شرح إحقاق الحق (جزء 30) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شرح إحقاق الحق (جزء 30) - نسخه متنی

نورالله بن شریف الدین شوشتری؛ محقق: محمود مرعشی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: شرح إحقاق الحق
المؤلف: السيد المرعشي
الجزء: 30
الوفاة: 1411
المجموعة: من مصادر العقائد عند الشيعة الإمامية
تحقيق: إهتمام : السيد محمود المرعشي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1417
المطبعة: حافظ - قم
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي - قم - ايران
ردمك:
ملاحظات:
ملحقات الإحقاق
تأليف
المرجع الديني الكبير العلامة الحجة
آية الله العظمى السيد شهاب الدين المرعشي النجفي
أعلى الله مقامه الشريف
المجلد الثلاثون
باهتمام نجله
السيد محمود المرعشي

تعريف الكتاب 1
بسم الله الرحمن الرحيم
* كتاب: ملحقات الاحقاق
* تأليف: آية الله العظمى المرعشي النجفي (ره)
* نشر: مكتبة آية الله المرعشي النجفي (ره)
* الفلم والزنگ: تيز هوش
* طبع: حافظ - قم
* الطبعة: الأولى
* العدد: 1000
* التاريخ: 1417 ه‍
* المجلد الثلاثون

تعريف الكتاب 2
أشعار كعب صاحب " قصيدة البردة "
في مدح سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
هل حبل رملة قبل البين مبتور * أم أنت بالحلم بعد الجهل معذور
ما يجمع الشوق إن دار بنا شحطت * ومثلها في تداني الدار مهجور
نشفى بها وهي داء لو تصاقبنا * كما اشتفى بعياد الخمر مخمور
ما روضة من رياض الحزن باكرها * بالنبت مختلف الألوان ممطور
يوما بأطيب منها نشر رائحة * بعد المنام إذا حب المعاطير
ما أنس لا أنسها والدمع منسرب * كأنه لؤلؤ في الخد محدور
لما رأيتهم زمت جمالهم * صدقت ما زعموا والبين محذور
يحدو بهن أخوقا ذروة حذر * كأنه بجميع الناس موتور
كان أظعانهم تحدى مقفية * نخل بعينين ملتف مواقير
غلب الرقاب سقاها جدول سرب * أو مشعب من أتي البحر مفجور
هل تبلغني علي الخير ذعلبة * حرف تزلل عن أصلابها الكور
من خلفها قلص تجري أزمتها * قد مسهن مع الادلاج تهجير
يخبطن بالقوم أنضاء السريح وقد * لاذت من الشمس بالظل اليعافير

قصيدة شعرية 3
حتى إذا انتصب الحرباء وانتقلت * وحان إذ هجروا بالدو تغوير
قالوا تنحو فمسوا الأرض فاحتولوا * ظلا بمنخرق تهفوا به المور
ظلوا كان عليهم طائرا علقا * يهفوا إذا انسفرت عنه الأعاصير
لو جهة الريح منه جانب سلب * وجانب بأكف القوم مضبور
حتى إذا أبردوا قاموا إلى قلص * كأنهن قسي الشوحط الزور
عواسل كرعيل الربد أفزعها * بالسي من قانس شل وتنفير
حتى سقى الليل سقي الجن فانغمست * في جوزه إذ دجا الآكام والقور
غطى النشا زمع الآكام فاشتبها * كلاهما في سواد الليل مغمور
إن عليا لميمون نقيبته * بالصالحات من الأفعال مشهور
صهر النبي وخير الناس مفتخرا * فكل من رامه بالفخر مفخور
صلى الطهور مع الأمي أولهم * قبل المعاد ورب الناس مكفور
مقاوم لطغاة الشرك يضربهم * حتى استقاموا ودين الله منصور
بالعدل قمت أمينا حين خالفه * أهل الهوى وذوو الأهواء والزور
يا خبر من حملت نعلا له قدم * بعد النبي الدية البغي مهجور
أعطاك ربك فضلا لا زوال له * من أين أنى له الأيام تغيير
ديوان كعب بن زهير
(ص 39 - 41)

قصيدة شعرية 4
مستدرك
الآيات الكريمة
النازلة في شأن سيدنا ومولانا علي بن أبي طالب
صلوات الله تعالى عليه وعلى أهل بيته الطاهرين

1
مستدرك
الآية الأولى - قوله تعالى " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا " (الأحزاب: 33)
تقدم ما يدل على نزولها في شأن سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام عن العامة
في ج 2 ص 501 و ج 3 ص 513 و ج 9 ص 1 و ج 14 ص 40 و ج 18 ص 359 و ج
22 ص 6 و ج 24 ص 26 ومواضع أخرى من هذه الموسوعة، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " (ج 17 ص 343 ط دار الفكر) قال:
عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حين نزلت (وأمر
أهلك بالصلاة واصطبر عليها) كان يجئ نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى باب علي
صلاة الغداة ثمانية أشهر يقول: الصلاة، رحمكم الله، (إنما يريد الله ليذهب عنكم
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
قال أبو الحمراء: صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعة أشهر، فكان إذا
أصبح أتى باب علي وفاطمة وهو يقول: يرحمكم الله، (إنما يريد الله ليذهب عنكم

3
الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا).
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في " المعجم
الكبير " (ج 12 ص 98 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
ووضع نبي الله عليه وسلم ثوبه على علي وفاطمة والحسن والحسين
وقال: (إنما يريد الله ليذهب..) - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد
الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند فاطمة عليها السلام "
(ص 66 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد، الهند سنة 1406) قال:
عن واثلة قال: أتيت فاطمة أسألها عن علي فقالت: توجه إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فجلس فجاء رسول الله صلى الله ومعه علي وحسن وحسين كل واحد
منهما [آخذ] بيده حتى دخل فأدنى عليا وفاطمة فأجلسهما بين يديه وأجلس حسنا
وحسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم ثوبه أو قال: كساءه، ثم تلا هذه
الآية (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت..)، ثم قال: اللهم إن هؤلاء
أهل بيتي وأهل بيتي أحق. فقلت: يا رسول الله وأنا من أهلك؟ فقال: وأنت من
أهلي. قال واثلة: إنها لمن أرجى ما أرجو (ش، كر).
وقال أيضا في ص 72:
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمر ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى الفجر
فيقول: الصلاة يا أهل البيت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا) (ش) (1).



1) قال الفاضل المعاصر خالد محمد خالد في " أبناء الرسول صلى الله عليه وآله في
كربلاء " ص 33 ط 5 دار ثابت - القاهرة، قال:
ولقد جاءته الخلافة فيما بعد، فماذا كانت له.. وماذا كان لها..؟ أما هي فكانت له
عبئا فادحا ورزء رهيبا..
وأما هو فكان لها المؤمن الذي لا يصرفه عن مسؤوليات إيمانه شئ، والفدائي
الذي لا تصرفه عن حب التضحية رغبة ولا تجلفه رهبة.
لقد كان قادرا - لو أراد - أن يطوي بيمينه مائة حاكم من أمثال معاوية.. وأن يطوي
بيمينه مائة شام، لا شاما واحدة.
أجل. بقليل من الدهاء وبقليل من المسايرة كان قادرا على دحض التمرد كله، لكن
صرامته في احترام مبادئه وتطبيقها جعلته يؤثر المركب الصعب دوما.
كان مؤمنا بأن الحق يجب أن يمضي في طريقه دون مراوغة أو مسايرة أو دهاء.
وحين أشاروا عليه أن يستبقي معاوية بعض الوقت واليا على الشام ريثما تقر الأمور
وتهدأ الفتنة صاح في مثيريه قائلا: أتامرونني أن أطلب النصر بالجور؟ لا والله، لن
يراني الله متخذ المضلين عضدا.
هذا هو الرجل الذي ربى الحسن والحسين اللذين خاضا معه وخاضا من بعده
معارك الحق في سبيل أن يبقى الدين دينا.
هذا هو الأب الذي أنجب أبطال كربلاء الذين سنرى الآن من بطولتهم عجبا.
وهذا هو بيت آل النبي بين القرابين والشهداء.
لقد نزل الوحي يوما بهذه الآية الكريمة: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس
أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ومن فوره دعا الرسول إليه عليا وفاطمة والحسن
والحسين حيث دثرهم بردائه وضمهم بحنانه وراح يقول في حبور عظيم: هؤلاء أهل
بيتي.
أفكانت الدنيا بكل إغرائها وبذخها وغرورها هي الرجس الذي أذهبه الله عن آل
هذا البيت الكريم، فحال بينهم وبينها ببحار من دمائهم الزكية، وجبال من تضحياتهم
الشاهقة الفتية؟!
4
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري

5
الهندي المتوفى سنة 1353 في " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " (ج 9 ص 68
ط دار الفكر في بيروت) قال:
وفي الباب عن أبي الحمراء ومعقل بن يسار وأم سلمة، أما حديث أبي الحمراء
فأخرجه ابن جرير وابن مردويه، وفيه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا
طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة رضي الله عنهما فقال: الصلاة الصلاة (إنما
يريد الله ليذهب عنكم) - الآية.
ومنهم الشيخ عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص 49 مكتبة
غريب الفجالة) قال:
وعندما نزلت الآية الكريمة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن دعا عليا وفاطمة
والحسن والحسين وغطاهم بكساء: اللهم هؤلاء هم أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس
وطهرهم تطهيرا. وقد نزلت الآية والرسول عند زوجه أم المؤمنين أم سلمة رضي الله
عنها.
ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين ابن تيمية المتوفى سنة 728 في " علم الحديث "
(ص 267 ط بيروت) قال:
وأدار كساءه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي
فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
ولما أراد أن يباهل أهل نجران أخذ عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وخرج ليباهل
بهم.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول

6
صلى الله عليه وآله " (ص 56 ط القاهرة) قال:
وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن
وحسين فقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) [33 الأحزاب 33].
وقال أيضا في ص 77:
عن عمرو بن ميمونة قال: إني لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعة رهط فقالوا:
يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء. فقال ابن عباس: بل أقوم معكم.
قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى. قال: فابتدأوا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا.
قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف، وقعوا في رجل له عشر - إلى أن قال:
قال: وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن
وحسين فقال: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) [33 الأحزاب 33].
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 10 ص 28 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
نزلت هذه الآية في خمس: في وفي علي.
مجمع 9 / 167 - منثور 5 / 198.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن جرير الطبري في " ذيل المذيل " (ص ط دار
المعارف، القاهرة) قال:
حدثنا عبد الأعلى بن واصل، وسفيان بن وكيع قالا: حدثنا أبو نعيم الفضل بن

7
دكين، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: أخبرني أبو داود، عن
أبي الحمراء، قال: رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي وفاطمة
عليهما السلام فقال: الصلاة الصلاة (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت
ويطهركم تطهيرا).
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الجويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 23 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي، وهشام بن عمار الدمشقي قالا: حدثنا حاتم، عن
بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قالا: أمر معاوية سعدا
فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أنا ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى
الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن يكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه، فقال له
علي: يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله. فتطاولنا إليها. فقال: ادعوا إلي عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع
الراية إليه.
ولما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)
دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء
أهل بيتي.

8
مستدرك
الآية الثانية - قوله تعالى " الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار
سرا وعلانية.. " الآية (البقرة: 274)
تقدم نقل نزولها في شأن سيدنا علي عليه السلام عن العامة في ج 3 ص 246 و ج
14 ص 249 و ج 20 ص 44 و ج 22 ص 75 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم: الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في
" المعجم الكبير " (ج 11 ص 97 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
حدثنا عبد الله بن وهيب الغزي، ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني، ثنا
عبد الوهاب بن مجاهد، عن أبيه، عن ابن عباس في قول الله عز وجل (الذين
ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية) قال: نزلت في علي بن أبي طالب كانت
عنده أربعة دراهم فأنفق بالليل واحدا وبالنهار واحدا وفي السر واحدا وفي العلانية
واحدا.

9
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر " (ج 18 ص 9 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس في قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا
وعلانية) قال - فذكر مثل ما تقدم عن " المعجم الكبير ".
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 30 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
عن ابن عباس في قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا
وعلانية) قال: نزلت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه كانت معه أربعة دراهم
فأنفق في الليل درهما وفي النهار درهما وفي السر درهما وفي العلانية درهما، فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما حملك على هذا؟ فقال: أن أستوجب على الله
ما وعدني. قال: إن ذلك لك. فنزلت الآية. وتابع ابن عباس مجاهد وابن السايب
ومقاتل.
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 62 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:
قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار..) الآية نزلت في
أمير المؤمنين عليه السلام لم يملك إلا أربعة دراهم فتصدق بدرهم ليلا ودرهم
نهارا وبدرهم سرا وبدرهم علانية، وقيل: لأنه عليه السلام بعث إلى أهل الصفة
بسويق تمر ليلا.
ومنهم العلامة المقري عمر بن قاسم بن محمد الأنصاري في " الوجوه النيرة في

10
قراءة العشرة " (ص 273 مصورة المكتبة الظاهرية بدمشق) قال:
قوله تعالى (الذين ينفقون أموالهم..) الآية - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن
المعجم الكبير.
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني
القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه " أحسن القصص "
(ج 3 ص 202 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:
ونقل الواحدي في تفسيره يرفعه بسنده إلى ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان
مع علي رضي الله عنه أربعة دراهم لا يملك غيرها فتصدق بدرهم ليلا، وبدرهم
نهارا وبدرهم سرا، وبدرهم علانية. فأنزل الله تعالى قوله (الذين ينفقون أموالهم
بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم
يحزنون) البقرة.

11
مستدرك
الآية الثالثة - قوله تعالى " ومن الناس من يشري نفسه
ابتغاء مرضاة الله " (البقرة: 207)
تقدم ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الأمير عليه السلام في ج 3 ص 23 و ج 6
ص 479 و ج 8 ص 335 و ج 14 ص 116 و ج 20 ص 109 و ج 22 ص 30 وص
558، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب
البغدادي في " تلخيص المتشابه في الرسم " (ج 1 ص 414 دار طلاس دمشق) قال:
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: أخبرنا علي بن محمد بن الزبير الكوفي، قال: نا
علي بن الحسن بن فضال، قال: نا الحسن بن نصر بن مزاحم، قال: حدثني أبي
قال: نا عبد الله بن جبير، عن قيس بن ربيع، عن حكيم بن جبير، عن علي بن
الحسين.
في قول الله تعالى (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) قال: نزلت في
علي بن أبي طالب حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر إلى الغار، وكان

12
علي بن أبي طالب على فراشه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 30 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وذكر الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في كتاب إحياء علوم الدين في باب فضيلة
الايثار قال: ولما بات علي رضي الله عنه على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم
أوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من
الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة، فاختار كلاهما الحياة فأحباها. قال: فأوحى الله
إليهما: ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم
فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه.
فكان جبرئيل عليه السلام عند رجليه وميكائيل عند رأسه وجبرئيل ينادي بخ بخ من
مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة، وأنزل الله تعالى (ومن الناس من
يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله..) الآية.
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 45 ط دار الحكمة اليمانية) قال في تفسير الكريمة:
وقيل: نزلت في علي عليه السلام بات على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة خرج إلى الغار. عن ابن عباس.
وروي أنه لما نام على فراشه قام جبرئيل عند رأسه وميكائيل عند رجليه
وجبرئيل ينادي: من مثلك يا بن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر " (ج 17 ص 319 ط دار الفكر) قال:

13
وعن عبد الله بن عباس قال: أنام رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا على فراشه
ليلة انطلق إلى الغار، فجاء أبو بكر يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره علي
أنه قد انطلق فاتبعه أبو بكر وباتت قريش تنظر عليا وجعلوا يرمونه، فلما أصبحوا إذا
هم بعلي فقالوا: أين محمد؟ قال: لا علم لي به. فقالوا: قد أنكرنا تضورك، كنا نرمي
محمدا فلا يتضور، وأنت تضور، وفيه نزلت الآية (ومن الناس من يشري نفسه
ابتغاء مرضاة الله).
وعن أبي رافع: إن عليا كان يجهز النبي صلى الله عليه وسلم حين كان بالغار
ويأتيه بالطعام، واستأجر له ثلاث رواحل: للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر
ودليلهم ابن أريقط، وخلفه النبي صلى الله عليه وسلم فخرج إليه أهله، فخرج
وأمره أن يؤدي عنه أمانته ووصايا من كان يوصي إليه، وما كان يؤتمن عليه من
مال، فأدى علي أمانته كلها، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج وقال: إن
قريشا لن يفقدوني ما رأوك، فاضطجع على فراشه وكانت قريش تنظر إلى فراش
النبي صلى الله عليه وسلم فيرون عليه رجلا يظنونه النبي صلى الله عليه وسلم، حتى
إذا أصبحوا رأوا عليه عليا فقالوا: لو خرج محمد خرج بعلي معه، فحبسهم الله
عز وجل بذلك عن طلب النبي صلى الله عليه وسلم حين رأوا عليا ولم يفقدوا النبي
صلى الله عليه وسلم.
وأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يلحقه بالمدينة، فخرج علي في طلبه،
بعد ما أخرج إليه أهله، يمشي الليل ويكمن النهار حتى قدم المدينة، فلما بلغ النبي
صلى الله عليه وسلم قدومه قال: ادعوا لي عليا، قيل: يا رسول الله لا يقدر أن
يمشي. فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم اعتنقه
وبكى رحمة لما بقدميه من الورم، وكانتا تقطران دما فتفل النبي صلى الله عليه
وسلم في يديه، ثم مسح بهما رجليه، ودعا له بالعافية، فلم يشتكهما علي حتى
استشهد.

14
وعن علي قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في الهجرة
أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس، وإنما كان يسمى الأمين،
فأقمت ثلاثا وكنت أظهر، ما تغيبت يوما ثم خرجت فجعلت أتبع طريق رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى قدمت بني عمرو بن عوف، ورسول الله صلى الله عليه
وسلم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهرم، وهنالك منزل رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد بن قاسم ابن الوجيه في " المنهاج السوي - شرح
منظومة الهدى النبوي " للحسن بن إسحاق (ص 269 ط دار الحكمة اليمانية - صنعاء)
قال:
وكان علي عليه السلام أول من شرى نفسه من الله وفدى رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم وفي ذلك يقول:
وقيت بنفسي خير من وطئ الثرا * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر
وذكر الغزالي في إحياء علوم الدين أن ليلة بات علي عليه السلام على فراش رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم أوحى الله إلى جبريل وميكائيل أني آخيت بينكما
وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما
الحياة واختلفا. فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين
محمد، فبات على فراشه ويفديه بنفسه فيؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من
عدوه، فكان جبريل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبريل عليه السلام ينادي:
بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة، فأنزل الله تعالى (ومن
الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله..) [البقرة 2 / 207] الآية.
ومنهم العلامة أبو حامد محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الغزالي الطوسي

15
المتوفى سنة 505 في " ذم البخل وفضل السخاء " (ص 155 ط دار الاعتصام) قال:
وبات علي كرم الله وجهه على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فأوحى الله
تعالى إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام: إني آخيت بينكما، وجعلت عمر
أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختار كلاهما الحياة
وأحباها. فأوحى الله عز وجل إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه
وبين نبيي محمد صلى الله عليه وسلم، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره
بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه، فكان جبريل عند رأسه، وميكائيل
عند رجليه، وجبريل عليه السلام يقول: بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب والله
تعالى يباهي بك الملائكة، فأنزل الله تعالى (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء
مرضاة الله والله رؤوف بالعباد) [البقرة: 407].

16
مستدرك
الآية الرابعة - قوله تعالى " قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم
ونسائنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم " (آل عمران: 61)
قد تقدم ما يدل على نزولها في علي وأهل البيت عليهم السلام عن العامة في ج
3 ص 46 و 75 و ج 9 ص 70 و ج 14 ص 131 و ج 18 ص 389 و ج 20 ص 84 و ج
24 ص 2 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 627) قال:
ولما نزلت هذه الآية: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) دعاه رسول الله صلى
الله عليه وسلم وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
ومنهم العلامة أبو محمد عبد الله بن مسلم الكاتب الدينوري في " الاختلاف في
اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة " (ص 43 ط بيروت) قال:
قوله تعالى: (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم) الآية، فدعا حسنا وحسينا.

17
(ونساءنا ونساءكم) فدعا فاطمة عليها السلام. (وأنفسنا وأنفسكم) فدعا عليا
عليه السلام.
ومنهم العلامة صاحب " القول القيم مما يرويه ابن تيمية وابن القيم " (ص 21 ط
بيروت) قال:
وقد ثبت في الصحاح حديث وفد نجران، ففي البخاري ومسلم عن حذيفة،
وأخرجه مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال: لما نزلت هذه الآية (فقل تعالوا ندع
أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) دعا رسول الله عليا وفاطمة
وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
وقال أيضا في ص 51:
ولما أنزل الله آية المباهلة (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا
ندع أبناءنا وأبناءكم..) الآية، دعا النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها
وحسنا وحسينا رضي الله عنهما وخرج للمباهلة.
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري
الهندي المتوفى سنة 1353 في " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " (ج 8 ص
349 ط دار الفكر في بيروت) قال:
قوله (قال: لما نزلت هذه الآية) أي المسماة بآية المباهلة (ندع أبناءنا
وأبناءكم.. إلخ) الآية بتمامها مع تفسيرها هكذا: فمن حاجك فيه، أي فمن جادلك
في عيسى وقيل: في الحق (من بعد ما جاءك من العلم)، يعني بأن عيسى عبد الله
ورسوله، فقل: تعالوا أي هلموا ندع أبناءنا وأبناءكم أي يدع كل منا ومنكم أبناءه
ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل أي نتضرع في الدعاء فنجعل لعنة الله

18
على الكاذبين بأن نقول: اللهم العن الكاذب في شأن عيسى، (دعا رسول الله صلى الله
عليه وسلم عليا) فنزله منزلة نفسه لما بينهما من القرابة والأخوة، (وفاطمة) أي لأنها
أخص النساء من أقاربه (وحسنا وحسينا) فنزلهما بمنزلة ابنيه صلى الله عليه وسلم
(فقال: اللهم هؤلاء أهلي).
وقال أيضا في ص 350:
قال المفسرون: لما أورد رسول الله صلى الله عليه وسلم الدلائل على نصارى
نجران ثم أنهم أصروا على جهلهم قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله أمرني إن لم
تقبلوا الحجة أن أباهلكم. فقالوا: يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك،
فلما رجعوا قالوا للعاقب - وكان ذا رأيهم -: يا عبد المسيح ما ترى؟ قال: والله لقد
عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا نبي مرسل، ولقد جاءكم بالكلام الفصل من أمر
صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيا قط فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم ولئن فعلتم
لكان الاستئصال، فإن أبيتم إلا الاصرار على دينكم والإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا
الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد خرج وعليه
صلى الله عليه وسلم مرط من شعر أسود، وكان صلى الله عليه وسلم قد احتضن
الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه صلى الله عليه وسلم وعلي رضي الله
عنه خلفها وهو يقول: إذا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني
لأرى وجوها لو دعت الله أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا ولا
تبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
ثم قالوا: يا أبا القاسم رأينا أن لا نباهلك، وأن نقرك على دينك. فقال صلى الله
عليه وسلم: فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما على
المسلمين. فأبوا. فقال صلى الله عليه وسلم: فإني أناجزكم، أي أحاربكم. فقالوا:
ما لنا بحرب العرب المسلمين طاقة، ولكن نصالحك أن لا تغزونا ولا تردنا عن ديننا

19
على أن نؤدي إليك كل عام ألفي حلة، ألفا في صفر وألفا في رجب، وثلاثين درعا
عادية من حديد، فصالحهم على ذلك.
قال صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدلى على أهل نجران
ولولا عنوا لمسخوا قردة وخنازير ولاضطرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران
وأهله حتى الطير على رؤوس الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى
يهلكوا.
قوله (هذا حديث حسن غريب صحيح) وأخرجه مسلم مطولا، وكذا أخرجه
الترمذي مطولا في مناقب علي.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول
صلى الله عليه وآله " (ص 71 ط القاهرة سنة 1399) قال:
ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) [3 - آل عمران] دعا رسول الله
صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
وقال أيضا في ص 75:
ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم) [3 - آل عمران: 61] دعا رسول
الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في " تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه " (ج 2
ص 309 ط دار الحكمة - دمشق وبيروت سنة 1402) قال:
روي أنهم لما دعوا إلى المباهلة قالوا: حتى ننظر في أمرنا، فلما تخالوا قالوا
للعاقب وكان ذا رأيهم: ماذا ترى؟ فقال: والله لقد عرفتم نبوته، ولقد جاءكم
بالفصل في أمر صاحبكم، والله ما باهل قوم نبيا إلا هلكوا، فإن أبيتم إلا ألف دينكم،

20
فوادعوا الرجل وانصرفوا، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد عدا محتضنا
الحسين آخذا بيد الحسن، وفاطمة تمشي خلفه، وعلي رضي الله عنه وعنها يمشي
خلفها، وهو يقول: إذا أنا دعوت فأمنوا، فقال أسقفهم: يا معشر النصارى، إني
لأرى وجوها لو سألوا الله تعالى أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله، فلا تباهلوا فتهلكوا،
فاذعنوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وبذلوا الجزية ألفي حلة حمراء وثلاثين درعا
من حديد، فقال عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده لو باهلوا لمسخوا قردة
وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي نارا، ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على
الشجر، وهو دليل على نبوته وفضل من أتى بهم من أهله بيته. ا ه‍ بيضاوي.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 22 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
عن سعد، قال: أمر معاوية سعدا (أن) يسب أبا تراب فقال: أما ما ذكرت ثلاثا
قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه أن يكون في واحدة منهم أحب إلي
من حمر النعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - وخلفه في بعض
مغازيه - فقال: أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
وسمعته يقول يوم خبير: لأعطين الراية - الحديث، وسيأتي في بابه إن شاء الله.
ولما نزلت هذه الآية (تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم) دعا رسول
الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين وقال: اللهم هؤلاء أهلي.
خرجه مسلم والترمذي.

21
مستدرك
الآية الخامسة - قوله تعالى " يا أيها الرسول بلغ
ما أنزل إليك من ربك " (المائدة: 67)
قد تقدم ما جاء في نزولها في شأن سيدنا الأمير عليه السلام في ج 2 ص 415 و ج 3
ص 512 و ج 14 ص 32 و ج 20 ص 172 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 753 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) قال الثعلبي: يعني بلغ في فضل
علي بن أبي طالب عليه السلام، ولما نزلت الآية أخذ بيد علي عليه السلام وقال: من
كنت مولاه فعلي مولاه. وروي في الحاكم أنها نزلت في علي عليه السلام، قال
الثعلبي: لما نزلت أخذ بيد علي عليه السلام فقال: ألست أولى بالمؤمنين من
أنفسهم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا:
بلى. قال: هذا مولى من أنا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قال:

22
فاستقبله عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل
مؤمن ومؤمنة. قوله تعالى (والله يعصمك من الناس) أي يضمن العصمة من
أعدائك، يعني يمنعك من أعدائك أن ينالوك بسوء.
ومنهم العلامة أبو الفضائل أحمد بن محمد الرازي الحنفي في " حجج القرآن "
(ص 63 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال:
وفي المائدة آية 67 (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما
بلغت رسالته) نزلت في غدير خم.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور صابر طعيمة في " دراسات في الفرق " (ص 30 ط
مكتبة المعارف في الرياض) قال:
وقد عين عليا عليه السلام في مواضع تعريضا وفي مواضع تصريحا، أما
تعريضاته فمثل أن بعث أبا بكر ليقرأ سورة البراءة على الناس في المشهد، وبعث بعده
عليا ليكون هو القارئ عليهم والمبلغ إليهم وقال: نزل على جبرئيل فقال: يبلغه رجل
منك أو قال من قومك. وهو يدل على تقديمه عليا عليه السلام، ومثل ما كان يؤمر
على أبي بكر وعمر وغيرهما من الصحابة في البعوث، وقد أمر عليهما عمرو بن
العاص في بعث وأسامة بن زيد في بعث، وما أمر على علي أحدا قط.. وأما
تصريحاته فمثل ما جرى في نأنأة الاسلام حين قال: من الذي يبايعني على ماله فبايعته
جماعة، ثم قال: من الذي يبايعني على روحه، وهو وصيي وولي هذا الأمر من
بعدي؟ فلم يبايعه أحد حتى مد أمير المؤمنين علي عليه السلام يده إليه فبايعه على
روحه، ووفى بذلك حتى كانت قريش تعير أبا طالب أنه أمر عليك ابنك، ومثل ما
جرى في كمال الاسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما
أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) فلما وصل إلى غدير خم أمر

23
فنادوا: الصلاة جامعة، ثم قال عليه السلام وهو على الرحال: من كنت مولاه فعلي
مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وأدر
معه الحق حيث دار، ألا هل بلغت؟ ثلاثا.

24
مستدرك
الآية السادسة - قوله تعالى " إنما أنت منذر
ولكل قوم هاد " (الرعد: 7)
قد تقدم ما ورد في نزولها في شأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
في ج 3 ص 88 وص 532 و ج 14 ص 166 و ج 20 ص 59 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي السهيلي المتوفى سنة 581
في " التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم " (ص 83 ط
دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1407) قال:
قوله تعالى (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) وروي عن ابن الأعرابي من طريق
سعيد بن جبير، عن عبد الله قال: لما نزلت (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا المنذر وأنت يا علي هاد، بك اهتدى المهتدون.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي

25
المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص 142 ط المطبعة
العزيزية بحيدر آباد، الهند) قال:
عن عباد بن عبد الله الأسدي، عن علي في قوله تعالى (إنما أنت منذر ولكل
قوم هاد) قال علي: رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر وأنا الهادي
(ابن أبي حاتم، طس، ك، وابن مردويه).
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر " (ج 18 ص 9 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس قال: لما نزلت (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) قال
النبي صلى الله عليه وسلم: أنا المنذر، وعلي الهادي، بك يا علي يهتدي المهتدون.
وعن مجاهد في قوله عز وجل: (والذي جاء بالصدق وصدق به) قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: (وصدق به) علي بن أبي طالب، وفي قوله تعالى (إنما
أنت منذر ولكل قوم هاد) قال: علي بن أبي طالب.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود سنة
741 والمتوفى 792 في " التسهيل لعلوم التنزيل " (ج 2 ص 131 ط دار الفكر) قال:
(ولكل قوم هاد) فيه ثلاثة أقوال: أحدها أن يراد بالهادي الله تعالى، فالمعنى
إنما عليك الانذار والله هو الهادي لمن يشاء إذا شاء، والوجه الثاني أن يريد بالهادي
النبي صلى الله عليه وسلم، فالمعنى إنما أنت نبي منذر، ولكل قوم هاد من الأنبياء
ينذرهم فليس أمرك ببدع ولا مستنكر، الثالث روي أنها لما نزلت قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: أنا المنذر وأنت يا علي الهادي.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة

26
911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي عليه السلام " (ص 32 ط مؤسسة نادر
للطباعة والنشر " قال:
عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنا المنذر وعلي الهادي،
وبك يا علي يهتدي المهتدون من بعدي. [أخرجه الديلمي].
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد عادل عبد العزيز في " التربية الاسلامية في
المغرب أصولها المشرقية وتأثيراتها الأندلسية " (ط الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال:
وروى ابن الأعرابي، عن طريق سعيد... قال: لما نزلت ([إنما أنت] منذر
ولكل قوم هاد) قال رسول الله (ص): أنا المنذر وأنت - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 310 ط دار الحكمة اليمانية) قال:
فقيل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (إنما أنت منذر) يعني رجل أرسل
منذرا مخوفا لهم من سوء العاقبة وناصحا لهم كغيرك من الرسل (ولكل قوم هاد)
قيل: تقديره: إنما أنت يا محمد منذر وهاد لكل قوم، وقيل: لكل قوم هاد من
الأنبياء يهديهم إلى الدين ويدعوهم إليه، وروي في الحاكم أيضا أن المنذر والهادي
محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل: قال: الهادي هو الله تعالى والمنذر محمد
صلى الله عليه وآله وسلم، وقيل: المنذر محمد صلى الله عليه وآله وسلم والهادي
علي عليه السلام، وروي أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضع يده على
منكب علي عليه السلام ثم قال: أنت الهادي يا علي بك - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الكريم عبد الله نيازي في " القرآن الكريم معجزة
وتشريع " (ص 192 ط مطبوعات نادى مكة الثقافي الأدبي) قال:

27
كالذي رووا عن سعيد بن جبير أنه روى عن ابن عباس أنه قال: لما نزلت:
(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد)، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على
صدره وقال: أنا المنذر، وأشار بيده إلى منكب علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وقال: وأنت الهادي يا علي - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

28
مستدرك
الآية السابعة - قوله تعالى " أفمن كان على بينة من ربه
ويتلوه شاهد منه " (هود: 17)
قد مضى ما يدل في نزولها في شأن سيدنا الأمير علي بن أبي طالب عليه السلام
عن العامة في ج 3 ص 352 و ج 14 ص 309 و ج 20 ص 33، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة
911 في كتابه " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص 202 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد،
الهند) قال:
عن علي رضي الله عنه في قوله (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بينة من ربه وأنا شاهد منه (ابن مردويه،
كر).
عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفمن كان على بينة من ربه
ويتلوه شاهد منه) علي. (ابن مردويه).

29
عن علي رضي الله عنه قال: ما من رجل من قريش إلا نزل فيه طائفة من
القرآن، فقال له رجل: ما نزل فيك؟ قال: أما تقرأ سورة هود (أفمن كان على
بينة من ربه ويتلوه شاهد منه)؟ رسول الله صلى الله عليه وسلم على بينة من ربه وأنا
شاهد منه. (ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة).
وقال أيضا في ص 245:
عن عبد الله بن نجبى قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول: ما ضللت ولا ضل
بي وما نسيت ما عهد إلي، إني لعلى بينة من ربي بينها لنبيه صلى الله عليه وسلم
وبينها لي، وإني لعلى الطريق. (عق، كر).
وقال أيضا في ص 426:
عن عباد بن عبد الله الأسدي قال: بينا أنا وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه في
الرحبة إذ أتاه رجل فسأله عن هذه الآية (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد
منه)؟ فقال: ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا قد نزلت فيه طائفة
من القرآن، والله والله لأن تكونوا تعلمون ما سبق لنا على لسان النبي صلى الله عليه
وسلم أحب إلي من أن يكون لي ملء هذه الرحبة ذهبا وفضة، والله إن مثلنا في هذه
الأمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح، وإن مثلنا في هذه الأمة كمثل باب (حطة في
بني إسرائيل، أبو سهل القطان في أماليه، وابن مردويه).
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر " (ج 18 ص 10 ط دار الفكر) قال:
وعن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي على بينة من ربه، وأنا
الشاهد منه.

30
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 278 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال في تفسيرها:
وقيل: هو علي عليه السلام يشهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو منه - ذكره
الحاكم.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود سنة
741 والمتوفى 792 في " التسهيل لعلوم التنزيل " (ج 2 ص 103 ط دار الفكر) قال في
تفسير الكريمة:
وقيل: إن الشاهد المذكور هنا هو علي بن أبي طالب.

31
مستدرك
الآية الثامنة - قوله تعالى " أجعلتم سقاية الحاج
وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر " (التوبة: 20)
قد تقدم ما يدل على نزولها في حق مولانا الأمير عليه السلام عن العامة في ج 3
ص 122 و ج 14 ص 194 و 589 و ج 20 ص 29، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر " (ج 18 ص 9 ط دار الفكر) قال:
وعن أنس أنه قال: قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران فقال له العباس:
أنا أشرف منك، أنا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصي أبيه وساقي الحجيج،
فقال شيبة: أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته وخازنه، أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟
فهما على ذلك يتشاجران حتى أشرف عليهما علي فقال له العباس: على رسلك
يا بن أخ. فوقف علي عليه السلام فقال له العباس: إن شيبة فاخرني، فزعم أنه
أشرف مني، فقال: فما قلت له أنت يا عماه؟ قال: قلت له: أنا عم رسول الله صلى

32
الله عليه وسلم ووصي أبيه، وساقي الحجيج، أنا أشرف منك، فقال لشيبة: ماذا
قلت له أنت يا شيبة؟ قال: قلت له: أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته وخازنه،
أفلا ائتمنك الله عليه كما ائتمنني؟ قال: فقال لهما: إجعلا لي معكما مفخرا. قالا:
نعم. قال: فأنا أشرف منكما، أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمة وهاجر
وجاهد، فانطلقوا ثلاثتهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فجثوا بين يديه، فأخبر كل
واحد منهم بمفخره، فما أجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بشئ فانصرفوا عنه، فنزل
عليه الوحي بعد أيام فيهم، فأرسل إليهم ثلاثتهم حتى أتوه فقرأ عليهم: (أجعلتم
سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) إلى آخر العشر.
قرأه أبو معمر.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 168 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
ورأيت في تفسير الرازي في سورة براءة: أن العباس وحمزة رضي الله عنهما
تفاخرا، فقال حمزة: أنا خير منك لأني على عمارة الكعبة، وقال العباس: أنا خير
منك لأني على سقاية الحاج، فقالا: نخرج إلى البطحاء ونتحاكم إلى أول من نلقاه،
فوجدا عليا رضي الله عنه فقال: أنا خير منكما لأني سبقتكما إلى الاسلام، فأخبر النبي
صلى الله عليه وسلم بذلك، فضاق صدره لافتخاره على عميه، فأنزل الله تعالى تحقيقا
لكلام علي وبيانا لفضله: (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن
بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله) الآية.
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 242 ط دار الحكمة اليمانية) قال:

33
قوله: (كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله) الآية، نزلت في
علي بن أبي طالب عليه السلام (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله
بأموالهم) الآية يعني (أعظم درجة) من أهل السقاية والعمارة (وأولئك هم
الفائزون) لا أنتم والمختصون بالفوز دونكم، وقيل: نزلت في علي عليه السلام
والعباس وطلحة بن شيبة تفاخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، وقال العباس: أنا
صاحب السقاية، وقال علي عليه السلام: لقد صليت إلى القبلة قبل الناس وأنا
صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية المتقدمة من قوله تعالى (أجعلتم
سقاية الحاج..).
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص
49 ط مكتبة غريب الفجالة) قال:
قال أحد الصحابة لعلي: أنا خير منك فأنا أسقي الحجيج، وافتخر الآخر بأن له
ولقومه عمارة البيت الحرام، فقال لهما علي إنه سبقهما إلى الاسلام والهجرة
والجهاد في سبيل الله، ثم روي للنبي ما حدث فنزلت الآية الكريمة (أجعلتم
سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر) إلى آخر الآية
في سورة التوبة.

34
مستدرك
الآية التاسعة - قوله تعالى " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " (المائدة: 55)
تقدم أنها نزلت في شأن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في
ج 2 ص 399 و ج 3 ص 502 و ج 4 ص 60 و ج 14 ص 2 و ج 20 ص 2 ومواضع
أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
وفيه أحاديث:
منها
حديث علي عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة:
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين السيوطي في " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1
ص 415 ط حيدر آباد) قال:

35
عن علي رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم
في بيته (إنما وليكم الله ورسوله) إلى آخر الآية، خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلي، فإذا سائل
فقال: يا سائل هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: لا إلا ذلك الراكع لعلي بن أبي طالب
أعطاني خاتمه. (أبو الشيخ وابن مردويه).
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر " (ج 18 ص 8 ط دار الفكر) قال:
وعن علي عليه السلام قال: نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم
راكعون) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد - فذكر مثل ما تقدم
عن السيوطي.
ومنها
حديث أنس بن مالك
رواه جماعة من أعلام العامة:
فمنهم الشيخ محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة " (ص 168 ط
دار ابن كثير، دمشق وبيروت) قال:
قال أنس رضي الله عنه: قام سائل فسأل [في المسجد] وعلي راكع، فأشار إليه
بيده، أي خذ الخاتم من يدي، فخلعه من يده، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
وجبت. قيل: يا رسول الله وما وجبت؟ قال: وجبت له الجنة، والله ما خلعه من يده
حتى خلعه الله تعالى من كل ذنب وخطيئة.

36
ومنها
حديث سلمة
رواه جماعة من أعلام العامة:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر " (ج 18 ص 8 ط دار الفكر) قال:
وعن سلمة قال: تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت: (إنما وليكم الله
ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
ومنها
حديث أبي ذر الغفاري
رواه جماعة من أعلام العامة:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 165 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
وقال أبو ذر رضي الله عنه: جاء سائل فلم يعط شيئا، فقال: اللهم أشهدكم [أني]
سألت في مسجد رسولك فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي رضي الله عنه يصلي،
فأومئ إليه بخنصره، فأخذ خاتمه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم إن أخي
موسى عليه السلام قال: (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري... واجعل لي
وزيرا من أهلي) إلى قوله تعالى (وأشركه في أمري)، فأنزلت: (سنشد عضدك
بأخيك). اللهم أنا محمد نبيك وصفيك، فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل

37
لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به أزري وأشركه في أمري، فما تم كلامه حتى نزل قوله
تعالى (إنما وليكم الله ورسوله - إلى قوله - والذين يؤتون الزكاة وهم راكعون).
قاله الرازي رحمه الله تعالى.
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في تفسيره (ص 149 ط
دار الحكمة اليمانية) قال:
قال في تفسير الثعلبي: قال أبو ذر الغفاري: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
وسلم بهاتين وإلا فصمتا ورأيته بهاتين وإلا فعميتا يقول: علي قائد البررة وقاتل
الكفرة، منصور من نصره مخذول من خذله، أما إني صليت مع رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم يوما من الأيام فسأله سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا وعلي
عليه السلام كان راكعا فأومئ إليه بخنصره، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من
خنصره فنزل فيه (إنما وليكم الله) الآية.
ومنهم الشريف علي فكري الحسيني القاهري في " أحسن القصص " (ج 3 ص 201
ط بيروت) قال:
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يوما من الأيام الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئا فرفع السائل يديه
إلى السماء وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
فلم يعطني أحد شيئا، وكان علي رضي الله عنه في الصلاة راكعا فأومأ إليه بخنصره
اليمنى، وفيه خاتم من فضة، فأقبل السائل فأخذ الخاتم من خنصره وذلك بمرأى من
النبي صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم طرفه
إلى السماء وقال: اللهم أن أخي موسى سالك فقال: (رب اشرح لي صدري ويسر لي
أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي

38
أشدد به أزري وأشركه في أمري) طه، فأنزلت عليه قرآنا: (سنشد عضدك
بأخيك ونجعل لكما سلطانا فلا يصلون إليكما) القصص. اللهم وإني محمد نبيك
وصفيك، اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا
أشدد به ظهري.
قال أبو ذر رضي الله عنه: فما استتم دعاءه حتى نزل جبريل عليه السلام من عند الله
عز وجل وقال: يا محمد اقرأ: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) المائدة (نقلها أبو إسحاق أحمد البقلي في
تفسيره).
ومنها
ما رواه القوم مرسلا
فمنهم الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي السهيلي المتوفى سنة 581
في " التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم " (ص 51 ط
دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1407) قال:
وقوله تعالى (ويؤتون الزكاة وهم راكعون) قيل: هو علي بن أبي طالب رضي
الله عنه تصدق بخاتمه وهو راكع.
ومنهم الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن
أبي بكر الخضيري الطولوني المصري الشافعي في " التحبير في علم التفسير " (ص 213
ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1408) قال:
علي بن أبي طالب نزل فيه (إنما وليكم الله ورسوله) [المائدة: 55] الآية.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر

39
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 30 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
ومنها قوله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله) نزل فيه. أخرجه الواحدي.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود سنة
741 والمتوفى 792 في " التسهيل لعلوم التنزيل " (ج 1 ص 181 ط دار الفكر) قال:
(إنما وليكم الله) ذكر الولي بلفظ المفرد إفرادا لله تعالى بهما ثم عطف على
اسمه تعالى الرسول عليه الصلاة والسلام والمؤمنين على سبيل التبع، ولو قال: إنما
أولياؤكم لم يكن في الكلام أصل وتبع (وهم راكعون) قيل: نزلت في علي بن
أبي طالب رضي الله عنه، فإنه سأله سائل وهو راكع في الصلاة، فأعطاه خاتمه.
ومنهم العلامة أبو الفضائل أحمد بن محمد بن المظفر بن المختار الرازي الحنفي في
حجج القرآن " (ص 47 ط بيروت) قال في سورة المائدة آية 55:
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون) نزلت في علي حيث تصدق بخاتمه في الركوع.
ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في " تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه " (ج 3
ص 311 ط دار الحكمة - دمشق وبيروت سنة 1402) قال:
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة
وهم راكعون) قال بعد شرح بعض الألفاظ: نزلت الآية في حق علي بن أبي طالب
رضي الله عنه حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه.
ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي في " ألف با " (ج 1 ص 440 ط
عالم الكتب - بيروت) قال:

40
والخصلة الأخرى التي لعلي وحده رضي الله عنه أنه أعطى مسكينا خاتما من
فضة وهو رضي الله عنه راكع فأنزل الله تعالى في ذلك (الذين يقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة وهم راكعون). قال مجاهد والسدي رضي الله عن جميعهم: قيل:
خرج النبي صلى الله عليه وسلم ومسكين يسأل في المسجد فسأله عليه الصلاة
والسلام: هل أعطاك أحد شيئا؟ قال: نعم. قال: ماذا؟ قال: خاتم من فضة. قال:
من أعطاكه؟ قال: ذلك الرجل القائم. فإذا هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ونزلت الآية، بدأت بذكر..
ومنهم الشيخ عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص 49 مكتبة
غريب الفجالة) قال:
أما الآية الكريمة (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا) فقد اتفق الطبري
وابن كثير والسيوطي على أنها نزلت في علي.
أذن بلال بصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل،
فأعطاه علي خاتمه وهو راكع، فأخبر السائل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ
علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين
يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).
ومنهم الدكتور محمد عبد السلام أبو النيل في تعليقاته على " تفسير مجاهد " (ص
311 ط دار الفكر الاسلامي الحديثة) قال:
حدثني الحارث قال: ثنا عبد العزيز قال: ثنا غالب بن عبيد الله قال: سمعت
مجاهدا يقول في قوله (إنما وليكم الله ورسوله) الآية، قال: نزلت في علي بن
أبي طالب، تصدق وهو راكع.
ومنهم العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى سنة 1189 في " رفع الخفا

41
شرح ذات الشفا " (ج 2 ص 274 ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) قال:
ماذا يقول الشخص في وصف علي * وفضله جاء في الكتاب المنزل
ذكر شئ من مناقب أسد الله الغالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه (ماذا يقول
الشخص) أي المادح لعلي كرم الله وجهه، أي لا يقدر على حصر ما ورد (في) بيان
(وصف علي) بتخفيف الياء، وذلك لكثرة فضائله ومآثره وكراماته وكلماته
الحكيمة وكثرة ثناء الصحابة [والسلف] عليه مما لا تحتمله هذه العجالة، حتى قال
الإمام أحمد: ما جاء لأحد من الفضائل مثل ما جاء لعلي.
وقال النسائي وغيره: لم يرو [يرد] في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان
أكثر مما جاء في علي. قال بعض الأئمة: وسبب ذلك والله أعلم أن الله تعالى اطلع نبيه
صلى الله عليه وسلم على ما كان وما يكون بعده، مما ابتلي به من المنازعة، وخروج
الخوارج عليه، وكثرة أعدائه،
، فاقتضى ذلك إشهار فضائله نصحا للأمة لتحصل النجاة
لمن تمسك بها ممن بلغته (وفضله جا) بالقصر أي جاء من الله (في الكتاب) أي
القرآن (المنزل). عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان عند علي أربعة دراهم
فتصدق بدرهم ليلا وبدرهم نهارا وبدرهم سرا وبدرهم جهرا، فأنزل الله تعالى فيه
(الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف
عليهم ولا هم يحزنون) وذكر المفسرون أن عليا رضي الله عنه كان يصلي فسأله
سائل فأعطاه خاتمه راكعا، فأنزل الله تعالى (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا
الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون).

42
مستدرك
الآية العاشرة - قوله تعالى " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا
ويتيما وأسيرا " (الانسان: 8)
قد مر ما يدل على نزول الكريمة في علي وأهل بيته عليهم السلام في ج 3 ص
158 و 169 و 583 و ج 8 ص 576 و ج 9 ص 110 و ج 14 ص 446 و ج 18 ص 339
و ج 20 ص 153 و ج 24 ص 139 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني
القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه " أحسن القصص "
(ج 3 ص 203 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:
حصل لسيدنا علي رضي الله عنه وأهله جوع، فأخذ من يهودي صوفا لتغزله
السيدة فاطمة زوجته بالأجر، ثم اشترى بأجرها ثلاثة أقداح من الشعير، وفي يوم
طحنوا قدحا وخبزوه أقراصا، ومن عادة العرب أن يطحنوا ويخبزوا في ساعة
واحدة. فلما أرادوا الأكل طرق بابهم مسكين وقال: السلام عليكم يا أهل بيت

43
النبوة أنا مسكين من مساكين أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أطعموني شيئا لله،
فأعطوه الأقراص.
وفي ثاني يوم جاءهم يتيم، وقال مثل ذلك، وفي ثالث يوم جاءهم أسير وقال لهم
مثل ذلك أيضا، ثم باتوا على الماء (أي لم يأكلوا شيئا)، بل كانوا يشربون الماء
فقط، فجاع سيدنا الحسن والحسين جوعا شديدا، فخرج سيدنا علي إلى النبي صلى
الله عليه وسلم وأخبره بذلك فأعطاه سلة وقال له: اذهب بها إلى تلك النخلة، فرزقهم
الله تعالى رطبا جنيا، فأكلوا حتى شبعوا وفيهم يقول الله تعالى (ويطعمون الطعام
على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) - الدهر.
فهكذا يكون الاحسان والعمل الصالح لبني الانسان.
وقال في جوده وكرمه المرحوم الشيخ محمد عبد المطلب في قصيدته المسماة
بالعلوية ما يأتي:
على حب الطعام يصد عنه * ليطعمه الأرامل واليتامى
سل القرآن أو جبريل تعلم * مكارم لن تبيد ولن تراما
من الأبرار يغتبقون كأسا * من الرضوان مترعة وجاما
علي والبتول وكوكباه * ضياء الأرض إن أفق أغاما
ثناء في الكتاب له عبير * تقصر عنه أرواح الخزامى
وقال أيضا في كتابه: السمير المهذب (ص 307) مثل ذلك بتفاوت قليل في اللفظ،
وقال في آخره:
فخرج علي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأخبره بذلك فطاف على نسائه فلم
يجد شيئا، ثم جاء أبو بكر يشتكي الجوع، فقيل: يا رسول الله إن المقداد بن الأسود
عنده تمر، فخرجوا إليه فلم يجدوا شيئا فقال النبي (ص) لعلي بن أبي طالب رضي
الله عنه: خذ هذه السلة واذهب إلى تلك النخلة وقل لها إن محمدا يقول لك: أطعمنا

44
من ثمرك فرمت عليكم رطبا بإذن الله تعالى فأكلوا حتى شبعوا وأرسلوا إلى فاطمة
وولديها ما يشبعهم، فأنزل الله تعالى في حق علي وأهله (ويطعمون الطعام على حبه
مسكينا ويتيما وأسيرا).
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 31 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
ومنها قوله تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا) الآية، نزلت في علي.
قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال في ق 39:
وعن ابن عباس في قوله تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما
وأسيرا) الآية، قال: آجر نفسه يسقي نخلا بشئ من شعير ليله فلما أصبح قبط
الشعير فطحن منه فصنعوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة دقيق بلا دهن، فلما تم
إنضاجه أتى مسكين فسأل فأعطوه إياه ثم صنعوا الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم
فسأل فأطعموه إياه، ثم صنعوا الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين
فسأل فأطعموه إياه، فطووا يومهم فنزلت هذه الآية. وهو قول الحسن وقتادة.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في " الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
رابع الخلفاء الراشدين " (ص 17 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
وعن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه
مسكينا ويتيما وأسيرا) قال: أجر علي نفسه يسقي نخلا بشئ من شعير حتى
أصبح - فذكر مثل ما تقدم عن " جواهر المطالب " باختلاف يسير في اللفظ.

45
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ص 99 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
مرض الحسن والحسين رضي الله عنهما في فضائل علي 1 / 390
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه " سيدات نساء أهل الجنة " (ص
122 ط مكتبة التراث الاسلامي - القاهرة) قال:
ومرض الحسن والحسين فعادهما جدهما صلى الله عليه وسلم في ناس فقالوا: يا
أبا الحسن لو نذرت، فنذر علي وفاطمة إن شفيا أن يصوما ثلاثا فشفيا ولا شئ
عندهم، فاقترض أبو الحسن من يهودي آصعا من شعير فصنعت الزهراء طعاما
وقدمته لعلي عند فطره فسمعا ضربا بالباب فقالا: من بالباب؟ فجاء هما صوت يقول:
سائل، فاستطعمهم - طلب أن يطعموه - فأعطى الطعام ومكث علي وفاطمة والصبيان
يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء.. ثم صنعت طعاما مثله وعند إفطارهما وقف
ببابهم يتيم فاستطعمهم.. فأعطى الطعام وأمسكوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلا
الماء القراح.. ثم وقف ببابهم أسير فاستطعمهم فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثا لا
يذوقون الأكل وقد قضوا نذرهم.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ص 126 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
يا أبا الحسن أنذر إن عاف الله.. في فضائل علي 1 / 390

46
مستدرك
الآية الحادية بعد العشرة - قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا
إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم
صدقة " الآية (المجادلة: 12)
قد مر نزول الكريمة في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
في ج 3 ص 129 و ج 14 ص 200 و ج 20 ص 181 ومواضع أخرى، ونستدرك
هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
وفيه أحاديث:
منها
حديث سيدنا الأمير عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى

47
سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 1 ص 322 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال:
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا عبيد الله الأشجعي،
عن سفيان، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة
الأنماري.
عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول
فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) (المجادلة: 12)، قال لي رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ما ترى؟ دينار؟ قال: قلت: لا يطيقونه. قال: فكم؟ قلت: شعيرة.
قال: إنك لزهيد. قال: فنزلت: (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقة)
الآية (المجادلة: 13). قال: فبه خفف الله عن هذه الأمة.
ومنهم العلامة الشيخ أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي
المشتهر بأبي جعفر النحاس المصري البغدادي الشافعي المتوفى بشاطي النيل سنة 338
وقيل: سنة 337، في " الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم " (ص 270 ط مكتبة عالم
الفكر بالقاهرة سنة 1407) قال:
والموضع الآخر قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين
يدي نجواكم صدقة) أكثر العلماء على أن هذه الآية منسوخة، كما حدثنا جعفر بن
مشاجع، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا موسى بن
قيس، عن سلمة بن كهيل (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي
نجواكم صدقة)، قال: أول من عمل بها علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، ثم
نسخت.
وقرئ على علي بن سعيد بن بشير، عن محمد بن عبد الله الموصلي، قال: حدثنا
القاسم بن يزيد الحرمي، قال: حدثنا سفيان الثوري، عن عثمان بن المغيرة، عن سالم

48
بن أبي الجعد، عن علي بن علقمة، عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت (يا أيها
الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قلت: يا رسول الله
كم؟ قال: دينار، قلت: لا يطيقونه. قال: فكم؟ قلت: جبة شعير، قال: إنك لزهيد.
قال: ونزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآية.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله
ابن عبد الله بن هادي ابن الجوزي القرشي التميمي البكري الحنبلي المتوفى سنة 597
في " نواسخ القرآن " (ص 235 ط بيروت) قال:
قوله تعالى (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) أخبرنا
عبد الأول بن عيسى، قال: أبنا ابن المظفر الداوودي، قال: أبنا عبد الله بن أحمد
ابن حمويه، قال: أبنا إبراهيم بن حريم، قال: بنا عبد بن حميد، قال: حدثني
أبي شيبة، قال: حدثني يحيى بن آدم، قال: حدثني عبيد الله الأشجعي، عن
سفيان بن سعيد، عن عثمان بن المغيرة الثقفي، عن سالم بن أبي الجعد، عن علي
بن علقمة الأنماري، عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا
ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ما ترى دينارا؟ قال: قلت: لا يطيقونه. قال: فكم؟ قلت: شعيرة. قال:
إنك لزهيد. قال: فنزلت: (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات)
الآية. فبي خفف الله عز وجل عن هذه الأمة.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص 10 ط المطبعة العزيزية
بحيدر آباد، الهند) قال:
عن علي رضي الله عنه قال: إن في كتاب الله آية لم يعمل بها أحد قبلي ولا

49
يعمل بها أحد بعدي آية النجوى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا
بين يدي نجواكم صدقة) كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول
الله صلى الله عليه وسلم [قدمت بين يدي درهما] تصدقت بدرهم حتى نفدت ثم
نسخت ما عمل بها أحد غيري فنزلت: (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم
صدقات) إلى آخر الآية. (ض، ش، وابن راهويه، وعبد بن حميد، وابن
المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه).
وقال أيضا في ص 161:
عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول
فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ما ترى
دينار؟ قلت: لا يطيقونه. قال: فنصف دينار. قلت: لا يطيقون. قال: فكم؟
قلت: شعيرة. قال: إنك لزهيد. فنزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم
صدقات) الآية. فبي خفف الله عن هذه الأمة. (ش، وعبد بن حميد، ت،
وقال: حسن غريب، ع، حب، وابن مردويه، وابن جرير، وابن المنذر،
والدورقي، ض).
وقال أيضا في كتابه " إتمام الدراية لقراء النقاية " (ص 43 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
الثالث عشر والرابع عشر: المعمول به مدة معينة، وما عمل به واحد، مثالهما آية
النجوى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة)
(لم يعمل بها غير علي بن أبي طالب)، كما رواه الترمذي عنه، ثم نسخت،
(وبقيت عشرة أيام، قيل: ساعة). وهذا القول هو الظاهر، إذ ثبت أنه لم يعمل بها
غير علي كما تقدم، فيبعد أن يكون الصحابة مكثوا تلك المدة لم يكلموه.

50
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 42 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول
فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترى
دينارا؟ قلت: لا يطيقونه. قلت: شعيرة. قال: إنك لزهيد. فنزلت (أأشفقتم أن
تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآيات، فبي خفف الله عن هذه الأمة. خرجه
أبو حاتم.
ومنهم الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن
أبي بكر الخضيري الطولوني المصري الشافعي في " التحبير في علم التفسير " (ص 119
ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1408) قال:
قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول..) [المجادلة: 12]، قال
ابن عطية: قال جماعة: لم يعمل بهذه الآية بل نسخ حكمها قبل العمل، وصح عن
علي أنه قال: ما عمل بهذه الآية أحد غيري، ولا يعمل بها أحد بعدي. رواه الحاكم
وصححه، وفيه: كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فكنت كلما ناجيت النبي صلى
الله عليه وسلم قدمت بين يدي نجواي درهما ثم نسخت فلم يعمل بها أحد فنزلت:
(أأشفقتم..) [المجادلة: 13] الآية.
وروى الترمذي عنه قال: لما نزلت هذه الآية قال لي النبي صلى الله عليه وسلم:
ما ترى دينارا؟ قلت: لا يطيقونه. قال: فنصف دينار. قلت: لا يطيقونه. قال:
فكم؟ قلت: شعيرة. قال: إنك لزهيد. فنزلت: (أأشفقتم..) الآية، فبي خفف
عن هذه الأمة.
قال مقاتل: بقي هذا الحكم عشرة أيام، وقال قتادة: ساعة من نهار. قلت:

51
الظاهر قول قتادة كما لا يخفى.
ومنهم العلامة الشيخ محمد علي الصابوني المكي الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات
الاسلامية بمكة المكرمة في " روافع البيان تفسير آيات الأحكام " (ص 605 ط عالم
الكتب في بيروت سنة 1406) قال:
وقد روي عن علي كرم الله وجهه أنه قال: إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد
قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، كان لي دينار فاشتريت به عشرة دراهم، فكلما
ناجيت الرسول صلى الله عليه وسلم قدمت بين يدي نجواي درهما، ثم نسخت فلم
يعمل بها أحد.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 164 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
ورأيت في تفسير القرطبي، لما نزل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم
الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال علي رضي الله عنه: فسألت النبي
صلى الله عليه وسلم عن ذلك؟ فقال: ما يجدوا دينارا. قلت: لا يطيقونه. قال:
فنصف دينار. قلت: لا يطيقونه. قال: فكم؟ قلت: شعيرة. أي وزن شعيرة من
ذهب. فنزل قوله تعالى: (أأشفقتم) الآية، خفف الله عن هذه الأمة.
ومنهم الفاضل المحقق أبو منصور أحمد ميرين البلوشي المدني في " تعليقات
خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام " للنسائي المتوفى سنة 303 (ص
162 ط مكتبة المعلا - الكويت) قال:
وأخرج الحاكم (2 / 481 - 482) من طريق جرير، عن منصور، عن مجاهد،

52
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قال علي بن أبي طالب: إن في كتاب الله الآية ما
عمل بها أحد ولا يعمل بها أحد بعدي، آية النجوى (يا أيها الذين آمنوا إذا
ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: كان عندي دينار، فبعته
بعشرة دراهم، فناجيت النبي صلى الله عليه وسلم، فكنت كلما ناجيت النبي صلى
الله عليه وسلم قدمت بين يدي نجواي درهما، ثم نسخت، فلم يعمل بها أحد،
فنزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات). وصححه الحاكم على
شرط الشيخين ووافقه الذهبي.
ومنهم الفاضل عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص 49
ط مكتبة غريب الفجالة) قال:
وقال علي: إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي وما يعمل بها أحد بعدي،
هي آية النجوى (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم
صدقة) كان عندي دينار، فصرفته عشرة دراهم، فكنت كلما ناجيت الرسول صلى
الله عليه وسلم قدمت بين يدي درهما (أي تصدق بدرهم)، ثم نسخت الآية، فلم
يعمل بها أحد.
ومنهم الشيخ أبو إسحاق الجويني الأثري حجازي في " تهذيب خصائص الإمام
علي " للحافظ النسائي (ص 109 ط بيروت) قال:
أخبرني محمد بن عبد الله بن عمار، قال: حدثنا القاسم بن يزيد الجرمي، عن
سفيان، عن عثمان بن المغيرة بن سالم، عن علي بن علقمة، عن علي رضي الله عنه
قال: لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم
صدقة) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: مرهم أن
يتصدقوا. قال: بكم يا رسول الله؟ قال: بدينار. قال: لا يطيقونه. قال: فبنصف

53
دينار. قال: لا يطيقون. قال: فبكم؟ قال: بشعيرة. فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: إنك لزهيد. فأنزل الله: (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات)
الآية، وكان علي رضي الله عنه يقول: خفف بي عن هذه الأمة.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام " (ص
66 ط دار الجيل - بيروت) قال:
عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت: (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول
فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله
عنه: مرهم أن يتصدقوا - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن مسند أبي يعلى بتفاوت
قليل في اللفظ.
ومنها
حديث ابن عباس
رواه جماعة من أعلام العامة:
فمنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتابه
" ألف با " (ج 1 ص 440 ط عالم الكتب - بيروت) قال:
وكان [علي عليه السلام] يقول إذا نظر إلى ما فيه من الذهب والفضة: ابيضي
واصفري وغري غيري، إني واثق من الله بكل خير. وقدم عليه مال من أصبهان
فقسمه سبعة أسباع وكان فيه رغيف فقسمه سبعة كسر وجعل على كل جزء كسرة ثم
أقرع بينهم أيهم يأخذ أولا، وفضائله رضي الله عنه لا تحصى ومن يعد الحصى
وجوده وكرمه أكثر من أن يعد وفضله أكبر من أن يحد، فمن جوده وفضله أنه عمل
خصلتين لم يعملهما أحد قبله: إحداهما: أنه لما أنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا

54
إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) أشفق المسلمون من ذلك وشق
عليهم لضعف مقدرة كثير منهم عن الصدقة فعمد علي رضي الله عنه فتصدق بدينار
وناجى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رحم الله المسلمين ونسخ ذلك عنهم بقوله
تعالى (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) فهذه آية نسخها العلي ولم
يعمل بها غير علي رضي الله عنه، وكان سبب نزول الآية أن المسلمين كانوا يكثرون
المسائل على النبي صلى الله عليه وسلم حتى شقوا عليه فأراد الله التخفيف عنه، فكف
كثير من الناس ثم وسع الله عليهم بالآية التي بعدها. قاله ابن عباس. وقيل: نزلت
بسبب أن المنافقين واليهود كانوا يناجون النبي عليه السلام ويقولون: إنه أذن يسمع
كل ما قيل له وكان لا يمنع أحدا من مناجاته. فكان ذلك يشق على المسلمين، فلما
أنزل الله ذلك انتهى أهل الباطل عن النجوى لأنهم لم يقدموا بين يدي نجواهم صدقة
وشق ذلك على المسلمين لضعف مقدرتهم كما تقدم فخفف الله عنهم بالآية
الناسخة، والله أعلم.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود سنة
741 والمتوفى 792 في " التسهيل لعلوم التنزيل " (ج 4 ص 104 ط دار الفكر) قال:
(إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال ابن عباس: سببها
أن قوما من شبان المسلمين أكثرت مناجاتهم للنبي صلى الله عليه وسلم في غير
حاجة، لتظهر منزلتهم وكان النبي صلى الله عليه وسلم سمحا لا يرد أحدا، فنزلت
الآية مشددة في أمر المناجاة، وقيل: سببها أن الأغنياء غلبوا الفقراء على مناجاة النبي
صلى الله عليه وسلم. وهذه الآية منسوخة باتفاق نسخها قوله بعدها (أأشفقتم أن
تقدموا بين يدي نجواكم صدقات) الآية، فأباح الله لهم المناجاة دون تقديم صدقة
بعد أن كان أوجب تقديم الصدقة قبل مناجاته عليه السلام، واختلف هل كان هذا
النسخ بعد أن عمل بالآية أم لا؟ فقال: قوم لم يعمل بها أحد، وقال: قوم عمل بها

55
علي بن أبي طالب رضي الله عنه، روي أنه كان له دينارا فصرفه بعشرة دراهم،
وناجاه عشر مرات تصدق في كل مرة منها بدرهم، وقيل: تصدق في كل مرة بدينار،
ثم أنزل الله الرخصة لمن كان قادرا على الصدقة، وأما من لم يجد فالرخصة لم تزل
ثابتة له بقوله (فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم).
ومنها
حديث مجاهد
رواه جماعة من أعلام العامة:
فمنهم العلامة مجاهد بن جبر المتوفى سنة 102 في " تفسيره " (ص 651 ط دار
الفكر الاسلامي الحديثة) قال:
أنبأ عبد الرحمن قال: نا إبراهيم، قال: ثنا آدم، نا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن
مجاهد (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول) 12 قال: نهوا عن مناجاة النبي
صلى الله عليه وسلم حتى يقدموا صدقة، فلم يناجه أحد إلا علي بن أبي طالب عليه
السلام، فإنه قدم دينارا فتصدق به وناجى النبي صلى الله عليه وسلم، فتنبأ له عن عشر
خصال، ثم نزلت الرخصة، فقال: (أأشفقتم) 13 يقول: أشق عليكم تقديم
الصدقة، فوضعت عنهم، وأمروا بمناجاته عليه السلام بغير صدقة.
ومنهم المعاصر فضيلة الأستاذ الشيخ علي بن حسن العريض مفتش الوعظ بالأزهر
الشريف في " فتح المنان في نسخ القرآن " (ص 66 ط مكتبة الخانجي بمصر سنة 1393)
قال:
بل روي أن سيدنا عليا كرم الله وجهه عمل بالآية المنسوخة قبل أن تنسخ، وقدم
الصدقة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أول من عمل بها من

56
المسلمين.
عن مجاهد أن سيدنا عليا رضي الله عنه قال: آية في كتاب الله عز وجل لم يعمل
بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، ثم تلا هذه الآية: (يا أيها الذين آمنوا)
الآية، بل الآية الثانية تعتب على المؤمنين إشفاقهم من تقديم الصدقة المأمور بها
(أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات).
ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في " نواسخ القرآن "
(ص 235 ط بيروت) قال:
أخبرنا علي بن أبي عمر، قال: أبنا علي بن أيوب، قال: أبنا أبو علي بن شاذان،
قال: بنا أحمد بن إسحاق بن سحاب، قال: بنا محمد بن أحمد بن أبي العوام، قال:
بنا سعيد بن سليمان، قال: بنا أبو شهاب، عن ليث، عن مجاهد، قال: قال علي بن
أبي طالب: آية في كتاب الله عز وجل ما عمل بها أحد من الناس غيري، آية
النجوى، كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم، فكلما أردت أن أناجي رسول الله صلى
الله عليه وسلم تصدقت بدرهم، فما عمل بها أحد قبلي ولا بعدي.
وقال أيضا في ص 236:
قال أحمد: وبنا عبد الرزاق، قال: بنا ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن
مجاهد (فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: أمر أن لا يناجي أحد منهم النبي
صلى الله عليه وسلم حتى يتصدق بين يدي ذلك، وكان أول من تصدق علي بن
أبي طالب كرم الله وجهه، ورضي الله عنه، فناجاه فلم يناجه أحد غيره، ثم نزلت
الرخصة (أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات). قال عبد الرزاق: وبنا
معمر، عن قتادة (إذا ناجيتم الرسول) إنها منسوخة ما كانت إلا ساعة من نهار.
ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في " تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه " (ج 14

57
ص 394 ط دار الحكمة - دمشق وبيروت سنة 1402) قال:
وقال مجاهد رحمه الله تعالى: نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا، فلم يناجه إلا
علي ابن أبي طالب رضي الله عنه، تصدق بدينار (أي على دفعات) وناجاه، ثم
نزلت الرخصة، فكان علي كرم الله وجهه يقول: آية في كتاب الله لم يعمل بها أحد
قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي، وهي آية المناجاة، وعن علي رضي الله عنه قال:
لما نزلت (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم) إلخ، قال لي النبي صلى الله عليه
وسلم: ما ترى دينارا؟ قلت: لا يطيقونه، قال: فنصف دينار؟ قلت: لا يطيقونه.
قال: فكم؟ قلت: شعيرة. قال: إنك لزهيد. قال: فنزلت (أأشفقتم أن تقدموا بين
يدي نجواكم..) إلخ، قال: فبي خفف الله عن هذه الأمة، أخرجه الترمذي.
هذا ومعنى شعيرة أي وزن شعيرة من ذهب، ومعنى لزهيد يعني قليل المال
قدرت على قدر حالك.
هذا وفي هذه الآية منقبة عظيمة لعلي رضي الله عنه، إذ لم يعمل بها أحد غيره،
ولكن ليس فيها طعن على غيره من الصحابة، ووجه ذلك أن الوقت لم يتسع ليعملوا
بهذه الآية، ولو اتسع الوقت لم يتخلفوا عن العمل بها. ا ه‍ خازن بتصرف بسيط.
وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: كان لي دينار، فصرفته، فكنت إذا ناجيته
تصدقت بدرهم، وسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر مسائل، فأجابني
عنها. قلت: يا رسول الله ما الوفاء؟ قال: التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله. قلت: وما
الفساد؟ قال: الكفر والشرك بالله. قلت: وما الحق؟ قال: الاسلام والقرآن والولاية
إذا انتهت إليك. قلت: وما الحيلة؟ قال: ترك الحيلة. قلت: وما على؟ قال: طاعة الله
وطاعة رسوله. قلت: وكيف أدعو الله؟ قال: بالصدق واليقين. قلت: وماذا أسال
الله؟ قال: العافية. قلت: وما أصنع لنجاة نفسي؟ قال: كل حلالا وقل صدقا. قلت:
وما السرور؟ قال: الجنة. قلت: وما الراحة؟ قال: لقاء الله. فلما فرغت منها نزل
نسخها.

58
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري
الهندي المتوفى سنة 1353 في " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " (ج 9 ص
194 ط دار الفكر في بيروت) قال:
وأخرج ابن جرير بسنده عن مجاهد في قوله (فقدموا بين يدي نجواكم
صدقة) قال: نهوا عن مناجاة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يتصدقوا فلم يناجه إلا
علي بن أبي طالب رضي الله عنه قدم دينارا فتصدق به ثم أنزلت الرخصة في ذلك.
وأخرج أيضا عن ليث، عن مجاهد قال: قال علي رضي الله عنه: إن في كتاب
الله عز وجل لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي (يا أيها الذين
آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال: فرضت ثم
نسخت.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد عبد الباري الأهدل في " الخصائص النبوية المسماة
فتح الكريم القريب بشرح أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب " (ص 58 ط مكتبة
جده) قال:
وروى سعيد بن منصور، عن مجاهد قال: كان من ناجى رسول الله صلى الله
عليه وسلم تصدق بدينار، وكان أول من صنع ذلك علي بن أبي طالب ثم نزلت
الرخصة (فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم).
ومنها
حديث سلمة بن نهيك
رواه جماعة من أعلام العامة:
فمنهم العلامة الشيخ أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي

59
المشتهر بأبي جعفر النحاس المصري البغدادي الشافعي المتوفى بشاطي النيل سنة 338
وقيل: سنة 337، في " الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم " (ص 250 ط مكتبة عالم
الفكر بالقاهرة سنة 1407) قال:
وقد حدثنا جعفر بن مجاشع، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا
إبراهيم، عن موسى بن قيس، عن سلمة بن نهيك (يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم
الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) قال:.. أول من عمل بها علي بن
أبي طالب رضي الله عنه، ثم نسخت.
ومنها
ما رواه القوم مرسلا
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي
المتوفى سنة 733 في " غرر التبيان فيمن لم يسم في القرآن " (ص 504 ط دار قتيبة -
دمشق وبيروت) قال:
(فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) (الآية: 12). نزلت عند إضجارهم النبي
صلى الله عليه وسلم بكثرة النجوى والسؤال، ونسخت بعد عشر، وقيل: في يومها
ولم يعمل بها أحد غير علي.
ومنهم العلامة محمد بن الحسن البدخشي في " مناهج العقول في منهاج الأصول "
للقاضي البيضاوي (ج 2 ص 235 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1405) قال:
روي أنه لم يتصدق من الصحابة غير علي رضي الله عنه.

60
وروى مثله في ص 237.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ خالد عبد الرحمن العك الدمشقي في " أصول التفسير
وقواعده " (ص 302 ط 2 دار النفائس - بيروت) قال:
ومن المنسوخ المعمول به مدة معينة وما عمل به واحد، فهي آية النجوى، فإنه
لم يعمل بها غير واحد، وهو علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والآية الكريمة هي
(يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) [سورة
المجادلة: 12]، وبقيت هذه الآية عشرة أيام وقيل: ساعة، وسند ذلك آثار
مروية، وبسط ما يتعلق بها في كتب التفسير المطولة.
ومنهم الفضلاء المعاصرون الأساتذة بكلية الشريعة في " تفسير آيات الأحكام " (ص
131 ط مطبعة محمد علي صبيح بإشراف الأستاذ الشيخ محمد علي السايس المدرس بكلية
الشريعة الاسلامية) قالوا:
وقد روي عن علي بن أبي طالب أنه أول من عمل بهذا الأمر وآخر من عمل به،
وأنه كان عنده دينار فصرفه إلى عشرة دراهم فكلما ناجى الرسول قدم درهما.
ومنهم محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك للحاكم " (ص 691 ط بيروت)
قال:
خصوصيات علي رضي الله عنه بتقديم صدقة النجوى 2 / 482

61
مستدرك
الآية الثانية بعد العشرة - قوله تعالى " وصالح المؤمنين والملائكة
بعد ذلك ظهير " (التحريم: 4)
قد تقدم أن " صالح المؤمنين " علي بن أبي طالب عليه السلام في ج 3 ص 311
و ج 14 ص 278 و ج 20 ص 67 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 10 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس في قوله عز وجل (وصالح المؤمنين) قال: هو علي بن
أبي طالب.
وقال أيضا في ص 11:
وعن حذيفة قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف أنتم إذا
اختصم السلطان والقرآن؟ فقلنا: وأنى يكون ذلك يا رسول الله؟ قال: إذا قالوا:

62
القرآن مخلوق، برئ الله منهم وأنا منهم برئ، وصالح المؤمنين. قال النبي صلى
الله عليه وسلم: وصالح المؤمنين: علي بن أبي طالب.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود سنة
741 والمتوفى 792 في " التسهيل لعلوم التنزيل " (ج 4 ص 131 ط دار الفكر) قال:
(وصالح المؤمنين والملائكة بعد ذلك ظهير) قيل: علي بن أبي طالب.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص 396 ط المطبعة
العزيزية بحيدر آباد، الهند) قال:
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله
(وصالح المؤمنين) قال: هو علي بن أبي طالب. (ابن أبي حاتم).
ومنهم العلامة المؤرخ شرف الدين المبارك بن أحمد اللخمي الإربلي المتوفى سنة
637 في " تاريخ إربل " (ص 236 ط وزارة الثقافة الاسلامية بالعراق) قال:
قال بإسناده عن ابن عساكر، قال: أخبرنا الفقيه أبو محمد عبد الرحمن بن علي
بن المسلم اللخمي قراءة عليه وأنا أسمع بدمشق، قيل له: أخبركم أبو الحسن علي بن
المسلم بن محمد السلمي قراءة عليه وأنت تسمع قراءته، قال: حدثنا الحافظ
أبو محمد عبد العزيز بن أحمد بن محمد بن علي الكتاني، قال: أخبرنا أبو نصر
عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر (و) المري قراءة عليه وأنا أسمع، قال: حدثنا
عبد الرحمن بن عمر الشيباني، قال: حدثنا أبو قتيبة السلم بن الفضل، قال: حدثنا
محمد بن يونس الكديمي، قال: حدثنا أحمد بن معمر الأسدي، قال: حدثنا الحكم
ابن ظهير، عن السدي، عن ابن عباس (ذ) في قوله عز وجل: (وصالح المؤمنين)

63
(ر)، قال: هو علي بن أبي طالب.
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 742 ط دار الحكمة اليمانية) قال:
(إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما) أي مالت وزاغت إلى الإثم
واستوجبتهما التوبة (وإن تظاهرا عليه) تعاونا يعني حفصة وعائشة تظاهرا على
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في إيذائه (فإن الله هو مولاه) ناصره
(وجبريل) ناصره (وصالح المؤمنين) أي خيار المؤمنين وهو علي بن
أبي طالب عليه السلام، وقيل: الأنبياء، وقيل: هو الصالحون (والملائكة بعد ذلك
ظهير) أي معين (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن) قيل: بحسن
العشرة والخدمة وطاعة الرسول، وقيل: في الفضل والدين (مسلمات) أي
مطيعات منقادات (مؤمنات) قيل: مصدقات لله ورسوله (قانتات) قيل:
خاضعات لله تعالى (تائبات) قيل: راجعات إلى الله تعالى في أمورهن
(عابدات) لله بالفرائض والسنن بالاخلاص (سائحات) قيل: ماضيات في طاعة
الله، وقيل: صائمات (وأبكارا) أي لم يكن لهن أزواج، وهذا إخبار عن القدرة
لا عن الكون لأنه علم أنه لا يطلقهن.

64
مستدرك
الآية الثالثة بعد العشرة - قوله تعالى
" وتعيها أذن واعية " (الحاقة: 12)
قد تقدم ما يدل على نزولها في حق مولانا الأمير عليه السلام في ج 3 ص 147
و ج 14 ص 220 و ج 20 ص 92 و ج 22 ص 68، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم ننقل عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 10 ط دار الفكر) قال:
وعن بريدة الأسلمي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إن الله أمرني
أن أدنيك ولا أقصيك، وأن أعلمك، وأن تعي، وحق على الله أن تعي، فنزلت
(وتعيها أذن واعية).
ومنهم الحافظ جلال الدين السيوطي في " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص
187 ط حيدر آباد) قال:

65
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن الله
أمرني أن أدنيك وأعلمك لتعي، وأنزلت هذه الآية (وتعيها أذن واعية) فأنت أذن
واعية لعلمي (حل).
عن علي رضي الله عنه في قوله (وتعيها أذن واعية) قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي، فما سمعت من رسول الله صلى
الله عليه وسلم شيئا فنسيته (ض، وابن مردويه، وأبو نعيم في المعرفة).
ومنهم الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي السهيلي المتوفى سنة
581 في " التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم " (ص
175 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1407) قال:
قوله عز وجل (وتعيها أذن واعية) روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حين نزلت (وتعيها أذن واعية) أخذ بأذن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال:
هي هذه، ذكره النقاش.
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 754 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:
(وتعيها أذن واعية) قيل: لما نزلت هذه الآية قال رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي، فما نسيت شيئا بعد وما كان لي أن
أنساه. أي يعني كل شئ ويعلم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص
48 ط مكتبة غريب الفجالة) قال:
كما نزل في علي كرم الله وجهه قوله تعالى في سورة الحاقة (وتعيها أذن

66
واعية) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن الله أمرني أن أدنيك وأعلمك
لتعي. فكان كرم الله وجهه يقول: ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا
فنسيته.

67
مستدرك
الآية الرابعة بعد العشرة - قوله تعالى " إن الذين أجرموا
كانوا من الذين آمنوا يضحكون " (المطففون: 29)
قد تقدم ما يدل في نزولها في شأن سيدنا الإمام علي عليه السلام عن العامة في
ج 3 ص 583 و ج 14 ص 458، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي
المتوفى سنة 733 في " غرر التبيان فيمن لم يسم في القرآن " (ص 533 ط دار قتيبة -
دمشق وبيروت) قال:
من الذين آمنوا: المطففون - الآية 29، وقيل: علي رضي الله عنه.
وقال الدكتور عبد الجواد خلف عبد الجواد في تعاليقه على الكتاب:
وحكى القرطبي عن مقاتل رضي الله عنه أنها نزلت في علي بن أبي طالب رضي
الله عنه.

68
ومنهم الفاضل عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص 57 ط
مكتبة غريب الفجالة) قال:
ومشى علي بن أبي طالب ومعه نفر من المسلمين في أحد طرقات المدينة فسخر
منهم المنافقون وضحكوا وتغامزوا، ثم رجعوا إلى أصحابهم فقالوا: رأينا اليوم
الأصلع. وقبل أن يصل علي ومن معه من الصحابة إلى رسول الله أنزلت عليه الآية:
(إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون) (سورة المطففين).

69
مستدرك
الآية الخامسة بعد العشرة - قوله تعالى " والذين يؤذون
المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا
بهتانا وإثما مبينا " (الأحزاب: 58)
قد تقدم ما يدل على نزولها في حق سيدنا الأمير صلوات الله عليه العامة في
ج 3 ص 417 و ج 14 ص 336 و ج 20 ص 110، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الشيخ عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص 57 ط
مكتبة غريب الفجالة) قال عند ذكر الآيات التي نزلت في حق سيدنا أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب عليه السلام:
كما أنزلت أيضا: (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد
احتملوا بهتانا وإثما مبينا) الأحزاب: 58.

70
مستدرك
الآية السادسة بعد العشرة - قوله تعالى " وعلى الأعراف
رجال يعرفون " الآية (الأعراف: 46)
قد تقدم ما يدل على نزولها في حق سيدنا الأمير عليه السلام عن العامة في ج 3
ص 543 و ج 14 ص 396، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي
المتوفى بعد سنة 1278 في " الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة " (ص 34) قال:
وأخرج الثعلبي في تفسير قوله تعالى (وعلى الأعراف رجال) - الآية عن
ابن عباس أنه قال: الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي
وجعفر يعرفون محبيهم ببياض الوجوه، ومبغضيهم بسواد الوجوه.
ومنهم أحمد علي محمد علي الأعقم في " تفسير الأعقم " (ص 200 ط دار الحكمة
اليمانية) قال:
وروي عن ابن عباس أن الأعراف موضع عال على الصراط عليه العباس وجعفر
وحمزة وعلي رضي الله عنهم يعرفون محبيهم ببياض الوجوه، ومبغضيهم بسوادها.

71
مستدرك
الآية السابعة بعد العشرة - قوله تعالى " وإن يريدوا
أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره
وبالمؤمنين " (الأنفال: 62)
قد تقدم ما يدل على نزولها في حق سيدنا الأمير عليه السلام عن العامة في ج 3
ص 19 و ج 14 ص 585 و ج 20 ص 152، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل
عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 10 دار الفكر) قال:
وعن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش: لا إله إلا الله وحدي، لا شريك لي
ومحمد عبدي ورسولي أيدته بعلي، وذلك قوله في كتابه (هو الذي أيدك بنصره
وبالمؤمنين) علي وحده.

72
مستدرك
الآية الثامنة بعد العشرة - قوله تعالى " قل بفضل الله
وبرحمته " الآية (يونس: 58)
قد تقدم ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الأمير عليه السلام عن العامة في ج 3
ص 546 و ج 14 ص 401 و ج 20 ص 82، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم ننقل
عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 11 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس: (قل بفضل الله): النبي صلى الله عليه وسلم،
(وبرحمته): علي رضي الله عنه.
ومنهم العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
التركماني في " أحاديث مختارة من موضوعات الجوزقاني وابن الجوزي " (ص 78 ط
مكتبة الدار بالمدينة الطيبة) قال:
عن محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: (قل
بفضل الله) النبي صلى الله عليه وسلم، (وبرحمته) علي.

73
مستدرك
الآية التاسعة بعد العشرة - قوله تعالى " ولتعرفنهم في
لحن القول " (محمد: 30)
قد تقدم ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الإمام علي عليه السلام عن العامة في
ج 3 ص 110 و ج 14 ص 188 و ج 20 ص 108، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 10 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي سعيد الخدري في قوله (ولتعرفنهم في لحن القول) قال: ببغضهم
علي بن أبي طالب.

74
مستدرك
الآية العشرون - قوله تعالى " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله
وكونوا مع الصادقين " (التوبة: 119)
قد مضى ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الإمام علي سلام الله عليه عن العامة
في ج 3 ص 296 و ج 14 ص 270 و ج 20 ص 178، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 10 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي جعفر في قوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)
قال: مع علي بن أبي طالب.

75
مستدرك
الآية الحادية والعشرون - قوله تعالى " وكفى الله
المؤمنين القتال " (الأحزاب: 25)
قد مضى ما يدل على نزولها في شأن سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام عن
العامة في ج 3 ص 376 و ج 14 ص 327 و ج 20 ص 139، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 10 ط دار الفكر) قال:
وعن عبد الله أنه كان يقرأ (وكفى الله المؤمنين القتال) بعلي بن أبي طالب.

76
مستدرك
الآية الثانية والعشرون - قوله تعالى " اليوم أكملت
لكم دينكم " الآية (المائدة: 3)
تقدم ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الإمام علي عليه السلام عن العامة في ج
3 ص 320 و ج 14 ص 289 و ج 20 ص 195 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 358 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي هريرة قال: من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام
ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن
أبي طالب فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من كنت
مولاه فعلي مولاه.
فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل
مسلم، فأنزل الله عز وجل (اليوم أكملت لكم دينكم).

77
وقال أيضا:
قال أبو سعيد الخدري: لما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا بغدير
خم، فنادى له بالولاية، هبط جبريل عليه السلام عليه بهذه الآية (اليوم أكملت
لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا).
وقال أبو سعيد الخدري: نزلت هذه الآية (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من
ربك) على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم في علي بن أبي طالب.
ومنهم العلامة الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي
التركماني في " أحاديث مختارة من موضوعات الجوزقاني وابن الجوزي " (ص 78 ط
مكتبة الدار بالمدينة الطيبة) قال:
أبو معاذ الشاه، ثنا حبشون بن موسى، ثنا علي بن محمد الرملي، ثنا ضمرة،
عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، عن النبي
صلى الله عليه وسلم: من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين
شهرا وهو غدير خم، ثم أخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال له
عمر: بخ بخ يا بن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله (اليوم
أكملت لكم دينكم) الحديث.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 226 ط دار الكتب العلمية،
بيروت) قال:
حديث آخر: أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال:
أنا عبد الله بن علي بن محمد بن بشران، قال: أنا علي بن عمر الحافظ، قال: نا
أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال، قال: نا علي بن سعيد الرملي، قال: نا

78
ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن
أبي هريرة، قال: من صام يوم ثماني عشرة من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين
شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن
أبي طالب فقال: ألست ولي المؤمنين؟ قالوا: بلى يا رسول الله صلى الله عليه
وسلم، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا بن
أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله عز وجل (اليوم أكملت
لكم دينكم) ومن صام يوم سبعة وعشرين من رجب كتبت له صيام ستين شهرا،
وهو أول يوم نزل جبريل على محمد صلى الله عليه وسلم بالرسالة.

79
مستدرك
الآية الثالثة والعشرون - قوله تعالى " وأنذر عشيرتك الأقربين "
قد تقدم ما جاء في نزولها في شأن سيدنا الأمير عليه السلام في ج 3 ص 560 و ج
14 ص 423 و ج 20 ص 119، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
مضى:
فمنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 483 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:
وعن أبي هريرة: لما نزل قوله (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا معاشر قريش، يا بني عبد مناف، وروي أنه
صعد الصفا فنادى: الأقرب الأقرب فخذا فخذا، وقال: يا بني عبد المطلب يا
بني هاشم، يا بني عبد مناف، يا عباس عم النبي، يا صفية عمة رسول الله صلى الله
عليه وسلم، إني لا أملك لكم من الله شيئا.
وعن البراء بن عازب: لما نزل قوله (وأنذر عشيرتك الأقربين) جمع رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم بني عبد المطلب وهم يومئذ أربعون رجلا، الرجل منهم

80
يأكل الجذعة ويشرب العس على رجل شاة وقعب من اللبن، فأكلوا وشربوا حتى
رووا، ثم أنذرهم ودعاهم الإيمان وقال: من يوازرني ويؤاخيني ويكون وليي
ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي؟ فسكت القوم، فأعادها ثلاثا والقوم سكوت،
وعلي يقول: أنا. فقال المرة الثالثة: أنت. فقاموا يقولون لأبي طالب: أطع ابنك فقد
أمره عليك.
روي الكلام المتقدم في الحاكم لا غير. وروي أنها لما نزلت قال: يا
بني عبد المطلب، يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، افتدوا نفوسكم من النار فإني لا
أغني عنكم من الله شيئا.
وقيل: خصهم بالذكر لتعريف أنه لا يغني عنهم من عذاب الله شيئا إن عصوه،
قوله تعالى (واخفض جناحك) يعني ألن جنابك (لمن اتبعك من المؤمنين)
وإنما خص المؤمنين لأن في من اتبعه منافقين (فإن عصوك) فيما تدعوهم إليه
يعني العشيرة..

81
مستدرك
الآية الرابعة والعشرون - قوله تعالى " إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا " (مريم: 96)
تقدم ما ورد في نزولها في شأن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه
السلام في ج 3 ص 82 و ج 14 ص 150 و ج 18 ص 541 و ج 20 ص 51 و ج 22
ص 98، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في " المعجم
الكبير " (ج 12 ص 122 ط بغداد) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عون بن سلام، ثنا بشر بن عمارة، عن
أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله (سيجعل لهم الرحمن ودا)
قال: المحبة في صدور المؤمنين، نزلت في علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 31 والنسخة مصورة

82
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
ومنها قوله تعالى (سيجعل لهم الرحمن ودا) قال ابن الحنفية: لا يبقى مؤمن
إلا وفي قلبه ود لعلي وأهل بيته. أخرجه الحافظ السلفي.
ومنهم الشيخ عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص 48
ط مكتبة غريب الفجالة) قال:
ونزلت فيه آية من سورة مريم (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم
الرحمن ودا).
كان علي يدعو الله بدعاء أوصاه به الرسول صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعل لي
عندك عهدا، واجعل لي في صدور المؤمنين مودة. ولكم قال له الرسول: لا يحبك
إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في " تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه " (ج 8
ص 461 ط دار الحكمة - دمشق وبيروت سنة 1402) قال:
(إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا)
واختلف فيمن
نزلت، فقيل: في علي رضي الله عنه، فقد روى البراء بن عازب رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: قل يا علي: اللهم اجعل لي
عندك عهدا، واجعل لي في قلوب المؤمنين مودة. فنزلت الآية. ذكره الثعلبي.

83
مستدرك
الآية الخامسة والعشرون - قوله تعالى " قل لا أسألكم عليه أجرا
إلا المودة في القربى " الآية
قد مضى ما يدل على نزولها في حق علي أمير المؤمنين وأهل بيته عليهم السلام
في ج 3 ص 2 وص 531 و ج 14 ص 106 و ج 20 ص 78 و ج 22 ص 96،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الشيخ عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص 49
ط مكتبة غريب الفجالة) قال:
ولما نزلت الآية الكريمة (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)
سئل الرسول في هؤلاء الذين أمر الله بمودتهم قال: علي وفاطمة وولدهما.

84
مستدرك
الآية السادسة والعشرون - قوله تعالى " وأولوا الأرحام بعضهم
أولى ببعض في كتاب الله " (الأنفال: 75 والأحزاب: 6)
قد تقدم نقل ما يدل على نزولها في شأن مولانا علي عليه السلام عن العامة في ج
3 ص 419 و ج 20 ص 216 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 299 ط دار الفكر) قال:
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار يتوارثون،
فآخى عليا يوارثه حتى نزلت (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)
فرجعت الوراثة إلى الأرحام.
ومنهم العلامة أبو الفضائل أحمد بن محمد الرازي الحنفي في " حجج القرآن "

85
(ص 64 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال عند ذكر حجج القائلين بإمامة علي بن أبي طالب
رضي الله عنه:
وفي الأنفال آية 75: (وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله)
وفي الأحزاب مثله.

86
مستدرك
الآية السابعة والعشرون - قوله تعالى " والنجم إذا هوى
إلى قوله تعالى " وهو بالأفق الأعلى " (النجم: 1 - 7)
قد مضى ما يدل على نزولها عن العامة في شأن سيدنا علي بن أبي طالب عليه
السلام في ج 3 ص 336 و ج 4 ص 85 و ج 14 ص 23 ومواضع أخرى، ونستدرك
هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 20 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس قال: كنت جالسا مع فتية من بني هاشم عند النبي صلى الله عليه
وسلم إذ انقض كوكب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من انقض هذا النجم
في منزله فهو الوصي من بعدي، فقام فتية من بني هاشم فنظروا فإذا الكوكب قد
انقض في منزل علي. قالوا: يا رسول الله قد غويت في حب علي، فأنزل الله تعالى
(والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا
وحي يوحى) إلى قوله: (وهو بالأفق الأعلى).

87
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ص 124 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
(والنجم إذا هوى..) في فضائل علي 1 / 373
(والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى) في فضائل علي 1 / 372

88
مستدرك
الآية الثامنة والعشرون - قوله تعالى " وعد الله الذين آمنوا منكم
وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف
الذين من قبلهم " الآية (النور: 55)
قد مضى ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الأمير صلوات الله عليه عن العامة في
ج 14 ص 473 وص 565، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة أبو الفضائل أحمد بن محمد الرازي الحنفي في " حجج القرآن "
(ص 64 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال عند ذكر حجج القائلين بإمامة علي بن أبي طالب
رضي الله عنه:
وفي النور آية 55: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم
في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم).
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 458 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:

89
قال في تفسير (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في
الأرض كما استخلف الذين) - الآية: وقيل: الآية نزلت في رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم، وأمير المؤمنين علي عليه السلام.

90
مستدرك
الآية التاسعة والعشرون - قوله تعالى " أفمن وعدناه وعدا حسنا
فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا " الآية (القصص: 61)
تقدم ما يدل على أنها نزلت في شأن علي عليه السلام في ج 3 ص 563 و 14 ص
431 و ج 20 ص 74، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص
49 ط مكتبة غريب الفجالة بمصر) قال:
ونزلت في حمزة وعلي وأبي جهل الآية الكريمة: (أفمن وعدناه وعدا حسنا
فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين) (سورة
القصص).
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 31 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال عند عد الآيات النازلة في شأنه عليه السلام:
ومنها قوله تعالى: (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه) - الآية.

91
مستدرك
الآية الثلاثون - قوله تعالى " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات
أولئك هم خير البرية " (البينة: 7)
قد مر ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الأمير عليه السلام عن العامة في ج 3
ص 287 و ج 14 ص 258 و ج 20 ص 26، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني
القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه " أحسن القصص "
(ج 3 ص 203 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت هذه الآية: (إن الذين آمنوا
وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) البينة، قال النبي صلى الله عليه وسلم
لعلي: أنت وشيعتك تأتي يوم القيامة، أنت وهم راضين مرضيين، ويأتي أعداؤك
غضابا مقمحين.

92
ومنهم الفاضل عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص 48
ط مكتبة غريب الفجالة) قال:
وكان علي إذا أقبل على أحد من الصحابة قال الصحابي: جاء خير البرية، فهو من
الذين نزلت فيهم الآية الكريمة: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير
البرية).
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 14 ط دار الفكر) قال:
[فروى عن جابر بن عبد الله أنه] قال: ونزلت (إن الذين آمنوا وعملوا
الصالحات أولئك هم خير البرية)، قال: فكان أصحاب محمد صلى الله عليه
وسلم إذا أقبل علي قالوا: قد جاء خير البرية.

93
مستدرك
الآية الحادية والثلاثون - قوله تعالى " سأل سائل
بعذاب واقع " (المعارج: 1)
قد تقدم نقل ما يدل على نزولها في حق سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عليه
السلام عن العامة في ج 3 ص 582 و ج 14 ص 443، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم ننقل عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 756 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:
أبي معيط، وسئل سفيان بن عيينة فيمن نزل قوله (سأل سائل بعذاب واقع)
حدثني أبي، عن أبي جعفر محمد، عن آبائه، قال: لما كان رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم بغدير خم نادى الناس، فلما اجتمعوا أخذ بيد علي عليه السلام
وقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، فشاع ذلك في البلاد فبلغ ذلك الحارث بن
النعمان فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ناقة حمراء حتى أتى الأبطح
وأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا محمد أمرتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله

94
وأنك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا بالصلاة والصوم والحج فقبلنا منك، ثم لم ترض
بهذا حتى رفعت لضبعي ابن عمك فضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فهذا مولاه،
هذا شئ منك أو من الله؟! فقال: والله الذي لا إله إلا هو أنه من الله، فولى الحارث
بن النعمان وقال: اللهم إن كان ما يقوله محمد حق فأمطر علينا حجارة من السماء،
فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله بحجر سقط على هامته وخرج من دبره فقتله،
وأنزل الله فيه (سأل سائل). ذكره الحاكم والنزول والثعلبي.

95
مستدرك
الآية الثانية والثلاثون - قوله تعالى " لا تجد قوما يؤمنون بالله
واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباؤهم
أو أبناؤهم أو إخوانهم أو عشيرتهم " (المجادلة: 22)
تقدم ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الإمام علي عليه السلام عن العامة في ج
14 ص 537 و ج 20 ص 25، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة المعاصر الشيخ محمد الأمين بن محمد المختار الجكني الشنقيطي في
" أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن " (ج 7 ص 824 ط بيروت) قال في تفسير
قوله تعالى (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا
آباؤهم أو أبناؤهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) المجادلة: 22:
قوله: أو عشيرتهم، قال بعضهم: نزلت في عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب
وحمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم لما قتلوا عتبة بن ربيعة
وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة في المبارزة يوم بدر وهم بنو عمهم لأنهم أولاد
ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف وعبد شمس أخو هاشم كما لا يخفى.

96
مستدرك
الآية الثالثة والثلاثون - قوله تعالى " والشمس وضحيها والقمر إذا
تليها " (الشمس: 1)
قد مر ما يدل على نزولها في حق سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام عن
العامة في ج 14 ص 478، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 13 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
اسمي في القرآن والشمس وضحاها واسم علي والقمر إذا تلاها 1 / 355

97
مستدرك
الآية الرابعة والثلاثون - قوله تعالى " أم نجعل الذين آمنوا
وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل
المتقين كالفجار " (ص: 28)
قد تقدم نقل ما يدل على نزولها في حق سيدنا الإمام علي عليه السلام عن العامة
في ج 3 ص 568 و ج 14 ص 433، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق:
فمنهم الدكتور أسعد حومد في " المختار من التفسير " (ص 69 ط مطبعة عكرمة
دمشق) قال:
وقال ابن عباس: إن المقصود بالذين آمنوا وعملوا الصالحات في هذه الآية هم
حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب،
الذين كانوا أول من برز إلى ميدان الحرب يوم بدر، فقتلوا ثلاثة من رؤوس الشرك:
هم عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة وابنه ربيعة. وعتبة وأخوه وابنه هم الذين عنتهم الآية
الكريمة بالمفسدين في الأرض.

98
مستدرك
الآية الخامسة والثلاثون - قوله تعالى " قل كفى بالله شهيدا
بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب " (الرعد: 43)
قد مضى ما يدل على نزولها عن العامة في شأن سيدنا الأمير عليه السلام في ج 3
ص 280 و 451 و ج 14 ص 362 و ج 20 ص 75، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم نرو عنا فيما سبق:
فمنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 317 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:
(ويقول الذين كفروا لست مرسلا قل) لهم يا محمد (كفى بالله شهيدا بيني
وبينكم) أي حسبي الله شاهدا بيني وبينكم، والباء زائدة والله سبحانه فاعل وشهيد
تمييز (ومن عنده علم الكتاب)..، وقيل: هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
رواه في الحاكم.

99
مستدرك
الآية السادسة والثلاثون - قوله تعالى " هذان خصمان
اختصموا في ربهم " (الحج: 19)
قد تقدم نقل ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الأمير عليه السلام في ج 3 ص
552 و ج 14 ص 407 و ج 20 ص 148 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
وفيه أحاديث:
منها
حديث علي عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده المولود سنة 310 والمتوفى سنة
395 في كتاب " الإيمان " (ص 416 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:

100
أنبأ محمد بن سعيد بن إسحاق، وأحمد بن محمد بن إبراهيم قالا: ثنا أحمد بن
عصام، ثنا يوسف بن يعقوب السلعي، ثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس
بن عباد، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إني أول من يجثو للخصومة
يوم القيامة، قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: وفينا نزلت هذه الآية (هذان
خصمان اختصموا في ربهم). ا ه‍.
رواه المعتمر بن سليمان وغيره عن سليمان.
ورواه أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس، عن أبي ذر، وعنه منصور
والثوري، وهشيم. ا ه‍.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص 162 ط المطبعة
العزيزية بحيدر آباد، الهند) قال:
عن قيس بن عباد رضي الله عنه، عن علي رضي الله عنه قال: أنا أول من يجثو
بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة، قال قيس: وفيهم نزلت (هذان خصمان
اختصموا في ربهم) قال: هم الذين بارزوا ليوم بدر علي وحمزة وعبيدة شيبة بن
ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة (ش، خ، ن وابن جرير، والدورقي، ق في
الدلائل).
عن علي رضي الله عنه قال: فينا نزلت هذه الآية (هذان خصمان اختصموا في
ربهم) في الذين بارزوا يوم بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث وعتبة بن ربيعة
وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة (العدني وعبد بن حميد، ك وابن مردويه).
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه " فهرس تلخيص الحبير في
تخريج أحاديث الرافعي الكبير " (ص 90 ط دار المعرفة - بيروت) قال:

101
إن عليا وحمزة وعبيدة بن الحارث بارزوا علي 4 / 105
ومنها
حديث عبد الله بن عباس
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب
البغدادي في " تلخيص المتشابه في الرسم " (ج 1 ص 177 ط دار طلاس، دمشق) قال:
أخبرني أبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، أنا أبو الحسن علي بن
عمر بن أحمد الحافظ، قال: حدثني أبو بكر محمد بن علي بن الحسن النقاش
بشئ من كتابه، قال: نا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي، نا عبد العزيز بن محمد بن
الحسن المخزومي، نا محمد بن عبد الله المخرمي، نا محمد بن إدريس الشافعي، نا
موسى بن هارون، نا محمد بن مروان السدي، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن
ابن عباس في قوله تبارك وتعالى (هذان خصمان اختصموا في ربهم) قال: ثلاثة
من وسط القلادة: حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن أبي طالب، وعبيدة بن الحارث
رضي الله عنهم، وثلاثة من المشركين من وسط القلادة: شيبة وعتبة والوليد.
ومنهم العلامة الشيخ أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي
المشتهر بأبي جعفر النحاس المصري البغدادي الشافعي المتوفى بشاطي النيل سنة 338
وقيل: سنة 337، في " الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم " (ص 221 ط مكتبة عالم
الفكر بالقاهرة سنة 1407) قال:
حدثنا يموت بإسناده عن ابن عباس قال: وسورة الحج نزلت بمكة، سوى ثلاث
آيات، فإنهن نزلن بالمدينة، في ستة نفر من قريش، ثلاثة منهم مؤمنون وثلاثة

102
كافرون، فأما المؤمنون منهم فهم عبيدة بن الحارث وحمزة بن عبد المطلب وعلي
بن أبي طالب، دعاهم للبراز عتبة وشيبة والوليد بن عتبة، فأنزل الله تعالى ثلاث
آيات مدنيات، وهن (هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين..) إلى تمام
الآيات الثلاث.
ومنها
حديث قيس بن عباد
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة السيد محمد بن إسماعيل الكحلاني الصنعاني المشتهر بالأمير في
" سبل السلام " (ج 4 ص 51 ط دار الكتب العلمية، بيروت) قال:
قال قيس: وفيهم أنزلت (هذان خصمان اختصموا في ربهم) قال: هم الذين
تبارزوا في بدر حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم وشيبة بن ربيعة
وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. وتفصيله ما ذكره ابن إسحاق أنه برز عبيدة لعتبة
وحمزة لشيبة وعلي للوليد. وعند موسى بن عقبة: فقتل علي وحمزة من بارزاهما،
واختلف عبيدة من بارزه بضربتين، فوقعت الضربة في ركبة عبيدة فمات منها لما
رجعوا بالصفراء، ومال علي وحمزة على من بارز عبيدة فأعاناه على قتله.
والحديث دليل على جواز المبارزة وإلى ذلك ذهب الجمهور، وذهب الحسن
البصري إلى عدم جوازها، وشرط الأوزاعي والثوري وأحمد وإسحاق إذن الأمير
كما في هذه الرواية.

103
ومنها
حديث أبي ذر الغفاري
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الكوفي المتوفى
سنة 126 أو 127 أو 128 في " التفسير " (ص 209 ط دار الكتب العلمية، بيروت) قال:
سفيان، عن أبي هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، قال: سمعت أبا ذر
يقسم بالله لنزلت هذه الآية في ستة من قريش: حمزة بن عبد المطلب وعلي بن
أبي طالب وعبيدة بن الحرث وعتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة، (هذان
خصمان اختصموا في ربهم) إلى آخر الآية (الآية 19).
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 2 ص 91) قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الخالق بن عبد السلام، وابنة عمه ست الأهل بنت علوان -
سنة ثلاث وتسعين - وآخرون قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم الفقيه، أنبأتنا
شهدة بنت أحمد، أنا الحسين بن طلحة، أنا أبو عمر عبد الواحد بن مهدي، ثنا
الحسين بن إسماعيل، ثنا محمود بن خداش، ثنا هشيم، أنبأنا أبو هاشم، عن
أبي مجلز، عن قيس بن عباد قال: سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقسم قسما (هذان
خصمان اختصموا في ربهم) إنها نزلت في الذين برزوا يوم بدر: حمزة وعلي
وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة. أخرجه
البخاري عن يعقوب الدورقي وغيره، ومسلم عن عمرو بن زرارة، عن هشيم، عن
أبي هاشم يحيى بن دينار الرماني الواسطي، عن أبي مجلز لاحق بن حميد السدوسي

104
البصري، وهو من الأبدال العوالي.
ومنهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في " معارج القبول بشرح سلم الوصول
إلى علم الأصول " في التوحيد (ج 2 ص 472 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
وفي الصحيحين في تفسير قول الله تعالى (هذان خصمان اختصموا في
ربهم) عن قيس بن عدي، عن أبي ذر رضي الله عنه أنه كان يقسم فيما أن هذه
الآية نزلت في حمزة وصاحبيه وعتبة وصاحبيه، برزوا في يوم بدر.
وفيهما عنه عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: أنا أول من يجثو بين يدي
الرحمن للخصومة يوم القيامة.
قال قيس: وفيهم نزلت (هذان خصمان اختصموا في ربهم) قال: هم الذين
بارزوا يوم بدر علي وحمزة وعبيدة وشيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في " اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه
الشيخان " (ج 3 ص 336 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال:
حديث أبي ذر، عن قيس، قال: سمعت أبا ذر يقسم قسما إن هذه الآية
(هذان خصمان اختصموا في ربهم) نزلت في الذين برزوا يوم بدر حمزة وعلي
وعبيدة بن الحارث وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة.
أخرجه البخاري في 64 كتاب المغازي و 8 باب قتل أبي جهل.
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 427 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:
(هذان خصمان اختصموا في ربهم) الآية، نزلت في ستة نفر برزوا يوم بدر
وهم حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم،

105
وعتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة - عن أبي ذر وعطاء، وكان أبو ذر يقسم بالله
أنها نزلت فيهم.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 31 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
ومنها قوله تعالى (هذان خصمان اختصموا في ربهم) الآية، وعن أبي ذر أنه
كان يقسم لنزلت هذه الآية في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب،
وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة. خرجه النابلسي.
ومنهم الحافظ محمد بن إسحاق بن يحيى في " الإيمان " (ص 416 ط مؤسسة
الرسالة، بيروت) قال:
أنبأ خيثمة بن سليمان، ثنا محمد بن الحسين بن أبي حنين، ثنا حجاج بن منهال،
ثنا هشيم، ثنا أبو هاشم، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، عن أبي ذر، أنه كان
يقسم قسما أن هذه الآية (هذان خصمان اختصموا في ربهم) نزلت في حمزة
وصاحبيه وعتبة وصاحبيه تبارزا في يوم بدر. ا ه‍.
ومنها
ما رواه القوم مرسلا
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ أبو الفضل جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن
أبي بكر الخضيري الطولوني المصري الشافعي في " التحبير في علم التفسير "
(ص 187 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1408) قال:

106
(هذان خصمان) [الحج: 19] هما خصم المؤمنين: علي وحمزة.
ومنهم الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي السهيلي المتوفى سنة
581 في " التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم "
ص 116 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1407) قال:
قوله عز وجل (هذان خصمان اختصموا في ربهم) الآية، هم ثلاثة من
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وثلاثة من كفار قريش التقوا يوم بدر فقتل
الكفار فالثلاثة المؤمنون حمزة بن عبد المطلب وعلي بن أبي طالب وعبيدة بن
الحارث بن المطلب، والكفار عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود سنة
741 والمتوفى 792 في " التسهيل لعلوم التنزيل " (ج 3 ص 38 ط دار الفكر) قال:
وقيل: نزلت في علي بن أبي طالب وحمزة بن عبد المطلب وعبيدة بن الحارث
حين برزوا يوم بدر لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة، فالآية على هذا
مدنية إلى تمام ست آيات، والخصم يقع على الواحد الاثنين والجماعة، والمراد
به هنا الجماعة والإشارة بهذان إلى الفريقين (اختصموا في ربهم) أي في دينه
وفي صفاته والضمير في (اختصموا) لجماعة الفريقين.
ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي
المتوفى سنة 733 في " غرر التبيان فيمن لم يسم في القرآن " (ص 348 ط دار قتيبة -
دمشق وبيروت) قال:
(هذان خصمان) (الآية: 19) هم ثلاثة مسلمون، وثلاثة مشركون تبارزوا
يوم بدر. أما المسلمون فعلي وحمزة وعبيدة بن الحارث، وأما المشركون فعتبة

107
وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فقتلهم المسلمون.
ومنهم العلامة نجم الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن فهد المشتهر بعمر
ابن فهد الهاشمي العلوي المحمدي المكي في " إتحاف الورى بأخبار أم القرى " (ج 1
ص 414 ط دار الجيل - القاهرة) قال:
وخرج عتبة وشيبة والوليد بن عتبة فدعوا إلى المبارزة، فخرج إليهم ثلاثة فتيان
من الأنصار وهم معاذ ومعوذ وعوف بنو عفراء - ويقال: ثالثهم عبد الله بن رواحة -
فاستحيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكره أن يكون أول قتال لقي فيه المسلمون
المشركين في الأنصار، وأحب أن يكون الشوكة لبني عمه وقومه، فأمرهم بالرجوع
فرجعوا إلى مصافهم وقال لهم خيرا، ثم نادى منادي المشركين: يا محمد اخرج لنا
الأكفاء من قومنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا بني هاشم قوموا فقاتلوا لحقكم
الذي جاء به نبيكم إذ جاءوا بباطلهم ليطفئوا نور الله. فقام حمزة وعلي وعبيدة بن
الحارث بن المطلب، فمشوا إليهم، فقال عتبة لابنه: قم يا وليد، فقام فقتله علي، ثم
قام عتبة فقتله حمزة، ثم قام شيبة فقام إليه عبيدة بن الحارث فضربه شيبة فقطع ساقه،
فكر حمزة وعلي فقتلا شيبة، واحتملا عبيدة إلى الصف، فنزلت فيهما هذه الآية
(هذان خصمان اختصموا في ربهم).

108
مستدرك
الآية السابعة الثلاثون - قوله تعالى " أفمن كان مؤمنا
كمن كان فاسقا لا يستوون " (السجدة: 18)
نقلنا نزولها في شأن مولانا الأمير صلوات الله عليه عن العامة في ج 3 ص 347
و ج 14 ص 300 و ج 20 ص 37 و ج 22 ص 92 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا
عن الكتب التي لن نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ " الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 666 ط بيروت سنة
1407) قال:
وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن
ابن عباس، قال: قال الوليد بن عقبة لعلي: أنا أحد منك سنانا، وأبسط منك لسانا
وأملأ للكتيبة منك. فقال علي: اسكت فإنما أنت فاسق، فنزلت (أفمن كان مؤمنا
كمن كان فاسقا لا يستوون).

109
وقال أيضا في كتابه " الخلفاء الراشدون " من تاريخ الاسلام (ص 260):
وقال محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن
ابن عباس، قال: قال الوليد بن عقبة لعلي: أنا أحد منك سنانا، وأبسط منك لسانا
وأملأ للكتيبة منك. فقال علي: اسكت فإنما أنت فاسق، فنزلت (أفمن كان مؤمنا
كمن كان فاسقا لا يستوون).
ومنهم العلامة الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي في " حاشية شرح بانت سعاد "
لابن هشام صاحب المغني (ج 2 ص 160 ط دار صادر) قال:
ومن حديث الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: نزلت (أفمن
كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة في
قصة ذكروها. إنتهى.
أقول: ذكرها غيره قالوا: وقع بينه وبين علي كلام فقال الوليد: أنا أرد للكتيبة
وأضرب لهامة البطل المشيح منك، وروي أنه قال: أنا أحد سنانا وأبسط لسانا وأملأ
للكتيبة طعانا، فقال له علي: اسكت فإنما أنت فاسق، فأنزل الله (أفمن كان مؤمنا
كمن كان فاسقا لا يستوون) السجدة (32 / 18)، فسماه فاسقا في موضعين.
وجاءت امرأته إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشتكيه بأنه يضربها، فقال لها:
ارجعي وقولي: إن رسول الله قد أجارني، فانطلقت فمكثت ساعة ثم جاءت فقالت:
ما أقلع عني فقطع صلى الله عليه وسلم هدبة من ثوبه ثم قال: اذهبي بهذا وقولي: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أجارني. فانطلقت، فمكثت ساعة ثم رجعت
فقالت: يا رسول الله ما زادني إلا ضربا، فرفع يديه وقال: اللهم عليك بالوليد مرتين أو
ثلاثا. ثم قال ابن عبد البر: ثم ولاه عثمان الكوفة وعزل عنها سعد بن أبي وقاص،
فلما قدم الوليد على سعد قال له سعد: ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك؟ فقال:
لا تجزعن أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغذاه قوم ويتعشاه آخرون. فقال سعد: أراكم

110
والله ستجعلونها ملكا.
وله أخبار فيها شناعة تقطع على سوء حاله وقبح فعاله، وأخباره كثيرة في شرب
الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي النصراني.
روى عمر بن شيبة قال: صلى الوليد بن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع
ركعات ثم التفت إليهم فقال: أزيدكم؟ فقال عبد الله بن مسعود: ما زلنا معك في
زيادة منذ اليوم. وهذا الخبر مشهور من رواية الثقاة من نقل أهل الحديث.
ومنهم الشيخ أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله الخثعمي السهيلي المتوفى سنة
581 في " التعريف والإعلام فيما أبهم من الأسماء والأعلام في القرآن الكريم "
(ص 135 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1407) قال:
قوله تعالى سبحانه: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) نزلت في
علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقد قيل: إن الفاسق الوليد بن عقبة بن
أبي معيط.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 31 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
ومنها قوله تعالى (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)، قال
ابن عباس: نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة بن أبي معيط (أخي)
عثمان (لأمه) قال الوليد لعلي: أنا أحد منك سنانا وأبسط لسانا. فقال له علي:
اسكت إنما أنت فاسق تقول الكذب. فأنزل الله ذلك تصديقا لعلي.
قال قتادة: لا والله ما استووا في الدنيا ولا في الآخرة. خرجه الواحدي.
ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود سنة

111
741 والمتوفى 792 في " التسهيل لعلوم التنزيل " (ج 3 ص 130 ط دار الفكر) قال:
(أفمن كان مؤمنا) الآية، وقيل: يعني علي بن أبي طالب وعقبة بن
أبي معيط.
ومنهم الشيخ عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " (ج 1 ص 48
ط مكتبة غريب الفجالة) قال:
وشجر بين علي بن أبي طالب وبين الوليد بن عقبة بن معيط من فتيان قريش
خلاف يوم بدر، وكان علي بطل بدر في نحو العشرين، فقال له الوليد: اسكت
فإنك صبي، أنا أشب منك شبابا وأجلد منك جلدا، وأذرب منك لسانا وأشجع
منك جنانا. فنزلت الآية الكريمة: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)
(سورة السجدة).
ومنهم العلامة أحمد علي محمد علي الأعقم الأنسي اليماني في " تفسير الأعقم "
(ص 533 ط 1 دار الحكمة اليمانية) قال:
(أفمن كان مؤمنا) نزلت في علي بن أبي طالب صلوات الله عليه (كمن كان
فاسقا) نزلت في الوليد بن عقبة، جرى بينهما كلام فقال له: اسكت فإنك فاسق،
فنزلت.
ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في " تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه " (ج 11
ص 226 ط دار الحكمة - دمشق وبيروت سنة 1402) قال:
(أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون)
الشرح: أفمن كان مؤمنا: أي كامل الإيمان بالله ورسوله وكتابه واليوم الآخر
والملائكة راضيا بقضاء الله وقدره، مؤديا لله ما أوجب عليه، منتهيا عما نهاه عنه.

112
كمن كان فاسقا: خارجا عن الإيمان مقصرا بواجبات الله مرتكبا ما نهى الله عنه.
لا يستوون: لا يكونون عند الله بمنزلة ودرجة واحدة، والمراد جنس المؤمنين
وجنس الفاسقين، ولم يرد مؤمنا وحدا ولا فاسقا واحدا، ومعنى الآية مثل قوله
تعالى في سورة الجاثية رقم 20 (أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم
كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء..) الخ، وأيضا قوله تعالى في سورة ن رقم
35: (أفنجعل المسلمين كالمجرمين) وينبغي أن تعلم أن الفعل يستوي من
الأفعال التي لا يكتفى فيها بواحد، فلو قلت: استوى زيد لم يصح، فمن ثم لزم
العطف على الفاعل أو تعدده، كما في الآية الكريمة.
هذا، وقد نزلت الآية في علي بن أبي طالب رضي الله عنه والوليد بن عقبة بن
أبي معيط، كان بينهما تنازع وكلام في شئ، فقال الوليد لعلي: اسكت فإنك صبي
وأنا شيخ، والله إني أبسط منك لسانا وأحد منك سنانا، وأشجع منك جنانا، وأملأ
منك حشوا في الكتيبة، فقال له علي رضي الله عنه وكرم الله وجهه: اسكت فإنك
فاسق، فأنزل الله هذه الآية.
هذا، ولا غرابة في إطلاق الفسق على الوليد، فقد صرحت الآية الحجرات رقم
6: بفسقه، وذلك لما تعرفه هناك من نقله عن بني المصطلق ما لم يكن، ويحتمل
أن تطلق الشريعة ذلك عليه، لأنه كان على طرف من الإيمان، وهو الذي شرب
الخمر في زمن عثمان رضي الله عنه، وصلى الصبح بالناس ثم التفت وقال:
أتريدون أن أزيدكم؟ ونحو هذا مما يطول ذكره.

113
مستدرك
الآية الثامنة والثلاثون - قوله تعالى " أفمن شرح صدره
للاسلام " - الآية (الزمر: 22)
تقدم نقل ما يدل على نزولها في سيدنا الأمير علي بن أبي طالب عليه السلام عن
العامة في ج 3 ص 569 و ج 14 ص 436، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الشافعي
المتوفى سنة 733 في " غرر التبيان فيمن لم يسم في القرآن " (ص 452 ط دار قتيبة -
دمشق وبيروت) قال:
(أفمن شرح الله صدره) (الآية: 22)، هو النبي صلى الله عليه وسلم،
وقيل: علي وحمزة، وقيل: عمار.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 31 والنسخة مصورة

114
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
ومنها قوله تعالى (أفمن شرح الله صدره للاسلام) - الآية: في علي وحمزة
وفي أبي لهب وأولاده، فعلي وحمزة شرح الله صدرهما للاسلام وأبو لهب وأولاده
قست قلوبهم. قال الواحدي.

115
مستدرك
الآية التاسعة والثلاثون - قوله تعالى " وأنذر عشيرتك
الأقربين " (الشعراء: 214)
تقدم نقل ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الإمام علي عليه السلام في ج 3 ص
560 و ج 14 ص 423 و ج 20 ص 119، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة نجم الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن فهد المشتهر بعمر
بن فهد الهاشمي العلوي المحمدي المكي في " إتحاف الورى بأخبار أم القرى " (ج 1
ص 194 ط دار الجيل - القاهرة) قال:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى
الله عليه وسلم (وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من
المؤمنين) دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: يا علي إن الله قد أمرني
أن أنذر عشيرتي الأقربين، فضقت لذلك ذرعا وعرفت أني متى ما أباديهم بهذا
الأمر، أرى منهم ما أكره، فصمت عليها حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد إنك إن

116
لم تفعل ما أمرك به ربك تغير عليك ربك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي
فاصنع لنا صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عسا من لبن، ثم اجمع
لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به. ففعلت ما أمرت به، ثم
دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلا، يزيدون رجلا أو ينقصون، فيهم أعمامه:
أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب. وفيهم عشرون يأكل كل واحد منهم الجذعة
ويشرب الفرق. فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم فجئت به، فلما
وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم حذية من اللحم فنتفها بأسنانه ثم ألقاها
في نواحي الصحفة، ثم قال: كلوا باسم الله. فأكل القوم حتى ما لهم بشئ من
حاجة، وما أرى إلا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان الرجل
الواحد ليأكل ما قدمت لجميعهم.
ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: ادنوا. فدنا القوم عشرة عشرة،
فأكلوا حتى صدروا، ثم دعا باللبن فجرع منه جرعا ثم قال: اسق القوم، فجئتهم
بذلك العس، فشربوا منه حتى رووا جميعا وكان لم ينقص منه شئ، وأيم الله الذي
نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله.
فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام
فقال: سحركم صاحبكم. فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما كان الغد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي إن هذا الرجل قد
سبقني إلى ما سمعت من القول، وتفرق القوم قبل أن أكلمهم، فأعد لنا الطعام
والشراب مثل ما صنعت لنا بالأمس. ثم اجمعهم لي.
ففعلت ثم جمعتهم، ثم دعا بالطعام فقربته إليهم، ففعل كما فعل بالأمس،
فأكلوا حتى ما بهم لشئ من حاجة، ثم قال: اسقهم. فجئت بذلك العس فشربوا حتى
رووا منه جميعا. ثم تكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا بني عبد المطلب
إني والله ما أعرف شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم

117
بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر
[على] أن يكون أخي؟ فأحجم القوم، فقلت - وأنا أحدثهم سنا -: أنا يا نبي الله.
فقام القوم يضحكون.
ويروى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا بني عبد مناف، إني بعثت إليكم
خاصة وإلى الناس عمة، فأيكم يبايعني على أن يكون أخي؟ قال علي: فقلت:
أنا. فقال: اجلس. ولما كان آخر ذلك ضرب بيده على يدي.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص 149 ط المطبعة
العزيزية بحيدر آباد، الهند) قال:
عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية (وأنذر عشيرتك الأقربين)
جمع النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا فقال
لهم: من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في
أهلي؟ فقال رجل [لم يسمه شريك]: يا رسول الله أنت كنت بحراء من يقوم بهذا.
ثم قال الآخر، فعرض ذلك على أهل بيته واحدا واحدا فقال علي: أنا. (حم،
وابن جرير وصححه، والطحاوي، ض).
وقال أيضا في ص 290:
عن علي رضي الله عنه قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلى الله عليه
وسلم (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا
علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني مهما
أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليه حتى جاءني جبريل فقال: يا محمد
إنك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك. فاصنع لي صاعا من طعام، واجعل عليه رجل

118
شاة واجعل لنا عسا من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغ ما أمرت
به، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو
ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني
بالطعام الذي صنعته لهم فجئت به، فلما وضعته تناول النبي صلى الله عليه وسلم جرة
من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال: كلوا بسم الله. فأكل
القوم حتى نهلوا عنه، ما نرى إلا آثار أصابعهم، والله إن كان الرجل الواحد منهم
ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم. ثم قال: اسق القوم يا علي، فجئتهم بذلك العس،
فشربوا منه حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل منهم يشرب مثله.
فلما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال:
لقد سحركم صاحبكم. فتفرق القوم ولم يكلمهم النبي صلى الله عليه وسلم، فلما
كان الغد فقال: يا علي إن هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرق
القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا مثل الذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب، ثم
أجمعهم لي. ففعلت ثم جمعتهم ثم دعاني بالطعام فقربته، ففعل به كما فعل
بالأمس، فأكلوا وشربوا حتى نهلوا. ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا
بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني
قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على
أمري هذا؟ فقلت وأنا أحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا:
أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي فقال: إن هذا أخي ووصيي وخليفتي
فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن
تسمع وتطع لعلي. (ابن إسحاق، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وابن مردويه،
وأبو نعيم، هق معا في الدلائل).
ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في
" المنتظم في تاريخ الملوك والأمم " (ج 2 ص 366 ط دار الكتب العلمية، بيروت) قال:

119
وروى ابن عباس عن علي بن أبي طالب [رضي الله عنهما] قال: لما أنزلت هذه
الآية على رسول الله صلى الله عليه وسلم (وأنذر عشيرتك الأقربين) دعاني
[رسول الله صلى الله عليه وسلم] فقال لي: يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتي
الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره
فصمت حتى أتاني جبريل فقال: يا محمد إنك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذبك الله،
فاصنع لهم صاعا من طعام، واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن ثم اجمع
لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما أمرني به ثم
دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلا يزيدون رجلا أو ينقصونه فيهم أعمامه
أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلما اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت
له فجئت به، فلما وضعته تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم جرة من اللحم فشقها
بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ثم قال: خذوا بسم الله. فأكل القوم حتى ما لهم
بشئ حاجة، وما نرى إلا مواضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس علي بيده إن كان
الرجل [منهم] ليأكل ما قدمت لجميعهم. ثم قال: اسق القوم، فجئتهم بذلك العس،
فشربوا منه حتى رووا جميعا، وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله.
فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن [يكلمهم] بدره أبو لهب الكلام
فقال: سحركم صاحبكم. فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقال الغد: يا علي إن هذا الرجل سبقني إلى ما سمعت من القول فأعد لنا من
الطعام مثل ما صنعت ثم اجمعهم لي. ففعلت وجمعتهم فأكلوا وشربوا، ثم تكلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا بني عبد المطلب إني والله ما أعلم شابا في
العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به، إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد
أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون
أخي؟ فأحجم القوم فقلت وأنا أحدثهم سنا: أنا يا نبي الله، فقام القوم يضحكون.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة

120
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج ص ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
قال:
أشار إلى الحديث الشريف في ج 1 ص 124 و ج 3 ص 139 و ج 11 ص 193
و 194.
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق الجويني الأثري في " جمهرة الفهارس "
(ص 1960 ط دار الصحابة للتراث) قال:
يا علي إن الله أمرني أن أنذر عشيرتك 2 / 151

121
مستدرك
الآية تمام الأربعين - قوله تعالى
" والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار
والذين اتبعوهم بإحسان " (التوبة: 100)
تقدم عن العامة نقل ما يدل على نزولها في شأن علي عليه السلام في ج 3 ص
386 و ج 14 ص 334 و ج 20 ص 105، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الإفريقي في " مختصر
تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 307 دار الفكر) قال:
وعن عبد الرحمن بن عوف: في قوله عز وجل (والسابقون الأولون) قال:
هم عشرة من قريش كان أولهم إسلاما علي بن أبي طالب.

122
مستدرك
الآية الواحدة والأربعون - قوله تعالى " والذين آمنوا
واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم " الآية (الطور: 20)
تقدم نقل ما يدل على نزولها في شأن سيدنا الإمام علي عليه السلام عن العامة في
ج 14 ص 676 و ج 20 ص 41، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 31 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
قال ابن عبد البر في كتاب الصحابة: قال رجل لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن،
فعلي قال علي من أهل البيت ولا يقاس بهم، علي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في درجته والله سبحانه يقول: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم
ذريتهم) فاطمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في درجته وعلي مع فاطمة.

123
مستدرك
ما أنزل الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا "
إلا علي عليه السلام أميرها وشريفها وسيدها
قد تقدم نقل ما يشعر بذلك عن العامة في ج 3 ص 476 و ج 4 ص 313 و ج 15
ص 623 و ج 22 ص 100، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في " المعجم
الكبير " (ج 11 ص 264 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا منجاب بن الحارث، ثنا عيسى بن
راشد، عن علي بن بذيمة، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ما
أنزل الله (يا أيها الذين آمنوا) إلا علي أميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب
محمد صلى الله عليه وسلم في غير مكان وما ذكر عليا إلا بخير.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 39 والنسخة مصورة

124
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وقال ابن عباس: ليس في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا وعلي أولها
فأميرها وشريفها، ولقد عاتب الله أصحاب محمد في القرآن وما ذكر عليا إلا بخير.
أخرجه الإمام أحمد في المناقب.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 11 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس قال: ما نزل القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا علي سيدها
وشريفها وأميرها، وما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وقد عاتبه الله
في القرآن ما خلا علي بن أبي طالب فإنه لم يعاتبه في شئ منه.
وفي حديث آخر: وما ذكر عليا إلا بخير.
وعن ابن عباس قال: ما نزل في أحد من كتاب الله ما نزل في علي.
وعنه قال: نزلت في علي ثلاث مائة آية.

125
مستدرك
النعوت المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
في شأن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام

127
مستدرك
النعوت المأثورة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
في شأن سيدنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
تقدمت نبذة منها نقلا عن كتب أعلام العامة في المجلد الرابع والخامس عشر
والعشرين والحادي والعشرين والثاني والعشرين والثالث والعشرين ومواضع أخرى
من هذه الموسوعة المباركة الشريفة، ونستدرك هيهنا - وهو المجلد تمام الثلاثين -
عن كتبهم التي لن نرو عنها فيما سبق إن شاء الله تعالى وتبارك.

129
نبذة في بيان أسماء أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام وكناه وألقابه ونسبه الشريف
وتاريخ ميلاده وشهادته وبعض أحواله
ذكرها جماعة من العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي الدمشقي المشتهر
بابن عساكر في " تاريخ مدينة دمشق " ترجمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام (ج
1 ص 5 ط بيروت) قال:
الإمام علي بن أبي طالب - واسمه عبد مناف - بن عبد المطلب - واسمه
شيبة - بن هاشم - واسمه عمرو - بن عبد مناف - واسمه المغيرة - ابن
قصي - واسمه زيد - أبو الحسن الهاشمي ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وختنه على ابنته، من المهاجرين الأولين، شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها، وبويع
له بالخلافة بعد قتل عثمان بن عفان، وقدم الجابية مع عمر بن الخطاب.
وذكر الواقدي أنه لم يخرج مع عمر. والله أعلم.
وقال أيضا في ص 12:

130
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الحسين بن النقور، أنبأنا عيسى بن
علي، أنبأنا عبد الله بن محمد، حدثني إبراهيم بن هانئ قال: سمعت أحمد بن حنبل
يقول: علي بن أبي طالب - واسم أبي طالب عبد مناف - بن عبد المطلب - واسم
عبد المطلب شيبة - بن هاشم - واسم هاشم عمر [و] - بن عبد مناف - واسم
عبد مناف المغيرة - بن قصي زيد - بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن
فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر.
أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن، وأنبأنا أبو الفضل بن خيرون. حيلولة:
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي، أنبأنا ثابت بن بندار، قالا: أنبأنا عبيد الله بن أحمد
بن عثمان، أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب، أنبأنا العباس بن العباس بن
محمد، أنبأنا صالح بن أحمد، حدثني أبي قال: بلغني أسماء نفر من بني هاشم، علي
بن أبي طالب [و] أبو طالب اسمه بعد مناف بن عبد المطلب - وعبد المطلب اسمه
شيبة - بن هاشم - وهاشم اسمه عمرو بن عبد مناف بن قصي - وقصي اسمه
زيد - بن كلاب ابن مرة بن كعب.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنبأنا أبو الفضل بن بقال.
حيلولة: وأخبرنا أبو المظفر بن القشيري، أنبأنا أبو بكر أحمد بن الحسين، أنبأنا
أبو الحسين بن بشران، أنبأنا عثمان بن أحمد، أنبأنا حنبل بن إسحاق، حدثني
أبو عبد الله.
حيلولة: وأخبرنا أبو القاسم أيضا، وأنبأنا أبو بكر بن الطبري، أنبأنا أبو الحسين
ابن الفضل، أنبأنا عبد الله بن جعفر، أنبأنا يعقوب بن سفيان قالا: علي بن
أبي طالب أبو الحسن عليه السلام، واسم أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب،
واسم عبد المطلب شيبة بن هاشم، واسم هاشم عمرو بن عبد مناف، واسم
عبد مناف المغير [ة] بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر
بن مالك بن النضر. [و] زاد حنبل عن أبي عبد الله: بن كنانة بن خزيمة بن مدركة

131
بن إلياس بن مضر. ولم يكن علي وزاد قال: واسم قصي زيد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي، وأبو العز ثابت بن منصور، قالا: أنبأنا أبو طاهر
أحمد بن الحسين - زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون - قالا: أنبأنا أبو الحسين
الإصبهاني، أنبأنا أبو الحسين الأهوازي، أنبأنا أبو حفص الأهوازي
أنبأنا خليفة بن خياط قال: جعفر وعلي وعقيل بنو أبي طالب وأمهم فاطمة بنت
أسد بن هاشم، استشهد علي بالكوفة، قتله ابن ملجم لعنه الله صبيحة الجمعة لست
بقين من شهر رمضان [كذا] سنة أربعين وصلى عليه ابنه الحسن، يكنى أبا
الحسين.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البناء قالوا: أنبأنا
أبو جعفر بن المسلمة، أنبأنا أبو طاهر المخلص، أنبأنا أحمد بن سليمان، أنبأنا الزبير
بن بكار قال: وولد أبو طالب بن عبد مناف طالبا وعقيلا وجعفرا وعليا، كل واحد
منهم أسن من صاحبه بعشر سنين على الولاء، وأم هانئ [وهي] جمانة بنت أبي
طالب وأمهم كلهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وهي أول
هاشمية ولدت لهاشمي، وقد أسلمت وهاجرت إلى الله وإلى رسوله بالمدينة، وماتت
بها وشهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم (1).



1) قال العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 199 ط دار الفكر) قال:
وكان علي عليه الصلاة والسلام ربعة آدم، وقيل: أحمر ضخم المنكبين طويل
اللحية أصلع عظيم البطن أبيض الرأس واللحية.
وقال الفاضل المعاصر محمد رضا في " الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
رابع الخلفاء الراشدين " (ص 11 ط دار الكتب العلمية - بيروت):
كان علي رضي الله عنه رجلا فوق الربعة أميل إلى القصر آدم، عريض اللحية
أبيضها لا يخضبها وقد خضب بالحناء مرة ثم تركه أصلع على رأسه زغيبات ضخم
البطن ضخم مشاشة المنكب ضخم عضلة الذراع دقيق مستدقها ضخم عضلة الساق
دقيق مستدقها عظيم العينين، وروي وعلى عينيه أثر الكحل، شثن الكفين إذا مشى
تكفأ شديد الساعد واليد إذا مشى إلى الحروب هرول، ثبت الجنان ما صارع أحدا إلا
صرعه شجاعا منصورا على من لاقاه وكان ضحوك السن.
وقال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في
" المنتظم في تاريخ الملوك والأمم " (ج 5 ص 67 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
قال:
أخبرنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: أخبرنا علي بن
محمد المعدل، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان، قال: حدثنا عبد الله بن محمد
القرشي، قال: حدثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حدثنا
أبو بكر عبد الله بن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، قال: سألت أبا جعفر
محمد بن علي رضي الله عنهما قلت: ما كانت صفة علي رضي الله عنه؟ قال: رجل
آدم شديد الأدمة، ثقيل العينين ذو بطن أصلع إلى القصر أقرب.
قال ابن سعد: أخبرنا أبو عمر بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن
الشعبي قال: رأيت عليا رضي الله عنه وكان عريض اللحية، وقد أخذت ما بين منكبيه
أصلع على رأسه زغيبات.
قال محمد بن سعد: وأخبرنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدثنا أبي قال:
سمعت أبا حازم يقول: رأيت عليا أصلع، كثير الشعر، كأنما اجتاب إهاب شاة.
أخبرنا عبد الوهاب [بن المبارك أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا أبو الحسين بن
بشران، حدثنا عفان بن أحمد الدقاق، حدثنا] أبو الحسن بن البراء، قال: كان نقش
خاتم علي رضي الله عنه: " الله الملك ".
وقال الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 6 ص 148 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
كان علي بن أبي طالب آدم ربعة.
مجمع 9: 101.
وقال الفاضل المعاصر الدكتور محمود أحمد ميرة في " فهرس غريب الحديث
لأبي عبيد الهروي " (ص 142 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
لم يكن بالطويل الممغط ولا..
وقال الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 200 ط دار ابن كثير، دمشق
بيروت) قال:
قال في مجمع الأحباب: روى علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم خمسمائة
حديث وستة وثمانين حديثا، وولي الخلافة خمس سنين، وقتل في شهر رمضان سنة
أربعين ودفن في الكوفة.
132
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 621 ط بيروت سنة
1407) قال:
علي بن أبي طالب ع
عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. أمير المؤمنين أبو الحسن
القرشي الهاشمي، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية، وهي
بنت عم أبي طالب، كانت من المهاجرات، توفيت في حياة النبي صلى الله عليه
وسلم بالمدينة.
قال عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي: قلت لأمي: اكفي فاطمة بنت
رسول الله صلى الله عليه وسلم سقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك هي الطحن
والعجن، وهذا يدل على أنها توفيت بالمدينة.
روى الكثير عن النبي صلى الله عليه وسلم وعرض عليه القرآن وأقرأه.

134
عرض عليه أبو عبد الرحمن السلمي، وأبو الأسود الدؤلي، وعبد الرحمن بن
أبي ليلى.
وروى عن علي: أبو بكر، وعمر، وبنوه الحسن والحسين، ومحمد، وعمر،
وابن عمه ابن عباس، وابن الزبير، وطائفة من الصحابة، وقيس بن أبي حازم،
وعلقمة بن قيس، وعبيدة السلماني، ومسروق، وأبو رجاء العطاردي، وخلق كثير.
وكان من السابقين الأولين، شهد بدرا وما بعدها، وكان يكنى أبا تراب أيضا.

135
كناه رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم أبا تراب
رواه جماعة من العامة في كتبهم:
فمنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في
" المنتظم في تاريخ الملوك والأمم " (ج 3 ص 90 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال:
وفي هذه السنة كانت غزاة ذي العشيرة في جمادى الآخرة على رأس ستة عشر
شهرا من الهجرة، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في خمسين ومائة
راكب - وقيل: في مائتين - من المهاجرين، ولم يكره أحدا على الخروج،
واستخلف على المدينة أبا سلمة بن عبد الأسد، ومضى يعترض لعير قريش، وكانوا
قد بعثوا فيها أموالهم، فبلغ ذا العشيرة - وهي لبني مدلج بناحية ينبع، وبينها وبين
المدينة تسعة برد، ففاتته العير، وهي العير التي رجعت من الشام، فخرج لطلبها،
وخرجت قريش تمنعها، فكانت وقعة بدر، وبذي العشيرة كنى عليا أبا تراب لأنه
رآه نائما على التراب فقال: اجلس أبا تراب.
وقد روي أن ذلك كان بالمدينة، رآه نائما في المسجد على التراب.

136
ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في " تهذيب
الكمال في أسماء الرجال " (ج 25 ص 159 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:
محمد بن إسحاق بن يسار (ص)، عن يزيد بن محمد بن خثيم، عن محمد بن
كعب القرضي، عن محمد بن خثيم، عن عمار بن ياسر: كنت أنا وعلي رفيقين في
غزوة.. الحديث. وفيه ذكر تكنية علي بأبي تراب.
ومنهم العلامة الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة
الحسيني الحنفي الدمشقي المتوفى سنة 1120 في " البيان والتعريف في أسباب ورود
الحديث الشريف " (ص 68 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال:
قم أبا تراب، قم أبا تراب. أخرجه مسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه.
(سببه) قال سهل: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في
البيت، قال: أين ابن عمك؟ فقالت: كان بيني وبينه شئ فعاتبني، فخرج فلم يقل
عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسان: انظر أين هو؟ فجاء فقال: يا
رسول الله في المسجد راقدا. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد
سقط رداؤه عن كتفه وأصابه تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه
ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب.
ومنهم الشيخ محمد بن قاسم ابن الوجيه في " المنهاج السوي " شرح منظومة
الهدى النبوي للحسن بن إسحاق (ص 287 ط دار الحكمة اليمانية بصنعاء)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن الجوزي في المنتظم.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في " المرتضى برة سيدنا
أبي الحسن علي بن أبي طالب " (ص 43 ط دار القلم - دمشق) قال:

137
قال ابن عباس: دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: أين ابن عمك؟ قالت: في المسجد، فخرج إليه فوجد
رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب عن ظهره
ويقول: اجلس يا أبا تراب، مرتين.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في " خديجة أم المؤمنين - نظرات
في إشراق فجر الاسلام " (ص 473 ط 2 دار الريان للتراث) قال:
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعطف على علي عطفا شديدا، وكان يحلو له
أن يداعبه، ومما يروى من ذلك أنه زار فاطمة يوما، ولما لم يجد عليا في البيت
سألها عنه، فردت أنه في المسجد، فخرج إليه فوجده مضطجعا وقد استغرق في
النوم، ووجد رداءه قد سقط عنه وخلص التراب إلى ظهره، فجعل يمسح التراب وهو
يداعبه قائلا: اجلس أبا تراب، اجلس أبا تراب، فكان هذا الاسم الذي أطلقه عليه
الرسول الرحيم أحب الأسماء إلى نفس علي بن أبي طالب.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في " اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه
الشيخان " (ج 3 ص 133 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال:
حديث سهل بن سعد قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة، فلم
يجد عليا في البيت. فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه شئ، فغاضبني،
فخرج، فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لانسان: أنظر أين هو؟
فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه تراب. فجعل رسول الله صلى الله
عليه وسلم يمسحه عنه، ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب.
أخرجه البخاري في 8 - كتاب الصلاة، 58 - باب نوم الرجال في المسجد.

138
ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين غلام حسين في " التصنيف الفقهي
لأحاديث كتاب الكنى والأسماء " للدولابي (ج 2 ص 509 ط دار الكتاب المصري
بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني ببيروت) قال:
أخبرني أحمد بن شعيب، قال: عن عمرو بن علي، قال: حدثنا حاتم بن وردان
أبو يزيد، قال: حدثنا أيوب، قال: أخبرني أبو داود سليمان بن سيف الحراني،
قال: حدثنا سعيد بن زريع، قال: حدثنا ابن إسحاق، قال: حدثني يزيد بن محمد
بن خيثم المحاربي، عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خيثم أبي يزيد،
قال: عن عمار بن ياسر، قال: كنت أنا وعلي رضي الله عنه رفيقين في غزوة
العشيرة، فلما نزلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقام بها رأينا أناسا من بني مدلج
في عين لهم في نخل، فقال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أبا اليقظان هل
لك في أن تأتي هؤلاء القوم فتنظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت فجئناهم
فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي حتى اضطجعنا في صور
من النخل ودقعاء من التراب فنمنا، فوالله ما هبنا إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم
يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعة التي نمنا فيها، فيومئذ قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعلي: ما لك يا أبا تراب، لما يرى عليه من التراب، فقال: ألا أحدثكما
بأشقى الناس رجلين؟ فقلنا: بلي يا رسول الله. فقال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة
والذي يضربك يا علي على هذا - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه ثم أخذ
بلحيته.
وقال أيضا في ص 753:
أخبرني أحمد بن شعيب، قال: عن عمرو بن علي، قال: حدثنا حاتم بن وردان
أبو يزيد، قال: حدثنا أيوب، قال: أخبرني أبو داود سليمان بن..
وأيضا في ص 679 وص 740 مثل ما تقدم سندا ومتنا.

139
ومنهم العلامة محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الغرناطي الأندلسي المولود سنة
741 والمتوفى 792 في " التسهيل لعلوم التنزيل " (ج 4 ص 156 ط دار الفكر)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد الأحمدي أبو النور المصري في " منهج السنة
في الزواج " (ص 400 ط 3 دار السلام للطباعة والتوزيع والنشر والترجمة) قال:
وقد روي عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيت فاطمة، فلم يجد عليا في البيت، فقال: أين ابن عمك؟ قالت: كان بيني وبينه
شئ، فغاضبني، فخرج، فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لانسان: انظر أين هو؟ فجاء، فقال: يا رسول الله.. هو في المسجد راقد، فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع، قد سقط رداؤه عن شقه، وأصابه
تراب، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه، ويقول: قم أبا تراب، قم
أبا تراب.
ومنهم العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى سنة 1189 في " رفع الخفا
شرح ذات الشفا " (ج 2 ص 278 ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) قال:
وقوله قم يا أبا تراب * ويوم أعطى درعه الأعرابي
ويوم بيت المال وهو ممتلي * فرقه وقوله في العسل
(و) صح أيضا من (قوله) صلى الله عليه وسلم لعلي ملاطفا له وماسحا عنه
التراب: (قم يا أبا تراب).
روى الشيخان عن سهل: أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد عليا مضطجعا في
المسجد وقد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم
يمسح التراب عنه ويقول: قم يا أبا تراب. فلهذا كانت هذه الكنية أحب الكنى إليه،

140
لأنه صلى الله عليه وسلم كناه بها (و) ذكر فضله (يوم أعطى) علي كرم الله وجهه
(درعه الأعرابي) السائل منه شيئا فلم يجده فأعطاه درعه، قوله الأعرابي مفعول
ثان وخفف ياؤه للوزن.
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 692
ط بيروت) قال:
وجه تلقيب علي بأبي تراب 3 / 141
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه " فهرس تلخيص الحبير في
تخريج أحاديث الرافعي الكبير " (ص 101 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث عليا وعمارا فوجدا.. ابن عباس 4 / 40
ومنهم الفاضل المعاصر قطب إبراهيم محمد في كتابه " السياسة المالية لعثمان بن
عفان " (ص 32 ط مطابع الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال:
ولد علي بن أبي طالب في مكة المكرمة بجوار البيت العتيق، أبوه أبو طالب بن
عبد المطلب بن هاشم عم النبي وكافله بعد عبد المطلب أمه هي فاطمة بنت أسد بن
هاشم، وهي أول هاشمية ولدت هاشميا، وقد أسلمت وتوفيت بالمدينة وتولى
النبي دفنها وألبسها قميصه واضطجع في قبرها.
يقال إن أمه أسمته حيدرة وقيل بل أسمته أسدا والحيدرة اسم من أسماء الأسد
وكني علي بأسماء كثيرة عرف بأبي الحسين، وسماه الرسول صديقا، فعن أبي ليلى
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الصديقون ثلاثة: حبيب بن مري النجار مؤمن
آل ياسين الذي قال: (يا قوم اتبعوا المرسلين) وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي
قال: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله) وعلي بن أبي طالب الثالث وهو أفضلهم.

141
وسماه الرسول أيضا أبا الريحانتين، فعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله
لعلي بن أبي طالب: السلام عليك أبا الريحانتين، فعن قريب يذهب ركناك.. والله
خليفتي عليك.
فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال علي: هذا أحد الركنين، ولما
ماتت فاطمة قال: هذا الركن الآخر. وكناه النبي المصطفى أبا تراب، فقد غاضب
يوما فاطمة فخرج فاضطجع إلى الجدار في المسجد، فجاءه النبي صلى الله عليه وسلم
وقد امتلأ ظهره ترابا فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يمسح عن ظهره ويقول: اجلس
أبا تراب.
ومنهم العلامة الشيخ محمد توفيق بن علي البكري الصديقي المتولد سنة 1287
والمتوفى سنة 1351 في كتابه " بيت الصديق " (ص 272 ط مصر سنة 1323) قال:
ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو السبطين، وهو أول هاشمي ولد بين
هاشميين وأول خليفة من بني هاشم، هاجر إلى المدينة وشهد بدرا وأحدا والخندق
وبيعة الرضوان وجميع المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبوك فإن
رسول الله خلفه على أهله وله في الجميع بلاء حسن وأثر عظيم وأعطاه رسول صلى
الله عليه وسلم اللواء في مواطن كثيرة بيده.
وقال أيضا في ص 273:
وقد تولى الخلافة رضي الله عنه فكان مثال العدل والاستقامة لولا ما تخللها من
الشقاق الذي ولدته العصبية وأوجدته دعاة السوء من مثيري الفتن وهم كثير في كل
عصر من العصور وفي أي مكان من الأمكنة.
وكان مقتله رضي الله عنه في شهر رمضان سنة أربعين للهجرة بيد عبد الرحمن
بن ملجم، اغتاله عند صلاة الصبح وهو يوقظ النوام للصلاة، وكانت مدة خلافته

142
خمس سنين إلا ثلاثة شهور، ومات وهو ابن ثمان وخمسين.
ومنهم العلامة السيد عبد القادر بن محمد الحسيني الطبري الشافعي المكي إمام
مسجدي الحرام والقدس المولود سنة 976 والمتوفى 1033 في " عيون المسائل في
أعيان الرسائل " (ص 82 ط مطبعة السلام بمصر) قال:
هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، وأمه فاطمة بنت أسد
بن هاشم بن عبد مناف، وهي أول هاشمية ولدت هاشميا، أسلمت وهاجرت إلى
المدينة وتوفيت بها وصلى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزلها في قبرها.
وكنيته أبو الحسن وكناه رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا تراب، وهو ابن عمه
وخليفته وأخوه وزوجه ابنته سيدة نساء العالمين وأبو السبطين وأول هاشمي تولد من
هاشميين. وأول خليفة من بني هاشم وأول من أسلم من الصبيان وهو ابن عشرة سنين
شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة واستخلفه حين هاجر من مكة إلى
المدينة أن يقيم أياما حتى يؤدي عنه أمانته والودايع والوصايا التي كانت عنده ثم
يلحقه بعد ذلك بأهله ففعل، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد كلها
إلا بتبوك فإن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه على المدينة، وله في جميع المشاهد
الآثار المحمودة المشهودة أعطي الراية في مواطن كثيرة: منها يوم خيبر حيث أخبر
صلى الله عليه وسلم بأن الفتح يكون على يديه، أصابه يوم أحد ستة عشر ضربة،
وكان من العلوم في المحل العالي.
ومروياته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسماية وستة وثمانون حديثا
وروى عنه جلة من الصحابة والتابعين [وبنوه] الثلاثة الحسن والحسين ومحمد بن
الحنفية.
قال ابن مسعود: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي.
وقال ابن المسيب: ما كان أحد يقول سلوني غير علي.

143
وقال ابن عباس: أعطي علي تسعة أعشار العلم وشارك الناس في الباقي وإذا
ثبت لنا الشئ عن علي لم نعدل إلى غيره، وسؤال كبار الصحابة له ورجوعهم إلى
فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات مشهور، وزهده غير خاف
عند ذوي العقول.
ومن كلماته: الدنيا جيفة فمن أراد منها شيئا فليصبر على مخالطة الكلاب.
والأحاديث الواردة في فضله كثيرة شهيرة.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه " العلم والعلماء "
(ص 167 ط دار الكتب السلفية بالقاهرة سنة 1403) قال:
إنه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي العدناني أحد أعلام
بني هاشم اسمه علي، وكنيته أبو الحسن، ويكنى أيضا بأبي تراب، وهذه أحب
أسمائه إليه وكناه، أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم أسلمت وهاجرت وماتت بالمدينة،
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها فلعلها بذلك أمنت من ضغطة القبر
كما روي والله أعلم.
هاجر إلى المدينة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بإذن منه، وشهد المشاهد
كلها مع رسول الله ولم يتخلف عنه إلا في غزوة تبوك بإذن منه صلى الله عليه وسلم
وأبلى رضي الله عنه في كل غزواته البلاء الحسن.
ومنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم الخطابي البستي المتوفى سنة
388 في " غريب الحديث " (ج 2 ص 179 ط دار الفكر - دمشق) قال:
وكانت أم علي فاطمة بنت أسد سمته حين ولدته أسدا باسم أبيها، وأبو طالب إذ
ذاك غائب، فلما قدم سماه عليا. ويقال: إن بعض الكهان قد كان أنذر مرحبا بأن
قاتله رجل يسمى حيدرة، فلما بارز عليا وسمعه يقول هذا القول أوجس خيفة

144
وسقط في يده ورام الفرار، ثم دعته الحمية إلى الإقدام حتى قتل.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام " (ص
78 ط دار الجيل في بيروت) قال:
قالوا: كان أول اسم وضع له (حيدرة) وهو من أسماء الأسد وقد وقع اختيار
والدته عليه ساعة ولادته، إلا أن والده أبا طالب ألهم أن يسميه (عليا) ففعل ثم خرج
من البيت مرددا قوله:
سميته بعلي كي يدوم له * عز العلو وفخر العز أدومه
قالوا: أما كناه فقد كان الناس يكنونه بأبي الحسن وأبي السبطين وكان
الحسن عليه السلام يدعوه في حياة جده الرسول صلى الله عليه وسلم أبا الحسين
ويدعوه الحسين أبا الحسن ويدعوان جدهما أباهما حتى إذا فجعا بفقده دعواه عليه
السلام بابيهما ثم قالوا: أما الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فقد كناه
بأبي الريحانتين يريد الحسن والحسين عليهما السلام وكناه الرسول صلى الله عليه
وسلم أيضا بأبي تراب.
ألقابه: قالوا: إن للإمام ألقابا كثيرة فالنبي كان يرى عليا صديقا يصدقه في كل ما
يقول وفاروقا يفرق بين الحق والباطل.
فقال له كما يحدث ذلك أبو ذر: أنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الذي يفرق
بين الحق والباطل وأنت يعسوب الدين وأصل اليعسوب فحل النحل ثم أطلق على
السيد والمعظم في قومه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلقبه (بأمير المؤمنين)
فقد قال له: أنت يعسوب الدين والمال يعسوب الظلمة، وهناك حديث صريح في
هذا اللقب غير قابل للتأويل، فإن أنس بن مالك يقول من جملة حديث له: أنه
صلى الله عليه وسلم قال له: يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب
أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين. قال أنس:

145
قلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار وكتمته إذ جاء علي فقال: من هذا يا أنس؟ فقلت:
علي، فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي
بوجهه، قال علي: يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل، قال:
وما يمنعني وأنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا بعدي.
وقالوا: ومن ألقاب الإمام أيضا الولي، وقد نشأ هذا اللقب من كتاب الله وسنة
النبي فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي عليه السلام: أنت ولي كل
مؤمن بعدي.
ومن ألقابه الأمين. وقد وضعه له النبي أيضا: أما أنت يا علي أنت صفيي
وأميني.
وقالوا: ويلقب أيضا بذي الأذن الواعي لقوله تعالى (وتعيها أذن واعية) وقد
خاطبه النبي صلى الله عليه وسلم عند نزول هذه الآية الشريفة قائلا: سألت الله
عز وجل أن يجعلها أذنك يا علي. قال عليه السلام: فما نسيت شيئا بعد وما كان لي
أن أنسى. وقالوا: ويلقب أيضا بحيدر والمرتضى والأنزع البطين.
وقال ابن عباس وكان علي يتبع في جميع أمره مرضاة الله ورسوله فلذلك سمي
المرتضى.
أما لقبه الأنزع البطين: فلأنه عليه السلام كان ذا صلعة ليس في رأسه شعر إلا من
خلفه وكان عظيم البطن.
عن ابن ربعي: جاء رجل إلى ابن عباس فقال له: أخبرني عن الأنزع البطين فقد
اختلف الناس فيه، فقال ابن عباس: أيها الرجل والله لقد سألت عن رجل ما وطأ
الحصى بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منه، وإنه لأخو رسول الله وابن عمه
ووصيه وخليفته على أمته، وإنه الأنزع من الشرك بطين من العلم.
ولقد سمعت رسول الله يقول: من أراد النجاة غدا فليأخذ بحجزة هذا الأنزع -
يعني عليا.

146
سماه رسول الله
صلى الله عليه وسلم عليا
رواه جماعة من العامة في كتبهم.
فمنهم الفاضل المعاصر موسى محمد علي في كتابه " حقيقة التوسل والوسيلة على
ضوء الكتاب والسنة " (ص 380 ط عالم الكتب - بيروت) قال:
فعن الزمخشري أن النبي صلى الله عليه وسلم تولى تسميته بعلي، وتغذيته أياما
من ريقه المبارك بمصه لسانه، فعن فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله عنها، أنها
قالت: لما ولدته سماه عليا، وبصق في فيه، ثم إنه ألقمه لسانه، فما زال يمصه حتى
نام، فلما كان من الغد، طلبنا له مرضعة فلم يقبل ثدي أحد، فدعونا له محمدا صلى
الله عليه وسلم فألقمه لسانه فنام.. الحديث.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 98 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:

147
الباب (الواحد و) الستون في أسمائه، وقد تقدم ذكر شئ منها في أول الأبواب
ولم يذكر غالبها فنذكر الآن ما أهملناه على سبيل الاختصار، فمن أشهر أسمائه رضي
الله عنه هو علي وقد تقدم ومنها حيدرة وقد تقدم قوله أنا الذي سمتني أمي حيدرة،
وحيدرة من أسماء الأسد، وقيل: أمه سمته بهذا الاسم لأنه اسم أسد وكان أبوه غائبا
فلما حضره سماه عليا.
ومنها أبو القصم لأنه لما بارزه عمرو بن (عبد) ود قال: إلي فأنا أبو القصم،
وذلك أنه خرج يوم الخندق فنادى عمرو: هل من مبارز؟ فقام علي بن أبي طالب
وهو مقنع بالحديد فقال: أنا له يا نبي الله. قال: إنه عمرو اجلس. ونادى عمرو: ألا
رجل يبارزني وهو نونهم (ظ: يوبخهم) ويقول: جنتكم التي تزعمون أنه من قتل
دخلها أفلا تبرزون إلي؟ فقال علي: أنا له يا رسول الله. قال: إنه عمرو فاجلس. ثم
نادى الثالثة فقام علي فقال: أنا له يا رسول الله. فقال: إنه عمرو. فقال: وإن كان
عمرا. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشى إليه علي حتى أتاه وهو
يقول: لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك * غير عاجز ذو نية وبصيرة
فقال له عمرو: من أنت؟ قال: علي بن أبي طالب. قال: ابن عبد مناف؟ قال:
نعم. قال: غيرك يا بن أمي من أعمامك من هو أسن منك فإني أكره أن أريق دمك.
فقال علي رضي الله عنه: لكني والله ما يريق دمك إلا أنا. فغضب ونزل وسل سيفه
وكأنه شعلة نار.
قال: ثم أقبل نحو علي مغضبا واستقبله علي بدرقته فضربه عمرو فقدها وأثبت
فيها سيفه وأصاب رأسه فشجه وضربه علي على حبل عاتقه فسقط وثار العجاج
وسمع رسول الله التكبير فعرف أن عليا قتله. ثم قال علي رضي الله عنه: أنا
أبو القصم. ثم أقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متهلل. فقال له عمر بن
الخطاب: هلا سلبته درعه؟ فإنه ليس في العرب درع خير منها. فقال: إنه استقبلني

148
بسوئته حتى ضربته فاستحييت أن أسلبه.
وقيل: إنه قال: أنا أبو القصم يوم بارز طلحة بن أبي طلحة صاحب لواء المشركين
قال: حدثنا المغيرة قال: حدثني عمرو بن المثنى، قال: كان لواء المشركين يوم أحد
مع طلحة.
وذكر ابن هشام قال: لما اشتد يوم أحد وجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
تحت راية الأنصار أرسل إلى علي أن قدم الراية، فتقدم علي رضي الله عنه وقال:
أنا أبو القصم، فناداه طلحة - وهو صاحب لواء المشركين يومئذ -: هل لك يا
أبا القصم في البراز؟ قال: نعم. فبرز إليه فضربه علي فصرعه ثم انصرف عنه ولم
يجهز عليه فقال له أصحابه: فهلا أجهزت عليه؟ قال: إنه استقبلني بعورته فعطفتني
عليه الرحم وعلمت أن الله قد قتله.
قال الإمام أبو القسم السهيلي: إنما قال علي: أنا أبو القصم لقول أبي سعيد
طلحة: أنا قاصم من يبارزني.
ومن أسمائه يعسوب، وقد ذكر الشيعة أسماء كثيرة وألقابا متعددة وفي هذا القدر
كفاية.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 300 ط دار الفكر) قال:
قال زهر بن معاوية: كان علي يكنى أبا قضم وكان رجلا آدم شديد الأدمة ثقيل
العينين عظيمهما ذا بطن أصلع وهو إلى القصر أقرب.
وقال الفاضل الشيخ عفيف عبد الفتاح طبارة في كتابه " مع الأنبياء في القرآن " (ص
386 ط دار العلم للملايين - بيروت):
أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء يوم أحد علي بن أبي طالب عليه السلام

149
بعد قتل مصعب بن عمير، وقال له: قدم الراية، فتقدم علي وهو يقول: أنا
أبو القصم، فناداه أبو سعد بن أبي طلحة وهو صاحب لواء المشركين: هل لك يا
أبا القصم في البراز من حاجة؟ قال: نعم، فبرزا بين الصفين واختلفا ضربتين فضربه
علي (ع) فصرعه.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريفة المرفوعة " (ص 13 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
اسمي في القرآن (والشمس وضحاها)، واسم علي (والقمر إذا تلاها).
ومنهم العلامة محمد بن عبد الله بن يحيى ابن سيد الناس المولود سنة 671
والمتوفى 734 في " السيرة النبوية " المسمى " عيون الأثر في فنون الغازي والشمائل
والسير " (ج 1 ص ط مؤسسة عز الدين - بيروت) قال:
قال ابن إسحاق: في أثناء جمادى الأولى - يعني من السنة الثانية - ثم غزا قريشا
حتى نزل العشيرة من بطن ينبع فأقام بها جمادى الأولى وليالي من جمادى الآخرة
ووادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة، وفيها كنى رسول الله صلى الله عليه
وسلم عليا أبا تراب حين وجده نائما هو وعمار بن ياسر وقد علق به تراب؟ فأيقظه
عليه السلام برجله وقال له: ما لك أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب، ثم قال: ألا
أحدثكما بأشقى الناس رجلين. قلنا: بلى يا رسول الله. قال: أحمير ثمود الذي عقر
الناقة والذي يضربك يا علي على هذه - ووضع يده على قرنه - حتى يبل منها هذه -
وأخذ بلحيته -.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في " سيدات نساء أهل الجنة " (ص
117 ط مكتبة التراث الاسلامية بالقاهرة)

150
فذكر مثل ما تقدم عن العفيفي باختلاف يسير في اللفظ ثم قال:
وذات يوم كان بين علي بن أبي طالب والزهراء كلام فخرج غاضبا وجاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم فلم يجد ربيبه في البيت فقال لابنته: أين ابن عمك؟ قالت
الزهراء: كان بيني وبينه شئ فغاضبني فخرج فلم يقل عني. فقال رسول الله لأحد
أصحابه: انظر أين هو؟ فجاء الصحابي وقال للنبي عليه الصلاة والسلام: يا رسول الله
هو في المسجد راقد. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط
رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل النبي عليه الصلاة والسلام يمسحه عنه ويقول:
قم يا أبا تراب، قم يا أبا تراب.
وقال أيضا في ص 136:
وأقبل علي بن أبي طالب ومعه جابر بن عبد الله فسلما فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعلي: سلام عليك أبا الريحانتين أوصيك بريحانتي - الحسن
والحسين - من الدنيا فعن قليل ينهد ركناك والله خليفتي عليك.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه " العلم والعلماء " (ص 167
ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
إنه علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي العدناني أحد أعلام
بني هاشم اسمه علي، وكنيته أبو الحسن، ويكنى أيضا بأبي تراب، وهذه أحب
أسمائه إليه وكناه. أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم أسلمت وهاجرت وماتت بالمدينة،
ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في قبرها فلعلها بذلك أمنت من ضغطة القبر
كما روي والله أعلم.
ومنهم العلامة فضل الله روزبهان الخنجي الأصفهاني المتوفى سنة 927 في " وسيلة
الخادم إلى المخدوم " در شرح صلوات چهارده معصوم عليهم السلام

151
(ص 103 ط كتابخانه عمومى آية الله العظمى نجفى بقم) قال:
اللهم وصل وسلم على الإمام الوصي الهمام الولي
اى پروردگار درود وسلام فرست بر امام وصى وسيد بزرگ ومقصد كه ولى
است.
از اينجا شروع است در صلوات بر اول ائمه كه حضرت امير المؤمنين على
است صلوات الله عليه، آن حضرت با دو پسر ونه نفر اولاد امير المؤمنين حسنين
صلوات الله عليهم، دوازده امامند كه در حديث به وجود ايشان اشارت واقع شده،
چنانچه جابر بن سمره روايت كند كه از پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم شنيدم كه
پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم مى فرمود: هميشه اسلام عزيز باشد، تا دوازده
خليفه كه تمامى ايشان از قريش باشند وظاهر است كه مراد ايشان دوازده امام
است، واول ايشان حضرت امير المؤمنين (ع) است وجميع اهل اسلام متفقند كه
آن حضرت امام به حق است وهر كه بر او خروج كرده باغى است.
واز القاب آن حضرت يكى وصى است بنابر آنكه در حديث وارد شده كه آن
حضرت صلى الله عليه وآله وسلم فرمود: تو برادر ووصى منى. ومعنى وصى آن
است كه قائم مقام آن حضرت باشد در تبليغ علم وشريعت وامامت مراسم دين
وحكمت وحافظ اساس خانه نبوب گردد.
ديگر از القاب آن حضرت همام است وهمام عبارت از سيد بزرگ است كه
مردم در مهمات قصد او كنند تا حاجت مردم بگذارد وآن حضرت قبله ومقصود
وسيد مؤمنان است.
ديگر از القاب آن حضرت ولى است ومعنى ولايت در اينجا تقرب به حق
سبحانه وتعالى است به طاعات. پس آن حضرت سيد اوليا است. زيرا كه در اوليا،
هيچكس از او بيشتر سعى در طاعات نكرده وتقرب به حق سبحانه وتعالى بيش از
او نجسته به اتفاق، پس سيد ومقدم اوليا باشد.

152
أخي النبى ووزيره الأمين
آن حضرت برادر پيغمبر است ووزير امين آن حضرت است. واين اشارت
است بدانچه در حديث وارد شد كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم به آن
حضرت فرمود: اى على تو برادر ووصى منى، چنانچه گذشت، ودر حديث
آمده كه آن حضرت صلى الله عليه وآله وسلم ميان اصحاب خود برادرى انداخت
وهر دو كس را برادر يكديگر ساخت. حضرت امير المؤمنين (ع) آمد واز چشم
مباركش اشك مى رفت وگفت: يا رسول الله ميان اصحاب خود برادرى افكندى
وميان من وهيچكس برادرى نينداختى. آن حضرت فرمود: تو برادر منى در دنيا
وآخرت. ديگر از القاب آن حضرت وزير حضرت پيغمبر است، چنانچه در
حديث وارد شده كه آن حضرت صلى الله عليه وآله وسلم با حضرت امير فرمود:
تو از من به منزله هارونى از موسى، ليكن آنكه هيچ پيغمبرى بعد از من نيست.
يعنى جميع آن نسبت ها كه هارون با موسى داشت تو با من دارى. الا آنكه تو
پيغمبر نيستى وهارون پيغمبر بود، واز جمله نسبت هايى كه هارون با حضرت
موسى داشت، يكى آن بود كه هارون وزير موسى بود. چنانچه در قرآن
مى فرمايد: (واجعل لى وزيرا من أهلى هارون أخي).
الأنزع البطين
اين هر دو اسم از القاب آن حضرت است واشارت است به شكل آن حضرت
ومعنى انزع آن است كه در پيش سر مبارك آن حضرت موى نبود واين دلالت بر
علم ورأى وشجاعت وپردلى مى كند. ومعنى بطين آن است كه باطن آن حضرت
مملو از علم وحكمت بوده وبه حسب ظاهر، كبرى در بطن مبارك آن حضرت
بوده وآن حضرت فرمود كه: مملو از علم وحكمت است وتواند بود كه اشارت
[به] سداد وقوت دماغ ودل مبارك آن حضرت باشد.

153
الأشرف المكين
واين هر دو از القاب آن حضرت است يعنى شريف ترين امت است واين
اشارت است، به زيادتى شرفى كه او را در نسب وحسب بوده. اما در نسب
بواسطه آنكه او پسر ابو طالب است واو [پيغمبر] پسر عبد الله، وابو طالب
وعبد الله پدر حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم از يك مادر واز يك پدر
بوده اند ومادر آن حضرت فاطمة بنت اسد بن هاشم است واو اول هاشمى است كه
ميان دو هاشمى زاييده، ودر نسب آن حضرت هيچ قدحى وعيبى اصلا نيست.
واما در حسب به واسطه آنكه جامع جميع مكارم اخلاق واسباب شرف بوده،
ومعنى مكين آن است كه در مسند شرف ولايت ووصايت متمكن بوده، رقت
ومكانت است.
الأشجع المتين
آن حضرت شجاع ترين امت است به اتفاق، وصاحب متانت وقوت است واين
اشارت به كمال شجاعت آن حضرت. زيرا كه شجاعت يا [به] جگر ودليرى
است يا به قوت بدن وممارست جنگ وشكستن دشمن، وجميع اين صفات در
آن حضرت به كمال بوده. چنانچه بعد از اين انشاء الله مذكور شود.
الأورع المبين
آن حضرت زاهد ترين وصاحب ورع تر از همه است. وامر آن حضرت روشن
است با آنكه آن حضرت روشن گرداننده فضايل وكمالات است، واين اشارت
است به زهد آن حضرت وآثار در آن باب بسيار است.

154
الأعلم الرزين
آن حضرت داناتر بوده از همه كس وهمه امت ودر غايت رايت واحكام است
در علم دانش، واين اشارت است به كمال علم ودانايى آن حضرت، چنانچه
حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم فرمود: مدينه حكمتم وعلى در آن مدينه
است، وجميع علوم آن حضرت به كمال بوده.
أسد الله الغالب الكرار وحيدر العرين
آن حضرت شير خداست وغالب است وحمله كننده است بر دشمنان وشير
بيشه شجاعت ومردانگى است واسدالله وكرار وحيدر القاب آن حضرت است،
چنانچه فرمود: (أنا الذى سمتنى امى حيدره) وچون القاب مذكور شد، شروع در
اشارت به احوال آن حضرت خواهد شد.
المنشعب نوره من نور سيد المرسلين
آن حضرت شعبه اى است، نور او جدا گشته است از نور سيد المرسلين، واين
اشارت است بدان حديث كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم فرمود: (أنا
وعلى من نور واحد) يعنى من وعلى از يك نوريم، ودر بيان احوال نور آن
حضرت مذكور شد [كه] از اصلاب طيبه به ارحام طاهره نقل مى كرد تا به
عبد المطلب وعبد الله وابو طالب از او پيدا شدند، پس نور آن حضرت شعبه اى از
نور سيد المرسلين باشد.
المتولد في الحرم داخل الحطيم والركن الركين
آن حضرت زائيده از مادر در حرم در اندرون محلى كه آن را حطيم گويند
وآن ميان حجر الاسود است ودر كعبه است، وركن ركين كه حجر الاسود است.

155
واين اشارت است به ولادت آن حضرت در حرم كعبه، چنانچه در اخبار آمده
است از روايت فاطمة بنت اسد كه او فرمود: چون وقت وضع حمل آن حضرت
رسيد تمامى درهاى خانه بر من بسته شد من از تاب درد زائيدن بر خاستم ومتوجه
مسجد شدم. چون به حرم رسيدم در كعبه گشاده شد من در رفتم وآن حضرت را
در حرم زائيدم، واين از فضايل آن حضرت است كه غير او كسى در حرم كعبه
نزاييد.
السابق بالاسلام وهو ابن عشر سنين
آن حضرت پيشوا است به اسلام وحال آنكه آن حضرت پسر ده ساله بوده
واين اشارت است به سبق اسلام آن حضرت، چنانچه در حديث وارد شده كه اول
كسى كه اسلام آورد آن حضرت بود وسن مبارك آن حضرت ده بوده واين
فضيلت عظيم است وآن حضرت فرموده كه هفت وقت نماز بيش از همه كس
گذاردم بعد از آن ديگران به اسلام در آمدند، پس آن حضرت سابق به اسلام
شد.
القائم بشد أزر النبي (ص) في إقامة شعائر الدين
آن حضرت ايستاده به محكم گردانيدن قوت بازوى نبى صلى الله عليه وآله
وسلم در قايم گردانيدن نشانهاى دين، واين اشارت است بدانكه حضرت در
شدايدى كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم در رسانيدن نبوت كشيده،
شريك بوده ودر تبليغ دعوت، اعانت امداد آن حضرت فرمود، چنانچه در
تمامى قوم بنى عبد المطلب، در آن وقت، جز آن حضرت كسى به اسلام در
نيامده بود وآن حضرت با وجود صغر سن در آمد از اعانت آنچه حد امكان
كوشش به تقديم رسانيده.

156
المتشرف بمنصب الوصاية يوم أنزل الله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين)
آن حضرت مشرف است به منصب وصايت در روزى كه خداى تعالى اين آيه
فرستاد كه (بترسان اى محمد از عذاب خداى تعالى قبيله نزديكان خود را).
چنانچه ارباب تفسير ياد كرده اند كه چون اين آيه نازل بشد، حضرت پيغمبر
صلى الله عليه وآله وسلم با امير المؤمنين علي (ع) فرمود كه طعامى راست كن
وتمامى بنى عبد المطلب را دعوت كن تا من بديشان سخن بگويم. حضرت امير
فرمود: من همه را جمع كردم وتمام خانه از ايشان پر شد ودر ميان ايشان هيچ كس
از من كوچكتر وضعيف نبود، چون طعام بخوردند وشير بياشاميدند، آن حضرت
فرمود: اى بنى عبد المطلب من هيچ كس را از عرب گمان نمى برم كه آن فخر
وشرف جهت قوم خود آورده باشد كه من جهت شما آوردم. از شما كدام يكى
در اين امر با من موافق مى شويد ومرا مدد مى كنيد كه آن كسى كه با من موافق شود
بعد از من وصى وقائم مقام من باشد. ايشان همه ساكت شدند. حضرت امير
فرمود: من پيش آستانه نشسته بودم. برخاستم وگفتم: يا رسول الله من موافق
مى شوم وتو را مدد مى كنم. ايشان همه بخنديدند وابو لهب عليه اللعنه به طريق
استهزاء گفت: مگر اين با تو موافق شود وبرخاستند وبيرون رفتند. ديگر روز آن
حضرت فرمودى، روزى سخنى مى خواستم كه با اين جماعت بگويم، ابو لهب
مجلس را بر من بشورانيد. امروز ديگر دعوت راست كن وايشان را طلب
كن. حضرت امير فرمود: دعوت ديگر راست كردم وايشان را حاضر گردانيدم.
چون از طعام وشربت فارغ شدند حضرت رسول صلى الله عليه وآله وسلم همچنان
فرمود: اى بنى عبد المطلب كدام يك از شما با من موافق مى شويد كه آنكس كه با
من موافق شود بعد از من وصى وقائم مقام من باشد، همه كس ساكت شدند، من
برخاستم وگفتم: يا رسول الله من موافق مى شوم وتو را مدد مى كنم. ديگر ايشان
بخنديدند وبيرون رفتن [رفتند] واين فقره اشارت است بدانكه منصب وصايت، آن

157
روز بدان حضرت رسيده.
الراقد في فراش الرسول الأمين حتى باهى الله به الملائكة المقربين
آن حضرت خوابيده در فراش پيغمبر امين تا آنكه مباهات فرمود: حضرت
حق تعالى بدان حضرت ملائكه مقربين خود را كه جبرئيل وميكائيل بودند.
واين اشارت است بدانكه در حديث وارد شده كه چون حضرت پيغمبر صلى
الله عليه وآله وسلم مدت سيزده سال در ميان قريش دعوت فرمود وبعضى به اسلام
در آمدند وباقيان در عناد وكفر اصرار كردند، آن حضرت از حق تعالى مامور به
هجرت شد وقريش از آن آگاه شدند ودر دار الندوه كه محل مشورت ايشان بود،
جمع شدند كه در امر آن حضرت تدبيرى كنند، بعد از مشاورت، رأى ايشان بر
آن قرار گرفت كه از هر قبيله مردى جلد را شمشيرى بدهند وايشان به يك نوبت
آن حضرت را بزنند وهلاك كنند وخون آن حضرت در قبايل عرب متفرق
وبنى عبد المطلب از قصاص عاجز شوند وبه ديت راضى گردند. جبرئيل حضرت
پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم را از مكر قريش آگاه گردانيد وقريش شب هنگام
بر در خانه آن حضرت جمع شدند وحراست مى كردند كه وقت سحر در روند وآن
حضرت را به قتل آورند. آن حضرت با حضرت امير المؤمنين علي (ع) فرمود
كه تو در جامه خواب من تكيه كن، چنانچه ايشان پندارند كه من خوابيده ام واز
عقب من نيايند وآن حضرت بيرون فرمود وسوره يس مى خواند ومشتى خاك بر
سر ايشان پاشيد وايشان هيچكدام آن حضرت را نديدند.
چون وقت صبح بود ايشان با شمشيرهاى كشيده بر بالين آن حضرت آمدند.
حضرت امير از جامه خواب بيرون آمد، گفت: محمد كجاست؟ گفت: او اول
شب بيرون رفت، شخصى گفت از جمله ايشان: بلى او اول شب بيرون رفت
ومشتى خاك بر سر شما پاشيد. ايشان دست بر سرهاى خود كردند ديدند كه خاك

158
بر سر ايشان است، بيرون رفتند ودر آن شب حق تعالى با جبرئيل وميكائيل فرمود
كه: من عمر يكى از شما را زيادت از عمر آن ديگرى كرده ام، كدام از شما عمر
خود را كه زيادت است ايثار مى كنيد بر برادر خود. ايشان هيچكدام ايثار نكردند
حق تعالى فرمود: ببينيد كه محمد وعلى كه برادر يكديگرند چگونه على [ع]
جان وعمر خود را ايثار محمد [ص] كرد. وحق تعالى به ملائكه مباهات فرمود،
ودر اين فقره اشارت واقع شده.
المشهر لذي الفقار على الكفرة المتمردين
آن حضرت كشنده است مر ذوالفقار را بر كافران كه تمرد كرده اند بر حضرت
پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم، واين اشارت است بدانكه آن حضرت در جميع
غزاها كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم با كفار فرمود ذوالفقار را بر
ايشان كشيده وايشان را كشته.
الكاسر لجيش قريش يوم بدر بقتل ثلث المشركين
آن حضرت شكننده لشكر قريش است روز بدر به كشتن سه يك از كافران.
واين اشارت است به جنگى كه آن حضرت روز بدر كرد. روايت كرده اند كه
در غزاى بدر چون لشكرها به يكديگر رسيدند، سه كس از پهلوانان قريش
وامراى ايشان يكى عتبه ودوم شيبه وسوم وليد پسر عتبه بيرون آمدند وطلب مبارز
كردند. جماعتى از انصار به مبارزت ايشان بيرون رفتند. ايشان گفتند: شما چه
كسانيد؟ گفتند ما انصاريم. گفتند: شما كفو ما نيستيد بعد از آن، بانگ كردند كه
اى محمد هم چشمان ما را از قوم خود بيرون فرست. آن حضرت فرمود: اى
عبيده اى حمزه اى على بيرون رويد. ايشان بيرون آمدند وعبيده با عتبه برابر شد
وحمزه با شيبه برابر شد وحضرت امير المؤمنين امام المتقين علي بن أبي طالب

159
(ع) با وليد، وفى الحال آن حضرت، وليد را بكشت واول كسى كه خون كافرى
بمبارزت ريخته آن حضرت است، وحمزه شيبه را بكشت وميان عبيده وعتبه زخم
مختلف شد وآن حضرت با حمزه به مدد عبيده رفتند وعتبه را بكشتند، وارباب
تواريخ ذكر كرده اند كه در آن روز هفتاد كس از كافران قريش كشته شدند ثلثى از
ايشان آن است كه آن حضرت به مبارزت ايشان را كشته وبا آنچه به شركت كشته
نصفى مى شود وبه قوت نصرت الهى وشمشير آن حضرت فتح شد.
الفالق بفتح [بفرق] كبش الكتيبة يوم أحد بسيفه الرصين
آن حضرت شكافنده است مر فرق غوچ لشكر را در روز احد به شمشير
محكم خود.
واين اشارت است به جنگ آن حضرت در روز احد. روايت كرده اند كه: در
غزاى احد چون لشكر كافران متوجه مدينه شدند، روز جمعه كه ديگر روز لشكر
به احد رسيدند، آن حضرت خطبه فرمود ودر اثناى خطبه مردم را ترغيب كرد بر
جهاد وفرمود: در واقعه ديدم كه غوچ را از لشكر كافران فرق بشكافتندى ودر
شمشير من شكستى پيدا شدى وزرهى پوشيده بودم ومحكم بود. اصحاب گفتند:
يا رسول الله چه تعبير فرمودى؟ فرمود: كه غوچ لشكر پهلوان وبزرگى از دشمن
باشد كه كشته شود وقصد شكست شمشير، كشته شدن يكى از أهل بيت وزره
محكم مدينه باشد كه ايشان بر آن دست نيابند. روز ديگر كه لشكرها برابر
يكديگر رسيدند طلحة بن أبي طلحه از بنى عبد الدار كه علم مشركان در دست او
بود، او را قوچ لشكر لقب بود، از بسيارى پهلوانى وقوتى كه داشت از لشكر
بيرون آمد ومبارز طلب نمود. امير المؤمنين علي (ع) بيرون فرمود وبا او مبارزت
فرمود وشمشير فرق او را بشكافت، مسلمانان همه تكبير گفتند وتعبير خواب
حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم ظاهر شد وايشان به هزيمت رفتند ونصرت

160
هم در آن لشكر به شمشير ومردى آن حضرت بود. بعد از نصرت الهى به قوت
شاهى.
الفارق [رأس] عمرو بن عبد ود يوم الخندق بالأيد المتين
آن حضرت جدا گرداننده كله سر عمرو بن عبدود است روز خندق به قوت
محكم خود.
واين اشارت است به جنگ آن حضرت روز خندق. روايت كرده اند كه در
سال سوم از هجرت كه لشكر كافران ده هزار مرد جمع شدند وبه مدينه آمدند وآن
حضرت خندقى گرد مدينه بكند، چون لشكر كافران در آن طرف خندق فرود
آمدند چند كس از پهلوانان نامدار عرب كه هر يك از ايشان در جنگ ودلاورى
مشهور بودند وپيشواى ايشان عمرو بن عبدود بود كه در عرب همچنان مسلم
ومشهور بود در پهلوانى كه رستم در عجم، وهيچ كس را در عرب طاقت مقابله
ومقاتله او نبود واو تنها با لشكرها جنگ مى كرد وتنها به غارت قبيله ها مى رفت ودر
تمام عرب پهلوانان نامدار او را مسلم داشته بودند وهيچ كس هرگز تنها به جنگ او
نرفته بود، عمرو در روز خندق يراق واسباب جنگ بپوشيد وبا آن پهلوانان به كنار
خندق آمد. در مقابل خيمه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم چون خندق
را بديد گفت: اين تدبيرى بود كه هرگز در عرب نكرده بودند محلى گشاده از
طرفى پيدا كرد واسب در خندق جهانيد وپسرى داشت نام او حسل واو قرينه پدر
بود [در] پهلوانى، او هم اسب بجهانيد وپهلوانان كه همراه او بودند همه اسب
بجهانيدند ومقابل خيمه حضرت پيغمبر همه صف كشيدند وبايستادند، وعمرو
آواز برداشت وگفت: اى جماعت مسلمانان شما دعوى مى كنيد كه هر كس از شما
كه كشته شود به بهشت رود، هر كس از ما كشته گرديد به دوزخ رود، يكى از شما
به مبارزت من بيرون آيد تا او را به بهشت فرستم يا او مرا به دوزخ فرستد، چون

161
هرگز هيچ كس از عرب با او تنها مبارزت نكرده بود، هيچ كس را يارا وزهره آن
نبود كه به جنگ او بيرون رود.
حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم فرمود: من لعمرو؟ كيست كه به
جنگ عمرو بيرون رود؟ هيچ كس جواب نداد حضرت شاه مردان وشير يزدان
وشجاع لشكر ايمان على مرتضى (ع) برخاست وفرمود: من يا رسول الله مبارز او
مى شوم. آن حضرت فرمود: انه لعمرو، به درستى كه اين عمرو است.
آن حضرت بنشست، عمرو همچنان طلب مبارز مى كرد وشعر مى خواند
وسرزنش مؤمنان مى نمود ومى گفت رجز عربى، كه معنى او از اين است كه من در
مجمع ايشان ايستادم ومبارز خواستم هيچ كس يارا نداشت كه بيرون آيد. چون از
حد بگذشت ديگر آن حضرت فرمود: من لعمرو، كيست كه به مبارزت عمرو
برود؟ ديگر هيچكس جواب نداد، حضرت شاه مردان برخاست وگفت: من يا
رسول الله مبارز او مى شوم. آن حضرت ديگر فرمود: انه لعمرو، او عمرو است تا
سيوم نوبت حضرت امير المؤمنين [گفت] اگر چه عمرو باشد من مبارز او
مى شوم، وغرض حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم از اين مكرر ساختن
آن بود تا بر اصحاب ظاهر شود كه غير حضرت امير المؤمنين (ع) كسى ديگر
مبارزت با عمرو نمى تواند كرد.
بعد از آن، آن حضرت رخصت فرمود كه به مبارزت بيرون رود وعصابه بر سر
مبارك آن حضرت بست، ودعا كرد وفرمود: خدايا در روز بدر مرا هلاك عبيده
نمودى، ودر روز احد هلاك حمزه نمودى، امروز مرا هلاك على منماى. چون
دعا فرمود آن حضرت پياده شمشير برداشت وبيرون فرمود وعمرو سوار بود،
چون به مقابل عمرو رسيد با عمرو گفت: نه تو عهد كرده بودى كه هر كس از
قريش كه تو را به يكى از دو چيز خواند از او يكى قبول كنى؟ گفت: بلى. گفت:
من تو را به يكى از دو چيز مى خوانم از من قبول كن. گفت: بگو. گفت: اولا

162
مى گويم مسلمان شو، [گفت] اين يكى قبول نمى كنم، گفت: پس بيا تا مبارزت
كنيم. گفت: من نمى خواهم كه تو را بكشم زيرا كه تو پسر ابو طالبى وابو طالب
برادر من بود وتو برادر زاده منى. آن حضرت فرمود كه والله من مى خواهم كه تو
را بكشم. عمرو در غضب رفت واز اسب فرود آمد وشمشير بر روى است خود
زد ومتوجه آن حضرت شد وشمشير بر فرق مبارك آن حضرت زد، فرق آن
حضرت بشكافت وشمشير چون به عصابه رسيد كه حضرت پيغمبر بر فرق آن
حضرت بسته بود از بريدن باز ايستاد وآن حضرت بعد از چنان زخم كه فرق
مباركش شكافته بود، شمشير بر فرق عمرو زد، وجنگ ميان ايشان درازا كشيد
وگردى عظيم برخواست واز طرفين مردمان همه به تفريح آمدند وايشان در ميان
گرد پنهان شدند، بعد از زمانى دراز گرد ساكن شد وآن حضرت شمشير را به جامه
عمرو پاك مى كرد وعمرو را به دوزخ رسانيده بود.
بعد از آن پسر عمرو كه او را حسل مى گفتند وقرينه عمرو بود در پهلوانى، به
مبارزت آن حضرت بيرون آمد واو نيز كشته شد وديگران بگريختند وخود را در
خندق انداختند ومسلمانان ايشان را سنگ باران كردند وفتح آن هم به شمشير آن
حضرت بود. چنانچه در سوره احزاب در بعضى قراءتهاى شاذه خوانده اند (وكفى
الله المؤمنين القتال) [بعلى] (وكان الله عزيزا حكيما).
گويند كه: آن زخم كه عمرو بر فرق مبارك آن حضرت زده بود، هر سال
تابستان تازه مى شد والم مى رسانيد وزخمى كه ابن ملجم عليه اللعنة والعذاب بر
فرق مبارك آن حضرت زد بر بالاى آن زخم آمد، وآن ضربه زخم كه آن
حضرت بر فرق عمرو زد آن ضربه اى است كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله
وسلم فرمود كه: ضربه على در روز خندق برابرى مى كند با تمامى عملهاى جن
وانس. ودر اين فقره بيان نموده شده بود.

163
القالع لباب خيبر بعد قتل مرحب بلا توهين
آن حضرت بر كننده در خيبر است بعد از كشتن مرحب يهودى بن آنكه سست
گرداند او را كشتن ودر بر كندن.
واين اشارت است به حكايت خيبر وكشتن مرحب يهود، چنانچه روايت
كرده اند كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم چون متوجه غزاى خيبر شد
اهل خيبر قلعه هاى سخت داشتند وپناه به قلعه بردند ودر آن قلعه بسيار محكم بود
وحضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم علم را به يكى از اصحاب داد وبه جنگ
ايشان فرستاد وفتح نشد، ديگر روز به يكى ديگر داد وفتح نشد، وشب هنگام
فرمود: فردا اين علم را به كسى دهم كه او خدا ورسول را دوست دارد وخدا
ورسول او را دوست دارند.
آن شب تمام اصحاب اميد داشتند كه ايشان باشند. صباح فرمود: علي بن
ابى طالب كجاست؟ گفتند: يا رسول الله چشم او درد مى كند واصلا نمى تواند
گشود، فرمود كه: او را بياوريد. چشم مبارك آن حضرت چنان درد مى كرد كه
اصلا نمى توانست گشودن. يكى دست مبارك آن حضرت بگرفت ونزد حضرت
پيغمبر آورد. آن حضرت صلى الله عليه وآله وسلم آب دهن مبارك خود در چشم
مبارك آن حضرت انداخت، في الحال صحت يافت وهرگز ديگر درد چشم پيدا
نكرد. پس علم را بدو داد وبه جنگ فرستاد ودر خيبر پهلوانى بود از يهودا، او را
مرحب گفتندى كه در پهلوانى مشهور عرب بود به جاى كلاه خود، سنگى را
سوراخ كرده بود وبر سر نهاده.
گويند: آن سنگ چهارصد رطل بود واسباب جنگ او مشهور بود. مرحب از
قلعه بيرون آمد وخود را به اسباب آراسته بود ورجزى مى گفت كه معنى آن به
فارسى آن است كه اهل خيبر مى دانند كه من مرحبم و [در] تمامى سلاح وپهلوانى
صاحب تجربه ام وهر جا كه جنگ افروخته شد من رو بدانجا مى كنم. پس مرحب

164
مبارز خواست، يكى از پهلوانان صحابه كه او را عامر مى گفتند بيرون رفت
ومرحب با او جنگ كرد وشمشير عامر به خودش بازگشت وشهيد شد. مرحب
افتخار افزود وهمچنان رجز گفتن آغاز مى كرد وجولان مى كرد وكسى به مبارزت
نمى توانست رفت، حضرت امير المؤمنين (ع) به مبارزت او بيرون رفت واين
رجز در جواب او گفت:
أنا الذي سمتني أمي حيدره * كليث غابات كريه المنظره
أكيلكم بالسيف كيل السندره
يعنى: من آن كسم كه مادر من مرا حيدر نام كرده همچو شير بيشه ها، ترش
روى آمده ام، ايشان را پر سازم كيل بزرگ شمشير. چون مقابل مرحب رسيد
شمشير بر آن كلاه خود سنگين او زد وبشكافت تا سينه مرحب واو را هلاك كرد
ومسلمانان تكبير گفتند وبه يكبار حمله كردند وپيش قلعه رفتند ودر آن قلعه تمام از
آهن بود وچهار مرد زورين آن را قرار مى كردند.
گويند: چهار هزار من بود، آن حضرت به قوت صمدانى كه از خزانه مواهب
رحمانى او را كرامت شده بود آن در را بر كند وسپر ساخت وتا آخر روز جنگ
مى كرند، آن در را سپر خود ساخته بود تا قلعه فتح فرمود وخيبر به قوت بازوى
آن حضرت مسخر شد ودر اين فقره بدان فتح وقتل مرحب اشارت است.
المظهر للعجائب والمظهر للغرائب بنوره المستبين
آن حضرت محل ظهور امور عجيبه وظاهر گرداننده غرائب است به نور روشن
خود.
واين اشارت است به كرامات وآيات غريبه كه [از] آن حضرت ظاهر شده
وچون آن حضرت وصى حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم [بود] بايد كه
هر معجزه كه حضرت پيغمبر نموده از هر جنس، آن حضرت هم مثل آن كرامتى

165
وآيتى وبرهانى بنمايد. مثل تصرفات در ساير موجودات، وآن همه ثابت شده
وتفاصيل آن در كتب موجود است وآثار علم وحل مشكلات كه آن حضرت
فرموده همه در كتب مشهور ومذكور واگر تفاصيل كنيد اين مختصر آن را بر نتابد
وشمه اى در احوال مذكور شد وديگر انشاء الله مذكور خواهد شد.
المنزل في مناقبه جلائل الآيات من الكتاب المبين
آن حضرت كسى است كه فرو فرستاده شده در منقبت ها [ى ا] وآيت هاى
بزرگ از كتاب روشن يا كتاب روشن گرداننده كه قرآن است. واين اشارت است
به آياتى كه در قرآن در شان مناقب آن حضرت نازل شده. علما گفته اند كه:
هشتاد وچند آيت است كه در قرآن در شان مناقب حضرت نازل شده وهيچ
احدى را آن مقدار ذكر فضيلت در قرآن نيست كه آن حضرت را، وهمچنين
احاديث بسيار در فضايل ومناقب آن حضرت واقع شده واتفاق علما است كه در
فضيلت هيچكس آن مقدار احاديث ثابت نشده كه در فضيلت آن حضرت، ودر
اين مقام تفاصيل آن آيات واحاديث اگر ياد كنيم اين مجلد بر نتابد، انشاء الله در
كتابى على حده جمع كنيم.
محارب الناكثين ومقاتل القاسطين وقاتل المارقين
آن حضرت جنگ كننده است با آنان كه عهد بشكستند ومقاتله كننده است با
جور كنندگان وكشنده است آنها را كه از دين بيرون رفتند واز خوارجند.
ودر اين فقره اشارت است به سه طايفه كه آن حضرت با ايشان جنگ فرمود
ودر حديث اشارت بدان واقع است، كه آن حضرت با سه طايفه كه مذكور شد
جنگ خواهد كرد: اول: اصحاب جمل كه عهد وبيعت بشكستند وآن حضرت با
ايشان جنگ كرد وبر ايشان غالب شد. دوم: اصحاب صفين كه ايشان بغى وجور

166
كردند وبى استحقاق بر آن حضرت بيرون آمدند، وآن حضرت با ايشان جنگ
فرمود. سوم: خوارج كه در نهروان با آن حضرت جنگ كردند وحضرت پيغمبر
نشانه خوارج را ياد فرمود وايشان را مارقان خوانده، چنانچه در حديث صحيح
آمده از روايت ابو سعيد خدرى كه او گفت: نوبتى حضرت پيغمبر صلى الله عليه
وآله وسلم قسمتى مى فرمود. شخصى از بنى تميم كه او را ذوالخويصره مى گفتند
آمد وگفت: يا رسول الله! عدل كن در قسمت! آن حضرت فرمود: واى بر تو!
پس كه عدل كند هرگاه من عدل نكنم! به درستى كه زيانكار وبى بهره باشى تو،
اگر من عدل نكنم! يكى ازاصحاب گفت: يا رسول الله! رخصت فرماى تا گردن
او را بزنم. آن حضرت فرمود كه: او را بگذار كه جماعتى واصحابى آرد كه يكى
از شما حقير مى شمارد نماز خود را نسبت با نماز ايشان، وروزه خود را نسبت به
روزه ايشان، مى خوانند قرآن را واز حلق هاى ايشان در نمى گذرد، مى جهند از
دين همچنانچه تير از صيد بيرون مى جهد، مراد آنكه ايشان عبادات وطاعات به
جاى آورند وهيچ اثرى در ايشان ندارد، وبعد از آن فرمود: نشانه ايشان مردى
سياه است كه يكى از دو بازوى او مثل پستان زنى باشد، ايشان بيرون آيند در
وقت فرقت وجدايى مردمان. ودر روايتى آن است فرمود كه: ايشان بيرون آيند بر
بهترين مردمان.
ابو سعيد فرمود: من گواهى مى دهم كه علي بن أبي طالب با ايشان مقاتله فرمود
ومن با او بودم وامر فرمود تا آن مرد را طلب كردند در ميان كشتگان واو را
بياوردند بدان صفت كه آن حضرت فرموده بود، ومن او را ديدم بدان وصف
وشكل.
روايت كرده اند كه: چون حضرت امير المؤمنين از نهروان با خوارج جنگ
كرد وتمامى ايشان را بشكست وبكشت الا نه نفر كه بيرون رفتند. اين حديث را
روايت كرد وفرمود: هرگز با من دروغ نگفته اند، در ميان كشتگان طلب كنيد.

167
چون طلب كردند مردى را يافتند كه از يك دست او تا سر بازوى، همچو پستان
زنى بيرون آمده بود. آن حضرت تكبير فرموده بود، ظاهر شد، واين از مناقب
آن حضرت است.
الشهيد بسيف ابن ملجم الفاجر اللعين
آن حضرت شهيد شد به شمشير پسر ملجم لعين مردود - عليه لعنة الله -.
واين اشارت است به شهادت آن حضرت. روايت كرده اند كه ابن ملجم عليه
اللعنة والعذاب يكى از خوارج بود وبعد از واقعه نهروان كه خوارج كشته شدند او
در مكه با دو خارجى ديگر - عليهم وعلى جميع الخوارج لعنة الله - حاضر شدند
وبا يكديگر گفتند كه تمام عالم در دست ظالمان است. بياييد تا اتفاق كنيم
وهر يكى از ما يكى از آن اميران را بكشيم، يكى گفت: من امير شام را بكشم،
ويكى گفت: من امير مصر را بكشم ويكى گفت: من امير كوفه را بكشم واين ابن
ملجم - عليه اللعنة - آن بود كه قبول كرد كه امير المؤمنين را عليه الصلاة والسلام
كه امير كوفه بودند در آن وقت بكشد واتفاق كردند در شب هفدهم ماه رمضان
اين كار بكنند ومتفرق شدند.
وابن ملجم عليه غضب الله به كوفه آمد وعاشق زنى شد از خوارج كه او را قطام
مى گفتند واو گفت كاوين من آن است كه تو على را بكشى كه او پدر مرا در
نهروان كشته. ابن ملجم ملعون گفت: من بدين كار آمده ام. شب هفدهم ماه
رمضان ابن ملجم - عليه اللعنة - شمشير خود را كه پيش قطامه گذاشته بود واو به
زهر، آلوده كرده بود، برداشت وبه مسجد كوفه آمد وپيش آستانه بخسبيد وآن
شب حضرت امير المؤمنين عليه السلام همه شب عبادت فرموده ونماز گذارده ودر
آن رمضان اندك طعامى خورده بود.
سحرگاه امير المؤمنين حسن وامير المؤمنين حسين ومحمد حنفيه عليهم السلام

168
را طلب فرموده وبا ايشان فرمود: حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم را در
واقعه ديدم كه شكايت با آن حضرت كردم وگفتم: يا رسول الله، رعيت من متفرق
شده اند ومن پير شده ام ومردم طاعت من نمى كنند ومن از ايشان خلاصى
مى خواهم. آن حضرت فرمود كه: امشب پيش ما افطار كنى، وايشان را وصيت
فرمود. چون مؤذن بانگ صبح بگفت، آن حضرت برخاست كه بيرون برود.
بطى چند در خانه بود، پيش روى آن حضرت بر آمدند وآواز كردند. آن
حضرت فرمود كه: اى بط! صيحه ها مى زنى، در عقب اين صيحه ها، نوحه ها
خواهد بود وبه عربى چنين فرمود:
يا بط ذي الصوائح من بعدها النوائح
واين بيت مى خواند:
أشدد حيازيمك للموت * فإن الموت لاقيكا
ولا تجزع من الموت * إذا حل بواديكا
يعنى: ببند اطراف سينه خود را براى مرگ، پس به درستى كه مرگ تو را
ملاقات خواهد كرد، وجزع مكن از مرگ هر گاه كه فرود آيد در وادى.
بعد از آن قدم در مسجد نهاد. ابن ملجم ملعون همه شب بيدار بود وانتظار
مى كشيد، آن زمان به خواب رفته بود. آن حضرت به پاى، او را بيدار كرد
وفرمود: برخيز كه وقت نماز است. او برجست وشمشير زهر آلود بر فرق مبارك
آن حضرت زد كه دستش خشك باد وسوخته ومرة بعد اخرى. وبر جاى، زخمى
واقع شد كه روز خندق عمرو بن عبدود زده بود. ابن ملجم ملعون چون زخم بزد
گريخت وآن حضرت بيفتاد، پس برخاست ودست بر ستون گرفت وگفت: فائز
شدم، سوگند به خداى تعالى، وآن حضرت را نقل كردند به خانه، وابن ملجم را
بگرفتند ودو كس ديگر كه همراه او بودند ايشان را هم گرفتند. آن حضرت امام
حسن وامام حسين ومحمد حنفيه را بطلبيد وايشان را وصيت هاى طويل فرمود كه

169
در كتب مسطور است وفرمود: طلب دنيا مكنيد واگر چه دنيا شما را طلب كند،
وهمانا اشارت به امير المؤمنين حسن فرمود كه: خلافت بكند، ديگر هر باب
وصيتها فرمود ودر آخر فرمود كه: اگر من زنده مانم خود مى دانم كه با ابن ملجم
چه كنم واگر بميرم او را به يك ضربه قصاص كنيد واو را پاره پاره مكنيد وعذاب
مفرماييد در كشتن كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم فرمود: بپرهيزيد از
پاره پاره كردن واگر چه با سگ ديوانه گزنده باشد.
بعد از آن لا إله إلا الله مى گفت تا وفات فرمود، وولادت آن حضرت در مكه
بود در اندرون حرم، چنانچه مذكور شد در شب جمعه سيزدهم شهر رجب، بعد
از سال فيل به سى سال، ووفات آن حضرت شب جمعه بيست ويكم رمضان سنه
اربعين بود از هجرت.
آدم الأولياء وخاتم الأوصياء وصاحب اللواء يوم الدين
آن حضرت آدم اوليا وختم كننده وصيان وصاحب علم است روز قيامت.
واين اشارت است به همه القاب آن حضرت واز جمله آن آدم الاولياء است زيرا
كه همچنانچه آدم اصل ومنشاء بشر بود، آن حضرت اصل ومنشاء جميع اولياء امت
است، وتمامى اولياى امت پيغمبر از هدايت وارشاد ومتابعت آن حضرت به ولايت
رسيده اند، وراه ولايت از محبت وولاى آن حضرت مى توان يافت. واز جمله آن
خاتم اوصياء است زيرا كه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم، خاتم پيغمبران
بود وهر پيغمبرى را وصيى مى باشد، پس آن حضرت خاتم اوصياء باشد. وآن
حضرت صاحب لوا است در روز قيامت، چنانچه در احاديث وارد شده كه حضرت
پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم فرمود كه: در روز قيامت على صاحب علم من
خواهد بود وهر كه على را دوست ندارد در زير علم من جاى نتواند كرد روز
قيامت، واين هر سه القاب است.

170
الذي كان حبه علامة إيمان المسلمين
آن حضرت كسى است كه بود دوستى او نشانه ايمان مسلمانان [بود] واين
اشارت است بدانچه در حديث صحيح وارد شده كه آن حضرت فرمود: كه
سوگند بدان كسى كه دانه را شكافت وخلق را آفريد كه هر آينه عهد كرده است به
سوى من، پيغمبر امى كه دوست ندارد مرا مگر مؤمن، ودشمن ندارد مگر منافق.
ودر حديث آمده كه صحابه مى گفتند كه: مؤمنان را در زمان آن حضرت بدان
مى شناختيم كه على را دوست مى داشتند ومنافقان را بدان مى شناختيم كه آن
حضرت رادشمن مى دانستند. پس دوستى آن حضرت نشانه ايمان باشد.
الشاهد له الطير بدعاء النبي إنه أحب الخلق إلى رب العالمين
آن حضرت كسى است كه گواهى داده از براى او مرغ به دعاى حضرت
پيغمبر، كه او دوست داشته ترين خلايق است به سوى پروردگار عالميان. واين
اشارت است به حديث مرغ، چنانچه انس بن مالك روايت كند كه نزد حضرت
پيغمبر مرغى نهاده بود، پس فرمود كه: اى بار خدايا! بفرست نزد من محبوبترين
خلايق به سوى تو كه بخورد اين مرغ با من.
پس امير المؤمنين على آمد وآن مرغ را با آن حضرت بخورد. پس مرغ
گواهى داد به دعاى پيغمبر كه او محبوبترين خلايق نزد حضرت حق سبحانه
وتعالى.
أبي الحسن علي بن أبي طالب المرتضى المقتدى أمير المؤمنين
اشارت است به اسم وكنيت آن حضرت ابو الحسن است زيرا كه بزرگترين
اولاد آن حضرت الحسن است. واول نام امام حسن حرب بوده وحضرت رسول
صلى الله عليه وآله وسلم او را حسن نام كرده، ديگر كنيت آن حضرت ابو تراب

171
است كه حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم او را بدان كنيت خوانده واين
كنيت نزد آن حضرت از همه نامها دوستر بوده وآن حضرت را خوش مى آمده كه
او را بدان خوانند، وحضرت امير المؤمنين على را هفده فرزند بوده وبه روايتى
بيست فرزند، امام حسن، ديگر امام حسين، ديگر محسن - درطفلى وفات
كرده - ديگر ام كلثوم واين هر چهار از فاطمه بوده اند. ديگر محمد حنفيه ومادر
او (از) بنى حنيفه، بوده ديگر عباس، ديگر عمرو، از اين هر سه وراى سبطين
نسل مانده واز ديگران نسل نمانده، از القاب آن حضرت مرتضى است زيرا كه
خداى تعالى او را راضى بوده. ديگر مقتداى، زيرا كه تمام امت را بدان حضرت
اقتدا است. ديگر امير المؤمنين زيرا هر كه خليفه به حق باشد او امير المؤمنين
باشد.
صاحب الكرامة والعز والشرف، المقبور بالغري من النجف
آن حضرت صاحب كرامت وعزت وشرف وبزرگى است. چنانچه پيشتر بيان
كردم. جميع مكارم وشرف حسبى ونسبى در آن حضرت موجود است.
ديگر اشارت به محل قبر آن حضرت است واهل تواريخ در محل [قبر] آن
حضرت اختلاف بسيار كرده اند، اكثر بر آنند كه آن شب كه آن حضرت وفات
فرمود، هم در شب، آن حضرت پوشيده دفن كردند چنانچه كسى بر محل قبر آن
حضرت واقف نشد.
وگفته اند: در قبله مسجد كوفه آن حضرت را دفن كردند واين قول بيشتر
علماست.
وبعضى ديگر گفته اند كه: آن حضرت وصيت فرموده با فرزندان كه چون به
مدينه روند، نعش مبارك آن حضرت را همراه به مدينه برند ودر مدينه، آن
حضرت را دفن كنند ودر زمانى كه امير المؤمنين حسن صلح فرمود، واطفال

172
امير المؤمنين را برداشته متوجه مدينه شد، نعش مبارك آن حضرت را بر شترى بار
كردند وهمراه مى بردند، شبى در شبگيران، شتر با نعش گم شد وهيچ كس
ندانست كه به كجا رفت واين قول را خواجه محمد پارسا در كتاب فصل الخطاب
ياد كرده.
وحالى اتفاق مردم است كه قبر مبارك آن حضرت در موضعى است كه آن را
غرى مى گويند، از صحراى نجف، وگفته اند كه: در زمان هارون الرشيد، نوبتى
در صحراى نجف شكار مى كرد ودر پهلوى اين موضع كه او را غرى مى گويند تلى
بلند بود وآهويان از سگان فرار كرده وبر بالاى آن تل رفتند. چون آهويان پناه
بدان تل بردند، سگان باز ايستادند واز عقب ايشان نرفتند هر چند سگان را
مى راندند كه به تل بالا روند اصلا نمى رفتند، هارون الرشيد در آن حال تعجب
كرد وگفت: پيرى را از موضع غرى بياورند تا حقيقت آن تل از او باز دانيم. مرد
پير را حاضر كردند واز حقيقت آن تل از او سؤال كردند، او گفت: به ما رسيده از
پدران ما كه قبر مبارك ومرقد مطهر حضرت امير المؤمنين على مرتضى عليه السلام
در اين تل است، هارون الرشيد آنجا خيمه زد وآن تل را بشكافتند وآثار قبر آن
حضرت ظاهر شد وهارون الرشيد بر آن قبر قبه ساخت وعمارات كرد وهر سال
آنجا به زيارت مى آمدند ومردم از اطراف متوجه زيارت مى شدند وهر مقصودى
كه داشتند از آن مزار متبرك حاصل مى شد، واين روايت موافق است با اكثر
روايات.
علما گفته اند: قبر مبارك آن حضرت در قبله مسجد كوفه است. زيرا كه نجف
در قبله مسجد كوفه واقع است ومردم تصور مى كرده اند كه در قبله گاه مسجد،
متصل به مسجد كوفه گفته اند [در حالى كه] مراد طرف قبلى مى تواند بود، خواه
متصل به عمارت باشد وخواه نه، وهر كه مزار متبرك نجف را زيارت كرده مى داند
كه آثار جلال وانوار جمال از آن قبه مقدسه مطهره ظاهر واز غرائب واقعات آن

173
است كه نجف آخر معموره عراق است، وهر كه از نجف روانه شد، ديگر هيچ
عمارت نمى بيند تا به مرقد مطهر حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله وسلم، چنانچه
چون چشم از قبر مقدس حضرت امير المؤمنين علي عليه السلام منقطع شد، ديگر
هيچ عمارت در چشم نمى آيد الا قبه مقدسه حضرت پيغمبر صلى الله عليه وآله
وسلم.
[اللهم صل على] علي المرتضى وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما.

174
مستدرك
ولادته عليه السلام في جوف الكعبة (بيت الله)
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 56 و ج 7 ص 486 و ج
17 ص 364 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة المولوي ولي الله اللكهنوي في كتابه " مرآة المؤمنين " (ص 21 من
النسخة المصورة) قال:
ولد في جوف الكعبة ولم يولد قبله ولا بعده مولود فيها.
أخرج الحاكم وقول مصعب فيه: لم يولد قبله ولا بعده في الكعبة أحد، ثم قال:
فقد تواترت الأخبار أن فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليا في جوف الكعبة
وهي فضيلة خصه الله تعالى لها إجلالا له وإعلاء لمرتبته وإظهارا لتكرمه.
ومنهم العلامة عبد الله بن نوح الجيانجوري الجاوي المتولد سنة 1324 في كتاب
" الإمام المهاجر " (ص 150 ط دار الشروق بجدة) قال:
ولد يوم الجمعة لثلاث عشرة خلت من رجب سنة ثلاثين من عام الفيل بمكة
المكرمة في جوف الكعبة على قول صححه صاحب الفصول المهمة وغيره (1).



1) قال الفاضل المعاصر باقر أمين الورد المحامي عضو اتحاد المؤرخين العرب في
" أصحاب الهجرة في الاسلام " (ص 190 ط الدار العربية للموسوعات - بيروت)
قال:
علي بن أبي طالب، واختلف في اسم أبي طالب: فقيل عبد مناف وقيل شيبه وقيل
عمران، والأشهر عبد مناف بن عبد المطلب الهاشمي القرشي، أبو الحسن،
أمير المؤمنين. رابع الخلفاء الراشدين، وأحد العشرة المبشرة بالجنة. وابن عم
النبي صلى الله عليه وسلم وصهره، وأحد الشجعان الأبطال ومن أكابر الخطباء والعلماء
والفقهاء، وأول الناس إسلاما بعد خديجة أم المؤمنين (رضي الله عنها). ولد بمكة
وربي في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفارقه، وكان اللواء بيده في أكثر
المشاهد، ولم آخى النبي بين أصحابه قال له: أنت أخي. وولي الخلافة بعد مقتل
عثمان بن عفان (رضي الله عنه) سنة (35 ه‍). فقام بعض الصحابة يطلبون القبض
على قتلة عثمان وقتلهم، وتولى علي الفتنة. فتريث، فغضبت عائشة وقام معها جمع
كبير وفي مقدمتهم طلحة والزبير، وقاتلوا عليا، فكانت وقعة (الجمل - سنة 36 ه‍)
وظفر علي بعد أن بلغت قتلى الفريقين عشرة آلاف، ثم كانت وقعة (صفين - سنة
37 ه‍).
وخلاصة خبرها أن عليا عزل معاوية فاقتتلا مئة وعشرة أياما، قتل فيها من الفريقين
سبعون ألفا، وانتهت بتحكيم أبي موسى الأشعري وعمرو بن العاص. فاتفقا سرا على
خلع علي ومعاوية، وأعلن أبو موسى ذلك وخالفه عمرو فأقر معاوية، فافترق
المسلمون ثلاثة أقسام: الأول بايع لمعاوية وهم أهل الشام، والثاني حافظ على بيعته
لعلي وهم أهل الكوفة، والثالث اعتزلهما، ونقم على علي رضاه بالتحكيم، وكانت
وقعة (نهروان 38 ه‍) بين علي وأباة التحكيم، وكانوا قد كفروا عليا، ودعوه إلى
التوبة واجتمعوا جمهرة، فقاتلهم وقتلوا كلهم. وكانوا ألفا وثمانمائة، وأقام علي
بالكوفة (دار خلافته) إلى أن استشهد غيلة في مؤامرة (17 رمضان 40 ه‍) واغتاله
عبد الرحمن بن ملجم أثناء صلاة الفجر في محراب مسجد الكوفة. روى عن النبي
صلى الله عليه وسلم (586) حديثا.
وكان نقش خاتمه الله الملك، وجمعت خطبه وأقواله ورسائله في كتاب سمي نهج
البلاغة - ط وله ديوان شعر معظمه أو كله مدسوس عليه، وغالى به الجهلة وهو حي:
جئ بجماعة يقولون بتأليهه، فنهاهم وزجرهم وأنذرهم، فازدادوا إصرارا فجعل لهم
حفرة بين باب المسجد والقصر، وأوقد فيها النار وقال: إني طارحكم فيها أو ترجعوا،
فأبوا فقذف بهم فيها. وكان أسمر اللون عظيم البطن والعينين أقرب إلى القصر أفطس
الأنف، دقيق الذراعين. وكانت لحيته ملء ما بين منكبيه، ولد له 28 ولدا منهم 11
ذكر و 17 أنثى.
ومما كتب المتأخرون في سيرته: الإمام علي عدة أجزاء لعبد الفتاح مقصود،
وترجمة علي بن أبي طالب: لأحمد زكي صفوت، وعبقرية الإمام لعباس محمود
العقاد وعلي بن أبي طالب لحنا نمر ومثله لأفرام البستاني وغيرهم.
175
أمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وكانت بمنزلة الأم من النبي صلى
الله عليه وسلم، لأنها ربته، ولما ماتت كفنها صلى الله عليه وسلم بقميصه واضطجع
في قبرها وألحدها بيده الشريفة، ولما سوى عليها التراب سئل عن ذلك فقال:
ألبستها لتلبس من ثياب الجنة، واضطجعت في قبرها لأخفف عنها ضغطة القبر، إنها
كانت أحسن خلق الله صنيعا إلي بعد أبي طالب، وبكى النبي صلى الله عليه وسلم
وقال: جزاك الله من أم خيرا، فلقد كنت خير أم.
ولدت لأبي طالب عقيلا ثم جعفرا، ثم عليا، وبين كل واحد منهم عشر سنين،
وأم هاني واسمها فاختة وجمانة.
ومنهم العلامة أبو زكريا يزيد بن محمد الأزدي في " تاريخ الموصل " (ص 52
نسخة جستربيتي بإيرلندة) قال:
وكان ولد في الكعبة ولم يولد فيها خليفة غير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام.
ومنهم العلامة الناصر بن أحمد اليماني الزيدي المتوفى سنة 908 في " نهاية السؤول

177
في مناقب وصي الرسول " (ص 18 والنسخة مصورة من مكتبة جستربيتي بإيرلندة) قال:
وولد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في الكعبة المعظمة.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 156 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
رأيت في الفصول المهمة في معرفة الأئمة لبعض المالكية أن عليا رضي الله عنه
ولدته أمه فاطمة بجوف الكعبة، وهي فضيلة خصه الله تعالى بها، وذلك أن أمه
اشتد بها الطلق، فأتى بها أبو طالب واسمه عبد مناف، وأدخلها الكعبة، فطلقت
طلقة واحدة، فوضعته يوم الجمعة، في شهر رجب سنة ثلاثين من عام الفيل، بعد
أن تزوج النبي صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها بثلاث سنين.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام " (ص
87 ط دار الجيل في بيروت) قال:
ولد يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب داخل بيت الله الحرام.
وقالوا: أجمع المؤرخون كافة على أن ليس في البيت مولود في جاهلية أو إسلام
غير علي عليه السلام، ولدته فاطمة بنت أسد.
وقالوا: ولد أمير المؤمنين قبل المبعث بعشر سنين على أشهر الأقوال، وبعد
ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه
" تاريخ الأحمدي " (ص 164 ط بيروت سنة 1408) قال:
وقال المسعودي في مروج الذهب: بويع علي بن أبي طالب في اليوم الذي قتل
فيه عثمان بن عفان رضي الله عنه - إلى أن قال -: وكان مولده في الكعبة،
ويكنى أبا الحسن.

178
نقش خاتم
أمير المؤمنين علي عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 43 ط دار الفكر) قال:
كان نقش خاتم علي الملك لله، وقيل: الله ولي علي، وقيل: نعم القادر الله.
ومنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة
354 في كتابه " الثقات " (ج 9 ص 149 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد) قال:
محمد بن عبد الرحمن السلمي، يروي عن أبي حذيفة والبصريين، مستقيم
الحديث، روى عنه أهل الأهواز، حدثنا محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز، ثنا
محمد بن عبد الرحمن السلمي، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق قال:
قرأت على نقش خاتم علي - على الصلح الذي كان بينه وبين معاوية -: لله لا
للملك.

179
ومنهم الفاضل المعاصر حسين إبراهيم زهران في " جامع فهارس الثقات " لابن
حبان البستي (ص 146 ط مؤسسة الكتب الثقافية في بيروت سنة 1408) قال:
حدثنا محمد بن يعقوب الخطيب بالأهواز، ثنا محمد بن عبد الرحمن السلمي،
ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق قال - فذكر مثل ما تقدم عن كتاب
" الثقات ".
ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في " العشرة المبشرون بالجنة
في طبقات ابن سعد " (ص 200 ط 3 الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالوا:
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي، قال: أخبرنا معتمر، عن أبيه، عن
أبي إسحاق الشيباني قال: قرأت نقش خاتم علي بن أبي طالب في صلح أهل
الشام: محمد رسول الله.
قال: أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب وعمرو بن خالد المصري قالا: أخبرنا
زهير عن جابر الجعفي عن محمد بن علي قال: كان نقش خاتم علي: الله الملك.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل، عن جابر، عن محمد بن
علي قال: كان نقش خاتم علي: الله الملك.
ومنهم عدة من الفضلاء المعاصرين في " فهرس أحاديث وآثار المصنف " للشيخ
عبد الرزاق الصنعاني (ج 4 ص 940 ط عالم الكتب - بيروت) قال:
كان في خاتم علي: تعالى الله الملك الحيض 1353 1 / 346
ومنهم أبو الفضل الحويني الأثري في " جمهرة الفهارس " (ص 263 ط دار الصحابة
بطنطا) قال:
كان لعلي رضي الله عنه أربعة خواتيم 2 / 576

180
مستدرك
لأعطين الراية غدا رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن العامة في ج 4 ص 411 و 433 و 447 و 458 و 461
و 502 و ج 5 ص 39 و 51 و 53 و 76 و 87 و 368 و ج 7 ص 432 و ج 15 ص 628
و ج 16 ص 220 و ج 21 ص 444 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
وفيه أحاديث:
منها
حديث السبط الأكبر الإمام الحسن بن علي عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن

181
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 32 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا إسحق بن إبراهيم بن راهويه، أخبرنا النضر بن شميل قال: أخبرنا يونس،
عن أبي إسحق، عن هبيرة بن يريم قال: جمع الناس الحسن بن علي، وعليه عمامة
سوداء - لما قتل أبوه - فقال: لقد كان قتلتم بالأمس رجلا ما سبقه الأولون ولا
يدركه الآخرون، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأعطين الراية غدا رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ويقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره،
ثم لا ترد رايته حتى يفتح الله عليه، ما ترك دينارا ولا درهما، إلا تسعمائة أخذها
عياله من عطاء كان أراد أن يبتاع بها خادما لأهله.
ومنها
حديث ابن عباس
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في " المعجم
الكبير " (ج 12 ص 98 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا كثير بن يحيى، حدثنا أبو عوانة، عن
أبي بلح، عن عمرو بن ميمون، قال: كنا عند ابن عباس فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ
صحيح قبل أن يعمى فقالوا: يا ابن عباس قم معنا أو قال: أخلوا يا هؤلاء، قال: بل
أقوم معكم، فقام معهم فما ندري ما قالوا، فرجع ينفض ثوبه ويقول: أف أف وقعوا
في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن، وقعوا في علي بن أبي طالب وقد قال نبي الله
صلى الله عليه وسلم: لأبعثن رجلا لا يخزيه الله، فبعث إلى علي وهو في الرحى

182
يطحن، وما كان أحدكم ليطحن، فجاؤوا به أرمد، فقال: يا نبي الله ما أكاد أبصر،
فنفث في عينيه وهز الراية ثلاث مرات ثم دفعها إليه ففتح له، فجاء بصفية بنت حيى -
الخبر.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 65 ط دار الفكر) قال:
قال عمرو بن ميمون: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط، فقالوا: إما
أن تقوم معنا يا بن عباس، وإما أن تخلونا يا هؤلاء، قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن
يعمى - فذكر مثل ما تقدم عن الطبراني باختلاف يسير في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول
صلى الله عليه وسلم " (ص 56 ط القاهرة سنة 1399) قال:
عن عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس، إد أتاه تسعة رهط فقالوا:
يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء - فذكر مثل ما تقدم عن الطبراني
باختلاف قليل في اللفظ.
ومنها
حديث أبي سعيد الخدري
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى
سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 2 ص 500 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال:
حدثنا زهير، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا إسرائيل، عن عبد الله بن عصمة

183
قال: سمعت أبا سعيد الخدري يقول: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية
فهزها، ثم قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء الزبير فقال: أنا، فقال: أمط، ثم قام رجل
آخر فقال: أنا، فقال: أمط، ثم قام آخر قال: أنا فقال: أمط فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: والذي أكرم وجه محمد لأعطينها رجلا لا يفر بها، هاك يا علي
فقبضها ثم انطلق حتى فتح الله فدك وخيبر، وجاء بعجوتها وقديدها.
ومنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في " مختصر تاريخ دمشق "
لابن عساكر (ج 17 ص 330 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي سعيد قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية فهزها، ثم قال:
من يأخذها بحقها؟ فجاء الزبير فقال: أنا، فقال: أمط. ثم قام رجل آخر فقال: أنا،
فقال: أمط. ثم قام آخر فقال: أنا، فقال: أمط، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: والذي أكرم وجه محمد، لأعطينها رجلا لا يفر بها. هاك يا علي، فقبضها، ثم
انطلق حتى فتح الله عليه فدك وخيبر، وجاء بعجوتها وقديدها.
ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في " جامع
الأحاديث " (ج 9 ص 375 ط دمشق) قالا:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: من يأخذ الراية بحقها؟ والذي أكرم وجه محمد
لأعطينها رجلا لا يفر، هاك يا علي. عن أبي سعيد.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس
أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل " (ج 2 ص 1143 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
فروى الحديث مثل ما تقدم.

184
ومنها
حديث بريدة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 28 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن علي بن حرب قال: أخبرنا معاذ بن خالد عن الحسين بن واقد
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: حاصرنا خيبر فأخذ الراية أبو بكر ولم يفتح له،
فأخذها من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له، وأصاب الناس شدة وجهد، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني دافع لوائي غدا إلى رجل يحب الله ورسوله
ويحبه الله ورسوله، لا يرجع حتى يفتح له، وبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا، فلما
أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الغداة، ثم جاء قائما ورمى اللواء والناس
على أقصافهم، فما منا انسان له منزلة عند الرسول صلى الله عليه وسلم إلا وهو يرجو
أن يكون صاحب اللواء، فدعا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أرمد، فتفل
ومسح في عينيه، فدفع إليه باللواء، وفتح الله عليه، قالوا: أخبرنا ممن تطاول بها.
أخبرنا محمد بن بشار بندار البصري، أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا
عوف، عن ميمون أبي عبد الله: أن عبد الله بن بريدة حدثه عن بريدة الأسلمي قال:
لما كان يوم خيبر نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحصن أهل خيبر، أعطى
رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء عمر، فنهض فيه من نهض من الناس فلقوا أهل
خيبر، فانكشف عمر وأصحابه، فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين اللواء رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله

185
ورسوله، فلما كان من الغد تصادر أبو بكر وعمر، فدعا عليا وهو أرمد، فتفل في
عينيه ونهض معه من الناس من نهض، فلقي أهل خيبر فإذا مرحب يرتجز:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بط مجرب
إذا الليوث أقبلت تلهب * أطعن أحيانا وحينا أضرب
فاختلف هو وعلي ضربتين، فضربه على هامته حتى مضى السيف منها منتهى
رأسه، وسمع أهل العسكر صوت ضربته، فما تتام آخر الناس مع علي حتى فتح
لأولهم.
ومنها
حديث سعد بن أبي وقاص
(رواه عنه ابن عامر)
نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 23 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمار الدمشقي قالا حدثنا حاتم، عن
بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قالا: أمر معاوية سعدا
فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب، فقال: أنا ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلن أسبه، لأن يكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه، فقال له
علي: يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه

186
وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله فتطاولنا إليها، فقال: ادعوا إلي عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع
الراية إليه. ولما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة، وحسنا وحسينا فقال:
اللهم هؤلاء أهل بيتي.
وقال أيضا في ص 56:
أخبرنا محمد بن المثنى، قال: أخبرنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا بكير بن
مسمار، قال: سمعت عامر بن سعد يقول: قال معاوية لسعد بن أبي وقاص: ما
يمنعك أن تسب أبي طالب؟ قال: لا أسبه - فذكر الحديث مثل ما تقدم بتفاوت
يسير في اللفظ وتقديم وتأخير.
وروى عن سعد عبد الرحمن بن سابط
نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 24 دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد [المؤدب] قال: أخبرنا أبو غسان قال: أخبرنا
عبد السلام، عن موسى الصغير، عن عبد الرحمن ابن سابط، عن سعد قال: كنت
جالسا فتنقصوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقلت: لقد سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول في علي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب

187
إلي من حمر النعم:
سمعته يقول: إنه مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، وسمعته
يقول: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وسمعته
يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنها
حديث عبد الله بن أبي نجيح
رواه جماعة من العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 97 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرني عمران بن بكار بن راشد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا
محمد (؟) بن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه عن معاوية: ذكر علي بن أبي طالب
رضي الله عنه، فقال سعد بن أبي وقاص: والله لأن يكون لي واحدة من خلال ثلاث
أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس.
لأن يكون قال لي ما قال له حين رده من تبوك: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى، إلا أنه لا بعدي، أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه
الشمس.
ولأن يكون قال لي ما قال له يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله،
يفتح الله على يديه، ليس بفرار، أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه
الشمس.

188
ولأن يكون لي ابنته ولي منها من الولد ما له: أحب إلي من أن يكون لي ما
طلعت عليه الشمس.
ومنها
حديث أبي هريرة
نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 325 ط دار الفكر) قال: (1)



1) قال الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف
في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 30 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
ذكر اختلاف ألفاظ الناقلين بخبر أبي هريرة منه
أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سليمان الرهاوي قال: حدثنا يعلى بن عبيد قال: حدثنا
يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: لأدفعن الراية اليوم إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فتطاول
القوم، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: يشتكي عينيه، قال: فبصق نبي الله في
كفيه ومسح بهما عيني علي، ودفع إليه الراية ففتح الله على يديه.
أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: أخبرنا يعقوب عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن
أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب
الله ورسوله، ويفتح الله عليه، قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ، فدعا
رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها، وقال: امش ولا تلتفت
حتى يفتح الله عليك، فسار علي، ثم وقف فصاح: يا رسول الله على ماذا أقاتل
الناس؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا
ذلك قد منعوا دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله.
أخبرنا إسحق بن إبراهيم بن راهويه قال: أخبرنا جرير، عن سهيل، عن أبيه، عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله
ورسوله، يفتح عليه، قال عمر: فما أحببت الإمارة قط إلا يومئذ، قال: فاستشرفت
لها، فدعا عليا فبعثه، ثم قال: اذهب فقاتل حتى يفتح الله عليك، ولا تلتفت، قال:
فمشى ما شاء الله، ثم وقف ولم يلتفت، فقال: علام نقاتل الناس؟ قال: قاتلهم حتى
يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا دماءهم
وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي قال: حدثنا أبو هشام المخزومي
قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة قال: قال
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله
ويفتح الله عليه، وقال عمر: فما أحببت الإمارة قط قبل يومئذ، فدفعها إلى علي رضي
الله تعالى عنه، قال: ولا تلتفت، فسار قريبا، قال: يا رسول الله علام نقاتل؟ قال: على
أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك عصموا دماءهم
وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله تعالى.
189
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه
الراية رجلا يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه. قال عمر بن الخطاب: فما أحببت
الإمارة إلا يومئذ، قال: فتشارفت لها رجاء أن أدعى لها. قال: فدعا رسول الله صلى
الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، فأعطاه إياها قال: امش ولا تلتفت حتى يفتح الله
عليك.
قال: فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت، فصرخ: يا رسول الله، على ماذا
أقاتل؟ قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا
ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله عز وجل.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى

190
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 625) قال:
وقال أبو هريرة وغيره: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، ويفتح الله على يديه. قال عمر:
فما أحببت الإمارة قبل يومئذ، قال: فدعا عليا فدفعها إليه، وذكر الحديث [كما
تقدم في غزوة خيبر بطرقه].
وقال أيضا في ص 627:
وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فدفعها إليه ففتح الله عليه.
ومنهم العلامة أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي
الحجري المصري الطحاوي الحنفي في " شرح معاني الآثار " (ج 3 ص 214 ط 2 دار
الكتب العلمية - بيروت) قال:
حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب قال: أخبرني يعقوب بن عبد الرحمن، عن
سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما
دفع الراية إلى علي حين وجهه إلى خيبر قال: امض ولا تلتفت، حتى يفتح الله
عليك. فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ: يا رسول الله على ماذا أقاتل.
قال: قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك
فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس
أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل " (ج 2 ص 832 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:

191
لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله أبو هريرة 2 / 384
لأدفعنها إلى أحب أهلي إلي 6 / 261
ومنها
حديث أيمن
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 24 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا زكريا بن يحيى السجزي قال: أخبرنا نصر بن علي قال: حدثنا عبد الله بن
داود، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه أن سعدا قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، ويفتح
الله بيده فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى علي.
ومنها
حديث عامر بن سعد
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد
الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند فاطمة عليها السلام "
(ص 62 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد، الهند سنة 1406) قال:
عن عامر بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: ثلاث خصال

192
لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، نزل على رسول الله صلى الله
عليه وسلم الوحي فأدخل عليا وفاطمة وابنيها تحت ثوبة ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي
وأهل بيتي. وقال له حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي: يا رسول الله خلفتني مع
النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي، وقوله يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه، فتطاول المهاجرون لرسول
الله صلى الله عليه وسلم أبرأهم فقال: أين علي؟ قالوا: هو رمد. قال: ادعوه، فدعوه
فبصق في عينيه ففتح الله على يديه (ابن النجار).
ومنها
حديث سهل بن عبد الله
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي المتولد سنة 319 والمتوفى 388
في " إعلام الحديث في شرح صحيح البخاري " (ج 3 ص 1636) قال:
قال أبو عبد الله: حدثنا قتيبة قال: حدثنا عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل
ابن سعد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله
على يديه، فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطيها.
ومنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور في " مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج
17 ص 325 ط دار الفكر) قال:
وعن سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين
هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. قال:

193
فبات الناس يذكرون ليلتهم أيهم يعطاها، فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله
صلى الله عليه وسلم، كلهم يرجو أن يعطاها، فقال: أين علي بن أبي طالب؟ قالوا:
هو يا رسول الله يشتكي عينيه. قال: فأرسلوا إليه. فأتي به، فبصق رسول الله صلى
الله عليه وسلم في عينيه، ودعا له، فبرأ حتى كان لم يكن به وجع، فأعطاه الراية.
فقال علي: يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ قال: انفذ على رسلك حتى تنزل
بساحتهم، ثم ادعهم إلى الاسلام، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه، فوالله
لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم.
وفي رواية: فوالله، لأن يسلم على يديك رجل خير لك من أن يكون لك حمر
النعم.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 30 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأعطين
الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه - فذكر الحديث إلى آخره كما تقدم آنفا.
فقال في آخره: أخرجه الشيخان.
وقال أيضا:
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه. قال عمر: فما أحببت الإمارة إلا يومئذ
فشارفت، فدعا عليا فأعطاه إياها، وقال: امش ولا تلتفت، فسار ولم يلتفت،
فصرخ برسول الله صلى الله عليه وسلم: على ما أقاتل؟ فقال: قاتلهم حتى يشهدوا
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا دماءهم وأموالهم

194
إلا بحقها وحسابهم على الله عز وجل. خرجه مسلم.
وعنه قال: خرجنا إلى خيبر وكان عامر يرتجزها لقوم وهو يقول:
والله لولا الله ما اهتدينا * ولا تصدقنا ولا صلينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا * فثبت الإقدام أن لاقينا
وأنزل السكينة علينا
فقال صلى الله عليه وسلم: من هذا؟ فقال: عامر. فقال: غفر الله لك يا عامر،
وما استغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل خصه إلا استشهد. فقال عمر: يا
رسول الله لو متعتنا بعامر، فلما قدمنا خيبر خرج مرحب يخطر بسيفه وهو ملكهم
وهو يقول:
قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب
إذ الحروب أقبلت تلهب
فنزل عامر إليه فقال:
قد علمت خيبر أني عامر * شاكي السلاح بطل مغامر
فوقع سيف عامر في ترس مرحب فذهب ليسفك له فوقع سيفه على الأكحل،
فكان فيها نفسه. فقال نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: بطل عمل عامر
قتل نفسه. فجئته وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله فقال ناس من أصحابك: بطل
عمل عامر. فقال صلى الله عليه وسلم: بل له أجره مرتين، ثم أرسلني إلى علي
فلاقيته وهو أرمد. فقال: لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله أو يحبه الله
ورسوله. فجئت به وأقوده وهو أرمد، فبصق في عينيه وأعطاه الراية، وخرج
مرحب فقال: قد علمت خيبر الأبيات. فقال علي رضي الله عنه:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة * كليث غابات كريه المنظرة
أكيلهم بالسيف كيل السندرة
ثم ضربه ضربة فلق به رأسه إلى أن غص السيف بأضراسه وسمع أهل العسكر

195
صوت ضربته ولم يبرح حتى فتح الله عليه.
وهذا الحديث ورد من طرق كثيرة بعبارات مختلفة وروايات عن جماعة من
أجل الصحابة، وقد اقتصرت على هذا القدر.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي
المتوفى سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 1 ص 291 ط دار المأمون للتراث - دمشق)
قال:
حدثنا عبيد الله، حدثنا فضيل بن سليمان النميري، حدثنا أبو حازم.
حدثنا سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية
غدا رجلا - فذكر مثل ما تقدم عن إعلام الحديث للخطابي.
وقال أيضا في ج 13 ص 522 مثل ما مر:
حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا عبد العزيز ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن
سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يوم خيبر - فذكر الحديث
مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة السيد عبد الرحيم عنبر الطهطاوي في " هداية الباري إلى ترتيب
أحاديث البخاري " (ج 2 ص 128 ط 3 مطبعة الاستقامة)
فروى الحديث بطوله مثل ما تقدم عن سهل بن سعد.
ومنهم العلامة القاضي أبو بكر بن الطيب الباقلاني البصري في " الإنصاف فيما يجب
اعتقاده ولا يجوز الجهل به " (ص 107 ط عالم الكتب - بيروت)
فروى الحديث الشريف مثل ما تقدم.

196
ومنهم الفاضل المعاصر محمد ولي الله عبد الرحمن الندوي في " نبؤات الرسول ما
تحقق منها وما يتحقق " (ص 28 ط دار السلام) قال:
أخرج البخاري في صحيحه فقال: حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن
عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد القاري، عن أبي حازم، قال: أخبرني
سهل رضي الله عنه - يعني ابن سعد - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر:
لأعطين - فذكر الحديث الشريف بطوله.
ومنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي في " تهذيب خصائص الإمام
علي " للحافظ النسائي (ص 29 ط بيروت) قال:
أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم،
قال: أخبرني سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر - فذكر
الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر صابر طعيمة في كتابه " بنو إسرائيل في ميزان القرآن
الكريم " (ص 116 ط دار الجيل - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في " شرح الشفاء للقاضي عياض "
المطبوع بهامش " نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض " (ج 3 ص 108 ط دار
الفكر - بيروت)
فذكر الحديث الشريف عن سهل.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في " اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه
الشيخان " (ج 3 ص 132 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال:

197
حديث سهل بن سعد رضي الله عنه، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم
خيبر: لأعطين الراية رجلا يفتح الله على يديه. فقاموا يرجون لذلك، أيهم يعطى.
فغدوا وكلهم يرجو أن يعطى. فقال: أين علي؟ فقيل: يشتكي عينيه، فأمر فدعي
له فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شئ. فقال: نقاتلهم حتى يكونوا
مثلنا؟ فقال: على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الاسلام وأخبرهم بما
يجب عليهم، فوالله لأن يهدى بك رجل واحد خير لك من حمر النعم.
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في " نسيم الرياض في شرح
شفاء القاضي عياض " (ج 3 ص 153 ط دار الفكر - بيروت) قال:
(و) أعلمهم صلى الله عليه وسلم (بفتح خيبر على يد) علي كرم الله وجهه
(في غد يومه) أي أخبرهم فيه بفتحها كما رواه الشيخان عن سهل بن سعد لما
كانت وقعة خيبر وتعسر فتحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية
غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله تعالى على يديه، فدعا عليا
وكان أرمد فبصق في عينيه فبرأ وفتحها الله على يديه على ما فصل في السير.
ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في " شرح الشفاء للقاضي عياض "
المطبوع بهامش " نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض " (ج 3 ص 153 ط دار
الفكر - بيروت) قال:
كما رواه الشيخان عن سهل بن سعد بلفظ: لأعطين الراية غدا - الحديث.
ومنهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في " معارج القبول بشرح سلم الوصول
إلى علم الأصول " في التوحيد (ج 2 ص 472 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
وفيهما [أي الصحيحين] عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله

198
عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد سنة 1265 والمتوفى 1350 في
" جامع كرامات الأولياء " (ج 1 ص 110 ط مصطفى البابي وشركاه بمصر) قال:
الحديث الرابع والثلاثون: عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه - فذكر
الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس كتاب " في ظلال السيرة النبوية " (ج
3 ص 116 ط دار الفرقان - عمان الأردن) قال:
يروي الإمام البخاري، عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه - فذكر
الحديث الشريف.
ومنها
حديث أبي ليلى
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في " مختصر تاريخ دمشق "
لابن عساكر (ج 17 ص 330 ط دار الفكر) قال:
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كان علي يلبس في الحر الشديد القباء المحشو
الثخين، وما يبالي الحر، فأتاني أصحابي، فقالوا: إنا قد رأينا من أمير المؤمنين شيئا
فهل رأيته؟ فقلت: وما هو؟ قال: رأيناه يخرج علينا في الحر الشديد في القباء

199
المحشو الثخين وما يبالي الحر، ويخرج علينا في البرد الشديد في الثوبين الخفيفين
وما يبالي البرد، فهل سمعت في ذلك شيئا؟ فقلت: لا، ما سمعت فيه بشئ. فقالوا:
سل لنا أباك عن ذلك، فإنه يسمر معه، فأتيته فسألته وأخبرته ما قال الناس. فقال: ما
سمعت في ذلك شيئا. قلت: فإنهم قد أمروني أن أسألك. فدخل على علي فسمر
معه، ثم قال: يا أمير المؤمنين إن الناس قد تفقدوا منك شيئا وسألوني عنه فلم أدر ما
هو؟ فقال علي: وما ذلك؟ فقال: يزعمون أنك تخرج عليهم في الحر الشديد عليك
القباء المحشو الثخين لا تبالي بالحر، وتخرج عليهم في البرد الشديد عليك الثوبان
الخفيفان لا تبالي البرد! فقال: أو ما شهدت معنا خيبر؟ فقلت: بلى. قال: فما رأيت
رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دعا أبا بكر فعقد له، وبعثه إلى القوم فانطلق ثم
جاء بالناس وقد هزموا؟ فقال: بلى. قال: ثم بعث إلى عمر فعقد له، ثم بعثه إلى
القوم فانطلق ولقي القوم فقاتلهم ثم رجع وقد هزم، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم عند ذلك: لأعطين الراية اليوم رجلا يحبه الله ورسوله، ويحب الله ورسوله،
يفتح عليه غير فرار، فدعاني فأعطاني الراية ثم قال: انطلق، فقلت: يا رسول الله إني
أرمد والله ما أبصر. فتفل في عيني ثم قال: اللهم اكفه الحر والبرد، فما وجدت بعد
يومي ذاك بردا ولا حرا.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 27 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، حدثنا عبد الله، أخبرنا ابن أبي ليلى، عن
الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال لعلي - وكان يسير معه -: إن
الناس قد أنكروا منك شيئا تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر في الخشن
والثوب الغليظ! فقال: لم تكن معنا بخيبر؟ قال: بلى. قال: بعث رسول الله صلى الله

200
عليه وسلم أبا بكر وعقد له لواء فرجع، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع، فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
ليس بفرار، فأرسل إلي وأنا أرمد، فتفل في عيني فقال: اللهم اكفه أذى الحر والبرد،
قال: ما وجدت حرا بعد ذلك ولا بردا.
ومنها
حديث عمران بن الحصين
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ جلال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في " تهذيب
الكمال في أسماء الرجال " (ج 21 ص 454 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:
وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري، وأحمد بن شيبان، وزينب بنت مكي، قالوا:
أخبرنا أبو حفص بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو محمد ابن الطراح، قال: أخبرنا
أبو الحسين بن النقور، قال: أخبرنا أبو طاهر المخلص، قال: حدثنا أبو حامد
محمد بن هارون الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري، قال: حدثنا
عمر بن عبد الوهاب الرياحي، قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن أبيه سليمان
التيمي، عن منصور، عن ربعي، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. فبعث
إلى علي فجاء وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية، فما رد وجهه حتى فتح الله
عليه وما اشتكاها بعد.
رواه النسائي عن عباس العنبري، عنه، فوقع لنا بدلا عاليا أيضا.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في

201
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 330 ط دار الفكر) قال:
وفي حديث عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأدفعن
الراية إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. فبعث إلى علي فجاء وهو
أرمد فتفل في عينه وأعطاه الراية، فما رد وجهه حتى فتح الله عليه وما اشتكاها بعد.
ومنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي في " تهذيب خصائص الإمام
علي " (ص 32 ط بيروت) قال:
أخبرنا العباس بن عبد العظيم العنبري البصري، قال: أخبرنا عمر بن
عبد الوهاب، قال: أخبرنا معتمر بن سليمان، عن أبيه، عن منصور، عن ربعي،
عن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لأعطين الراية رجلا يحب
الله ورسوله (أو قال: يحبه الله ورسوله) فدعا عليا وهو أرمد، ففتح الله على يديه.
ومنها
حديث سلمة بن الأكوع
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 326 ط دار الفكر) قال:
وفي حديث سلمة بن الأكوع قال: كان علي قد تخلف عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم في خيبر، وكان رمد العين، فقال: أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم؟! فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان مساء الليلة التي
فتحها الله صباحها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا
يحب الله ورسوله، أو قال: يحبه الله ورسوله، يفتح الله عليه، فإذا نحن بعلي، وما

202
نرجوه، فقالوا: هذا علي وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتح الله عليه.
وقال أيضا في ص 327:
وفي حديث سلمة بن الأكوع قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
أبي بكر الصديق برايته إلى بعض حصون خيبر، فقاتل ثم رجع، ولم يكن فتح وقد
جهد، ثم بعث الغد عمر بن الخطاب فقاتل ثم رجع ولم يكن فتح وقد جهد، فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله
على يديه ليس بفرار.
قال سلمة: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وهو أرمد، فتفل في عينيه،
ثم قال: خذ هذه الراية فامض بها حتى بفتح الله عليك.
قال: يقول سلمة: فخرج والله بها يهرول هرولة وإنا لخلفه نتبع أثره حتى ركز
رايته في رجم من حجازة تحت الحصن، فاطلع اليهودي من رأس الحصن، فقال:
من أنت؟ قال: علي بن أبي طالب. قال: فقال اليهودي: غلبتم وما أنزل التوراة
على موسى، أو كما قال. قال: فما رجع حتى فتح الله على يديه.
ومنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة
354 في كتابه " الثقات " (ج 2 ص 266 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد) قال:
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن
يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: كان علي قد تخلف عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به رمد فقال: أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم! فخرج فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم - فذكر مثل ما تقدم عن
ابن منظور أولا.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عبد السلام محمد هارون في " الألف المختارة من

203
صحيح البخاري " (ج 2 ص 118 ط مكتبة الخانجي بالقاهرة) قال:
عن سلمة، قال: كان علي تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به
رمد فقال: أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! فخرج علي فلحق بالنبي
صلى الله عليه وسلم، فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية - أو ليأخذن الراية - غدا رجلا يحبه الله ورسوله -
أو قال: يحب الله ورسوله - يفتح الله على يديه. فإذا نحن بعلي وما نرجوه. فقالوا:
هذا علي، فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتح الله عليه.
وقال في ذيل الكتاب:
وقال في ذلك حسان فيما روى العيني:
وكان علي أرمد العين يبتغي * دواء فلما لم يحس مداويا
حباه رسول الله منه بتفلة * فبورك مرقيا وبورك راقيا
وقال سأعطي الراية اليوم صارما * فذاك محب للرسول مواتيا
يحب الإله والإله يحبه * فيفتح هاتيك الحصون التواليا
فأفضى بها دون البرية كلها * عليا وسماه الوزير المواخيا
وروى عنه ابنه أياس بن سلمة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 326 ط دار الفكر) قال:
وفي حديث إياس بن سلمة عن أبيه: لأعطين هذا اللواء رجلا يحبه الله ورسوله،
أو هو من أهل الجنة، وكان علي أرمد، فدعاه فبصق في عينيه ودعا له ثم أعطاه
اللواء. الحديث.

204
وحديث إعطاء الراية في خيبر
قد رواه جماعة عن سلمة بن الأكوع في كتبهم
فمنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597 في
" المنتظم في تاريخ الملوك والأمم " (ج 3 ص 296 ط دار الكتب العلمية بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي في " السيرة النبوية وأخبار
الخلفاء " (ص 521 ط مؤسسة الكتب الثقافية، دار الفكر في بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن
يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال: كان علي قد تخلف عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم في خيبر - فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر حسين إبراهيم زهران في " جامع فهارس الثقات " لابن
حبان البستي (ص 42 ط مؤسسة الكتب الثقافية في بيروت سنة 1408) قال:
أخبرنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا حاتم بن إسماعيل، عن
يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في " اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه
الشيخان " (ج 3 ص 133 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال:
حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: كان علي رضي الله عنه تخلف عن
النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه " فهرس تلخيص الحبير في

205
تخريج أحاديث الرافعي الكبير " (ص 261 ط دار المعرفة - بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك المدرس في إدارة الافتاء العام
بدمشق في " مختصر حياة الصحابة " للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 189 ط
دار الإيمان - دمشق وبيروت) قال:
وأخرج مسلم والبيهقي - واللفظ له - عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه.. فذكر
حديثا طويلا - فذكر الحديث الشريف.
ومنها
حديث ابن عمر
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 328 ط دار الفكر) قال:
وفي حديث ابن عمر قال: جاء رجل من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: يا رسول الله إن اليهود قتلوا أخي، فقال: لأدفعن الراية غدا إلى رجل
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فيفتح الله عليه، فيمكنك من قاتل أخيك،
فتطاول لها أبو بكر وعمر وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأرسل إلى علي
فعقد له اللواء، فقال: يا رسول الله إني أرمد كما ترى، وكان يومئذ أرمد، فتفل في
عينيه. قال علي: فما رمدت بعد يومئذ، فمضى علي لذلك الوجه فما تتام لآخرنا حتى
فتح لأولنا، فأخذ علي قاتل الأنصاري فدفعه إلى أخيه فقتله.

206
ورواه جماعة مرسلا في كتبهم
فمنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة
354 في كتابه " الثقات " (ج 2 ص 10 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد)
فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن مهران الإصبهاني
المتوفى سنة 430 في " تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة " (ص 62 ط دار الإمام مسلم في
بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة سلطان العلماء الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي
المتوفى سنة 660 في " شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال " (ص
274 ط دار الطباع للطباعة والنشر - دمشق)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد بن قاسم ابن الوجيه في " المنهاج السوي " شرح
منظومة الهدى النبوي للحسن بن إسحاق (ص 341 ط دار الحكمة اليمانية - صنعاء)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتاب
" ألف با " (ج 1 ص 433 عالم الكتب - بيروت)
فذكر الحديث.

207
ومنهم العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى سنة 1189 في " رفع الخفا
شرح ذات الشفا " (ج 2 ص 275 ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية)
فذكر الحديث.
ومنهم تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المشتهر بابن تيمية الحراني
المولود سنة 661 والمتوفى سنة 728 في " الفتاوى الكبرى " (ج 4 ص 413 ط دار
الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في " الإمام الصادق عليه
السلام " (ص 22 ط المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية - القاهرة)
فذكر الحديث كما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد علي قطب في كتابه " صلوا على النبي " (صلى الله
عليه وآله وسلم) أول كتاب في السيرة للأطفال (ص 124)
فذكر الحديث.
ومنهم العلامة الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة 354
في " السيرة النبوية وأخبار الخلفاء " (ص 302 ط مؤسسة الكتب الثقافية ودار الفكر في
بيروت)
فذكر الحديث.
ومنهم الشيخ أحمد حسن أحمد عبد القادر بدوي الباقوري الأسيوطي المصري في
" السيرة المحمدية في ظلال القرآن الكريم " (ص 147 ط مؤسسة أمون الحديثة)

208
فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال في ج 4
ص 594 و ج 5 ص 181 و ج 6 ص 547 وص 548:
فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الحليم أبو شقة في " تحرير المرأة في عصر الرسالة "
(ص 95 ط 1 دار القلم - الكويت عام 1410) قال:
قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا
يحبه الله ورسوله. [رواه البخاري ومسلم].
ومنهم الفاضل الدكتور محمد يوسف موسى القاهري في " نظام الحكم في
الاسلام " (ص 115 ط العصر الحديث في بيروت) قال:
وقوله في خيبر: لأدفعن الراية إلى رجل كرار غير فرار، يحب الله ورسوله،
ويحبه الله ورسوله، ودفع الراية إليه.
ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني رئيس محكمة الحقوق في بيروت في
" الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية " (ص 97 ط دار الإيمان دمشق - بيروت)
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم
(ص 693 ط بيروت):
أشار إلى قتل مرحب بيد علي بن أبي طالب.

209
وقال أيضا في ص 709:
فتح خيبر على يد علي رضي الله عنه.
ومنهم الحافظ أبو محمد عبد الغني بن عبد الواحد الجماعيلي المقدسي المولود
سنة 541 و المتوفى 600 في " سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه العشرة "
(ص 50 ط دار الجنان - بيروت) قال:
وتفل في عيني علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أرمد فبرأ ولم يشتك ذلك
الوجع بعد ذلك.
ومنهم الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس في كتاب " في ظلال السيرة النبوية " (ج
3 ص 50 ط دار الفرقان - عمان الأردن) قال:
ويحدثنا الإمام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن القرار الذي اتخذه
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيروي بإسناده عن أبي حازم قال: أخبرني سهل بن
سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: لأعطين هذه الراية -
فذكر الحديث كما تقدم.
وذكر أيضا مثله في ص 52 و 114 و 178.
ومنهم الدكتور أحمد جمال العمري في " أدب الحرب والسلم في سورة الأنفال "
(ص 305 ط 1 دار المعارف - القاهرة) قال:
روى البخاري في " صحيحه " عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر - الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد علي قطب في " معارك النبي صلى الله عليه وسلم مع

210
اليهود " (ص 88 ط دار القلم - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه " العلم والعلماء "
(ص 168 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الحديث.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في " المرتضى برة سيدنا
أبي الحسن علي بن أبي طالب " (ص 48 ط دار القلم - دمشق)
فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور علي عبد الفتاح المغربي في كتابه " الفرق الكلامية
الاسلامية " (ص 144 دار التوفيق النموذجية في الأزهر)
فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل كونستانس جيورجو وزير خارجية رومانيا السابق تعريب الدكتور
محمد التونجي الأستاذ في جامعة حلب في " نظرة جديدة في سيرة رسول الله صلى
الله عليه وسلم " (ص 331 ط الدار العربية للموسوعات - بيروت)
أشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر سميح عاطف الزين في " خاتم النبيين محمد " صلى الله
عليه وآله وسلم (ج 2 ص 515 ط 2 دار الكتاب اللبناني - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.

211
ومنهم الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في " علي إمام الأئمة " (ص
105 ط دار مصر للطباعة)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل الشيخ رحمة الله بن خليل الرحمن الهندي في " إظهار الحق " (ج 2
ص 152 وص 179 ط دار الجيل - بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في " جمهرة الفهارس "
(ص 257 ط دار الصحابة للتراث)
فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم.

212
مستدرك
إن عليا عليه السلام أول من يدعى
يوم القيامة لقرابته من النبي صلى الله عليه وسلم
ويدفع إليه لواء الحمد ويكسى عليه السلام حلة من الجنة،
وينادى: نعم الأخ أخوك علي وهو عليه السلام يكسى إذا
كسي النبي صلى الله عليه وسلم ودعي إذا دعي النبي
وحيي إذا حيي
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 560 و ج 15 ص 487
و ج 20 ص 321 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ص 24 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
عن مخدوج بن يزيد الذهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أما علمت
يا علي أني أول من يدعى يوم القيامة، فأقوم عن يمين العرش في ظلة فأكسى حلة
خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين بعضهم على إثر بعض فيقومون سماطين عن
يمين العرش ويكسون حللا خضراء من حلل الجنة. ألا وإني أخبرك يا علي أن أمتي
أول الأمم يحاسبون يوم القيامة، ثم أبشر فإنك أول من يدعى بك لقرابتك مني فيدفع
إليك لوائي لواء الحمد وهو أول لواء يسار به بين السماطين آدم وجميع خلق الله

213
يستظلون بظل لوائي يوم القيامة وطوله مسيرة ألف سنة سنامه ياقوتة حمراء وقبضته
فضة بيضاء وزوجه درة خضراء له ثلاث ذوائب من نور ذؤابة في المشرق وذؤابة في
المغرب والثالثة في وسط الدنيا، مكتوب عليه ثلاثة أسطر الأول: بسم الله الرحمن
الرحيم. الثاني: الحمد لله رب العالمين. الثالث: لا إله إلا الله محمد رسول الله طول
كل سطر ألف سنة، فتسير باللواء والحسن عن يمينك (والحسين) عن يسارك حتى
تقف بيني وبين إبراهيم عليه السلام في ظل العرش ثم تكسى حلة من الجنة ثم ينادي
مناد من تحت العرش: نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي، أبشر يا علي
إنك تكسى إذا كسيت وتدعى إذا دعيت وتحيى إذا حييت. خرجه الإمام أحمد في
المناقب.
وفي رواية أخرجه ملا في سيرته قيل: يا رسول الله كيف يستطيع علي أن يحمل
لواء الحمد؟ فقال: فكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطي خصالا شتى صبرا كصبري
وحسنا كحسن يوسف وقوة كقوة جبريل.
حديث آخر
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في " مختصر تاريخ دمشق "
(ج 17 ص 313 ط دار الفكر) قال:
وعن مخدوج بن زيد الهذلي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما آخى بين
المسلمين أخذ بيد علي فوضعها على صدره ثم قال: يا علي، أنت أخي، وأنت
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، أما تعلم أن أول من يدعى به يوم
القيامة يدعى بي، فأقام عن يمين العرش في ظله، فأكسى حلة خضراء من حلل
الجنة، ثم يدعى بأبيك إبراهيم عليه السلام، فيقام عن يمين العرش، فيكسى حلة

214
خضراء من حلل الجنة، ثم يدعى بالنبيين والمرسلين بعضهم على إثر بعض، فيقومون
سماطين، فيكسون حللا خضرا من حلل الجنة، وأنا أخبرك يا علي أنه أول من يدعى
من أمتي يدعى بك لقرابتك مني ومنزلتك عندي، فيدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد،
يستتر به آدم وجميع من خلق الله عز وجل من الأنبياء والمرسلين، فيستظلون بظل
لوائي، فتسير باللواء بين السماطين، الحسن بن علي عن يمينك، والحسين عن يسارك
حتى تقف بيني وبين إبراهيم في ظل العرش فتكسى حلة خضراء من حلل الجنة،
فينادي مناد من عند العرش: يا محمد، نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك،
وهو علي، يا علي إنك تدعى إذا دعيت، وتحيا إذا حييت وتكسى إذا كسيت.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 9 ص 418 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت)
معك لواء الحمد وأنت تحمله.
موضوعات 1 / 389 - لئ 1 / 191.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ص 100 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن الموسوعة.
وقال أيضا في ص 80:
كانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد
وقال أيضا في ص 47:
ترد على الحوض راية علي في فضائل علي 1 / 389

215
مستدرك
علي عليه السلام حامل رايتي
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 99 وص 264 و 268
وص 270 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 20 ط
مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال:
عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: علي ابن عمي
وأخي، وحامل رايتي، أخرجه الخليل في مشيخته.
وكان حين حمله الراية جبرئيل عن يمينه
وميكائيل عن شماله
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

216
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس
أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل " (ج 2 ص 745 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال (1):



1) قال الدكتور محمد عبد القادر أبو فارس في كتاب " في ظلال السيرة النبوية " (ج 2
ص 52 ط دار الفرقان - عمان الأردن) قال بعد ذكر الوجه التاسع في فوائد إحداث
حصار بني قريظة:
عاشرا: في اختيار رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ليحمل الراية
في هذه الغزوة أكثر من دلالة:
أ - إن اختيار الرسول لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ليكون حامل راية الرسول،
راية الجيش يعني تزكية الرسول صلى الله عليه وسلم لعلي، وشهادة له من الرسول،
هي بحق مفخرة لعلي رضي الله عنه، تجعله يشعر بالسعادة الغامرة، كما هي شهادة له
من الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه خليق بالإمارة، كفء لقيادة الجيوش، جدير بها،
فلا غرو ولا عجب إذا أن يختار المسلمون علي بن أبي طالب رضي الله عنه، خليفة
لهم، يحافظ على الدين، ويقمع المبتدعين المغالين، ويقود الجيوش بنفسه، ويدير
شؤون الدولة كذلك.
ب - إن حمل الراية أشق مهمة في الجيش المهاجم، لأن أسهم لأعداء تتوجه
إلى حامل الراية، ونبال الرماة تقصده أولا، لأن سقوط حامل الراية بداية النكاية في
العدو. وقبول هذه المهمة يدل على شجاعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وقوة
عزيمته، وأنه لا يهاب الموت، بل جاء يقصد الشهادة أو النصر، وفي كل خير.
ج - وفي تكليف النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه،
وهو ابن عمه وزوج ابنته فاطمة رضي الله عنها درس آخر، على القادة أن يفهموه،
وأن يطبقوه، حتى تحبهم شعوبهم.
هذا الدرس ليس للقائد أن يضن بنفسه أو بأقربائه عن مواطن الخطر، بل عليه أن
يتقدم هو ويقدم أقرباءه إلى أخطر المهمات في أحلك الظروف، عليه أن يكون قدوة
للناس بنفسه، عليه أن يكون قدوة للناس بأقاربه، فقبل أن يعرضهم ويعرض أقاربهم
للفناء ينبغي أن يتعرض هو وأقاربه أولا، حينئذ فقط يسير الناس وراءه، ويفدونه
بأرواحهم وأموالهم، ويستهينون بكل ما يبذلونه.
إن الناس حين يرون قادتهم ينهزمون فلا لوم عليهم ولا عتب إذا فروا من وجه
عود، وإن الناس إذا رأوا أمراءهم قد انهاروا من أول صدمة وفي أول الطريق، فلا
عليهم إذا لم يكملوا المشوار، إن الجنود إذا رأوا ضباطهم يعيشون في القصور الشاهقة
والسيارات الفارهة، والرياش الفاخرة، وهم محرومون من أسباب الحياة الحرة
الكريمة، وإذا ما حزب الأمر، وادلهمت الخطوب، وخشي الضابط أن يفارق قصره
وزوجه وسيارته وأن يغبر زيه العسكري، فلا لوم على الجنود المسحوقين إن هم ولوا
هاربين.
217
كان يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله. الحسن بن علي 1 / 199

218
مستدرك
إن راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
كان مع علي عليه السلام يوم بدر
وفي المواقف كلها
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 18 ص 73 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 320 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس أن راية المهاجرين كانت مع علي في المواقف كلها يوم بدر
ويوم أحد ويوم خيبر ويوم الأحزاب ويوم فتح مكة، ولم تزل معه في المواقف
كلها.
وقال أيضا:

219
قال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع الراية إلى علي يوم بدر،
وهو ابن عشرين.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 625 ط بيروت سنة
7 - 14) قال:
وقال قتادة: إن عليا كان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وفي
كل مشهد.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول "
صلى الله عليه وسلم (ص 165 ط القاهرة سنة 1399) قال:
عن موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال: كان علي بن أبي طالب يوم بدر
معلما بصوفة بيضاء.
عن سعد بن أبي عروبة عن قتادة أن علي بن أبي طالب كان صاحب لواء رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم بدر وفي كل مشهد.
ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء في " العشرة المبشرون بالجنة " (ص 192)
قالوا:
فذكروا مثل ما تقدم عن " آل بيت الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم بعينه متنا
وسندا.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 25 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:

220
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان علي صاحب راية النبي صلى الله عليه
وسلم يوم بدر. قال الحكم: والمشاهد كلها. أخرجه الإمام أحمد.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه
" تاريخ الأحمدي " (ص 52 ط بيروت سنة 1408) قال:
وعن ابن عباس قال: كان لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر مع علي بن
أبي طالب، ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة.
وفي الرياض المستطابة ليحيى العامري: وكان له الأثر العظيم في كل مشهد حتى
لا يعلم لأحد من أصحابه في الشجاعة ومبالاة الحروب ما له.
ومنهم الحافظ أبو عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الإصبهاني المشتهر
بأبي الشيخ المتوفى سنة 369 في " أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه " (ص 154
ط القاهرة) قال:
أخبرنا بهلول الأنباري، عن أبيه، عن جده، عن أبي شيبة، عن الحكم، عن
مقسم، عن ابن عباس: أن عليا رضي الله عنه كان صاحب راية رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم بدر، وفي المواطن كلها كان صاحب راية المهاجرين عليا رضي الله
عنه، وصاحب راية الأنصار سعد بن عبادة.
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه " فهرس تلخيص الحبير في
تخريج أحاديث الرافعي الكبير " (ص 102 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
إن النبي صلى الله عليه وسلم دفع الراية إلى علي يوم.. ابن عباس 3 / 77
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 320 ط دار الفكر) قال:

221
قال معمر بن المثنى: كان لواء المشركين يوم بدر مع طلحة بن أبي طلحة، فقتله
علي بن أبي طالب، وفي ذلك يقول الحجاج بن علاط السلمي: [من الكامل]
لله أي مذبب عن حرمة * أعني ابن فاطمة المعم المخولا
جادت يداك له بعاجل طعنة * تركت طليحة للجبين مجدلا
وشددت شدة باسل فكشفتهم * بالحق إذ يهوين أخول أخولا
وعللت سيفك بالدماء ولم تكن * لترده حران حتى ينهلا

222
مستدرك
علي عليه السلام صاحب لواء رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم في الدنيا والآخرة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 99 وص 166 وص 169
وص 227 وص 367 و ج 6 ص 54 وص 588 و ج 7 ص 133 وص 384 و ج 15
ص 544 و ج 20 ص 319 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف، ونستدرك هيهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 25 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعنه قال: كسرت يد علي يوم أحد فسقط اللواء من يده فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: ضعوه في يده اليسرى فإنه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة.
وقال في (ق 24):

223
وعن جابر بن سمرة أنهم قالوا: من يحمل رأيتك - فذكر الحديث مثل ما يأتي عن
" مختصر تاريخ دمشق "، ثم قال: أخرجه نظام الملك في أماليه.
ومنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في " مختصر تاريخ دمشق "
(ج 17 ص 320 ط دار الفكر) قال:
وعن جابر بن سمرة قال: قالوا: يا رسول الله من يحمل رأيتك يوم القيامة؟
قال: ومن عسى أن يحملها يوم القيامة إلا من كان يحملها في الدنيا؟ علي بن
أبي طالب.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ص 22 و 76 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
فأشار إلى الحديث الشريف.

224
مستدرك
إن السعيد كل السعيد
من أحب عليا في حياته وبعد مماته
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 252 و ج 17 ص 229
و ج 21 ص 294 ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 239 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر، قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي، قال: أخبرنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحاكم، قال: أنا محمد بن الفضل بن محمد أبو سعيد
الواعظ، قال: أنا أبو عبد الله محمد بن سعيد المروزي، قال: نا يحيى بن
عبد الرحمن السكري، قال: نا جندل بن والق، قال: نا محمد بن عمر المازني، عن
عباد الكليبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن

225
علي، عن أمه فاطمة بنت محمد، قالت: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عشية عرفة فقال: إن الله عز [وجل باهلني بكم فغفر لكم عامة وغفر لعلي خاصة،
وإني رسول الله إليكم غير هاب] لقومي ولا محاب لقرابتي، فهذا جبريل يخبرني
أن السعيد كل السعيد من أحب عليا في حياته وبعد وفاته، وأن الشقي كل الشقي من
أبغض عليا في حياته وبعد وفاته.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 35 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلى الله
عليه (وسلم): إن السعيد كل السعيد من أحب عليا في حياته وبعد مماته. خرجه
الإمام أحمد.

226
مستدرك
اللهم أدر الحق مع علي حيث دار
قد تقدم نقل ما يدل عليه من أعلام العامة في ج 4 ص 441 و ج 6 ص 290 وص
303 و ج 16 ص 393 و ج 17 ص 135 و ج 20 ص 584 و ج 21 ص 88 ومواضع
أخرى من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 49 ط
مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال:
عن علي كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رحم الله عليا أدر
الحق معه حيث دار. أخرجه الترمذي، وقال: غريب.
ومنهم الحافظ صلاح الدين خليل بن سيف الدين كيكدي بن عبد الله العلائي
الشافعي في " إجمال الإصابة في أقوال الصحابة " (ص 55 ط جمعية إحياء التراث
الاسلامي بالكويت) قال:

227
وعند الترمذي بسند فيه مقال أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حق علي:
اللهم أدر الحق معه حيث دار.
ومنهم عدة من الفضلاء المعاصرين في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على
الصحيحين " للحاكم النيسابوري (القسم 1 ص 381 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا:
رحم الله عليا اللهم أدر الحق معه.. علي معرفة الصحابة / علي 3 / 124
وقالوا مثله في ص 88.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم
الحق مع ذا، الحق مع ذا
وأشار إلى علي عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 45 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي سعيد قال: كنا عند بيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من
المهاجرين والأنصار، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبركم
بخياركم؟ قالوا: بلى. قال: خياركم الموفون المطيبون، إن الله يحب الحفي التقي.
قال: ومر علي بن أبي طالب فقال: الحق مع ذا، الحق مع ذا.

228
مستدرك
علي مع الحق والحق معه
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 27 و ج 5 ص 28 وص
43 وص 77 وص 622 و ج 16 ص 383 و ج 21 ص 390 ومواضع أخرى من هذا
الكتاب المستطاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 45 ط دار الفكر) قال:
قال أبو ثابت مولى أبي ذر: دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي، وتذكر عليا
وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: علي مع الحق والحق مع
علي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض يوم القيامة.
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي
الشافعي في " معتقد أبي إسحاق الشيرازي " (ص 18 المطبوع بضميمة شرح اللمع له ط
دار الغرب الاسلامي - بيروت) قال:

229
من الناس من قال: إن الحق كان مع علي رضي الله عنه لقول النبي صلى الله عليه
وسلم: علي مع الحق والحق معه حيث دار.
وقال في ص 108 أيضا مثل ذلك.
ومنهم العلامة أبو الطيب محمد صديق حسن خان بن علي القنوجي البخاري
المتوفى سنة 1307 في " خبيئة الأكوان " (ص 73 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
كان علي مع الحق والحق معه.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 6 ص 148 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
كان علي على الحق من اتبعه.
مجمع 9 / 134.
وقال أيضا في ج 10 ص 228:
هذا ومن معه على الحق.
حم 5 / 33.

230
مستدرك
قول بعض العلماء من العامة
إن عليا كان على الحق
قد تقدمت الأحاديث والآثار الدالة على ذلك في هذا الكتاب المستطاب،
ونستدرك هيهنا أقوال بعضهم في ذلك:
فمنهم العلامة الشيخ صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي المتوفى سنة 764 في
كتابه " الوافي بالوفيات " (ج 20 ص 136 والنسخة مصورة من مخطوطة مكتبة جامع
أياصوفيا بتركيا) قال عند ذكر عقائد الشيخ أبي الحسن الأشعري:
وأقول في معاوية وعمرو بن العاص: إنهما بغيا على الإمام الحق علي بن
أبي طالب فقاتلهما مقاتلة أهل البغي.
قال: وأقول: إن أهل النهر هم الشراة المارقون عن الدين لخبر النبي صلى الله
عليه وسلم.
وأقول: إن عليا كان على الحق في جميع أحواله والحق معه حيث دار

231
ومنهم العلامة الشيخ جمال الدين يوسف بن شاهين العسقلاني (سبط ابن حجر)
في " رونق الألفاظ لمعجم الحفاظ " (ق 339 والنسخة مصورة من إحدى مكاتب
إسلامبول تركيا) قال:
قال أبو عامر: بويع لعلي بالخلافة يوم قتل عثمان فاجتمع على بيعته المهاجرون
والأنصار إلا نفرا منهم لم يفحمهم؟ وقال: أولئك قوم قعدوا عن الحق ولم يقوموا
على الباطل، وتخلف عنه معاوية في الشام.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 5 ط دار الكتب العلمية
بيروت) قال:
وكان من ذلك ما حدث بين علي ومعاوية رضي الله عنهما من الويلات التي
جرت على الأمة ما يعلمه كل عارف بالتاريخ، ومع علمنا بأن عليا كان صاحب الحق
وأن معاوية كان هو الباغي.
ومنهم تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم المشتهر بابن تيمية الحراني
المولود سنة 661 والمتوفى سنة 728 في " الفتاوى الكبرى " (ج 1 ص 199 ط دار
الكتب العلمية - بيروت) قال:
وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الطائفة المارقة بقتلها أدنى الطائفتين إلى
الحق، فكان علي بن أبي طالب ومن معه هم الذين قاتلوهم، فدل كلام النبي صلى
الله عليه وسلم على أنهم أدنى إلى الحق من معاوية ومن معه مع إيمان الطائفتين.
ومنهم العلامة الشريف محمد بن عبد الرسول البرزنجي الحسيني الموسوي
الشافعي المدني في " الإشاعة " (ص 66 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:

232
خاتمة: الفتن الواقعة بين الصحابة رضوان الله عليهم الحق في كلها مع
أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه وأنه المصيب دائما وغيره المخطئ لقوله صلى الله
عليه وسلم: علي مع القرآن والقرآن معه، وقوله: علي مع الحق حيث دار، وقوله: يا
علي تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت أنا على تنزيله، وقوله للزبير: تقاتله وأنت له
ظالم، وقوله: ما خير عمار بين أمرين إلا اختار أشدهما، وقوله: عمار تقتله الفئة
الباغية وعمار كان معه وقتل في صفين قتله أصحاب معاوية، ولقول حذيفة حين
قال: سيكون قتال بين المسلمين، فسئل: مع من تكون؟ فقال: انظروا إلى الفئة التي
تدعوا إلى أمر علي فكونوا معها فإنها على الحق، وغير ذلك من الأحاديث.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد الحليم محمود في " التفكير الفلسفي في
الاسلام " (ص 117 ط 2 دار المعارف - القاهرة) قال:
وبالجملة، كان علي رضي الله عنه مع الحق والحق معه.
وظهر في زمانه الخوارج عليه أمثال الأشعث بن قيس ومسعود بن فدكي التميمي
وزيد بن حصين الطائي وغيرهم.
ومنهم الفاضل المعاصر عدنان علي شلاق في " فهرس الأحاديث والآثار لكتاب
الكنى والأسماء " للدولابي (ص 87 ط عالم الكتب - بيروت) قال:
والله إن علي بن أبي طالب لعلى الحق.. أم سلمة أبو قيس وغيره 89 2
وقال أيضا في ص 127:
والله إن علي بن أبي طالب لعلى الحق.

233
مستدرك
قول ميمونة بنت الحارث
فالحق بعلي فوالله ما ضل ولا ضل به
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 417 ومواضع أخرى من
هذا الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في " المعجم
الكبير " (ج 24 ص 9 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
حدثنا الحسين بن إسحاق، ثنا أبو كريب، ثنا إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن
أبي إسحاق، عن جري بن سمرة، قال: لما كان بين أهل البصرة الذي بينهم وبين
علي بن أبي طالب رضي الله عنه انطلقت حتى أتيت المدينة، فأتيت ميمونة بنت
الحارث وهي من بني هلال فسلمت عليها، فقالت: ممن الرجل؟ قلت: من أهل
العراق، قالت: من أي أهل العراق؟ قلت: من أهل الكوفة، قالت: من أي أهل
الكوفة؟ قلت: من بني معاصر فقالت: مرحا قربا على قرب ورحبا على رحب،
فمجئ ما جاء بك؟ قلت: كان بين علي وطلحة والزبير الذي كان، فأقبلت فبايعت
عليا، قالت: فالحق به فوالله ما ضل ولا ضل به حتى قالتها ثلاثا.

234
مستدرك
علي مع القرآن والقرآن معه
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 639 و ج 9 ص 354 و ج 15
ص 28 و ج 16 ص 398 و ج 20 ص 403 و ج 21 ص 386 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 52 ط
مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال:
عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: علي مع القرآن والقرآن مع
علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. أخرجه [الحاكم والطبراني في الأوسط].
وقال محقق الكتاب في الذيل:
(سنده) علي بن هاشم بن البريد، عن أبيه، عن أبي سعيد التيمي، عن أبي
ثابت مولى أبي ذر، عن أم سلمة.
والحديث أخرجه الحاكم في المستدرك (3 / 31) وفيه قصة، قال الحاكم:

235
أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الحفيد، ثنا أحمد بن محمد بن نصر، ثنا عمرو بن
طلحة القناد الثقة المأمون، ثنا علي بن هاشم بن البريد فذكره بلفظ: كنت مع علي
رضي الله عنه يوم الجمل، فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس،
فكشف الله عني ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع أمير المؤمنين، فلما فرغ ذهبت
إلى المدينة فأتيت أم سلمة فقلت: إني والله ما جئت أسال طعاما ولا شرابا ولكني
مولى لأبي ذر، فقالت: مرحبا، فقصصت عليها قصتي، فقالت: أين كنت حين
طارت القلوب مطائرها؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس،
قالت: أحسنت، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - فذكره وقال
الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون، ولم
يخرجاه. ووافقه الذهبي، وأخرجه الطبراني في الأوسط كما في كنز العمال
(11 / 603) والجامع الصغير وحسنه السيوطي، قلت: وكذا أخرجه الطبراني في
الصغير (ص 226) دون القصة قال: حدثنا عباد بن سعيد الجعفي الكوفي، حدثنا
محمد بن عثمان بن أبي البهلول الكوفي، حدثنا صالح بن أبي الأسود، عن هاشم بن
البريد، عن أبي سعيد التيمي، عن ثابت مولى أبي ذر، عن أم سلمة وقال: لا يروى
عن أم سلمة إلا بهذا الإسناد. تفرد به صالح بن أبي الأسود، وأبو سعيد التيمي يلقب
عقيصاء، كوفي.
قلت: وأنت ترى لم ينفرد به صالح بن أبي الأسود، فقد رواه الحاكم من طريق
علي بن هاشم عن أبيه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9 / 134): رواه الطبراني
في الصغير والأوسط.
ومنهم العلامة أبو عبد الله الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي
المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه " الأحاديث المشكلة في
الرتبة " (ص 171 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403) قال:

236
حديث علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
ومنهم الحافظ صلاح الدين خليل بن سيف الدين كيكلدي بن عبد الله العلائي
الشافعي المولود سنة 694 في " إجمال الإصابة في أقوال الصحابة " (ص 55 ط جمعية
إحياء التراث الاسلامي - الكويت سنة 1407) قال:
وأخرج الحاكم في مسنده بسند حسن عن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي صلى
الله عليه وسلم قال: علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي
الحوض.
ومنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذ إصلاح عبد السلام الرفاعي في موسوعة
" أمهات المؤمنين " (ص 482 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالا:
عن أم سلمة قال صلى الله عليه وسلم: علي مع القرآن والقرآن مع علي لن
يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
(الحاكم والطبراني في كنز 11 / 603).
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني
القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه " أحسن القصص "
(ج 3 ص 215 دار الكتب العلمية في بيروت) قال:
وأخرج الطبراني عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول - فذكر الحديث إلا أن فيه: لا يفترقان.
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 692 ط
بيروت) قال:
علي مع القرآن والقرآن مع علي 3 / 124

237
ومنهم الشيخ محمد رضا في " الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء
الراشدين " (ص 21 دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
فذكر الحديث الشريف، وفيه: لا يفترقان.
ومنهم الدكتور عامر النحار في كتابه " الطرق الصوفية في مصر " (ص 32 ط دار
المعارف بالقاهرة) قال:
فذكر الحديث الشريف، وفيه: لن يتفرقا. ثم قال: رواه الحاكم في المستدرك.
ومنهم عدة من الفضلاء المعاصرين في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على
الصحيحين " للحاكم النيسابوري (القسم 1 ص 439 ط عالم الكتب - بيروت) قال:
علي مع القرآن والقرآن مع علي أم سلمة معرفة الصحابة / علي 3 / 124

238
مستدرك
حق علي عليه السلام على المسلمين
كحق الوالد على ولده
قد تقدم نقل ما يدل على ذلك عن أعلام العامة في ج 6 ص 488 و ج 17 ص
25 و ج 21 ص 577 ومواضع أخرى من الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 377 ط دار الفكر) قال:
وعن عمار بن ياسر، وعن أبي أيوب قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
حق علي على المسلمين حق الوالد على ولده.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في " الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه "
(ص 21 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
حق علي على المسلمين حق الوالد على الولد.

239
مستدرك
ليس لمحب علي عليه السلام حسرة عند الموت
ولا وحشة في القبر ولا فزع يوم القيامة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 318 و ج 17 ص 271
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 249 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: أنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أنا أحمد بن علي الخطيب،
قال: أخبرني أبو الفرج الطناجيري، قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قال: نا
أبو الحسن أحمد بن الحسين البرتي، قال: نا أبو ذر البعلبكي، قال: نا أحمد بن
محمد الهاشمي، قال: نا مروان بن محمد، قال: أنا خلف الأشجعي، عن سفيان
الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن أمه، عن جده، عن عائشة، قالت: سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: حسبك ما لمحبك حسرة عند موته ولا
وحشة في قبره ولا فزع يوم القيامة.

240
مستدرك
حديث الطائر الشريف
وفيه دلالة على أن عليا عليه السلام أحب الخلق إلى الله بعد النبي صلى الله عليه
وآله وسلم.
قد مر منا نقل ما يدل على ذلك في ج 5 ص 29 وص 31 وص 39 وص 51
وص 318 و ج 7 ص 452 و ج 16 ص 169 و ج 21 ص 221 ومواضع أخرى من
هذا السفر الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
وفيه أحاديث:
منها
حديث أنس بن مالك
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في

241
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 62 ط دار الفكر) قال:
قال أنس: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير يقال له الحباري، فوضعت
بين يديه، وكان أنس بن مالك يحجبه، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يده إلى الله،
ثم قال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير.
قال: فجاء علي فاستأذن، فقال له أنس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
- يعني - على حاجة، فرجع، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع، ثم دعا
الثالثة فجاء علي فأدخله، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم وإلي،
فأكل معه، فلما أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج علي. قال أنس: اتبعت عليا
فقلت: يا أبا حسن، استغفر لي، فإن لي إليك ذنبا، وإن عندي بشارة، فأخبرته بما
كان من النبي صلى الله عليه وسلم، فحمد الله واستغفر لي ورضي عني، أذهب ذنبي
عنده بشارتي إياه.
وعن أنس قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حجل مشوي بخبزه
وصنابه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل
معي من هذا الطعام، فقالت عائشة: اللهم اجعله أبي، وقالت حفصة: اللهم اجعله
أبي، قال أنس: وقلت: اللهم اجعله سعد بن عبادة، قل أنس: فسمعت حركة
بالباب، فخرجت فإذا علي بالباب، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على
حاجة، فانصرف، ثم سمعت حركة بالباب، فخرجت فإذا علي بالباب، فقلت: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، فانصرف، ثم سمعت حركة بالباب،
فسلم علي، فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته، فقال: انظر من هذا؟
فخرجت فإذا هو علي، فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:
ائذن له، فدخل علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وإلي، اللهم، وإلي.
وعن أنس قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طير مشوي فقال:
اللهم أدخل علي أحب أهل الأرض إليك يأكل معي.

242
قال أنس: فجاء علي فحجبته، ثم جاء ثانية فحجبته، ثم جاء ثالثة فحجبته: رجاء
أن تكون الدعوة لرجل من قومي، ثم جاء الرابعة فأذنت له، فلما رآه النبي صلى الله
عليه وسلم قال: اللهم وأنا أحبه، فأكل معه من الطير.
وعن أنس قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير، فقال: اللهم ائتني
برجل يحبه الله، ويحبه رسولك.
قال أنس: فأتى علي فقرع الباب، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
مشغول، وكنت أحب أن يكون رجلا من الأنصار، ثم إن عليا فعل مثل ذلك، ثم
أتى الثالثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس أدخله فقد عنيته، فلما أقبل
قال: اللهم إلي، اللهم إلي.
قال عبد العزيز بن زياد: إن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة،
فسأله عن علي بن أبي طالب، فقال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم طائر، فأمر به
فطبخ وصنع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب الخلق إلي يأكل
معي، فجاء علي فرددته، ثم جاء ثانية فرددته، ثم جاء الثالثة فرددته، فقال النبي
صلى الله عليه وسلم: يا أنس، إني قد دعوت ربي، وقد استجيب لي، فانظر من
كان بالباب فأدخله، فخرجت، فإذا أنا بعلي فأدخلته، فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: إني قد دعوت ربي أن يأتيني بأحب خلقه إلي، وقد استجيب لي، فما
حسبك؟ قال: يا نبي الله حبست أربع مرات، كل ذلك يردني أنس، قال النبي صلى
الله عليه وسلم: ما حملك على ذلك يا أنس؟ قال: قلت: يا نبي الله بأبي أنت
وأمي، إنه ليس أحد إلا وهو يحب قومه، وإن عليا جاء، فأحببت أن يصيب دعاؤك
رجلا من قومي.
قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة، فسكت ولم يقل شيئا.
وفي حديث آخر بمعناه:
لأني سمعت دعوتك فأحببت أن يكون رجلا من قومي، فقال النبي صلى الله

243
عليه وسلم: الرجل يحب قومه.
وفي حديث آخر عن أنس أيضا: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم نحامات.
وعن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده طائر، فقال: اللهم ائتني
بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير، فجاء أبو بكر فرده، ثم جاء عمر - وقال
الحيري: عثمان - فرده، ثم جاء علي، فأذن له.
وعن أنس قال: كنت أنا وزيد بن أرقم نتناوب النبي صلى الله عليه وسلم، فاتته
أم أيمن بطير أهدي له من الليل، فلما أصبح أتته بفضله، فقال: ما هذا؟ قلت:
فضل الطير الذي أكلت البارحة، فقال: أما علمت أن كل صباح يأتي برزقه، اللهم
ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، قال: فقلت: اللهم اجعله من
الأنصار، قال: فنظرت فإذا علي قد أقبل، فقلت له: إنما دخل رسول الله صلى الله
عليه وسلم الساعة فوضع ثيابه، فسمعني أكلمه، فقال: من هذا الذي تكلمه؟ قلت:
علي، فلما نظر إليه قال: اللهم أحب خلقك إليك وإلي.
وفي رواية عن أنس قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم طائر كان يعجبه
أكله، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي (الحديث).
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 228 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
الطريق الأول: أخبرنا محمد بن أبي القاسم البغدادي، قال: أنا حمد بن
أحمد، قال: نا أبو نعيم، قال: نا علي بن حميد الواسطي، قال: نا أسلم بن سهل،
قال: نا محمد بن صالح بن مهران، قال: نا عبد الله بن محمد بن عمارة، قال:
سمعت من مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، قال:
بعثتني أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير مشوي ومعه أرغفة من شعير

244
فأتيته به، فوضعته بين يديه، فقال: يا أنس أدع لنا من يأكل معنا هذا الطير، اللهم
آتنا بخير خلقك، فخرجت فلم يكن [بي] همة إلا رجل من أهلي آتيه فادعوه، فإذا
أنا بعلي ابن أبي طالب، فدخلت فقال: أما وجدت أحدا؟ قلت: لا، قال: أنظر،
فنظرت فلم أجد أحدا إلا عليا، ففعل ذلك ثلاث مرات، فرجعت فقلت: هذا علي بن
أبي طالب، فقال: ائذن له، اللهم وال، اللهم وال..
إلى أن قال:
الطريق الثاني: أنبأنا إسماعيل بن أحمد، قال: أنا بن مسعدة، قال: نا حمزة،
قال: نا بن عدي، قال: نا الحسن بن أبي الطيب بن شجاع، قال: نا الحسن بن
حماد الضبي، قال: نا مسهر بن عبد الملك، عن عيسى بن عمر القاري، عن
إسماعيل بن عبد الرحمن السدي، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده
طائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء رجل فرده
ثم جاء علي بن أبي طالب فأذن له فأكل معه.
قال المؤلف: وقد أنبأنا أبو القاسم الحريري، قال: أنبأنا أبو طالب العشاري،
قال: نا [الدارقطني، قال نا] محمد بن مخلد، قال: نا حاتم بن الليث، قال: نا
عبد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر القاري، عن السدي، قال: أنس أهدي
رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيار فقسمهن، فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك
إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي بن أبي طالب فدخل فأكل معه من ذلك
الطير..
إلى أن قال:
الطريق الثالث: أنا منصور القزاز، قال: نا أبو بكر بن ثابت، قال: أنا الحسن بن
أبي بكر، قال: نا محمد بن العباس بن نجيح، قال: نا محمد بن القاسم النحوي

245
أبو عبد الله، قال: نا أبو عاصم، عن أبي الهندي، عن أنس، قال: أتي النبي صلى
الله عليه وسلم بطائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي، فجاء علي فحجبته
مرتين فجاء في الثالثة فأذنت له، فقال: [يا علي ما حبسك؟ قال: هذه ثلاث مرات قد
جئتها فحجبني أنس، قال]: لم يا أنس؟ قال: سمعت دعوتك يا رسول الله فأحببت
أن يكون رجلا من قومي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الرجل يحب قومه.
الطريق الرابع: أنا القزاز، قال: نا أحمد بن علي، قال: نا عبد القاهر بن محمد
الموصلي، قال: نا أبو هارون موسى بن محمد الأنصاري، قال: نا أحمد بن علي
الخراز، قال: نا محمد بن عاصم الرازي، عن عبد الملك بن عيسى، عن عطاء، عن
أنس بن مالك، قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فقال: اللهم ائتني بأحب
خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي فدق الباب، وذكر الحديث..
إلى أن قال:
الطريق الخامس: أخبرنا إسماعيل بن أحمد، قال: نا إسماعيل بن مسعدة، قال:
نا حمزة، قال: أخبرنا ابن عدي، قال: نا جعفر بن أحمد بن عاصم، قال: نا بن
مصفى، قال: نا حفص بن عمر العدني، عن موسى بن مسعود، عن الحسن، عن
أنس قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطير جبلي، فقال: اللهم ائتني برجل يحب
الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فإذا علي يقرع الباب، فقال أنس: إن رسول الله
صلى الله عليه وسلم مشغول، ثم أتى الثانية، فقال أنس: إن رسول الله صلى الله عليه
وسلم مشغول، فأتى الثالثة، فقال: يا أنس أدخله فقد عنيته، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: اللهم وال..
إلى أن قال:
الطريق السادس: أنبأنا إسماعيل، قال: نا بن مسعدة، قال: أخبرنا حمزة، قال:

246
أنا بن عدي، قال: نا عصمة، قال: نا محمد بن أبي الهيثم، قال: نا يوسف بن
عدي، قال: حدثنا حماد بن المختار، عن عبد المالك بن عمير، عن أنس بن
مالك، قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طائر فوضع بين يديه فقال: اللهم
ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي..
إلى أن قال:
الطريق السابع: أنبأنا إسماعيل، قال: أنا بن مسعدة، قال: أخبرنا حمزة، قال: نا
ابن عدي، قال: نا عبد الله بن محمد بن ثابت، قال: أنا العلاء بن عمران، قال: نا خالد
بن عبيد أبو عصام، قال: حدثني أنس، قال: بينا أنا ذات يوم عند النبي صلى الله عليه
وسلم إذ جاء رجل بطبق مغطى فقال: هل من إذن؟ فقلت: نعم، فوضع الطبق بين
يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه طائر مشوي، وقال: أحب أن تملأ بطنك
من هذا يا رسول الله، فقال: اللهم أدخل علي من أحب خلقك إلي ينازعني هذا
الطعام، فذكر حديث الطير..
إلى أن قال:
الطريق الثامن: أنا القزاز، قال: نا أحمد بن علي، قال: قرأت في كتاب عبيد الله
بن أحمد النحوي المعروف بجخجخ سماعه من أحمد بن كامل، قال: قال لنا
محمد بن موسى البربري: رأيت شيخا أسودا في المسجد الجامع بالرصافة سنة تسع
وعشرين فسمعته يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: أهدي النبي صلى الله عليه
وسلم طير فقال: اللهم ائتني بأحب قومي إليك يأكل معي من هذا الطير.
الطريق التاسع: أنا القزاز، قال: نا أحمد بن علي، قال: نا أبو محمد عبد الله بن
علي بن عياض القاضي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع، قال: نا محمد بن
مخلد، قال: حدثني علي بن الحسن بن إبراهيم بن قتيبة بن جبلة القطان، قال: نا

247
سهل ابن زنجلة، قال: نا الصباح يعني ابن محارب، عن عمر بن عبد الله بن يعلى
ابن مرة، عن أبيه، عن جده وعن أنس قالا: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم طيرا ما نراه إلا حباري فقال: اللهم ابعث إلي أحب أصحابي إليك يواكلني
هذا الطير، وذكر الحديث..
إلى أن قال:
الطريق العاشر: أنا زاهر بن طاهر، قال: أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن
عبد الرحمن الصابوني وأبو بكر البيهقي قالا: أنا محمد بن عبد الله الأندلسي، قال:
نا سليمان بن أحمد البلخي، قال: نا أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي، قال: نا
أبو حمة محمد بن يوسف اليمامي، قال: نا أبو قرة موسى بن طارق، عن موسى بن
عقبة، عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله، عن أنس بن مالك قال: بينا أنا
واقف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أهدي إليه طير فقال: اللهم ائتني بأخير
خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي فقلت: رسول الله على حاجة، ثم جاء فدخل فقال
له رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وال اللهم وال، فأكل معه.
الطريق الحادي عشر: روى أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، قال: نا علي
بن إبراهيم بن حماد، قال: نا محمد بن خليد بن الحكم، قال: نا محمد بن طريف،
قال: نا مفضل بن صالح، عن الحسن بن الحكم، عن أنس بن مالك أن النبي صلى
الله عليه وسلم أتي بطير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ثلاثا، فدق الباب علي
فقال: يا أنس افتح له، فدخل..
إلى أن قال:
الطريق الثاني عشر: روى أبو بكر بن مردويه، قال: نا فهد بن إبراهيم البصري،
قال: نا محمد بن زكريا، قال: نا العباس بن بكار الضبي، قال: نا عبد الله بن المثنى

248
الأنصاري، عن عمه ثمامة بن عبد الله، عن أنس بن مالك أن أم سلمة ضيف
لرسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا أو ضباعا فبعث إليه فلما وضع بين يديه قال:
اللهم جئني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فجاء علي بن أبي طالب فقال
له أنس: إن رسول الله على حاجة، فرجع علي، واجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في
الدعاء قال: اللهم جئني بأحب خلقك إليك وأوجههم عندك، فجاء علي فقال له
أنس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، قال أنس: فرفع علي يده فركز
في صدري ثم دخل، فلما نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قام قائما فضمه إليه
وقال: يا رب وال يا رب وال، ما أبطأ بك يا علي؟ قال: يا رسول الله قد جئت ثلاثا
كل ذلك يردني أنس: فرأيت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:
يا أنس ما حملك على رده؟ قلت: يا رسول الله سمعتك تدعو فأحببت أن تكون
الدعوة في الأنصار، قال: لست بأول رجل أحب قومه، أبى الله يا أنس إلا أن يكون
ابن أبي طالب..
إلى أن قال:
الطريق الثالث عشر: روى أبو بكر بن مردويه، قال: نا محمد بن الحسين، قال:
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن، قال: نا علي بن الحسن السمالي، قال:
حدثني محمد بن الحسن بن الجهم، عن عبد الله بن ميمون، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن أنس قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طائر فأعجبه،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم ائتني بأحب [خلقك] إليك وإلي يأكل معي
من هذا الطير، قال أنس: قلت: اللهم اجعله رجلا منا حتى يشرف به. قال: فإذا
علي، فلما أن رأيته حسدته فقلت: النبي صلى الله عليه وسلم مشغول، فرجع،
قال: فدعى النبي صلى الله عليه وسلم الثانية فأقبل علي كأنما يضرب بالسياط، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: إفتح إفتح، فدخل فسمعته يقول: اللهم وال، حتى أكل

249
معه من ذلك الطير..
إلى أن قال:
الطريق الرابع عشر: روى ابن مردويه، قال: نا الحسن بن محمد السكوني،
قال: نا الحسن بن علي النسوي، قال: نا إبراهيم بن مهدي المصيصي، قال: نا علي
بن مسهر، عن مسلم أبي عبد الله، عن أنس، قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه
وسلم طير مشوي فوضع بين يديه، فقال: اللهم أدخل علي من تحبه وأحبه، فجاء
علي فاستأذن فقلت له: إنه على حاجة، رجاء أن يجئني رجل من الأنصار، ثم استأذن
الثانية فقلت: إنه على حاجة، فلما أن كانت الثالثة سمع النبي صلى الله عليه وسلم
صوته فقال: أدخل، فدخل فأمره فطعم.
إلى أن قال:
وقد ذكره ابن مردويه من نحو عشرين طريقا كلها مظلم، وفيها مطعن فلم أر
الإطالة بذلك.
ثم طعن على الحاكم أبي عبد الله صاحب " المستدرك " واتهمه بالتعصب
بالرافضة لروايته حديث الطائر وتأليفه في ذلك كتابا مستقلا.
والحاكم هذا من الثقات وثقه أصحاب الرجال منهم ابن حبان وأبو حاتم الرازي
وابن قانع والخطيب وغيرهم، وإنكاره على الحاكم في غس محله بل هو ناش عن
تعصبه الباطل.
ونقلنا في ج 7 ص 452 عن الناصب الفضل بن روزبهان الإصبهاني أنه قال: إن
حديث الطير مشهور وهو فضيلة عظيمة ومنقبة جسيمة.
ونقلنا أيضا قول السيد القاضي التستري الشهيد صاحب " الاحقاق " أنه قال: إن

250
حديث الطير مع أنه كما اعترف به الناصب مشهور بل بالغ حد التواتر وقد رواه
خمسة وثلاثون رجلا من الصحابة عن أنس وغيره عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم وصنف أكابر المحدثين فيه كتبا ورسائل مؤيد بما مر من حديث خيبر وغيره.
ووجه التأييد شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على علي عليه السلام بمحبة
الله تعالى له ومحبته لله تعالى كما ذكره المصنف في شرح الياقوت لا معنى لها إلا
زيادة الثواب وذلك لا يكون إلا بالعمل أن يكون عمل علي عليه السلام أكثر من
غيره.. إلى آخر مقاله رفع الله درجاته.
ومنهم العلامة أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد سنة 305
والمتوفى 402 في " معجم الشيوخ " (ص 396 ط مؤسسة الرسالة ودار الإيمان - بيروت
وطرابلس) قال:
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي بصور، أخبرنا محمد بن
أحمد بن جميع الغساني، حدثنا محمد بن مخلد، حدثني أبو محمد علي بن
الحسن بن إبراهيم بن قتيبة بن جبلة القطان، حدثنا سهل بن زنجلة، حدثنا
الصباح - يعني ابن محارب - عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة، عن أبيه، عن
جده، وعن أنس بن مالك، قالا: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طير، ما
نراه إلا حباري فقال: اللهم ابعث إلي أحب أصحابي إليك يواكلني هذا الطير.. وذكر
الحديث.
ومنهم العلامة الشيخ أحمد بن يوسف التيفاشي المولود سنة 580 والمتوفى 651 في
" الشفا في الطب " (ص 236 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
عن أنس بن مالك قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجل مشوي
بخبزة وصبابة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم آتيني بأحب خلقك إليك

251
يأكل معي من هذا الطعام، فدخل علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم وال
اللهم وال.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 633 ط بيروت سنة
1407) قال:
وقال عبيد الله بن موسى، وغيره، عن عيسى بن عمر القاري، عن السدي قال:
ثنا أنس بن مالك، قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أطيار، فقسمها،
وترك طيرا فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك [يأكل معي] فجاء علي، وذكر
حديث الطير.
وله طرق كثيرة عن أنس متكلم فيها، وبعضها على شرط السنن، من أجودها
حديث قطن بن نسير شيخ مسلم، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا عبد الله بن المثنى، عن
عبد الله بن أنس بن مالك، عن أنس قال: أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
حجل مشوي فقال: اللهم فاتني بأحب خلقك إليك يأكل معي.. وذكر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 18 ط دار الجيل في بيروت)
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو طالب القاضي في " ترتيب علل الترمذي " (ص 941 ط
مكتبة الأقصى عمان الأردن) قال:
حدثنا سفيان بن وكيع، قال: نا عبيد الله بن موسى، عن عيسى بن عمر، عن
السدي، عن أنس بن مالك، قال: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال:

252
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي فأكل معه.
وقال في ص 374 مثل ذلك.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول "
صلى الله عليه وسلم (ص 101 ط القاهرة سنة 1399) قال:
عن أنس بن مالك: كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال - فذكر الحديث
مثل ما تقدم.
ومنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن شريف في
" تهذيب خصائص الإمام علي " (ص 25 ط دار الكتب العلمية ببيروت) قال:
أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا الحسن بن حماد، قال: أخبرنا مسهر بن
عبد الملك، عن عيسى بن عمر، عن السدي، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى
الله عليه وسلم كان عنده طائر فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من
هذا الطير، فجاء أبو بكر فرده، ثم جاء عمر فرده، ثم جاء علي فأذن له.
ومنها
حديث عبد الله بن عباس
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في " المعجم
الكبير " (ج 10 ص 343 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
حدثنا عبيد العجلي، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا حسين بن محمد
المروذي، عن سليمان بن قرم، عن محمد بن سعيد، عن داود بن علي بن عبد الله

253
ابن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنه فقال: أتي النبي صلى الله عليه
وسلم بطير فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك، فجاء علي، فقال: اللهم وال.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 228 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
وأما حديث ابن عباس فأنبأنا إسماعيل بن أحمد، قال: أنا مسعدة، قال: أخبرنا
حمزة بن يوسف، قال: أنا بن عدي، قال: نا إبراهيم بن سعيد، قال: نا حسين بن
محمد، قال: نا سليمان بن قرم، عن محمد بن شعيب، عن داؤد بن علي، عن
أبيه، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بطير فقال: اللهم ائتني بأحب
خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر، فجاء علي فأكل معه.
ومنها
حديث جابر بن عبد الله الأنصاري
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 361 ط دار الفكر) قال:
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: صنعت امرأة من الأنصار لرسول الله صلى
الله عليه وسلم أربعة أرغفة، وذبحت له دجاجة فطبختها، فقدمته بين يدي النبي
صلى الله عليه وسلم، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وعمر
فأتياه، ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه إلى السماء، ثم قال: اللهم سق إلينا
رجلا رابعا محبا لك ولرسولك، تحبه اللهم أنت ورسولك، فيشركنا في طعامنا،

254
وبارك لنا فيه، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعله علي بن أبي طالب،
قال: فوالله ما كان بأوشك أن طلع علي بن أبي طالب، فكبر رسول الله صلى الله عليه
وسلم وقال: الحمد لله الذي سرني بكم جميعا، وجمعه وإياكم، ثم قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: انظروا هل ترون بالباب أحدا؟
ومنها
ما روي مرسلا
روى الحديث مرسلا جماعة من الأعلام:
فمنهم الفاضل المعاصر حسين سليم أسد في " فهارس مسند أبي يعلى الموصلي "
(50 ط دار المأمون للتراث) قال:
اللهم ائتني بأحب خلقك 7 / 4052
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في " خلافة علي بن
أبي طالب " (ص 25 ط مكتبة غريب في القاهرة) قال:
وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحبه حبا جما.. وقد كان عنده طعام تمنى أن
يشاركه فيه انسان يحبه الله، فدعا ربه: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي.
وكان هذا الدعاء من نصيب علي بن أبي طالب.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 2 ص 158 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
اللهم ائتني بأحب (الخلق إلي يأكل معي)
بداية 7 / 152 - متناهية 1 / 232
اللهم ائتني بأحب الخلق إليك
كنز 46507 - مجمع 9 / 125 - تذكرة 9696 - اتحاف 7 / 120

255
اللهم ائتني بأحب الناس
فوائد 382.
اللهم ائتني بأحب أهلي إليك
كر 5 / 222، 7 / 242
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك (يأكل معي)
ت 3721 - طب 1 / 226، 7 / 96، 10 / 343 - خط 9 / 369 - ميزان 2280،
2633، 7671، 8506 - لسان 1 / 71، 85 - تذكرة 95 - مشكاة 6085 - ك 3 / 130 -
كنز 3964، 36505 - تخ 1 / 358، 2 / 3 - عر 2 / 269 - مجمع 9 / 126 - جرجان 176
- متناهية 1 / 225، 226، 227، 228، 231 - بداية 7 / 351، 352، 354 - عقيلي
1 / 47، 4 / 83، 189.
اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك
بداية 7 / 354.
اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي
متناهية 1 / 227، 228 - أصفهان 1 / 205، 232
اللهم ائتني بأحب قومي إليك
متناهية 1 / 230
اللهم ائتني بأخير خلقك إليك
متناهية 1 / 230.
اللهم ائتني برجل يحب الله ورسوله
متناهية 1 / 228 - بداية 7 / 354.
اللهم ائتني بمن تحبه يأكل معي
بداية 7 / 353.

256
مستدرك
قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
والله أشد حبا لعلي مني
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 24 و ج 6 ص 81 و ج 7
ص 5 و ج 16 ص 531 و ج 17 ص 293 و ج 21 ص 303 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 34 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن عليا دخل على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إليه وعانقه وقبل ما بين عينيه. فقال العباس: أتحب هذا يا رسول الله؟ فقال: يا
عم والله أشد حبا له مني. خرجه أبو الخير القزويني.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في

257
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 365 ط دار الفكر) قال:
وعن عبد الله بن العباس قال: كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل علي بن أبي طالب، فسلم فرد عليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وبش به، وقام إليه فاعتنقه، وقبل بين عينيه، وأجلسه عن
يمينه، فقال العباس: يا رسول الله أتحب هذا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا
عم رسول الله - والله - لله أشد حبا له مني، إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه
وجعل ذريتي في صلب هذا.

258
مستدرك
علي عليه السلام أعلم الناس باسم الله
وأشد الناس جبا وتعظيما بأهل لا إله إلا الله
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 15 ص 398 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 57 ط
مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال:
عن [علي] كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: علي بن
أبي طالب أعلم الناس باسم الله وأشد الناس حبا وتعظيما بأهل لا إله إلا الله. أخرجه
أبو نعيم.
وقال المحقق المعاصر الشيخ عامر أحمد حيدر في " تعليقاته على القول الجلي في
فضائل علي عليه السلام " للجلال السيوطي المتوفى سنة 911 (ص 57 المطبوعة في ذيل

259
القول الجلي بمؤسسة نادر - بيروت) قال:
قلت: عزاه صاحب الكنز (605 / 11) لأبي نعيم بلفظ. علي بن أبي طالب أعلم
الناس بالله والناس، حبا وتعظيما لأهل لا إله إلا الله.
قلت: لعله سقط لفظ (وأشد) من الحديث فيكون اللفظ: أعلم الناس بالله
وأشد الناس حبا وتعظيما لأهل لا إله إلا الله. كذا في الكنز.
وكذا نقله السيد مرتضى الفيروزآبادي في فضائل الخمسة (2 / 273) عن
صاحب الكنز.
والذي وجدته في الحلية لأبي نعيم (1 / 74): حدثنا محمد بن أحمد بن
الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيب، ثنا ضرار بن صرد، ثنا علي بن هاشم بن
البريد بن محمد بن عبد الله بن أبي رافع، عن عمر بن علي بن الحسين، عن أبيه،
عن علي قال: أنصح الناس وأعلمهم بالله وأشد الناس حبا وتعظيما لحرمة لا إله إلا
الله.

260
مستدرك
من أحب أن يحيى حياتي ويموت موتي
فليتول عليا عليه السلام
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 104 و ج 17 ص 254
ومواضع أخرى من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 360 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سره أن يحيى
حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن، غرسها ربي، فلوال عليا من بعدي،
وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي خلقوا من طينتي، رزقوا فهما
وعلما، ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله
شفاعتي.
وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يحيى حياتي
ويموت موتي فليتمسك بالقصبة الياقوت التي خلقها الله بيده، وقال: كن، أو كوني،

261
وليتول علي بن أبي طالب بعدي.
وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أراد أن يتمسك
بالقضيب الياقوت الأحمر الذي غرسه الله لنبيه صلى الله عليه وسلم بيمينه في جنة
الخلد - وفي رواية: في جنة الفردوس الأعلى - فليتمسك بحب علي بن
أبي طالب.
وعن زيد بن أرقم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحب أن يحيى
حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي، فإن ربي غرز قضبانها
بيده، فليتول عليا، فإنه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة (1).



1) قال الفاضل المعاصر أحمد حسن الباقوري المصري في " علي إمام الأئمة " (ص
147 ط دار مصر للطباعة)
إن حب الناس انسانا لا يخلو من أن يكون ناشئا عن الانتفاع به في شأن من شؤون
الدين، وربما أحبوا انسانا حبا ناشئا عن الرثاء له والاشفاق عليه، ومبلغ علمنا أن الحب
نوعان: حب التقدير والاحترام، وحب الرثاء والاشفاق.
فأما حب الناس أمير المؤمنين حب تقدير واحترام، فمرده إلى انتفاع الناس به في
شؤون الدنيا وشؤون الدين. وآية ذلك وبرهانه ما أسلفناه لك من سيرته الشريفة في
تمام مروءته وكمال زهادته، وبعد نظره في شؤون السياسة وصواب فقهه بأمور الدين،
إلى شجاعة فائقة لا تهاب الموت في ابتغائها شرف الحياة، مع بذل للمال وسماحة في
العطاء لم يسبقه إليه أحد إلا ابن عمه محمد رسول الله الذي كان يعطي عطاء من لا
يخشى الفقر، والذي لم يكن يخشى إلا الله وحده لا شريك له.
وأما حب الناس له كرم الله وجهه حب إشفاق ورثاء، فقد أشار إليه نقيب
الطالبيين، غير أن هذه الإشارة جاءت مجملة لا تستغني عن تفصيل يوضح إجمالها في
غير إطناب ممل ولا إيجاز مخل، فذلك هو قضاء الحق لأمير المستحقين المحرومين
كرم الله وجهه.
إن حبك انسانا رثاء له وإشفاقا عليه لا يقل في باب الدعوة ولا يعدله إلا حبك إياه
حبا يعود عليك بخيري دنياك وأخراك. ولعل حب الرثاء أدنى إلى المشاركة الانسانية
الشريفة من حب المنفعة وابتغاء الفائدة. وما أصدق ما قال الشاعر:
يرثي له الشامت مما به * يا ويح من يرثي له الشامت
فإذا بلغ الأمر بالانسان أن يرحمه عدوه ويرثي له الشامت به، فإن حب الناس إياه
على هذه الصورة أمر لا يختلف فيه من توافر لهم حظ من الانسانية قل أو كثر.
ولكي تتمثل ما أنزله أهل الجحود بال البيت النبوي الكريم مما تنوء به شم الجبال،
نروي لك شيئا تستدل به، والقليل يدل على الكثير والنماذج تعلن عن الحقائق، فنقول
وبالله المستعان:
إن أول ما يدعو إلى العبرة في حديث أبي طالب وبنيه وحفدته أن تتمثلهم موضع
اضطهاد وقتل وتشريد، فإذا هم بين مقتول ومفقود قد بلغ عددهم فيما أحصاه الثقات
مائتين واثنين وعشرين بطلا من أبطال التاريخ، كان أكثرهم يسعى إلى إحقاق الحق
وإبطال الباطل ودعم قواعد العدل ورفع رايات السلام بين العالمين.
ولست ترتاب في أن جملة هؤلاء الأبطال المجاهدين من شانها أن تجمع القلوب
حول الإمام علي كرم الله وجهه، جمعا يتألف من الاعتزاز بعلمه ودينه، كما يقوم على
الرثاء له والاشفاق عليه، وتمثله - رضي الله عنه - بين هم مقعد مقيم، كلما ذكر أخا
له أو ابنا أو حفيدا، ثم ذكر أن الضر مس هؤلاء جميعا فألقي بهم أو بكثير منهم إلى
ظلمات القبور أو إلى ذل الحياة يكابدون لاواءها ويقاسون بلاءها، وهم السادة الذين
لا يرقى إلى منازلهم الذين جحدوا فضلهم وتنكروا لشرفهم ثم ساموهم الخسف
المبين والعذاب المهين.
ومما يأكل القلب حرقة وألما أنك ترى الذين نكلوا بهؤلاء الأبطال لم يكونوا من
المشركين ولا من أهل الكتاب، ولكنهم كانوا من أبناء عمومتهم الأبعدين بني أمية،
والأقربين بني العباس. فكانوا شركاءهم في العرق والعقيدة.
262
ومنهم علامة التاريخ والرجال محمد بن جرير الطبري في " ذيل المذيل " (ص
589 ط دار المعارف - القاهرة) قال:

263
حدثني زكريا بن يحيى بن أبان المصري، قال: حدثنا أحمد بن إشكاب، قال:
حدثنا يحيى بن يعلى المحاربي، عن عمار بن رزيق الضبي، عن أبي إسحاق
الهمداني، عن زياد بن مطرف، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربي قضبانا من
قضبانها غرسها في جنة الخلد، فليتول علي بن أبي طالب وذريته من بعده، فإنهم لن
يخرجوهم من باب هدى، ولن يدخلوهم في باب ضلالة.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ص 101 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
من أحب أن يتمسك بالقضيب الرطب في فضائل علي 1 / 387
من أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر في فضائل علي 1 / 387

264
مستدرك
طوبى لمن أحب عليا عليه السلام وصدق فيه
وويل لمن أبغضه وكذب فيه
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 491 و ج 5 ص 81 وص
103 و ج 7 ص 270 و ج 15 ص 79 و ج 17 ص 253 و ج 21 ص 333 ومواضع
أخرى من هذا السفر الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنا فيما
سبق:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى
سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 3 ص 178 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال:
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي سنة ست وثلاث مئة، حدثنا
الحسن بن عرفة، حدثنا سعيد بن محمد الوراق الثقفي، عن علي بن الحزور، قال:
سمعت أبا مريم الثقفي يقول: سمعت عمار بن ياسر يقول: سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول لعلي: يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن
أبغضك وكذب فيك.

265
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 369 ط دار الفكر) قال:
وعن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن
أبي طالب: يا علي، إن الله زينك بزينة لم تتزين العباد بزينة أحب إلى الله منها:
الزهد في الدنيا، فجعلك لا تنال من الدنيا شيئا، ولا تنال الدنيا منك شيئا، ووهب
لك حب المساكين، فرضوا بك إماما، ورضيت بهم أتباعا، فطوبى لمن أحبك
وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، وأما الذين أحبوا وصدقوا فيك
فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في قصرك، وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك فحق
على الله أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 245 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: أنا القزاز، قال: نا أحمد بن علي، قال: نا ابن رزق، قال: أخبرنا
إسماعيل بن محمد الصفار، قال: نا الحسن بن عرفة، قال: حدثني سعيد بن محمد
الوراق، عن علي بن الحزور، قال: سمعت أبا مريم الثقفي يقول: سمعت عمار بن
ياسر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: يا علي طوبى لمن
أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 198 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) وفي " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 399 وص 692) قال:
يا علي طوبى لمن أحبك.

266
ومنهم الفاضل حسين سليم أسد في " فهارس مسند أبي يعلى الموصلي " (ج 14 ص
195 ط دار المأمون للتراث) قال:
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 36 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا علي
طوبى - فذكر مثل ما تقدم.
وقال في آخره: أخرجه ابن عرفة.

267
مستدرك
لا يحب عليا إلا مؤمن
ولا يبغضه إلا منافق أو فاسق أو صاحب دنيا
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في مطاوي أحاديث الحب والبغض
كثيرا، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 369 ط دار الفكر) قال:
وعن زر بن حبيش قال: سمعت عليا يقول: والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة إنه
لعهد النبي صلى الله عليه وسلم إلي: ألا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.
وعن أبي ذر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: إن الله أخذ
ميثاق المؤمنين على حبك، وأخذ ميثاق المنافقين على بغضك، فلو ضربت خيشوم
المؤمن ما أبغضك، ولو نثرت الدنانير على المنافق ما أحبك، يا علي لا يحبك إلا
مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.
وعن أبي الطفيل قال: أخذ علي بيدي في هذا المكان، فقال: يا أبا الطفيل لو

268
أني ضربت أنف المؤمن بخشبة ما أبغضني أبدا، ولو أني أقمت المنافق ونثرت على
رأسه ما أحبني أبدا، يا أبا الطفيل، إن الله أخذ ميثاق المؤمنين بحبي، وأخذ ميثاق
المنافقين ببغضي، فلا يبغضني مؤمن أبدا، ولا يحبني منافق أبدا.
وعن عمران بن ميثم، عن أبيه ميثم قال: شهدت علي بن أبي طالب وهو يجود
بنفسه يقول: يا حسن، قال الحسن: لبيك يا أبتاه، قال: إن الله أخذ ميثاق أبيك،
وميثاق كل مؤمن على بغض كل منافق وفاسق، وأخذ ميثاق كل فاسق ومنافق على
بغض أبيك.
وعن عبد الله بن حنطب قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة
فقال: يا أيها الناس، قدموا قريشا ولا تقدموها، وتعلموا منها ولا تعلموها، قوة
رجل من قريش تعدل قوة رجلين من غيرهم، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة
رجلين من غيرهم. يا أيها الناس، أوصيكم بحب ذي أقربها أخي وابن عمي علي
بن أبي طالب، فإنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، من أحبه فقد أحبني،
ومن أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني عذبه الله عز وجل.
وعن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: لا
يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق.
وفي حديث عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحبك إلا
مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق أو كافر.
وعن عبد الله بن مسعود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من
زعم أنه آمن بي وما جئت به وهو يبغض عليا، فهو كاذب ليس بمؤمن.
وقال أيضا في ص 370:
وعن أبي سعيد الخدري قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا والأنصار.
وفي رواية أخرى عنه: إلا ببغضهم عليا.

269
وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يبغض عليا إلا منافق أو فاسق
أو صاحب دنيا.
وعنه قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا
ببغض علي.
وعن جابر بن عبد الله قال: ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلا ببغضهم علي
بن أبي طالب.
وعن جابر قال: كنا نعرف نفاق الرجل منا ببغضه عليا.
وعن أبي الزبير قال: سئل جابر عن علي، فقال: ما كنا نعرف منافقي هذه الأمة
إلا ببغضهم عليا.
وعن عبادة بن الصامت قال: كنا ننور أولادنا بحب علي بن أبي طالب، فإذا رأينا
أحد لا يحب علي بن أبي طالب علمنا أنه ليس منا، وأنه لغير رشده.
وعن محبوب بن أبي الزناد قال: قالت الأنصار: إن كنا لنعرف الرجل إلى غير
أبيه ببغضه علي بن أبي طالب.
وقال أيضا في ج 18 ص 29:
وعن سعد بن عبيدة قال: قال رجل لابن عمر: ما تقول في علي؟ فإني أبغضه،
قال: أبغضك الله، فإني أبغضك.
ومنهم العلامة الشيخ أبو القاسم علي بن الحسن الشافعي ابن عساكر في " تاريخ
مدينة دمشق " (ج 3 ص 57 ط بيروت) قال:
أخبرنا أبو القاسم بن الشحامي، أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي، أنبأنا يحيى
ابن إسماعيل، أنبأنا عبد الله بن محمد بن الحسن، أنبأنا عبد الله بن هاشم، أنبأنا
وكيع ابن الجراح، أنبأنا أبي، عن عبد الأعلى بن عامر التغلبي

270
عن سعد بن عبيدة قال: قال رجل لابن عمر: ما تقول في علي فإني أبغضه،
قال: أبغضك الله فإني أبغضك.
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن مهران الإصبهاني
المتوفى سنة 430 في " تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة " (ص 55 ط دار الإمام مسلم في
بيروت) قال:
وكذلك قال صلى الله عليه وسلم: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في " الاعتقاد
على مذهب السلف " (ص 203 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
وعن علي رضي الله عنه أنه قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي
الأمي صلى الله عليه وسلم إلى أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.
ومنهم العلامة حميد بن زنجويه المتوفى سنة 251 في كتابه " الأموال " (ج 3 ص
727 ط مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الاسلامية) قال:
حدثنا حميد، أنا عبد الصمد بن عبد الوارث، أنا عبد الجليل بن عطية القيسي،
أنا عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: كان علي أبغض الناس إلي، فاستعمل
النبي - صلى الله عليه وسلم - رجلا من قريش على سرية، فاتبعته ما اتبعته إلا
على بغض علي. قال: فغنمنا، وقدم علي وخمس، فوقعت جارية في الخمس.
قال: فخرج علي وقد اغتسل ورأسه يقطر. فقال: من الجارية التي وقعت في
الخمس، قسمت وخمست فوقعت في سهم آل علي. فوقف عليها. فكتب القرشي
بذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبعثني لأكون مصداقا لكتابه. قال: فجعلت
أقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم وأقول: صدق والنبي عليه السلام ساكت، حتى

271
فرغت قال: فأخذ بيدي، فقال: يا بريدة، لعلك تبغض عليا؟ قلت: نعم، قال: فلا
تبغضه، وإن كنت تحبه فازدد له حبا، فإن نصيب آل علي في الخمس أكثر من تلك
الجارية.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 80 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، قال: أخبرنا النضر بن شميل، قال: أخبرنا
عبد الجليل بن عطية، قال: حدثنا عبد الله بن بريدة، قال: حدثني أبي، قال: لم
أجد من الناس أبغض على من علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى أحببت رجلا
من قريش، ولا أحبه إلا على بغض علي، فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته، ما
أصحبه إلا على بغض علي، قال: فأصبنا سبيا، قال: فكتب إلى النبي صلى الله عليه
وسلم أن أبعث إلينا من يخمسه، فبعث إلينا عليا، وفي السبي وصيفة من أفضل
السبي، فلما خمسه صارت في الخمس، ثم خمس فصارت في أهل بيت النبي
صلى الله عليه وسلم، ثم خمس فصارت في آل علي، فأتانا ورأسه يقطر، فقلنا: ما
هذا؟ فقال: ألم تروا إلى الوصيفة، فإنها صارت في الخمس، ثم صارت في أهل
بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ثم صارت في آل علي، فوقعت عليها، فكتب
وبعث معنا مصدقا للكتابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، مصدقا لما قال علي،
فجعلت أقرأ عليه ويقول: صدقا، وأقول: صدق، فأمسك بيدي رسول الله صلى
الله عليه وسلم، فقال: يا بريدة " أتبغض عليا؟ قلت: نعم، فقال: لا تبغضه، وإن
كنت تحبه فازدد له حبا، فوالذي نفسي بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من
وصيفة، فما كان أحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلى من
علي رضي الله عنه. قال عبد الله بن بريدة: والله ما في الحديث بيني وبين النبي صلى

272
الله عليه وسلم غير أبي.
وقال أيضا في ص 83:
أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن
الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي كرم الله وجهه قال: والله
الذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم: أنه لا يحبني إلا مؤمن
ولا يبغضني إلا منافق.
أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي، قال: حدثنا أبو معاوية، عن
الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زربن حبيش، عن علي رضي الله عنه قال: عهد لي
النبي أنه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.
أخبرنا يوسف بن عيسى، أخبرنا الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن عدي
بن ثابت، عن زر، قال: قال علي: إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يحبك
إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب
البغدادي في " تلخيص المتشابه في الرسم " (ج 1 ص 221 ط دار طلاس، دمشق) قال:
أنا أبو بشر محمد بن أبي السري الوكيل، نا أحمد بن الفرج بن منصور الكاتب،
أنا أحمد بن محمد بن سعيد، نا جعفر بن عنبسة بن عمرو، نا أبي، نا أيوب بن
شعيب بن عامر الضبعي القزاز، عن الأعمش وأخيه عمار بن شعيب كلاهما قال:
حدثني عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي قال: عهد إلي رسول الله صلى
الله عليه وسلم أنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 28 ط

273
مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال:
عن علي كرم الله وجهه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فذكر مثل ما
تقدم، ثم قال:
أخرجه الترمذي وقال: حسن صحيح.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي
المتوفى سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 12 ص 363 ط دار المأمون للتراث -
دمشق) قال:
حدثنا الحسن بن حماد، حدثنا محمد بن فضيل، عن أبي نصر، عن مساور
الحميري، عن أمه، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن.
ومنهم الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة
463 في " موضح أوهام الجمع والتفريق " (ج 5 ص 546 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
أخبرنا القاضيان أبو عبد الله الصيمري وأبو القاسم التنوخي، قالا: أخبرنا
عبد الجبار بن أحمد الأسداباذي، حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة بن
بحر الفقيه، حدثنا يحيى بن عبد الأعظم أبو زكريا، قال: حدثنا حسان بن حسان
البصري، حدثنا شعبة، عن عدي بن ثابت، عن رز بن حبيش، قال: سمعت عليا
رضي الله عنه يقول: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي صلى الله عليه وسلم
إلي، إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.
ومنهم الشيخ عبد المنعم محمد عمر في " خديجة أم المؤمنين " (ص 478 ط دار
الريان) قال:

274
وقال له يوما: لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق.
ومنهم العلامة سلطان العلماء الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام السلمي
المتوفى سنة 660 في " شجرة المعارف والأحوال وصالح الأقوال والأعمال " (ص 56
ط دار الطباع للطباعة والنشر - دمشق) قال:
قال صلى الله عليه وسلم لعلي: لا يحبك إلا مؤمن.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد يوسف موسى القاهري في " نظام الحكم في
الاسلام " (ص 115 ط العصر الحديث في بيروت سنة 1408) قال:
حب علي إيمان وبغضه نفاق.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو طالب القاضي في " ترتيب علل الترمذي " (ص 940 ط
مكتبة الأقصى في عمان - الأردن) قال:
حدثنا واصل بن عبد الأعلى، نا ابن فضيل، عن عبد الله بن عبد الرحمن
أبي نصر، عن مساور الحميري، عن أمه، قالت: دخلت على أم سلمة فسمعتها
تقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحب عليا منافق ولا يبغضه
مؤمن.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 35 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن المطلب بن حباحب، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا
أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب، فإنه لا
يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني.

275
خرجه الإمام أحمد في المناقب.
وعن أم سلمة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحب عليا
منافق ولا يبغضه مؤمن. خرجه الترمذي.
وعنها [أي أم سلمة] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: لا يبغضك
مؤمن ولا يحبك منافق. أخرجه الإمام أحمد في المسند.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور أحمد شلبي أستاذ التاريخ الاسلامي بكلية دار
العلوم جامعة القاهرة في " موسوعة التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية " (ج 1 ص
422 ط مكتبة النهضة المصرية) قال:
خلف الرسول محمد بن مسلمة الأنصاري على المدينة، وترك ابن عمه علي بن
أبي طالب ليقيم في أهله وأهل الرسول، فأرجف المنافقون، بأن الرسول ترك عليا
استثقالا له وتخلصا منه، فأخذ علي سلاحه ولحق بالرسول، وبلغه قول المنافقين،
فقال الرسول له: كذبوا، لكني تركتك لتخلفني في أهلي وأهلك، إرجع يا علي فلن
يحبك إلا مؤمن ولن يبغضك إلا منافق. فعاد علي.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور السيد الجميلي في " صحابة النبي صلى الله عليه
وسلم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " (ص 65 ط دار الكتاب العربي -
بيروت) قال:
لا يبغضن عليا مؤمن ولا يحبه منافق.
ومنهم العلامة السيد عبد الله ميرغني نزيل الطائف المكي الحنفي المشتهر
بالمحجوب في " المعجم الوجيز من أحاديث الرسول العزيز " (ص 526 ط عالم الكتب
- بيروت) قال:

276
لا يحب عليا إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق. مسلم.
ومنهم أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي في " ألف با " (ج 1 ص 223
ط بيروت) قال:
وقوله عليه الصلاة والسلام: لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 49 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
من أحبني فليحب عليا ومن أبغض عليا فقد أبغضني 1 / 402
ومنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في
" موسوعة أمهات المؤمنين " (ص 481 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالا:
عن أم سلمة، قال صلى الله عليه وسلم: لا يحب عليا منافق، ولا يبغضه مؤمن.
الترمذي في جامع ج 8 / 656، ونفسه في كنز ج 11 / 566، والطبراني
وابن أبي شيبة ج 11 / 622.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 167 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
وسئل الإمام أحمد رضي الله عنه عن قول علي رضي الله عنه: أنا قسيم النار؟
فقال: هذا صحيح، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحبك إلا مؤمن ولا
يبغضك إلا منافق.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة

277
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 2 ص 1231 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
لا يبغضني إلا منافق ولا يحبني إلا مؤمن.
وقال أيضا في ج 7 ص 320:
لا يبغض عليا مؤمن ولا يحبه منافق.
ش 12 / 77 - كنز 33027.
وقال أيضا في ص 345:
لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق.
كر 4 / 131 - أصفهان 2 / 21.
وقال الفاضل المذكور في " فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل "
(ج 2 ص 1231 ط دار الكتب العلمية - بيروت):
لا يبغضك إلا منافق.
وأيضا رواه في ص 1239 و ج 7 ص 320 وص 345 بألفاظ مختلفة.
وروى أيضا في (ج 11 ص 106) من كتابه " موسوعة أطراف الحديث النبوي
الشريف ":
يا بريدة أتبغض عليا
خ 5 / 207 - حم 5 / 359 - هق 6 / 342 - كنز 36424 - خصائص 50 -
مجمع 8.
يا بريدة ألست تبغض عليا.
حم 5 / 359
يا بريدة تبغض عليا.
بداية 5 / 104

278
مستدرك
حب علي يأكل الذنوب [السيئات]
كما تأكل النار الحطب
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 260 و ج 17 ص 242
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 361 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حب علي بن
أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 35 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حب

279
علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب. أخرجه الملا.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " الدرر المجموعة بترتيب
أحاديث اللآلي المصنوعة " (ص 74 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
حب علي يأكل السيئات كما تأكل.. ابن عباس 1 / 355
وذكر مثله في كتابه " فهارس كتاب الموضوعات " لابن الجوزي ص 52.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 4 ص 520 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
حب علي بن أبي طالب.
موضوعات 1 / 399.
حب علي بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب.
خط 3 / 161، 4 / 195 - لئ 1 / 184 - 13 - موضوعات 1 / 370.
حب علي يأكل الذنوب.
كنز 33021 - كر 4 / 162.
حب علي يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب.
فوائد 367 - تنزيه 1 / 355 - لئ 1 / 197.

280
مستدرك
إن الله تعالى أخذ حب علي عليه السلام
على البشر والشجر والثمر والمدر
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 230 و ج 17 ص 219
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 160 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
قال أنس رضي الله عنه: خرجت وبلال مع علي بن أبي طالب إلى السوق
فاشترى بطيخا، فكسروا واحدة، فوجدها مرة، فأمر بلالا أن يرده إلى صاحبه، ثم
قال: لأحدثنكم حديثا حدثني إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: يا
أبا الحسن إن الله تعالى أخذ حبك على البشر والشجر [والثمر، والمدر] فما أجاب
إلى حبك عذب وطاب، وما لم يجب إلى حبك خبث ومر، وإني أظن هذا البطيخ
ممن لا يحبني.

281
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 35 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن أنس بن مالك قال: دفع علي بن أبي طالب إلى بلال درهما ليشتري به
بطيخا قال: فاشتريت به فأخذ بطيخة فقورها فوجدها مرة فقال: يا بلال رد هذا إلى
صاحبه وائتني بالدرهم، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي: إن الله عز وجل
أخذ بحبك على البشر والشجر والثمر، فمن أجاب إلى حبك عذب وطاب وما لم
يجب خبث ومر وإنني أظن أن هذه مما لم يجب. أخرجه الملا.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ص 126 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
يا أبا الحسن إن الله قد أخذ محبتك.. في فضائل علي 1 / 368

282
مستدرك
حب علي عليه السلام جواز للنار
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 140 و ج 17 ص 236
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 361 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله للنار جواز؟
قال: نعم. قلت: وما هن؟ قال: حب علي بن أبي طالب.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 70 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
يا رسول الله للنار جواز؟ قال: نعم. قلت: وما هو؟ قال: حب علي 1 / 367
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ص 70 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
على الصراط عقبة لا يجوزها أحد إلا.. في فضائل علي 1 / 398

283
مستدرك
من أحب عليا بقلبه
فله ثواب ثلث هذه الأمة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 17 ص 230 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 8 ص 30 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
من أحب عليا بقلبه فله ثواب ثلث هذه الأمة.
حاوي 2 / 103.

284
مستدرك
عنوان صحيفة المؤمن
حب علي بن أبي طالب عليه السلام
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 248 وص 225 و ج 21
ص 344 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 244 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: أنا القزاز، قال: أنا أبو بكر بن ثابت، قال: أخبرنا علي بن
المحسن، قال: أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب، قال: حدثني أحمد بن محمد بن
جوري، قال: نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرحمن، قال: نا هارون بن محمد بن
أبان الكاتب، قال: نا عارم بن الفضل [قال: نا قدامة بن النعمان، عن الزهري،
قال: سمعت أنس بن مالك يقول: والله الذي لا إله إلا هو لسمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب.

285
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 37 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب 1 / 401
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 162 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
وقال أنس رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: عنوان صحيفة المؤمن
حب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 5 ص 501 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب.
كنز 32900 - كر 1 / 455 - خط 4 / 410 - تنزيه 1 / 401 - متناهية 1 / 243.

286
مستدرك
لو اجتمع الناس على حب علي عليه السلام
لما خلق الله النار
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 149 و ج 17 ص 240
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 43 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
لو اجتمع الناس على حب علي عليه السلام لما خلق الله النار 1 / 399
ومنهم الشيخ محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل
الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 161 ط دار ابن كثير، بيروت ودمشق) قال:
وقال ابن عباس رضي الله عنه: حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب،
ولو اجتمع الناس على حبه لما خلق الله جهنم.

287
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 200 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا.
متناهية 1 / 257.
حبه عليه السلام
حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 8 ص 32 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
من أحبك أحبني.
ك 3 / 142 - عاصم 2 / 354 - كنز 36357.
من أحبك بعدي ولم يرك ختم الله له بالأمن والإيمان وأمن يوم الفزع.
طب 12 / 420.
من أحبك فبحبي أحبك.
كنز 33025.
من أحبك فقد أحبني.
مجمع 9 / 133 - خط 4 / 41 - متناهية 1 / 218.

288
مستدرك
علي حبيب الله
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 101 وص 127 وص
297 وص 378 و ج 15 ص 437، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين
الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في " إتحاف السائل بما لفاطمة من
المناقب والفضائل " (ص 76 ط مكتب القرآن بالقاهرة) قال:
عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليلة عرج بي إلى السماء
رأيت مكتوبا على باب الجنة بالذهب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي حبيب
الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله.
[رواه الديلمي - وحكم بعضهم بوضعه].
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه " سيدات نساء أهل الجنة " (ص
159 ط مكتبة التراث الاسلامي - القاهرة) قال:

289
اسمها على باب الجنة:
قال عبد الله بن عباس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليلة عرج بي إلى
السماء رأيت مكتوبا على باب الجنة بالذهب: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي
حبيب الله، الحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله.

290
مستدرك
ينفع حب علي عليه السلام مع كل عمل صالح
ولا تنفع الأعمال الصالحة مع بغضه عليه السلام
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 17 ص 232 ومواضع أخرى
من هذا الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 162 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن عليا ينفع
حبه مع كل عمل صالح، ولا تنفع الأعمال الصالحة مع بغض علي رضي الله عنه.
ومنهم محشي الكتاب محمود قال:
" نزهة المجالس " للصفوري ج 2 ص 186 رواه عن معاذ بن جبل.

291
مستدرك
إن الله يحب من أصحابك ثلاثة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 209 ومواضع أخرى من
الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى
سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 13 ص 143 ط دار المأمون للتراث) قال:
حديث آخر رواه عن الحسن بن علي عليهما السلام في ج 12 ص 142:
حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق الجرمي، حدثنا جعفر بن سليمان، عن النضر
بن حميد الكندي، عن سعد الإسكاف، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه،
عن جده قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله يحب
من أصحابك ثلاثة فأحبهم: علي بن أبي طالب، وأبو ذر، والمقداد بن الأسود.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفى سنة
911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 24 ط مؤسسة نادر

292
للطباعة والنشر) قال:
عن محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: أتاني جبريل فقال: يا محمد إن الله يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم:
علي وأبو ذر والمقداد بن الأسود. يا محمد إن الجنة تشتاق إلى ثلاث من
أصحابك: علي وعمار وسلمان. أخرجه أبو يعلى الموصلي.
ومنهم المحقق المعاصر الشيخ عامر أحمد حيدر في تعليقاته على " القول الجلي في
فضائل علي عليه السلام " للجلال السيوطي المذكور آنفا (ص 24 المطبوعة في ذيل القول
الجلي بمؤسسة نادر - بيروت) قال:
في مسند الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: حدثنا الحسين بن عمر بن شقيق
الحرمي، حدثنا جعفر بن سليمان، عن النضر بن حميد - فذكره بلفظ: قال: أتى
جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إن الله يحب من أصحابك ثلاثة
فأحبهم علي بن أبي طالب وأبو ذر والمقداد بن الأسود.

293
مستدرك
إن الله أمرني بحب أربعة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 200 و ج 16 ص 538
ومواضع أخرى من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 366 ط دار الفكر) قال:
وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمرني الله تعالى بحب أربعة
وأخبرني أنه يحبهم، إنك يا علي منهم، إنك يا علي منهم، إنك يا علي منهم.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 34 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله أمرني بحب أربعة
فأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول الله سمهم لنا. قال: علي منهم - يقول ذلك ثلاثا

294
- وأبو ذر وسلمان والمقداد، أمرني بحبهم وأخبرني أنه يحبهم. أخرجه الإمام
أحمد والترمذي قال: حديث حسن غريب.
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني
القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه " أحسن القصص "
(ج 3 ص 213 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:
وأخرج الترمذي والحاكم، وصححه عن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: إن الله أمرني بحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول الله سمهم
لنا. قال: علي منهم - يقول ذلك ثلاثا - وأبو ذر والمقداد وسلمان.

295
مستدرك
علي عليه السلام حبيب بين خليلين
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 310 و ج 15 ص 529
و ج 16 ص 500 و ج 21 ص 574 ومواضع أخرى من هذا الكتاب، ونستدرك هيهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 250 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر، أنبأنا أبو بكر البيهقي، قال: أنا أبو عبد الله
الحاكم، قال: أنا أبو جبير محمد بن أحمد بن محمد المصاحفي، قال: حدثني أبي
قال: نا أحمد بن أبي حبيب الجرجاني، قال: نا أبو معقل يزيد بن معقل، عن عقبة
بن موسى، عن سالم، عن حذيفة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله
عز وجل اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا، قصري في الجنة وقصر إبراهيم في
الجنة متقابلين وقصر علي بن أبي طالب بين قصري وقصر إبراهيم، فيا له من حبيب
بين خليلين.

296
حديث آخر: أنبأنا زاهر بن طاهر، قال: أنبأنا أبو بكر البيهقي، قال: أنا
أبو عبد الله الحاكم، قال: نا أبو جعفر محمد بن صالح بن هاني، قال: نا أبو سليمان
داؤد بن الحصين بن عقيل بن سعيد الذهاني، قال: أخبرني علي بن الحسن الخسرو
جردي، قال: نا يحيى بن المغيرة السعدي، قال: نا جرير، عن سليمان التيمي، عن
أبي عثمان النهدي، عن سلمان الفارسي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا
كان يوم القيامة ضربت لي قبة من ياقوتة حمراء على يمين العرش، وضربت لإبراهيم
قبة من ياقوتة خضراء على يسار العرش، وضربت فيما بيننا لعلي بن أبي طالب قبة من
لؤلؤ بيضاء، فما ظنكم بحبيب بين خليلين.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 32 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة ضربت
لي قبة حمراء عن يمين العرش، وضرب لإبراهيم قبة من ياقوتة خضراء عن يسار
العرش، وضرب فيما بيننا لعلي بن أبي طالب قبة من لؤلؤ بيضاء، فما ظنكم بحبيب
بين خليلين. أخرجه الحاكمي.
وقال أيضا:
وعن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله اتخذني خليلا كما
اتخذ إبراهيم خليلا، وإن قصري في الجنة وقصر إبراهيم متقابلان وقصر علي بن
أبي طالب بين قصري وقصر إبراهيم، فيا له من حبيب بين خليلين. خرجه
الحاكمي.

297
مستدرك
من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما
كان معي في درجتي يوم القيامة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 174 و ج 7 ص 417 و ج
9 ص 174 و ج 18 ص 546 و ج 19 ص 287 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة جمال الدين يوسف الزكي في " تهذيب الكمال " (ج 20 ص 554
ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:
أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة وأبو الحسن ابن البخاري في آخرين قالوا: أخبرنا
أبو حفص بن طبرزد، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري وأبو المواهب بن
ملوك الوراق ح، وأخبرنا أبو العز بن الصيقل الحراني، قال: أخبرنا أبو علي بن
أبي القاسم بن الخريف، قال: أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري، قالا: أخبرنا
القاضي أبو الطيب الطبري قال: أخبرنا أبو أحمد بن الغطريف بجرجان قال: حدثنا
عبد الرحمن بن المغيرة، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: أخبرنا علي بن جعفر بن

298
محمد قال: حدثني أخي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه
محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن جده علي رضي الله عنهم
أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد الحسن والحسين فقال: من أحبني وأحب
هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 31 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
قال (ابن عبد البر في كتاب الصحابة): قال رجل لابن عمر: يا أبا عبد الرحمن
فعلي؟ قال: علي من أهل البيت ولا يقاس بهم، علي مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم في درجته، والله سبحانه يقول: (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان
ألحقنا بهم ذريتهم) فاطمة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في درجته وعلي مع
فاطمة.
وقال في ق 35:
وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحبني
وأحب هذين وأمهما وأباهما كان معي في درجتي يوم القيامة. أخرجه الإمام أحمد
والترمذي.

299
مستدرك
أدخلا في الجنة من أحبكما
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 210 و ج 16 ص 546
و ج 17 ص 317 ومواضع أخرى من هذه الموسوعة، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 11 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
إذا كان يوم القيامة قال الله لي ولعلي: أدخلا الجنة من أحبكما 1 / 366

300
مستدرك
أمر أصحابه أن يمتحنوا أولادهم
بحب علي عليه السلام
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 256 و ج 17 ص 249 و ج
21 ص 363 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 164 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
وذكر في الزهر الفائح أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه يوم خيبر أن
يمتحنوا أولادهم بحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فإنه لا يدعو إلى ضلالة
ولا يبعد عن الهدى، فمن أحبه فهو منكم ومن أبغضه فليس منكم.
وقال أنس رضي الله عنه: فكان الرجل بعد ذلك يقف بولده على طريق علي
ويقول له: يا بني أتحب هذا؟ فإن قال: نعم، قبله، وإن قال: لأطلق أمه وتركه

301
معها.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 372 ط دار الفكر) قال:
قال أنس بن مالك: فكان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثم
يقف على طريق علي، وإذا نظر إليه توجه بوجهه تلقاءه وأومأ بإصبعه: أي بني تحب
هذا الرجل المقبل؟ فإن قال الغلام: نعم قبله، وإن قال: لا، خرق به الأرض، وقال
له: ألحق بأمك، ولتلحق أمك بأهلها، فلا حاجة لي فيمن لا يحب علي بن
أبي طالب.

302
مستدرك
أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 325 وص 337 و ج 7
ص 105 و ج 8 ص 667 و ج 15 ص 530 و ج 17 ص 315 و ج 20 ص 483
ومواضع أخرى من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 241 ط دار الفكر) قال:
وعن أسماء بنت عميس قالت: لما كانت ليلة أهديت فاطمة إلى علي قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: لا تحدثي شيئا حتى أجئ، فجاء حتى قام على الباب، فقال:
ثم أخي، فخرجت إليه أم أيمن فقالت: أخوك وزوجته ابنتك، فدعا عليا ودعاها،
فقامت وإنها لتعثر، ثم قال لها: أي بنية، إني لم آل أن أزوجك أحب أهلي. قالت:
ثم دعا بمخضب - وهو تور من حجارة - من ماء فدعا فيه، ثم أمر أن يصب عليه
بعضه وعليها بعضه. فقالت أسماء: ثم قال لي: أجئت مع ابنة رسول الله صلى الله عليه

303
وسلم تكرمينها؟ قالت: فدعا لي.
وقال أيضا في ص 365:
وعن عائشة قالت: ما خلق الله خلقا كان أحب إلى رسول الله من علي.
وعن بريدة قال: كان أحب النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة ومن
الرجال علي.
قال جميع بن عمير: دخلت مع أمي على عائشة فقالت: أخبريني كيف كان حب
رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام؟ فقالت عائشة: كان أحب الناس
إلى رسول الله، لقد رأيته يوما أدخله تحت ثوبه وفاطمة وحسنا وحسينا، فقال:
اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. قالت: فذهبت
لأدخل رأسي فمنعني. فقلت: يا رسول الله أو لست من أهلك؟ قال: إنك على خير،
إنك على خير.
وعن جميع، عن عائشة قال: قلت لها: من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى
الله عليه وسلم؟ قال: قالت: أما من الرجال فعلي، وأما من النساء ففاطمة.
وقال أيضا في ص 266:
عن جميع بن عمير قال: دخلت مع عمتي على عائشة، فقلت لها: يا
أم المؤمنين أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: فاطمة
بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فمن الرجال؟ قالت: زوجها، وأيم الله إن
كان ما علمت صواما قواما جديرا أن يقول ما يحب الله.
وفي رواية: جديرا بقول الحق.
قال معاوية بن ثعلبة: أتى رجل أبا ذر وهو جالس في مسجد النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: يا أبا ذر ألا تخبرني بأحب الناس إليك؟ فإني أعرف أن أحبهم إليك
أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: إي ورب الكعبة إن أحبهم إلي
أحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو ذاك الشيخ - وأشار إلى علي وهو يصلي.
ومنهم الحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي المتوفى سنة 307 في " المعجم "

304
(ص 178 ط دار المأمون للتراث - بيروت) قال:
حدثنا الحسن بن حماد الكوفي، حدثنا ابن أبي غنية، عن أبيه، عن الشيباني،
عن جميع بن عمير قال: دخلت مع أمي على عائشة - رضي الله عنها - فسألتها
عن علي عليه السلام فقالت: ما رأيت رجلا كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم منه، ولا امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من امرأته.
وقال أيضا في كتابه " مسند أبي يعلى " (ج 8 ص 270 ط دار المأمون للتراث) مثل ما
تقدم عن كتابه " المعجم " متنا وسندا.
ومنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في
" موسوعة أمهات المؤمنين " (ص 482 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالا:
سئلت عائشة: من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت:
فاطمة، قال السائل: لسنا نسألك عن النساء بل الرجال، قالت: زوجها (الخطيب وابن
النجار في كنز ج 13 / 145).
وقال أيضا في ص 451:
عن عائشة سألها عروة: من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟ قالت: علي بن أبي طالب، قلت: أي شئ كان سبب خروجك عليه؟ قالت:
لم تزوج أبوك أمك؟ قلت: ذلك من قدر الله، قالت: وكان ذلك من قدر الله.
(البزاز في كنز ج 11 ص 334).
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في " حياة فاطمة " (ص 126 ط دار الجيل -
بيروت) قال:
قال لفاطمة: أنكحتك أحب أهل بيتي إلي.

305
ومنهم العلامة أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة أطراف
الحديث النبوي الشريف " (ج 1 ص 523 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت) قال:
اسكتي فقد أنكحتك أحب أهلي بيتي.
كنز 32922.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في " المرتضى برة سيدنا
أبي الحسن علي بن أبي طالب " (ص 39 ط دار القلم - دمشق) قال:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة: قد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي.

306
مستدرك
هذا علي فأحبوه بحبي
وأكرموه بكرامتي
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 40 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 163 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
وقال الحسن رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أدع لي سيد
العرب - يعني عليا - فلما جاء، أرسل إلى الأنصار، فلما جاؤوا، قال: يا معشر
الأنصار، ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده؟ قالوا: بلى يا رسول الله،
قال: هذا علي، فأحبوه بحبي، وأكرموه بكرامتي، فإن جبريل أمرني بالذي قلت لكم
عن الله تعالى.

307
ومنهم العلامة أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة أطراف
الحديث النبوي الشريف " (ج 10 ص 216 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
قال:
هذا علي فأحبوه بحبي.
طب 3 / 90 - مجمع 9 / 132.

308
مستدرك
من مات على حبك بعد موتك
ختم الله له بالأمن والإيمان
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 230 وص 366 و ج 7 ص
137 و ج 17 ص 172 ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا
عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 160 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
وقال علي رضي الله عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: من مات على
حبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان.

309
مستدرك
حب علي عليه السلام حسنة
لا تضر معها سيئة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 257 و ج 17 ص 233
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الشيخ محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في فضائل
الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 161 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت) قال:
وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه: حب علي حسنة لا تضر معها معصية، وبغضه
معصية لا تنفع معها حسنة.

310
كلام بعض الأعلام في حبه عليه السلام
قال سفيان الثوري: حب علي أفضل العبادة.
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة ابن عساكر في " تاريخ مدينة دمشق " (ج 3 ص 253) قال:
أخبرنا أبو القاسم السمرقندي، أنبأنا أبو بكر اللالكاني، أنبأنا أبو الحسين بن
بشران، أنبأنا الحسن بن صفوان، حدثني الحسن بن العباس، أنبأنا الجمال الرازي،
أنبأنا محمد بن حميد، قال: سمعت مهران بن أبي عمر، يقول: سمعت سفيان
الثوري يقول: حب علي من العبادة، وأفضل العبادة ما كتم.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 80 ط دار الفكر) قال:
قال سفيان الثوري: حب علي من العبادة وأفضل العبادة ما كتم.
ومنهم العلامة الشيخ عبد المنعم صالح العلمي العزي البغدادي في كتاب " الدفاع
عن أبي هريرة " (ص 171 ط النهضة - بيروت) قال:
حب علي رضي الله عنه خصلة إيمانية لا بد من استقرارها في قلب كل مسلم،
وظهورها على لسان كل محب للنبي صلى الله عليه وسلم لقرابته من النبي صلى الله
عليه وسلم وقدم إسلامه وبلائه في معارك الاسلام جميعا وتزوجه سيدة نساء هذه
الأمة فاطمة الزهراء البتول رضي الله عنها، ولا يستقيم إيمان المسلم أبدا مع ميل
القلب عن علي وكراهيته.
ومنهم العلامة الشيخ عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام بن القاسم بن الحسن

311
السلمي الدمشقي المولود سنة 577 والمتوفى 660 في " فتاوى سلطان العلماء " (ص
24 ط مكتبة القرآن بولاق القاهرة) قال:
الجواب: حب علي رضي الله عنه من الإيمان، فمن أحبه وأطاع ربه، كان له،
ثواب حبه، وأجر طاعة ربه، وكان عند الله من السعداء، ومن أحبه وعصى ربه كان له
حبه وعليه وبال معصية ربه وكان عند الله من الأشقياء.

312
مستدرك
السبق ثلاثة...
والسابق إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 15 ص 345 و ج 20 ص 451
ومواضع أخرى من الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق:
فمنهم العلامة محمد بن يوسف بن عيسى بن أطيفش الأباضي مذهبا الحفصي
العدوي القرشي الجزائري المولود سنة 1236 والمتوفى سنة 1332 في " جامع الشمل
في حديث خاتم الرسل " (ج 1 ص 84 ط دار الكتب العلمية) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى يوشع بن
نون، والسابق إلى عيسى صاحب يس، والسابق إلى محمد علي بن أبي طالب.
رواه الطبراني في الكبير، وابن مردويه، عن ابن عباس.

313
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 5 ص 268 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
السابق إلى محمد صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
مجمع 9 / 102.

314
مستدرك
قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
اشتاقت الجنة إلى أربعة
تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب أعلام العامة في ج 6 ص 189 إلى ص 193 و ج
16 ص 553 و ج 21 ص 511 وص 512، ونستدرك هيهنا عمن لم نرو عنه:
فمنهم العلامة جلال الدين السيوطي في " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص
209 ط حيدر آباد) قال:
عن علي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الجنة اشتاقت
إلى أربعة من أصحابي فأمرني ربي أن أحبهم، فانتدب صهيب الرومي وبلال بن
رباح وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فقالوا:
يا رسول الله من هؤلاء الأربعة حتى نحبهم؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا
عمار! عرفك الله المنافقين، وأما هؤلاء الأربعة: فأحدهم علي بن أبي طالب،
والمقداد بن الأسود الكندي، والثالث سلمان الفارسي، والرابع أبو ذر الغفاري
(طس).

315
مستدرك
ثلاثة تشتاق إليهم الجنة
علي وعمار وسلمان
قد مر نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 193 و ج 16 ص 532 و ج
21 ص 513 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى
سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 5 ص 164 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا الحسن بن صالح
عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة
تشتاق إليهم الجنة علي وعمار وسلمان.
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا الحسن بن صالح، عن
أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر

316
الحديث مثل ما تقدم.
وقال أيضا في ج 12 ص 142:
قال: فأتاه جبريل فقال له: يا محمد، إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك -
وعنده أنس بن مالك، فرجا أن يكون لبعض الأنصار، قال: فأراد أن يسأل رسول الله
صلى الله عليه وسلم عنهم، فهابه، فخرج فلقي أبا بكر فقال: يا أبا بكر إني كنت عند
رسول الله صلى الله عليه وسلم آنفا، فأتاه جبريل، فقال: إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من
أصحابك، فرجوت أن يكون لبعض الأنصار، فهبته أن أسأله، فهل لك أن تدخل
على نبي الله صلى الله عليه وسلم فتسأله؟ فقال: إني أخاف أن أسأله، فلا أكون
منهم، ويشمت بي قومي. ثم لقي عمر بن الخطاب فقال له مثل قول أبي بكر. قال:
فلقي عليا فقال له علي: نعم، إن كنت منهم فأحمد الله، وإن لم أكن منهم فحمدت
الله، فدخل على نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أنسا حدثني أنه كان عندك
آنفا، وإن جبريل أتاك، فقال: يا محمد، إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك،
قال: فمن هم يا نبي الله؟ قال: أنت منهم يا علي، وعمار بن ياسر، وسيشهد معك
مشاهد بين فضلها عظيم خيرها، وسلمان وهو منا أهل البيت، وهو ناصح فاتخذه
لنفسك.
ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن حبان بن معاذ بن معبد التميمي البستي المتوفى
سنة 354 في " المجروحين من المحدثين والضعفاء والمتروكين " (ج 1 ص 121 ط
بيروت) قال:
وقد روي عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ثلاثة تشتاق إليهم الجنة، علي وعمار وسلمان، وأخبرناه أبو يعلى، ثنا محمد
ابن عبد الله بن نمير، ثنا محمد بن بشر، ثنا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة، عن

317
الحسن هكذا.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 284 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
أنا علي بن عبيد الله بن سلمان قال: نا إسحاق بن إبراهيم النهشلي، قال: نا يحيى
بن أبي بكير أبو زكريا، قال: نا الحسن بن صالح، عن أبي ربيعة الأيادي، عن
الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اشتاقت الجنة إلى
ثلاثة: علي وعمار وسلمان.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 31 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي
وعمار وسلمان. أخرجه ابن السري.
ومنهم الحافظ الشيخ أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي المشتهر
بابن الجوزي القرشي البغدادي في كتابه " اللطف في الوعظ " (ص 35 ط دار الكتب
العلمية في بيروت سنة 1405)
فأشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول "
صلى الله عليه وسلم (ص 86 ط القاهرة سنة 1399) قال:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الجنة لتشتاق إلى

318
ثلاثة علي وعمار وسلمان.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 3 ص 350 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
إن عليا منهم (وأبو ذر الغفاري وسلمان).
حم 5 / 351 - كر 6 / 200.
وقال أيضا في " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 93):
اشتاقت الجنة إلى ثلاثة علي وعمار وسلمان 3 / 131

319
حديث
علي عليه السلام خاصة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم من أهله
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب
البغدادي في " تلخيص المتشابه في الرسم " (ج 1 ص 364 ط دار طلاس، دمشق) قال:
أنا أحمد بن محمد العتيقي، قال: ثنا أبو الفضل محمد بن عبد الله بن محمد
الشيباني - بالكوفة - قال: نا محمد بن علي بن شاذان، نا الحسن بن محمد بن
عبد الواحد المزني، نا سداد بن الجعفي، عن جابر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عليا في أهله بالمدينة، فقالت قريش: إنه
استثقله، فبلغت كلمتهم عليا، فسار فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد هبط
من الثنية، قال: مهيم؟ قال: إن قريشا تغلي مراجلها، وقد زعموا أنك إنما خلفتني
لأنك استثقلتني، فوقف حتى أدركه الناس فقال: يا أيها الناس، ما منكم إلا من له
خاصة من أهله، وإن عليا خاصتي من أهلي، وإنما خلفته كما خلف موسى هارون،
انصرف فإن ما هناك لا يستقيم إلا بي أو بك إلا أنك لست بنبي.

320
مستدرك
من أطاع عليا فقد أطاعني
ومن عصاه فقد عصاني
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 419 و ج 16 ص 621
و ج 21 ص 349 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 376 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: من أطاعني فقد
أطاع الله، ومن عصاني عصى الله، ومن أطاع عليا أطاعني، ومن عصى عليا
عصاني.
ومنهم العلامة أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الشافعي في " الكامل " (ج 7
ص 2688 ط دار الفكر) قال:

321
أخبرنا علي بن سعيد الرازي، ثنا الحسن بن حماد سجادة، ثنا يحيى بن يعلى،
عن بسام بن عبد الله الصير في، عن الحسن بن عمرو الفقيمي، عن معاوية بن
ثعلب، عن أبي ذر قال - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي في " توضيح الدلائل " (ص
188 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال:
وعن أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وعلى آله وسلم لعلي: من أطاعك فقد أطاعني، ومن أطاعني فقد أطاع الله، ومن
عصاك عصاني.
رواه الطبراني وقال: أخرجه الإمام أبو بكر إسماعيل في معجمه، وخرجه
الخجندي وزاد: ومن عصاني فقد عصى الله.

322
مستدرك
علي مني بمنزلة رأسي من بدني
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 235 و ج 16 ص 98 و ج
21 ص 570 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 5 ط دار الفكر) قال:
وعن البراء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: علي مني بمنزلة رأسي من
بدني.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 212 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: أخبرنا القزاز، قال: نا أبو بكر الخطيب، قال: أخبرنا أبو الحسن

323
محمد بن إسماعيل بن عمر البجلي، قال: نا جدي، قال: نا أيوب بن يوسف بن
أيوب، قال: نا عنبس بن إسماعيل، قال: نا أيوب بن مصعب الكوفي، عن
إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: علي
مني بمنزلة رأسي من بدني.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 50 ط
مؤسسة نادر للطباعة والنشر)
فذكر الحديث الشريف كما تقدم، وفيه: من بدني.
وقال: أخرجه الديلمي عن ابن عباس.
ومنهم العلامة أبو عبد الله الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي
المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه " الأحاديث المشكلة في
الرتبة " (ص 171 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن الجوزي.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 5 ص 467 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن ابن الجوزي.

324
مستدرك
فيك مثل من عيسى بن مريم
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 284 و ج 14 ص 337 و ج
17 ص 258 و ج 23 ص 146 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثني التميمي الموصلي المتوفى
سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 1 ص 407 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال:
حدثنا الحسن بن عرفة، حدثنا عمر بن عبد الرحمن الأبار، حدثنا الحكم بن
عبد الملك، عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن
علي، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: فيك مثل من عيسى بن مريم،
أبغضته يهود حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس به،
قال: ثم قال علي: يهلك في رجلان محب مطر يفرط لي بما ليس في، ومبغض
مفتر يحمله شناني علي أن يبهتني.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسني ناعسة مدرس الأدب العباسي في كلية الآداب

325
بجامعة اللاذقية في كتابه " الكتابة الفنية في مشرق الدولة الاسلامية في القرن الثالث
الهجري " (ص 26 ط بيروت) قال:
وحديث: يا علي فيك مثل من مثل عيسى، أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه - فذكر
الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 44 ط دار الجيل في بيروت) قال:
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث.
ومنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي في " تهذيب خصائص الإمام
علي " (ص 84 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
أخبرنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، قال: حدثنا يحيى بن
معين، قال: أخبرنا أبو حفص الأبار، عن الحكم بن عبد الملك، عن الحارث بن
حصيرة، عن أبي صادق، عن ربيعة بن ناجد، عن علي رضي الله عنه قال: قال
رسول الله ذ الله عليه وسلم: يا علي فيك مثل من مثل عيسى، أبغضته اليهود
حتى بهتوا أمه، وأحبته النصارى حتى أنزلوه المنزل الذي ليس به.
ورواه أيضا في " جمهرة الفهارس " (ص 94 وص 372)
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 195 - 199 ط عالم التراث للطباعة
والنشر - بيروت) قال:
يا علي إن فيك مثلا
شج 1 / 137.

326
يا علي إن فيك من عيسى مثلا
ك 3 / 23 - عاصم 2 / 484 - كنز 33032، 36399.
ورواه في كتابه " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 399).
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 354 ط عالم الكتب - بيروت)
فأشاروا إلى الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 71 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم.

327
مستدرك
يا علي قد زينك الله بزينة
لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 39 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن عمار بن ياسر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: إن الله قد
زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب إليه منها وهي زينة الأبرار عند الله: الزهد في
الدنيا فجعلك لا تزرأ من الدنيا ولا تزرأ الدنيا منك شيئا، ووصف لك المساكين
فجعلك ترضى بهم أتباعا ويرضون بك إماما. خرجه أبو الخير الحاكم.
ومنهم العلامة الشيخ محمد توفيق علي البكري الصديقي المتولد سنة 1287
والمتوفى سنة 1351 في كتابه " بيت الصديق " (ص 272 ط مصر سنة 1323) قال:
روى عمار بن ياسر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن
أبي طالب عليه السلام - فذكر الحديث الشريف.

328
مستدرك
كذب من زعم أنه يحبني وهو يبغضك
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 149 وص 482 و ج 6
ص 73 وص 78 وص 546 و ج 17 ص 57 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 367 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: يا علي
كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك.
وعن جابر قال: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في المسجد،
وهو أخذ بيد علي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم زعمتم أنكم تحبونني؟
قالوا: بلى يا رسول الله. قال: كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا.
وقال أيضا في ص 370:

329
وعن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله (ص): ثلاث من كن فيه فليس مني
ولا أنا منه: بغض علي بن أبي طالب، ونصب لأهل بيتي، ومن قال: الإيمان كلام.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 8 ص 30 و 238 و ج 9 ص 381 و ج 11 ص
199 وص 200 ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
فذكر مثل ما تقدم.
ومثل ذلك في " فهارس المستدرك " للحاكم ص 692.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " الدرر المجموعة بترتيب
أحاديث اللآلي المصنوعة " (ص 143 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
من أحبني فليحب عليا ومن أحب عليا أنس 1 / 405
ومنهم الفاضل محمد رضا في " الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه " (ص 21
ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض عليا فقد
أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله.

330
مستدرك
يا علي من أحبك فقد أحبني
ومن أبغضك فقد أبغضني
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 402 وص 404 وص
435 وص 552 و ج 16 ص 606 و ج 17 ص 59 و ج 21 ص 326 ومواضع كثيرة
من هذا السفر الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 35 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
قد تقدم في الخصائص التي اختص بها - منها قوله عليه السلام: من أحبك فقد
أحبني ومن أبغضك فقد أبغضني - طرف من ذلك.
ومنهم العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في " سلسلة الأحاديث الصحيحة
وشئ من فقهها وفوائدها " (ج 3 ص 287 ط المكتب الاسلامي - بيروت) قال:

331
من أحب عليا فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله عز وجل، ومن أبغض عليا
فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل.
رواه المخلص في " الفوائد المنتقاة (10 / 5 / 1) بسند صحيح عن أم سلمة قالت:
أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - فذكره.
قال رجل لسلمان: ما أشد حبك لعلي! قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني.
أخرجه الحاكم (3 / 130) عن أبي زيد سعيد بن أوس الأنصاري، ثنا عوف،
عن أبي عثمان النهدي..
ومنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في
" موسوعة أمهات المؤمنين " (ص 482 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالا:
عن أم سلمة قال صلى الله عليه وسلم: من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد
أحب الله ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله.
الطبراني في كنز ج 11 / 622.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 367 ط دار الفكر) قال:
وعن سلمان الفارسي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب فخذ
علي بن أبي طالب وصدره، وسمعته يقول: محبك محبي، ومحبي محب الله،
ومبغضك مبغضي، ومبغضي مبغض الله.
وقال أيضا في ص 369:
وعن صلصال بن الدلهمس قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة

332
من أصحابه، فدخل علي بن أبي طالب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: كذب
من زعم أنه يحبني ويبغضك، ألا من أحبك فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب
الله، ومن أحب الله أدخله الجنة، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أبغضني أبغضه
الله، ومن أبغضه الله أدخله النار.
ومنهم الشريف عبد الله بن محمد الحسيني في " الكنز الثمين " (ص 543 ط
بيروت) قال:
من أحب عليا فقد أحبني ومن أبغض عليا فقد أبغضني (ك) عن سلمان رضي
الله عنه.
وقال في تعليقته على الكتاب:
" من أحب الحسن والحسين فقد أحبني " لأنهما ابناي وبضعة مني، وهما
يستحقان الحب الكامل من جهتين: جهة بنو تهما للنبي صلى الله عليه وسلم وجهة
تقدمهما في العلم والدين ومكارم الأخلاق، وبينا فيما سبق أنهما بلغا رتبة الصديقية
كأبيهما ووالدتهما عليهم السلام، وزاد علي عليه السلام عليهما بلاءه في بدر وأحد
وجميع الغزوات، ومبيته في محل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة، وتلك
مواقف أحبها الله منه، وأحبه لأجلها، وأحب من يحبه، حشرنا الله بفضله في من
يحبهم ويحب بحبهم من أحبهم، ويقتفي آثارهم. آمين.

333
مستدرك
إذا غضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
لم يجترئ أحد أن يكلمه إلا علي عليه السلام
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 508 و ج 17 ص 46 و ج 23
ص 246، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 692
ط بيروت) قال:
إذا غضب النبي لم يجترئ أحد يكلمه غير علي 3 / 130

334
مستدرك
من أراد أن يتمسك بالقضيب الياقوت الأحمر
الذي غرسه الله تعالى في جنات عدن
فليتمسك بحب علي رضي الله عنه
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 107 و 110 ومواضع
أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 161 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن يتمسك بالقضيب الياقوت الأحمر
الذي غرسه الله تعالى في جنات عدن، فليتمسك بحب علي رضي الله عنه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 35 والنسخة مصورة من

335
مستدرك
إن حافظي علي بن أبي طالب
ليفتخران الحفظة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 98 ومواضع أخرى من
هذا الكتاب المستطاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 20 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
إن حافظي علي ليفتخران على جميع الحفظة بكينونتهما مع علي 1 / 360
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ص 29 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 3 ص 307 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
إن حافظي علي بن أبي طالب ليفتخران على جميع (سائر) الحفظة.

336
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن
يستمسك بالقضيب - فذكر الحديث مثل ما تقدم عن " فضائل الخلفاء "، ثم قال في
آخره: أخرجه الإمام أحمد في المناقب.

337
حديث
علي أميني في القيامة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " الدرر المجموعة بترتيب
أحاديث اللآلي المصنوعة " (ص 98 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
علي بن أبي طالب أميني غدا في القيامة.. أنس بن مالك 1 / 363

338
مستدرك
من حسد عليا فقد كفر
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 422 و ج 7 ص 1 و ج 21
ص 665 ومواضع أخرى من هذا الكتاب المستطاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب
التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 211 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: روى ابن مردويه، قال: نا عبد الخالق بن محمد بن مروان، قال:
نا أبي، قال: نا مسيح بن محمد، قال: حدثني سلام بن أبي عمرة، عن ابن سيرين،
عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من حسد عليا فقد حسدني
ومن حسدني فقد كفر.

339
مستدرك
يا علي أنت تقتل على سنتي
قد مر ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 327 وص 339 و ج 17 ص
276 وص 247 و ج 21 ص 312 وص 436 و ج 15 ص 163 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 84 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت تقتل على
سنتي.

340
مستدرك
لو أن أمتي أبغضوك
لأكبهم الله على مناخرهم في النار
قد تقدم نقل ما يدل عليه أعلام العامة في ج 7 ص 180 و ج 15 ص 67 و ج
17 ص 329 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 374 ط دار الفكر) قال:
وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي لو أن أمتي أبغضوك
لأكبهم الله على مناخرهم في النار.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 242 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:

341
حديث آخر: أنا محمد بن عبد الملك، قال: أنا إسماعيل بن مسعدة، قال: أنا
حمزة، قال: نا ابن عدي، قال: أخبرنا يحيى بن البختري، قال: أخبرنا عثمان بن
عبد الله القرشي، قال: نا ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا علي لو أن أمتي أبغضوك لكبهم الله على مناخرهم في النار.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 200 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي لو أن أمتي أبغضوك كبهم الله على مناخرهم في النار.
متناهية 1 / 240 - لسان 4 / 332 - تنزيه 1 / 200 - ميزان 5523 - عدي
5 / 1824.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ص 115 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
من مات وفي قلبه بغض لعلي في فضائل علي 1 / 385
بغض علي عليه السلام من الكبائر
التي وعد الله تعالى عليها النار
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أثير الدين أبو حيان محمد بن يوسف بن علي ابن حيان الأندلسي
في " النهر الماد من البحر المحيط " (ج 1 ص 455 ط بيروت) قال عند ذكر المعاصي
الكبيرة):
وذكر عليه السلام الوعيد الشديد بالنار على الكبر وعلى كفر نعمة المحسن في
الحق - إلى أن قال: وعلى بغض علي رضي الله عنه.. الخ.

342
مستدرك
قول إبليس لعلي عليه السلام
ما يبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه في أمه
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 224 و ج 17 ص 328
و ج 21 ص 586 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 373 ط دار الفكر) قال:
وعن علي بن أبي طالب قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم عند الصفا، وهو
مقبل على شخص في صورة الفيل، وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الذي تلعنه يا
رسول الله؟ قال: هذا الشيطان الرجيم، فقلت: والله يا عدو الله لأقتلنك، ولأريحن
الأمة منك. قال: ما هذا جزائي منك. قلت: وما جزاؤك مني يا عدو الله؟ قال: والله
ما أبغضك أحد قط إلا شاركت أباه في رحم أمه.
وعن ابن عباس قال: بينا نحن بفناء الكعبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم

343
يحدثنا، إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شئ عظيم كأعظم ما يكون من
الفيلة، قال: فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعنت، أو قال: خزيت، قال:
فقال علي بن أبي طالب: ما هذا يا رسول الله صلى الله عليك وسلم؟ قال: أو ما
تعرفه يا علي؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: هذا إبليس، فوثب إليه فقبض على
ناصيته، وجذبه فأزاله عن موضعه، وقال: يا رسول الله أقتله؟ قال: أو ما علمت أنه
قد أجل إلى الوقت المعلوم؟ قال: فتركه من يده، فوقف ناحية، ثم قال: لي ولك
يا بن أبي طالب، والله ما أبغضك أحد إلا قد شاركت أباه فيه، اقرأ ما قال الله تعالى:
(وشاركهم في الأموال والأولاد).

344
مستدرك
ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
إلا ببغض علي عليه السلام
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 238 و ج 17 ص 221
و ج 18 ص 511 و ج 21 ص 525 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني البغدادي المتوفى سنة
385 في " المؤتلف والمختلف " (ج 3 ص 1377 ط دار الغرب الاسلامي - بيروت
1406) قال:
حدثنا عمر بن الحسن بن علي القاضي، حدثنا جعفر بن محمد بن مروان،
حدثنا أبي، حدثنا زيد بن معزل، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن سيابة،
عن عمار الدهني، عن أبي الزبير، عن جابر، مثل حديث قبله: ما كنا نعرف
المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ببغض علي عليه السلام.

345
ومنهم العلامة حسام الدين المردي في " آل محمد " (ص) (ص 46 نسخة مكتبة
السيد الأشكوري) قال:
روى جابر قال: ما شك في علي إلا كافر.
وقال: والله ما كنا نعرف منافقينا في عهد رسول الله (ص) إلا ببغضهم عليا.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 35 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن جابر بن عبد الله قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا. خرجه الإمام
أحمد في المناقب والترمذي.
وقال أيضا:
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا نعرف المنافقين نحن معشر
الأنصار ببغضهم لعلي بن أبي طالب.
وفي رواية: كنا نعرفهم بثلاث: بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلاة،
وبغضهم لعلي بن أبي طالب. خرجه ابن شاذان.
ومنهم العلامة عبد الغني بن إسماعيل الشامي في " زهر الحديقة في رجال
الطريقة " (ص 174 نسخة إحدى مكاتب إيرلندة) قال:
وفي الترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: كنا نعرف المنافقين
ببغضهم عليا.

346
مستدرك
إذا سألت أعطاني وإذا سكتت ابتدأني
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 519 و ج 17 ص 50
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي
الدمشقي ابن قيم الجوزي في " هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى " (ص
145 ط بيروت سنة 1407) قال:
وقيل لعلي بن أبي طالب: حدثنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: عن أيهم؟... إلى أن قالوا: فحدثنا عن نفسك يا أمير المؤمنين؟ قال: إياها
أردتم، كنت إذا سألت أعطيت وإذا سكت ابتديت.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 48 ط دار الجيل في بيروت) قال:
عن علي رضي الله عنه قال: كنت إذا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم

347
أعطيت وإذا سكت ابتدأني.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 109 ط دار الكتب
العلمية - بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثني أبو المساور، قال: حدثنا عوف، عن
عبد الله بن عمرو بن هند الجملي، عن علي رضي الله عنه، قال: كنت إذا سألت
رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطيت، وإذا سكت ابتدأني.
أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا الأعمش، عن
عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن علي رضي الله عنه، قال: كنت إذا سألت
أعطيت، وإذا سكت ابتديت.
أخبرنا يوسف بن سعيد، قال: أخبرنا حجاج، عن ابن جريج، عن أبي حرب،
عن أبي الأسود ورجل آخر، عن زاذان، قال: قال علي رضي الله عنه: كنت والله
إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت.

348
مستدرك
ما سألت الله شيئا إلا سألت لك مثله
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 28 و ج 6 ص 501 و ج
17 ص 41 و ج 21 ص 403 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما مضى:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 377 ط دار الفكر) قال:
وعن علي بن أبي طالب قال: مرضت مرة مرضا فعادني رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فدخل على وأنا مضطجع، فأتى إلى جنبي، ثم سجاني بثوبه، فلما رآني قد
ضعفت قام إلى المسجد يصلي، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب عني، ثم قال:
قم يا علي، فقد برأت، فقمت فكأني ما اشتكيت قبل ذلك، فقال: ما سألت ربي
شيئا إلا أعطاني، وما سألت شيئا لي إلا سألت لك.
وقال أيضا:

349
وعن علي قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في السحر، وهو في
مصلاه في بعض حجره، فقال: يا علي، بت ليلتي هذه حيث ترى أصلي وأناجي
ربي تعالى، فما سألت الله شيئا إلا سألت لك مثله، وما سألت من شئ إلا أعطاني،
إلا أنه قيل لي: إنه لا نبي بعدي.
وقال أيضا:
وعن عبد الله بن الحارث قال: قلت لعلي بن أبي طالب: أخبرني بأفضل منزلتك
من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: نعم، بينا أنا نائم عنده وهو يصلي، فلما
فرغ من صلاته قال: يا علي، ما سألت عز وجل من الخير إلا سألت لك مثله،
وما استغفرت الله من الشر إلا استغفرت لك مثله.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 34 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
عبد الله بن الحارث قال: قلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه - فذكر الحديث
مثل ما تقدم، إلا أن فيه: " استعذت " مكان " استغفرت " في الموضعين.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 106 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
حدثنا عبد الأعلى بن واصل بن عبد الأعلى، قال: قال لي علي بن ثابت، أخبرنا
منصور بن الأسود، عن يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عبد الله بن الحارث،
عن جده، عن علي رضي الله عنه قال: مرضت فعادني رسول الله صلى الله عليه

350
وسلم، فدخل علي وأنا مضطجع، فاتكأ إلى جنبي ثم سجاني بثوبه، فلما رآني قد
برئت قام إلى المسجد يصلي، فلما قضى صلاته جاء فرفع الثوب وقال: قم يا علي،
فقمت وقد برئت كأنما لم أشك شيئا قبل ذلك، فقال: ما سألت ربي شيئا في
صلاتي إلا أعطاني، ما سألت لنفسي شيئا إلا سألت لك.
خالفه جعفر الأحمر، فقال: عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث،
عن علي رضي الله عنه.
أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، حدثنا علي بن قادم، عن جعفر الأحمر، عن
يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث، عن علي قال: وجعت وجعا فأتيت
فأقامني في مكانه وقام يصلي، وألقى على طرف ثوبه، ثم قال: قم يا علي قد
برئت، لا بأس عليك، وما دعوت لنفسي بشئ إلا دعوت لك بمثله، وما دعوت
بشئ إلا استجيب لي، أو قال: قد أعطيت، إلا أنه قيل لي: لا نبي بعدي.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 63 ط دار الجيل في بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم متنا وسندا.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 200 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي ما سألت الله من الخير.
كنز 36474.

351
قول
رسول الله صلى الله عليه وسلم
لعلي عليه السلام: إني أرضى لك ما أرضى لنفسي
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه " فهرس تلخيص الحبير في
تخريج أحاديث الرافعي الكبير " (ص 318 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
يا علي إني أرضى لك ما أرضى لنفسي أبو بردة عن أبيه 1 / 241
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 196 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي إني أرضى لك ما أرضى.
قط 1 / 119 - إتحاف 3 / 97.

352
مستدرك
قوله صلى الله عليه وآله وسلم
يا علي إني أحب لك ما أحب لنفسي
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 556 و ج 17 ص 64
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 196 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي إني أحب لك ما أحب.
حم 1 / 146، عب 2836، مشكاة 903، كنز 41877، 44002، 44059.

353
مستدرك
اختار الله تعالى من أهل الأرض
رسول الله وعليا صلى الله تعالى عليهما وآلهما
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 266 وص 268 و ج 16
ص 135 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 13 ص 342 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس قال: لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة من علي قالت
فاطمة: يا رسول الله، زوجتني من رجل فقير ليس له شئ، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: أما ترضين أن الله اختار من أهل الأرض رجلين، أحدهما أبوك والآخر
زوجك؟
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 226 ط دار الكتب العلمية -

354
بيروت) قال:
أنا القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: نا أبو الحسن محمد بن أحمد بن
شاده المؤدب، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر [بن] حبان، قال: نا
أبو يحيى عبد الرحمن بن سلم الرازي، قال: نا محمود بن غيلان، قال: نا أحمد
بن صالح المقرئ، عن إبراهيم بن الحجاج، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن
أبي نجيح، عن ابن عباس، قال: لما زوج النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة بعلي
قالت: يا رسول الله زوجتني من رجل فقير ليس له شئ؟ فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: أما ترضين أن الله اختار من أهل الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر
زوجك.
أنا القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: نا محمد بن الحسين، حدثنا أحمد
بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان، قال: نا الحسن بن العباس الرازي، قال: نا
عبد السلام بن صالح أبو الصلت، قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن
أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس أن فاطمة قالت: يا رسول الله صلى الله عليه
وسلم زوجتني من رجل ليس له شئ؟ قال: أما ترضين أن الله اختار من أهل
الأرض رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك.
أنا القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن
عبد الواحد، قال: نا علي بن عمر الحافظ، قال: نا محمد بن أحمد بن إبراهيم
الكاتب، قال: نا أحمد بن عبد الله بن يزيد الهشيمي، قال: نا عبد الرزاق، قال:
أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: زوج النبي
صلى الله عليه وسلم فاطمة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم
زوجتني من عائل لا مال له، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: أو ما ترضين أن الله
اطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك.

355
أمير المؤمنين علي عليه السلام
بفضل بحكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وينطق بلسانه
ويبلغ الجن عنه صلى الله عليه وسلم
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 386 ط دار الفكر) قال:
وعن سلمان الفارسي قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده في يوم
مطير ذي سحائب ورياح، ونحن ملتفون حوله، فسمعنا صوتا لا نرى شخصه وهو
يقول: السلام عليك يا رسول الله، فرد عليه السلام، وقال: ردوا على أخيكم
السلام، قال: فرددنا عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنت؟ قال: أنا
عرفطة بن شمراخ أحد بني نجاح، أتيتك يا رسول الله مسلما، فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم: مرحبا بك يا عرفطة، أظهر لنا رحمك الله في صورتك.
قال سلمان: فظهر لنا شيخ أزب أشعر قد لبس وجهه شعرا غليظا متكاثفا قد
واراه، وإذا عيناه مشقوقتان طولا، وله فم في صدره، فيه أنياب بادية طوال، وإذا له

356
في موضع الأظفار من يديه مخالب كمخالب السباع، فلما رأيناه اقشعرت جلودنا،
ودنونا من النبي صلى الله عليه وسلم. قال الشيخ: يا نبي الله ابعث معي من يدعو
جماعة قومي إلى الاسلام، وأنا أرده إليك سالما إن شاء الله. فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم لأصحابه: أيكم يقوم معه فيبلغ الجن عني، وله على الجنة؟ فما قام
أحد، وقال الثانية وثالثة فما قام أحد، فقال علي: أنا يا رسول الله، فالتفت النبي
صلى الله عليه وسلم إلى الشيخ فقال: وافني إلى الحرة في هذه الليلة أبعث معك
رجلا يفصل بحكمي وينطق بلساني، ويبلغ الجن عني.
قال سلمان: فغاب الشيخ وأقمنا يوما، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم
العشاء الآخرة، وانصرف الناس من مسجده قال: يا سلمان سر معي، فخرجت معه
وعلي بين يديه حتى أتيت الحرة، فإذا الشيخ على بعير كالشاة، وإذا بعير آخر على
ارتفاع الفرس، فحمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، وحملني خلفه،
وشد وسطي إلى وسطه بعمامة، وعصب عيني، وقال: يا سلمان، لا تفتحن عينيك
حتى تسمع عليا يؤذن، ولا يرعك ما تسمع، فإنك آمن إن شاء الله، ثم أوصى عليا
بما أحب أن يوصيه، ثم قال: سيروا ولا قوة إلا بالله.
فثار البعير، ثم دفع سائرا يدف كدفيف النعام وعلي يتلو القرآن، فسرنا ليلتنا
حتى إذا طلع الفجر أذن علي وأناخ البعير، وقال: انزل يا سلمان، فحللت عيني
ونزلت فإذا أرض قوراء لا ماء ولا شجر ولا عود ولا حجر، فلما بان الفجر أقام علي
الصلاة، وتقدم وصلى بنا أنا والشيخ، ولا أزال أسمع الحس حتى إذا سلم علي
التفت فإذا خلق عظيم لا يسمعهم إلا الخطيب الصيت الجهير، فأقام علي يسبح ربه
حتى طلعت الشمس، ثم قام فيهم خطيبا فخطبهم، واعترضه منهم مردة، فأقبل
علي عليهم فقال: أبالحق تكذبون، وعن القرآن تصدفون، وبآيات الله تجحدون؟
ثم رفع طرفه إلى السماء فقال: بالكلمة العظمى والأسماء الحسنى والعزائم الكبرى
والحي القيوم محيي الموتى ورب الأرض والسماء، يا حرسة الجن ورصدة

357
الشياطين خدام الله الشراهاليين ذوي الأرواح الطاهرة، اهبطوا بالجمرة التي لا تطفأ
والشهاب الثاقب، والشواظ المحرق، والنحاس القاتل، ب‍: (ألمص)،
و (الذاريات)، و (كهيعص)، والطواسين، و (يس)، و (ن والقلم وما
يسطرون)، (والنجم إذا هوى)، (والطور وكتاب مسطور * في رق
منشور * والبيت المعمور)، والأقسام والأحكام وتواضع النجوم، لما أسرعتم
الانحدار إلى المردة المتولعين المتكبرين الجاحدين لآيات رب العالمين.
قال سلمان: فحسست بالأرض من تحتي ترتعد، وسمعت في الهواء دويا
شديدا، ثم نزلت نار من السماء، صعق لها كل من رآها من الجن، وخرت على
وجوهها مغشيا عليها، وخررت أنا على وجهي، ثم أفقت فإذا دخان يفور من
الأرض يحول بيني وبين النظر إلى عتية المردة من الجن، فأقام الدخان طويلا
بالأرض.
قال سلمان: فصاح بهم علي: ارفعوا رؤوسكم، فقد أهلك الله الظالمين، ثم عاد
إلى خطبته، فقال:
يا معشر الجن والشياطين والغيلان وبني شمراخ وآل نجاح، وسكان الآجام
والرمال والأقفار وجميع شياطين البلدان: اعلموا أن الأرض قد ملئت عدلا كما
كانت مملوءة جورا، هذا هو الحق (فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون)
قال سلمان: فعجبت الجن لعلمه، وانقادوا مذعنين له، وقالوا: آمنا بالله وبرسوله
وبرسول رسوله، لم تكذب وأنت الصادق المصدق.
قال سلمان: وانصرفنا في الليل على البعير الذي كنا عليه، وشد علي وسطي إلى
وسطه، وقال: أعصب عينيك، واذكر الله في نفسك، وسرنا يدف بنا البعير دفيفا،
والشيخ الذي قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامنا حتى قدمنا الحرة،
وذلك قبل طلوع الفجر.

358
فنزل علي ونزلت، وسرح البعير فمضى، ودخلنا المدينة فصلينا الغداة مع النبي
صلى الله عليه وسلم، فلما سلم رآنا فقال لعلي: كيف رأيت القوم؟ قال: أجابوا
وأذعنوا، وقص عليه خبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما إنهم لا
يزالون لك هايبين إلى يوم القيامة.

359
مستدرك
قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام
أوتيت ثلاثا لم يؤتهن أحد ولا أنا
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن كتب القوم في ج 4 ص 444 ومواضع أخرى من
هذا الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 28 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وروى أبو سعيد في شرف النبوة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي:
أوتيت ثلاثا لم يؤتهن أحد ولا أنا: أوتيت صهرا مثلي ولم أوت أنا مثلي، وأوتيت
زوجة صديقة مثل بنتي ولم أوت مثلها زوجة، وأوتيت الحسن والحسين من صلبك
ولم أوت من صلبي مثلهما ولكنكم مني وأنا منكم.
وأخرج معناه الإمام علي بن موسى الرضا في مسنده بزيادة من لفظه: يا علي
أعطيت ثلاثا لم يجتمعن لغيرك: مصاهرتي، وزوجك، وولديك، والرابعة لولاك

360
ما عرف المؤمنون.
قوله " لولاك ما عرف المؤمنون " معناه يستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم: من
كنت مولاه فعلي مولاه.
ورواه أيضا في ص 21 بهذا اللفظ:
وروي أنه (ص) قال له: يا علي أعطيت ثلاث مفاخر عظام لم يعطهن أحد
سواك: صهرا مثلي، وزوجة مثل فاطمة، وولدين مثل الحسن والحسين.

361
مستدرك
أعطيت في علي خمس خصال
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 384 ط دار الفكر) قال:
وعن علي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أعطيت في علي
خمس خصال لم يعطها نبي في أحد قبلي، أما خصلة منها: فإنه يقضي ديني،
ويواري عورتي، وأما الثانية: فإنه الذائد عن حوضي، وأما الثالثة: فإنه متكئ في
طريق الجسر يوم القيامة، وأما الرابعة: فإن لوائي معه يوم القيامة، وتحته آدم وما
ولد، وأما الخامسة: فإني لا أخشى أن يكون زانيا بعد إحصان، ولا كافرا بعد
إيمان.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 246 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:

362
حديث آخر: أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك، قال: أنا محمد بن المظفر، قال:
أنا العتيقي، قال: أخبرنا يوسف بن أحمد، قال: نا العقيلي، قال: حدثنا إبراهيم بن
عبد الله الفارسي، قال: نا محمد بن يحيى بن الضريس، قال: نا خلف بن المبارك،
قال: نا شريك، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي، قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: أعطيت في علي خمس خصال لم يعطها نبي في أحد
قبلي - فذكر مثل ما تقدم عن المختصر بعينه.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 5 ص 185 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
سألت الله يا علي فيك خمسا.
كنز 33047.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 14 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
أعطيت في علي خمس خصال لم يعطها نبي في أحد قبلي 1 / 401

363
مستدرك
سألت الله فيك خمسا فأعطاني أربعة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 235 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: أنا أبو منصور القزاز، قال: نا أبو بكر بن ثابت، [قال: أخبرنا
أبو محمد عبد الله بن علي القاضي، قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع
الغساني] قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار، قال: نا أحمد بن غالب
أبو العباس، قال: نا محمد بن يحيى بن الضريس، قال: نا عيسى بن عبد الله بن
عمر بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، [قال: حدثني أبي، عن جده علي]
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سألت الله فيك خمسا فأعطاني أربعا
ومنعني واحدة، سألته فأعطاني فيك أنك أول [من] تنشق عنه الأرض يوم القيامة،
وأنت معي معك لواء الحمد، وأنت تحمله، وأعطاني أنك ولي المؤمنين من
بعدي.

364
مستدرك
أعطاني ربي في علي خصالا في الدنيا
وخصالا في الآخرة
رواه جماعة من العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 383 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطاني ربي عز وجل
في علي خصالا في الدنيا وخصالا في الآخرة، أعطاني به في الدنيا أنه صاحب
لوائي عند كل شديدة وكريهة، وأعطاني به في الدنيا أنه غامضي وغاسلي ودافني،
وأعطاني به في الدنيا أنه لن يرجع بعدي كافرا، وأعطاني به في الآخرة أنه صاحب
لواء الحمد يقدمني به، وأعطاني به في الآخرة أنه متكئ في طول الجسر يوم
القيامة، وأعطاني به أنه عون لي على حمل مفاتيح الجنة.

365
مستدرك
قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " اللهم هؤلاء أهلي "
و " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى "
و " لأعطين الراية غدا رجلا "
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن القوم في مواضع عديدة من الكتاب، ونستدرك
هيهنا عمن لم ننقل عنهم فيما مضى:
فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد
الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند فاطمة عليها السلام "
(ص 62 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد. الهند) قال:
عن عامر بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: ثلاث خصال
لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، نزل على رسول الله صلى الله
عليه وسلم الوحي فأدخل عليا وفاطمة وابنيها تحت ثوبه ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي
وأهل بيتي، وقال له حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي: يا رسول الله خلفتني مع

366
النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي، وقوله يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه، فتطاول المهاجرون
لرسول الله صلى الله عليه وسلم أبرأهم فقال: أين علي؟ قالوا: هو رمد، قال:
ادعوه، فدعوه فبصق في عينيه ففتح الله على يديه (ابن النجار).
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم 1 ص 582 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا:
لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال عمر معرفة الصحابة / علي
3 / 125
إن علي بن أبي طالب أعطي ثلاثا معرفة الصحابة / علي 3 / 116
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 23 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا قتيبة بن سعيد البلخي وهشام بن عمار الدمشقي، قالا: حدثنا حاتم، عن
بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قالا: أمر معاوية سعدا
فقال: ما يمنعك أن تسب أبا تراب، فقال: أنا ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فلن أسبه، لأن يكون لي واحدة منها أحب إلي من حمر النعم.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له وخلفه في بعض مغازيه، فقال له
علي: يا رسول الله أتخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله

367
ورسوله، فتطاولنا إليها، فقال: ادعوا إلي عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع
الراية إليه. ولما نزلت (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، وفاطمة، وحسنا وحسينا فقال:
اللهم هؤلاء أهل بيتي.
وقال أيضا في ص 24:
أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد [المؤدب] قال: أخبرنا أبو غسان، قال:
أخبرنا عبد السلام، عن موسى الصغير، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعد،
قال: كنت جالسا فتنقصوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقلت: لقد سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في علي ثلاث خصال، لأن يكون لي واحدة
منهن أحب إلي من حمر النعم:
سمعته يقول: إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
وسمعته يقول: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.
وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
وقال أيضا في ص 56:
أخبرنا محمد بن المثنى، قال: أخبرنا أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا بكير بن
مسمار، قال: سمعت عامر بن سعد، يقول: قال معاوية لسعد بن أبي وقاص: ما
يمنعك أن تسب ابن أبي طالب؟ قال: لا أسبه - فذكر مثل ما تقدم.
وقال أيضا في ص 97:
أخبرني عمران بن بكار بن راشد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا
محمد (؟) بن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه، عن معاوية: ذكر علي بن

368
أبي طالب رضي الله عنه، فقال سعد بن أبي وقاص: والله لأن يكون لي واحدة من
خلال ثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس - فذكر الحديث مثل
ما تقدم، وفي آخره: ولأن يكون لي ابنته ولي منها من الولد ما له أحب إلي من أن
يكون لي ما طلعت عليه الشمس.

369
مستدرك
حديث رد الشمس لعلي عليه السلام
بدعاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 29 وص 31 وص 521
و ج 16 ص 315 و ج 20 ص 617 و ج 21 ص 261 ومواضع أخرى من الكتاب
الشريف، ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل عنهم فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ محمد جمال الدين القاسمي الدمشقي في " فضل المبين على
عقد الجوهر الثمين - شرح الأربعين العجلونية " (ص 435 ط 3 دار النفائس - بيروت)
قال: (1)



1) قال العلامة صاحب " أماني الأحبار في شرح معاني الآثار " المطبوع في مقدمة " شرح
معاني الآثار " للعلامة الطحاوي ج 1 ص 45 ط 2 دار الكتب العلمية - بيروت عام
1407 قال:
وقد تكلم ابن تيمية أيضا في الطحاوي كما في الفوائد البهية وقال في منهاج السنة
في بحث حديث رد الشمس: الطحاوي ليست عادته نقد الحديث كنقد أهل العلم
ولهذا روى في شرح معاني الآثار الأحاديث المختلفة وإنما رجح ما يرجحه منها في
الغالب من جهة القياس الذي رآه حجة ويكون أكثر مجروحا من جهة الإسناد ولا
يثبت فإنه لم يكن له معرفة بالإسناد كمعرفة أهل العلم به وإن كان كثير الحديث فقيها
عالما. إنتهى.
قال العبد الضعيف: ظاهر كلام ابن تيمية يدل على أنه حكم هذا الحكم على الإمام
أبي جعفر الطحاوي وأخرجه من أئمة النقد لأنه صحح حديث رد الشمس لعلي رضي
الله عنه والإمام الطحاوي رحمه الله تعالى ليس بمتفرد بتصحيح هذه الرواية وقد وافقه
غير واحد من الأئمة المتقدمين والمتأخرين ورجحوا قوله على قول ابن تيمية ومن تبعه
كما سيأتي ذلك إن شاء الله تعالى، وما ذكرنا في الفائدة العاشرة من أقوال الإمام
الطحاوي في الرجال وكلامه في نقد الأحاديث كنقد أهل العلم من كتابيه معاني الآثار
ومشكل الآثار وكتب أسماء الرجال يرد كل الرد ويدفع كل الدفع قول ابن تيمية.
هذا، ويثبت صحة ما اختاره الذهبي من ذكره في الحفاظ الذين يرجع إلى أقوالهم
والسيوطي من ذكره فيمن كان بمصر من حفاظ الحديث ونقاده، وقد شهد له الأئمة
المتقدمون بجلالة قدره كابن يونس ومسلمة ابن القاسم وابن عساكر وابن عبد البر
وأضرابهم، وهؤلاء أقرب زمانا بالطحاوي من ابن تيمية ومنهم من هو أعلم منه بحال
علماء مصر، فإن صاحب البيت أدرى بما فيه، فجرح ابن تيمية بغير دليل لم يؤثر في
الإمام الطحاوي مع شهادة هؤلاء الأعلام.
وقد قال التاج السبكي في طبقاته كما في مقدمة الأوجز: الحذر كل الحذر أن تفهم
من قاعدتهم أن الجرح مقدم على التعديل على إطلاقها بل الصواب أن من ثبت عدالته
وإمامته وكثر مادحوه ومزكوه وندر جارحه وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه
من تعصب مذهبي أو غيره لم يلتفت إلى جرحه.
ثم قال بعد كلام طويل: قد عرفناك أن الجارح لا يقبل جرحه وإن فسره في حق من
غلبت طاعاته على معصيته ومادحوه على ذاميه ومزكوه على جارحيه إذا كانت هناك
قرينة دالة يشهد العقل بأن مثلها حامل على الوقيعة. إنتهى.
على أن ابن تيمية كما في الدرر الكامنة عن الذهبي كان مع سعة علمه وفرط
شجاعته وسيلان ذهنه وتعظيمه لحرمات الدين بشرا من البشر تعتريه حدة في البحث
وغضب وشظف للخصم تزرع له عداوة في النفوس، وإلا لو لاطف خصومه لكان
كلمة إجماع فإن كبارهم خاضعون لعلومه معترفون بشنوفه مقرون بندور خطائه وأنه
بحر لا ساحل له وكنز لا نظير له، ولكن ينقمون عليه أخلاقا وأفعالا وكل أحد يؤخذ
من قوله ويترك. إنتهى.
وأما حديث رد الشمس فأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار من حديث أسماء بنت
عميس من طريقين وسقط ما بعده إلى آخر الكتاب من الطبع فلم نظفر على كلام
الطحاوي في كتابه. وذكر في المعتصر من المختصر من مشكل الآثار معارضة الحديث
بحديث أبي هريرة مرفوعا: لم ترد الشمس مذ ردت على يوشع بن نون ليالي سار إلى
بيت المقدس، ودفع بأن معناه: مذ ردت إلي يومئذ. وليس في ذلك ما يدفع أن يكون
ردت على علي رضي الله عنه بعد ذلك بدعائه صلى الله عليه وسلم، وهذا من أجل
علامات النبوة وذكر فوائد أخرى.. إلى أن قال: هذا منقطع وحديث أسماء متصل.
وقال القاضي عياض في الشفا: وخرج الطحاوي في مشكل الحديث أسماء
بنت عميس من طريقين أنه صلى الله عليه وسلم كان يوحى إليه ورأسه في حجر علي
فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصليت يا
علي؟ فقال: لا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة
رسولك فاردد عليه الشمس. قالت أسماء: فرأيتها غربت ثم رأيتها طلعت ووقفت
على الجبال والأرض وذلك بالصهباء. قال: وهذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات.
وحكى الطحاوي عن أحمد بن صالح كان يقول: لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف
عن حفظ حديث أسماء لأنه من علامات النبوة. إنتهى كلام القاضي.
وقال الخفاجي المصري في شرح الشفا واعترض عليه بعض الشراح وقال: إنه
موضوع ورجاله مطعون فيهم كذابون ووضاعون ولم يدر أن الحق خلافه والذي غره
كلام ابن الجوزي ولم يقف على أن كتابه أكثره مردود.
وقد قال خاتمة الحفاظ السيوطي وكذا السخاوي: إن ابن الجوزي في موضوعاته
تحامل تحاملا كثيرا حتى أدرج فيه كثيرا من الأحاديث الصحيحة كما أشار إليه
ابن الصلاح، وهذا الحديث صححه المصنف رحمه الله تعالى وأشار إلى أن تعدد
طرقه شاهد صدق على صحته، وقد صححه قبله كثير من الأئمة كالطحاوي وأخرجه
ابن شاهين وابن مندة وابن مردويه والطبراني في معجمه وقال: إنه حسن، وصنف
السيوطي في هذا الحديث رسالة مستقلة سماها " كشف اللبس عن حديث رد
الشمس " وقال: أنه سبق بمثله لأبي الحسن الفضلي أورد طرقه بأسانيد كثيرة وصححه
بما لا مزيد عليه ونازع ابن الجوزي في بعض من طعن فيه من رجاله، وأحمد بن
صالح المذكور في كلام الطحاوي هو أبو جعفر الطبري الحافظ الثقة روى عنه أصحاب
السنن، ويكفي في توثيقه أن البخاري روى عنه في صحيحه فلا يلتفت إلى من ضعفه
وطعن في روايته، وبهذا أيضا سقط ما قاله ابن تيمية وابن الجوزي من أن هذا
الحديث موضوع فإنه مجازفة منهما. إنتهى مختصرا.
وقال القاري في شرح الشفا: قال ابن الجوزي في الموضوعات: حديث رد
الشمس في قصة علي رضي الله عنه موضوع بلا شك وتبعه ابن القيم وشيخه ابن تيمية
وذكروا تضعيف رجال أسانيد الطحاوي ونسبوا بعضهم إلى الوضع إلا أن ابن الجوزي
قال: أنا لا أتهم به إلا ابن عقدة لأنه كان رافضيا يسب الصحابة ا ه‍.
ولا يخفى أن مجرد كون راو من الرواة رافضيا أو خارجيا لا يوجب الجزم بوضع
حديثه إذا كان ثقة من جهة دينه وكان الطحاوي لاحظ هذا المبنى وبنى عليه هذا
المعنى.
ثم من المعلوم أن من حفظ حجة على من لم يحفظ، والأصل هو العدالة حتى
يثبت الجرح المبطل للرواية. إنتهى.
وقال الشيخ محمد طاهر الفتني الهندي في تذكرة الموضوعات: حديث أسماء في
رد الشمس فيه فضيل ابن مرزوق ضعيف وله طريق آخر فيه ابن عقدة رافضي رمي
بالكذب ورافضي كاذب. قلت: فضيل صدوق احتج به مسلم والأربعة، وابن عقدة
من كبار الحفاظ وثقه الناس ومن ضعفه الأعصري متعصب والحديث صرح جماعة
بتصحيحه منهم القاضي عياض وفي اللآلي قيل: هو منكر وقيل: موضوع.
قلت: صرح به جماعة من الحفاظ وفي المقاصد رد الشمس على علي رضي الله
عنه قال أحمد: لا أصل له وتبعه ابن الجوزي ولكن صححه الطحاوي وصاحب الشفا.
انتهى.
وصححه الحافظ ابن الفتح الأزدي وحسنه الحافظ أبو زرعة ابن العراقي والحافظ
السيوطي في الدرر المنتشرة في الأحاديث المشتهرة، وقد أنكر الحفاظ على
370




ابن الجوزي إيراده الحديث في كتاب الموضوعات - كذا في الأمم لإيقاظ الهمم عن
تلميذ السيوطي أبي عبد الله الدمشقي.
وقال الحافظ أبو الفضل ابن حجر بعد أن أورد الحديث: أخطأ ابن الجوزي بإيراده
له في الموضوعات وكذا ابن تيمية في كتاب الرد على الروافض في زعم وضعه وقد
ذكر الهيثمي في المجمع حديث أسماء. ثم قال: رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال
أحدها رجال الصحيح عن إبراهيم بن حسن وهو ثقة وثقه ابن حبان وفاطمة بنت علي
بن أبي طالب لم أعرفها. إنتهى.
وأما رجال الطريقين عند المصنف ففي الطريق الأول شيخه أبو أمية وهو محمد
ابن إبراهيم بن مسلم الخزاعي الطرسوسي الحافظ بغدادي الأصل شيخ أبي حاتم
الرازي وأبو عوانة الإسفرائني قال أبو داود ثقة، وقال مسلمة بن قاسم: روى عنه غير
واحد وهو ثقة، وقال في موضع آخر: أنكرت عليه أحاديث ولج فيها وحدث فتكلم
الناس فيه. وقال الحاكم صدوق كثير الوهم وقال ابن يونس: كان من أهل الرحلة فهما
بالحديث وكان حسن الحديث، وقال أبو بكر الخلال: أبو أمية رفيع القدر جدا كان
إماما في الحديث مقدما في زمانه كذا في تهذيب التهذيب. وقال في التقريب:
صدوق صاحب حديث يهم ا ه‍.
وشيخ أبي أمية عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي أبو محمد الحافظ من رواة الستة
ثقة كان يتشيع من التاسعة، قال أبو حاتم: كان أثبت في إسرائيل من أبي نعيم كذا في
التقريب، وقال في الميزان: شيخ البخاري ثقة في نفسه لكنه شيعي منحرف وثقه
أبو حاتم وابن معين انتهى.
وشيخ عبيد الله الفضيل بن مرزوق الأغر الرقاشي الكوفي أبو عبد الرحمن مولى
بني عنزة من رواة مسلم والأربعة صدوق يتهم ورمي بالتشيع من السابعة. كذا في
التقريب.
وقال في الميزان: وثقه سفيان بن عيينة وابن معين وقال ابن عدي: أرجو أنه لا
بأس به، وقال النسائي: ضعيف، وكذا ضعفه عثمان بن سعيد.
قلت: وكان معروفا بالتشيع من غير سب. إنتهى.
وشيخ فضيل إبراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، قال ابن
أبي حاتم روى عن أبيه ولم يذكر فيه جرحا، وذكره ابن حبان في الثقات فقال: روى
عن أبيه وفاطمة بنت الحسن قلت: هي أمه كذا في اللسان - ويروي إبراهيم عن أمه
فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمية المدنية من رواة أبي داود والترمذي
وابن ماجة قال ابن سعد: أمها أم إسحق بنت طلحة تزوجها ابن عمها الحسن بن الحسن
بن علي ثم تزوجها بعده عبد الله بن عمرو بن عثمان. ذكرها ابن حبان في الثقات كما
في تهذيب التهذيب.
وقال الحافظ محب الدين أبو عبد الله محمد بن أبي الفضل محمود بن أبي محمد
الحسن بن هبة الله البغدادي المشتهر بابن النجار المتوفى سنة 643 في " ذيل تاريخ
بغداد " ج 2 ص 154 ط دار الكتب العلمية - بغداد، قال:
عبيد الله بن هبة الله بن محمد بن هبة الله بن حمزة القزويني، أبو الوفاء الحنفي
الواعظ، من أهل أصبهان، كان يعرف شفرود، وهو أخو شيخنا رزق الله الذي يقدم
ذكره، كان من أعيان أهل بلده فضلا وعلما وأدبا، وكان يعظ على الكرسي بكلام
مليح، وله النظم والنثر الحسن، وكان فصيحا بليغا ظريفا لطيفا، وذكر لي ولده
أبو عبد الله الحسين أنه دخل بغداد حاجا عدة مرار، وأنه أقام ببغداد سنة وعقد بها
مجلس الوعظ بالمدرسة التاجية، أنشدني أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن هبة الله
القزويني بإصبهان أنشد والدي ببغداد على المنبر في المدرسة التاجية مرتجلا لنفسه
وقد دنت الشمس للغروب، وكان ساعته قد شرع في ذكر مناقب علي بن أبي طالب
رضي الله عنه:
لا تعجلي يا شمس حتى ننتهي * فضلا لمدح المرتضى ولنجله
يثني عنانك إن غربت ثناؤه * أنسيت يومك إذ رددت لأجله
إن كان للمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله ولرجله
ذكر لي أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله أن والده توفي بشيراز في النصف من
شعبان سنة خمس وثمانين وخمسمائة، وأن مولده كان تقديرا سنة أربعين ثلاثين
وخمسمائة.
وقال العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في " نسيم الرياض في شرح
شفاء القاضي عياض " ج 3 ص 14 ط دار الفكر - بيروت، قال:
لطيفة: من الاتفاقات الحسنة أن المظفر الواعظ ذكر يوما قريب الغروب فضائل
علي كرم الله وجهه ورد الشمس له والسماء مغيمة غيما مطبقا، فظنوا أن الشمس غربت
وهموا بالانصراف فأصحت السماء ولاحت الشمس صافية الاشراق فأشار إليهم
بالجلوس وأنشد ارتجالا:
لا تغربي يا شمس حتى ينتهي * مدحي لآل المصطفى ولنجله
واثني عنانك إذ أردت ثناهم * أنسيت إذ كان الوقوف لأجله
إن كان للمولى وقوفك فليكن * هذا الوقوف لخيله ولرجله
وقال العلامة الشيخ محمد بخيت المطيعي الحنفي مفتي الديار المصرية سابقا في
" جواب عن وقف الشمس لبعض الأنبياء عليهم السلام " ص 81 ط مؤسسة الكتب
الثقافية - بيروت:
سئل الأستاذ الإمام المغفور له مؤلف هذا الكتاب عن وقف الشمس لبعض الأنبياء
عليهم الصلاة والسلام وحبسها لآخرين، فأجاب رحمة الله عليه جوابا مسددا بالأدلة
والبراهين العقلية والنقلية.
قال السائل بعد الديباجة المعروفة: فسروا لنا قوله تعالى: (ووهبنا لداود سليمان
نعم العبد إنه أواب * إذا عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد * فقال إني أحببت حب
الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب * ردوها على فطفق مسحا بالسوق
والأعناق) وبينوا لنا ما جاء في ذلك من رد الشمس لسليمان على نبينا وعليه أفضل
الصلاة والسلام، وما ورد من أنها ردت لنبينا صلى الله عليه وسلم وحبست لعلي بن
أبي طالب كرم الله وجهه ورضي الله عنه، وليوشع عليه الصلاة والسلام.
وقال العلامة الشيخ محمد بن عمر النووي في " قامع الطغيان على منظومة شعب
الإيمان " للشيخ زين الدين الكوشني ص 26 ط دار إحياء الكتب العربية عيسى البابي
وشركاؤه في القاهرة:
وحكي أن عليا كان يذهب إلى الجماعات لصلاة الفجر مسرعا، فلقي شيخا في
الطريق يمشي قدامه على السكينة والوقار في سكك الطريق، فما مر علي تكريما له
وتعظيما لشيبته حتى حان وقت طلوع الشمس فلما دنا الشيخ من باب المسجد لم
يدخل فيه فعلم علي أنه من النصارى فدخل المسجد فوجد رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الركوع فلما فرغ من صلاته قالوا: يا رسول الله لم طولت الركوع في هذه
الصلاة ما كنت تفعل مثل هذا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما ركعت
وقلت: سبحان ربي العظيم، كما كان وردي وأردت أن أرفع رأسي جاء جبريل ووضع
جناحه على ظهري وأخذني طويلا فلما رفع جناحه رفعت رأسي، فقالوا: لم فعل
هذا؟ فقال: ما سألته عن ذلك. فحضر جبريل وقال: يا محمد إن عليا كان يستعجل
للجماعة فلقي شيخا نصرانيا في الطريق ولم يعلم أنه نصراني فأكرمه لأجل شيبته وما مر
عليه فأمرني الله تعالى أن آخذك في الركوع حتى يدرك معك علي صلاة الفجر وأمر الله
تعالى ميكائيل أن يأخذ الشمس بجناحه حتى لا تطلع بحرمة علي رضي الله عنه.
370
(قال الإمام الحافظ أبو بشر محمد بن أحمد) بن حماد بن سعيد (الأنصاري)
بالولاء (الشهير بالدولابي) الوراق الرازي، كان عالما بالحديث والأخبار
والتواريخ، سمع بالشام والعراق، وروى عنه الطبراني وغيره، وله تصانيف مفيدة

377
في التاريخ ومواليده ووفياتهم، واعتمد عليه أرباب هذا الفن في النقل وأخبروا عنه
في كتبهم ومصنفاتهم المشهورة، وبالجملة فقد كان من الأعلام في هذا الشأن، قاله
ابن خلكان.
قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: قال أبو سعيد بن يونس: كان الدولابي من أهل
الصنعة، وكان يضعف، توفي سنة 320 بالعرج عقبة بين مكة والمدينة وقرية
بنواحي الطائف. قال ابن خلكان: لا أعلم هل توفي بالأولى أم الثانية. وقال
الذهبي: مات بين مكة والمدينة بالعرج في ذي القعدة سنة 310، ومولده في سنة
224.
والدولابي بضم الدال وفتحها، قال السمعاني: والفتح أصح نسبة إلى الدولاب
قرية من أعمال الري (في كتابه المذكور بالسند إليه: حدثني إسحاق بن يونس قال:
حدثنا سويد بن سعيد) الهروي الأنباري. قال أحمد: أرجو أن يكون صدوقا.
وقال أبو حاتم: صدوق مدلس، وضعفه ابن المديني والنسائي، مات سنة 240
(عن المطلب بن زياد) الكوفي، محدث جليل وثقه ابن معين مات سنة 185 (عن
إبراهيم بن حيان عن عبد الله بن الحسن) بن حسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي
أبي محمد، روى عن أبيه وأمه فاطمة بنت الحسين، وعنه مالك الثوري وخلق،
وثقه ابن معين وأبو حاتم، توفي سنة (عن) أمه فاطمة (بنت الحسين)
بن علي بن أبي طالب الهاشمية المدنية، وثقها ابن حبان، بقيت إلى بعد سنة عشر
ومائة.
(عن الحسن بن علي رضي الله عنهما) سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم
وريحانته، له ثلاثة عشر حديثا، ولد سنة ثلاث في رمضان، وتوفي رضي الله عنه
مسموما سنة تسع وأربعين أو سنة خمسين أو بعدها، ومناقبه جمة في الصحيحين
وغيرهما. (قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم) وآله (وسلم في حجر علي) رضي
الله عنه بفتح الحاء المهملة وكسرها وهو حضن الانسان. (وكان يوحى إليه، فلما

378
سري عنه) أي أزيل، والتشديد للمبالغة، مأخوذ من التسرية، وهي كالسرو
والإسراء إلقاء الشئ ونزعه، يقال سريت الجل عن الفرس وأسريته وسريته: إذا
ألقيته عنه، ومنه سري عنه الخوف أي أزيل. كذا في القاموس وشرحه.
(قال لي: يا علي صليت الفرض؟ قال: لا) فيه التفات من التكلم إلى الغيبة
(قال) صلى الله عليه وسلم: (اللهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة رسولك
فرد عليه الشمس. فردها عليه فصلى وغابت الشمس. والمراد بالفرض: صلاة
العصر، فقد روى الحديث الطبراني وغيره بسنده إلى أسماء بنت عميس) كزبير
صحابية شهيرة من المهاجرات الأول وأخت ميمونة بنت الحارث الهلالية زوج
النبي صلى الله عليه وسلم لأمها، وأخت لبابة أم الفضل امرأة العباس، وكن تسع
أخوات. وكانت أسماء هاجرت مع جعفر إلى الحبشة وولدت له عونا وعبد الله،
وتزوجها بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه فولدت له محمدا، وتزوجها بعده علي
بن أبي طالب كرم الله وجهه فولدت له يحيى وعونا.
وما في القاموس من أن أباها عميسا صحابي ففيه نظر، لأنه لم يذكره أحد في
معجم الصحابة، وإنما الصحبة لابنته المذكورة، كذا في شرح القاموس للزبيدي.
ولا سماء ستون حديثا انفرد لها البخاري بحديث، وماتت بعد علي رضي الله عنه
وعنها. (بلفظ: قالت: كان رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم إذا نزل عليه
الوحي يكاد يغشى عليه) أي يغمى عليه، وقد يفرق بين الغشي والاغماء بأن الغشي
تعطل القوى المحركة والأوردة الحاسة لضعف القلب بسبب وجع شديد أو برد أو
جوع مفرط، والاغماء امتلاء بطون الدماغ من بلغم بارد غليظ، وقيل: سهو يلحق
الانسان مع فتور الأعضاء لعلة. نقله صاحب المصباح. وفي التهذيب: أغمي عليه:
ظن أنه مات ثم يرجع حيا، كذا في تاج العروس.
(فأنزل عليه يوما ورأسه في حجر علي) رضي الله عنه (حتى غابت الشمس
فرفع رسول الله صلى الله عليه) وآله (وسلم رأسه فقال له: صليت العصر يا علي؟

379
فقال: لا يا رسول الله، فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر، فرأيت الشمس
بعد ما غابت حين ردت حتى صلى العصر.
قال الحافظ جلال الدين السيوطي في جزء كشف اللبس في حديث رد
الشمس.
ومنهم العلامة الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد الخضيري
السيوطي المتوفى سنة 911 في كتابه " الفوائد الكامنة في إيمان السيدة آمنة " (ص 35
ط مكتبة القرآن - القاهرة) قال:
وقوله " فمن مات كافرا.. " إلى آخر كلامه مردود بما في الخبر: إن الله تعالى رد
الشمس على نبيه عليه السلام بعد مغيبها حتى صلى علي. ذكره أبو جعفر الطحاوي
وقال: إنه حديث ثابت. فلو لم يكن رجوع الشمس نافعا وأنه لا يتجدد الوقت لما
ردها عليه.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفتح محمد بن أحمد بن العماد الأقفسهي المتوفى سنة
867 في " القول التام في أحكام المأموم والإمام " (ص 174 ط مكتبة القرآن - القاهرة)
قال:
وروي أنه عليه الصلاة والسلام نام على حجر علي حتى غابت الشمس، فكره أن
يوقظه، ففاتته صلاة العصر، فلما استيقظ ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:
اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فردها عليه. فرجعت الشمس حتى صلى
علي العصر.
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن مهران الإصبهاني
المتوفى سنة 430 في " تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة " (ص 73 ط دار الإمام مسلم في
بيروت).

380
فأشار إلى الحديث الشريف.
ومنهم الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين المشهور بالعراقي المولود سنة
725 والمتوفى 806 في " ذيل ميزان الاعتدال " (ص 60 ط جامعة أم القرى بمكة
المكرمة)
فذكر حديث رد الشمس الشريف.
ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد الخفاجي المصري في " نسيم الرياض في شرح
شفاء القاضي عياض " (ج 3 ص 10 ط دار الفكر - بيروت)
فذكر الحديث الشريف وشرح ألفاظ المتن والسند.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " الدرر المجموعة بترتيب
أحاديث اللآلي المصنوعة " (ص 20 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
يا علي صليت العصر؟ قال: لا، قال... علي بن الحسين 1 / 337
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 198 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي صليت العصر؟
خفا 2 / 581 - أسرار 415.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 378 ط دار الفكر) قال:
وعن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوحى إليه

381
ورأسه في حجر علي، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: صليت يا علي؟ قال: لا. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم
إنه كان في طاعتك وطاعة نبيك فاردد عليه الشمس. قالت أسماء: فرأيتها غربت،
ثم رأيتها طلعت بعد ما غربت.
ومنهم المولوي علي بن سلطان محمد القاري في " شرح الشفاء للقاضي عياض "
المطبوع بهامش " نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض " (ج 3 ص 10 ط دار
الفكر - بيروت) قال:
(وأما رد الشمس له) صلى الله تعالى عليه وسلم فاختلف المحدثون في
تصحيحه وضعفه ووضعه والأكثرون على ضعفه فهو في الجملة ثابت بأصله وقد
يتقوى بتعاضد الأسانيد إلى أن يصل إلى مرتبة حسنة فيصح الاحتجاج به.
(وخرج) بتشديد الراء أي أخرج (الطحاوي في مشكل الحديث) وهو الإمام
الحافظ العلامة صاحب التصانيف المهمة، روى عنه الطبراني وغيره من الأئمة وهو
مصري من أكابر علماء الحنفية لم يخلف مثله بين الأئمة الحنفية، وكان أولا شافعيا
يقرأ على خاله المزني ثم صار حنفيا، وتوفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة.
وطحا: من قرى مصر، قال بعضهم: كان أولا شافعيا ثم تقلد مذهب مالك. كذا
نقله التلمساني ولعله انتقل من مذهب مالك إلى مذهب أبي حنيفة كما يشهد به كتبه
في الرواية والدراية.
(عن أسماء) وأصله وسماء من الوسامة فأبدلت واوه همزة، وقيل: جمع اسم.
والأول أولى، وهو منقول عن سيبويه، ولعل وجهه أن إطلاق الجمع على المفرد
بعيد جدا مع أن اسم الجمع لا يجعل علما أبدا. (بنت عميس) بضم مهملة وفتح
ميم فتحتية ساكنة فسين مهملة وتقدمت ترجمتها. (من طريقين) أي بإسنادين،
وكذا الطبراني رواه بأسانيد رجال بعضها ثقات (أنه صلى الله تعالى عليه وسلم كان

382
يوحي إليه) أي مرة (ورأسه في حجر علي) أي ابن أبي طالب كرم الله وجهه (فلم
يصل) أي على العصر (حتى غربت الشمس فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم) أي بعد ما أفاق من الاستغراق (أصليت يا علي؟ قال: لا. فقال) أي النبي
صلى الله تعالى عليه وسلم (اللهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك) أي لما بينهما
من الملازمة (فاردد عليه) أي لأجله (الشمس) أي شرقها كما في نسخة بالتحريك
ويسكن وهو منصوب على الظرفية أي في ارتفاعها أو على البدلية أي ضوءها.
وقال أيضا في كتابه " الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة " (ص 73 ط دار
الكتب العلمية - بيروت):
إن الشمس ردت على علي بن أبي طالب.
وقال أيضا في ص 289:
أخرجه الدولابي عن الحسين بن علي قال: كان رأس رسول الله صلى الله عليه
وسلم في حجر علي وهو يوحى إليه، فلما سري عنه قال: يا علي صليت العصر؟
قال: لا، قال: اللهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة رسولك، فرد عليه
الشمس. فردها عليه فصلى وغابت الشمس.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي المتوفى سنة 450
في " إعلام النبوة " (ص 103 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
روي أن أسماء بنت عميس قالت لفاطمة: إن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى
عنهما كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أوحي إليه فجلله بثوبه فلم يزل
كذلك حتى أدبرت الشمس أو كادت تغيب، ثم إنه سري عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: أصليت يا علي؟ قال: لا. فقال: اللهم رد على علي الشمس.

383
فرجعت الشمس حتى بلغت نصف المسجد.
ومنهم العلامة الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة
الحسيني الحنفي الدمشقي المتوفى سنة 1120 في " البيان والتعريف في أسباب ورود
الحديث الشريف " (ص 329 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال:
اللهم إن عبدك تصدق بنفسه على نبيك فاردد عليه شروقها.
أخرجه أبو الحسن بن شاذان الفضلي الفراتي في رد الشمس على علي رضي الله
عنه.
ومنهم الشيخ محمد علي طه الدرة في " تفسير القرآن الكريم وإعرابه وبيانه " (ج 12
ص 295 ط دار الحكمة - دمشق وبيروت سنة 1402) قال:
خرج الطحاوي في مشكل الحديث عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها من
طريقين أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوحى إليه، ورأسه في حجر علي رضي
الله عنه، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أصليت العصر يا علي؟ قال: لا، فقال صلى الله عليه وسلم: اللهم إنه كان
في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس.
قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها بعد ما غربت طلعت على الجبال
والأرض، وذلك بالصهباء في خيبر.
قال الطحاوي: وهذان الحديثان ثابتان، ورواتهما ثقات.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب الموضوعات "
لابن الجوزي (ط دار البشائر الاسلامية - بيروت)
فأشار إلى حديث رد الشمس لعلي عليه السلام في ص 31 وص 38 وص 118.

384
وأيضا في كتابه " الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة " ص 20
وص 29.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف في ج 2 ص 169 و ج 3 ص 350 و ج 5 ص 351
و ج 11 ص 142 وص 193.

385
مستدرك
من كنت مولاه فهذا علي مولاه
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 2 ص 426 و ج 3 ص 322 إلى
ص 327 و ج 4 ص 79 و 92 و 99 و 135 إلى 139 وص 277 وص 330 وص 358
وص 387 وص 408 وص 437 و 443 و 447 و ج 5 ص 35 و 37 و 41 و 43 و 60
و 72 و 77 و 80 و 89 و 98 و 288 و 309 و ج 6 ص 225 إلى 304 و ج 15 ص 92
و 114 و ج 16 ص 151 و 152 إلى ص 165 و 559 إلى 587 و ج 20 ص 348 و 362
و 553 و ج 21 ص 1 إلى 93 ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف، ونستدرك
هيهنا عن الكتب التي لم ننقل عنها فيما سبق:
وفيه أحاديث:
فمنها
حديث أصبغ بن نباتة
عن علي أمير المؤمنين عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أبو عبد الله أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي المتوفى سنة 620
في " المتحابين في الله " (ص 73 ط دار الطباع بدمشق عام 1411) قال:
قرئ على الشيخ أبي طاهر عبد الجبار بن هبة الله بن القاسم بالجانب الغربي من
بغداد، أخبركم أبو غالب القزاز، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا الحسين بن
هارون الضبي، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، حدثنا محمد بن
إسماعيل الراشدي، حدثنا محمد بن خلف النميري، حدثنا علي بن الحسن العبدي،
عن سعد، عن الأصبغ بن نباتة قال: نشد الناس علي رضي الله عنه في الرحبة: من سمع

386
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير خم؟ فقام بضعة عشر رجلا، منهم
أبو أيوب الأنصاري فقالوا: نشهد إنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذ
بيدك يوم غدير خم فقال: ألستم تشهدون أن قد بلغت ونصحت؟ قالوا: نشهد أنك
قد بلغت ونصحت.
قال: ألا إن الله وليي، وأنا ولي المؤمنين، ألا فمن كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم
وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه، وأعن من
أعانه.
ومنها
حديث الحارث عنه عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين المشهور بالعراقي المولود سنة
725 والمتوفى 806 في " ذيل ميزان الاعتدال " (ص 209 ط جامعة أم القرى بمكة
المكرمة) قال:
خالد بن عامر بن عداس، روى عن فطر، عن أبي إسحاق، عن الحارث
الأعور، عن علي حديث " من كنت مولاه فعلي مولاه " (1).



1) قال العلامة الشيخ كمال الدين أبو سالم محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي
النصيبي العدوي الشافعي المتوفى سنة 652 في " مطالب السؤول " ص 16 ط طهران
سنة 1287:
وروى [أي الترمذي] بسنده أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت
مولاه فعلي مولاه. وهذا اللفظ بمجرده، ورواه الترمذي ولم يزد عليه وزاد غيره ذكر
اليوم والموضع، فذكر الزمان وهو عند عود رسول الله صلى الله عليه وسلم من حجة
الوداع في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة، وذكر المكان وهو ما بين مكة والمدينة
يسمى خم في غدير هناك يسمى ذلك اليوم يوم غدير خم، وقد ذكره (ع) في شعره
الذي تقدم وصار ذلك اليوم عيدا وموسما لكونه كان وقتا خص رسول الله عليا بهذه
المنزلة العلية وشرفه بها دون الناس كلهم.
ونقل عن زاذان قال: سمعت عليا في الرحبة وهو ينشد الناس: من شهد منكم
رسول الله يوم غدير خم وهو يقول ما قال. فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا
رسول الله يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
زيادة تقرير:
نقل الإمام أبو الحسن علي الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول يرفعه بسنده
إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما
أنزل إليك من ربك) يوم غدير خم في علي بن أبي طالب، فقوله " من كنت مولاه
فعلي مولاه " قد اشتمل على لفظة (من) وهي موضوعة للعموم فاقتضى أن كل انسان
كان رسول الله مولاه كان علي مولاه، واشتمل على لفظة (المولى) وهي لفظة
مستعملة بإزاء معان متعددة قد ورد القرآن الكريم بها فتارة تكون بمعنى أولى، قال الله
تعالى في حق المنافقين: (مأويكم النار هي مولاكم) معناه أولى، وتارة بمعنى
الناصر، قال الله تعالى: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم)
معناه أن الله ناصر المؤمنين وأن الكافرين لا ناصر لهم، وتارة بمعنى الوارث، قال الله
تعالى: (ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون) معناه وراثا، وتارة بمعنى
العصبة، قال الله تعالى: (وإني خفت الموالي من ورائي) معناه عصبتي، وتارة
بمعنى الصديق والحميم، قال الله تعالى: (يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا)،
معناه حميم عن حميم وصديق عن صديق وقرابة عن قرابة، وتارة بمعنى السيد المعتق
وهو ظاهر.
وإذا كانت لهذه المعاني فعلى أيها حملت إما على كونه أولى كما ذهب إليه طائفة أو
على كونه صديقا حميما فيكون معنى الحديث من كنت أولى به أو ناصره أو وارثه
وعصبته أو حميمه أو صديقه فإن عليا منه كذلك، وهذا صريح في تخصيصه لعلي
(ع) بهذه المنقبة العلية وجعله لغيره كنفسه بالنسبة إلى من دخلت عليهم كلمة " من " التي
هي للعموم بما لم يجعله لغيره.
وليعلم إن هذا الحديث هو من أسرار قوله تعالى في آية المباهلة (قل تعالوا ندع
أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) والمراد نفس علي (ع) على ما
تقدم، فإن الله تعالى لما قرن بين نفس رسول الله وبين نفس علي وجمعهما بضمير
مضاف إلى رسول الله أثبت رسول الله لنفس علي بهذا الحديث ما هو ثابت لنفسه على
المؤمنين عموما، فإنه أولى بالمؤمنين وناصر المؤمنين وسيد المؤمنين. وكل معنى
أمكن إثباته مما دل على لفظ المولى لرسول الله فقد جعله لعلي، وهي مرتبة سامية
ومنزلة سامقة ودرجة علية ومكانة رفيعة خصصه (ص) بها دون غيره، فلهذا صار
ذلك اليوم يوم عيد وموسم سرور لأوليائه.
تقرير ذلك وشرحه وبيانه: اعلم أظهرك الله بنوره على أسرار التنزيل ومنحك بلطفه
تبصرة تهديك إلى سواء السبيل إنه لما كان من محامل لفظة المولى وأن معنى الحديث
الناصر، من كنت ناصره فعلي ناصره فيكون النبي قد وصف عليا بكونه ناصر الكل من
كان النبي ناصره فإنه ذكر ذلك بصيغة العموم، وإنما أثبت النبي هذه الصفة وهي الصفة
الناصرية لعلي لما أثبتها الله عز وجل لعلي فإنه نقل الإمام أبو إسحق الثعلبي يرفعه بسنده
في تفسيره إلى أسماء بنت عميس، قالت: لما نزل قوله تعالى (وإن تظاهرا عليه فإن
الله هو مولاه وصالح المؤمنين) سمعت رسول الله يقول: صالح المؤمنين علي بن
أبي طالب، فلما أخبر الله فيما أنزله على رسوله أنه ناصره هو الله وجبريل وعلى ثبت
صفة الناصرية لعلي فأثبتها النبي اقتداء بالقرآن الكريم في إثبات هذه الصفة له، ثم
وصفه (ص) بما هو من لوازم ذلك بصريح قوله فيما رواه الحافظ أبو نعيم في حليته
بسنده أن عليا دخل فقال: مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين، فسيادة المسلمين
وإمامة المتقين لما كانت من صفات نفسه وقد عبر الله تعالى عن نفس علي بنفسه
ووصفه بما هو من صفاتها. فافهم ذلك.
ثم لم يزل يخصه (ع) بعد ذلك بخصائص من صفاته نظرا إلى ما ذكرناه حتى
روى الحافظ أيضا في حليته بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص)
لأبي برزة وأنا أسمع: يا أبا برزة إن الله عهد إلي في علي بن أبي طالب إنه راية الهدى
ومنار الإيمان وإمام أوليائي ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن أبي طالب
أميني غدا في القيمة وصاحب رايتي في القيمة على مفاتيح خزائن رحمة ربي وهو
الكلمة التي ألزمها المتقين من أحبه أحبني ومن أبغضه أبغضني فبشر بذلك.
فإذا وضح لك هذا المستند ظهرت حكمة تخصيصه عليا بكثير من الصفات دون
غيره وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وقد روى الأئمة الثقات البخاري ومسلم والترمذي رضي الله عنهم في صحاحهم
بأسانيدهم أحاديث اتفقوا عليها وزاد بعضهم على بعض بألفاظ أخرى والجميع صحيح
فمنها عن سعد بن أبي وقاص، قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلف عليا في
غزوة تبوك على أهله فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي؟ قال ابن المسيب:
أخبرني بهذا عامر بن سعد، عن أبيه فأحببت أن أشافه سعدا فلقيته فقلت له: أنت
سمعته من رسول الله، فوضع أصبعيه على أذنيه وقال: نعم وإلا استكتا.
وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
387




لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
وروى مسلم والترمذي بسنديهما أن معاوية بن أبي سفيان أمر سعد بن أبي وقاص
قال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله فلن
أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: سمعت رسول الله يقول له
وخلفه في بعض مغازيه فقال علي: خلفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله
ورسوله، فتطاولنا إليها فقال: ادعوا لي عليا، فأتي به أرمد فبصق في عينيه ورفع إليه
الراية ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية (ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم
وأنفسنا وأنفسكم) دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء
أهلي.
ونقل الترمذي بسنده، عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول الله جيشا واستعمل
عليهم علي بن أبي طالب، فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقد أربعة
من أصحاب رسول الله فقالوا: إذا لقينا رسول الله أخبرناه بما صنع علي بن أبي طالب
فكان المسلمون إذا رجعوا من سفر بدؤوا برسول الله فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى
رحالهم، فلما قدمت السرية فسلموا على رسول الله فقام رجل من الأربعة فقال: يا
رسول الله ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا، فأعرض عنه رسول الله، ثم قام
الثاني فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم (قام) الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه، ثم
قام الرابع فقال مثل ما قالوا فأقبل إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف
في وجهه فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن
عليا مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي.
ونقل بسنده عن أم سلمة زوج النبي: لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن.
وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: كنا نعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم
علي بن أبي طالب.
وعن ابن عباس أن النبي أمر بسد الأبواب إلا باب علي قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لعلي: يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك.
وعن أبي سعيد الخدري قال: صح وروى مسلم والترمذي والنسائي بأسانيدهم عن
زر بن حبيش، قال: سمعت عليا يقول: والذي فلق الحبة وبرء النسمة إنه لعهد النبي
الأمي إلى أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا فاسق (خ. ل: منافق).
ونقل الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد الثعلبي رضي الله عنه في تفسيره بسنده
يرفعه إلى ابن عباس رضي الله عنه في تفسير قوله: (وعلى الأعراف رجال يعرفون
كلا بسيماهم) أنه قال: الأعراف موضع عال من الصراط عليه العباس وحمزة وعلي
ابن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد
الوجوه.
وهذه فضيلة مفرة عمود فجرها مثمرة عود فخرها.
وروى الترمذي عن أنس بن مالك قال: بعث النبي (ص) ببراءة مع أبي بكر ثم
قال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي، فدعى عليا فأعطاه إياه.
وعن ابن عباس قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره أن ينادي
بهذه الكلمات ثم أتبعه عليا، فبينا أبو بكر ببعض الطريق إذ سمع رغا ناقة رسول الله
القصوى، فقام أبو بكر فزعا يظن أنه رسول الله، فإذا علي فدفع إليه كتابا من رسول الله
وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات، فإنه لا ينبغي أن يبلغ عني إلا رجل من أهلي، ثم
اتفقا فانطلقا فقام علي أيام التشريق ينادي ذمة الله ورسوله برية من كل شرك فسيحوا
في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بعد اليوم عريان ولا
يدخلن الجنة إلا كل نفس مؤمنة. قال: فكان علي ينادي بهذه الكلمات، فإذا عيي قام
أبو بكر ينادي بها.
ويروى عن أم عطية قالت: بعث النبي جيشا فيهم علي بن أبي طالب، قالت:
فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم لا تمتني حتى تريني علي بن
أبي طالب.
وروى عن علي، قال: كنت إذا سألت رسول الله أعطاني وإذا سكت ابتدأني.
وروى عن علي أنه قال: كنت شاكيا فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
أقول: اللهم إن كان لي أجلي قد حضر فأرحني وإن كان متأخرا فارفعني وإن كان بلاء
فصبرني. فقال رسول الله: كيف قلت؟ فأعدت مقالتي. قال: فضربني برجله وقال:
اللهم عافه أو أشفعه - شك الراوي أيهما قال - قال علي: فما أشكيت وجعي ذلك بعد.
وروى النسائي بسنده، عن علي (ع) أنه قال: كانت لي منزلة من رسول الله لم
تكن لأحد من الخلائق، أتيته بأعلا السحر فأقول: السلام عليك يا نبي الله، فإن تنحنح
أنصرف إلى أهلي وإلا دخلت عليه.
إلى أن قال بعد نقل الأحاديث التي ذكرناها سابقا:
وهذه الأحاديث النبوية مع اختلاف ألفاظها وتعدد رواتها وحفاظها - وإن كان كل
حديث منها عند تجريد النظر إليه وحده خبرا واحدا يفيد ظنا بمدلوله الخاص به -
لكنها جميعها قد اشتركت دلالتها الخاصة في مدلول عام اشتركت كلها فيه ودلت عليه،
وعناية رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي وسيلة إليه وإشفاقه عليه واستعانته به
وتخصيصه بعلو المكانة عنده والمنزلة منه، فصارت جميعها دالة على هذا المعني
المشترك دلالة تكاد تلحق بالتواتر المفيد للعلم، فصارت هذه دلالتها على ذلك نازلة
في ضرب المثال كجماعة من الناس سألوا عن شخص من الأكابر فذكر واحد منهم أن
ذلك الشخص كساه الملك خلعة وذكر آخر أن الملك وهبه جارية وذكر بعضهم أن
الملك أعطاه قرية وذكر بعضهم أن الملك أسكنه دارا وذكر بعضهم أن الملك أطلق له
نفقة، فأخبر كل واحد منهم عن شئ غير ما أخبر به الباقون لكن اتفقت أخبارهم عن
معنى مشترك دلت أقوالهم عليه وهو إحسان الملك إليه وعنايته به، فيحصل للسامعين
علم بأن هذا الشخص المذكور له عند الملك منزلة عالية ومكانة خصصه بها يكاد يلحق
بعلم اليقين، فكذلك هذه الأحاديث النبوية المتعددة الصادرة منه في حق علي في
دلالتها على ما ذكرناه. فهذا تأصيل دلالة اجمالية على شرحته آنفا.
387
ومنها
حديث زاذان بن عمر
عن علي عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أبو الفتح فتح الدين محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله بن محمد
بن يحيى المشتهر بابن سيد الناس في " منح المدح " (ص 186 ط دار الفكر بدمشق)
قال:

393
وأخبرنا عبد الرحيم بن يحيى، أنا أبو علي الرماني، ثنا ابن الحصين، أنا
ابن المذهب، نا أبو بكر بن حمدان، نا عبد الله، حدثني أبي، ثنا ابن نمير، عن
أبي عبد الرحيم الكندي، عن زاذان بن عمرو قال: سمعت عليا في الرحبة وهو
ينشد الناس: من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم وهو يقول ما
قال؟ فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنها
حديث زيد بن يثيع عنه عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في " تهذيب
الكمال في أسماء الرجال " (ج 22 ص 307 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:
روى له [عمران بن أبان] النسائي في الخصائص حديث أبي إسحاق، عن زيد
بن يثيع، عن علي: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد
الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند فاطمة عليها السلام "
(ص 115 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد. الهند) قال:
عن سعيد بن وهب، وعن زيد بن يثيع قالا: نشد علي الناس في رحبة: من سمع
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، يوم غدير خم، إلا قام.
قال: فقام من قبل سعيد ستة، ومن قبل زيد ستة، فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يوم غدير خم: أليس الله أولى بالمؤمنين؟ قالوا:

394
بلى. قال: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
وفي رواية أخرى: وزاد فيه: وانصر من نصره، وأخذل من خذله.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 43 ط دار الجيل في بيروت) قال:
عن زيد بن يثيع قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول على منبر
الكوفة: إني أنشد الله رجلا.. ولا يشهد إلا أصحاب محمد سمع رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم غدير خم يقول - فذكر الحديث مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ.
ومنهم الشيخ أبو إسحاق الأثري الحويني حجازي في " تهذيب خصائص الإمام
علي " (ص 74 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
أخبرنا أبو داود قال: حدثنا عمران بن أبان، قال: حدثنا شريك، قال: حدثنا
أبو إسحق، عن زيد بن يثيع، قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول
على منبر الكوفة: إني أنشد الله رجلا ولا يشهد إلا أصحاب محمد سمع رسول الله
صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه، فقام ستة من جانب المنبر الآخر، فشهدوا أنهم سمعوا رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
قال شريك: فقلت لأبي إسحق: هل سمعت البراء بن عازب يحدث بهذا عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
ومنها
حديث سهم بن حصين الأسدي
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:

395
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 357 ط دار الفكر) قال:
قال سهم بن حصين الأسدي: قدمت إلى مكة أنا وعبد الله بن علقمة، وكان
عبد الله بن علقمة سبابة لعلي دهرا، قال: فقلت له: هل لك في هذا - يعني
أبا سعيد الخدري - نحدث به عهدا؟ قال: نعم، فأتيناه فقال: هل سمعت لعلي
رضوان الله عليه منقبة؟ قال: نعم، إذا حدثتك فسل عنها المهاجرين والأنصار
وقريشا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يوم غدير خم فأبلغ ثم قال: يا أيها
الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قالها ثلاث مرات، ثم قال:
ادن يا علي، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه حتى نظرت إلى بياض
آباطهما، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، ثلاث مرار.
قال: فقال عبد الله بن علقمة: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه
وسلم؟ قال أبو سعيد: نعم، وأشار إلى أذنيه وصدره، وقال: سمعته أذناي ووعاه
قلبي.
قال عبد الله بن شريك: فقدم علينا عبد الله بن علقمة وسهم بن حصين، فلما
صلينا الهجير قام عبد الله بن علقمة فقال: إني أتوب إلى الله وأستغفره من سب
علي، ثلاث مرات.
ومنها
حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى
عنه عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

396
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي المتوفى
سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 1 ص 429 ط دار المأمون للتراث - دمشق) قال:
حدثنا القواريري، حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا يزيد بن أبي زياد، عن
عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس: أنشد الله من
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلي
مولاه، لما قام فشهد.
قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلى أحدهم عليه سراويل،
فقالوا: نشهد أنا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، يوم غدير خم: ألست
أولى بالمؤمنين من أنفسهم، وأزواجي أمهاتهم؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: فمن
كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاده.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 352 ط دار الفكر) قال:
وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خطب الناس أمير المؤمنين علي بن
أبي طالب في الرحبة قال: أنشد الله أمرء نشدة الاسلام سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يوم غدير خم أخذ بيدي يقول: ألست أولى بكم يا معشر المسلمين من
أنفسكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من
والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، إلا قام، فقام بضعة
عشر رجلا فشهدوا، وكتم قوم فما فنوا من الدنيا حتى عموا وبرصوا.
وزاد في حديث آخر: وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه.
ومنهم العلامة الحافظ الشمس الذهبي في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير
والأعلام " (ج 3 ص 629) قال:

397
وروى نحوه يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه سمع عليا
ينشد الناس في الرحبة، وروى نحوه عبد الله بن أحمد في مسند أبيه، من حديث
سماك بن عبيد، عن ابن أبي ليلى، وله طرق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر في
ترجمة علي يصدق بعضها بعضا.
ومنها
حديث عميرة بن سعد عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في " تهذيب
الكمال في أسماء الرجال " (ج 22 ص 397 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:
أخبرنا به أبو إسحاق إبراهيم بن علي ابن الواسطي، وأبو الفرج عبد الرحمان بن
أحمد بن عبد الملك بن عثمان المقدسي بدمشق، وأبو الذكاء عبد المنعم بن يحيى بن
إبراهيم القرشي بالمسجد الأقصى، وأبو بكر محمد بن إسماعيل بن الأنماطي بمصر،
وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن إسماعيل بن فارس التميمي بالإسكندرية، قالوا: أخبرنا
أبو البركات بن ملاعب، قال: أخبرنا القاضي أبو الفضل الأرموي، قال: أخبرنا
الشريف أبو محمد يحيى بن محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن محمد بن يحيى
بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي المعروف
بالأقساسي، قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن الحسين الجعفي،
قال: حدثنا علي بن محمد بن هارون الحميري، قال: أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن
سعيد الأشج الكندي، قال: أخبرنا ابن الأجلح، عن الأجلح، عن طلحة، عن عميرة
بن سعد، قال: سمعت عليا ينشد الناس: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه إلا قام فشهد، فقام ثمانية عشر رجلا فشهدوا.

398
رواه عن محمد بن يحيى بن عبد الله، وأحمد بن عثمان بن حكيم، عن عبيد الله
بن موسى، عن هانئ بن أيوب، عن طلحة بن مصرف، نحوه، قال: فقام بضعة عشر
فشهدوا.
وقد وقع لنا من وجه آخر أعلى من هذا بدرجة وفيه تسمية بعض من شهد.
أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي، قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الواحد بن القاسم
بن الفضل الصيدلاني، ومسعود بن إسماعيل بن إبراهيم الجنداني، وأسعد بن سعيد
بن روح الصالحاني، وأخبرنا محمد بن عبد المؤمن، وزينب بنت مكي، قالا: أنبأنا
أسعد بن سعيد بن روح، وعائشة بنت معمر بن الفاخر، قالوا: أخبرتنا فاطمة بنت
عبد الله، قالت: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، قال: أخبرنا أبو القاسم الطبراني، قال:
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن كيسان الثقفي المديني الإصبهاني سنة تسعين
ومئتين، قال: حدثنا إسماعيل بن عمرو، قال: حدثنا مسعر، عن طلحة بن
مصرف، عن عميرة بن سعد، قال: شهدت عليا على المنبر ناشد أصحاب رسول
الله صلى الله عليه وسلم: من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم
يقول ما قال فيشهد، فقام اثنا عشر رجلا منهم: أبو هريرة، وأبو سعيد، وأنس بن
مالك فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه
فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
قال الطبراني: لم يروه عن مسعر إلا إسماعيل.
ورواه القوم عنه عليه السلام
مرسلا في كتبهم
فمنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 697 والقسم الثاني ص 132 ط عالم الكتب -
بيروت) قالوا:

399
من كنت مولاه فعلي مولاه معرفة الصحابة / علي 3 / 110
من كنت مولاه فهذا وليه.. معرفة الصحابة / علي 3 / 108
ومنها
حديث زيد بن أرقم
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 354 ط دار الفكر) قال:
قال عطية العوفي: أتيت زيد بن أرقم فقلت له: إن ختنا لي حدثني عنك
بحديث في شأن علي عليه السلام يوم غدير خم، فأنا أحب أن أسمعه منك. فقال:
إنكم معشر فيكم ما فيكم، فقلت له: ليس عليك مني بأس، قال: نعم، كنا بالجحفة
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلينا ظهرا وهو آخذ بعضد علي، فقال: أيها
الناس، ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: فمن كنت
مولاه فعلي مولاه.
قال: فقلت له: هل قال: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه؟ قال: إنما أخبرك
كما سمعت.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في " التصنيف الفقهي
لأحاديث كتاب الكنى والأسماء " للدولابي (ج 2 ص 752 ط دار الكتاب المصري
بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني ببيروت) قال:
أخبرنا أحمد بن شعيب، قال: أنبأ قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي،
عن عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم، قال: كنا مع رسول الله صلى

400
الله عليه وسلم بين مكة والمدينة إذ نزلنا منزلا يقال له غدير خم، فنودي إن الصلاة
جامعة فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألستم
تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى نشهد أنك أولى بكل مؤمن من
نفسه، قال: فإن من كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ بيد علي عليه السلام.
ومنهم المؤرخ الحافظ شمس محمد بن أحمد الذهبي المتوفى سنة 748 في
" تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 629) قال:
وقال غندر: حدثنا شعبة، عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن أرقم أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. هذا حديث صحيح.
وقال أيضا في ص 632:
قال شعبة عن سلمة بن كهيل قال: سمعت أبا الطفيل يحدث عن
أبي سريحة - أو زيد بن أرقم، شك شعبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه.
حسنه الترمذي ولم يصححه لأن شعبة رواه عن ميمون أبي عبد الله، عن زيد بن
أرقم نحوه، والظاهر أنه عند شعبة من طريقين، والأول رواه بندار، عن غندر،
عنه.
وقال كامل أبو العلاء، عن حبيب بن أبي ثابت، عن يحيى بن جعدة، عن زيد بن
أرقم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي يوم غدير خم: من كنت مولاه
فعلي مولاه.
ومنهم العلامة أبو الحسن بن سهل الرزاز الواسطي المشتهر ببحشل في " تاريخ
واسط " (ص 154 ط عالم الكتب - بيروت) قال:

401
حدثنا أسلم قال: ثنا زكريا بن يحيى، قال: ثنا إبراهيم بن عطية الثقفي
أبو إسحاق، قال: ثنا يونس بن حباب، قال: ثنا يزيد بن شريك، عن زيد بن
أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت وليه فعلي وليه.
ومنهم العلامة أبو المحاسن شمس الدين محمد بن علي بن الحسن بن حمزة
الحسيني الشافعي المولود سنة 715 والمتوفى 765 في " الاكمال في ذكر من له رواية
في مسند أحمد بن الرجال سوى من ذكر في تهذيب الكمال " (ص 564 ط مطابع
الوفاء - المنصورة) قال:
عن زيد بن أرقم: روى عنه الحكم بن قتيبة في مناشدة علي في قوله صلى الله
عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
استدركه شيخنا الهيثمي ولم أر هذا الحديث في مسند زيد بن أرقم، ولكنه في
مسند علي من رواية الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد
بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله، يعني مثل حديث قبله من طريق
شريك عن أبي إسحاق عن عمر، وروى عنه.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عدنان شلاق في " فهرس الأحاديث والآثار " لكتاب
" الكنى والأسماء " للدولابي (ص 58 ط عالم الكتب في بيروت) قال:
فإني من كنت مولاه فهذا مولاه. [عن] زيد بن أرقم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس
أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل " (ج 2 ص 1037)
بألفاظ مختلفة.
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "

402
للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 697 والقسم الثاني ص 132 ط عالم الكتب -
بيروت)
فذكروا الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 69 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: أخبرنا أبو عوانة، عن
سليمان، قال: حدثنا حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم قال:
لما دفع النبي صلى الله عليه وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات
فقممن ثم قال: كأني دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين: أحدهما أكبر من
الآخر، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا
حتى يردا علي الحوض. ثم قال: إن الله مولاي، وأنا ولي كل مؤمن.
ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من
والاه وعاد من عاداه.
فقلت لزيد: سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، وإنه ما كان
في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه.
وقال أيضا في ص 72:
أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ابن أبي عدي، عن عوف، عن ميمون
(أبي عبد الله) عن زيد بن أرقم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله
وأثنى عليه، ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى
نشهد لأنت أولى بكل مؤمن من نفسه، قال: فإن من كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ

403
بيد علي.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 41 ط دار الجيل - بيروت) قال:
عن زيد بن أرقم، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه
ثم قال: ألستم تعلمون إني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، نشهد لأنت
أولى بكل مؤمن من نفسه، قال: فإن من كنت مولاه فهذا مولاه، وأخذ بيد علي.
ومنها
حديث عمير بن سعيد
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 73 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري، وأحمد بن عثمان بن حكيم
قالا: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا هانئ بن أيوب، عن طلحة، عن عمير
بن سعيد أنه سمع عليا رضي الله عنه وهو ينشد في الرحبة: من سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقام ستة نفر فشهدوا.
ومنها
حديث عمرو بن ذي مر
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

404
فمنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي في " تهذيب خصائص الإمام
علي " (ص 82 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
أخبرنا علي بن محمد بن علي، قال: حدثنا خلف بن تميم، قال: حدثنا
إسرائيل، قال: حدثنا أبو إسحق، عن عمرو بن ذي مر، قال: شهدت عليا بالرحبة
ينشد أصحاب محمد: أيكم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم غدير
خم ما قال؟ فقام أناس فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من
أحبه، وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره، وتفرق بين المؤمن والكافر.
ومنهم العلامة الشيخ أبو موسى محمد بن عمر الإصبهاني المديني المتوفى سنة 581
في " نزهة الحفاظ " (ص 60 ط مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن إبراهيم الناصر، أنبأنا أبو القاسم وعبد الوهاب، أنبأنا محمد بن
يعقوب، قالا: قال والدنا أحمد بن الحسن بن عتبة، حدثنا علي بن سعيد بن بشير،
حدثنا أبان بن محمد الكوفي، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب، عن
أبي إسحاق، عن عمرو بن ذي مر، عن علي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه. رواه الطبراني عن علي هذا.
ومنها
حديث عمران بن حصين
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 350 ط دار الفكر) قال:

405
وعن عمران بن حصين قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية وأمر
عليهم علي بن أبي طالب، فأحدث شيئا في سفره، فتعاقد أربعة من أصحاب محمد
صلى الله عليه وسلم أن يذكروا أمره لرسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عمران:
وكنا إذا قدمنا من سفر بدأنا برسول الله صلى الله عليه وسلم، فسلمنا عليه، قال:
فدخلوا عليه، فقام رجل منهم فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض
عنه، ثم قام الثاني، فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم
قام الثالث، فقال: يا رسول الله، إن عليا فعل كذا وكذا، فأعرض عنه، ثم قام الرابع
فقال: يا رسول الله إن عليا فعل كذا وكذا، قال: فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم
على الرابع وقد تغير وجهه، فقال: دعوا عليا، دعوا عليا، دعوا عليا، إن عليا مني
وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي.
وفي رواية: فأقبل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والغضب يعرف في وجهه
فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني
وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي.
ومنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي في " تهذيب خصائص الإمام
علي " (ص 63 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
حدثنا بشر بن هلال، عن جعفر بن سليمان، عن يزيد الرشك، عن مطرف بن
عبد الله، عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عليا
مني.. إلخ.
وقال أيضا في ص 75:
أخبرنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا جعفر بن سليمان، عن يزيد، عن مطرف بن
عبد الله، عن عمران بن حصين، قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا

406
واستعمل عليهم علي بن أبي طالب - فذكر مثل ما تقدم عن ابن منظور باختلاف
يسير في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس
أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل " (ج 2 ص 1136 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
هو ولي كل مؤمن بعدي (علي) عمران بن حصين 4 / 438
هو وليكم بعدي 5 / 356
ومنها
حديث وهب بن حمزة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 350 ط دار الفكر) قال:
وعن وهب بن حمزة قال: سافرت مع علي بن أبي طالب من المدينة إلى مكة،
فرأيت منه جفوة، فقلت: لئن رجعت ولقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنالن
منه. قال: فرجعت فلقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عليا فنلت منه،
فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقولن هذا لعلي، فإن عليا وليكم بعدي.
ومنها
حديث جابر بن عبد الله الأنصاري
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

407
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور في " مختصر تاريخ
دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 355 ط دار الفكر) قال:
قال عبد الله بن محمد بن عقيل: كنا عند جابر بن عبد الله وعنده محمد بن
الحنفية، فجاء رجل من أهل العراق فقال: أنشدك بالله يا جابر، إلا أخبرتني ما سمعت
من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال جابر: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
فخرج من خباء أو فسطاط، فقال لعلي بيده: هلم هلم، وثم ناس من جهينة ومزينة
وغفار، فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
قال: فقال: نشدتك بالله، أكان ثم أبو بكر وعمر؟ قال: اللهم لا.
وقال أيضا في ص 356:
وعن جابر بن عبد الله قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل خم،
فنحى الناس عنه، ونزل معه علي بن أبي طالب، فشق على النبي صلى الله عليه
وسلم تأخر الناس عنه، فأمر عليا فجمعهم، فلما اجتمعوا قام فيهم، وهو متوسد على
علي بن أبي طالب، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا أيها الناس، إني قد كرهت
تخلفكم وتنحيكم عني حتى خيل إلي أنه ليس شجرة أبغض إلي من شجرة تليني، ثم
قال: لكن علي بن أبي طالب أنزله الله مني بمنزلتي منه، رضي الله عنه كما أنا عنه
راض، فإنه لا يختار على قربي ومحبتي شيئا، ثم رفع يديه، ثم قال: من كنت مولاه
فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.
وابتدر الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكون ويتضرعون إليه،
ويقولون: يا رسول الله إنما تنحينا كراهة أن نثقل عليك، فنعوذ بالله من سخط الله
وسخط رسوله.
فرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك، فقال أبو بكر: يا رسول الله،
استغفر لنا جميعا، ففعل، فقال لهم: أبشروا، فوالذي نفسي بيده، ليدخلن الجنة

408
من أصحابي سبعون ألفا بغير حساب، ومع كل ألف سبعون ألفا، ومن بعدهم مثلهم
أضعافا.
قال أبو بكر: يا رسول الله زدنا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع
رمل، فحفن بيديه من ذلك الرمل ملء كفيه، ثم قال: هكذا، قال أبو بكر: زدنا يا
رسول الله، ففعل مثل ذلك ثلاث مرات، فقال أبو بكر: زدنا يا رسول الله، فقال
عمر: ومن يدخل النار بعد الذي سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ثلاث
حثيات من الرمل من الله؟ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: والذي نفسي
بيده، ما تفي بهذا أمتي حتى توفي عدتهم من الأعراب.
وقال في ص 357:
وقد حدثني محمد بن المكندر عن جابر بن عبد الله قال: أخذ رسول الله صلى
الله عليه وسلم بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه،
وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.
ومنهم العلامة محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المشتهر بابن الأبار المولود
سنة 595 والمتوفى سنة 658 في " المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي " (ص
325 ط دار الكاتب العربي للطباعة والنشر - القاهرة) قال:
يحيى بن محمد بن سعيد الفهري أبو بكر بن ريدان - بالراء - من أهل قرطبة وأصله
من بعض الثغور الجوفية كتب إليه أبو علي وله رواية عن جماعة مذكورين في
" التكملة " وكان فقيها مشاورا وولي الأحكام ببلده والعدوة وتوفي بإشبيلية سنة ست
وخمسين وخمسمائة، حدثت عن أبي بكر بن خير وأبي القاسم بن الملجوم، عن
أبي بكر بن ريدان: أن أبا علي بن سكرة كتب إليه، وقرأت على الحافظ أبي الربيع بن
موسى قال: أخبرني أبو محمد بن أبي مروان، عن القاضي أبي علي قال: أنا

409
أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي البانياسي قراءة مني عليه في منزله ببغداد مرارا،
وكتب إلي أبو الحسن بن منصور عن ابن ناصر، أنبأنا مالك بن أحمد، أنا أبو الحسن
أحمد بن محمد بن أحمد بن الصلت القرشي، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الصمد
الهاشمي، نا أبو سعيد الأشج، نا المطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل،
قال: كنت عند جابر بن عبد الله في بيته، وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحنفية
وأبو جعفر، فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك بالله إلا حدثتني ما رأيت وما
سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: كنا بالجحفة بغدير خم، وثم ناس
كثير من جهينة ومزينة وغفار، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء أو
فسطاط فأشار بيده ثلاثا فأخذ بيد علي فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنهم العلامة شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى سنة 748
في " معجم شيوخ الذهبي " (ص 531 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن علي، نا عبد الله بن أحمد حضورا في سنة ثماني عشرة
وستمائة قالا: أنا علي بن عبد الرحمن الطوسي زاد إبراهيم فقال: وأبو الفتح بن
البطي. وأنا إسماعيل بن الفراء وابن مؤمن ومحمد بن يعقوب الأسدي وابن عمه
أيوب وعبد الكريم بن محمد وبيبرس العقيلي قالوا: أنا الكاشغري عن شيخه وأنا
سنقر الأسدي أنا عبد اللطيف اللغوي والأنجب الحمامي وعلي بن أبي الفخار
وعبد اللطيف بن القبيطي ومحمد بن محمد السباك وغيرهم.
وأنا أحمد بن إسحاق المصري، أنا محمد بن أبي القاسم الخطيب ومحمد بن
معالي وعمر بن بركة والأنجب الحمامي وسعد بن محمد وصفية بنت عبد الجبار
وغالب بن أبي سعد في ما يغلب على ظني إبراهيم بن المظفر قالوا كلهم: أنا
أبو الفتح بن البطي.
وأنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق، أنا محمد بن عمر بن خليفة، أنا الحافظ بن

410
ناصر في كتابه.
وأنا أبو المعالي، أنا محاسن الحراني، إجازة، أنا أبو بكر بن الزاغوني، قالوا
أربعتهم: أنا ملك البانياسي، أنا أحمد بن محمد المحبر، نا إبراهيم بن عبد الصمد
إملاء، نا أبو سعيد الأشج، نا المطلب بن زياد، عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال:
كنت عند جابر بن عبد الله في بيته وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنفية وأبو جعفر
فدخل رجل من أهل العراق فقال: أنشدك بالله إلا حدثتني ما رأيت وما سمعت من
رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: كنا بالجحفة بغدير خم وثم ناس كثير من جهينة
ومزينة وغفار، فخرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم من خباء أو فسطاط فأشار
بيده ثلاثا، فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
رواه ابن الخباز في معجمه سنة اثنتين وستين وستمائة عن شيخنا هذا عن
الكاشغري، وهو حديث صالح الإسناد عال، وما أخرجوه من هذا الوجه يلي له
غير إسناد في السنن المسانيد.
ومنهم العلامة أبو الحسن أسلم بن سهل بن أسلم بن زياد بن حبيب الرزاز الواسطي
المشتهر ببحشل في " تاريخ واسط " (ص 154 ط عالم الكتب - بيروت) قال:
حدثنا أسلم قال: حدثني محمد بن عبد الله بن سعيد وغيره، قال: ثنا معلى بن
عبد الرحمن بن حكيم، قال: ثنا شريك، عن جابر، عن عطا قال: سألت جابر بن
عبد الله: ما كانت منزلة علي بن أبي طالب رضوان الله عليه فيكم؟ قال: منزلة
الوصي، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شوور واستؤمر.
ومنها
حديث ابن عباس
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

411
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في " المعجم
الكبير " (ج 12 ص 99 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
عن ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 697 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا:
من كنت مولاه فإن مولاه علي ابن عباس 3 / 134
ومنها
حديث طلحة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم الثاني ص 352 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا:
من كنت مولاه فعلي مولاه... معرفة الصحابة / طلحة 3 / 371
ومنها
حديث عمر بن ميمون
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس أحاديث وآثار مسند
الإمام أحمد بن حنبل " (ج 2 ص 1037 ط بيروت) قال:

412
من كنت مولاه فإن مولاه علي. عمر بن ميمون 1 / 331
ومنها
حديث حذيفة بن أسيد
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 353 ط دار الفكر) قال:
وعن حذيفة بن أسيد قال: لما قفل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حجة
الوداع نهى أصحابه عن شجرات بالبطحاء متقاربات أن ينزلوا حولهن، ثم بعث
إليهن، فصلى تحتهن، ثم قام فقال: أيها الناس، قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر
نبي إلا مثل نصف عمر الذي يليه من قبله، وإني لأظن أن يوشك أن أدعى فأجيب،
وإني مسؤول، وأنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت
ونصحت وجهدت، فجزاك الله خيرا، قال: ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن
محمدا عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق، وأن الموت حق، وأن البعث بعد
الموت حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور؟ قالوا: بلى،
نشهد بذلك، قال: اللهم اشهد.
ثم قال: أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بهم من
أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
ثم قال: أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض، حوض أعرض
مما بين بصرى وصنعاء، فيه عدد النجوم قدحان فضة، وإني سائلكم حين تردون علي
عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفونني فيهما، الثقل الأكبر كتاب الله، سبب طرفه بيد الله
غز وجل، وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به، لا تضلوا ولا تبدلوا، وعترتي أهل

413
بيتي، فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.
ومنها
حديث بريدة
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 348 دار الفكر) قال:
قال بريدة: غزوت مع علي إلى اليمن فرأيت منه جفوة، فقدمت على رسول الله
صلى الله عليه وسلم فذكرت عليا فتنقصته، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه
وسلم يتغير، فقال: يا بريدة، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ فقلت: بلى
يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي طالب مولى
من كنت مولاه.
وعن بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي طالب مولى
كل مؤمن ومؤمنة، وهو وليكم بعدي.
وعن بريدة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثين إلى اليمن، على
أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا اجتمعتما فعلي
على الناس وإذا افترقتما فكل واحد منكما على حدة، قال: فلقينا بني زيد من اليمن
فقاتلناهم، وظهر المسلمون على الكافرين، فقتلوا المقاتل وسبوا الذرية، واصطفى
على جارية من الفئ، فكتب معي خالد يقع في علي، وأمرني أن أنال منه.
قال: فلما أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت الكراهية في وجهه فقلت:
هذا مكان العائذ يا رسول الله، بعثتني مع رجل وأمرتني بطاعته، فبلغت ما أرسلني،

414
قال: يا بريدة لا تقع في علي، علي مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي.
وفي حديث آخر بمعناه: قال بريدة: وكنت من أشد الناس بغضا لعلي، قال:
وكنت رجلا إذا تكلمت طأطأت رأسي حتى أفرغ من حاجتي، فطأطأت رأسي،
وتكلمت فوقعت في علي حتى فرغت، ثم رفعت رأسي، فرأيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم قد غضب غضبا لم أره غضب مثله قط إلا يوم قريظة والنضير، فنظر إلي
فقال: يا بريدة، إن عليا وليكم بعدي، فأحب عليا فإنه يفعل ما يؤمر، قال: فقمت
وما أحد من الناس أحب إلي منه.
قال عبد الله بن عطاء: حدثت بذلك أبا حرب بن سويد بن غفلة، فقال: كتمك
عبد الله بن بريدة بعض الحديث، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أنا فقت
بعدي يا بريدة؟
وفي حديث آخر فقال: يا بريدة، أتبغض عليا؟ قال: قلت: نعم، قال: فأحبه،
فإن له في الخمس أكثر من ذلك.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 69 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا أبو كريب محمد بن العلاء الكوفي، قال: حدثنا أبو معاوية، قال: حدثنا
الأعمش، عن سعد بن عبيدة، عن ابن أبي بريدة، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى
الله عليه وسلم واستعمل علينا عليا، فلما رجعنا سألنا: كيف وجدتم صحبة
صاحبكم؟ - الحديث باختلاف يسير.
وقال أيضا في ص 75:
أخبرنا واصل بن عبد الأعلى الكوفي، عن ابن فضيل، عن الأجلح، عن

415
عبد الله ابن بريدة، عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن مع
خالد بن الوليد، وبعث عليا رضي الله عنه على جيش آخر - فذكر الحديث كما
تقدم.
وروى أيضا حديثين بسندين مثل ما تقدم باختلاف يسير في ص 71.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 41 ط دار الجيل في بيروت) قال:
عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واستعمل
علينا عليا - فذكر الحديث كما تقدم.
وقال أيضا في ص 43:
عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
اليمن مع خالد بن الوليد، وبعث عليا رضي الله عنه على جيش آخر، وقال: إن
التقيتما فعلي كرم الله وجهه على الناس وإن تفرقتما فكل واحد منكما على جنده -
فذكر الحديث الشريف كما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول "
صلى الله عليه وسلم (ص 63 ط القاهرة سنة 1399) قال:
عن ابن بريدة، عن أبيه أنه مر على مجلس وهم يتناولون من على، فوقف
عليهم فقال: إنه قد كان في نفسي على علي شئ، وكان خالد بن الوليد كذلك،
فبعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية عليها..
ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك المدرس في إدارة الافتاء العام
بدمشق في " مختصر حياة الصحابة " للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 315 ط

416
دار الإيمان - دمشق وبيروت) قال:
وأخرج البزار عن بريدة رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
في سرية، فاستعمل علينا عليا رضي الله عنه، فلما جئنا قال: كيف رأيتم صاحبكم؟
فإما شكوته وإما شكاه غيري. قال: فرفع رأسه - وكنت رجلا مكبابا - فإذا النبي
صلى الله عليه وسلم قد احمر وجهه يقول: من كنت وليه فعلي وليه. فقلت: لا
أسوءك فيه أبدا. قال الهيثمي (9 / 108): رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. إه‍.
ومنهم الأستاد محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك للحاكم " (ص 337 ط
بيروت) قال:
من كنت مولاه فهذا وليه 3 / 109
من كنت وليه فإن عليا وليه بريدة 2 / 130
وقال في " موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 106):
يا بريدة من كنت مولاه فعلي مولاه خصائص 42
ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في " الاعتقاد
على مذهب السلف " (ص 203 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
وفي حديث بريدة حين شكا عليا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أتبغض
عليا؟ فقلت: نعم، فقال: لا تبغضه وأحببه وازدد له حبا. قال بريدة: فما كان من
الناس أحد أحب إلي من علي بعد قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

417
ومنها
حديث براء بن عازب
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 349 ط دار الفكر) قال:
وعن البراء بن عازب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشين وأمر على
أحدهما علي بن أبي طالب، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا كان قتال فعلي
على الناس.
قال: ففتح علي قصرا، فاتخذ لنفسه جارية، فكتب معي خالد بن الوليد يشي
به، فلما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكتاب قال: ما تقول في رجل يحب الله
ورسوله ويحبه الله ورسوله؟ قال: قلت: أعوذ بالله من غضب الله.
وقال أيضا في ص 354:
وعن البراء بن عازب قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع،
فكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين، ونودي في الناس أن الصلاة
جامعة، فدعا عليا وأخذ بيده فأقامه عن يمينه، فقال: ألست أولى بالمؤمنين من
أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: أليس
أزواجي أمهاتكم؟ قالوا: بلى، قال: هذا وليي وأنا مولاه، اللهم وال من والاه،
وعاد من عاداه، فقال له عمر: هنيئا لك يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن.
وفي رواية: أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
وعن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم

418
غدير خم، ونحن نرفع غصن الشجرة عن رأسه فقال: إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل
بيتي، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه، ومن تولى غير مواليه، الولد للفراش وللعاهر
الحجر، ليس لوارث وصية، ألا قد سمعتموني ورأيتموني، فمن كذب علي متعمدا
فليتبوأ مقعده من النار، ألا إني فرطكم على الحوض، ومكاثر بكم، فلا تسودوا
وجهي، ألا [وإني] أستنقذ رجالا، وليستنقذن بي قوم آخرون، ألا وإن الله وليي،
وأنا ولي كل مؤمن، فمن كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في " التصنيف الفقهي
لأحاديث كتاب الكنى والأسماء " للدولابي (ج 2 ص 752 ط دار الكتاب المصري
بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني في بيروت) قال:
حدثني أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون،
قال: حدثنا أبو حنيفة سعيد بن بيان سابق الحاج، عن أبي إسحاق السبيعي، عن
البراء بن عازب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي
مولاه.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 632) قال:
وقال حماد بن سلمة، عن علي بن زيد وأبي هارون، عن عدي بن ثابت، عن
البراء قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين ونودي في الناس
(الصلاة جامعة) ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده وأقامه عن يمينه
فقال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، فقال: فإن هذا مولى من أنا
مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئا لك يا
علي أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

419
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه " سيدات نساء أهل الجنة " (ص
133 ط مكتبة التراث الاسلامي - القاهرة) قال:
ولما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مناسك حجة الوداع أمر أصحابه
بالعودة إلى المدينة فنزل في بعض الطريق فأمر: الصلاة جامعة. ثم أخذ بيد علي
وتساءل - فذكر الحديث الشريف كما تقدم باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم العلامة الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة
الحسيني الحنفي المتوفى سنة 1120 في " البيان والتعريف في أسباب ورود الحديث
الشريف " (ص 233 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه. أخرجه الإمام أحمد ومسلم، عن البراء بن عازب
رضي الله عنه. وأخرجه أحمد أيضا عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه. وأخرجه
الترمذي والنسائي.
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب
البغدادي في " تلخيص المتشابه في الرسم " (ج 1 ص 244 ط دار طلاس، دمشق) قال:
أخبرناه محمد بن عمر بن القاسم النرسي، أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي ح
وأخبرنيه الحسن بن أبي طالب - واللفظ لحديثه - ثنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان
قالا: حدثنا محمد بن الحسين بن حميد بن الربيع، ثنا أحمد بن يحيى الصوفي،
حدثنا إبراهيم بن محمد - وهو ابن ميمون - عن أبي حنيفة سابق الحاج سعيد بن
بيان، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم الغدير
قام في الظهيرة، فأمر بقم الشجرات، ثم جمعت له أحجار، وأمر بلالا فنادى في
الناس، فاجتمع المسلمون، فصعد رسول الله على تلك الأحجار، فحمد الله وأثنى
عليه ثم قال: أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من

420
عاداه، وأبغض من أبغضه، وأحب من أحبه، وأعز من نصره.
قال أبو إسحاق: قال البراء: في يوم صائف شديد حره، حتى جعل الرجل منا
بعض ثوبه تحت قدمه، وبعضه على رأسه. فلما هم بالنزول قال: ألستم تشهدون أني
أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى. قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه.
رواه أبو الحسين بن البواب المقرئ، عن محمد بن الحسين بن حميد فوهم فيه
وهما قبيحا قال: عن أبي حنيفة، عن سعيد بن بيان، وأخرجه في جمعه لحديث
أبي حنيفة النعمان بن ثابت.
قال محقق الكتاب في الذيل:
رواه الترمذي برقم 3714 مناقب، ابن ماجة برقم 121 مقدمة، الحديث برواية
أخرى في كنز العمال برقم 36340، 36341، 36342، 36343، ورواه أحمد في
المسند في مواضع كثيرة.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عدنان شلاق في " فهرس الأحاديث والآثار " لكتاب
" الكنى والأسماء " للدولابي (ص 82 ط عالم الكتب في بيروت) قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه أبو قلابة
من كنت مولاه فعلي مولاه البراء بن عازب
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس
أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل " (ج 2 ص 1037 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه البراء بن عازب 4 / 281

421
ومنها
حديث زياد بن الحارث
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 347 ط دار الفكر) قال:
وعن زياد بن الحارث قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا
مولانا. قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله
عليه وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فإن هذا مولاه.
قال رباح: فلما مضوا تبعتهم، فسألت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم
أبو أيوب الأنصاري.
ومنها
حديث جرير بن عبد الله البجلي
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 358 ط دار الفكر) قال:
وعن جرير بن عبد الله البجلي قال: شهدنا الموسم في حجة مع رسول الله صلى
الله عليه وسلم، وهي حجة الوداع، فبلغنا مكانا يقال له: غدير خم، فنادى: الصلاة
جامعة، فاجتمعنا: المهاجرون والأنصار، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسطنا، فقال: أيها الناس بم تشهدون؟ قالوا: نشهد أن لا إله إلا الله. قال: ثم مه؟

422
قالوا: وأن محمدا عبده ورسوله. قال: فمن وليكم؟ قالوا: الله ورسوله مولانا،
قال: فمن وليكم؟ ثم ضرب بيده إلى عضد علي فأقامه، فنزع عضده، فأخذ
بذراعيه فقال: من يكن الله ورسوله مولياه فإن هذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد
من عاداه، اللهم من أحبه من الناس فكن له حبيبا، ومن أبغضه فكن له مبغضا،
اللهم إني لا أجد أحدا أستودعه في الأرض بعد العبدين الصالحين غيرك، فاقض
فيه بالحسنى.
قال بشر: قلت: من هذان العبدان الصالحان؟ قال: لا أدري.
ومنها
حديث محمد بن الحسين عن جده
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن عمر بن رشيد الفهري السبتي المتوفى
بفاس سنة 721 في " ملأ الغيبة بما جمع بطول الغيبة في الوجهة الوجيهة إلى الحرمين
مكة وطيبة " (ج 5 ص 290 ط دار الغرب الاسلامي) قال:
حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي، نا الفضل بن يوسف بن
يعقوب الجعفي، نا سعيد بن عثمان، نا محمد بن الحسين، حدثني أبي، عن أبيه،
عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر يوم غدير خم بدوحات فصمن،
ثم حمد الله وأثنى عليه ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: من كنت مولاه علي
مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

423
ومنها
حديث أسعد بن زرارة عن أبيه
رواه جماعة من العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد سنة 305
والمتوفى 402 في " معجم الشيوخ " (ص 399 ط مؤسسة الرسالة ودار الإيمان - بيروت
وطرابلس) قال:
أخبرناه أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض بن أحمد بن أبي عقيل القاضي،
بصور، أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع الغساني الصيداوي، أخبرنا أحمد بن
محمد بن عقدة، حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري، حدثنا أبي، حدثنا
مثنى بن القاسم الحضرمي، عن هلال أبي أيوب بن مقلاص الصيرفي، عن
أبي كثير الأنصاري، عن عبد الله بن أسعد بن زرارة، عن أبيه، قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوحي إلي في علي أنه أمير المؤمنين،
وسيد المسلمين، وقائد الغر المحجلين.
ومنها
حديث حبشي بن جنادة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 42 ط
مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال:

424
عن حبشي بن جنادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اللهم من كنت
مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وانصر من نصره وأعن من أعانه. أخرجه
الطبراني.
ومنها
حديث رباح بن الحارث
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك المدرس في إدارة الافتاء العام
بدمشق في " مختصر حياة الصحابة " للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 315
ط دار الإيمان - دمشق وبيروت) قال:
وأخرج أحمد والطبراني عن رباح بن الحارث قال: جاء رهط إلى علي رضي الله
عنه بالرحبة. قالوا: السلام عليك يا مولانا، فقال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم
عرب؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت
مولاه فهذا علي مولاه. قال رباح: فلما مضوا تبعتهم فقلت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من
الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري. قال الهيثمي (9 / 104): رجال أحمد ثقات.
ومنها
حديث سعد بن أبي وقاص
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 333 ط دار الفكر) قال:

425
وعن سعد بن أبي وقاص من حديث قال: قال سعد: أما والله إني لأعرف عليا
وما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، أشهد لقال لعلي يوم غدير خم، ونحن
قعود معه، فأخذ بضبعه ثم قام به، ثم قال: أيها الناس، من مولاكم؟ قالوا: الله
ورسوله، قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم عاد من عاداه ووال من والاه.
الحديث.
وقال أيضا في ص 334:
ومن حديث خيثمة بن عبد الرحمن قال: قلت لسعد بن أبي وقاص: ما خلفك
عن علي، أشئ رأيته أو شئ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لا، بل
شئ رأيته أنا، إني قد سمعت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثا، لو تكون
واحدة لي منها أحب إلي مما طلعت عليه الشمس ومن الدنيا وما فيها، وذكر غزوة
تبوك ويوم خيبر، قال: ثم أعطاه الراية فمضى بها. قال: واتبعه الناس من خلفه، قال:
فما تكامل الناس من خلفه حتى لقي مرحبا فاتقاه بالرمح فقتله، ثم مضى إلى الباب
حتى أخذ بحلقة الباب ثم قال: أنزلوا يا أعداء الله على حكم الله وحكم رسوله،
وعلى كل بيضاء وصفراء، قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس على
الباب، فجعل علي يخرجهم على حكم الله وحكم رسوله، فبايعهم وهو آخذ بيد
رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فخرج حيي بن أخطب. قال: فقال له رسول الله
صلى الله عليه وسلم: برئت منك ذمة الله وذمة رسوله إن كتمتني شيئا، قال: نعم،
وكانت له سقاية في الجاهلية، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما فعلت
سقايتكم التي كانت لكم في الجاهلية؟ قال: فقال: يا رسول الله أجلينا يوم النضير
فاستهلكناها لما نزل بنا من الحاجة. قال: فبرئت منك ذمة الله وذمة رسوله إن كذبتني.
قال: نعم، قال: فأتاه الملك فأخبره، فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
اذهب إلى جذع نخلة كذا وكذا، فإنه قد نقرها وجعل السقاية في جوفه. قال:

426
فاستخرجها فجاء بها. قال: فلما جاء بها قال لعلي: قم فاضرب عنقه، قال: فقام إليه
علي فضرب عنقه وضرب عنق ابن أبي الحقيق وكان زوج صفية بنت حيي، وكان
عروسها بها. قال: فأصابها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خم، ورفع بيد علي فقال: من
كنت مولاه فعلي مولاه.
وقال أيضا في ص 355:
وفي حديث سعد قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريق مكة، وهو
متوجه إليها، فلما بلغ غدير خم الذي بخم وقف الناس، ثم رد من مضى، فلحقه
منهم من تخلف، فلما اجتمع الناس قال: أيها الناس هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال:
اللهم اشهد، ثم قال: أيها الناس هل بلغت؟ قالوا: نعم، قال: اللهم اشهد، ثلاثا،
أيها الناس من وليكم؟ قالوا: الله ورسوله، ثلاثا، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب
فأقامه فقال: من كان الله ورسوله وليه فإن هذا وليه، اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 627) قال:
وقال إبراهيم بن المنذر الحزامي، ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مسمار، عن أبيه، عن
عامر بن سعد، عن أبيه قال: أما والله أشهد لقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي
يوم غدير خم، وأخذ بضبعيه: أيها الناس من مولاكم؟ قالوا: الله ورسوله، قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه - الحديث.
ومنهم الشيخ محمد سليمان فرج في " رياض الجنة " (ص 19) قال:

427
فعن سعد بن أبي وقاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من
كنت مولاه فعلي مولاه. رواه ابن ماجة.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 72 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن
داود، عن عبد الواحد بن أيمن، عن أبيه أن سعدا قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
وقال أيضا في ص 79:
أخبرنا أحمد بن عثمان البصري - أبو الجوزاء - قال ابن عيينة بنت سعد (؟)
عن سعد قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي، فخطب فحمد الله وأثنى
عليه، ثم قال: ألم تعلموا أني أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: نعم، صدقت يا رسول
الله، ثم أخذ بيد علي فرفعها، فقال: من كنت وليه فهذا وليه، وإن الله ليوالي من والاه
ويعادي من عاداه.
وقال أيضا في ص 23:
أخبرنا هلال بن بشر البصري، قال: حدثنا محمد بن خالد، قال: حدثني موسى
ابن يعقوب، قال: حدثنا مهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد، قالت: سمعت
أبي يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجحفة، فأخذ بيد علي
فخطب، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس إني وليكم، قالوا: صدقت يا
رسول الله، ثم أخذ بيد علي فرفعها، فقال: هذا وليي ويؤدي عني ديني، وأنا

428
موالي من والاه ومعادي من عاداه.
وروى أيضا في ص 80 مثله باختلاف قليل في اللفظ.
وقال أيضا في ص 24:
أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد [المؤدب] قال: أخبرنا أبو غسان، قال:
أخبرنا عبد السلام، عن موسى الصغير، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعد،
قال: كنت جالسا فتنقصوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقلت: لقد سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في علي ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة
منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعته يقول: إنه مني بمنزلة هارون من موسى، إلا
أنه لا نبي بعدي، وسمعته يقول: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه
الله ورسوله، وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنها
حديث سعيد بن وهب
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي في " تهذيب خصائص الإمام
علي " (ص 72 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن
أبي إسحاق، قال: حدثني سعيد بن وهب، قال: قام خمسة أو ستة من أصحاب
رسول الله صلى الله عليه وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من
كنت مولاه فعلي مولاه.
وقال أيضا في ص 81:

429
أخبرنا الحسين بن حريث المروزي، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن
الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، قال: قال علي كرم الله وجهه في
الرحبة: أنشد بالله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث
الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام " (ص
41 ط دار الجيل في بيروت) قال:
وعن سعيد بن وهب قال: قام خمسة أو ستة من أصحاب رسول الله صلى الله
عليه وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال - فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول " صلى الله عليه
وسلم (ص 163 ط القاهرة) قال:
عن أبي إسحاق قال: سمعت سعيد بن وهب قال: نشد علي الناس فقام خمسة
أو ستة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فشهدوا أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنها
حديث أبي قلابة
عن علي عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في " التصنيف الفقهي
لأحاديث كتاب الكنى والأسماء " للدولابي (ج 2 ص 752 ط دار الكتاب المصري

430
بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني ببيروت) قال:
حدثنا الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا الحسن بن عطية، قال: أنبأ يحيى
ابن سلمة بن كهيل، عن حبة العرني، عن أبي قلابة قال: نشد الناس علي في الرحبة
فقام بضعة عشر رجلا فيهم رجل عليه حبة عليها أزرار حضرمية فشهدوا أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنها
ما رواه القوم مرسلا
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أبو زكريا محيي الدين يحيى بن شرف النووي الدمشقي المتوفى سنة
676 في كتابه " فتاوى النووي " (ص 182 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه علي مولاه، فحديث صحيح.
رواه الإمام أبو عيسى الترمذي وغيره. قال الترمذي: هو حديث حسن.
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن مهران الإصبهاني
المتوفى سنة 430 في " تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة " (ص 54 ط دار الإمام مسلم في
بيروت) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنهم العلامة الشيخ عبد القادر بن عمر البغدادي في " حاشية شرح بانت سعاد "
لابن هشام صاحب المغني (ج 2 ص 230 ط دار صادر - بيروت سنة 1400) قال:
وبغدير خم قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه،

431
اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وذلك منصرفه من حجة الوداع، ولذلك قال
بعض الشيعة: [من الوافر]
ويوما بالغدير غدير خم * أبان له الولاية لو أطيعا
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 29 والنسخة مصورة من
المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنهم الفاضل المعاصر توفيق الحكيم في " مختار تفسير القرطبي " (ص 58 ط الهيئة
المصرية العامة للكتاب) قال:
من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. قالوا: والمولى
في اللغة بمعنى أولى، فلما قال: فعلي مولاه، بفاء التعقيب علم أن المراد بقوله مولى
أنه أحق وأولى. فوجب أن يكون أراد بذلك الإمامة وأنه مفترض الطاعة، وقوله
عليه السلام لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. قالوا:
ومنزلة هارون معروفة، وهو أنه كان مشاركا له في النبوة ولم يكن ذلك لعلي، وكان
أخا له ولم يكن ذلك لعلي، وكان خليفة، فعلم أن المراد به الخلافة.. إلى غير ذلك
مما احتجوا به على ما يأتي ذكره في هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
ومنهم الفاضل المعاصر السيد الصادق المهدي في " العقوبات الشرعية وموقعها من
النظام الاجتماعي الاسلامي " (ص 179 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قال:
وقيل: إنه في غدير خم عهد إليه بعده وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد يوسف موسى القاهري في " نظام الحكم في

432
الاسلام " (ص 75 ط العصر الحديث في بيروت سنة 1408) قال:
لأنه قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، فأوجب الموالاة لنفسه ولعلي، وأوجب
لنفسه كون أولى بهم منهم بأنفسهم.
ومنهم العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى سنة 1189 في " رفع الخفا
شرح ذات الشفا " (ج 2 ص 277 ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية) قال:
إنه صلى الله عليه وسلم قال يوم غدير خم - بضم الخاء والميم المشددة -، وهو
موضع على ثلاثة أميال من الجحفة بين الحرمين مرجعه من حجة الوداع بعد أن جمع
الصحابة وأقبل عليهم: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ ثلاثا وهم يجيبون في كل مرة
بالتصديق والاعتراف، ثم رفع يد علي وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال
من والاه وعاد من عاداه، وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه، وانصر من نصره،
واخذل من خذله، وأدر الحق من حيث دار.
وأخرجه جماعة كالترمذي والنسائي والإمام أحمد وطرقه كثيرة جدا حتى رواه
ستة عشر صحابيا.
وفي رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثون صحابيا،
وشهدوا به لعلي لما توزع أيام خلافته، وكثير من أسانيده صحاح وحسان.
وبذلك ردوا على طاعنين في صحته كأبي داود السجستاني وأبي حاتم الرازي
وغيرهم.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في " المرتضى برة سيدنا
أبي الحسن علي بن أبي طالب " (ص 53 ط دار القلم - دمشق) قال:
وأدرك علي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، ونحر رسول الله
صلى الله عليه وسلم ثلاثا وستين بدنة بيده، وكان عدد هذا الذي نحره عدد سنين

433
عمره، ثم أمسك وأمر عليا أن ينحر ما بقي من المائة، ففعل وأكمل العدد.
ولما أكمل رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام التشريق الثلاثة نهض إلى مكة،
فطاف للوداع، وأمر الناس بالرحيل، وتوجه إلى المدينة، فلما وصل إلى غدير خم
خطب صلى الله عليه وسلم، وذكر فيها فضل علي - رضي الله عنه - وقال: من
كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
ومنهم الدكتور أحمد الحصري أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة
الأزهر في " الدولة وسياسة الحكم في الفقه الاسلامي " (ج 1 ص 190 ط مكتبة
الكليات الأزهرية - القاهرة) قال:
قال: اللهم اشهد، ثم قال: يا أيها الناس إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين،
وأنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فهذا مولاه - يعني عليا - اللهم وال
من والاه، وعاد من عاداه، ثم قال: يا أيها الناس إني فرط لكم، وإنكم واردون
علي الحوض، حوض أعرض مما بين بصرى إلى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من
فضة، وإني سائلكم حين تردون على عن الثقلين، كيف خلفتموني فيهما؟ الثقل
الأكبر كتاب الله عز وجل، سبب طرفه بيد الله تعالى، وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به
لا تظلوا، ولا تبدلوا، وعترتي أهل بيتي - الثقل الآخر - فإنه قد نبأني اللطيف
الخبير أنهما لا ينقضيان حتى يردا علي الحوض.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 168 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
ورأيت في تفسير القرطبي في سورة سأل: أن الحارث لما قال النبي صلى الله
عليه وسلم: من كنت مولاه فعلي مولاه، قال: يا محمد أمرتنا بالشهادتين عن الله

434
تعالى فقبلنا منك، وأمرتنا عن الله بالصلوات الخمس، فقبلنا منك، وذكر الحج،
والزكاة، ثم لم ترض حتى فضلت علينا عليا أالله هذا قلته من عند الله أم من عندك؟
فقال: والله الذي لا إله إلا هو إنه من عند الله.
فولى الحارث وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك، فأمطر علينا
حجارة من عندك، فوقع عليه حجر من السماء فقتله.
ومنهم الفاضل المعاصر خالد محمد خالد في كتابه " في رحاب علي عليه السلام "
(ص 39 ط دار المعارف بمصر ودار المعارف بلبنان " قال:
[من كنت مولاه فعلي مولاه] - الرسول.
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في " خلافة علي بن
أبي طالب " عليه السلام (ص 25 ط مطبعة غريب في القاهرة) قال:
كما أن النبي الكريم وهو في طريقه ليلقي خطبة الوداع.. قال لأصحابه عند
غدير خم: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه.
هذه صورة عن علي بن أبي طالب الذي دخل الاسلام صغيرا وتربى في بيت
النبوة وأسلم صغيرا في التاسعة من عمره وتزوج فاطمة الزهراء فأنجب منها الحسن
والحسين وأم كلثوم وزينب، وقد تزوجها رضي الله عنه بوحي من جبريل.
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 697 ط عالم الكتب - بيروت)
فرووا الحديث الشريف.
ومنهم أبو الحجاج يوسف بن محمد في " ألف با " (ص 223 ط بيروت) قال:
ويكفيه فضلا قول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: من كنت مولاه فعلي مولاه.

435
ومنهم الدكتور محمد يوسف موسى القاهري في " نظام الحكم في الاسلام "
(ص 115 ط العصر الحديث في بيروت) قال:
وقوله: من كنت مولاه فعلي مولاه، بعد قوله: ألست أولى بالمؤمنين من
أنفسهم.
ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في " الاعتقاد
على مذهب السلف " (ص 203 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
فقال: من كنت وليه فعلي وليه.
وفي بعض الروايات: من كنت مولاه فعلي مولاه. اللهم وال من والاه وعاد من
عاداه.
ومنهم الشيخ محمد رضا في " الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه " (ص 21
ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي في " رياض النفوس في
طبقات علماء القيروان وأفريقية وزهادهم ونساكهم " (ج 1 ص 84 ط دار الغرب
الاسلامي - بيروت) قال:
فقال له أبو عبد الله: أليس قد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من كنت مولاه
فعلي مولاه، أفليس علي مولاك؟!
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول "
(ص 73 ط القاهرة) قال:

436
وقال: من كنت مولاه فإن مولاه علي.
ومنهم عدة من الفضلاء المعاصرين في " فهرس أحاديث وآثار المصنف " للشيخ
عبد الرزاق الصنعاني (ج 3 ص 445 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا:
من كنت مولاه فإن عليا مولاه الجامع 20388 11 / 225
ومنهم الشيخ أبو الفضل الحويني الأثري في " جمهرة الفهارس " (ط دار الصحابة
بطنطا)
رواه بألفاظ مختلفة في ص 70 و 95 و 213 و 349.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
روى الحديث الشريف في ج 2 ص 546 وفي ج 5 ص 262 و 267 و 550 وص
579 و ج 8 ص 530 وص 531 و ج 10 ص 228 و ج 11 ص 106.
ورواه أيضا في " فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام حنبل " ج 1 ص 183 وص
254 و ج 2 ص 1037 بألفاظ مختلفة.
وأيضا رواه في " فهارس المستدرك " للحاكم ص 337.

437
كلمات القوم
في حول الحديث الشريف
" من كنت مولاه فعلي مولاه "
لقد تكلم جماعة من أعلام العامة حول هذا الحديث الشريف بكلمات نورد
بعضها فيما يلي:
فمنهم العلامة حجة الاسلام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي في " سر
العالمين وكشف ما في الدارين " (ص 10 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
وأجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته في يوم عيد غدير خم باتفاق
الجميع وهو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر: بخ بخ يا أبا الحسن لقد
أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن، فهذا تسليم ورضى وتحكيم، ثم بعد هذا غلب
الهوى لحب الرياسة، وحمل عمود الخلافة وعقود النبوة وخفقان الهوى في قعقعة
الرايات واشتباك ازدحام الخيول - إلى آخر مقاله.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد الحميد متولي المصري في " التشريع الاسلامي

438
والنظم القانوني الوضعية " (ج 2 ص 66 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب) قال:
يستدل الشيعة على حق الإمام علي في الخلافة - فضلا عن حقه في الإرث
الأدبي بناء على ماله من صلة القربى بالرسول - ببعض أحاديث ينسبونها إلى الرسول،
وهم يعتقدون بصدقها وصحة سندها، وأهمها حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه،
اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وكذلك حديث: أقضاكم علي، ولا معنى
للإمامة - فيما يقول ابن خلدون - إلا القضاء بأحكام الله، والمراد هو الحكم
والقضاء.
كما يستدلون بحديث ينسب إلى الرسول أنه قاله مخاطبا الإمام علي، وهو
حديث: أنت الخليفة بعدي.
وأيضا أشار إلى الحديث: من كنت مولاه.. في ص 72.
ومنهم العلامة أبو عبد الله الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي
المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه " الأحاديث المشكلة في
الرتبة " (ص 257 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403) قال:
حديث " من كنت مولاه فعلي مولاه " رواه أصحاب السنن غير أبي داود ورواه
أحمد وصححوه وروى بلفظ: كنت وليه فعلي وليه، رواه أحمد والنسائي والحاكم
وصححه (1).



1) قال العلامة الشيخ الجليل أبو الفتح محمد بن علي الكراجكي رحمه الله في " كنز
الفوائد " ص 226 ط تبريز:
دليل النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام:
إعلم أنه مما يدل على أنه المنصوص بالإمامة عليه ما نقله الخاص والعام من أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع من حجة الوداع نزل بغدير خم ولم يكن منزلا
ثم أمر مناديه فنادى في الناس فلما اجتمعوا خطبهم، ثم قررهم على ما جعله الله تعالى له عليهم من فرض طاعته وبتصرفهم بين أمره ونهيه بقوله: ألست أولى بكم منكم
بأنفسكم؟
فلما أجابوا بالاعتراف وأعلنوا بالاقرار رفع بيد أمير المؤمنين عليه السلام وقال
عاطفا على التقرير الذي تقدم به الكلام: فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال
من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.
فجعل لأمير المؤمنين عليه السلام من الولاء في أعناق الأمة مثل ما جعله الله له
عليهم مما أخذ به إقرارهم، لأن لفظة " مولى " يفيد ما تقدم من التقرير من ذكر الأولى
فوجب أن يريد بالكلام الثاني ما قررهم عليه في الأول وأن يكون المعنى فيهما واحدا
حسبما يقتضيه استعمال أهل اللغة وعرفهم في خطابهم.
وهذا يوجب أن يكون أمير المؤمنين عليه السلام أولى بهم من أنفسهم، ولا يكون
أولى بهم إلا وطاعته فرض عليهم وأمره ونهيه نافذ فيهم، وهذه رتبة الإمام في الأنام
قد وجبت بالنص لأمير المؤمنين عليه السلام.
واعلم أيدك الله أنك تسأل في هذا الدليل عن أربعة مواضع:
أحدها: أن يقال لك ما حجتك على صحة الخبر في نفسه فإنا نرى من يبطله.
وثانيها: أن يقال لك ما الحجة على أن لفظة " مولى " يحتمل أولى وإنها أحد
أقسامها.
وثالثها: إذا ثبت أنها أحد محتملاتها فما الحجة على أن المراد بها في الخبر الأولى
دون ما سوى ذلك من أقسامها.
ورابعها: ما الحجة على أن الأولى هو الإمام ومن أن يستفاد ذلك في الكلام؟
الجواب عن السؤال الأول: أما الحجة على صحة خبر الغدير في أن يطالب بها إلا
متعنت بظهوره وانتشاره وحصول العلم لكل من سمع الأخبار به، ولا فرق بين من قال
ما الحجة على صحة خبر الغدير وهذه حاله وبين من قال ما الحجة على أن النبي صلى
الله عليه وآله وسلم حج حجة الوداع، لأن ظهور الجميع وعموم العلم به بمنزلة
واحدة.
وبعد فقد اختص هذا الخبر بما لم يشركه فيه سائر الأخبار، فمن ذلك أن الشيعة
نقلته وتواترت به.
وقد نقله أيضا أصحاب السير نقل المتواترين به بحمله خلف عن سلف وضمنه
جميعهم الكتب بغير إسناد معين كما فعلوا في إيراد الوقايع الظاهرة والحوادث الكائنة
التي لا يحتاج في العلم بها إلى سماع الأسانيد المتصلة، ألا ترى إلى وقعة بدر وحنين
وحرب الجمل وصفين كيف لا يفتقر في العلم بصحة شئ من ذلك إلى سماع إسناد
ولا اعتبار أسماء الرجال لظهوره المغني وانتشاره الكافي ونقل الناس له قرنا بعد قرن
بغير إسناد معين حتى عمت المعرفة به واشترك الكل في ذكره.
وقد جرى خبر يوم الغدير هذا المجرى واختلط في الذكر والنقل بما وصفناه فلا
حجة في صحته أوضح من هذا.
ومن ذلك أنه قد ورد أيضا بالأسانيد المتصلة ورواه أصحاب الحديث من الخاصة
والعامة من طرق في الروايات كثيرة، فقد اجتمع فيه الحالان وحصل له البيان.
ومن ذلك أن كافة العلماء قد تلقوه بالقبول وتناولوه بالتسليم، فمن شيعي يحتج به
في صحة النص بالإمامة ومن ناصبي يتناوله ويجعله دليلا على فضيلته ومنزلة جليلة،
ولم نر للمخالفين قولا مجردا في إبطاله ولا وجدناهم بل تأويله قد قدموا كلاما في
رفعه وإنكاره، فيكون جاريا مجرى تأويل أخباره المشتبهة ورواياتها بعد الإبانة عن
بطلانها وفسادها، بل ابتدأوا بتأويله ابتداء من لا يجد حيلة في دفعه وتوفره على
تخريج الوجوه له لتوفر من قد لزمه الاقرار به.
وقد كان إنكاره أروح لهم لو قدروا عليه وجحده أسهل عليهم لو وجدوا سبيلا
إليه.
فأما ما يحكى عن أبي داود السجستاني من إنكاره له وعن الجاحظ من طعنه في
كتاب العثمانية فيه فليس بقادح في الاجماع الحاصل على صحته، لأن القول الشاذ لو
أثر في الاجماع وكذلك الرأي المستحدث لو أبطل تقدم الاتفاق لم يصح الاحتجاج
بالاجماع ولا يثبت التعويل على اتفاق على السجستاني قد تنصل من نفي الخبر. فأما
الجاحظ فطريقته المشتهرة في تصنيفاته المختلفة وأقواله المتضادة المتناقضة وتأليفاته
القبيحة في اللعب والخلاعة وأنواع السحق [السخف] والمجانة الذي لا يرتضيه لنفسه
ذو عقل وديانة يمنع من الالتفات إلى ما يحكيه وتوجب التهمة له فيما يتفرد به ويأتيه.
وأما الخوارج الذين هم أعظم الناس عداوة لأمير المؤمنين عليه السلام فليس
يحكى عنهم صادق للخبر، والظاهر من حالهم حملهم له على وجه من التفضيل ولم
يزل القوم يقرون لأمير المؤمنين عليه السلام بالفضائل ويسلمون له المناقب وقد كانوا
أنصاره وبعض أعوانه. وإنما دخلت الشبهة عليهم بعد الحكمين فزعموا أنه خرج عن
جميع ما كان يستحقه من الفضائل بالتحكيم وقد قال شاعرهم:
كان علي قبل تحكيمه * جلدة بين العين والحاجب
ولو لم يكن الخبر كالشمس وضوحا لم يحتج به أمير المؤمنين عليه السلام يوم
الشورى، حيث قال للقوم في ذلك المقام: أنشدكم الله هل فيكم أحد أخذ رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: من كنت مولاه فهذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من
439




عاداه غيري؟ قالوا: اللهم لا، فأقر القوم به ولم ينكروه واعترفوا بصحته ولم
يجحدوه.
فإن قال قائل: فما باله لم يذكر في حال احتجاجه به تقرير رسول الله صلى الله عليه
وسلم للناس على أنه أولى بهم منهم بأنفسهم؟ ولم اقتصر على ما ذكره وهو لا ينفع في
الاستدلال عندكم ما لم يثبت التقرير المتقدم؟ وما جوابكم لمن قال: إن المقدمة لم
تصح وليس لها أصل؟ وقد سمعنا هذا الخبر ورد في بعض الروايات وهو عار منها،
فما قولكم فيها؟
قيل له: إن خلو إنشاد أمير المؤمنين عليه السلام من ذكر المقدمة لا يدل على نفيها
أو الشك في صحتها، لأنه قررهم من بعض الخبر على ما يقتضي الاقرار بجميعه
اختصارا في كلامه وغنى بمعرفتهم بالحال عن إيراده على كماله، وهذه عادة الناس
فيما يقررون به. وقد قررهم عليه السلام في ذلك المقام بخبر الطائر فقال: أفيكم رجل
قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اللهم ابعث إلي بأحب خلقك يأكل معي
غيري ولم يذكر هذا الطائر، وكذلك لما قررهم بقول النبي عليه السلام فيه لما ندبه
لفتح خيبر، وذكر لهم بعض الكلام دون جميعه اتكالا منه على ظهوره بينهم
واشتهاره.
فأما المتواترون بالخبر فلم يوردوه إلا على كماله ولا سطروه في كتبهم إلا بالتقرير
الذي في أوله، وكذلك رواه معظم أصحاب الحديث الذاكرين الأسانيد وإن كان منهم
آحاد قد أغفلوا ذكر المقدمة، فيحتمل أن يكون ذلك تعويلا منهم على العلم بالخبر
فذكروا بعضه لأنه عندهم مشتهر، فإن الأصحاب كثيرا ما يقولون فلان يروي عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبر كذا ويذكرون بعض لفظ الخبر اختصارا
وبالجملة، فالآحاد المتفردون بنقل بعضه لا يعارض بهم المتواترين الناقلين لجميعه
على كماله.
الجواب عن السؤال الثاني: وأما الحجة على أن لفظ " مولى " يحتمل " أولى "
وإنها أحد أقسامها. فليس يطالب بها أيضا منصف كان له أدنى الاطلاع في اللغة وبعض
الاختلاط بأهلها، لأن ذلك مستفيض بينهم غير مختلف فيه عندهم وجميعهم يطلقون
القول فيمن كان أولى بشئ أنه مولاه. وأنا أوضح لك أقسام مولى في اللسان لتعلمها
على بيان:
إعلم أن لفظة " مولى " في اللغة تحتمل عشرة أقسام:
أولها: الأولى وهو الأصل الذي يرجع إليه جميع الأقسام، قال الله تعالى: (فاليوم
لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي موليكم وبئس المصير)
يريد سبحانه هي أولى بكم على ما جاء في التفسير وذكره أهل اللغة، وقد فسره على
هذا الوجه أبو عبيدة معمر بن المثنى في كتابه المعروف بالمجاز في القرآن ومنزلته في
العلم بالعربية معروفة وقد استشهد على صحة تأويله ببيت لبيد:
قعدت كلا الفرخين تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وأمامها
يريد أولى المخافة ولم ينكر على أبي عبيدة أحد من أهل اللغة.
وثانيها: مالك الرق، قال الله سبحانه: (ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على
شئ وهو كل على مولاه) يريد مالكه، واشتهار هذا القسم يغني عن الإطالة فيه.
وثالثها: المعتق.
ورابعها: المعتق، وذلك أيضا مشهور معلوم.
وخامسها: ابن العم، قال الشاعر:
مهلا بني عمنا مهلا موالينا * لا تنشروا بيننا ما كان مدفونا
وسادسها: الناصر، قال الله عز وجل: (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وإن
الكافرين لا مولى لهم) يريد لا ناصر لهم.
وسابعها: المستولي لضمان الجريرة ومن يحوز الميراث، قال الله عز وجل:
(ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون والذين عقدت أيمانكم فآتوهم
نصيبهم إن الله كان على كل شئ شهيدا).
وقد أجمع المفسرون على أن المراد بالمولى هيهنا من كان أملك بالميراث وأولى
بحيازته. قال الأخطل:
فأصبحت مولاها من الناس بعده * وأحرى قريش أن تهاب وتحمدا
وثامنها: الحيف.
وتاسعها: الجار، وهذان القسمان أيضا معروفان.
وعاشرها: الإمام السيد المطاع، وسيأتي في الجواب عن السؤال الرابع إن شاء الله
تعالى.
فقد اتضح لك بهذا البيان ما يحتمله لفظة " مولى " من الأقسام وإن أولى أحد
محتملات معاني الكلام بل هي الأصل وإليها يرجع معنى كل قسم: لأن مالك الرق لما
كان أولى بتدبير عبده من غيره كان لذلك مولاه، والمعتق لما كان أولى بمعتقه في
تحمله لجريرته وألصق به من غيره كان مولاه، وابن العم لما كان أولى بالميراث ممن
هو أبعد منه في نسبه وأولى أيضا من الأجنبي بنصرة ابن عمه كان مولى، والناصر لما
اختص بالنصرة وصار بها أولى كان لذلك مولى.
وإذا تأملت بقية الأقسام وجدتها جارية هذا المجرى وعائدة بمعناها إلى الأولى
وهذا يشهد بفساد قول من زعم أنه متى أريد بمولى أولى كان ذلك مجازا، وكيف
يكون مجازا وكل قسم من أقسام مولى عائد إلى معنى الأولى، وقد قال الفراء في
كتاب " معاني القرآن ": إن الولي والمولى في كلام العرب واحد.
الجواب عن السؤال الثالث: فأما الحجة على أن المراد بلفظة مولى في خبر الغدير
الأولى، فهي أن من عادة أهل اللسان في خطابهم إذا أوردوا جملة مصرحة وعطفوا
عليها بكلام محتمل لما تقدم به التصريح ولغيره فإنهم لا يردون بالمحتمل إلا ما
صرحوا به من الخطاب المتقدم.
مثال ذلك: إن رجلا لو أقبل على جماعة فقال: ألستم تعرفون عبدي فلانا
الحبشي؟ ثم وصف لهم أحد عبيده وميزه عنهم بنعت يخصه صرح به فإذا قالوا: بلي،
439




قال لهم عاطفا على ما تقدم: فاشهدوا أن عبدي حر لوجه الله عز وجل، فإنه لا يجوز
أن يريد بذلك إلا العبد الذي سماه وصرح بوصفه دون ما سواه.
ويجري هذا مجرى قوله فاشهدوا أن عبدي حر لوجه الله عز وجل، ولو أراد غيره
من عبيده لكان ملغزا غير مبين في كلامه. وإذا كان الأمر كما وصفناه وكان رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم يزل مجتهدا في البيان غير مقصر فيه من الامكان وكان قد
أتى في أول كلامه يوم الغدير بأمر صرح به وقرر أمته عليه وهو أنه أولى بهم بأنفسهم
على المعنى الذي قال الله تعالى في كتابه (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) ثم
عطف على ذلك بعده أظهر من اعترافهم بقوله: فمن كنت مولاه فهذا علي [خ. ل:
فعلي] مولاه وكانت مولاه يحتمل ما صرح به في مقدمة كلامه ويحتمل غيره لم يجز
أن يريد إلا ما صرح به في كلامه الذي قدمه وأخذ إقرار أمته به دون سائر أقسام مولى،
وكان هذا قائما مقام قوله: فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه. وحاش
لله أن لا يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أراد هذا بعينه.
ووجه آخر: وهو أن قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم " فمن كنت مولاه فعلي
مولاه " لا يخلو من حالين: إما أن يكون أراد بمولى ما تقدم به التقرير من الأولى أو
يكون أراد قسما غير ذلك من أحد محتملات مولى. فإن كان أراد الأول فهو ما ذهبنا
إليه واعتمدنا عليه، وإن كان أراد وجها غير ما تقدم من أحد محتملات مولى فقد
خاطب الناس بخطاب يحتمل خلاف مراده ولم يكشف لهم فيه عن قصده ولا في
العقل دليل عليه يغني عن التصريح بمعنى ما نحال إليه. وهذا لا يجيزه على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم إلا جاهل لا عقل له.
الجواب عن السؤال الرابع: وأما الحجة على أن لفظة أولى يفيد معنى الإمامة
والرياسة على الأمة فهو أنا نجد أهل اللغة لا يصفون بهذه اللفظة إلا من كان يملك
تدبير ما وصف بأنه أولى به وتصريفه وينفذ فيه أمره ونهيه. ألا تراهم يقولون: إن
السلطان أولى بإقامة الحدود من الرعية والمولى أولى بعبده والزوج أولى بامرأته وولد
الميت أولى بميراثه من جميع أقاربه، وقصدهم بذلك ما ذكرناه دون غيره. وقد أجمع
المفسرون على أن المراد بقوله سبحانه (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) أنه أولى
بتدبيرهم والقيام بأمورهم من حيث وجبت طاعته عليهم، وليس يشك أحد من العقلاء
في أن من كان أولى بتدبير الخلق وأمرهم ونهيهم من كل أحد منهم فهو إمامهم الإمام
المفترض الطاعة عليهم.
ووجه أحسن: ومما يوضح أن النبي عليه السلام أراد أن يوجب لأمير المؤمنين
عليه السلام بذلك منزلة الرياسة والإمامة والتقدم على الكافة فيما يقتضيه فرض الطاعة
أنه قررهم بلفظ " أولى " على أمر يستحقه عليهم من معناها ويستوجبه من مقتضاها
وقد ثبت أنه يستحق في كونه أولى بالخلق من أنفسهم أنه الرئيس عليهم والنافذ الأمر
فيهم والذي طاعته مفترضة على جميعهم. فوجب أن يستحق أمير المؤمنين عليه
السلام مثل ذلك بعينه، لأنه جعل له منه مثل ما هو واجب، فكأنه قال: من كنت أولى
به من نفسه في كذا فعلي أولى به من نفسه فيه.
ووجه آخر: وهو إنا إذا اعتبرنا ما يحتمله لفظة مولى من الأقسام لم نر فيها ما يصح
أن يكون من أراد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ما اقتضاه الإمامة والرياسة على
الأنام.
وذلك أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن مالكا لرق كل من ملك رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم رقه ولا معتقا لكل من أعتقه، فيصح أن يكون أحد هذين
القسمين المراد، ولا يصح أن يريد المعتق لاستحالة هذا القسم فيهما على كل حال،
ولا يجوز أن يريد ابن العم والناصر. فيكون قد جمع الناس في ذلك المقام ويقول
لهم: من كنت ابن عمه فعلي ابن عمه ومن كنت ناصره فعلي ناصره لعلمهم ضرورة
بذلك قبل هذا المقام. ومن ذا الذي يشك في أن كل من كان رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم ابن عمه فإن عليا عليه السلام ابن عمه، ومن ذا الذي لم يعلم أن المسلمين
كلهم أنصار من نصره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلا معنى لتخصيص
أمير المؤمنين عليه السلام بذلك دون غيره. ولا يجوز أن يريد ضمان الجرائر
واستحقاق الميراث، للاتفاق على أن ذلك لم يكن واجبا في شئ من الأزمان.
وكذلك لا يجوز أن يريد الحليف لأن عليا عليه السلام لم يكن حليفا لجميع حلفان
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ولا يصح أيضا أن يريد من كنت جاره فعلي جاره
لأن ذلك لا فائدة فيه وليس هو أيضا صحيحا في كل حال.
فإذا بطل أن يكون مراده عليه السلام شيئا من هذه الأقسام ولم يبق إلا أن يكون
قصده ما كان حاصلا له من تدبير الأنام وفرض الطاعة على الخاص والعام، وهذه هي
رتبة الإمام. وفيما ذكرناه كفاية لذي الأفهام.
فصل وزيادة: فأما الذين ادعوا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قصد بما قاله
في أمير المؤمنين عليه السلام يوم الغدير أن يؤكد ولاه في الدين ويوجب نصرته على
المسلمين وأن ذلك على معنى قوله سبحانه: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء
بعض) وإن الذي أوردناه من البيان على أن لفظة " مولى " يجب أن يطابق معنى ما
تقدم به التقرير في الكلام وأنه لا يسوغ حملها على غير ما يقتضي الإمامة من الأقسام،
يدل على بطلان ما ادعوه في هذا الباب، ولم يكن أمير المؤمنين عليه السلام بخامل
439




الذكر فيحتاج أن يقف في ذلك المقام ويؤكد ولاه على الناس بل قد كان مشهورا، و
فضائله ومناقبه وظهور علو رتبته وجلالته قاطعا للعذر في العلم بحاله عند الخاص
والعام.
على أن من ذهب في تأويل الخبر إلى معنى الولاء في الدين والنصرة فقوله داخل
في قول من حمله على الإمامة والرياسة، لأن إمام العالمين يجب موالاته في الدين
وتعيين نصرته على كافة المسلمين، وليس من حمله على الموالاة في الدين والنصرة
يدخل في قوله ما ذهبنا إليه من وجوب الإمامة، فكان المصير إلى قولنا أولى.
وأما الذين غلطوا فقالوا: إن السبب في ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
في يوم الغدير إنما هو كلام جرى بين أمير المؤمنين وزيد بن حارثة، فقال علي عليه
السلام لزيد: أتقول هذا وأنا مولاك؟ فقال له زيد: لست مولاي إنما مولاي رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، فوقف يوم الغدير فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، إنكارا
على زيد وإعلاما له أن عليا مولاه. فإنهم فضحهم العلم بأن زيدا قتل مع جعفر بن
أبي طالب عليه السلام في أرض موته من بلاد الشام قبل يوم غدير خم بمدة طويلة من
الزمان وغدير خم إنما كان قبل وفاة النبي بنحو ثمانين يوما، وما حملهم على هذه
الدعوى إلا عدم معرفتهم بالسير والأخبار.
ولما رأت الناصبة غلطها في هذه الدعوى رجعت عنها وزعمت أن الكلام كان بين
أمير المؤمنين عليه السلام وبين أسامة بن زيد، والذي قدمناه من الحجج يبطل ما
زعموه ويكذبهم فيما ادعوه.
ويبطله أيضا ما نقله الفريقان من أن عمر بن الخطاب قام في يوم الغدير فقال: بخ
بخ لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. ثم مدح حسان بن
ثابت في الحال بالشعر المتضمن رياسته وإمامته على الأنام وتصويب النبي صلى الله
عليه وسلم في ذلك.
ثم إحتجاج أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى، فلو كان ما ادعاه المنتحلون
مما لم يكن لاحتجاجه عليهم به معنى وكان لهم أن يقولوا: أي فضل لك بهذا علينا
وإنما سببه كذا وكذا.
وقد احتج به أمير المؤمنين عليه السلام دفعات واعتده في مناقبه الشراف وكتب
يفتخر به في جملة افتخاره إلى معاوية بن أبي سفيان في قوله:
وأوجب لي الولاء معا عليكم * خليلي يوم دوح غدير خم
وهذا الأمر لا لبس فيه.
وأما الذين اعتمدوا على أن خبر الغدير لو كان موجبا للإمامة لأوجبها
لأمير المؤمنين عليه السلام في كل حال إذ لم يخصصها النبي صلى الله عليه وآله وسلم
بحال دون حال، وقولهم: إنه كان يجب أن يكون مستحقا لذلك في حياة رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، فإنهم جهلوا معنى الاستخلاف والعادة المعهودة في هذا
الباب.
وجوابنا أن نقول لهم: قد أوضحنا الحجة على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
استخلف عليا عليه السلام في ذلك المقام، والعادة جارية فيمن يستخلف أن يخصص
له الاستحقاق في الحال والتصرف بعد الحال. ألا ترون أن الإمام إذا نص على حال له
يقوم بالأمر بعده أن الأمر يجري في استحقاقه وتصرفه على ما ذكرناه.
ولو قلنا: إن أمير المؤمنين عليه السلام يستحق بهذا النص التصرف والأمر والنهي
في جميع الأوقات على العموم والاستيعاب إلا ما استثناه الدليل وقد استثنت الأدلة في
زمان حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا يجوز أن يكون فيه متصرف في
الأمة أمره ولا أمرناه لهم سواه لكان هذا أيضا من صحيح الجواب.
فإن قال الخصم: إذا جاز أن تخصصوا بذلك زمانا دون زمان فما أنكرتم أن يكون
إنما يستحقها بعد عثمان.
قلنا له: إنا أنكرنا ذلك من قبل أن القائلين بأنه استحقها بعد عثمان مجمعون على
أنها لم تحصل له في ذلك الوقت بيوم الغدير ولا بغيره من وجوه النص عليه، وإنما
حصلت له بالاختيار. وكل من أوجب له الإمامة بالنص أوجبها بعد رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم من غير تراخ في الزمان. والحمد لله حدثني القاضي أبو الحسن أسد
ابن إبراهيم السلمي الحراني رضي الله عنه، قال: أخبرني أبو حفص عمر بن علي
العتكي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن هارون الحنبلي، قال: حدثنا حسين بن
الحكم، قال: حدثنا حسن بن حسين، قال: حدثنا أبو داود الطهوري، عن
عبد الأعلى الثعلبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: قام علي عليه السلام خطيبا
في الرحبة وهو يقول: أنشد الله امرءا شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم آخذا يدي
ورفعهما إلى السماء وهو يقول: يا معشر المسلمين ألست أولى بكم من أنفسكم؟ فلما
قالوا: بلى، قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه
وانصر من نصره واخذل من خذله، إلا قام فشهد بها، فقام بضعة عشر بدريا فشهدوا
بها وكتم أقوام فدعا عليهم فمنهم من برص ومنهم من عمى ومنهم من نزلت به بلية في
الدنيا، فعرفوا بذلك حتى فارقوا الدنيا.
ومما حفظ عن قيس بن سعد بن عبادة أنه كان يقول فهو بين يدي أمير المؤمنين
صلوات الله عليه بصفين ومعه الراية في قطعة له أولها:
قلت لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل
حسبنا ربنا الذي فتح البصرة * بالأمس والحديث يطول
وعلي إمامنا وإمام * لسوانا أتى به التنزيل
يوم قال النبي من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل
إنما قاله النبي على الأمة * حتم ما فيه قال وقيل
439
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الرضى محمد عبد المحسن في " تعليقاته على كتاب
نزهة الحفاظ " لأبي موسى الأصفهاني المديني (ص 60 ط مؤسسة الكتب الثقافية في
بيروت) قال عند ذكر حديث " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ما هو لفظه:
أخرجه الترمذي [كتاب المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه]
وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وأخرجه ابن ماجة [مقدمة - باب فضل
علي بن أبي طالب] وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (2 / 641 - 670 -
950 - 951 - 952 - 961 - 1310) (4 / 3062).
وذكره ابن حجر في الإصابة من كتاب الموالاة لأبي العباس بن عقدة الذي جمع
فيه طرق حديث: من كنت مولاه فعلي مولاه، فأخرج فيه من طريق محمد بن كثير،

450
عن فطر، عن أبي طفيل، قال: كنا عند علي فقال: أنشد الله من شهد يوم غدير خم،
فقام سبعة عشر رجلا، منهم أبو قدامة الأنصاري، فشهدوا أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال ذلك. الإصابة (7 / 330).
وأخرجه الحاكم مختصرا ومطولا من حديث الأعمش عن سعد بن عبيدة، قال:
حدثني عبد الله بن بريدة الأسلمي، قال: إني لأمشي مع أبي إذ مر بقوم ينقصون
عليا - رضي الله عنه - يقولون فيه، فقام فقال: إني كنت أنال من علي وفي نفسي
عليه شئ، وكنت مع خالد بن الوليد في جيش فأصابوا غنائم، فعمد إلى جارية من
الخمس فأخذها لنفسه، وكان بين علي وبين خالد شئ، فقال خالد: هذه فرضتك،
وقد عرف خالد الذي في نفسي على علي، قال: وانطلق إلى النبي صلى الله عليه
وسلم، فاذكر له ذلك.
فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم حدثته وكنت رجلا مكبابا وكنت إذا حدثت
الحديث أكببت، ثم رفعت رأسي فذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم أمر الجيش
فذكرت له أمر علي فرفعت رأسي وأوداج رسول الله (ص) قد احمرت، قال: قال
النبي (ص): من كنت وليه فإن عليا وليه. وذهب الذي في نفسي عليه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وليس في الباب
أصح من حديث أبي عوانة هذا عن الأعمش، عن سعد بن عبيدة. المستدرك (كتاب
قسم الفئ).
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد الرحمن سالم في " التاريخ السياسي للمعتزلة "
(ص 99 ط دار الثقافة في القاهرة) قال:
من أبرز الأمثلة على ذلك حديث غدير خم، ذلك أنه لما نزل قوله تعالى: (يا
أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) خطب الرسول الناس في غدير خم، وقال
للجمع كله: أيها الناس ألست أولى منكم بأنفسكم؟ قالوا: بلى، قال: من كنت مولاه

451
فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من
خذله، فقال عمر: بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة.
والمراد بالمولى هنا - كما يذكر الشيعة - الأولى بالتصرف، لأن هذا ما يشير إليه
قول الرسول في صدر الحديث: ألست أولى منكم بأنفسكم؟ أي ألست أولى
بالتصرف في شؤونكم من أنفسكم؟
ومنهم الفاضل المعاصر منير الخوري عيسى أسعد الحمصي المسيحي في " تاريخ
حمص - القسم الثاني " (ص 119 ط مطرانية حمص الأرثوذكسية) قال:
أما الأساس الذي استند إليه دعاة أهل البيت فنوجزه بما يلي:
يرى أهل البيت أنهم أحق القرشيين بالخلافة، ويقولون أن النبي صلى الله عليه
وسلم عين عليا خليفة له، ويستندون إلى نصوص ينكر عليهم أهل السنة تأويلها، ومن
تلك النصوص ما هو جلي، ومنها ما هو خفي يحتاج إلى إيضاح، فمن الأول قول
النبي صلى الله عليه وسلم:
1 - من كنت مولاه فعلي مولاه. ولهذا قال له عمر بن الخطاب: أصبحت موئل
كل مؤمن ومؤمنة.
2 - أقضاكم علي، ولا معنى للإمامة إلا القضاء بأحكام الله.
3 - من يبايعني على روحه، فهو وصيي وولي هذا الأمر من بعدي. فلم يبايعه إلا
علي.
ومن النصوص الخفية:
1 - إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر لقراءة براءة في الموسم، حين
أنزلت. ثم أوصى الله، ليبلغها رجل منك أو من قومك، فبعث النبي عليا ليكون
القارئ المبلغ، وهذا دليل على تقدم علي، ولم يعرف أنه قدم عليه أحدا مع أنه قدم
البعض علي أبي بكر وعمر (دائرة المعارف للبستاني 7 ص 429).

452
2 - وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه الأخير: هلموا أكتب لكم كتابا
لن تضلوا بعده أبدا. فاختلفوا عنده وتنازعوا ولم يتم الكتاب، ويذهب الشيعة إلى أن
النبي أراد أن يوصي بالإمامة لعلي.
3 - وفي قصة الشورى: إن جماعة من الصحابة كانوا يتشيعون لعلي ويرون
أحقيته بالخلافة، ولما عدل إلى سواء تأففوا من ذلك وأسفوا له، على أن حرصهم
على الألفة جعلهم يقتصرون على النجوى.
ومنهم الفاضل المعاصر قطب إبراهيم محمد في " السياسة المالية لعمر بن
عبد العزيز " (ص 193 ط الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة سنة 1409) قال:
دخل على عمر بن عبد العزيز رجل غريب يلتمس عنده مالا، وكان يعطي الغرباء
مائتي درهم.
فسأله عمر: ممن أنت؟ قال: من أهل الحجاز. قال: من أي أهل الحجاز؟ قال:
من أهل المدينة يا أمير المؤمنين. قال: من أيهم؟ قال: من قريش. قال: من أي
قريش؟ قال: من بني هاشم يا أمير المؤمنين. قال: من أي بني هاشم؟ قال: مولى
علي. قال: من علي؟ قال: علي بن أبي طالب يا أمير المؤمنين. فجلس عمر ووضع
يده على صدره. وقال: وأنا والله مولى علي، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من
كنت مولاه فعلي مولاه.
ثم سأل مزاحم: كم يعطي مثله من الغرباء؟ قال مزاحم: مائتي درهم. قال:
أعطوه خمسين دينارا (خمسمائة درهم) لولائه من علي. ثم سأله: إن كان له عطاء.
فقال الغريب: لا. ففرض له عطاء وقال له: ألحق ببلادك، فإنه سيأتيك إن شاء الله
ما يأتي غيرك.
وقال أيضا في ص 216:
ومما ساهم في الاستقرار أيضا ما أمر به عمر من الاقلاع عن المظالم التي كانت
تقع على أتباع علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومنع سب علي على المنابر وإعطائهم

453
العطاء المستحق لهم، وكان مما أمر به عندما ولي الخلافة الاقلاع عن لعن وسب علي
وجعل مكانه (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا
للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم).
(إن الله يأمر بالعدل والاحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر
والبغي يعظكم لعلكم تذكرون).
وبذلك تفادى عمر بن عبد العزيز نقد أم سلمة رضي الله عنهما للعن الخلفاء
الأمويين لعلي بن أبي طالب، حينما كتبت إلى معاوية بن أبي سفيان تقول: إنكم
تلعنون الله ورسوله على منابركم، وذلك أنكم تلعنون عليا بن أبي طالب ومن أحبه،
وإني أشهد أن الله أحبه ورسوله.

454
مستدرك
قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في كتبهم في ج 4 ص 78 وص 100
وص 160 وص 172 إلى ص 178 وص 218 وص 229 وص 245 وص 266 و 296
وص 408 و 448 و 462 و 470 و ج 5 ص 37 وص 72 وص 80 وص 132 و ج 6 ص
468 و 472 و 552 و ج 7 ص 371 و ج 8 ص 355 وص 531 و ج 15 ص 630 و ج 16
ص 1 إلى ص 97 و ج 18 ص 77 و ج 20 ص 249 وص 473 و ج 21 ص 150 إلى ص
220 ومواضع أخرى من هذا السفر الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق:
وفيه أحاديث:
منها
حديث علي عليه السلام
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

455
فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد
الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند فاطمة عليها السلام "
(ص 34 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد، الهند سنة 1406) قال:
لما آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قال علي: لقد ذهب روحي
وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط
علي فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي بعثني بالحق
ما أخرتك إلا لنفسي، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي، وأنت
أخي ووارثي. قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: ما ورثت الأنبياء من قبلي؟
قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: كتاب ربهم وسنة نبيهم، وأنت معي في
قصري في الجنة مع فاطمة بنتي، وأنت أخي ورفيقي (حم في كتاب مناقب علي، ابن
عساكر).
وقال أيضا في ص 43:
أما قولك يقول قريش: ما أسرع ما تخلف عن ابن عمه وخذله، فإن لك بي أسوة
قالوا ساحر وكاهن وكذاب، [أما قولك أتعرض للأجر من الله] أما ترضى أن تكون
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه بعدي لا نبي، وأما قولك أتعرض لفضل الله هذه
أبهار من فلفل جاءنا من اليمن فبعه واستمتع به أنت وفاطمة حتى يأتيكم الله من فضله
فإن المدينة لا تصلح إلا بي وبك (ك وتعقب عن علي).
ومنهم الفاضل المعاصر أبو إسحاق الحويني الأثري القاهري في " الحلي بتخريج
فضائل علي " (ص 62 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال:
ثانيا: حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه:

456
أخرجه البزار (185 - 186 / 3) من طريق عبد الله بن بكير، عن حكيم بن جبير،
عن الحسن بن سعد، عن أبيه، عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد غزوا، فدعا
جعفرا، فأمره أن يتخلف على المدينة. فقال: لا أتخلف بعدك أبدا!. فأرسل رسول
الله صلى الله عليه وسلم، فدعاني، فعزم علي لما تخلفت قبل أن يتكلم، فبكيت.
فقال: ما يبكيك؟ قلت: يبكيني خصال غير واحدة، تقول قريش غدا: ما أسرع ما
تخلف عن ابن عمه وخذله. ويبكيني خصلة أخرى كنت أريد أن أتعرض للجهاد في
سبيل الله، لأن الله عز وجل يقول: (ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من
عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين) 9 / 120،
فكنت أريد أن أتعرض للأجر. ويبكيني خصلة أخرى، كنت أريد أن أتعرض لفضل
الله. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما قولك: تقول قريش: ما أسرع ما تخلف
عن ابن عمه وخذ له، فإن لك في أسوة، قد قالوا: ساحر، وكاهن، وكذاب. وأما
قولك: أريد أن أتعرض للأجر من الله، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى، إلا أنه لا نبي بعدي؟ وأما قولك أتعرض لفضل الله، فهذان بهاران من فلفل
جاءنا من اليمن فبعه، واستمتع به أنت وفاطمة، وحتى يأتيكما الله من فضله.
وقال أيضا في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 64 ط دار
الكتب العلمية - بيروت) قال:
رواه القاسم بن يزيد المخزومي، عن إسرائيل، عن أبي إسحق، عن هبيرة بن
مريم، وهانئ بن هانئ، عن علي رضي الله عنه، قال: لما صدرنا من مكة إذا ابنة
حمزة تنادي: يا عم، يا عم، فتناولها علي رضي الله عنه وأخذها، فقال لصاحبته:
دونك ابنة عمك، فحملتها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر، فقال علي: أنا أخذتها
وهي ابنة عمي، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى
بها رسول الله صلى الله عليه وآله لخالتها، وقال: الخالة بمنزلة الأم، وقال لعلي: أنت

457
مني بمنزلة هارون، وأنا منك، وقال لجعفر: أشبهت خلقي وخلقي، وقال لزيد: يا
زيد أنت أخونا ومولانا.
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 100 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون.. علي التفسير / التوبة 2 / 337
وأيضا رووه في القسم الثاني ص 141 إلا أن فيه: ألا ترضى.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " الدرر المجموعة بترتيب
أحاديث اللآلي المصنوعة " (ص 29 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون.. علي 1 / 342
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 63
ط بيروت) قال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون علي 2 / 337
وروى مثله في " فهارس حلية الأولياء " لأبي نعيم ص 48 إلا أن فيه: ألا ترضى.
ومنهم الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة
463 في " موضح أوهام الجمع والتفريق " (ج 1 ص 297 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
أخبرنا الحسن بن محمد الخلال، وأبو القاسم الأزهري، قال الخلال: حدثنا،
وقال الأزهري: أخبرنا محمد بن العباس بن زكريا بن يحيى الخزاز، حدثنا أبو أحمد
ابن المهتدي، حدثنا الحسين بن الخصيب، حدثنا أبو إسحاق الجرزي، حدثني
المأمون، حدثني الرشيد، حدثني المهدي قال: دخل علي سفيان الثوري فقلت:
حدثني بأحسن فضيلة عندك لعلي، فقال: حدثني سلمة بن كهيل، عن حجية بن

458
عدي، عن علي قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى
إلا أنه لا نبي بعدي.
أخبرنيه أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن جعفر اليزيدي بإصبهان، حدثنا
أحمد بن محمد بن موسى الملحمي، حدثنا الحسن بن عثمان التستري، حدثنا
إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثني المأمون، حدثني الرشيد، حدثني أبي المهدي،
حدثني سفيان بن سعيد الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن حجية بن عدي، عن علي بن
أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: أنت مني بمنزلة هارون من
موسى.
ومنها
حديث عمر بن الخطاب
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 335 ط دار الفكر) قال:
وعن عمر بن الخطاب قال: لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، لأن
يكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم، قيل: وما هن يا أمير
المؤمنين؟ قال: تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسكناه المسجد
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا يحل لي فيه ما يحل له، والراية يوم خيبر.
ومنها
حديث أم سلمة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

459
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 346 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لأم سلمة: يا أم سلمة، إن عليا
لحمه من لحمي ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي
بعدي.
وعنه قال: رأيت عليا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه من خلفه، فقال:
بلغني أنك سميت أبا بكر وعمر وضربت أمثالهما ولم تذكرني، فقال النبي صلى الله
عليه وسلم: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في " فهرس أحاديث موارد
الظمآن إلى زوائد ابن حبان " للحافظ نور الدين الهيثمي (ص 48 ط دار البشائر
الاسلامية ودار النور - بيروت) قال:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي:
أما ترضى أن تكون.. أم سلمة 542
وروى مثله في ص 30.
ومنهم الحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي المتوفى سنة 307 في " المعجم "
(ص 94 ط دار المأمون للتراث - بيروت) قال:
حدثنا محمد بن سهل بن حصين الباهلي، قال: حدثنا حسان بن إبراهيم، قال:
حدثنا محمد بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن المنهال بن عمرو، عن عامر بن سعد،
عن سعد، عن أم سلمة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي عليه السلام: أنت مني
بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.

460
ومنها
حديث أسماء بنت عميس
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في " تهذيب
الكمال في أسماء الرجال " (ج 35 ص 263 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:
وأخبرنا أبو العز يوسف بن يعقوب الشيباني، قال: أخبرنا زيد بن الحسن
الكندي، قال: أخبرنا عبد الرحمان بن محمد القزاز، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن
علي بن ثابت الخطيب الحافظ، قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي،
قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله
العبسي، قال: حدثنا جعفر بن عون، قال: حدثني موسى الجهني، عن فاطمة بنت
علي، قالت: حدثتني أسماء ابنة عميس أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي.
وأخبرنا أبو الفرج بن قدامة، وأبو الغنائم بن علان، وأحمد بن شيبان، قالوا:
أخبرنا حنبل بن عبد الله، قال: أخبرنا أبو القاسم ابن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي
بن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر بن مالك القطيعي، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد،
قال: حدثني أبي، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن موسى الجهني، قال: دخلت على
فاطمة بنت علي، فقال لها رفيقي أبو مهل: كم لك؟ قالت: ست وثمانون سنة. قال:
ما سمعت من أبيك شيئا؟ قالت: حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي.
رواه النسائي، عن عمرو بن علي، عن يحيى بن سعيد، فوقع لنا بدلا عاليا. وهذا
جميع ما لها عنده، والله أعلم. وحديث ابن ماجة في ترجمة نافع بن أبي نعيم

461
القارئ.
ومنهم الحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي المتوفى سنة 307 في " المعجم "
(ص 291 ط دار المأمون للتراث - بيروت) قال:
حدثنا علي بن جعفر الأحمر، قال: حدثنا عبد الله بن إدريس، عن موسى
الجهني، عن فاطمة بنت علي، عن أسماء بنت عميس قالت: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لعلي عليه السلام: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور السيد الجميلي في " صحابة النبي صلى الله عليه
وسلم السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " (ص 63 ط دار الكتاب العربي -
بيروت) قال:
وقد ورد عن أسماء بنت عميس، قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لعلي رضي الله عنه: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي.
وقد ورد عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كنت
مولاه فعلي مولاه.
ومنهم أبو إسحاق الحويني في " تهذيب خصائص الإمام علي " (ص 61
ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
أخبرنا عمرو بن علي قال: حدثنا يحيى بن سعيد، قال: حدثنا موسى الجهني،
قال: دخلت على فاطمة بنت علي، فقال لها رفيقي: هل عندك شئ من والدك
يرهب؟ قالت: حدثتني أسماء بنت عميس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا جعفر بن عون، عن موسى الجهني قال:

462
أدركت فاطمة بنت علي، وهي بنت ثمانين سنة، فقلت لها: تحفظين عن أبيك شيئا؟
قالت: لا، ولكني سمعت أسماء بنت عميس: إنها سمعت من رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس من بعدي نبي.
قال: حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا الحسن
(وهو ابن صالح) عن موسى الجهني، عن فاطمة بنت علي، عن أسماء بنت عميس،
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا علي إنك مني بمنزلة هارون من موسى، إلا
أنه لا نبي بعدي.
ومنهم الفاضل أبو هاجر محمد السعيد زغلول في " فهارس أحاديث وآثار مسند
الإمام أحمد بن حنبل " (ج 1 ص 249 ط دار الكتب العلمية) قال:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى أسماء بنت عميس 6 / 438
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي أسماء بنت عميس
6 / 369
ومنهم الفاضل محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام " (ص 35
ط دار الجيل - بيروت) قال:
وفي رواية من روايات عديدة عن أسماء بنت عميس أنها سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس من بعدي
نبي.
ومنها
حديث عبد الله بن جعفر
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:

463
فمنهم علامة التاريخ والأدب محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في " مختصر
تاريخ دمشق " (ج 17 ص 346 ط دار الفكر) قال:
وعن عبد الله بن جعفر قال: لما قدمت ابنة حمزة المدينة اختصم فيها علي وجعفر
وزيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قولوا، فقال زيد: هي ابنة أخي وأنا أحق
بها، وقال علي: ابنة عمي وأنا جئت بها، وقال جعفر: ابنة عمي وخالتها عندي. قال:
خذها يا جعفر أنت أحقهم بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأقضين بينكم:
أما أنت يا زيد فمولاي وأنا مولاك، وأما أنت يا جعفر فأشبهت خلقي وخلقي، وأما
أنت يا علي فأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة.
وفي رواية: إلا أنه لا نبوة.
ومنها
حديث ابن عباس
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في " المعجم الكبير " (ج 11
ص 98 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا كثير بن يحيى، حدثنا أبو عوانة، عن
أبي بلج، عن عمرو بن ميمون قال: كنا عند ابن عباس فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ
صحيح قبل أن يعمى، فقالوا: يا ابن عباس قم معنا - أو قال: اخلوا يا هؤلاء، قال: بل
أقوم معكم، فقام معهم فما ندري ما قالوا، فرجع ينفض ثوبه ويقول: أف أف وقعوا
في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن، وقعوا في علي بن أبي طالب وقد قال نبي الله
صلى الله عليه وسلم: " لأبعثن رجلا لا يخزيه الله " فبعث إلى علي وهو في الرحى

464
يطحن، وما كان أحدكم ليطحن، فجاؤوا به أرمد، فقال: يا نبي الله ما أكاد أبصر،
فنفث في عينيه وهز الراية ثلاث مرات ثم دفعها إليه ففتح له، فجاء بصفية بنت حيي
ثم قال لبني عمه: بكم يتولاني في الدنيا والآخرة ثلاثا حتى مر على آخرهم، فقال
علي: يا نبي الله أنا وليك في الدنيا وفي الآخرة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت
وليي في الدنيا والآخرة.
قال: وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث عليا على أثره، فقال أبو بكر: يا علي لعل
الله ونبيه سخطا علي، فقال علي: لا، ولكن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: لا ينبغي
أن يبلغ عني إلا رجل مني وأنا منه.
قال: ووضع نبي الله صلى الله عليه وسلم ثوبه على علي وفاطمة والحسن والحسين
وقال: (إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) وكان
أول من أسلم بعد خديجة من الناس.
قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام مكانه، قال:
وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أبو بكر فقال: إلى يا
رسول الله، وأبو بكر يحسبه نبي الله، فقال علي: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد
انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، وجعل علي يرمى
بالحجارة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمى وهو يتضور قد لف رأسه في
الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه حين أصبح، فقالوا: إنك للئيم كان
صاحبك نرميه بالحجارة فلا يتضور وأنت تضور وقد استنكرنا ذلك.
قال: ثم خرج بالناس في غزاة تبوك فقال له علي: أخرج معك؟ فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم: لا، فبكى علي، فقال له النبي الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت

465
خليفتي، قال: وقال له: أنت ولي كل مؤمن بعدي.
قال: وسد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبواب المسجد غير باب علي، فيدخل
المسجد جنبا وهو طريقه ليس له طريق غيره، قال: وقال: من كنت مولاه فعلي
مولاه.
قال: ابن عباس فأخبرنا الله في القرآن إنه قد رضي عنهم عن أصحاب الشجرة
يعلم ما في قلوبهم، فهل حدثنا إنه سخط عليهم بعده؟ وقال: إن نبي الله صلى الله عليه
وسلم قال لعمر حين قال: أتأذن لي فاضرب عنقه - يعني حاطب فقال: أفكنت
فاعلا؟ وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم؟
ومنهم الفاضل المعاصر أبو إسحاق الحويني الأثري القاهري في " الحلي بتخريج
فضائل علي " (ص 63 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال:
حديث ابن عباس، رضي الله عنهما: أخرجه الطبراني في " الكبير "
(11 / 74 / 11087) حدثنا سلمة، ثنا أبي، عن أبيه، عن جده سلمة بن كهيل، عن
مجاهد، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون
من موسى...
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الإفريقي في " مختصر
تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 345 ط دار الفكر) قال:
وعن عبد الله بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب وعنده جماعة، فتذاكروا
السابقين إلى الاسلام، فقال عمر: أما علي فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول فيه ثلاث خصال، لوددت أن لي واحدة منهن، فكان أحب إلي مما طلعت عليه
الشمس، كنت أنا وأبو عبيدة وأبو بكر وجماعة من الصحابة إذ ضرب النبي صلى الله

466
عليه وسلم بيده على منكب علي، فقال له: يا علي، أنت أول المؤمنين إيمانا، وأول
المسلمين إسلاما، وأنت مني بمنزلة هارون من موسى.
وقال أيضا في ص 329:
قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، فقال علي: أخرج معك؟ فقال: لا. قال:
فبكى، قال: فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست
بنبي؟ قال: نعم. قال: وإنك خليفتي في كل مؤمن.
ومنها
حديث جابر بن عبد الله الأنصاري
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم علامة التاريخ والأدب محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الإفريقي في
" مختصر تاريخ دمشق " (ج 17 ص 347 ط دار الفكر) قال:
وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي، ولو كان لكنته.
وفي رواية: إلا أنه ليس بعدي نبي، أو: لا يكون بعدي نبي.
وعن يزيد بن أرقم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أنت مني كهارون من
موسى، غير أنك لست بنبي.
ومنهم الدكتور أحمد الحصري أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة
الأزهر في " الدولة وسياسة الحكم في الفقه الاسلامي " (ج 1 ص 191 ط مكتبة
الكليات الأزهرية - القاهرة) قال:

467
ومن ذلك ما نسبه الإمامية إلى جابر بن عبد الله أنه قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: يا علي، إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي، وإنك مني بمنزلة هارون
من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
ومنهم العلامة أبو علي محمد بن الصوري في " الفرائد المنتقاة والغرائب الحسان "
(ص 14 ط دار الكتاب العربي - بيروت)
فذكر الحديث كما تقدم.
وقال أيضا في ص 61:
حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب، حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري،
حدثنا هارون بن حاتم المقرئ، حدثنا مصعب بن سلام، عن جعفر بن محمد، عن
أبيه، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أنت مني بمنزلة.. فذكر
الحديث كما تقدم.
ومنهم الفاضل أبو هاجر محمد السعيد زغلول في " فهارس أحاديث وآثار مسند
الإمام أحمد بن حنبل " (ج 1 ص 306) قال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون جابر بن عبد الله 3 / 338
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 228 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: أنا القزاز، قال: نا أحمد بن علي بن ثابت الخطيب، قال: أنا الحسن
ابن علي الجوهري، قال: أنا أحمد بن إبراهيم، قال: نا أبو بكر بن أبي الأزهر، قال:
نا أبو كريب، قال: أنا إسماعيل بن صبيح، قال: نا أبو أويس، قال: نا محمد بن

468
المنكدر، قال: نا جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ولو كان لكنته.
ومنها
حديث زيد بن أرقم
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في " مختصر تاريخ دمشق " (ج
17 ص 347 ط دار الفكر) قال:
وعن زيد بن أرقم قال: لما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لجيش العسرة قال
لعلي: إنه لا بد من أن تقيم أو أقيم، قال: فخلف عليا وسار، فقال ناس: ما خلفه إلا
لشئ يكرهه منه، فبلغ ذلك عليا، فاتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى
إليه، فقال: ما جاء بك يا علي؟ فقال: يا رسول الله، إني سمعت ناسا يزعمون أنك
خلفتني لشئ كرهته مني، قال: فتضاحك إليه وقال: ألا ترضى أن تكون مني
كهارون من موسى غير أنك لست بنبي؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: فإنه كذلك.
ومنها
حديث البراء بن عازب وزيد بن أرقم
رواه جماعة من علمائهم في كتبهم:
فمنهم الفاضل أبو إسحاق الأثري القاهري في " المحلي بتخريج فضائل علي عليه
السلام " (ص 64 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال:
أخرجه ابن سعد (3 / 24) أخبرنا روح بن عبادة، قال: أخبرنا عوف، عن ميمون،

469
عن البراء بن عازب، وزيد بن أرقم قالا: لما كان عند غزوة جيش العسرة، وهي تبوك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: إنه لا بد أن تقيم في المدينة،
أو أقيم. فخلفه. فلما فصل رسول الله صلى الله عليه وسلم غازيا، قال ناس: ما خلف
عليا إلا لشئ كرهه منه. فبلغ ذلك عليا، فاتبع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
انتهى إليه. فقال: ما جاء بك يا علي؟ قال: لا يا رسول الله، إلا أني سمعت ناسا
يزعمون أنك إنما خلفتني لشئ كرهته مني. فتضاحك رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال: يا علي، أما ترضى أن تكون مني كهارون من موسى غير أنك لست بنبي؟ قال:
بلى يا رسول الله. قال: فإنه كذلك.
ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في " العشرة المبشرون بالجنة
من طبقات ابن سعد " (ص 193 ط 3 الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالوا:
وأخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا عون، عن ميمون، عن البراء بن عازب وزيد
ابن أرقم قالا: لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لعلي بن أبي طالب: إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم، فخلفه - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 626) قال:
وقال غندر: عوف، عن ميمون أبي عبد الله، عن البراء، وزيد بن أرقم، أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت مني كهارون من موسى، غير أنك لست
بنبي. ميمون صدوق.

470
ومنها
حديث أبي سعيد الخدري
رواه جماعة من علماء العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن مهران الإصبهاني
المتوفى سنة 430 في " تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة " (ص 58 ط دار الإمام مسلم
في بيروت) قال:
حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم، حدثنا جعفر بن محمد بن محمد بن شاكر
الصائغ، حدثنا محمد بن سابق، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد
قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا في أهله حين غزا غزاة تبوك، فقال
بعض الناس: ما منعه أن يخرجه إلا أنه كره صحبته، فبلغ ذلك عليا عليه السلام فقال
لرسول الله صلى الله عليه وسلم: زعم بعض الناس أنك لم تخلفني إلا أنك كرهت
صحبتي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيا ابن أبي طالب أما ترضى أن تنزل
مني بمنزلة هارون من موسى.
ومنهم علامة التاريخ والأدب محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في " مختصر
تاريخ دمشق " (ج 7 ص 347 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي في غزوة
تبوك: اخلفني في أهلي، فقال علي، يا رسول الله، إني أكره أن يقول العرب: خذل
ابن عمه، وتخلف عنه، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟،
قال: بلى، قال: فاخلفني.
ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في " العشرة المبشرون بالجنة

471
في طبقات ابن سعد " (ص 192 ط 3 الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالوا:
أخبرنا الفضل بن دكين، قال: أخبرنا فضل بن مرزوق، عن عطية، حدثني
أبو سعيد قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك وخلف عليا في أهله،
فقال بعض الناس: ما منعه أن يخرج به إلا أنه كره صحبته، فبلغ ذلك عليا فذكره للنبي
صلى الله عليه وسلم، فقال: أيا ابن أبي طالب أما ترضى أن تنزل مني بمنزلة هارون
من موسى؟
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين التنجي في " آل بيت الرسول "
صلى الله عليه وسلم (ص 73 ط القاهرة سنة 1399) قال:
عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي - فذكر
الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس
أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل " (ج 1 ص 249 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى أبو سعيد الخدري 3 / 32
وذكره أيضا في " فهارس حلية الأولياء " لأبي نعيم الإصبهاني " ص 27.
ومنها
حديث عمرو بن ميمون
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس أحاديث

472
وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل " (ج 1 ص 306 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى عمرو بن ميمون 1 / 331
ومنها
حديث حذيفة بن أسيد الغفاري
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الدكتور أحمد الحصري أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة
الأزهر في " الدولة وسياسة الحكم في الفقه الاسلامي " (ج 1 ص 192 ط مكتبة
الكليات الأزهرية - القاهرة) قال:
وعن حذيفة بن أسيد الغفاري قال: قام النبي صلى الله عليه وسلم يوم سد الأبواب
خطيبا فقال: إن رجالا يجدون في أنفسهم شيئا أن أسكنت عليا في المسجد
وأخرجتهم، والله ما أخرجتهم وأسكنته، بل أخرجهم الله وأسكنه، إن الله عز وجل
أوحى إلى موسى وأخيه أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة، وأقيموا
الصلاة.. إلى أن قال: وإن عليا مني بمنزلة هارون من موسى، وهو أخي، ولا يحل
لأحد أن ينكح فيه النساء إلا هو، الحديث.
ومنها
حديث محدوج الذهلي
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة
463 في " موضح أوهام الجمع والتفريق " (ج 3 ص 72 ط دار المعرفة - بيروت) قال:

473
وهو أبو الحسن بن حيدرة الذي روى عنه أبو عبد الله بن أبي كامل، أخبرنا
أبو الحسن بن عبد الواحد الدمشقي بها، أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الله بن
إسحاق، أنبأ أبو الحسن بن حيدرة القرشي، حدثنا جعفر بن محمد بن عنبسة
اليشكري بالكوفة، حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا قيس بن الربيع، عن
سعد الخفاف، عن عطية العوفي، عن محدوج بن زيد الذهلي: أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم لما آخى بين المسلمين أخذ بيد علي رضي الله عنه فوضعها على صدره،
قال: يا علي أنت أخي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى عليهما السلام، إلا أنه لا
نبي بعدي.
ومنها
حديث أنس بن مالك
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 347 ط دار الفكر) قال:
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا علي أنت مني وأنا منك، أنت
مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا يوحى إليك.
ومنها
حديث حبشي بن جنادة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر أبو إسحاق الحويني الأثري القاهري في " الحلي بتخريج

474
فضائل علي " (ص 64 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال:
حديث حبشي بن جنادة، رضي الله عنه: أخرجه أبو نعيم في " الحلية "
(4 / 345) من طريق إسماعيل بن أبان، قال: ثنا أبو مريم عبد الغفار بن القاسم
الأنصاري، عن أبي إسحق، عن حبشي بن جنادة مرفوعا: أنت مني بمنزلة..
الحديث. قال أبو نعيم: غريب من حديث أبي إسحق، تفرد به إسماعيل بن أبان.
قلت: إسماعيل بن أبان وثقه أحمد وأبو داود ومطين، وقال البخاري: صدوق.
وآفة هذا الخبر أبو مريم هذا، فإنه هالك، اتهمه علي بن المديني بوضع الحديث،
وكذبه أبو داود، وتركه أبو حاتم والنسائي.
ومنهم أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس حلية الأولياء "
لأبي نعيم الأصفهاني (ص 27 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى حبشي بن جنادة 4 / 345
ومنها
حديث سويد بن غفلة
عن عمر بن الخطاب
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور الإفريقي في " مختصر
تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 345 ط دار الفكر) قال:
وعن سويد بن غفلة قال: رأى عمر رجلا يخاصم عليا، فقال له عمر: إني لأظنك
من المنافقين، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: علي مني بمنزلة هارون

475
من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
وفي رواية: أنه رأى رجلا يشتم عليا كانت بينه وبينه خصومة.
ومنها
حديث جابر بن سمرة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر أبو إسحاق الحويني الأثري القاهري في " الحلي بتخريج
فضائل علي " (ص 63 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال:
حديث جابر بن سمرة رضي الله عنه: أخرجه الطبراني في " الكبير "
(2 / 247 / 2035) من طريق إسماعيل بن أبان، ثنا ناصح، عن سماك، عن جابر بن
سمرة مرفوعا: أنت مني بمنزلة.. الحديث.
ومنها
حديث سعد بن أبي وقاص
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 332 ط دار الفكر) قال:
وحدث سعد بن أبي وقاص قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا، فقال: ما
يمنعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فلان يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: - وخلفه في بعض مغازيه -، فقال له علي: يا رسول الله تخلفني

476
مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها، قال: ادعوا لي
عليا، فأتي به أرمد، فبصق في عينيه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه
الآية: (ندع أبناءنا وأبناءكم) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة
وحسنا وحسينا، فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
وفي حديث آخر بمعناه: وقال: لما نزلت هذه الآية: (إنما يريد الله ليذهب
عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا
وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
وقال أيضا في ص 344:
وعن سعد بن أبي وقاص قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك
خلف عليا بالمدينة، فقال الناس: مله وكره صحبته، فتبع علي النبي صلى الله عليه
وسلم حتى لحقه في بعض الطريق، فقال: يا رسول الله خلفتني بالمدينة مع النساء
والذراري حتى قال الناس: مله وكره صحبته؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يا
علي إنما خلفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير
أنه لا نبي بعدي.
وعن سعد قال: قال لي معاوية: أتحب عليا؟ قال: قلت: وكيف لا أحبه؟ وقد
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير
أنه لا نبي بعدي، ولقد رأيته بارز يوم بدر، وهو يحمحم كما يحمحم الفرس
ويقول: [من الرجز]
بازل عامين حديث سني * سنحنح الليل كأني جني
لمثل هذا ولدتني أمي

477
فما رجع حتى خضب سيفه دما.
وعن سعد بن أبي وقاص: إن علي بن أبي طالب خرج مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم حتى إذا جاء ثنية الوداع ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد تبوك، وعلي
يبكي ويقول: يا رسول الله تخلفني مع الخوالف؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه
وسلم: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة؟
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد الرحمن عميره في كتابه " رجال أنزل الله فيهم
قرآنا " (ج 1 ص 193) قال:
استشار هاشم بن عتبة بن أبي وقاص عنه عمه سعد بن أبي وقاص قائلا له: ابن
إسحاق يا عم، وترى مع من سيكون سيفي؟ قال له: يا ابن أخي، إن عليا أحق الناس
بهذا الأمر، ولكنها الفتنة التي حذرنا رسول الله منها، والرأي أن تلزم بيتك وتعبد
ربك، فإن كان ولا بد فقاتل تحت راية من قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن
عليا مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، واستجاب هاشم لأمر عمه،
وكان صاحب لواء الإمام علي رضي الله عنه، في موقعة صفين.
وقال أيضا في ص 186:
ويدخل سعد على معاوية، فقال له: ما لك لم تقاتل معنا؟ فقال سعد: إني مرت بي
ريح مظلمة فقلت: أخ أخ، فانخت راحلتي حتى انجلت عني ثم عرفت الطريق
فسرت. فقال معاوية: ليس في كتاب الله أخ أخ، لكن قال الله تعالى (وإن طائفتان
من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي
حتى تفئ إلى أمر الله)، فوالله ما كنت مع الباغية على العادلة، ولا مع العادلة على
الباغية.
فقال سعد: ما كنت لأقاتل رجلا قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت مني

478
بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي. فقال معاوية: من سمع هذا معك؟
فقال: فلان وفلان وأم سلمة.
وفي رواية: إن معاوية قال له: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ - فذكر مثل ما تقدم
عن " مختصر تاريخ دمشق ".
ومنهم الفاضل المعاصر العلامة أبو عبد الله محمد بن علي بن عمر المازري المتوفى
سنة 556 في " المعلم بفوائد مسلم " (ج 2 ص 246 ط بيت الحكمة - تونس والجزائر)
قال:
قول معاوية لسعد: ما منعك أن تسب أبا تراب، فذكر سعد رحمه الله فضائل علي
رضي الله عنه وأنه صلى الله عليه وسلم قال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون
من موسى عليهما السلام. وقوله صلى الله عليه وسلم: لأعطين الراية غدا رجلا يحب
الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، فأعطاها عليا رضوان الله عليه، ولما نزلت (ندع
أبناءنا وأبناءكم) دعاه صلى الله عليه وسلم وفاطمة وابنيهما عليهما السلام فقال:
اللهم هؤلاء أهلي، الحديث (ص 1871).
ومنهم الفاضل المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في " اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق
عليه الشيخان " (ج 3 ص 132 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال:
حديث سعد بن أبي وقاص، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك،
واستخلف عليا، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: ألا ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه ليس نبي بعدي.
أخرجه البخاري في: 64 - كتاب المغازي: 78 - باب غزوة تبوك وهي غزوة
العسرة.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " الدرر المجموعة بترتيب

479
أحاديث اللآلي المصنوعة " (ص 53 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى.. سعد بن أبي وقاص 1 / 342
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عدنان شلاق في " فهرس الأحاديث والآثار " لكتاب
" الكنى والألقاب " للدولابي (ص 25 ط عالم الكتب في بيروت) قال:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى عن سعد بن أبي وقاص
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف عبد الرحمن المرعشلي في " فهرس أحاديث مسند
الحميدي - أبي بكر عبد الله بن الزبير " المتوفى سنة 219 (ص 26 ط دار النور
الاسلامي ودار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة من موسى.. سعد 1 / 38
ومنهم الفاضل علي فكري القاهري في " أحسن القصص " (ص 212 ط دار الكتب
العلمية - بيروت) قال:
وأخرج الشيخان عن سعد بن أبي وقاص: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
خلف علي بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله تخلفني في النساء
والصبيان، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي
بعدي.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول "
صلى الله عليه وسلم (ص 75 ط القاهرة سنة 1399) قال:
عن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: أنت مني
بمنزلة هارون من موسى.

480
ومنهم الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي المتوفى سنة 458 في " الاعتقاد
على مذهب السلف " (ص 205 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
وأما حديث سعد بن أبي وقاص أن النبي صلى الله عليه وسلم خلف عليا في غزوة
تبوك، فقال: يا رسول الله أتخلفني في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون
مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عبد السلام محمد هارون في " الألف المختارة من
صحيح البخاري " (ج 2 ص 41 ط مكتبة الخانجي بالقاهرة) قال:
عن سعد بن أبي وقاص قال - فذكر مثل ما مضى.
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن حسن ابن همان الدمشقي
المولود سنة 1091 والمتوفى سنة 1175 في " التنكيت والإفادة في تخريج أحاديث
خاتمة سفر السعادة " (ص 46 ط دار المأمون - بالكويت) قال:
وحديث: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، أخرجه الشيخان عن
سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه، وأحمد، والبزار، عن أبي سعد الخدري
رضي الله تعالى عنه، والطبراني عن تسعة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم بأسانيد
متعددة.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد يوسف موسى القاهري في " نظام الحكم في
الاسلام " (ص 76 ط العصر الحديث في بيروت سنة 1408)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 35 ط دار الجيل في بيروت) قال:

481
عن سعد بن أبي وقاص قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك
خلف عليا كرم الله وجهه في المدينة، قالوا فيه: مله وكره صحبته، فتبع علي رضي الله
عنه النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحقه في الطريق. قال: يا رسول الله خلفتني
بالمدينة مع الذراري والنساء حتى قالوا مله وكره صحبته؟ فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: يا علي إنما خلفتك على أهلي، أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى غير أنه لا نبي بعدي.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 52 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
وأيضا في " فهارس حلية الأولياء " لأبي نعيم الإصبهاني ص 27 وص 48.
وأيضا في " فهارس أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل " ج 1
ص 306.
ومنها
حديث عائشة
عن أبيها سعد بن أبي وقاص
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم أبو إسحاق الحويني الأثري في " تهذيب خصائص الإمام علي " (ص 58 ط
دار الكتب العلمية في بيروت) قال:
أخبرنا الحسن بن إسماعيل المصيصي المجالدي، قال: أخبرنا المطلب، عن

482
ليث، عن الحكم، عن عائشة بنت سعد، عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال لعلي رضي الله عنه في غزوة تبوك: أنت يا ابن أبي طالب مني مكان هارون من
موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
قال أبو عبد الرحمن: وشعبة أحفظ، وليث ضعيف الحديث، وقد روته عائشة
بنت سعد.
وقال أيضا:
أخبرنا زكريا بن يحيى قال: أخبرنا أبو مصعب، عن الدراوردي، عن الجعيد بن
عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد، عن أبيها أنه قال رضي الله عنه: خرج رسول الله
صلى الله عليه وسلم حتى أتى ثنية الوداع من غزوة تبوك، وعلي يشتكي، وهو يقول:
أتخلفني مع الخوالف؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة.
ومنها
حديث مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي
المتوفى سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 1 ص 286 ط دار المأمون للتراث -
دمشق) قال:
حدثنا عبيد الله، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد،
عن سعد بن أبي وقاص، قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب
في غزوة تبوك. فقال: يا رسول الله، تخلفني بالنساء والصبيان؟ قال: أما ترضى أن

483
تكون - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في " معارج القبول بشرح سلم
الوصول إلى علم الأصول " في التوحيد (ج 2 ص 471 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
قال:
مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى تبوك
واستخلف عليا رضي الله عنه، فقال: أتخلفني في الصبيان والنساء؟ قال: ألا ترضى
أن تكون - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 57 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، عن شعبة، عن الحكم، عن مصعب
بن سعد قال: خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب في غزوة تبوك،
فقال: يا رسول الله تخلفني بين النساء والصبيان؟ - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
وروى عنه ابنه الآخر
عامر بن سعد
نقله جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن مهران الإصبهاني
المتوفى سنة 430 في " تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة " (ص 57 ط دار الإمام مسلم
في بيروت) قال:
حدثنا فاروق الخطابي، حدثنا أبو مسلم الكشي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا

484
يوسف بن يعقوب الماجشون، عن ابن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن
سعد، عن أبيه سعد: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أن لا نبي بعدي.
ومنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد
الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند فاطمة عليها السلام "
(ص 62 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد، الهند سنة 1406) قال:
عن عامر بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلي ثلاث خصال لأن
يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، نزل على رسول الله صلى الله عليه
وسلم الوحي فأدخل عليا وفاطمة وابنيها تحت ثوبه ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي وأهل
بيتي. وقال له حين خلفه في غزاة غزاها فقال علي: يا رسول الله خلفتني مع النساء
والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي، وقوله يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب
الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه، فتطاول المهاجرون لرسول الله
صلى الله عليه وسلم أبرأهم، فقال: أين علي؟ قالوا: هو رمد. قال: ادعوه، فدعوه
فبصق في عينيه ففتح الله على يديه (ابن النجار).
ومنهم الحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي المتوفى سنة 307 في " المعجم "
(ص 230 ط دار المأمون للتراث - بيروت) قال:
حدثنا سعيد بن مطرف الباهلي أبو كثير، أخبرنا يوسف بن يعقوب يعني
الماجشون، عن ابن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد، عن أبيه أنه
قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه ليس معي نبي، قال سعيد: فأحببت أن أشافه بذلك سعدا، فلقيته،

485
فذكرت له ما ذكر لي عامر، فقلت له، فقال: نعم، سمعته. فقلت: أنت سمعته؟ قال:
فأدخل يديه في أذنيه، فقال: نعم، وإلا فاستكتا.
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري
الهندي المتوفى سنة 1351 في " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " (ج 10 ص
229 ط دار الفكر في بيروت) قال:
حدثنا قتيبة أخبرنا حاتم بن إسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي
وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا
تراب؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه، لأن
تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لعلي وخلفه في بعض مغازيه؟ فقال له علي: يا رسول الله تخلفني مع
النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية
رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها فقال ادعو لي عليا،
قال: فأتاه وبه رمد فبصق في عينه فدفع الراية إليه ففتح الله عليه. وأنزلت هذه الآية:
(ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم) الآية، دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم
عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. هذا حديث حسن غريب
صحيح من هذا الوجه.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 53 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا ابن أبي الشوارب، قال: حدثنا حماد بن

486
زيد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد، عن سعد أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي
بعدي.
قال سعيد: فأحببت أن أشافه بذلك سعدا فأتيته، فقلت: ما حديث حدثني به عنك
عامر؟ فأدخل أصبعيه في أذنيه، وقال: سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم،
وإلا فاستكتا.
أخبرنا محمد بن وهب الحراني، قال: أخبرنا مسكين بن بكير، قال: حدثنا
شعبة، عن علي بن زيد قال: سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن سعد أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون
من موسى؟ قال علي: بل رضيت، رضيت، فسألته بعد ذلك فقال: بلى يبلى.
وذكر مثله في ص 56 باختلاف قليل.
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب
البغدادي في " تلخيص المتشابه في الرسم " (ج 2 ص 644 ط دار طلاس، دمشق)
قال:
حدث عن أبيه، روى عنه: سعيد بن المسيب، وهاشم بن هاشم، وابن شهاب
الزهري، وسعد بن إبراهيم بن سعد، ومهاجر بن مسمار، وموسى بن عقبة، والمنهال
ابن عمرو، وغيرهم.
أنا أبو عمر بن مهدي، ومحمد بن أحمد بن رزقويه، ومحمد بن الحسين بن
الفضل، وعبد الله بن يحيى بن عبد الجبار، ومحمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن
مخلد، قالوا: أنا إسماعيل بن محمد الصفار، نا الحسن بن عرفة، حدثني علي بن
ثابت الجزري، عن بكير بن مسمار مولى عامر بن سعد قال: سمعت عامر بن سعد
يقول: قال سعد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي ثلاثا لا [ن] تكون لي

487
واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي
فأدخل عليا وفاطمة وابنيهما تحت ثوبه ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي. وقال له حين
خلفه في غزاة غزاها، فقال علي: يا رسول الله، خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا
أنه لا نبوة. وقوله يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على
يديه، فتطاول المهاجرون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليراهم، فقالوا: هو
رمد، قال: ادعوه. فدعوه فبصق في عينيه ففتح الله على يديه.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 627 ط بيروت
سنة 1407) قال:
وقال بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: أمر معاوية سعدا فقال: ما
يمنعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه
وسلم [فلن أسبه]، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، وخلف عليا في بعض مغازيه، فقال: يا رسول
الله صلى الله عليه وسلم أتخلفني مع النساء والصبيان؟ قال: أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي. أخرجه الترمذي، وقال: صحيح
غريب.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 334 ط دار الفكر) قال:
وعن عامر بن سعد قال: إني لمع أبي إذ تبعنا رجل في نفسه على علي بعض
الشئ، فقال: يا أبا إسحاق، ما حديث يذكر الناس عن علي؟ قال: وما هو؟ قال:

488
أنت مني بمنزلة هارون من موسى؟ قال: نعم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول لعلي: أنت مني كهارون من موسى، ما تنكر أن يقول لعلي هذا وأفضل من
هذا؟
وقال في ص 332:
ومن حديث عن عامر بن سعد، قال سعد: لعلي ثلاث، لأن تكون لي واحدة منهن
أحب إلي من حمر النعم: نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فأدخل
عليا وفاطمة وابنيها تحت ثوبه، ثم قال: اللهم هؤلاء أهلي وأهل بيتي. (الحديث).
ومنهم الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول " صلى الله عليه
وسلم (ص 75 ط القاهرة) قال:
عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له،
وخلفه في بعض مغازيه. فقال علي: أتخلفني مع النساء والصبيان؟ قال: يا علي أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 56 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن المثنى قال: أخبرنا أبو بكر الحنفي قال: حدثنا بكير بن مسمار
قال: سمعت عامر بن سعد يقول: قال معاوية لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب
ابن أبي طالب؟ قال: لا أسبه ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن
يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، ما أسبه ما ذكرت: حين نزل عليه
الوحي فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ثم قال: رب هؤلاء أهل بيتي

489
وأهلي، ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة غزاها قال علي: خلفتني مع الصبيان
والنساء؟ قال: أو لا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة
بعدي.
وما أسبه ما ذكرت يوم خيبر حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأعطين
الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويفتح الله بيده، فتطاولنا، فقال: أين علي؟ فقالوا:
هو أرمد، قال: أدعوه، فبصق في عينيه ثم أعطاه الراية، ففتح الله عليه، فوالله ما
ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام " (ص
17 ط دار الجيل في بيروت)
فذكر مثل ما تقدم باختلاف يسير في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك المدرس في إدارة الافتاء العام
بدمشق في " مختصر حياة الصحابة " للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 317
ط دار الإيمان - دمشق وبيروت) قال:
وأخرج أحمد ومسلم والترمذي عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال له:
أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا رضي الله عنه فقال: ما يمنعك.. فذكر الحديث بطوله
باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم العلامة الحافظ أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي
الكناني العسقلاني المصري الشافعي المشتهر بابن حجر في " الوقوف على ما في صحيح
مسلم من الموقوف " (ص 118 ط مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت) قال:
حديث آخر: حدثنا قتيبة بن سعيد، ومحمد بن عباد قالا: أنا حاتم عن بكير بن

490
يسار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا
فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب.
ومنها
حديث إبراهيم بن سعد عن أبيه
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أبو سليمان حمد بن محمد الخطابي المتولد سنة 319 والمتوفى
388 في " إعلام الحديث في شرح صحيح البخاري " (ج 3 ص 1637 ط جامعة
أم القرى مكة المكرمة) قال:
قال أبو عبد الله: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا غندر، عن شعبة قال: سمعت
إبراهيم بن سعد، عن أبيه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: أما ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 55 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد [يعني ابن جعفر غندر] قال: أخبرنا
شعبة، عن سعد بن إبراهيم، سمعت إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه عن النبي
صلى الله عليه وسلم أنه قال لعلي: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟
أخبرنا عبيد الله بن سعد البغدادي قال: حدثنا أبي عن أبي إسحاق قال: حدثني
محمد بن طلحة بن زيد بن ركانة، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه أنه
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي رضي الله عنه (حين خلفه في عزوة

491
تبوك على أهله) ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي.
ومنهم العلامة الشيخ حافظ بن أحمد حكمي في " معارج القبول بشرح سلم
الوصول إلى علم الأصول " في التوحيد (ج 2 ص 471 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
قال:
ففي الصحيحين عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم لعلي رضي الله عنه - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي
المتوفى سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 2 ص 132 ط دار المأمون للتراث -
دمشق) قال:
حدثنا زهير، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني
محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن إبراهيم بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه أنه
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي هذه المقالة - فذكر مثل ما تقدم إلا أن
فيه: أفلا ترضى يا علي.
ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في " تهذيب
الكمال في أسماء الرجال " (ج 25 ص 422 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:
أخبرنا أبو الحسن ابن البخاري، قال: أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني، قال: أخبرنا
أبو علي الحداد، قال: أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا سليمان بن أحمد
الطبراني، قال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، قال: حدثنا أبو جعفر
النفيلي، قال: حدثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة بن

492
يزيد بن ركانة، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لعلي: ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي.
قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن إبراهيم بن سعد إلا محمد بن طلحة، تفرد
به محمد بن إسحاق.
رواه النسائي عن عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد عن عمه يعقوب بن إبراهيم
بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، فوقع لنا عاليا بدرجتين. وحديث أبي داود
كتبناه في ترجمة عبيد الله الخولاني، وحديث ابن ماجة في ترجمة مسعود ابن
العجماء.
ومنها
حديث عبد الرحمن بن سابط
عن سعد بن أبي وقاص
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 24 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا حرمي بن يونس بن محمد [المؤدب] قال: أخبرنا أبو غسان قال: أخبرنا
عبد السلام، عن موسى الصغير، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعد قال: كنت
جالسا فتنقصوا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقلت: لقد سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول في علي ثلاث خصال: لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من

493
حمر النعم، سمعته يقول: إنه مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي،
وسمعته يقول: لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله،
وسمعته يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه.
ومنهم العلامة أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي المشتهر
بابن الأبار في " المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي " (ج 16 ص 50 ط دار
الكتاب المصري ودار الكتاب اللبناني) قال:
وحدثنا أبو الخطاب، قال: نا أبو العباس، قال: أنا أبو علي، عن القاضي أبي
محمد عبد الله بن محمد بن إسماعيل، قال: نا أبو عمر أحمد بن محمد الطلمنكي،
قال: نا أبو جعفر أحمد بن عون الله بن حدير، وأنبأني أبو بكر بن أبي جمرة، عن
أبيه: أن أبا عمر النمري كتب إليه، عن عبد الوارث بن سفيان، قالا: نا قاسم بن
أصبغ، قال: نا أحمد بن زهير، قال: نا أبو الوليد خلف بن الوليد، قال: نا أبو معاوية
الضرير السعدي، عن موسى بن مسلم الشيباني، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعد
بن أبي وقاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: أنت مني
بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
ومنها
حديث أبي نجيح
عن سعد بن أبي وقاص
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 335 ط دار الفكر) قال:

494
وحديث أبو نجيح قال: لما حج معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص فقال: يا أبا
إسحاق إنا قوم قد أجفانا هذا الغزو عن الحج حتى كدنا أن ننسى بعض سننه، فطف
نطف بطوافك. قال: فلما فرغ أدخله في دار الندوة فأجلسه معه على سريره، ثم ذكر
علي بن أبي طالب فوقع فيه. قال: أدخلتني دارك، وأقعدتني على سريرك، ثم وقعت
فيه تشتمه؟ والله لأن أكون في إحدى خلاله الثلاث أحب إلي من أن يكون لي ما
طلعت عليه الشمس. ولأن يكون قال لي ما قاله له حين رآه غزا تبوكا: ألا ترضى أن
تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ إلا أنه لا نبي بعدي، أحب إلي من أن يكون لي
ما طلعت عليه الشمس. ولأن يكون قال لي ما قاله له يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا
يحب الله ورسوله، يفتح الله على يديه، ليس بفرار، أحب إلي من أن يكون لي ما
طلعت عليه الشمس. ولأن أكون كنت صهره على ابنته، ولي منها من الولد ما له،
أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس، لا أدخل عليك دارا بعد اليوم. ثم
نفض رداءه، ثم خرج.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 97 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرني عمران بن بكار بن راشد، قال: حدثنا أحمد بن خالد، قال: حدثنا
محمد (؟) بن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه، عن معاوية: ذكر علي بن أبي طالب
رضي الله عنه، فقال سعد بن أبي وقاص: والله لأن يكون لي واحدة من خلال ثلاث
أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس: لأن يكون قال لي ما قال له حين
رده من تبوك: أما ترضى أن تكون - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل خالد عبد الرحمن العك في " مختصر حياة الصحابة " للعلامة محمد
يوسف الكاندهلوي (ص 317 ط دار الإيمان - دمشق وبيروت) قال:

495
وعند أبي زرعة الدمشقي، عن عبد الله بن أبي نجيح، عن أبيه قال: لما حج
معاوية أخذ بيد سعد بن أبي وقاص فقال: يا أبا إسحاق إنا قوم قد - فذكر مثل ما
تقدم.
ومنها
حديث عبد الله بن الرقيم الكناني
عن سعد بن أبي وقاص
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 60 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا فطر،
عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله بن الرقيم الكناني، عن سعد بن أبي وقاص: أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
ومنها
حديث عبد الله [والد حمزة]
عن سعد بن أبي وقاص
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في " تهذيب
الكمال في أسماء الرجال " (ج 16 ص 346 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:

496
عبد الله [والد حمزة]، عن سعد بن أبي وقاص حديث: أما ترضى أن تكون مني
بمنزلة هارون من موسى.
ومنهم الفاضل أبو إسحاق الحويني الأثري في " تهذيب خصائص الإمام علي "
(ص 59
ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
أخبرنا الفضل بن سهل البغدادي، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا
عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، عن حمزة بن عبد الله، عن أبيه، عن سعد قال: خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، وخلف عليا، فقال: أتخلفني؟ فقال:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
ومنها
حديث أبي الفيل
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم علامة التاريخ والأدب محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في " مختصر
تاريخ دمشق " (ج 17 ص 347 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي الفيل قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة تبوك
استخلف علي بن أبي طالب على المدينة، فماج المنافقون بالمدينة وفي عسكر رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: كره قربه، وساء فيه رأيه، فاشتد ذلك على علي،
فقال: يا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان؟ أنا عائذ بالله من سخط الله وسخط
رسوله، فقال: رضي الله يا أبا الحسن برضائي عنك، فإن الله عنك راض، إنما منزلك
مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي، فقال علي: رضيت، رضيت.

497
ومنها
حديث قيس بن أبي حازم
عن معاوية بن أبي سفيان
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 347 ط دار الفكر) قال:
وعن قيس بن أبي حازم: سأل رجل معاوية عن مسألة، فقال: سل عنها علي بن
أبي طالب فهو أعلم مني، قال: قولك يا أمير المؤمنين أحب إلي من قول علي، قال:
بئس ما قلت، ولؤم ما جئت به، لقد كرهت رجلا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
يغره بالعلم غرا، ولقد قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي،
وكان عمر بن الخطاب يسأله ويأخذ عنه، ولقد شهدت عمر إذا أشكل عليه أمر قال:
هاهنا علي بن أبي طالب، ثم قال للرجل: قم لا أقام الله رجليك، ومحا اسمه من
الديوان.
ومنها
حديث سعيد بن المسيب عن سعد
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد سنة 305
والمتوفى 402 في " معجم الشيوخ " (ص 240 ط مؤسسة الرسالة ودار الإيمان - بيروت
وطرابلس) قال:

498
حدثنا جعفر الحافظ ببغداد، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا حمدان بن المختار
العاقولي، حدثنا إسماعيل بن عمر والبجلي، عن سفيان الثوري، عن علي بن زيد، عن
سعيد بن المسيب، عن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي - فذكر
الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة الحافظ أبو علي محمد بن الصوري المتوفى سنة 441 في " الفرائد
المنتقاة والغرائب الحسان " المنتخب على أبي عبد الله محمد بن علي العلوي
المتوفى سنة 445 (ص 14 ط دار الكتاب العربي في بيروت 1407) قال:
أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران البغدادي، حدثنا عبد الله بن سليمان، حدثنا
يونس بن حبيب، حدثنا أبو داود، حدثنا سعيد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن
المسيب، عن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي - فذكر الحديث
مثل ما تقدم.
وقال أيضا في ص 22:
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن علي بن الحسن البجلي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن
الحسين بن حفص الخثعمي، حدثنا إسماعيل بن موسى، وعباد بن يعقوب، قالا:
حدثنا إبراهيم بن محمد الأسلمي، عن صفوان بن سليم، عن سعيد بن المسيب، عن
سعد بن أبي وقاص، قال: سمعت أذناي، وأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول لعلي: أما ترضى أن تكون مني - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
وقال أيضا في ص 54:
حدثنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، حدثنا أبو جعفر محمد بن جرير بن
يزيد الطبري - إملاء -، ومحمد بن محمد بن سليمان الباغندي، قالا: حدثنا هارون بن

499
حاتم المقرئ، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن
المسيب، عن سعد، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي عليه السلام:
أنت مني - فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في " التصنيف الفقهي
لأحاديث كتاب الكنى والأسماء " للدولابي (ج 2 ص 753 ط دار الكتاب المصري
بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني - بيروت) قال:
حدثنا علي بن مسلم قال: حدثنا يوسف بن يعقوب الماجشون أبو سلمة قال:
أخبرني محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب قال: سألت سعد بن أبي وقاص هل
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى
إلا أنه ليس معي أو بعدي نبي؟ قال: نعم.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 344 ط دار الفكر) قال:
وعن حكيم بن جبير قال: قلت لعلي بن الحسين: يا سيدي إن الشعبي حدث عن
أبي جحيفة وهب الخير أن أباك صعد المنبر فقال: خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر
وعمر، فقال: أين تذهب يا أبا حكيم؟ حدثني سعيد بن المسيب عن سعد أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال له: أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إن المؤمن يهضم
نفسه.
ومنهم الحافظ محمد بن مسلم بن عبيد الله المشتهر بابن شهاب الزهري المتوفى
سنة 124 في " المغازي النبوية " (ص 111 ط دار الفكر - بيروت) قال:
عبد الرزاق عن معمر قال: أخبرني قتادة وعلي بن زيد بن جدعان أنهما سمعا

500
سعيد بن المسيب يقول: حدثني سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
لما خرج إلى تبوك استخلف علينا إلى المدينة علي بن أبي طالب، فقال: يا رسول الله،
ما كنت أحب أن تخرج وجها إلا وأنا معك، فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة
هارون من موسى، غير أنه لا نبي بعدي.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 50 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا بشر بن هلال البصري قال: حدثنا جعفر [وهو ابن سليمان] قال: قال:
حدثنا حرب بن شداد، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص
قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك خلف عليا كرم الله وجهه في
المدينة، قالوا فيه: مله وكره صحبته، فتبع علي رضي الله عنه النبي صلى الله عليه
وسلم حتى لحقه في الطريق، قال: يا رسول الله خلفتني بالمدينة مع الذراري
والنساء، حتى قالوا: مله وكره صحبته؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي إنما
خلفتك على أهلي، أما ترضى أن - فذكر مثل ما تقدم.
وقال أيضا في ص 51:
أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار الكوفي، أخبرنا أبو نعيم قال: حدثنا عبد
السلام، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص أن النبي
صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.
أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: أخبرنا أبو مصعب أن الدراوردي حدثه عن هاشم،
عن سعيد بن المسيب، عن سعد قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك
خرج علي رضي الله عنه، فتبعه فشكا، وقال: يا رسول الله أتتركني مع الخوالف؟

501
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى إلا النبوة.
أخبرنا إسحاق بن موسى بن عبد الله بن يزيد الأنصاري قال: حدثنا داود بن كثير
الرقي، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، عن سعد أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
أخبرنا صفوان بن عمرو قال: حدثنا أحمد بن خالد قال: حدثنا عبد العزيز بن أبي
سلمة الماجشون، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، أخبرني إبراهيم بن
سعد أنه سمع أباه سعدا وهو يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبوة بعدي.
قال سعيد: فلم أرض حتى أتيت سعدا فقلت: شئ حدثت به ابنك، فقال: ما هو
يا ابن أخي؟ فقلت: هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعلي كذا وكذا، قال:
نعم، وأشار إلى أذنيه، وإلا فاستكتا، لقد سمعته يقول ذلك.
ومنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي
المتوفى سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 2 ص 86 ط دار المأمون للتراث - دمشق)
قال:
حدثنا بشر بن هلال الصواف، حدثنا جعفر بن سليمان، حدثنا حرب بن شداد،
عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن سعد قال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم
غزوة تبوك، خلف عليا بالمدينة، فقال الناس: مله وكره صحبته، فبلغ ذلك عليا
فخرج حتى لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله خلفتني بالمدينة مع
النساء والصبيان والذراري، حتى قال الناس: مله وكره صحبته؟ فقال: يا علي، إنما
خلفتك على أهلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنه لا نبي
بعدي؟

502
ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبي الحجاج يوسف المزي في " تهذيب
الكمال في أسماء الرجال " (ج 25 ص 396 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:
روى النسائي في كتاب " الخصائص " حديث سعيد بن المسيب عن سعد: أما
ترضى - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو طالب القاضي في " ترتيب علل الترمذي " (ص 943
ط مكتبة الأقصى عمان الأردن) قال:
سألت محمدا عن هذا الحديث، فقال: علي بن عابس مقارب ومسلم الأعور
ضعيف ذاهب الحديث.
حدثنا القاسم بن دينار، قال: نا أبو نعيم، نا عبد السلام بن حرب، عن يحيى بن
سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت
مني بمنزلة هارون من موسى.
ومنها
حديث علي بن زيد بن جدعان
عن سعيد بن المسيب
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة
463 في " موضح أوهام الجمع والتفريق " (ج 2 ص 583 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر القطيعي، أخبرنا أبو المفضل محمد [...] ابن سليم
وعلي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك

503
لست بنبي. قال أبو المفضل: وأرانيه الحسن بن آدم في كتاب آخر بخط عتيق، عن
سعد ولم يحدثني منه.
ومنها
حديث سعد بن مالك
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 334 ط دار الفكر) قال:
وعن سعد بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: أنت مني بمنزلة
هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي، سالم الله من سالمته، وعادى الله من عاديته.
ومنها
حديث سعيد بن المسيب
عن سعد بن مالك
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي
المتوفى سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 2 ص 57 ط دار المأمون للتراث - دمشق)
قال:
حدثنا أبو خيثمة، حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن علي بن زيد، عن سعيد بن
المسيب، قال: قلت لسعد بن مالك: إني أريد أن أسألك عن حديث، وأنا أهابك أن
أسألك عنه. فقال: لا تفعل يا ابن أخي، إذا علمت أن عندي علما فاسألني عنه ولا

504
تهبني. قال: قلت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي حين خلفه بالمدينة في
غزوة تبوك، فقال: يا رسول الله، تخلفني في الخالفة في النساء والصبيان؟ قال: أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ قال: بلى يا رسول الله. قال: فأدبر
علي مسرعا فكأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع.
وقال أيضا في ص 66:
حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن علي بن زيد قال شعبة: قبل
أن يختلط قال: سمعت سعيد بن المسيب قال: سمعت سعد بن مالك يقول: خلف
النبي صلى الله عليه وسلم عليا فقال: أتخلفني؟ فقال: أما ترضى - فذكر الحديث كما
تقدم، وفي آخره قال: رضيت، رضيت.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو إسحاق الحويني الأثري القاهري في " الحلي بتخريج
فضائل علي " (ص 68 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قال:
وأخرجه أيضا ابن سعد (3 / 24) أخبرنا عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة،
أخبرنا علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن مالك: إني أريد أن
أسألك عن حديث - فذكر الحديث كما تقدم.
ثم قال: وقد قال حماد: " فرجع علي مسرعا "، وأخرجه أبو يعلى (57 / 2) حدثنا
أبو خيثمة، ثنا عفان به. وكذا أخرجه أبو بكر القطيعي في زياداته على فضائل
الصحابة (1041) من طريق حجاج بن منهال قال: نا حماد بن سلمة به.
وروى عنه عبد الله بن رقيم الكناني
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في " العشرة المبشرون بالجنة

505
من طبقات ابن سعد " (ص 193 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالوا:
أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا فطر بن خليفة، عن عبد الله بن شريك، قال:
سمعت عبد الله بن رقيم الكناني قال: قدمنا المدينة فلقينا سعد بن مالك فقال: خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك وخلف عليا، فقال له: يا رسول الله خرجت
وخلفتني؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي
بعدي؟
وروى الحديث إبراهيم بن سعد بن مالك
عن أبيه سعد بن مالك
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي
المتوفى سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 2 ص 73 ط دار المأمون للتراث - دمشق)
قال:
حدثنا زهير، حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شعبة، حدثني سعد بن إبراهيم، عن
إبراهيم بن سعد بن مالك، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أما
ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟
وروى الحديث الحارث بن مالك
عن سعد بن مالك
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم أبو إسحاق الحويني الأثري المذكور في كتاب " تهذيب خصائص الإمام
علي " عليه السلام للحافظ النسائي (ص 60 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:

506
أخبرنا أحمد بن يحيى الصوفي، قال: حدثنا علي بن قادم، قال: حدثنا إسرائيل،
عن عبد الله بن شريك، عن الحارث بن مالك، عن سعد بن مالك أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم غزا على ناقته الجدعاء وخلف عليا وجاء حتى تعدى الناقة فقال: يا
رسول الله زعمت قريش أنك إنما خلفتني أنك استثقلتني وكرهت صحبتي، وبكى
علي رضي الله عنه فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس: ما منكم أحد إلا
وله حاجة، يا بن أبي طالب أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا
نبي بعدي. قال علي رضي الله عنه: رضيت عن الله عز وجل وعن رسول الله صلى الله
عليه وسلم. وروى الحديث خالد بن عرفطة
عن سعد بن مالك جده
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الشيخ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب
البغدادي في " تلخيص المتشابه في الرسم " (ج 1 ص 337 ط دار طلاس، دمشق)
قال:
أنا أحمد بن علي بن الحسن البادا، أنا أحمد بن يوسف بن خلاد العطار، نا محمد
ابن عثمان العبسي، نا سفيان بن بشر، نا علي بن هاشم، عن شقيق بن أبي عبد الله قال:
نا أبو بكر بن خالد بن عرفطة، عن أبيه، أنه أتى سعد بن مالك وهو جده فقال: إنه
بلغني أنكم تعرضون على سب علي بالكوفة فهل تسبه؟ قلت: معاذ الله. قال: والذي
نفسي بيده لقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في علي قولا لو وضع المنشار
على مفرقي فنحب إلى الأرض على أن أسبه ما سببته أبدا.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في

507
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 28 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي بكر بن خالد بن عرفطة، أنه أتى سعد بن مالك فقال - فذكر مثل ما تقدم
باختلاف قليل في اللفظ.
وروى عنه سعيد بن المسيب
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في " العشرة المبشرون بالجنة
من طبقات ابن سعد " (ص 193 ط الزهراء للإعلام العربي بالقاهرة) قالوا:
قال: أخبرنا عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد، عن
سعيد بن المسيب، قال: قلت لسعد بن مالك: إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا
أهابك أن أسألك عنه، قال: لا تفعل يا ابن أخي، إذا علمت أن عندي علما فسلني
عنه، ولا تهبني، فقلت: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي حين خلفه بالمدينة
في غزوة تبوك، قال قال: أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى
أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ فأدبر علي مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه
يسطع، وقد قال حماد: فرجع علي مسرعا.
وحديث المنزلة
رواه جماعة في كتبهم مرسلا
فمنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة
354 في كتابه " الثقات " (ج 2 ص 93 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد) قال:
ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتهيؤ لغزوة الروم في شدة الحر وجدب من
البلاد حين طاب الثمار وأحبت الظلال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قلما

508
يخرج في غزوة إلا ورى بغيرها غير غزوة تبوك هذه، فإنه أمر التأهب لها لبعد الشقة
وشدة الزمان، وحض رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل الغنى على النفقة والحملان
في سبيل الله ورغبهم في ذلك، وحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا، وأنفق عثمان
ابن عفان في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد أعظم من نفقته، ثم إن رجالا من
المسلمين أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم البكاؤن [وهم] سبعة نفر،
فاستحملوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا أهل حاجة، فقال: لا أجد ما
أحملكم عليه وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون، وجاء المعذرون
من الأعراب ليؤذن لهم، فاعتذروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعذرهم وهم بنو
غفار، وقد كان نفر من المسلمين أبطأ بهم النية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى
تخلفوا عنه من غير شك ولا ارتياب، منهم كعب بن مالك أخو بني سلمة ومرارة بن
الربيع أخو بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية أخو بني واقف وأبو خيثمة أخو بني
سالم، وكانوا نفر صدق ولا يتهمون في إسلامهم، فخرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم من المدينة وضرب معسكره على ثنية الوداع، ضرب عبد الله بن أبي ابن سلول
معسكره أسفل منه، وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب على
أهله، وأمره بالإقامة فيهم، واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة أخا بني غفار،
فقال المنافقون: والله ما خلفه علينا إلا استثقالا له، فلما سمع ذلك علي أخذ سلاحه
ثم خرج حتى لحق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجرف وقال: يا نبي الله
زعم المنافقون أنك إنما خلفتني استثقالا؟ فقال: كذبوا، ولكني خلفتك لما تركت
ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي وأهلك، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من
موسى إلا أنه لا نبي بعدي، فرجع علي إلى المدينة.

509
ومنهم العلامة الشيخ نور الدين علي بن محمد بن سلطان المشتهر بالملا علي القاري
المتوفى سنة 1014 في " الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة " (ص 272 ط دار
الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الحديث.
ومنهم الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي في " السيرة النبوية
وأخبار الخلفاء " (ص 367 ط مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر عبد الله بن محمد المالكي في " رياض النفوس في
طبقات علماء القيروان وأفريقية وزهادهم ونساكهم " (ج 1 ص 85 ط دار الغرب
الاسلامي - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة أبو عبد الله الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي
المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه " الأحاديث المشكلة في
الرتبة " (ص 171 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403)
فذكر الحديث، فقال: رواه أحمد والبزار وهو كما قال الهيثمي إلخ.
وروى مثله في ص 304.
ومنهم العلامة السيد عبد الله ميرغني نزيل الطائف المكي الحنفي المشتهر
بالمحجوب في " المعجم الوجيز من أحاديث الرسول الغزيز " (ص 544 ط عالم الكتب
- بيروت)

510
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم السيد رفاعة رافع الطهطاوي في " نهاية الايجاز في سيرة ساكن الحجاز صلى
الله عليه وسلم " (ج 2 ص 214 ط مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة محمد بن حسن الآلاني الكردي المتوفى سنة 1189 في " رفع الخفا
شرح ذات الشفا " (ج 2 ص 276 ط عالم الكتب ومكتبة النهضة العربية)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في " منهاج المسلم " (ص 68 ط دار الكتب
السلفية - القاهرة)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ نجم عبد الرحمن خلف القاهري في " تعاليقه " على
كتاب " موضوعات الصغاني " (ص 27 ط دار المأمون للتراث سنة 1405)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 16 و 22 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم المحدث الخيبر نبيط بن شريط الأشجعي في " الأحاديث الموضوعة " (ص
38 ط دار الصحابة للتراث في طنطا)

511
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 7 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت) قال:
أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي.
وقال محمود مصحح الكتاب في تعاليقه علي الكتاب:
رواه البخاري رقم (4416) في المغازي: باب غزوة تبوك، وهي غزوة العسرة،
ومسلم رقم (2404) في فضائل الصحابة: باب من فضائل علي بن أبي طالب رضي
الله عنه، من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 29 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك، قال: فقال علي: أخرج معك يا رسول الله؟
فقال له نبي الله: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي.
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الفيروزآبادي الشيرازي
الشافعي في " معتقد أبي إسحاق الشيرازي " (ص 106 المطبوع بضميمة شرح اللمع له في
ط دار الغرب الاسلامي - بيروت)
فذكر الحديث مرسلا.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد يوسف موسى القاهري في " نظام الحكم في
الاسلام " (ص 116 ط العصر الحديث في بيروت سنة 1408)

512
فذكر الحديث.
ومنهم العلامة أبو الفضائل الحسن بن محمد بن الحسن الصنعاني المتوفى سنة
650 في " الدر الملتقط في تبيين الغلط " (ص 49 ط دار الكتب العلمية - بيروت سنة
1405)
فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل الدكتور عبد المعطي قلعجي في " آل بيت الرسول " صلى الله عليه
وسلم (ص 73 ط القاهرة)
فذكر الحديث.
ومنهم العلامة أبو العباس أحمد بن محمد بن أبي الربيع الحكيم في كتابه " سلوك
المالك في تدبير الممالك " (ص 193 ط دار الشؤون الثقافية العامة - بغداد)
فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في " الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
رابع الخلفاء الراشدين " (ص 21 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما ترضى أن تكون مني - فذكر الحديث.
ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين ابن تيمية المتوفى سنة 728 في " علم الحديث "
(ص 266 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر قصة تبوك واستخلاف علي عليه السلام على المدينة والحديث الشريف كما
تقدم.

513
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في " خلافة علي بن
أبي طالب " عليه السلام (ص 26 ط مكتبة غريب في القاهرة)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في " المرتضى سيرة سيدنا
أبي الحسن علي بن أبي طالب " (ص 51 ط دار القلم - دمشق)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو إسحاق الحويني الأثري القاهري في " الحلي بتخريج
فضائل علي " (ص 44 ط دار الكتاب العربي - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المستشار عبد الحليم الجندي في " الإمام جعفر الصادق " عليه
السلام (ص 23 ط المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية - القاهرة)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ خليل الميس مفتي زحلة والبقاع مدير أزهر لبنان في
" فهرس الموضوعات في صحيح مسلم " (ص 165 ط دار القلم - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني رئيس محكمة الحقوق في بيروت في
" الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية " (ص 128 ط دار الإيمان - دمشق وبيروت)
فذكر الحديث الشريف.

514
ومنهم الفاضل المعاصر محمد سليمان فرج في " رياض الجنة في محبة النبي صلى
الله عليه وسلم وأتباع السنة " (ص 17)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة أبو يعلى الويني محمد أيمن بن عبد الله بن حسن الشبراوي في
" فهارس مسند الحميدي " (ص 20 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني
القاهري المولود بها سنة 1296 والمتوفى بها أيضا سنة 1372 في كتابه " أحسن
القصص " (ج 3 ص 182 ط دار الكتب العلمية في بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر السيد الصادق المهدي في " العقوبات الشرعية وموقعها من
النظام الاجتماعي الاسلامي " (ص 179 و 181 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عبد القادر عطا في " خطب الجمعة والعيدين للوعظ
والارشاد " (ص 183 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود سعيد ممدوح المكي في " إسعاف الملحين بترتيب
أحاديث إحياء علوم الدين " للغزالي (ص 90 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت)

515
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد الرحمن سالم في " التاريخ السياسي للمعتزلة "
(ص 100 ط دار الثقافة في القاهرة)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد رواس قلعجي في " موسوعة فقه إبراهيم
النخعي عصره وحياته " (ج 1 ص 103 ط 2 دار النفائس - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه " أصهار رسول الله صلى الله
عليه وسلم " (ص 64 ط دار الهجرة - بيروت)
فذكر الحديث.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد اللطيف عاشور في كتابه " ثلاثة ينتظرهم العالم " (ص
45 ط مكتبة القرآن - بولاق القاهرة)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة الشيخ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن حسن ابن همات الدمشقي
المولود سنة 1091 والمتوفى سنة 1175 في " التنكيت والإفادة في تخريج أحاديث
خاتمة سفر السعادة " (ص 44 ط دار المأمون - بالكويت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور أحمد شبلي أستاذ التاريخ الاسلامي بكلية دار

516
العلوم جامعة القاهرة في " موسوعة التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية " (ج 1 ص
426 ط مكتبة النهضة المصرية)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد فرج في كتابه " المدرسة العسكرية الاسلامية "
(ص 288 ط دار الفكر العربي)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور صابر طعيمة في " دراسات في الفرق " (ص 49 ط
مكتبة المعارف في الرياض)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في " جمهرة الفهارس "
(ص 63 و 64 و 70 وص 247 ط دار الصحابة للتراث)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
أشار إلى الحديث الشريف في ج 2 ص 310 وص 541 وص 544 وص 547 و ج
3 ص 589 و ج 4 ص 101 و ج 5 ص 462 وص 467 و ج 6 ص 702 و ج 11 ص 193
وص 195 وص 196 وص 197.
ومنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة
354 في كتابه " الثقات " (ج 1 ص 141 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد)

517
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة الشيخ أبو بكر يموت بن المزرع بن يموت بن عيسى بن موسى بن
سيار المتوفى سنة 304 في " الأمالي " المطبوع في " نوادر الرسائل " (ص 100 ط
مؤسسة الرسالة في بيروت سنة 1407)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد مصطفى أمبابي أستاذ الفقه المقارن بجامعة
الأزهر في " الجديد في تاريخ الفقه الاسلامي " (ص 106 ط دار المنار للنشر والتوزيع -
القاهرة عام 1406)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الأستاذ عبد المنعم محمد عمر في كتابه " خديجة أم المؤمنين " (ص 478
ط دار الريان)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم العلامة شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب المتوفى سنة 1206 بالدرعية في
" مختصر سيرة الرسول (ص) " (ص 154 ط دار القلم - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الأستاذ أحمد أبو كف في كتاب " آل بيت النبي صلى الله
عليه وسلم في مصر " (ص 5 ط دار المعارف - القاهرة)
فذكر الحديث الشريف.

518
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في " خلافة علي بن
أبي طالب " عليه السلام (ص 24 ط مكتبة غريب في القاهرة)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو بكر جابر الجزائري في كتابه " العلم والعلماء "
(ص 167 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عبد الله الليثي الأنصاري في " تعاليقه " على كتاب
" الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف " لابن حجر العسقلاني (ص 118 ط
مؤسسة الكتب الثقافية)
فذكر الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب
الموضوعات " لابن الجوزي (ص 75 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت)
فذكر الحديث.
ومنهم صاحب فهرست مسند أبي يعلى (في ج 14 ص 54 وص 195).

519
مستدرك
أول من أسلم أمير المؤمنين
علي بن أبي طالب عليه السلام
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 163 و ج 7 ص 495 و ج 15
ص 357 و ج 17 ص 377 و ج 20 ص 452 و ج 22 ص 142 و ج 23 ص 136
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ الشيخ زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السنكي الأزهري
الشافعي في " فتح الباقي على ألفية العراقي " المطبوع في ضمن " شرح ألفية
العراقي " (ج 3 ص 30 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:
وقيل: أي وقال جابر بن عبد الله وغيره: بل أولهم إسلاما علي بن أبي طالب لقوله
على المنبر لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعا.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 21 ط دار الكتب

520
العلمية بيروت) قال:
حدثنا أحمد بن سليمان الرهاوي قال: حدثنا عبيد الله بن موسى قال: حدثنا العلاء
ابن صالح، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله قال: قال علي رضي الله عنه:
أنا عبد الله، وأخو رسول الله، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كاذب، آمنت
قبل الناس سبع سنين (1).



1) قال الفاضل المعاصر الأستاذ عباس محمود العقاد في " المجموعة الكاملة - العبقريات
الاسلامية " ج 2 ص 35 ط دار الكتاب اللبناني - بيروت، قال:
ولد علي في داخل الكعبة، وكرم الله وجهه عن السجود لأصنامها، فكأنما كان
ميلاده ثمة إيذانا بعهد جديد للكعبة وللعبادة فيها، وكاد علي أن يولد مسلما..
بل لقد ولد مسلما على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والروح، لأنه فتح
عينيه على الاسلام ولم يعرف قط عبادة الأصنام فهو قد تربى في البيت الذي خرجت
منه الدعوة الاسلامية وعرف العبادة من صلاة النبي وزوجه الطاهرة قبل أن يعرفها من
صلاة أبيه وأمه، وجمعت بينه وبين صاحب الدعوة قرابة مضاعفة ومحبة أوثق من
محبة القرابة. فكان ابن عم محمد عليه السلام وربيبه الذي نشأ في بيته ونعم بعطفه
وبره. وقد رأينا الغرباء يحبون محمدا ويؤثرونه على آبائهم وذويهم، فلا جرم يحبه
هذا الحب من يجمعه به جد، ويجمعه به بيت، ويجمعه به جميل معروف: جميل أبي
طالب يؤديه محمد وجميل محمد يحسه ابن أبي طالب ويأوى إليه..
واختلفوا في سنة حين إسلامه من السابعة إلى السادسة عشرة، ولعله أسلم في نحو
العاشرة لأنه كان يناهزها عند إعلان الدعوة المحمدية، وكان النبي عليه السلام يتعبد
في بيته عبادة الاسلام قبل الدعوة بفترة غير قصيرة، وليس ما يمنع عليا أن يألف تلك
العبادة في طفولته الباكرة فإذا هو نفر منها، وأعرض عنها لغير سبب في تلك الطفولة
الباكرة، فالعجيب أنه يعود إلى ألفتها والرضا بها بعد أن بلغ السن التي يعرف فيها معنى
الغضب لعبادة الآباء والأجداد. ولولا ألفة علي لابن عمه وكافله لما قربته القرابة
وحدها من الدين الذي دعى إليه، فقد أصر كثير من أقرباء النبي على الشرك زمنا
طويلا، منهم عقيل أخوه وأحب إخوته إلى أبيه. فحارب المسلمين في بدر ولم يسلم
وقد وقع في أسر النبي وصحبه.. بل افتداه عمه العباس وخرج من الأسر وهو على
دينه، ثم أسلم بعد صلح الحديبية مع طائفة من الغرباء والأقربين..
على أن الألفة بين ابني العم الكريمين قد أوشكت أن تكون عائقا لإسلام علي في
طفولته الباكرة.. لأن النبي عليه السلام أبى أن ينتزع الطفل من دين أبيه وأبوه لا يعلم،
وأشفق أن يكون بره بعمه وبابن عمه سبيلا إلى التفرقة بين الأب وابنه وهو لا يدرك ما
يفعل، ولم يشأ أن يعود الطفل الصغير أن يخفي سرا عن أبيه كأنه يخدعه بإخفائه ولو
في سبيل الهداية والخير، فظل هذا الحرج الكريم عائقا عسيرا أعسر ما فيه أنه عائق
اختيار يهون معه الاضطرار، أو عائق
حيرة تقل فيها حيلة الكريم.. حتى شاع أمر
الدعوة المحمدية وعلم بها أبو طالب ونصر ابن أخيه وأمر عليا بمتابعة ابن عمه
ونصره، فأقبل الغلام البر بأبيه وبكافله إقبالا لا تلجلج فيه على الدين الجديد.
وملأ الدين الجديد قلبا لم ينازعه فيه منازع من عقيدة سابقة ولم يخالطه شوب
يكدر صفاءه ويرجع به إلى عقابيله.. فبحق ما يقال إن عليا كان المسلم الخالص على
سجيته المثلى، وإن الدين الجديد لم يعرف قط أصدق إسلاما منه ولا أعمق نفاذا فيه.
كان المسلم حق المسلم في عبادته، وفي علمه وعمله، وفي قلبه وعقله، حتى
ليصح أن يقال: إنه طبع على الاسلام فلم تزده المعرفة إلا ما يزيده التعليم على
الطباع..
كان عابدا يشتهي العبادة كأنها رياضة تريحه وليست أمرا مكتوبا عليه.. وكان يرى
في كهولته وكأنما جبهته ثفنة بعير من إدمان السجود، وكان على محجة في الاسلام لا
يحيد عنها لبغية ولا لخشية، فكلما زينوا له الهوادة أبى أن يداهن في دينه ويعطي
الدنية في أمره، وآثر الخير كما يراه على الخير كما يراه الناس..
وكان دينه له ولعدوه، بل له ولعدو دينه، فما كان الحق عنده لمن يرضاه دون من
يقلاه، ولكنه كان الحق لكل من استحقه وإن بهته وآذاه..
وجد درعه عند رجل نصراني فأقبل به إلى شريح - قاضيه - يخاصمه مخاصمة رجل
من عامة رعاياه، وقال: إنها درعي ولم أبع ولم أهب، فسأل شريح النصراني: ما تقول
فيما يقول أمير المؤمنين.. قال النصراني: ما الدرع إلا درعي وما أمير المؤمنين عندي
بكاذب!.. فالتفح شريح إلى علي يسأله: يا أمير المؤمنين هل من بينة.. فضحك
علي وقال: أصاب شريح، ما لي بينة!.. فقضى بالدرع للنصراني فأخذها ومشى و
" أمير المؤمنين " ينظر إليه، إلا أن النصراني لم يخط خطوات حتى عاد يقول: أما أنا
فأشهد أن هذه أحكام أنبياء.. أمير المؤمنين يدينني إلى قاضيه يقضي عليه!.. أشهد
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، الدرع والله درعك يا أمير المؤمنين.. اتبعت
الجيش وأنت منطلق إلى صفين فخرجت من بعيرك الأورق. فقال: أما إذ أسلمت فهي
لك. وشهد الناس هذا الرجل بعد ذلك وهو من أصدق الجند بلاء في قتال الخوارج
يوم النهروان.
وأحسن الاسلام علما وفقها كما أحسنه عبادة وعملا، فكانت فتاواه مرجعا للخلفاء
والصحابة في عهود أبي بكر وعمر وعثمان، وندرت مسألة من مسائل الشريعة لم يكن
له رأي فيها يؤخذ به أو تنهض له الحجة بين أفضل الآراء..
إلا أن المزية التي امتاز بها علي بين فقهاء الاسلام في عصره أنه جعل الدين
موضوعا من موضوعات التفكير والتأمل، ولم يقصره على العبادة وإجراء الأحكام،
فإذا عرف في عصره أناس فقهوا في الدين ليصححوا عباداته ويستنبطوا منه أقضيته
وأحكامه، فقد امتاز علي بالفقه الذي يراد به الفكر المحض والدراسة الخالصة،
وأمعن فيه ليغوص في أعماقه على الحقيقة العلمية، أو الحقيقة الفلسفية كما نسميها في
هذه الأيام.
ويصح أن يقال إن عليا رضي الله عنه، أبو علم الكلام في الاسلام، لأن المتكلمين
أقاموا مذاهبهم على أساسه كما قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة. فواصل بن
521




عطاء كبيرهم تلميذ أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية، وأبو هاشم تلميذ أبيه،
وأبوه تلميذ علي رضي الله عنه. وأما الأشعرية فإنهم ينتمون إلى أبي الحسن علي بن
أبي الحسن علي بن أبي بشر الأشعري وهو تلميذ أبي علي الجبائي، وأبو علي الجبائي
أحد مشايخ المعتزلة الذين علمهم واصل بن عطاء.. أما الفقه فإمامه الأكبر أبو حنيفة
قرأ على جعفر بن محمد، وجعفر بن محمد قرأ على أبيه، وهكذا ينتهي الأمر إلى
علي رضي الله عنه، وقد قرأ مالك بن أنس على ربيعة الرأي، وقرأ ربيعة على عكرمة،
وقرأ عكرمة على عبد الله بن عباس، وقرأ عبد الله بن عباس على علي رضي الله عنه.
وقيل لابن عباس: أين علمك من علم ابن عمك؟.. فقال: كنسبة قطرة من المطر إلى
البحر المحيط.
قال ابن أبي الحديد: ومن العلوم علم الطريقة والحقيقة وأحوال التصوف، وقد
عرفت أن أرباب هذا الفن في جميع بلاد الاسلام إليه ينتهون وعنده يقفون. وقد صرح
بذلك الشبلي والجنيد وسري وأبو يزيد البسطامي وأبو محفوظ معروف الكرخي
وغيرهم. ويكفيك دلالة على ذلك: الخرقة التي هي شعارهم إلى اليوم، وكونهم
يسندونها بإسناد متصل إليه عليه السلام..
وقد جمع نهج البلاغة نماذج شتى من الكلمات التي تنسب إليه ويصح أن تحسب
أصلا " للعلم الإلهي " أو لأسرار التصوف في صدر الاسلام قبل اشتغال المسلمين
بفلسفة اليونان وحكمة الأمم الأجنبية. وربما وقع الشك في نسبة بعض الكلمات إلى
علي رضي الله عنه لأنها تجمعت بعد عصره بزمن طويل وامتزج بها ما لا بد أن يمازجها
من علوم القرن الثالث وما بعده.. ولكن شيئا على هذا النهج لا بد أن يكون قد صدر
منه حقا حتى جاز أن يتصل النسب بينه وبين أئمة التوحيد وعلم الكلام على النحو
الذي تواترت به الأقوال، وأجمله ابن أبي الحديد فيما تقدم..
ولنا أن نقول: إنه كان رضي الله عنه يتتلمذ للقرآن الكريم ويستوحيه نصا في عرفان
إسلامه وتقرير إيمانه، فكانت نظرته إلى الخلق والخالق نظرة قرآنية يبتكر ما شاء
ابتكار التلميذ في الحكاية عن الأستاذ، فكلامه عن الطاووس والخفاش والزرع
والسحاب إنما هو الدرس القرآني الذي وعاه من أمر الكتاب بالنظر في المخلوقات،
ووصف الكتاب لطوائف منها كالنمل والنحل والطير والأجنة في الأرحام. فهو تلميذ
ربه جل وعلا في قوله عن الخفاش: من لطائف صنعته وعجائب حكمته ما أرانا من
غوامض الحكمة في هذه الخفافيش التي يقبضها الضياء الباسط لكل شئ ويبسطها
الظلام القابض لكل حي، وكيف غشيت أعينها عن أن تستمد من الشمس المضيئة نورا
تهتدي به في مذاهبها.. فسبحان من جعل الليل لها نهارا ومعاشا، والنهار لها سكنا
وقرارا، وجعل لها أجنحة من لحمها تعرج بها عند الحاجة إلى الطيران كأنها شظايا
الآذان، غير ذوات ريش ولا قصب.. تطير وولدها لاصق بها لاجئ إليها، يقع إذا
وقعت، ويرتفع إذا ارتفعت، لا يفارقها حتى تشتد أركانه، ويحمله للنهوض جناحه،
ويعرف مذاهب عيشه ومصالح نفسه، فسبحان الباري لكل شئ على غير مثال خلاف
غيره.
ومثله قوله عن الطاووس: ومن أعجبها خلقا الطاووس الذي أقامه في أحكم
تعديل ونضد ألوانه في أحسن تنضيد، بجناح أشرج قصبه وذنب أطال سحبه، إذا
درج إلى الأنثى نشره من طيه، وسما به مظلا على رأسه.. وقد ينحسر من ريشه
ويعرى من لباسه فيسقط تترى وينبت تباعا، فينحت من قصبة نحتات أوراق
الأغصان، ثم يتلاصق ثانيا حتى يعود كهيئته قبل سقوطه لا يخالف سالف ألوانه ولا
يقع لون في غير مكانه..
ونحن لا نستغرب ابتداء هذا النمط من النظر الفلسفي على نحو من الأنحاء في
عصر الإمام علي رضي الله عنه، لأنه كان عهدا نبتت فيه أصول الفرق الاسلامية جميعا
من الخوارج والشيعة، والقائلين بالرجعة وتناسخ الأرواح، والمجتهدين في قراءة
القرآن وتفسيره على شتى المذاهب.. فاقرب شئ إلى المعقول أن يكون إمام العصر
كله قدوة في الاجتهاد والنظر وعنوانا للنوازع التي تفرقت بين أهل زمانه، وتعبيرا
صادقا لتفكيره ووعيه، وصاحب أقوال من قبيل هذه الأقوال التي قدمناها وإن لم تكن
هي إياها بالنص والتفصيل..
ويستقيم مع هذا التقدير أن يكون الإمام على سجيته مؤثرا للاجتهاد ما استطاعه،
معرضا عن التقليد ما استغنى عنه، فوافق الخلفاء من قبله في أمور وخالفهم في أمور،
وأبى أن يأتم بعملهم فيما يراه وما لا يراه، وأوصى ابنه الحسن وقد بلغ الستين فقال:
.. اعلم يا نبي أن أحب ما أنت آخذ به إلي من وصيتي تقوى الله والاقتصار على ما
فرضه الله عليك، والأخذ بما مضى عليه الأولون من آبائك، والصالحون من أهل
بيتك، فإنهم لم يدعوا أن نظروا إلى أنفسهم كما أنت ناظر وفكروا كما أنت مفكر..
فإن أبت نفسك أن تقبل ذلك دون أن تعلم كما علموا فليكن طلبك ذلك بتفهم وتعلم
لا بتورط الشبهات، وعلق الخصومات، وابتدئ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك،
والرغبة إليه في توفيقك، وترك كل شائبة أولجتك في شهبة أو أسلمتك إلى ضلالة،
فإن أيقنت أن قد صفا قلبك، وتم رأيك فاجتمع، وكان همك في ذلك هما واحدا،
فانظر فيما فسرت لك..
وربما كانت هذه الوصية وحدها كافية للتعريف بإسلام علي كما ارتضاه لنفسه
وارتضاه للقادرين عليه من أتباعه.. فإنما هو إسلام المسلم " المطبوع " الذي يبتكر
دينه لأنه يعتمد فيه على وحي بصيرته وارتجال مزاجه، وإنما هو إسلام الحكيم
المجتهد الذي يرجع في الحكمة والاجتهاد إلى رياضة النفس على سنة النساك
وتمحيص الفكر على سنة العلماء، وإنما هو إسلام الرجل الذي أتيح له أن يتتلمذ لربه،
ويتربى في حجر نبيه، ويصبح إماما للمقتدين من بعده..
521
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 23 ص 305 ط دار الفكر) قال:
قال ابن عباس: أول من آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم علي، ومن النساء
خديجة.
وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي أول من آمن بي وصدقني.
قال زيد بن أرقم: أول من أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب.
وقال أيضا:

526
قال مالك بن الحويرث: كان علي أول من أسلم من الرجال.
وقال في ص 308:
وعن عمر مولى غفرة قال: سئل محمد بن كعب: من أول من أسلم علي بن أبي
طالب أو أبو بكر؟ قال: سبحان الله! علي أولها إسلاما.
وفي حديث بمعناه عن محمد بن كعب القرظي: كان علي يكتم الاسلام فرقا من
أبيه، حتى لقيه أبو طالب، فقال: أسلمت؟ فقال: نعم، فقال: وآزر ابن عمك
وانصره. وقال: أسلم علي قبل أبي بكر.
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن المباركفوري في " تحفة
الأحوذي " (ج 1 ص 235 ط دار الفكر - بيروت) قال:
وفي رواية لأحمد عن زيد بن أرقم: أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم علي بن أبي طالب.
وقال أيضا:
وفي رواية لأحمد في مسنده: أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
علي بن أبي طالب، وفي أخرى له: أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
علي رضي الله عنه.
ومنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في
" المعجم الكبير " (ج 11 ص 406 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
حدثنا إسحاق بن إبراهيم، أنا عبد الرزاق: أنا معمر، عن عثمان الجزري، عن
مقسم، عن ابن عباس قال: أول من أسلم علي.
وروى أيضا في ج 12 ص 98 في حديث عن ابن عباس مثله.

527
ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في " تاريخ الاسلام ووفيات
المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 624) قال:
ابن عباس قال: أول من أسلم علي.
ومنهم الحافظ الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن
أبي بكر بن إبراهيم العراقي الكردي المتوفى سنة 806 في " شرح الألفية المسماة
بالتبصرة والتذكرة " له أيضا (ج 3 ص 30 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
والقول الثاني أولهم إسلاما علي روى ذلك عن زيد بن أرقم وأبي ذر والمقداد بن
الأسود وأبي أيوب وأنس بن مالك ويعلى بن مرة وعفيف الكندي وخزيمة بن ثابت
وسلمان الفارسي وخباب بن الإرث وجابر بن عبد الله وأبي سعيد الخدري، وأنشد
المرزباني لخزيمة بن ثابت في علي رضي الله عنهما.
أليس أول من صلى لقبلتهم * وأعلم الناس بالفرقان والسنن
ومنهم العلامة الشيخ محمد هارون كبير مفتشي المحاكم الشرعية سابقا في كتابه
" ملخص السيرة النبوية " (ص 21 ط المكتبة الثقافية في بيروت) قال:
وكان أول من بادر إلى الاسلام: خديجة بنت خويلد زوجته صلى الله عليه وسلم.
وابن عمه علي بن أبي طالب وعمره إذ ذاك عشر سنين، وكان مقيما عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم.
ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في " العشرة المبشرون بالجنة
في طبقات ابن سعد " (ص 190 ط 3 الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالوا:
قال: أخبرنا وكيع بن الجراح ويزيد بن هارون وعفان بن مسلم، عن شعبة، عن
عمرو بن مرة، عن أبي حمزة مولى الأنصار، عن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع

528
رسول الله، صلى الله عليه وسلم علي.
ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز ناصر الرشيد في " التنبيهات السنية على العقيدة
الواسطية " (ص 305 ط مكتبة الرياض الحديثة - الرياض) قال:
وقيل أول الناس إسلاما علي.
ومنهم الشيخ جابر الجزائري في " العلم والعلماء " (ص 167 ط دار الكتب العلمية
بيروت) قال:
أسلم علي رضي الله عنه في صباه وهو دون العاشرة من عمره، وهو أول من أسلم
من الصبيان، كما أن أبا بكر أول من أسلم من الرجال، وزيد بن حارثة.
ومنهم الدكتور الشحات السيد زغلول في " عبد الله بن مسعود - الشخصية والسيرة "
(ص 88 ط دار المعارف - كورنيش النيل، القاهرة) قال:
ويذكر اليعقوبي أن أول من أسلم خديجة بنت خويلد من النساء، وعلي بن أبي
طالب من الرجال، ثم زيد بن حارثة، ثم أبو ذر، وقيل أبو بكر قبل أبي ذر، ثم
عمرو بن عبسة السلمي، ثم خالد بن سعيد بن العاص، ثم سعد بن أبي وقاص، ثم
عتبة بن غزوان، ثم خباب بن الإرث، ثم مصعب بن عمير.
ومنهم الحافظ أبو عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوري المشتهر بابن الصلاح
المتوفى سنة 643 في " علوم الحديث " (ص 299 ط دار الفكر - بيروت) قال:
وقال الحاكم أبو عبد الله: لا أعلم خلافا بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي
طالب أولهم إسلاما.
وقال أيضا:

529
روى ذلك عن زيد بن أرقم وأبي ذر ومقداد وغيرهم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام " (ص
13 ط دار الجيل في بيروت) قال:
عن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي
طالب رضي الله عنه.
وقال أيضا في ص 14:
عن عبد الله بن الهزيل عن علي رضي الله عنه قال: ما أعرف أحد من هذه الأمة
عبد الله بعد نبينا غيري، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة تسع سنين.
وقال في ص 94:
قال ابن الأثير: وقال زيد بن أرقم: أول من أسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم
علي.
وقال أيضا في كتابه " حياة فاطمة عليها السلام " (ص 88 ط دار الجيل):
قال: وأخبرني عثمان الجزري عن مقسم عن ابن عباس، قال: علي أول من
أسلم.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 18 ط دار الكتب
العلمية - بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن المثنى، قال: أخبرنا محمد بن جعفر، عن غندر قال: حدثنا
شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة، عن زيد بن أرقم، قال: أول من أسلم مع

530
رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال أيضا في كتابه " جمهرة الفهارس " (ص 284 ط دار الصحابة للتراث):
سنن البزار: أول من أسلم من الرجال علي 3 / 236
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن المباركفوري في " تحفة
الأحوذي " (ج 1 ص 235 ط دار الفكر - بيروت) قال:
(عن عمرو بن مرة) الجملي المرادي: (أول من أسلم علي).
ومنهم الفاضل المعاصر آدم عبد الله الألوري في " تاريخ الدعوة الاسلامية في
الأمس إلى اليوم " (ص 52 ط دار مكتبة الحياة - بيروت) قال:
أسلمت خديجة بنت خويلد زوجة النبي وزيد بن حارثة مولى النبي وعلي بن أبي
طالب ابن عم النبي، ثم اتجه النبي بدعوته إلى كل من يتوسم فيه الخير من معارفه.
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 131 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا:
إن أول من أسلم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
علي.. معرفة الصحابة / علي 3 / 136
ومنهم الفاضل يوسف المرعشلي في " فهرس تلخيص الحبير في تخريج أحاديث
الرافعي الكبير " (ص 102 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
إن النبي صلى الله عليه وسلم دعاه إلى الاسلام قبل بلوغه.. علي 3 / 77
ومنهم عدة من الفضلاء المعاصرين في " فهرس أحاديث وآثار المصنف " للشيخ

531
عبد الرزاق الصنعاني " (ج 3 ص 184 ط عالم الكتب - بيروت) قال:
أول من أسلم بعد خديجة علي الجامع 20391 11 / 227
وذكروا أيضا في ص 524 مثله.
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في " جمهرة الفهارس "
(ص 115 ط دار الصحابة للتراث) قال:
أول من أسلم علي بن أبي طالب.
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم 1 ص 213 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا:
إن علي بن أبي طالب أول من أسلم.
وقالوا أيضا في القسم الثاني ص 398 مثل ذلك.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد علي قطب في كتابه " صلوا على النبي " (صلى الله
عليه وآله وسلم) أول كتاب في السيرة للأطفال (ص 41)
فذكر إسلامه قبل الناس.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ غالب أحمد عيسى في " تذكرة العلماء والمتعلمين "
(ص 68 ط دار الجيل بيروت سنة 1407) قال:
قال (الحجاج لسعيد بن جبير): فما تقول في علي؟ قال: ابن عم رسول الله صلى
الله عليه وسلم وأول من أسلم وزوج فاطمة وأبو الحسن والحسين.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه " سيدات نساء أهل الجنة "
(ص 23 ط مكتبة التراث الاسلامي - القاهرة) قال:

532
في الليلة التي عرض فيها النبي عليه الصلاة والسلام الاسلام على ابن عمه علي
دخل لينام وهو يفكر فيما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم وزوجته خديجة وهما
يصليان، وفيما سمع من الرجل الذي أحبه بكل جوارحه والذي اتخذه أسوة حسنة
أن يدعوه إلى دين اصطفاه الله لنفسه وبعث به أنبياءه، فهو لا يدعوه إلا إلى الخير لماذا
أخبره أنه ليس بقاض أمرا حتى يحدث أباه؟ هل استشار الله أبا طالب لما أراد أن
يخلقه؟ لماذا يؤجل هو اعتناقه عقيدة خيرة تدعو إلى إله واحد لا شريك له إلى أن
يحدث أباه أبا طالب؟ ولما أشرقت شمس اليوم التالي خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم وزوجته الطاهرة، وقبل أن يتأهب للصلاة خرج علي بن أبي طالب واقترب من
أبي القاسم وقال في انفعال وصدق: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول
الله، ضمه النبي عليه الصلاة والسلام إلى صدره في حب عميق وأخذت سيدة نساء
قريش ترنو إلى الصبي بعينين تترقرق فيهما دموع الفرح.
ومنهم الشيخ عبد المنعم محمد عمر في " خديجة أم المؤمنين " (ص 465 ط دار
الريان للتراث) قال:
أما علي بن أبي طالب فكان مما أنعم الله عليه أن ضمه ابن عمه إلى أسرته وهو في
السابعة من عمره بعد مولد فاطمة بعامين، فشب يرعاه خاتم الأنبياء والمرسلين
ووجهه إلى أفضل الأخلاق، فكان منذ صغره تقيا طاهرا، وكان أول الناس إسلاما
بعد خديجة بنت خويلد، وأول من صلى خلفه بعدها، وقد سئل محمد بن كعب
القرظي عن أول من أسلم: علي أو أبو بكر؟ فقال: سبحان الله، علي أولهما إسلاما،
وإنما اشتبه على الناس لأن عليا أخفى إسلامه عن أبي طالب، وأسلم أبو بكر وأظهر
إسلامه، وعلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم مما علمه الله، فكان أعلم الناس
بالقرآن الكريم ما نزلت آية إلا وقد علم فيم نزلت، وأين نزلت، وهل نزلت بليل أم
نهار، حتى صار أعلم الناس بأحكام الله وأقضى الصحابة كما وصفه عمر بن

533
الخطاب، وعنه روى الكثير من علماء الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وابن عمر،
وأبو موسى الأشعري، وصهيب، وأبو هريرة.
ومنهم الحافظ الشيخ نور الكبير أحمد عبد الجليل من المعاصرين مدرس جماعة
تحفيظ القرآن الكريم بمكة المكرمة في " أشرف الكلام في شمائل سيد الأنام " (ص
28 ط مؤسسة الرسالة - بيروت) قال:
وكان أول من سطع عليه نور الاسلام خديجة بنت خويلد زوجه، وعلي بن أبي
طالب ابن عمه، وكان مقيما عنده يطعمه ويسقيه، ويقوم بأمره، لأن قريشا كانوا قد
أصابتهم مجاعة، وكان أبو طالب مقلا كثير الأولاد، فقال عليه السلام لعمه العباس
بن عبد المطلب: إن أخاك أبا طالب كثير العيال، والناس فيما ترى من الشدة، فانطلق
بنا إليه، لنخفف من عياله، تأخذ واحدا وأنا واحدا، فانطلقا، وعرضا عليه الأمر،
فأخذ العباس جعفر بن أبي طالب، وأخذ عليه السلام عليا، كان في كفالته كأحد
أولاده إلى أن جاءت النبوة، وقد ناهز الاحتلام، فكان تابعا للنبي في كل أعماله، ولم
يتدنس بدنس من عبادة الأوثان واتباع الهوى.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في " حياة فاطمة عليها السلام " (ص 88
ط دار الجيل - بيروت):
كان أول ذكر من الناس آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى معه وصدق بما
جاءه من الله تعالى علي بن أبي طالب.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد الحليم الجندي في " الإمام جعفر الصادق " عليه السلام
(ص 300 ط المجلس الأعلى) قال:
حدثنا محمد بن مرزوق، ثنا عبد العزيز بن الخطاب، ثنا علي بن غراب، عن

534
يوسف بن صهيب، عن ابن بريدة، عن بريدة: أن خديجة أول من أسلم مع رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، وعلي بن أبي طالب.
قلت: وهذا سند رجاله ثقات، خلا علي بن غراب، فقد تكلموا فيه، وصورته
صورة أهل الصدق، ورماه غير واحد بالتدليس، وقد صرح بالسماع هنا. فالسند جيد
إن شاء الله.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 2 ص 537 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
أنت أول المؤمنين إيمانا مسانيد 1: 1299.
أنت أول الناس إسلاما كنز 36395
أنت أول من آمن بي مجمع 9: 102 شج 1: 144 - لئ 1: 268 - تنزيه 1:
352 - موضوعات 1: 344 - فوائد 344.
وقال أيضا في ص 547:
أنت يا علي أول المؤمنين كنز 36392.
وقال أيضا ج 5 ص 467:
علي هذا أول من آمن بي لئ 1: 168.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب
الموضوعات " لابن الجوزي (ص 36 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
أنت أول من آمن بي.. في فضائل علي 1 / 344

535
وقال أيضا في ص 121:
هذا أول من آمن بي.. في فضائل علي 1 / 345
وقال أيضا في " الدرر المجموعة بترتيب أحاديث اللآلي المصنوعة " (ص 58):
أول من آمن بي وصدقني علي بن أبي طالب جعفر بن محمد 1 / 322

536
حديث
إسلام علي عليه السلام وهو سبع سنين
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597
في " المنتظم في تاريخ الملوك والأمم " (ج 5 ص 68 ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال:
أخبرنا عبد الرحمن، قال: أخبرنا أحمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن علي
الصلحي، قال: أخبرنا أحمد بن يعقوب الجرجاني، قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن
معاذ الهروي، قال: حدثنا أبو داود سلمان بن معبد السبخي، قال: حدثنا الهيثم بن
عدي، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم
وعلي ابن سبع سنين.
قال مؤلف الكتاب: وفي رواية أخرى أنه كان ابن ثمان سنين.

537
حديث
إسلام علي عليه السلام وهو ابن ثمان سنين
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أبو المظفر شمس الدين يوسف بن قزاوغلي سبط ابن الجوزي
المتوفى سنة 654 في " إيثار الإنصاف في آثار الخلاف " (ص 246 ط دار السلام -
القاهرة) قال:
لنا: ما روي أن عليا رضي الله عنه أسلم وهو ابن ثمان سنين. خ. د.
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه " فهرس تلخيص الحبير في
تخريج أحاديث الرافعي الكبير " (ص 89 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
إن عليا أسلم وهو ابن ثمان سنين أبو الأسود عمن حدثه
ومنهم العلامة الشيخ عبد العزيز الثعالبي التونسي المتوفى سنة 1944 م في " معجز
محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم " (ص 23 ط دار الغرب الاسلامي - بيروت) قال:

538
جاء في الأثر أن النبي لما زوجه ابنته فاطمة الزهراء قال لها: زوجتك سيدا في
الدنيا والآخرة، وإنه لأول أصحابي إسلاما. أسلم وهو لم يبلغ الحلم، وكان ابن
ثمان، وهو في كفالة الرسول.. الحديث.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 624) قال:
قال عروة: أسلم علي وهو ابن ثمان.

539
حديث
إسلام علي عليه السلام وهو ابن تسع سنين
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في " المنتظم في تاريخ
الملوك والأمم " (ج 5 ص 68 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن أبي طاهر، [أخبرنا الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيويه،
أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن الفهم، حدثنا] محمد بن سعد، قال:
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، قال: حدثني أبي، عن الحسن بن زيد: أن
عليا حين دعاه النبي صلى الله عليه وسلم إلى الاسلام كان ابن تسع سنين.
ومنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في " تاريخ الاسلام ووفيات
المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 624) قال:
وقال الحسن بن زيد بن الحسن: أسلم وهو ابن تسع.
ومنهم جماعة من فضلاء لحنة الزهراء للإعلام العربي في " العشرة المبشرون بالجنة

540
في طبقات ابن سعد " (ص 190 ط 3 الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالوا:
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، حدثني عن الحسن بن زيد بن
الحسن بن علي بن أبي طالب: أن علي بن أبي طالب حين دعاه النبي صلى الله عليه
وسلم إلى الاسلام كان ابن تسع سنين. قال الحسن بن زيد: ويقال دون التسع سنين،
ولم يعبد الأوثان قط لصغره.
وقالوا أيضا:
قال: أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عمرو بن عبد الله بن عتبة، عن عمارة بن غزية
عن محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال: أسلم علي وهو ابن تسع سنين.
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه " فهرس تلخيص الحبير في
تخريج أحاديث الرافعي الكبير " (ص 102 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
إن النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليا إلى الاسلام وهو ابن.. الحسن بن زيد
3 / 77
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في " المرتضى سيرة سيدنا
أبي الحسن علي بن أبي طالب " (ص 29 ط دار القلم - دمشق) قال:
والثابت المرجح وما عليه أكثر الرواة أنه أول من أسلم بعد خديجة رضي الله
عنها، وأول من صلى، فعن زيد بن أرقم قال: أول من أسلم مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم علي. وعن ابن عباس قال: أول من أسلم من الناس بعد خديجة علي. وعن
محمد بن عبد الرحمن بن زرارة قال: أسلم علي وهو ابن تسع سنين.

541
حديث
إسلام علي عليه السلام وهو عشر سنين
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في
" موسوعة أمهات المؤمنين " (ص 82 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالا:
أدى الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أسلم علي بن أبي طالب، وكان
ابن عشر سنين، وقد تربي في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله لأن أباه كان ذا عيال.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عماد الدين خليل - كلية الآداب، جامعة الموصل
في كتابه " دراسة في السيرة " (ص 61 ط دار النفائس ومؤسسة الرسالة - بيروت) قال:
وكان علي رضي الله عنه أول من آمن الذكور، ولم يتجاوز - بعد - العاشرة من
عمره، حيث كان الرسول قد أخذه ليعيله في داره تخفيفا عن أبي طالب الذي لم يكن
يملك ما يكفيه وأبناءه جميعا. وكان زيد بن حارثة ثالث من أسلموا، وكان هو الآخر
يقطن مع الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته، حيث كانت خديجة قد اختارته من بين

542
عدد من العبيد الغلمان الذين استقدمهم أحد التجار من الشام فرآه الرسول فاستوهبه
منها فوهبته له فأعتقه وتبناه قبل مبعثه. أما رابع المسلمين وأول الرجال فهو أبو بكر
عتيق بن أبي قحافة الذي ما إن أسلم حتى راح يدعو إلى الله من يثق به محمد، ويتردد
عليه ويجلس إليه.
ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني رئيس محكمة الحقوق في بيروت في
" الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية " (ص 42 ط دار الإيمان - دمشق وبيروت)
قال:
وأول صبي آمن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وسنه عشر سنين.
ومنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في " فهرس تلخيص الحبير " (ص 89 ط
دار المعرفة - بيروت) قال:
إن عليا أسلم وهو ابن عشر سنين ابن إسحاق 3 / 78
ومنهم الفاضل المستشار عبد الحليم الجندي في " الإمام جعفر الصادق " عليه
السلام (ص 17 ط المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية - القاهرة) قال:
أول من آمن بالله ورسوله أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، وأبو بكر الصديق
وعلي بن أبي طالب. واختلف في الأول منهما. والأكثرون يقولون عليا. واختلفوا في
سن علي يومئذ. قال ابن إسحاق إن عليا أول من آمن بالله وصدق رسول الله، وهو ابن
عشر سنين يومئذ.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور جواد علي البغدادي في " تاريخ العرب في
الاسلام " (ص 187 ط مكتبة النهضة العربية في بغداد) قال:
وكان أول من أسلم بعد خديجة، علي بن أبي طالب، آمن به وهو ابن عشر سنين،

543
أو أقل من ذلك بقليل أو أكثر سنة، وكان في بيت النبي وحجره، أخذه من عمه
ليخفف عنه، فكان بمثابة الوالد الشفيق له. رأى ولا شك الرسول وهو يقص على
خديجة خبر رسالته، ويحدثها بنبوته، وشاهده وهو راقد في فراشه بعد نزول الوحي
عليه في غار حراء، فآمن به كما آمنت به خديجة، واتبعه فكان بذلك أول المسلمين
الذكور.
ومنهم الحافظ الشيخ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن
أبي بكر بن إبراهيم العراقي الكردي المتوفى سنة 806 في " شرح الألفية المسماة
بالتبصرة والتذكرة " له أيضا (ج 3 ص 33 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
وقال ابن إسحاق: أول من آمن خديجة ثم علي بن أبي طالب، قال: وكان أول
ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشر سنين ثم زيد بن حارثة، فكان
أول ذكر أسلم بعد علي ثم أبو بكر.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسن الشرقاوي في " أصول التصوف الاسلامي "
(ص 25 ط دار المعرفة الجامعية - الإسكندرية) قال:
كان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أول ذكر آمن برسول الله صلى الله عليه
وسلم وهو يومئذ ابن عشر سنين، ثم أسلم زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله
عليه وسلم.
ومنهم العلامة أبو المظفر شمس الدين يوسف بن قزاوغلي في " إيثار الإنصاف في
آثار الخلاف " (ص 246 ط دار السلام) قال:
وروى الخلال: أنه أسلم وهو ابن عشر سنين، وقد تمدح وقال:
سبقتكم إلى الاسلام طرا * صغيرا ما بلغت أوان حلمي

544
فلولا أن إسلامه صحيح لما افتخر به.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في " المرتضى سيرة سيدنا
أبي الحسن علي بن أبي طالب " (ص 29 ط دار القلم - دمشق) قال:
وعن مجاهد قال: أول من صلى علي وهو ابن عشر سنين.
وقال الحسن بن زيد: لم يعبد الأوثان قط.

545
حديث
إسلام علي عليه السلام وهو أربع عشرة سنة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد الذهبي في " تاريخ الاسلام ووفيات
المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 624) قال:
وقال المغيرة: أسلم وله أربع عشرة سنة. رواه جرير عنه.

546
حديث
إسلام علي وسنه خمس عشرة سنة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر يوسف المرعشلي في كتابه " فهرس تلخيص الحبير في
تخريج أحاديث الرافعي الكبير " (ص 90 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
إن عليا كان له حين أسلم خمس عشر.. الحسن
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 97 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا:
أسلم علي وهو ابن خمس عشرة.. معرفة الصحابة / علي 3 / 111
ومنهم أبو الحجاج يوسف بن محمد في " ألف با " (ج 1 ص 223 ط بيروت) قال:
وهو أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خديجة وهو ابن ثلاث
عشرة سنة وقيل خمس عشرة سنة، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة رضي الله عنه

547
وأرضاه.
ومنهم الحافظ محمد بن مسلم بن عبيد الله المشتهر بابن شهاب الزهري المتوفى
سنة 124 في " المغازي النبوية " (ص 46 ط دار الفكر - بيروت) قال:
قال معمر: وأخبرنا قتادة عن الحسن وغيره فقال: كان أول من آمن به علي بن
أبي طالب رضي الله عنه، وهو ابن خمس عشرة، أو ست عشرة.

548
مستدرك
علي عليه السلام أول الهاشميين لحوقا
برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأشدهم لزوقا به
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 18 ص 185 ومواضع أخرى من
الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 86 ط دار الكتب
العليمة بيروت) قال:
أخبرني هلال بن العلاء بن هلال، قال: حدثنا حسين، قال: حدثنا زهير، حدثنا
أبو إسحق، قال: سئل عبد الرحمن بن خالد بن قثم بن العباس: من أين ورث علي
رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إنه كان أولنا به لحوقا، وأشدنا به لزوقا.
خالفه زيد بن جبلة في إسناده، فقال: عن خالد بن قثم.
أخبرني هلال بن العلاء، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا عبيد الله، عن زيد، عن

549
أبي إسحاق، عن خالد بن قثم أنه قيل له: أعلي ورث رسول الله صلى الله عليه
وسلم دون جدك وهو عمه؟ قال: إن عليا أولنا به لحوقا، وأشدنا به لزوقا.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 20 ط دار الفكر) قال:
قال أبو إسحاق: قيل لقثم: بأي شئ ورث علي النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال:
كان أولنا به لحوقا، وأشدنا به لزوقا، فقلت: فأيش معنى ورث علي؟ قال: لا أدري،
إلا أن عيسى بن يونس حدث وذكر حديث مجالد بن سعيد: المراد بالميراث ها هنا:
العلم، بدليل أن العباس أقرب منه قرابة، غير أن عليا كان ألزم للنبي صلى الله عليه
وسلم وأقدم له صحابة.

550
مستدرك
إن الله تعالى أمر بتزويج
فاطمة من علي عليه السلام
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 342 وص 460 وص 472
و ج 6 ص 477 وص 592 و ج 7 ص 277 و ج 17 ص 83 و ج 18 ص 173 و ج 19 ص
123 ومواضع أخرى من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 39 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: أمرت بتزويجك
من السماء، وقتلت المشركين يوم بدر، وتقتل من بعدي على سنتي، وتبرئ ذمتي.
وقال في ص 337:
وعن أبي هريرة قال: لما خطب علي فاطمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم

551
دخل عليها فقال لها: أي بنية، إن ابن عمك قد خطبك، فماذا تقولين؟ فبكت ثم
قالت: كأنك يا أبه، إنما ادخرتني لفقير قريش، فقال: والذي بعثني بالحق، ما
تكلمت في هذا حتى أذن الله فيه من السماء، فقالت فاطمة: رضيت بما رضي الله لي
ورسوله. فخرج من عندها واجتمع المسلمون إليه، ثم قال: يا علي، اخطب لنفسك،
فقال علي: الحمد لله الذي لا يموت، وهذا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
زوجني فاطمة ابنته على صداق مبلغه أربع مائة درهم، فاسمعوا ما يقول واشهدوا،
قالوا: ما تقول يا رسول الله؟ قال: أشهدكم أني قد زوجته.
وقال أيضا في ص 338:
وعن جابر بن عبد الله قال: دخلت أم أيمن على النبي صلى الله عليه وسلم وهي
تبكي، فقال لها: ما يبكيك لا أبكى الله عينيك؟ قالت: بكيت يا رسول الله، لأني
دخلت منزل رجل من الأنصار قد زوج ابنته رجلا من الأنصار، فنثر على رأسها اللوز
والسكر، وذكرت تزويجك فاطمة من علي بن أبي طالب ولم تنثر عليها شيئا، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: لا تبكي يا أم أيمن. فوالذي بعثني بالكرامة، واستخصني
بالرسالة، ما أنا زوجته ولكن الله زوجه، ما رضيت حتى رضي علي، وما رضيت
فاطمة حتى رضي الله رب العالمين: يا أم أيمن، إن الله عز وجل لما أن زوج فاطمة
من علي أمر الملائكة المقربين أن يحدقوا بالعرش، فيهم جبرئيل وميكائيل
وإسرافيل، وأمر الجنان أن تزخرف فتزخرفت، وأمر الحور العين أن يتزين فتزين،
وكان الخاطب الله تعالى، وكان الملائكة الشهود، ثم أمر شجرة طوبى أن تنثر فنثرت
عليهم اللؤلؤ الرطب مع الدر الأبيض مع الياقوت الأحمر مع الزبرجد الأخضر، فابتدر
حور العين من الجنان يرفلن في الحلي والحلل يلتقطنه، ويقلن: هذا من نثار فاطمة

552
بنت محمد، فهن يتهادينه بينهن إلى يوم القيامة (1).



1) قال الفاضل المعاصر عبد الرحمن الشرقاوي في " علي إمام المتقين " ج 1 ص 29 ط
مكتبة غريب الفجالة:
غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض كبار المهاجرين والأنصار يخطبون
إليه ابنته فاطمة، فسكت عنهم الواحد بعد الآخر، حتى جاءه علي فوافق على مهر
قليل، سأل النبي فيه عليا إن كان يطيقه وإلا خففه عنه، فأبدى علي سروره، وانطلق
يدبر المهر. دعا الرسول عددا من المهاجرين والأنصار فقال لهم: إن الله جعل
المصاهرة سببا لاحقا، وأمرا مفترضا أوشج به الأرحام، وألزم الأنام، فقال عز من قائل
(وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا)، فأمر الله
تعالى يجري إلى قضائه وقضاؤه يجري إلى قدره، ولكل قدر أجل، ولكل أجل كتاب
(يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب)، ثم إن الله تعالى أمرني أن أزوج
فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب، فاشهدوا أني زوجته على أربعمائة مثقال
فضة.
ثم أهداهما عليه الصلاة والسلام بساطا من الصوف الأبيض.
وخفت نساء الأنصار الثريات، فأهدين فاطمة رداءين جميلين للزفاف، وبعض
حقاق من الطيب والعطور، وأقرضنها بعضي الحلي من الذهب والجواهر النادرة.
وأمر رسول الله زوجتيه عائشة وأم سلمة أن تجهزا فاطمة حتى يدخلاها إلى علي،
وأن يقوما منها مقام أمها خديجة رحمها الله. فعمدتا إلى بيت ففرشتاه رملا لينا من
أعراض البطحاء، ثم إلى وسادتين فرشتاهما ليفا نفشتاه بأيديهما، وعمدتا إلى عود
فعرضتاه في جانب البيت لتلقى عليه الثياب وتعلق القربة. وقالتا بعد العرس: ما رأينا
عرسا أحسن من عرس فاطمة.
وما كان جهاز فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سريرا من
الخوص مشدودا بالحبال، ووسادتين حشوهما ليف، وبساط صوف، وجلد كبش
يقلب على صوفه فيصير فراشا، وإناء به سمن جاف يطبخ به، وقربة للماء، وجرة
وكوزا، ورملا مبسوطا..!
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: يا علي، إنه لا بد للعروس من وليمة. فقال أحد
أغنياء الأنصار: عندي كبش، فأعده صاحبه، ودعا علي رهطا من المهاجرين
والأنصار، وأحضروا الطيب والزبيب والتمر، ولما طعم المدعوون وانصرفوا، ولم يبق
إلا علي، ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي ابنته فاطمة، وكان النساء قد
انصرفن عنها بعد انتهاء الوليمة، فوجد معها امرأة، فسألها الرسول عما يبقيها، قال: أنا
التي أحرس ابنتك، إن الفتاة ليلة بنائها (زفافها) لا بد لها من امرأة قريبة منها إن
عرضت لها حاجة أو أرادت أمرا أفضت بذلك إليها. فقال للمرأة - وهي أسماء بنت
عميس: فإني أسال إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن
شمالك من الشيطان الرجيم.
ثم جاءت العروس فاطمة، وقد طيبها النساء بما جئن به إليها من طيب، وزينها
وألبسنها بما أهدينا من ثياب جديدة، وحلينها بأغلى حليهن على أن تردها إذا كان
الغد!
فلما رأت فاطمة عريسها عليا جالسا إلى جوار أبيها صلى الله عليه وسلم بكت!
وخشي أبوها أن يكون سبب بكائها أنه زوجها فتى لا مال له، آثره بها، وفضله على
خطاب كثيرين ردهم من قبل من أغنياء المهاجرين والأنصار، وإن كانوا جميعا لفي
سن أبيها!! وعلي وحده أقربهم إلى سنها.
سألها أبوها عما يبكيها، فلم تجب! ما يبكي عروسا ليلة زفافها؟! لعلها تذكرت
أمها الراحلة السيدة الطاهرة أم المؤمنين خديجة! فتمنت لو أنها كانت معها بدل أسماء
بنت عميس، في هذه الليلة الفريدة من العمر!! ولو أن خديجة أمها هي التي جهزتها
بدل زوجتي أبيها!! وحاول الرسول أن يكفكف دمع ابنته بلا جدوى، فقد ظلت
دموعها تسيل في صمت، وأخذه عليها إشفاق حزين.. فأقسم لها أنه لم يأل جهدا
ليختار لها أصلح الأزواج، وما اختار لها إلا خير فتيان بني هاشم.. وأضاف: والذي
نفسي بيده لقد زوجتك فتى سعيدا في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن الصالحين.
وطلب الرسول صلى الله عليه وسلم من أسماء أن تأتيه بإناء فيه ماء معطر.. فرش
منه على جلد فاطمة وجلده، وعلى رأسها ورأسه وقال: اللهم إنها مني وإني منها،
اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرها، اللهم إني أعيذها وذريتها بك من
الشيطان الرجيم.
ثم صنع بعلي كما صنع؟ فاطمة، ودعا له كما دعا لها، وقال: اللهم هؤلاء هم أهل
بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، فقال علي: يا رسول الله أنا أحب إليك أم
هي؟ قال: هي أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها، ثم قال: اللهم إني أعيذه بك
وذريته من الشيطان الرجيم.
ثم دعا لهما وهو يتركهما وحدهما: جمع الله شملكما وأسعد جدكما وبارك
عليكما، وأخرج منكما كثيرا طيبا.
وتعود الرسول أن يزورها، وكان كلما وجد عليهما آثار الفقر والزهد واسى ابنته..
وبشرها أنها ستكون من خير نساء الجنة.. قال: حسبك أن خير نساء العالمين مريم ابنة
عمران، وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون. فأنت منهن.
كان إذا أوصى عليا بها قال: فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها.
وفي الحق أن عليا وضعها على العين والرأس، وأحسن معاملتها.. بل لقد حمل
عنها عبء كثير من أعمال البيت!
وقبل أن تعود الغزوات بالغنائم، ويأخذ منها نصيبه، كان يعمل ويؤجر نفسه
ويكسب من كد يده، ويعود بما كسب، فيشتري منه ما يقيم الأود.. وعندما رزقا
بالبنين ثقلت أعباء الحياة عليهما، وشق عليها عمل المنزل، وما من أحد يساعدها غير
زوجها..
ولقد أجهدتها الرحى التي تطحن بها الشعير، وأجهدها عمل المنزل وتربية
الأولاد، فسألت أباها بعد إحدى الغزوات التي غنموا فيها كثيرا أن يمنحها ما
يساعدها، ولكنه ما كان ليعطيها غير ما يستحقه زوجها!
ولقد تأخر بلال يوما عن الأذان، فسأله الرسول عما أخره، فأخبره أنه مر بدار علي
فوجد فاطمة مجهدة تدير الرحى، وابنها الحسن يبكي، فآثر أن يدير الرحى ويطحن
عنها الشعير، للتفرغ هي لإرضاع الطفل!!
ومرض الحسن والحسين، وهما صبيان، فعادهما جدهما ومعه بعض صحابته،
ونبه فاطمة وهو على باب دارهما أن معه غرباء، ورمى إليها بردته وهي خلف الباب
لتغطي بها من جسمها ما لا ينبغي أن يراه الغرباء!
وقال أحد الصحابة لعلي: يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا. فقال علي: إن
برئا مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكرا. وقالت فاطمة كذلك. وقال الغلامان
كذلك. فلما برئا أصبح الجميع صياما وما في الدار شئ من طعام يفطرون عليه.
فغدا علي بن أبي طالب على جار يهودي له يدعى شمعون، كان يعالج الصوف،
فقال له: هل لك أن تعطيني جزة من الصوف تغزلها لك بنت محمد بثلاثة أصوع من
شعير؟، قال: نعم، فأعطاه فجاء بالصوف والشعير، فأخبر فاطمة، فقبلت وأطاعت.
ثم غزلت ثلث الصوف، وأخذت صاعا من شعير فطحنته وعجنته وخبزته.. وصلى
علي المغرب بالمسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أتى منزله ليفطر، فوضع
الخوان فجلسوا فأول لقمة كسرها علي، إذا مسكين واقف على الباب فقال: يا أهل
بيت محمد، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد
الجنة، فدفع علي الطعام إلى المسكين. وباتوا جياعا، وأصبحوا صياما!
وفي اليوم التالي طحنت فاطمة الصاع الثاني، وخبزته، ووضعت الطعام ليفطروا،
إذ وقف بالباب يتيم من أولاد المهاجرين استشهد أبوه، فأعطوه الطعام!. وفي اليوم
الثالث طحنت آخر صاع وخبزته، وعند المغرب وضعت الطعام، إذ وقف بالباب أسير
553




يقول: السلام عليكم أهل بيت النبوة، تأسروننا ولا تطعموننا، أطعموني فأنا أسير،
فأعطوه الطعام!
وأقبل علي ومعه الحسن والحسين يرتعشان كالفرخين من شد الجوع على رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا الحسن! لشد ما يسوءني ما أدرككم، انطلقوا بنا
إلى ابنتي فاطمة. فانطلقوا إليها وهي في محرابها، وهي قد غارت عيناها من شدة
الجوع، فقال عليه الصلاة والسلام: وا غوثاه! ثم ضمها إليه.
فأنزل الله تعالى آيات من سورة الانسان أولها الآية (هل أتى على الانسان حين
من الدهر لم يكن شيئا مذكورا).. إلى قوله تعالى: (وجزاهم بما صبروا جنة
وحريرا). وفيها يتحدث سبحانه عن الأبرار: (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره
مستطيرا. ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا).
على أن حياة الشظف لم تشغل عليا ولا فاطمة عن المتاع العقلي والروحي وما كانا
يجدانه في تدارس القرآن، وتعمق معانيه، وفي تدبر السنة الشريفة وفي التفكير في
خلق السماوات والأرض كما أمر الله عباده أولي الألباب.
كان علي يستشير امرأته، ويبرها، ويسكن إليها، ويستقيم على طريق الهداية كما
أمر الله ورسوله.
وما انفك الرسول صلى الله عليه وسلم يوصي الرجال بحقوق النساء، وبحسن
صحبتهن، ورعايتهن.
وعلي وفاطمة يتبادلان المعارف، ولا يأنف أحدهما أن يستقي من الآخر علما لا
يعلمه.
وإن هذا التقدير للنساء هو من تقاليد الفرسان ومن آداب الفتوة التي كان يحرص
عليها علي كرم الله وجهه، وهو أفتى فرسان الله، وأحرص الناس على اتباع الرسول.
ويروى عنه أنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: أي شئ خير
للمرأة؟ فلم يكن عندنا لذلك جواب. فلما رجعت إلى فاطمة قلت: يا بنت محمد! إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم سألنا عن مسألة فلم ندر كيف نجيبه. فقالت: وعن أي
شئ سألكم؟ فقلت قال: أي شئ خير للمرأة؟ قالت: فما تدرون ما الجواب؟ قلت
لها: لا، فقالت: ليس خير للمرأة من أن لا نرى رجلا ولا يراها! فلما كان العشي
جلسنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له: يا رسول الله إنك سألتنا عن مسألة
فلم نجبك عليها، ليس للمرأة شئ خير من ألا ترى رجلا ولا يراها. قال: ومن قال
ذلك؟ قلت: فاطمة. قال: صدقت فاطمة إنها بضعة مني.
وعن صدقها قالت عائشة: ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيها.
ولقد أهدى إلى علي وفاطمة بعض الفالوذج فأطعماه أولادهما ولم يطعما منه.
وقال علي وقد وضعه أمامه: إنك طيب الريح حسن اللون طيب الطعم، لكني أكره أن
أعود نفسي ما لم تعتده، والفالوذج حلوى تصنع من الدقيق والماء والعسل.
وكان الرسول صلى الله عليه وسلم كلما عاين زهده وورعه، أثنى عليه، ودعا الله له
ولزوجه وبنيه.. قال له يوما: يا علي! إن الله تعالى قد زينك بزينة لم تزين العباد بزينة
أحب إلى الله تعالى منها وهي زينة الأبرار عند الله عز وجل: الزهد في الدنيا، فجعلك
لا ترزأ (أي تصيب) من الدنيا شيئا ولا ترزأ منك الدنيا شيئا، ووهب لك حب
المساكين، فجعلك ترضى عنهم أتباعا ويرضونك إماما، فطوبى لمن أحبك وصدق
فيك، وويل لمن أبغضك وكذب عليك، فأما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم (في
الآخرة) جيرانك في دارك ورفقاؤك في قصرك، وأما الذين أبغضوك وكذبوا عليك
فحق على الله أن يوقفهم موقف الكذابين.
كان عليه الصلاة والسلام عندما يأخذ عليا وفاطمة بآداب الدين يطرح لهما السؤال
فإذا وافق الجواب ما يريد أن يعلمهما إياه استحسنه، وإلا صححه.. سأله الرسول
يوما: يا علي! كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ورغبوا في الدنيا، وأكلوا التراث
أكلا لما، وأحبوا المال حبا جما؟.
قال علي: أتركهم وما اختاروا وأختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأصبر على
مصيبات الدنيا وبلواها حتى ألحق بك إن شاء الله تعالى، قال الرسول: صدقت، اللهم
افعل ذلك به.
وما كان زهد علي في الدنيا زهد هارب منها، ولكنه زهد المنشغل عن إسعاد نفسه
بمتاعها، إلى إسعاد الآخرين، ومن أجل ذلك أحب من اللباس أخشنها وهو الصوف!!
وإنه في أغوار نفسه ليشعر بالرضا كلما أمكنه أن يسد حاجة لمحتاج، ولو بكل ما
عنده، واثقا في أن الله سيعوضه خيرا.. فما هو زهد العازف عن الحياة، ولكنها تقوى
العارف بالله!
جلس في سوق المدينة المنورة ومعه ابنه الحسن وهو صغير، ومر سائل مسكين،
فرق علي له فقال للحسن: اذهب إلى أمك فقل لها: تركت عندك ستة دراهم، فهات
منها درهما. فذهب الحسن إلى أمه ثم رجع إلى أبيه فقال: أمي تقول لك إنما تركت
ستة دراهم للدقيق، فقال علي: لا يصدق إيمان عبد حتى يكون بما في يد الله أوثق منه
بما في يده، قل لها ابعثي بالدراهم الستة جميعا، فبعثت بها إليه فدفعها كلها إلى
السائل، وبعد لحظات مر به رجل معه جمل يبيعه. فقال علي: بكم الجمل؟ قال
الرجل: بمائة وأربعين درهما. قال علي للرجل إنه يشتري الجمل، ولكنه سيدفع ثمنه
بعد حين! فوافق صاحب الجمل، وتركه لعلي ومضى. ثم أقبل رجل آخر فقال: لمن
هذا البعير. قال علي لي، قال الرجل: أتبيعه، قال: بكم؟ قال: بمائتي درهم. فأخذ
الرجل البعير وأعطى عليا المائتين، فأعطى صاحب الجمل - حين عاد إليه - حقه، وهو
مائة وأربعون درهما، وجاء بستين درهما إلى فاطمة، فقالت: ما هذا؟ قال: هذا ما
وعدنا الله على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم (من جاء بالحسنة فلها عشر أمثالها).
عربد عليه أحد حساده، فنصحه بعض أن يشكوه إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم فقال: إني لأستحي من الله أن يكون هناك ذنب أعظم من عفوي، أو جهل أعظم
من حلمي، أو عورة لا يداريها ستري، أو خلة (الحاجة والفقر) لا يسدها جودي.
وكان أحيانا لا يجد عملا يقتات منه إلا أن يملأ الدلو في بستان أحد الأغنياء من
يهود المدينة، ليروي به البستان، وكان اليهودي يعطيه في كل دلو تمرة، فيعود إلى
فاطمة بتمر يطعمها هي وأولادها، وربما أهدى منه الرسول، إذا أصابته عليه الصلاة
والسلام خصاصة.. ولكم كانت تصيبه!! هكذا كان يؤتي ماله يتزكى، وما لأحد عنده
من نعمة تجزى، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، ولسوف يرضى.. وفي الحق أنه كان عند
ربه مرضيا.
وقال العلامة محمد بن عبد الله الإسكافي في " المعيار والموازنة " ص 78 ط
بيروت:
نعم ثم [كان] ينتقص بالفقر، ويعير به في وقت قد عم تمكن الاسلام واعتدل
بأهله، وقوي بظهوره حين خطب النبي صلى الله عليه وسلم لعلي فاطمة عليهما
السلام، عيرته قريش بالفقر، وقلة المال، وألقوا ذلك إلى فاطمة عليها السلام، حتى
شكت إلى أبيها، وقالت: زوجتني أحدثهم سنا، وأقلهم مالا، فقال لها: إن الله زوجك
[منه] من السماء، ولو علم خيرا منه لزوجك منه.
فهيهات هيهات، من يصبر على محنة الفقر أيام حياته، ويقاسي عدم الكفاية أيام
بقائه؟ إلا من قلت الدنيا في عينه، وباشر من حقائق الصبر ما سره، وقوى من قمع
[هوى] النفس وزمها، وحسن تأديبها على ما قوي عليه، رضي الله عنه وبيض
وجهه.
فلذلك أجرى الله على لسانه ينابيع الحكمة، وعرفه داء الدنيا ودواءها، وما يحل
بأهلها من أجل طلبها.
فتدبروا كلامه، وتفهموا صفاته لتعلموا أن المعرفة الثابتة أدته إلى هذه المنزلة [و]
هو القائل في صبر العلماء، وما يلقون من مصائب الدنيا في بعض كلامه لكميل بن
زياد.
553
وقال أيضا في ص 338:
لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة من علي أتاه ناس من قريش فقالوا:
إنك زوجت عليا بمهر خسيس، فقال: ما أنا زوجت عليا، ولكن الله زوجه ليلة أسري
بي عند سدرة المنتهى، أوحى الله إلى السدرة أن انثري ما عليك، فنثرت الدر
والجوهر والمرجان، فابتدر الحور العين فالتقطن، فهن يتهادينه ويتفاخرن ويقلن:
هذا من نثار فاطمة بنت محمد عليهما السلام. فلما كانت ليلة الزفاف، أتى النبي صلى
الله عليه وسلم ببغلته الشهباء وثنى عليها قطيفة، وقال لفاطمة: اركبي، وأمر سلمان أن
يقودها، والنبي صلى الله عليه وسلم يسوقها، فبينا هو في بعض الطريق إذ سمع النبي
صلى الله عليه وسلم وجبة، فإذا هو بجبريل في سبعين ألفا، وميكائيل في سبعين ألفا،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أهبطكم إلى الأرض؟ قالوا: جئنا نزف فاطمة إلى
زوجها علي بن أبي طالب، فكبر جبرئيل، وكبر ميكائيل، وكبرت الملائكة، وكبر

560
محمد صلى الله عليه وسلم، فرفع التكبير على العرائس من تلك الليلة.
وقال أيضا في ص 339:
وعن عبد الله قال:
لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يوجه بفاطمة إلى علي أخذتها رعدة، فقال:
يا بنية لا تجزعي، إني لم أزوجك من علي، إن الله أمرني أن أزوجك منه، إن الله لما
أمرني أن أزوجك من علي أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفا في الجنة، ثم أمر شجر
الجنان أن تحمل الحلي والحلل، ثم أمر جبريل فنصب في الجنة منبرا، ثم صعد
جبريل فاختطب، فلما أن فرغ نثر عليهم من ذلك، فمن أخذ أحسن أو أكثر من
صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة، يكفيك هذا يا بنية.
وفي حديث آخر بمعناه: عن عبد الله بن مسعود قالت أم سلمة: ولقد كانت فاطمة
تفخر على النساء وتقول: إني أول من خطب عليها جبريل.
وقال أيضا في ص 339:
وعن مسروق قال:
لما قدم عبد الله بن مسعود الكوفة قلنا له: حدثنا حديثا عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فذكر الجنة، ثم قال: سأحدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله
عليه وسلم، فلم أزل أطلب الشهادة. الحديث. فلم أرزقها، سمعت رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول في غزوة تبوك، ونحن نسير معه، فقال: إن الله لما أمرني أن
أزوج فاطمة من علي، ففعلت، ثم قال لي جبريل: إن الله قد بنى جنة من لؤلؤ وقصب
بين كل قصبة إلى قصبة لؤلؤة من ياقوت مشذرة بالذهب، وجعل سقوفها زبرجدا
أخضر، وجعل فيها طاقات من لؤلؤ مكللة بالياقوت، ثم جعل عليها غرفا: لبنة من

561
فضة، ولبنة من ذهب، ولبنة من ياقوت، ولبنة من زبرجد، ثم جعل فيها عيونا تنبع
من نواحيها، وحفت بالأنهار، وجعل على الأنهار قبابا من در، قد شعبت بالسلاسل
من الذهب، وحفت بأنواع الشجر، وجعل في كل بيت مفرش، وجعل في كل قبة
أريكة، من در بيضاء غشاوتها السندس والإستبرق، وفرش أرضها بالزعفران وفتق
المسك والعنبر، وجعل في كل قبة حوراء، والقبة لها مائة باب، على كل باب
جاريتان وشجرتان، في كل قبة مفرش، مكتوب حول القباب آية الكرسي، فقلت
لجبريل: لمن بنى الله هذه الجنة؟ فقال: هذه جنة بناها الله سبحانه لعلي وفاطمة،
تحفة أتحفهما الله تبارك وتعالى، وأقر عينك يا رسول الله.
ومنهم العلامة الشريف إبراهيم بن محمد بن كمال الدين المشتهر بابن حمزة
الحسيني الحنفي الدمشقي المتوفى سنة 1120 في " البيان والتعريف في أسباب ورود
الحديث الشريف " (ص 390 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال:
إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي.
أخرجه الخطيب وابن عساكر عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
(سببه) كما في الجامع الكبير - عن أنس قال: كنت قاعدا عند النبي صلى الله عليه
وسلم فغشيه الوحي فلما سري عنه قال لي: يا أنس أتدري ما جاء به جبريل من عند
صاحب العرش؟ قلت: بأبي أنت وأمي وما جاء به جبريل من عند صاحب العرش؟
قال: إن الله أمرني - فذكره.
ومنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي
في " توضيح الدلائل " (ص 333 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال:
وعن أمير المؤمنين عمر رض وقد ذكر عنده أمير المؤمنين المرتضى علي عليه
السلام قال: ذلك صهر رسول الله صلى الله عليه وآله وبارك وسلم نزل جبريل عليه

562
الصلاة والسلام فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تزوج فاطمة ابنتك من علي.
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في " خلافة علي بن
أبي طالب " عليه السلام (ص 26 ط مكتبة غريب في القاهرة) قال:
كنت مع النبي فغشيه الوحي فلما أفاق.. قال أتدري ما جاء به جبريل؟ فقلت: الله
ورسوله أعلم.
قال: أمرني أن أزوج فاطمة من علي..
حديث آخر
ذكره جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 194 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي إن الله زوجك فاطمة وجعل صداقها الأرض تنزيه 1: 411 - موضوعات
1 / 416

563
مستدرك
إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اختصه
بالرخصة في تسمية ولده باسمه وتكنيته بكنيته
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 21 و ج 17 ص 105
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الحافظ أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى التميمي الموصلي
المتوفى سنة 307 في " مسند أبي يعلى " (ج 1 ص 258 ط دار المأمون للتراث -
دمشق) قال:
حدثنا عبيد الله بن عمر، حدثنا يحيى، عن فطر، عن منذر أبي يعلى، عن محمد
ابن الحنفية، عن علي: أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إن ولد له بعده
ولد أيسميه باسمه، ويكنيه بكنيته؟ قال: فكانت رخصة من رسول الله صلى الله عليه
وسلم، قال: وكان اسمه محمد، وكنيته أبو القاسم.
ومنهم العلامة اللغوي أبو طاهر مجد الدين محمد بن يعقوب بن محمد بن إبراهيم

564
ابن عمر الشيرازي الفيروزآبادي الكازروني المولود بها سنة 729 والمتوفى بزبيد 817
في " سفر السعادة " (ص 86 ط مكتبة التراث الاسلامي - القاهرة) قال:
القول الثالث: إن الجمع بين الاسم والكنية جائز، وهذا مذهب مالك واستدلاله
بحديث أمير المؤمنين علي حيث قال: يا رسول الله أن ولد لي من بعدك ولد أسميه
باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: نعم. قال علي: وكانت رخصة لي، صححه الترمذي.
ومنهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن الحكيم الترمذي المؤذن
المعروف بالحكيم المتوفى سنة 255 في كتابه " المنهيات " (ص 86 ط دار الكتب
العلمية في بيروت سنة 1406) قال:
حدثنا أبو نعيم النخعي، نا فطر بن خليفة، عن منذر النووي، عن محمد بن
الحنفية، عن علي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله إن ولد لي بعدك - فذكر مثل
ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في " التصنيف الفقهي
لأحاديث كتاب الكنى والأسماء " للدولابي (ج 2 ص 509 ط دار الكتاب المصري
بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني - بيروت) قال:
حدثنا أبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم قال: ثنا علي بن قادم قال: ثنا فطر بن
خليفة، عن منذر الثوري، عن محمد بن الحنفية، عن أبيه علي بن أبي طالب قال:
قلت: يا رسول الله إن ولد لي ولد بعدك أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: نعم،
قال: فكانت رخصة من رسول الله لعلي بن أبي طالب.
حدثنا عمرو بن علي أبو حفص قال: ثنا يحيى بن سعيد قال: ثنا فطر بن خليفة
قال: حدثني منذر الثوري، عن محمد بن الحنفية قال: قال علي: قلت: يا رسول
الله إن ولد لي بعدك ولد أسميه باسمك وأكنيه بكنيتك؟ قال: نعم، فسماني محمدا
وكناني بأبي القاسم، وكانت رخصة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي.

565
مستدرك
علي عليه السلام يقاتل على تأويل القرآن
كما قاتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم على تنزيله
قد مر ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 332 و ج 5 ص 53 و ج 6 ص 24
ومواضع أخرى من الكتاب خصوصا في أحاديث " خاصف النعل "، ونستدرك
هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 3 ص 642 ط بيروت
سنة 1407) قال:
وقال إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد، سمع رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله.
فقال أبو بكر: أنا هو؟ قال: لا. قال عمر: أنا هو؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل
وكان أعطى عليا نعله يخصفها.

566
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 25 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول - فذكر الحديث الشريف مثل ما تقدم عن الذهبي، وقال في آخره: خرجه
أبو حاتم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام " (ص
70 ط دار الجيل في بيروت) قال:
عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوسا ننظر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى بها إلى علي رضي الله عنه فقال - فذكر مثل ما
تقدم.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه
" تاريخ الأحمدي " (ص 192 ط بيروت سنة 1408) قال:
وأخرج أحمد في المسند والحاكم في المستدرك وعن أبي سعيد الخدري أن
رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي: إنك تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على
تنزيله.

567
مستدرك
قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
" إنك مغفور لك "
قد تقدم ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 775 و ج 17 ص 308 ومواضع
أخرى من هذا الكتاب المستطاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 37 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات إذا
قلتهن غفر الله لك مع أنك مغفور لك " لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله رب
العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات السبع ورب العرش العظيم، والحمد لله
رب العالمين ".
أخرجه الإمام أحمد والنسائي وأبو حاتم، وزاد فيه بعد " الحمد لله رب

568
العالمين ": اللهم اغفر لي وارحمني واعف عني إنك غفور رحيم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام " (ص
27 ط دار الجيل في بيروت) قال:
عن علي رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أعلمك كلمات إذا
قلتهن غفر لك مع أنه مغفور لك؟ تقول: لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله
العلي العظيم، الحمد لله رب العالمين.
مع أنه مغفور لك؟! مقام يا له من مقام.
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 354 ط عالم الكتب - بيروت)
أشاروا إلى الحديث الشريف.
وأوردوا أيضا في القسم الأول ص 815 مثل ذلك.
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 399
ط بيروت)
أشار إلى الحديث الشريف.

569
مستدرك
يأتي علي عليه السلام يوم القيامة راكبا
وبيده لواء الحمد وينادي
لا إله إلا الله ومحمد رسول الله
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 203 وص 499 و ج 15 ص
164 وص 226 وص 266 و 287 و 498 و ج 16 ص 514 و ج 20 ص 325 ومواضع
أخرى من هذا السفر الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 163 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
قال علي رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا علي ليس في القيامة
راكب غيرنا ونحن أربعة، فقال رجل: من هم يا رسول الله؟ فقال: أنا على دابة الله
البراق، وأخي صالح على الناقة التي عقرت، وعمي حمزة على ناقتي العضباء، وأخي

570
علي على ناقة من نوق الجنة، وبيده لواء الحمد ينادي: لا إله إلا الله محمد رسول
الله، فيقول الآدميون: ما هذا إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو حامل عرش،
فيجيبهم ملك من تحت العرش: يا معشر الآدميين ليس هذا ملكا مقربا، ولا نبيا مرسلا
ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب.

571
مستدرك
كنت أنت وولدك يوم القيامة على خيل بلق
ويأمر الله بكم إلى الجنة والناس ينظرون
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 165 و ج 9 ص 228 و 508
و ج 15 ص 15 وص 518 و ج 16 ص 519 و ج 23 ص 469 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة السيد شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري في " تفسير آية
المودة " (ص 51 نسخة إحدى مكاتب بلدة قم الشخصية) قال:
وعن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا كان يوم القيامة
كنت أنت وولدك على خيل بلق متوجة بالدر والياقوت، فيأمر الله تعالى بكم إلى
الجنة والناس ينظرون.

572
مستدرك
أنت أخي في الدنيا والآخرة
قد مر ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 54 و 90 و ج 6 ص 463 ومواضع
أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 312 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عمر قال: حين آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه جاء علي
تدمع عيناه فقال: ما لي لم تؤاخ بيني وبين أحد من إخواني؟ فقال: أنت أخي في
الدنيا والآخرة.
وعن أنس بن مالك قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المسلمين، فقال
لعلي: أنت أخي وأنا أخوك. وآخى بين أبي بكر وعمر، وآخى بين المسلمين
جميعا.
ومنهم الفاضل الشريف علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله الحسيني القاهري
في " أحسن القصص " (ج 3 ص 180 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:

573
وقد قال له النبي صلى الله عليه وسلم عندما آخى بين المهاجرين والأنصار: (أنت
أخي في الدنيا والآخرة).
ومنهم الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن موسى بن مهران الإصبهاني
المتوفى سنة 430 في " تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة " (ص 77 ط دار الإمام مسلم
في بيروت) قال:
فقال له: " أنت أخي في الدنيا والآخرة ".
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 51
ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال:
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: علي أخي في الدنيا والآخرة.
أخرجه الطبراني رحمه الله.
ومنهم أحمد حسن الباقوري المصري في " علي إمام الأئمة " (ص 105 ط دار
مصر للطباعة) قال:
وقد أورد ابن كثير أيضا حديثا عن ابن عمر قال: آخى رسول الله صلى الله عليه
وسلم بين أصحابه - فذكر الحديث كما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه " العلم والعلماء " (ص 168
ط دار الكتب العلمية بيروت) قال:
الترمذي في جامعه عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: أخي رسول الله صلى الله
عليه وسلم بين أصحابه - فذكر الحديث مثل ما تقدم.

574
ومنهم الدكتور عامر النجار في " الطرق الصوفية في مصر " (ص 32 ط دار المعارف
بالقاهرة) قال:
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: علي أخي في الدنيا والآخرة، [رواه
الطبراني في الكبير].
ومنهم الشيخ عبد المنعم محمد عمر في " خديجة أم المؤمنين " (ص 78 ط دار
الريان للتراث في جيزة) قال:
وكان من حدب النبي الكريم على علي وبره به أن آخاه مرتين: مرة عندما آخى
بين المهاجرين، ومرة أخرى عندما آخى بين المهاجرين والأنصار، وقال له في كل
مرة منهما: أنت أخي في الدنيا والآخرة.
ومنهم العلامة أبو عبد الله الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي
المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه " الأحاديث المشكلة في
الرتبة " (ص 170 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403) قال:
خبر: علي أخي في الدنيا والآخرة.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور أحمد شلبي أستاذ التاريخ الاسلامي بكلية دار
العلوم جامعة القاهرة في " موسوعة التاريخ الاسلامي والحضارة الاسلامية " (ص 349
ط مكتبة النهضة المصرية)
فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في " خلافة علي بن
أبي طالب " عليه السلام (ص 26 ط مكتبة غريب بالقاهرة) قال:

575
وقد ورد عن الرسول الكريم قوله لعلي بن أبي طالب - فذكر مثل ما تقدم إلا أن
فيه: أنت أخي..
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 815 ط عالم الكتب - بيروت)
فذكروا مثل ما تقدم إلا أن فيه: يا علي أنت..
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه " سيدات نساء أهل الجنة "
(ص 71 ط مكتبة التراث الاسلامي - القاهرة) قال:
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن بعض المسلمين كان أقوى من بعض
بالمال والعشيرة، فآخى بينهم على الحق والمساواة فآخى بين أبي بكر وعمر بن
الخطاب وآخى بين حمزة وزيد بن حارثة وبين عثمان وعبد الرحمن بن عوف وبين
الزبير بن العوام وعبد الله بن مسعود وبين عبيدة بن الحارث وبلال بن رباح وبين
مصعب بن عمير وسعد بن أبي وقاص وبين أبي عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبي
حذيفة وبين سعيد بن زيد وطلحة بن عبيد الله وبين علي بن أبي طالب ونفسه صلى الله
عليه وسلم وقال: أما ترضى أن أكون أخاك؟ فقال علي في ابتهاج: بلى يا رسول الله
رضيت، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: فأنت أخي في الدنيا والآخرة.
ومنهم الفاضل محمد رضا في " الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه " (ص 21
ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
أنت أخي في الدنيا والآخرة.
ومنهم العلامة أبو الحجاج يوسف بن محمد البلوي المشتهر بابن الشيخ في كتاب
" ألف با " (ج 1 ص 507 ط 2 عالم الكتب - بيروت) قال:

576
في الحديث: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه حين قدموا المدينة
فجعل مع أنصاري مهاجريا، فائتلفوا أحسن ائتلاف ولم يكن بينهم اختلاف رضي
الله عنهم ونفعهم وحشرنا معهم، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد علي بن
أبي طالب رضي الله عنه فقال: هذا أخي.
ومنهم الفاضلة المعاصرة الدكتورة عائشة عبد الرحمن الشهيرة ببنت الشاطئ في
" تراجم سيدات بيت النبوة " (ص 589 ط دار الكتاب العربي - بيروت) قالت:
تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم يأخذ بيد علي بن أبي طالب ويقول: هذا أخي.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في " خديجة أم المؤمنين - نظرات
في إشراق فجر الاسلام " (ص 467 ط 2 دار الريان للتراث) قال:
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار،
فقال: تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: هذا
أخي، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول
رب العالمين الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه
أخوين.
ومنهم الدكتورة فتحية النبراوي والدكتور محمد نصر مهنا في " تطور الفكر
السياسي في الاسلام " (ج 2 ص 76 ط دار المعارف - كورنيش النيل، القاهرة) قالا:
قال ابن إسحاق: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه - فذكرا مثل ما
تقدم عن كتاب " خديجة أم المؤمنين " باختلاف يسير.
ومنهم الفاضل المعاصر المؤرخ صلاح الدين خدابخش الهندي في كتابه " حضارة
الاسلام " ترجمة الدكتور علي حسني الخربوطلي (ص 13 ط دار الثقافة في بيروت)

577
قال:
أخذ رسول الله بيد علي بن أبي طالب وقال: هذا أخي.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عامر النجار في " الطرق الصوفية في مصر " (ص 32
ط 4 دار المعارف - القاهرة عام 1411) قال:
فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الإمام علي رضي الله عنه، ثم إن عليا
رضي الله عنه زوج ابنته البتول السيدة فاطمة الزهراء ووالد ريحانتي رسول الله صلى
الله عليه وسلم الحسن والحسين.
ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في " العشرة المبشرون بالجنة
في طبقات ابن سعد " (ص 192 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالوا:
أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه قال:
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين المهاجرين بعضهم فبعض، وآخى
بين المهاجرين والأنصار، فلم تكن مؤاخاة إلا قبل بدر، آخى بينهم على الحق
والمؤاساة، فآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين علي بي أبي طالب.

578
مستدرك
قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
رأيت على باب الجنة مكتوبا:
" لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول الله "
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 20 ص 233 ومواضع أخرى من
هذا الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عمن لم ننقل عنه:
فمنهم العلامة أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد سنة 305
والمتوفى 402 في " معجم الشيوخ " (ص 144 ط مؤسسة الرسالة ودار الإيمان - بيروت
وطرابلس) قال:
عن جابر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: رأيت على باب
الجنة مكتوبا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي أخو رسول الله صلى الله عليه.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 314 ط دار الفكر) قال:

579
وعن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مكتوب على باب الجنة: لا
إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول الله، قبل أن تخلق السماوات والأرض
بألفي عام.
ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي في " العلل المتناهية "
(ج 1 ص 220 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
حديث آخر: أنا عبد الرحمن بن محمد، قال: أنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: نا
أبو نعيم الحافظ، قال: نا أبو علي بن الصواف ومحمد بن علي بن سهل والحسن بن
علي بن خطاب البغداديون وسليمان بن [أحمد] الطبراني، قالوا: نا محمد بن عثمان
ابن أبي شيبة، قال: نا زكريا بن يحيى، عن يحيى بن سالم، قال: نا أشعث ابن عم
حسن بن صالح، قال: نا مسعر، عن عطية، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: مكتوب على باب الجنة: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي أخو رسول
الله، قبل أن تخلق السماوات والأرض بألفي عام.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 162 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: مكتوب على باب الجنة: لا إله إلا الله محمد
رسول الله علي أخو رسول الله قبل أن تخلق السماوات بألف عام.

580
حديث
خير إخوتي علي وخير أعمامي حمزة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في
" موسوعة أمهات المؤمنين " (ص 481 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالا:
عن عائشة: قال صلى الله عليه وسلم: خير إخوتي علي، وخير أعمامي حمزة
(الديلمي في كنز 11 / 600).

581
حديث
أما ترضى يا علي أن أكون أخاك
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 63
ط بيروت) قال:
أما ترضى يا علي أن أكون أخاك ابن عمر 1 / 14

582
مستدرك
علي شرى نفسه ابتغاء وجه الله
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العلامة في ج 3 ص 23 و ج 6 ص 479 و ج 14
ص 116 ومواضع أخرى من هذا الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق:
وفيه أحاديث:
منها
حديث ابن عباس
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597
في " المنتظم في تاريخ الملوك والأمم " (ج 3 ص 45 ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال:

583
وأول هذه السنة المحرم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم مقيما في المحرم
بمكة لم يخرج منها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أصحابه بالخروج
إلى المدينة، فخرجوا إرسالا في المحرم، وقد كان جماعة خرجوا في ذي الحجة
وصدروا المشركين يحتسبون بالاهتمام بأمره والتحليل له، فاجتمعوا في دار الندوة،
وهي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمرا إلا فيها، يتشاورون ما
يصنعون في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خافوه.
قال ابن إسحاق: فحدثني ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: لما
اجتمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة يتشاورون فيها في أمر رسول الله صلى
الله عليه وسلم، غدوا في اليوم الذي اتعدوا له، فاعترضهم إبليس في صورة شيخ
جليل، فوقف على باب الدار، فلما رأوه قالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد
سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون، وعسى أن لا يعدمكم منه رأي
ونصح. قالوا: ادخل، فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش كلهم من كل
قبيلة، من بني عبد شمس: عتبة، وشيبة [ابنا ربيعة]، ومن بني أمية: أبو سفيان بن
حرب، ومن بني نوفل بن عبد مناف: [طعيمة بن عدي، وجبير بن مطعم، والحارث
بن عامر بن نوفل]، ومن بني عبد الدار وقصي: النضر بن الحارث بن كلدة. ومن بني
أسد بن عبد العزى: أبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود، وحكيم بن حزام.
ومن بني مخزوم: أبو جهل بن هشام [ومن بني سهم] نبيه ومنبه ابنا الحجاج. ومن
بني جمح: أمية بن خلف. ومن كان معهم، ومن غيرهم ممن لا يعد من قريش، فقال
بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد كان، وإنا والله لا نأمنه على
الوثوب علينا فيمن قد اتبعه [من غيرنا] فاجمعوا فيه رأيا، فقال قائل منهم: احبسوه
في الحديد، واغلقوا عليه بابا، ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين قبله:
كزهير، والنابغة، من الموت.
فقال الشيخ النجدي: لا والله، ما هذا لكم برأي، والله لو حبستموه لخرج أمره

584
من رواء الباب إلى أصحابه، فوثبوا [عليكم] فانتزعوه من بين أيديكم.
فقال قائل: نخرجه من بين أظهرنا، فننفيه من بلدنا، فقال الشيخ النجدي: والله ما
هذا لكم برأي، ألم تروا حسن حديثه، وحلاوة منطقه، وغلبته على قلوب الرجال
بما يأتي به؟ والله لو فعلتم ذلك ما أمنت أن يحل بحي من أحياء العرب فيغلب عليهم
بذلك من قوله وحديثه حتى يتابعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم في
بلادكم، فقال أبو جهل: والله إن لي فيه لرأيا ما أراكم وقعتم عليه، قالوا: وما هو يا
أبا الحكم؟ قال: أرى أن تأخذوا من كل قبيلة فتى شابا جلدا نسيبا وسيطا فيكم، ثم
يعطى كل فتى منهم سيفا صارما، ثم يعمدون إليه فيضربونه ضربة رجل واحد،
فيقتلونه، فنستريح، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلها، فلم يقدر بنو عبد
مناف على حرب قومهم جميعا، ورضوا منا بالعقل فعقلناه لهم، فقال الشيخ
النجدي: القول ما قال هذا الرجل، هذا الرأي لا أرى لكم غيره، فتفرق القوم على
ذلك وهم مجتمعون له، فأتى جبريل عليه السلام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لا
تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. فلما كانت العتمة، اجتمعوا على بابه
ثم ترصدوه متى ينام فيثبون عليه: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم،
قال لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: نم على فراشي وتسج ببردي الحضرمي الأخضر
فنم فيه، فإنه لا يخلص إليك شئ تكرهه منهم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ينام في برده ذلك إذا نام.
أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أبو بكر بن جعفر قال:
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال:
أخبرنا معمر قال: أخبرني عثمان الجزري: أن مقسما مولى ابن عباس أخبره، عن ابن
عباس: في قوله تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبوك أو يقتلوك).
قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق يريدون
رسول الله صلى الله عليه وسلم [وقال بعضهم: بل اقتلوه] وقال بعضهم: بل

585
أخرجوه، فاطلع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك، فبات علي رضي الله
عنه على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم
حتى لحق بالغار، فبات المشركون يحرسون عليا، يحسبونه النبي عليه السلام، فلما
أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا
أدري. فاقتصوا أثره.
وقال محمد بن كعب القرظي: اجتمعوا على بابه، فقالوا: إن محمدا يزعم أنكم إن
تابعتموه كنتم ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم بعد موتكم، فجعل لكم جنان كجنان
الأرض، فإن لم تفعلوا ذلك كان لكم [فيه] ذبح، ثم بعثتم بعد موتكم، فجعلت لكم
نار تحرقون فيها.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ حفنة من تراب، ثم قال: نعم أنا أقول
ذلك، فنثر التراب على رؤوسهم، ولم يروا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ:
(يس) إلى قوله: (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا
يبصرون). ثم انصرف إلى حيث أراد، فأتاهم آت ممن لم يكن معهم، فقال: ما
تنتظرون ها هنا؟ قالوا: محمدا. قال: قد والله خرج عليكم محمد ما ترك منكم رجلا
إلا وقد وضع على رأسه ترابا، وانطلق لحاجته. فوضع كل رجل منهم يده على رأسه،
فإذا عليه تراب، ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا رضي الله عنه على الفراش متسجيا
ببردة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيقولون: إن هذا لمحمد نائم عليه برده. فلم
يبرحوا كذلك حتى أصبحوا، فقام علي عن الفراش، فقالوا: والله لقد صدقنا الذي
كان حدثنا.
وروى الواقدي عن أشياخه: أن الذين كانوا ينتظرون رسول الله صلى الله عليه
وسلم تلك الليلة من المشركين: أبو جهل، والحكم بن أبي العاص، وعقبة بن أبي
معيط، والنضر بن الحارث، وأمية بن خلف، وابن العيطلة، وزمعة بن الأسود،
وطعيمة بن عدي، وأبو لهب، وأبي بن خلف، ونبيه ومنبه ابنا الحجاج.

586
فلما أصبحوا قام علي رضي الله عنه عن الفراش، فسألوه عن رسول الله صلى الله
عليه وسلم فقال: لا علم لي به. وحكى جرير: أنهم ضربوا عليا وحبسوه ساعة، ثم
تركوه.
ومنهم الحافظ محمد بن مسلم بن عبيد الله المشتهر بابن شهاب الزهري المتوفى
سنة 124 في " المغازي النبوية " (ص 99 ط دار الفكر - بيروت) قال:
قال معمر: وأخبرني عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره في قوله:
(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك) قال: تشاورت قريش بمكة، فقال بعضهم:
إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، وقال بعضهم: بل
اقتلوه، وقال بعضهم: أن أخرجوه، فاطلع الله نبيه على ذلك، فبات [علي] على
فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى
لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا، يحسبون أنه النبي صلى الله عليه وسلم،
فما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟
قال: لا أدري.
ومنهم العلامة يوسف بن إسماعيل النبهاني المتولد سنة 1265 والمتوفى 1350 في
" جامع كرامات الأولياء " (ج 1 ص 103 ط مصطفى البابي وشركاه بمصر)
فذكر عين ما تقدم عن " المغازي ".
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول "
صلى الله عليه وسلم (ص 162 ط القاهرة سنة 1399) قال:
عن ابن عباس وعن عائشة وعن علي بن أبي طالب (دخل حديث بعضهم في
حديث بعض)، قالوا: لما رأى المشركون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد

587
حملوا الذراري والأطفال إلى الأوس والخزرج عرفوا أنها دار منعة، وقوم أهل حلقة
وبأس، فخافوا خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمعوا في دار الندوة، ولم
يتخلف أحد - فذكر القصة إلى آخرها.
ومنهم الفاضل المعاصر خالد عبد الرحمن العك المدرس في إدارة الافتاء العام
بدمشق في " مختصر حياة الصحابة " للعلامة محمد يوسف الكاندهلوي (ص 92 ط دار
الإيمان - دمشق وبيروت) قال:
أخرج ابن سعد عن علي رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى المدينة في الهجرة أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده
للناس، ولذا كان يسمى الأمين. فأقمت ثلاثا، فكنت أظهر ما تغيبت يوما واحدا. ثم
خرجت فجعلت أتبع طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قدمت بني عمرو بن
عوف ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهدم وهنالك
منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم. كذا في كنزل العمال 8 / 335.
ومنهم الفاضل محمد منير عبده الدمشقي مدير إدارة الطباعة المنيرية في
" تعليقات إيضاح الدلالة في عموم الرسالة " لابن تيمية المطبوع في مجموعة الرسائل
المنيرية " (ج 2 ص 129 ط مطبعة الشرق - القاهرة)
فذكر القصة بتفاوت في اللفظ.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 29 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
قال ابن عباس - وهو ما ذكره ابن إسحاق قال: - لما رأت قريش.. فذكر القصة

588
بتفاوت في اللفظ.
ومنهم الشيخ الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في " المعجم الكبير "
(ج 12 ص 98 ط مطبعة الأمة - بغداد) قال:
حدثنا إبراهيم بن هاشم البغوي، حدثنا كثير بن يحيى، حدثنا أبو عوانة، عن
أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، قال: كنا عند ابن عباس فجاءه سبعة نفر وهو يومئذ
صحيح قبل أن يعمى، فقالوا: يا ابن عباس قم معنا (أو قال: اخلوا يا هؤلاء)، قال:
بل أقوم معكم، فقام معهم فما ندري ما قالوا، فرجع ينفض ثوبه ويقول: أف أف
وقعوا في رجل قيل فيه ما أقول لكم الآن، وقعوا في علي بن أبي طالب وقد قال نبي
الله صلى الله عليه وسلم - إلى أن قال:
قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام مكانه، قال:
وكان المشركون يرمون رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء أبو بكر فقال: إلي يا
رسول الله وأبو بكر يحسبه نبي الله، فقال علي: إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قد
انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، وجعل علي يرمى
بالحجارة كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمى وهو يتضور قد لف رأسه في
الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه حين أصبح فقالوا: إنك للئيم كان
صاحبك نرميه بالحجارة فلا يتضور وأنت تضور وقد استنكرنا ذلك - فذكر الحديث
إلى آخره.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في " المرتضى سيرة سيدنا
أبي الحسن علي بن أبي طالب " (ص 33 ط دار القلم - دمشق)
فذكر القصة.
ومنهم الفاضل المعاصر سميح عاطف الزين في " خاتم النبيين محمد " صلى الله

589
عليه وسلم (ج 1 ص 685 ط 2 دار الكتاب اللبناني - بيروت)
فذكر القصة.
ومنهم الشيخ أحمد حسن أحمد عبد القادر بدوي الباقوري الأسيوطي المصري
في " السيرة المحمدية في ظلال القرآن الكريم " (ص 48 ط مؤسسة أمون الحديثة)
فذكر القصة.
ومنهم السيد رفاعة رافع الطهطاوي في " نهاية الايجاز في سيرة ساكن الحجاز صلى
الله عليه وسلم " (ج 2 ص 11 ط مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز)
فذكر القصة.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 329 ط دار الفكر) قال:
وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة، وشرى علي بنفسه، ولبس ثوب النبي
صلى الله عليه وسلم، ونام مكانه، فجعل المشركون يرمونه كما يرمون رسول الله
صلى الله عليه وسلم، وهم يحسبون أنه نبي الله، قال: فجاء أبو بكر فقال: يا نبي الله؟
فقال علي: إن نبي الله قد ذهب نحو بئر ميمون، فأدركه، فدخل معه الغار.
قال: وكان المشركون يرمون عليا وهو يتضور حتى أصبح فكشف عن رأسه،
قال: فقالوا له: إنك للئيم، كنا نرمي صاحبك فلا يتضور وأنت تضور، قد استنكرنا
ذلك.
ومنهم الحافظ الشيخ محمد بن حبان بن أبي حاتم التميمي البستي المتوفى سنة
354 في كتابه " الثقات " (ج 1 ص 115 ط دائرة المعارف العثمانية في حيدر آباد) قال:

590
وأتاه جبريل وأمره أن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه وأخبره بمكر
القوم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا فتغشى بردا له حمر حضرميا، فبات في
مضجعه، واجتمعت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند باب بيته يرصدونه.
فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده حفنة من تراب فرماها في وجوههم،
فأخذ الله بأعينهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فباتوا رصدا على بابه وانطلق
رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجته، فخرج عليهم من الدار خارج فقال: ما لكم؟
قالوا: ننتظر محمدا. قال: قد خرج عليكم، فانصرفوا يائسين.
ومنهم العلامة الشيخ تقي الدين أبي إسحاق إبراهيم بن أبي عبد الله محمد بن
مفلح المقدسي الحنبلي في " مصائب الانسان من مكائد الشيطان " (ص 103 ط دار
الكتب العلمية - بيروت)
فذكر القصة.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ علي بن جابر الحربي في " منهج الدعوة النبوية "
(ص 390 ط الزهراء للإعلام العربي في مدينة نصر - القاهرة سنة 1406)
فذكر قصة المبيت.
وبات فيه علي بن أبي طالب، وفي صبيحة تلك الليلة خرج الرسول صلى الله عليه
وسلم إلى الغار هو وصاحبه في طريقه إلى الهجرة.
ومنهم القاضي أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي المتوفى سنة 520 في
كتابه " المقدمات الممهدات " (ج 3 ص 368 ط دار الغرب الاسلامي في بيروت سنة
1408)
فأشار إلى قصة المبيت.

591
ومنهم العلامة الشيخ محمد هارون كبير مفتشي المحاكم الشرعية سابقا في كتابه
" ملخص السيرة النبوية " (ص 32 ط المكتبة الثقافية في بيروت)
فأشار إلى قصة المبيت.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 168 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
ورأيت في زهرة الرياض للنسفي: أن الله تعالى أوحى إلى جبريل وميكائيل
عليهما السلام، إني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما
يؤثر صاحبه، فاختار كل منهما الحياة، فأوحى الله إليهما: أفلا كنتما كعلي آخيت
بينه وبين محمد صلى الله عليه وسلم، فبات على فراشه يؤثره بنفسه، إهبطا إلى الأرض
واحفظاه من عدوه، فكان جبريل عند رأسه وميكائيل عند رجليه، فقال جبريل: من
مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة.
ومنهم الفاضل المعاصر السيد علي فكري ابن الدكتور محمد عبد الله يتصل نسبه
بالحسين عليه السلام القاهري المصري المولود سنة 1296 والمتوفى 1372 بالقاهرة
في كتابه " السمير المهذب " (ج 1 ص 160 ط دار الكتب العلمية في بيروت سنة 1399)
فذكر قصة المبيت.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد علي قطب في كتابه " صلوا على النبي " (صلى الله
عليه وآله وسلم) أول كتاب في السيرة للأطفال (ص 72)
فذكر قصة المبيت.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد كريم راجح الدمشقي في " مختصر تفسير

592
ابن كثير " (ج 1 ص 441 ط دار المعرفة - بيروت)
فذكر قصة المبيت.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور محمد صالح البنداق في كتابه " في صحبة النبي
صلى الله عليه وسلم " (ص 213 ط دار الآفاق الجديدة، بيروت سنة 1398)
فذكر القصة.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 6 ص 123 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت)
فأشار إلى القصة.
وأشار إليها أيضا في كتابه " فهارس المستدرك " للحاكم ص 691 ط بيروت.
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 174 ط عالم الكتب - بيروت)
فأشاروا إلى القصة.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 1 ص 316 ط بيروت
سنة 1407)
فذكر قصة المبيت وهجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى آخرها.
ومنهم العلامة نجم الدين محمد بن محمد بن محمد بن محمد بن فهد المشتهر بعمر

593
بن فهد الهاشمي العلوي المحمدي المكي في " إتحاف الورى بأخبار أم القرى " (ج 1
ص 363 ط دار الجيل - القاهرة) قال:
فلما كان العتمة اجتمع على باب النبي صلى الله عليه وسلم أبو جهل، والحكم بن
أبي العاص، وعقبة بن أبي معيط، والنضر بن الحارث، وأمية بن خلف، وابن
الغيطلة، وزمعة بن الأسود، وطعمة بن عدي، وأبو لهب، وعتبة بن خلف، ونبيه
ومنبه ابنا الحجاج، فترصدوا النبي صلى الله عليه وسلم حتى ينام، فيثبون عليه، فلما
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم دعا علي بن أبي طالب وأمره أن يبيت
على فراشه، ويتسجى ببرد له أخضر - وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في
برده ذلك إذا نام - وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: إن قريشا لم يفقدوني ما
رأوك، ولا يخلص إليك شئ تكرهه منهم. وفيه نزلت (ومن الناس من يشري نفسه
ابتغاء مرضاة الله) فكان أول من شرى نفسه، وفي ذلك يقول:
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول الإله من المكر
فذكر إلى آخر القصة.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد رضا في " الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه
رابع الخلفاء الراشدين " (ص 10 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر قصة ليلة المبيت وبيتوتة أمير المؤمنين علي عليه السلام على فراش النبي
صلوات الله عليه وآله.
ومنهم الفاضل المعاصر إبراهيم الأبياري في " تاريخ القرآن " (ص 39 ط 2 دار
الكتب الاسلامية، دار الكتاب المصري، دار الكتاب اللبناني)
فذكر قصة المبيت.

594
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول "
صلى الله عليه وسلم (ص 56 ط القاهرة سنة 1399)
فذكر قصة المبيت.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عفيف عبد الفتاح طبارة في " مع الأنبياء في القرآن
الكريم " (ص 366 ط دار العلم للملايين - بيروت)
فذكر قصة المبيت.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور صابر طعيمة في " دراسات في الفرق " (ص 50
ط مكتبة المعارف في الرياض) قال:
فذكر القصة.
ومنهم الفاضل المعاصر حسن كامل الملطاوي في كتابه " رسول الله في القرآن "
(ص 193 ط دار المعارف القاهرة) قال:
يقول ابن إسحاق: فأتى جبريل عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه، ثم يقول بن إسحاق: فلما كانت
عتمة من الليل، اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبوا عليه، فلما رأى رسول الله
صلى الله عليه وسلم مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي وتسج ببردي
هذا الحضرمي الأخضر، فنم فيه. فإنه لن يخلص إليك شئ تكرهه منهم وكان رسول
الله صلى الله عليه وسلم ينام في برده ذلك إذا نام.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 103 ط دار الجيل في بيروت)

595
فذكر القصة.
وذكرها أيضا في كتابه " حياة فاطمة عليها السلام " ص 110 ط دار الجيل في
بيروت.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد حسين هيكل في " حياة محمد صلى الله عليه وسلم "
(ص 178 ط 18 دار المعارف - القاهرة عام 1410)
فذكر القصة.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو بكر جابر الجزائري في كتابه " العلم والعلماء " (ص 169
ط دار الكتب العلمية بيروت)
فذكر القصة.
وذكرها أيضا في كتابه " منهاج المسلم " ص 153 ط دار الكتب السلفية بالقاهرة.
ومنهم الشيخ عبد النعم محمد عمر في " خديجة أم المؤمنين " (ص 466 ط دار
الريان)
فذكر القصة.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ محمد بن سالم بن حسين الكداوي البيحاني اليمني
العدني المصري في كتابه " الفتوحات الربانية بالخطب والمواعظ القرآنية " (ص 238
ط المكتبة العلمية بالمدينة المنورة)
فذكر القصة.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ صفي الرحمن المباركفوري الهندي في كتابه
" الرحيق المختوم " (ص 149 ط دار الكتب العلمية في بيروت) قال:

596
أما قريش فقد جن جنونها حينما تأكد لديها إفلات رسول الله صلى الله عليه وسلم
صباح ليلة تنفيذ المؤامرة، فأول ما فعلوا بهذا الصدد أنهم ضربوا عليا، وسحبوه إلى
الكعبة، وحبسوه ساعة، علهم يظفرون بخبرهما.
ومنهم الفاضل المعاصر المستشار عبد الحليم الجندي في " الإمام الصادق " عليه
السلام (ص 19 ط المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية بالقاهرة) قال:
فأمر عليا أن ينام على فراشه، ودعا ربه أن يعمى على قريش أثره، وخرج وقد
غشى أبناءها النوم، فلما أصبحوا خرج علي عليهم وقال: ليس في الدار ديار. فعلموا
أن رسول الله نجا.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو محمد أحمد عبد الغني محمد النجولي الجمل في
" هجرة الرسول وصحابته في القرآن والسنة " (ص 189 ط دار الوفاء - المنصورة) قال:
مهمة علي:
واختار محمد صلى الله عليه وسلم سيدنا عليا رضي الله عنه لكي ينام على فراشه ثم
أخبره بما كان من عزمه على الهجرة، وأمره أن يتخلف بعده بمكة حتى يؤدي عن
رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، وكان الرسول عليه
الصلاة والسلام ليس بمكة أحد عنده شئ يخشى عليه إلا وضعه عنده، لما يعلم من
صدقه وأمانته صلى الله عليه وسلم.
واستجاب علي رضي الله عنه لأمر رسول الله، وفي ذلك تفان من علي كرم الله
وجهه، في حبه للرسول الله صلى الله عليه وسلم وإيثاره حياة الرسول على حياة نفسه.
وقال في ص 194:

597
خروج الرسول للهجرة ووصوله إلى الغار:
نام علي رضي الله عنه، وكرم الله وجهه، وعلى فراش النبي صلى الله عليه وسلم ليلة
الهجرة، واجتمع أولئك النفر من قريش على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يرصدونه حتى ينام، فيثبون عليه.
وكانوا على ثقة ويقين جازم من نجاح هذه المؤامرة الدنيئة، حتى وقف أبو جهل
وقفه الزهو والخيلاء، وقال مخاطبا لأصحابه - المطوقين لبيت رسول الله صلى الله
عليه وسلم - في سخرية واستهزاء: إن محمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم
ملوك العرب والعجم، ثم بعثتم من بعد موتكم، فجعلت لكم جنان كجنان الأردن،
وإن لم تفعلوا كان له فيكم ذبح، ثم بعثتم من بعد موتكم، ثم جعلت لكم نار تحرقون
فيها.
وقال أيضا في ص 196:
البحث عن رسول الله وصحبه في كل مكان:
تركنا القوم بباب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خروجه من بينهم دون أن
يشعروا به حتى لحق بالغار وكان علي رضي الله عنه نائما على فراش النبي تلك الليلة
وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أصبحوا
ثاروا عليه فلما رأوا عليا رد الله مكرهم فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري،
وتموج مكة بالخبر، لقد نجا محمد من الموت، وخرج إلى يثرب.
عند ذلك قامت قيامة قريش، وانطلقوا في أثر المهاجرين يرصدون الطرق،
ويفتشون كل مهرب، وراحوا ينقبون في جبال مكة وكهوفها، حتى وصلوا في دأبهم
قريبا من غار ثور بل وصلوا إلى الغار عند ذلك، قال أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه
وسلم بعد أن رآهم أمام الغار: يا نبي الله، لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال:
اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما، وفي رواية أخرى أن أبا بكر رضي الله عنه قال:

598
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت آثار المشركين، فقلت: يا رسول
الله لو أن أحدهم رفع قدمه لأبصرنا تحت قدمه. فقال: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله
ثالثهما.
ويظهر أن المطاردين داخلهم الياس من العثور عليهما في هذا الفخ، فتراكضوا
عائدين.
روى الإمام أحمد: أن المشركين اقتفوا الأثر، فلما بلغوا الجبل خلط عليهم
فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هاهنا
لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال، فعندما رأت قريش هذه
الآية استبعدت وجود محمد وصحبه داخل الغار، وبهذا وغيره حفظ الله سبحانه
وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار، وصرف بذلك المشركين عن
النبي وصحبه.
وقال أيضا في ص 212:
ثامنا: إن الجندي الصادق المخلص لدعوة الاصلاح، يفدي قائده بحياته، ففي
سلامة قائده سلامة للدعوة، وفي هلاكه خذلانها ووهنها، فما فعله علي رضي الله عنه
ليلة الهجرة من بياته على فراش الرسول صلى الله عليه وسلم تضحية بحياته في سبيل
الابقاء على حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كان من المحتمل أن تهوى سيوف
فتيان قريش على رأس علي رضي الله عنه انتقاما منه، لأنه سهل لرسول الله صلى الله
عليه وسلم النجاة، ولكن عليا رضي الله عنه لم يبال بذلك، فحسبه أن يسلم رسول الله
صلى الله عليه وسلم نبي الأمة وقائد الدعوة.
وقال أيضا في ص 228:
ومن النماذج البارزة الروعة أيضا سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي

599
ضحى بنفسه ونام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة، لكي يمكنه
عليه الصلاة والسلام من الخروج من مكة إلى المدينة سالما دون أن يلحقه أي أذى
من المشركين، والذي كان من أوائل المبارزين في قتال المشركين يوم بدر.
ومنهم العميد عبد الرزاق محمد أسود في " المدخل إلى دراسة الأديان
والمذاهب " (ج 1 ص 260 ط الدار العربية للموسوعات - بيروت) قال:
وكانت سنه صلى الله عليه وسلم يوم هجرته (53) سنة. أما (علي) فقد خرج
بعده بثلاثة أيام بعد أن أدى الودائع لأصحابها.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد راكان الدغمي في " التجسس وأحكامه في الشريعة
الاسلامية " (ص 55 ط دار السلام - القاهرة)
فذكر القصة وصرح أن عليا عليه السلام بات على فراش النبي صلى الله عليه وآله
وسلم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم الهاشمي في كتابه " أصهار رسول الله صلى الله
عليه وسلم " (ص 39 ط دار الهجرة - بيروت)
فذكر القصة إلى آخرها.

600
مستدرك
علي عليه السلام من أهل الجنة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 220 - 223 و ج 17 ص
326 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 380 ط دار الفكر) قال:
وعن سلمى قالت: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في النخل، فقال: يطلع
عليكم رجل من أهل الجنة، فسمعت حسا فإذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 32 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن ابن سعد في شرف النبوة، وعن عبد الله بن السالم قال: جاء رجل إلى سعيد
ابن زيد فقال: إني أحببت عليا حبا لم أحبه شيئا قط. قال: نعم ما رأيت لقد أحببت
رجلا من أهل الجنة. خرجه الإمام أحمد في المناقب وخرجه الحضرمي.

601
مستدرك
علي حجة على أمتي
قد تقدم ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 219 و ج 15 ص 177 و ج 20
ص 523 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 38
ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال:
عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأشار إلى علي: أنا وهذا حجة
على أمتي يوم القيامة. أخرجه الخطيب.
ومنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 25 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
عن أنس بن مالك قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فرأى عليا مقبلا،

602
فقال: يا أنس. قلت: لبيك. قال: هذا المقبل حجتي على أمتي يوم القيامة. خرجه
النقاش.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 17 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة 1 / 360

603
مستدرك
علي حجة الله على عباده [على خلقه]
تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 221 و 227 و ج 5 ص 50 و ج
20 ص 230 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 377 ط دار الفكر) قال:
وعن أنس بن مالك قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب
فقال: أنا وهذا حجة الله على خلقه.
ومنهم المحقق المعاصر الشيخ عامر أحمد حيدر في " تعليقاته على القول الجلي
في فضائل علي عليه السلام " للجلال السيوطي المتوفى سنة 911 (ص 38 المطبوعة في
ذيل القول الجلي بمؤسسة نادر - بيروت) قال:
فقال ابن زيدان البجلي: حدثنا عبد الرحمن بن سراج، حدثنا عبيد الله بن موسى،
عن مطر، عن أنس قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل علي فقال

604
النبي صلى الله عليه وسلم: يا أنس، من هذا؟ فقلت: هذا علي بن أبي طالب، فقال: يا
أنس أنا وهذا حجة الله على خلقه. ثم ذكر الذهبي حديثا آخر وقال: المتهم بهذا وما
قبله مطر، فإن عبيد الله بن موسى ثقة شيعي، ولكنه أثم برواية هذا الإفك.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 2 ص 529 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
أنا وعلي حجة الله على عباده.
ميزان 5649.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: جعلت عليا
علما فيما بيني وبين أمتي ومن لم يتبعه فقد كفر
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 19 ط دار الفكر) قال:
وعن حذيفة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي: جعلتك علما فيما بيني وبين
أمتي، فمن لم يتبعك فقد كفر.

605
مستدرك
علي عليه السلام في الجنة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 217 و ج 17 ص 326
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " القول الجلي في فضائل علي " عليه السلام (ص 19
ط مؤسسة نادر للطباعة والنشر) قال:
عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: علي في الجنة. أخرجه
ابن أبي شيبة وغيره.
ومنهم العلامة الحافظ أبو بكر محمد بن عبد الغني البغدادي الحنبلي المشهور
بابن نقطة المولود سنة 579 والمتوفى 629 في " تكملة الاكمال " (ج 1 ص 51
ط جامعة أم القرى مكة المكرمة) قال:
وأخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد ببغداد، وزيد بن الحسن الكندي بدمشق، قالا:

606
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن محمد النصري، قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن عيسى
الباقلاني، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: ثنا محمود
بن محمد الواسطي بواسط، قال: ثنا أبو سعيد الأشج، قال: قال: ثنا تليد بن سليمان،
عن أبي الجحاف، عن محمد بن عمرو الهاشمي، عن زينب بنت علي، عن فاطمة
بنت محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي
رضي الله عنه فقال: هذا في الجنة.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 195 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي أنت في الجنة كنز 36360

607
مستدرك
يا علي أنت وأصحابك في الجنة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 306 ومواضع أخرى،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم المستشار عبد الحليم الجندي في " الإمام جعفر الصادق " عليه السلام (ص
32 ط المجلس الأعلى بالقاهرة) قال:
وعن أم سلمة رضي الله عنها أن النبي قال لعلي: أنت وأصحابك في الجنة.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 196 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي أنت وأصحابك في الجنة مجمع 10 / 21

608
مستدرك
علي وحزبه المفلحون
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 305 و ج 17 ص 268
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " (ج 17 ص 384) قال:
وعن علي قال: قال لي سلمان: قلما طلعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا
معه إلا ضرب بين كتفي، فقال: يا سلمان هذا وحزبه المفلحون، هذا وحزبه
المفلحون.

609
مستدرك
يا علي أنت وشيعتك في الجنة
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 306، ونستدرك هيهنا عن
الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة محمد بن مكرم ابن منظور الإفريقي في " مختصر تاريخ دمشق "
(ج 17 ص 384 ط دار الفكر) قال:
وعن علي قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنت وشيعتك في الجنة.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 2 ص 546 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
أنت وشيعتك في الجنة كنز 31631، فوائد 380، خط 12 / 289، 358، عدي
7 / 2669، متناهية 1 / 161، موضوعات 1 / 397
ونقل أيضا في ص 547 مثله، وقال: عن طبري 30 / 171.

610
ونقل مثله أيضا في ج 10 ص 413 عن الحلية 4 / 329.
وأيضا في ج 11 ص 15 نقلا عن موضح 1 / 43.
وأيضا في ص 196 نقلا عن ميزان 1551.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " فهارس كتاب
الموضوعات " لابن الجوزي (ص 36 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
أنت وشيعتك في الجنة.. في فضائل علي 1 / 397
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " الدرر المجموعة بترتيب
أحاديث اللآلي المصنوعة " (ص 53 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
أنت وأصحابك وشيعتك في الجنة.. أم سلمة 1 / 376
وقال أيضا:
أنت وشيعتك في الجنة علي 1 / 376

611
مستدرك
يا علي إنك ستقدم على الله
وشيعتك راضين مرضيين
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 303 و ج 8 ص 267 و ج 14
ص 262 و ج 17 ص 264، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص 211 ط المطبعة
العزيزية بحيدر آباد، الهند) قال:
عن عبد الله بن نجي أن عليا رضي الله عنه أتي يوم البصرة بذهب وفضة، فقال:
ابيضي واصفري وغري غيري غري أهل الشام غرا إذا ظهروا عليك، فشق قوله ذلك
على الناس، فذكر ذلك له فأذن في الناس فدخلوا عليه فقال: إن خليلي صلى الله عليه
وسلم قال: يا علي إنك ستقدم على الله وشيعتك راضين مرضيين وتقدم عليه عدوك
غضاب مقمحين، ثم جمع علي يده إلى عنقه يريهم الاقماح (طس).

612
ومنهم المستشار عبد الحليم الجندي في " الإمام جعفر الصادق " عليه السلام
(ص 32 ط المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية - القاهرة) قال:
وفي نهاية ابن الأثير ما نصه في مادة (لواقح): وفي حديث علي قال له النبي
ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليك عدوك غضابا مقمحين.
وقال أيضا:
وعن ابن عباس قال: لما نزلت (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال رسول
الله لعلي: هو أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين.

613
مستدرك
أول هذه الأمة ورودا علي الحوض
أولها إسلاما علي بن أبي طالب
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 156 وص 161 وص 289
وص 361 وص 378 و ج 15 ص 422 و ج 20 ص 461 إلى ص 465 ومواضع أخرى
من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة أبو الفتح محمد بن الحسن بن أحمد بن عبد الله بن زيد بن النعمان
الأزدي البغدادي في " من وافق اسمه اسم أبيه " (ص 27 ط منشورات مركز
المخطوطات والتراث) قال:
الفضل بن الفضل أبو عبيدة، حدثنا هارون بن عيسى بن السلين، قال: ثنا محمد
ابن موسى، قال: ثنا الفضل بن الفضل أبو عبيدة البصري وكان ينزل في بني ليث،
قال: ثنا يحيى بن يمان، عن سفيان الثوري، عن سلمة بن كهيل، عن أبي صادق، عن
حسين، عن عليم، عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أول هذه
الأمة ورودا علي الحوض أولها إسلاما علي بن أبي طالب.

614
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 306 ط دار الفكر) قال:
وعن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولكم ورودا على الحوض
أولكم إسلاما: علي بن أبي طالب.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 211 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: روى أبو بكر بن مردويه، قال: نا أحمد بن القاسم بن صدقة
المصري، قال: نا محمد بن أحمد الواسطي، قال: نا إسحاق بن الصيف، قال: نا
محمد بن يحيى المأربي، قال: نا سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم الجدلي، عن
عليم الكندي، عن سلمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول هذه الأمة - فذكر
مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 25 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت)
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم العلامة الحافظ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني البغدادي المتوفى سنة
385 في " المؤتلف والمختلف " (ج 3 ص 1735 ط دار الغرب الاسلامي - بيروت
1406) قال:
أما عليم، فهو عليم الكندي، يقال: عليم بن قعير، يروي عن سلمان الفارسي:
أول هذه الأمة ورودا على النبي أولها إسلاما [علي]، روى حديثه سلمة بن كهيل،

615
عن أبي صادق، عن حنش، عن عليم.
وقال أيضا في ج 4 ص 1884:
أما قعير فهو عليم بن قعير، روى عن سلمان الفارسي: أول هذه الأمة ورودا على
نبيها أولها إسلاما علي بن أبي طالب.
ومنهم الفاضل الأمير أحمد حسين بهادر خان الحنفي البريانوي الهندي في كتابه
" تاريخ الأحمدي " (ص 11 ط بيروت سنة 1408) قال نقلا عن روضة الأحباب:
ودر روايتى آنكه بعض از خواص اصحاب بر در حجره حضرت حاضر بودند
واز گريه حسن وحسين بگريستند چنانچه آواز گريه ايشان به گوش پرهوش آن
سرور (ص) در رسيده وى نيز بگريست (الى أن قال) آنگاه فرمود: بخوانيد برادر
من على را على بيامد وبر بالين وى بنشست، حضرت سر خود را از بستر برداشت در
شيب بغل وى در آمد وسر مباركش بر بازوى خويش نهاد، آن سرور فرمود، اى
على فلان يهودى پيش من چندين مبلغ دارد كه از وى براى تجهيز لشكر اسامه
بقرض گرفته بودم زنهار كه وى را از ذمه من ادا كنى.
اى على تو اول كسى خواهى بود كه در لب حوض كوثر بمن رسى وبعد از من
بسى امور مكروب بتو خواهد رسيد بايد كه تنگدل نشوى وطريق مصابرت پيش
گيرى چون بينى كه مردم دنيا اختيار كنند تو بايد آخرت را اختيار كنى.
ومنهم الفاضل المعاصر عدنان على شلدق في " فهرس الأحاديث والآثار لكتاب
الكنى والأسماء - للدولابي " (ص 29 ط عالم الكتب - بيروت) قال:
إن أول من يدخل الجنة.. علي بن أبي طالب أبو بكر تابعي 120 / 1

616
مستدرك
علي عليه السلام أدى الودائع
التي كانت عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في مواضع من هذا الكتاب، ونستدرك
هيهنا عمن لم نرو عنه:
فمنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء للإعلام العربي في " العشرة المبشرون بالجنة
في طبقات ابن سعد " (ص 191 ط 3 الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قال:
قال: أخبرنا ابن عمر، حدثني عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن عبيد الله بن أبي
رافع عن علي قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في الهجرة
أمرني أن أقيم بعده حتى أؤدي ودائع كانت عنده للناس، ولذا كان يسمى الأمين،
فأقمت ثلاثا فكنت أظهر، ما تغيبت يوما واحدا، ثم خرجت فجعلت أتبع طريق
رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى قدمت بني عمرو بن عوف ورسول الله صلى الله
عليه وسلم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهدم وهنالك منزل رسول الله صلى الله عليه
وسلم.

617
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عاصم بن سويد من بني عمرو بن عوف
عن محمد بن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: قدم علي للنصف من شهر ربيع الأول
ورسول الله صلى الله عليه وسلم بقباء لم يرم بعد.
ومنهم الشيخ أحمد حسن أحمد عبد القادر بدوي الباقوري الأسيوطي المصري
في " السيرة المحمدية في ظلال القرآن الكريم " (ص 51 ط مؤسسة أمون الحديثة)
قال:
قال ابن الكلبي: خرج من الغار يوم الاثنين أول ربيع الأول ودخل المدينة يوم
الجمعة لثنتي عشرة منه.
ونزل رسول الله على كلثوم بن هدم، ونزل أبو بكر على خبيب بن أساف، وأقام
علي بن أبي طالب بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى عن رسول الله الودائع التي كانت
عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لحق برسول الله فنزل معه على كلثوم بن هدم، أخي
بني عمرو بن عوف.
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في " المرتضى - سيرة سيدنا أبي
الحسن علي بن أبي طالب " (ص 35 ط دار القلم بدمشق) قال:
أخرج ابن سعد عن علي رضي الله عنه قال: لما خرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى المدينة في الهجرة، أمرني أن أقيم بعده، حتى أؤدي ودائع كانت عنده
للناس، ولذا كان يسمى الأمين، فأقمت ثلاثا، فكنت أظهر ما تغيبت يوما واحدا، ثم
خرجت فجعلت أتبع طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدمت بني عمرو بن
عوف ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم، فنزلت على كلثوم بن الهدم، وهناك
منزل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان علي يسير الليل ويكمن النهار حتى قدم المدينة، وقد تفطرت قدماه، فقال

618
النبي صلى الله عليه وسلم: ادعوا لي عليا، قيل لا يقدر أن يمشي، فأتاه النبي صلى الله
عليه وسلم واعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم، وتفل في يديه وأمرها على
قدميه فلم يشتكهما بعد حتى قتل.
وكان قدوم علي للنصف من شهر ربيع الأول، ورسول الله صلى الله عليه وسلم
بقباء لم يرم بعد.

619
مستدرك
حديث " لا يؤدي عني إلا أنا
أو علي بن أبي طالب "
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 5 ص 274 و ج 6 ص 589،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة أبو الحسين محمد بن أحمد بن جميع الصيداوي المتولد سنة 305
والمتوفى 402 في " معجم الشيوخ " (ص 278 ط مؤسسة الرسالة ودار الإيمان - بيروت
وطرابلس) قال:
حدثنا روح بن إبراهيم بالمصيصة، حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر، حدثنا
الحسين بن محمد المروذي، حدثنا سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن الحكم، عن
مقسم، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو
علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وقال محشي الكتاب، وهو الدكتور عمر عبد السلام تدمري:
أخرجه الإمام أحمد في " المناقب " باختلاف يسير في اللفظ، عن أنس أن النبي

620
صلى الله عليه وسلم قال: وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي
طالب رضي الله عنه. أنظر: ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، للحافظ محب
الدين الطبري - ص 71 - طبعة دار المعرفة بيروت. ورواه ابن عساكر في ترجمة علي
ابن أبي طالب 2 / 377 رقم 874.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 196 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي إنه لا يؤدي عني إلا أنا.
منثور 3 / 209
ومنهم العلامة كمال الدين عمر بن أحمد بن أبي جرادة المولود سنة 588
والمتوفى 660 في " بغية الطلب في تاريخ حلب " (ج 8 ص 3716 ط دمشق) قال:
أخبرنا القاضي أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري
الدمشقي بها، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم السلمي قال: أخبرنا أبو نصر بن
طلاب قال: حدثنا أبو الحسين بن جميع قال: حدثنا روح بن إبراهيم بالمصيصة قال:
حدثنا عبد الله بن الحسين بن جابر قال: حدثنا الحسين بن محمد المروزي قال:
حدثنا سليمان بن قرم عن الأعمش عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤدي عني إلا أنا أو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

621
مستدرك
علي عليه السلام أول من صلى
مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 347 و ج 7 ص 513 وص
519 و ج 15 ص 428 و ج 17 ص 398 و ج 20 ص 497 ومواضع عديدة من هذا
السفر الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 16 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن المثنى، أنبأ عبد الرحمن أعني ابن المهدي، قال: حدثنا شعبة،
عن سلمة بن كهيل، قال: سمعت حبة العرني قال: سمعت عليا كرم الله وجهه يقول:
أنا أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال أيضا في ص 17:

622
أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا شعبة، عن عمرو بن
مرة، عن أبي حمزة، عن زيد بن أرقم قال: أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه
وسلم علي رضي الله عنه.
قال أيضا في ص 18:
أخبرنا عبد الله بن سعيد قال: حدثنا ابن إدريس عن أبيه عن عمرو بن مرة قال:
سمعت أبا حمزة (مولى الأنصار) قال: سمعت زيد بن أرقم يقول: أول من صلى مع
رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقد قال في موضع
آخر: أسلم علي رضي الله عنه.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 13 ط دار الجيل في بيروت) قال:
قال الشيخ الإمام الحافظ أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي: عن زيد بن
أرقم قال: أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه.
وروى في ص 93 عن ابن عباس: أول من صلى علي.
ومنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 1 ص 137)
فذكر صلاة علي عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وسلم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد حسين هيكل في " حياة محمد صلى الله عليه وسلم "
(ص 125 ط 18 دار المعارف - القاهرة عام 1410)
فذكر إسلام علي عليه السلام وصلاته مع النبي صلى الله عليه وسلم.

623
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور حسني ناعسة مدرس الأدب العباسي في كلية
الآداب بجامعة اللاذقية في كتابه " الكتابة الفنية في مشرق الدولة الاسلامية في القرن
الثالث الهجري " (ص 229 ط بيروت) قال:
علي أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر زلفاه إلى الله
ورسوله، ويسند أحاديث في الترغيب في موالاته والترهيب من معاداته.
ومنهم جماعة من الفضلاء المعاصرين في كتابهم " القرآن معجزة العصور " (ص 57
ط الهيئة المصرية العامة للكتاب في القاهرة سنة 1409)
فذكروا صلاته مع النبي صلى الله عليه وسلم وقول أبي طالب له: أما إنه لم يدعك
إلا إلى خير فالزمه.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور عبد المعطي أمين قلعجي في " آل بيت الرسول "
صلى الله عليه وسلم (ص 56 ط القاهرة سنة 1399) قال:
وكان أول من صلى من الناس بعد خديجة.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " فهارس
أحاديث وآثار مسند الإمام أحمد بن حنبل " (ج 1 ص 416 ط دار الكتب العلمية -
بيروت)
فذكر مثل ما تقدم عن آل البيت.
ونقل أيضا في كتابه " موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف " ج 4 ص 50
مثله.
ومنهم جماعة من فضلاء لجنة الزهراء في " العشرة المبشرون بالجنة في طبقات
ابن سعد " (ص 190 ط 3 لجنة الزهراء - القاهرة) قالوا:

624
قال: أخبرنا يزيد بن هارون وسليمان أبو داود الطيالسي قالا: قال أخبرنا شعبة عن
سلمة بن كهيل عن حبة العرني قال: سمعت عليا يقول: أنا أول من صلى، قال يزيد:
أو أسلم.
وقال أيضا:
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا إبراهيم بن نافع وإسحاق بن حازم عن أبي
نجيح عن مجاهد قال: أول من صلى علي وهو ابن عشر سنين.

625
مستدرك
بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الاثنين
وأسلم علي عليه السلام يوم الثلاثاء
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 531 و ج 17 ص 406
ومواضع أخرى من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ أبو طالب القاضي في " ترتيب علل الترمذي " (ص 942
ط مكتبة الأقصى في الأردن) قال:
حدثنا إسماعيل بن موسى، نا علي بن عابس، عن مسلم الملائي، عن أنس بن
مالك، قال: استنبئ النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء.
ومنهم الفاضل عبد الحليم الجندي في " الإمام جعفر الصادق " عليه السلام
(ص 30 ط المجلس الأعلى) قال:
وأخرج الحاكم (3 / 112) من طريق أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن
يوسف بن صهيب، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه قال: انطلق أبو ذر، ونعيم ابن عم

626
أبي ذر، وأنا معهم نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو بالجبل مكتتم. فقال
أبو ذر: يا محمد، أتيناك نسمع ما تقول، وإلى ما تدعو؟ فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: أقول لا إله إلا الله، وأني رسول الله.. فآمن به أبو ذر وصاحبه، وآمنت
به، وكان علي في حاجة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسله فيها، وأوحي إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، وصلى علي يوم الثلاثاء.
ومنهم الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد السيوطي
المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند علي بن أبي طالب " (ج 1 ص 123 ط المطبعة
العزيزية بحيدر آباد، الهند) قال:
عن علي رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين
وأسلمت يوم الثلاثاء (ع، وأبو القاسم ابن الجراح في أماليه..).
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 303 ط دار الفكر)
فذكر عن أنس مثل ما تقدم عن المسند.
ومنهم العلامة أبو الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي في " المنتظم " (ج 5 ص 67
ط دار الكتب العلمية بيروت) قال:
أخبرنا عبد الرحمن القزاز، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت، قال: أخبرنا أبو
الحسن علي بن القاسم بن الحسن الشاهد، قال: حدثنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن
محمد بن البختري، قال: أخبرنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، قال: حدثنا علي بن
قادم، قال: أخبرنا علي بن عابس، عن مسلم، عن أنس، قال: استنبئ النبي صلى الله
عليه وسلم يوم الاثنين، وأسلم علي يوم الثلاثاء.

627
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 157 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
قال المحب الطبري: بعث النبي صلى الله عليه وسلم - فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري
الهندي المتوفى سنة 1353 في " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " (ج 1
ص 235 ط دار الفكر في بيروت) قال:
بعث النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين وصلى علي يوم الثلاثاء فيه دليل على أن
أول من أسلم من الذكور هو علي رضي الله عنه.
ومنهم الحافظ زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي الكردي في " شرح
الألفية " (ج 3 ص 30 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
وروى الحاكم من رواية مسلم الملائي قال: نبئ النبي صلى الله عليه وسلم يوم
الاثنين وأسلم علي يوم الثلاثاء. وقال الحاكم في علوم الحديث: لا أعلم خلافا بين
أصحاب التواريخ عن علي أولهم إسلاما، قال: وإنما اختلفوا في بلوغه.

628
مستدرك
صلى علي عليه السلام قبل الناس سبع سنين
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 211 وص 369 و ج 7 ص
363 وص 566 و ج 14 ص 661 و ج 15 ص 510 و ج 16 ص 454 و ج 20 ص 224
وص 228 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 305 ط دار الفكر) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلت الملائكة علي وعلى علي بن أبي طالب
سبع سنين، قالوا: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: لم يكن معي من الرجال غيره.
وعن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: صلى علي الملائكة وعلى
علي بن أبي طالب سبع سنين، ولم تصعد أو ترتفع شهادة أن لا إله إلا الله من الأرض
إلى السماء إلا مني ومن علي بن أبي طالب.
وعن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد صلت الملائكة علي
وعلى علي سبع سنين، لأنا كنا نصلي ليس معنا أحد يصلي غيرنا.

629
وقال في ص 306:
قال إبراهيم القرظي: كنا جلوسا في دار المختار ليالي مصعب، معنا زيد بن أرقم،
فذكروا عليا، فأخذوا يتناولونه، فوثب زيد وقال: أف أف، والله إنكم لتتناولون
رجلا قد صلى قبل الناس بسبع سنين.
ومنهم الفاضل المعاصر رياض عبد الله عبد الهادي في " الدرر المجموعة بترتيب
أحاديث اللآلي المصنوعة " (ص 47 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
إن الملائكة صلت علي وعلى علي سبع.. أبو ذر 1 / 321
وذكر في ص 125 مثله.
وذكر أيضا في كتابه " فهارس كتاب الموضوعات لابن الجوزي " ص 89 مثله.

630
حديث
عفيف الكندي
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي المتوفى سنة
450 في " إعلام النبوة " (ص 204 ط دار الكتب العلمية - بيروت) قال:
واختلف في أول من أسلم بعد خديجة على ثلاثة أقاويل: أحدها أن علي بن أبي
طالب رضي الله تعالى عنه أول من أسلم من الذكور وصلى وهو ابن تسع سنين،
وقيل: ابن عشر وهذا قول جابر بن عبد الله وزيد بن أسلم.
وروى يحيى بن عفيف عن أبيه عفيف قال: جئت في الجاهلية إلى مكة فنزلت
على العباس بن عبد المطلب فلما طلعت الشمس وتحلقت في السماء، أقبل شاب
فرمى ببصره إلى السماء واستقبل الكعبة فقام مستقبلها، فلم يلبث أن جاء غلام فقام
عن يمينه، فلم يلبث أن جاءت امرأة فقامت خلفهما، فركع الشاب وركع الغلام
والمرأة ورفع الشاب فرفع الغلام والمرأة فخر الشاب ساجدا فسجدا معه، فقلت
للعباس: يا عباس، أمر عظيم هل تدري من هذا؟ قال العباس: نعم، هذا محمد بن

631
عبد الله ابن أخي، وهذا علي بن أبي طالب ابن أخي، وهذه خديجة ابنة خويلد زوجة
ابن أخي، وهذا حدثني أن رب السماء أمره بهذا الذي تراهم عليه، وأيم الله ما أعلم
على ظهر الأرض كلها أحدا على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة.
ومنهم أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد ابن الجوزي المتوفى سنة 597
في " المنتظم في تاريخ الملوك والأمم " (ج 2 ص 359 ط دار الكتب العلمية بيروت)
قال:
وقال أحمد: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، وحدثنا يحيى بن أبي
الأشعث، عن إسماعيل بن إياس بن عفيف الكندي، عن أبيه، عن جده قال: كنت
امرءا تاجرا فقدمت الحج، فأتيت العباس بن عبد المطلب لابتاع منه بعض التجارة
وكان امرءا تاجرا - فذكر مثل ما تقدم عن أعلام النبوة باختلاف قليل في اللفظ - إلى
أن قال:
وهو يزعم أنه يفتح عليه كنوز كسرى أو قيصر. قال: فكان عفيف وهو ابن عم
للأشعث بن قيس يقول: وأسلم بعد ذلك فحسن إسلامه [لو كان الله رزقني الاسلام]
يومئذ فأكون ثانيا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 305 ط دار الفكر) قال:
قال عفيف: جئت في الجاهلية إلى مكة - فذكر الحديث مثل ما تقدم باختلاف
يسير في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 158 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:

632
قال محمد بن عفيف: حدثني أبي: أنه كان مع العباس [بمكة].. فذكر مثل ما
تقدم باختلاف في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور جواد علي البغدادي في " تاريخ العرب في
الاسلام " (ص 188 ط مكتبة النهضة العربية في بغداد) قال:
وقد ذكر عفيف الكندي - فذكر الحديث مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم الفاضل محمود شلبي في " حياة الإمام علي عليه السلام " (ص 94
ط دار الجيل في بيروت) قال:
وقال عفيف الكندي: كنت امرأ تاجرا، فقدمت مكة أيام - فذكر الحديث إلى أن
قال: قال عفيف: ليتني كنت رابعا، وقال محمد بن المنذر وربيعة بن
أبي عبد الرحمن، وأبو حازم المدني والكلبي: أول من أسلم علي، قال الكلبي: كان
عمره تسع سنين، وقيل: إحدى عشرة سنة.
ومنهم أبو إسحاق الحويني في " تهذيب خصائص الإمام علي " (ص 16 ط دار
الكتب العلمية - بيروت) قال:
أخبرنا محمد بن عبيد بن محمد الكوفي قال: حدثنا سعيد بن خثيم، عن أسعد بن
عبد الله بن يزيد، عن أبي يحيى بن عفيف، عن أبيه، عن جده عفيف قال: جئت في
الجاهلية إلى مكة وأنا أريد أن أبتاع لأهلي من ثيابها وعطرها، فأتيت العباس بن عبد
المطلب، وكان رجلا تاجرا، فأنا عنده جالس حيث أنظر إلى الكعبة - فذكر مثل ما
تقدم باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم الدكتور عبد الصبور شاهين والأستاذة إصلاح عبد السلام الرفاعي في
" موسوعة أمهات المؤمنين " (ص 82 ط الزهراء للإعلام العربي - القاهرة) قالا:

633
قال عفيف الكندي: جئت في الجاهلية إلى مكة لابتاع لأهلي من ثيابها - فذكر
الحديث مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في " خديجة أم المؤمنين - نظرات
في إشراق فجر الاسلام " (ص 146 ط 2 دار الريان للتراث)
فذكر الحديث مثل ما تقدم باختلاف قليل في اللفظ.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 14 ط دار الجيل في بيروت) قال:
عن أبي يحيى بن عفيف، عن أبيه عن جده عفيف قال: - فذكر مثل ما تقدم
باختلاف يسير في اللفظ.

634
مستدرك
علي عليه السلام خير أهل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
وأسبق الفتيان إلى الإيمان
وعلمه فوق ما يبتغي العلماء
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 155 و ج 15 ص 255 و ج
20 ص 271 ومواضع أخرى من الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي
لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد
الخضري السيوطي المصري المتوفى سنة 911 في كتابه " مسند فاطمة عليها السلام "
(ص 43 ط المطبعة العزيزية بحيدر آباد، الهند) قال:
يا فاطمة أما إني ما آلوتك أن أنكحتك خير أهلي (ابن سعد عن عكرمة مرسلا).
ومنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين
الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في " إتحاف السائل بما لفاطمة من

635
المناقب والفضائل " (ص 67 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال:
عن عكرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة، إني ما أليت أن
أنكحتك خير أهلي. [رواه ابن سعد عنه مرسلا].
ومنهم الفاضل المعاصر مأمون غريب المصري القاهري في " خلافة علي بن
أبي طالب " عليه السلام (ص 21 ط مكتبة غريب بالقاهرة) قال:
وقال النبي الكريم للزهراء: والله ما آلوت أن زوجتك خير أهلي.
ومنهم الفاضل المعاصر وداد السكاكيني في " أمهات المؤمنين وبنات الرسول صلى
الله عليه وسلم " (ص 187 ط دار الفكر - بيروت) قال:
زوجتك يا فاطمة خير أهلي، وتركتك وديعة عند زوج كان أسبق الفتيان إلى
الإيمان، وإن علمه لفوق ما يبتغي العلماء.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في " حياة فاطمة عليها السلام " (ص 216
ط دار الجيل - بيروت) قال:
ومرة يقول لها: يا ابنتي والله ما أردت أن أزوجك إلا خير أهلي -
وقال في " حياة الإمام علي عليه السلام " ص 118: ثم قال: ما ألوت أن زوجتك
خير أهلي.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 95 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا حسين بن حريث، قال: أخبرنا الفضل بن موسى، عن الحسين بن واقد،

636
عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، قال. خطب أبو بكر وعمر فاطمة، فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: إنها صغيرة، فخطبها علي رضي الله عنه فزوجها منه.
إلى أن قال في ص 96:
أخبرنا زكريا بن يحيى، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن صدران، قال: حدثنا
سهيل بن خلاد العبدي، قال: حدثنا ابن سواء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن أيوب
السختياني، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فاطمة رضي الله عنها من علي رضي الله عنه، كان فيما أهدى معها سرير مشروط،
ووسادة من أديم حشوها ليف وقربة، وقال: وجاء ببطحاء من الرمل، فبسطوه في
البيت، وقال لعلي رضي الله عنه إذا أتيت بها فلا تقربها حتى آتيك، فجاء رسول الله
صلى الله عليه وسلم فدق الباب، فخرجت إليه أم أيمن، فقال: أعلم أخي؟ قالت:
وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك؟ قال: إنه أخي، ثم أقبل على الباب ورأى
سوادا، فقال: من هذا؟ قالت: أسماء بنت عميس، فأقبل عليها، فقال لها: جئت
تكرمين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وكان اليهود يوجدون من امرأته إذا
دخل بها، قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببدر من ماء، فتفل فيه وعوذ فيه،
ثم دعا عليا رضي الله عنه، فرش من ذلك الماء على وجهه وصدره وذراعيه، ثم دعا
فاطمة فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعل بها مثل
ذلك، ثم قال لها: يا ابنتي، والله ما أردت أن أزوجك إلا خير أهلي، ثم قام وخرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 337 ط دار الفكر) قال:
وعن علي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث زوجه فاطمة دعا بماء فمجه،

637
ثم أدخله معه فرشه في جيبه وبين كتفيه، وعوذه ب‍: (قل هو الله أحد)
والمعوذتين، ثم دعا بفاطمة فقامت على استحياء، فقال: لم آل أن زوجتك خير
أهلي.
ومنهم العلامة أبو حفص عمر بن أحمد ابن شاهين في " فضائل فاطمة الزهراء "
(ص 46 ط بيروت) قال:
حدثنا محمد بن هارون بن عبد الله بن سليمان الحضرمي، حدثنا نصر بن علي
الجهضمي، حدثنا العباس بن جعفر بن زيد بن طلق، عن أبيه، عن جده، عن علي
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين زوجه فاطمة عليها السلام دعا
بماء فمجه ثم أدخله معه فرشه في جيبه، وبين كتفيه وعوذه بقل هو الله أحد
والمعوذتين، ثم دعا فاطمة فقامت تمشي على استحياء فقال: لم آل أن زوجتك خير
أهلي.

638
مستدرك
علي عليه السلام أعز إلى النبي
صلى الله عليه وآله وسلم من فاطمة عليها السلام
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 15 ص 562 و ج 20 ص 512
ومواضع أخرى من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 337 ط دار الفكر) قال:
وفي رواية: فتحشحشنا، فقال: مكانكما، قلت: يا رسول الله صلى الله عليه
وسلم: أنا أحب إليك أم هي؟ قال: هي أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها.
ومنهم العلامتان الشريف عباس أحمد صقر وأحمد عبد الجواد في " جامع
الأحاديث " (ج 7 ص 670 ط دمشق) قالا:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا بنية لك رقة الولد وعلي أعز علي منك (طب)
عن ابن عباس.

639
وقالا أيضا في ج 8 ص 681:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: فاطمة أحب إلي منك يا علي وأنت أعز علي منها،
وكأني بك على حوضي تذود عنه الناس وإن عليه الأباريق مثل عدد نجوم السماء،
وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر لي إخوانا على سرر متقابلين،
أنت معي وشيعتك في الجنة. قاله صلى الله عليه وسلم لعلي (طس) عن أبي هريرة.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " (ص 106 ط دار الكتب العلمية بيروت) قال:
أخبرنا زكريا بن يحيى، عن ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح،
عن أبيه، عن رجل قال: سمعت عليا رضي الله عنه على المنبر بالكوفة يقول: خطبت
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاطمة عليها السلام فزوجني، فقلت: يا رسول الله!
أنا أحب إليك أم هي؟ قال: هي أحب إلي منك، وأنت أعز علي منها.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 61 ط دار الجيل في بيروت)
فذكر الحديث مثل ما تقدم عن " التهذيب " سندا ومتنا.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه " سيدات نساء أهل الجنة "
(ص 160 ط مكتبة التراث الاسلامي - القاهرة)
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد المنعم محمد عمر في " خديجة أم المؤمنين - نظرات
في إشراق فجر الاسلام " (ص 472 ط 2 دار الريان للتراث)

640
فذكر الحديث مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 10 ص 337 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
هي أحب إلي منك وأنت أعز علي منها.
كنز 36379 - حميدي 38

641
مستدرك
علي عليه السلام سيد في الدنيا
وفي الآخرة من الصالحين
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 15 ص 54 وص 258 وص 524
ومواضع أخرى من الكتاب الشريف، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ زين الدين محمد عبد الرؤف بن علي بن زين العابدين
الشافعي المناوي القاهري المتوفى سنة 1031 في " إتحاف السائل بما لفاطمة من
المناقب والفضائل " (ص 68 ط مكتبة القرآن بالقاهرة) قال:
عن ابن مسعود قال: أصابت فاطمة صبيحة العرس رعدة، فقال لها رسول الله
صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة، زوجك سيد في الدنيا، وإنه في الآخرة لمن
الصالحين
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في

642
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 13 ص 341 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي سعيد قال: لما أنكح رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا فاطمة أصابها
حصر شديد. قال: فقال لها صلى الله عليه وسلم: والله لقد أنكحتكيه سيدا في الدنيا،
وإنه في الآخرة من الصالحين.
وعن عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: أما ترضين أن
تكوني سيدة نساء العالمين؟ قالت فاطمة: فأين مريم بنت عمران؟ قال لها: أي بنية،
تلك سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء عالمك، والذي بعثني بالحق، لقد زوجتك
سيدا في الدنيا وسيدا في الآخرة، فلا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق.
وقال أيضا في ص 373:
وعن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى علي بن أبي طالب فقال: أنت
سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، من أحبك فقد أحبني، وحبيبك حبيب الله، ومن
أبغضك فقد أبغضني، وبغيضك بغيض الله، والويل لمن أبغضك من بعدي.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي التيمي القرشي
في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " (ج 1 ص 222 ط دار الكتب العلمية -
بيروت) قال:
حديث آخر: أنا القزاز قال: نا أحمد بن علي، قال: نا محمد بن عمر بن بكير
المقرئ، قال: نا أحمد بن جعفر بن حمدان، قال: نا أحمد بن الحسن بن عبد
الجبار، قال: نا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر، قال: نا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر،
عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: نظر النبي صلى الله عليه
وسلم إلى علي فقال: أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة - فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في " حياة فاطمة عليها السلام " (ص 126
ط دار الجيل - بيروت) قال:

643
قال صلى الله عليه وسلم لفاطمة: زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة، وإنه لأول
أصحابي إسلاما وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما.
ومنهم الفاضل المعاصر عبد العزيز الشناوي في كتابه " سيدات نساء أهل الجنة "
(ص 157 ط مكتبة التراث الاسلامي - القاهرة) قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة بنت محمد اشتري نفسك من النار
فإني لا أملك لك من الله شيئا.
الثناء على زوجها: قال ابن أم عبد عبد الله بن مسعود: أصابت فاطمة صبيحة
العرس رعدة، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا فاطمة زوجك سيد في
الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 17 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ومن أحبك.. 1 / 398
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 195 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي أنت سيد في الدنيا
ك 3 / 127
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم الأول ص 815 ط عالم الكتب - بيروت) قالوا:
يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة ابن عباس معرفة الصحابة / علي
3 / 128

644
حديث
علي سيد شباب أهل الجنة
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 376 ط دار الفكر) قال:
وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا علي، أنت سيد شباب أهل
الجنة.

645
مستدرك
علي سيد الأوصياء
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 58 وص 114 وص 117
وص 127 وص 328 و ج 5 ص 78 و ج 9 ص 187 و ج 15 ص 58 و ج 20 ص 282
وص 447 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين المشهور بالعراقي المولود سنة
725 والمتوفى 806 في " ذيل ميزان الاعتدال " (ص 150 ط جامعة أم القرى بمكة
المكرمة) قال:
أيوب بن زهير، له عن عبد الله بن عبد الملك عن مالك عن نافع عن ابن عمر قال
" بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس ذات يوم إذ هبط عليه جبرئيل الروح
الأمين فقال: يا محمد إن رب العزة يقرئك السلام ويقول: لما أخذ ميثاق النبيين أخذ
ميثاقك في صلب آدم فجعلك سيد الأنبياء وجعل وصيك سيد الأوصياء علي بن أبي
طالب، فذكر حديثا طويلا رواه أبو طالب أحمد بن نصر بن طالب عن موسى بن
عيسى بن يزيد بن حميد عنه، قال الدارقطني: هذا حديث موضوع ومن بين مالك

646
وبين أبي طالب ضعفاء. إنتهى.
وقد رواه السمعاني في خطبة كتاب الأنساب فجعله عن أيوب بن زهير، عن يحيى
ابن مالك بن أنس، عن أبيه، وسمى الراوي له عن أيوب موسى بن عيسى بن عبد الله.
والله أعلم.

647
مستدرك
إن الله تعالى قد غفر لك ولذريتك
ولولديك ولأهلك ولشيعتك ولمحبي شيعتك
قد مضى ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 7 ص 37 و ج 17 ص 321 ومواضع
أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة الشيخ أبو عبد الله محمد بن المدني جنون المغربي الفاسي المالكي
المتوفى بعد سنة 1278 في كتابه " الدرر المكنونة في النسبة الشريفة المصونة " (ص
17 المطبعة الفاسية) قال:
قال العلامة ابن زكريا: هيهنا بشارة عظيمة، وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم
قال لعلي رضي الله عنه: إن الله قد غفر لك وذريتك ولولديك ولأهلك ولشيعتك
ولمحبي شيعتك.
ومنهم الفاضل المعاصر صالح يوسف معتوق في " التذكرة المشفوعة في ترتيب
أحاديث تنزيه الشريعة المرفوعة " (ص 71 ط دار البشائر الاسلامية - بيروت) قال:
يا علي إن الله قد غفر لك ولذريتك ولولدك 1 / 402

648
بيت علي عليه السلام
من بيوت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 85 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
ذكر منزلة علي كرم الله وجهه وقربه من النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا إسماعيل بن مسعود البصري قال: حدثنا شعبة، عن أبي إسحق، عن العلاء
ابن عرار: سأل رجل ابن عمر عن عثمان، قال: كان من الذين تولوا يوم التقى
الجمعان، فتاب الله عليه ثم أصاب ذنبا فقتله، فسأله عن علي رضي الله عنه، فقال: لا
تسأل عنه، ألا ترى منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا هلال بن العلاء، عن العلاء بن عرار قال: سألت عبد الله بن عمر قلت: ألا
تحدثني عن علي وعثمان؟ قال: أما علي فهذا بيته من بيت رسول الله صلى الله عليه
وسلم، ولا أحدثك عنه بغيره، وأما عثمان فإنه أذنب يوم أحد ذنبا عظيما عفى الله

649
عنه، وأذنب فيكم ذنبا صغيرا فقتلتموه.
وقال في ص 86:
أخبرنا أحمد بن سليمان الرهاوي، قال حدثنا عبد الله، قال: أخبرنا إسرائيل، عن
أبي إسحق، عن العلاء بن عرار، قال: سألت عن ذلك ابن عمر وهو في مسجد رسول
الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما في المسجد بيت غير بيته، وأما عثمان فإنه أذنب ذنبا
دون ذلك فقتلتموه.
أخبرنا إسماعيل بن يعقوب بن إسماعيل، قال: حدثني محمد بن موسى بن أعين،
قال: حدثني أبي، عن عطاء، عن سعيد بن عبيد، قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله
عن علي رضي الله عنه؟ قال: لا أحدثك عنه، ولكن أنظر إلى بيته من بيوت رسول الله
صلى الله عليه وسلم، قال: فإني أبغضه، قال: به أبغضك الله.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ عبد السلام محمد هارون في " الألف المختارة من
صحيح البخاري " (ج 2 ص 39 ط مكتبة الخانجي بالقاهرة) قال:
ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله قال: هو ذاك، بيته أوسط بيوت النبي صلى
الله عليه وسلم، ثم قال: لعل ذلك يسوءك. قال: أجل، قال: فأرغم الله بأنفك، انطلق
فاجهد على جهدك.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في " حياة فاطمة عليها السلام " (ص 141
ط دار الجيل - بيروت) قال:
ويقول أبو ثعلبة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من غزو أو سفر بدأ
بالمسجد فصلى فيه ركعتين، ثم أتى فاطمة، ثم أتى أزواجه، يفعل ذلك حبا لها،
وإعلانا لفضلها وعظيم منزلتها.

650
وكما كان هذا قريبا من بيت الرسول، كذلك كان قريبا من بيت الله، بل ليس في
المسجد بيت غيره، وكان الناس يفهمون من هذا القرب المنزلة السامية لعلي، عليه
السلام.
فقد سئل عبد الله بن عمر، مرات عديدة عن الإمام عليه السلام، فاكتفى بالجواب
أن قال: أما علي فهذا بيته من بيت رسول الله، ولا أحدثك بغيره.
ومرة سئل عنه عليه السلام وعبد الله في المسجد فقال: ما في المسجد بيت غير
بيته.
ويقول ابن عباس: وسد أبواب المسجد غير باب علي، فكان يدخل المسجد وهو
جنب ليس له طريق غيره، فبيت علي إذن ممتاز في نظر الله والنبي، وهما يريدان له
القرب منهما، ويؤثرانه بهذا الامتياز على غيره من الهاشميين، والأنصار
والمهاجرين، إعلانا لفضله، وإشعارا بعظيم منزلته.
فعلي جار لرسول الله، حبيب إليه، قريب منه، وهو ضعيف كريم في بيت الله يرعاه
برعايته، ويلحظه بعنايته، وكان الله أراد القرب له دائما، فولد في البيت، وعاش في
البيت، وصرع في البيت، ولد في البيت، وليس في البيت مولود سواه، وعاش في
المسجد وقد سد باب من عداه، وصرع في المسجد، وعلى شفتيه اسم الله.

651
مستدرك
أقرب الناس عهدا برسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم علي عليه السلام
قد تقدم نقل ما يدل عليه من كتب أعلام العامة في ج 4 ص 98 و ج 6 ص 534 و ج
8 ص 691 و ج 15 ص 405 و ج 17 ص 56 و ج 18 ص 185 و ج 20 ص 334
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 23 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما حضرته
الوفاة: ادعوا لي حبيبي. فدعوا له أبا بكر، فنظر إليه ثم وضع رأسه ثم قال: ادعوا لي
حبيبي. فدعوا له عمر، فلما نظر إليه وضع رأسه ثم قال: ادعوا لي حبيبي، فدعوا عليا
فلما رآه أدخله معه في الثوب الذي كان عليه، فلم يزل يحتضنه حتى قبض ويده
عليه. خرجه الحاكمي.

652
وعن أم سلمة قالت: والذي أحلف به إن كان علي أقرب الناس عهدا برسول الله
صلى الله عليه وسلم، قالت: كنا نعوده غداة بعد غداة يقول: جاء علي مرارا، وأظنه
كان بعثه لحاجة فجاء بعد فظننت أن له حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب
فكنت من أدناهم إلى الباب، فأكب عليه وجعل يشاوره ويناجيه.
ومنهم الفاضل المعاصر الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري حجازي بن محمد بن
شريف في " تهذيب خصائص الإمام علي " للحافظ النسائي (ص 111 ط دار الكتب
العلمية بيروت) قال:
أخبرنا أبو الحسن علي بن حجر المروزي، قال: حدثنا جرير، عن المغيرة، عن
أم موسى، عن أم سلمة: إن أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم: علي
رضي الله عنه.
أخبرنا محمد بن قدامة، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أم موسى، قالت:
قالت أم سلمة: والذي تحلف به أم سلمة إن أقرب الناس عهدا برسول الله صلى الله
عليه وسلم علي رضي الله عنه، قالت: لما كان غدوة قبض رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: وأظنه كان بعثه في حاجة -
فذكر مثل ما تقدم باختلاف قليل.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 21 ط دار الفكر) قال:
وعن أم سلمة أنها قالت: والذي تحلف به أم سلمة إن كان أقرب الناس عهدا
برسول الله صلى الله عليه وسلم علي، فقالت: لما كانت غداة قبض، فأرسل إليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وكان - أرى - في حاجة بعثه لها. قالت: فجعل غداة بعد غداة
يقول: جاء علي؟ ثلاث مرات، قالت: فجاء قبل طلوع الشمس، فلما أن جاء عرفنا

653
أن له إليه حاجة، فخرجنا من البيت، وكنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ
في بيت عائشة، قالت: فكنت آخر من خرج من البيت ثم جلست أدناهن من الباب،
فأكب عليه علي، فكان آخر الناس به عهدا، وجعل يساره ويناجيه.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 68 ط دار الجيل في بيروت) قال:
عن أم موسى، قالت: قالت أم سلمة: والذي تحلف به أم سلمة، أن أقرب الناس
عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم علي رضي الله عنه.
قالت: لما كان غدوة قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسل إليه رسول الله
صلى الله عليه وسلم، قالت: وأظنه كان بعثه في حاجة، فجعل يقول: جاء علي؟
- ثلاث مرات - فجاء قبل طلوع الشمس، فلما أن جاء عرفنا أن له إليه حاجة، فخرجنا
من البيت وكنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ في بيت عائشة، وكنت في
آخر من خرج من البيت، ثم جلست من وراء الباب، فكنت أدناهم إلى الباب، فأكب
عليه علي رضي الله عنه، فكان آخر الناس به عهدا، فجعل يساره ويناجيه.
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 692 ط
بيروت) قال:
أقرب الناس عهدا برسول الله علي 3 / 138

654
مستدرك
من فارق عليا فقد فارق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ومن فارق رسول الله فقد فارق الله
قد مر ما يدل عليه عن القوم في ج 4 ص 139 و ج 5 ص 291 و ج 6 ص 395 و ج
16 ص 601 و ج 21 ص 545 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم
نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني المتوفى سنة 360 في
" المعجم الكبير " (ج 12 ص 433 ط مطبعة الأمة ببغداد) قال:
حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أحمد بن صبيح الأسدي، ثنا يحيى بن
يعلى، عن عمران بن عمار، عن أبي إدريس، حدثني مجاهد، عن ابن عمر رضي الله
عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من فارق عليا فارقني، ومن فارقني فارق
الله.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في

655
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 377 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، من فارقني فقد
فارق الله، ومن فارقك فقد فارقني.
ومنهم الأستاذ محمد سعيد زغلول في " فهارس المستدرك " للحاكم (ص 399 ط
بيروت) قال:
يا علي من فارقني فقد فارق الله أبو ذر 3 / 124
ومنهم العلامة الشيخ أبو إسحاق الحويني الأثري في " جمهرة الفهارس "
(ص 372 ط دار الصحابة للتراث) قال:
يا علي من فارقني فارق الله.
ومنهم العلامة الشريف شهاب الدين أحمد بن عبد الله الحسيني الشيرازي الشافعي
في " توضيح الدلائل " (ق 188 نسخة مكتبة الملي بفارس) قال:
وعنه رضي الله تعالى عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
يقول: يا علي من فارقني فقد فارق الله ومن فارقك فارقني.
رواه الطبري وقال: خرجه أحمد في " المناقب ".

656
مستدرك
علي عيبة علمي
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة أبو عبد الله الشيخ محمد بن السيد درويش الحوت الحنفي البيروتي
المولود بها سنة 1209 والمتوفى بها أيضا سنة 1276 في كتابه " الأحاديث المشكلة في
الرتبة " (ص 171 ط عالم الكتب في بيروت سنة 1403) قال:
حديث: علي عيبة علمي.

657
مستدرك
إن هذا وشيعته هم الفائزون يوم القيامة
قد مر ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 156 وص 218 و ج 5 ص 43 و ج
7 ص 298 و 301 و ج 14 ص 258 و ج 15 ص 333 وص 388 وص 391 و ج 17 ص
262 و ج 20 ص 256 ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها
فيما مضى:
فمنهم الدكتور فتحي محمد الزغبي المدرس بكلية أصول الدين بطنطا في " غلاة
الشيعة وتأثرهم " (ص 24 ط 1 دار الكتب المصرية عام 1409) قال:
في تفسير قوله تعالى (أولئك هم خير البرية) قال ابن عساكر، عن جابر بن
عبد الله قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل علي عليه السلام فقال النبي
والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 384 ط دار الفكر) قال:

658
حدث أبو محمد القاسم بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن
عبد الله، عن أبيه عبد الله بن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي
بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، إذا كان يوم القيامة يخرج قوم من
قبورهم، لباسهم النور على نجائب من نور، أزمتها يواقيت حمر، تزفهم الملائكة
إلى المحشر، فقال علي: تبارك الله ما أكرم هؤلاء على الله! قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: يا علي، هم أهل ولايتك وشيعتك ومحبوك، يحبونك بحبي، ويحبونني
بحب الله، هم الفائزون يوم القيامة.
ومنهم الفاضل المستشار عبد الحليم الجندي في " الإمام جعفر الصادق " عليه
السلام (ص 32 ط المجلس الأعلى للشؤون الاسلامية - القاهرة) قال:
روى السيوطي عن جابر عن عبد الله قال: كنا عند النبي فأقبل علي، فقال النبي:
والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة.

659
مستدرك
إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد إلى علي
عليه السلام سبعين عهدا (أو ثمانين)
لم يعهدها إلى أحد
قد مر ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 47 و ج 16 ص 432 ومواضع
أخرى من هذا الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ المؤرخ أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي المتوفى سنة
463 في " موضح أوهام الجمع والتفريق " (ج 2 ص 139 ط دار المعرفة - بيروت) قال:
أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن يزداد القارئ، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن
محمد بن جعفر الإصبهاني، حدثنا أبو العباس الجمال، حدثنا أبو مسعود - هو أحمد
ابن الفرات - أخبرنا سهل بن عبدويه، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف، عن
المنهال بن عمرو، عن التميمي، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا نتحدث أن
النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلى علي رضي الله عنه سبعين عهدا لم يعهده إلى غيره.

660
وهو السندي بن عبدويه الذي روى عنه محمد بن عمار بن الحارث الرازي،
أخبرنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن رزقويه.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 18 ص 20 ط دار الفكر) قال:
وعن ابن عباس قال: كنا نتحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلى علي سبعين
عهدا لم يعهدها إلى غيره.
ومنهم العلامة أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان المشتهر بأبي الشيخ
الأنصاري في " طبقات المحدثين بإصبهان والواردين عليها " (ج 2 ص 262 ط
مؤسسة الرسالة) قال:
حدثنا أبو العباس الجمال، ومحمد بن الحسين، قالا: ثنا أبو مسعود، قال: ثنا
سهل بن عبدويه الرازي - ولقبه السندي - قال: ثنا عمرو بن أبي قيس، عن ميسرة
النهدي، عن المنهال بن عمرو، عن التميمي، عن ابن عباس، قال: كنا نتحدث أن
النبي صلى الله عليه وسلم عهد إلى علي ثمانين عهدا أو سبعين لم يعهدها إلى أحد.

661
مستدرك
إن عليه السلام يكسى إذا كسي النبي صلى الله عليه وآله وسلم
ويعطى إذا أعطي
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 558 و ج 15 ص 483 و ج
17 ص 66 ومواضع أخرى من هذا الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو
عنها فيما سبق:
فمنهم العلامة شمس الدين أبو البركات محمد الباعوني الشافعي في كتاب " جواهر
المطالب في مناقب الإمام أبي الحسنين علي بن أبي طالب " (ق 24 والنسخة مصورة
من المكتبة الرضوية بخراسان) قال:
وعن أبي سعيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كسى نفرا من أصحابه ولم يكس عليا
فكأنه رأى في وجهه ما أنكره. فقال: يا علي أما ترضى أنك تكسى إذا كسيت وتعطى
إذا أعطيت.
ومنهم العلامة المؤرخ محمد بن مكرم المشتهر بابن منظور المتوفى سنة 711 في

662
" مختصر تاريخ دمشق " لابن عساكر (ج 17 ص 381 ط دار الفكر) قال:
وعن أبي سعيد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كسى ناسا من أصحابه ولم
يكس عليا، فكأنه رأى في وجه علي، فقال: يا علي، أما ترضى أن تكسى إذا كسيت
وتعطى إذا أعطيت؟

663
إهداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
ما أهداه جبرئيل لعلي عليه السلام، وهو
" اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك " في أدبار الصلوات
رواه جماعة من أعلام العامة في كتبهم:
فمنهم العلامة موسى بن عيسى البشري الأباضي في " مكنون الخزائن وعيون
المعادن " (ج 2 ص 51 ط عمان) قال:
مسألة: بلغنا عن علي بن أبي طالب أنه قال: تلقاني رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: يا علي ألا أهدي إليك بهدية قد أهدانيها جبريل عليه السلام؟ فقلت: نعم بأبي
أنت وأمي يا رسول الله، قال: قل " ربي أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك "
في أدبار الصلوات.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 11 ص 197 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت) قال:
يا علي ألا أهدي لك.
إتحاف 3 / 480 - لئ 2 / 22.

664
مستدرك
إهلال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
بما أهل به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 568 و ج 17 ص 336،
ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد فؤاد عبد الباقي في " اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق
عليه الشيخان " (ج 2 ص 42 ط المكتبة العلمية - بيروت) قال:
حديث جابر، قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا أن يقيم على إحرامه، قال
جابر: فقدم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بسعايته، قال له النبي صلى الله عليه
وسلم: بم أهللت يا علي؟ قال: بما أهل به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فأهد
وامكث حراما كما أنت، قال: وأهدى له علي هديا.
أخرجه البخاري في: 64 - كتاب المغازي: 61 - باب بعث علي بن أبي طالب عليه
السلام وخالد بن الوليد رضي الله عنه إلى اليمن قبل حجة الوداع.
حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم أهل

665
وأصحابه بالحج، وليس مع أحد منهم هدي، غير النبي صلى الله عليه وسلم وطلحة.
وكان علي قدم من اليمن ومعه الهدي، فقال: أهللت بما أهل به رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن لأصحابه.
وقال في ص 47:
حديث ابن عمرو أنس. عن بكر، أنه ذكر لابن عمر أن أنسا حدثهم أن النبي صلى
الله عليه وسلم أهل بعمرة وحجة، فقال ابن عمر: أهل النبي صلى الله عليه وسلم
بالحج وأهللنا به معه، فلما قدمنا مكة، قال: من لم يكن معه هدي فليجعلها عمرة،
وكان مع النبي صلى الله عليه وسلم هدي، فقدم علينا علي بن أبي طالب من اليمن
حاجا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بم أهللت؟ فإن معنا أهلك؟ قال: أهللت بما
أهل به النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فأمسك فإن معنا هديا.
أخرجه البخاري في: 64 - كتاب المغازي: 61 - باب بعث علي بن أبي طالب عليه
السلام وخالد بن الوليد رضي الله عنه إلى اليمن قبل حجة الوداع.
ومنهم العلامة الحافظ أبو حاتم محمد بن أحمد التميمي البستي المتوفى سنة 354
في " السيرة النبوية وأخبار الخلفاء " (ص 397 ط مؤسسة الكتب الثقافية ودار الفكر في
بيروت) قال:
ثم انصرف إلى المنحر فنحر ثلاثا وستين بدنة بيده، ثم أعطى عليا فنحر ما غبر منها
وأشركه في هديه، وأمر من كل بدنة ببضعة، فجعلت في قدر فطبخت، فأكلا من
لحمها وشربا من مرقها، ثم ركب.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 229 ط دار الجيل في بيروت)

666
فذكر مثل ما تقدم.
ومنهم الفاضل المعاصر محمد حسين هيكل في " حياة محمد صلى الله عليه وسلم "
(ص 387 ط 18 دار المعارف - القاهرة عام 1410) قال:
وبينما المسلمون في حجهم أقبل علي عائدا من غزوته باليمن وقد أحرم للحج لما
علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حج بالناس، ودخل على فاطمة فوجدها قد
حلت إحرامها. فسألها فذكرت له أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم أن يحلوا
بعمرة. فذهب إلى النبي فقص عليه أخبار سفرته باليمن. فلما أتم حديثه، قال له النبي
صلى الله عليه وسلم: انطلق فطف بالبيت وحل كما حل أصحابك، قال علي: يا رسول
الله، إنني أهللت. قال النبي صلى الله عليه وسلم: ارجع فاحلل كما حل
أصحابك. قال علي: يا رسول الله إني قلت حين أحرمت: اللهم إني أهل بما أهل به
نبيك وعبدك ورسولك محمد. فسأله النبي صلى الله عليه وسلم: أمعه هدي؟ فلما نفى
علي أشركه محمد في هديه، وثبت علي على إحرامه وأدى مناسك الحج الأكبر.

667
مستدرك
إن حجر العقيق شهد بالوصية
لعلي عليه السلام
قد مضى ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 4 ص 87 وص 382 و ج 15 ص 39
ومواضع أخرى، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما مضى:
فمنهم الفاضل المعاصر محمد خير المقداد في " مختصر المحاسن المجتمعة في
فضائل الخلفاء الأربعة " للعلامة الصفوري (ص 160 ط دار ابن كثير، دمشق وبيروت)
قال:
ورأيت في الزهر الفائح: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يا علي تختم باليمين
تكن من المقربين، قال: يا رسول الله وما المقربون؟ قال: جبرائيل وميكائيل
وإسرافيل، قال: فيما أتختم يا رسول الله؟ قال: بالعقيق الأحمر، فإنه حيل أقر الله
بالوحدانية، ولي بالنبوة، [ولك بالولاية والوصية، ولأولادك بالإمامة] ولمن أحبني
بالجنة.

668
مستدرك
كان أمير المؤمنين عليه السلام يضحي عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم بعد وفاته بكبشين
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 6 ص 578 ومواضع أخرى من
الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما سبق:
فمنهم الحافظ أبو العلي محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري
الهندي المتوفى سنة 1353 في " تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي " (ج 5
ص 77 ط دار الفكر في بيروت) قال:
قوله (وفي الباب عن علي) أخرجه الحاكم وصححه على ما في المرقاة بلفظ: إنه
كان يضحي بكبشين عن النبي صلى الله عليه وسلم وبكبشين عن نفسه، وقال: إن
رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أضحي عنه أبدا، فأنا أضحي عنه أبدا.
وقال أيضا في ص 78:
وفي رواية أبي داود قال: رأيت عليا رضي الله عنه يضحي بكبشين، فقلت له: ما

669
هذا؟ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاني أن أضحي عنه، فأنا أضحي
عنه.
وفي رواية صححها الحاكم على ما في المرقاة: أنه كان يضحي بكبشين عن النبي
صلى الله عليه وسلم وبكبشين عن نفسه، وقال: إن رسول الله أمرني أن أضحي عنه
أبدا، فأنا أضحي عنه أبدا.
فرواية الحاكم هذه مخالفة لرواية الترمذي، ويمكن الجمع بأن يقال: إنه صلى الله
عليه وسلم أمر عليا وأوصاه أن يضحي عنه من غير تقييد بكبش أو بكبشين، فعلي قد
يضحي عنه وعن نفسه بكبش كبش، وقد يضحي بكبشين كبشين. والله أعلم.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو ياسر عصام الدين بن غلام حسين في " التصنيف الفقهي
لأحاديث كتاب الكنى والأسماء " للدولابي (ج 2 ص 559 ط دار الكتاب المصري
بالقاهرة ودار الكتاب اللبناني ببيروت) قال:
حدثنا يحيى بن عبادة الواسطي أبو القاسم، قال: حدثنا إسماعيل بن إبان، قال:
حدثنا شريك بن عبد الله بن أبي الحسناء، عن الحكم بن عيينة، عن حنش بن ربيعة
أبي المعتمر الكناني، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه دعا بكبشين يوم أضحى
فذبح أحدهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه وقال: أمرني أن
أضحي عنه - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - فلا أزال أفعل ما بقيت.
ومنهم العلامة الحافظ جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي في " تهذيب
الكمال في أسماء الرجال " (ج 33 ص 248 ط مؤسسة الرسالة، بيروت) قال:
دت عس: أبو الحسناء الكوفي، اسمه: الحسن، ويقال: الحسين، روى عن:
الحكم بن عتيبة (دت عس)، وروى عنه: شريك بن عبد الله النخعي (د ت عس)،

670
روى له أبو داود، والترمذي، والنسائي في مسند علي، وقد وقع لنا حديثه بعلو.
أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة، وأبو الحسن ابن البخاري، وأبو الغنائم بن علان،
وأحمد بن شيبان، وزينب بنت مكي، قالوا: أخبرنا حنبل بن عبد الله، قال: أخبرنا
أبو القاسم بن الحصين، قال: أخبرنا أبو علي بن المذهب، قال: أخبرنا أبو بكر ابن
مالك، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: حدثني عثمان ابن أبي شيبة، قال: حدثنا
شريك، عن أبي الحسناء، عن الحكم، عن حنش، قال: رأيت علي بن أبي طالب
يضحي بكبشين، فقلت له: ما هذا؟ فقال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن
أضحي عنه.
ومنهم عدة من الفضلاء في " فهرس أحاديث وآثار المستدرك على الصحيحين "
للحاكم النيسابوري (القسم 2 ص 103 ط عالم الكتب - بيروت)
فأشاروا إلى الحديث الشريف.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ج 2 ص 383 ط عالم التراث للطباعة والنشر -
بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف.

671
مستدرك
امتناع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
عن محو اسم " رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم
قد تقدم نقل ما يدل عليه عن أعلام العامة في ج 8 ص 419 وص 637 و ج 18 ص
61 ومواضع أخرى من الكتاب، ونستدرك هيهنا عن الكتب التي لم نرو عنها فيما
سبق:
فمنهم الحافظ المؤرخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي المتوفى
سنة 748 في " تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والأعلام " (ج 2 ص 390) قال:
وقال شعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: لما صالح رسول الله صلى الله عليه
وسلم مشركي مكة كتب كتابا: هذا ما صالح عليه محمد رسول الله. قالوا: لو علمنا أنك
رسول الله لم نقاتلك. قال لعلي: امحه. فأبى، فمحاه رسول الله صلى الله عليه وسلم
بيده، وكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله، واشترطوا عليه أن يقيموا ثلاثا،
وأن لا يدخلوا مكة بسلاح إلا جلبان السلاح، يعني السيف بقرابه.
متفق عليه.

672
وقال حماد بن سلمة عن ثابت، عن أنس نحوه أو قريبا منه، أخرجه مسلم.
وقال أيضا في ص 391:
وقال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني يزيد بن سفيان، عن محمد بن
كعب: أن كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عليا رضي الله عنه. فقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم اكتب: هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله، سهيل بن عمرو.
فجعل علي يتلكأ ويأبى إلا أن يكتب: محمد رسول الله. فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: اكتب، فإن لك مثلها تعطبها وأنت مضطهد، فكتب: هذا ما صالح عليه
محمد بن عبد الله.
ومنهم علامة النحو والأدب أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس
المرادي النحاس الصفار المصري المتوفى سنة 338 في " إعراب القرآن " (ج 4 ص
386 ط بيروت) قال:
وقوله عليه السلام لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يوم كتب: من محمد
رسول الله، فساموه محوها، فاستعظم ذلك علي رضي الله عنه، فقال له النبي صلى الله
عليه وآله: إنك ستسام مثلها، فكان ذلك على ما قال.
ومنهم السيد رفاعة رافع الطهطاوي في " نهاية الايجاز في سيرة ساكن الحجاز صلى
الله عليه وسلم " (ج 2 ص 148 ط مكتبة الآداب ومطبعتها بالجماميز) قال:
وفي رواية: كان الكاتب علي بن أبي طالب، وكان قد كتب محمد رسول الله،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي: امح رسول الله واكتب مكانه محمد بن عبد
الله، فقال علي: لا والله لا أمحوك أبدا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم فأرنيه، فأراه
إياه فأخذ الكتاب بيده الكريمة ومحا رسول الله وكتب مكانه محمد بن عبد الله.

673
ومنهم الفاضل المعاصر الدكتور جواد علي البغدادي في " تاريخ العرب في
الاسلام " (ص 171 ط مكتبة النهضة العربية في بغداد)
فذكر مثل ما تقدم عن " نهاية الايجاز ".
ومنهم الشريف أبو الحسن علي الحسني الندوي في " المرتضى سيرة سيدنا
أبي الحسن علي بن أبي طالب " (ص 45 ط دار القلم - دمشق)
فروى مثل ما تقدم بتفاوت يسير في اللفظ.
ومنهم العلامة الشيخ أبو الحسن علي بن محمد الماوردي الشافعي المتوفى سنة
450 في " أعلام النبوة " (ص 93 ط دار الكتب العلمية - بيروت)
فذكر مثل ما تقدم، وفيه: ستسام مثلها فتجيب.
ومنهم الفاضل المعاصر محمود شلبي في كتابه " حياة الإمام علي عليه السلام "
(ص 170 ط دار الجيل في بيروت)
فذكر مثل ما تقدم وفيه: لتبلين بمثلها.
ومنهم الفاضل المعاصر أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول في " موسوعة
أطراف الحديث النبوي الشريف " (ط عالم التراث للطباعة والنشر - بيروت)
فأشار إلى الحديث الشريف في ج 2 ص 112 و ج 11 ص 194.

674
/ 1