهما وأنا عصبتهما.

64
ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة " (ص 206 ط
گلشن. فيض في لكنهو) قال:
قال النبي " ص ": كل بني آدم ينتمي إلى عصبة إلا ولد فاطمة (عليها
السلام).

65
المهدي من ولد فاطمة
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المولوي علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 13
ص 91 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق ابن عساكر عن الحسين قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أبشري يا فاطمة فإن المهدي منك.
ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " زوائد الجامع الصغير "
(على ما في جامع الأحاديث ج 1 ص 35 ط دمشق) قال:
ابن عساكر عن الحسين رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أبشري يا فاطمة المهدي منك.

66
ينادي مناد يوم القيامة
(غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة)
ونروي في ذلك أحاديث:
الأول
حديث أبي أيوب
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 139 إلى ص
154) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 13
ص 91 طبع حيدرآباد الدكن)
روى من طريق أبي بكر في الغيلانيات عن أبي أيوب قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: يا أهل

67
الجمع نكسوا رؤوسكم وغضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد على
الصراط، فتمر مع سبعين ألف جارية من الحور العين كمر البرق.
وروي عن أبي أيوب أيضا قال: قال رسول الله " ص ": إذا كان يوم القيامة
نادى مناد من بطان العرش: أيها الناس غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة إلى
الجنة.
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 125)
روي عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد
ثم ينادي مناد من بطنان العرش: أن الجليل جل جلاله يقول: نكسوا رؤوسكم
وغضوا أبصاركم فإن هذه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تريد أن
تمر على الصراط.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج سبط ابن الجوزي في " المدهش "
(ص 129 ط بيروت)
أشار إلى جملة من فضائل فاطمة " ع " منها هذا الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الأنسي اللبناني في
" الدرر واللآل في بدايع الأمثال "
روى الحديث من طريق أبي بكر في الغيلانات عن أبي أيوب بعين ما تقدم
عن " كنز العمال ".

68
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن عبد الجواد والشيخ عباس بن أحمد
المعاصران في كتابهما " جامع الأحاديث " (حديث 1759 ط مكتبة الهاشمي بدمشق)
رويا الحديث عن أبي أيوب بعين ما تقدم أولا عن " كنز العمال ".
الثاني
حديث علي عليه السلام
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 139 إلى ص
154) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 355 ط المكتبة الاسلامية
بطهران) قال:
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزار رحمه الله، قال: حدثنا
أبو الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز، حدثنا محمد بن جعفر المؤدب، حدثنا
محمد بن يونس، حدثنا العباس بن بكار، حدثنا خالد بن عبد الله الطحان، عن
بيان، عن الشعبي، عن أبي جحيفة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من تحت الحجب: يا أهل الجمع غضوا
أبصاركم ونكسوا رؤوسكم فهذه فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله تريد أن
تمر على الصراط.
وفي ص (402):
وروى علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة قد

69
عجنت بماء الحيوان، فينظر إليها الخلائق فيعجبون منها ثم تكسى أيضا حلة من
حلل الجنة وهي ألف حلة مكتوب على كل حلة بخط أخضر " أدخلوا بنت محمد
الجنة على أحسن الصور وأحسن الكرامة وأحسن منظر "، فتزف كما تزف
العروس إلى زوجها ويوكل بها سبعون ألف جارية.
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن عبد الجواد والشيخ عباس بن أحمد
المعاصران المصريان في كتابهما " جامع الأحاديث " (حديث 2470)
رويا عن علي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة قيل
يا أهل الجمع غضوا أبصاركم حتى تمر فاطمة بنت محمد فتمر وعليها ريطتان
خضراوان.
وفي (ص 341):
رويا عنه أيضا قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة نادى
مناد من وراء الحجب: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد
حتى تمر.
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم الحسيني ميرغني الحنفي
في " الدرة اليتيمة " (ص 4 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)
روى الحديث بعين ما تقدم ثانيا عن " جامع الأحاديث ".

70
الثالث
حديث بريدة
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 155 إلى
ص 159) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولى علي المتقي في " كنزل العمال " (ج 12 ص 122
ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق أبي نعيم وابن عساكر عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله ناقة صالح، فيشرب من لبنها هو
ومن آمن به من قومه، ولي حوض كما بين عدن إلى عمان أكوابه عدد نجوم
السماء، فيستسقي الأنبياء ويبعث الله صالحا على ناقته. قيل: يا رسول الله وأنت
على العضباء؟ قال: أنا أبعث على البراق يخصني الله به من بين الأنبياء، وفاطمة
ابنتي على العضباء ويؤتى بلال بناقة من نوق الجنة، فيركبها وينادي بالأذان
فيصدقه من سمعه من المؤمنين حتى توافي المحشر، ويؤتى بلال بحلتين من
حلل الجنة فيكساهما، فأول من يكسى من المؤذنين بلال وصالح المؤمنين بعد.
ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في
جامع الأحاديث ج 8 ص 28 ط دمشق)
روى الحديث من طريق أبي نعيم وابن عساكر عن عبد الله بن بريدة عن
أبيه بعين ما تقدم عن " كنز العمال ".

71
الرابع
حديث عائشة
رواه جماعة من أعلام القوم وقد تقدم النقل عنهم:
وممن لم نذكره هناك العلامتان الشيخ أحمد بن عبد الجواد والشيخ
عباس بن أحمد المعاصران المصريان في " جامع الأحاديث " (حديث 2469)
رويا من طريق الطبراني في الأوسط وأبي نعيم في فضائل الصحابة عن
علي قال: قال أبو الحسن بن بشران في فوائده والخطيب عن عائشة قالت:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا معشر الخلائق
طأطئوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة بنت محمد.
الخامس
حديث أبي هريرة
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم:
وممن لم ننقل عنه هناك العلامتان الشيخ أحمد بن عبد الجواد والشيخ
عباس بن أحمد المعاصران المصريان في " جامع الأحاديث " (حديث
1758)
رويا من طريق أبي بكر في الغيلانيات عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى
الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش: أيها الناس
غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة إلى الجنة.

72
مطالبة الزهراء بدم الحسين عليه السلام
(يوم القيامة)
رواها القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 162 و 163 و ج 11 ص
327 و 328) وننقل هنها عمن لم نرو عنهم هناك:
فمنهم الحافظ الخطيب أبو الحسن علي بن محمد الواسطي الشهير
بابن المغازلي في " مناقب علي بن أبي طالب " (ص 64 ط طهران) قال:
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن غسان البصري إجازة إن أبا علي الحسين بن
علي بن أحمد بن محمد بن أبي زيد حدثهم، قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن
أحمد بن عامر الطائي، حدثنا أبي، حدثنا أحمد بن عامر، حدثنا علي بن
موسى الرضا، قال حدثني أبي موسى بن جعفر، قال حدثني أبي جعفر بن محمد،
قال حدثني أبي محمد بن علي، قال حدثني أبي علي بن الحسين، قال حدثني
أبي الحسين بن علي، قال حدثني أبي علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وآله: تحشر ابنتي فاطمة ومعها ثياب مصبوغة بدم فتعلق بقائمة

73
من قوائم العرش وتقول: يا عدل يا جبارا حكم بيني وبين قاتل ولدي. قال صلى
الله عليه وآله: فيحكم لابنتي ورب الكعبة.
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 429)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مناقب ابن المغازلي ".

74
فاطمة روحي التي بين جنبي
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 212 إلى ص
216) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 135 ط السعادة بالقاهرة)
روى عن مجاهد رضي الله عنه، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم،
وهو آخذ بيد فاطمة، فقال: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة
بنت محمد، وهي بضعة مني، وهي قلبي، وروحي التي بين جنبي، فمن آذاها
فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله تعالى.

75
فاطمة بضعة مني ونور عيني
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 190 إلى ص
200) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 124 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى عن ابن عباس أيضا قال صلى الله عليه وسلم: يا علي إن فاطمة بضعة
مني، هي نور عيني وثمرة فؤادي، يسؤني ما ساءها ويسرني ما سرها، وأنها أول
من يلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها من بعدي، والحسن والحسين فهما ابناي
وريحانتاي، وهما سيدا شباب أهل الجنة فليكونا عليك كسمعك وبصرك.
ثم رفع صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء فقال: اللهم إني أشهدك أني
محب لمن أحبهم، مبغض لمن أبغضهم، سلم لمن سالمهم، حرب لمن حاربهم،
عدو لمن عاداهم، ولي لمن والاهم.

76
فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني
قد تقدم نقله منا في (ج 10 ص 209 إلى 211) وننقلها هيهنا عمن لم نرو
عنهم هناك:
منهم العلامة جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (على ما في
جامع الأحاديث ج 3 ص 127 ط دمشق)
روى من طريق الحاكم عن أبي حنظلة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إنما فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني.
ومنهم العلامة السيد محمد المشتهر بسلطان العلماء في " السيف
الماسح " (ص 141 ط بستان مرتضوي في لكهنو) قال:
قال رسول الله " ص ": فاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني.

77
ومنهم العلامة السيد محمد أبو الهدى في " ضوء الشمس " (ص 101
و 342 ط مطبعة الحاج محرم أفندي) قال:
قال عليه الصلاة والسلام: فاطمة بضعة مني يؤذيني ما يؤذيها.

78
فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها
(ويغضبني ما يغضبها)
رواه جماعة من أعلام القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 204
إلى 216) ونروي هيهنا عمن لم ننقل عنه هناك:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 120 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
وروى أبو الفرج الأصفهاني في الأغاني: أن عبد الله بن الحسن المثنى
ابن الحسن السبط دخل علي عمر بن عبد العزيز وهو حديث السن وله وقار وتمكين
فرفع عمر مجلسه وأكرمه وقضى حوائجه، فسئل عمر عن ذلك فقال: إن
الثقة حدثني كأني أسمع من في رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إنما قال:
فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها ويغضبني ما يغضبها.

79
ومنهم العلامة البلاذري في " أنساب الأشرف " (مخطوط)
روى نقلا عن أبي الفرج ما تقدم نقله عن " أهل البيت " إلى قوله:
ويغضبني ما يغضبها.
ومنهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها

80
فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 200 إلى
ص 203 وص 219) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم ميرغني الحسيني في " الدرة
اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة " (ص 4 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
قال صلى الله عليه وسلم: فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما
يبسطها، وإن الأنساب تنقطع يوم القيامة غير نسبي وصهري.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 120 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى الحديث عن المسور بعين ما تقدم عن " الدرة اليتيمة ".

81
ومنهم الحافظ الشيخ شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر
العسقلاني في " المطالب العالية " (ج 4 ص 67 ط الكويت)
روى من طريق أبي يعلى عن المسور بن مخرمة رفعه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: تنقطع الأسباب والأنساب والأصهار إلا صهري، فاطمة
شجنة مني يقبضني ما قبضها، ويبسطني ما بسطها.
ومنهم العلامة السيد محمد أبو الهدى " في ضوء الشمس " (ص 97)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الدرة اليتيمة ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد فتحا بن عبد الواحد السوسي النطيفي
المالكي في " الدرة الخريدة " (ص 39 ط بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الدرة اليتيمة " إلى قوله: ما يبسطها.
ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير على ما في
جامع الأحاديث " (ج 3 ص 127 ط دمشق)
روى الحديث عن المسور بعين ما تقدم عن " المطالب العالية " لكنه ذكر
بدل قوله " ما قبضها ": ما يقبضها.

82
فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما أرابها
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 190 إلى ص
199) وننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ منصور بن يونس الحنبلي في " كشاف القناع عن
متن الاقناع " (ج 6 ص 428 ط مكتبة النصر الحديثة في الرياض) قال:
قال صلى الله عليه وسلم: فاطمة بضعة يريبني ما أرابها.
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 119) قال:
وفي الإصابة عن الصحيحين عن المسور بن مخرمة سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: فاطمة بضعة مني يؤذيني من آذاها
ويريبني ما أرابها.

83
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن يحيى بهران اليماني الزيدي المتوفى
954 في " ابتسام البرق في شرح منظومة القصص الحق في سيرة خير
الخلق " قال:
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنها (أي فاطمة) بضعة مني يريبني
ما يريبها.
ومنهم العلامة في " فضل آل البيت " (ص 37 ط دار الاعتصام بالقاهرة)
روى قوله صلى الله عليه وسلم: فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني
ما آذاها.
ومنهم العلامة أبو محمد عبد الله بن أبي حمزة الأزدي المالكي
الأندلسي المتوفى سنة 699 في " بهجة النفوس " (ج 3 ص 91 ط دار الجيل في
بيروت) قال:
وقال فيها عليه السلام: يريبني ما رابها، وفاطمة بضعة مني.

84
فاطمة بضعة مني ينصبني ما ينصبها
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 187 إلى
ص 189) وننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ أبو العون شمس الدين محمد أحمد السفاريني
الحنبلي المتوفى سنة 1188 في " نفثات صدر المكمد " (ج 2 ص 502
ط بيروت) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاطمة بضعة مني ينصبني ما أنصبها،
أي يتعبني ما أتعبها، يقال: نصبه وأنصبه: إذا تعبه وأتعبه.
ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " زوائد الجامع الصغير "
(على ما في جامع الأحاديث ج 2 ط دمشق)
روى الحديث من طريق أحمد والترمذي والحاكم عن الزبير قال: قال
رسول الله " ص ": إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها.

85
ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في " منال الطالب "
(ص 23)
روى الحديث من طريق الترمذي عن ابن الزبير بعين ما تقدم عن النفثات.
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 119) قال:
وعن صحيح الترمذي: إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني
ما أنصبها.

86
فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 205 إلى ص
208) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنه هناك:
منهم العلامة سبط ابن الجوزي في " التبصرة " (ج 1 ص 452 ط عيسى
الحلبي) قال:
أخبرنا عبد الأول، أخبرنا الداودي، حدثنا ابن أعين، حدثنا الفريري،
حدثنا البخاري، حدثنا الوليد بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي مليكة،
عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فاطمة بضعة مني
فمن أغضبها أغضبني.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 69 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث عن المسور بن مخرمة بعين ما تقدم عن " التبصرة " ثم قال:

87
وفي رواية " يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها ".
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم ميرغني الحسيني الحنفي
في كتابه " الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة " (ص 4 نسخة المكتبة
الظاهرية بدمشق)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " التبصرة ".
ومنهم العلامة السيد محمد صديق حسن خان الحسيني الواسطي
الهندي ملك بهوپال في " الادراك لتخريج أحاديث الاشراك " (ص 48 ط
مطبع النظامي الواقع في بلدة كانپور في بلاد الهند)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد عبد الله القرشي الهاشمي الهندي
في " تفريح الأحباب " (ص 409 ط دهلي)
روى الحديث عن المسور بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في كتابه " مرقاة المفاتيح
في شرح مشكاة المصابيح " (ج 11 ص ص 374 ط ملتان)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في " منال الطالب " (ص 23)
روى الحديث عن المسور بن مخرمة بعين ما تقدم عن " التبصرة ".

88
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين
في مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 186)
روى الحديث عن المسور بن مخرمة بعين ما تقدم عن " التبصرة ".
ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة " (ص 213
ط مطبعة گلشن فيض في لكهنو)
روى من طريق البخاري ومسلم عن المسور بن مخرمة أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني ويؤذيني من
آذاها. متفق عليه.
ومنهم العلامة المعاصر أبو عبد الله محمد فتحا بن عبد الواحد السوسي
في " الدرة الخريدة " (ص 39 ط بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " التبصرة ".
ومنهم العلامة السيد محمد أبو الهدى في " ضوء الشمس " (ص 97)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " التبصرة ".
ومنهم العلامة الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل
البيت " (ص 119 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " التبصرة ".

89
ومنهم العلامة السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في جامع الأحاديث
ج 3 ص 135 ط دمشق)
روى الحديث من طريق الحاكم والطبراني بعين ما تقدم عن " التبصرة "
ومنهم العلامة ابن عساكر الدمشقي في " تاريخ دمشق " (ج 1 ص 159
نسخة مكتبة جامع السلطان في اسلامبول)
روى بسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنما فاطمة بضعة يؤذيني
ما آذاها ويغضبني ما أغضبها.

90
فاطمة بضعة مني
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 187 إلى ص
216) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في " المناقب " (ص 381 ط طهران)
روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه حديثا وفي آخره: فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: صدقت إن فاطمة بضعة مني.
ومنهم العلامة السيد تقي الدين أبي بكر بن محمد الحسين الحصيني
الشافعي في " كفاية الأخيار " (ج 2 ص 163 ط دار المعرفة في بيروت) قال:
وقد قال صلى الله عليه وسلم: فاطمة بضعة مني.

91
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الأنسي اللبناني في كتابه
" الدرر واللآل " (ص 209 ط الاتحاد بيروت)
روى قوله " ص " بعين ما تقدم عن " مناقب ابن المغازلي ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن يحيى بهران اليماني الزيدي المتوفى
سنة 954 في " ابتسام البرق في شرح منظومة القصص الحق في سيرة
خير الخلق "
روى قوله " ص " بعين ما تقدم عن " مناقب ابن المغازلي ".
ومنهم العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في " المدهش " (ص 129 ط
المؤسسة العالمية في بيروت) قال:
قال رسول الله " ص ": فاطمة بضعة مني.
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل بيت " (ص 133)
روى قوله " ص " عن أنس بعين ما تقدم عن " مناقب ابن المغازلي ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد العربي في " بغية المستفيد " (ص 281)
روى قوله " ص " بعين ما تقدم عن " المناقب ".

92
ومنهم العلامة السيد تقي الدين أبو بكر بن محمد الحضيني في
" كفاية الأخيار " (ج 2 ص 163 ط دار المعرفة في بيروت) قال:
وقد قال رسول الله " ص ": فاطمة بضعة مني.
ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي في " وسيلة النجاة " (ص 207
ط لكهنو)
روى عن أبي داود قال: قال رسول الله " ص ": فاطمة بضعة مني فلا أسوى
مع بضعة رسول الله أحدا 1.



(1) قال العلامة الآلوسي في " غالية المواعظ " (ج 2 ص 74 ط المحمدية
بالقاهرة):
ونقل عن السعيري عن الإمام مالك أنه قال: لا أفضل على بضعته صلى الله
تعالى عليه وسلم أحدا.
93
قال رسول الله صلى الله عليه وآله لفاطمة
(أنت مني وأنا منك)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 364 ط المكتبة الاسلامية
بطهران) قال:
أخبرنا أبو منصور زيد بن طاهر بن سيار البصري قدم علينا واسطا، أخبرنا
الحسين بن محمد بن يعقوب الشباطي الحافظ، حدثنا أبو بكر محمد بن عدي،
حدثنا محمد بن عدي الابلي، حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، حدثنا عبد الله
ابن محمد بن أبي مريم القبائي من أهل قبا، حدثنا القاسم بن محمد، عن أبيه،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن
أبيه الحسين بن علي، عن أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قالت: لم نزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم " لا تجعلوا دعاء الرسول

94
كدعاء بعضكم بعضا " قالت فاطمة: فتهيبت النبي صلى الله عليه وآله أن أقول
له: يا أبه، فجعلت أقول له: يا رسول الله، فأقبل علي فقال لي: يا بنية لم
تنزل فيك ولا في أهلك من قبل، أنت مني وأنا منك، وإنما نزلت في أهل الجفاء
والبذخ والكبر، قولي " يا أبه " فإنه أحب للقلب وأرضى للرب. ثم قبل النبي
صلى الله عليه وآله وسلم جبهتي ومسحني بريقه، فما احتجت إلى طيب بعده.

95
أحب أهلي إلي فاطمة
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 176 إلى ص
181) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد محمد بن أبي الفيض جعفر الحسني الإدريس
الكتاني المغربي في " نظم المتناثر في الحديث المتواتر " (ص 125 ط
دار المعارف) قال:
وقد أخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه والطيالسي والطبراني
والديلمي وغيرهم من أسامة بن زيد مرفوعا: أحب أهلي إلي فاطمة. قال في
التيسير: إسناده صحيح.
ومنهم العلامة محمد مبين السهالوي في " وسيلة النجاة " (ص 204
ط لكهنو)
روى من طريق ابن عساكر قال رسول الله صلى الله عليه وآله: أحب أهلي
إلي فاطمة الزهراء.

96
ومنهم العلامة ميرغني الحنفي في " الدرة اليتيمة " (نسخة مكتبة
الظاهرية بدمشق) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب أهلي إلي فاطمة.
ومنهم العلامة عبد الرؤوف المناوي في " كنوز الحقائق " (ص 96)
روى الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن " وسيلة النجاة ".
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 125 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
وروى الترمذي وغيره عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: أحب أهلي إلي فاطمة.
وقال في (ص 121):
سئلت السيدة عائشة رضي الله عنها: أي الناس كان أحب إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة. قال: فمن الرجال؟ قالت: زوجها، إن كان
ما عملته صواما قواما.
ومنهم العلامة السيد محمد صديق حسن خان أمير الملك في
" الادراك " (ص 48 ط مطبعة النظامي كامپور من بلاد هند)
روى من طريق الترمذي عن ابن عمير قال: دخلت مع عمتي على عائشة
فسألت: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة،

97
فقيل: من الرجال. قالت: زوجها.
ومنهم العلامة الشيخ نجم الدين الشافعي في " منال الطالب " (ص 23)
روى الحديث عن ابن عمير بعين ما تقدم عن " الادراك ".
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 58)
روى عن أبي بريدة أنه قال: جاء رجل إلى أبي يسأله أي الناس أحب إلى
رسول الله " ص "، فقال: كان أحب الناس إلى رسول الله من النساء فاطمة ومن
الرجال علي.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 2 ص 125 ط بيروت)
روى الحديث عن عائشة بعين ما تقدم ثانيا عن " أهل البيت ".
ومنهم العلامتان الشيخ أحمد بن عبد الجواد والشيخ عباس بن أحمد
المعاصران في " جامع الأحاديث " (ج 1 ص 132 ط دمشق)
رويا الحديث بعين ما تقدم عن " نظم المتناثر ".
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم الحنفي في " الدرة اليتيمة "
(ص 2 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " نظم المتناثر ".

98
فاطمة أحب إلى رسول الله وعلي أعز
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 174 و 175)
وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد محمد أبو الهدى الرفاعي في " ضوء الشمس "
(ص 97) قال:
روى الطبراني في مسنده عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لعلي: فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها.
ومنهم العلامة أبو الفرج ابن الجوزي في " المدهش " (ص 139 ط
المؤسسة العالمية في بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".

99
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم ميرغني الحسيني الحنفي
في " الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة " (ص 4 نسخة المكتبة الظاهرية
بدمشق)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".

100
كان رسول الله صلى الله عليه وآله يقبل فاطمة في فيها
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة العالم الفاضل المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل
البيت " (ص 121 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
وروى الحاكم في المستدرك وصححه بسنده عن جميع بن عمير قال: دخلت
مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن علي، فقالت:
تسأليني عن رجل والله ما أعلم رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
من علي ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من
فاطمة، وكان صلى الله عليه وسلم يقبلها في فيها ويمصها بلسانه.
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم ميرغني الحسيني الحنفي
في كتابه " الدرة اليتيمة في فضائل السيدة العظيمة " (ص 5 نسخة المكتبة
الظاهرية بدمشق) قال:
إن النبي صلى الله عليه وآله كان يقبلها في فيها ويمصها لسانه وما دخلت

101
عليه قط إلا قام إليها وقبلها ورحب بها.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في " اتحاف
أهل الاسلام " (ص 71 نسخة المكتبة الظاهرية دمشق)
روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".

102
إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لفاطمة
(فداك أبوك)
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 185) وننقله ههنا
عمن لم ننقل عنه هناك:
فمنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي في " الفتوحات
الربانية " (ج 1 ص 222 ط المكتبة الاسلامية في بيروت) قال:
وفي فتح الباري: أخرج ابن أبي عاصم من حديث ابن عمر أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال لفاطمة: فداك أبوك.

103
من سلم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى فاطمة
(ثلاثة أيام دخل الجنة)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 363 ط طهران)
قال:
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن زيد بن مروان إذنا،
حدثنا علي بن أحمد العجلي، حدثنا أبو طاهر محمد بن تسنيم الوراق، حدثنا
محمد بن حسين بن زيد الهمداني، عن محمد بن إسماعيل القرشي، عن محمد
بن أيوب، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك النوفلي، عن أبيه،
عن جده قال: دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. قال:
فبدأتني بالسلام. قال: وقالت قال أبي وهو ذا حي: من سلم علي وعليك ثلاثة
أيام فله الجنة. قلت لها: ذا في حياته وحياتك أو بعد موته وموتك؟ قالت:
في حياتنا وبعد وفاتنا.

104
إذا خرج النبي إلى سفر كانت فاطمة آخر الناس عهدا
وإذا قدم من سفر كانت فاطمة أول الناس عهدا
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 233 إلى ص
236) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ أحمد بن حنبل في " مسنده " (ج 5 ص 275 ط الميمنية
بمصر) قال:
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا عبد الصمد، حدثني أبي، ثنا محمد بن
حجارة، حدثني حميد الشامي، عن سليمان الميهني، عن ثوبان مولى رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سافر آخر
عهده بانسان من أهله فاطمة، وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة.
قال: فقدم عن غزاة له فأتاها فإذا هو بمسح على بابها ورأى على الحسن
والحسين قلبين من فضة فرجع ولم يدخل عليها، فلما رأت فاطمة ظنت أنه لم
يدخل عليها من أجل ما رأى، فهتكت الستر ونزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما،

105
فبكى الصبيان فقسمته بينهما فانطلقا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهما
يبكيان، فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما فقال: يا ثوبان اذهب بهذا
إلى بني فلان أهل بيت بالمدينة واشتر لفاطمة قلادة من عصب وسوارين من
عاج فإن هؤلاء أهل بيتي ولا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.
ومنهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلام بن
سعد المنذري المولود سنة 581 والمتوفى سنة 656 في كتابه " مختصر
سنن أبي داود " (ج 6 ص 108 ط المحمدية بالقاهرة)
روى الحديث عن ثوبان بعين ما تقدم عن " المسند " إلى قوله: من عاج.
ومنهم العلامة المولوي محمد زمان الهندي في " خير المواعظ "
(ص 643 ط حيدرآباد الدكن)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مختصر سنن أبي داود ".
ومنهم العلامة الشيخ علي بن سلطان محمد القاري في " مرقاة المفاتيح
في شرح مشكاة المصابيح " (ج 11 ص 373 طبع ملتان) قال:
وفي الذخائر عن ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
سافر آخر عهده إتيان فاطمة وأول من يدخل عليه إذا قدم فاطمة (أخرجه أحمد).
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 3 ص 623 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث عن ثوبان بعين ما تقدم عن " مختصر سنن أبي داود ".

106
ومنهم العلامة المولوي محب الله السهالوي في " وسيلة النجاة "
(ص 226 ط كلشن فيض في لكهنو)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " المسند ".
ومنهم العلامة المولوي عبد الله بن عبد العلي الحنفي في " تفريح
الأحباب " (ص 410 ط دهلي)
روى الحديث عن ثوبان بعين ما تقدم عن " مختصر سنن أبي داود ".
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 183) قال:
في الاستيعاب كان رسول الله " ص " إذا قدم عن غزو أو سفر بدء بالمسجد
فصلى فيه ركعتين ثم يأتي فاطمة ثم يأتي أزواجه.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 120 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطمة، وإذا قدم من سفر كان أول الناس به
عهدا فاطمة رضي الله تعالى عنها.

107
قالت عائشة
(كانت فاطمة أصدق الناس بعد رسول الله)
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 259 إلى ص
261) وننقله ههنا عن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ الشيخ شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن حجر
العسقلاني في " المطالب العالية " (ج 4 ص 70 ط الكويت)
روى من طريق أبي يعلى عن عمرو بن دينار قال: قالت عائشة: ما رأيت
أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها، وكان بينهما شئ فقالت: يا رسول الله سلها
فإنها لا تكذب.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(133 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روي عن عمرو بن دينار قال: قالت عائشة رضي الله عنها: ما رأيت أحدا

108
قط أصدق من فاطمة غير أبيها. قال: وكان منها شئ فقالت عائشة: يا رسول الله
سلها فإنها لا تكذب.
وفي الاستيعاب بسنده قالت عائشة: ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من
فاطمة إلا أن يكون الذي ولدها.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 185)
روى عن عائشة بعين ما تقدم ثانيا عن " أهل البيت ".

109
صبرها على مرارة الدنيا
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 262 إلى ص
271) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الحنفي الهندي المتوفى
957 في " كنز العمال " (ج 14 ص 69 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق ابن لآل وابن مردويه وابن النجار والديلمي عن جابر أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى على فاطمة كساء من أوبار الإبل وهي
تطحن، فبكى وقال: يا فاطمة اصبري على مرارة الدنيا لنعيم الآخرة غدا ونزلت
" ولسوف يعطيك ربك فترضى ".
ومنهم العلامة الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل
البيت " (ص 61 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم عن " كنز العمال ".

110
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلي الحنفي
ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه " وسيلة
النجاة " (طبع مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو ص 225)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " كنز العمال ".
ومنهم " حياة الصحابة " (ج 2 ص 555 ط حيدرآباد الدكن) قال:
أخرج أبو نعيم في الحلية (ج 3 ص 312) عن عطاء قال: إن كانت فاطمة
رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لتعجن وإن قصتها لتكاد أن
تضرب الجفنة.

111
شدة اهتمام فاطمة عليها السلام لرضى علي
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ عثمان بن حسن بن أحمد الخوبري في " درة
الناصحين " (ص 49 ط بمبئي)
روى عن سلمان الفارسي أنه قال: دخلت فاطمة رضي الله عنها على
رسول الله " ص " فلما نظرت إليه دمعت عيناها وتغير لونها، فقال عليه السلام:
مالك يا بنتي. قالت: يا رسول الله كان بيني وبين علي البارحة مزاح ونشأ من
الكلام أن غضب علي بكلمة خرجت من في، فلما رأيت أن عليا قد غضب ندمت
وغممت فقلت له: يا حبيبي ارض عني وطفت حوله اثنتين وسبعين مرة حتى رضي
عني وضحك في وجهي مع الرضا وأنا خائفة من ربي. فقال لها النبي " ص ":
يا بنتي والذي بعثني بالحق نبيا إنك لومت قبل أن ترضي عليا لم أصل عليك.
ثم قال: يا بنتي أما علمت أن رضى الزوج هو رضى الله وغضب الزوج
هو غضب الله، يا بنت أيما امرأة عبدت كعبادة مريم بنت عمران ثم لم يرض

112
عنها زوجها ألا يقبل الله تعالى منها، يا بنت أفضل أعمال النساء طاعة الزوج
وبعده ليس لها عمل أفضل من الغزل، يا بنت جلوس ساعة عند الغزل خير لهن
من عبادة سنة ويكتب لهن بكل طاعة - أي بكل نوع من الثياب - من غزلهن
ثواب شهيد، يا بنت إن المرأة إذا غزلت حتى تكسو زوجها وصبيانها وجبت لها
الجنة وأعطاها الله بكل تسر بل من أثوابها مدينة في الجنة.

113
تصدق فاطمة بقميصها ليلة عرسها
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 401) وننقله
ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 138) قال:
ذكر ابن الجوزي: أن النبي صلى الله عليه وسلم صنع لفاطمة رضي الله
عنها قميصا جديدا ليلة عرسها وزفافها، وكان لها قميص مرقوع وإذا بسائل
على الباب يقول: أطلب من بيت النبوة قميصا خلقا، فأرادت أن تدفع إليه
القميص المرقوع فتذكرت قوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)
فدفعت إليه القميص الجديد، فلما قرب الزفاف أتاها جبرئيل عليه السلام بقميص
من سندس أخضر، فما رأته نساء يهوديات حضرن الزفاف حتى أسلمن وأسلم
بعدهن أزواجهن.

114
إعطاء فاطمة عقدها إلى السائل
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل بيت "
(ص 139 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
من كتاب بشارة المصطفى لأبي جعفر الطبري، عن جابر بن عبد الله الأنصاري
رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة، فلما انفتل جلس
في قبلته والناس حوله، فبينما هم كذلك إذ أقبل شيخ من مهاجرة العرب وهو
لا يكاد يتمالك ضعفا وكبرا، فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم يستجليه الخبر
فقال الشيخ: يا نبي الله أنا جائع الكبد فأطعمني، وعار الجسد فاكسني، وفقير
قأورثني. فقال: ما أجد لك شيئا، ولكن الدال على الخير كفاعله، انطلق إلى
منزل من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويؤثر الله على نفسه، انطلق إلى
حجرة فاطمة. وكان بيتها ملاصقا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ينفرد
به لنفسه من أزواجه. يا بلال قم فقف به على منزل فاطمة.

115
فانطلق الأعرابي مع بلال، فلما وقف على باب فاطمة نادى بأعلى صوته:
السلام عليكم يا أهل بيت النبوة ومختلف الملائكة ومهبط جبريل الروح الأمين
بالتنزيل من عند رب العالمين. فقالت فاطمة: من أنت يا هذا؟ قال: شيخ
من العرب أقبلت على أبيك سيد البشر مهاجرا من شقة بعيدة، وأنا يا بنت
محمد عاري الجسد جائع الكبد فواسني يرحمك الله تعالى.
وكان لفاطمة وعلي رضي الله عنهما ورسول الله صلى الله عليه وسلم،
على تلك الحال ثلاث ليال ما طعموا فيها طعام، وقد علم رسول الله صلى الله
عليه وسلم ذلك من شأنهما، فعمدت فاطمة إلى جلد كبش مدبوغ بالقرظ كان
ينام عليه الحسن والحسين، فقالت: خذ هذا أيها الطارق فعسى الله أن يتيح لك
ما هو خير منه. فقال الأعرابي: يا بنت محمد شكوت إليك الجوع فناولتيني
جلد كبش فماذا أنا صانع به مع ما أجده من سغب؟.
قال: فعمدت فاطمة رضي الله عنها لما سمعت هذا من قوله إلى عقد كان
في عنقها أهدتها إياه فاطمة بنت عمها حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه ونزعته
من عنقها ودفعت به إلى الأعرابي العقد وانطلق إلى مسجد رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: يا رسول الله لقد أعطتني فاطمة بنت محمد هذا العقد وقالت:
فعسى الله أن يعوضك ما هو خير منه.
فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقام عمار بن ياسر رضي الله عنهما
فقال: يا رسول الله أتأذن لي بشراء هذا العقد؟ فقال صلى الله عليه وسلم: اشتره
يا عمار، فلو اشترك فيه الثقلان ما عذبهم الله بالنار.
فقال عمار للأعرابي: بكم تبيع هذا العقد يا أعرابي؟ قال: بشبعة من الخبز
واللحم أذهب بها جوعتي، وبردة يمانية أستر بها عورتي وأصلي فيها لربي،
ودينار يبلغني إلى أهلي.

116
وكان عمار قد باع سهمه الذي نفله رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبق
منه شيئا فقال: لك عشرون دينارا ومائتا درهم وبردة يمانية وراحلتي تبلغك إلى
أهلك وشبعة من خبز البر واللحم. فقال الأعرابي: ما أسخاك بالمال أيها الرجل.
وانطلق به عمار رضي الله عنه فوفاه ما ضمن له، وعاد الأعرابي إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله: أشبعت واكتسيت؟ فقال الأعرابي: نعم
يا رسول الله واستغنيت بأبي أنت وأمي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
فأجز فاطمة بصنيعتها. فقال الأعرابي: اللهم إنك إله ما استحدثناك ولا إله لنا
نعبده سواك وأنت في كل حين، اللهم اعط فاطمة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت.
فأمن رسول الله صلى الله عليه وسلم على دعائه وأقبل على أصحابه فقال:
إن الله قد أعطى فاطمة في الدنيا ذلك، فأنا أبوها وما أحد من العالمين مثلي،
وعلي بعلها ولولا علي ما كان لفاطمة كفؤ أبدا، وأعطاها الحسن والحسين وما
للعالمين مثلهما سيدا شباب أسباط الأنبياء وسيدا شباب أهل الجنة.
وكان بإزائه المقداد وابن عمر وعمار وسلمان رضي الله عنهما، فقال:
وأزيدكم؟ فقالوا: نعم يا رسول الله. فقال: أتاني الروح الأمين جبريل وقال
إنها إذا قبضت ودفنت يسألها الملكان في قبرها: من ربك؟ فتقول: الله ربي.
فيقولان: من نبيك؟ فتقول: أبي، ألا وأزيدنكم من فضلها، إن الله عز وجل وكل
بها رعيلا من الملائكة يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن
شمالها، وهم معها في حياتها وعند قبرها وبعد موتها يكثران الصلاة عليها
وعلى أبيها وعلى بعلها وبنيها، فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي
ومن زار فاطمة فكأنما زارني، ومن زار عليا فكأنما زار فاطمة، ومن زار الحسن
والحسين فكأنما زار عليا، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما.
فعمد عمار إلى العقد وطيبه بالمسك ولفه في بردة يمانية، وكان له عبد اسمه

117
سهم ابتاعه من ذلك السهم الذي أصابه بخيبر، فدفع العقد إلى المملوك وقال له:
خذ هذا العقد فادفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت له. فأخذ العقد
فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره بقول عمار، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: انطلق إلى فاطمة فادفع إليها العقد وأنت لها.
فجاء المملوك بالعقد وأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخذت
فاطمة رضي الله عنها العقد وأعتقت المملوك، فضحك الغلام، فقالت فاطمة
رضي الله عنها: ما يضحكك يا غلام؟ فقال: أضحكني عظم بركة هذا العقد،
أشبع جائعا، وكسى عريانا، وأغنى فقيرا، وأعتق عبدا، ورجع إلى ربته.

118
إعطاء فدك لفاطمة عليها السلام
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 3 ص 549) وننقله ههنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الكاندهلوي الهندي في " حياة الصحابة " (ج 2 ص 519
ط حيدرآباد الدكن) قال:
وأخرج الحاكم في تاريخه وابن النجار عن أبي سعيد قال: لما نزلت
" وآت ذا القربى حقه " قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة لك فدك.
قال الحاكم: تفرد به إبراهيم بن محمد بن ميمون عن علي بن عابس.
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني في
" المطالب العالية " (ج 3 ص 367 ط الكويت)
روى عن طريق أبي يعلى قال: لما نزلت " وآت ذا القربى حقه " دعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة فأعطاها فدكا.

119
دخل النبي على فاطمة في مصلاها
(ووجد خلفها رزقا من عند الله)
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 323 إلى ص
324) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 122 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سأل علي فاطمة ذات يوم:
هل عندك شئ تغذينيه؟ قالت: لا والذي أكرم أبي بالنبوة ما أصبح عندي
شئ أغذيكه ولا أكلنا بعد شيئا، ولا كان لنا شئ بعدك منذ يومي إلا شئ أوثرك
به على بطني، وعلى ابني هذين. قال: يا فاطمة ألا أعلمتيني حتى أبغيكم
شيئا. قالت: إني استحيى من الله أكلفك ما لا تقدر عليه.
فخرج من عندها واثقا بالله تعالى حسن الظن به، فاستقرض دينارا، فبينما
الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يتيح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد

120
الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته، فلما رآه أنكره فقال: يا مقداد
ما أزعجك من رحلك هذه الساعة؟ قال: يا أبا الحسن خل سبيلي ولا تسألني عما
ورائي. وقال: يا بن أخي إنه لا يحل لك أن تكتمني حالك. قال: أما إذا أبيت
فوالذي أكرم محمدا بالنبوة ما أزعجني من رحلي إلا الجهد، ولقد تركت
أهلي يبكون جوعا، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض، فخرجت
مغموما راكبا رأسي فهذه حالتي وقصتي. فهملت عينا علي بالبكاء حتى بلت
دموعه لحيته، ثم قال: أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك
ولقد اقترضت دينارا فهاك، وأوثرك به على نفسي.
فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فصلى الظهر
والعصر والمغرب، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة المغرب مر بعلي
في الصف الأول فغمزه برجله فسار خلف النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحقه
عند باب المسجد، ثم قال: يا أبا الحسن هل عندك شئ تعيشنا به؟ فأطرق علي
لا يحر جوابا حياءا من النبي صلى الله عليه وسلم وقد عرف الحال الذي خرج
عليها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إما أن تقول لا فنصرف عنك أو نعم
فنجئ معك، فقال له: حبا وتكريما اذهب بنا وكان الله سبحانه وتعالى قد
أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أن تعش.
فأخذ الرسول بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة عليها السلام في مصلاها
وخلفها جفنة تفور دخانا، فلما سمعت كلام النبي صلى الله عليه وسلم خرجت
من المصلى فسلمت عليه، وكانت أعز الناس عليه، فرد عليها السلام ومسح
بيده علي رأسها وقال: كيف أمسيت عشينا غفر الله لك وقد فعل. فأخذت
الجفنة فوضعتها بين يديه، فلما نظر علي ذلك وشم ريحه، رمى فاطمة ببصره
رميا شميما فقالت: ما أشح نظرك وأشده، سبحان الله هل أذنبت فيما بيني وبينك

121
ما أستوجب به السخطة. قال: وأي ذنب أعظم من ذنب أصبته اليوم، أليس
عهدي بك اليوم وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما يومين. فنظرت
إلى السماء فقالت: إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه أني لم أقل إلا
حقا. قال: فأنى لك هذا الذي لم أر مثله ولم أشم رائحته ولم آكل أطيب منه.
فوضع الرسول صلى الله عليه وسلم كفه المباركة بين كتفي علي ثم هزها
وقال: يا علي هذا ثواب الدنيا، وهذا جزاء الدنيا، هذا من عند الله يرزق
من يشاء بغير حساب. ثم استعبر النبي صلى الله عليه وسلم باكيا وقال: الحمد لله
كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك يا علي في المجرى الذي فيه زكريا
ويجريك يا فاطمة في المجرى الذي أجرى فيه مريم، كلما دخل عليها زكريا
المحراب وجد عندها رزقا قال: يا مريم أنى لك هذا.

122
تزويج فاطمة من علي عليه السلام
(بأمر الله جل جلاله وما وقع من الاكرام لها عند التزويج)
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 6 ص 592 إلى ص
623 و ج 4 ص 460 وص 472 إلى ص 474 و ج 10 ص 326 إلى ص 348)
وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 12 ص 105 ط
حيدرآباد الدكن)
روى من طريق البيهقي والخطيب وابن عساكر عن أنس قال: كنت عند
النبي " ص " فغشيه الوحي فلما سرى عنه قال: أنس أتدري ما جاءني به جبريل
من عند صاحب العرش؟ قال: إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي.
ومنهم العلامة السيد محمد أبو الهدى في " ضوء الشمس " (ص 97)
عن أنس رضي الله تعالى عنه: بينما النبي صلى الله تعالى عليه وسلم

123
جالس أنه قال لعلي رضي الله عنه: هذا جبرئيل أخبرني بأن الله تعالى قد
زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين ألف ملك وأوحى إلى شجرة طوبى
أن انثري عليهم الدر والياقوت والحلي والحلل، فنثرت ما تبدر الحور
العين يلتقطن في الأطباق الدر والياقوت والحلي والحلل، فهم يتهادونه إلى
يوم القيامة.
وفي رواية قال: أبشر يا أبا لحسن فإن الله تعال يقد زوجك في السماء قبل
أن أزوجك في الأرض.
ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في " المناقب " (ص 346 ط
طهران) قال:
أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو محمد عبيد الله بن
محمد بن عابد الخلال، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد البرائي، حدثنا الحسن
ابن حماد سجادة، حدثنا يحيى بن معلى، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة،
عن الحسن، عن أنس أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وآله
فلم يرد إليه جوابا، ثم خطبها عمر فلم يرد إليه جوابا، ثم جمعهم فزوجها علي
ابن أبي طالب. وقيل: أقبل على أبي بكر وعمر فقال: إن الله عز وجل أمرني
أن أزوجها من علي ولم يأذن لي في افشائه إلى هذا الوقت، ولم أكن لأفشي
ما أمر الله عز وجل به.
وروى في (ص 341) بسنده عن أم أيمن:
قالت: بكيت وقلت: يا رسول الله لأني دخلت منزل رجل من الأنصار
وقد زوج ابنته رجلا من الأنصار فنثر على رؤوسهم لوزا وسكرا، فذكرت
تزويجك فاطمة من علي ولم تنثر عليها شيئا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:

124
لا تبكي يا أم أيمن فوالذي بعثني بالكرامة واستخصني بالرسالة! ما أنا زوجته
ولكن الله تبارك وتعالى زوجه من فوق عرشه ما رضيت حتى رضي علي، وما
رضي علي حتى رضيت، وما رضيت حتى رضيت فاطمة، وما رضيت فاطمة
حتى رضي الله رب العالمين.
يا أم أيمن لما زوج الله تبارك وتعالى فاطمة من علي أمر الملائكة المقربين
أن يحدقوا بالعرش وفيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل فأحدقوا بالعرش. وأمر
الحور العين أن يتزين وأمر الجنان أن يزخرف فكان الخاطب الله تبارك وتعالى
والشهود الملائكة. ثم أمر الله شجرة طوبى أن تنثر عليهم فنثرت اللؤلؤ الرطب
مع الدر الأخضر، مع الياقوت الأحمر، مع الدر الأبيض فتبادرت الحور
العين يلتقطن من الحلي والحلل ويقلن: هذا من نثار فاطمة بنت محمد عليها
السلام.
وروى في (ص 343، الطبع المذكور) بسنده عن جابر:
لما تزوج علي فاطمة زوجة الله إياها من فوق سبع سماوات، وكان الخاطب
جبرئيل وكان ميكائيل وإسرافيل في سبعين ألفا من شهودها فأوحى الله تعالى
إلى شجرة طوبى أن انثري ما فيك من الدر والجوهر ففعلت، وأوحى الله تعالى
إلى الحور العين أن القطن فلقطن فهن يتهادين بينهن إلى يوم القيامة.
وروى بسنده عن جابر بن عبد الله قال: لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم
عليا من فاطمة أتت قريش فقالوا: يا رسول الله زوجت فاطمة عليا بمهر خسيس
فقال النبي صلى الله عليه وآله: ما زوجت فاطمة من علي ولكن الله زوجها
عند شجرة طوبى وحضر تزويجها الملائكة وأمر الله شجرة طوبى لتنثرين
ما عليك من الثمار. فنثرت الدر والياقوت والزبرجد الأخضر. وابتدر الحور
العين يلتقطن فهن يتهادين ويتفاخرن به إلى يوم القيامة ويقلن: هذا من نثار فاطمة

125
بنت رسول الله صلى الله عليه وآله.
فلما كان ليلة زفافها أمر رسول الله بقطيفة فثناها على بغلته وأمر فاطمة أن
تركب البغلة وأمر سلمان أن يقود البغلة وأمر بلالا أن يسوق البغلة، فبينما هم
في الطريق إذ سمعوا حسا، فالتفت النبي صلى الله عليه وآله فإذا هو بجبرئيل
وميكائيل عليهما السلام مع سبعين ألفا من الملائكة. فقال لهم النبي صلى الله
عليه وآله وسلم: ما الذي أحدركم؟ قالوا: جئنا لنزف فاطمة بنت رسول الله
إلى زوجها علي بن أبي طالب، فكبر جبرئيل وكبر ميكائيل وكبرت الملائكة
وكبر رسول الله صلى الله عليه وآله فوقع التكبير على العرائس من تلك الليلة.
وفي (ص 345، الطبع المذكور):
عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: كنت ذات يوم في
المسجد أصلي إذ هبط علي ملك له عشرون رأسا فوثبت لأقبل رأسه، فقال: مه
يا محمد أنت أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الأرضين أجمعين، وقبل
رأسي ويدي فقلت: حبيبي جبرئيل ما هذه الصورة التي لم تهبط علي في مثلها
قط؟ قال: ما أنا بجبرئيل ولكن أنا ملك يقال لي محمود بين كتفي مكتوب " لا إله
إلا الله محمد رسول الله " بعثني الله أزوج النور بالنور. قلت: ما النور؟ قال:
فاطمة من علي، وهذا جبرئيل وإسرافيل وإسماعيل صاحب السماء الدنيا وسبعون
ألف ملك من الملائكة قد حضروا.
فقال النبي صلى الله عليه وآله: يا علي قد زوجتك على ما زوجك الله
من فوق سبع سماواته. ثم التفت النبي صلى الله عليه وآله إلى محمود فقال:
مذ كم كتب هذا بين كتفيك؟ فقال: من قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام،
وناوله جبرئيل قدحا فيه خلوق من الجنة وقال: حبيبي مر فاطمة أن يلطخ رأسها
... فكانت فاطمة عليها السلام إذا حكت رأسها شم أهل...

126
ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة " (ص 217 ط
لكنهو) قال:
وقال الشيخ الإمام الأجل أبو نصر محمد بن عبد الرحمن الهمداني رحمة الله
عليه في السبعات في المجلس السابع في يوم الجمعة: فلما بلغت فاطمة مبلغ
النساء كان رسول الله " ص " يغتم لأجلها ويقول: ليست لها والدة تربيها وتهئ
أسباب تزويجها. فنزل جبرئيل وقال: الجبار يقرئك السلام ويقول: يا محمد
لا تغتم في أمر تزويجها فإنها أحب إلي منك ففوض أمر تزويجها منك إلي فإني
أزوجها ممن أحب، سجد رسول الله سجدة الشكر ثم رجع جبرئيل، فلما كان
يوم الجمعة جاء جبرئيل إلى رسول الله " ص " وبيده طبق وميكائيل وإسرافيل
وعزرائيل عليهم السلام بيد كل واحد منهم طبق مغطى بمنديل وعند كل واحد منهم
ألف ملك ووضعوا الأطباق بين يدي رسول الله، فقال: ما هذا يا جبرئيل؟.
قال: فإن الله يقول: إني زوجت فاطمة من علي بن أبي طالب صلوات الله
على نبينا وعليه وهذا أثواب الجنان وأثمارها البس عليها الثياب وانثر عليها
الثمار، فسجد رسول الله ثم رفع رأسه فقال: يا جبرئيل فاطمة ترضى بما أرضى
وإني أحب منك هذه الهدايا والعطايا في دار البقاء لا في دار الفناء، ولكن يا جبرئيل
أخبرني كيف كان تزويج فاطمة في السماء.
قال جبرئيل: يا محمد إن الله تعالى أمرنا بأن نفتح أبواب الجنان ونغلق
أبواب النيران فغلقت، ثم زين العرش والكرسي وشجرة طوبى وسدرة المنتهى
ثم أمر الله تعالى الولدان والغلمان بأن ينصبوا في كل قصر خيم وكل غرفة
حجلة وليجلسوا لوليمة عرس فاطمة، وأمر ملائكة السماوات المقربين والروحانيين
بأن يجتمعوا تحت شجرة طوبى، ثم أرسل الله تعالى الريح المثيرة فهب في

127
الجنان فأسقطت من أشجارها الكافور والمسك والعنبر على الملائكة، ثم أمر الله
تعالى طيور الجنة بأن تغني، فرقصت الحور العين ونثرت الأشجار الحلي
والجواهر عليهن وجنت الولدان والغلمان، ثم نادى الخليل جل جلاله وأثنى
على نفسه وقال: إني زوجت سيدة نساء العالمين فاطمة من علي بن أبي طالب
صلوات الله على نبينا وعليه. وقال: يا جبرئيل كنت خليفة علي وأنا خليفة رسولي
محمد فزوجها إليه وقبلها من علي، فهذا عقد نكاح فاطمة في السماء فاعقد أنت
يا محمد في الأرض.
فأخبر رسول الله علي بن أبي طالب ثم فاطمة وجمع أصحابه في المسجد
فنزل جبرئيل وقال: إن الله تعالى أمر عليا بأن يقرأ الخطبة بنفسه، فقرأ خطبة:
" الحمد لله المتوحد بالجلال المتفرد بالكمال خالق بريته ومحسن صفات
خليقته، الذي ليس كمثله شئ ولا يكون كمثله إلا هو، خلق العباد في البلاد
فألهمهم بالثناء فسبحوا بحمده وقدسوا، وهو الله الذي لا إله إلا هو أمر عباده
بالنكاح فأجابوه، والحمد لله على نعمائه وأياديه. أشهد أن لا إله إلا الله شهادة
تبلغه وترضيه وتنجي قائلها وتقيه يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته
وبنيه، وصلى الله على محمد النبي الذي اجتباه بوجهه ومرتضيه صلاة تبلغه
الزلفى وتحظيه ورحمة الله على آله وأصحابه ومحبيه. والنكاح منا قضاء الله
تعالى وأذن فيه، وإني عبده وابن عبده وابن أمته الراغب إلى الله والخاطب
خير نساء العالمين، وقدرت لها من الصداق أربعمائة درهم عاجلة غير آجلة فهل
زوجتها يا أيها الرسول النبي الأمي على سنة من مضى من المرسلين ".
وقال النبي: قد زوجت فاطمة منك يا علي وزوجك ورضيك واختارك.
قال علي: قبلتها من الله ومنك يا رسول الله.

128
فلما سمعت فاطمة بأن أباها زوجها وجعل الدراهم مهرها قالت: يا أبت
إن بنات سائر الناس تزوجهن على الدراهم والدنانير وزوجتني على الدراهم
والدنانير، فما الفرق بين بنتك وبين سائر الناس أن يجعل مهري، فاسأل الله
أن يجعل مهري شفاعة عصاة أمتك. فنزل جبرئيل من ساعته وبيده حرير وفيه
مكتوب " جعل الله مهر فاطمة الزهراء بنت محمد المصطفى صلى الله عليه وآله
شفاعة أمته العاصين ".
فأوصت فاطمة وقت خروجها من الدنيا بأن يجعل ذلك الحرير في كفنها
وقالت: إذا حشرت يوم القيامة أرفع هذا الحرير وأشفع عصاة أمة النبي.
إنتهى كلامه.
ومنهم العلامة الشيخ أبو نصر محمد بن عبد الرحمن الحنفي الهندي
في " السبعيات " (ص 78 ط جمال أفندي في اسلامبول) قال:
روي أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كان يحب فاطمة لأنها كانت
زاهدة عابدة وحب الولد الزاهد مباح ولأنها كانت تذكرة له من خديجة رضي الله
عنها وكانت لها أمومة الحسن والحسين قرتا عيني رسول الله عليه السلام وكانت
لها أسماء تدعى بها * أولها بتولة * والثانية زهراء الثالثة * وطاهرة * والرابعة
مطهرة * والخامسة فاطمة. وكانت قد بلغت مبلغ النساء وكان رسول الله عليه
السلام يغتم لأجلها ويقول: ليست لها والدة لتربيها وتهئ لها أسباب تزويجها.
فنزل جبرائيل عليه السلام وقال: الجبار يقرؤك السلام ويقول يا محمد لا تغتم
لأجلها فإني أحبها أكثر من حبك فوض أمر تزويجها إلي فإني أزوجها ممن
أحب. فسجد رسول الله عليه السلام عند ذلك سجدة الشكر ثم رجع جبرائيل
عليه السلام.
فلما كان يوم الجمعة جاء إلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وبيده

129
طبق وميكائيل وإسرافيل وعزرائيل صلوات الله عليهم أجمعين وبيد كل واحد منهم
طبق مغطى بمنديل مع كل واحد منهم ألف ملك ووضعوا الأطباق بين يدي
رسول الله عليه السلام فقال: ما هذا يا جبرائيل؟ فقال: إن الله تعالى يقول إني
زوجت فاطمة من علي بن أبي طالب وهذه أثواب الجنان وأثمارها ألبسها
الثياب وانثر عليها هذه النثار فسجد رسول الله عليه السلام.
ثم قال: يا جبرائيل إن فاطمة ترضى بما أرضى فإني أحب أن يكون هذه
النثار والهدايا والعطايا في دار البقاء ولكن يا جبرائيل أخبرني كيف كان تزويج
فاطمة في السماء. فقال: يا محمد إن الله تعالى أمر بأن تفتح أبواب الجنان ففتحت
وتغلق أبواب النيران فغلقت ثم زين الله تعالى العرش والكرسي وشجرة طوبى
وسدرة المنتهى ثم أمر الولدان والغلمان بأن ينصبوا في كل قصر وفي كل خيمة
وفي كل غرفة حجلة ويجلسوا لوليمة عرس فاطمة، وآمر ملائكة السماوات
المقربين والروحانيين والكروبيين أن يجتمعوا تحت شجرة طوبى.
ثم أرسل الله تعالى الريح المنثرة فهبت في الجنان فأسقطت من أشجارها
الكافور والمسك والعنبر على الملائكة، ثم أمر الله تعالى طيور الجنة بأن تغني
فتغنت ورقصت الحور العين ونثرت الأشجار الحلل والجواهر عليهن وجمعت
الولدان والغلمان، ثم نادى الجليل جل جلاله وأثنى على نفسه وقال: زوجت
سيدة نساء العالمين فاطمة من علي بن أبي طالب، وقال لي: يا جبرائيل كن أنت
خليفة علي وكنت أنا خليفة رسولي فزوجها الله تعالى وقبلتها أنا لعلي فهذا عقد
نكاح فاطمة في السماوات.
فاعقد أنت يا محمد في الأرض فأخبر رسول الله عليه السلام عليا بأمر
فاطمة رضي الله تعالى عنهما، وجمع أصحابه في المسجد فنزل جبرائيل عليه
السلام وقال: إن الله تعالى يأمر عليا بأن يقرأ الخطبة بنفسه فأمره رسول الله عليه

130
السلام أن يقرأ الخطبة فقرأ الخطبة فقال:
الحمد لله المتوحد بالجلال المتفرد بالكمال خالق بريته ومحسن صفات
خليقته الذي ليس كمثله شئ ولا يكون كمثله إلا هو خالق العباد والبلاد، وألهمهم
بالثناء عليه فسبحوه بحمده وقد سوه وهو الله الذي لا إله إلا هو أمر عباده بالنكاح
فأجابوه، والحمد لله على نعمه وأياديه، وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة تبلغه وترضيه
وتميز قائله وتقيه " يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ
منهم يومئذ شأن يغنيه " وصلى الله على النبي محمد وآله الذي اجتباه لوحيه
ويرتضيه، صلاة تبلغه زلفى وتعطيه، ورحمة الله على آله وأصحابه ومحبيه، والنكاح
مما قضاه الله تعالى وأذن فيه، وإني عبد الله وابن أمته الراغب إلى الله الخاطب فاطمة
خير نساء العالمين، وقد بذلت لها من الصداق أربعمائة درهم عاجلة غير آجلة فهل
تزوجنيها يا أيها الرسول النبي الأمي على سنتك وسنة من مضى من المرسلين.
فقال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قد زوجت فاطمة منك يا علي وزوجك
الله تعالى ورضيك واختارك. فقال علي رضي الله تعالى عنه: قد قبلتها من الله
ومنك يا رسول الله. فلما سمعت فاطمة رضي الله تعالى عنها بأن أباها زوجها
وجعل الدراهم لها مهرا فقالت: يا أبت إن بنات سائر الناس يزوجن على الدراهم
والدنانير فما الفرق بينك وبين سائر الناس فاسأل من الله تعالى أن يجعل مهري
شفاعة عصاة أمتك.
فنزل جبرائيل عليه السلام من ساعته وبيده حريرة فيها مكتوب: جعل الله
تعالى مهر فاطمة الزهراء ابنة محمد المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم
شفاعة أمته العصاة، وأوصت فاطمة وقت خروجها من الدنيا أن يجعل ذلك الحرير
في كفنها وقالت: إذا حشرت يوم القيامة ارفع هذا إلى يدي وأشفع في عصاة
أمة أبي

131
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 148 ط السعادة
بمصر) قال:
وعنه (أي عن ابن عباس) أيضا قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله
عليه وسلم إذ أقبلت فاطمة وهي تبكي، فقال: ما يبكيك يا فاطمة؟ قالت: يا رسول
الله عيرتني نساء قريش آنفا زعمن أنك زوجتني رجلا معدما لا مال له. قال:
لا تبكي يا فاطمة فوالله ما زوجتك حتى زوجك الله تعالى من فوق عرشه وأشهد
على ذلك جبريل وميكائيل.
وفي (ص 148):
وعن بلال بن حمامة قال: طلع علينا النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم
ووجهه مشرق كدارة القمر، فقام عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله
ما هذا النور؟ فقال: بشارة أتتني من ربي في أخي وابن عمي وابنتي، فإن الله زوج
عليا من فاطمة وأمر رضوان خازن الجنان فهز شجرة طوبى فحملت رقاعا - يعني
صكاكا - بعدد محبي أهل بيتي، وأنشأ من تحتها ملائكة من النور ودفع إلى
كل ملك صكا، فإذا استوت القيامة بأهلها نادت الملائكة في الخلائق فلا تلقى
محبا لنا أهل البيت إلا دفعت له صكا فيه فكاكه من النار، فأخي وابن عمي وابنتي
بهم فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار.
وفي ليلة الزفاف أتى الرسول صلى الله عليه وسلم ببغلته الشهباء وثنى عليها
قطيفة وقال لفاطمة اركبي، فأركبها وأمر سلمان أن يقود بها ومشى صلى الله
عليه وسلم خلفها وعمه حمزة وعقيل وبنو هاشم مشهرين سيوفهم، وأمر بنات
عبد المطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة وأن يفرحن

132
ويرجزن ويكبرن ويحمدن ولا يقلن ما لا يرضي الله، ونساء النبي صلى الله عليه
وسلم معها، فأنشأت أم سلمة ترجز وتقول:
سرنا بعون الله جاراتي * وأشكرنه في كل حالات
واذكرن ما أنعم رب العلى * من كشف مكروه وآفات
فقد هدانا بعد كفر وقد * أنعشنا رب السماوات
وسرن مع خير نساء الورى * تفدى بعمات وخالات
يا بنت من فضله ذو العلى * بالوحي منه والرسالات
ثم قالت عائشة:
يا نسوة استرن بالمعاجر * واذكرن ما يحسن في المحاضر
واذكرن رب الناس إذ يخصنا * بدينه مع كل عبد شاكر
والحمد لله على أفضاله * والشكر لله العزيز القادر
سرن بها فالله أعلى ذكرها * وخصها منه بطهر طاهر
ثم قالت حفصة رضي الله عنها:
فاطمة خير نساء البشر * ومن لها وجه كوجه القمر
فضلك الله على كل الورى * بفضل من خص بآي الزمر
زوجك الله فتى فاضلا * أعني عليا خير من في الحضر
فسرن جاراتي بها فإنها * كريمة عند عظيم الخطر
ثم قالت معاذة واسمها كبشة بنت رافع وهي أم سعد بن معاذ الأنصاري
الأوسي رضي الله عنهما:
أقول قولا فيه ما فيه * وأذكر الخير وأبديه
محمد خير بني آدم * ما فيه من كبر ولاتيه

133
بفضله عرفنا رشدنا * فالله بالخير يجازيه
ونحن مع بنت نبي الهدى * ذو شرف قد مكنت فيه
في ذروة شامخة أصلها * فما أرى شيئا يدانيه
ومنهم العلامة السمهودي في " الاتحاف في فضل الأشراف " (ص 60
مخطوط) قال:
روى ابن داود السجستاني بسنده من طريق قتادة عن الحسن عن أنس رضي
لله عنه قال: أتى أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم فجلس بين يديه فقال:
يا رسول الله قد علمت نصيحتي وقدمي في الاسلام وأني وأني. قال: وما ذاك؟
قال: تزوجني، فأعرض عنه فأتى عمر فقال: هلكت وأهلكت. قال: وما
ذاك، قال: خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض. قال:
فانتظر حتى آتيه فأسأل مثل ما سألت، فأتى عمر وأبا بكر فقال: ينتظر أمر الله
فيها. قال علي رضي الله عنه: فأتياني وأنا أغرس فسألا فقالا لي: هذه ابنة عمك
تخطب وأنت جالس هاهنا. قال: فهيأني إلى أمر لم أكن أذكره. قال: فقمت
أجر ردائي أحد طرفيه على عاتقي والآخر أجره حتى جلست بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: يا رسول الله قد علمت نصيحتي وقدمي في
الاسلام وأني. قال: وما داك. قلت: تزوجني فاطمة. قال: وعندك شئ. قلت:
فرسي وبدني يعني درعه.
قال: أما فرسك فلا بد لك منه وأما بدنك فبعها وأئتني بها. قال: فانطلقت
فبعتها بأربعمائة وثمانين، ثم جئت بها فوضعتها في حجره، قال: فقبض منها
قبضة وقال: أين بلال أبغنا بها طيبا، ثم أمرهم أن يجهزوها، فعمل لها سرير
في شريط ووسادة من أدم حشوها ليف وملئ البيت كثيبا - يعني رملا - وأمر أم

134
أيمن أن تنطلق إلى ابنته، وقال لعلي: لا تعجل حتى آتيك.
قال: فانطلق النبي صلى الله عليه وسلم فأتاهم، فقال لأم أيمن: هاهنا أخي.
قالت: أخوك وتزوجه ابنتك. قال: نعم، فدخل على فاطمة ودعا بماء فأتيته
بقعب فيه ماء فمج ثم نضح على رأسها وبين ثدييها وقال " اللهم إني أعيذها
بك وذريتها من الشيطان الرجيم ". ثم قال لعلي: أئتني بماء فعلمت ما يريد،
فملأت القعب فأتيت به فنضح منه على رأسي وبين كتفي، وقال " اللهم إني أعيذه
بك وذريته من الشيطان الرجيم "، ثم قال: أدخل بأهلك على اسم الله تعالى
وبركته.
قال أبو داود: وسألت أحمد بن حنبل عن هذا الحديث فقال: هو عن
سعيد بن أبي يزيد المديني.
وفي رواية رواها الجمال الزرندي بغير سند ولا عزو، ثم قال النبي صلى
الله عليه وسلم: يا أسماء ايتيني بالمخضب فاملئيه، فأتيته ملأنا فمج النبي
صلى الله عليه وسلم وغسل وجهه وقدميه، ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب
به رأسها وكفا بين ثدييها ثم رش جلد علي وجلدها ثم التزمهما، فقال: اللهم
إنهما مني وأنا منهما، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطرهما، ثم
دعا بمخضب آخر فصنع بعلي كما صنع بها ثم قال: قوموا إلى بيتكما جمع
الله بينكما، فأغلق عليهما بابه بيده.
ومن رواية أحمد: ودعا بماء فقال فيه ما شاء الله أن يقول، ثم نضح على
وجه علي، ثم دعا فاطمة فقامت تعثر في ثوبها أو قال مرطها من الحياء فنضح
عليها أيضا وقال لها: إني أنكحتك أحب أهلي إلي.
قال ابن عباس: فأخبرتني أسماء أنها رمقت رسول الله صلى الله عليه

135
وسلم فلم يزل يدعو لهما خاصة لا يشرك في دعائه لهما أحدا حتى توارى في حجره.
عن عبد الكريم بن سليط البصري عن ابن بريدة هو عبد الله عن أبيه رضي
الله عنه: إن فقراء الأنصار قالوا لعلي رضي الله عنه: لو كانت عندك فاطمة،
فدخل علي رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم - يعني ليخطبها - فسلم
عليه فقال: ما حاجة ابن أبي طالب. فقال: ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى
الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرحبا وأهلا، فخرج إلى
الرهط من الأنصار وكانوا ينتظرونه فقالوا: ما وراك. قال: ما أدري غير أنه
قال لي مرحبا وأهلا. قال: يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما
قد أعطاك الأهل وأعطاك الرحب، فلما كان بعد ما زوجه قال: يا علي لا بد للعرس
من وليمة. قال سعيد رضي الله عنه: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار
أصوعا من ذرة، فلما كان ليلة البناء بها قال: يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني.
فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على علي وفاطمة رضي
الله عنهما فقال: اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما. ورواها
النسائي في عمل اليوم والليلة وعبد الكريم مقبول وابن بريدة ثقة.
وكذا رواه الروياني في مسنده من هذا الوجه، وفي رواية خرجها سمويه
في فوائده " اللهم بارك لهما في شملهما ". قال أبو الحسن: والشمل الجماع.
وفي رواية للدولابي قال " في شبليهما "، والشبل ولد الأسد، فيكون
ذلك إن صح كشفا واطلاعا منه صلى الله عليه وسلم، فأطلق ذلك على الحسن
والحسين وهما كذلك. إنتهى. وليس ببعيد أن يطلعه الله على ذلك.

136
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " قال:
وهم خوارزمي از ابن عباس روايت كرده كه شبيكه فرستاده شد فاطمه
زهرا بسوى علي مرتضى بود از انحضرت پيش رو وجبرئيل از يمين وميكائيل
از يسار وهفتاد هزار فرشته از پشت أو تسبيح ميكردند الله تعالى را وتقديس
مى نمودند تا آنكه طالع شد فجر.

137
خطبة عقد فاطمة عليهما السلام
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلى الحنفي
ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه " وسيلة
النجاة " (ص 214 طبع مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال:
وفي المواهب اللدنية خطب النبي وقال: الحمد لله المحمود بنعمته المعبود
بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه وسطوته، النافذ أمره في سمائه
وأرضه، الذي خلق الخلق بقدرته وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه وأكرمهم بنبيه
محمد. إن الله تبارك اسمه وتعالى عظمته جعل المصاهرة سببا لاحقا وأمرا
مفترضا أوشج به الأرحام وألزمها الأنام، فقال عز من قائل " وهو الذي
خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا " ولكل أجل كتاب
" يمحو الله ما يشاء ويثبت عنده أم الكتاب ". ثم إن الله أمرني أن أزوج فاطمة
من علي بن أبي طالب صلوات الله على نبينا وعليه - الخ.

138
وفي الصواعق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاشهدوا أني قد
زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي. ثم دعى صلى الله عليه وسلم
بطبق من بسر، ثم قال: انتهبوا، ودخل علي فتبسم النبي صلى الله عليه وآله
في وجهه ثم قال: إن الله عز وجل أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال
فضة رضيت بذلك؟ قال: قد رضيت بذلك يا رسول الله. فقال صلى الله عليه وسلم:
جمع الله شملكما وأعز جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما الكثير الطيب.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 166)
روى الخطبة بعين ما تقدم عن " وسيلة النجاة ".
ومنهم العلامة البدخشي في " مفتاح النجاة " (ص 31 مخطوط)
روى الخطبة بعين ما تقدم عن " الوسيلة " لكنه زاد بعد قوله " المرهوب
من عذابه ": المرغوب إليه فيما عنده. وذكر بدل قوله " وميزهم بأحكامه "
وميزهم بحكمته وأحكمهم بعزته. وبدل قوله " سببا ": نسبا.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 147 ط مطبعة السعادة بالقاهرة)
روى حديث تزويج الزهراء من علي وفيه خطبة النبي " ص " بعين ما تقدم
عن " وسيلة النجاة ".

139
ومنهم العلامة الشيخ علي بن سلطان محمد القاري في " مرقاة
المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح " (ج 11 ص 350 ط ملتان)
روى حديث تزويج الزهراء وفيه خطبة النبي " ص " بعين ما تقدم عن
" وسيلة النجاة ".

140
دعاء النبي لهما عند التزويج
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة النقشبندي في " مناقب العشرة " (ص 20)
روى حديث تزويج الزهراء وفيه: فجاءت أم أيمن في جانب البيت وأنا
في جانب، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ههنا أخي. قالت أم أيمن:
أخوك وقد زوجته ابنتك. قال: نعم، ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم البيت
فقال لفاطمة: أيتيني بماء. فقامت إلى قعب في البيت فأتت فيه بماء، فأخذه النبي
صلى الله عليه وسلم ومج فيه ثم قال: تقدمي، فتقدمت ونضح بين ثدييها وعلى
رأسها وقال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم. ثم قال: أدبري
فأدبرت فصب بين كتفيها وقال: اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان
الرجيم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ايتوني بماء. قال علي: فعلمت
الذي يريد، فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به، فأخذه ومج فيه ثم قال لي:
تقدم فصب على رأسي وبين ثديي ثم قال: اللهم إني أعيذه بك وذريته من
الشيطان الرجيم. ثم قال: أدبر، فأدبر فصبه بين كتفي اللهم إني أعيذه.

141
بك وذريته من الشيطان الرجيم. ثم قال لعلي: أدخل بأهلك بسم الله والبركة.
ومنهم العلامة ابن المغازلي الشافعي في " المناقب " (ص 347 ط
طهران)
روى الحديث بسنده بعين ما تقدم عن " مناقب العشرة ".
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 166)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مناقب العشرة " ملخصا.
ومنهم العلامة ابن المغازلي في " مناقب علي بن أبي طالب " (ص
346 ط المكتبة الاسلامية بطهران)
روى أن عليا عليه السلام لما خطب فاطمة عليها السلام قال النبي صلى الله عليه
وسلم: مرحبا وأهلا اللهم بارك له وبارك عليها.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي في " الفتوحات الربانية "
(ج 2 عن 50 ط بيروت)
روى أنه خطبها قبل علي جمع من الصحابة وإن تزويجها من علي كان
بوحي من الله، ودعا لهما النبي صلى الله عليه وسلم حين اجتمعا فقال: جمع
الله شملكما وأسعد جدكما وبارك عليكما وأخرج منكما كثيرا طيبا.

142
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 167) قال:
أخرج النسائي بسند صحيح أن نفرا من الأنصار قالوا لعلي رضي الله عنه:
لو كانت عندك فاطمة. فدخل على النبي " ص " يعني ليخطبها، فسلم عليه فقال:
ما حاجة ابن أبي طالب؟ قال: فذكرت فاطمة. فقال صلى الله عليه وسلم:
مرحبا وأهلا، فخرج والرهط من الأنصار ينتظرونه فقالوا: ما وراك. قال:
ما أدري غير أنه قال مرحبا وأهلا. قال: يكفيك من رسول الله " ص " أحدهما
قد أعطاك الأهل وأعطاك الرحب قل ما كان بعد ما زوجه. قال: إنه لا بد للعرس
من وليمة. قال سعد: عندي كبش، وجمع له رهط من الأنصار أصوعا من
ذرة، فلما كان ليلة البناء قال: يا علي لا تحدث شيئا حتى تلقاني، فدعا النبي
" ص " بماء فتوضأ ثم أفرغه على علي وفاطمة رضي الله عنهما.
دعا النبي لعلي وفاطمة وقال: اللهم بارك عليهما وبارك لهما في نسلهما. وفي
رواية: في شملهما.

143
جهاز فاطمة عليهما السلام
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة النقشبندي في " مناقب العشرة " (ص 39)
روى عن أبي سويد المدني قال: لما أهديت فاطمة إلى علي رضي الله
عنهما لم يجد عنده إلا رملا مبسوطا ووسادة وجرة وكوزا - القصة.
وعن علي رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زوجه
فاطمة بعث معها بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورخامتين وسقاء وجرتين.
ومنهم العلامة القاضي حسين الدياربكري في " تاريخ الخميس " (ج 1
ص 411 ط مصر)
روى عن أنس قال: لما تزوج علي بفاطمة قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لأسماء بنت عميس: اذهبي فهيئي منزلهما، فجاءت أسماء إلى البيت

144
فعملت فراشا من رمل والثاني من أدم حشوها ليف ومرقعة من أدم حشوها ليف،
فلما صلى رسول الله " ص " العشاء الآخرة انصرف إلى بيت فاطمة، فنظر إليها
ودعا لها بالبركة، فانصرف فبعث بفاطمة إلى علي في ذلك البيت.
وروى عن الحسن البصري قال: كان لعلي وفاطمة رضي الله عنهما قطيفة
إذا لبساها بطول انكشفت ظهورهما وإذا لبساها بالعرض انكشفت رؤوسهما.
وفي رواية: أنه بنى بها بعد تسع وعشرين ليلة من النكاح وكان جهازها في هذه
الرواية فراشين من خبوش، أحدهما محشو بليف، والآخر بحذو الحذائين
وأربع وسائد وسادتين من ليف وثنتين من صوف.
وروى عن جابر قال: حضرنا عرس علي وفاطمة، فما رأينا عرسا كان
أحسن منه حسنا هيأ لنا رسول الله زيتا وتمرا، فأكلنا وكان فراشهما ليلة عرسهما
أهاب كبش.
ومنهم العلامة الشيخ عبد العظيم الشافعي المنذري في " الترغيب
والترهيب " (ج 6 ص 44 ط بيروت)
روى الحديث عن جابر بعين ما تقدم أخيرا عن " تاريخ الخميس ".
وروى عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: لما جهز رسول الله صلى الله
عليه وسلم فاطمة إلى علي بعث معها بخميل - قال عطاء: ما الخميل قال قطيفة
ووسادة من أدم حشوها ليف - وأذخر وقربة كانا يفترشان الخميل ويلتحفان
بنصفه. رواه الطبراني من رواية عطاء بن السائب، ورواه ابن حبان في صحيحه
عن عطاء بن السائب أيضا عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال: جهز رسول الله
صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميلة ووسادة أدم حشوها ليف.

145
ومنهم العلامة باكثير الحضرمي في " وسيلة المآل " (ص 140 مخطوط)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مناقب العشرة ".
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمان بن الجوزي الحنبلي
البغدادي المتوفى سنة 597 في كتابه " التبصرة " (ج 1 ص 449 طبع عيسى
الحلبي بالقاهرة) قال:
كان أبو بكر رضي الله عنه قد خطب فاطمة من رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: انتظر بها القضاء. فذكر ذلك لعمر فقال: ردك يا أبا بكر، فخطبها
عمر فقال له مثل ما قال لأبي بكر، فقال أهل علي لعلي: اخطب فاطمة. فأتى رسول
الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال: ما حاجتك؟ فقال: ذكرت فاطمة. فقال:
مرحبا وأهلا. فخرج فأخبر الناس بما قال، فقالوا: قد أعطاك الأهل والرحب.
ثم قال له: ما تصدقها؟ قال: ما عندي ما أصدقها. قال: فأين درعك الحطيمة.
قال: عندي. قال: أصدقها إياها، فتزوجها فأهديت إليه ومعها خميلة ومرفقة
من أدم حشوها ليف وقربة ومنخل وقدح ورحى وجرابان، ودخلت عليه وما لها
فراش غير جلد كبش ينامان عليه بالليل وتعلف عليه الناضح بالنهار، وكانت
هي خادمة نفسها، تالله ما ضرها ذلك.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن أبي بكر في " عدة الصابرين " (ص
168 ط دار الكتب في بيروت) قال:
وقال أحمد حدثنا أبو سعيد، حدثنا أبو زائدة، حدثنا عطاء عن أبيه، عن علي
قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة من أدم
حشوها ليف، والخميل الكساء الذي خمل.

146
قول النبي صلى الله عليه وآله لها
(فداك أبي وأمي)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن شاهين في " رسالة في مناقب سيدتنا فاطمة "
(ص 2 نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
حدثنا العباس بن العباس بن المغيرة، ثنا يعقوب بن إسحاق العلوي، ثنا
يحيى بن حماد، ثنا أبو عوانة ثنا العلاء بن المسيب عن إبراهيم بن قيس عن نافع
عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج كان آخر عهده فاطمة
وكان إذا رجع كان أول عهده فاطمة عليها السلام، فلما رجع من غزوة تبوك
ومعه علي وقد اشترت (لم يقرء) وعلقت على بابها سترا وألقت في بيتها بساطا
فلما رأى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم رجع فأتى المنزل ودخل فيه، فأرسلت
إلى بلال فقالت اذهب فانظر ما رده عن بابي فأخبرني، فأخبره فقال: إني رأيتها
صنعت كذا وكذا، فأتاها فأخبرها فهتكت الستر وكل شئ أحدثته وألقت ما عليها

147
ولبست أطمارها فأخبره فجاء حتى دخل عليها فقال: كذلك فكوني فداك أبي
وأمي (1).



(1) ونستدرك على الكتب التي نقلنا عنها حديث السفرجلة كتاب " الدرة
اليتيمة " نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أورد ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله:
أتاني جبرئيل بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أسري بي فعلقت خديجة بفاطمة
فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة. ثم ذكر في رد من استشكل
في صحة هذا الحديث بأن فاطمة ولدت قبل النبوة فضلا عن الإسراء: أن قيل إن
هذا الإسراء غير الإسراء المعهود بأن كان مناميا أو روحيا أو معنويا، وعليه فلا
وضع ولا خفض ولا رفع. فتدبر.
148
جملة من كراماتها عليها السلام
منها
ما تقدم نقلها عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 314 إلى ص
315) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الأنسي اللبناني في " الدرر
واللئالي في بدايع الأمثال " (ص 207 ط بيروت) قال:
روى أن فاطمة رضي الله تعالى عنها أهدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم
رغيفين وبضعة لحم، فرجع بها إليها وقال: هلمي يا بنية، فكشفت عن الطبق
فإذا هو مملوء خبزا ولحما، فقال لها: أنى لك هذا؟ فقالت: هو من عند الله
إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 143 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
وروى الزمخشري في الكشاف عند قصة زكريا ومريم عليها السلام، عن

149
النبي صلى الله عليه وسلم أنه جاع في زمن قحط، فأهدت له فاطمة رغيفين
وبضعة لحم آثرته بها فرجع بها إليها، وقال: هلمي يا بنية، وكشف عن
الطبق فإذا هو مملوء خبزا ولحما، فبهتت وعلمت أنها نزلت من الله سبحانه
تعالى. فقال لها: أنى لك هذا؟ قالت: هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير
حساب. فقال: الحمد لله الذي جعلك شبيهة مريم سيدة بني إسرائيل، ثم جمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب والحسن والحسين وجميع
أهل بيته رضي الله عنهم حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو وأوسعت فاطمة
جيرانها 1.



1) قال العلامة الشيخ عثمان بن حسين بن أحمد الخوبوي في " درة
الناصحين " (ص 66 ط بمبئي):
عن كعب الأحبار أنه قال: مرضت فاطمة رضي الله عنها فجاء علي إلى
منزلها فقال: يا فاطمة ما يريد قلبك من حلاوات الدنيا. فقالت: يا علي أشتهي
رمانا، فتفكر ساعة لأنه ما كان معه شئ، ثم قام وذهب إلى السوق واستقرض
درهما واشترى به رمانة، فرجع إليها فرأى شخصا مريضا مطروحا على قارعة
الطريق، فوقف علي فقال له: ما يريد قلبك يا شيخ، فقال: يا علي خمسة أيام
هنا وأنا مطروح ومر الناس علي ولم يلتفت أحد إلي يريد قلبي رمانا، فتفكر
في نفسه ساعة فقال لنفسه: اشتريت رمانة واحدة لأجل فاطمة فإن أعطيتها لهذا
السائل بقيت فاطمة محرومة وإن لم أعطه خالف قوله تعالى " وأما السائل
فلا تنهر " والنبي عليه السلام قال: لا تردوا السائل ولو كان على فرس، فكسر
الرمانة فأطعم الشيخ فعوفي في الساعة وعوفيت فاطمة رضي الله تعالى عنها،
وجاء علي وهو مستحي فلما رأته فاطمة رضي الله عنها قامت إليه وضمته إلى
صدرها، فقالت: أما إنك مغموم فو عزة الله تعالى وجلاله أنك لما أطعمت ذلك
الشيخ الرمانة زال عن قلبي اشتهاء الرمان.
ففرح علي بكلامها فأتى رجل فقرع الباب فقال علي " رض ": من أنت؟
فقال: أنا سلمان الفارسي افتح الباب. فقام علي وفتح الباب ورأى سلمان
الفارسي وبيده طبق مغطى رأسه بمنديل، فوضعه بين يديه فقال علي: ممن
هذا يا سلمان؟ فقال: من الله إلى الرسول ومن الرسول إليك. فكشف الغطاء
فإذا فيه تسع رمانات، فقال: يا سلمان لو كان هذا إلي لكان عشرا لقوله تعالى
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ". فضحك سلمان فأخرج رمانة من كمه
فوضعها في الطبق فقال: يا علي والله كانت عشرا ولكن أردت بذلك أن أجربك.
150
ومن كرامتها عليهما السلام
ما تقدم نقله عن أعلام القوم (ج 10 ص 316) وننقل مثله ههنا من
لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (ص 97 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب) قال:
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعو
عليا، فأتيت بيته فناديت فلم يجبني، فعدت فأخبرت رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: عد إليه ادعه فإنه في البيت. قال: فعدت إليه أناديه، فسمعت
صوت رحى تطحن، فتشارفت فإذا الرحى تطحن وليس معها أحد يديرها.
فناديته فخرج إلي منشرحا، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوك.

151
فجاء ثم لم أزل أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وينظر إلي، ثم قال:
يا أبا ذر ما شأنك؟ فقلت: يا رسول الله عجبت من العجب، رأيت رحى
تطحن في بيت علي وليس معها أحد يديرها، فقال: يا أبا ذر أما علمت أن الله
ملائكة سياحين في الأرض قد وكلوا بمعونة آل محمد صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الملا في سيرته.

152
غشوتها حين سمعت الأذان
(بعد رحلة رسول الله ص)
قد تقدم نقله عن أعلام القوم في (ج 10 ص 436) وننقله ههنا عمن لم ننقل
عنهم هناك:
منهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 166 ط السعادة بمصر)
روى أنه لما قبض الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع بلال عن الأذان
وقال: لا أؤذن لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وأن فاطمة رضي الله عنها
قالت ذات يوم: أشتهي أن أسمع صوت مؤذن أبي بالأذان، فبلغ ذلك بلال
رضي الله عنه، فأخذ في الأذان، فقال " الله أكبر الله أكبر "، ذكرت أباها وأيامه
فلم تتمالك نفسها من البكاء، فلما بلغ إلى قوله " وأشهد أن محمدا رسول الله "
شهقت فاطمة رضي الله عنها وسقطت لوجهها وغشي عليها، فقيل لبلال: أمسك
فقد فارقت ابنة رسول الله الحياة الدنيا، وظنوا أنها قد ماتت، فلم يتم الأذان
فأفاقت فسألته عن اتمامه، فلم يفعل وقال لها: يا سيدة النساء إني أخشى عليك

153
مما تنزلنيه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان، فأعفته من ذلك.
وروى عن علي رضي الله عنه قال: غسلت النبي صلى الله عليه وسلم في
قميصه، فكانت فاطمة رضي الله عنها تقول: أرني القميص، فإذا شمته غشي
عليها، فلما رأيت ذلك منها غيبته.

154
رثاؤها للنبي صلى الله عليه وآله
وقد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 428) وننقله
ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب الحنبلي النجدي
الوهابي في " مختصر سيرة الرسول " (ص 464 ط السلفية في القاهرة) قال:
وعن أنس بن مالك قال: لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم جعل يتغشاه،
فقالت فاطمة: واكرب أباه. فقال: ليس على أبيك كرب بعد اليوم. فلما مات
قالت: يا أبتاه أجاب ربا دعاه، يا أبتا من جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه إلى جبرئيل
ننعاه، فلما دفن قالت فاطمة: يا أنس أطابت نفوسكم أن تحثوا على رسول
الله التراب.
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي
الطبراني اليمني الشافعي المتوفى سنة 360 في " المعجم الصغير " (ج 2
ص 112 طبع المكتبة السلفية بالمدينة المنورة) قال:
حدثنا موسى بن عيسى الزبيدي بمدينة زبيد باليمن، حدثنا أبو حمة محمد

155
ابن يوسف الزبيدي، حدثنا ابن قرة موسى بن طارق، قال: ذكر ابن جريح
عن معمر، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: قالت فاطمة: لما قبض رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبتاه من ربه ما أدناه، يا أبتاه جنة الفردوس
مأواه، يا أبتاه إلى جبريل أنعاه.
ومنهم الحافظ الصنعاني في " المصنف " (ج 3 ص 553 ط بيروت)
روى الحديث عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ثابت البنايي، عن أنس
بعين ما تقدم عن " المعجم الصغير ".
ومنهم العلامة الشيخ علي بن عبد الكافي السبكي في " المجموع شرح
المهذب " (ج 5 ص 278 ط القاهرة)
روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعين ما تقدم عن " مختصر
سيرة الرسول ".
ومنهم العلامة السيد خير الدين أبو البركات نعمان أفندي الآلوسي
البغدادي في " غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ " (ج 2 ص 130
ط القاهرة)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مختصر سيرة الرسول ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي بن محمد البكري الصديقي في
" دليل الفالحين في شرح رياض الصالحين " (ص 147 ط مصطفى الحلبي
بالقاهرة)
روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعض ما تقدم عن " مختصر

156
سيرة الرسول ".
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 620 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعين ما تقدم عن " مختصر
سيرة الرسول ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف الكاندهلوي في " حياة الصحابة "
(ج 2 ص 327 ط حيدرآباد الدكن)
روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن " مختصر سيرة الرسول " ثم
قال: قال حماد: فكان ثابت إذا حدث بهذا الحديث بكى حتى تخلف أضلاعه.
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 164)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مختصر سيرة الرسول ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري
المكي المتوفى سنة 1057 في " الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية "
(ج 4 ص 160 ط المكتبة الاسلامية في بيروت)
روى شطرا من الحديث: يا أبتاه جنة الفردوس، إلى " ننعناه ".

157
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي بن محمد علان بن إبراهيم
البكري الصديقي في " دليل الفالحين في شرح رياض الصالحين "
(ص 147 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة)
روى الحديث من طريق البخاري عن أنس بعين ما تقدم عن " مختصر
سيرة الرسول ".

158
من منظومها في رثاء النبي صلى الله عليه وآله
تقدم نقله عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 435) وننقله ههنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
نفسي على زفراتها محبوسة * يا ليتها خرجت مع الزفرات
لا خير بعدك في الحياة وإنما * أبكي مخافة أن تطول حياتي
رواه في " وسيلة النجاة " (ص 28 ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو).
ومن منظومها أيضا في ذلك:
إذا اشتد شوقي زرت قبرك باكيا * أنوح وأشكو، ما أراك مجاوبي
يا ساكن الغبراء غالبني البكا * وذكرك أنساني جميع المصائب
فإن كنت عن عيني في التراب مغيبا * فما كنت عن قلبي الحزين بغائب
رواه في " وسيلة النجاة " (ص 28 و 231 ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو).
ومن منظومها في رثاء النبي " ص " أيضا:

159
قل صبري وبان عني عزائي * بعد فقدي لخاتم الأنبياء
عين يا عيني اسكبي الدمع سحا * وبك لا تنجلي بفيض الذماء
يا رسول الله له يا خيرة الله * وكهف الأيتام والضعفاء
قد بكت الجبال والوحش والطير * كذا الأرض بعد سح السماء
وبكاك الحجون والركن والمشعر * يا سيدي مع البطحاء
وبكاك الاسلام إذ صار في * الناس غريبا من سائر الغرباء
لو ترى المنبر الذي كنت تعلوه * علاه الظلام بعد الضياء
رواه في " أهل البيت " (ص 162 ط مطبعة السعادة بالقاهرة).
ومن منظومها في رثائه " ص ":
أغبر آفاق السماء وكورت * شمس النهار وأظلم العصران
فالأرض من بعد النبي كئيبة * أسفا عليه كثيرة الرجفان
فليبكه شرق البلاد وغربها * ولتبكه مضر وكل يمان
وليبكه الطود المعظم جوده * والبيت ذو الأستار والأركان
يا خاتم الرسل المبارك ضوؤه * صلى عليك منزل القرآن
رواه في " أهل البيت " (ص 164 ط مطبعة السعادة بالقاهرة).
ومن منظومها في رثاء النبي " ص " أيضا:
قل للمغيب تحت أطباق الثرى * إن كنت تسمع صرختي وندائيا
صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام عدن لياليا
قد كنت ذات حمى بظل محمد * لا أختشي ضيما وكان جماليا
فاليوم أخشع للذليل وأتقي * ضيمي وأدفع ظالمي بردائيا
فإذا بكت قمرية في ليلها * شجنا على غصن بكيت صباحيا

160
فلا جعلن الحزن بعدك مؤنسي * ولأجعلن الدمع فيك وشاحيا
ماذا على من شم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا
رواه في " أهل البيت " (ص 192 ط السعادة بمصر).
ورواه في " روضة المحتاجين " (ص 263 ط دار الفكر في بيروت) هكذا:
قد كنت لي جبلا ألوذ بظله * في غدوتي وصبحتي ومسائيا
واليوم أخضع للذليل واتقي * منه وأطلب حاجتي متراخيا
ولئن بكت قمرية القالها * ليلا على فنن بكيت صباحيا
ماذا على من شم تربة أحمد * إن لم يشم مدى الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام عدن لياليا
وروى البيتين الأخيرين في " نفثات صدر المكمد " (ج 2 ص 489 ط
بيروت) عن علي (ع) قال: إنها أخذت قبضة من تراب النبي " ص " فوضعتها
على عينيها ثم قالتها.
ورواه في " الفتوحات الربانية " ج 3 ص 160 " وفي ضوء الشمس " ص 74
" وزاد المسلم " ج 1 ص 368 ط جواد حسني في مطبعة الحلبي بالقاهرة
و " وسيلة النجاة " ص 231 ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكنهو و " غالية
المواعظ " ج 2 ص 130 و " وسيلة النجاة " ص 28 ط مطبعة كلشن فيض الكائنة
في لكنهو " وأهل البيت ".
ومن منظومها في رثاء النبي " ص " على قبره:
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * وغاب مذ غيبت عنا الوحي والكتب
فليت قبلك كان الموت صادفنا * لما نعيت وحالت دونك الكتب

161
رواه في " أهل البيت " (ص 164 ط مطبعة السعادة بالقاهرة).
ومن منظومها أيضا في رثاء النبي " ص ":
قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت حاضرها لم تكثر الخطب
إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * فاختل قومك فاشهدهم ولا تغب
رواه في " غريب الحديث لابن قتيبة " (ص 590 ط العاني في بغداد).
وتمثلت بهذه الأبيات عند وفاة النبي " ص ":
قد كنت لي جبلا ألوذ بظله * فاليوم تسلمني لاجرد ضاحي
قد كنت جار حميتي ما عشت لي * واليوم بعدك من يريش جناح
وأغض من طرف وأعلم أنه * قد مات خير فوارسي وسلاحي
حضرت منيته فأسلمني العزا * وتمكنت ريب المنون جراحي
رواه في " أهل البيت " (ص 162 مطبعة السعادة بمصر).

162
خطبة الزهراء عليها السلام في مسجد النبي صلى الله عليه وآله
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 296 إلى ص
307) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 158 ط السعادة بمصر)
قال:
من خطبتها: الحمد لله على ما أنعم، وله الشكر على ما ألهم، والثناء بما قدم.
من عموم نعم ابتدأها، وسبوغ آلاء أسداها، وتمام نعم والاها، جم عن الاحصاء
عددها، ونأى عن الجزاء أمدها، وتفاوت عن الادراك أبدها وندبهم لاستزادتها
بالشكر لاتصالها، واستحمد إلى الخلائق بأجزائها وثنى بالندب إلى أمثالها.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كلمة جعل الاخلاص تأويلها،
وضمن القلوب موصولها، وأنار في التفكير معقولها، الممتنع عن الأبصار رؤيته
ومن الألسن صفته، ومن الأوهام كيفيته، ابتدع الأشياء لا من شئ كان قبلها،
وأنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها، كونها بقدرته، وذراها بمشيته، من غير حاجة

163
منه إلى تكوينها ولا فائدة له في تصويرها إلا تثبتا لحكمته، وتنبها على طاعته،
وإظهارا لقدرته، وتعبدا لبريته، وإعزازا لدعوته، ثم جعل الثواب على طاعته،
ووضع العقاب على معصيته، زيادة لعباده عن نقمته، وحياشة لهم إلى جنته.
وأشهد أن أبي محمدا عبده ورسوله، اختاره وانتجبه قبل أن أرسله، وسماه
قبل أن اجتباه، واصطفاه قبل أن ابتعثه، إذ الخلائق بالغيب وبستر الأهاويل
مصونة، وبنهاية العدم مقرونة، علما من الله تعالى بمآل الأمور، وإحاطة بحوادث
الدهور، ومعرفة بمواقع المقدور.
ابتعثه الله تعالى إماما لأمره، وعزيمة على إمضاء حكمه، وإنفاذا لمقادير
حتمه، فرأى الأمم فرقا في أديانها، عكفا على نيرانها، عابدة لأوثانها، منكرة
لله مع عرفانها، فأنار الله تعالى بأبي محمد صلى الله عليه وسلم ظلمها، وكشف
عن القلوب بهمها، وجلى عن الأبصار غممها، وقام في الناس بالهداية، وأنقذهم
من الغواية، وبصرهم من العماية، وهداهم إلى الدين القويم، ودعاهم إلى
الصراط المستقيم.
ثم قبضه إليه قبض رأفة واختيار، ورغبة وإيثار، فمحمد صلى الله عليه وسلم
عن تعب هذه الدار في راحة، قد حف بالملائكة الأبرار، ورضوان الرب
الغفار، ومجاورة الملك الجبار، صلى الله على أبي نبيه، وأمينه على وحيه وصفيه،
وخيرته من الخلق ورضيه. والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ثم التفتت إلى أهل الجلس وقالت: أنتم عباد الله نصب أمره ونهيه، وحملة
دينه ووحيه، وأمناء الله على أنفسكم، وبلغاؤه إلى الأمم، وزعيم حق له فيكم،
وعهد قدمه إليكم، وبقية استخلفها عليكم، كتاب الله الناطق، والقرآن الصادق،
والنور الساطع، والضياء اللامع، بينة بصائره، منكشفة سرائره، متجلية ظواهره
مغتبط به أشياعه، قائد إلى الرضوان أتباعه، مؤد إلى النجاة استماعه، به تنال
حجج الله المنورة، وعزائمه المفسرة، ومحارمه المخدرة، وبنيانه الجارية،

164
وبراهينه الكافية، وفضائله المندوبة، ورخصه الموهوبة، وشرائعه المكتوبة.
فجعل الله الإيمان تطهيرا لكم من الشرك، والصلاة تنزيها لكم عن الكبر،
والزكاة تزكية للنفس ونماء في الرزق، والصيام تثبيتا للاخلاص، والحج تشييدا
للدين، والعدل تنسيقا للقلوب، وطاعتنا نظاما للملة، وإمامتنا أمانا من الفرقة،
والجهاد عزا للاسلام، وذلا لأهل الكفر والنفاق، والصبر معونة على استيجاب
الأجر، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مصلحة للعامة، وبر الوالدين
وقاية من السخط، وصلة الأرحام منشأة في العمر، والقصاص حقنا للدماء،
والوفاء بالنذر تعريضا للمغفرة، وتوفية المكاييل والموازين تغيير للنجس،
والنهي عن شرب الخمر تنزيها عن الرجس، واجتناب القذف حجابا عن اللعنة،
وترك السرقة إيجابا للعفة، وحرم الله الشرك إخلاصا له بالربوبية، " فاتقوا الله
حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " وأطيعوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه
" فإنما يخشى الله من عباده العلماء ".
ثم قالت عليها السلام: أيها الناس اعلموا أني فاطمة وأبي محمد صلى الله
عليه وآله وسلم، أقول عودا وبدءا ولا أقول ما غلطا، ولا أفعل ما أفعل
شططا (لقد جائكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين
رؤوف رحيم) فإن تعزوه وتعرفوه تجدوه أبي دون نسائكم، وأخا ابن عمي دون
رجالكم، ولنعم المعزي إليه، فبلغ الرسالة، صادعا بالنذارة، مائلا عن مدرجة
المشركين، ضاربا ثبجهم آخذا بكظمهم، داعيا إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة
الحسنة، يكسر الأصنام، وينكث الهام، حتى انهزم الجمع وولوا الدبر، حتى
تفرى الليل عن صبحه وأسفر الحق عن محضه، ونطق زعيم الدين، وخرست
شقائق الشياطين، وطاح وشيط النفاق، وانحلت عقدة الكفر والشقاق، وفهتم
بكلمة الاخلاص، في نفر من البيض الخماص، وكنتم على شفا حفرة من

165
النار، مذقة الشارب، ونهزة الطامع، وقبسة العجلان، وموطئ الأقدام
تشربون الطرق، وتقتاتون القد، أذلة خاسئين، تخافون أن يتخطفكم الناس من
حولكم، فأنقذكم الله تبارك وتعالى بأبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد اللتيا
والتي وبعد أن مني بهم الرجال وذؤبان العرب ومردة أهل الكتاب (كلما
أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله).
وقالت: هذا كتاب الله بين أظهركم، أموره ظاهرة، وأحكامه زاهرة وأعلامه
باهرة، وزواجره لائحة، وأوامره واضحة، قد خلفتموه وراء ظهوركم، أرغبة
عنه تدبرون، أم بغيره تحكمون (بئس للظالمين بدلا، ومن يبتغ غير الاسلام
دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) وأنتم الآن تزعمون أن لا إرث
لي (أفحكم الجاهلية تبغون، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون).
أفلا تعلمون: بلى قد تجلى لكم كالشمس الضاحية أني ابنته، أيها (وفي
رواية ويها) أيها المسلمون أغلب على إرثي، يا بن أبي قحافة أفي كتاب الله أن
ترث أباك ولا أرث أبي، لقد جئت شيئا فريا، أفعلى عمد تركتم كتاب الله
ونبذتموه وراء ظهوركم إذ يقول (وورث سليمان داود) وقال فيما اقتص في
خبر يحيى بن زكريا عليهما السلام إذ يقول (رب هب لي من لدنك وليا يرثني)
ويرث من آل يعقوب) وقال (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)
وقال (يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين) وقال (إن ترك خيرا
الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين).
وزعمتم أن لا حظوة لي ولا أرث من أبي ولا رحم بيننا، أفخصكم الله بآية
أخرج منها أبي صلى الله عليه وسلم. أم تقولون أهل ملتين لا يتوارثان، أولست
أنا وأبي من أهل ملة واحدة، أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي
وأمي وعمي، فدونكما مخطومة مرحولة، تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله،

166
والزعيم محمد، والموعد القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولا ينفعكم إذ
تندمون (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب
مقيم) ما وعيتم ووسعتم الذي تسوغتم (فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا
فإن الله لغني حميد).
ألا وقد قلت ما قلت على معرفة مني بالخذلة التي خامرتكم، والغدرة التي
استشعرتها قلوبكم، ولكنها فيضة النفس، وبثة الصدر، ونفثة الغيظ، وتقدمة
الحجة.
فدونكموها فاستبقوها دبرة الظهر، نقبة الخف، باقية العار، موسومة
بغضب الله وشنار الأبد، موصولة بنار الله الموقدة، التي تطلع على الأفئدة.
فبعين الله ما تفعلون (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب تنقلبون) وأنا ابنة
(نذير لكم بين يدي عذاب شديد) (فاعملوا إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون).
وقال: وفي كتاب بلاغات النساء، قال الإمام أبو الفضل أحمد بن طاهر:
لما اجتمع أبو بكر رضي الله عنه على منع فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم فدك وبلغ ذلك فاطمة لاثت خمارها على رأسها وأقبلت في لمة من
حفدتها، تطأ ذيولها ما تخرم من مشية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيئا
حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، فنيطت دونها
ملاءة، ثم أنت أنة أجهش القوم لها بالبكاء وارتج المجلس، فأمهلت حتى سكن
نشيج القوم وهدأت فورتهم، فافتتحت الكلام بحمد الله والصلاة على رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم، فعاد القوم في بكائهم فلما أمسكوا عادت في كلامها
ومقالتها.
ومن خطبة لها (ع) لما عادتها من النساء لما اشتد عليها المرض:
فحمدت الله تعالى وصلت على أبيها وقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم،

167
قالية لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم، وشنأتهم بعد أن صبرتهم، فقبحا لفلول
الحد، واللعب بعد الجد، وقرع الصفاة، وصدع القناة، وخطل الآراء، وزلل
الأهواء، لبئسما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون
لا جرم والله لقد قلدتهم ربقتها، وحملتهم أوبقتها، وشنت عليهم غارتها، فجدعا
وعقرا وبعدا للقوم الظالمين.
ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة والدلالة، ومهبط
الروح الأمين، والطبين بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين.
وما الذي نقموا من أبي الحسن، نقموا منه والله نكير سيفه، وقلة مبالاته
بحتفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله عز وجل. وتالله لو مالوا
عن المحجة اللائحة وزالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها وحملهم عليها
وتالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولسار بهم سيرا
سجحا لا يكلم خشته ولا يكل سائره ولا يميل راكبه، ولأوردهم منهلا نميرا
صافيا رويا فضفاضا، تطفح ضفتاه، ولا يترنق جانباه، ولا صدرهم بطانا، ونصح
لهم سرا وإعلانا، ولم يكن يتحلى عمن الغنى بطائل، ولا يحظى من الدنيا بنائل،
غير ري الناهل، وشبعة الكافل، ولبان لهم الزاهد من الراغب والصادق من الكاذب
(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض
ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون).
والذين ظلموه من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين.
ألا هلم فاستمع، وما عشت أراك الدهر عجبا، وإن تعجب فعجب قولهم
ليت شعري إلى أي لجأ لجأوا، وإلى أي سناد استندوا، وعلى أي عماد
اعتمدوا، وبأي عروة تمسكوا، وعلى أي ذرية قدموا واحتنكوا (لبئس المولى و
لبئس العشير وبئس للظالمين بدلا).

168
استبدلوا والله الذنابى بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم
(يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) ويحهم
(أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف
تحكمون)... الخ.
رواها في " أهل البيت " (ص 176 ط مطبعة السعادة بالقاهرة).

169
........ 170
في كيفية دفنها عليهما السلام
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ الصنعاني في " المصنف " (ج 3 ص 521 ط بيروت)
عن عبد الرزاق، عن معمر، عن عروة، عن عائشة: أن عليا دفن فاطمة ليلا،
ولم يؤذن بها أبا بكر.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 185 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
فقد دفنت (أي الزهراء ع) ليلا ولم يحضر مع الإمام سوى الصفوة
المختارة من أصحابه، ولما علم المسلمون وفاتها جاءوا إلى البقيع فوجدوا أربعين
قبرا، فأشكل عليهم موضع قبرها من سائر القبور، فضج الناس ولام بعضهم
بعضا، وقالوا لم يخلف نبيكم إلا بنتا واحدة تموت وتدفن ولم تحضروا وفاتها
والصلاة عليها ولا تعرفوا قبرها.

170
ثم قال ولاة الأمر منهم: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور
حتى نجدها فنصلي عليها ونزور قبرها، فبلغ ذلك الإمام علي، فخرج مغضبا
قد احمرت عيناه ودرت أوداجه، وعليه قباؤه الأصفر الذي كان يلبسه في كل
كريهة، وهو متكئ على سيفه ذي الفقار، حتى ورد البقيع فبادر إلى الناس النذير
وقالوا: هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه
القبور حجر ليضعن السيف على غابر الآخر فتلقاه بعضهم فقال له: ما لك يا أبا
الحسن، والله لننبشن قبرها ولنصلين عليها، فضرب الإمام بيده إلى جوامع
ثوبه، فهزه ثم ضرب به الأرض وقال: أما حقي فقد تركته مخافة أن يرتد
الناس، وأما قبر فاطمة فوالله الذي نفس علي بيده لأن رمت وأصحابك شيئا
من ذلك لأسقين الأرض من دمائكم، فإن شئت فأعرض. فتلقاه آخر فقال: يا
أبا الحسن، بحق رسول الله وبحق من فوق العرش ألا خليت عنه، فإنا غير
فاعلين شيئا تكرهه، فخلى عنه وتفرق الناس ولم يعودوا إلى ذلك.

171
أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنها أول أهله لحوقا به
قد تقدم نقله منا عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 439 إلى ص
451) وننقله ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة زين الدين في " تاريخ ابن الوردي " (ص 181 ط الغري)
قال:
وسار فاطمة رضي الله عنها في مرضه، فبكت ثم سارها فضحكت، فلما
مات أخبرت بأنه قال لي في الأولى: أني ميت من وجعي هذا فبكيت، وقال
في الثانية: إنك أول أهلي لحوقا بي فضحك، فكان كما قال. والله أعلم 1.



(1) قال الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 166 ط مطبعة السعادة بالقاهرة):
وروي أنها أي فاطمة (ع) ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس، ناحلة الجسم
منهدة الركن، باكية العين، محترقة القلب، يغشى عليها ساعة بعد ساعة،
وتقول لولديها: أين أبوكما الذي كان يكرمكما ويحملكما مرة بعد مرة، أين
أبوكما الذي كان أشد الناس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الأرض،
ولا أراه يفتح هذا الباب أبدا، ولا يحملكما على عاتقه كما كان لا يزال يفعل؟.
172
ورواه في " جواهر السيرة النبوية " (ص 24 مكتبة محمد علي بمصر)
ورواه في " وسيلة النجاة " (ص 227 ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في
لكهنو).
ورواه في " تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب " (ص 407 ط
دهلي).
ورواه في " القصة الكبيرة في تاريخ السيرة " (ص 355 ط دار الكاتب
العربي).
ورواه في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة " (ج 4 ص 625 ط نول
كشور في لكهنو).
ورواه في " مرقاة المفاتيح " (ج 11 ص 249 ط ملتان).
ورواه في " حياة الصحابة " (ج 2 ص 314 ط حيدرآباد الدكن).
ورواه في " المطالب العالية " (ج 4 ص 69 ط الكويت).

173
كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام
(في وفاة فاطمة ع)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة شهردار بن شيرويه الديلمي في " فردوس الأخبار "
(ص 185 مخطوط)
روى عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: سلام الله عليك
أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن قليل ينهد ركناك، والله
خليفتي عليكم. قال: فلما قبض رسول الله " ص " قال علي: هذا أحدر كني
الذي قال لي رسول الله، فلما ماتت فاطمة قال: هذا الركن الثاني.

174
وفاة فاطمة عليها السلام وتجهيزها
قد تقدم نقل ذلك عن جماعة من أعلام القوم في (ج 10 ص 456) وننقله
ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري المكي
المتوفى سنة 1057 في " الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية "
(ج 2 ص 51 ط المكتبة الاسلامية في بيروت) قال:
توفيت فاطمة رضي الله عنها بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر، وقيل
بثمانية أشهر، وقيل غير ذلك، ليلة الثلاثاء، لثلاث خلون من شهر رمضان سنة
إحدى عشرة.
واختلف في سنها يوم وفاتها، فقيل ثمان، وقيل تسع وعشرون، وقيل
ثلاثون، وقيل خمس وثلاثون، وقطع الحافظ ابن حجر أنها ماتت وقد جاوزت
العشرين بقليل، والخلاف في عمرها بحسب الخلاف في ميلادها.
وغسلها علي وأسماء بنت عميس، وكانت أوصتها بذلك وقالت لها: يا أسماء
إني استقبح أن يطرح على المرأة ثوب وتحمل على النعش كالرجل، فوصفت

175
لها أسماء فعل أهلا الحبشة ودعت بجرائد رطبة فأرتها ذلك، فأوصتها أن يعمل
لها مثله، فهي أول من غطي نعشه.
ودفنت ليلا، وتولى ذلك علي والعباس، وأخفي قبرها، وذكر ابن عبد البر
أن الحسن دفن إلى جنب أمه. ا ه‍.
وقبر الحسن معروف في قبة واحدة، هو والعباس بن عبد المطلب.
ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 2
ص 128 ط بيروت) قال:
وقال سعيد بن عفير: ماتت - أي فاطمة - ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من شهر
رمضان سنة إحدى عشرة. وهي بنت سبع وعشرين سنة أو نحوها، ودفنت ليلا.
وروى يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، قال: مكثت فاطمة
بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستة أشهر وهي تذوب.
وقال أبو جعفر الباقر: ماتت بعد أبيها بثلاثة أشهر.
وعن ابن أبي مليكة، عن عائشة، قالت: كان بين فاطمة وبين أبيها شهران.
وعن أبي جعفر الباقر: أنها توفيت بنت ثمان وعشرين سنة. ولدت وقريش
تبني الكعبة.
قال: وغسلها علي.
وذكر المسبحي: أن فاطمة تزوج بها علي بعد عرس عائشة بأربعة أشهر
ونصف، ولفاطمة يومئذ خمس عشرة سنة وخمسة أشهر ونصف.
قتيبة بن سعيد: حدثنا محمد بن موسى، عن عون بن محمد بن علي، عن
أمه أم جعفر. وعن عمارة بن مهاجر، عن أم جعفر: أن فاطمة قالت لأسماء
بنت عميس: إني أستقبح ما يصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها

176
قالت يا ابنة رسول الله، ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة
فحنتها، ثم طرحت عليها ثوبا.
فقالت فاطمة: ما أحسن هذا وأجمله! إذا مت فغسليني أنت وعلي ولا يدخلن
أحد علي.
فلما توفيت، جاءت عائشة لتدخل، فقالت أسماء: لا تدخلي. فشكت إلى
أبي بكر. فجاء، فوقف على الباب، فكلم أسماء. فقالت: هي أمرتني. قال:
فاصنعي ما أمرتك، ثم انصرف.
قال ابن عبد البر: هي أول من غطي نعشها في الاسلام على تلك الصفة.
ومنهم العلامة أبو البقاء عبد الله بن الحسين في " اعراب الحديث "
(ص 243 ط دمشق مطبعة زيد بن ثابت) قال:
فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله أمها خديجة بنت خويلد
تزوجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الثامنة عشرة من عمرها وولدت له
الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب، وعاشت بعد أبيها ستة أشهر وهي أول من
جعل له النعش في الاسلام، عملته لها أسماء بنت عميس وكانت قد رأته يصنع
في بلاد الحبشة.
ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " أنموذج اللبيب في خصائص
الحبيب " (ص 195 والنسخة مصورة من مكاتب أوروبا) قال:
ومن خصائص فاطمة أنها كانت لا تحيض وكانت إذا ولدت طهرت من
نفاسها بعد ساعة، ولذلك سميت الزهراء ولما جاعت وضع صلى الله عليه وسلم

177
يده على صدرها فما جاعت بعد، ولما احتضرت غسلت نفسها وأوصت أن لا
يكفنها أحد فدفنها علي رضي الله عنه بغسلها ذلك.
ومنهم العلامة عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله النصري المتوفى سنة
281 في " تاريخ أبي زرعة الدمشقي " (ج 1 ص 290 ط مطبعة المفيد في
دمشق) قال:
حدثنا أبو زرعة، عبد الرحمن بن عمرو قال: حدثني الحكم بن نافع قال:
أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري قال:
توفيت - يعني فاطمة - بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر،
فدفنها علي بن أبي طالب ليلا، رحمة الله عليها.

178
رثاء علي عليه السلام لفاطمة
تقدم نقل رثائها " ع " عن عدة من كتب العامة في (ج 10 ص 482):
ومن رثائه فيها قوله:
لكل اجتماع من خليلين فرقة * وكل الذي دون الفراق قليل
وإن افتقادي فاطما بعد أحمد * دليل على أن لا يدوم خليل
وكيف هناك العيش من بعد فقدهم * لعمرك شئ ما إليه سبيل
هذا في مدارج النبوة.
ورواه في " وسيلة النجاة " (ص 229 ط مطبعة گلشن فيض في لكهنو)
وروي البيتين الأولين في " الأخبار الموفقيات " (ص 193 ط بغداد) لكنه
ذكر بدل قوله " فاطما بعد أحمد ": واحدا بعد واحد.
وروي البيت الثاني في " المغازي " (ص 58 ط النجف). لكنه ذكر:
واحدا بعد واحد.
ومن رثائه عليه السلام لفاطمة " ع ":

179
ما لي مررت على القبور مسلما * قبر الحبيب فلم يرد جوابي
يا قبر ما لك لا تجيب مناديا * أمللت بعدي خلة الأحباب
رواه في " أهل البيت " (ص 185 ط مطبعة السعادة بالقاهرة).

180
مستدرك فضائل الحسنين عليهما السلام
(الواردة فيهما مشتركا)
ميلادهما عليهما السلام
قد تقدم نقل أحاديث في ذلك في (ج 11 ص 2) عن جماعة وننقل ههنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن أبي الدنيا في " رسالة مقتل علي كرم الله وجهه "
(نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
الحسن بن علي ولد للنصف من شهر رمضان سنة ثلاث من الهجرة، وسماه
رسول الله " ص " حسنا، ومات لثلاث خلون من شهر ربيع الأول سنة خمسين
والحسين بن علي ولد لخمس ليال من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل يوم
الجمعة يوم عاشورا في المحرم سنة إحدى وستين.

181
عق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الحسن والحسين
رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 511 إلى ص 518) وإنما
ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة أحمد بن حنبل في " مسنده " (ج 5 ص 355 ط الميمنية
بمصر) قال:
حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا زيد بن الحباب، حدثني حسين بن واقد،
حدثني عبد الله بن بريدة قال: سمعت أبي يقول: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم عق عن الحسن والحسين.
وروي ذلك في " المعجم الكبير " ص 13، وفي " المعجم الصغير " (ج 2
ص 45) وفي " مختصر سنن أبي داود " (ج 4 ص 129 ط المحمدية بالقاهرة)
وفي " المحاسن المجتمعة " (ص 205)، وفي " مناقب ابن المغازلي " مخطوط
وفي " مفتاح النجاة " (ص 110 مخطوط)، وفي " وسيلة المآل " ص 159،
وفي " شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم " (نسخة مخطوطة عندنا في
المكتبة العامة).
تسمية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهما بالحسن والحسين
قد تقدم نقلها عن أعلام القوم في (ج 10 ص 492 إلى 506) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

182
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 379 ط الاسلامية بطهران)
أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو بكر أحمد بن
إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز إذنا، حدثنا عمرو بن حريث، عن ذرعة بن
عبد الرحمن، عن أبي الخليل، عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وآله: سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا وأني سميت ابني الحسن والحسين بما
سمى به هارون ابنيه شبرا وشبيرا.
ومنهم العلامة القاضي نعمان بن أبي عبد الله التميمي المتوفى سنة
363 في " المناقب والمثالب " (ص 324 نسخة المكتبة الملية في لندن) قال:
وقال النبي " ص ": سميت ابني هذين الحسن والحسين باسم ابني هارون
شبر وشبير.
ومنهم العلامة أبو العون الحنبلي السفاريني في " شرح ثلاثيات مسند
أحمد " (ج 2 ص 557) قال:
والحسن: هو أبو محمد سبط رسول الله وريحانته وآخر الخلفاء بمنصبه
وقد روي عن رسول الله " ص " قال: الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل
الجنة، ما سمعت العرب بمثلهما في الجاهلية.
ومنهم العلامة علاء الدين علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 16
ص 272 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق الطبراني عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حربا، فجاء

183
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه. قلت: سميته حربا
قال: بل هو حسن. فلما ولد الحسين سميته حربا، فجاء رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: ايتوني بابني ما سميتموه، فقلت: سميته حربا. فقال: بل
هو حسين، فلما ولد الثالث سميته حربا، فقال: بل هو محسن، ثم قال: إني
سميتهم بأسماء ولد هارون: شبرا وشبيرا ومشبرا.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 226) قال:
قال رسول الله " ص ": الحسن والحسين اسمان من أسماء أهل الجنة،
ما سميت بها العرب في الجاهلية.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 247 ط بيروت)
قال:
يحيى بن عيسى التميمي، حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال:
علي: كنت رجلا أحب الحرب، فلما ولد الحسن، هممت أن اسميه حربا،
فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسن، فلما ولد الحسين هممت أن
أسميه حربا، فسماه الحسين، وقال: إنني سميت ابني هذين باسم ابني هارون
شبر وشبير.
عبد الله بن محمد بن عقيل، عن محمد بن علي، عن أبيه: أنه سمى ابنه
الأكبر حمزة، وسمى حسينا بعمه جعفر، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
قد غيرت اسم ابني هذين فسمى حسنا وحسينا.

184
ومنهم العلامة عطا حسني بك في " حلي الأيام " (ص 218 ط القاهرة)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " شرح ثلاثيات مسند أحمد ".
ومنهم العلامة المولوي محمد أمين الهندي الحنفي في " وسيلة النجاة "
(ص 261 ط گلشن فيض في لكهنو)
روى الحديث عن البغوي في " الايضاح " وابن حجر في " الصواعق ".
ومنهم العلامة الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام في " المصنف "
(ج 4 ص 335)
رواه عن ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة قال: لما ولدت
فاطمة الحسن بن علي جاءت به إلى رسول الله " ص " فسماه حسنا، فلما ولدت
حسينا جاءت به إلى رسول الله " ص " فقالت: يا رسول الله هذا أحسن من
هذا - تعني حسينا - فشق له من اسمه فسماه حسينا.
ومنهم العلامة المنشئ النسابة الشيخ أبو العباس أحمد بن علي بن
أحمد القلقشندي المتوفى سنة 821 في " صبح الأعشى " (ج 1 ص 430
ط القاهرة) قال:
أول من سمي بالحسن والحسين السبطان ولدا أمير المؤمنين علي بن أبي
طالب من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

185
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 206)
روى الحديث نقلا عن " الاستيعاب " عن علي بعين ما تقدم عن " كنز
العمال ".

186
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعوذ الحسن والحسين
قد تقدم نقله منا في (ج 10 ص 519 إلى ص 530) عن جماعة وننقل ههنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري المكي
المتوفى سنة 1057 في " الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية "
(ج 4 ص 46 ط المكتبة الاسلامية في بيروت) قال:
وروينا في صحيح البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين " أعيذكما بكلمات
الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة " ويقول: إن أباكما كان
يعوذ بها إسماعيل وإسحاق صلى الله عليهم أجمعين.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد الهجري في " شرح الخمسمائة "
(ص 132)
روى تعويذه صلى الله عليه وآله الحسنين بما تقدم عن " الفتوحات الربانية ".

187
ومنهم العلامة الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 273)
روى تعويذه صلى الله عليه وآله الحسنين بعين ما تقدم عن " الفتوحات
الربانية ".
ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في
جامع الأحاديث ج 7 ص 52 ط دمشق)
روى من طريق ابن سعد عن ابن عباس، ومن طريق الطبراني وابن سعد
وابن عساكر عن ابن مسعود قال النبي صلى الله عليه وسلم: هاتوا ابني حتى
أعوذهما بما عوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق " أعيذكما بكلمات الله التامة
من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ".
ومنهم العلامة المناوي في " جامع الأزهر " (كما في جامع الأحاديث
ج 9 ص 145 ط دمشق)
روى من طريق الطبراني عن علي قال: كان صلى الله عليه وسلم يعوذ
الحسن والحسين ويقول: " أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة
ومن كل عين لامة ".
ومنهم العلامة عامر بن عمر الضبي المتوفى سنة 250 في " الآمال "
(ص 18 من النسخة المصورة الموجودة في المكتبة العامة)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الجامع الأزهر ".

188
شباهتهما بالنبي صلى الله عليه وآله
قد تقدم نقلها في (ج 10 ص 534 إلى ص 543) عن جماعة وننقل ههنا
عمن لم ننقله عنهم هناك:
منهم العلامة الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في " دلائل
النبوة " (ج 1 ص 26 ط الجمهورية المتحدة العربية) قال:
وأخبرنا أبو علي الروذباري، قال أخبرنا ابن شوذب، قال حدثنا شعيب
ابن أيوب، قال حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق،
عن هانئ بن هانئ، عن علي، قال: الحسن أشبه برسول الله صلى الله عليه
وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم،
ما كان أسفل من ذلك.
ومنهم العلامة علاء الدين علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 16
ص 267 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق أبي نعيم والطبراني عن علي قال: قال رسول الله " ص "
من سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عنقه
إلى وجهه فلينظر إلى الحسن بن علي، ومن سره أن ينظر أشبه الناس برسول
الله صلى الله عليه وسلم ما بين عنقه إلى كعبه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين
ابن علي.

189
ومنهم العلامة علاء الدين علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج
16 ص 269 ط حيدرآباد الدكن)
روى الحديث عن علي (ع) بعين ما تقدم عن " الدلائل ".
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 206)
روى الحديث عن علي " ع " بعين ما تقدم عن " الدلائل ".
ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الأنسي اللبناني في
" الدرر واللآل في بدايع الأمثال " (ج 206 ط الاتحاد في بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الدلائل ".
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن جمال الدين أبي الحسن علي بن
محمد في " التبصرة " (ص 453)
روى الحديث عن علي " ع " بعين ما تقدم عن " الدلائل ".
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 705 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث من طريق الترمذي بعين ما تقدم عن " الدلائل ".

190
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في " مرقاة المفاتيح
في شرح مشكاة المصابيح " (ج 11 ص 393 ط ملتان)
روى الحديث عن طريق الترمذي عن علي " ع " بعين ما تقدم عن " الدلائل ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري
المكي المتوفى 1057 في " الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية "
(ج 3 ص 326 ط بيروت)
روى الحديث عن علي بعين ما تقدم عن " الدلائل ".
ومنهم العلامة البلاذري في " أنساب الأشراف " (ص 9 ص دار التعارف
في بيروت) قال:
وكان الحسن بن علي يكنى أبا محمد، وكان يشبه النبي صلى الله عليه وسلم
من أعلى رأسه إلى سرته، وكان الحسين يشبه النبي صلى الله عليه وسلم من
سرته إلى قدميه.
ومنهم العلامة السخاوي في " استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء
الرسول " (ص 49 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي في اسلامبول)
روى الحديث من طريق الترمذي وابن حبان عن هانئ بن هاني عن علي
رضي الله عنه بعين ما تقدم عن " دلائل النبوة ".

191
كان الحسن والحسين أحب أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم إليه
قد تقدم نقله في (ج 10 ص 655 إلى ص 660) عن جماعة وننقل ههنا
عمن لم ننقله عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ أبو الفضل محمد بن الشيخ جمال الدين العاقولي
الشافعي في فضائل الحسنين في كتاب " الرصف لما روي عن النبي من
الفضل والوصف " (ص 373 ط مكتبة الأمل السالمية بالكويت)
روى من طريق الترمذي عن أنس قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين، وكان يقول لفاطمة: ادعوا
إلي ابني فيشمهما ويضمهما إليه.
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في " مرقاة المفاتيح
في شرح مشكاة المصابيح " (ج 11 ص 391 ط ملتان)
روى الحديث من طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن " الرصف ".

192
ومنهم العلامة السيد محمد أبي الهدى الصيادي الرفاعي في " ضوء
الشمس " (ص 97) قال:
أخرج الترمذي عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أحب أهل
بيتي إلي الحسن والحسين.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات " (ج 4 ص 704
ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث من طريق الترمذي عن أنس بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرؤوف المناوي في " كنوز الحقائق " (ص 6)
روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 273)
روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم ميرغني الحنفي في " الدرة
اليتيمة في بعض فضائل السيدة العظيمة " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".
ومنهم العلامة السيد محمد بن جعفر في " نظم المتناثر " (ص 125 ط
دار المعارف بحلب)
روى الحديث بعين ما تقدم.

193
ومنهم العلامة عطاء حسني بك في " حلي الأيام في سيرة سيد الأنام
وخلفاء الاسلام " (ص 219 ط القاهرة)
روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 252 ط بيروت)
روى عن يوسف بن إبراهيم عن أنس: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أي أهلك أحب إليك؟ قال: الحسن والحسين، وكان يشمهما ويضمهما إليه.
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم ميرغني الحسيني الحنفي
في " الدرة اليتيمة " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أحب أهل بيتي إلي الحسن والحسين.

194
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يضمهما إليه ويشمهما
قد تقدم ما يدل عليه وننقل ههنا عمن لم ننقل عنه سابقا:
فمنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 28 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث عن يعلى قال: إن حسنا وحسينا رضي الله عنهما استبقا إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمهما إليه.
ومنهم العلامة الشيخ أبو العلى محمد بن عبد الرحمن المباركفوري
الحنبلي الظاهري في " تحفة الأحوذي في شرح جامع الترمذي " (ج 3
ص 119 ط بيروت) قال:
وروى الترمذي من حديث أنس أن النبي " ص " كان يدعو الحسن
والحسين فيشمهما ويضمهما إليه.

195
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبلهما
قد تقدم نقله في (ج 11 ص 63 إلى 64) عن جماعة من أعلام القوم
وننقل ههنا عمن لم ننقله عنهم هناك:
منهم العلامة الحافظ أبو بكر عبد الله بن الزبير القرشي المكي الشافعي
المتوفى سنة 219 في " المسند " (ج 2 ص 471 ط المكتبة السلفية الواقعة
في المدينة المنورة) قال:
حدثنا الحميدي، قال ثنا سفيان، قال ثنا الزهري، عن أبي سلمة بن
عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: أبصر الأقرع بن حابس رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو يقبل الحسن أو الحسين رضي الله عنهما، فقال: إن لي عشرة من
الولد ما قبلت أحدا منهم قط. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرحم من
لا يرحم.
ومنهم العلامة المنذري في " الترغيب والترهيب " (ج 4 ص 252)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " المسند ".

196
اعتراك الحسنين والنبي صلى الله عليه وآله يؤلب الحسن
(وجبرئيل يؤلب الحسين)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة علاء الدكن المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 16
ص 269 ط حيدرآباد الدكن)
روى عن طريق ابن شاهين عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان
قاعدا في موضع الجنائز فطلع الحسن والحسين فاعتركا، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم وعلي جالس: ويها حسين خذ حسنا. فقلت: تؤلب على
حسن وهو أكبرهما يا رسول الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا
جبريل قائم وهو يقول ويها حسين خذ حسنا.

197
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 224) قال:
في الإصابة عن أبي هريرة قال: كان الحسن والحسين يصطرعان بين
يدي رسول الله " ص " فجعل يقول هو حسن فسألت فاطمة لم تقول هو حسن.
فقال: إن جبرئيل يقول هو حسين.
ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في " المطالب العالية " (ج 4 ص 71
ط الكويت)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مرآة المؤمنين ".
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي في " وسيلة
النجاة " (ص 267 ط مطبعة گلشن فيض)
روى الحدث بعين ما تقدم عن " مرآة المؤمنين ".
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 284 ط بيروت)
روى عن عبد العزيز الدراوردي وغيره، عن علي بن أبي علي اللهبي،
عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع
الجنائز، فطلع الحسن والحسين فاعتركا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أيها حسن. فقال علي: يا رسول الله! أعلى حسين تؤلبه؟ فقال: هذا جبريل
يقول: أيها حسين.
ويروي عن أبي هريرة مرفوعا نحوه.

198
حمل النبي صلى الله عليه وآله لهما
قد تقدم نقل الحديث فيه منا في (ج 10 ص 714 إلى 722) عن جماعة
وننقل ههنا عمن لم ننقله عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن المظفر الشهير بابن الوردي
في " ذيل تاريخ أبي الفداء " (ط الغري الشريف ج 1 ص 224) قال:
روي أنه " ص " مر بالحسن والحسين " رض " وهما يلعبان، فطأطأ لهما
عنقه وحملهما وقال: نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما 1.



(1) قال العلامة إبراهيم بن محمد البيهقي في " المحاسن والمساوئ "
ص 67 ط بيروت):
أنشد الحميري في الحسن والحسين:
أتى حسنا والحسين الرسول * وقد برزا حجرة يلعبان
فضمهما وتفداهما * وكانا لديه بذاك المكان
ومر وتحتهما عاتقاه * فنعم المطية والراكبان
199
ومنهم العلامة أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري الشافعي
المتوفى سنة 461 أو سنة 469 في " الوسيط في الأمثال " (ص 142 ط
دار الكتب في الكويت)
روي أنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي والحسن والحسين يتناوبان
ركوبه، فلما فرغ قال: نعم المطية مطيتكما، ولنعم الراكبان أنتما، وأبوكما
خير منكما.
ومنهم العلامة الخطيب أحمد بن علي بن ثابت البغدادي في " المتفق
والمفترق " (مخطوط)
روى بسنده عن عمر بن الخطاب قال: رأيت الحسن والحسين على
عاتقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: نعم الفرس ركبتما. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: نعم الفارسان هما.
ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن مسعود الأندلسي المعروف بابن
الخصال في " مناقب أزواج النبي " (ص 72 والنسخة مصورة من مكاتب أوروبا)
قال:
وروي أن الحسن والحسين رضي الله عنهما ارتحلا رسول الله صلى الله
عليه وسلم فاستخف حملهما ووطأهما ظهره توطئة الكرامة لهما، وقال أبو بكر
الصديق رضي الله عنه وقد رآه تحتهما: نعم الراحلة راحلتكما. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: ونعم الراكبان هما.

200
ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الحنفي الشهير بابن
الوردي المتوفى 749 في " تاريخ ابن الوردي " (ج 1 ص 224 ط المطبعة
الحيدرية في الغري الشريف)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الوسيط ".
ومنهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب "
روى الحديث عن جابر قال: دخلت على النبي " ص " وعلى ظهره الحسن
والحسين وهو يقول: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما.
ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الحنفي الهندي المتوفى
سنة 975 في كتابه " كنز العمال " (ج 16 ص 267 طبع حيدرآباد الدكن)
روى من طريق ابن شاهين في السنة عن عمر بعين ما تقدم عن " المتفق
والمتفرق " وفي (ج 16 ص 270):
روى من طريق الطبراني عن سلمان قال: كنا حول النبي صلى الله
عليه وسلم فجاءت أم أيمن، فقالت: يا رسول الله لقد ضل الحسن والحسين
وذلك وأد النهار (يعني ارتفاع النهار) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قوموا فاطلبوا ابني وأخذ كل رجل تجاه وجهة وأخذت نحو النبي صلى الله
عليه وسلم، فلم يزل حتى أتى سفح جبل وإذا الحسن والحسين احتضن كل
واحد منهما صاحبه وإذا شجاع قائم على ذنبه يخرج من فيه شبه النار، فأسرع
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالتفت مخاطبا لرسول الله صلى الله عليه
وسلم ثم انساب فدخل بعض الأحجرة، ثم أتاهما فافرق بينهما ومسح وجوهما

201
وقال: بأبي وأمي أنتما ما أكرمكما على الله. ثم حمل أحدهما على عاتقه
الأيمن والآخر على عاتقه الأيسر، فقلت: طوبى لكما نعم المطية مطيتكما. فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما.
وفي (ج 16 ص 276، الطبع المذكور):
روى من طريق ابن عساكر عن أبي هريرة قال: كنا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم في صلاة العشاء وكان إذا سجد ركب الحسن والحسين على ظهره
فإذا رفع رأسه رفع رفعا رفيقا ثم إذا سجد عادا، فلما قضى صلاته أقعدهما في
حجره فقلت: يا رسول الله ألا أذهب بهما إلى أمهما، فبرقت برقة فلم يزالا في
ضوئها حتى دخلا على أمهما.
وفي (ج 16 ص 275، الطبع المذكور):
روى عن عبد الله بن شداد عن أبيه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله
عليه وسلم في إحدى صلاة العشي أو الظهر أو العصر وهو حامل حسنا أو حسينا
فتقدم النبي صلى الله عليه وسلم فوضعه ثم كبر في الصلاة فسجد بين ظهري
صلاته سجدة أطالها، فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو ساجد، فرجعت في سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه
وسلم الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهري صلاتك سجدة
أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر وأنه يوحى إليك. قال: كل ذلك لم يكن
ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.
ومنهم العلامة الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني في
" المصنف " (ج 2 ص 34)
روى عن عبد الرزاق عن ابن جريح قال: أخبرني محمد بن عمر بن علي

202
وجعفر بن محمد قالا: كان رسول الله " ص " إذا أقيمت الصلاة أتى الحسن
والحسين وأمامة فابتدروه فإذا جلس جلسوا في حجره وعلى ظهره، فإذا قام
وضعهم كذلك فكذلك حتى فرغت صلاته.
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في كتابه " مرقاة المفاتيح
في شرح مشكاة المصابيح " (ج 11 ص 379 ط ملتان)
روى من طريق أحمد عن أبي هريرة قال: كنا نصلي مع النبي صلى الله عليه
وسلم العشاء فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره فإذا رفع رأسه أخذهما
بيده من خلفه أخذا رفيقا فيضعهما على الأرض فإذا عاد عادا، حتى قضى صلاته
فأقعدهما على فخذيه. قال: فقمت إليه فقلت: يا رسول الله أردهما فبرقت برقة
فقال: الحقا بأمكما. قال: فمكث ضوؤها حتى دخلا.
وفي (ج 16 ص 272)، لطبع المذكور:
روى الحديث عن ابن عباس عن جابر بعين ما تقدم عن " مناقب ابن المغازلي ".
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 256 ط بيروت)
روى عن كامل أبي العلاء، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كنا مع
النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة العشاء، فكان إذا سجد ركب الحسن والحسين
على ظهره فإذا رفع رأسه رفعهما رفعا رفيقا، ثم إذا سجد عادا، فلما صلى قلت:
ألا أذهب بهما إلى أمهما؟ قال: فبرقت برقة، فلم يزالا في ضوئها حتى دخلا
على أمهما.
رواه أبو أحمد الزبيري، وأسباط بن محمد عنه.

203
وروى عن زيد بن الحباب: عن حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة
عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فأقبل الحسن والحسين
عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم
قال: صدق الله " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " رأيت هذين فلم أصبر. ثم
أخذ في خطبته.
وروى عن أبي شهاب مسروح، عن الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر
قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يمشي على أربع، وعلى
ظهره الحسن والحسين، وهو يقول: نعم الجمل جملكما ونعم العدلان أنتما.
وروى عن جرير بن حازم، حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب،
عن عبد الله بن شداد، عن أبيه، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو حامل حسنا أو حسينا، فتقدم فوضعه، ثم كبر في الصلاة فسجد سجدة
أطالها، فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهره فرجعت في سجودي، فلما قضى
صلاته قالوا: يا رسول الله إنك أطلت! قال: إن ابني ارتحلني فكرهت أن
أعجله حتى يقضي حاجته.
قلت: أين الفقيه المتنطع عن هذا الفعل؟.
وروى عن سلمة بن وهرام، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم حامل الحسن على عاتقه، فقال رجل: يا غلام
نعم المركب ركبت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " ونعم الراكب هو ".
ثم قال: رواه أبو يعلى في " مسنده ".

204
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن ظفر المكي في " الغرر والدرر في
نجباء الأولاد " (ص 128 والنسخة مصورة من مكتبة ما دريد عاصمة إسبانيا)
روى الحديث عن عبد الله بن عباس بمعنى ما تقدم ثانيا عن " كنز العمال "
وفيه قوله صلى الله عليه وآله: نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما وأبوهما
خير منهما.
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 430)
روى عن أبي الزبير عن جابر قال: دخلت على رسول الله " ص " وهو يمشي
على أربع وعلى ظهره الحسن والحسين وهو يقول: نعم الجمل جملكما ونعم
العدلان أنتما. ومر الرسول عليهما وهما يلعبان فطأطأ لهما عنقه وحملهما وقال:
نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 431 ط مكتبة السعادة بالقاهرة)
روى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا مع رسول الله " ص " وإذا بفاطمة
رضي الله عنهما قد أقبلت تبكي، فقال لها النبي " ص ": ما يبكيك لا أبكى الله
لك عينا؟ فقالت: يا أبت إن الحسن والحسين قد ذهبا منذ اليوم ولم علم أين
ذهبا وإن عليا مشى على الدالية منذ خمسة أيام ليسقي البستان وقد استوحشت
لهما. قال " ص ": لا تبكين فإن خالقهما الطف بهما مني ومنك.
ثم قال: يا أبا بكر اذهب فاطلبهما وأنت يا سلمان، ولم يزل يوجه حتى

205
مضت طائفة في طلبهما، فرجعوا ولم يصيبوهما، فاغتم النبي " ص " ثم قام
ووقف على باب المسجد وقال: إلهي بحق إبراهيم خليلك وبحق آدم صفوتك
إن كان قرتا عيني في بر أو بحر أو سهل أو جبل فاحفظهما وسلمهما لأمهما فاطمة
سيدة نساء العالمين، فنزل الأمين جبريل وقال: السلام عليك يا رسول الله الحق
يقرئك السلام ويقول لك: لا تحزن ولا تغتم الغلامان هما الفاضلان في الدنيا
والآخرة وهما سيدا شباب أهل الجنة وإنهما في حديقة بني النجار، وقد وكلت
بهما ملكا يحفظهما إن قاما أو قعدا أو ناما أو استيقظا.
ففرح النبي " ص " فقام ومعه صحابته حتى دخل الحديقة فوجدهما نائمين
فجثا النبي " ص " على ركبتيه وانكب عليهما يقلبهما ويقول: حبيبي حبيبي حتى
استيقظا، فحملهما النبي على كتفيه الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على
عاتقه الأيسر وكان يقول كلما قبلهما: من أحبكما فقد أحبني ومن أبغضكما فقد
أبغضني.
فقال أبو بكر رضي الله عنه: أعطني أحمل أحدهما يا رسول الله. قال:
نعم المطي مطيهما ونعم الراكبان هما، ولم يزل النبي " ص " سائرا حتى دخل
المسجد وبعث بهما إلى ابنته فأخذتها الروحة والهزة وتولاها السرور والحبور.
ومنهم العلامة النقشبندي في " مناقب العشرة " (ص 39)
روى عن طريق الدولابي عن فاطمة الزهراء رضي الله عنها قالت: إن رسول
الله صلى الله عليه وسلم أتاها يوما فقال: أين ابناي - يعني حسنا وحسينا -
قالت: قلت أصبحنا وليس في بيتنا شئ يذوقه ذائق، فقال علي: أذهب بهما
فإني أتخوف أن يبكيا عليك وليس عندك شئ، فذهب بهما إلى فلان اليهودي.

206
فوجه إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدهما يلعبان في مشربة بين أيديهما
فضل من تمر، فقال: يا علي ألا تقلب ابني قبل أن يشتد الحر عليهما. قال علي
رضي الله عنه: أصبحنا وليس في بيتنا شئ، فلو جلست يا رسول الله حتى
أجمع لفاطمة تمرات. فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي ينزع لليهودي
كل دلو بتمرة حتى اجتمع له شئ من تمر، فجعله في حجزته ثم أقبل، فحمل
رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدهما وحمل علي رضي الله عنه الآخر.
ومنهم العلامة الراغب الإصبهاني في " محاضرات الأدباء " (ج 2
ص 474 ط بيروت)
روى الحديث بمثل ما تقدم عن " مناقب العشرة " وفي آخره: ثم حمل
النبي " ص " أحدهما وعلي الآخر.
ومنهم العلامة أبو محمد زكي المنذري في " الترغيب والترهيب "
(ج 6 ص 43)
روى الحديث عن فاطمة بعين ما تقدم عن " مناقب العشرة ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد يوسف الحنفي في " حياة الصحابة "
(ج 1 ص 293 ط حيدر آباد)
روى الحديث عن طريق الطبراني عن فاطمة بعين ما تقدم عن " مناقب
العشرة ".

207
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي
في " وسيلة المآل في عد مناقب الآل " (ص 90 النسخة مصورة من النسخة
المخطوطة التي في مكتبة الظاهرية بدمشق الشام)
روى الحديث من طريق الدرر عن أسماء بنت عميس بعين ما تقدم عن
" مناقب العشرة ".
ومنهم الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني المتوفى
سنة 852 في " تلخيص الحبير " (ج 2 ص 61 ط القاهرة) قال:
وروى أصحاب السنن الأربعة وابن خزيمة والحاكم من حديث بريدة
قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فجاء الحسن والحسين عليهما
قميصان أحمران يعثران، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم فقطع كلامه وحملهما -
الحديث.
ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 16
ص 271 ط حيدرآباد الدكن)
روى الحديث عن بريدة بعين ما تقدم عن " تلخيص الحبير " إلى قوله:
يعثران. ثم ساق الحديث هكذا:
فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذهما فوضعهما بين يديه ثم قال:
صدق الله ورسوله " إنما أموالكم وأولادكم فتنة "، رأيت هذين فلم أصبر.
ثم أخذ في خطبته.

208
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 704 ط نول كشور في لكهنو)
روى من طريق الترمذي وأبي داود والنسائي عن بريدة قال: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يخطبنا إذ جاء الحسن والحسين عليهما قميصان أحمران
يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر فحملهما
ووضعهما بين يديه. قال: صدق الله " إنما أموالكم وأولادكم فتنة " نظرت
إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي ورفعتهما.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفضل العاقولي في " الرصف " (ص 372)
روى الحديث من طريق الترمذي عن بريدة بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة الشيخ علي بن سلطان محمد القاري في " مرقاة
المفاتيح " (ج 11 ص 392 ط ملتان)
روى الحديث من طريق الترمذي وأبي داود والنسائي عن بريدة بعين
ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة "
(ص 263 ط گلشن فيض بلكهنو)
روى الحديث من طريق الترمذي وأبي داود والنسائي عن بريدة بعين ما تقدم
عن " أشعة اللمعات ".

209
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 225)
روى الحديث من طريق النسائي عن بريدة بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 205)
روى الحديث من طريق أحمد وابن ماجة والترمذي وأبي داود والنسائي
عن بريدة بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة الشيخ أحمد أبو كف المصري المالكي في " آل بيت
النبي " (ص 17 ط دار التعاون بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 477 ط الاسلامية بطهران)
قال:
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد بن زيد بن مروان بالكوفة
أخبرنا إسحق بن محمد بن مروان، حدثنا أبي، حدثنا إسحاق بن زيد، عن
سهل بن سليمان، عن أبي هارون العيدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: كنا
نتحدث عند رسول الله صلى الله عليه وآله يميل مرة عن يمينه ومرة عن شماله
فلما رأينا ذلك قمنا عنه، فلما خرجنا إلى الباب إذا نحن بفاطمة بنت رسول الله
صلى الله عليه وآله فقال لها علي: يا فاطمة ما أزعجك هذه الساعة من رحلك.

210
قالت: إن الحسن والحسين فقدتهما منذ أصبحت فلم أحسستهما وما كنت
أظنهما إلا عند رسول الله صلى الله عليه وآله. قال علي: هما عند رسول الله
صلى الله عليه وآله فارجعي ولا تؤذين رسول الله فإنها ليست بساعة إذن فسمع
رسول الله صلى الله عليه وآله كلام علي وفاطمة، فخرج في إزار ليس عليه غيره
فقال: ما أزعجك هذه الساعة من رحلك. فقالت: يا رسول الله ابناك الحسن
والحسين عرجا من عندي فلم أرهما حتى الساعة وكنت أحسبهما عندك وقد
دخلني وجل شديد. قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة إن
الله عز وجل وليهما وحافظهما، ليس عليهما ضيعة إن شاء الله ارجعي يا بنية فنحن
أحق بالطلب، فرجعت فاطمة إلى بيتها فأخذ رسول الله صلى الله عليه وآله في
وجه وعلي في وجه فابتغياهما، فانتهيا إليهما وهما في أصل حائط قد أحرقتهما
الشمس وأحدهما متستر بصاحبه، فلما رآهما على تلك الحال خنقته العبرة
وأكب عليهما يقبلهما، ثم حمل الحسن على منكبه الأيمن وحمل الحسين على
منكبه الأيسر، ثم أقبل بهما رسول الله صلى الله عليه وآله يرفع قدما ويضع
أخرى مما يكابد من حر الرمضاء وكره أن يمشيا فيصيبهما ما أصابه فوقاهما بنفسه.

211
أدلع رسول الله صلى الله عليه وآله لسانه
(للحسن والحسين فمصاه)
قد تقدم نقله في (ج 10 ص 531 إلى ص 532) عن جماعة من أعلام
القوم وإنما نروي ههنا عمن لم نروه عنهم هناك:
منهم العلامة الطبراني في " المعجم الكبير " (ص 133) قال:
حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، نا يوسف بن سلمان المازني، نا حاتم
ابن إسماعيل، نا سعد بن إسحاق بن كعب بن عجزة، عن إسحاق ابن أبي حبيبة
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبي هريرة أن مروان بن الحكم أتى
أبا هريرة في مرضه الذي مات فيه، فقال مروان لأبي هريرة: ما وجدت عليك
في شئ منذ اضطجعنا إلا في حبك الحسن والحسين. قال: فتحقر أبو هريرة
فجلس فقال: أشهد لخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه حتى إذا كنا ببعض الطريق
مع رسول الله صلى الله عليه وإذا صوت الحسن والحسين وهما يبكيان وهما مع
أمهما، فأسرع السير حتى أتاهما، فسمعته يقول لهما: ما شأن ابني. فقال:

212
العطش. قال: فأخلف رسول الله صلى الله عليه إلى شنة يبتغي فيها ماء وكان
الماء يومئذ أغدارا والناس يريدون الماء فنادى: هل أحد منكم معه ماء، فلم يبق
أحد إلا أخلف يده إلى كلابه يبتغي الماء في شنة فلم يجد أحد منهم قطرة، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ناوليني أحدهما. فناولته إياه من تحت الجدر
فرأيت بياض ذراعيها حين ناولته، فأخذه فضمه إلى صدره وهو يصغوا ما يسكت
فأدلع له لسانه، فجعل يمصه حتى هدأ أو سكن، فلم أسمع له بكاء والآخر
يبكي كما هو ما يسكت، فقال: ناوليني الآخر، فناولته إياه، ففعل به كذلك
فسكتا، فما أسمع لهما صوتا، ثم قال: سيروا. فصدعنا يمينا وشمالا على
الظعائن حتى لقيناه على قارعة الطريق، فأنا لا أحب هذين وقد رأيت هذا من
رسول الله صلى الله عليه؟.
ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة " (ص 266
ط لكهنو)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " المعجم الكبير " ملخصا.

213
لم يناد الحسنان عليا عليه السلام
(يا أبتي حتى توفي رسول الله " ص ")
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم المتوفى
568 في " مقتل الحسين " (ص 106 ط الغري) قال:
أخبرني الإمام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن شيرويه الديلمي
فيما كتب إلي من همذان، أخبرنا أبو علي المقرئ، أخبرنا أبو نعيم الأصفهاني،
أخبرت عن الحسين بن الحكم الحيري، حدثنا حسن بن علي بن حسين العرني،
حدثني عيسى بن عبد الله بن عمر بن علي، عن أبيه، عن جده عليه السلام قال:
ما سماني الحسن والحسين يا أبتي حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم،
كانا يقولان لرسول الله يا أبتي، وكان الحسن يقول لي يا أبا الحسين وكان
الحسين يقول لي يا أبا الحسن.
ورواه أيضا في ص 23، الطبع المذكور.

214
ومنهم العلامة الشيخ عبد الله الحنفي الآمرتسري من المعاصرين في
" أرجح المطالب " (ص 11 ط لاهور)
روى الحديث عن علي " ع " بعين ما تقدم عن " مقتل الحسين ".

215
قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم للحسن أو الحسين
(هذا مني وأنا منه)
قد تقدم نقل الحديث في (ج 11 ص 279) ونروي ههنا عمن لم نرويه
عنه هناك:
منهم العلامة علاء الدين علي المتقي في " كنز العمال " (ج 16 ص 269
ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق ابن عساكر عن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى الله
عليه وسلم للحسن أو الحسين: هذا مني وأنا منه، وهو يحرم عليه ما يحرم علي.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله في شأنهما
(هذان إمامان قاما أو قعدا)
رواه جماعة من أعلام القوم:

216
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 195 ط مطبعة السعادة بالقاهرة) قال:
وقد تواتر الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ولداي هذان
إمامان قاما أو قعدا، وهما ريحانتاي من الدنيا.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(إن الله يحب عليا والحسن والحسين ومن يحبهم)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي المتوفى سنة
1225 في " وسيلة النجاة " (ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو ص 52)
قال:
وحكى السيد الإمام أبو القاسم في تاريخه وبلغ بإسناده أن رسول الله
صلى الله عليه وآله سجد يوما خمس سجدات بلا ركوع، قالوا: يا نبي الله
سجود بلا ركوع. قال: نعم إن جبرئيل عليه السلام أتاني فقال: يا محمد إن الله
تعالى يحب عليا فسجدت، فرفعت رأسي فقال: يا محمد إن الله يحب الحسن
والحسين فسجدت، ثم رفعت رأسي. فقال: يا محمد إن الله عز وجل يحب من
أحبهم فسجدت، ثم رفعت رأسي فقال: إن الله يحب من يحب من يحبهم
فسجدت. هكذا في كنز العباد وغيره من كتب الفقه في باب سجدات الشكر.

217
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(من أحب الحسن والحسين فقد أحبني)
قد تقدم نقل الحديث منا في (ج 10 ص 692 إلى 707) عن جماعة من
أعلام القوم ونروي ههنا عمن لم نروه عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ علي بن أحمد العزيزي في " السراج المنير في
شرح الجامع الصغير " (ص 318 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة)
روى من طريق أحمد والحاكم عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: من أحب الحسن والحسين فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 438)
روى عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله " ص " ومعه الحسن والحسين
هذا على عاتقه وهذا على عاتقه، وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة، حتى انتهى
إلينا فقال له رجل: يا رسول الله إنك تحبهما، فقال: من أحبهما فقد أحبني ومن
أبغضهما فقد أبغضني.
ومنهم العلامة عبد المنعم صالح العلي البغدادي في " الدفاع عن
أبي هريرة " (ص 173 ط بيروت)
روى الحديث من طريق الحاكم عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن " أهل
البيت ".

218
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 284 ط بيروت)
روى عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله: رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن والحسين، ويقول: هذان
ابناي، فمن أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني.
وروى مثله أبو الجحاف، وسالم بن أبي حفصة وغيرهما، عن أبي حازم
الأشجعي، عن أبي هريرة مرفوعا.
وفي الباب عن أسامة، وسلمان الفارسي، وابن عباس، وزيد بن أرقم.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحسن والحسين
(اللهم إني أحبهما فأحبهما)
ويشتمل على أحاديث تقدم نقلها في (ج 10 ص 660 إلى 770) وننقلها
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منها
حديث أسامة
رواه جماعة من أعلام القوم:
فمنهم الشيخ العلامة أبو الفضل محمد بن الشيخ جمال الدين
العاقولي في " الرصف لما روي عن النبي من الفضل والوصف " (ص 373
ط مكتبة الأمل السالمية بالكويت)
روى من طريق الترمذي عن أسامة قال: طرقت النبي صلى الله عليه وسلم

219
ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو مشتمل على
لا أدري ما هو، فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه،
فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه فقال: هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني
أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.
ومنهم الحافظ الطبراني في " المعجم الصغير " (ج 1 ص 199) قال:
حدثنا علي بن جعفر بن مسافر التنيني، حدثني أبي، حدثنا محمد بن إسماعيل
ابن أبي فديك، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن عبد الله بن أبي بكر، عن
محمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ التميمي، عن محمد بن أبي سهل النبال، عن
الحسن بن أسامة بن زيد، عن أبيه رضي الله عنه قال: رأيت النبي صلى الله
عليه وآله وسلم مشتملا على الحسن والحسين وهو يقول: هذان ابناي وابنا
فاطمة، اللهم إنك تعلم أني أحبهما.
ومنهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (مخطوط)
روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في " شرح مشكاة
المصابيح " (ج 11 ص 391 ط ملتان)
روى الحديث من طريق الترمذي عن أسامة بعين ما تقدم عن " الرصف ".

220
ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الهندي المتوفى سنة
975 في " كنز العمال " (ج 16 ص 277 ط حيدرآباد الدكن)
روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة السيد محمد صديق حسن خان أمير بهوپال في
" الادراك " (ص 49)
روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة عطاء حسني بك في " حلي الأيام " (ص 218)
روى الحديث من طريق الترمذي عن أسامة بعين ما تقدم عن " المعجم
الصغير " لكنه قال: قال رسول الله " ص ": هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إني
أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات " (ج 4 ص 73
ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث من طريق الترمذي عن أسامة بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 205)
روى قوله " ص " عن أسامة بعين ما تقدم عن " الرصف ".

221
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 429)
روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة السيد محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي في " ضوء
الشمس " (ص 97)
روى قوله من طريق الترمذي والطبراني بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي في " وسيلة
النجاة " (ص 363 ط گلشن فيض في لكنهو)
روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم " الرصف ".
ومنها
حديث البراء
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 374 ط الاسلامية بطهران)
قال:
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا عبد العزيز بن أبي صابر الجهيد
إذنا، قال حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي بدمشق،
حدثنا عبد الرحمن بن معاوية العتبي بمصر، حدثنا حميد عن مخلد، قال حدثنا

222
النضر بن شميل، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت قال: سمعت البراء قال:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله واضعا الحسن والحسين على عاتقه يقول:
اللهم إني أحبهما فأحبهما.
ومنهم العلامة أبو محمد محمود بن الحاج محمد بن خطاب السبكي
الحنبلي الوهابي في " المنهل العذب المورود في شرح سنن أبي داود "
(ج 9 ص 309 طبع الاستقامة في القاهرة) قال:
فقد أخرج الترمذي من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي
صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أبصر حسنا وحسينا فقال: اللهم إني أحبهما
فأحبهما.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 252 ط بيروت)
روى الحديث عن البراء بعين ما تقدم عن " المنهل " وصححه.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرؤف الشافعي المناوي المصري المتوفى
سنة 1031 في " كنوز الحقائق " (ص 125)
روى قوله " ص " عن طريق الترمذي بعين ما تقدم عن " المنهل العذب ".
ومنهم العلامة القرطبي في " التذكرة " (ص 564) قال:
روى أبو داود أنهما دخلا المسجد وهو يخطب، فقطع خطبته ونزل فأخذهما
وصعد بهما قال: رأيت هذين فلم أصبر، وكان يقول فيهما: اللهم إني أحبهما
فأحبهما وأحب من يحبهما.

223
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي في " وسيلة
النجاة " (ص 261 ط گلشن فيض في لكهنو) قال:
قال رسول الله " ص " في حقهما: اللهم إني أحبهما فأحبهما.
ومنها
حديث عبد الله بن مسعود
رواه جماعة من أعلام القوم:
وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء "
(ج 3 ص 254 ط بيروت)
روى عن علي بن صالح وأبي بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن
عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذان ابناي، من أحبهما فقد
أحبني.
ومنها
حديث أبي هريرة
رواه جماعة من أعلام القوم:

224
وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة أبو الحسن علي بن محمد الجلابي
الخطيب الشافعي المعروف بابن المغازلي الواسطي من علماء أواخر
القرن الخامس في " المناقب " (نسخة خزانة الكتب بصنعاء اليمن بخط العلامة
علي بن محمد بن الشرفية سنة 583 وعلى ظهرها خطوط بعض أئمة الزيدية) قال:
أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان، أنبأنا أحمد بن إبراهيم، ابن
شاذان إذنا، ثنا خيشون الخلال، ثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، ثنا جعفر بن
عون، ثنا معاوية بن أبي مورد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: بصر عيني
وسمع أذني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد استقبل الحسن أو الحسين
وأخذه بيده وقال: ترق ترق عين بقة. فوضع الصبي قدميه على قدمي رسول
الله " ص " ثم رفعه إلى فيه وقال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 16
ص 276 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق ابن عساكر عن أبي هريرة قال: بصر عيناي هاتان وسمع
أذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن أو الحسين وهو يقول:
ترق عين بقة، فوضع الغلام قدميه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فيرفعه إلى صدره ويقول له: افتح فاك فيفتح فاه فيقبله النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال: اللهم إني أحبه فأحبه.
وفي (ج 16 ص 273، الطبع المذكور):
روى من طريق الطبراني عن أبي هريرة قال: وقف رسول الله صلى الله
عليه وسلم على بيت فاطمة فسلم، فخرج إليه الحسن أو الحسين فقال له رسول

225
الله صلى الله عليه وسلم: ارق بأبيك عين بقه، وأخذ بإصبعه فرقي على عاتقه،
ثم خرج الاخر الحسن أو الحسين مرتفعة إحدى عينيه، فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم: مرحبا بك ارق بأبيك أنت عين البقة، وأخذ بإصبعه فاستوى
على عاتقه الآخر، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأففيتهما حتى وضع
أفواههما على فيه ثم قال: اللهم إني أحبهما فأحبهما وأحب من يحبهما.
ومنها
حديث آخر لأبي هريرة
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ الطبراني في " المعجم الكبير " (ص 133 مخطوط) قال:
حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، نا إبراهيم بن محمد بن ميمون،
نا علي بن عابس، عن سالم بن أبي حفصة وكثير النواء، عن زاذان، عن أبي
أبي هريرة قال: مر الحسن والحسين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فقال: اللهم إني أحبهما فأحبهما، وأبغض من أبغضهما.
ومنهم العلامة السيد عبد الله بن إبراهيم الحنفي في " الدرة اليتيمة "
(ص 11 نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
قال رسول الله صلى عليه وآله وسلم: من أحب الحسن والحسين فقد أحبني
ومن أبغضهما فقد أبغضني.

226
ومنهم العلامة القاضي نعمان التميمي في " المناقب والمثالب "
(ص 324 نسخة مكتبة الملية في لندن)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " المعجم الكبير " من قوله اللهم الخ.
ومنها
حديث آخر لأبي هريرة أيضا
رواه جماعة من أعلام القوم:
وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة ولي الله اللكنهوئي في " مرآة
المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 204) قال:
روي عن أبي هريرة قال: خرج علينا رسول الله " ص " ومعه حسن وحسين
هذا على عاتقه وهذا على عاتقه وهو يلثم هذا مرة وهذا مرة، حتى انتهى إلينا
فقال: من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.
ومنها
حديث آخر أيضا لأبي هريرة
رواه جماعة من أعلام القوم:

227
وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة شهاب الدين أحمد بن علي الشافعي
في " المطالب العالية " (ج 4 ص 71 ط الكويت)
روى من طريق عبد بن حميد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال في الحسن والحسين: من أحبني فليحب هذين.
ومنها
حديث يعلى بن مرة
رواه جماعة من أعلام القوم:
وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء "
(ج 3 ص 255 ط بيروت)
روى عن إسماعيل بن عياش، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن
سعيد بن راشد، عن يعلى بن مرة، قال: جاء الحسن والحسين يسعيان إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أحدهما قبل الآخر، فجعل يده في رقبته
ثم ضمه إلى إبطه، ثم قبل هذا ثم قبل هذا، وقال: إني أحبهما فأحبهما. ثم
قال: أيها الناس أن الولد مبخلة مجبنة مجهلة.
ومنهم العلامة أبو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني الصنعاني المتوفى
سنة 211 والمولود سنة 126 في " المصنف " (ج 11 ص 140 ط بيروت)
قال:
أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم يرويه

228
عن النبي صلى الله عليه وسلم: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما حسنا
وحسينا، فجعل هذا على هذا الفخذ وهذا على هذا الفخذ، ثم أقبل على الحسن
فقبله، ثم أقبل على الحسين فقبله، ثم قال: اللهم إني أحبهما فأحبهما. ثم
قال: إن الولد مجبنة مبخلة مجهلة.
ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن مسعود الأندلسي المعروف بابن
الخصال في " مناقب أزواج النبي " (ص 71 والنسخة مصورة من مكاتب أوروبا)
قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إني أحبهما فأحب من يحبهما.

229
قال رسول الله صلى الله عليه وآله
(في الحسن والحسين: من أحبني فليحب هذين)
رواه جماعة من أعلام القوم، وقد تقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 686
إلى ص 691) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 376 ط الاسلامية
بطهران) قال:
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا محمد عن المظفر بن موسى بن
عيسى الحافظ إذنا، حدثنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي، حدثنا يوسف
ابن موسى القطان، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله
ابن مسعود قال: إن الحسن والحسين على ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم وهو يصلي، فجعل الناس ينحونهما، فقال النبي صلى الله عليه وآله:

230
دعوهما فإنهما ممن أحبهما بأبي وأمي هما وأباهما من أحبني فليحبهما.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 428 ط مكتبة السعادة بالقاهرة)
روى عن عبد الله بن مسعود قال: كان رسول الله " ص " إذا سجد وثب
الحسن والحسين على ظهره فأرادوا أن يمنعوهما، فلما قضى الصلاة ضمهما
إليه وقال: من أحبني فليحب هذين.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(من أحب الحسن والحسين أحببته ومن أحببته أحبه الله)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الطبراني في " المعجم الكبير " (ج 6 ص 296 ط الوطن
العربي في بغداد) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي والحسين بن إسحاق التستري، قالا ثنا
يحيى الحماني، ثنا قيس بن الربيع، عن محمد بن رستم، عن سلمان رضي الله
حازم، عن عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب الحسن والحسين
أحببته ومن أحببته أحبه الله، ومن أبغضهما أبغضته ومن أبغضته أبغضه الله.

231
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)
وفيه أحاديث تقدم نقلها في (ج 10 ص 544 إلى ص 595) عن جماعة
من أعلام القوم في كتبهم ونخص بالذكر هيهنا من تلك الأحاديث ما ورد في
كتب أخرى للقوم لم ننقل عنها هناك:
منها
حديث حذيفة بن اليمان
رواه جماعة من أعلام القوم:
فمنهم الحافظ ابن عساكر في " ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق "
(ص 71 و 73 و 74 ط بيروت)
روى بأربعة أسانيد عن حذيفة قال: قال رسول الله " ص ": الحسن والحسين

232
سيدا شباب أهل الجنة.
وفي (ترجمة الإمام سيد الشهداء ص 50 و 51 ط بيروت):
روى الحديث عن حذيفة بسندين.
ومنهم العلامة علاء الدين علي المتقي الهندي في " كنز العمال "
(ج 16 ص 273 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق الطبراني وابن عساكر عن حذيفة بن اليمان قال: رأينا في
وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم السرور يوما من الأيام، فقلنا: يا رسول الله
لقد رأينا في وجهك تباشير السرور. قال: وكيف لا أسر وقد أتاني جبريل
فبشرني أن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما.
وروى من طريق الطبراني عن حذيفة أيضا قال: بت عند رسول الله صلى
الله عليه وسلم فرأيت عنده شخصا، فقال لي: يا حذيفة هل رأيت. قلت: نعم
يا رسول الله. قال: هذا ملك لم يهبط إلي منذ بعثت، أتاني الليلة فبشرني أن
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
وروى عنه أيضا قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فصليت معه المغرب
ثم قام يصلي حتى صلى العشاء، ثم خرج فقال: ملك عرض لي استأذن ربه
أن يسلم علي وبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 255 ط
بيروت)
روى إسرائيل، عن ابن أبي السفر، عن الشعبي، عن حذيفة، قال النبي

233
صلى الله عليه وسلم: يا حذيفة جاءني جبريل فبشرني أن الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة.
وروي نحوه عن قيس بن أبي حازم، وزر، عن حذيفة.
ومنهم العلامة المناوي في " الجامع الأزهر " (على ما في جامع الأحاديث
ج 8 ص 228 ط بيروت)
روى الحديث عن حذيفة بعين ما تقدم أولا عن " كنز العمال " من قوله:
أتاني جبرئيل - الخ.
ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " الاكمال من الجامع
الكبير " (على ما في جامع الأحاديث ج 3 ص 723 ط دمشق)
روى الحديث من طريق أحمد عن حذيفة بعين ما تقدم عن " سير أعلام
النبلاء ".
ومنهم العلامة المناوي في " الجامع الأزهر " (على ما في جامع الأحاديث
ج 8 ص 228 ط دمشق)
روى الحديث من طريق الطبراني في الكبير عن حذيفة بعين ما تقدم أولا
عن " كنز العمال " من قوله: وقد أتاني جبرئيل - الخ.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(نسخة موجودة في اسلامبول)
روى الحديث عن حذيفة بعين ما تقدم عن " سير أعلام النبلاء ".

234
ومنها
حديث أبي سعيد
فممن لم ننقل عنه سابقا علامة التاريخ الشيخ ابن يوسف يعقوب
ابن سفيان البسوي في " المعرفة والتاريخ " (ص 644 ط جامعة بغداد في مطبعة
الارشاد) قال:
حدثنا أبو نعيم، قال ثنا ابن أبي نعم البجلي - وهو الحكم بن عبد الرحمن
ابن أبي نعيم، وعبد الرحمن يكنى أبا الحكم - قال: حدثني أبي، عن أبي سعيد
الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في " سلوة الأحزان " (ص 191
ط مطبعة المعارف بالإسكندرية)
روى عن أبي سعيد قال: قال رسول الله " ص ": الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة.
ومنهم الحافظ ابن عساكر في " ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق "
(ص 80 و 81 ط بيروت)
روى بثلاثة أسانيد عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله " ص ": الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

235
وفي " ترجمة الإمام سيد الشهداء من تاريخ دمشق " (ص 52 إلى ص 56
ط بيروت).
رواه عن أبي سعيد بثلاثة أسانيد أيضا.
ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين يوسف بن المقر الأتابكي الحنفي
في " موارد اللطافة في ذكر من ولي السلطنة والخلافة " (ص 15 نسخة مكتبة
السلطان في اسلامبول)
روى الحديث عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن " سلوة الأحزان ".
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 250 ط
بيروت)
روى الحديث عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن " سلوة الأحزان ".
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد الهروي الحنفي في " الفقه
الأكبر " (ص 145)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " سلوة الأحزان ".
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق الدهلوي في " أشعة اللمعات في شرح
المشكاة " (ج 4 ص 703 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث من طريق الترمذي عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن " سلوة
الأحزان ".

236
ومنهم العلامة السيد محمد أبو الهدى الصيادي في " ضوء الشمس "
(ص 97)
روى الحديث من طريق البخاري وأبي يعلى وابن حسان والطبراني والحاكم
عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن " المعرفة والتاريخ ".
ومنهم العلامة المعاصر الشيخ أبو محمد محمود بن محمد بن أحمد
ابن الخطاب الحنبلي السبكي المصري المتوفى سنة 1352 من مشايخي
في الرواية في " المنهل العذب المورود في شرح سنن أبي داود " (ج 9
ص 309 طبع الاستقامة في القاهرة) قال:
وفي حديث أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى
آله وسلم قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 273)
روى الحديث عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن " المنهل ".
ومنم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في " مرقاة المفاتيح في
شرح مشكاة المصابيح " (ج 11 ص 390 ط ملتان)
روى الحديث من طريق الترمذي عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن " المنهل ".
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 205)
روى الحديث نقلا عن الخصايص عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم عن

237
" المعرفة والتاريخ ".
ومنهم العلامة المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسني بك المصري
المتوفى بعد 1327 في " حلي الأيام " (ص 218 ط القاهرة)
روى الحديث من طريق الترمذي والحاكم عن أبي سعيد الخدري بعين
ما تقدم عن " سلوة الأحزان ".
ومنها
حديث ابن مسعود
رواه جماعة من أعلام القوم:
وممن لم ننقل عنه سابقا الحافظ ابن عساكر في " ترجمة سيد الشهداء ع
من تاريخ دمشق " (ص 47 ط بيروت)
روى بسنده عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ محمد حسن ضيف الله المصري
في " فيض القدير " (ج 2 ص 60 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة)
روى من طريق ابن عدي عن ابن مسعود قال: قال رسول الله " ص ":
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

238
ومنها
حديث عمر بن الخطاب
رواه جماعة من أعلام القوم:
وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني
في " مناقب الأئمة " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
حدثني حكم بن حذام قال: روى الأعمش، عن إبراهيم بن يزيد، عن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حديث طويل لعلي مع شريح قال: فقال
لشريح: نشدتك الله أفما سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله " ص ":
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة جمال الدين محمد بن سالم بن واصل الحموي
الشافعي المتوفى سنة 697 في كتابه " تجريد الأغاني " (القسم الثاني الجزء
الثاني ص 1863 ط القاهرة) قال:
ذكر أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عرف در عاله مع يهودي فقال: يا
يهودي درعي سقطت مني يوم كذا وكذا. فقال اليهودي: ما أدري ما تقول
درعي وفي يدي وبيني وبينك قاضي المسلمين. فانطلقا إلى شريح، فلما رآه
شريح قام له عن مجلسه، فقال له علي " ع ": اجلس، فجلس شريح ثم قال:
إن خصمي لو كان مسلما لجلست معه بين يديك ولكني سمعت رسول الله " ص "
يقول: لا تساووهم في المجلس ولا تعودوا مرضاهم ولا تشيعوا جنائزهم واضطروهم

239
إلى أضيق الطرق وإن سبوكم فاضربوهم وإن ضربوكم فاقتلوهم. ثم قال:
درعي وفي يدي. فقال شريح: صدقت والله يا أمير المؤمنين إنها لدرعك كما
قلت ولكن لا بد من شاهد، فدعا قنبرا فشهد له ودعا ابنه الحسن فشهد له. فقال:
أما شهادة مولاك فقد قبلتها وأما شهادة ابنك لك فلا.
وروى الحديث بمثل ما تقدم عن " حلي الأيام " وفي آخره:
فقال علي: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت رسول الله " ص "
يقول: إن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. قال شريح: اللهم نعم. قال:
أفلا تجيز شهادة أحد سيدي شباب أهل الجنة. ثم سلم الدرع إلى اليهودي 1.



(1) وفي " حلي الأيام في سيرة سيد الأنام وخلفاء الاسلام " (ص 215 ط
القاهرة):
وروي أنه لما توجه علي إلى صفين افتقد درعا له، فلما انتقضت الحرب
ورجع إلى الكوفة أصاب الدرع في يد يهودي، فقال لليهودي: الدرع درعي لم
أهب ولم أبع. فقال اليهودي: درعي وفي يدي. فقال: نصير إلى القاضي. فتقدم
علي فجلس إلى جنب شريح القاضي وقال: لولا أن خصمي يهودي لاستويت
معه في المجلس ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اصغروهم
من حيث أصغرهم الله. فقال شريح: قل يا أمير المؤمنين. فقال: نعم هذه الدرع
التي في يد هذا اليهودي درعي ولم أبع ولم أهب. فقال شريح: أيش تقول يا
يهودي. قال: درعي وفي يدي. فقال شريح: ألك بينة يا أمير المؤمنين. قال: نعم
قنبر والحسن يشهدان أن الدرع درعي. فقال شريح: شهادة الابن لا تجوز للأب.
فقال علي: رجل من أهل الجنة لا تجوز شهادته، سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقول: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. فقال اليهودي:
أمير المؤمنين قدمني إلى قاضيه وقاضيه قضى عليه، أشهد أن الاسلام على الحق
أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأن الدرع درعك.
240
ومنهم الحافظ ابن عساكر في " ترجمة سيد الشهداء ع من تاريخ
دمشق " (ص 45 ط بيروت) قال:
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن
مصعدة، أنبأنا حمزة بن يوسف، أنبأنا أبو أحمد بن عدي، أنبأنا صالح بن
أحمد بن أبي مقاتل، أنبأنا أحمد بن المقدام، أنبأنا حكيم بن حزام، أنبأنا
الأعمش، عن إبراهيم التميمي، عن شريح، عن عمر بن الخطاب، عن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة القاضي محمد بن حمزة اليماني المتوفى سنة 666
في " درر الأحاديث النبوية " (ص 52 ط بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " تاريخ دمشق ".
ومنها
حديث مالك بن الحويرث
رواه جماعة من أعلام القوم:

241
منهم الحافظ أبو القاسم حمزة بن يوسف بن إبراهيم بن موسى
الجرجاني السهمي المتوفى سنة 427 في كتابه " تاريخ جرجان " (ص
353 طبع حيدرآباد الدكن)
حدثنا أبو الحسن علي بن محد القصري، حدثنا محمد بن إبراهيم بن
عبد الله، حدثنا الحسين بن يحيى بن عيسى، حدثنا عمران بن أبان، حدثنا مالك
ابن الحسين بن مالك بن الحويرث، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول
الله " ص ": الحسن الحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.
ومنهم الحافظ ابن عساكر في " ترجمة سيد الشهداء من تاريخ دمشق "
(ص 48 و 49 ط بيروت)
روى بثلاثة أسانيد عن مالك بن الحويرث قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنها
حديث ابن عمر
رواه جماعة من أعلام القوم:
وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة الشيخ محمد حسن ضيف الله في
" فيض القدير لترتيب وشرح الجامع الصغير " (ج 2 ص 60 ط مصطفى الحلبي
وأولاده بالقاهرة)
روى من طريق ابن ماجة عن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.

242
ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " زوائد الجامع الصغير "
(كما في جامع الأحاديث ج 1 ص 39 ط مكتبة الهاشمي بدمشق)
روى الحديث من طريق ابن عساكر عن ابن عمر بعين ما تقدم عن " فيض
القدير ".
ومنهم العلامة القاضي نعمان التميمي المتوفى سنة 363 في
" المناقب والمثالب " (ص 240 من النسخة المصورة من المكتبة الملية في لندن)
روى الحديث عن ابن عمر بعين ما تقدم عن " فيض القدير ".
ومنهم الحافظ ابن عساكر في " ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق "
(ص 78 ط بيروت)
روى بسنده عن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ابني هذان
سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.
ورواه في " ترجمة سيد الشهداء " (ص 46) عن ابن عمر بسندين.
ومنها
حديث جابر
رواه جماعة من أعلام القوم:

243
منهم العلامة المناوي في " الجامع الأزهر " (على ما في جامع الأحاديث
ج 8 ص 594 ط دمشق)
روى من طريق الطبراني في الكبير عن جابر قال: قال رسول الله " ص ":
حسن وحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنها
حديث جهم
رواه جماعة من أعلام القوم:
وممن لم ننقل عنه سابقا الحافظ ابن عساكر في " ترجمة السبط الأكبر
من تاريخ دمشق " (ص 82 ط بيروت)
روى بسنده عن جهم يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة. في حديث طويل.
ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (على ما
في جامع الأحاديث ج 2 ص 636 ط دمشق)
روى من طريق ابن عساكر عن علي بن أبي عرزة في مسنده وابن مندة
وابن قانع وأبي نعيم وابن عساكر عن جهم قال: قال النبي " ص ": إن الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة.

244
ومنهم العلامة المولى علاء الدين علي المتقي الهندي في " كنز
العمال " (ج 16 ص 273 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق ابن مندة وأبي نعيم وابن عساكر عن ذي الكلام عن جهم
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل
الجنة.
ومنهم العلامة محمد بن عبد الله الإسكافي في " المعيار والموازنة "
(ص 151) قال:
وانصرف الزبرقان وهو يقول: إني أخاف الله في ابن فاطمة، وإن ذا
الكلاع حدثني أنه سمع جهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: إن حسنا وحسينا سيدا شباب أهل الجنة.
ومنها
حديث أنس
رواه جماعة من أعلام القوم:
وممن لم ننقل عنه سابقا الحافظ جلال الدين السيوطي في " الجامع
الكبير " (على ما في جامع الأحاديث ج 7 ص 55 ط دمشق)
روى من طريق الديلمي عن أنس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:

245
هبط ملكان لم يهبطا منذ كانت الأرض فبشراني أن الحسن والحسين سيدا شباب
أهل الجنة. فقلت: أبوهما خير منهما.
ومنهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 16
ص 269 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق أبي نعيم عن ثابت البناني عن أنس قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد فتحا بن عبد الواحد في " الدرة
الخريدة " (ص 39 ط بيروت)
روى عن النبي " ص " قال: أتاني ملك فسلم علي نزل من السماء فلم ينزل
قبلها فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنها
حديث علي عليه السلام
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الحنفي الهندي المتوفى
سنة 975 في كتابه " كنز العمال " (ج 16 ص 269 طبع حيدرآباد الدكن)
روى من طريق ابن شاهين عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه

246
وسلم لفاطمة: أما ترضين أن ابنيك سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة يحيى
وعيسى.
ومنهم العلامة ابن حجر العسقلاني في " المطالب العالية " (ج 4
ص 71 ط الكويت) قال:
علي رفعه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم الحافظ ابن عساكر في " ترجمة السبط الأكبر من تاريخ دمشق "
(ص 76 و 77 ط بيروت)
روى بسندين عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ورواه عن علي عنه " ص " في " ترجمة سيد الشهداء ع " (ص 42) بثلاثة
أسانيد.
ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (على ما
في جامع الأحاديث ج 7 ص 99 ط دمشق)
روى من طريق الطبراني وأبي نعيم في فضائل الصحابة عن علي قال النبي
صلى الله عليه وسلم لفاطمة: والله ما من نبي إلا وولد الأنبياء غيري، وإن ابنيك
سيدا شباب أهل الجنة إلا ابني الخالة يحيى وعيسى.

247
ومنها
حديث أبي هريرة
وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة أحمد بن جابر البلاذري في " أنساب
الأشراف " (ص 65 ط دار التعارف في بيروت) قال:
وقال أبو سعيد الخدري وأبو هريرة لمروان: أتمنع الحسن من أن يدفن
مع جده [رسول الله صلى الله عليه وسلم؟] وقد قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم شهاب الدين أحمد المعروف بابن عبد ربه الأندلسي المالكي
في " العقد الفريد " (ج 2 ص 177 ط الشرقية بمصر) قال:
فلما حضرت الوفاة الحسن بن علي أوصى بأن يدفن مع جده في ذلك
الموضع، فلما أراد بنو هاشم أن يحفروا له منعهم مروان وهو والي المدينة في
أيام معاوية فقال أبو هريرة: علام تمنعه أن يدفن مع جده فأشهد لقد سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنها
حديث أبي رمثة

248
وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة السيوطي في " الجامع الكبير " (كما
في جامع الأحاديث ج 3 ص 764 ط بيروت)
روى من طريق ابن عساكر عن أبي رمثة قال النبي صلى الله عليه وسلم:
حسين مني وأنا منه هو سبط من الأسباط، أحب الله من أحب حسينا، إن الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنها
ما روي عن جماعة
(وما روي مرسلا)
وممن لم نذكره سابقا العلامة السيد أبو عبد الله السيد محمد بن أبي
الفيض في " نظم المتناثر في الحديث المتواتر " (ص 125 ط دار المعارف
حلب) قال:
حديث الحسن الحسين سيدا شباب أهل الجنة، أورده في " الأزهار " من
حديث أبي سعيد وحذيفة بن اليمان وعمر بن الخطاب وعلي وجابر بن عبد الله
والحسين بن علي وأسامة بن زيد والبراء بن عازب وقرة بن أياس ومالك بن
الحويرث وأبي هريرة وابن عمر وابن مسعود وأنس وبريدة وابن عباس ستة
عشر نفسا. ثم قال: ورد أيضا من حديث الحسن بن علي ونقل أيضا في فيض
القدير وفي التيسير عن السيوطي أنه متواتر.

249
ومنهم العلامة القاضي نعمان بن أبي عبد الله التميمي المالكي ثم
الإسماعيلي المتوفى سنة 363 في " المناقب والمثالب " (نسخة المكتبة
الملية في لندن)
ذكر قول رسول الله " ص ": الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الشهير بابن الوردي
في " تاريخ ابن الوردي " (ج 1 ص 224 ط المطبعة الحيدرية في الغري) قال:
روى عن النبي " ص " قال: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة العكبري ابن بطة الحنبلي في " الشرح والإبانة على
أصول السنة والديانة " (ص 62 ط باريس) قال:
ويشهد لكل من شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بالجنة وأن حمزة سيد
الشهداء وجعفر الطيار في الجنة والحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في " سعادة الكونين " (ص 7
ط دهلي)
روى الحديث من طريق أحمد والترمذي والحاكم عن أبي سعيد ومن طريق
الطبراني عن عمر وعلي وجابر وأبي هريرة وأسامة بن زيد وبراء وابن عدي
عن ابن مسعود وابن عساكر عن عائشة وابن عباس ومن طريق ابن الأخضر عن
أبي بكر.

250
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 282 ط بيروت)
قال:
وعن الحارث عن علي مرفوعا: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
ويروى عن شريح، عن علي. وفي الباب عن ابن عمر، وابن عباس،
وعمر، وابن مسعود، ومالك بن الحويرث، وأبي سعيد، وحذيفة، وأنس،
وجابر من وجوه يقوي بعضها بعضا.

251
تزين الجنة بالحسن والحسين عليهما السلام
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 628 إلى
ص 634) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ محمد المكي الطربزوني الحنفي الشهير بالمدني
في " الاتحافات السنية في الأحاديث القدسية " (ص 141 ط حيدرآباد)
قال:
لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة: يا رب أليس وعدتني أن تزينني
بركنين من أركانك. قال: ألم أزينك بالحسن والحسين، فماست الجنة ميسا
كما تميس العروس. أخرجه الطبراني والخطيب وابن عساكر عن ابن لهيعة
عن أبي عشانة عن عقبة بن عامر.
ومنهم العلامة الشيخ محمد علي الأنسي اللبناني في " الدرر واللآل "
(ص 206 ط الاتحاد في بيروت) قال:
روى من طريق الطبراني في " الأوسط " عن أنس بن مالك قال: قال رسول

252
الله صلى الله عليه وسلم: فخرت الجنة على النار، فقالت: أنا خير منك، فقالت
النار: بل أنا خير منك. فقالت لها الجنة " استفهاما ": وممه؟ قالت: لأن في
الجبابرة ونمرود وفرعون، فأسكتت فأوحى الله إليها: لا تخضعين لأزينن ركنيك
بالحسن والحسين، فماست كما تميس العروس في خدرها (طس).
ومنهم العلامة المناوي في " الجامع الأزهر " (كما في جامع الأحاديث
ج 9 ص 610 ط دمشق)
روى الحديث من طريق الطبراني عن ابن لهيعة عن ابن عسامة عن عقبة
ابن عامر بعين ما تقدم عن " الاتحافات السنية ".

253
مما أوحى الله إلى عيسى عليه السلام
(أن الحسن والحسين يستشهدان)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ غياث الدين محمد بن أبي الفضل جمال العاقولي
في كتاب " الرصف " (ص 33 ط الكويت)
روى من طريق الترمذي في " النعت " والبيهقي عن مقاتل بن حبان،
عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
أوحى الله إلى عيسى " ع ": يا عيسى جد في أمري ولا تهزل واسمع وأطع،
يا ابن طاهر البكر البتول إنك من غير فحل وأنا خلقتك آية للعالم فإياي
فاعبد وعلي فتوكل، فسر لأهل السودان بالسريانية بلغ من بين يديك أني أنا
الله الحي القائم الذي لا أزول، صدقوا النبي الأمي صاحب الجمل والعمامة
وهي التاج والنعلين والهراوة وهي القضيب الجعد الرأس الصلت الجبين المقرون

254
الحاجبين الأنجل العينين الأدعج الأسمر اللون أقنى الأنف الكث الحية كأن
عنقه إبريق فضة كان يجري في تراقيه له شعرات من لمته إلى سرته تجري كالقضيب
ليس على صدره ولا بطنه شعر غيره، شثن الكفين والصدر، إذا مشى كأنما
يتقلع من الصخر، منحدر في صبب ذا النيبل القليل، إنما نسله من مباركة
خديجة، لها في الجنة بيت من قصب لا سخب فيه ولا نصب، تكفله في آخر
الزمان كما كفل زكريا أمك له منها ابنته فاطمة، له منها فرخان يستشهدان حسن
وحسين، كلامه القرآن ودينه الاسلام، طوبى لمن أدرك أيامه وسمع كلامه،
الحديث.

255
يفتخر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة بهما
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 643) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 430)
روى قول رسول الله صلى الله عليه وآله: أحشر أنا والأنبياء في صعيد
واحد، فينادي معاشر الأنبياء تفاخروا بالأولاد، فأفتخر بولدي الحسن والحسين.
يبعث الحسن والحسين
(على ناقة رسول الله العضباء)
رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 632 إلى 634) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

256
منهم الحافظ أبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في " المعجم
الصغير " (ج 2 ص 126) قال:
حدثنا هاشم بن يونس القصار المصري، حدثنا أبو صالح عبد الله بن صالح،
حدثنا يحيى بن أيوب، عن ابن جريح، عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يحشر الأنبياء يوم القيامة
على الدواب ليوافوا من قبورهم المحشر، ويبعث صالح عليه السلام على ناقته،
ويبعث ابناي الحسن والحسين على ناقتي العضباء، وأبعث على البراق خطوها
عند أقصى طرقها، ويبعث بلال على ناقة من نوق الجنة فينادي بالأذان محضا
وبالشهادة حقا حقا، حتى إذا قال " أشهد أن محمدا رسول الله " شهد له المؤمنين
من الأولين والآخرين، فقبلت ممن قبلت وردت علي من ردت.
من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة
(فلينظر إلى الحسن والحسين)
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 52 وص
289 إلى ص 291) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل باكثير الحضرمي في " وسيلة
المآل في عد مناقب الآل " (ص 162 النسخة مصورة من النسخة المخطوطة التي
في المكتبة الظاهرية بدمشق الشام)
روى من طريق أبي حاتم وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: من
سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى الحسن والحسين رضي الله
عنهما، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.

257
الحسن والحسين سبطا هذه الأمة
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم (في ج 10 ص 635 إلى
ص 642) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
روى من طريق الطبراني عن يعلى بن مرة في حديث قال رسول الله " ص ":
الحسن والحسين سبطان من الأسباط.
وفي (ج 2 ص 314):
روى من طريق ابن عساكر قال رسول الله " ص ": لكل شئ رأس ورأس
الإيمان الورع، ولكل شئ فرع وفرع الإيمان الصبر، ولكل شئ سنام وسنام
هذه الأمة عمي العباس، ولكل شئ سبط وسبط هذه الأمة الحسن والحسين،
ولكل شئ جناح وجناح هذه الأمة علي بن أبي طالب.
ومنهم العلامة الشيخ علي بن أحمد العزيزي في " السراج المنير "
(ج 1 ص 227 ط الحلبي بالقاهرة)
قال رسول الله " ص ": الحسن والحسين سبطان من الأسباط.

258
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي في " الفتوحات
الربانية " (ج 3 ص 325 ط المكتبة الاسلامية في بيروت)
روى الحديث من طريق البخاري في " الأدب المفرد " والترمذي وابن
ماجة والحاكم عن يعلى بن مرة بعين ما تقدم عن " كنز العمال ".

259
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا)
رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 95 إلى ص 625) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 16
ص 277 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق أبي نعيم عن سعد بن مالك قال: دخلت على النبي صلى
الله عليه وسلم والحسن والحسين يلعبان على ظهره، فقلت: يا رسول الله أتحبهما؟
فقال: وما لي لا أحبهما وإنهما ريحانتاي من الدنيا.
وفي (ج 16 ص 274 الطبع المذكور):
روى من طريق ابن عساكر عن أبي بكرة قال: كان الحسن والحسين يثبان
على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمسكهما بيده حتى يرفع صلبه ويقومان

260
على الأرض، فلما فرغ أجلسهما في حجره ثم قال: إن ابني هذين ريحانتاي
من الدنيا.
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 205 و 226)
روى عن أبي أيوب الأنصاري " رض " قال: دخلت على رسول الله " ص "
والحسن والحسين يلعبان بين يديه فقلت: أتحبهما يا رسول الله؟ قال: وكيف
لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما.
وروى عن بعض أصحاب رسول الله " ص " قال: بعثني أنس بن مالك فدخلت
- أو ربما دخلت على رسول الله " ص " والحسن والحسين ينقلبان على بطنه وهو
يقول: هما ريحانتي من هذه الأمة.
ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " زوائد الجامع الصغير "
(على ما في جامع الأحاديث ج 2 ص 238 و ج 7 ص 78 ط دمشق)
روى عن ابن عمر وآنس قال النبي " ص ": إن الحسن والحسين هما ريحانتاي
من الدنيا.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 703 ط نول كشور في لكهنو)
روى من طريق الترمذي عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: إن الحسن والحسين هما ريحانتي من الدنيا.

261
ومنهم العلامة السيد محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي في " ضوء
الشمس " (ص 97) قال:
وأخرج الترمذي عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الحسن
والحسين هما ريحانتاي في الدنيا.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الرحمن أبو الفرج في " التبصرة " (ص 453)
روى الحديث عن ابن عمر بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".
ومنهم العلامة علي بن سلطان محمد القاري في كتابه " مرقاة المفاتيح
في شرح مشكاة المصابيح " (ج 11 ص 39 ط ملتان)
قال: وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الحسن
والحسين هما ريحاني.
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 224)
روى الحديث عن ابن عمر بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".
ومنهم العلامة أبو البركات نعمان أفندي في " غالية المواعظ " (ج 3
ص 89) قال:
وقال ناصر السنة ابن الجوزي عليه الرحمة في كتابه " التبصرة " عن ابن

262
أبي نعيم قال: جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله تعالى عنهما وأنا جالس،
فسأله عن دم البعوض فقال له: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق. قال: انظروا
إلى هذا يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم
وقد سمعت رسول الله يقول: هما ريحانتاي من الدنيا - يعني الحسن والحسين
وفي حديث آخر صححه الترمذي: الحسن والحسين سيدا شباب أهل
الجنة.
وفي حديث آخر: هذان ابناي من أحبهما فقد أحبني.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 43 ط السعادة بالقاهرة)
روى الحديث بمعنى ما تقدم عن " غالية المواعظ ".
ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الأنسي اللبناني
في " الدرر والآل " (ص 205 ط بيروت)
روى من طريق البغوي في " المصابيح " قال رسول الله " ص ": إن الحسن
والحسين هما ريحاني من الدنيا.
ومنهم العلامة المولوي محمد أين الهندي الحنفي في " وسيلة
النجاة " (ص 262 ط گلشن فيض في لكهنو)
روى الحديث من طريق البخاري والترمذي عن ابن عمر بعين ما تقدم عن
" الدرر والآل ".

263
ومنهم الحافظ ابن شيرويه الديلمي في " الفردوس " (ص 310
ط مكتبة الناصرية في لكهنو)
روى الحديث عن عبد الله بن عمر بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".
ومنهم العلامة الثعالبي في كتابه " ثمار القلوب " (ج 1 ص 696 ط دار
النهضة في مصر) قال:
وقال صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين: إنكم لتنجبون، وإنكم
لتنجلون، وإنكم من ريحان الجنة.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 282 ط بيروت)
روى من طريق الطبراني في المعجم عن أبي أيوب الأنصاري، قال: دخلت
على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحسن والحسين يلعبان على صدره،
فقلت: يا رسول الله أتحبهما؟ قال: كيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد الهجري في " شرح الخمسمائة "
(ص 112 مصورة من المكتبة الأحمدية الواقعة في حلب)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " ثمار القلوب ".
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن الفضل باكثير الحضرمي في " وسيلة
المآل " (ص 161)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " ثمار القلوب ".

264
ومنهم العلامة الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 131) قال:
يتذكر الحسن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد وضعه على منكبه
الأيمن ووضع أخاه الحسين على منكبه الأيسر، فاستقبله أبو بكر فقال لهما:
نعم المركب ركبتما يا غلام. فقال رسول الله " ص ": ونعم الراكبان هما،
إن هذين الغلامين ريحانتاي من الدنيا.

265
قال رسول الله صلى الله عليه وآله
(أما الحسن فله هيبتي وسؤددي وأما الحسين فله جرأتي وجودي)
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 708 إلى
ص 713) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولى علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 16
ص 277 ط حيدرآباد الدكن)
روى من طريق ابن مندة والطبراني وأبي نعيم وابن عساكر عن زينب بنت
أبي رافع عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها أتت أباها بالحسن
والحسين في شكواه التي مات فيها، فقالت: تورثهما يا رسول الله شيئا. فقال:
أما الحسن فله هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فله جرأتي وجودي.

266
ومنهم العلامة السيد محمد أبو الهدى الصيادي الرفاعي في " ضوء
الشمس " (ص 97)
روى الحديث من طريق الطبراني عن فاطمة " ع " بعين ما تقدم عن " كنز
العمال ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة "
(ص 238 ط لكهنو)
روى الحديث من طريق الطبراني عن فاطمة بعين ما تقدم عن " كنز العمال ".
ومنهم العلامة السبكي في " شرح سنن أبي داود " (ج 9 ص 309
ط الاستقامة بمصر)
روى الحديث عن زينب بنت أبي رافع بعين ما تقدم عن " كنز العمال ".
ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " زوائد الجامع الصغير "
(كما في جامع الأحاديث ج 2 ص 127 ط دمشق)
روى من طريق الطبراني عن فاطمة الزهراء قال النبي صلى الله عليه وسلم:
أما حسن فله هيبتي وسؤددي، وأما حسين فله جرأتي وجودي.
ومنهم العلامة الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل
البيت " (ص 131 ط السعادة بالقاهرة) قال:
وفي دلائل الإمامة بسنده، عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم

267
أنها أتت رسول الله بالحسن والحسين في مرضه الذي توفي فيه، فقالت: يا
رسول الله إن هذين لم تورثهما شيئا. فقال: أما الحسن فله هيبتي وسؤددي،
وأما الحسين فله جرأتي وجودي.
ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في " سعادة الكونين " (ص 8
ط دهلي)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " كنز العمال ".
وقد روي ذا الحديث بأنحاء أخرى:
أحدها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم (في ج 10 ص 712 ص 713) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة البلاذري في " أنساب الأشراف " (ص 26 ط دار التعارف)
قال:
روى المدائني، عن الهذلي، عن الحسن، أن فاطمة أتت النبي صلى
الله عليه وسلم بالحسن والحسين عليهما السلام فقالت: أنحلهما. فقال: قد
نحلت الحسن الحلم والحياء، وقد نحلت الحسين الجود والمهابة. وأجلس
حسنا على فخذه اليمنى وحسينا على اليسرى.

268
وثانيها
ما رواه المولى علي المتقي الهندي في " كنز العمال " (ج 16
ص 277 ط حيدرآباد الدكن)
روى عن جابر بن سمرة، عن أم أيمن قالت: جاءت فاطمة بالحسن
والحسين إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا نبي الله أنحلهما. فقال:
نحلت هذا الكبير المهابة والحلم، ونحلت هذا الصغير المحبة والرضى.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن مظفر المكي في " الغرر والدرر في
نجباء الأولاد " (ص 128 والنسخة مصورة من مكتبة مدريد عاصمة إسبانيا)
روى عن أم أيمن قالت: جاءت فاطمة بالحسن والحسين رضي الله عنهما
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله أنحلهما. قال: نحلت هذا
الكبير المهابة والحلم، وهذا الصغير المحبة والرضى.
ومنهم العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص 431 ط السعادة)
روى الحديث عن أم أيمن بعين ما تقدم عن " الغرر والدرر ".
وثالثها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

269
منهم العلامة جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في
جامع الأحاديث ج 2 ص 156 ط دمشق)
روى من طريق ابن عساكر، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه،
عن جده أن فاطمة رضي الله عنها أتت بابنيها فقالت: يا رسول الله أنحلهما
قال: نعم، أما الحسن فقد نحلته حلمي وهيبتي، وأما الحسين فقد نحلته نجدتي
وجودي.
ومنهم العلامة القاضي نعمان بن أبي عبد الله التميمي في " المناقب
والمثالب "
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الجامع الكبير ".

270
في كرمهما عليهما السلام
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة إبراهيم بن محمد البيهقي المتوفى بعد سنة 300 بقليل
في " المحاسن والمساوئ " (ص 56 ط بيروت) قال:
ذكروا أن رجلين أحدهما من بني هاشم والآخر من بني أمية قال هذا:
قومي أسمح. وقال هذا: قومي أسمح. قال: فسل أنت عشرة من قومك وأنا
أسأل عشرة من قومي. فانطلق صاحب بني أمية فسأل عشرة فأعطاه كل واحد
منهم عشرة آلاف درهم، وانطلق صاحب بني هاشم إلى الحسن بن علي رضي
الله عنه فأمر له بمائة وخمسين ألف درهم. ثم أتى الحسين عليه السلام فقال:
هل بدأت بأحد قبلي؟ قال: بدأت بالحسن. قال: ما كنت أستطيع أن أزيد على
سيدي شيئا فأعطاه مائة وخمسين ألفا من الدراهم، فجاء صاحب بني أمية فحمل
مائة ألف درهم من عشرة أنفس، وجاء صاحب بني هاشم فحمل ثلاث مائة

271
ألف درهم من نفسين، فغضب صاحب بني أمية فردها عليهم فقبلوها وجاء صاحب
بني هاشم فردها عليهما فأبيا أن يقبلاها وقالا: ما كنا نبالي أخذتها أم ألقيتها
في الطريق.
ومنهم العلامة البلاذري في " أنساب الأشراف " (ص 25 ط دار التعارف
في بيروت)
روى عن المدائني عن أبي زكريا العجلاني قال: قال مخرمة بن نوفل:
بنو هاشم أكمل سخاء من بني أمية. وقال جبير بن مطعم: بنو أمية أسخى.
فقال له مخرمة: امتحن ذلك ونمتحنه. فأتى جبير سعيد بن العاصي [كذا] وابن
عامر ومروان فسألهم، فأعطاه كل امرئ منهم آلاف، وأتى مخرمة
الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر فأعطاه كل واحد منهم مائة ألف درهم،
فردها وقال: إنما أردت امتحانكم.

272
الأحاديث التي رواها ابن عساكر
في فضائل الحسنين عليهما السلام
في " ترجمة سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام من تاريخ
دمشق " (المطبوع في بيروت ص 18، إلى ص 120) نقلناها بحذف الأسانيد:
" الحديث الأول "
رواه في (ص 18):
بسندين عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هاني، عن علي قال: لما ولد
الحسن سميته حربا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني
ما سميتموه؟ قال: قلت: حربا. قال: بل هو حسن. فلما ولد حسين سماه حربا، فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قال: قلت:
حربا. قال: بل هو حسين. فلما ولد الثالث سميته حربا، فجاء النبي صلى الله

273
عليه وسلم فقال: أروني ابني ما سميتموه؟ قلت: حربا. قال: بل هو محسن.
ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون شبر وشبير ومشبر.
" الحديث الثاني "
رواه في (ص 19):
بسندين عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سمى هارون
ابنيه شبرا وشبيرا وأني سميت ابني الحسن والحسين بما سمى به هارون ابنيه
شبرا وشبيرا.
" الحديث الثالث "
رواه في (ص 28):
بأربعة أسانيد عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ قال: قال علي: الحسن
أشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أشبهه
ما أسفل من ذلك.
" الحديث الرابع "
رواه في (ص 29):
عن أبي إسحاق، عن هبيرة، عن علي قال: من سره أن ينظر إلى أشبه

274
الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عنقه وثغره فلينظر إلى الحسن،
ومن سره أن ينظر إلى أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عنقه
إلى كفه خلقا ولونا فلينظر إلى الحسين بن علي.
" الحديث الخامس "
رواه في (ص 32):
بأربعة أسانيد عن أنس بن مالك، قال: كنت عند ابن زياد إذ جئ برأس
الحسين، فجعل يقول بقضيب في أنفه ويقول: ما رأيت مثل هذا. قال: قلت أما
إنه كان من أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم.
" الحديث السادس "
رواه في (ص 34):
بسندين عن زينب بنت أبي رافع، قالت: أتت فاطمة بنت النبي صلى
الله عليه وسلم بابنيها إلى رسول الله في شكواه الذي توفي فيه، فقالت: يا رسول
الله هذان ابناك تورثهما شيئا؟ قال: أما حسن فإن له هيبتي وسؤددي، وأما
حسين فإن له جرأتي وجودي.
" الحديث السابع "
رواه في (ص 35):

275
بسنده عن أبي رافع: أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتت
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحسن والحسين، فقالت: ابناك وابناي انحلهما.
قال: نعم أما الحسن فقد نحته حلمي وهيبتي، وأما الحسين فقد نحلته نجدتي
وجودي. قالت: رضيت يا رسول الله.
" الحديث الثامن "
رواه في (ص 39):
بثلاثة أسانيد عن ابن أبي نعم قال: كنت عند ابن عمر فسأله رجل عن
دم البعوض؟ فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا
يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد
سمعت رسول الله يقول: هما ريحانتاي من الدنيا.
" الحديث التاسع "
رواه في (ص 40):
بسنده عن أبي أيوب الأنصاري قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه
وسلم والحسن والحسين يلعبان بين يديه في حجره، فقلت: يا رسول الله أتحبهما؟
قال: وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما.

276
" الحديث العاشر "
رواه في (ص 42):
بثلاثة أسانيد عن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
" الحديث الحادي عشر "
رواه في (ص 45):
بسنده عن ابن العباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحسن والحسين
سيدا شباب أهل الجنة، من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني.
" الحديث الثاني عشر "
رواه في (ص 45):
بسنده عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
" الحديث الثالث عشر "
رواه في (ص 46):

277
بسندين عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن
والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.
" الحديث الرابع عشر "
رواه في (ص 118):
بسنده عن عبد الله بن أبي لبيد: عن البراء بن عازب قال: قال النبي صلى
الله عليه وسلم للحسن أو الحسين: هذا مني وأنا منه وهو محرم عليه ما يحرم
علي.
" الحديث الخامس عشر "
رواه في (ص 48):
بسنده عن مالك بن الحويرث قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما.
" الحديث السادس عشر "
رواه في (ص 58):
بثلاثة أسانيد عن جابر، قال: دخل الحسين بن علي المسجد من باب بني
فلان، فقال جابر: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا،
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول...

278
" الحديث السابع عشر "
رواه في (ص 80):
بسنده عن يعلى العامري أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
طعام دعوا إليه، قال: فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: عفان، قال
وهيب: فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم - أمام القوم وحسين مع غلمان
يلعب فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأخذه، قال: فطفق الصبي يفر
هاهنا مرة وهاهنا مرة، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يضاحكه حتى أخذه،
قال فوضع إحدى يديه تحت قفاه والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه فقبله،
وقال: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط
من الأسباط.
" الحديث الثامن عشر "
رواه في (ص 85):
رواه بسنده عن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي
فإذا - وفي حديث ابن منصور: فكان إذا سجد وثب الحسن والحسين على
ظهره: فإذا منعوهما أشار - وفي حديث ابن منصور: فأرادوا أن يمنعوهما فأشار.
وفي حديث الدوري: فإذا أرادوا أن يمنعوهما أشار - إليهم أن دعوهما، فلما
قضى الصلاة - وفي حديث ابن منصور: فلما صلى. وفي حديث الدوري:
فلما أن صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - وضعهما في حجره فقال: - وفي
حديث ابن منصور والدوري: ثم قال - من أحبني فليحب هذين.

279
" الحديث التاسع عشر "
رواه في (ص 85):
بسنده عن ابن مسعود، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد
الحسن والحسين ويقول: هذان ابناي، فمن أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما
فقد أبغضني.
" الحديث العشرون "
رواه في (ص 88):
بستة أسانيد عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أحب الحسن والحسين فقد أحبني
ومن أبغضهما فقد أبغضني.
" الحديث الحادي والعشرون "
رواه في (ص 90):
يسندين عن يوسف بن إبراهيم التميمي أنه سمع أنس بن مالك يقول: سئل
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي أهل بيتك أحب إليك؟ قال: الحسن
والحسين.
قال: وكان يقول لفاطمة: ادعي ابني فيشمهما ويضمهما إليه.

280
" الحديث الثاني والعشرون "
رواه في (ص 94):
رواه بسنده عن عطاء: أن رجلا أخبره أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم
يضم إليه حسنا وحسينا ويقول: اللهم إني أحبهما فأحبهما.
" الحديث الثالث والعشرون "
رواه في (ص 97):
بسنده عن أسامة بن زيد، قال: طرقت باب رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات ليلة لبعض الحاجة، فخرج إلي وهو مشتمل على شئ لا أدري ما هو؟
فلما فرغت من حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ فكشف فإذا حسن
وحسين على وركيه فقال: هذان ابناي وابنا ابنتي، اللهم إنك تعلم أني أحبهما
فأحبهما، اللهم إنك تعلم أني أحبهما فأحبهما، اللهم إنك تعلم أني أحبهما
فأحبهما.
" الحديث الرابع والعشرون "
رواه في (ص 97):
بسنده عن سلمان، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم للحسن والحسين:
من أحبهما أحببته ومن أحببته أحبه الله ومن أحبه الله أدخله جنات النعيم، ومن

281
أبغضهما أو بغى عليهما أبغضته، ومن أبغضته أبغضه الله، ومن أبغضه الله أدخله
نار جهنم وله عذاب مقيم.
" الحديث الخامس والعشرون "
رواه في (ص 99):
بسنده عن ابن عباس، قال: جاء العباس يعود النبي صلى الله عليه وسلم
في مرضه فرفعه فأجلسه في مجلسه على سريره، فقال له رسول الله صلى الله
عليه وسلم: رفعك الله يا عم. فقال العباس: هذا علي يستأذن قال: يدخل. فدخل
ومعه الحسن والحسين فقال العباس: هؤلاء ولدك يا رسول الله؟ قال: هم ولدك
يا عم. قال: أتحبهما؟ قال: أحبك الله كما أحبهما.
" الحديث السادس والعشرون "
رواه في (ص 103):
بأربعة أسانيد، عن أبي هريرة، قال: كان الحسن والحسين عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقد أمسينا فقال لهما: اذهبا إلى أمكما. قال: فهابا أن
يذهبا فبرقت برقة فمشيا في ضوئها حتى أتيا أمهما.
" الحديث السابع والعشرون "
رواه في (ص 105):

282
بسندين عن عبد الله بن شداد بن الهاد، عن أبيه قال: خرج علينا رسول
الله صلى الله عليه وسلم وهو حامل أحد ابنيه الحسن أو الحسين، فتقدم رسول
الله " ص " ثم وضعه عند قدمه اليمنى فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم سجدة
أطالها قال أبي: فرفعت رأسي من بين الناس، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم
ساجد وإذا الغلام راكب على ظهره، فعدت فسجدت. فلما انصرف رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال الناس: يا رسول الله لقد سجدت في صلاتك هذه سجدة
ما كنت تسجدها أفشئ أمرت به أو كان يوحى إليك؟ قال: كل ذلك لم يكن
إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.
" الحديث الثامن والعشرون "
رواه في (ص 107):
بثلاثة أسانيد عن عبد الله بن بريدة، قال: سمعت أبي بريدة يقول: كان رسول
الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا، فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران
يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، فحملهما
فوضعهما بين يديه ثم قال: صدق الله ورسوله " إنما أموالكم وأولادكم فتنة "
نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي
ورفعتهما.

283
" الحديث التاسع والعشرون "
رواه في (ص 110):
روى بسنده عن عمر قال: رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي صلى
الله عليه وسلم فقلت: نعم الفرس تحتكما. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
ونعم الفارسان هما.
الحديث الثلاثون "
رواه في (ص 116):
بثلاثة أسانيد عن علي قال: قعد رسول الله صلى الله عليه وسلم موضع
الجنائز وأنا معه فطلع الحسن والحسين فاعتركا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
أيها حسن خذ حسينا. فقال علي: يا رسول الله على حسين تؤلبه وهو أكبرهما؟
فقال: هذا جبرئيل يقول: أيها حسين.
" الحديث الحادي والثلاثون "
رواه في (ص 120):
بسندين عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعلي: سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي من الدنيا من قبل أن ينهد

284
ركناك والله عز وجل خليفتي عليك.
قال: فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم قال علي: هذا أحد الركنين
الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ماتت فاطمة قال: هذا الركن
الثاني الذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

285
الأحاديث التي رواها
(ابن عساكر في فضائل الحسنين عليهما السلام)
في " ترجمة السبط الأكبر الحسن بن علي عليه السلام من تاريخ
دمشق " (المطبوع في بيروت ص 12، إلى ص 120) نقلناها أيضا بحذف الأسانيد:
روى في (ص 12 و 13 و 14 و 16 و 17):
روى بتسعة أسانيد أن النبي " ص " سماهما حسنا وحسينا.
وفي (ص 33):
روى بثلاثة أسانيد عن علي قال: كان الحسن أشبه الناس برسول الله " ص "
من وجهه إلى سرته، وكان الحسين أشبه الناس برسول الله ما أسفل من ذلك.
وفي (ص 24 و 57 وص 86):
روى باثني عشر سندا قال: اللهم إني أحبهما فأحبهما.

286
وفي (ص 37 وص 97):
روى بسندين قال " ص ": اللهم ارحمهما فإني أرحمهما.
وفي (ص 43 وص 57 إلى ص 59):
روى بسبعة أسانيد عنه " ص ": قال من أحب الحسن والحسين فقد أحبني
ومن أبغضهما فقد أبغضني.
وفي (ص 52 إلى 53):
روى بخمسة أسانيد فقال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما، كان
معي في درجتي يوم القيامة.
وفي (ص 59):
روى بخمسة أسانيد قال: هذان ابناي من أحبهما فقد أحبني.
وفي (ص 60 إلى 62):
روى بعشرة أسانيد قال " ص ": دعوهما بأبي وأمي من أحبني فليحب هذين.
وفي (ص 62):
روى بسنده قال " ص ": إن ابني هذين ريحانتي من الدنيا.
وفي (ص 64):
روى بسنده فقال " ص ": اللهم إليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي.
وفي (ص 65 وص 66 وص 68 وص 69 وص 70):
روى بخمسة عشر سندا قال " ص ": اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم

287
الرجس وطهرهم تطهيرا.
وفي (ص 65 وص 67):
روى بخمسة أسانيد فقال " ص ": اللهم إن هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك
وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم.
وفي (ص 72):
روى: بسنده سألته عن أهل البيت فقال " ص ": وعلي وفاطمة والحسن
والحسين.
وفي (ص 72 إلى 83):
روى بعشرة أسانيد قال " ص ": الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة.
(وفي بعضها) أبوهما خير منهما.
وفي (ص 85):
روى بسندين قال " ص ": هذان ريحانتاي من الدنيا من أحبني فليحبهما.
وفي (ص 93):
روى بسند واحد قال " ص ": نعم الراكبان هما.
وفي (ص 95):
روى بسندين قال " ص ": نعم الجمل جملكما، ونعم العدلان أنتما.
وروى بسند واحد فقال النبي " ص ": ونعم الراكب هو - أي الحسن.

288
وفي (ص 97 وص 98):
روى بستة أسانيد قال " ص " لعلي وفاطمة والحسن والحسين: أنا حرب
لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم.
وفي (ص 100):
روى بأربعة أسانيد قال " ص ": حسن مني والحسين من علي.
وفي (ص 101):
روى بسند واحد قال " ص ": هذا مني وأنا منه، وهو يحرم عليه ما يحرم
علي.
وفي (ص 110):
روى بسنده قال " ص ": ما هو بآثر عندي منه، وإنهما عندي بمنزلة واحدة
وإنك وهما وهذا المضطجع معي في مكان واحد يوم القيامة.
وفي (ص 112):
روى بسنده قال " ص ": هاتوا ابني أعوذهما بما عوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل
وإسحق، فضمهما إلى صدره فقال: أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان
وهامة ومن كل عين لامة.
وفي (ص 116):
روى بسنده قال " ص ": لا يقومن أحد من مجلسه إلا للحسن أو الحسين
أو ذريتهما.

289
وفي (ص 117):
روى بسنده عن علي قال: قال " ص ": أنا وفاطمة والحسن والحسين
مجتمعون (كذا) هذه فاطمة وهذا الحسن والحسين من أحبنا يوم القيامة في
الجنة نأكل ونشرب حتى يفرق بين العباد.
وفي (ص 118):
روى بثلاثة أسانيد قال " ص " لفاطمة: إني وإياك وهذا وهذان (الحسن
والحسين) يوم القيامة في مكان واحد.
وفي (ص 120):
روى بسندين قال " ص ": لما استقر أهل الجنة في الجنة قالت الجنة:
يا رب أليس وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك. قال: ألم أزينك بالحسن
والحسين، فماست الجنة ميسا كما تميس العروس.
وفي (ص 122):
روى بسنده قال رسول الله " ص ": إن فاطمة وعليا والحسن والحسين في
حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن.
وفي (ص 121):
روى بسنده قال: ألا أخبركم بخير الناس جدا وجدة، ألا أخبركم بخير
الناس عما وعمة، ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة، ألا أخبركم بخير الناس
أبا وأما؟ هما الحسن والحسين - الحديث.

290
وفي (ص 123):
روى بسنده قال " ص ": أما حسن فإن له هيبتي وسؤددي، وأما حسين فإن
له جرئتي وجودي.

291
فضائل السبط الأكبر
(الإمام الحسن بن علي المجتبى 1 عليه السلام)
لم يولد لستة أشهر مولود فعاش إلا الحسن
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلى الحنفي
ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه " وسيلة
النجاة " (ص 233 ط گلشن فيض الكائنة في لكهنو)
وروى ابن الخشاب أنه ولد بستة أشهر، ولم يولد بستة أشهر مولود فعاش
إلا الحسن بن علي وعيسى بن مريم، وفي رواية غيره: إلا الحسن ويحيى بن
زكريا.



1) تقدم أحاديث كثيرة من طرق القوم قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة. نقلناها عن كثير من كتبهم في المجلد
التاسع والعاشر والثامن عشر وفي أوائل هذا المجلد عند استدراك ما لم ننقل عنه
من كتبهم فيما مر من الفضائل المشتركة للحسنين عليهما السلام.
ونستدرك عليها كتاب " المقاصد السنية من الأحاديث الإلهية " (والنسخة
مصورة من مكتبة مدريد بإسبانيا ص 89) قال:
وبالإسناد إلى الحافظ أبي نعيم، ثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب
ابن حرب، ثنا الحسن بن عطية البزاز، ثنا إسرائيل بن يونس، عن ميسر بن
حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن زربن حبيش، عن حذيفة بن اليمان قال:
قالت لي أمي متى عهدك بالنبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت: ما لي به عهد
منذ كذا وكذا. فقالت: متى. قلت لها: دعيني فإني آتيه وأصلي معه المغرب
وأسأله أن يستغفر لي ولك. قال: فأتيته وهو يصلي الغرب، فصلى حتى صلى
العشاء، ثم انصرف وخرج من المسجد فسمعت تعرض عارض له في الطريق،
فتأخرت ثم دنوت فسمع نفسي من خلفه فقال: من هذا؟ قلت: حذيفة.
قال: ما جاء بك يا حذيفة؟ فأخبرته فقال: غفر الله لك ولأمك، يا حذيفة أما
رأيت العارض الذي عرض؟ قلت: بلى. قال: ذاك ملك لم يهبط إلى الأرض
قبل الساعة، فاستأذن الله في السلام علي وبشرني بأن الحسن والحسين سيدا
شباب أهل الجنة وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة.
292
أذان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
" في أذن الحسن بن علي عليه السلام "
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 6 و 7)
وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ الصنعاني في " المصنف " (ج 4 ص 336) قال:
روى عبد الرزاق، عن الثوري، عن عاصم بن عبيد الله، عن عبيد الله بن
أبي رافع، عن أبيه قال: رأيت رسول الله " ص " أذن في أذن الحسن بن علي
بالصلاة حين ولدته فاطمة.
ومنهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلام بن
سعد المنذري المتوفى سنة 656 في " مختصر سنن أبي داود " (ج 8
ص 8 ط أنصار السنة المحمدية بالقاهرة)
روى الحديث من طريق الترمذي عن أبي رافع بعين ما تقدم عن " المصنف ".

294
شباهته عليه السلام بالنبي صلى الله عليه وآله
رواها جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 84 إلى
103 و ج 10 ص 534 إلى 543) وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 698 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديثين من طريق البخاري عن أنس قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي
صلى الله عليه وسلم من الحسن بن علي.
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 205)
روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم الحافظ الصنعاني في " المصنف " (ج 4 ص 335) قال:
أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: سمعت أنس
ابن مالك يقول: كان الحسن بن علي أشبههم برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم العلامة الشيخ محمد علي اللبناني في " الدرر واللآل " (ص 206
ط الاتحاد في بيروت)
روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".

295
ومنهم العلامة عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله النصري الدمشقي
المتوفى سنة 281 في " تاريخ أبي زرعة الدمشقي " (ج 1 ص 587 ط مطبعة
المفيد الجديدة بدمشق) قال:
حدثني أحمد بن صالح، عن عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن الزهري،
عن أنس قال: لم يكن فيهم أحد أشبه برسول الله صلى الله عليه وسلم من الحسن
ابن علي.
ومنهم العلامة الشيخ غياث الدين محمد بن أبي الفضل محمد بن
عبد الله العاقولي في " الرصف " (ص 467 ط الكويت) قال:
المشبهون برسول الله صلى الله عليه وسلم جعفر بن أبي طالب والحسن بن
علي. الخ.
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في " التذكرة " (ص 203) قال:
أخرج البخاري في الحسين وسنذكره في مقتله عند حضور رأسه بين يدي
ابن زياد، وأخرجه أحمد في المسند، وفيه: كان الحسن بن علي أشبههم وجها
برسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله المولوي اللكنهوئي في كتابه " مرآة
المؤمنين " (ص 205)
روى عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله " ص " وكان الحسن بن علي
يشبهه.

296
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 92 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث عن أبي جحيفة بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ومنهم العلامة عبد الرحمن بن عمرو النصري الدمشقي المتوفى
سنة 281 في " تاريخ أبي زرعة " (ج 1 ص 587 ط دمشق) قال:
حدثنا أحمد بن يونس، قال حدثنا زهير، قال حدثنا إسماعيل بن أبي
خالد، عن أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الحسن
ابن علي يشبهه.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة "
(ص 233 ط مطبعة گلشن فيض بلكهنو) قال:
وعن علي قال: الحسن أشبه برسول الله " ص " ما بين الصدر إلى الرأس
رواه الترمذي.
ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الشافعي في " دلائل
النبوة " (ج 1 ص 260 ط الجمهورية المتحدة العربية)
قال: أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري، قال أخبرنا عبد الله بن
عمر بن شوذب أبو محمد الواسطي بها، قال حدثنا شعيب بن أيوب الصريفيني،
قال حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن
ابن أبي مليكة، عن عقبة بن الحارث، قال: صلى بنا أبو بكر رضي الله عنه

297
العصر، ثم خرج وعلي يمشيان، فرأى الحسن يلعب مع الغلمان، فأخذه فحمله
على عنقه. قال: ثم قال:
بأبي شبيه بالنبي * ليس شبيها بعلي
وعلي رضي الله عنه يتبسم، أو يضحك.
رواه البخاري في الصحيح، عن أبي عاصم.
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في كتابه " مرآة المؤمنين "
(ص 206)
روى الحديث عن ابن الحارث بعين ما تقدم عن " دلائل النبوة ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد مبين الهندي في كتابه " وسيلة النجاة "
(ص 233)
روى الحديث عن عقبة بعين ما تقدم عن " دلائل النبوة ".
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي الأنسي اللبناني في كتابه
" الدرر والآل " (ص 205 ط الاتحاد في بيروت) قال:
وعن عبد الله بن الزبير قال: الحسن بن علي كان أقرب الناس شبها برسول
الله صلى الله عليه وسلم وأحبهم إليه (البزار).
وعن ابن أبي مليكة قال: كانت فاطمة رضي الله عنها تنقز الحسن وتقول:
بني شبيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بشبيه علي عليه السلام.
عن كليب بن شهاب قال: ذكر الحسن بن علي عند ابن عباس فقال: إنه
كان يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم (طب).

298
ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطاء حسني بك في " حلي الأيام
في سيرة سيد الأنام " (ص 219 ط القاهرة)
قال: ونقل عن ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال: أشبه أهل النبي صلى
الله عليه وسلم به وأحبهم إليه الحسن بن علي.
ومنهم العلامة السخاوي الشافعي في " استجلاب ارتقاء الغرف بحب
آل الرسول " (نسخة مكتبة عاطف أفندي في بيروت) قال:
وقد روى البخاري من حديث معمر عن الزهري قال: أخبرني أنس بن مالك
رضي الله عنه قال: لم يكن أحد أشبه بالنبي صلى الله عليه وسلم من الحسن
ابن علي رضي الله عنهما. وفي لفظ لغيره: كان أشبههم وجها بالنبي صلى الله
عليه وسلم.
ومنهم العلامة السيد عبد القادر الطبري الشافعي في كتابه " عيون
المسائل " (ص 90 ط السلام بمصر) قال:
وكان الحسن رضي الله عنه شبيها برسول الله صلى الله عليه وسلم في نصفه
الأعلى، وسماه بهذا الاسم النبي عليه الصلاة والسلام، وعق عنه يوم سابعه
وحلق شعره وأمر أمه أن تتصدق بزنة شعره فضة.
ومنهم العلامة اللكنهوئي الشيخ ولي الله المولوي في " مرآة
المؤمنين " (ص 224)
روى شباهته عليه السلام بالنبي " ص " في رأسه إلى صدره.

299
وفي (ص 203).
روى عن الشعبي قال: تذاكرنا من أشبه النبي " ص " من أهله، فدخل
علينا عبد الله بن الزبير فقال: أنا أحدثكم بأشبه أهله به وأحبهم إليه وهو الحسن
ابن علي.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقبل الحسن
رواه جماعة من أعلام القوم، وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 53 و 83)
وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في " أنساب الأشراف " (ص 6
ط دار التعارف في بيروت) قال:
حدثني الأعين، عن روح بن عبادة بن عبادة، عن محمد بن أبي حفصة، عن
الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان يقبل الحسن، فقال له الأقرع بن حابس: لي عشرة من الولد
ما قبلت أحدا منهم قط، فقال صلى الله عليه وسلم: من لا يرحم لا يرحم.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علان الصديقي الشافعي الأشعري في
" الفتوحات الربانية " (ج 5 ص 382 ط المكتبة الاسلامية في بيروت)
روى الحديث نقلا عن صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة بعين ما تقدم
عن " أنساب الأشراف ".

300
ومنهم العلامة الدكتور الفاضل المعاصر محمد أحمدي أبي النور
مدرس الحديث في " منهج السنة " (ص 73 ط دار التراث العربي بميدان المشهد
الحسيني في القاهرة)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " أنساب الأشراف ".
كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدلع لسانه للحسن عليه السلام
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 53 و 83)
وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطاء حسني بك في " حلي الأيام في
سيرة سيد الأنام " (ص 219 ط القاهرة) قال:
وروى ابن سعد عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: كان رسول الله صلى
الله عليه وسلم يدلع لسانه للحسن بن علي، فإذا رأى الصبي حمرة اللسان فيهش
إليه.
ومنهم الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 259 ط بيروت)
قال:
روى عن حريز بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشى، عن
معاوية، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يمص لسانه أو شفته - يعني
الحسن - وإنه لن يعذب لسان أو شفتان مصهما رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ثم قال: رواه أحمد.

301
حمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له في حال الصلاة وغيرها
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 727 إلى
ص 732 و ج 11 ص 53 إلى 83) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
وفيه أحاديث:
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ الصنعاني في " المصنف " (ج 2 ص 256 ط بيروت)
روى عبد الرزاق، عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: الامرأة يبكى ابنها
وهي في المكتوبة أتتوركه. قال: نعم قد كان النبي صلى الله عليه وسلم أخذ
حسنا في الصلاة فحمله قائما حتى إذا سجد وضعه. قلت: في المكتوبة. قال:
لا أدري.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

302
منهم العلامة الشيخ أبو الفضل محمد ابن الشيخ جمال الدين عبد الله
العاقولي الشافعي في " الرصف لما روي عن النبي من الفضل والوصف "
(ص 373 ط مكتبة الأمل السالمية بالكويت)
روى من طريق الترمذي عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه
وسلم حامل الحسن بن علي على عاتقه، فقال رجل: نعم المركب ركبت
يا غلام. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم الراكب هو.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 706 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث عن طرق الترمذي بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد علي اللبناني في " الدرر واللآل " (ص 206
ط الاتحاد في بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنكي محلى في " وسيلة
النجاة " (ص 236 ط گلشن فيض في لكهنو)
روى الحديث من طرق الترمذي عن ابن عباس بعين ما تقدم عن " الرصف "

303
ومنهم الفاضل عطاء حسن بك المصري في كتابه " حلي الأيام في
سيرة سيد الأنام " (ص 219 ط القاهرة)
روى الحديث من طريق الحاكم عن ابن فاضل بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة المولى ولي الله اللكنهوئي في كتابه " مرآة المؤمنين
في مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 205 مخطوط)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في "
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 203 قال:
أخرج النسائي والطبراني والبيهقي عن عبد الله بن شداد بن الهاد عن أبيه
قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاء وهو
حامل حسنا فتقدم النبي " ص " فوضعه ثم كبر الصلاة، فصلى فسجد بين ظهراني
صلاته سجدة أطالها. قال أبي: فرفعت رأسي فإذا صبي على رسول الله " ص "
وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم
الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها
حتى ظننا أنه قد حرث أمرا وأنه يوحى إليك. قال: كل ذلك لم يكن ولكني ابني
ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.

304
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في كتابه " أنساب الأشراف "
(ص 19 ط دار التعارف في بيروت)
روى عن البهي مولى الزبير، عن عبد الله بن الزبير، أن الحسن بن علي
كان يجئ والنبي صلى الله عليه وسلم راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج
من الجانب الآخر
ومنهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله اللكنهوئي في كتابه " مرآة
المؤمنين " (ص 203)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " أنساب الأشراف ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي في " اتحاف أهل الاسلام "
(نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
أخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال: أشبه أهل النبي صلى الله عليه
وسلم به وأحبهم إليه الحسن رأيته يجئ وهو ساجد فيركب رقبته - أو قال ظهره -
فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل، ولقد رأيته وهو راكع يفرج له رجليه
حتى يخرج من الجانب الآخر.

305
ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسني بك في كتابه " حلي الأيام
في سيرة سيد الأنام " (ص 219 ط القاهرة)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الاتحاف ".
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في " أنساب الأشراف " (ص 7
طبع دار التعارف بيروت) قال:
وقال المدائني، عن أبي معشر، عن الضمري، عن زيد بن أرقم: أن
الحسن خرج وعليه بردة له والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب، فعثر الحسن
فسقط، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المنبر، وابتدر الناس فحملوه
إليه وتلقاه صلى الله عليه وسلم فحمله ووضعه في حجره وقال: إن الولد فتنة.

306
قال رسول الله صلى الله عليه وآله
(الحسن مني والحسين من علي)
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 68 و 69)
وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة محمد معين السندي في " دراسات اللبيب في الأسوة
الحسنة بالحبيب " (ص 98)
قال: وقد المقدام بن معدي كرب وعمر بن أبي سفيان على معاوية فقال
معاوية: أما علمت أن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما توفي، فترجع
المقدام رضي الله تعالى عنه، فقال له: يا فلان أتعدها مصيبة. فقال له: ولم لا
أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجره فقال: هذا
مني وحسين من علي.

307
ومنهم الحافظ عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلام بن سعد
المنذري المتوفى 656 في " مختصر سنن أبي داود " (ج 6 ص 70 ط مطبعة
المحمدية بالقاهرة) قال:
فقال معاوية للمقدام: أعلمت أن الحسن بن علي توفي، فرجع المقدام،
فقال له رجل: أتراها مصيبة. قال له: ولم لا أراها مصيبة وقد وضعه رسول الله
صلى الله عليه وسلم في حجره فقال: هذا مني وحسين من علي.
ومنهم العلامة محمد مبين المولوي السهالوي في " وسيلة النجاة "
(ص 238 ط لكنهو)
روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الحسن مني والحسين من
علي.
ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في " سعادة الكونين " (ص 8 ط
دهلي)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " وسيلة النجاة ".
ومنهم الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 258)
روى عن بجير، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسن مني والحسين من علي.

308
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأن الحسن
(اللهم إني أحبه فأحبه)
ونروي فيها ثلاثة أحاديث:
الأول
حديث أبي هريرة
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 13 إلى 24)
وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 697 ط نول كشور في لكنهو)
روى عن أبي هريرة قال: وجئت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في
طائفة من النهار حتى أتى خباء فاطمة فقال: أثم لكع يعني حسنا، فلم

309
يلبث أن جاء يسعى حتى اعتنق كل واحد منهما صاحبه، فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلى الحنفي
في كتابه " وسيلة النجاة " (ص 236 ط گلشن فيض)
روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن " أشعة اللمعات ".
ورواه في (ص 237) نقلا عن صحيح البخاري عن أبي هريرة قال:
كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في سوق من أسواق المدينة، فانصرف
وانصرفت فقال: أين لكع - ثلاثا - ادع الحسن بن علي، فقام الحسن بن علي
يمشي وفي عنقه السحاب، فقال النبي بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا،
فألزمه فقال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
قال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال
رسول الله ما قال، انتهى.
ومنهم العلامة الشيخ عبد المنعم صالح البغدادي في " الدفاع عن أبي
هريرة " (ص 171 ط بيروت) قال:
يقول أبو هريرة، قام الحسن بن علي يمشي وفي عنقه السحاب، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فالتزمه فقال: اللهم
إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
وقال أبو هريرة: فما كان أحد أحب إلي من الحسن بن علي بعد ما قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قال.

310
ويروي لنا أبو هريرة صورة أخرى للحسن رضي الله عنه مع النبي صلى
الله عليه وسلم، فيقول: لا أزال أحب هذا الرجل بعد ما رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم يصنع ما يصنع، رأيت الحسن وهو في حجر النبي صلى الله عليه وسلم،
وهو يدخل أصابعه في لحية النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي يدخل لسانه في
فمه، ثم قال: اللهم إني أحبه فأحبه.
الثاني
حديث البراء
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن المغازلي في كتابه " مناقب علي بن أبي طالب "
(ص 139 ط مطبعة الاسلامية بطهران) قال:
أخبرنا أبو الفتح علي بن محمد بن عبد الصمد بن محمد الدليلي الإصبهاني
فيما كتب به إلي أن أبا بكر محمد بن أحمد بن جشنس حدثهم، قال حدثنا محمد
ابن علي بن مخلد، حدثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، حدثنا فضيل بن مرزوق،
عن عدي بن ثابت، عن البراء بن عازب، قال: نظر رسول الله صلى الله عليه
وآله إلى الحسن بن علي فقال: اللهم أني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
ومنهم العلامة الشيخ غياث الدين محمد بن أبي الفضل محمد بن
عبد الله العاقولي في " كتابه الرصف " (ص 373 ط الكويت)
روى عن البراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحسن على

311
عاتقه يقول: اللهم إني أحبه فأحبه. أخرجه البخاري ومسلم.
ومنهم العلامة أبو الفرج الحنبلي المعروف بابن الجوزي في " المصباح
المضئ في خلافة المستضئ " (ص 367 ط بغداد)
روى الحديث عن أسامة بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي في كتابه " وسيلة
النجاة " (ص 236 ط گلشن فيض في لكهنو)
روى الحديث عن البراء بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطا حسني بك في كتابه " حلي الأيام "
(218 ط القاهرة)
روى الحديث عن البراء بعين ما تقدم عن " الرصف ".
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي الحسن الحنفي
البغدادي المعروف بابن الجوزي في " المصباح المضئ " (ص 367 ط
مطبعة الأوقاف في بغداد) قال:
ففي الصحيحين:
من حديث البراء قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا الحسن
ابن علي على عاتقه وهو يقول: اللهم إني أحبه فأحبه.

312
الثالث
حديث سعيد بن زيد
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن حجر العسقلاني في " المطالب العالية " (ج 4 حديث
3988 ط الكويت)
روى عن سعيد بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ الحسن بن علي
فقال: اللهم أني أحبه فأحبه.

313
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأنه
(من أحبني فليحب الحسن)
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 30 إلى 40)
وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم المؤرخ المعاصر الفاضل عطاء حسني بك المصري في كتابه
" حلي الأيام في سيرة سيد الأنام " (ص 219 ط القاهرة)
وروى الحاكم عن زهير بن الأقمر قال: قام الحسن بن علي يخطب،
فقام رجل من أزد شنوأة فقال: أشهد لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد وضع الحسن في صبوته وهو يقول: من أحبني فليحبه وليبلغ الشاهد
الغائب.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في كتابه " مرآة
المؤمنين في مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 204 مخطوط)
روى الحديث عن طريق أحمد عن زهير بعين ما تقدم عن " حلي الأيام ".

314
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 254)
نقل عن المسند قال: حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن
عبد الله بن الحارث، عن زهير بن الأقمر، قال: بينما الحسن يخطب بعد ما
قتل علي، إذ قام رجل من الأزد آدم طوال، فقال: لقد رأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم واضعه في حبوته يقول: من أحبني فليحبه، فليلغ الشاهد الغائب.
ولولا عزمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما حدثتكم.
ومنهم العلامة عبد الله بن محمد المعروف بابن الشيخ في " طبقات
المحدثين " (ص 33 النسخة الموجودة بالظاهرية بدمشق)
روى عن حميد بن وهب أبو وهب، روى عنه عامر بن إبراهيم، روى عن
إسماعيل بن أبي خالد وهشام بن عرق، ثنا محمد بن إبراهيم بن عامر، عن عمه،
عن أبيه قال ثنا حميد بن وهب أبو وهب، قال ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن
أبي جحيفة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الحسن بن علي يشبهه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن ابني هذا سيد، ومن أحبني فليحب
هذا في حجري.
ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي الدمشقي الشافعي المتوفى سنة
748 في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 253 ط بيروت)
روى الحديث من طريق الحاكم بعين ما تقدم عن " حلي الأيام " سندا
ومتنا.

315
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري المتوفى سنة
1206 في " اتحاف أهل الاسلام " (والنسخة مصورة من المخطوطة بمكتبة الظاهرية
بدمشق)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " حلي الأيام ".
قال رسول الله صلى الله عليه وآله فيه وفي أسامة
(اللهم إني أحبهما فأحبهما)
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 27 إلى
ص 29) وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 698 ط نول كشور في لكنهو)
روى من طريق البخاري عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم
كان يأخذه والحسن فيقول: اللهم أحبهما فأني أحبهما.
وفي رواية قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على
فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى، ثم يضمهما ثم يقول: اللهم ارحمهما
فإني أرحمهما.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله
(من آذى هذا أي الحسن فقد آذاني)
رواه جماعة من أعلام القوم:

316
منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في جامع
الأحاديث ج 7 ص 143 ط دمشق)
روى من طريق الطبراني عن أنس رضي الله عنه: قال بينا رسول الله صلى
الله عليه وسلم راقد على قفاه إذ جاء الحسن يدرج حتى قعد على صدره، ثم بال
عليه فجئت أميطه عنه. قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ويحك يا أنس،
دع ابني وثمرة فؤادي، فإن من آذى هذا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله.
ومنهم العلامة المناوي في " الجامع الأزهر " (كما في جامع الأحاديث ج 8
ص 614 ط دمشق)
روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن " الجامع الكبير ".

317
تحفظ أمير المؤمنين عليه السلام له
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة السيد إبراهيم الحسيني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (ص 51 من النسخة المصورة من المكتبة الظاهرية في دمشق أو
الأحمدية في حلب) قال:
لما رأى علي بن أبي طالب الحسنين رضي الله عنهما يسرع إلى الحرب
في بعض أيام صفين، قال: أيها الناس أملكوا عني هذين الغلامين فإني أنفس
لهما على القتل أخاف أن ينقطع بهما نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم

318
حمله عليه السلام
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم (في ج 11 ص 115 إلى
ص 122) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
وفيه أحاديث:
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة " (ص
240 ط گلشن فيض في لكنهو) قال:
وأخرج ابن سعد، عن ابن عمر إسحق قال: كان مروان أميرا علينا،
فكان يسب عليا كل جمعة على المنبر والحسن يسمع فلا يرد شيئا، ثم أرسل
إليه رجلا بعلي بعلي وبك وبك وبك وبك، وما وجدت مثلك الا كبغلة يقال لها

319
من أبوك فيقول: أمي الفرس. فقال الحسن: ارجع إليه فقل: إني والله لا أمحو
عنك شيئا مما قلت بأن أسبك، ولكن موعدي وموعدك إلى الله، فإن كنت
صادقا جزاك الله بصدقك وإن كنت كاذبا فالله أشد نقمة.
وأخرج ابن سعد عن زلق بن سوار قال: كان بين الحسن وبين مروان،
فأقبل عليه مروان فجعل يغلظ به والحسن ساكت، فامتخط مروان بيمينه فقال له
الحسن: ويحك أما علمت اليمين للوجه والشمال للفرج أف لك، فمسك مروان
بيمينه.
وأخرج ابن عساكر عن جويرة بن أسماء قال: لما مات الحسن بكى مروان
في جنازته، فقال الحسين: أتبكيه وقد كنت تجرعه على ما تجرعه. فقال: كنت
أفعل ذلك إلى أحلم من هذا، وأشار بيده إلى الجبل. هذا كله في تاريخ السيوطي.
ومنهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 210 مخطوط)
روى الحديث الأول بعين ما تقدم عن " وسيلة النجاة ".
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 115)
وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلى في " وسيلة
النجاة " (ص 241 ط گلشن فيض في لكنهو) قال:
أخرج ابن سعد، عن عمر بن إسحاق قال: صحبت الحسن بن علي مدة

320
ما سمعت منه كلمة فحش وأذى إلا مرة فإنه كان بين الحسن وعمر بن عثمان
ابن عفان خصومة في أرض، فعرض الحسين أمرا لم يرضاه عمر، فقال الحسن:
فليس له عنده إلا ما رغم أنفه. قال: فهذا أشد كلمة وما سمعنا منه قط.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة "
(ص 241 ط گلشن فيض في لكنهو) قال:
لم يسمع منه كلمة فحش ولا كلام يؤذي أحدا من الناس وكان عشرته مع
جميع الناس بأخلاق حميدة.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 115 إلى
ص 122) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في كتابه " وسيلة النجاة "
(ص 238 ط لكنهو) قال:
روايت كرده اند كه آنحضرت در كوفه بر در سراى خود نشسته بود أعرابي
از باديه وارد شد وبا وى به بي أدبي پيش آمد ودر حق آنحضرت ومادر وپدرش
سخنان ناسزا گفت ودشنام داده، آنحضرت خادم را آواز داد وفرمود يك بدره
سيم بيار تا آورد آن اعرابى را داد وفرمود: مرا معذور دار كه در خانه من جز أين
نمانده است والا بتو زيادتر از أين ميدادم. چون اعرابى أين سخن شنيد گفت
اشهد انك ابن رسول الله، من گواهى ميدهم كه تو پسر پيغمبرى ومن أين بتجربه
حلم تو آمده بودم.

321
كرمه عليه السلام
ونروي فيه أحاديث:
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 132
إلى 137) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ عبد الرحمن جمال الدين أبو الفرج ابن الجوزي
البغدادي الحنبلي المتوفى سنة 597 في كتابه " سلوة الأحزان بما روي
عن ذوي العرفان " (ص 132 طبع مطبعة المعارف بالإسكندرية) قال:
وروي أن الحسن بن علي ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج
من ماله مرتين لله وقاسم ربه في ماله ثلاث مرات.

322
ومنهم العلامة البلاذري في " أنساب الأشراف " (ص 9 ط دار التعارف في
بيروت)
روى من طريق المدائني عن علي بن زيد قال: إن الحسن قاسم الله ماله
ثلاث مرات، حتى أنه كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويمسك خفا ويعطي خفا.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين
في مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 208) قال:
وفي الصواعق أخرج أبو نعيم أنه: خرج من ماله مرتين وقاسم الله تعالى
ماله ثلاث مرات، حتى أنه كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا.
ومنهم العلامة السيد عبد القادر الطبري الشافعي في " عيون المسائل "
(ص 9 ط دار السلام بمصر) قال:
وكان الحسن يتصدق بنعل ويمسك أخرى، وخرج من ماله كله مرتين.
ومنهم العلامة محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة " (ص 238
ط گلشن فيض في لكهنو)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " أنساب الأشراف ".
ومنهم العلامة سبط ابن الجوزي في " المصباح المضيئ " (ج 1 ص
368 ط بغداد)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مرآة المؤمنين ".

323
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلى الحنفي
ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه " وسيلة
النجاة " (ص 238 ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو)
در فصل الخطاب آورده كه روزى امام حسن صلوات الله على نبينا وعليه
نشسته بود ونان ميخورد ومردى درآمد وگفت: مرا هزار درم وأم است،
آنحضرت فرمود تا ويرا ده هزار درهم دادند وآنمرد بيروت رفت.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 138 إلى
140) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله اللكنهوئي في كتابه " مرآة
المؤمنين " (ص 208) قال:
وسمع رجلا يسأل ربه عز وجل عشرة آلاف درهم، فبعث بها إليه، وجاءه
رجل يشتكي عليه حاله وفقره وخلو ذات يده بعد أن كان فريا، فقال: يا هذا
حق سؤالك إياي أن معظم لدى ومعرفتي مما يجب لك لكثير علي وترى يعجز
عن نيلك مما أنت أهله والكثير في ذات الله تعالى قليل وما في ملكي وفاء

324
لشكرك. قال: فعلت الميسور ورفعت عني مؤنة الاحتيال والاهتمام لما أتكلف
من واجبك فقلت. فقال: يا بن بنت رسول الله " ص " اقبل القليل واشكر
العطية واعذر على المنع، فدعى الحسن بوكيله وحاسبه على نفقاته حتى
استقصاها وقال: هات الفاضل من الثلاثمائة ألف. فأحضر خمسين ألف درهم
وقال: ما فعلت في خمسمائة دينار التي معك. قال: هي عندي. قال: أحضرها،
فأحضرها فدفعها. والحسين أيضا أتى الرجل واعتذر منه وزاد في الأحباء فدفع
الدراهم والدنانير إلى الرجل وقال: هات من يحملها لك، فأتاه بحمالين فدفع
إليهم الحسن أكبر الحمالين. فقال مواليه: ما عندنا درهم. فقال: ولكني أرجو
أن يكون لي عند الله أجر عظيم.
وأضافت أياد الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر عجوز فأعطاها [الحسن]
ألف دينار وألف شاة وأعطاها الحسين مثل ذلك، وأعطاها عبد الله بن جعفر
مثليهما ألفي شاة وألفي دينار.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 138
إلى ص 140) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد مصطفى بن محمد العروسي المصري الشافعي
المتوفى سنة 1293 في كتابه " نتائج الأفكار القدسية في بيان معاني شرح
الرسالة القشيرية " (طبع عبد الوكيل الدروبي في دمشق ج 3 ص 200) قال:
وقيل سأل رجل الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه شيئا من الدنيا
فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار وقال: ائت بحمال يحمله - أي ما

325
أعطيته لك - فأتى بحمال فأعطاه أي الحمال طيلسانه وقال: يكون كراء الحمال
من قبلي في ذلك، دلالة على أن الحسن دفع للسائل جميع ماله من النقد بدليل
أنه دفع للحمال طيلسانه إذ لو كان عنده من النقد ما يعطيه في أجرة الحمل لم
يعطه طيلسانه أجرة.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 153)
وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ أبو سعيد الحنفي المتوفى سنة 1168 بقليل في
" البريقة المحمدية في شرح الطريقة الأحمدية " (ج 4 ص 109 ط مصطفى
الحلبي بمصر) قال:
أخرج أبو يعلى عن الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما أنه دخل المتوضأ
فأصاب كسرة في مجرى الغائط والبول، فأخذها فأماطها من الأذى ثم غسلها
ثم دفعها لغلامه فقال: ذكرني بها إذا توضأت. فلما توضأ قال: ناولنيها. قال:
أكلتها. قال: اذهب فأنت حر، لأني سمعت فاطمة رضي الله تعالى عنها وعن أبويها
أنه صلى الله تعالى عليه وسلم قال: من أخذ لقمة أو كسرة من مجرى الغائط
والبول فأماط عنها الأذى وغسلها ثم أكلها لم تستقر في بطنه حتى يغفر له، فما
كنت لأستخدم رجلا من أهل الجنة. قال الهيثمي: رجاله ثقات. إنتهى.

326
ومنها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 148 و 149) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في كتابه " أنساب الأشراف "
(ص 25 ط دار التعارف في بيروت)
قالوا: وتزوج الحسن امرأة من أهل اليمن فبعث إليها بعشرة آلاف درهم
وطلاقها، فقالت: متاع قليل من حبيب مفارق، فقال الحسن: لو راجعت امرأة
راجعت هذه.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في كتابه " وسيلة النجاة "
(ص 240 ط گلشن فيض) قال:
ومرويست كه بسائلى ده هزار درهم عطا فرمود واو با خازن متقاضي
ومستعجل بود خازن گفت مگر چيزى فروخته اى امام عليه السلام بشنيد وبزجر خازن را فرمود كه أو بهترين امتعه خود - يعنى عرض خود را - عرضه كرده.

327
حج عليه السلام خمسا وعشرين حجة ماشيا
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 123 إلى
ص 131) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في " أنساب الأشراف " (ص
9 ط دار التعارف في بيروت)
روى من طريق المدائني، عن خلاد بن عبيدة، عن علي بن زيد قال: حج
الحسن رحمه الله خمس عشرة حجة ماشيا، والنجائب لتقاد معه.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة "
(ص 238 ط گلشن فيض)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " أنساب الأشراف ".

328
ومنهم العلامة السيد عبد القادر الطبري الشافعي " في عيون المسائل "
(ص 90 ط دار السلام بمصر) قال:
وحج مرارا ماشيا والنجائب تقاد معه، وكان يقول: استحي من الله تعالى
أن ألقاه ولم أمش إلى بيته.
ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص
253 ط بيروت) قال:
قيل أنه رأى الحسن حج خمس عشرة مرة، وحج كثيرا منها ماشيا من
المدينة إلى مكة ونجائبه تقاد معه.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج البغدادي المعروف بابن الجوزي
المتوفى سنة 597 في " المصباح المضيئ " (ج 1 ص 368 ط مطبعة الأوقاف
في بغداد) قال:
أخبرنا محمد بن أبي طاهر، قال أنبأنا الجوهري، قال أخبرنا أبو عمر بن
حيويه، قال أنبأنا أحمد بن معروف، قال أنبأنا الحسين بن الفهم، قال أنبأنا
محمد بن سعد، قال أنبأنا علي بن محمد، عن خلاد بن عبيدة، عن علي بن
زيد قال: حج الحسن خمس عشرة حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 228) قال:
وفي الاستيعاب قال مصعب بن الزبير: حج الحسن بن علي رضي الله عنهما

329
خمسا وعشرين حجة ماشيا.
ومنهم العلامة فخر الدين عثمان بن علي الزيلعي في " تبيين الحقايق "
(ج 2 ص 93 طبع بيروت) قال:
وكان الحسن بن علي رضي الله عنهما يمشي في حجه ونجائبه تقاد بين يديه.

330
جملة من كرامات الحسن عليه السلام
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة محمد مبين المولوي في " وسيلة النجاة " (ص 242 ط
لكهنو) قال بالفارسية ما ترجمته:
خرج الحسن بن علي عليه السلام في بعض أسفاره ومعه رجل من بلد
الزبير كان يقول بإمامته. قال: فنزلوا من منهل من تلك المناهل. قال: نزلوا
تحت نخل يابس قد يبس من العطش. قال: ففرش للحسن تحت نخلة وللزبيري
بحذائه تحت نخلة أخرى قال: فقال الزبيري ورفع رأسه: لو كان في هذا النخل
رطب لأكلنا منه. قال: فقال له الحسن " ع ": وإنك لتشتهي الرطب؟ قال: نعم
فرفع الحسن عليه السلام يده إلى السماء فدعا بكلام لم يفهمه الزبيري فاخضرت
النخلة ثم صارت إلى حالها فأورقت وحملت رطبا. قال: فقال له الحمال الذي
اكتروا منه: سحر والله، قال: فقال له الحسن: ويلك ليس بسحر ولكن

331
دعوة ابن النبي مجابة. قال: فصعدوا إلى النخلة حتى صرموا مما كان فيها ما
كفاهم.
ومن كراماته عليه السلام
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الحافظ ابن عساكر في " ترجمة الإمام حسن بن علي " ع "
من تاريخ دمشق " (ص 245 ط بيروت)
روى بسنده عن الأعمش قال: خرى رجل على قبر الحسن فجن فجعل ينبح
كما ينبح الكلاب. قال: فمات فسمع من قبره يعوي ويصيح.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين "
(ص 208) قال:
روى في " الشواهد " أنه قد أصابه في بعض أسفاره إلى الحج ماشيا ورم
الساق، فقال له بعض مواليه: لو ركبت حتى يشفى ورم رجلك. فأبى وقال:
إنه إذا وصلت إلى هذا المنزل يستقبلك رجل أسود معه الدهن فابتع شيئا منه
فقلت له: وكيف ذلك ولم نجد في هذه المنازل أحدا معه دواء؟ فلما وصلنا
المنزل فإذا بالأسود فطلبت منه الدهن فقال: لمن تشتري هذا؟ فقلت: للحسن
ابن علي. فقال: رح بي إليه. فلما وصل إليه اشتكى وجع المخاض لزوجته
وقال: ادع لها أن يرزقها ولدا سالما. فقال له: ارجع إلى مكانك أن الله تعالى
سيرزقها ولدا ذكرا يكون من شيعتنا فكان كما قال.

332
طعنه رجل في حال الصلاة
(فوقع في وركه)
رواه جماعة من أعلام القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 158 إلى
160) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 382 ط طهران) قال:
أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الوهاب بن طاوان، أخبرنا القاضي
أبو الفرج أحمد بن علي بن جعفر بن محمد بن المعلى الخيوطي، وأخبرنا
القاضي أبو علي إسماعيل بن محمد بن أحمد بن الطيب بن كماري الفقيه الغرافي،
حدثنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيري، وأخبرنا أبو غالب
محمد بن أحمد بن سهل النحوي، حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين الجاذري،
قالوا حدثنا أبو بكر محمد بن عثمان بن سمعان المعدل، حدثنا أسلم بن سهل
ابن أسلم، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد بن حصين، عن أبي جميلة: أن
الحسن بن علي حين قتل علي عليه السلام استخلف فبينا هو يصلي بالناس إذ

333
وثب عليه رجل فطعنه فوقع في وركه، فمرض منها شهرا ثم قام على المنبر فقال:
يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم وإنا أهل البيت الذين قال
الله تعالى فيهم " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا "، فما زال يتكلم حتى ما رأيت أحدا في المسجد إلا باكيا.
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين " (ص
209)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مناقب الخوارزمي " لكنه قال: وثب إليه
رجل فطعنه بخنجر وهو ساجد.

334
في كيفية شهادته عليه السلام
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 274 ط بيروت)
قال:
قال قتادة: قال الحسن للحسين: قد سقيت السم غير مرة، ولم أسق مثل هذه،
إني لأضع كبدي. فقال: من فعله؟ فأبى أن يخبره. قال الواقدي: حدثنا عبد الله
ابن جعفر، عن عبد الله بن حسن، قال: كان الحسن كثير النكاح، وقل من حظيت
عنده، وقل من تزوجها إلا أحبته وصبت به، فيقال: إنه كان سقي ثم أفلت، ثم سقي
فأفلت، ثم كانت الآخرة، وحضرته الوفاة، فقال الطبيب: هذا رجل قد قطع
السم أمعاءه. وقد سمعت بعض من يقول: كان معاوية قد تلطف لبعض خدمه
أن يسقيه سما.
أبو عوانة: عن مغيرة، عن أم موسى، أن جعدة بنت الأشعث بن قيس،
سقت الحسن السم، فاشتكى، فكان توضع تحته طشت، وترفع أخرى نحوا
من أربعين يوما.

335
ابن عيينة: عن رقبة بن مصقلة: لما احتضر الحسن بن علي، قال:
أخرجوا فراشي إلى الصحن، فأخرجوه، فقال: اللهم إني أحتسب نفسي عندك،
فإنها أعز الأنفس علي.
وروى في (ص 277):
عن ابن إسحاق: حدثني مساور السعدي، قال: رأيت أبا هريرة قائما على
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم مات الحسن يبكي، وينادي بأعلى
صوته: يا أيها الناس! مات اليوم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فابكوا.
قال جعفر الصادق: عاش الحسن سبعا وأربعين سنة.
قلت: وغلط من نقل عن جعفر أن عمره ثمان وخمسون سنة غلطا بينا.
قال الواقدي، وسعيد بن عفير، وخليفة: مات سنة تسع وأربعين.
وقال المدائني، والغلابي، والزبير، وابن الكلبي، وغيرهم: مات سنة
خمسين، وزاد بعضهم: في ربيع الأول. وقال البخاري: سنة إحدى وخمسين.
وغلط أبو نعيم الملائي وقال سنة ثمان وخمسين.
ومنهم العلامة الشيخ يحيى بن أبي بكر العامري اليماني في " الرياض
المستطابة " (ص 286 ط مكتبة المعارف في بيروت) قال:
قال ابن حجر في التهذيب تبعا لغيره: مات شهيدا بالسم سنة تسع وأربعين،
وغسله إخوته الحسين ومحمد والعباس، ودفن إلى جنب العباس.
ومنهم علامة التاريخ والنسب البلاذري في " أنساب الأشراف " (ص 59
ط دار التعارف في بيروت) قال:
قال الهيثم بن عدي: دس معاوية إلى ابنة سهيل بن عمرو امرأة الحسن مائة

336
ألف دينار على أن تسقيه شربة بعث بها إليها ففعلت.
وحدثني روح بن عبد المؤمن، حدثني عمي، عن أزهر، عن ابن عون
قال: خرج الحسن بن علي على من كان يجالسه فقال: لقد لفظت الساعة طائفة
من كبدي أقلبها بهذا العود، ولقد سقيت السم غير مرة، وما سقيته أشد من مرتي
هذه، ثم دخل عليه من الغد وهو يكيد بنفسه.
(وفي ص 62):
ويقال: إن الحسن أوصى أن يدفن مع النبي صلى الله عليه وسلم الحسين
فأظهر الحسين ذلك قبل موت الحسن، فأنكروه مروان بن الحكم وكتب يقول
إلى معاوية، فكتب إليه معاوية: إذا مات الحسن فامنع من ذلك أشد المنع
كما منعنا من دفن عثمان مع النبي صلى الله عليه وسلم. فأتى الحسين الحسن
فأخبره بذلك فقال: يا أخي اجتنبت القتال في حياتي أفتريد أن يكون ذلك عند
سريري؟ فضمن له أن لا يفعل.
ويقال: إنه لم يجر بينه وبين الحسين في ذلك شئ، فلما توفي أراد الحسين
دفنه مع النبي صلى الله عليه وسلم فمنعه مروان من ذلك، وكاد أن يكون بين
الحسين وبينه في ذلك شر، فأمسك الحسين عن دفنه مع النبي صلى الله عليه
وآله وسلم.
ومنهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة
المؤمنين " (ص 214) قال:
قال الحافظ أبو عمرو بن عبد البر في الاستيعاب: قال قتادة بن أبي بكر بن
حفص: سمت الحسن بن علي عليهما السلام بنت الأشعث بن قيس الكندي،

337
وقالت طائفة كان ذلك منها بتدسيس معاوية إليها وما بذل لها في ذلك وقال:
وفي حياة الحيوان الكبير: وكان الحسن بن علي رضي الله عنه قد سمته
امرأته جعدة بنت الأشعث فمكث يرفع من تحته كذا كذا طنا من دم وكان رضي
الله عنه يقول: سميت السم مرارا ما أصابني فيها ما أصابني في هذه المرة.

338
مكالمته مع أخيه الحسين حين الموت
رواها القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 174) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة محمد بن الحسن بن عبد الله الحسيني الشافعي في
" مجمع الأحباب وتذكرة أولي الألباب " (ص 325 نسخة مكتبة سالار جنك في
حيدرآباد الدكن) قال:
لما احتضر (الحسن) دخل عليه أخوه الحسين فوجده جزعا فقال: يا أخي
لأي شئ تجزع من الموت تقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن
أبي طالب وهما أبواك وعلى خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وهما أماك
وعلى حمزة وجعفر وهما عماك. فقال: يا أخي إني أقدم على أمر عظيم. ثم قال:
اللهم إني أحتسب نفسي عندك. وتوفي رضي الله عنه.
ومنهم العلامة يحيى بن معين في " تاريخه " (مخطوط)
روى الحديث بعين ما تقدم إلى قوله " وهما عماك " ثم قال: فقال يا أخي
إني أقدم على أمر لم أقدم على مثله.

339
ملخص
ما رواه ابن عساكر من فضائله عليه السلام
في ترجمته من تاريخ دمشق المطبوع في بيروت
ففي (ص 20 إلى 22):
روى بسبعة أسانيد عن أبي بكر أنه وضعه على عاتقه وقال: بأبي شبه النبي
ليس شبيها بعلي.
وروى بسند واحد عن أبي مليكة: كانت فاطمة تنقزه وتقول: بأبي شبه
النبي ليس شبيها بعلي.
وفي (ص 23 إلى 26):
روى بخمسة أسانيد عن عبد الله بن الزبير: أنا أحدثكم بأشبه أهله إليه
وأحبهم إليه الحسن بن علي.
وفي (ص 27 إلى 28 و 29 إلى 32):
روى بأحد عشر سندا عن أنس وأبي جحيفة قال: كان الحسن بن علي أشبههم

340
وجها برسول الله " ص " وكان أشبه الناس به الحسن بن علي.
وفي (ص 37 إلى 56):
روى بثلاث وثلاثين سندا قال " ص ": اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
وفي (ص 51 إلى 56):
روى بأربعة أسانيد قال " ص ": من أحبني فليحب هذا (أي الحسن) من
أحبني فليحبه فليبلغ الشاهد الغائب.
وفي (ص 79):
روى بخمسة أسانيد قال " ص ": من أحب أن ينظر إلى سيد شباب أهل
الجنة فلينظر إلى هذا (أي الحسن).
وفي (ص 103):
روى بسبعة أسانيد عن أبي هريرة قال للحسن: ارفع ثوبك حتى أقبل منك
حيث رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل، فرفع عن بطنه فوضع فمه
على سرته.
وفي (ص 104):
روى بسنده عن أبي جعفر " ع ": بينما الحسن مع رسول الله " ص " إذ
عطش فاشتد ظمأه فطلب له النبي ماء فلم يجد، فأعطاه رسول الله لسانه فمصه
حتى روي.
وفي (ص 107):
روى بسنده عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله " ص " حامل الحسن بن علي

341
على عاتقه ولسانه يسيل عليه.
وفي (ص 108 وص 107):
روى بسندين أن النبي " ص " يمص لعاب الحسن والحسين كما يمص
الرجل التمرة.
وفي (ص 113):
روى بسنده عن ابن عمر قال: كان على الحسن والحسين تعويذان فيهما
زغب من زغب جناح جبرئيل.
وفي (ص 121):
روى بسند واحد أن النبي " ص " قال: ألا إن الحسن بن علي قد أعطي من
الفضل ما لم يعط أحد من ولد آدم ما خلا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم
خليل الله.
وفي (ص 114):
روى بسندين عن محمد بن سيرين قال: نظر النبي " ص " إلى الحسن بن
علي فقال: يا بني اللهم سلمه وسلم منه.
وفي (ص 142):
روى بثلاثة أسانيد عن ابن عباس: ولقد حج حسن بن علي خمسة وعشرين
حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد معه ولقد قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى أنه كان
يعطي الخف ويمسك النعل.

342
وفي (ص 142):
روى بسندين عن علي بن زيد بن جذعان قال: حج الحسن بن علي خمس
عشر مرة ماشيا وخرج من ماله مرتين وقاسم الله ماله ثلاث مرات حتى كان ليعطي
نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا.
وفي (ص 143):
روى بسندين عن ابن نجيح: إن الحسن بن علي حج ماشيا وقسم ماله
نصفين.
وفي (ص 147):
روى بسند واحد عن ابن سيرين أن الحسن بن علي كان يجيز الرجل الواحد
بمائة ألف.
وفي (ص 147):
روى بسندين عن سعيد بن عبد العزيز أن الحسن بن علي بن أبي طالب سمع
إلى جنبه رجلا يسأل أن يرزقه الله عشرة آلاف درهم فانصرف فبعث بها إليه.
وفي (ص 148):
روى بسنده عن أبي إسحق في حديث فمر الحسن بن علي " ع " واشترى
الغلام والحائط وجاء إلى الغلام فقال: يا غلام قد اشتريتك فقام قائما فقال السمع
والطاعة لله ولرسوله ولك يا مولاي. قال: وقد اشتريت الحائط وأنت حر لوجه
الله والحائط هبة مني إليك. قال: فقال الغلام يا مولاي قد وهبت الحائط للذي
وهبتني له.

343
وفي (ص 156):
روى بسنده عن ابن سيرين قال: كان الحسن بن علي " ع " لا يدعو إلى طعامه
أحدا إلا وهو يقول: هو أهون من أن يدعى إليه أحد.
وفي (ص 156):
روى بسنده عن جويرة بن أسماء قال: لما مات الحسن بن علي " ع " بكى
مروان في جنازته، فقال له الحسين: أتبكيه وقد كنت تجرعه ما تجرعه؟ فقال
إني كنت أفعل ذلك إلى أحلم من هذا - وأشار بيده إلى الجبل.
وفي (ص 158):
روى بسنده عن ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: ما تكلم عندي أحد كان
أحب إلي إذا تكلم أن لا يسكت من الحسن بن علي " ع " الخ.
وفي (ص 159):
روى بسنده عن محمد بن يزيد المبرد قال: قيل للحسن بن علي إن أبا ذر
يقول: الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من الصحة. فقال: رحم الله
أبا ذر أما أنا فأقول: من اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة
التي اختار الله تعالى له وهذا حد الوقوف على الرضا بما تصرف به القضاء؟.
وفي (228):
روى بسنده عن عمرو بن مفجة قال: أول ذل دخل على العرب بموت
الحسن بن علي.

344
وفي (229):
روى بسنده عن مساور مولى بني سعد بن بكر قال: رأيت أبا هريرة قائما
على باب مسجد رسول الله " ص " يوم مات الحسن بن علي ويبكي وينادي
بأعلى صوته: يا أيها الناس مات اليوم حبيب رسول الله " ص " فابكوا.

345
جملة من خطبه وكلماته
من خطبة له عليه السلام بعد بيعة الناس له:
نحن حزب الله الغالبون، ونحن عترة رسوله الأقربون، ونحن أهل بيته
الطيبون، ونحن أحد الثقلين اللذين خلفهما جدي صلى الله عليه وسلم في أمته،
ونحن ثاني كتاب الله، فيه تفصيل كل شئ، لا يأتيه الباطل بين يديه ولا من خلفه
تنزيل من حكيم حميد، فالمعول علينا في تفسيره ولا نتظنى تأويله، فأطيعونا
فإن طاعتنا مفروضة إذا كانت بطاعة الله عز وجل، وطاعة رسوله مقرونة، قال
جل شأنه " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ".
رواها في " أهل البيت " (ص 73 ط السعادة بالقاهرة).
ورويت في غيره من الكتب تقدم نقلها في (ج 11 ص 206 و 207).
ومن خطبة له عليه السلام يوم شهادة أمير المؤمنين (ع):
روى حفص بن خالد، عن أبيه عن جده قال: لما قتل علي قام الحسن

346
ابن علي خطيبا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد والله لقد قتلتم الليلة
رجلا في ليلة نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم، وفيها قتل يوشع
ابن نون فتى موسى.
[خالد بن جابر عن أبيه عن] الحسن مثله، وزاد: وفيها تيب على بني
إسرائيل، وقال: والله ما سبقه أحد كان قبله ولا يلحقه أحد كان بعده، وإن كان
النبي صلى الله عليه وسلم ليبعثه في السرية، جبريل عن يمينه، وميكائيل عن
يساره، والله ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا ثمانية أو سبعمائة درهم أرصد بها لخادم
يشتريها (هما لأبي يعلى).
رواها في " المطالب العالية " (ج 4 ص 324 ط الكويت).
ورواها في " التبصرة " (ج 1 ص 448 طبع عيسى الحلبي بالقاهرة).
أخبرنا ابن الحصين، أنبأنا ابن المذهب، أنبأنا أحمد بن جعفر، حدثنا
عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا وكيع، عن شريك، عن أبي إسحاق عن
هبيرة قال: خطبنا الحسن بن علي فقال:
لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولم يدركه الآخرون كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله
فلا ينصرف حتى يفتح له.
ورواها في " وسيلة النجاة " (ص 245 ط كلشن فيض في لكهنو).
قال: أخرج الحاكم مسلسلا بالسادات الأشراف حدثنا أبو محمد الحسن
ابن محمد بن يحيى بن أخي طاهر العقيع الحسيني حدثنا إسماعيل بن محمد
ابن إسحاق بن جعفر الصادق بن محمد بن علي بن الحسين حدثني عمي علي بن
جعفر بن محمد حدثني الحسين بن زيد عن عمر بن علي عن أبي علي بن الحسين

347
قال: خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ولا يدركه الآخرون وقد كان
رسول الله يعطي رايته فيقاتل جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فما يرجع
حتى يفتح الله عليه، وما ترك على الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم
فضلت عن عطاياه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله. ثم قال: أيها الناس من عرفني
فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي وأنا ابن النبي صلى الله عليه وآله
وسلم وأنا ابن الوصي وأنا ابن البشير وأنا ابن النذير وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه
وأنا ابن السراج المنير وأنا من أهل البيت الذي كان جبرئيل ينزل إلينا ويصعد
من عندنا، وأنا من أهل البيت الذي أذهب الله عنهم الرجس فطهرهم تطهيرا،
وأنا من أهل البيت الذي افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى
" ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا " فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.
ومن خطبة له عليه السلام:
اتقوا الله أيها الناس حق تقاته فإنا أمراؤكم وأضيافكم ونحن أهل البيت
الذين قال الله: " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا " [33 / الأحزاب] والله لو طلبتم ما بين جابلق وجابرس مثلي في قرابتي
وموضعي ما وجدتموه!!
ثم ذكر ما كان عليه أبوه من الفضل والزهد والأخذ بأحسن الهدي وخروجه
من الدنيا خميصا لم يدع إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه فأراد أن يبتاع بها
خادما.
فبكى الناس ثم بايعوه، وكانت بيعته التي أخذ على الناس أن يحاربوا من
حارب، ويسالموا من سالم. فقال بعض من حضر: والله ما ذكر السلم إلا ومن

348
رأيه أن يصالح معاوية أو كما قال.
رواه في " أنساب الأشراف " (ص 29 ط دار التعارف في بيروت).
ورويت عن غيره من الكتب تقدم النقل عن بعضها في (ج 11 ص 217).
ومن خطبة له عليه السلام:
بعد الحمد والثناء ثم قال: إن أكيس الكيس التقى، وأحمق الحمق الفجور
أيها الناس إنكم لو طلبتم بين جابلق وجابرس رجلا جده رسول الله صلى
الله عليه وسلم ما وجدتموه غيري وغير أخي الحسين، وإن الله قد هداكم
بأولنا محمد، وإن معاوية نازعني حقا هو لي فتركته لصلاح الأمة وحقن
دمائها، وقد بايعتموني على أن تسالموا من سالمت، وقد رأيت أن أسالمه وقد
بايعته، ورأيت أن ما حقن الدماء خير مما سفكها، وأردت صلاحكم وأن يكون
ما صنعت حجة على من كان يتمنى هذا الأمر، " وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع
إلى حين ". ثم سكت وتفرق الناس.
رواه في " أنساب الأشراف " (ص 43 ط دار التعارف في بيروت).
ورواه في " وسيلة النجاة " (ص 249 ط لكنهو) بتغيير يسير.
ورواه الباقلاني في " مناقب الأئمة " (ص 231 نسخة الظاهرية بدمشق)
بعين ما تقدم عن " أنساب الأشراف " إلى قوله حقا هو لي. ثم قال: فنظرت لصلاح
أمة محمد صلى الله عليه وبايعتموني على أن تسالموا من سالمت وتحاربوا
من حاربت ولقد رأيت أن - أسالم معاوية وأن أضع الحرب وقد بايعته ورأيت
أن حقن الدماء خير من سفكها فأردت صلاحكم وأن يكون ذلك حجة على من
كان يتمنى ما أقضي إليه من الأمر لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين.
ورواه في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 271 ط بيروت).

349
عن هشيم، عن مجالد، عن الشعبي، أن الحسن خطب، فقال: إن أكيس
الكيس التقى، وإن أحمق الحمق الفجور. ألا وإن هذه الأمور التي اختلفت
فيها أنا ومعاوية، تركت لمعاوية إرادة إصلاح المسلمين وحقن دمائهم.
وروي في غيرها من كتب العامة تقدم النقل عنها في (ج 11 ص 200 إلى
ص 205).
ومن خطبة له عليه السلام:
أيها الناس إنكم قد أكثرتم في هذين الرجلين وإنما بعثا ليحكما بالكتاب
على الهوى فحكما بالهوى على الكتاب، ومن كان هكذا لم يسم حكما ولكنه
محكوم عليه، وقد أخطأ عبد الله بن قيس إذ جعلها لعبد الله بن عمر فأخطأ في ثلاث
خصال: واحدة أنه خالف أباه إذ لم يرضه لها ولا جعله من أهل الشورى، وأخرى
أنه لم يستأمره في نفسه، وثالثة أنه لم يجتمع عليه المهاجرون والأنصار الذين
يعقدون الإمارة ويحكمون بها على الناس، وأما الحكومة فقد حكم النبي عليه
بالصلاة والسلام سعد بن معاذ في بني قريظة فحكم بما يرضى الله به ولا شك
ولو خالف لم يرضه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم جلس.
رواها في " العقد الفريد " (ج 2 ص 207 ط المطبعة الشرقية بالقاهرة).
قال: لما انقضى أمر الحكمين واختلف أصحاب علي قال بعض الناس:
ما منع أمير المؤمنين أن يأمر بعض أهل بيته فيتكلم فإنه لم يبق أحد من رؤساء
العرب إلا وقد تكلم. قال: فبينما علي يوما على المنبر إذ التفت إلى الحسن ابنه
فقال: قم يا حسن فقل في هذين الرجلين عبد الله بن قيس وعمرو بن العاص فقام
الحسن فقالها.

350
ومن كلامه في أصحاب الأخدود:
كان أصحاب الأخدود خدوا الخدود وملؤوها نارا، فألقوا فيها من آمن
بالله وتركوا من كفر، فألقوا بضعة وثمانين مؤمنا، حتى أتوا على عجوز كبيرة
وابنها خلفها صبي صغير، فلما رأت النار كيف تأخذهم، جزعت قالت: يا بني
أما ترى؟ قال لها ابنها: يا أمتاه امضي ولا تنافقي. فمضت واقتحم ابنها على أثرها.
قال الحسن: كانت لذعة نار ثم لا نار عليهم آخر ما عليهم. ثم قال: يا سبحان
الله، ما أصبر الله، أنهم يعذبون أولياءه بالنار وهو يدعوهم إلى التوبة، ثم
قرأ " إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ". يقول: أحرقوا المؤمنين والمؤمنات
" ثم لم يتوبوا " (الآية: 10). أي: فلو تابوا لتاب الله عز وجل عليهم.
رواه أبو الحجاج مجاهد بن حبر المكي المخزومي في " تفسيره " ج 2 ص
747 ط مجمع البحوث باكستان.
شطر من خطبة له عليه السلام:
أما بعد فإن الله هداكم بأولنا وحقن دماءكم بآخرنا، وإن لهذا الأمر
مدة، والدنيا دار زوال، وقد قال الله: " وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى
حين ".
رواه في " أنساب الأشراف " (ص 68 ط دار التعارف في بيروت).
وروى في غيرها من كتب العامة تقدم النقل عن بعضهم في (ج 11 ص
199).

351
ومن كلام له عليه السلام في الموعظة:
يا ابن آدم عف محارم الله تكن عابدا، وارض بما قسم الله سبحانه تكن
غنيا، وأحسن جوار من جاورك تكن مسلما، وصاحب الناس بمثل ما تحب أن
يصاحبوك بمثله تكن عدلا. إنه كان بين أيديكم أقوام يجمعون كثيرا، ويبنون
مشيدا، ويأملون بعيدا، أصبح جمعهم بورا، وعملهم غرورا، ومساكنهم قبورا
يا ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك فخذ مما في يديك
لما بين يديك، فإن المؤمن يتزود والكافر يتمتع. وكان يتلو بعد هذه الموعظة:
" وتزودوا فإن خير الزاد التقوى ".
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 100 ط بيروت) قال: وكان الحسن
ابن علي عليهما السلام يقوله في مواعظه.
ومن خطبة له (ع):
إن الحلم زينة، والوقار مروءة، والعجلة سفه، والسفه ضعف، ومجالسة
أهل الدناءة شين، ومخالطة الفساق ريبة.
رواها في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 263 ط بيروت) عن الحرمازي
قال: خطب الحسن بن علي بالكوفة فقالها.
ومن كتابه في جواب الحسن البصري في المسألة عن القدر:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد فقد انتهى إلي كتابك عند حيرتك وحيرة من زعمت من أمتنا

352
والذي عليه رأي أن من لم يؤمن بالقدر خيره وشره من الله تعالى فقد كفر ومن
حمل المعاصي على الله فقد فجر، إن الله لا يطاع بإكراه ولا يعصى بغلبة ولا يميل
العباد من ملكه لكنه المالك لما ملكهم والقادر على ما عليه قدرهم فإن استمروا
بالطاعة لم يكن لهم صادا ولا لهم مانعا وإن أتوا بالمعصية وشاء أن يمن عليهم
فيحول بينهم وبينها فعل وإن لم يفعل فليس هو حملهم عليها إجبارا ولا ألزمهم
إكراها باحتجاجه عليهم إن عرفهم ومكنهم وجعل لهم السبيل إلى أخذ ما دعا لهم
الله وترك ما نهاهم عنه ولله الحجة البالغة. والسلام.
رواه في " وسيلة النجاة " (ص 244 ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو).
ورواه في " مرآة المؤمنين " (ص 211 مخطوط).
وقد تقدم نقله عن غيرهما من كتب العامة في ج 11 ص 233.
ومن كلامه عليه السلام:
إن عليا كان سهما لله صائبا في أعدائه وكان في محلة العلم أشرفها وأقربها
من رسول الله " ص "، وكان رباني هذه الأمة لم يكن لمال الله بالسروقة، ولا
في أمر الله بالنومة، أعطى القرآن عزيمة علمه فكان منه في رياض مونقة، وأعلام
بينة، ذاك علي بن أبي طالب يا لكع.
رواه في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من " تاريخ دمشق " (ص 203
ط بيروت) قال:
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أنبأنا رشاد بن نظيف، أنبأنا الحسن
ابن إسماعيل، أنبأنا أحمد بن مروان، أنبأنا أحمد بن علي الرراق، أنبأنا
إبراهيم بن بشار، أنبأنا نعيم بن موزع، أنبأنا هشام بن حسان، قال: بينا نحن
عند الحسن إذ أقبل رجل من الأزارقة فقال له: يا با سعيد ما تقول في علي بن
أبي طالب، قال: فاحمر وجنتا الحسن وقاله.

353
ومن كلامه عليه السلام لجعيد: يا جعيد إن الناس أربعة: فمنهم من له خلاق
وليس له خلق، ومنهم من له خلق وليس له خلاق، ومنهم من ليس له خلق
ولا خلاق فذاك أشر الناس، ومنهم من له خلق وخلاق فذاك أفضل الناس؟.
رواه في تاريخ دمشق لابن عساكر (ص 159 ط بيروت).
عن جعيد بن همدان أنه " ع " قال له ذلك.
ومن كلماته عليه السلام:
هلاك الناس في ثلاث في الكبر والحرص والحسد، فالكبر هلاك الدين وبه
لعن إبليس، والحرص عدو النفس وبه أخرج آدم من الجنة، والحسد رائد السوء
ومنه قتل هابيل قابيل.
رواه في " مرآة المؤمنين " (ص 212 مخطوط).
ومن كلامه عليه السلام:
من لم يتمن غير ما اختار الله له فقد اتكل على حسن اختيار الله فهذا أحد
الوقوف على الرضا بما يعرف القضا.
رواه في " وسيلة النجاة " (ص 244 ط مطبعة گلشن فيض في لكنهو)
نقلا عن " الصواعق " قال: لما قيل إن أبا ذر يقول الفقر أحب إلي من الغنى
والسقم أحب إلي من الصحة، فقال: رحم الله أبا ذر وأما أنا أقول، فذكره.
ورواه في " مرآة المؤمنين " (ص 210) لكنه قال: من اتكل على حسن
اختيار الله له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله له.
ورواه في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 262 ط بيروت) قال:

354
قال المبرد: قيل للحسن بن علي: إن أبا ذر يقول: الفقر أحب إلي من
الغنى، والسقم أحب إلي من الصحة. فقال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول: من
اتكل على حسن اختيار الله له لم يتمن شيئا، وهذا حد الوقوف على الرضى
بما تصرف به القضاء.
وروي في غيرها من كتب العامة تقدم النقل من بعضها في (ج 11 ص 237).
ومن كلامه عليه السلام:
اللهم إني أحتسب نفسي عندك فإنها أعز الأنفس علي - فكان مما صنع الله
له أنه احتسب نفسه.
رواه في " ترجمة الإمام حسن بن علي من " تاريخ دمشق " ص 213 ط
بيروت بأربعة أسانيد عن رقبة بن مصقلة قال: لما حضر الحسن بن علي قال:
أخرجوني انظر في ملكوت السماء، فلما أخرج قاله.
ومن كلامه (ع):
من أحبنا لله نفعه الله تعالى بحبنا ومن أحبنا لغير الله فإن الله يقضي في الأمور
ما يشاء، أما إن حبنا أهل البيت يساقط الذنوب كما تساقط الريح الورق عن
الشجر.
رواه في " وسيلة المآل " (ص 61) قال:
وقال الحافظ جمال الدين الزرندي قال: أبو سعيد الخدري رضي الله عنه
سمعت الحسن بن علي رضي الله عنها يقوله.
ومن كلامه عليه السلام:
شر من المرزئة سوء الخلف. من أقبل مع أمر ولي مع انقضائه. راكب

355
الحرون أسير نفسه، والجاهل أسير لسانه. المراء يفسد الصداقة القديمة، ويحلل
العقدة الوثيقة، وأقل ما فيه المغالبة، والمغالبة أمتن أسباب القطيعة.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 270 ط بيروت).
ومن منظومه عليه السلام:
وكتب إليه رجل هذين البيتين:
لم يبق لي مما يباع بحجة * وكفاك منظر حالتي عن مخبري
إلا بقية ماء وجهي صنتها * من أن يباع فقد وجدت المشتري
فأرسل إليه بعشرة آلاف درهم وكتب إليه:
عاجلتنا فأتاك عاجل برنا * قلا وإن أمهلتنا لم نقلل
فخذ القليل وكن كأنك لم تسل * ونكون نحن كأننا لم نسأل
رواه في " وسيلة المآل " ص 240 ط لكنهو.
ومن كلماته عليه السلام:
خير المال ما وقي به العرض.
رواه في " الاعجاز والايجاز " (ص 37 ط دار البيان في بغداد).
كنس الفناء وغسل الإناء مجلبة الغنى.
رواه في " تعليم المتعلم طريق التعلم " (ص 36 ط مطبعة الميرية بمصر).
الكرم هو التبرع قبل السؤال.
رواه في " التمثيل والمحاضرة " (ص 30 ط مطبعة دار إحياء الكتب العربية
بالقاهرة).
الطعام أيسر من أن يقسم عليه إذا دعي الرجل إلى أكله فلم يأكل.

356
رواه في " أنساب الأشراف " (ص 25 ط دار التعارف في بيروت).
الأمين آمن، والبرئ جرئ، والخائن خائف، والمسئ مستوحش.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 270 ط بيروت).
خير المال ما وقي به العرض.
رواه في " الجوهر النفيس في سياسة الرئيس " (ص 129 ط دار الطليعة
في بيروت).
لما قيل له: إن أبا ذر يقول الفقر أحب إلي من الغنى والسقم أحب إلي من
الصحة. قال: رحم الله أبا ذر، أما أنا فأقول من اتكل على حسن اختيار الله
له لم يتمن أنه في غير الحالة التي اختار الله تعالى له، وهذا حد الوقوف
على الرضا بما تصرف به القضاء.
رواه في " ترجمة الإمام حسن (ع) من تاريخ دمشق " (ص 159 ط بيروت)
عن محمد بن يزيد المبرد.
وروي في غيره من كتاب العامة وقد تقدم النقل عن بعضها في (ج 11
ص 237).
إن أشد الناس حسرة يوم القيامة رجلان: رجل نظر إلى ماله في ميزان
غيره سعد به وشقي هو به، ورجل نظر إلى علمه في ميزان غيره سعد به وشقي
هو به.
رواه في " جامع بيان العلم وفضله " (ص 251 ط دار الكتب الحديثية
بالقاهرة).
تعلموا العلم فإنكم أن تكونوا صغار قوم تكونوا كبارهم غدا، فمن لم
يحفظ فليكتب.
رواه في " جامع بيان العلم وفضله " (ص 107 ط دار الكتب الحديثية
بالقاهرة) قال:

357
أخبرنا قاسم بن محمد أبو محمد رحمه الله، قال أخبرنا خالد بن سعد، قال
حدثنا محمد بن إبراهيم بن حيون، قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال
حدثني أبي، قال حدثنا مطلب بن زياد، قال حدثنا محمد بن أبان، قال: قاله
الحسن بن علي لبنيه وبني أخيه، فذكره.
وتقدم نقله عن غيره من الكتب في (ج 11 ص 235).
ومن كلامه عليه السلام لما سئل عن الصمت:
هو سير العمر وزين العرض وفاعله في راحة.
رواه في " مرآة المؤمنين " (ص 312).
ومن كلماته في جواب الأسئلة:
نقل الحافظ أبو نعيم في حليته بسنده فيها أن عليا سأل ابنه الحسن " ع " عن
أشياء من أمر المروة فقال: يا بني ما السداد؟ فقال: يا أبت السداد دفع المنكر
بالمعروف. قال: فما الشرف؟ قال: اصطناع العشيرة وحمل الجريرة. قال:
فما المروة. قال: العفاف وإصلاح المال. قال: فما الدقة. قال: النظر في
اليسير ومنع الحقير. قال: فما اللؤم. قال: إحراز المرء نفسه وبذله عرضه.
قال: فما السماح. قال: البذل في العسر واليسر. قال: فما الشح. قال: إن
ما في يدك سرفا وما أنفقته تلفا. قال: فما الأخاء. قال: المساواة في الشدة والرخاء
قال: فما الجبن. قال: الجرأة على الصديق والنكول عن العدو. قال: فما الغنيمة
قال: الرغبة في التقوى والزهادة في الدنيا هي الغنيمة. قال: فما الحلم. قال:
كظم الغيظ وملك النفس. قال: فما الغنى. قال: رضى النفس بما قسم الله لها وإن
قل وإنما الغنى عز النفس. قال: فما الفقر. قال: شره النفس في كل شئ. قال:

358
فما المنعة. قال: شدة البأس ومنازعة أعز الناس. قال: فما الذل. قال: الفزع
عن المصدوقة (الصدقة خ ل) قال: فما العي. قال: العبث باللحية وكثرة
البزق عند المخاطة. قال: فما الجرأة. قال: موافقة الأقران. قال: فما الكلفة
قال: كلامك فيما لا يعنيك. قال: فما المجد. قال: أن تعطي في العزم وإن تعفو
عن الجرم. قال: فما العقل. قال: حفظ القلب كلما استوعيته. قال: فما الخرق
قال: معاداتك إمامك ودفعك عليه كلامك. قال: فما السناء. قال: إتيان الجميل
وترك القبيح. قال: فما الحزم. قال: طول الأناة والرفق بالولاة. قال: فما السفه.
قال: اتباع الدناة ومصاحبة الغواة. قال: فما الغفلة. قال: ترك المسجد
وطاعتك المفسد. قال: فما الحرمان. قال: تركك حظك وقد عرض عليك. قال:
فمن السيد. قال: الأحمق في ماله والمتهاون في عرضه يشتم فلا يجيب المهتم
بأمر عشيرته هو السيد، (فهذه الأجوبة الصادرة منه على البديهة من غير روية
شاهدة له " ع " ببصيرة باصرة وبديهة حاضرة ومادة فضل وافرة وفكرة على
استخراج الغوامض قادرة).
رواه في " مطالب السؤول " (ص 68 ط طهران).
ورواه في " مرآة المؤمنين " (ص 212) بتلخيص يسير وتقدم نقله عن سائر
كتب القوم في (ج 11 ص 107).
وروي شطر منها في " تاريخ دمشق لابن عساكر في ترجمة الإمام الحسن
ابن علي " (ص 166 ط بيروت).
ومن كلامه عليه السلام:
حين سأله معاوية عن الكرم والمروءة والنجدة
أما الكرم فالتبرع بالمعروف، والاعطاء قبل السؤال، والاطعام في المحل

359
وأما النجدة فالذب عن الجار في المواطن، والإقدام في الكريهة، وأما المروءة
فحفظ الرجل دينه وإحرازه نفسه من الدنس، وقيامه لضيفه، وأداء الحقوق،
وإفشاء السلام.
رواه في " الجوهر النفيس في سياسة الرئيس " (ص 118 ط دار الطليعة
في بيروت).
جوابه عليه السلام لمعاوية
قال له معاوية:
وتجلدي للشامتين أريهم * أني لريب الدهر لا أتضعضع
فقال " ع " في جوابه:
وإذا المنية أنشبت أظفارها * ألفيت كل تميمة لا تنفع
رواه في " وسيلة النجاة " ص 241 ط لكنهو.

360
فضائل سيد الشهداء الحسين بن علي عليه السلام
(ميلاده عليه السلام)
رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 256 إلى ص 259) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ الطبراني في " المعجم الكبير " (ص 142 ط المكتبة
السلفية بالمدينة المنورة) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، نا عبد الله بن سعيد الكندي، نا حفص
ابن غياث، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال: لم يكن بين الحسن والحسين
إلا طهر.
ومنهم العلامة أحمد بن أحمد الصغير الشافعي في " تحفة الراغب "
(ص 3 ط محمد أفندي) قال:
ولد الحسين رضي الله عنه سنة أربع على الصحيح، وكانت ولادته لخمس

361
خلون من شعبان، علقت به أمه الطاهرة الزهراء بعد ولادة أخيه الإمام الحسن
رضي الله عنه بخمسين ليلة، وقد حنكه النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي
في " كفاية الطالب " (ص 269 ط الغري) قال:
أخبرنا بذلك الحافظ يوسف بن خليل بن عبد الله الدمشقي بحلب، قال
قرأت على عبد الله بن كاره ببغداد، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري،
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري، عن أبي عمر بن حيويه، عن
أبي الحسن أحمد بن معروف، حدثنا الحسن بن الفهم، حدثنا محمد بن سعد
كاتب الواقدي، قال: الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم
يكنى أبا عبد الله، وأمه فاطمة بنت رسول الله " ص "، وأمها خديجة بنت خويلد
ابن أسد، علقت بالحسين لخمس ليال خلون من ذي القعدة سنة ثلاث من الهجرة،
وكان بين ذلك وبين ولادة الحسن خمسون ليلة، وولد الحسين " ع " لليال
خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.
قلت: أخرجه ابن سعد في الطبقة السابعة، ورواه محدث الشام عنه وعن
غيره من أهل التواريخ في مناقبه.
ومنهم الحافظ الشيخ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن أحمد بن
عثمان الذهبي الشافعي المتوفى سنة 748 في " سير أعلام النبلاء " (ج 3
ص 380 ط بيروت) قال:
قال الزبير: مولده في خامس شعبان سنة أربع من الهجرة.

362
قال جعفر الصادق: بين الحسن والحسين في الحمل طهر واحد.
قد مرت في ترجمة الحسن " ع " عدة أحاديث متعلقة بالحسين.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 416 ط مكتبة السعادة بالقاهرة) قال:
تقول أسماء بنت عميس: بعد حول من مولد الحسن ولدت السيدة الزهراء
الحسين، فجاءني النبي " ص " وقال: يا أسماء هاتي ابني، فدفعته إليه " ص "
في خرقة بيضاء، فاستبشر به وأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ثم وضعه
في حجره وبكى.
قالت أسماء: فقلت فداك أبي وأمي مم بكاؤك؟ قال: على ابني هذا. قلت:
إنه ولد الساعة. قال: يا أسماء تقتله الفئة الباغية، لا أنالهم الله شفاعتي.

363
استدراك جملة مما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(في فضائل الحسين عليه السلام)
(غير ما تقدم عنه فيه وفي أخيه الحسن مشتركا)
الحديث الأول
ما روى القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 293 إلى ص 302) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في كتابه " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 203) قال:
وعن أبي هريرة سمعت أذني هاتان وأبصرت عيناي هاتان رسول الله " ص "
وهو آخذ بكفيه بكفه جميعا وقدماه على قدم رسول الله وهو يقول: حزقة حزقة
عين بقة، فرقى الغلام حتى يضع قدميه على صدر رسول الله " ص " وقال له:
افتح، ثم قبله ثم قال: اللهم أحبه فإني أحبه.

364
ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في جامع
الأحاديث ج 2 ص 74 ط دمشق)
روى من طريق الحاكم عن أبي هريرة قال: قال النبي " ص ": أحب الله
من أحب حسينا.
ومنهم العلامة أحمد بن أحمد الصغير المصري الشافعي في " تحفة
الراغب في سيرة جماعة من أعيان أهل البيت الأطائب " (ص 4 ط محمد
أفندي مصطفى) قال:
روى خيثمة بن سليمان، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس
في المسجد فقال: أين لكع، فجاء الحسين يمشي حتى سقط في حجره، فجعل
أصابعه في لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، ففتح صلى الله عليه وسلم فمه
- أي الحسين - فأدخل فاه في فيه ثم قال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه.
ومنهم العلامة محمد إكرام الدين في " سعادة الكونين " (ص 35)
روى عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق الحسين:
اللهم إني أحبه فأحبه.
ومنهم العلامة الشيخ عبد المنعم صالح العلي البغدادي في " الدفاع
عن أبي هريرة " (ط النهضة في بيروت ص 173)
روى عن أبي هريرة قال: ما رأيت الحسين بن علي إلا فاضت عيني دموعا،
وذاك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فوجدني في المسجد، فأخذ

365
بيدي واتكأ علي، فانطلقت معه حتى جاء سوق بني قينقاع قال: وما كلمني،
فطاف ونظر ثم رجع ورجعت معه، فجلس في المسجد واحتبى وقال لي:
ادع لي لكاع. فأتى حسين يشتد حتى وقع في حجره، ثم أدخل يده في لحية
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتح فم
الحسين، فيدخل فاه فيه ويقول: اللهم إني أحبه فأحبه.
الحديث الثاني
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم (في ج 11 ص 316) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي في " وسيلة النجاة " (ص
266 ط گلشن فيض في لكهنو) قال:
أخرج ابن سعد عن عبد الله بن الزبير قال أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه
وآله وأحبهم إليه الحسين بن علي عليه السلام، رأيت يجئ وهو ساجد، فركب
رقبته - أو قال ظهره - فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل، ولقد رأيته وهو
راكع فيفرج بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر.
ومنهم العلامة الصنعاني في " المصنف " (ج 2 ص 34)
روى عن عبد الرزاق، عن ابن جريح، عن عطاء قال: كان رسول الله " ص "
يأخذ حسينا في الصلاة فيحمله قائما حتى إذا سجد وضعه. قلت: أفي المكتوبة؟
قال: لا أدري.

366
وروى أيضا عن عبد الرزاق، عن ابن جريح، ع عمرو بن دينار: أن
النبي " ص " كان يسجد فيرقى حسين على ظهره، فإذا رفع رأسه أخره، فإذا
سجد عاد فرقى على ظهره. قال: فإذا رفع رأسه أخره.
الحديث الثالث
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 316) وإنما ننقل ههنا عمن
لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلى الحنفي
ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه " وسيلة
النجاة " (ص 266 طبع مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو)
روى عن ابن عباس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وعلى فخذه
الأيمن الحسين [وعلى فخذه الأيسر إبراهيم ابنه] وهو يقبل هذا تارة وذلك
أخرى، وهبط جبرئيل فقال: الحمد لله إن الله يقرؤك السلام، وقال: إن الله
تعالى لا يجمع لك هذين فاختر أيهما شئت. فنظر إلى إبراهيم وبكى ونظر إلى
الحسين وبكى ثم قال: إن إبراهيم إن مات لم يحزن عليه غيري وأم الحسين
فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن
عمي وحزنت أنا فآئر حزني على حزنهما، فقبض إبراهيم فقد فديت الحسين
به فقبض بعد ثلاث، وكان إذا رأى الحسين مقبلا قبله وضمه إلى صدره.

367
الحديث الرابع
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 296 إلى ص 297) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة البدخشي في " مفتاح النجاة " (ص 136 مخطوط) قال:
وأخرج أبو يعلى عن أبي عبيدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: لا يزال هذا الدين قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل
من بني أمية يقال له يزيد.
الحديث الخامس
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 296 إلى 297) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الصيادي في كتابه " ضوء الشمس في شرح قوله ص
بني الاسلام على الخمس " (ص 98) قال:
روى خيثمة بن سليمان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس
في المسجد، فجاء الحسين يمشي حتى سقط في حجره، فجعل أصابعه في لحية
رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ففتح صلى الله عليه وسلم فمه - أي الحسين -
فأدخل فاه في فيه ثم قال: اللهم إني أحبه وأحب من يحبه.

368
الحديث السادس
ما رواه القوم وقد تقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 557 إلى ص 568) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 388) قال:
أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي رحمه الله، حدثنا أبو
الفضل عبد الواحد بن عبد العزيز التميمي، حدثنا القاضي أبو بكر محمد بن
عمر الجعابي، حدثنا سري بن منصور بن عمار، حدثنا أبي، عن أبي لهيعة،
عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي عليهما السلام أخذوا الرأس وأسروا
به، فلما صار الليل قعدوا يشربون ويتحيون بالرأس، فخرجت عليه كف من
حائط فيها قلم من حديد وكتبت سطرا بدم:
أترجوا أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب
الحديث السابع
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 334) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 79 ط الاسلامية بطهران)
قال:
أخبرنا أحمد بن محمد إجازة، أخبرنا عمر بن عبد الله بن شوذب، حدثنا

369
أبي، حدثنا إبراهيم بن عبد السلام، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، عن إسماعيل، عن
أبيه مجالد بن سعيد، عن عامر بن سعد البجلي قال: لما قتل الحسين بن علي رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال: ائت البراء بن عازب فاقرأه مني السلام
وأخبره أن قتلة الحسين في النار وإن كاد الله عز وجل أن يسحت الناس بعذاب
عظيم. قال: فأتيت البراء فذكرت ذلك له، فقال: صدق رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، قال رسول الله: من رآني في المنام فقد رآني.
الحديث الثامن
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الفاضل العالم الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت " (ص
429) قال:
وعن زيد بن زياد قال: خرج رسول الله " ص " من بيت عائشة فمر على
بيت فاطمة، فسمع حسينا يبكي فقال: ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 284 ط بيروت)
قال:
وفي مراسيل يزيد بن أبي زياد، أن النبي " ص " سمع حسينا يبكي، فقال
لأمه: ألم تعلمي أن بكاءه يؤذيني.

370
الحديث التاسع
قد تقدم نقل الحديث منا في (ج 10 ص 533) عن جماعة ونروي ههنا
عمن لم نروه عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 373 ط الاسلامية بطهران)
قال:
أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو بكر بن إبراهيم وأبو الحسين
محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى الحافظ، قالا حدثنا محمد بن هارون بن
حميد بن المجدر، حدثنا الحسن بن حماد، حدثنا يحيى بن يعلى، عن سفيان
ابن عيينة، عن أبي موسى، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: رأيت رسول
الله صلى الله عليه وآله يمص لعاب الحسن والحسين كما يمص الرجل التمرة.
ومنهم العلامة السيد أبو الهدى ابن الحسن الصيادي الرفاعي النسب
الخالدي في كتابه " ضوء الشمس في شرح قوله " ص " بني الاسلام على
الخمس " (ص 98) قال:
وروى أبو الحسن ابن الضحاك عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى
الله تعالى عليه وسلم يمص لعاب الحسين كما يمص الرجل التمرة.
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في كتابه " أهل
البيت " (ص 429)
روى الحديث عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن " ضوء الشمس ".

371
الحديث العاشر
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 11 ص 460 ط بيروت)
قال:
أخبرنا تاج الدين عبد الخالق، أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة (ح)
وأخبرنا أبو سعيد الزيني، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف، قالا أخبرنا أبو زرعة
طاهر بن محمد، أخبرنا أبو منصور محمد بن الحسين المقومي، أخبرنا القاسم
ابن أبي المنذر الخطيب، أخبرنا علي بن إبراهيم القطان، حدثنا محمد بن يزيد
الحافظ، حدثنا علي بن محمد، حدثنا وكيع، حدثنا حماد بن سلمة، عن
محمد بن زياد، عن أبي هريرة، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم حامل
الحسين على عاتقه ولعابه يسيل عليه.
الحديث الحادي عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 334) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة شمس الدين الذهبي الدمشقي في " سير أعلام النبلاء "
(ج 3 ص 283 ط بيروت) قال:
وروى شداد أبو عمار، عن واثلة بن الأسقع، قصة الكساء.

372
أحمد: حدثنا عفان، حدثنا وهيب، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن
سعيد بن راشد، عن يعلى العامري، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسين
سبط من الأسباط، من أحبني فليحب حسينا. وفي لفظ: أحب الله من أحب حسينا.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في " اتحاف
أهل الاسلام " (في نسخة مصورة بمكتبة الظاهرية بدمشق)
روى الحديث عن يعلى بعين ما تقدم عن " سير أعلام النبلاء ".
ومنهم العلامة السيد عبد القادر الطبري الشافعي في كتابه " عيون
المسائل " (ص 91 ط السلام بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " سير أعلام النبلاء ".
وروى عن يعلى بن مرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسين
مني وأنا، من حسين أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط.
الحديث الثاني عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 397) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ قطب الدين أحمد الشهير بولي الله الدهلوي
المتوفى 1176 في " إزالة الخفاء " (ص 596 ط كراتشي)
في المشكاة معزوا إلى البيهقي عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت

373
على رسول الله " ص " فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة. قال:
وما هو؟ قالت: إنه شديد. قال: وما هو؟ قال: رأيت كأن قطعة من جسدك
قطعت ووضعت في حجري. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت خيرا،
تلد فاطمة إن شاء الله غلاما يكون في حجرك. فولدت فاطمة الحسين فكان في
حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت يوما على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فوضعته في حجره، ثم كانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله
تهريقان الدموع. قالت: فقلت يا نبي الله بأبي - الخ.
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في كتابه " مرآة المؤمنين "
(ص 227)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " إزالة الخفاء ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد مبين الهندي اللكنهوئي في " وسيلة
النجاة " (ص 276 ط مطبعة گلشن فيض)
روى الحديث نقلا عن المشكاة بعين ما تقدم عن " إزالة الخفاء ".
ومنهم العلامة الشيخ عبد الحق في " أشعة اللمعات في شرح المشكاة "
(ج 4 ص 709 ط نول كشور في لكهنو)
روى الحديث عن أم الفضل بعين ما تقدم عن " إزالة الخفاء ".

374
الحديث الثالث عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 372 إلى ص 376) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الإمام أحمد بن حنبل في " المسند " (ج 1 ص 85)
روى بإسناده عن عبد الله بن نجي أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته،
فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين فنادى علي: اصبر أبا عبد الله اصبر أبا
عبد الله بشط الفرات. قلت: وماذا؟ قال: دخلت على النبي " ص " ذات يوم
وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان. قال:
بلى قام من عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات. قال:
فقال هل لك أن أشمك من تربته. قال: قلت نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب
فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا.
ومنهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 397 ط الاسلامية بطهران)
قال:
حدثنا أبو عبد الله محمد بن الحسين الزعفراني، عن عبد الله بن نجي، عن
أبيه أنه سافر مع علي عليه السلام وكان صاحب مطهرته، فلما جاء نينوى وهو
منطلق إلى صفين فإذا علي عليه السلام يقول: صبرا أبا عبد الله صبرا أبا عبد الله
بشط الفرات. قلت: من ذا أبو عبد الله؟ قال علي عليه السلام: دخلت على النبي
صلى الله عليه وآله وعيناه تفيضان فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد ما شأن عينيك
تفيضان. قال: قام من عندي جبرئيل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات.

375
وقال: هل لك أن أشمك من تربته. فقلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب
فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ص 288 ط بيروت) قال:
قال أحمد في " مسنده ": أخبرنا محمد بن عبيد، حدثنا شرحبيل بن مدرك،
عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته، فلما حاذى
نينوى وهو سائر إلى صفين، ناداه علي: اصبر أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: وما
ذاك؟ قال: دخلت علي النبي " ص " ذات يوم وعيناه تفيضان، فقال: قام من عندي
جبرئيل فحدثني أن الحسين يقتل، وقال: هل لك أن أشمك من تربته؟ قلت: نعم،
فمد يده فقبض قبضة من تراب، أقل: فأعطانيها، فلم أملك عيني.
وفي (ج 3 ص 290):
أحمد: حدثنا وكيع، حدثنا عبد الله بن سعيد، عن أبيه، عن عائشة، أو
أم سلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: لقد دخل علي البيت ملك لم
يدخل علي قبلها، فقال: إن حسينا مقتول، وإن شئت أريتك التربة - الحديث.
ورواه عبد الرزاق، أخبرنا عبد الله مثله، وقال: أم سلمة، ولم يشك.
ويروى عن أبي وائل، وعن شهر بن حوشب، عن أم سلمة.
ورواه ابن سعد من حديث عائشة. وله طرق أخرى.
ومنهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين " (ص
232) قال:
وأخرج ابن سعد عن الشعبي قال: مر علي " رض " بكربلا عند مسيره إلى
صفين وحاذى نينوى قربه على الفرات، فوقف وسأل عن اسم هذه الأرض،

376
فقيل كربلا، فبكى حتى بل الأرض من دموعه، ثم قال: دخلت على رسول الله " ص "
وهو يبكي فقلت: ما يبكيك؟ قال: كان عندي جبرئيل آنفا وأخبرني أن ولدي
الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له كربلا، ثم قبض جبرئيل قبضة
من تراب شمني إياها فلم أملك عيني أن فاضتا.
ومنهم العلامة الشيخ علاء الدين علي المتقي الهندي في " كنز العمال "
(ج 16 ص 265 ط حيدرآباد الدكن)
روى الحديث عن نجي بعين ما تقدم عن " المسند ".
ومنهم العلامة أبو البركات نعمان أفندي في " غالية المواعظ ومصباح
المتعظ والواعظ " (ج 2 ص 89).
روى الحديث عن نجي بعين ما تقدم عن " المسند ".
ومنهم العلامة الشيخ أبو محمد محمود بن الحاج محمد بن خطاب
السبكي في " المنهل العذب المورود في شرح سنن أبي داود " (ج 9
ص 309 ط الاستقامة في القاهرة)
روى الحديث عن نجي بعين ما تقدم عن " مناقب ابن المغازلي ".
ومنهم العلامة الحافظ الذهبي في " المنتقى من منهاج الاعتدال "
(ص 154) قال:
وروي عن علي كرم الله وجهه ورضي عنه أنه لما مر بكربلاء قال: صبرا
أبا عبد الله، يعني الحسين رضي الله عنه.

377
الحديث الرابع عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 324) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 68 ط الاسلامية بطهران)
روى بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن موسى بن عمران سأل
ربه عز وجل فقال: يا رب إن أخي هارون قد مات فاغفر له. فأوحى الله عز وجل
إليه: يا موسى لو سألتني في الأولين والآخرين لأجبتك، ما خلا قاتل الحسين
ابن علي فإني أنتقم له من قاتله.
الحديث الخامس عشر
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 66 ص الاسلامية بطهران)
روى بسنده قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إن قاتل الحسين في تابوت
من نار عليه نصف عذاب أهل النار، وقد شد يداه ورجلاه بسلاسل من نار
منكس في النار حتى يقع في قعر جهنم، وله ريح يتعوذ أهل النار إلى ربهم
عز وجل من شدة ريح نتنه، وفيها خالد ذائق العذاب الأليم لا يفتر عنهم ساعة
ويسقى من حميم، الويل لهم من عذاب الله عز وجل.
ورواه في (ص 403) بسند آخر.

378
الحديث السادس عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 317 إلى 322) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الحنفي الشهير بابن
الوردي المتوفى سنة 749 في كتابه " تاريخ ابن الوردي " (ج 1 ص 237
ط مطبعة الحيدرية في الغري الشريف)
قلت: في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله قتل بيحيى بن
زكريا سبعين ألفا، ووعدني أن يقتل بابني هذا - يعني الحسين - سبعين ألفا،
وكان كما قال، والله أعلم.
ومنهم الحافظ أبو عبد الله محمد بن محمد بن عثمان الذهبي الدمشقي
المتوفى سند 748 في " تذكرة الحفاظ " (ج 1 ص 77 ط حيدرآباد الدكن)
قال:
حدثنا محمد بن شداد، أخبرنا أبو نعيم، أنا عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت،
عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى محمد صلى الله عليه
وآله وسلم: أني قتلت بيحيى سبعين ألفا، وأني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا
وسبعين ألفا. غريب، وعبد الله خرج له [مسلم].
الحديث السابع عشر
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

379
منهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 280 ط بيروت)
روى هانئ بن هانئ، عن علي، قال: الحسين أشبه برسول الله صلى الله
عليه وسلم من صدره إلى قدميه.
وقال حماد بن زيد، عن هشام، عن محمد، عن أنس، قال: شهدت ابن
زياد حيث أتي برأس الحسين، فجعل ينكت بقضيب معه، فقلت: أما إنه كان
أشبههما بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ورواه جرير بن حازم، عن محمد.
الحديث الثامن عشر
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 282 ط بيروت)
روى عن موسى بن عثمان الحضرمي - شيعي واه - عن الأعمش، عن
أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: كان الحسين عند النبي صلى الله عليه وسلم
وكان يحبه حبا شديدا، فقال: اذهب إلى أمك. فقلت: أذهب معه؟ فقال: لا،
فجاءت برقة، فمشى في ضوئها حتى بلغ إلى أمه.
الحديث التاسع عشر
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

380
منهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 282 ط بيروت)
روى عن وكيع: حدثنا ربيع بن سعد، عن عبد الرحمن بن سابط، عن
جابر، أنه قال - وقد دخل الحسين المسجد -: من أحب أن ينظر إلى سيد
شباب أهل الجنة فلينظر إلى هذا.
الحديث العشرون
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي
الشافعي المتوفى 571 في " تاريخ مدينة دمشق " (ج 6 والنسخة مصورة
من مخطوطة جامع السلطان أحمد الثالث من آل عثمان في اسلامبول) قال:
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين ابن النقور، قالا حدثنا
أبو القاسم عيسى بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا داود بن رشيد
حدثنا علي بن هاشم، عن أبيه، عن إسماعيل بن رجا، عن أبيه قال: كنت في
مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلقة فيها أبو سعيد الخدري وعبد الله
ابن عمر، فمر بنا حسين بن علي فسلم فرد القوم، فسكت عبد الله بن عمر حتى إذا
فرغوا رفع عبد الله بن عمر صوته فقال: وعليك ورحمة الله وبركاته. ثم أقبل
على القوم فقال: ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى أهل السماء. قالوا: بلى
قال: هو هذا الماشي ما كلمني كلمة منذ ليالي صفين، ولأن يرضى عني أحب
إلي من أن تكون لي حمر النعم.
فقال أبو سعيد: ألا تعتذر إليه. قال: بلي. قال: فتواعدا أن يغدوا إليه،

381
فغدوت معهما فاستأذن أبو سعيد فأذن له، فدخل ثم استأذن لعبد الله بن عمر فلم
يزل به حتى أذن له، فلما دخل قال أبو سعيد: يا بن رسول الله إنك لما مررت أمس
فأخبره بالذي كان من قول عبد الله بن عمر، فقال له حسين: أعلمت يا عبد الله
أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قال: إي ورب الكعبة. قال: فما حملك
على أن تقاتلني وأبي يوم صفين، فوالله لأبي كان خيرا مني. قال: أجل.
ومنهم العلامة شمس الدين أحمد بن عثمان الذهبي الدمشقي الشافعي
المتوفى 748 في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ط مؤسسة الرسالة في بيروت)
يونس بن أبي إسحق، عن العيزار بن حريث قال: بينا عمرو بن العاص في
ظل الكعبة إذ رأى الحسين، فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل السماء.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(المخطوط والنسخة مصورة من نسخة موجودة في استامبول ج 3 ص 47)
وقال محمد بن سعد في الطبقات: بينا عمرو بن العاص جالس في ظل
الكعبة إذ رأى الحسين بن علي مقبلا، فقال: هذا أحب أهل الأرض إلى أهل
السماء.
ومنهم العلامة القاضي نعمان بن أبي عبد الله التميمي المالكي ثم
الإسماعيلي المتوفى سنة 363 في " المناقب والمثالب " (والنسخة مصورة
في المكتبة الملية الكائنة في لندن)
قيل: كان عبد الله بن عمر يوما جالسا مع قوم إذ مر بهم الحسين بن علي
صلوات الله عليهما، فقال عبد الله بن عمر: أما والله إنه كان لأحب أهل الأرض
إلى أهل السماء.

382
جملة من كرامات الحسين عليه السلام
(ابتلاء قاتليه)
الأولى
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 465 إلى ص 466) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العالم الفاضل المعاصر الشيخ محمد علي اللبناني في كتابه
" الدرر واللآل في بدايع الأمثال " (ص 9 ط الاتحاد في بيروت) قال:
روي من طريق الطبراني عن أم حكيم قالت: قتل الحسين وأنا يومئذ
جويرية، فمكثت السماء أياما مثل العلقة " طب ".
عن عيسى بن الحرث الكندي قال: لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام إذا
صلينا العصر نظرنا إلى السماء على طرف الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة،
ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا " طب ".

383
الثانية
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 552) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان
المعتمد البدخشي المتوفى أوائل القرن الثاني عشر في كتابه " مفتاح
النجا في مناقب آل العبا " (ص 151 المخطوط) قال:
وحكي عن الواقدي أن شيخا حضر قتله فقط فعمي، فسئل عن سببه فقال:
إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم حاسرا عن ذراعيه وبيده سيف وبين يديه
نطع ورأى عشرة من قاتلي الحسين رضي الله عنه مذبوحين بين يديه، ثم لعنه
وسبه، ثم أكحله بمرود من دم الحسين رضي الله عنه فأصبح أعمى.
الثالثة
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 531 إلى ص 532) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المحدث الحافظ الميرزا محمد خان بن رستم خان
المعتمد البدخشي المتوفى أوائل القرن الثاني عشر في كتابه " مفتاح
النجا في مناقب آل العبا " (المخطوط ص 151) قال:
وحكي أيضا أن شخصا منهم (أي من قاتلي الحسين) علق في لبب فرسه
رأس الحسين بن علي رضي الله عنهما، فرأى بعد أيام ووجهه أشد سوادا من

384
القار، فقيل له: إنك كنت أنضر العرب وجها. فقال: ما مرت علي ليلة من حين
حملت تلك الرأس إلا واثنان يأخذان بضبعي ثم ينتهيان بي إلى نار تأجج فيدفعاني
فيها وأنا أركض فيصفعاني كما ترى. ثم مات على أقبح حالة.
الرابعة
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الحافظ أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا الأموي
مولاهم المتوفى سنة 281 في كتابه " مجاب الدعوة " (ص 38 طبع هيوندي
من أعمال بمبئي بالهند) قال ما لفظ:
عن سفيان بن عيينة، قال حدثتني جدتي أم أبي، قالت: أدركت رجلين
من الجعفيين ممن شهد قتل الحسين رضي الله عنه، فأما أحدهما فطال ذكره حتى
تلفه، وأما الآخر فكان يستقبل الراوية بفيه فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال
سفيان: أدركت ابن أحدهما به خبل أو نحو هذا.
أقول: ونقل الخبر الحافظ ابن حجر العسقلاني في " تهذيب التهذيب "
(ج 2 ص 354).
الخامسة
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 384 ط الاسلامية بطهران)
قال:
حدثنا أسلم، قال أحمد بن إسماعيل بن عمر، حدثنا سليمان بن منصور،

385
حدثنا علي بن عاصم، عن حصين قال: كنت بالكوفة فجاءنا قاتل الحسين بن
علي عليهما السلام، فمكثنا ثلاثا كأن وجوهنا طليت رمادا.
قال علي بن عاصم: قلت لحصين: مثل ما كنت يومئذ. قال: رجل متأهل.
السادسة
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 506 إلى ص 510) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 384 ط الاسلامية بطهران)
قال:
أخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن خضر الأزدي إجازة أن أبا يعقوب يوسف
ابن يعقوب النجيرمي حدثهم، قال حدثنا أبو يحيى الساجي، حدثنا إسماعيل
ابن بنت السدي، حدثنا دويد الجعفي، عن أبيه قال: لما قتل الحسين عليه السلام
انتهبت جزور من عسكره، فلما طبخت إذا هي دم فأكفوها.
السابعة
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 542 إلى 545) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلى الحنفي ابن
المولوي محب الله السهالوي في كتابه " وسيلة النجاة " (ص 307 ط مطبعة
گلشن فيض في لكهنو)
نقل قصة تسلل الحية في رأس ابن زياد مرتين أو ثلاثا لما جيئ به إلى

386
الكوفة عن الصواعق بعين ما نقلنا عنه في (ج 11 ص 544) فراجع.
الثامنة
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 333) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي فرنگي محلى الحنفي ابن
المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1235 في " وسيلة النجاة "
(ط مطبعة گلشن فيض الكائنة في لكهنو ص 307)
روى عن عامر بن سعد البجلي أنه قال يوم قتل الحسين بن علي: رأيت
النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال لي: رأيت البراء بن عازب فأقرأه مني
السلام وأخبره أن قتلة الحسين في النار وأن ينجى أهل الأرض عن العذاب
الأليم، فأتيت البراء فأخبرته فقال: صدق الله ورسوله، قال رسول الله " ص ":
من رآني فإن الشيطان لا يتصور في صورتي. أخرجه ابن الأخضر، وهذا عذاب
الآخرة وهو أشد وأبقى، وأما عذاب الدنيا فقد قال الزهري: لم يبق أحد ممن
حضر قتله إلا عوقب في الدنيا إما بقتل أو سواد الوجه أو عمى أو زوال الملك
في مدة يسيرة.
التاسعة
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 506 إلى ص 510) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

387
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 383 ط الاسلامية بطهران)
قال:
قال: حدثنا أسلم، حدثنا إسماعيل بن عيسى، حدثنا يزيد بن هارون،
حدثتني أمي، عن جدها قال: أدركت قتل الحسين بن علي عليهما السلام، فلما
قتل خرج أناس إلى إبل كانت معه فانتهبوها، فلما كان الليل رأيت فيها النيران
فاحترق كل ما أخذ من عسكره.
العاشرة
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 525) وإنما ننقل هيهنا عمن
لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة إبراهيم بن محمد البيهقي البغدادي المتوفى سنة 300
بقليل في " المحاسن والمساوئ " (ص 62 ط دار صادر في بيروت) قال:
قيل: ودخل سنان بن أنس على الحجاج بن يوسف فقال: أنت قتلت
الحسين بن علي؟ قال: نعم. فقال: أما إنكما لن تجتمعا في الجنة. فذكروا أنهم
رأوه موسوسا يلعب ببوله كما يلعب الصبيان.
الحادي عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 552 إلى ص 555) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

388
منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " (ص 405 ط الاسلامية بطهران)
قال:
أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن أبي مسلم
القرضي، أخبرنا محمد بن القاسم الأنباري النحوي، حدثنا موسى بن إسحاق
الأنصاري، حدثنا هارون بن حاتم، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حماد، عن ثابت
ابن إسماعيل، عن أبي النضر الحرمي قال: رأيت رجلا سمج العمى، فسألته
عن سبب ذهاب بصره، فقال: كنت فيمن حضر عسكر عمر بن سعد، فلما جاء
الليل رقدت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في المنام وبين يديه طشت
فيها دم وريشة في الدم وهو يؤتي بأصحاب عمر بن سعد فيأخذ الريشة فيخط
بها أعينهم، فأتي بي فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح
ولا رميت بسهم. فقال: أفلم تكثر عدونا، فأدخل إصبعيه في الدم السبابة والوسطى
وأهوى بها إلى عيني فأصبحت أعمى.
ومنهم العلامة البدخشي في " مفتاح النجا " (ص 151 مخطوط) قال:
وحكي أيضا أن شخصا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في النوم وبين يديه
طست فيها دم والناس يعرضون عليه فيلطخهم. قال: حتى انتهيت إليه فقلت:
ما حضرت. فقال لي: هويت فأومئ إلي بإصبعه فأصبحت أعمى.

389
ملخص ما رواه ابن عساكر
(في ترجمة الإمام الحسين بن علي " ع " من تاريخ دمشق)
(المطبوع في بيروت)
" الحديث الأول "
رواه في (ص 81):
بسنده عن يعلى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسين سبط
من الأسباط، من أحبني فليحب حسينا.
" الحديث الثاني "
رواه في (ص 82):
بسنده عن يعلى قال: جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فأخذ أحدهما فضمه إلى إبطه وأخذ الآخر فضمه إلى إبطه الآخر،

390
وقال: هذان ريحانتاي من الدنيا من أحبني فليحبهما. ثم قال: الولد مجبنه
مبخلة مجهلة.
" الحديث الثالث "
رواه في (ص 82):
بسنده عن يعلى بن مرة، قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم،
فدعينا إلى طعام فإذا الحسين يلعب في الطريق، فأسرع النبي صلى الله عليه
وسلم أمام القوم ثم بسط يديه فجعل الحسين يمر مرة هاهنا ومرة هاهنا فيضاحكه
حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثم اعتنقه فقبله
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حسين مني وأنا منه، أحب الله من أحبه
الحسن والحسين سبطان من الأسباط.
" الحديث الرابع "
رواه في (ص 92):
بسنده عن أبي هريرة، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سوق من أسواق المدينة، فانصرف وانصرفت معه، فقال: ادع الحسين
ابن علي، فجاء الحسين بن علي يمشي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده
هكذا فقال الحسين بيده هكذا، فالتزمه فقال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب
من يحبه.

391
" الحديث الخامس "
رواه في (ص 109):
بسنده عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: جاء حسين يشتد
والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي، فالتزم عنقه فقام [النبي] وأخذ بيده، فلم
يزل يمسكه حتى ركع.
" الحديث السادس "
رواه في (ص 127):
بسنده عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يمص لسان الحسين بن علي كما يمص الصبي التمرة.
" الحديث السابع "
رواه في (ص 132):
بسنده عن يزيد بن أبي زياد، قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بيت
عائشة، فمر على بيت فاطمة فسمع حسينا يبكي، فقال لفاطمة: أي بنية ألم
تعلمي أن بكاءه يؤذيني.
" الحديث الثامن "
رواه في (ص 149):

392
بسنده عن عبد الله بن عبيدة بن عمير، قال: حج الحسين بن علي خمسا
وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد معه.
قال: وأنبأنا الفضل بن دكين، أنبأنا حفص بن غياث، عن جعفر بن
محمد، عن أبيه قال: إن الحسين بن علي حج ماشيا وإن نجائبه تقاد وراءه.
" الحديث التاسع "
رواه في (ص 150):
بسنده عن مصعب بن عبد الله قال: حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا.
" الحديث العاشر "
رواه في (ص 155):
بسنده عن أبي عون، قال: لما خرج الحسين بن علي من المدينة يريد
مكة، مر بابن مطيع وهو يحفر بئره فقال له: أين فداك أبي وأمي؟ قال: أردت
مكة. قال: وذكر له أنه كتب إليه شيعته بها - فقال له ابن مطيع: أين فداك أبي
وأمي متعنا بنفسك ولا تسر إليهم. فأبى حسين فقال له ابن مطيع: إن بئري هذه
قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شئ من ماء فلو دعوت
الله لنا فيها بالبركة. قال: هات من مائها. فأتى من مائها في الدلو، فشرب
منه ثم تمضمض ثم رده في البئر، فأعذب وأمهى.

393
" الحديث الحادي عشر "
رواه في (ص 165):
بثلاثة أسانيد عن عبد الله بن نجي عن أبيه: أنه سافر مع علي بن أبي طالب
- وكان صاحب مطهرته - فلما حاذوا نينوى - وهو منطلق إلى صفين - نادى
علي: صبرا أبا عبد الله، صبرا أبا عبد الله بشط الفرات. قلت: من ذا أبو عبد الله؟
قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان، فقلت: يا نبي
الله أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: [ما أغضبني أحد] بل قام من
عندي جبرئيل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن
أشمك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها
فلم أملك عيني أن فاضتا.
" الحديث الثاني عشر "
رواه في (ص 167):
بسنده عن عامر الشعبي قال: قال علي - وهو على شاطئ الفرات - صبرا
أبا عبد الله، ثم قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيناه تفيضان
فقلت: أحدث حدث؟ قال: أخبرني جبرئيل أن حسينا يقتل بشط الفرات.
ثم قال: أتحب أن أريك من تربته؟ قلت: نعم، فقبض قبضة من تربتها فوضعها
في كفي، فما ملكت عيناي أن فاضتا.

394
" الحديث الثالث عشر "
رواه في (ص 151):
عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم قال: مر الحسين بمساكين يأكلون
في الصفة، فقالوا: الغداء، فنزل وقال: " إن الله لا يحب المتكبرين "، فتغدا
معهم ثم قال لهم: قد أجبتكم فأجيبوني. قالوا: نعم. فمضى بهم إلى منزله
فقال للرباب: أخرجي ما كنت تدخرين.
" الحديث الرابع عشر "
رواه في (ص 168):
بثلاثة أسانيد عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر على النبي صلى الله
عليه وسلم فأذن له وكان في يوم أم سلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
يا أم سلمة احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال: فبينا هي على الباب
إذ جاء الحسين بن علي فاقتحم ففتح الباب فدخل، فجعل يتوثب على ظهر رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يلثمه ويقبله، فقال
الملك: أتحبه؟ قال: نعم. قال: إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي
يقتل فيه؟ قال: نعم.
" الحديث الخامس عشر "
رواه في (ص 171):

395
بسنده عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنسائه:
لا تبكوا هذا الصبي - يعني حسينا - قال: فكان يوم أم سلمة فنزل جبرئيل فدخل
رسول الله صلى الله عليه وسلم الداخل وقال لأم سلمة: لا تدعي أحدا يدخل علي،
فجاء الحسين فلما نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم في البيت أراد أن يدخل،
فأخذته أم سلمة فاحتظنته وجعلت تناغيه وتسكته، فلما اشتد في البكاء خلت عنه
فدخل حتى جلس في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال جبرائيل للنبي
صلى الله عليه وسلم: إن أمتك ستقتل ابنك هذا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
يقتلونه وهم مؤمنين بي؟ قال: نعم يقتلونه. فتناول جبرئيل تربة فقال: بمكان كذا
وكذا. فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد احتضن حسينا كاسف البال
مهموما، فظنت أم سلمة أنه غضب من دخول الصبي عليه، فقالت: يا نبي الله
جعلت لك الفداء أنك قلت لنا: لا تبكوا هذا الصبي وأمرتني أن لا أدع أحدا
يدخل عليك فجاء فخليت عنه. فلم يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها،
فخرج إلى أصحابه وهم جلوس فقال لهم: إن أمتي يقتلون هذا وفي القوم أبو
بكر وعمر وكانا أجرأ القوم عليه، فقالا: يا نبي الله يقتلونه وهم مؤمنين؟
قال: نعم هذه تربته، فأراهم إياها.
" الحديث السادس عشر "
رواه في (ص 172):
بسندين عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطجع ذات ليلة
فاستيقظ وهو خاثر ثم رجع فرقد فاستيقظ وهو خاثر - زاد أبو غالب: ثم رجع
فاستيقظ وهو خاثر. وقالا: - دون ما رأيت منه في المرة الأولى ثم، اضطجع

396
فاستيقظ وفي يده تربة حمراء فقلت: ما هذه يا رسول الله؟ قال: أخبرني
جبرئيل أن ابني هذا يقتل بأرض العراق، يعني الحسين. إنتهى حديث أبي
يعقوب: ورواه أبو غالب:
فقلت لجبرئيل: أرني من تربة الأرض التي يقتل بها. قال: فهذه تربتها.
" الحديث السابع عشر "
رواه في (ص 175):
بسنده عن أم سلمة قالت: كان الحسن والحسين يلعبان بين يدي النبي صلى
الله عليه وسلم في بيتي، فنزل جبرئيل فقال: يا محمد إن أمتك تقتل ابنك هذا
من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين - فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وضمه
إلى صدره، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة وديعة عندك
هذه التربة. قالت: فشمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ريح كرب
وبلاء.
قالت: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أم سلمة إذا تحولت هذه
التربة دما فاعلمي أن ابني قد قتل.
قال: فجعلتها أم سلمة في قارورة ثم جعلت تنظر إليها كل يوم تعني وتقول:
إن يوما تحولين دما ليوم عظيم.
" الحديث الثامن عشر "
رواه في (ص 176):

397
بسنده عن داود قال: قالت أم سلمة: دخل الحسين على رسول الله صلى الله
عليه وسلم ففزع، فقالت أم سلمة: ما لك يا رسول الله؟ قال: إن جبرئيل أخبرني
أن ابني هذا يقتل وأنه اشتد غضب الله على من يقتله.
" الحديث التاسع عشر "
رواه في (ص 176):
بسنده عن أم سلمة، قالت: كان جبرئيل عند النبي صلى الله عليه وسلم
والحسين معي، فبكى فتركته فدنا من النبي صلى الله عليه وسلم فقال جبرئيل:
أتحبه يا محمد؟ فقال: نعم. قال جبرئيل: إن أمتك ستقتله، وإن شئت أريتك
من تربة الأرض التي يقتل بها؟ فأراه إياه فإذا الأرض يقال لها: كربلاء.
" الحديث العشرون "
رواه في (ص 177):
بسنده عن عبد الله بن سعيد عن عائشة أو أم سلمة - قال وكيع شك هو يعني
عبد الله بن سعيد - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لإحداهما: لقد دخل علي
البيت ملك لم يدخل علي قبلها، فقال لي: إن ابنك هذا الحسين مقتول، وإن
شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها؟ قالت: فأخرج - زاد الجوهري إلى
النبي وقالا: - تربة حمراء.

398
" الحديث الحادي والعشرون "
رواه في (ص 178):
بسنده عن أم سلمة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم نائما في بيتي فجاء
الحسين قالت: فقصد الباب فسبقته على الباب مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت:
ثم غفلت في شئ فدب فدخل فقعد على بطنه، قالت: فسمعت نحيب رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فجئت فقلت: يا رسول الله والله ما علمت به؟ فقال: إنما
جاءني جبرئيل عليه السلام وهو على بطني قاعد فقال لي: أتحبه؟ فقلت: نعم
قال: إن أمتك ستقتله ألا أريك التربة التي يقتل بها؟ قال: فقلت: بلى.
قال: فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة، قالت: فإذا في يده تربة حمراء وهو
يبكي ويقول: يا ليت شعري من يقتلك بعدي؟.
" الحديث الثاني والعشرون "
رواه في (ص 179):
بسنده عن عائشة قالت: كانت له مشربة وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا
أراد لقي جبرئيل لقيه فيها، فلقيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مرة من ذلك
فيها وأمر عائشة أن لا يصعد إليه أحد، فدخل حسين بن علي ولم علم عائشة
حتى غشيها، فقال جبرئيل: من هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هذا ابني. فأخذه النبي صلى الله عليه وسلم فجعله على فخذه، فقال جبرئيل:
أما إنه سيقتل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ومن يقتله؟ قال: أمتك،

399
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتي تقتله؟ قال: نعم فإن شئت أخبرتك
بالأرض التي يقتل بها، فأشار له جبرئيل إلى الطف بالعراق وأخذ تربة حمراء
فأراه إياها، فقال: هذه تربة مصرعه.
" الحديث الثالث والعشرون "
رواه في (ص 181):
بسنده عن زينب قالت: بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي وحسين
عندي حين درج، فغفلت عنه فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس
على بطنه، قالت: فبال عليه فانطلقت لأخذه، فاستيقظ رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: دعيه. فتركته حتى فرغ، ثم دعا رسول الله بماء فقال: إنه
يصب من الغلام ويغسل من الجارية، فصبوا صبا. ثم توضأ رسول الله ثم قام
يصلي، فلما قام احتضنه إليه، فإذا ركع أو جلس وضعه، ثم جلس فبكى ثم
مد يده، فدعا الله تعالى، فقلت حين قضى الصلاة: يا رسول الله إني رأيتك اليوم
صنعت شيئا ما رأيتك تصنعه [قبل اليوم]؟ قال: إن جبرئيل أتاني فأخبرني
أن هذا تقتله أمتي. فقلت: [يا جبرئيل] أرني [تربة مصرعه] فأراني تربة
حمراء.
" الحديث الرابع والعشرون "
رواه في (ص 182):
بسندين عن شداد قال: قالت أم الفضل بنت حرث - زوجة العباس بن

400
عبد المطلب -: يا رسول الله رأيت رؤيا أعظمك أن أذكرها لك. قال: اذكريها.
قالت: رأيت كأن بضعة منك قطعت فوضعت في حجري. فقال صلى الله عليه
وسلم: إن فاطمة حبلى تلد غلاما أسميه حسينا وتضعه في حجرك. قالت: فولدت
فاطمة حسينا فكان في حجري أربيه، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما وحسين معي فأخذه يلاعبه ساعة ثم ذرفت عيناه. فقلت: يا رسول الله ما
يبكيك؟ فقال: هذا جبرئيل يخبرني أن أمتي تقتل ابني هذا.
" الحديث الخامس والعشرون "
رواه في (ص 184):
بسنده عن سعيد بن جمهان أن جبرئيل أتى النبي صلى الله عليه وسلم
بتراب من تربة القرية التي قتل فيها الحسين وقيل: اسمها كربلا. فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: كرب وبلاء.
" الحديث السادس والعشرون "
رواه في (ص 185):
بسنده عن محمد بن صالح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أخبره
جبرئيل أن أمته ستقتل حسين بن علي، فقال: يا جبرئيل أفلا أراجع فيه؟ قال:
لا لأنه أمر قد كتبه الله.
" الحديث السابع والعشرون "
رواه في (ص 239):

401
بسنده عن أنس بن الحرث قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: إن ابني هذا - يعني الحسين - يقتل بأرض يقال لها كربلا، فمن شهد
ذلك منكم فلينصره.
" الحديث الثامن والعشرون "
رواه في (ص 241):
بسنده عن ابن عباس قال: أوحى الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم
أني قد قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفا، وأنا قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا
وسبعين ألفا.
" الحديث التاسع والعشرون "
رواه في (ص 241):
عن ابن سيرين قال: لم تبك السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلا على
الحسين بن علي.
" الحديث الثلاثون "
رواه في (ص 242):
بسنده عن خليفة قال: لما قتل الحسين اسودت السماء وظهرت الكواكب
نهارا حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر.

402
" الحديث الحادي والثلاثون "
رواه في (ص 243):
بسندين عن ابن مسهر، حدثتني جدتي قالت: كنت أيام الحسين جارية
شابة فكانت السماء أياما علقة.
" الحديث الثاني والثلاثون "
رواه في (ص 243):
بسنده عن خلاد صاحب السمسم - وكان ينزل بني جحدر - قال: قالت:
كنا زمانا بعد مقتل الحسين وإن الشمس تطلع محمرة على الحيطان والجدران
بالغداة والعشي، قالت: وكانوا لا يرفعون حجرا إلا وجدوا تحتها دما.
بسنده عن عيسى بن الحارث الكندي قال: لما قتل الحسين مكثنا سبعة أيام
إذا صلينا العصر نظرنا إلى الشمس على أطراف الحيطان كأنها الملاحف
المعصفرة، ونظرنا إلى الكواكب يضرب بعضها بعضا.
" الحديث الثالث والثلاثون "
رواه في (ص 243):
بسنده عن الربيع بن منذر الثوري عن أبيه قال: جاء رجل يبشر الناس
بقتل الحسين فرأيته أعمى يقاد.

403
" الحديث الرابع والثلاثون "
رواه في (ص 244):
بسنده عن نصرة الأزدية، قالت: لما أن قتل الحسين بن علي مطرت السماء
دما فأصبحت وكل شئ لنا ملآن دما.
" الحديث الخامس والثلاثون "
رواه في (ص 244):
بسنده عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي كسفت الشمس كسفة
بدت الكواكب نصف النهار حتى ظننا أنها هي.
" الحديث السادس والثلاثون "
رواه في (ص 245):
بسنده عن محمد، قال: تعلم هذه الحمرة في الأفق مم هو؟ فقال: من يوم
قتل الحسين بن علي.
" الحديث السابع والثلاثون "
رواه في (ص 245):
بسنده عن محمد بن سيرين، قال: لم تكن ترى هذه الحمرة في السماء
حتى قتل الحسين بن علي.

404
" الحديث الثامن والثلاثون "
رواه في (ص 246):
بسنده عن جعفر بن سليمان، قال: حدثتني خالتي أم سالم قالت: لما قتل
الحسين بن علي مطرنا مطرا كالدم على البيوت والجدر.
" الحديث التاسع والثلاثون "
رواه في (ص 246):
روى بسنده عن بواب عبيد الله بن زياد أنه لما جئ برأس الحسين فوضع
بين يديه، رأيت حيطان دار الإمارة تتساير دما.
" الحديث الأربعون "
رواه في (ص 247):
بسنده عن أم حيان قالت: يوم قتل الحسين أظلمت علينا ثلاثا، ولم يمس
أحد من زعفرانهم شيئا فجعله على وجهه إلا احترق، ولم يقلب حجر بيت المقدس
إلا أصبح تحته دم عبيط.
" الحديث الحادي والأربعون "
رواه في (ص 247):

405
بسنده عن معمر قال: أول ما عرف الزهري أنه تكلم في مجلس الوليد بن
عبد الملك، فقال الوليد: أيكم يعلم ما فعلت أحجار بيت المقدس يوم قتل
الحسين بن علي؟ فقال الزهري - زاد عبد الكريم وابن السمرقندي: بلغني. وقالوا:
- إنه لم يقلب حجر إلا - زاد ابن السمرقندي. وجد تحته. وقال البيهقي إلا -
وتحته دم عبيط.
" الحديث الثاني والأربعون "
رواه في (ص 248):
بسنده عن عمر بن علي عن أبيه، قال: أرسل عبد الملك إلى ابن رأس
الجالوت فقال: هل كان في قتل الحسين علامة؟ قال ابن رأس الجالوت: ما كشف
يومئذ حجر إلا وجد تحته دم عبيط.
" الحديث الثالث والأربعون "
رواه في (ص 248):
بسنده عن يزيد بن أبي زياد، قال: قتل الحسين ولي أربعة عشر سنة.
وقال: وصار الورس الذي كان في عسكرهم رمادا، واحمرت آفاق السماء،
ونحروا ناقة له في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران.
" الحديث الرابع والأربعون "
رواه في (ص 249):

406
بسنده عن ابن أبي حفصة السلولي قال: إن كان الورس من ورس الحسين
يقال به هكذا فيصير رمادا.
" الحديث الخامس والأربعون "
رواه في (ص 249):
بسنده عن أم عيينة: أن حمالا كان يحمل ورسا فهوى قتل الحسين بن علي
فصار ورسه رمادا.
" الحديث السادس والأربعون "
رواه في (ص 249):
رواه بسنده عن أبي حميد الطحان، قال: كنت في خزاعة فجاؤوا بشئ من
تركة الحسين، فقيل لهم: ننحر أو نبيع فنقسم؟ قالوا: انحروا.
قال: فنحر
فجعل على جفنة فلما وضع صارت نارا.
" الحديث السابع والأربعون "
رواه في (ص 250):
بسنده عن جميل بن مرة، قال: أصابوا إبلا في عسكر الحسين يوم قتل
فنحروها وطبخوها، قال: فصارت مثل العلقم فما استطاعوا أن يسيغوا منها شيئا.

407
" الحديث الثامن والأربعون "
رواه في (ص 250):
بسنده عن شيخ من النخع قال: قال الحجاج: من كان له بلاء فليقم. فقام
قوم فذكروا بلاءهم، وقام سنان بن أنس فقال: أنا قاتل الحسين، فقال الحجاج:
بلاء حسن، ورجع سنان إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله، فكان يأكل
ويحدث في مكانه.
" الحديث التاسع والأربعون "
رواه في (ص 251):
بسندين عن أبي رجاء قال: لا تسبوا عليا، يا لهفتا على أسهم رميتهم بهن
يوم الجمل مع ذاك لقد قصرن - والحمد لله - عنه. ثم قال: إن جارا لنا من
بلهجيم جاءنا من الكوفة، فقال: ألم تروا إلى الفاسق ابن الفاسق قتله الله يعني
الحسين بن علي. قال: فرماه الله بكوكبين في عينيه فذهب بصره لعنه الله.
" الحديث الخمسون "
رواه في (ص 252):
روى بسنده عن أبي زحر بن حصين، أنبأنا إسماعيل بن داود بن أسد،
حدثني أبي، عن مولى لبني سلامة قال: كنا في ضيعتنا بالنهرين ونحن نتحدث
بالليل، ما أحد ممن أعان على قتل الحسين خرج من الدنيا حتى يصيبه بلية. قال:

408
وكان معنا رجل من طي فقال الطائي: أنا ممن أعان على قتل الحسين فما أصابني
إلا خير. قال: وغشى السراج، فقام الطائي يصلحه فعلقت النار في سباحته،
فمر يعدو نحو الفرات فرمى بنفسه في الماء، فتبعناه فجعل إذا انغمس في الماء
فرقت النار على الماء فإذا ظهر أخذته حتى قتلته.
" الحديث الحادي والخمسون "
رواه في (ص 254):
بسنده عن ابن السدي عن أبيه قال: كنا غلمة نبيع البز في رستاق كربلا،
قال: فنزلنا برجل من طي، قال: فقرب إلينا العشاء قال: فتذاكرنا قتلة الحسين،
قال: فقلنا ما بقي أحد ممن شهد كربلا من قتلة الحسين إلا وقد أماته الله ميتة سوء
- أو بقتلة سوء - قال: فقال: ما أكذبكم يا أهل الكوفة تزعمون أنه ما بقي أحد ممن
شهد قتلة الحسين إلا وقد أماته الله ميتة سوء - أو قتلة سوء - وإني لممن شهد قتلة
الحسين وما بها أكثر ما لامني. قال: فنزعنا أيدينا عن الطعام، قال: وكان السراج
يوقد، قال: فذهب ليطفئ السراج. قال: فذهب ليخرج الفتيلة بإصبعه، قال:
فأخذت النار بإصبعه، قال: ومدها إلى فيه فأخذت بلحيته، قال: فحضر - أو قال:
فأحضر - إلى الماء حتى ألقى نفسه فيه قال: فرأيته يتوقد فيه النار حتى صار
حممة.
" الحديث الثاني والخمسون "
رواه في (ص 256):

409
بسندين عن سفيان قال: حدثتني امرأتي قالت: أدركت رجلين ممن شهد
قتل الحسين، فأما أحدهما فطال ذكره حتى كان يلفه، وأما الآخر فكان يستقبل
الراوية فيشربها حتى يأتي على آخرها. قال سفيان: أدركت ابن أحدهما به
خبل أو نحو هذا.
بسنده عن علقمة بن وائل - أو وائل بن علقمة - أنه شهد ما هناك قال: قام
رجل فقال: أفيكم الحسين؟ قالوا: نعم. قال: أبشر بالنار. قال: بل أبشر برب
رحيم وشفيع مطاع من أنت؟ قال: أنا جويزة. قال: اللهم جزه إلى النار.
فنفرت به الدابة فتعلقت به رجله في الركاب، فوالله ما بقي عليها منه إلا رجله.
" الحديث الثالث والخمسون "
رواه في (ص 257):
بسندين عن أنس بن مالك، قال: لما أتي برأس الحسين - يعني إلى عبيد الله
ابن زياد - قال: فجعل ينكت بقضيب في يده ويقول: إن كان لحسن الثغر، فقلت:
والله لأسوءنك، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل موضع قضيبك
من فيه.
" الحديث الرابع والخمسون "
رواه في (ص 259):
بسنده عن السبيعي، أنبأنا زيد بن أرقم، قال: كنت عند عبيد الله بن زياد
لعنه الله، إذ أتي برأس الحسين بن علي فوضع في طست بين يديه، فأخذ

410
قضيبا فجعل يفتر به عن شفتيه وعن أسنانه، فلم أر ثغرا قط كان أحسن منه كأنه الدر،
فلم أتمالك أن رفعت صوتي بالبكاء، فقال: ما يبكيك أيها الشيخ؟ قال قلت:
يبكيني ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل بعض موضع هذا القضيب
ويلثمه ويقول: اللهم إني أحبه.
" الحديث الخامس والخمسون "
رواه في (ص 260):
بسنده أن زيد بن أرقم خرج من عنده - يعني ابن زياد - يومئذ وهو يقول:
أما والله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم إني استودعكه
وصالح المؤمنين، فكيف حفظكم لوديعة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
" الحديث السادس والخمسون "
رواه في (ص 261):
بسنده عن ابن عباس قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى
النائم بنصف النهار أغبر أشعث وبيده قارورة فيها دم، فقلت: بأبي أنت وأمي
يا رسول الله ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل منذ اليوم التقطه.
" الحديث السابع والخمسون "
رواه في (ص 263):
بسنده عن سلمى قالت: دخلت على أم سلمة وهي تبكي فقلت: ما يبكيك؟

411
قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وعلى رأسه ولحيته التراب
فقلت: ما لك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفا.
" الحديث الثامن والخمسون "
رواه في (ص 266):
بخمسة أسانيد أخبرني عمار، قال: سمعت أم سلمة قالت: سمعت الجن يبكين
على الحسين. قال: وقالت أم سلمة: سمعت الجن تنوح على الحسين.
" الحديث التاسع والخمسون "
رواه في (ص 271):
بثلاثة أسانيد أخبرني إمام مسجد بني سليم قال: غزا أشياخ لنا الروم فوجدوا
في كنيسة من كنائسهم: كيف ترجو أمة قتلت حسينا شفاعة جده يوم الحساب.
" الحديث الستون "
رواه في (ص 273):
بسنده عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي احتزوا رأسه وقعدوا
في أول مرحلة يشربون النبيذ ويتحيون بالرأس فخرج عليهم قلم من حديد من
حائط فكتب بسطر دم:
أترجو أمة قتلت حسينا * شفاعة جده يوم الحساب
فهربوا وتركوا الرأس ثم رجعوا.

412
" الحديث الحادي والستون "
رواه في (ص 298):
بسنده عن الفضل بن الزبير، قال: كنت جالسا عند شخص، فأقبل رجل
فجلس إليه ورائحته رائحة القطران فقال له: يا هذا أتبيع القطران؟ قال: ما بعته قط.
قال: فما هذه الرائحة؟ قال: كنت ممن شهد عسكر عمر بن سعد، وكنت أبيعهم
أوتاد الحديد، فلما جن علي الليل رقدت فرأيت في نومي رسول الله صلى الله
عليه وسلم ومعه علي وعلي يسقي [ظ] القتلى من أصحاب الحسين، فقلت
له: اسقني فأبى. فقلت يا رسول الله مره يسقيني. فقال: ألست ممن عاون علينا؟
فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ولكني
كنت أبيعهم أوتاد الحديد. فقال: يا علي اسقه. فناولني قعبا مملوءا قطرانا فشربت
منه قطرانا، ولم أزل أبول القطران أياما ثم انقطع ذلك البول مني وبقيت
الرائحة في جسمي.
" الحديث الثاني والستون "
رواه في (ص 299):
بسنده عن أبي النظر الجرمي قال: رأيت رجلا سمج العمى فسألته عن
سبب ذهاب بصره فقال: كنت ممن حضر عسكر عمر بن سعد، فلما جاء الليل
رقدت فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام [و] بين يديه طست فيها

413
دم وريشة في الدم، وهو يؤتى بأصحاب عمر بن سعد، فيأخذ الريشة فيخط
بها بين أعينهم فأتي بي فقلت: يا رسول الله والله ما ضربت بسيف ولا طعنت برمح
ولا رميت بسهم. قال: أفلم تكثر عدونا؟ وأدخل إصبعيه في الدم - السبابة
والوسطى - وأهوى بهما إلى عيني فأصبحت وقد ذهب بصري.

414
نبذة من كلمات الإمام الحسين عليه السلام "
(فمن دعائه عليه السلام)
اللهم أنت ثقتي في كل كرب، ورجائي في كل شدة، وأنت لي في كل
أمر نزل بي ثقة وعدة، فكم من هم يضعف فيه الفؤاد، وتقل فيه الحيلة، ويخذل
فيه الصديق، ويشمت فيه العدو، فأنزلته بك وشكوته إليه رغبة فيه إليك عمن
سواك، ففرجته وكشفته وكفيته، فأنت ولي كل نعمة وصاحب كل حسنة، ومنتهى
كل غاية.
رواه في " ترجمة الإمام الحسين بن علي من تاريخ دمشق " (ص 214 ط
بيروت) وتقدم نقلها عن غيره من كتب القوم في (ج 11 ص 613).
(ومن خطبة له عليه السلام)
قام في أصحابه خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: قد نزل بنا ما ترون من
الأمر، وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت وأدبر معروفها واستمرت حتى لم يبق منها
إلا صبابة كصبابة الإناء وإلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل، ألا ترون [أن] الحق

415
لا يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله، وإني لا أرى
الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما.
رواها في " ترجمة الإمام الحسين بن علي ع من تاريخ دمشق ص 214 "
وتقدم نقلها عن غيره من كتب القوم في (ج 11 ص 605 إلى ص 607).
(ومن خطبة له عليه السلام)
(في غداة اليوم الذي استشهد فيه)
عباد الله اتقوا الله وكونوا من الدنيا على حذر، فإن الدنيا لو بقيت لأحد أو
بقي عليها أحد، كانت الأنبياء أحق بالبقاء، وأولى بالرضاء، وأرضى بالقضاء، غير
أن الله تعالى خلق الدنيا للبلاء، وخلق أهلها للفناء، فجديدها بال ونعيمها مضمحل
وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة والدار قلعة، فتزودوا فإن خير الزاد التقوى
فاتقوا الله لعلكم تفلحون.
رواها في " ترجمة الإمام الحسين بن علي " ع " من تاريخ دمشق " (ص 21
ط بيروت) وتقدم نقلها عن غيره من كتب القوم في (ج 11 ص 614).
(ومن خطبة له عليه السلام)
لما استكف الناس بالحسين ركب فرسه ثم استنصت الناس فأنصتوا له
فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:
تبا لكم أيتها الجماعة وترحا، أحين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم
موجفين، شحذتم علينا سيفا كان في أيماننا، وحششتم علينا نارا قدحناها على
عدوكم وعدونا، فأصبحتم البا على أوليائكم ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل

416
رأيتموه بثوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم ومن غير حدث كان منا ولا رأي
بفيل فينا فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن
والرأي لم يستخف، ولكن استصرعتم إلينا طيرة الدبا وتداعيتم إلينا كتداعي
الفراش قيحا وحكة وهلوعا وذلة لطواغيت الأمة، وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب
وعصبة الآثام، وبقية الشيطان، ومحرفي الكلام ومطفئي السنن وملحقي العهرة
بالنسب، وأسف المؤمنين، ومزاح المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين،
لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون.
أفهؤلاء تعضدون؟ وعنا تتخاذلون؟ أجل والله الخذل فيكم معروف،
وشجت عليه عروقكم واستأزرت عليه أصولكم فأفرعكم فكنتم أخبث ثمرة
شجرة للناظر (و) وأكلة للغاصب [ظ] ألا فلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون
الإيمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله عليهم كفيلا.
ألا وإن البغي ابن البغي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا
الدنية أبى الله ذلك ورسوله والمؤمنون وحجور طابت وبطون طهرت وأنوف
حمية ونفوس أبية [أن] تؤثر مصارع الكرام على ظآر اللثام.
ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قل العدد وكثرة العدو، وخذلة الناصر
[ثم تمثل عليه السلام بقول الشاعر]:
فإن نهزم فهزامون قدما * وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبنا جبن ولكن * منايانا وطعمة آخرينا
ألا ثم لا تلبثون إلا ريث ما يركب فرس حتى تدار بكم دور الرحا ويفلق بكم
فلق المحور عهدا عهده النبي إلى أبي " فأجمعوا أمركم وشركاءكم ثم لا يكن
أمركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون " [" إني توكلت على الله ربي وربكم
ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم "].

417
رواها في " ترجمة الإمام الحسين بن علي " ع " ص 215 ط بيروت وتقدم
نقلها عن غيره من كتب القوم (ج 11 ص 624 إلى ص 627).
(ومن كلام له عليه السلام)
يا نافع من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الالتباس، مائلا إذا
كبا عن المنهاج ظاعنا بالاعوجاج، ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل.
يا ابن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه، لا يدرك بالحواس ولا يقاس
بالناس، قريب غير ملتصق وبعيد غير مستقصى، يوحد ولا يبغض، معروف بالآيات
موصوف بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال.
رواه في " أهل البيت " (ص 436) قال:
لما قال له نافع بن الأزرق رأس الخوارجة الأزارقة: صف إلهك، فذكره
ثم قال: فبكى ابن الأزرق وقال: ما أحسن كلامك. فقال له الإمام الحسين:
بلغني أنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعلي. قال ابن الأزرق: أما والله
يا حسين لئن كان ذلك لقد كنتم منار الاسلام ونجوم الأحكام. فقال الحسين:
إني سائلك عن مسألة. فقال: سل، فسأله عن قوله تعالى " وأما الجدار فكان
لغلامين يتيمين في المدينة "، فقال يا ابن الأزرق: من حفظ في الغلامين. فقال:
أبوهما. فقال الإمام الحسين: أبوهما خير أم رسول الله؟ فقال ابن الأزرق:
قد أنبأنا الله تعالى عنكم أنكم قوم خصمون.
(ومن كلام له عليه السلام)
(لما عرض عبيد الله بن عمر له الخلافة لو خالف أباه عليه السلام)
كلا والله، لا أكفر بالله وبرسوله وبوصي رسول الله، اخسأ ويلك من
...

418
شيطان مارد، فلقد زين لك الشيطان سوء عملك فخدعك حتى أخرجك من دينك
باتباع القاسطين نصرة هذا المارق من الدين، لم يزل هو وأبوه حربيين وعدوين
لله ولرسوله وللمؤمنين، فوالله ما أسلما ولكنهما استسلما خوفا وطمعا، فأنت
اليوم تقاتل عن غير متذمم.
رواه في " الفتوح " (ج 3 ص 56 ط حيدرآباد).
ثم قال: فضحك عبيد الله بن عمر ثم رجع إلى معاوية فقال: إني أردت
خديعة الحسين وقلت له كذا وكذا فلم أطمع في خديعته. فقال معاوية: إن
الحسين بن علي لا يخدع وهو ابن أبيه.
(ومن كلامه عليه السلام)
أيها الناس نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم، ولا تحتسبوا بمعروف
لم تعجلوه، واكتسبوا الحمد بالنجح، ولا تكتسبوا بالمطل ذما، فمهما يكن
لأحد صنيعة له رأي أنه لا يقوم بشكرها فالله مكاف له، فإنه أجزل عطاء وأعظم
أجرا.
اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم، ولا تملوا النعم فتحور
نقما، واعلموا أن المعروف مكسب حمدا ومعقب أجرا، فلو رأيتم المعروف
رجلا رأيتموه حسنا جميلا يسر الناظرين ويفوق العالمين، ولو رأيتم اللؤم رجلا
رأيتموه سمجا مشوها تنفر منه القلوب وتغض دونه الأبصار.
أيها الناس من جاد ساد، ومن بخل رذل، وإن أجود الناس من أعطى من
لا يرجوه، وإن أعفى الناس من عفا من قدرة، وإن أوصل الناس من وصل من
قطعه، والأصول على مغارسها بفروعها تسمو.
من تعجل لأخيه خيرا وجده
إذا قدم عليه غدا، ومن أراد الله تعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته،
وصرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه، ومن نفس كربة مؤمن فرج الله عنه

419
كرب الدنيا والآخرة، ومن أحسن أحسن الله إليه والله يحب المحسنين.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 101 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام لجعيد)
يا جعيد ابن الناس أربعة: فمنهم من له خلاق وليس له خلق، ومنهم من
له خلق وليس له خلاق، ومنهم من ليس له خلق ولا خلاق، ومنهم من له خلق
وخلاق، فذاك أفضل الناس.
رواه في " العقل وفضله " (ص 26 ط السيد عزت العطار) قال:
حدثنا أبو بكر، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا أبو عثمان، عن سهل
ابن شعيب، عن قنان النهمي، عن جعيد بن عبد الله الهمداني: أن الحسين بن
علي رضي الله عنهما قاله.
(ومن كلامه عليه السلام)
من جاد ساد، ومن بخل رذل، ومن تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم على
ربه غدا.
رواه في " الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية " (ص 33 ط
المطبعة الدرويشية في دمشق).
(ومن كلامه " ع " حين التزم الركن الأسود)
إلهي نعمتني فلم تجدني شاكرا، وأبليتني فلم تجدني صابرا، فلا أنت
سلبت النعمة بترك الشكر، ولا أدمت الشدة بترك الصبر. إلهي لا يكون من

420
الكريم إلا الكرم.
رواه في " الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية " (ص 33 ط المطبعة
الدرويشية في دمشق)، وتقدم نقله عن غيره من كتب القوم في (ج 11 ص
595).
(ومن كلامه " ع " للنافع)
يا نافع إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الالتباس سائلا
ناكبا عن المنهاج، ظاعنا بالاعوجاج، ضالا عن السبيل، قائلا غير الجميل.
يا ابن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه وأعرفه بما عرف به نفسه:
لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، قريب غير ملتصق، وبعيد غير منتقص، يوحد
ولا يبعض، معروف بالآيات، موصوف بالعلامات، لا إله إلا هو الكبير المتعال.
فبكى ابن الأزرق وقال: يا حسين ما أحسن كلامك. قال له الحسين: بلغني أنك
تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعلي؟ قال ابن الأزرق: أما والله يا حسين
لئن كان ذلك لقد كنتم منار الاسلام ونجوم الأحكام. فقال له الحسين: إني سائلك
عن مسألة قال: أسأل. فسأله عن هذه الآية " وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في
المدينة ". يا ابن الأزرق من حفظ في الغلامين؟ قال ابن الأزرق: أبوهما؟
قال الحسين: فأبوهما خير أم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال ابن الأزرق
قد أنبأنا الله تعالى أنكم قوم خصمون.
رواه بسنده في " ترجمة السبط الشهيد من تاريخ دمشق " (ص 157 ط
بيروت)
ورواه في (الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية " (33 ط مطبعة
الدرويشية في دمشق).

421
(ومن كلامه عند قبر أخية الحسن يوم استشهد)
رحمك الله أبا محمد إن كنت لناصر الحق مظانه، وتؤثر الله عند مداحض
الباطل في مواطن البقية بحسن الروية، وتستشف جليل معاظم الدين بعين لها
حاضرة، وتقبض يدا طاهرة، وتردع ما ردة أعدائك بأيسر المؤنة، وأنت ابن
سلالة النبوة، ورضيع لبان الحكمة، وقد صرت إلى روح وريحان وجنة نعيم،
أعظم الله لنا ولكم الآجر عليه ووهب لنا ولكم السلوة وحسن الأسى عليه.
رواه في " ترجمة الإمام الحسن بن علي عليه السلام من تاريخ دمشق "
(ص 233 ط بيروت).
بسنده عن ابن سماك قال قاله الحسين " ع " عند قبر أخيه الحسن " ع "
يوم مات، وقد تقدم نقله عن غيره من الكتب في (ج 11 ص 597).
(ومن كلامه عليه السلام)
من أحبنا لله وردنا نحن وهو على نبينا صلى الله عليه وسلم هكذا - وضم
إصبعيه - ومن أحبنا للدنيا فإن الدنيا تسع البر والفاجر.
رواه في " ترجمة السبط الشهيد من تاريخ دمشق " (ص 159 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
إذا وردت على العاقل ملمة قمع الحزن بالحزم، وقرع العقل للاحتيال.
ورواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 376 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
اصبر على ما تكره فيما يلزمك الحق، واصبر على ما تحب مما يدعوك
إليه الهوى.

422
(ومن منظوماته عليه السلام)
فإن تكن الدنيا تعد نفيسة * فإن ثواب الله أعلى وأنبل
وإن تكن الأبدان للموت أنشئت * فقتل امرئ في الله بالسيف أفضل
وإن تكن الأرزاق قسما مقدرا * فقلة حرص المرء في الكسب أجمل
وإن تكن الأموال للترك جمعها * فما بال متروك به المرء يبخل
رواه في " مطالب السؤل في مناقب آل الرسول " ص 73 ط طهران.
قال ما لفظه: وقال - أي صاحب كتاب الفتوح - وقد التقاه وهو متوجه إلى
الكوفة الفرزدق بن غالب الشاعر فقال له: يا بن رسول الله كيف تركن إلى أهل
الكوفة وهم الذين قتلوا ابن عمك مسلم بن عقيل وشيعته فترحم على مسلم وقال
صار إلى روح الله ورضوانه أما إنه قضى ما عليه وبقي ما علينا وأنشأها.
ورواه في " عيون التواريخ " (ج 3 ص 47 نسخة موجودة في مكتبة
اسلامبول).
وقد تقدم نقله عن غيره من كتب القوم في (ج 11 ص 637).

423
(ومن منظومه عليه السلام)
هذا غلام كرم الر * حمن بالتطهير جديه
كساه القمر القمقام * من نور سنائيه
ولو عدد طماح * نفحنا عن عداديه
وقد أرضيت من شعري * وقومت عروضيه
فلما سمع الأعرابي قول الحسين قال: بارك الله عليكما مثلكما نحلته الرجال
وعن مثلكما قامت النساء، فوالله لقد انصرفت وأنا محب لكما راض عنكما،
فجزاكما الله خيرا وانصرف.
رواه في " مطالب السؤل في مناقب آل الرسول " (ص 69 ط طهران).
قال: قاله عليه السلام في أخيه الحسن مخاطبا لأعرابي.
(ومن منظومه عليه السلام)
غدر القوم وقدما رغبوا * عن ثواب الله رب الثقلين
قتلوا قدما عليا وابنه * حسن الخير كريم الأبوين
حنقا منهم وقالوا جمعوا * نفتك الآن جميعا يا حسين
يا لقوم لأناس رذل * جمعوا الجمع لأهل الحرمين
ثم ساروا وتواصوا كلهم * باحتياجي للرضا بالملحدين
لم يخافوا الله في سفك دمي * لعبيد الله نسل الفاجرين
وابن سعد قد رماني عنوة * بجنود كوكوف الهاطلين
لا لشئ كان مني قبل ذا * غير فخري بضياء الفرقدين
بعلي الخير من بعد النبي * والنبي القرشي الوالدين

424
خيرة الله من الخلق أبي * ثم أمي فأنا ابن الخيرتين
فضة قد خلصت من ذهب * فأنا الفضة بين الذهبين
من له جد كجدي في الورى * أو كشيخي وأنا ابن القمرين
فاطم الزهراء أمي وأبي * قاصم الكفر ببدر وحنين
وله في يوم أحد وقعة * شنق الغل بفض العسكرين
ثم بالأحزاب والفتح معا * كان فيها حتف أهل القبلتين
في سبيل الله ماذا صنعت * أمة السوء معا بالخيرتين
عترة البر النبي المصطفى * وعلي الورد بين الجحفلين
رواه محمد بن طلحة الشافعي المتوفى سنة 652 في كتابه " مطالب السؤل
في مناقب آل الرسول " ص 73 ط طهران، قال ما لفظه: نقلها صاحب كتاب
الفتوح وأنه لما أحاط به جموع ابن زياد تقدمهم عمر بن سعد وقصدوه وقتلوا
من أصحابه ومنعوهم الماء كان ولد صغير فجاءه سهم فقتله حرملة وحفر له بسيفه
وصلى عليه ودفنه وقال هذه الأبيات.
وقد تقدم نقله عن غيره من كتب القوم في (ج 11 ص 644).
(ومن منظومه عليه السلام)
عن الحسن بن إبراهيم قال: بلغني أن الحسين زار مقابر الشهداء بالبقيع
فقال:
ناديت سكان القبور فأسكتوا * وأجابني عن صمتهم ترب الحثا
قالت أتدري ما صنعت بساكني * مزقت لحمهم ومزقت الكسا

425
وحشوت أعينهم ترابا بعد ما * كانت تأذى باليسير من القذا
أما العظام فإنني فرقتها * حتى تباينت المناصل والشوا
قطعت ذا من ذا ومن هذا كذا * فتركتها رمما يطول بها لبلى
رواه في " عيون التواريخ " ج 3 ص 47 النسخة المخطوطة في اسلامبول
عن إسحاق بن إبراهيم قال: بلغني أن الحسين زار مقابر الشهداء بالبقيع فقاله.
(ومن منظومه عليه السلام)
كلما زيد صاحب المال مالا * زيد في همه وفي الأشغال
قد عرفناك يا منغصة العيش * ويا دار كل فان وبالي
ليس يصفو الزاهد طلب الزهد * إذا كان مثقلا بالعيال
رواه في " عيون التواريخ " (ص 47) من نسخة موجودة في اسلامبول.
(ومن منظومه في تكريم بنته سكينة)
لعمرك إنني لأحب دارا * تكون بها السكينة والرباب
أحبهما وأبذل جل مالي * وليس لعاذل عندي عتاب
ولست لهم وإن غابوا مضيعا * حياتي أو يفنيني التراب
كأن الليل موصول بليل * إذا زارت سكينة والرباب
رواه في " أهل البيت " (ص 420).
وروى شطرا منها في " زاد المسلم " (ج 1 ص 367 ط الحلبي بالقاهرة).
وذكر البيتين الأولين بعين ما تقدم لكنه ذكر بدل كلمة لعاذل: للائمي.
وقد تقدم نقله عن غيرهما من كتب القوم في (ج 11 ص 638).

426
أنموذج مما ورد في عبادة الحسين
(عليه السلام)
منها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 418) وننقل هيهنا عمن لم
ننقل عنهم هناك:
منهم الفاضل المعاصر العلامة توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 451 ط السعادة بالقاهرة) قال:
وقد روى ابن عبد ربه في العقد الفريد قيل لعلي بن الحسين: ما كان أقل
ولد أبيك؟ قال: العجب كيف ولدت له، كان يصلي في اليوم والليلة ألف
ركعة، فمتى كان يتفرغ للنساء.

427
ومنها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 10 ص 536) وننقل هيهنا عمن لم
ننقل عنه هناك:
فمنهم الحافظ ابن عساكر في " ترجمة ريحانة الرسول الإمام الشهيد
من تاريخ دمشق " (ص 149 ط بيروت) قال:
أخبرنا أبو بكر الأنصاري، أنبأنا الحسين بن علي، أنبأنا محمد بن العباس
أنبأنا أحمد بن معروف، أنبأنا الحسين بن محمد، أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا
يعلى بن عبيد، أنبأنا عبيد الله بن الوليد الوصافي، عن عبد الله بن عبيد بن
عمير، قال: حج الحسين بن علي خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد معه.
قال: وأنبأنا الفضل بن دكين، أنبأنا حفص بن غياث، عن جعفر بن
محمد، عن أبيه، قال: إن الحسين بن علي حج ماشيا وإن نجائبه تقاد وراءه.
رواه زهير بن معاوية، عن عبيد الله بن الوليد، فقال: الحسن بن علي.
وقد تقدم في ترجمته.
وفي تعليقة الكتاب ذكره الخطيب تحت الرقم (4190) من تاريخ
بغداد ج 8 ص 92 وقال: الحسين بن محمد بن عبد الرحمن بن فهم بن محرز
بن إبراهيم أبو علي، سمع خلف بن هشام البزار، ويحيى بن معين ومصعبا
الزبيري ومحمد بن سعد كاتب الواقدي...
وذكره أيضا تحت الرقم (701) من تذكرة الحفاظ ج 2 ص 680، وذكره
أيضا المحقق النجاشي في ترجمة أبي رافع من فهرسه ص 3.

428
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 3 ص 287 ط بيروت)
قال:
وقال مصعب الزبيري: حج الحسين خمسا وعشرين حجة ماشيا.
أمره أصحابه بالورع
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد البغدادي
الشافعي الأشعري المولود سنة 392 والمتوفى سنة 463 صاحب تاريخ
بغداد في " المتفق والمفترق " (ج 10 ص 117 مخطوط) قال:
أخبرنا أبو الفرج الحسن بن علي الطماحيزي، أخبرنا عن أحمد الواعظ،
عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن الحسن بن عقبة، حدثنا إبراهيم بن هراسة
حدثنا سفيان، عن أبي الجحاف، عن موسى بن عمير، عن أبيه قال: أمرني
الحسين بن علي قال: ناد أن لا يقتل معي رجل عليه دين ونادبها في الموالي فإني
سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: من مات وعليه دين أخذ من حسناته
يوم القيامة.
وقال: رواه أبو إسحق الفزاري عن سفيان الثوري موقوفا غير مرفوع.
وقال: أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، حدثنا عثمان بن أحمد
الدقاق، حدثنا محمد بن أحمد بن النصر، حدثنا معاوية بن عمرو، عن أبي
إسحق، عن سفيان، عن أبي الجحاف، عن موسى بن عمير الأنصاري، عن

429
أبيه قال: أمرني حسين بن علي فقال: ناد في الناس أن لا يقاتلن معي رجل
عليه دين فإنه ليس من رجل يموت وعليه دين لا يدع له وفاء إلا دخل النار.
فقام إليه رجل فقال: إن امرأتي تكفلت عني. فقال: وما كفالة امرأة وهل تقضي
امرأة.

430
جملة مما ورد في كرمه عليه السلام
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 434 ط السعادة بالقاهرة) قال:
روى ابن عساكر في تاريخ دمشق أن سائلا خرج يتخطى أزقة المدينة حتى
أتى باب الحسين، فقرع الباب وأنشأ يقول:
لم يخب اليوم من رجاك ومن * حرك من خلف بابك الحلقه
فأنت ذو الجود أنت معدنه * أبوك قد كان قاتل الفسقة
وكان الحسين واقفا يصلي، فخفف من صلاته وخرج إلى الأعرابي فرأى
عليه أثر ضر وفاقة، فرجع ونادى بقنبر فأجابه: لبيك يا ابن رسول الله " ص ".
قال: ما تبقي معك من نفقتنا؟ قال: مائتا درهم أمرتني بتفريقها في أهل بيتك.

431
فقال: هاتها فقد أتى من هو أحق بها منهم، فأخذها وخرج يدفعها إلى الأعرابي
وأنشأ يقول: خذها فإني إليك معتذر * واعلم بأني عليك ذو شفقة
لو كان في سيرنا عصا تمد إذن * كانت سمانا عليك مندفقة
لكن ريب الزمان ذو نكد * والكف منا قليلة النفقة
فأخذها الأعرابي وولى وهو يقول:
مطهرون نقيات جيوبهم * تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا
وأنتم أنتم الأعلون عندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور
ومنها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 444)
وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في كتابه " مرآة المؤمنين "
(ص 228)
روى عن أنس قال: كنت عند الحسين رضي الله عنه، فدخلت عليه جارية
فجاءته بطاقة ريحان، فقال لها: أنت حرة لوجه الله. فقلت: تحييك بطاقة
ريحان لا خطر لها فتعتقها. قال: كذا أدبنا الله تعالى قال " وإذا حييتم بتحية
فحيوا بأحسن منها أوردوها " فكان أحسن منها عتقها.

432
ومنهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 451 ط السعادة بالقاهرة)
روى الحديث عن أنس بعين ما تقدم عن " مرآة المؤمنين ".
منها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 11 ص 440 إلى ص 444) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 432 ط مكتبة السعادة بالقاهرة)
روي أن أعرابيا من البادية قصد الحسين " ع " وكان جالسا في مسجد الرسول
فسلم عليه فرد عليه السلام وقال: يا أعرابي فيم قصدتنا؟ قال: قصدتك في دية
مسلمة إلى أهلها. قال: أقصدت أحدا قبلي. قال: عتبة بن أبي سفيان فأعطاني
خمسين دينارا فرددتها عليه وقلت: لأقصدن من هو خير منك وأكرم، فقال عتبة:
ومن هو خير مني وأكرم لا أم لك. فقلت: إما الحسن بن علي، وإما عبد الله
ابن جعفر وقد أتيتك بدءا لتقيم بها عمود ظهري وتردني إلى أهلي. فقال الحسين:
والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتحلى بالعظمة ما في ملك ابن بنت نبيك إلا مائتا
دينار فأعطه إياها يا غلام وإني أسائلك عن ثلاث خصال إن أنت أجبتني عنها
أتممتها خمسمائة دينار وإن لم تجبني ألحقتك فيمن كان قبلي. فقال الأعرابي:
أكل ذلك احتياجا إلى علمي أنتم أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة.

433
فقال الحسين: لا ولكن سمعت جدي رسول الله " ص " يقول: أعطوا المعروف
بقدر المعرفة. فقال الأعرابي: فسل ولا حول ولا قوة إلا بالله. فقال الحسين: ما
النجاة من الهلكة؟ فقال: التوكل على الله. فقال: أي الأعمال أفضل؟ قال:
الثقة بالله. فقال: أي شئ خير للعبد في حياته؟ قال: علم معه حلم. قال: فإن
خانه ذلك؟ قال: مال يزينه سخاء وسعة. فقال: فإن أخطأه ذلك؟ قال: الموت
والفناء خير له من الحياة والبقاء. وناوله الحسين خاتمه وقال: بعه بمائة دينار
وناوله بسيفه وقال: بعه بمائتي دينار واذهب فقد أتممت لك خمسمائة دينار.
فقال الأعرابي:
طربت وما هاج لي معبق * وما بي سقام ولا موبق
ولكن طربت لآل الرسول * ففاجئني الشعر والمنطق
فأنت الهمام وبدر الظلام * ومعطي الأنام إذا أملقوا
أبوك الذي فاز بالمكرمات * فقصر عن وصفه السبق
وأنت سبقت إلى الطيبات * فأنت الجواد وما نلحق
بكم فتح الله باب الهدى * وباب الضلال بكم مغلق
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الواعظ
البغدادي الحنبلي المتوفى سنة 597 (ص 132 طبع منشأة المعارف بالإسكندرية)
قال:
وروي أن الحسين بن علي ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من
ماله مرتين لله، وقاسم ربه في ماله ثلاث مرات.

434
جملة مما ورد في حلمه عليه السلام
قد تقدم نقلها في (ج 11 ص 431 إلى ص 448) وننقل منها هيهنا عمن
لم ننقل عنهم هناك:
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين " (ص 228)
قال:
وروي أن غلاما له (أي الحسين بن علي ع) جنى فأمر به أن يضرب،
فقال: يا مولاي " والكاظمين الغيظ ". قال: خلوا عنه. فقال: يا مولاي " والعافين
عن الناس ". قال: قد عفوت عنك. قال: يا مولاي " والله يحب المحسنين ".
قال: أنت حر لوجه الله تعالى ولك ضعف ما كنت أعطيك.

435
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الفاضل العالم المعاصر الأستاذ توفيق أبو علم في " أهل البيت "
(ص 451 ط السعادة بالقاهرة) قال:
وجنى بعض مواليه جناية توجب التأديب، فأمر بتأديبه فقال: يا مولاي قال
الله تعالى " والكاظمين الغيظ ". قال عليه السلام: خلوا عنه كظمت غيظي.
فقال: " والعافين عن الناس ". قال عليه السلام: قد عفوت عنك. فقال: " والله
يحب المحسنين ". قال: أنت حر لوجه الله تعالى، وأجازه بجائزة سنية.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة السيد عبد الواحد بن إبراهيم الحسيني الزارعاني الحنفي
البلجراني في " سبع سنابل " (ص 137) قال:
نقل است كه روزى أمير المؤمنين حسين بن علي رضي الله عنهما باچهار
صد صحابه بيرون آمد، دستار رسول الله صلى الله عليه وسلم بر سر داشت وذو
الفقار پدر در كمر، در ميان آن نجوم چون قمر در نجوم ميتافت، مردى أعرابي
در آمد وپرسيد كه أين كدام كس است؟ گفتند: أمير المؤمنين حسين است ابن

436
على مرتضى رضي الله عنهما. پس اعرابى از حسين رضي الله عنه پرسيد كه
تونبيره أبي طالب هستى. گفت: آرى گفت پدر تو مردى خون ريز وفتنه انگيز
بود پس عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر وغيرهما قصد كردند كه أو را
بزنند وأدب كنند. أمير المؤمنين حسين تبسم كرد وگفت كه بگذاريد أو را
واز أو پرسيد كه اى وجيه عرب تو را تنكدل وخشمناك مى يابم اگر گرسنه باشى
تو را طعام دهم واگر خستگى بيان در تو اثر كرده باشد تو را علاج كنم واگر قرض
دار باشى قرض تو را أدا نمايم واگر زن تو با تو خصومت كرده باشد آشتى دهم
واگر كارى داشته باشى بگو تا أعانت ونصرت كنم. پس اعرابى شرمنده شده
پايش ببوسيد وعذر خواست ورفت، با أمير أصحاب گفت كه ما كلانتر وبلندتر
كوه باشيم از بادهاى مخالف كه ستوه باشيم.

437
مستدرك ما أوردناه
(في فضائل الإمام زين العابدين علي بن الحسين)
(عليه السلام)
قد تقدم جملة مما ورد في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد
الثاني عشر (ص 3 إلى ص 149) ونستدرك هيهنا بعض ما لم ننقله هناك أو نقلناه
عن غير من ننقل عنه هيهنا:
نسبه وميلاده عليه السلام ووفاته
وممن لم ننقل عنه سابقا العلامة المعاصر الشيخ أحمد أبو دلف المصري
في " آل النبي " (ص 50 ط مركز الدراسات الصحفية في دار التعاون بمصر)
قال:
وسيدي علي زين العابدين، أو كما يلقب بزين شباب الجنة. ولد في يوم

438
الخميس السابع من شعبان عام 27 ه‍، في بيت السيدة فاطمة الزهراء بنت
الرسول، وقد توفي في 12 المحرم عام 94 ه‍، أي أنه عاش 57 عاما.
وقد اختار جده الإمام علي بن أبي طالب أن يسميه باسمه. ويقال: إنه
حين ولد فرح به وتهلل، وأذن في أذنه، كما أذن الرسول في أذن أبيه الحسين
حين ولادته.
وقال: حين زوجها - أي أمه - علي بن أبي طالب بالحسين قال له: " خذها
فستلد لك سيدا في العرب، سيدا في العجم، سيدا في الدنيا وآخرة ".
وقد نشأ علي زين العابدين في بيت جدته فاطمة الزهراء.
ومنهم العلامة ياسين بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 33 ط السعادة بمصر) قال:
سيدنا زين العابدين رضي الله عنه مظهر شمس النبوة الخاتمية ومظهر
أسرار الصفة العالمية وكوثر زلال المكارم الهاشمية سيدنا علي زين العابدين
المعروف بالأصغر، للفرق بينه وبين أخيه علي الأكبر الذي سقاه أهل المكر
والبلاء كأس الشهادة مع أبيه في كربلاء، ولم يقتل يومئذ - ولله الحمد - هذا
الإمام الجليل، إذ كان عمره ثلاثة عشر عاما وهو عليل.
وكنيته رضي الله عنه أبو الحسن أو أبو محمد أو أبو عبد الله، كان كبير القدر
رحب الساحة والصدر مهابا كريما عالما عظيما ثقة ثبتا قويما.
قال الزهري وابن عيينة: ما رأينا قرشيا أفضل منه، روى عن أبيه وعائشة
وأبي هريرة وجمع، وعنه بنوه محمد وزيد وعمرو الزهري وأبو الزناد وغيرهم.
قال الزهري: ما رأينا أحدا أفقه منه، وقال ابن المسيب: ما رأيت أورع منه.

439
وقد جاء عنه مناقب من خشوعه في وضوئه وصلاته ونسكه ما يدهش السامع.
إلى أن قال: وقال مالك سمي زين العابدين لكثرة عبادته.
إلى أن قال: وكان عاملا على كتمان أسرار الله في العالم كما أشار إليه بقوله:
يا رب جوهر علم لو أبوح به * لقيل لي أنت ممن يعبد الوثنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي * يرون أقبح ما يأتونه حسنا
ومنهم العلامة الذهبي في " سر أعلام النبلاء " (ج 4 ص 386 ط بيروت)
قال:
علي بن الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن
عبد مناف، السيد الإمام، زين العابدين، الهاشمي العلوي المدني. يكنى أبا
الحسين ويقال: أبو الحسن، ويقال: أبو محمد، ويقال: أبو عبد الله. وأمه أم
ولد، اسمها سلامة سلافة بنت ملك الفرس يزدجرد، وقيل: غزالة.
ولد في سنة ثمان وثلاثين ظنا.
وحدت عن أبيه الحسين الشهيد، وكان معه يوم كائنة كربلاء وله ثلاث
وعشرون سنة، وكان يومئذ موعوكا فلم يقاتل.
إلى أن قال:
روى ابن عيينة، عن الزهري، قال: ما رأيت قرشيا أفضل من علي بن
الحسين.
إلى أن قال:
وكان له جلالة عجيبة، وحق له والله ذلك، فقد كان أهلا للإمامة العظمى
لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه وكمال عقله.

440
ومنهم العلامة أحمد بن أحمد الشهير بالصغير الشافعي في " تحفة
الراغب " (ص 14 ط محمد مصطفى) قال:
وقال الواقدي: ولد سنة ثلاث وثلاثين، فيكون عمره يوم الطف ثمانيا
وعشرين سنة. وقال الزبير بن بكار: كان عمره يوم الطف ثلاثا وعشرين سنة،
وكان مريضا.
وتوفي سنة خمس وتسعين من الهجرة يوم السبت الثامن عشر من المحرم.
وفضائله أكثر من أن تحصى أو يحيطها الوصف، وكان أمير المؤمنين ولي حديث
ابن جابر الحنفي جانبا من المشرق فبعث إليه ببنتي يزدجرد بن شهريار، فنحل
ابنه الحسين أحدهما وهي شهربانو وقيل شاه زنان فأولدها زين العابدين.

441
قصيدة الفرزدق
(في مدحه عليه السلام عند هشام بن عبد الملك)
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أحمد بن أحمد الشهير بالشافع الصغير المصري في
" تحفة الراغب " (ص 53 ط محمد أفندي مصطفى) قال:
ولما حج هشام بن عبد الملك في أيام أبيه طاف بالبيت وجهد أن يصل إلى
الحجر الأسود ليستلمه فلم يقدر على ذلك لكثرة الزحام، فنصب له كرسي
وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه جماعة من أعيان أهل الشام، فبينما هو كذلك
إذ أقبل زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم وكان من أجمل
الناس وجها وأطيبهم أرجا، فطاف بالبيت فلما انتهى إلى الحجر تنحى له الناس
حتى استلم الحجر، فقال رجل من أهل الشام لهشام: من هذا الذي هابه الناس
هذه الهيبة؟ فقال هشام: لا أعرفه. مخافة أن يرغب فيه أهل الشام، وكان الفرزدق
حاضرا فقال: أنا أعرفه. فقال الشامي: من هو يا أبا فراس؟ فقال الفرزدق:

442
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا
وليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجم
كلتا يديه غياث عم نفعهما * يستو كفان فلا يعروهما العدم
سهل الخليقة لا تخشى بوادره * يزينه اثنان حسن الخلق والشيم
حمال أثقال أقوام إذا افترحوا * حلو الشمائل تحلو عنده نعم
لا يخلف الوعد ميمون نقيبته * رحب الفناء أريب حين يعتزم
ما قال لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد كانت لاؤه نعم
عم البرية بالاحسان فانقشعت * عنه الغيابة والاملاق والعدم
إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم
يغضي حياء ويغضى من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم
بكفه خيزران ريحها عبق * من كف أروع في عرنينه شمم
يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا أم جاء يستلم
الله شرفه قدما وعظمه * جرى بذاك له في لوحه القلم
أي الخلائق ليست في رقابهم * لا ولية هذا أوله نعم
من يشكر الله يشكر أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الأمم
ينمي إلى ذروة الدين التي قصرت * عنها الأكف وعن إدراكها القدم
من جده دان فضل الأنبياء له * وفضل أمته دانت له الأمم
مشتقة من رسول الله صلى نبعته * طابت مغارسه والخيم والشيم
ينشق ثوب الدجى عن نور غرته * كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم
من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم منجى ومعتصم

443
مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل بدء ومختوم به الكلم
إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم
لا يستطيع جواد بعد جودهم * ولا يدانيهم قوم وإن كرموا
فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة، وبلغ ذلك
زين العابدين فبعث إليه باثني عشر ألف درهم وقال: اعذر يا أبا فراس فلو كان
عندنا أكثر من هذا لوصلناك به. فردها الفرزدق وقال: يا ابن بنت رسول الله
ما قلت الذي قلت إلا غضبا لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم وما كنت
لأخذ عليه شيئا. فقال: شكر الله تعالى لك ذلك غير أنا أهل بيت إذا أنفذنا
أمرا لم نعد فيه. فقبلها وجعل يهجو هشاما وهو في الحبس، فبعث إليه هشام
وأخرجه من السجن ببركة الإمام زين العابدين.
ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4
ص 398 ط بيروت)
روى ستة أبيات من القصيدة ثم قال: وهي قصيدة طويلة. قال: فأمر هشام
بحبس الفرزدق فحبس بعسفان، وبعث إليه علي بن الحسين باثني عشر ألف
درهم وقال: اعذر أبا فراس. فردها وقال: ما قلت ذلك إلا غضبا لله ولرسوله. فردها
إليه وقال: بحقي عليك لما قبلتها، فقد علم الله نيتك ورأى مكانك فقبلها وقال
في هشام:
أيحبسني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس يهوي منيبها
يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعينين حولاوين باد عيوبها

444
ومنهم العلامة الشيخ يسين بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 33 ط السعادة بمصر)
ذكر من القصيدة البيت الأول والثاني والثالث والرابع والحادي عشر
والثاني عشر والثاني والعشرين والرابع والعشرين بعين ما تقدم، وذكر بدل
البيت السابع عشر هكذا:
من يعرف الدين يعرف أولوية ذا * الدين من بيت هذا ناله الأمم
ومنهم العلامة محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ " (ج 3
ص 164 من نسخة مخطوطة في اسلامبول)
ذكر من القصيدة البيت الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس
والسابع والثامن والعاشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر
- لكنه ذكر بدل كله " شرفه ": عظمه - والسادس عشر والعشرين، والثاني
والعشرين والثالث والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين.
وذكر بدل المصرع الأول من البيت السابع عشر هكذا:
" من يعرف الله يعرف أولوية ذا ".
وذكر بدل البيت الثامن عشر هكذا:
ينمى إلى ذروة العز التي قصرت * عن مثلها عرب الاسلام والعجم
وذكر بدل البيت الحادي والعشرين هكذا:
ينجاب نور الهدى من نور غرته * كالشمس ينجاب عن إشراقها القتم
ثم ذكر بمثل ما تقدم عن " سير أعلام النبلاء " وذكر ما أنشأه من البيتين في
ذم هشام.

445
ومنهم العلامة الشبلنجي في " نور الأبصار (ص 141 ط الشعبية بمصر)
روى الواقعة بعين ما تقدم عن " تحفة الراغب " وذكر من القصيدة البيت
الأول والثاني والثامن عشر، لكنه ذكر المصرع الثاني هكذا: عن نيلها عرب
الاسلام والعجم، وذكر البيت الرابع عشر والثاني عشر والتاسع عشر والحادي
والعشرين، لكنه ذكر بدل كلمه ثوب الدجى: نور الهدى، وذكر البيت العشرين
والبيت الثالث والبيت الخامس عشر والبيت الرابع والخامس والسادس
والسابع والتاسع والثامن والعاشر لكنه ذكر بدل كلمة القتارة: الغيابة، وذكر
البيت الثاني والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين والثالث
والعشرين وستة عشر بهذا الترتيب وزاد في آخر القصيدة:
هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت * والأسد أسد شرى والبأس محتدم
لا ينقص العسر بسطا من أكفهم * سيان ذاك إن أثروا وإن عدموا
يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويستراد به الاحسان والنعم
من يعرف الله يعرف أولوية ذا * والدين من بيت هذا ناله الأمم
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الشافعي في " توضيح الدلائل "
(ص 388 نسخة المكتبة الملية بفارس).
روى الواقعة وأورد جملة من أبيات القصيدة.

446
عبادة السجاد عليه السلام
فمما روي فيها وقد تقدم النقل عن أعلام القوم في (ج 12 ص 18 إلى
ص 23) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ محمد عز الدين المدعو بعربي الكاتبي في " الروضة
البهية " قال:
قال ابن عساكر: ومسجد علي بن الحسين هو زين العابدين في جامع
دمشق محروس معروف، قال الحوراني: هو في المسجد الشرقي الشمالي. كان
رضي الله تعالى عنه يصلي فيه كل يوم وليلة ألف ركعة، وهو مسجد لطيف عليه
جلالة وهيبة يزار ويتبارك به.
ومنهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في " الاعتصام بحبل
الاسلام " (ص 209)
روى عن علي بن حمزة قال: كان علي بن الحسين رضي الله عنه يصلي
في اليوم والليلة ألف ركعة.

447
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 162 والنسخة مصورة من نسخة موجودة في اسلامبول) قال:
وكان (علي بن الحسين عليه السلام) يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 393 ط بيروت)
روى مصعب بن عبد الله عن مالك قال: ولقد بلغني أنه (علي بن الحسين
عليه السلام) كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة إلى أن مات، وكان يسمى
زين العابدين لعبادته. إلى أن قال: ويروى عن جابر الجعفي عن أبي جعفر " ع ":
كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة.
ومنهم العلامة الشيخ يسين بن إبراهيم السنهوتي في " الأنوار القدسية "
(ص 33 ط مصر) قال:
وكان (علي بن الحسين) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وقال مالك:
سمي زين العابدين لكثرة عبادته.
ومنهم الحافظ ابن عبد ربه في " العقد الفريد " (ج 3 ص 28 ط الشرفية
بمصر) قال:
قيل لمحمد بن علي بن الحسين: ما أقل ولد أبيك؟ قال: إني لأعجب
كيف ولدت له. قيل: وكيف ذلك؟ قال: إنه كان يصلي في اليوم والليلة ألف
ركعة، فمتى كان يتفرغ للنساء.

448
ومنها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 12 ص 27 إلى 31) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة أحمد التابعي المصري في " الاعتصام بحبل
الاسلام " (ص 209) قال:
وكان علي بن الحسين رضي الله عنه إذا توضأ للصلاة يصفر لونه، فقيل
له: ما هذا الذي نراه يعتريك عند الوضوء؟ فيقول: أما تدرون من أريد أن
أقف بين يديه.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 162 والنسخة مصورة أصلها في اسلامبول)
وكان (علي بن الحسين) إذا توضأ يصفر، فإذا قام إلى الصلاة أرعد من
الفرق، فقيل له في ذلك، فقال: أتدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 392 ط بيروت)
روى عن ابن سعد، عن علي بن محمد، عن عبد الله بن أبي سليمان، قال:
كان علي بن الحسين إذا مشى لا تجاوز يده فخذيه ولا يخطر بها، وإذا قام إلى
الصلاة، أخذته رعدة، فقيل له، فقال: تدرون بين يدي من أقوم ومن أناجي.
وروى: أنا إذا توضأ اصفر.

449
ومنها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 12 ص 7 و 33) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المولوي الشيخ ولي الله اللكنهوئي في كتابه " مرآة
المؤمنين " (مخطوط) قال:
ووجه تلقبه (أي علي بن الحسين " ع ") بزين العابدين أنه كان في ليلة
مشتغلا بالتهجد، فتمثل له الشيطان بصورة أفعى ليشغله عن الصلاة، فلدغ
إصبع رجله فلم يقطع صلاته، فكشف الله له أنه الشيطان فطرده، فرجع ليتم
صلاته فإذا سمع صوتا يقول: أنت زين العابدين - ثلاثا.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة علي بن إبراهيم السنهوتي في " الأنوار القدسية " (ص 33
ط السعادة بمصر) قال:
وكان لا يعينه (أي علي بن الحسين) على طهوره أحد، ولا يدع قيام الليل حضرا
ولا سفرا، وقرب إليه طهوره مرة في وقت ورده فوضع يده في الإناء ليتوضأ
ثم رفع رأسه فنظر إلى السماء والقمر والكواكب فجعل يتفكر في خلقها حتى
أذن المؤذن ويده في الإناء فلم يشعر.

450
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الحمدوني في " التذكرة الحمدونية " (ص 115 ط بيروت)
روي أنه قرب إلى علي بن الحسين طهوره في وقت ورده، فوضع يده في
الإناء ليتوضأ، ثم رفع رأسه فنظر إلى السماء والقمر والكواكب، فجعل يفكر
في خلقها حتى أصبح، وأذن المؤذن ويده في الإناء.
ومنها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 12 ص 42 إلى 44) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في " سلوة
الأحزان " (ص 40 ط الإسكندرية) قال:
روى طاووس عن سالم أنه قال: رأيت علي بن الحسين ساجدا، فسمعته
يقول في سجوده: عبدك بفنائك، مسكينك ببابك، سائلك لائذ بجنابك،
فقيرك يدعوك. قال سالم: فوالله ما دعوت بهذه الكلمات في كرب إلا كشفها
الله عني.

451
ومنهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في " الاعتصام بحبل
الاسلام " (ص 209) قال:
وعن طاووس قال: دخلت الحجر في الليل فإذا علي بن الحسين قد دخل
فقام يصلي ما شاء الله، ثم سجد سجدة فأطالها، فقلت: رجل صالح من بيت
النبوة لأصغين إليه، فسمعته يقول: عبيدك بفنائك، مسكينك بفنائك، سائلك
بفنائك، فقيرك بفنائك.
قال طاووس: فالله ما طلبت ودعوت بهن في كرب إلا فرج الله عني.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 162 نسخة اسلامبول) قال:
قال طاووس: سمعته يقول عند الحجر. فذكر الحديث بعين ما تقدم عن
" الاعتصام ".
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 393 ط بيروت)
روى الحديث عن طاووس بعين ما تقدم عن " عيون التواريخ " لكنه ذكر
بدل قوله عنه الحجر: في الحجر.
ومنها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 12 ص 7 و 135) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:

452
منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الواعظ
البغدادي الحنبلي المتوفى سنة 597 في " سلوة الأحزان " (ط منشأة
المعارف بالإسكندرية) قال:
قد سمي (أي علي بن الحسين عليه السلام) أيضا بالسجاد لكثرة سجوده
وبذي الثفنات لظهور علامات ظاهرة على جبهته من كثرة السجود. توفي بالمدينة
سنة أربع وتسعين.
ومنهم العلامة محمد بن طلحة الشافعي في " مطالب السؤل " (ص 77)
قال:
كان يحب أن لا يعينه على طهوره أحد، وكان يستقي الماء بطهوره ويخمره
قبل أن ينام فإذا قام في الليل - إلى أن قال - وكان لا يدع صلاة الليل في السفر
والحضر.
ومنهم العلامة أحمد بن أحمد الشهير بالصغير الشافعي المصري في
" تحفة الراغب " (ص 15 ط محمد مصطفى) قال:
قال الشريف ابن الأعرج في بحر الأنساب: هو علي وكنيته أبو محمد،
ويقال أيضا أبو الحسن، ولقبه زين العابدين والسجاد وذو الثفنات، وإنما لقب
به لأن مساجده كثفنة البعير من كثرة صلاته رضوان الله عليه وسلامه.

453
خوفه عليه السلام من ربه
ونذكر أنموذجا مما ورد فيه:
منها
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 12 ص 27 إلى 31) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي
في " سلوة الأحزان " (ص 39 ط الإسكندرية)
روي أن علي بن الحسين رضي الله عنه كان إذا قام يصلي أخذته الرعدة -
أي الخوف - فقيل له: ما بالك ترعد؟ قال: ما تدرون بين يدي من أنا واقف،
ولا من أناجي؟.

454
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 392 ط بيروت)
قال:
فلما احتضر (علي بن الحسين) بكى، فقلت: يا أبت ما يبكيك؟ قال:
يا بني إنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا كان لله فيه
المشيئة، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له 1.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 391 ط بيروت)
روى عن محمد بن أبي معشر السندي، عن أبي نوح الأنصاري، قال: وقع
حريق في بيت فيه علي بن الحسين وهو ساجد، فجعلوا يقولون: يا ابن رسول



1) إن رجلا قال لابن المسيب: ما رأيت أورع من فلان. قال: هل رأيت
علي بن الحسين؟ قال: لا، قال: ما رأيت أورع منه.
رواه القوم في كتبهم، ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء "
(ج 4 ص 391 ط بيروت).
455
الله النار. فما رفع رأسه حتى طفئت. فقيل له في ذلك فقال: ألهتني عنها النار
الأخرى.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 162 مصورة نسخة في اسلامبول) قال:
ويروى أنه احترق البيت الذي هو (أي علي بن الحسن " ع ") فيه وهو
قائم يصلي، فلما انصرف قيل له: ما لك لم تنصرف؟ فقال: إني اشتغلت عن
ههذ النار بالنار.
ومنهم العلامة الشيخ يسن بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 33 ط السعادة بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " سير أعلام النبلاء ".
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 162 مصورة نسخة في اسلامبول)
أنه (أي علي بن الحسن عليه السلام) لما حج وأراد أن يلبي أرعد وقال:
أخشى أن أقول " لبيك اللهم لبيك " فيقول " لا لبيك "، فشجعوه وقالوا: لا بد
من التلبية، فلما لبى غشي عليه حتى سقط عن الراحلة.

456
طرف من أوصاف السجاد عليه السلام
بكاؤه عليه السلام
وفيه أحاديث:
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي في
" سلوة الأحزان "
قال: علي بن الحسين " ع " المشهور بزين العابدين، كان أحد البكائين
الخمسة.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 163 مصورة نسخة موجودة في اسلامبول) قال:
وذكروا أنه (أي علي بن الحسين) كان كثير البكاء، فقيل له في ذلك فقال:

457
إن يعقوب عليه السلام بكى حتى ابيضت عيناه على يوسف ولم يعلم أنه مات،
وإني رأيت بضعة عشر من أهلي يذبحون في غداة واحدة، فترون حزني يذهب
من قلبي أبدا.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون في
" التذكرة الحمدونية " (ص 115 ط بيروت) قال:
قال طاووس: رأيت رجلا يصلي في المسجد الحرام تحت الميزاب ويدعو
ويبكي في دعائه، فتبعته حين فرغ من الصلاة فإذا هو علي بن الحسين، فقلت:
يا بن رسول الله رأيتك على حالة كذا وكذا، ولك ثلاثة أرجو أن تؤمنك من الخوف:
أحدها أنك ابن رسول الله، والثانية شفاعة جدك، والثالثة رحمة الله. فقال:
يا طاووس أما أني ابن رسول الله فلا يؤمنني، وقد سمعت الله عز وجل يقول
" فلا أنساب بينهم يومئذ "، وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لأن الله تعالى يقول
" لا يشفعون إلا لمن ارتضى "، وأما رحمة الله فإن الله عز وجل يقول " إنها قريب
من المحسنين "، ولا أعلم أني محسن.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

458
منهم العلامة شمس الدين الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4
ص 392 ط بيروت) قال:
إبراهيم بن محمد الشافعي، عن سفيان: حج علي بن الحسين، فلما أحرم
اصفر وانتفض ولم يستطع أن يلبي، فقيل: ألا تلبي؟ قال: أخشى أن أقول
" لبيك " فيقول لي " لا لبيك "، فلما لبى غشي عليه وسقط من راحلته فلم يزل
بعض ذلك به حتى قضى حجه.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم أبو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون في " التذكرة "
الحمدونية " (ص 113 ط بيروت) قال:
سقط ابن لعلي بن الحسين عليهما السلام في بئر، فتفرغ أهل المدينة لذلك
حتى أخرجوه، وكان قائما يصلي فما زال عن محرابه، فقيل له في ذلك،
فقال: ما شعرت، كنت أناجي ربا كريما.
صبره عليه السلام
فمما ورد فيه ما رواه القوم وتقدم نقله عنهم في (ج 12 ص 82).

459
وممن لم نرو عنه هناك العلامة أبو الحسن علي بن محمد المدائني
في " المغازي " (ص 64 ط النجف) قال:
أخبرنا عبد الله، قال أخبرنا الحسن بن علي، قال أخبرنا أبو الحسن، عن
إبراهيم بن سعد قال: سمع علي بن الحسين رضوان الله عليه داعية في بيته،
فنهض إلى بيته فسكتهم، ثم رجع إلى مجلسه، فقيل له: أمر حدث ما كانت
الناعية؟ قال: نعم. فعزوه وتعجبوا من صبره، ثم قال: إنا أهل بيت نطيع الله
فيما يحب ونحمده فيما نكره.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ص 163 من نسخة مصورة موجودة في اسلامبول) قال:
وقال المدائني: سمعت سفيان يقول: كان علي بن الحسين يقول: ما يسرني
أن لي بنصيبي من الذل حمر النعم.
كتمانه عليه السلام لنسبه في السفر
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ أبو المعالي محمد بن الحسن بن حمدون في
" التذكرة الحمدونية " (ص 115 ط بيروت)
وقيل له (أي علي بن الحسين عليه السلام): ما بالك إذا سافرت كتمت
نسبك أهل الرفقة؟ فقال: أكره أن آخذ برسول الله عليه السلام ما لا أعطي مثله.

460
حلمه عليه السلام
فمما ورد فيه ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 12 ص 79).
وممن لم نرو عنهم هناك العلامة أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي
الحنبلي في " سلوة الأحزان " (ص 40 ط الإسكندرية) قال:
وجاءه خادمه بمزود، وكان بين يديه ولد له صغير، فسقط المزود من العبد
على رأس الصغير فقتله. فقال للغلام: أنت حر لوجه الله تعالى، فإنك لم تفعل
ذلك عامدا.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة محمد بن منصور المعروف بابن الحداد المالكي من
أعلام القرن السابع في " الجوهر النفيس في سياسة الرئيس " (ص 93
ط دار الطليعة في بيروت) قال:
كانت جارية لعلي بن الحسين بن أبي طالب عليهم السلام تسكب الماء على
يده، فنعست فسقط الإبريق من يدها، فشجه فرفع رأسه فقالت: إن الله يقول
" والكاظمين الغيظ " قال: كظمت غيظي! قالت " والعافين عن الناس " قال:
عفا الله عنك. قالت " والله يحب المحسنين " قال: فاذهبي فأنت حرة لوجه الله
تعالى. قال بعض الشعراء في هذا المعنى:

461
تموت أضغانه أيام قدرته * ومكنة الحر تنسي فاحش الخطل
إذا الجرائم هاجته تغمدها * بالصفح منه حليما غير ذي فشل
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 163 مصورة عن نسخة موجودة في اسلامبول)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الجوهر النفيس ".
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي الحنبلي
في " سلوة الأحزان " (ص 39 ط الإسكندرية) قال:
قيل له (أي علي بن الحسين): إن فلانا يقع فيك ويتكلم في عرضك،
فمضى إليه وقال له: يا أخي إن كان ما قلته عني حقا فيغفر الله لي، وإن كان ما قتله
باطلا فغفر الله لك.
ومنهم العلامة الشيخ يسن بن إبراهيم في " الأنوار القدسية " (ص 32
ط مصر) قال:
وكان (علي بن الحسين) إذا نقصه أحد قال: اللهم إن كان صادقا فاغفر لي
وإن كان كاذبا فاغفر له.

462
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 397 ط بيروت)
روى عن أحمد بن عبد الأعلى الشيباني، حدثني أبو يعقوب المدني،
قال: كان بين حسن بن حسن وبين ابن عمه علي بن الحسين شئ، فما ترك
حسن شيئا إلا قاله، وعلي ساكت، فذهب حسن، فلما كان في الليل أتاه علي،
فخرج فقال علي: يا ابن عمي إن كنت صادقا فغفر الله لي، وإن كنت كاذبا فغفر الله
لك، السلام عليك. قال: فالتزمه حسن وبكى حتى رثي له.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ يسن بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 33 ط السعادة بمصر) قال:
قال في مجمع الأحباب: وكان عنده ضيف فاستعجل الخادم في الشواء
الذي كان في التنور، فأقبل به مسرعا فسقط السفود من يده على ابن له صغير في
أسفل الدرجة فأصاب رأسه فقتله، فقال علي للغلام الذي قتله: أنت حر لوجه
الله عز وجل فإنك لم تتعمده، وأخذ في جهاز ابنه.

463
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ يسن بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 33 ط السعادة بمصر) قال:
إنه (أي علي بن الحسين " ع ") خرج يوما من المسجد فلقيه رجل فسبه
وبالغ وأفرط، فبادر إليه العبيد والموالي فكفهم وأقبل عليه فقال: ما ستر عنك
من أمرنا أكثر، ألك حاجة نعينك. فاستحيى الرجل فألقى له خميصة وأمر له
بخمسة آلاف درهم، فقال: أشهد أنك من أولاد المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ولقيه رجل فسبه فقال: يا هذا بيني وبين جهنم عقبة إن أنا جزتها فما أبالي بما
قلت وإن لم أجزها فأنا أكثر مما تقول، ألك حاجة؟ فخجل.
وسبه رجل فقال له: ما لم تعرفه مني أكثر مما تعرفه، فإن كان لك حاجة
فاذكرها.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي في
" استجلاب ارتقاء الغرف " (ص 53 نسخة مكتبة عاطف أفندي في اسلامبول) قال:
قال الواقدي: حدثني أبي سبرة عن سالم مولى أبي جعفر قال: كان هشام

464
ابن إسماعيل يؤذي زين العابدين علي بن الحسين وأهل بيته يخطب بذلك وينال
من علي، فلما ولي الوليد بن عبد الملك عزله وأمر به أن يوقف للناس وكان
يقول: لا والله ما كان أحد من الناس أهم إلي من زين العابدين، كنت أقول: رجل
صالح يسمع قوله فوقف للناس، فجمع زين العابدين ولده وعامته ونهاهم عن
التعرض له قال: وغدا مارا فما عرض له، فناداه إسماعيل: الله يعلم حيث يجعل
رسالاته.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 192 والنسخة مصورة موجودة في استانبول) قال:
ونال منه رجل يوما، فجعل يتغافل عنه، فقال له الرجل: إياك أعني. فقال
له علي بن الحسين: وعنك أغضي.
وخرج يوما من المسجد فسبه رجل، فابتدر الناس إليه فقال: دعوه، ثم
أقبل عليه فقال: الذي ستر عنك من أمري أكثر، ألك حاجة نعينك عليها؟ فاستحيى
الرجل فألقى إليه خميصة كانت عليه وأمر له بألف درهم، فكان الرجل بعد ذلك
يقول: أشهد أنك من أولاد الأنبياء.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

465
منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 163) قال:
وروى ابن أبي الدنيا أن غلاما سقط من يده شنوءة وهو يشوي شيئا في
التنور على رأس صغير لعلي بن الحسين فقتله، فنهض علي بن الحسين مسرعا،
فلما نظر إليه قال للغلام: يا بني إنك لم تتعمد أنت حر، ثم شرع في جهاز
ابنه.

466
رأفته عليه السلام لأمه
رواه القوم وتقدم النقل عنهم في المجلد الثاني عشر وإنما ننقل هيهنا عمن
لم نرو عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ أبو عباس محمد بن يزيد المعروف بالمبرد النحوي
المتوفى سنة 285 في " الكامل في اللغة والأدب " (ص 140 ط دار العهد
الجديد بالقاهرة) قال:
وقيل لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم: إنك
من أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل مع أمك في صحفة. فقال: أخاف أن تسبق
يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه فأكون قد عققتها.

467
سخاؤه عليه السلام
وقد ورد فيه أحاديث تقدم نقلها في (ج 12 ص 63 إلى ص 70) ونروي
ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم: 1
منهم العلامة أبو الفرج الشيخ عبد الرحمن ابن الجوزي في " سلوة
الأحزان " (ص 39 ط الإسكندرية) قال:
وروي عنه (أي علي بن الحسين) أيضا أنه كان يحمل جراب الخبز على
ظهره بالليل، ويدور به على الفقراء والأرامل ويقول: إن صدقة السر تطفئ
غضب الرب سبحانه وتعالى.



1) روى الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج ص 4 ص 391 ط بيروت).
وقال جويرية بن أسماء: ما أكل علي بن الحسين بقرابته من رسول الله
صلى الله عليه وسلم درهما قط.
وروى المبرد في الكامل (ص 322 ط القاهرة):
إنه قيل لعلي بن الحسين " ع " وكان بين الفضل رحمه الله: ما بالك ذا
سافرت كتمت نسبك أهل الرفقة؟ فقال: أكره أن آخذ برسول الله " ص " ما
لا أعطي مثله.
468
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 162 من نسخة موجودة في اسلامبول) قال:
وذكروا أنه كان كثير الصدقة بالليل، وكان يقول: صدقة السر تطفئ غضب
الرب.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 393 ط بيروت)
روي عن ابن عيينة، عن أبي حمزة الثمالي، أن علي بن الحسين كان
يحمل الخبز بالليل على ظهره يتبع به المساكين في الظلمة، ويقول: إن الصدقة
في سواد الليل تطفئ غضب الرب.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة جار الله الزمخشري في " ربيع الأبرار " (مخطوط في باب
العمل والكد) قال ما لفظه:
علي بن الحسين لما مات فغسلوه وجدوا على ظهره مجلا مما كان يستقي

469
لضعفة جيرانه بالليل ومما كان يحمل إلى بيوت المساكين من جرب الطعام.
انتهى.
أقول: المجل الجدري ونحوه، والجرب بضمتين جمع جراب بكسر
الجيم.
ومنهم العلامة أبو المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن
حمدون في " التذكرة الحمدونية " (ص 109 ط بيروت)
ولما مات علي بن الحسين غسلوه، ثم جعلوا ينظرون إلى آثار سواد في
ظهره فقالوا: ما هذا؟ فقيل: كان يحمل جرب الدقيق ليلا على ظهره يعطيه
فقراء أهل المدينة.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 162 المخطوط والنسخة مصورة من النسخة الموجودة في استانبول)
وقال ابن إسحاق: كان أناس بالمدينة يعيشون لا يدرون من يعطيهم، فلما
مات علي بن الحسين فقدوا ذلك، ولما مات وجدوا في ظهره أثر حمله الجرب
إلى بيوت الأرامل في الليل.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 393 ط بيروت)
روى عن جرير بن عبد الحميد، عمن عمرو بن ثابت: لما مات علي بن
الحسين، وجدوا بظهره أثرا مما كان ينقل الجرب بالليل إلى منازل الأرامل.

470
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الحمدوني في " التذكرة الحمدونية " (ص 115 ط بيروت)
قال:
وكان علي بن الحسين يأتي ابن عم له بالليل متنكرا فيناوله شيئا من الدنانير
فيقول: لكن علي بن الحسين لا يصلني، لا جزاه الله خيرا، فيسمع ذلك ويحتمله
ويصبر عليه ولا يعرفه نفسه، فلما مات علي بن الحسين عليه السلام فقدها،
فحينئذ علم أنه هو كان، فجاء إلى قبره وبكى عليه.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي حنبلي في " سلوة
الأحزان " (ص 39 ط منشأة المعارف بالإسكندرية) قال:
وروي أنه كان بالمدينة أناس لا يدرون من أين تأتيهم معيشتهم، فلما مات
علي بن الحسين رضي الله عنه انقطع عنهم ما كانوا يجدونه في منزلهم.
ومنهم العلامة ابن حمدون في " التذكرة الحمدونية " (ص 109
ط بيروت) قال:
وقال محمد بن إسحاق: كان ناس من أهل المدينة يعيشون لا يدرون من

471
أين كان معاشهم، فلما مات زين العابدين فقدوا ما كانوا يؤتون به بالليل.
ومنهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 393 ط بيروت)
روى عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق بعين ما تقدم عن " التذكرة "
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في " سير أعلام
النبلاء " (ج 4 ص 393 ط بيروت)
روى عن حجاج بن أرطاة، عن أبي جعفر، أن أباه قاسم الله تعالى ماله
مرتين.
وقال:
إن الله يحب المذنب التواب.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 398 ط بيروت)
قال:
وروى حسين بن زيد بن علي، عن عمه، أن علي بن الحسين كان يشتري
كساء الخز بخمسين دينارا يشتو فيه، ثم يبيعه ويتصدق بثمنه.

472
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار القدسية "
(ص 32 ط مصر) قال:
ودخل (أي علي بن الحسين " ع ") على محمد بن أسامة بن زيد في مرض
موته، فبكى فقال له علي: ما يبكيك؟ فقال: علي دين خمسة عشر ألف دينار
فقال: هي علي، ووفاها.
إلى أن قال: ولما مات (علي بن الحسين " ع ") وجدوه يقوت أهل مائة بيت.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 3 ص 163 مصورة نسخة موجودة في اسلامبول) قال:
وكان (علي بن الحسين " ع ") إذا خرج عن منزله قال: اللهم إني أتصدق
اليوم أو أهب عرضي اليوم لمن استحله.

473
أنموذج
مما ذكر في فضله وعلمه عليه السلام
قال العلامة الشيخ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر
ابن ناصر الدين السيوطي في " طبقات الحفاظ " (ص 30 ط مكتبة وهبة) قال:
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسين، وأبو الحسن أو أبو
محمد أو أبو عبد الله المدني زين العابدين، قال الزهري: ما رأيت قرشيا أفضل منه
ولا أفقه. وقال مالك: كان من أهل الفضل. وقال ابن المسيب: ما رأيت أورع
منه. وقال ابن أبي شيبة: أصح الأسانيد كلها الزهري عن علي بن الحسين عن
أبيه عن علي.
وقال العلامة عبد الرحمن بن عمر بن عبد الله النصري الدمشقي
المتوفى سنة 281 في " تاريخ أبي زرعة الدمشقي " (ج 1 ص 535 ط مطبعة
المفيد بدمشق) قال:
حدثنا أبو زرعة قال، قال ابن أبي عمر، أنه سمع سفيان يقول: قال الزهري:

474
ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن حسين.
حدثنا أبو زرعة قال، قال ابن أبي عمر، قال سفيان: وقال الزهري: ما كان
أكثر مجالستي مع علي بن حسين، وما رأيت أحدا كان أفقه منه، ولكنه كان
قليل الحديث.
ومن كراماته عليه السلام
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ أبو المعالي محمد بن الحسن بن محمد بن علي
ابن حمدون في " التذكرة الحمدونية " (ص 108 ط بيروت) قال:
قال ابن شهاب الزهري: شهدت علي بن الحسين يوم حمله إلى عبد الملك
ابن مروان من المدينة إلى الشام، فأثقله حديدا ووكل به حفاظا في عدة وجمع،
فاستأذنتهم في التسليم عليه والتوديع له، فأذنوا لي، فدخلت عليه وهو في قبة
والقيود في رجليه والغل في يديه، فبكيت وقلت: وددت أني مكانك وأنت سالم
فقال: يا زهري أو تظن هذا مما ترى علي وفي عنقي يكربني؟ أما لو شئت ما
كان، فإنه إن بلغ منك ومن أمثالك ليذكرني عذاب الله، ثم أخرج يديه من
الغل ورجليه من القيد ثم قال: يا زهري لاجزت معهم على ذاميلين من المدينة.
قال: فما لبثت إلا أربع ليال حتى قدم الموكلون به يطلبونه بالمدينة، قال: فلما
وجدوه، فكت فيمن سألهم عنه، فقال لي بعضهم: إنا نراه متبوعا، إنه لنازل
ونحن حوله لا ننام لرصده، إذ أصبحنا نفتقده فما وجدنا بين محمليه إلا حديدة
قال الزهري: وقدمت بعد ذلك على عبد الملك، فسألني عن علي بن الحسين

475
فأخبرته، فقال: إنه قد جاء في يوم فقده الأعوان، فدخل علي فقال: ما أنا وأنت
فقلت: أقم عندي، قال: لا أحب، ثم خرج فوالله لقد امتلأ ثوبي منه خيفة،
قال الزهري فقلت: يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين حيث يظن، أنه
مشغول بنفسه. قال: حبذا شغل مثله. قال: وكان الزهري إذا ذكر علي بن
الحسين يبكي ويقول: زين العابدين.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الحمدوني في " التذكرة الحمدونية " (ص 207 ط بيروت)
قال:
وقال أبو حمزة الثمالي: أتيت باب علي بن الحسين فكرهت أن أصوت،
فقعدت حتى خرج، فسلمت عليه ودعوت له، فرد علي السلام ودعا لي، ثم
انتهى إلى الحائط فقال لي: يا أبا حمزة ترى هذا الحائط؟ قلت: بلى يا ابن
رسول الله، قال: فإني اتكأت عليه يوما وأنا حزين، فإذا رجل حسن [الوجه
حسن الثياب] ينظر في اتجاه وجهي، ثم قال: يا علي بن الحسين ما لي أراك
كئيبا حزينا؟ أعلى الدنيا، فهي رزق حاضر يأكل منها البر والفاجر.
فقلت: ما عليها أحزن [لأنه] كما تقول. فقال: أعلى الآخرة؟ فهي وعد
صادق يحكم فيها ملك قاهر. قلت: ما عليها أحزن لأنه كما تقول. فقال: وما
حزنك يا علي بن الحسين؟ قلت: الخوف من فتنة ابن الزبير. فقال: يا علي
ابن الحسين هل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه؟ قلت: لا. قال: فخاف الله
فلم يكفه؟ قلت: لا، ثم غاب عني، فقيل لي: يا علي هذا الخضر ناجاك.

476
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ يسن بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 33 ط مصر) قال:
ومن كرامات زين العابدين رضي الله عنه أن عبد الملك بن مروان حمله من
المدينة مقيدا مغلولا في أثقل قيود وأغلال، فدخل عليه الزهري لوداعه، فبكى
وقال: وددت إني مكانك. فقال: أتظن أن ذلك يكربني لو شئت لما كان وأنه
ليذكرني عذاب الله. ثم أخرج رجليه من القيود ويديه من الغل ورماهما ثم
أعادهما.
واكن يضرب به المثل في الحلم، وله فيه حكايات عجيبة وأخبار غريبة،
وكان شديد الخوف من الله بحيث إذا توضأ اصفر لونه وارتعد. فيقال له: ما
هذا؟ فيقول: تدرون بين يدي من أقوم.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ يسن بن إبراهيم السنهوتي في " الأنوار القدسية "
(ص 33 ط مصر) قال:
ومن كراماته (أي زين العابدين " ع ") أن زيدا ابنه استشاره في الخروج،

477
فنهاه وقال: أخشى أن تكون المقتول المصلوب، أما علمت أنه لا يخرج أحد
من ولد فاطمة قبل خروج السفياني إلا قتل. فكان كما قال، خرج زيد في خمسة
عشر ألفا فطلب، فتفرقوا عنه فقتله الحجاج وصلبه مكشوف العورة، فأكرمه الله
بأن نسجت العنكبوت عليها فلم تر بعد ذلك.

478
كلماته عليه السلام وبعض ادعيته
(من كلامه في وصف المؤمن)
إن المؤمن خلط علمه بحلمه، يسأل ليعلم، وينصت ليسلم، لا يحدث بالسر
والأمانة الأصدقاء، ولا يكتم الشهادة للبعداء، ولا يحيف على الأعداء، ولا يعمل
شيئا من الحق رياء، ولا يدعه حياء، فإذا ذكر بخير خاف ما يقولون، واستغفر لما
لا يعلمون، وإن المنافق ينهى ولا ينتهى، ويأمر ولا يأتمر، إذا قام إلى الصلاة
اعترض، وإذا ركع ربض، وإذا سجد نقر، يمسي وهمته العشاء ولم يصم،
ويصبح وهمته النوم ولم يسهر.
رواه في " جامع البيان وفضله " (ج 1 ص 165 ط القاهرة) عن أبي حمزة
الثمالي قال: دخلت على علي بن الحسين بن علي فقال: يا أبا حمزة ألا أقول
لك صفة المؤمن والمنافق؟ قلت: بلى جعلني الله فداك، فقاله....
وقد تقدم نقله عن غيره من كتب العامة في (ج 12 ص 114).
(ومن كلامه عليه السلام للزهري)
يا زهري، لقنوطك من رحمة ربك التي وسعت كل شئ أعظم عليك من

479
اكبارك ذنبك! فقال الزهري: الله أعلم يحث يجعل رسالاته.
رواه في " الجوهر النفيس في سياسة " الرئيس " (ص 113 النسخة المطبوعة
في بيروت) قال:
قال المدائني: قارف الزهري ذنبا فساح فاستوحش من أهله فلقيه علي بن
الحسين، فقال له ذلك.
ورواه في " عيون التواريخ " (ج 3 ص 163 مصورة نسخة اسلامبول)
(ومن كلامه عليه السلام)
لا يقول رجل في رجل من الخير ما لا يعلم إلا أوشك أن يقول فيه من الشر
ما لا يعلم، وما اصطحب اثنان على معصية الله إلا أوشك أن يتفرقا على غير طاعة.
رواه في " عيون التواريخ " (ص 163 مصورة نسخة اسلامبول) قال:
قال سفيان بن عيينة: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقوله.
(ومن كلامه عليه السلام)
لا يهلك مؤمن بين ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسعة رحمة الله عز وجل. خف الله
لقدرته عليك واستحي لقربه منك. إذا صليت فصل صلاة مودع، وإياك وما
يعتذر منه، وخف الله خوفا ليس بالتعذر. إياك والابتهاج بالذنب فإن الابتهاج
بالذنب أعظم من ركوبه.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 107 ط بيروت).

480
أقوام ففازوا وقصر آخرون فخابوا، فالعجب من الضاحك اللاهي في اليوم
الذي يفوز فيه المحسنون ويخيب فيه المبطلون. أما والله لو كشف الغطاء لشغل
المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته عن تجديد ثوب وترجيل شعر.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 115 ط بيروت) قال:
نظر علي بن الحسين عليهما السلام أن الناس يضحكون في يوم فطر فقاله.
(ومن كلامه عليه السلام)
يا أيها الناس، أحبونا حب الاسلام، فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا.
رواه في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد: سمعت علي بن الحسين - وكان أفضل
هاشمي أدركته - يقوله.
رواه أيضا في " سير أعلام النبلاء " (ج 4).
(ومن كلامه عليه السلام)
من ضحك ضحكة، مج مجة من علم.
رواه في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 396 ط بيروت).
ومن دعائه عليه السلام
اللهم لك الحمد على ما لم أزل أتصرف فيه من سلامة بدني، ولك الحمد
على ما أحدثت بي من علة في جسدي، فما أدري يا إلهي أي الحالين أحق

481
بالشكر لك وأي الوقتين أولى بالحمد لك، أوقت الصحة التي هنأتني فيها طيبات
رزقك ونشطتني فيها لابتغاء مرضاتك وفضلك وقويتنى معها على ما وفقتني له من
طاعتك، أم وقت العلة التي محصتني بها والنعم التي أتحفتني بها تخفيفا لما
ثقل به على ظهري من الخطيئات وتطهيرا لما انغسمت فيه من السيئات وتنبيها
لتناول التوبة وتذكيرا لمحو الحوبة بقديم النعمة، وفي خلال ذلك ما كتب لي
الكاتب أن من زكى الأعمال ما لا قلب فكر فيه ولا لسان نطق به ولا جارحة
تكلفته بل افضالا منك علي وإحسانا من صنيعك إلي.
اللهم فصل على محمد وآل وحبب إلي ما رضيت لي ويسر لي ما أخللت
بي وطهرني من دنس ما أسلفت وامح عني شر ما قدمت، وأوجد بي حلاوة
العافية، وأذقني برد السلامة، واجعل مخرجي عن علتي إلى عفوك، ومتحولي
عن صرعتي إلى تجاوزك، وخلاصي من كربي إلى روحك، وسلامتي من هذه
الشدة إلى فرجك، إنك المتفضل بالاحسان المتطول بالامتنان الوهاب الكريم
ذو الجلال والاكرام.
رواه في " تحفة الراغب في سيرة جماعة من أعيان أهل البيت الأطائب "
(ص 52 ط محمد أفندي مصطفى) قال:
اتفق مشائخنا نفعنا الله ببركاتهم على أن المكروب والمهموم إذا توضأ فأحسن
الوضوء وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وذكر دعاء الإمام زين العابدين
وسأل الله تفريج كربه وهمه يفرج الله تعالى كربه وهمه ويقضي له حاجته بإذنه،
وإن كان مريضا ودعا الله بهذا الدعاء يعافيه الله تعالى (وذكر الدعاء).
(ومن دعائه عليه السلام)
قال زيد بن أسلم: كان من دعاء علي بن الحسين: اللهم لا تكلني إلى نفسي،

482
فأعجز عنها، ولا تكلني إلى المخلوقين، فيضيعوني.
رواه في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 396 ط بيروت).
(ومن دعائه عليه السلام)
اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوائح العيون علانيتي، وتقبح في خفيات
العيون سريرتي، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي، فإذا عدت، فعد علي.
رواه في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 396 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
فقد الأحبة غربة.
رواه في " سير أعلام النبلاء " (ج ص 396 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
إن الجسد إذا لم يمرض أشر، ولا خير في جسد يأشر.
رواه في " سير أعلام النبلاء " (ج 4 ص 396 ط بيروت) قال:
وبه، قال أبو نعيم: حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، حدثنا أحمد بن علي
ابن الجارود، حدثنا أبو سعيد الكندي، حدثنا حفص بن غياث، عن حجاج،
عن أبي جعفر، عن علي بن الحسين، قاله عليه السلام.
(ومن كلامه عليه السلام)
في محاسبة نفسه ومناجاة ربه:

483
يا نفس حتام إلى الدنيا سكونك وإلى عمارتها ركونك، أما اعتبرت لمن
مضى من أسلافك ومن وارته الأرض من آلافك ومن فجعت به من إخوانك
ونقل إلى البلى من أقرانك.
فهم في بطون الأرض بعد ظهورها * محاسنهم فيها بوال دواثر
خلت دورهم منهم واقوت عراصهم * وساقتهم نحو المنايا المقادر
وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها * وضمتهم تحت التراب الحفائر
كم تخرمت أيدي المنون من قرون بعد قرون، وكم غيرت الأرض ببلاها،
وغيبت في ثراها ممن عاشرت من صنوف الناس وصيرتهم إلى الأرماس.
وأنت على الدنيا مكب منافس * لحطامها فيها حريض مكاثر
على خطر تمشي وتصبح لاهيا * أتدري بما ذا لو غفلت تخاطر
وإن امرءا يسعى لدنياه دائبا * ويذهل عن أخراه لا شك خاسر
فحتام على الدنيا إقبالك؟ وبشهواتك اشتغالك؟ وقد وعظك القتير وأتاك
النذير، وأنت عما يراد بك ساه، وبلذة يومك لاه.
في ذكر هول الموت والقبر والبلى * عن اللهو واللذات للمرء زاجر
أبعد اقتراب الأربعين تربص * وشيب فذاك منذر لك ذاعر
كأنك مغبي لما هو ضاير * لنفسك عمدا وعن الرشد حاير
رواه في " عيون التواريخ " (ج 3 مصورة النسخة الموجودة في
اسلامبول).
(جملة من كلماته عليه السلام)
التي أوردها في " الأنوار القدسية " (ص 32 و 33 ط مصر).
قال عليه السلام: إذا نصح العبد لله في سره اطلعه على مساوئ عمله فتشاغل

484
بذنوبه عن عيوب الناس.
وقال: الله إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي وتقبح في
خفيات الغيوب سريرتي، اللهم كما أسأت وأحسنت إلي فإذا عدت فعد علي.
وقال: فقد الأحبة غربة وعبادة الأحرار لا تكون إلا شكر الله لا خوفا ولا رغبة.
وقال: كيف يكون صاحبك من إذا فتحت كيسه فأخذت منه حاجتك لم
ينشرح لذلك.
وقال: أقرب ما يكون العبد من غضب الله إذا غضب.
وقال: إن قوما عبدوه رهبة فتلك عبادة العبيد، وآخرون رغبة فتلك عبادة
التجار، وقوما عبدوه شكرا فتلك عبادة الأحرار.
وقال: عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة وغدا جيفة، وعجبت
كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه ولمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى
الأولى ولمن عمل لدار الفناء وترك دار البقاء.
وقال لابنه الباقر: لا تصحبن خمسة ولا ترافقهم في طريقهم الفاسق فإنه يبيعك
بأكلة فما دونها. قيل فما دونها؟ قال: يطمع فيها ثم لا ينالها، والبخيل لأنه يطمع
بك أحوج ما تكون إليه، والكذاب فإنه كالنسوان يبعد منك القريب ويقرب منك
البعيد، وقاطع الرحم فإنه ملعون في ثلاث آيات من كتاب الله. وكان ينشد:
وما شئ أحب إلى لئيم * إذا سئم الكريم من الجواب
(ومن كلامه عليه السلام)
كل عين ساهرة يوم القيامة إلا ثلاث عيون: عين سهرت في سبيل الله تعالى،
وعين غمضت عن محارم الله، وعين فاضت من خشية الله.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 167 ط بيروت).

485
(ومن كلامه عليه السلام)
يكتفي اللبيب بوحي الحديث وينبو البيان عن قلب الجاهل ولا ينتفع بالقول
وإن كان بليغا مع سوء الاستماع.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 167 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
من خاف من سلطان ظلامة أو تغطرس فليقل: اللهم احرسني بعينك التي لا تنام،
واكنفني بكنفك الذي لا يرام، واغفر لي بقدرتك علي، فكم من نعمة أنعمت بها
علي قل لك عندها صبري. فيا من قل عند بليته شكري فلم تحرمني، ويا من قل
عند نعمته صبري ولم يخذلني، ويا من رآني على الخطايا فلم يفضحني، ويا ذا
النعم التي لا تحصى ويا ذا الأيادي التي لا تنقص بك استدفع النقم (الدعاء).
رواه في " عيون التواريخ " (ج 4 ص 30 مخطوط) عن جعفر الصادق قال
قاله جدي علي بن الحسين " ع ".
(ومن كلامه " ع " فيمن مات ابنه)
إن من وراء ابنك ثلاث خصال: أما أولاها فشهادة أن لا إله إلا الله، وأما
الثانية فشفاعة رسول الله، وأما الثالثة فرحمة الله عز وجل التي وسعت كل شئ.
رواه في " رسائل ابن أبي الدنيا " (ص 64 ط جمعية النشر بمصر) قال:
قال عبد الرحمن، نا عبد الله بن صالح العجلي، قال: أبطأ عن علي بن الحسين
أخ له كان يأنس به، فسأل عن ابطائه فقيل: إنه مشغول بموت ابن له كان من
المسرفين على نفسه، فقال له علي بن الحسين: إن من وراء ابنك - الخ.

486
(ومن كلامه عليه السلام)
لما سئل عن الفقر في قول رسول الله " ص ": استعد للفقر جلبابا.
هو الفقر إلى الله عز وجل، فلو جعلت الدنيا بحذافيرها لمؤمن ما فرح
بها ولو صرفت بكليتها ما حزن عليها، وإن أولياء الله لا يسكنون إلى شئ دونه.
رواه في " الأمالي " (ج 1 ص 159 ط القاهرة).

487
مستدرك ما أوردناه
(في فضائل الإمام محمد بن علي باقر العلوم)
(عليه السلام)
قد تقدم جملة مما ورد في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد
الثاني عشر (ص 51 إلى ص 205) ونستدرك هيهنا بعض ما لم ننقله هناك أو
نقلناه عن غير من ننقل عنه هيهنا:
نسبه وميلاده ووفاته
وممن لم ننقل عنه العلامة شمس الدين الذهبي الشافعي في " سير أعلام
النبلاء " (ج 4 ص 401 ط بيروت) قال:
أبو جعفر الباقر هو السيد الإمام، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن
علي العلوي الفاطمي المدني، ولد زين العابدين، ولد سنة ست وخمسين في
حياة عائشة وأبي هريرة. أرخ ذلك أحمد بن البرقي.

488
إلى أن قال: قال الزبير بن بكار: كان يقال لمحمد بن علي: باقر العلم،
وأمه هي أم عبد الله بنت الحسن بن علي.
إلى أن قال: حدثنا أبو زرعة قال: وقال أبو نعيم: توفي محمد بن علي
في سنة أربع عشرة ومائة.
ومنهم العلامة الشيخ يسين بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 34 ط السعادة بمصر) قال:
سيدنا الإمام محمد الباقر رضي الله عنه، الإمام التابعي الجليل المجمع على
جلالته وإمامته.
إلى أن قال: ومولده بالمدينة يوم الثلاثاء ثالث صفر سنة سبع وخمسين
للهجرة، وكان عمره يوم قتل جده الحسين رضي الله عنه ثلاث سنين، وأمه أم
عبد الله بنت الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وتوفي في شهر ربيع الأول، وقيل في صفر سنة سبع عشرة ومائة، وقيل
أقل وقيل أكثر.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله
(يقرئه السلام)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة شمس الدين الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 4
ص 404 ط بيروت) قال:
روى عن ابن عقدة: حدثنا محمد بن عبد الله بن أبي نجيح، حدثنا علي

489
ابن حسان القرشي، عن عمه عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر بن محمد، قال
قال أبي: أجلسني جدي الحسين في حجره، وقال لي: رسول الله صلى الله
عليه وسلم يقرئك السلام.
وعن أبان بن تغلب، عن محمد بن علي، قال: أتاني جابر بن عبد الله،
وأنا في الكتاب. فقال لي: اكشف عن بطنك، فكشفت، فألصق بطنه ببطني،
ثم قال: أمرني رسول الله أن أقرئك منه السلام.
ومنهم العلامة يسين بن إبراهيم السنهوتي في " الأنوار القدسية "
(ص 34 ط السعادة بمصر) قال:
إن ابن المديني روى عن جابر أنه قال له وهو صغير: إن رسول الله يسلم
عليك. قال: كيف؟ قال: كنت جالسا عنده والحسين في حجره وهو يداعبه،
فقال: يا جابر يولد له مولود اسمه علي، إذا كان يوم القيامة يقال ليقم العباد
فيقوم ولده. ثم يولد له ولد اسمه محمد، فإذا أدركته فأقرئه مني السلام.
عبادته عليه السلام
مما ورد فيها ما رواه القوم:
منهم العلامة الشيخ يسين بن إبراهيم السنهوتي في " الأنوار القدسية "
(ص 35 ط السعادة بمصر) قال:
عن أفلح مولاه قال: خرجت مع محمد بن علي حاجا، فلما دخل المسجد
الحرام نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته، فقلت: بأبي أنت وأمي إن الناس

490
ينظرون إليك فلو وقفت صوتك قليلا. فقال: ويحك يا أفلح ولم لا أبكي لعل
الله تعال ينظر إلي برحمته فأفوز بها عنده غدا. قال: ثم طاف بالبيت ثم جاء
حتى ركع عند المقام، فرفع رأسه من سجوده فإذا موضع سجوده مبتل من دموع
عينيه.
ومن كراماته عليه السلام
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 12 ص 181 إلى ص 182) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة المعاصر الشيخ أحمد التابعي المصري من علماء الأزهر
في كتابه " الاعتصام بحبل الاسلام " (ص 203 ط السعادة بالقاهرة) قال:
قال أبو بصير: قلت يوما للباقر: أنتم ورثة رسول الله " ص "؟ قال: نعم.
قلت: ورسول الله وارث الأنبياء جميعهم؟ قال: وارث جميع علومهم. قلت:
وأنتم ورثتم جميع علوم رسول الله " ص "؟ قال: نعم. قلت: فأنتم تقدرون
أن تحيوا الموتى وتبرؤا الأكمه والأبرص وتخبروا الناس بما يأكلون وما
يدخرون في بيوتهم؟ قال: نعم نفعل ذلك بإذن الله تعالى. ثم قال: أدن مني يا
أبا بصير، وكان أبو بصير مكفوف النظر. قال: فدنوت منه فمسح بيده على
وجهي فأبصرت السماء والجبل والأرض. فقال: أتحب أن تكون هكذا تبصر
وحسابك على الله أو تكون كما كنت ولك الجنة. قلت: الجنة، فمسح بيده على
وجهي فعدت كما كنت.

491
ومن كراماته
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشبلنجي المعروف بالمؤمن في " نور الأبصار " (ص 144
ط الشعبية بمصر) قال:
ومن كتاب الدلائل للحميري عن زيد بن حازم قال: كنت مع أبي جعفر
محمد بن علي الباقر فمر بنا زيد بن علي أخوه، فقال أبو جعفر: أما رأيت هذا
ليخرجن بالكوفة وليقتلن وليطافن برأسه، فكان كما قال.
ومن كراماته عليه السلام
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي الشافعي في
كتابه " الإشراف على فضل الأشراف " (ص 79 النسخة المصورة من المكتبة
الظاهرية في دمشق أو الأحمدية في حلب) قال:
ولأحمد في المناقب من حديثه أيضا مرفوعا: أعطيت في علي خمسا.
وعن بعضهم قال: كنت بين مكة والمدينة فإذا أنا بشيخ يلوح في البرية
يظهر تارة ويغيب أخرى حتى قرب مني فسلم علي فرددت وقلت: من أين يا غلام
قال: من الله، قلت وإلى أين قال إلى الله، قلت فلما زادك قال التقوى، قلت: فمن
أنت قال أنا رجل عربي فقلت ابن لي، فقال أنا رجل من قريش، فقلت ابن لي
عافاك الله، قال أنا رجل هاشمي فقلت ابن لي فقال أنا رجل علوي ثم أنشد:

492
نحن على الحوض رواده * نذود ونسقي وراده
فما فاز من فاز إلا بنا * وما خاب من حبنا زاده
فمن سرنا نال السرور * ومن ساءنا ساء ميلاده
ومن كان غاصبا حقنا * فيوم القيامة ميعاده
ثم قال: أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله
عليهم أجمعين، ثم التفت فلم أره فلا أدري نزل في الأرض أم صعد في السماء.

493
جملة من كلمات الباقر عليه السلام
قد تقدم بعض ما رواه جماعة من أعلام القوم في هذا الكتاب (ج 12
ص 193).
(من كلام له عليه السلام)
عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد.
رواه في " جامع بيان العلم وفضله " (ص 28 ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة)
(ومن كلامه عليه السلام)
(في معرفة الباري تعالى)
لما أتاه أعرابي حين كان عليه السلام بفناء الكعبة، فقال له: هل رأيت الله
حيث عبدته؟ فأطرق وأطرق من كان حوله ثم رفع رأسه إليه فقال: ما كنت أعبد
شيئا لم أره، فقال: وكيف رأيته؟ قال لم تره الأبصار بمشاهدة العيان ولكن رأته
القلوب بحقائق الإيمان، لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس، معروف بالآيات
منعوت بالعلامات، لا يجوز من قضيته، بأن من الأشياء وبانت الأشياء منه،

494
ليس كمثله شئ ذلك الله لا إله إلا هو. فقال الأعرابي: الله أعلم حيث يجعل
رسالته.
رواه في " استجلاب ارتقاء الغرف " (ص 52 نسخة مكتبة عاطف أفندي
في اسلامبول).
(ومن كلامه عليه السلام)
ووصف الرسول صلى الله عليه وآله: أدب الله محمدا صلى الله عليه وسلم
أحسن الأدب، فقال: خذ العفو، وأمر بالعرف، وأعرض عن الجاهلين. فلما
وعى عن الله عز وجل ما أمره قال: * (وإنك لعلى خلق عظيم) *. فلما قبل
منه ما فوض إليه قال: * (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) *.
وقال رضي الله عنه: " إن الله رضي الآباء للأبناء فحذرهم منهم، ولم يرض
الأبناء للآباء فأوصاهم بهم. وإن شر الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق،
وإن شر الآباء من دعاه البر إلى الافراط.
(ومن كلام له عليه السلام)
ما تغرغرت عين بمائها إلا حرم الله وجه صاحبها على النار، فإن سالت على
الخدين لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة. وما من شئ إلا له جزاء إلا الدمعة فإن الله
يكفر بها بحور الخطايا. ولو أن باكيا بكى في أمة حرم الله تلك الأمة على النار.
رواه في " سلوة الأحزان " (ص 40 ط منشأة المعارف بالإسكندرية).
وتقدم نقله عن غيره في (ج 12 ص 187).

495
ورواه في " التبصرة " (ج 1 ص 281 ط عيسى الحلبي بمصر) إلى قوله
يوم القيامة، لكنه ذكر بدل كلمة تغرغرت: اغرورقت.
(ومن كلام له عليه السلام)
أيها الناس إن أهل بيت نبيكم شرفهم الله بكرامته، واستحفظهم لسره،
واستودعهم علمه. فهم عماد لأمته، شهداء علمه، برأهم الله قبل خلقه، وأظلهم
تحت عرشه، واصطفاهم فجعلهم علما على عباده، ودليلهم على صراطه، فهم
الأئمة المهديون، والقادة البررة، عصمة لمن لجأ إليهم، ونجاة لمن اعتمد عليهم
يغتبط من والاهم ويهلك من عاداهم، ويفوز من تمسك بهم، فيهم نزلت الرسالة
وعليهم هبطت الملائكة، وإليهم نفث الروح الأمين، وآتاهم ما لم يؤت أحد
من العالمين. فهم الفروع الطيبة، والشجرة المباركة، ومعدن العلم، وموضع
الرسالة ومختلف الملائكة، وهم أهل بيت الرحمة والبركة.. الذين أذهب
الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
رواه في " آل بيت النبي " (ص 96 ط دار التعاون بمصر).
(ومن كلام له عليه السلام)
من قرأ آية الكرسي مرة صرف الله عنه ألف مكروه من مكروه الدنيا وألف
مكروه من مكروه الآخرة، أيسر مكروه الدنيا الفقر، وأيسر مكروه الآخرة
عذاب القبر.
رواه في " البركة في فضل السعي والحركة " (ص 114 ط مكتبة التجارة
بمصر).

496
(ومن كلام له عليه السلام)
وجد في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيفة فيها مكتوب:
ملعون من سرق تخوم الأرض، ملعون من تولى غير مواليه - أو قال ملعون من
جحد نعمة من أنعم عليه.
رواه في " جامع بيان العلم وفضله " (ص 90 ط دار الكتب الحديثية
بالقاهرة) قال:
وأخبرني أحمد بن عبد الله، قال حدثني أبي، قال حدثنا محمد بن فطيس،
قال حدثنا يحيى بن إبراهيم، قال حدثنا عبد الله بن مسلم، قال حدثنا
عبد الرحمن بن أبي الموالي، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي جعفر محمد
ابن علي أنه قاله.
(ومن كلامه عليه السلام)
كن لما لا ترجو أرجى منك لما ترجو، فإن موسى بن عمران خرج يقتبس
نارا فعاد نبيا مرسلا.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 268 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
ما عرف الخير من لم يتبعه، ولا عرف الشر من لم يجتنبه.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 268 ط بيروت) قاله.
(ومن كلاهم عليه السلام)
ندعو الله فيما نحب فإذا وقع الذي نكره لم نخالف الله فيما أحب.

497
رواه في
التذكرة الحمدونية " (ص 109 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
توق الصرعة قبل الرجعة.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 109 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام لابنه)
يا بني إن الله تعالى خبأ ثلاثة أشياء في ثلاثة أشياء: خبأ رضاه في طاعته
فلا تحقرن من الطاعة شيئا فلعل رضاه فيه، وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن
من المعصية شيئا فلعل سخطه فيه، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحدا فلعل
ذلك الولي.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 110 ط بيروت).
وفي " الاتحاف بحب الأشراف " (ص 53 ط مصطفى البابي الحلبي بمصر).
(ومن كلامه عليه السلام لابنه أيضا)
يا بني! انظر خمسة لا تحادثهم ولا تصاحبهم، ولا ترى معهم في طريق.
قلت: يا أبه جعلت فداك من هؤلاء الخمسة؟ قال: إياك ومصاحبة الفاسق،
فإنه يبيعك بأكلة أو أقل منها، قلت: يا أبه وما أقل منها؟ قال: الطمع فيها ثم لا ينالها.
قلت: يا أبه ومن الثاني؟ قال: إياك ومصاحبة البخيل، فإنه يخذلك في ماله
أحوج ما تكون إليه. قلت: يا أبه ومن الثالث؟ قال: إياك ومصاحبة الكذاب فإنه
يقرب منك البعيد ويباعد منك القريب. قلت: يا أبه ومن الرابع؟ قال: إياك

498
ومصاحبة الأحمق، فإنه يحذرك ممن يريد أن ينفعك فيضرك. قلت: يا أبه ومن
الخامس؟ قال: إياك ومصاحبة القاطع لرحمه، لأني وجدته ملعونا في كتاب
الله عز وجل في ثلاثة مواضع في الذين كفروا " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا
في الأرض " الخ، وفي الرعد " الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه " الآية،
وفي البقرة " إن الله لا يستحي أن يضرب مثلا " إلى آخر الآية.
رواه في " الجليس الصالح الكافي " (ص 127 ط منشورات مؤسسة
العالم في بيروت) قال:
حدثنا أبي رضي الله عنه، قال حدثنا أبو أحمد الختلي، قال حدثنا محمد
ابن يزيد مولى بني هاشم، قال حدثنا محمد بن عبد الله القرشي، قال حدثني
محمد بن عبد الله الهذلي، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله جعفر بن
محمد بن علي، قال: قاله لي أبي.
(ومن كلامه عليه السلام)
ما أقبح الأشر عند الظفر، والكآبة عند النائبة، والغلظة على الفقير، والقسوة
على الجار، ومشاحنة القريب، والخلاف على الصاحب، وسوء الخلق على
الأهل، والاستطاعة بالقدرة، والجشع مع الفقر، والغيبة للجليس، والكذب في
الحديث، والسعي بالمنكر، والغدر من السلطان، والخلف من ذي المروءة.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 268 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
لا تسيرن سيرا وأنت حاقن، ولا تنزلن عن دابة ليلا لقضاء حاجة إلا ورجلك
في خف، ولا تبولن في نفق، ولا تذوقن بقلة ولا تشمها حتى تعلم ما هي، ولا

499
تشرب من سقاء حتى تعلم ما فيه، واحذر من تعرف، ولا تصحب من لا تعرف.
تعلموا العلم فإن تعلمه جنة، وطلبه عبادة، ومذاكرته تسبيح، والبحث عنه جهاد
وتعظيمه صدقة، وبذله لأهله قربة، والعلم منار الجنة وأنس من الوحشة، وصاحب
في الغربة، ورفيق في الخلوة، ودليل على السراء، وعون على الضراء وزين
عند الاخلاء، وسلاح على الأعداء، ويرفع الله به قوما ليجعلهم في الخير أئمة
يقتدى بفعالهم وتقتص آثارهم، ويصلي عليهم كل رطب ويابس وحيتان البحر
وهو أمه وسباع البر وأنعامه.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 387 ط بيروت) قال: وصى محمد
ابن علي بن الحسين بعض أصحابه وهو يريد سفرا فقاله.
(ومن كلامه عليه السلام)
صانع المنافق بلسانك، وأخلص مودتك للمؤمن، ولا تجاوز صدقاتك إلى
كافر.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 388 ط بيروت)
(ومن كلامه عليه السلام)
من سأل فوق قدره استحق الحرمان.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 268 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
من دخل قلبه ما في خالص دين الله، شغله عما سواه. ما الدنيا، وما عسى

500
أن تكون، هل هو إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها.
رواه في سير أعلام النبلاء (ج 4 ص 405 ط بيروت).
كلماته ع في جواب أسئلة هشام:
قال الزبير في النسب: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله الزهري: قال: حج
الخليفة هشام، فدخل الحرم متكئا على يد سالم مولاه، ومحمد بن علي بن
الحسين جالس، فقال: يا أمير المؤمنين هذا محمد بن علي. فقال: المفتون
به أهل العراق؟ قال: نعم. قال: اذهب إليه فقل له: يقول لك أمير المؤمنين
ما الذي يأكل الناس ويشربون إلى أن يفضل بينهم يوم القيامة؟ فقال له محمد:
يحشر الناس على مثل قرصة النقي، فيها الأنهار مفجرة. فرأى هشام أنه قد
ظفر فقال: الله أكبر، اذهب إليه، فقل له: ما أشغلهم عن الأكل والشرب
يومئذ! ففعل. فقال: قل له: هم في النار أشغل، ولم يشغلوا أن قالوا أفيضوا
علينا من الماء أو مما رزقكم الله [الأعراف:].
رواه في سير أعلام النبلاء (ج 4 ص 405 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
صلاح من جهل الكرامة في هوانه.
رواه في التذكرة الحمدونية (ص 268 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
المسترسل موقى والمحترس ملقى.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 268 ط بيروت).

501
(ما روي من كلماته عليه السلام)
في " المشرع الروي " (ص 37 ط القاهرة):
ما دخل قلب امرئ شئ من الكبر إلا نقص من عقله مثل ما دخل من الكبر.
ما من عبادة أفضل من عفة بطن وفرج.
ليس شئ مميل الإخوان إليك مثل الاحسان إليهم.
بئس الأخ يرعاك غنيا ويقطعك فقيرا.
اعرف المودة في قلب أخيك بما له في قلبك.
(ومن كلامه عليه السلام)
في تفسير قوله تعالى " أولئك يجزون الغرقة بما صبروا ":
الغرفة الجنة بما صبروا، قال على الفقر في الدنيا.
رواه في " عدة الصابرين " (ص 146 ط دار الكتب في بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
لما سئل محمد بن علي بن الحسين: لم فرض الله تعالى الصوم على عباده؟
فقال: ليجد الغنى من الجوع فيحنو على الضعيف.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 115 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
عاتب أخاك بالاحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 388 ط بيروت).

502
(ومن كلامه لابنه)
يا بني إياك والكسل والضجر فإنهما مفتاح كل شر، فإنك إن كسلت لم تؤد
حقا وإذا ضجرت لم تصبر على حق.
رواه في " الأنوار القدسية " (ص 35 ط مصر).
سائر ما رواه من كلماته عليه السلام
في " التذكرة الحمدونية " (ص 35 ط مصر).
قال: قال عليه السلام: الغنى والعز يجولان في قلب المؤمن، فإذا وصلا
إلى مكان فيه التوكل جعلاه وطنا.
وقال جابر الجعفي: قال لي محمد بن علي: إني لمحزون وإني لمشتغل
القلب. قلت: وما شغل قلبك وما حزنك؟ قال: يا جابر إن من دخل قلبه صافي
خالص دين الله عز وجل شغله عما سواه. يا جابر ما الدنيا، وما عسى أن تكون هل هو
إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها. يا جابر إن المؤمنين أهل التقوى
أيسر أهل الدنيا مؤنة وأكثرهم معونة، إن نسيت ذكروك وإن ذكرت أعانوك
قوالين بحق الله تعالى قوامين بأمر الله، فأنزل الدنيا منزلا نزلت فيه وارتحلت
عنه أو كخيال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شئ، فاحفظ الله
فيما استرعاك من دينه وحكمته.
وقال: ما اغرورقت عين بمائها إلا حرم الله عز وجل صاحبها على النار وإن
سالت على خده لم ير وجهه قتر ولا ذلة، وما من شئ إلا له أجر إلا الدمعة
فإن الله تعالى يكفر بها بحور الخطايا، ولو أن باكيا بكى في أمة لحرم الله تلك

503
الأمة على النار.
وعن عبد الله بن عطاء قال: ما رأيت العلماء عند أحد أصغر علما منهم عند
أبي جعفر محمد، فقد رأيت الحكم عنده كأنه متعلم. وقال: كان لي أخ في
عيني عظيم، والذي عظمه في عيني صغر الدنيا في عينه.
وكان يقول في جوف الليل: اللهم إنك أمرتني فلم أئتمر وزجرتني فلم أنزجر
وهذا عبدك بين يديك فبم أعتذر. وقال: ما من عبادة أفضل من عفة بطن وفرج
وما من شئ أحب إلى الله تعالى من أن يسأل، وما يدفع القضاء إلا الدعاء، وإن
أسرع الخير ثوابا البر وأسرع الشر عقوبة البغي، وكفى بالمرء عيبا أن يرى من
الناس ما يعمى عنه من نفسه، وأن يأمر الناس بما لا يستطيع التحول عنه، وأن
يؤذي جليسه بما لا يعنيه.

504
مستدرك ما أوردناه
(في فضائل الإمام جعفر بن محمد الصادق)
(عليه السلام)
قد تقدم جملة مما ورد في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد الثاني
عشر (ص 7 إلى ص 294) ونستدرك هيهنا بعض ما لم ننقله هناك أو نقلناه عن
غير من ننقل عنه هيهنا.
نسبه وميلاده ووفاته
وممن لم ننقل عنه العلامة الشيخ إبراهيم بن يسين السنهوتي الشافعي
في " الأنوار القدسية " (ص 36 ط السعادة بمصر) قال:
الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه، ناهيك بإمام ورث مقام النبوة والصديقية
فازدهرت في طلعته أنوار العلوم والمعارف الحقيقية، لأن جده سيد الشهداء
الإمام الحسين، وأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأمها
أسماء بنت عبد الرحمن أن أبي بكر الصديق، أخذ الحديث عن أبيه وجده

505
لأمه وعروة وعطاء ونافع والزهري، وعنه السفيانان ومالك والقطان، خرج له
الجماعة سوى البخاري. قال أبو حاتم: ثقة لا يسأل عن مثله. وله كرامات كثيرة
ومكاشفات شهيرة.
إلى أن قال:
" كانت ولادته " سنة ثمانين للهجرة، وهي سنة سيل الحجاف، وقيل بل
ولد يوم الثلاثاء قبل طلوع الشمس ثامن شهر رمضان سنة ثلاث وأربعين. وتوفي
في شوال سنة ثمان وأربعين ومائة بالمدينة ودفن بالبقيع في قبر فيه أبوه محمد
الباقر وجده علي زين العابدين وعم جده الحسن بن علي رضي الله عنهم أجمعين.
فلله دره من قبر ما أكرمه وأترفه وأشرفه.
ثم ولداه ولد اسمه القاسم، وللقاسم بنت اسمها أم كلثوم، وهما المدفونان
بالقرافة بقرب الإمام الليث بن سعد على يسار الداخل من الدرب المتوصل منه
إليه.
ومنهم العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الحنفي الشهير بابن
الوردي المتوفى سنة 749 في كتابه " تاريخ ابن الوردي " (ج 1 ص 266
طبع المطبعة الحيدرية في الغري الشريف) قال:
ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائة وفيها توفي جعفر الصادق بن محمد الباقر
ابن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، سمي
الصادق لصدقه.

506
ومنهم العلامة الشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف الأستاذ بجامعة الأزهر
في كتابه " المبتكر الجامع لكتابي المختصر والمعتصر في علوم الأثر "
(ص 132 ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة) قال:
جعفر الصادق بن محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي
طالب رضي الله عنهم، العلوي الهاشمي، أبو عبد الله المدني. وأمه أم فروة بنت
القاسم بن محمد بن أبي بكر، وهو من أجلة التابعين. وكان ورعا تقيا عابدا
زاهدا فصيحا، وكان يلبس الجبة الخشنة الغليظة القصيرة من الصوف على جسده
ويلبس الحلة الخزعلي ظاهره ويقول " نلبس الجبة لله والخز لكم، فما كان لله
أخفيناه وما كان للناس أظهرناه ".
قال فيه عمر بن المقدام: كنت إذا رأيت جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة
النبيين.
دخل عليه أبو حنيفة فقال: يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس، لا تفعل فإن أول
من قاس إبليس.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في " عيون
التواريخ " (ج 6 ص 29) قال:
وفيها (أي سنة ثمان وأربعين ومائة) توفي جعفر بن محمد الباقر بن علي
زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. إلى أن قال: مولده سنة ثمانين.
إلى أن قال: وتوفي في هذه السنة ودفن بالبقيع عند قبر أبيه محمد الباقر وجده
علي زين العابدين وعم جده الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
فلله دره من قبر ما أكرمه وأشرفه، ولقب بالصادق لصدقه في مقاله.

507
علمه عليه السلام
قد تقدم نقل بعض كلمات القوم فيه في (ج 2 ص 217 إلى ص 227).
وممن لم ننقل عنه العلامة السيد محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن
علوي الحضرمي في " المشرع الروي " (ص 35 ط القاهرة) قال:
وله كلام نفيس جامع في علم التوحيد والحقائق والمعارف وغيرها، وقد
ألف جابر بن حيان كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل وهي خمسمائة
رسالة، ونقل عنه من العلوم ما سارت به الركبان واشتهر صيته في البلدان، وكان
يقول: سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي.
ومنهم العلامة الشيخ يسين بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 38 ط السعادة بمصر) قال:
وكان تلميذه (أي جعفر بن محمد) أبو موسى جابر بن حيان الصوفي
الطرسوسي، قد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق
وهي خمسمائة رسالة.
ومنهم العلامة محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 6 ص 30 مخطوط) قال:
قال أبو حنيفة: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، وكان يقول: سلوني
قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثكم بعدي بمثل حديثي.

508
أنموذج مما ورد
(في خوفه من ربه وخلوصه لله)
منه ما رواه العلامة أبو الفرج جمال الدين سبط ابن الجوزي الحنفي
البغدادي في " المدهش " (ص 162 ط المؤسسة العالمية في بيروت) قال:
حج جعفر الصادق فأراد أن يلبي فتغير وجهه، فقيل: ما لك يا بن رسول
الله؟ فقال: أريد أن ألبي فأخاف أن أسمع غير الجواب.
ومنه ما رواه العلامة الفاضل الشيخ معافي بن زكريا النهرواني الجريري
المولود سنة 303 والمتوفى سنة 390 في " الجليس الصالح الكافي "
(ص 86 ط بيروت) قال:
حدثنا الحسن بن أحمد بن محمد بن سعيد الكلبي، ثنا محمد بن زكريا،
ثنا محمد بن عبد الرحمن التيمي، عن أبيه، قال: وقع بين جعفر بن محمد وبين
عبد الله بن حسن كلام في صدر يوم، فأغلظ في القول عبد الله بن حسن، ثم افترقا
وراحا إلى المسجد فالتقيا على باب المسجد، فقال أبو عبد الله جعفر بن محمد
لعبد الله بن حسن: كيف أمسيت يا أبا محمد. قال: بخير، كما يقول المغضب.
فقال: يا أبا محمد! أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب؟ فقال: لا تزال
تجئ بالشئ لا نعرفه. قال: فإني أتلو عليك به قرآنا. قال: وذلك
أيضا؟ قال: نعم. قال: فهاته. قال: قول الله عز وجل " الذين يصلون ما أمر
الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب ". قال: فلا تراني بعدها
قاطعا رحما.

509
كرمه عليه السلام
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ يسين بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 37 ط السعادة بمصر) قال:
وكان (جعفر بن محمد) يطعم المساكين حتى لا يبقى لعائلته شئ.
كراماته عليه السلام
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ يسين بن إبراهيم السنهوتي في " الأنوار القدسية "
(ص 36 ط السعادة بمصر) قال:
منها أنه سعي به عند المنصور، فلما حج حضر الساعي وأحضروه، فقال
للساعي: أتحلف. فقال: نعم، فحلف. فقال جعفر للمنصور: حلفه بما أراه.
فقال: قل برئت من حول الله وقوته والتجأت إلى حولي وقوتي لقد فعل جعفر
كذا وكذا. فامتنع الرجل ثم حلف فما تم حتى مات مكانه.
ومنها: إن الطاغية قتل مولاه فلم يزل ليلته يصلي ثم دعا عليه عند السحر
فسمعت الضجة بموته.
ومنها: أنه لما بلغه قول الحكم بن العباس الكلبي في عمه زيد:
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة * ولم نر مهديا على الجذع يصلب

510
قال: اللهم سلط عليه كلبا من كلابك، فافترسه الأسد.
ومنها: ما خرجه الطبري من طريق وهب قال: سمعت الليث بن سعد يقول:
حججت سنة ثلاث عشرة ومائة، فلما صليت العصر رقيت أبا قبيس فإذا رجل
جالس يدعو. فقال: يا رب يا رب، حتى انقطع نفسه، ثم قال: يا حي يا حي،
حتى انقطع نفسه، ثم قال: إلهي إني اشتهيت العنب فأطعمنيه وإن بردي
قد خلقا فاكسني. قال الليث: فما تم كلامه حتى نظرت إلى سلة مملوءة
عنبا وليس على وجه الأرض يومئذ عنب، وإذا ببردين لم أر مثلهما، فأراد
الأكل فقلت: أنا شريكك لأنك دعوت وأنا أؤمن. فقال: كل ولا تخبأ ولا
تدخر، ثم دفع إلي أحد البردين، فقلت: لي عنه غنى، فاتزر بأحدهما
وارتدى بالآخر ثم أخذ الخلعتين ونزل، فلقيه رجل فقال: ألبسني يا بن رسول الله
فدفعهما إليه. فقلت: من هذا؟ قال: جعفر الصادق. قال الليث: فطلبته لأسمع
منه فلم أجده.
ومنها: أن ابن عمه عبد الله بن المحصى كان شيخ بني هاشم وهو والد
محمد وأخيه أرسلوا لجعفر ليبايعهما، وقال: ليست لي ولا لهما إنها لصاحب
القباء الأصفر بلعب بها صبيانه، وكان المنصور العباسي حاضرا وعليه قباء أصفر
فكان كذلك.
وكان مجاب الدعوة فإذا سأل الله شيئا لا يتم قوله إلا وهو بين يديه.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

511
منهم العلامة العارف الخواجة المولوي عبد الفتاح بن محمد نعمان
الحنفي الهندي في " مفتاح العارف " (ص 71 مخطوط)
روى من جملة كراماته ما هذه ترجمته: إن عجوزا كانت تبكي لموت بقرة
لها، فمر عليها الصادق فقال لها: لماذا تبكين. فقالت: كانت لي بقرة أعيش
أنا وأولادي من لبنها. فقال: أتحبين أن يحييها الله تعالى. فقالت: هل تسخر
مني، فدعا عليه السلام وسأل من الله احياءها ثم ضرب عليها برجله فقامت
البقرة من مكانها، فغاب عن الناس لئلا يعرفوه.
استجابة دعائه عليه السلام
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ يسين بن إبراهيم السنهوتي في " الأنوار القدسية "
(ص 36 ط السعاة بمصر) قال:
وحج المنصور سنة سبع وأربعين ومائة فقدم المدينة فقال: علي بجعفر
ابن محمد قتلني الله إن لم أقتله، فتغافل عنه الربيع لينساه، ثم أعاد ذكره
فتغافل عنه وأعاد ذكره ثالثا برسالة قبيحة للربيع، فلما جئ به قال له الربيع
العذر إليك فيشدد في طلبك. فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله. فلما دخل عليه قال:
يا عدو الله أتخذك أهل العراق إماما يحملون إليك زكاة أموالهم وتلحد في
سلطاني وبيعتي قتلني الله إن لم أقتلك. فقال جعفر: يا أمير المؤمنين إن سليمان
عليه الصلاة والسلام أعطي فشكر، وإن أيوب عليه الصلاة والسلام ابتلي فصبر،

512
وإن يوسف عليه الصلاة والسلام ظلم فغفر، وأنت من ذلك العنصر. فقال له
المنصور: إلي عندي أبا عبد الله البرئ الساحة جزاك الله من ذي رحم أفضل
ما جازى به ذوي الأرحام عن أرحامهم. ثم تناول يده وأجلسه معه على فراشه وطيبه
بيده حتى جعل لحيته قاطرة طيبا، ثم أمر له بجائزة وكسوة وقال: انصرف في
حفظ الله وكنفه فانصرف فقال له الربيع: إني رأيت عجبا فما قلت يا أبا عبد الله حين
دخلت؟ قال: قلت " اللهم احرسني بعينك التي لا تنم واكنفني بركنك الذي
لا يرام واحفظني بقدرتك علي لا أهلك وأنت رجائي، اللهم إنك أعظم وأجل
مما أخالف واحذر، اللهم بك أدفع في نحره وبك أستعيذ من شره ".
ومنهم العلامة محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي السنهوتي في
" عيون التواريخ " (ج 6 ص 32 مخطوط)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الأنوار القدسية " لكنه قال في آخر
الحديث قال منصور: يا ربيع الحق أبا عبد الله جائزته وكسوته. وذكر في الدعاء
بدل كلمة أعظم " أكبر "، وزاد في آخره " اللهم صل على محمد وعلى آل
محمد وسلم ".
ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي الشافعي في " سير أعلام النبلاء "
(ج 6 ص 266 ط الرسالة في بيروت) قال:
أخبرنا علي بن أحمد في كتابه، أنبأنا عمر بن محمد، أنبأنا محمد بن
عبد الباقي الأنصاري، أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي بالله، أنبأنا عبيد الله بن أحمد
الصيدلاني، حدثنا أبو طالب علي بن أحمد الكاتب، حدثنا عيسى بن أبي حرب
الصفار، عن الفضل بن الربيع، عن أبيه، قال: دعاني المنصور فقال: إن جعفر

513
ابن محمد يلحد في سلطاني قتلني الله إن لم أقتله. فأتيته فقلت: أجب أمير
المؤمنين. فتطهر ولبس ثيابا، أحسبه قال جددا، فأقبلت به فاستأذنت له فقال:
أدخله، قتلني الله إن لم أقتله. فلما نظر إليه مقبلا قام من مجلسه فتلقاه وقال:
مرحبا بالنقي الساحة، البرئ من الدغل والخيانة، أخي وابن عمي، فأقعده معه
على سريره وأقبل عليه بوجهه وسأله عن حاله ثم قال: سلني عن حاجتك. فقال:
أهل مكة والمدينة قد تأخر عطاؤهم فتأمر لهم به قال: افعل. ثم قال: يا جارية أئتني
بالتحفة. فأتته بمدهن زجاج فيه غالية فغلفه بيده وانصرف. فاتبعته، فقلت: يا
ابن رسول الله، أتيت بك ولا أشك أنه قاتلك، فكان منه ما رأيت، وقد رأيتك تحرك
شفتيك بشئ عند الدخول فما هو؟ قال: قلت " اللهم احرسني بعينك التي لا
تنام، واكنفني بركنك الذي لا يرام، واحفظني بقدرتك علي، ولا تهلكني وأنت
رجائي. رب كم من نعمة أنعمت بها علي قل لك عندها شكري، وكم من بلية
ابتليتني بها قل لها عندك صبري، فيا من قل عند نعمته شكري فلم يحرمني، ويا
من قل عند بليته صبري فلم يخذلني، ويا من رآني على المعاصي فلم يفضحني،
ويا ذا النعم التي لا تحصى أبدا، ويا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا، أعني على
ديني بدنيا، وعلى آخرتي بتقوى، واحفظني فيما غبت عنه ولا تكلني إلى نفسي
فيما خطرت يا من لا تضره الذنوب ولا ننقصه المغفرة، اغفر لي ما لا يضرك، وأعطني
ما لا ينقصك، يا وهاب أسألك فرجا قريبا، وصبرا جميلا، والعافية من جميع
البلايا، وشكر العافية ".
ومنهم العلامة الفاضل المعاصر الشيخ أحمد الناجي المصري من
علماء الأزهر في كتابه " الاعتصام بحبل الاسلام " (ط السعادة بالقاهرة) قال:
حدث عبد الله بن الفضل بن الربيع عن أبيه أنه قال: لما حج المنصور سنة سبع

514
وأربعين ومائة قدم المدينة فقال للربيع: ابعث إلى جعفر بن محمد بن يأتينا به
متعبا قتلني الله إن لم أقتله. فتغافل الربيع عنه وتناساه، فأعاد عليه في اليوم الثاني
وأغلظ في القوم، فأرسل إليه الربيع، فلما حضر قال له الربيع: يا أبا عبد الله
أذكر الله تعالى فإنه قد أرسل لك من لا يدفع شره إلا الله وإني أتخوف عليك.
فقال جعفر: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ثم إن الربيع دخل به على المنصور، فلما رآه المنصور أغلظ له في القول
وقال: يا عدو الله أتخذك أهل العراق إماما يجبون إليك زكاة أموالهم وتلحد
في سلطاني وتتبع لي الغوائل قتلني الله إن لم أقتلك. فقال جعفر: يا أمير المؤمنين
إن سليمان أعطي فشكر، وإن أيوب ابتلي فصبر، وإن يوسف ظلم فغفر، فهؤلاء
أنبياء الله وإليهم يرجع نسبك ولك بهم أسوة حسنة.
قال المنصور: أجل يا أبا عبد الله ارتفع إلى هنا عندي. ثم قال: يا أبا
عبد الله إن فلانا أخبرني عنك بما قلت لك. فقال: أحضره يا أمير المؤمنين لوافقني
على ذلك، فأحضر الرجل الذي سعى به إلى المنصور فقال له المنصور: أحقا
ما حكيت لي عن جعفر. فقال: نعم يا أمير المؤمنين. فقال جعفر: حلفه بما تختار
فقال له جعفر: قل برئت من حول الله وقوته والتجأت إلى حولي وقوتي لقد فعل
جعفر كذا وكذا. فامتنع الرجل، فنظر إليه المنصور نظرة منكرة له فحلف بها،
فما كان بأسرع من أن ضرب برجله الأرض وخر ميتا مكانه. فقال المنصور: جروا
برجله وأخرجوه. ثم قال: لا عليك يا أبا عبد الله أنت البرئ الساحة السليم الناحية
المأمون الغالية علي بالطيب، فأتي بالغالية فجعل يفلق بها لحيته إلى أن تركها
تقطر وقال: في حفظ الله وكلائته، وألحقه يا ربيع بجوائز حسنة وكسوة سنية.
قال الربيع: فلحقته بذلك ثم قلت: يا أبا عبد الله رأيتك تحرك شفتيك
وكلما حركتها سكن غضب المنصور، بأي شئ كنت تحركها؟ قال: بدعاء

515
جدي الحسين. قلت: وما هو يا سيدي. قال " اللهم يا عدتي عند شدتي ويا عوني
عند كربتي أحرسني بعينك التي لا تنام واكنفني بركمك الذي لا يرام وارحمني
بقدرتك علي فلا أهلك وأنت رجائي، اللهم إنك أكبر وأجل وأقدر مما أخاف
وأحذر، اللهم بك أدرأ في نحره واستعيذ من شره إنك على كل شئ قدير ".
قال الربيع: فما نزلت بي شدة ودعوت به إلا فرج الله به عني. قال الربيع:
وقلت له: منعت الساعي بك إلى المنصور من أن يحلف بيمينه وأحلفته بيمينك،
فما كان إلا أن أخذ لوقته ما السر فيه؟ قال: لأن في يمينه توحيد الله وتمجيده
وتنزيهه، فقلت يحلم عليه ويؤخذ عنه العقوبة وأحببت تعجيلها إليه فاستحلفته بما
سمعت فأخذه الله لوقته.
وقد كتب رضي الله عنه كتاب الجفر فيه كل ما يحتاجون إلى علمه إلى
يوم القيامة.
ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي
في " تاريخ مدينة دمشق " (والنسخة مصورة من مخطوطة جاع السلطان أحمد في
اسلامبول) قال:
قرأت بخط أبي الحسن دنتا بن نطيف وأبنائه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو
الوحش سبيع بن مسلم عنه، أنا أبو القاسم حمزة بن عبد الله بن الحسين الطرابلسي
بها، نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن طالب البغدادي، نا أبو بكر بن دريد، نا
الحسن بن خضر، عن أبيه، حدثني مولى له بجيلة من أهل الكوفة، حدثني رزام
مولى خالد بن عبد الله القسري قال: بعث أبي المنصور إلى جعفر بن محمد بن علي
ابن الحسين عليهم السلام وأمه أم فروة بنت قاسم بن محمد بن أبي بكر. قال: فلما
أقبلت به إليه المنصور بالحيرة وعلونا النجف نزل جعفر بن محمد عن راحلته.

516
فأسبغ الوضوء ثم استقبل القبلة فصلى ركعتين ثم رفع يديه. قال رزام: فدنوت
منه فإذا هو يقول " اللهم بك أستفتح وبك أستنجح وبمحمد عبدك ورسولك
أتوسل، اللهم سهل حزونته وذلل لي صعوبته وأعطني من الخير أكثر ما أرجو
واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف ".
ثم ركب راحلته، فلما وقف بباب المنصور وأعلم بمكانه فتحت الأبواب
ورفعت الستور، فلما قرب من المنصور قام إليه فتلقاه وأخذ بيده وما شاه حتى
انتهى به إلى مجلسه فأجلسه فيه، ثم أقبل إليه يسأله عن حاله وجعل جعفر يدعو له،
ثم قال: قد عرفت ما كن مني في أمر هذين الرجلين - يعني محمد وإبراهيم ابني
عبد الله بن الحسن - وبري كان بهما وقد استخفي وأخاف أن يشق العصا وأن
يلقيا بين أهل هذا البيت شرا لا يصلح أبدا، فأخبرني عنهما. فقال له جعفر: والله
لقد نهيتهما فلم يقبلا فتركتهما كراهة أن اطلع على أمرهما وما زلت خاطبا
في جعلك مواظبا على طاعتك. قال: صدقت ولكنك تعلم أنني أعلم أن أمرهما
لن يخفى عنك ولن تفارقني إلا أن تخبرني به. فقال له: يا أمير المؤمنين أفتأذن
لي أن أتلو آية من كتاب الله عليك منتهى عملي وعلمي. قال: هات على اسم الله،
فقال جعفر: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم " لئن أخرجوا لا يخرجون
معهم ولئن قوتلوا لا ينصرونهم ولئن نصروهم ليولن الأدبار ثم لا ينصرون ".
قال: فخر أبو جعفر ساجدا ثم رفع رأسه فقبل بين عينيه وقال: حسبك.

517
جملة من كلمات الصادق عليه السلام
تقدم نقل بعض كلماته عليه السلام في المجلدات السابقة وننقل ههنا ما لم
ننقله هناك عن أعلام القوم وأعاظمهم:
(من كلامه عليه السلام)
الكمال كل الكمال التفقه في الدين، والصبر على النائبة، وتدبير المعيشة.
رواه في " جامع بيان العلم وفضله " (ص 73 ط دار الكتب الحديثية
بالقاهرة).
(ومن كلامه عليه السلام)
ما موت أحد أحب إلى إبليس من موت فقيه.
رواه في " جامع بيان العلم وفضله " (ص 73 ط دار الكتب الحديثية
بالقاهرة).

518
(ومن كلامه عليه السلام)
في قوله تعالى " خذ العفو " الآية:
ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها، ودخل فيها قبول المعاذير،
وعدم الاستقصاء والتصديق للقائلين، وقبول الملتبس من الأمور، وعدم مكافأة
الجاهل، وعدم المؤاخذة والالتفات إلى قوله والاصغاء إلى سفاهته، ونحو ذلك
من الآداب مع الاستمرار على القيام بحق الله تعالى الذي هو الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر غير مأخوذ في ذلك بلومة لائم.
رواه في " شرح الخمسمائة آية " (ص 109).
(ومن كلامه عليه السلام)
وجدنا العلم كله في أربع: أولها أن تعرف ربك، والثاني أن تعرف ما صنع
بك، والثالث أن تعرف ما أراد منك، والرابع أن تعرف ما تخرج به من ذنبك.
وقال بعضهم: ما يخرجك من دينك.
رواه في " جامع بيان العلم وفضله " (ص 9 ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة)
(ومن كلامه عليه السلام)
عندما ذكر عنده قول النبي صلى الله عليه وسلم " النظر إلى وجه العالم
عبادة ":

519
هو العالم الذي إذا نظرت إليه ذكرك الآخرة، ومن كان على خلاف ذلك
فالنظر إليه فتنة.
رواه في " سمير الليالي " (ج 2 ص 385 ط مطبعة البلاغة بطرابلس)
(ومن كلامه عليه السلام)
رواية الحديث وبثة في الناس أفضل من عبادة:
رواه في " جامع بيان العلم وفضله " (ص 28 ط دار الكتب الحديثية بالقاهرة)
(ومن كلامه عليه السلام)
الله أعدل من أن يجبر عبده على معصية ثم يعذبه عليها. فقال السائل: فهل
أمرهم مفوض إليهم؟ فقال: الله أعز من أن يجور في ملكه ما لا يريد. فقال له
السائل: فكيف ذلك إذا؟ قال: أمر بين الأمرين لا جبر ولا تفويض.
رواه في " الاعتصام بحبل الاسلام " (ص 37 ط السعادة بالقاهرة).
قال: إن رجلا قال له: هل العباد مجبرون؟ فقاله.
(ومن كلامه عليه السلام)
كتاب الله على أربعة أشياء العبارة والإشارة واللطائف والحقائق: فالعبارة
للعوام، والإشارة للخواص، واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء.
رواه في " الوسيلة الأحمدية في شرح الطريقة المحمدية " المطبوع بهامش
" البريقة المحمودية " (ج 1 ص 44 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة)

520
(ومن كلامه عليه السلام)
إذا جلستم مع الإخوان على المائدة فأطيلوا الجلوس، فإنها الساعة التي لا
تحسب عليكم من أعماركم، وقال صلى الله عليه وسلم " لا تزال الملائكة تصلي
على أحدكم ما دامت مائدته موضوعة بين يديه حتى ترفع ". وقال صلى الله عليه
وسلم " الطعام البارد فيه بركة والطعام الحار لا بركة فيه ". وقال صلى الله عليه
وسلم " الثريد بركة.
رواه في " البركة في فضل السعي والحركة " (ص 205 ط المكتبة التجارية
بمصر).
(ومن كلامه " ع " لأبي حمزة الثمالي)
يا أبا حمزة أتعرف مسجد السهلة؟ قلت: عندنا مسجد يسمى مسجد السهلة.
قال: لم أرد سواه، لو أن زيدا أتاه وصلى فيه واستجار فيه بربه من القتل
لآجاره، إن فيه موضع البيت الذي كان يخيط فيه إدريس عليه السلام ومنه رفع
إلى السماء، ومنه خرج إبراهيم إلى العمالقة، وهو موضع مناخ الخضر، وما
أتاه مغموم إلا فرج الله عنه.
رواه في " آثار البلاد وأخبار العباد " (ص 250 ط بيروت).
(ومن مكالمته عليه السلام مع شقيق البلخي)
حكي أن شقيقا البلخي سأل جعفر بن محمد رضي الله عنه وعن آبائه عن
الفتوة، فقال: ما تقول أنت. فقال شقيق: إن أعطينا شكرنا وإن منعنا صبرنا. فقال

521
جعفر: هكذا تفعل كلاب المدينة. فقال شقيق: يا بن رسول الله فما الفتوة عندكم؟
قال: إن أعطينا آثرنا وإن منعنا شكرنا.
رواه في " السيرة النبوية " (ج 1 ص 586).
(ومن كلامه " ع " لحاجب بن عمار)
اضمن لي واحدة أضمن لك ثلاثا: اضمن لي أنك لا تلقي أحدا مواليا في
دار الخلافة إلا قمت في قضاء حاجته، وأنا أضمن لك أن لا يصيبك حد السيف
أبدا، وأن لا يظلك سقف السجن أبدا، وأن لا يدخل الفقر بيتك أبدا.
رواه في " البركة في فضل السعي والحركة " (ص 168 ط المكتبة التجارية
بمصر).
(ومن كلامه عليه السلام)
لم أر أوعظ من المقبرة، ولا آنس من كتاب الله تعالى، ولا أسلم من الوحدة.
رواه في " سلوة الأحزان " (ص 45 ط منشأة المعارف بالإسكندرية).
(ومن كلامه عليه السلام)
اتق الله ولا تقس الدين برأيك، فإنا نقف غدا، نحن وأنت ومن خلقنا
بين يدي الله تعالى، فنقول: قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقول
أنت وأصحابك: سمعنا ورأينا، فيفعل الله بنا وبكم ما يشاء.
رواه في " شرف أصحاب الحديث " (ص 76 ط أنقرة عاصمة بلاد تركيا).

522
قال: قال ابن شبرمة: دخلت أنا وأبو حنيفة على جعفر بن محمد بن علي
فقاله لأبي حنيفة.
(ومن كلامه عليه السلام)
إذا أشكل عليك أول شهر رمضان فعد الخامس من الشهر الذي صمته في
العالم الماضي، فإنه أول يوم من شهر رمضان الذي في العام المقبل.
رواه في " مجموعة اليواقيت المصرية " (ص 342).
(ومن كلامه عليه السلام)
الفقهاء أمناء الرسل ما لم يأتوا أبواب السلاطين، فإذا رأيتم الفقهاء ركنوا
إلى السلاطين فاتهموهم.
رواه في " المشرع الروي " (ص 24 ط الشرقية في القاهرة).
(ومن كلامه عليه السلام)
ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو فعله، وما لم تستطع فهو فعل الله، يقول
الله للعبد: لم عصيت، ولم كفرت؟ ولا يقول: لم مرضت، ولم كنت أسود أو
أبيض؟.
وسئل عن قوله تعالى " فيها يفرق كل أمر حكيم " فقال: أمر السنة. فقال
السائل: أفيه الزنا؟ فقال: ويحك، أيأمر الحكيم أن يزني.
رواه في ترجمة القاضي عبد الجبار البلخي والقاضي عبد الجبار والحاكم
الجشمي تأليف الفاضل المعاصر الشيخ فؤاد سيد المغربي المالكي.

523
(ومن كلامه عليه السلام)
إذا بلغكم عن مسلم كلمة فاحملوها على أحسن ما تجدون، فإن لم تجدوا
فلوموا أنفسكم.
رواه في " المشرع الروي " (ص 34 ط الشرقية في القاهرة).
(ومن كلامه عليه السلام)
ولا تأكلوا من يد جاعت ثم شبعت.
رواه في " المشرع الروي " (ص 34 ط الشرقية في القاهرة).
(ومن كلامه عليه السلام)
وإذا أذنبت فاستغفر فإنهما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال قبل أن تخلقوا،
وإياكم والاصرار على ذنب.
(ومن كلامه عليه السلام)
من استبطأ رزقه فليكثر من الاستغفار.
رواه في " المشرع الروي " (ص 34 ط الشرقية في القاهرة).
(ومن كلامه عليه السلام)
سلوني قبل أن تفقدوني، فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي.
رواه في " المشرع الروي " (ص 34 ط الشرقية في القاهرة).

524
(ومن كلامه عليه السلام)
إياكم والخصومة في الدين فإنها تشغل القلب وتورث النفاق.
رواه في " المشرع الروي " (ص 34 ط الشرقية في القاهرة).
(ومن كلامه عليه السلام)
لا زاد أفضل من التقوى، ولا شئ أحسن من الصمت، ولا عدو أضر من
الجهل، ولا داء أدوى من الكذب.
رواه في " المشرع الروي " (ص 34 ط الشرقية في القاهرة).
(ومن كلامه عليه السلام)
إذا أقبلت الدنيا على انسان أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبت
محاسن نفسه.
رواه في " المشرع الروي " (ص 34 ط الشرقية في القاهرة).
(ومن كلامه عليه السلام)
وإذا بلغك عن أخيك ما تكرهه فاطلب له العذر إلى سبعين غدرا، فإن لم
تجد له عذرا فقل لنفسك: لعل له عذرا لا نعرفه.
رواه في " المشرع الروي " (ص 34 ط الشرقية في القاهرة).
(ومن كلامه عليه السلام)
عجبا للموقن بالرزق كيف يتعب، وعجبا للموقن بالحساب كيف يغفل

525
وعجبا للموقن بالموت كيف يفرح.
رواه في " تفسير غريب القرآن على حروف المعجم " للسجستاني الحنفي
(ص 25 مصورة نسخة مكتبة إيرلندة).
(ومن كلامه عليه السلام)
احفظ عني ثلاثا: إذا صنعت معروفا فعجله فإن تعجيله تهنيته، وإن رأيت
أنه كبير فصغره فإن تصغيرك إياه أعظم له، وإذا فعلته فاستره فإنه إذا ظهر من
غيرك كان أكبر لقدره وأحسن في الناس.
رواه في " الجوهر النفيس " (ص 103 ط بيروت) قال: قاله عليه السلام
لسفيان الثوري.
(ومن كلامه عليه السلام)
لما قيل له: لم حرم الله الربا؟
لئلا يتبايع الناس بالمعروف.
رواه في " الجوهر النفيس " (ص 103 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
لأن أندم على العفو أحب إلي من أن أندم على العقوبة.
رواه في " الجوهر النفيس " (ص 90 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
إن لله تعالى وجوها من خلقه خلقهم لقضاء حوائج عباده، يرون الجود

526
مجدا والأفضال مغنما، والله يحب مكارم الأخلاق.
رواه في " الجوهر النفيس " (ص 99 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
لما سئل عن القدر:
ما استطعت أن تلوم العبد عليه فهو فعله، وما لم تستطع فهو فعل الله، يقول
الله للعبد: لم عصيت؟ ولم كفرت؟ ولا يقول: لم مرضت؟ ولم كنت أسود أو
أبيض؟
رواه في " فضل الاعتزال " (ص 337 ط تونس).
(ومن كلامه عليه السلام)
لما قيل له: هل العباد مجبرون؟ فقال:
الله أعدل من أن يجبر عبده على معصيته ثم يعذبه عليها. فقال له السائل:
فهل أمرهم مفوض إليهم؟ فقال: الله أعز من أن يجوز في ملكه ما لا يريد. فقال
له السائل: فكيف ذلك إذا؟ قال: أمر بين الأمرين، لا جبر ولا تفويض.
رواه في " الإنصاف في التنبيه على المعاني والأسباب " (ص 135 ط
بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
لما خلق له المنصور: لم خلق الله الذباب؟
قال عليه السلام: ليذل به الجبابرة.

527
رواه في " عيون التواريخ " (ج 6 ص 31 مخطوط) قال: قيل إن الذباب
وقع على المنصور فذبه عنه فعاد ثم ذبه فعاد حتى أضجره، فدخل جعفر بن
محمد فقال له المنصور: يا أبا عبد الله لم خلق الله الذباب؟ فقاله.
(ومن كلامه عليه السلام)
لا تكون الصداقة إلا بحدودها، فمن كان فيه شئ من هذه الخصال أو بعضها
فانسبه إلى الصداقة ثم حدها. فقال: أول حدودها أن تكون سريرته وعلانيته
لك سواء، والثانية أن يرى شينك شينه وزينك زينه، والثالثة لا يغيره مال ولا
ولاية، والرابعة لا يمنعك شيئا تناله يده، والخامسة وهي جامعة لهذه الخصال
وهي أن لا يسلمك عند النكبات.
رواه في " عيون التواريخ " (ج 6 ص 31 مخطوط).
جملة من كلماته عليه السلام
التي أوردها في " التذكرة الحمدونية " (ص 110 و 111 و 269 و 271
و 362 و 377 ط بيروت) قال:
وقال جعفر بن محمد بن علي: تأخير التوبة اغترار وطول التسويف حيرة،
والاعتلال على الله عز وجل هلكة، والاصرار على الذنب أمن " فلا يأمن مكر
الله إلا القوم الخاسرون " (الأعراف: 99).
وقال: ما كل من أراد شيئا قدر عليه، ولا كل من قدر على شئ وفق له،
ولا كل من وفق أصاب له موضعا، فإذا اجتمع النية والقدرة والتوفيق والإصابة
فهناك تمت السعادة.

528
وقال: صلة الرحم تهون الحساب يوم القيامة، قال الله تعالى " والذين
يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب " (الرعد:
23).
ومما ينسب إليه: الصلاة قربان كل تقي، والحج جهاد كل ضعيف، وزكاة
البدن الصيام، والداعي بلا عمل كالرامي بلا وتر، واستنزلوا الرزق بالصدقة،
وحصنوا أموالكم بالزكاة، وما عال من اقتصد، والتقدير نصف العيش، والتودد
نصف العقل، وقلة العيال أحد اليسارين، ومن حزن والديه فقد عقمها، والصنيعة
لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو دين. الله ينزل الصبر على قدر المصيبة،
وينزل الرزق على قدر المؤونة، ومن قدر معيشته رزقه الله، ومن بذر معيشته حرمه
الله.
وقال جعفر بن محمد: من أخلاق الجاهل الإجابة قبل أن يسمع،
والمعارضة قبل أن يفهم، والحكم بما لا يعلم.
وقال جعفر بن محمد: الأدب عند الأحمق كالماء العذب في أصول الحنظل،
كلما ازداد ريا ازداد مرارة.
وقال جعفر بن محمد: من كان الهوى مالكه والعجز راحته، عاقاه عن
السلامة وأسلماه إلى الهلكة.
وقال جعفر بن محمد: من كان الحزم حارسه والصدق حليفه، عظمت بهجته
وتمت مروءته.
قال الشيرازي: سألت المفيد الجرجرائي عن قول جعفر بن محمد: الحزم
سوء الظن، وعن قول أبيه: من حسن ظنه روح عن قلبه، فما هذه المضادة؟
قال: يريد بسوء الظن ألا تستقيم إلى كل أحد فتودعه سرك وأمانتك، ويريد
بحسن الظن ألا تسئ ظنك بأحد أظهر لك نصحا وقال لك جميلا، وصح عندك

529
باطنه، وهو مثل قولهم: احمل أمر أخيك على أحسنه حتى يبدو لك ما يغلبك عليه.
قال جعفر بن محمد: لا تحدث من تخاف أن يكذبك، ولا تسأل من تخاف
أن يمنعك، ولا نأمن من تخاف أن يغدر بك.
وذكر أنه كتب المنصور إلى جعفر بن محمد: لم لا تغشانا كما يغشانا سائر
الناس؟
فأجابه: ليس لنا ما نخافك من أجله، ولا عندك من أمر الآخرة ما نرجوك
له، ولا أنت في نعمة فنهنئك بها، ولا تراها نقمة فنعزيك بها، فما نصنع عندك؟
قال فكتب إليه: تصحبنا لتنصحنا، فأجابه: من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد
الآخرة لا يصحبك. فقال المنصور: والله لقد ميز عندي منازل الناس، من
يريد الدنيا ممن يريد الآخرة، وإنه ممن يريد الآخرة لا الدنيا.
جملة من كلماته عليه السلام
التي أوردها في " الأنوار القدسية " (ص 36 و 37 و 38 ط السعادة بمصر)
قال:
ومن كلامه: لا يتم المعروف إلا بثلاث، أن تصغره في عينك وتستره وتعجله.
وقال: إذا أقبلت الدنيا على انسان أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت سلبته
محاسن نفسه.
وقال: لا مال أعود من العقل، ولا مصيبة أعظم من الجهل، ولا مظاهرة
كالمشاورة، ألا وإن الله يقول: إني جواد كريم ولا يجاورني لئيم.
وقال: من زعم أن الله في شئ أو من شئ أو على شئ فقد أشرك، لأنه
لو كان على شئ كان محمولا أو في شئ كان محصورا أو من شئ كان محدثا.
وقيل له: ما بالنا ندعو فلا يجاب لنا؟ قال: لأنكم تدعون من لا تعرفون.

530
وكان يلبس الجبة الغليظة القصيرة من الصوف على جسده والحلة من الخز
على ظهره، ويقول: نلبس الجبة لله والخز لكم، فما كان لله أخفيناه وما كان لكم
أبديناه.
وقال لأبي حنيفة: إنك تقيس في الدين وأن أول من قاس إبليس. قال:
إنما أقيس فيما لم أجد فيه نصا.
وقال: لا تأكلوا من يد جاعت ثم شبعت.
وقال: إذا أذنبت فاستغفر فإنما هي خطايا مطوقة في أعناق الرجال قبل أن
يخلقوا، وإياك والاصرار.
وقال: أوحى الله إلى الدنيا: من خدمني فاخدميه ومن لم يخدمني فاستخدميه.
وقال: لا مروءة لكذوب، ولا راحة لحسود، ولا خلة لبخيل، ولا إخاء
لملول، ولا سؤدد لسئ الخلق.
وقال: كف عن محارم الله وامتثل أوامره تكن عابدا، وارض بما قسم الله
تكن مسلما، واصحب الناس على ما تحب أن يصحبوك تكن مؤمنا، ولا تصحب
الفاجر فيعلمك من فجوره.
وقال: من أراد عزا بلا عشيرة وهيبة بلا سلطان فليخرج من ذل المعصية
إلى عز الطاعة.
وقال: من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مدخل السوء يتهم،
ومن لا يملك لسانه يندم.
وقال: حكمة تحريم الربا أن لا يتمانع الناس المعروف.
وقال: مودة يوم صلة، ومودة شهر قرابة، ومودة سنة رحم ثابتة من قطعها
قطعه الله.
وقال: عزت السلامة حتى لقد خفي مطلبها، فإن تك في شئ فيوشك أن

531
تكون في الخمول، فإن لم توجد فيه ففي التحلي وليس كالخمول، فإن لم
تكن فيه ففي الصمت، فإن لم تكن فيه ففي كلام السلف الصالح، والسعيد من
وجد في نفسه خلوة.
وقال: من استبطأ رزقه فاليكثر من الاستغفار.
وقال: من أعجب بشئ من أمواله وأراد بقاءه فليقل " ما شاء الله لا قوة إلا
بالله ".
وقال: الفقهاء أمناء الرسل ما لم يأتوا أبواب السلاطين.
ومن دعائه " اللهم أعزني بطاعتك ولا تذلني بمعصيتك، اللهم ارزقني
مواساة من قترت عليه رزقك بما وسعت علي من فضلك ".
وقال: لا زاد كالتقوى.
وقال مضر بن كثير: دخلت أنا وسفيان الثوري على جعفر الصادق، فقلت
إني أريد البيت الحرام فعلمني شيئا ادعوا به. فقال: إذا بلغت الحرم فضع
يدك على الحائط وقل " يا سابق الفوت، ويا سامع الصوت، ويا كاسي العظام
لحما بعد الموت " ثم ادع بما شئت.
وقال: إذا بلغك من أخيك أنه قال فيك ما تكره فلا تغتم لذلك، إن كانت
حقا كان عقوبة عجلت وإن كان غير ذلك فحسنة لم تعملها.
وقال: روي عن موسى عليه الصلاة والسلام أنه قال: يا رب أسألك أن لا
يذكرني أحد إلا بخير. قال الله عز وجل: ما فعلت ذلك لنفسي.
وقال: أربع لا ينبغي لشريف أن يأنف منها: قيامه من مجلسه لأبيه: وخدمته
لضيفه، وقيامه على دابته ولو أن له مائة عبد، وخدمته لمن يتعلم منه.
وكان يقول: إذا بلغك عن أخيك ما تكرهه فاطلب له من عذر واحد إلى
سبعين عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرا لا أعرفه.
وقال لرجل من قبيلة: من سيد هذه القبيلة؟ فقال الرجل: أنا. فقال: لو

532
كنت سيدهم ما قلت أنا.
ودخل سفيان الثوري رضي الله عنه فرأى عليه جبة من خز، فقال له: إنكم
من بيت النبوة تلبسون هذا؟ فقال: ما تدري أدخل يدك فإذا تحته مسح من
شعر خشن، ثم قال: يا ثوري أرني ما تحت جبتك، فوجد تحتها قميصا أرق
من بياض البيض. فخجل سفيان ثم قال: يا ثوري لا تكثر الدخول علينا تضرنا
ونضرك.
وقال: إذا سمعتم عن مسلم كلمة فاحملوها على أحسن ما تجدون حتى تجدوا
لها محملا فلوموا أنفسكم.
وقال ابن أبي حازم: كنت عند جعفر إذ جاء آذنه، فقال: سفيان الثوري
بالباب. فقال: ائذن له. فدخل فقال جعفر: يا سفيان إنك رجل يطلبك السلطان
وإني اتقي السلطان أخرج عني غير إيثار لذلك. فقال سفيان: حدثني حتى أسمع
وأقوم. فقال: حدثني أبي عن جدي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله، ومن استبطأ الرزق فليستغفر الله، ومن به أمر
فليقل " لا حول ولا قوة إلا بالله ".
وقال أرباب السير: وقع الذباب على وجه المنصور فذبه حتى أعجزه
وأضجره، فدخل جعفر فقال له: يا أبا عبد الله ما الحكمة في خلق الذباب؟
قال: لذيل به الجبابرة.
وكان رجل من أهل السواد يؤم جعفرا، فغاب عنه فقال له رجل: إنه يبطئ،
يريد أن يضع منه عنده. فقال جعفر: أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، وكرمه
تقواه، والناس في آدم مستوون.
وقال: عجبت لمن أعجب بأمر لنفسه كيف لا يقول " ما شاء الله لا قوة إلا
بالله "، والله تعالى يقول " ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ".

533
وعجبت لمن خاف قوما كيف لا يقول " حسبي الله ونعم الوكيل " والله تعالى
يقول " الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا
وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسهم سوء
واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم ".
وعجبت لمن مكر به كيف لا يقول " وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير
بالعباد فوقاه الله سيئات ما مكروا ".
وعجبت لمن أصابه غم كيف لا يقول " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت
من الظالمين " إلى قوله " ونجيناه من الغم ".
جملة من كلماته عليه السلام
التي أوردها في " سير أعلام النبلاء " (ج 6 ص 263 و 265 و 266 ط
بيروت).
عن عائذ بن حبيب، قال جعفر بن محمد: لا زاد أفضل من التقوى، ولا
شئ أحسن من الصمت، ولا عدو أضر من الجهل، ولا داء أدوأ من الكذب.
وعن يحيى بن الفرات، أن جعفر الصادق قال: لا يتم المعروف إلا بثلاثة:
بتعجيله، وتصغيره، وستره.
وعن رجل، عن بعض أصحابه جعفر بن محمد قال: رأيت جعفرا يوصي
موسى، يعني ابنه: يا بني نم قنع بما قسم له استغنى، ومن مد عينيه إلى ما
في يد غيره مات فقيرا، ومن لم يرض بما قسم له اتهم الله في قضائه، ومن
استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه، ومن كشف حجاب غيره انكشفت عورته
ومن سل سيف البغي قتل به، ومن احتفر بئرا لأخيه أوقعه الله فيه، ومن

534
داخل السفهاء حقر، ومن خالط العلماء وقر، ومن دخل مداخل السوء اتهم
يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزرى بك، وإياك والدخول فيما لا يعنيك فتذل
لذلك، يا بني قل الحق لك وعليك تستشار من بين أقربائك، كن للقرآن تاليا،
وللاسلام فاشيا، وللمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا، ولمن قطعك واصلا،
ولمن سكت عنك مبتدئا، ولمن سألك معطيا، وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء
في القلوب، وإياك والتعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس
كمنزلة الهدف. إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه، فإن للجود معادن وللمعادن
أصولا، وللأصول فروعا، وللفروع ثمرا. ولا يطيب ثمر إلا بفرع، ولا فرع إلا
بأصل، ولا أصل إلا بمعدن طيب. زر الأخيار ولا تزر الفجار، فإنهم صخرة لا
يتفجر ماؤها، وشجرة لا يخضر ورقها، وأرض لا يظهر عشبها.
قال نعيم، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا أحمد بن علي الآبار،
حدثنا منصور ابن أبي مزاحم، حدثنا عنبسة الخثعمي، وكان من الأخيار، سمعت
جعفر بن محمد يقول: إياكم والخصومة في الدين، فإنها تشغل القلب وتورث
النفاق.
ويروى أن أبا جعفر المنصور وقع عليه ذباب، فذبه عنه، فألح فقال لجعفر:
لم خلق الله الذباب؟ قال: ليذل به الجبابرة.
وعن جعفر بن محمد: إذا بلغك عن أخيك ما يسؤوك، فلا تغتم، فإنه إن
كان كما يقول كانت عقوبة عجلت، وإن كان على غير ما يقول كانت حسنة لم
تعملها.
قال موسى عليه السلام: يا رب أسألك ألا يذكرني أحد إلا بخير. قال:
ما فعلت ذلك بنفسي.
أخبرنا وحدثنا عن سعيد بن محمد بن محمد بن عطاف، أنبأنا أبو القاسم

535
ابن السمرقندي، حدثني الحميدي، أنبأنا الحسين بن محمد المالكي القيسي
بمصر، أنبأنا عبد الكريم بن أحمد بن أبي جدار، أخبرنا أبو علي الحسن بن رخيم
حدثنا هارون بن أبي الهيذام، أنبأنا سويد بن سعيد، قال، قال الخليل بن أحمد:
سمعت سفيان الثوري يقول: قدمت مكة فإذا أنا بأبي عبد الله جعفر بن محمد
قد أناح بالأبطح، فقلت: يا ابن رسول الله لم جعل الموقف من وراء الحرم؟
ولم يصير في المشعر الحرام؟ فقال: الكعبة بيت الله، والحرم حجابه،
والموقف بابه. فلما قصده الوافدون، أوقفهم بالباب يتضرعون، فلما أذن لهم
في الدخول أدناهم من الباب الثاني وهو المزدلفة، فلما نظر إلى كثرة تضرعهم
وطول اجتهادهم رحمهم، فلما رحمهم أمرهم بتقريب قربانهم، فلما قربوا
قربانهم وقضوا تفثهم وتطهروا من الذنوب التي كانت حجابا بينه وبينهم، أمرهم
بزيارة بيته على طهارة. قال: كره الصوم أيام التشريق. قال: لأنهم في ضيافة
الله ولا يجب على الضيف أن يصوم عند من أضافه. قلت: جعلت فداك فما بال
الناس يتعلقون بأستار الكعبة وهي خرق لا تنفع شيئا؟ قال: ذاك مثل رجل جرم
فهو يتعلق به ويطوف حوله رجاء أن يهب له ذلك ذاك الجرم.
ومن بليغ قول جعفر، وذكر له بخل المنصور فقال: الحمد لله الذي حرمه
من دنياه ما بذل لأجله دينه.

536
مستدرك ما أوردناه
(في فضائل الإمام السابع موسى بن جعفر الكاظم)
(عليه السلام)
قد تقدم جملة مما ورد في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد الثاني
عشر (ص 295 إلى ص 341) ونستدرك هيهنا بعض ما لا ننقله هناك أو نقلناه
عن غير من ننقل عنه هيهنا:
نسبه وميلاده ووفاته
ممن لم ننقل عنه سابقا العلامة الشيخ زين الدين عمر بن مظفر الحنفي
الشهير بابن الوردي في " تاريخ ابن الوردي " (ج 1 ص 281 المطبعة
الحيدرية في الغري الشريف) قال:
ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائة فيها: توفي موسى الكاظم بن جعفر
الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب

537
رضي الله عنهم ببغداد في حبس الرشيد.
ومنهم العلامة الشيخ يسن بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 38 ط السعادة بمصر) قال:
الإمام موسى الكاظم رضي الله عنه، تبارك من أنتج مبارك هذه الثمر من تلك
الشجرة النبوية المطهرة ما أقدره، فهو إمام الصبر على التقوى والعبادة الحائز
لقصب السبق في ميدان سيادة الولاية وولاية السيادة، سمي بالكاظم لكثرة تجاوزه
وحلمه، وكان معروفا عند أهل العراق يباب قضاء الحوائج عند الله وبالعبد الصالح
من كثرة عبادته واجتهاده وقيامه الليل فإنه كان أعبد أهل زمانه.
إلى أن قال: ولد رضي الله عنه بالمدينة يوم الثلاثاء قبل طلوع الفجر سنة
ثمان وعشرين ومائة، وتوفي خمس بقين من رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة
ببغداد في الحبس، ودفن في مقابر الشونيزية خارج القبة، وقبره هناك مشهور
يزار وعليه مشهد عظيم فيه من قناديل الذهب والفضة وأنواع الآلات والفرش
ما لا يحد، وهو في الجانب الغربي رضي الله عنه.
ومنهم العلامة محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في " عيون
التواريخ " (ج 6 ص 165 مخطوط) قال:
وفيها (سنة ثلاث وثمانين ومائة) توفي موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن
محمد الباقر بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن
الهاشمي، أحد الأئمة الاثني عشر، كان يدعى العبد الصالح من كثرة عبادته.

538
عبادته عليه السلام
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في " عيون التواريخ "
(ج 6 ص 165 مخطوط) قال:
كان (موسى بن جعفر) يدعى بالعبد الصالح من كثرة عبادته.
روي أنه دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فسجد سجدة في أول
الليل، فسمع وهو يقول في سجوده: عظم الذنب عندي فليحسن العفو عندك
يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، وجعل يرددها حتى أصبح.
ومنهم العلامة الشيخ زين العابدين عمر بن مظفر الحنفي الشهير بابن
الوردي في " تاريخ ابن الوردي " (ج 1 ص 281 ط الحيدرية في الغري) قال:
حكت أخت سبحانه السندي بن شاهك وكانت تلي خدمته: إن الكاظم كان
إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه إلى أن يزول الليل، ثم يقوم يصلي
حتى يطلع الصبح فيصلي الصبح، ثم يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم يقعد
إلى ارتفاع الضحى، ثم يرقد ويستيقظ قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي حتى يصلي
العصر، ثم يذكر الله حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة،
فكان هذا دأبه إلى أن مات رحمة الله عليه.

539
ومنهم العلامة الشيخ يسين بن إبراهيم السنهوتي في " الأنوار القدسية "
(ص 38 ط السعادة بمصر) قال:
روي أنه (موسى بن جعفر) دخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فسجد سجدة في أول الليل وسمع وهو يقول في سجوده: عظم الذنب عندي
فليحسن العفو من عندك يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة، فجعل يرددها حتى
أصبح.
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في " سير أعلام
النبلاء " (ج 6 ص 273 ط بيروت)
قال يحيى بن الحسن العلوي، حدثني عمار بن أبان قال: حبس موسى
ابن جعفر عند السندي بن شاهك، فسألته أخته أن تولي حبسه وكانت تدين ففعل.
فكانت على خدمته، فحكي لنا أنها قالت: كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجده
ودعاه، فلم يزل كذلك حتى يزول الليل، فإذا زال الليل قام يصلي حتى يصلي
الصبح، ثم يذكر حتى تطلع الشمس، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثم يتهيأ
ويستاك، ويأكل. ثم يرقد إلى قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي العصر، ثم
يذكر في القبلة حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب إلى العتمة، فكانت
تقول: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل، وكان عبدا صالحا.
وقيل: بعث موسى الكاظم إلى الرشيد برسالة من الحبس يقول: إنه لن
ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتى نفضي جميعا
إلى يوم ليس له القضاء يخسر فيه المبطلون.

540
سخاوته عليه السلام
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة السنهوتي الشافعي في " الأنوار القدسية " (ص 38 ط
السعادة بمصر) قال:
وكان (موسى بن جعفر) من أكابر العلماء الأسخياء، وكان يبلغه عن الرجل
أنه يؤذيه فيبعث إليه بصرة فيها ألف دينار، وكان يصر الصرر ثلاثمائة دينار
وأربعمائة دينار ومائتي دينار ثم يقسمها بالمدينة.
ومنهم العلامة محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ " (ج 6
ص 165 من نسخة مخطوطة في اسلامبول) قال:
وكان (موسى بن جعفر) سخيا كريما، ويبلغه أن الرجل يؤذيه فيبعث إليه
بصرة فيها ألف دينار، وكان يصر الصرر أربعمائة دينار وثلاثمائة دينار ومائتي
دينار ويقسمها في المدينة.
مكالمته عليه السلام مع هارون
رواها جماعة من أعلام القوم:

541
منهم العلامة شمس الدين الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 6 ص
283 ط بيروت) قال:
وقال الخطيب: أنبأنا أبو العلاء الواسطي، حدثنا عمر بن شاهين، حدثنا
الحسين بن القاسم، حدثني أحمد بن وهب، أخبرني عبد الرحمن بن صالح
الأزدي قال: حج الرشيد فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم ومعه موسى بن
جعفر، فقال: السلام عليك يا رسول الله، يا ابن عم، افتخارا على من حوله.
فدنا موسى وقال: السلام عليك يا أبة. فتغير وجه هارون، وقال: هذا الفخر
يا أبا الحسن حقا.
ومنهم العلامة محمد بن شاكر الشافعي في " عيون التواريخ " (ج 6
ص 165 مخطوط) قال:
وذكر أن هارون الرشيد حج وأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وحوله
قريش ورؤوس القبائل ومعه موسى بن جعفر، فقال: السلام عليك يا أين عم
- افتخارا على من حوله - فقال موسى بن جعفر: السلام عليك يا أبت. فتغير
وجه هارون وقال: هذا الفخر جدا يا أبا الحسن.
وقال له الرشيد: إنك تزعم أنك ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال:
يا أمير المؤمنين لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نشر فخطب منك كريمتك
هل كنت تجيبه؟ فقال: وهل أفتخر على العرب والعجم إلا به. قال: لكنه

542
لا يخطب إلي ولا أزوجه لأنه ولدني ولم يلدك.
وقيل: إنه لقيه الرشيد عنه الكعبة فلم يقم له حتى وقف الرشيد على رأسه
فقال: أنت الذي يبايعك الناس؟ قال: نعم أنا إمام القلوب وأنت إمام
الجسوم.

543
جملة من كراماته عليه السلام
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ يسين بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 38 ط السعادة بمصر) قال:
ومن بديع كراماته (موسى بن جعفر " ع ") ما حكاه ابن الجوزي والرامهرمزي
عن شقيق البلخي أنه خرج حاجا فرآه بالقادسية منفردا عن الناس، فقال في
نفسه: هذا فتى من الصوفية يريد أن يكون كلا على الناس لأوبخنه، فمضى إليه
فقال: يا شقيق اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم. فأراد أن يعانقه فغاب
عن عينه، ثم رآه بعد على بئر فسقطت ركوته فيها فدعا فطف الماء حتى أخذها
فتوضأ وصلى. ثم مال إلى كثيب من الرمل فطر ح منه فيها وشرب. فقلت له:
أطعمني مما رزقك الله. فقال: يا شقيق لم تزل أنعم الله علينا ظاهرة وباطنة فأحسن
ظنك بربك. فناولنيها فشربت فإذا هو سويق وسكر، فأقمت أياما لا أشتهي شرابا
ولا طعاما. ثم لم أره إلا بمكة وهو بغلمانه وغاشيته، ولما أتى هارون الرشيد قبر

544
النبي صلى الله عليه وسلم زائرا وحوله فريش وافناء القبائل ومعه موسى بن
جعفر فقال: السلام عليك يا رسول الله يا بن عم - افتخارا على من حوله - قال
موسى: السلام عليك يا أبت. فتغير وجه هارون الرشيد وقال: هذا هو الفخر
يا أبا الحسن حقا، ولم يحتملها وحمله إلى بغداد مقيدا وحبسه، فلم يخرج
من حبسه إلا مقيدا ميتا مسموما.
وذكر أنه بعث إلى الرشيد برسالة من الحبس كان منها: إنه لم ينقض عني
يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، ثم نمضي جميعا إلى يوم
ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.
ومنهم العلامة الشبلنجي المدعو بالمؤمن في " نور الأبصار " (ص 149
ط المكتبة الشعبية)
قال حسان بن حاتم الأصم: قال لي شقيق البلخي: خرجت حاجا سنة ست
وأربعين ومائه فنزلت بالقادسية، فبينما أنا أنظر الناس في مخرجهم إلى الحج
وزينتهم وكثرتهم إذ نظرت إلى شاب حسن الوجه شديد السمرة نحيف فوق ثيابه
ثوب صرف مشتمل بشملة وفي رجليه نعلان وقد جلس منفردا، فقلت في نفسي:
هذا الفتى من الصوفية ويريد أن يخرج مع الناس فيكون كلا عليهم في طريقهم
والله لأمضين إليه ولأوبخنه. فدنوت منه فلما رآني مقبلا نحوه قال: يا شقيق
اجتنبوا كثيرا من الظن أن بعض الظن إثم. ثم تركني وولى، فقلت في نفسي:
إن هذا الأمر عجيب تكلم بما في خاطري ونطق باسمي، هذا عبد صالح إلا لحقته
وأسألنه الدعاء وأتحلله بما ظننت فيه. فغاب عني ولم أره، فلما نزلنا ولدي
فضة فإذا هو قائم يصلي، فقلت: هذا صاحبي أمضي إليه وأستحله. فصبرت
حتى فرغ من صلاته فالتفت إلي وقال: يا شقيق قل " وإني لغفار لمن تاب

545
وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " ثم قام ومضى وتركني. فقلت: هذا فتى من
الأبدال قد تكلم على سري مرتين، فلما نزلنا بالأبواء إذ أنا بالفتى قائم على
البئر وأنا أنظر إليه وبيده ركوة فيها ماء، فسقطت من يده في البئر فرمق إلى
السماء بطرفه وسمعته يقول:
أنت شربي إذا ظمئت من الماء * وقوتي إذا أردت طعاما
ثم قال: إلهي وسيدي ما لي سواك فلا تعدمنيها، فوالله لقد رأيت الماء قد
ارتفع إلى رأس البئر والركوة طافية عليه فمد يده فأخذها فتوضأ منها وصلى
أربع ركعات، ثم مال إلى كثيب رمل فجعل يقبض بيديه ويجعل في الركوة
ويحركها ويشرب، فأقبلت نحوه وسلمت عليه فرد علي السلام، فقلت: أطعمني
من فضل ما أنعم الله به عليك. فقال: يا شقيق لم تزل نعم الله علي ظاهرة
وباطنة فأحسن ظنك بربك. ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا فيها سويق
بسكر فوالله ما شربت قط ألذ منه ولا أطيب، فشربت ورويت حتى شبعت فأقمت
أياما لا أشتهي طعاما ولا شرابا.
ثم لم أره حتى نزلنا بمكة فرأيته ليلة إلى جنب قبة الشراب نصف الليل
وهو قائم يصلي بخشوع وأنين وبكاء، فلم بزل كذلك حتى طلع الفجر ثم قام إلى
حاشية المطاف فركع ركعتي الفجر هناك ثم صلى مع الناس، ثم دخل المطاف
فطاف إلى بعد شروق الشمس، ثم صلى خلف المقام ثم خرج يريد الذهاب
فخرجت خلفه أريد السلام عليه وإذا بجماعة أحاطوا به يمينا وشمالا ومن خلفه
ومن أمامه وخدم وحشم وأتباع خرجوا معه. فقلت لأحدهم: من هذا الفتى
يا سيدي؟ فقال: هذا موسى الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
وهذه الكرامة رواها جماعة من أهل التأليف، ورواها ابن الجوزي في

546
كتابه " مثير الغرام الساكن إلى أشرف الأماكن " ورواها الجنابذي في " معالم
العترة النبوية " والرامهرمزي في كتابه " كرامات الأولياء " وهي كرامة اشتملت
على كرامات.
ومنهم العلامة الشبراوي في " اتحاف الأشراف " (ص 55 ط مصطفى
البابي الحلبي بمصر)
روى الحديث عن شقيق البلخي بعين ما تقدم عن " الأنوار القدسية ".
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في " عيون التواريخ "
(ص 165 مخطوط) قال:
وكان (موسى بن جعفر) يسكن المدينة فأقدمه المهدي بغداد، فحبسه فرأى
في النوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول: يا محمد فهل عسيتم إن
توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحاكم. قال الربيع: فأرسل إلي ليلا
فراعني ذلك، فجئته فإذا هو يقرأ هذه الآية وكان أحسن الناس صوتا وقال: علي
بموسى بن جعفر، فجئته به فعانقه وأجلسه إلى جنبه وقال: يا أبا الحسن إني
رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في النوم يقرأ علي كذا
أفتؤمنني أن تخرج علي أو أولادي. فقال: والله لا فعلت ذلك ولا هو شأني. قال:
صدقت أعطه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى أهله إلى المدينة. قال: فأحكمت أمره

547
ليلا فما أصبح إلا وهو في الطريق خوف العوائق.
ومنهم العلامة الشيخ يسن بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 38 ط السعادة بمصر)
ذكر ما نقلناه عن " عيون التواريخ " بعينه ثم قال:
وأقام بالمدينة إلى أيام هارون الرشيد، ولما حج الرشيد سعي به إليه وقيل
له: إن الأموال تحمل إليه من كل جانب حتى اشترى ضيعة بثلاثين ألف دينار،
فقال له الرشيد حين رآه جالسا عند الكعبة: أنت الذي يبايعك الناس سرا. قال:
أنا إمام القلوب وأنت إمام الجسوم. وسأله الرشيد: كيف تقولون نحن أبناء
المصطفى وأنتم أبناء علي، فقرأ " ومن ذريته داود وسليمان " إلى أن قال " وعيسى "
وليس له أب.
ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 6
ص 272 ط بيروت) قال:
الصولي، حدثنا عون بن محمد، سمعت إسحاق الموصلي غير مرة يقول:
حدثني الفضل بن الربيع، عن أبيه قال: لما حبس المهدي موسى بن جعفر
رأى في النوم عليا يقول. فذكر ما نقلناه عن " عيون التواريخ " بعينه.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

548
منهم العلامة شمس الدين الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 6
ص 272 ط بيروت) قال:
قال أبو عبد الله المحاملي: حدثنا عبد الله بن أبي سعد، حدثنا محمد بن
الحسين الكناني الليثي، حدثني عيسى بن محمد بن مغيث القرشي، ويلغ تسعين
سنة قال: زرعت بطيخا وقثاء وقرعا بالجوانية، فلما قرب الخير، بيتني الجراد،
فأتى على الزرع كله. وكنت غرمت عليه وفي ثمن جملين مائة وعشرين دينارا.
فبينما أنا جالس طلع موسى بن جعفر، فسلم، ثم قال: أيش حالك؟ فقلت:
أصبحت كالصريم. قال: وكم غرمت فيه؟ قلت: مائة وعشرين دينارا مع ثمن
الجملين. وقلت: يا مبارك، ادخل وادع لي فيها. فدخل ودعا، وحدثني عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " تمسكوا ببقايا المصائب " 1 ثم علقت عليه
الجملين وسقيته فجعل الله فيها البركة زكت، فبعت منها بعشرة آلاف.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ محمد بن شاكر بن أحمد الشافعي في " عيون
التواريخ " (ج 6 ص 166 مصورة نسخة موجودة في اسلامبول) قال:
قال عبد الله بن مالك الخزاعي وكان على شرطة الرشيد: أتاني رسول هارون
الرشيد في وقت ما جاءني فيه قط، فانتزعني من مكاني ومنعني من تغيير ثيابي،
فراعني ذلك فلما صرت إلى الدار سبقني الخادم وعرف الرشيد فأذن لي فدخلت

549
فوجدته قاعدا على فراشه، فسلمت فسكت ساعة، فطار عقلي وتضاعف الجزع.
ثم قال: يا عبد الله إني رأيت في هذه الساعة كأن حبشيا قد أتاني ومعه حربة
فقال: إن أنت خليت عن موسى بن جعفر في هذه الساعة وإلا نحرتك بهذه
الحربة، فاذهب وخل عنه.
فقلت: يا أمير المؤمنين موسى بن جعفر؟ أقول له ثلاثا.
قال: نعم امض الساعة حتى تطلقه، وأعطه ثلاثين ألف درهم، وقل له:
إن أقمت عندنا فلك ما تحب وإن أحببت المضي إلى أهلك فالأمر في ذلك لك.
فمضيت إلى السجن لأخرجه، فلما رآني موسى وثب قائما وظن أني قد أمرت
فيه بمكروه، فقلت: لا تخف إني قد أمرني بإطلاقك وأن أدفع لك ثلاثين
ألف درهم، ويقول لك: إن أحببت المقام عنده فلك ما تحب، وإن أحببت
المضي إلى أهلك فالإذن لك.
وأعطيته المبلغ المذكور وقلت له: لقد رأيت من أمرك عجبا. قال: فإني
أخبرك، بينا أنا نائم إذ أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا موسى
حبست مظلوما فقل هذه الكلمات.
فقلت: بأبي أنت وأمي ما أقول؟ قال: قل:
" يا سامع كل صوت، ويا سابق الفوت، ويا كاسي العظام لحما، ويا منشرها
بعد الموت، أسألك بأسمائك الحسنى وباسمك الأعظم الأكبر المخزون
المكنون الذي لم يطلع عليه أحد من المخلوقين، يا حليما ذا أناة لا يقوى على
أناته، يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا ولا يحصى عددا فرج عني " فكان
ما ترى.

550
جملة من كلماته عليه السلام
رواها في " التذكرة الحمدونية " (ص 111 و 269 ط بيروت) قال:
قال موسى بن جعفر: وجدت علم الناس في أربع: أولها أن تعرف ربك
والثانية أن تعرف ما صنع بك، والثالثة أن تعرف ما أراد بك، والرابعة أن تعرف
ما يخرجك من ذنبك. معنى هذه الأربع، الأولى: وجوب معرفة الله تعالى
التي هي اللطف، الثانية: معرفة ما صنع بك من النعم التي يتعين عليك لأجلها
الشكر والعبادة، الثالثة: أن تعرف ما أراد منك فيما أوجبه عليك وندبك إلى
فعله على الحد الذي أراده منك فتستحق بذل الثواب، الرابعة: أن تعرف
الشئ الذي يخرجك عن طاعة الله فتجتنبه.
وقال علي بن موسى بن جعفر: من رضي من الله عز وجل بالقليل من الرزق
رضي منه بالقليل من العمل.
وقال: لا يعدم المرء دائرة السوء مع نكث الصفقة، ولا يعدم تعجيل العقوبة
مع ادراع البغي.

551
وقال: الناس ضربان: بالغ لا يكتفي وطالب لا يجد.
وقال موسى بن جعفر: من لم يجد للإساءة مضضا لم يكن للاحسان عنده
موقع.
وقال: ما استب اثنان إلا انحط الأعلى إلى مرتبة الأسفل.
وقال آخر: ما استب اثنان إلا غلب آلامهما.
وقال موسى أيضا: من تكلف ما ليس من عمله ضاع عمله وخاب أمله،
ومن ترك التماس المعالي لانقطاع رجائه منها لم ينل جسيما، ومن أبطرته النعمة
وقره زوالها.
(ومن كلام عليه السلام)
إذا أقبلت الدنيا على انسان أعطته محاسن غيره، وإذا أدبرت عنه سلبته
محاسن نفسه.
رواه في " سير أعلام النبلاء " (ج 9 ص 388 ط بيروت) عن علي بن
موسى الرضا عن أبيه.

552
مستدرك ما أوردناه
(في فضائل الإمام الثامن علي بن موسى الرضا)
(عليه السلام)
قد تقدم نقل جملة مما ورد منها في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد
الثاني عشر (ص 344 إلى ص 411) ونستدرك هيهنا بعض ما لم ننقله هناك أو
نقلناه عن غير من ننقل عنه هيهنا:
نسبه وتاريخ ولادته ووفاته
فممن لم ننقل عنه سابقا العلامة العارف الخواجة المولوي عبد الفتاح
ابن محمد نعمان الحنفي الهندي المتوفى سند 1096 في " مفتاح
العارف " (ص 79 مخطوط) قال:
الإمام علي بن موسى " ع " لقب بالرضا وكنيته أبو الحسن، وكان أبوه
موسى بن جعفر " ع " يقول: أعطيته كنيتي.
ولد يوم الخميس وقيل يوم الجمعة حادي عشر من شهر ربيع الثاني سنة

553
مائة وخمسين، وكانت أمه أم ولد وروى عنها، قالت: لم أجد ثقلا مدة الحمل
به وكنت أسمع منه حين المنام صوت التسبيح.
ومنهم العلامة الشيخ يسن بن إبراهيم السنهوتي الشافعي في " الأنوار
القدسية " (ص 39 ط السعادة بمصر) قال:
الإمام علي الرضا رضي الله عنه عقد جيد جلالة الرسالة ووشاح عطف
سلالة الشرف وشرف السلالة، جعل الله تعالى وجوده العزيز على قدرته أعظم
دلالة، فلا يسمع ساعيا في إطرائه براعة عبارة، ولا يدرك عرفانه إلا بلسان
الإشارة. كان عظيم الشأن والقدر مشهور الفضل حميد الذكر، أحله المأمون
محل مهجته وأشركه في مملكته وعقد له على ابنته وعهد إليه بالخلافة من بعده
بعد ما أراد أن يخلع نفسه ويفوضها في حياته إليه، فمنعه بنو العباس فمات قبله،
فأسف كل الأسف عليه. وله كرامات كثيرة.
إلى أن قال:
وقال بعض أصحاب أبي نؤاس: ما رأيت أوقح منك، ما تركت خمرا
ولا طربا ولا معنى إلا فلت فيه شيئا وهذا علي بن موسى الرضا في عصرك لم تقل
فيه شيئا. فقال: والله ما تركت ذلك إلا إعظاما له وليس قدر مثلي أن يقول في
مثله، ثم أنشد بعد ساعة:
قيل لي أنت أحسن الناس طرا * في فنون من الكلام النبيه
لك من جيد القريض مديح * يثمر الدر في يد مجتنيه
فعلام تركت مدح ابن موسى * والخصال التي تجمعن فيه
قلت لا أستطيع مدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه
وقال فيه أيضا:

554
مطهرون نقيات جيوبهم * تجرى الصلاة عليهم أينما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر
الله لما برى خلقا فأتقنه * صفاكم واصطفاكم أيها البشر
فأنتم الملأ الأعلى وعندكم * علم الكتاب وما جاءت به السور
قلت: ومن هذا الجواب يلتمس العذر لأبي نؤاس وأمثاله من كبار الشعراء
المجيدين عن عدم جرأتهم على مدح الحضرة المحمدية لا كما يتوهم بعض
القاصرين.
لا يقال: كيف مدحه المتأخرون إذا؟ لأنا نقول: إنما قصد المتأخرون
بذلك مجرد التبرك لا أداء حقه، والمتقدمون علموا أن أداء حقه للبشر مستحيل
فتوقفوا، ولكل وجهة.
وكانت ولادته رضي الله عنه يوم الجمعة سنة ثلاث وخمسين ومائة بالمدينة
وتوفي آخر صفر سنة اثنتين ومائتين بمدينة طوس، وصلى عليه المأمون ودفنه
ملاصق قبر أبيه الرشيد. قيل: سبب موته أنه أكل عنبا فأكثر منه، وقيل بل كان
مسموما فاعتل منه فمات رضي الله عنه.
ومنهم العلامة شمس الدين الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 9
ص 387 ط بيروت) قال:
الإمام السيد، أبو الحسن، علي الرضا بن موسى الكاظم، بن جعفر الصادق
ابن محمد الباقر، بن علي، بن الحسين، الهاشمي العلوي المدني، وأمه
نوبية اسمها سكينة.
مولده بالمدينة في سنة ثمان وأربعين ومائة عام وفاة جده.
إلى أن قال: وكان من العلم والدين والسؤدد بمكان.

555
إلى أن قال:
قال الصولي: حدثنا أحمد بن يحيى أن الشعبي قال: أفخر بيت قيل قول
الأنصار يوم بدر:
وببئر بدر إذ يرد وجوههم * جبريل تحت لوائنا ومحمد
ثم قال الصولي: أفخر منه قول الحسين بن هانئ في علي بن موسى الرضا:
قيل لي أنت واحد الناس في ك‍ * ل كلام من المقال بديه
لك في جوهر الكلام بديع * يثمر الدر في يدي مجتنيه
فعلام تركت مدح ابن موسى * بالخصال التي تجمعن فيه
قلت: لا أهتدي لمدح إمام * كان جبريل خادما لأبيه
ومنهم العلامة ابن خلكان المتوفى سنة 681 في " وفيات الأعيان "
(ج 2 ص 432) قال:
وكانت ولادة علي الرضا يوم الجمعة في بعض شهور سنة ثلاث وخمسين
ومائة بالمدينة، وقيل: بل ولد سابع شوال، وقيل: ثامنه، وقيل: سادسه،
سنة إحدى وخمسين ومائة.
وتوفي في آخر يوم من صفر سنة اثنتين ومائتين، وقيل: بل توفي خامس
ذي الحجة، وقيل: ثالث عشر ذي القعدة، سنة ثلاث ومائتين، بمدينة طوس
وصلى عليه المأمون، ودفنه ملاصق قبر أبيه الرشيد، وكان سببه موته أنه أكل
عنبا فأكثر منه، وقيل: بل كان مسموما فاعتل منه، ومات رحمه الله تعالى.
ثم ذكر ما تقدم من إنشاء أبي نؤاس لما قيل له: ما رأيت أوقح منك - الخ.
ثم ذكر الأبيات بعين ما تقدم عن " الأنوار القدسية " وكذا أبياته الأخرى أيضا
بعين ما تقدم فيه.

556
ومنهم العلامة المحدث أحمد بن حجر الهيتمي في " الصواعق
المحرقة " (ص 202 ط القاهرة) قال:
علي الرضا وهو أنبههم ذكرا وأجلهم قدرا. من ثم أحله المأمون محل
مهجته وأنكحه ابنته وأشركه في مملكته وفوض إليه أمر خلافته، فإنه كتب بيده
كتابا سنة إحدى ومائتين بأن عليا الرضا ولي عهده وأشهد عليه جمعا كثيرين.
لكنه توفي قبله فأسف عليه كثيرا. وأخبر قبل موته بأنه يأكل عنبا ورمانا مبثوثا
ويموت، وأن المأمون يريد دفنه خلف الرشيد فلم يستطع، فكان ذلك كله كما
أخبر به.
ومنهم العلامة عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي في
" الاتحاف بحب الأشراف " (ص 58 ط مصطفى البابي الحلبي بمصر) قال:
الثامن: من الأئمة علي الرضا. كان رضي الله عنه كريما جليلا مهابا موقرا،
وكان أبوه موسى الكاظم يحبه حبا شديدا. ووهب له ضيعة اليسيرية التي اشتراها
بثلاثين ألف دينار.
ويقال: إن عليا الرضا أعتق ألف مملوك وكان صاحب وضوء وصلاة ليله
كله، يتوضأ ويصلي ويرقد ثم يقوم فيتوضأ ويصلي ويرقد وهكذا إلى الصباح.
قال بعض جماعته: ما رأيته قط إلا ذكرت قوله تعالى " كانوا قليلا من الليل
ما يهجعون ".
قال بعضهم: علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق فاق أهل البيت
شأنه وارتفع فيهم مكانه وكثر أعوانه وظهر برهانه حتى أحله الخليفة المأمون
محل مهجته وأشركه في خلافته وفوض إليه أمر مملكته وعقد له على رؤس الأشهاد

557
عقد نكاح ابنته، وكانت مناقبه علية وصفاته سنية ونفسه الشريفة هاشمية وأرومته
الكريمة نبوية.
وكراماته أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر، فذكر جملة من كراماته
ثم قال:
وعن محمد بن يحيى الفارسي: قال نظر أبو نؤاس إلى علي الرضا بن
موسى ذات يوم وقد خرج على بغلة فارهة فدنا منه وسلم، وقال: يا ابن رسول
الله قلت فيك أبياتا أحب أن تسمعها مني. فقال له: قل، فأنشأ أبو نؤاس يقول:
مطهرات نقيات ثيابهم * تجري الصلاة عليهم كلما ذكروا
من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر
القوم أهل البيت عندهم * علم الكتاب وجاءت به السور
إلى آخر أبيات ما سبق إليها أحد، ما معك يا غلام من فاضل نفقتنا. قال: ثلاثمائة
دينار. ثم بعد أن ذهب إلى بيته قال: لعله استقلها سق يا غلام إليه البغلة.
ومنهم العلامة الشبلنجي في " نور الأبصار " (ص 152 ط المكتبة الشعبية
بمصر) قال:
ولد علي بن موسى بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة، وقيل سنة
ثلاث وأربعين ومائة، وأمه أم ولد يقال لها أم البنين، واسمها أروى، وكنيته
أبو الحسن، وألقابه الرضا والصابر والزكي والولي، وأشهرها الرضا. صفته أسود
معتدل، لأن أمه كانت سوداء. دخل يوما حماما، فبينما هو في مكان من الحمام
إذ دخل عليه جندي فأزاله عن موضعه وقال: صب على رأسي يا أسود، فصب
على رأسه فدخل من عرفه، فصاح: يا جندي هلكت أتستخدم ابن بنت رسول
الله صلى الله عليه وسلم. فأقبل الجندي يقبل رجليه ويقول: هلا عصيتني إذ

558
أمرتك. فقال: إنها لمثوبة وما أردت أن أعصيك فيما أثاب عليه، ثم أنشأ يقول:
ليس لي ذنب ولا ذنب لمن * قال لي يا عبد أو يا أسود
إنما الذنب لمن ألبسني * ظلمة وهو الذي لا يحمد
كذا في تاريخ القرماني، شاعره دعبل الخزاعي، بوابه محمد بن الفرات
نقش خاتمه " حسبي الله "، معاصره الأمين والمأمون.
إلى أن قال:
قال إبراهيم بن العباس: ما رأيت الرضا سئل عن شئ إلا علمه، ولا رأيت
أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقت عصره، وكان المأمون يمتحنه بالسؤال من
كل شئ فيجيبه الجواب الشافي، وكان قليل النوم كثير الصوم لا يفوته صوم
ثلاثة أيام من كل شهر ويقول ذلك صيام الدهر، وكان كثير المعروف والصدقة
وأكثر ما يكون ذلك منه في الليالي المظلمة، وكان جلوسه في الصيف على
حصير وفي الشتاء على مسح. فذكر جملة من كراماته تقدم نقلها عنه في ج 12.
وفي (ص 158 من الطبع المذكور):
حكي أن المأمون وجد في عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقلا من الخروج
إلى الصلاة، فقال لأبي الحسن علي الرضا: قم يا أبا الحسن اركب وصل بالناس
العيد. فامتنع وقال: قد علمت ما كن بيني وبينك من الشروط فأعفني من الصلاة.
فقال المأمون: إنما أريد أن أنوه بذكرك ويشتهر أمرك بأنك ولي عهدي والخليفة
من بعدي، وألح عليه في ذلك. فقال له الرضا: إن أعفيتني من ذلك كان أحب
إلي وأن أبيت إلا أن أخرج للصلاة، فإنما أخرج للصلاة على الصفة التي كان
النبي صلى الله عليه وسلم يخرج عليها. فقال المأمون: افعل كيفما أردت.
وأمر المأمون القواد والجند وأعيان دولته بالركوب في خدمته إلى المصلى

559
فركب الناس إلى بيته وحضر القراء والمؤذنون والمكبرون إلى بابه ينتظرون أن
يخرج فخرج إليهم الرضا وقد اغتسل ولبس أفخر ثيابه وتعمم بعمامة وألقى طرفا
منها على عاتقه ودهن طيبا وأخذ عكازا في يده وخرج ماشيا ولم يركب وقال
لمواليه وأتباعه افعلوا كما فعلت ففعلوا كفعله وصاروا بين يديه عند شروق الشمس
رافعين أصواتهم بالتهليل والتكبير فلما رآه القواد والجند على تلك الحالة لم
يسعهم إلا أن نزلوا عن خيولهم ومراكبهم وساروا بين يديه وتركوا دوابهم مع
غلمانهم خلف الناس، وكان كلما كبر الرضا كبر الناس بتكبيره وكلما هلل هللوا
بتهليله وهم سائرون بين يديه حتى خيل للناس أن الحيطان والجدران تجاوبهم
بالتكبير والتهليل وارتفع البكاء والصراخ فبلغ ذلك المأمون فقال له الفضل: إن
بلغ الرضا المصلى أفتتن به الناس وخفنا على دمائنا وأرواحنا وعليك في نفسك
فابعث إليه ورده، فبعث إليه المأمون قد كلفناك يا أبا الحسن ولا تصب أن تلحقك
مشقة ارجع إلى بيتك ويصلي بالناس من كان يصلي بهم من قبل، فرجع علي
الرضا إلى بيته وركب المأمون فصلى بالناس.
(فائدة) قال المأمون لعلي الرضا رضي الله عنه: أنشدنا أحسن ما رويت
في السكوت عن الجاهل وعتاب الصديق، فقال:
إني ليهجرني الصديق تجنبا * فأرى بأن لهجره أسبابا
وأراه إن عاتبته أغريته * فأي له ترك العتاب عتابا
فإذا بليت بجاهل متحكم * يجد الأمور من المحال صوابا
أوليته مني السكوت وربما * كان السكوت عن الجواب جوابا

560
أنموذج من كراماته عليه السلام
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ يسن بن إبراهيم السنهوتي في " الأنوار القدسية "
(ص 39 ط السعادة بمصر) قال:
وله (علي بن موسى الرضا " ع ") كرامات كثيرة:
(منها) أنه أخبر أنه يأكل عنبا ورمانا فيموت، فيريد المأمون دفنه خلف
الرشيد فلا يمكنه، فكان كذلك.
(ومنها) أنه قال لرجل صحيح سليم: استعد لما لا بد منه، فمات بعد ثلاثة
أيام. رواه الحاكم.
(ومنها) ما رواه الحاكم أيضا عن محمد بن عيسى عن أبي حبيب قال:
رأيت المصطفى صلى الله عليه وسلم في النوم في المنزل الذي ينزله الحاج
ببلدنا، فوجدت عنده طبقا من خوص فيه تمر صيحاني فناولني ثمان عشره تمرة
فبعد عشرين يوما، قدم علي الرضا من المدينة ونزل في ذلك المنزل وهرع

561
الناس للسلام عليه ومضيت نحوه فإذا هو جالس بالموضع الذي رأيت المصطفى
صلى الله عليه وسلم قاعدا فيه وبين يديه تمر صيحاني فناولني قبضة فإذا عدتها
بعدد ما ناولني المصطفى صلى الله عليه وسلم. فقلت: زدني. فقال: لو زادك
رسول الله صلى الله عليه وسلم لزدناك. وقال المأمون لعلي بن موسى الرضى:
ما يقول بنو أبيك في جدنا العباس بن عبد المطلب. فقال ما يقولون في رجل فرض
الله طاعة بنيه على خلقه وفرض طاعته على بنيه فأمر له بألف ألف درهم. وكان
قد خرج أخوه زيد بن موسى بالبصرة على المأمون وفتك بأهلها فأرسل إليه
المأمون أخاه عليا المنوه به يرده عن ذلك فجاء وقال له ويلك يا زيد فعلت بالمسلمين
بالبصرة ما فعلت وتزعم أنك ابن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
والله لأشد الناس عليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، يا زيد ينبغي لمن أخذ
برسول الله أن يعطى به. فبلغ كلامه المأمون فبكى وقال: هكذا ينبغي أن يكون
أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن خلكان: وآخر هذا الكلام مأخوذ من كلام علي زين العابدين المقدم
ذكره، فقد قيل: إنه كان إذا سافر كتم نفسه، فقيل له في ذلك فقال: أنا أكره أن
آخذ برسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا أعطي.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أحمد التابعي المصري في " الاعتصام
بحبل الاسلام " (ص 239 ط السعادة بالقاهرة)
روى عن هرثمة بن أعين - وكان من خدم الخليفة عبد الله المأمون، وكان
قائما بخدمة الرضا. قال: طلبني سيدي أبو الحسن الرضا في يوم من الأيام وقال
له: يا هرثمة إني مطلعك على أمر يكون سرا عندك لا تظهره لأحد مدة حياتي،
فإن أظهرته حال حياتي كنت خصما لك عند الله. فحلفت له أني لا أتفوه بما

562
يقوله لأحد مدة حياته. فقال لي: اعلم يا هرثمة أنه قد دنا أجلي ولحوقي بآبائي
وأجدادي، وقد بلغ الكتاب أجله وإني أطعم عنبا ورمانا مفتوتا فأموت، ويقصد
الخليفة أن يجعل قبري خلف قبر أبيه هارون الرشيد، وإن الله لا يقدره على ذلك
وإن الأرض تشتد عليهم فلا تعمل فيها المعاول ولا يستطيعون حفرها، فاعلم
يا هرثمة أن مدفني في الجهة الفلانية من اللحد الفلاني موضع عينه لي، فإذا
أنامت وجهزت فأعلمه بجميع ما قلت لك لتكونوا على بصيرة من أمري، وقل
له: إذا أنا وضعت في نعشي وأرادوا الصلاة علي فلا يصلي علي وليتأن قليلا
يأتكم رجل عربي متلثم على ناقة له مسرع من جهة الصحراء فينيخ ناقته وينزل
عنها ويصلي علي فصلوا معه علي، فإذا فرغتم من الصلاة علي وحملت إلى
مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئا يسيرا من جهة الأرض تجد قبرا مطبقا معمورا
في قعره ماء أبيض، فإذا كشفت عنه الطبقات نصب الماء فهذا مدفني فادفنوني
فيه، الله الله يا هرثمة أن تخبر بهذا. قال هرثمة: فوالله ما طالت أيامه حتى أكل
الرضا عند الخليفة عنبا ورمانا فمات.
فدخلت على الخليفة المأمون لما بلغه موت أبي الحسن علي الرضا، فوجدت
المنديل بيده وهو يبكي عليه فقلت: يا أمير المؤمنين ثم كلام أتأذن لي أن أقوله
لك. قال: قل، فقصصت القصة عليه التي قالها لي الرضا من أولها إلى آخرها.
فتعجب المأمون من ذلك ثم أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته إلى المصلى وأخرنا
الصلاة عليه قليلا، فإذا بالرجل العربي قد أقبل على بعيره من جهة الصحراء كما
قال، فنزل ولم يكلم أحدا فصلى عليه وصلى الناس معه وأمر الخليفة بطلب
الرجل، فلم يروا له أثرا ولا لبعيره.

563
ومنهم العلامة عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي في
" الاتحاف بحب الأشراف " (ص 58 مصطفى البابي الحلبي) قال:
كراماته أكثر من أن تحصر وأشهر من أن تذكر:
(منها) أنه لما جعله المأمون ولي عهده من بعده كان من حاشية المأمون أناس
قد كرهوا ذلك وخافوا من خروج الخلافة عن بني العباس وعودها إلى بني فاطمة،
فحصل عندهم من علي الرضا بن موسى نفور، وكان عادة الرضا إذا جاء إلى دار
المأمون ليدخل عليه بادر من في الدهليز من الحجاب وأهل النوبة من الخدم
والحشم بالقيام له والسلام عليه ويرفعون له الستور حتى يدخل، فلما حصل لهم
هذه النفرة وتفاوضوا في أمر هذه القضية ودخل في قلوبهم منها شئ قالوا فيما
بينهم: إذا جاء يدخل على الخليفة بعد اليوم نعرض عنه ولا نرفع له الستر. واتفقوا
على ذلك، فبينما هم جلوس إذ جاء الرضا على جري عادته، فسلم يملكوا أنفسهم أن
قاموا له وسلموا عليه ورفعوا له الستر على عادتهم، فلما دخل أقبل بعضهم على بعض
يتلاومون في كونهم ما فعلوا ما اتفقوا عليه وقالوا: الكرة الآتية إذا جاء لا نرفعه
له. فلما كان اليوم الثاني وجاء الرضا على عادته قاموا فسلموا عليه ولم يرفعوا
الستر، فجاءت ريح شديدة فدخلت في الستر ورفعته له حين دخل وخرج، فأقبل
بعضهم على بعض وقالوا: إن لهذا الرجل عند الله منزلة وله منه عناية انظروا
إلى الريح كيف جاءت ورفعت له الستر عند دخوله وعند خروجه من الجهتين
ارجعوا إلى ما كنتم عليه من خدمته.
وعن صفوان بن يحيى قال: لما مضى موسى الكاظم وقام ولده أبو الحسن من
بعده وتكلم خفنا عليه من ذلك وقلنا له: إنك أظهرت أمرا عظيما وإنا نخاف عليك
من هذا الطاغية - يعني هارون - قال: ليجهدن جهده فلا سبيل له علي. قال صفوان:

564
فحدثنا الثقة أن يحيى بن خالد البرمكي قال لهارون الرشيد: هذا علي الرضا بن
موسى قد تقدم وادعى الأمر لنفسه. فقال هارون: يكفينا ما فعلنا بأبيه تريد أن
تقتلهم جميعا.
وعن مسافر قال: كنت مع أبي الحسن علي الرضا بمنى، فمر يحيى بن خالد
البرمكي وهو مغط وجهه بمنديل من الغبار، فقال: مساكين هؤلاء ما يدرون ما
يحل بهم في هذه السنة. فكان من أمرهم ما كان.
قال: وأعجب من هذا أنا وهارون كهاتين - وضم أصبعيه السبابة والوسطى -
قال مسافر: فوالله ما عرفت معنى حديثه في هارون إلا بعد موت الرضا ودفنه بجانبه
وعن موسى بن مروان قال: رأيت عليا الرضا بن موسى في المسجد المدينة
وهارون الرشيد يخطب، قال: تروني وإياه ندفن في بيت واحد.
وعن حمزة بن جعفر الأرجاني قال: خرج هارون الرشيد من المسجد الحرام
من باب وخرج علي الرضا من باب، فقال الرضا وهو يعني هارون: يا بعد الدار
وقرب الملتقى أن طوس ستجمعني وإياه.
ومن ذلك ما روي عن بكر بن صالح قال: أتيت الرضا فقلت: امرأتي أخت
محمد بن سنان وكان من خواص شيعتكم وبها حمل فادع الله أن يجعله ذكرا. قال:
هما اثنان فإذا ولدت سم واحدا محمدا والأخرى أم عمرو، فعدت إلى الكوفة فولدت
لي غلاما وجارية، فسميت الذكر محمدا والأنثى أم عمرو كما أمرني، وقلت لأمي:
ما معنى أم عمرو؟ قالت: كانت جدتي تسمى أم عمرو
ومن كتاب أعلام الورى للطوسي قال: روى الحاكم أبو عبد الله الحافظ
بإسناده عن محمد بن عيسى بن أبي حبيب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في
المنام وكأنه قد وافى المنزل الذي ينزله الحجاج من بلدنا في كل سنة، وكأني
مضيت إليه وسلمت عليه ووقفت بين يديه فوجدته وعنده طبق من خوص المدينة

565
فيه تمر صيحاني، وكأنه قبض قبضة من ذلك التمر فناولنيها فعددتها فوجدتها ثماني
عشرة تمرة، فتأولت أني أعيش بعدد كل تمرة سنة، فلما كان بعد عشرين يوما
وأنا في أرض لي تعمر بالزراعة إذ جاءني من أخبرني بقدوم أبي الحسن علي الرضا
ابن موسى من المدينة ونزوله في المسجد، ورأيت الناس يسعون إلى السلام عليه
من كل جانب، فمضيت نحوه فإذا هو جالس في الموضع الذي رأيت النبي صلى
الله عليه وسلم فيه وتحته حصير مثل الحصير التي رأيتها تحته صلى الله عليه وسلم
وبين يديه طبق من خوص وفيه تمر صيحاني، فسلمت عليه فرد علي السلام
واستدناني وناولني قبضة من ذلك التمر، فعددتها فإذا هي بعدد ما ناولني رسول
الله صلى الله عليه وسلم في النوم ثماني عشرة تمرة، فقلت: زدني. فقال:
لو زادك رسول الله لزدناك.
وروى الحاكم أيضا بإسناده مع سعيد بن سعد عن أبي الحسن الرضا أنه نظر
إلى رجل فقال: يا عبد الله أوص بما تريد واستعد لما لا بد منه، فمات الرجل
بعد ذلك بثلاثة أيام.
وعن الحسن بن موسى قال: كنا حول أبي الحسن علي الرضا بن موسى ونحن
شباب من بني هاشم، فمر علينا جعفر بن عمر العلوي وهو رث الهيئة، فنظر
بعضنا إلى بعض نظر مستهزئ به، فقال الرضا: سترونه عن قريب كثير المال
كثير الخدم حسن الهيئة. فما مضى إلا شهر واحد حتى ولي أمر المدينة وحسنت
حاله، وكان يمر بنا وحوله الخدم والحشم يسيرون بين يديه فنقوم ونعظمه
وندعوا له.
وعن الحسين بن يسار قال: قال لي علي الرضا: إن عبد الله يقتل محمدا.
فقلت: عبد الله بن هارون يقتل محمد بن هارون. قال: نعم، وقد وقع ذلك.
إلى أن قال:

566
قال إبراهيم بن العباس: ما رأيت الرضا سئل عن شئ إلا علمه، ولا رأيت
أعلم منه بما كان في الزمان والوقت. وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شئ
فيجيبه الجواب الشافي، وكان قليل النوم كثير الصوم لا يفوته صوم ثلاثة أيام من
كل شهر ويقول: ذلك صيام الدهر، وكان كثير المعروف والصدقة سرا،
وكثيرا ما يكون ذلك في الليالي المظلمة.
وهذه صورة كتاب العهد الذي كتبة المأمون الخليفة العباسي إلى الإمام علي
الرضا:
" بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب كتبه عبد الله بن هارون الرشيد لعلي بن
موسى بن جعفر ولي عهده، أما بعد فإن الله عز وجل اصطفى الاسلام دينا واختار
له من عباده رسلا دالين عليه وهادين إليه يبشر أولهم بآخرهم ويصدق تاليهم
ماضيهم، حتى انتهت نبوة الله تعالى إلى محمد صلى الله عليه وسلم على فترة
من الرسل ودروس من العلم وانقطاع من الوحي واقتراب من الساعة، فختم الله به
النبيين وجعله شاهدا عليهم ومهيمنا، وأنزل عليه كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل
من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد. فلما انقضت النبوة وختم الله
بمحمد صلى الله عليه وسلم الرسالة جعل قوم الدين ونظام أمر المسلمين في الخلافة
ونظامها والقيام بشرائعها وأحكامها، ولم يزل أمير المؤمنين منذ أفضت إليه وحمل
ميثاقها وتجرع طعمها ومذاقها مسهرا لعينه مضنيا لبدنه مطيلا لفكره فيما فيه عز
الدين وقمع المشركين وصلاح الأمة وجمع الكلمة ونشر العدل وإقامة الكتاب
والسنة، وما بعد ذلك من الخفض والدعة ومهنأ العيش محبة أن يلقى الله سبحانه
وتعالى مناصحا له في دينه وعباده، ويختار لولاية عهده ورعاية الأمة من بعده أفضل
من يقدر عليه في دينه وورعه وعلمه وأرجاهم للقيام في أمر الله وحقه، مناجيا لله تعالى
بالاستخارة بذلك وسائله إلهامه لما فيه رضاه وطاعته في آناء ليله ونهاره، معملا

567
فكره في طلبه والتماسه في أهل بيته من ولد عبد الله بن عباس وعلي بن أبي طالب،
مقتصرا ممن علم حاله ومذهبه منهم على علمه وبالغا في المسألة ممن خفي عليه
منهم جهده وطاقته، حتى استقصى أمورهم معرفة وابتلى أخبارهم مشاهدة واستبرئ
أحوالهم معاينة وكشف ما عندهم مسألة، وكانت خيرته بعد استخارته الله تعالى
وإجهاده نفسه في قضائه حقه في عباده وبلاده في الفئتين جميعا عليا الرضا بن موسى
الكاظم بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، لما رأى من
فضله البارع وعلمه الرائع وورعه الشائع وزهده الخالص النافع وتخليه من الدنيا
وتفرده عن الناس، وقد استسأل له ما لم تزل الأخبار عليه منطبقة والألسن عليه
متفقة والكلمة فيه جامعة والأخبار واسعة، ولما لم يزل يعرف به من الفضل يافعا
وناشئا وحدثا وكهلا فلذلك عقد له بالعهد الخلافة من بعده، واثقا بخيرة الله تعالى
في ذلك إذ علم الله أن فعله إيثار له وللدين ونظر للاسلام والمسلمين طلبا للسلامة
وثبات الحجة والنجاح في اليوم الذي يقوم الناس فيه لرب العالمين، ودعا أمير
المؤمنين ولده وأهل بيته وخاصته وقواده وخدمه، فبايعوه الكل مطيعين مسارعين
مسرورين عالمين بإيثار أمير المؤمنين طاعة الله على الهوى في ولده وغيره ممن هو
أسبق رحما وأقرب قرابة، وسماه الرضا إذ كان رضيا عند الله تعالى وعند الناس، وقد
آثر طاعة الله تعالى والنظر لنفسه وللمسلمين، والحمد لله رب العالمين. كتبه بيده
عبد الله المأمون في يوم الاثنين لسبع خلون من شهر رمضان المعظم قدره سنة
إحدى ومائتين ".
وزوجه المأمون ابنته أم حبيب في أول سنة اثنتين ومائتين والمأمون متوجه
إلى العراق.
وكانت وفاة علي الرضا بطوس من خراسان في أواخر صفر سنة ثلاث ومائتين،
وله من العمر خمس وخمسون سنة وله من الأولاد خمسة ذكور وبنت.

568
ومنهم العلامة الشبلنجي في " نور الأبصار " (ص 160 ط المطبعة الشعبية
بمصر) قال:
عن هرثمة بن أعين - وكان من خدم الخليفة عبد الله المأمون وكان قائما بخدمة
الرضا - قال: طلبني سيدي أبو الحسن الرضا في يوم من الأيام وقال لي: يا هرثمة
إني مطلعك على أمر يكون سرا عندك لا تظهره لأحد مدة حياتي، فإن أظهرته حال
حياتي كنت خصما لك عند الله. فحلفت له أني لا أتفوه بما يقوله لي لأحد مدة حياته.
فقال لي: اعلم يا هرثمة أنه قد دنا رحيلي ولحوقي بآبائي وأجدادي، وقد بلغ
الكتاب أجله وإني أطعم عنبا ورمانا مفتوتا فأموت، ويقصد الخليفة أن يجعل قبري
خلف قبر أبيه هارون الرشيد وإن الله لم يقدره على ذلك وأن الأرض تشتد عليهم فلا
تعمل فيها المعاول ولا يستطيعون حفرها. فاعلم يا هرثمة أن مدفني في الجهة الفلانية
من اللحد الفلاني لموضع عينه لي، فإذا أنامت وجهزت فأعلمه بجميع ما قلت
لك لتكونوا على بصيرة من أمري وقل له: إذا أنا وضعت في نعشي وأرادوا الصلاة
علي فلا يصل علي وليتأن قليلا يأتكم رجل عربي متلثم على ناقة له مسرع من
جهة الصحراء فينيخ ناقته وينزل عنها ويصلي علي فصلوا معه علي.
فإذا فرغتم من الصلاة علي وحملت إلى مدفني الذي عينته لك فاحفر شيئا يسيرا
من وجه الأرض تجد قبرا مطبقا معمورا في قعره ماء أبيض، فإذا كشفت عنه
الطبقات نضب الماء فهذا مدفني فادفني فيه. الله الله يأمر ثمة أن تخبر بهذا.
قال هرثمة: فوالله ما طالت أيامه حتى أكل الرضا عند الخليفة عنبا ورمانا فمات
عن أبي الصلت الهروي قال: دخلت على علي الرضا وقد خرج من عند
المأمون فقال: يا أبا الصلت قد فعلوها، وجعل يوحد الله ويمجده، فأقام يومين
ومات في اليوم الثالث.

569
قال هرثمة: فدخلت على الخليفة المأمون لما بلغه موت أبي الحسن علي الرضا
فوجدت المنديل بيده وهو يبكي عليه، فقلت: يا أمير المؤمنين ثم كلام أتأذن لي أن
أقوله لك. قال: قل، فقصصت القصة عليه التي قالها لي الرضا من أولها إلى آخرها.
فتعجب المأمون من ذلك ثم أمر بتجهيزه وخرجنا بجنازته إلى المصلى وأخرنا
الصلاة عليه قليلا فإذا بالرجل العربي قد أقبل على بعيره من جهة الصحراء كما قال،
فنزل ولم يكلم أحدا فصلى عليه وصلى الناس معه، وأمر الخليفة بطلب الرجل فلم
يروا له أثرا ولا لبعيره.
ثم أن الخليفة قال: نحفر له من خلف قبر الرشيد لننظر ما قاله لك، فكانت الأرض
أصلب من الصخر الصوان وعجزوا عن حفرها، فتعجب الحاضرون من ذلك وتبين
للمأمون صدق ما قلته له، فقال: أرني الموضع الذي أشار إليه. فجئت بهم إليه،
فما كان إلا أن انكشف التراب عن وجه الأرض فظهرت الأطباق فرفعناها فظهر قبر
معمور فإذا في قعره ماء أبيض أشرف عليه المأمون وأبصره، ثم إن ذلك الماء نضب
من وقته فواريناه فيه ورددنا الأطباق على حالها والتراب، ولم يزل الخليفة المأمون
يتعجب مما رأى ومما سمعه مني ويتأسف عليه ويندم، وكلما خلوت معه يقول لي:
يا هرثمة كيف قال لك أبو الحسن الرضا، فأعيد عليه الحديث فيتلهف ويتأسف
ويقول: إنا لله وإنا إليه راجعون.
وكانت وفاته سنة ثلاث ومائتين في آخر صفر، وقيل غير ذلك، وله من
العمر إذ ذاك خمس وخمسون سنة في قرية يقال لها سناباد من رستاق من أعمال
طوس من خراسان، وقبره في قبلي قبر هارون الرشيد.

570
قصيدة دعبل الخزاعي
(وأخبار الرضا عليه السلام أنه يدفن بطوس)
رواها جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة القندوزي في " ينابيع المودة " (ج 3 ص 115 ط مكتبة
العرفان في بيروت) قال:
أخرج الحمويني الشافعي في فرائد السمطين عن أحمد بن زياد عن دعبل
ابن علي الخزاعي قال: أنشدت قصيدة لمولاي الإمام علي الرضا رضي الله عنه
أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات
قال لي الرضا: ألحق هذين البيتين بقصيدتك. قلت: بلى يا ابن رسول
الله. فقال:

571
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * ألحت على الأحشاء بالزفرات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات
قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة عنده، فلما انتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة واقع * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا بكاء شديدا ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانك، أتعرف
من هذا الإمام؟ قلت: لا إلا أني سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطا
وعدلا. فقال: إن الإمام بعدي ابني محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي
ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، وهو المنتظر في غيبته المطاع في
ظهوره، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، وأما متى يقوم فأخبار
عن الوقت، لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة.
ومنهم العلامة أحمد بن أحمد الشهير بالصغير المصري الشافعي في
" تحفة الراغب " (ص 19)
ذكر بعض أبيات قصيدة دعبل وقال: إنها طويلة.
ومن جملة ما ذكره هذه:
ولولا الذي أرجوه في اليوم أوغد * لقطع قلبي بينهم قطعات
خروج إمام لا محالة عادل * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعمات والنقمات
فيا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري * فغير بعيد كلما هو آتي
ولا تجزعي من مدة الجور واصبري * كأني بها قد آذنت بيتات

572
ومنهم العلامة الشبراوي الشافعي في " الاتحاف بحب الأشراف "
(ص 61 ط مصطفى البابي الحلبي بمصر) قال:
ونقل الطوسي في كتابه عن أبي الصلت الهروي قال: دخل دعبل الخزاعي
على علي الرضا بن موسى بمرو فقال: يا ابن رسول الله أني قلت فيكم أهل
البيت قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحدا قبلك وأن تسمعها مني. فقال
له علي الرضا: هات قل، فأنشأ يقول:
ذكرت محل الربع من عرفات * فأجريت دمع العين بالعبرات
وقد عز صبري ثم هاجت صبابتي * رسوم ديار أقفرت وعرات
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
لآل رسول الله بالخيف من منى * وبالبيت والتعريف والجمرات
ديار علي والحسين وجعفر * وحمزة والسجاد ذي الثفنات
ديار لعبد الله والفضل صنوه * نجى رسول الله في الخلوات
منازل كانت للصلاة وللتقى * وللصوم والتطهير والحسنات
منازل جبريل الأمين يحلها * من الله بالتسليم والرحمات
منازل وحي الله معدن علمه * سبيل رشاد واضح الطرقات
قفا نسأل الدار التي خف أهلها * متى عهدها بالصوم والصلوات
وأين الآلي شطت بهم غربة النوى * فأمسين في الأقطار مفترقات
أحب قصي الدار من أجل حبهم * وأهجر فيهم أسوتي وثقاتي
وهم آل ميراث النبي إذا انتموا * هم خير سادات وخير حماتي
مطاعيم في الاعسار في كل مشهد * لقد شرفوا بالفضل والبركات
أئمة عدل يقتفي بفعالهم * وتؤمن منهم زلة العثرات

573
فيا رب زد قلبي هدى وتبصرا * وزد حبهم يا رب في حسناتي
لقد أمنت نفسي بهم في حياتها * وإني لأرجو إلا من بعد مماتي
ألم تر أني مذ ثلاثين حجة * أروح وأغدو دائم الحسرات
أرى فيأهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
إذا أوتروا مدوا إلى أهل وترهم * أكفا عن الأوتار منقبضات
وآل رسول الله نحف جسومهم * وآل زياد أعلظ قصرات
سأبكيهم ما دام في الأفق شارق * ونادى منادي الخير بالصلوات
وما طلعت شمس وحان غروبها * وبالليل أبكيهم وبالغدوات
ديار رسول الله أصبحن بلقعا * وآل زياد تسكن الحجرات
وآل زياد في القصور مصونة * وآل رسول الله في الفلوات
فلو لا الذي أرجوه في اليوم أوغد * تقطع نفسي أثرهم حسرات
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله بالبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
ويا نفس طيبي ثم يا نفس فاصبري * فغير بعيد كل ما هو آت
وهذه قصيدة طويلة عدد أبياتها مائة وعشرون بيتا اقتصرت منها على هذا
القدر.
ولما فرغ دعبل من انشادها نهض أبو الحسن الرضا وقال: لا تبرح، فأنفذ
إليه صرة فيها مائة دينار واعتذر إليه، فردها دعبل وقال: والله ما لهذا جئت وإنما
جئت للسلام عليه والتبرك بالنظر إلى وجهه الميمون وأني لفي غنى، فإن رأى
أن يعطيني شيئا من ثيابه للتبرك فهو أحب إلي. فأعطاه الرضا جبة خزورد عليه
الصرة وقال: يا غلام قل له خذها ولا تردها فإنك ستصرفها أحوج ما تكون إليها.
فأخذها وأخذ الجبة ثم أقام بمرو مدة فتجهزت قافلة تريد العراق فتجهز صحبتها

574
فخرج عليهم اللصوص في أثناء الطريق ونهبوا القافلة عن آخرها ولزموا جماعة
من أهلها فكشفوهم وأخذوا ما معهم ومن جملتهم دعبل، فساروا بهم غير بعيد
حتى جلسوا يقتسمون أموالهم فتمثل مقدم اللصوص وكبيرهم بقوله:
أرى فيأهم في غيرهم متقاسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
ودعبل يسمعه، فقال: أتعرف هذا البيت لمن؟ قال: وكيف لا أعراف
هو لرجل من خزاعة يقال له دعبل الشاعر شاعر أهل البيت قاله في قصيدة مدحهم
بها. قال دعبل: فأنا والله هو وأنا صاحب القصيدة وقائلها فيهم. قال: ويلك أنظر
ماذا تقول. فقال: والله الأمر أشهر من ذلك واسأل أهل القافلة وهؤلاء الذين معكم
يخبرونكم بذلك، فسألوهم فقالوا جميعا بأسرهم: هذا دعبل الخزاعي شاعر أهل
البيت المعروف الموصوف، ثم إن دعبلا أنشدهم القصيدة من أولها إلى آخرها
عن ظهر قلب. فقالوا: قد وجب حقك علينا وقد أطلقنا القافلة ورددنا جميع
ما أخذناه إكراما لك يا شاعر أهل البيت.
ثم أنهم أخذوا دعبلا معهم وتوجهوا به إلى قم ووصلوه بمال وسألوه في بيع
الجبة التي أعطاه أبو الحسن الرضا إياها ودفعوا له ألف دينار، فقال: لا أبيعها
وإنما أخذتها للتبرك معي من أثره.
ثم إنه رحل من عندهم من قم بعد ثلاثة أيام، فلما صار خارج البلد على نحو
ثلاثة أميال خرج عليه قوم من أحداثهم أخذوا الجبة منه، فرجع إلى قم وأخبر
كبارهم بذلك فأخذوا الجبة منهم وردوها عليه، فقالوا له: نخشى أن تؤخذ
هذه الجبة منك يأخذها غير نا ثم لا ترجع إليك فبالله إلا ما أخذت الألف منافيها
أو تركتها، فأخذ الألف منهم وأعطاهم الجبة ثم سافر عنهم.
وعن أبي الصلت الهروي قال: قال دعبل: لما أنشدت مولاي الرضا هذه
القصيدة وانتهيت فيها إلى قولي:

575
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله بالبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
بكى ثم رفع رأسه وقال: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين
البيتين، أفلا تدري من هذا الإمام الذي يقوم؟ قلت: ألا أدري إلا أني سمعت
يا مولاي بخروج إمام منكم يملأ الأرض عدلا. فقال: يا دعبل الإمام بعدي محمد
ابني، وبعده علي ابنه، وبعده ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم
المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول
الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

576
جواب المأمون الخليفة العباسي
(عن سؤال أقربائه حين أراد أن يبايع علي الرضا عليه السلام)
رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في " ينابيع المودة " (ج 3
ص 157 ط مكتبة العرفان) قال:
ذكر ابن مسكويه صاحب التاريخ في كتابه " نديم الفريد " أن المأمون
كتب إلى بني العباس ولفظه: فقد عرف أمير المؤمنين كتابكم، أما بعد إن الله
تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل وكان أول من آمن
به خديجة بنت خويلد، ثم آمن به علي بن أبي طالب وله سبع سنين لم يشرك
بالله شيئا ولم يشاكل الجاهلية في جهالاتهم وأبو طالب فإنه كفل رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم وأحبه ورباه ولم يزل مدافعا عنه ما يؤذيه ومانعا منه، فلما
قبض حكم بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم القوم ليقتلوه، فهاجر إلى المدينة
إلى القوم الأنصار، ولم يقم معه صلى الله عليه وسلم أحد كقيام علي بن أبي طالب

577
فإنه وقاه بنفسه ونام في مضجعه ولا يولي على جيش إلا تأمر على الجيش ولا تأمر
عليه أحد، وهو أشدهم وطأة على المشركين وأعظمهم جهادا في الله وأفقههم في دين
الله وهو صاحب الولاية في حديث غدير خم وفاتح خيبر وقاتل عمرو بن عبد ود
وأخو النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين آخى بين المسلمين، وهو صاحب
الآية " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا "، وهو ابن عم رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقد كفله ورباه، وهو نفس النبي صلى الله عليه وسلم
يوم المباهلة وإن الله تعالى قال " أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن
آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله "، والله جميع
المناقب والآيات المادحة فيه.
ثم نحن وبنو علي كنا يدا واحدة حتى قضى الله الأمر إلينا ضيقنا عليهم
قتلناهم أكثر من قتل بني أمية إياهم، هيهات إنه " من يعمل مثقال ذرة شرا يره "،
هيهات ما لكم إلا السيف يأتيكم الحسيني الثائر فيحصدكم حصدا ويحصد السفياني
المرغم القائم المهدي، وعند القائم المهدي تحقن دماؤكم.
وأنا أردت البيعة لعلي بن موسى الرضا إرادة أن أكون الحاقن لدمائكم
باستدامة المودة بيننا وبينهم، وأرجو بها قطع الصراط والأمن والنجاة من الخوف
يوم الفزع الأكبر، ولا أظن عملا أزكى عندي من البيعة لعلي الرضا.
وقولكم إني سفهت آراء آبائكم وأحلام أسلافكم، فكذلك قال مشركو
قريش " إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون " ويلكم إن الدين
لا يؤخذ من الآباء وإنما يؤخذ من الأمناء، ولعمري لمجوسي أسلم خير من مسلم
ارتد، ولا قوة لأمير المؤمنين إلا بالله وعليه توكلت وهو حسبي " إنتهى.
قال مقالا طويلا لكن اختصرت بحاصل معناه.

578
قصد ورود الرضا عليه السلام بنيسابور
رواها القوم وتقدم النقل عنه م في (ج 13 ص 387 إلى ص 393) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الفاضل المعاصر الشيخ أحمد التابعي المصري من علماء الأزهر
في " الاعتصام بحبل الاسلام " (ص 205 ط السعادة بالقاهرة) قال:
أورد صاحب كتاب تاريخ نيسابور أن عليا الرضا بن موسى الكاظم لما دخل
نيسابور كان في قبة مستورة على بغلة شهباء وقد شق بها السوق، فعرض له الإمامان
الحافظان أبو زرعة وأبو مسلم الطوسي ومعهما من أهل العلم والحديث من لا يحصى
فقالا: يا أيها السيد الجليل ابن السادة الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك
الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك الميمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك
نذكرك به.
فاستوقف غلمانه وأمر بكشف المظلة وأقر عيون الخلائق برؤية طلعته،
وإذا له ذؤابتان معلقتان على عاتقه والناس قيام على طبقاتهم ينظرون ما بين باك
وصارخ ومتمرغ في التراب ومقبل حافر بغلته، وعلا الضجيج فصاحت الأئمة
الأعلام: معاشر الناس أنصتوا واسمعوا ما ينفعكم ولا تؤذونا بصراخكم.
وكان المستملي أبا زرعة ومحمد بن أسلم الطوسي، فقال علي الرضا رضي
الله عنه: حدثني أبي موسى الكاظم، عن أبيه جعفر الصادق، عن أبيه محمد
الباقر، عن أبيه علي زين العابدين، عن أبيه شهيد كربلاء، عن أبيه علي المرتضى
قال حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله " ص "، قال حدثني جبريل عليه السلام،

579
قال حدثني رب العزة سبحانه وتعالى قال: كلمة لا إله إلا الله حصني فمن قالها
دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي.
ثم أرخى الستر على المظلة وسار، قال: فعد أهل المحابر وأهل الدواوين
الذين كانوا يكتبون فأنافوا عن عشرين ألفا.
قال أحمد رضي الله عنه: لو قرئ هذا الإسناد على مجنون لأفاق من
جنونه.
وقال أبو القاسم القشيري رضي الله عنه: اتصل هذا الحديث بهذا السند
ببعض أمراء السامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يدفن معه في قبره، فرؤى في المنام
بعد موته فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بتلفظي بلا إله إلا الله وتصديقي
أن محمدا رسول الله. أورده المناوي في شرحه الكبير على الجامع الصغير
وغيره.

580
نبذة من كلماته عليه السلام
(فمن كلامه عليه السلام)
أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواضع: يوم يولد إلى الدنيا ويخرج
المولود من بطن أمه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها، ويوم
يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا. وقد سلم الله على يحيى في هذه الثلاثة
المواطن وآمن روعته فقال " وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا "
وقد سلم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال " والسلام علي
يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا ".
رواه في " الاعتصام بحبل الاسلام " (ص 243 ط السعادة بالقاهرة). عن
ياسر الخادم عنه، وقد تقدم نقله عن غيره من كتب العامة.
(ومن كلامه عليه السلام)
لما سأله الفضل بن سهل في مجلس المأمون: هل الخلق مجبورون؟
الله أعدل من أن يجبر ثم يعذب، فقال: فهم مهملون؟ قال: الله أحكم من أن
يهمل. فقال: فكيف؟ فقال: هم في ملك الحاجة إلى الله مجبورون ولا مطلقون.

581
رواه في " ترجمة القاضي عبد الجبار للشيخ فؤاد سيد المغربي " (ص 337
ط تونس).
(ومن كلامه عليه السلام)
اللهم كما سترت علي ما أعلم فاغفر لي ما تعلم، وكما وسعني علمك
فليسعني عفوك، وكما أكرمتني بمعرفتك فاشفعها بمغفرتك، يا ذا الجلال
والاكرام.
رواه في " سير أعلام النبلاء " (ج 9 ص 389 ط بيروت).
(ومن كلماته عليه السلام في الجبر والتفويض)
قال المبرد: عن أبي ثمان المازني قال: سئل علي بن موسى الرضا:
أيكلف الله العباد ما لا يطيقون؟ قال: هو أعدل من ذلك، قيل: فيستطيعون أن
يفعلوا ما يريدون؟ قال: هم أعجز من ذلك.
رواه في " سير أعلام النبلاء " (ج 9 ص 391 ط بيروت).
وفي " البداية والنهاية " (ج 10 ص 250 ط السعادة بمصر).
(ومن كلامه عليه السلام)
إن للقلوب إقبالا وإدبارا ونشاطا وفتورا، فإذا أقبلت أبصرت وفهمت،
وإذا انصرفت كلت وملت، فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند
إدبارها وفتورها.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 70 ط بيروت).

582
(ومن كلامه عليه السلام)
أصحب السلطان بالحذر، والصديق بالتواضع، والعدو بالتحرز، والعامة
بالبشر.
رواه في " التذكرة الحمدونية " (ص 377 ط بيروت).
(ومن كلامه عليه السلام)
لما قال المأمون يوما له: ما يقول بنو أبيك في جدنا العباس بن عبد المطلب
فقال: ما يقولون في رجل فرض الله طاعة بنيه على خلقه، وفرض طاعته على
بنيه، فأمر له بألف بألف درهم.
وقد أراد عليه السلام من قوله " وفرض طاعته على بنيه " وفرض طاعة الله
على بنيه.
رواه في " وفيات الأعيان " (ج 3 ص 432).
(ومن منظومه عليه السلام)
كلنا يأمل مدا في الأجل * والمنايا هن آفات الأمل
لا تغرنك أباطيل المنى * والزم القصد ودع عنك العلل
إنما الدنيا كظل زائل * حل فيه راكب ثم ارتحل
رواه في " البداية والنهاية " (ج 10 ص 250 ط مصر).

583
(ومن منظومه عليه السلام)
اعذر أخاك على ذنوبه * واصبر وغط على عيوبه
واصبر على سفه السفيه * وللزمان على خطوبه
ودع الجواب تفضلا * وكل الظلوم إلى حسيبه
رواه " في الاتحاف بحب الأشراف " (ص 62 ط مصطفى البابي الحلبي
بمصر).
عن أبي الحسن الفرضي عن أبيه قال: حضرنا مجلس أبي الحسن الرضا
فجاء رجل فشكا إليه أخا له، فأنشأ الرضا يقوله.

584
مستدرك ما أوردناه
(في فضائل الإمام محمد بن علي الجواد)
(عليه السلام)
قد تقدم جملة مما ورد منها في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد
الثاني عشر (ص 414 إلى ص 439) ونستدرك هيهنا بعض ما لم ننقله هناك أو
نقلناه عن غير من ننقل عنه هيهنا:
فممن لم ننقل عنه سابقا العلامة العارف الخواجة المولوي عبد الفتاح
ابن محمد نعمان الحنفي الهندي المتوفى سنة 1096 في " مفتاح العارف "
(مخطوط) قال ما ترجمته:
كان الإمام محمد بن علي الرضا يكنى بأبي جعفر، فهو سمي جده الباقر
وكنيه، ولذلك يقال له أبو جعفر الثاني، وكان عليه السلام صاحب الخوارق
والكرامة من طفوليته، ويقال إنه أخبر أن موته يكون ثلاثين شهرا بعد موت
المأمون، فكان كما أخبر.

585
ومنهم العلامة المؤرخ الشهير المسعودي المتوفى سنة 346 في
" مروج الذهب " (ج 3 ص 464 ط دار الأندلس في بيروت) قال:
وفي هذه السنة - وهي سنة تسع عشرة ومائتين - قبض محمد بن علي بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وذلك
لخمس خلون من ذي الحجة، ودفن ببغداد في الجانب الغربي من مقابر قريش
مع جده موسى بن جعفر، وصلى عليه الواثق، وقبض وهو ابن خمس وعشرين
سنة، وقبض أبوه علي بن موسى الرضا ومحمد ابن سبع سنين وثمانية أشهر،
وقيل غير ذلك.
وقيل: إن أم الفضل بنت المأمون لما قدمت معه من المدينة إلى المعتصم
سمته، وإنما ذكرنا من أمره ما وصفنا لأن أهل الإمامة اختلفوا في مقدار سنه
عند وفاة أبيه، وقد أتينا على ما قيل في ذلك في رسالة " البيان في أسماء الأئمة "
وما قالت في ذلك الشيعة من القطعية.
ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في " الصواعق المحرقة "
(ص 202 ط عبد الوهاب بن عبد اللطيف بالقاهرة) قال:
ومما اتفق أنه (أي محمد بن علي الجواد " ع ") بعد موت أبيه بسنة واقف
والصبيان يلعبون في أزقة بغداد إذ مر المأمون، ففروا ووقف محمد وعمره
تسع سنين، فألقى الله محبته في قلبه فقال له: يا غلام ما منعك من الانصراف؟
فقال له مسرعا: يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق فأوسعه لك وليس لي
جرم فأخشاك والظن بك حسن أنك لا تضر من لا ذنب له. فأعجبه كلامه وحسن
صورته فقال له: ما اسمك واسم أبيك؟ فقال: محمد بن علي الرضا. فترحم

586
على أبيه وساق جواده.
وكان معه بزاة للصيد، فلما بعد عن العمار أرسل بازا على دراجة فغاب
عنه ثم عاد من الجو في منقاره سمكة صغيرة وبها بقاء الحياة، فتعجب من ذلك
غاية العجب، ورأى الصبيان على حالهم ومحمد عندهم ففروا إلا محمدا، فدنا
منه وقال له: ما في يدي؟ فقال: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى خلق في بحر قدرته
سمكا صغارا يصيدها بازات الملوك والخلفاء فيختبر بها سلالة أهل بيت المصطفى
فقال له: أنت ابن الرضا حقا، وأخذه معه وأحسن إليه وبالغ في إكرامه.
فلم يزل مشفقا به لما ظهر له بعد ذلك من فضله وعلمه وكمال عظمته وظهور
برهانه مع صغر سنه، وعزم على تزويجه بابنته أم الفضل وصمم على ذلك،
فمنعه العباسيون من ذلك خوفا من أنه يعهد إليه كما عهد إلى أبيه، فلما ذكر لهم
أنه إنما اختاره لتميزه على كافة أهل الفضل علما ومعرفة وحلما مع صغر سنه
فنازعوا في اتصاف محمد بذلك، ثم تواعدوا على أن يرسلوا إليه من يختبره
فأرسلوا إليه يحيى بن أكثم ووعدوه بشئ كثير إن قطع لهم محمدا.
فحضروا للخليفة ومعهم ابن أكثم وخواص الدولة، فأمر المأمون بفرش
حسن لمحمد فجلس عليه فسأله يحيى مسائل أجابه عنها بأحسن جواب وأوضحه،
فقال له الخليفة: أحسنت أبا جعفر فإن أردت أن تسأل يحيى ولو مسألة واحدة.
فقال له: ما تقول في رجل نظر إلى امرأة أول النهار حراما، ثم حلت له ارتفاعه
ثم حرمت عليه عند الظهر، ثم حلت له عند العصر، ثم حرمت عليه المغرب
ثم حلت له العشاء، ثم حرمت عليه نصف الليل، ثم حلت له الفجر.
فقال يحيى: لا أدري، فقال محمد، هي أمة نظرها أجنبي بشهوة وهي
حرام، ثم اشتراها ارتفاع النهار، فأعتقها الظهر وتزوجها العصر، وظاهر منها
المغرب، وكفر العشاء، وطلقها رجعيا نصف الليل، وراجعها الفجر.

587
فعند ذلك قال المأمون للعباسيين: قد عرفتم ما كنتم تنكرون، ثم زوجه في
ذلك المجلس بنته أم الفضل، ثم توجه بها إلى المدينة فأرسلت تشتكي منه
لأبيها أنه تسرى عليها، فأرسل إليها أبوها: إنا لم نزوجك له لنحرم عليه حلالا
فلا تعودي لمثله. ثم قدم بها بطلب من المعتصم لليلتين بقيتا من المحرم سنة
عشرين ومائتين، وتوفي فيها في آخر القعدة، ودفن في مقابر قريش في ظهر
جده الكاظم، وعمره خمس وعشرون سنة - ويقال إنه سم أيضا - عن ذكرين
وبنتين.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي
في " الاتحاف بحب الأشراف " (ص 64 مصطفى البابي الحلبي بمصر) قال:
(التاسع) من الأئمة محمد الجواد وهو أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا
ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن
الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
ولد تاسع عشر رمضان سنة خمس وتسعين ومائة، وكراماته رضي الله عنه
كثيرة ومناقبه شهيرة.
روي أنه لما توفي أبوه علي الرضا وقام الخليفة المأمون إلى بغداد بعد وفاة
علي الرضا بسنة اتفق أن المأمون خرج يوما يتصيد، فاجتاز في طريق فوجد
فيه صبيانا يلعبون ومحمد الجواد واقف عندهم، فلما أقبل المأمون فر الصبيان
ووقف محمد وعمره إذ ذاك تسع سنين، فلما قرب منه الخليفة نظر إليه فكأن
الله تعالى ألقى في قلبه محبة وقبولا، فقال له: يا غلام ما منعك أن لا تفر كما فر
أصحابك؟ فقال له محمد الجواد مسرعا: يا أمير المؤمنين فر أصحابي فرقا والظن
بك أحسن أنه لا يفرق منك من لا ذنب له ولم يكن بالطريق ضيق فأتنحى عن

588
أمير المؤمنين. فأعجب المأمون كلامه وحسن صورته فقال له: ما اسمك يا غلام؟
فقال: محمد بن علي بن موسى الكاظم.
فترحم الخليفة على أبيه وساق جواده إلى نحو وجهته وكان معه بزاة الصيد
فلما بعد عن العمارة أخذ الخليفة بازيا منهم وأرسله إلى دراجة، فغاب البازي
عنه قليلا ثم عاد وفي منقاره سمكة صغيرة وبها بقايا من الحياة، فتعجب المأمون
من ذلك غاية العجب، ثم إنه أخذ السمكة في يده وكر راجعا إلى داره وترك
الصيد في ذلك اليوم وهو متفكر فيما صاده البازي من الجو.
فلما وصل موضع الصبيان وجدهم على حالهم ووجد محمدا معهم، ففروا
على جاري عادتهم إلا محمدا فلما دنا منه الخليفة قال له: يا محمد. فقال له:
لبيك يا أمير المؤمنين. قال: انظر ما في يدي، وذكر له القصة فأنطقه الله بأن
قال: إن الله خلق في بحر قدرته المستمسك في الجو ببديع حكمته سمكا صغارا
تصيد منها بزاة الخلفاء كي يختبر بها سلالة بنت المصطفى.
فلما سمع المأمون كلامه تعجب أكثر مما كان وجعل يطيل النظر فيه وقال:
أنت ابن الرضا حقا ومن بيت المصطفى صدقا، وأخذه معه وأحسن إليه وقربه
وبالغ في إكرامه وإجلاله وإعظامه، ولم يزل مقبلا عليه لما ظهر له أيضا بعد
ذلك من بركاته ومكاشفاته وكراماته.
وعزم أن يزوجه ابنته أم الفضل وصمم على ذلك، فبلغ ذلك العباسيين
وشق عليهم واستكرهوه وخافوا أن الأمر ينتهي معه إلى ما انتهى مع أبيه،
فاجتمع الأعيان من العباسيين الدالين على الخليفة فدخلوا عليه وقالوا:
ننشدك الله يا أمير المؤمنين إلا ما رجعت عن هذه النية وصرفت خاطرك عن هذا
الأمر، فإنا نخاف ونخشى أن يخرج عنا ملكنا فينزع عنا عزنا الذي ألبسناه الله
ويتحول إلى غيرنا، وأنت تعلم ما بيننا وبين هؤلاء القوم وما كان عليه الخلفاء من

589
قبلك من إبعادهم، وقد كنا في وجلة من عملك مع الرضا ما عملت حتى كفانا
الله المهم من ذلك، فالله الله أن تردها إلى غم قد انحسم، فاصرف رأيك عن
ابن الرضا واعدل إلى من تراه من أهل بيتك ممن يصلح لذلك.
فقال لهم المأمون: أما ما بين آل أبي طالب وبينكم فأنتم السبب فيه ولو
أنصفتم القوم لكانوا أولى منكم بالأمر، وأما ما كان من الاستخلاف في الرضا فقد
درج الرضا وكان أمر الله قدرا مقدورا، وأما ابنه محمد فأي شئ تنقمون منه.
فقالوا: إن هذا صبي صغير السن وأي علم له اليوم أو معرفة أو آداب دعه حتى
يكبر ثم اصنع به ما شئت. قال: كأنكم تشكون في قولي إن شئتم فاختبروه
أو ادعوا من يختبره ثم بعد ذلك لوموا فيه أو اعذروا. قالوا: وتتركنا وذلك؟
قال: نعم. قالوا: فيكون ذلك بين يديك تترك من يسأله عن شئ من أمور
الشريعة فإن أصاب لم يكن في أمره لنا اعتراض وظهر للخاصة والعامة سديد
رأي أمير المؤمنين، وإن عجز عن ذلك كفينا خطبه ولم يكن لأمير المؤمنين عذر
في ذلك. فقال لهم المأمون: شأنكم وذاك متى أردتم.
فخرجوا من عنده واجتمع رأيهم على القاضي يحيى بن أكثم أن يكون
هو الذي يسأله ويمتحنه، وتواعدوا ذلك مع القاضي يحيى ووعدوه بأشياء كثيرة
متى قطعه وأخجله، ثم عادوا إلى المأمون وسألوه أن يعين لهم يوما يجتمعون
فيه بين يديه لمساءلته، فعين لهم يوما واجتمعوا في ذلك اليوم بين يدي أمير
المؤمنين المأمون، وحضر العباسيون ومعهم القاضي يحيى بن أكثم، وحضر
خواص الدولة وأعيانها من أمرائها وحجابها وقوادها، وأمر المأمون أن يفرش
لأبي جعفر محمد الجواد فرش حسن وأن يجعل عليه مصورتان، ففعل ذلك.
وخرج أبو جعفر فجلس بين الصورتين وجلس القاضي يحيى مقابله وجلس
الناس في مراتبهم على قدر طبقاتهم ومنازلهم، فأقبل ابن أكثم على أبي جعفر

590
فسأله عن مسائل أعدها له، فأجاب عنها بأحسن جواب وأبان فيها عن وجه
الصواب بلسان ذلق ووجه طلق وقلب جسور ومنطق ليس بعيى ولا حصور.
فعجب المأمون والقوم من فصاحة كلامه وحسن اتساق منطقه ونظامه،
فقال المأمون: أجدت يا أبا جعفر، فإن رأيت أن تسأل يحيى كما سألك ولو
عن مسألة واحدة. فقال: ذلك إليه يا أمير المؤمنين. فقال يحيى بن أكثم: يسأل
فإن كان عندي في ذلك جواب أجبت به وإلا استفدت الجواب والله اسأل أن
يرشد للصواب.
فقال له أبو جعفر: ما تقول في رجل نظر إلى امرأة في أول النهار بشهوة
فكان نظره إليها حراما عليه، فلما ارتفع النهار حلت له، فلما زالت الشمس
حرمت عليه، فلما كان وقت العصر حلت له، فلما غربت الشمس حرمت عليه،
فلما كان وقت العشاء حلت له، فلما كان نصف الليل حرمت عليه، فلما طلع
الفجر حلت له، فبم حلت هذه المرأة لهذا الرجل وبما ذا حرمت عليه في هذه
الأوقات؟.
فقال يحيى: لا أدري فإن رأيت أن تفيد بالجواب فذلك إليك. فقال أبو
جعفر: هذه أمة لرجل من الناس نظر إليها شخص من الناس في أول النهار
بشهوة وذلك حرام عليه، فلما ارتفع النهار ابتاعها من صاحبها فحلت له،
فلما كان الظهر أعتقها فحرمت عليه، فلما كان العصر تزوجها فحلت له، فلما
كان وقت المغرب ظاهر منها فحرمت عليه، فلما كان وقت العشاء كفر عن الظهار
فحلت له، فلما كان نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه، فلما كان الفجر
راجعها فحلت له.
فأقبل المأمون على من حضر من أهل بيته فقال: هل أحد فيكم يستحضر
أن يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب؟ فقالوا: ذلك فضل الله يؤتيه من

591
يشاء. فقال: قد عرفتم الآن ما كنتم تنكرون. وتبين في وجه القاضي يحيى
الخجل والتغير عرف ذلك كل من في المجلس.
فقال المأمون: الحمد لله على ما من به من السداد في الأمر والتوفيق في
الرأي، وأقبل على أبي جعفر وقال: إني مزوجك ابنتي أم الفضل وإن رغم لذلك
أنوف قوم فاخطب لنفسك فقد رضيتك لنفسي.
فقال أبو جعفر: الحمد لله إقرارا بنعمته، ولا إله إلا الله إخلاصا بوحدانيته،
وصلى الله على سيدنا محمد سيد بريته، والأصفياء من عترته. أما بعد فلما كان
من فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام وقال تعالى " وأنكحوا
الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم أن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله
والله واسع عليم ". ثم إن محمد بن علي بن موسى خطب إلى أمير المؤمنين
عبد الله المأمون ابنته أم الفضل، وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت
محمد صلى الله عليه وسلم وهو خمسمائة درهم جياد، فهل زوجني إياها أمير
المؤمنين على هذا الصداق المذكور. قال: زوجتك إياها على ذلك.
قال الرماني: وأخرج الخدم مثل السفينة من الفضة مطلية بالذهب فيها الغالية
مضروبة بأنواع الطيب والماورد والمسك، فتطيب منها جميع الحاضرين على
قدر مراتبهم ومنازلهم، ثم وضعت موائد الحلوى فأكل الحاضرون منها وفرقت
عليهم الجوائز وأعطيت على قدر منازلهم وانصرف الناس، وتقدم المأمون بالصدقة
على الفقراء والمساكين وأهل الأربطة والخوانق والمدارس، ولم يزل عنده
محمد الجواد مكرما معظما إلى أن توجه بزوجته أم الفضل إلى المدينة الشريفة.
روي أن أم الفضل بعد توجهها مع زوجها إلى المدينة كتبت إلى أبيها
المأمون تشكو أبا جعفر وتقول إنه يتسرى علي ويعيرني. فكتب إليها أبوها
يقول: يا بنية إني لم أزوجك أبا جعفر لأحرم عليه حلالا فلا تعاودي لذكر شئ

592
مما ذكرت.
وحكي أنه لما توجه أبو جعفر منصرفا من بغداد متوجها إلى المدينة الشريفة
خرج معه الناس يشيعونه للوداع، فسار إلى أن وصل إلى باب الكوفة عند دار
المسيب فنزل هناك مع غروب الشمس ودخل إلى مسجد قديم مؤسس بذلك
الموضع يصلي فيه المغرب، وكانت في صحن المسجد شجرة نيق لم تثمر قط،
فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل الشجرة، فقام وصلى معه الناس المغرب فقرأ
في الأولى بالحمد لله وإذا جاء نصر الله والفتح وقرأ في الثانية بالحمد لله وقل هو
الله أحد، ثم بعد فراغه جلس هنية يذكر الله وقام فتنفل بأربع ركعات وسجد معهن
سجدتي الشكر، ثم قام فودع الناس وانصرف، فأصبحت النبقة وقد حملت من
ليلتها حملا حسنا. فرآها الناس وقد تعجبوا من ذلك غاية العجب. ثم كان ما هو
أغرب من ذلك، وهو أن نبق هذه الشجرة لم يكن له عجم قط، فزاد تعجبهم من
ذلك. وهذا من بعض كراماته الجليلة ومناقبه الجميلة.
توفي محمد الجواد رضي الله عنه في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومائتين
وله من العمر خمس وعشرون سنة وشهور، وترك ابنين وبنتين.
ومنهم العلامة الشبلنجي الشافعي المدعو بالمؤمن في " نور الأبصار "
(ص 160 ط الشعبية بمصر) قال:
(فصل) في ذكر مناقب محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن
جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن
أبي طالب رضي الله عنهم.
أمه أم ولد يقال لها سكينة المريسية، وكنيته أبو جعفر ككنية جده محمد
الباقر، وألقابه كثيرة الجواد والقانع والمرتضى، وأشهرها الجواد، صفته أبيض

593
معتدل، شاعره حماد، بوابه عمر بن الفرات، نقش خاتمه " نعم القادر الله "،
معاصره المأمون والمعتصم.
ولد أبو جعفر محمد الجواد بالمدينة تاسع عشر شهر رمضان المعظم سنة
خمس وتسعين ومائة من الهجرة.
قال صاحب كتاب مطالب السؤال في مناقب آل الرسول: هذا محمد أبو
جعفر الثاني، فإنه قد تقدم في آبائه أبو جعفر محمد الباقرين علي، فجاء هذا
باسمه وكنيته واسم أبيه فعرف بأبي جعفر الثاني، وإن كان صغير السن فهو كبير
القدر رفيع الذكر، ومناقبه رضي الله عنه كثيرة.
نقل غير واحد أن والده عليا الرضا لما توفي وقدم المأمون بغداد بعد وفاته
بسنة اتفق أن المأمون خرج يوما يصيد فاجتاز بطريق البلد وثم صبيان يلعبون
ومحمد الجواد واقف عندهم، فلما أقبل المأمون فر الصبيان ووقف محمد وعمره
إذ ذاك تسع سنين، فلما قرب منه الخليفة نظر إليه فألقى الله في قلبه حبه، فقال
له: يا غلام ما منعك من الانصراف كأصحابك؟ فقال له محمد مسرعا: يا أمير
المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق فأوسعه لك، وليس لي جرم فأخشاك، والظن
بك حسن أنك لا تضر من لا ذنب له. فأعجبه كلامه وحسن صورته فقال له: ما
اسمك واسم أبيك؟ فقال: محمد بن علي الرضا. فترحم على أبيه وساق
جواده إلى مقصده.
وكان معه بزاة الصيد، فلما بعد عن العمران أرسل بازا على دراجة، فغاب
عنه ثم عاد من الجو وفي منقاره سمكة صغيرة فيها بقايا الحياة، فتعجب من
ذلك غاية العجب ورجع فرأى الصبيان على حالهم ومحمد عندهم، ففروا
إلا محمدا فدنا منه وقال له: يا محمد ما في يدي. فقال: يا أمير المؤمنين إن الله
تعالى خلق في بحر قدرته سمكا صغارا تصيده بازات الملوك والخلفاء كي يختبر

594
سلامة بني المصطفى صلى الله عليه وسلم كرامة له. فقال له: أنت ابن الرضا
حقا، وأخذه معه وأحسن إليه وقربه وبالغ في إكرامه.
ولم يزل مشغوفا به لما ظهر له بعد ذلك من فضله وعلمه وكمال عقله وظهور
برهانه مع صغر سنه، وعزم على تزويجه بابنته أم الفضل وصمم على ذلك،
فمنعه العباسيون من ذلك خوفا من أن يعهد إليه كما عهد إلى أبيه، فلما ذكر
لهم أنه إنما اختاره لتميزه عن كافة أهل الفضل علما ومعرفة وحلما مع صغر سنه
نازعوه في اتصاف محمد بذلك، ثم تواعدوا على أن يرسلوا إليه من يختبره
فأرسلوا إلى يحيى بن أكثم ووعدوه بشئ كثير إن قطع لهم محمدا وأخجله،
فحضر الخليفة وخواص الدولة ومعهم يحيى بن أكثم، فأمر المأمون بفرش حسن
لمحمد فجلس عليه، وسأله يحيى مسائل فأجاب عنها بأحسن جواب وأوضحه،
فقال له الخليفة: أحسنت يا أبا جعفر فإن أردت أن تسأل يحيى ولو مسألة واحدة.
فقال له يحيى: يسأل فإن كان عندي جواب أجبت به وإلا استفدت الجواب
والله أسأل أن يرشدني للصواب.
فقال له أبو جعفر محمد الجواد: ماذا تقول في رجل نظر إلى امرأة في أول
النهار بشهوة فكان نظره إليها حراما عليه، فلما ارتفع النهار حلت له، فلما زالت
الشمس حرمت عليه، فلما كان وقت العصر حلت له، فلما غربت الشمس حرمت
عليه، فلما دخل وقت العشاء الآخرة حلت له، فلما انتصف الليل حرمت عليه،
فلما طلع الفجر حلت له، فبماذا حلت هذه المرأة لهذا الرجل وبماذا حرمت
عليه في هذه الأوقات؟
فقال يحيى بن أكثم: لا أدري فإن رأيت أن تفيد الجواب فذلك لك.
فقال أبو جعفر: هذه أمة الرجل نظر لها شخص في أول النهار بشهوة وذلك حرام
عليه، فلما ارتفع النهار ابتاعها من صاحبها فحلت له، فلما كان وقت الظهر أعتقها

595
فحرمت عليه، فلما كان وقت العصر تزوجها فحلت له، فلما كان وقت المغرب
ظاهر منها فحرمت عليه، فلما كان وقت العشاء كفر عن الظهار فحلت له، فلما كان
نصف الليل طلقها طلقة واحدة فحرمت عليه، فلما كان وقت الفجر راجعها فحلت
له. فأقبل المأمون على من حضر من أهل بيته فقال: هل فيكم أحد يستحضر أن
يجيب عن هذه المسألة بمثل هذا الجواب؟ فقالوا: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
فقال: قد عرفتم الآن ما تنكرون. وظهر في وجه القاضي يحيى الخجل والتغير
وعرف ذلك كل من بالمجلس.
فقال المأمون: الحمد لله على ما من به علي من السداد في الأمر والتوفيق
في الرأي، وأقبل على أبي جعفر وقال: إني مزوجك ابنتي أم الفضل وإن رغم
لذلك أنوف قوم، فاخطب لنفسك فقد رضيتك لنفسي وابنتي.
فقال أبو جعفر: الحمد لله إقرارا بنعمته، ولا إله إلا الله إخلاصا بوحدانيته،
وصلى الله على سيدنا محمد سيد بريته والأصفياء من عترته، أما بعد فقد كان من
فضل الله على الأنام أن أغناهم بالحلال عن الحرام فقال تعالى " وأنكحوا
الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم أن يكونوا فقراء يغنهم الله من
فضله والله واسع عليم " ثم إن محمد بن علي بن موسى خطب إلى أمير المؤمنين
عبد الله المأمون ابنته أم الفضل وقد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خمسمائة درهم جياد، فهل زوجتني يا أمير
المؤمنين إياها على هذا الصداق.
فقال المأمون: زوجتك ابنتي أم الفضل على هذا الصداق المذكور. فقال
أبو جعفر: قبلت نكاحها لنفسي على هذا الصداق المذكور.
قال الرمالي: وأخرج الخدم مثال السفينة من الفضة مطلية بالذهب فيها الغالية
مضروبة بأنواع الطيب والماورد والمسك، فتطيب منها الحاضرون على قدر

596
منازلهم، ثم وضعت موائد الحلواء فأكل الحاضرون وفرقت عليهم الجوائز
على قدر رتبهم، ثم انصرف الناس، وتقدم المأمون بالصدقة على الفقراء
والمساكين وأهل الأربطة والخوانيق والمدارس، ولم يزل عنده محمد الجواد
معظما مكرما إلى أن توجه بزوجته أم الفضل إلى المدينة الشريفة.
روي أن أم الفضل بعد توجهها مع زوجها إلى المدينة كتبت إلى أبيها المأمون
تشكو أبا جعفر وتقول إنه يتسرى علي، فكتب إليها أبوها يقول: يا بنية إنا لم
نزوجك أبا جعفر لتحرمي عليه حلالا فلا تعاوديني بذكر شئ مما ذكرت.
(كراماته) (الأولى) عن أبي خالد قال: كنت بالعسكر فبلغني أن هناك
رجلا محبوسا أتي به من الشام مكبلا بالحديد وقالوا: إنه تنبأ. قال فأتيت باب
السجن ودفعت شيئا للسجان حتى دخلت عليه فإذا رجل ذو فهم وعقل ولب
فقلت: يا هذا ما قصتك؟ فقال: إني كنت رجلا بالشام أ عبد الله تعالى في الموضع
الذي يقال أنه نصب فيه رأس الحسين، فبينما أنا ذات ليلة في موضعي مقبلا
على المحراب أذكر الله تعالى إذ رأيت شخصا بين يدي، فنظرت إليه فقال لي:
قم، فقمت معه فمشى قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا
المسجد؟ فقلت: نعم هذا مسجد الكوفة. قال: فصل، فصليت معه ثم انصرف
فانصرفت معه قليلا فإذا نحن بمكة المشرفة، فطاف بالبيت فطفت معه، ثم
خرج فخرجت معه فمشى قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت فيه أ عبد الله تعالى
بالشام.
ثم غاب عني فبقيت متعجبا حولا مما رأيت، فلما كان العام المقبل إذ ذاك
الشخص قد أقبل علي فاستبشرت به، فداعاني فأجبت، ففعل معي كما فعل في العام
الماضي، فلما أراد مفارقتي قلت له: بحق الذي أقدرك على ما رأيت منك إلا
ما أخبرتني من أنت. فقال: أنا محمد بن علي الرضا بن موسى بن جعفر،

597
فحدثت بعض من كان يجتمع بي في ذلك الموضع، فرفع ذلك إلى محمد بن
عبد الملك الزيات فبعث إلي من أخذني من موضعي وكبلني بالحديد وحملني
إلى العراق وحبسني كما ترى وادعى علي بالمحال.
فقلت له: فارفع قصتك إلى محمد بن عبد الملك الزيات، قال: أفعل،
فكتبت عنه قصته وشرحت فيها أمره ورفعتها إلى محمد بن عبد الملك، فوقع على
ظهرها " قل للذي أخرجك من الشام إلى هذه المواضع التي ذكرتها يخرجك
من السجن ".
قال أبو خالد: فاغتممت لذلك وسقط في يدي وقلت إلى غد آتيه وآمره
بالصبر وأعده من الله بالفرج وأخبره بمقالة هذا الرجل المتجبر، فلما كان من الغد
قال: باكرت إلى السجن فإذا أنا بالحرس والموكلين بالسجن في هرج، فسألت
ما الخبر؟ فقيل لي: إن الرجل المتنبئ المحمول من الشام فقد البارحة من السجن
وحده بمفرده وأصبحت قيوده والأغلال التي كانت في عنقه مرماة في السجن
لا ندري كيف خلص منها وطلب فلم يوجد له أثر ولا خبر ولا يدرون أنزل في
الأرض أم عرج به إلى السماء. فتعجبت من ذلك وقلت في نفسي: استخفاف
ابن الزيات بأمره واستهزاؤه بقصته خلصه من السجن، كذا نقله ابن الصباغ.
(الثانية) نقل بعض الحفاظ أن امرأة زعمت أنها شريفة بحضرة المتوكل،
فسأل عمن يخبره بذلك فدل على محمد الجواد، فأرسل إليه فجاءه فأجلسه معه
على سريره وسأله فقال: إن الله حرم لحم أولاد الحسين على السباع فتلقى للسباع،
فعرض عليها ذلك فاعترفت المرأة بكذبها.
ثم قيل للمتوكل: ألا تجرب ذلك فيه فأمر ثلاثة من السباع فجئ منها في صحن
قصره، ثم دعا به فلما دخل من الباب أغلقه والسباع قد أصمت الأسماع من زئيرها،
فلما مشى في الصحن يريد الدرجة مشت إليه وقد سكنت فتمسحت به ودارت

598
حوله وهو يمسحها بكمه ثم ربضت، فصعد للمتوكل فحدث معه ساعة ثم نزل
ففعلت معه كفعلها الأول حتى خرج فأتبعه المتوكل بجائزة عظيمة.
وقيل للمتوكل: افعل كما فعل ابن عمك فلم يجسر عليه وقال: تريدون
قتلي، ثم أمرهم ألا يفشوا ذلك. إنتهى.
لكن نقل المسعودي أن صاحب هذه القصة علي أبو الحسن العسكري ولده،
وهو وجيه لأن المتوكل لم يكن معاصرا لمحمد الجواد بل لولده.
(الثالثة) حكي أنه لما توجه أبو جعفر محمد الجواد إلى المدينة الشريفة
خرج معه الناس يشيعونه للوداع، فسار إلى أن وصل إلى باب الكوفة عند دار
المسيب، فنزل هناك مع غروب الشمس ودخل إلى مسجد قديم مؤسس بذلك
الموضع ليصلي فيه المغرب، وكان في صحن المسجد شجرة نبق لم تحمل
قط، فدعا بكوز فيه ماء فتوضأ في أصل الشجرة وقام يصلي، فصلى معه الناس
المغرب، ثم تنفل بأربع ركعات وسجد بعدهن للشكر، ثم قام فودع الناس،
وانصرف فأصبحت النبقة وقد حملت به ليلتها حملا حسنا، فرآها الناس وقد
تعجبوا من ذلك غاية العجب.
(تتمة) في الكلام على وفاته وأولاده وذكر شئ من كلامه رضي الله عنه:
توفي أبو جعفر محمد الجواد ببغداد، وكان سبب وصوله إليها إشخاص المعتصم
له من المدينة، فقدم بغداد معه زوجته أم الفضل بنت المأمون لليلتين بقيتا من المحرم
سنة عشرين ومائتين، وكانت وفاته في آخر ذي القعدة من السنة المذكورة،
ودفن في مقابر قريش في قبر جده أبي الحسن موسى الكاظم، ودخلت امرأته أم
الفضل إلى قصر المعتصم وكان له من العمر يومئذ خمس وعشرون سنة وأشهر،
ويقال إنه مات مسموما، يقال إن أم الفضل بنت المأمون سمته بأمر أبيها. وخلف
من الولد عليا وموسى وفاطمة وأمامة.

599
نبذة م كلماته عليه السلام
رواها في " التذكرة الحمدونية " (ص 112 و 269 و 371 و 377 ط
بيروت) قال:
منها
قال محمد بن علي بن موسى: كيف يضيع من الله كافله، وكيف ينجو
من الله طالبه؟ ومن انقطع إلى غير الله وكله الله تعالى إليه، ومن عمل على غير
علم أفسد أكثر مما يصلح.
ومنها
قال: القصد إلى الله تعالى بالقارب أبلغ من اتعاب الجوارح بالأعمال.
ومنها
قال محمد ابنه: من هجر المداراة قارنه المكروه، ومن لم يعرف الموارد
أعيته المصادر.

600
ومنها
قال محمد بن علي بن موسى: خير من الخير فاعله، وأجمل من الجميل
قائله، وأرجح من العلم حامله، وشر من الشر جالبه، وأهول من الهول راكبه.
ومنها
قال محمد بن علي بن موسى: إذا نزل القضاء ضاق الفضاء. سوء العادة
كمين لا يؤمن. وأحسن من العجب بالقول ألا تقول. وكفى بالمرء خيانة أن
يكون أمينا للخونة. ولا يضرك سخط من رضاه الجور. تعز عن الشئ إذا منعته
لقلة صحبته إذا أعطيته.
ومنها
قال: اتئد تصب أو تكد.
ومنها
قال محمد بن علي بن موسى بن جعفر للمتوكل في كلام دار بينهما: لا
تطلب الصفاء ممن كدرت عليه، ولا النصح ممن صرفت سوء ظنك إليه، وإنما
قلب غيرك لك كقلبك له.

601
ومنها
سئل محمد بن علي بن موسى عن الحزم فقال: هو أن تنتظر فرصتك
وتعاجل ما أمكنك.
ومن كلماته (عليه السلام)
من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة.
رواه في " تاريخ بغداد " (ج 3 ص 54 ط السعادة بمصر).
أخبرني محمد بن الحسين الفطان، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى
العلوي، حدثنا أبو جعفر الحسن بن علي بن جعفر القمي، حدثنا جعفر بن محمد
ابن مالك الكوفي الأسدي، عن عبد الرحمن بن أبي عران، عن الحسن بن علي
ابن جعفر القمي، حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الأسدي، عن
عبد الرحمن، عن محمد بن زيد الشبيه قال: سمعت ابن الرضا محمد بن علي
ابن موسى يقوله.
(جملة من كلماته التي رواها)
في " نور الأبصار " (ص 160 ط الشعبية بمصر).
ومن كلامه رضي الله عنه كما في الفصول المهمة: إن لله عبادا يخصهم
بدوام النعم، فلا تزال فيهم ما بذلوها، فإن منعوها نزعها الله منهم وحولها إلى
غيرهم.
وقال رضي الله عنه: ما عظمت نعمة الله على أحد إلا عظمت إليه حوائج

602
الناس، فمن لم يتحمل تلك المؤنة عرض تلك النعمة للزوال.
وقال رضي الله عنه: أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة
إليه لأن لهم أجره وفخره وذكره، فمهما اصطنع الرجل من معروف فإنما يبتدئ
فيه بنفسه.
وقال رضي الله عنه: من أجل انسانا هابه، ومن جهل شيئا عابه، والفرصة
خلسة، من كثر همه سقم جسمه، وعنوان صحيفة المسلم حسن خلقه.
وفي موضع آخر: عنوان صحيفة المسلم السعيد حسن الثناء عليه.
وقال: من استغنى بالله افتقر الناس إليه، ومن اتقى الله أحبه الناس.
وقال: الجمال في اللسان والكمال في العقل.
وقال: العفاف زينة الفقر، والشكر زينة البلاء، والتواضع زينة الحسب،
والفصاحة زينة الكلام، والحفظ زينة الرواية، وخفض الجناح زينة العلم،
وحسن الأدب زينة الورع، وبسط الوجه زينة القناعة، وترك ما لا يعني زينة
الورع.
وقال رضي الله عنه: حسب المرء من كمال المروءة أن لا يلقي أحدا بما
يكره، ومن حسن خلق الرجل كفه أذاه، ومن سخائه بره بمن يجب حقه عليه،
ومن كرمه إيثاره على نفسه، ومن إنصافه قبول الحق إذا بان، ومن نصحه نهيه
عما لا يرضاه لنفسه، ومن حفظه لجوارك تركه توبيخك عند ذنب أصابك مع
علمه بعيوبك، ومن وفقه تركه عذلك بحضرة من تكره، ومن حسن صحبته
لك إسقاطه عنك مؤنة التحفظ، ومن علامة صداقته كثرة موافقته وقلة مخالطته،
ومن شكره معرفة إحسان من أحسن إليه، ومن تواضعه معرفته بقدره، ومن سلامته
قلة حفظه لعيوب غيره وعنايته بصلاح عيوبه.
وقال رضي الله عنه: العامل بالظلم والمعين عليه والراضي به شركاء.

603
وقال رضي الله عنه: من أخطأ وجوه المطالب خذلته الحيل والطامع في
وثاق الذل، ومن طلب البقاء فليعد للمصائب قلبا صبورا.
وقال رضي الله عنه: العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم.
وقال رضي الله عنه: الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت.
وعنه رضي الله عنه: ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله: كثرة الاستغفار، ولين
الجانب، وكثرة الصدقة. وثلاث من كن فيه لم يندم: ترك العجلة، والمشورة
والتوكل على الله عند العزم.
وقال رضي الله عنه: لو سكت الجاهل ما اختلف الناس.
وقال رضي الله عنه: مقتل الرجل بين فكيه، والرأي مع الأناة، وبئس
الظهير الرأي الفطير.
وقال رضي الله عنه: ثلاث خصال تجلب بهن المودة: الإنصاف في المعاشرة
والمواساة في الشدة، والانطواء على قلب سليم.
وقال رضي الله عنه: الناس أشكال وكل يعمل على شاكلته، والناس أخوان
فمن كانت أخوته في غير ذات الله فإنها تعود عداوة، وذلك قوله تعالى " الاخلاء
يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ".
وقال: من استحسن قبيحا كان شريكا فيه.
وقال رضي الله عنه: كفر النعمة داعية ا لمقت، ومن جازاك بالشكر فقد
أعطاك أكثر مما أخذ منك.
وقال رضي الله عنه: لا تفسد الظن على صديق قد أصلحك اليقين له، ومن
وعظ أخاه سرا فقد زانه، ومن وعظه علانية فقد شانه.
وقال: لا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى أن بلغ ثماني عشرة
سنة، فإذا بلغها غلب عليه أكثرها فيه، وما أنعم الله عز وجل على عبد نعمة فعلم

604
أنها من الله إلا كتب الله على اسمه شكرها له قبل أن يحمده عليها، ولا أذنب
عبد ذنبا فعلم أن الله مطلع عليه وأنه إن شاء عذبه وإن شاء غفر له إلا غفر له قبل
أن يستغفره.
وقال رضي الله عنه: الشريف كل الشريف من شرفه علمه، والسؤدد كل
السؤدد لمن اتقى الله ربه.
وقال: لا تعاجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا، ولا يطولن عليكم الأمل فتقسو
قلوبكم، وارحموا ضعفاءكم واطلبوا الرحمة من الله بالرحمة منكم.
وقال رضي الله عنه: من أمل فاجرا كان أدنى عقوبته الحرمان.
وقال: موت الانسان بالذنوب أكبر من موته بالأجل، وحياته بالبركة
أكبر من حياته بالعمر.
وقال رضي الله عنه: من استفاد أخا في الله فقد استفاد بيتا في الجنة.
وعنه: لو كانت السماوات والأرض رتقا على عبد ثم اتقى الله تعالى لجعل
الله له منها مخرجا.
وعنه أنه قال لبشر بن سعد لما قدم مصر: يا بشر إن للمحن أخريات
لا بد أن تنتهي إليها، فيجب على العاقل أن ينام لها إلى إدبارها، فإن مكايداتها
بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها.
وعنه: من وثق بالله وتوكل على الله نجاه الله من كل سوء وحرز من
كل عدو. والدين عز والعلم كنز والصمت نور. وغاية الزهد الورع، ولا
هدم للدين مثل البدع، ولا أفسد للرجال من الطمع. وبالراعي تصلح الرعية
وبالدعاء تصرف البلية. ومن ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر،
ومن غرس أشجار التقى اجتنى ثمار المنى.

605
مستدرك ما أوردناه
(في فضائل الإمام العاشر علي بن محمد الهادي)
(العسكري عليه السلام)
قد تقدم جملة مما ورد منها في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد
الثاني عشر (ص 442 إلى ص 455) ونستدرك هيهنا بعض ما لم ننقله هناك أو
نقلناه عن غير من ننقل عنه هيهنا:
نسبه عليه السلام وتاريخه
فممن لم ننقل عنه هناك العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر
الشبراوي الشافعي في " الاتحاف بحب الأشراف " (ص 67 ط مصطفى البابي
الحلبي بمصر) قال:
العاشر من الأئمة علي الهادي. ولد رضي الله عنه بالمدينة في رجب سنة
أربع عشرة ومائتين وكراماته كثيرة.
روي أن بعض الأعراب قصده من الكوفة، فلما جلس إليه قال له: ما

606
حاجتك يا أعرابي. فقال: أنا رجل من أعراب الكوفة المتمسكين بحب جدك
علي بن أبي طالب وقد ركبتني ديون أثقلت ظهري ولم أجد من أقصده لقضائها
سواك. فقال له: كم دينك؟ قال: عشرة آلاف درهم. فقال: طب نفسا وقر عينا
يقضي دينك إن شاء الله تعالى. ثم أنزله، فلما أصبح قال له: يا أخا العرب
أريد منك حاجة لا تعصني ولا تخالفني فالله الله فيما آمرك به وحاجتك تقضى إن
شاء الله تعالى. فقال له الأعرابي: لا أخالفك في شئ مما تأمرني به.
فأخذ أبو الحسن ورقة وكتب فيها بخطه دينا عليه للأعرابي بالمبلغ المذكور
وقال: خذ هذا الخط معك فإذا حضرت إلى سر من رأى فتراني أجلس مجلسا
عاما فإذا حضر الناس واحتفل المجلس فتعال إلي بالخط وطالبني وأغلظ علي
في القول ولا عليك، والله الله لا تخالفني في شئ مما أوصيتك به.
فلما وصل أبو الحسن إلى سر من رأى جلس مجلسا عاما يحضر عنده جماعة
من وجوه الناس وأصحاب الخليفة المتوكل وأعيان البلد وغيرهم، فجاء ذلك
الأعرابي وأخرج الخط وطالبه بالمبلغ وأغلظ عليه في الكلام، فجعل أبو الحسن
يعتذر إليه ويطيب نفسه بالقول ويعده بالخلاص عن قرب وكذلك الحاضرون
وطلب منه المهلة ثلاثة أيام. فلما انفك المجلس نقل ذلك إلى الخليفة المتوكل
فأمر لأبي الحسن على الفور بثلاثين ألف درهم، فلما حملت إليه تركها إلى أن جاء
الأعرابي فقال له: خذ هذا المال فاقض منه دينك واستعن بالباقي على وقتك
والقيام على عائلتك. فقال الأعرابي: يا ابن رسول الله إن في العشرة بلوغ
مطلبي ونهاية مأربي وكفاية. فقال أبو الحسن: والله لتأخذن ذلك جميعه وهو
رزقك الذي ساقه الله إليك، وأكبر من ذلك ما نقصناه فأخذ الأعرابي الثلاثين
ألف درهم وانصرف وهو يقول " الله يعلم حيث يجعل رسالاته ".
ولد علي الهادي رضي الله عنه سنة أربع عشرة ومائتين، وتوفي بسر من

607
رأى في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين
ومائتين، وله من العمر أربعون سنة. وخلف أربعة أولاد أجلهم الحادي عشر من
الأئمة الحسن الخالص.
ومنهم العلامة المؤرخ الشهير المسعودي في " مروج الذهب " (ج 4
ص 84 ط دار الأندلس في بيروت) قال:
وكانت وفاة أبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن
محمد في خلافة المعتز بالله.
وذلك في يوم الاثنين، لأربع بقين من جمادى الآخرة، سنة أربع وخمسين
ومائتين، وهو ابن أربعين سنة، وقيل ابن اثنتين وأربعين سنة، وقيل أكثر من
ذلك، وسمع في جنازته جارية تقول: ماذا لقينا في يوم الاثنين قديما وحديثا؟
وصلى عليه أحمد بن المتوكل على الله في شارع أبي أحمد وفي داره بسامراء
ودفن هناك.
ومنهم العلامة ابن خلكان في " تاريخه " (ج 2 ص 434) قال:
أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا المقدم ذكره، وهو
حفيد الذي قبله، فلا حاجة إلى رفع نسبه، ويعرف بالعسكري.
وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، وكان قد سعي به إلى المتوكل،
وقيل: إن في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته، وأوهموه أنه يطلب الأمر
لنفسه، فوجه إليه بعدة من الأتراك ليلا، فهجموا عليه في منزله على غفلة،
فوجدوه وحده في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من
صوف وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس

608
بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى، فأخذ على الصورة التي وجد
عليها، وحمل إلى المتوكل في جوف الليل، فمثل بين يديه والمتوكل يستعمل
الشراب وفي يده كأس، فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جانبه، ولم يكن في منزله
شئ مما قيل عنه ولا حجة يتعلل عليه بها، فناوله المتوكل الكأس الذي في يده،
فقال: يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط، فاعفني منه، فأعفاه، وقال:
أنشدني شعرا أستحسنه. فقال: إني لقليل الرواية للشعر. قال: لا بد أن تنشدني
شيئا. فأنشده:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عز من معاقلهم * فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا * أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساء لهم * تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طال ما أكلوا دهرا وما شربوا * فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا
قال: فأشفق من حضر على علي، وظن أن بادرة تبدر إليه، فبكى المتوكل
بكاء كثيرا حتى بلت دموعه لحيته، وبكى من حضره، ثم أمر برفع الشراب ثم
قال: يا أبا الحسن أعليك دين؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فأمر بدفعها إليه،
ورده إلى منزله مكرما.
وكانت ولادته يوم الأحد ثالث عشر رجب، وقيل: يوم عرفة، سنة أربع،
وقيل: ثلاث عشرة ومائتين.
ولما كثرت السعاية في حقه عند المتوكل أحضره من المدينة، وكان مولده
بها، وأقره بسر من رأى وهي تدعى بالعسكر، لأن المعتصم لما بناها انتقل إليها
بعسكره، فقيل لها: العسكر، ولهذا قيل لأبي الحسن المذكور: العسكري،

609
لأنه منسوب إليها، وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر.
وتوفي بها يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة، وقيل: لأربع
بقين منها، وقيل: في رابعها، وقيل: في ثالث رجب سنة أربع وخمسين ومائتين،
ودفن في داره، رحمه الله تعالى!
ومنهم الحافظ أبو بكر الشهير بالخطيب البغدادي في " تاريخ بغداد "
(ج 12 ص 56 ط السعادة بمصر) قال:
علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين
ابن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي. أشخصه جعفر المتوكل على الله
من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بغداد، ثم إلى سر من رأى، فقدمها
وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلى أن توفي ودفن بها في أيام المقتدر بالله
يعتقد الشيعة والإمامية فيه ويعرف بأبي الحسن العسكري.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ
النقاش، حدثنا الحسين بن حماد المقرئ - بقزوين - حدثنا الحسين بن مروان
الأنباري، حدثني محمد بن يحيى المعاذي، قال قال يحيى بن أكثم في مجلس
الواثق - والفقهاء بحضرته - من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعايى القوم عن
الجواب. فقال الواثق: أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر، فبعث إلى علي بن
محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن
أبي طالب فأحضر، فقال: يا أبا الحسن من حلق رأس آدم؟ فقال: سألتك
بالله يا أمير المؤمنين إلا أعفيتني. قال: أقسمت عليك لتقولن. قال: أما إذ
أبيت فإن أبي حدثني عن جدي عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة، فهبط بها فمسح بها رأس

610
آدم فتناثر الشعر منه، فحيث بلغ نورها صار حرما.
أخبرني الأزهري، حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ، حدثنا محمد
ابن يحيى النديم، حدثنا الحسين بن يحيى، قال: اعتل المتوكل في أول
خلافته، فقال: لئن برئت لأتصدقن بدنانير كثيرة، فلما برئ جمع الفقهاء
فسألهم عن ذلك فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن
جعفر فسأله فقال: يتصدق بثلاث وثمانين دينارا. فعجب قوم من ذلك، وتعصب
قوم عليه، وقالوا: تسأله يا أمير المؤمنين من أين له هذا؟ فرد الرسول إليه
فقال له: قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر، لأن الله تعالى قال " لقد
نصركم الله في مواطن كثيرة "، وروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقائع والسرايا
والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين،
وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له، وآجر عليه في الدنيا
والآخرة.
أخبرني الأزهري، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: وفي
هذه السنة - يعني سنة أربع وخمسين ومائتين - توفي علي بن محمد بن علي
ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سر
من رأى في داره التي ابتاعها من دليل بن يعقوب النصراني.
أخبرني التنوخي، أخبرني الحسن بن الحسين النعالي، أخبرنا أحمد بن
عبد الله الذارع، حدثنا حرب بن محمد، حدثنا الحسين بن محمد العمى
البصري، وحدثنا أبو سعيد الأزدي سهل بن زياد، قال: ولد أبو الحسن العسكري
علي بن محمد - في رجب سنة مائتين وأربع عشرة من الهجرة، وقضى في
يوم الاثنين لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة سنة مائتين وأربع وخمسين من
الهجرة.

611
ومنهم العلامة الكنجي الشافعي في " كفاية الطالب " (ص 458 ط النجف)
قال:
الهادي علي، وهو الإمام بعده (أي الإمام التاسع محمد الجواد " ع ")
مولده بصريا من المدينة للنصف من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة ومائتين، وتوفي
بسر من رأى في رجب سنة أربع وخمسين ومائتين، وله يومئذ إحدى وأربعون
سنة، ودفن في داره بسر من رأى.
ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في " الصواعق المحرقة "
(ص 205 ط عبد الوهاب بن عبد اللطيف بالقاهرة) قال:
(علي العسكري) سمي بذلك لأنه لما وجه لإشخاصه من المدينة النبوية
إلى سر من رأى وأسكنه بها وكانت تسمى العسكر فعرف بالعسكري، وكان
وارث أبيه علما وسخاء. ومن ثم جاءه أعرابي من أعراب الكوفة وقال: إني
من المتمسكين بولاء جدك وقد ركبني دين أثقلني حمله ولم أقصد لقضائه سواك
فقال: كم دينك؟ فقال: عشرة آلاف درهم. فقال: طب نفسا بقضائه إن شاء الله
تعالى، ثم كتب له ورقة فيها ذلك المبلغ دينا عليه. وقال له: ائتني به في
المجلس العام وطالبني بها وأغلظ علي في الطلب، ففعل فاستمهله ثلاثة أيام،
فبلغ ذلك المتوكل فأمر له بثلاثين ألفا، فلما وصلته أعطاها الأعرابي. فقال:
يا ابن رسول الله إن العشرة آلاف أقضي بها أربي، فأبى أن يسترد منه من الثلاثين
شيئا. فولى الأعرابي وهو يقول " الله أعلم حيث يجعل رسالاته ".
ومر أن الصواب في قضية السباع الواقعة من المتوكل أنه هو الممتحن
بها وأنها لم تقربه بل خضعت واطمأنت لما رأته.

612
ويوافقه ما حكاه المسعودي وغيره أن يحيى بن عبد الله المحض بن الحسن
المثنى بن الحسن السبط لما هرب إلى الديلم ثم أتي به الرشيد وأمر بقتله
ألقي في بركة فيها سباع قد جوعت، فأمسكت عن أكله ولاذت بجانبه وهابت
الدنو منه، فبنى عليه ركن بالجص والحجر وهو حي.
توفي رضي الله عنه بسر من رأى في جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين
ومائتين، ودفن بداره وعمره أربعون، وكان المتوكل أشخصه من المدينة إليها
سنة ثلاث وأربعين فأقام بها إلى أن قضى عن أربعة ذكور وأنثى.

613
بعض كراماته عليه السلام
منها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم المؤرخ الشهير العلامة المسعودي المتوفى سنة 346 في " مروج
الذهب " (ج 4 ص 86 ط دار الأندلس في بيروت)
قال المسعودي: وقد ذكرنا خبر علي بن محمد بن موسى رضي الله عنه
مع زينب الكذابة بحضرة المتوكل، ونزوله - رضي الله عنه - إلى بركة السباع،
ونذللها له، ورجوع زينب عما ادعته من أنها ابنة الحسين بن علي بن أبي طالب
عليه السلام وأن الله تعالى أطال عمرها إلى ذلك الوقت، في كتابنا " أخبار
الزمان "، وقيل: إنه مات مسموما عليه السلام.
ومنها
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

614
منهم المؤرخ الشهير العلامة المسعودي في " مروج الذهب " (ج 4
ص 86 ط بيروت) قال:
علي بن محمد الطالبي: حدثنا ابن الأزهر، قال حدثني القاسم بن عباد،
قال حدثني يحيى بن هرثمة، قال: وجهني المتوكل إلى المدينة لإشخاص علي بن
محمد بن علي بن موسى بن جعفر لشئ بلغه عنه، فلما صرت إليها ضج أهلها
وعجوا ضجيجا وعجيجا ما سمعت مثله، فجعلت أسكنهم وأحلف لهم أني لم
أؤمر فيه بمكروه، وفتشت بيته، فلم أجد فيه إلا مصحفا ودعاء وما أشبه ذلك،
فأشخصته وتوليت خدمته وأحسنت عشرته.
فبينا أنا نائم يوما من الأيام، والسماء صاحية والشمس طالعة، إذ ركب
وعليه ممطر، وقد عقد ذنب دابته فعجبت من فعله، فلم يكن بعد ذلك إلا هنيهة
حتى جاءت سحابة فأرخت عز إليها، ونالنا من المطر أمر عظيم جدا، فالتفت
إلي وقال: أنا أعلم أنك أنكرت ما رأيت، وتوهمت أني علمت من الأمر
ما لا تعلمه، وليس ذلك كما ظننت، ولكن نشأت بالبادية، فأنا أعرف الرياح
التي يكون في عقبها المطر، فلما أصبحت هبت ربح لا تخلف وشممت منها
رائحة المطر، فتأهبت لذلك، فما قدمت مدينة السلام بدأت بإسحاق بن إبراهيم
الطاهري - وكان على بغداد - فقال لي: يا يحيى، إن هذا الرجل قد ولده
رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتوكل من تعلم، وإن حرضته على قتله
كان رسول الله خصمك. فقلت: والله ما وقفت له إلا على كل أمر جميل، فصرت

615
إلى سامراء، فبدأت بوصيف التركي، وكنت من أصحابه: والله لئن سقطت من
رأس هذا الرجل شعرة لا يكون المطالب بها غيري، فعجبت من قولهما، وعرفت
المتوكل ما وقفت عليه، وما سمعته من الثناء عليه، فأحسن جائزته، وأظهر بره
وتكرمته.
بعض كلماته مع المتوكل وغيره
ذكره جماعة من أعلام القوم:
منهم المؤرخ الشهير العلامة المسعودي في " مروج الذهب " (ج 4
ص 11 ط دار الأندلس في بيروت) قال:
وقد كان سعي بأبي الحسن علي بن محمد إلى المتوكل، وقيل له: إن في
منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته، فوجه إليه ليلا من الأتراك وغيرهم من
هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره، فوجده في بيت وحده مغلق عليه
وعليه مدرعة من شعر، ولا بساط في البيت إلا الرمل والحصى، وعلى رأسه
ملحفة من الصوف متوجها إلى ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد،
فأخذ على ما وجد عليه، وحمل إلى المتوكل في جوف الليل، فمثل بين
يديه والمتوكل يشرب وفي يده كأس، فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه ولم
يكن في منزله شئ مما قيل فيه، ولا حالة يتعلل عليه بها، فناوله المتوكل
الكأس الذي في يده، فقال: يا أمير المؤمنين، ما خامر لحمي ودمي قط،
فأعفني منه، فعافاه وقال: أنشدني شعرا أستحسنه، فقال: إني لقليل الرواية
للأشعار، فقال: لا بد أن تنشدني فأنشده:

616
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم * فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا * أين الأسرة والتيجان والحلل؟
أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم * تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طالما أكلوا دهرا وما شربوا * فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا
وطالما عمروا دورا لتحصنهم * ففارقوا الدور والأهلين وانتقلوا
وطالما كنزوا الأموال وادخروا * فخلفوها على الأعداء وارتحلوا
أضحت منازلهم قفرا معطلة * وساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا
قال: فأشفق كل من حضر على علي، وظن أن بادرة تبدر منه اليه، قال:
والله لقد بكى المتوكل بكاء طويلا حتى بلت دموعه لحيته، وبكى من حضره،
ثم أمر برفع الشراب، ثم قال له: يا أبا الحسن، أعليك دين؟ قال: نعم أربعة
آلاف دينار، فأمر بدفعها إليه، ورده إلى منزله من ساعته مكرما.
وفي (ج 4 ص 85 الطبع المذكور):
وحدثني محمد بن الفرج بمدينة جرجان في المحلة المعروفة ببئر أبي عنان
قال: حدثني أبو دعامة، قال أتيت علي بن محمد بن علي بن موسى عائدا في علته
التي كانت وفاته منها في هذه السنة، فلما هممت بالانصراف قال لي: يا أبا دعامة
قد وجب حقك، أفلا أحدثك بحديث تسر به؟ قال: فقلت له: ما أحوجني
إلى ذلك يا ابن رسول الله، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني
أبي علي بن موسى، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي
جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن
الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي

617
طالب، رضي الله عنهم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أكتب يا
علي " قال: قلت: وما أكتب؟ قال لي: " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم
الإيمان ما وقرته القلوب، وصدقته الأعمال، والاسلام ما جرى به اللسان، وحلت
به المناكحة " قال أبو دعامة: فقلت: يا ابن رسول الله، ما أدري والله أيهما
أحسن، الحديث أم الإسناد؟ فقال: إنها لصحيفة بخط علي بن أبي طالب بإملاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم نتوارثها صاغرا عن كابر.
وفي (ج 4 ص 10 الطبع المذكور):
وحدث أبو عبد الله محمد بن عرفة النحوي قال: حدثنا محمد بن يزيد
المبرد قال: قال المتوكل لأبي الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى بن
جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: ما يقول
ولد أبيك في العباس بن عبد المطلب؟ قال: وما يقول ولد أبي يا أمير المؤمنين في
رجل افترض الله طاعة بنيه على خلقه وافترض طاعته على بنيه؟ فأمر له بمائة ألف
درهم، وإنما أراد أبو الحسن طاعة الله على بنيه، فعرض.

618
مستدرك ما أوردناه
(في فضائل الإمام حسن بن علي العسكري)
(عليه السلام)
قد تقدم جملة مما ورد منها في كتب أعلام أهل السنة وأعاظمهم في المجلد
الثاني عشر (ص 458 إلى ص 476) ونستدرك هيهنا بعض ما لم ننقله هناك أو
نقلناه عن غير من ننقل عنه هيهنا.
ولادته ووفاته ونبذة من فضائله
فممن لم نستدركه ههنا المؤرخ الشهير محمد بن الحسين المسعودي
في " مروج الذهب " (ج 4 ص 112 ط دار الأندلس في بيروت) قال:
الإمام الحادي عشر، وفي سنة ستين ومائتين قبض أبو محمد الحسن بن علي
ابن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي
ابن أبي طالب عليهم السلام في خلافة المعتمد، وهو ابن تسع وعشرين سنة،

619
وهو أبو المهدي المنتظر، والإمام الثاني عشر عند القطعية من الإمامية، وهم
جمهور الشيعة.
ومنهم العلامة أحمد بن حجر الهيتمي في " الصواعق المحرقة "
(ص 205 ط عبد الوهاب بن عبد اللطيف بالقاهرة)
أبو محمد الحسن الخالص، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري، ولد
سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، ووقع لبهلول معه، أنه رآه وهو صبي يبكي والصبيان
يلعبون، فظن أنه يتحسر على ما في أيديهم، فقال: أشتري لك ما تلعب به؟ فقال:
يا قليل العقل ما للعب خلقنا. فقال له: فلماذا خلقنا؟ قال: للعلم والعبادة. فقال
له: من أين لك ذلك؟ قال: من قول الله عز وجل " أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا
وأنكم إلينا لا ترجعون ".
ثم سأله أن يعظه، فوعظه بأبيات ثم خر الحسن مغشيا عليه، فلما أفاق قال
له: ما نزل بك وأنت صغير لا ذنب لك؟ فقال: إليك عني يا بهلول إني رأيت
والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تتقد إلا بالصغار وإني أخشى أن أكون
من صغار حطب نار جهنم.
ولما حبس قحط الناس بسر من رأى قحطا شديدا، فأمر الخليفة المعتمد
ابن المتوكل بالخروج للاستسقاء ثلاثة أيام فلم يسقوا، فخرج النصارى ومعهم
راهب كلما مد يده إلى السماء هطلت ثم في اليوم الثاني كذلك، فشك بعض الجهلة
وارتد بعضهم، فشق ذلك على الخليفة فأمر بإحضار الحسن الخالص وقال له:
أدرك أمة جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يهلكوا. فقال الحسن:
يخرجون غدا وأنا أزيل الشك إن شاء الله، وكلم الخليفة في إطلاق أصحابه
من السجن فأطلقهم.

620
فلما خرج الناس للاستسقاء ورفع الراهب يده مع النصارى غيمت السماء،
فأمر الحسن بالقبض على يده فإذا فيها عظم آدمي، فأخذه من يده وقال استسق،
فرفع يده فزال الغيم وطلعت الشمس، فعجب الناس من ذلك، فقال الخليفة
للحسن: ما هذا يا أبا محمد؟ فقال: هذا عظم نبي ظفر به هذا الراهب من بعض
القبور، وما كشف من عظم نبي تحت السماء إلا هطلت بالمطر، فامتحنوا ذلك
العظم فكان كما قال وزالت الشبهة عن الناس، ورجع الحسن إلى داره. وأقام
عزيزا مكرما وصلات الخليفة تصل إليه كل وقت إلى أن مات بسر من رأى ودفن
عند أبيه وعمه وعمره ثمانية وعشرون سنة، ويقال إنه سم أيضا ولم يخلف غير
ولده.
ومنهم العلامة محمد أبو الهدى أفندي في " ضوء الشمس " (ج 1
ص 119 ط الاسلامبول) قال:
قد علم المسلمون في المشرق والمغرب أن رؤساء الأولياء وأئمة الأصفياء من
بعده عليه الصلاة والسلام من ذريته وأولاده الطاهرين يتسلسلون بطنا بعد بطن
وجيلا بعد جيل إلى زمننا هذا وهم الأولياء الأولياء بلا ريب وقادتهم إلى الحضرة
القدسية المحفوظة من الدنس والعيب ومن في الأولياء الصدر الأول بعد الطبقة
المشرفة بصحبة النبي الكريم كالحسن والحسين والباقر والكاظم والصادق
الجواد والهادي والتقي والنقي والعسكري.
ومنهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي
في " الاتحاف بحب الأشراف " (ص 68 مصطفى البابي الحلبي بمصر) قال:
الحادي عشر من الأئمة الحسن الخالص ويلقب أيضا بالعسكري، ولد رضي

621
الله عنه بالمدينة لثمان خلون من ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وتوفي
رضي الله عنه يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأول سنة ستين ومائتين وله
من العمر ثمان وعشرون سنة ويكفيه شرفا أن الإمام المهدي المنتظر من أولاده.
فلله در هذا البيت الشريف والنسب الخضيم المنيف، وناهيك به من فخار
وحسبك فيه من علو مقدار، فهم جميعا في كرم الأرومة وطيب الجرثومة كأسنان
المشط متعادلون ولسهام المجد مقتسمون، فيا له من بيت عالي الرتبة سامي
المحلة، فلقد طاول السماك علا ونبلا، وسما على الفرقدين منزلة ومحلا،
واستغرق صفات الكمال فلا يستثنى فيه بغير ولا بإلا انتظم في المجد هؤلاء الأئمة
انتظام اللآلي وتناسقوا في الشرف فاستوى الأول والتالي، وكم اجتهد قوم في
خفض منارهم والله يرفعه، وركبوا الصعب والذلول في تشتيت شملهم والله
يجمعه، وكم ضيعوا من حقوقهم ما لا يهمله الله ولا يضيعه.
أحيانا الله على حبهم وأماتنا عليه، وأدخلنا في شفاعة من ينتمون في الشرف
إليه صلى الله عليه وسلم. وكانت وفاته بسر من رأى، ودفن بالدار التي دفن
فيها أبوه.
ومنهم العلامة الكنجي الشافعي في " كفاية الطالب " (ص 458 ط النجف)
قال:
أبو محمد الحسن العسكري ابنه (أي علي الهادي " ع ") والإمام بعده،
مولده بالمدينة في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وثلاثين ومائتين، وقبض يوم
الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين وله يومئذ ثمان
وعشرون سنة، ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه.

622
ومنهم العلامة سراج الدين بن السيد عبد الله الرفاعي ثم المخزومي
في " صحاح الأخبار " (ص 55 ط بمبئي سنة 1306) قال:
وأما الإمام علي الهادي ابن الإمام محمد الجواد، ولقبه النقي والعالم والفقيه
والأمير والدليل والعسكري والنجيب، ولد في المدينة سنة اثنتي عشرة ومائتين
من الهجرة، وتوفي شهيدا بالسم في خلافة المعتز العباسي يوم الاثنين بسر من
رأى لثلاث ليال خلون من رجب سنة أربع وخمسين ومائتين. وكان له خمسة
أولاد الإمام الحسن العسكري والحسين ومحمد وجعفر وعائشة فالحسن العسكري
أعقب صاحب السرداب الحجة المنتظر ولي الله الإمام محمد المهدي.
ومنهم العلامة الشبلنجي في " نور الأبصار " (ص 166 ط الشعبية) قال:
(فصل في ذكر مناقب الحسن الخالص ابن علي الهادي بن محمد الجواد
ابن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي
زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم).
أمه أم ولد يقال لها حديث، وقيل سوسن وكنيته أبو محمد وألقابه الخالص
والسراج والعسكري، صفته بين السمرة والبياض. شاعره ابن الرومي، بوابه
عثمان بن سعد، نقش خاتمه " سبحان من له مقاليد السماوات والأرض "،
معاصره المعتز والمهتدي والمعتمد.
ولد أبو محمد الخالص بالمدينة لثمان خلت من شهر ربيع الآخر سنة اثنتين
وثلاثين ومائتين من الهجرة.
ومناقبه رضي الله عنه كثيرة، ففي درر الأصداف وقع للبهلول معه أنه رآه
وهو صبي يبكي والصبيان يلعبون، فظن أنه يتحسر على ما بأيديهم، فقال له:

623
أشتري لك ما تلعب به. فقال: يا قليل العقل ما للعب خلقنا. فقال له: فلما ذا
خلقنا. قال: للعلم والعبادة. فقال له: من أين لك ذلك؟ فقال: من قوله تعالى
" أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ".
ثم سأله أن يعظه فوعظه بأبيات ثم خر الحسن رضي الله عنه مغشيا عليه، فلما
أفاق قال له: ما نزل بك وأنت صغير ولا ذنب لك؟ فقال: إليك عني يا بهلول،
إني رأيت والدتي توقد النار بالحطب الكبار فلا تتقد إلا بالصغار، وأني أخشى
أن أكون من صغار حطب جهنم.
فذكر جملة من كراماته عليه السلام تقدم نقلها عنه في المجلد الثاني عشر
من كتابنا هذا، ومما لم ننقل عنه هناك ما رواه:
عن هاشم داود بن قاسم الجعفري قال: كنت في الحبس الذي في الجوسق
أنا والحسن بن محمد ومحمد بن إبراهيم العمري وفلان وفلان خمسة أو ستة
إذ دخل علينا أبو محمد الحسن بن علي العسكري - وأخوه جعفر، بأبي
محمد وكان المتولي للحبس صالح بن يوسف الحاجب وكان معنا في الحبس
رجل أعجمي، فالتفت إلينا أبو محمد وقال لنا سرا: لولا أن هذا الرجل فيكم
لأخبرتكم متى يفرج الله عنكم، وهذا الرجل قد كتب فيكم قصة إلى الخليفة
يخبر فيها بما تقولون فيه وهي معه في ثيابه يريد الحيلة في إيصالها إلى الخليفة
من حيث لا تعلمون فاحذروا شره.
قال أبو هاشم: فما تمالكنا أن تحاملنا جميعا على الرجل ففتشناه فوجدنا
القصة مدسوسة معه في ثيابه وهو يذكرنا فيها بكل سوء، فأخذناها منه وحذرناه
وكان الحسن يصوم في السجن فإذا أفطر أكلنا معه من طعامه.
قال أبو هاشم: فكنت أصوم معه، فلما كان ذات يوم ضعفت عن الصوم
فأمرت غلامي فجاء لي بكعك، فذهبت إلى مكان خال في المحبس فأكلت

624
وشربت ثم عدت إلى مجلسي مع الجماعة ولم يشعرني أحد، فلما رآني تبسم
وقال: أفطرت. فخجلت فقال: لا عليك يا أبا هاشم إذا رأيت أنك قد ضعفت
وأردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لا قوة فيه. وقال: عزمت عليك أن تفطر
ثلاثا فإن البنية إذا أنهكها الصوم لا تتقوى إلا بعد ثلاث. ثم ذكر جملة من كراماته
عليه السلام.
ومنهم العلامة السيد إبراهيم الحسيني المدني السمهودي الشافعي
في " الإشراف على فضل الأشراف " (ص 109 نسخة مكتبة الظاهرية في دمشق
أو الأحمدية في حلب) قال:
ومن ذلك ما يروى عن داود بن قاسم الجعفري أنه كان بحبس الخليفة المعتمد
على الله بن المتوكل العباسي بالجوسق جماعة، ثم حبس ابن المتوكل معهم
الإمام أبا محمد الحسن الخالص ابن علي العسكري، فقال لهم سرا عن رجل
كان معهم في الحبس: لولا أن هذا الرجل فيكم لأخبرتكم متى يفرج عنكم.
وذكر قصة اتفقت له مع ذلك الرجل أخبرتها عن أبي محمد الحسن، ولم
تطل مدة أبي الحسن في الحبس حتى حصل بسر من رأى قحط شديد، فأمر
الخليفة المعتمد بالخروج للاستسقاء، فخرج المسلمون ثلاثة أيام فلم يسقوا،
فخرج الجاثليق في اليوم الرابع بالنصارى والرهبان، وكان فيهم راهب كلما
رفع يده إلى السماء هطلت بالمطر، ثم خرجوا في اليوم الثاني وفعلوا كفعلهم
بالأمس وسقوا سقيا شديدا، فتعجب الناس من ذلك وسبأ بعضهم للنصرانية،
فشق ذلك على الخليفة فأنفذ إلى صالح بن وصيف أن أخرج أبا محمد وائتني
به، فلما حضر قال له الخليفة: أدرك أمة جدك محمد صلى الله عليه وسلم فيما
لحق بعضهم من هذه النازلة. فقال أبو محمد: دعهم يخرجون. فقال: قد

625
استغنى الناس من كثرة المطر فما فائدة خروجهم. قال: لأزيل الشك عن الناس
وما وقعوا فيه من هذه الورطة.
فأمرهم الخليفة بالخروج وأن يخرج المسلمون معهم أبو محمد، فرفع
الراهب يده ورفعت الرهبان معه أيديهم، فغيمت السماء والمطر. فأمر أبو محمد
بالقبض على يد الراهب وأخذ ما فيها، فإذا بعظم آدمي بين أصابعه، فلفه أبو
محمد في خرقة وقال: استسقي الآن، فاستسقى فانقطع الغيم وانكشف السحاب
وطلعت الشمس، فتعجب الناس من ذلك وقال الخليفة: ما هذا يا أبا محمد؟
قال: هذا عظم نبي من أنبياء الله عز وجل ظفروا به، وما كشف عن عظم نبي
تحت السماء إلا هطلت بالمطر، فامتحنوا ذلك فوجدوه كما قال، وسر الخليفة
بذلك وزالت تلك الشبهة عن الناس.
وكلم أبو محمد الخليفة في إطلاق الذين كانوا معه في السجن فأطلقهم وأقام
بمنزله من سر من رأى معظما وصلات الخليفة تصل إليه كل وقت، فجعل الله
تعالى ما سبق سببا لذلك عناية به.

626
مستدرك ما أوردناه في
(فضائل بقية الله الأعظم)
(الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر)
(محمد بن الحسن عجل الله تعالى فرجه)
قد تقدم جملة من الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله في
كتب أهل السنة المتضمنة لبيان عدد الأئمة وأنهم اثنا عشر في المجلد الثالث
عشر من كتابنا هذا من (ص 1 إلى ص 48) وكذا الأحاديث المروية عنه صلى الله
عليه وآله في كتب أهل السنة المصرحة بأسماء الأئمة الاثني عشر وأن المهدي
عليه السلام هو الإمام الثاني عشر وإنه ابن الإمام الحادي عشر الحسن بن علي
العسكري عليه السلام من (ص 49 إلى ص 74).
وقد تمحض المجلد الثالث عشر لذكر الأحاديث المتواترة من طرق أهل
السنة في المهدي عليه السلام وأنه يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما
وجورا. وإنما نستدرك هيهنا جملة مما لم ننقله هناك أو نقلناه عن غير من ننقل
عنه هيهنا من أعلام أهل السنة.

627
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(الأئمة بعدي اثنا عشر)
وفي بعض الأحاديث (اثنا عشر خليفة) وفي بعضها (اثنا عشر إماما).
رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 3 ص 1 إلى ص 72) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة شمس الدين الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (ج 14
ص 443 ط بيروت) قال:
أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق بمصر، أخبرنا الفتح بن عبد الله الكاتب
أخبرنا هبة الله بن أبي شريك، أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور
قال: حدثنا عيسى بن علي الوزير املاء، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا علي
ابن الجعد، أخبرنا زهير - هو ابن معاوية، عن سماك، وزياد بن علاقة،
وحصين، كلهم عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم قال: يكون بعدي اثنا عشر أميرا.
ثم تكلم بشئ لم أفهمه، فسألت أبي - وقال بعضهم في حديثه: فسألت
القوم - فقالوا: قال: كلهم من قريش. هذا حديث صحيح من العوالي لنا
ولصاحب الترجمة.
ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في
جامع الأحاديث ج 8 ص 173 ط دمشق)
روى من طريق أحمد والطبراني والحاكم عن ابن مسعود - قال:

628
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يملك هذه الأمة اثنا عشر خليفة كعدة نقباء
بني إسرائيل.
ومنهم مؤلف " مختصر سنن أبي داود " (ج 6 ص 856 ط السنة المحمدية
بالقاهرة)
روى عن إسماعيل - يعني ابن أبي خالد - عن أبيه عن جابر بن سمرة رضي
الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يزال هذا الدين قائما
حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليه الأمة، فسمعت كلاما من
النبي صلى الله عليه وسلم لم أفهمه، قلت لأبي: ما يقول؟ قال: كلهم من قريش.
ومنهم العلامة القسطلاني في " المطالب العالية " (ج 4 ص 342 ط الكويت)
قال:
روى من طريق المسدد عن أبي بحر أن أبا الجلد حدثه، وحلف عليه:
أنه لا يهلك هذه الأمة حتى يكون فيها اثنا عشر خليفة، كلهم يعمل بالهدى
ودين الحق منهم رجلان من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، يعيش أحدهما
أربعين سنة، والآخر ثلاثين سنة، ويكون خلفاء بعدهم ليسوا منهم.
ومنهم العلامة السيد علي بن شهاب الدين الهمداني في " مودة
القربى " (ص 93 ط لاهور)
روى عن الشعبي، عن عمر بن قيس بن عبد الله قال: كنا جلوسا في حلقة
فيها عبد الله بن مسعود، وجاء أعرابي فقال: أيكم عبد الله بن مسعود. فقال عبد الله
ابن مسعود: حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال: نعم اثنا عشر عدد
نقباء بني إسرائيل.

629
وروى عن الشعبي عن مسروق قال: بينما نحن عند عبد الله بن مسعود
نعرض عليه مصاحفنا إذ قال له فتى: هل عهد إليكم نبيكم يكون من بعده خليفة؟
قال: إنك لحديث السن إن هذا شئ ما سألني أحد قبلك، نعم عهد إلينا نبينا
أنه يكون اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل.
ومنهم العلامة إسماعيل بن عمر الشافعي البصري المتوفى سنة 701
في " قصص الأنبياء " (ص 201 ط دار الكتب الحديثة بمصر) قال:
وفي رواية: لا يزال هذا الأمر قائما - وفي رواية عزيزا - حتى يكون اثنا
عشر خليفة كلهم من قريش.
ومنهم الحافظ المناوي في " الجامع الأزهر " (كما في جامع الأحاديث ج 9
ص 502 ط دمشق)
روى من طريق الطبراني في الكبير والأوسط عن أبي جحيفة قال: كنت
مع عمي عند النبي صلى الله عليه وهو يخطب فقال:
لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة، وخفض صلى الله
عليه وسلم صوته. قال: فقلت لعمي وكان أمامي: ما قال يا عم؟ قال: كلهم
من قريش.
ومنهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي
الشافعي المتوفى 571 في " تاريخ مدينة دمشق " (ج 1 ص 334 والنسخة
مصورة من مخطوطة جامع السلطان أحمد الثالث في اسلامبول) قال:
أخبرنا أبو محمد الأكفاني، حدثنا عبد العزيز بن أحمد الكتاني، أخبرنا

630
أبو زكريا أحمد بن محمد بن أحمد بن سليمان النيسابوري الفقيه المعروف
بابن الصائغ قدم علينا قراءة عليه، حدثنا أبو عمرو أحمد بن محمد بن أحمد أبي
منصور العمركي السرخسي، حدثنا أبو الحسين بن محمد بن مصعب، حدثنا علي
ابن مصعب، حدثنا علي بن خشرم، حدثنا عيسى بن يونس، عن عمران، عن
الشعبي، عن جابر بن سمرة قال: سمعت رسول الله " ص " في حجة الوداع
يقول: لا يزال أمر هذه الأمة عاليا على من ناوأها حتى يملك اثنا عشر خليفة.
ثم قال كلمة خفية لم أسمعها، فسألت أبي وهو أقرب إليه مني: ما قال " ص "؟
قال: كلهم من قريش.
ومنهم العلامة المولوي ولي الله اللكنهوئي في " مرآة المؤمنين في
مناقب أهل بيت سيد المرسلين " (ص 111) قال:
في مسند أبي جحيفة عن أبيه قال: إني كنت مع عمي عند النبي " ص "
فقال: لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة. ثم قال كلمة فخفض
لها صوته، فقلت لعمي وكان أمامي: ما قال يا عمي؟ قال: يا بني كلهم من قريش.
واخراج است أين حديث صاحب صواعق محرقة بطرق متعددة فقال هذا
الحديث مجمع على صحته.
وأورد بطرق متعددة، أخرجه الشيخان وغيرهما، فمن تلك الطرق: لا يزال
هذا الأمر عزيزا ينصرون على ما ناوأهم عليه إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش.
ورواه عبد الله بن أحمد بسند صحيح.
ومنها: لا يزال هذا الأمر صالحا. ومنها لا يزال هذا الأمر ماضيا. رواهما
أحمد.

631
ومنها: لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا.
ومنها: إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة.
ومنها: لا يزال الاسلام عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة. رواها مسلم.
ومنها: لا يزال أمر أمتي قائما حتى يمضي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش.
ومنها لأبي داود: لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر
خليفة كلهم مجتمع عليه الأمة.
وعن ابن مسعود بسند صحيح حسن أنه سئل: كم يملك هذه الأمة من خليفة؟
قال: سألنا عنها رسول الله " ص " فقال: اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل.
پس أين حديث بجميع طرقه ناص است بر اينكه عزت اسلام واستحكام
طريقه سيدا نام از وجود دوازده خليفه كه هر يك از انها از قريش باشد خواهد بود
وقريش عام وشامل اند مر بني هاشم وغير آنرا از قبائل عرب پس در ضمن أين
اجمال نصى بر خلافت حضرت مرتضى كه از جمله قريش وأكابر مهاجرين اولين
بود هم مفهوم گشته.
نسب المهدي عليه السلام وولادته
ذكر في ذلك أعلام أهل السنة أحاديث وقد تقدم النقل عنهم في (ج 13
ص 88 إلى ص 97) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ عبد الله بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي
في " الاتحاف بحب الأشراف " (ص 68 ط مصطفى البابي الحلبي بمصر) قال:
الثاني عشر من الأئمة أبو القاسم محمد الحجة الإمام، قيل هو المهدي

632
المنتظر، ولد الإمام محمد الحجة بن الإمام الحسن الخالص رضي الله عنهما بسر
من رأى ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين قبل موت أبيه
بخمس سنين، وكان أبوه قد أخفاه حين ولد وستر أمره لصعوبة الوقت وخوفه
من الخلفاء، فإنهم كانوا في ذلك الوقت يتطلبون الهاشميين ويقصدونهم
بالحبس والقتل ويريدون اعدامهم.
وكان الإمام محمد الحجة يلقب أيضا بالمهدي والقائم والمنتظر والخلف
الصالح وصاحب الزمان، وأشهرها المهدي، ولذلك ذهبت الشيعة إلى أنه الذي
صحت الأحاديث بأنه يظهر آخر الزمان وأنه موجود في السرداب الذي دخله
في سر من رأى، ولهم في ذلك تأليف والصحيح خلاف ما ذهبوا إليه، وإن المهدي
الذي صحت به الأحاديث وأنه يظهر آخر الزمان خلافه، وإن كان أيضا من
أشرف آل البيت الكريم لكنه يولد وينشأ كغيره لا أنه من المعمرين.
وقد أشرق نور هذه السلسلة الهاشمية والبيضة الطاهرة النبوية والعصابة
العلوية، وهم اثنا عشر إماما مناقبهم علية وصفاتهم سنية ونفوسهم شريفة أبية
وأرومتهم كريمة محمدية، وهم محمد الحجة بن الحسن الخالص بن علي الهادي
ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد
الباقر بن علي زين العابدين بن الإمام الحسين أخي الإمام الحسن ولدي الليث
الغالب علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
ومنهم العلامة الشبلنجي في " نور الأبصار " (ص 168 ط الشعبية) قال:
(فصل) في ذكر مناقب محمد بن الحسن الخالص بن علي الهادي بن محمد
الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن

633
علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
أمه أم ولد يقال لها نرجس، وقيل صقيل، وقيل سوسن، وكنيته أبو القاسم،
ولقبه الإمامية بالحجة والمهدي والخلف الصالح والقائم والمنتظر وصاحب
الزمان،
وأشهرها المهدي.
صفته رضي الله عنه شاب مربوع القامة حسن الوجه والشعر يسيل شعره
على منكبيه أقنى الأنف أجلى الجبهة نوابه محمد بن عثمان، معاصره المعتمد
كذا في الفصول المهمة. وهو آخر الأئمة الاثني عشر على ما ذهب إليه الإمامية.
إلى أن قال: وفي تاريخ ابن الوردي: ولد محمد بن الحسن الخالص
سنة خمس وخمسين ومائتين، وتزعم الشيعة أنه دخل السرداب في دار أبيه
بسر من رأى وأمه تنظر إليه فلم يعد إليها، وكان عمره تسع سنين، وذلك في
سنة مائتين وخمس وستين على خلاف.
ومنهم العلامة الكنجي الشافعي في " كفاية الطالب " (ص 458 ط الغري)
قال:
أبو محمد حسن العسكري بن علي الهادي، مولده بالمدينة. إلى أن قال:
ودفن في داره بسر من رأى في البيت الذي دفن فيه أبوه وخلف ابنه، وهو الإمام
المنتظر صلوات الله عليه.
ومنهم الحافظ الذهبي في " العبر " (ج 2 ص 31 ط الكويت) قال:
وفيها (أي سنة 265) محمد بن الحسن العسكري بن علي الهادي بن
محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني
أبو القاسم الذي تلقبه الرافضة الخلف الحجة وهو خاتمة الأئمة الاثني عشر.

634
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي في " وسيلة
النجاة " (ص 418)
روى عن رجل قال: دخلت على أبي محمد وفي البيت ستر، فقلت له:
من صاحب الأمر بعدك؟ فأمرني برفع الستر فرأيت خلفها طفلا، فجلس عند
أبي محمد فقال: هذا صاحبكم، ثم قام الصبي وقال له أبو محمد: أدخل إلى
الوقت المعلوم، ثم نظرت فما رأيته.
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الحنفي في " وسيلة
النجاة " (ص 418 ط مطبعة گلشن فيض بلكهنو) قال:
روى عن أبي محمد العسكري أنه سأله رجل عن الإمام والخليفة من بعده
فدخل البيت فأخرج طفلا كأن وجهه كالبدر فقال: لو لم يكن لك عند الله كرامة
لما أريتك. ثم قال: إن اسمه اسم رسول الله " ص " وكنيته كنيته، وهو الذي
يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
ومنهم العلامة نجم الدين الشافعي في " منال الطالب " (مخطوط)
قال:
القسم الثاني في ذكر المعاني التي ذكر اختصاصهم بها، وهي الإمامة
الثابتة لكل واحد منهم وكون عددهم مختصرا في اثني عشر إماما، فأما ثبوت
الإمامة لكل واحد منهم فإنه حصل ذلك لكل واحد من قبله، فحصلت للحسن
التقي عليه السلام من أبيه علي بن أبي طالب عليه السلام، وحصلت بعده لأخيه
الحسين الزكي منه، وحصلت بعد الحسين لابنه علي زين العابدين منه، وحصلت

635
بعد زين العابدين لولده محمد الباقر، وحصلت بعد الباقر لولده جعفر الصادق
منه وحصلت بعد الصادق لولده موسى الكاظم، وحصلت بعد الكاظم لولده علي
الرضا منه، وحصلت بعد الرضا لولده محمد القانع منه، وحصلت بعد القانع
لولده علي المتوكل منه، وحصلت بعد المتوكل لولده الحسن الخالص منه،
وحصلت بعد الخالص لولده محمد الحجة المهدي منه. وأما ثبوتها لأمير المؤمنين
علي بن أبي طالب فمستقصى على أكمل الوجوه في كتب الأصول فلا حاجة
إلى بسط القول فيه في هذا الكتاب.
ومنهم العلامة سراج الدين بن السيد عبد الله الرفاعي ثم المخزومي
في " صحاح الأخبار " (ص 55 ط بمبئي سنة 1306) قال:
وكان له (أي الإمام علي الهادي " ع ") خمسة أولاد، الإمام الحسن العسكري
والحسين ومحمد وجعفر وعائشة، فالحسن العسكري أعقب صاحب السرداب
الحجة المنتظر ولي الله محمد المهدي.
ومنهم العلامة عبد الوهاب الشعراني في " اليواقيت والجواهر "
(ص 143 ط عبد الحميد أحمد حنفي بمصر) قال:
يترقب خروج المهدي عليه السلام وهو من أولاد الإمام حسن العسكري،
ومولده عليه السلام ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وهو
باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم عليه السلام، فيكون عمره إلى وقتنا هذا -
وهو سنة ثمان وخمسين وتسعمائة - سبعمائة سنة وست سنين. هكذا أخبرني
الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كوم الريش المطل على بركة الرطلي بمصر

636
المحروسة على الإمام المهدي حين اجتمع به، ووافقه على ذلك شيخنا سيدي
علي الخواص رحمهما الله تعالى.
وعبارة الشيخ محيي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من
الفتوحات:
واعلموا أنه لا بد من خروج المهدي عليه السلام، لكن لا يخرج حتى تمتلئ
الأرض جورا وظلما فيملأها قسطا وعدلا، ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد طول الله
تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة، وهو من عترة رسول الله صلى الله عليه
وسلم من ولد فاطمة رضي الله عنها، جده الحسين بن علي بن أبي طالب ووالده
حسن العسكري ابن الإمام علي النقي بالنون ابن محمد التقي بالتاء ابن الإمام علي
الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن
الإمام زين العابدين علي ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي
الله عنه، يواطئ اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبايعه المسلمون
بين الركن والمقام، يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخلق بفتح الخاء
وينزل عنه في الخلق بضمها، إذ لا يكون أحد مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم
في أخلاقه، والله تعالى يقول " وإنك لعلى خلق عظيم " هو أجسى الجبهة أقنى
الأنف أسعد الناس به أهل الكوفة، يقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية، يأتيه
الرجل فيقول: يا مهدي أعطني وبين يديه المال فيحثي له في ثوبه ما استطاع
أن يحمله، يخرج على فترة من الدين، يزع الله به ما لا يزع بالقرآن، يمسي
الرجل جاهلا وجبانا وبخيلا فيصبح عالما شجاعا كريما، يمشي النصر بين يديه
يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا، يقفوا أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخطئ، له
ملك يسدده من حيث لا يراه، يحمل الكل ويعين الضعيف ويساعد على نوائب
الحق، يفعل ما يقول ويقول ما يفعل ويعلم ما يشهد، يصلحه الله في ليلة، يفتح

637
المدينة الرومية بالتكبير مع سبعين ألفا من المسلمين من ولد إسحق، يشهد
الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكا، يبيد الظلم وأهله يقيم الدين وينفخ الروح
في الاسلام، يعز الله به الاسلام بعد ذله ويحييه بعد موته، يضع الجزية ويدعو
إلى الله بالسيف، فمن أبى قتل ومن نازعه خذل، يظهر من الدين ما هو عليه
الدين في نفسه حتى لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لحكم به فلا يبقى
في زمانه إلا الدين الخالص عن الرأي، يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء
فينقبضون منه لذلك لظنهم أن الله تعالى ما بقي يحدث بعد أئمتهم مجتهدا.
وأطال في ذكر وقائعه معهم ثم قال: واعلم أن المهدي إذا خرج يفرح
به جميع المسلمين خاصتهم وعامتهم، وله رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه
هم الوزراء له يتحملون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلده الله تعالى له،
ينزل عليه عيسى بن مريم عليه السلام بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متكئا على
ملكين ملك عن يمينه وملك عن يساره والناس في صلاة العصر فيتنحى له الإمام
عن مكانه فيتقدم فيصلي بالناس، يأمر الناس بسنة محمد صلى الله عليه وسلم يكسر
الصليب ويقتل الخنزير. ويقبض الله المهدي إليه طاهرا مطهرا.
وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغوطة دمشق، ويخسف بجيشه في
البيداء، فمن كان مجبورا من ذلك الجيش مكرها يحشر على نيته.
وقد جاءكم زمانه وأظلكم أوانه وقد ظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون
الثلاثة الماضية قرن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قرن الصحابة، ثم الذي
يليه ثم الذي يلي الثاني، ثم جاء بينهما فترات وحدثت أمور وانتشرت أهواء
وسفكت دماء فاختفى إلى أن يجئ الوقت الموعود، فشهداؤه خير الشهداء
وأمناؤه أفضل الأمناء.
قال الشيخ محيي الدين: وقد استوزر الله تعالى له طائفة خبأهم الله في مكنون

638
غيبة أطلعهم كشفا وشهودا على الحقائق وما هو أمر الله عليه في عباده وهو على أقدام
رجال من الصحابة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وهم من الأعاجم ليس فيهم
عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية، لهم حافظ من جنسهم، ما عصى الله قط هو
أخص الوزراء.
واعلم أن المهدي لا يفعل شيئا قط برأيه وإنما يشاور هؤلاء الوزراء فإنهم
هم العارفون بما هناك. وأما هو عليه السلام في نفسه فهو صاحب سيف حق
وسياسة، ومن شأن هؤلاء الوزراء أن أحدهم لا ينهزم قط من قتال وإنما يثبت
حتى ينصر أو ينصرف من غير هزيمة، ألا تراهم يفتحون مدينة الروم بالتكبير
فيكبرون التكببرة الأولى فيسقط ثلثها ويكبرون الثانية فيسقط الثلث الثاني من
السور ويكبرون الثالثة فيسقط الثلث فيفتحونها من غير سيف، وهذا هو عين
الصدق الذي هو والنصر أخوان.
قال الشيخ: وهؤلاء الوزراء دون العشرة وفوق الخمسة، لأن رسول الله
صلى الله عليه وسلم شك في مدة إقامته خليفة من خمس إلى تسع للشك الذي
وقع في وزرائه، فلكل وزير معه إقامة سنة، فإن كانوا خمسة عاش خمسة وإن



1) قد فرغ المؤلف من تأليف " كتاب اليواقيت والجواهر " فيما أدرجه في
آخره في شهر رجب سنة خمس وخمسين وتسعمائة بمصر.
وقد كتب على مسودة هذا الكتاب جماعة من مشايخ العلماء بمصر وأجازوه
ومدحوه، منهم الشيخ شهاب الدين بن الشلبي الحنفي، ومنهم شيخ الاسلام
الفتوحي الحنبلي فكتب عليه لا يقدح في معاني هذا الكتاب إلا معاند مرتاب
أو جاحد كذاب، ومنهم الشيخ شهاب الدين عميرة الشافعي، ومنهم الشيخ ناصر
الدين اللقاني المالكي، ومنهم الشيخ محمد البرهتوشي الحنفي.
639
كانوا سبعة عاش سبعة وإن كانوا تسعة عاش تسعة أعوام، ولكل عام منها أهوال
مخصوصة وعلم يختص به ذلك الوزير، فما هم أقل من خمسة ولا أكثر من تسعة.
قال الشيخ: ويقتلون كلهم إلا واحدا منهم في مرج عكا في المأدبة الإلهية
التي جعلها الله تعالى مائدة للسباع والطيور والهوام.
قال الشيخ: وذلك الواحد الذي يبقى لا أدري هل هو ممن استثنى الله في
قوله " ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله "
أو هو يموت في تلك النفخة.
قال الشيخ محيي الدين: وإنما شككت في مدة إقامة المهدي إماما في
الدنيا ولم أقطع في ذلك بشئ لأني ما طلبت من الله تحقيق ذلك أدبا معه تعالى أن
أسأله في شئ من ذات نفسي. قال: ولما سلكت معه هذا الأدب قيض الله تعالى
واحدا من أهل الله عز وجل فدخل علي وذكر لي عدد هؤلاء الوزراء ابتداء وقال
لي: صم تسعة. فقلت له: إن كانوا تسعة فإن بقاء المهدي لا بد أن يكون تسع
سنين فإني عليم بما يحتاج إليه وزيره، فإن كان واحدا اجتمع في ذلك الواحد
جميع ما تحتاج إليه وزراؤهم، وإن كانوا أكثر من واحد فما يكون أكثر من تسعة،
فإنه إليها انتهى الشك من رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله خمسا أو سبعا
أو تسعا - يعني في إقامة المهدي - تشجيعا لخواص أصحابه ليطلبوا العلم أولا
يقنعوا بالتقليد، فإنه قال ما يعلمهم إلا قليل. فافهم.
قال: وجميع ما يحتاج إليه وزراء المهدي في قيامهم تسعة أمور لا عاشر لها
ولا تنقص عن ذلك، وهي نفوذ البصر ومعرفة الخطاب الإلهي عند الالقاء وعلم
الترجمة عن الله وتعيين المراتب لولاة الأمر والرحمة في الغضب، وما يحتاج
إليه الملك من الأرزاق المحسوسة وغيرها وعلم تدخل الأمور بعضها على بعض
والمبالغة والاستقصاء في قضاء حوائج الناس والوقوف على علم الغيب الذي

640
يحتاج إليه في الكون في مدته خاصة. فهذه تسعة أمور لا بد أن تكون في وزراء
المهدي من واحد فأكثر.
وأطال الشيخ في شرح هذه الأمور بنحو عشرة أوراق، ثم قال: واعلم
أن ظهور المهدي عليه السلام من أشراط قرب الساعة، كذلك خروج الدجال
فيخرج من خراسان من أرض الشرق موضع الفتن يتبعه الأتراك واليهود،
ويخرج إليه من أصبهان وحدها سبعون ألفا مطيلسين، وهو رجل كهل أعور
العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية مكتوب بين عينيه " كاف فارا "... الخ.
ومنهم العلامة الشيخ سليمان القندوزي في " ينابيع المودة " (ج 3
ص 123 ط صيدا) قال:
أبو محمد الحسن العسكري، أرى ولده القائم المهدي لخواص مواليه،
وأعلمهم أن الإمام من بعده ولده رضي الله عنهما.
وفي كتاب الغيبة عن أبي غانم الخادم قال: ولد لأبي محمد الحسن مولود
فسماه محمدا فعرضه على أصحابه يوم الثالث وقال: هذا إمامكم من بعدي
وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد عليه الأعناق بالانتظار، فإذا امتلأت
الأرض جورا وظلما خرج فملأها قسطا وعدلا.
وفي هذا الكتاب عن جعفر بن مالك قال، معاوية بن حكيم ومحمد بن
أيوب ومحمد بن عثمان: إن أبا محمد الحسن عرض ولده علينا ونحن في منزله
وكنا أربعين رجلا، فقال: هذا إمامكم من بعدي وخليفتي عليكم أطيعوه ولا
تتفرقوا من بعدي فتلهكوا في أديانكم، أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا.
عن حمدان القلانسي قال: قلت لمحمد بن عثمان العمري: مضى أبو محمد؟
فقال لي: قد مضى ولكن قد خلف فينا من رقبتنا في بيعته.

641
وعن عمر الأهوازي قال: أراني أبو محمد ابنه رضي الله عنهما وقال: هذا
إمامكم من بعدي.
وعن الخادم الفارسي قال: كنت بباب الدار خرجت جارية من البيت
ومعها شئ مغطى، فقال لها أبو محمد: اكشفي عما معك، فكشفت فإذا غلام
أبيض حسن الوجه، فقال: هذا إمامكم من بعدي. فما رأيته بعد ذلك.
وعن محمد بن إسماعيل بن موسى الكاظم رضي الله عنهم وكان أسن بني
الكاظم، قال: رأيت ولد أبي محمد الحسن العسكري وهو غلام.
وعن أبي علي بن مطهر قال: رأيت ولد أبي محمد وله قدر جليل.
وعن كامل بن إبراهيم المدني قال: دخلت على أبي محمد الحسن وعلى
باب البيت ستر، فجاءت الريح فكشفت طرف الستر فإذا غلام كأنه القمر،
فقال أبو محمد: يا كامل قد أنبئتك بحاجتك هذا الحجة من بعدي.
وعن إبراهيم بن إدريس قال: رأيت المهدي بعد أن مضى أبو محمد رضي
الله عنهما غلاما حين أيفع وقبلت يديه ورأسه الشريف.
وعن يعقوب بن منفوس قال: دخلت على أبي محمد الحسن العسكري
وعلى باب بيته ستر مسبل، فقلت له: يا سيدي من صاحب هذا الأمر بعدك؟ فقال:
ارفع الستر، فرفعته فخرج غلام فجلس على فخذ أبي محمد رضي الله عنهما، وقال
لي أبو محمد: هذا إمامكم من بعدي. ثم قال: يا بني أدخل البيت، فدخل البيت
وأنا أنظر إليه، ثم قال: يا يعقوب أنظر في البيت، فدخلته فما رأيت أحدا.
وعن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر بن قنبر الكبير قال: خرج
صاحب الزمان على عمه جعفر الذي تعرض في مال أبي محمد، وقال: يا عم ما لك
تتعرض في حقوقي. فتحير عمه جعفر وبهت ثم غاب، ولما ماتت أم الحسن
جدة صاحب الزمان وهي أوصت أن يدفنوها في الدار فنازع وقال: هي داري.

642
وخرج صاحب الزمان فقال: يا عم ما دارك هي ثم غاب.
وعن أبي الأديان قال: كنت أخدم أبا محمد الحسن العسكري وأبلغ كتبه
إلى الأمصار، فكتب كتبا وقال لي: انطلق بها إلى المدائن فإنك تغيب خمسة
عشر يوما وتدخل سامراء يوم الخامس عشر وتسمع الناعية في داري وتجدني
على المغتسل. فقلت: يا سيدي من هو القائم بعدك؟ قال: من طالبك بأجوبة
كتبي فهو القائم من بعدي. فقلت: زدني. قال: من يصلي علي فهو القائم من
بعدي. فقلت: زدني. قال: من أخبر ما في الهميان فهو القائم من بعدي، ثم
منعتني هيبته عن السؤال وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت أجوبتها فدخلت
سامراء يوم الخامس عشر وسمعت الناعية في داره وهو على المغتسل ثم كفن،
فلما هم أخوه جعفر أن يصلي عليه ظهر صبي فجذب رداء جعفر وقال: يا عم
تأخر فأنا أحق بالصلاة على أبي. فتقدم الصبي فصلى عليه ثم قال: يا أبا الأديان
هات أجوبة الكتب التي كانت معك، فدفعتها إليه فقلت في نفسي: هذه اثنتان
بقي الهميان.
قال: فبينا نحن جلوس إذ قدم نفر من قم وقالوا: إن معنا كتبا وما لا فسألنا جعفر
عن أصحاب الكتب وكم المال، قال: لا أعلم الغيب، فخرج الخادم وقال:
إن صاحب الزمان وجهني إليكم أن أرباب الكتب فلان وفلان وفلان وما في
الهميان ألف دينار وعشرة دنانير مطلية، فدفعوا إليه الكتب والمال.
وعن علي بن سنان الموصلي عن أبيه قال: لما قبض سيدنا أبو محمد جاء
وقد من قم بالأموال، فقال جعفر: احملوها إلي. فقالوا: كنا إذا وردنا بالمال
على أبي محمد يقول جملة المال كذا وكذا دينارا من عند فلان وفلان. فقال جعفر:
هذا علم الغيب لا يعلمه إلا الله. فشكى جعفر إلى الخليفة وكان بسامراء فقال
الخليفة للوفد: احملوا هذا المال إلى جعفر. فقالوا: يا أمير المؤمنين أن يكن

643
جعفر صاحب الأمر فليبين لنا ما بين أخوه الإمام وإلا رددناه إلى أصحابه.
فقال الخليفة: هؤلاء القوم رسل وما على الرسل إلا البلاغ. فلما خرجوا بالمال
من البلد خرج إليهم غلام فصاح: يا فلان بن فلان ويا فلان بن فلان أجيبوا
مولاكم فسيروا إليه. قالوا: فسرنا معه حتى دخلنا دار مولانا أبي محمد الحسن فإذا
ولده قاعد على سرير كأنه القمر عليه ثياب خضر، فقال: جملة المال كذا وكذا
دينارا، حمل فلان كذا من فلان بن فلان وحمل فلان بن فلان من فلان بن فلان،
حتى وصف رحالنا ودوابنا، ثم أمرنا مولانا أن لا نحمل إلى سامراء من بعد
شيئا، ونصب لنا ببغداد رجلا نحمل إليه الأموال وتخرج من عنده التوقيعات.
فانصرفنا من عند مولانا ونحمل الأموال إلى بغداد إلى النائب المنصوب الذي
يخرج من عنده أوامره ونواهيه.
وعن الحسين بن حمدان المخصيبي، عن هارون بن مسلم وسعدان البصري
ومحمد بن أحمد البغدادي وأحمد بن إسحاق وسهل بن زياد وعبد الله بن جعفر،
جميعا سمعوا عدة من المشايخ الثقات الذين كانوا مجاورين للإمامين سيدنا
علي الهادي وأبي محمد الحسن العسكري، قالوا: سمعناهما يقولان: إن الله
تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق الإمام أنزل قطرة من ماء الجنة في ماء المزن
فتسقط في ثمار الأرض وبقلتها فيأكلها أبو الإمام وتكونت نطفته منها، فإذا
استقرت النطفة في الرحم فيمضي لها أربعة أشهر يسمع الصوت وكتب على
عضده " وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم "،
فإذا ولد قام بأمر الله ورفع له عمود من نور ينظر منه الخلائق وأعمالهم
وسرائرهم، والعمود نصبت بين عينيه حيث تولى ونظر. وقالوا: قال أبو محمد
الحسن العسكري قصة هبة عمته نرجس له نحو ما تقدم.

644
ومنهم العلامة المولوي محمد مبين الهندي الفرنگي محلى الحنفي
ابن المولوي محب الله السهالوي المتوفى سنة 1225 في كتابه " وسيلة
النجاة " (ص 419 ط گلشن فيض الكائنة في لكهنو) قال:
در روايت است كه شخصي گفته كه معتضد مرا با دو كس ديگر طلبيد
وگفت حسن بن علي در سر من رأى وفات يافت زود برويد ودر خانه ويرا
فرو گيريد وهر كه در خانه وى ببيند سر ويرا بمن آريد.
راوي ميگويد كه رفتم به سراى وى درآمدم منزلي ديدم خوبى وپاكيزگى
گويا كه الحال از عمارت وى فارغ شده بودند ودر آنجا پرده ديديم فرو گذاشته
پرده را برداشتيم سردابى ديديم به آنجا درآمديم دريائى ديديم در أقصى آن
حصيرى بر روى آب انداخته ومردى خوب ترين صورت بر بالاى آن حصير
در نماز ايستاده وبه ما هيچ التفات نكرد.
يكى از آن دو نفر كه با من بود سبقت گرفت وخواست كه پيش وى رود
در آب غرق شد واضطراب كرد تا دست وى گرفتم خلاص گردانيدم، بعد از
آن نفر ديگر خواست كه پيش رود ويرا نيز همان حال پيش آمد وخلاص كردم.
من حيران بماندم پس گفتم اى صاحب خانه از خداى تعالى واز تو عذر
ميخواهم والله من ندانستم كه حال چيست وبه كجا ميآيم از آنچه كردم بخداى
تعالى بازگشتم.
هرچند كه گفتم بمن هيچ التفات نكرد، بازگشتم قصه پيش معتضد گفتم
گفت أين سر را پوشيده داريد والا مى فرمايم كه شما را گردن زنند.
هذا ما في شواهد النبوة. وأين همان مهدى موعود آخر الزمان حجة خدا

645
مسمى بقائم خليفة الرحمان آخر أئمة الاثنا عشر نزد اماميه است ميگويند كه
ولادت شريف آنحضرت در سال دويست وپنجاه وپنجم هجرت واقع شد وبعضى
پنجاه وشش وبعضى پنجاه وهشت نيز گفته اند ومشهور آنست كه روز ولادت
شب جمعه پانزدهم شعبان بوده وبعضى هشتم شعبان نيز گفته اند.

646
قصيدة دعبل الخزاعي
(وإخبار الرضا عن المهدي ونسبة)
رواها القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 12 ص 399 إلى ص 408) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة القندوزي في " ينابيع المودة " (ج 3 ص 115 ط مكتبة
العرفان في بيروت) قال:
أخرج الحمويني الشافعي في فرائد السمطين عن أحمد بن زياد عن دعبل
ابن علي الخزاعي قال: أنشدت قصيدة لمولاي الإمام الرضا رضي الله عنه،
أولها:
مدارس آيات خلت من تلاوة * ومنزل وحي مقفر العرصات
أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات
وقبر ببغداد لنفس زكية * تضمنها الرحمن في الغرفات
قال لي الرضا: ألحق هذين البيتين بقصيدتك. قلت: بلى يا بن رسول الله.

647
فقال:
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * ألحت على الأحشاء بالزفرات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات
قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة عنده، فلما انتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة واقع * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات
بكى الرضا بكاء شديدا، ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانك،
أتعرف من هذا الإمام؟ قلت: لا إلا أني سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض
قسطا وعدل. فقال: إن الإمام بعدي ابني محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد
علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم وهو المنتظر في غيبته المطاع
في ظهوره، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، وأما متى يقوم
فأخبار عن الوقت، لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال: مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة.
وفي المناقب عن سدير الصيرفي قال: دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبوه
بصير وأبان بن تغلب على مولانا أبي عبد الله جعفر الصادق رضي الله عنه، فرأيناه
جالسا على التراب وهو يبكي بكاء شديدا ويقول: سيدي غيبتك نفت رقادي
وسلبت مني راحة فؤادي. قال سدير: تصدعت قلوبنا جزعا فقلنا: لا أبكى
الله يا ابن خير الورى عينيك. فزفر زفرة انتفخ منها جوفه فقال: نظرت في كتاب
الجفر الجامع صبيحة هذا اليوم - وهو الكتاب المشتمل على علم ما كان وما
يكون إلى يوم القيامة وهو الذي خص الله به محمدا والأئمة من بعده صلوات الله
عليه وعليهم - وتأملت فيه مولد قائمنا المهدي وطول غيبته وطول عمره وبلوى
المؤمنين في زمان غيبته وتولد الشكوك في قلوبهم من ابطاء ظهوره وخلعهم

648
ربقة الاسلام عن أعناقهم، قال عز وجل " وكل انسان ألزمناه طائره في عنقه "
يعني ولاية الإمام، فأخذتني الرقة واستولت علي الأحزان.
وقال: قدر أن مولده تقدير مولد موسى، وقدر غيبته تقدير غيبة موسى،
وإبطاءه كإبطاء نوح، وجعل عمر العبد الصالح الخضر دليلا على عمره، أما
مولد موسى عليه السلام فإن فرعون لما وقف على أن زوال ملكه بيد مولود من
بني إسرائيل أمر بقتل كل مولود ذكر من بني إسرائيل حتى قتل نيفا وعشرين ألف
مولود فحفظ الله موسى، وكذلك بنو أمية وبنو العباس وقفوا على أن زوال
الجبابرة على يد القائم منا قصدوا قتله ويأبى الله أن يكشف أمره لواحد من
الظلمة إلا أن يتم نوره.
وأما غيبته كغيبة عيسى عليهما السلام فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه
قتل، فكذبهم الله عز وجل ذكره بقوله " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "
كذلك غيبة القائم فإن الناس استنكرها لطولها، فمن قائل بغير هدى بأنه لم
يولد، وقائل يقول أنه ولد ومات، وقائل يقول أن حادي عشرنا كان عقيما،
وقائل يقول إنه يتعدى إلى ثالث وما عداه، وقائل يقول إن روح القائم ينطق
في هيكل غيره. وكلها باطل.
وأما إبطاؤه كإبطاء نوح عليه السلام فإنه لما استنزل العقوبة على قومه بعث
الله الروح الأمين فقال: يا نبي الله إن الله يقول لك إن هؤلاء خلائقي وعبادي
لست أهلكهم إلا بعد تأكيد الدعوة وإلزام الحجة وإغرس النوى فإن لك الخلاص
إذا أثمرت، فإذا أثمرت قال الله له اغرس النوى واصبر واجتهد، فأخبر ذلك
للذين آمنوا به فارتد منهم ثلاثمائة رجل، ثم إن الله يأمر عند ثمرها، كل مرة
بأن يغرسها مرة أخرى إلى أن غرسها سبع مرات فما زال منهم يرتد إلى أن بقي
بالإيمان نيف وسبعون رجلا، فأوحى الله إليه الآن صفي الحق عن الكدر بارتداد
من كانت طينته خبيثة، فكذلك القائم منا فإنه تمتد غيبته. ثم تلا " حتى إذا

649
استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ".
وأما الخضر ما طول الله عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزل عليه ولا
لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله ولا لأمة يلزم اقتدائهم به ولا لطاعة يفرضها
له، بل طول عمره للاستدلال به على طول عمر القائم عليهما السلام ولينقطع
بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة.
ومنهم العلامة ابن الصباغ المالكي في " الفصول المهمة " (ص 230
ط الغري)
روى عن أبي الصلت قال: قال دعبل رضي الله عنه: لما أنشدت مولاي
الرضا هذه القصيدة وانتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة قائم * يقوم على اسم الله والبركات
يميز فينا كل حق وباطل * ويجزى على النعماء والنقمات
بكى الرضا ثم رفع رأسه وقال: يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك
بهذا البيت، أتدري من هذا الإمام الذي تقول؟ قلت: لا أدري إلا أني سمعت
يا مولاي بخروج إمام منكم يملأ الأرض عدلا. فقال: يا دعبل الإمام بعدي
محمد ابني، وبعده علي ابنه، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة
القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد
لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
ومنهم العلامة الشبراوي الشافعي في " الاتحاف بحب الأشراف "
(ص 61 ط مصطفى الحلبي بمصر)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الفصول المهمة ".

650
جملة من الأحاديث
(المروية في كتب أهل السنة عن النبي " ص ")
(في المهدي عليه السلام) (1)
(نستدركها عمن لم نرو عنه في مجلد المهدي " عج " من مجلدات "
(ملحقات الاحقاق)
الحديث الأول
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 12 ص 122) وإنما ننقل هيهنا عمن
لم ننقل عنهم هناك:



1) قال العلامة الشيخ أبو سعيد الخادمي الحنفي المتوفى بعد سنة 1168
بقليل في " البريقة المحمودية " (ج 1 ص 116 ط مصطفى الحلبي بالقاهرة):
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد
مات ميتة جاهلية.
651
منهم الحافظ عبد العظيم بن القوى المتوفى سنة 656 في
" مختصر سنن أبي داود " (ج 6 ص 60 ط مطبعة المحمدية بالقاهرة) قال:
روي عن سعيد الخدري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
المهدي مني، أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا
وظلما، يملك سبع سنين.
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أبي بكر السخاوي في " استجلاب
ارتقاء الغرف " (النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة العاطف الكائنة في اسلامبول)
روى من طريق أبي داود عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم عن " مختصر
سنن أبي داود " وزاد: وفي لفظ عند أحمد: لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض
ظلما وعدوانا، ثم يخرج من عترتي أو من أهل بيتي من يملأها قسطا وعدلا
كما ملئت ظلما وجورا.
ومنهم العلامة السيد إبراهيم المدني السمهودي في " الإشراف على
فضل الأشراف " (النسخة المصور من المكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب)
روى الحديث عن أبي سعيد بعين ما تقدم عن " مختصر السنن ".
ومنهم الحافظ عبد الرزاق الصنعاني المتوفى سنة 211 المولود سنة
126 في " المصنف " (ص 372) قال:
أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر، عن رجل، عن أبي سعيد
الخدري قال: إن المهدي أقنى أجلى.

652
ومنهم الحافظ السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في جامع الأحاديث
ج 7 ص 320 ط دمشق)
روى من طريق أحمد وغيره عن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله عليه
وسلم: لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي أجلى أقنى يملأ
الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما يكون سبع سنين.
الحديث الثاني
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 171 إلى ص 175) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة محمد علي الأنسي في " الدرر واللآل " (ص 245
ط بيروت)
روى من طريق أحمد عن علي قال: قال رسول الله " ص ": لو لم يبق من
الدهر إلا يوم لبعث الله تعالى رجلا من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت جورا.
ومنهم العلامة أبو داود في " مختصر السنن " (ج 6 ص 159 ط مطبعة
المحمدية بالقاهرة)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الدرر واللآل ".

653
ومنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن
السخاوي في " استجلاب ارتقاء الغرف " (ص 47 النسخة المصورة من مخطوطة
مكتبة عاطف أفندي في اسلامبول)
روى الحديث من طريق أبي داود عن علي بعين ما تقدم عن " الدرر
واللآل ".
ومنهم العلامة السيد إبراهيم السمهودي في " الإشراف على فضل
الأشراف " (ص 63 مخطوط) قال:
ولنعيم بن حماد عن علي رضي الله عنه قال: المهدي يولد بالمدينة من
أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، اسمه اسم نبي ومهاجره بيت المقدس،
كث اللحية أكحل العينين براق الثنايا في وجهه خال أقنى أجلى في كتفه علامة
النبي صلى الله عليه وسلم، يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم من مرطه
لحمله سوداء مرقعة فيها حجرا وحجج، لم تنتشر منذ توفي رسول الله صلى
الله عليه وسلم ولا تنتشر حتى يخرج المهدي ويمد بثلاثة آلاف من الملائكة
يضربون وجوه من خالفه وأدبارهم يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى الأربعين.
الحديث الثالث
ما رواه جماعة من أعلام القوم:

654
منهم العلامة ابن حجر القسطلاني في " المطالب العالية " (ج 4
ص 242 ط الكويت)
روى عن ابن قرة عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لتملأن
الأرض ظلما وجورا، فإذا ملئت ظلما وجورا بعث الله رجلا من أمتي اسمه
اسمي أو اسم نبي، يملأ قسطا وعدلا، فلا تمنع السماء شيئا من قطرها، والأرض
شيئا من نباتها، فيلبث فيهم سبعة أو ثمانية، فإن كثر فتسعة، يعني سنين.
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري
الشافعي في كتابه " أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب ع "
(ص 130) قال:
إن أحاديث المهدي وأنه يأتي في آخر الزمان، وأنه من أهل البيت، من
ذرية فاطمة رضوان الله عليها، صحت عندنا، وأن اسمه اسم النبي صلى الله
عليه وسلم، واسم أبيه اسم أبي النبي صلى الله عليه وسلم، والأصح أنه من ذرية
الحسين بن علي رضي الله عنهما، لنص أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فيما:
أخبرنا به شيخنا المسند، رحلة زمانه عمر بن الحسن الحرمي قراءة عليه،
أخبرنا أبو الحسن البخاري، أخبرنا عمر بن محمد الدارقزي، أخبرنا أبو البدر
الكرخي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، أخبرنا أبو عمر الهاشمي، أخبرنا أبو علي
اللؤلؤي، أخبرنا أبو داود الحافظ، قال: حدثت عن هارون بن المغيرة، حدثنا
عمر بن أبي قيس، عن شعيب بن أبي خالد، عن أبي إسحاق قال: قال علي
عليه السلام ونظر إلى ابنه الحسين فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى
الله عليه وسلم، وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم، يشبه في الخلق

655
ولا يشبه في الخلق. ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلا.
هكذا رواه أبو داود في سننه وسكت عليه.
الحديث الرابع
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 9 ص 387 إلى ص 389 و ج 13
ص 191 إلى 195) وإنما ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب)
روى عن ابن ماجة من طريق إبراهيم النخعي عن علقمة بن مسعود قال:
بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم، فلما
رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه. قال: فقلت ما نزال
نرى في وجهك شيئا نكرهه. فقال: إنا أهل بيت اختار لنا الآخرة على الدنيا، وإن
أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا، حتى يأتي قوم من قبل المشرق
معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه، فيقاتلون فينتصرون، فيعطون ما
سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملؤها
جورا، فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا على الثلج.
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أبي بكر السخاوي في
" استجلاب ارتقاء الغرف " (ص 55 النسخة المصورة من مخطوطة مكتبة العاطف
الكائنة في استامبول)
روى عن إبراهيم النخعي عن علقمة عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن

656
" الإشراف على فضل الأشراف ".
الحديث الخامس
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 180 و 181) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في " الاعتصام بحبل
الاسلام " (ص 245) قال:
أخرج أبو نعيم: ليبعث الله رجلا من عترتي أفرق الثنايا أجلى الجبهة، أي
منحسر الشعر عن جبهته، يملأ الأرض عدلا يفيض المال فيضا.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري المتوفى 1206
في " اتحاف أهل الاسلام " (ص 56 والنسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة
الظاهرية بدمشق)
روى الحديث من طريق أبي نعيم بعين ما تقدم عن " الاعتصام " قال: وورد
أيضا في حليته أنه شاب أكحل العينين أزج الحاجبين أقنى الأنف كث اللحية
على خده الأيمن خال وعلى يده اليمنى خال. وتقدم تفسير غريب ذلك في الكلام
على حليته صلى الله عليه وسلم.
الحديث السادس
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 157 إلى ص 160) وإنما

657
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة محمد علي الأنسي في " الدرر واللآل " (ص 243 ط الاتحاد
في بيروت)
روى من طريق الطبراني عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال:
سيكون
بعدي خلفاء، ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الأمراء ملوك، ومن بعد الملوك
جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا،
ثم يؤمر بعده القحطاني، فوالذي بعثني بالحق ما هو بدونه.
ومنهم العلامة جمال الدين بن مكرم الأنصاري صاحب لسان العرب
في " مختصر تاريخ دمشق " (النسخة مصورة من إحدى مكاتب اسلامبول)
روى الحديث بسنده بعين ما تقدم عن " الدرر واللآل ".
الحديث السابع
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 234 إلى 247 وص 178)
وإنما ننقل ههنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم علامة التاريخ الشيخ أبو يوسف يعقوب بن سفيان البسوي المتوفى
سنة 377 في " المعرفة والتاريخ " (ج 3 ص 187 طبع مطبعة الارشاد ببغداد)
قال:
حدثنا عبيد الله بن موسى قال: أنا زائد عن عاصم عن زر عن عبد الله قال:

658
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لبعث الله رجلا
من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي 1.
ومنهم العلامة محمد علي الأنسي في " الدرر واللآل " (ص 243 ط الاتحاد
في بيروت) قال:
قال النبي صلى الله عليه وآله: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك
اليوم حتى يبعث فيه رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه أسمي واسم أبيه اسم أبي
يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. عن ابن مسعود.
وروى من طريق أحمد عن ابن مسعود قال رسول الله " ص ": لا تذهب
الدنيا ولا تنقضي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
ومنهم العلامة شهردار بن شيرويه الديلمي في " فردوس الأخبار "
(ج 3 ص 83 مخطوط)
روى الحديث عن ابن مسعود بعين ما تقدم أولا عن " الدرر واللآل ".
ومنهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب)
روى من طريق أبي داود والترمذي عن ابن مسعود بعين ما تقدم أولا عن
" الدرر واللآل " 2.



1) تقدم الكلام في اسم أبيه في تعليقة المجلد الثالث عشر (ص 182 إلى
184) فراجع:
2) ولأبي داود في سننه عن علي رضي الله عنه أنه نظر إلى ابنه الحسن
رضي الله عنه وقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم،
وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق.
قال: ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلا.
659
ومنهم العلامة شهردار بن شيرويه الديلمي في " فردوس الأخبار "
(ج 3 ص 83 مخطوط) قال:
أخبرنا الإمام والدي رحمه الله، قال أخبرنا أبو منصور محمد بن محمد بن
عبد العزيز العكبري ببغداد، أخبرنا أبو الحسن بن محمد بن برهان الغزال،
حدثنا أبو الحسين علي بن إبراهيم بن حماد بن إسحاق بن إسماعيل، حدثنا
أحمد بن عبد الله الحنبلي، حدثنا يزيد بن معاوية، عن عاصم، عن الناصح
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله " ص ": لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطول
الله تلك الليلة حتى يلي أمتي رجل من أهل بيتي.
وروى بسنده عن علي قال: قال رسول الله " ص ": لو لم يبق من الدنيا إلا
يوم لبعث الله فيه رجلا من عترتي يواطئ اسمه اسمي، براق الجبين يفتح
القسطنطنية وجبل الديلم.
وروى بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله " ص ": لو لم يبق من الدنيا
إلا يوم لبعث الله عز وجل رجلا منا يملأها عدلا كما ملئت جورا.
ومنهم العلامة عبد الله بن محمد المعروف بابن الشيخ في " طبقات
المحدثين " (مخطوط)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " المعرفة والتاريخ ".

660
ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في
جامع الأحاديث ج 7 ص 167 ط دمشق)
روى من طريق الترمذي عن ابن مسعود وأبي هريرة قال: قال النبي " ص ":
يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول
الله ذلك اليوم حتى يلي.
وروى من طريق أحمد عن ابن مسعود قال: قال النبي " ص ": لا تقوم الساعة
حتى يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي.
وفي (ج 8 ص 173 ط دمشق):
روى من طريق الطبراني والخطيب عن ابن مسعود قال: قال النبي " ص ":
يملك الناس رجل من أهل بيتي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض
قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
وفي (ج 7 ص 264):
روى الحديث من طريق أحمد وأبي داود والترمذي والطبراني عن ابن
مسعود بعين ما تقدم ثانيا عن " الدرر واللآل "، لكنه زاد بعد كلمة يملك: العرب
وفي (ج 8 ص 81):
روى من طريق الطبراني عن ابن مسعود قال: قال النبي " ص ": يخرج
رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي فيملأها عدلا وقسطا كما
ملئت ظلما وجورا.

661
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد
ابن أبي بكر السخاوي الشافعي المتوفى سنة 902 " في استجلاب ارتقاء
الغرف بحب أقرباء الرسول " (والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي
الكائنة في اسلامبول)
روى الحديث من طريق أبي داود عن ابن مسعود بعين ما تقدم عن " الدرر
واللآل "، لكنه زاد قال: رجلا مني أو من أهل بيتي.
ومنهم الحافظ الشيخ أبو بكر محمد بن عبد الله البغدادي في " روضة
افهام ذوي الألباب " (ص 34 نسخة مكتبة إيرلندة) قال:
وفي الأحاديث عن النبي " ص ": المهدي من عترتي يواطئ اسمه اسمي
واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
ومنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في " الفائق
من اللفظ الرائق " (ط 57 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب إيرلنده)
روى قال رسول الله " ص ": يخرج راية من قبل المشرق فيدفع إلى رجل
من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا هو المهدي.
الحديث الثامن
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 151 إلى 153) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

662
منهم الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في " المصنف " (ج 11 ص 371
ط بيروت) قال:
أخبرنا عبد الرزاق، قال أخبرنا معمر، عن أبي هارون، عن معاوية بن قرة،
عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: ذكر رسول الله صلى
الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة حتى لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم،
فيبعث الله رجلا من عترتي من أهل بيتي فيملأ به الأرض قسطا كما ملئت ظلما
وجورا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدع السماء من قطرها
شيئا إلا صبته مدرارا، ولا تدع الأرض من مائها شيئا إلا أخرجته، حتى تتمنى
الاحياء الأموات يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين.
ومنهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب) قال:
قال صلى الله عليه وسلم: يحل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من
سلطانهم لم يسمع ببلاء أشد منه، حتى لا يجد الرجل ملجأ، فيبعث الله رجلا
من عترتي أهل بيتي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، يحبه ساكن
السماء وساكن الأرض، وترسل السماء قطرها وتخرج الأرض نباتها لا تمسك
منه شيئا، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع، يتمنى الاحياء الأموات بما
صنع الله بأهل الأرض من خيره.
ومنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في
جامع الأحاديث ج 8 ص 181 ط دمشق)
روى من طريق الحاكم في " المستدرك " قال: قال النبي صلى الله عليه

663
وسلم: ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم حتى تضيق الأرض
عنهم، فيبعث الله رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما
وجورا، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدخر الأرض شيئا من
بذرها إلا أخرجته ولا السماء شيئا من قطرها إلا صبته، يعيش فيهم سبع سنين
أو ثمان أو تسع.
ومنهم العلامة الشيخ الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي في
" استجلاب ارتقاء الغرف " (ص 47 النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي
في استامبول)
روى الحديث عن الحاكم في صحيحه بعين ما تقدم عن " الإشراف "
لكنه ذكر بدل كلمة يحل " ينزل ".
الحديث التاسع
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 161 إلى 165) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ أحمد التابعي المصري في " الاعتصام بحبل
الاسلام " (ص 245)
روى من طريق الروياني والطبراني وغيرهما أنه قال رسول الله " ص ":
المهدي من ولدي وجهه كالكوكب الدري، اللون لون عربي والجسم جسم
إسرائيلي - أي طويل - يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يرضى لخلافته أهل
السماء وأهل الأرض. وأحاديثه بلغت مبلغ التواتر المعنوي.

664
ومنهم العلامة محمد علي الأنسي في " الدرر واللآل " (ص 243 ط الاتحاد
في بيروت)
روى شطرا من الحديث، وهو قوله " المهدي رجل من ولدي، وجهه
كالكوكب الدري ".
ومنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن
محمد بن أبي بكر السخاوي الشافعي المتوفى سنة 902 في " استجلاب
ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول " (ص 47 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة
عاطف أفندي الكائنة في اسلامبول) قال:
روى الروياني وكذا الطبراني وعنه أبو نعيم ومن طريقهما الديلمي في مسنده
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهم قال: قال رسول الله " ص ": المهدي رجل
من ولدي وجهه كالكوكب الدري، اللون لون عربي والجسم جسم إسرائيلي،
يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يرضى بخلافته أهل السماء وأهل الأرض
والطير في الجو، يملك عشرين سنة.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في " اتحاف
الاسلام " (ص 56 النسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)
روى الحديث من طريق الروياني والطبراني وغيرهما بعين ما تقدم عن
" الاستجلاب " لكنه أسقط قوله: والطير - الخ.
ومنهم العلامة نعمان بن أبي عبد الله التميمي في " المناقب والمثالب "
(ص 442 النسخة مصورة من المكتبة الملية الكائنة في لندن)

665
الحديث العاشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 9 ص 247 إلى ص 250) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد إبراهيم المدني السمهودي في " الأشراف " (نسخة
مكتبة الظاهرية بدمشق)
روى عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس
ابن مالك رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
نحن ولد عبد المطلب سادات أهل الجنة أنا وحمزة والعباس وعلي وجعفر والحسن
والحسين والمهدي رضي الله عنهم أجمعين. أخرجه ابن ماجة. إنتهى.
ومنهم العلامة الشيخ الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي في
" استجلاب ارتقاء الغرف " (ص 47 النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي
الكائنة في استامبول)
روى الحديث من طريق ابن ماجة عن عكرمة عن إسحاق عن أنس بن مالك
بعين ما تقدم عن " الإشراف ".
الحديث الحادي عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 323) وإنما ننقل هيهنا عمن
لم ننقل عنهم هناك:

666
منهم العلامة ابن قتيبة في " غريب الحديث " (ج 2 ص 117 ط بغداد)
قال:
قال أبو محمد في حديث علي رضي الله عنه أنه ذكر المهدي من ولد الحسن 1)
فقال: رجل أجلى الجبين، أقنى الأنف، ضخم البطن، أزيل الفخذين، أفلج
الثنايا، بفخذه اليمنى شامة.
الحديث الثاني عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم (في ج 13 ص 128 إلى ص 131) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية)
روى من طريق الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: المهدي منا
يختم الدين بنا كما فتح بنا.
ومنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن
السخاوي في " استجلاب ارتقاء الغرف " (النسخة المصورة من مخطوطة مكتبة
عاطف أفندي في اسلامبول) قال:
روى من طريق الطبراني عن علي قال: قال رسول الله " ص ": المهدي
منا يختم الدين بنا كما فتح بنا.



1) وفي سائر الكتب المروية فيها هذا الحديث " من ولد الحسين ".
667
ومنهم العلامة القاضي نعمان بن أبي عبد الله التميمي المالكي في
" المناقب والمثالب " (النسخة مصورة من المكتبة الملية الكائنة في لندن) قال:
قال علي صلوات الله عليه ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله المهدي فقلت:
منا هو يا رسول الله أو من غيرنا؟ قال: بل منا أهل البيت بنا يختم الدين كما
فتح بنا...
الحديث الثالث عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 119) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب) قال:
أحمد وابن ماجة وغيرهما عن علي رضي الله عنه رفعه: المهدي منا أهل
البيت يصلحه الله في ليلة.
وقال نعيم بن حماد عن علي رضي الله عنه قال: المهدي يولد بالمدينة
من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، اسمه اسم النبي ومهاجره بيت المقدس،
كث اللحية أكحل العينين براق الثنايا، في وجهه خال أقنى أجلى في كتفه علامة
النبي صلى الله عليه وسلم يخرج براية النبي صلى الله عليه وسلم من مرط معلمة
سوداء مربعة فيها حجر، لم تنتشر منذ توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا
تنتشر حتى يخرج المهدي، ويمد بثلاثة آلاف من الملائكة، يضربون وجوه
من خالفه وأدبارهم، يبعث وهو ما بين الثلاثين إلى أربعين.

668
ومنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن
السخاوي في " استجلاب ارتقاء الغرف " (نسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف
أفندي في اسلامبول) قال:
لأحمد وابن ماجة وغيرهما عن علي رضي الله عنه رفعه: المهدي منا أهل
البيت يصلحه الله في ليلة.
ومنهم العلامة القاضي نعمان بن أبي عبد الله التميمي المالكي في
" المناقب والمثالب " (ص 442 النسخة مصور من المكتبة الملية الكائنة في لندن)
قال النبي صلى الله عليه وآله: المهدي منا أهل البيت يصلح الله عز وجل
له أمره كله في ليلة واحدة.
ومنهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (ص 63 النسخة المصورة من المكتبة الظاهرية بدمشق)
قال:
لأحمد وابن ماجة وغيرهما عن علي رضي الله عنه رفعه: المهدي منا أهل
البيت يصلحه الله في ليلة.
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري
الشافعي في " أسنى المطالب في مناقب سيدنا علي بن أبي طالب عليه
السلام " (ص 129)
ومما رويناه من طريق إبراهيم بن محمد بن الحنفية:
ما أخبرناه محمد بن أحمد، أخبرنا علي، أخبرنا حنبل، أخبرنا هبة الله،

669
أخبرنا الحسن، أخبرنا أبو بكر، حدثنا عبد الله، حدثني أبي أحمد، حدثنا
الفضل بن دكين، حدثنا ياسين العجلي، عن إبراهيم بن محمد بن الحنفية
عن أبيه محمد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة.
ونقله في الحاشية عن صحيح الترمذي 2: 36 بسنده عن عاصم بن بهدلة
عن رز عن عبد الله. حلية الأولياء 5: 75. مسند أحمد بن حنبل 1: 376.
تاريخ بغداد 4: 388. كنز العمال 7: 188 وفيه: أخرجه الطبراني عن ابن
مسعود. ذخائر العقبى: 136. مستدرك الصحيحين 4: 557. أسد الغابة
1: 259. الاستيعاب 1: 85. كنوز الحقائق: 152. تهذيب التهذيب 11: 172.
ومنهم العلامة الشيخ المقرئ شمس الدين محمد بن محمد الجزري
الدمشقي الشافعي في " أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب "
(ص 163 ط بيروت)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " أسنى المطالب " سندا ومتنا.
الحديث الرابع عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 98 إلى 106) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الحافظ المنذري في " مختصر سنن أبي داود " (ج 6
ص 159 ط مطبعة المحمدية بالقاهرة)
روى من طريق ابن ماجة عن سعيد بن المسيب عن أم سلمة رضي الله عنها

670
قالت: سمعت رسول الله " ص " يقول: المهدي من عترتي من فاطمة 1.
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في " سير أعلام
النبلاء " (ج 1 ص 66 ط بيروت) قال:
قرأت على عبد الحافظ بن بدران، أخبرنا عبد الله بن قدامة الفقيه سنة خمس
عشرة، أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا أبو الفضل بن خيرون، أخبرنا
الحسن بن أحمد، أخبرنا أبو سهل بن زياد، حدثنا أبو جعفر محمد بن غالب،
حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني، حدثنا أبو المليح، عن زياد بن بيان،
عن علي بن نفيل، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة، عن النبي صلى الله
عليه وسلم: قال: المهدي من ولد فاطمة رضي الله عنها.
ومنهم العلامة أبو البركات عبد المحسن بن عثمان الحنفي في " الفائق
من اللفظ الرائق " (ص 15 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب إيرلنده) قال:
قال النبي " ص ": المهدي من ولد فاطمة، المهدي من ولدي يملأها عدلا
كما ملئت جورا.



1) قال العلامة الشيخ المقرئ شمس الدين محمد بن محمد بن محمد
الجزري الدمشقي الشافعي المتوفى سنة 833 في " أسمى المناقب في تهذيب
أسنى المطالب " (ص 168 ط بيروت) قال:
أخبرنا به شيخنا المسند رحلة زمانه عمر بن الحسن الرقي قراءة عليه قال
أنبأنا أبو الحسن ابن البخاري، أنبأنا عمر بن محمد الدارقزي، أنبأنا أبو البدر
الكرخي، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا أبو عمر الهاشمي، أنبأنا أبو علي اللؤلؤي،
أنبأنا أبو داود الحافظ، قال حدثت عن هارون بن المغيرة، قال حدثنا عمر بن
أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق قال: قال علي عليه السلام -
ونظر إلى ابنه الحسين فقال: إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلى الله عليه وسلم،
وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق.
ثم ذكر قصة يملأ الأرض عدلا.
هكذا: رواه أبو داود في سننه وسكت عليه.
671
ومنهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب)
روى عن أم سلمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: المهدي من
عترتي من ولد فاطمة رضي الله عنها.
أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة والبيهقي وآخرون، وفي لفظ لابن
المناوي في الملاحم عنها قالت: ذكرت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
المهدي فقال: نعم هو حق، وهو من ولد فاطمة رضي الله عنها 1).
ومنهم العلامة السخاوي في " استجلاب ارتقاء الغرف " (ص 47
نسخة مكتبة عاطف أفندي في اسلامبول) قال:
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله " ص " يقول: المهدي



1) وروى حديث قتادة قال: قلت لسعيد بن المسيب: أحق المهدي؟ قال:
نعم هو خلق. قلت: ممن هو؟ قال: من قريش. قلت: من أي قريش؟ قال:
من بني هاشم. قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من ولد عبد المطلب. قلت:
من أي ولد عبد المطلب؟ قال: من أولاد فاطمة. قلت: من أي ولد فاطمة؟
قال: حسبك الآن.
672
من عترتي من ولد فاطمة رضي الله عنها. أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجة
والبيهقي.
وفي لفظ لابن المنادي في الملاحم عنها قالت: ذكرت عند رسول الله " ص "
المهدي فقال: نعم هو حق وهو من ولد فاطمة.
الحديث الخامس عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 205 إلى ص 207) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب) قال:
وفي سند الحارث بن أبي أمامة بسند جيد عن جابر رضي الله عنه مرفوعا:
ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدي: تعال صل بنا. فيقول: إن بعضكم
أئمة بعض تكرمة الله هذه الأمة.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في " اتحاف
الاسلام " (ص 56 النسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)
وصح مرفوعا: ينزل عيسى بن مريم. فذكر بعين ما تقدم عن " الإشراف ".

673
الحديث السادس عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 395 إلى 397) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ محمد بن إسماعيل البخاري في " صحيحه " (ج 4
ص 205 ط دار إحياء التراث العربي في بيروت، كتاب بدء الخلق - باب واذكر في
الكتاب مريم) قال:
حدثنا ابن بكير، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن نافع
مولى أبي قتادة الأنصاري أن أبا هريرة قال: قال رسول الله " ص ": كيف أنتم
إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم.
الحديث السابع عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 272 إلى 276) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب)
روى من طريق أحمد في مسنده عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعا: إذا رأيتم
الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا على الثلج، فإن فيها
خليفة الله المهدي.

674
ومنهم العلامة الشيخ علي بن أحمد بن محمد البنا الدمياطي في
" الذخائر المهمات " (ص 37 ط حلب)
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الإشراف ".
الحديث الثامن عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 281 إلى ص 284) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن الهمام اليماني الصنعاني المتوفى
سنة 211 المولود سنة 126 في كتابه " المصنف " (ج 11 ص 371 طبع
بيروت) قال:
أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه
وسلم قال: يكون اختلاف عند موت خليفة، فيخرج رجل من المدينة فنأتي مكة
فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام، فيبعث إليه
جيش من الشام حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيأتيه عصائب العراق وأبدال
الشام فيبايعونه فيستخرج الكنوز ويقسم المال ويلقى الاسلام بجرانه إلى الأرض
يعيش في ذلك سبع سنين، أو قال تسع سنين.
ومنهم العلامة الحافظ المنذري في " مختصر سنن أبي داود " (ج 6
ص 161 ط المحمدية بالقاهرة)
روى الحديث عن أم سلمة بعين ما تقدم عن " الرصف " وفي آخره: فليلبث

675
سبع سنين.
الحديث التاسع عشر
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 208 إلى ص 211) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة السيد إبراهيم الحسني المدني السمهودي في " الإشراف
على فضل الأشراف " (نسخة مكتبة الظاهرية بدمشق أو الأحمدية بحلب) قال:
وعن حذيفة: يلتفت المهدي وقد نزل عيسى بن مريم عليه السلام كأنما يقطر
من شعره الماء، فيقول المهدي: تقدم صل بالناس. فيقول عيسى: إنما أقيمت
الصلاة لك، فيصلي خلف رجل من ولدي. وذكر باقي الحديث. أخرجه
الطبراني، وفي صحيح ابن حبان من حديث عقبة عامر في أمامة المهدي نحوه.
ومنهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن
السخاوي في " استجلاب ارتقاء الغرف " (ص 47 نسخة مكتبة عاطف أفندي في
استانبول)
روى من طريق الطبراني عن حذيفة بعين ما تقدم عن " الإشراف ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في " اتحاف
أهل الاسلام " (ص 56 النسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)
روى الحديث من طريق الطبراني بعين ما تقدم عن " الإشراف ".

676
الحديث العشرون
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة القاضي نعمان بن أبي عبد الله التميمي في " المناقب
والمثالب " (ص 442 النسخة مصورة من المكتبة الملية الكائنة في لندن) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يخرج المهدي من المغرب، وفيه
علامة بين كتفيه شامة وفي ساقه شامة.
الحديث الحادي والعشرون
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة القاضي نعمان بن أبي عبد الله التميمي في " المناقب
والمثالب " (ص 442 النسخة مصورة من المكتبة الملية الكائنة في لندن) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا ظهر المهدي في أمتي أخرجت
الأرض زهرتها وأمطرت السماء مطرها.
الحديث الثاني والعشرون
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 146 إلى ص 150) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:

677
منهم العلامة السيوطي في " زوائد الجامع الصغير " (كما في جامع
الأحاديث ج 1 ص 34 ط دمشق).
روى من طريق أحمد والباوردي عن أبي سعيد قال: قال النبي صلى الله
عليه وسلم: أبشروا بالمهدي رجل من قريش من عترتي يخرج في اختلاف من
الناس وزلزال فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ويرضى عنه
ساكن السماء وساكن الأرض ويقسم المال صحاحا بالسوية ويملأ قلوب أمة
محمد غني ويسعهم عدله، حتى أنه يأمر مناديا فينادي: من له حاجة إلي؟ فما
يأتيه إلا رجل واحد يأتيه فيسأله فيقول: ائت السادن حتى يعطيك، فيأتيه فيقول:
أنا رسول المهدي إليك لتعطيني مالا. فيقول: احث، فيحثي ولا يستطيع أن
يحمله، فيلقي حتى يكون قدر ما يستطيع أن يحمله، فيخرج به فيندم فيقول:
أنا كنت أجشع أمة محمد صلى الله عليه وسلم نفسا، كلهم دعي إلى هذا المال
فتركه غيري، فيرد عليه فيقول: إنا لا نقبل شيئا أعطيناه، فيلبث في ذلك ستا
أو سبعا أو ثمانيا أو تسع سنين ولا خير في الحياة بعده.
ومنهم العلامة المذكور في " الجامع الكبير " (كما في جامع الأحاديث ج 8
ص 79 ط دمشق).
روى من طريق أحمد عن أبي سعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يخرج
المهدي في أمتي خمسا أو سبعا أو تسعا، ثم ترسل السماء عليهم مدرارا، ولا
تدخر الأرض من نباتها شيئا، ويكون المال كدوسا يجئ الرجل إليه فيقول:
يا مهدي أعطني، فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمل.

678
ومنهم العلامة المناوي في " الجامع الأزهر " (كما في جامع الأحاديث
ج 8 ص 223 ط دمشق).
روى الحديث بعين ما تقدم عن " الزوائد ".
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في " اتحاف
أهل الاسلام " (ص 56 النسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)
روى الحديث من طريق أحمد والباوردي بعين ما تقدم عن " الزوائد ".
الحديث الثالث والعشرون
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 128 إلى ص 131) وإنما
ننقل هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة القاضي نعمان بن أبي عبد الله التميمي المالكي في
" المناقب والمثالب " (النسخة مصورة من المكتبة الملية الكائنة في لندن).
قال النبي صلى الله عليه وآله: أبشروا بالمهدي من ولد فاطمة، يظهر من
جهة المغرب فيملأ الأرض عدلا. فقيل: يا رسول الله ومتى يكون ذلك؟ فقال:
إذا ارتشى القضاة وفجرت الأمة وهو الفريد الغريب. قيل: وكيف ذلك يا رسول
الله؟ قال: ينفرد من أهله ويتغرب عن وطنه.

679
الحديث الرابع والعشرون
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 109 و 110) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن
السخاوي في " استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول " (ص 47
النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي الكائنة في استامبول).
روى من طريق الطبراني في الأوسط عن عباية بن ربعي عن أبي أيوب
الأنصاري " رض " قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: نبينا خير
الأنبياء وهو أبوك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة، ومنا من له جناحان
يطير بهما في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة وهما
ابناك، ومنا المهدي.
الحديث الخامس والعشرون
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 215 و 216) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في جامع
الأحاديث ج 8 ص 77 ط دمشق):
روى من طريق الحاكم عن أبي سعيد وابن عباس قال النبي صلى الله عليه

680
وسلم: يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها،
ويعطي المال صحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، يعيش سبعا أو ثمانيا.
الحديث السادس والعشرون
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم الشيخ الحافظ شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي
في " استجلاب ارتقاء الغرف " (نسخة مصورة من مخطوطة مكتبة عاطف أفندي في
استامبول)
روى عن نعيم بن حماد عن علي رضي الله عنه قال: المهدي مولده بالمدينة
من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، اسمه اسم نبي ومهاجره بيت المقدس
كث اللحية أكحل العينين براق الثنايا في وجهه خال أقنى أجلى في كتفه علامة.
الحديث السابع والعشرون
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 137 و 138) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " الجامع الكبير " (كما في
جامع الأحاديث ج 7 ص 320 ط دمشق)
روى عن ابن خزيمة وأبي سعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقوم

681
الساعة حتى تمتلئ الأرض ظلما وعدوانا، ثم يخرج رجل من عترتي فيملؤها
قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وعدوانا.
الحديث الثامن والعشرون
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 200 إلى 203) وإنما ننقل
هيهنا عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم العلامة أبو القاسم علي بن الحسن الشهير بابن عساكر الدمشقي
في " تاريخ مدينة دمشق " (ج 1 النسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جامع السلطان
أحمد الثالث في اسلامبول) قال:
أحمد بن محمد بن عبيد الله أبو بكر، حدث عن أبي الطيب طاهر بن علي
الطبراني، روى عنه أبو الحسين بن الظفرة كتب إلي أبو طالب الحسين بن محمد
ابن علي الزينبي، وحدثنا أبو طالب إبراهيم بن الحسن، أخبرنا القاضي أبو القاسم
علي بن المحسن بن علي التنوخي، حدثنا أبو الحسين محمد بن الظفر بن موسى
الحافظ من لفظه، حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبيد الله الدمشقي، أخبرني
طاهر بن علي، حدثنا علي بن هاشم، حدثنا ابن الهيثم، حدثنا محمد بن إبراهيم
أن أمير المؤمنين أبا جعفر حدثه عن أبيه عن ابن عباس إن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال: كيف هلك أمة أنا أولها وعيسى في آخرها والمهدي من أهل
بيتي في وسطها.
ومنهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في " اتحاف
أهل الاسلام " (ص 56 والنسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق)
روى الحديث عن ابن عباس بعين ما تقدم عن " تاريخ دمشق ".

682
ومنهم العلامة شيرويه بن شهردار الديلمي الحنفي في " الفردوس "
(ص 44 مخطوط) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تهلك أمة أنا في أولها والمسيح
في آخرها والمهدي من أهل بيتي في وسطها.
أخبرناه أحمد بن خلف إجازة، قال أخبرنا الحاكم، حدثنا العنزي، حدثنا
محمد بن عمير بن هشام إجازة، قال: قرأت على حسن بن جرير الصوري،
عن علي بن هاشم، حدثنا خالد بن يزيد، حدثنا محمد بن إبراهيم أن أمير المؤمنين
المهدي حدثه عن أبيه عن جده عن ابن عباس قال: قال رسول الله " ص ".
الحديث.
الحديث التاسع والعشرون
ما رواه جماعة من أعلام القوم:
منهم العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري في " اتحاف
أهل الاسلام " (ص 85 النسخة مصورة من المخطوطة الكائنة بمكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
وجاء في روايات أنه عند ظهوره ينادي فوق رأسه ملك: هذا المهدي
خليفة الله فاتبعوه، فقد عن له الناس ويشربون حبه، وأنه يملك الأرض شرقها
وغربها، وأن الذين يبايعونه أولا بين الركن والمقام بعدد أهل بدر، ثم يأنيه
أبدال الشام ونجباء مصر وعصائب أهل المشرق وأشباههم، ويبعث الله إليه جيشا
من خراسان برايات سود ثم يتوجه إلى الشام.

683
الحديث الثلاثون
ما رواه القوم وتقدم النقل عنهم في (ج 13 ص 381) وإنما ننقل هيهنا
عمن لم ننقل عنهم هناك:
منهم الحافظ أبو بكر عبد الرزاق بن همام اليماني الصنعاني في
" المصنف " (ج 11 ص 373 ط بيروت) قال:
أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن طاوس، عن علي بن عبد الله بن
عباس قال: لا يخرج المهدي حتى تطلع مع الشمس آية.
............

684
أنموذج من كلمات علماء أهل السنة في المهدي عليه السلام
غير ما تقدم في بيان نسبه وولادته
قال العلامة القندوزي في " ينابيع المودة " (ج 3 ص 138 ط العرفان
في صيدا)
(الباب السادس والثمانون)
(في إيراد أقوال ممن صرح من علماء الحروف)
(المحدثين أن المهدي الموعود ولد الإمام)
(الحسن العسكري رضي الله عنهما)
قال الشيخ الجليل العالم الكامل بأسرار الحروف كمال الدين أبو سالم محمد
ابن طلحة بن محمد بن الحسن الحلبي الشافعي قدس الله سره في كتابه " مطالب
السؤول في مناقب آل الرسول ": المهدي هو ابن أبي محمد الحسن العسكري
ومولده بسامراء. وهكذا ذكر أيضا في كتابه " الدر المنظم " كما تقدم.
وقال الشيخ الكبير الكامل بأسرار الحروف صلاح الدين الصفدي في " شرح

685
الدائرة " أن المهدي الموعود هو الإمام الثاني عشر من الأئمة: أولهم سيدنا
علي وآخرهم المهدي رضي الله عنهم ونفعنا الله بهم.
وقال الشيخ المحدث الفقيه أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي
الشافعي رحمه الله في كتابه " البيان في أخبار صاحب الزمان " في آخر الباب
العشرين وهو آخر الأبواب: أن المهدي ولد الحسن العسكري، فهو حي موجود
باق منذ غيبته إلى الآن، ولا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسى والخضر والياس
عليهم السلام.
وقال الشيخ المحدث الفقيه محمد بن إبراهيم الجويني الحمويني الشافعي
في كتابه " فرائد السمطين " عن دعبل الخزاعي عن علي الرضا بن موسى الكاظم
قال: إن الإمام من بعدي ابني الجواد التقي، ثم الإمام من بعده ابنه علي الهادي
النقي، ثم الإمام من بعده ابنه الحسن العسكري، ثم الإمام من بعده ابنه محمد
الحجة المهدي المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، كما تقدم في الباب الثمانين.
وأما شيخ المشايخ العظام أعني حضرة شيخ الاسلام أحمد الجامي والنامقي
والشيخ عطار النيشابوري وشمس الدين التبريزي وجلال الدين مولانا الرومي
والسيد نعمة الله الولي والسيد النسيمي وغيرهم قدس الله أسرارهم ووهب لنا
عرفانهم وبركاتهم، ذكروا في أشعارهم في مدائح الأئمة من أهل البيت الطيبين
رضي الله عنهم مدح المهدي في آخرهم متصلا بهم. فهذه أدلة على أن المهدي
ولد أولا رضي الله عنه. ومن تتبع آثار هؤلاء الكاملين العارفين يجد الأمر
واضحا عيانا.
وفي (ج 3 ص 131، الطبع المذكور):

686
(الباب الرابع والثمانون)
(في إيراد أقوال أهل الله من أصحاب الشهود والكشوف)
(وعلماء الحروف في بيان المهدي الموعود عليه السلام)
قال الشيخ الجليل عبد الكريم اليماني قدس الله سره ووهب لنا فيوضه
وعلومه:
في يمن أمن يكون لأهلها * إلى أن ترى نور الهداية مقبلا
بميم مجيد من سلالة حيدر * ومن آل بيت طاهرين بمن علا
يسمى بمهدي من الحق ظاهر * بسنة خير الخلق يحكم أولا
وقال الشيخ الكبير عبد الرحمن البسطامي صاحب كتاب " درة المعارف "
قدس الله سره وأفاض علينا فتوحه وغوامض علومه:
ويظهر ميم المجد من آل أحمد * ويظهر عدل الله في الناس أولا
كما قد روينا عن علي الرضا * وفي كنز علم الحرف أضحى محصلا
وقال أيضا:
ويخرج حرف الميم من بعد شينه * بمكة نحو البيت بالنصر قد علا
فهذا هو المهدي بالحق ظاهر * سيأتي من الرحمن للخلق مرسلا
ويملأ كل الأرض بالعدل رحمة * ويمحو ظلام الشرك والجور أولا
ولايته بالأمر من عند ربه * خليفة خير الرسل من عالم العلا
وقال بعض من أهل الله وأصحاب الكشف والشهود وعلماء الحروف: إني
ناقل عن الإمام علي كرم الله وجهه: سيأتي الله بقوم يحبهم الله ويحبونه
ويملك من هو بينهم غريب وهو المهدي أحمر الوجه بشعره صهوبة يملأ الأرض
عدلا بلا صعوبة، يعتزل في صغره عن أمه وأبيه ويكون عزيزا في مرباه، فيملك

687
بلاد المسلمين بأمان ويصفو له الزمان ويسمع كلامه ويطيعه الشيوخ والفتيان،
ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، فعند ذلك كملت إمامته وتقررت خلافته، والله
يبعث من في القبور فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم، وتعمر الأرض وتصفو وتزهو
الأرض بهديها وتجري به أنهارها وتعدم القتن والغارات ويكثر الخير والبركات
ولا حاجة لي فيما أقوله بعد ذلك ومني على الدنيا السلام.
قال الشيخ محيي الدين العربي قدس الله سره وأفاض فيوضاته في كتابه
" عنقاء المغرب " في بيان المهدي الموعود ووزرائه:
فعند فنا خاء الزمان ودالها * على فاء مدلول الكرور يقوم
مع السبعة الأعلام والناس غفل * عليم بتدبير الأمور حكيم
فأشخاص خمس وخمس وخمسة * عليهم ترى أمر الوجود يقيم
ومن قال إن الأربعين نهاية * لهم فهو قول يرتضيه كليم
وإن شئت أخبر عن ثمان ولا تزد * طريقهم فرد إليه قويم
فسبعتهم في الأرض لا يجهلونها * وثامنهم عند النجوم لزيم
وذكر أيضا في " الفتوحات المكية " في الباب السادس والستين وثلاثمائة
منزل وزراء المهدي الظاهر في آخر الزمان الذي بشر به رسول الله صلى الله
عليه وسلم وهو من أهل البت إن لله خليفة يخرج وقد امتلأت الأرض جورا
وظلما فيملأها قسطا وعدلا، لو لم يبق من الدنيا إلا يوم طول الله ذلك اليوم حتى
يلي من عترة النبي صلى الله عليه وسلم يبايع بين الركن والمقام، أسعد الناس
به أهل الكوفة، ويقسم المال بالسوية ويعدل في الرعية ويفصل في القضية،
يخرج على فترة من الدين، ومن أبي قتل ومن نازعه خذل، يظهر من الدين
ما هو عليه في نفسه ما لو كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حيا لحكم به،
يرفع المذاهب من الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، وأعداؤه مقلدة العلماء

688
أهل الاجتهاد، فيدخلون كرها تحت حكمه خوفا من سيفه وسطوته ورغبة فيما
لديه، يفرح به عامة المسلمين يبايعه العارفون بالله تعالى من أهل الحقائق عن
شهود كشف بتعريف آلهي، وله رجال إلهيون يقيمون دعوته وينصرونه، وهم
الوزراء يحملون أثقال المملكة قال:
هو السيد المهدي من آل أحمد * هو الوابل الوسمي حين يجود
وهو خليفة مسدد يفهم منطق الحيوان ويسري عدله في الإنس والجان،
ووزراؤه من الأعاجم ما فيهم عربي لكن لا يتكلمون إلا بالعربية، لهم حافظ ليس
من جنسهم ما عصى الله قط هو أخص الوزراء وأفضل الأمناء.
وقال الشيخ صدر الدين القونوي قدس الله سره وأفاض علينا فيوضه وعلومه
في شأن المهدي الموعود عليه السلام شعرا:
يقوم بأمر الله في الأرض ظاهرا * على رغم شيطانين يمحق للكفر
يؤيد شرع المصطفى وهو ختمه * ويمتد من ميم بأحكامها يدري
ومدته ميقات موسى وجنده * خيار الورى في الوقت يخلو عن الحصر
على يده حق اللئام جميعهم * بسيف قوي المتن علك إن تدري
حقيقة ذاك السيف والقائم الذي * تعين للدين القويم على الأمر
لعمري هو الفرد الذي بان سره * بكل زمان في مضاء له يسري
تسمى بأسماء المراتب كلها * خفاء وإعلانا كذاك إلى الحشر
أليس هو النور الأتم حقيقة * ونقطة ميم منه امدادها يجري
يفيض على الأكوان ما قد أفاضه * عليه آله العرش في أزل الدهر
فما ثم إلا الميم لا شئ غيره * وذو العين من نوابه مفرد العصر
هو الروح فاعلمه وخذ عهده إذا * بلغت إلى مد مديد من العمر

689
كأنك بالمذكور تصعد واقيا * إلى ذروة المجد الأثيل على القدر
وما قدره إلا ألوف بحكمة * على حد مرسوم الشريعة بالأمر
بذا قال أهل الحل والعقد واكتفي * بنصهم المثبوت في صحف الزبر
فإن تبغ ميقات الظهور فإنه * يكون بدور جامع مطلع الفجر
بشمس تمد الكل من ضوء نورها * وجمع دراري الأوج فيها مع البدر
وصل على المختار من آل هاشم * محمد المبعوث بالنهي والأمر
عليه صلاة الله ما لاح بارق * وما أشرقت شمس الغزالة في الظهر
وآل وأصحاب أولي الجود والتقى * صلاة وتسليما يدومان للحشر
وقال الشيخ صدر الدين لتلاميذه في وصاياه: إن الكتب التي كانت لي
من كتب الطب وكتب الحكماء والكتب الفلاسفة بيعوها وتصدقوا بثمنها للفقراء،
وأما كتب التفاسير الأحاديث والتصوف فاحفظوها في دار الكتب واقرأوا كلمة
التوحيد " لا إله إلا الله " سبعين ألف مرة الليلة الأولى بحضور القلب، وبلغوا
مني سلاما إلى المهدي عليه السلام.
وفي (ج 3 ص 140، إلى 144، الطبع المذكور):
(الباب السابع والثمانون)
(في إيراد بعض أشعار أهل الله الكاملين في مدائح الأئمة)
(الاثني عشر الهادين رضي الله عنهم)
(وكلام سعد الدين الحموي)
قال الشيخ عبد الرحمن الجامي في كتابه النفحات: إن الشيخ أحمد الجامي

690
النامقي قدس الله سره دخل في غار جبل قرب بلد جام بجذب قوي من الله جل
شأنه، وكان أميا لا يعرف الحروف ولا الكتاب وسنه كان اثنتين وعشرين سنة،
واستقام في الغار ثماني عشرة سنة من غير طعام ويأكل أوراق الأشجار وعروقها
وعبد الله فيه إلى أن بلغ سنه أربعين سنة، ثم أمره الله بإرشاد الناس، وصنف
كتابا قدره ألف ورنة تحير فيه العلماء والحكماء من غموض معانيه، وهو عجيب
في هذه الأمة، وبلغ عدد من دخل في طريقته من المريدين ستمائة ألف.
وتفصيل كراماته وخوارق عاداته من النفحات مذكور، ومن كلماته قدس الله
أسراره ووهب الله لنا فيوضاته وبركاته بالفارسية: من زمهر حيدرم هر لحظه اندر دل صفاست *
از پى حيدر حسن ما را امام ورهنماست
همچو كلب افتاده أم بر آستان بوالحسن *
خاك نعلين حسين بر هر دو چشمم توتياست
عابدين تاج سرو باقر دو چشم روشنم *
دين جعفر بر حق است ومذهب موسى رواست
اي موالي وصف سلطان خراسانرا شنو *
ذره اى از خاك قبرش دردمندانرا دواست
پيشواي مؤمنان است اي مسلمانان تقي *
كر نقي را دوست داري بر همه مذهب رواست
عسكري نور دو چشم عالمست وآدم است *
همچو يك مهدي سپهسالار در عالم كجاست
قلعه خيبر گرفته آن شهنشاه عرب *
زآنكه در بازوي حيدر نامه الا فتاست

691
شاعران از بهر سيم وزر سخنها گفته اند
احمد جامي غلام خواص شاه اولياست
ومن كلمات الشيخ عطار النيشابوري قدس الله سره وأفاض علينا علومه
وبركاته في كتابه " مظهر الصفات ":
مصطفى ختم رسل شد در جهان * مرتضى ختم ولايت در عيان
جمله فرزندان حيدر أوليا * جمله يك نورند حق كرد أين ندا
وبعد تعداد أسماء الأئمة الأحد عشر قال:
صدها هزاران أوليا روى زمين * از خدا خواهند مهدي را يقين
يا الهي مهديم از غيب آر * تا جهان عدل گردد آشكار
مهدي هادي است تاج اتقيا * بهترين خلق برج أوليا
اي ولأي تو معينم آمده * بر دل وجانها همه روشن شده
اي توختم اولاى أين زمان * وزهمه معنى نهاني جان جان
اي توهم پيدا وپنهان آمده * بنده عطارت ثنا خوان آمده
ومن كلمات جلال الدين الرومي قدس الله سره ووهب لنا بركاته وفيوضاته
في ديوانه الكبير الذي جمع على ترتيب حروف الهجاء:
اي سرور مردان على مردان سلامت ميكنند *
وى صفدر مردان على مردان سلامت مي كنند
إلى أن قال:
با قاتل كفار گو با دين وبا ديندار گو *
با حيدر كرار گو مستان سلامت مي كنند
با درج دو كوهر بكو با برج دو اختر بكو
باشبر وشبير كو مستان سلامت ميكنند

692
با زين دين عابد بكو با نور دين باقر بكو *
با جعفر صادق بكو مستان سلامت ميكنند
با موسى كاظم بكو با طوسي عالم بكو *
با نقي قائم بكو مستان سلامت ميكنند
بأمير دين هادي بكو عسكرى مهدى بكو *
با آن ولى مهدى بكو مستان سلامت ميكنند
با باد نوروزى بكو با بخت فيروزى بكو *
با شمس تبريزى بكو مستان سلامت مي كنند
ولقد قال الإمام محمد بن إدريس الشافعي في شعره:
لو فتشوا قلبي لألفوا به * سطرين قد خطا بلا كاتب
العدل والتوحيد في جانب * وحب أهل البيت في جانب
وقال أيضا على ما نقل عنه ابن حجر في صواعقه المحرقة:
يا راكبا نحو المحصب من منى * اهتف بساكن خيفها والناهض
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى * فيضا كمنهل الفرات الفائض
وأخبرهم إني من النفر الذي * لولاء أهل البيت ليس بناقض
إن كان رفضا حب آل محمد * فليشهد الثقلان إني رافضي
وقال بعض الشافعية في قصيدته الدالية المشهورة:
وسائلي عن حب أهل البيت هل * أسر إعلاني بهم أم أجحد
والله مخلوط بلحمي ودمي * حبهم هم الهدى والرشد
حيدرة والحسنان بعده * ثم علي وابنه محمد
وجعفر الصادق وابن جعفر * موسى ويتلوه علي السند
أعني الرضا ثم ابنه محمد * ثم علي وابنه المسدد

693
والحسن التالي ويتلو تلوه * محمد بن الحسن الممجد
فإنهم أئمتي وسادتي * وإن لحاني معشر وفندوا
أئمة أكرم بهم أئمة * أسماؤهم مسرودة تطرد
هم حجج الله على عباده * وهم إليه منهج ومقصد
هم في النهار صوم لربهم * وفي الدياجي ركع وسجد
قوم لهم مكة والأبطح * والخيف وجمع والبقيع الغرقد
قوم منى والمشعران لهم * والمروتان لهم والمسجد
قوم لهم في كل أرض مشهد * لا بل لهم في كل قلب مشهد
وفي كتاب الشيخ عزيز بن محمد النسفي رحمه الله: شيخ الشيوخ سعد
الدين الحموي قدس الله سره ميفرمايد كه پيش از پيغمبر ما محمد صلى الله عليه
وآله وسلم در أديان سابق اسم ولي نبود واسم نبي بود، ومقربان حضرت خداى
را كه وارثان صاحب شريعتند جمله را أنبيا ميگفتند ودر هر ديني از يك صاحب
شريعت زيادة نبود پس در دين آدم عليه السلام چندين پيغمبر بودند كه وارثان
أو بودند خلق را بدين أو وبشريعت أو دعوت ميكردند وهمچنين در دين نوح
ودر دين إبراهيم ودر دين موسى ودر دين عيسى عليهم السلام وچون دين جديد
وشريعت جديده بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم نازل شد از نزد خداى اسم
ولى در دين محمد صلى الله عليه وسلم پيدا آمد حتى تعالى دوازده كس از أهل بيت
محمد صلى الله عليه وسلم را برگزيد ووارثان أو گردانيد. ومقرب حضرت
خود كرد وبولايت خود مخصوص گردانيد وايشانرا نائبان محمد صلى الله عليه
وسلم ووارثان أو گردانيد كه حديث العلماء ورثة الأنبياء در حق أين دوازده
كس فرمود وحديث (علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل) در حق ايشان فرمود اما
ولى آخرين كه نائب آخرين است وولى دوازدهم ونايب دوازدهم ميباشد خاتم

694
اولياست ومهدى صاحب الزمان نام اوست وشيخ ميفرمايد كه أوليا در عالم بيش
از دوازده نيستند واما آن سيصد وپنجاه وشش كس كه از رجال الغيبند ايشانرا
أوليا نميگويند وايشانرا ابدال ميگويند.
ومن كلمات الشيخ العارف الكامل ابن معتوق المصري قدس سره وأفاض
علينا فيوضه في ديوانه في نعت النبي صلى الله عليه وسلم وعترته الطيبين سلام
الله عليهم:
قد جل عن سائر التشبيه رتبته * إذ فوقه ليس إلا الله في العظم
هواه ديني وإيماني ومعتقدي * وحب عترته عوني ومعتصمي
ذرية مثل ماه المزن قد طهروا * وطيبوا فصفت أوصاف ذاتهم
أئمة أخذ الله العهود لهم * على جميع الورى من قبل خلقهم
كفاهم ما بعم والضحى شرفا * والنور والنجم من آي أتت بهم
سال الحواميم هل في غيرهم نزلت * وهل أتى هل أتى إلا بمدحهم
أكارم كرمت أخلاقهم فبدت * مثل النجوم بماء في صفاتهم
أطائب يجد المشتاق تربتهم * ريحا تدل بما في طيب ذاتهم
شكرا لا لاء ربي حيث ألهمني * ولاهم وسقاني كأس حبهم
وقال العلامة الشيخ محمد بن علي الحنفي المصري المتوفى سنة
1206 في " اتحاف أهل الاسلام " (مخطوط)
وقد تواترت الأخبار عن النبي " ص " بخروجه، وأنه من أهل بيته، وأنه
يملأ الأرض عدلا، وأنه يساعد عيسى على قتل الدجال بباب له بأرض فلسطين،
وأنه يؤم هذه الأمة ويصلي عيسى خلفه.
وأكثر الروايات متفقة على تحقق ملكه سبع سنين والشك في الزيادة إلى
تمام تسع.

695
وفي رواية تحقق ست كما تقدم كل ذلك.
وفي بعض الآثار أنه يخرج في وتر من السنين سنة إحدى أو ثلاثة أو خمس
أو سبع أو تسع.
وإنه بعد أن يعقد له البيعة بمكة يسير منها إلى الكوفة، ثم يفرق الجنود إلى
الأمصار، وإن السنة من سنينه تكون مقدار عشر سنين.
وأنه يبلغ سلطانه المشرق والمغرب، وتظهر له الكنوز، ولا يبقى في الأرض
خراب إلا يعمره.
وقال مقاتل بن سليمان: ومن تفسير المفسرين في قوله تعالى " وإنه لعلم
الساعة " أنها نزلت في المهدي.
وجاء في روايات أخرى زيادة مدته على ما ذكر، ففي رواية أنها أربعون
سنة، وفي رواية أنها إحدى وعشرون سنة، وفي رواية أنها أربع عشر سنة، وروي
غير ذلك أيضا.
قال ابن حجر في رسالته " القول المختصر في علامات المهدي المنتظر "
روايات سبع سنين أكثر وأشهر، ويمكن الجمع على تقدير صحة جميع
الروايات بأن ملكه متفاوت الظهور والقوة، فالأربعون مثلا باعتبار جملة ملكه
والسبع ونحوها باعتبار غاية ظهور ملكه وقوته، والعشرون ونحوها باعتبار
الأمر الوسط.
إلى أن قال: وفي كلام للجدولي: إن ظهوره يكون في يوم عاشوراء.
وقال سيدي عبد الوهاب الشعراني في كتابه اليواقيت والجواهر: المهدي
من ولد الإمام الحسن العسكري، ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس
وخمسين ومائتين، وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم. هكذا أخبرني
الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كرم الريش المطل على بركة الرحلي بمصر

696
المحروسة عن الإمام المهدي حيت اجتمع به، ووافقه على ذلك سيدي علي
الخواص رحمه الله تعالى.
وقال محيي الدين في الفتوحات: اعلموا أنه لا بد من خروج المهدي
عليه السلام، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا،
وهو من عترة رسول الله صلى الله عليه وسلم من ولد فاطمة رضي الله عنها، جده
الحسين بن علي بن أبي طالب ووالده الإمام حسن العسكري ابن الإمام علي
النقي بالنون ابن الإمام محمد التقي بالتاء ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى
الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين
علي بن الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، يواطئ
اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام،
يشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخلق بفتح الخاء، وينزل عنه في الخلق
بضمها، إذ لا يكون أحد مثل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أخلاقه، أسعد
الناس به أهل الكوفة، يقسم المال بالسوية ويعدل به في الرعية ويمشي الخضر
بين يديه، يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا يقفو أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
لا يخطئ له ملك يسدده من حيث لا يراه، يفتح المدينة الرومية بالتكبير مع
سبعين ألفا من المسلمين. الخ.

697
رفع الاستبعاد عن طول عمره
قال العلامة الحافظ أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي
الگنجي الشافعي في " البيان في أخبار صاحب الزمان " (ص 521 ط النجف)
الباب الخامس والعشرون
(في الدلالة على كون المهدي حيا باقيا مذ غيبته إلى الآن)
ولا امتناع في بقائه بدليل بقاء عيسى والياس والخضر من أولياء الله تعالى وبقاء
الدجال وإبليس الملعونين أعداء الله تعالى، وهؤلاء قد ثبت بقاؤهم بالكتاب
والسنة، وقد اتفقوا عليه ثم أنكروا جواز بقاء المهدي، وها أنا أبين بقاء كل
واحد منهم، فلا يسع بعد هذا العاقل إنكار جواز بقاء المهدي عليه السلام.
وإنما أنكروا بقاءه من وجهين: أحدهما طول الزمان، والثاني أنه في سرداب
من غير أن يقوم أحد بطعامه وشرابه، وهذا يمتنع عادة.
قال: مؤلف الكتاب محمد بن يوسف بن محمد الكنجي: بعون الله نبتدئ،

698
وإياه نستكفي وما توفيقي إلا بالله جل جلاله.
أما عيسى " ع " فالدليل على بقائه قوله تعالى: " وإن من أهل الكتاب إلا
ليؤمنن به قبل موته " ولم يؤمن به أحد مذ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا ولا
بد أن يكون ذلك في آخر الزمان.
وأما السنة فما رواه مسلم في صحيحه عن زهير بن حرب بإسناده عن النواس
ابن سمعان في حديث طويل في قصة الدجال قال: فينزل عيسى بن مريم عند
المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعا كفيه على أجنحة ملكين.
وأيضا ما تقدم من قوله " ص ": كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم
منكم.
وأما الخضر والياس: فقد قال ابن جرير الطبري: الخضر والياس باقيان
يسيران في الأرض.
وأيضا بما رواه مسلم في صحيحه كما أخبرنا الحافظ محمد بن أبي جعفر
القرطبي والعدل الحسن بن سالم بن علي، وغيرهما بدمشق قالوا: أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن علي بن صدقة، أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفضل، أخبرنا
أبو الحسين عبد الغافر، أخبرنا أبو أحمد محمد، أخبرنا إبراهيم بن محمد، أخبرنا
الحافظ أبو الحسين مسلم بن الحجاج، حدثني عمرو الناقد، والحسن الحلواني
وعبد بن حميد قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبو صالح، عن
ابن شهاب، أخبرني عبد الله بن عتبة أن أبا سعيد الخدري قال: حدثنا رسول الله
" ص " يوما حديثا طويلا عن الدجال، فكان فيما حدثنا قال: يأتي وهو محرم
عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباخ التي تلي المدينة، فيخرج
إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس، فيقول له: أشهد أنك الدجال
الذي حدثنا رسول الله " ص " حديثه. فيقول الدجال: رأيتم أن قتلت هذا ثم

699
أحييته أتشكون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله ثم يحييه، فيقول حين يحييه:
والله ما كنت فيك قط أشد بصيرة من الآن، قال: فيريد الدجال أن يقتله ثانيا فلا
يسلط عليه.
قال أبو إسحاق - وهو إبراهيم بن محمد بن سعد - يقال إن هذا الرجل هو
الخضر.
قلت: هذا لفظ مسلم في صحيحه كما سقناه سواء.
وأما الدليل على بقاء الدجال: كما أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن بركات.
إلى أن قال:
وأما الدليل على بقاء إبليس اللعين فبآي الكتاب نحو قوله تعالى " قال
انظرني إلى يوم يبعثون، قال إنك من المنظرين ".
وأما بقاء المهدي عليه السلام: فقد جاء في الكتاب والسنة.
أما الكتاب فقد قال سعيد بن جبير في تفسير قوله عز وجل " ليظهره على
الدين كله ولو كره المشركون " قال: هو المهدي من عترة فاطمة عليها السلام.
وأما من قال إنه عيسى عليه السلام فلا تنافي بين القولين، إذ هو مساعد
للإمام على ما تقدم.
وقد قال مقاتل بن سليمان ومن شايعه من المفسرين في تفسير قوله عز وجل
" وإنه لعلم للساعة " قال: هو المهدي عليه السلام يكون في آخر الزمان وبعد
خروجه يكون قيام الساعة وأماراتها.
وأما السنة فما تقدم في كتابنا من الأحاديث الصحيحة الصريحة.
وأما الجواب عن طول الزمان فمن حيث النص والمعنى.
أما النص فما تقدم من الأخبار على أنه لا بد من وجود الثلاثة في آخر الزمان
وإنهم ليس فيهم متبوع غير المهدي بدليل أنه إمام الأمة في آخر الزمان وإن

700
عيسى عليه السلام يصلي خلفه كما ورد في الصحاح، ويصدقه في دعواه،
والثالث هو الدجال اللعين وقد ثبت أنه حي موجود.
وأما المعنى في بقائهم لا يخلو من أحد قسمين إما أن يكون بقاؤهم في مقدور
الله أو لا يكون، ومستحيل أن يخرج عن مقدور الله، لأن من بدأ الخلق من غير
شئ وأفناه ثم يعيده بعد الفناء لا بد أن يكون البقاء في مقدوره.
وإذا ثبت أن البقاء في مقدوره تعالى فلا يخلو أيضا من قسمين: إما أن يكون
راجعا إلى اختيار الله تعالى أو إلى اختيار الأمة، ولا يجوز أن يكون إلى اختيار
الأمة، لأنه لو صح ذلك منهم لصح من أحدنا أن يختار البقاء لنفسه ولولده، وذلك
غير حاصل لنا، غير داخل تحت مقدورنا، فلا بد من أن يكون راجعا إلى
اختيار الله سبحانه.
ثم لا يخلو بقاء هؤلاء الثلاثة من قسمين أيضا، إما أن يكون لسبب أو لا يكون
لسبب، فإن كان لغير سبب كان خارجا عن وجه الحكمة، وما خرج عن وجه
الحكمة لا يدخل في أفعال الله تعالى، فلا بد من أن يكون لسبب تقتضيه حكمة
الله تعالى.
قلت: وسنذكر بقاء كل واحد منهم على حدة.
أما بقاء عيسى عليه السلام لسبب وهو قوله تعالى " وإن من أهل الكتاب
إلا ليؤمنن به قبل موته " ولم يؤمن به منذ نزول هذه الآية إلى يومنا هذا أحد
فلا بد أن يكون هذا في آخر الزمان.
وأما الدجال اللعين: لم يحدث حدثا مذ عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم إنه خارج فيكم الأعور الدجال، وإن معه جبال من خبز، تسير معه
إلى غير ذلك من آياته، فلا بد أن يكون ذلك في آخر الزمان لا محالة.
وأما الإمام المهدي " ع " مذ غيبته عن الأبصار إلى يومنا هذا لم يملأ الأرض

701
قسطا وعدلا كما تقدمت الأخبار في ذلك، فلا بد أن يكون ذلك مشروطا بآخر
الزمان، فقد صارت هذه الأسباب لاستيفاء الأجل المعلوم. فعلى هذا اتفقت
أسباب بقاء الثلاثة لصحة أمر معلوم في وقت معلوم وهما صالحان نبي وإمام،
وطالح عدو الله وهو الدجال.

702
فيمن رأى المهدي عليه السلام بعد غيبته الكبرى
روى في ذلك جماعة من أعلام القوم:
فمنهم العلامة القندوزي في " ينابيع المودة " (ج 3 ص 126 ط صيدا)
قال:
وعن غانم الهندي قال: أتيت بغداد في طلب المهدي عليه السلام، وقد
مشيت على الجسر مفكرا أين أجده، إذ أتاني آت فقال لي: أجب مولاك.
فلم يزل يمشي معي حتى أدخلني دارا وبستانا، فإذا مولاي قاعد، فلما نظر إلي
قال: يا غانم أهلا وسهلا. فكلمني بالهندية وسلم علي وقال: أنت تريد الحج
في هذه السنة مع أهل قم، فلا تحج في هذه السنة وانصرف إلى خراسان وحج
من عام قابل. وألقى إلي صرة وقال: اجعل هذه نفقتك ولا تخبر بشئ مما رأيت.
وعن محمد بن شاذان الكابلي قال: كنت لم أزل أطلب المهدي عليه السلام،
وأقمت في المدينة وما ذكرته لأحد إلا استهزأ بي، فلقيت شيخا من بني هاشم
- وهو يحيى بن محمد العريضي - فقال لي: إن الذي تطلبه بصرياء. فأتيت

703
صرياء ودخلت في الدكان فزجرني غلام أسود وقال: قم من هذا المكان. فقلت:
لا أخرج، فدخل الدار ثم خرج وقال لي: أدخل. فدخلت فإذا مولاي قاعد
بوسط الدار، وسماني باسم لم يعرفه أحد إلا أهلي بكابل، وأخبرني بأشياء ثم
انصرفت عنه. ثم أتيت السنة الثانية فلم أجده.
وعن عبد الله بن جعفر الحميري قال: سألت محمد بن عثمان العمري عن
رؤية صاحب الزمان قال: رأيته عند البيت الحرام يقول " اللهم أنجز لي ما
وعدتني "، ورأيته أيضا كان متعلقا بأستار الكعبة ويدعو ويناجي ربه.
وعن ظريف أبي نصر قال: دخلت على صاحب الزمان عليه السلام، قال
لي: من أنا؟ قلت: أنت سيدي ابن سيدي. فقال: أنا خاتم الأوصياء، فبي يدفع
الله البلاء عن أهل الأرض.
وعن عبد الله المسوري قال: دخلت في بستان بني هاشم فرأيت غلمانا
يسبحون في غدير ماء وفتى جالس على مصلى واضعا كمه على فيه. فقلت لهم:
من هذا؟ فقالوا: محمد بن الحسن العسكري، وكان في صورة أبيه عليهما
السلام.
وعن محمد بن أبي عبد الله الكوفي الأسدي أنه ذكر عدد من رأى صاحب
الزمان وكراماته عليه السلام من الوكلاء ببغداد محمد بن عثمان العمري وابنه
حاجز والبلالي والعطار، ومن أهل الكوفة العاصمي، ومن الأهواز محمد بن
إبراهيم بن مهزيار، ومن قم أحمد بن إسحاق، ومن همدان محمد بن صالح،
ومن الري البسامي والأسدي عن نفسه، ومن آذربيجان القاسم بن العلا،
ومن نيشابور محمد بن شاذان النعيمي، فهؤلاء اثنا عشر رجلا من الوكلاء.
وأما من غير الوكلاء فثلاثة وخمسون رجلا أسماؤهم مكتوبة في كتاب الغيبة
مفصلا.

704
وعن الحسن بن وجنا النصيبي قال: كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع
أربعة وخمسين حجة مني وأنا أطلب صاحب الزمان بالتضرع والدعاء، إذ
حركتني جارية فقالت: قم يا حسن. فمشت معي حتى أتت بي دار خديجة
رضي الله عنها، فوقفت بالباب، فقال لي صاحب الزمان عليه السلام: يا حسن
والله ما من حج حججته إلا وأنا معك في حجك، فالزم دار جعفر بن محمد الباقر
عليهما السلام ولا يهمنك طعامك وستر عورتك. وعلمني دعاء وقال: ادع وصل
علي ولا تعطه إلا محق أوليائي. ولزمت ذلك الدار ولم أزل أجد فيها وقت
إفطار ماء ورغيفا وأداما وأجد كسوة الشتاء في الشتاء وكسوة الصيف في الصيف.
وعن علي بن أحمد الكوفي الأزدي قال: بينا أنا في طواف فإذا شاب حسن
الوجه طيب الرائحة يتكلم إلي، فقلت: يا سيدي من أنت؟ قال: أنا المهدي
وأنا صاحب الزمان وأنا القائم الذي أملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، وإن
الأرض لا تخلو من حجة ولا يبقى الناس في فترة، فهذه أمانة لا تحدث بها إلا
إخوانك من الحق. ثم ألقى حصاة إلي فإذا سبيكة ذهب.
وقال بعضهم: أنه يظهر في كل سنة يوما لخواصه يهديهم.
عن راشد الهمداني قال: لما انصرفت من الحج ظللت الطريق فوقعت في
أرض خضراء نضرة وتربتها أطيب تربة وفيها فسطاط، فلما بلغته رأيت الخادمين
وقالا: اجلس فقد أراد الله بك خيرا. فدخل أحدهما ثم خرج فقال: أدخل.
فدخلت فإذا فتى جالس وقد علق فوق رأسه سيف طويل. فسلمت عليه فرد
السلام علي فقال: من أنا؟ فقلت: لا أعلم. فقال: أنا القائم الذي أخرج في
آخر الزمان بهذا السيف فأملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
فسقطت على وجهي فقال: لا تسجد لغير الله، ارفع رأسك وأنت راشد من
بلد همدان أتحب أن ترجع إلى أهلك؟ قلت: نعم. وناولني صرة وأومأ إلى

705
الخادم فمشى معي خطوات فرأيت أسد آباد، فقال: هذه أسد آباد امض يا راشد.
فالتفت فلم أره، فدخلت أسد آباد وفي الصرة خمسون دينارا، فدخلت همدان
وبشرت بأهلي، ولم نزل بخير ما بقي معنا من تلك الدنانير.
عن أبي نعيم الأنصاري قال: كنت في المسجد الحرام في اليوم السادس
من ذي الحجة سنة ثلاث وتسعين ومائتين إذ رأينا شابا فقمنا لهيبته، فجلس وقال:
أتدرون ما كان جعفر الصادق يقول: في دعائه؟ قلنا: وما كان يقول. قال: كان
يقول " اللهم إني أسألك باسمك الذي به تقوم السماء والأرض وبه تفرق بين
الحق والباطل، وبه تجتمع بين المتفرق وبه تفرق بين المجتمع، وبه أحصيت
عدد الرمال وزنة الجبال وكيل البحار، أن تصلي على محمد وأن تجعل لي
من أمري فرجا ومخرجا ". ثم انصرف.
فلما كان الغد في ذلك الوقت خرج من الطواف وجلس وقال لنا: أتدرون
ما كان يقول أمير المؤمنين عليه السلام في الدعاء بعد الفريضة؟ قلنا: وما كان
يقول. قال: كان يقول " اللهم إليك رفعت الأصوات ودعيت الدعوات ولك
عنت الوجوه ولك خضعت الرقاب وإليك التحاكم في الأعمال، يا خير من
سئل وخير من أعطى، يا صادق يا بارئي يا من لا يخلف الميعاد يا من أمر بالدعاء
وتكفل بالإجابة، يا من قال " ادعوني أستجب لكم " يا من قال " وإذا سألك
عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا
بي لعلهم يرشدون "، يا من قال " يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا
من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ".
ثم قال: أتدرون ما كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول في سجدة الشكر؟
قلنا: وما كان يقول. قال: كان يقول " يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلا كرما
وجودا، يا من له خزائن السماوات والأرض، يا من له الفضل العظيم لا تمنعك
إساءتي من إحسانك إلي، أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله وأنت أهل الجود

706
والكرم والعفو، يا الله يا ربي يا الله افعل بي ما أنت أهله وأنت قادر على العقوبة
وقد استحقيتها لا حجة لي عندك ولا عذر لي عندك أبوء إليك بذنوبي كلها وأعترف
بها كي تعفو عني وأنت أعلم بها مني، برئت إليك من كل ذنب أذنبته وكل
خطيئة أخطأتها وكل سيئة عملتها، يا رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك
أنت الأعز الأكرم ".
قال: وانصرف ثم عاد من بعد في ذلك الوقت فجلس وقال: كان علي بن
الحسين عليهما السلام سيد العابدين يقول في سجوده في هذا الموضع - وأشار
بيده إلى الحجر الأسود - " عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك سائلك
بفنائك يسألك ما لا يقدر عليه سواك ".
قال: ثم نظر إلى محمد بن القاسم العلوي فقال: يا محمد بن القاسم أنت
على خير، لأنه كان يطلب صاحب الزمان. وقام وانصرف.
فقال المحمودي: يا قوم أتعرفون هذا؟ قلنا: لا. قال: هذا والله صاحب
الزمان. فقال: إني دعوت ربي أن يريني صاحب الزمان قبل سبع سنين عشية
عرفة وهو يقرأ دعاء عشية عرفة. فقلت. من أنت؟ قال: من بني هاشم. فقلت:
ممن. قال: ممن فلق الهام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام. فعلمت
أنه علوي.
ثم غاب فلم أدر أصعد في السماء أم نزل في الأرض، فسألت القوم الذين
كانوا حوله: أتعرفون هذا العلوي؟ فقالوا: نعم يحج معنا كل سنة ماشيا.
فقلت لهم: ما أرى به أثر مشي.
ثم انصرفت إلى المزدلفة حزينا على فراقه ونمت في ليلتي تلك فرأيت
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال: يا محمودي رأيت مطلوبك
وهو صاحب زمانكم عشية عرفة.

707
وهذه القصة من طرق ثلاثة ذكروها.
وعن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي قال: قدمت المدينة ومكة لطلب صاحب
الزمان، فبينا أنا في الطواف قال لي رجل أسمر اللون: من أي البلاد أنت؟
قلت من الأهواز. قال: أتعرف إبراهيم بن مهزيار. قلت: أنا هو. فعانقني
فقلت له: هل تعرف من أخبار صاحب الزمان؟ قال لي: فارتحل معي إلى
الطائف في خفية من أصحابك، فمشينا إلى الطائف من رملة إلى رملة حتى
وصلنا إلى الفلاة، فبدت لنا خيمة قد أشرقت بها الرمال وتلألأت بها تلك البقاع،
ثم أسرعنا حتى وصلنا إليها، فبالإذن دخلت على صاحب الزمان عليه السلام
قال لي: مرحبا بك يا أبا إسحق. فقلت: بأبي وأمي ما زلت أتفحص عن أمرك
بلدا فبلدا حتى من الله علي بمن أرشدني إليك. ثم قال: يا أبا إسحق ليكن هذا
المجلس مكتوما عندك.
قال إبراهيم: فمكثت عنده حينا اقتبس منه موضحات الأعلام ونيرات
الأحكام، فأذن لي في الرجوع إلى الأهواز وأردفني من صالح دعائه ما يكون
ذخرا عند الله لي ولعقبي وقرابتي، وعرضت عليه ما لا كان معي يزيد على خمسين
ألف درهم وسألته أن يتفضل بقبوله. فتبسم وقال: يا أبا إسحق استعن به على
منصرفك ولا تحزن لإعراضنا عنه، وبارك الله فيما خولك وأدام لك ما حولك
وكتب لك أحسن ثواب المحسنين، واستودعه نفسك وديعة لا تضيع بمنه ولطفه
إن شاء الله تعالى.

708
/ 1