معجم المحاسن و المساوئ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معجم المحاسن و المساوئ - نسخه متنی

ابوطالب تجلیل تبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: معجم المحاسن والمساوئ
المؤلف: أبو طالب التجليل التبريزي
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: من مصادر العقائد عند الشيعة الإمامية
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1417
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
ردمك: 964-470-004-X
ملاحظات:
معجم
المحاسن والمساوئ
تأليف
الأستاذ الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي
الجزء الأول
مؤسسة النشر الإسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

1
معجم
المحاسن والمساوئ
(ج 1)
تأليف: الأستاذ الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي
الموضوع: معجم
عدد الصفحات: 540
طبع ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: الأولى
المطبوع: 1000 نسخة
التاريخ: 1417 ه‍
مؤسسة النشر الإسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

2
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته الحامدون، ولا يحصي نعماءه العادون، ولا يؤدي
حقه المجتهدون، والصلاة والسلام على رسوله نبي الرحمة وإمام الأئمة المنتخب من
طينة الكرم وسلالة المجد الأقدم، وعلى أهل بيته مصابيح الظلم وعصم الأمم.
وبعد، تتطلع مؤسستنا باستمرار دائم إلى بلوغ مرامها التي تراه من أشرف
المرامات والغايات المتبلور في إحياء ونشر تراث أهل البيت عليهم السلام والمتجسد في
نفض غبار النسيان عن ذلك الذهب المصفى والجوهر النفيس الذي خلفه علماء أهل
البيت الطاهر ومن استسقى من منهل علومهم ومعارفهم الجليلة، وفي نفس الوقت
تسعى جاهدة بكل ما أوتيت من قوة لبعث الحياة والروح في ذلك التراث الذي ظل
زمانا تدوسه أقدام سنين الغفلة وتطويه أكف النسيان، ودك كل العقبات التي تقف أمامها
وإزالتها من طريقها الذي طالما صار منورا بفضل جهود مؤسسيها ومديريها وعامليها،
لا يتعبهم الزمن ولا يكلهم طول الطريق.
ومما يزيد فخرا أن يكون لها السبق في إخراج هذا التراث إلى النور بشكل
يتناسب والتطور الحضاري الجاري في حياتنا العملية من إخراج وتحقيق وطبع
وتجليد... كل ذلك لأجل إعطاء حق الولاية التي جعل الله أمانة في أعناقنا حتى قيام
يوم الدين.
وانطلاقا من مبدئها الذي طالما حفظته وجعلته كالقلادة في جيدها، وتنفيذا

3
لمقرراتها قامت بطبع هذا السفر الأخلاقي الاجتماعي الجليل، الحاوي بين دفتيه
صنوف ما ورد في الشريعة السمحاء من التحسين والتقبيح المرتبطة بشتى شؤون حياة
الإنسان الشخصية والاجتماعية والاقتصادية، وما جاء من درر غرر لتنظيم حياة هذا
المخلوق - وهو الإنسان - الذي قد أودع الله سبحانه وتعالى فيه ما أودع من أسرار
العالم الأكبر لتنظيم حياته على هذا الكوكب الصغير: طلبا للكمال الروحي والجسماني
له ليكون بالوضع اللائق الذي أراده سبحانه أن يكون خليفة له في أرضه.
فهذا السفر العظيم بحق هو موسوعة علمية فنية حضارية ذات مستوى عال
في إحصاء ما جاء من الشارع المقدس من نصوص مروية عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله
وأوصيائه المعصومين عليهم السلام، وقد قام مشكورا بجمعه وتنظيمه وتأليفه الأستاذ الألمعي
الشيخ أبو طالب التجليل التبريزي لأجل سد حاجة المكتبة الإسلامية وإغنائها
بموسوعة حديثية شاملة، بل يمكن أن تكون باصطلاح اليوم دائرة معارف إسلامية بما
تحمله من طابع التنظيم والترتيب والتبويب بالشكل الذي يفي حاجة الباحث والمحقق
وطلبة العلم وأصحاب المنبر الحسيني والقارئ المثقف أيضا وإشباع نهمهم.
وفي الختام إذ تقدم المؤسسة هذا السفر العظيم القيم إلى الأمة الإسلامية تدعو
أبناءها إلى الاهتمام به وبأمثاله في ظروف تكالبت فيه قوى الشر والفساد على هذه
الأمة المرحومة التي ما فتأت هذه القوى من محاولة نشر الفساد الأخلاقي بالمجان،
وبعث حالة الركون والدعة في نفوس شبابنا المؤمن، وتحطيم حضارته المقدسة التي
أتت بها الشريعة الغراء وبناها الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وكرسها علماء أهل البيت عليهم السلام
وحماها شيعتهم المخلصون، والله الموفق.
مؤسسة النشر الإسلامي
التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة

4
معجم
المحاسن والمساوئ
أو
دائرة المعارف الإسلامية
في محاسن الإنسان ومساوئه
موسوعة علمية، فنية، ذات مستوى عال في إحصاء ما ورد في الشريعة الإسلامية من
التحسين والتقبيح في شتى شؤون حياة الإنسان من أحواله النفسانية وأفعاله الجسمانية،
وجميع نصوصها المروية عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأوصيائه المعصومين (عليهم السلام)
لأقل خدمة العلم والدين
أبو طالب التجليل التبريزي

5
اعتذار
أعتذر
إلى ساحة مولانا
حجة الله في أرضه بقية الله المنتظر
المهدي عجل الله فرجه الشريف من تقصيري في
أداء وظيفة الخدمة، وظيفة من انسلك في سلك خدامه،
وأبتهل إلى الله سبحانه وتعالى واستشفع به إليه أن يجعلنا من
أعوانه وأنصاره ومن المستشهدين في حضرته
والمفدين له بمهجتهم في غيبته
ومن قرت عيونهم برؤيته.
بحق محمد وآله
آمين
المؤلف

7
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم النبيين، محمد وعترته
المعصومين، الهداة المهديين، المودعة عندهم علم الشريعة وهم حجج الله على الخلق
أجمعين.
وبعد، فإن الغرض من خلقة الإنسان في هذه النشأة هو اختباره بالتحلي بمحاسن
الأعمال والتحرز عن مساوئها، قال الله تعالى: * (هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم
أيكم أحسن عملا) * (1).
فبمحاسن الأعمال يرقى الإنسان إلى ذروة الكمال، ويبلغ إلى مرتبة بشر الله تعالى
من يرقاها بعنايته الخاصة في جميع أحواله فقال تعالى: * (إن الله مع الذين اتقوا والذين
هم محسنون) * (2)، أعد له من الحياة الطيبة ما يشاء فقال تعالى: * (لهم ما يشاؤون عند
ربهم ذلك جزاء المحسنين) * (3).
فالإنسان مجزي بمحاسن أعماله لا بمثل عمله بل بأحسن منه، ولا أنه يجزى بذلك
أحسن الجزاء فقط بل يزيدهم الله من فضله فقال تعالى: * (ليجزيهم الله أحسن ما عملوا



(1) الملك: 2.
(2) النحل: 128.
(3) الزمر: 34.
9
ويزيدهم من فضله) * (1). وأما مساوئ الأعمال وإن كان لا يجزى إلا بمثلها فقد قال الله
تعالى: * (من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها) * (2)، لكنه قال تعالى: * (فمن يعمل مثقال ذرة
خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) * (3)، وقال تعالى: * (يوم تجد كل نفس ما عملت
من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) * (4).
ثم إن الله تعالى قد من علينا ببعثه خاتم النبيين الذي جعله رحمة للعالمين، يزكيهم
ويسوقهم إلى محاسن الأخلاق والأعمال، ويحرزهم عن مساوئها، فقال تعالى * (هو
الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة
وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) * (5)، وقد روي عنه (صلى الله عليه وآله) قال: " بعثت لأتمم مكارم
الأخلاق " (6).
بلى، هو بنفسه جامع الكمالات ومجمع المحاسن، قال الله تعالى في شأنه: * (إنك
لعلى خلق عظيم) * (7)، وهو وأهل بيته صلوات الله عليهم مبرأون من المساوئ
والسيئات، قال الله فيهم: * (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم
تطهيرا) * (8).
ونحن بحول الله وقوته أردنا في هذه الموسوعة إحصاء مدارك المحاسن والمساوئ
في الشريعة الإسلامية، من الآيات القرآنية، والأحاديث الواردة عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)
وأوصيائه الأئمة الاثني عشر الطيبين الطاهرين الذين هم أحد الثقلين، أودعهما النبي
الأكرم بين الأمة ليأخذوا منهما معالم دينهم، وألزمهم الحجة بينهم وبين الله تعالى بقوله



(1) النور: 38.
(2) غافر: 40.
(3) الزلزلة: 7.
(4) آل عمران: 30.
(5) الجمعة، 2.
(6) أمالي الطوسي: ج 2 ص 209، مكارم الأخلاق: ص 9، مشكاة الأنوار: ص 343، فقه
الرضا (عليه السلام) ص 353، إحياء العلوم: ج 2 ص 138، وفي المغني المطبوع بذيل إحياء العلوم:
أخرج هذا الحديث أحمد والبيهقي والحاكم وصححه.
(7) القلم، 4.
(8) الأحزاب، 33.
10
الذي ألقاه على ملأ من الناس، يرويه عنه العامة والخاصة بأسانيد متواترة: * (إني تارك
فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي إن تمسكتم بهما لن تضلوا) *.
ونحن قد تتبعنا الكتب المعدة لضبط أحاديث النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وأوصيائه
المعصومين (عليهم السلام) على قدر الوسع والطاقة مع قصور الباع وقلة الإحاطة، واستخرجنا
منها الأحاديث الواردة في المحاسن والمساوئ في الإسلام في شتى شؤون الحياة
الإنسانية من حالات الإنسان الفردية والاجتماعية، وفي روابطه مع الله سبحانه وتعالى،
ومع أهله وعشيرته وآبائه وأبنائه وخلطائه وسائر الصنوف المختلفة الاجتماعية في
مقاطعها المختلفة ومواردها المتكثرة. وجمعنا الأحاديث والنصوص الواردة فيها المروية
عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، وهي في الحقيقة عنه (صلى الله عليه وآله)، لأنهم صرحوا بأن
كل ما يقولون إنما يروون عن النبي (صلى الله عليه وآله) بواسطة آبائهم سلسلة المعصومين (عليهم السلام).
وأما كتب أهل التسنن فقد اقتصرنا منها على تتبع موسوعة جامع الأصول - الجامع
للأصول الستة المعروفة الصحيحة المعتبرة عندهم - واستخراج ما فيها من أحاديث
المحاسن والمساوئ، وأضفنا عليها ما جمعه الغزالي في " إحياء العلوم " في خصوص
هذا الفن، وما توفيقي إلا بالله عليه أتوكل وإليه أنيب.
ونصدر كل موضوع بما يخصه من الآيات، ثم نتبعها بما وقفنا عليه من الأحاديث
المروية عن النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام) في كتب الإمامية، ثم نذيلها بما ننقله
من كتب أهل السنة.
وقد راعينا في تنسيقها ترتيب حروف المعجم بحسب الحرف الأول والثاني من
الموضوعات في كلا القسمين من المحاسن والمساوئ، ليسهل للمراجع أخذ ما يريده بلا
حاجة إلى التتبع في شتى الأبواب الكثيرة المتفرقة في مجلداتها، ويتناوله بسهولة من غير
تحمل مشاق الغوص في أمواج بحارها، والتوسل بأنحاء الوسائل في استخراجه من
تضاعيف تفصيلاتها.

11
ضوابط تنسيق العناوين على ترتيب حروف المعجم:
الضابطة الأولى: قد جعلنا لكل حرف من حروف المعجم قسمين: قسم يخص
بعناوين المحاسن المبدوة لفظها بتلك الحرف، وقسم آخر يخص بعناوين المساوئ
المبدوة لفظها بها أيضا.
الضابطة الثانية: لو ورد في الأحاديث عنوان آخر أيضا يفيد معنى العنوان الأول نذكر
كلا منهما في باب أول حرف من لفظه، لكنه نشير في ذيل كل منهما إلى الآخر، أو نذكر
أحاديث كلا العنوانين في باب الحرف الأول من أحدهما ونشير إليه في باب الحروف
الأول من الآخر.
الضابطة الثالثة: لو كان الحرف الأول من الفعل وسائر المشتقات غير الحرف الأول
من المصدر - كما في بابي التفعيل والمفاعلة - كان المعيار أول حرف الفعل، لأنه الحرف
الأول من الدال على المعنى المقصود المشترك بين المصدر وسائر الصيغ المشتقة منه.
الضابطة الرابعة: لو كان الحرف الأول من أصل مادة الكلمة غير الحرف الأول منها
كما لو كانت الكلمة من باب الاستفعال والإفعال أو التفعل، فلو كان لهيئتها الخاصة
مدخلية في استحسان معناها أو استقباحها بأن يكون المستحسن أو المستقبح مدلول
مجموع هيئة الكلمة ومادتها دون المادة وحدها كان المناسب ذكرها في باب الحرف
الأول من الكلمة بهذه الهيئة، ولو لم يكن للهيئة مدخلية فيها وكان المستحسن أو
المستقبح مدلول المادة كان المناسب إيرادها في أول حرف المادة.
الضابطة الخامسة: لو كان العنوان مركبا من كلمات كان المعيار الحرف الأول من
الكلمة التي هي المحور وإن لم تكن هي الكلمة الأولى، كعنوان " الوقوف في موضع
التهمة " فوضعنا هذا العنوان في حرف التاء لكون المحور فيه هو التهمة، وكعنوان " أمر
السائل بعد العطاء بالدعاء " فوضعنا هذا العنوان في حرف العين لكون المحور فيه
العطاء،... وهكذا.

12
استقصاء الأحاديث في كل موضوع وضابطة تعدادها:
لما كان تعدد الأحاديث المتضمنة على مطلب وتكثرها موجبا لاعتبارها - فقد
يبلغها إلى حد التواتر الإجمالي المستلزم للقطع بصدور بعضها لا محالة إجمالا، وقد
يبلغها إلى حد الوثوق الإجمالي بصدور بعضها - فلا يقصر حينئذ من الخبر الموثق المفيد
للوثوق وإن كان كل واحد من تلك الأحاديث في حد نفسه غير معتبر لأجل إرسال سنده،
أو كونه مشتملا على غير الثقة، راعينا عند التعرض لكل موضوع استقصاء الأحاديث
الواردة فيه بطرقها وأسانيدها المختلفة بقدر ما وسعنا المجال، حيث إنها كلما كثرت زاد
في اعتبارها في إثبات المضمون المشترك بين جميعها.
والضابطة في تعدادها وما وضعنا لها من الأرقام هو تعدد المتن، أو تعدد الإمام
المروي عنه، أو تعدد الراوي عنه بلا واسطة. وأما تعدد الرواة في سائر حلقات السند مع
انتهائها إلى راو واحد فلا يوجب تعدد الحديث وإن كان يزيد في اعتباره، وكذا مجرد
الاختلاف في كلمة أو جملة مما يرجع إلى اختلاف النسخة أو اختلاف النقل، وعلى الله
توكلت وإليه أنيب.
أسانيد الأحاديث:
قد راعينا في نقل الأحاديث عن الكتب العديدة ضبط أسانيدها المختلفة لما فيها
من تمييز المسند عن المرسل والمتواتر، أو المستفيض عن غيرهما كما هو ديدن الكتب
الأصيلة للحديث، فإن اعتبار الحديث بسنده.
ولما كان مقتضى أحاديث من بلغ - الدالة على أن من بلغه ثواب عمل عن النبي أو
أحد أوصيائه المعصومين فله ذلك الثواب وإن كان المعصوم (عليه السلام) لم يقله (1) - عدم



(1) أنظر وسائل الشيعة: ج 1 ص 60 كتاب الطهارة أبواب مقدمات العبادات باب 18
استحباب الإتيان بكل عمل مشروع..
13
الحاجة إلى إثبات صحة أسانيد الأحاديث الدالة على محاسن الأعمال كما نحتاج إليه في
استنباط الأحكام التكليفية في الفقه، وإنما نتعرض إن شاء الله لحال الأسانيد عند وقوع
التعارض في أحاديث موضوع من الموضوعات، لمسيس الحاجة إلى نقد أسانيدها،
وتمييز صحيحها عن سقيمها بملاحظة حال رواتها في الوثاقة وعدمها. وكذلك نتعرض
لتنقيح مداليلها لتحصيل الجمع العرفي المعول عليه قبل مراجعة مرجحات باب التعادل
والتراجيح، ثم استنتاج ما هو الحق بملاحظة جميع القواعد والأصول المعول عليها في
الاستنباط.
ذكر المطالب اللازمة في تبيين العناوين:
نذكر إن شاء الله تعالى المطالب اللازمة في تبيين العناوين عند الحاجة إليها بحسب
اللغة، وعرف العامة، ومصطلح الشرع أو المتشرعة، وما وصل إلينا في تفسير ما ورد من
العناوين في لسان الوحي والتنزيل.
تمييز متشابهات العناوين وتبيين جهات الفرق بينها:
ومما وقع الاهتمام به في سبر موضوعات المحاسن والمساوئ تمييز متشابهات
العناوين، وبيان ما يمتاز كل واحد منها عن غيره. فقد يختلط بحسب التشابه بين عنوانين
أحدهما ممدوح والآخر مذموم، فلا بد من تبيين ما يتميز به أحدهما عن الآخر، ليفترق ما
ورد في كل منهما عما ورد في الآخر، ويحترز عن الوقوع في المذموم عند إرادة الإقدام
بالممدوح.
ضبط الاختلاف في الأسانيد والمتون:
إذا كانت لحديث واحد أسانيد مختلفة أوردناها أو أشرنا إليها، لأجل تقوي بعضها
ببعض، فربما يحصل بذلك استفاضة الحديث، أو يكون في بعضها ضعف لا يسري إلى

14
الحديث لانتفائه في سنده الآخر.
وأوردنا المتون المختلفة عند اختلافها وزيادتها ونقصانها بحسب نقله في الكتب
والمآخذ المختلفة، فإنه ربما يتغير بذلك المعنى ويوجب الإخلال في الاحتجاج به
أحيانا، فيكون المراجع على بصيرة من جميع الجهات.
التعرض لوجه الجمع وتصحيح السند أو تضعيفه عند التعارض:
قد أسلفنا أنه لا حاجة إلى تصحيح الأسانيد في الانتفاع عن الأحاديث في العمل
بالمحاسن وترك المساوئ لاستدراك ثوابها من جهة أخبار من بلغ (1)، ولكن عند وقوع
التعارض بين حديثين أو أحاديث اهتممنا بذكر وجه الجمع، والتعرض بحال السند من
حيث الصحة والضعف، للأخذ ببعضها وطرح الآخر.
إفراز المحاسن والمساوئ:
قد جعلنا في تنسيق هذه الموسوعة في ذيل كل حرف من حروف التهجي قسمين:
يختص أحدهما بعناوين المحاسن المبدوة بتلك الحرف، والآخر بعناوين مساوئها، حذرا
عن خلط المحاسن بالمساوئ وإن كان على خلاف رسم تأليف المعاجم وتصنيف دائرة
المعارف في سائر الفنون.
البحث والتحقيق:
تعرضنا لإيراد بعض المطالب اللازمة حول العناوين المعقودة في هذه الموسوعة،
وإذا كان لها مساس بالمعارف الاعتقادية أو المباحث الفقهية أوردناها بالإجمال أو أشرنا
إليها بالاختصار، حذرا عن التطويل.



(1) راجع هامش ص 13.
15
نقل كلمات علماء الأخلاق:
اقتصرنا من نقل كلمات علماء الأخلاق وغيرهم في بعض الموضوعات من
المحاسن والمساوئ بعد التتبع فيها على ما يهمنا ذكره، ولا نرى كثير فائدة في نقل
جميع كلماتهم مع ما فيها من إطالة الكلام. والعمدة استيعاب المأثورات عن منابع الوحي
والتنزيل، واستقصاء ما ورد في المحاسن والمساوئ في الشريعة الغراء، وفيها كنوز
المعارف ومعادن الأسرار، وعلى الله توكلنا وإليه ننيب.
الإحاطة على مآخذ الحديث:
تتبعنا لاستخراج ما ورد من الشرع في المحاسن والمساوئ كتاب الله المنزل القرآن
الكريم - بالتأمل في معانيه بمعونة تفاسيره -، والكتب الأربعة المعروفة في الحديث:
الكافي - أصوله، وفروعه، وروضته - والتهذيبين، ومن لا يحضره الفقيه، وسائر كتب
أصول الحديث المعروفة في القرون الأولى لضبط الأحاديث المروية عن النبي
الأكرم (صلى الله عليه وآله) والأئمة المعصومين (عليهم السلام)، التي هي التراث الثمينة للإمامية المعول عليها في
الأعصار المتوالية.
وتتبعنا ثانيا الكتب المؤلفة في فنون الحديث في القرون التالية والأعصار المتوالية.
وتتبعنا ثالثا جوامع الحديث المؤلفة للإحاطة على جميع أحاديث الإمامية، أعني
" وسائل الشيعة " في عشرين مجلدا، و " بحار الأنوار " في مائة وعشر مجلد، و
" مستدرك الوسائل " في ثمانية عشر مجلدا بحسب الطبع الجديد، وجمعنا ما استخرجناه
من جميعها في سجلات، وقد جعلنا لكل عنوان من عناوين المحاسن والمساوئ سجلا
جمعنا فيه الأحاديث المرتبطة به، وأودعناها كلها في مخازن الحروف التي وضعناها لكل
حرف على حدة، وتحصل من ذلك جمع الأحاديث في كل موضوع من الموضوعات
بأسانيدها ومتونها لضبط مآخذها بتعيين المجلد والصحيفة والطبع.

16
مآخذ الحديث في هذا الكتاب:
وهي على ثلاث مراتب:
ففي المرتبة الأولى: الكتب الأصلية للحديث، المصنفة في القرون الأولى، وهي
ذخائر الشيعة المعول عليها في جميع القرون والأعصار، وهي مآخذ الحديث ومراجعه
في الكتب المصنفة بعدها.
وفي المرتبة الثانية: الكتب المصنفة في القرون الوسطى.
وفي المرتبة الثالثة: جوامع الحديث المدونة لاستقصاء الأحاديث.
مآخذنا من الكتب الأصلية والأصول الأولية وغيرها:
(1) كتاب الكافي - أصوله، وفروعه، وروضته - للشيخ الجليل والمحدث الأوثق
الملقب بثقة الإسلام حقا محمد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة 328 / 329 (1)، وقد
صرح في مقدمته بصحة أحاديثه، حيث قال: " وقلت: تحب أن يكون عندك كتاب يأخذ
منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين (عليهم السلام).... إلى أن قال:
وقد يسر الله وله الحمد - تأليف ما سألت، وأرجو أن يكون بحيث توخيت ".
(2) من لا يحضره الفقيه، للشيخ الصدوق حفظة الشيعة أبي جعفر محمد بن علي بن
الحسين بن بابويه المتوفى سنة 381، وقد صرح لصحة أحاديثه بقوله في مقدمته:
" قصدت إلى إيراد ما أفتي به، وأحكم بصحته، وأعتقد فيه أنه حجة فيما بيني وبين
ربي ".
(3) تهذيب الأحكام والاستبصار، للشيخ الجليل رئيس الطائفة محمد بن الحسن
الطوسي المتوفى سنة 460، استخرج أحاديثه من الأصول المعتبرة، وابتدأ في سند كل



(1) ما ذكرنا من سنة وفاة أرباب الكتب إنما اقتفينا في ذلك ما وجدناه في التراجم، والله سبحانه
وتعالى أعلم.
17
حديث من اسم من أخذ الحديث من كتابه، وذكر في مشيخته سنده وطريقه إليه. ولم نرو
عن الاستبصار، لاندراج أحاديثه في التهذيب.
(4) كتاب الزهد، للحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي، من أعلام الرواة في أوائل
القرن الثالث.
(5) المؤمن، له أيضا.
(6) أصل زيد الزراد، من أصحاب أبي عبد الله الصادق (عليه السلام).
(7) أصل أبي سعيد عباد العصفري ابن يعقوب الرواجني، مات سنة 250.
(8) أصل عاصم بن حميد الحناط، مولى كوفي، ثقة، من أصحاب الصادق (عليه السلام).
(9) أصل زيد النرسي، كوفي، صحيح المذهب، من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام).
(10) أصل جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي، من مشايخ الإجازة، وأبوه من
ثقات أصحاب أبي عبد الله الصادق عليه السلام.
(11) أصل محمد بن مثنى بن القسم الحضرمي الكوفي، ثقة، يروي عن جعفر بن
محمد الحضرمي السابق، ويقرب كونه من معاصري العسكريين (عليهما السلام).
(12) أصل عبد الملك بن حكيم الخثعمي الكوفي، ثقة، من أصحاب أبي عبد الله
الصادق وأبي الحسن الكاظم (عليهما السلام).
(13) أصل مثنى بن الوليد الحناط، مولى كوفي، من أصحاب أبي عبد الله
الصادق (عليه السلام).
(14) أصل خلاد السندي البزاز الكوفي، ثقة، من أصحاب الصادق (عليه السلام).
(15) أصل حسين بن عثمان بن شريك العامري الوحيدي، ثقة يروي، من أصحاب
أبي عبد الله وأبي الحسن (عليهما السلام).
(16) أصل عبد الله بن يحيى الكاهلي، ثقة، من أصحاب الصادق والكاظم (عليهما السلام).
(17) أصل سلام بن أبي عمرة الخراساني الكوفي، ثقة يروي، من أصحاب الباقر
والصادق (عليهما السلام).

18
(18) نوادر علي بن أسباط الكوفي، ثقة، من أصحاب الرضا (عليه السلام).
(19) ديات ظريف بن ناصح، من الأصول المشهورة المعتمدة.
(20) أصل علاء بن رزين القلاء المولى الثقفي، ثقة، جليل القدر، صحب محمد بن
مسلم وتفقه عليه، من أصحاب الصادق (عليه السلام).
(21) ما وجد من كتاب درست بن أبي منصور الواسطي، ثقة، من أصحاب
الصادق (عليه السلام).
(22) كتاب وقعة صفين، لنصر بن مزاحم المتوفى سنة 212.
(23) كتاب مسائل علي بن جعفر المتوفى حدود سنة 220.
(24) كتاب الغارات، لأبي إسحاق إبراهيم بن سعيد المتوفى سنة 283.
(25) كتاب سليم بن قيس الهلالي.
(26) تفسير فرات الكوفي، لأبي القاسم فرات بن إبراهيم الكوفي، من أعلام الغيبة
الصغرى.
(27) بصائر الدرجات، من الأصول المعتبرة، لمحمد بن الحسن بن فروخ الصفار،
من أصحاب العسكري (عليه السلام) المتوفى سنة 290.
(28) قرب الإسناد، وهو من الأصول المعتبرة المشهورة، لأبي العباس عبد الله بن
جعفر الحميري، من أصحاب العسكري عليه السلام.
(29) الأشعثيات (الجعفريات)، لأبي علي محمد بن محمد الأشعث الكوفي، من
أعلام القرن الرابع.
(30) عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، للشيخ أبي جعفر الصدوق.
(31) الخصال، له أيضا.
(32) التوحيد، له أيضا.
(33) علل الشرائع، له أيضا.
(34) الأمالي (المجالس)، له أيضا.

19
(35) ثواب الأعمال، له أيضا.
(36) عقاب الأعمال، له أيضا.
(37) معاني الأخبار، له أيضا.
(38) كمال الدين وتمام النعمة، له أيضا.
(39) المواعظ، له أيضا.
قال المجلسي في مقدمة البحار ص 26: هذه الكتب للصدوق لا تقصر في الاشتهار
عن الكتب الأربعة التي عليها المدار في هذه الأعصار.
(40) فضائل الأشهر الثلاثة، له أيضا.
(41) صفات الشيعة، له أيضا.
(42) مصادقة الإخوان، له أيضا.
(43) المقنع، له أيضا.
(44) الصحيفة السجادية المأثورة عن الإمام سيد الساجدين علي بن الحسين (عليهما السلام).
(45) النوادر، لشيخ القميين أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري، من أصحاب الرضا
والجواد والهادي (عليهم السلام).
(46) التمحيص، لبعض قدمائنا، ويظهر من القرائن الجلية أنه من مؤلفات الشيخ الثقة
أبي علي محمد بن همام الإسكافي المتوفى سنة 336.
(47) كامل الزيارات، للشيخ النبيل الثقة أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه القمي
المتوفى سنة 367، وقد صرح في مقدمته بأنه لا يروي فيه إلا عن ثقة.
(48) المحاسن، للشيخ الجليل الأقدم الثقة أحمد بن محمد بن خالد البرقي المتوفى
سنة 274، وقيل: 280.
(49) الإمامة والتبصرة، للفقيه المحدث أبي الحسن علي بن الحسين بن بابويه
القمي، والد الصدوق، المتوفى سنة 329.
(50) تفسير العياشي، للمحدث الجليل الثقة أبي النصر محمد بن مسعود بن عياش

20
السلمي السمرقندي المعروف بالعياشي، من أعيان علماء الشيعة في أواخر القرن الثالث،
روى عنه الطبري وغيره.
(51) إثبات الوصية، لأبي الحسن علي بن الحسين المسعودي المتوفى سنة 346.
(52) تحف العقول عن آل الرسول، لأبي محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة
الحراني، المعاصر للصدوق.
(53) كفاية الأثر، للشيخ السعيد أبي القاسم علي بن محمد بن علي الخزاز القمي
الرازي، من أعلام القرن الرابع. قال العلامة: كان ثقة من أصحابنا، فقيها، وجها، لم يؤلف
مثله في الإمامة (1).
(54) كتاب الغيبة، للشيخ الأجل ابن أبي زينب محمد بن إبراهيم النعماني، من أعلام
القرن الرابع.
(55) كتاب صحيفة الرضا، المسندة إلى شيخنا أبي علي الطبرسي بإسناده إلى الرضا
عليه السلام، من الكتب المشهورة بين الخاصة والعامة.
(56) الفقه المنسوب إلى الرضا عليه السلام، لبعض قدماء أصحابنا.
وأكثر عباراته موافق لما في " من لا يحضره الفقيه "، وما يذكره والده في رسالته كما
ذكره المجلسي (قدس سره)، ومن هنا احتمل بعض أنه رسالة علي بن موسى والد الصدوق، وهي
كتاب معروف مفقود الأثر.
(57) الأمالي (المجالس)، لأبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري
البغدادي المعروف بالشيخ المفيد المتوفى سنة 413.
(58) الإرشاد، له أيضا.
(59) الإختصاص، له أيضا كما صرح به المجلسي في مقدمة البحار: ص 27، ويشهد
له قوله في أول الكتاب بعد الخطبة: قال محمد بن محمد بن النعمان حدثني أبو غالب، ثم



(1) أنظر خلاصة الأقوال: القسم الأول باب (علي) ص 101.
21
ذكر إلى آخر الكتاب في بدو كل سند بعد قوله: " حدثني " واحدا من مشايخه المحرز
كونه من مشايخه بحسب طبقات الرجال.
(60) المقنعة، له أيضا.
(61) الفصول المختارة من العيون والمحاسن، له أيضا.
(62) نهج البلاغة، للسيد الجليل الرضي محمد بن الحسين الموسوي المتوفى سنة
406.
(63) كنز الفوائد، لأبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي المتوفى سنة 449.
(64) إختيار معرفة الرجال (المعروف برجال الكشي)، لشيخ الطائفة محمد بن
الحسن الطوسي المتقدم ذكره.
(65) فهرست أسماء مصنفي الشيعة (المعروف برجال النجاشي)، للشيخ الجليل
أحمد بن علي النجاشي المتوفى سنة 450.
(66) التفسير المنسوب إلى الإمام الهمام الحسن بن علي العسكري صلوات الله عليه.
قال المجلسي في مقدمة البحار: ص 28 هو من الكتب المعروفة، اعتمد عليه
الصدوق وأخذ منه.
(67) الأمالي (المجالس)، لشيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي المتقدم ذكره.
(68) الغيبة، له أيضا.
(69) الأمالي، لولده الشيخ أبي علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي.
(70) دعائم الإسلام، للقاضي أبي حنيفة النعمان بن أبي عبد الله المغربي المتوفى
سنة 363، ويعرف بأبي حنيفة الشيعي.
(71) تفسير القمي، للشيخ الجليل الثقة علي بن إبراهيم القمي المتوفى بعد سنة 307
كما يظهر من عيون الأخبار. قال في البحار: ج 1 ص 28: هو من الكتب المعروفة، روى
عنه الطبرسي وغيره. وقال في الوسائل: ج 20 ص 68: وقد شهد علي بن إبراهيم بثبوت
أحاديث تفسيره، وأنها مروية عن الثقات عن الأئمة (عليهم السلام).

22
والراوي لهذا التفسير عنه هو المذكور اسمه في أوائل الكتاب بقوله: " حدثني أبو
الفضل العباس بن محمد بن قاسم، قال حدثنا علي بن إبراهيم... الخ ". وقد أدخل فيه
روايات عن أبي الجارود كما يشهد به قوله في ج 1 ص 102: " حدثنا أحمد بن محمد
الهمداني " فذكر السند إلى أبي الجارود عن أبي جعفر (عليه السلام). قال في الذريعة ج 4 ص 304:
وليس قائله علي بن إبراهيم جزما.
أقول: ووجهه أن أحمد بن محمد الهمداني: إما أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني،
وإما أحمد بن محمد بن زياد الهمداني، وكلاهما متأخران عن الكليني، فإن الأول من
تلاميذ الكليني، والثاني يروي عنه الصدوق بلا واسطة مع أنه يروي عن الكليني
بواسطتين، وعلي بن إبراهيم من مشايخ الكليني، فكيف يروي عن أحمد بن محمد
الهمداني؟!
(72) النوادر، للسيد الجليل فضل الله بن علي الحسيني الراوندي، من علماء القرن
الخامس.
(73) قصص الأنبياء، للشيخ قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي المتوفى سنة
573.
(74) الدعوات، له أيضا.
(75) الخرائج والجرائح، له أيضا.
(76) الإحتجاج، لأبي منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي، أستاذ ابن شهرآشوب
، من علماء القرن السادس.
(77) روضة الواعظين، للشيخ محمد بن علي بن أحمد الفارسي المتوفى سنة 508،
صرح به تلميذه ابن شهرآشوب في " معالم العلماء " قال: له " معاني التفسير " و " روضة
الواعظين ". قال المجلسي في مقدمة البحار ص 9: هو من الكتب المشهورة عند الشيعة.
(78) غرر الحكم، لعبد الواحد بن محمد التميمي الآمدي المتوفى بعد سنة 520.
(79) تفسير مجمع البيان، لأبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفى سنة 548.

23
(80) المناقب، للشيخ الفقيه رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب المتوفى سنة
588.
(81) مكارم الأخلاق، لرضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي، من أعلام
القرن السادس.
(82) السرائر، لأبي عبد الله محمد بن إدريس العجلي الحلي المتوفى سنة 598.
(83) مجموعة ورام، لأبي الحسين ورام بن أبي فراس المتوفى سنة 605.
(84) الأربعون حديثا، للسيد محمد بن عبد الله، المعروف بابن زهرة الحلبي
المتوفى سنة 634، وقيل: 626.
(85) الفضائل، لابن شاذان المتوفى سنة 660 تقريبا.
(86) محاسبة النفس، للسيد علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس المتوفى
سنة 664.
(87) فلاح السائل، له أيضا.
(88) الأمان من أخطار الأسفار والأزمان، له أيضا.
(89) اللهوف، له أيضا.
(90) سعد السعود، له أيضا.
(91) فرحة الغري، لغياث الدين السيد عبد الكريم بن طاووس المتوفى سنة 693.
(92) مشكاة الأنوار، لأبي الفضل علي الطبرسي المتوفى في أوائل القرن السابع.
(93) شرائع الإسلام، للشيخ الأجل المحقق نجم الدين جعفر بن الحسن الحلي
المتوفى سنة 676.
(94) المختصر النافع، له أيضا.
(95) نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، للحسين بن محمد بن الحسن الحلواني، وقد صرح
بذلك مؤلفه في خاتمة الكتاب، ونسبه إليه في " الذريعة ": ج 24 ص 127، ولكن نسبه في
" المستدرك ": ج 3 ص 327 إلى أبي يعلى محمد بن الحسن بن حمزة الجعفري، وقد ذكر

24
في الذريعة ثانيا: نزهة الناظر وتنبيه الخاطر لأبي يعلى محمد بن الحسن بن حمزة، ثم
قال: ذكره في " معالم العلماء " بعد ما ذكر مثله لتلميذه حسين بن محمد بن الحسن.
أقول: النسخة التي نسبها في " المستدرك " إلى أبي يعلى هي بعينها النسخة المؤلفة
للحسين بن محمد، فإنه ذكر أنه قال في آخر الكتاب: لمع مما روي عن مولانا صاحب
الزمان، أخبرني الشيخ أبو القاسم.... فساق الخبر المعروف في ذكر جماعة زهاء ثلاثين
كانوا عند المستجار وشاهدوا الصاحب (عليه السلام)، وهذه بعينها آخر نسخة حسين بن محمد
ابن الحسن المطبوعة الموجودة عندنا.
وأما ما ذكره في " معالم العلماء " من تعدد " نزهة الناظر وتنبيه الخاطر " أحدهما
للحسين بن محمد والآخر لأستاذه أبي يعلى فيستبعد جدا تصنيف الأستاذ وتلميذه كل
منهما كتابا على حدة، وسمى كل منهما كتابه باسم الآخر بعينه، والمظنون المتاخم بالعلم
أن الكتاب المسمى بنزهة الناظر وتنبيه الخاطر كتاب واحد صنفه حسين بن محمد.
وغاية ما يمكن في وجه انتسابه إلى أستاذه أن يكون بإملائه أو تحت إشرافه.
(96) أعلام الدين، للشيخ الجليل الحسن بن أبي الحسن الديلمي، من علماء القرن
الثامن.
(97) جامع الأخبار، لمحمد بن محمد (قيل: الشعيري)، من علماء القرن الثامن.
أقول: ويشهد له قوله في الفصل 78 من الكتاب فصل تقليم الأظفار: " وقال محمد
ابن محمد مؤلف هذا الكتاب: قال أبي في وصيته... الخ "، ولكنه لم يصرح بأنه الشعيري.
ويشهد لكونه من القرن الثامن ما في آخر نسخة خطية من الكتاب: " وكتب مؤلفه محمد
ابن محمد بن محمد السبزواري وفرغ منه يوم الخميس السادس من صفر سنة تسع
وسبعين وسبعمائة ".
(98) مصباح الشريعة، لم يعرف مؤلفه، روى فيه عن الصادق.
وقد استحسنه السيد ابن طاووس في " أمان الأخطار " قال (في فصل 7 ص 91):
" ويصحب (أي المسافر) معه كتاب مصباح الشريعة، فإنه كتاب لطيف شريف في

25
التعريف بالتسليك إلى الله والإقبال عليه، والظفر بالأسرار التي اشتملت عليه "،
واستنكره صاحب الوسائل في آخر كتاب الهداية (على ما في المستدرك: ج 3
ص 330)، قال: " كتاب مصباح الشريعة فيه أشياء منكرة مخالفة للمتواترات "، وقال
المجلسي في البحار ج 1 ص 32: " فيه بعض ما يريب اللبيب، وأسلوبه لا يشبه سائر
كلمات الأئمة وآثارهم ".
(99) إرشاد القلوب، للشيخ أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي، كان معاصرا لفخر
المحققين المتوفى سنة 771.
(100) التنقيح الرائع، لجمال الدين مقداد بن عبد الله الحلي المتوفى سنة 826.
(101) عدة الداعي، لأحمد بن فهد الحلي المتوفى سنة 841.
(102) محاسبة النفس، للشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي المتوفى
بعد سنة 895.
(103) مختصر بصائر الدرجات، للشيخ حسن بن سليمان الحلي، تلميذ الشهيد
الأول، من علماء أوائل القرن التاسع.
(104) عوالي اللآلي، لمحمد بن علي بن إبراهيم المعروف بابن أبي جمهور المتوفى
سنة 940. قال المجلسي في مقدمة البحار: ص 31 وهذا الكتاب وإن كان مشهورا ومؤلفه
في الفضل معروفا لكنه لم يميز القشر من اللباب، وأدخل متعصبي المخالفين بين روايات
الأصحاب.
(105) كشف الريبة عن أحكام الغيبة، للشهيد الثاني زين الدين علي بن أحمد
العاملي المستشهد سنة 966.
(106) منية المريد، له أيضا.
(107) مسكن الفؤاد، له أيضا.
(108) وسائل الشيعة، لمحمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى سنة 1104.
(109) الجواهر السنية في الأحاديث القدسية، له أيضا.

26
(110) إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، له أيضا.
(111) بحار الأنوار، للعلامة المولى محمد باقر المجلسي المتوفى سنة 1111.
(112) المحجة البيضاء في إحياء الإحياء، للمولى محمد محسن الفيض الكاشاني
المتوفى سنة 1091.
(113) الجواهر، لشيخ الفقهاء والمحققين الشيخ محمد حسن النجفي المتوفى سنة
1266.
(114) المكاسب، للشيخ المحقق الفريد الوحيد شيخنا المرتضى الأنصاري
المتوفى سنة 1281.
(115) جامع السعادات، للمولى محمد مهدي النراقي المتوفى سنة 1209.
(116) مستدرك وسائل الشيعة، للمحدث الشهير الحاج ميرزا حسين النوري
المتوفى سنة 1320.
(117) تصنيف غرر الحكم، للآمدي، رتبه الشيخ مصطفى الدرايتي.
(118) مستمسك العروة الوثقى، للعلامة الفقيه الفقيد، الآية العظمى السيد محسن
الحكيم (قدس سره).
(119) مصباح الفقاهة، من تقرير أبحاث العلامة الفقيه الفقيد الآية العظمى السيد
الخوئي قدس سره.
(120) التنقيح، من تقرير أبحاثه أيضا.
(121) المستند، من تقرير أبحاثه أيضا.
(122) حدود الشريعة، للعالم الفاضل محمد آصف المحسني.
(123) من هو المهدي (عليه السلام)، للحقير مؤلف هذه الموسوعة أبو طالب التجليل
التبريزي.
(124) براهين المعارف الإلهية والعقائد الحقة للإمامية، له أيضا.
(125) ارزشها وضد ارزشها در قرآن كريم، باللغة الفارسية، له أيضا.

27
(126) معجم الثقات، له أيضا.
(127) التعليقات الاستدلالية على " العروة الوثقى "، له أيضا.
(128) التعليقات الاستدلالية على " الوسيلة "، له أيضا.
(129) التعليقات على المكاسب، له أيضا.
(130) التعليقات على إثبات الهداة، له أيضا.
كتب الحديث التي نروي عنها بالواسطة:
ما سردناه هي الكتب التي تتبعنا فيها واستخرجنا منها الأحاديث المروية في
المحاسن والمساوئ، وأما الكتب التي نروي عنها بالواسطة فلم نذكر أسماءها هاهنا،
ولكن ذكرنا كل واحد منها عند الرواية عنه.
مشخصات طبعة الكتب التي ننقل عنها بتعيين الجلد والصفحة:
ومما ينبغي تبيينه مشخصات طبعة الكتب التي ننقل عنها بتعيين الجلد والصفحة،
ولأجل أن يكون تعيين موضع الحديث في الطبعة التي عندنا مفيدا لتعيين موضعه من
طبعة أخرى ذكرنا في هذا الجدول تعداد صفحات الطبعة التي ننقل عنها من كل واحد من
الكتب، ليسهل تعيين موضع الحديث من أي طبعة أخرى بملاحظة موضعه في هذه الطبعة
بمعونة مقايسة تعداد مجموع صفحاتها مع تعداد مجموع صفحات تلك الطبعة:
1 - إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات، ط المطبعة العلمية بقم مع ملحقاتنا، ج 1
في 767 صفحة، ج 2 في 591 صفحة، ج 3 في 774 صفحة.
2 - إثبات الوصية، ط قم مكتبة بصيرتي في 263 صفحة.
3 - الاثنا عشرية في المواعظ العددية، ط طهران المطبعة الإسلامية في 452 صفحة.
4 - الإحتجاج، ط مشهد نشر المرتضى سنة 1403 في 509 صفحة.
5 - إحقاق الحق وملحقاته، ط طهران إلى ج 13 وبعده بقم من سنة 1376 إلى سنة

28
1414.
6 - إحياء العلوم، ط مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة 1347، في أربعة مجلدات.
7 - الأربعون حديثا، ط قم مطبعة مهر سنة 1405 في 82 صفحة.
8 - الإختصاص، ط قم من منشورات جماعة المدرسين في 366 صفحة.
9 - الإرشاد، ط قم مكتبة بصيرتي في 366 صفحة.
10 - إرشاد القلوب، ط قم منشورات الشريف الرضي في 445 صفحة.
11 - الأشعثيات، ط طهران مكتبة نينوى بالأفست المطبوعة مع قرب الإسناد في
251 صفحة.
12 - أصول الكافي، المذيل بترجمة فارسية في أربعة مجلدات، ج 1 في 395 صفحة
إلى باب (أن الأئمة لأخبروا كل امرئ بما له وعليه)، ج 2 في 505 صفحة إلى آخر كتاب
الحجة، ج 3 في 429 صفحة إلى باب العجب، ج 4 في 500 صفحة إلى آخر كتاب العشرة،
ط طهران دفتر نشر فرهنگ أهل بيت سنة 1389.
13 - الأصول الستة عشر، ط طهران مطبعة الحيدري سنة 1371 في 170 صفحة،
ويشمل على: أصول زيد الزراد، وأبي سعيد العصفري، وعاصم بن حميد، وزيد النرسي،
وجعفر بن محمد الحضرمي، ومحمد بن مثنى، وعبد الملك بن حكيم، ومثنى بن الوليد،
وخلاد السندي، وحسين بن عثمان، والكاهلي، وسلام بن أبي عمرة، ونوادر علي بن
أسباط، وديات ظريف بن ناصح، وأصل علاء بن رزين، وما وجد من كتاب درست بن
أبي منصور.
14 - أعلام الدين في صفات المؤمنين، ط آل البيت بقم سنة 1408 في 467 صفحة.
15 - أمالي الشيخ الصدوق، طبع مع ترجمة فارسية في طهران المكتبة الإسلامية
سنة 1362 ش في 680 صفحة.
16 - أمالي الشيخ المفيد، ط طهران المطبعة الإسلامية سنة 1403 في 355 صفحة.
17 - أمالي الشيخ أبي جعفر الطوسي، المطبوع مع أمالي ابنه أبي علي الطوسي من

29
ج 2 ص 138 - 347 ط النجف مطبعة النعمان.
18 - أمالي الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي، المطبوع في جلدين، ج 1 في 399
صفحة، ج 2 في 137 صفحة، وبعده أمالي أبيه ط النجف مطبعة النعمان سنة 1384.
19 - الإمامة والتبصرة، ط قم مدرسة الإمام المهدي سنة 1404 في 142 صفحة.
20 - الأمان من أخطار الأسفار والأزمان، ط قم مؤسسة آل البيت سنة 1409 في
198 صفحة.
21 - بحار الأنوار، ط بيروت مؤسسة الوفاء سنة 1403 في مائة وعشرة مجلدات.
22 - بصائر الدرجات، ط تبريز شركت چاپ كتاب سنة 1381 في 538 صفحة.
23 - تحف العقول، ط قم مؤسسة النشر الإسلامي سنة 1404 في 515 صفحة.
24 - تصنيف غرر الحكم للآمدي، ط قم مكتب الإعلام الإسلامي في 484 صفحة.
25 - التفسير المنسوب إلى العسكري، ط قم مدرسة الإمام المهدي سنة 1409 في
677 صفحة.
26 - تفسير الثقلين، ط قم المطبعة العلمية في خمس مجلدات، الأول 787 صفحة
والثاني 558 صفحة والثالث 629 صفحة والرابع 634 صفحة والخامس 727 صفحة.
27 - تفسير فرات الكوفي، ط طهران سنة 1410 في 622 صفحة.
28 - تفسير العياشي، ط طهران المكتبة العلمية الإسلامية سنة 1381 في مجلدين،
ج 1 في 387 صفحة، ج 2 من سورة الأعراف في 353 صفحة.
29 - تفسير القمي، ط قم مطبعة الخيام سنة 1404.
30 - تفسير مجمع البيان، ط طهران مؤسسة المعارف الإسلامية سنة 1379 في عشرة
أجزاء، ج 1 و 2 إلى آخر آل عمران في 562 صفحة، و ج 3 و 4 إلى آخر الأنفال في 563
صفحة، ج 5 و 6 إلى آخر سورة مريم في 533 صفحة، ج 7 و 8 إلى آخر سورة المؤمن في
535 صفحة، ج 9 و 10 إلى آخر القرآن في 571 صفحة.
31 - التمحيص، ط قم مدرسة الإمام المهدي سنة 1404 في 75 صفحة.

30
32 - التنقيح الرائع في شرح المختصر النافع، ط قم مطبعة الخيام سنة 1404 في
أربعة مجلدات.
33 - التنقيح في شرح العروة الوثقى، ط النجف في ستة مجلدات.
34 - التوحيد، ط قم مؤسسة النشر الإسلامي في 461 صفحة.
35 - التهذيب، ط طهران دار الكتب الإسلامية سنة 1390 في عشر مجلدات، ج 1
في 469 صفحة " الطهارة "، ج 2 في 383 صفحة، ج 3 في 334 صفحة " الصلاة "، ج 4 في
334 صفحة " الزكاة والصيام "، ج 5 في 493 صفحة " الحج "، ج 6 في 399 صفحة
" المزار والجهاد والقضايا والمكاسب "، ج 7 في 491 صفحة " التجارات والنكاح "، ج 8
في 325 صفحة " الطلاق والعتق والأيمان "، ج 9 في 398 صفحة " الصيد والصدقات
والوصايا والمواريث "، ج 10 في 316 صفحة " الحدود والديات "، " المشيخة " في 88
صفحة.
36 - ثواب الأعمال، طبع مع عقات الأعمال في 348 صفحة بطهران مكتبة الصدوق
سنة 1391.
37 - جامع الأخبار، ط النجف المكتبة الحيدرية سنة 1363 في 186 صفحة.
38 - جامع الأصول، ط بيروت دار إحياء التراث العربي سنة 1404 في اثني عشر
مجلدا.
39 - جامع السعادات، ط قم مطبوعات إسماعيليان في ثلاثة مجلدات، ج 1 في
370 صفحة، ج 2 في 413 صفحة، ج 3 في 404 صفحة.
40 - الجواهر السنية في الأحاديث القدسية، ط مشهد انتشارات طوس في 376
صفحة.
41 - جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، ط دار الكتب الإسلامية بطهران سنة
1392 - 1398 في ثلاثة وأربعين مجلدا.
42 - الخرائج والجرائح، ط مؤسسة الإمام المهدي (عليه السلام) بقم سنة 1409 في 1176

31
صفحة.
43 - الخصال، ط قم منشورات جماعة المدرسين سنة 1403 في 652 صفحة.
44 - دعائم الإسلام، ط طهران دار المعارف سنة 1383 في مجلدين، ج 1 في 399
صفحة، ج 2 في 541 صفحة.
45 - دعوات الراوندي، ط قم مدرسة الإمام المهدي سنة 1408 في 173 صفحة.
46 - رجال النجاشي (فهرست أسماء مصنفي الشيعة) ط حجر 1371، في 320
صفحة.
47 - رجال الكشي (إختيار معرفة الرجال)، ط مشهد سنة 1348 في 616 صفحة
مع فهارس مبسوطة في 343 صفحة للعالم الفاضل المصطفوي.
48 - روضة الكافي، ط طهران الانتشارات العلمية الإسلامية، المطبوعة مع ترجمتها
في مجلدين، ج 1 في 289 صفحة، ج 2 في 259 صفحة.
49 - روضة الواعظين، ط نجف سنة 1386 في 509 صفحة.
51 - الزهد، ط المطبعة العلمية بقم سنة 1399 في 106 صفحة.
51 - السرائر، المطبعة العلمية بقم سنة 1390 في 495 صفحة.
52 - سعد السعود، ط منشورات الرضي بقم سنة 1363 في 298 صفحة.
53 - الصحيفة السجادية، ط حسينية الإرشاد بطهران في 659 صفحة.
54 - صحيفة الرضا (ع)، ط صنعاء سنة 1353 في 67 صفحة.
55 - صفات الشيعة، ط طهران سنة 1381 في 51 صفحة.
56 - عدة الداعي، ط دار الكتاب الإسلامي سنة 1407 في 339 صفحة.
57 - علل الشرائع، ط المكتبة الحيدرية بالنجف سنة 1385 في 610 صفحة.
58 - عوالي اللآلئ، ط مطبعة سيد الشهداء بقم سنة 1403 في أربعة مجلدات، ج 1
في 457 صفحة، و ج 2 في 369 صفحة، و ج 3 في 666 صفحة، و ج 4 في 161 صفحة.
59 - عيون الأخبار، ط قم مكتبة الطوسي سنة 1363 ش في جلدين، ج 1 في 320

32
صفحة، ج 2 في 288 صفحة.
60 - عقاب الأعمال، المطبوع مع ثواب الأعمال في طهران مكتبة الصدوق سنة
1391 في 347 صفحة.
61 - الغارات، ط دار الكتاب الإسلامي سنة 1410 في 454 صفحة.
62 - غرر الحكم، المترجم بالفارسية، ط طهران بطبع أفست من خط الهريسي سنة
1337 في 880 صفحة.
63 - الغيبة للشيخ الطوسي، ط طهران ناصر خسرو في 286 صفحة.
64 - فرحة الغري، ط قم منشورات الرضي في 160 صفحة.
65 - الفصول المختارة من العيون والمحاسن، ط قم المؤتمر العالمي لألفية الشيخ
المفيد في 342 صفحة.
66 - فضائل الأشهر الثلاثة، ط النجف في مطبعة الآداب سنة 1396 في 148
صفحة.
67 - الفضائل لابن شاذان، ط النجف المطبعة الحيدرية في 175 صفحة.
68 - الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (ع)، ط مشهد المؤتمر العالمي سنة 1406 في
411 صفحة.
69 - فلاح السائل، ط قم دفتر تبليغات إسلامي في 291 صفحة.
70 - قرب الإسناد، ط طهران مكتبة نينوى بالأفست من المخطوطة سنة 1369 في
175 صفحة.
71 - قصص الأنبياء، ط الآستانة الرضوية سنة 1409 في 372 صفحة.
72 - الكافي (فروعه)، المطبوع مع أصول الكافي وروضته في ثمانية مجلدات، ط
طهران دار الكتب الإسلامية سنة 1362 ش، والفروع في ج 3 و 4 و 5 و 6 و 7، ج 3 من
الطهارة إلى أول أبواب الصدقة في 569 صفحة، ج 4 من أبواب الصدقة إلى آخر الزيارات
في 589 صفحة، ج 5 من الجهاد إلى آخر النكاح في 574 صفحة، ج 6 من العقيقة إلى آخر

33
الدواجن في 554 صفحة، (ج 7) من الوصايا إلى آخر الكتاب في 464 صفحة.
73 - كامل الزيارات، ط النجف المكتبة الرضوية سنة 1356 في 337 صفحة.
74 - كتاب سليم بن قيس الهلالي، طبع مع ترجمته بالفارسية بقم انتشارات أهل
البيت (عليهم السلام)، في 547 صفحة.
75 - كشف الريبة عن أحكام الغيبة، المطبوع مع محاسبة النفس ط طهران المكتبة
المرتضوية في 97 صفحة.
76 - كفاية الأثر، ط قم مطبعة الخيام سنة 1401 في 309 صفحة.
77 - كمال الدين، ط طهران مكتبة الصدوق سنة 1395 في 681 صفحة.
78 - كنز الفوائد، ط قم منشورات دار الذخائر سنة 1410 في مجلدين، ج 1 في
391 صفحة، ج 2 في 240 صفحة.
79 - اللهوف، ط مؤسسة الكتب المذهبية بقم في 128 صفحة.
80 - المؤمن، ط قم مدرسة الإمام المهدي سنة 1404 في 73 صفحة.
81 - مجموعة ورام (تنبيه الخواطر ونزهة النواظر)، ط قم مكتبة الفقيه بالأفست من
طبعة بيروت في جلدين، ج 1 في 304 صفحة، ج 2 في 305 صفحة.
82 - محاسبة النفس للكفعمي، ط طهران المكتبة المرتضوية سنة 1390 في 85
صفحة.
83 - محاسبة النفس للسيد ابن طاووس، ط طهران المكتبة المرتضوية سنة 1390
في 38 صفحة.
84 - المحاسن، ط قم دار الكتب الإسلامية في 648 صفحة.
85 - المحجة البيضاء في إحياء الإحياء، ط طهران المكتبة الإسلامية في أربعة
مجلدات، ج 1 في 459 صفحة، ج 2 في 451 صفحة، ج 3 في 431 صفحة، ج 4 في 517
صفحة.
86 - مختصر بصائر الدرجات، ط المكتبة الحيدرية في النجف سنة 1370 في 228

34
صفحة.
87 - المختصر النافع، ط دار الكتاب العربي بمصر في 316 صفحة.
88 - مسائل علي بن جعفر ومستدركاتها، ط المؤتمر العالمي للإمام الرضا (عليه السلام)
بمشهد سنة 1409 في 351 صفحة.
89 - مستدرك الوسائل، ط طهران المكتبة الإسلامية بطبع أفست سنة 1383 في
ثلاثة مجلدات، ج 1 في 602 صفحة، ج 2 في 646 صفحة، ج 3 في 878 صفحة.
90 - مستمسك العروة الوثقى، ط النجف في أربعة عشر مجلدا.
91 - المستند في شرح العروة الوثقى، ط قم.
92 - مسكن الفؤاد عند فقد الأحبة والآل، ط قم سنة 1407 في 158 صفحة.
93 - مشكاة الأنوار، ط النجف المكتبة الحيدرية سنة 1385 في 335 صفحة.
94 - مصادقة الإخوان، ط قم مع ترجمة فارسية سنة 1402 في 83 صفحة.
95 - مصباح الشريعة، ط طهران مركز نشر كتاب سنة 1378 في 66 صفحة.
96 - مصباح الفقاهة، ط النجف وقم في سبعة مجلدات.
97 - معاني الأخبار، ط قم سنة 1361 ش في 413 صفحة.
98 - معجم الثقات، ط قم مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين.
99 - المغني عن حمل الأسفار، ط بذيل " إحياء العلوم " الطبعة المذكورة.
100 - المقنعة، ط قم مكتبة الداوري في 137 صفحة.
101 - مكارم الأخلاق، ط بيروت مؤسسة الأعلمي سنة 1392 في 477 صفحة.
102 - المكاسب، ط تبريز بخط طاهر خوشنويس.
103 - من لا يحضره الفقيه، ط طهران دار الكتب الإسلامية سنة 1390 في أربعة
مجلدات، ج 1 إلى آخر الصلاة في 359 صفحة، ج 2 إلى أول أبواب القضايا في 383
صفحة، ج 3 إلى آخر الطلاق وباب معرفة الكبائر في 377 صفحة، ج 4 إلى آخر الكتاب
في 302 صفحة، والمشيخة في 137 صفحة.

35
104 - من هو المهدي؟ ط قم مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين.
105 - مناقب ابن شهرآشوب، ط قم المطبعة العلمية في أربعة مجلدات، ج 1 في
332 صفحة، ج 2 في 388 صفحة، ج 3 في 402 صفحة، ج 4 في 443 صفحة.
106 - منية المريد، ط قم مطبعة الخيام سنة 1402 في 205 صفحة.
107 - المواعظ، المطبوع مع ترجمته بطهران المكتبة المرتضوية في 135 صفحة.
108 - نزهة الناظر وتنبيه الخاطر، ط قم مدرسة الإمام المهدي سنة 1408 في 152
صفحة.
109 - النوادر، لأحمد بن محمد بن عيسى، ط قم مدرسة الإمام المهدي في 139
صفحة.
110 - نوادر الراوندي، ط النجف منشورات المكتبة الحيدرية المطبوع مع غيبة
الشيخ سنة 1370 في 56 صفحة.
111 - نهج البلاغة، المطبوع مع ترجمته في طهران مركز نشر آثار فيض الإسلام في
1307 صفحة.
112 - وسائل الشيعة، ط طهران المكتبة الإسلامية سنة 1383 في عشرين مجلدا.
113 - وقعة صفين، المطبوع سنة 1382 بالقاهرة ط المؤسسة العربية الحديثة في
559 صفحة.
مآخذنا من كتب أهل السنة:
ننقل في هذه الموسوعة في بعض موضوعاتها عن كثير من كتب أهل السنة بواسطة
ملحقات إحقاق الحق يطول ذكر أسمائها.
واقتصرنا في سائر الموضوعات على التتبع في موسوعة " جامع الأصول " الجامع
لأحاديث الصحاح الست المعتبرة عندهم. وأوردنا - أيضا - ما جمعه من الأحاديث في
" إحياء العلوم " المصنف في خصوص الموضوعات الأخلاقية، و " المغني عن حمل

36
الأسفار " الموضوع لتعيين مآخذ أحاديثه.
كتب غير الحديث التي نقلنا عنها:
ما نقلنا عنها من المطالب غير الحديث، عن كتب الفقه واللغة وغيرها من الفنون فلا
يهمنا ذكرها هاهنا، والمهم هو تبيين مآخذ الأحاديث المأثورة عن النبي الأكرم والأئمة
المعصومين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
شكر وتقدير:
نحمد الله تعالى على أن وفقنا لتصنيف هذه الموسوعة بفضله ومنه، ونستمد منه على
إتمامه بلطفه وكرمه، وأن يجعل نياتنا خالصة لوجهه الكريم، وعليه أتوكل وإليه أنيب،
وما توفيقي إلا بالله العظيم.
ومن الواجب أن أشكر الأفاضل الأفاخم الذين ساعدوني على ذلك في تتبع بعض
الكتب، وهم:
(1) الفاضل البارع حجة الإسلام السيد علي الموسوي الزنجاني دامت توفيقاته.
(2) الفاضل البارع حجة الإسلام السيد أبو محمد المرتضوي القزويني دامت بركاته.
(3) العالم التقي النقي حجة الإسلام والمسلمين الميرزا علي الرباني التبريزي دامت
بركاته.
وفي تعيين موضع بعض الأحاديث المذكورة في الجوامع من الكتب المنقولة عنها،
وإفراز مدارك كل حديث:
(1) العالم التقي المذكور.
(2) الفاضل البارع حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الحميد أصلي نژاد السرابي
دامت بركاته.
وفي تطبيق مدارك كل حديث بعضها مع بعض سندا ومتنا وضبط موارد اختلافها

37
الفاضل البارع السرابي المذكور.
وفي الاستنساخ والتنظيم:
الفاضل المجد المجيد السيد علي أكبر العلوي دامت توفيقاته.
وفي التصحيح والتنقيح:
الفاضل المجد الشيخ أبو ماجد شالبافى دامت توفيقاته. وغيرهم ممن ساعدوا في
نشر هذه الموسوعة، شكر الله سعيهم وجزاهم بأحسن جزاء المحسنين بحق محمد وآله
الطاهرين.
قم - حرم آل محمد صلوات الله عليهم أجمعين
الحوزة العلمية
أحقر عباد الله أبو طالب التجليل التبريزي

38
حرف الألف

39
عناوين قسم المحاسن
(1) الإيمان = الفرق بين الإيمان والإسلام - لا ينفك الإيمان عن العمل -
الإيمان هو المعرفة بالقلب والإقرار باللسان والعمل بالأركان - الإيمان له مراتب
شديدة وضعيفة وهو مقسم على الجوارح - أسهم الإيمان - أركان الإيمان في
القلب - دعائم الإيمان وشعبها - درجات الإيمان - لوازم الإيمان - ما يستكمل به
الإيمان - علامات المؤمن في القرآن - بعض الأحاديث الواردة في علامات
المؤمن - فضيلة المؤمن في القرآن - صفات المؤمن - شرط الإيمان الولاية
ومعرفة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) - المؤمن مقرون بالإيذاء - شدة ابتلاء المؤمن.
(2) الإسلام = سائر الأقسام غير المؤمن والمسلم (الكافر، والمنافق،
والمرجي لأمر الله، والمستضعف) (3) إيثار هوى الله على هوى النفس (4) إيثار
الغير على نفسه - إيثار رسول الله (صلى الله عليه وآله) - إيثار أمير المؤمنين علي (عليه السلام) - إيثار
الصديقة الطاهرة (عليها السلام) - إيثار أهل بيت الرسالة علي وفاطمة والحسن
والحسين (عليهم السلام) - إيثار علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام) - إيثار أبي الفضل
العباس بن علي (عليه السلام) - إيثار علي بن الحسين الشهيد بكربلاء - إيثار أصحاب
الحسين (عليه السلام) - إيثار بعض الأصحاب - إيثار أبي رافع - إيثار محمد بن أبي عمير -
الإيثار على نفسه لا على عياله (5) إيواء اليتيم (6) إيواء الأرملة (7) ابتداء كل

41
فعل بالتسمية (8) الابتداء بالتسمية في الوضوء (9) الابتداء بالتسمية في الكلام -
التسمية عند الركوب - التسمية عند إتيان أهله (10) ابتداء الطعام بالتسمية -
التسمية على كل لون من الطعام - التسمية على كل إناء - إعادة التسمية عند العود
إلى الطعام بعد قطعه - إذا سمى واحد على المائدة أجزأ عن الجميع - إن نسي
التسمية في أول الطعام يقول: بسم الله على أوله وآخره - إن نسي التسمية ذكرها
بعد - كفى التسمية في أول اليوم لنسيانه فيه (11) ابتداء الكتابة بالتسمية - تجويد
كتابة البسملة (12) الابتهال بالدعاء (13) إبرار القسم (14) إبلاغ حاجة من لا
يستطيع إبلاغها (15) اتباع السيئة بالحسنة (16) الاتحاد (17) اتخاذ المصحف
في البيت (18) اتخاذ الطريق الوسطى (19) اتخاذ الدواجن في البيوت - اتخاذ
الديك - اتخاذ الحمامة في البيوت - اتخاذ الشاة في البيوت - اتخاذ الورشان في
البيوت (20) الإتيان بما يأمر به غيره من المعروف والترك لما ينهاهم عنه من
المنكر (21) الإتيان إلى الناس بما يحب أن يأتوا به إليه (22) إجابة المنادي
بالاستعانة من المسلمين (23) إجابة دعوة المؤمن إلى الطعام - النهي عن إجابة
من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء - النهي عن استتباع ولده إذا دعي إلى طعام
(24) إجارة الأكفان (25) إجارة المؤمن - إجارة من تعوذ بالله (26) الاجتهاد
(27) الإجلال لذكر الله (28) إجلال ذي الشيبة المؤمن (29) الإحتراف (30)
احتساب البلاء عند الله والتأسي بأولياء الله (31) احتساب موت الأولاد عند الله
(32) الاحتياط (33) احتمال المؤونة (34) احتجاج المؤمن (35) إحراق
الحيوان الموطوء (36) الاحرام على من يدخل إلى حرم الله - نصوص وجوب
الاحرام على من يدخل إلى حرم الله - واجبات الإحرام - محرمات الإحرام
ومكروهاته (37) إحسان ما بينه وبين الله (38) الإحسان وصنيع المعروف إلى
الغير (39) الإحسان إلى ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله) واصطناع المعروف إليهم (40)
الإحسان إلى الوالدين (41) الإحسان إلى أهله وعائلته (42) الإحسان إلى

42
البنات (43) الإحسان إلى الصبيان لا سيما الأيتام (44) الإحسان إلى الجيران
(45) الإحسان إلى الفقراء (46) الإحسان إلى الرعية (47) الإحسان واصطناع
المعروف إلى أخيه المؤمن (48) الإحسان وصنيع المعروف إلى أهله وغير أهله
وتقديم أهل المعروف على غير أهله (49) الإحسان وصنيع المعروف إلى البر
والفاجر - النهي عن وضع المعروف في غير موضعه (50) الإحسان إلى من أساء
إليه - إحسان أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى قاتله (51) الإحسان إلى من يكفر إحسانه
(52) الإحسان إلى كل من طلبه (53) شرط الإحسان وصنيع المعروف (54)
شرائط كمال الإحسان (55) استتمام الإحسان (56) الإحسان واصطناع
المعروف إلى عدوه (57) الإحسان واصطناع المعروف بقلبه ويده ولسانه (58)
الوساطة في الإحسان وإجراء المعروف على يده (59) الإحسان إلى الذبيحة
(60) إحسان الوصية (61) إحسان الشعر (62) إحياء أمر آل محمد بالاجتماع
والمذاكرة (63) إخبار أخوان الميت ليشهدوا جنازته (64) إخدام المؤمن
(65) أخذ الدين ومعارفه وأحكامه بعد النبي من القرآن وأوصيائه المعصومين من
عترته (66) أخذ قول الحق ولو من أهل الباطل (67) أخذ حق المظلوم من الظالم
(68) الأخذ بيد العاثر (69) أخذ القذى عن المؤمن (70) الأخذ والإعطاء
باليمين دون اليسار (71) إخراج حق الله من ماله (72) إخراج النفقة مع الرفقاء
في السفر (73) إخراج الفضل من ماله (74) الإخلاص في الدين وشهادة أن لا إله
إلا الله مخلصا بها لله تعالى - علامة الإخلاص (75) الإخلاص في العبادة (76)
الإخلاص في عمل الخير (77) الإخلاص في كل شئ (78) الإخلاص الكامل -
إخلاص أمير المؤمنين (عليه السلام) - إخلاص علي بن الحسين (عليه السلام) - عباد الله المخلصين
بفتح اللام (79) إخفاء الفقر (80) إخفاء الإحسان والصدقة المندوبة (81) إخفاء
العبادة (82) إخفاء الحسنة والسيئة (83) الأخوة في الله - أقسام الأخوة - صفات
الإخوان - اكتساب الأخ في الله - تجديد الأخوة في الله (84) أداء الأمانة - أداء

43
الأمانة إلى البر والفاجر - أمانة رسول الله (صلى الله عليه وآله) (85) أداء الدين - أمر
الحسين (عليه السلام) مناديا ينادي: لا يقتل معنا رجل عليه دين (86) أداء الفرائض (87)
أداء الحقوق (88) الأدب (89) تأديب النفس (90) تأديب أهل البيت للصلاة
(91) تأديب الولد وتربيته بالدين في السنين المختلفة - ضرب الصبي للتأديب
(92) إدارة السبحة من التربة الحسينية (93) الأذان والإقامة - فضل المؤذن -
آداب الأذان والإقامة - المنصوب للأذان - تكرار ما يقوله المؤذن - الأذان
والإقامة في أذن المولود (94) الإذن لمن استأذن عليه (95) الإرشاد إلى الدين
(96) الإرشاد إلى الطريق (97) إرضاء الوالدين (98) إرضاء الزوج (99) إرضاء
الغريم (100) الإرضاع (101) إرضاع اللباء (102) إزالة النجاسة عن المصحف
الشريف (103) إزالة النجاسة عن المسجد (104) إزالة النجاسة عن التربة
الحسينية (105) إزالة شعر العانة (106) إزالة الغمر (107) الإسباغ على العيال
(108) الاستيذان عند الدخول (109) الاستثناء أي قول " إن شاء الله " - من
استثنى في الحلف فلا حنث عليه - الاستثناء سرا وعلانية - إن نسي الاستثناء بقوله
إذا ذكره - يجزي الاستثناء إذا نسي متى ذكره ولو بعد أربعين يوما - الاستثناء في
الكتابة (110) الاستحلال من مظلمة المال والعرض (111) الاستخارة بمعنى
طلب الخير من الله قبل العمل - طلب الخير من الله واستكشاف ذلك بالتفكر -
طلب الخير من الله واستكشاف ذلك بالمشورة - الاستخارة بالمعنى المعهود عند
الناس (112) استخفاف النفس (113) الاسترجاع - فضيلة الاسترجاع عند
المصيبة - الاسترجاع كلما ذكر المصيبة (114) الاستشفاء بالقرآن (115)
الاستشفاء بالتربة الحسينية (116) الاستشفاع بأولياء الله (117) الاستشهاد
بالخير للميت (118) استصغار ما سوى الله في جنب الله (119) الاستعاذة بالله من
شر الشياطين (120) الاستعانة من الله في الأمور (121) الاستعانة بالدنيا على
الآخرة (122) الاستعداد للموت (123) الاستغاثة بالله (124) الاستغفار - وعدة

44
المغفرة للمستغفر - الاستغفار يوجب سعة الرزق - الاستغفار لطلب الولد -
الاستغفار لدفع الهموم - الاستغفار لدفع البلايا - الاستغفار لقضاء كل حاجة - كثرة
استغفار رسول الله (صلى الله عليه وآله) من غير ذنب - يؤجل المذنب سبع ساعات فإن لم يستغفر
كتب له - شرط الاستغفار الحقيقي نية أن لا يعود في المعصية - سائر شرائط
الاستغفار الحقيقي - الاستغفار حتى مع ترك الذنوب - الاستغفار بالأسحار (125)
الاستغفار للوالدين بعد موتهما (126) الاستغفار للأموات (127) الاستغفار
للمؤمنين والمؤمنات (128) الاستغفار لمن ظلمه ففاته (129) الاستغناء عن
الناس (130) الاستقامة في الدين (131) استقامة اللسان (132) استقبال القبلة
(133) استقبال وجوه الآراء (134) استقبال الداخل عليه (135) استقصاء أكل
الفاكهة (136) استقلال كثير المعروف من نفسه واستكثار قليل المعروف من غيره
(137) استلام الركن عن الكعبة (138) استماع القرآن (139) الاستماع إلى
فضائل علي (عليه السلام) (140) الاستنشاق (141) الاستيلاد (142) إسكات بكاء اليتيم
(143) إسماع الأصم (144) إسناد اليتيم (145) إشباع المؤمن (146) إشباع
المسلم (147) إشباع مطلق الجائع (148) الاشتغال بعيوب نفسه عن عيوب
الناس (149) الاشتغال بصالح الأعمال عن الأهل والمال (150) الاشراك في
ثواب الحج (151) الإشهاد على القرض (152) الإشهاد على الوديعة عند الموت
(153) إصابة السنة (154) إصلاح ما بينه وبين الله - وثمرته أن الله يصلح ما بينه
وبين الناس (155) إصلاح النفس (156) إصلاح السريرة (157) إصلاح ذات
البين - المصلح ليس بكاذب (158) إصلاح الطريق (159) إصلاح المال (160)
الاطعام - الاطعام الواجب (161) إطعام المؤمن (162) إطعام من يحبه في الله
(163) إطعام المسلم (164) إطعام المساكين (165) إطعام الأسير (166) إطعام
الجائع - نظرة إلى إطعام الأئمة المعصومين (عليهم السلام) (167) إطعام العبد مما يأكله
وإكساؤه مما يكسوه (168) إطعام الناظر إليه حين الأكل حتى الكلب (169)

45
إطعام المريض ما يشتهيه (170) إطعام الحلو (171) الاطعام عند التزويج (172)
إطعام صاحب المصيبة (173) إطعام الدواب (174) إظهار العلم عند البدعة
(175) إظهار الكراهة للمنكر (176) إظهار البراءة من أهل البدعة (177) إظهار
الصدقة الواجبة (178) إظهار النعمة والتظاهر بها في لباسه (179) إظهار الغنى
والتظاهر به عند الناس (180) الإعارة (181) إعانة المؤمن (182) إعانة المظلوم
(183) إعانة الملهوف (184) إعانة الضعيف (185) إعانة الفقير في معيشته
(186) إعانة الأهل في مشاغل البيت (187) إعانة المرأة زوجها على الحج
والجهاد أو طلب العلم (188) إعانة طالب العلم (189) إعانة المسافر (190)
إعانة الوالدين ولدهما على برهما (191) إعانة الجار على بره له (192) إعانة
السلطان على البر (193) الإعانة بالجاه (194) الإعانة على العبادة (195)
الاعتبار بالغير (196) الاعتراف بالتقصير في العبادة (197) الاعتراف بالذنوب
عند الله والإقرار بها (198) الإعتصام بالله (199) الإعتصام بالله في التحرز عن
المعصية ونقض التوبة (200) الإعتصام بالشهادتين (201) الإعتقاد بوجود
الباري جلت عظمته (معرفة الله) - معرفة الله فطرية للإنسان - براهين إثبات
الباري جلت عظمته - البرهان الأول (برهان الصديقين) - البرهان الثاني (برهان
الإمكان والوجوب) - البرهان الثالث (برهان الحدوث) - البرهان الرابع (برهان
الحركة) - البرهان الخامس (برهان النفس) - البرهان السادس (برهان النظم
والنظام) - البرهان السابع (برهان الحكمة) - البرهان الثامن (برهان الجمال)
(202) الإعتقاد بوحدانية الله سبحانه وتعالى - براهين التوحيد - البرهان الأول
(برهان الفساد) - البرهان الثاني (برهان وحدة النظام) - البرهان الثالث (برهان
الهداية والفيض التشريعي) - البرهان الرابع (برهان الحقيقة) - البرهان الخامس
(برهان عدم كون المتخالفين مصداقا لحكم واحد) - البرهان السادس (برهان
التعين) البرهان السابع (برهان التميز) - البرهان الثامن (برهان صرف الوجود) -

46
البرهان التاسع (برهان الاقتضاء) - البرهان العاشر (برهان التركب) - البرهان
الحادي عشر (برهان البساطة) - البرهان الثاني عشر (برهان الفرجة) (203)
الإعتقاد بنفي التركب عنه تعالى - استحالة تركب واجب الوجود من الأجزاء
الخارجية - استحالة تركب واجب الوجود من الوجود والماهية (204) الإعتقاد
بعدم كونه تعالى جسما - البراهين العقلية على استحالة كونه تعالى جسما (1)
برهان تركب الجسم (2) برهان تناهي الجسم (3) برهان الحركة الجوهرية للجسم
- نفي الجسمية عنه تعالى في القرآن وأحاديث المعصومين (عليهم السلام) (205) الإعتقاد
بعموم قدرته تعالى (206) الإعتقاد بقدرته تعالى على خلق جميع الموجودات بلا
واسطة - قاعدة الواحد لا يصدر منه إلا الواحد وبرهانها - تبيين عدم اقتضائها
لصدور العالم عنه بواسطة من الأسفار وسائر كتب الفلسفة (207) الإعتقاد بحصر
الخالقية والرازقية إلى الله - اعتقاد الإمامية وتظافر الأحاديث بأن نسبة الخالقية
والرازقية إلى غير الله سبحانه وتعالى كفر وشرك - الدلالة على ذلك من القرآن
الكريم وأحاديث أهل البيت (عليهم السلام) (208) الإعتقاد بصفاته تعالى الثبوتية
والسلبية - إحصاء أسماء الله وصفاته في القرآن الكريم (209) الإعتقاد بالعدل
وتنزيه ساحة الربوبية من الظلم - نفي الجبر والتفويض وإثبات الأمر بين الأمرين
- الآيات الدالة على نفي الجبر - الآيات الدالة على نفي التفويض (210) الإعتقاد
بالنبوة العامة والخاصة - عد أنواع معجزات خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله) وهي اثنان
وعشرون نوعا - عد معجزات أعضاء بدنه وما لكل عضو من بدنه من معجزة
تخصه - إثبات إعجاز القرآن من وجوه سبعة - بيان جملة من إخباراته بالغيب في
مستقبل الأزمنة - ذكر آيات من التوراة والإنجيل فيها إخبار عن نبوته (صلى الله عليه وآله)
(211) الإعتقاد بإمامة الأئمة الاثني عشر من قبل الله سبحانه وتعالى - نص
رسول الله (صلى الله عليه وآله) على عدد الأئمة الاثني عشر في كتب أهل السنة - صراحة حديث
الثقلين المتفق عليه بين العامة والخاصة على اختصاص الحجة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)

47
بالقرآن والمعصومين من عترة رسول الله (صلى الله عليه وآله) - إثبات اشتراط العصمة في الإمام
- بيان دلالة آية التطهير على عصمة أهل البيت ونص رسول الله (صلى الله عليه وآله) باختصاص
أهل البيت في الآية بعلي وفاطمة والحسن والحسين في كتب أهل السنة - نص
رسول الله على عصمة الأئمة الاثني عشر ودلالة آية * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول
وأولي الأمر) * على عصمتهم (212) الإعتقاد بإمامة المهدي المنتظر الغائب الذي
يملأ الأرض بعد ظهوره قسطا وعدلا - تواتر الأحاديث المأثورة عن رسول الله
في الأخبار عن المهدي المنتظر في كتب أهل السنة - تواتر الأحاديث المأثورة
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكل واحد من الأئمة المعصومين في الأخبار عن غيبة
المهدي (عليه السلام) (213) الإعتقاد بالمعاد الجسماني - استخراج ثمانية براهين على
إثبات المعاد من القرآن الكريم - تواتر الأحاديث على استقلال الروح - التنويم
المغناطيسي يثبت بقاء الروح ويبرهن على اختلاط الأرواح المجردة (214)
الاعتكاف - استحبابه بالخصوص في شهر رمضان - شروطه - ما يفسده - ما يحرم
على المعتكف (215) إعداد السلاح لدفع أعداء الدين (216) إعداد الكفن (217)
إعذار الأخ على خطاياه (218) الإعطاء في الله (219) الإعطاء إلى الفقراء
والمساكين (220) إعطاء من وقع في قلبه الرقة له (221) إعطاء السائل - الإعطاء
قبل السؤال - الإعطاء ولو بالقليل - الإعطاء بقدر المعرفة - الإعطاء لمن حرمه -
متابعة العطايا (222) الإعطاء لوقاية العرض (223) إعطاء الحق من نفسه (224)
إعطاء أجرة الأجير قبل جفاف عرقة (225) إعطاء الناس من نفسه ما هو سائل له
منهم (226) الإعلام بتنجس ما يدفعه إلى غيره (227) إعلام الحب إلى من يحبه
(228) إعلام أخيه عند الضيق (229) إعلام الإخوان عند السفر (230) إغاثة
اللهفان (231) إغاثة ذوي العيال (232) إغاثة ضعفاء الشيعة من وساوس
الناصبين (233) الإقالة (234) إقامة السنة الحسنة (235) إقامة الحجج العلمية،
والجواب عن الشبهات الواقعة في الدين (236) إقامة الحدود (237) الإقرار بنعم

48
الله عليه (238) الإقرار بالفضل لأهله (239) الإقراض (240) الإكرام (241)
إكساء المؤمن (242) إكساء العريان - إكساء أمير المؤمنين (عليه السلام) عبده بأحسن من
ثوب نفسه (243) أكل الطعام الحلال (244) الأكل من كد يده - تكسب أمير
المؤمنين (عليه السلام) بكد يمينه لمعاشه ومعاده (245) الأكل بالتواضع (246) أكل ما
سقط من الخوان (247) أكل التمرة وكسرة الخبز المطروحة (248) الأكل مع
خدمته (249) الأكل بآدابه - جملة من آداب الأكل (250) أكل الشعير (251)
أكل الهندباء وبقلة الباذورج (252) أكل الرمان بجميع حباته (253) أكل
السفرجل (254) أكل البطيخ (255) أكل طعام من يحبك في الله (256) الأكل من
طعام أخيه المؤمن (257) التزام المؤمن أي اعتناقه (258) التقاط اللقيط (259)
الألفة بالناس (260) إلقاء الوسادة للمسلم إكراما له (261) إماطة الأذى عن
الطريق (262) الإمامة في الصلاة إن كان أهلا لها بشرط رضى المأمومين (263)
الأمانة (264) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - كتاب الحسين بن علي (عليه السلام)
إلى محمد بن الحنفية في الاهتمام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر -
خطبته (عليه السلام) في الاهتمام بالعمل بالحق والنهي عن المنكر - شرائط الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر - مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - الرفق
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (265) أمر أهله بالمعروف ونهيهم عن
المنكر (266) أمر الصبيان بالصلاة (267) تأمين الخائف وإجارة المستجير وإن
كان مشركا (268) التأمين على الدعاء (269) الإنابة إلى الله (270) انتظار الفرج
من الله (271) انتظار الفرج بظهور المهدي (عليه السلام) حتى يملأ الأرض قسطا وعدلا
كما ملئت ظلما وجورا - غيبة المهدي (عليه السلام) والحكمة فيها (272) انتهاز فرص
الخير (273) الإنذار في دين الله وتعليم الدين (274) الإنس بالله - مقام
المستأنس بالله في الجنة - معنى الأنس بالله (275) الأنس بالوالدين (276)
الأنس بالنافر وإيناسه (277) إنشاء الشعر ونظمه في أهل البيت (عليهم السلام)

49
(278) إنشاد الشعر في مصائب الحسين (عليه السلام) وسائر أهل البيت (عليهم السلام) (279)
الإنصات عند قراءة القرآن (280) إنظار المعسر (281) الإنفاق في سبيل الله -
شرط الإنفاق أن يكون من حل - نبذة من الإنفاقات البديعة للنبي (صلى الله عليه وآله) في سبيل
الله - نبذة من بدايع الإنفاق في سبيل الله المضبوطة في كتب أهل السنة من علي
وفاطمة والحسن والحسين وسائر الأئمة الاثني عشر المعصومين (عليهم السلام) (282)
رعاية الأولى فالأولى في الإنفاق - أقسام واجبي النفقة (283) الإنفاق على
الوالدين (284) الإنفاق على عياله (285) الإنفاق على الأيتام (286) الإنفاق مع
الإعسار (287) إنفاق الفضل من ماله (288) الحد الوسط في الإنفاق (289)
الانقطاع إلى الله (290) الاهتمام بأمر الآخرة (291) الاهتمام بالعمل الصالح في
اليوم الحاضر (292) الاهتمام بأمور المسلمين (293) إهداء ثواب تلاوة القرآن
إلى النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) (294) الإهداء إلى أخيه المسلم (295) الإهداء إلى
الأهل عند الرجوع من السفر (296) الإهداء إلى المريض عند العيادة (297)
تشريك الجلساء عند الإهداء إليه (298) الإهداء إلى من لا يهدي إليك (299)
إيقاظ الأهل لصلاة الليل.
عناوين قسم المساوئ...
عناوين قسم المساوئ
(300) إيذاء النبي (صلى الله عليه وآله) (301) إيذاء المؤمن (302) إيذاء الوالدين (303)
إيذاء الزوج (304) إيذاء المجاهد (305) إيذاء الجار (306) إيذاء الجليس
(307) إيذاء النساء (308) إيذاء المسلم (309) إيذاء الناس (310) إيذاء
الحيوانات مطلقا (311) إيذاء الحيوانات في الحرم وهو منهي من وجهين (312)
ائتمان غير المؤمن والفاسق والمضيع (313) إيجار نفسه إذا أمكنه التكسب بدونه
(314) الايجار للحرام (315) إباء الكرامة (316) إبانة رأس الذبيحة قبل موتها

50
(317) إبطال العمل (318) اتباع الناس من خلفه (319) اتخاذ الكلب والفاختة
والصلصال في الدار (320) الإتراف (321) الإتكال على غير الله (322) الإتكال
على الأماني (323) الإتكال على الحسنة (324) الإتيان إلى المؤمن بما يكرهه
(325) إجابة دعوة الفاسق والمنافق والكافر (326) إجارة الكافر المستجير
(327) اجتماع مجردين تحت إزار واحد (328) الإجحاف بالعيال (329)
الإجحاف في البيع (330) الإجهاز على الجريح في القتال (331) الاحتجاب عن
المؤمن (332) احتجاب الوالي (333) إحراق كتابة القرآن وأسماء الله (334)
إحراق الحيوان بالنار (335) إحزان الوالدين (336) إحزان المؤمن (337) إخاء
الفاجر والأحمق والبخيل والجبان والكذاب (338) إخافة المؤمن (339) اختيار
الدنيا على الآخرة (340) أخذ الباطل ولو من أهل الحق (341) أخذ الأجرة على
الأذان (342) أخذ الظبي أو حيوان آخر من الحرم (343) أخذ الوالي للهدية
(344) إخراج النساء من بيوتهن - إخراج المطلقة رجعيا (345) إخراج الطفل
الرضيع من حجراته (346) إخراج الحمامة والطير من مكة والمدينة (347)
إخراج التراب والحصى من المسجد (348) إخفاء موت الإنسان من أولاده
وأقربائه (349) التأديب عند الغضب (350) إدخال من ليس من آل محمد فيهم
وإخراج من هو منهم (351) إدخال النجاسة في المسجد (352) الإدلال بالعمل
(353) إذاعة سر المؤمن (354) إذلال النفس (355) الارتداد (356) ارتداف
ثلاثة على دابة واحدة (357) الإرجاف (358) إرضاع الولد إذا زاد عن الحولين
بشهر أو شهرين (359) إزالة البكارة باليد (360) الإساءة إلى من أحسن إليك
(361) الإساءة برجاء الاعتذار (362) الاستئثار على أخيه المؤمن (363)
الاستئكال بالدين (364) الاستئكال بآل محمد (365) الاستحطاط بعد الضمنة
(366) الاستحقار لمعصية الله (367) استحقار النعم (368) الاستحلاف (369)
استحلال محارم دين الله (370) استخدام الضيف (371) الاستخفاف بالدين

51
(372) الاستخفاف بالمؤمن (373) الاسترباح من المؤمن (374) استرضاع غير
الصالحة والحمقاء (375) استرجاع جماعة أخرى من النساء (376) الاستشفاء
بالعيون الحارة (377) استصغار عبد من عباد الله (378) استطراق المسجد (379)
استطراق الراكب من الماشي (380) الاستغاثة بعدو آل محمد (381) الاستعانة
من الغير في الوضوء (382) الاستعانة في الأمور إلا ممن يأخذ الأجرة (383)
الاستعلاء على الناس (384) استعمال أواني الذهب والفضة (385) استعمال
الأجير قبل تعيين أجرته (386) الاستعانة بغير الله (387) الاستغفار للمشركين
(388) استقبال القبلة واستدبارها عند التخلي (389) استقصاء الحق من المؤمن
(390) استقلال قليل الرزق (391) استقلال ما يقر به إليه أخوه المؤمن (392)
استقلال طاعة وعبادة بما يؤدي إلى تركها (393) الاستماع إلى ما حرمه الله
(394) استماع الغيبة - جواز الاستماع في موارد جواز الغيبة - هل تختص حرمة
استماع الغيبة بما إذا لم يردها المستمع أم لا (395) استماع الغناء وصوت آلات
اللهو (396) استماع النياحة (397) الاستماع إلى كلام من لا يرضى بذلك (398)
الاستمناء (399) الاستنجاء بالمحترمات والمطعومات والعظم (400) الاستنجاء
باليمين (401) الاستنجاء بالروث (402) الاستهزاء (403) إسخاط الزوجة
لزوجها (404) الإسراف - لا إسراف في الخير - علامات المسرف - الإسراف إنما
هو في كمية الطعام دون كيفيته - لا إسراف في كيفية الطعام وإجادته (405)
الإسراف في الإنفاق والعطاء (406) إسكان النساء في الغرف (407) استكثار ما
صدر عنه الخير (408) إسقاط النطفة من الرحم (409) الإشارة إلى المطر والهلال
(410) إشاعة الفاحشة (411) الاشتداد بين يدي الأمراء (412) الاصرار على
المعصية (413) الإصغاء إلى الناطق بالباطل (414) اصطناع المعروف إلى عدو
آل محمد (صلى الله عليه وآله) (415) إضاعة الأخ المؤمن (416) الإضرار بالمسلم - عدم حلية
الإضرار بالمسلم حتى في صورة الإكراه والاضطرار (417) إضمار السوء

52
للمؤمن (418) الاحتلال عن مذهب الحق - المضل لا تقبل توبته حتى يرد من
أضله إلى الحق (419) إطراق المسافر أهله ليلا (420) الإطعام للرياء والسمعة
(421) إطعام من نصب للحق أو دعا إلى الباطل (422) إطعام القاتل الذي دخل
إلى الحرم (423) إطعام المحارب (424) إطعام المرتد (425) إظهار الفقر -
موجبات الفقر (426) الإعانة على قتل المسلم (427) إعانة الظالم في ظلمه - ما
يصدق به الإعانة على الظلم - شغل أعوان الظلمة - كفارة إعانة الظلمة إذا اضطر
إليها - تفصيل مباحث المسألة (428) إعانة صاحب البدعة في بدعته (429)
الإعانة على الإثم (430) الإعتصام بغير الله (431) الإعتقادات الفاسدة
للوهابيين " 1 " تثنية التوحيد وتقسيمه إلى توحيد الربوبية وتوحيد العبادة - إثبات
بطلانها ورجوع كليهما إلى معنى واحد " 2 " الإعتقاد بجسمية الله تعالى عما يقول
الظالمون - إثبات بطلانه وإثبات استحالتها عقلا ونقلا " 3 " منع زيارة مرقد النبي
(صلى الله عليه وآله) - إبطاله وإثبات مشروعيتها بالكتاب والسنة والإجماع والعقل " 4 " المنع
عن الجهر بالصلوات على المنابر - إثبات مشروعيته " 5 " المنع عن الاستشفاع
بالنبي بعد وفاته - إبطاله بدلالة القرآن الكريم وإثبات جوازه " 6 " المنع عن
التوسل إلى الله بالنبي الأكرم وسائر الأنبياء والصلحاء - إبطاله وإثبات جوازه " 7 "
المنع عن استقبال مرقد رسول الله عند الزيارة والدعاء - إبطاله وإثبات جوازه
" 8 " المنع عن الاستغاثة بالنبي (صلى الله عليه وآله) - إبطاله وإثبات جوازه " 9 " المنع من إطلاق
المولى والسيد على غير الله - إبطاله وإثبات جوازه " 10 " المنع من البناء على
المشاهد - إبطاله وإثبات جوازه " 11 " المنع من الإسراج على القبور - إبطاله
وإثبات جوازه " 12 " المنع عن اتخاذ الخدمة لقبور الأنبياء والأولياء - إبطاله
وإثبات جوازه " 13 " منع أن يدور الزائر حول القبر - إبطاله وإثبات جوازه " 14 "
المنع من تقبيل جدران وشبائك مرقد رسول الله (صلى الله عليه وآله) - إبطاله وإثبات جوازه
" 15 " تكفير المسلمين وسفك دمائهم " 16 " تكفير الناذر لغير الله وإبطاله وأن

53
مرجعه إلى نذر عمل يعود نفعه أو ثوابه إليه " 17 " هدم أبنية حرم الأئمة
المعصومين وقبورهم الشريفة وسائر أهل البيت (عليهم السلام) - وهذا من أشنع ما وقع في
تاريخ الإسلام.
(432) الاعتماد على نفسه والانقطاع عن الله تعالى (433) الاعتماد على
غير الله (434) إفشاء سر المؤمن (435) إفشاء ما في المجالس (436) إفشاء
الفاحشة (437) الإقتار - بيان حد الإقتار (438) الاقتداء بسيئة المؤمن وترك
الاقتداء بحسنته (439) الاقتراض بلا نية الأداء (440) الاقتراض لغير الضرورة
(441) الإقرار بالذل طائعا لغير الله (442) إقرار النطفة في رحم يحرم عليه وشدة
حرمته (443) أكل المال الحرام (أي غصبه والتصرف فيه بغير إذن مالكه) - حكم
الأموال المشتبهة بالحرام (444) أكل الربا (445) أكل مال آل محمد (عليهم السلام) ظلما
(446) أكل مال اليتيم (447) أكل مال المؤمن بغير حق - تجويز أكل مال الناصب
(448) أكل ثمن ثوب عبد الله فيه (449) أكل الطعام الحرام والتغذي منه -
التحذير عن أكل الطعام الحرام وتشديد عقوبته وتبعاته - أقسام أكل الطعام المحرم
(450) الأكل والشرب من أواني الذهب والفضة (451) الأكل من مائدة يشرب
عليها المسكر (452) أكل ما تحمله النملة (453) أكل لحم بعض الحيوانات غير
المحرمة على نحو الكراهة (454) أكل طعام الفاسقين (455) أكل طعام لم يدع
إليه (456) الأكل من طعام وليمة يخص بها الأغنياء (457) الأكل على الشبع
(458) كثرة الأكل (459) الأكل وحده (460) الأكل في السوق (461) الأكل
ماشيا (462) الأكل عند المريض إذا عاده (463) الأكل عند ناظر إليه (464) أكل
الطعام الحار (465) الأكل باليسرى (466) الأكل متكئا (467) هتك حرمة
المأكول (468) إلجاء عياله إلى غيره (469) إلقاء السم حتى في بلاد المشركين
(470) إلقاء كله على الناس (471) إلقاء نفسه في التهلكة (472) مسؤولية
الإمارة (473) الإمامة بالجور (474) إمامة قوم يكرهونه (475) الأمانة للخونة

54
(476) امتناع المرأة عن فراش زوجها (477) الأمر بالسوء حتى غير المنكرات
(478) الأمر بالمعروف مع تركه لنفسه والنهي عن المنكر مع عمله به (479) الأمن
من مكر الله (480) تأمين الناس من عذاب الله (481) الانتحار (482) الإنتخام
في المسجد (483) الانتفاع بالميتة النجسة (484) الانحناء للتعظيم (485) الأنس
بأهل المعصية (486) إنشاد الشعر المشتمل على الباطل - لا كراهة في إنشاد الشعر
الحق (487) إنشاد الشعر في المسجد (488) إنشاد الشعر يوم الجمعة (489)
الإنفاق رياء (490) الإنفاق مع حاجة ولده الصغار إلى الناس (491) الإنفاق في
غير الحق (492) الانقطاع إلى غير الله (493) الانقطاع عن نعم الله (494) إنكار
المهدي القائم (عليه السلام) - تواتر أحاديث المهدي عند أهل السنة وكثرة ورودها في
كتبهم - إن الأرض لا تخلو من حجة الله (495) إهانة القرآن (496) إهانة ولي الله
- وهو الذي أخذ الله ميثاقه للنبي ووصيه وذريتهما بالولاية (497) إهانة العلويين
(498) إهانة العالم (499) إهانة المؤمن وتحقيره (500) إهانة المؤمن لفقره
(501) الإهانة لجسد المؤمن (502) إهداء الهدية لطلب العوض بأكثر منها (503)
إيئاس ذي الحاجة (504) إيقاع نفسه في العذر عن ترك الواجب (505) إيواء
القاتل.

55
- 1 -
" الإيمان "
الإيمان: هو الإذعان والاعتقاد القلبي. وفي اصطلاح القرآن والحديث: هو
الإعتقاد القلبي بوحدانية الله سبحانه وتعالى، ورسالة أنبيائه ورسله سيما سيد
المرسلين محمد (صلى الله عليه وآله) الذي به ختمت النبوة، وبصدق ما جاء به، والاعتقاد بالمعاد
ويوم الحشر والنشور.
وحيث إن الإيمان هو احتواء القلب على معرفة الله فهو أعلى الكمالات
النفسانية وأسناها، فإن المعرفة بالله هو القرب الحقيقي لروح الإنسان من الله
وتنوره بنوره جلت عظمته، وهذا منبع الكمالات النفسانية بأجمعها، ويترتب عليه
المعرفة برسله ورسالاته ووعده ووعيده، ومن ذلك ينشأ جميع محاسن الإنسان
في طيلة حياته في جميع حركاته وسكناته وعامة شؤونه وأبعاده.
الفرق بين الإيمان والإسلام:
ومما ذكرنا في تعريف الإيمان يظهر الفرق بينه وبين الإسلام، فإن الإسلام هو
الاقرار بما ذكرنا وإن لم يقترن بالاعتقاد القلبي.
قال الله تعالى: * (وقالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما

57
يدخل الإيمان في قلوبكم) * الحجرات: 14.
والإسلام هو الموضوع للأحكام في أبواب الفقه، وهو المقابل للكفر بحسب
الأحكام الشرعية، وهو ملاك ترتب آثار المسلم في الحياة الدنيوية، وبه يخرج
الإنسان عن عنوان الكافر في جميع أبواب الفقه.
وأما الحياة الأخروية فملاك انسلاب آثار الكفر عنه، وترتب النجاة من
عذاب الآخرة، والفوز برحمة الله في الجنة هو الإيمان، وجميع بشارات القرآن
يختص بالمؤمن، وهو مقابل الكفر بحسب يوم المعاد كما ينطق به القرآن الكريم.
والأحاديث الواردة في بيان ذلك هذه:
1 - أصول الكافي ج 3 ص 38 باب الإسلام يحقن به الدم ح 1:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحكم بن أيمن، عن القاسم
الصيرفي شريك المفضل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " الإسلام يحقن به
الدم، وتؤدى به الأمانة، وتستحل به الفروج، والثواب على الإيمان ".
2 - أصول الكافي ج 3 ص 40 - 44 باب الإيمان يشارك الإسلام ح 1 و 2 و 3
و 4 و 5:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن
صالح، عن سماعة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني عن الإسلام والإيمان
أهما مختلفان؟ فقال: " إن الإيمان يشارك الإسلام والإسلام لا يشارك الإيمان "،
فقلت: فصفهما لي، فقال: " الإسلام: شهادة أن لا إله إلا الله، والتصديق برسول
الله (صلى الله عليه وآله)، به حقنت الدماء، وعليه جرت المناكح والمواريث، وعلى ظاهره جماعة
الناس، والإيمان: الهدى، وما يثبت في القلوب من صفة الإسلام، وما ظهر من
العمل به، والإيمان أرفع من الإسلام بدرجة، إن الإيمان يشارك الإسلام في
الظاهر، والإسلام لا يشارك الإيمان في الباطن وإن اجتمعا في القول والصفة ".

58
3 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن
موسى بن بكر، عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " الإيمان يشارك
الإسلام، والإسلام لا يشارك الإيمان ".
4 - علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن فضيل بن
يسار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن الإيمان يشارك الإسلام ولا يشاركه
الإسلام، إن الإيمان ما وقر (1) في القلوب، والإسلام ما عليه المناكح والمواريث
وحقن الدماء، والإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان ".
5 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب،
عن أبي الصباح الكناني، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أيهما أفضل: الإيمان أو
الإسلام؟ فإن من قبلنا يقولون: إن الإسلام أفضل من الإيمان، فقال: " الإيمان
أرفع من الإسلام "، قلت: فأوجدني ذلك، قال: " ما تقول فيمن أحدث في المسجد
الحرام متعمدا؟ " قال: قلت: يضرب ضربا شديدا، قال: " أصبت "، قال: " فما تقول
فيمن أحدث في الكعبة متعمدا؟ " قلت: يقتل، قال: " أصبت، ألا ترى أن الكعبة
أفضل من المسجد، وأن الكعبة تشرك المسجد والمسجد لا يشرك الكعبة؟ وكذلك
الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان ".
6 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن حمران بن أعين، عن أبي
جعفر (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: " الإيمان: ما استقر في القلب وأفضى به إلى الله
عز وجل، وصدقه العمل بالطاعة لله والتسليم لأمره، والإسلام: ما ظهر من قول أو
فعل، وهو الذي عليه جماعة الناس من الفرق كلها، وبه حقنت الدماء وعليه جرت
المواريث وجاز النكاح واجتمعوا على الصلاة والزكاة والصوم والحج، فخرجوا



(1) وقر في القلب: سكن فيه وثبت. مجمع البحرين: مادة " وقر ".
59
بذلك من الكفر وأضيفوا إلى الإيمان، والإسلام لا يشرك الإيمان والإيمان يشرك
الإسلام وهما في القول والفعل يجتمعان، كما صارت الكعبة في المسجد والمسجد
ليس في الكعبة، وكذلك الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان، وقد
قال الله عز وجل: * (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما
يدخل الإيمان في قلوبكم) * فقول الله عز وجل أصدق القول " قلت: فهل للمؤمن
فضل على المسلم في شئ من الفضائل والأحكام والحدود وغير ذلك؟ فقال:
" لا، هما يجريان في ذلك مجرى واحد، ولكن للمؤمن فضل على المسلم في
أعمالهما وما يتقربان به إلى الله عز وجل "، قلت: أليس الله عز وجل يقول: * (من جاء
بالحسنة فله عشر أمثالها) * وزعمت أنهم مجتمعون على الصلاة والزكاة والصوم
والحج مع المؤمن؟ قال: " أليس قد قال الله عز وجل: * (يضاعفه له أضعافا كثيرة) *
فالمؤمنون هم الذين يضاعف الله عز وجل لهم حسناتهم لكل حسنة سبعون ضعفا،
فهذا فضل المؤمن ويزيده الله في حسناته على قدر صحة إيمانه أضعافا كثيرة،
ويفعل الله بالمؤمنين ما يشاء من الخير "، قلت: أرأيت من دخل في الإسلام أليس
هو داخلا في الإيمان؟ فقال: " لا، ولكنه قد أضيف إلى الإيمان وخرج من الكفر،
وسأضرب لك مثلا تعقل به فضل الإيمان على الإسلام، أرأيت لو بصرت رجلا في
المسجد أكنت تشهد أنك رأيته في الكعبة؟ " قلت: لا يجوز لي ذلك، قال: " فلو
بصرت رجلا في الكعبة أكنت شاهدا أنه قد دخل المسجد الحرام؟ " قلت: نعم،
قال: " وكيف ذلك؟ " قلت: إنه لا يصل إلى دخول الكعبة حتى يدخل المسجد،
فقال: " قد أصبت وأحسنت "، ثم قال: " كذلك الإيمان والإسلام ".
7 - أصول الكافي ج 3 ص 40 باب الإسلام يحقن به الدم ح 6:
أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حكم بن أيمن (1)، عن قاسم



(1) في بعض النسخ: " حكم بن أعين ".
60
شريك المفضل قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " الإسلام يحقن به الدم، وتؤدى
به الأمانة، وتستحل به الفروج، والثواب على الإيمان ".
8 - أصول الكافي ج 2 ص 44 باب الإسلام قبل الإيمان ح 1 و 2:
علي بن إبراهيم، عن العباس بن معروف، عن عبد الرحمان بن أبي نجران،
عن حماد بن عثمان، عن عبد الرحيم القصير قال: كتبت مع عبد الملك بن أعين
إلى أبي عبد الله (عليه السلام) أسأله عن الإيمان ما هو؟ فكتب إلي مع عبد الملك بن أعين:
" سألت - رحمك الله عن الإيمان، والإيمان هو الإقرار باللسان وعقد في القلب
وعمل بالأركان، والإيمان بعضه من بعض وهو دار، وكذلك الإسلام دار، والكفر
دار، فقد يكون العبد مسلما قبل أن يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون
مسلما، فالإسلام قبل الإيمان وهو يشارك الإيمان، فإذا أتى العبد كبيرة من كبائر
المعاصي أو صغيرة من صغائر المعاصي التي نهى الله عز وجل عنها كان خارجا
من الإيمان، ساقطا عنه اسم الإيمان وثابتا عليه اسم الإسلام، فإن تاب واستغفر
عاد إلى دار الإيمان، ولا يخرجه إلى الكفر إلا الجحود والاستحلال، أن يقول
للحلال: هذا حرام، وللحرام: هذا حلال ودان بذلك، فعندها يكون خارجا من
الإسلام والإيمان، داخلا في الكفر، وكان بمنزلة من دخل الحرم ثم دخل الكعبة
وأحدث في الكعبة حدثا فاخرج عن الكعبة وعن الحرم فضربت عنقه وصار إلى
النار ".
9 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة
ابن مهران قال: سألته عن الإيمان والإسلام، قلت له: أفرق بين الإسلام والإيمان؟
قال: " فأضرب لك مثله؟ " قال: قلت: أورد ذلك، قال: " مثل الإيمان والإسلام مثل
الكعبة الحرام من الحرم، قد يكون في الحرم ولا يكون في الكعبة، ولا يكون في
الكعبة حتى يكون في الحرم، وقد يكون مسلما ولا يكون مؤمنا ولا يكون مؤمنا
حتى يكون مسلما "، قال: قلت: فيخرج من الإيمان شئ؟ قال: " نعم "، قلت:

61
فيصيره إلى ماذا؟ قال: " إلى الإسلام أو الكفر "، وقال: " لو أن رجلا دخل الكعبة
فأفلت منه بوله أخرج من الكعبة ولم يخرج من الحرم، فغسل ثوبه وتطهر، ثم لم
يمنع أن يدخل الكعبة، ولو أن رجلا دخل الكعبة فبال فيها معاندا أخرج من الكعبة
ومن الحرم وضربت عنقه ".
10 - أصول الكافي ج 3 ص 66 باب الإيمان مبثوث ح 8:
محمد بن الحسن، عن بعض أصحابنا، عن الأشعث بن محمد، عن محمد بن
حفص بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: - وسأله رجل عن قول
المرجئة في الكفر والإيمان وقال: إنهم يحتجون علينا ويقولون: كما أن الكافر
عندنا هو الكافر عند الله فكذلك نجد المؤمن إذا أقر بإيمانه أنه عند الله مؤمن،
فقال: - " سبحان الله، وكيف يستوي هذان؟! والكفر إقرار من العبد فلا يكلف بعد
إقراره ببينة، والإيمان دعوى لا تجوز إلا ببينة، وبينته عمله ونيته، فإذا اتفقا
فالعبد عند الله مؤمن، والكفر موجود بكل جهة من هذه الجهات الثلاث من نية أو
قول أو عمل، والأحكام تجرى على القول والعمل، فما أكثر من يشهد له المؤمنون
بالإيمان ويجري عليه أحكام المؤمنين وهو عند الله كافر وقد أصاب من أجرى
عليه أحكام المؤمنين بظاهر قوله وعمله ".
11 - أصول الكافي ج 3 ص 63 باب الإيمان مبثوث ح 4 و 5:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: ما
الإسلام؟ فقال: " دين الله اسمه الإسلام، وهو دين الله قبل أن تكونوا حيث كنتم
وبعد أن تكونوا، فمن أقر بدين الله فهو مسلم، ومن عمل بما أمر الله عز وجل به فهو مؤمن ".
ونقله في الوسائل: ج 11 ص 128.

62
12 - عنه، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن
أيوب بن الحر، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي جعفر (عليه السلام) فقال له سلام: إن
خيثمة ابن أبي خيثمة يحدثنا عنك أنه سألك عن الإسلام فقلت له: إن الإسلام من
استقبل قبلتنا وشهد شهادتنا ونسك نسكنا ووالى ولينا وعادى عدونا فهو مسلم،
فقال: " صدق خيثمة "، قلت: وسألك عن الإيمان فقلت: الإيمان بالله التصديق
بكتاب الله وأن لا يعصي الله، فقال: " صدق خيثمة ".
ورواه في الوسائل: ج 11 ص 128.
13 - المحاسن ص 285 كتاب مصابيح الظلم باب 45:
البرقي، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن
مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن الإيمان، فقال: " الإيمان ما كان في القلب،
والإسلام ما كان عليه المناكح والمواريث، وتحقن به الدماء، والإيمان يشرك
الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان ".
14 - عنه عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي الصباح
الكناني قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أي شئ أفضل، الإيمان أم الإسلام؟ فإن من
قبلنا يقولون: الإسلام أفضل، فقال: " الإيمان أرفع من الإسلام "، قلت: فأوجدني
ذلك، قال: " ما تقول في من أحدث في الكعبة متعمدا؟ " قلت: يقتل، قال: " أصبت،
أما ترى أن الكعبة أفضل من المسجد وأن الكعبة تشرك المسجد، والمسجد لا
يشرك الكعبة، وكذلك الإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان ".
15 - أصول الكافي ج 3 ص 87 باب فضل الإيمان على الإسلام ح 3:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
علي بن رئاب، عن حمران بن أعين قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " إن الله
فضل الإيمان على الإسلام بدرجة كما فضل الكعبة على المسجد الحرام ".

63
16 - بحار الأنوار ج 50 ص 208 عن مروج الذهب:
قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن موسى، قال:
حدثني أبي موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي
محمد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن
علي، قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا
علي، اكتب، فقلت: ما أكتب؟ فقال: اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، الإيمان ما
وقر في القلوب وصدقته الأعمال، والإسلام ما جرى على اللسان، وحلت به
المناكحة ".
قال أبو دعامة: فقلت: يا ابن رسول الله، والله ما أدري أيهما أحسن؟ الحديث
أم الإسناد؟ فقال: " إنها لصحيفة بخط علي بن أبي طالب (عليه السلام) وإملاء رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، نتوارثها صاغر عن كابر ".
17 - دعائم الإسلام ج 1 ص 12:
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال: " الإيمان يشرك
الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان، الإسلام هو الظاهر، والإيمان هو الباطن
الخالص في القلب ".
18 - دعائم الإسلام ج 1 ص 12:
وعنه (صلى الله عليه وآله) أنه سئل عن الإيمان والإسلام، فقال: " الإيمان ما كان في القلوب،
والإسلام ما تنوكح عليه وورث وحقنت به الدماء، والإيمان يشرك الإسلام
والإسلام لا يشرك الإيمان ".
19 - دعائم الإسلام ج 1 ص 12:
وعن أبي جعفر محمد بن علي صلوات الله عليه أنه قال: " الإيمان يشرك
الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان "، ثم أدار وسط راحته دائرة وقال: " هذه

64
دائرة الإيمان "، ثم أدار حولها دائرة أخرى وقال: " هذه دائرة الإسلام " أدارهما
على مثل (1) هذه الصورة:
20 - تحف العقول ص 297:
وقال (أي الباقر) (عليه السلام): " الإيمان إقرار وعمل، والإسلام إقرار بلا عمل ".
وقال (عليه السلام): " الإيمان ما كان في القلب، والإسلام ما عليه التناكح والتوارث
وحقنت به الدماء، والإيمان يشرك الإسلام والإسلام لا يشرك الإيمان ".
ونقل أول الحديث في جامع الأخبار: ص 36.
لا ينفك الإيمان عن العمل:
لما كان القلب الروحاني هو مركز الأمر والنهي لسائر الجوارح ومنها اللسان،
كان بمنزلة القلب الجسماني، يجري الإيمان منه كما يجري الدم إليها من القلب
الجسماني، فلا ينفك الإيمان القلبي عن الإقرار به في اللسان والعمل به ففي
الجوارح كلها.
فالإيمان له مظاهر ومجالي في القلب واللسان وسائر الجوارح.
1 - نهج البلاغة ص 488 كلام 155:
" فبالإيمان يستدل على الصالحات، وبالصالحات يستدل على الإيمان ".
2 - أصول الكافي ج 3 ص 39 باب الإسلام يحقن به الدم ح 2:
علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن
أحدهما (عليهما السلام) قال: " الإيمان إقرار وعمل، والإسلام إقرار بلا عمل ".
3 - أصول الكافي ج 3 ص 63 باب الإيمان مبثوث ح 3:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان أو غيره، عن العلاء،



(1) فمثل الإسلام بالدائرة الخارجة والإيمان بالدائرة الداخلة، لأنه معرفة القلب كما تقدم
القول فيه.
65
عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سألته عن الإيمان، فقال: " شهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والإقرار بما جاء من عند الله، وما استقر في
القلوب من التصديق بذلك "، قال: قلت: الشهادة أليست عملا؟ قال: " بلى "، قلت:
العمل من الإيمان؟ قال: " نعم، الإيمان لا يكون إلا بعمل، والعمل منه، ولا يثبت
الإيمان إلا بعمل ".
4 - أصول الكافي ج 3 ص 64 باب الإيمان مبثوث ح 6:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن جميل
ابن دراج، قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإيمان، فقال: " شهادة أن لا إله إلا الله
وأن محمدا رسول الله "، قال: قلت: أليس هذا عمل؟ قال: " بلى "، قلت: فالعمل من
الإيمان؟ قال: " لا يثبت له الإيمان إلا بالعمل، والعمل منه ".
ونقله في الوسائل ج 11 ص 128.
5 - أصول الكافي ج 3 ص 55 باب (بلا عنوان) ح 2:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن
فضيل، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قيل لأمير
المؤمنين (عليه السلام): من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان مؤمنا؟
قال: فأين فرائض الله؟ ".
6 - عيون الأخبار ج 1 ص 228 باب 22:
حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن معقل القرميسيني، عن محمد بن عبد الله
ابن طاهر، قال: كنت واقفا على رأس أبي وعنده أبو الصلت الهروي وإسحاق
ابن راهويه وأحمد بن محمد بن حنبل، فقال أبي: ليحدثني كل رجل منكم
بحديث، فقال أبو الصلت الهروي: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السلام) وكان والله
رضا كما سمي، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد

66
ابن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي
طالب (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الإيمان: قول وعمل "، فلما خرجنا قال
أحمد بن محمد بن حنبل: ما هذا الإسناد؟ فقال له أبي: هذا سعوط (1) المجانين، إذا
سعط به المجنون أفاق.
7 - أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 138 جزء 5:
وبالإسناد قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن
محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن محبوب، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد
الله (عليه السلام) ما الإيمان؟ فجمع لي الجواب في كلمتين فقال: " الإيمان بالله أن لا تعصي
الله "، قلت: فما الإسلام؟ فجمعه في كلمتين فقال: " من شهد شهادتنا ونسك نسكنا
وذبح ذبيحتنا ".
8 - تحف العقول ص 375:
قال أبو بصير: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإيمان؟ فقال (عليه السلام): " الإيمان بالله
أن لا يعصى "، قلت: فما الإسلام؟ فقال (عليه السلام): " من نسك نسكنا وذبح ذبيحتنا ".
9 - جامع الأخبار ص 36:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان قول وعمل، أخوان
شريكان ".
10 - كنز الكراجكي: ج 2 ص 149 و 150:
روي عن أحمد بن محمد بن شاذان، عن أبيه، عن محمد بن الحسن بن الوليد،
عن الصفار، عن محمد بن زياد، عن المفضل بن عمر، عن يونس بن يعقوب، عن



(1) السعوط: اسم دواء يصب في الأنف. لسان العرب: مادة " سعط ".
67
أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث - قال: " ملعون ملعون من قال: الإيمان قول بلا
عمل... " الخبر.
ونقله عنه في البحار ج 66 ص 19، والوسائل ج 11 ص 518.
معنى الإيمان:
الإيمان هو المعرفة بالقلب، والإقرار باللسان، والعمل بالأركان.
1 - نهج البلاغة حكمة 218 ص 1186:
وقد سئل عن الإيمان فقال (عليه السلام): " الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان،
وعمل بالأركان ".
2 - عيون الأخبار ج 1 ص 226 - 228 باب 22، الخصال ص 178 - 179:
حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمان القرشي الحاكم، قال: حدثنا أبو بكر
محمد بن خالد بن الحسن المطوعي البخاري، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي داود
ببغداد، قال: حدثنا علي بن حرب الملائي، قال: حدثنا أبو الصلت الهروي قال:
حدثنا علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد،
عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن
أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان معرفة بالقلب،
وإقرار باللسان، وعمل بالأركان ".
3 - حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر بن محمد البندار بفرغانة، قال: حدثنا أبو
العباس محمد بن محمد بن جمهور الحمادي، قال: حدثنا محمد بن عمر بن
منصور البلخي بمكة، قال: حدثنا أبو يونس أحمد بن محمد بن يزيد بن عبد الله
الجمحي، قال: حدثنا عبد السلام بن صالح الهروي، عن علي بن موسى الرضا،
عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه
علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال:

68
" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار باللسان وعمل بالأركان ".
4 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: حدثنا
محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بكر بن صالح
الرازي، عن أبي الصلت الهروي، قال: سألت الرضا (عليه السلام) عن الإيمان، فقال (عليه السلام):
" الإيمان عقد بالقلب ولفظ باللسان وعمل بالجوارح، لا يكون الإيمان إلا هكذا ".
5 - أخبرني سليمان بن أحمد بن أيوب اللخمي فيما كتب إلي من أصبهان،
قال: حدثنا علي بن عبد العزيز ومعاذ بن المثنى، قالا: حدثنا عبد السلام بن صالح
الهروي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه
جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه
الحسين بن علي، عن علي (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان معرفة
بالقلب، وإقرار باللسان، وعمل بالأركان ".
6 - حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد بن جعفر بن محمد بن زيد بن علي بن
الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) بقم في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة،
قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد البزاز، قال: حدثنا أبو أحمد داود بن
سليمان الغازي، قال: حدثنا علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، قال: حدثني أبي موسى
ابن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي
الباقر، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال:
حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وسلم: " الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب، وعمل بالأركان ".
قال حمزة بن محمد العلوي (رضي الله عنه): وسمعت عبد الرحمان بن أبي حاتم يقول:
وسمعت أبي يقول: وقد روي هذا الحديث عن أبي الصلت الهروي عبد السلام بن
صالح، عن علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) بإسناده مثله. قال أبو حاتم: لو قرئ هذا
الإسناد على مجنون لبرأ.

69
7 - صحيفة الرضا (عليه السلام) ص 8:
بإسناده قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان إقرار باللسان، ومعرفة بالقلب،
وعمل بالأركان ".
8 - عوالي اللآلي ج 1 ص 83:
وحدث عبد السلام بن صالح الخراساني (1) عن الرضا (عليه السلام) عن أبيه موسى،
عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي
طالب (عليهم السلام)، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان قول باللسان، وعمل بالأركان،
ويقين بالقلب ".
وفي نزهة الناظر ص 17:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار
باللسان، وعمل بالأركان ".
9 - تحف العقول ص 422:
في رسالة علي بن موسى الرضا (عليه السلام) إلى المأمون:
" والإيمان أداء الفرائض، واجتناب المحارم، والإيمان هو معرفة بالقلب،
وإقرار باللسان، وعمل بالأركان ".
10 - جامع الأخبار ص 36:
عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال: حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي
ابن أبي طالب (عليهم السلام) أنه قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الإيمان معرفة بالقلب، وإقرار
باللسان، وعمل بالأركان ".
وجاء جبرائيل (عليه السلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) في صورة أعرابي والنبي لا يعرفه، فقال:
" يا محمد، ما الإيمان؟ " قال النبي (صلى الله عليه وآله): " أن تؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة



(1) وهو أبو الصلت الهروي المشهور.
70
والكتاب والنبيين والبعث بعد الموت "، قال: " صدقت يا محمد، فما الإسلام؟ "
قال: " أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، وتقيم الصلاة، وتؤتي
الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت " قال: " صدقت.... " الحديث.
11 - دعائم الإسلام ج 1 ص 3:
روينا عن جعفر بن محمد أنه قال: " الإيمان قول باللسان، وتصديق بالجنان،
وعمل بالأركان ".
مراتب الإيمان:
الإيمان له مراتب: شديدة وضعيفة، وهو مقسم على الجوارح.
الإيمان مقول بالتشكيك، وله مراتب بحسب النقص والكمال، وليس الإيمان
في جميع الناس على مرتبة واحدة.
ومن البديهي أن تأثيره في عمل الجوارح أيضا مختلف بحسب شدته وضعفه،
فربما تكون مرتبة منه موجبة لعمل صالح في جارحة لا تكون مرتبة أخرى منه
موجبة له، أو مانعة عن عمل سئ لا تكون مرتبة أخرى منه مانعة عنه.
قال الله تعالى: * (ويزداد الذين آمنوا إيمانا) * المدثر: 31.
تدل هذه الآية وأشباهها على أن الإيمان يقبل الشدة والضعف، وله مراتب
بحسب النقص والكمال، فيكون تأثيره - لا محالة - في العمل متفاوتا بحسب
مراتبه من الشدة والضعف.
والإيمان في أي مرتبة كان مقسم على الجوارح، ويظهر أثره في الأعمال
الصادرة منها، وفيها روايات:
1 - أصول الكافي ج 3 ص 56 - 62 باب الإيمان مبثوث ح 1:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن القاسم بن بريد قال: حدثنا

71
أبو عمرو الزبيري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت له: أيها العالم، أخبرني أي
الأعمال أفضل عند الله؟ قال: " ما لا يقبل الله شيئا إلا به "، قلت: وما هو؟ قال:
" الإيمان بالله الذي لا إله إلا هو أعلى الأعمال درجة، وأشرفها منزلة، وأسناها
حظا "، قال: قلت: ألا تخبرني عن الإيمان، أقول هو وعمل أم قول بلا عمل؟ فقال:
" الإيمان عمل كله، والقول بعض ذلك العمل، بفرض من الله بين في كتابه، واضح
نوره، ثابتة حجته، يشهد له به الكتاب ويدعوه إليه "، قال: قلت: صفه لي جعلت
فداك حتى أفهمه، قال: " الإيمان حالات ودرجات وطبقات ومنازل، فمنه التام
المنتهى تمامه، ومنه الناقص البين نقصانه، ومنه الراجح الزائد رجحانه "، قلت: إن
الإيمان ليتم وينقص ويزيد؟ قال: " نعم "، قلت: كيف ذلك؟ قال: " لأن الله تبارك
وتعالى فرض الإيمان على جوارح ابن آدم، وقسمه عليها، وفرقه فيها، فليس من
جوارحه جارحة إلا وقد وكلت من الإيمان بغير ما وكلت به أختها، فمنها قلبه
الذي به يعقل ويفقه ويفهم، وهو أمير بدنه الذي لا ترد الجوارح ولا تصدر إلا عن
رأيه وأمره، ومنها عيناه اللتان يبصر بهما، وأذناه اللتان يسمع بهما، ويداه اللتان
يبطش بهما، ورجلاه اللتان يمشي بهما، وفرجه الذي الباه من قبله، ولسانه الذي
ينطق به، ورأسه الذي فيه وجهه، فليس من هذه جارحة إلا وقد وكلت من الإيمان
بغير ما وكلت به أختها بفرض من الله تبارك اسمه، ينطق به الكتاب لها ويشهد به
عليها، ففرض على القلب غير ما فرض على السمع، وفرض على السمع غير ما
فرض على العينين، وفرض على العينين غير ما فرض على اللسان، وفرض على
اللسان غير ما فرض على اليدين، وفرض على اليدين غير ما فرض على
الرجلين، وفرض على الرجلين غير ما فرض على الفرج، وفرض على الفرج غير
ما فرض على الوجه، فأما ما فرض على القلب من الإيمان: فالإقرار والمعرفة
والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلها واحدا، لم يتخذ
صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه وآله)، والإقرار بما جاء من عند الله من

72
نبي أو كتاب، فذلك ما فرض الله على القلب من الإقرار والمعرفة وهو عمله، وهو
قول الله عز وجل: * (إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ولكن من شرح بالكفر
صدرا) *، وقال: * (ألا بذكر الله تطمئن القلوب) *، وقال: * (الذين قالوا آمنا بأفواههم
ولم تؤمن قلوبهم) *، وقال: * (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله
فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) *، فذلك ما فرض الله عز وجل على القلب من
الإقرار والمعرفة وهو عمله، وهو رأس الإيمان. وفرض الله على اللسان: القول
والتعبير عن القلب بما عقد عليه وأقر به، قال الله تبارك وتعالى: * (وقولوا للناس
حسنا) *، وقال: * (وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد
ونحن له مسلمون) *، فهذا ما فرض الله على اللسان وهو عمله. وفرض على
السمع: أن يتنزه عن الاستماع إلى ما حرم الله، وأن يعرض عما لا يحل له مما نهى
الله عز وجل عنه والإصغاء إلى ما أسخط الله عز وجل، فقال في لك: * (وقد نزل
عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزء بها فلا تقعدوا معهم
حتى يخوضوا في حديث غيره) * ثم استثنى الله عز وجل موضع النسيان، فقال:
* (وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين) *، وقال: * (فبشر
عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم
أولوا الألباب) *، وقال عز وجل: * (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم
خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون والذين هم للزكاة فاعلون) *، وقال: * (وإذا
سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) *، وقال: * (وإذا مروا
باللغو مروا كراما) *، فهذا ما فرض على السمع من الإيمان أن لا يصغي إلى ما لا
يحل له، وهو عمله وهو من الإيمان. وفرض على البصر: أن لا ينظر إلى ما حرم
الله عليه، وأن يعرض عما نهى الله عنه مما لا يحل له، وهو عمله وهو من الإيمان،
فقال تبارك وتعالى: * (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم) *،
فنهاهم أن ينظروا إلى عوراتهم وأن ينظر المرء إلى فرج أخيه، ويحفظ فرجه أن

73
ينظر إليه، وقال: * (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) *،
من أن تنظر إحداهن إلى فرج أختها، وتحفظ فرجها من أن ينظر إليها "، وقال: " كل
شئ في القرآن من حفظ الفرج فهو من الزنا إلا هذه الآية فإنها من النظر، ثم نظم
ما فرض على القلب واللسان والسمع والبصر في آية أخرى فقال: * (وما كنتم
تستترون أن يشهد عليكم سمعكم ولا أبصاركم ولا جلودكم) * يعني بالجلود:
الفرو والأفخاذ، وقال: * (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل
أولئك كان عنه مسؤولا) * فهذا ما فرض الله على العينين من غض البصر عما حرم
الله عز وجل، وهو عملهما وهو من الإيمان. وفرض الله على اليدين: أن لا يبطش
بهما إلى ما حرم الله، وأن يبطش بهما إلى ما أمر الله عز وجل، وفرض عليهما من
الصدقة وصلة الرحم والجهاد في سبيل الله والطهور للصلاة، فقال: * (يا أيها الذين
آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا
برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين) *، وقال: * (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب
الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع
الحرب أوزارها) * فهذا ما فرض الله على اليدين، لأن الضرب من علاجهما.
وفرض على الرجلين: أن لا يمشي بهما إلى شئ من معاصي الله، وفرض عليهما
المشي إلى ما يرضي الله عز وجل، فقال: * (ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن
تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا) *، وقال: * (واقصد في مشيك واغضض من
صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير) *، وقال فيما شهدت الأيدي والأرجل
على أنفسهما وعلى أربابهما من تضييعهما لما أمر الله عز وجل به وفرضه عليهما:
* (اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) *،
فهذا أيضا مما فرض الله على اليدين وعلى الرجلين، وهو عملهما وهو من
الإيمان. وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلاة، فقال:
* (يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم

74
تفلحون) *، فهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع
آخر: * (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) *، وقال: " فيما فرض على
الجوارح من الطهور والصلاة بها، وذلك أن الله عز وجل لما صرف نبيه (صلى الله عليه وآله) إلى
الكعبة عن البيت المقدس فأنزل الله عز وجل: * (وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله
بالناس لرؤوف رحيم) *، فسمى الصلاة إيمانا، فمن لقي الله عز وجل حافظا
لجوارحه موفيا كل جارحة من جوارحه ما فرض الله عز وجل عليها لقي الله
عز وجل مستكملا لإيمانه وهو من أهل الجنة، ومن خان في شئ منها أو تعدى ما
أمر الله عز وجل فيها لقي الله عز وجل ناقص الإيمان "، قلت: قد فهمت نقصان
الإيمان وتمامه، فمن أين جاءت زيادته؟ فقال: " قول الله عز وجل: * (وإذا ما
أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم
إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى
رجسهم) *، وقال: * (نحن نقص عليك نبأهم بالحق إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم
هدى) *، ولو كان كله واحدا لا زيادة فيه ولا نقصان لم يكن لأحد منهم فضل على
الآخر، ولاستوت النعم فيه، ولاستوى الناس وبطل التفضيل، ولكن بتمام الإيمان
دخل المؤمنون الجنة، وبالزيادة في الإيمان تفاضل المؤمنون بالدرجات عند الله،
وبالنقصان دخل المفرطون النار ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 124 - ص 127.
2 - أصول الكافي ج 3 ص 64 باب الإيمان مبثوث ح 7:
بعض أصحابنا، عن علي بن العباس، عن علي بن ميسر، عن حماد بن عمرو
النصيبي قال: سأل رجل العالم (عليه السلام) فقال: أيها العالم، أخبرني أي الأعمال أفضل
عند الله؟ فذكر الحديث بعين الحديث السابق إلى قوله: وأن محمدا عبده ورسوله.
ورواه في دعائم الإسلام: ج 1 ص 4 مرسلا مع زيادة في آخره.

75
3 - المستدرك ج 2 ص 271:
محمد بن إبراهيم النعماني في تفسيره، عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة،
عن جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي، عن إسماعيل بن مهران، عن
الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله
جعفر بن محمد الصادق (عليهما السلام) في خبر طويل عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال:
" فالإيمان بالله تعالى هو أعلى الإيمان درجة، وأشرفها منزلة، وأسناها حظا "
فقيل له (عليه السلام): الإيمان قول وعمل أم قول بلا عمل، فقال: " الإيمان تصديق بالجنان
وإقرار باللسان وعمل بالأركان، وهو عمل كله، ومنه التام الكامل تمامه والناقص
البين نقصانه، ومنه الزائد البين زيادته، إن الله تعالى ما فرض الإيمان على
جارحة واحدة، وما من جارحة من جوارح الإنسان إلا وقد وكلت بغير ما وكلت
به الأخرى "، فذكر (عليه السلام) فرائض الإيمان على الجوارح تفصيلا، والحديث طويل.
أسهم الإيمان:
1 - أصول الكافي ج 3 ص 70 باب درجات الإيمان ح 1:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن محبوب، عن
عمار بن أبي الأحوص، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله عز وجل وضع الإيمان
على سبعة أسهم: على البر والصدق واليقين والرضا والوفاء والعلم والحلم ثم قسم
ذلك بين الناس، فمن جعل فيه هذه السبعة الأسهم فهو كامل محتمل، وقسم لبعض
الناس السهم، ولبعض السهمين، ولبعض الثلاثة حتى انتهوا إلى [ال‍] سبعة، ثم
قال: لا تحملوا على صاحب السهم سهمين، ولا على صاحب السهمين ثلاثة
فتبهضوهم (1)، ثم قال كذلك حتى انتهوا إلى [ال‍] سبعة ".



(1) بهض: ما شق عليك. لسان العرب: مادة " بهض ".
76
ورواه في " الخصال " ج 2 ص 354 عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد
ابن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عمار بن أبي الأحوص، لكنه
ذكر بدل كلمة " البر ": " الصبر "، وزاد في آخر الحديث قصة إسلام الجار الكافر
بيد جاره، التي يشتمل عليها الحديث الآتي في " درجات الإيمان ".
2 - كنز الكراجكي ج 2 ص 11:
وقال (صلى الله عليه وآله): " الإيمان في عشرة: المعرفة، والطاعة، والعلم، والعمل، والورع،
والاجتهاد، والصبر، واليقين، والرضا، والتسليم، فأيها فقد صاحبه بطل نظامه ".
ونقل عنه في البحار ج 74 ص 170.
أركان الإيمان في القلب:
1 - الأشعثيات ص 232:
روي بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن
أبيه عن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) قال: " الإيمان له أركان أربعة: التوكل على الله
تعالى، والتفويض إليه، والتسليم لأمر الله، والرضا بقضاء الله تعالى، وأركان الكفر
أربعة: الرغبة، والرهبة، والغضب، والشهوة ".
ورواه في تحف العقول ص 223 عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام)... بعينه.
ورواه في مشكاة الأنوار ص 18، ونقله عنه في البحار: ج 68 ص 157.
2 - المحاسن ص 226 كتاب مصابيح الظلم باب 14:
عن البرقي، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن محمد بن عذافر، عن أبيه،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بعض أسفاره إذ لقيه ركب،
فقالوا: السلام عليك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: ما أنتم؟ قالوا: نحن مؤمنون يا
رسول الله، قال: فما حقيقة إيمانكم؟ قالوا: الرضا بقضاء الله، والتفويض إلى الله،
والتسليم لأمر الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علماء حكماء، كادوا أن يكونوا من

77
الحكمة أنبياء، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا تجمعوا ما لا تأكلون،
واتقوا الله الذي إليه ترجعون ".
دعائم الإيمان وشعبها:
1 - نهج البلاغة حكمة 30 ص 1099:
وسئل (عليه السلام) عن الإيمان، فقال: " الإيمان على أربع دعائم: على الصبر واليقين
والعدل والجهاد، والصبر منها على أربع شعب: على الشوق والشفق والزهد
والترقب، فمن اشتاق إلى الجنة سلا عن الشهوات، ومن أشفق من النار اجتنب
المحرمات، ومن زهد في الدنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع في
الخيرات، واليقين منها على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأول الحكمة،
وموعظة العبرة، وسنة الأولين، فمن تبصر في الفطنة تبينت له الحكمة، ومن تبينت
له الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأنما كان في الأولين. والعدل منها
على أربع شعب: على غائص الفهم وغور العلم وزهرة الحكم، ورساخة الحلم،
فمن فهم علم غور العلم، ومن علم غور العلم صدر عن شرائع الحكم، ومن حلم لم
يفرط في أمره وعاش في الناس حميدا. والجهاد منها على أربع شعب: على الأمر
بالمعروف، والنهي عن المنكر، والصدق في المواطن، وشنان الفاسقين، فمن أمر
بالمعروف شد ظهور المؤمنين، ومن نهى عن المنكر أرغم أنوف المنافقين، ومن
صدق في المواطن قضى ما عليه، ومن شنئ الفاسقين وغضب لله غضب الله له
وأرضاه يوم القيامة.
والكفر على أربع دعائم: على التعمق والتنازع والزيغ والشقاق، فمن تعمق لم
ينب إلى الحق، ومن كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق، ومن زاغ ساءت عنده
الحسنة، وحسنت عنده السيئة، وسكر سكر الضلالة، ومن شاق وعرت عليه طرقه،
وأعضل عليه أمره، وضاق عليه مخرجه. والشك على أربع شعب: على التماري

78
والهول والتردد والاستسلام، فمن جعل المراء دينا لم يصبح ليله، ومن هاله ما بين
يديه نكص على عقبيه، ومن تردد في الريب وطأته سنابك الشياطين، ومن
استسلم لهلكة الدنيا والآخرة هلك فيهما ".
وبعد هذا كلام تركنا ذكره خوف الإطالة والخروج عن الغرض المقصود في
هذا الكتاب.
ورواه في كتاب سليم بن قيس ص 196 - 199، وفي روضة الواعظين ج 1
ص 43.
2 - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 287:
روي عن أبان، عن سليم قال: سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) وسأله رجل
عن الإيمان فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن الإيمان، لا أسأل عنه أحدا بعدك،
قال: " جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فسأله عن مثل ما سألتني عنه، فقال له مثل
مقالتك، فأخذ يحدثه، ثم قال له: أفعل آمنت "، ثم أقبل علي (عليه السلام) على الرجل
فقال: " أما علمت أن جبرئيل أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) في صورة آدمي فقال له: ما
الإسلام؟ فقال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء
الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، والغسل من الجنابة، قال: فما الإيمان؟
قال: نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وبالحياة بعد الموت، وبالقدر كله خيره
وشره وحلوه ومره، فلما قام الرجل قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا جبرئيل جاءكم
يعلمكم دينكم، فكان رسول الله كلما قال له شيئا قال له: صدقت، قال: فمتى
الساعة؟ قال: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل، قال: صدقت "، ثم قال علي (عليه السلام)
بعد ما فرغ من قول جبرئيل: " صدقت ": " ألا إن الإيمان بني على أربع دعائم:
على اليقين، والصبر، والعدل، والجهاد ".

79
درجات الإيمان:
1 - الخصال ج 2 ص 447:
حدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن
أحمد، عن أبي عبد الله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن محمد بن
حماد الخزاز، عن عبد العزيز القراطيسي قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " يا عبد
العزيز، إن الإيمان عشر درجات بمنزلة السلم يصعد منه مرقاة بعد المرقاة، فلا
تقولن صاحب الواحد لصاحب الاثنين: لست على شئ حتى ينتهي إلى العاشرة،
ولا تسقط من هو دونك فيسقطك الذي هو فوقك، فإذا رأيت من هو أسفل منك
فارفعه إليك برفق، ولا تحملن عليه ما لا يطيق فتكسره، فإنه من كسر مؤمنا فعليه
جبره، وكان المقداد في الثامنة، وأبو ذر في التاسعة، وسلمان في العاشرة ".
ورواه ثانيا عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن
ابن معاوية، عن محمد بن حماد، عن عبد العزيز القراطيسي، وزاد بعد قوله: " فعليه
جبره ": إنك إذا ذهبت تحمل الفصيل حمل الباذل فسخته.
2 - أصول الكافي ج 3 ص 71 باب درجات الإيمان ح 1:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد بن عيسى جميعا، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي اليقظان،
عن يعقوب بن الضحاك، عن رجل من أصحابنا سراج - وكان خادما لأبي عبد
الله (عليه السلام) - قال: بعثني أبو عبد الله (عليه السلام) في حاجة... فذكر الحديث إلى أن قال: ثم
جرى ذكر قوم، فقلت: جعلت فداك إنا نبرأ منهم، إنهم لا يقولون ما نقول، قال:
فقال: " يتولونا ولا يقولون ما تقولون تبرؤون منهم؟ " قال: قلت: نعم، قال: " فهو ذا
عندنا ما ليس عندكم فينبغي لنا أن نبرأ منكم؟ " قال: قلت: لا، جعلت فداك قال:
" وهو ذا عند الله ما ليس عندنا أفتراه أطرحنا؟ " قال: قلت: لا والله جعلت فداك
ما نفعل؟ قال: " فتولوهم ولا تبرأوا منهم، إن من المسلمين من له سهم، ومنهم من
له سهمان، ومنهم من له ثلاثة أسهم، ومنهم من له أربعة أسهم، ومنهم من له خمسة

80
أسهم، ومنهم من له ستة أسهم، ومنهم من له سبعة أسهم، فليس ينبغي أن يحمل
صاحب السهم على ما عليه صاحب السهمين، ولا صاحب السهمين على ما عليه
صاحب الثلاثة، ولا صاحب الثلاثة على ما عليه صاحب الأربعة، ولا صاحب
الأربعة على ما عليه صاحب الخمسة، ولا صاحب الخمسة على ما عليه صاحب
الستة، ولا صاحب الستة على ما عليه صاحب السبعة، وسأضرب لك مثلا: إن
رجلا كان له جار وكان نصرانيا فدعاه إلى الإسلام وزينه له فأجابه، فأتاه سحيرا
فقرع عليه الباب، فقال له: من هذا؟ قال: أنا فلان، قال: وما حاجتك؟ فقال: توضأ
والبس ثوبيك ومر بنا إلى الصلاة، قال: فتوضأ ولبس ثوبيه وخرج معه، قال: فصليا
ما شاء الله ثم صليا الفجر ثم مكثا حتى أصبحا، فقام الذي كان نصرانيا يريد منزله،
فقال له الرجل: أين تذهب؟ النهار قصير والذي بينك وبين الظهر قليل، قال:
فجلس معه إلى أن صلى الظهر، ثم قال: وما بين الظهر والعصر قليل، فاحتبسه
حتى صلى العصر، قال: ثم قام وأراد أن ينصرف إلى منزله فقال له: إن هذا آخر
النهار وأقل من أوله، فاحتبسه حتى صلى المغرب، ثم أراد أن ينصرف إلى منزله
فقال له: إنما بقيت صلاة واحدة، قال: فمكث حتى صلى العشاء الآخرة، ثم تفرقا،
فلما كان سحيرا غدا عليه فضرب عليه الباب، فقال: من هذا؟ قال: أنا فلان، قال:
وما حاجتك؟ قال: توضأ والبس ثوبيك واخرج بنا فصل، قال: اطلب لهذا الدين
من هو أفرغ مني وأنا إنسان مسكين وعلي عيال " فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " أدخله
في شئ أخرجه منه "، أو قال: " أدخله من مثل ذه وأخرجه من مثل هذا ".
لوازم الإيمان:
1 - الخصال ج 2 ص 411:
حدثني أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن
محمد بن أبي عمير، عن جعفر بن عثمان، عن أبي بصير قال: كنت عند أبي

81
جعفر (عليه السلام) فقال له رجل: أصلحك الله، إن بالكوفة قوما يقولون مقالة ينسبونها
إليك، فقال: " وما هي؟ " قال: يقولون: الإيمان غير الإسلام، فقال أبو جعفر (عليه السلام):
" نعم "، فقال الرجل: صفه لي، قال: " من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، وأقر بما جاء من عند الله، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وصام شهر
رمضان، وحج البيت فهو مسلم "، قلت: فالإيمان؟ قال: " من شهد أن لا إله إلا الله،
وأن محمدا رسول الله، وأقر بما جاء من عند الله، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة،
وصام شهر رمضان، وحج البيت، ولم يلق الله بذنب أوعد عليه النار فهو مؤمن ".
قال أبو بصير: جعلت فداك وأينا لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار، فقال: " ليس هو
حيث تذهب، إنما هو لم يلق الله بذنب أوعد عليه النار ولم يتب منه ".
ما به يستكمل الإيمان:
1 - الخصال ج 1 ص 104:
روي عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن محمد بن جرير
الطبري، عن أبي صالح الكناني، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن شريك،
عن هشام بن معاذ قال: كنت جليسا لعمر بن عبد العزيز حيث دخل المدينة فأمر
مناديه فنادى: من كانت له مظلمة أو ظلامة فليأت الباب، فأتى محمد بن علي
يعني الباقر (عليه السلام)... فذكر الحديث إلى أن قال: قال (عليه السلام): " ثلاث من كن فيه
استكمل الإيمان بالله "، فجثا عمر على ركبتيه ثم قال: إيه يا أهل بيت النبوة،
فقال: " نعم يا عمر، من إذا رضي لم يدخله رضاه في الباطل، وإذا غضب لم
يخرجه غضبه من الحق، ومن إذا قدر لم يتناول ما ليس له " فدعا عمر بدواة
وقرطاس وكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما رد عمر بن عبد العزيز ظلامة
محمد بن علي (عليهما السلام) فدك.
ونقله عنه في البحار ج 46 ص 326.

82
2 - المحاسن ص 11 كتاب الأشكال والقرائن باب 5:
عن البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): من أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاته، وكف غضبه، وسجن
لسانه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيت نبيه فقد استكمل حقائق الإيمان،
وأبواب الجنة مفتحة له ".
3 - أصول الكافي ج 2 ص 336 باب المؤمن وعلاماته ح 29:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد،
عن أبي حمزة الثمالي، عن عبد الله بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين بن
علي (عليهما السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاث خصال من كن فيه استكمل خصال
الإيمان: إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا غضب لم يخرجه الغضب من
الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له ".
ونقله عنه في الوسائل ج 11 ص 148.
ورواه في الخصال ج 1 ص 105 قال: حدثنا أبي قال: حدثني محمد بن أحمد
ابن علي بن الصلت، عن أحمد بن محمد بن خالد... فذكر الحديث بعينه سندا
ومتنا.
ورواه في أصل عاصم بن حميد ص 35، وفي المحاسن ص 6 كتاب الأشكال
والقرائن باب 1 ح 12، وفي روضة الواعظين ج 2 ص 465، وفي تحف
العقول ص 43.
4 - أعلام الدين ص 334:
عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يكمل عبد الإيمان بالله
حتى يكون فيه خمس خصال: التوكل على الله، والتفويض إلى الله، والتسليم لأمر
الله، والرضا بقضاء الله، والصبر على بلاء الله، إنه من أحب في الله وأبغض في الله

83
وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ".
ونقله عنه في " البحار " ج 74 ص 177.
5 - تحف العقول ص 446:
وقال - أي الرضا - (عليه السلام): " لا يستكمل عبد حقيقة الإيمان حتى تكون فيه
خصال ثلاث: التفقه في الدين وحسن التقدير في المعيشة والصبر على الرزايا ".
6 - المحاسن ص 8 كتاب الأشكال والقرائن باب 2:
البرقي، عن أبي سعيد القماط، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: " لا يكمل إيمان العبد حتى تكون فيه خصال أربع: يحسن خلقه، وتسخو
نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله ".
7 - أصول الكافي ج 3 ص 327 باب المؤمن وعلاماته ح 5:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا رفعه عن
أحدهما (عليهما السلام) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أنه سأل رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن
صفة المؤمن، فقال: " عشرون خصلة في المؤمن، فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه،
إن من أخلاق المؤمنين يا علي الحاضرون الصلاة، والمسارعون إلى الزكاة،
والمطعمون للمسكين، الماسحون لرأس اليتيم، المطهرون أطمارهم، المتزرون
على أوساطهم، الذين إن حدثوا لم يكذبوا، وإن وعدوا لم يخلفوا، وإن إئتمنوا لم
يخونوا، وإن تكلموا صدقوا، رهبان الليل، أسد بالنهار، صائمون النهار، قائمون
الليل، لا يؤذون جارا، ولا يتأذى بهم جار، الذين مشيهم على الأرض هون،
وخطاهم على بيوت الأرامل وعلى أثر الجنائز، جعلنا الله وإياكم من المتقين ".
ورواه الصدوق في " الأمالي " ص 547 عن علي بن عيسى، عن علي بن
محمد ماجيلويه، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن
زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير

84
المؤمنين (عليه السلام) يقول: سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله)... وذكر مثله، وزاد بعد قوله: " إلى
الزكاة ": " والحاجون إلى بيت الله الحرام، والصائمون في شهر رمضان "،
ونقله عنهما في الوسائل ج 11 ص 146.
ورواه في كنز الكراجكي ص 86.
8 - التمحيص ص 74:
وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يحتوي على
مائة وثلاث خصال: فعل، وعمل، ونية، وباطن، وظاهر "، فقال أمير المؤمنين
علي (عليه السلام): " يا رسول الله، ما يكون المائة وثلاث خصال؟ "
فقال: " يا علي من صفات المؤمن أن يكون جوال الفكر، جوهري الذكر،
كثيرا علمه، عظيما حلمه، جميل المنازعة، كريم المراجعة، أوسع الناس صدرا،
وأذلهم نفسا، ضحكه تبسما، واجتماعه تعلما، مذكر الغافل، معلم الجاهل، لا
يؤذي من يؤذيه، ولا يخوض فيما لا يعنيه، ولا يشمت بمصيبة، ولا يذكر أحدا
بغيبة، بريا من المحرمات، واقفا عند الشبهات، كثير العطاء، قليل الأذى، عونا
للغريب، وأبا لليتيم، بشره في وجهه، وخوفه في قلبه، مستبشرا بفقره، أحلى من
الشهد، وأصلد من الصلد، لا يكشف سرا، ولا يهتك سترا، لطيف الجهات، حلو
المشاهدة، كثير العبادة، حسن الوقار، لين الجانب، طويل الصمت، حليما إذا جهل
عليه، صبورا على من أساء إليه، يجل الكبير، ويرحم الصغير، أمينا على الأمانات،
بعيدا من الخيانات، إلفه التقى، وخلقه الحياء، كثير الحذر، قليل الزلل، حركاته
أدب، وكلامه عجب، مقيل العثرة، ولا يتبع العورة، وقورا، صبورا، رضيا، شكورا،
قليل الكلام، صدوق اللسان، برا، مصونا، حليما، رفيقا، عفيفا، شريفا، لا لعان، ولا
نمام، ولا كذاب، ولا مغتاب، ولا سباب، ولا حسود، ولا بخيل، هشاشا، بشاشا، لا
حساس، ولا جساس، يطلب من الأمور أعلاها، ومن الأخلاق أسناها، مشمولا
لحفظ الله، مؤيدا بتوفيق الله، ذا قوة في لين، وعزمه في يقين، لا يحيف على من

85
يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، صبور في الشدائد، لا يجور ولا يعتدي، ولا يأتي بما
يشتهي، الفقر شعاره، والصبر دثاره، قليل المؤونة، كثير المعونة، كثير الصيام،
طويل القيام، قليل المنام، قلبه تقي، وعمله زكي، إذا قدر عفا، وإذا وعد وفى،
يصوم رغبا، ويصلي رهبا، ويحسن في عمله كأنه ينظر إليه، غض المطوف، سخي
الكف، لا يرد سائلا، ولا يبخل بنائل، متواصلا إلى الإخوان، مترادفا للإحسان،
يزن كلامه، ويخرس لسانه، لا يغرق في بغضه، ولا يهلك في محبته، لا يقبل الباطل
من صديقه، ولا يرد الحق من عدوه، لا يتعلم إلا ليعلم، ولا يعلم إلا ليعمل، قليلا
حقده، كثيرا شكره، يطلب النهار معيشته، ويبكي الليل على خطيئته، إن سلك مع
أهل الدنيا كان أكيسهم، وإن سلك مع أهل الآخرة كان أورعهم، لا يرضى في كسبه
بشبهة، ولا يعمل في دينه برخصة، لطيف [يعطف - خ] على أخيه بزلته، ويرعى ما
مضى من قديم صحبته ".
علامات المؤمن في القرآن:
قال الله تعالى:
* (إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته
زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون الذين يقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون
أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم) *.
الأنفال: 2 - 4.
* (إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم
لا يستكبرون تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما
رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا
يعملون) *. السجدة: 15 - 17.
* (والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله والذين آووا ونصروا أولئك

86
هم المؤمنون حقا) *. الأنفال: 74.
* (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله وإذا كانوا معه على أمر جامع لم
يذهبوا حتى يستأذنوه) *. النور: 62.
* (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا
سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) *. النور: 51.
* (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم
وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) *. الحجرات: 15.
* (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر) *. التوبة: 18.
* (وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم) *. محمد: 3.
* (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو
معرضون والذين هم للزكاة فاعلون والذين هم لفروجهم حافظون) *.
المؤمنون: 1 - 5.
* (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) *. الذاريات: 55.
بعض الأحاديث الواردة في علامات المؤمن:
1 - الخصال ج 1 ص 269:
حدثنا عبد الله بن النضر بن سمعان التميمي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا أبو القاسم
جعفر بن محمد المكي، قال: حدثنا أبو الحسن عبد الله بن محمد عمر الخراني؟، عن
صالح بن زياد، عن أبي عثمان عبد بن ميمون السكوني، عن عبد الله بن معن
الأزدي، عن عمران بن سليمان، عن طاووس بن اليمان قال: سمعت علي بن
الحسين (عليهما السلام) يقول: " علامات المؤمن خمس "، قلت: وما هن يا ابن رسول الله؟
قال: " الورع في الخلوة، والصدقة في القلة، والصبر عند المصيبة، والحلم عند
الغضب، والصدق عند الخوف ".

87
2 - أمالي الصدوق ص 231 مجلس 39:
حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبي، عن أحمد بن
محمد بن عيسى، عن أبيه، عن عبد الله بن القسم، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي
عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن لأهل الدين علامات
يعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، والوفاء بالعهد، وصلة الرحم، ورحمة
الضعفاء، وقلة المواتاة للنساء، وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الخلق،
واتباع العلم وما يقرب إلى الله عز وجل، طوبى لهم وحسن مآب، وطوبى شجرة
في الجنة أصلها في دار النبي (صلى الله عليه وآله)، وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها، لا
تخطر على قلبه شهوة شئ إلا أتاه به ذلك الغصن، ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها
مائة عام ما خرج منها، ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى تسقط هرما،
ألا ففي هذا فارغبوا، إن المؤمن نفسه منه في شغل، والناس منه في راحة، وإذا
جن عليه الليل افترش وجهه وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه، يناجي الذي خلقه
في فكاك رقبته، ألا هكذا فكونوا ".
3 - صفات الشيعة ص 31:
روى بإسناده قال - أي الصادق - (عليه السلام): " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ألا أنبئكم لم
سمي المؤمن مؤمنا؟ لإئتمان الناس إياه على أنفسهم وأموالهم، ألا أنبئكم من
المسلم المسلم من سلم الناس من يده ولسانه، ألا أنبئكم بالمهاجر؟ من هجر
السيئات وما حرم الله عز وجل ".
4 - صفات الشيعة ص 29:
روي عن علي بن أحمد بن عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد الله
البرقي، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن عبد الله قال: قال الصادق (عليه السلام): " من أقر
بستة أشياء فهو مؤمن: البراءة من الطواغيت، والإقرار بالولاية، والإيمان

88
بالرجعة، والاستحلال للمتعة، وتحريم الجري، وترك المسح على الخفين ".
5 - المواعظ للصدوق ص 23:
روى بسنده عن علي (عليه السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديثا وفيه: " يا علي، للمؤمن
ثلاث علامات: الصلاة، والزكاة، والصيام، وللمتكلف ثلاث علامات: يتملق إذا
حضر، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة ".
6 - المواعظ للصدوق ص 35:
روى بسنده عن علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) حديثا وفيه: " يا علي، المؤمن من
أمنه المسلمون على أموالهم ودمائهم، والمسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه،
والمهاجر من هاجر السيئات ".
7 - تحف العقول ص 20:
ومن حكمه (صلى الله عليه وآله):
" وأما علامة المؤمن: فإنه يرأف، ويفهم، ويستحي ".
8 - الأشعثيات ص 231:
روى بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن
أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " للمؤمن ثلاث علامات: العلم بالله من
يحب ومن يكره ".
9 - صفات الشيعة ص 32:
وبهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من ساءته سيئة وسرته حسنة فهو
مؤمن ".
10 - مجموعة ورام ج 2 ص 252:
وقيل يا رسول الله: بم يعرف المؤمن؟ فقال: " بوقاره، ولينه، وصدق حديثه ".

89
11 - الأشعثيات ص 77:
أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن
جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السلام)
قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لحرث بن مالك: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت والله يا
رسول الله من المؤمنين، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل مؤمن حقيقة، فما حقيقة
إيمانك؟ قال: أسهرت ليلي، وأظمأت نهاري، وأنفقت مالي، وعزفت نفسي عن
الدنيا، وكأني أنظر إلى عرش ربي عز وجل قد أبرز للحساب، وكأني أنظر إلى أهل
الجنة في الجنة يتزاورون، وكأني أنظر إلى أهل النار في النار يتعاوون، قال: فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): هذا عبد نور الله لبه، أبصرت فالزم، فقال: يا رسول الله، أدع لي
بالشهادة، فدعا له فاستشهد من الناس ".
ونقله عنه في المستدرك ج 2 ص 355، ثم قال: وفي نسخة نوادر
الراوندي " فاستشهد اليوم الثامن ".
13 - أصول الكافي ج 3 ص 88 باب حقيقة الإيمان:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن إسماعيل بن
بزيع، عن محمد بن عذافر، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله)
في بعض أسفاره إذ لقيه ركب، فقالوا: السلام عليك يا رسول الله، فقال: ما أنتم؟
فقالوا: نحن مؤمنون يا رسول الله، فقال: فما حقيقة إيمانكم؟ فقالوا: الرضا بقضاء
الله، والتفويض إلى الله، والتسليم لأمر الله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علماء حكماء،
كادوا أن يكونوا من الحكمة أنبياء، فإن كنتم صادقين فلا تبنوا ما لا تسكنون، ولا
تجمعوا ما لا تأكلون، واتقوا الله الذي إليه تحشرون ".
ونقله عنه في المستدرك ج 2 ص 355.

90
فضيلة المؤمن في القرآن:
قال الله تعالى:
* (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة وأجر كبير) *. فاطر: 7.
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) *. فصلت: 8.
* (ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون) *. فصلت: 18.
* (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته) *. الجاثية: 30.
* (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها
الأنهار) *. محمد: 12.
* (وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) *. الفتح:
29.
* (فالذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم مغفرة ورزق كريم) *. الحج: 50.
* (وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم) *. الحج: 54.
* (فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم) *. الحج: 56.
* (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض) *.
النور: 55.
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم أولئك أصحاب الجنة
هم فيها خالدون) *. هود: 23.
* (ولأجر الآخرة خير للذين آمنوا وكانوا يتقون) *. يوسف: 57.
* (إن الله يدافع عن الذين آمنوا) *. الحج: 38.
* (إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها
الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وهدوا إلى
الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد) *. الحج: 23 و 24.

91
* (الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون) *. التين: 6.
* (الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون) *. الانشقاق: 25.
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم) *. لقمان: 8.
* (أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى) *. السجدة: 19.
* (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن) *. الأنعام: 82.
* (ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى) *. طه: 75..
* (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) *. السجدة: 18.
* (والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما) *. النساء: 162.
* (والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند
ربهم ذلك هو الفضل الكبير) *. الشورى: 22.
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك
الفوز الكبير) *. البروج: 11.
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية) *. البينة: 7.
* (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها أبدا قد أحسن الله له رزقا) *. الطلاق: 11.
* (فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا) *. الجن: 13.
* (ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين) *.
المائدة: 5.
* (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) *. البقرة: 256.
* (ومن يؤمن بالله ويعمل صالحا يكفر عنه سيئاته ويدخله جنات تجري
من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم) *. التغابن: 9.
* (ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شئ عليم) *. التغابن: 11.
* (من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم

92
يحزنون) *. المائدة: 69.
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم
عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) *. البقرة: 277.
* (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) *. النساء: 173.
* (وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم) *. آل عمران: 57.
* (والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار
خالدين فيها أبدا لهم فيها أزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا) *. النساء: 57.
* (فأما الذين آمنوا بالله واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه) *. النساء:
175.
* (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون) *.
الأنعام: 82.
* (ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا) *. القصص: 80.
* (ألا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في
الغرفات آمنون) *. سبأ: 37.
* (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
ويكفر عنهم سيئاتهم وكان ذلك عند الله فوزا عظيما) *. الفتح: 5.
* (ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين) *. يونس: 103.
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلا) *.
الكهف: 107.
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا) *. مريم: 96.
* (فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون) *. الروم: 15.
* (ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات من فضله) *. الروم: 45.
* (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب) *. الرعد: 29.

93
* (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم) *. يونس: 9.
* (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر وأقام الصلاة وآتى الزكاة
ولم يخش إلا الله) *. التوبة: 18.
* (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة) *. مريم: 60.
* (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) *. طه: 82.
* (فأما من تاب وآمن وعمل صالحا فعسى أن يكون من المفلحين) *. القصص: 67.
* (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لتكفرن عنهم سيئاتهم) *. العنكبوت: 7.
* (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لندخلنهم في الصالحين) *. العنكبوت: 9.
* (والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا) *. العنكبوت: 58.
* (ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم) *. النساء: 147.
* (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات) *. المجادلة: 11.
* (ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور) *. الطلاق: 11.
* (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) *. الروم: 47.
* (وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤف رحيم) *. البقرة: 143.
* (وما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) *. الشورى: 36.
* (ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا وأن الكافرين لا مولى لهم إن الله يدخل
الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار) *. محمد: 11 و 12.
فضيلة المؤمن في السنة:
1 - أصول الكافي ج 4 ص 206 باب الإيمان لا يضر معه سيئة ح 1 و 2 و 3:
علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن يعقوب بن شعيب قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): هل لأحد على ما عمل ثواب على الله موجب إلا
المؤمنين؟ قال: " لا ".

94
2 - عنه، عن يونس، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال
موسى للخضر (عليهما السلام): قد تحرمت بصحبتك فأوصني، قال [له]: الزم ما لا يضرك
معه شئ كما لا ينفعك مع غيره شئ ".
3 - عنه عن يونس، عن ابن بكير، عن أبي أمية يوسف بن ثابت قال: سمعت
أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " لا يضر مع الإيمان عمل، ولا ينفع مع الكفر عمل، ألا ترى
أنه قال: * (وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله... وماتوا
وهم كافرون) * ".
4 - أصول الكافي: ج 4 ص 206 باب الإيمان لا يضر معه سيئة ح 4 و 5 و 6:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ثعلبة، عن
أبي أمية يوسف بن ثابت بن أبي سعدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) [قال]: قال:
" الإيمان لا يضر معه عمل، وكذلك الكفر لا ينفع معه عمل ".
5 - أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عمن ذكره، عن عبيد بن زرارة،
عن محمد بن مارد قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): حديث روي لنا أنك قلت: إذا
عرفت فاعمل ما شئت؟ فقال: " قد قلت ذلك "، قال: قلت: وإن زنوا أو سرقوا أو
شربوا الخمر، فقال لي: " إنا لله وإنا إليه راجعون، والله ما أنصفونا أن نكون أخذنا
بالعمل ووضع عنهم إنما قلت: إذا عرفت فاعمل ما شئت من قليل الخير وكثيره
فإنه يقبل منك ".
6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن الريان بن الصلت رفعه، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: " كان أمير المؤمنين (عليه السلام) كثيرا ما يقول في خطبته: يا أيها
الناس، دينكم دينكم، فإن السيئة فيه خير من الحسنة في غيره، والسيئة فيه تغفر
والحسنة في غيره لا تقبل ".
7 - الكافي ج 4 ص 567:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري - في حديث -

95
عن أبي الحسن (عليه السلام) قال لي: " ألا قلت له (أي علي بن بلال): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
كان يطوف بالبيت، ويقبل الحجر، وحرمة النبي والمؤمن أعظم من حرمة
البيت... " الحديث.
8 - أصول الكافي ج 3 ص 369 باب الروح الذي أيد به المؤمن ح 1:
الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا، عن علي بن محمد بن سعد، عن
محمد بن مسلم، عن أبي سلمة، عن محمد بن سعيد بن غزوان، عن ابن أبي نجران،
عن محمد بن سنان، عن أبي خديجة قال: دخلت على أبي الحسن (عليه السلام) قال لي:
" إن الله تبارك وتعالى أيد المؤمن بروح منه تحضره في كل وقت يحسن فيه
ويتقي، وتغيب عنه في كل وقت يذنب فيه ويعتدي، فهي معه تهتز سرورا عند
إحسانه، وتسيخ في الثرى عند إساءته، فتعاهدوا عباد الله نعمه بإصلاحكم
أنفسكم تزدادوا يقينا وتربحوا نفيسا ثمينا، رحم الله امرءا هم بخير فعمله، أو هم
بشر فارتدع عنه "، ثم قال: " نحن نؤيد الروح بالطاعة لله والعمل له ".
9 - أصول الكافي ج 3 ص 346 باب فيما يدفع الله بالمؤمن ح 1 و 2 و 3:
محمد بن يحيى، عن علي بن الحسن التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زرارة،
عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله يدفع
بالمؤمن الواحد عن القرية الفناء ".
10 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " لا يصيب قرية عذاب وفيها سبعة
من المؤمنين ".
11 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، قال: قيل له: في العذاب إذا نزل بقوم يصيب المؤمنين؟ قال: " نعم،
ولكن يخلصون بعده ".

96
12 - الكافي ج 3 ص 113 كتاب الجنائز باب ثواب المرض ح 1:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن
سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رفع رأسه إلى السماء
فتبسم، فقيل له: يا رسول الله رأيناك رفعت رأسك إلى السماء فتبسمت، قال: نعم
عجبت لملكين هبطا من السماء إلى الأرض يلتمسان عبدا مؤمنا صالحا في
مصلى كان يصلي فيه ليكتبا له عمله في يومه وليلته فلم يجداه في مصلاه فعرجا
إلى السماء، فقالا: ربنا عبدك المؤمن فلان التمسناه في مصلاه لنكتب له عمله
ليومه وليلته فلم نصبه، فوجدناه في حبالك، فقال الله عز وجل: اكتبا لعبدي مثل ما
كان يعمله في صحته من الخير في يومه وليلته ما دام في حبالي، فإن علي أن أكتب
له أجر ما كان يعمله في صحته إذا حبسته عنه ".
ونقله عنه في البحار ج 22 ص 83.
13 - أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 243 جزء 9:
بالإسناد قال: أخبرني محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن
محمد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن سعيد، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن داود بن
فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " فيما أوحى الله عز وجل إلى موسى بن عمران: يا
موسى، ما خلقت خلقا أحب إلي من عبدي المؤمن، وإني إنما ابتليته لما هو خير
له، وأعافيه لما هو خير له، وأنا أعلم بما يصلح عبدي عليه، فليصبر على بلائي،
وليشكر نعمائي، وليرض بقضائي، أكتبه في الصديقين عندي إذا عمل برضائي
وأطاع أمري ".
14 - علل الشرائع ص 246 باب 180، أمالي الصدوق ص 200 مجلس 36:
حدثنا أحمد بن هارون الفامي (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن

97
جعفر الحميري، قال: حدثني أبي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة،
عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام): " أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن
الله عز وجل إذا رأى أهل قرية قد أسرفوا في المعاصي وفيها ثلاث نفر من
المؤمنين ناداهم جل جلاله وتقدست أسماؤه: يا أهل معصيتي، لولا فيكم من
المؤمنين المتحابين بجلالي، العامرين بصلاتهم أرضي ومساجدي، والمستغفرين
بالأسحار خوفا مني لأنزلت بكم عذابي ثم لا أبالي ".
15 - عيون الأخبار ج 2 ص 33 باب 31:
وبإسناده، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة تجلى الله عز وجل
لعبده المؤمن، فيوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا، ثم يغفر الله له، لا يطلع الله على ذلك
ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد، ثم يقول
لسيئاته: كوني حسنات ".
16 - كتاب جعفر بن شريح ص 61:
جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " إن المؤمن بركة على المؤمن، وإن المؤمن
حجة لله ".
17 - الإختصاص ص 19:
عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " سؤر المؤمن شفاء من
سبعين داء ".
18 - الإختصاص ص 30:
عن ربعي، عن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " ما عذب الله
قرية فيها سبعة من المؤمنين ".
19 - عيون الأخبار ج 2 ص 61 باب 31:
روى بإسناده عن علي عن النبي صلوات الله عليهما أنه قال: " المؤمن ينظر

98
بنور الله ".
ورواه في إرشاد القلوب ص 130 قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " اتقوا فراسة المؤمن،
فإنه ينظر بنور الله يعني وهبه الله له ".
ورواه في نوادر الرواندي ص 8: روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن
آبائه عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياكم وفراسة المؤمن،
فإنه ينظر بنور الله تعالى ".
20 - إرشاد القلوب ص 77:
قال رفاعة بن أعين: قال لي الصادق (عليه السلام): " ألا أخبرك بأشد الناس عذابا يوم
القيامة؟ " قلت: بلى يا مولاي، قال: " أشد الناس عذابا يوم القيامة من أعان على
مؤمن بشطر كلمة... إلى أن قال: ولو علم الناس ما للمؤمن عند الله خضعت له
الرقاب، فإن الله تعالى اشتق للمؤمن اسما من أسمائه، فالله هو المؤمن سبحانه،
وسمى عبده مؤمنا تشريفا له وتكريما، وأنه يوم القيامة يؤمن على الله تعالى
فيجير إيمانه... " الحديث.
وروى لذلك في " بصائر الدرجات " خمس روايات:
الأولى: ما رواه في ص 79 قال:
حدثنا محمد بن عيسى، عن سليمان الجعفري قال: كنت عند أبي الحسن (عليه السلام)
قال: " يا سليمان اتق فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله "، فسكت حتى أصبت
خلوة، فقلت: جعلت فداك، سمعتك تقول: اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله،
قال: " نعم يا سليمان، إن الله خلق المؤمن من نوره، وصبغهم في رحمته، وأخذ
ميثاقهم لنا بالولاية، والمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه، أبوه النور وأمه الرحمة،
وإنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه ".
الثانية: ما رواه في ص 80 قال:
حدثنا الحسن بن علي بن معاوية، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن عيسى

99
ابن أسلم، عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك، هذا
الحديث الذي سمعته منك ما تفسيره؟ قال: " وما هو؟ " قال: إن المؤمن ينظر بنور
الله، فقال: " يا معاوية إن الله خلق المؤمنين من نوره، وصبغهم في رحمته، وأخذ
ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فالمؤمن أخو المؤمن لأبيه
وأمه، أبوه النور وأمه الرحمة، وإنما ينظر بذلك النور الذي خلق منه ".
الثالثة: ما رواه في ص 357 قال:
حدثنا محمد بن الحسين، عن عمرو بن عثمان، عن أبي جميلة، عن جابر،
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا من فراسة المؤمن، فإنه ينظر
بنور الله "، ثم تلا: * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) *.
الرابعة: ما رواه في ص 357:
حدثنا أبو طالب، عن حماد بن عيسى، عن محمد بن مسلم، عن أبي
جعفر (عليه السلام) في قول الله تعالى: * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) *، قال: هم الأئمة،
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينظر بنور الله، لقول الله: * (إن في
ذلك لآيات للمتوسمين) *.
الخامسة: ما رواه في ص 355:
حدثنا العباس بن معروف، عن حماد بن عيسى، عن ربعي، عن محمد بن
مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (إن في ذلك لآيات
للمتوسمين) *، قال: هم الأئمة، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اتقوا فراسة المؤمن، فإنه
ينظر بنور الله، في قوله: * (إن في ذلك لآيات للمتوسمين) *.
أقول: الرواية الأولى والثانية صريحتان في شمول " المؤمن ينظر بنور الله "
على غير النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام) من المؤمنين، حيث وصفهم فيهما بعد الحكم
بذلك، بأنه أخذ ميثاقهم لنا بالولاية. والروايتان الأخيرتان تدلان على أن المراد به
النبي (صلى الله عليه وآله) والأئمة (عليهم السلام)، حيث علل فيهما بقوله تعالى: * (إن في ذلك لآيات

100
للمتوسمين) *، وقد صرح فيهما باختصاص الآية بالنبي والأئمة، ويؤيده سائر
الروايات الواردة في اختصاص الآية بالنبي والأئمة (عليهم السلام)، وهي في بصائر
الدرجات ح 5 و 6 و 7 و 12 و 13 و 15 من باب 17 من جزء 7 ص 354 - 357.
ويمكن الجمع بين الفرقتين من الروايات بالحمل على مراتب الشدة والضعف
في التنور بنور الله جلت عظمته.
21 - أعلام الدين ص 163:
روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " ما من مؤمن إلا وله باب يصعد منه عمله، وباب
ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه، وذلك قول الله عز وجل: * (فما بكت عليهم
السماء والأرض وما كانوا منظرين) * ".
ونقله عنه في البحار ج 100 ص 25.
22 - نهج البلاغة ص 1233 حكمة 301:
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله جعل الحق على
ألسنتهم ".
ونقله عنه في الوسائل ج 8 ص 424.
23 - المحاسن ص 184 و 185 كتاب الصفوة والنور باب 46:
البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) المؤمن
هل يشفع في أهله؟ قال: " نعم، المؤمن يشفع فيشفع ".
24 - البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن ميسر بن
عبد العزيز، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر عليه
بالرجل وقد أمر به إلى النار فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف
في الدنيا، فيقول المؤمن للملك: خل سبيله، فيأمر الله الملك أن أجز قول المؤمن،
فيخلي الملك سبيله ".

101
25 - المحاسن ص 186 كتاب الصفوة والنور باب 47:
البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي المغرا، عن
أبي بصير، عن علي الصائغ قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إن المؤمن ليشفع لحميمه
إلا أن يكون ناصبا، ولو أن ناصبا شفع له كل نبي مرسل وملك مقرب ما شفعوا ".
26 - البرقي، عن بعض أصحابه رفعه، في قول الله عز وجل: " يريد الله بكم
اليسر ولا يريد بكم العسر " اليسر الولاية، والعسر الخلاف وموالاة أعداء الله.
27 - إرشاد القلوب ص 107:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول الله عز وجل: " أخرجوا من النار من كان في قلبه
مقدار حبة من خردل إيمانا "، ثم يقول: " وعزتي وجلالي لا أجعل من آمن بي
ساعة من ليل أو نهار مع من لم يؤمن بي ".
28 - نوادر الراوندي ص 11:
روى بإسناده عن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): المؤمن كمثل شجرة، لا يتحات ورقها شتاء ولا قيظا، قيل: يا رسول الله
وما هي؟ قال: النخلة ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 69.
29 - المؤمن ص 33 و 34 و 35:
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " لو كانت ذنوب المؤمن مثل رمل عالج، ومثل زبد
البحر لغفرها الله له فلا تجتروا " (1).
30 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " يتوفى المؤمن مغفورا له ذنوبه [ثم قال:
إنا] والله جميعا ".
31 - وعن أبي الصامت قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: " يا أبا



(1) أي لا تتركوا أنفسكم ما تشاء.
102
الصامت، أبشر، ثم أبشر، ثم أبشر "، ثم قال لي: " يا أبا الصامت، إن الله عز وجل
يغفر للمؤمن وإن جاء بمثل ذا ومثل ذا " وأومأ إلى القباب، قلت: وإن جاء بمثل
تلك القباب، فقال: " إي والله، ولو كان بمثل تلك القباب إي والله " مرتين.
32 - وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قلت بمكة (1) له: إن لي حاجة، فقال: " تلقاني
بمكة "، فلقيته، فقلت: يا بن رسول الله إن لي حاجة؟ فقال: " تلقاني بمنى "، فلقيته
بمنى، فقلت: يا بن رسول الله إن لي حاجة، فقال: " [هات] حاجتك " فقلت: يا بن
رسول الله إني كنت أذنبت ذنبا فيما بيني وبين الله عز وجل، لم يطلع عليه أحد،
وأجلك أن أستقبلك به، فقال: " إذا كان يوم القيامة تجلى الله عز وجل لعبده المؤمن
فيوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا، ثم يغفرها له، لا يطلع على ذلك ملك مقرب ولا نبي
مرسل ".
وفي حديث آخر: " ويستر عليه من ذنوبه ما يكره أن يوقفه عليه، ثم يقول
لسيئاته: كوني حسنات، وذلك قول الله عز وجل: * (فأولئك - الذين - يبدل الله
سيئاتهم حسنات) * " (2).
33 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام): " إن الكافر ليدعو في حاجته فيقول الله
عز وجل: عجلوا حاجته بغضا لصوته، وإن المؤمن ليدعو في حاجته فيقول الله
عز وجل: أخروا حاجته شوقا إلى صوته، فإذا كان يوم القيامة قال الله عز وجل:
دعوتني في كذا وكذا فأخرت إجابتك وثوابك كذا وكذا، قال: فيتمنى المؤمن أنه
لم يستجب له دعوة في الدنيا فيما يرى من حسن الثواب ".
34 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن المؤمن إذا دعا الله عز وجل أجابه "،
فشخص بصري نحوه إعجابا بها، قال: فقال: " إن الله واسع لخلقه ".
35 - وعن ابن أبي البلاد، عن أبيه، عن بعض أهل العلم قال: " إذا مات



(1) الظاهر لفظة " بمكة " زائدة.
(2) الفرقان: 70، ولفظة " الذين " ليست من أصل الآية.
103
المؤمن صعد ملكاه، فقالا: يا رب مات فلان، فيقول: انزلا، فصليا عليه عند قبره
وهللاني وكبراني إلى يوم القيامة، واكتبا ما تعملان له ".
36 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن المؤمن رؤياه جزء من سبعين جزء من
النبوة، ومنهم من يعطى على الثلاث ".
37 - وفي ص 31:
وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " [فكما] لا تقدر الخلائق على كنه صفة الله
عز وجل فكذلك لا تقدر على كنه صفة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكما لا تقدر على كنه صفة
الرسول (صلى الله عليه وآله) كذلك لا تقدر على كنه صفة الإمام، وكما لا تقدر على كنه صفة
الإمام كذلك لا يقدرون على كنه صفة المؤمن ".
38 - مكارم الأخلاق ص 472:
روي عن أبي ذر في حديث قال: قلت: يا رسول الله، أي الأعمال أحب إلى
الله عز وجل؟ قال (صلى الله عليه وآله): " الإيمان بالله، ثم الجهاد في سبيله ".
39 - المؤمن ص 36:
وعن أحدهما (عليهما السلام) قال: " إن ذنوب المؤمن مغفورة، فيعمل المؤمن لما
يستأنف، أما إنها ليست إلا لأهل الإيمان ".
40 - مجموعة ورام ج 2 ص 208:
هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " قال الله عز وجل: ليأذن
بحرب مني من آذى عبدي المؤمن، وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن، ولو لم
يكن من خلقي في الأرض فيما بين المشرق والمغرب إلا مؤمن واحد مع إمام
عادل لاستغنيت بعبادتهما عن جميع خلقي ما خلقت في أرضي، ولقامت سبع
سماوات وأرضين بهما، ولجعلت لهما من إيمانهما أنسا لا يحتاجان إلى أنس
سواهما ".

104
41 - عدة الداعي ص 232:
روى عبيد بن زرارة، عن الصادق (عليه السلام) قال: " ما من مؤمن إلا وقد جعل الله له
من إيمانه أنسا يسكن إليه، حتى لو كان على قلة جبل لم يستوحش ".
ونقله عنه في البحار ج 67 ص 111.
42 - مجموعة ورام ج 2 ص 267:
وقال - أي الصادق - (عليه السلام): " إن الله عز وجل لا يدخل النار مؤمنا وعده الجنة،
ولا يخرج من النار كافرا أوعده الخلود ".
43 - تفسير العياشي ج 2 ص 336:
عن محمد بن عمر، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله يحفظ ولد
المؤمن إلى ألف سنة، وإن الغلامين (1) كان بينهما وبين أبويهما سبعمائة سنة ".
ونقله عنه في البحار ج 13 ص 310.
44 - مشكاة الأنوار ص 98:
عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به
الرجل، وقد أمر به إلى النار، فيقول: يا فلان أغثني، فإني كنت أصنع إليك المعروف
في دار الدنيا، فيقول للملك: خل سبيله، فيأمر الله به فيخلي سبيله ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 70.
45 - مشكاة الأنوار ص 99:
عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " يقال للمؤمن يوم القيامة: تصفح وجوه
الناس، فمن كان سقاك شربة، أو أطعمك أكلة، أو فعل بك كذا وكذا فخذ بيده فأدخله
الجنة، قال: فإنه ليمر على الصراط ومعه بشر كثير، فيقول الملائكة: يا ولي الله إلى



(1) من قوله تعالى في سورة الكهف: 82: * (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة...) *.
105
أين يا عبد الله؟ فيقول الله جل ثناؤه: أجيزوا لعبدي، فأجازوه، وإنما سمي المؤمن
مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجيز أمانه ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 70.
46 - مشكاة الأنوار ص 99:
عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): " إن المؤمن ليفوض الله
إليه يوم القيامة فيصنع ما يشاء "، قلت: حدثني في كتاب الله أين قال؟ قال: " قوله:
* (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد) * فمشية الله مفوضة إليه، والمزيد من الله ما لا
يحصى "، ثم قال: " يا جابر ولا تستعن بعدو لنا في حاجة، ولا تستطعمه ولا تسأله
شربة، أما إنه ليخلد في النار فيمر به المؤمن، فيقول: يا مؤمن ألست فعلت بك كذا
وكذا؟ فيستحيي منه، فيستنقذه من النار، وإنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على
الله فيجيز الله أمانه ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 70.
47 - صفات الشيعة ص 36:
روى بإسناده عن عمار الساباطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل عن أهل
السماء هل يرون أهل الأرض؟ قال: " لا يرون إلا المؤمنين، لأن المؤمن من نور
كنور الكواكب "، قيل: فهم يرون أهل الأرض؟ قال: " لا، يرون نوره حيث ما
توجه "، ثم قال: " لكل مؤمن خمس ساعات يوم القيامة يشفع فيها ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 63.
48 - بحار الأنوار ج 64 ص 63:
قضاء الحقوق للصوري: بإسناده قال: قيل لأبي عبد الله (عليه السلام): لم سمي
المؤمن مؤمنا؟ قال: " لأنه اشتق للمؤمن اسما من أسمائه تعالى، فسماه مؤمنا،
وإنما سمي المؤمن لأنه يؤمن من عذاب الله تعالى، ويؤمن على الله يوم القيامة

106
فيجيز له ذلك، ولو أكل أو شرب أو قام أو قعد أو نام أو نكح أو مر بموضع قذر
حوله الله من سبع أرضين طهرا لا يصل إليه من قذرها شئ، وإن المؤمن ليكون
يوم القيامة بالموقف مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيمر بالمسخوط عليه المغضوب غير
الناصب ولا المؤمن وقد ارتكب الكبائر فيرى منزلة عظيمة له عند الله عز وجل،
وقد عرف المؤمن في الدنيا وقضى له الحوائج، فيقوم المؤمن اتكالا على الله
عز وجل فيعرفه بفضل الله، فيقول: اللهم هب لي عبدك فلان ابن فلان، قال: فيجيبه
الله تعالى إلى ذلك ".
قال: وقد حكى الله عز وجل عنهم يوم القيامة قولهم: * (فما لنا من شافعين) *
من النبيين، * (ولا صديق حميم) * من الجيران والمعارف، فإذا أيسوا من الشفاعة
قالوا، يعني من ليس بمؤمن: " فلو أن لنا كرة فتكون من المؤمنين ".
بيان: " بموضع قذر " كأنه متعلق بجميع الأفعال المتقدمة، والمراد بالقذارة
والطهر المعنويان، أو بالطهر فقط المعنوي، والمراد بغير الناصب والمؤمن
المستضعف أو المؤمن الفاسق أو الأعم منهما.
49 - المؤمن ص 29:
عن زرارة قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام) وأنا جالس عن قول الله عز وجل * (من
جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) * أيجري لهؤلاء ممن لا يعرف منهم هذا الأمر؟ قال:
" إنما هي للمؤمنين خاصة ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 64.
50 - المؤمن ص 29:
عن يعقوب بن شعيب قال: سمعته يقول: " ليس لأحد على الله ثواب على
عمل إلا للمؤمنين ".

107
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 64.
51 - المؤمن ص 29:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إذا أحسن العبد المؤمن ضاعف الله له عمله، لكل
عمل سبعمائة ضعف، وذلك قول الله عز وجل: * (والله يضاعف لمن يشاء) * ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 64.
52 - المؤمن ص 29:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن المؤمن ليزهر نوره لأهل السماء كما تزهر
نجوم السماء لأهل الأرض ".
وقال (عليه السلام): " إن المؤمن ولي الله، يعينه ويصنع له، ولا يقول على الله إلا الحق،
ولا يخاف غيره ".
وقال (عليه السلام): " إن المؤمنين ليلتقيان فيتصافحان، فلا يزال الله عليهما مقبلا
بوجهه، والذنوب تتحات عن وجوههما حتى يفترقا ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 64، ثم قال: " ولي الله ": أي محبه أو محبوبه أو
ناصر دينه، قال في المصباح: الولي فعيل بمعنى فاعل من وليه إذا قام به، ومنه
* (الله ولي الذين آمنوا) *، ويكون الولي بمعنى المفعول في حق المطيع، فيقال:
المؤمن ولي الله.
قوله " يعينه ": أي الله يعين المؤمن، " ويصنع له " أي يكفي مهماته " ولا
يقول ": أي المؤمن، " على الله إلا الحق ": أي إلا ما علم أنه حق " ولا يخاف غيره "
وفيه تفكيك بعض الضمائر، والأظهر أن المعنى: يعين المؤمن دين الله أولياءه،
" ويصنع له ": أي أعماله خالصة لله سبحانه، في القاموس: صنع إليه معروفا كمنع
صنعا بالضم، وما أحسن صنع الله بالضم، وصنيع الله عندك.

108
53 - مشكاة الأنوار ص 78:
قال (صلى الله عليه وآله): " مثل المؤمن كمثل ملك مقرب، وإن المؤمن أعظم حرمة عند الله
وأكرم عليه من ملك مقرب، وليس شئ أحب إلى الله من مؤمن تائب ومؤمنة
تائبة، وإن المؤمن يعرف في السماء كما يعرف الرجل أهله وولده ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 72.
54 - جامع الأخبار ص 36:
قال محمد الباقر (عليه السلام): " من آمن بالله لا يهان، ومن اعتصم بالله لا يهزم، ومن
أطاع الله لا يعدم، ومن عصى الله لا يسلم ".
55 - مشكاة الأنوار ص 96:
عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) قال: " إن الله فوض إلى المؤمن الأمور كلها
ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا، أما تسمع إلى الله جل ثناؤه وهو يقول: * (ولله العزة
ولرسوله وللمؤمنين) * المؤمن يكون عزيزا لا ذليلا "، ثم قال: " إن المؤمن أعز من
الجبل، والجبل يستقل منه بالمعاول والمؤمن لا يستقل من دينه بشئ ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 72، ثم قال: بيان: " ولم يفوض إليه أن يكون
ذليلا ": أي نهاه أن يذل نفسه ولو كان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وسائر القرب، فإذا علم أنه يصير سببا لمذلته وإهانته وأذاه سقط ذلك عنه، أو
المعنى أن الله يعزه بعزة دينه ورفعته الواقعية وإن أذل نفسه، فإن الله أخبر بعزته
وضمنها له، وكأن الاستشهاد بالآية وآخر الخبر بالأخير أنسب.
56 - أمالي الطوسي ج 1 ص 46 جزء 2:
عن المفيد، عن ابن قولويه، عن محمد الحميري، عن أبيه، عن البرقي، عن
شريف بن سابق، عن الفضل بن عبد الملك، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " يا
فضل، لا تزهدوا في فقراء شيعتنا، فإن الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة

109
ومضر "، ثم قال: " يا فضل، إنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه يؤمن على الله فيجيز الله
أمانه "، ثم قال: " أما سمعت الله تعالى يقول في أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل
منكم لصديقه يوم القيامة: * (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم...) * " الخبر.
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 72.
57 - المحاسن ص 132 كتاب الصفوة والنور باب 1:
البرقي، عن أبيه، عن ابن فضال، عن محمد، عن أبي حمزة الثمالي قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " لو كشف الغطاء عن الناس، فنظروا إلى ما وصل ما
بين الله وبين المؤمن، خضعت للمؤمن رقابهم، وتسهلت له أمورهم، ولانت
طاعتهم، ولو نظروا إلى مردود الأعمال من السماء لقالوا: ما يقبل الله من أحد
عملا ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 73.
58 - مجموعة ورام ج 2 ص 203:
وعنه - أي أبي جعفر - (عليه السلام): " إن الله ليدفع بالمؤمن الواحد عن القرية العناء ".
59 - مشكاة الأنوار ص 99:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " المؤمن زعيم أهل بيته، شاهد عليهم ولايتهم ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 71 وزاد: وقال: " إن المؤمن يخشع له كل شئ
حتى هوام الأرض وسباعها ".
60 - مشكاة الأنوار ص 39:
عن عبد المؤمن الأنصاري قال: قال الباقر (عليه السلام): " إن الله أعطى المؤمن ثلاث
خصال: العز في الدنيا وفي دينه، والفلح في الآخرة، والمهابة في صدور العالمين ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 71.

110
61 - روضة الواعظين ج 2 ص 386:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): " المؤمن أعظم حرمة من الكعبة ".
ورواه في مشكاة الأنوار ص 83، وفي البحار ج 64 ص 71.
62 - مشكاة الأنوار ص 284:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تبارك وتعالى: ليأذن
بحرب مني من آذى عبدي المؤمن، وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن، ولو لم
يكن من خلقي في الأرض ما بين المشرق والمغرب إلا مؤمن واحد مع إمام عادل
لاستغنيت بهما عن جميع ما خلقت في أرضي، ولقامت سبع سماوات وسبع
أرضين بهما، وجعلت لهما من إيمانهما أنسا لا يحتاجان إلى أنس سواهما ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 71.
63 - مشكاة الأنوار ص 318:
قال النبي (صلى الله عليه وآله): " ما من شئ أحب إلى الله عز وجل من الإيمان والعمل
الصالح، وترك ما أمر به أن يترك ".
ونقله عنه في البحار ج 64 ص 71.
64 - روضة الواعظين ج 2 ص 293:
وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) نظر إلى الكعبة، فقال: " مرحبا بالبيت، ما أعظمك
وأعظم حرمتك على الله! ووالله للمؤمن أعظم حرمة منك، لأن الله حرم منك
واحدة، ومن المؤمن ثلاثة: ماله، ودمه، وأن يظن به ظن السوء ".
65 - روضة الواعظين ج 2 ص 293:
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يعذب الله أهل قرية وفيها مائة من المؤمنين، لا
يعذب الله أهل قرية وفيها خمسون من المؤمنين، لا يعذب الله أهل قرية وفيها
عشرة من المؤمنين، ولا يعذب الله أهل قرية وفيها خمسة من المؤمنين، لا يعذب

111
الله أهل قرية وفيها رجل واحد من المؤمنين ".
ورواه في مشكاة الأنوار ص 78، وفي البحار ج 64 ص 71.
66 - تفسير العياشي ج 2 ص 337:
عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن الله ليفلح بفلاح
الرجل المؤمن ولده وولد ولده، ويحفظه في دويرته ودويرات حوله، فلا يزالون
في حفظ الله لكرامته على الله "، ثم ذكر الغلامين فقال: " * (وكان أبوهما صالحا) *،
ألم تر أن الله شكر صلاح أبويهما لهما ".
ونقله عنه في البحار ج 13 ص 312.
67 - علل الشرائع ص 462 باب 222:
حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن
العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب قال: سمعت أبا
الحسن موسى (عليه السلام) يقول: " إذا مات المؤمن بكت عليه الملائكة، وبقاع الأرض
التي كانت يعبد الله عليها، وأبواب السماء التي كانت تصعد بأعماله فيها، وثلم في
الإسلام ثلمة لا يسدها شئ، لأن المؤمنين حصون الإسلام كحصن سور المدينة
لها ".
68 - الأشعثيات ص 192:
أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى
ابن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): إن الإسلام بدأ غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء، فقيل: ومن
هم يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس، أنه لا وحشة ولا
غربة على مؤمن، وما من مؤمن يموت في غربة إلا بكت الملائكة رحمة له حيث

112
قلت بواكيه، وإلا فسح له في قبره بنور يتلألأ من حيث دفن إلى مسقط رأسه ".
69 - الجواهر السنية ص 119:
وعن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن
معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله
عز وجل: لو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاستغنيت به عن جميع خلقي،
ولجعلت له من إيمانه أنسا لا يحتاج معه إلى أحد ".
70 - الكافي ج 3 ص 254 باب النوادر من كتاب الجنائز:
سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن ابن محبوب، عن علي
ابن رئاب قال: سمعت أبا الحسن الأول (عليه السلام) يقول: " إذا مات المؤمن بكت عليه
الملائكة، وبقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وأبواب السماء التي كان يصعد
أعماله فيها، وثلم ثلمة في الإسلام لا يسدها شئ، لأن المؤمنين حصون الإسلام
كحصون سور المدينة لها ".
ورواه في قرب الإسناد ص 124 عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين
جميعا، عن الحسن بن محبوب... بعينه.
ونقله عنهما في الوسائل ج 2 ص 924.
71 - المؤمن ص 36:
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " يقول الله عز وجل: ما ترددت في شئ أنا فاعله
كترددي على قبض روح عبدي المؤمن، لأنني أحب لقاءه وهو يكره الموت،
فأزويه عنه، ولو لم يكن في الأرض إلا مؤمن واحد لاكتفيت به عن جميع خلقي،
وجعلت له من إيمانه أنسا لا يحتاج فيه إلى أحد ".
وروى في أصول الكافي ج 4 ص 53 بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام) في حديث:
" قال الله تعالى: ما ترددت عن شئ أنا فاعله كترددي عن موت المؤمن يكره

113
الموت وأكره إساءته ".
72 - المؤمن ص 36:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما من مؤمن يموت في غربة من الأرض فيغيب
عنه بواكيه إلا بكته بقاع الأرض التي كان يعبد الله عليها، وبكته أثوابه، وبكته
أبواب السماء التي كان يصعد بها عمله، وبكاه الملكان الموكلان به ".
73 - كنز الكراجكي ج 2 ص 200:
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " ما من مؤمن إلا وله باب يصعد منه عمله،
وباب ينزل منه رزقه، فإذا مات بكيا عليه، وذلك قول الله تعالى: * (فما بكت عليهم
السماء والأرض وما كانوا منظرين) * ".
ونقله عنه في المستدرك ج 1 ص 147.
74 - نوادر الراوندي ص 9:
روى بإسناده عن جعفر بن محمد عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
ما من مؤمن يموت في غربته إلا بكت عليه الملائكة رحمة له حيث قلت بواكيه ".
ونقله عنه في المستدرك ج 1 ص 147.
75 - دعوات الراوندي ص 241:
روي: أنه إذا مات المؤمن نادت بقاع الأرض بعضها بعضا: مات عبد الله
المؤمن، فبكت عليه السماء والأرض، فيقول الله لهما: " وما يبكيكما على
عبدي؟ " وهو أعلم، فيقولان: يا رب لم يمش في ناحية منها إلا وهو يذكرك.
76 - وقال النبي (صلى الله عليه وآله): " يا رب أي عبادك أحب إليك؟
قال: الذي يبكي لفقد الصالحين كما يبكي الصبي على فقد أبويه ".

114
ونقلهما عنه في المستدرك ج 1 ص 147.
77 - أصول الكافي ج 4 ص 201 و 202 باب لا يؤاخذ المسلم بما عمل
ح 1 و 2:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن جميل
ابن صالح، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن ناسا أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله)
بعد ما أسلموا فقالوا: يا رسول الله أيؤخذ الرجل منا بما كان عمل في الجاهلية
بعد إسلامه؟ فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): من حسن إسلامه وصح يقين إيمانه لم
يؤاخذه الله تبارك وتعالى بما عمل في الجاهلية، ومن سخف إسلامه ولم يصح
يقين إيمانه أخذه الله تبارك وتعالى بالأول والآخر ".
78 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن المنقري،
عن فضيل بن عياض قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يحسن في الإسلام
أيؤاخذ بما عمل في الجاهلية؟ فقال: " قال النبي (صلى الله عليه وآله): من أحسن في الإسلام لم
يؤاخذ بما عمل في الجاهلية، ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر ".
79 - روضة الكافي ج 1 ص 154 - 155 ح 80:
روى بسنده حديثا عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهما السلام)
وفيه: قال: " كما أن الإيمان لا يضر معه العمل كذلك الكفر لا ينفع معه العمل ".
ورواه في المؤمن ص 36 عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " كما لا ينفع مع
الشرك شئ، فلا يضر مع الإيمان شئ ".
80 - أصول الكافي ج 4 ص 202 باب أن الكفر مع التوبة لا يبطل العمل ح 1:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب وغيره، عن العلاء بن رزين، عن
محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " من كان مؤمنا فعمل خيرا في إيمانه ثم
أصابته فتنة فكفر ثم تاب بعد كفره كتب له وحوسب بكل شئ كان عمله في

115
إيمانه، ولا يبطله الكفر إذا تاب بعد كفره ".
أقول: وهذا الحديث الصحيح (فإن إبراهيم بن هاشم الواقع في سنده ثقة
على التحقيق) يدل على أن المرتد بعد الإيمان - بقسميه الملي والفطري - تقبل
توبته بعد الكفر بالنسبة إلى الآثار الأخروية وإن كان الفطري لا تقبل توبته بالنسبة
إلى الأحكام والآثار الدنيوية.
81 - جامع الأخبار ص 36:
عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (والزمهم كلمة التقوى) * قال: " هو
الإيمان "، وفي قول الله تعالى: * (أنزل السكينة في قلوب المؤمنين) * قال:
" السكينة الإيمان ".
82 - أصول الكافي ج 3 ص 346 و 347 كتاب الكفر والإيمان باب المؤمن
صنفان ح 1 و 2:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن نصير أبي
الحكم الخثعمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " المؤمن مؤمنان: فمؤمن صدق بعهد
الله ووفى بشرطه، وذلك قول الله عز وجل: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) *،
فذلك الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة، وذلك ممن يشفع ولا يشفع
له، ومؤمن كخامة الزرع، تعوج أحيانا وتقوم أحيانا، فذلك ممن تصيبه أهوال
الدنيا وأهوال الآخرة، وذلك ممن يشفع له ولا يشفع ".
83 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الله، عن خالد
العمي، عن خضر بن عمرو، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: " المؤمن
مؤمنان: مؤمن وفي الله بشروطه التي شرطها عليه، فذلك مع النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وذلك من يشفع ولا يشفع له، وذلك
ممن لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة، ومؤمن زلت به قدم فذلك كخامة

116
الزرع كيفما كفأته الريح انكفأ، وذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا والآخرة ويشفع له،
وهو على خير ".
84 - علل الشرائع ص 12 باب 9:
أخبرني أبو الحسن طاهر بن محمد بن يونس بن حياة الفقيه فيما أجازه لي
ببلخ، قال: حدثنا محمد بن عثمان الهروي، قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن
مهاجر، قال: حدثنا هشام بن خالد، قال: حدثنا الحسن بن يحيى، قال: حدثنا
صدقة بن عبد الله، عن هشام، عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وآله) عن جبرئيل (عليه السلام)
قال: " قال الله تبارك وتعالى: من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة، وما
ترددت في شئ أنا فاعله مثل ترددي في قبض نفس المؤمن، يكره الموت وأكره
مساءته ولا بد له منه، وما يتقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال
عبدي يبتهل إلي حتى أحبه، ومن أحببته كنت له سمعا وبصرا ويدا وموئلا، إن
دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته، وأن من عبادي المؤمنين لمن يريد الباب من
العبادة فأكفه عنه لئلا يدخله عجب فيفسده، وأن من عبادي المؤمنين لمن لم
يصلح إيمانه إلا بالفقر ولو أغنيته لأفسده ذلك، وأن من عبادي المؤمنين لمن لا
يصلح إيمانه إلا بالغنى ولو أفقرته لأفسده ذلك، وأن من عبادي المؤمنين لمن لا
يصلح إيمانه إلا بالسقم ولو صححت جسمه لأفسده ذلك، وأن من عبادي
المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه إلا بالصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك، إني أدبر
عبادي بعلمي بقلوبهم فإني عليم خبير ".
ونقله عنه في الوسائل ج 8 ص 590.
85 - أصول الكافي ج 4 ص 54 باب من آذى المسلمين واحتقرهم ح 8:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن إسماعيل بن مهران، عن أبي سعيد
القماط، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر (عليه السلام) - في حديث -: " قال الله تعالى:

117
وما ترددت في شئ أنا فاعله كترددي عن وفاة المؤمن يكره الموت وأكره
مساءته، وأن من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الغنى ولو صرفته إلى غير ذلك
لهلك، وأن من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلا الفقر ولو صرفته إلى غير ذلك
لهلك ".
86 - صحيفة الرضا (عليه السلام) ص 34:
بإسناده قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن المؤمن يعرف في السماء كما يعرف
الرجل في أهله وولده، وأنه أكرم عند الله من ملك مقرب ".
كتب أهل السنة:
87 - إحياء العلوم ج 1 ص 104:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يخرج من النار من كان في قلبه مثال ذرة من إيمان ".
وفي " المغني ": أخرجه الشيخان من حديث أبي سعيد الخدري.
صفات المؤمن:
1 - أصول الكافي ج 3 ص 330 باب المؤمن وعلاماته ح 14:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن أبي البختري
رفعه، قال: سمعته (أي أبا جعفر عليه السلام) يقول: " المؤمنون هينون لينون
كالجمل الألف، إذا قيد انقاد، وإن أنيخ على صخرة استناخ " (1).
2 - أصول الكافي ج 3 ص 328 باب المؤمن وعلاماته ح 6:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن القاسم بن عروة، عن أبي
العباس قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " من سرته حسنته وساءته سيئته فهو



(1) كناية عن نهاية انقياد المؤمن في الأمور المشروعة وعدم استصعابه فيها، ولغة أنخت
الجمل فاستناخ: أي أبركته فبرك.
118
مؤمن " (1).
3 - أصول الكافي ج 3 ص 338 باب المؤمن وعلاماته ح 37 و 38:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن ابن بكير،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " المؤمن أصلب من الجبل، الجبل يستقل منه
والمؤمن لا يستقل من دينه شئ ".
4 - عنه، عن علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن
إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " المؤمن حسن المعونة، خفيف
المؤونة، جيد التدبير لمعيشته، لا يلسع من جحر مرتين ".
5 - أصول الكافي ج 3 ص 331 باب المؤمن وعلاماته ح 19:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن الحسن بن علي، عن أبي
كهمس، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله صلى الله
عليه وآله وسلم: ألا أنبئكم بالمؤمن؟ من ائتمنه المؤمنون على أنفسهم وأموالهم، ألا
أنبئكم بالمسلم؟ من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر السيئات
وترك ما حرم الله، والمؤمن حرام على المؤمن أن يظلمه أو يخذله أو يغتابه أو
يدفعه دفعة ".
ورواه في ص 330 باب المؤمن وعلاماته ح 12:
عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن
ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: قال أبو جعفر (عليه السلام):
" يا سليمان، أتدري من المسلم؟ " قلت: جعلت فداك أنت أعلم، قال: " المسلم من
سلم المسلمون من لسانه ويده "، ثم قال: " وتدري من المؤمن؟ " قال: قلت: أنت
أعلم، قال: " [إن] المؤمن من ائتمنه المسلمون على أموالهم وأنفسهم، والمسلم



(1) في بعض نسخ الكافي: " سرته حسنة وساءته سيئة ".
119
حرام على المسلم أن يظلمه أو يخذله أو يدفعه دفعة تعنته " (1).
6 - أصول الكافي ج 3 ص 339 باب المؤمن وعلاماته ح 39:
علي بن محمد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن سهل بن الحارث، عن
الدلهاث مولى الرضا (عليه السلام) قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: " لا يكون المؤمن مؤمنا
حتى يكون فيه ثلاث خصال: سنة من ربه، وسنة من نبيه، وسنة من وليه.. فأما
السنة من ربه فكتمان سره قال الله عز وجل: * (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه
أحدا إلا من ارتضى من رسول) *، وأما السنة من نبيه فمداراة الناس، فإن الله
عز وجل أمر نبيه (صلى الله عليه وآله) بمداراة الناس فقال: * (خذ العفو وأمر بالعرف) *، وأما السنة
من وليه فالصبر في البأساء والضراء ".
ورواه في صفات الشيعة: ص 37 عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن سهل بن
زياد... بعينه سندا ومتنا.
7 - أصول الكافي ج 3 ص 331 باب المؤمن وعلاماته ح 15:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: " ثلاثة من علامات المؤمن: العلم بالله، ومن يحب، ومن يكره ".
8 - أصول الكافي ج 3 ص 331 باب المؤمن وعلاماته ح 18:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن
منذر بن جيفر، عن آدم أبي الحسين اللؤلؤي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " المؤمن
من طاب مكسبه، وحسنت خليقته، وصحت سريرته، وأنفق الفضل من ماله،
وأمسك الفضل من كلامه، وكفى الناس شره، وأنصف الناس من نفسه ".
ونقله عنه في الوسائل ج 11 ص 147.



(1) أي إذا لم يقدر على نصرته عليه أن يعتذر منه برده ردا جميلا ولا يدفعه دفعة يلقيه في
العنت والمشقة.
120
9 - أصول الكافي ج 3 ص 330 باب المؤمن وعلاماته ح 11:
علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن صفوان الجمال قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إنما المؤمن الذي إذا غضب لم يخرجه غضبه من حق، وإذا
رضي لم يدخله رضاه في باطل، وإذا قدر لم يأخذ أكثر مما له ".
10 - أصول الكافي ج 3 ص 330 باب المؤمن وعلاماته ح 13:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب،
عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إنما المؤمن الذي إذا رضي لم يدخله
رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، والذي إذا
قدر لم تخرجه قدرته إلى التعدي إلى ما ليس له بحق ".
ونقله عنه في الوسائل ج 11 ص 149.
ورواه في الخصال ج 1 ص 105 و 106 قال:
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثني عبد الله بن جعفر
الحميري، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى... فذكر الحديث بعينه سندا
ومتنا.
11 - الخصال ج 1 ص 106:
حدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد
ابن محمد بن خالد، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن سنان قال: ذكر
رجل المؤمن عند أبي عبد الله (عليه السلام) فقال: " إنما المؤمن الذي إذا سخط لم يخرجه
سخطه من الحق، والمؤمن [الذي] إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل، والمؤمن
الذي إذا قدر لم يتعاط ما ليس له [بنفسه] ".
12 - أصول الكافي ج 3 ص 338 باب المؤمن وعلاماته ح 36:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطية،

121
عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: " من أخلاق المؤمن الإنفاق على
قدر الإقتار، والتوسع على قدر التوسع، وإنصاف الناس، وابتداؤه إياهم بالسلام
عليهم ".
13 - الخصال ج 2 ص 351 - 352:
حدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد
ابن يحيى قال: حدثني أحمد بن محمد وغيره، بإسناده رفعاه إلى أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: " المؤمن من طاب مكسبه، وحسنت خليقته، وصحت
سريرته، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من كلامه، وكفي الناس من شره،
وأنصف الناس من نفسه ".
14 - أصول الكافي ج 3 ص 326 باب المؤمن وعلاماته ح 3:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن منصور بن
يونس، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) قال: " المؤمن يصمت ليسلم،
وينطق ليغنم، لا يحدث أمانته الأصدقاء، ولا يكتم شهادته من البعداء، ولا يعمل
شيئا من الخير رياء، ولا يتركه حياء، إن زكي خاف مما يقولون، ويستغفر الله لما
لا يعلمون، لا يغره قول من جهله، ويخاف إحصاء ما عمله ".
15 - نوادر الراوندي ص 8:
روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين (عليهم السلام):
قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن المؤمن ليسكن إلى المؤمن كما يسكن قلب الظمآن
إلى الماء البارد ".
16 - المحاسن ص 158 كتاب الصفوة والنور باب 26:
روي عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " ستة لا تكون في مؤمن "، قيل: وما هي؟

122
قال: " العسر، والنكد، واللجاجة، والكذب، والحسد، والبغي " (1)، وقال: " لا يكون
المؤمن مجازفا " (2).
ورواه في تحف العقول ص 377، إلى قوله: " والبغي ".
17 - دعائم الإسلام ج 1 ص 269:
عن علي صلوات الله عليه أنه قال: " سبع من سوابق الإيمان فتمسكوا بهن:
شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وحب أهل بيت نبي الله حقا حقا
من قبل القلوب لا الزحم بالمناكب ومفارقة القلوب، والجهاد في سبيل الله،
والصيام في الهواجر، وإسباغ الوضوء في السبرات، والمحافظة على الصلوات،
وحج البيت الحرام ".
ونقله عنه في البحار ج 93 ص 257.
18 - أصول الكافي ج 3 ص 78 باب خصال المؤمن ح 1:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
جميل بن صالح، عن عبد الملك بن غالب، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ينبغي
للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال: وقورا عند الهزاهز، صبورا عند البلاء، شكورا
عند الرخاء، قانعا بما رزقه الله، لا يظلم الأعداء، ولا يتحامل للأصدقاء، بدنه منه
في تعب، والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن، والحلم وزيره، والعقل
أمير جنوده، والرفق أخوه، والبر والده ".
ورواه في ج 3 ص 325 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن



(1) العسر: الشدة في المعاملات وعدم السهولة، النكد: الخشونة في المعاشرات أو قلة العطاء
والبخل وهو هنا أظهر، اللجاجة: الخصومة.
(2) الجزاف: بيع الشئ لا يعلم كيله ولا وزنه، والمجازفة في البيع: المساهلة فيه. وفي بعض
النسخ " المحارفة " بالحاء والراء المهملتين وفتح الراء، والمحارف: المحروم المحدود الذي
سد عليه أبواب الرزق. وفي كونه منافيا للإيمان إشكال إلا أن يكون على الغالب.
123
جميل بن صالح... بعينه سندا ومتنا.
ونقله في الوسائل ج 11 ص 143.
ورواه في أمالي الصدوق ص 592 مجلس 86 قال: حدثنا محمد بن موسى
ابن المتوكل (رحمه الله) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، قال: حدثنا أحمد بن
محمد، قال: حدثنا الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن عبد الله بن
غالب، عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام)... فذكر الحديث بعينه، لكنه قال: " واللين
والده ".
ورواه في مواعظ الصدوق ص 7: عن علي (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) بعين ما تقدم
عن الكافي إلى قوله: " في راحة ".
ورواه في التمحيص ص 66 بعين ما تقدم عن الكافي.
ورواه في مكارم الأخلاق ص 434 بعين ما تقدم عن الكافي إلى قوله: " في
راحة ".
ورواه في تحف العقول ص 361 بعين ما تقدم عن الأمالي.
19 - أمالي الطوسي ج 1 ص 152 جزء 6:
وبالإسناد قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي (رضي الله عنه) قال:
أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: أخبرنا محمد بن
محمد، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا أبو العباس أحمد
ابن محمد بن سعيد، قال: حدثنا الحسن بن جعفر، قال: حدثني عمي طاهر بن
مدرار، قال: حدثني زر بن أنس، قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: " لا
يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون كامل العقل، ولا يكون كامل العقل حتى يكون فيه
عشر خصال: الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يستقل كثير الخير من نفسه،
ويستكثر قليل الخير من غيره، ويستكثر قليل الشر من نفسه، ويستقل كثير الشر
من غيره، ولا يتبرم بطلب الحوائج قبله، ولا يسأم من طلب العلم عمره، الذل

124
أحب إليه من العز، والفقر أحب إليه من الغنى، حسبه من الدنيا قوت، والعاشرة وما
العاشرة: لا يلقى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى، إنما الناس رجلان: رجل خير
منه وأتقى، وآخر شر منه وأدنى، فإذا لقي الذي هو خير منه تواضع له ليلحق به،
وإذا لقي الذي هو شر منه وأدنى قال: لعل شر هذا ظاهر وخيره باطن، فإذا فعل
ذلك علا وساد أهل زمانه ".
ورواه في إرشاد القلوب ص 197 قال:
" وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لا يكون العاقل مؤمنا حتى تجتمع فيه عشر
خصال: الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، يستكثر قليل الخير من غيره،
ويستقل كثير الخير من نفسه، لا يسأم من طلب العلم طول عمره، ولا يتبرم لطلب
الحوائج من قبله، الذل أحب إليه من العز، والفقر أحب إليه من الغنى، نصيبه من
الدنيا القوت، والعاشر لا يرى أحدا إلا قال: هو خير مني وأتقى ".
ورواه في مجموعة ورام ج 2 ص 183 بعين ما تقدم عن الأمالي.
20 - أصول الكافي ج 3 ص 336 باب المؤمن وعلاماته ح 30:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن
القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن
لأهل الدين علامات يعرفون بها: صدق الحديث، وأداء الأمانة، ووفاء بالعهد،
وصلة الأرحام، ورحمة الضعفاء، وقلة المراقبة للنساء، أو قال: قلة المواتاة
للنساء، وبذل المعروف، وحسن الخلق، وسعة الخلق، واتباع العلم، وما يقرب إلى
الله عز وجل زلفى، طوبى لهم وحسن مآب، وطوبى شجرة في الجنة، أصلها في دار
النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها، لا يخطر على قلبه
شهوة شئ إلا أتاه به ذلك، ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منه،
ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما، ألا في هذا فارغبوا، إن
المؤمن من نفسه في شغل، والناس منه في راحة، إذا جن عليه الليل افترش وجهه

125
وسجد لله عز وجل بمكارم بدنه، يناجي الذي خلقه في فكاك رقبته، ألا فهكذا
كونوا ".
ورواه في صفات الشيعة ص 46.
21 - أصول الكافي ج 3 ص 331 باب المؤمن وعلاماته ح 17:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن أورمة، عن [أبي] إبراهيم
الأعجمي، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " المؤمن حليم لا يجهل
وإن جهل عليه يحلم، ولا يظلم وإن ظلم غفر، ولا يبخل وإن بخل عليه صبر ".
ونقله عنه في الوسائل ج 11 ص 147.
22 - أصول الكافي ج 3 ص 326 - 327 باب المؤمن وعلاماته ح 4:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض من رواه رفعه إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " المؤمن له قوة في دين، وحزم في لين، وإيمان في يقين،
وحرص في فقه، ونشاط في هدى، وبر في استقامة، وعلم في حلم، وكيس في
رفق، وسخاء في حق، وقصد في غنى، وتجمل في فاقة، وعفو في قدرة، وطاعة لله
في نصيحة، وانتهاء في شهوة، وورع في رغبة، وحرص في جهاد وصلاة في شغل،
وصبر في شدة، وفي الهزاهز وقور، وفي المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، ولا
يغتاب ولا يتكبر، ولا يقطع الرحم، وليس بواهن، ولا فظ، ولا غليظ، ولا يسبقه
بصره، ولا يفضحه بطنه، ولا يغلبه فرجه، ولا يحسد الناس، يعير ولا يعير، ولا
يسرف، ينصر المظلوم، ويرحم المسكين، نفسه منه في عناء، والناس منه في
راحة، لا يرغب في عز الدنيا، ولا يجزع من ذلها، للناس هم قد أقبلوا عليه وله هم
قد شغله، لا يرى في حكمه نقص، ولا في رأيه وهن، ولا في دينه ضياع (1)، يرشد



(1) أي دينه متين لا يضيع بالشكوك والشبهات ولا بارتكاب المعاصي.
126
من استشاره، ويساعد من ساعده، ويكيع عن الخنا والجهل (1) ".
ورواه في صفات الشيعة ص 24، لكنه ذكر بدل قوله " وكيس في رفق ":
" وشكر في رفق "، وبدل قوله " لا يسبقه بصره ": " لا يسبقه بطره "، وبدل قوله
" يعير ولا يعير ": " ولا يقتر ولا يبذر "، وبدل قوله " ولا يجزع من ذلها ": " ولا يفزع
من مهائل الناس ".
ورواه في الخصال ج 2 ص 571 قال:
حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس
جميعا، قالا: حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري، عن الحسن بن
علي، عن أبي سليمان الحلواني أو عن رجل عنه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)... فذكر
الحديث بعين ما تقدم عن الكافي، لكنه زاد بعد قوله " في استقامة ": " وإغماض
عند شهوة "، وبعد قوله " ولا يتكبر ": " ولا يبغي وإن بغي عليه ".
ونقل عنها جميعا في الوسائل ج 11 ص 145.
23 - صفات الشيعة ص 35:
روى عن محمد بن أحمد، عن أبي العلاء، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن
المؤمن من يخافه كل شئ، وذلك أنه عزيز في دين الله، ولا يخاف من شئ، وهو
علامة كل مؤمن ".
24 - صفات الشيعة ص 32:
روي عن أحمد بن أبي عبد الله، عن حصين بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
" إن المؤمن أشد من زبر الحديد، إن الحديد إذ أدخل النار تغير، وأن المؤمن لو



(1) يكيع بالياء وفي بعض النسخ بالتاء وأخرى بالنون والكل متقاربة المعنى، قال في
القاموس: كعت عنه أكيع وأكاع عنه كيعا إذا هبته وجبنت عنه وقال: كنع عن الأمر - كمنع -:
هرب وجبن. والخنا: الفحش في القول. والجهل مقابل العلم ويمكن مقابل السفاهة.
127
قتل ثم نشر ثم قتل لم يتغير قلبه ".
25 - تحف العقول ص 377:
وقال (أي الصادق) (عليه السلام): " لن تكونوا مؤمنين حتى تعدوا البلاء نعمة والرخاء
مصيبة ".
26 - نزهة الناظر ص 76:
قال الحسن بن علي (عليهما السلام): " إن من أخلاق المؤمنين: قوة في دين، وكرما في
دين، وحزما في علم، وعلما في حلم، وتوسعة في نفقة، وقصدا في عبادة،
وتحرجا في طمع، وبرا في استقامة، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن
يحب، ولا يدعي ما ليس له، ولا يجحد حقا هو عليه، ولا يهمز، ولا يلمز، ولا
يبغي، متخشع في الصلاة، متوسع في الزكاة، شكور في الرخاء، صابر عند البلاء،
قانع بالذي له، لا يطمع به الغيظ، ولا يجمع به الشح، يخالط الناس ليعلم، ويسكت
ليسلم، يصبر إن بغي عليه ليكون إلهه الذي يجزيه ينتقم له ".
ورواه في جامع الأخبار ص 123.
27 - أصول الكافي ج 3 ص 327 باب المؤمن وعلاماته ح 5:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابنا رفعه، عن
أحدهما (عليهما السلام) قال: " مر أمير المؤمنين (عليه السلام) بمجلس من قريش، فإذا هو بقوم
بيض ثيابهم، صافية ألوانهم، كثير ضحكهم، يشيرون بأصابعهم إلى من يمر بهم، ثم
مر بمجلس للأوس والخزرج فإذا قوم بليت منهم الأبدان، ودقت منهم الرقاب،
واصفرت منهم الألوان، وقد تواضعوا بالكلام، فتعجب علي (عليه السلام) من ذلك ودخل
على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: بأبي أنت وأمي إني مررت بمجلس لآل فلان - ثم
وصفهم - ومررت بمجلس للأوس والخزرج - فوصفهم - ثم قال: وجميع مؤمنون؟
فأخبرني يا رسول الله بصفة المؤمن، فنكس رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم رفع رأسه فقال:

128
عشرون خصلة في المؤمن فإن لم تكن فيه لم يكمل إيمانه، إن من أخلاق
المؤمنين يا علي: الحاضرون الصلاة، والمسارعون إلى الزكاة، والمطعمون
المسكين، الماسحون رأس اليتيم، المطهرون أطمارهم، المتزرون على أوساطهم،
الذين إن حدثوا لم يكذبوا، وإذا وعدوا لم يخلفوا، وإذا إئتمنوا لم يخونوا، وإذا
تكلموا صدقوا، رهبان بالليل، أسد بالنهار، صائمون النهار، قائمون الليل، لا
يؤذون جارا ولا يتأذى بهم جار، الذي مشيهم على الأرض هون، وخطاهم إلى
بيوت الأرامل وعلى أثر الجنائز، جعلنا الله وإياكم من المتقين ".
ورواه في أمالي الصدوق ص 547 مجلس 81:
قال: حدثنا علي بن عيسى - رحمه الله قال: حدثنا علي بن محمد [محمد بن
علي] ماجيلويه، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن
سنان، عن زياد بن المنذر، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: سمعت
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يقول: " سألت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن صفة
المؤمن... " فذكر الحديث، لكنه زاد: " والحاجون لبيت الله الحرام، والصائمون
في شهر رمضان ".
28 - مطالب السؤول ص 53:
قال - أي علي - (عليه السلام): " المؤمنون هم أهل الفضائل، هديهم السكوت، وهيئتهم
الخشوع، وسمتهم التواضع، خاشعين، غاضين أبصارهم عما حرم الله عليهم،
رافعين أسماعهم إلى العلم، نزلت أنفسهم منهم في البلاء كما نزلت في الرخاء، لولا
الآجال التي كتبت عليهم لم تستقر أرواحهم في أبدانهم طرفة عين، شوقا إلى
الثواب وخوفا من العقاب، عظم الخالق في أنفسهم، وصغر ما دونه في عينهم، فهم
كأنهم قد رأوا الجنة ونعيمها والنار وعذابها، فقلوبهم محزونة، وشرورهم مأمونة،
وحوائجهم خفيفة، وأنفسهم ضعيفة، ومعونتهم لإخوانهم عظيمة، اتخذوا الأرض
بساطا، وماءها طيبا، ورفضوا الدنيا رفضا، وصبروا أياما قليلة، فصارت عاقبتهم

129
راحة طويلة، تجارتهم مربحة، يبشرهم بها رب كريم، أرادتهم الدنيا فلم يريدوها،
وطلبتهم فهربوا منها، أما الليل فأقدامهم مصطفة يتلون القرآن يرتلونه ترتيلا، فإذا
مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا، وتطلعت أنفسهم تشوقا فيصيرونها نصب
أعينهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها بقلوبهم وأبصارهم، فاقشعرت منها
جلودهم، ووجلت قلوبهم خوفا وفرقا نحلت لها أبدانهم، وظنوا أن زفير جهنم
وشهيقها وصلصلة حديدها في آذانهم، مكبين على وجوههم وأكفهم، تجري
دموعهم على خدودهم، يجأرون إلى الله تعالى في فكاك رقابهم، وأما النهار
فعلماء أبرار أتقياء، قد براهم الخوف، فهم أمثال القداح إذا نظر إليهم الناظر يقول:
بهم مرض، وما بهم مرض، ويقول: قد خولطوا وما خولطوا، إذا ذكروا عظمة الله
وشدة سلطانه وذكروا الموت وأهوال القيامة وجفت قلوبهم وطاشت حلومهم
وذهلت عقولهم، فإذا استفاقوا من ذلك بادروا إلى الله بالأعمال الزاكية، لا يرضون
بالقليل، ولا يستكثرون الكثير، فهم لأنفسهم متهمون، ومن أعمالهم مشفقون، إن
زكي أحدهم خاف الله وغايلة التزكية قال: وأنا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلم
بي مني، اللهم لا تؤاخذني بما يقولون، واجعلني كما يظنون، واغفر لي ما لا
يعلمون. ومن علامات أحدهم أن يكون له حزم في لين، وإيمان ففي قين،
وحرص في تقوى، وفهم في فقه، وحلم في علم، وكيس في رفق، وقصد في غنى،
وخشوع في عبادة، وتحمل في فاقة، وصبر في شدة، وإعطاء في حق، وطلب
لحلال، ونشاط في هدى، وتحرج عن طمع، وتنزه عن طبع، وبر في استقامة،
واعتصام بالله من متابعة الشهوات، واستعاذة به من الشيطان الرجيم، يمسي وهمه
الشكر، ويصبح وشغله الفكر، أولئك الآمنون المطمئنون الذين يسقون من كأس لا
لغو فيها ولا تأثيم ".
ونقله عنه في البحار ج 75 ص 23.
29 - بحار الأنوار ج 75 ص 25:
قال (أي علي) (عليه السلام): " المؤمنون هم الذين عرفوا ما أمامهم، فذبلت شفاههم،

130
وغشيت عيونهم، وشحبت ألوانهم (1)، حتى عرفت في وجوههم غبرة الخاشعين،
فهم عباد الله الذين مشوا على الأرض هونا، واتخذوها بساطا، وترابها فراشا،
فرفضوا الدنيا وأقبلوا على الآخرة على منهاج المسيح بن مريم، إن شهدوا لم
يعرفوا، وإن غابوا لم يفتقدوا، وإن مرضوا لم يعادوا، صوام الهواجر (2)، قوام
الدياجر (3)، يضمحل عندهم كل فتنة، وينجلي عنهم كل شبهة، أولئك أصحابي
فاطلبوهم في أطراف الأرضين، فإن لقيتم منهم أحدا فاسألوه أن يستغفر لكم ".
30 - أصول الكافي ج 3 ص 321 - 325 باب المؤمن وعلاماته ح 1:
محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن داهر، عن الحسن بن
يحيى، عن قثم أبي قتادة الحراني، عن عبد الله بن يونس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: " قام رجل يقال له همام - وكان عابدا، ناسكا، مجتهدا - إلى أمير
المؤمنين (عليه السلام) وهو يخطب، فقال: يا أمير المؤمنين صف لنا صفة المؤمن كأننا ننظر
إليه؟ فقال: يا همام، المؤمن هو الكيس، الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه،
أوسع شئ صدرا، وأذل شئ نفسا، زاجر عن كل فان، حاض (4) على كل حسن،
لا حقود، ولا حسود، ولا وثاب (5)، ولأسباب، ولا عياب، ولا مغتاب، يكره
الرفعة، ويشنأ السمعة (6)، طويل الغم، بعيد الهم، كثير الصمت (7)، وقور، ذكور،
صبور، شكور، مغموم بفكره (8)، مسرور بفقره، سهل الخليقة (9)، لين العريكة (10)،



(1) شحب لونه: تغير من جوع أو مرض أو غيرهما.
(2) الهواجر جمع الهاجرة وهي شدة حرارة النهار. والصوام صيغة مبالغة للصائم.
(3) الدياجر جمع الديجور وهو الظلام. والقوام صيغة مبالغة للقائم.
(4) أي حريص.
(5) أي لا يثب في وجوه الناس بالمنازعة والمعارضة والخصومة.
(6) أي يبغض الرياء.
(7) أي عما لا يعينه.
(8) أي فكره في أمور الآخرة.
(9) أي ليس في طبعه غلظة وخشونة وعنف.
(10) العريكة: الطبيعة.
131
رصين الوفاء، قليل الأذى، لا متأفك (1)، ولا متهتك، إن ضحك لم يخرق، وإن
غضب لم ينزق، ضحكه تبسم، واستفهامه تعلم، ومراجعته تفهم، كثير علمه، عظيم
حلمه، كثير الرحمة، لا يبخل، ولا يعجل، ولا يضجر، ولا يبطر، ولا يحيف في
حكمه، ولا يجور في علمه، نفسه أصلب من الصلد، ومكادحته (2) أحلى من
الشهد، لا جشع، ولا هلع (3)، ولا عنف، ولا صلف (4)، ولا متكلف (5) ولا متعمق (6)،
جميل المنازعة، كريم المراجعة، عدل إن غضب، رفيق إن طلب، لا يتهور، ولا
يتهتك، ولا يتجبر، خالص الود، وثيق العهد، وفي العقد، شفيق، وصول، حليم،
خمول (7)، قليل الفضول، راض عن الله عز وجل، مخالف لهواه، لا يغلظ على من
دونه، ولا يخوض فيما لا يعنيه، ناصر للدين، محام عن المؤمنين، كهف للمسلمين،
لا يخرق الثناء سمعه (8)، ولا ينكي (9) الطمع قلبه، ولا يصرف اللعب حكمه، ولا
يطلع الجاهل علمه، قوال، عمال، عالم، حازم، لا بفحاش، ولا بطياش (10)، وصول
في غير عنف، بذول في غير سرف، لا بختال (11)، ولا بغدار، ولا يقتفي أثرا (12)،
ولا يحيف (13) بشرا، رفيق بالخلق، ساع في الأرض، عون للضعيف،
غوث للملهوف، لا يهتك سترا، ولا يكشف سرا، كثير البلوى، قليل الشكوى،
إن رأى خيرا ذكره، وإن عاين شرا ستره، يستر العيب، ويحفظ الغيب،



(1) أي مبالغة في الإفك بمعنى الكذب، أي لا يكذب على الناس أو بمعنى لا يكذب كثيرا
وقيل: من لا يبالي أن ينسب إليه الكذب.
(2) المكادحة: السعي.
(3) الهلع: الجزع.
(4) الصلف: التكلم بما يكرهه صاحبك، والتمدح بما ليس عنده.
(5) التكلف: المتعرض لما لا يعنيه.
(6) المتعمق: الذي لا يبالغ في الأمور.
(7) أي لا يحب الشهرة ولا يريدها.
(8) أي لا يتأثر بالثناء عليه كأنه لا يسمعه.
(9) لا ينكي: لا يستقر فيه.
(10) الطياش: النزق والخفة وذهاب العقل.
(11) في بعض النسخ: " لا بختار ".
(12) أي لا يتبع عيوب الناس.
(13) الحيف: الظلم والجور.
132
ويقيل العثرة، ويغفر الزلة، لا يطلع على نصح فيذره، ولا يدع جنح حيف فيصلحه،
أمين، رصين، تقي، نقي، زكي، رضي، يقبل العذر، ويجمل الذكر، ويحسن بالناس
الظن، ويتهم على العيب نفسه، يحب في الله بفقه وعلم، ويقطع في الله بحزم وعزم،
لا يخرق به فرح، ولا يطيش به مرح، مذكر للعالم، معلم للجاهل، لا يتوقع له
بائقة (1)، ولا يخاف له غائلة، كل سعي أخلص عنده من سعيه، وكل نفس أصلح
عنده من نفسه، عالم بعيبه، شاغل بغمه، لا يثق بغير ربه، غريب، وحيد، جريد
[حزين]، يحب في الله، ويجاهد في الله ليتبع رضاه، ولا ينتقم لنفسه بنفسه، ولا
يوالي في سخط ربه، مجالس لأهل الفقر، مصادق لأهل الصدق، مؤازر لأهل
الحق، عون للقريب، أب لليتيم، بعل للأرملة، حفي بأهل المسكنة، مرجو لكل
كريهة، مأمول لكل شدة، هشاش (2) بشاش (3)، لا بعباس (4) ولا بجساس (5)،
صليب (6)، كظام، بسام، دقيق النظر، عظيم الحذر، [لا يجهل وإن جهل عليه
يحلم]، لا يبخل وإن بخل عليه صبر، عقل فاستحيى، وقنع فاستغنى، حياؤه يعلو
شهوته. ووده يعلو حسده، وعفوه يعلو حقده، لا ينطق بغير صواب، ولا يلبس إلا
الإقتصاد، مشيه التواضع، خاضع لربه بطاعته، راض عنه في كل حالاته، نيته
خالصة، أعماله ليس فيها غش ولا خديعة، نظره عبرة، سكوته فكرة، وكلامه
حكمة، مناصحا، متباذلا، متواخيا، ناصح في السر والعلانية، لا يهجر أخاه، ولا
يغتابه، ولا يمكر به، ولا يأسف على ما فاته، ولا يحزن على ما أصابه، ولا يرجو
ما لا يجوز له الرجاء، ولا يفشل في الشدة، ولا يبطر في الرخاء، يمزج الحلم
بالعلم، والعقل بالصبر، تراه بعيدا كسله، دائما نشاطه، قريبا أمله، قليلا زلله، متوقعا



(1) البائقة والغائلة: الداهية.
(2) الهشاش والهشاشة: الارتياع والخفة للمعروف.
(3) البشاشة: طلاقة الوجه.
(4) العباس صيغة مبالغة، أي كثير العبوس.
(5) أي كثير التجسس.
(6) صليب أي متصلب شديد في أمور دينه.
133
لأجله، خاشعا قلبه، ذاكرا ربه، قانعة نفسه، منفيا جهله، سهلا أمره، حزينا لذنبه،
ميتة شهوته، كظوما غيظه، صافيا خلقه، آمنا منه جاره، ضعيفا كبره، قانعا بالذي
قدر له، متينا صبره، محكما أمره، كثيرا ذكره، يخالط الناس ليعلم، ويصمت ليسلم،
ويسأل ليفهم، ويتجر ليغنم، لا ينصت للخبر ليفجر به، ولا يتكلم ليتجبر به على من
سواه، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، أتعب نفسه لآخرته فأراح الناس
من نفسه، إن بغي عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له، بعده ممن تباعد منه
بغض ونزاهة، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة، ليس تباعده تكبرا ولا عظمة، ولا
دنوه خديعة ولا خلابة (1)، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير، فهو إمام لمن
بعده من أهل البر ".
قال: فصاح همام صيحة، ثم وقع مغشيا عليه، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أما
والله لقد كنت أخافها عليه "، وقال: " هكذا تصنع الموعظة البالغة بأهلها "، فقال له
قائل: فما بالك يا أمير المؤمنين؟ فقال: " إن لكل أجلا لا يعدوه، وسببا لا يجاوزه،
فمهلا لا تعد، فإنما نفث على لسانك شيطان ".
31 - نهج البلاغة حكمة 325 ص 1243:
وقال (عليه السلام) في صفة المؤمن: " المؤمن بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع
شئ صدرا، وأذل شئ نفسا، يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل غمه، بعيد همه،
كثير صمته، مشغول وقته، شكور صبور، مغمور بفكرته، ضنين بخلته (2)، سهل
الخليقة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد ".
ورواه في البحار ج 75 ص 73:
روي عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام) يوما قد وصف



(1) خلبه: خدعه.
(2) أي بخيل بها، وهنا وجهان: فتح الخاء بمعنى لا يعرض له حاجة عند الناس، وضمها بمعنى
زيادة مودته وصداقته. والأول أظهر.
134
المؤمن فقال: " حزنه في قلبه، وبشره في وجهه، وأوسع الناس صدرا، وأرفعهم
قدرا، يكره الرفعة، ولا يحب السمعة، طويل غمه، بعيد همه، كثير صمته، مشغول
بما ينفعه، صبور، شكور، قلبه بذكر الله معمور، سهل الخليقة، لين العريكة ".
32 - صفات الشيعة ص 30 حديث 42:
عن أبي (رحمه الله) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن مسعدة بن صدقة،
عن الصادق (عليه السلام) أنه قيل له: ما بال المؤمن أحد شئ؟ قال (عليه السلام): " لأن عز القرآن
في قلبه، ومحض الإيمان في قلبه، وهو يعبد الله عز وجل، مطيع لله، ولرسوله (عليه السلام)
مصدق "، قيل: فما بال المؤمن قد يكون أشح شئ؟ قال: " لأنه يكسب الرزق من
حله، ومطلب الحلال عزيز فلا يحب أن يفارقه لشدة ما يعلم من عسر مطلبه، وإن
سخت نفسه لم يضعه إلا في موضعه " قيل: ما علامات المؤمن؟ قال (عليه السلام): " أربعة:
نومه كنوم الغرقى، وأكله كأكل المرضى، وبكاؤه كبكاء الثكلى، وقعوده كقعود
المواثب " قيل له: فما بال المؤمن قد يكون أنكح شئ؟ قال (عليه السلام): " لحفظه فرجه
عن فروج ما لا يحل له، ولكي لا تميل به شهوته هكذا ولا هكذا، وإذا ظفر
بالحلال اكتفى به واستغنى به عن غيره ".
وقال صلوات الله عليه: " إن في المؤمن ثلاث خصال لم تجتمع إلا فيه: علمه
بالله عز وجل، وعلمه بمن يحب، وعلمه بمن يبغض ".
وقال (عليه السلام): " إن قوة المؤمن في قلبه، ألا ترون أنكم تجدونه ضعيف البدن
نحيف الجسم، وهو يقوم الليل ويصوم النهار ".
وقال (عليه السلام): " المؤمن في دينه أشد من الجبال الراسية، وذلك لأن الجبل قد
ينحت منه والمؤمن لا يقدر أحد أن ينحت من دينه شيئا، وذلك لضنه بدينه وشحه
عليه ".

135
33 - تحف العقول ص 212:
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " إن المؤمن إذا نظر اعتبر، وإذا سكت تفكر، وإذا
تكلم ذكر، وإذا استغنى شكر، وإذا أصابته شدة صبر، فهو قريب الرضى، بعيد
السخط، يرضيه عن الله اليسير، ولا يسخطه الكثير، ولا يبلغ بنيته إرادته في الخير،
ينوي كثيرا من الخير ويعمل بطائفة منه، ويتلهف على ما فاته من الخير كيف لم
يعمل به. والمنافق إذا نظر لها، وإذا سكت سها، وإذا تكلم لغا، وإذا استغنى طغى،
وإذا أصابته شدة ضغا (1)، فهو قريب السخط، بعيد الرضى، يسخطه على الله اليسير،
ولا يرضيه الكثير، ينوي كثيرا من الشر ويعمل بطائفة منه، ويتلهف على ما فاته
من الشر كيف لم يعمل به ".
34 - بحار الأنوار ج 75 ص 26 عن مطالب السؤول:
وقال علي (عليه السلام): " المؤمن يرغب فيما يبقى، ويزهد فيما يفنى، يمزج الحلم
بالعلم، والعلم بالعمل، بعيد كسله، دائم نشاطه، قريب أمله، حي قلبه، ذاكر لسانه،
لا يحدث بما لا يؤتمن عليه الأصدقاء، ولا يكتم شهادة الأعداء، لا يعمل شيئا من
الخير رياء ولا يتركه حياء، الخير منه مأمول، والشر منه مأمون، إن كان في
الذاكرين لم يكتب في الغافلين، وإن كان في الغافلين كتب في الذاكرين، ويعفو
عمن ظلمه، ويعطي من حرمه، ويصل من قطعه، ويحسن إلى من أساء إليه، لا
يعزب حلمه، ولا يعجل فيما يريبه، بعيد جهله، لين قوله، قريب معروفه، غائب
منكره، صادق كلامه، حسن فعله، مقبل خيره، مدبر شره، في الزلازل وقور، وفي
المكاره صبور، وفي الرخاء شكور، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن
يحب، ولا يدعي ما ليس له، ولا يجحد حقا عليه، يعترف بالحق قبل أن يشهد
عليه، ولا يضيع ما استحفظ، ولا يرغب فيما لا تدعوه الضرورة إليه، لا يتنابز
بالألقاب، ولا يبغي على أحد، ولا يهزأ بمخلوق، ولا يضار بالجار، ولا يشمت



(1) ضغا الثعلب ضغوا: صاح وكذلك صوت كل ذليل مقهور.
136
بالمصائب، مؤدب بأداء الأمانات، مسارع إلى الطاعات، محافظ على الصلوات،
بطئ في المنكرات، لا يدخل على الأمور بجهل، ولا يخرج عن الحق بعجز، إن
صمت فلا يغمه الصمت، وإن نطق لا يقول الخطأ، وإن ضحك فلا يعلو صوته سمعه،
ولا يجمح به الغضب، ولا يغلبه الهوى، ولا يقهره الشح، ولا تملكه الشهوة، يخالط
الناس ليعلم، ويصمت ليسلم، ويسأل ليفهم، ينصت إلى الخير ليعمل به، ولا يتكلم
به ليفخر على ما سواه، نفسه منه في عناء، والناس منه في راحة، يتعب نفسه
لآخرته، ويعصي هواه لطاعة ربه، بعده عمن تباعد منه نزاهة، ودنوه ممن دنا منه
لين ورحمة، وليس بعده بكبر، ولا قربه خديعة، مقتد بمن كان قبله من أهل
الإيمان، إمام لمن بعده من البررة المتقين ".
35 - أصول الكافي ج 3 ص 346 - 347 باب أن المؤمن صنفان ح 1 و 2:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن نصير أبي
الحكم الخثعمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " المؤمن مؤمنان: فمؤمن صدق بعهد
الله ووفى بشرطه، وذلك قول الله عز وجل: * (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) *،
فذلك الذي لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة، وذلك ممن يشفع ولا يشفع
له، ومؤمن كخامة الزرع، تعوج أحيانا وتقوم أحيانا، فذلك ممن تصيبه أهوال
الدنيا وأهوال الآخرة، وذلك ممن يشفع له ولا يشفع ".
36 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن عبد الله، عن خالد
العمي، عن خضر بن عمرو، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: " المؤمن
مؤمنان: مؤمن وفى لله بشروطه التي شرطها عليه، فذلك مع النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وذلك من يشفع ولا يشفع له، وذلك
ممن لا تصيبه أهوال الدنيا ولا أهوال الآخرة، ومؤمن زلت به قدم، فذلك كخامة
الزرع كيفما كفأته الريح انكفأ، وذلك ممن تصيبه أهوال الدنيا والآخرة، ويشفع له،
وهو على خير ".

137
37 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254 - 261، مكارم الأخلاق ص 433:
روى حماد بن عمرو والحسن بن محمد، عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " يا علي،
أوصيك بوصية فاحفظها، فلن تزال بخير ما حفظت وصيتي... إلى أن قال: يا
علي، للمؤمن ثلاث علامات: الصلاة، والزكاة، والصيام. وللمتكلف ثلاث
علامات: يتملق إذا حضر، ويغتاب إذا غاب، ويشمت بالمصيبة. وللظالم ثلاث
علامات: يقهر من دونه بالغلبة، ومن فوقه بالمعصية، ويظاهر الظلمة. وللمرائي
ثلاث علامات: ينشط إذا كان عند الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحب أن يحمد
في جميع أموره. وللمنافق ثلاث علامات: إذا حدث كذب، وإذا وعد خلف، وإذا
ائتمن خان ".
38 - جامع الأخبار ص 84:
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: " المؤمن يكون صادقا في الدنيا، راعي
القلب، حافظ الحدود، وعاء العلم، كامل العقل، مأوى الكرم، سليم القلب، ثابت
الحلم، عاطف اليدين، باذل المال، مفتوح الباب للإحسان، لطيف اللسان، كثير
التبسم، دائم الحزن، كثير التفكر، قليل النوم، قليل الضحك، طيب الطبع، مميت
الطمع، قاتل الهوى، زاهد في الدنيا، راغب في الآخرة، يحب الضيف، ويكرم
اليتيم، ويلطف الصغير، ويرفق الكبير، ويعطي السائل، ويعود المريض، ويشيع
الجنائز، ويعرف حرمة القرآن، ويناجي الرب، ويبكي على الذنوب، آمر
بالمعروف، ناه عن المنكر، أكله بالجوع، وشربه بالعطش، وحركته بالأدب، وكلامه
بالنصيحة، وموعظته بالرفق، لا يخاف إلا الله، ولا يرجو إلا إياه، ولا يشغل إلا
بالثناء والحمد، ولا يتهاون، ولا يتكبر، ولا يفتخر بمال الدنيا، مشغول بعيوب
نفسه، فارغ عن عيوب غيره، الصلاة قرة عينه، والصيام حرفته وهمته، والصدق
عادته، والشكر مركبه، والعقل قائده، والتقوى زاده، والدنيا حانوته، والصبر منزله،

138
والليل والنهار رأس ماله، والجنة مأواه، والقرآن حديثه، ومحمد (صلى الله عليه وآله) شفيعه، والله
جل ذكره مؤنسه ".
ونقله عنه في المستدرك ج 2 ص 279.
39 - مشكاة الأنوار ص 38:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): " كان أمير المؤمنين يقول: لا يطعم عبد طعم الإيمان
حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وأن ما أخطأه لم يكن ليصيبه، فإن الضار
النافع هو الله ".
40 - مشكاة الأنوار ص 214:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما أفلت المؤمن من واحدة من ثلاث، ولربما
اجتمعت الثلاث عليه: إما بعض من يكون معه في الدار يغلق عليه بابه يؤذيه، أو
جار يؤذيه، أو من مر في طريقه إلى حوائجه يؤذيه. ولو أن مؤمنا على قلة جبل
لبعث الله عليه شيطانا يؤذيه، ويجعل الله له من إيمانه أنسا لا يستوحش معه إلى
أحد ".
غرر الحكم (على ما في تصنيفه: ص 87 - 91):
مما ورد من حكم أمير المؤمنين (عليه السلام):
41 - " الإيمان شجرة، أصلها اليقين، وفرعها التقى، ونورها الحياء، وثمرها
السخاء ".
42 - " الإيمان والإخلاص واليقين والورع الصبر والرضى بما يأتي به القدر ".
43 - " أصل الإيمان حسن التسليم لأمر الله ".
44 - " الإيمان إخلاص العمل ".
45 - " الإيمان صبر في البلاء، وشكر في الرخاء ".

139
46 - " فمن الإيمان ما يكون ثابتا [تائبا] مستقرا في القلوب، ومنه ما يكون
عواري بين القلوب والصدور ".
47 - " كسب الإيمان لزوم الحق، ونصح الخلق ".
48 - " ملاك الإيمان حسن الإيقان ".
49 - " يحتاج الإيمان إلى الإيقان ".
50 - " يحتاج الإيمان إلى الإخلاص ".
51 - " ثلاث من كن فيه كمل إيمانه: العقل، والحلم، والعلم ".
52 - " ثلاث من كن فيه استكمل الإيمان: من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى
باطل، وإذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق، وإذا قدر لم يأخذ ما ليس له ".
53 - " ثلاث من كن فيه فقد أكمل الإيمان: العدل في الغضب والرضى،
والقصد في الفقر والغنى، واعتدال الخوف والرجاء ".
54 - " من أحب أن يكمل إيمانه فليكن حبه لله، وبغضه لله، ورضاه لله،
وسخطه لله ".
55 - " من أعطى في الله ومنع في الله وأحب في الله وأبغض في الله فقد
استكمل الإيمان ".
56 - " من كمال الإيمان مكافاة المسئ بالإحسان ".
57 - " لا يكمل إيمان المؤمن حتى يعد الرخاء فتنة، والبلاء نعمة ".
58 - " لا يكمل إيمان عبد حتى يحب من أحبه الله سبحانه، ويبغض من
أبغضه الله سبحانه ".
59 - " أفضل الإيمان حسن الإيقان ".
60 - " أفضل الإيمان الإخلاص والإحسان، وأقبح الشيم التجافي والعدوان ".
61 - " أفضل الإيمان حسن الإيقان، وأفضل الشرف بذل الإحسان ".

140
62 - " إن أفضل الإيمان إنصاف الرجل من نفسه ".
63 - " ثلاث من كنوز الإيمان [الجنة]: كتمان المصيبة، والصدقة،
والمرض ".
64 - " المؤمنون أعظم أحلاما ".
65 - " المؤمن كيس عاقل ".
66 - " الحزن شعار المؤمنين ".
67 - " المؤمنون خيراتهم مأمولة، وشرورهم مأمونة ".
68 - " المؤمن مغموم [مغمور] بفكرته، ضنين بخلته ".
69 - المؤمن لين العريكة، سهل الخليقة ".
70 - " المؤمن لا يظلم ولا يتأثم ".
71 - " المؤمن هين، لين، سهل، مؤتمن ".
72 - " المؤمن قليل الزلل، كثير العمل ".
73 - " المؤمن يعاف اللهو، ويألف الجد ".
74 - " المؤمن صدوق اللسان، بذول الإحسان ".
75 - " المؤمن يقظان ينتظر إحدى الحسنتين [الحسنيين] ".
76 - " المؤمن عفيف، مقتنع [مقنع]، متنزه، متورع ".
77 - " المؤمن من كان حبه لله، وبغضه لله، وأخذه لله، وتركه لله ".
78 - " المؤمن شاكر في السراء، صابر في البلاء، خائف في الرخاء ".
79 - " المؤمن عفيف في الغنى، متنزه عن الدنيا ".
80 - " المؤمن بين نعمة وخطيئة لا يصلحهما إلا الشكر والاستغفار ".
81 - " المؤمن حذر من ذنوبه أبدا، يخاف البلاء، ويرجو رحمة ربه ".
82 - " المؤمن إذ سئل أسعف، وإذا سأل خفف ".
83 - " المؤمن حيي، غني، موقن، تقي ".

141
84 - " الدنيا سجن المؤمن، والموت تحفته، والجنة مأواه ".
85 - " المؤمن غر، كريم، مأمون على نفسه، حذر، محزون ".
86 - " المؤمن دائم الذكر، كثير الفكر، على النعماء شاكر، وفي البلاء صابر ".
87 - " المؤمن الدنيا مضماره، والعمل همته، والموت تحفته، والجنة سبقته ".
88 - " المؤمن من طهر قلبه من الدنية [من الريبة] ".
89 - " المؤمن قريب أمره، بعيد همه، كثير صمته، خالص عمله ".
90 - المؤمن على الطاعات حريص، وعن المحارم عف ".
91 - " المؤمن نفسه أصلب من الصلد وهو أذل من العبد ".
92 - " المؤمن إذا نظر اعتبر، وإذا سكت تفكر، وإذا تكلم ذكر، وإذا أعطي
شكر، وإذا ابتلي صبر ".
93 - " المؤمن إذا وعظ ازدجر، وإذا حذر حذر، وإذا عبر اعتبر، وإذا ذكر
ذكر، وإذا ظلم غفر ".
94 - " العقل خليل المؤمن، والعلم وزيره، والصبر أمير جنوده، والعمل قيمه ".
95 - " المؤمن دأبه زهادته، وهمه ديانته، وعزه قناعته، وجده لآخرته، قد
كثرت [أثرت] حسناته، وعلت درجاته، وشارف [رشاف] خلاصه ونجاته ".
96 - " المؤمن ينظر إلى الدنيا بعين الاعتبار، ويقتات فيها ببطن الاضطرار،
ويسمع فيها بأذن المقت والإبغاض ".
97 - " المؤمنون لأنفسهم متهمون، ومن فارط زللهم وجلون، وللدنيا عائفون
[عاقون]، وإلى الآخرة مشتاقون، وإلى الطاعات مسارعون ".
98 - " المؤمن من تحمل أذى الناس ولا يتأذى أحد به [منه] ".
99 - " المؤمن من وقى دينه بدنياه، والفاجر من وقى دنياه بدينه ".
100 - " المؤمن أمين على نفسه، مغالب [غالب] لهواه وحسه ".
101 - " أفضل المؤمنين إيمانا من كان لله أخذه وعطاه وسخطه ورضاه ".

142
102 - " إن المؤمنين مشفقون ".
103 - " إن المؤمن ليستحيي [يستحي] إذا مضى له عمل في غير ما عقد
عليه إيمانه ".
104 - " إن المؤمن لا يمسي ولا يصبح إلا ونفسه ظنون عنده، فلا يزال زاريا
عليها ومستزيدا لها ".
105 - " إن بشر المؤمن في وجهه، وقوته في دينه، وحزنه في قلبه ".
106 - " إن المؤمنين هينون لينون ".
107 - " إن المؤمنين محسنون ".
108 - " إن المؤمن يرى يقينه في عمله، وأن المنافق يرى شكه في عمله ".
109 - " بشر المؤمن في وجهه، وحزنه في قلبه، أوسع شئ صدرا، وأذل
شئ نفسا، يكره الرفعة، ويشنأ السمعة، طويل غمه، بعيد همه [طويل همه، بعيد
غمه]، كثير صمته، مشغول وقته، صبور، شكور، مغمور بفكرته، ضنين بخلته، سهل
الخليقة، لين العريكة، نفسه أصلب من الصلد، وهو أذل من العبد ".
110 - " تقية المؤمن في قلبه، وتوبته في اعترافه ".
111 - " ثلاث هن زين المؤمن: تقوى الله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة ".
112 - " حسن وجه المؤمن [المرء] من حسن عناية الله به ".
113 - " خلتان لا تجتمعان في قلب مؤمن: سوء الخلق، والبخل ".
114 - " ظن المؤمن كهانة ".
115 - " غنى المؤمن بالله سبحانه ".
116 - " غيرة المؤمن بالله سبحانه ".
117 - " للمؤمن عقل وفي، وحلم مرضي، ورغبة في الحسنات، وفرار من
السيئات ".
118 - للمؤمن ثلاث ساعات: ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها

143
نفسه، وساعة يخلي بين نفسه ولذتها فيما يحل ويجمل ".
119 - " للمؤمن ثلاث علامات: الصدق، واليقين، وقصر الأمل ".
120 - " لن يلقى المؤمن إلا قانعا ".
121 - " لو ضربت خيشوم المؤمن على أن يبغضني ما أبغضني، ولو صببت
الدنيا بجملتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني ".
122 - " مثل المؤمن كالأترجة، طيب طعمها وريحها ".
123 - " هم المؤمن لآخرته، وكل جده لمنقلبه ".
124 - " لا يكون الرجل مؤمنا حتى لا يبالي بماذا سد فورة جوعه، ولا بأي
ثوبيه ابتذل ".
125 - " لا يلفي المؤمن حسودا، ولا حقودا، ولا بخيلا ".
126 - " لا يكون المؤمن إلا حليما رحيما ".
127 - " ينبغي للمؤمن أن يستحيي إذا اتصلت له فكرة في غير طاعة ".
128 - " ينبغي للمؤمن أن يلزم الطاعة، ويلتحف الورع والقناعة ".
129 - " اتقوا ظنون المؤمنين، فإن الله سبحانه أجرى الحق على ألسنتهم ".
شرط الإيمان:
أصول الكافي ج 3 ص 29 - 38 باب دعائم الإسلام ح 1 - 15:
1 - حدثني الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد الزيادي، عن
الحسن بن علي الوشاء قال: حدثنا أبان بن عثمان، عن فضيل، عن أبي حمزة، عن
أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " بني الإسلام على خمس: على الصلاة، والزكاة، والصوم،
والحج، والولاية، ولم يناد بشئ كما نودي بالولاية ".
2 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن
عجلان أبي صالح قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أوقفني على حدود الإيمان، فقال:

144
" شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، والإقرار بما جاء به من عند الله،
وصلوات الخمس، وأداء الزكاة، وصوم شهر رمضان، وحج البيت، وولاية ولينا،
وعداوة عدونا، والدخول مع الصادقين ".
3 - أبو علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عباس بن عامر، عن
أبان بن عثمان، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " بني الإسلام على
خمس: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والولاية، ولم يناد بشئ كما نودي
بالولاية، فأخذ الناس بأربع وتركوا هذه يعني الولاية ".
4 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد،
عن ابن العرزمي، عن أبيه، عن الصادق (عليه السلام)، قال: قال: " أثافي (1) الإسلام ثلاثة:
الصلاة، والزكاة، والولاية، لا تصح واحدة منهن إلا بصاحبتيها ".
5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه وعبد الله بن الصلت جميعا، عن حماد بن
عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " بني الإسلام
على خمسة أشياء: على الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والولاية "، قال زرارة:
فقلت: وأي شئ من ذلك أفضل؟ فقال: " الولاية أفضل، لأنها مفتاحهن، والوالي
هو الدليل عليهن "، قلت: ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال: " الصلاة، إن رسول
الله (صلى الله عليه وآله) وسلم قال: الصلاة عمود دينكم "، قال: قلت: ثم الذي يليها في الفضل؟
قال: " الزكاة، لأنه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الزكاة تذهب
الذنوب "، قلت: والذي يليها في الفضل؟ قال: " الحج، قال الله عز وجل: " ولله على
الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين "، وقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): لحجة مقبولة خير من عشرين صلاة نافلة، ومن طاف بهذا البيت
طوافا أحصى فيه أسبوعه وأحسن ركعتيه غفر الله له، وقال في يوم عرفة ويوم



(1) الأثافي: جمع الأثفية بالضم والكسر، وهي الأحجار التي توضع عليها القدر للطبخ، وأقلها
ثلاثة.
145
المزدلفة ما قال "، قلت: فماذا يتبعه؟ قال: " الصوم "، قلت: وما بال الصوم صار
آخر ذلك أجمع؟ قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الصوم جنة من النار "، قال: ثم
قال: " إن أفضل الأشياء ما إذا فاتك لم تكن منه توبة دون أن ترجع إليه فتؤديه
بعينه، إن الصلاة والزكاة والحج والولاية ليس يقع شئ مكانها دون أدائها، وإن
الصوم إذا فاتك أو قصرت أو سافرت فيه أديت مكانه أياما غيرها وجزيت ذلك
الذنب بصدقة، ولا قضاء عليك، وليس من تلك الأربعة شئ يجزيك مكانه
غيره "، قال: ثم قال: " ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمان
الطاعة للإمام بعد معرفته، إن الله عز وجل يقول: * (من يطع الرسول فقد أطاع الله
ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا) *، أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره
وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون
جميع أعماله بدلالته إليه ما كان له على الله جل وعز حق في ثوابه، ولا كان من
أهل الإيمان "، ثم قال: " أولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته ".
6 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى
ابن السري أبي اليسع قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): أخبرني بدعائم الإسلام التي لا
يسع أحدا التقصير عن معرفة شئ منها، الذي من قصر عن معرفة شئ منها فسد
عليه دينه ولم يقبل [الله] منه عمله، ومن عرفها وعمل بها صلح له دينه وقبل منه
عمله ولم يضق به مما هو فيه لجهل شئ من الأمور جهله، فقال: " شهادة أن لا إله
إلا الله، والإيمان بأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والإقرار بما جاء به من عند الله،
وحق في الأموال الزكاة، والولاية التي أمر الله عز وجل بها: ولاية آل
محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) "، قال: فقلت له: هل في الولاية شئ دون شئ فضل يعرف لمن
أخذ به؟ قال: " نعم، قال الله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا
الرسول وأولي الأمر منكم) *، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من مات ولا يعرف إمامه
مات ميتة جاهلية، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان عليا (عليه السلام) وقال الآخرون: كان

146
معاوية، ثم كان الحسن (عليه السلام) ثم كان الحسين (عليه السلام) وقال الآخرون: يزيد بن معاوية
وحسين بن علي ولا سواء ولا سواء "، قال: ثم سكت، ثم قال: " أزيدك؟ " فقال له
حكم الأعور: نعم جعلت فداك، قال: " ثم كان علي بن الحسين، ثم كان محمد بن
علي أبا جعفر، وكانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر وهم لا يعرفون مناسك
حجهم وحلالهم وحرامهم حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبين لهم مناسك حجهم
وحلالهم وحرامهم، حتى صار الناس يحتاجون إليهم من بعد ما كانوا يحتاجون
إلى الناس، وهكذا يكون الأمر، والأرض لا تكون إلا بإمام، ومن مات لا يعرف
إمامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما تكون إلى ما أنت عليه إذا بلغت نفسك هذه -
وأهوى بيده إلى حلقه - وانقطعت عنك الدنيا، تقول: لقد كنت على أمر حسن ".
أبو علي الأشعري، عن محمد بن الجبار، عن صفوان، عن عيسى بن السري
أبي اليسع، عن أبي عبد الله (عليه السلام)... مثله.
7 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن مثنى الحناط، عن عبد الله بن عجلان، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " بني الإسلام
على خمس [دعائم]: الولاية، والصلاة، والزكاة، وصوم شهر رمضان، والحج ".
8 - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن أبان، عن
فضيل، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " بني الإسلام على خمس: الصلاة، والزكاة،
والصوم، والحج، والولاية، ولم يناد بشئ ما نودي بالولاية يوم الغدير ".
9 - علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن حماد بن عثمان،
عن عيسى بن السري قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): حدثني عما بنيت عليه دعائم
الإسلام إذا أنا أخذت بها زكى عملي، ولم يضرني جهل ما جهلت بعده، فقال:
" شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والإقرار بما جاء به من عند
الله، وحق في الأموال من الزكاة، والولاية التي أمر الله عز وجل بها ولاية آل
محمد (صلى الله عليه وآله)، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: من مات ولا يعرف إمامه مات ميتة

147
جاهلية، قال الله عز وجل: * (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) *، فكان
علي (عليه السلام)، ثم صار من بعده الحسن، ثم من بعده الحسين، ثم من بعده علي بن
الحسين، ثم من بعده محمد بن علي، ثم هكذا يكون الأمر، إن الأرض لا تصلح إلا
بإمام، ومن مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية، وأحوج ما يكون أحدكم إلى
معرفته إذا بلغت نفسه ههنا - قال: وأهوى بيده إلى صدره - يقول حينئذ: لقد كنت
على أمر حسن ".
10 - عنه، عن أبي الجارود قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): يا ابن رسول الله، هل
تعرف مودتي لكم وانقطاعي إليكم وموالاتي إياكم؟ قال: فقال: " نعم "، قال:
فقلت: فإني أسألك مسألة تجيبني فيها، فإني مكفوف البصر، قليل المشي، ولا
أستطيع زيارتكم كل حين، قال: " هات حاجتك "، قلت: أخبرني بدينك الذي
تدين الله عز وجل به أنت وأهل بيتك لأدين الله عز وجل به، قال: " إن كنت
أقصرت الخطبة فقد أعظمت المسألة، والله لأعطينك ديني ودين آبائي الذي ندين
الله عز وجل به: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والإقرار بما
جاء به من عند الله، والولاية لولينا، والبراءة من عدونا، والتسليم لأمرنا، وانتظار
قائمنا، والاجتهاد، والورع ".
11 - علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن علي
ابن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: سمعته يسأل أبا عبد الله (عليه السلام) فقال له: جعلت
فداك أخبرني عن الدين الذي افترض الله عز وجل على العباد ما لا يسعهم جهله
ولا يقبل منهم غيره، ما هو؟ فقال: " أعد علي "، فأعاد عليه، فقال: " شهادة أن لا إله
إلا الله، وأن محمدا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت من
استطاع إليه سبيلا، وصوم شهر رمضان "، ثم سكت قليلا، ثم قال: " والولاية "
مرتين، ثم قال: " هذا الذي فرض الله على العباد، ولا يسأل الرب العباد يوم القيامة
فيقول: ألا زدتني على ما افترضت عليك؟ ولكن من زاد زاده الله، إن

148
رسول الله (صلى الله عليه وآله) سن سننا حسنة جميلة ينبغي للناس الأخذ بها ".
12 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن
فضالة بن أيوب، عن أبي زيد الحلال، عن عبد الحميد بن أبي العلاء الأزدي قال:
سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن الله عز وجل فرض على خلقه خمسا فرخص
في أربع ولم يرخص في واحدة ".
13 - عنه، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن أبان، عن إسماعيل الجعفي
قال: دخل رجل على أبي جعفر (عليه السلام) ومعه صحيفة، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): " هذه
صحيفة مخاصم يسأل عن الدين الذي يقبل فيه العمل " فقال: رحمك الله، هذا
الذي أريد، فقال أبو جعفر (عليه السلام): " شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن
محمدا (صلى الله عليه وآله) عبده ورسوله، وتقر بما جاء من عند الله، والولاية لنا أهل البيت،
والبراءة من عدونا، والتسليم لأمرنا، والورع، والتواضع، وانتظار قائمنا، فإن لنا
دولة إذا شاء الله جاء بها ".
14 - علي بن إبراهيم عن أبيه، وأبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار
جميعا، عن صفوان، عن عمرو بن حريث قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وهو
في منزل أخيه عبد الله بن محمد فقلت له: جعلت فداك ما حولك إلى هذا المنزل؟
قال: " طلب النزهة " فقلت: جعلت فداك ألا أقص عليك ديني؟ فقال: " بلى "، قلت:
أدين الله بشهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن
الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة،
وصوم شهر رمضان، وحج البيت، والولاية لعلي أمير المؤمنين بعد رسول
الله (صلى الله عليه وآله)، والولاية للحسن والحسين، والولاية لعلي بن الحسين، والولاية لمحمد
ابن علي، ولك من بعده صلوات الله عليهم أجمعين، وأنكم أئمتي، عليه أحيا وعليه
أموت، وأدين الله به، فقال: " يا عمرو، وهذا والله دين الله ودين آبائي الذي أدين
الله به في السر والعلانية، فاتق الله وكف لسانك إلا من خير، ولا تقل إني هديت نفسي

149
بل الله هداك، فأد شكر ما أنعم الله عز وجل به عليك، ولا تكن ممن إذا أقبل
طعن في عينه، وإذا أدبر طعن في قفاه، ولا تحمل الناس على كاهلك، فإنك أوشك
- إن حملت الناس على كاهلك - أن يصدعوا شعب كاهلك ".
15 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان، عن ابن
مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " ألا أخبرك بالإسلام
أصله وفرعه وذروة سنامه؟ " قلت: بلى جعلت فداك، قال: " أما أصله فالصلاة،
وفرعه الزكاة، وذروة سنامه الجهاد "، ثم قال: " إن شئت أخبرتك بأبواب الخير "
قلت: نعم جعلت فداك، قال: " الصوم جنة من النار، والصدقة تذهب بالخطيئة،
وقيام الرجل في جوف الليل بذكر الله "، ثم قرأ (عليه السلام): * (تتجافى جنوبهم عن
المضاجع) *.
16 - أصول الكافي ج 3 ص 39 باب الإسلام يحقن به الدم ح 4:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سفيان بن
السمط قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن الإسلام والإيمان، ما الفرق بينهما؟
فلم يجبه، ثم سأله فلم يجبه، ثم التقيا في الطريق وقد أزف من الرجل الرحيل،
فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): " كأنه قد أزف منك رحيل؟ " فقال: نعم، فقال: " فالقني في
البيت "، فلقيه فسأله عن الإسلام والإيمان ما الفرق بينهما؟ فقال: " الإسلام هو
الظاهر الذي عليه الناس: شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا
عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصيام شهر رمضان، فهذا
الإسلام "، وقال: " الإيمان معرفة هذا الأمر مع هذا، فإن أقر بها ولم يعرف هذا
الأمر كان مسلما وكان ضالا ".
17 - فضائل الأشهر الثلاثة ص 86 و 112:
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن الحسين

150
البغدادي، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن
المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: " بني الإسلام على خمس
دعائم: على الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، وولاية أمير المؤمنين والأئمة من
ولده صلوات الله عليهم ".
18 - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 193:
قلت لأمير المؤمنين (عليه السلام): ما الإيمان وما الإسلام؟ قال: " أما الإيمان
فالإقرار بعد المعرفة، والإسلام فما أقررت به والتسليم للأوصياء والطاعة لهم " -
وفي رواية أخرى: " والإسلام إذا ما أقررت به " - قلت: الإيمان الإقرار بعد
المعرفة؟ قال: " من عرفه الله نفسه ونبيه وإمامه ثم أقر بطاعته فهو مؤمن ".
ونقله عنه في البحار ج 65 ص 287.
19 - دعائم الإسلام ج 1 ص 13:
وروينا عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه أنه سئل ما
الإيمان وما الإسلام؟ فقال: " الإسلام الإقرار، والإيمان الإقرار والمعرفة، فمن
عرفه الله نفسه ونبيه وإمامه ثم أقر بذلك فهو مؤمن "، قيل له: فالمعرفة من الله
الإقرار من العبد؟ قال: " المعرفة من الله حجة ومنة ونعمة، والإقرار من يمن الله به
على من يشاء، والمعرفة صنع الله في القلب، والإقرار فعل القلب بمن من الله
عصمة ورحمة، فمن لم يجعله الله عارفا فلا حجة عليه، وعليه أن يقف ويكف عما
لا يعلم، ولا يعذبه الله على جهله، ويثيبه على عمله بالطاعة، ويعذبه على عمله
بالمعصية، ولا يكون شئ من ذلك إلا بقضاء الله وقدره وبعلمه وبكتابه بغير جبر،
لأنهم لو كانوا مجبورين لكانوا معذورين وغير محمودين، ومن جهل فعليه أن يرد
إلينا ما أشكل عليه، قال الله عز وجل: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * ".
وعنه صلوات الله عليه أنه قيل له: يا أمير المؤمنين، ما أدنى ما يكون به العبد

151
مؤمنا؟ وما أدنى ما يكون به كافرا؟ وما أدنى ما يكون به ضالا؟ قال: " أدنى ما
يكون به مؤمنا أن يعرفه الله نفسه فيقر له بالطاعة، وأن يعرفه الله نبيه (صلى الله عليه وآله) فيقر له
بالطاعة، وأن يعرفه الله حجته في أرضه وشاهده على خلقه فيعتقد إمامته فيقر له
بالطاعة "، قيل: وإن جهل غير ذلك؟ قال: " نعم، ولكن إذا أمر أطاع، وإذا نهي
انتهى، وأدنى ما يصير به مشركا أن يتدين بشئ مما نهى الله عنه، فيزعم أن الله أمر
به ثم ينصبه دينا، ويزعم أنه يعبد الذي أمر به وهو غير الله عز وجل، وأدنى ما
يكون به ضالا أن لا يعرف حجة الله في أرضه وشاهده على خلقه فيأتم به ".
ومما يدل على أن الولاية شرط الإيمان قوله تعالى:
* (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام
دينا) *. المائدة: 3.
روي نزولها في ولاية أمير المؤمنين علي (عليه السلام) علماء أهل السنة:
1 - فمنهم العلامة ابن كثير الدمشقي في " البداية والنهاية ": ج 7 ص 349،
قال:
قال الحافظ الخطيب البغدادي: حدثنا عبد الله بن علي بن محمد بن بشران،
أنبأنا علي بن عمر الحافظ، أنبأنا أبو نضر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال،
حدثنا علي بن سعيد الرملي، حدثنا ضمرة بن ربيعة القرشي، عن ابن شوذب، عن
مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام ثماني عشرة من
ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد
علي بن أبي طالب فقال: " ألست ولي المؤمنين؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال:
" من كنت مولاه فعلي مولاه " فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب،
أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل الله عز وجل * (اليوم أكملت لكم دينكم) *.
ورواه في " أنوار الرشاد ": ص 21 عن أبي هريرة بعين ما تقدم عن " البداية
والنهاية "، لكنه ذكر بدل قوله مولى كل مسلم: مولى كل مؤمن ومؤمنة.

152
2 - ومنهم العلامة أبو المؤيد الموفق بن أحمد أخطب خوارزم في " مقتل
الحسين ": ص 48 ط قم و 4 ط الغري:
روى هذا الحديث (أي نزول " اليوم أكملت لكم دينكم ") من الصحابة، عمر،
وعلي، والبراء بن عازب، وسعد بن أبي وقاص، وطلحة بن عبيد الله، والحسين
ابن علي وابن مسعود، وعمار بن ياسر، وأبو ذر، وأبو أيوب، وابن عمر، وعمران
ابن حصين، وبريدة بن الحصيب، وأبو هريرة، وجابر بن عبد الله، وأبو رافع مولى
رسول الله واسمه أسلم، وحبشي بن جنادة، وزيد بن شراحيل، وجرير بن عبد الله،
وأنس، وحذيفة بن أسيد الغفاري، وزيد بن أرقم، وعبد الرحمان بن يعمر الدؤلي،
وعمرو بن الحمق، وعمر بن شرحبيل، وناجية بن عمر، وجابر بن سمرة، ومالك
ابن الحويرث، وأبو ذويب الشاعر، وعبد الله بن ربيعة رضي الله عنهم.
3 - ومنهم الحاكم الحسكاني في " شواهد التنزيل ": ج 1 ص 166 ط بيروت
قال:
أخبرنا الحاكم الوالد، عن أبي حفص بن شاهين، عن أحمد بن عبد الله السري
البزاز، عن علي بن سعيد الرقي، عن حمزة بن ربيعة كذا، عن أبي شوذب، عن مطر
الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، قال: من صام يوم ثمانية عشر من
ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم لما أخذ رسول
الله (صلى الله عليه وآله) بيد علي بن أبي طالب فقال: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فقال عمر بن
الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب.
أخبرنا أبو عبد الله الشيرازي، أخبرنا أبو بكر الجرجرائي، أخبرنا أبو أحمد
البصري، عن أحمد بن عمار بن خالد، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن
قيس بن الربيع، عن أبي هارون، عن أبي سعيد الخدري: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما
نزلت عليه هذه الآية قال: " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الرب
برسالتي، وولاية علي بن أبي طالب من بعدي ". ثم قال: " من كنت مولاه فعلي

153
مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ".
حدثني أبو زكريا ابن أبي إسحاق، حدثنا عبد الله بن إسحاق، حدثنا الحسن
ابن علي العنزي، حدثني محمد بن عبد الرحمان الذارع، عن قيس بن حفص
الدارمي قال: حدثني علي بن الحسين، حدثني أبو الحسن العبدي، عن أبي
هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: أن النبي (صلى الله عليه وآله) دعا الناس إلى علي، فأخذ
بضبعيه فرفعهما، ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية * (اليوم أكملت لكم دينكم
وأتممت عليكم نعمتي) * فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام
النعمة، ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي " ثم قال للقوم: " من كنت مولاه فعلي
مولاه ".
أخبرنا أبو بكر اليزدي بقراءتي عليه، أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله
السرخسي ببخارى، أخبرنا أبو نضر حبشون بن موسى الخلال، أخبرنا علي بن
سعيد الشامي، أخبرنا ضمرة بن ربيعة كذا، عن عبد الله بن شوذب، عن مطر، عن
شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب
له صيام ستين شهرا، وهو يوم غدير خم، لما أخذ النبي (صلى الله عليه وآله) بيد علي فقال:
" ألست ولي المؤمنين؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، فقال: " من كنت مولاه فعلي
مولاه "، فقال عمر بن الخطاب: بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى
كل مؤمن، وأنزل الله * (اليوم أكملت لكم دينكم) *.
رواه جماعة عن أبي نضر حبشون بن موسى الخلال، وتابعه جماعة في
الرواية عن أبي الحسن علي بن سعيد الشامي، ورواه عنه السبيعي في تفسيره.
وحدثونا عن أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح، قال: حدثني الحسين بن
إبراهيم بن الحسن الحصاص كذا، حدثنا أبو أيوب القزويني عبد الله بن حلال
البرذعي، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن
ابن عباس قال: بينما نحن مع رسول الله في الطواف إذ قال: " أفيكم علي بن أبي

154
طالب؟ " قلنا: نعم يا رسول الله، فقربه النبي (صلى الله عليه وآله)، فضرب على منكبه وقال:
" طوباك يا علي، أنزلت علي في وقتي هذا آية ذكري وإياك فيها سواء: * (اليوم
أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) * بعلي * (ورضيت لكم الإسلام دينا) *
بالعرب ".
فرات بن إبراهيم الكوفي قال: حدثني علي بن أحمد بن خلف الشيباني، عن
عبد الله بن علي بن المتوكل الفلسطيني، عن بشر بن غياث، عن سليمان بن عمرو
العامري، عن عطاء، عن سعيد، عن ابن عباس قال: بينما النبي (صلى الله عليه وآله) بمكة أيام
الموسم إذ التفت إلى علي فقال: " هنيئا لك يا أبا الحسن، إن الله قد أنزل علي آية
محكمة غير متشابهة، ذكري وإياك فيها سواء: * (اليوم أكملت لكم دينكم) * " الآية.
4 - ومنهم العلامة ابن كثير في تفسيره ج 2 ص 14 ط مصطفى محمد بمصر:
روى ابن مردويه من طريق أبي هارون العبدي عن أبي سعيد الخدري: أنها
نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم غدير خم حين قال لعلي: " من كنت مولاه فعلي
مولاه ". ثم رواه عن أبي هريرة.
5 - ومنهم العلامة الخوارزمي في المقتل ص 47 ط النجف:
أخبرني سيد الحفاظ فيما كتب إلي من همدان، أخبرني الرئيس أبو الفتح
كتابة، أخبرني عبد الله بن إسحاق البغوي، أخبرني الحسن بن علي الغنوي،
أخبرني محمد بن عمران الزارع، أخبرني قيس بن حفص، حدثني علي بن
الحسين العبدي، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري: أن النبي (صلى الله عليه وآله)
دعا الناس إلى علي في غدير خم أمر بما كانت الشجرة من شوك فقم فذاك يوم
الخميس، ثم دعا الناس إلى علي، فأخذ بضبعه ثم رفعه حتى نظر الناس إلى بياض
إبطيه، ثم لم يتفرقا حتى نزلت هذه الآية: * (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت
عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) *، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الله أكبر على
إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي والولاية لعلي " ثم قال: " اللهم

155
وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله "، فقال حسان
ابن ثابت... الحديث.
6 - ومنهم صاحب كتاب " ترجمان القرآن " ص 822 كما في " الفلك ":
روى عن ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري قال: لما بلغ
النبي (صلى الله عليه وآله) حكم الولاية لعلي نزل قوله تعالى: * (اليوم أكملت لكم
دينكم...) *.
وروى ابن مردويه والخطيب وابن عساكر عن أبي هريرة... مثله.
وروى ابن جرير عن ابن عباس... مثله.
7 - ومنهم صاحب كتاب " أرجح المطالب " ص 73 كما في " الفلك ":
روى نزول الآية في ولاية علي.
8 - ومنهم الديلمي كما في " الفلك ":
روى نزول الآية في ولاية علي.
9 - ومنهم أبو نعيم كما في " الفلك ":
روى نزول الآية في ولاية علي.
10 - ومنهم ابن المغازلي كما في " الفلك ":
روى نزول الآية في ولاية علي.
11 - ومنهم الصالحاني كما في " الفلك ":
روى نزول الآية في ولاية علي.
12 - ومنهم العلامة الآلوسي في روح المعاني: ج 6 ص 55 ط المنيرية بمصر:
عن أبي سعيد الخدري: أن هذه الآية نزلت بعد أن قال النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي كرم
الله وجهه في غدير خم: " من كنت مولاه فعلي مولاه "، فلما نزلت قال عليه
الصلاة والسلام: " الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الرب برسالتي
وولاية علي بعدي ".

156
ومما يدل على اشتراط الولاية في الإيمان الأحاديث الواردة من طرق أهل
السنة الدالة على أنه لا يجوز على الصراط يوم القيامة إلا من كان معه براءة
بولاية علي (عليه السلام):
الحديث الأول:
1 - ما رواه أهل السنة: منهم العلامة الحمويني في " فرائد
السمطين " (مخطوط) قال:
أخبرني الشيخ الصالح عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شيل المقدمي
بقراءتي عليه، قلت له: أخبرك القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن
محمد بن أبي الفضل الحرستاني إجازة، أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الفضل الفراري،
أنبأنا شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، قال: أنبأنا الحافظ أبو
عبد الله حمد بن عبد الله البيع النيشابوري، قال: حدثني عطية بن سعيد بن عبد الله
ابن منصور الأندلسي ابن محمد، حدثنا القاسم بن علقمة الأبهري، حدثنا عثمان
ابن جعفر الدينوري، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الله الصاعدي، حدثنا ذو النون
المصري، حدثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام)، عن علي (عليه السلام): " قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ونصب الصراط على
جسر جهنم لم يجز بها أحد إلا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي
طالب (عليه السلام) ".
2 - ومنهم الحافظ الذهبي في " ميزان الاعتدال " ج 1 ص 15 ط القاهرة
قال:
عن إبراهيم بن حميد الدينوري، عن ذي النون المصري، عن مالك: لم يجز
الصراط أحد إلا من كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب.
3 - ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في " لسان الميزان ": ج 1 ص 51

157
وص 57 ط حيدر آباد الدكن:
روى الحديث من قوله: لم يجز الصراط... الخ بعين ما تقدم عن " فرائد
السمطين ".
4 - ومنهم العلامة القندوزي في " ينابيع المودة ": ص 112 ط إسلامبول:
روى الحديث بعين ما تقدم عن " فرائد السمطين " سندا ومتنا.
5 - ومنهم العلامة الآمرتسري في " أرجح المطالب ": ص 549 ط لاهور:
روى الحديث من طريق الحاكم عن علي بعين ما تقدم عن " فرائد
السمطين ".
الحديث الثاني:
1 - ما رواه أهل السنة: منهم العلامة الخطيب الخوارزمي في " المناقب ":
ص 42 ط تبريز قال:
وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) عن الإمام محمد بن أحمد بن
علي بن الحسن بن شاذان هذا، أخبرني محمد بن حماد التستري، عن محمد بن
أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الله الإصبهاني، عن أبيه، عن هشيم، عن
يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، عن عبد الله، قال: قال رسول (صلى الله عليه وآله): " إذا كان
يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب (عليه السلام) على الفردوس، وهو جبل قد علا على
الجنة، وفوقه عرش رب العالمين، ومن سفحه تنفجر أنهار الجنة وتتفرق في
الجنان، وهو جالس على كرسي من نور، يجري بين يديه التسنيم، لا يجوز أحد
الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف على الجنة، فيدخل محبيه
الجنة ومبغضيه النار ".
2 - ومنهم العلامة المذكور في " مقتل الحسين ": ص 39 ط الغري:
روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عنه في " المناقب ".
3 - ومنهم العلامة الحمويني في " فرائد السمطين ": مخطوط قال:

158
أنبأني الشيخ كمال الدين علي بن محمد بن محمد بن محمد بن مصباح، عن
جمال الدين ابن الديلمي إجازة، عن ناصر بن أبي المكارم إجازة، عن الموفق بن
أحمد الخطيب إذنا إن لم يكن سماعا، قال: أخبرني أبو العلاء الحسن بن أحمد بن
الحسن العطار الهمداني، وقاضي القضاة نجم الدين أبو منصور محمد بن الحسين
ابن محمد البغدادي، قالا: أنبأنا الشريف الإمام أبو طالب الحسين بن محمد بن
علي الزينبي، عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان: فذكر
الحديث بعين ما تقدم عن " مناقب الخوارزمي " سندا ومتنا.
4 - ومنهم العلامة الكشفي الترمذي في " المناقب المرتضوية " ص 105 ط
بمبئي:
روى الحديث بعين ما تقدم عن " المناقب " إلا أنه ذكر بدل كلمة " أهل بيته ":
" ذريته ".
5 - ومنهم العلامة القندوزي في " ينابيع المودة " ص 86 و 113 ط إسلامبول:
روى الحديث من طريق الموفق بن أحمد بعين ما تقدم عنه في " المناقب "
بتلخيص السند.
6 - ومنهم العلامة الآمرتسري في " أرجح المطالب " ص 550 ط لاهور:
روى الحديث من طريق الخوارزمي عن الحسن البصري بعين ما تقدم عنه
في " المناقب ".
الحديث الثالث:
1 - ما رواه أهل السنة: منهم العلامة الكشفي الترمذي في " المناقب
المرتضوية " ص 118 طبع بمبئي:
روي عن أبي سعيد الخدري قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " إذا فرغ الله تعالى من
الحساب المعاد يأمر للملكين فيقفان على الصراط، فلا يجوز أحد إلا ببراءة ولاية
من علي، فمن لم يكن معه أكبه الله في النار ".

159
2 - ومنهم العلامة القندوزي في " ينابيع المودة " ص 252 ط إسلامبول:
روى الحديث عن أبي سعيد الخدري بعين ما تقدم عن " المناقب
المرتضوية ".
الحديث الرابع:
1 - ما رواه أهل السنة: منهم العلامة محب الدين الطبري في " ذخائر
العقبى " ص 71 ط مكتبة القدسي بمصر قال:
عن قيس بن أبي حازم، قال: التقي أبو بكر وعلي بن أبي طالب رضي الله
عنهما فتبسم أبو بكر في وجه علي، فقال له: " ما لك تبسمت؟ " قال: سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز ". أخرجه ابن
السمان في كتاب " الموافقة ".
2 - ومنهم العلامة المذكور في " الرياض النضرة ": ج 2 ص 177 ط محمد
أمين الخانجي بمصر:
روى الحديث فيه أيضا بعين ما تقدم عن " ذخائر العقبى ".
3 - ومنهم الحافظ ابن حجر الهيتمي العسقلاني في " الصواعق ": ص 75 ط
الميمنية بمصر:
روى الحديث من طريق ابن السماك بعين ما تقدم عن " ذخائر العقبى ".
4 - ومنهم العلامة الكشفي الترمذي في " المناقب المرتضوية ": ص 91 ط
بمبئي:
روى الحديث عن " سنن الدارقطني "، و " فصل الخطاب "، و " الصواعق "،
بعين ما تقدم عن " ذخائر العقبى ".
5 - ومنهم العلامة الشيخ محمد الصبان المصري " إسعاف الراغبين ":
ص 179: روى الحديث عن ابن السماك بعين ما تقدم عن " ذخائر العقبى ".
6 - ومنهم العلامة البدخشي المتوفى في أوائل القرن الثاني عشر في " مفتاح

160
النجا ": ص 46 مخطوط:
روى الحديث عن أبي سعد السمان في كتاب " الموافقة " بعين ما تقدم عن
" ذخائر العقبى ".
7 - ومنهم العلامة العارف المولوي السيد شاه تقي علي في " الروض
الأزهر ": ص 97 ط حيدر آباد الدكن:
8 - ومنهم العلامة القندوزي في " ينابيع المودة ": ص 419 ط إسلامبول قال:
أخرج ابن السمان في " الموافقة "، عن قيس بن أبي حازم، قال: التقى أبو بكر
وعلي رضي الله عنهما فتبسم أبو بكر في وجه علي، فقال له: " ما لك تبسمت؟ "
فقال: سمعت النبي (عليه السلام) يقول: " لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي
الجواز ".
وفي ص 207، الطبع المذكور: روى الحديث عن قيس بن حازم بعين ما
تقدم.
وفي ص 285، الطبع المذكور: روى الحديث من طريق ابن السماك عن أبي
بكر قال: سمعت النبي... الخ.
9 - ومنهم العلامة الآمرتسري في " أرجح المطالب ": ص 550 ط لاهور:
روى الحديث من طريق ابن السمان عن قيس بعين ما تقدم عن " ذخائر العقبى ".
الحديث الخامس:
ما رواه أهل السنة: منهم الحافظ أبو نعيم الإصبهاني في " أخبار إصبهان " ج 1
ص 341 ط ليدن قال:
حدث سوار بن أحمد، حدثنا علي بن أحمد بن بشر الكسائي، حدثنا أبو
العباس الهيثم بن أحمد الزيداني، حدثنا ذو النون بن إبراهيم المصري، حدثنا
مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على ظهراني جهنم لا يجوزها ولا يقطعها إلا

161
من كان معه جواز بولاية علي بن أبي طالب ".
الحديث السادس:
1 - ما رواه أهل السنة: منهم العلامة ابن المغازلي في " المناقب " ص 131:
روى بسند يرفعه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " إن جبرائيل يجلس على باب
الجنة، ولا يدخلها إلا من معه براءة عن علي ".
2 - ومنهم العلامة الخطيب الخوارزمي في " المناقب " ص 253 ط تبريز قال:
أنبأني أبو العلاء الحافظ الحسن بن أحمد العطار الهمداني، أخبرنا الحسن بن
أحمد المقرئ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثني أبو العباس أحمد بن علي
ابن محمد المرهي، حدثني أبي، حدثني إسماعيل بن موسى، حدثني محمد بن
فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): " إذا كان يوم القيامة أقام الله عز وجل جبرئيل ومحمدا (صلى الله عليه وآله) على
الصراط فلا يجوزه أحد إلا من كان معه براءة من علي بن أبي طالب (صلى الله عليه وآله) ".
3 - ومنهم العلامة عبد الله الشافعي في " المناقب " مخطوط:
روى الحديث بعين ما تقدم عن " مناقب ابن المغازلي ".
الحديث السابع:
1 - ما رواه أهل السنة: منهم ابن المغازلي الواسطي في " مناقب أمير
المؤمنين " ص 242 قال:
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الوهان إذنا، عن القاضي أبي الفرج أحمد بن
علي، قال: حدثنا أبو غانم سهل بن إسماعيل بن بليل، قال: حدثنا أبو القاسم
الطائي، قال: حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا العباس بن بكار، عن عبد الله
ابن المثني، عن عمه ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" إذا كان يوم القيامة ونصب الميزان على شفير جهنم لم يجز عليه إلا من كان معه
كتاب ولاية علي بن أبي طالب ".

162
وروى الحديث من عدة طرق بأسانيد مختلفة على ما في " غاية المرام ".
2 - ومنهم العلامة عبد الله الشافعي في " المناقب " ص 243:
روى الحديث بعين ما تقدم عن ابن المغازلي في " المناقب ".
الحديث الثامن:
1 - ما رواه أهل السنة: منهم الفقيه ابن المغازلي الواسطي في " مناقب أمير
المؤمنين " ص 119 قال:
أخبرنا أبو محمد بن أحمد بن موسى الفندجاني، قال: أخبرنا أبو الفتح هلال
ابن محمد الحفار، قال: حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن رزين بن عثمان بن
عبد الرحمان بن عبد الله بن يزيد بن ورقا الخزاعي، قال: حدثنا علي بن الحسين
السعدي، قال: حدثنا إسماعيل بن موسى السدي، قال: حدثنا يزيد بن أبي زياد،
عن مجاهد، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " علي يوم القيامة على
الحوض، لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب ".
2 - ومنهم العلامة عبد الله الشافعي في " المناقب " مخطوط:
روى الحديث بعين ما تقدم عن ابن المغازلي في " المناقب ".
3 - ومنهم العلامة الآمرتسري في " أرجح المطالب " ص 550 ط لاهور:
روى الحديث من طريق ابن المغازلي عن ابن عباس بعين ما تقدم عنه بلا
واسطة.
الحديث التاسع:
ما رواه أهل السنة: منهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في " لسان الميزان " ج 4
ص 111 ط حيدر آباد الدكن قال:
حدثنا عبد الله البصري، أخبرني خالي محمد بن سوار، حدثنا مالك بن دينار،
عن الحسن، عن أنس، عن علي، عن أبي بكر رضي الله عنهم رفعه قال: إن على
الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب، وذكر حديثا

163
طويلا.
وتدل عليه أحاديث أخرى نشير إلى بعضها:
1 - منها:
ما رواه أهل السنة: منهم العلامة القندوزي في " ينابيع المودة " ص 238 ط
إسلامبول قال:
عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري بي في ليلة
المعراج فاجتمع علي الأنبياء في السماء، فأوحى الله تعالى إلي: سلهم يا محمد
بماذا بعثتم، فقالوا: بعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله وحده وعلى الإقرار بنبوتك
والولاية لعلي بن أبي طالب " رواه الحافظ أبو نعيم.
2 - ومنها:
ما رواه أهل السنة: منهم العلامة الخطيب الخوارزمي في " المناقب " ص 246
ط تبريز قال:
وأخبرني شهردار هذا إجازة، أخبرني أحمد بن خلف إجازة، حدثني محمد
ابن المظفر الحافظ، حدثنا عبد الله بن محمد بن غزوان، حدثنا علي بن جابر،
حدثني محمد بن خالد بن عبد الله، حدثني محمد بن فضل، حدثني محمد بن
سوقة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا عبد الله، أتاني ملك فقال: يا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) سل من أرسلنا من
قبلك من رسلنا على ما بعثوا، قال: قلت: على ما بعثوا؟ قال: على ولايتك وولاية
علي بن أبي طالب (عليه السلام) ".
ومنهم العلامة السيوطي في " ذيل اللآلي " ص 60 ط لكنهو:
روى الحديث بعين ما تقدم عن " المناقب " سندا ومتنا.
3 - ومنها:
ما رواه أهل السنة: منهم الحافظ ابن أبي الفوارس في " الأربعين ": ص 28

164
مخطوط: روى حديثا مسندا ينتهي إلى صعصعة بن صوحان العبدي، وفيه: تلا
رسول الله: * (وهدوا إلى صراط الحميد) *، ثم قال: " يا علي أنت صراط الحميد ".
4 - ومنها:
ما رواه أهل السنة: منهم الخطيب الخوارزمي في " در المناقب " ص 62
مخطوط:
روى بإسناد ينتهي إلى جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) قال: " أوحى الله تعالى
إلى نبيه (عليه السلام): * (فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم) * فقال:
إلهي، ما الصراط المستقيم؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فعلي هو
الصراط المستقيم ".
5 - منها:
ما رواه أهل السنة: منهم العلامة فضل الله بن أبي الخير المشتهر بالرشيدية
في " تتمة الأسؤلة " على ما في " مناقب الكاشي " ص 101 مخطوط قال:
روي عن علي أنه قال: " يقول الله عز وجل: ولاية علي بن أبي طالب
حصني، فمن دخل حصني أمن من عذابي ".
6 - ومنها:
ما رواه أهل السنة: منهم العلامة حسام الدين الهندي في " منتخب كنز العمال "
المطبوع بهامش المسند ج 5 ص 32 قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " اللهم من آمن بي وصدقني فليتول علي بن أبي
طالب، فإن ولايته ولايتي، وولايتي ولاية الله ".
المؤمن مقرون بالإيذاء:
1 - أصول الكافي: ج 3 ص 348 - 351 باب ما أخذه الله على المؤمن
ح 1 - 13:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن النعمان عن داود

165
ابن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " أخذ الله ميثاق المؤمن على أن لا تصدق
مقالته ولا ينتصف من عدوه، وما من مؤمن يشفي نفسه إلا بفضيحتها، لأن كل
مؤمن ملجم ".
2 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن
محمد جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن الله أخذ ميثاق المؤمن على بلايا أربع: أيسرها عليه
مؤمن يقول بقوله يحسده، أو منافق يقفو أثره، أو شيطان يغويه، أو كافر يرى
جهاده، فما بقاء المؤمن بعد هذا ".
3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما أفلت المؤمن من واحدة من ثلاث
ولربما اجتمعت الثلاث عليه: إما بغض من يكون معه في الدار، يغلق عليه بابه
يؤذيه، أو من في طريقه إلى حوائجه يؤذيه، ولو أن مؤمنا على قلة جبل لبعث الله
عز وجل إليه شيطانا يؤذيه، ويجعل الله له من إيمانه أنسا لا يستوحش معه إلى
أحد ".
4 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر،
عن داود بن سرحان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " أربع لا يخلو منهن
المؤمن أو واحدة منهن، مؤمن يحسده وهو أشدهن عليه، ومنافق يقفو أثره، أو
عدو يجاهده، أو شيطان يغويه ".
5 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن سنان، عن عمار
ابن مروان، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله عز وجل جعل
وليه في الدنيا غرضا لعدوه ".
6 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى،
عن محمد بن عجلان قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فشكا إليه رجل الحاجة،

166
فقال له: " اصبر، فإن الله سيجعل لك فرجا " قال: ثم سكت ساعة، ثم أقبل على
الرجل فقال: " أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو؟ " فقال: - أصلحك الله - ضيق
منتن وأهله بأسوء حال، قال: " فإنما أنت في السجن فتريد أن تكون فيه في سعة،
أما علمت أن الدنيا سجن المؤمن ".
7 - عنه، عن محمد بن علي، عن إبراهيم الحذاء، عن محمد بن صغير، عن
جده شعيب قال: سمعت أبا عبد الله يقول: " الدنيا سجن المؤمن، فأي سجن جاء
منه خير ".
8 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحجال، عن داود بن
أبي يزيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " المؤمن مكفر " (1).
وفي رواية أخرى: " وذلك أن معروفه يصعد إلى الله فلا ينشر في الناس،
والكافر مشكور ".
9 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما من مؤمن إلا وقد وكل الله به أربعة: شيطانا يغويه يريد
أن يضله، وكافرا يغتاله، ومؤمنا يحسده وهو أشدهم عليه، ومنافقا يتتبع عثراته ".
10 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عمرو بن
شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " إذا مات المؤمن خلي على
جيرانه من الشياطين عدد ربيعة ومضر، كانوا مشتغلين به " (2).
11 - سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة، عن إسحاق
ابن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما كان ولا يكون وليس بكائن مؤمن إلا وله
جار يؤذيه، ولو أن مؤمنا في جزيرة من جزائر البحر لابتعث الله له من يؤذيه ".



(1) أي المجحود النعمة مع إحسانه وهو ضد المشكور، أي لا يشكر الناس معروفه.
(2) يعني يخلى بين الشياطين المشتغلين به أيام حياته وبين جيرانه بعد مماته. وربيعة ومضر
قبيلتان صارتا مثلا في الكثرة.
167
12 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
أبي أيوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما كان فيما مضى
ولا فيما بقي ولا فيما أنتم فيه مؤمن إلا وله جار يؤذيه ".
13 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن
أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: " ما كان ولا يكون إلى أن تقوم الساعة مؤمن
إلا وله جار يؤذيه ".
شدة ابتلاء المؤمن:
1 - أصول الكافي ج 3 ص 351 - 358 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 1 - 30:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " إن أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل ".
2 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب،
عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) البلاء وما يخص الله
عز وجل به المؤمن، فقال: " سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من أشد الناس بلاء في الدنيا؟
فقال: النبيون ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلي المؤمن بعد على قدر إيمانه وحسن
أعماله، فمن صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه، ومن سخف إيمانه وضعف عمله
قل بلاؤه ".
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
عمار بن مروان، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن عظيم الأجر لمع
عظيم البلاء، وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم ".
4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن فضيل بن يسار، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأوصياء، ثم الأماثل فالأماثل ".

168
5 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن لله عز وجل عبادا في الأرض من خالص
عباده، ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض إلا صرفها عنهم إلى غيرهم، ولا بلية
إلا صرفها إليهم ".
6 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن عبيد، عن
الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال - وعنده سدير -: " إن الله إذا
أحب عبدا غته (1) بالبلاء غتا، وإنا وإياكم يا سدير لنصبح به ونمسي ".
7 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
الوليد بن علاء، عن حماد، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله تبارك وتعالى
إذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا، وثجه (2) بالبلاء ثجا، فإذا دعاه قال: لبيك عبدي
لئن عجلت لك ما سألت إني على ذلك لقادر، ولئن ادخرت لك فما ادخرت لك
فهو خير لك ".
8 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن زيد الزراد، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن عظيم البلاء يكافأ به عظيم الجزاء، فإذا
أحب الله عبدا ابتلاه بعظيم البلاء، فمن رضي فله عند الله الرضى، ومن سخط البلاء
فله عند الله السخط ".
9 - عنه، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زكريا بن الحر، عن
جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر
دينه "، أو قال: " على حسب دينه " (3).
10 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابه، عن
محمد بن المثنى الحضرمي، عن محمد بن بهلول بن مسلم العبدي، عن أبي عبد



(1) غته: غمسه، والباء بمعنى " في ".
(2) ثجه: أساله، والثج: سيلان دماء الأضاحي.
(3) الشك من الراوي. والحسب - بالتحريك -: المقدار.
169
الله (عليه السلام) قال: " إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه ".
11 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد
ابن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة
إلا عرض له أمر يحزنه، يذكر به ".
12 - محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن معاوية بن
عمار، عن ناحية قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إن المغيرة (1) يقول: إن المؤمن لا
يبتلى بالجذام ولا بالبرص ولا بكذا ولا بكذا؟ فقال: " إن كان لغافلا عن صاحب
ياسين (2) أنه كان مكنعا (3) - ثم رد أصابعه - فقال: كأني أنظر إلى تكنيعه أتاهم
فأنذرهم، ثم عاد إليهم من الغد فقتلوه "، ثم قال: " إن المؤمن يبتلى بكل بلية،
ويموت بكل ميتة، إلا أنه لا يقتل نفسه ".
13 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن إبراهيم بن
محمد الأشعري، عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن
المؤمن من الله عز وجل لبأفضل مكان - ثلاثا - إنه ليبتليه بالبلاء ثم ينزع نفسه
عضوا عضوا من جسده وهو يحمد الله على ذلك ".
14 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
فضيل بن عثمان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن في الجنة منزلة لا يبلغها عبد إلا
بالابتلاء في جسده ".
15 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن إبراهيم
ابن محمد الأشعري عن أبي يحيى الحناط، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: شكوت



(1) هو المغيرة بن سعيد الذي وردت روايات كثيرة تدل على لعنه. أنظر رجال الكشي: ص
223.
(2) صاحب ياسين هو حبيب النجار وهو الذي جاء من أقصى المدينة يسعى.
(3) المكنع - بتشديد النون -: أشل اليد أو مقطوعها.
170
إلى أبي عبد الله (عليه السلام) ما ألقى من الأوجاع - وكان مسقاما - فقال لي: " يا عبد الله لو
يعلم المؤمن ما له من الأجر في المصائب لتمنى أنه قرض بالمقاريض ".
16 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يونس
ابن رباط قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن أهل الحق لم يزالوا منذ كانوا في
شدة، أما إن ذلك إلى مدة قليلة، وعافية طويلة ".
17 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن الحسين بن المختار،
عن أبي أسامة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: " إن الله عز وجل ليتعاهد
المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة ويحميه الدنيا (1) كما
يحمي الطبيب المريض ".
18 - علي، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن محمد بن يحيى الخثعمي،
عن محمد بن بهلول العبدي قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " لم يؤمن الله
المؤمن من هزاهز الدنيا، ولكنه آمنة من العمى فيها والشقاء في الآخرة ".
19 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن نعيم
الصحاف، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كان علي بن
الحسين (عليهما السلام) يقول: إني لأكره للرجل أن يعافي في الدنيا فلا يصيبه شئ من
المصائب ".
20 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن نوح بن شعيب، عن
أبي داود المسترق رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " دعي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى طعام،
فلما دخل منزل الرجل نظر إلى دجاجة فوق حائط قد باضت فتقع البيضة على
وتد في حائط فثبتت عليه ولم تسقط ولم تنكسر، فتعجب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منها، فقال
له الرجل: أعجبت من هذه البيضة؟ فوالذي بعثك بالحق ما رزئت (2) شيئا قط،



(1) يحميه الدنيا أي يمنعه الدنيا.
(2) ما رزئت: ما نقصت.
171
[قال:] فنهض رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يأكل من طعامه شيئا، وقال: من لم يرزأ
فما لله فيه من حاجة ".
21 - عنه، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمان، عن أبي
عبد الله (عليه السلام)، وأبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لا
حاجة لله فيمن ليس له في ماله وبدنه نصيب ".
22 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عثمان
النواء، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله عز وجل يبتلي المؤمن بكل
بلية، ويميته بكل ميتة، ولا يبتليه بذهاب عقله، أما ترى أيوب كيف سلط إبليس
على ماله وعلى ولده وعلى أهله وعلى كل شئ منه ولم يسلط على عقله، ترك له
ليوحد الله به ".
23 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن
علي بن عقبة، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إنه ليكون للعبد
منزلة عند الله فما ينالها إلا بإحدى خصلتين: إما بذهاب ماله، أو ببلية في جسده ".
24 - عنه، عن ابن فضال، عن مثنى الحناط، عن أبي أسامة، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " قال الله عز وجل: لولا أن يجد عبدي المؤمن في قلبه لعصبت رأس
الكافر بعصابة حديد، لا يصدع رأسه أبدا ".
25 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عن
عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مثل المؤمن كمثل خامة الزرع (1) تكفأه (2) الرياح كذا وكذا، وكذلك
المؤمن تكفأه الأوجاع والأمراض، ومثل المنافق كمثل الإرزبة (3) المستقيمة التي
لا يصيبها شئ حتى يأتيه الموت فيقصفه (4) قصفا ".



(1) خامة الزرع: أول ما نبت على الساق.
(2) تكفؤها: تقلبها.
(3) الإرزبة: عصبة من حديد.
(4) القصف: الكسر.
172
26 - علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوما لأصحابه: ملعون كل مال لا يزكى،
ملعون كل جسد لا يزكى ولو في كل أربعين يوما مرة، فقيل: يا رسول الله أما زكاة
المال فقد عرفناها، فما زكاة الأجساد؟ فقال لهم: أن تصاب بآفة، قال: فتغيرت
وجوه الذين سمعوا ذلك منه، فأما رآهم قد تغيرت ألوانهم قال لهم: أتدرون ما
عنيت بقولي؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: بلى، الرجل يخدش الخدشة، وينكب
النكبة، ويعثر العثرة، ويمرض المرضة، ويشاك الشوكة، وما أشبه هذا... " حتى
ذكر في حديثه: " اختلاج العين " (1).
27 - أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن ابن
بكير قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام): أيبتلى المؤمن بالجذام والبرص وأشباه هذا؟
قال: فقال: " وهل كتب البلاء إلا على المؤمن ".
28 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن رواه، عن الحلبي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن المؤمن ليكرم على الله حتى لو سأله الجنة بما فيها
أعطاه ذلك من غير أن ينتقص من ملكه شيئا، وإن الكافر ليهون على الله حتى لو
سأله الدنيا بما فيها أعطاه ذلك من غير أن ينتقص من ملكه شيئا، وإن الله ليتعاهد
عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد الغائب أهله بالطرف (2)، وإنه ليحميه الدنيا كما
يحمي الطبيب المريض ".
29 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سماعة، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " إن في كتاب علي (عليه السلام): أن أشد الناس بلاء النبيون، ثم الوصيون، ثم



(1) الاختلاج: الاضطراب. قال الطريحي في المجمع في مادة " خلج " ما لفظه: قال بعض
العارفين: الاختلاج مرض من الأمراض، وقد ذكر بعض الأطباء أنه حركة سريعة متواترة
غير عادية تعرض بجزء من البدن كالجلد ونحوه.
(2) أطرف فلانا: أعطاه ما لم يعطه أحدا قبله.
173
الأمثل فالأمثل، وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن صح دينه
وحسن عمله اشتد بلاؤه، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن، ولا
عقوبة لكافر، ومن سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه، وأن البلاء أسرع إلى المؤمن
من المطر إلى قرار الأرض ".
30 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
مالك بن عطية، عن يونس بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إن هذا الذي ظهر
بوجهي يزعم الناس أن الله لم يبتل به عبدا له فيه حاجة، قال: فقال لي: " لقد كان
مؤمن آل فرعون مكنع الأصابع، فكان يقول هكذا - ويمد يديه - ويقول: * (يا قوم
اتبعوا المرسلين) * "، ثم قال لي: " إذا كان الثلث الأخير من الليل في أوله فتوضأ
وقم إلى صلاتك التي تصليها، فإذا كنت في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليين
فقل وأنت ساجد: يا علي يا عظيم، يا رحمان يا رحيم، يا سامع الدعوات، يا
معطي الخيرات، صل على محمد وآل محمد، وأعطني من خير الدنيا والآخرة ما
أنت أهله، واصرف عني من شر الدنيا والآخرة ما أنت أهله، وأذهب عني بهذا
الوجع - وتسميه - فإنه قد غاظني وأحزنني وألخ في الدعاء ". قال: فما وصلت إلى
الكوفة حتى أذهب الله به عني كله.

174
- 2 -
الإسلام
قد تقدم في مادة " الإيمان " أن الإسلام هو الإقرار بوحدانية الله سبحانه
وتعالى، وبنبوة خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله) وصدق ما جاء به.
وتقدم أن الملاك في ميز المسلم عن الكافر في جميع أبواب الفقه، وترتب
الأحكام الشرعية في جميع شؤون الحياة الدنيوية هو ذلك.
وتقدم الفرق بينه وبين الإيمان، وأن ملاك السعادة الأخروية والفوز برضوان
الله والدخول في الجنة والخلاص عن النار هو الإيمان، وأوردنا الآيات
والأحاديث الدالة عليها هناك، فراجع.
* * *
الإسلام هو دين الفطرة، وقد جبلت في فطرة جميع أفراد البشر.
قال الله تعالى:
* (أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها
وإليه يرجعون) *. آل عمران: 83.
والمراد بالإسلام في الآية هو الشهادة بوحدانية الله تعالى بالفطرة والارتكاز.

175
وأما بحسب الاختيار فقد اعترف به بعضهم وأنكره بعض آخر، ومن أنكره
باللسان فقد اعترف به بحسب الفطرة والارتكاز، ولذلك يقال له: الكافر، فإن
الكفر بمعنى الستر، والكافر هو الذي يستر ما تشهد به فطرته وغريزته.
* * *
دين الإسلام يتضمن سعادة الإنسان في جميع شؤون حياته، وفي جميع
أبعادها الانفرادية والاجتماعية، ويسوق أفراد الإنسان إلى الكمالات النفسانية
والاجتماعية، ويرفعه ويرقيه إلى ذروة درجات الإنسانية.
دين الإسلام هو دين الله تعالى، قال جلت عظمته:
* (إن الدين عند الله الإسلام) *. آل عمران: 19.
والإسلام لا يتحقق إلا بتصديق جميع أنبياء الله، قال الله تعالى:
* (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق
ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النبيون من ربهم لا نفرق
بين أحد منهم ونحن له مسلمون) *. البقرة: 136.
وقد نزلت أحكامه في الأعصار المختلفة بواسطة أنبياء الله، حتى إذا بلغ نوع
البشر إلى حيث حصل فيه استعداد تلقي الدين الكامل بعث خاتم أنبيائه وأفضلهم
وأشرفهم محمدا (صلى الله عليه وآله)، فنزل بواسطته الدين الإلهي الكامل، فقال تعالى:
* (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام
دينا) *. المائدة: 3.
فالدين الإلهي بعد بعثته (صلى الله عليه وآله) هو الإسلام، وهو الإقرار بوحدانية الله تعالى،
وبنبوته (صلى الله عليه وآله) وحقانية ما جاء به، قال الله تعالى:
* (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) *.
آل عمران: 85.
يثبت ظاهر الإسلام بالإقرار كما تقدم، وأما باطنه وحقيقته فليس إلا

176
الإيمان، وقد بينه أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما روي عنه في هذه الكتب:
نهج البلاغة حكمة 120 ص 1144:
وقال (عليه السلام): " لأنسبن الإسلام نسبة لم ينسبها أحد قبلي: الإسلام هو التسليم،
والتسليم هو اليقين، واليقين هو التصديق، والتصديق هو الإقرار، والإقرار هو
الأداء، والأداء هو العمل ".
ورواه في " المحاسن ": ص 222: عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض
أصحابنا رفعه. وفي " أصول الكافي " ج 3 ص 76 باب نسبة الإسلام ح 1: عن
عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن بعض أصحابنا رفعه: قال أمير
المؤمنين (عليه السلام)... فذكرا الحديث بعينه، غير أن فيهما: " الإقرار هو العمل، والعمل
هو الأداء ".
ورواه في " تفسير القمي ": ج 1 ص 99 عن محمد بن يحيى البغدادي رفعه...
فذكر الحديث بعين ما تقدم عن " النهج ". ونقله في البحار: ج 65 ص 311.
سائر الأقسام غير الإيمان والإسلام:
وهم: الكافر، والمنافق، والمرجي لأمر الله، والمستضعف.
(أ) الكافر: هو الذي أنكر وحدانيته تعالى، أو أقر به وأنكر نبوة خاتم الأنبياء
صلوات الله عليه، قال الله تعالى:
* (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا اعتدنا للكافرين سعيرا) *. الفتح: 13.
والكافر مخلد في النار، أخبر به القرآن الكريم في آيات، منها قوله تعالى:
* (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها) *.
البينة: 6.
(ب) المنافق: هو من كان منكرا في قلبه لوحدانيته تعالى، أو لنبوة خاتم
الأنبياء (صلى الله عليه وآله) وغير معتقد لحقانية الإسلام، ساترا لكفره في قلبه، ومظهرا للإسلام

177
بلسانه، وإنما أظهر الإسلام لغرض دنيوي، قال الله تعالى:
* (إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد أنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله
يشهد أن المنافقين لكاذبون) *. المنافقون: 1.
وقال تعالى:
* (إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا
كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا
إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له سبيلا) *. النساء: 142 و 143.
روي في " أصول الكافي ": ج 4 ص 111 باب صفة النفاق والمنافق ح 2:
محمد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن مهزيار، عن محمد بن
عبد الحميد والحسين بن سعيد جميعا، عن محمد بن الفضيل قال: كتبت إلى أبي
الحسن (عليه السلام) أسأله عن مسألة، فكتب إلي: " * (إن المنافقين يخادعون الله وهو
خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا
قليلا مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ومن يضلل الله فلن تجد له
سبيلا) * ليسوا من الكافرين وليسوا من المسلمين، يظهرون الإيمان ويصيرون إلى
الكفر والتكذيب لعنهم الله ".
والمنافق وإن كان محكوما بالإسلام ما لم يظهر خلافه، يجري عليه أحكام
الإسلام في الدنيا، لكون ملاك تحقق الإسلام مجرد الإقرار، ولكنه مخلد في النار
في الآخرة ومعذب بأشد العذاب، لقوله تعالى:
* (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها) *. التوبة: 68.
ولقوله تعالى:
* (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار) *. النساء: 145.
وفي جملة من الآيات جعل المنافق - وهو الذي أظهر الإسلام وفي باطنه
الكفر - قسما ثالثا قسيما للكافر، ولكنه حكم بكونه شريكا مع الكافر في عذاب

178
الآخرة، قال تعالى:
* (وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم) *. التوبة: 68.
وقال تعالى:
* (ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) *. الأحزاب: 73.
وقال تعالى:
* (ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات) *. الفتح: 6.
وقال تعالى:
* (إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) *. النساء: 140.
(ج) المرجي لأمر الله، وهو من دخل في الإسلام ولم يكن معتقدا لا بالإسلام
ولا بالكفر.
روي في " أصول الكافي ": ج 4 ص 131 باب المرجون لأمر الله ح 1 و 2:
1 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن موسى بن
بكر، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (وآخرون مرجون
لأمر الله) * قال: " قوم كانوا مشركين فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من
المؤمنين، ثم إنهم دخلوا في الإسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك ولم يعرفوا
الإيمان بقلوبهم فيكونوا من المؤمنين فتجب لهم الجنة، ولم يكونوا على
جحودهم فيكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال إما يعذبهم وإما يتوب
عليهم ".
2 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن حسان، عن موسى بن
بكر الواسطي، عن رجل قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " المرجون قوم كانوا مشركين
فقتلوا مثل حمزة وجعفر وأشباههما من المؤمنين، ثم إنهم بعد ذلك دخلوا في
الإسلام فوحدوا الله وتركوا الشرك، ولم يكونوا يؤمنون فيكونوا من المؤمنين، ولم
يؤمنوا فتجب لهم الجنة، ولم يكفروا فتجب لهم النار، فهم على تلك الحال مرجون

179
لأمر الله ".
(د) المستضعف: وهو الذي كان قاصرا عن تشخيص دين الحق، وليس
متمكنا من وسيلة توصله إلى الكفر، ولا سبيل يهتدي به إلى الإيمان، وهم
الصبيان، وأشباه الصبيان في العقل من الرجال والنساء، قال الله تعالى:
* (إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون
سبيلا فأولئك عسى الله أن يعفو عنهم وكان الله عفوا غفورا) *. النساء: 98 و 99.
وروي في " أصول الكافي " ج 4 ص 126 - 127 بثلاثة أسانيد عن زرارة -
أحدها صحيح على التحقيق - قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن المستضعف، فقال:
" هو الذي لا يستطيع حيلة يدفع بها عنه الكفر، ولا يهتدي بها إلى سبيل الإيمان، لا
يستطيع أن يؤمن ولا يكفر "، قال: " والصبيان ومن كان من الرجال والنساء على
مثل عقول الصبيان ".

180
- 3 -
إيثار هوى الله على هوى النفس
جميع أصناف المكارم مجتمعة في متابعة هوى الله وما يريده، فإنه لا يريد
بعبده سوءا.
وجميع أصناف الرذائل مجتمعة في متابعة هوى النفس، فإنها تجر إلى
المهالك، فإيثار هوى الله على هوى النفس طريق الوصول إلى السعادة الأبدية،
والبعد عن الشقاوة الأخروية.
وقد ورد فيه روايات، نذكر جملة منها:
1 - أصول الكافي ج 3 ص 206 كتاب الإيمان والكفر باب ح 2:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين،
عن ابن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال الله عز وجل: وعزتي
وجلالي، وعظمتي وبهائي، وعلو ارتفاعي، لا يؤثر عبد مؤمن هواي على هواه في
شئ من أمر الدنيا إلا جعلت غناه في نفسه، وهمته في آخرته، وضمنت
السماوات والأرض رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ".
ورواه في " كتاب الزهد " ص 25 عن النضر عن الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام)

181
بعينه، لكنه أسقط كلمة " مؤمن ".
2 - المحاسن ص 28 كتاب الأشكال والقرائن باب 10:
عن البرقي، عن ابن بنت إلياس، عن عبد الله بن سنان، عن الثمالي، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): قال الله تعالى: وعزتي وجلالي، وعظمتي
وقدرتي، وعلائي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا جعلت غناه
في نفسه، وكفيته همه، وكففت عليه ضيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه،
وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ".
ورواه في " الجواهر السنية " ص 321.
3 - أصول الكافي ج 3 ص 205 كتاب الإيمان والكفر باب ح 1:
الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن الحسين بن علي
الوشاء، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله
عز وجل يقول: وعزتي وجلالي، وعظمتي وعلوي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد
هواي على هوى نفسه إلا كففت عليه ضيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه،
وكنت له من وراء تجارة كل تاجر ".
ورواه في " الخصال " ج 1 ص 3 قال: حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن
الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن علي بن فضال، عن عاصم بن حميد... فذكر الحديث بعينه سندا
ومتنا. ونقله عنهما في " الوسائل " ج 11 ص 221.
ورواه في كتاب " عاصم بن حميد " ص 37 بعينه، لكنه ذكر بدل قوله:
" وعظمتي وعلوي ": " وجمالي وبهائي ".
ورواه في " مشكاة الأنوار " ص 16 بعين كتاب عاصم.
ورواه في " جامع الأخبار " ص 100 بعينه.

182
ونقله في " الجواهر السنية " ص 321 عن " الكافي " بعينه سندا ومتنا.
ورواه في " روضة الواعظين " ج 2 ص 431، لكنه ذكر: " بجلالي وجمالي،
وبهائي وعلائي وارتفاعي ".
ورواه في " مكارم الأخلاق " ص 369: بسنده عن أبي ذر عن النبي (صلى الله عليه وآله)...
بعينه، بإسقاط قوله: " وعظمتي وعلوي، وارتفاع مكاني ".
4 - أصول الكافي ج 4 ص 31 باب اتباع الهوى ح 2:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن
القاسم، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يقول الله
عز وجل: وعلوي وجلالي، وكبريائي ونوري، وعلوي وارتفاع مكاني، لا يؤثر
عبد هواه على هواي إلا شتت عليه أمره، ولبست عليه دنياه، وشغلت قلبه بها، ولم
آته منها إلا ما قدرت له، وعزتي وجلالي، وعظمتي ونوري، وعلوي وارتفاع
مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا استحفظته ملائكتي، وكفلت السماوات
والأرضين رزقه، وكنت له من وراء تجارة كل تاجر، وأتته الدنيا وهي راغمة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 221.
ورواه في " إرشاد القلوب " ص 179، وفي " عدة الداعي " ص 306.
وفي " المستدرك " ج 2 ص 307، وفي " الجواهر السنية " ص 119، وفي
" مشكاة الأنوار " ص 17.
5 - الفقه المنسوب إلى الرضا (عليه السلام) ص 359:
روي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: " يقول الله تبارك وتعالى: وعزتي وجلالي،
وارتفاعي في علوي، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا جعلت غناه في قلبه وهمه
في آخرته، وكففت عليه ضيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت له من
وراء حاجته، وأتته الدنيا وهي راغمة، وعزتي وجلالي، وارتفاعي في علو

183
مكاني، لا يؤثر عبد هواه على هواي إلا قطعت رجاه، ولم أرزقه منها إلا ما قدرت
له ".
6 - ثواب الأعمال ص 201:
حدثني أحمد بن محمد (رضي الله عنه) عن أبيه، عن الحسين بن إسحاق، عن علي بن
مهزيار، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي،
قال: سمعت علي بن الحسين زين العابدين (عليهما السلام) يقول: " إن الله عز وجل يقول:
وعزتي وعظمتي، وجلالي وبهائي، وعلوي وارتفاع مكاني، لا يؤثر عبد هواي
على هواه إلا جعلت همه في آخرته، وغناء في قبله، وكففت عليه ضيعته، وضمنت
السماوات والأرض رزقه، وأتته الدنيا وهي راغمة ".
ونقل عنه في " الجواهر السنية " ص 321، وفي " الوسائل " ج 11 ص 222،
وفي " مشكاة الأنوار " كما في " المستدرك " ج 2 ص 307.
7 - تحف العقول ص 395:
وفي وصية الكاظم (عليه السلام) لهشام:
" يا هشام، قال الله جل وعز: وعزتي وجلالي، وعظمتي وقدرتي وبهائي
وعلوي في مكاني، لا يؤثر عبد هواي على هواه إلا جعلت الغنى في نفسه، وهمه
في آخرته، وكففت عليه [في] ضيعته، وضمنت السماوات والأرض رزقه، وكنت
له من وراء تجارة كل تاجر ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 307.
8 - روضة الكافي ج 1 ص 243 ح 180:
سهل بن زياد، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن قتيبة، عن حفص بن
عمر، عن إسماعيل بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الله عز وجل يقول:
إني لست كل كلام الحكمة أتقبل، إنما أتقبل هواه وهمه، فإن كان هواه وهمه في

184
رضاي جعلت همه تقديسا وتسبيحا ".
ونقله في " الوسائل " ج 11 ص 221.
9 - المحاسن ص 205 كتاب مصابيح الظلم باب 5:
عن البرقي، عن أحمد بن علي بن حسان، عمن حدثه، عن زرارة، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: " إن من حقيقة الإيمان أن تؤثر الحق وإن ضرك على الباطل
وإن نفعك، وأن لا يجوز منطقك علمك ".
10 - روضة الواعظين ج 1 ص 4:
وروي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) مر بمجنون، فقال: " ما له؟ " فقيل: إنه مجنون، فقال:
" بل مصاب، إنما المجنون من آثر الدنيا على الآخرة ".
11 - جامع الأخبار ص 108:
عن جابر بن عبد الله، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " يا علي، من عرضت له دنياه
وآخرته فاختار الآخرة وترك الدنيا فله الجنة، ومن أخذ الدنيا استخفافا بآخرته
فله النار ".
12 - عدة الداعي ص 307:
روى أبو سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند منصرفه من أحد
والناس محدقون به وقد أسند ظهره إلى طلحة هناك:
" أيها الناس أقبلوا على ما كلفتموه من إصلاح آخرتكم، وأعرضوا عما ضمن
لكم من دنياكم، ولا تستعملوا جوارحا غذيت بنعمته في التعرض لسخطه
بمعصيته، واجعلوا شغلكم في التماس مغفرته، واصرفوا همكم بالتقرب إلى
طاعته، من بدأ بنصيبه من الدنيا فاته نصيبه من الآخرة ولم يدرك منها ما يريد،
ومن بدأ بنصيبه من الآخرة وصل إليه نصيبه من الدنيا وأدرك من الآخرة ما
يريد ".

185
ونقله عنه في " البحار " ج 100 ص 25.
13 - بحار الأنوار ج 75 ص 81 عن كشف الغمة:
عن الجواد (عليه السلام) قال: " لن يستكمل العبد حقيقة الإيمان حتى يؤثر دينه على
شهوته، ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه ".
14 - كتاب صفين ص 3:
في خطبة له (عليه السلام) لما قدم من البصرة إلى الكوفة بعدما نصره الله وأظهره على
عدوه، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله وقال: " أما بعد، يا
أهل الكوفة، فإن لكم في الإسلام فضلا ما لم تبدلوا وتغيروا، دعوتكم إلى الحق
فأجبتم، وبدأتم بالمنكر فغيرتم، ألا إن فضلكم فيما بينكم وبين الله في الأحكام
والقسم، فأنتم أسوة من أجابكم ودخل فيما دخلتم فيه، ألا إن أخوف ما أخاف
عليكم اتباع الهوى، وطول الأمل، فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول
الأمل فينسي الآخرة... " الخطبة.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 307.
15 - أعلام الدين ص 265:
وقال (عليه السلام): " من آثر محامد الله على محامد الناس كفاه الله مؤونة الناس ".
كتب أهل السنة:
16 - إحياء العلوم ج 4 ص 171:
قال عمران بن حصين: كانت لي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) منزلة وجاه، فقال: " يا
عمران، إن لك عندنا منزلة وجاها، فهل لك في عيادة فاطمة بنت رسول
الله (صلى الله عليه وآله)؟ " قلت: نعم، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فقام وقمت معه حتى وقف
بباب فاطمة، فقرع الباب وقال: " السلام عليكم، أأدخل؟ " فقالت: " ادخل يا
رسول الله "، قال: " أنا ومن معي؟ " قالت: " ومن معك يا رسول الله؟ " قال:

186
" عمران "، فقالت فاطمة: " والذي بعثك بالحق نبيا ما علي إلا عباءة "، قال:
" اصنعي بها هكذا وهكذا " وأشار بيده، فقالت: " هذا جسدي قد واريته فكيف
برأسي؟ " فألقى إليها ملاءة كانت عليه خلقة، فقال: " شدي بها على رأسك "، ثم
أذنت له فدخل، فقال: " السلام عليكم يا ابنتاه، كيف أصبحت؟ " قالت: " أصبحت
والله وجعة، وزادني وجعا على ما بي أني لست أقدر على طعام آكله، فقد أضر بي
الجوع "، فبكى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: " لا تجزعي يا ابنتاه، فوالله ما ذقت طعاما
منذ ثلاث، وأني لأكرم على الله منك، ولو سألت ربي لأطعمني، ولكني آثرت
الآخرة على الدنيا "، ثم ضرب بيده على منكبها وقال لها: " أبشري، فوالله إنك
لسيدة نساء أهل الجنة "، قالت: " فأين آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران؟ "
قال: " آسية سيدة نساء عالمها، ومريم سيدة نساء عالمها، وأنت سيدة نساء
عالمك، إنكن في بيوت من قصب، لا أذى فيها ولا صخب ولا نصب "، ثم قال لها:
" اقنعي بابن عمك، فوالله لقد زوجتك سيدا في الدنيا سيدا في الآخرة ".

187
- 4 -
إيثار الغير على نفسه
فضل الإيثار:
قال الله تعالى:
* (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك
هم المفلحون) *. الحشر: 9.
1 - الصحيفة السجادية ص 412:
في دعائه (عليه السلام) في الاعتذار من تبعات العباد:
" اللهم إني أعتذر إليك من مظلوم ظلم بحضرتي فلم أنصره، ومن معروف
أسدي إلي فلم أشكره، ومن مسئ اعتذر إلي فلم أعذره، ومن ذي فاقة سألني فلم
أوثره، ومن حق ذي حق لزمني فلم أوفره، ومن عيب مؤمن ظهر لي فلم استره،
ومن كل إثم عرض لي فلم أهجره ".
2 - الكافي ج 4 ص 18 كتاب الزكاة باب الايثار ح 3:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
محمد بن سماعة، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السلام)، قال: قلت له: أي الصدقة

188
أفضل؟ قال: " جهد المقل (1)، أما سمعت قول الله عز وجل: * (ويؤثرون على
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) * ترى هاهنا فضلا (2)؟ ".
ورواه في من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 40 مرسلا.
ورواه في " ثواب الأعمال " ص 170 عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن
أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن سماعة بن
مهران... فذكر الحديث بعينه سندا ومتنا...
ونقله عنها في " الوسائل " ج 6 ص 301.
3 - الكافي ج 4 ص 18 كتاب الزكاة باب الايثار ح 2:
قال: وحدثنا بكر بن صالح، عن بندار بن محمد الطبري، عن علي بن سويد
السائي، عن أبي الحسن (عليه السلام)، قال: قلت له: أوصني، فقال: " آمرك بتقوى الله " ثم
سكت، فشكوت إليه قلة ذات يدي وقلت: والله لقد عريت حتى بلغ من عريتي أن
أبا فلان نزع ثوبين كانا عليه وكسانيهما، فقال: " صم وتصدق "، قلت: أتصدق مما
وصلني به إخواني وإن كان قليلا؟ قال: " تصدق بما رزقك الله ولو آثرت على
نفسك ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 6 ص 301.
4 - الخصال ج 1 ص 8:
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن المفضل
ابن عمر قال: سئل أبو عبد الله (عليه السلام): ما أدنى حق المؤمن على أخيه؟ قال: " أن لا
يستأثر عليه بما هو أحوج إليه منه ".



(1) في النهاية: وفي الحديث " أفضل الصدقة جهد المقل " أي قدر ما يحتاجه حال قليل المال.
(2) أي هل ترى في الآية تقييدا بالفضل عما يحتاجون إليه؟
189
ورواه في " مشكاة الأنوار " ص 192.
5 - الخصال ج 1 ص 131:
حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى،
عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر (عليه السلام)
قال: " لله عز وجل جنة لا يدخلها إلا ثلاثة: رجل حكم في نفسه بالحق، ورجل
زار أخاه المؤمن في الله، ورجل آثر أخاه المؤمن في الله عز وجل ".
ورواه في " مجموعة ورام " ج 2 ص 198، وفي " عدة الداعي " ص 188،
وفي " مشكاة الأنوار " ص 208.
6 - ثواب الأعمال ص 168:
حدثني الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن
هاشم، عن موسى بن أبي الحسن، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: " ظهر في بني
إسرائيل قحط شديد سنين متواترة، وكان عند امرأة لقمة من خبز فوضعتها في فيها
لتأكل فنادى السائل: يا أمة الله الجوع، فقالت المرأة: أتصدق في مثل هذا الزمان،
فأخرجتها من فيها فدفعتها إلى السائل، وكان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء
فجاء الذئب فاحتمله فوقعت الصيحة، فعدت الأم في أثر الذئب، فبعث الله تبارك
وتعالى جبرئيل (عليه السلام) فأخرج الغلام من فم الذئب فدفعه إلى أمه، فقال لها
جبرئيل (عليه السلام): يا أمة الله، أرضيت لقمة بلقمة ".
7 - أمالي الطوسي ج 1 ص 66 جزء 3:
عن شيخه، عن والده رضي الله عنهما قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد،
قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله) قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام
الإسكافي، قال: حدثنا عبد الله بن العلاء، قال: حدثنا أبو سعيد الآدمي، قال:
حدثني عمر بن عبد العزيز المعروف برجل، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله

190
جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: " خياركم سمحاؤكم، وشراركم بخلاؤكم، ومن صالح
الأعمال البر بالإخوان والسعي في حوائجهم، وفي ذلك مرغمة للشيطان،
وتزحزح عن النيران، ودخول الجنان، يا جميل، أخبر بهذا الحديث غرر
أصحابك "، قلت: من غرر أصحابي؟ قال: " هم البارون بالإخوان في العسر
واليسر "، ثم قال: " أما إن صاحب الكثير يهون عليه ذلك، وقد مدح الله صاحب
القليل فقال: * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه
فأولئك هم المفلحون) * ".
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 33.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 6 ص 300.
ورواه في " الخصال " ج 1 ص 96 عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن
محمد بن يحيى، عن سهل بن زياد الآدمي، عن رجل وعمر بن عبد العزيز... مثله.
ورواه في الكافي ج 4 ص 41 كتاب الزكاة باب معرفة الجود والسخاء ح 15
عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عمن حدثه، عن جميل بن دراج... مثله.
8 - المؤمن ص 44:
روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: " قد فرض الله التحمل على الأبرار في
كتاب الله "، قيل: وما التحمل؟ قال: " إذا كان وجهك آثر عن وجهه التمست له "
وقال في قول الله عز وجل: * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) * قال:
" لا تستأثر عليه بما هو أحوج إليه منك ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 539.
9 - الأشعثيات ص 231:
روى بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن
أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: " ثلاثة من حقائق الإيمان: الإنفاق من
الاقتار، والإنصاف من نفسك، وبذل السلام لجميع العالم ".

191
ونقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 539.
10 - أصل زيد الزراد ص 6:
زيد قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): نخشى أن لا نكون مؤمنين، قال: " ولم
ذاك؟ " فقلت: وذلك إنا لا نجد فينا من يكون أخوه عنده آثر من درهمه وديناره،
ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير
المؤمنين (عليه السلام)، فقال: " كلا إنكم مؤمنون، ولكن لا تكملون إيمانكم حتى يخرج
قائمنا، فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في
الأرض مؤمنون كاملون إذا لرفعنا الله إليه وأنكرتم الأرض وأنكرتم السماء،
والذي نفسي بيده أن في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلها عندهم
يعدل جناح بعوضة... إلى أن قال (عليه السلام): هم البررة بالإخوان في حال اليسر
والعسر والمؤثرون على أنفسهم في حال العسر، كذلك وصفهم الله فقال:
* (ويؤثرون) * الآية... إلى أن قال: حليتهم طول السكوت بكتمان السر، والصلاة،
والزكاة، والحج، والصوم، والمواساة للإخوان في حال اليسر والعسر... " الخبر.
11 - وفي ص 2:
زيد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " خياركم سمحاؤكم، وشراركم
بخلاؤكم، ومن خالص الإيمان البر بالإخوان، وفي ذلك محبة من الرحمان
ومرغمة للشيطان وتزحزح عن النيران ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 539.
12 - أمالي الطوسي ج 2 ص 153 مجلس الرابع من محرم:
روى بسنده عن أبي ذر في حديث طويل قال: فقلت (أي لرسول الله (صلى الله عليه وآله)):
فأي الصدقة أفضل؟ قال: " جهد من مقل إلى فقير في سر ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 539، ثم قال: كتاب الغايات لجعفر بن

192
أحمد القمي مثله.
13 - مستدرك الوسائل ج 1 ص 540 عن تفسير أبي الفتوح:
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه رأى يوما جماعة فقال: " من أنتم؟ " قالوا: نحن
قوم متوكلون، فقال: " ما بلغ بكم توكلكم؟ " قالوا: إذا وجدنا أكلنا، وإذا فقدنا
صبرنا، فقال (عليه السلام): " هكذا يفعل الكلاب عندنا؟ " فقالوا: كيف نفعل يا أمير
المؤمنين؟ فقال: " كما نفعله، إذا فقدنا شكرنا، وإذا وجدنا آثرنا ".
غرر الحكم (على ما في تصنيفه ص 395):
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
14 - " الإيثار فضيلة، الإحتكار رذيلة ".
15 - " الإيثار أشرف الإحسان ".
16 - " الإيثار شيمة [شيم] الأبرار ".
17 - " الإيثار أشرف الكرم [أفضل الإحسان] ".
18 - " الإيثار أعلى الإحسان [الإيمان] ".
19 - الإيثار أعلى المكارم ".
20 - الإيثار أعلى مراتب الكرم، وأفضل الشيم ".
21 - " الإيثار أفضل عبادة، وأجل سيادة ".
22 - " الإيثار أحسن الإحسان، وأعلى مراتب الإيمان ".
23 - " الإيثار سجية الأبرار، وشيمة الأخيار ".
24 - " أفضل السخاء الإيثار ".
25 - " أحسن الكرم الإيثار ".
26 - " أعلى مراتب الكرم الإيثار ".
27 - " بالإيثار يسترق الأحرار ".

193
28 - " بالإيثار يستحق اسم الكرم ".
29 - " بالإيثار على نفسك تملك الرقاب ".
30 - " عند الإيثار على النفس تتبين جواهر الكرماء ".
31 - " غاية المكارم الإيثار ".
32 - " كفى بالإيثار مكرمة ".
33 - " من آثر على نفسه بالغ في المروة ".
34 - " من آثر على نفسه استحق اسم الفضيلة ".
35 - " من شيم الأبرار حمل النفوس على الإيثار ".
36 - " من أحسن الإحسان الإيثار ".
37 - " من أفضل الاختيار التحلي بالإيثار ".
38 - " الإيثار غاية الإحسان ".
كتب أهل السنة:
39 - إحياء العلوم ج 4 ص 178:
روى زيد بن أسلم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " درهم من الصدقة أفضل عند
الله من مائة ألف درهم "، قيل: وكيف ذلك يا رسول الله؟ قال: " أخرج رجل من
عرض ماله مائة ألف درهم فتصدق بها، وأخرج رجل درهما من درهمين لا يملك
غيرهما طيبة به نفسه، فصار صاحب الدرهم أفضل من صاحب المائة ألف ".
إيثار رسول الله (صلى الله عليه وآله):
1 - نهج البلاغة مكتوب 9:
" وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا احمر البأس (1)، وأحجم الناس، قدم أهل بيته



(1) أي اشتد القتال.
194
فوقى بهم أصحابه حر السيوف والأسنة، فقتل عبيدة بن الحارث يوم بدر، وقتل
حمزة يوم أحد، وقتل جعفر يوم مؤتة " (1).
2 - إحياء العلوم ج 3 ص 251:
قالت عائشة: ما شبع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثلاثة أيام متوالية حتى فارق الدنيا.
3 - جامع السعادات ج 2 ص 119:
وكان الإيثار من شعار رسول الله (صلى الله عليه وآله)... إلى أن قال: وروي: أن موسى بن
عمران قال: يا رب، أرني بعض درجات محمد وأمته، قال: يا موسى، إنك لن تطيق
ذلك، لكني أريك منزلة من منازله، جليلة عظيمة، فضلته بها عليك وعلى جميع
خلقي، قال (2): فكشف له عن ملكوت السماوات، فنظر إلى منزلة كادت أن تتلف
نفسه من أنوارها وقربها من الله، فقال: يا رب، بماذا بلغت به إلى هذه الكرامة؟ قال
تعالى: بخلق اختصصته به من بينهم، وهو الإيثار يا موسى، لا يأتيني أحد منهم قد
عمل به وقتا من عمره إلا استحييت من محاسبته، وبوأته من جنتي حيث يشاء.
وسئل الصادق (عليه السلام): أي الصدقة أفضل؟ قال (عليه السلام): " جهد المقل، أما سمعت قول
الله عز وجل: * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) *؟ ".
إيثار أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
ونروي جملة من مواردها:
الأول:
ما رواه أهل السنة، منهم الشيخ أبو عبد الله محمد بن أبي المكارم، الشهير بابن
المعمار البغدادي الحنبلي، المتوفى سنة 642 في كتابه " الفتوة ": ص 284 ط



(1) مؤتة: بلد في حدود الشام.
(2) أي الراوي.
195
القاهرة:
وصح عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الإيثار أن النبي (عليه السلام) جاءه ضيف ولم
يجد عنده ما يكرمه به، فقال (عليه السلام): " من يكرم ضيفي هذا وأضمن له على الله
الجنة؟ " فقال علي (عليه السلام): " أنا يا رسول الله "، فأخذه وجاء به إلى فاطمة (عليها السلام) ولم
يكن عندها سوى قرصتين قد هيأتهما للإفطار، فلما كان وقت العشاء أصلحت
الزاد ثردة ووضعته بين يدي الضيف وعلي (عليه السلام)، ثم جاءت إلى المصباح كأنها
تصلحه فأطفأته، فأخذ علي (عليه السلام) يرفع يده ويضعها في الزاد، يوهم الضيف أنه
يطعم معه وهو لا يأكل شيئا ليكتفي الضيف، فلما استكفى الضيف أتى بالمصباح
وبات علي وفاطمة (عليها السلام) طاويين على صومهما، فأنزل الله في حقهما: * (ويؤثرون
على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) *.
الثاني:
1 - ما رواه أهل السنة، منهم: الغزالي في " إحياء العلوم " ج 3 ص 224: قال:
بات علي كرم الله وجهه على فراش رسول الله، فأوحى تعالى إلى جبرئيل
وميكائيل (عليهما السلام): " إني آخيت بينكما، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر،
أيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ " فاختار كلاهما الحياة وأحباها، فأوحى الله عز وجل
إليهما: " أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين محمد فبات على
فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه "، فكان
جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه، وجبرئيل ينادي: " بخ بخ، من مثلك يا
ابن أبي طالب والله تعالى يباهي بك الملائكة "، فأنزل الله تعالى * (ومن الناس من
يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رؤوف بالعباد) *.
2 - ومنهم الثعلبي في " الكشف والبيان " مخطوط:
روى بإسناده عن ابن عباس وأبي رافع وهند بن أبي هالة أنه قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أوحى الله إلى جبرائيل وميكائيل أني آخيت بينكما وجعلت عمر

196
أحدكما أطول من عمر الآخر صاحبه، فأيكما يؤثر أخاه؟ فكلاهما كرها الموت،
فأوحى الله إليهما ألا كنتما مثل وليي علي بن أبي طالب، آخيت بينه وبين محمد
نبيي فآثره بالحياة على نفسه، ثم ظل أرقده (1) على فراشه يقيه بمهجته، اهبطا إلى
الأرض جميعا واحفظاه من عدوه، فهبط جبرائيل فجلس عند رأسه، وميكائيل
عند رجليه، وجعل جبرائيل يقول: بخ بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب والله يباهي
بك الملائكة، فأنزل الله * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) *.
وأورد هذه الرواية في ملحمته بعينها.
وأورد أيضا هذه الرواية أبو السعادات في كتابه: " فضائل العشرة ": بعينها.
3 - ومنهم القاضي الشيخ حسين بن محمد بن حسن المالكي الديار بكري،
المتوفى سنة 966، وقيل: سنة 982 في " تاريخ الخميس في أحوال نفس نفيس ":
ج 1 ص 325 ط المطبعة الوهبية بمصر سنة 1283:
نقل ما ذكره الغزالي في " الإحياء ".
4 - ومنهم الحاكم عبيد الله الحسكاني، من أعلام القرن الخامس في " شواهد
التنزيل ": ج 1 ص 96 ط الأعلمي بيروت قال:
أخبرنا أبو سعد السعدي بقراءتي عليه من أصل سماعه بخط السلمي، أخبرنا
أبو الفتح محمد بن أحمد بن زكريا الطحان ببغداد، أخبرنا إبراهيم بن أحمد
البذوري، أخبرنا أبو أيوب سليمان بن أحمد الملطي، عن سعيد بن عبد الله الرفا،
عن علي بن حكام الرازي، عن شعبة، عن أبي سلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد
الخدري قال: لما أسري بالنبي (صلى الله عليه وآله) يريد الغار بات علي بن أبي طالب على
فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأوحى الله إلى جبرئيل وميكائيل: " إني قد آخيت بينكما،
وجعلت عمر أحدكما أطول من الآخر، فأيكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ " فكلاهما



(1) كذا في المتن، والصحيح: " يرقد " كما هو الظاهر.
197
اختاراها وأحبا الحياة، فأوحى الله إليهما: " أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب،
آخيت بينه وبين نبيي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فبات على فراشه يقيه بنفسه، اهبطا إلى
الأرض فاحفظاه من عدوه "، فكان جبرئيل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه،
وجبرئيل ينادي: " بخ بخ، من مثلك يا ابن أبي طالب الله عز وجل يباهي بك
الملائكة "، فأنزل الله تعالى: * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله
رؤوف بالعباد) *.
5 - ومنهم الحاكم أبو عبد الله محمد النيسابوري الشافعي، المتوفى سنة 405
في " المستدرك ": ج 3 ص 4 ط حيدر آباد الدكن قال:
حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، حدثنا زياد بن الخليل التستري، ثنا كثير بن
يحيى، حدثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس - رضي
الله عنهما - قال: شرى علي نفسه ولبس ثوب النبي (صلى الله عليه وآله) ثم نام مكانه، وكان
المشركون يرمون رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) ألبسه بردة، وكانت
قريش تريد أن تقتل النبي (صلى الله عليه وآله) فجعلوا يرمون عليا ويرونه النبي (صلى الله عليه وآله) وقد لبس
بردة، وجعل علي (رضي الله عنه) يتضور فإذا هو علي، فقالوا: إنك للئيم، إنك لتتضور (1)
وكان صاحبك لا يتضور ولقد استنكرناه منك. هذا حديث صحيح الإسناد، وقد
رواه أبو داود الطيالسي وغيره عن أبي عوانة بزيادة ألفاظ.
6 - ومنهم الحافظ شمس الدين الذهبي في " تلخيص المستدرك ": المطبوع
بذيل المستدرك ج 3 ص 4:
روى الحديث بعين ما تقدم عن " المستدرك " بتلخيص السند.
أقول: وكذلك روي نزول آية * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله) *
في علي (عليه السلام) في كثير من كتب أهل السنة، نكتفي بذكر أسمائها، صوتا عن



(1) التضور: الصياح والتلوي عند الضرر أو الجوع، وقيل: يظهر الضرر، أي الضر.
198
الإطالة:
1 - " المحاسن المجتمعة " للصفوري: من 145 مخطوط.
2 - " نزهة المجالس " له أيضا: ج 2 ص 209 ط القاهرة.
3 - " الروض الأزهر ": ص 371 ط حيدر آباد.
4 - " أرجح الطالب ": ص 70 ط لاهور.
5 - " وسيلة النجاة ": ص 78 ط لكنهو.
6 - " إتحاف السادة المتقين ": ج 8 ص 202 ط مصر.
7 - " إمتاع الأسماع للمقريزي " ص 38 ط القاهرة.
8 - " مناهج الفاضلين ": مخطوط.
9 - " شواهد التنزيل ": ج 1 ص 96 إلى ص 100 رواه بأسانيد عديدة عن ابن
عباس وأبي سعيد الخدري والحكم بن ظهير وغيرهم.
10 - " تفسير النيشابوري " بهامش تفسير الطبري: ج 2 ص 208.
11 - " تفسير فخر الدين الرازي ": ج 5 ص 223، ط البهية بمصر.
12 - " أسد الغابة ": ج 4 ص 25 ط جمعية المعارف بمصر.
13 - " ما نزل في شأن علي " على ما في تفسير " اللوامع ": ج 2 ص 375.
14 - " تذكرة السبط ": ص 208 ط الغري.
15 - " كفاية الطالب ": ص 114 ط الغري.
16 - " المجمع والمعاني " على ما في " اللوامع ": ج 2 ص 377 ط لاهور.
17 - " حبيب السير ": ج 2 ص 2 ط طهران.
18 - " مدارج النبوة ": ص 79 ط لكنهو.
19 - " مناقب المرتضوي ": ص 33 ط بمبئي.
20 - " ينابيع المودة ": ص 92 ط إسلامبول.
21 - " الملحمة لابن عقب " كما في " البحار ": ج 9 ص 92 ط كمپاني.

199
22 - " فضائل العترة " كما في " البحار ": ج 9 ص 92 إلى غير ذلك من كتب
أهل السنة.
الثالث:
ما رواه أهل السنة أيضا، منهم ابن أبي الحديد في " شرح النهج ": ج 1 ص 7
ط القاهرة قال:
روي عنه أنه كان يسقي بيده لنخل قوم من يهود المدينة حتى مجلت (1) يده،
ويتصدق بالأجرة ويشد على بطنه حجرا.
الرابع:
ما رواه أهل السنة أيضا، منهم محب الدين الطبري في " ذخائر العقبى ":
ص 45 ط مكتبة القدسي بمصر قال:
عن أبي سعيد قال: قال علي (عليه السلام) لفاطمة: " يا فاطمة هل عندك من شئ
تغدينيه "، قالت: " لا والذي أكرم أبي بالنبوة، ما أصبح عندي شئ أغديكه، ولا
أكلنا بعدك شيئا، ولا كان لنا شئ بعدك منذ يومين أوثرك به على بطني وعلى ابني
هذين " قال: " يا فاطمة، ألا أعلمتيني حتى أبغيكم شيئا "، قالت: " إني أستحي من
الله أن أكلفك ما لا تقدر عليه "، فخرج من عندها واثقا بالله حسن الظن به،
فاستقرض دينارا، فبينا الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له
المقداد في يوم شديد الحر، قد لوحته الشمس من فوقه، وآذته من تحته، فلما رآه
أنكره، فقال: " يا مقداد ما أزعجك من رحلك هذه الساعة "، قال: يا أبا حسن، خل
سبيلي ولا تسألني عما ورائي، وقال: " يا ابن أخي، إنه لا يحل لك أن تكتمني
حالك "، قال: أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة، ما أزعجني من رحلي إلا



(1) مجلت يده: نفطت من العمل فمرنت وصلبت وثخن جلدها وتعجر وظهر فيها ما يشبه البثر
من العمل بالأشياء الصلبة الخشنة. وفي حديث فاطمة (عليها السلام) أنها شكت إلى علي (عليه السلام) مجل
يديها من الطحن.
200
الجهد، ولقد تركت أهلي يبكون جوعا، فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني
الأرض فخرجت مغموما راكبا رأسي، فهذه حالتي وقصتي، فهملت عينا علي
بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته، ثم قال: " أحلف بالذي حلفت به ما أزعجني غير
الذي أزعجك، ولقد اقترضت دينارا فهاك، وأوثرك به على نفسي "، فدفع له
الدينار ورجع حتى دخل على النبي (صلى الله عليه وآله) فصلى الظهر والعصر والمغرب، فلما
قضى النبي (صلى الله عليه وآله) صلاة المغرب مر بعلي في الصف الأول فغمزه برجله، فسار
خلف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لحقه عند باب المسجد، ثم قال: " يا أبا الحسن هل عندك
شئ تعشينا به؟ " فأطرق علي لا يحر جوابا حياء من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قد عرف
الحال الذي خرج عليها، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " إما أن تقول لا فننصرف عنك، أو
نعم فنجئ معك "، فقال له: " حبا وتكريما، اذهب بنا "، وكان الله سبحانه وتعالى
قد أوحى إلى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) أن تعش عندهم، فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده فانطلقا حتى
دخلا على فاطمة (عليها السلام) في مصلاها، وخلفها جفنة تفور دخانا، فلما سمعت كلام
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خرجت من المصلى، فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه، فرد
عليها السلام ومسح بيده على رأسها، وقال: " كيف أمسيت عشينا غفر الله لك وقد
فعل "، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه، فلما نظر علي ذلك وشم ريحه رمى
فاطمة ببصره رميا شحيحا، فقالت: " ما أشح نظرك وأشده، سبحان الله، هل أذنبت
فيما بيني وبينك ما أستوجب به السخطة؟ " قال: " وأي ذنب أعظم من ذنب أصبته
اليوم، أليس عهدي بك اليوم، وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما يومين؟ "
فنظرت إلى السماء فقالت: " إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه أني لم أقل
إلا حقا "، قال: فأني لك هذا الذي لم أر مثله، ولم أشم مثل رائحته، ولم آكل أطيب
منه؟ " فوضع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كفه المباركة بين كتفي علي ثم هزها، وقال: " يا علي
هذا ثواب الدينار، وهذا جزاء الدينار، هذا من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير
حساب "، ثم استعبر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) باكيا، وقال: " الحمد لله كما لم يخرجكما من

201
الدنيا حتى يجريك في المجرى الذي أجرى فيه زكريا، ويجريك يا فاطمة في
المجرى الذي أجرى فيه مريم، * (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها
رزقا قال يا مريم أنى لك هذا) * ".
خرجه الحافظ الدمشقي في " الأربعين الطوال ".
ومنهم العلامة الشيخ سليمان البلخي القندوزي في " ينابيع المودة ": ص 199
ط إسلامبول.
ورواه في: " كفاية الطالب ": ص 223 ط الغري، " فضائل سيدة النساء ":
ص 6 مخطوط، " وسيلة المآل ": ص 89 مخطوط.
ونقله في " البحار ": ج 93 ص 147 عن " مصباح الأنوار "، وفي: ج 43
ص 59 عن " فردوس الأخبار ".
الخامس:
ما رواه أهل السنة، منهم الصفوري في " نزهة المجالس ": ج 1 ص 223 ط
القاهرة، قال:
رأيت في " شرح البخاري " لابن أبي حمزة: إن عليا دخل منزله وأولاده
يبكون، فسأل فاطمة عن ذلك، فقالت: " من الجوع "، فاستقرض دينارا، وإذا
برجل يقول: يا أبا الحسن هلا عشيتني الليلة، قال: " نعم " ثقة منه بالله عز وجل...
إلى أن قال: فدخل منزله فوجد ثريدا، فقدمه للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما أكل قال: " هذا
بالدينار الذي أعطيته فلانا ".
السادس:
ما رواه الصدوق في " الأمالي ": ص 406، مجلس 70:
قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدثنا عمر بن سهل
ابن إسماعيل الدينوري، قال: حدثنا زيد بن إسماعيل الصائغ، قال: حدثنا معاوية
ابن هشام، عن سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن خالد بن ربعي، قال: إن أمير

202
المؤمنين (عليه السلام) دخل مكة في بعض حوائجه، فوجد أعرابيا متعلقا بأستار الكعبة
وهو يقول: يا صاحب البيت، البيت بيتك، والضيف ضيفك، ولكل ضيف عن ضيفه
قرى (1)، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: " أما
تسمعون كلام الأعرابي؟ " قالوا: نعم، فقال: " الله أكرم من أن يرد ضيفه "، قال: فلما
كان الليلة الثانية وجده متعلقا بذلك الركن وهو يقول: يا عزيزا في عزك، فلا أعز
منك في عزك، أعزني بعز عزك في عز لا يعلم أحد كيف هو، أتوجه إليك وأتوسل
إليك بحق محمد وآل محمد عليك، أعطني ما لا يعطيني أحد غيرك، واصرف عني
ما لا يصرفه أحد غيرك، قال: فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لأصحابه: " هذا والله الاسم
الأكبر بالسريانية، أخبرني به حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، سأله الجنة فأعطاه، وسأله
صرف النار وقد صرفها عنه "، قال: فلما كان الليلة الثالثة وجده وهو متعلق بذلك
الركن وهو يقول: يا من لا يحويه مكان، ولا يخلو منه مكان، بلا كيفية كان، أرزق
الأعرابي أربعة آلاف درهم، قال: فتقدم إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال: " يا أعرابي،
سألت ربك القرى فقراك، وسألته الجنة فأعطاك، وسألته أن يصرف عنك النار وقد
صرفها عنك، وفي هذه الليلة تسأله أربعة آلاف درهم "، قال الأعرابي: من أنت؟
قال: " أنا علي بن أبي طالب "، قال الأعرابي: أنت والله بغيتي، وبك أنزلت
حاجتي، قال: " سل يا أعرابي " قال: أريد ألف درهم للصداق، وألف درهم أقضي
به ديني، وألف درهم أشتري به دارا، وألف درهم أتعيش منه، قال: " أنصفت يا
أعرابي، فإذا خرجت من مكة فسل عن داري بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) "، فأقام
الأعرابي بمكة أسبوعا وخرج في طلب أمير المؤمنين إلى مدينة الرسول، ونادى:
من يدلني على دار أمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فقال الحسين بن علي من بين
الصبيان: " أنا أدلك على دار أمير المؤمنين، وأنا ابنه الحسين بن علي "، فقال



(1) قريت الضيف أقريه: إذا أحسنت إليه.
203
الأعرابي: من أبوك؟ قال: " أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) " قال: من
أمك؟ قال: " فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين "، قال: من جدك؟ قال: " رسول
الله محمد بن عبد الله بن عبد المطلب "، قال: من جدتك؟ قال: " خديجة بنت
خويلد " قال: من أخوك؟ قال: " أبو محمد الحسن بن علي "، قال: قد أخذت الدنيا
بطرفيها، امش إلى أمير المؤمنين وقل له: إن الأعرابي صاحب الضمان بمكة على
الباب، قال: فدخل الحسين بن علي (عليهما السلام) وقال: " يا أبه، أعرابي بالباب يزعم أنه
صاحب الضمان بمكة "، قال: فقال: " يا فاطمة، عندك شئ يأكله الأعرابي؟ "
قالت: " اللهم لا "، قال: فتلبس أمير المؤمنين (عليه السلام) وخرج وقال: " ادعوا إلى أبي
عبد الله سلمان الفارسي "، قال: فدخل إليه سلمان الفارسي (رحمه الله) فقال: " يا أبا عبد
الله، أعرض الحديقة التي غرسها رسول الله لي على التجار "، قال: فدخل سلمان
إلى السوق وعرض الحديقة فباعها باثني عشر ألف درهم، وأحضر المال وأحضر
الأعرابي فأعطاه أربعة آلاف درهم، وأربعين درهما نفقة، ووقع الخبر إلى سؤال
المدينة فاجتمعوا ومضى رجل من الأنصار إلى فاطمة فأخبرها بذلك، فقالت:
" آجرك الله في ممشاك "، فجلس علي (عليه السلام) والدراهم مصبوبة بين يديه حتى
اجتمع إليه أصحابه، فقبض قبضة قبضة، وجعل يعطي رجلا رجلا حتى لم يبق معه
درهم واحد، فلما أتى المنزل قالت له فاطمة (عليها السلام): " يا بن عم، بعت الحائط الذي
غرسه لك والدي؟ " قال: " نعم، بخير منه عاجلا وآجلا "، قالت: " فأين الثمن؟ "
قال: دفعته إلى أعين استحييت أن أذلها بذل المسألة قبل أن تسألني "، قالت
فاطمة: أنا جائعة وابناي جائعان، ولا أشك إلا وأنك مثلنا في الجوع، لم يكن لنا
منه درهم " وأخذت بطرف ثوب علي (عليه السلام)، فقال علي: " يا فاطمة، خليني "،
فقالت: " لا والله أو يحكم بيني وبينك أبي "، فهبط جبرئيل على رسول الله فقال:
" يا محمد، السلام يقرؤك السلام ويقول: اقرأ عليا مني السلام، وقل لفاطمة: ليس
لك أن تضربي على يديه ولا تلزمي بثوبه "، فلما أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منزل

204
علي (عليه السلام) وجد فاطمة ملازمة لعلي فقال لها: " يا بنية ما لك ملازمة لعلي؟ " قالت:
" يا أبه، باع الحائط الذي غرسته له باثني عشر ألف درهم، ولم يحبس لنا منه
درهما نشتري به طعاما "، فقال: " يا بنية، إن جبرئيل يقرؤني من ربي السلام
ويقول: اقرأ عليا من ربه السلام، وأمرني أن أقول لك: ليس لك أن تضربي على
يديه ولا تلزمي بثوبه "، قالت فاطمة: " فإني أستغفر الله ولا أعود أبدا "، قالت
فاطمة (عليها السلام): " فخرج أبي (عليه السلام) في ناحية وزوجي علي في ناحية، فما لبث أن أتى
أبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه سبعة دراهم سود هجرية، فقال: يا فاطمة، أين ابن عمي؟ " فقلت
له: " خرج "، فقال رسول الله: هاك هذه الدراهم، فإذا جاء ابن عمي فقولي له يبتاع
لكم بها طعاما، فما لبثت إلا يسيرا حتى جاء علي (عليه السلام)، فقال: " رجع ابن عمي،
فإني أجد رائحة طيبة، قالت: نعم، وقد دفع إلي شيئا يبتاع لنا به طعاما، قال
علي (عليه السلام): هاتيه، فدفع إليه سبعة دراهم سود هجرية، فقال: بسم الله، والحمد لله
كثيرا طيبا، وهذا من رزق الله عز وجل، ثم قال: يا حسن، قم معي، فأتيا السوق
فإذا هما برجل واقف وهو يقول: من يقرض الملي الوفي؟ قال: " يا بني تعطيه؟ "
قال: " إي والله يا أبه " فأعطاه علي (عليه السلام) الدراهم، فقال الحسن: " يا أبتاه، أعطيته
الدراهم كلها! " قال: " نعم يا بني، إن الذي يعطي القليل قادر على أن يعطي
الكثير "، قال: فمضى علي (عليه السلام) بباب رجل يستقرض منه شيئا فلقيه أعرابي ومعه
ناقة، فقال: يا علي، اشتر مني هذه الناقة، قال: " ليس معي ثمنها "، قال: فإني
أنظرك به إلى القبض، قال: " بكم يا أعرابي؟ " قال: بمائة درهم، قال علي (عليه السلام):
" خذها يا حسن "، فأخذها فمضى علي، فلقيه أعرابي آخر المثال واحد والثياب
مختلفة، فقال: يا علي، تبيع الناقة؟ قال علي (عليه السلام): " وما تصنع بها؟ " قال: أغزوا
عليها أول غزوة يغزوها ابن عمك، قال: " إن قبلتها فهي لك بلا ثمن "، قال: معي
ثمنها، وبالثمن اشتريها، فبكم اشتريتها؟ قال: " بمائة درهم "، قال الأعرابي: فلك
سبعون ومائة درهم، قال علي (عليه السلام): " خذ السبعين والمائة، وسلم المائة للأعرابي

205
الذي باعنا الناقة، والسبعون لنا نبتاع بها شيئا " فأخذ الحسن (عليه السلام) الدراهم وسلم
الناقة، قال علي (عليه السلام): " فمضيت أطلب الأعرابي الذي ابتعت منه الناقة لأعطيه
ثمنها، فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالسا في مكان لم أره فيه قبل ذلك ولا بعده على
قارعة الطريق، فلما نظر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلي تبسم ضاحكا حتى بدت نواجذه "، قال
علي: " أضحك الله سنك، وبشرك بيومك "، فقال: " يا أبا الحسن، إنك تطلب
الأعرابي الذي باعك الناقة لتوفيه الثمن "، فقلت: " أي والله فداك أبي وأمي " فقال:
" يا أبا الحسن، الذي باعك الناقة جبرئيل، والذي اشتراها منك ميكائيل، والناقة
من نوق الجنة، والدراهم من عند رب العالمين عز وجل فانفقها في خير ولا تخف
إقتارا ".
بعض آخر مما ورد في إيثار أمير المؤمنين علي (عليه السلام):
1 - مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 73:
تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان وعلي بن حرب الطائي ومجاهد
بأسانيدهم عن ابن عباس وأبي هريرة، وروى جماعة عن عاصم بن كليب عن
أبيه - واللفظ له - عن أبي هريرة: أنه جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فشكا إليه
الجوع، فبعث رسول الله إلى أزواجه فقلن: ما عندنا إلا الماء، فقال (صلى الله عليه وآله): " من لهذا
الرجل الليلة؟ " فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أنا يا رسول الله "، وأتى فاطمة وسألها:
" ما عندك يا بنت رسول الله؟ " فقالت: " ما عندنا إلا قوت الصبية، لكنا نؤثر به
ضيفنا "، فقال علي: " يا بنت محمد، نومي الصبية واطفئي المصباح "، وجعلا
يمضغان بألسنتهما، ولما فرغ من الأكل أتت فاطمة بسرا فوجدت الجفنة (1)
مملوءة من فضل الله، فلما أصبح صلى مع النبي، فلما سلم النبي (صلى الله عليه وآله) من صلاته
نظر إلى أمير المؤمنين وبكى بكاء شديدا، وقال: " يا أمير المؤمنين، لقد عجب



(1) الجفنة: أعظم ما يكون من القصاع.
206
الرب من فعلكم البارحة " اقرأ: * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) *
أي مجاعة * (ومن يوق شح نفسه) * يعني عليا وفاطمة والحسن والحسين
* (فأولئك هم المفلحون) *.
ونقله عنه في " مستدرك الوسائل " ج 1 ص 540.
2 - مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 76:
محمد بن الصمة، عن أبيه، عن عمه قال: رأيت في المدينة رجلا على ظهره
قربة وفي يده صحفة (1) يقول: اللهم ولي المؤمنين وإله المؤمنين وجار المؤمنين،
اقبل قرباني الليلة، فما أمسيت أملك سوى ما في صحفتي وغير ما يواريني، فإنك
تعلم أني منعته نفسي مع شده سغبي في طلب القربة إليك غنما، اللهم فلا تخلق (2)
وجهي، ولا ترد دعوتي، فأتيته حتى عرفته، فإذا هو علي بن أبي طالب، فأتى
رجلا فأطعمه.
ونقله عنه في " مستدرك الوسائل " ج 1 ص 540.
3 - مستدرك الوسائل ج 1 ص 540:
الشيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود،
قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليلة صلاة العشاء، فقام رجل من بين الصف فقال: يا
معاشر المهاجرين والأنصار، أنا رجل غريب فقير، وأسألكم في مسجد رسول
الله (صلى الله عليه وآله) فأطعموني، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أيها الحبيب لا تذكر الغربة فقد قطعت
نياط قلبي، أما الغرباء فأربعة " قالوا: يا رسول الله من هم؟ قال: " مسجد ظهراني
قوم لا يصلون فيه، وقرآن في أيدي قوم لا يقرأون فيه، وعالم بين قوم لا يعرفون
حاله ولا يتفقدونه، وأسير في بلاد الروم بين كفار لا يعرفون الله "، ثم قال (صلى الله عليه وآله):



(1) الصحفة: القصعة الكبيرة تكون منبسطة تشبع الخمسة.
(2) الخلق - بالتحريك -: البلي.
207
" من الذي يكفي مؤونة هذا الرجل فيبوأه الله في الفردوس الأعلى " فقام أمير
المؤمنين (عليه السلام) وأخذ بيد السائل وأتى به إلى حجرة فاطمة (عليها السلام)، فقال: " يا بنت
رسول الله انظري في أمر هذا الضيف " فقالت فاطمة (عليها السلام): " يا بن العم، لم يكن في
البيت إلا قليل من البر صنعت منه طعاما، والأطفال محتاجون إليه وأنت صائم
والطعام قليل لا يغني غير واحد "، فقال: " احضريه " فذهبت وأتت بالطعام
ووضعته فنظر إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فرآه قليلا، فقال في نفسه: " لا ينبغي أن آكل
من هذا الطعام، فإن أكلته لا يكفي الضيف "، فمد يده إلى السراج يريد أن يصلحه
فأطفأه، وقال لسيدة النساء (عليها السلام): " تعللي في إيقاده حتى يحسن الضيف أكله ثم
ايتيني به "، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) يحرك فمه المبارك يري الضيف أنه يأكل
ولا يأكل، إلى أن فرغ الضيف من أكله وشبع، وأتت خير النساء (عليها السلام) بالسراج
ووضعته وكان الطعام بحاله، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) لضيفه: " لم ما أكلت الطعام "؟
فقال: يا أبا الحسن أكلت الطعام وشبعت، ولكن الله تعالى بارك فيه، ثم أكل من
الطعام أمير المؤمنين (عليه السلام) وسيدة النساء والحسنان (عليهم السلام) وأعطوا منه جيرانهم،
وذلك مما بارك الله تعالى فيه، فلما أصبح أمير المؤمنين (عليه السلام) أتى إلى مسجد
رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال (صلى الله عليه وآله): يا علي كيف كنت مع الضيف؟ " فقال: " بحمد الله يا
رسول الله بخير " فقال: " إن الله تعالى تعجب مما فعلت البارحة من إطفاء السراج،
والامتناع من الأكل للضيف "، فقال: " من أخبرك بهذا؟ " فقال: " جبرئيل وأتى
بهذه الآية في شأنك * (ويؤثرون على أنفسهم...) * الآية ".
إيثار الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها السلام):
1 - نزهة المجالس (وهو من كتب أهل السنة): ج 2 ص 226 ط القاهرة قال:
ذكر ابن الجوزي: أن النبي (صلى الله عليه وآله) صنع لها قميصا جديدا ليلة عرسها وزفافها،
وكان لها قميص مرقوع، وإذا بسائل على الباب، يقول: أطلب من بيت النبوة

208
قميصا خلقا، فأرادت أن تدفع إليه القميص المرقوع، فتذكرت قوله تعالى: * (لن
تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون) *، فدفعت له الجديد، فلما قرب الزفاف، نزل
جبرئيل، وقال: " يا محمد، إن الله يقرؤك السلام، وأمرني أن أسلم على فاطمة، وقد
أرسل لها معي هدية من ثياب الجنة من السندس الأخضر "، فلما بلغها السلام،
وألبسها القميص الذي جاء به لفها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بالعباءة، ولفها جبرئيل
بأجنحته، حتى لا يأخذ نور القميص بالأبصار، فلما جلست بين النساء الكافرات
ومع كل واحدة شمعة، ومع فاطمة - رضي الله عنها - سراج، رفع جبرئيل جناحه،
ورفع العباءة، وإذا بالأنوار قد طبقت المشرق والمغرب، فلما وقع النور على أبصار
الكافرات خرج الكفر من قلوبهن وأظهرن الشهادتين.
2 - بحار الأنوار ج 43 ص 69 عن بعض كتب المناقب:
نقل عن الثعلبي في تفسيره، بسنده عن ابن عباس في حديث ساقه... إلى أن
قال:
ثم التفت النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: " من يزود الأعرابي وأضمن له على الله عز وجل
زاد التقوى "، قال: فوثب إليه سلمان الفارسي فقال: فداك أبي وأمي وما زاد
التقوى؟ قال: " يا سلمان، إذا كان آخر يوم من الدنيا لقنك الله عز وجل قول شهادة
أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن أنت قلتها لقيتني ولقيتك، وإن أنت لم
تقلها لم تلقني ولم ألقك أبدا "، قال: فمضى سلمان حتى طاف تسعة أبيات من
بيوت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يجد عندهن شيئا، فلما أن ولى راجعا نظر إلى حجرة
فاطمة (عليها السلام) فقال: إن يكن خير فمن منزل فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، فقرع الباب
فأجابته من وراء الباب: " من بالباب؟ " فقال لها: أنا سلمان الفارسي، فقالت له:
" يا سلمان، وما تشاء " فشرح قصة الأعرابي والضب مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قالت له:
" يا سلمان، والذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالحق نبيا إن لنا ثلاثا ما طعمنا، وإن الحسن
والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع، ثم رقدا كأنهما فرخان منتوفان، ولكن

209
لا أرد الخير إذا نزل الخير ببابي، يا سلمان، خذ درعي هذا ثم امض به إلى شمعون
اليهودي وقل له: تقول لك فاطمة بنت محمد: أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا
من شعير أرده عليك إن شاء الله تعالى "، قال: فأخذ سلمان الدرع ثم أتى به إلى
شمعون اليهودي، فقال له: يا شمعون هذا درع فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) تقول لك:
أقرضني عليه صاعا من تمر وصاعا من شعير أرده عليك إن شاء الله، قال: فأخذ
شمعون الدرع ثم جعل يقلبه في كفه وعيناه تذرفان بالدموع وهو يقول: يا سلمان،
هذا هو الزهد في الدنيا، هذا الذي أخبرنا به موسى بن عمران في التوراة، أنا أشهد
أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فأسلم وحسن إسلامه، ثم دفع إلى
سلمان صاعا من تمر وصاعا من شعير، فأتى به سلمان إلى فاطمة فطحنته بيدها
واختبزته خبزا ثم أتت به إلى سلمان، فقالت له: " خذه وامض به إلى النبي (صلى الله عليه وآله) "،
قال: فقال لها سلمان: يا فاطمة، خذي منه قرصا تعللين به الحسن والحسين،
فقالت: " يا سلمان، هذا شئ أمضيناه لله عز وجل، لسنا نأخذ منه شيئا "، قال:
فأخذه سلمان فأتى به النبي (صلى الله عليه وآله)، فلما نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى سلمان قال له: " يا
سلمان من أين لك هذا؟ " قال: من منزل بنتك فاطمة، قال: وكان النبي (صلى الله عليه وآله) لم
يطعم طعاما منذ ثلاث، قال: فوثب النبي (صلى الله عليه وآله) حتى ورد إلى حجرة فاطمة، فقرع
الباب وكان إذا قرع النبي (صلى الله عليه وآله) الباب لا يفتح له الباب إلا فاطمة، فلما أن فتحت له
الباب نظر النبي (صلى الله عليه وآله) إلى صفار وجهها وتغير حدقتيها، فقال لها: " يا بنية ما الذي
أراه من صفار وجهك وتغير حدقتيك؟ " فقالت: " يا أبه، إن لنا ثلاثا ما طعمنا
طعاما، وإن الحسن والحسين قد اضطربا علي من شدة الجوع ثم رقدا كأنهما
فرخان منتوفان "، قال: فأنبهما النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ واحدا على فخذه الأيمن والآخر
عليه فخذه الأيسر وأجلس فاطمة بين يديه واعتنقها النبي (صلى الله عليه وآله) ودخل علي بن
أبي طالب (عليه السلام) فاعتنق النبي (صلى الله عليه وآله) من ورائه، ثم رفع النبي (صلى الله عليه وآله) طرفه نحو
السماء فقال: " إلهي وسيدي ومولاي، هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس

210
وطهرهم تطهيرا "، قال: ثم وثبت فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله) حتى دخلت إلى مخدع
لها فصفت قدميها فصلت ركعتين، ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت: " إلهي
وسيدي هذا محمد نبيك، وهذا علي ابن عم نبيك، وهذان الحسن والحسين سبطا
نبيك، إلهي، أنزل علينا مائدة من السماء كما أنزلتها على بني إسرائيل أكلوا منها
وكفروا بها، اللهم أنزلها علينا فإنا بها مؤمنون ".
قال ابن عباس: والله ما استتمت الدعوة فإذا هي بصحفة من ورائها يفور
قتارها (1)، وإذا قتارها أزكى من المسك الأذفر، فاحتضنتها ثم أتت بها إلى
النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي والحسن والحسين، فلما أن نظر إليها علي بن أبي طالب (عليه السلام)
قال لها: " يا فاطمة، من أين لك هذا؟ " ولم يكن عهد عندها شيئا، فقال له
النبي (صلى الله عليه وآله): " كل يا أبا الحسن ولا تسأل، الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني
ولدا، مثلها مثل مريم بنت عمران * (كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها
رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير
حساب) * ".
قال: فأكل النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وخرج النبي (صلى الله عليه وآله)،
وتزود الأعرابي واستوى على راحلته وأتى بني سليم وهم يومئذ أربعة آلاف
رجل، فلما أن وقف في وسطهم ناداهم بعلو صوته: قولوا لا إله إلا الله محمد
رسول الله.
قال: فلما سمعوا منه هذه المقالة أسرعوا إلى سيوفهم فجردوها، ثم قالوا له:
لقد صبوت إلى دين محمد الساحر الكذاب، فقال لهم: ما هو بساحر ولا كذاب، ثم
قال: يا معشر بني سليم، إن إله محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) خير إله، وإن محمدا (صلى الله عليه وآله) خير نبي،
أتيته جائعا فأطعمني، وعاريا فكساني، وراجلا فحملني، ثم شرح لهم قصة الضب



(1) القتار - بالضم -: الدخان من المطبوخ.
211
مع النبي (صلى الله عليه وآله)، وأنشدهم الشعر الذي أنشد في النبي (عليه السلام)، ثم قال: يا معاشر بني
سليم، أسلموا تسلموا من النار، فأسلم في ذلك اليوم أربعة آلاف رجل، وهم
أصحاب الرايات الخضر، وهم حول رسول الله (صلى الله عليه وآله).
3 - أمالي الطوسي ج 1 ص 188 جزء 7:
روى عن أبيه، عن المفيد، عن محمد بن الحسن المقري، عن محمد بن سهل،
عن أحمد بن عمر، عن محمد بن كثير، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن أبي
هريرة قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فشكا إليه الجوع، فبعث إلى بيوت أزواجه
فقلن: ما عندنا إلا الماء، فقال: " من لهذا الرجل الليلة؟ " فقال علي بن أبي
طالب (عليه السلام): " أنا له يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) "، وأتى فاطمة فقال لها: " ما عندك؟ "
فقالت: " ما عندنا إلا قوت الصبية، لكنا نؤثر ضيفنا "، فقال علي (عليه السلام): " نومي
الصبية وأطفئي المصباح "، فلما أصبح علي (عليه السلام) غدا على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فأخبره الخبر، فلم يبرح حتى أنزل الله: * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم
خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) *.
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 6 ص 223.
إيثار أهل بيت الرسالة علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام):
1 - فمن مواردها ما رواه أهل السنة، منهم ابن الأثير الجزري في " أسد
الغابة ": ج 5 ص 530، ط مصر سنة 1285 قال:
قال أبو عثمان: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد الحافظ، حدثنا أبو عبد الله
محمد بن علي بنسأ، أخبرنا أبي، أخبرنا عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي،
حدثنا أحمد بن حماد المروزي، أخبرنا محبوب بن حميد البصري، وسأله عن

212
هذا الحديث روح بن عبادة، أخبرنا القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن
ابن عباس قال في قوله تعالى: * (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا
ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) * قال: مرض الحسن والحسين
فعادهما جدهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعادهما عامة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن لو
نذرت على ولدك نذرا، فقال علي: " إن برءا مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام
شكرا "، وقالت فاطمة كذلك، وقالت جارية يقال لها فضه نوبية: إن برأ سيداي
صمت لله عز وجل شكرا، فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا
كثير، فانطلق علي إلى شمعون الخيبري، فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير
فجاء بها فوضعها، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته، وصلى علي مع
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين فوقف
بالباب فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، مسكين من أولاد المسلمين،
أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة، فسمعه علي فأمرهم فأعطوه
الطعام، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء، فلما كان اليوم الثاني قامت
فاطمة إلى صاع وخبزته، وصلى علي مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووضع الطعام بين يديه، إذ
أتاهم يتيم فوقف بالباب وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد، يتيم بالباب من
أولاد المهاجرين استشهد والدي، أطعموني، فأعطوه الطعام، فمكثوا يومين لم
يذوقوا إلا الماء، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته
واختبزته، فصلى علي مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ووضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم أسير
فوقف بالباب وقال: السلام عليكم أهل بيت النبوة، تأسروننا وتشدوننا ولا
تطعموننا، أطعموني فإني أسير، فأعطوه الطعام، ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم
يذوقوا إلا الماء، فأتاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فرأى ما بهم من الجوع فأنزل الله
تعالى: * (هل أتى على الإنسان حين من الدهر - إلى قوله - لا نريد منكم جزاء ولا
شكورا) * أخرجها أبو موسى.

213
2 - ومنهم جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الحنفي، المتوفى
في سنة 538 في كتابه " ربيع الأبرار ": ص 209 مخطوط:
قال عبد الله بن عباس: مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صبيان، فعادهما
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه أبو بكر وعمر، فقال عمر: يا أبا الحسن لو نذرت في ابنيك
نذرا إن الله عافاهما، فقال: أصوم ثلاثة أيام شكرا لله، وكذلك قالت فاطمة، وقال
الصبيان: نحن أيضا نصوم ثلاثة أيام، وقالت جاريتهم فضة: فألبسهما الله عافيته،
فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق علي إلى جار له يهودي اسمه
شمعون فأخذ منه جزة صوف فغزلتها له فاطمة صلوات الله عليها بثلاثة أصوع
شعير، فكلما قدموا فطورهم جاء مسكين فآثروه به، فبقوا جياعا ليالي صومهم
حتى نزلت: * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) *.
3 - ومنهم الحافظ أبو محمد البغوي الشافعي في تفسيره " معالم التنزيل ":
ج 7 ص 159 ط القاهرة:
روي عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس نزول الآية في علي وأهل بيته.
4 - ومنهم كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في " مطالب السؤول ":
ص 31 ط طهران:
روى نزول قوله تعالى: * (ويطعمون...) * الخ في علي وفاطمة والحسنين.
5 - ومنهم الحافظ ابن حجر العسقلاني في " الإصابة ": ج 4 ص 376 ط دار
الكتب المصرية:
روى الحديث من طريق الثعلبي عن عبد الله بن عبد الوهاب بعين ما تقدم
عن " أسد الغابة " إلى قوله: " فضة النوبية "، واكتفى في ذكر الباقي بقوله:
" الحديث ".
6 - ومنهم سبط ابن الجوزي في " التذكرة ": ص 322 ط الغري قال:
قال علماء التأويل: فيهم نزل قوله تعالى: * (يوفون بالنذر ويخافون يوما كان

214
شره مستطيرا...) * الآيات.
أخبرنا أبو المجد محمد بن أبي المكارم القزويني بدمشق سنة اثنتين
وعشرين وستمائة، قال: أخبرنا أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد العطاري،
أخبرنا الحسين بن مسعود البغوي، أخبرنا أحمد بن إبراهيم الخوارزمي، أخبرنا
أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي، أخبرنا عبد الله بن حامد، أخبرنا
أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، أخبرنا محمد بن أحمد بن سهيل الباهلي،
حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن فهر بن هلال، حدثني القاسم بن يحيى، عن أبي
علي المقري، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس، ورواه أيضا
مجاهد، عن ابن عباس... فذكر ما تقدم عن " أسد الغابة " إلا أنه زاد: سمعت عليا
يقول في الليلة الأولى:
فاطم ذات المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين
أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين
يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائعا حزين
كل امرئ بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين
موعده جنة عليين * حرمها الله على الضنين
وللبخيل موقف مهين * تهوي به النار إلى سجين
شرابه الحميم والغسلين
فقالت فاطمة (عليها السلام):
أطعمه ولا أبالي الساعة * أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة
أن ألحق الأخيار والجماعة * وأسكن الخلد ولي شفاعة
وفي الليلة الثانية:
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالذميم
قد جاءنا الله بذي اليتيم * قد حرم الخلد على اللئيم

215
يحمل في الحشر إلى الجحيم * شرابه الصديد والحميم
ومن يجود اليوم في النعيم * شرابه الرحيق والتسنيم
فقالت فاطمة (عليها السلام):
إني لأعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعا وهم أشبالي
وفي الليلة الثالثة:
فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مؤسد
مني على أسيرنا المقيد * من يطعم اليوم يجده في الغد
عند العلي الماجد الممجد * من يزرع الخير سوف يحصد
فقالت فاطمة (عليها السلام):
لم يبق عندي اليوم غير صاع * قد مجلت كفي مع الذراع
ابناي والله من الجياع * أبوهما للخير ذو اصطناع
وذكر في آخر الحديث: ثم رفعوا الطعام وأعطوه للأسير، فلما كان اليوم الرابع
دخل علي (عليه السلام) على النبي (صلى الله عليه وآله) يحمل ابنيه كالفرخين، فلما رآهما رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " وأين ابنتي؟ "، قال: " في محرابها "، فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فدخل عليها، ولقد لصق [بطنها] بظهرها وغارت عيناها من شدة الجوع، فقال
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " وا غوثاه بالله، آل محمد يموتون جوعا "، فهبط جبرئيل وهو يقرأ.
* (يوفون بالنذر) * الآية.
7 - ومنهم، الخطيب الخوارزمي في " المناقب ": ص 179 - ص 180 ط تبريز
قال:
وأخبرني الشيخ الإمام أبو محمد العباس بن محمد بن أبي منصور الفضاري
الطوسي فيما كتب إلي من نيسابور، أخبرني القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد بن
محمد بن الفرج، أخبرني الإمام أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي،

216
أخبرني الشيخ أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد الشيباني العدل، أخبرني أبو
حامد أحمد بن محمد بن الحسين المشرقي، حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن
عبد الوهاب الخوارزمي ابن عم الأحنف بن قيس، حدثني أحمد بن حماد
المروزي، حدثنا محمود بن حميد البصري وسأله عن هذا الحديث روح بن
عبادة، حدثني القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس. وقال الإمام
أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي: وأخبرنا أيضا عبد الله بن حامد،
أخبرني أحمد بن عبد الله المزني، حدثني أبو الحسن محمد بن أحمد بن سهيل بن
علي بن مهران الباهلي بالبصرة، حدثني أبو مسعود عبد الرحمان بن فهر بن هلال،
حدثني القاسم بن يحيى، عن أبي علي المقري، عن محمد بن السايت، عن أبي
صالح، عن ابن عباس... فذكر ما تقدم عن " التذكرة " لكنه ذكر بدل ما ذكر من
الأبيات لفاطمة في الليلة الأولى:
أمرك يا ابن عم سمع طاعة * ما بي من لؤم ولا ضراعة
غذيت من خبز له صناعة * أطعمه ولا أبالي الساعة
أرجو إذا أشبعت ذا مجاعة * أن ألحق الأخيار والجماعة
وأدخل الخلد ولي شفاعة
وذكر أبياته في اللية الثانية هكذا:
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم
قد جاءنا الله بذي اليتيم * من يرحم اليوم فهو رحيم
موعده في جنة النعيم * قد حرم الخلد على اللئيم
ينزل في النار إلى الجحيم * شرابه الصديد والحميم
وذكر أبياتها في الليلة الثانية هكذا:
إني لأعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهما يقتل في القتال

217
بكربلا يقتل باغتيال * للقاتل الويل مع الوبال
تهوي به النار إلى سقال * مصفد اليدين بالأغلال
كبوله زادت على الأكبال
وذكر أبياته في الليلة الثالثة هكذا:
فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسدد
هذا الأسير للنبي المهتدي * مكبل في غله مقيد
يشكو إلينا الجوع شكوى مكمد * من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزراع سوف يحصد
فأطعمي من غير من أنكد * حتى تجازي بالذي لا ينفد
وزاد في أبياتها في الليلة الثالثة:
يصطنع المعروف بابتداع * عبل الذراعين طويل الباع
وما على رأسي من قناع * إلا قناع نسجته بشاع
وقال: أخبرني الشيخ الإمام الحافظ سيد الحفاظ أبو منصور شهردار بن
شيرويه بن شهردار الديلمي فيما كتب إلي من همدان، أخبرني الشيخ الإمام
عبدوس بن عبد الله بن عبدوس الهمداني إجازة، أخبرني الشيخ الشريف أبو
طالب الفضيل بن محمد بن طاهر الجعفري في دار بإصبهان في سكة الخوز،
أخبرني الشيخ الحافظ أبي بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الإصبهاني،
حدثني محمد بن أحمد بن سالم، حدثني إبراهيم بن أبي طالب النيشابوري،
حدثني محمد بن النعمان بن شبل، حدثني يحيى بن أبي روق الهمداني، عن أبيه،
عن الضحاك، عن ابن عباس... فذكر الحديث بنحو آخر، وفيه: نزول الآية في
علي (عليه السلام) وفاطمة، حيث باتا جائعين وأطعما طعامهما للمسكين واليتيم والأسير.
8 - ومنهم، الحافظ الگنجي الشافعي في " كفاية الطالب ": ص 201 ط الغري
قال:

218
أخبرنا أبو طالب عبد اللطيف بن محمد بن القبيطي البغدادي بها، أخبرنا أبو
الفتح محمد بن عبد الباقي بن سليمان، أخبرنا الحافظ محمد بن أبي نصر
الحميدي، أخبرنا أبو علي الحسن بن عبد الرحمان المعروف بالشافعي بمكة،
أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد السقطي، أخبرنا أبو عمر بن أحمد بن عبد الله
الدقاق المعروف بابن السماك، أخبرنا عبيد الله بن ثابت، حدثنا أبي، عن هذيل بن
حبيب، عن أبي عبد الله السمرقندي، عن محمد بن كثير الكوفي، عن الأصبغ بن
نباتة، قال: مرض الحسن والحسين... فذكر ما تقدم عن " التذكرة "، إلا أنه قال:
فقال لليهودي علي (عليه السلام): أسلفني ثلاثة أصوع من شعير وأعطني جزة من الصوف
تغزلها لك بنت محمد. وزاد فيما ذكر علي من الأبيات في الليلة الأولى:
يا بنت خير الناس أجمعين * يشكو إلينا جائع حزين
وأسقط البيت الثاني من أبيات فاطمة (عليها السلام)، وزاد في أبياته في الليلة الثانية:
من يرحم اليوم فهو رحيم * ويدخل النار وهو مقيم
وصاحب البخل يرى ذميم
وزاد في أبياتها:
أرجو به الفوز وحسن الحال * أن يرحم الله سينمي مالي
وكان لي عونا على أطفالي * أخصهم عندي في التغالي
بكربلا يقتل في اغتيال * للقاتل الويل مع الوبال
وفي الليلة الثالثة:
فاطم بنت المصطفى محمد * نبي صدق سيد مسود
من يطعم اليوم يجده في غد * فأطعمي لا تجعليه أنكد
وفي أبياتها:
قد يصنع الخير بلا ابتداع * عبل الذراعين شديد الباع
9 - ومنهم الشيخ محي الدين محمد الطائي الأندلسي المالكي المعروف بابن

219
العربي، المتوفى سنة 638 في " محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار ": ج 1 ص 103
ط مصر بمطبعة الشعراوي قال:
حدثنا محمد بن قاسم بن عبد الرحمان بن عبد الكريم، قال: قرأت على عمر
ابن عبد الحميد بمكة: أن عبد الله بن العباس قال في قوله تعالى * (يوفون بالنذر
ويخافون يوما كان شره مستطيرا) * قال: مرض الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما
صبيان، فعادهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعه أبو بكر وعمر، فقال عمر لعلي: يا أبا
الحسن، لو نذرت عن ابنيك نذرا إن الله عافاهما، قال: " أصوم ثلاثة أيام شكرا
لله "، قالت فاطمة: " وأنا أيضا أصوم ثلاثة أيام شكرا لله "، وقال الصبيان: " ونحن
نصوم ثلاثة أيام "، وقالت جاريتهما فضة: وأنا أصوم ثلاثة أيام، فألبسهما الله
العافية فأصبحوا صياما وليس عندهم طعام، فانطلق علي إلى جار له من اليهود
يقال له: شمعون يعالج الصوف، فقال له: " هل لك أن تعطيني جزة من صوف
تغزلها لك بنت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بثلاثة أصوع من شعير؟ " قال: نعم، فأعطاه فجاء
بالصوف والشعير فأخبر فاطمة فقبلت وأطاعت، ثم غزلت ثلث الصوف وأخذت
صاعا من الشعير فطحنته وعجنته وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرصا،
وصلى علي (رضي الله عنه) مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المغرب، ثم أتى منزله فوضع الخوان فجلسوا،
فأول لقمة كسرها علي (رضي الله عنه) إذا مسكين واقف على الباب فقال: السلام عليكم يا
أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله)، أنا مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني مما تأكلون
أطعمكم الله من موائد الجنة، فوضع علي اللقمة من يده ثم قال:
أفاطم المجد واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين
أما تري ذا البائس المسكين * جاء إلى الباب له حنين
كل امرئ بكسبه رهين
فقالت فاطمة (رضي الله عنه) من حينها:
أمرك سمع يا ابن عم وطاعة * ما لي من لؤم ولا ضراعة

220
غذيت باللب وبالبراعة * أرجو إذا أنفقت من مجاعة
أن ألحق الأبرار والجماعة * وأدخل الجنة في الشفاعة
قال: فعمدت إلى ما في الخوان فدفعته إلى المسكين وباتوا جياعا وأصبحوا
صياما لم يذوقوا إلا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته
ثم أخذت صاعا فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرصا،
وصلى علي المغرب مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ثم أتى منزله، فلما وضعت الخوان وجلس
فأول لقمة كسرها علي (رضي الله عنه) إذا بيتيم من يتامى المسلمين قد وقف على الباب
وقال: السلام عليكم أهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله)، أنا يتيم من يتامى المسلمين، أطعموني
مما تأكلون أطعمكم الله من موائد الجنة، فوضع علي اللقمة من يده وقال:
فاطم بنت السيد الكريم * قد جاءنا الله بذي اليتيم
من يطلب اليوم رضا الرحيم * موعده في الجنة النعيم
فأقبلت السيدة فاطمة (رضي الله عنه) وقالت:
فسوف أعطيه ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي
أمسوا جياعا وهم أمثالي * أصغرهم يقتل في القتال
ثم عمدت إلى جميع ما كان في الخوان فأعطته اليتيم وباتوا جياعا لم يذوقوا
إلا الماء القراح، وأصبحوا صياما، وعمدت فاطمة إلى باقي الصوف فغزلته
وطحنت الصاع الباقي وعجنته وخبزته خمسة أقراص لكل واحد قرصا، وصلى
علي المغرب مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم أتى منزله فقربت إليه الخوان ثم جلس، فأول
لقمة كسرها إذا أسير من أسارى المسلمين بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت
محمد (صلى الله عليه وآله)، إن الكفار أسرونا وقيدونا وشدونا فلم يطعمونا، فوضع علي اللقمة
من يده وقال:
يا فاطمة بنت النبي أحمد (صلى الله عليه وآله) * بنت نبي سيد مسود
هذا أسير جاء ليس يهتدي * مكبل في قيده المقيد

221
يشكو إلينا الجوع والتشدد * من يطعم اليوم يجده في غد
عند العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزراع يوما يحصد
فأقبلت فاطمة رضي الله عنها تقول:
لم يبق مما جاء غير صاع * قد دبرت كفي مع الذراع
وابناي والله لقد أجاعا * يا رب لا تهلكهما ضياعا
ثم عمدت إلى ما كان في الخوان فأعطته إياه، فأصبحوا مفطرين وليس
عندهم شئ، وأقبل علي والحسن والحسين نحو رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهما يرتعشان
كالفرخين من شدة الجوع، فلما أبصرهما رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " يا أبا الحسن
أشد ما يسوءني ما أدرككم، انطلقوا بنا إلى ابنتي فاطمة "، فانطلقوا إليها وهي في
محرابها وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها، فلما رآها رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ضمها إليه وقال: " وا غوثاه "، فهبط جبرئيل (عليه السلام) وقال: " يا محمد هنيئا
في أهل بيتك "، قال: " وما آخذ يا جبرئيل؟ "، قال: * (ويطعمون الطعام على حبه
مسكينا ويتيما وأسيرا - إلى قوله - وكان سعيكم مشكورا) *.
10 - ومنهم، محب الدين الطبري في " ذخائر العقبى ": ص 102 ط مصر:
روي عن ابن عباس نزول قوله تعالى: * (ويطعمون الطعام...) * الخ في علي
وأهل بيته.
11 - ومنهم، العلامة المذكور في " الرياض النضرة ": ص 227 ط القاهرة:
روى فيه أيضا عن ابن عباس نزول قول تعالى: * (ويطعمون الطعام...) * الخ
في علي وأهل بيته.
12 - ومنهم، الحافظ ابن حجر العسقلاني في " الكاف الشاف ": ص 180 ط
مصطفى محمد بمصر:
قال عند نقل الحديث عن " الكشاف ": الثعلبي من رواية القاسم بن بهرام، عن
ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عباس في قوله تعالى: * (يوفون بالنذر) *

222
الآية... فذكر تمام الحديث، وزاد في أثنائه أشعارا لعلي وفاطمة.
13 - ومنهم الشيخ عبد الرحمان الصفوري البغدادي في " نزهة المجالس ":
ج 1 ص 213 ط القاهرة:
روى نزول قوله تعالى: * (ويطعمون...) * الخ في علي وفاطمة والحسنين.
14 - ومنهم الحافظ ابن كثير الدمشقي في " البداية والنهاية ": ج 5 ص
329 ط السعادة بمصر: نقل الحديث عن " أسد الغابة ".
15 - ومنهم الحبري في كتابه على ما في " مناقب عبد الله الشافعي ":
مخطوط: روى الحديث عن ابن عباس.
16 - ومنهم ابن المغازلي في " مناقبه " ص 272، المطبعة الإسلامية طهران:
روى بسند يرفعه إلى ابن طاووس نزول قوله تعالى * (ويطعمون...) * الخ في
علي وأهل بيته.
17 - ومنهم الشيخ سليمان البلخي الحنفي في " ينابيع المودة ": ص 212
ط إسلامبول:
قال في ذكر الآيات النازلة في علي (عليه السلام):
ومنها: * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا) * عن ابن عباس
أنها نزلت في علي وفاطمة وابنيهما وجاريتهما فضة.
18 - ومنهم السيد أحمد بن إسماعيل البرزنجي في " مقاصد الطالب ":
ص 11 قال:
ونزل في علي وفاطمة * (ويطعمون الطعام..) * الخ.
19 - ومنهم، السيد محمد صديق بن حسن خان الحسيني الحنفي ملك بهوبال
في " فتح البيان ": ج 10 ص 137 ط بولاق مصر قال:
وعن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أخرجه ابن مردويه.

223
20 - ومنهم، الشيخ عبيد الله الحنفي الآمرتسري في " أرجح المطالب ":
ص 165 ط لاهور:
روى الحديث ملخصا، وفيه: فلما أصبحوا أخذ علي بيد الحسن والحسين
وأقبلوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة
الجوع قال: " ما أشد سوء فيما أراكم "، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في
محرابها قد التصق ظهرها ببطنها وغارت عيناها، فساء ذلك، فنزل جبرئيل فقال:
" خذها يا محمد، هناك الله في أهل بيتك " فقرا: * (ويطعمون الطعام على حبه
مسكينا ويتيما وأسيرا) *.
21 - وفي ص 58، الطبع المذكور:
نقل الحديث عن الواحدي، وقد نقلناه عنه بلا واسطة في " أسباب النزول "،
ثم نقله عن " الكشاف " ونقلناه أيضا عنه بلا واسطة.
22 - ومنهم الشيخ عبد الرحمان الصفوري في " نزهة المجالس ومنتخب
النفائس ": ج 1 ص 213 ط عثمان خليفة بالقاهرة قال:
حكاية: حصل لعلي بن أبي طالب ولأهله جوع، فأخذ من يهودي صوفا
لتغزله فاطمة - رضي الله عنها - بثلاثة آصع من شعير، فغزلت أول يوم شيئا منه
وطحنت صاعا وخبزته، فلما أرادوا الأكل طرق بابهم مسكين، وقال: السلام
عليكم يا أهل بيت النبوة، أنا مسكين من مساكين أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أطعموني
شيئا لله، فدفعوا إليه الأقراص، وفي اليوم الثاني جاءهم يتيم، وقال: السلام عليكم
يا أهل بيت النبوة، أنا يتيم من أيتام أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أطعموني شيئا لله، فدفعوا
إليه الأقراص، وفي اليوم الثالث جاءهم أسير، وقال: السلام عليكم يا أهل بيت
النبوة، أنا أسير من أسرى أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، أطعموني شيئا لله، فدفعوا له الأقراص
وباتوا على الماء، فجاع الحسن والحسين - رضي الله عنهما - جوعا شديدا،

224
فخرج علي إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخبره بذلك، فطاف على نسائه فلم يجد شيئا، ثم
جاء أبو بكر (رضي الله عنه) يشتكي الجوع، فقيل: يا رسول الله، إن المقداد بن الأسود عنده
تمر، فخرجوا إليه فلم يجدوا شيئا، فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (رضي الله عنه): " خذ هذه السلة،
فاذهب إلى تلك النخلة وقل لها: إن محمدا (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لك: أطعمينا من تمرك "،
فرمت عليهم رطبا بإذن الله تعالى، فأكلوا حتى شبعوا، وأرسلوا إلى فاطمة وولديها
ما يشبعهم، فأنزل الله تعالى في حق علي: * (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا
ويتيما وأسيرا...) * الآية.
23 - ومنهم ابن أبي الحديد في " شرح النهج ": ج 2 ص 470 ط القاهرة:
وجاء في الأخبار الصحيحة: أن فاطمة وبعلها وبنيها كانوا يأكلون خبز
الشعير، وأنهم آثروا سائلا بأربعة أقراص منه كانوا أعدوها لفطورهم وباتوا جياعا.
إيثار علي بن الحسين (عليهما السلام):
الكافي ج 4 ص 68 كتاب الصيام باب من فطر صائما ح 3:
أحمد بن محمد بن علي، عن علي بن أسباط، عن سيابة، عن ضريس، عن
حمزة بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كان علي بن الحسين (عليهما السلام) إذا كان
اليوم الذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاء وتطبخ، فإذا كان عند المساء
أكب على القدور حتى يجد ريح المرق وهو صائم، ثم يقول: هاتوا القصاع،
أغرفوا لآل فلان، وأغرفوا لآل فلان، ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه
صلى الله عليه وعلى آبائه "..
إيثار أبي الفضل العباس بن علي (عليهما السلام):
بحار الأنوار ج 45 ص 43:
ذكر في مقتله (عليه السلام): لما أراد أن يشرب غرفة من الماء ذكر عطش الحسين

225
وأهل بيته، فرمى الماء وملأ القربة وحملها على كتفه الأيمن، وتوجه نحو الخيمة...
إلى آخر ما ذكر في مقتله (عليه السلام).
وقال في " معالي السمطين ": ص 272، وفي " مقتل أبي مخنف ": ص 91:
لما رمى الماء خرج والقربة على ظهره وهو يقول:
يا نفس من بعد الحسين هوني * وبعده لا كنت أن تكوني
هذا الحسين شارب المنون * وتشربين بارد المعين
هيهات ما هذا فعال ديني * ولا فعال صادق اليقين
إيثار علي بن الحسين (عليهما السلام) الشهيد بكربلاء:
بحار الأنوار ج 44 ص 379:
قال عقبة بن سمعان: فسرنا معه (أي الحسين بن علي (عليه السلام)) ساعة، فخفق (عليه السلام)
وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول: " إنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله
رب العالمين "، ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا، فأقبل إليه ابنه علي بن الحسين فقال: مم
حمدت الله واسترجعت؟ قال: " يا بني، إني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرس
وهو يقول: القوم يسيرون والمنايا تسير إليهم، فعلمت أنها أنفسنا نعيت إلينا "، فقال
له: يا أبت، لا أراك الله سوء ألسنا على الحق؟ قال: " بلى والله الذي مرجع العباد
إليه "، فقال: فإننا إذا ما نبالي أن نموت محقين، فقال له الحسين (عليه السلام): " جزاك الله
من ولد خير ما جزى ولدا عن والده ".
إيثار أصحاب الحسين (عليه السلام):
بحار الأنوار ج 44 ص 393:
قال الحسين (عليه السلام) في خطبته عند قرب المساء من التاسوعاء:

226
" أما بعد، فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي، ولا أهل بيت أبر
وأوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني خيرا، ألا وإني لأظن يوما لنا من هؤلاء،
ألا وإني قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعا في حل ليس عليكم حرج مني ولا ذمام،
هذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملا (1) ".
فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله بن جعفر: لم نفعل ذلك لنبقى
بعدك؟ لا أرانا الله ذلك أبدا، بدأهم بهذا القول العباس بن علي واتبعته الجماعة
عليه فتكلموا بمثله ونحوه، فقال الحسين (عليه السلام): " يا بني عقيل حسبكم من القتل
بمسلم بن عقيل فاذهبوا أنتم فقد أذنت لكم "، فقالوا: سبحان الله ما يقول الناس؟
نقول إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام، ولم نرم معهم بسهم، ولم
نطعن معهم برمح، ولم نضرب معهم بسيف، ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل
ذلك ولكن نفديك بأنفسنا وأموالنا وأهلنا، ونقاتل معك حتى نرد موردك، فبح الله
العيش بعدك.
وقام إليه مسلم بن عوسجة، فقال: أنحن نخلي عنك، وبما نعتذر إلى الله في
أداء حقك؟ لا والله حتى أطعن في صدورهم برمحي، وأضربهم بسيفي ما ثبت
قائمة في يدي، ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة، والله لا
نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله فيك، أما والله لو علمت أني أقتل
ثم أحيى ثم أحرق ثم أحيى ثم أذرى، يفعل ذلك بي سبعين مرة، ما فارقتك حتى
ألقى حمامي دونك، فكيف لا أفعل ذلك وإنما هي قتلة واحدة، ثم هي الكرامة التي
لا انقضاء لها أبدا.
وقام زهير بن القين فقال: والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ثم قتلت حتى
أقتل هكذا ألف مرة، وأن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك، وعن أنفس هؤلاء



(1) أي اتخذوا هذا الليل سترا للفرار.
227
الفتيان من أهل بيتك.
وتكلم جماعة أصحابه بكلام يشبه بعضه بعضا في وجه واحد، فجزاهم
الحسين خيرا وانصرف إلى مضربه.
إيثار بعض الأصحاب:
مشكاة الأنوار ص 188:
عن أنس قال: أهدي لرجل من أصحاب النبي رأس شاة مشوي، فقال: إن
أخي فلانا وعياله أحوج إلى هذا حقا، فبعث إليه، فلم يزل يبعث به واحد إلى واحد
حتى تداولوا بها سبعة أبيات، حتى رجعت إلى الأول، فنزل * (ويؤثرون على
أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) *. وفي
رواية: فتداولته تسعة أنفس، ثم عاد إلى الأول.
نقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 539.
إيثار أبي رافع:
رجال النجاشي ص 3:
أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا أبو
الحسين أحمد بن يوسف الجعفي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن الحسين بن
علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد بن
عبد الله بن علي بن الحسين، قال: حدثنا إسماعيل بن حكم الرافعي، عن عبد الله
ابن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال: دخلت على رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو نائم أو يوحى إليه، وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها
فأوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية حتى إن كان منها سوء يكون إلي دونه،
فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية * (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون

228
الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) *، ثم قال: " الحمد لله الذي أكمل لعلي منيته،
وهنيئا لعلي بتفضيل الله إياه "، ثم التفت فرآني إلى جانبه، فقال: " ما أضجعك
هاهنا يا أبا رافع؟ "، فأخبرته خبر الحية، فقال: " قم إليها فاقتلها "، فقتلتها، ثم أخذ
رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيدي فقال: " يا أبا رافع، كيف أنت وقوم يقاتلون عليا، هو على
الحق وهم على الباطل، يكون في حق الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم
فبقلبه، فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شئ "، فقلت ادع لي إن أدركتهم أن يعينني
الله ويقويني على قتالهم، فقال: " اللهم إن أدركهم فقوه وأعنه "، ثم خرج إلى الناس
فقال: " يا أيها الناس، من أحب أن ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي فهذا أبو رافع
أميني على نفسي ".
قال عون بن عبيد الله بن أبي رافع: فلما بويع علي وخالفه معاوية بالشام
وسار طلحة والزبير إلى البصرة قال أبو رافع: هذا قول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): سيقاتل
عليا قوم يكون حقا في الله جهادهم، فباع أرضه بخيبر وداره ثم خرج مع
علي (عليه السلام) وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة، وقال: الحمد لله لقد أصبحت لا
أحد بمنزلتي، لقد بايعت البيعتين: بيعة العقبة وبيعة الرضوان، وصليت القبلتين،
وهاجرت الهجر الثلاث، قلت: وما الهجر الثلاث؟ قال: هاجرت مع جعفر بن أبي
طالب إلى أرض الحبشة، وهاجرت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة، وهذه الهجرة
مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى الكوفة، فلم يزل مع علي حتى استشهد علي (عليه السلام)
فرجع أبو رافع إلى المدينة مع الحسن (عليه السلام).
إيثار محمد بن أبي عمير:
علل الشرائع ص 529 باب 313:
حدثنا محمد بن الحسن (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه قال: كان
ابن أبي عمير رجلا بزازا، وكان له على رجل عشرة آلاف درهم فذهب ماله

229
وافتقر، فجاء الرجل فباع دارا له بعشرة آلاف درهم وحملها إليه، فدق عليه الباب
فخرج إليه محمد بن أبي عمير (رحمه الله) فقال له الرجل: هذا مالك الذي لك علي فخذه،
فقال ابن أبي عمير: فمن أين لك هذا المال؟ ورثته؟ قال: لا، قال: وهب لك؟ قال:
لا ولكني بعت داري الفلاني لأقضي ديني، فقال ابن أبي عمير (رحمه الله) حدثني ذريح
المحاربي عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " لا يخرج الرجل من مسقط رأسه
بالدين "، ارفعها فلا حاجة لي فيها، والله، إني محتاج في وقتي هذا إلى درهم، وما
يدخل ملكي منها درهم.
الإيثار على نفسه لا على عياله:
1 - الكافي ج 4 ص 18 كتاب الزكاة باب الايثار ح 1:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن
سماعة قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل ليس عنده إلا قوت يومه، أيعطف
من عنده قوت يومه على من ليس عنده شئ، ويعطف من عنده قوت شهر على
من دونه، والسنة على نحو ذلك أم ذلك كله الكفاف الذي لا يلام عليه؟ فقال: " هو
أمران، أفضلكم فيه أحرصكم على الرغبة والأثرة على نفسه، فإن الله عز وجل
يقول: * (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) *، والأمر الآخر لا يلام
على الكفاف، واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 6 ص 301.
ورواه في " المؤمن ": ص 44، ونقله عنه في " المستدرك ": ج 1 ص 539.
2 - الكافي ج 5 ص 65 كتاب المعيشة باب دخول الصوفية... ح 1:
علي بن إبراهيم، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) - في حديث طويل -: إن الصوفية احتجوا عليه بقوله تعالى: * (ويؤثرون
على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) *، فقال: " فقد كان مباحا جائزا ولم يكونوا

230
نهوا عنه وثوابهم منه على الله عز وجل، وذلك إن الله أمر بخلاف ما عملوا به فصار
أمره ناسخا لفعلهم، وكان نهي الله تبارك وتعالى رحمة منه للمؤمنين ونظرا لكي
لا يضروا بأنفسهم وعيالاتهم، منهم الضعفة الصغار والولدان والشيخ الفاني
والعجوز الكبيرة الذين لا يصبرون على الجوع، فإن تصدقت برغيفي ولا رغيف
لي غيره ضاعوا وهلكوا جوعا، فمن ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " خمس تمرات أو
خمس قرص أو دنانير أو دراهم يملكها الإنسان وهو يريد أن يمضيها فأفضلها ما
أنفقها الإنسان على والديه، ثم الثانية على نفسه وعياله، ثم الثالثة على قرابته
الفقراء، ثم الرابعة على جيرانه الفقراء، ثم الخامسة في سبيل الله وهو أخسها
أجرا "، قال: " وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للأنصاري حين أعتق عند موته خمسة أو
ستة من الرقيق ولم يكن يملك غيرهم وله أولاد صغار: لو أعلمتموني أمره ما
تركتكم تدفنونه مع المسلمين بترك صبية صغارا يتكففون الناس "، ثم قال:
" حدثني أبي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أبدء بمن تعول الأدنى فالأدنى... ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 6 ص 302.
أقول: وسيأتي إن شاء الله في مادة " الصدقة " أن أفضل الصدقة ما يكون عن
ظهر غنى، وهو محمول على صاحب العيال.

231
- 5 -
إيواء اليتيم
ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله):
1 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254 - 259 و 269:
روى حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، عن النبي (صلى الله عليه وآله)، أنه قال: " يا علي
أوصيك بوصية فاحفظها، فلا تزال بخير ما حفظت وصيتي... إلى أن قال:
يا علي، أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة: من آوى اليتيم، ورحم
الضعيف، وأشفق على والديه، ورفق بمملوكته "، ثم قال: " يا علي، من كفى يتيما
في نفقته بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتة، يا علي، من مسح يده على رأس
يتيم ترحما له أعطاه الله بكل شعرة نورا يوم القيامة ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 11 ص 560.
ورواه في " المواعظ ": ص 17 - 44، ورواه الطبرسي في " مكارم الأخلاق ":
ص 436 - 444.

232
2 - أمالي الصدوق ص 512 مجلس 77:
روي عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
محمد بن علي، عن شريف بن سابق، عن إبراهيم بن محمد، عن الصادق جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مر عيسى بن
مريم (عليه السلام) بقبر يعذب صاحبه، ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب، فقال: يا
رب مررت بهذا القبر عام أول وهو يعذب، ثم مررت به العام وهو ليس يعذب،
فأوحى الله جل جلاله إليه: يا روح الله، قد أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا
وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه... " الحديث.
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 11 ص 560.
ورواه في " الجواهر السنية ": ص 113 بعينه سندا ومتنا.
ورواه في " روضة الواعظين ": ج 2 ص 429 بعينه.
ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
3 - الأشعثيات ص 166 - 167:
بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه،
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام): " من آوى اليتيم، ورحم الضعيف، وارتفق على
والده، ورفق على ولده، ورفق بمملوكه، أدخله الله تعالى في رضوانه ويسر عليه
رحمته، ومن كف غضبه، وبسط رضاه، وبذل معروفه، ووصل رحمه، وأدى أمانته،
جعله الله تعالى في نوره الأعظم يوم القيامة ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 402.
ما روي عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام):
4 - المحاسن ص 8 كتاب الأشكال والقرائن باب 2:
عن البرقي، عن ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي حمزة، عن أبي

233
جعفر (عليه السلام) قال: " أربع من كن فيه بنى الله له بيتا في الجنة: من آوى اليتيم، ورحم
الضعيف، وأشفق على والديه وأنفق عليهما، ورفق بمملوكه ".
ورواه في ثواب الأعمال ص 161 عن أبيه، قال: حدثني سعد بن عبد الله،
عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن علي، عن علي بن عقبة، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)... بعينه، لكنه أسقط في الكتابين قوله:
" وأنفق عليهما ".
ونقله عنهما في " الوسائل ": ج 11 ص 561.
ورواه في " الخصال ": ج 1 ص 223، قال:
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه) قال: حدثني عمي محمد بن أبي
القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن محبوب... فذكره بعينه
سندا ومتنا.
ورواه في " أمالي الطوسي ": ج 1 ص 192 جزء 7 قال:
وبالإسناد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد
ابن محمد بن الحسن بن الوليد، قال: حدثني أبي، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب
الخزاز، عن أبي حمزة الثمالي (رحمه الله) عن أبي جعفر الباقر محمد بن علي (عليهما السلام)،
قال: سمعته يقول: " أربع من كن فيه كمل إسلامه، وأعين على إيمانه،
ومحصت ذنوبه، ولقي ربه وهو عنه راض، ولو كان فيما بين قرنه إلى قدمه
ذنوب حطها الله تعالى عنه، وهي: الوفاء بما يجعل الله على نفسه، وصدق
اللسان مع الناس، والحياء مما يقبح عند الله وعند الناس، وحسن الخلق
مع الأهل والناس، وأربع من كن فيه من المؤمنين أسكنه الله في أعلى عليين
في غرف في محل الشرف كل الشرف: من آوى اليتيم ونظر له فكان له أبا،

234
ومن رحم الضعيف وأعانه وكفاه، ومن أنفق على والديه ورفق بهما وبرهما
ولم يخزفهما، ولم يخزف لمملوكه وأعانه على ما يكلفه ولم يستسعه فيما
لم يطيق به ".
ونقله في " المستدرك ": ج 2 ص 402 عن المفيد في أماليه عن أحمد بن
محمد بن الحسن بن الوليد... بعينه سندا ومتنا.

235
- 6 -
إيواء الأرملة
الأشعثيات ص 240:
روى بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن
أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " إن إبراهيم الخليل (صلى الله عليه وسلم) قال: إلهي ما لمن
يبل وجهه من مخافتك بالدموع؟ قال تبارك وتعالى: جزاؤه مغفرتي ورضواني،
قال (صلى الله عليه وسلم): إلهي ما لمن أسند اليتيم وآوى الأرملة؟ قال تبارك وتعالى: جزاؤه أن
أظله تحت عرشي ".

236
- 7 -
ابتداء كل فعل بالتسمية
1 - المحاسن ص 432 كتاب المآكل باب 34:
عن البرقي، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد بن مروان، عن أبي عبد
الله (عليه السلام)، قال: " إذا وضع الغداء والعشاء فقل: بسم الله، فإن الشيطان يقول
لأصحابه: اخرجوا فليس هاهنا عشاء ولا مبيت، وإن هو نسي أن يسمي قال
لأصحابه: تعالوا فإن لكم هناك عشاء ومبيتا ".
قال: ورواه محمد بن سنان، عن العلاء بن فضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام)... مثله.
قال: ورواه أيضا محمد بن سنان، عن حماد بن عثمان، عن ربعي بن عبد الله،
عن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام): مثله، وزاد فيه: " فقال: إذا توضأ أحدكم ولم
يسم كان للشيطان في وضوئه شرك، وإن أكل أو شرب أو لبس وكل شئ صنعه
ينبغي أن يسمي عليه، فإن لم يفعل كان للشيطان فيه شرك ".
قال: ورواه محمد بن عيسى، عن العلاء، عن الفضيل، عن أبي عبد الله (عليه السلام):
مثله.
2 - المحاسن ص 430 كتاب المآكل باب 33:
عن البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن العلاء بن الفضيل، عن أبي عبد

237
الله (عليه السلام): " إذا توضأ أحدكم ولم يسم كان للشيطان في وضوئه شرك، وإن أكل أو
شرب أو لبس وكل شئ صنعه ينبغي له أن يسمي عليه، فإن لم يفعل كان للشيطان
فيه شرك ".
ونقله في " الوسائل ": ج 1 ص 300، وج 4 ص 1194.
ورواه في " مكارم الأخلاق ": ص 102:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إذا توضأ أحدكم أو شرب أو أكل أو لبس أو فعل
غير ذلك مما يصنعه ينبغي له أن يسمي، فإن لم يفعل كان للشيطان فيه شرك ".
3 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام): ص 25:
روى عن آبائه، عن علي (عليه السلام) - في حديث - أن رجلا قال له: إن رأيت أن
تعرفني ذنبي الذي امتحنت به في هذا المجلس، فقال: " تركك حين جلست أن
تقول: بسم الله الرحمن الرحيم، إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حدثني عن الله عز وجل أنه
قال: كل أمر ذي بال لا يذكر بسم الله فيه فهو أبتر (1)، فقلت: بلى بأبي أنت وأمي
لا أتركها بعدها، قال: " إذا تحصن بذلك وتسعد "، ثم قال عبد الله بن يحيى: يا أمير
المؤمنين، ما تفسير * (بسم الله الرحمن الرحيم) *؟ قال: " إن العبد إذا أراد أن يقرأ
أو يعمل عملا [و] يقول: بسم الله أي: بهذا الاسم أعمل هذا العمل، فكل أمر يعمله
يبدأ فيه ببسم الله الرحمن الرحيم فإنه يبارك له فيه ".
معنى " بسم الله الرحمن الرحيم ":
التوحيد ص 230:
حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني المفسر (رحمه الله) قال: حدثنا أبو يعقوب يوسف
ابن محمد بن زياد وأبو الحسن علي بن محمد بن سيار وكانا من الشيعة الإمامية،



(1) أي يكون منقطعا عن الخير.
238
عن أبويهما، عن الحسن بن علي بن محمد (عليهم السلام) في قول الله عز وجل: * (بسم الله
الرحمن الرحيم) *، فقال: " الله هو الذي يتأله إليه عند الحوائج والشدائد كل
مخلوق عند انقطاع الرجاء من كل من هو دونه، وتقطع الأسباب من جميع ما
سواه، يقول: " بسم الله " أي أستعين على أموري كلها بالله الذي لا تحق العبادة إلا
له، المغيث إذا استغيث، والمجيب إذا دعي، وهو ما قال رجل للصادق (عليه السلام): يا ابن
رسول الله دلني على الله ما هو؟ فقد أكثر علي المجادلون وحيروني، فقال له: يا
عبد الله، هل ركبت سفينة قط؟ قال: نعم، قال: فهل كسر بك حيث لا سفينة تنجيك
ولا سباحة تغنيك؟ قال: نعم، قال: فهل تعلق قلبك هنالك أن شيئا من الأشياء قادر
على أن يخلصك من ورطتك؟ فقال: نعم، قال الصادق (عليه السلام): فذلك الشئ هو الله
القادر على الإنجاء حيث لا منجي، وعلى الإغاثة حيث لا مغيث، ثم قال
الصادق (عليه السلام): ولربما ترك بعض شيعتنا في افتتاح أمره " بسم الله الرحمن الرحيم "
فيمتحنه الله بمكروه، لينبهه على شكر الله تبارك وتعالى والثناء عليه، ويمحق عنه
وصمة تقصيره عند تركه قول " بسم الله الرحمن الرحيم "،
قال: " وقام رجل إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال: أخبرني عن معنى * (بسم
الله الرحمن الرحيم) *، فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): حدثني أبي، عن أخيه
الحسن، عن أبيه أمير المؤمنين (عليهم السلام) أن رجلا قام إليه: فقال: يا أمير المؤمنين،
أخبرني عن * (بسم الله الرحمن الرحيم) * ما معناه؟ فقال: إن قولك: " الله " أعظم
اسم من أسماء الله عز وجل، وهو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمى به غير الله، ولم
يتسم به مخلوق، فقال الرجل: فما تفسير قوله: * (الله) *؟ قال: هو الذي يتأله إليه
عند الحوائج والشدائد كل مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع من هو دونه،
وتقطع الأسباب من كل من سواه، وذلك أن كل مترئس في هذه الدنيا ومتعظم فيها
وإن عظم غناؤه وطغيانه وكثرت حوائج من دونه إليه فإنهم سيحتاجون حوائج لا
يقدر عليها هذا المتعاظم، وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها

239
فينقطع إلى الله عند ضرورته وفاقته، حتى إذا كفي همه عاد إلى شركه، أما تسمع
الله عز وجل يقول: * (قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله
تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما
تشركون) *، فقال الله عز وجل لعباده: أيها الفقراء إلى رحمتي، إني قد ألزمتكم
الحاجة إلي في كل حال، وذلة العبودية في كل وقت، فإلي فافزعوا في كل أمر
تأخذون فيه وترجون تمامه وبلوغ غايته، فإني إن أردت أن أعطيكم لم يقدر
غيري على منعكم، وإن أردت أن أمنعكم لم يقدر غيري على إعطائكم، فأنا أحق
من سئل، وأولى من تضرع إليه، فقولوا عند افتتاح كل أمر صغير أو عظيم: بسم الله
الرحمن الرحيم، أي استعين على هذا الأمر بالله الذي لا يحق العبادة لغيره،
المغيث إذا استغيث، المجيب إذا دعي، الرحمان الذي يرحم ببسط الرزق علينا،
الرحيم بنا في أدياننا ودنيانا وآخرتنا، خفف علينا الدين وجعله سهلا خفيفا، وهو
يرحمنا بتميزنا من أعدائه، ثم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من حزنه أمر تعاطاه
فقال: " بسم الله الرحمن الرحيم " وهو مخلص لله يقبل بقلبه إليه لم ينفك من إحدى
اثنتين: إما بلوغ حاجته في الدنيا، وإما يعد له عند ويدخر لديه، وما عند ربه الله
خير وأبقى للمؤمنين ".

240
- 8 -
الابتداء بالتسمية في الوضوء
1 - المحاسن ص 46 كتاب ثواب الأعمال باب 46:
عن البرقي، عن محمد بن أبي المثنى، عن محمد بن حسان السلمي، عن
محمد بن جعفر، عن أبيه (عليه السلام)، قال: " من ذكر اسم الله على وضوئه طهر جسده
كله، ومن لم يذكر اسم الله على وضوئه طهر من جسده ما أصاب به الماء ".
2 - التهذيب ج 1 ص 358 باب صفة الوضوء والفرض منه ح 3 - 6:
أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن عبد الله بن المغيرة، عن
العيص بن القاسم، عن أبي عبد الله قال: " من ذكر اسم الله على وضوئه فكأنما
اغتسل ".
3 - أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن داود العجلي مولى أبي المعزا،
عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا أبا محمد، من توضأ فذكر اسم الله
طهر جميع جسده، ومن لم يسم لم يطهر من جسده إلا ما أصابه الماء ".
4 - الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " إذا سميت في الوضوء طهر جسدك كله، وإذا لم تسم لم يطهر من

241
جسدك إلا ما مر عليه الماء ".
5 - وبهذا الإسناد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن رجلا توضأ وصلى، فقال له
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أعد وضوءك وصلاتك، ففعل وتوضأ وصلى، فقال له
النبي (صلى الله عليه وآله) أعد وضوءك وصلاتك، ففعل وتوضأ وصلى، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أعد
وضوءك وصلاتك، فأتى أمير المؤمنين (عليه السلام) فشكا ذلك إليه، فقال له: هل سميت
حيث توضأت؟ قال: لا، قال: سم على وضوئك، فسمى وتوضأ وصلى، فأتى النبي
فلم يأمره أن يعيد ".
ونقلها عنه في " الوسائل ": ج 1 ص 298.
6 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 72:
عن جابر قال: سمعته (أي الباقر (عليه السلام)) يقول: " إذا توضأ أحدكم، أو أكل، أو
شرب، أو لبس ثوبا وكل شئ يصنع ينبغي أن يسمي عليه، فإن هو لم يفعل كان
الشيطان فيه شريكا ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 1 ص 46.
7 - ثواب الأعمال: ص 31:
حدثني محمد بن الحسن، حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن معاوية بن
حكيم، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" من ذكر اسم الله على وضوئه فكأنما اغتسل ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 1 ص 299.
8 - دعائم الإسلام ج 1 ص 105:
قال جعفر بن محمد صلوات الله عليهما: " من ذكر الله على وضوئه جعل الله له
ذلك الوضوء في الطهر بمنزلة الغسل، ومن نسي أن يذكر الله أجزاه وضوؤه ".

242
9 - من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 31:
وروي: " أن من توضأ فذكر اسم الله طهر جميع جسده، وكان الوضوء إلى
الوضوء كفارة لما بينهما من الذنوب، ومن لم يسم لم يطهر من جسده إلا ما أصابه
الماء " (1).
ورواه في " العلل ": ص 289 باب 213: عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن
محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن الحكم، عن داود
العجلي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام)... مثله.
ورواه في " ثواب الأعمال ": ص 31 عن جعفر بن محمد بن مسرور، عن
الحسين عن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن إسماعيل...
مثله.
ونقله عنهما في " الوسائل ": ج 1 ص 299.
كتب أهل السنة:
10 - إحياء العلوم ج 1 ص 118:
قال (صلى الله عليه وسلم): " لا وضوء لمن لم يسم الله تعالى "، أي لا وضوء كامل.



(1) لعل المعنى أن مع التسمية له ثواب الغسل، أو أنه يغفر له ما عمل بجميع الجوارح من
السيئات، ولا يغفر له ما فعل بجوارح الوضوء فقط، أو أن الطهارة المعنوية التي تحصل بسبب
الطهارة وتصير سببا لقبول العبادة وكمالها تحصل مع التسمية للجميع، ومع عدمها لخصوص
أعضاء الوضوء والله العالم.
243
- 9 -
الابتداء بالتسمية في الكلام
أصول الكافي ج 4 ص 498 ح 1:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن
دراج قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " لا تدع بسم الله الرحمن الرحيم وإن كان بعده
شعر ".
التسمية عند الركوب:
ثواب الأعمال ص 228:
حدثني محمد بن موسى (رضي الله عنه) قال: حدثني عبد الله بن جعفر، قال: محمد بن
عيسى اليقطيني، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي
الحسن (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إذا ركب الرجل الدابة وسمى ردفه ملك
يحفظه حتى ينزل، فإن ركب ولم يسم ردفه شيطان فيقول له: تغن، فإن قال:
لا أحسن، قال له: تمن، فلا يزال يتمنى حتى ينزل ". وقال: " من قال إذا ركب
الدابة " بسم الله [و] لا حول ولا قوة إلا بالله، الحمد لله الذي هدانا لهذا، وسبحان

244
الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " إلا حفظت له نفسه ودابته حتى ينزل ".
التسمية عند إتيان أهله:
من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 256:
قال الصادق (عليه السلام): " إذا أتى أحدكم أهله فليذكر الله، فإن من لم يذكر الله عند
الجماع وكان منه ولد كان ذلك شرك شيطان، ويعرف ذلك بحبنا وبغضنا ".
راجع عنوان " البسملة " في حرف الباء.

245
- 10 -
ابتداء الطعام بالتسمية
1 - الكافي ج 6 ص 293 باب التسمية والتحميد ح 4:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن أبي جميلة،
عن محمد بن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إذا وضع الغداء والعشاء فقل:
بسم الله، فإن الشيطان - لعنه الله - يقول لأصحابه: اخرجوا، فليس هاهنا عشاء ولا
مبيت، وإذا نسي أن يسمي قال لأصحابه: تعالوا، فإن لكم هاهنا عشاء ومبيتا ".
2 - المحاسن ص 438 كتاب المآكل باب 35:
البرقي، عن ابن فضال، عن عبد الله الأرجاني، عن أبي عبد الله، عن
آبائه (عليهم السلام) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما اتخمت قط، فقيل له: ولم؟ قال: ما
رفعت لقمة إلى فمي إلا ذكرت اسم الله عليها ".
ورواه عن بعض أصحابنا عن الأصم عن عبد الله الأرجاني... مثله باختلاف
في بعض الألفاظ.
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 16 ص 592.

246
ورواه في " مكارم الأخلاق ": ص 142: عن الصادق (عليه السلام) قال: " ما اتخمت
قط، وذلك لأني لم أبدأ بطعام إلا قلت: بسم الله، ولم أفرغ منه إلا قلت: الحمد لله ".
3 - الكافي ج 6 ص 293 باب التسمية والتحميد ح 7:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن كليب الأسدي،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن الرجل المسلم إذا أراد أن يطعم طعاما فأهوى بيده
وقال: بسم الله والحمد لله رب العالمين، غفر الله عز وجل له من قبل أن تصير اللقمة
إلى فيه ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 16 ص 581.
4 - الكافي ج 6 ص 294 باب التسمية والتحميد ح 11:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان، عن
رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إذا أكلت الطعام فقل: بسم الله في أوله وآخره،
فإن العبد إذا سمى قبل أن يأكل لم يأكل معه الشيطان، وإذا لم يسم أكل معه
الشيطان، وإذا سمى بعد ما يأكل وأكل الشيطان معه تقيا الشيطان ما أكل ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 16 ص 582.
5 - المحاسن ص 586 كتاب الماء باب 17:
البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): أكثروا ذكر اسم الله على
الطعام، ولا تلغطوا (1) به، فإنه نعمة من نعم الله، ورزق من رزقه، يجب عليكم فيه
شكره وذكره وحمده ".
قال: ورواه بعض أصحابنا عن الأصم عن شعيب عن أبي بصير عن أبي



(1) في القاموس: اللغط - بالتحريك -: الصوت والجلبة، أو أصوات مبهمة لا تفهم.
247
عبد الله (عليه السلام)... مثله.
6 - بحار الأنوار ج 60 ص 281 عن الدر المنثور للسيوطي:
عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قال إبليس لربه تعالى: يا رب، قد
أهبط آدم، وقد علمت أنه سيكون كتب ورسل، فما كتبهم ورسلهم؟ قال: رسلهم
الملائكة والنبيون، وكتبهم التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، قال: فما كتابي؟
قال: كتابك الوشم، وقراءتك الشعر، ورسلك الكهنة، وطعامك ما لم يذكر اسم الله
عليه، وشرابك كل مسكر، وصدقك الكذب، وبيتك الحمام، ومصائدك النساء،
ومؤذنك المزمار، ومسجدك الأسواق ".
7 - تحف العقول: ص 171:
في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل:
" يا كميل إذا أكلت الطعام فسم باسم الذي لا يضر مع اسمه داء، وفيه شفاء من
كل الأسواء ".
8 - الكافي: ج 6 ص 294 باب التسمية والتحميد ح 14:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عمن حدثه، عن عبد
الرحمان العزرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ذكر
اسم الله عز وجل عند طعام أو شراب في أوله وحمد الله في آخره لم يسأل عن
نعيم ذلك الطعام أبدا ".
ورواه في " المحاسن ": ص 434 كتاب المآكل باب 34 عن عبد الله العزرمي
... بعينه.
ورواه في " قرب الإسناد ": ص 34.
9 - الكافي ج 6 ص 293 كتاب الأطعمة باب التسمية والتحميد ح 6:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن

248
إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من ذكر الله عز وجل
على الطعام لم يسأل عن نعيم ذلك أبدا ".
ورواه في " المحاسن ": ص 434 كتاب المآكل باب 34:
عن البرقي، عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد
الله، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: " من ذكر اسم الله على الطعام لم يسأل عن نعيم
ذلك الطعام أبدا ".
ورواه في " ثواب الأعمال ": ص 219، قال:
حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن محمد بن
الحسين، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم الدارمي، عن جعفر،
عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام) قال: " من ذكر اسم الله على الطعام لم
يسأل عن نعيم ذلك الطعام أبدا ".
كتب أهل السنة:
10 - جامع الأصول (جامع الصحاح الست لهم) ج 8 ص 243:
بحذف الإسناد: أن أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) قالوا: يا رسول الله، إنا نأكل ولا نشبع؟
قال: " لعلكم تفترقون؟ "، قالوا: نعم، قال: " فاجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم
الله يبارك لكم فيه " أخرجه أبو داود.
11 - وفي ج 8 ص 242:
عن حذيفة بن اليمان قال: كنا إذا حضرنا مع النبي طعاما لم نضع أيدينا حتى
يبدأ رسول الله فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاما فجاءت جارية كأنها تدفع،
فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ رسول الله بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع،
فذهب ليضع يده في الطعام فأخذ بيده، فقال رسول الله: " إن الشيطان يستحل
الطعام: أن لا يذكر اسم الله عليه، وأنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها، فأخذت

249
بيدها، فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده، إن يده في
يدي مع يدهما ". زاد في رواية: " ثم ذكر اسم الله وأكل ".
التسمية على كل لون من الطعام:
1 - الكافي ج 6 ص 295 باب التسمية والتحميد ح 18:
أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ضمنت لمن يسمي على طعامه أن لا يشتكي منه، فقال
له ابن الكواء: يا أمير المؤمنين، لقد أكلت البارحة طعاما فسميت عليه وآذاني،
فقال: لعلك أكلت ألوانا فسميت على بعضها ولم تسم على بعض يا لكع ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 16 ص 592.
ورواه في " المحاسن ": ص 437 كتاب المآكل باب 34... بعينه سندا ومتنا.
ورواه في ص 430 كتاب المآكل باب 33 عن أبي عبد الله البرقي، عن فضالة
ابن أيوب، عن داود بن فرقد رفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)... فذكره بعينه.
ورواه في " مكارم الأخلاق ": ص 142، ورواه في " دعائم الإسلام ": ج 2
ص 138.
2 - المحاسن: ص 430 و 438 كتاب المآكل باب 33، وباب 34:
البرقي، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن مسمع أبي سيار قال: قلت لأبي
عبد الله (عليه السلام): إني اتخم، قال: " سم "، قلت: قد سميت، قال: " فلعلك تأكل ألوان
الطعام؟ "، قلت: نعم، قال: " فتسمي على كل لون؟ " قلت: لا، فقال: " من هاهنا
تتخم ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 16 ص 592.
التسمية على كل إناء:
الكافي ج 6 ص 295 باب التسمية والتحميد ح 20:

250
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن داود بن فرقد
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف أسمي على الطعام؟ فقال: " إذا اختلف الآنية
فسم على كل إناء "، قلت: فإن نسيت أن أسمي؟ قال: " تقول: بسم الله على أوله
وآخره ".
ونقله منه في " الوسائل ": ج 16 ص 591، ثم قال: ورواه الشيخ بإسناده عن
محمد بن يعقوب... مثله.
إعادة التسمية عند العود إلى الطعام بعد قطعه:
الكافي ج 6 ص 295 باب التسمية والتحميد ح 19:
محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد، عن أبي عبد الله البرقي، عن أبي طالب،
عن مسمع قال: شكوت ما ألقى من أذى الطعام إلى أبي عبد الله (عليه السلام) إذا أكلته،
فقال: " لم تسم "، فقلت: إني لأسمي وإنه ليضرني، فقال لي: " إذا قطعت التسمية
بالكلام ثم عدت إلى الطعام تسمي؟ "، قلت: لا، قال: " فمن هاهنا يضرك، أما لو
أنك إذا عدت إلى الطعام سميت ما ضرك ".
ورواه البرقي في " المحاسن ": ص 438 كتاب المآكل باب 34.
ونقله عنهما في " الوسائل ": ج 16 ص 591.
إذا سمى واحد على المائدة أجزأ عن الجميع:
الكافي ج 6 ص 293 باب التسمية والتحميد ح 9:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمان بن
الحجاج قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إذا حضرت المائدة وسمى رجل
منهم أجزأ عنهم أجمعين ".
ورواه في " المحاسن " ص 439 كتاب المآكل باب القول قبل الطعام وبعده...

251
بعينه.
إن نسي التسمية في أول الطعام يقول: بسم الله على أوله وآخره:
1 - الكافي ج 6 ص 295 باب التسمية والتحميد ح 20:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن داود بن فرقد
قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): كيف أسمي على الطعام؟ قال: فقال: " إذا اختلفت
الآنية فسم على كل إناء " قلت: فإن نسيت أن أسمي؟ قال: " تقول بسم الله على
أوله وآخره " (1).
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 16 ص 587.
2 - مكارم الأخلاق ص 142:
وروي عن الصادق (عليه السلام): " أن من نسي أن يسمي على كل لون فليقل: بسم الله
على أوله وآخره ".
إن نسي التسمية ذكرها بعد:
1 - الكافي ج 6 ص 293 باب التسمية والتحميد ح 5:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيى، عن غياث بن
إبراهيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أكل طعاما
فليذكر اسم الله عز وجل عليه، فإن نسي فذكر الله [من] بعد تقيأ الشيطان - لعنه
الله - ما كان أكل واستقل الرجل الطعام ".
ورواه في " المحاسن ": ص 434 كتاب المآكل باب 34... بعينه سندا ومتنا.
وروى في ص 432 كتاب المآكل باب 34: عن أبي أيوب المدائني، عن



(1) تقدم في فصل " التسمية على كل إناء " فراجع.
252
محمد بن أبي عمير، عن الحسين بن مختار، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" إذا أكلت الطعام فقل: بسم الله في أوله وآخره، فإن العبد إذا سمى في طعامه قبل
أن يأكل لم يأكل معه الشيطان، وإذا لم يسم أكل معه الشيطان، وإذا سمى بعدما
يأكل وأكل الشيطان معه تقيأ ما كان أكل ".
2 - جامع الأخبار ص 43:
وسئل النبي (صلى الله عليه وآله): هل يأكل الشيطان مع الإنسان؟ فقال: " نعم، كل مائدة لم
يذكر بسم الله عليها يأكل الشيطان معهم، ويرفع الله البركة عنها "، ونهى عن أكل لم
يذكر بسم الله كما قال الله تعالى في سورة الأنعام (1): * (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم
الله عليه) *.
كتب أهل السنة:
3 - جامع الأصول (جامع الصحاح الست لهم) ج 8 ص 242 - 243:
(بحذف الإسناد): قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: بسم
الله، فإن نسي في الأول فليقل في الآخر: بسم الله في أوله وآخره ". أخرجه أبو
داود والترمذي.
4 - وفي ج 8 ص 243:
أمية بن مخشى، رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله)
جالسا ورجل يأكل، فلم يسم، حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما دفعها إلى
فيه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال: " ما زال الشيطان
يأكل معه، فلما ذكر اسم الله آخره استقاء ما في بطنه ". أخرجه أبو داود.



(1) آية: 121.
253
كفى التسمية في أول اليوم لنسيانه فيه:
1 - دعائم الإسلام ج 2 ص 118:
عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: " إذا وضع الطعام فسموا، فإن الشيطان
يقول لأصحابه: اخرجوا، فليس لكم فيه نصيب، ومن لم يسم على طعامه كان
للشيطان معه فيه نصيب ". وقال: " من قال إذا أصبح: ابتدئ في يومي هذا بين يدي
نسياني وعجلتي بسم الله، أجزأه على ما نسي من طعام أو شراب ".
2 - وعنه (عليه السلام) أنه رخص في النفخ في الطعام والشراب، وقال: " إنما يكره
ذلك لمن كان معه غيره، كي لا يعافه ".

254
- 11 -
ابتداء الكتابة بالتسمية
1 - الأشعثيات ص 214:
أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى
ابن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): كل كتاب لا يبدأ فيه بذكر الله تعالى فهو أقطع ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 80.
2 - أصول الكافي ج 4 ص 498 الباب الذي قبل باب النهي عن إحراق
القراطيس ح 1.
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن
دراج قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " لا تدع بسم الله الرحمن الرحيم وإن كان بعده
شعر ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 8 ص 494.

255
3 - أصول الكافي ج 4 ص 498 الباب الذي قبل باب النهي عن إحراق
القراطيس ح 2:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن
الحسين بن علي، عن يوسف بن عبد السلام، عن سيف بن هارون مولى آل جعدة،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم من أجود كتابك، ولا
تمد الباء حتى ترفع السين ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 8 ص 495.
4 - علل الشرائع ص 520 باب 269:
حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبد الله البصري، قال: حدثنا
أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أحمد بن جبلة، عن عبد الله بن أحمد بن عامر
الطائي، عن أبيه، عن علي بن موسى الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) - في حديث -: أن
أمير المؤمنين (عليه السلام) سئل لم سمي تبع تبعا؟ قال: " لأنه كان غلاما كاتبا، وكان
يكتب لملك كان قبله، وكان إذا كتب كتب بسم الله الذي خلق صيحا وريحا، فقال
له الملك: اكتب وابدأ باسم ملك الرعد، فقال: لا لا أبدأ إلا باسم إلهي، ثم أعطف
على حاجتك، فشكر الله له ذلك فأعطاه ملك ذلك الملك، فتابعه الناس فسمي
تبعا ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 8 ص 495.
5 - مستدرك الوسائل ج 2 ص 80:
القطب الراوندي في لب اللباب عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه كان يأمر كاتبه أن يكتب
باسمك اللهم، فلما نزلت * (بسم الله مجريها) * أمر أن يكتب بسم الله، فلما نزلت
* (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) * أمر أن يكتب بسم الله الرحمن، فلما نزلت
* (من سليمان وأنه بسم الله الرحمن الرحيم) * أمر بكتابه تاما.

256
6 - مستدرك الوسائل ج 2 ص 81:
أحمد بن محمد السياري في كتاب " التنزيل والتحريف ": حدثني بعض
الرواة من أصحابنا قال: من حق القلم على من أخذه إذا كتب أن يبدأ ببسم الله
الرحمن الرحيم.
إجادة كتابة البسملة:
منية المريد ص 181:
وعنه (صلى الله عليه وآله): " من كتب بسم الله الرحمن الرحيم فجوده تعظيما غفر له ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 80.

257
- 12 -
الابتهال بالدعاء
1 - مسائل علي بن جعفر ص 336 - 337:
حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن
مسعود، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد، قال: حدثنا العمركي، عن علي بن جعفر،
عن أخيه موسى (عليه السلام) قال: " التبتل: أن تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت،
والابتهال: أن تبسطهما وتقدمهما، والرغبة: أن تستقبل براحتيك السماء وتستقبل
بهما وجهك، والرهبة: أن تكفئ كفيك فترفعهما إلى الوجه، والتضرع: أن تحرك
إصبعيك وتشير بهما ".
2 - ثواب الأعمال ص 183:
أبي (رحمه الله) قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن بنان بن محمد، عن أبيه، عن عبد
الله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه،
عن علي (عليهم السلام) " أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ما من عبد سلك واديا فيبسط كفيه فيذكر الله
ويدعو إلا ملأ الله ذلك الوادي حسنات، فليعظم ذلك الوادي أو ليصغر ".
راجع عنوان: " التضرع " في حرف الضاد.

258
- 13 -
إبرار القسم
إبرار القسم أو المقسم هو أنه لو طلب أحد منه أن يفعل الشئ أو لا يفعله
وأقسم عليه، قبله وصدق يمينه.
قرب الإسناد ص 34:
هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام): " أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرهم بسبع: عيادة المرضى، واتباع الجنائز، وإبرار القسم،
وتسميت العاطس، ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي... " الخبر.
ورواه في " الخصال ": ص 341 عن الخليل بن أحمد، عن أبي العباس الثقفي،
عن محمد بن الصباح، عن جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أشعث بن أبي
الشعثاء، عن معاوية بن سويد، عن البراء بن عازب... مثله.
قال الخليل: لعل الصواب: إبرار المقسم.

259
- 14 -
إبلاغ حاجة من لا يستطيع إبلاغها
1 - أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 206 جزء 7:
وبالإسناد قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر
الجعابي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا عبد الله بن محمد، قال:
حدثني زيد بن علي، عن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين أبو الحسين العلوي،
قال: حدثني علي بن جعفر بن محمد، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن
محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن جده علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبلغوني حاجة من لا يستطيع إبلاغي حاجته، فإنه من أبلغ
سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها ثبت الله قدميه على الصراط يوم القيامة ".
2 - معاني الأخبار ص 79 - 80:
روى بسنده عن الحسن بن علي (عليهما السلام)، عن هند بن أبي هالة وكان وصافا
للنبي (صلى الله عليه وآله)، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) فحما... إلى أن قال: أبلغوني حاجة من لا
يقدر على إبلاغ حاجته، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت
الله قدميه يوم القيامة.

260
3 - مكارم الأخلاق ص 13:
روي في حديث كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني
في حاجة من لا يستطيع إبلاغ حاجته، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع
إبلاغها إياه ثبت الله قدميه يوم القيامة ".
4 - قرب الإسناد ص 122:
عبد الله بن الحسن، عن جده علي بن جعفر قال: وسمعت أخي موسى بن
جعفر (عليهما السلام) يقول: " من أبلغ سلطانا حاجة من لا يستطيع إبلاغها أثبت الله
عز وجل قدميه على الصراط ".

261
- 15 -
اتباع السيئة بالحسنة
1 - تفسير القمي ج 1 ص 364 س الرعد:
حدثني أبي، عن حماد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي ما من دار فيها فرحة إلا يتبعها ترحة، وما من هم إلا
وله فرج إلا هم أهل النار، فإذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا، وعليك
بصنائع الخير فإنها تدفع مصارع السوء ".
ونقله عنه في " البحار ": ج 68 ص 242، و: ج 74 ص 116.
2 - تفسير العياشي ج 2 ص 162:
عن إبراهيم الكرخي، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عليه مولى له،
فقال: " يا فلان متى جئت؟ "، فسكت، فقال أبو عبد الله: " جئت من هاهنا ومن
هاهنا، انظر بما تقطع به يومك، فإن معك ملكا موكلا يحفظ عليك ما تعمل، فلا
تحتقر سيئة وإن كانت صغيرة فإنها ستسوؤك يوما، ولا تحتقر حسنة فإنه ليس
شئ أشد طلبا ولا أسرع دركا من الحسنة، إنها لتدرك الذنب العظيم القديم فتذهب
به، وقال الله في كتابه: * (إن الحسنات يذهبن السيئات) * " قال: قال: " صلاة الليل

262
تذهب بذنوب النهار "، وقال: " يذهب بما جرحتم ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 353.
3 - أمالي المفيد ص 260 - 261 مجلس 31:
روي عن علي بن محمد بن حبيش، عن محمد بن عثمان، عن علي بن محمد
ابن أبي سعيد، عن فضيل بن الجعد، عن أبي إسحاق الهمداني، عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) فيما كتبه إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر، وفيه: " وأن الله يكفر
بكل حسنه سيئة، قال الله عز وجل: * (إن الحسنات يذهبن السيئات...) * الآية...
الخ ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 354.
4 - أمالي المفيد ص 181 مجلس 23:
روي عن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن
معروف، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن زيد، عن ابن
أبي يعفور قال: قال لي أبو عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام): " لا يغرنك الناس عن
نفسك فإن الأمر يصل إليك دونهم، ولا تقطع عنك النهار بكذا وكذا فإن معك من
يحفظ عليك، ولا تستقل قليل الخير فإنك تراه غدا حيث يسرك، ولا تستقل قليل
الشر فإنك تراه غدا حيث يسوؤك، وأحسن فإني لم أر شيئا أشد طلبا ولا أسرع
دركا من حسنة لذنب قديم، إن الله جل اسمه يقول: * (إن الحسنات يذهبن
السيئات ذلك ذكرى للذاكرين) * ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 354.
5 - أمالي المفيد ص 182 - 183 مجلس 23:
روى بسنده عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، عن علي بن النعمان،
عن إسحاق بن عمار، عن أبي النعمان العجلي قال: قال أبو جعفر محمد بن

263
علي (عليهما السلام) - في حديث -: " وأحسن، فلم أر شيئا أسرع دركا ولا أشد طلبا من
حسنة لذنب قديم ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 354.
6 - روضة الكافي ص 60 - 70 ح 8:
روي عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان، عن علي بن عيسى رفعه في
حديث قال: " مما أوحى الله تعالى به موسى: يا موسى، إن الحسنة عشرة أضعاف،
ومن السيئة الواحدة الهلاك، ولا تشرك بي، لا يحل لك أن تشرك بي قارب وسدد،
وادع دعاء الطامع الراغب فيما عندي، النادم على ما قدمت يداه، فإن سواد الليل
يمحوه النهار، وكذلك السيئة تمحوها الحسنة، وعشوة الليل تأتي على ضوء
النهار، وكذلك السيئة تأتي على الحسنة الجليلة فتسودها ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 354.
كتب أهل السنة:
7 - إحياء العلوم ج 4 ص 11:
قال (صلى الله عليه وآله): " أتبع السيئة الحسنة تمحها ".
8 - وفي ج 4 ص 13:
وقال (صلى الله عليه وسلم): " إن الحسنات يذهبن السيئات كما يذهب الماء الوسخ ".

264
- 16 -
الاتحاد
الأمر بالاتحاد:
قال الله تعالى:
* (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم
أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار
فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون) *. آل عمران: 103.
وقال تعالى:
* (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) *. المؤمنون: 53.
الاتحاد في البر والتقوى دون الإثم والعدوان:
قال الله تعالى:
* (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) *. المائدة: 2.
ذم التفرقة:
قال الله تعالى:
* (والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن

265
حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد أنهم لكاذبون
لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال
يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) *. التوبة: 107 و 108.
وقال تعالى:
* (إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شئ إنما أمرهم إلى الله
ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون) *. الأنعام: 159.
* (ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما
لديهم فرحون) *. الروم: 32.
وقال تعالى:
* (ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم
عذاب عظيم) *. آل عمران: 105.
وقال تعالى:
* (فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون فذرهم في غمرتهم
حتى حين) *. المؤمنون: 53 و 54.
1 - عقاب الأعمال ص 289:
أبي (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني،
عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إذا ظهر العلم واحترز العمل، وائتلفت الألسن، واختلفت القلوب وتقاطعت
الأرحام هنالك لعنهم الله، فأصمهم وأعمى أبصارهم ".
2 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 139:
روى بسنده عن سليم بن قيس حين أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ابنه
الحسن (عليه السلام) وأشهد على وصيته الحسين (عليه السلام)... فذكر الوصية، وفيها: " إياكم

266
والتقاطع والتدابر والتفرق.. ".
3 - الأشعثيات ص 231:
بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه،
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " ثلاث موبقات: نكث البيعة، وترك السنة، وفراق
الجماعة ".
4 - نهج البلاغة كلام 327 ص 392:
قال: " والزموا السواد الأعظم، فإن يد الله على الجماعة، وإياكم والفرقة، فإن
الشاذ من الناس للشيطان، كما أن الشاذ من الغنم للذئب.. ".
غرر الحكم كما في تصنيفه (ص 466):
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
5 - " الخلاف يهدم الآراء ".
6 - " الأمور المنتظمة يفسدها الخلاف ".
7 - " إلزموا الجماعة واجتنبوا الفرقة ".
8 - " إياك والفرقة، فإن الشاذ من الناس للشيطان ".
9 - " إياكم والفرقة، فإن الشاذ عن أهل الحق للشيطان كما أن الشاذ من الغنم
للذنب ".
10 - " إياكم والتدابر والتقاطع وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ".
11 - " سبب الفرقة الاختلاف ".
12 - " كثرة الخلاف شقاق ".
13 - " عرجوا عن طريق المنافرة، وضعوا تيجان المفاخرة ".
14 - " من نكد الدنيا تنغيص الاجتماع بالفرقة، والسرور بالغصة ".

267
- 17 -
اتخاذ المصحف في البيت
1 - أصول الكافي ج 4 ص 417 باب قراءة القرآن في المصحف ح 2:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحسين بن الحسن
الضرير، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه قال: " إنه ليعجبني أن
يكون في البيت مصحف يطرد الله عز وجل به الشياطين ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 4 ص 855، ثم قال: ورواه الصدوق في " ثواب
الأعمال " عن أبيه، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، عن علي بن الحسين... مثله.
2 - أصول الكافي ج 4 ص 417 باب قراءة القرآن في المصحف ح 3:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضال، عمن ذكره، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " ثلاثة يشكون إلى الله عز وجل: مسجد خراب لا يصلي فيه أهله،
وعالم بين جهال، ومصحف معلق قد وقع عليه الغبار لا يقرأ فيه ".
ورواه في " الخصال ": ج 2 ص 142 بسنده عن ابن فضال... بعينه.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 4 ص 855.

268
3 - قرب الإسناد ص 42:
الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، أنه كان
يستحب أن يعلق المصحف في البيت يتقي به من الشياطين قال: ويستحب أن لا
يترك من القراءة فيه.
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 4 ص 855.

269
- 18 -
اتخاذ الطريق الوسطى
عوالي اللآلي ج 4 ص 110:
قال النبي (صلى الله عليه وآله): " اليمين والشمال مضلة، والطريق الوسطى هي الجادة ".

270
- 19 -
اتخاذ الدواجن في البيوت
1 - قرب الإسناد ص 45:
الحسن بن طريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام)
قال: " كانوا يحبون أن يكون في البيت الشئ الداجن، مثل: الحمام أو الدجاج أو
العتاد، ليعبث به صبيان الجن ولا يعبثون بصبيانهم ".
2 - بحار الأنوار ج 62 ص 1 عن طب الأئمة:
روي عن المظفر بن محمد بن عبد الرحمان، عن عبد الرحمان بن أبي نجران،
عن سليمان بن جعفر، عن إبراهيم بن أبي يحيى المدني، قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أكثروا من الدواجن في بيوتكم تتشاغل بها الشياطين عن
صبيانكم ".
بيان: قال الجوهري: دجن بالمكان دجونا: أقام به وأدجن مثله، وقال ابن
السكيت: شاة داجن وراجن: إذا ألفت البيوت واستأنست، قال: ومن العرب من
يقولها بالهاء وكذلك غير الشاة، قال لبيد:
حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا * غضفا دواجن قافلا أعصامها
*

271
أراد به كلاب الصيد.
وقال في النهاية: فيه: " لعن الله من مثل بدواجنه " هي جمع داجن، وهو
الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، يقال: شاة داجن، ودجنت تدجن دجونا،
والمداجنة: حسن المخالطة، وقد يقع على غير الشاة من كل ما يألف البيوت من
الطير وغيرها، والمثلة بها: أن يخصيها ويجدعها، انتهى.
وقال الدميري: الداجن: الشاة التي يعلفها الناس في منازلهم، وكذلك الناقة
والحمام البيوتي، والأنثى داجنة، والجمع دواجن، وقال أهل اللغة: دواجن
البيوت: ما ألفها من الطير والشاة وغيرهما، وقد دجن في بيته: إذا لزمه.
اتخاذ الديك في البيوت:
1 - الكافي ج 6 ص 549 باب الديك ح 1 - 6:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن أبي
جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ديك أبيض
أفرق يحرس دويرة أهله وسبع دويرات حوله ".
2 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن سليمان بن رشيد، عن
القاسم بن عبد الرحمان الهاشمي، عن محمد بن مخلد الأهوازي، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " ديك أبيض أفرق يحرس دويرته وسبع دويرات حوله، ولنفضة من
حمام منمرة (1) أفضل من سبع ديوك فرق بيض ".
3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن
جده الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفري قال: ذكر عند أبي
الحسن (عليه السلام) حسن الطاووس فقال: " لا يزيدك على حسن الديك الأبيض شئ "،



(1) النمرة: النكتة من أي لون كان، المنمر: وهو أن يكون فيه بقعة بيضاء وبقعة من أي لون
وآخر.
272
قال: وسمعته يقول: " الديك أحسن صوتا من الطاووس، وهو أعظم بركة، ينبهك
في مواقيت الصلاة، وإنما يدعو الطاووس بالويل للخطيئة التي ابتلي بها ".
4 - عنه، عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " الديك الأبيض
صديقي، وصديق كل مؤمن ".
5 - عنه، عن بعض أصحابه، عن أبي شعيب المحاملي، عن أبي الحسن (عليه السلام)
قال: قال: " في الديك خمس خصال من خصال الأنبياء: السخاء، والشجاعة،
والقناعة، والمعرفة بأوقات الصلوات، وكثرة الطروقة (1) والغيرة ".
6 - عنه وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن جعفر بن محمد
الأشعري، عن ابن القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير المؤمنين صلوات
الله عليه: صياح الديك صلاته، وضربه بجناحه ركوعه وسجوده ".
اتخاذ الحمام في البيوت:
1 - الكافي ج 6 ص 547 باب الحمام ح 8 - 17:
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن رجل، عن عمر بن
يزيد، عن أبي سلمة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " الحمام طير من طيور
الأنبياء (عليهم السلام) التي كانوا يمسكون في بيوتهم، وليس من بيت فيه حمام إلا لم تصب
أهل ذلك البيت آفة من الجن، إن سفهاء الجن يعبثون في البيت، فيعبثون بالحمام
ويدعون الناس "، قال: فرأيت في بيوت أبي عبد الله (عليه السلام) حماما لابنه إسماعيل.
2 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده
الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر قال: قال أبو الحسن (عليه السلام) - ونظر إلى حمام
في بيته -: " ما من انتفاض (2) ينتفض بها إلا نفر الله بها من دخل البيت من عزمة (3)



(1) أي كثرة النكاح.
(2) أي حركة الحمام.
(3) والعزمة - بالضم -: أسرة الرجل وقبيلته وجماعته، وبالتحريك: المصححون للمودة.
273
أهل الأرض ".
3 - عنه، عن الجاموراني، عن ابن أبي حمزة، عن صندل، عن داود بن فرقد
قال: كنت جالسا في بيت أبي عبد الله (عليه السلام) فنظرت إلى حمام راعبي (1) يقرقر (2)
طويلا، فنظر إلي أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: " يا داود، تدري ما يقول هذا الطير؟ " قلت:
لا والله جعلت فداك، قال: " يدعو على قتلة الحسين (عليه السلام)، فاتخذوا في منازلكم ".
4 - عنه، عن محمد بن علي، عن رجل، عن يحيى الأزرق قال: سمعت أبا
عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن حفيف (3) أجنحة الحمام لتطرد الشياطين ".
5 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد رفعه، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إن
الله عز وجل يدفع بالحمام عن هدة (4) الدار ".
6 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " اتخذوا الحمام الراعبية في بيوتكم، فإنها تلعن قتلة الحسين بن
علي (عليهما السلام)، ولعن الله قاتله ".
7 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بكر بن صالح، عن محمد بن أبي
حمزة، عن عثمان الإصبهاني قال: استهداني إسماعيل بن أبي عبد الله (عليه السلام)
فأهديت له طيرا راعبيا، فدخل أبو عبد الله (عليه السلام) فقال: " اجعلوا هذا الطير الراعبي
معي في البيت يؤنسني "، قال: وقال عثمان: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) وبين
يديه حمام يفت لهن خبزا (5).
8 - عنه، عن بكر بن صالح، عن أشعث بن محمد البارقي، عن عبد الكريم بن
صالح، قال: دخلت على أبي عبد الله (عليه السلام) فرأيت على فراشه ثلاث حمامات



(1) جنس من الحمام.
(2) القرقرة: الحمام إذا هدر.
(3) الحفيف: صوت جناح الطائر.
(4) الهدة: الخسف.
(5) يفت الخبز: يكسره بأصابعه.
274
خضر قد ذرقن (1) على الفراش، فقلت: جعلت فداك هؤلاء الحمام تقذر الفراش
فقال: " لا، إنه يستحب أن تسكن في البيت ".
9 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن رجل، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " كان في منزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) زوج حمام أحمر ".
10 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن عمر [و]
عن إبراهيم السندي، عن يحيى الأزرق قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " احتفر أمير
المؤمنين (عليه السلام) بئرا فرموا فيها، فأخبر بذلك فجاء حتى وقف عليها فقال: لتكفن
أو لأسكننها الحمام، ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إن حفيف أجنحتها تطرد
الشياطين ".
اتخاذ الشاة في البيوت:
1 - الكافي ج 6 ص 544 باب الغنم ح 4 - 9:
وبإسناد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إذا اتخذ أهل بيت شاة أتاهم الله برزقها
وزاد في أرزاقهم وارتحل الفقر عنهم مرحلة، فإن اتخذ شاتين أتاهم الله
بأرزاقهما، وزاد في أرزاقهم وارتحل الفقر عنهم مرحلتين، فإن اتخذوا ثلاثة
أتاهم الله بأرزاقهم وارتحل الفقر عنهم رأسا ".
2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن
محمد بن عجلان قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " ما من أهل بيت يكون
عندهم شاة لبون إلا قدسوا في كل يوم مرتين "، قلت: وكيف يقال لهم؟ قال: " يقال
لهم: بوركتم بوركتم ".
3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن



(1) الذرق: ما يرميه الطائر من فضلات بطنه.
275
محمد بن مارد قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " ما من مؤمن يكون في منزلة
عنز حلوب إلا قدس أهل ذلك المنزل وبورك عليهم، فإن كانتا اثنتين قدسوا
وبورك عليهم في كل يوم مرتين "، قال: فقال بعض أصحابنا: وكيف يقدسون؟ قال:
" يقف عليهم ملك في كل صباح فيقول لهم: قدستم وبورك عليكم وطبتم وطاب
إدامكم "، قال: قلت له: وما معنى قدستم؟ قال: " طهرتم ".
4 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن أبي نجران، عن
أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعمته: ما
يمنعك أن تتخذي في بيتك بركة؟ قالت: يا رسول الله وما البركة؟ قال: شاة تحلب،
فإنه من كان في داره شاة تحلب أو نعجة أو بقرة تحلب فبركات كلهن ".
5 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد، عن حريز، عن أبي الجارود، عن
أبي جعفر (عليه السلام) قال: " دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أم سلمة فقال لها: ما لي لا أرى
في بيتك البركة " قالت: بلى والحمد لله، إن البركة لفي بيتي، فقال: " إن الله عز وجل
أنزل ثلاث بركات: الماء، والنار (1)، والشاة ".
وروي الحديث الثاني في " المحاسن ": ص 643 كتاب المرافق من المحاسن
باب 16: عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن
محمد بن عجلان، قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول:.... مثله.
وروي الحديث الثالث في " المحاسن ": ص 640 كتاب المرافق من المحاسن
باب 16.
وروي الحديث الخامس في " المحاسن ": ص 643 كتاب المرافق من
المحاسن باب 16.
6 - المحاسن ص 640 كتاب المرافق باب 16:
البرقي، عن محمد بن علي، عن عبيس بن هشام، عن عبد الله بن سنان، عن



(1) لعل بركه النار من إيقادها للطبيخ في البيت، فإنه يوجب البركة لأهله ولغيرهم.
276
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إذا اتخذ أهل البيت الشاة قدستهم الملائكة كل يوم
تقديسة "، قلت: كيف يقولون؟ قال: " يقولون: قدستم قدستم ". قال: وفي حديث
آخر قال: " إذا اتخذ أهل البيت ثلاث شياة ".
7 - عنه، عن أبيه، عن سليمان الجعفري رفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من
كانت في بيته شاة قدستهم الملائكة تقديسة وانتقل عنهم الفقر منتقلة، ومن كانت
في بيته شاتان قدستهم الملائكة مرتين وارتحل عنهم الفقر منقلتين، فإن كانت
ثلاث شياه قدستهم الملائكة ثلاث تقديسات وانتقل عنهم الفقر ".
8 - المحاسن ص 643 كتاب المرافق باب 16:
عنه، عن القاسم بن محمد، عن جدة الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من كانت في منزله شاة
قدست عليه الملائكة في كل يوم مرة، ومن كانت عنده اثنتان قدست عليه
الملائكة في كل يوم مرتين، وكذلك في الثلاثة، ويقول الله: بورك فيكم ".
9 - المحاسن ص 642 كتاب المرافق باب 16:
عنه، عن أبيه، عن سليمان الجعفري رفعه إلى أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) قال:
" ما من أهل بيت يروح عليهم ثلاثون شاة إلا تنزل الملائكة تحرسهم حتى
يصبحوا ".
10 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن الفضل بن مبارك، عن عبد الله بن سنان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من كانت في بيته شاة عيدية ارتحل الفقر عنه منتقلة،
ومن كانت في بيته اثنتان ارتحل عنه الفقر منتقلتين، ومن كانت في بيته ثلاثة نفى
الله عنهم الفقر ".

277
اتخاذ الورشان (1) في البيوت:
1 - الكافي ج 6 ص 550 باب الورشان ح 1 - 3:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن
سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من اتخذ في
بيته طيرا فليتخذ ورشانا، فإنه أكثر شيئا لذكر الله عز وجل، وأكثر تسبيحا، وهو طير
يحبنا أهل البيت ".
2 - عنه، عن بكر بن صالح، عن محمد بن أبي حمزة، عن عثمان الإصبهاني
قال: استهداني إسماعيل بن أبي عبد الله (عليه السلام) طيرا من طيور العراق فأهديت
ورشانا، فدخل أبو عبد الله (عليه السلام) فرآه فقال: " إن الورشان يقول: بوركتم بوركتم،
فأمسكوه ".
3 - عنه، عن الجاموراني، عن ابن أبي حمزة، عن سيف، عن إسحاق بن
عمار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه نهى ابنه إسماعيل عن اتخاذ
الفاختة (2) وقال: " إن كنت لا بد متخذا فاتخذ ورشانا، فإنه كثير الذكر لله تبارك
وتعالى ".



(1) الورشان: نوع من الحمام البري.
(2) الفاختة: ضرب من الحمام المطوق.
278
- 20 -
الإتيان بما يأمر به غيره من المعروف
والترك لما ينهاهم عنه من المنكر
1 - روضة الكافي ج 1 ص 232 ح 151:
سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن عبد الله بن المغيرة، عن طلحة بن
زيد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: * (فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين
ينهون عن السوء) * قال: " كانوا ثلاثة أصناف: صنف ائتمروا وأمروا فنجوا،
وصنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرا، وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا ".
ورواه الصدوق في " الخصال " ص 100: عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن
سهل بن زياد... بعينه سندا ومتنا.
ونقله عنهما في " الوسائل ": ج 11 ص 418.
2 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 275 - 277:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصيته لابنه محمد بن الحنفية: " يا بني، إياك
والاتكال على الأماني.... إلى أن قال: يا بني، أقبل من الحكماء مواعظهم، وتدبر
أحكامهم، وكن آخذ الناس بما تأمر به، وأكف الناس عما تنهى عنه، وأمر

279
المعروف تكن من أهله، فإن استتمام الأمور عند الله تبارك وتعالى الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 418.
3 - الخصال ج 1 ص 109:
حدثنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، قال: حدثني
محمد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير رفعه إلى أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال:
عامل [عالم - خ ل] بما يأمر به تارك لما ينهى عنه، عادل فيما يأمر عادل فيما
ينهى، رفيق فيما يأمر رفيق فيما ينهى ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 11 ص 419.
4 - أمالي الصدوق ص 358 مجلس 57:
حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أبي، عن يعقوب بن يزيد،
عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر، قال: قلت لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): بم
يعرف الناجي؟ فقال: " من كان فعله لقوله موافقا فهو ناج، ومن لم يكن فعله لقوله
موافقا فإنما ذلك مستودع ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 418.
5 - أمالي الصدوق ص 494 مجلس 47:
حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر،
عن عمه عبد الله بن عامر، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي
حمزة، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) - في حديث وصف المؤمن والمنافق - قال:
" والمنافق ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي... " الحديث.
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 419.

280
6 - نهج البلاغة ص 1117 حكمة 70:
" من نصب نفسه للناس إماما فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره،
وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من
معلم الناس ومؤدبهم ".
7 - وفي ص 1159 - 1160 حكمة 142:
وقال (عليه السلام) لرجل سأله أن يعظه: " لا تكن ممن يرجو الآخرة بغير العمل...
إلى أن قال: ينهى ولا ينتهي، ويأمر بما لا يأتي... " الحديث.
8 - وفي ص 312 خطبة 104:
" وانهوا غيركم عن المنكر وتناهوا عنه، فإنما أمرتم بالنهي بعد التناهي ".
9 - وفي ص 401 خطبة 129:
وقال (عليه السلام) في خطبة له: " فإنا لله وإنا إليه راجعون، ظهر الفساد فلا منكر مغير،
ولا زاجر مزدجر... إلى أن قال: لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، والناهين
عن المنكر العاملين به ".
ونقلها عنه في " الوسائل ": ج 11 ص 420.
10 - إرشاد القلوب ص 14:
قالوا: يا وصي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا نأمر بالمعروف حتى نعمل به كله، ولا ننهى
عن المنكر حتى ننتهي عنه كله؟ فقال: " لا بل مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به
كله، وانهوا عن المنكر وإن لم تنتهوا عنه كله ".
11 - وفي ص 16:
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " رأيت ليلة أسري بي إلى السماء قوما تقرض شفاههم
بالمقاريض من نار، ثم ترمى بها، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: خطباء
أمتك، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون ".

281
ونقلهما في " الوسائل ": ج 11 ص 420.
12 - كتاب الزهد ص 3:
حدثنا أبو الحسن علي بن حاتم بن أبي حاتم، قال: أخبرنا الحسين بن سعيد
ابن حماد [عن حماد - خ ل]، عن الحسين بن المختار، قال: حدثني بعض
أصحابنا عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " كفى بالمرء عيبا أن يبصر من عيوب الناس ما
يعمى عنه من أمر نفسه، أو يعيب على الناس أمرا هو فيه لا يستطيع التحول عنه
إلى غيره، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه ".
13 - أمالي الطوسي ج 2 ص 138 - 140 مجلس 4 محرم:
روى بإسناده عن أبي ذر، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في وصيته له، قال: " يا أبا
ذر، يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون: ما أدخلكم النار، وإنما
دخلنا الجنة بفضل تعليمكم وتأديبكم؟ فيقولون: إنا كنا نأمركم بالخير ولا نفعله ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 420.
14 - تفسير العياشي ج 1 ص 43:
عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قلت: قوله تعالى:
* (أتامرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) * قال: فوضع يده على حلقه قال:
" كالذابح نفسه ".
وقال الحجال، عن أبي إسحاق، عمن ذكره: * (وتنسون أنفسكم) * أي تتركون.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 362.
15 - تفسير الإمام العسكري (عليه السلام) ص 233:
" قال عز وجل لقوم من مردة اليهود ومنافقيهم المحتجنين (1) لأموال الفقراء،



(1) احتجن المال: ضمه إلى نفسه واحتواه.
282
المستأكلين للأغنياء (1)، الذين يأمرون بالخير ويتركونه، وينهون عن الشر
ويرتكبونه، قال: يا معشر اليهود * (أتامرون الناس بالبر) * والصدقات وأداء
الأمانات * (وتنسون أنفسكم) * أفلا تعقلون ما به تأمرون * (وأنتم تتلون الكتاب) *
التوراة الآمرة بالخيرات، والناهية عن المنكرات، المخبرة عن عقاب المتمردين،
وعن عظيم الشرف الذي يتطول الله به على الطائعين المجتهدين * (أفلا تعقلون) *
ما عليكم من عقاب الله عز وجل، في أمركم بما به لا تأخذون، وفي نهيكم عما أنتم
فيه منهمكون ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 363.
16 - مكارم الأخلاق ص 457:
روي عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله (عليه السلام) - في حديث -: " يا بن
مسعود، لا تكونن ممن يهدي الناس إلى الخير ويأمرهم بالخير وهو غافل عنه،
يقول الله تعالى: * (أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) *... إلى أن قال (عليه السلام): يا
ابن مسعود لا تكن ممن يشدد على الناس ويخفف عن نفسه، يقول الله تعالى: * (لم
تقولون ما لا تفعلون) * ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 364.
17 - مصباح الشريعة ص 42:
قال الصادق (عليه السلام): " من لم ينسلخ عن هواجسه، ولم يتخلص من آفات نفسه
وشهواتها، ولم يهزم الشيطان، ولم يدخل في كنف الله وأمان عصمته، لا يصلح له
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه إذا لم يكن بهذه الصفة فكلما أظهر أمرا
يكون حجة عليه ولا ينتفع الناس به، قال الله عز وجل: * (أتأمرون الناس بالبر
وتنسون أنفسكم) *، ويقال له: يا خائن، أتطالب خلقي بما خنت به نفسك



(1) يستأكل الأغنياء: يأخذ أموالهم.
283
وأرخيت عنه عنانك؟ ".
18 - وفي ص 49:
قال (عليه السلام): " أحسن المواعظ ما لا يجاوز القول حد الصدق، والفعل حد
الإخلاص، فإن مثل الواعظ والمتعظ كاليقظان والراقد، فمن استيقظ عن رقدته
وغفلته ومخالفته ومعاصيه صلح إن يوقظ غيره من ذلك الرقاد، وأما السائر في
مفاوز الاعتداء، والخائض في مراتع الغي، وترك الحياء باستحباب السمعة
والرياء والشهوة، والتصنع إلى الخلق المتزيي بزي الصالحين، المظهر بكلام
عمارة باطنه، وهو في الحقيقة خال عنها، قد غمرتها وحشة حب المحمدة،
وغشيها ظلمة الطمع، فما أفتنه بهواه، وأضل الناس بمقاله، قال عز وجل: * (لبئس
المولى ولبئس العشير) * وأما من عصمه الله بنور التأييد، وحسن التوفيق، وطهر
قلبه من الدنس، فلا يفارق المعرفة والتقى، فيستمع الكلام من الأصل ويترك قائله
كيف ما كان، قالت الحكماء: خذ الحكمة من أفواه المجانين، قال عيسى (عليه السلام):
جالسوا من يذكركم الله رؤيته ولقاؤه فضلا عن الكلام، ولا تجالسوا من توافقه
ظواهركم وتخالفه بواطنكم، فإن ذلك المدعي بما ليس له إن كنتم صادقين في
استفادتكم، فإذا لقيت من فيه ثلاث خصال فاغتنم رؤياه ولقاه ومجالسته ولو كان
ساعة، فإن ذلك يؤثر في دينك وقلبك وعبادتك بركاته: فمن كان كلامه لا يجاوز
فعله، وفعله لا يجاوز صدقه، وصدقه لا ينازع ربه، فجالسه بالحرمة، وانتظر
الرحمة والبركة، واحذر لزوم الحجة عليك وراع وقته كي لا تلومه فتخسر، وانظر
إليه بعين فضل الله عليه وتخصيصه له وكرامته إياه ".
ونقلهما عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 363.
19 - فقه الرضا (عليه السلام) ص 376:
ونروي في قول الله * (فكبكبوا فيها هم والغاوون) * قال: " هم قوم وصفوا

284
بألسنتهم ثم خالفوا إلى غيره "، فسئل عن معنى ذلك، فقال: " إذا وصف الإنسان
عدلا خالفه إلى غيره، فرأى يوم القيامة الثواب الذي هو واصفه لغيره عظمت
حسرته ".
20 - بحار الأنوار ج 75 ص 13 عن كتاب مطالب السؤول:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم حببها لنفسه
فذلك الأحمق بعينه ".
21 - نهج البلاغة ص 1225 حكمة 281:
" كان لي فيما مضى أخ لله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه... إلى
أن قال: وكان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل... إلى أن قال: فعليكم بهذه
الخلائق فتنافسوا فيها ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 363.
22 - دعائم الإسلام ج 1 ص 58:
عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال للمفضل: " أي مفضل، قل لشيعتنا: كونوا
دعاة إلينا بالكف عن محارم الله، واجتناب معاصيه، واتباع رضوان الله، فإنهم إذا
كانوا كذلك كان الناس إلينا سارعين ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 363.
23 - أمالي الشيخ المفيد ص 119 مجلس 14:
روي عن أبي نصر محمد بن الحسين المقري، عن علي بن الحسن
الصيدلاني، عن أبي المقدام أحمد بن محمد، عن أبي نصر المخزومي، عن الحسن
ابن أبي الحسن البصري قال: لما قدم علينا أمير المؤمنين (عليه السلام) البصرة مر بي وأنا
أتوضأ، فقال: " يا غلام أحسن وضوءك يحسن الله إليك... إلى أن قال (عليه السلام): ألا
أزيدك يا غلام؟ "، قلت: بلى يا أمير المؤمنين، قال: " من كن فيه ثلاث خصال

285
سلمت له الدنيا والآخرة: من أمر بالمعروف وائتمر به، ونهى عن المنكر وانتهى
عنه، وحافظ على حدود الله... " الخبر.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 363.
24 - كتاب سليم بن قيس ص 336:
قال: سمعت عليا (عليه السلام) يقول: " منهومان لا يشبعان... إلى أن قال: والعلماء
عالمان: عالم يعمل بعلمه فهو ناج، وعالم تارك لعلمه فهو هالك، إن أهل النار
ليتأذون بنتن ريح العالم التارك لعلمه، وإن أشد أهل النار ندامة وحسرة رجل دعا
عبدا إلى الله فاستجاب له فأطاع الله فأدخله الجنة، وعصى الله الداعي فأدخله
النار بترك علمه واتباعه هواه ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 363.
25 - مستدرك الوسائل ج 2 ص 363 و 364:
الشيخ أبو الفتوح في تفسيره، عن جندب بن عبد الله عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه
قال: " مثل من يعلم الناس الخير ولا يعمل به كالسراج يحرق نفسه ويضئ غيره ".
26 - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه
قال:
" المعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة، فالمعروف يقود صاحبه
ويسوقه إلى الجنة، والمنكر يقود صاحبه ويسوقه إلى النار ".
27 - الآمدي في الغرر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال " كن بالمعروف آمرا،
وعن المنكر ناهيا، وللخير عاملا، وللشر مانعا وقال (عليه السلام): كن آمرا بالمعروف
وعاملا به، ولا تكن ممن يأمر به وينأى عنه، فيبوء بإثمه ويتعرض لمقت ربه ".
28 - وقال (عليه السلام): " أظهر الناس نفاقا من أمر بالطاعة ولم يعمل بها، ونهى عن
المعصية ولم ينته عنها ".
29 - وقال (عليه السلام): " كفى بالمرء غواية أن يأمر الناس بما لا يأتم به وينهاهم

286
عما لا ينتهي عنه ".
30 - وقال (عليه السلام): " من عمل بالمعروف شد ظهور المؤمنين، ومن نهى عن
المنكر أرغم أنوف الفاسقين ".
31 - وقال (عليه السلام): " من كانت له ثلاث سلمت له الدنيا والآخرة: يأمر
بالمعروف ويأتم به، وينهي عن المنكر وينتهي عنه، ويحفظ على حدود الله جل
وعلا ".

287
- 21 -
الإتيان إلى الناس بما يحب أن يأتوا به إليه
كتاب الزهد ص 21:
إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن بعض أصحابنا رفعه إلى النبي (صلى الله عليه وآله)، قال:
جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فأخذ بغرز راحلته وهو يريد بعض غزواته، فقال: يا
رسول الله، علمني عملا أدخل به الجنة، فقال: " ما أحببت أن يأتيه الناس إليك فأته
إليهم، وما كرهت أن يأتيه إليك فلا تأته إليهم، خل سبيل الراحلة ".

288
- 22 -
إجابة المنادي بالاستعانة من المسلمين
1 - التهذيب ج 6 ص 175 باب النوادر ح 29:
أحمد بن محمد، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر عن أبيه عن
آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سمع رجلا ينادي: يا للمسلمين، فلم
يجبه، فليس بمسلم ".
ونقل عنه في " الوسائل " ج 11 ص 108، وج 18 ص 590.
2 - الأشعثيات ص 88:
أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن
جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه عن علي (عليهم السلام):
قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس من المسلمين،
ومن شهد رجلا ينادي: يا للمسلمين، فلم يجب، فليس من المسلمين ".
3 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254 - 260:
روي في حديث سيجئ تحت العنوان التالي، وفيه: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)
لعلي (عليه السلام) - في حديث -: " سر خمسة أميال أجب الملهوف... " الحديث.

289
- 23 -
إجابة دعوة المؤمن إلى الطعام
1 - الكافي ج 6 ص 274 باب إجابة دعوة المسلم ح 1:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن إبراهيم الكرخي،
قال أبو عبد الله (عليه السلام): " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لو أن مؤمنا دعاني إلى طعام ذراع
شاة لأجبته، وكان ذلك من الدين... " الحديث.
ورواه في " المحاسن ": ص 411 كتاب المآكل باب 17، ونقله في
" الوسائل ": ج 16 ص 519.
2 - المحاسن ص 410 كتاب المآكل باب 17:
البرقي، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة النخعي، عن عمرو بن
شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجيب الدعوة ".
ونقله عنه في " بحار الأنوار ": ج 72 ص 447، وفي " الوسائل ": ج 16 ص 521.
3 - مكارم الأخلاق ص 15:
روي في حديث في أخلاق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفيه: " ويجيب دعوة المملوك ".

290
4 - الأشعثيات ص 159:
روى بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن
أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام): " أن النبي (صلى الله عليه وآله) دعاه رجل من اليهود إلى
طعام، ودعا معه نفرا من أصحابه، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): أجيبوا، فأجابوا، وأجاب
النبي (صلى الله عليه وآله) فأكل ".
5 - الكافي ج 6 ص 274 باب إجابة دعوة المسلم ح 3:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر، عن
المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن من الحقوق الواجبات للمؤمن
أن تجاب دعوته ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 16 ص 520.
ورواه في " المحاسن " ص 410 كتاب المآكل باب 17 عن أحمد بن محمد،
عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد الأعلى بن أعين، عن معلى بن
خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)... مثله.
ونقله عنه في " البحار " ج 72 ص 447.
6 - دعوات الراوندي ص 141:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله، ويكره
إجابة من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء ".
ونقله عنه في " البحار ": ج 72 ص 448.
7 - الكافي ج 6 ص 274:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن
أبي المقدام، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أوصي
الشاهد من أمتي والغائب أن يجيب دعوة المسلم ولو على خمسة أميال، فإن ذلك

291
من الدين ".
ورواه في " التهذيب " ج 9 ص 94 باب الذبائح والأطعمة وما يحل وما يحرم
منها ح 142: بسنده عن ابن محبوب... بعينه.
ورواه في " المحاسن " ص 411 كتاب المآكل باب 17... بعينه سندا ومتنا.
ونقله في " الوسائل ": ج 16 ص 520 عن " الكافي " و " المحاسن ".
ونقله في " البحار ": ج 72 ص 447 عن " المحاسن ".
8 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 254 - 260، مكارم الأخلاق ص 433:
روى حماد بن عمرو وأنس بن محمد عن أبيه جميعا، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " يا علي
أوصيك بوصية فاحفظها، فلن تزال بخير ما حفظت وصيتي... إلى أن قال: يا
علي، سر سنتين بر والديك، سر سنة صل رحمك، سر ميلا عد مريضا، سر ميلين
شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخا في الله، سر
خمسة أميال أغث الملهوف، سر ستة أميال أنصر المظلوم، وعليك بالاستغفار ".
ورواه أيضا في " المواعظ " ص 22، ورواه في " الأشعثيات " ص 186.
وقد تقدم نقل الحديث عن " الكافي " ج 6 ص 274، وعن " التهذيب " ج 9
ص 94، وعن " المحاسن " كتاب المآكل باب 17 ص 410.
9 - قرب الإسناد ص 34:
هارون، عن مسعدة قال: حدثنا جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام): " أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمرهم بسبع: عيادة المرضى، واتباع الجنائز، وإبرار القسم،
وتسميت العاطس، ونصر المظلوم، وإفشاء السلام، وإجابة الداعي... " الحديث.
10 - الخصال ج 2 ص 341:
أخبرني الخليل بن أحمد، عن أبي العباس الثقفي، عن محمد بن الصباح، عن

292
جرير، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد،
عن البراء بن عازب، قال: أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسبع... إلى أن قال: وإجابة
الداعي.
ونقله عنه في " البحار ": ج 72 ص 469.
11 - الكافي ج 6 ص 274:
أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن مثنى الحناط، عن إسحاق بن يزيد،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن من حق المسلم على المسلم أن يجيبه إذا دعاه ".
ونقل عنه في " الوسائل ": ج 16 ص 520.
ورواه في " المحاسن " ص 410 كتاب المآكل باب 17... بعينه سندا ومتنا.
ونقل عنه في " البحار ": ج 72 ص 447.
12 - المحاسن ص 411 كتاب المآكل باب 17:
البرقي عن بعض أصحابنا العراقيين، رفعه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من
أعجز العجز رجل دعاه أخوه إلى طعام فتركه من غير علة ".
ونقل عنه في " الوسائل " ج 16 ص 521.
13 - الكافي ج 6 ص 274 باب إجابة دعوة المسلم ح 6:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن ثعلبة بن
ميمون، عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن معلى بن خنيس، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: " إن من حق المسلم الواجب على أخيه إجابة دعوته ".
ورواه في " المحاسن " ص 411 كتاب المآكل باب 17.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 16 ص 520.
14 - عيون الأخبار ج 2 ص 12 باب 30:
حدثنا أبي، حدثني علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن

293
الرضا (عليه السلام) قال: " السخي يأكل من طعام الناس ليأكلوا من طعامه، والبخيل لا
يأكل من طعام الناس لئلا يأكلوا من طعامه ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 16 ص 520.
15 - قرب الإسناد ص 74:
السندي بن محمد، عن أبي البختري، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن أبيه قال:
" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ثلاثة من الجفاء: إن يصحب الرجل الرجل فلا يسأله عن
اسمه وكنيته، وأن يدعى الرجل إلى طعام فلا يجيب أو يجيب فلا يأكل، ومواقعة
الرجل أهله قبل المداعبة ".
ونقله في " الوسائل " ج 14 ص 83.
16 - الوسائل ج 16 ص 521:
عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: " الخير يأكل من طعام الناس
ليأكلوا من طعامه ".
كتب أهل السنة:
17 - جامع الأصول (جامع الصحاح الست لهم) ج 8 ص 306:
(بحذف الإسناد): قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أجيبوا هذه الدعوة إذا دعيتم ". قال:
وكان عبد الله يأتي الدعوة في العرس وغير العرس، وهو صائم.
18 - وفي أخرى قال: " إذا دعيتم إلى كراع فأجيبوا " أخرجه البخاري
ومسلم.
19 - وفي رواية الترمذي قال: " ائتوا الدعوة إذا دعيتم ".
20 - وعند أبي داود قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من دعي فلم يجب فقد عصى
الله ورسوله، ومن دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا ".
21 - وفي ص 307:

294
(بحذف الإسناد): قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب،
فإن شاء طعم، وإن شاء ترك ". أخرجه مسلم وأبو داود.
22 - إحياء العلوم ج 2 ص 14:
قال (صلى الله عليه وآله): " من لا يجب الداعي فقد عصى الله ورسوله ".
23 - وفي ج 2 ص 13:
وقال (صلى الله عليه وسلم): " لو دعيت إلى كراع بالغميم لأجبت " وهو موضع على أميال من
المدينة.
وفي " المغني ": رواه الترمذي من حديث أنس.
24 - وفي ج 2 ص 12:
كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يجيب دعوة العبد ودعوة المسكين. ومر الحسن بن
علي (رضي الله عنه) بقوم من المساكين الذين يسألون الناس على قارعة الطريق وقد نشروا
كسرا على الأرض في الرمل وهم يأكلون، وهو على بغلته فسلم عليهم، فقالوا له:
هلم إلى الغدا يا ابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: " نعم، إن الله لا يحب المستكبرين "،
فنزل وقعد معهم على الأرض وأكل، ثم سلم عليهم وركب، وقال: " قد أجبتكم
فأجيبوني "، قالوا: نعم، فوعدهم وقتا معلوما، فحضروا فقدم إليهم فاخر الطعام
وجلس يأكل معهم.
وفي " المغني ": رواه الترمذي وابن ماجة، وصححه الحاكم.
النهي عن إجابة من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء:
دعوات الراوندي ص 141:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله، ويكره
إجابة من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء ".

295
ونقله في " البحار " ج 72 ص 448.
النهي عن استتباع ولده إذا دعي إلى طعام:
المحاسن ص 411 كتاب المآكل باب 17:
البرقي، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): إذا دعي أحدكم إلى طعام فلا يستتبعن ولده، فإنه إن فعل ذلك كان
حراما ودخل " (1).
ورواه في " الكافي " ج 6 ص 270 والتهذيب ج 9 ص 92 باب الذبائح
والأطعمة ح 132 عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن النوفلي... بعينه سندا ومتنا،
لكنه فيهما لم يسنده إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).



(1) كذا في المحاسن، وفي الكافي والتهذيب بزيادة: " غاصبا "
296
- 24 -
إجادة الأكفان
فلاح السائل ص 69:
من كتاب سير الأئمة (عليهم السلام) بإسناده إلى الصادق (عليه السلام) قال: " إن أبي أوصاني
عند الموت فقال: يا جعفر كفني في ثوب كذا وكذا، وثوب كذا وكذا، فإن الموتى
يتباهون بأكفانهم ".
ومن كتاب مدينة العلم للصدوق (قدس سره) بإسناده إلى أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" تنوقوا في الأكفان فإنكم تبعثون بها ".
ومنه عنه (عليه السلام) قال: " أجيدوا أكفان موتاكم، فإنها زينتهم ".
ونقلها عنه في " المستدرك ": ج 1 ص 106 و 107.

297
- 25 -
إجارة المؤمن
مستدرك مسائل علي بن جعفر ص 338:
الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد الله، عن
علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: " من قصد إليه رجل
من إخوانه مستجيرا به في بعض أحواله فلم يجره بعد أن يقدر عليه، فقد قطع
ولاية الله تبارك وتعالى ".
إجارة من تعوذ بالله:
كتاب الزهد ص 44:
فضالة، عن أبان، عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " استقبل
رسول الله (صلى الله عليه وآله) رجلا من بني فهد وهو يضرب عبدا له، والعبد يقول: أعوذ بالله،
فلم يقلع الرجل عنه، فلما أبصر العبد برسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أعوذ بمحمد، فأقلع الرجل
عنه الضرب، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يتعوذ بالله فلا تعيذه ويتعوذ بمحمد فتعيذه،
والله أحق أن يجار عائذه من محمد، فقال الرجل: هو حر لوجه الله، فقال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): والذي بعثني بالحق نبيا لو لم تفعل لواقع وجهك حر النار ".

298
- 26 -
الاجتهاد
الاجتهاد هو استفراغ الوسع في استنباط الأحكام الشرعية عن أدلتها
التفصيلية، وهو واجب تعيينيا كفائيا في زمان الغيبة، لعدم التمكن من سؤالها عن
المعصوم (عليه السلام)، وواجب عينيا تخييريا بينه وبين التقليد والاحتياط.
وشرطه كونه واجدا لملكة الاجتهاد.
ومع وجودها، فهل يجوز تركه والتقليد عن غيره؟ ظاهر كلمات الفقهاء عدم
جوازه. والوجه في ذلك حكم العقل بعدم معذورية المكلف في مخالفة الحكم
الواقعي إذا كان المجتهد الذي قلده مخطئا في رأيه، مع تمكنه بنفسه من المراجعة
إلى الأدلة الشرعية.
والتحقيق: أن عدم جواز التقليد للمجتهد إنما هو إذا راجع إلى الأدلة الشرعية
بالفعل واستنبط منها، فلا يجوز له تقليد من كان استنباطه على خلاف ما استنبطه
بنفسه.
وأما قبل استنباطه لحكم مسألة، وكان احتمال الخطأ في استنباط نفسه
مساويا في نظره مع احتمال خطأ ذلك المجتهد، بل كان أكثر، لاعتقاده بكون
مهارته في فن الاجتهاد أزيد من مهارة نفسه، فكان حينئذ أقرب الطرق إلى حكم الله
الواقعي هو التقليد منه، فالظاهر عدم الإشكال في تقليده وترك الاجتهاد بنفسه.

299
- 27 -
الإجلال لذكر الله تعالى
الأشعثيات ص 214:
أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى
ابن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده
علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
إن أسماء الله كريمة جليلة مطهرة فأجلوا الله، ولا يقولن أحدكم: أمصك الله، ولا
أعضك الله، فإن إبراهيم خليل الرحمن صلى الله عليه لم يذكر الله عز وجل إلا بما
يجب جل ذكره ".

300
- 28 -
إجلال ذي الشيبة المؤمن
1 - أصول الكافي ج 3 ص 240 باب إجلال الكبير ح 1:
عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم ".
2 - أصول الكافي ج 4 ص 479 باب إجلال ذي الشيبة المسلم ح 6.
الحسن بن محمد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير
وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال: " من إجلال الله عز وجل إجلال ذي الشيبة
المسلم ".
3 - أصول الكافي ج 4 ص 478 باب إجلال ذي الشيبة المسلم ح 1:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد وعلي بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن
ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " إن من إجلال الله
عز وجل إجلال الشيخ الكبير ".

301
4 - أصول الكافي ج 4 ص 478 باب إجلال ذي الشيبة المسلم ح 5:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن أبي نهشل، عن عبد الله
ابن سنان قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): " من إجلال الله إجلال المؤمن ذي الشيبة،
ومن أكرم مؤمنا فبكرامة الله بدأ، ومن استخف بمؤمن ذي شيبة أرسل الله إليه من
يستخف به قبل موته ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 8 ص 467.
5 - أمالي الطوسي ج 1 ص 318 جزء 11:
بإسناد، قال: حدثنا محمد بن علي بن خشيش، قال: حدثنا محمد، قال:
حدثنا عبد الرحمان بن محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الله بن محمود،
قال: حدثنا صخر بن محمد الحاجبي، قال حدثنا الليث بن سعد، عن الزهري، عن
أنس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " بجلوا المشايخ، فإن من إجلال الله تبجيل
المشايخ ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 8 ص 468.
ورواه في " مشكاة الأنوار " ص 168 قال: وقال (صلى الله عليه وآله): " بجلوا المشايخ فإن
تبجيل المشايخ من إجلال الله عز وجل، ومن لم يبجلهم فليس منا ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 74.
6 - أمالي الطوسي ج 2 ص 310 مجلس 17 ذي القعدة:
قال: أخبرنا الحسين بن عبد الله بن إبراهيم، قال: حدثنا أبو محمد هارون بن
موسى التلعكبري، قال: حدثنا محمد بن همام بن سهيل، قال: حدثنا عبد الله بن
جعفر الحميري، عن محمد بن خالد الطيالسي الخراز، عن رزيق قال: سمعت أبا
عبد الله (عليه السلام) يقول: " ما رأيت شيئا أسرع إلى شئ من الشيب إلى المؤمن، وإنه
وقار للمؤمن في الدنيا، ونور ساطع يوم القيامة، به وقر الله تعالى خليله

302
إبراهيم (عليه السلام)، فقال: ما هذا يا رب؟ قال له: هذا وقار فقال: يا رب، زدني وقارا "،
[ثم] قال أبو عبد الله (عليه السلام): " فمن إجلال الله إجلال شيبة المؤمن ".
ونقله عنه في " البحار ": ج 73 ص 108، وفي " المستدرك ": ج 2 ص 74.
7 - أمالي الطوسي ج 2 ص 149 مجلس 4 محرم:
روى بسنده عن أبي ذر - في حديث طويل -: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أبا
ذر، إن من إجلال الله إكرام العلم والعلماء ذي الشيبة المسلم، وإكرام حملة القرآن
وأهله، وإكرام السلطان المقسط ".
ونقل عنه في " المستدرك ": ج 1 ص 290.
8 - أصول الكافي ج 4 ص 478 باب إجلال ذي الشيبة المسلم ح 2:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من عرف فضل كبير لسنه فوقره آمنه الله من فزع
يوم القيامة ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 8 ص 467.
ورواه في " الأشعثيات " ص 197 قال: أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا
محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن
جده جعفر بن محمد،، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن
أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من عرف فضل كبير لشيبه فوقره آمنه
الله تعالى من فزع يوم القيامة ".
ورواه في " إرشاد القلوب " ص 185.
ورواه في " نوادر الراوندي " ص 8، ونقله عنه في " البحار ": ج 72 ص 137.
ورواه في " مجموعة ورام ": ص 34، ورواه في " ثواب الأعمال ":
ص 224 - 235: أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا سلمة بن

303
الخطاب، عن علي بن حسان، عن محمد بن حماد، عن أبيه، عن محمد بن عبد الله
يرفعه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... فذكر الحديث، ثم قال: وقال: " من تعظيم الله
عز وجل إجلال ذي الشيبة المؤمن ".
9 - أصول الكافي ج 4 ص 478 باب إجلال ذي الشيبة المسلم ح 3:
وبهذا الإسناد المتقدم قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)... " من وقر ذا شيبة في
الإسلام آمنه الله عز وجل من فزع يوم القيامة ".
ورواه الراوندي في " نوادره ": ص 7، ونقله عنه في " البحار ": ج 72 ص 137.
10 - أصول الكافي ج 3 ص 240 باب إجلال الكبير ح 3:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن أبان، عن
الوصافي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " عظموا كباركم، وصلوا أرحامكم، وليس
تصلونهم بشئ أفضل من كف الأذى عنهم ".
ونقله في " الوسائل ": ج 8 ص 467.
11 - الأشعثيات ص 183:
بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه،
عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ليس منا من لم يوقر
كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف فضلنا أهل البيت ".
ورواه في " إرشاد القلوب ": ص 185.
ورواه في " أصول الكافي " ج 3 ص 240 باب إجلال الكبير ح 3 عن عدة
من أصحابنا، عن أحمد بن محمد رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " ليس منا من لم
يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 8 ص 467.
ورواه في " مجموعة ورام ": ج 2 ص 197، ورواه في " مشكاة الأنوار ":

304
ص 168.
ورواه في " نزهة الناظر ": ص 26، لكنه زاد: " ويجل عالمنا ".
ورواه في " روضة الواعظين ": ج 2 ص 476، وزاد " ويعرف لعالمنا ".
ورواه في " الإحياء ": ج 2 ص 173.
12 - أصول الكافي ج 4 ص 478 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم ح 4:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن
محمد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا الخطاب يحدث عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: " ثلاثة لا يجهل حقهم إلا منافق معروف [ب‍] النفاق: ذو الشيبة
في الإسلام، وحامل القرآن، والإمام العادل ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 8 ص 467.
13 - مجموعة ورام ج 2 ص 212:
وقال [أي النبي] (صلى الله عليه وآله): " ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق: ذو شيبة في
الإسلام، وإمام قسط، ومعلم الخير ".
ورواه في " روضة الواعظين ": ج 2 ص 476، لكنه ذكر بدل " معلم الخير ":
" العالم ".
14 - مكارم الأخلاق ص 423:
روي عن السجاد (عليه السلام) - في حديث - قال: " وحق الكبير: توقيره لشيبه،
وإجلاله لتقدمه إلى الإسلام قبلك، وترك مقابلته عند الخصام، ولا تسبقه إلى
طريق، ولا تتقدمه، ولا تستجهله، وإن جهل عليك احتملته وأكرمته لحق الإسلام
وحرمته ".
15 - جامع الأخبار ص 92:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما أكرم شاب شيخا إلا قضى الله له عند شيبه من

305
يكرمه ".
16 - وقال (صلى الله عليه وآله): " البركة مع أكابركم ".
17 - وقال (صلى الله عليه وآله): " الشيخ في أهله كالنبي في أمته ".
18 - عن جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من إكرام جلال الله إكرام ذي
الشيبة المسلم ".
19 - عن أنس قال: أوصاني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بخمس خصال فقال فيه: " فوقر
الكبير تكن مع رفقائي يوم القيامة ".
ونقلها عنه في " المستدرك ": ج 2 ص 74.
20 - مشكاة الأنوار ص 168 و 170:
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما أكرم شاب شيخا لسنه
إلا قيض الله له عند كبر سنه من يكرمه ".
وقال (صلى الله عليه وآله): " ألا أنبئكم بخياركم؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال: " أطولكم
أعمارا إذا سددوا ".
21 - وعن الصادق (عليهما السلام) عن آبائه قال: " جاء رجلان إلى النبي (صلى الله عليه وآله) شيخ
وشاب، فتكلم الشاب قبل الشيخ، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " الكبير الكبير ".
22 - وفي ص 170:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما مشى الحسين (عليه السلام) بين يدي الحسن (عليه السلام) قط
ولا بدر بمنطق إذا اجتمعا، تعظيما له ".
23 - أمالي المفيد ص 220 - 222 مجلس 26:
روي عن عمر بن محمد بن علي الصيرفي، عن محمد بن همام الإسكافي،
عن جعفر بن محمد بن مالك، عن أحمد بن سلامة، عن محمد بن الحسن العامري،
عن معمر، عن أبي بكر بن أبي عياش، عن الفجيع العقيلي، عن الحسن بن

306
علي (عليهما السلام) قال: " لما حضرت أبي الوفاة أقبل يوصي... إلى أن قال: وارحم من
أهلك الصغير، ووقر منهم الكبير... " الحديث.
24 - الأشعثيات ص 149:
أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن
جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن
أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا أراد الله بأهل بيت خيرا فقههم في
الدين، ورزقهم الرفق في معايشهم، والقصد في شأنهم، ووقر صغيرهم كبيرهم،
وإذا أراد بهم غير ذلك تركهم هملا ".
ونقله في " المستدرك " ج 2 ص 283 عن كتاب " الأخلاق " لأبي القاسم
الكوفي بتغيير بعض فقراته.
25 - الأشعثيات ص 196:
أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى
ابن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جده علي بن الحسين، عن أبيه عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): إن الله جواد يحب الجود ومعالي الأمور، ويكره سفسافها، وإن من أعظم
إجلال الله تعالى ثلاثة: إكرام ذي الشيبة في الإسلام، والإمام العادل، وحامل
القرآن غير العادل فيه ولا الجافي عنه ".
ورواه الراوندي في " نوادره " ص 7، ونقله عنه في " البحار " ج 72 ص 137،
وج 89 ص 184.
26 - روضة الواعظين ج 2 ص 476:
وقال (صلى الله عليه وآله): " من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة يسعى بها
إلى الجنة، يقول الرب: مرحبا بعبدي، شاب في الإسلام ولم يشرك بي شيئا ".

307
27 - الأشعثيات ص 196:
أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى
ابن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): من وقر ذا شيبة لشيبته آمنه الله عز وجل من فزع يوم القيامة ".
28 - الأشعثيات ص 197:
أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن
إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده
علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): قال الله عز وجل: أني لأستحيي من عبدي وأمتي يشيبان في الإسلام ثم أعذبهما ".
ورواهما الراوندي في " نوادره ": ص 7، ونقله عنه في " البحار ": ج 72
ص 137.
كتب أهل السنة:
29 - إحياء العلوم ج 2 ص 173:
وقال (صلى الله عليه وسلم): " من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم ".
وفي المغني: رواه مسلم وأبو داود بإسناد حسن.

308
- 29 -
الاحتراف
1 - الكافي ج 5 ص 113 باب الصناعات ح 1
عدة من أصحابنا، عن أحد بن محمد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن
ابن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام):
إن الله عز وجل يحب المحترف الأمين ".
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 3 ص 95.
وقال في الكافي: وفي رواية أخرى: " إن الله تعالى يحب المؤمن المحترف ".
2 - الكافي ج 5 ص 113 باب الصناعات ح 2:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن
خالد بن عمارة، عن سدير الصيرفي قال قلت لأبي جعفر (عليه السلام): حديث بلغني عن
الحسن البصري، فإن كان حقا فإنا لله وإنا إليه راجعون، قال: " وما هو؟ " قلت:
بلغني أن الحسن البصري كان يقول: لو غلى دماغه من حر الشمس ما استظل
بحائط صيرفي، ولو تفرث كبده عطشا لم يستق من دار صيرفي ماء، وهو عملي
وتجارتي، وفيه نبت لحمي ودمي، ومنه حجي وعمرتي، فجلس ثم قال: " كذب

309
الحسن، خذ سواء وأعط سواء، فإذا حضرت الصلاة فدع ما بيدك وانهض إلى
الصلاة، أما علمت أن أصحاب الكهف كانوا صيارفة ".
3 - جامع الأخبار ص 139:
روى ابن عباس قال: كان رسول الله إذا نظر الرجل فأعجبه قال: " هل له
حرفة؟ " فإن قالوا: لا، قال: " سقط من عيني "، قيل: وكيف ذاك يا رسول الله؟
قال: " لأن المؤمن إذا لم يكن له حرفة يعيش بدينه ".
كتب أهل السنة:
4 - إحياء العلوم ج 2 ص 56:
وفي الخبر: " أن الله تعالى يحب المؤمن المحترف ".
وفي المغني: أخرجه الطبراني وابن عدي.

310
- 30 -
احتساب البلاء عند الله، والتأسي بأولياء الله
1 - أصول الكافي ج 3 ص 351 باب شده ابتلاء المؤمن ح 2:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
عبد الرحمان بن الحجاج قال: ذكر عند أبي عبد الله (عليه السلام) البلاء، وما يخص الله به
المؤمن، فقال: " سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله) من أشد الناس بلاء في الدنيا؟ فقال: النبيون،
ثم الأمثل فالأمثل، ويبتلي المؤمن بعد على قدر إيمانه، وحسن أعماله، فمن صح
إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه، ومن سخف إيمانه وضعف عمله قل بلاؤه ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 906.
2 - أصول الكافي ج 3 ص 354 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 14:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
فضيل بن عثمان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن في الجنة منزلة لا يبلغها عبد إلا
بالابتلاء في جسده ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 906.

311
3 - أصول الكافي ج 3 ص 354 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 16:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يونس بن
رباط، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن أهل الحق لم يزلوا منذ كانوا في
شدة، أما أن ذلك إلى مدة قليلة، وعافية طويلة ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 2 ص 906.
4 - أصول الكافي ج 3 ص 356 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 23:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضال، عن علي بن
عقبة، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إنه ليكون للعبد منزلة عند
الله، فما ينالها إلا بإحدى خصلتين: إما بذهاب ماله، أو ببلية في جسده ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 907.
5 - أصول الكافي ج 3 ص 351 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 1:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " إن أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 907.
6 - أصول الكافي ج 3 ص 351 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 4:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان
جميعا، عن حماد بن عيسى، عن ربعي بن عبد الله، عن الفضيل بن يسار، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأوصياء، ثم الأماثل فالأماثل ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 907.
7 - أصول الكافي ج 3 ص 353 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 11:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمد بن
مسلم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " المؤمن لا يمضي عليه أربعون ليلة إلا

312
عرض له أمر يحزنه، يذكر به ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 907.
8 - أصول الكافي ج 3 ص 357 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 29:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال " إن في كتاب علي (عليه السلام): إن أشد الناس بلاء النبيون، ثم الوصيون، ثم الأمثل
فالأمثل، وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة، فمن صح دينه وحسن
عمله اشتد بلاؤه، وذلك أن الله عز وجل لم يجعل الدنيا ثوابا لمؤمن ولا عقوبة
لكافر، ومن سخف دينه وضعف عمله قل بلاؤه، وإن البلاء أسرع إلى المؤمن التقي
من المطر إلى قرار الأرض ".
ورواه في " علل الشرائع " ص 44 عن أبيه، عن السعد آبادي، عن البرقي،
عن ابن محبوب... مثله.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 2 ص 907.
9 - أصول الكافي ج 3 ص 354 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 17:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن الحسين بن المختار، عن
أبي أسامة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله ليتعاهد المؤمن بالبلاء
كما يتعاهد الرجل أهله بالهدية من الغيبة، ويحميه الدنيا كما يحمي الطبيب
المريض ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 908.
10 - أصول الكافي ج 3 ص 351 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 3:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
عمار بن مروان، عن زيد الشحام، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن عظيم الأجر لمع
عظيم البلاء، وما أحب الله قوما إلا ابتلاهم ".

313
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 908.
11 - أصول الكافي ج 3 ص 352 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 6:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن عبيد، عن
الحسين بن علوان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال - وعنده سدير -: " إن الله إذا
أحب عبدا غته بالبلاء غتا، وأنا وإياكم يا سدير لنصبح به ونمسي ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 908.
12 - أصول الكافي ج 3 ص 353 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 10:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابه، عن محمد بن
المثنى الحضرمي، عن محمد بن بهلول بن مسلم العبدي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" إنما المؤمن بمنزلة كفة الميزان، كلما زيد في إيمانه زيد في بلائه ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 908.
13 - أصول الكافي ج 3 ص 354 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 15:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد
الأشعري، عن أبي يحيى الحناط، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: شكوت إلى أبي
عبد الله (عليه السلام) ما ألقى من الأوجاع، وكان مسقاما، فقال لي: " لو يعلم المؤمن ما له
من الأجر في المصائب لتمنى أنه قرض بالمقاريض ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 908.
14 - أصول الكافي ج 3 ص 352 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 5:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن
أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن لله عز وجل عبادا في الأرض من خالص
عباده، ما ينزل من السماء تحفة إلى الأرض إلا صرفها عنهم إلى غيرهم، ولا بلية
إلا صرفها إليهم ".

314
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 908.
15 - أصول الكافي ج 3 ص 352 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 7:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
الوليد بن العلاء، عن حماد، عن أبيه، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن الله إذا أحب
عبدا غته بالبلاء غتا، وثجه بالبلاء ثجا، فإذا دعاه قال: لبيك عبدي، لئن عجلت لك
ما سألت إني على ذلك لقادر، ولئن ادخرت لك فما ادخرت لك فهو خير لك ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 908 و 909.
16 - أصول الكافي ج 3 ص 352 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 9:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زكريا بن الحر،
عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إنما يبتلى المؤمن في الدنيا على قدر
دينه "، أو قال: " على حسب دينه ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 909.
17 - أصول الكافي ج 3 ص 357 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 27:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن ابن فضال، عن ابن بكير،
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) أيبتلى المؤمن بالجذام والبرص وأشباه هذا؟ قال:
فقال: " وهل كتب البلاء إلا على المؤمن ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 909.
18 - أصول الكافي ج 3 ص 357 باب شدة ابتلاء المؤمن ح 28:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عمن رواه، عن الحلبي، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) - في حديث - قال: " إن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء كما يتعاهد
الغائب أهله بالطرف، وإنه ليحميه الدنيا كما يحمي الطبيب المريض ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 2 ص 909.

315
19 - علل الشرائع ص 77 باب 67:
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير ومحمد بن سنان،
عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن إسماعيل الذي قال الله عز وجل في
كتابه: * (واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا) * لم
يكن إسماعيل ابن إبراهيم، بل كان نبيا من الأنبياء، بعثه الله عز وجل إلى قومه،
فأخذوه فسلخوا فروة رأسه ووجهه، فأتاه ملك فقال: إن الله جل جلاله بعثني إليك
فمرني بما شئت، فقال: لي أسوة بما يصنع بالحسين (عليه السلام) ".
20 - حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن
محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " إن إسماعيل كان رسولا نبيا، سلط الله عليه قومه فقشروا جلدة
وجهه وفروة رأسه، فأتاه رسول من عند رب العالمين، فقال له: ربك يقرؤك
السلام ويقول: قد رأيت ما صنع بك، وقد أمرني بطاعتك، فمرني بما شئت، فقال:
يكون لي بالحسين (عليه السلام) أسوة ".
21 - أمالي الطوسي ج 1 ص 286 جزء 10:
وبالإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) قال الصادق (عليه السلام): " من صفت له
دنياه فاتهمه في دينه ".

316
- 31 -
احتساب موت الأولاد عند الله
1 - الكافي ج 3 ص 218:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن
أبي إسماعيل السراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ولد يقدمه الرجل أفضل من
سبعين ولدا يخلفهم بعده كلهم قد ركبوا الخيل وجاهدوا في سبيل الله ".
ونقله عنه في " الوسائل ": ج 2 ص 893.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه ": ج 1 ص 112 بمعناه.
2 - ثواب الأعمال ص 233:
أبي (رحمه الله) قال: حدثني عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن
عيسى، عن علي بن سيف، عن أخيه الحسين، عن أبيه سيف بن عميرة، عن عمرو
ابن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) قال: " من قدم أولادا
يحتسبهم عند الله حجبوه من النار بإذن الله عز وجل ".
3 - وبهذا الإسناد، عن سيف بن عميرة، عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن
حوشب، عن عمرو بن عبسة السلمي قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " إيما

317
رجل قدم ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث أو امرأة قدمت ثلاثة أولاد، فهم حجاب
يسترونه من النار ".
4 - وبهذا الإسناد، عن سيف بن عميرة، عن أشعث بن سوار، عن الأحنف بن
قيس، عن أبي ذر الغفاري (رحمه الله) قال: ما من مسلمين يقدمان عليهما ثلاثة أولاد لم
يبلغوا الحنث إلا أدخلهم الله الجنة بفضل رحمته.
5 - حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن
عن أحمد بن الحسين بن سعيد، عن علي بن ميسر، عن أبيه، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: " ولد واحد يقدمه الرجل أفضل من سبعين ولد يبقون بعده يدركون القائم ".
6 - الخصال ج 1 ص 180:
أخبرنا الخليل بن أحمد، قال: أخبرنا المخلدي، قال: حدثنا يونس بن عبد
الأعلى، قال: حدثنا عبد الله بن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحارث: أن أبا
عشانة المعافري حدثه أنه سمع عقبة بن عامر يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من
ثكل ثلاثة من صلبه فاحتسبهم على الله عز وجل وجبت له الجنة ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 1 ص 133.
7 - الخصال ج 1 ص 267:
حدثنا أبو أحمد محمد بن جعفر البندار، قال: حدثنا أبو العباس الحمادي،
قال: حدثنا محمد بن علي الصائغ، قال: حدثنا عمرو بن سهل بن زنجلة الرازي،
قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن أبي سلام الأسود، عن أبي سالم
راعي رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " خمس ما أثقلهن
في الميزان: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى
لمسلم فيصبر ويحتسب ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 1 ص 133.

318
ورواه في " مسكن الفؤاد ": ص 31 عن ثوبان مولى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
8 - دعائم الإسلام ج 1 ص 223:
عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " من مات له ثلاث من الولد فاحتسبهم حجبوه من
النار "، فقيل: يا رسول الله واثنان؟، قال: " واثنان ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 1 ص 134، وزاد: قال وروي عن الحسن
البصري أنه قال: بئس الشئ الولد إن عاش كدني، وإن مات هد بي، فبلغ ذلك زين
العابدين (عليه السلام) فقال: " كذب والله، نعم الشئ الولد إن عاش فدعاء حاضر، وإن
مات فشفيع حاضر ".
9 - مشكاة الأنوار ص 280:
عن مهزار قال: كتب رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام) يشكو إليه مصابه بولده، وشدة
ما دخله، فكتب إليه: " أما علمت أن الله يختار من مال المؤمن ومن ولده أنفسه
ليأجره على ذلك ".
10 - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " الولد الصالح ميراث الله من المؤمن إذا
قبضه "..
ونقلهما عنه في " المستدرك ": ج 1 ص 134.
11 - أعلام الدين: ص 281:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " تجئ يوم القيامة أطفال المؤمنين عند عرض الخلائق
للحساب، فيقول الله تعالى لجبرئيل (عليه السلام): اذهب بهؤلاء إلى الجنة، فيقفون على
أبواب الجنة ويسألون عن آبائهم وأمهاتهم، فتقول لهم الخزنة: آباؤكم وأمهاتكم
ليسوا كأمثالكم، لهم ذنوب وسيئات يطالبون بها، فيصيحون صيحة باكين، فيقول
الله تعالى: يا جبرئيل ما هذه الصيحة؟ فيقول: اللهم أنت أعلم، هؤلاء أطفال
المؤمنين يقولون: لا ندخل الجنة حتى يدخل آباؤها وأمهاتنا، فيقول الله سبحانه

319
وتعالى: يا جبرئيل، تخلل الجمع وخذ بيد آبائهم وأمهاتهم فأدخلهم معهم الجنة
برحمتي ".
ونقله عنه في " المستدرك ": ج 1 ص 134.
12 - المستدرك: ج 1 ص 133 عن دعوات الراوندي:
عن الصادق (عليه السلام) قال: " ولد واحد يقدمه الرجل أفضل من ولد يبقون بعده
شاكين في السلاح مع القائم (عليه السلام) ".
13 - المستدرك: ج 1 ص 135 عن كتاب التعازي:
عن عبيدة السلماني، عن الزبير بن العوام، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " من عال له
ثلاثة أولاد لم يبلغوا الحنث كانوا له حجابا من النار ".
14 - وبإسناده عن أبي معمر، عن عبد العزيز، عن أنس بن مالك قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ما من الناس من مسلم يتوفى له ثلاثة من الأولاد لم يبلغوا
الحنث إلا أدخله الله الجنة بفضل الله تعالى [بفضله - خ] ".
15 - وبإسناده عن إبراهيم عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" من مات له ولد أو ابن فصبر أو لم يصبر، يسلم أو لم يسلم، لم يكن له ثواب إلا
الجنة ".
16 - وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من مات له ابن احتسبه أو لم يحتسبه، صبر أو
لم يصبر، لم يكن له ثواب إلا الجنة ".
17 - وبإسناده عن عابس بن ربيعة، عن أبيه، عن علي (عليه السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): أن السقط يراغم ربه أن يدخل أبويه النار، فيقال له: أيها السقط المراغم
ربه ارجع فقد أدخلت أبويك الجنة فيجرهما بسرره حتى يدخلهما الجنة ".
18 - وعن معاوية بن قرة، عن أبيه، أن رجلا كان يختلف إلى النبي (صلى الله عليه وآله) ومعه

320
ابنه، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أتحبه؟ " فقال: أحبك والله كما أحبه، قال: أحسبه
فقده النبي (صلى الله عليه وآله) قال: فقال: " يا فلان، ما فعل بابنك؟ " فقال: يا رسول الله، أما
شعرت أنه مات، قال له النبي (صلى الله عليه وآله): " أما يسرك ألا تأتي يوم القيامة بابا من
أبواب الجنة إلا جاء يسعى حتى يفتح لك؟ "، قالوا: يا رسول الله لهذا خاصة أم لنا
عامة؟ قال: " لكم عامة ".
19 - وعن عبد الملك بن عمير، عن معاوية بن قرة، عن أبيه أنه رأى
النبي (صلى الله عليه وآله) ومعه ابن له غلام، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أراك تحبه "، قال: أجل يا
رسول الله، فأحبك والله كما أحبه، ثم قال: إن النبي فقد الغلام، فقال: " ما فعل
ابنك؟ " قال: يا رسول الله توفي، قال: " أظنك قد حزنت عليه حزنا عظيما شديدا "
قال: أجل يا رسول الله، فقال: " أما يسرك إن أدخلك الله الجنة أن تجده عند باب
من أبوابها فيفتحها لك؟ " قال: بلى يا رسول الله.
20 - وبإسناده عن عبد الله بن وهب المصري يرفعه إلى أنس بن مالك قال:
توفي ابن لعثمان بن مظعون واشتد حزنه عليه حتى اتخذ في داره مسجدا يتعبد
فيه، فبلغ ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: " يا عثمان بن مظعون، إن الله لم يكتب
علينا الرهبانية، إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله، يا عثمان إن للجنة ثمانية
أبواب، وللنار سبعة أبواب فما يسرك أن لا تأتي بابا منها إلا وجدت ابنك إلى
جنبك آخذ بحجزتك يشفع بك إلى ربك " قال: بلى، قال المسلمون: ولنا في فرطنا
ما لعثمان؟ قال: " نعم لمن صبر منكم واحتسب ".
21 - عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يجمع الله أطفال أمة
محمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة في حياض تحت العرش، قال: فيطلع الله عليهم اطلاعه
فيقول: ما لي أراكم رافعي رؤوسكم إلي؟ فيقولون: يا ربنا الآباء والأمهات في
عطش القيامة ونحن في هذه الحياض قال: فيوحي الله إليهم أن اغرفوا في هذه

321
الآنية من الحياض ثم تخلوا صفوف القيامة فاسقوا الآباء والأمهات ".
22 - وبإسناده عن إبراهيم بن محمد، عن محمد بن فضل، عن السري بن
عامر قال: جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: يا أمير المؤمنين هلك ابن لي
فجزعت عليه جزعا شديدا أخاف أن يكون حبط أجري، فقال علي (عليه السلام): " بئس
الخلف من ابنك، يا أيها الناس، خذوا عني خمسا، فوالذي نفسي بيده لو أتعبتم
المطي لأضنيتموهن قبل أن تدركوهن: لا يرجو العبد إلا ربه، ولا يخاف إلا ذنبه،
ولا يستحي من لا يعلم أن يتعلم، ولا يستحي العالم إذا سئل أن يقول: الله أعلم،
والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس انهدم الجسد، ولا
إيمان لمن لا صبر له ".
23 - مسكن الفواد ص 30:
وبإسناده إلى علي بن ميسرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ولد واحد يقدمه
الرجل أفضل من سبعين يخلفونه من بعده، كلهم قد ركب الخيل وقاتل في
سبيل الله ".
24 - مسكن الفؤاد ص 31:
وعن عبد الرحمان بن سمرة، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " إني رأيت البارحة
عجبا - فذكر حديثا طويلا، وفيه: - رأيت رجلا من أمتي قد خف ميزانه، فجاء
أفراطه (1) فثقلوا ميزانه ".
25 - مسكن الفؤاد 32:
وعن سهل بن حنيف (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " تزوجوا فإني مكاثر



(1) الفرط - بفتح الفاء والراء -: هو الذي لم يدرك من الأولاد - الذكور والإناث - وتتقدم وفاته
على أبويه أو أحدهما، يقال: فرط القوم، إذا تقدمهم، وأصله الذي يتقدم الركب إلى الماء،
ويهيئ لهم أسبابه.
322
بكم الأمم يوم القيامة، حتى أن السقط (1) ليظل محبنطئا (2) على باب الجنة، فيقال
له: ادخل، يقول: حتى يدخل أبواي ".
26 - مسكن الفؤاد ص 33:
وعن عبادة بن الصامت أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " النفساء (3) يجرها ولدها
يوم القيامة بسرره (4) إلى الجنة ".
27 - مسكن الفؤاد ص 33:
وعن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من قد
من صلبه ولدا لم يبلغ الحنث كان أفضل من أن يخلف من بعده مائة، كلهم
يجاهدون في سبيل الله لا تسكن روعتهم إلى يوم القيامة ".
28 - مسكن الفؤاد ص 33:
وعن الحسن، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لئن أقدم سقطا أحب إلي من أن
أخلف مائة فارس كلهم يقاتل في سبيل الله ".
29 - مسكن الفؤاد ص 33:
وعن أيوب بن موسى، أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال للزبير: " يا زبير إنك إن تقدم سقطا
خير من أن تدع بعدك من ولدك مائة، كل منهم على فرس يجاهد في سبيل الله ".
30 - مسكن الفؤاد ص 33:
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: " يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة،



(1) السقط - مثلث السين، والكسر أكثر -: هو الذي يسقط من بطن أمه قبل تمامه.
(2) محبنطئا بالهمز وتركه: هو المتغضب المستبطئ للشئ.
(3) النفساء - بضم النون وفتح الفاء -: المرأة إذا ولدت.
(4) والسرر - بكسر السين المهملة وفتحها -: ما تقطعه القابلة من سرة المولود، التي هي موضع
القطع، وما بقي بعد القطع فهو السرة، وكأنه يريد: الولد الذي لم تقطع سرته.
323
فيقولون: يا رب، حتى يدخل آباؤنا وأمهاتنا، قال: فيأبون، فيقول الله عز وجل:
ما لي أراهم محبنطئين، ادخلوا الجنة، فيقولون: يا رب، آباؤنا، فيقول تعالى:
أدخلوا الجنة أنتم وآباؤكم ".
31 - مسكن الفؤاد ص 34:
وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " إذا كان يوم القيامة، نودي
في أطفال المؤمنين: أن اخرجوا من قبوركم، فيخرجون من قبورهم، ثم ينادى
فيهم: أن امضوا إلى الجنة زمرا (1)، فيقولون: ربنا، ووالدينا معنا، ثم ينادى فيهم
ثانية: أن أمضوا إلى الجنة زمرا، فيقولون: ربنا ووالدينا معنا، ثم ينادى فيهم ثالثة:
أن أمضوا إلى الجنة زمرا، فيقولون ربنا: ووالدينا، فيقول في الرابعة: ووالديكم
معكم، فيثب كل طفل إلى أبويه، فيأخذون بأيديهم، فيدخلون بهم الجنة، فهم
أعرف بآبائهم وأمهاتهم - يومئذ - من أولادكم الذين في بيوتكم ".
32 - مسكن الفؤاد ص 34:
وعن أنس بن مالك: أن رجلا كان يجئ بصبي معه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأنه
مات، فاحتبس والده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فسأل عنه، فقالوا: مات صبيه الذي
رأيته معه، فقال (صلى الله عليه وآله): " هلا آذنتموني، فقوموا إلى أخينا نعزيه " فلما دخل عليه إذا
الرجل حزين وبه كآبة فعزاه، فقال: يا رسول الله، كنت أرجوه لكبر سني وضعفي،
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أما يسرك أن يكون يوم القيامة بإزائك؟ فيقال له: أدخل
الجنة، فيقول: يا رب وأبواي، فلا يزال يشفع حتى يشفعه الله عز وجل فيكم،
ويدخلكم الجنة جميعا ".
33 - مسكن الفؤاد ص 35:
وعن قرة بن إياس: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يختلف إليه رجل من الأنصار مع



(1) الزمر: الأفواج المتفرقة بعضها في أثر بعض، وقيل: في الزمر الذين اتقوا من الطبقات
المختلفة، أي: الشهداء، والزهاد، والعلماء، والفقراء، والقراء، والمحدثون، وغيرهم.
324
ابن له، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) ذات يوم: " يا فلان، تحبه؟ " قال: نعم، يا رسول الله،
أحبه كحبك، ففقده النبي (صلى الله عليه وآله)، فسأل عنه، فقالوا: يا رسول الله، مات ابنه، فلما رآه
قال عليه الصلاة والسلام: " أما ترضى أن لا تأتي يوم القيامة بابا من أبواب الجنة،
إلا جاء يسعى حتى يفتحه لك؟ " فقال رجل: يا رسول الله، أله وحده أم لكلنا؟
قال: " بل لكلكم ".
34 - مسكن الفؤاد ص 36:
وعن زرارة بن أوفى: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عزى رجلا على ابنه، فقال:
" أجرك على الله، وأعظم لك الأجر " فقال الرجل: يا رسول الله، أنا شيخ كبير وكان
ابني قد أجزأ عني، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): " أيسرك أن يشير لك - أو يتلقاك - من
أبواب الجنة بالكأس؟ " قال: من ولي بذلك يا رسول الله؟ فقال: " الله لك به، ولكل
مسلم [مات ولده] في الإسلام ".
35 - مسكن الفؤاد ص 37:
وروي: أن امرأة أتت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعها ابن لها مريض، فقالت: يا رسول
الله، ادع الله تعالى أن يشفي لي ابني هذا، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " هل لك
فرط؟ " قالت: نعم يا رسول الله، قال: " في الجاهلية أم في الإسلام؟ " قالت: بل في
الإسلام، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " جنة حصينة (1)، جنة حصينة ".
36 - مسكن الفؤاد ص 37:
وعن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من دفن ثلاثة أولاد،
وصبر عليهم وأحسب وجبت له الجنة " فقالت أم أيمن: واثنين؟ فقال: " من دفن
اثنين، وصبر عليهما، واحتسبهما وجبت له الجنة " فقالت أم أيمن: وواحد،
فسكت، وأمسك، فقال: " يا أم أيمن، من دفن واحدا، وصبر عليه، واحتسبه وجبت



(1) الجنة - بضم الجيم -: الوقاية، أي وقاية لك من النار، أو من جميع الأهوال وحصينة - فعيل
بمعنى فاعل - أي: محصنة لصاحبها، وساترة له من أن يصل إليه شر.
325
له الجنة ".
37 - مسكن الفؤاد ص 37:
وعن عبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " من قدم ثلاثة لم
يبلغوا الحنث كانوا له حصنا حصينا " فقال أبو ذر: قدمت اثنين، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم):
" واثنين "، ثم قال أبي بن كعب: قدمت واحدا، فقال (صلى الله عليه وآله): " وواحدا، ولكن إنما
ذاك عند الصدمة الأولى ".
38 - مسكن الفؤاد ص 37:
وعن أبي سعيد الخدري: أن النساء قلن للنبي (صلى الله عليه وآله): اجعل لنا يوما تعظنا فيه،
فوعظهن، وقال: " أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد، كانوا لها حجابا من النار "
قالت امرأة: واثنان، قال: " واثنان ".
ونقله في " المستدرك " ج 1 ص 135 عن كتاب التعازي بإسناده عن أبي
سعيد وأبي هريرة.
39 - مسكن الفؤاد ص 38:
وعن بريدة، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتعاهد الأنصار، ويعودهم ويسأل
عنهم، فبلغه أن امرأة مات ابن لها فجزعت عليه، فأتاها فأمرها بتقوى الله عز وجل
والصبر، فقالت: يا رسول الله، إني امرأة رقوب لا ألد، ولم يكن لي ولد غيره، فقال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الرقوب التي يبقى لها ولدها "، ثم قال: " ما من امرئ مسلم أو
امرأة مسلمة يموت لهما ثلاثة من الولد، إلا أدخلهما الله الجنة " فقيل له: واثنان
فقال: " واثنان ".
40 - مسكن الفؤاد ص 39:
وعن أم مبشر الأنصارية، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه دخل عليها، وهي تطبخ
حبا، فقال: " من مات له ثلاثة لم يبلغوا الحنث، كانوا له حجابا من النار " فقالت:

326
يا رسول الله، واثنان؟ فقال لها: " واثنان، يا أم مبشر ".
وفي لفظ آخر: فقالت: أو فرطان؟ قال: " أو فرطان ".
41 - مسكن الفؤاد ص 39:
وعن قبيصة بن برمة قال: كنت عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جالسا، إذ أتته امرأة،
فقالت: يا رسول الله، ادع الله لي، فإنه ليس يعيش لي ولد، قال: " وكم مات لك؟ "
قالت: ثلاثة، قال: " لقد احتظرت من النار بحظار (1) شديد ".
42 - مسكن الفؤاد ص 40 - 41:
وعن ابن مسعود قال: دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على امرأة يعزيها بابنها، فقال:
" بلغني أنك جزعت جزعا شديدا " قالت: وما يمنعني يا رسول الله وقد تركني
عجوزا رقوبا؟! فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لست بالرقوب، إنما الرقوب التي
تتوفى وليس لها فرط، ولا يستطيع الناس أن يعودوا عليها من أفراطهم، فتلك
الرقوب ".
43 - مسكن الفؤاد ص 42:
عن زيد بن أسلم قال: مات لداود (عليه السلام) ولد، فحزن عليه حزنا كثيرا، فأوحى
الله إليه: " يا داود، ما كان يعدل هذا الولد عندك؟ قال: يا رب، كان يعدل هذا عندي
ملء الأرض ذهبا، قال: فلك عندي يوم القيامة ملء الأرض ثوابا ".
وهذه الأحاديث كلها مستخرجة من أصول مسندة، تركنا إسنادها وأصولها
اختصارا.



(1) الحظار بكسر الحاء المهملة والظاء المشالة: الحظيرة تعمل للإبل من شجر ليقيها البرد
والريح، ومنه المحظور للمحرم، أي: الممنوع من الدخول فيه، كأن عليه حظيرة تمنع من
دخوله.
327
- 32 -
الاحتياط
لا إشكال من حسن الاحتياط في الأمور الشرعية عقلا وشرعا، وسيأتي ذكر
جملة من الأدلة الشرعية في عنوان: " الوقوف عند الشبهة ".
وإنما يجب الاحتياط في موردين:
المورد الأول: عند الشك في الحكم الشرعي، فيجب الاحتياط بالنسبة إليه
بالفعل فيما يحتمل الوجوب، وبالترك فيما يحتمل الحرمة.
والوجوب تخييري، يتخير المكلف بينه وبين الاجتهاد والتقليد، ويتعين مع
عدم إمكانهما، فيجب عليه تعيينا ما لم يصل إلى حد العسر والحرج عليه.
المورد الثاني: عن الشك في الشبهة الموضوعية المقرونة بالعلم الإجمالي،
أي الشك في المصداق الخارجي للحرام أو الواجب إذا اقترن بالعلم الإجمالي،
كما إذا علم بكون أحد شيئين حراما وشك في كون أيهما ذلك الحرام، أو علم
بكون أحد الشيئين واجبا عليه وشك في كون أيهما ذلك الواجب، فيجب عليه
الاحتياط بتركهما في الصورة الأولى، وبالعمل بهما في الصورة الثانية بشرطين:
الشرط الأول: كون الشبهة محصورة، وسيجئ بيان ضابطة ذلك في عنوان:

328
" أكل المال الحرام ".
الشرط الثاني: أن لا يكون بعض أطراف الشبهة خارجا عن محل ابتلاء
المكلف، كما إذا علم بكون بعض الأموال في أيدي الناس محرما، لم يجب له
الاجتناب عما يأخذه من يد بعضهم، لكونه موردا لابتلائه دون سائر ما في أيديهم
مما لم يقع في معرض تصرفه فيه.

329
- 33 -
احتمال المؤونة
1 - الكافي ج 4 ص 37 كتاب الزكاة باب مؤونة النعم ح 1:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
سليمان الفراء مولى طربال، عن حديد بن حكيم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من
عظمت نعمة الله عليه اشتدت مؤونة الناس عليه، فاستديموا النعمة باحتمال
المؤونة، ولا تعرضوها للزوال، فقل من زالت عنه النعمة فكادت أن تعود إليه ".
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 33.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 11 ص 549.
2 - قرب الإسناد ص 37:
هارون بن مسلم، عن مسعدة، قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه: " أن
رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من عظمت عليه النعمة اشتدت لذلك مؤونة الناس عليه، فإن
هو قام بمؤونتهم اجتلب زيادة النعمة عليه من الله، وإن هو لم يفعل فقد عرض
النعمة لزوالها ".
ورواه في " الكافي " ج 4 ص 38 كتاب الزكاة باب مؤونة النعم ح 4 عن علي

330
ابن إبراهيم، عن هارون بن مسلم... بعينه سندا ومتنا.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 11 ص 550.
3 - الكافي ج 4 ص 37 كتاب الزكاة باب مؤونة النعم ح 2:
علي بن إبراهيم، عن علي بن محمد القاساني، عن أبي أيوب المدني مولى بن
هاشم، عن داود بن عبد الله بن محمد الجعفري، عن إبراهيم بن محمد قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): " ما من عبد تظاهرت عليه من الله نعمة إلا اشتدت مؤونة الناس
عليه، فمن لم يقم للناس بحوائجهم فقد عرض النعمة للزوال "، قال: فقلت: جعلت
فداك، ومن يقدر أن يقوم لهذا الخلق بحوائجهم؟ فقال: " إنما الناس في هذا
الموضع والله المؤمنون ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 549.
4 - الكافي ج 4 ص 44 كتاب الزكاة باب الإنفاق ح 8:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن أذينة رفعه إلى
أبي عبد الله (عليه السلام) أو أبي جعفر (عليه السلام) قال: " ينزل الله المعونة من السماء إلى العبد
بقدر المؤونة، فمن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة ".
5 - الكافي ج 4 ص 37 كتاب الزكاة باب مؤونة النعم ح 3:
علي بن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن سعدان بن
مسلم، عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لحسين الصحاف: " يا حسين
ما ظاهر الله على عبد النعم حتى ظاهر عليه مؤونة الناس، فمن صبر لهم وقام
بشأنهم زاده الله في نعمه عليه عندهم، ومن لم يصبر لهم ولم يقم بشأنهم أزال الله
عز وجل عنه تلك النعمة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 549.

331
6 - معاني الأخبار ص 150:
حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن
علي الصيرفي، عن سعدان بن مسلم، عن الحسين بن عثمان بن نعيم، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " يا حسين أكرم النعمة "، قلت: جعلت فداك، وأي شئ كرامتها؟
قال: " اصطناع المعروف فيما يبقى عليك ".
ونقل عنه في " الوسائل " ج 11 ص 550.
7 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 298:
روى صفوان بن يحيى ومحمد بن أبي عمير، عن موسى بن بكر، عن زرارة،
عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) - في حديث - قال: " إن الله تبارك وتعالى ينزل
المعونة على قدر المؤونة ".
8 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 219:
روى إسحاق بن عمار، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: " تنزل المعونة من السماء
على قدر المؤونة ".
ونقل عنه في " الوسائل " ج 11 ص 550.
9 - نهج البلاغة قصار الكلم رقم 236 ص 1194:
قال (عليه السلام): " إن لله تعالى في كل نعمة حقا، فمن أداه زاده منها، ومن قصر فيه
خاطر بزوال نعمته ".
10 - وفي رقم 238 ص 1195:
وقال (عليه السلام): " احذروا نفار النعم، فما كل شارد بمردود ".
11 - وفي رقم 364 ص 1261:
قال (عليه السلام): " يا جابر، من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فمن
قام لله فيها بما يجب عرضها للدوام والبقاء، ومن لم يقم فيها بما يجب عرضها
للزوال والفناء ".

332
12 - وفي رقم 417 ص 1285:
وقال (عليه السلام): " إن لله عبادا يختصهم بالنعم لمنافع العباد فيقرها في أيديهم ما
بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم ثم حولها إلى غيرهم ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 551.
13 - أمالي الطوسي ج 1 ص 313 جزء 11:
روى عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، عن أحمد بن جعفر بن
سلمة، عن الحسن بن عنبر الوشاء، عن محمد بن الوزير الواسطي، عن محمد بن
معدان، عن نور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت مؤونة الناس عليه، فمن لم
يحتمل تلك المؤونة فقد عرض تلك النعمة للزوال ".
ونقل عنه في " الوسائل " ج 11 ص 551.
14 - السرائر ص 472:
من كتاب موسى بن بكر، عن العبد الصالح (عليه السلام) قال: " ينزل الله المعونة على
قدر المؤونة، وينزل الله الصبر على قدر المصيبة ".
ونقل عنه في " الوسائل " ج 11 ص 551.
15 - المحاسن ص 388 كتاب المآكل باب 1:
البرقي عن محمد بن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي سعيد المكاري، عن
رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " أوتي رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأسارى، فقدم منهم رجلا
ليضرب عنقه، فقال له جبرئيل: يا محمد ربك يقرؤك السلام ويقول: إن أسيرك هذا
يطعم الطعام، ويقري الضيف، ويصبر على النائبة، ويحتمل الحمالات، فقال له
النبي (صلى الله عليه وآله): إن جبرئيل أخبرني عنك عن الله بكذا وكذا، وقد أعتقتك، فقال له: وإن
ربك ليحب هذا؟ فقال: نعم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، والذي
بعثك بالحق لا رددت عن مالي أحدا أبدا ".

333
- 34 -
إحجاج المؤمن
عيون الأخبار ج 1 ص 257 باب 26:
حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن
عمران الأشعري، عن سلمة بن الخطاب، عن أحمد بن علي، عن الحسين بن علي
الديلمي مولى الرضا (عليه السلام)، قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: " من حج بثلاثة من
المؤمنين فقد اشترى نفسه من الله عز وجل بالثمن، ولم يسأله من أين اكتسب ماله
من حلال أو حرام ".
قال الصدوق بعد ذكر الحديث: يعني بذلك أنه لم يسأله عما وقع في ماله من
الشبهة، ويرضي منه خصماءه بالعوض.
أقول: مراده من الشبهة لا محالة الشبهة التي لا تجب الاحتياط معها بحسب
الموازين الفقهية كما إذا كان هناك أمارة اليد بأن أخذه من يد مسلم بوجه شرعي
فهو محكوم بحليته ما لم يحصل له العلم، أو الأمارة الشرعية بحرمته عينا وإن كان
فيه شبهة الحرمة، لكن لا تجب معها الاحتياط إلا إذا كانت مقرونة بالعلم
الإجمالي بالحرمة في الشبهة المحصورة في مورد ابتلائه، وأما معه فيجب
الاحتياط إجماعا.
وعلى أي حال فالحديث ليس حجة، لعدم صحة سنده، لاشتماله على
الحسين (أو الحسن) بن علي الديلمي وسلمة بن الخطاب، لعدم توثيق الأول
وتضعيف النجاشي للثاني.

334
- 35 -
إحراق الحيوان الموطوء
التهذيب ج 10 ص 60 باب الحد في نكاح البهائم ح 1:
يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام).
والحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) وصباح الحذاء، عن إسحاق بن
عمار، عن أبي إبراهيم موسى (عليه السلام)، في الرجل يأتي البهيمة، فقالوا جميعا: " إن
كانت البهيمة للفاعل ذبحت، فإذا ماتت أحرقت بالنار ولم ينتفع بها وضرب هو
خمسة وعشرين سوطا ربع حد الزاني، وإن لم تكن البهيمة له قوت وأخذ ثمنها منه
ودفع إلى صاحبها، وذبحت، وأحرقت بالنار ولم ينتفع بها وضرب خمسة
وعشرين سوطا "، فقلت: وما ذنب البهيمة؟ فقال: " لا ذنب لها، ولكن رسول
الله (صلى الله عليه وآله) فعل هذا وأمر به لكي لا يجتزئ الناس بالبهائم وينقطع النسل ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 18 ص 570.

335
- 36 -
الإحرام لمن يدخل إلى حرم الله
لا يجوز الدخول إلى حرم الله أو خصوص مكة بغير إحرام، إلا المريض ومن
يتكرر في شهر.
أقول: مكة أخص من الحرم، ومسجد الحرام أخص من مكة، والكعبة أخص
من المسجد الحرام. ولكن اليوم صار مكة أوسع - في بعض الجوانب أو جميعها -
من الحرم.
نصوص وجوب الإحرام على من يدخل إلى حرم الله:
1 - التهذيب ج 5 ص 468 باب في الزيادات في فقه الحج ح 285:
أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال:
قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): يدخل أحد الحرم إلا محرما؟ قال: " لا، إلا مريض أو
مبطون ".
ورواه في ج 5 ص 165 باب في الخروج إلى الصفا ح 75: عن سعد بن عبد
الله، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر... بعينه.

336
2 - التهذيب ج 5 ص 448 باب في الزيادات في فقه الحج ح 210:
الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن
مسلم قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) هل يدخل الرجل مكة بغير إحرام؟ قال: " لا، إلا
مريضا أو من به بطن ".
ورواه في ج 5 ص 165 باب في الخروج إلى الصفا ح 76 عن سعد بن عبد
الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن عاصم بن
حميد، عن محمد بن مسلم... مثله.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 239 بسنده عن محمد بن مسلم...
مثله.
3 - التهذيب ج 5 ص 165 باب في الخروج إلى الصفا ح 77:
موسى بن القاسم، عن صفوان بن يحيى وابن أبي عمير، عن رفاعة بن موسى
قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن رجل به بطن ووجع شديد، أيدخل مكة حلالا؟
فقال: " لا يدخلها إلا محرما "، وقال: " يحرمون عنه، إن الحطابين والمجتلبة أتوا
النبي (صلى الله عليه وآله) فسألوه فأذن لهم أن يدخلوا حلالا ".
قال محمد بن الحسن: ما تضمن هذا الخبر من أن المريض لا يدخلها إلا
محرما فعلى جهة الأفضل والأولى، ويجوز له تركه حسب ما قدمناه.
4 - الكافي ج 4 ص 325 كتاب الحجج باب من جاوز ميقات أرضه... ح 11:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن أحمد بن عمرو بن
سعيد، عن وردان، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام) قال: " من كان من مكة على مسيرة
عشرة أميال لم يدخلها إلا بإحرام ".
5 - التهذيب ج 5 ص 166 باب في الخروج إلى الصفا ح 79:
الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري وأبان بن عثمان،

337
عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يخرج في الحاجة من الحرم، قال:
" إن رجع في الشهر الذي خرج فيه دخل بغير إحرام، وإن دخل في غيره دخل
بإحرام ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 9 ص 70.
6 - الكافي ج 4 ص 534 كتاب الحج باب العمرة المبتولة ح 3:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن علي بن أبي
حمزة قال: سألت أبا الحسن (عليه السلام) عن رجل يدخل مكة في السنة المرة أو المرتين
أو الأربعة، كيف يصنع؟ قال: " إذا دخل فليدخل ملبيا، وإذا خرج فليخرج
محلا ".
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 239 بسنده عن القاسم بن محمد،
عن علي بن أبي حمزة... مثله.
واجبات الإحرام:
(1) نية العمرة أو الحج (2) لبس ثوبي الإحرام (3) التلبية، وصورته: لبيك
اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك
لبيك.
ويستحب أن يقول كما في صحيحة معاوية بن عمار: " لبيك اللهم لبيك، لبيك
لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لك لا شريك لك، لبيك ذا المعارج
لبيك، لبيك لبيك داعيا إلى دار السلام لبيك، لبيك غفار الذنوب لبيك، لبيك أهل
التلبية لبيك، لبيك ذا الجلال والإكرام، لبيك مرهوبا ومرغوبا إليك لبيك، لبيك تبدأ
والمعاد إليك لبيك، لبيك كشاف الكروب العظام لبيك، لبيك عبدك وابن عبديك
لبيك، لبيك يا كريم لبيك ".

338
محرمات الإحرام ومكروهاته:
قال المحقق (رحمه الله) في " المختصر النافع " ص 84 - 85:
فالمحرمات أربعة عشر: صيد البر إمساكا وأكلا ولو صاده محل، وإشارة،
ودلالة، وإغلاقا، وذبحا، ولو ذبحه كان ميتة حراما على المحل والمحرم، والنساء
وطئا، وتقبيلا، ولمسا، ونظرا بشهوة، وعقدا له ولغيره، وشهادة على العقد،
والاستمناء، والطيب.
وقيل: لا يحرم إلا أربع: المسك، والعنبر، والزعفران، والورس.
وأضاف في " الخلاف ": الكافور، والعود، ولبس المخيط للرجال.
وفي النساء قولان، أصحهما الجواز. ولا بأس بالغلالة للحائض تتقي بها على
القولين.
ويلبس الرجل السروال إذا لم يجد إزارا، ولا بأس بالطيلسان، وإن كان له
أزرار فلا يزره عليه.
و [يحرم] لبس ما يستر ظهر القدم كالخفين والنعل السندي، وإن اضطر جاز.
وقيل: يشق عن القدم.
و [يحرم] الفسوق وهو الكذب، والجدال وهو الحلف، وقتل هوام الجسد،
ويجوز نقله، ولا بأس بإلقاء القراد والحلم.
ويحرم استعمال دهن فيه طيب، ولا بأس بما ليس بطيب مع الضرورة.
ويحرم إزالة الشعر، قليله وكثيره، ولا بأس به مع الضرورة، وتغطية الرأس
للرجل دون المرأة، وفي معناه الارتماس. ولو غطى ناسيا ألقاه واجبا، وجدد
التلبية استحبابا. وتسفر المرأة عن وجهها، ويجوز أن تسدل خمارها إلى أنفها.
ويحرم تظليل المحرم سائرا، ولا بأس به للمرأة، وللرجل نازلا، فإن اضطر
جاز. ولو زامل عليلا أو امرأة اختصا بالضلال دونه.

339
ويحرم قص الأظفار، وقطع الشجر والحشيش إلا أن ينبت في ملكه.
ويجوز خلع الإذخر، وشجر الفواكه والنخل.
وفي الاكتحال بالسواد، والنظر في المرآة، ولبس الخاتم للزينة، ولبس المرأة
ما لم تعتده من الحلي، والحجامة لا للضرورة، ودلك الجسد، ولبس السلاح لا مع
الضرورة، قولان، أشبههما الكراهية.
والمكروهات: الإحرام في غير البياض، ويتأكد في السواد، وفي الثياب
الوسخة، وفي المعلمة، والحناء للزينة، والنقاب للمرأة، ودخول الحمام، وتلبية
المنادي، واستعمال الرياحين.
ولا بأس بحك الجسد، والسواك ما لم يدم.

340
- 37 -
الإحسان ما بينه وبين الله
نهج البلاغة حكمة 415 ص 1284:
" من أحسن في ما بينه وبين الله أحسن الله ما بينه وبين الناس ".

341
- 38 -
الإحسان وصنيع المعروف إلى الغير
والمراد: صنيع المعروف بالغير بأي عمل ينفعه في نفسه أو ماله أو عرضه، في
دنياه أو آخرته، وهو أعم من إعطاء المال إليه، والإعانة له بالمال، وإن كان هو من
أظهر مصاديقه.
قال الله تعالى:
* (وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما
أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) *. القصص:
77.
وقال تعالى:
* (إن الله يأمر بالعدل والإحسان) *. النحل: 90.
1 - أصول الكافي ج 3 ص 239 باب " الاهتمام بأمور المسلمين.. " ح 6:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الخلق عيال الله، فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال
الله، وأدخل على أهل بيت سرورا ".

342
2 - أصول الكافي ج 3 ص 239 باب " الاهتمام بأمور المسلمين.. " ح 7:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن علي بن الحكم، عن
سيف بن عميرة قال: حدثني من سمع أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " سئل رسول الله: من
أحب الخلق إلى الله؟ قال: أنفع الناس للناس ".
3 - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص 102:
مثنى، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " الخلق عيال الله،
فأحبهم إليه أحسنهم صنيعا إلى عياله ".
4 - المواعظ للصدوق ص 132 ط المرتضوية بطهران:
قال الرضا (عليه السلام): " جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء
إليها ".
5 - الكافي ج 4 ص 28 كتاب الزكاة باب فضل المعروف ح 11:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبد
الله بن الوليد، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أول من يدخل الجنة
المعروف وأهله، وأول من يرد علي الحوض ".
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 29 و 30.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 11 ص 534.
ورواه في " مكارم الأخلاق " ص 136، ورواه في " عوالي اللآلي " ج 1
ص 377.
ورواه في " الأشعثيات " ص 152 قال: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني
موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده
علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " سمعت رسول
الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أول من يدخل الجنة المعروف وأهله ".

343
6 - الكافي ج 4 ص 29 كتاب الزكاة باب أن أهل المعروف... ح 1:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن زكريا المؤمن، عن داود بن
فرقد أو قتيبة الأعشى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله):
يا رسول الله، فداك آباؤنا وأمهاتنا، إن أصحاب المعروف في الدنيا عرفوا
بمعروفهم فبم يعرفون في الآخرة؟ فقال: إن الله تبارك وتعالى إذا أدخل أهل الجنة
الجنة أمر ريحا عبقة طيبة فلزقت بأهل المعروف، فلا يمر أحد منهم بملأ من أهل
الجنة إلا وجدوا ريحه فقالوا: هذا من أهل المعروف ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 535.
7 - الكافي ج 4 ص 25 كتاب الزكاة باب المعروف ح 3:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن بن علي بن يقطين،
عن محمد بن سنان، عن داود الرقي، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا
جعفر (عليه السلام) يقول: " إن من أحب عباد الله إلى الله لمن حبب إليه المعروف وحبب
إليه فعاله ".
وروي عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن
سنان، عن داود الرقي، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام)... مثله.
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 521.
8 - الكافي ج 4 ص 25 كتاب الزكاة باب المعروف ح 2:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
داود الرقي، عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " إن الله عز وجل جعل
للمعروف أهلا من خلقه، حبب إليهم فعاله، ووجه لطلاب المعروف الطلب إليهم،
ويسر لهم قضاءه كما يسر الغيث للأرض المجدبة ليحييها ويحيي به أهلها، وإن الله
جعل للمعروف أعداء من خلقه، بغض إليهم المعروف، وبغض إليهم فعاله، وحظر

344
على طلاب المعروف الطلب إليهم، وحظر عليهم قضاءه كما يحرم الغيث على
الأرض المجدبة ليهلكها ويهلك أهلها، وما يعفو الله أكثر ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 521 و 522.
ورواه في " كتاب الزهد " ص 32 عن محمد بن سنان، عن داود الرقي، عن
أبي حمزة الثمالي... بعينه.
9 - الكافي ج 4 ص 29 كتاب الزكاة باب أن أهل المعروف... ح 4:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن
إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن للجنة بابا يقال له: المعروف، لا
يدخله إلا أهل المعروف، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في
الآخرة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 535.
ورواه في " كتاب الزهد " ص 32 عن ابن أبي عمير، عن منصور، عن إسحاق
ابن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام)... بعينه سندا ومتنا، لكن أسقط قوله: " وأهل
المعروف في الدنيا... " الخ.
ورواه في " قرب الإسناد " ص 56 عن الحسن بن طريف، عن الحسين بن
علوان، عن جعفر، عن أبيه قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن للجنة باب يقال له: باب
المعروف، لا يدخله إلا أهل المعروف ".
10 - كشف الغمة ج 2 ص 420:
نقل عن دلائل الحميري عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا محمد (عليه السلام)
يقول: " إن في الجنة لبابا يقال له: المعروف، لا يدخله إلا أهل المعروف "
فحمدت الله في نفسي وفرحت بما أتكلفه من حوائج الناس، فنظر إلي أبو
محمد (عليه السلام) وقال: " نعم فدم على ما أنت عليه، فإن أهل المعروف في الدنيا هم أهل

345
المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك ".
ونقله عنه في " البحار " ج 71 ص 414.
11 - أصول الكافي ج 3 ص 329 باب المؤمن وعلاماته ح 8:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني،
عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " شيعتنا أهل الهدى، وأهل التقى، وأهل
الخير، وأهل الإيمان، وأهل الفتح والظفر ".
12 - أمالي الطوسي ج 1 ص 311 جزء 11:
روى عن أبيه، عن ابن الغضائري، عن التلعكبري، عن محمد بن همام، عن
علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد، عن أبي قتادة قال: قال أبو عبد
الله (عليه السلام): " أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، لأنهم في
الآخرة ترجع لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 526.
13 - إرشاد القلوب ص 189:
روي عن الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيها
الناس من كان له على الله أجر فليقم، قال: فلا يقوم إلا أهل المعروف ".
14 - الكافي ج 4 ص 26 كتاب الزكاة باب فضل المعروف ح 2:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل معروف صدقة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 521، و: ج 6 ص 321.
ورواه في " دعائم الإسلام " ج 2 ص 320.
15 - الكافي ج 4 ص 26 كتاب الزكاة باب فضل المعروف ح 1:
أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبد

346
الأعلى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): كل معروف صدقة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 6 ص 321.
16 - الكافي ج 4 ص 27 كتاب الزكاة باب فضل المعروف ح 4:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن
القداح، عن أبي عبد الله (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): كل
معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله عز وجل يحب إغاثة اللهفان ".
ورواه في " الخصال " ج 1 ص 134 قال: حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد
العلوي (رضي الله عنه) قال: أخبرني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن جعفر بن محمد
الأشعري... فذكره بعينه سندا ومتنا.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 11 ص 522.
ورواه في " الاختصاص " ص 240.
17 - الكافي ج 4 ص 29 كتاب الزكاة باب أهل المعروف في الدنيا... ح 3:
أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبد
الله بن الوليد الوصافي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أهل
المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا هم أهل
المنكر في الآخرة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 534.
18 - نهج البلاغة ص 1102 حكمة 31:
قال (عليه السلام): " فاعل الخير خير منه، وفاعل الشر شر منه ".
ونقلها عنه في " الوسائل " ج 11 ص 525.
19 - نهج البلاغة حكمة 414 ص 84:
وقال (عليه السلام): " افعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئا، فإن صغيره كبير، وقليله كثير،

347
ولا يقولن أحدكم إن أحدا أولى بفعل الخير مني، فيكون والله كذلك، إن للخير
والشر أهلا، فمهما تركتموه منهما كفاكموه أهله ".
20 - أمالي الطوسي ج 1 ص 226 جزء 8:
روى عن أبيه، عن محمد بن محمد، عن محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن
محمد بن سعيد، عن يعقوب بن زياد، عن إسماعيل بن محمد، عن أبيه، عن جده
إسحاق بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر قال: " سمعت أبي جعفر بن
محمد (عليهما السلام) يقول: أحسن من الصدق قائله، وخير من الخير فاعله ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 526.
21 - ثواب الأعمال ص 203:
حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن
أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن جميل، عن حديد - أو مرازم - قال:
قال أبو عبد الله (عليه السلام): " أيما مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك
إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ".
ورواه في " الكافي " ج 4 ص 27 كتاب الزكاة باب فضل المعروف ح 8: عن
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
جميل بن دراج، عن حديد بن حكيم أو مرازم... بعينه.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 11 ص 524.
ورواه في " مكارم الأخلاق " ص 136.
22 - الكافي ج 4 ص 28:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن عبد
الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله، عن آبائه (عليهم السلام) قال: " صنائع المعروف
تقي مصارع السوء ".

348
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 522.
ورواه في " عوالي اللآلي " ج 1 ص 368.
ورواه في " الأشعثيات " ص 56 عن محمد، عن موسى، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صنيع المعروف يدفع منية
السوء ".
وفي ص 188: قال أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد،
قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)
قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صنع المعروف يدفع ميتة السوء، والصدقة في السر
تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر، وقول لا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم كنز من كنوز الجنة، وهي شفاء من تسعة وتسعين داء
أدناه الهم ".
ورواه في " قرب الإسناد " ص 37 عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن
صدقة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه قال: حدثني جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
آبائه: " أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: إن المعروف يمنع مصارع السوء، وإن الصدقة
تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر وتنفي الفقر، وقول لا حول ولا
قوة إلا بالله فيه شفاء من تسعة وتسعين داء أدناها الهم ".
ورواه في " نوادر الراوندي " ص 5، ونقله عنه في " البحار " ج 71 ص 103،
و: ج 90 ص 274.
ورواه في " دعائم الإسلام " ج 2 ص 331.
23 - نهج البلاغة خطبة 109 ص 338:
قال (عليه السلام): " إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله [سبحانه وتعالى]:
الإيمان به وبرسوله... إلى أن قال: وصنائع المعروف فإنها تقي مصارع الهوان ".

349
ورواه في " علل الشرائع " ص 247 باب 182 عن أبيه، عن سعد بن عبد الله،
عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه علي، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر،
بإسناده رفعه إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)... نحوه.
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 523.
ورواه في " كتاب الزهد " ص 13 عن حماد بن عيسى... بعينه سندا ومتنا.
ورواه في " المحاسن " ص 289 كتاب مصابيح الظلم باب 64، وأمالي الشيخ
الطوسي: ج 1 ص 220، كل واحد منهما بسند آخر عن علي (عليه السلام)... بعينه.
24 - الكافي ج 4 ص 28 كتاب الزكاة باب أن صنائع المعروف... ح 3:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن عبد الله بن
سليمان قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: " إن صنائع المعروف تدفع مصارع
السوء ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 523.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 31، ورواه في " الاختصاص " ص
240.
25 - كتاب الزهد ص 31:
حدثنا الحسين بن سعيد، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي البلاد، عن عبد الله بن
الوليد الوصافي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " صنائع المعروف تقي مصارع السوء،
وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة،
وأهل المنكر في الدنيا هم أهل المنكر في الآخرة، وأن أول أهل الجنة دخولا إلى
الجنة أهل المعروف، وأن أول أهل النار دخولا إلى النار أهل المنكر ".
ورواه في " أمالي الصدوق " ص 254 مجلس 44:
علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن أحمد

350
ابن أبي عبد الله، عن الحسين بن سعيد.. بعينه سندا ومتنا.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 11 ص 523.
ورواه في " روضة الواعظين " ج 2 ص 371.
ورواه في " دعائم الإسلام " ج 2 ص 321 بتلخيص يسير.
26 - نزهه الناظر ص 13:
قال (صلى الله عليه وآله): " صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب
الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر وتدفع ميتة السوء وتنفي الفقر... " الحديث.
ورواه في " أعلام الدين " ص 294.
ونقله عنه في " البحار " ج 74 ص 172.
27 - الخصال ص 617:
روى عن أبيه، عن سعد، عن اليقطيني، عن القسم بن يحيى، عن جده الحسن
ابن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عن آبائه (عليهم السلام) قال:
" قال أمير المؤمنين (عليه السلام) - في حديث الأربعمائة -: اصطنعوا المعروف بما قدرتم
على اصطناعه، فإنه يقي مصارع السوء ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 394.
28 - دعائم الإسلام ج 2 ص 321:
عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: " اصطناع المعروف يدفع مصارع السوء، وكل
معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، وأول من
يدخل الجنة أهل المعروف ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 396.
29 - أمالي الطوسي ج 2 ص 216 مجلس 30 ربيع الأول:
قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن أبي

351
الثلج، قال: حدثنا محمد بن يحيى الخنيسي، قال: حدثنا منذر بن حيفر؟ العبدي عن
الوصافي - واسمه عبيد الله بن الوليد - عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) عن أم
سلمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " صنائع المعروف تقي مصارع
السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل
معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر
في الدنيا أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 536.
30 - الكافي ج 4 ص 28 كتاب الزكاة باب أن صنائع المعروف... ح 2:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن البركة أسرع إلى البيت الذي يمتار منه المعروف
من الشفرة في سنام البعير، أو من السيل إلى منتهاه ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 522.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 30، وزاد: وفي " الأشعثيات " ص 153.
31 - الكافي ج 4 ص 29 كتاب الزكاة باب أهل المعروف في الدنيا ح 2:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبد الله البرقي، عن
بعض أصحابنا رفعه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " أهل المعروف في الدنيا هم أهل
المعروف في الآخرة يقال لهم: إن ذنوبكم قد غفرت لكم، فهبوا حسناتكم لمن
شئتم ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 535 كتاب الأمر بالمعروف باب وجوب
تعظيم فاعل المعروف ح 1.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 30، وزاد: " وادخلوا الجنة ".
وكذا رواه في " عوالي اللآلي " ج 1 ص 377.
ورواه في " الاختصاص " ص 240، وزاد: " والمعروف واجب على كل أحد

352
بقلبه ولسانه ويده، فمن لم يقدر على اصطناع المعروف بيده فبقلبه ولسانه، فمن لم
يقدر عليه بلسانه فلينوه بقلبه ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 393.
ورواه في " أمالي الطوسي ": ج 1 ص 311 جزء 11 عن أبيه، عن الحسين
ابن عبيد الله الغضائري، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن محمد بن
همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة
القمي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " أهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في
الآخرة، لأنهم في الآخرة ترجح لهم الحسنات فيجودون بها على أهل المعاصي ".
ونقله عنه في " البحار " ج 71 ص 412، وفي " المستدرك " ج 2 ص 396.
ورواه في " فقه الرضا " (عليه السلام) ص 373 قال:
" أروي عن العالم أنه قال: أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في
الآخرة، لأن الله عز وجل يقول لهم: قد غفرت لكم ذنوبكم تفضلا عليكم، لأنكم
كنتم أهل المعروف في الدنيا وبقيت حسناتكم فهبوها لمن تشاؤون، فتكونوا بها
أهل المعروف في الآخرة، وقال: إن لله عبادا يفزع العباد إليهم في حوائجهم،
أولئك الآمنون، كل معروف صدقة، فقلت له: يا ابن رسول الله وإن كان غنيا؟
فقال: وإن كان غنيا ".
ونقله عنه في " البحار " ج 71 ص 412، و " المستدرك " ج 2 ص 396.
32 - فقه الرضا ص 371:
" وأوري: المعروف كاسمه، وليس شئ أفضل منه إلا ثوابه، وهو هدية من
الله إلى عبده المؤمن، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه،
ولا كل من رغب فيه يقدر عليه، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا من الله
على العبد المؤمن جمع الله له الرغبة والقدرة والإذن، فهناك تجب السعادة ".
ونقله عنه في " البحار " ج 71 ص 412، و " المستدرك " ج 2 ص 396،

353
وسيأتي مثله في حديث 38.
33 - نزهة الناظر ص 142:
قال الهادي (عليه السلام): " خير من الخير فاعله، وأجمل من الجميل قائله، وأرجح
من العلم حامله، وشر من الشر جالبه، وأهول من الهول راكبه ".
34 - مجموعة ورام ج 1 ص 115:
قال سليم بن جابر: أتيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقلت: علمني خيرا ينفعني الله به
قال: " لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تصب دلوك في إناء المستسقي، وأن
تلقى أخاك ببشر حسن، وإذا أدبر فلا تغتابه ".
35 - عوالي اللآلي ج 1 ص 121:
وروى سعيد بن جبير، قال: حدثني ابن عباس: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " من مشى
إلى أخيه بدين ليقضيه إياه فله به صدقة، ومن أعان على حمل دابته فله به
صدقة، ومن أماط أذى فله به صدقة، ومن هذى زقاقا (1) فله به صدقة، وكل
معروف صدقة ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 548.
36 - مستدرك الوسائل ج 1 ص 544:
ابن أبي جمهور في " درر اللئالئ "، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " كل معروف صدقة، وكلما أنفق المؤمن من نفقة على نفسه
وعياله وأهله كتب له بها صدقة، وما وقى به عرضه كتب له صدقة.... " الخبر.
37 - ثواب الأعمال ص 217:
أبي (رحمه الله) قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن



(1) أي رفع الأشياء التي تكون بين الزقاق. والزقاق - بالضم -: الطريق والسبيل.
354
أبيه يرفع الحديث قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أهل المعروف في الدنيا أهل
المعروف في الآخرة "، قيل: يا رسول الله، وكيف ذلك؟ قال: " يغفر لهم بالتطول
منه عليهم، ويدفعون حسناتهم إلى الناس فيدخلون بها الجنة، فيكونون أهل
المعروف في الدنيا والآخرة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 525.
38 - الكافي ج 4 ص 26:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وأحمد بن أبي عبد الله
جميعا، عن محمد بن خالد، عن سعدان بن مسلم، عن أبي يقظان، عن أبي عبد
الله (عليه السلام) قال: " رأيت المعروف كاسمه، وليس شئ أفضل من المعروف إلا ثوابه،
وذلك يراد منه، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه، وليس
كل من يرغب فيه يقدر عليه، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا اجتمعت
الرغبة والقدرة والإذن فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه ".
قال: ورواه أحمد بن أبي عبد الله، عن ابن فضال، عن أبي جميلة، عن محمد
ابن مروان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)... مثله.
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 527.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 31، وفي " مكارم الأخلاق " ص 13.
ورواه في " دعائم الإسلام " ج 2 ص 321، ونقله عنه في " المستدرك " ج 2
ص 395.
39 - الكافي ج 4 ص 25 كتاب الزكاة باب المعروف ح 1:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن إسماعيل بن
عبد الخالق الجعفي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إن من بقاء المسلمين وبقاء
الإسلام أن تصير الأموال عند من يعرف فيها الحق ويصنع [فيها] المعروف، فإن

355
من فناء الإسلام وفناء المسلمين أن تصير الأموال في أيدي من لا يعرف فيها
الحق ولا يصنع فيها المعروف ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 521.
ونقله في " المستدرك " ج 2 ص 393 عن كتاب معاوية بن حكيم، عن بريد
العجلي.
40 - تفسير القمي ج 1 ص 364 س الرعد:
حدثني أبي، عن حماد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي ما من دار فيها فرحة إلا يتبعها ترحة (1)، وما من هم
إلا وله فرج إلا هم أهل النار، فإذا عملت سيئة فأتبعها بحسنة تمحها سريعا،
وعليك بصنائع الخير فإنها تدفع مصارع السوء ".
ونقله عنه في " البحار " ج 68 ص 242، و: ج 71 ص 408.
41 - ثواب الأعمال ص 206:
روى عن أبيه، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي ولاد الحناط، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن المؤمن
منكم يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد أمر به إلى النار، والملك
ينطلق به فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا، وأسعفك
بالحاجة تطلبها مني، فهل عندك اليوم مكافاة؟ قال: فيقول المؤمن للملك الموكل
به: خل سبيله، قال: فيسمع الله قول المؤمن فيأمر الملك الموكل به أن يجيز قول
المؤمن فيخلي سبيله ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 525.



(1) الترح - بالتحريك - الذي ضد الفرح، وهو الهلاك والانقطاع أيضا.
356
42 - ثواب الأعمال ص 218:
عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن مروك بن عبيد،
عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث -: " إن الله يقول للفقراء يوم القيامة:
انظروا وتصفحوا وجوه الناس، فمن أتى إليكم معروفا فخذوا بيده وأدخلوه
الجنة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 525.
43 - الكافي ج 4 ص 27 كتاب الزكاة باب فضل المعروف ح 5:
عدة من أصحابنا، عن سهل وأحمد بن محمد جميعا، عن الحسن بن محبوب،
عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " المعروف شئ سوى الزكاة، فتقربوا
إلى الله عز وجل بالبر وصلة الرحم ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 522.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 31.
44 - تحف العقول ص 381:
وقال - أي الصادق - (عليه السلام): " المعروف زكاة النعم، والشفاعة زكاة الجاه،
والعلل زكاة الأبدان، والعفو زكاة الظفر، وما أديت زكاته فهو مأمون السلب ".
45 - نهج البلاغة ص 1189 حكمة 224:
قال (عليه السلام): " من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 526.
46 - أمالي الصدوق ص 447 مجلس 68:
روي عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمد بن هارون، عن عبد الله بن
موسى، عن عبد العظيم الحسني، عن علي بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) - في
حديث - قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): من أيقن بالخلف جاد بالعطية ".

357
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 523.
47 - الأشعثيات ص 235:
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه كان يقول: " إنما المعروف زرع من أنمى
الزرع، وكنز من أفضل الكنوز، فلا يزهدنك في المعروف كفر من كفره، ولا جحود
من جحده، فإنه قد يشركك عليه من يسمع منك فيه، وقد تصيب من شكر الشاكر
ما أضاع منه العبد الجاحد ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 393.
48 - أمالي الشيخ المفيد ص 259 مجلس 31:
روي عن أبي غالب الزراري، عن خاله أبي العباس محمد بن جعفر الرزاز
القرشي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن
جميل بن صالح، عن يزيد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر،
عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يقول الله: المعروف هدية مني إلى
عبدي المؤمن، فإن قبلها مني فبرحمتي ومني، وإن ردها علي فبذنبه حرمها ومنه
لا مني ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 394.
49 - أمالي الصدوق ص 273 - 274 مجلس 46:
حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم الطالقاني (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو بكر محمد
ابن القسم الأنباري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن أبي يعقوب
الدينوري، قال: حدثنا أحمد بن أبي المقدام العجلي، قال: يروى أن رجلا جاء إلى
علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال له: يا أمير المؤمنين، إن لي إليك حاجة، فقال:
" اكتبها في الأرض، فإني أرى الضر فيك بينا "، فكتب في الأرض: أنا فقير محتاج،
فقال علي (عليه السلام): " يا قنبر، اكسه حلتين "، فأنشأ الرجل يقول:

358
كسوتني حلة تبلى محاسنها * فسوف أكسوك من حسن الثنا حللا
إن نلت حسن ثنائي نلت مكرمة * ولست تبقى بما قد نلته بدلا
إن الثناء ليحيي ذكر صاحبه * كالغيث يحيي نداه السهل والجبلا
لا تزهد الدهر في عرف بدأت به * فكل عبد سيجزى بالذي فعلا
فقال (عليه السلام): " أعطوه مائة دينار "، فقيل له: يا أمير المؤمنين لقد أغنيته، فقال:
" إني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أنزل الناس منازلهم "، ثم قال علي (عليه السلام): " إني
لأعجب من أقوام يشترون المماليك بأموالهم ولا يشترون الأحرار بمعروفهم! ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 394.
50 - من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 371:
روى هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " إنما حرم الله عز وجل
الربا كي لا يمتنعوا من صنائع المعروف ".
51 - وفي رواية محمد بن عطية، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إنما
حرم الله عز وجل الربا لئلا يذهب المعروف ".
52 - علل الشرائع ص 604 باب 385:
روى عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن إبراهيم
الجازي، عن أبي بصير قال: ذكرنا عند أبي عبد الله (عليه السلام) الأغنياء من الشيعة، فكأنه
كره ما سمع منا فيهم، فقال: " يا أبا محمد، إذا كان المؤمن غنيا وصولا رحيما له
معروف إلى أصحابه أعطاه الله أجر ما ينفق في البر مرتين ضعفين، لأن الله يقول
في كتابه: * (وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل
صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون) * ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 524.
53 - بحار الأنوار ج 72 ص 140 عن دعوات الراوندي:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " نزعك القذاة عن وجه أخيك عشر حسنات،

359
وتبسمك في وجهه حسنة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف ".
54 - عوالي اللآلي ج 1 ص 121:
وروى سعيد بن جبير، قال: حدثني ابن عباس: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " من مشى
إلى أخيه بدين ليقضيه إياه فله به صدقة، ومن أعان على حمل دابته فله به صدقة،
ومن أماط أذى فله به صدقة، ومن هذى زقاقا فله به صدقة، وكل معروف صدقة ".
55 - الكافي ج 4 ص 28:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن
سيف بن عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " أجيزوا لأهل المعروف عثراتهم
واغفروها لهم، فإن كف الله تعالى عليهم هكذا " وأومأ بيده كأنه يظل بها شيئا.
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 535.
56 - الأشعثيات ص 236.
روى بإسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال: " اعلم أن ما بأهل
المعروف من الحاجة إلى اصطناعه أكثر ما بأهل الرغبة إليهم فيه، وذلك أن لهم
ثناءه وذكره وأجره، واعلم أن كل مكرمة تأتيها أو صنيعة صنعتها إلى أحد من
الخلق فإنما أكرمت بها نفسك، وزينت بها عرضك، فلا تطلبن من غيرك شكر ما
صنعت إلى نفسك ".
ورواه في " دعائم الإسلام " ج 2 ص 320، إلى قوله: " وأجره "، وزاد: " ومن
فعل معروفا فإنما صنع الخير لنفسه، ولا يطلب من غيره شكر ما أولاه نفسه... "
الخبر.
ونقله عنهما في " المستدرك " ج 2 ص 393.
57 - ثواب الأعمال ج 202 - 203:
عن أبيه، عن سعد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهدي، عن الحسن بن

360
محبوب، عن علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن موسى (عليه السلام): " إنه كان في بني
إسرائيل رجل مؤمن، وكان له جار كافر، فكان يرفق بالمؤمن ويوليه المعروف في
الدنيا، فلما أن مات الكافر بنى الله له بيتا في النار من طين، وكان يقيه حرها
ويأتيه الرزق من غيرها، وقيل له: هذا ما كنت تدخله على جارك المؤمن فلان بن
فلان من الرفق، وتوليه من المعروف في الدنيا ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 523.
58 - الأشعثيات ص 152:
أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد بن الأشعث، قال: وحدثني الزبير محمد بن
خلف بن عمر بن عبد الله بن الوليد بن عثمان بن عفان، قال: حدثني علي بن عبد
الله بن الجبار، قال: حدثني محمد بن عبد الرحمان المزني، عن محمد بن عجلان،
عن العجلاني، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لجماعة من أصحابه أو في
جماعة: " تدرون ما يقول الأسد في زئيره؟ "، قال: فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال:
" يقول: اللهم لا تسلطني على أحد من أهل المعروف ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 393.
ورواه في " عوالي اللآلي " ج 1 ص 376.
59 - أمالي الطوسي ج 1 ص 235 جزء 8:
روى عن أبيه، عن محمد بن محمد، عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن أبيه،
عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي
سعيد القماط، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام)
يقول: " لا يكمل إيمان العبد حتى يكون فيه خصال أربع: يحسن خلقه، وتسخو
نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 526.

361
60 - أعلام الدين ص 298:
قال الحسين بن علي (عليه السلام) - في حديث -: " واعلموا أن المعروف مكسب
حمدا، ومعقب أجرا، فلو رأيتم المعروف رجلا لرأيتموه حسنا جميلا يسر
الناظرين ويفوق العالمين، ولو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا قبيحا مشوها تنفر منه
القلوب وتغض دونه الأبصار... " الخبر.
ونقله عنه في " البحار " ج 78 ص 127، وفي " المستدرك " ج 2 ص 394.
61 - مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 432:
روى عن أبي هاشم الجعفري، قال: سمعته يقول: " إن في الجنة بابا يقال له
المعروف، لا يدخله إلا أهل المعروف " فحمدت الله في نفسي، وفرحت بما
أتكلف من حوائج الناس، فنظر إلي وقال: " نعم، فدم على أنت عليه، فإن أهل
المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، جعلك الله منهم يا أبا هاشم
ورحمك ".
ورواه في " الخرائج والجرائح " ج 2 ص 289.
ونقله عنهما في " المستدرك " ج 2 ص 392.
وقد تقدم مثله في حديث 10.
62 - المستدرك ج 2 ص 394:
روى عن أبي القاسم الكوفي في كتاب " الأخلاق " قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" كل معروف صدقة، والصدقة تدفع مصارع السوء ".
وقال (صلى الله عليه وآله): " صدقة السر تطفئ غضب الرب، وصنائع المعروف تقي مصارع
السوء، وصلة الرحم تزيد في العمر ".
وقال (صلى الله عليه وآله): " أصحاب المعروف في الدنيا هم أصحاب المعروف في
الآخرة ".

362
وقال (صلى الله عليه وآله): " لا تحقرن من المعروف شيئا، ومن المعروف أن تلقى أخاك
بوجه طلق وبشر حسن ".
63 - وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: " المعروف كنز من أفضل الكنوز،
وزرع من أنمى الزرع، فلا تزهدوا فيه ولا تملوا ".
64 - وقال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام): " صنيع المعروف وحسن
البشر يكسبان المحبة، ويقربان من الله، ويدخلان الجنة ".
وقال (عليه السلام): إنما حرم الله الربا لئلا يتمانع الناس بينهم المعروف ".
65 - وقال (عليه السلام): " إذا كان يوم القيامة يوقف الله فقراء المؤمنين بين يديه
فيقول لهم: أما إني لم أفقركم في الدنيا لهوانكم علي بل لأبلوكم وابتلي بكم،
فانطلقوا فلا تدعوا أحدا ممن اصطنع إليكم في الدنيا معروفا من أهل دينكم إلا
أدخلتموه الجنة ".
وقال عيسى بن مريم (عليه السلام) لأصحابه: " استكثروا من الشئ الذي لا يأكله
النار "، قالوا: وما هو؟ قال: " المعروف ".
66 - عدة الداعي ص 193:
حدث الحسين بن يقطين، عن أبيه، عن جده، قال: ولي علينا بالأهواز رجل
من كتاب يحيى بن خالد، وكان علي بقايا خراج كان فيها زوال نعمتي وخروجي
عن ملكي، فقيل لي: إنه ينتحل هذا الأمر، فخشيت أن ألقاه مخافة أن لا يكون ما
بلغني حقا، فيكون فيه خروجي عن ملكي وزوال نعمتي، فهربت منه إلى الله تعالى
وأتيت الصادق (عليه السلام) مستجيرا، فكتب إليه رقعة صغيرة فيها: " بسم الله الرحمن
الرحيم، إن لله في ظل عرشه ظلا لا يسكنه إلا من نفس عن أخيه كربته، أو أعانه
بنفسه، أو صنع إليه معروفا ولو بشق تمرة، وهذا أخوك، والسلام "، ثم ختمها
ودفعها إلي وأمرني أن أوصلها إليه، فلما رجعت إليه، فلما رجعت إلى بلدي صرت
ليلا إلى منزله فاستأذنت عليه، وقلت: رسول الصادق (عليه السلام) بالباب، فإذا أنا به قد

363
خرج إلي حافيا، ومنذ نظرني سلم علي وقبل ما بين عيني، ثم قال: يا سيدي، أنت
رسول مولاي؟ فقلت: نعم، فقال: قد أعتقتني من النار إن كنت صادقا، فأخذ بيدي
وأدخلني منزله وأجلسني في مجلسه وقعد بين يدي، ثم قال: يا سيدي كيف
خلفت مولاي؟ فقلت: بخير، فقال: الله، فقلت: الله، حتى أعادها ثلاثا، ثم ناولت
الرقعة فقرأها وقبلها ووضعها على عينيه، ثم قال: يا أخي، مر بأمرك، قلت: في
جريدتك علي كذا وكذا ألف ألف درهم، وفيه عطبي وهلاكي، فدعا بالجريدة
فمحا عني كلما كان فيها وأعطاني براءة منها، ثم دعا بصناديق ماله فناصفني
عليها، ثم دعا بدوابه فجعل يأخذ دابة ويعطيني دابة، ثم دعا بغلمانه فجعل يعطيني
غلاما ويأخذ غلاما، ثم دعا بكسوته فجعل يأخذ ثوبا ويعطيني ثوبا، حتى
شاطرني في جميع ملكه ويقول: هل سررتك؟ فأقول: أي والله، وزدت على
السرور، فلما كان في الموسم، قلت: والله ما كان هذا الفرح يقابل بشئ أحب إلى
الله ورسوله من الخروج إلى الحج والدعاء له والمصير إلى مولاي وسيدي
الصادق (عليه السلام) وشكره عنده، وأسأله الدعاء له فخرجت إلى مكة وجعلت طريقي
إلى مولاي، فلما دخلت عليه رأيت السرور في وجهه، فقال (عليه السلام): " ما كان خبرك
مع الرجل؟ " فجعلت أورد عليه خبري، وجعل يتهلل وجهه ويسر السرور، فقلت:
يا سيدي، هل سررت بما كان منه إلي؟ سره الله في جميع أموره، فقال (عليه السلام): " أي
والله، لقد سرني، ولقد سر آبائي، والله لقد سر أمير المؤمنين (عليه السلام)، والله لقد سر
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والله لقد سر الله في عرشه ".
ونقله في " البحار " ج 48 ص 174 من كتاب " قضاء حقوق المؤمنين " لأبي
علي بن طاهر الصوري ملخصا، لكنه نسبه إلى موسى بن جعفر (عليهما السلام).
67 - الأشعثيات ص 166 - 167:
روى بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن
أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام): " من آوى اليتيم ورحم الضعيف وارتفق على

364
والده ورفق على ولده ورفق بمملوكه أدخله الله تعالى في رضوانه ويسر عليه
رحمته، ومن كف غضبه وبسط رضاه وبذل معروفه ووصل رحمه وأدى أمانته
جعله الله تعالى في نوره الأعظم يوم القيامة ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 279.
ورواه في " نزهة الناظر " ص 14، من قوله: " من كف غضبه... " الخ.
68 - الأشعثيات ص 230:
روى بإسناده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من
أسبغ وضوءه، وأحسن صلاته، وأدى زكاة ماله، وكف غضبه، وسجن لسانه، وبذل
معروفه، واستغفر لذنبه، وأدى النصيحة لأهل بيتي، فقد استكمل حقائق الإيمان
وأبواب الجنة له مفتحة ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 279.
ورواه في " دعائم الإسلام " ج 1 ص 134.
ورواه في " نوادر الراوندي " ص 5 بسنده، لكنه أسقط قوله: " واستغفر لذنبه ".
ونقله عنه في " البحار " ج 81 ص 253.
69 - أصول الكافي ج 3 ص 336 باب المؤمن وعلاماته ح 30:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن
القاسم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن
لأهل الدين علامات يعرفون بها - فذكر منها - بذل المعروف ".
70 - روضة الواعظين ج 2 ص 370:
(في حديث موسى (عليه السلام) مع ربه) قال موسى: " فما جزاء من كف أذاه عن
الناس وبذل معروفه لهم؟ فقال: يا موسى، يناديه النار يوم القيامة: لا سبيل لي
عليك ".

365
71 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 139:
روى بسنده عن سليم بن قيس حين أوصى أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى ابنه
الحسن (عليه السلام) وأشهد عليه الحسين (عليه السلام)، فذكر الوصية وفيها: " عليكم بالتواصل
والتباذل... ".
72 - كتاب الزهد ص 32:
ابن أبي البلاد عمن أخبره عن بعض الفقهاء قال: يوقف فقراء المؤمنين يوم
القيامة، فيقول لهم الرب تبارك وتعالى: " أما أني لم أفقركم من هوانكم علي،
ولكني أفقرتكم لأبلوكم، انطلقوا فلا يبقى أحد صنع إليكم معروفا في الدنيا إلا
أخذتم بيده فأدخلتموه الجنة ".
تصنيف غرر الحكم ص 382:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
73 - " الإحسان غنم ".
74 - " المعروف كنز ".
75 - " المعروف زكاة النعم ".
76 - " المعروف أفضل المغانم ".
77 - " المعروف أشرف سيادة ".
78 - " البر غنيمة الحازم ".
79 - " العاقل من بذل نداه ".
80 - " المعروف أنمى [أثمر] زرع، وأفضل كنز ".
81 - " أفضل الإيمان الإحسان ".
82 - " أحسن الصنائع ما وافق الشرائع ".
83 - " المعروف أفضل الكنزين ".

366
84 - " الإحسان غريزة الأخيار، والإساءة غريزة الأشرار ".
85 - " الصنيعة إذا لم ترب أخلقت كالثوب البالي والأبنية المتداعية ".
86 - " إفعل المعروف ما أمكن، وازجر المسئ بفعل المحسن ".
87 - " إغتنم صنائع الإحسان، وارع ذمم الإخوان ".
88 - " أفضل من الصنيعة مزية [مرية] الصنيعة ".
89 - " أفضل الشرف بذل الإحسان ".
90 - " أجمل أفعال ذوي القدرة الإنعام ".
91 - " أفضل الشرف كف الأذى وبذل الإحسان ".
92 - " إن مكرمة صنعتها إلى أحد من الناس إنما أكرمت بها نفسك، وزينت بها
عرضك، فلا تطلب من غيرك شكر ما صنعت إلى نفسك ".
وفي ص 383:
93 - " إنما الكرم بذل الرغائب، وإسعاف الطالب ".
94 - " إذا صنع إليك معروفا فانشره ".
95 - " إذا أحسنت على اللئيم وترك بإحسانك إليه ".
96 - " ثلاث هن جماع الخير: إسداء النعم، ورعاية الذمم، وصلة الرحم ".
97 - " خذ على عدوك بالفضل، فإنه أحد الظفرين ".
98 - " خذ بالعدل وأعط بالفضل تحز المنقبتين ".
99 - " ذو العقل لا ينكشف إلا عن احتمال وإجمال وإفضال ".
100 - " رأس الإيمان الإحسان إلى الناس ".
101 - " زكاة المال الإفضال ".
102 - " زكاة النعم اصطناع المعروف ".
103 - " زينة الإسلام إعمال الإحسان ".
104 - " شيئان لا يوازنهما عمل: حسن الورع، والإحسان إلى المؤمنين ".

367
105 - " صدق الإيمان وصنائع الإحسان أفضل الذخائر ".
106 - " صنائع الإحسان من فضائل الإنسان ".
107 - " ضادوا الإساءة بالإحسان ".
108 - " عليك بالإحسان، فإنه أفضل زراعة، وأربح بضاعة ".
109 - " في كل معروف إحسان ".
110 - " قدر كل امرء ما يحسنه ".
111 - " قدر المرء على قدر فضله ".
112 - " كل معروف إحسان ".
113 - " للكرام فضيلة المبادرة إلى فعل المعروف، وإسداء الصنائع ".
114 - " ليس ثواب عند الله سبحانه أعظم من ثواب السلطان العادل والرجل
المحسن ".
115 - " لو رأيتم الإحسان شخصا لرأيتموه شكلا جميلا يفوق العالمين ".
116 - " من وفق أحسن ".
117 - " من أنعم قضى حق السيادة ".
118 - " من قضى ما أسلف من الإحسان فهو كامل الحرية ".
119 - " من انتجعك مؤملا فقد أسلفك حسن الظن بك، فلا تخيب ظنه ".
120 - " من قبل معروفك فقد أوجب عليك حقه ".
121 - " من لم يؤكد قديمه بحديثه شان سلفه، وخان خلفه ".
122 - " من شرف الهمة بذل الإحسان ".
123 - " من علامات الإقبال اصطناع الرجال ".
وفي ص 384 و 385:
124 - " ملاك المروة: صدق اللسان، وبذل الإحسان ".
125 - " نعم المرء المعروف [العروف] ".

368
126 - " لا يكونن أخوك على الإساءة إليك أقوى منك على الإحسان إليه ".
127 - " لا تذم أبدا عواقب الإحسان ".
128 - " يستدل على مروة الرجل ببث المعروف، وبذل الإحسان، وترك
الامتنان ".
129 - " رأس الفضائل اصطناع الأفاضل ".
130 - " المعروف فضل، الكرم نبل ".
131 - " الإحسان رأس الفضل ".
132 - " الفضل مع الإحسان ".
133 - " الإفضال أفضل الكرم ".
134 - " إصطناع العاقل أحسن فضيلة ".
135 - " لا فضيلة أجل من الإحسان ".
136 - " لا منقبة أفضل من الإحسان ".
137 - " فضيلة الإنسان بذل الإحسان ".
138 - " الكريم من بدأ بإحسانه ".
139 - " الكريم من بذل إحسانه ".
140 - " الكريم من سبق نواله سؤاله ".
141 - " ظفر الكرام عفو وإحسان ".
142 - " ظل الكرام رغد هنئ ".
143 - " عادة الكرام حسن الصنيعة ".
144 - " عنوان النبل الإحسان إلى الناس ".
145 - " لكل شئ فضيلة، وفضيلة الكرام اصطناع الرجال ".
146 - " من كثرت عوارفه أبان عن كثرة نبله ".
147 - " من لم يجاز الإساءة بالإحسان فليس من الكرام ".

369
148 - " من الكرم [الكريم] اصطناع المعروف، وبذل الرفد ".
149 - " نظام الكرم موالاة الإحسان، ومواساة الإخوان ".
150 - " المعروف ذخيرة الأبد ".
151 - " الإحسان ذخر، والكريم من حازه ".
152 - " اصطناع الأكارم أفضل ذخر، وأكرم اصطناع ".
153 - " الاصطناع ذخر، فارتد عند من تضعه ".
154 - " الإفضال أفضل قنية، والسخاء أحسن حلية ".
155 - " أفضل الذخر الصنائع ".
156 - " أفضل الذخائر حسن الصنائع ".
157 - " زد في اصطناع المعروف، وأكثر من إسداء الإحسان، فإنه أبقى
ذخرا، وأجمل ذكرا ".
158 - " عليكم بصنائع المعروف، فإنها نعم الزاد إلى المعاد ".
159 - " نعم الذخر المعروف ".
160 - " نعم زاد المعاد الإحسان إلى العباد ".
161 - " المروف [المعروف] قروض ".
162 - " المعروف رق ".
163 - " الإنسان عبد الإحسان ".
164 - " الإحسان يستعبد الإنسان ".
165 - " الإحسان يسترق الإنسان ".
166 - " الناس أبناء ما يحسنون ".
167 - " المعروف غل لا يفكه إلا شكر أو مكافاة ".
168 - " أحسن تسترق ".
169 - " أحسن إلى من شئت وكن أميره ".

370
170 - " أطل يدك في مكافاة من أحسن إليك، فإن لم تقدر فلا أقل من أن
تشكره ".
171 - " إن أفضل الأموال ما استرق به حر واستحق به أجر ".
172 - " بالإحسان يستعبد الإنسان ".
173 - " بالبر يملك الحر ".
174 - " بالإحسان تملك القلوب ".
175 - " بالإحسان يملك الأحرار ".
176 - " بالإحسان تسترق الرقاب ".
177 - " عند تواتر البر والإحسان يتعبد الحر ".
178 - " عجبت لمن يشتري العبيد بماله فيعتقهم كيف لا يشتري الأحرار
بإحسانه فيسترقهم ".
179 - " في كل صنيعة امتنان ".
180 - " كم من إنسان استعبده إحسان ".
181 - " لقد أتعبك من أكرمك إن كنت كريما، ولقد أراحك من أهانك إن كنت
حليما ".
182 - " لن يتعبد الحر حتى يزال عنه الضر ".
183 - " لن يسترق الإنسان حتى يغمره الإحسان ".
184 - " من قضى حق من لا يقضي حقه فقد عبده ".
185 - " من قبل معروفا فقد ملك مسديه إليه رقه ".
186 - " من قبل معروفك فقد باعك عزته ومروءته ".
187 - " من قبل معروفك فقد أذل لك جلالته وعزته ".
188 - " ما استرقت الأعناق بمثل [بذل] الإحسان ".
189 - " ما استعبد الكرام بمثل الإكرام ".

371
190 - " المعروف سيادة ".
191 - " أفضل على الناس يعظم قدرك ".
192 - " بفعل المعروف يستدام الشكر ".
193 - " بالإحسان تغمد الذنوب، بالغفران يعظم المجد ".
194 - " تمام السؤدد ابتداء الصنائع ".
195 - " ذو الإفضال مشكور السيادة ".
196 - " ذو المعروف محمود العادة ".
197 - " عليك بمكارم الخلال واصطناع الرجال، فإنهما يقيان مصارع
السوء، ويوجبان الجلالة ".
198 - " عند كثرة الإفضال وشدة الاحتمال تتحقق الجلالة ".
199 - " كثرة الصنائع ترفع الشرف، ويستديم الشكر ".
200 - " مع الإحسان تكون الرفعة ".
201 - " الإحسان محبة ".
202 - " سبب المحبة الإحسان ".
203 - " من أحسن إلى الناس استدام منهم المحبة ".
204 - " من كثر إحسانه أحبه إخوانه ".
205 - " من صنع العارفة الجميلة حاز المحمدة الجزيلة ".
206 - " من أحسن اكتسب حسن الثناء ".
207 - " لا يحمد إلا من بذل إحسانه ".
208 - " المروف [المعروف] حسب ".
209 - " المحسن معان، المسئ مهان ".
210 - " الكرم أعطف من الرحم ".
211 - " المحسن حي وإن نقل إلى منازل الأموات ".

372
212 - " الكريم عند الله محبور مثاب، وعند الناس محبوب مهاب ".
213 - " أحسن تشكر ".
214 - " أحسن يحسن إليك ".
215 - " إنك إن أحسنت فنفسك تكرم، وإليها تحسن ".
216 - " صاحب المعروف لا يعثر، وإذا عثر وجد متكأ ".
217 - " صنائع المعروف تقي مصارع الهوان ".
218 - " صنائع المعروف تدر النعماء، وتدفع البلاء ".
219 - " عادة الإحسان مادة الإمكان ".
220 - " كل محسن مستأنس ".
221 - " كل نعمة أنيل منها المعروف، فإنها مأمونة السلب، محصنة من الغير ".
222 - " كثرة اصطناع المعروف تزيد في العمر، وتنشر الذكر ".
223 - " كافل دوام الغنى والإمكان اتباع الإحسان الإحسان ".
224 - " من بذل معروفة كثر الراغب إليه ".
225 - " من كثر إحسانه كثر خدمه وأعوانه ".
226 - " من أحسن إلى الناس حسنت عواقبه، وسهلت له طرقه ".
227 - " من النبل أن يبذل الرجل ماله، ويصون عرضه ".
228 - " ما اكتسب الشكر بمثل بذل المعروف ".
229 - " ما حصنت النعم بمثل الإنعام بها ".
230 - " ما من شئ يحصل به الأمان أبلغ من إيمان وإحسان ".
231 - " وضع الصنيعة في أهلها يكبت العدو، ويقي مصارع السوء ".
وفي ص 387:
232 - " أولى الناس بالإنعام من كثرت نعم الله عليه ".
233 - " إن بأهل المعروف من الحاجة إلى اصطناعه أكثر مما بأهل الرغبة

373
إليهم منه ".
234 - " إن إحسانك إلى من كادك من الأضداد والحساد لأغيظ عليهم من
مواقع إساءتك منهم، وهو داع إلى صلاحهم ".
وفي ص 388:
235 - " الكريم يرى مكارم أفعاله دينا عليه يقضيه ".
236 - " خير الناس من كان في عسره مؤثرا صبورا ".
وفي ص 389:
237 - " لا تمتنعن [لا تملن] من فعل المعروف والإحسان فتسلب
الإمكان ".
238 - " جحود الإحسان يحدو على قبح الامتنان ".
239 - " جحود الإحسان [الإنسان] يوجب الحرمان ".
240 - " صنيع المال يزول بزواله ".
241 - " عادة الأغمار قطع مواد الإحسان ".
242 - " عجبت لمن يرجو فضل من فوقه كيف يحرم من دونه ".
243 - " من قطع معهود إحسانه قطع الله موجود إمكانه ".
وفي ص 389:
244 - " من لم يتفضل لم ينبل ".
245 - " من لم يسمح لم يسد ".
246 - " من كتم الإحسان عوقب بالحرمان ".
247 - " من منع الإحسان سلب الإمكان ".
248 - " لا يزهدنك في اصطناع المعروف قلة من يشكره، فقد يشكرك عليه
من لا ينتفع بشئ منه، وقد يدرك من شكر الشاكر أكثر مما أضاع الكافر ".
كتب أهل السنة:

374
249 - جامع الأصول (جامع الصحاح الست لهم) ج 10 ص 328:
(بحذف الإسناد): أن رجلا أتى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعرفة، فدنا منه حتى اختلفت
عنق راحلته مع عنق راحلة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا رسول الله، أنبئني بعمل
ينجيني من عذاب الله ويدخلني الجنة، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أعبد الله ولا
تشرك به شيئا، وأقم الصلاة، وأد الزكاة، وصم رمضان، وحج واعتمر، وانظر ما
تحب من الناس أن يأتوك به فافعله بهم، وما تكره من الناس أن يأتوه إليك فذره
عنهم ". أخرجه رزين.
250 - إحياء العلوم ج 3 ص 213:
وقال أبو سعيد الخدري: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن الله عز وجل جعل للمعروف وجوها من خلقه، حبب إليهم المعروف، وحبب إليهم فعاله، ووجه طلاب
المعروف إليهم، ويسر عليهم إعطاءه كما يسر الغيث إلى البلدة الجدبة فيحييها
ويحيي به أهلها ".
251 - وقال (صلى الله عليه وسلم): " كل معروف صدقة، وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله
كتب له صدقة، وما وقى به الرجل عرضه فهو له صدقة، وما أنفق الرجل من نفقة
فعلى الله خلفها ".
252 - وقال (صلى الله عليه وسلم): " كل معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله يحب
إغاثة اللهفان ".
253 - وقال (صلى الله عليه وسلم): " كل معروف فعلته إلى غني أو فقير صدقة ".

375
- 39 -
الإحسان إلى ذرية رسول الله (صلى الله عليه وآله)،
واصطناع المعروف إليهم
قال الله تعالى:
* (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) * الشورى: 23.
1 - الكافي ج 7 ص 52 باب صدقات النبي... ح 7:
روى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الحسن وجميع ولده وأهل بيته، وفيها:
" الله الله في ذرية نبيكم، فلا يظلمن بحضرتكم وبين ظهرانيكم وأنتم تقدرون
على الدفع عنهم ".
2 - عيون الأخبار ج 2 ص 24 - 25 باب 31:
حدثنا أبو الحسن محمد بن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في
داره، قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري، قال: حدثنا أبو القاسم
عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة، قال: حدثنا أبي في سنة
ستين ومائتين، قال: حدثني علي بن موسى الرضا (عليه السلام) سنة أربع وتسعين ومائة.

376
وحدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور، قال: حدثنا أبو
إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمد الخوري، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زياد
الفقيه الخوري بنيسابور، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني، عن
الرضا علي بن موسى (عليهما السلام). وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني
الرازي العدل ببلخ، قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني، عن داود بن
سليمان الفراء، عن علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، قال: حدثني أبي موسى بن جعفر،
قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، قال: حدثني أبي محمد بن علي، قال: حدثني
أبي علي بن الحسين، قال: حدثني أبي الحسين بن علي، قال: حدثني أبي علي بن
أبي طالب (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " أربعة أنا لهم شفيع يوم القيامة:
" المكرم لذريتي، والقاضي لهم حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما
اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه ".
ورواه في " أمالي الطوسي " ج 1 ص 376 مجلس 13:
عن أبيه، عن الحفار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن علي بن دعبل أخي
دعبل بن علي، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السلام)... بعينه.
ورواه ابن زهرة في " الأربعين حديثا " ص 42، لكنه ذكر بدل قوله " المكرم
لذريتي ": " الضارب بالسيف أمام ذريتي ".
3 - الخصال ج 1 ص 196، وعيون الأخبار ج 1 ص 259 باب 26:
حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب، حدثنا منصور بن عبد الله
الإصفهاني، حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا داود بن سليمان، عن علي بن موسى
الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أربعة أنا
الشفيع لهم يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض: معين أهل بيتي، والقاضي
لهم حوائجهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه، والدافع
[المكروه - خ] عنهم بيده ".

377
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 11 ص 557.
4 - الكافي ج 4 ص 60 كتاب الزكاة باب الصدقة لبني هاشم ح 9:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف
ولو جاءوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند
الضيق، ورجل أحب ذريتي باللسان وبالقلب، ورجل يسعى في حوائج ذريتي إذا
طردوا أو شردوا ".
ورواه في " التهذيب " ج 4 ص 111 باب في الزيادات في الزكاة ح 57 بعينه
سندا ومتنا.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 36.
ونقله عنهم في " الوسائل " ج 11 ص 556.
5 - من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 36:
قال الصادق (عليه السلام): " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيها الخلائق، أنصتوا فإن
محمدا (صلى الله عليه وآله) يكلمكم فتنصت الخلائق، فيقوم النبي (صلى الله عليه وآله) فيقول: يا معشر الخلائق،
من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه، فيقولون: بآبائنا
وأمهاتنا وأي يد وأي منة وأي معروف لنا، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله
على جميع الخلائق، فيقول لهم: بلى، من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم و
كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى أكافيه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك
فيأتي النداء من عند الله عز وجل: يا محمد، يا حبيبي، قد جعلت مكافأتهم إليك
فأسكنهم من الجنة حيث شئت "، قال: " فيسكنهم في الوسيلة، حيث لا يحجبون
عن محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم "...
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 556.

378
6 - قال العلامة الحلي (قدس سره) في " قواعد الأحكام " ص 346 - 347 في وصية
لابنه: وعليك بصلة الذرية العلوية، فإن الله تعالى قد أكد الوصية فيهم، وجعل
مودتهم أجر الرسالة والإرشاد، فقال تعالى: * (وقل لا أسألكم عليه أجرا إلا
المودة في القربى) *، ثم ذكر هذين الحديثين.
7 - المحاسن ص 62 كتاب ثواب الأعمال باب 109:
روى عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
" إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين فينادي مناد: من كانت له عند
رسول الله (صلى الله عليه وآله) يد فليقم، فيقوم عنق من الناس، فيقول: ما كانت أياديكم عند
رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فيقولون: كنا نصل أهل بيته من بعده، فيقال لهم: اذهبوا فطوفوا
في الناس، فمن كانت له عندكم يد فخذوا بيده وأدخلوه الجنة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 558.
8 - الكافي ج 4 ص 60 كتاب الزكاة باب الصدقة لبني هاشم ح 8:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن النوفلي، عن عيسى بن عبد
الله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صنع إلى أحد من أهل
بيتي يدا كافيته يوم القيامة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 556.
ورواه في " المحاسن " ص 63 كتاب ثواب الأعمال باب 87 عن البرقي، عن
محمد بن علي الصيرفي، عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن جده، عن
علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):... " فذكر الحديث بعينه، لكنه
ذكر بدل كلمة " صنع ": " اصطنع ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 559.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 36.

379
9 - أمالي الطوسي ج 1 ص 365 جزء 12:
روى عن أبيه، عن هلال بن محمد الحفار، عن محمد بن أحمد الصواف، عن
إسحاق بن عبد الله بن سلمة، عن زيدان بن عبد الغفار، عن حسين بن موسى بن
جعفر، عن أخيه علي بن موسى بن جعفر، عن آبائه (عليهم السلام): " أن رسول الله (صلى الله عليه وآله)
قال: أيما رجل اصطنع إلى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافه عليها فأنا المكافي له
عليها ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 557، وفي " البحار " ج 93 ص 225.
10 - صحيفة الرضا (عليه السلام) ص 28:
روي عن الرضا، عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): من
اصطنع صنيعة إلى واحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها في الدنيا فأنا
أجازيه غدا إذا لقيني يوم القيامة ".
ونقله عنه في " البحار " ج 93 ص 225.
11 - جامع الأخبار ص 140:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " حقت شفاعتي لمن أعان ذريتي بيده ولسانه وماله ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 400.
12 - مجموعة ورام ج 2 ص 266:
الفضل بن قرة قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) يبسط رداءه وفيه صرر الدنانير
فيقول للرسول: اذهب بها إلى فلان وفلان من أهل بيته، وقل لهم: هذه بعث إليكم
بها من العراق، قال: فيذهب بها الرسول إليهم فيقول ما قال، فيقولون: أما أنت
فجزاك الله خيرا بصلتك قرابة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأما جعفر فحكم الله بيننا وبينه،
قال: فيخر أبو عبد الله ساجدا ويقول: " اللهم أذل رقبتي لولد أبي ".

380
13 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 66:
قال جابر: وسمعته (أي أبي جعفر (عليه السلام)) يقول: " إن الرحم معلقة بالعرش
تقول: اللهم صل من وصلني، واقطع من قطعني، وهي رحم آل محمد (عليهم السلام)، وهو
قوله: * (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل) * وكل ذي رحم ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 402.
14 - جامع الأخبار ص 140:
وقال (صلى الله عليه وآله): " أكرموا أولادي، وحسنوا آدابي ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 400.
15 - جامع الأخبار ص 140:
قال (صلى الله عليه وآله): " أحبوا أولادي الصالحون لله، والطالحون لي ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 400.
16 - المستدرك ج 2 ص 400:
نقل عن الشهيد في " الدرة الباهرة ": روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " من أكرم
أولادي فقد أكرمني ".
17 - المستدرك ج 2 ص 402:
عماد الدين الطبري في " بشارة المصطفى " عن محمد بن شهريار الخازن،
عن محمد بن الحسن بن داود، عن محمد بن يحيى العلوي، عن أحمد بن محمد بن
عقدة، عن محمد بن الفضيل بن إبراهيم، عن عمران بن معقل، عن أبي عبد
الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: " لا تدعوا صلة آل محمد (عليهم السلام) من أموالكم، من كان
غنيا فعلى قدر غناه، ومن كان فقيرا فعلى قدر فقره، ومن أراد أن يقضي الله أهم
الحوائج فيه فليصل آل محمد (عليهم السلام) وشيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله ".

381
18 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 333:
قال الإمام (عليه السلام): " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من رعى حق قرابات أبويه أعطي في الجنة ألف درجة، بعد ما بين كل درجتين حضر الفرس الجواد المحضير مائة
سنة، إحدى الدرجات من فضة، والأخرى من ذهب، والأخرى من لؤلؤ،
والأخرى من زمرد، والأخرى من زبرجد، والأخرى من مسك، والأخرى من
عنبر، والأخرى من كافور، فتلك الدرجات من هذه الأصناف. ومن رعى حق
قربى محمد وعلي (عليهما السلام) أوتي من فضائل الدرجات وزيادة المثوبات على قدر
زيادة فضل محمد وعلي (عليهما السلام) على أبوي نفسه ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 401.
19 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 334:
وقال الحسن بن علي (عليهما السلام): " عليك بالإحسان إلى قرابات أبوي دينك:
محمد وعلي وإن أضعت قرابات أبوي نسبك، وإياك وإضاعة قرابات أبوي دينك
بتلافي قرابات أبوي نسبك، فإن شكر هؤلاء إلى أبوي دينك: محمد وعلي (عليهما السلام)
أثمر لك من شكر هؤلاء إلى أبوي نسبك، إن قرابات أبوي دينك إذا شكروك
عندهما - بأقل قليل نظرهما لك - يحط عنك ذنوبك ولو كانت ملء ما بين الثرى
إلى العرش، وإن قرابات أبوي نسبك إن شكروك عندهما وقد ضيعت قرابات
أبوي دينك لم يغنيا عنك فتيلا ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 401.
20 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 335:
قال علي بن الحسين (عليهما السلام): " حق قرابات أبوي ديننا محمد وعلي صلوات
الله عليهما وأوليائهما أحق من قرابات نسبنا، إن أبوي ديننا يرضيان عنا أبوي
نسبنا، وأبوي نسبنا لا يقدران أن يرضيا عنا أبوي ديننا محمد وعلي صلوات الله
عليهما ".

382
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 401.
21 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 335:
قال محمد بن علي (عليهما السلام): " من كان أبوا دينه محمد وعلي صلوات الله عليهما
وقراباتهما آثر لديه وأكرم من أبوي نسبه وقراباتهما، قال الله عز وجل: فضلت
الأفضل وآثرت الأولى بالإيثار، لأجعلنك بدار قراري ومنادمة أوليائي أولى ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 401.
22 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 335:
قال جعفر بن محمد (عليهما السلام): " من ضاق عن قضاء حق قرابة أبوي دينه وأبوي
نسبه، وقدح كل واحد منهما في الآخر، فقدم قرابة أبوي دينه على قرابة أبوي
نسبه، قال الله عز وجل يوم القيامة: كما قدم قرابة أبوي دينه فقدموه إلى جناني
فيزداد فوق ما كان أعد له من الدرجات ألف ألف ضعفها ".
23 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 335:
قال موسى بن جعفر (عليهما السلام) وقد قيل له: إن فلانا كان له ألف درهم عرضت
عليه بضاعتان يشتريهما لا تتسع بضاعته لهما، فقال: أيهما أربح لي؟ فقيل له: هذا
يفضل ربحه على هذا بألف ضعفه، قال: " أليس يلزمه في عقله أن يؤثر الأفضل؟ "
قالوا: بلى، قال: " فهكذا إيثار قرابة أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله عليهما
أفضل ثوابا بأكثر من ذلك، لأن فضله على قدر فضل محمد وعلي صلوات الله
عليهما على أبوي نسبة ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 401.
24 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 336:
قيل للرضا (عليه السلام): ألا نخبرك بالخاسر المتخلف؟ قال: " من هو؟ " قالوا: فلان
باع دنانيره بدراهم أخذها فرد ماله من عشرة آلاف دينار إلى عشرة آلاف درهم،

383
قال: " بدرة باعها بألف درهم ألم يكن أعظم تخلفا وحسرة؟ " قالوا: بلى، قال:
" ألا أنبئكم بأعظم من هذا تخلفا وحسرة؟ " قالوا: بلى، قال: " أرأيتم لو كان له ألف
جبل من ذهب باعها بألف حبة من زيف، ألم يكن أعظم تخلفا وأعظم من هذا
حسرة؟ " قالوا: بلى، قال: " أفلا أنبئكم بأشد من هذا تخلفا وأعظم من هذا
حسرة؟ " قالوا: بلى، قال: " من آثر في البر والمعروف قرابة أبوي نسبه على قرابة
أبوي دينه محمد وعلي صلوات الله عليهما، لأن فضل قرابات محمد وعلي
صلوات الله عليهما أبوي دينه على قرابات أبوي نسبه أفضل من فضل [ألف]
جبل ذهب على ألف حبة زائف ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 401.
25 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 336:
قال محمد بن علي الرضا (عليهما السلام): " من اختار قرابات أبوي دينه محمد وعلي
صلوات الله عليهما على قرابات أبوي نسبه اختاره الله تعالى على رؤوس الأشهاد
يوم التناد، وشهره بخلع كراماته وشرفه بها على العباد، إلا من ساواه في فضائله أو
فضله ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 401.
26 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 336:
قال علي بن محمد (عليهما السلام): " إن من إعظام جلال الله إيثار قرابة أبوي دينك
محمد وعلي صلوات الله عليهما على قرابات أبوي نسبك، وإن من التهاون بجلال
الله إيثار قرابة أبوي نسبك على قرابات أبوي دينك محمد وعلي صلوات الله
عليهما ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 401.
27 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 337:
وقال الحسن بن علي (عليهما السلام): " إن رجلا جاع عياله، فخرج يبغي لهم ما

384
يأكلون، فكسب درهما، فاشترى به خبزا وإداما، فمر برجل وامرأة من قرابات
محمد وعلي (عليهما السلام) فوجدهما جائعين، فقال: هؤلاء أحق من قراباتي، فأعطاهما
إياه، ولم يدر بماذا يحتج في منزله، فجعل يمشي رويدا يتفكر فيما يعتل به
عندهم، ويقول لهم ما فعل بالدرهم، إذ لم يجئهم بشئ، فبينا هو متحير في طريقه
إذا بفيج يطلبه، فدل عليه، فأوصل إليه كتابا من مصر، وخمسمائة دينار في صرة،
وقال: هذه بقية [مالك] حملته إليك من مال ابن عمك، مات بمصر، وخلف مائة
ألف دينار على تجار مكة والمدينة، وعقارا كثيرا، ومالا بمصر بأضعاف ذلك،
فأخذ الخمسمائة دينار ووسع على عياله، ونام ليلته فرأى رسول الله (صلى الله عليه وآله)
وعليا (عليه السلام)، فقالا له: كيف ترى إغناءنا لك لما آثرت قرابتنا على قرابتك؟ [ثم] لم
يبق بالمدينة ولا بمكة ممن عليه شئ من المائة ألف دينار إلا أتاه محمد وعلي
في منامه وقالا له: إما بكرت بالغداة على فلان بحقه من ميراث ابن عمه وإلا
بكرنا عليك بهلاكك واصطلامك، وإزالة نعمك، وإبانتك من حشمك، فأصبحوا
كلهم وحملوا إلى الرجل ما عليهم حتى حصل عنده مائة ألف دينار، وما ترك أحد
بمصر ممن له عنده مال إلا وأتاه محمد وعلي (عليهما السلام) في منامه، وأمراه أمر تهدد
بتعجيل مال الرجل أسرع ما يقدر عليه، وأتى محمد وعلي (عليهما السلام) هذا المؤثر لقرابة
رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منامه فقالا له: كيف رأيت صنع الله لك؟ قد أمرنا من في مصر
أن يعجل إليك مالك، أفنأمر حاكمها بأن يبيع عقارك وأملاكك ويسفتج إليك
بأثمانها لتشتري بدلها من المدينة؟ قال: بلى، فأتى محمد وعلي (عليهما السلام) حاكم مصر
في منامه فأمراه أن يبيع عقاره، والسفتجة بثمنه إليه، فحمل إليه من تلك الأثمان
ثلاثمائة ألف دينار، فصار أغنى من بالمدينة، ثم أتاه رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا
عبد الله، هذا جزاؤك في الدنيا على إيثار قرابتي على قرابتك، ولأعطينك في
الآخرة بدل كل حبة من هذا المال في الجنة ألف قصر أصغرها أكبر من الدنيا،
مغرز إبرة منها خير من الدنيا وما فيها ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 401.

385
28 - المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 342:
وعن الحاكم أبي عبد الله الحافظ، بإسناده عن أبي حبيب الساجي قال: رأيت
رسول الله (صلى الله عليه وآله) في المنام. وحدثني محمد بن منصور السرخسي، بالإسناد عن
محمد بن كعب القرظي، قال: كنت في حجفة نائما فرأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في
المنام فأتيته، فقال لي: " يا فلان، سررت بما تصنع مع أولادي في الدنيا "، فقلت:
لو تركتهم فبمن أصنع؟ فقال (صلى الله عليه وآله): " فلا جرم تجزى مني في العقبى "، فكان بين
يديه طبق فيه تمر صيحاني فسألته عن ذلك، فناولني قبضة فيها ثماني عشرة
تمرة، فتأولت ذلك أن أعيش ثمانية عشر سنة، فنسيت ذلك فرأيت يوما ازدحام
الناس فسألتهم عن ذلك، فقالوا: إئتي علي بن موسى الرضا (عليهما السلام)، فرأيته جالسا
في هذا الموضع وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني، فسألته عن ذلك، فناولني قبضة
فيها ثماني عشرة تمرة، فقلت له: زدني منه، فقال: " لو زادك جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)
لزدناك ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 400.
29 - المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 233:
هشام بن الحكم قال: كان رجل من ملوك أهل الجبل يأتي الصادق (عليه السلام) في
حجته كل سنة، فينزله أبو عبد الله في دار من دوره في المدينة، وطال حجه
ونزوله، فأعطى أبا عبد الله (عليه السلام) عشرة آلاف درهم ليشتري له دارا وخرج إلى
الحج، فلما انصرف قال: جعلت فداك، اشتريت الدار؟ قال: " نعم "، وأتى بصك
فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما اشترى جعفر بن محمد لفلان بن فلان الجبلي:
اشترى له دارا في الفردوس حدها الأول رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والحد الثاني أمير
المؤمنين (عليه السلام)، والحد الثالث الحسن بن علي، والحد الرابع الحسين بن علي (عليهما السلام)، فلما قرأ الرجل ذلك قال: قد رضيت جعلني الله فداك، قال: فقال أبو عبد الله (عليه السلام): " أني أخذت ذلك المال ففرقته في ولد الحسن والحسين (عليهما السلام)، وأرجو أن يتقبل

386
الله ذلك ويثيبك به الجنة "، قال: فانصرف الرجل إلى منزله وكان الصك معه، ثم
اعتل علة الموت، فلما حضرته الوفاة جمع أهله وحلفهم أن يجعلوا الصك معه،
ففعلوا ذلك، فلما أصبح القوم غدوا إلى قبره، فوجدوا الصك على ظهر القبر
مكتوب عليه: وفي إلى ولي الله جعفر بن محمد.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 399.
30 - المستدرك ج 2 ص 400:
الشيخ الأقدم الحسن بن محمد القمي في كتاب قم: رويت عن مشايخ قم أن
الحسين بن الحسن بن الحسين بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر
الصادق (عليه السلام) كان بقم يشرب علانية، فقصد يوما لحاجة إلى باب أحمد بن إسحاق
الأشعري، وكان وكيلا في الأوقاف بقم فلم يأذن له، فرجع إلى بيته مهموما،
فتوجه أحمد بن إسحاق إلى الحج، فلما بلغ سر من رأى فاستأذن على أبي محمد
العسكري (عليه السلام) فلم يأذن له، فبكى أحمد طويلا وتضرع حتى أذن له، فلما دخل
قال: يا ابن رسول الله، لم منعتني الدخول عليك وأنا من شيعتك ومواليك؟
قال (عليه السلام): " لأنك طردت ابن عمنا عن بابك "، فبكى أحمد وحلف بالله أنه لم يمنعه
من الدخول عليه إلا لأن يتوب من شرب الخمر، قال: " صدقت ولكن لا بد من
إكرامهم واحترامهم على كل حال، وأن لا تحقرهم، ولا تستهين بهم لانتسابهم إلينا
فتكون من الخاسرين "، فلما رجع أحمد إلى قم أتاه أشرافهم وكان الحسين معهم،
فلما رآه أحمد وثب إليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس، فاستغرب
الحسين ذلك منه واستبدعه وسأله عن سببه، فذكر له ما جرى بينه وبين
العسكري (عليه السلام) في ذلك، فلما سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة وتاب منه ورجع إلى
بيته وأهرق الخمور وكسر آلاتها، وصار من الأتقياء المتورعين، والصلحاء
المتعبدين، وكان ملازما للمساجد ومعتكفا فيها حتى دركه الموت.
31 - وعن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي

387
عبد الله (عليه السلام) أنه قال: " قال جدنا محمد (صلى الله عليه وآله): إني سأشفع في يوم القيامة لأربع
طوائف ولو كان لهم مثل ذنوب أهل الدنيا، الأول: من سل سيفه لذريتي ونصرهم،
الثانية: من أعانهم في حال فقرهم وفاقتهم بما يقدر عليه من المال، الثالثة: من
أحبهم بقلبه ولسانه، الرابعة: من قضى حوائجهم إذا اضطروا إليها وسعى فيها ".
32 - وعن أحمد بن محمد، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن علي بن معلى،
عن هذيل بن حنان، عن أخيه، قال: قلت للصادق (عليه السلام): كان لي عند أحد من آل
محمد (عليهم السلام) حق لا يوفيه، ويماطلني فيه، فأغلظت عليه القول وأنا نادم مما
صنعت، فقال الصادق (عليه السلام): " أحبب آل محمد، وأبرأ ذممهم، واجعلهم في حل
وبالغ في إكرامهم، وإذا خالطت بهم وعاملتهم فلا تغلظ عليهم القول ولا تسبهم ".
33 - وعن يوسف بن الحرث، عن محمد بن جعفر الأحمر، عن إسماعيل بن
عباس، عن زيد بن جبيرة، عن داود بن الحصين، عن أبي رافع، عن أمير
المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لم يحب عترتي والعرب فهو
من إحدى الثلاث: إما منافق، أو ولد من زنا، أو حملته أمه وهي حائض ".

388
- 40 -
الإحسان إلى الوالدين
قد تحصل بالتتبع في تضاعيف الأحاديث الشريفة، أنه ورد فيما يتعلق
بالوالدين عناوين عديدة أمر بها وحث عليها، وعناوين أخرى نهى عنها وحذر
منها.
أما العناوين المستحسنة التي أمر بها وحث عليها، فهي:
(1) الإحسان بالوالدين. (2) البر بالوالدين. (3) الرفق بالوالدين. (4)
الاشفاق (الشفقة) بالوالدين. (5) صلة الوالدين. (6) إطاعة الوالدين.
(7) إرضاء الوالدين. (8) النظر إلى الوالدين. (9) الأنس بالوالدين. (10) قضاء
ديون الوالدين، وغيرها.
وهذه العناوين - غير الأولين منها - متغايرة مفهوما، وإن كان يتصادق بعضها
مع بعض كثيرا في المصاديق.
وأما الأولان فهما متحدان مفهوما، وهو صنيع كل فعل أو قول يعود نفعه إلى
الوالدين، وهو أعم من جميع سائر العناوين المشار إليها، بل هي في الحقيقة
أقسامها، ولكن لما ورد في كل واحد منها أحاديث تخصه أوردنا كل واحد منها

389
في عداد العناوين في موضعه بحسب حروف التهجي من أول حرفه. ونورد
هاهنا خصوص ما ورد بعنوان الإحسان بالوالدين، مقتصرا على ما اشتمل على
لفظ " الإحسان "، وما ورد بلفظ " البر " فإنما نورده في " حرف الباء "، فراجع.
قال الله تعالى:
* (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا) *. الأحقاف: 15.
* (ووصينا الإنسان بوالديه حسنا) *. العنكبوت: 8.
وقد قرن الإحسان بالوالدين بعبادته عز وجل في الأمر بهما، حيث قال:
* (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا) *. الإسراء: 23.
* (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا) *. النساء: 36.
* (قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين
إحسانا) *. الأنعام: 151.
* (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين
إحسانا) *. البقرة: 83.
1 - أمالي الصدوق ص 58 مجلس 18، ثواب الأعمال: ص 91:
حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثني أحمد بن محمد بن
عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن سيف بن عميرة، عن عبيد الله بن
عبد الله، عمن سمع أبا جعفر (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما حضر شهر
رمضان وذلك لثلاث بقين من شعبان، قال لبلال: ناد في الناس، فجمع الناس ثم
صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن هذا الشهر قد حضركم،
وهو سيد الشهور، فيه ليلة خير من ألف شهر، تغلق فيه أبواب النيران، وتفتح فيه
أبواب الجنان، فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله، ومن أدرك والديه فلم يغفر له
فأبعده الله، ومن ذكر عنده فلم يصل علي فلم يغفر له فأبعده الله ".
ورواه في " التهذيب " ج 4 ص 192 باب فضل شهر رمضان ح 4 عن الكليني،

390
عن عدة من أصحابنا... بعينه سندا ومتنا.
2 - أصول الكافي ج 3 ص 230 باب البر بالوالدين ح 1:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، وعلي بن إبراهيم، عن أبيه
جميعا، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد الحناط، قال: سألت أبا عبد
الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: * (وبالوالدين إحسانا) *، ما هذا الإحسان؟ فقال:
" الإحسان أن تحسن صحبتهما، وأن لا تكلفهما أن يسألاك شيئا مما يحتاجان
إليه وإن كانا مستغنيين، أليس يقول الله عز وجل: * (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما
تحبون) * "، قال: ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام): " وأما قول الله عز وجل: * (إما يبلغن
عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما) * قال: إن أضجراك
فلا تقل لهما أف، ولا تنهرهما إن ضرباك "، قال: * (وقل لهما قولا كريما) * قال: " إن
ضرباك فقل لهما: غفر لكما، فذلك منك قول كريم " قال: * (واخفض لهما جناح
الذل من الرحمة) * قال: " لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلا برحمة ورقة، ولا ترفع
صوتك فوق أصواتهما، ولا يدك فوق أيديهما، ولا تقدم قدامهما ".
ورواه في " المواعظ " ص 106 ط المرتضوية بطهران وفي " تفسير العياشي "
ج 2 ص 285.
3 - مشكاة الأنوار ص 163:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن من حق الوالدين على ولدهما أن يقضي
ديونهما ويوفي نذورهما ولا يستسب لهما، فإذا فعل ذلك كان بارا وإن كان عاقا
لهما في حياتهما، وإن لم يقض ديونهما ولم يوف نذورهما واستسب لهما كان عاقا
وإن كان بارا في حياتهما ".
4 - مجموعة ورام ج 2 ص 197:
وعنه (أي الصادق) (عليه السلام) قال: " أتى رجل النبي، فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)،

391
إني راغب في الجهاد نشيط، قال: فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فجاهد في سبيل الله، فإنك
إن نقتل تكن حيا عند الله ترزق، وإن تمت فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت
رجعت من الذنوب كما ولدت، قال: يا رسول الله، إن لي والدين كبيرين يزعمان
أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، فقال رسول الله: فقر مع والديك، فوالذي
نفسي بيده لأنسهما بك يوم وليلة خير من جهاد سنة ".
راجع عناوين: " إكرام الوالدين "، " إرضاء الوالدين "، " إسخاط الوالدين "،
" إيذاء الوالدين ".
وراجع أيضا عنوان: " الأولى فالأولى في الإنفاق "، كلها في حرف الألف.

392
- 41 -
الإحسان إلى أهله وعائلته
1 - من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 362:
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ".
ورواه في " مكارم الأخلاق " ص 216 بعين ما تقدم.
ورواه في " عوالي اللآلي " ج 1 ص 270، إلى قوله: " لأهله ".
2 - وفي ج 3 ص 281:
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي ".
3 - قرب الإسناد ص 44:
الحسن بن طريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه قال: قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): " اتقوا الله اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم والمرأة، فإن خياركم
خياركم لأهله ".
4 - الكافي ج 7 ص 52:
روى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام) وجميع ولده وأهل بيته،
وفيها: " الله الله في النساء وفيما ملكت أيمانكم، فإن آخر ما تكلم به نبيكم أن قال:

393
أوصيكم بالضعيفين: النساء وما ملكت أيمانكم ".
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 4 ص 139 وفي " تحف العقول " ص 199.
5 - الكافي ج 5 ص 511 باب صدقات النبي (صلى الله عليه وآله)... ح 7:
بإسناده، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: " اتقوا الله في الضعيفين - يعني بذلك اليتيم والنساء - وإنما هن عورة ".
6 - أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 6 جزء 14:
(وبالإسناد) أخبرنا ابن مخلد، قال: أخبرنا الرزاز، قال: حدثنا محمد بن
أحمد بن أبي العوام، قال: حدثنا عبد الوهاب أن عطا الخفاف قال: حدثنا محمد
ابن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن أكمل المؤمنين
إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم ".
7 - من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 281.
وقال الصادق (عليه السلام): " رحم الله عبدا أحسن فيما بينه وبين زوجته، فإن الله
عز وجل قد ملكه ناصيتها، وجعله القيم عليها ".
ورواه في " مكارم الأخلاق " ص 217.
8 - من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 363:
وقال أبو الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام): " عيال الرجل أسراؤه، فمن أنعم الله
عليه نعمة فليوسع على أسرائه، فإن لم يفعل أوشك أن تزول تلك النعمة ".
ورواه في مكارم الأخلاق ص 217.
9 - نهج البلاغة وصية 31 ص 933:
قال (عليه السلام): " ولا يكن أهلك أشقى الخلق بك ".

394
10 - الكافي ج 5 ص 512 باب حق المرأة على الزوج ح 6:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن العلاء، عن محمد
ابن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أوصاني جبرئيل (عليه السلام)
بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة مبينة ".
ورواه في " مكارم الأخلاق " ص 216، وفيه: " بينة ".
11 - من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 362:
وقال (أي النبي) (عليه السلام): " عيال الرجل أسراؤه، وأحب العباد إلى الله عز وجل
أحسنهم صنعا إلى أسرائه ".
ورواه في " مكارم الأخلاق " ص 217.
12 - الكافي ج 4 ص 12 كتاب الزكاة باب كفاية العيال ح 6:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله عن
آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المؤمن يأكل بشهوة أهله، والمنافق يأكل
أهله بشهوته ".
13 - روضة الكافي ج 2 ص 20 ح 269:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن
مثنى الحناط ومحمد بن مسلم قالا: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " من صدق لسانه زكى
عمله، ومن حسنت نيته زاد الله عز وجل في رزقه، ومن حسن بره بأهله زاد الله في
عمره ".
ورواه في " تحف العقول " ص 295.
14 - أمالي الصدوق ص 577 مجلس 85:
حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن
سلمة بن الخطاب، عن أيوب بن سليم العطار، عن إسحاق بن بشير [بشر]

395
الكاهلي، عن سالم الأفطس، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): " من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة
إلى قوم محاويج (1)، وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإن من فرح ابنة فكأنما أعتق
رقبة من ولد إسماعيل مؤمنة في سبيل الله، ومن أقر بعين ابن فكأنما بكى من
خشية الله عز وجل، ومن بكى من خشية الله عز وجل أدخله الله في جنات النعيم ".
15 - أمالي الصدوق ص 288 مجلس 48:
حدثنا أحمد بن هارون الفامي (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر،
عن أبيه، عن محمد بن عبد الجبار، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن علي بن
الحسن بن رباط، عن أبي بكر الحضرمي قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام):
" بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا عن نساء الناس تعف عن نسائكم ".
16 - عدة الداعي ص 88:
وقال رجل من الأنصار لأبي عبد الله (عليه السلام): من أبر؟ قال: " والديك "، قال: قد
مضيا، قال: " بر ولدك ".
17 - عيون الأخبار ج 2 ص 38 باب 31:
وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم خلقا، وخيركم لأهله ".
18 - وبهذا الإسناد (أي الإسناد المتقدم في كتابه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" أحسن الناس إيمانا أحسنهم خلقا، وألطفهم بأهله، وأنا ألطفكم بأهلي ".
19 - فقه الرضا (عليه السلام) ص 206:
قال: " أحسنوا [في شهر رمضان] إلى عيالكم، ووسعوا عليهم، فقد أروي عن
العالم (عليه السلام) أنه قال: إن الله لا يحاسب الصائم على ما أنفقه في مطعم ولا مشرب،



(1) المحاح: الجوع.
396
وأنه لا إسراف في ذلك ".
ونقله عنه في " البحار " ج 93 ص 317.
20 - بحار الأنوار ج 75 ص 208 نقلا عن " كشف الغمة ":
قال أبو حنيفة لأبي عبد الله الصادق (عليه السلام): ما أصبرك على الصلاة... فساق
الحديث إلى أن قال: قال (عليه السلام): " والله ينزل الرزق على قدر المؤونة... ".
21 - غرر الحكم (على ما في تصنيفه) ص 405:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
" عليك بلزوم الحلال، وحسن البر بالعيال، وذكر الله في كل حال ".
22 - " كل امرئ مسؤول عما ملكت يمينه وعياله ".
23 - " من أساء إلى أهله لم يتصل به تأميل ".
24 - " من سعادة المرء أن يضع معروفه عند أهله ".
25 - " لا يكن أهلك وذو ودك أشقى الناس بك ".
كتب أهل السنة:
26 - جامع الأصول (جامع الصحاح الست لهم) ج 1 ص 350:
بحذف الإسناد: قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي،
وإذا مات صاحبكم فدعوه ".
أخرجه الترمذي مسندا ومرسلا عن عروة.
27 - وفي ج 4 ص 414:
بحذف الإسناد قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا،
وخياركم خياركم لأهله ".
أخرجه الترمذي. وأخرج أبو داود إلى قوله: " خلقا ".
28 - وفي ج 12 ص 24 - 25:

397
(بحذف الإسناد) قال: ما رأيت أحدا كان أرحم بالعيال من رسول الله (صلى الله عليه وسلم)،
كان إبراهيم مسترضعا في عوالي المدينة، وكان ينطلق ونحن معه فيدخل البيت،
وإنه ليدخن، وكان ظئره قينا فيأخذه فيقبله، ثم يرجع قال عمرو: فلما توفي
إبراهيم قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " إن إبراهيم ابني، وإنه مات في الثدي، وإن له لظئرين
يكملان رضاعة في الجنة ". أخرجه مسلم.
29 - إحياء العلوم ج 2 ص 41:
قال (أي رسول الله) (عليه السلام): " خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي ".
وفي المغني: أخرجه النسائي والترمذي وصححه.
راجع عنوان: " الأولى فالأولى في الإنفاق " في حرف الألف، وعنوان:
" تضييع من يعول " في حرف الضاد.

398
- 42 -
الإحسان إلى البنات
1 - جامع الأصول ج 1 ص 347:
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " من كان له ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو بنتان، أو
أختان، فأحسن صحبتهن واتقى الله فيهن فله الجنة ".
وفي أخرى قال: " لا يكون لأحدكم ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، فيحسن
إليهن إلا دخل الجنة ". أخرجه الترمذي.
وفي رواية أبي داود قال: " من عال ثلاث بنات، أو ثلاث أخوات، أو أختين،
أو ابنتين، فأدبهن وأحسن إليهن وزوجهن فله الجنة ".
2 - وفي ج 1 ص 348:
(بحذف الإسناد) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من كانت له أنثى، فلم يئدها ولم يهنها،
ولم يؤثر ولده - يعني الذكر - عليها، أدخله الله الجنة ".
3 - وفي ج 1 ص 346:
بالإسناد عن عائشة قالت: دخلت علي امرأة ومعها ابنتان لها تسأل، فلم
تجد عندي شيئا غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل

399
منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي (صلى الله عليه وسلم)، فأخبرته، فقال النبي: " من ابتلي من
هذه البنات بشئ فأحسن إليهن، كن له سترا من النار ".
هذه رواية البخاري ومسلم.
4 - إحياء العلوم ج 2 ص 30:
وقال (صلى الله عليه وسلم): " من كان له ثلاث بنات فأنفق عليهن وأحسن إليهن حتى يغنيهن
الله عنه، أوجب الله له الجنة البتة البتة، إلا أن يعمل عملا لا يغفر له ".
5 - وفي ص 49:
قال (صلى الله عليه وسلم): " من كان له ابنة فأدبها فأحسن تأديبها، وغذاها فأحسن غذاءها،
وأسبغ عليها من النعمة التي أسبغ الله عليه، كانت له ميمنة وميسرة من النار إلى
الجنة ".

400
- 43 -
الإحسان إلى الصبيان لا سيما الأيتام
1 - من لا يحضره الفقيه ج 3 ص 311:
وقال (عليه السلام): " أحبوا الصبيان وارحموهم، وإذا وعدتموهم ففوا لهم، فإنهم لا
يرون إلا أنكم ترزقونهم ".
2 - مشكاة الأنوار ص 167 و 168:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ألا من كان في منزله يتيم
فأشبعه أو كساه، ولم يؤذه ولم يضر به، يقبل منه عمله ".
3 - وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من ضم يتيما بين أبوين مسلمين حتى يستغني
فقد وجبت له الجنة البتة ".
4 - وقال: " إذا بكى اليتيم في الأرض قال الله عز وجل: من أبكى عبدي هذا
اليتيم الذي غيبت أبويه أو أباه في الأرض؟ فتقول الملائكة: سبحانك لا علم لنا
إلا ما علمتنا، فيقول الله عز وجل: أشهدكم ملائكتي أن من أسكته برضاه فأنا
ضامن لرضاه من الجنة "، قيل: يا رسول الله، وما يرضيه؟ قال: " يمسح رأسه أو
يطعمه تمرة ".

401
5 - وقال: " خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه، وشر بيت فيه
يتيم يساء إليه "، ثم قال: " أنا وكافل اليتيم في الجنة "، وهو يشير بإصبعه.
6 - وروي: أن رجلا شكا إلى النبي (صلى الله عليه وآله) قساوة قلبه، فقال: " إذا أردت أن
يلين قلبك فأطعم المسكين، وامسح رأس اليتيم ".
7 - وقال: " من أذل يتيما أذله الله ".
8 - وقال رجل: يا رسول الله، أشكو إليك قسوة قلبي، قال: " فادن منك اليتيم،
وامسح رأسه، وأجلسه على خوانك، يلن قلبك وتقدر على حاجتك ".
9 - قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " أشبع اليتيم والأرملة، وكن لليتيم كالأب الرحيم،
وكن للأرملة كالزوج العطوف، تعط كل نفس تنفست في الدنيا قصرا في الجنة، كل
قصر خير من الدنيا وما فيها ".
10 - بحار الأنوار ج 72 ص 12:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " حث الله عز وجل على بر اليتامى لانقطاعهم عن
آبائهم، فمن صانهم صانه الله، ومن أكرمهم أكرمه الله، ومن مسح يده برأس يتيم
رفقا به جعل الله له في الجنة بكل شعرة مرت تحت يده قصرا أوسع من الدنيا بما
فيها، وفيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين، وهم فيها خالدون ".
غرر الحكم (كما في تصنيفه ص 409):
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
11 - " بروا أيتامكم، وواسوا فقراءكم، وارفقوا بضعفائكم ".
12 - " كافل اليتيم والمسكين عند الله من المكرمين ".
13 - " كافل اليتيم أثير [آثر] عند الله ".
14 - " من رعى الأيتام رعي في بنيه ".
15 - " من أفضل البر بر الأيتام ".

402
- 44 -
الإحسان إلى الجيران
راجع عنوان: " حسن الجوار " في حرف الحاء، وعنوان: " تعهد الجار " في
حرف التاء.

403
- 45 -
الإحسان إلى الفقراء
1 - أصول الكافي ج 3 ص 364 باب فضل فقراء المسلمين ح 21:
علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إسحاق بن عيسى،
عن إسحاق بن عمار والمفضل بن عمر قالا: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " مياسير شيعتنا
أمناؤنا على محاويجهم، فاحفظونا فيهم يحفظكم الله ".
2 - الكافي ج 7 ص 52 باب صدقات النبي... ح 7:
روى وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام) وجميع ولده وأهل بيته،
وفيها: " الله الله في الفقراء المساكين، فشاركوهم في معائشكم ".
3 - الطبقات الكبرى للشعراني ج 1 ص 23:
كان الحسن [بن علي] إذا اشترى من أحد حائطا ثم افتقر البائع يرد عليه
الحائط ويردفه بالثمن معه، وما قال قط لسائل: لا.
4 - أصول الكافي ج 3 ص 363 باب فضل فقراء المسلمين ح 15:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عيسى الفراء، عن
محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إذا كان يوم القيامة أمر الله تبارك

404
وتعالى مناديا ينادي بين يديه: أين الفقراء؟ فيقوم عنق من الناس كثير، فيقول:
عبادي، فيقولون: لبيك ربنا، فيقول: إني لم أفقركم لهوان بكم علي ولكني إنما
اخترتكم لمثل هذا اليوم، تصفحوا وجوه الناس، فمن صنع إليكم معروفا لم يصنعه
إلا في فكافوه عني بالجنة ".
ورواه في " مشكاة الأنوار " ص 99.
5 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 79:
جعفر، عن أبي الصباح، عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: أردت
أن أودعه، فقال: " يا خيثمة أبلغ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله، وأوصهم أن
يعود غنيهم على فقيرهم، وقويهم على ضعيفهم، وأن يشهد حيهم جنازة ميتهم،
وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقاء بعضهم بعضا في بيوتهم حياة لأمرنا، رحم الله
عبدا أحيى أمرنا، يا خيثمة، أبلغ موالينا أنا لسنا نغني عنهم من الله شيئا إلا بعمل،
وأنهم لن ينالوا ولايتنا إلا بورع، وأن أعظم الناس حسرة يوم القيامة من وصف
عدلا ثم خالفه إلى غيره ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 59.
6 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 69:
جابر، قال: سمعته يقول: " إن أناسا أتوا أبا جعفر (عليه السلام) فسألهم عن الشيعة، هل
يعود غنيهم على فقيرهم؟ وهل يعود صحيحهم على مريضهم؟ وهل يعرفونهم
ضعيفهم؟ وهل يتزاورون؟ وهل يتحابون؟ وهل يتناصحون؟ فقال القوم: ما هم
اليوم كذلك، فقال أبو جعفر (عليه السلام): ليس هم بشئ حتى يكونوا كذلك ".
ونقله عنه في المستدرك ج 2 ص 59.
7 - دعائم الإسلام ج 1 ص 61:
عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) أنه أوصى رجلا من أصحابه أنفذه إلى

405
قوم من شيعته، فقال له: " بلغ شيعتنا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم، وبأن يعود
غنيهم على فقيرهم، ويعود صحيحهم عليلهم، ويحضر حيهم جنازة ميتهم،
ويتلاقوا في بيوتهم، فإن لقاء بعضهم بعضا حياة لأمرنا، رحم الله امرءا أحيى أمرنا
وعمل بأحسنه، قل لهم: إنا لا نغني عنكم من الله شيئا إلا بعمل صالح، ولن تنالوا
ولايتنا إلا بالورع، وأن أشد الناس حسرة يوم القيامة لمن وصف عملا ثم خالف
إلى غيره ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 59.
8 - فضائل ابن شاذان ص 153:
روى بإسناده عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " لما أسري
بي إلى السماء - وذكر (صلى الله عليه وآله) ما رآه مكتوبا على أبواب الجنة... إلى أن قال: -
- وعلى الباب الثاني مكتوب: لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله، لكل
شئ حيلة وحيلة السرور في الآخرة أربع: مسح رؤوس اليتامى، والتعطف على
الأرامل، والسعي في حوائج المؤمنين، والتفقد للفقراء والمساكين... " الحديث.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 549.
9 - مشكاة الأنوار ص 239:
عن محمد بن عجلان، قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل رجل فسلم،
فسأله: " كيف من خلفت من إخوانك؟ " قال: فأحسن الثناء، وزكى وأطرى، فقال:
" كيف عيادة أغنيائهم لفقرائهم؟ " قال: قليلة، قال: " فكيف مواصلة أغنيائهم
لفقرائهم في ذات أيديهم؟ " فقال: إنك لتذكر أخلاقا قل ما هي فيمن عندنا، قال:
" كيف يزعم هؤلاء أنهم لنا شيعة؟ ".
10 - غرر الحكم (على ما في تصنيفه ص 415):
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):

406
" إذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوفيك به غدا
حيث تحتاج إليه فاغتنمه وحمله إياه وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه، فلعلك أن
تطلبه فلا تجده ".
11 - أمالي الصدوق ص 238 - 239 مجلس 42:
حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير،
عن أبان الأحمر، عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: " جاء رجل إلى رسول
الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد بلي ثوبه، فحمل إليه اثني عشر درهما، فقال: يا علي خذ هذه
الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه، قال علي (عليه السلام): فجئت إلى السوق فاشتريت له
قميصا باثني عشر درهما وجئت به إلى رسول الله، فنظر إليه فقال: يا علي غير هذا
أحب إلي، أترى صاحبه يقيلنا؟ فقلت: لا أدري، فقال: انظر، فجئت إلى صاحبه،
فقلت: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد كره هذا، يريد ثوبا دونه، فأقلنا فيه، فرد علي
الدراهم وجئت بها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا،
فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما شأنك؟
قالت: يا رسول الله، إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة،
فضاعت، فلا أجسر أن أرجع إليهم، فأعطاها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعة دراهم وقال:
ارجعي إلى أهلك، ومضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة
دراهم ولبسه وحمد الله وخرج، فرأى رجلا عريانا يقول: من كساني كساه الله من
ثياب الجنة، فخلع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قميصه الذي اشتراه وكساه السائل، ثم رجع
إلى السوق فاشترى بالأربعة التي بقيت قميصا آخر فلبسه وحمد الله ورجع إلى
منزله، وإذا الجارية قاعدة على الطريق، فقال لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما لك لا تأتين
أهلك؟ قالت: يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم، وأخاف أن يضربوني، فقال لها
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): مري بين يدي ودليني على أهلك، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
حتى وقف على باب دارهم، ثم قال: السلام عليكم يا أهل الدار، فلم يجيبوه،

407
فأعاد السلام فلم يجيبوه، فأعاد السلام، فقالوا: عليك السلام يا رسول الله ورحمة
الله وبركاته، فقال لهم: ما لكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني؟ قالوا: يا
رسول الله سمعنا سلامك فأحببنا أن نستكثر منه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن هذه
الجارية أبطأت عليكم فلا تؤاخذوها، فقالوا: يا رسول الله هي حرة لممشاك، فقال
رسول الله: الحمد لله، ما رأيت اثني عشر درهما أعظيم بركة من هذه، كسا الله بها
عريانين وأعتق بها نسمة ".
كتب أهل السنة:
12 - جامع الأصول (جامع الصحاح الست لهم) ج 1 ص 353:
(بحذف الإسناد) قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " الساعي على الأرملة والمسكين
كالمجاهد في سبيل الله ". وأحسبه قال: " وكالقائم لا يفتر، وكالصائم لا يفطر ".
وفي رواية عن صفوان بن سليم، يرفعه إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: " الساعي على
الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل ".
أخرجه البخاري ومسلم والترمذي.
راجع عنوان: " الإعطاء إلى الفقراء "، و " إطعام المساكين " في حرف الألف،
وعنوان: " الصدقة " في حرف الصاد.

408
- 46 -
الإحسان إلى الرعية
قصص الأنبياء ص 177:
روى بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن ابن عيسى، عن الوشاء،
عن فضل بن محمد الأشعري، عن مسمع، عن أبي الحسن، عن أبيه صلوات الله
عليهما قال: " كان رجل ظالم، فكان يصل الرحم ويحسن على رعيته ويعدل في
الحكم، فحضر أجله فقال: رب حضر أجلي وابني صغير، فامدد لي في عمري،
فأرسل الله إليه: أني قد أنسأت لك في عمرك اثنتي عشرة سنة، وقيل له: إلى هذا
يشب ابنك، ويعلم من كان جاهلا ويستحكم على من لا يعلم ".
ونقله عنه في " البحار " ج 72 ص 346.

409
- 47 -
الإحسان واصطناع المعروف إلى أخيه المؤمن
1 - أصول الكافي ج 3 ص 295 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه ح 9:
الحسين بن محمد ومحمد بن يحيى جميعا، عن علي بن محمد بن سعد، عن
محمد بن أسلم، عن محمد بن علي بن عدي، قال: أملى علي محمد بن سليمان،
عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " أحسن يا إسحاق إلى أوليائي ما
استطعت، فما أحسن مؤمن إلى مؤمن ولا أعانه إلا خمش وجه إبليس وقرح
قلبه ".
2 - " إسعاف الراغبين " المطبوع بهامش نور الأبصار ص 253 ط العثمانية
بمصر:
عن الباقر (عليه السلام) قال: " ليس في الدنيا شئ أعون من الإحسان إلى الإخوان ".
3 - الخصال ج 1 ص 48:
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر
الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سيف بن
عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ".

410
4 - الكافي ج 4 ص 27 كتاب الزكاة باب فضل المعروف ح 8:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن
جميل بن دراج، عن حديد بن حكيم أو مرازم، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " أيما
مؤمن أوصل إلى أخيه المؤمن معروفا فقد أوصل ذلك إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 530 كتاب الأمر بالمعروف باب تأكد
استحباب فعل المعروف مع أهله ح 1.
ورواه في " ثواب الأعمال " ص 203 قال: حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه)
قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب... فذكر الحديث بعينه سندا ومتنا.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 31، ورواه في " الاختصاص " ص
32، ورواه في " عوالي اللآلي " ج 1 ص 370.
5 - ثواب الأعمال ص 206:
أبي (رحمه الله) قال: حدثني محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن
محبوب، عن أبي ولاد، عن ميسر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " إن المؤمن منكم
يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد أمر به إلى النار والملك ينطلق
به، قال: فيقول له: يا فلان أغثني، فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا، وأسعفك
في الحاجة تطلبها مني، فهل عندك اليوم مكافاة؟ فيقول المؤمن للملك الموكل به:
خل سبيله، قال: فيسمع الله قول المؤمن فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي
سبيله ".
ورواه في " مشكاة الأنوار " ص 98.
6 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 204:
" وقال علي بن الحسين (عليهما السلام): معاشر شيعتنا، أما الجنة فلن تفوتكم، سريعا

411
كان أو بطيئا، ولكن تنافسوا في الدرجات، واعلموا أن أرفعكم درجات
وأحسنكم قصورا ودورا وأبنية فيها، أحسنكم إيجابا لإخوانه المؤمنين، وأكثركم
مواساة لفقرائهم، إن الله عز وجل ليقرب الواحد منكم إلى الجنة بكلمة طيبة يكلم
بها أخاه المؤمن الفقير بأكثر من مسيرة مائة ألف سنة تقدمه وإن كان من المعذبين
بالنار، فلا تحتقروا الإحسان إلى إخوانكم، فسوف ينفعكم [الله تعالى] حيث لا
يقوم مقام ذلك شئ غيره ".
7 - عدة الداعي ص 187:
وقال عبد المؤمن الأنصاري: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام)
وعنده محمد بن عبد الله الجعفري فتبسمت إليه، فقال (عليه السلام): " أتحبه؟ " فقلت: نعم،
وما أحببته إلا لكم، فقال (عليه السلام): " هو أخوك، والمؤمن أخ المؤمن لأبيه وأمه،
ملعون ملعون من اتهم أخاه، ملعون ملعون من غش أخاه، ملعون ملعون من لم
ينصح أخاه، ملعون ملعون من استأثر على أخيه، ملعون ملعون من احتجب عن
أخيه، ملعون ملعون من اغتاب أخيه ".
8 - أمالي الشيخ الطوسي ج 1 ص 242 جزء 9:
(وبالإسناد) قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن
محمد (رحمه الله)، عن محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن
يونس بن عبد الرحمان، عن محمد بن زياد، عن أبي محمد الوابشي، قال: ذكر
أبو عبد الله (عليه السلام) أصحابنا فقال: " كيف صنيعك بهم؟ " فقلت: والله ما أتغدى ولا
أتعشى إلا ومعي منهم اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر، فقال: " فضلهم عليك يا أبا
محمد أكثر من فضلك عليهم "، فقلت: جعلت فداك، وكيف ذلك وأنا أطعمهم
طعامي، فأنفق عليهم مالي، وأخدمهم خادمي؟ فقال: " إذا دخلوا دخلوا بالرزق
الكثير، وإذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك ".

412
9 - مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 235:
التمس محمد بن سعيد من الصادق (عليه السلام) رقعة إلى محمد بن [أبي حمزة]
الثمالي في تأخير خراجه، فقال (عليه السلام): " قل له: سمعت جعفر بن محمد يقول: من
أكرم لنا مواليا فبكرامة الله تعالى بدا، ومن أهانه فلسخط الله تعرض، ومن أحسن
إلى شيعتنا فقد أحسن إلى أمير المؤمنين، ومن أحسن إلى أمير المؤمنين فقد
أحسن إلى رسول الله، ومن أحسن إلى رسول الله فقد أحسن إلى الله، ومن أحسن
إلى الله كان والله معنا في الرفيع الأعلى " قال: فأتيته وذكرته، فقال: بالله سمعت
هذا الحديث من الصادق (عليه السلام)؟ فقلت: نعم، فقال: اجلس، ثم قال: يا غلام ما على
محمد بن سعيد من الخراج؟ قال: ستون ألف درهم، قال: امح اسمه من الديوان،
وأعطاني بدرة وجارية وبغلة بسرجها ولجامها، قال: فأتيت أبا عبد الله، فلما نظر
إلي تبسم فقال: " يا أبا محمد، تحدثني أو أحدثك؟ " فقلت: يا ابن رسول الله منك
أحسن، فحدثني والله الحديث كأنه حاضر معي.
ونقله عنه في " البحار " ج 47 ص 79.
10 - مصادقة الإخوان ص 36:
وعنه (أي عن علي بن إبراهيم)، عن أبيه إبراهيم، عن محمد بن أبي عمير،
عن الفضل بن يزيد قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " انظر ما أصبت فعد به على
إخوانك، فإن الله يقول: * (إن الحسنات يذهبن السيئات) * ".
11 - مشكاة الأنوار ص 98 و 99:
عن محمد بن حمران، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " يؤتى بعبد يوم القيامة
ليست له حسنة، فيقال له: اذكر وتذكر هل لك حسنة؟ فيقول: ما لي حسنة غير أن
فلانا عبدك المؤمن مر بي فسألني ماء ليتوضأ به فيصلي فأعطيته، فيدعى بذلك
العبد المؤمن، فيقول: نعم يا رب، فيقول الرب جل ثناؤه: قد غفرت لك، ادخلوا
عبدي جنتي ".

413
12 - عن المفضل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " يقال للمؤمن يوم القيامة: تصفح
وجوه الناس، فمن كان سقاك شربة أو أطعمك أكلة أو فعل بك كذا وكذا فخذ بيده
فأدخله الجنة، قال: فإنه ليمر على الصراط ومعه بشر كثير، فتقول الملائكة: إلى
أين يا ولي الله، إلى أين يا عبد الله؟ فيقول الله جل ثناؤه: أجيزوا لعبدي،
فأجازوه، وإنما سمي المؤمن مؤمنا، لأنه يؤمن على الله فيجيز أمانه ".
13 - عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): " إن المؤمن
ليفوض الله إليه يوم القيامة فيصنع ما شاء "، قلت: حدثني في كتاب الله أين؟ قال:
قال: " قوله: * (لهم ما يشاؤون فيها ولدينا مزيد) * فمشيئة الله مفوضة إليه، والمزيد
من الله ما لا يحصى "، ثم قال: " يا جابر، ولا تستعن بعدو لنا في حاجة، ولا
تستطعمه ولا تسأله شربة، أما إنه ليخلد في النار فيمر به المؤمن فيقول: يا مؤمن
ألست فعلت بك كذا وكذا، فيستحي منه فيستنقذه من النار، وإنما سمي المؤمن
مؤمنا، لأنه يؤمن على الله فيجيز الله أمانه ".
14 - عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " المؤمن زعيم أهل بيته، شاهد عليهم
ولايتهم ".
15 - مشكاة الأنوار ص 106:
عن أبي عمارة بن الطيار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن الله لم يسأل
الناس ما في أيديهم قرضا من حاجة منه إلى ذلك، وما كان لله حق فإنما هو لوليه،
وإنما جعل المؤمنين بعضهم لبعض سلما ومرتفعا ودرجة، فإن الله وفى لمن وفى
له، زايدا لمن شكر ".
16 - مشكاة الأنوار ص 181:
عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " أحبب أخاك المسلم، وأحبب له ما تحب لنفسك،
واكره له ما تكره لنفسك، وإن احتجت فسله، وإن سألك فاعطه، ولا تمله خيرا ولا
يمله لك، كن له ظهرا فإنه ظهر لك، وإن غاب فاحفظه في غيبته، وإن شهد فزره،

414
وأجله وأكرمه فإنه منك وأنت منه، وإن كان عليك عاتبا فلا تفارقه حتى تسل
سخيمته وما في نفسه، وإن أصابه خير فاحمد الله، وإن ابتلي فاعضده وتمحل له ".
17 - مشكاة الأنوار ص 187:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " يقال للمؤمن يوم القيامة: تصفح وجوه الناس،
فمن سقاك شربة أو أطعمك أكلة أو فعل بك كذا وكذا خذ بيده فأدخله الجنة،
فآخذ بيده فأدخله الجنة ".
18 - بحار الأنوار ج 71 ص 313 عن كتاب قضاء الحقوق:
وقال رجل من أهل الري: ولي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد، وكان علي
بقايا يطالبني بها، وخفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي، وقيل لي: إنه ينتحل
هذا المذهب، فخفت أن أمضي إليه وأمت به إليه فلا يكون كذلك فأقع فيما لا
أحب، فاجتمع رأيي على أن هربت إلى الله تعالى وحججت، ولقيت مولاي الصابر
- يعني موسى بن جعفر (عليه السلام) - فشكوت حالي إليه، فأصحبني مكتوبا نسخته: " بسم
الله الرحمن الرحيم، اعلم أن لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلا من أسدى إلى أخيه
معروفا، أو نفس عنه كربة، أو أدخل على قلبه سرورا، وهذا أخوك، والسلام ".
قال: فعدت من الحج إلى بلدي، ومضيت إلى الرجل ليلا واستأذنت عليه وقلت:
رسول الصابر (عليه السلام)، فخرج إلي حافيا ماشيا ففتح لي بابه، وقبلني وضمني إليه،
وجعل يقبل عيني، ويكرر ذلك، كلما سألني عن رؤيته (عليه السلام) وكلما أخبرته
بسلامته وصلاح أحواله استبشر وشكر الله تعالى، ثم أدخلني داره، وصدرني في
مجلسه وجلس بين يدي، فأخرجت إليه كتابه (عليه السلام) فقبله قائما وقرأه، ثم استدعى
بماله وثيابه فقاسمني دينارا دينارا، ودرهما درهما، وثوبا ثوبا، وأعطاني قيمة ما
لم يمكن قسمته، وفي كل شئ من ذلك يقول: يا أخي هل سررتك؟ فأقول: إي
والله وزدت على السرور، ثم استدعى العمل فأسقط ما كان باسمي، وأعطاني

415
براءة مما يوجبه علي عنه، وودعته وانصرفت عنه، فقلت: لا أقدر على مكافاة هذا
الرجل إلا بأن أحج في قابل وأدعو له، وألقى الصابر وأعرفه فعله، ففعلت ولقيت
مولاي الصابر (عليه السلام)، وجعلت أحدثه ووجهه يتهلل فرحا، فقلت: يا مولاي هل
سرك ذلك؟ فقال: " إي والله لقد سرني وسر أمير المؤمنين (عليه السلام)، والله لقد سر جدي
رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والله لقد سر الله تعالى ".
أقول: رواه في " عدة الداعي " ص 179 عن الحسين بن يقطين، عن أبيه عن
جده، وذكر فيه الصادق (عليه السلام) مكان الكاظم (عليه السلام)، وما هنا أظهر.
ورواه في " أعلام الدين " ص 289 عن الحسن بن يقطين، عن أبيه، عن جده
قال: ولي علينا بالأهواز رجل من كتاب يحيى بن خالد، وكان علي من بقايا
خراج، كان فيها زوال نعمتي وخروجي من ملكي، فقيل لي: إنه ينتحل هذا الأمر،
فخشيت أن ألقاه مخافة أن لا يكون ما بلغني حقا فيكون فيه خروجي من ملكي
وزوال نعمتي، فهربت منه إلى الله تعالى، وأتيت الصادق (عليه السلام) مستجيرا، فكتب إليه
رقعة صغيرة فيها: " بسم الله الرحمن الرحيم، إن لله في ظل عرشه ظلا لا يسكنه إلا
من نفس عن أخيه كربة، وأعانه بنفسه، أو صنع إليه معروفا ولو بشق تمرة، وهذا
أخوك والسلام "... الخبر.
ونقله عنه في " البحار " ج 47 ص 207، وفيه: الحسن بن علي بن يقطين.
تصنيف غرر الحكم ص 388
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
19 - " خير المعروف ما أصيب به الأبرار ".
20 - " أحسن الإحسان مواساة الإخوان ".
وفي ص 389:
21 - " رأس الإحسان الإحسان إلى المؤمنين ".
22 - " من أفضل الإحسان الإحسان إلى الأبرار ".

416
- 48 -
الإحسان واصطناع المعروف إلى أهله
وتقديمهم على غير أهله
1 - الكافي ج 4 ص 49 كتاب الزكاة باب النوادر ح 15:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن زرارة
قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " ثلاثة إن تعلمهن المؤمن كانت زيادة في
عمره، وبقاء النعمة عليه "، فقلت: وما هن؟ فقال: " تطويله لركوعه [في ركوعه -
خ ل] وسجوده في صلاته، وتطويله لجلوسه على طعامه إذا [كان - خ ل] طعم
على مائدته، واصطناعه المعروف إلى أهله ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 530.
2 - الكافي ج 4 ص 27 كتاب الزكاة باب فضل المعروف ح 10:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن
أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " إن أعرابيا من بني تميم أتى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقال: أوصني، فكان فيما أوصى به أن قال: يا فلان، لا تزهدن في المعروف عند
أهله ".

417
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 530.
3 - الكافي ج 4 ص 30 كتاب الزكاة باب وضع المعروف موضعه ح 1:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام) لمفضل بن عمر: " يا مفضل، إذا أردت أن تعلم أشقي الرجل أم سعيد
فانظر سيبه ومعروفه إلى من يصنعه، فإن كان يصنعه إلى من هو أهله فاعلم أنه
إلى خير، وإن كان يصنعه إلى غير أهله فاعلم أنه ليس له عند الله خير ".
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 31.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 11 ص 532.
4 - الكافي ج 4 ص 31 كتاب الزكاة باب وضع المعروف موضعه ح 2:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " يا مفضل، إذا أردت أن تعلم إلى خير
يصير الرجل أم إلى شر أنظر أين يضع معروفه، فإن كان يضع معروفه عند أهله
فاعلم أنه يصير إلى خير، وإن كان يضع معروفه عند غير أهله فاعلم أنه ليس له
في الآخرة من خلاق ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 532.
5 - الكافي ج 4 ص 32 كتاب الزكاة باب وضع المعروف موضعه ح 4:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
إسماعيل بن جابر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " لو أن الناس أخذوا ما
أمرهم الله عز وجل به فأنفقوه فيما نهاهم الله عنه ما قبله منهم، ولو أنهم أخذوا ما
نهاهم عنه فأنفقوه فيما أمرهم الله به ما قبله منهم حتى يأخذوه من حق وينفقوه في
حق ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 530.

418
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 31.
6 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 298:
روى صفوان بن يحيى، ومحمد بن أبي عمير، عن موسى بن بكر، عن زرارة،
عن الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: " الصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي
حسب أو دين... " الحديث.
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 531 ثم قال:
ورواه ابن إدريس في آخر " السرائر " نقلا من كتاب موسى بن بكر. ورواه
الحسين بن سعيد في كتاب " الزهد " عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن إبراهيم بن
عباد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)... مثله.
7 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 299:
روى أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن إسماعيل، عن عبد الله بن
الوليد، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال: " أربع
يذهبن ضياعا: مودة تمنح من لا وفاء له، ومعروف يوضع عند من لا يشكره،
وعلم يعلم من لا يستمع له، وسر يودع من لا حصانة له ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 531.
8 - الخصال ج 1 ص 48:
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سيف بن عميرة، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 531.
ورواه في " كتاب الزهد " ص 32 عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن ابن عباد،
قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " الصنيعة لا تكون صنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ".

419
9 - غرر الحكم ص 186:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): قال: " أجل المعروف ما صنع إلى أهله ".
10 - وفي ص 252 قال (عليه السلام): " إن مالك لا يغني جميع الناس فاخصص به
أهل الحق ".
11 - وفي ص 389: " خير المعروف ما أصيب به الأبرار ".
12 - وفي ص 735: " من سعادة المرء أن تكون صنائعه عند من يشكره،
ومعروفه عند من لا يكفره ".
ونقلها عنه في " المستدرك " ج 2 ص 395.
13 - غرر الحكم ص 58:
قال (عليه السلام): " الاصطناع ذخر فارتد عند من تضعه ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 396.
14 - تصنيف غرر الحكم ص 382:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
" المعروف كنز فانظر عند من تودعه ".
وفي ص 387:
15 - " أولى الناس بالنوال أغناهم عن السؤال ".
16 - " أحق من بررت من لا يغفل برك ".
17 - " أفضل الكنوز معروف يودع الأحرار، وعلم يتدارسه الأخيار ".
18 - " أولى الناس بالإصطناع من إذا مطل صبر، وإذا منع عذر، وإذا أعطي
شكر ".
19 - " أحق الناس بالإحسان من أحسن الله إليه، وبسط بالقدرة يديه ".
20 - " إن كرامتك لا تتسع لجميع الخلق فتوخ بها أفاضل الخلق ".

420
21 - " جماع الفضل في اصطناع الحر، والإحسان إلى أهل الخير ".
22 - " أحق من ذكرت من لا ينساك ".
23 - " أحق من شكرت من لا يمنع مزيدك ".
وفي ص 388:
24 - " خير البر ما وصل إلى الأحرار ".
25 - " خير البر ما وصل إلى المحتاج ".
26 - " أفضل الفضائل صلة الهاجر [المهاجر]، وإيناس النافر، والأخذ بيد
العاثر ".
27 - " أشرف الصنائع اصطناع الكرام "
28 - وفي ص 389: " ظفر بسني المغانم واضع صنائعه في الأكارم ".

421
- 49 -
الإحسان واصطناع المعروف إلى أهله وغير أهله
وإلى البر والفاجر
1 - الكافي ج 4 ص 27 كتاب الزكاة باب فضل المعروف ح 9:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: قال
أبو عبد الله (عليه السلام): " اصنعوا المعروف إلى كل أحد، فإن كان أهله وإلا فأنت أهله ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 528.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 30.
2 - الكافي ج 4 ص 27 كتاب الزكاة باب فضل المعروف ح 6:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دراج، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: " إصنع المعروف إلى من هو أهله، وإلى من ليس من أهله، فإن
لم يكن هو أهله فكن أنت من أهله ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 528.
ورواه في " الاختصاص " ص 240.

422
3 - عيون الأخبار ج 2 ص 35 باب 31:
بإسناده، قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): اصطنع الخير إلى من هو أهله وإلى من
هو غير أهله، فإن لم تصب من هو أهله فأنت أهله ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 528 كتاب الأمر بالمعروف باب
استحباب فعل المعروف مع كل أحد ح 4.
ورواه في " صحيفة الرضا (عليه السلام) " ص 53، وفي " الأربعون حديثا " ص 44
وفي " نزهة الناظر " ص 35.
4 - كتاب الزهد ص 32:
ابن أبي عمير، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " اصنع المعروف
إلى من هو أهله ومن ليس هو أهله، فإن لم يكن هو أهله فأنت أهله ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 529.
5 - عيون الأخبار ج 2 ص 69 باب 31:
روى عن محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغدادي، عن علي
ابن محمد بن عنبسة [عيينة - خ ل]، عن دارم بن قبيصة، عن الرضا، عن آبائه،
عن علي (عليهم السلام)، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " اصطنع المعروف إلى أهله وإلى غير أهله،
فإن كان أهله فهو أهله، وإن لم يكن أهله فأنت أهله ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 529 كتاب الأمر بالمعروف باب
استحباب فعل المعروف مع كل أحد ح 9.
6 - روضة الكافي ج 1 ص 222 - 223 ح 141:
محمد بن أبي عبد الله، عن موسى بن عمران، عن عمه الحسين بن عيسى بن
عبد الله، عن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: " أخذ أبي
بيدي ثم قال: يا بني، إن أبي محمد بن علي (عليهما السلام) أخذ بيدي كما أخذت بيدك،
وقال: إن أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) أخذ بيدي وقال: يا بني افعل الخير إلى كل

423
من طلبه منك، فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه، وإن لم يكن من أهله كنت
أنت من أهله، وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلى يسارك فاعتذر إليك
فاقبل عذره ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 528.
7 - عيون الأخبار ج 2 ص 35 باب 31:
وبإسناده قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رأس العقل بعد الإيمان التودد إلى
الناس، واصطناع الخير إلى كل بر وفاجر ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 528، وفي " البحار " ج 71 ص 409.
ورواه في " صحيفة الرضا (عليه السلام) " ص 53، وفي " الأربعون حديثا " ص 44.
8 - تحف العقول ص 245:
وقال عنده (أي الحسين (عليه السلام)) رجل: إن المعروف إذا أسدي إلى غير أهله
ضاع، فقال الحسين (عليه السلام): " ليس كذلك، ولكن تكون الصنيعة مثل وابل المطر
تصيب البر والفاجر ".
ونقله عنه في " البحار " ج 71 ص 413 وفي " المستدرك " ج 2 ص 395.
9 - غرر الحكم الفصل 2 رقم 244: مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): " ابذل
معروفك للناس كافة، فإن فضيلة فعل المعروف لا يعدلها عند الله سبحانه شئ ".
10 - تصنيف غرر الحكم ص 388:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: " المحسن من عم الناس بالإحسان ".
11 - وفي ص 389:
" لا تمنعن المعروف وإن لم تجد عروفا ".
كتب أهل السنة:

424
12 - إحياء العلوم ج 3 ص 213:
وقال (صلى الله عليه وسلم): " اصنع المعروف إلى من هو أهله وإلى من ليس بأهله، فإن أصبت
أهله فقد أصبت أهله، وإن لم تصب أهله فأنت من أهله ".
وضع المعروف في غير موضعه:
1 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 270:
روى بإسناده عن حماد بن عمرو، وأنس بن محمد، عن أبيه جميعا، في وصية
النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) قال: " يا علي أربعة يذهبن ضياعا: الأكل على الشبع،
والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة عند غير أهلها ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 533.
2 - الخصال ج 1 ص 264:
حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن
الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان،
عن درست بن أبي منصور الواسطي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " أربعة يذهبن
ضياعا: مودة تمنحها من لا وفاء له، ومعروف عند من لا يشكر له، وعلم عند من
لا استماع له، وسر تودعه عند من لا حصانة له ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 395.
3 - الخصال ج 1 ص 48:
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبد الله بن جعفر
الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن سيف بن
عميرة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب أو دين ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 395.

425
4 - أمالي الشيخ المفيد ص 137 مجلس 16:
روى عن عمر بن محمد الصيرفي، عن أحمد بن الحسن الصوفي، عن عبد الله
ابن مطيع، عن خالد بن عبد الله، عن أبي ليلى، عن عطية، عن كعب الأحبار قال:
مكتوب في التوراة: من صنع معروفا إلى أحمق فهي خطيئة تكتب عليه.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 395.
5 - دعائم الإسلام ج 2 ص 327:
عن علي (عليه السلام) أنه قال: " خصوا بألطافكم خواصكم وإخوانكم ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 395.
6 - قصص الأنبياء ص 196:
روى بإسناده إلى الصدوق، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن
محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حماد بن عيسى، عن الصادق (عليه السلام) في
حديث أنه قال لقمان لابنه: يا بني، اجعل معروفك في أهله، وكن فيه طالبا لثواب
الله، وكن مقتصدا ولا تمسكه تقتيرا، ولا تعطه تبذيرا، الخبر.
7 - السرائر ص 475:
من كتاب أبان بن تغلب، حدثنا إسماعيل بن مهران، قال: حدثني عبيد الله بن
أبي الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أنه قال: " أيها الناس،
ليس لواضع المعروف في غير أهله إلا محمدة اللئام، وثناء الجهال، فإن زلت
بصاحبه النعل فشر خدين وألأم [وشر - خ ل] خليل ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 534.
8 - الكافي ج 4 ص 31 كتاب الزكاة باب وضع المعروف موضعه ح 3:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي، عن أحمد بن
عمرو بن سالم [سليمان - خ ل] البجلي، عن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن

426
ميثم التمار، عن إبراهيم بن إسحاق المدائني، عن رجل، عن أبي مخنف الأزدي،
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث أنه قال: " من كان له فيكم مال فإياه والفساد،
فإن إعطاءه في غير حقه تبذير وإسراف، وهو يرفع ذكر صاحبه في الناس ويضعه
عند الله، ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا حرمه الله شكرهم،
وكان لغيره ودهم، فإن بقي معه منهم بقية ممن يظهر الشكر له ويريد النصح فإنما
ذلك ملق وكذب، فإن زلت بصاحبهم النعل ثم احتاج إلى معونتهم ومكافاتهم
فألأم خليل وشر خدين، ولم يضع امرؤ ماله في غير حقه وعند غير أهله إلا لم
يكن له من الحظ فيما أتى إلا محمدة اللئام وثناء الأشرار، ما دام عليه منعما
مفضلا، ومقالة الجاهل ما أجوده، وهو عند الله بخيل، فأي حظ أبور وأخسر
[أخس - خ] من هذا الحظ؟ وأي فائدة معروف أقل من هذا المعروف؟ فمن كان
منكم له مال فليصل به القرابة، وليحسن منه الضيافة، وليفك به العاني والأسير
وابن السبيل، فإن الفوز بهذه الخصال مكارم الدنيا وشرف الآخرة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 533.
ورواه في " أمالي الطوسي " ج 1 ص 197 جزء 7 عن أبيه، عن محمد بن
محمد، عن علي بن بلال، عن علي بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمد
الثقفي، عن محمد بن عبد الله بن عثمان، عن علي بن سيف، عن علي بن أبي
خباب، عن ربيعة وعمارة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)... نحوه.
ورواه في " نهج البلاغة " ص 390 كلام 126.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 11 ص 533، لكنه ذكر بدل علي بن خباب:
علي بن أبي حباب.
ورواه في " كتاب الغارات " ج 1 ص 74، ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 395.
9 - أمالي الطوسي ج 1 ص 291 جزء 11:
روى عن أبيه، عن أبي محمد الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، عن الإمام

427
علي بن محمد، عن أبيه، عن آبائه واحدا واحدا (عليهم السلام)، قال: " قال أمير
المؤمنين (عليه السلام): خمس تذهب ضياعا: سراج تقده في الشمس، الدهن يذهب
والضوء لا ينتفع به، ومطر جود على أرض سبخة، المطر يضيع والأرض لا ينتفع
بها، وطعام يحكمه طاهيه يقدم إلى شبعان فلا ينتفع به، وامرأة حسناء تزف إلى
عنين فلا ينتفع بها، ومعروف تصطنعه إلى من لا يشكره ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 534.
10 - قصص الأنبياء للراوندي ص 162:
روى بإسناده إلى الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن
الحسن الصفار، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن علي بن أسباط، عن خلف بن
حماد، عن قتيبة الأعشى، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " أوحى الله إلى موسى (عليه السلام):
كما تدين تدان، وكما تعمل كذلك تجزى، من يصنع المعروف إلى امرئ سوء
يجزى شرا ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 395.
11 - أعلام الدين ص 283:
وقال المفضل بن عمر للصادق (عليه السلام): أحب أن أعرف علامة قبولي عند الله،
فقال له: " علامة قبول العبد عند الله أن يصيب بمعروفه مواضعه، فإن لم يكن كذلك
فليس كذلك ".
ونقله عنه في " البحار " ج 74 ص 419.
ونقله عنهما في " المستدرك " ج 2 ص 395.
12 - المستدرك ج 2 ص 395:
أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " إذا أراد
الله بعبد خيرا جعل صنائعه ومعروفه عند مستحقي الصنائع ".

428
13 - تصنيف غرر الحكم ص 387:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
" الكرامة تفسد من اللئيم بقدر [قدر] تصلح من الكريم ".
14 - " إن إمساك الحافظ أجمل من بذل المضيع ".
15 - " تضييع المعروف وضعه في غير عروف ".
16 - " ظلم الإحسان وضعه في غير موضعه ".
17 - " ظلم المعروف من وضعه في غير أهله ".
18 - " من أسدى معروفا إلى غير أهله ظلم معروفه ".
19 - " لا تضعن معروفك عند غير عروف ".
20 - " لا خير في المعروف إلى غير عروف ".
21 - " رأس الرذائل اصطناع الأراذل ".
22 - " من لم يرب معروفه فقد ضيعه ".
23 - " من لم يرب معروفه فكأنه لم يصنعه ".
24 - " من أعظم الفجائع إضاعة الصنائع ".
25 - " مربة المعروف أحسن [خير] من ابتدائه ".
26 - " واضع معروفه عند غير مستحقه مضيع له ".
27 - " لا تصطنع من يكفر برك ".
وفي ص 388:
28 - " لا تصحب من فاته العقل، ولا تصطنع من خافه الأصل، فإن من لا
عقل له يضرك من حيث يرى أنه ينفعك، ومن لا أصل له يسئ إلى من يحسن
إليه ".
29 - " لا تزكو الصنيعة مع غير أصيل ".
30 - " لا معروف أضيع من اصطناع الكفور ".
وفي ص 370:
31 - " لم يضع امرؤ ماله في غير حقه أو معروفه في غير أهله إلا حرمه الله
شكرهم، وكان لغيره ودهم ".

429
- 50 -
الإحسان إلى من أساء إليه
1 - أصول الكافي ج 3 ص 166 باب العفو ح 1:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي
عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في خطبته: ألا أخبركم بخير خلائق الدنيا
والآخرة؟ العفو عمن ظلمك، وتصل من قطعك، والإحسان إلى من أساء إليك،
وإعطاء من حرمك ".
2 - أمالي الصدوق ص 619 - 620 مجلس 90:
حدثنا الحسين [الحسن] بن عبد الله بن سعيد، قال: حدثنا أبو عبد الله، محمد
ابن عبد الله بن محمد بن الحجاج العدل، قال: حدثنا أحمد بن محمد النحوي، قال:
حدثنا شعيب بن واقد، قال: حدثنا صالح بن الصلت، عن عبد الله بن زهير، قال:
وفد العلاء بن الحضرمي على النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله، إن لي أهل بيت
أحسن إليهم فيسيئون، وأصلهم فيقطعون، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): * (ادفع بالتي
هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين
صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) *، فقال العلاء بن الحضرمي: إني قد قلت شعرا

430
هو أحسن من هذا، قال: " وما قلت؟ " فأنشده:
وحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم * تحيتك العظمى فقد يرفع النغل
فإن أظهروا خيرا فجاز بمثله * وإن خنسوا عنك الحديث فلا تسل
فإن الذي يؤذيك منه سماعه * وإن الذي قالوا وراءك لم يقل
فقال النبي: " إن من الشعر لحكما، وإن من البيان لسحرا، وإن شعرك لحسن،
وإن كتاب الله أحسن ".
3 - كنز الكراجكي ج 2 ص 31:
من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله):
" صل من قطعك، وأحسن إلى من أساء إليك، وقل الحق ولو على نفسك ".
ونقله عنه في " البحار " ج 74 ص 171.
4 - غرر الحكم الفصل 85 رقم 216:
مما ورد من حكم أمير المؤمنين (عليه السلام):
" لا يكونن أخوك على الإساءة أقوى منك على الإحسان إليه ".
5 - نهج البلاغة حكمة 168 ص 1170:
" ازجر المسئ بثواب المحسن ".
6 - نهج البلاغة حكمة 150 ص 1165:
" عاتب أخاك بالإحسان إليه، واردد شره بالإنعام عليه ".
7 - الصحيفة السجادية ص 232:
في دعائه (عليه السلام) لمكارم الأخلاق:
" اللهم صل على محمد وآله، وسددني لأن أعارض من غشني بالنصح،
وأجزي من هجرني بالبر، وأثيب من حرمني بالبذل، وأكافي من قطعني بالصلة،
وأخالف من اغتابني إلى حسن الذكر، وأن أشكر الحسنة، وأغضي عن السيئة ".

431
8 - تحف العقول ص 151:
خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام):
" وصلوا أرحام من قطعكم، وعودوا بالفضل على من حرمكم، وإذا عاقدتم
فأوفوا ".
9 - أمالي الصدوق ص 611 - 613 مجلس 89:
حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثني
أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي، قال: حدثني جعفر بن عبد الله
الناونجي، عن عبد الجبار بن محمد، عن داود الشعيري، عن الربيع صاحب
المنصور، في حديث طويل أنه قال: قال الصادق (عليه السلام) للمنصور في جملة كلام له:
" وإن كان يجب عليك في سعة فهمك وكثرة علمك ومعرفتك بآداب الله أن تصل
من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، فإن المكافي ليس بالواصل،
إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها " الخبر.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 87.
10 - مستدرك الوسائل: ج 2 ص 87:
أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " خير أهل
الدنيا وأهل الآخرة أخلاقا من يعفو عمن ظلمه، ومن يعطي من حرمه، ومن يصل
من قطعه من ذوي أرحامه وأهل ولايته ".
11 - السيد علي بن طاووس في كشف المحجة عن الكليني في رسائله،
بإسناده إلى جعفر بن عنبسة، عن عباد بن زياد الأسدي، عن عمرو بن أبي المقدام،
عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لولده الحسن (عليه السلام) في
وصيته إليه: ولا يكونن أخوك أقوى على قطيعتك منك على صلته، ولا تكونن
على الإساءة أقوى منك على الإحسان، ولا على البخل أقوى منك على البذل،

432
ولا على التقصير أقوى منك على الفضل، ولا يكبرن عليك ظلم من ظلمك، فإنما
يسعى في مضرته ونفعك، وليس جزاء من سرك أن تسوءه " الخبر.
12 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 71:
عن حميد بن شعيب السبيعي، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جعفر (عليه السلام)،
قال: سمعته يقول: " ثلاث لا يزيد الله من فعلهن إلا خيرا: الصفح عمن ظلمه،
وإعطاء من حرمه، وصلة من قطعه ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 87.
13 - تحف العقول ص 305:
عن الصادق (عليه السلام) أنه قال لعبد الله بن جندب: " يا ابن جندب، صل من
قطعك، واعط من حرمك، وأحسن إلى من أساء إليك، وسلم على من سبك،
وانصف من خاصمك، واعف عمن ظلمك كما أنك تحب أن يعفى عنك " الخبر.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 87.
14 - كنز الكراجكي ج 2 ص 164:
وقال لقمان الحكيم لابنه في وصيته: يا بني، أحثك على ست خصال، ليس
من خصلة إلا وهي تقربك إلى رضوان الله عز وجل، وتباعدك من سخطه:
الأولى: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، والثانية: الرضا بقضاء الله فيما أحببت
وكرهت، والثالث: أن تحب في الله، وتبغض في الله، والرابعة: تحب للناس ما
تحب لنفسك، وتكره لهم ما تكره لنفسك، والخامسة: تكظم الغيظ، وتحسن إلى
من أساء إليك، والسادسة: ترك الهوى، ومخالفة الردي.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 280.
15 - تصنيف غرر الحكم ص 388:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
" الإحسان إلى المسئ أحسن الفضل ".

433
16 - " الإحسان إلى المسئ يستصلح العدو ".
17 - " أحسن إلى المسئ تملكه ".
18 - " أحسن إلى من أساء إليك، واعف عمن جنى عليك ".
19 - " إن مقابلة الإساءة بالإحسان وتغمد الجرائم بالغفران لمن أحسن
الفضائل وأفضل المحامد ".
20 - " إن من فضل الرجل أن ينصف من نفسه [من لم ينصفه]، ويحسن إلى
من أساء إليه ".
21 - " إن من مكارم الأخلاق أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو
عمن ظلمك ".
22 - " من أحسن إلى من أساء إليه فقد أخذ بجوامع الفضل ".
23 - " من أحسن الكرم الإحسان إلى المسئ ".
24 - " لا يحوز الغفران إلا من قابل الإساءة بالإحسان ".
وفي ص 436:
25 - " اجعل جزاء النعمة عليك الإحسان إلى من [العفو عن] أساء إليك ".
26 - بحار الأنوار ج 48 ص 104:
روى أبو الفرج في مقاتل الطالبيين عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن يحيى
ابن الحسن، قال: كان موسى بن جعفر (عليه السلام) إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه
بصرة دنانير، وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتين دينار، فكانت صرار
موسى مثلا.
راجع عنوان: " الإعطاء لمن حرمه ".
إحسان أمير المؤمنين إلى قاتله:
1 - " الفخري " للطقطقي ص 82 ط محمد علي بالقاهرة:
وكان علي (عليه السلام) دائما يحسن إلى ابن ملجم لعنه الله.

434
2 - " المجموعة السادسة من أسماء المغتالين " لمحمد بن حبيب ص 162 ط
القاهرة:
ثم إن عليا (رحمه الله) قال: أطيبوا طعامه (أي ابن ملجم)، وألينوا فراشه، فإن أعش
فعفو أو قصاص، وإن أمت فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين.
3 - قرب الإسناد ص 67:
أبو البختري عن جعفر بن محمد، عن أبيه: " أن عليا (عليه السلام) خرج يوقظ الناس
لصلاة الصبح، فضربه عبد الرحمان بن ملجم بالسيف على أم رأسه، فوقع على
ركبتيه، فأخذه فالتزمه، حتى أخذه الناس وحمل علي حتى أفاق، ثم قال للحسن
والحسين (عليهما السلام): احبسوا هذا الأسير، وأطعموه، وأسقوه، وأحسنوا أساره، فإن
عشت فأنا أولى بما صنع بي إن شئت استنقذت وإن شئت عفوت وإن شئت
صالحت، وإن مت فذلك إليكم فإن بدا لكم أن تقتلوه فلا تمثلوا به ".
ورواه في " روضة الواعظين " ج 1 ص 137، وفي " نوادر الراوندي " ص 31.
4 - بحار الأنوار ج 42 ص 290:
روى كيفية شهادته (عليه السلام)، وفيه: ثم قال: " هل من شربة من لبن؟ " فأتوه بلبن
في قعب، فأخذه وشربه كله، فذكر الملعون ابن ملجم وأنه لم يخلف له شيئا،
فقال (عليه السلام): " * (وكان أمر الله قدرا مقدورا) * اعلموا أني شربت الجميع ولم أبق
لأسيركم شيئا من هذا، ألا إنه آخر رزقي من الدنيا، فبالله عليك يا بني إلا ما
أسقيته مثل ما شربت "، فحمل إليه ذلك فشربه.

435
- 51 -
الإحسان إلى من يكفر إحسانه
1 - نوادر الراوندي ص 9:
روى بإسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): المحسن المذموم مرحوم ".
2 - وبهذا الإسناد قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الناس عند الله منزلة
وأقربهم من الله وسيلة المحسن يكفر إحسانه ".
3 - وبهذا الإسناد أيضا قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يد الله فوق رؤوس
المكفرين، ترفرف بالرحمة ".
ونقله عنه في " البحار " ج 72 ص 44.
4 - تصنيف غرر الحكم ص 388:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): " خير الكرم جود بلا طلب مكافاة ".
5 - نزهة الناظر ص 81:
وخطب (عليه السلام) فقال: " أيها الناس، نافسوا في المكارم، وسارعوا في المغانم
[ولا تحتسبوا بمعروف] لم تعجلوه، واكتسبوا الحمد بالنجح، ولا تكتسبوا بالمطل
ذما، فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنه لا يقوم بشكرها فالله له
بمكافاته، فإنه أجزل عطاء وأعظم أجرا ".

436
- 52 -
الإحسان إلى كل من طلبه
روضه الكافي ج 1 ص 222 ح 141:
محمد بن أبي عبد الله، عن موسى بن عمران، عن عمه، الحسين بن عيسى بن
عبد الله بن علي بن جعفر، عن أخيه أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال: " أخذ أبي بيدي،
ثم قال: يا بني، إن أبي محمد بن علي (عليهما السلام) أخذ بيدي كما أخذت بيدك، وقال: إن
أبي علي بن الحسين (عليهما السلام) أخذ بيدي، وقال: يا بني، افعل الخير إلى كل من طلبه
منك، فإن كان من أهله فقد أصبت موضعه، وإن لم يكن من أهله كنت أنت من
أهله، وإن شتمك رجل عن يمينك ثم تحول إلى يسارك فاعتذر إليك فاقبل
عذره ".
ورواه في " تحف العقول " ص 282، وفي " مجموعة ورام " ج 2 ص 147،
وفي " مشكاة الأنوار " ص 69.

437
- 53 -
شرط الإحسان واصطناع المعروف
1 - الكافي ج 4 ص 32 كتاب الزكاة باب في آداب المعروف ح 1:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن
حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لا تدخل لأخيك في أمر مضرته
عليك أعظم من منفعته له "، قال ابن سنان: يكون على الرجل دين كثير ولك مال
فتؤدي عنه، فيذهب مالك ولا تكون قضيت عنه.
2 - الكافي ج 4 ص 33 كتاب الزكاة باب في آداب المعروف ح 3:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن علي
الجرجاني، عمن حدثه، عن أحدهما (عليهما السلام) قال: " لا توجب على نفسك الحقوق،
واصبر على النوائب، ولا تدخل في شئ مضرته عليك أعظم من منفعته
لأخيك ".
3 - الكافي ج 4 ص 33 كتاب الزكاة باب في آداب المعروف ح 2:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن إبراهيم بن محمد
الأشعري، عمن سمع أبا الحسن موسى (عليه السلام) يقول: " لا تبذل لإخوانك من نفسك

438
ما ضره عليك أكثر من منفعته لهم ".
ورواه في " مصادقة الإخوان " ص 82 عن علي بن عقبة، عن بعض أصحابنا،
عن أبي عبد الله (عليه السلام).
4 - المستدرك ج 2 ص 397:
أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: " ابذل
لأخيك المؤمن ما تكون منفعته له أكثر من ضرره عليك، ولا تبذل له ما يكون
ضرره عليك أكثر من منفعته لأخيك ".
5 - أمالي الشيخ المفيد ص 300 مجلس 35:
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله)، عن محمد بن همام، عن عبد الله بن
العلاء، عن محمد بن الحسن بن محمد بن شمون، عن حماد بن عيسى، عن
إسماعيل بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) يقول: " جمعنا أبو
جعفر (عليه السلام) فقال: يا بني، إياكم والتعرض للحقوق، واصبروا على النوائب، وإن
دعاكم بعض قومكم إلى أمر ضرره عليكم أكثر من نفعه لكم فلا تجيبوا ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 398.
6 - المناقب لابن شهرآشوب ج 4 ص 165:
عن العتبى، عن علي بن الحسين (عليهما السلام) أنه قال لابنه: " يا بني، اصبر على
النوائب، ولا تتعرض للحقوق، ولا تجب أخاك إلى الأمر الذي مضرته عليك أكثر
من منفعته له ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 398.

439
- 54 -
شرائط كمال الإحسان
1 - الكافي ج 4 ص 30 كتاب الزكاة باب تمام المعروف ح 1:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن
سعدان، عن حاتم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث
خصال: تصغيره، وتستيره، وتعجيله، فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه،
وإذا سترته تممته، وإذا عجلته هنأته، وإن كان غير ذلك سخفته ونكدته ".
ورواه في " الخصال " ج 2 ص 133: حدثنا محمد بن ماجيلويه (رضي الله عنه)، عن
عمه، محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن سعدان بن
مسلم... بعينه سندا ومتنا.
ورواه في " مكارم الأخلاق " ص 136، وفي " دعائم الإسلام " ج 2 ص 321.
ورواه في " أمالي الطوسي " ج 2 ص 94 جزء 17 قال: أخبرنا جماعة عن
أبي الفضل، قال: حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراشة الباهلي
بالنهروان من كتابه، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق بن أبي عمر الأحمري بنهاوند،
قال: أخبرنا عبد الله بن حماد الأنصاري، عن عبد العزيز بن محمد بن الزراوردي،

440
قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) وأنا عنده، فقال
له جعفر: " يا سفيان، إنك رجل مطلوب، وأنا رجل تسرع إلى الألسن، فسل عما
بدا لك "، فقال: ما أتيتك يا ابن رسول الله إلا لأستفيد منك خيرا، قال: " يا سفيان،
إني رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاث: تعجيله وستره وتصغيره، فإنك إذا عجلته
هنأته، وإذا سترته أتممته، وإذا صغرته عظم عند من تسديه إليه، يا سفيان، إذا
أنعم الله على أحد بنعمة فليحمد الله عز وجل، وإذا استبطأ الرزق فليستغفر الله، وإذا
أحزنه أمر قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، يا سفيان، ثلاث نعمة أيما ثلاث: الهدية
نعمة العطية، الكلمة الصالحة يسمعها المؤمن فيطوي عليها حتى يهديها إلى أخيه
المؤمن "، وقال (عليه السلام): " المعروف كاسمه، وليس شئ أعظم من المعروف إلا
ثوابه، وليس كل من يحب أن يصنع المعروف يصنعه، ولا كل من يرغب فيه يقدر
عليه، ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه، فإذا اجتمعت الرغبة والقدرة والإذن
فهنالك تمت السعادة للطالب والمطلوب إليه ".
ورواه في " كتاب الأخلاق " لأبي القاسم الكوفي كما في " المستدرك " ج 2
ص 397:
عن الصادق (عليه السلام) أنه قال لسفيان الثوري: " احفظ عني ثلاثا: إذا صنعت
معروفا فعجله، فإن تهنئته تعجيله، فإذا فعلته فاستره فإنما إن ظهر من غيرك كان
أعظم لعذرك، فإذا نويته فاقصد به وجه الله دون رئاء الناس، فإنك إذا قصدت به
وجه الله لكان أحسن لذكره في الناس ".
ورواه عنه (عليه السلام) جماعة من أعلام أهل السنة:
منهم، الحافظ أبو نعيم في " حلية الأولياء " ج 3 ص 198 ط السعادة بمصر:
قال: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن أحمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن عبد الله، حدثنا
الوليد بن شجاع، حدثنا إبراهيم بن أعين، عن يحيى بن الفرات، قال: قاله جعفر بن
محمد لسفيان الثوري.

441
ومنهم، العلامة سبط ابن الجوزي مرسلا في " صفة الصفوة " ج 2 ص 169
ط حلب.
ومنهم، العلامة النسابة أحمد بن عبد الوهاب النويري المصري في " نهاية
الإرب " ج 3 ص 204 ط القاهرة.
ومنهم، العلامة ابن الأثير في " المختار " ص 17 نسخة الظاهرية بدمشق.
ومنهم، العلامة محمد بن طلحة الشافعي في " مطالب السؤول " ص 82 ط
طهران.
ومنهم، العلامة الشبلنجي في " نور الأبصار " ص 199.
ومنهم، العلامة ابن طلحة في " الفصول المهمة " ص 205 ط الغري.
ومنهم، العلامة ابن الصبان في " إسعاف الراغبين " ص 251، لكنه قال: " أن
تصغره في عينيك، وتستره، وتعجله ".
2 - تحف العقول ص 403:
روي عن الكاظم (عليه السلام) في كلام له:
" الصنيعة لا تتم صنيعة عند المؤمن لصاحبها إلا بثلاثة أشياء: تصغيرها
وسترها وتعجيلها، فمن صغر الصنيعة عند المؤمن فقد عظم أخاه، ومن عظم
الصنيعة عنده فقد صغر أخاه، ومن كتم ما أولاه من صنيعه فقد كرم فعاله، ومن
عجل ما وعد فقد هنئ العطية ".
3 - تحف العقول ص 323:
ومن كلام الصادق (عليه السلام):
" لا يتم المعروف إلا بثلاث خلال: تعجيله، وتقليل كثيره، وترك الامتنان به ".
4 - الكافي ج 4 ص 30 كتاب الزكاة باب تمام المعروف ح 2:
أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن خلف بن حماد، عن موسى بن بكر،

442
عن زرارة، عن حمران، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " لكل شئ ثمرة،
وثمرة المعروف تعجيل السراح ".
ورواه في " الأشعثيات " ص 152:
أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن
محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)،
قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل شئ أنف، وأنف المعروف تعجيل السراح ".
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 31 قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " لكل
شئ ثمرة، وثمرة المعروف تعجيله ".
تصنيف غرر الحكم ص 388:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
5 - " إذا صنعت معروفا فاستره ".
6 - " أحي معروفك بإماتته ".
7 - " المعروف لا يتم إلا بثلاث: بتصغيره، وتعجيله، [وستره]، فإنك إذا
صغرته فقد عظمته، وإذا عجلته فقد هنأته، وإذا سترته فقد تممته ".

443
- 55 -
استتمام الإحسان
1 - أمالي الطوسي ج 2 ص 209 مجلس 23 ربيع الأول:
روى بسنده عن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
استتمام المعروف أفضل من ابتدائه ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 544.
2 - تصنيف غرر الحكم ص 383:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
" جمال المعروف إتمامه ".
3 - وفي ص 388:
قال (عليه السلام): " إكمال المعروف أحسن من ابتدائه ".

444
- 56 -
الإحسان واصطناع المعروف إلى عدوه
نهج البلاغة وصية 31 ص 933:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " وخذ على عدوك بالفضل، فإنه أحلى الظفرين ".

445
- 57 -
اصطناع المعروف والإحسان بقلبه ولسانه ويده
الإختصاص ص 340:
قال الصادق (عليه السلام): " أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، يقال
لهم: إن ذنوبكم قد غفرت لكم فهبوا حسناتكم لمن شئتم، والمعروف واجب على
كل أحد بقلبه ولسانه ويده، فمن لم يقدر على اصطناع المعروف بيده فبقلبه
ولسانه، فمن لم يقدر عليه بلسانه فينوه بقلبه ".

446
- 58 -
الوساطة في الإحسان وإجراء المعروف على يده
1 - الكافي ج 4 ص 17 كتاب الزكاة باب أن الذي يقسم الصدقة ح 2:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن أبي نهشل، عمن
ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " لو جرى المعروف على ثمانين كفا لأجروا كلهم
فيه من غير أن ينقص صاحبه من أجره شيئا ".
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 40، وفي " ثواب الأعمال "
ص 170.
2 - الكافي ج 4 ص 18 كتاب الزكاة باب أن الذي يقسم الصدقة ح 3:
محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن
دراج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في الرجل يعطى الدراهم يقسمها، قال: " يجري له ما
يجري للمعطي، ولا ينقص المعطي من أجره شيئا ".
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 40.
3 - الكافي ج 4 ص 17 كتاب الزكاة باب أن الذي يقسم الصدقة ح 1:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن

447
رزين، قال: دفع إلي شهاب بن عبد ربه دراهم من الزكاة أقسمها، فأتيته يوما
فسألني: هل قسمتها؟ فقلت: لا، فأسمعني كلاما فيه بعض الغلظة، فطرحت ما كان
بقي معي من الدراهم وقمت مغضبا، فقال لي: ارجع حتى أحدثك بشئ سمعته من
جعفر بن محمد (عليهما السلام)، فرجعت، فقال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): إني إذا وجدت
زكاتي أخرجتها فأدفع منها إلى من أثق به يقسمها؟ قال: " نعم، لا بأس بذلك، أما
إنه أحد المعطين "، قال صالح: فأخذت الدراهم حيث سمعت الحديث فقسمتها.

448
- 59 -
الإحسان إلى الذبيحة
1 - المسالك ج 12 ص 228 ط القديمة:
روى شداد بن أوس: أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " إن الله كتب عليكم الإحسان في
كل شئ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم
شفرته، وليرح ذبيحته ".
ونقله عنه في " البحار " ج 62 ص 315.
2 - دعائم الإسلام ج 2 ص 176:
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه نهى عن أن تسلخ الذبيحة أو تقطع رأسها حتى
تموت وتهدأ.
3 - وفي ص 175:
عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: " اذبح في المذبح - يعني دون الغلصمة - ولا
تنخع الذبيحة، ولا تكسر الرقبة حتى تموت ".
4 - وعن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل عمن نخع الذبيحة من قبل أن تموت،

449
يعني كسر عنقها، قال: " قد أساء، ولا بأس بأكلها ".
5 - وفي ص 176:
عن رسول الله (عليه السلام) أنه نهى عن قطع رأس الذبيحة في وقت الذبح.
ونقلها كلها عنه في " البحار " ج 62 ص 328.
كتب أهل السنة:
6 - جامع الأصول (جامع الصحاح الست لهم) ج 5 ص 244:
قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، قال: " إن الله كتب الإحسان على كل
شئ، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم
شفرته، وليرح ذبيحته ". أخرجه مسلم والترمذي وأبو داود والنسائي.

450
- 60 -
إحسان الوصية
1 - الكافي ج 7 ص 2 باب الوصية وما أمر بها ح 1:
حدثنا علي بن إبراهيم، عن علي بن إسحاق، عن الحسن بن حازم الكلبي،
ابن أخت هشام بن سالم، عن سليمان بن جعفر، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): من لم يحسن وصيته عند الموت كان نقصا في مروءته وعقله،
قيل: يا رسول الله، وكيف يوصي الميت؟ قال: إذا حضرته وفاته واجتمع الناس
إليه قال: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، الرحمن الرحيم،
اللهم إني أعهد إليك في دار الدنيا: أني أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك،
وأن محمدا عبدك ورسولك، وأن الجنة حق، وأن النار حق، وأن البعث حق، وأن
الحساب حق، والقدر والميزان حق، وأن الدين كما وصفت، وأن الإسلام كما
شرعت، وأن القول كما حدثت، وأن القرآن كما أنزلت، وأنك أنت الله الحق المبين،
جزى الله محمدا (صلى الله عليه وآله) خير الجزاء، وحيا الله محمدا وآل محمد بالسلام، اللهم يا
عدني عند كربتي، ويا صاحبي عند شدتي، ويا ولي نعمتي، إلهي وإله آبائي لا
تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا، فإنك إن تكلني إلى نفسي طرفة عين أقرب من
الشر وأبعد من الخير، فآنس في القبر وحشتي، واجعل لي عهدا يوم ألقاك منشورا.
ثم يوصي بحاجته، وتصديق هذه الوصية في القرآن، في السورة التي يذكر فيها
مريم في قوله عز وجل: * (لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمن عهدا) *،

451
فهذا عهد الميت، والوصية حق على كل مسلم أن يحفظ هذه الوصية ويعلمها، وقال
أمير المؤمنين (عليه السلام): علمنيها رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): علمنيها
جبرئيل (عليه السلام) ".
ورواه في " روضة الواعظين " ج 2 ص 483.
ورواه في " فلاح السائل " ص 66:
عن أبي محمد هارون بن موسى بن أحمد قال: أخبرنا أبو أحمد، عبد العزيز
ابن يحيى الجلودي إجازة في كتابه إلينا، قال: حدثنا أحمد بن عمار بن خالد،
قال: حدثنا زكريا بن يحيى الساجي، قال: حدثنا مالك بن خالد الأسدي، عن
الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن، عن أبي عبد الله جعفر بن
محمد (عليهما السلام) عن آبائه، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):... فذكر الحديث إلى آخره، لكنه ذكر
بدل قوله: " وإن الجنة حق... إلى قوله: وحيا الله محمدا وآل محمد بالسلام ":
" وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأنك تبعث من في القبور، وأن الحساب حق، وأن
الجنة حق، وما وعد الله فيها من النعيم من المأكل والمشرب والنكاح حق، وأن
النار حق، وأن الإيمان حق، وأن الدين كما وصفت، وأن الإسلام كما شرعت، وأن
القول كما قلت، وأن القرآن كما أنزلت، وأنك أنت الله الحق المبين، وإني أعهد إليك
في دار الدنيا أني رضيت بك ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد (صلى الله عليه وآله) نبيا، وبعلي إماما،
وبالقرآن كتابا، وأن أهل بيت نبيك (عليهم السلام) أئمتي ".
2 - من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 134:
روى العباس بن عامر، عن أبان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
" من لم يحسن عند الموت وصيته كان نقصا في مروته وعقله "، وقال: " إن رسول
الله (صلى الله عليه وآله) أوصى إلى علي، وأوصى علي (عليه السلام) إلى الحسن، وأوصى الحسن (عليه السلام)
إلى الحسين، وأوصى الحسين (عليه السلام) إلى علي بن الحسين، وأوصى علي بن
الحسين (عليه السلام) إلى محمد بن علي الباقر (عليه السلام) ".
راجع عنوان: " الحيف في الوصية "، في حرف الحاء.

452
- 61 -
إحسان الشعر
1 - الأشعثيات ص 156:
روى بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن
أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من كان له شعر
فليحسن إليه ".
2 - وبإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن
أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): الشعر الحسن من
كسوة الله تبارك وتعالى فأكرموه ".
3 - وفي ص 157:
وبإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه،
عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله: من اتخذ شعرا فليحسن إليه،
ومن اتخذ زوجة فليكرمها، ومن اتخذ نعلا فليستجدها، ومن اتخذ دابة
فليستفرهها، ومن اتخذ ثوبا فلينظفه ".
ونقلها عنه في " المستدرك " ج 1 ص 60.

453
- 62 -
إحياء أمر آل محمد (صلى الله عليه وآله) بالاجتماع والمذاكرة
1 - قرب الإسناد ص 18:
أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال لفضيل:
" تجلسون وتحدثون؟ " قال: نعم جعلت فداك، قال: " إن تلك المجالس أحبها،
فأحيوا أمرنا، رحم الله من أحيى أمرنا، يا فضيل من ذكرنا أو ذكرنا عنده فخرج
من عينه مثل جناح الذباب غفر الله له ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر ".
2 - مصادقة الأخوان ص 38:
عن أبي جعفر، محمد بن علي (عليهما السلام): قال: " اجتمعوا وتذاكروا تحف بكم
الملائكة، رحم الله من أحيى أمرنا ".

454
- 63 -
إخبار إخوان الميت ليشهدوا جنازته
تهذيب الأحكام ج 1 ص 452 باب في تلقين المحتضرين ح 115:
روى بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولاد وعبد الله بن سنان
جميعا، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ينبغي لأولياء الميت منكم أن يؤذنوا إخوان
الميت بموته، فيشهدون جنازته، ويصلون عليه، ويستغفرون له، فيكتب لهم
الأجر، ويكتب [ويكتسب] للميت الاستغفار ويكتسب هو الأجر فيهم وفيما
اكتسب له من الاستغفار ".
ورواه في " الكافي " ج 3 ص 166 كتاب الجنائز باب أن الميت يؤذن به
الناس ح 1، عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن إبراهيم، عن
أبيه، عن الحسن بن محبوب... بعينه سندا ومتنا.
ورواه ابن إدريس في آخر " السرائر " ج 1 ص 482 نقلا عن كتاب
" المشيخة " للحسن بن محبوب... بعينه.
ورواه في " علل الشرائع " ج 301 عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد
الله بن جعفر، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب... مثله.
ونقلها عنها في " الوسائل " ج 2 ص 762 كتاب الطهارة باب استحباب إيذان
الناس ح 1.

455
- 64 -
إخدام المؤمن
1 - الخصال ج 1 ص 141:
حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
النهيكي، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: " ثلاثة
يستظلون بظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله: رجل زوج أخاه المسلم، أو أخدمه،
أو كتم له سرا ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 14 ص 27 كتاب النكاح باب استحباب السعي
في التزويج ح 3.
2 - الأربعون حديثا ص 52:
روي عن النبي - في حديث - قال: " ومن أخدم أخاه المؤمن أخدمه الله من
الولدان المخلدين، وأسكنه مع أوليائه الطاهرين ".
ورواه الشهيد في " كشف الريبة في أحكام الغيبة " ص 92 بسنده عن أبي عبد
الله (عليه السلام) عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله)... بعينه.
ونقله عنه في " البحار " ج 74 ص 192، وج 72 ص 363، وج 75 ص 275.

456
كتب أهل السنة:
3 - جامع الأصول (جامع الصحاح الست لهم) ج 10 ص 302:
(بحذف الإسناد): سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أي الصدقة أفضل؟ قال: " إخدام عبد
في سبيل الله، أو إظلال فسطاط، أو طروقة فحل في سبيل الله ". أخرجه الترمذي.

457
المحاسن / أخذ الدين بعد النبي (صلى الله عليه وآله) من القرآن و...
- 65 -
أخذ الدين بعد النبي (صلى الله عليه وآله) من القرآن وأوصيائه
المعصومين من عترته
يدل حديث الثقلين على أن عترة النبي (صلى الله عليه وآله) قرين القرآن، وعديله في
الحجية على الأمة، وأن القرآن وعترة النبي (صلى الله عليه وآله) هما الثقلان في الإسلام، وأنهما
الحجة الباقية بعد النبي (صلى الله عليه وآله)، ويستمر بقاؤهما، وعدم انقطاع واحد منهما في
برهة من الزمان إلى يوم القيامة، فيدل على ما روي كثيرا من طرق الخاصة من
أن الأرض لا تخلو من حجة، وأنه لو بقي اثنان لكان أحدهما الحجة.
ثم إن حديث الثقلين متواتر بين الفريقين، روته العامة والخاصة، وقد صدر
منه (صلى الله عليه وآله) في مواضع مختلفة، قد نص على أربعة منها بعض رواة الحديث: يوم
عرفة على ناقته القصوى، وفي مسجد الخيف، وفي خطبة الغدير في حجة
الوداع، وفي خطبته على المنبر يوم قبض.
مدارك حديث الثقلين من كتب أهل السنة:
ونحن نورد الحديث ثم نتبعه بذكر جملة ممن رواه من أصحاب رسول

458
الله (صلى الله عليه وآله) عنه، مع ذكر موضع ضبطه من كتب أهل السنة، فنقول:
روي عن زيد بن أرقم في " صحيح الترمذي " ج 13 ص 200، قال: حدثني
علي بن المنذر الكوفي، حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا الأعمش، عن عطية،
عن أبي سعيد والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن زيد بن أرقم (رضي الله عنه) قال:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما
أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل
بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ".
وروي عنه في غيره من كتب أهل السنة، منها " سنن الدارمي " ج 2 ص 431،
" صحيح مسلم " ج 7 ص 122 و 123، " الإعتقاد للبيهقي " ص 164، " مستدرك
الحاكم " ج 3 ص 109 و 148، " مناقب أحمد بن حنبل "، " المعجم الكبير
للطبراني " ص 137، " سنن البيهقي " ج 10 ص 113 و 147، " مناقب ابن
المغازلي "، " الجمع بين الصحيحين "، " مصابيح السنة " ص 205 و 206، " الجمع
بين الصحاح "، " مشارق الأنوار "، " جامع الأصول " ج 1 ص 187، " ذخائر
العقبى " ص 15، " المقتبس في أحوال الأندلس " ص 167، " فرائد السمطين "،
" المنتقى في سيرة المصطفى "، " تفسير الخازن " ج 1 ص 4 وج 6 ص 102،
" منهاج السنة " ج 4 ص 104، " علم الكتاب " ص 254 و 264، " نظم درر
السمطين " ص 231 و 233، " تلخيص المستدرك " ج 3 ص 109 و 148، " منتخب
تاريخ ابن عساكر " ج 5 ص 436، " التبيان " ص 177، " تفسير ابن كثير " ج 9 ص
114، " مشكاة المصابيح " ص 568 و 569، " شرح ديوان أمير المؤمنين " ص
188، " إحياء الميت " ص 110، " الخصائص الكبرى " ج 2 ص 266، " تفسير
الدر المنثور " ج 2 ص 60، " الجامع الصغير " ص 112، " الإكليل " ص 190،
" الشذورات الذهبية " ص 66، " نفحات اللاهوت " ص 55، " الصواعق المحرقة "
ص 226، " تيسير الوصول " ج 1 ص 16 و 161، " كنز العمال " ج 1 ص 152،

459
" منتخب كنز العمال " ج 5 ص 95، " أرجوزة الآبي الشافعي " ص 307، " معالم
التنزيل " ج 5 ص 101، " مناقب مرتضوي " ص 97، " التاج الجامع للأصول " ج
3 ص 308، " البيان والتعريف " ج 1 ص 164، " مفتاح النجا " ص 8، " ذخائر
المواريث " ج 1 ص 215، " الإتحاف بحب الأشراف " ص 6، " إزالة الخفاء " ج 2
ص 445، " إسعاف الراغبين " ص 121، " جواهر العقدين " على ما في " الينابيع "
ص 36، " ينابيع المودة " ص 29 و 30 و 32 و 35 و 183 و 191، " سنن المهدي "
ص 565، " تجهيز الجيش " ص 141 و 304، " السيرة النبوية " ج 3 ص 330،
" حسن الأسوة " ص 293، " رفع اللبس والشبهات " ص 52، " الفتح الكبير " ج 1
ص 252 و 451، " الأنوار المحمدية " ص 435، " الشرف المؤبد " ص 17،
" جواهر البحار " ج 1 ص 361، " رشفة الصادي " ص 70، " القول الفصل " ص
462، " أرجح المطالب " ص 335 و 336، " الروض الأزهر " ص 358، " رياض
الجنة " ج 1 ص 2، " السيف اليماني " ص 10.
ورووه عن حذيفة أيضا في كثير من كتب أهل السنة، منها " تاريخ بغداد " ج 8
ص 442، " المعجم الكبير " ص 137 و 157، " مجمع الزوائد " ج 9 ص 164،
" فرائد السمطين " مخطوط، " البداية والنهاية " ج 7 ص 348، " ينابيع
المودة " ص 30 و 35 و 370، " الشرف المؤبد " ص 18.
ورووه عن زيد بن ثابت أيضا في كثير من كتب أهل السنة، منها " إحياء
الميت " ص 116، " مناقب أحمد بن حنبل " مخطوط، " فرائد السمطين " مخطوط،
" الجامع الصغير " ج 1 ص 353، " الدر المنثور " ج 2 ص 60، " مجمع الزوائد " ج
9 ص 162 و 170، " كنز العمال " ج 1 ص 345، " مفتاح النجا " ص 9 مخطوط،
" ينابيع المودة " ص 38، " الفتح الكبير " ج 1 ص 451، " أرجح المطالب "
ص 335.
ورووه عن جابر أيضا في كثير من كتب أهل السنة، منها " صحيح

460
الترمذي " ج 13 ص 199، " مصابيح السنة " ص 206، " نظم درر السمطين " ص
232، " تفسير ابن كثير " ج 9 ص 115، " جامع الأصول " ج 1 ص 187، " المعجم
الكبير " ص 137، " مشكاة المصابيح " ص 569، " علم الكتاب " ص 264، " فصل
الخطاب " مخطوط، " إحياء الميت " ص 114، " كنز العمال " ج 1 ص 153،
" مفتاح النجا " ص 9، " نفحات اللاهوت " ص 55، " ينابيع المودة " ص 30 و 40،
" الفتح الكبير " ج 3 ص 385، " الشرف المؤبد " ص 18، " تجهيز الجيش " ص
304، " أرجح المطالب " ص 336، " دفع اللبس " ص 11 و 15، " السيف اليماني
المسلول " ص 10، " مشكاة المصابيح " ج 3 ص 258.
ورووه عن علي (عليه السلام) أيضا في كثير من كتب العامة، منها " مجمع الزوائد " ج
9 ص 163، " إحياء الميت " ص 112، " فرائد السمطين "، " كنز العمال " ج 1 ص
340، " شرف النبي " ص 288 مخطوط، " مقتل الحسين " ص 114، " ينابيع
المودة " ص 34 و 38 و 39 و 49 و 114، " أرجح المطالب " ص 336.
ورووه عن فاطمة (عليها السلام) في كتب العامة، منها " ينابيع المودة " ص 40.
ورووه عن عبد الله بن حنطب أيضا في كثير من كتب العامة، منها " أسد
الغابة " ج 3 ص 147، " إحياء الميت " ص 115، " مجمع الزوائد " ج 5 ص 195.
ورووه عن حمزة الأسلمي أيضا من كتب العامة، منها " ينابيع
المودة " ص 38، " أرجح المطالب " ص 563.
ورووه عن أبي سعيد أيضا في كثير من كتب أهل السنة، منها " الطبقات
الكبرى " ج 2 ص 194، " مناقب أحمد بن حنبل " مخطوط، " المعجم الصغير " ص
73، " المعجم الكبير " ص 137، " مناقب أمير المؤمنين "، " الرسالة القوامية في
مناقب الصحابة " مخطوط، " مقتل الحسين " ص 104، " ذخائر العقبى " ص 15،
" فرائد السمطين " مخطوط، " نظم درر السمطين " ص 232، " مجمع الزوائد " ج
9 ص 163، " إحياء الميت " ص 111، " الدر المنثور " ج 2 ص 60، " كنز

461
العمال " ص 342، " المواهب اللدنية " ج 7 ص 7، " مفتاح النجا " ص 51 مخطوط،
" إسعاف الراغبين " ص 122، " ينابيع المودة " ص 31 و 32 و 36 و 191 و 241
و 245، " السيرة النبوية " ج 3 ص 330، " راموز الأحاديث " ص 144، " أرجح
المطالب " ص 336، الأنوار المحمدية ص 435.
ورووه عن ابن عباس أيضا في كثير من كتب أهل السنة، منها
" المناقب " ص 15، و " ينابيع المودة " ص 35.
ورووه عن الحسين بن علي (عليهما السلام) في كتب أهل السنة، منها " ينابيع
المودة " ص 20.
ورووه عن أنس في كتب أهل السنة، منها " ينابيع المودة " ص 191.
ورووه عن أبي رافع في كتب أهل السنة، منها " أرجح المطالب " ص 337.
ورووه عن ابن أبي الدنيا في كتب أهل السنة، منها " مناقب أمير
المؤمنين " مخطوط.
ورووه عن جبير بن مطعم في كتب أهل السنة، منها " ينابيع المودة " ص 31
و 246.
ورووه عن عبد بن حميد في كتب أهل السنة، منها " ينابيع المودة " ص 38.
ورووه عن أبي ذر في كتب أهل السنة، منها " ينابيع المودة " ص و 27 و 39
" أرجح المطالب " ص 337، " العدل الشاهد " ص 123، " فرائد السمطين "
مخطوط.
ورووه عن أم سلمة في كتب أهل السنة، منها " أرجح المطالب " ص 338.
ورووه عن محمد بن خلاد في كتب أهل السنة، منها " أرجح المطالب " ص
341.
ورووه عن أبي هريرة في كتب أهل السنة، منها " مجمع الزوائد " ج 9 ص 163،
" ينابيع المودة " ص 39، " أرجح المطالب " ص 337.

462
ورووه عن أم هاني في كتب أهل السنة، منها " ينابيع المودة " ص 40، " أرجح
المطالب " ص 337.
وروي في كثير من الكتب عن جماعة.
وروي أيضا في جملة كثيرة من الكتب مرسلا (1).
* * *



(1) روي في " معاني الأخبار " ص 112، و " كمال الدين " ص 358:
عن المظفر العلوي، عن ابن العياشي، عن أبيه، عن جعفر بن أحمد، عن العمركي
البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير، قال: قال
الصادق (عليه السلام): " طوبى لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا، فلم يزغ قلبه بعد الهداية "، فقلت
له: جعلت فداك، وما طوبى؟ قال: " شجرة في الجنة، أصلها في دار علي بن أبي طالب (عليه السلام)،
وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن من أغصانها، وذلك قول الله عز وجل * (طوبى لهم وحسن
مآب) * ".
ونقله عنهما في " البحار " ج 52 ص 123.
463
- 66 -
أخذ قول الحق ولو من أهل الباطل
1 - المحاسن ص 229 و 230 كتاب مصابيح الظلم باب 16:
عنه، عن علي بن عيسى القاساني، عن ابن مسعود الميسري رفعه، قال: قال
المسيح (عليه السلام): " خذوا الحق من أهل الباطل، ولا تأخذوا الباطل من أهل الحق،
كونوا نقاد الكلام، فكم من ضلالة زخرفت بآية من كتاب الله كما زخرف
الدرهم من نحاس بالفضة المموهة، النظر إلى ذلك سواء، والبصراء به خبراء ".
2 - عنه، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن إسماعيل بن أبي زياد السكوني،
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، عن آبائه (عليهم السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " غريبتان: كلمة
حكمة من سفيه فاقبلوها، وكلمة سفه من حكيم فاغفروها ".
3 - وعنه، عن علي بن سيف، قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " خذوا الحكمة
ولو من أهل المشركين ".
4 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة،
عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قال المسيح (عليه السلام): يا معشر الحواريين، ما
يضركم من نتن القطران إذا أصابكم سراجه، خذوا العلم ممن عنده، ولا تنظروا

464
إلى عمله ".
5 - نهج البلاغة ص 1122 حكمة 76 و 77:
وقال (عليه السلام): " خذ الحكمة أنى كانت، فإن الحكمة تكون في صدر المنافق
فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن ".
وقال (عليه السلام) في مثل ذلك: " الحكمة ضالة المؤمن، فخذ الحكمة ولو من أهل
النفاق ".

465
- 67 -
أخذ حق المظلوم من الظالم
1 - الكافي ج 5 ص 55 باب الأمر بالمعروف ح 2، التهذيب ج 6 ص 180
باب في الأمر بالمعروف.... ح 20:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جماعة من أصحابنا، عن
أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " ما قدست أمة لم تأخذ لضعيفها من قويها بحقه غير
متضع ".
ونقله في " الوسائل " ج 11 ص 395.
2 - أعلام الدين ص 295:
قال النبي (صلى الله عليه وآله): " ما من أحد ولي شيئا من أمور المسلمين فأراد الله به خيرا
إلا جعل الله له وزيرا صالحا، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه، وإن هم بشر كفه
وزجره ".
ونقله عنه في " البحار " ج 72 ص 359.
3 - كنز الكراجكي ج 1 ص 135:
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " من ولي شيئا من أمور أمتي فحسنت

466
سريرته لهم رزقه الله تعالى الهيبة في قلوبهم، ومن بسط كفه لهم بالمعروف رزق
المحبة منهم، ومن كف عن أموالهم وفر الله عز وجل ماله، ومن أخذ للمظلوم من
الظالم كان معي في الجنة مصاحبا، ومن كثر عفوه مد في عمره، ومن عم عدله نصر
على عدوه، ومن خرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة آنسه الله عز وجل بغير
أنيس، وأعانه بغير مال ".
ونقله عنه في " البحار " ج 72 ص 359.
ورواه في " أعلام الدين " ص 184.
4 - مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 106:
عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: " رجع علي (عليه السلام) إلى داره في وقت القيظ، فإذا
امرأة قائمة تقول: إن زوجي ظلمني وأخافني وتعدى علي وحلف ليضربني،
فقال: يا أمة الله، اصبري حتى يبرد النهار ثم أذهب معك إن شاء الله، فقالت: يشتد
غضبه وحرده علي، فطأطأ رأسه ثم رفعه وهو يقول: لا والله أو يأخذ للمظلوم حقه
غير متعتع، أين منزلك؟ فمضى إلى بابه فوقف فقال: السلام عليكم، فخرج شاب،
فقال علي (عليه السلام): يا عبد الله اتق الله، فإنك قد أخفتها وأخرجتها، فقال الفتى: وما
أنت وذاك، والله لأحرقها لكلامك، فقال أمير المؤمنين (عليه السلام): آمرك بالمعروف
وأنهاك عن المنكر تستقبلني بالمنكر وتنكر المعروف! قال: فأقبل الناس من
الطرق ويقولون: سلام عليكم، فسقط الرجل في يديه فقال: يا أمير المؤمنين أقلني
عثرتي، فوالله لأكون لها أرضا تطأني، فأغمد علي (عليه السلام) سيفه وقال: يا أمة الله،
ادخلي منزلك، ولا تلجئي زوجك إلى مثل هذا وشبهه ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 393.

467
- 68 -
الأخذ بيد العاثر
غرر الحكم الفصل 8 رقم 532:
مما ورد من حكم أمير المؤمنين (عليه السلام):
" أفضل الفضائل: صلة الهاجر، وإيناس النافر، والأخذ بيد العاثر ".

468
- 69 -
أخذ القذى عن المؤمن
1 - أصول الكافي ج 3 ص 293 باب في إلطاف المؤمن وإكرامه ح 1:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن
الحسين بن هاشم، عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " من أخذ من
وجه أخيه المؤمن قذاة كتب الله عز وجل له عشر حسنات، ومن تبسم في وجه
أخيه كانت له حسنة ".
2 - دعوات الراوندي ص 108:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " نزعك القذاة عن وجه أخيك عشر حسنات،
وتبسمك في وجهه حسنة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف ".
ونقله عنه في " البحار " ج 72 ص 140.
3 - الأشعثيات ص 224 - 225:
أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى
ابن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " علمني رسول

469
الله (صلى الله عليه وآله) إذا لبست الثوب أن أقول: الحمد لله الذي كساني من اللباس ما أتجمل به
في الناس، اللهم اجعلها ثياب بركة ابتغي فيها مرضاتك، واعمر فيه مساجدك ".
وبإسناده أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: " من أخذ من أخيه شيئا من الأذى كتب
الله له مائة حسنة مضاعفة إذا هو أراها إياه ".

470
- 70 -
الأخذ والإعطاء باليمين دون اليسار
مكارم الأخلاق ص 23
روي عن علي (عليه السلام) في حديث: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يمينه لطعامه وشرابه
وأخذه وإعطائه، فكان لا يأخذ إلا بيمينه، ولا يعطي إلا بيمينه، وكان شماله لما
سوى ذلك من بدنه.

471
- 71 -
إخراج حق الله من ماله
روضة الواعظين: ج 2 ص 356:
قال (أي الصادق) (عليه السلام): " إن لله بقاعا تسمى المنتقمة، فإذا أعطى الله عبدا
مالا لم يخرج حق الله منه سلط الله عليه من تلك البقاع فأتلف المال فيها ثم مات
وتركها ".

472
- 72 -
إخراج النفقة مع الرفقاء في السفر
من لا يحضره الفقيه ج 2 ص 182:
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من السنة إذا خرج القوم في سفر أن يخرجوا نفقتهم،
فإن ذلك أطيب لأنفسهم، وأحسن لأخلاقهم ".
ورواه البرقي في " المحاسن " ص 359 كتاب السفر باب 20 عن النوفلي، عن
السكوني بإسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السلام).
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 8 ص 302.

473
- 73 -
إخراج الفضل من ماله
1 - المحاسن ص 8 كتاب الأشكال والقرائن باب 2:
البرقي، عن أبي سعيد القماط، عن المفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد
الله (عليه السلام) يقول: " لا يكمل إيمان العبد حتى تكون فيه خصال أربع: يحسن خلقه،
وتسخو نفسه، ويمسك الفضل من قوله، ويخرج الفضل من ماله ".
2 - تفسير القمي ج 2 ص 7 س بني إسرائيل:
حكى أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد
الله (عليه السلام)... فذكر حديث المعراج، وفيه: " فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ثم رأيت ملكا
من الملائكة جعل الله أمره عجبا، نصف جسده نار والنصف الآخر ثلج، فلا النار
تذيب الثلج ولا الثلج يطفئ النار، وهو ينادي بصوت رفيع يقول: سبحان الذي
كف حر هذه النار فلا تذيب الثلج، وكف برد هذا الثلج فلا يطفئ حر هذه النار،
اللهم يا مؤلف بين الثلج والنار ألف بين قلوب عبادك المؤمنين، فقلت: من هذا يا
جبرئيل؟ فقال: هذا ملك وكله الله بأكناف السماوات وأطراف الأرضين، وهو
أنصح ملائكة الله تعالى لأهل الأرض من عباده المؤمنين، يدعو لهم بما تسمع

474
منذ خلق، وملكان يناديان في السماء، أحدهما يقول: اللهم اعط كل منفق خلفا،
والآخر يقول: اللهم اعط كل ممسك تلفا ".
3 - الكافي ج 4 ص 32 كتاب الزكاة باب وضع المعروف موضعه ح 5:
علي بن محمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن موسى بن القاسم، عن أبي
جميلة، عن ضريس قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " إنما أعطاكم الله هذه الفضول من
الأموال لتوجهوها حيث وجهها الله، ولم يعطكموها لتكنزوها ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 530.
ورواه في " من لا يحضره الفقيه " ج 2 ص 31.
4 - نهج البلاغة حكمة 417 ص 1285:
وقال (عليه السلام): " إن لله عبادا يختصهم الله بالنعم لمنافع العباد فيقرها في أيديهم ما
بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم ثم حولها إلى غيرهم ".
5 - قال في جامع السعادات ج 2 ص 157 - 158:
قال (أي الصادق) (عليه السلام): " وإن عليكم في أموالكم غير الزكاة "، فقلت:
أصلحك الله، وما علينا في أموالنا غير الزكاة؟ فقال: " سبحانه الله! أما تسمع قول
الله تعالى يقول في كتابه: * (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) * "،
قال: قلت: فماذا الحق المعلوم الذي علينا؟ قال: " هو والله الشئ يعلمه الرجل في
ماله، يعطيه في اليوم أو في الجمعة أو الشهر، قل أو كثر، غير أنه يدوم عليه ".
وقال (عليه السلام) في قول الله تعالى: * (في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم) *:
" هو الرجل يؤتيه الله الثروة من المال، فيخرج منه الألف والألفين والثلاثة آلاف
والأقل والأكثر، فيصل به رحمه، ويحمل به الكل عن قومه ".
راجع عنوان: " الإنفاق " في حرف الألف بعده النون.

475
- 74 -
الإخلاص في الدين، وشهادة أن لا إله إلا الله
مخلصا بها لله تعالى
قال الله تعالى:
* (إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين
الخالص) *. الزمر: 2 و 3.
* (قل أني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين) *. الزمر: 11.
* (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين) *. البينة: 5.
* (وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين) *.
الأعراف: 29.
* (فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) *. غافر: 14.
* (هو الحي لا إله إلا هو فادعوه مخلصين له الدين) *. غافر: 65.
* (إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا
وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين) * النساء: 145 و 146.
* (قل الله أعبد مخلصا له ديني) *. الزمر: 14.
* (قل أتحاجوننا في الله وهو ربنا وربكم ولنا أعمالنا ولكم أعمالكم ونحن له

476
مخلصون) *. البقرة: 139.
* (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) *. الزمر: 64.
* (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) *. الإسراء: 23.
* (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من
المشركين) *. الأنعام: 79.
* (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له
وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين) *. الأنعام: 162 و 163.
1 - المحاسن ص 289 كتاب مصابيح الظلم باب 64، وأمالي الشيخ
الطوسي ج 1 ص 220 جزء 8:
روى كل واحد منهما بسند آخر عن علي (عليه السلام) قال: " إن أفضل ما يتوسل به
المتوسلون الإيمان بالله... إلى أن قال: وكلمة الإخلاص فإنها الفطرة ".
2 - نهج البلاغة ص 23 الخطبة الأولى:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " أول الدين معرفته، وكمال معرفته التصديق به،
وكمال التصديق به توحيده، وكمال توحيده الإخلاص له، وكمال الإخلاص له
نفي الصفات عنه ".
3 - أصول الكافي ج 3 ص 25 باب الإخلاص ح 1:
علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله بن مسكان،
عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: حنيفا مسلما قال: " خالصا مخلصا
ليس فيه شئ من عبادة الأوثان ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 1 ص 43 كتاب الطهارة باب وجوب الإخلاص
في العبادة والنية ح 1.
ورواه في " المحاسن " ص 251 كتاب مصابيح الظلم باب 30 عن البرقي،

477
عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمان، عن عبد الله بن مسكان، لكنه قال: " خالصا
مخلصا لا يشوبه شئ ".
ورواه في " مشكاة الأنوار " ص 10.
4 - أصول الكافي ج 3 ص 26 باب الإخلاص ح 5:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان بن
عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن قول الله عز وجل: * (إلا من أتى الله
بقلب سليم) * قال: " القلب السليم الذي يلقى ربه وليس فيه أحد سواه، قال: وكل
قلب فيه شك أو شرك فهو ساقط، وإنما أرادوا الزهد في الدنيا لتفرغ قلوبهم
للآخرة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 1 ص 43 كتاب الطهارة باب وجوب الإخلاص
في العبادة.
5 - غرر الحكم الفصل 50 رقم 10:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
" عليكم بصدق الإخلاص وحسن اليقين، فإنهما أفضل عبادة المقربين ".
تصنيف غرر الحكم ص 155:
مما ورد من حكم أمير المؤمنين (عليه السلام):
6 - " أعلى الأعمال إخلاص الإيمان وصدق الورع والإيقان ".
7 - " الإخلاص خير العمل ".
8 - أمالي الصدوق ص 230 - 231 مجلس 41:
حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه
القمي (رحمه الله)، قال: حدثنا صالح بن عيسى العجلي، قال: حدثنا محمد بن علي بن
علي، قال: حدثنا محمد بن الصلت، قال: حدثنا محمد بن بكير، قال: حدثنا عباد

478
ابن عباد المهلبي، قال: حدثنا سعد [سعيد] بن عبد الله، عن هلال بن عبد الرحمان،
عن علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الرحمان بن سمرة،
قال: كنا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما، فقال: " إني رأيت البارحة عجائب " قال: فقلنا:
يا رسول الله وما رأيت؟ حدثنا به فداك أنفسنا وأهلونا وأولادنا، فقال: " رأيت
رجلا من أمتي وقد أتاه ملك الموت... إلى أن قال: ورأيت رجلا من أمتي انتهى
إلى أبواب الجنة، كلما انتهى إلى باب أغلق دونه، فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله
صادقا بها ففتحت له الأبواب ودخل الجنة ".
9 - أصول الكافي ج 3 ص 27 باب الإخلاص ح 6:
بإسناده، عن سفيان بن عيينة، عن السدي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " ما
أخلص العبد الإيمان بالله عز وجل أربعين يوما - أو قال: ما أجمل عبد ذكر الله
عز وجل أربعين يوما - إلا زهده الله عز وجل في الدنيا، وبصره داءها ودواءها،
فأثبت الحكمة في قلبه، وأنطق بها لسانه، ثم تلا: * (إن الذين اتخذوا العجل
سينالهم غضب من ربهم وذلة في الحياة الدنيا وكذلك نجزي المفترين) *، فلا ترى
صاحب بدعة إلا ذليلا، ومفتريا على الله عز وجل وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلى أهل
بيته صلوات الله عليهم إلا ذليلا ".
10 - أمالي الطوسي ج 2 ص 201 مجلس 16 ربيع الأول:
جماعة عن أبي المفضل، عن الليث بن محمد العنبري، عن أحمد بن عبد
الصمد بن مزاحم، عن خاله أبي الصلت الهروي، قال: كنت مع الرضا (عليه السلام) لما
دخل نيسابور وهو راكب بغلة شهباء وقد خرج علماء نيسابور في استقباله، فلما
صار إلى المربعة تعلقوا بلجام بغلته، وقالوا: يا ابن رسول الله، حدثنا بحق آبائك
الطاهرين حديثا عن آبائك صلوات الله عليهم أجمعين، فأخرج رأسه من الهودج
وعليه مطرف خز، فقال: " حدثني أبي موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد،
عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين سيد شباب

479
أهل الجنة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: أخبرني جبرئيل،
الروح الأمين، عن الله تقدست أسماؤه وجل وجهه: إني أنا الله لا إله إلا أنا
وحدي، عبادي فاعبدوني، وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا
بها أنه قد دخل حصني، ومن دخل حصني أمن من عذابي "، قالوا: يا ابن رسول
الله، وما إخلاص الشهادة لله؟ قال (عليه السلام): " طاعة الله، وطاعة رسول الله، وولاية
أهل بيته (عليهم السلام) ".
ونقله عنه في " البحار " ج 49 ص 120.
علامة الإخلاص:
1 - معاني الأخبار ص 260:
حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن
أبيه، في حديث مرفوع إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: " جاء جبرئيل، فقال: يا رسول الله،
إن الله أرسلني إليك بهدية لم يعطها أحدا قبلك، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما هي؟
قال: الصبر، وأحسن منه، قال: وما هو؟ قال: الرضا، وأحسن منه، قال: وما هو؟
قال: الزهد، وأحسن منه، قلت: وما هو؟ قال: الإخلاص... إلى أن قال: قلت: يا
جبرئيل فما تفسير الإخلاص؟ قال: المخلص الذي لا يسأل الناس شيئا حتى
يجد، وإذا وجد رضي، وإذا بقي عنده شئ أعطاه في الله، فإن لم يسأل المخلوق
فقد أقر لله بالعبودية، وإذا وجد فرضي فهو عن الله راض، والله تبارك وتعالى عنه
راض، وإذا أعطى الله عز وجل فهو على حد الثقة بربه ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 11 ص 151.
ورواه في " عدة الداعي " ص 94، ونقله عنه في " البحار " ج 100 ص 22.
2 - تصنيف غرر الحكم ص 198:
مما ورد من حكم أمير المؤمنين (عليه السلام): " أول الإخلاص اليأس مما في أيدي
الناس ".

480
- 75 -
الإخلاص في العبادة
الإخلاص في العبادة، وضده الشرك في العبادة، وهو إما جلي أو خفي،
فالشرك الجلي تشريك غير الله في عبادته، وبأن يقصد بعبادته عبادة غير الله
أيضا، والشرك الخفي هو الرياء في العبادة، بأن يقصد بعبادته لله إراءته غيره كما
سيجئ في عنوان " الرياء ".
قال الله تعالى:
* (قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء
ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) *. الكهف: 110.
1 - الأشعثيات ص 245:
بإسناده، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه،
عن جده علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يؤتى بالإخلاص
وأهله فيدخلون الجنة، ويؤتى بالشرك وأهله فيدخلون النار ".
2 - أصول الكافي ج 3 ص 26 باب الإخلاص ح 3:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن أبي الحسن

481
الرضا (عليه السلام): " أن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان يقول: طوبى لمن أخلص لله
العبادة والدعاء، ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه، ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه،
ولم يحزن صدره بما أعطي غيره ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 1 ص 43.
ونقله في " البحار " ج 81 ص 261 عن " أسرار الصلاة ".
3 - مكارم الأخلاق ص 419:
روي عن السجاد (عليه السلام) قال: " حق الله الأكبر عليك أن تعبده ولا تشرك به
شيئا، فإذا فعلت ذلك بإخلاص جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا
والآخرة ".
4 - عدة الداعي ص 233:
وعن سيدة النساء صلوات الله عليها قالت: " من أصعد إلى الله خالص عبادته
أهبط الله عز وجل إليه أفضل مصلحته ".
ونقله عنه في " البحار " ج 67 ص 249.
5 - نهج البلاغة كتاب 26 ص 884:
" ومن لم يختلف سره وعلانيته، وفعله ومقالته، فقد أدى الأمانة، وأخلص
العبادة ".
6 - عدة الداعي ص 230:
روي أن رجلا من بني إسرائيل قال: لأعبدن الله عبادة أذكر بها، فمكث مدة
مبالغا في الطاعات، وجعل لا يمر بملأ من الناس إلا قالوا: متصنع مراء، فأقبل
على نفسه وقال: قد أتعبت نفسك وضيعت عمرك في لا شئ، فينبغي أن تعمل لله
سبحانه، فغير نيته وأخلص عمله لله تعالى، فجعل لا يمر بملأ من الناس إلا قالوا:
ورع تقي.

482
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من آثر محامد الله على محامد الناس كفاه الله
مؤونة الناس ".
ونقله عنه في " البحار " ج 69 ص 304، ونقل مثله في ج 68 ص 369 عن
" أسرار الصلاة ".
7 - عدة الداعي ص 223:
سعيد بن جبير قال: جاء رجل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: إني أتصدق وأصل
الرحم، ولا أصنع ذلك إلا لله، فيذكر مني وأحمد عليه فيسرني ذلك وأعجب به،
فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولم يقل شيئا، فنزل قوله تعالى: * (قل إنما أنا بشر مثلكم
يوحى إلي إنما إلهكم إله واحد فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا
يشرك بعبادة ربه أحدا) *.
ونقله عنه في " البحار " ج 67 ص 221.
8 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 329:
قال (عليه السلام): " ملء الأرض من العباد المرائين لا يعدلون عند الله شيخا ضئيلا
زمنا يخلص عبادته ".
9 - " وقال محمد بن علي (عليهما السلام): أفضل العبادة الإخلاص ".
10 - " وقال علي بن محمد (عليهما السلام): لو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي
رجل عبد الله وحده خالصا مخلصا ".
11 - وقال الحسن بن علي (عليهما السلام): " لو جعلت الدنيا كلها لقمة واحدة لقمتها
من يعبد الله خالصا لرأيت أني مقصر في حقه، ولو منعت الكافر منها حتى يموت
جوعا وعطشا، ثم أذقته شربة من الماء لرأيت أني قد أسرفت ".
ونقلها عنه في " البحار " ج 67 ص 245.
راجع عنوان: " الرياء " في حرف الراء.

483
- 76 -
الإخلاص في عمل الخير
والمراد به أن يقصد بعمل الخير التقرب إلى الله محضا، ولا يقصد معه ترتب
أي فائدة عليه من ناحية أحد من الناس - فقد يضر ذلك بالإخلاص بهذا المعنى -
وأن لا يقصد به العبودية لغير الله بالإشراك في الربوبية جليا أو خفيا بالرياء، فإن
قصد إراءة الناس أنه يعبد الله فهو الشرك الخفي كما وردت به النصوص،
سنوردها تحت عنوان: " الرياء ".
وأما لو كان يترتب على العمل بذاته لا من حيث إنه عبادة الله فائدة
كالإحسان والإعانة والضيافة وحسن الخلق والصدق... وغيرها مما هي
مستحسنة عند الناس، فقصد أن يمدحه الناس بذلك لا أن يمدحوه بأنه يعبد الله،
فلا دليل على كونه شركا ولا حراما، ولكن تمحيض العمل لله وإخلاصه من غيره
مطلوب شرعا، مرغب عليه في النصوص، ولا إشكال في هبوط درجة العمل
بشوب قصد القربة فيه لغيره، كما سيأتي في عنوان: " نية القربة ".
وهل يسقط عن درجة القبول بالكلية ولا يترتب عليه مثوبة رأسا، أو
يقتضي ذلك تقليل مثوبته؟

484
وبعبارة أخرى: هل الإخلاص بهذا المعنى ملاك ترتب المثوبة عليه،
والإخلال به يوجب عدم ترتب المثوبة عليه بالكلية أم لا؟ فلعل إطلاق بعض
نصوص الإخلاص يقتضي ذلك.
والأحاديث الواردة في الإخلاص بهذا المعنى أو الإخلاص بقول مطلق
فيشمله إطلاقه كثيرة، منها:
1 - أصول الكافي ج 3 ص 26 باب الإخلاص ح 4:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن المنقري، عن سفيان بن
عيينة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (ليبلوكم أيكم أحسن
عملا) *، قال: " ليس يعني أكثر عملا، ولكن أصوبكم عملا، وإنما الإصابة خشية
الله والنية الصادقة والحسنة " ثم قال: " الإبقاء على العمل حتى يخلص أشد من
العمل، والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله عز وجل، والنية
أفضل من العمل، ألا وإن النية هي العمل، ثم تلا قوله عز وجل: * (قل كل يعمل على
شاكلته) * يعني على نيته ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 1 ص 43، و " البحار " ج 67 ص 250.
2 - المحاسن ص 254 كتاب مصابيح الظلم باب 30:
البرقي، عن بعض أصحابنا بلغ به أبا جعفر (عليه السلام) قال: " ما بين الحق والباطل
إلا قلة العقل "، قيل: وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ قال: " إن العبد يعمل العمل الذي
هو لله رضى فيريد به غير الله، فلو أنه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من
ذلك ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 1 ص 45.
3 - المحاسن ص 252 كتاب مصابيح الظلم باب 30:
البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)

485
قال: " يقول الله عز وجل: أنا خير شريك، فمن عمل لي ولغيري فهو لمن عمله
غيري ".
ورواه في " الجواهر السنية " ص 352.
4 - المحاسن ص 252 كتاب مصابيح الظلم باب 30:
البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام)
يقول: " قال الله عز وجل: أنا خير شريك، من أشرك معي غيري في عمل لم أقبله
إلا ما كان لي خالصا ".
ونقله عنه في الوسائل " ج 1 ص 44 كتاب الطهارة باب وجوب الإخلاص
في العبادة والنية ح 9.
ورواه في " الجواهر السنية " ص 351، وفي " مشكاة الأنوار " ص 11، وفي
" فقه الرضا (عليه السلام) " ص 381.
ورواه في " الجواهر السنية " ص 164: قال: وعنه (صلى الله عليه وآله) قال: " يقول سبحانه:
أنا خير شريك، من أشرك معي شريكا في عمله فهو لشريكي دوني، فإني لا أقبل
إلا ما خلص لي ".
ورواه في " مجموعة ورام " ج 2 ص 234، وفي " عدة الداعي " ص 217،
ورواه في " تفسير العياشي " ج 2 353، وفي " فقه الرضا (عليه السلام) " ص 381، ونقله
عنهما في " المستدرك " ج 1 ص 10.
5 - الجواهر السنية ص 167:
وعنه (صلى الله عليه وآله): " إن الله تعالى يقول: أنا أغنى الأغنياء عن الشرك، من عمل عملا
فأشرك فيه غيري فنصيبي له، فأنا لا أقبل إلا ما كان خالصا لي ".
6 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح ص 71:
جابر قال: سمعته يقول: " من كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا، ولا

486
يشرك بعبادة ربه أحدا "، ثم قال: " إنه ليس من رجل عمل شيئا من أبواب الخير
يطلب به وجه الله ويطلب به حمد الناس يشتهي أن يسمع الناس "، قال: فقال:
" هذا الذي أشرك بعبادة ربه ".
7 - الجواهر السنية ص 169:
روى أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في آخر سورة الكهف من التفسير
الصغير، عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " قال الله تعالى: أنا أغنى الشركاء عن الشرك، فمن
عمل عملا أشرك فيه غيري فأنا برئ منه وهو للذي أشرك ".
8 - مجموعة ورام ج 1 ص 5:
قال (أي النبي) (عليه السلام): " إذا كان يوم القيامة جئ بالدنيا، فيميز منها ما كان لله
عز وجل، وما كان لغيره رمي به في النار ".
9 - روضة الواعظين ج 2 ص 414:
وقال (عليه السلام) [أيضا]: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد يسمع أهل الجمع: أين
الذين كانوا يعبدون الناس؟ قوموا خذوا أجوركم ممن عملتم له، فإني لا أقبل
عملا خالطه شئ من الدنيا وأهلها ".
10 - مصباح الشريعة ص 41:
قال النبي (صلى الله عليه وآله): " من عرف نفسه فقد عرف ربه، ثم عليك من العلم بما لا
يصح العمل إلا به، وهو الإخلاص ".
11 - وقال (صلى الله عليه وآله): " نعوذ بالله من علم لا ينفع، وهو العلم الذي يضاد العمل
بالإخلاص، واعلم أن قليل العلم يحتاج إلى كثير العمل، لأن علم ساعة يلزم
صاحبه استعماله طول عمره ".
ونقله عنه في " البحار " ج 2 ص 32.
12 - كنز الكراجكي ج 2 ص 11:

487
وقال (صلى الله عليه وآله): " أوصاني ربي بسبع: أوصاني بالإخلاص في السر والعلانية، وأن
أعفو عمن ظلمني، وأعطي من حرمني، وأصل من قطعني، وأن يكون صمتي فكرا،
ونظري عبرا ".
ونقله عنه في " البحار " ج 74 ص 170.
13 - مكارم الأخلاق ص 453:
روي عن ابن مسعود عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " يا ابن مسعود إذا عملت عملا
فاعمله لله خالصا، لأنه لا يقبل من عباده الأعمال إلا ما كان له خالصا، فإنه يقول:
* (وما لأحد عنده من نعمة تجزى إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى) * ".
14 - عدة الداعي ص 207:
وقال الصادق (عليه السلام) يوما للمفضل بن صالح: " يا مفضل، إن لله عبادا عاملوه
بخالص من سره، فعاملهم بخالص من بره، فهم الذين تمر صحفهم يوم القيامة
فرغا، وإذا وقفوا بين يديه تعالى ملأها من سر ما أسروا إليه "، فقلت: يا مولاي ولم
ذلك؟ فقال: " أجلهم أن تطلع الحفظة على ما بينه وبينهم ".
15 - فلاح السائل ص 123:
روي عن معاذ قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) - في حديث -: " وتصعد الحفظة
بعمل العبد أعمالا بفقه واجتهاد وورع، له صوت كالرعد، وضوء كضوء البرق،
ومعه ثلاثة آلاف ملك، فيمر بهم إلى ملك السماء السابعة فيقول الملك: قف
واضرب بهذا العمل وجه صاحبه، أنا ملك الحجاب، أحجب كل عمل ليس لله، إنه
أراد رفعة عند القواد، وذكرا في المجالس، وصوتا في المدائن، أمرني ربي أن لا
أدع عمله يجاوزني إلى غيري ما لم يكن خالصا ".
ونقله عنه في " البحار " ج 67 ص 247.
16 - المحاسن ص 254 كتاب مصابيح الظلم باب 30:

488
البرقي، عن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله - في حديث -
قال: " إذا أحسن المؤمن عمله ضاعف الله عمله لكل حسنة سبعمائة، وذلك قول
الله تبارك وتعالى: * (ويضاعف الله لمن يشاء) * فأحسنوا أعمالكم التي تعملونها
لثواب الله... إلى أن قال: وكل عمل تعمله لله فليكن نقيا من الدنس ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 1 ص 44.
17 - عدة الداعي ص 217:
وقال (صلى الله عليه وآله): " إن لكل حق حقيقة، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا
يحب أن يحمد على شئ من عمل الله ".
ونقله عنه في " البحار " ج 69 ص 304.
ورواه في " روضة الواعظين " ج 2 ص 414، ونقله عنه في " مشكاة
الأنوار " ص 11.
18 - عدة الداعي ص 218:
وقال (صلى الله عليه وآله): " يا أبا ذر، لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يرى الناس أمثال
الأباعر، فلا يحفل بوجودهم، ولا يغيره ذلك كما لا يغيره وجود بغير عنده، ثم
يرجع هو إلى نفسه فيكون أعظم حاقر لها ".
19 - التهذيب ج 2 ص 238 باب فضل الصلاة والمفروض منها ح 10:
محمد بن علي بن محبوب، عن العباس عن عبد الله بن المغيرة، عن معاوية
ابن عمار، عن إسماعيل بن يسار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إياكم
والكسل، إن ربكم رحيم، يشكر القليل، إن الرجل ليصلي الركعتين تطوعا يريد
بهما وجه الله فيدخله الله بهما الجنة، وإنه ليتصدق بالدرهم تطوعا يريد به وجه الله
فيدخله الله به الجنة، وإنه ليصوم اليوم تطوعا يريد به وجه الله فيدخله الله به
الجنة ".

489
ورواه في " المحاسن " ص 253 كتاب مصابيح الظلم باب 30:
عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن إسماعيل بن
يسار قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " إن ربكم لرحيم، يشكر القليل، إن العبد
ليصلي ركعتين يريد بهما وجه الله عز وجل فيدخله الله بهما الجنة... ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 1 ص 44.
20 - الخصال ج 1 ص 149 - 150:
حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله
البرقي، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله
ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) الناس بمنى في
حجة الوداع في مسجد الخيف، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: نضر الله عبدا سمع
مقالتي فوعاها، ثم بلغها إلى من لم يسمعها، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل
فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله،
والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإن دعوتهم محيطة من ورائهم.
المسلمون إخوة، تتكافأ دماؤهم، يسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم ".
ورواه في " الأمالي " ص 350 مجلس 56: عن محمد بن موسى بن
المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن
محمد بن خالد.... بعينه سندا ومتنا.
ورواه في " تفسير علي بن إبراهيم القمي " ج 1 ص 171 - 173 س المائدة،
وكذا في ج 2 ص 447 س النصر.
21 - مصباح الشريعة ص 4:
قال الصادق (عليه السلام): " ولا بد للعبد من خالص النية في كل حركة وسكون، لأنه
إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلا، والغافلون قد وصفهم الله تعالى فقال: * (أولئك
كالأنعام بل هم أضل سبيلا) * " وقال: " وأولئك هم الغافلون ".

490
22 - وفي ص 52 باب 70:
وقال (عليه السلام): " الإخلاص يجمع فواضل الأعمال، وهو معنى افتتاحه القبول
وتوقيعه الرضا، فمن تقبل الله منه ويرضى عنه فهو المخلص وإن قل عمله، ومن لا
يتقبل الله منه فليس بمخلص وإن كثر عمله، اعتبارا بآدم (عليه السلام) وإبليس عليه اللعنة،
وعلامة القبول وجود الاستقامة ببذل كل محاب مع إصابة كل حركة وسكون،
والمخلص ذائب روحه، باذل مهجته في تقويم ما به، العلم والأعمال والعامل
والمعمول بالعمل، لأنه إذا أدرك ذلك فقد أدرك الكل، وإذا فاته ذلك فاته الكل،
وهو تصفية معاني التنزيه في التوحيد، كما قال الأول: هلك العاملون إلا العابدون،
وهلك العابدون إلا العالمون، وهلك العالمون إلا الصادقون، وهلك الصادقون إلا
المخلصون، وهلك المخلصون إلا المتقون، وهلك المتقون إلا الموقنون، وإن
الموقنين لعلى خطر عظيم، قال الله تعالى: * (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) *
وأدنى حد الإخلاص بذل العبد طاقته، ثم لا يجعل لعلمه عند الله قدرا فيوجب به
على ربه مكافاة لعمله بعلمه أنه لو طالبه بوفاء حق العبودية لعجز، وأدنى مقام
المخلص في الدنيا السلامة من جميع الآثام، وفي الآخرة النجاة من النار والفوز
بالجنة ".
وفي ص 19: قال (عليه السلام): " داوم على تخليص المفروضات والسنن فإنهما
الأصل، فمن أصابهما وأداهما بحقهما فقد أصاب الكل، وإن خير العبادات أقربها
بالأمن وأخلصها من الآفات وأدومها وإن قل، فإن سلم لك فرضك وسنتك فأنت
عابد، واحذر أن تطأ بساط ملكك إلا بالذلة والافتقار، والخشية والتعظيم،
وأخلص حركاتك من الرياء، وسرك من القساوة، فإن النبي (عليه السلام) قال: المصلي
مناج ربه، فاستحي من المطلع على سرك، والعالم بنجواك وما يخفي ضميرك، وكن
بحيث يراك لما أراد منك، ودعاك إليه ".
ونقله عنه في " البحار " ج 68 ص 215.

491
23 - كتب الأدعية دعاء السحر لعلي بن الحسين (عليهما السلام):
" واستغفرك لكل خير أردت به وجهك فخالطني ما ليس لك ".
تصنيف غرر الحكم ص 155:
مما ورد من حكم أمير المؤمنين (عليه السلام):
24 - " أمارات السعادة إخلاص العمل ".
25 - " قدموا خيرا تغنموا، وأخلصوا أعمالكم تسعدوا ".
26 - " العمل كله هباء إلا ما أخلص فيه ".
27 - " أخلصوا إذا عملتم ".
28 - " أين الذين أخلصوا أعمالهم لله، وطهروا قلوبهم بمواضع ذكر الله؟ ".
29 - " أفضل العمل [العلم] ما أخلص فيه ".
30 - " أفضل العمل ما أريد به وجه الله ".
31 - " آفة العمل ترك الإخلاص ".
32 - " تصفية العمل أشد من العمل ".
33 - " خير العمل ما صحبه الإخلاص ".
34 - " في إخلاص الأعمال تنافس أولي النهى والألباب ".
35 - " قلل الآمال تخلص لك الأعمال ".
36 - " من رغب فيما عند الله أخلص عمله ".
37 - " من عري عن الهوى عمله، حسن أثره في كل أمر ".
38 - " من كمال العمل الإخلاص فيه ".
39 - " ملاك العمل الإخلاص فيه ".
40 - " بالإخلاص ترفع الأعمال ".
41 - " مع الإخلاص ترفع الأعمال ".
42 - " إنك لن يتقبل من عملك إلا ما أخلصت فيه ولم تشبه بالهوى وأسباب

492
الدنيا ".
43 - " صفتان لا يقبل الله سبحانه الأعمال إلا بهما: التقى، والإخلاص ".
44 - " عليك بالإخلاص، فإنه سبب قبول الأعمال، وأفضل الطاعة ".
45 - " من لم يصحب الإخلاص عمله لم يقبل ".
46 - " كلما أخلصت عملا بلغت من الآخرة أمدا ".
47 - " من نصح في العمل نصحته المجازاة ".
48 - " لا يحرز الأجر إلا من أخلص عمله ".
49 - " من أخلص العمل لم يعدم الأموال ".
50 - " لا يدرك أحد رفعة الآخرة إلا بإخلاص العمل وتقصير الأمل ولزوم
التقوى ".
51 - " الإخلاص خير العمل ".
وفي ص 198:
52 - " بالإخلاص يتفاضل العمال ".
53 - " فضيلة العمل الإخلاص فيه ".
54 - " فاز بالسعادة من أخلص العبادة ".
55 - فقه الرضا (عليه السلام) ص 369:
" أروي عن العالم (عليه السلام) - في كلام طويل -: ثلاثة لا يغل عليها قلب امرئ
مسلم: إخلاص العمل لله عز وجل، والنصيحة لأئمة المسلمين، واللزوم
لجماعتهم ".
كتب أهل السنة:
56 - إحياء العلوم ج 4 ص 321 - 323:
قال النبي (صلى الله عليه وسلم): " ثلاث لا يغل عليهن قلب رجل مسلم: إخلاص العمل لله... ".

493
57 - عن مصعب بن سعد عن أبيه قال: ظن أبي أن له فضلا على من هو دونه
من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " إنما نصر الله عز وجل هذه الأمة
بضعفائها ودعوتهم وإخلاصهم وصلاتهم ".
58 - وعن الحسن قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " يقول الله تعالى: الإخلاص سر
من سري، استودعته قلب من أحببت من عبادي ".
59 - وقال علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -: " لا تهتموا لقلة العمل
واهتموا للقبول، فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لمعاذ بن جبل: أخلص العمل يجزك منه القليل ".
60 - وقال (أي النبي) (عليه السلام): " ما من عبد يخلص لله العمل أربعين يوما إلا
ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ".
61 - وقال (عليه السلام): " أول من يسئل يوم القيامة ثلاثة: رجل آتاه الله العلم
فيقول الله تعالى: ما صنعت فيما علمت؟ فيقول: يا رب كنت أقوم به آناء الليل
وأطراف النهار، فيقول الله تعالى: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت بل أردت أن
يقال فلان عالم، ألا فقد قيل ذلك، ورجل آتاه الله مالا فيقول الله تعالى: لقد أنعمت
عليك فماذا صنعت؟ فيقول: يا رب كنت أتصدق به آناء الليل وأطراف النهار،
فيقول الله تعالى: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت بل أردت أن يقال فلان جواد، ألا
فقد قيل ذلك، ورجل قتل في سبيل الله تعالى فيقول الله تعالى: ماذا صنعت؟
فيقول: يا رب أمرت بالجهاد فقاتلت حتى قتلت، فيقول الله: كذبت، وتقول
الملائكة: كذبت بل أردت أن يقال فلان شجاع، ألا فقد قيل ذلك ".
62 - وفي الإسرائيليات: أن عابدا كان يعبد الله دهرا طويلا فجاءه قوم،
فقالوا: إن هاهنا قوما يعبدون شجرة من دون الله تعالى، فغضب لذلك وأخذ فأسه

494
على عاتقه وقصد الشجرة ليقطعها، فاستقبله إبليس في صورة شيخ، فقال: أين
تريد رحمك الله؟ قال: أريد أن أقطع هذه الشجرة، قال: وما أنت وذاك، تركت
عبادتك واشتغالك بنفسك وتفرغت لغير ذلك، فقال: إن هذا من عبادتي، قال: فإني
لا أتركك أن تقطعها، فقاتله فأخذه العابد فطرحه إلى الأرض وقعد على صدره،
فقال له إبليس: أطلقني حتى أكلمك، فقام عنه، فقال له إبليس: يا هذا، إن الله تعالى
قد أسقط عنك هذا ولم يفرضه عليك، وما تعبدها أنت، وما عليك من غيرك، ولله
تعالى أنبياء في أقاليم الأرض ولو شاء لبعثهم إلى أهلها وأمرهم بقطعها، فقال
العابد: لا بد لي من قطعها، فنابذه للقتال فغلبه العابد وصرعه وقعد على صدره،
فعجز إبليس، فقال له: هل لك في أمر فصل بيني وبينك، وهو خير لك وأنفع، قال:
وما هو؟ قال: أطلقني حتى أقول لك، فأطلقه، فقال إبليس: أنت رجل فقير، لا
شئ لك، إنما أنت كل على الناس يعولونك، ولعلك تحب أن تتفضل على إخوانك
وتواسي جيرانك وتشبع وتستغني عن الناس، قال: نعم، قال: فارجع عن هذا
الأمر ولك علي أن أجعل عند رأسك في كل ليلة دينارين، إذا أصبحت أخذتهما
فأنفقت على نفسك وعيالك وتصدقت على إخوانك، فيكون ذلك أنفع لك
وللمسلمين من قطع هذه الشجرة التي يغرس مكانها ولا يضرهم قطعها شيئا، ولا
ينفع إخوانك المؤمنين قطعك إياها، فتفكر العابد فيما قال وقال: صدق الشيخ،
لست بنبي فيلزمني قطع هذه الشجرة، ولا أمرني الله أن أقطعها فأكون عاصيا
بتركها، وما ذكره أكثر منفعة، فعاهده على الوفاء بذلك وحلف له، فرجع العابد إلى
متعبده، فبات، فلما أصبح رأى دينارين عند رأسه فأخذهما وكذلك لغد، ثم أصبح
اليوم الثالث وما بعده فلم ير شيئا، فغضب وأخذ فأسه على عاتقه فاستقبله إبليس

495
في صورة شيخ، فقال له: إلى أين؟ قال: أقطع تلك الشجرة، فقال: كذبت والله ما
أنت بقادر على ذلك، ولا سبيل لك إليها، قال: فتناوله العابد ليفعل به كما فعل أول
مرة، فقال: هيهات، فأخذه إبليس وصرعه، فإذا هو كالعصفور بين رجليه، وقعد
إبليس على صدره وقال: لتنتهين عن هذا الأمر أو لأذبحنك، فنظر العابد فإذا لا
طاقة له به، قال: يا هذا غلبتني فخل عني، وأخبرني كيف غلبتك أولا وغلبتني
الآن؟ فقال: لأنك غضبت أول مرة لله وكانت نيتك الآخرة فسخرني الله لك، وهذه
المرة غضبت لنفسك وللدنيا فصرعتك.

496
- 77 -
الإخلاص في كل شئ
1 - تصنيف غرر الحكم ص 198:
مما ورد من حكم أمير المؤمنين (عليه السلام):
" عليكم بصدق الإخلاص وحسن اليقين، فإنهما أفضل عبادة المقربين ".
وفي ص 197:
2 - " واخلص لله عملك وعلمك وحبك وبغضك وأخذك وتركك وكلامك
وصمتك ".
3 - " طوبى لمن أخلص لله علمه وعمله، وحبه وبغضه، وأخذه وتركه، وكلامه
وصمته ".
4 - " إلزم الإخلاص في السر والعلانية، والخشية في الغيب والشهادة، والقصد
في الفقر والغنى، والعدل في الرضى والسخط ".
5 - " إن تخلص تفز ".
6 - " زوروا في الله، وجالسوا في الله، وأعطوا في الله، وامنعوا في الله ".
7 - " سادة أهل الجنة المخلصون ".

497
وفي ص 198:
8 - " صدق إخلاص المرء يعظم زلفته، ويجزل مثوبته ".
9 - " عند تحقق الإخلاص تستنير البصائر ".
10 - " غاية الإخلاص الخلاص ".
11 - " من أخلص النية تنزه عن الدنية ".
12 - " من أخلص بلغ الآمال ".
13 - " ملوك الجنة الأتقياء والمخلصون ".
14 - " أخلص تنل ".
وفي ص 197:
15 - " الإخلاص فوز ".
16 - " الإخلاص أعلى فوز ".
17 - " الإخلاص شيمة أفاضل الناس ".
18 - " الإخلاص عبادة المقربين [المتقين] ".
19 - " الإخلاص أشرف نهاية ".
20 - " الإخلاص ثمرة العبادة ".
21 - " الإخلاص ملاك العبادة ".
22 - " الإخلاص ثمرة اليقين ".
23 - " الإخلاص غاية ".
24 - " الإخلاص خطر عظيم حتى ينظر بما [بماذا] يختم له ".
25 - عدة الداعي ص 233:
وعن أبي جعفر الجواد (عليه السلام) قال: " أفضل العبادة الإخلاص ".

498
26 - مستدرك الوسائل ج 1 ص 10:
الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن حذيفة بن اليمان، قال: سألت
رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الإخلاص، فقال: " سألته عن جبرئيل، فقال: سألته عن الله
تعالى فقال: الإخلاص سر من سري أودعه في قلب من أحببته ".
27 - وعن أبي ذر الغفاري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " إن لكل حق حقيقة،
وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتى لا يحب أن يحمد على شئ من عمل ".
28 - وسائل الشيعة ج 1 ص 43 كتاب الطهارة باب وجوب الإخلاص في
العبادة والنية ح 2:
محمد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن
أبيه، عن فضالة بن أيوب، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال أمير
المؤمنين (عليه السلام) - في حديث -: وبالإخلاص يكون الخلاص ".

499
- 78 -
الإخلاص الكامل
1 - عيون الأخبار ج 2 ص 69 باب 31:
بإسناده قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما أخلص عبد لله عز وجل أربعين
صباحا إلا جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ".
2 - عدة الداعي ص 232:
عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " من أخلص لله أربعين يوما فجر الله ينابيع الحكمة من
قلبه على لسانه ".
ونقله عنه في " البحار " ج 67 ص 249.
3 - جامع الأخبار ص 94:
وقال (عليه السلام): " من أخلص لله أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على
لسانه ".
4 - عدة الداعي ص 233:
وعن الصادق (عليه السلام) قال: " ما أنعم الله عز وجل على عبد أجل من أن لا يكون
في قلبه مع الله عز وجل غيره ".

500
ونقله عنه في " البحار " ج 67 ص 249.
5 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 328:
" قال محمد بن علي الباقر (عليهما السلام): لا يكون العبد عابدا لله حق عبادته حتى
ينقطع عن الخلق كله إليه، فحينئذ يقول: هذا خالص لي فيتقبله بكرمه ".
ونقله عنه في " البحار " ج 67 ص 198.
6 - التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 328:
" وقال جعفر بن محمد (عليهما السلام): ما أنعم الله عز وجل على عبد أجل من أن لا
يكون في قلبه مع الله غيره، وقال موسى بن جعفر (عليهما السلام): أشرف الأعمال التقرب
بعبادة الله عز وجل، وقال علي الرضا (عليه السلام): * (إليه يصعد الكلم الطيب) * قول لا إله
إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله وخليفة محمد رسول الله حقا، وخلفاؤه
خلفاء الله * (والعمل الصالح يرفعه) * علمه في قلبه بأن هذا صحيح كما قلته
بلساني ".
ونقله عنه في " البحار " ج 67 ص 198.
7 - صفات الشيعة ص 36:
روى بإسناده، عن محمد بن أحمد، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: سمعته يقول: " إن المؤمن يخشع له كل شئ " ثم قال (عليه السلام): " إذا كان مخلصا
قلبه لله أخاف الله منه كل شئ حتى هوام الأرض وسباعها وطير السماء ".
ورواه ابن طاووس في " الأمان " ص 127 بإسناده عن البرقي عن صفوان...
بعينه.
ونقله عنه في " البحار " ج 66 ص 285.
ورواه في " جامع الأخبار " ص 100، وفي " مشكاة الأنوار " ص 11.

501
8 - الجواهر السنية ص 167:
قال (صلى الله عليه وآله) مخبرا عن جبرئيل عن الله عز وجل أنه قال: " الإخلاص سر من
أسراري استودعته قلب من أحببته من عبادي ".
ورواه في " منية المريد " ص 43، ونقله عنه في " البحار " ج 68 ص 249.
كتب أهل السنة:
9 - جامع الأصول (جامع الصحاح الست لهم) ج 12 ص 191:
روي عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله: " من أخلص لله أربعين
صباحا، ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ". أخرجه رزين.
10 - وفي ج 12 ص 191 - 192:
روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): " من أخلص لله أربعين يوما
ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه ". أخرجه رزين.
إخلاص أمير المؤمنين (عليه السلام):
1 - مناقب ابن شهرآشوب ج 2 ص 115:
روى الطبري: ولما أدرك (أي أمير المؤمنين (عليه السلام)) عمرو بن عبد ود لم
يضربه، فوقعوا في علي (عليه السلام)، فرد عنه حذيفة، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): " مه يا حذيفة،
فإن عليا سيذكر سبب وقفته "، ثم إنه ضربه، فلما جاء سأله النبي (صلى الله عليه وآله) عن ذلك
فقال: " قد كان شتم أمي وتفل في وجهي، فخشيت أن أضربه لحظ نفسي، فتركته
حتى سكن ما بي ثم قتلته في الله ".
ونقله عنه في " البحار " ج 41 ص 50.
2 - عوالي اللآلي ج 2 ص 11:
وقال علي (عليه السلام): " ما عبدتك خوفا من نارك ولا شوقا إلى جنتك، بل وجدتك

502
أهلا للعبادة فعبدتك ".
إخلاص علي بن الحسين (عليهما السلام):
التفسير المنسوب إلى العسكري (عليه السلام) ص 328:
" قال علي بن الحسين (عليه السلام): إني أكره أن أعبد الله لأغراض لي ولثوابه فأكون
كالعبد الطمع المطيع، إن طمع عمل وإلا لم يعمل، وأكره أن أعبده لخوف عباده،
فأكون كالعبد السوء إن لم يخف لم يعمل، قيل: فلم تعبده؟ قال: لما هو أهله بأياديه
علي وإنعامه ".
ونقله عنه في " البحار " ج 67 ص 198.
عباد الله المخلصين (بفتح اللام):
الإخلاص الذي هو فعل العبد غير الإخلاص الذي فاعله هو الله سبحانه
وتعالى، والعبد متعلقه، ويوصف العبد حينئذ بالمخلص بفتح اللام.
قال الله تعالى:
* (فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) *. ص: 82 و 83.
* (ولا غوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين) *. الحجر: 39 و 40.
* (واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار إنا
أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار) *. ص: 45 و 46.
* (واذكر في الكتاب موسى إنه كان مخلصا وكان رسولا نبيا) *. مريم: 51.
* (لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) *. يوسف: 24.
* (فانظر كيف كان عاقبة المنذرين إلا عباد الله المخلصين) *. الصافات: 73
و 74.
* (فكذبوه فإنهم لمحضرون إلا عباد الله المخلصين) *. الصافات: 127

503
و 128.
* (إنهم لمحضرون... إلا عباد الله المخلصين) *. الصافات: 158 - 160.
* (وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين) *. الصافات: 39 و 40.
العبد المخلص - بفتح اللام - هو العبد الذي أخلصه الله لنفسه، فليس لغير الله
فيه شركة، فلا يقدر إبليس ولا غيره على إغوائه، قال الله تعالى: * (إن عبادي
ليس لك عليهم سلطان) *.
ذكر في " الميزان " ج 11 ص 142 في تفسير قوله تعالى: * (لولا أن رأى
برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين) *: ويظهر
من الآية أن من شأن المخلصين من عباد الله أن يروا برهان ربهم، وأن الله سبحانه
يصرف كل سوء وفحشاء عنهم، فلا يقترفون معصية ولا يهمون بها بما يريهم الله
من برهانه، وهذه هي العصمة الإلهية.
ويظهر أيضا أن هذا البرهان سبب علمي يقيني، لكن لا من العلوم المتعارفة
المعهودة لنا.

504
- 79 -
إخفاء الفقر
1 - ثواب الأعمال ص 217:
أبي (رحمه الله) قال: حدثني أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن
يعقوب بن يزيد، عن عبد الله البصري يرفعه إلى أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: " قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا علي، إن الله جعل الفقر أمانة عند خلقه، فمن ستره كان كالصائم
القائم، ومن أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعل فقد قتله، أما إنه ما
قتله بسيف ولا رمح ولكن بما أنكى من قلبه ".
ورواه في " مشكاة الأنوار " ص 126.
2 - تحف العقول ص 173:
في وصية أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل:
" يا كميل، لا تر الناس إقتارك، واصبر عليه احتسابا بعز وتستر ".

505
- 80 -
إخفاء الإحسان والصدقة المندوبة
قال الله تعالى:
* (إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم
ويكفر عنكم من سيئاتكم) *. البقرة: 271.
1 - الكافي ج 4 ص 60 كتاب الزكاة باب النوادر ح 1:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، عن ابن بكير، عن رجل، عن أبي
جعفر (عليه السلام) في قوله عز وجل: * (إن تبدوا الصدقات فنعما هي) * قال: " يعني الزكاة
المفروضة " قال: قلت: * (وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء) *؟ قال: " يعني النافلة، إنهم
كانوا يستحبون إظهار الفرائض وكتمان النوافل ".
2 - الخصال ج 2 ص 342 و 343:
أخبرنا الخليل بن أحمد، قال: أخبرنا ابن منيع، قال: حدثنا مصعب، قال:
حدثني مالك، عن أبي عبد الرحمان، عن حفص بن عاصم، عن أبي سعيد
الخدري، أو عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " سبعة يظلهم الله عز وجل
في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل

506
قلبه متعلق بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان كانا في طاعة الله
عز وجل فاجتمعا على ذلك وتفرقا، ورجل ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت عيناه
من خشية الله عز وجل، ورجل دعته امرأة ذات حسب وجمال فقال: إني أخاف
الله عز وجل، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما يتصدق
بيمينه ".
ورواه في " عوالي اللآلي " ج 1 ص 367 مرسلا.
3 - الخصال ج 2 ص 343:
حدثنا المظفر بن جعفر [بن المظفر] العلوي العمري السمرقندي (رضي الله عنه) قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي، عن أبيه، عن الحسين بن إشكيب، عن
محمد بن علي الكوفي، عن أبي جميلة الأسدي، عن أبي بكر الحضرمي، عن سلمة
ابن كهيل رفعه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " سبعة في ظل عرش الله
عز وجل يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل،
ورجل تصدق بيمينه فأخفاه عن شماله، ورجل ذكر الله عز وجل خاليا ففاضت
عيناه من خشية الله عز وجل، ورجل لقي أخاه المؤمن فقال: إني لأحبك في الله
عز وجل، ورجل خرج من المسجد وفي نيته أن يرجع إليه، ورجل دعته امرأة
ذات جمال إلى نفسها فقال: إني أخاف الله رب العالمين ".
4 - بحار الأنوار ج 27 ص 117 نقلا عن كتاب " المناقب " لابن شاذان:
وعن سمرة قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) كلما أصبح أقبل على أصحابه بوجهه فقال:
" هل رأى أحد منكم رؤيا؟ "، وإن النبي (صلى الله عليه وآله) أصبح ذات يوم فقال: " رأيت في
المنام عمي حمزة وابن عمي جعفرا جالسين وبين يديهما طبق تين وهما يأكلان
منه، فما لبثا أن تحول رطبا فأكلا منه، فقلت لهما: فما وجدتما أفضل الأعمال في
الآخرة؟ قالا: الصلاة، وحب علي بن أبي طالب، وإخفاء الصدقة ".

507
5 - أمالي الشيخ المفيد ص 8 مجلس 1:
أخبرني الشريف الزاهد أبو محمد الحسن بن حمزة العلوي الحسيني
الطبري (رحمه الله) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن
الصفار، عن أحمد بن عيسى، عن بكر بن صالح، عن الحسن بن علي، عن عبد الله
ابن إبراهيم، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
أربعة من كنوز البر: كتمان الحاجة، وكتمان الصدقة، وكتمان المرض، وكتمان
المصيبة ".
ونقله عنه في " البحار " ج 93 ص 255.
6 - بحار الأنوار ج 79 ص 103 عن شهاب الأخبار
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من كنوز البر: كتمان المصائب والأمراض والصدقة ".
7 - الإرشاد ص 159:
وقال (أي علي) (عليه السلام): " ثلاثة من كنوز الجنة: كتمان الصدقة، وكتمان
المصيبة، وكتمان المرض ".
ونقله عنه في " البحار " ج 74 ص 421.
8 - الكافي ج 4 ص 30 كتاب الزكاة باب تمام المعروف ح 1:
محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن
سعدان، عن حاتم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث
خصال: تصغيره وتستيره وتعجيله، فإنك إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه،
وإذا سترته تممته، وإذا عجلته هنأته، وإن كان غير ذلك سخفته ونكدته ".
ورواه في " الخصال " ج 2 ص 133 حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه)
عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن سعدان بن
مسلم، عن حاتم، عن أبي عبد الله (عليه السلام)... فذكر الحديث بعينه.

508
أقول: الظاهر وقوع الغلط في واحد من السندين في أحمد بن محمد بن
عيسى، أو أحمد بن أبي عبد الله وهو أحمد بن محمد بن خالد، وأبوه محمد بن
خالد، والراوي عنه غالبا هو ابنه دون أحمد بن محمد بن عيسى، فالظاهر وقوع
الغلط في أحمد بن محمد بن عيسى.
9 - الأشعثيات ص 189 و 190:
أخبرنا عبد الله بن محمد، قال: أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى
ابن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن
جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): أفضل الناس عند الناس وعند الله منزلة وأقربه من الله وسيلة المؤمن
يكفر إحسانه ".
10 - مستدرك الوسائل ج 2 ص 397:
الكوفي في كتاب الأخلاق عن الصادق (عليه السلام) أنه قال لسفيان الثوري: " احفظ
عني ثلاثا: إذا صنعت معروفا فعجلته فإن تهنئته تعجيله، فإذا فعلته فاستره فإنه إن
ظهر من غيرك كان أعظم لعذرك، فإذا نويته فاقصد به وجه الله دون رياء الناس
فإنك إذا قصدت به وجه الله لكان أحسن لذكره في الناس ".
11 - أمالي الطوسي ج 2 ص 94 جزء 17:
روي عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن هوزة، عن عبد الله بن حماد
الأنصاري، عن عبد العزيز بن محمد قال: دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله
جعفر بن محمد (عليهما السلام) وأنا عنده، فقال له جعفر (عليه السلام): " يا سفيان إنك رجل مطلوب
وأنا رجل تسرع إلي الألسن فاسأل عما بدا لك " فقال: ما أتيتك يا بن رسول الله إلا
لأفتد منك خيرا، قال: " يا سفيان إني رأيت المعروف لا يتم إلا بثلاثة: تعجيله
وستره وتصغيره، فإنك إذا عجلته هنأته، وإذا سترته أتممته، وإذا صغرته عظم

509
عند من تسديه إليه " الخبر.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 397.
12 - غرر الحكم ص 100:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
" المعروف لا يتم إلا بثلاث: بتصغيره وتعجيله وستره، فإنك إذا صغرته فقد
عظمته، وإذا عجلته فقد هنأته، وإذا سترته فقد تممته ".
13 - وفي ص 309:
" إذا صنعت معروفا فاستره، وإذا صنع إليك معروف فانشره ".
14 - وفي ص 347:
" تعجيل المعروف ملاك المعروف ".
15 - أمالي الطوسي ج 2 ص 290 مجلس 7 شعبان:
عن العباس، عن أبي جعفر الخثعمي قريب إسماعيل بن جابر، قال: أعطاني
أبو عبد الله (عليه السلام) خمسين دينارا في صرة، فقال: " ادفعها إلى رجل من بني هاشم
ولا تعلمه أني أعطيتك شيئا "، قال: فأتيته، فقال: من أين هذا جزاه الله خيرا، فما
يزال كل حين يبعث بها فيكون مما نعيش فيه إلى قابل، ولكن لا يصلني جعفر
بدرهم في كثرة ماله ".
ونقله عنه في " البحار " ج 47 ص 54.
16 - تحف العقول ص 403:
روي عن الكاظم (عليه السلام) في كلام له:
" الصنيعة لا تتم صنيعة عند المؤمن لصاحبها إلا بثلاثة أشياء: تصغيرها
وسترها وتعجيلها، فمن صغر الصنيعة عند المؤمن فقد عظم أخاه، ومن عظم
الصنيعة عنده فقد صغر أخاه، ومن كتم ما أولاه من صنيعه فقد كرم فعاله، ومن

510
عجل ما وعد فقد هنأ العطية ".
كتب أهل السنة:
17 - إحياء العلوم ج 3 ص 255:
قال (صلى الله عليه وآله): " لما خلق الله الأرض مادت بأهلها، فخلق الجبال فصيرها أوتادا
للأرض، فقالت الملائكة: ما خلق ربنا خلقا هو أشد من الجبال، فخلق الله الحديد
فقطع الجبال، ثم خلق النار فأذابت الحديد، ثم أمر الله الماء بإطفاء النار، وأمر
الريح فكدرت الماء، فاختلفت الملائكة، فقالت: نسأل الله تعالى، قالوا: يا رب ما
أشد ما خلقت من خلقك؟ قال الله تعالى: لم أخلق خلقا هو أشد علي من قلب ابن
آدم حين يتصدق بصدقة بيمينه فيخفيها عن شماله، فهذا أشد خلقا خلقته ".

511
- 81 -
إخفاء العبادة
1 - عيون الأخبار ج 2 ص 38 باب 31:
روى بإسناده: " قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): من كنوز البر: إخفاء العمل،
والصبر على الرزايا، وكتمان المصائب ".
ورواه في " التمحيص " ص 66 بعينه.
ورواه في " صحيفة الرضا (عليه السلام) " ص 36 بسنده عن علي (عليه السلام)... بعينه، ونقله
عنه في " البحار " ج 67 ص 251.
2 - أصول الكافي ج 3 ص 404 باب الرياء ح 16:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن بعض
أصحابه، عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال: " الابقاء على العمل أشد من العمل "، قال:
وما الابقاء على العمل؟ قال: " يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له
فكتب له سرا، ثم يذكرها فتمحى فتكتب له علانية، ثم يذكرها فتمحى وتكتب له
رياء ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 1 ص 55 كتاب الطهارة باب كراهة ذكر الإنسان

512
عبادته للناس ح 2.
3 - إرشاد القلوب ص 154:
وقال النبي (صلى الله عليه وآله): " خير العبادة أخفاها "، وقال: " خير الذكر الخفي "، وقال:
" دعاء السر يزيد على الجهر سبعين ضعفا، وأثنى الله سبحانه على زكريا (عليه السلام)
بقوله: * (إذ نادى ربه نداء خفيا) * "، وسمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقواما يجاهرون
بالدعاء فقال: " لا ترفعوا بأصواتكم فإن ربكم ليس بأصم ".
4 - معاني الأخبار ص 243:
أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي
عمير، عن جميل بن دراج قال: سألت أبا عبد الله، عن قول الله عز وجل: * (فلا
تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) * قال: " قول الإنسان: صليت البارحة وصمت
أمس ونحو هذا " ثم قال (عليه السلام): " إن قوما كانوا يصبحون فيقولون: صلينا البارحة
وصمنا أمس، فقال علي (عليه السلام): ولكني أنام الليل والنهار ولو أجد بينهما شيئا لنمته ".
ورواه في " كتاب الزهد " ص 66.
ونقله عنه في " الوسائل " ج 1 ص 54 كتاب الطهارة باب كراهة ذكر الإنسان
عبادته للناس ح 1، ثم قال في معنى الحديث:
أقول: هذا محمول على المبالغة، أو على نوم بعض الليل والنهار، أو على احتقار
عبادة نفسه بالنسبة إلى ما يستحقه الله من العبادة فجعل عبادته بمنزلة النوم.
5 - قرب الإسناد ص 64:
أبو البختري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال: " قال رسول
الله (صلى الله عليه وآله): أعظم العبادات أجرا أخفاها ".
6 - مجموعة ورام ج 1 ص 187:
وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " إن في ظل العرش يوم لا ظل إلا ظله رجلا يتصدق بيمينه

513
فيكادان يخفيها شماله "، ولذلك ورد أن فضل عمل السر على عمل الجهر سبعين
ضعفا.
7 - أمالي الشيخ الطوسي ج 2 ص 263 مجلس 9 رجب:
أخبرنا الشيخ أبو جعفر الطوسي، قال: أخبرنا الحسين بن عبيد الله، قال:
حدثنا الشريف أبو القاسم، علي بن محمد بن علي بن القاسم العلوي العباسي في
سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة في منزله بباب الشعير، قال: حدثنا محمد بن أحمد
ابن محمد المكتب، قال: حدثنا ابن محمد الكوفي، قال: حدثنا علي بن الحسن بن
علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)، قال: " من شهر نفسه بالعبادة
فاتهموه على دينه، فإن الله عز وجل يكره شهرة العبادة وشهرة الناس "، ثم قال:
" إن الله تعالى إنما فرض على الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة من أتى بها
لم يسأله الله عز وجل عما سواها، وإنما أضاف رسول الله (صلى الله عليه وآله) إليها مثيلها ليتم
بالنوافل ما يقع فيها من النقصان، وإن الله عز وجل لا يعذب على كثرة الصلاة
والصوم ولكنه يعذب على خلاف السنة ".
8 - عدة الداعي ص 234:
وكان عيسى (عليه السلام) يقول للحواريين: " إذا كان صام أحدكم صوما فليدهن
رأسه ولحيته، ويمسح شفتيه بالزيت لئلا يرى الناس أنه صائم، وإذا أعطى بيمينه
فليخف عن شماله، وإذا صلى فليرخ ستر بابه، فإن الله يقسم الثناء كما يقسم
الرزق ".
ونقله عنه في " البحار " ج 67 ص 250.
9 - كتاب العلاء بن رزين ص 154:
روى عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " لا بأس أن تحدث أخاك
إذا رجوت أن ينفعه ويحثه، وإذا سألك هل قمت الليلة أو صمت فحدثه بذلك إن

514
كنت فعلته، فقل: قد رزق الله ذلك ولا تقل: لا فإن ذلك كذب ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 13.
10 - عدة الداعي ص 235:
عن الصادق (عليه السلام): " من عمل حسنة سرا كتبت له سرا فإذا أقر بها محيت
وكتبت جهرا، فإذا أقر بها ثانيا محيت وكتبت رياء ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 12.
11 - دعوات الراوندي ص 135:
روى زيد بن أسلم: أن عابدا في بني إسرائيل سأل الله تبارك وتعالى فقال: يا
رب، ما حالي عندك أخير فأزدد في حياتي أو شر فاستعتب قبل الموت؟ قال:
فأتاه آت فقال له: ليس لك عند الله خير، قال: يا رب وأين عملي؟ قال: كنت إذا
عملت لي خيرا أخبرت الناس به، فليس لك منه إلا الذي رضيت به لنفسك، الخبر.
ونقله عنه في " المستدرك " ج 1 ص 12.
12 - أصول الكافي ج 4 ص 160 باب ستر الذنوب ح 1:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن
العباس مولى الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول: " المستتر بالحسنة يعدل سبعين
حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بالسيئة مغفور له ".
وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة،
عن الرضا (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)... فذكره بعينه.
ورواه الصدوق في " ثواب الأعمال " ص 213 عن محمد بن الحسن، عن
الصفار، عن محمد بن عيسى، عن عباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن
الرضا (عليه السلام) يقول (صلى الله عليه وآله)... فذكر الحديث بعينه.
ونقلها كلها في " الوسائل " ج 11 ص 350 - 351.
ورواه في " مشكاة الأنوار " ص 157.

515
- 82 -
إخفاء الحسنة والسيئة
1 - أصول الكافي ج 4 ص 160 باب ستر الذنوب ح 1:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن
العباس مولى الرضا (عليه السلام) قال: سمعته (عليه السلام) يقول: " المستتر بالحسنة يعدل سبعين
حسنة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بالسيئة مغفور له ".
ورواه في " ثواب الأعمال " ص 213 قال: حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه)
قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن محمد بن عيسى، عن عباس بن
هلال... فذكر الحديث بعينه.
ورواه في " مشكاة الأنوار " ص 157.
2 - أصول الكافي ج 4 ص 160 باب ستر الذنوب ح 2:
محمد بن يحيى، عن محمد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة، عن
الرضا (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): المستتر بالحسنة يعدل سبعين حسنة،
والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور له ".
3 - الكافي ج 4 ص 23 كتاب الزكاة باب من أعطى بعد المسألة ح 3:
محمد بن يحيى، عن محمد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة قال:

516
كنت في مجلس أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أحدثه وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه
عن الحلال والحرام إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال: السلام عليك يا ابن
رسول الله، رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك (عليهم السلام)، مصدري من الحج
وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ مرحلة، فإن رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله
علي نعمة فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة، فقال
له: " اجلس رحمك الله "، وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا، وبقي هو
وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا، فقال: " أتأذنون لي في الدخول؟ " فقال له
سليمان: قدم الله أمرك، فقام فدخل الحجرة وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب
وأخرج يده من أعلى الباب، وقال: " أين الخراساني؟ " فقال: ها أنا ذا، فقال: " خذ
هذه المائتي دينار واستعن بها في مؤونتك ونفقتك، وتبرك بها، ولا تصدق بها عني،
واخرج فلا أراك ولا تراني "، ثم خرج، فقال له سليمان: جعلت فداك، لقد أجزلت
ورحمت، فلماذا سترت وجهك عنه؟ فقال: " مخافة أن أرى ذل السؤال في وجهه
لقضائي حاجته، أما سمعت حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله): المستتر بالحسنة يعدل سبعين
حجة، والمذيع بالسيئة مخذول، والمستتر بها مغفور له، أما سمعت قول الأول:
متى آته يوما لأطلب حاجة * رجعت إلى أهلي ووجهي بمائه "
ونقله عنه في " الوسائل " ج 6 ص 319، وفي " البحار " ج 49 ص 101.
ورواه في " مناقب ابن شهرآشوب " ج 4 ص 360.
4 - الإختصاص ص 142:
روي عن العالم (عليه السلام) أنه قال: " المستتر بالحسنة له سبعون ضعفا والمذيع له
واحد، والمستتر بالسيئة مغفور لها والمذيع لها مخذول، المقر بذنبه كمن لا ذنب له،
وإذا كان الرجل في جوف الليل في صلاته يقر لله بذنوبه ويسأله التوبة وفي
ضميره أن لا يرجع إليه فالله يغفر له إن شاء الله ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 346.

517
كتب أهل السنة:
5 - إحياء العلوم ج 1 ص 193:
وقال (صلى الله عليه وسلم): " إن العبد ليعمل عملا في السر فيكتبه الله له سرا، فإن أظهره نقل من
السر وكتب في العلانية، فإن تحدث به نقل من السر والعلانية وكتب رياء ".
6 - وفي ج 3 ص 266:
قد روي: أن رجلا قال لرسول الله (صلى الله عليه وسلم): يا رسول الله، أسر العمل لا أحب أن
يطلع عليه فيطلع عليه فيسرني، قال: " لك أجران: أجر السر وأجر العلانية ".
راجع عنوان: " تشهير نفسه بين الناس بالخير " في حرف الشين.

518
- 83 -
الأخوة في الله
قال الله تعالى:
* (إنما المؤمنون إخوة) *. الحجرات: 10.
فضل الأخوة في الله:
1 - أمالي الصدوق ص 199 مجلس 35:
حدثنا أبي (رحمه الله) قال: حدثني سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد، عن الحسن
ابن محبوب، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: " إن ملكا
من الملائكة مر برجل قائم على باب دار، فقال له الملك: يا عبد الله ما يقيمك
على باب هذه الدار؟ قال: فقال: أخ لي فيها أردت أن أسلم عليه، فقال الملك: هل
بينك وبينه رحم ماسة أو هل نزعتك إليه حاجة؟ قال: فقال: لا، ما بيني وبينه
قرابة، ولا نزعتني إليه حاجة إلا إخوة الإسلام وحرمته، وأنا أتعاهده وأسلم
عليه في الله رب العالمين، فقال الملك: إني رسول الله إليك، وهو يقرؤك السلام
ويقول: إنما إياي أردت، ولي تعاهدت، وقد أوجبت لك الجنة، وأعفيتك من

519
غضبي، وآجرتك من النار ".
2 - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص 63:
جابر قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): " المؤمن أخ المؤمن لأبيه وأمه، وذلك أن الله
خلق المؤمن من طينة جنان السماوات، وأجرى في صورهم من ريح روحه،
فذلك هم إخوة لأب وأم ".
3 - عدة الداعي ص 189:
عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: " ما أحدث الله إخاء بين مؤمنين إلا أحدث لكل منهما
درجة ".
ونقله عنه في " البحار " ج 71 ص 278.
4 - عدة الداعي ص 190:
روى عمرو [عمر] بن حريث [شمر]، عن جابر، عن أبيه، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: " إن المؤمنين المتواخين في الله ليكون أحدهما في الجنة فوق
الآخر بدرجة، فيقول: يا رب إنه أخي وصاحبي، قد كان يأمرني بطاعتك،
ويثبطني عن معصيتك، ويرغبني فيما عندك - يعني الأعلى منهما يقول ذلك -
فاجمع بيني وبينه في هذه الدرجة، فيجمع الله بينهما، وإن المنافقين ليكون
أحدهما أسفل من صاحبه بدرك من [في] النار، فيقول: يا رب، إن فلانا كان
يأمرني بمعصيتك، ويثبطني عن طاعتك، ويزهدني فيما عندك، ولا يحذرني
لقاءك، فاجمع بيني وبينه في هذا الدرك، فيجمع الله بينهما، وتلا هذه الآية:
* (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) * ".
ونقله عنه في " البحار " ج 71 ص 278.
5 - أمالي الطوسي ج 1 ص 7 جزء 1:
روى بسنده عن الحسن بن علي (عليهما السلام) في وصية أبيه له:

520
" وواخ الإخوان في الله، وأحب الصالح لصلاحه ".
6 - جامع الأخبار ص 179:
روى عبد الله بن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " ألا إن مثل هذا الدين كمثل
شجرة ثابتة، الإيمان أصلها، والزكاة فرعها، والصلاة ماؤها، والصيام عروقها،
وحسن الخلق ورقها، والإخاء في الدين لقاحها، والحياء لحاؤها، والكف عن
محارم الله ثمرتها، فكما لا تكمل الشجرة إلا بثمرة طيبة كذلك لا يكمل الإيمان
إلا بالكف عن محارم الله ".
7 - مصادقة الإخوان ص 32:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يدخل الجنة رجل ليس له
فرط، قيل: يا رسول الله ولكلنا فرط؟! قال: نعم، إن من فرط الرجل أخاه في الله ".
ورواه في " الوسائل " ج 8 ص 407.
8 - مصادقة الإخوان ص 46:
عن عبد الله بن إبراهيم الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم، عن جعفر بن
محمد (عليهما السلام) قال: سمعته يقول: " أكثروا من الأصدقاء في الدنيا، [فإنهم] ينفعون
في الدنيا والآخرة: أما الدنيا فحوائج يقومون بها، وأما الآخرة فإن أهل جهنم
قالوا: * (فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم) *.
9 - مصادقة الإخوان ص 46:
عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابنا، قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): " استكثروا من الإخوان، فإن لكل مؤمن دعوة مستجابة "، وقال:
" استكثروا من الإخوان، فإن لكل مؤمن شفاعة "، وقال: " أكثروا من مؤاخاة
المؤمنين، فإن لهم عند الله يدا يكافئهم بها يوم القيامة ".

521
10 - عدة الداعي ص 189:
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): " ما أحدث الله إخاء بين مؤمنين إلا أحدث لكل
منهما درجة ".
تصنيف غرر الحكم ص 423:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
11 - " من آخى [تاجر] في الله غنم ".
12 - " من آخى في الدنيا [للدنيا] حرم ".
13 - " من كانت صحبته في الله كانت صحبته كريمة، ومودته مستقيمة ".
أقسام الأخوة:
1 - أصول الكافي ج 3 ص 347 باب أن المؤمن صنفان ح 3:
عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن
يونس بن يعقوب، عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: " قام رجل
بالبصرة إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الإخوان،
فقال: الإخوان صنفان: إخوان الثقة وإخوان المكاشرة، فأما إخوان الثقة فهم الكف
والجناح والأهل والمال، فإذا كنت من أخيك على حد الثقة فابذل له مالك وبدنك،
وصاف من صافاه، وعاد من عاداه، واكتم سره وعيبه، وأظهر منه الحسن واعلم
أيها السائل أنهم أقل من الكبريت الأحمر، وأما إخوان المكاشرة فإنك تصيب
لذتك منهم، فلا تقطعن ذلك منهم، ولا تطلبن ما وراء ذلك من ضميرهم، وابذل لهم
ما بذلوا لك من طلاقة الوجه وحلاوة اللسان ".
ورواه في " الخصال " ج 1 ص 49 عن علي بن بابويه، قال: حدثنا أحمد بن
إدريس، عن محمد بن أحمد، عن عبد الله بن أحمد الرازي، عن بكر بن صالح،

522
عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن حفص، عن يعقوب بن بشير، عن جابر، عن
أبي جعفر (عليه السلام)... بعينه.
ونقله عنهما في " الوسائل " ج 8 ص 404.
ورواه في " مصادقة الإخوان " ص 30، قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار،
عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن بعض أصحابنا، عن يونس بن عبد الرحمان،
عن أبي جعفر... فذكر الحديث بعينه.
2 - تحف العقول ص 247:
وقال (أي الحسين) (عليه السلام): " الأخوان أربعة: فأخ لك وله، وأخ لك، وأخ
عليك، وأخ لا لك ولا له "، فسئل عن معنى ذلك، فقال (عليه السلام): " الأخ الذي هولك
وله فهو الأخ الذي يطلب بإخائه بقاء الأخاء ولا يطلب بإخائه موت الأخاء،
فهذا لك وله، لأنه إذا تم الأخاء طابت حياتهما جميعا، وإذا دخل الإخاء في حال
التناقض بطل جميعا، والأخ الذي هولك فهو الأخ الذي قد خرج بنفسه عن حال
الطمع إلى حال الرغبة، فلم يطمع في الدنيا إذا رغب في الإخاء، فهذا موفر عليك
بكليته، والأخ الذي هو عليك فهو الأخ الذي يتربص بك الدوائر، ويغشي السرائر،
ويكذب عليك بين العشائر، وينظر في وجهك نظر الحاسد، فعليه لعنة الواحد،
والأخ الذي لا لك ولا له فهو الذي قد ملأه الله حمقا فأبعده سحقا، فتراه يؤثر نفسه
عليك ويطلب شحا ما لديك ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 112.
3 - نور الأبصار ص 221 ط العثمانية بمصر، والفصول المهمة ص 256 ط
الغري: عن محمد بن علي الجواد (عليهما السلام) قال: " الناس أشكال، وكل يعمل على
شاكلته، والناس إخوان، فمن كانت إخوته في غير ذات الله تعالى فإنها تعود
عداوة، وذلك قوله عز وجل: * (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) * ".

523
صفات الإخوان:
1 - مصادقة الإخوان ص 30:
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: " الصداقة محدودة، فمن لم يكن فيه تلك الحدود
فلا تنسبه إلى كمال، أولها: أن يكون سريرته وعلانيته واحدة، والثانية: أن يريك
زينك زينه وشينك شينه، والثالث: لا يغيره مال ولا ولد، والرابعة: أن لا يمسك
شيئا [مما] تصل إليه مقدرته، والخامسة: لا يسلمك عن النكبات ".
2 - مصادقة الإخوان ص 48:
فضيل بن يسار، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: " المؤمن
أخو المؤمن كالجسد الواحد، إن اشتكى شيئا منه وجد ألم ذلك في سائر جسده،
وأرواحهما من روح واحدة، وأن روح المؤمن لأشد اتصالا بروح الله من اتصال
شعاع الشمس بها، ودليله: لا يحزنه، ولا يظلمه، ولا يغتابه، ولا يعده عدة فيخلفه ".
3 - مصادقة الإخوان ص 48:
عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سمعته يقول: " المؤمنون خدم بعضهم لبعض "،
قلت: وكيف يكون خدما بعضهم لبعض؟ قال: " يفيد بعضهم بعضا ".
4 - عدة الداعي ص 190:
روى عمرو [عمر] بن حريث [شمر]، عن جابر، عن أبيه، عن أبي
جعفر (عليه السلام) قال: " إن المؤمنين المتواخين في الله ليكون أحدهما في الجنة فوق
الآخر بدرجة، فيقول: يا رب، إنه أخي وصاحبي قد كان يأمرني بطاعتك،
ويثبطني عن معصيتك، ويرغبني فيما عندك - يعني الأعلى منهما يقول ذلك -
فاجمع بيني وبينه في هذه الدرجة، فيجمع الله بينهما، وإن المنافقين ليكون
أحدهما أسفل من صاحبه بدرك من [في] النار فيقول: يا رب، إن فلانا كان

524
يأمرني بمعصيتك، ويثبطني عن طاعتك، ويزهدني فيما عندك، ولا يحذرني
لقاءك، فاجمع بيني وبينه في هذا الدرك، فيجمع الله بينهما، وتلا هذه الآية:
* (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) * ".
5 - مجموعة ورام ج 2 ص 197:
الحارث بن المغيرة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): " المسلم أخو المسلم، هو عينه
ومرآته ودليله، لا يخونه ولا يخدعه ولا يظلمه ولا يكذبه، ولا يغتابه ".
6 - تصنيف غرر الحكم ص 422:
مما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام):
" أخوك في الله من هداك إلى رشاد [الرشاد]، ونهاك عن فساد [الفساد]،
وأعانك إلى [على] إصلاح معاد ".
اكتساب الأخ في الله:
1 - ثواب الأعمال ص 182:
حدثني محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثني محمد بن يحيى، عن
محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد، عن محفوظ بن خالد، عن محمد بن زيد
قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: " من استفاد أخا في الله عز وجل استفاد بيتا في
الجنة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 8 ص 407 و 564.
ونقله في " البحار " ج 71 ص 278 عن " عدة الداعي "، وفي ج 75 ص 78
عن " كشف الغمة ".
ورواه في " أمالي المفيد " ص 316 عن عمر بن محمد الزيات، عن علي بن
مهرويه، عن داود بن سليمان، عن الرضا (عليه السلام). ونقله عنه في " المستدرك " ج 2

525
ص 61.
ورواه في " أمالي الطوسي " ج 1 ص 82 جزء 3.
ورواه في " مصادقة الإخوان " ص 46 عن الرضا (عليه السلام).
ورواه في " عدة الداعي " ص 190.
وروي ذلك في كتب أهل السنة، منها:
" تاريخ بغداد " ج 3 ص 54 ط السعادة بمصر قال: أخبرني محمد بن الحسين
القطان، أخبرنا الحسن بن محمد بن يحيى العلوي، حدثنا أبو جعفر الحسن بن
علي بن جعفر القمي، حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الأسدي، عن عبد
الرحمان بن أبي حران. عن الحسن بن علي بن جعفر القمي، حدثنا جعفر بن محمد
ابن مالك الكوفي الأسدي، عن عبد الرحمان، عن محمد بن زيد الشبيه، قال:
سمعت ابن الرضا، محمد بن علي بن موسى يقول: " من استفاد أخا في الله فقد
استفاد بيتا في الجنة ".
ورواه في " الفصول المهمة " ص 254 ط الغري.
ومنها: " نور الأبصار " ص 221 ط العثمانية بمصر.
2 - الأشعثيات ص 195:
أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن
إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده
علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من استفاد أخا في الله زوجه الله حورا، فقالوا: يا رسول الله وإن آخى أحدنا في
اليوم سبعين أخا؟ قال: أي والذي نفسي بيده لو آخى ألفا لزوجه الله تعالى ألفا ".
ورواه في " نوادر الراوندي " ص 12.
3 - تحف العقول ص 295:
قال (أي الباقر) (عليه السلام): " من استفاد أخا في الله على إيمان بالله ووفاء بإخائه

526
طلبا لمرضاة الله فقد استفاد شعاعا من نور الله، وأمانا من عذاب الله، وحجة يفلج
بها يوم القيامة، وعزا باقيا، وذكرا ناميا، لأن المؤمن من الله عز وجل لا موصول
ولا مفصول " قيل له (عليه السلام): ما معنى لا مفصول ولا موصول؟ قال: " لا موصول به
أنه هو، ولا مفصول منه أنه من غيره ".
4 - مصادقة الإخوان ص 46:
عن إبراهيم بن الغفاري، عن جعفر بن إبراهيم، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) قال:
" أكثروا من الأصدقاء في الدنيا، فإنهم ينفعون في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا
فحوائج يقومون بها، وأما في الآخرة فإن أهل جهنم قالوا: * (فما لنا من شافعين
ولا صديق حميم) * ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 8 ص 407.
5 - نهج البلاغة ص 1093 حكمة 11:
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال: " أعجز الناس من عجز عن اكتساب
الإخوان، وأعجز منه من ضيع من ظفر به منهم ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 8 ص 408.
6 - أمالي الطوسي ج 1 ص 46 جزء 2:
(وعنه) عن شيخه (رضي الله عنه) قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد، قال:
أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمد (رحمه الله) قال: حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر
الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن أبي بكر، عبد الله البرقي، عن شريف بن سابق،
عن أبي العباس الفضل بن عبد الملك، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) قال:
" قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) (في حديث): ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الإسلام
مثل أخ يستفيده في الله "، ثم قال: " يا فضل لا تزهدوا في فقراء شيعتنا، فإن الفقير
منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضر، يا فضل إنما سمي المؤمن مؤمنا لأنه

527
يؤمن على الله فيجيز الله أمانه "، ثم قال: " أما سمعت الله تعالى يقول في
أعدائكم إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة: * (فما لنا من شافعين
ولا صديق حميم) *.
ونقله عنه في " الوسائل " ج 8 ص 565.
ورواه في " مجموعة ورام " ج 2 ص 179.
7 - المستدرك ج 2 ص 98:
أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " من
استفاد أخا في الله كان له ظهيرا على الصراط ".
8 - المستدرك ج 2 ص 62 عن " لب اللباب ":
قال علي بن أبي طالب (عليه السلام): " عليكم بالإخوان، فإنهم عدة في الدنيا
والآخرة، ألا تسمعون إلى قوله تعالى: * (فما لنا من شافعين ولا صديق حميم) * ".
9 - المستدرك ج 2 ص 98:
أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: " من استفاد
أخا في الله بنى الله له بيتا في الجنة ".
10 - مصادقة الإخوان ص 46:
عن أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد، عن بعض أصحابه قال: قال أبو
عبد الله (عليه السلام): " استكثروا من الإخوان، فإن لكل مؤمن دعوة مستجابة "، وقال:
" استكثروا من الإخوان فإن لكل مؤمن شفاعة "، وقال: " أكثروا من مؤاخاة
المؤمنين، فإن لهم عند الله يدا يكافئهم بها يوم القيامة ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 8 ص 408.
11 - الإختصاص ص 227 - 228:
في آخر حديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وفيه قال: " ومن جدد أخا في الإسلام

528
بنى الله له برجا في الجنة من جوهرة ".
ونقله عنه في " المستدرك " ج 2 ص 62.
12 - أمالي الطوسي: ج 2 ص 77 جزء 16:
روى عن جماعة، عن أبي المفضل، عن جعفر بن محمد العلوي، عن علي بن
الحسين بن علي، عن حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن
علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: " سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: المؤمن عز كريم،
والمنافق خب لئيم، وخير المؤمنين من كان مألفة للمؤمنين، ولا خير فيمن لا يألف
ولا يؤلف "، قال: " وسمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: شرار الناس من يبغض
المؤمنين وتبغضه قلوبهم، المشاؤون بالنميمة، المفرقون بين الأحبة، الباغون
للناس العيب، أولئك لا ينظر الله إليهم ولا يزكيهم يوم القيامة، ثم تلا (عليه السلام) * (هو
الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم) * ".
ونقله عنه في " الوسائل " ج 8 ص 408.
13 - أمالي الصدوق ص 669 مجلس 95:
روى عن أبيه قال: قال لقمان لابنه: يا بني، اتخذ ألف صديق وألف خليل، ولا
تتخذ عدوا واحدا، الواحد كثير.
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام):
تكثر من الإخوان ما استطعت فإنهم * عماد إذا استنجدتهم وظهور
وليس كثيرا ألف خل وصاحب * وإن عدوا واحدا لكثير
ونقله عنه في " الوسائل " ج 8 ص 407.
ورواه في " مصادقة الإخوان " ص 33 بسنده عن أبي عبد الله (عليه السلام).
14 - مشكاة الأنوار ص 188:
عن النبي (صلى الله عليه وآله): " ما أحدث عبد أخا في الله إلا أحدث له درجة في الجنة ".
ونقله في " المستدرك " ج 2 ص 62 عن " لب اللباب ".

529
تصنيف غرر الحكم ص 423 - 422:
مما ورد في حكم أمير المؤمنين (عليه السلام):
15 - " الأخ المكتسب في الله أقرب الأقرباء، وأحم [أرحم] من الأمهات
والأباء ".
16 - " بالتآخي في الله تثمر الأخوة ".
17 - " خير الإخوان من كانت في الله مودته ".
18 - " على التآخي في الله تخلص المحبة ".
19 - " ما تآخى قوم على غير ذات الله سبحانه إلا كانت أخوتهم عليهم ترة
[ترة عليهم] يوم العرض على الله سبحانه ".
20 - " واصلوا من تواصلونه في الله، واهجروا من تهجرونه في الله سبحانه ".
21 - " الإخوان في الله تعالى تدوم مودتهم لدوام سببها ".
22 - " تبتني الأخوة في الله على التناصح في الله، والتباذل في الله، والتعاون
على طاعة الله، والتناهي عن معاصي الله، والتناصر في الله، وإخلاص المحبة ".
كتب أهل السنة:
23 - إحياء العلوم ج 2 ص 139:
وقال (صلى الله عليه وآله): " من آخى أخا في الله رفع الله درجته في الجنة، لا ينالها بشئ
من عمله ".
تجديد الأخ في الله:
الإختصاص ص 227:
قال النبي (صلى الله عليه وآله): " من أكل بأخيه المؤمن أو شرب أو لبس به ثوبا أطعمه الله بها
أكلة من نار جهنم، وسقاه سقية من حميم جهنم، وكساه ثوبا من سرابيل جهنم،
ومن قام بأخيه المسلم مقاما شانئا أقامه الله مقام السمعة والرياء، ومن جدد أخا
في الإسلام بنى الله له برجا في الجنة من جوهرة ".

530
/ 1