جامع بيان العلم و فضله نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جامع بيان العلم و فضله - نسخه متنی

يوسف بن عبدالله ابن عبدالبر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: جامع بيان العلم وفضله
المؤلف: ابن عبد البر
الجزء: 1
الوفاة: 463
المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: 1398
المطبعة: بيروت - دار الكتب العلمية
الناشر: دار الكتب العلمية
ردمك:
ملاحظات:
مقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم رب يسر يا كريم بك نستعين قال أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الحمد لله المبتدئ بالنعم بارئ النسم ومنشر الرمم ورازق الأمم الذي علمنا مالم نكن نعلم وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وعلى آله الطيبين والحمد لله رب العالمين أما بعد فإنك سألتني رحمك الله عن معنى العلم وفضل طلبه وحمد السعي فيه والعناية به وعن تثبيت الحجاج بالعلم وتبيين فساد القول في دين الله بغير فهم وتحريم الحكم بغير حجة وما الذي أجيز من الاحتجاج والجدل وما الذي كره منه وما الذي ذم من الرأي وما حمد منه وما يجوز من التقليد وما حرم منه ورغبت أن أقدم لك قبل هذا من آداب التعلم وما يلزم العالم والمتعلم التخلق به والمواظبة عليه وكيف وجه الطلب وما حمد ومدح فيه من الاجتهاد والنصب إلى سائر أنواع آداب التعلم والتعليم وفضل ذلك وتلخيصه بابا بابا مما روى عن سلف هذه الأمة رضي الله عنهم أجمعين لتتبع هديهم وتسلك سبيلهم وتعرف ما اعتمدوا عليه من ذلك مجتمعين أو مختلفين في المعنى منه فأجبتك إلى ما رغبت وسارعت فيما طلبت رجاء عظيم الثواب وطمعا في الزلفى يوم المآب ولما أخذه الله عز وجل على المسؤول العالم بما سئل عنه من بيان ما طلب منه وترك الكتمان لما علمه قال الله عز وجل وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه وقال صلى الله عليه وسلم من سئل علما

3
علمه فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار قرأت على عبد الوراث بن سفيان أن قاسم بن اصبغ حدثهم قال نا بكر بن حماد قال نا مسدد قال نا عبد الوارث عن علي بن الحكم عن رجل عن عطاء ابن أبي رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سئل عن علم علمه فكتمه جاء يوم القيامة عليه لجام من نار وقال أبو عمر الرجل الذي يرويه عن عطاء يقولون أنه الحجاج بن أرطاة وليس عندي كذلك والله أعلم والحجاج بن أرطاة أيضا مشهور بالتدليس عندهم حدثنا أبو عثمان سعيد بن نصر قال نا قاسم بن أصبغ قال نا محمد بن أبي العوام قال نا يزيد بن هارون قال أرنا الحجاج بن أرطاة عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول اله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم يعلمه فكتمه وذكر نحوه ورواه حماد بن سلمة عن علي بن الحكم عن عطاء لم يقل عن رجل أرنا عبد الله بن محمد قال نا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال نا موسى بن إسماعيل قال نا حماد قال أرنا علي بن الحكم عن عطاء عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة

4
وكذلك رواه عمارة الصيدلاني عن علي بن الحكم عن عطاء عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مامن رجل حفظ علما فسئل عنه فكتمه إلا جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار نا سعيد بن نصر قال نا قاسم بن أصبغ قال نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا أسود بن عامر قال نا عمارة بن زاذان قال نا علي بن الحكم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره ورواه ليث بن أبي سليم عن عطاء نا خلف بن جعفر قال نا أبو الحسين عبد الوهاب ابن الحسين بن الوليد الكلابي قال نا أبو بكر محمد بن خزيم بن مروان العقيلي قال نا هشام بن عمار قال نا عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون قال نا ليث بن أبي سليم عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتم علما عنده فذكر معناه ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا عبد الله ابن عمرو بن العاصي كما رواه أبو هريرة نا عبد الرحمن بن يحيى قال نا علي بن محمد ابن مسرور قال نا محمد بن داود قال نا سحنون بن سعيد قال نا ابن وهب قال حدثني عبد الله بن عياش عن أبيه عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن عبد الله بن عمرو بن العاصي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كتم علما ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار وهذا الحديث رواه عبد الله بن المبارك عن عبد الله بن وهب بإسناده هذا مثله حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن قال نا قاسم بن أصبغ بن يوسف قال نا محمد بن إسماعيل قال نا نعيم بن حماد قال نا ابن المبارك قال نا عبد الهل بن وهب عن عبد الله بن عياش عن أبيه عن أبي عبد الرحمن الحبلى عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتم علما فذكره ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود من حديث سوار بن مصعب عن أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتم علما بنتفع به جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار نا محمد بن إبراهيم قال نا محمد بن مطرف قال نا سعيد بن عثمان وسعيد بن جبير قالا أرنا يونس بن عبد الأعلى قال نا سفيان قال قال الحسن دخلنا فاغتممنا وخرجنا فلم نزدد إلا غما

5
اللهم إليك نشكوا هذا الغثاء الذي كنا نحدث عنه إن أجبناهم لم يفقهوا وإن سكتنا عنهم وكلناهم إلى عي شديد والله لولا ما أخذ الله على العلماء في علمهم ما أنبأناهم بشيء أبدا وأخبرنا أبو القاسم عبد الوارث بن سفيان قال نا قاسم بن اصبغ قال نا أحمد بن زهير قال نا عبد الله بن محمد بن أسماء قال أخبرنا جويرية بن أسماء عن مالك بن أنس عن الزهري عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة أنه كان يقول لولا آيتان في كتاب الله ما حدثتكم شيئا إن الله يقول إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى هذه الآية والتي تليها ثم قال إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة وذكر الحديث نا قاسم بن محمد قال نا خالد بن سعد قال نا أحمد بن عمرو قال نا محمد بن سنجر قال نا خالد بن مخلد قال حدثني سليمان بن بلال قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه عن يزيد بن هرمز قال كتب بجدة إلى ابن عباس يسأله عن خمس خلال فقال ابن عباس أن الناس يقولون أن بان عباس يكاتب الحرورية ولولا أني أخاف أن أكتم علما ما كتبت إليه وذكر الحديث وقالت الحكماء من كتم علما فكأنه جاهله وقد جمع أقوام في نحو ما سئلنا عنه وذكرناه في كتابنا هذا أبوابا لو رأيتها كافية دللت عليها ولكني رأيت كل واحد منهم جمع ما حضره وحفظه وما خشي التفلت عليه وأحب أن ينظر المسترشد إليه ولو أغفل العلماء جمع الأخبار وتمييز الآثار وتركوا حجة كل نوع إلى بابه وكل شكل من العلم إلى شكله لبطلت الحكمة وضاع العلم ودرس وإن كان لعمري قد درس منه الكثير لعدم العناية وقلة الرعاية والاشتغال بالدنيا والكلب عليها ولكن الله يبقى لهذا الدين قوما وإن قلوا يحفظون على الأمة أصوله ويميزون فروعه فضلا من الله ونعمة ولا يزال الناس بخير ما بقي الأول حتى يتعلم منه الآخر فإن ذهاب العلم بذهاب العلماء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وسترى هذا المعنى وشبهه في كتبانا هذا إن شاء الله بحوله وقوته فالحول والقوة لله وهو حسبي ونعم الوكيل

6
باب قوله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم
قرأت على أبي القاسم خلف بن القاسم بن سهل الحافظ أن أحمد بن صالح بن عمر المغربي حدثه قال أخبرنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث وأنا خلف بن القاسم قال نا أبو صالح أحمد بن عبد الرحمن بن صالح بمصر قال أرنا عبد الجبار بن أحمد السمرقندي قالا جميعا أرنا جعفر بن مسافر التنيسي قال نا يحيى بن حسان قال نا سليمان بن قرم الضبي عن ثابت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم ونا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال نا مسلمة بن القاسم قال نا أبو الحسن علي بن الحسن علان قال نا جعفر بن مسافر التنيسي فذكر بإسناده مثله وأخبرنا خلف بن جعفر قال أرنا أبو الحسين عبد الوهاب بن الحسن الكلابي الدمشقي قال نا عبد الرحمن بن إسماعيل الكوفي قال نا محمد بن هارون القلاسي قال نا عبد الرحمن ابن بكر القرشي قال نا حسان بن سياه عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وطالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر وأرنا خلف بن جعفر قال نا عبد الوهاب بن الحسن بدمشق قال نا أبو الحسن بن عمير بن يوسف قال نا أبو التقى هشام بن عبد الملك قال نا المعافى بن عمران قال نا إسماعيل بن عياش قال حدثني حسام بن مصك عن مسلم الأعور عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عيه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وقرأت على أبي القاسم خلف بن القاسم بن سهل أن أبا بكر محمد بن العباس بن وصيف الأبزاري حدثه بغزة قال ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة قال أرنا العباس بن إسماعيل قال نا الحسن ين عطية قال نا طريف ابن سليمان أبو عاتكة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم وأخبرنا يعيش

7
ابن سعيد بن محمد أبو القاسم الوراق قال نا قاسم بن اصبغ قال نا محمد بن غالب التمتام قال نا الحسين بن عطية البزاز بالكوفة قال حدثني أبو عاتكة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم ونا يعيش قال نا قاسم قال نا محمد أرنا غالب التمتام قال نا بشر بن محمد السكري أبو محمد قال نا زياد بن ميمون عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال طلب العلم فريضة على كل مسلم والله يحب إغاثة اللهفان وأرنا عبد الوارث بن سفيان قال نا قاسم بن اصبغ قال نا أحمد بن زهير قال نا خلف بن الوليد قال نا سلام الطويل قال أرنا زياد بن ميمون عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وأرنا أحمد بن عبد الله قال نا مسلمة بن القاسم قال نا يعقوب بن إسحاق المعروف بابن حجر العسقلاني قال نا عبد الجبار بن أبي السرى العسقلاني قال نا رواد بن الجراح قال نا عبد القدوس الوحاظي عن حماد عن ابراهميم قال ما سمعت من أنس إلا حديثا واحدا سمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وذكر أبو عروبة الحسين ابن أبي معشر الحراني قال نا سليمان بن سلمة الخبايري قال نا بقية بن الوليد قال نا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله عن أنس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وهذا الحديث لم يروه عن بقية عن الأوزاعي إلا الخبايري وهو سليمان ابن سلمة الخبايري الحمصي ابن أخي عبد الله بن عبد الجبار الخبايري وليس سليمان هذا عندهم بالقوى وأكثر الرواة عن بقية يروون هذا الحديث عن بقية عن حفص بن سليمان عن كثير بن شنظير عن محمد بن سيرين عن أنس وعن بقية أيضا عن أبي عبد السلام الوحاظي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس ولا يعرف من حديث

8
الأوزاعي إلا من رواية سليمان بن سلمة الخبايري عن بقية بن الوليد على أن سليمان الخبايري قد جمع هذه الأسانيد كلها في هذا الحديث عن بقية وأخبرنا أبو عبد الله عبيد بن محمد قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد القاضي بالقلزم املاء قال أرنا محمد بن أيوب بن يحيى القلزمي قال نا عمران بن هارون قال أرنا بقية بن الوليد قال أرنا جرير بن حازم عن الزبير بن الخريت عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وأخبرنا أحمد قال نا مسلمة قال نا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم العسقلاني قال نا عبيد بن محمد الفريابي ببيت المقدس قال نا سفيان بن عيينة عن الزهيري عن أنس ابن مالك قال قال صلى الله عليه وسلم اطلبوا العلم ولو بالصين فإن طلب العلم فريضة على كل مسلم نا خلف بن القاسم قال أرنا الحسن بن رشيق قال نا إسحاق بن إبراهيم بن نونس قال نا جعفر بن حميد قال نا حفص بن سليمان عن كثير بن شنظير عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وأخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال نا أبو علي الحسن بن سلمة بن سلمون قال نا أبو محمد عبد الله بن علي بن الجارود قال نا إسحاق بن منصور الكوسج قال سمعت إسحاق بن راهويه يقول طلب العلم واجب ولم يصح فيه الخبر إلا أن معناه أنه يلزمه طلب علم ما يحتاج إليه من وضوئه وصلاته وزكاته إن كان له مال وكذلك الحج وغيره قال وما وجب عليه من ذلك لم يستأذن أبويه في الخروج إليه وما كان فضيلة لم يخرج إليه حتى يستأذن أبويه قال أبو عمر يريد اسحق والله أعلم ان الحديث في وجوب طلب العلم في أسانيده مقال لأهل العلم بالنقل ولكن معناه صحيح عندهم وإن كانوا قد اختلفوا فيه اختلافا متقاربا على ما نذكره ههنا إن شاء الله تعالى أرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال نا محمد بن إبراهيم بن جامع بمصر قال نا المقدام بن داود بن تليد قال نا عبد الله بن عبد الحكم عن ابن وهب قال سئل مالك عن طلب العلم أهو فريضة على الناس فقال لا ولكن

9
يطلب من المرء ما ينتفع به في دينه وروينا عن الحسن بن الربيع قال سألت ابن المبارك قلت قول النبي صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم قال ليس هو الذي يطلبونه ولكن فريضة على من وقع في شيء من أمر دينه أن يسأل عنه حتى يعلمه نا عبد الوارث نا قاسم نا ابن وضاح نا محمد بن معاوية الحضرمي قال سئل مالك بن أنس وأنا أسمع عن الحديث الذي يذكر فيه طلب العلم فريضة على كل مسلم فقال ما أحسن طلب العلم فأما فريضة فلا وذكر عبد الملك بن حبيب أنه سمع عبد الملك ابن الماجشون قال سمعت مالكا وسئل عن طلب العلم أواجب فقال أما معرفة شرائعه وسننه وفقهه الظاهر فواجب وغير ذلك منه من ضعف عنه فلا شيء عليه هكذا ذكر ابن حبيب ولا يشبه هذا لفظ مالك ولا معنى قوله والله أعلم أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال نا قاسم قال نا أحمد بن زهير قال نا أبو الفتح نصر بن المغيرة قال
سفيان يعني ابن عيينة طلب العلم والجهاد فريضة على جماعتهم ويجزئ فيه بعضهم عن بعض وتلي هذه الآية فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم نا خلف بن قاسم نا محمد بن أحمد بن كامل نا أحمد بن محمد بن رشدين قال سمعت أحمد بن صالح وسئل عما جاء في طلب العلم فريضة على كل مسلم فقال أحمد معناه عندي إذا قام به قوم سقط عن الباقين مثل الجهاد قال أبو عمر قد أجمع العلماء على أن من العلم ما هو فرض متعين على كل امريء في خاصته بنفسه ومنه ما هو فرض على الكفاية إذا قام به قائم سقط فرضه على أهل ذلك الموضع واختلفوا في تلخيص ذلك والذي يلزم الجميع فرضه من ذلك مالا يسع الإنسان جهله من جملة الفرائض المفترضة عليه نحو الشهادة باللسان والإقرار بالقلب بأن الله وحده لا شريك له لا شبه له ولا مثل لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد خالق كل شيء وإليه مرجع كل شيء المحي المميت الحي الذي لا يموت والذي عليه جماعة أهل السنة أنه لم يزل بصفاته وأسمائه ليس لا وليته ابتداء ولا لآخريته انقضاء وهو على العرش استوى والشهادة بأن محمدا عبده ورسوله وخاتم أنبيائه حق وإن البعث بعد الموت للمجازاة بالأعمال والخلود في الآخرة لأهل السعادة بالإيمان والطاعة في

10
الجنة ولأهل الشقاوة بالكفر والجحود في السعير حق وإن القرآن كلام الله وما فيه حق من عند الله يجب الإيمان بجميعه واستعمال محكمة وإن الصلوات الخمس فرض ويلزمه من علمها علم مالا تتم إلا به من طهارتها وسائر أحكامها وإن صوم رمضان فرض ويلزمه علم ما يفسد صومه ومالا يتم إلا به وإن كان ذا مال وقدرة على الحج لزمه فرضا أن يعرف ما تجب فيه الزكاة ومتى تجب وفي كم تجب ويلزمه أن يعلم بأن الحج عليه فرض مرة واحدة في دهره إن استطاع إليه سبيلا إلى أشياء يلزمه معرفة جملها ولا يعذر بجهلها نحو تحريم الزنا والربا وتحريم الخمر والخنزير وأكل الميتة والأنجاس كلها والغصب والرشوة على الحكم والشهادة بالزور وأكل أموال الناس بالباطل وبغير طيب من أنفسهم إلا إذا كان شيئا لا يتشاح فيه ولا يرغب في مثله وتحريم الظلم كله وتحريم نكاح الأمهات والأخوات ومن ذكر معهن وتحريم قتل النفس المؤمنة بغير حق وما كان مثل هذا كله مما قد نطق الكتاب به واجتمعت الأمة عليه ثم سائر العلم وطلبه والتفقه فيه وتعليم الناس إياه وفتواهم به في مصالح دينهم ودنياهم فهو فرض على الكفاية يلزم الجميع فرضه فإذا قام به قائم سقط فرضه عن الباقين لا خلاف بين العلماء في ذلك وحجتهم فيه قول الله عز وجل فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم فالزم النفير في ذلك البعض دون الكل ثم ينصرفون فيعلمون غيرهم والطائفة في لسان العرب الواحد فما فوقه وكذا الجهاد فرض على الكفاية لقول الله عز وجل لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله إلى قوله وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ففضل المجاهد ولم يذم المتخلف والآيات في فرض الجهاد كثيرة جدا وترتيبها مع الآية التي ذكرنا على حسب ما وصفنا عند جماعة أهل العلم فإن أظل العدو بلدة لزم الفرض حينئذ جميع أهلها وكل من قرب منها إن علم ضعفها عنه وأمكن نصرتها لزمه فرض ذلك أيضا قال أبو عمر ورد السلام عند أصحابنا من هذا الباب فرض على الكفاية لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن رد واحد من القوم أجزأ عنهم وخالفهم العراقيون فجعلوه فرضا متعينا على كل واحد من الجماعة إذا سلم عليهم وقد ذكرنا وجه القولين والحجة لمذهب الحجازيين في كتابنا كتاب التمهيد لآثار

11
الموطأ والآية المثبتة لرد السلام بإجماع هي قوله عز وجل وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ومن هذا الباب أيضا تكفين الموتى وغسلهم والصلاة عليهم ومواراتهم والقيام بالشهادة عند الحكام فإن كان الشاهدان عدلين ولا شاهد له غيرهما تعين إذا عليهما وصار من القسم الأول ومن هذا الباب عند جماعة من أهل العلم الأذان في الأمصار وقيام رمضان وأكثر الفقهاء يجعلون ذلك سنة وفضيلة وقد ذكر قوم من العلماء في هذا الباب عيادة المريض وتشميت العاطس قالوا هذا كله فرض على الكفاية وقال أهل الظاهر بل ذلك كله فرض متعين واحتجوا بحديث البراء ابن عازب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع أمرنا بعيادة المريض واتباع الجنائز وإفشاء السلام وإجابة الداعي وتشميت العاطس ونصر المظلوم وإبرار القسم الحديث وقد ذكرنا هذه السبع وغيرها على اختلاف احكامها عند العلماء في كتاب التمهيد وخالفهم جمهور العلماء فقالوا ليس تشميت العاطس من هذا الباب وكذلك عيادة المريض وإنما ذلك ندب وفضيلة وحسن آداب أمر به للتحاب والألفة ولا حرج على من قصر عنه إلا أنه مقصر عن حظ نفسه في اتباع السنة وأدبها وذكر ابن المبارك عن المبارك بن فضالة عن الحسن البصري قال ست إذا أداها قوم كانت موضوعة عن العامة وإذا اجتمعت العامة على تركها كانوا آثمين الجهاد في سبيل الله يعني سد الثغور والضرب في العدو وغسل الميت وتكفينه والصلاة عليه والفتيا بين الناس وحضور الخطبة يوم الجمعة ليس لهم أن يتركوا الإمام ليس عنده من يخطب عليه والصلاة في جماعة قال الحسن وإذا جاءهم العدو في مصرهم فعليهم أن يقاتلوا يعني أجمعين قال بان المبارك وبهذا كله أقول وقد جاء عن أبي الدرداء ما يعضد قول الحسن قال أبو الدرداء لولا أن الله يدفع بمن يحضر المساجد عمن لا يحضرها وبالغزاة عمن لا يغزو لجاءهم العذاب قبلا قال أبو عمر قد ذكرنا قول من قال شهود الجماعة فرض متعين ومن قال ذلك فرض على الكفاية ومن قال ذلك سنة مسنونة في كتاب التمهيد فأغنى ذلك عن

12
إعادته ههنا ولم تقصد في كتابنا هذا إلى هذا المعنى فلذلك أضربنا عن تقصيه واستيعاب القول فيه وبالله التوفيق والذي عليه جمهور العلماء وجماعة الفقهاء أن الجمعة واجب إتيانها على كل من كان في المصر وعلى من خرج عن المصر إذا كان يسمع النداء من كل بالغ حر من الرجال في المصر أو خارج منه بموضع يسمع منه نداء وسترى الحجة لذلك في كتاب الاستذكار إن شاء الله تعالى وروى يونس بن عبد الأعلى وابن المقرى وابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة قال سمعت جعفر بن محمد يقول وجدنا علم الناس كله في أربع أولها أن تعرف ربك والثاني أن تعرف ما صنع بك والثالث أن تعرف ما أراد منك والرابع أن تعرف ما تخرج به من ذنبك وقال بعضهم ما يخرجك من دينك
تفريع أبواب فضل العلم وأهله
حدثنا أبو القاسم خلف بن القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن يحيى بن محمد وأبو القاسم أحمد بن فتح بن عبد الله قراءة مني عليهم أن حمزة بن محمد الكناني أملى عليهم
بمصر قال نا محمد بن جعفر بن الإمام البغدادي قال نا أحمد بن عبد الله بن يونس قال نا زائدة وهو ابن قدامة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن رجل يسلك طريقا يلتمس فيها علما إلا سهل الله له طريقا إلى الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به حسبه وقرأت على أبي الفضل أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن أن قاسم بن أصبغ حدثه قال نا الحرث ابن أبي أسامة قال نا معاوية بن عمرو نا زائدة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما من قوم يجتمعون في بيت من بيوت الله يتعلمون القرآن ويتدارسونه بينهم إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة

13
وذكرهم الله فيمن عنده وما من رجل يسلك طريقا يلتمس فيها علما إلا سهل الله له طريقا إلى الجنة ومن أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه وحدثنا سعيد بن نصر قال نا قاسم بن أصبغ قال نا محمد بن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة وأرنا خلف بن القاسم قال أرنا الحسن بن رشيق قال نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال نا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي قالا نا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هرية قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيها علما سهل الله له طريقا إلى الجنة قال أبو بكر ونا أبو الأحوص عن هارون بن عنترة عن أبيه عن ابن عباس قال ما سلك رجل طريقا يلتمس فيها علما إلا سهل الله له طريقا إلى الجنة ورأرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال نا سعبد بن السكن قال نا محمد بن يوسف قال نا محمد بن إسماعيل البخاري قال نا محمد بن العلاء قال أنا أبو أسامة عن يزيد بن عبد الله عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكانت منها بقعة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكانت منها بقعة أمسكت الماء فنفع الله به الناس فشربوا وأسقوا وزرعوا وكانت منها طائفة لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل ممن فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعمل وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدي الله الذي أرسلت به

14
باب قوله صلى الله عليه وسلم ينقطع عمل المرء بعد موته إلا من ثلاث
حدثنا أبو الوليد يونس بن عبد الله بن مغيث قال نا أبو بكر محمد بن معاوية الأموي قال نا جعفر بن محمد الفريابي قال نا أبو كريب قال أرنا خالد بن مخلد قال نا محمد بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذامات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة أشياء من صدقة جارية أو علم ينتفع به بعده أو ولد صالح يدعو له وحدثنيه أحمد بن فتح قال نا أبو الفضل جعفر بن محمد بن يزيدالجوهري قال نا أحمد بن شعيب النسائي قال أرنا علي بن حجر ونا محمد بن عبد الله قال نا محمد بن معاوية قال أرنا الفضل بن الحباب القاضي بالبصرة قال نا موسى بن إسماعيل قال نا إسماعيل بن جعفر قال نا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات الإنسان انقطع عمله عنه إلا من ثلاث من صدقة جارية أو علم ينتفع به بعده أو ولد صالح يدعو له وذكر أبو بكر بن مجاهد المقرى قال نا محمد بن مسلم بن وارة قال حدثني محمد بن يزيد بن سنان قال حدثني يزيد يعني أباه عن زيد بن أبي أنيسة عن فليح بن سليمان عن زيد بن أسلم عن عبد الله بن أبي قتادة عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثلاث تتبع المسلم بعد موته صدقة أمضاها يجري له أجرها وولد صالح يدعوا له وعلم أفشاه فعمل به من بعده وروي يزيد بن أبي خصيفة وعمران بن أبي أنس عن أبن أبي سعيد مولى المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ثلاث تنال المؤمن بعد وفاته الولد الصالح يدعو له

15
من بعد وفاته فيناله أجر دعائه والرجل يترك الصدقة في الموضع الصالح فتنفذ لوجهها والرجل يعلم العلم الصالح فينتهي به عن المعاصي وروى من حديث الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلحق المسلم أو ينفع المسلم ثلاث ولد صالح يدعو له وعلم ينشره وصدقة جارية وقالت الحكماء علم الرجل ولده المخلد
باب قوله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير كفاعلة
أرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال نا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك قال أرنا أبو جعفر محمد بن عبيد الله المناوي قال نا محمد بن عبيد الطنافسي قال نا الأعمش عن سعد بن أياس عن أبي مسعود الأنصاري قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله احملني فإنه قد أبدع بي قال ما أجد ما أحملكم عليه فأت فلانا فاتاه فحمله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم الدال على الخير له مثل أجر فاعله ونا عبد الوارث بن سفيان قراءة عليه عن قاسم قال نا بكر بن حماد قال نا مسدد قال نا عبد الواحد وحفص بن غياث قالا نا الأعمش عن أبي عمرو الشيباني عن أبي مسعود الأنصاري قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله ابدع بي فاحملني قال ليس ولكن أئت فلانا فاتاه فحمله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من دل على خير فله مثل أجر فاعله ونا خلف بن القاسم قال أرنا ابن السكن قال نا الحسن بن علي بن زكريا قال نا خالد ابن يزيد السباري قال نا زياد بن ميمون الثقفي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الدال على الخير كفاعله
باب قوله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين
نا سعيد بن نصر قراءة مني عليه أن قاسم بن اصبغ حدثه قال نا محمد بن إسماعيل الترمذي قال نا عبد الله بن الزبير الحميدي قال نا سفيان قال نا إسماعيل ابن أبي خالد بهذا الحديث

16
قال غير ما حدثنا به الزهري قال سمعت قيس بن أبي حازم يقول سمعت عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلى اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها ونا عبد الوارث قال أخبرنا قاسم قال أرنا ابن وضاح قال نا حامد بن يحيى قال أرنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلى في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق
ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها وأرنا عبد الوارث بن سفيان إن قاسم بن اصبغ حدثهم قال نا محمد بن عبد السلام الخشني قال نا سلمة بن شبيب قال نا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله عز وجل واذكرن مايتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة قال من القرآن والسنة قال أبو عمر وكذلك رواه محمد بن ثور وابن المبارك عن معمر عن قتادة وقال سعيد ابن عروبة عن قتادة في قوله وإذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة قال يريد السنة يمن عليهن بذلك وأرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الملك وعبيد بن محمد قالا نا عبد الله بن مسرور قال نا عيسى بن مسكين قال نا محمد بن سنجر قال أرنا أسباط قال نا أبو بكر الهذلي عن الحسن في قوله ويعلمهم الكتاب والحكمة قال الكتاب القرآن والحكمة لسنة أرنا أحمد بن سعيد بن بشر قال نا ابن أبي دليم قال نا ابن وضاح قال نا محمد بن يحيى قال نا ابن وهب قال قال لي مالك وذكر قول الله عز وجل في يحيى وآتيناه الحكم صبيا وقوله في عيسى قد جئتكم بالحكمة وقوله ونعمله الكتاب والحكمة وقوله واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة قال مالك الحكمة في هذا كله طاعة الله و الاتباع لها والفقه في دين الله العمل به وقال ابن وهب وسمعت مالكا مرة أخرى يقول الذي يقع في قلبي أن الحكمة هي الفقه في دين الله قال ومما يبين ذلك أن الرجل تجده عاقلا في أمر الدنيا ذا نظر فيها وبصر بها ولا علم له بدينه وتجد آخر ضعيفا في أمر الدنيا عالما بأمر دينه بصيرا به يؤتيه الله إياه ويحرمه هذا فالحكمة الفقه في دين الله قال ابن وهب وسمعته يقول

17
الحكمة والعلم نور يهدي به الله من يشاء وليس بكثرة المسائل أرنا خلف بن القاسم قال أرنا أبو بكر محمد بن أحمد المفيد البغدادي قال نا محمد ابن زكريا التميمي قال نا يوسف بن سعيد قال نا عمير بن حمزة عن صالح المرى عن الحسن عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكمة تزيد الشريف شرفا وترفع المملوك حتى تجلسه مجالس الملوك قال أبو عمر أخذه الشاعر فقال العلم ينهض بالخسيس إلى العلى والجهل يقعد بالفتى المنسوب
باب قوله صلى الله عليه وسلم الناس معادن
نا سعيد بن نصر قال نا قاسم بن اصبغ قال نا ابن وضاح قال نا أبو بكر بن أبي شيبة قال نا عبيد بن سعيد عن سفيان عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا وارنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال نا أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج قال أخبرني أبي قال أخبرني محمد بن علي بن محرز قال نا محمد بن بشر قال نا عبيد الله بن عمر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم من أكرم الناس قال اتقاهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فأكرم الناس نبي الله بن نبي الله بن نبي الله بن خليل الله يعني يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم صلوات الله عليهم قالوا ليس عن هذا نسألك قال فعن معادن العرب تسألوني أن خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا وحدثنيه أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل الخفاف الدينوري قال نا محمد ابن أحمد بن منير قال نا أبو زنباع روح بن الفرج القطان قال حدثني يحيى بن عبد الله ابن بكير قال حدثني الليث بن سعد عن أبي معشر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة في حديث رفعه إلى النبي صلى الله عليه آله وسلم مثله وعن عبد الوارث بن سفيان قال نا قاسم بن أصبغ قال نا بكر بن حماد قال نا مسدد قال نا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تجدون

18
الناس معادن فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ونا أحمد بن عبد الله قال نا الميمون بن حمزة قال نا الطحاوي قال نا المزني قال نا الشافعي قال نا سفيان فذكر باسناد مثله سواء وقرأت على أحمد بن قاسم أن قاسما حدثهم قال نا الحرث بن أبي أسامة قال نا كثير بن هشام قال أرنا جعفر بن برقان قال نا يزيد بن الأعصم عن أبي هريرة في حديث رفعه قال الاس معادن كمعادن الذهب والفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا ورواه أبو صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله حدث به عنه أبو حصين
باب قوله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
نا خلف بن القاسم قال نا محمد بن أحمد المفيد بمكة قال حدثنا عند الله بن سليمان ابن الأشعث قال أرنا أحمد بن صالح قال نا عبد الله بن وهب قال نا عمرو بن الحارث أن عباد بن سالم حدثه عن سالم عن أبن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه قال أبو عمر لم يحدث أحد بهذا الحديث بهذا الإسناد غير ابن وهب ورواه عنه يونس بن عبد الأعلى فجعله عن ابن عمر عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم حدثنيه خلف بن القاسم وعلي بن إبراهيم قالا نا الحسن بن رشيق قال نا علي بن سعيد بن بشير الرازي قال نا يونس بن عبد الأعلى قال أرنا ابن وهب قال أرنا عمرو بن الحرث ان عباد بن سالم حدثه عن سالم بن عبد الله عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله أن يهديه يفقهه أرنا محمد بن خليفة قال نا محمد بن الحسين قال نا أبو مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي قال نا سليمان بن داود الشاذكوني قال نا عبد الواحد ابن زياد قال نا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وفي هذا الباب حديث معاوية صحيح أيضا نا عبد الوارث بن سفيان قال نا قاسم بن أصبغ قال نا بكر بن حماد قال نا مسدد بن مسرهد قال نا يحيى القطان عن ابن عجلان قال

19
نا محمد بن كعب القرظي قال كان معاوية بن أبي سفيان يخطب بالمدينة يقول أيها الناس إنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع الله ولا ينفع ذا الجد منه الجد من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين سمعت هذه الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأعواد وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال أخبرنا عبد الله بن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن قال سمعت معاوية وخطبنا فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي ولن تزال هذه الأمة قائمة على الحق أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله وحدثنا عبد الله بن محمد بن أسد حدثنا سعيد بن عثمان بن السكن قال أخبرنا محمد بن يوسف حدثنا البخاري حدثنا سعيد بن عفير حدثنا ابن وهب عن يونس
عن ابن شهاب قال حدثنا حميد بن عبد الرحمن قال سمعت معاوية خطبنا فقال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وذكر الحديث وحدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا الحرث بن أبي أسامة قال حدثنا كثير بن هشام قال حدثنا جعفر بن برقان قال حدثنا يزيد يعني ابن الأعصم قال سمعت معاوية بن أبي سفيان وذكر حديثا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم لم أسمعه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم على منبره حديثا غيره قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وذكر تمام الحديث وقرأت علي سعيد بن سيد وخلف بن سعيد أن عبد الله بن محمد حدثهما قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا حماد بن سلمة عن حنظلة بن عطية عن عبد الله بن محيريز عن معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أراد الله بعبد خيرا فقهه في الدين ورواه معبد الجهني عن معاوية وقال صلى الله عليه وسلم إذا أراد الله بعبد خيرا جعل فيه ثلاث خلال

20
فقهه في الدين وزهده فيالدنيا وبصره عيوبه
باب تفضيل العلم على العبادة
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا أبو الزنباع روح ابن الفرج قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثني الليث بن سعد عن إسحاق بن أسيد عن ابن رجاء بن حيوة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال قليل العلم خير من كثير العبادة وكفى بالمرء علما إذا عبد الله وكفى بالمرء جهلا إذا أعجب برأيه إنما الناس رجلان عالم وجاهل فلا تمار العالم ولا تحاور الجاهل حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم ابن اصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبو سفيان السروجي عبد الرحيم بن مطرف بن عم وكيع قال حدثنا أبو عبد الله العذري عن يونس بن يزيد عن الزهري عن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خير دينكم أيسره وخير العبادة الفقه قال أبو سفيان ويكره الحديث عن العذري وقرأت على خلف بن القاسم أن أبا علي سعيد بن عثمان بن السكن الحافظ حدثه قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز قال حدثنا عبد الله بن عون الخراز سنة ست وعشرين ومائتين قال حدثنا محمد بن الفضل بن عطية قال حدثني زيد العمى عن جعفر العبدي عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العالم علي العباد كفضلي على أمتي حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا ابن السكن قال حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي قال حدثنا أبو كريب

21
محمد بن العلاء قال أخبرنا عمرو بن بزيغ أبو سعيد الطيالسي عن الحرث بن الحجاج ابن أبي الحجاج عن أبي معمر عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أدى الفريضة وعلم الناس الخير كان فضله على المجاهد العابد كفضلي على أدناكم رجلا ومن بلغه عن الله فضل فأخذ بذلك الفضل الذي بلغه أعطاه الله ما بلغه وإن كان الذي حدثه كاذبا قال أبو عمر أهل العلم بجماعتهم يتساهلون في الفضائل فيروونها عن كل وإنما يتشددون في أحاديث الأحكام حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثني أبي قال حدثني زياد بن خيثمة عن ابن جحادة قال قال ابن مسعود الدراسة صلاة حدثنا أحمد بن فتح نا الحسن بن رشيق نا أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال حدثنا يحيى بن بكر نا يحيى بن صالح الأيلي عن إسماعيل بن أمية عن عبيد ابن عمير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فضل المؤمن العالم على المؤمن العابد سبعون درجة وحدثنا سعيد بن نصر نا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عمرو بن قيس الملائي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العلم خير من فضل العبادة وملاك الدين الورع حدثني خلف بن القاسم قال حدثنا علي بن أحمد بن سعيد بن زكير قال حدثنا علي بن يعقوب قال حدثنا عبيد الله ابن محمد بن أبي المدور قال أخبرنا حبيب بن إبراهيم قال حدثنا شبل بن العلاء عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يبعث الله العالم والعابد فيقال للعابد ادخل الجنة ويقال للعالم اشفع للناس كما أحسنت أدبهم قال شبل يعني تعليمهم وروى عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعمت العطية ونعمت الهدية كلمة حكمة تسمعها فتنطوي عليها ثم تحملها إلى أخ لك مسلم تعلمه إياها تعدل عبادة سنة حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن

22
زهير قال حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثني أبي قال حدثنا بكر بن خنيس عن ضرار بن عمرو عن قتادة قال باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول وحدثني خلف بن القاسم قال حدثني ابن السكن وأحمد بن محمد بن هارون الربعي بالبصرة قال حدثني صهيب بن محمد بن عباد قال حدثنا بشر بن إبراهيم قال حدثنا خليفة بن سليمان عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم خير من العبادة وملاك الدين الورع وأخبرنا خلف بن سعيد قال أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد وحدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي قالا حدثنا علي بن عبد العزيز قال نا معلى بن مهدي قال أخبرنا سوار بن مصعب عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل العلم أفضل من العبادة وملاك الدين الورع حدثنا عبد الله بن محمد والحسن بن محمد بن عثمان ويعقوب بن سفيان والحجاج وجرير بن حازم قال سمعت حميد بن هلال قال سمعت مطرفا يقول فضل العلم خير من فضل العمل وخير دينكم الورع ورواه قتادة وغيلان بن جرير عن مطرف مثله بمعناه أخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا سعيد بن أحمد الفهري قال حدثنا عبد الله بن أبي مريم قال حثنا عمرو بن أبي سلمة التنيسي قال حدثنا صدفة بن عبد الله عن زيد بن واقد عن حزام بن حكيم عن عمه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنكم أصبحتم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سائلوه كثير معطوه العمل فيه خير من العلم وسيأتي على الناس زمان قليل فقهاؤه كثير خطباؤه قليل معطوه كثير سائلوه العلم فيه خير من العمل وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو سلمة التبوذكي قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا قتادة أن مطرفا يعني ابن الشخير قال فضل العلم أفضل من فضل العبادة وخير دينكم الورع وحدثني عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال

23
وحدثني موسى بن إسماعيل قال حدثني أبو هلال الراسي عن قتادة قال قال مطرف فضل العلم أعجب إلى من فضل العبادة أخبرنا خلف بن سعيد قال أخبرنا عبد الله ابن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال أخبرنا عبد الرزاق قال أرنا معمر عن قتادة عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال حظ من علم أحب إلى من حظ من عبادة ولأن أعافي فأشكر أحب إلي من أن ابتلى فأصبر ونظرت في الخير الذي لا شر فيه فلم أر مثل المعافاة والشكر وقال قتادة قال ابن عباس تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلى من إحيائها حدثنا أحمد بن محمد بن أحمد وعبيد بن محمد قالا أرنا الحسن بن سلمة قال حدثنا عبد الله بن الجارود قال حدثنا إسحاق بن منصور قال قلت لأحمد بن حنبل قوله تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلى من إحيائها أي علم أراد قال هو العلم الذي ينتفع به الناس في أمر دينهم قلت في الوضوء والصلاة والصوم والحج والطلاق ونحو هذا قال نعم قال إسحاق بن منصور وقال إسحاق بن راهويه هو كما قال أحمد وروى يزيد بن هارون عن يزيد بن عياض عن صفوان بن سليم عن عطاء ابن يسار عن أبي هريرة أنه قال لأن أجلس ساعة فافقه في ديني أحب إلى من أن أحيي ليلة إلى الصباح وروى عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال ما عبد الله بمثل الفقه أخبرني خلف بن القاسم نا ابن أبي الخصيب نا أبو عقيل أنس بن مسلم بن الحسن بن سلم قال حدثنا المزداد بن جميل قال سمعت رجلا يسأل المعافي بن عمران فقال يا أبا عمران أيما أحب إليك أقوم أصلى الليل كله أو أكتب الحديث فقال حديث تكتبه أحب إلى من قيامك من أول الليل إلى آخره وروى عيسى بن سعيد المقرى شيخنا رحمه الله نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم ببغداد قال حدثنا أبو هشام الحمصي قال حدثنا مزداد بن جميل قال سأل عمرو بن إسماعيل وهو رجل من أهل الحديث المعافى بن عمر ان أي شيء أحب إليك أصلي أو أكتب الحديث فقال كتاب حديث واحد أحب إلى من صلاة ليلة وروى أبو قطة عن أبي حرة عن الحسن العالم خير من الزاهد في الدنيا المجتهد في العبادة حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا سعيد بن عثمان بن السكن قال حدثنا أحمد بن عيسى الخواص ببغداد قال حدثنا عباس الترقفي قال حدثنا عبد الله بن غالب العباداني قال حدثنا خلف بن أعين

24
عن عبيد الله بن زياد عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن تغدو فتتعلم بابا من العلم خير لك من أن تصلي مائة ركعة وأخبرنا عبد الله ابن محمد والحسن بن محمد بن عثمان ويعقوب بن سفيان والحجاج بن نصر وهلال بن عبد الرحمن الحنفي عن عطاء ابن أبي ميمونة مولى أنس بن مالك رضي الله عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأبي ذر قالا باب من العلم يتعلمه أحب إلينا من الف ركعة تطوع وباب من العلم يعلمه عمل به أو لم يعمل به أحب إلينا من مائة ركعة تطوع وقال سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جاء الموت طالب العلم وهو على تلك الحال مات شهيدا وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال حدثنا أبي قال أخبرنا محمد ابن فطيس قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن ابن وهب قال كنت عند مالك بن انس فجاءت صلاة الظهر أو العصر وأنا أقرأ عليه وانظر في العلم بين يديه فجمعت كتبي وقمت لا ركع فقال لي مالك ما هذا قلت أقوم إلى الصلاة قال فقال إن هذا لعجب ما الذي قمت إليه بأفضل من الذي كنت فيه إذا صحت النية فيه وحدثني قاسم بن محمد أبو محمد قال حدثنا خالد بن سعد قال حدثنا محمد بن فطيس فذكر بإسناده مثله وأخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف حدثنا يحيى بن مالك قال حدثنا علي بن محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن يوسف قال سمعت الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول لطلب العلم أفضل من الصلاة النافلة حدثنا أحمد بن محمد بن هشام قال حدثنا علي بن عمر قال حدثنا الحسن بن سعيد العسكري قال حدثنا ابن منيع قال حدثنا شريح بن يونس قال حدثنا يحيى بن يمان أو وكيع قال سمعت سفيان الثوري يقول ما من عمل أفضل من طلب العلم إذا صحت النية حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا ابن شعبان وإبراهيم بن عثمان وأحمد بن عمرو ونعيم بن حماد ووكيع قال سمعت سفيان الثوري يقول لا أعلم من العبادة شيئا أفضل من أن يعلم الناس العلم حدثنا خلف بن جعفر وعبد الله بن الحسن الكلابي قال حدثنا أحمد بن عمير ومحمد بن الوزير قال حدثنا الوليد يعني ابن مسلم قال حدثنا أبو سعد روح بن جناح عن مجاهد

25
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيه واحد أشد على الشيطان من الف عابد وأخبرنا عبد الوارث حدثنا قسام حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا علي بن بحر بن برى حدثنا الوليد بن مسلم عن أبي سعد روح بن جناح عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسوال الله صلى الله عليه وسلم فقيه واحد أشد على إبليس من ألف عابد كذا قالا عن الوليد بن مسلم عن أبي سعد روح بن جناح وخالفهما هشام بن عمار فقال مروان بن جناح وأخبرنا عبد الله بن محمد والحسن بن محمد ويعقوب بن سفيان وهشام بن عمار والوليد بن مسلم ومروان بن جناح وأبو سعيد عن مجاهد أنه سمع ابن عباس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيه واحد أشد على الشيطان من الف عابد وقرأت على خلف بن القاسم أن سعيد بن السكن حدثهم قال حدثنا الحسين بن الحسن بن علي البزاز ببخارا قال حدثنا عبيد بن واصل البيكندي قال حدثنا الحسن بن الحرث البيكندي قال حدثنا عثمان بن مخارق الكوفي وأثنى عليه خيرا قال حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة رفعه قال فقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد وروى يزيد بن هارون عن يزيد بن عياض بن صفوان بن سليم عن عطاء بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكل شيء عماد وعماد هذا الدين الفقه وما عبد الله بشيء أفضل من فقه في الدين ولفقيه واحد أشد على الشيطان من ألف عابد قال عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لموت ألف عباد قائم الليل صائم النهار أهون من موت العاقل البصير بحلال الله وحرامه وروى عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال أن الشياطين قالوا لإبليس يا سيدنا مالنا نراك تفرح بموت العالم مالا تفرح بموت العابد فقال انطلقوا فانطلقوا إلى عابد قائم يصلي فقالوا له انا نريد أن نسألك فانصرف فقال له إبليس هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة فقال لا فقال أترونه كفر في ساعة ثم جاء إلى عالم في حلقة يضاحك أصحابه ويحدثهم فقال انا نريد أن نسألك فقال سل فقال هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة قال نعم قال وكيف قال يقول لذلك إذا أراده كن فيكون قال إبليس أترون ذلك لا يعدو نفسه وهذا يفسد علي عالما كثيرا وقال عبد الله بن وهب صاحب مالك وكان أول امرئ في العبادة قبل طلب

26
العلم فولع مني الشيطان في ذكر عيسى بن مريم كيف خلقه الله عز وجل ونحو هذا فشكوت ذلك إلى شيخ فقال لي ابن وهب قلت نعم قال اطلب العلم فكان سبب طلبي
العلم ومن حديث ابن عون عن ابن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العالم والعابد مائة درجة بين كل درجتين حضر الجواد المضمر سبعين سنة ومن دوان ابن عمر لا يحتج به وقال أبو جعفر بن محمد بن علي بن حسين عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عباد رواه أبو حمزة عن محمد بن علي وروي معاوية بن عمار عن جعفر ابن محمد أنه قال رواية الحديث وبثه في الناس أفضل من عبادة الف عابد وحدثنا عبد الوارث نا قاسم نا أحمد بن زهير نا أبو الفتح البخاري نا نصر بن المغيرة قال قال سفيان ابن عيينة قال عمر بن عبد العزبز من عمل في غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح
باب قوله صلى الله عليه وسلم العالم والمتعلم شريكان
قرأت على أبي بكر يحيى بن عبد الرحمن أن محمد ابن أبي دليم حدثهم نا محمد بن وضاح نا عبد الملك بن حبيب المصيصي نا ابن المبارك عن ثور بن يزيد عن خلاد بن معدان عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان فيه من ذكر الله أو آوى إلى ذكر الله والعالم والمتعلم شريكان في الأجر وسائل الناس همج لا خير فيه هكذا رواه عبد الملك بن حبيب المصيصي عن ابن المبارك مسندا ورواه عبد الله وهو عبد الله بن عثمان عن ابن المبارك عن ثور عن خالد بن معدان من قول أبي الدرداء حدثنا عبد الله بن محمد الحسن بن محمد ابن عثمان ويعقوب بن سفيان وعبد الله بن عثمان وعبد الله بن المبارك وثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال قال أبو الدرداء الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا ذكر الله وما آوى إليه والعالم والمتعلم في الخير شريكان وسائر الناس همج لا خير فيهم وأخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا إسحاق ابن إبراهيم بن يونس قال حدثنا علي بن عبد العزيز حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عتبة بن حماد حدثني ابن ثوبان حدثني عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة عن أبي

27
هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله وما والاه أو معلم أو متعلم وحدثني سعيد بن سيدنا محمد بن معاوية الأموي قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا هشام بن عمار قال حدثنا صدقة ابن خالد قال أرنا عثمان بن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عليكم بهذا العلم قبل أن يقبض وقبل أن يرفع ثم قال العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس بعد وجمع بين إصبعيه السبابة والتي تلي الإبهام وحدثنا محمد بن خليفة قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي وهشام بن عمار الدمشقي وصدقة بن خالد وعثمان ابن أبي العاتكة عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقيل أن يرفع ثم جمع بين إصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام ثم قال إن العالم والمتعلم شريكان في الأجر ولا خير في سائر الناس بعد حدثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن شعبان حدثنا عيسى بن أحمد حدثنا إبراهيم بن مروان حدثنا بشر بن ثابت البزار حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال العالم والمتعلم في الأجر سواء ولا خير في سائر الناس بعدهم حدثنا أحمد بن عبد الله أن أباه حدثه قال أخبرنا عبد الله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي تميم ابن سلمة عن أبي عبيدة قال قال عبد الله أغد عالما أو متعلما ولا تغد بين ذلك قال أبو بكر حدثنا وكيع عن مسعر عن عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد قال قال أبو الدرداء تعلموا قبل أن يرفع العلم فإن العالم والمعتلم في الأجر سواء قال وحدثنا ابن فضيل عن الأعمش عن سالم قال قال أبو الدرداء معلم الخير ومعلمه في الأجر سواء وحدثني عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن بن يحيى وأبو علي الحسن بن محمد بن عثمان القسوي ببغدد وأبو يوسف يعقوب بن سفيان القسوي قال حدثنا حجاج بن منهال وحماد بن سلمة عن حميد عن الحسن أن أبا الدرداء

28
قال كن عالما أو متعلما أو محبا أو متبعا ولا تكن الخامس فتهلك قال قلت للحسن وما الخامس قال المبتدع وحدثنا عبد الله والحسن ويعقوب وزيد بن بشر الحضرمي وعبد العزيز بن عمران الخزاعي قالا أنا ابن وهب قال أنا حنظلة ان عون بن عبد الله حدثه قال حدثت عمر ابن عبد العزيز أنه كان يقال إن استطعت فكن عالما فإن لم تستطع فكن متعلما وإن لم تستطع فاحبهم وإن لم تستطع فلا تبغضهم فقال عمر بن عبد العزبز لقد جعل الله عز وجل له مخرجا إن قيل حدثنا عبد الله والحسن ثنا يعقوب ثنا أبو الوليد خالد بن الوليد ثنا خلاد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن الحسن قال اغد عالما أو متعلما أو مستمعا ولا تكن رابعا فتهلك وحدثنا عبد الله ثنا الحسن نا يعقوب ثنا الحميدي ثنا سفيان ثنا عاصم عن زيد قال قال عبد الله اغد عالما أو متعلما ولا تغد امعة بين ذلك قال أبو يوسف قال أهل العلم الأمعة أهل الرأي وأخبرنا عبد الله ثنا الحسن نا يعقوب قال حدثنا صفوان بن صالح ثنا عمر بن عبد الواحد عن الأوزاعي قال حدثني هارون بن رباب قال كان ابن مسعود يقول اغد عالما أو متعلما ولا تغد فيما بين ذلك فإنما بين ذلك جاهل أو جهل وإن الملائكة تبسط أجنحتها لرجل غدا يطلب العلم من الرضى لما يصنع وحدثنا عبد الله والحسن ويعقوب وابن نمير ووكيع والأعمش عن تميم ابن سلمة عن أبي عبيدة قال عبد الله أغد عالما أو متعلما ولا تغد بين ذلك وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال أنا سليمان بن أبي شيخ قال قال أبو سفيان الحميري ليس الأدب إلى في صنفين من الناس رجل تأدب بالسلطان ورجل تأدب الفقه وسائر الناس همج وروى عن علي رضي الله عنه قال الناس ثلاث فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة والباقي همج رعاع أتباع كل ناعق وأرنا أبو القاسم خلف بن القاسم قال أنا الحسن بن رشيق أبو محمد بمصر قال أنا يموت بن المزرع قال أنشدنا عمرو بن بحر الحافظ الصالح بن جناح في العلم تعلم إذا ما كنت ليس بعالم فما العلم إلا عند أهل التعلم

29
تعلم فإن العلم زين لأهله ولن تستطيع العلم إن لم تعلم تعلم فإن العلم أزين بالفتى من الحلة الحسناء عند التكلم ولا خير فيمن راح ليس بعالم بصير بما يأتي ولا متعلم أخبرنا خلف بن القاسم رحمه الله قال أنا محمد بن الحسين بن صالح السبيعي الحلبي أبو بكر بدمشق قال أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن سفيان بن يزيد الرقي وأبو عبد الله محمد بن الحسين بن رزين المقرى الفنادقي وأبو محمد بيان بن أحمد بن علي العطار قالوا حدثنا عبيد الله بن جناد الحلبي قال حدثنا عطاء بن مسلم الخفاف عن خالد ابن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اغد عالما أو متعلما أو مستمعا أو محبا ولا تكن الخامسة فتهلك قال عطاء قال لي مسعر بن كدام يا عطاء
زدتنا في هذا الحديث زيادة لم تكن في أيدينا وإنما كان في أيدينا اغد عالما أو متعلما يا عطاء ويل لمن لم يكن فيه واحدة من هذه قال أبو عمر الخامسة التي فيها الهلاك معاداة العلماء وبغضهم ومن لم يحبهم فقد أبغضهم أو قارب ذلك وفيه الهلاك والله أعلم
باب تفضيل العلماء على الشهداء
حدثني خلف بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز وأخبرناه أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن وإبراهيم بن جامع السكرى قال حدثنا علي بن عبد العزيز وأحمد بن يونس وعنبسة ابن عبد الرحمن القرشي عن علاق بن أبي مسلم عن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يشفع يوم القيامة ثلاثة الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء وقرأت علي خلف بن القاسم ان أحمد بن إبراهيم بن عطية الحداد حدثه قال حدثنا أحمد بن محمد بن موسى بن عيسى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن المستنير قال حدثنا أبو عصمة عاصم بن النعمان البلخي قال حدثنا إسماعيل بن أبي زياد عن أبي يونس القشيري عن سماك بن حرب عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه

30
وآله وسلم يوزن يوم القيامة مداد العلماء ودم الشهداء وروى من حديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأنبياء على العلماء فضل درجتين وللعلماء على الشهداء فضل درجة أنشدني بعض شيوخي لأبي بكر بن دريد أهلا وسهلا بالذين أحبهم وأودهم في الله ذي الآلاء أهلا بقوم صالحين ذوي تقى غر الوجوه وزين كل ملاء يسعون في طلب الحديث بعفة وتوقر وسكينة وحياء لهم المهابة والجلالة والنهى وفضائل جلت عن الاحصاء ومداد ما تجري به أقلامهم أزكى وأفضل من دم الشهداء يا طالبي علم النبي محمد ما أنتم وسواكم بسواء وروى من حديث أبي هريرة وأبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إذا جاء الموت طالب العلم وهو على حاله مات شهيدا وبعضهم يقول في ذلك لم يكن بينه وبين الأنبياء إلا درجة واحدة في الجنة وروى أيضا مرفوعا من حديث ابن عباس وقد ذكرنا هذا الحديث بإسناده في كتابنا هذا في باب استدامة الطلب وفي باب جامع فضل العلم وفي إسناده اضطراب لأن منهم من يجعله عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس ومنهم من يجعله عن سعيد عن أبي هريرة وأبي ذر ومنهم من يرسله عن سعيد والفضائل تروى عن كل أحد والحجة من جهة الإسناد إنما تتقصى في الأحكام وفي الحلال والحرام وبلغني من حديث علي بن عاصم عن الجريري عن ابن أبي الهذيل قال قال أبو الدرداء من رأى الغدو والرواح إلى العلم ليس بجهاد فقد نقص عقله ورأيه حدثنا عبد الله بن محمد والحسن بن محمد بن عثمان ويعقوب بن سفيان وآدم وشريك وليث بن أبي سليم عن يحيى بن أبي كثير عن الأزدي قال سألت ابن عباس عن الجهاد فقال ألا أدلك على خير من الجهاد فقلت بلى قال تبني مسجدا

31
وتعلم فيه الفرائض والسنة والفقه في الدين وبه عن يعقوب بن سفيان وأبو اليمان وآدم قالا حدثنا جرير بن عثمان الرجبي عن عبد الرحمن بن أبي عوف عن عبد الرحمن ابن مسعود الفزاري أن أبا الدرداء قال ما من أحد يغدو إلى المسجد لخير يتعلمه أو يعلمه إلا كتب له أجر مجاهد لا ينقلب إلا غانما
باب ذكر حديث صفوان بن عسال في فضل العلم
قرأت علي أبي عثمان سعيد بن نصر حدثهم قاسم بن أصبغ إسماعيل ابن إسحاق القاضي قال حدثنا عارم بن الفضل قال حدثنا الصعق بن حزن عن علي بن حكيم عن المنهال بن عمرو عن زر بن حبيش قال جاء رجل من مراد يقال له صفوان ابن عسال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد متكيء على برد له أحمر قال فقلت يا رسول الله أني جئت أطلب العلم قال مرحبا بطالب العلم إن طالب العلم لتحف به الملائكة وتظله بأجنحتها فيركب بعضها بعضا حتى تعلو إلى السماء الدنيا من حبهم لما يطلب فما جئت تطلب قال قلت يا رسول الله لا أزال أسافر بين مكة والمدينة فافتني عن المسح على الخفين وذكر الحديث وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن خليفة رحمه الله قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسين بن البغدادي بمكة قال حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى خاقان قال حدثنا علي بن سهل بن المغيرة البزاز أبو الحسين قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا حماد بن سلمة وحماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال فقال ما جاء بك قال قلت طلب العلم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب وحدثنا عبد الوارث بن سفيان وقاسم بن أصبغ وبكر بن حماد ومسدد وحماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال أتيت صفوان ابن عسال فذكر مثله بتمامه أخبرنا عبد الله بن محمد بن يحيى والحسن بن محمد بن عثمان القسوي ويعقوب بن سفيان وآدم عن أبي إياس قال أخبرنا أبو جعفر الرازي وعاصم ابن بهدلة عن زر بن حبيش قال أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال ما جاء بك

32
قلت ابتغاء العلم قال فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من خرج من بيته ابتغاء العلم وضعت الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع حدثنا عبد الله ابن محمد والحسن بن محمد بن عثمان ويعقوب بن سفيان وحجاج بن منهال وحماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال غدوت على صفوان بن عسال المرادي فقال ما جاء بك فقلت ابتغاء العلم فقال ألا أبشرك ورفع الحديث قال أبو عمر حديث صفوان بن عسال هذا وقفه قوم عن عاصم ورفعه عنه آخرون وهو حديث صحيح حسن ثابت محفوظ مرفوع ومثله لا يقال بالرأي وممن وقفه سفيان بن عيينة أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال نا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب الطائي وعلي بن حرب الطائي وسفيان بن عيينة عن عاصم ابن أبي النجود سمع زرا يقول أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال ما جاء بك فقلت ابتغاء العلم فقال إن الملائكمة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا لما يطلب فقلت حك في نفسي مسح على الخفين وذكر الحديث مرفوعا في المسح على الخفين وذكره يونس بن عبد الأعلى وأبو بكر بن أبي شيبة قالا نا سفيان بن عيينة باسناده مثله سواء ورواه عن عاصم جماعة منهم همام وزيد بن أبي أنيسة وأبو جعفر الرازي قال أبو عمر قد ظن قوم أن هذا الحديث لم يرفعه إلا حماد بن سلمة وأبو جعفر الرازي وليس كما ظنوا
باب ذكر حديث أبي الدرداء في ذلك وما كان في مثل معناه
قرأت على عبد الرحمن بن يحيى وأحمد بن فتح أن حمزة بن محمد حدثهم إملاء بمصر سنة سبع وخمسين وثلاثمائة قال أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى قال حدثنا غسان بن الريبع عن إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن جميل بن قيس أن رجلا جاء من المدينة إلى أبي الدرداء وهو بدمشق فسأله عن حديث فقال له أبو الدرداء ما جاءت بك حاجة ولا جئت في طلب التجارة ولا جئت إلا في طلب الحديث فقال الرجل بلى فقال له أبو الدرداء أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم

33
يقول ما من عبد يخرج يطلب علما إلى وضعت له الملائكة أجنحتها وسلك به طريق إلى الجنة وأنه ليستغفر للعالم من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في البحر وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب إن العلماء هم ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما ولكنهم ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر قال حمزة كذا قال إسماعيل به عياش في هذا الحديث جميل بن قيس وقال محمد بن يزيد وغيره عن عاصم بن رجاء عن كثير بن قيس قال والقلب إلى ما قاله محمد بن يزيد أميل قال حمزة وقد روي هذا الحديث عبد الرحمن بن عمر والأوزاعي عن عبد السلام بن سليم عن يزيد بن سمرة وغيره من أهل العلم عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم رواه عن الأوزاعي بشر بن بكر قال حمزة ولا أعلم أحدا من أصحاب الأوزاعي حدث به عن الأوزاعي غيره وهو حديث حسن غريب قال أبو عمر أما قول حمزة إن إسماعيل بن عياش يقول في هذا الحديث جميل ابن قيس فليس كما قال وإنما رواه عن داود بن جميل لا عن جميل بن قيس ومن قال جميل بن قيس فقد جاء بواضح من الخطأ وإنما هو داود بن جميل عن كثير بن قيس عن أبي الدرداء هذا هو الصواب وكذلك رواه كل من قوم اسناده وجوده إسماعيل ابن عياش وغيره حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن نا الحسن بن محمد بن عثمان القسوي ببغداد ويعقوب بن سفيان القسوي وعبد الوهاب بن الضحاك وإسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن كثير عن جميل بن قيس قال جاء رجل من المدينة إلى أبي الدرداء بدمشق ليسأله عن حديث بلغه أنه يحدث به عن رسول الله

34
صلى الله عليه وسلم فقال له أبو الدرداء ما جاء بك تجارة قال لا قال ولا جئت طالب حاجة قال لا قال وما جئت تطلب إلا هذا الحديث قال نعم قال فاشهد إن كنت صادقا أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من رجل يخرج من بيته يطلب علما إلا وضعت الملائكة أجنحتها وساق الحديث بنحو ما تقدم وأخبرنا إسماعيل ابن عبد الرحمن قال حدثنا إبراهيم بن بكر بن عمران نا محمد بن الحسين الأزدي الموصلي نا أحمد بن سهل قال قال انا الحكم بن موسى قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال أقبل رجل من أهل المدينة إلى أبي الدرداء فقال أبو الدرداء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وذكر الحديث وهكذا اسناد الحديث عند من يتقنه ويجوده كذلك رواه عبد الله بن داود الخريبي وإسماعيل بن عياش على ما ذكرنا وحديث إسماعيل بن عياش عن أهل الشام خاصة مستقيم وعاصم بن رجاء بن حيوة هذا ثقة مشهور روى عن إسماعيل بن عياش الخريبي عبد الله بن داود وأبو نعيم وعبد الله بن يزيد بن الصلت وغيرهم من أهل الشام وأهل العراق ويروي عاصم بن رجاء بن حيوة هذا عن أبيه وعن مكحول وعن محمد بن المنكدر وأما داود بن جميل فمجهول ولا يعرف هو ولا أبوه ولا نعلم أحدا روى عنه غير عاصم بن رجاء وأما كثير بن قيس فروى عن أبي الدرداء وابن عمر وسمع منهما وروى عنه داود بن جميل والوليد بن مرة وليسا بالمشهورين وأما أسناد حديث حمزة ففاسد فيه اسقاط رجل وتصحيف اسم آخر أخبرنا عبد الله بن محمد بن يحيى ومحمد بن بكر حدثنا أبو داود ومسدد وعبد الله بن داود قال سمعت عاصم بن رجاء اين حيوة يحدث عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء فجاء رجل فقال يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم الحديث بلغني عنك أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جئت لحاجة قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإن العالم ليسغفر له من في السماوات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء

35
وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر أخبرنا أبو بكر وسيم بن أحمد بن محمد قال حدثنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب بمصر املاء علينا منه وأحمد بن عبد الله بن بهراد وإبراهيم بن مرزوق ابن دينار البصري سنة سبع وستين ومائتين قال وعبد الله بن داود الخريبي عن عاصم بن رجاء بن حيوة عن داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت جالسا مع أبي الدرداء فأتى رجل فقال يا أبا الدرداء جئتك من المدينة من مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وما جئت لحاجة قال لا قال ولا لتجارة قال لا قال ولا جئت إلا لهذا قالنعم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم وإن فضل العالم علي العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض وكل شئ حتى الحيتان في جوف الماء وأن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبيياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن يونس الكديمي نا عبد الله بن داود بن عامر نا عاصم بن رجاء بن حيوة نا داود بن جميل عن كثير بن قيس قال كنت مع أبي الدرداء بمسجد دمشق فأتاه رجل فقال يا أبا الدرداء إني جئتك من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث بلغني أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما جاء بك حاجة غيره ولا جئت لتجارة ولا جئت إلا فيه قال نعم قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريق علم سهل الله له طريقا إلى طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وأن السماوات ولا أرض لتستغفر له والحوت في الماء وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا

36
دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر وأخبرنا عبد الوارث نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن إسماعيل الترمذي ومحمد بن إسماعيل الصايغ قالا نا أبو نعيم نا عاصم بن رجاء عمن حدثه عن كثير بن قيس قال كنت عند أبي الدرداء بدمشق فأقبل رجل من أهل المدينة فقال جئتك في حديث بلغني عنك إنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما جاء بك تجارة قال لا قال ولا طلب حاجة قال لا قال ولا جئت إلا في طلب هذا الحديث وذكر مثله حدثنا عبد الله بن محمج بن عبد المؤمن وأبو علي الحين بن محمد بن عثمان القسوي ببغداد وأبو يوسف يعقوب بن سفيان القسوي وأبو نعيم الفضل بن دكين وعاصم بن رجاء بن حيوة عمن حدثه عن كثير بن قيس قال كنت عند أبي الدرداء بدمشق فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في البحر وإن فضل العالم على العباد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وإن العلماء ورثة الأنبياء وأن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا وإنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر وأما قول حمزة أيضا أنه لم يروه عن الأوزاعي إلا بشر بن بكر فقد رواه عنه ابن المبارك على أني أقول إن الأوزاعي لم يقمه وقد خلط فيه حدثنا عبد الله بن محمد والحسن بن محمد ويعقوب بن سفيان والحمالي وابن المبارك عن الأوزاعي عن كثير ابن قيس عن يزيد بن سمرة عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ما تقدم ومن حديث الوليد بن مسلم عن خالد بن يزيد عن عثمان بن أيمن عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من غدا لعلم يتعلمه سهل الله له طريقا إلى الجنة وفرشت له الملائكة أجنحتها وصلت عليه حيتان البحر وملائكة السماء وللعالم على العابد من الفضل كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب والعلماء ورثة الأنبياء أن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا فمن أخذ به أخذ بالحظ الوافر وموت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد ونجم طمس وموت قبيلة أيسر من موت عالم أخبرني خلف بن أحمد نا أحمد بن مطرف نا أيوب بن سليمان نا محمد بن عمر بن لبابة قال

37
أنا عبد الرحمن بن إبراهيم أبو زيد قال نا عبيد الله بن موسى عن أبي حمزة عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال معلم الخير يستغفر له أو يشفع له كل شيء حتى الحيتان في البحر وأخبرنا محمد بن رشيق نا الحسن بن علي نا علي بن أحمد بن سليمان نا سملة ابن شبيب قال نا عبد الرزاق ومعمر عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال معلم الخير تصلي عليه دواب الأرض حتى الحوت في البحر حدثني خلف ابن القاسم الحافظ نا أبو علي بن السكن الحافظ وحاتم بن محبوب الهروي وأحمد بن أبي شعيب الحراني وموسى بن أعين عن خالد بن أبي يزيد عن خالد بن عبد الأعلى عن الضحاك بن مزاحم عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علماء هذه الأمة رجلان فرجل أعطاه الله علما فبذله للناس ولم يأخذ عليه صفرا ولم يشتر به ثمنا أولئك يصلي عليهم طير السماء وحيتان البحر ودواب الأرض والكرام الكاتبون ورجل آتاه الله علما فضر به عن عباده وأخذ به صفرا واشترى به ثمنا فذلك يأتي يوم القيامة ملجما بلجام من نار وأخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني قال حدثنا سلمة بن رجاء عن الوليد بن جميل عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس الخير قال أبو عمر الصلاة ههنا الدعاء والاستغفار وهو بمعنى قوله الملائكة تضع أجنحتها أي تدعو والله أعلم
باب دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لمستمع العلم وحافظه ومبلغه
قرأت على أبي القاسم أحمد بن عمر أن عبد الله بن محمد بن علي حدثهم قال ثنا محمد ابن قاسم قال حدثنا يوسف بن يعقوب قال ثنا عمرو بن مرة بن مرزوق قال حدثنا شعبة قال سمعت عمر بن سليمان يحدث عن عبد الرحمن بن أبان بن عثمان عن أبيه عن

38
زيد بن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نضر اله امرءا سمع منا حديثا فحفظه وبلغه غيره فرب حامل فقه ليس بفقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم اخلاص العمل لله وحدة ومنا صحة ولاة الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم وقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت نيته الآخرة جمع الله شمله وجعل غناه في قله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عبينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا صالح بن حاتم بن وردان قال حدثنا يزيد بن زريع قال حدثنا شعبة بن عمر بن سليمان عن عبد الرحمن ابن أبان بن عثمان عن أبيه قال خرج زيد بن ثابت من عند مروان قريبا من نصف النهار فقمت إليه فقلت عن أي شيء سألك الأمير فقال سألني عن أشياء سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول نضر الله أمر سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه ليس بفقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه قال أحمد بن زهير عمر ين سليمان هذا الذي حدث عنه شعبة من ولد عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال أبو عمر هو عمر بن سليمان بن عاصم بن عمر بن الخطاب قتل أبوه سليمان يوم الحرة قال أحمد بن زهير وأخبرنا مصعب بن عبد الله قال عبد الرحمن بن أبان بن عثمان كان من خيار المسلمين وكان كثير الصلاة زعموا أنه صلى في مسجد له يوما ثم نام فوجدوه ميتا وقال أحمد بن زهير حدثنا عبد لله بن جعفر الرقي قال نا عبيد الله بن عمر عن ليث بن أبي سليم عن محمد بن عجلان عن أبيه عن زيد بن ثابت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله أمرأ سمع منا حديثا فأداه كما سمعه فإنه رب حامل فقه غير فقيه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم وذكر الحديث أخبرنا عبد الله بن محمد نا محمد بن بكر نا أبو داود نا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة فذكر مثل حديث ابن زريع عن شعبة بإسناده قال أبو عمر روى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم

39
عبد الله بن مسعود حدثنيه سعيد بن نصر نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن إسماعيل نا الحميدي نا سفيان بن عيينة قال نا عبد الملك بن عمير غير مرة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو
أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم إخلاص العمل لله ومنا صحة أئمة المسلمين ولزوم الجماعة فإن الدعوة تحيط من ورائهم وأخبرنا خلف بن قاسم نا الحسن بن رشيق نا عبد الله بن محمد النحوي نا غندر عن شعبة عن سماك عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن مسعود عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله أمرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغة فرب مبلغ أوعى من سامع حدثنا سعيد بن إسماعيل بن عبد الرحمن القرشي وإبراهم بن بكر بن عمران حدثنا أبو الفتح محمد بن الحسين الأزدي الموصلي الحافظ بالموصل قال أخبرنا أبو يعلى أحمد بن علي وعبد الله بن محمد ابن سالم المفلوج نا عبيدة بن الأسود عن القسم بن الوليد الهمداني عن الحرث العكلي عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها وأداها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه وذكر العقيلي قال أخبرنا جعفر بن محمد ابن الحسين الفريابي وعبد الله بن أحمد بن حنبل قالا نا عبد الله بن محمد بن سالم المفلوج قال أخبرنا عبيدة بن الأسود عن القسم بن الوليد عن الحرث العكلي عن إبراهيم عن الأسود عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نضر الله امرأ سمع مقالتي فحفظها فإنه رب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب رجل مسلم أخلاص العلم لله والنصيحة لولاة الأمور ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم قال أبو عمر وروى هذا الحديث أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكرة أخبرنا عبد الوارث بن سفين أن قاسما أخبرهم قال حدثنا أحمد بن زهير وعبد الله بن عمر وحماد بن زيد عن أيوب عن محمد بن سيرين قال نبئت أن أبا بكرة حدث قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى فقال ألا فليبلغ الشاهد منكم الغائب فإنه لعله

40
أن يبلغه من هو أوعى له منه أو من هو أحفظ له قال أبو بكرة فقد كان هذا قد بلغه أقوام من هو أوعى له منهم قال أحمد بن زهير كذا قال أيوب عن محمد نبئت أن أبا بكرة وقال ابن عون عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه حدثنا هودة ابن خليفة وابن عون عن محمد بن سيرين عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبي بكرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبلغ الشاهد الغائب مرتين فرب مبلغ أوعى من مبلغ قال وسمعت يحيى بن معين يقول أيوب ثبت وابن عون ثبت وهو عبد الله ابن عون بن ارطبان قال أحمد بن زهير ونا أبي وعبد الملك بن عمرو بن عامر عن قرة ابن خالد عن محمد بن سيرين قال حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة ورجل أفضل في نفسي من عبد الرحمن ابن أبي بكرة عن أبي بكرة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ليبلغ الشاهد الغائب فرب مبلغ أوعى من سامع قال أحمد بن زهير ورأيت في كتاب علي بن المديني قال يحيى بن سعيد القطان قرة بن خالد من أثبت شيوخنا قال أبو عمر وروى هذا الحديث أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم جبير بن مطعم أخبرني خلف بن محمد قراءة مني عليه ان أحمد بن مطرف حدثهم وأبو صالح أيوب بن سليمان ومحمد بن عمر بن لبابة قالا نا عبد الرحمن بن إبراهيم وأصبغ بن الفرج وعيسى بن يونس عن محمد بن إسحاق عن الزهيري عن محمد بن جبير ابن مطعم عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى يقول نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه لافقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم اخلاص العمل لله والطاعة لذوي الأمر ولزوم الجماعة فإن دعوتهم تحيط من ورائهم وحدثنا أحمد بن قاسم نا قاسم ابن أصبغ حدثنا الحرث بن أبي أسامة ومحمد بن عمر الواقدي نا محمد بن إسحاق عن الزهري فذكر بإسناده مثله ورواه القدامى وهو عبد الله بن محمد ابن ربيعة خراساني عن مالك عن الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله والقدامى ضعيف وله عن مالك أشياء انفرد بها لم

41
يتابع عليها أخبرناه محمد ثنا علي بن عمر نا أحمد بن نصر بن طالب نا محمد بن عبد الرحمن بن يونس القدامى ثنا مالك بن أنس عن الزهري عن محمد بن جبير ابن مطعم عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيف من منى فقال نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من لم يمسعها فرب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم اخلاص العمل لله والنصيحة لذوي الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم ورواه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنس وجدت في أصل سماع أبي بخطة أن محمد بن أحمد بن قاسم بن هلال حدثهم وسعيد بن عثمان ونصر بن مرزوق واسد بن موسى والوليد بن مسلم نا معاذ بن رفاعة قال حدثني عبد الوهاب بن بخت قال حدثني أنس بن مالك قال قال صلى الله عليه وسلم نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها غيره فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن صدر مؤمن اخلاص العمل لله ومناصحة أولي الأمر ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من روائهم وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى وأبو بكر أحمد ابن محمد بن سهل البغدادي المعروف ببكير أو ابن بكير الحداد بمكة قال حدثنا محمد ابن عثمان بن أبي شيبة وعبد الجبار بن عاصم وهانئ بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن أبي عيلة وعقبة بن وساج عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله من سمع قولي ولم يزد فيه وأداه إلى من لم يمسعه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم وذكر مثله سواء قال أبو عمر ورواه أيضا عبد الله بن عمرو ابن العاص أخبرنا عبد الوارث نا قاسم نا أحمد بن زهير نا عبد الوهاب ابن نجدة الحوطي وإسماعيل بن عياش وعبد العزيز بن عبيد الله عن شهر بن حوشب أنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رب حامل فقه غير فقيه ومن لم ينفعه فقهه ضره جهله ومن حديث أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله من تعلم فريضة أو فريضتين فعمل بهما أو علمهما من بعمل بهما وحدثنا عبد الوارث نا قاسم نا أحمد بن زهير قال نا عبد الوهاب بن نجدة الحوطى حدثنا يحيى بن سليم ومحمد بن مسلم الطائفي عن محمد بن المنكدر وغيره

42
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما أفاد المسلم أخاه فائدة أحسن من حديث حسن بلغه فبلغه أخبرنا عبدا لله بن محمد نا محمد بن بكر وأبو داود نا زهير ابن حرب نا عثمان بن أبي شيبة قالا نا جرير عن الأعمش عن عبد الله بن عبد الله عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تسمعون ويسمع منكم ويسمع ممن سمع منكم وفي هذا الحديث أيضا دليل على تبليغ العلم ونشره
باب قوله صلى الله عليه وسلم من حفظ على أمتي أربعين حديثا
أخبرنا خلف بن قاسم نا علي بن أحمد بن سعيد بن بكير نا علي بن يعقوب بن سويد نا إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن منصور ومحمد بن عوف بن سفيان الطائي ويحيى بن عثمان بن كثير بن دينار وبقية عن المعلى عن السدي عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حمل من أمتي أربعين حديثا لقى الله يوم القيامة فقيها عالما قال أبو عمر علي بن يعقوب بن سويد ينسبونه إلى الكذب ووضع الحديث واسناد هذا الحديث كله ضعيف وأخبرنا أحمد بن عبد الله ومسلمة ابن القاسم حدثنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن يزيد بن حجر العسقلاني بعسقلان قال حدثنا أبو أحمد حميد بن مخلد بن زنجويه ويحيى بن عبد الله بن بكير قال حدثنا مالك ابن أنس عن نافع مولى ابن عمر عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفظ على أمتي أربعين حديثا من السنة حتى يؤديها إليهم كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة قال أبو عمر هذا أحسن اسناد جاء به هذا الحديث ولكنه غير محفوظ ولا معروف من حديث مالك ومن رواه عن مالك فقد أخطأ عليه وأضاف ما ليس من روايته عليه وحدثني خلف بن القاسم نا أبو طالب محمد بن زكريا المقدسي ببيت المقدس نا أحمد بن جمهور نا عمرو بن الحصين وأبو غلاثة نا حصيف عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم من حفظ علي أمتي أربعين حديثا فيما ينفعهم في أمر دينهم بعثه الله يوم القيامة يعني فقيها عالما وأخبرنا أحمد أنا مسلمة أنا يعقوب بن إسحاق المعروف بابن حجر ومحمد بن أحمد

43
ابن عمر قال حدثنا أحمد بن صالح وعلي بن عيسى عن عمرو بن الأزهر عن أبان عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مامن مسلم يحفظ على أمتي أربعين حديثا يعلمهم بها أمر دينهم إلا جئ به يوم القيامة فقيل له أشفع لمن شئت وحدثنا أحمد قال حدثنا مسلمة نا أبو الحسن يعقوب بن إسحاق العسقلاني نا محمد ابن أحمد بن عمير أبو عبد الله الطوسي نا علي بن حجر نا إسحاق بن نجيح عن ابن أبي جريج عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من حفظ علي أمتي أربعين حديثا من السنة كنت له شفيعا يوم القيامة ورواه ابن أبي وراد عن أبيه عن عطاء عن ابن عباس عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم أربعين حديثا من أمر دينه بعثه الله في زمرة الفقهاء والعلماء وحدثني خلف بن القاسم نا أبو علي سعيد بن عثمان بن السكن قال حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد وسعد بن نصر نا خالد بن إسماعيل المدني عن ابن جريج عن عطاء عن أبي هريرة رفعه قال من تعلم من أمتي أربعين حديثا يفقه بها في دينه كان فقيها عالما قال أبو علي بن السكن خالد بن إسماعيل أبو الوليد المخزومي منكر الحديث روى عن هشام بن عروة وعبيد الله بن عمر وجماعة أحاديث لا يتابع عليها قال أبو علي وليس يروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه ثابت
باب جامع في فضل العلم
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن نا الحسن بن محمد بن عثمان نا يعقوب ابن سفين الحجاج بن نصر نا هلال بن عبد الرحمن الحنفي عن عطاء بن ميمونة مولى أنس بن مالك عن أبي سلمة وعن أبي هريرة وأبي ذر قالا باب من العلم يتعلمه أحب إلينا من ألف ركعة تطوع وقالا سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جاء الموت طالب العلم وهو على تلك الحال مات وهو شهيد قال نا يعقوب والحجاج بن منهال وجرير بن حازم قال سمعت حميد بن هلال قال سمعت مطرفا يقول فضل العلم خير من فضل العمل وخير دينكم الورع وحدثنا خلف بن جعفر نا عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي بدمشق ومحمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول

44
ببيروت نا إسحاق بن سويد نا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم ويزيد بن ربيعة نا ربيعة ابن هرمز عن واثفة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من طلب علما فأدركه كتب الله عز وجل له كفلين من الأجر ومن طلب علما فلم يدركه كان له كفل من الأجر قال أبو عمر أحاديث الفضايل تسامح العلماء قديما في روايتها عن كل ولم ينتقدوا فيها كانتقادهم في أحاديث الأحكام وبالله التوفيق حدثني أحمد ابن فتح والحسن بن رشيق نا الحسين بن حميد نا محمد بن روح بن عمران القشيري وموسى بن عبد الرحمن الثقفي عن عباد بن عبد الصمد عن أنس بن مالك قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال العلم بالله عز وجل قال يا رسول الله أي الأعمال أفضل قال العلم بالله قال يا رسول الله أسألك عن العمل وتخبرني عن العلم فقال رسول الله إن قليل العمل ينفع مع العلم وإن كثير العمل لا ينفع مع الجهل وقد روى مثل هذا عن عبد الله بن مسعود أيضا باسناد صالح وأخبرنا أيضا عن أبي يعقوب يوسف بن أحمد الصيدلاني المكي قال حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن موسى العقيلي وأبو علي عبد الله بن جعفر الرازي ومحمد بن سماعة عن أبي يوسف قال سمعت أبا حنيفة رحمه الله يقول حججت مع أبي سنة ثلاث وتسعين ولي ست عشرة سنة فإذا شيخ قد اجتمع الناس عليه فقلت لأبي من هذا الشيخ فقال هذا رجل قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم يقال له عبد الله بن الحرث بن جزء فقلت لأبي فأي شيء عنده قال أحاديث سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت لأبي قدمني إليه حتى أسمع منه فتقدم بين يدي وجعل يفرج الناس حتى دنوت منه فسمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تفقه في دين الله كفاه الله همه ورزقه من حيث لا يحتسب قال أبو عمر ذكر محمد بن سعد كاتب الواقدي أن أبا حنيفة رأي أنس بن مالك وعبد الله ابن الحارث بن جزء وروى يحيى بن هاشم عن مسعد بن كدام عن عطية عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول اله صلى الله عليه وسلم من غذا في طلب العلم صلت عليه الملائكة وبورك له في معيشته ولم ينقص من رزقه وكان عليه مباركا أخبرنا خلف بن قاسم حدثنا الحسن بن رشيق أنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس

45
ومحمد بن يزيد الرقاعي ويحيى بن اليماني عن خراجة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن كعب قال ما خرج رجل في طلب علم إلا ضمن الله السماوات والأرض رزقه وأخبرنا خلف بن أحمد نا أحمد بن سعيد نا محمد بن أحمد نا ابن وضاح أحمد بن عمرو قال حدثني ابن أبي خيرة وعمرو بن أبي كثير عن أبي العلاء عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحيى به الإسلام فبينه وبين الأنبياء في الجنة درجة واحدة وبهذا الإسناد عن الحسين قال قال
رسول اله صلى الله عليه وسلم رحمة الله على خلفائي ثلاث مرات قالوا ومن خلفاؤك يا رسول الله قال الذين يحيون سنتي ويعلمونها عباد الله وقد روى من حديث علي بن زيد عن سعبد بن المسيب ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تعلم العلم يحيى به الإسلام لم يكن بينه وبين الأنبياءإلا درجة وروى أيضا بهذا الإسناد مثل لفظه مرسل الحسن سواء ومنهم من يرويه عن سعيد عن أبي ذر مرفوعا وهو مضطرب الإسناد جدا حدثنا خلف بن قاسم وابن شعبان محمد بن القسم الفقيه القرطبي بمصر وإبراهيم بن عثمان والحسن بن مكرم بن حسان وعلي بن عاصم قال حدثنا أبو حنيفة عن حماد عن إبراهيم قال بلغني أنه إذا كان يوم القيامة توضع حسنات الرجل في كفة وسيئاته في الكفة الأخرى فتشيل حسناته فإذا أيس وظن أنها النار جأشىء مثل السحاب حتى يقع في حسناته فتشيل سيئاته قال فيقال له أتعرف هذا من عملك فيقول لا فيقال هذا ما علمت الناس من الخير فعمل به من بعدك قال فسمعني رجل من أهل الحديث فذكر أن حماد بن زيد كتب هذا الحديث عن أبي حنيفة فشككت فيه حتى حدثوني به عن مسلم بن إبراهيم عن حماد بن زيد قال حدثني أبو حنيفة وذكر الحديث وحدثنا محمد بن عبد الله ومحمد بن معاوية نا أبو خليفة الفضل بن الحباب القاضي بالبصرة ومسلم بن إبراهيم وحماد بن زيد نا أبو حنيفة عن حماد بن إبراهيم في قوله تعال ونضع الموازين القسط لوم القيامة قال يجاء بعمل الرجل فيوضع في كفة ميزانه يوم القيامة فتخف فيجاء بشيء أمثال الغمام أو قال مثل السحاب فيوضع في كفة ميزانه فيرجح فيقال له أتدري ما هذا فيقول لا فيقال له هذا فضل العلم الذي كنت تعلمه الناس أو نحو هذا وأخبرنا أبو القسم أحمد

46
ابن فتح بن عبد الله رحمه الله وحمزة بن محمد بمصر ومحمد بن جعفر بن الإمام البغدادي وإسحاق بن أبي إسرائيل وحماد بن زيد عن أبي حنيفة عن حماد عن إبراهيم قال بلغني أنه توضع موازين القسط يوم القيامة فيوزن عمل الرجل فيخف فيجاء بشيء مثل الغمام أو السحاب فيوضع في ميزانه فيرجح فيقال له أتدري ما هذا فيقول لا فيقال هذا من علمك الذي علمته الناس فعملوا به وعلموه من بعدك حدثنا خلف بن قاسم نا محمد ابن القسم بن شعبان نا إبراهيم بن عثمان وحماد بن عمرو بن نافع نا نعيم بن حماد نا وكيع قال سمعت سفيان الثوري يقول لا أعلم من العبادة شيئا أفضل من أن يعلم الناس العلم أخبرني أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي حدثني أبي نا محمد بن عمر بن لبابة قال سمعت العتبي محمد بن أحمد يقول حدثني سحنون بن سعيد أنه رأى عبد الرحمن ابن القسم في النوم فقال له ما فعل بك ربك فقال وجدت عنده ما أحببت فقال له أي أعمالك وجدت أفضل قال تلاوة القرآن قال قلت له فالمسائل فكان يشير بأصبعيه يثبها قال فكنت أسأله عن ابن وهب فيقول لي هو في عليين وأخبرنا أبان أنا مسلمة بن القسم نا أسامة بن علي بن سعيد يعرف بابن عليك نا محمد بن إبراهيم بن حماد نا جعفر بن بسام عن حبيش بن مبشر قال رأيت يحيى بن معين في النوم فقلت يا أبا زكريا ما صنع بك ربك قال زوجني مائة حوراء وأدناني وأخرج من كمه رقاعا كان فيها حديث فقال بهذا حدثنا خلف بن القسم نا أبو عبد الله محمود بن محمد الوارق نا أحمد بن مسعدة نا محمد بن حماد المصيصي نا أحمد بن القاسم وأحمد بن أبي رجاء قال سمعت أبي يقول رأيت محمد بن الحسن في المنام فقلت إلى ما صرت قال غفر لي ثم قيل لي لم نجعل هذا العلم فيك ألا ونحن نريد أن نغفر لك قال قلت وما فعل أبو يوسف قال فوقنا بدرجة قلت وأبو حنيفة قال في أعلى عليين حدثنا أحمد بن فتح وحمزة وعاصم بن عتاب قال سمعت زيد بن أخزم يقول سمعت عبد الله بن داود يقول إذا كان يوم القيامة وعزل الله عز وجل العلماء عن الحساب فيقول ادخلوا الجنة على ما كان فيكم أني لم أجعل حكمتي فيكم إلا لخير أردته بكم وزاد فيره في هذا الخبر أن الله يحشر العلماء يوم القيامة في زمرة واحدة حتى يقضي بين الناس ويدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار ثم يدعو العلماء فيقول يا معشر العلماء إني لم أضع حكمتي فيكم وأنا أريد أن

47
أعذبكم قد علمت أنكم تخلطون من المعاصي ما يخلط غيركم فسترتها عليكم وقد غفرتها لكم وأنا كنت أعبد بفتياكم وتعليمكم عبادي ادخلوا الجنة بغير حساب ثم قال لا معطي لما منع ولا مانع لما أعطى الله وقد روى نحو هذا المعنى باسناد مرفوع متصل أخبرناه عبد الرحمن بن مروان وأحمد بن سليمان وطاهر بن محمد بن الحكم وهشام ابن عمار نا منبه بن عثمان عن صدقة بن طلحة بن يزيد عن موسى بن عبيد عن سعيد ابن أبي هند عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء ثم يقول لهم يا معشر العلماء إني لم أضع علمي فيكم لأعذبكم اذهبوا فقد غفرت لكم وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن نا محمد بن عثمان نا يعقوب بن سفيان نا أبو كلثم سلامة بن بشر بن بديل العدوي الدمشقي نا صدقة بن عبد الله نا طلحة بن زيد عن موسى بن عبيد عن سعيد بن أبي هند عن أبي موسى الأشعري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث الله العباد يوم القيامة ثم يميز العلماء فيقول يا معشر العلماء أني لم أضع فيكم علمي إلا لعلمي بكم ولم أضع علمي فيكم لأعذبكم انطلقوا فإني قد غفرت لكم حدثنا عبد الوارث ابن سفيان نا قاسم بن أصبغ نا أحمد بن زهير بن الأصفهاني قال أنا عفيف بن سالم الموصلي عن هشام بن سعيد عن زيد بن أسلم في قوله ولقد فضلنا بعض النبين على بعض قال في العلم وينسب إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه من قوله وهو مشهور من شعره سمعت غير واحد ينشده له الناس في جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء نفس كنفس وارواح مشاكلة وأعظم خلقت فيهم وأعضاء فإن يك لهم من أصلهم حسب يفاخرون به فالطين والماء ما الفضل إلا لأهل العلم أنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه للرجال على الأفعال أسماء وضد كل امرئ ما كان يجهله الجاهون لأهل العلم أعداء وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أوحى الله عز وجل إلى إبراهيم

48
عليه السلام يا إبراهيم اني عليم أحب كل عليم وأنشدني أبو القسم أحمد بن عمر ابن عبد الله بن عصفور رحمه الله لنفسه شعره هذا في العلم وهو أحسن ما قيل في معناه مع العلم فاسلك حيث ما سلك العلم وعنه فكاشف كل من عنده فهم ففيه جلاء للقلوب من العمى وعون على الدين الذي أمره حتم فإني رأيت الجهل يزري بأهله وذو العلم في الأقوام يرفعه العلم يعد كبير القوم وهو صغيرهم وينفد منه فيهم القول والحكم وأي رجاء في امرئ شاب رأسه وأفنى سنيه وهو مستعجم فدم يروح ويغدو الدهر صاحب بطنه تركب في أحضانها اللحم والشحم إذا سئل المسكين عن أمر دينه بدت رحضاء العي في وجهه تسمو وهل أبصرت عيناك أقبح منظر من أشيب لا علم لديه ولا حكم هي السوءة السوءاء فاحذر شماتها فأولها خزي وآخرها ذم فخالط رواه العلم وأصحب خيارهم فصحبتهم زين وخلطتهم غنم ولا تعدون عيناك عنهم فإنهم نجوم إذا
ما عاب نجم بدا نجم فوالله لولا العلم ما اتضح الهدى ولا لاح من غيب الأمور لنا رسم انشدها محمد بن خليفة قال أنشدنا محمد بن الحسين قال أنشدنا عبد الله بن محمد العطشي قال أنشدنا عمر بن محمد بن محمد بن عبد الحكم لبعض الحكماء بنور العلم يكشف كل ريب ويبصر وجه مطلبه المريد فأهل العلم في رحب وقرب لهم مما اشتهوا أبدا مزيد إذا عملوا بما علموا فكل له مما ابتغاه ما يريد فإن سكتوا ففكر في معاد وإن نطقوا فقولهم سديد حدثنا خلف بن أحمد نا أحمد نا ابن سعد نا محمد بن أحمد نا ابن وضاح نا أبو نعيم عن عطاء بن مسلم عن أبي المليح قال سمعت ميمون بن مهران يقول بنفس العلماء هم ضالتي في كل بلد وهم بغيتي إذا لم أجدهم وجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء وقال سابق البلوي المعروف بالبربري في قصيدة له

49
والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه كما يجلي سواد الظلمة القمر وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها ولا البصير كأعمى ماله بصر أخبرنا أحمد نا سلمة نا محمد بن خالد بن يزيد البرذعي قال سمعت أحمد بن محمد بن يزيد بن مسلم الأنصاري المعروف بابن أبي الحناجر يقول كنا على باب محمد ابن مصعب القرقسائي جماعة من أهل الحديث وفينا رجل عراقي بصير بالشعر ونحن نتمنى أن يخرج إلينا فيحدثنا حديثا واحدا أو حديثين إذ خرج إلينا فقال قد خطر على قلبي بيت من الشعر فمن أخبرني لمن هو حدثته ثلاثة أحاديث فقال الفتى العراقي يرحمك الله أي بيت هو فقال الشيخ العلم فيه حياة للقلوب كما تحيا البلاد إذا ما مسها المطر فقال الفتى هو لسباق البربري فقال الشيخ صدقت فما بعده قال والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه كما يجلي سواد الظلمة القمر فقال الشيخ صدقت فحدثه ستة أحاديث سمعناها معه أخبرني عبد الرحمن ابن يحيى نا علي بن محمد نا أحمد بن داود وسحنون بن سعبد نا ابن وهب نا ابن اثعم عن عبد الرحمن بن رافع عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بمجلسين في مسجده أحد المجلسين يدعون الله ويرغبون إليه والآخر يتعلمون الفقه ويعلمونه فقال رسول الله كلا المجلسين على خير وأحدهما أفضل من الآخر صاحبه أما هؤلاء فيدعون الله ويرغبون إليه فإن شاء أعطاهم وإن شاء منعهم وأما هؤلاء فيتعملون ويعلمون الجاهل وإنما بعثت معلما ثم اقبل فجلس معهم وقال ابن وهب وحدثني عبد الرحمن بن سريج قال سمعت عبيد الله بن أبي جعفر يقول العلماء منار البلاد منهم يقتبس النور الذي يهتدي به حدثني خلف بن قاسم نا الحسين بن رشيق نا إسحاق بن إبراهيم بن يونس نا علي بن عبد العزيز قال حدثنا مسلم بن إبراهيم وقرة ثنا عون قال قال ابن مسعود نعم المجلس مجلس تنشر

50
فيه الحكمة وترجى فيه الرحمة قال وحدثنا علي بن عبد العزيز وسعيد بن منصور وخالد بن عبد العزيز عن هشام عن الحسن قال من طلب الحديث يريد به وجه الله كان خيرا مما طلعت عليه الشمس قال نا علي نا إسحاق بن ابراهم المروزي وهشام ابن يوسف عن معمر عن الزهري قال ما عبد الله بمثل العلم قال نا علي قال أخبرنا الزبير بن بكار وإبراهيم بن حمزة عن إسحاق بن إبراهيم بن بسطاس قال قال لي عمر مولى غفرة يا سحاق عليك بالعلم فإنه لا يعدمك منه كلمة تدل على هدى أو أخرى تنهى عن ردى وأخبرني عبد الرحمن بن يحيى قراءة مني عليه أن أبا الحسن علي ابن محمد بن مسرور حدثهم نا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون نا ابن وهب عن معاوية بن صالح عن أبي عبيد عن ابن سيرين قال دخلت المسجد والأسود بن سريع يقص وقد اجتمع أهل المسجد وفي ناحية أخرى من المسجد حلقة من أهل الفقه يتحدثون بالفقه ويتذاكرون فركعت ما بين حلقة الذكر وحلقة الفقه فلما فرغت من السبحة قلت لو أني أتيت الأسود بن سريع فجلست إليه فعسى أن يصيبهم إجابة أو رحمة فتصيبني معهم ثم قلت لو أتيت الحلقة التي يتذاكرون فيها الفقه فتفقهت معهم لعلي أسمع كلمة لم أسمعها فأعمل بها فلم أزل أحدث نفسي بذلك واشاورها حتى جاوزتهم فلم أجلس إلى واحد منهم وانصرفت فأتاني آت في المنام فقال أنت الذي وقفت بين الحلقتين قلت نعم قال أما أنك لو أتيت الحلقة التي يذاكرون فيها الفقه لوجدت جبريل معهم ولما حضرت معاذ بن جبل رضي الله عنه الوفاة قال لجاريته ويحك هل أصبحنا قالت لا ثم تركها ساعة ثم قال انظري فقالت نعم فقال أعوذ بالله من صباح إلى النار ثم قال مرحبا بالموت مرحبا بزائر جاء على فاقة لا أفلح من ندم اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن كنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل ولظمأ الهواجر في الحر الشديد ولمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر حدثنا خلف بن القاسم نا محمد بن أحمد بن كامل ومحمد بن الحرث ومحمد بن عمرو نا محمد بن حسين ويعقوب بن إبراهيم الضرير نا عمار

51
ابن الواهب وكان من العاملين لله عز وجل في دار الدنيا قال رأيت مسكينة الطغارية في منامي وكانت من المواظبات على حلق الذكر قلت مرحبا يا مسكينة قال هيهات ذهبت والله يا عمار المسكينة وجاء الغناء الأكبر قلت هيه قالت عما تسأل عمن أتيح له الجنة بحذافيرها فنذهب حيث شاءت قال قلت لم ذلك قالت بمجالس الذكر والصبر على الفقر أخبرنا أحمد بن عبد الله ومسلمة نا يعقوب بن إسحاق العسقلاني حدثنا محمد بن أحمد بن عمير بن سنان قال إن حسين بن منصور النيسابوري قال حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي والحكم بن عبيد الله نا عبادة بن قيس عن عبد الرحمن بن غنم عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العالم أمين الله في الأرض وحدثنا إبراهيم بن شاكر نا عبد الله بن محمد بن عثمان نا سعيد بن جبير وسعيد بن عثمان قالا نا أحمد بن عبد الله بن صالح نا روح بن عبادة وهشام عن الحسن في قوله ربنا آتنا في الدنيا حسنة قال العلم والعبادة وفي الآخرة حسنة قال الجنة وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي نا أبو محمد الحسن بن إسماعيل قال حدثنا عبد الملك بن بحر الجلاد نا محمد بن إسماعيل الصايغ نا سنيد قال نا عباد ابن العوام عن سفين بن حسين وهشام بن حسان جميعا عن الحسن في قوله تعالى ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة قال الحسنة في الدنيا العلم والعبادة والحسنة في الآخرة الجنة وقال ابن وهب سمعت سفين الثوري يقول الحسنة في الدنيا الرزق الطيب والعلم والحسنة في الآخرة الجنة وحدثني محمد بن رشيق قراءة عليه مني أن الحسن بن علي بن داود حدثهم قال حدثنا أحمد بن عمرو بن جابر وأبو بكر ابن أبي الدنيا هاشم بن الوليد وفضيل بن عياض عن هشام عن الحسن أن الرجل ليتعلم الباب من العلم فيعمل به خير من الدنيا وما فيها وروى عبد الملك بن عبد ربه الطائي عن عطاء بن زيد عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حدث بحديث فعمل به كان له أجر ذلك وروينا عن عبد الله بن مسعود من طرق أنه كان يقول إذا رأى الشباب يطلبون العلم مرحبا بينا بينابيع الحكمة ومصابيح

52
الظلم خلقان الثياب جدد القلوب حبس البيوت ريحان كل قبيلة وحدثنا أحمد بن عبد الله ومسلمة بن القسم نا يعقوب بن إسحاق نا محمد بن أحمد بن عمير نا شريح ابن يونس البغدادي وأبو قطن عمرو بن الهيثم وحدثنا أحمد حدثنا مسلمة نا يعقوب ومحمد بن سليمان بن هشام عن أبي قطن عن أبي مرة عن الحسن قال العالم خير من الزاهد في الدنيا المجتهد في العبادة قال ابن عمير وزادني أبو عبد الله محمد بن أسلم في حديث الحسن هذا ينشر حكمه الله فإن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال لا يزال الفقيه يصلي قالوا وكيف يصلي قال ذكر الله تعالى على قلبه ولسانه وأخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال أنا يحيى ابن مالك بن عايد قال حدثنا محمد بن الحسن بن زكريا قال أنا أحمد بن سعيد بن عبد الله الدمشقي نا الزبير بن بكار نا أبو الحسن المدايني قال خطب زياد ذات يوم على منبر الكوفة فقال أيها الناس إني بت ليلتي هذه مهتما بخلال ثلاث رأيت أن أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة رأيت أعظام ذوي الشرف واجلال ذوي العلم وتوقير ذوي الأسنان والله لا أوتى برجل رد على ذي علم ليضع بذلك منه إلا عاقبته ولا أوتي برجل رد على ذي شرف ليضع بذلك منه شرفه إلا عاقبته ولا أوتى برجل رد على ذي شيبه ليضعه بذلك إلا عاقبته إنما الناس بأعلامهم وعلمائهم وذوي أسنانهم وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا يعني حقه حدثنا عبد الوارث نا قاسم نا أحمد بن زهير الحوطي حدثنا إسماعيل بن عياش عن بكر بن زرعة الخولاني عن لقمان بن عامر عن أبي غنية الخولاني قال رب كلمة خير من أعطاء المال قال وأخبرنا الحوطي قال حدثنا أبو حيوة شريح بن يزيد عن أبي سبأ عتبة بن تميم عن أبي عمير الطوري إبان ابن سليم قال كلمة حكمة لك من أخيك خير لك من مال يعطيك لأن المال يطغيك والكلمة تهديك وقال صالح المري سمعت الحسن بعني البصري يقول الدنيا كلها

53
ظلمه إلا مجالس العلماء حدثنا عبد الوارث بن سفين نا قاسم بن أصبغ أصبغ نا أحمد بن زهير نا عبد الجبار بن عاصم نا أبو المليح عن ميمون قال أن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد وروينا عن عبد الله بن المبارك أنه قال خير سليمان بن داود بين الملك والعلم فاختار العلم فأتاه الله الملك والعلم معه باختياره العلم وجدت في كتاب أبي رحمه الله بخطه أنشدنا أبو عمر أحمد بن سعيد لبعض الأدباء رأيت العلم صاحبه شريف وإن ولدته آباء لئام وليس يزال يرفعه إلى أن يعظم قدره القوم الكرام ويتبعونه في كل أمر كراع الضأن تتبعه السوام ويحمل قوله في كل أفق ومن يك عالما فهو الإمام فلولا العلم ما سعدت نفوس ولا عرف الحلال ولا الحرام فبالعلم النجاة من المخازي وبالجهل المذلة والرغام هو الهادي الدليل إلى المعالي ومصباح يضيء به الظلام كذلك عن الرسول أني عليه من الله التحية والسلام وفي رواية أخرى وأن طلابه حق على من له عقل وليس به سقام فأما عالما يغدو وإما إلى التعليم بخرجك اغتنام وسائر ذاك من لا خير فيه ومن يك عالما فهو الإمام كذاك عن النبي أتى عليه من اله التحية والسلام وهذه الأبيات نسبها بعض الناس إلى منصور بن الفقيه وليست له وإنما هي لبكر بن حماد صحيحة وأنشدناها عنه جماعة وحدثنا أبو عبد الله عبيد بن محمد نا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد القاضي القلزمي ومحمد بن أيوب بن يحي القلزمي وعبيد بن محمد بن خنيس الكلاعي بدمياط حدثنا موسى بن محمد بن عطاء القرشي قال حدثنا عبد الرحيم بن زيد العمي عن أبيه عن الحسن عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا العلم فإن تعليمه لله خشية وطلبه عبادة ومذاكرته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لأهله

54
قربة لأنه معالم الحلال والحرام ومنار سبل أهل الجنة وهو الأنس في الوحشة والصاحب في الغربة والمحدث في الخلوة والدليل على السراء والضراء والسلاح على الأعداء والزين عند الإخلاء يرفع الله به أقواما فيجعلهم في الخير قادة وأئمة تقتص آثارهم ويقتدي بأفعالهم وينتهي إلى رأيهم ترغب الملائكة في خلتهم وبأجنحتها تمسحهم يستغفر لهم كل رطب ويابس وحيتان البحر وهوامه وسباع البر وأنعامه لأن العلم حياة القلوب من الجهل ومصابيح الأبصار من الظلم يبلغ العبد بالعلم منازل الأخيار والدرجات العلى في الدنيا والآخرة التفكر فيه يعدل الصيام ومدارسته تعدل القيام به توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام هو إمام العلم والعمل تابعه ويلهمه السعداء ويحرمه الأشقياء هكذا حدثنيه أبو عبد الله عبيد بن محمد رحمه الله مرفوعا بالإسناد المذكور وهو حديث حسن جدا ولكن ليس له اسناد قوي ورويناه من طرق شتى موقوفا منها ما حدثنيه أبو عبد الرحمن بن يحيى نا أحمد بن مطرف وسعيد بن عثمان الأعناقي وعبد الله بن محمد بن خالد نا علي بن معبد قال حدثني موسى قال سمعت هاشم بن مخلد قال سمعت أبا عصمة نوح بن أبي مريم يحدث عن رجاء بن حيوة عن معاذ بن جبل قال تعلموا العلم فإن تعلمه لله خشية وذكر الحديث بحاله سواء موقوفا على معاذ حدثنا خلف بن القاسم وأحمد بن الحسين بن عتبة الرازي نا هارون بن كامل نا علي بن معبد قال رأيت في المنام كأن أصحاب الحديث عندي وأنا أذم طلاب الحديث كما كنت أذمهم في اليقظة فكنت أتكلم فيهم فجاءني شيخ أبيض الرأس واللحية فقام بين يدي ورفع يديه وقال قال ابن مسعود يرفع حجاب ويوضع حجاب لطالب العلم حتى يصل إلى الرب عز وجل أخبرنا عبد الله بن محمد نا إسماعيل بن محمد نا إسماعيل بن إسحاق نا نصر بن علي الجهضمي نا خالد بن يزيد عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من خرج في طلب العلم فهو سبيل الله حتى يرجع حدثنا عبد الرحمن بن يحيى نا خلف بن أحمد قالا حدثنا أحمد بن سعيد نا إسحاق بن إبراهيم بن النعمى بالقيروان وأبو بكر محمد بن علي بن مروان البغدادي بالإسكندرية والحسن بن الربيع قال قال ابن المبارك قال سفين الثوري ما

55
يراد الله عز وجل بشيء أفضل من طلب العلم وما طلب العلم في زمان أفضل منه اليوم وحدثاني قالا نا أحمد بن سعبد نا إسحاق بن إبراهيم نا محمد بن علي بن مروان نا محمد بن السابق نا زائدة عن هشام عن الحسن قال إن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فينتفع به فيكون خيرا له من الدنيا لو جعلها في الآخرة قال أبو عمر حسبك بقوله لو جعلها في الآخرة وحدثاني قالا حدثنا أحمد بن سعيد نا إسحاق بن إبراهيم نا محمد بن علي حدثني عبد الله بن الضحاك أن عبد الرزاق قال سمعت سفين يقول لرجل من العرب ويحكم اطلبوا العلم فإني أخاف أن يخرج العلم من عندكم فيصير إلى غيركم فتذلون أطلبوا العلم فإنه شرف في الدنيا وشرف في الآخرة قال وحدثنا محمد بن علي قال سمعت خالد بن خداش البغدادي ثقة قال ودعت مالك بن أنس فقلت يا أبا عبد الله أوصني فقل عليك بتقوى الله في السر والعلانية والنصح لكل مسلم
وكتابة العلم من عند أهله أنشدني أبو بكر قاسم بن مروان الوراق لنفسه مالي بقيت وأهل العلم قد ذهبوا عنا وراحوا إلى الرحمن وانقلبوا أصبحت بعدهم شيخا أخا كبر كالسلك تعتادني الأسقام والوصب صحبتهم وزمام الطرف يجمعنا دهرا دهير فزانوا كل من صحبوا في قصيدة طويلة يذكر قوما من فقهاء قرطبة سلفوا رحمهم الله وفي شعره ذلك والعلم زين وتشريف لصاحبه أتت إلينا بذا الأنباء والكتب والعلم يرفع أقواما بلاحسب فكيف من كان ذا علم له حسب فاطلب بعلمك وجه الله محتسبا فما سوى العم فهو اللهو واللعب ولي معارضة لقول القائل وهو أبو حاطب وإذا طلبت من العلوم أجلها فأجلها منها مقيم الألسن العلم يرفع كل بيت هين والفقه يجمل باللبيب الدين والحر يكرم بالوقار وبالنهي والمرء تحقره إذا لم يرزن فإذا طلبت من العلوم أجلها فأجلها عند التقى المؤمن علم الديانة وهو أرفعها لدى كل امريء متيقظ متدين هذا الصحيح ولا مقاله جاهل فأجلها منها مقيم الألسن

56
لو كان مهتديا لقال مبادرا فأجلها منها مقيم الأدين ولبعض الأدباء يعد رفيع القوم من كان عالما وإن لم يكن في قومه بحسيب وإن حل أرضا عاش فيها بعلمه وما عالم في بلدة بغريب وفي حكمة داود عليه السلام العلم في الصدر كالمصباح في البيت وقيل لبعض حكماء الأوائل أي الأشياء ينبغي للعالم أن يقتبسها قال الأشياء التي إذا غرقت سفينته سبحت معه يعني العلم وقال غيره منهم من اتخذ العلم لجاما اتخذه الناس إماما ومن عرف بالحكمة لا حظته العيون بالوقار قال عبد الملك بن مروان لبنيه يا بني تعلموا العلم فإن استغنيتم كان لكم كمالا وإن افتقرتم كان لكم مالا وعن أبي الدرداء أنه قال يرزق الله العلم السعداء ويحرمه الأشقياء وفي رواية كميل بن زياد النخعي عن علي عليه السلام قال العلم خير من المال لأن المال تحرسه والعلم يحرسك والمال تفنيه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق والعلم حاكم والمال محكوم عليه مات خزان المال وهم أحياء والعلماء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقودة وآثارهم في القلوب موجودة قال أبو عمر من قول علي هذا أخذ سابق البربري قوله والله أعلم موت التقى حياة لا انقطاع لها قد مات قوم وهم في الناس أحياء قال إسماعيل بن جعفر بن سليم الهاشمي عجبت لمن لم يكتب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة وأنشدنا أبو القاسم محمد بن نصر بن حامد الدوهي الكاتب لنفسه في أبيات ذوات عدد إنما العلم منحة ليس في ذا منازع هو للنفس لذة وهو للقدر رافع يعرف الناس ربه وهو ميت وشاسع فضل الناس كلهم فأضل فيه بارع وقال آخر لا بارك الله في قوم إذا سمعوا ذا اللب ينطق بالأمثال والحكم

57
قالوا وليس بهم إلا نفاسته أنافع ذا من الإفلاس والعدم ولأبي سليمان جليس ثعلب لقد ضلت حلوم من أناس يرون العلم إفلاسا وشوما كسانا علمنا فخرا وجودا وبالجهل اكتسوا عجزا ولوما هم الثيران ان فكرت فيهم فكيف بأن ترى ثورا عليما فجانبهم ولا تعتب عليهم وكن للكتب دونهم نديما وقال آخر العلم بلغ قوما ذروة الشرف وصاحب العلم محفوظ من الخرف يا صاحب العلم مهلا لا تدنسه بالموبقات فما للعلم من خلف وقال آخر لو أن العلم مثل كان نورا يضاهي الشمس أو يحكم النهارا لذاك الجهل أظلم جانباه ونور العلم أشرق واستنارا وجدت في كتاب أبي رحمه الله بخطه حدثنا أحمد بن سعبد نا محمد بن موسى ابن عيسى الحضرمي حدثنا أبو الطاهر حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال سمعت معتمر بن سليمان يقول كتب إلى أبي وأنا بالكوفة يا بني اشتر الورق واكتب الحديث فإن العلم يبقى والدنانير تذهب قال أبي قال أحمد بن سعيد وأنشدني غير واحد في هذا المعنى لبعض المحدثين العلم زين وكنز لا نفاد له نعم القرين إذا ما عاقلا صحبا قد يجمع المرء مالا تم يسلبه عما قليل فيلقي الذل والحربا وجامع العلم مغبوط به أبدا فلا يحاذر فوتا لا ولا هربا يا جامع العلم نعم الذخر تجمعه لاتعدلن به درا ولا ذهبا وأنشدنا أبو العيناء وغيره للجاحظ ويقال أنه ليس له غير هذه الأبيات يطيب العيش إذ تلقى لبيبا غذاه العلم والرأي المصيب فيكشف عنك حيرة كل جهل ففضل العلم يعرفه الأريب سقام الحرص ليس له دواء وداء الجهل ليس له طبيب

58
وقال بعض العلماء من شرف العلم وفضله أن كل من نسب إليه فرح بذلك وإن لم يكن من أهله وكل من دفع عنه ونسب إلى الجهل عز عليه ونال ذلك من نفسه وإن كان جاهلا أخبرنا خلف بن أحمد نا أحمد بن سعيد نا أحمد بن خالد بن مروان بن محمد نا العباس بن الفرج الرياشي نا العتبي عن أبي يعقوب الخطابي عن عمه عن ابن شهاب قال العلم ذكر يحبه ذكورة الرجال ويكرهه مؤنثوهم حدثني خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا نا أحمد بن سعيد نا إسحاق بن إبراهيم نا محمد بن علي بن مروان قال سمعت أبا عبد الرحمن الضرير يقول سمعت وكيعا يقول سمعت سفيان يقول ما من شيء أخوف عندي من الحديث وما من شيء أفضل منه لمن أراد به الله عز وجل وحدثاني قالا نا أحمد بن سعيد نا اسحق نا محمد نا أبو بكر بن أبي شيبة نا قبيصة بن عقبة قال سمعت سفين الثوري يقول ما على الرجل لو جعل هذا الأمر بينه وبين نفسه يعني الفقه والآثار قال بعض الحكماء من الدليل على فضيلة العلماء أن الناس تحب طاعتهم وروينا عن عمر بن الخطاب أنه قال أيها الناس عليكم بطلب العلم فإن الله رداء محبه فمن طلب بابا من العلم رداه الله بردائه ذلك فإن أذنب ذنبا استعتبه وإن أذنب ذنبا استعتبه وإن أذنب ذنبا استعبته لئلا يسلبه رداءه ذلك وإن تطاول به ذلك الذنب حتى يموت حدثنا خلف ابن القسم نا أحمد بن إبراهيم الحداد البغدادي بمصر قال نا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمد البرقي نا محمود بن عيلان نا أبو داود الطيالسي نا حماد بن سملة عن ثابت عن أنس أن أخوين كانا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحدهما يحضر حديث النبي صلى الله عليه وسلم ومجلسه وكان الآخر يقبل على صنعته فقال يا رسول الله أخي لا يعتني بشيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلعلك ترزق به أخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر نا محمد بن أبي دليم وحدثنا عبد الوارث بن أبي سفين نا قاسم بن أصبغ قالا جميعا حدثنا محمد بن وضاح نا زهير عن سفين قال إن من كمال التقوى أن تبتغي إلى ما قد علمت علم مالم تعلم هكذا جعله من قول الثوري ورواه سفين بن عيينة عن ابن عجلان عن عون بن عبد الله قال من كمال التقوى أن تطلب إلى ما قد علمت علم مالم تعلم وزاد فيه واعلم أن التفريط فيما

59
قد علمت ابتغاء ترك الزيادة فيه وإنما يحمد الرجل على ترك انتفاع الزيادة فميا قد علم قلة الانتفاع بما علم وقال إسماعيل بن جعفر بن سليمان الهاشمي لمن لم يكتب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة قال جعفر بن محمد الكمال كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة وتدبير المعيشة قال وما موت أحد أحب إلى إبليس من موت فقيه وقال بعض الحكماء من الدليل على فضيلة العلماء أن الناس تحب طاعتهم وكان يقال العلم أشرف الأحساب والأدب والمروءة أرفع الأنساب وقال بعض الحكماء أفضل
العلم وأولى ما نافست عليه منه علم ما عرفت به الزيادة في دينك ومروءتك وقال الأحنف كاد العلماء أن يكونوا أربابا وكل عز لم يؤكد بعلم فإلى ذل ما يصير ويقال مثل العلماء مثل الماء حيث ما سقطوا نفعوا وقال أبو الأسود الدؤلي الملوك حكام على الناس والعلماء حكام على الملوك وقيل لبزرجمهر أيما أفضل الأغنياء أو العلماء فقال العلماء قيل له فما بال العلماء يأتون أبواب الأغنياء قال لمعرفة العلماء بفضل الغني وجهل الأغنياء بفضل العلم وقالت امرأة لإبراهيم النخعي يا أبا عمران أنتم معشر العلماء أحد الناس وألوم الناس فقال لها أما ما ذكرت من الحدة فإن العلم معنا والجهل مع مخالفينا وهم يأبون إلا دفع علمنا بجهلهم فمن ذا يطيق الصبر على هذا وأما اللوم فأنتم تعلمون تعذر الدرهم الحلال وأنا لا نبتغي الدرهم إلا حلالا فإذا صار إلينا لم نخرجه إلا في وجهه الذي لا بد منه وقالوا العلماء في الأرض كالنجوم في السماء والعلماء أعلام الإسلام والعالم كالسراج من مر به اقتبس منه ولولا العلم كان الناس كالبهائم وأخبرنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن نا قاسم بن أصبغ نا محمد بن إسماعيل نا نعيم بن حماد نا ابن المبارك نا زايدة عن هشام عن الحسن قال كان الرجل إذا طلب العلم لم يلبث أن يرى ذلك في تخشعه وبصره ولسانه ويده وصلاته وزهده وإن كان الرجل ليصيب الباب من أبواب العلم فيعمل به فيكون خيرا له من الدنيا وما فيها لو كانت له فجعلها في الآخرة وكان الحسن يقول والله ما طلب هذا العلم أحد إلا كان حظه منه ما أراد به ذكره أبو فاطمة عن هشام عن الحسن حدثنا أبو الوارث بن سفين نا قاسم بن أصبغ نا أحمد بن زهير قال أخبرنا مصعب بن عبد الله قال قال لنا أبي أطلبوا العلم فإن يكن لك مال

60
أجداك جمالا وإن لم يكن لك مال أكسبك مالا حدثنا خلف بن القسم نا الحسين ابن جعفر نا يوسف بن يزيد حدثنا العلي بن عبد العزيز القعقاعي نا بقية نا الحكم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أتى علي يوم لا أزداد فيه علما يقربني من الله عز وجل فلا بورك لي في طلوع شمس ذلك اليوم ورواه يزيد بن هارون قال حدثنا بقية نا الحكم بن عبد الله عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم يمر علي لا أزداد فيه علما يقربني من الله فلا بلغني الله طلوع شمس ذلك اليوم قال أبو عمر أخذه بعض المتأخرين وهو علي بن محمد الكاتب البستي فقال دعوني وأمري واختباري فإنني بصير لما أفرى وأبرم من أمري إذا ما مضى يوم ولم أصطنع يدا ولم أقتبس علما فما هو من عمري أخبرنا أحمد بن محمد بن هشام حدثنا علي بن عمر حدثنا الحسن بن سعيد حدثنا عبد الله بن داود حدثنا عبد الله بن محمد بن النعمان حدثنا كثير بن يحيى حدثنا يحيى بن سليم حدثنا عمر بن محمد بن المنكدر عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أفضل الفوائد حديث حسن يسمعه الرجل فيحدث به أخاه وكتب رجل إلى أخ له إنك قد أوتيت علما فلا تطفئ نور علمك بظلمات الذنوب فتبقى في ظلمة يوم يسعى أهل العلم بنور علمهم إلى الجنة ومن حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أهدى المرء لأخيه هدية أفضل من كلمة حكمة يزيده الله بها هدى أو يرده بها عن ردي أخبرنا أحمد بن قاسم حدثنا ابن أبي دليم حدثنا ابن وضاح حدثنا هارون الحمال حدثنا سيار بن حاتم حدثنا جعفر بن سليمان عن عبد الجليل عن ابن عبد السلام عن كعب قال أوحى الله عز وجل إلى موسى عليه السلام تعلم الخير وعلمه الناس فإني منور لمعلم العلم ومتعلمه قبورهم حتى لا يستوحشوا لمكانهم أخبرنا أحمد بن محمد حدثنا علي بن عمر بن موسى القاضي حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري حدثنا أحمد بن يحيى بن زهير حدثنا محمد بن عمرو بن عوف قال

61
حدثني أبي حدثنا شريك عن ليث عن يحيى بن أبي كثير عن علي الأزدي قال سألت ابن عباس عن الجهاد فقال ألا أدلك على ما هو خير لك من الجهاد تبني مسجدا تعلم فيه القرآن وسنن النبي صلى الله عليه وسلم والفقه في الدين وحدثنا أبو القاسم خلف بن القاسم حدثنا أبو صالح أحمد بن عبد الرحمن بمصر حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن البخاري حدثنا الحسين بن الحسن بن وضاح البخاري السمسار حدثنا حفص بن داود الربعي قال حدثنا معاذ بن خالد قال حدثنا بقية قال حدثنا صفوان بن رستم أبو كامل حدثنا عبد الرحمن بن ميسرة عن عبد الرحمن عن تميم الداري قال تطاول الناس في البنيان زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال يا معشر العرب الأرض الأرض أنه لا إسلام إلا بجماعة ولا جماعة إلا بأمارة ولا أمارة إلا بطاعة ألا فمن سوده قومه على فقه كان ذلك خيرا له ومن سوده قومه على غير فقه كان ذلك هلاك له ولمن اتبعه أخبرنا عيسى بن سعد المقري إجازة حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم حدثنا العاقولي حدثنا المبرد قال كان يقال تعلموا العلم فإنه سبب إلى الدين ومنبهة للرجل ومؤنس في الوحشة وصاحب في الغربة ووصلة في المجالس وجالب للمال وذريعة في طلب الحاجة وقال ابن المقفع اطلبوا العلم فإن كنتم ملوكا برزتم وإن كنتم سوقة عشتم وقال أيضا إذا أكرمك الناس بمال أو سلطان فلا يعجبك ذلك فإن زوال الكرامة بزوالها ولكن ليعجبك إذا أكرموك لعلم أو دين ويقال ثلاثة لا بد لصاحبها أن يسود الفقه والأمانة والأدب وقيل للقمان الحكيم أي الناس أفضل قال مؤمن عالم أن ابتغي عنده الخير وجد وقال الحجاج لخالد بن صفوان من سيد أهل البصرة فقال له الحسن فقال وكيف ذلك وهو مولى فقال احتاج الناس إليه في دينهم واستغنى عنهم في دنياهم وما رأيت أحدا من أشراف أهل البصرة إلا وهو يروم الوصول في حلقته إليه ليستمع قوله ويكتب علمه فقال الحجاج هذا والله السؤدد وروينا أن معاوية بن أبي سفيان حج في بعض الحجات فابتنى بالأبطح مجلسا فجلس عليه ومعه زوجته ابنة قرظة بن عبد عمرو بن نوفل فإذا هو بجماعة على رحال لهم وإذا شاب منهم قد رفع عقيرته يعني وانا الأخضر من يعرفني أخضر الجلدة من بيت العرب

62
من يساجلني يساجل ماجدا يملأ الدلو إلى عقد الكرب فقال معاوية من هذا فقالوا فلان بن جعفر بن علي بن أبي طالب قال خلوا له الطريق فليذهب ثم إذا هو بجماعة فيهم غلام يغني بينما يذكرنني أبصرتني عند قد الميل يسعى بي الأغر قلن تعرفن الفتى قلن نعم قد عرفناه وهل يخفى القمر قال من هذا قالوا عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة قال خلو له الطريق فليذهب ثم إذا هو بجماعة حول رجل يسألونه فبعضهم يقول رميت قبل أن أحلق وبعضهم يقول حلقت قبل أن أرمى يسألونه عن أشياء أشكلت عليهم من من مناسك الحج فقال من هذا قالوا هذا عبد الله بن عمر فالتفت إلى زوجته ابنة قرظة فقال هذا وأبيك الشرف وهذا والله شرف الدنيا والآخرة حدثنا عبد الوارث بن سفين حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبو الفتح نصر بن المغيرة البخاري قال قال سفين بن عيينة في قوله عز وجل أو أثارة من علم قال الرواية عن الأنبياء
عليهم السلام
باب ذكر كراهية كتابة العلم وتخليده في الصحف
حدثنا عبد الوارث نا قاسم نا أحمد بن زهير نا موسى بن إسماعيل حدثنا هشام نا زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن فمن كتب عني شيئا سوى القرآن فليمحه حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن حدثنا محمد بن بكر بن داسة حدثنا عبد الرحمن بن يحيى نا أحمد بن سعيد نا ابن الاعرابي نا أبو داود نا نصر ابن علي قال أخبرني أبو أحمد نا كثير بن يزيد عن المطلب بن عبد الله بن حنطب قال دخل زيد بن ثابت على معاوية فسأله عن حديث فأمر إنسانا أن يكتبه فقال له زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن لا نكتب شيئا من حديثه فمحاه أخبرنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبي نا عبد الله نا بقية نا أبو بكر نا أبو أسامة عن شعبة عن جابر بن عبد الله بن يسار قال سمعت عليا يخطب يقول أعزم على كل من

63
كان عنده كتاب الأرجع فمحاه فإنما هلك الناس حيث يتبعوا أحاديث علمائهم وتركوا كتاب ربهم قال أبو بكر نا أبو أسامة عن كهمس عن أبي نضرة قال قيل لأبي سعيد لو اكتتبتنا الحديث فقال لا نكتبكم خذوا عنا كما أخذنا عن نبينا صلى الله عليه وسلم وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا عمر بن محمد المكي بمكة نا علي بن عبد العزيز وأخبرنا عبد الوارث بن سفين نا قاسم بن أصبغ نا أحمد بن زهير قالا نا مسلم بن إبراهيم نا المعتمر بن الريان عن أبي نضرة قال قلت لأبي سعيد الخدري ألا نكتب ما نسمع منك قال أتريدون أن تجعلوها مصاحف أن نبيكم صلى الله عليه وسلم يحدثنا فنحفظ فاحفظوا كما كنا نحفظ وحدثنا عبد الوارث بن قاسم نا أحمد بن زهير نا عبد الله ن عمر نا عبد الأعلى نا سعيد الجريري عن أبي نضرة قال قلت لأبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنك تحدثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا عجيبا وأن نخاف نزيد فيه أو ننقص قال أردتم أن تجعلوه قرآنا لا لا ولكن خذوا عنا كما أخذنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثنا أحمد بن سعيد بن بشر حدثنا ابن أبي دليم نا ابن وضاح نا محمد بن يحيى المصري نا ابن وهب قال سمعت مالكا يحدث أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب هذه الأحاديث أو كتبها ثم قال لا كتاب مع كتاب الله قال مالك رحمه الله لم يكن مع ابن شهاب كتاب إلا كتاب فيه نسب قومه قال ولم يكن القوم يكتبون إنما كانوا يحفظون فمن كتب منهم الشيء فإنما كان يكتبه ليحفظه فإذا حفظه محاه أخبرنا خلف بن سعيد نا عبد الله بن محمد نا أحمد بن خالد نا إسحاق بن إبراهيم نا عبد الرزاق نا معمر عن الزهري عن عروة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب السنن فاستفتى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فأشاروا عليه بأن يكتبها فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا ثم أصبح يوما وقد عزم الله له فقال إني كنت أريد أن أكتب السنن وإني ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها وتركوا كتاب الله وإني والله لا أشوب كتاب الله بشيء أبدا قال عبد الرزاق وأنا معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن ابن عباس أنه قال إنا لا نكتب العلم ولا نكتبه

64
أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا عمر بن محمد نا علي بن عبد العزيز نا سعيد ابن عبد الرحمن القرشي قال سفين بن عيينة عن عمر بن دينار عن يحيى بن جعدة أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أراد أن يكتب السنة ثم بدا له أن لا يكتبها ثم كتب في الأمصار من كان عنده شيء فليحمه وذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا مروان بن معاوية عن أبي مالك الأشجعي عن سليمان بن الأسود المحاربي قال كان ابن مسعود رضي الله عنه يكره كتابه العلم قال وأنا وكيع عن طلحة بن عمرو عن أبي بردة قال كتبت عن أبي كتابا كثيرا فقال ائتني بكتبك فأتيته بها فغسلها قال وأنا وكيع عن الحكم بن عطية عن ابن سيرين قال إنما ضلت بنو إسرائيل بكتب ورثوها عن آبائهم قال وحدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي أن مروان دعا زيد بن ثابت وقوما يكتبون وهو لا يدري فأعلموه فقال أتدرون لعل كل شيء حدثتكم به ليس كما حدثتكم قال وحدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن جامع بن شداد عن الأسود بن هلال قال أتى عبد الله بصحيفة فيها حديث فدعا بماء فمحاها ثم غسلها ثم أمر بها فأحرقت ثم قال ذكر الله رجالا يعلمها عند أحد إلا أعلمني به والله لو أعلم أنها بدير هند لبلغتها بهذا هلك أهل الكتاب قبلكم حين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا القاسم ابن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا محمد بن سعيد بن أبي مريم قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا أبو خالد الأحمر سليمان بن حسان عن سنان البرجمي عن الضحاك قال يأتي على الناس زمان يكثر فيه الأحاديث حتى يبقى المصحف بغباره لا ينظر فيه أخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر نا أبن أبي دليم نا ابن وضاح نا محمد ابن نمير نا روح بن عبادة قال حدثنا جرير عن الحسن بن مسلم عن سعيد بن جبير عن أبن عباس رضي اله عنهما أنه كان ينهي عن كتابة العلم وقال إنما ضل من كان قبلكم بالكتب وقرأت على سعيد بن نصر أن قاسما حدثه قال حدثنا ابن وضاح نا ابن نمير فذكره بإسناده حرفا بحرف أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى نا عمر بن محمد الجمحي نا علي بن عبد العزيز نا أبو يعقوب المروزي نا حماد بن زيد عن أيوب عن

65
سعيد بن جبير قال كتبت إلى أهل الكوفة مسائل ألقى فيها ابن عمر فلقيته فسألته عن الكتاب ولو علم أن معي كتابا لكانت الفيصل بيني وبينه وحدثنا أحمد بن عبد الله وأبي نا عبد الله بن يونس نا بقي بن مخلد نا أبو بكر ابن أبي شيبة نا سفين ابن عيينة عن أيوب قال سمعت سعيد بن جبير قال كنا نختلف في أشياء فنكتبها في كتاب ثم أتيت بها ابن عمر أسأله عنها خفيا فلو علم بها كانت الفيصل بيني وبينه وأخبرني عبد الرحمن نا عمر نا علي بن عبد العزيز نا حجاج نا أبو هلال قال حدثني حميد بن هلال عن أبي بردة قال كان أبو موسى يحدثنا بأحاديث فقمنا لنكتبها فقال أتكتبون ما سمعتم مني قلنا نعم قال فجيئوني به فدعا بماء فغسله وقال احفظوا عنا كما حفظنا وأخبرنا عبد الرحمن نا عمر نا علي بن عبد العزيز نا الحسن بن بشر البجلي الكوفي نا المعافي عن الأوزاعي عن أبي كثير قال سمعت أبا هريرة يقول نحن لا نكتب ولا نكتب وأخبرنا عبد الرحمن حدثنا عمر نا علي نا أبو عبيد عن محمد بن عبيد الطنافسي عن هارون بن عنترة عن عبد الرحمن ابن الأسود عن أبيه قال أصبت أنا وعلقمة صحيفة فانطلق معي إلى ابن مسعود بها وقد زالت الشمس أو كادت تزول فجلسنا بالباب ثم قال للجارية أنظري من بالباب فقالت علقمة والأسود فقال إيذني لهما فدخلنا فقال كأنكما قد أطلتما الجلوس قلنا أجل قال فما منعكما أن تستأذنا قال خشينا أن تكون نائما قال ما أحب أن تظنوا بي هذا إن هذه ساعة كنا نقيسها بصلاة الليل فقلنا هذه صحيفة فيها حديث
حسن فقال يا جارية هاتي بطشت واسكبي فيه ماء قال فجعل يمحوها بيده ويقول نحن نقص عليك أحسن القصص فقلنا انظر فيها فإن فيها حديثا عجيبا فجعل يمحوها ويقول إن هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره قال أبو عبيد يرى أن هذه الصحيفة أخذت من أهل الكتاب فلهذا كره عبد الله النظر فيها أخبرنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ نا ابن وضاح نا يوسف عن عدي نا هشام بن علي عن الأعمش عن إبراهيم قال قال مسروق لعلقمة اكتب لي النظائر قال أما علمت أن الكتاب يكره قال بلى إنما أريد أن أحفظها ثم أحرقها حدثنا عبد

66
الرحمن نا عمر نا علي نا عارم أبو النعمان نا حماد بن زيد عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال قلت لعبيدة أكتب ما أسمع منك قال لا وان وجدت كتابا أقرأه عليك قال لا وأخبرنا عبد الوارث نا قاسم نا أحمد بن زهير حدثني أبي نا وكيع عن ابن عون عن محمد قال قلت لعبيدة فذكره حرفا بحرف وحدثنا عبد الوارث ابن سفين نا قاسم بن أصبغ نا أحمد بن زهير وابن الأصبهاني نا شريك وجرير عن مغيرة بن إبراهيم قال كنت أكتب عند عبيدة فقال لا تخلدن عني كتابا قال أحمد ابن زهير وحدثني أبي نا جرير عن أبي يزيد المرادي قال لما حضر عبيدة الموت دعا بكتبه فمحاها قال أحمد وحدثنا الوليد بن شجاع نا أبو زيد عنترة بن القسم عن النعمان بن قيس عن عبيدة أنه دعا بكتبه عند الموت فمحاها فقيل له في ذلك فقال أخشى أن يليها قوم يضعونها غير موضعها حدثنا عبد الرحمن بن يحيى نا عمر بن محمد القرشي نا علي بن عبد العزيز نا خلف بن هشام نا أبو عوانة عن سليمان ابن أبي العتيك عن أبي معشر عن إبراهيم أنه كان يكره أن يكتب الأحاديث في الكراريس أخبرنا أحمد بن عبد الله قال حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله بن يونس نا بقي نا أبو بكر بن أبي شيبة نا معاذ نا ابن عون عن القاسم أنه كان لا يكتب الحديث وأخبرنا عبد الرحمن قال حدثنا عمر قال حدثنا علي حدثنا سليمان بن أحمد قال سمعت أبا مسهر يقول سمعت سعيد بن عبد العزبز يقول ما كنت ما كتبت حديثا قط وحدثنا عبد الرحمن نا عمر نا علي نا أبو غسان نا محمد بن فضيل عن أبي شبرمة قال سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوداء في بيضاء قط ولا استعدت حديثا من إنسان مرتين وأخبرنا عبد الوارث نا قاسم نا أحمد بن زهير قال حدثني أبي وأحمد بن حنبل والأخنس ومحمد بن عمران قالوا حدثنا محمد بن فضيل نا ابن شبرمة قال سمعت الشعبي يقول ما كتبت سوادا في بياض قط وما سمعت من رجل حديثا فأردت أن يعيده علي زاد الأخنس ولقد نسيت من الأحاديث ما لو حفظها إنسان كان بها عالما أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى نا عمر بن محمد نا علي بن عبد العزبز ثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال قلت لجرير يعني ابن عبد الحميد أكان منصور يعني ابن المعتمر يكره كتاب الحديث قال نعم منصور ومغيرة والأعمش كانوا

67
يكرهون كتاب الحديث وأخبرنا محمد بن إبراهيم نا محمد بن معاوية نا جعفر بن محمد الفريابي نا صفوان بن صالح نا الوليد بن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول كان هذا العلم شيئا شريفا إذا كان من أفواه الرجال يتلاقونه ويتذاكرونه فلما صار في الكبت ذهب نوره وصار إلى غير أهله وذكر الحسن بن علي الحراني نا عبد الله بن صالح نا الليث عن يحيى بن سعيد قال أدركت الناس يهابون الكتب حتى كان الآن حديثا قال ولو كنا نكتب لكتبت من علم سعيد وروايته كثيرا وذكر الحلواني قال نا دحيم نا الوليد بن مسلم عن عطاء بن مسلم عن عمرو بن قيس عن إبراهيم قال لا تكتبوا فتتكلوا قال الحلواني وأخبرنا آدم نا أبو شهاب والحسن ابن عمرو عن الفضيل بن عمرو قال قلت لإبراهيم إني آتيك وقد جمعت المسائل فإذا رأيتك كأنما تختلفس مني وأنت تكره الكتابة قال لا عليك فإنه قل ما طلب إنسان علما إلا آتاه الله منه ما يكفيه وقل ما كتب رجل كتابا إلا اتكل عليه قال أبو عمر من كره كتابة العلم إنما كرهه لوجهين أحدهما ألا يتخذ مع القرآن كتابا يضاهي به ولئلا يتكل الكاتب على ما كتب فلا يحفظ فيقل الحفظ كما قال الخليل رحمه الله ليس بعلم ما حوى القمطر ما العلم إلا ما حواه الصدر وأنشدني بعض شيوخي لمحمد بن بشير باسناد لا أحفظه أما لو أعى كل ما أسمع وأحفظ من ذاك ما أجمع ولم أستفد غير ما قد جمعت لقيل هو العالم المقنع ولكن نفسي إلى كل فن من العلم تسمعه تنزع فلا أنا أحفظ ما قد جمعت ولا أنا من جمعه أشبع ومن يك في علمه هكذا يكن دهره القهقري يرجع إذا لم تكن حافظا واعيا فجمعك للكتب لا ينفع أأحضر بالجهل في مجلس وعلمي في الكتب مستودع وقال أبو العتاهية من منح الحفظ وعيى من ضيع الحفظ وهم وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى نا أحمد بن سعيد نا صالح بن محمد بن شاذان نا إسحاق بن هبيرة بن معبد الخراساني قال قال أبو معشر في الحفظ

68
يا أيها المضمن الصحائفا ما قد روى يضارع المصاحفا احفظ وغلا كنت ريحا عاصفا وقال اعرابي حرف في تامورك خير من عشرة في كتبك قال أبو عمر التامور علقة القلب أخبرنا سعبد بن عثمان قال أخبرنا إسماعيل بن القسم نا بان دريد وقال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال سمع يونس بن حبيب رجلا ينشد استودع العلم قرطاسا فضيعة وبئس مستودع العلم القراطيس فقال يونس قاتله الله ما أشد صيانته للعلم وصيانته للحفظ إن علمك من روحك وإن مالك من بدنك فصن علمك صيانتك روحك وصن مالك صيانتك بدنك ومما ينسب إلى منصور الفقيه من قوله علمي معي حيث ما يممت أحمله بطني وعاء له لا بطن صندوق إن كنت في البيت كان العلم فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق قال أبو عمر من ذكرنا قوله في هذا الباب فإنما ذهب في ذلك مذهب العرب لأنهم كانوامطبوعين على الحفظ مخصوصين بذلك والذين كرهوا الكتاب كابن عباس والشعبي وابن شهاب والنخعي وقتادة ومن ذهب مذهبهم وجبل جبلتهم كانوا قد طبعواعلى الحفظ فكان أحدهم يجتزي بالسمعة ألا ترى ما جاء عن ابن شهاب أنه كان يقول أني لأمر بالبقيع فاسد آذاني مخافة أن يدخل فيها شيء من الخنا فوالله ما دخل أذني شيء قط فنسيبه وجاء عن الشعبي نحوه وهؤلاء كلهم عرب وقال النبي صلى الله عليه وسلم نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب وهذا مشهور أن العرب قد خصت بالحفظ كان أحدهم يحفظ اشعار بعض في سمعه واحدة وقد جاء أن ابن عباس رضي الله عنه حفظ قصيدرة عمر بن أبي ربيعة أمن آل نعم أنت غاد فمبكر

69
في سمعة واحدة على ما ذكروا وليس أحد اليوم على هذا ولولا الكتاب لضاع كثير من العلم وقد أرخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتاب العلم ورخص فيه جماعة من العلماء وحمدوا ذلك ونحن ذاكروه بعد هذا بعون الله إن شاء الله وقد دخل على إبراهيم النخعي شيء في حفظه لتركه الكتاب وذكر الحلواني قال حدثنا معاوية بن هشام وقبيصة قالا حثنا سفين عن منصور كان إبراهيم يحذف الحديث فقلت له إن سالم بن أبي الجعد يتم الحديث قال له أن سالما كتب وأنا لم أكتب قال أبو عمر فهذا
النخعي مع كراهيته لكتاب الحديث قد أقر بفضل الكتاب
باب ذكر الرخصة في كتاب العلم
أخبرني عبد الله بن محمد أخبرني محمد بن بكر قال أخبرنا أبو داود ثنا العباس بن الوليد بن مزيد قال أخبرني أبي عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ثنا أبو هريرة قال لما فتحت مكة قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الخطبة خطبة النبي صلى الله عليه وسلم قال فقام رجل من اليمن يقال له أبو شاة فقال يا رسول الله اكتبوا لي فقال صلى الله عليه وسلم اكتبوا لأبي شاة يعين الخطبة أخبرني خلف بن سعيد نا عبد الله بن محمد نا أحمد ابن خالد نا إسحاق بن إبراهيم قال حدثني عبد الرزاق ثنا معمر عن تمام بن منه أنه سمع أبا هريرة يقول لم يكن أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر حديثا مني إلا عبد الله بن عمرو بن العاص فإنه كتب ولم أكتب قرأت على أبي القسم خلف بن القسم أن أبا الميمون عبد الرحمن بن عمر بن راشد البجلي الدمشقي حدثهم بدمشق قال حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمر بن صفوان الدمشقي قال حدثنا أحمد بن خالد الوهبي قال حدثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن

70
أبيه عن جده قال قلت يا رسول الله اكتب كل ما أسمع منك قال نعم قلت في الرضا والغضب قال نعم فإني لا أقول في ذلك كله الحقا وأخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا محمد بن بكر قال حدثنا أبو داود قال حدثنا مسدد وأبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيد الله بن الأخنس عن الوليد بن عبد الله عن يوسف بن ماهك عن عبد الله بن عمرو قال كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش وقالوا الكتب كل شيء تسمعه ورسول الله صلى الله عليه وسلم يتكلم في الرضا والغضب فأمسكت عن الكتاب فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأومأ بأصبعه إلى فيه وقال اكتب فوالذي نفسيب بيده ما يخرج منه الأحق وقرأت على سعيد بن نصران قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا محمد ابن إسماعيل قال حدثنا الحميدي وقرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الملك أن أحمد بن محمد بن زياد البصيري حدثهم بمكة قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قالا جميعا حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا مطرف بن طريف قال سمعت الشعبي يقول أخبرني أبو جحيفة قال قلت لعلي بن أبي طالب هل عندكم من رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء سوى القرآن قال لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إلا أن يعطي الله عبدا فهما في كتابه وما في هذه الصحيفة قلت وما في الصحيفة قال العقل وفكاك الأسير وألا يقتل مسلم بكافر وقد روي عن علي رضي الله عنه في هذه الصحيفة وجهان أحدهما تحريم المدينة ولعن من انتسب إلى غير مواليه في حديث فيه طول وفيه المسلمون تتكافأ دماءهم الحديث رواه عن علي يزيد التيمي وجلاس وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاب الصدقات والديات والفرائض والسنن لعمرو بن حزم وغيره وأخبرني أحمد بن عبدا لله قال حدثني أبي قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا يحيى بن إبراهيم قال حدثنا عبد الله بن مسلمة قال حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي عن يزيد بن أبي زياد عن أبي جعفر محمد بن علي قال وجدت في قائم سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيفة فيها مكتوب ملعون من سرق تخوم الأرض ملعون من تولى غير مواليه أو قال ملعون من جحد نعمة من أنعم عليه وأخبرنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبدا لله بن محمد قال أخبرنا أحمد بن

71
خالد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا محمد بن سعيد الأصبهاني قال حدثنا شريك عن ليث عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو قال ما يرغبني في الحياة إلا خصلتان الصادقة والوهط فأما الصادقة فصحيفة كتبتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما الوهط فأرض تصدق بها عمرو بن العاص كان يقوم عليها وقرأت على خلف بن القاسم أن علي بن أحمد بن علي الخومي حدثهم قال حدثنا محمد بن عبدة قال حدثنا محمد بن سليما لوين قال حدثنا عبد الحميد بن سليمان عن عبدا لله بن المثنى عن ثمامة بن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قيدو العلم بالكتاب حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثني تقي قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا الضحاك بن مخلد عن ابن جريج عن عبد الملك بن سفيان عن عمه أنه سمع عمر بن الخطاب يقول قيدوا العلم بالكتاب قال أبو بكر وحدثنا حسين بن علي عن الربيع بن سعد قال رأيت جابرا يكتب عند ابن سابط في الألواح قال وحدثنا وكيع عن عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير قال قال ابن عباس قيدوا اللعم بالكتاب قال حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن معن قال أخرج إلي عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود كتابا وحلف لي أنه خط أبيه بيده وحدثنا جيرير عن منصور عن إبراهيم قال لا بأس بكتاب الأطراف قال وحدثنا وكيع عن أبي كبران قال سمعت الضحاك يقول إذا سمعت شيئا فاكتبه ولو في حائط قال وحدثنا وكيع عن حسين بن عقيل قال أملى علي الضحاك مناسك الحج قال وحدثنا وكيع عن عمران بن جرير عن أبي مخلد عن بشير ين نهيك قال كنت أكتب ما أسمع من أبي هريرة فلما أردت أن أفارقه أتيته بكتابي فقلت هذا سمعته منك قال نعم قال وأخبرنا يحيى بن آدم عن حماد بن زيد عن يحيى بن عتيق عن ابن سيرين قال كنت ألقي عبيدة بالأطراف فأسأله قال وحدثني ابن نمير عن عثمان بن حكيم عن سعيد بن جبير أنه كان يكون مع ابن عباس فيستمع منه الحديث فيكتبه في واسطة الرحل فإذا نزل نسخه قال وحدثنا سليمان بن حرب قال حدثناحماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال الكتبا أحب إلينا من النسيان قال وحدثنا سليمان بن حرب قال

72
حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي المليح قال يعيبون علينا الكتاب وقد قال الله علمها عند ربي في كتاب قال وحدثنا وكيع عن أبيه عن عبد الله بن خنيس قال رأيتهم عند البراء يكتبون على أيديهم بالقصب قال وحدثنا ابن إدريس عن هارون بن عنترة عن أبية عن ابن عباس أنه ارخص له أن يكتب أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا خالد بن خداش حدثناعبد الله بن المثنى عن ثمامة قال كان أنس يقول لبنيه يا بني قيدوا العلم بالكتاب وأخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر قال حثنا أبو زرعة قال حدثنا عبد الله بن ذكوان قال حجثنا ابن وهب عن معاوية بن صالح الحسن بن جابر قال سألت أبا أمامة عن كتاب العلم فلم يربه بأسا أخبرني عبيد بن محمد قال حدثنا عبد الله بن مسرور قال حدثنا عيسى بن مسكين قال حدثنا محمد بن سنجر قال حدثنا سعيد بن سليمان قال حدثنا عبد الله بن المؤمل عن ابن جريج عن عطاء عن عبد الله ابن عمر يرفعه قال قيدوا العلم قلت وما تقييده قال الكتاب وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال أخبرنا
سعيد بن سليمان وقال حدثنا عبد الله بن المؤمل عن ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عمرو قلت يا رسلو اله أأقيدالعلم قال قيد العلم قال عطاء قلت وما تقييد العلم قال الكتاب أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قراءة مني عليه أن أحمد ابن سعيد حدثه قال حدثنا أبو سعيد الاعرابي قال حدثنا عباس الدوري قال حدثنا يحيى بن معين وحدثنا أحمد حدثنا أبي قال حدثنا عبد الله قال حدثنا بقي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الرحمن بن حرملة قال كنت سئ الحظ فرخص لي سعيد بن المسيب في الكتاب أخبرنا عبد الله ابن محمد بن يوسف قال أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل قال حدثنا محمدج بن الحسن قال حدثنا الزبير بن أبي بكر قال حدثنا محمد بن حسن عن عبد العزبز بن محمد الداروريدي قال أول من دون العم وكتبه ابن شهاب قال الزبير وحدثني أبو غزية وغيره عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه قال كنا نكتب الحلال والحرام وكان ابن شهاب يكتب كل ما سمع فلما احتيج إليه علمت أنه أعلم الناس وحدثنا خلف

73
ابن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا حدثنا أحمد بن سعيد حدثنااسحاق بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن علي بن مروان حدثنا محمد بن حمير حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا سوادة بن حيان قال سمعت معاوية بن قرة يقول من لم يكتب العلم فلا تعدوه عالما وحدثاني قال حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن علي قال سمعت خالد بن خداش البغدادي ثقة قال ودعت مالك بن أنس قلت يا أبا عبد الله أوصني فقال عليك بتقوى الله في السر والعلانية والنصح لكل مسلم وكتابة العلم من عند أهله أخبرنا أبو بكر بن يحيى بن عبد الرحمن قال حدثناأحمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن ريان قال حدثنا الحارث بن مسكين قال حدثنا بن القاسم عن مالك قال سمعت يحيى بن سعيد يقول لأن أكون كتبت كل ما كنت أسمع أحب إلي من أن يكون ليس مثل مالك وأخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن يحيى ابن محمد قال حدثنا علي بن محمد بن مسروق قال حدثنا أحمد بن أبي سليمان قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا مالك سمع يحيى بن سعيد مثله سواء في جامعة قال ابن وهب وأخبرني السدي بن حييى عن الحسن أنه كان لا يرى بكتاب العلم بأسا وقد كان أملى التفسير فكتب قال ابن وهب وأخبرني عبيد الله بن أبي جعفر عن الفضيل بن حسن بن عمرو بن أمية الضمري عن أبيه قال تحدثت عند أبي هريرة بحديث فأنكره فقلت إني قد سمعته منك فقال إن كنت سمعته مني فهو مكتوب عندي فأخذ بيدي إلى بيته فأرانا كتبا كثيرة من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت ذلك الحديث فقال قد أخبرتك أني إن كنت حدثتك به فهو مكتوب عندي هذا خلاف ما تقدم في أول الباب عن أبي هريرة أنه لم يكتب وأن عبد الله بن عمرو كتب وحديثه بذلك أصح في النقل من هذا لأنه أثبت اسنادا عند أهل الحديث أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن عثمان ابن ثابت الصيدلاني قال حدثنا إسماعيل بن اساحق قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا جرير عن الأعمش قال قال الحسن أن لنا كتبا نتعاهدها وذكر الحسن بن علي الحلواني قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا شعبة بحديث ثم قال هذا وجدته مكتوبا عندي في الصحيفة قال وسعت شبابة يقول سمعت شعبة يقول إذا رأيتموني

74
أثج الحديث فاعلموا أني تحفظته من كتاب وروى جرير عن الأعمش عن الحسن أنه قال أن لناكتاب نتعاهدها وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم أخبرنا الخشني قال أخبرنا الرياشي قال قال الخليل بن أحمد اجعل ماتكتب ما بيت مال وما في صدرك للنفقة وذكر عبد الرزاق عن معمر عن هشام بن عروة عن أبيه أنه احترقت كتبه يوم الحرة وكان يقول وددت لو أن عندي كتبيبأهلي ومالي أنبأنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا ابن وضاح الأصبهاني قال حدثنا شريك عن أبي روق عن عامر الشعبي قال الكتاب قيد العلم وأخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر قال أخبرنا أرو زرعة قال أخبرنا أبو مسهر قال حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن سليمان بن موسى قال يجلس العالمإلى ثلاثة رجل يأخذ كل ما سمع فذل حاطب ليل ورجل لا يكتب ويسمع فذلك يقال له جليس العالم ورجل ينتقي وهو خيرهم وقال مرة أخرى وذلك العالم قال أبو عمر العرب تضرب المثل بحاطب الليل للذي يجمع كل ما يسمع من غث وسمين وصحيح وسقيم وباطل وحق لأن المحتطب بالليل ربما ضم أفعى فنهشته وهو يحسبها من الحطب وفي مثل هذا يقول بشر المعتمر وحاطب يحطب في بجادة في ظلمه الليل وفي سواده يحطب في بجادة الأيم الذكر والأسود السالح مكروه النظر أخبرني أحمد بن محمد وعبيد بن محمد قالا حدثنا الحسن بن سلمة قال حدثنا الجارود قال حدثنا إسحاق بن منصور قال قلت لأحمد بن حنبل من كره كتاب العلم قال كرهه قوم ورخص فيه آخرون قلت له لو لم يكتب العلم لذهب قال نعم ولولا كتابة العلم أي شيء كنا نكون نحن قال إسحاق بن منصور وسألت إسحاق بن راهويه فقال كما قال أحمد سواء وأخبرانا خلف بن القاسم قال حدثنا أبو الميمون البجلي بدمشق قالحدثنا أبو زرعة قال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين يقولان كل من لم يكتب العلم لا يؤمن عليه الغلط وأخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا أبو الميمون قال حدثنا أبو زرعة قال سمعت أبا نعيم وذكر له حماد بن زيد وابن عليه ون حماد بن زيد حفظ عن أيوب وابن علية كتب له فقال ضمنت لك أن كل من لا يرجع إلى الكتاب لا يؤمن

75
عليه الزلل أخبرنا عبد الوارث بن سفيان وسعيد بن نصر وأحمد بن قاسم قالوا أخبرنا قاسم بن أصبغ قال حدثنامحمد بن إسماعيل الترمذي أملاء قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا حاتم الفاخر وكان ثقة قال سمعت سفيان الثوري يقول إني أحب أن أكتب الحديث على ثلاثة أوجه حديث أكتبه أريد أن أتخذه دينا وحديث رجل أكتبه فأوقفه لا أطرحه ولا أدين به وحديث رجل ضعيف أحب أن أعرفه ولا أعبأ به وقال الأوزاعي تعلم مالا يؤخذ به كما تتعلم ما يؤخذ به أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو مسلم قال قال سفيان قال بعض الأمراء لابن شبرمة ما هذه الأحاديث التي تحدثنا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كتاب عندنا وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الزبير قال حدثنا محمد بن الحسن عن مالك بن أنس قال أول من دون العلم ابن شهاب وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي قال حدثنا معن بن عيسى قال حدثنا سعيد بن زياد مولى الزبير قال سمعت ابن شهاب يحدث سعد بن إبراهيم أمرنا عمر بن عبد العزيز بجمع السنن فكتبناها دفترا دفترا فبعث إلى كل أرض له عليها سلطان دفترا وحدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري قال كنا نكره كتاب العلم حتى أكرهنا عليه هؤلاء الأمراء فرأينا ألا نمنعه أحدا من المسلمين قال وأخبرنا معمر قال حدثني يحيى بن أبي كثير بأحاديث فقال اكتب لي حديثا كذا وحديثا وكذا فقلت أما تكره أن تكتب العلم قال اكتب فإنك إن لم
تكن كتبت فقد ضيعت أو قال عجزت قال وأخبرنا معمر عن صالح بن كيسان قال كنت أنا وابن شهاب ونحن نطلب العلم فاجتمعنا على أن نكتب السنن فكتبنا كل شيء سمعنا عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال اكتب بنا ما جاء عن أصحابه فقلت لا ليس بسنة وقال هو بل هو سنة فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت وأخبرنا عبد الوارث حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر قال أخبرني صالح بن كيسان قال اجتمعت

76
أنا والزهري ونحن نطلب العلم فقلنا نكتب السنن فكتبنا ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال نكتب ما جاء عن أصحابه فإنه سنة وقلت أنا ليس بسنة فلا نكتبه فكتب ولم أكتب فأنجح وضيعت وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال كنا نكره كتاب العلم حتى أكرهنا عليه هؤلاء الأمراء فرأينا ألا نمنعه أحدا من المسلمين قال أحمد بن زهير وحدثنا الوليد بن سجاع قال حدثنا روح بن عبادة قال حدثنا سعيد بن عبد الرحمن أخو أبي حرة عن أيوب بن أبي تميمة عن الزهري قال استكتبني الملوك فأكتبتهم فاستحييت الله إذ كتبها الملوك ألا اكتبها لغيرهم وذكر ابن المبارك عن يونس بن يزيد قال قلت للزهري اخرج إلى كتبك فأخرج إلي كتبا فيها شعر وذكر محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عن خالد بن نزار قال أقام شهاب بن عبد الملك كاتبين يكتبان عن الزهري فأقاما سنة يكتبان عنه وذكر المبرد قال قال الخليل بن أحمد ما سمعت شيئا إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته ولا حفظته إلا نفعني
باب معارضة الكتاب
أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قا لحدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الوهاب ابن نجدة الحوطي قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة أن أباه قال له كتبت قال نعم قال عارضت قال لا قال لم تكتب وأخبرنا أحمد بن قاسم قال حدثا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي قال حدثنا الهيثم بن خارجة قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن هشام بن عروة قال قال لي أبي يا بني كتبت قلت نعم قال عارضت قلت لا قال لم تكتب وأخبرنا عبد الرحمن قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا عبد الملك بن بحر قال حدثنامحمد بن إسماعيل الصايغ قال حدثنا عفان قال حدثنا أبان العطار عن يحيى بن أبي كثير قال الذي يكتب ولا يعارض مثل الذي يدخل الخلاء ولا يستنجي وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الحوطى وحدثنا أحمد بن سعيد بن

77
بشر قال حدثنا محمد بن أبي دليم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا سليمان بن سليم الحمصي قالا حدثنا بقية عن الأوزاعي قال مثل الذي يكتب ولا يعارض مثل الذي يدخل الخلاء ولا يستنجي وذكر الحسن الحلواني في كتاب المعرفة قال سمعت عبدا لرزاق يقول سمعت معمرا يقول لو عورض الكتاب مائة مرة ما كاد يسلم من أن يكون فيه سقط أو قال خطأ
باب الأمر بإصلاح اللحن والخطأ في الحديث وتتبع الفاظة ومعانيه
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا ابن الأصبهاني قال حدثنا شريك عن جابر عن عامر يعني الشعبي قال لا بأس بإقامة اللحن في الحديث أخبرنا خلف بن القاسم قال أخبرنا أبو الميمون البجلي بدمشق قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا الوليد بن عتبة قال حدثناالوليد ابن مسلم قال سمعت الأوزاعي يقول اعربوا الحديث فإن القوم كانوا عربا وأخبرنا محمد بن إبراهيم ثنا محمد بن معاوية حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا صفوان بن صالح حدثنا الوليد بن مسلم قال سمع الأوزاعي يقول اعربوا الحديث فغن القوم كانوا عربا وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا ابن الأصبهاني قال حدثنا ابن نمير عن شريك عن جابر قال سألت عامر يعين الشعبي وأبا جعفر يعني محمد بن علي والقاسم يعني بن محمد وعطاء يعني بن رباح عن الرجل يحدث بالحديث فيلحن أأحدث به كما سمعت أم أعربه قالوا الإبل اعربه وأخبرنا ابن القاسم قال حدثنا عبد الرحمن بن عمر الدمشقي قال حدثنا أبو زرعة قال حدثنا هشام قال حدثنا الوليد بن مسلم قال سمعت لاأوزاعي يقول لا بأس باصلاح اللحن والخطأ في الحديث حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا علي قال حدثنا أحمد قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال سمعت معاوية بن صالح يحدث عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال سمعت واثلة بن الأسقع يقول حسبكم إذا جئناكم بالحديث على معناه قال وسمعت معاوية بن صالح يحدث عن ربيعة بن زيد أن أبا الدرداء كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فغ منه قال اللهم إن لم يكن هذا فكشكله وحدثنا

78
عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبي قال حدثنا معن قال حدثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي الدرداء فذكر مثله سواء قال وحدثنا أبي قال حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال كان أنس بن مالك إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا ففرغ منه قال أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وحدثنا أبو غسان قال حدثنا إسرائيل عن أي حصين عن الشعبي عن مسروق عن عبدا لله أنه حدث يوما بحديث فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أرعدوا أرعدت ثيابه وقال أو نحو هذا أو شبه هذا وروى عمرو بن ميمون عن مسعود معنى حديث مسروق هذا إلا أنه قال أو نحو ذلك أو قريبا من ذلك حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أيوب عن ابن سيرين قال كنت أسمع الحديث من عشرة اللفظ مختلف والمعنى واحد وأخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أحمد بن سلمان بن الحسن النجاد الفقيه ببغداد وقال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أوجب عن محمد قال كنت أسمع الحديث من عشرة المعنى واحد اللفظ مختلف حدثنا عبد الوراث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا المقدامبن داود بن عيسى بن تليد قالا حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن العلاء بن الحارث عن مكحول قال دخلت أنا وأبو الأزهر على واثلة بن الأسقع فقلنا يا أبا الأسقع حدثنا بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فيه وهم ولا زيادة ولا نقصان قال هل قرأ أحد منكم من القرآن الليلة شيئا فقلنا نعم وما نحن بالحافظين له حتى أنا لنزيد الواو والألف فقال هذا القرآن مذ كذا بين أظهركم لا تألون حفظه وإنكم تزعمون إنكم تزيدون وتنقصون فكيف بأحاديث بمعناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم عسى ألا يكون سمعناها منه إلا مرة
واحدة حسبكم إذا حدثتكم بالحديث على المعنى حدثنا خلف بن أحمد قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا أبو صالح أيوب بن سليمان وأبو عبد الله

79
محمد بن عمر بن لبابة قالا حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن إبراهيم قال حدثنا معاذ ابن الحكم الواسطي عن عبد الرحمن بن زياد عن الربيع بن صبيح عن الحسن قال قلنا يا أبا سعيد إنك تحدثنا بالحديث أنت أجود له سياقا منا قال إذا كان المعنى واحدا فلا بأس وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال حدثنا إبراهيم بن بكر قال حدثنا محمد بن الحسين الأزدي قال حدثنا عمران بن موسى بن فضالة قال حدثنا أبو موسى محمد بن المثني قال سألت أبا الوليد عن الرجل يصيب في كتابه الحرف المعجم غير معجم أو يجد الحرف المعجم تغي بعجمة نحو التاء ثاء والباء ياء وعنده في ذلك التصحيف والناس يقولون الصواب قال يرجع إلى قول الناس فإن الأصل الصحة قال أبو موسى وسألت عبد الله بن داود عن الرجل يسمع الحديث فيذهب من حفظه أو يذهب عنه فيذكره صاحبه أيصير إليه قال نعم قال الله فتذكر إحداهما الأخرى قال الأزدي فأخبرنا العلائي قال سمعت يحيى بن معين يقول لا بأس أن يقوم الرجل حديثه على العربية أخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا إبراهيم بن موسى بن جميل قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا نصر ابن علي قال حدثنا الأصمعي قال سمعت ابن عون يقول أدركت ثلاثة يشددون في الحروف وثلاثة يرخصون في المعاني فاما الذين يشددون في الحروف فالقاسم ورجاء وابن سيرين وكان أصحاب المعاني الحسن الشعبي وإبراهيم وحدثني أحمد بن عبدا لله بن محمد بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا معاذ بن معاذ قال حدثنا ابن عون قال كان من يتبع أن يحدث بالحديث كما يسمع محمد بن سيرين والقاسم ابن محمد ورجاء بن حيوة وكان ممن لا يتبع الحديث أن يحدث به كما يسمع فقال أما أنه لو اتبعه كان خيرا له وبه عن أبي بكر بن أبي شيبة قال حدثنا حفص عن أشعث عن الحين واشعبي أنهما كانا لا يريان بأسا بتقديم الحديث وتأخيره وكان ابن سيرين يتكلفه كما يسمع قال حدثنا شريك عن جابر عن عامر قال قلت له أسمع اللحن في الحديث فقال أقمة وأخبرنا خلف بن أحمد بن سعيد قال حدثنا سعيد بن عثمان

80
قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا اشهب قال سألت مالكا عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى واحد قال أما ما كان من قول النبي صلى الله عليه وسلم فإني أكره ذلك وأكره أن يزاد فيه أو ينقص وما كان منها من غير قول النبي صلى الله عليه وسلم فلا أرى بذلك بأسا قلت وحديث النبي صلى الله عليه وسلم يزاد فيه الواو والألف والمعنى واحد قال أرجو أن يكون هذا خفيفا أخبرنا أحمد ابن محمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا أخبرنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد ابن علي المدائني بمصر قال حدثنا أحمد بن عبد المؤمن للروزي قال حدثنا علي بن الحسن قال قلت لابن المبارك يكون في الحديث لحن أقومه قال نعم لأن القوم لم يكونوا يلحنون اللحن منا قال أبو عمر كان ممن يأبى أن ينصرف عن اللحن فيما روى عنهم نافع مولى ابن عمر وأبو معمر وأبو الضحى مسلم بن صبيح ومحمد بن سيرين ذكر أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أمية قال كنا نرد نافعا على إقامة اللحن في الحديث فيأبى وحدثنا عبد الوراث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا يوسف بن عدي قال حدثنا هشام بن علي عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي معمر قال إني لأسمع الحديث لحنا فألحن اتباعا لما سمعت أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل قال حدثنا محمد بن الحسن الأنصاري قال أخبرنا الزبير بن أبي بكر الزبيري قال حدثنا عياش بن المغيرة بن عبد الرحمن المخزومي عن أبيه أنه جاءه الداروردي عبد العزيز بن محمد يعرض عليه الحديث فجعل يقرأ ويلحن لحنا منكرا فقال له المغيرة ويحك يا داروردي كنت بإقامة لسانك قبل طلب هذا الشأن أحرى والقول في هذا الباب ما قاله الحسن والشعبي وعطاء ومن تابعهم وهو الصواب وبالله التوفيق
باب في فضل التعلم في الصغر والحض عليه
أخبرنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن التاهرتي قال حدثنا أحمد بن الفضل الدينوري قال حدثنا أبو عيسى الرملي قال حدثنا أبو يزيد بن محمد بن عبد الصمد

81
قال حدثني محمد بن أبي السرى حدثنا يوسف بن عطية قال حدثنا مروان أبو عبد الله عن مكحول عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما ناشء نشأ في طلب العلم والعبادة حتى يكبر وهو على ذلك كتب الله له أجر سبعين صديقا حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا سعيد بن أحمد بن جعفر الفهري بمصر قال حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم قال أخبرنا عمرو بن أبي سلمة قال سعيد عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تعلم العلم وهو شاب كان كوشم في حجر ومن تعلم العلم بعد ما يدخل في السن كان كالكاتب على ظهر الماء أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اسبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو سليمان البخاري قال حدثنا شيخ من أهل البصرة عن معبد عن الحسن قال طلب الحديث في الصغر كالنقش في الحجر أخبرنا عبد الوارث ابن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير وحدثنا أحمد بن قاسم ابن عبد الرحمن قال أخبرنا محمد بن عيسى قال حدثنا علي بن عبد العزيز قالا حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال أما ما حفظت وأنا شاب فكأني أنظر إليه في قرطاس أو ورقة أخبرنا قاسم بن محمد أبو محمد رحمه الله قال أخبرنا خالد بن سعد قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن حيون قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا مطلب ابن زياد قال حدثنا محمد بن أبان قال قال الحسن بن علي لبنيه ولبني أخيه تعلموا العلم فإنكم إن تكونوا صغار قوم تكونوا كبارهم غدا فمن لم يحفظ فليكتبي وأخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا أبو الميمون البجلي قال حدثنا أبو زرعة قال حثني أحمد بن شبويه قال حدثنا ابن نمير عن الأعمش قال قال لي إبراهيم وأنا شاب في فريضة احفظ هذه لعلك أن تسئل عنها وحدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد ابن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن علي بن مروان حدثنا محمد ابن عبيد الله بن نمير حدثني أبي عن الأعمش قال قال لي إبراهيم وأنا غلام في فريضة

82
احفظ هذه لعلك تسئل عنها وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطى قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا عمارة بن غزية عن عثمان بن عروة عن أبيه عروة بن الزبير أنه كان يقول لبنيه يا بني أنا أزهد الناس في عالم أهله فهلموا إلي فتعلموا مني فإنكم توشكون أن تكونوا كبار قوم إني كنت صغير لا ينظر إلي فلماأدركت من السن ما أدركت جعل الناس يسألونني وما شيء أشد علي امرئ من أن يسئل عن شيء من أمر دينه فيجهله أنشدني
هارون بن موسى قال أنشدنا إسماعيل بن القاسم قال أنشدنا ابن الأنباري قال أنشدني أبي في أبيات ذكرها فهبني عذرت الفتى جاهلا فما العذر فيه إذا المراء شاخا وكان يقال من أدب ابنه صغيرا أقرت به عينه كبيرا ولا بن أغبس في أبيات له ما أقبح الجهل على من بدا برأسه الشيب وما أشنعه ولغيره رأيت العلم لم يكن انتهابا ولم يقسم على عدد السنين ولو أن السنين تقامسته حوى الآباء أنصبة البنين وقال آخر يقوم من ميل الغلام المؤدب ولا ينفع التأديب والرأس أشيب وقال أمية بن أبي الصلت إن الغلام مطيع من يؤدبه ولا يطيعك كهل حين يكتهل وقال آخر يقوم بالشاف العود لدنا ولا يتقوم العود الصليب وقال آخر إن الغلام مطيع من يؤدبه ولا يطيعك ذو شيب بتأديب وقال سابق البربري رحمه الله قد ينفع الأدب الأحداث في مهل وليس ينفع عند الكبرة الأدب إن الغصون إذا قومتها اعتدلت ولن تلين إذا قومتها الخشب وقال محمد بن مناذر

83
وإذا ما يبس العود علي أود لم يستقم منه الأود ويقال في مثل هذا إنما يطبع الطين إذا كان رطبا وقد أخذه منصور في غير هذا المعنى فقال ولم تدم قط حال فاطبع وطينك رطب ومما ينشد لخلف الأحمر خير ما ورث الرجال بينهم أدب صالح وحسن ثناء هو خير من الدنانير والأوراق في يوم شدة أو رخاء تلك تفنى والدين والأدب الصالح لا يفنيان حتى اللقاء إن تأدبت يا بني صغيرا كنت يوما تعد في الكبراء وغذا ما أضعت نفسك ألفيت كبيرا في زمرة الغوغاء ليس عطف القظيب إن كان رطبا وإذا كان يابسا بسواء هكذا أنشدها غير واحد لخلف الأحمر وأنشدها الخشني رحمه الله لإبراهيم بن داود البغدادي في قصيدة له مطولة يوصى فيها ابنه أولها يا بني اقترب من الفقهاء وتعلم تكن من العلماء وكان يقال من أدب ولده أرغم أنف عدوه أخبرنا أحمد حدثنا أبي حدثنا عبد الله حدثنا بقي حدثنا أبو بكر حدثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد قال كانوا يقولون أكرم ولدك وأحسن أدبه قال أبو بكر وحدثنا أحمد حدثنا أبي حدثنا عبد الله حدثنا بقي حدثنا أبو بكر حدثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد قال كانوا يقولون أكرم ولدك وأحسن أدبه قال أبو بكر وحدثنا أحمد حدثنا أبي حدثنا عبد الله حدثني بقي حدثنا أبو بكر حدثنا ابن علية عن ابن عون عن محمد قال كانوا يقولون أكرم ولدك وأحسن أدبه قال أبو بكر وحدثنا عيسى بن يونس عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال قال سليمان بن داود لابنه من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا عن ولده وأنشدني أحمد بن محمد بن هاشم قال أنشدني علي ابن عمر بن موسى القاضي قال أنشدنا أبو الحسين محمد بن عبيد الله المقري قال أنشدنا أبو عبيد الله نفطويه لنفسه رحمة الله أراني أنسى ما تعلمت في الكبر ولست بناس ما تعلمت في الصغر وما العلم إلا بالتعلم في الصبا وما الحلم إلا بالتحلم في الكبر

84
ولو فلق القلب المعلم في الصبا لا لفى فيه العلم كالنقش في الحجر وما العلم بعد الشيب ألا تعسف إذا كل قلب المرء والسمع والبصر وما المرء إلا اثنان عقل ومنطق فمن فاته هذا وهذا فقد دمر وقال آخر إذا ما المرء لم يولد لبيبا فليس بنافع قدم الولادة وقال آخر إن الحداثة لا تقصر بالفتى المرزوق ذهنا لكن تذكي عقله فيقوق أكبر منها سنا وحدثنا خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أحمد بن علي بن الحسن المدايني قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا يحيى بن حسان قال حدثنا يوسف بن يعقوب بن الماجشون قال قال لنا ابن شهاب ونحن نسئله لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يتبع حدة عقولهم وذكر الحسن الحلواني في كتاب المعرفة قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا يوسف بن الماجشون قال قال لي ابن شهاب ولأخ لي وابن عم ونحن فتيان نسئله عن العلم لا تحقروا أنفسكم لحداثة أسنانكم فإن عمر بن الخطاب كان إذا نزل به الأمر المعضل دعا الفتيان فاستشارهم يبتغي حدة عقولهم وقال الحلواني وحدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا جرير بن حازم قال سمعت يعلى بن حكيم يحدث عن عكرمة عن ابن عباس قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا شاب قلت لشاب من الأنصار يا فلان هلم فلنسأل أصحاب رسول اله صلى الله عليه وسلم قال فتركت ذلك وأقبلت على المسئلة وتتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولنتعلم منهم فإنهم كثير قال العجب لك يا ابن عباس أترى الناس يحتاجون إليك وفي الأرض من ترى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه آله وسلم فإن كنت لآتي الرجل في الحديث يبلغني أنه سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجده قائلا فأتوسد ردائي على بابه تسفي الريح على وجهي حتى يخرج فإذا خرج قال يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم

85
مالك فأقول بلغني حديث عنك أنك تحدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحببت أن أسمعه منك قال فيقول فهلا بعثت إلي حتى آتيك فأقول أنا أحق أن آتيك فكان الرجل بعد ذلك يراني وقد ذهب أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم واحتاج الناس إلي فيقول كنت أعقل مني وأخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال أخبرنا أبو عتيد قال حدثنا ابن علية ومعاذ عن ابن عون عن ابن سيرين عن الأحنف بن قيس عن عمر رضي الله عنه قال تفقهوا قبل أن تسودوا وحدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد حدثنا أبي حدثنا عبد الله بن يونس حدثنا بقي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع عن ابن عون عن ابن سيرين قال عمر تفقهوا قبل أن تسودوا قال أبو بكر وحدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال تعلموا فإن أحدكم لا يدري متى يخيل إليه قرأت علي عبد الوارث أن قاسما حدثهم قال حدثنا محمد بن عبد الله بن العاري قال أخبرني عبد الله ابن شبيب عن إبراهيم بن المنذر الحزامي قال أخبرني عبد الملك بن عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون قال أتيت المنذر بن عبد الله الحزامي وأنا حديث السن فلما تحدثت اهتز إلي على غيري لما رأى في بعض الفصاحة فقال لي من أنت فقلت له عبد الملك ابن عبد العزيز بن أبي سملة فقال اطلب العلم فإن معك حذاءك وسقاءك وذكر ابن وهب عن موسى بن علي عن أبيه أن لقمان الحكيم قال لابنه يا بني ابتغ العلم صغيرا فإن ابتغاء العلم يشق على الكبير قال أبو عمر أنشدني غير واحد لصالح بن عبد القدوس في شعر له وإن من أدبته في الصبا كالعود يسقي الماء في غرسه حتى تراه مولقا ناظرا بعد الذي أبصرت من يبسه والشيخ لا يترك أخلاقه حتى يواري في ثرى رمسه إذا أرعوى عاد إلى جهله كذا الضنا عاد إلى نسكه أخبرني عبد الوارث قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن الغازي قال حدثنا عبد الله بن شبيب قال قال إبراهيم بن المنذر الحزامي ما رأيت شابا قط لا يطلب العلم ولا سيما إذا كانت له حدة إلا رحمته أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا

86
أحمد بن زهير قال حدثنا الوليد بن سجاع قال أخبرني بقية بن الوليد قال حدثني محمد بن سماعة قال حدثني أبو عثمان القرشي عن مكحول قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستحي الشيخ أن يتعلم من الشاب حدثنا أحمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن محمد بن علي قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا مالك بن يوسف قال حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير قال حدثنا الفضيل بن عياض عن الأعمش عن شقيق قال قال عبد الله بن مسعود يا أيها الناس تعلموا العلم فإن أحدكم لا يدري متى يخيل إليه وذكر عبد الرزاق عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود سواء وذكر عبدا لرزاق عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن مسعود قال عليكم بالعلم فإن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه أو إلى ما عنده
باب حمد السؤال والإلحاح في طلب العلم وذم ما منع
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم شفاء العي السؤال وقالت عائشة رحمها الله رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهم الحياء أن يسألن عن أمر دينهم وقالت أم سليم يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق هل على المرأة من غسل واستحى علي أن يسأل عن المذي لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم من ابنته التي كانت عنده فأمر المقداد وعمارا فسألا له رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال عبد الله ابن مسعود زيادة العلم إلا ابتغاء ودرك العلم السؤال فتعلم ما جهلت واعمل بما علمت وقال ابن شهاب العلم خزانة مفاتيحها المسألة أخبرنا أبو محمد عن عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا محمد بن بكر بن داسة قال حدثنا أبو داود قال حدثنا عبد الله

87
ابن معاذ قال أخبرنا أبي قال حدثنا شعبة عن إبراهيم بن مهاجر عن صفية بنت شيبة عن عائشة رضي الله عنها قالت نعم النساء نساء الأنصار لم يكن لمنعهن الحياء أن يسألن عن الدين ويتفقهن فيه قرأت على أبي عبد الله محمد بن عبد الله أن محمد بن معاوية القرشي أخبرهم قال حدثنا إسحاق بن أبي حسان الأنماطي قال حدثنا هشام ابن عمار قال حدثنا عبد الحميد قال حدثنا الأوزاعي قال حدثنا عطاء بن أبي رباح قال سمعت ابن عباس يخبر أن رجلا أصابه جرح على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أصابته أحتلام فأمر بالاغتسال فقر فمات فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال قتلوه قتلهم الله ألم يكن شفاء العي السؤال هكذا رواه عبد الحميد ابن أبي العشرين عن الأوزاعي عن عطاء عن ابن عباس ورواه عبد الرازق عن الأوزاعي عن رجل عن عطاء عن ابن عباس مثله سواء وعبد الرزاق أثبت من عبد الحميد وزاد عبد الرزاق قال عطاء وبلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لو اغتسل وترك موضع الجراح وأنشدت لبعض المتقدمين إذا كنت في بلد جاهلا وللعلم ملتمسا فسأل فإن السؤال شفاء العما كما قيل في المثل الأول وقال الفرزدق ألا خبروني أيها الناس إنما سألت ومن يسأل عن العلم يعلم سؤال امرئ لم يعقل العلم صدره ومسائل الواعي الأحاديث كالعما وقال أمية بن الصلت لا يذهبن بك التفريط منتظرا طور الإنات ولا يطمح بك العجل قد يزيد السؤال المرأة تجربة ويستريح إلى الإخبار من يسل وليس ذو العلم بالتقوى كجاهلها ولا البصير كأعمى ماله بصر فاستخبر الناس عما أنت جاهله إذا عميت فقد يجلوا العمى الخبر وله أيضا وقد يقتل الجهل السؤال ويشتفى إذا عاين الأمر المهم المعاين

88
وفي البحث قد ماو السؤال لذي العمى شفاء وأشفى منهما ما تعاين أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال عن قتادة عن عبد الله بن بريدة أن معاوية بن أبي سفيان دعا دعبلا النسابة فسأله عن العربية وسأله عن أنساب الناس وسأله عن النجوم فإذا رجل عالم فقال يا دعبل من أين حفظت هذا قال حفظت هذا بقلب عقول ولسان سؤول وذكر تمام الخبر وذكر ابن مجاهد قال حدثني موسى بن إسحاق قال حدثنا هارون بن حاتم قال حدثنا عبد الرحمن عن عيسى الهمداني عن المسيب بن عبد خير عن أبيه قال قال عمر من علم فليعلم ومن لم يعلم فليسئل العلماء إلا أن القرآن نزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف وروى علي بن حوشب قال سمعت مكحولا يقول قدمت دمشق وما أنا بشيء من العلم أعلم مني بكذا لباب ذكره من أبواب العلم قال فأمسك أهلا عن مسئلتي حتى ذهب وذكر الحلواني قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث عن ابن شهاب قال العلم خزائن ومفاتيحها السؤال حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا علي قال حدثنا أحمد قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال إن هذا العلم خزائن تفتحها المسئلة وأخبرنا عبد الوراث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عمرو بن عثمان بن عمر بن موسى قال حدثني أبي عن يونس بن يزيد الأيلي عن ابن شهاب قال إن هذا العلم خزائن تفتحها المسئلة وأخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن الصفار ببغداد قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدثنا نصر بن علي الجهضمي قال كان الخليل يقول العلوم أقفال والسؤالات مفاتيحها قال أبو عمر كان الأصمعي ينشد شفى العمى طول السؤال وإنما تمام العمى طول السكوت على الجهل وقال سابق والعلم يشفي إذا اشتفى الجهول به وبالدواء قديما يحسم الداء وقال آخر إذا كنت لا تدري ولم تك بالذي يسأل من يدرى فكيف إذا تدرى

89
وروينا عن الخليل رحمه الله أنه قال أن لم تعلم الناس ثوابا فعلمهم لتدرس بتعليمك علمك ولا تجزع من تقريع السؤال فإنه ينبهك على علم مالم تعلم وأخبرني عبد الوراث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا داود بن أيوب بن أبي حجر قال قدم رجل على ابن المبارك وعنده أهل الحديث فاستحى يسأل وجعل أهل الحديث يسألونه قال فنظر ابن المبارك إليه فكتب بطاقة وألقاها إليه فإذا فيها إن تلبست عن سؤالك عبد الله ترجع غدا بخفية حنين فأعنت الشيخ في السؤال تجده سلسا يلتقيك بالراحتين وإذا لم تصح صياح الثكالى قمت عنه وأنت صفر اليدين وأنشد ابن الأعرابي وسل الفقيه تكن فقيها مثله ومن يسع في علم بفقه يمهر وتدبر الذي تعني به لا خير في علم بغير تدبر وروينا عن وهب بن منبه وسليمان بن يسار أنهما قالا حسن المسألة نصف العلم والرفق نصف العيش وسئل الأصمعي بم نلت ما نلت قال بكثرة سؤالي وتلقي الحكمة الشرود أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أبو سعيد ابن الأعرابي قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصايغ قال حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا محمد بن معن قال قال لي عبد العزيز بن عمر ما شيء إلا وقد علمت منه إلا أشياء كنت أستحي أن أسأل عنها فكيدت وفي جهالتها أخبرنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الحكم بن أبان عن عكرمة قال قال علي خمس احفظوهن لو
ركبتم الإبل لأنضيتموها قبل أن تصيبوهن لا يخاف عبد إلا ذنبه ولا يرجوا إلا ربه ولا يستحي جاهل أن يسأل ولا يستحي عالم إن لم يعلم أن يقول الله أعلم والصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا خير في جسد لا رأس له ولا إيمان بمن لا صبر له وحدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد ابن عثمان قال حدثنا يونس قال حدثنا السري بن إسماعيل عن الشعبة قال قال على ابن أبي طالب خذوا عني هؤلاء الكلمات فلو رحلتم فيهن المطى حتى انضيتموهن لم تبلغوهن

90
لا يرجو عبد إلا ربه ولا يخاف إلا ذنبه ولا يستحي إذا كان لا يعلم أن يتعلم ولا يستحي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم وذكر تمام الخبر مثله وقال علي رضي الله عنه قرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان وقال الحسن من استتر من طلب العلم بالحياء لبس للجهل سر باله فاقطعوا ساربيل الجهل عنكم بدفع الحياء في العلم فإنه من رق وجهه رق علمه وقال الخليل بن أحمد الجهل منزلة بين الحياء والأنفة وكان يقال من رق وجهه عن السؤال رق علمه عند الرجال ومن ظن أن للعلم غاية فقد بخسه حقه حدثنا أحمد بن فتح قال حدثنا أبو أحمد بن المعسر الدمشقي بمصر قال حدثنا محمد بن يزيد ابن عبد الصمد قال حدثنا موسى بن أيوب قال حدثنا بقية عن هشام بن عبد الله عن عبد الله بن أبي كثير عن أبيه قال ميراث العلم خير من ميراث الذهب والفضة والنفس الصحالة خير من اللؤلؤ ولا يستطاع العلم براحة الجسم ورواه مسدد ويحيى ابن يحيى قالا حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير قال سمعت أبي يقول لا ينال العلم براحة البدن حدثنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن النعمان حدثنا محمد بن علي بن مروان حدثنا مسدد قال حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير عن أبيه قال لا يستطاع العلم براحة الجسم وقد روى مثل هذا القول عن زيد بن علي بن حسين أنه قال لا يستطاع العلم براحة الجسم قال أبو عمر ذهب هذا القول مثلا عند العلماء وقد نظمته ونظمت قول الأصمعي يعد من العلماء وليس منهم المعدد ما عنده وهو الذي إذا سئل عن الشيء قال هو عندي في الطاق أو في الصندوق مع معنى قول الحسن والخليل في الحياء على ما ذكرناه في هذا الباب عنهما في أبيات قلتها وهي يا من يرى جمع المال والكتب خدعت والله ليس الجد كاللعب العلم ويحك ما في الصدر تجمه حفظا وفهما واتقانا فداك أب لا ما توهمه العندي من سفه إذ قال ما تبتغي عندي وفي كتب قال الحكيم مقالا ليس يدفعه ذو العقل من كان من عجم ومن عرب ما أن ينال الفتى علما ولا أدبا براحة النفس والذات والطرب نعم ولا باكتساب المال تجمعه شتان بين اكتساب العلم والذهب

91
أليس في الأنبياء الرسل أسوتنا عليهم صلوات الرب ذي الحجب حازوا العلوم وعنهم جملة ورثت عاش أكثرهم جهدا بلا نشب إن الحياء لخير كله أبدا ما لم يحل بين نفس المرء والطلب وكل ما حال دون الخير لم يك في ما بين ذاك وبي الخير من نسب وأنشدت لأبي بكر محمد بن الحسن الزبيدي في أبي مسلم بن فهد أبا مسلم أن الفتى بجنانه ومقوله لا بالمراكب واللبس وليس ثياب المرء تغني قلامة إذا كان مقصورا على قصر النفس وليس يفيد العلم والحلم والتقى أبا مسلم طول القعود على الكرسي أخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا أبو إسحاق الشيزري قال أنشدني العتبي أحمد بن سعيد للحسن بن حميد في أبيات له علمك ما قد جمعت حفظكه ليس الذي قلت عندنا كتبه في قصيدة عجيبة محكمة له وقال إبراهيم بن المهدي سل مسئلة الحمقى واحفظ حفظ الأكياس قال أبو عمر وبسؤال العلماء يأمر القائل عليك بأهل العلم فارغب إليهم يفيدوك علما كي تكون عليما ويحسب كل الناس إنك منهم إذا كنت في أهل الرشاد مقيما فكل قرين بالمقارن مقتدى وقد قال هذا القائلون قديما وقال الفريابي عن الثوري قد بلغنا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ويل لمن لم يعلم ولم يعمل وويل ثم ويل لمن لا يعلم ولا يتعلم مرتين
باب ذكر الرحلة في طلب العلم
قد تقدم في كتابنا من حديث صفوان بن عسال وحديث أبي الدرداء مما يدخل في هذا الباب ما يغني عن إعادته ههنا حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا عبد الواحد بن زياد قال حدثنا صالح بن صالح الهمداني قال حدثنا الشعبي قال حدثنا أبو بردة عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما رجل كانت عنده وليدة فعلمها وأحسن تعليمها وأدبها فأحسن تأديبها وأعتقها فتزوجها

92
فله أجران وأيما رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بي فله أجران وأيما مملوك أدى حق مواليه وأدى حق ربه فله أجران خذاها بغير شيء قد كان الرجل يرحل فيما دونها إلى المدينة الشعبي يقوله وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا محمد بن سعيد أخبرنا شريك عن صالح بن حيان عن عامر قال حدثني أبو بردة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله قال وقال عامر أخذتها مني بلا شيء وقد كان الرجل يرحل فيما دونها إلى المدينة أخبرنا أحمد بن قاسم قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال أخبرنا الحارث ابن أبي أسامة قال أخبرنا هدبة ويزيد ابن هارون واللفظ لهدبة قالا حدثنا همام قال حدثنا القاسم بن عبد الواحد قال سمعت عبد الله بن محمد يحدث عن جابر بن عبد الله قال بلغني حديث عن رجل من أصحاب رسول اله صلى الله عليه وسلم فابتعت بعيرا فشددت عليه رحلي ثم سرت إليه شهرا حتى قدمت الشام فإذا عبد الله بن أنيس الأنصاري فأتيت منزله وأرسلت إليه أن جابرا على الباب فرجع إلي الرسول فقال جابر بن عبد الله فقلت نعم فخرج إلي فاعتنقته واعتنقني قال قلت حديث بلغني عنك أنك سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في المظالم لم أسمعه أنا منه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يحشر الله تبارك وتعالى العباد أو قال الناس شك همام وأومأ بيده إلى الشام حفاة عراة غرلا بهما قال قلنا ما بهما قال ليس معهم شيء فيناديهم بصوت سمعه من بعد ويسمعه من قرب أنا الملك الديان لا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة وأحد من أهل النار يطلبه بمظلمة حتى اللطمة ولا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وأحد من أهل الجنة يطلبه بمظلمة حتى اللطمة قال قلنا له كيف وأنما نأتي الله عز وجل حفاة عراة غرلا قال بالحسنات والسيئات وحدثنا عبد الله بن محمد بن أسد قال حدثنا إسماعيل بن محمد بن محفوظ الدمشقي قال حدثنا أحمد بن علي بن سعيد القاضي قال حدثنا شعبان بن فروخ قال حدثني همام بن يحيى عن القاسم بن عبد الواحد قال حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل أن جابر بن عبد الله حدثه قال بلغني فذكره وروى سفيان بن عيينة عن ابن جريح قال سمعت شيخا من أهل المدينة قال سفيان هو أبو سعيد الأعمى يحدث عطاء أن أبا

93
أيوب رجل إلى عقبة بن عامر فلما قدم مصر أخبروا عقبة فخرج إليه قال حدثنا ما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ستر المسلم لم يبق أحد سمعه غيري
وغيرك قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من ستر مسلما على خزية ستره الله يوم القيامة فأتى أبو أيوب راحلته فركبها وانصرف إلى المدينة وما حل رحله وذكر الحلواني قال حدثنا زيد بن الحباب قال حدثنا أبن لهيعة عن عقيل بن ابن شهاب أن ابن عباس قال كان يبلغنا الحديث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلو اشأ أن أرسل إليه حتى يجيئني فيحدثني فعلت ولكني كنت أذهب إليه فأقيل على بابه حتى يخرج إلي فيحدثني حدثني عباس قال حدثني ابن أبي مريم قال حدثنا خالد بن نزار قال حدثنا مالك بن أنس عن يحيى بن سعيد قال قال سعيد إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد قال أبو عمر روينا هذا الخبر من طرق عن مالك من رواية ابن وهب وعبد الرحمن بن مهدي عن مالك أن سعيد بن المسيب قال إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد ووصله خالد بن نزار عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب وخالد بن نزار مصري ثقة أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا وكيق عن سفيان عن رجل لم يسمه أن مسروقا رحل في حرف وأن أبا سعيد رحل في حرف قال أبو بكر وحدثنا ابن عيينة عن أيوب عن مجالد عن الشعبي قال ما علمت أن أحدا من الناس كان أطلب لعلم في أفق من الآفاق من مسروق قال حدثنا وكيع حدثنا علي بن صالح عن أبيه قال حدثنا الشعبي بحديث ثم قال لي أعطيتكه بغير شيء وان كان الراكب ليركب إلى المدينة فيما دونه وحدثنا عبدة بن سليمان عن رجل قال قال لنا الشعبي في حديث أعطيناكها بغير شيء وإن كان الراكب ليركب فيما دونها إلى المدينة قال وحدثنا زيد بن الحباب عن شعبه عن عمارة عن أبي مجلز عن قيس بن عبادة قال خرجت إلى المدينة أطلب العلم والشرف حدثنا يونس بن عبد الله بن معتب قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا الفريابي قال حدثني أحمد بن أبي الحواري الدمشقي

94
قال حدثنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن بسر بن عبيد الله الحضرمي قال إن كنت لأركب إلى المصر من الأمصار في الحديث الواحد لأسمعه وروى جعفر بن سليمان الضبعي عن مالك بن دينار قال أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام أن اتخذ نعلين من حديد وعصا من حديد ثم اطلب العلم وانعبر حتى تخرق نعليك أو تخلق نعلاك وتنكسر عصاك وقال الشعبي لو أن رجلا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليسمع كلمة حكمة ما رأيت سفره ضاع
بابا الحض على استدامة الطلب والصبر على اللأواء والنصب
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن نعمان حدثنا محمد بن علي بن مروان قال سمعت ابن عبد الحميد بن جعفر يقول سمعت مالك بن أنس يقول لا ينبغي لأحد يكون عنده العلم أن يترك التعلم وأخبرنا يعيش بن سعيد الوراق قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابارهم بن عبد الله الكسي قال حدثنا الميمون بن عيسى أبو سعيد البصري قال حدثنا القاسم بن يحيى قال حدثنا يسر الزيات عن أبي الزبير عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من معادن التقوى تعلمك إلى ما قد علمت علم مالم تعلم والنقص فيما علمت قلة الزيادة فيه وإنما يزهد الرجل في علم مالم يعلم قلة انتفاعه بما علم حدثنا أحمد ابن عبد الله بن محمد قال أخبرني أبي قال حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثنا بقي ابن مخلد قال أخبرنا أبو بكر بن أبي ي شيبة قال حثنا ابن إدريس عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال منهومان لا تنقضي تهمتهما طالب علم وطالب دنيا وروى مرفوعا من حديث انس وغيره حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا عثمان ابن السماك ببغداد قال حدثنا جعفر بن هاشم البزاري قال حدثنا عباس بن بكار قال حدثنا محمد بن الجعد القرشي عن الزهري وعلي بن زيد الجدعاني عن سعيد بن المسيب عن عبد الله بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من جاءه أجله وهو يطلب علما ليحيى به الإسلام لم تفضله النبيون إلا بدرجة وأخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا محمد بن بن عامر بعسقلان قال حدثنا خالد بن النضر قال حدثنا موسى بن العباس قال حدثنا حجاج بن نصير قال حدثنا هلال بن عبد الرحمن

95
الحنفي عن عطاء بن أبي ميمونة مولى أنس عن أبي هريرة وأبي ذر جميعا سمعا رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول إذا جاء الموت طالب العلم وهو على تلك الحال مات شهيدا وروى أن المسيح صلى الله عليه وسلم قيل له إلى متى يحسن التعلم قال ما حسنت الحياة أخبرني سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا نعيم بن حماد قال قيل لابن المبارك إلى متى تطلب العلم قال حتى الممات إن شاء الله وقيل له مرة أخرى مثل ذلك فقال لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد ذلك ورأيت في كتاب جامع القرآن لأبي بكر بن مجاهد رحمه الله قال حدثنا أبو أحمد محمد بن موسى قال حدثنا الفضل بن محمد قال حدثنا محمد بن إسحاق قال حدثنا ابن مناذر قال سألت أبا عمرو بن العلاء حتى متى يحسن بالمرء أن يتعلم فقال ما دام تحسن به الحياة ومن غر ذلك الكتاب سئل سفيان ابن عيينة من أحوج الناس إلى طلب العلم قال أعلمهم لأن الخطأ منه أقبح وقال المنصور بن المهدي للمأمون أيحسن بالشيخ أن يتعلم فقال إن كان الجهل يعيبه فالتعلم يحسن به وأخبرنا محمد عبد الملك قال أخبرنا الحسن بن سعد قال حدثنا محمد بن عبيد الكشوري قال سمعت ابن أبي غسان يقول لا تزال عالما ما كنت متعلما فإذا استغنيت كنت جاهلا وروينا عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال وجدت عامة علم أصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذا الحي من الأنصار إن كنت لأقيل بباب أحدهم ولو شئت أذن لي ولكن ابتغي بذلك طيب نفسه وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن الأعرج عن أبي هريرة قال إن الناس يقولون أكثر أبو هريرة ولولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ثم تلا إن الذين يكتمون ما أنزل الله من الكتاب وأن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى وإن اخواننا المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق واخواننا الأنصار كان يشغلهم العلم في أموالهم وإن أبا هريرة كان يلزم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشبع بطنه ويحضر مالا يحضرون قال أبو عمر في هذا الحديث من الفقه معان منها أن الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكمه حكم كتاب الله المنزل ومنها إظهار العلم

96
ونشره وتعلميه ومنها ملازمة العلماء والرضى باليسير للرغبة ومنها الإيثار للعلم على الاشتغال بالدنيا وبكسبها وروى ابن أبي الزناد عن أبيه قال رأيت عمر بن عبد العزيز يأتي عبيد الله بن عبد الله يسئله عن علم ابن عباس فربما أذن له وربما حجبه وأنشدني خلف بن القاسم لابن المبارك في أبيات لا أقوم بحفظها في وقتي هذا آخر
العلم لذيذ طعمه وبديء الذوق منه كالصبر وأخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا يحيى بن مالك وعبد الله بن محمد قالا حدثنا عمر بن أبي تمام قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر عن ابن القاسم قال كان مالك يقول إن هذا الأمر لن ينال حتى يذاق فيه طعم الفقر وذكر ما نزل بربيعة من الفقر في طلب العلم حتى باع خشب سقف بيته في طلب العلم وحتى كان يأكل ما يلقى على مزابل المدينة من الزبيب وعصارة التمر وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو مسلم عبد الرحمن بن يونس قال حدثنا سفيان بن عيينة قال سمعت شعبة يقول من طلب الحديث أفلس وروي عن شعبة أيضا أنه قال ليبلغ الشاهد منكم الغائب من ألح في طلب العلم أو قال في طلب الحديث أورثه الفقر وأخبرنا عبد الله بن محمد ابن يوسف قال أخبرني يحيى بن مالك قال حدثنا علي بن محمد بن الحسين قال حدثنا علي بن أحمد الفقيه قال حدثنا أبي قال حدثنا جعفر بن أحمد بن الوليد أبو الفضل قال حدثنا يحيى بن سليمان الجعفي قال حدثنا إبراهيم بن الجراح قال سمعت أبا يوسف يقول لقد طلبنا هذا العلم وطلبه معنا من لا نحصيه كثرة فما انتفع به منا إلا من دبغ اللبن قلبه وذلك أن أبا العباس لما أفضى إليه الأمر بعث إلى المدينة فأقدم إليه عامة من كان فيها من أهل العلم فكان أهلنا يعدون لنا خبزا يلطخونه لنا باللبن فنغدوا في طلب العلم ثم نرجع إلى ذلك فنأكله فأما من كان ينتظر أن تصنع له هريسة أو عصيدة فكان ذلك يشغله حتى يفوته كل ما كنا نحن ندركه وقال أبو بكر ابن اللباذ قال لنا زيد أن سمعت سحنون يقول لا يصلح العلم لمن يأكل حتى يشبع ولا لمن يهتم يغسل ثوبه وأخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال حدثنا يحيى بن مالك

97
قال حدثنا علي بن محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن يوسف الهروي بدمشق قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم المصري قال سمعت الشافعي يقول قال محمد ابن الحسن لا يفلح في هذا الأمر إلا من أحرق اللبن قلبه وأخبرنا أبو العباس أحمد ابن محمد الكرجي القاضي إجازة لنا بخطه وأخبرنا بذلك عنه بعض أصحابنا قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن أبي غسان قال حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي قال حدثنا أحمد بن مدرك قال سمعت حرملة يقول سمعت الشافعي يقول لا يطلب هذا العلم أحد بالمال وعز النفس فيفلح ولكن من طلبه بذلة النفس وضيق العيش وحرمة العلم أفلح حدثني أحمد بن محمد وعبد الوارث بن سفيان قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو عبيدة بن أحمد قال حدثنا محمد بن إدريس المكي قال سمعت الحميدي يقول قال محمد بن إدريس الشافعي كنت يتيما في حجر أمي فدفعتني في الكتاب ولم يكن عندها ما تعطي المعلم فكان الملعم قد رضى مني أن أخلفه إذا قام فلما ختمت القرآن دخلت المسجد فكنت أجالس العلماء وكنت اسمع الحديث أو المسئلة فأحفظها ولم يكن عند أمي ما تعطيني أشتري به قراطيس فكنت إذا رأيت عظما يلوح آخذه فأكتب فيه فإذا امتلأ طرحته في جرة كانت لنا قديما قال ثم قدم وال على اليمن فكلمه لي بعض القرشيين أن أصحبه ولم يكن عند أمي ما تعطيني أتجمل به فرهنت رداءها بستة عشر دينار فأعطتني فتجملت بها معه فلما قدمنا اليمن استعملني على علم فحمدت فيه فزادني عملا فحمدت فيه فزادني عملا وقدم العمار مكة في رجب فأثنوا علي فطار لي بذلك ذكر فقدمت من اليمن فلقيت ابن أبي يحيى فسلمت عليه فوبخني وقال تجالسوننا وتصنعون وتصنعون فإذا شرع لأحدكم شيء دخل فيه ونحو هذا من الكلام قال فتركته ثم لقيت سفيان بن عيينة فسلمت عليه فرحب بي وقال قد بلغتنا ولايتك فما انتشر عنك وما أديت كل الذي لله عليك ولا تعد قال فكانت موعظة سفيان أياي أبلغ مما صنع بي ابن أبي يحيى وذكر خبرا طويلا له في دخوله العراق وملازمته محمد بن الحسن ومناظرته له تركته لأنه ليس مما قصدنا في هذا الباب وكتب الشافعي رحمه الله إلى محمد بن الحسن إذ منعه كتبه

98
قل لمن تري عين من رآد مثله ومن كأن من رآه قد رأى من قبله العلم يأبى أهلهأن تمنعوه أهله لعله يبذلهلأهله لعله فوجه إليه محمد بن الحسن بما أراد من كتبه فكتبها وكان الشافعي يقول سمعت من محمد بن الحسن رحمه الله وقر بعير وقالوا من لم يحتمل ذل التعلم ساعة بقي في ذلك الجهل أبدا حدثنا خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن علي حدثنا يحيى بن معين حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن زيد عن أيوب قال إنك لا تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره أخبرنا علي بن إبراهيم قال حدثنا الحسن بن رشيق حدثنا علي بن سعيد بن بشير حدثنا أبو ياسر عمار بن عمر بن المختار قال حدثني أبي قال حدثني غالب القطان قال أتيت الكوفة في تجارة فنزلت قريبا من الأعمش فكنت اختلف إليه فلما كان ليلة أردت أن أنحدر إلى البصرة قام فتهجد من الليل فقرأ هذه الآية شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وألوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الإسلام قال الأعمش وأنا أشهد بما شهد الله به واستودع الله هذه الشهادة وهي لي عند الله وديعة وأن الدين عند الله الإسلام قالها مرارا فغدوت إليه فودعته ثم قلت إني سمعتك تقرأ هذه الآية ترددها فما بلغك فيها أنا عندك منذ سنة لم تحدثني به قال والله لا أحدثنك به سنة قال فأقمت وكتبت على بابه ذلك اليوم فلما مضت السنة قلت يا أبا محمد قد مضت السنة قال حدثني أبو وائل عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاء بصاحبها يوم القيامة فيقول الله تعالى عبدي عهد إلي وأنا أحق من وفى بالعهد أدخلوا عبدي الجنة وروى ابن عائشة وغيره أن عليا رضي الله عنه قال في خطبة خطبها واعلموا أن الناس أبناء من يحسنون وقدر كل امرئ ما يحسن فتكلموا في العلم تتبين أقداركم ويقال أن قول علي بن أبي طالب قيمة كل امرئ ما يحسن لم يسقه إليه أحد وقالوا ليس كلمة أحض على طلب العلم منها قالوا ولا كلمة أضر بالعلم وبالعلماء والمتعلمين من قول القائل ما ترك الأول للآخر شيئا قال أبو عمر قول علي رحمه الله قيمة كل امرئ ما يحسن من الكلام العجيب الخطير وقد طار الناس إليه كل مطير ونظمه جماعة من الشعراء إعجابا به وكلفا بحسنه

99
فمن ذلك ما يعزى إلى الخليل بن أحمد قوله لا يكون السري مثل الدنى لا ولا ذو الذكاء مثل الغبي لا يكون الألد ذو المقول المر هف عند القياس مثل العيي قيمة المري كل ما يحسن المر ء قضار من الإمام علي في أبيات له قد ذكرتها في غير هذا الموضع وقال غيره يلوم علي أن رحت للعلم طالبا أجمع من عند الرواة فنونه فيا لائمي دعني أغالي بقيمتي فقيمة كل الناس ما يحسنونه وقال أبو العباس الناشي تأمل بعينك هذا الأنا م فكن بعض من صانه عقله فحلية كل فتي فضله وقيمة كل امرئ نبله فلا تتكل في طلاب العلى على نسب ثابت أصله فما من فتى زانه قوله بشيء بخالفه فعله وروى ابن وهب عن عمر بن الحارث عن دارج بن السمح عن أبي الهيثم عن أبي
سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن يشبع المؤمن من خير يسمعه حتى بكون منتهاه الجنة وقال قتادة لو كان أحد يكتفي من العلم بشيء لا كتفي موسى عليه السلام ولكنه قال هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا
باب جامع في الحال التي تنال بها العلم
حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله ابن يونس قال حدثنا بقي قال أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي الذعر عن أبي الأحوص قال قال عبد الله أن الرجل لا يولد عالما وإنما العلم بالتعلم وبه عن أبي بكر قال حدثنا أبو داود عن سفيان عن علي بن الأقمر عن أبي الأحوص عن عبد الله مثله حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء قال العلم

100
بالتعلم وذكر أبو العباس أحمد بن يحيى تغلب عن ابن شبيب أنه قال لا يكون طبع بلا أدب ولا علم بلا طلب ومن رجز لسابق البربري قد قيل قبلي في الكلام الأقدم إني وجدت العلم بالتعلم وقال كثير وفي الحلم والإسلام للمرء وازع وفي ترك أهواء الفؤاد المتيم بصائر رشد للفتى مستبينة وأخلاق صدق علمها بالتعلم وروينا عن علي رحمه الله أنه قال في كلام له العلم ضالة المؤمن فخذوه ولو من أيدي المشركين ولا يأنف أحدكم أن يأخذ الحكمة ممن سمعها منه وعنه أيضا أنه قال الحكمة ضالة المؤمن يطلبها ولو في أيدي الشرط وروى يزيد بن هارون عن كهمس بن الحسن عن أبي بريدة قال علي رضي الله عنه تزاوروا وتذاكروا الحديث فإنكم إن لم تفعلوا يدرس علمكم وذكره أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا كهمس بن الحسن عن عبد الله بن بريدة قال قال علي رضي الله عنه تزاوروا وتذاكروا الحديث فإنكم ألا تفعلوا يدرس علمكم حدثنا خلف ابن قاسم حدثنا ابن شعبان حدثنا إبراهيم بن عثمان حدثنا حمدان بن عمرو بن نافع حدثنا نعيم بن حماد حدثنا ابن المبارك حدثنا سفيان عن ابن جريج قال لم أستخرج الذي استخرجت من عطاء إلا برفقي به قال أبو بكر وأخبرنا وكيع عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال تحدثوا فإن الحديث يهيج الحديث قال حدثنا وكيع قال حدثنا قطر عن شيخ قال سمعت علقمة يقول تذاكروا الحديث فإن أحياءه ذكره وقال ابن مسعود تذاكروا الحديث فإنه يهيج بعضه بعضا وذكر ابن أبي شيبة قال أخبرنا ابن فضيل عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء أنه كان يأتي صبيان الكتاب فيعرض عليهم حديثه كي لا ينسى قال حدثنا وكيع قال حدثنا عيسى بن المسيب قال سمعت إبراهيم يقول إذا سمعت حديثا فحدث به حين تسمعه ولو أن تحدث به من لا يشتهيه فإنه يكون كالكتاب في صدرك قال وحدثنا ابن فضيل عن يزيد بن عبد الرحمن بن أبي يلي قال احياء الحديث مذاكرته فقال له عبد الله بن شداد يرحمك الله كم من حديث أحييته في صدري وسئل بعض

101
العلماء أو الحكماء ما السبب الذي ينال له العلم قال بالحرص عليه يتبع وبالحب له يستمع وبالفراغ له يجتمع وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال أخبرنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال سمعت سفيان بن عيينة يحدث عن عبد الكريم الجزري أنه سمع سعيد بن جبير يقول لقد كان ابن عباس يحدثني بالحديث لو يأذن لي أن أقوم فأقبل رأسه لفعلت وحدثنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان وسعيد بن جبير قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الكريم الجزري أنه سمع سعيد بن جبير فذكر مثله سواء وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا أبو الحسين عبد الباقي بن قانع القاضي ببغداد قال حدثنا خالد بن النضر القرشي قال حدثنا عمر بن علي قال سمعت حفص بن غياث يقول سمعت عبد الله بن إدريس يقول غضبت على الأعمش في شيء فما أتيته سنة قال فقلت له إن ذاك عليك لهين قال وسمعته يقول ما اهتدى لمنزل سفيان الثوري فقلت له إن ذلك عليك لبين وقال الخليل بن أحمد كن على مدارسة ما في صدرك أحرص منك على مدارسة ما في كتبك وذكر الحلواني قال حدثنا قبيصة قال حدثنا سفيان قال قال إبراهيم أنه ليطول علي الليل حتى أصبح فألقاهم فربما أدسه بيني وبين نفسي أو احدث به أهلي قال أبو أسامة يعني بقوله أدسه يقول أحفظه قال وحدثنا الأخنسي قال حدثنا ابن فضيل عن الأعمش عن إسماعيل بن رجاء أنه كان يجمع صبيان الكتاب فيحدثهم لئلا ينسى حديث وحدثنا الأخنسي قال حدثنا ابن فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال إن احياء الحديث مذاكرته قال فقال عبد الله بن شداد يرحمك الله كم من حديث أحييته في صدري قد كان مات وجدت في كتاب أبي رحمه الله بخطة حدثنا أبو مسيلمة بن القاسم قال حدثنا أبو سعيد بن الإعرابي قال حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال حدثنا عمرو بن محمد قال حدثنا الوليد بن مسلم قال حدثنا الأوزاعي قال حدثنا حسين بن الحسن عن عون بن عبد الله بن عتبة قال لقد أتينا أم الدرداء فتحدثنا عندها فقلنا أمللناك يا أم الدرداء فقال ما أمللتموني قلد طلبت العبادة في كل شيء فما وجدت شيئا أشفى لنفسي من مذاكرة

102
العلم أو قالت من مذاكرة الفقه وقال الرياشي سمعت الأصمعي وقيل له كيف حفظت ونسي أصحابك قال درست وتركوا وقال الفراء لا أرحم أحدا كرحمتي لرجلين رجل يطلب العلم ولا فهم له ورجل يفهم ولا يطلبه وإني لأعجب ممن في وسعه أن يطلب العلم ولا يتعلم ورأيت في بعض كتب العجم سئل جالينوس بم كنت أعلم قرنائك بالطب قال لأني أنفقت في زيت المصباح لدرس الكتب مثل ما أنفقوا في شرب الخمر وروى مثل هذا القول عن أفلاطون والله أعلم وقيل لبزرجمهر بم أدركت ما أدركت من العلم قال ببكور كبكور الغراب وصبر كصبر الحمار وحرص كحرص الخنزير وسئل أبو عثمان سعيد بن محمد بن الحداد عن رجل من أهل أفريقية من جيرانه منسوب إلى العلم قيل له كيف منزلته من العلم فقال ما أدري ما هو بالليل يشرب وبالنهار يركب فأني له بالعلم وأخبرنا بعض أصحابنا قال حدثنا محمد بن عمرون بن عبد الله بمصر قال حدثنا أحمد بن مسعود قال حدثنا إبراهيم بن جميل قال حدثنا ابن أبي الدنيا قال حدثنا محمد بن علي قال حدثنا إبراهيم بن الأشعث قال سألت فضيل بن عياض عن الصبر على المصيبات فقال أن لا تبث وسألته عن الزهد فقال الزهد هو القناعة وهو الغنى قال وسألته عن الورع قال اجتناب المحارم وسألته عن التواضع فقال أن تخضع للحق وتنقاد له ممن سمعته ولو كان أجهل الناس لزمك أن تقبله منه قال وكان يقال علم علمك من يجهل وتعلم ممن يعلم فإنك إذا فعلت ذلك علمت ما جهلت وحفظت ما علمت وقال محمد بن مناذر أبذل العلم ولا تبخل به وإلى علمك علما فاستفد وتلق العلم من مستوثق ليس يعتاد من العلم الصفد واغتنمها حكمة بالغة ليس فيها
للألدين مرد وقال آخر لا يدرك العلم إلا كل مشتغل بالعلم همته القرطاس والقلم وفيما رواه شيخنا عيسى بن سعيد المقري عن أبي بكر محمد بن صالح الأبهري أنه أنشده لبعضهم إذ لم يذاكر ذو العلوم بعلمه ولم يستزد علما نسي ما تعلما

103
وكم جامع للعلم في كل مذهب يزيد على الأيام في جمعه عما وقال رجل لأبي هريرة إني أريد أن أتعلم العلم وأخاف أن أضيعه فقال أبو هريرة كفى بتركك له تضييعا
باب كيفية الرتبة في أخذ العلم
حدثني أبو عبد الله محمد بن رشيق رحمه الله قال حدثنا أبو علي الحسن بن علي بن داود بمصر قال حدثنا علي بن أحمد بن سليمان قال حدثنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني قال حدثنا يحيى بن يحيى قال حدثنا ابن وهيب عن يونس بن يزيد قال قال لي ابن شهاب يا يونس لا تكابر العلم فإن العلم أودية فأيها أخذت فيه قطع بك قبل أن تبلغه ولكن خذه مع الأيام والليالي ولا تأخذ العلم جملة فإن من رام أخذه جملة ذهب عنه جملة ولكن الشيء بعد الشيء مع الأيام والليالي وأخبرنا سعيد ابن نصر قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا أحمد بن عمر وقال حدثنا ابن وهب قال حدثنا يونس بن يزيد قال قال لي ابن شهاب يا يونس لا تكابر هذا العلم فإنما هو أودية فأيها أخذت فيه قبل أن تبلغه قطع بك ولكن خذه مع الليالي والأيام وذكر عبد الرزاق عن معمر عن الزهري بعض الكلام ورواية يونس أتم أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل قال حدثنا محمد بن الحسن الأنصاري قال حدثنا الزبير بن أبي بكر القاضي قال حدثنا سليمان بن حرب عن حماد بن زيد قال كان الزهري يحدث ثم يقول هاتوا من أشعاركم هاتوا من أحاديثكم فإن الأذن مجاجة وان للنفس حمضة وقال الأصمعي وصلت بالعلم وكسبت بالملح وقالوا من رق وجهه رق علمه وذكر نعيم بن حماد عن عبد الله بن إدريس عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال الأذن مجاجة والنفس حمضة فأفيضوا في بعض ما يخف علينا قال عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد ابن زهير حدثنا بن خارجة قال حدثنا محمد بن حمير عن النجيب بن السري قال

104
قال علي رضي الله عنه أجمعوا هذه القلوب وابتغوا لها طرائف الحكمة فإنها تمل كما تمل الأبدان وذكر ابن المبارك عن يونس عن الزهري قال كان بعض العلماء يقول هاتوا من أحاديثكم هاتوا من أشعاركم فإن الأذن مجاجة والنفس حمضة قال أبو عمر لقد أحسن أبو العتاهية حيث يقول في مثل معنى هذا الباب لا يصلح النفس إذا كانت مصرفة إلا التنقل من حال إلى حال لا تلعبن بك الدنيا وأنت ترى ما شئت من عبر فيها وأفعال وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون بن سعيد قال حدثنا ابن وهب عن أبن لهيعة عن عمارة بن غزية قال كان القاسم بن محمد إذا كثروا عليه من المسائل قال إن لحديث العرب وحديث الناس نصيبا من الحديث فلا تكثروا علينا من هذا قال ابن وهب وحدثنا يحيى بن أيوب عن عقيل عن ابن شهاب أنه كان يقول روحوا القلوب ساعة وساعة حدثنا محمد بن عبد الملك حدثنا ابن الأعرابي وأخبرنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم بن أصبغ قالا حدثنا إبراهيم بن عبد الله العبسي قال حدثنا وكيع عن الأعمش قال حدثنا أبو خالد الوالي قال كنا نجالس أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيتناشدون الأشعار ويتذاكرون أيامهم في الجاهلية وقرأت علي سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا أبو إسماعيل الترمذي قال حدثنا الحميدي قال حدثنا سفيان قال حدثنا الأعمش قال سمعت أبا وائل شقيق بن سلمة يقول خرج علينا عبد الله ابن مسعود قال إني لأخبر يمجلسكم فما يمنعني من الخروج إليكم إلا كراهية ملكم وأن رسول اله صلى الله عليه وسلم كان يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا وحدثنا أحمد بن محمد بن أحمد قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا المهراني قال حدثنا الرياني قال حدثنا الأصمعي قال قال أبو عمرو بن العلاء العلم نتف رواه ثعلب عن الثوري عن الأصمعي وأبو عبيدة قالا قال أبو عمر بن العلاء الحق نتف قال ثعلب وحدثت عن إسماعيل الموصلي قال دخلت على الأصمعي فرأيت بين يديه فميطرا فقلت هذا علمك كله فقال إن هذا من حق لكثير وروينا عن عبد الله بن عباس

105
أنه قال العلم أكثر من أن يحاط به فخذوا منه أحسنه وعن الشعبي مثله أنشد محمد بن مصعب لابن عباس ما أكثر العلم وما أوسعه من ذا الذي يقدر أن يجمعه إن كنت لابد له طالبا محاولا فالتمس أنفعه وأحسن منصور الفقيه في قوله قالوا خذ العين من كل فقلت لهم في العين فضل ولكن ناظر العين حرفان في ألف طومار مسودة وربما لم تجد في الألف حرفين وكان يقال العلم النبيل الذي يكتب أحسن ما يسمع ويحفظ أحسن ما يكتب ويحدث بأحسن ما يحفظ
باب ما روي عن لقمان الحكيم من وصية ابنه وحضه إياه
على مجالسة العلماء والحرص على العلم حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون بن سعيد قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا السري بن يحيى عن سليمان بن التيمي قال قال لقمان لابنه يا بني ما بلغت من حكمتك قال لا أتكلف مالا يعنيني قال يا بني إنه قد بقي شيء آخر جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيى القلوب الميتة الحكمة كما يحيى الأرض المية بوابل السماء وعن لقمان أو عيسى عليه السلام أنه قال كما ترك الملوك لكم الحكمة فاتركوا لهم الدنيا وقرأت على أبي محمد عبد الله بن محمد أن أحمد بن محمد المكي حدثهم قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا القعنبي عن مالك أنه بلغه أن لقمان الحكيم قال لابنه يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيى القلوب بالحكمة كما يحيى الأرض الميتة بوابل السماء وحدثني إبراهيم بن شاكر قال حدثنا عبد الله بن عثمان قال حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا أحمد بن عبد الله بن صالح قال حدثنا يعقوب بن كعب قال حدثنا الوليد بن مسلم عن كلثوم بن زيادة عن سليمان بن حبيب المحاربي قال قال لقمان لابنه يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك فإن الله يحيى القلوب الميتة بنور الحكمة كما يحيى الأرض الميتة بوابل السماء حدثنا عبد الرحمن بن يحي قال

106
حدثنا عمر بن محمد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو الوليد قال حدثنا أبو اليمان قال عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن أبي حسين قال بلغني أن لقمان الحكيم كان يقول يا بني لا تتعلم العلم لتباهي به العلماء وتماري به السفهاء وترائي به في المجالس ولا تدع العلم زاهدا فيه ورغبة في الجهابة يا بني اختر المجالس على عينك فإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم فإنك إن تك عالما ينفعك علمك وإن تك جاهلا يعلموك ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فتصيبك معهم وإذا رأيت قوما لا يذكرون
الله فلا تجلس معهم فإنك إن تك عالما لا ينفعك علمك وإن تك جاهلا يزيدوك غيا ولعل الله أن يطلع عليهم بعذاب فيصيبك معهم وحدثنا عبد الرحمن قال حدثنا عمر قال حدثنا علي قال حدثنا سعيد بن منصور أراه عن ابن عيينة عن داود بن سابور عنشهر ابن حوشب قال قال لقمان لابنه فذكر مثل حديث ابن أبي حسين سواء وحدثنا أحمد بن فتح قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال حدثنا يحيى بن بكير قال حدثنا الليث عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم أن لقمان قال لابنه يا بني لا تتعلم العلم لثلاث ولا تدعه لثلاث لا تتعلمه لتماري به ولا لتباهي به ولا لترائي به ولا تدعه زهادة فيه ولا حياء من الناس ولا رضا بالجهالة قال زيد بن أسلم كان لقمان من النوبة ومن مواعظ لقمان لابنه أيضا لا تجادل العلماء فتهون عليهم ويرفضوك ولا تجادل السفهاء فيجهلوا عليك ويشتموك ولكن اصبر نفسك لمن هو فوقك في العلم ولمن هو دونك فإنما يلحق بالعلماء من صبر لهم ولزمهم واقتبس من علمهم في رفق حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا هارون بن ممعروف حدثنا ضمرة عن السري قال لقمان لابنه يا بني إن الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك
باب آفة العلم وغائلته وإضاعته وكراهية وضعه عند من ليس بأهله
حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمداني قراءة مني عليه أن أبا يعقوب يوسف ابن محمد التجيرمي حدثه قال حدثنا أبو بكر أحمد بن مقبل قال حدثا أبو سعيد الأشج قال حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن الزهري قال إن للعلم

107
غوائل فمن غوائله أن يترك العلم حتى يذهب بعلمه ومن غوائله النسيان ومن غوائله الكذب فيه وهو شر غوائله أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد ابن زهير قال حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن الزهري قال إنما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال عن قتادة عن عبد الله بن بريدة أن دغفل بن حنظلة قال لمعاوية في حديث ذكره أن غائلة العلم النسيان حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق ابن إبراهيم حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن حاتم حدثنا يحيى بن سعيد عن كهمس عن أبي بريدة قال علي تذاكروا هذا الحديث فإنكم إن لم تفعلوا يدرس حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سملة قال حدثنا أبو سلمة أمام التمارين قال قال الحسن غائلة العلم النسيان وترك المذاكرة حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثني بقي بن مخلد قالحدثنا أبو بكر بن شيبة قال حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آفة العلم النسيان وإضاعته أن تحدث به غير أهله قال حدثنا وكيع عن أبي العميس عن القاسم قال قال عبد الله آفة العلم النسيان وقال علي بن ثابت العلم آفته الإعجاب والغضب والمال آفته التبذير والنهب وأخبرنا أحمد بن عمر قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا محمد بن فطيس قال حدثنا مالك بن سيف قال حدثنا سعيد بن منصور قال حدثنا خالد بن يزيد بن عبد الله بن المختار قال نكر الحديث الكذب فيه وآفته النسيان وإضاعته أن تحدث به من ليس من أهله وأخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال أخبرنا إبراهيم بن بكر قال حدثنا محمد بن الحسين قال حدثنا العباس بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن داود قال سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول عن شعبه قال رآني الأعمش وأنا أحدث قوما فقال ويحك يا شعبة تعلق اللؤلؤ أعناق الخنازير أخبرنا هارون بن موسى قال حدثنا إسماعيل بن القاسم قال أنشدنا أبو محمد النحوي قال أنشدنا أبو العباس محمد بن يزيد

108
قال أنشدنا عمرو بن يحيى قال أبو محمد والشعر لصالح بن عبد القدوس وإن عناء أن تفهم جاهلا فيحسب جهلا أنه منك أفهم متى يبلغ البنيان يوما تمامه إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم متى ينتهي عن سيئ من أتى به إذا لم يكن منه عليه تقدم ولصالح بن عبد القدوس أيضا من شعره الذي قد ذكرنا منه بعضه في هذا الكتاب في مواضعه لا تؤتين العلم إلا امراءا يعين باللب على نفسه وقال أنس اين أبي شيخ من كان حسن الفهم رديء الاستماع لم يقم خيره بشره حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن اصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثني عبد الله بن وهب قال حدثني معاوية بن صالح قال حدثني أبو فروة أن عيسى بن مريم كان يقول لا تمنع الحكمة أهلها فتأثم ولا تضعها عند غير أهلها فتجهل ولكن طبيبا رفيقا يضع دواءه حيث يعلم أنه ينفع وذكر ضمرة عن ابن شوذب قال قال الحسن لولا النسيان لكان العلم كثيرا قرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن اصبغ حدثهم قال حدثنا محمد بن عبد السلام الخشني قال حدثنا أبو بكر الصنعاني قال حدثنا سليمان بن أيوب عن يزيد بن زريع عن الحجاج بن أرطاة قال قال عكرمة أن لهذا العلم ثمنا قيل وما ثمنه قال أن تضعه عند من يحفظه ولا يضيعه وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا محمد بن عبد السلام الخشني قال حدثنا الرياشي عن الأصمعي عن العلاء بن إسماعيل عن رؤبة بن العجاج قال أتيت النسابة البكري قال قال لي من أنت قلت رؤبة بن العجاج قال قصرت وعرفت فما جاء بك قلت طلب العلم قال لعلك من قوم أنا بين أظهرهم إن سكت لم يسئلوني وإن تكلمت لم يعوا عني قلت أرجوا ألا أكون منهم ثم قال أتدري ما آفة المروءة قلت لا قال فأخبرني قال جيران السوء إن رأوا حسنا دفنوه وإن رأوا سيئا أذاعوه ثم قال لي يا رؤبة إن للعلم آفة وهجنة ونكرا فآفته نسيانه وهجنته أن تضعه عند غير أهله ونكره الكذب فيه وأخبرنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا

109
معمر عن رجل عن عكرمة قال قال عيسى عليه السلام لا تطرح اللؤلؤ إلى الخنزير فإن الخنزير لا يصنع باللؤلو شيئا ولا تعطي الحكمة لمن لا يريدها فإن الحكمة خير من اللؤلؤ ومن لا يريدها شر من الخنزير ويروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال قام أخي عيسى عليه السلام خطيبا في بني إسرائيل فقال يا بني إسرائيل لا تعطوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم وقد نظم هذا المعنى بعض الحكماء فقال من منع الحكمة من أهلها أصبح في الناس لهم ظالما أو وضع الحكمة في غيرهم أصبح في الحكم لهم غاشما لا خير في المرء إذا ما غدا لا طالب العلم ولا عالما ورحم الله القائل أأنثر درا بين سائمة النعم أم أنظمه نظما لمهملة الغنم ألم ترني ضيعت في شر بلدة فلست مضيعا بينهم درر الكلم فإن يشفني الرحمن من طول ما أرى وإلا فمخزون لدي ومكتتم حدثنا أحمد بن عبد الله قال حدثنا الحسن بن إسماعيل قال
حدثنا عبد الملك بن يحيى قال حدثنا محمد بن إسماعيل الصايغ قال حدثنا سنيد قال حدثنا عيسى بن يونس عن جرير بن عثمان عن سليمان بن سمير عن كثير بن مرة الحضرمي إنه قال إن عليك في علمك حقا كما أن عليك في مالك حقا لا تحدث العلم غير أهله فتجهل ولا تمنع العلم أهله فتأثم ولا تحدث بالحكمة عند السفهاء فيكذبوك ولا تحدث بالباطل عند الحكماء فيمقتوك ولقد أحسن القائل قالوا نراك طويل الصمت قلت لهم ما طول صمتي من عي ولا خرس لكنه احمد الأشياء عاقبة عندي وأيسره من منطق شكس أأنشر البز فيمن ليس يعرفه أم أنثر الدر بين العمي في الغلس

110
ولقد أحسن صالح بن عبد القدوس في قوله ويروي لسابق وإذا حملت إلى سفيه حكمة فلقد حملت بضاعة لا تنفق ومن قول النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا واضع العلم في غير أهله كمقلد الخنازير اللؤلؤ والذهب حدثنا خلف بن محمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق ابن إبراهيم حدثنا محمد بن علي حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي حدثنا فضيل عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال إن إحياء الحديث مذاكرته فتذاكروا فقال له عبد الله بن شداد يرحمك الله كم من حديث أحييته في صدري قد مات حدثنا خلف حدثنا أحمد حدثنا إسحاق حدثنا محمد حدثنا الفضل بن دكين حدثنا سفيان عن الأعمش عن جعفر بن اياس عن أبي نضرة عن أبي سعيد قال تذاكروا الحديث فإن الحديث يهيج الحديث فإن قال قائل إن بعض الحكماء كان يحدث بعلمه صبيانه وأهله ولم يكونوا لذلك بأهل قيل له إنما فعل ذلك من فعله منهم لئلا ينسى حدثنا عبد الوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبي وابن الأصبهاني والأخنس قالوا حدثنا ابن فضيل عن الأعمش أن إسماعيل بن رجاء كان يجمع صبيان الكتاب يحدثهم لئلا ينسى حديثه قال واخبرني أبو محمد التميمي قال حدثنا أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزبز أن عطاء الخرساني كان إذا لم يجد أحدا أتى المساكين فحدثهم يريد بذلك الحفظ وبه عن سعيد بن عبد العزيز أن خالد بن يزيد بن معاوية كان إذا لم يجد أحدا يحدثه بحدث جواريه ثم يقول اني لأعلم انكن لستن بأهل يريد بذلك الحفظ وقد كانوا يكرهون تكرير الحديث وكان بعضهم وهو علقمة يقول كرروه لئلا يدرس ولكل وجه لا يدفع وبالله التوفيق
باب في هيبة المتعلم للعالم
حدثنا محمد بن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان وسعيد بن حمير قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان عن يحيى ابن سعيد عن عبيد بن حنين أنه سمع ابن عباس يقول مكثت سنة وأنا أشك في ثنتين

111
وأنا أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن المتظاهرتين على رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أجد له موضعا أسأله فيه حتى خرج حاجا وصحبته حتى إذا كنا بمر الظهران ذهب لحاجته وقال أدركني بادواة من ماء فلما قضى حاجته ورجع أتيته بالأداوة أصبها عليه فرأيت موضعا فقلت يا أمير المؤمنين من المرأتان المتظاهرتان على رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قضيت كلامي حتى قال عائشة وحفصة قال أبو عمر لم يمنع ابن عباس من سؤال عمر عن ذلك إلا هيبته وذلك موجود في حديث ابن شهاب قرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن اصبغ حدثهم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا يوسف بن بهلول قال حدثنا ابن إدريس قال حدثنا محمد بن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن أبي ثور عن ابن عباس قال مكثت سنتين أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن حديث ما منعني منه إلا هيبته حتى تخلف في حج أو عمرة في الأراك الذي ببطن مر الظهران لحاجته فلما جاء وخلوت به قلت يا أمير المؤمنين أني أريد أن أسألك عن حديث منذ سنتين ما يمنعني إلا هيبة لك قال فلا تفعل إذا أردت أن تسأل فسلني فإن كان منه عندي علم أخبرتك وإلا قلت لا أعلم فسألت من يعلم قلت من المرأتان اللتان ذكرهما إنهما تظاهرتا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عائشة وحفصة ثم قال كان لي أخ من الأنصار وكنا نتعاقب النزول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل يوما وينزل يوما فما أتى من حديث أو خبر أتاني به وأنا مثل ذلك ونزل ذات يوم وتخلفت فجاءني وذكر الحديث بطوله وتمامه قال أبو عمر الذي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمر بن الخطاب من الأنصار عتبان بن مالك وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة قال حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال قلت لسعد بن مالك أني أريد أن أسألك عن شيء وأني أهابك فقال لا تهبني يا ابن أخي إذا علمت أن عندي علما فسلني عنه قال قلت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي في غزوة تبوك حين خلفه فقال سعد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حدثنا خلف بن قاسم حدثنا ابن شعبان حدثنا ابن شعبان حدثنا إبراهيم بن عثمان حدثنا حمدان بن عمر حدثنا نعيم

112
ابن حماد حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال أن من السنة أن توقر العالم
باب في ابتداء العالم جلساءه بالفائدة وقوله سلوني وحرصهم على أن يؤخذ ما عندهم
أخبرني عبد الله بن محمد بن يحيى حدثنا محمد بن بكر حدثنا أبو داود حدثنا مسدد حدثنا يحيى بن سعيد بن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن حطان بن عبد الله الرقاشي عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خذوا عني خذوا عني قد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب جلد مائة ورجم بالحجارة والبكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة وروى ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة يوم النحر على راحلته وقال خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن راشد قال حدثنا سعيد بن السكن قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا معاذ بن هشام قال حدثني أبي عن قتادة قال حدثنا أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر ومعه معاذ بن جبل رديفة على الرحل فقال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك ثلاثا قال مامن أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صادقا من قلبه إلا حرم الله عليه النار قلت يا رسول الله ألا أخبر به الناس فيستبشروا قال إذا يتكلوا وأخبر بها معاذ عند موته وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن عبد العزبز بن صهيب عن أنس بن مالك عن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا معاذ قال لبيك يا رسول الله وسعديك

113
قالها ثلاثا قال بشر الناس أنه من قال لا إله إلا الله دخل الجنة وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا جعفر بن محمد الصايغ قال حدثنا محمد ابن إسحاق قال حدثنا إسرائيل عن سماك بن حرب عن خالد بن عرعرة التيمي قال سمعت علي بن أبي طالب يقول ألا رجل يسأل فينتفع وينفع جلساءه وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان بن عيينة قال حدثنا يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي بن أبي طالب حدثني أحمد بن فتح قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال حدثنا محمد بن ثور عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا رضي الله عنه وهو يخطب ويقول سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة الا حدثكم به وسلوني عن كتاب اله فوالله ما منه آية إلا وأنا أعلم بليل نزلت أم بنهار أم بسهل نزلت أم بجبل فقام ابن الكواء وأنا بينه وبين علي فقال ما الذاريات ذروا فالحاملات وقرا فالجاريات يسرا فالمقسمات أمرا فقال ويلك سل تفقها ولا تسل تعنتا الذاريات ذروا الرياح فالحاملات وقرا السحاب والجاريات يسرا السفن فالمقسمات أمرا الملائكة قال أفرأيت السواد الذي في القمر قال أعمى سأل عن عمياء أما سمعت الله عز وجل يقول وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل فمحوه السواد الذي فيه قال أفرأيت ذا القرنين أنبيا كان أم ملكا قال لا واحد منهما ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه وناصح الله فناصحه الله ودعى قومه إلى الهدي فضربوه على قرنه ثم دعاهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الآخر ولم يكن له قرنان كقرني الثور قال أفرأيت هذا القوس ما هو قال هي علامة بين نوح وبين ربه وأمان من الغرق قال أفرأيت البيت المعمور ما هو قال الصراح فوق سبع سماوات تحت العرش يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعدون فيه إلى يوم القيامة قال فمن الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار قال هما إلا فجران من قريش كفيتهم يوم بدر قال فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا قال كان أهل حر وراء منهم وروي أبو سنان عن

114
الضحاك عن النزال بن سيرة قال قيل لعلي يا أمير المؤمنين أن ههنا قوما يقولون إن الله لا يعلم ما يكون حتى يكون فقال ثكلتهم أمهاتهم من أين قالوا ذلك قيل يتأولون القرآن في قوله عز وجل ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم فقال علي رضي الله عنه من لم يعلم هلك ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أيها الناس تعلموا العلم واعملوا به ومن أشكل عليه شيء من كتاب الله فليسألني عنه أنه بلغني أن قوما يقولون أن الله لا يعلم ما يكون حتى يكون لقوله عز وجل ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم الآية وإنما قوله عز وجل حتى نعلم يقول حتى نرى من كتب عليه الجهاد والصبر أن جاهد وصبر على ما نابه وأتاه مما قضيت عليه أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال حدثني أبي قال حدثنا عبد الله بن يونس قال حدثنا بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا عمر بن سعد عن سفيان عن عبد الله بن السايب عن زاذان قال سألت ابن مسعود عن أشياء ما أحد يسألني عنها وذكر الحلواني قال حدثنا عبد الملك الجدي وابن مريم قالا أخبرنا نافع ابن عمر الجمحي قال سمعت ابن أبي مليكة قال دخلنا على ابن عباس فقال سلوني فإني قد أصبحت طيبة نفسي أخبرت أن الكوكب ذا الذنب قد أطلع فخشيت أن يكون الدخان وقال الدجال قد طرق وسلوني عن سورة البقرة وسورة يوسف قال ابن أبي مريم في حديثه يخصمها بين السور قال أخبرنا أبو أسامة قال حدثنا الأعمش عن سفيان قال خطبتا ابن عباس وهو على الموسم فقرأ سورة البقرة فجعل يفسر ويقرأ فما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله إني أقول لو سمعته فارس والروم والترك لأسلمت وذكر ابن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن مسعر عن سعيد بن إبراهيم قال قال ابن عباس ما سألني رجل عن مسئلة إلا عرفت أفقيه هو أو غير فقيه حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا عمر بن محمد قال حدثنا علي بن عبد العزبز قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل حدثنا جرير عن حبيب بن أبي عمرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال ألا تسألني عن آية فيها مائة آية قال قلت ما هي قال قوله عز وجل وفتناك فتونا قال كل شيء أوتي من خير أو شر كان فتنة وذكر حين حملت به أمه وحين وضعت وحين التقطه آل فرعون حتى بلغ ما بلغ ثم أقل ألا ترى قوله

115
ونبلوكم بالشر والخير فتنة أخبرنا محمد بن عبد الملك قال حدثنا أحمد بن محمد ابن زياد البصري بمكة قال حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا أبو قطن قال حدثنا شعبة عن أبي عون عن أبي صالح قال قال علي رضي الله عنه سلوا ولو انسانا سأل فسأله ابن الكوا عن الأختين المملوكتين وعن بنت الأخ والأخت من الرضاعة قال إنك لذهاب في التيه سل عما ينفعك أو يعنيك قال إنما نسأل عما لا نعلم قال فقال في ابنة الأخ أو الأخت من الرضاعة أردت رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنت حمزة فقال هي ابنة أخي من الرضاعة وقال في الأختين المملوكتين أحلتهما آية وحرمتهما آية لا آمر ولا أنهى ولا أحل ولا أحرم ولا أفعله أنا ولا أهل بيتي وذكر الحلواني قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا عمرو بن ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير قال إن مما يهمني إني وددت أن النسا قد أخذوا ما معي من العلم وروينا عن الحسن إنه يبتدئ الناس بالعلم ويقول سلوني وكان ابن سيرين وإبراهيم لا يبتدئان أحدا يسئلا حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل قال حدثنا أبو هلال الراسبي قال حدثنا قتادة قال أتى على الحسن زمان وهو يعجب ممن يدعو إلى نفسه قال فما مات حتى دعا إلى النفس وقال لقمان الحكيم ان العالم يدعو الناس إلى علمه بالصمت والوقار حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال قال لي عروة ائتوني فتلقوا مني وكان عروة يستأنف الناس على حديثه قال أحمد بن زهير كذ قال مصعب أدخل حديث الزهري في حديث عمرو بن دينار صيرها واحدا وما صنع شيئا حدثنا أحمد بن حنبل قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عمروى بن دينار قال عروة ائتوني قتلقوا منى قاله سفيان بمكة وحدثنا أحمد بن حنيل وأبي قالا حدثنا سفيان عن الزهري قال كان عروة يستألف الناس على حديثه حدثنا أحمد بن عبد الله حدثنا أبي حدثنا عبد الله حدثنا بقي حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا غسان بن مضر عن سعيد بن زيد عن عكرمة قال مالكم لا تسألوننا أفلستم قال أبو بكر وحدثنا عمر بن سعد عن سفيان عن عطاء ابن السايب عن سعيد بن جبير قال ما أحد يسئلني قال أبو بكر وحدثنا ابن عيينة

116
عن عمرو قال قال لنا عروة ائتوني فتلقوا مني قال وحدثنا ابن عيينة عن الزهري قال كان عروة يتألف الناس على حديثه وذكر ابن وهب عن يحيى بن أيوب عن هشام ابن عروة قال قال لي أبي والله ماليسلني الناس عن شيء حتى لقد نسيب قال هشام وكان أبي يقول لنا إنا كنا أصاغر قوم ثم نحن اليوم كبار قوم وإنكم اليوم أصاغر قوم وستكونون كبارا فتعلموا العلم تسودوا به قومكم ويحتاجون إليكم قال هشام وكان أبي يدعوني وعبد الله بن عروة وعثمان وإسماعيل واخوتي وآخر قد سماه هشام فيقول لا تغشوني مع الناس وإذا خلوت فسلوني فكان يحدثنا يأخذ في الطلاق ثم الخلع ثم الحج ثم الهدي ثم كذا ثم يقول كروا علي فكان يعجب من حفظي قال هشام والله ما تعلمنا منه جزءا من ألف جزء من أحاديثه وأخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا أحمد بن الحسن الترمذي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان زائدة يخرج إليهم فيقول اكتبوا اكتبوا قبل أن أنسى أخبرنا خلف بن القاسم حدثنا أحمد بن صالح بن عمر المقري حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي حدثنا العباس بن محمد الدوري قال حدثنا حاتم الطويل حدثنا يحيى بن يمان العجلي قال سعت سفيان الثوري يقول والله لو لم يأتوني لأتيتهم في بيوتهم يعني أصحاب الحديث وحدثنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال حدثنا يحيى بن مالك قال حدثنا علي بن محمد بن الحسين قال حدثنا محمد بن يوسف الهروي قال سمعت الربيع بن سليمان يقول قال لي الشافعي يا ربيع لو قدرت أن أطعمك العلم لأطعمتك إياه قال أبو عمر أخذه الخاقاني فقال ألا فاحفظوا وصفي لكم ما اختصرته ليدريه من لم يكن منكم يدري ففي شربة لو كان علمي سقيتكم ولم أخف عنكم ذاك العلم بالدخر وقال الربيع بن سليمان كان الشافعي رحمه الله يملي علينا في صحن المسجد فلحقته الشمس فمر به بعض اخوانه فقال يا أبا عبد الله في الشمس فأنشأ الشافعي يقول أهين لهم نفسي لا كرمها بهم ولن تكرم النفس الذي لا تهينها وقال ابن عباس رحمه الله ذللت طالبا فعززت مطلوبا حدثنا عبد الرحمن

117
ابن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نعمان حدثنا محمد بن علي بن مروان حدثنا الحسن بن ربيع قال ابن المبارك قال قال سفيان لو لم يأتوني لأتيتهم فقيل لسفيان إنهم يطلبونه بغير نية فقال إن طلبهم إياه نية
باب منازل العلم
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى وخلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن علي بن مروان حدثنا داود بن عمر بن زهير الضبي قال سمعت فضيل بن عياض يقول أول العلم الانصات ثم الاستماع ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا أحمد ابن زهير قال سمعت سعيد بن يزيد يقول سمعت علي بن الحسن بن شقيق يقول سمعت ابن المبارك يقول أول العلم النية ثم الاستماع ثم الفهم ثم الحفظ ثم العلم ثم النشر وأخبرنا عبد الرحمن بن حيى قالحدثنا عمر بن محمد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أبو يعقوب المروزي وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا ابن عياش بن غليب الوراق قالا أخبرنا عبد الرحمن بن مهدي عن محمد بن النضر الحارثي قال أول العلم الاستماع قيل ثم ماذا قال الحفظ قيل ثم ماذا قال العمل قيل ثم ماذا قال النشر حدثنا أحمد بن محمد بن هشام قال حدثنا علي بن عمر قال حدثنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن الخطاب التستري قال حدثنا الخوارزمي قال حدثنا عبد الله بن عثمان قال سفيان كان يقال أول العلم الاستماع ثم الانصات ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن اصبغ قال حدثنا أحمد ابن زهير قال حدثنا أبو الفتح نصر بن المغيرة قال سفيان أول العلم الاستماع ثم الانصات ثم الحفظ ثم العمل ثم النشر

118
باب طرح العالم المسألة على المتعلم
حدثنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون عن معاذ بن جبل قال كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم فقال هل تدري يا معاذ ما حق الله على الناس قال قلت الله ورسوله أعلم قال حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا تدري يا معاذ ما حق الناس على الله إذا فعلوا ذلك قال قلت الله ورسوله أعلم قال حق الناس على الله أن لا يعذبهم قال قلت يا رسول الله الا أبشر الناس قال دعهم بعملون وقرأت علي أبي محمد عبد بن محمد بن أسد أن بكر بن العلاء القاضي حدثهم قال حدثنا أحمد بن موسى الشامي قال حدثنا القعنبي قال قرأت على مالك بن أنس عن عبد الله بن دينار عن عبد الله ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من اشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل الرجل المسلم حدثوني ما هي قال عبد الله فوقع الناس في شجر البوادي ووقع في نفسي أنها النخلة قال فاستحييت فقالوا يا رسول الله ما هي قال النخلة قال عبد الله بن عمر فحدثت عمر بن الخطاب بالذي وقع في نفسي قال عمر لأن تكون قلتها أحب إلي من أن يكون لي كذا وكذا

119
وأخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد المكي قال حدثنا علي ابن عبد العزيز قال حدثنا القعنبي عن مالك عن يحيى بن سعيد عن النعمان بن مرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما ترون في الشارب والسارق والزاني وذلك قبل أن ينزل فيهم قالوا الله ورسوله أعلم قال هن فواحش وفيهن عقوبة واسوأ السرقة الذي يسرق صلاته قالوا يا رسول الله وكيف يسرق صلاته قال لا يتم ركوعها ولا سجودها وقرأت على أحمد بن محمد وسعيد بن نصر وأحمد بن قاسم وعبد الوارث بن سفيان ابن وهب بن ميسرة حدثهم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا ابن يحيى عن مالك عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول ما ترون في رجل يقع بامرأته وهو محرم فلم يقل له القوم شيئا فقال سعيد أن رجلا وقع بامرأته وهو محرم وذكر الحديث أخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا أبو عمر أحمد ابن مطرف وأحمد بن سعيد قالا أخبرنا عبيد الله بن يحيى قال حدثنا أبي يحيى بن يحيى قال حدثني مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه قال ما صلاة يجلس في كل ركعة منها ثم قال سعيد هي المغرب إذا فاتتك منها ركعة قال وكذلك سنة الصلاة كلها قال أبو عمر يعني إذا فاتتك منها ركعة أن تجلس مع إمامك في ثانيته وهي لك أولى وهذه سنة الصلاة كلها إذا فاتتك منها ركعة وأخبرنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا يحيى عن مالك عن يحيى بن سعيد أن سعيد بن المسيب قال ما ترون فيمن غلبه الدم من
رعاف فلم ينقطع عنه قال يحيى بن سعيد ثم قال سعيد أرى أن يومي برأسه إيماء
باب فتوى الصغير بين يدي الكبير بإذنه
قرأت على أبي عمر أحمد بن محمد بن عيسى حدثه قال حدثنا بكر بن سهل قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا رشدين بن سعيد عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن عبادة بن نسي عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال قلت لمعاذ ابن جبل أرأيت قول الله يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله

120
فقال شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعا أبا بكر وعمر حين أراد أن يبعثني إلى اليمن فقال أشيروا علي فيما آخذ من اليمن قالا يا رسول الله أليس قد نهى الله أن يتقدم بين يدي الله ورسوله فكيف نقول وأنت حاضر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرتكما فلم تتقدما بين يدي الله ورسوله قال عبد الرحمن بن غنم فقلت لماذ بن جبل فللرجل العالم أن يقول ومعه عداده من الناس في الأمر لا بد منه قال إن شاء قال وإن شاء أمسك حتى يكفيه أصحابه فذلك أحب إلى قال أبو عمر هذا حديث لا يحتج بمثله لضعف اسناده ولكنه حديث حسن نقله الناس وذكرناه لتقف على ذلك وتعرفه وقرأت على عبد الله بن محمد أن أحمد بن محمد المكي حدثهم قال حدثنا علي بن عبد العزيز وأن بكر بن العلاء حدثهم قال أخبرنا أحمد بن موسى الشامي قالا أخبرنا عبد الله بن مسلمة القعنبي قال قرأت على مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبد الله أنه قال كتب عبد الملك بن مروان إلى الحجاج أن لا تخالف عبد الله بن عمر في أمر الحج فلما كان يوم عرفة جاءه عبد الله بن عمر حين زالت الشمس وأنا معه فصاح عند سرادقه أين هذا فخرج إليه الحجاج وعليه ملحفة معصفرة فقال مالك يا أبا عبد الرحمن قال الرواح أن كنت تريد أن تصيب السنة اليوم فقال هذه الساعة قال نعم قال فأنظرني أفيض علي ماء ثم أخرج إليك فنزل عبد الله حتى خرج إليه الحجاج فسار بيني وبين أبي فقلت له إن كنت تريد أن تصيب السنة فاقصر الخطبة وعجل الوقوف قال فجعل ينظر إلى عبد الله بن عمر كيما يسمع ذلك منه فلما رأى ذلك عبد الله قال صدق وقرأت على أبي عمر أحمد بن محمد أن محمد بن عيسى حدثهم قال حدثنا يحيى بن عمر ويحيى بن أيوب قالا حدثنا ابن عبد الله يحيى بن بكير وقرأت على عبد الوارث بن سفيان أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا مطرف ابن عبد الرحمن بن قيس قال حدثنا ابن بكير قال أخبرنا مالك عن حمزة بن سعيد المازني عن حجاج بن عمرو بن غزية أنه كان جالسا عند زيد بن ثابت فجاءه ابن فهد رجل من اليمن فقال يا أبا سعيد إن عندي جواري ليس نسائي اللائي أكن بأعجب إلي منهن وليس كلهن يعجبنني أن تحمل مني أفأعزل فقال زيد أفته يا حجاج قال قلت غفر الله لك إنما نجلس إليك لنتعلم منك فقال أفته قال قلت هو حرثك إن

121
شئت سقيته وإن شئت عطشته وكنت أسمع ذلك من زيد بن ثابت فقال زيد صدق
باب جامع لنشر العلم
روى سهل بن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خيرا لك من حمر النعم ومن حديث أبي رافع قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي يا علي لأن يهدي الله على يديك رجلا واحدا خير لك مما طلعت عليه الشمس وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني أين لهيعة عن دارج أبي السمح عن أبي حجيرة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يتعلم العلم ولا يحدث به كمثل الذي يكنز الكنز ولا ينفق منه وبه عن ابن وهب قال حدثنا القاسم ابن عبد الله عن موسى بن عبيدة عن عبد الله بن عبيدة عن ابن عباس قال مثل علم لا يظهره صاحبه كمثل كنز لا ينفق منه صاحبه وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الوليد بن شجاع قال حدثنا إسحاق ابن الفرات قال حدثنا ابن لهيعة عن دارج عن عبد الرحمن بن حجيرة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مثل الذي يتعلم العلم لا يحدث به الناس كمثل الذي رزقه الله مالا لا ينفق منه وحدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا علي بن عمر حدثنا الحسن بن عبد الله حدثنا أبو يعلى بن زهير حدثنا عمر بن يحيى ابن نافع قال حدثنا عيسى بن شعيب قال حدثنا روح بن القاسم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علم لا يقال به ككنز لا ينفق منه وقرات على سعيد بن سيد أن محمد بن أحمد بن خالد حدثه قال حدثني أبي قال حدثنا قاسم بن محمد قال حدثنا أبو عاصم خشيش بن أصرم قال حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا الأعمش عن صالح بن جناب عن حصين بن عقبة عن سلمان الفارسي

122
قال لا يقال به ككنز لا ينفق منه وقال علي رضي الله عنه يؤخذ على الجاهل عهد بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهد ببذل العلم للجهال لأن العلم كان قبل الجهل به وروى أبو يزيد بن أبي الغمر عن ابن القاسم قال كنا إذا ودعنا مالكا يقول لنا اتقوا الله وانشروا هذا العلم وعلموه ولا تكتموه وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبي قال أخبرنا معاذ ابن معاذ قال أخبرني أشعث عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصدقة أن يتعلم الرجل العلم فيعمل به ثم يعلمه وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال أخبرنا ابن وضاح قال حدثنا موسى بن معاوية قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي قال حدثنا عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب سمعه يقول سمعت عبد اللمك بن مروان خطيبا يوم الفطر فقال إن العلم يقبض قبضا سريعا فمن كان عنده علم فلينشره غير خاف عنه ولا غال فيه وروينا عن عبد الرحمن بن مهدي قال كان أنس بن مالك يقول بلغني أن العلماء يسئلون يوم القايمة كما تسئل الأنبياء يعني عن تبليغه ويروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ألا أخبركم عن أجود الأجواد قالوا نعم يا رسول الله قال الله أجود الأجواد وأنا أجود ولد آدم وأجودهم من بعدي رجل علم علما فنشر علمه فنشر علمه يبعث يوم القيامة أمة وحده ورجل جاد بنفسه في سبيل الله حتى قتل ويروي هذا من حديث نوح بن ذكوان عن أخيه أيوب عن الحسن عن أنس رفعه حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا الحسن بن رشيق قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا محمد بن عمار قال حدثنا المعافي عن صفوان بن عمرو عن سليم بن عامر قال كان أبو إمامة يحدثنا فيكثر ثم يقول عقلتم فنقول نعم فيقول بلغوا عنا فقد بلغناكم يرى أن حقا عليه أن يحدث بكل ما سمع قال
المعافى أو نحو هذا ومن حديث معاذ الجهيني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من علم علما فله أجر ذلك ما عمل به عامل لا ينقص من أجر العامل شيء حدثنا عبد الوارث ابن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبي قال حدثنا عمر بن

123
أيوب الموصلي عن جعفر بن برقان قال كتب إلينا عمر بن عبد العزيز أما بعد فمر أهل الفقه والعلم من عندك فلينشروا ما علمهم الله في مجالسهم ومساجدهم والسلام ويقال ماصين العلم بمثل العمل به وبذله لأهله وقالوا النار لا ينقصها ما أخذ منها ولكن ينقصها ألا تجد حطبا وكذلك العلم لا ينقصه الاقتباس منه ولكن قد الحاملين له سبب عدمه وروى عن علي أنه قال من علم وعمل وعلم دعي في ملكوت السماوات عظيما وقد روي هذا من كلام المسيح صلى الله عليه وسلم أخذه بكر بن حماد فقال إذا ما أمرؤ عملت يداها بعلمه نودي عظيما في السماء مسودا ومن حديث مندل بن علي عن أبي بكر الهذلي عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصدق رجل بصدقة أفضل من علم ينشره وذكر ابن بكير عن الليث عن ابن شهاب قال ما صبر أحد على العلم صبري ولا نشره أحد نشري حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد عن أبيه عن عبد الله بن يونس عن بقي بن مخلد قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثني أبو معاوية عن الأعمش عن شمر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال معلم الخير يستغفر له كل شيء حتى الحوت في البحر وقال ابن مسعود في قول الله عز وجل إن إبراهيم كان أمة قانتا قال الأمة المعلم للخير والقانت المطيع قال أبو عمر وقد ذكرنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم نضر الله امرءا سمع مقالتي أو سمع منا حديثا فوعاه ثم بلغه غيره وذكرنا من فضل نشر العلم كراهية كتمانه في كتابنا هذا في غير موضع منه ما أغنى عن إعادته ههنا وقال ابن وهب سمعت سفيان بن عيينة يقول في قول الله عز وجل وجعلني مباركا أين ما كنت قال معلما للخير وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن عثمان وسعيد بن نمير قالا حدثنا يونس قال حدثنا سفيان في قوله وجعلني مباركا أين ما كنت قال معلم للخير وفيما كتب بعض الحكماء إلى أخ له قال واعلم يا أخي أن أخفاء العلم هلكة وأخفاء العمل نجاة وسئل سهل بن عبد الله التستري رحمه الله متى يجوز للعالم أن يعلم الناس قال إذا عرف المحكمات من المتشابهات قال حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا مسلمة بن قاسم حدثنا عبد الله بن محمد ابن أبي رجاء الزيات بمكة قال سمعت محمد بن إسماعيل الصايغ يقول رأيت يزيد بن هارون في النوم فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي قلت بأي شيء قال بهذا الحديث الذي نشرته في الناس

124
باب جامع في آداب العالم والمتعلم
حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن وعبد الرحمن بن يحيى ويحيى بن عبد الرحمن قالوا حدثنا أحمد بن سعيد بن حزم قال حدثنا أبو إبراهيم إسحاق بن إبراهيم بن نعمان حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن مروان البغدادي بالإسكندرية قال حدثنا يحيى بن معين حدثنا ابن إدريس عن ليث بن أبي سليم عن طاووس عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال علموا ويسروا ولا تعسروا ثلاثا وحدثنا خلف بن القاسم حدثنا أحمدب بن الحسن الرازي قال حدثنا أزهر بن زفر بن صدقة قال حدثنا عبد المنعم ابن بشير قال حدثنا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا العلم وتعملوا له السكنية والوقار وتواضعوا لمن تتعلمون منه ولا تكونوا جبابرة العلماء قال موسى ابن عبيد الله الخاقاني علم العلم لمن أتاك لعلم واغتنم ما حييت منه الدعاء وليكن عندك الفقير إذا ما طلب العلم والغنى سواء وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا أبو علي بن السكن قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق الداوودي بطبرية قال حدثنا حسين بن مبارك قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أنزل الله شيئا أقل من اليقين ولا قسم بين الناس شيئا أقل من الحلم وما أووى شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم وحدثنا أبو القاسم قال حدثنا ابن المفسر قال حدثنا أحمد بن علي قال حدثنا أبو خيثمة قال حدثنا ابن عيينة عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال ما أووى شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم وحدثنا ابن القاسم محمد بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد قال حدثنا أسلم بن عبد العزيز قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن زيد بن

125
أسلم عن عطاء بن يسار قال لم يؤوي شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم حدثنا أحمد بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد قال حدثنا أسلم بن عبد العزيز قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن زيد بن أسلم عن عطاء ين يسار قال لم يؤوي شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم وقال بقية عن إبراهيم بن أدهم ومحمد بن عجلان ما من شيء أشد على الشيطان من عالم حليم أن تكلم تكلم بعلم وإن سكت سكت بحلم يقول الشيطان انظروا إليه كلامه أشد علي من سكوته وذكر ابن وهب قال أخبرني ابن لهيعة عن ابن عجلان عن رجاء بن حيوة قال يقال ما أحسن الإسلام ويزينه الإيمان وما أحسن الإيمان ويزينه التقوى وما أحسن التقوى ويزينه العلم وما أحسن العلم ويزينه الرفق وقال بعض الأدباء في هذا المعنى العلم والحلم حلتا كرم للمرء زين إذا هما اجتمعا كم من وضع سما به العلم والحلم فنال السمو وارتفعا صنوان لا يستتم حسنهما إلا بجمع لذا وذاك معا كل رفيع البنا أضاعهما أخمله ما أضاع فاتضعا وكان يقال لقاح المعرفة دراسة العلم وذكر الحسين بن علي بن الأسود أبو عبد الله النخعي قال حدثنا يعلى بن عبيد قال حدثنا محمد بن عون الخراساني عن إبراهيم بن عيسى عن عبد الله بن مسعود أنه قال لأصحابه كونوا ينابيع العلم مصابيح الهدى أحلاس البيوت سرج الليل جدد القلوب خلقان الثياب تعرفون في السماء وتخفون على أهل الأرض قال الحسين وحدثنا عبد الله بن نمير وأبو أسامة عن مسعد عن سملة بن كهيل عن أبي جحيفة قال كان يقال جالس الكبراء وخالل العلماء وخالط الحكماء وهذا لفظ حديث ابن نمير ولفظ حديث أبي أسامة وخالل الحكماء وخالط العلماء قال وأخبرنا الحسين بن علي الجعفي قال حدثنا سفيان بن عيينة قال قال عيسى بن مريم جالسا من يذكركم بالله رؤيته ومن يزيد في علمكم منطقه ومن يرغبكم في الآخرة عمله وحدثنا أحمد بن فتح قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن موسى بن نضير قال سمعت عيسى

126
ابن حماد يقول كثيرا ما كنت أسمع الليث بن سعد يقول لأصحاب الحديث تعلموا الحلم قبل العلم وحدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا ابن أبي دليم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا محمد بن سعيد ابن أبي مريم قال سمعت ابن وهب يقول ما تعلمت من أدب مالك أفضل من علمه ولقد أحسن عبد الله بن المبارك حيث يقول أيها الطالب علما أئت
حماد بن زيد فاقتبس علما وحلما ثم قيده بقيد وذكر محمد بن الحسن الشيباني عن أبي حنيفة قال الحكايات عن العلماء ومجالستهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم واخلاقهم قال محمد ومثل ذلك ما روي عن إبراهيم قال كنا نأتي مسروقا فنتعلم من هديه ودله حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير الحوطى قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن شرحيبل ابن مسلم عن شريك بن نهيك الخولاني قال أبو الدرداء من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه مع أهل العلم وأخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا محمد بن أحمد ابن يحيى قال حدثنا أبو الحسن بن بهزاد قال حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول من حفظ القرآن عظمت حرمته ومن طلب الفقه نبل قدره ومن عرف الحديث قويت حجته ومن نظر في النحو رق طبعه ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم وقال عمر مولى غفرة لا يزال العالم عالما مالم يجسر في الأمور برأيه ولم يستحي أن يمشي إلى منهو أعلم منه وقال الخليل بن أحمد إذا أخطأ بحضرتك من تعلم أنه يأنف من ارشادك فلا ترد عليه خطأه لأنك إذا نبهته على خطأه أسرعت افادته واكتسبت عداوته وقال أبو الأسود الدؤلي إذا أردت ان يكذبك الشيخ فلقنه ذكره قتادة وغيره عن الأسود وحدثنا عبد الوراث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبيد الله بن عمر قال قال لي يحيى بن سعيد القطان سمعت شعبة يقول كل من سمعت منه حديثا فأنا له عبد وحدثنا سعيد بن سيد قال حدثنا أحمد ابن محمد بن خالد قال حدثني أبي قال حدثنا قاسم بن محمد قال حدثنا أبو عاصم خشيش بن أصرم قال حدثنا وهب بن جرير قال حدثنا هشام بن حسان عن الحسن قال كان طالب العلم يرى ذلك في سمعه وبصره وتخشعه وأخبرنا أحمد بن قاسم

127
وسعيد بن نصر قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا حيوة بن شريح قال سمعت عقبة بن مسلم يقول الحديث مع الرجل والرجلين والثلاثة فإذا عظمت الحلقة فأنصت قال ابن المبارك وأخبرنا رياح بن زيد عن رجل عن وهب بن منبه قال إن للعلم طغيانا كطغيان المال وروينا من وجوه عن الشعبي قال صلى زيد بن ثابت على جنازة ثم قربت له بغلة ليركبها فجاء ابن عباس فأخذ بركابه فقال له زيد خل عنه يا ابن عم رسول الله فقال ابن عباس هكذا يفعل بالعلماء والكبراء وزاد بعضهم في هذا الحديث أن زيد بن ثابت كافأ ابن عباس على أخذه بركابه أن قبل يده وقال هكذا أمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا وهذه الزيادة من أهل العلم من ينكرها والجنازة كانت جنازة أم زيد بن ثابت صلى عليها زيد وكبر أربعا وأخذ ابن عباس بركابه يومئذ وقرأت على عبد الرحمن بن يحيى أن عمر بن محمد حدثهم قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا عاصم بن علي قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثنا حميد بن أبي يزيد المكي عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم علموا ولا تعنتوا فإن المعلم خير من المعنت هكذا قال وغيره يقول في هذا الحديث تعلموا ولا تعنتوا فإن المتعلم خير من المعنت وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد عن ليث عن طاووس عن ابن عباس رفعه إلي النبي صلى الله عليه وسلم قال علموا ويسروا ولا تعسروا ثلاث مرات وإذا غضبت فاسكت وإذا غضبت فاسكت ورواه عبد الله بن هارون البجلي الكوفي عن ليث بن أبي سلم بإسناد مثله وقال في آخره وإذا غضبتم فاسكتوا كررها ثلاث مرات حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا

128
ابن أبي عدي عن يونس أراه يعني ابن عبيد عن ميمون بن مهران قال لا تمار عالما ولا جاهلا فإنك إذا ما ريت عالما خزن عنك علمه وإن ماريت جاهلا خشن بصدرك قال أحمد بن زهير وحدثنا يحيى بن يوسف الري قال حدثنا أبو المليح عن ميمون بن مهران قال لا تمار من هو أعلم منك فإذا فعلت ذلك خزن عنك علمه ولم تضره شيئا قال وحدثنا مؤمل بن إهاب قال حدثنا عبد الرزاق عن الزهري قال كان سلمة يماري ابن عباس فحرم بذلك علما كثيرا قال وحدثنا عبد الله بن جعفر الرقي قال حدثنا أبو المليح عن ميمون قال لا تمار من هو أعلم منك فإنك إن ماريته خزن عنك علمه ولا يبالي ما صنعت وحدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا حمدان بن عمرو قال حدثنا نعيم ابن حماد قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا سفيان عن ابن جريج قال لم أستخرج الذي استخرجت من عطاء ألا يرفقي به وحدثنا خلف قال حدثنا بن شعبان قال حدثنا إبراهيم بن عثمان قال حدثنا حمدان بن عمرو بن نافع قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه قال من السنة أن يوقر العالم وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا عبد الرحمن بن إسماعيل بن عبد الله بن سليمان الأسواني قال حدثنا أبو جعفر الطحاوي أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة الأزدي قال حدثنا محمد بن حفص الطالقاني قال حدثنا صالح بن محمد الترمذي قال حدثنا سليمان بن عمرو النخعي عن شريك يعني ابن عبد الله ابن أبي نمر عن سعيد بن المسيب أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال إن من حق العالم ألا تكثر عليه بالسؤال ولا تعنته في الجواب وأن لا تلح عليه إذا كسل ولا تأخذ بثوبه إذا نهض ولا تفشين له سرا ولا تغتابن عنده أحدا ولا تطلبن عشرته وإن زل قبلت معذرته وعليك أن توقره وتعظمه لله ما دام يحفظ أمر الله ولا تجلس أمامه وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته أنشدني يوسف بن هارون لنفسه في قصيدة له وأجله في كل عين علمه فيرى له الأجلال كل جليل وكذلك العلماء كالحفا عند الناس في التعظيم والتبجيل قال أبو عمر وروينا من وجوه كثيرة عن أبي سلمة أنه قال لو رفقت بابن عباس لاستخرجت منه علما كثيرا

129
وحدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا ابن شعبان قال حدثنا إبراهيم بن عثمان قال حدثنا حمدان بن عمرو قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا سفيان عن ابن جريج قال لم أستخرج ما استخرجت من عطاء إلا برفقي به وقالت الحكماء إذاجالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول وقال الحسن بن علي لابنه يا بني إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الصمت ولا تقطع على أحد حديثا وإن طال حتى يمسك وقال الشعبي رحمه الله جالسوا العلماء فإنكم إن أحسنتم حمدوكم وإن أسأتم تأولوا لكم وعذروكم وإن أخطأتم لم يعنفوكم وإن جهلتم علموكم وإن شهدوا لكم نفعوكم فصل قال الخليل بن أحمد اجعل تعليم كدراسة لك واجعل مناظرة العلم تنبيها بما ليس عندك وأكثر من العلم لتعلم وأقلل منه لتحفظ وروى عنه أنه قال اقلوا من الكتب لتعلموا وأكثروا منها لتعلموا ويقال إذا أردت أن تكون عالما فاقصد لفن من العلم وإن أردت إن تكون أديبا فخذ من كل شيء أحسنه وقال غيره من أراد أن يكون حافظا نظر في فن واحد
من العلم ومن أراد أن يكون عالما أخذ من كل علم بنصيب وفيما أجاز لنا عيسى بن سعيد المقرى عن ابن مقسم قال سمعت أحمد بن نابل الزعفراني يقول سمعت علي بن عبد العزيز يقول سمعت أبا عبيدة القاسم بن سلام يقول ما ناظرني رجل قط وكان مفننا في العلوم إلا غلبته ولا ناظرني رجل ذو فن واحد إلا غلبني في علمه ذلك وقال يحيى بن خالد بن برمك لابنه يا بني خذ من كل علم بخط وافر فإنك إن لم تفعل جهلت وإن جهلت شيئا من العلم عاديته وعزيز علي أن تعادي شيئا من العلم وأنشدني عبد الله بن محمد بن يوسف فلا تلمهم على انكار ما نكروا فإنما خلقوا أعداء ما جهلوا حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم ابن نعمان حدثنا محمد بن علي بن مروان حدثنا عبد الله بن أحمد بن بشير الدمشقي ثقة يعرف بابن ذكوان المقري قال حدثنا ضمرة بن ربيعة قال حدثنا ابن شوذب عن مطر الوراق قال مثل الذي يروي عن عالم واحد مثل الذي له امرأة واحدة إذا

130
حاضت بقي وروينا مثل قول مطر هذا عن أيوب السختياني قال الذي له في الفقه معلم واحد كالرجل له امرأة واجدة وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ارحموا من الناس ثلاثة عزيز قوم ذل وغني قوم افتقر وعالما بين جهال وكان يقال لا يكون الرجل عالما حتى تكون فيه ثلاث خصال لا يحتقر من دونه في العلم ولا يحسد من فوقه في العلم ولا يأخذ على علمه ثمنا وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ليس من اخلاق المؤمن التملق إلي في طلب العلم وقال بلال بن أبي بردة لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا أن تقبلوا أحسن ما تسمعون منا وقال الخليل بن أحمد اعمل بعلمي وإن قصرت في عملي ينفعك علمي ولا يضررك تقصيري
فصل في الانصاف في العلم
قال أبو عمر من بركة العلم وآدابه الانصاف فيه ومن لم ينصف لم يفهم ولم يتفهم قال بعض العلماء ليس معي من العلم إلا أني أعلم أني لست أعلم وقال محمود الوراق أتم الناس أعرفهم بنقصه وأقمعهم لشهوته وحرصه حدثنا عبد الله العائدي حدثنا محمد بن الحسن بن زكريا الباذنجاني حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا الزبير بن بكار حدثنا عمي عن جدي عبد الله بن مصعب قال قال عمر بن الخطاب لا تزيدوا في مهور النساء على أربعين أوقية ولو كانت بنت ذي العصبة يعني يزيد بن الحصين الحارثي فمن زاد ألقيت زيادته في بيت المال فقامت امرأة من صف النساء طويلة فيها فطس فقالت ما ذاك لك قال ولم قالت لأن الله عز وجل يقول وإن آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا فقال عمر امرأة أصابت ورجل أخطأ حدثنا خلف بن القاسم وعبد الله بن محمد بن أسد قالا حدثنا محمد ابن عبد الله بن اشته المقري الأصبهاني قال حدثنا المعزل قال حدثنا محمود بن محمد قال حدثنا أبو الشعثاء قال حدثنا وكيع عن أبي معشر عن محمد بن كعب القرظي قال سأل رجل عليا عن مسئلة فقال فيها فقال الرجل ليس كذلك يا أمير المؤمنين ولكن كذا وكذا فقال علي رضي الله عنه أصبت وأخطأت وفوق كل ذي علم عليم

131
وروى سفيان بن عيينة عن ابن أبي حسين قال اختلف ابن عباس وزيد في الحائض تنفر فقال زيد لا تنفر حتى يكون آخر عهدها الطواف بالبيت فقال ابن عباس لزيد سل نسياتك أم سليمان وصويحباتها فذهب زيد فسألهن ثم جاء وهو يضحك فقال القول ما قلت وروى يونس بن عبد الأعلى قال سمعت ابن وهب يقول سمعت مالك بن أنس يقول ما في زماننا شيء أقل من الانصاف وذكر ابن عبد الحكم عن ابن وهب عن مالك قال قال ابن هرمز ما طلبنا هذا الأمر حق طلبه قال مالك وأدركت رجلا يقولون ما طلبناه إلا لا نفسنا وما طلبناه لنتحمل به أمور الناس أخبرنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا محمد بن سعد قال حدثنا محمد بن عمر قال سمعت مالك بن أنس يقول لما حج أبو جعفر المنصور دعاني فدخلت عليه فحدثته وسألني فأجبته فقال إني قد عزمت أن آمر بكتبك هذه التي وضعتها يعني الموطأ فننسخ نسخا ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها نسخة وآمرهم أن يعملوا بما فيها لا يتعدوها إلى غيرها ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث فإني رأيت أصل هذا العلم رواية أهل المدينة وعلمهم قال فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل وسمعوا أحاديث ورووا روايات وأخذ كل قوم بما سبق إليهم وعملوا به ودنوا به من اختلاف الناس أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيرهم وإن ردهم عما اعتقدوه شديد فدع الناس وما هم عليه وما اختار كل بلد لأنفسهم فقال لعمري لو طاوعني على ذلك لأمرت به وهذا غاية في الانصاف لمن فهم وذكر الحسين بن أبي سعيد في كتابه المعرب عن المغرب قال حدثنا عبد الله بن سعيد بن محمد الحداد عن أبيه قال سمعت سحنون يقول قال سمعت عبد الرحمن بن القاسم قال لمالك ما أعلم أحدا أعلم بالبيوع من أهل مصر فقال له مالك وبم ذلك قال بك قال فأنا لا أعرف البيوع فكيف يعرفونها بي وقال خالد بن يزيد بن معاوية عنيت بجمع الكتب فما أنا من العلماء ولا من الجهال وقال يزيد بن عبد الملك إذا تحدثت في مجلس تناهي حديثي إلى ما علمت ولم أعد علمي إلى غيره وكان إذا ما تناهى سكت

132
وروينا عن الشعبي أنه قال ما رأيت مثلي ما أشاء أن أرى أعلم مني إلا وجدته وقال غيره علمنا أشياء وجهلنا أشياء فلا نبطل ما علمنا بما جهلنا وقال حماد بن زيد سئل أيوب عن شيء فقال لم يبلغني فيه شيء فقيل له قل فيه برأيك قال فقال لا يبلغه رأيي أخبرنا إسماعيل بن عبد الرحمن قال حدثنا إبراهيم بن بكر قال حدثنا محمد ابن الحسين الأزدي الحافظ الموصلي قال حدثنا عبيد الله بن جرير قال سمعت علي ابن المديني يقول قال عبد الرحمن بن مهدي ذاكرت عبيد الله بن الحسين القاضي بحديث وهو يومئذ قاض فخالفني فيه فدخلت عليه وعنده الناس سماطين فقال لي ذلك الحديث كما قلت أنت وأرجع أنا صاغرا وقال الخليل بن أحمد أيامي أربعة يوم أخرج فألقى فيه من أنا أعلم منه فذلك يوم فائدتى وغنيمتى ويوم أخرج فالقي فيه من أنا أعلم منه فذلك يوم أجرى ويوم أخرج فألقى فيه من هو مثلي فأذاكره فذلك يوم درسي ويوم اخرج فألقى فيه من هو دوني وهو يرى أنه فوقي فلا أكلمه وأجعله يوم راحتي وروي أن بزرجمهر أخذت امرأة بلجامه وهو خارج من عند كسرى فقالت أخبرني عن ما يحبط الناس فيه من معاشهم أعلى قدر كيسهم أم بتقدير من خالقهم لهم فقال لها هذه مسئلة قد اختلف فيها من مضى من سلفنا فقالت له فأنت على كثرة ما تأخذ من بيت المال تعي بالجواب في هذه المسألة فقال لها إنما آخذ من بيت المال على قدر ما أحسن ولو أخذت على قدر مالا أحسن انفدته سريعا فقالت له المرأة أما أنك إذ عييت عن جواب هذه المسألة لقد أحسنت الحيلة في بقاء هذا الرزق عليك وقال غيره من الحكماء لم أطلب العلم لأبلغ أقصاه ولكن لأعلم ما يسعني جهله وقال الشاعر إذا ما انتهى
علمي تناهيت عنده أطال فأملى أم تناهى فأقصرا ويخبرني عن غائب المرء فعله كذا الفعل عما غيب المرء مخبرا وأخبرني غير واحد عن أبي محمد قاسم بن أصبغ قال لما رحلت إلى المشرق نزلت القيروان فأخذت على بكر بن حماد حديث مسدد ثم رحلت إلى بغداد ولقيت الناس فلما انصرفت عدت إليه لتمام حديث مسدد فقرأت عليه فيه يوما حديث النبي صلى الله عليه وسلم إنه قدم قوم من مصر مجتابي النمار فقال لي إنما هو مجتابي

133
النمار فقلت له إنما هو مجتابي النمار هكذا قرأته على كل من قرأت عليه بالأندلس وبالعراق فقال لي بدخولك العراق تعارضنا وتفجر علينا أو نحو هذا ثم قال لي قم بنا إلى ذلك الشيخ لشيخ كان بالمسجد فإن له بمثل هذا علما فقمنا إليه وسألناه عن ذلك فقال إنما هو مجتابي النمار كما قلت وهم قوم كانوا يلبسون الثياب مشققة جيوبهم أمامهم والنمار جمع نمرة فقال بكر بن حماد وأخذ أنفه رغم أنفي للحق رغم أنفي للحق وانصرف وروى الزبير بن بكار عن الحارث بن مسكين عن عبد الله بن وهب قال سمعت مالكا يقول المراء يقسي القلب ويورث الضغن فصل حدثنا خلف بن القاسم وعبد الله بن محمد بن أسد قالا حدثنا محمد ابن عبد الله بن أشتة الأنصاري المقري قال حدثنا المعذل قال حدثنا محمود بن محمد قال حدثنا أبو الشعث قال حدثنا وكيع عن سفيان عن ليث بن أبي سليم قال قال لي طاوس ما تعلمت فتعلمه لنفسك فإن الأمانة والحياء قد ذهبا من الناس وقال مالك بن دينار من طلب العلم لنفسه فقليل العلم ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة وقالت امرأة للشعبي أيها العالم أفتني فقال إنما العالم من خاف الله عز وجل فصل حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد ابن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال أخبرنا يونس عن ابن شهاب عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أن ابن مسعود قال ما أنت محدث قوما حديثا لا يبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة حدثنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن علي حدثنا إبراهيم بن بشار حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عبيد الله ابن عبد الله بن عتبة عن ابن مسعود قال ما حدثت قوما حديثا قط لم تبلغه عقولهم إلا كان فتنة على بعضهم قال ابن وهب وحدثنا ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة قال قال لي أبي ما حدثت أحدا بشيء من العلم قط لم يبلغه علمه إلا كان ضلالا عليه وذكر ابن أبي الأسود عن عبد الله الثقفي عن أيوب عن أبي قلابة قال لا تحدث بحديث من لا تعرفه فإن من لا يعرفه يضره ولا ينفعه وقال ابن عباس حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله فصل حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد

134
ابن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب عن يونس بن يزيد عن عمران ابن مسلم أن عمر بن الخطاب قال تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا له الوقار والسكينة وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم جهلكم بعلمكم حدثنا خلف بن أحمد حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا محمد بن علي قال سمعت أبا مسلم يقول كان سفيان على المروة فنظر إلى أصحاب الحديث يعدون حين رأوه كأنهم مجانين فقال مثلهم مثل أصحاب الجنائز لهم لذة في شيء لو أرادوا الله به لقاربوا الخطا ويقال أربعة لا يأنف منهن الشريف قيامه من مجلسه لأبيه وخدمته لضيفه وقيامه على فرسه وإن كان له عبيد وخدمته العلم ليأخذ من علمه ويقال ارحموا عالما يجري عليه حكم جاهل ويروى أن بعض الأكاسرة كان إذا سخط على عالم سجنه مع جاهل في بيت واحد ومن حديث جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة لا يستخف بحقهم إلا منافق ذو الشيبة في الإسلام والإمام المقسط ومعلم الخير وقال ابن هب سمعت مالكا يقول إن حقا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية وأن يكون متبعا لآثار من مضى قبله وروى زيد بن الحباب قال حدثني الحارث بن عبيد أبو قدامة الأيادي قال حدثني مالك بن دينار قال قال أبو الدرداء من يزدد علما يزدد وجعا وقال سفيان الثوري لو لم أعلم كان أقل لحزني وقال منصور بن إسماعيل عيش الفقيه بعلمه متنغص وكذا الطبيب وعابر الرؤياء أما الفقيه فخشية من ربه والآخران فخشية الدنياء وكذا المنجم عيشه من عيشهم فيما يقول ذوو النهى أشقاء الشك أول حاصل في كفة والبعد من زهد ومن
تقواء
أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن أبي سليمان قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا سفيان الثوري عن عبد الملك ابن أبي عمير عن رجاء بن حيوة عن أبي الدرداء قال إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم ومن يتحرى الخير يعطه ومن يتوقى الشر يوقه ثلاث من فعلهم لم يسكن

135
الدرجات العلى لا أقول الجنة من تكهن أو استقسم أو رجع من سفره لطيره وقال الحسن العامل على غير علم كالسالك علي غير طريق والعامل على غير علم ما يفسد أكثر مما يصلح فاطلبوا العلم طلبا لا تضروا بالعبادة واطلبوا العبادة طلبا لا تضروا بالعلم فإن قوما طلبوا العبادة وتركوا العلم حتى خرجوا بأسيافهم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ولو طلبوا العلم لم يدلهم على ما فعلوا وروى صالح بن مسمار والأشعث بن عبد الملك عن الحسن قال إن من أخلاق المؤمن قوة في الدين وحزم في لين وإيمان في يقين وحرص على علم وشفقة في تفقه وقصد في عبادة ورحمة للمجهود وإعطاء للسائل لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحب في الزلازل وقور وفي الرخاء شكور قانع بالذي له ينطق ليفهم ويسكت ليسلم ويقر بالحق قبل أن يشهد عليه وعن أبي حمزة الثمالي قال دخلت على علي بن الحسين بن علي فقال يا أبا حمزة ألا أقول لك صفة المؤمن والمنافق قلت بلى جعلني الله فداك فقال أن المؤمن خلط علمه بحلمه يسأل ليعلم وينصت ليسلم لا يحدث بالسر والأمانة إلا صدقا ولا يكتم الشهادة للبعد ولا يحيف على الأعداء ولا يعمل شيئا من الحق رياء ولا يدعه حياء فإذا ذكر بخير خاف ما يقولون واستغفر لما لا يعلمون وإن المنافق ينهى ولا ينتهي ويؤمر ولا يأتمر إذا قام إلى الصلاة اعترض وإذا ركع ربض وإذا سجد نقر يمسي وهمته العشاء ولم يصم ويصبح وهمته النوم ولم يسهر
فصل في فضل الصمت وحمده
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال من صمت نجا وإنه قال صلى الله عليه وسلم من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت وقد ذكرنا هذا المعنى مجودا في التمهيد حدثنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن قال حدثنا

136
قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا رجل من أهل الشام عن يزيد بن أبي حبيب قال إن من فتنة العالم أن
يكون الكلام أحب إليه من الاستماع وقال وفي الاستماع سلامة وزيادة في العلم والمستمع شريك المتكلم وفي الكلام توهن وتزين وزيادة ونقصان قال ومن العلماء من يرى أنه أحق بالكلام من غره ومنهم من يزدري المساكين ولا يراهم لذلك موضعا ومنهم من يخزن علمه ويرى ان تعليمه ضعة ومنهم من يحب ألا يوجد العلم إلا عنده ومنهم من يأخذ في علمه مأخذ السلطان حتى يغضب أن يرد عليه شيء من قوله أو يغفل عن شيء من حقه ومنهم من ينصب نفسه للفتيا فلعله يؤتي بأمر لا علم له به فيستحي أن يقول لا علم لي فيرجم فيكتب من المتكلفين ومنهم من يروي كل ما سمع حتى يروي كلام اليهود والنصارى إرادة أن يغزر علمه قال أبو عمر روي مثل قول يزيد بن أبي حبيب هذا كله من أوله إلى آخره عن معاذ بن جبل من وجوه منقطعة يذم فيها كل من كان في هذه الطبقات من العلماء ويوعدهم على ذلك بالنار فالله أعلم وحدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا نعيم قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا حيوة بن شريح قال سمعت يزيد ابن أبي حبيب يقول إن المتكلم لينتظر الفتنة وإن المنصت لينتظر الرحمة وقالوا فضل العقل على المنطق حكمة وفضل المنطق على العقل هجنة وقالوا لا يجترئ على الكلام إلا فائق أو مائق وكان عمر بن عبد العزيز كثيرا ما يتمثل بهذه الأبيات يرى مستكينا وهو للهو ماقت به عن حديث القوم ما هو شاغله وأزعجه علم عن الجهل كله وما عالم شيئا كمن هو جاهله عبوس عن الجهال حين يراهم فليس له منهم خدين يهازله تذكر ما يبقى من العيش آجلا فيشغله عن عاجل العيش آجله قال أبو عمر قد أكثر الناس النظم في فضل الصمت ومن أحسن ما قيل في ذلك ما ينسب إلى عبد الله بن طاهر وهو قوله اقلل كلامك واستعذ من شره إن البلاء ببعضه مقرون واحفظ لسانك واحتفظ من عيه حتى يكون كأنه مسجون

137
وكل فؤادك باللسان وقل له إن الفؤاد عليكما موزون فزناه وليك محكما في قلة إن البلاغة في القليل تكون وقد قيل إن هذا الشعر لصالح بن جناح والله أعلم وهو أشبه بمذهب صالح وطبعه ومن أحسن ما قيل في ذلك قول نصر بن أحمدالخبزرزي لسان الفتى حتف الفتى حين يجهل وكل امرئ ما بين فكيه مقتل إذا ما لسان المرئ أكثر هدره فذاك لسان بالبلاء موكل وكم فاتح أبواب شر لنفسه إذا لم يكن قفل عليه مقفل ومن أمن الآفات عجبا برأيه أحاطت به الآفات من حيث يجهل أعلمكم ما علمتني تجاربي وقد قال قبلي قائل متمثل إذا قلت قولا كنت رهن جوابه فحاذر جواب السوء إن كنت تعقل ولأبي العتاهية وفي الصمت المبلغ عنك حكم كما أن الكلام يكون حكما إذا لم تحترس من كل طيش أسأت إجابة وأسأت فهما أشد الناس بفعلهم ادعاء أقلهم بما هو فيه علما أرى الإنسان منقوصا ضعيفا وما يألو لعلم الغيب رجما قال أبو عمر الكلام بالخير غنيمة وهو أفضل من السكوت لأن أرفع ما في السكوت السالمة والكلام بالخير غنيمة وقد قالوا من تكلم بخير غنم ومن سكت سلم والكلام في العلم من أفضل الأعمال وهو يجري عندهم مجرى الذكر والتلاوة إذا أريد به نفي الجهل ووجه الله عز وجل والوقوف على حقيقة المعاني أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى البرقي قال حدثنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا هشام حدثنا قتادة قال مكتوب في الحكمة طوبى لعالم ناطق أو لباغ مستمع حدثنا عبد الوراث حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا أحمد بن زهير حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي قال سمعت أبا الذيال يقول تعلم الصمت كما تتعلم الكلام فإن يكن الكلام يهديك فإن الصمت يقيك ولك في الصمت خصلتان خصلة تأخذ بها من علم من هو أعلم منك وتدفع بها جهل من هو أجهل

138
منك وقال الحوطي كان أبو الذيال يتكلم بالحكمة ولم اسمع منه غير هذا في الصمت وقال أبو العتاهية من لزم الصمت نجا من قال بالخير غنم من صدق الله علا من طلب العلم علم من ظلم الناس أسا من رحم الناس رحم من طلب الفضل إلى غير ذوي الفضل حرم من حفظ العهد وفا من أحسن السمع فهم فصل في رفع الصوت في المسجد وغير ذلك من آداب العلم أخبرنا عبد الله بن محمد بن أسد قال حدثنا ابن جامع قال حدثنا المقدام بن داود قال حدثنا عبد الله بن الحكم عن أشهب قال سئل مالك عن رفع الصوت في المسجد بالعلم وغيره قال لا خير في ذلك في العلم ولا في غيره ولقد أدركت الناس قديما يعيبون ذلك على من يكون في مجلسه ومن كان يكون ذلك في مجلسه كان يعتذر منه وأنا أكره ذلك ولا أرى فيه خيرا قال أبو عمر أجاز ذلك قوم منهم أبو حنيفة حدثنا عبد الوارث بن سفاين قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا إبراهيم بن بشار قال حدثنا سفيان بن عيينة قال مررت بأبي حنيفة وهو مع أصاحبه في المسجد وقد ارتفعت أصواتهم فقلت يا أبا حنيفة هذا في المسجد والصوت لا ينبغي أن يرفع فيه فقال دعهم فإنهم لا يفقهون إلا بهذا وقيل لأبي حنيفة في مسجد كذا حلقة يتناظرون في الفقه فقال ألهم رأس قالوا لا قال لا يفقهون أبدا قال أبو عمر احتج بعض من أجاز رفع الصوت في المناظرة بالعلم وقال لا بأس بذلك لحديث عبد الله بن عمرو قال تخلف عنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافرناها فأدركنا وقد أرهقتنا الصلاة ونحن نتوضأ ونمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته ويل للأعقاب من النار مرتين أو ثلاثا ذكره البخاري وغيره وواجب على العالم إذا لم يفهم أن يكرر كلامه ذلك حتى يفهم عنه وقد كان بعضهم يستحب أن لا يكرره أكثر من ثلاث مرات لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم

139
أنه كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاث مرات وذلك عندهم كان ليفهم عنه كل من جالسه من قريب وبعيد وهكذا يجب أن يكرر المحدث حديثه حتى يفهم عنه أنه قال وإما إذا فهم عنه فلا وجه للتكرير وذكر سملة بن شبيب عن عبد الرزاق عن معمر قال ما سمعت قتادة يقول لأحد قط أعد علي وتكرير الحديث في المجلس يذهب بنوره وقد كان ابن شهاب يقول تكرير الحديث أشد علي من نقل الحجارة حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو مسلم قال حدثنا سفيان قال قال الزهري إعادة الحديث أشد علي من نقل الصخر وحدثنا أحمد حدثنا إسحاق حدثنا محمد بن علي حدثنا يحيي بن معين حدثنا عبد الرزاق أخبرني معمر قال سمعت الزهري يقول نقل الصخر أيسر من تكرير الحديث قال معمر قال قتادة إذا أعدت الحديث في مجلس ذهب نوره وقالت جارية لابن السمالك الواعظ له ما أحسن حديثك إلا انك تكرره فقال اكرره ليفهمه كل من سمعه فقالت إلى أن يفهمه كل من سمعه يمله من فهمه ولا بأس أن يسئل العالم قائما وماشيا في الأمر الخفيف لحديث ابن مسعود قال بينما أنا أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرب المدينة وهو يتوكأ على عسيب معه مر بنفر من يهود خيبر فقال بعضهم لبضع سلوه عن الروح فقال رجل منهم فقال يا أبا القاسم ما الروح وذكر الحديث خرجه البخاري عن بشر بن حفص عن عبد الواحد بن زياد عن الأعمش عن إبراهيم بن علقمة عن عبد الله فصل وذكر
الغلابي عن ابن عائشة عن أبيه قال قال العباس لابنه عبد الله يا بني لا تعلم العلم لثلاث خصال لا ترائي به ولا تماري به ولا تباهي به ولا تدعه لثلاث خصال رغبة في الجهل وزيادة في العلم واستحياء من التعلم وقد روي هذا المعنى أو نحوه عن لقمان الحكيم أنه خاطب ابنه به أنشدت لبعض المحدثين كن موسرا إن شئت أو معسرا لا بد في الدنيا من الهم وكلما ازددت بها ثروة زاد الذي زادك في الغم إني رأيت الناس في دهرهم لا يطلبون العلم للفهم

140
إلا مباهاة لأصحابهم وعدة للخصم والظلم وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه تعلموا العلم فإذا تعلمتوه فاكظموا عليه ولاتخلطوه بضحك ولا بلعب فتمجه القلوب فإن العالم إذا ضحك ضحكة مج من العلم مجة وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال تعلموا العلم وتزينوا معه بالوقار والحلم وتواضعوا لمن تتعملوا منه ولمن تعلمونه ولا تكونوا جبابرة العلماء فيذهب باطلكم حقكم وروينا عن معذ بن جبل أنه كان يقول مثل قول علي هذا سواء ألا أن آخر لفظه ولا تكونوا من جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم قال أبو عمر قد روي هذا المعنى بنحو هذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمر بن الخطاب أيضا وقد تقدم ذلك كله في هذا الباب
فصل في مدح التواضع وذك العجب وطلب الرياسة
ومن أفضل أداب العالم تواضعه ة ترك الإعجاب بعلمه ونبذ حب الرئاسة عنه وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله وحدثنا أحمد بن فتح حدثنا محمد بن عبد الله بن زكريا النيسابوري قال حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي حدثنا عاصم ابن علي قال حدثنا إسماعيل بن جعفر قال حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما نقصت صدقة من مال وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا وما تواضع أحد لله إلى رفعه الله وروينا من وجوه عن عمر ابن الخطاب أنه كان يقول إن العبد إذا تواضع لله رفعه الله بحكمته وقيل له انتعش نعشك الله فهو في نفسه حقير وفي أعين الناس كبير حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث وابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن سنان بن سعد بن سعيد الكندي عن أنس بن مالك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل يأمركم أن تتواضعوا ولا يبغ بعضكم على بعض وروينا عن

141
أيوب السختياني أنه قال ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله وقالوا المتواضع من طلاب العلم أكثر علما كان ان المكان المنخفض أكثر البقاع ماء وقيل لبزر جمهر ما النعمة التي لا يحسد عليها صاحبها قال التواضع قيل له فما البلاء الذي لا يرحم عليه صاحبه قال العجب وقال التواضع مع السخافة والبخل أحمد من الكبر مع السخاء والأدب فأعظم بحسنة عفت عن سيئتين وأفظع يعيب أفسد من صاحبه حسنتين ولقد أحسن المرادي في قوله وأحسن مقرونين في عين ناظر جلالة قدر في خمول تواضع وأحسن منه قول بعض العراقيين بمدح رجلا فتى كان عذب الروح لا من غضاضة ولكن كبرا أن يكون به كبر وقال البحتري وإذا ما الشريف لم يتواضع للإخلاء فهو عين الوضيع حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا أحمد بن هودة بن خليفة قال حدثنا عوف عن أبي الورد بن يمامة عن وهب بن منبه قال كان في بني إسرائيل رجال أحداث الأسنان قد قرؤا الكتب وعلموا علما وإنهم طلبوا بقراءتهم وعلمهم الشرف والمال وإنهم ابتدعوا بها بدعا أدركوا بها المال والشرف فضلوا وأضلوا وقال ابن عبدوس كلما توقر العالم وارتفع كان العجب إليه أسرع إلا من عصمه الله بتوفيقه وطرح حب الرياسة عن نفسه حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عبد الله بن عباس عن يزيد بن قودر عن كعب أنه قال لرجل رآه تبتع الأحاديث اتق الله وارض بالدون من المجلس ولا تؤذ أحدا فإنه لو ملأ علمك ما بين السماء والأرض مع العجب مازادك الله به إلا سفالا ونقصانا وحدثنا أحمد حدثنا محمد بن حميد حدثنا جرير عن منصور عن سعيد بن المسيب قال قال عمر أخوف ما أخاف عليكم أن تهلكوا فيه ثلاث خلال شح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه حدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا عبيد الله ابن إدريس قال حدثنا يحيى بن عبد العزيز قال حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل قال

142
حدثنا نعيم بن سالم عن أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مهلكات وثلاث منجيات فأما المهلكات فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه والثلاث المنجيات تقوى الله في السر والعلانية وكلمة الحق في الرضى والسخط والاقتصاد في الغنى والفقر وقال إبراهيم بن الأشعث سألت الفضيل بن عياض عن التواضع فقال أن تخضع للحق وتنقاد له ممن سمعته ولو كان أجهل الناس لزمك أن تقبله منه أخبرنا أحمد بن قاسم ومحمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أبو بكر بن محمد بن يحيى بن سليمان المروزي قال حدثنا خلف بن هشام البزار المقري قال حدثنا أبو شهاب عن الأعمش عن مسلم بن صبيح عن مسروق قال كفى بالمرء علما أن يخشى الله وكفى بالمرء جهلا أن يعجب بعلمه قال أبو عمر إنما اعرفه بعمله قال أبو الدرداء علامة الجهل ثلاث العجب وكثرة المنطق فيما لا يعنيه وأن ينهى عن شيء ويأتيه وقالوا العجب يهدم المحاسن وعن علي رحمه الله أنه قال الاعجاب آفة الألباب وقال غيره اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله ولقد أحسن علي بن ثابت حيث يقول المال آفته التبذير والنهب والعلم آفته الاعجاب والغضب وقالوا من أعجب برأيه ضل ومن استغنى بعقله زل ومن تكبر على الناس ذلك ومن خالط الاندال حقر ومن جالس العلماء وقر وقال الفضيل بن عياض ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغي وتتبع عيوب الناس وكره أن يذكر أحد بخير وقال أبو نعيم والله ما هلك من هلك إلا بحب الرياسة وقال أبو العتاهية أأخي من عشق الرياسة خفت أن يطغى ويحدث بدعة وضلالا وقال أيضا حب الرياسة أطفى من على الأرض حتى بغى بعضهم فيها على بعض ولي في هذا المعنى حب الياسة داء يخلق الدنيا ويجعل الحب حربا للمحبينا يفري الحلاقم والأرحام يقطعها فلا مروءة يبقى لا ولا دينا

143
من ساد بالجهل أو قبل الرسوخ فلا تراه إلا عدوا للمحقينا يبغى ويحسد قوما وهو دونهم ضاهى بذلك أعداء النبيينا وقال ابن الحواري سمعت إسحاق بن خلف يقول والله الذي لا إله إلا هو لإزالة الجبال الرواسي أيسر من إزالة الرياسة وقال بشر بن المعمر البصري المتكلم إن كنت تعلم ما أقول وما تقول فأنت عالم أو كنت تجهل ذا وذاك فكن لأهل العلم لازم أهل الرياسة من ينازعهم رياستهم فظالم لا تطلبن رياسة بالجهل أنت لها مخاصم لولا مقامهم رأيت الدين مضطرب الدعائم وهذا معناه فيمن رأس بحق
وعلم صحيح أن لا يحسد ولا يبغى عليه وللخليل بن أحمد لو كنت تعلم ما أقول عذرتي أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا لكن جهلت مقالتي فعذلتني وعلمت أنك جاهل فعذرتكا وقال الثوري من أحب الرياسة فليعد رأسه للنطاح وقال بكر بن حماد تغاير الناس فيما ليس ينفعهم وفرق الناس آراء وأهواء وقال آخر حب الرياسة داء لا دواء له وقل ما تجد الراضين بالقسم حدثنا خلف بن أحمد وعبد الرحمن بن يحيى قالا حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن مروان حدثنا أحمد بن حاتم حدثنا يحيى بن اليمان قال سمعت سفيان يقول كنت أتمنى الرياسة وأنا شاب وأرى الرجل عند السارية يفتي فأغبطه فلما بلغتها عرفتها وقال المأمون من طلب الرياسة بالعلم صغيرا فاته علم كثير وقال منصور بن إسماعيل الفقيه الكلب أكرم عشرة وهو النهاية في الخساسة ممن تعرض للرياسة قبل إبان الرياسة وروي عن علي أنه خرج يوما من المسجد فأتبعه الناس فالتفت إليهم وقال أي قلب يصلح علي هذا ثم قال خفق النعال مفسدة لقلوب نوكي الرجال وقال عمر بن

144
الخطاب هي مفسدة للمتبوع مذلة للتابع وقال زيد بن الحباب حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي قال سمعت مالك بن دينار يقول من تعلم العلم للعمل كسره ومن تعلمه لغير العمل زاده فخرا فصل قال أبو عمر ومن أدب العالم ترك الدعوى لما لا يحسنه وترك الفخر بما يحسنه إلا أن يضطر إلى ذلك كما اضطر يوسف عليه السلام حين قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم وذلك إنه لم يكن بحضرته من يعرف حقه فيثني عليه بما هو فيه ويعطيه بقسطه ورأى أن ذلك المعقد لا يقعده غيره من أهل وقته إلا قصر عما يجب لله من القيام به من حقوقه فلم يسعه إلا السعي في ظهور الحق بما أمكنه فإذا كان ذلك فجائز للعالم حينئذ الثناء على نفسه والتنبيه على موضعه فيكون حينئذ يحدث بنعمة ربه عنده على وجه الشكر لها وقال عمر بن الخطاب في حديث صدقات النبي صلى الله عليه وسلم حين تنازع فيها العباس وعلي والله لقد كنت فيها بارا تابعا للحق صادقا ولم يكن ذلك منه تزكية لنفسه رضي الله عنه وافضح ما يكون للمرء دعواه بما لا يقوم به وقد عاب العلماء ذلك قديما وحديثا وقالوا فيه نظما ونثرا فمن ذلك قول أبي العباس الناشي من تحلى بغير ما هو فيه عاب في يديه ما يدعيه وإذا حاول الدعاوى لما فيه أضافوا إليه ما ليس فيه ويحسب الذي ادعا ما ادعاه إنه عالم بما يعتديه ومحل الفتى سيظهر في الناس وإن كان دائبا يخفيه وأحسن من قول الناشي في هذا المعنى قول الآخر من تحلى بغير ما هو فيه فضحته شواهد الامتحان وجرى في العلوم جرى سكيت خلفته الجياد يوم الرهان فصل وروينا عن أبي هارون العبدي وشهر بن حوشب قالا كنا إذا أتينا أبا سعيد الخدري يقول مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستفتح لكم الأرض ويأتيكم قوم أو قال غلمان حديثه أسنانهم يطلبون العلم ويتفقهون في الدين ويتعلمون منكم فإذا جاؤكم فعلموهم والطفوهم ووسعوا

145
له في المجلس وأفهموهم الحديث فكان أبو سعيد يقول لنا مرحبا برصية رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نوسع لكم في المجلس وأن نفهمكم الحديث ويروى عن علي بن أبي طالب أنه قال من حق العالم عليك إذا أتيته أن تسلم عليه خاصة وعلى القوم عامة وتجلس قدامه ولا تشر بيديك ولا تغمز بعينيك ولا تقل قال فلان خلاف قولك ولا تأخذ بثوبه ولا تلح عليه في السؤال فإنه بمنزلة النخلة المرطبة لا يزال يسقط عليك منها شئ وقالوا من تمام آلة العالم أن يكون مهيبا وقورا بطيء الالتفات قليل الإشارة لا يصخب ولا يلعب ولا يجفو ولا يلغو وقد قيل أن هذا لا يحتاج إليه مع آداء ما لله عليه بلغني أن إسماعيل بن إسحاق قيل له لو ألفت كتابا من آداب القضاة فقال وهل للقاضي أدب غير أدب الإسلام ثم قال إذا قضى القاضي بالحق فليقعد في مجلسه كيف شاء وبمد رجليه إن شاء وقالوا الواجب على العالم أن لا يناظر جاهلا ولا لجوجا فإنه يجعل المناظرة ذريعة إلى التعلم بغير شكر وقال أيوب بن القرية أحق الناس بالإجلال ثلاثة العلماء والاخوان والسلاطين فمن استخف بالعلماء أفسد مروءته ومن استخف بالسلطان أفسد دنياه والعاقل لا يستخف بأحد قال والعاقل الدين شريعته والحلم طبيعته والرأي الحسن سجيته قال أبو عمر وآداب المناظرة يطول الكتاب بذكرها وقد ألف قوم في أدب الجدل وأدب المناظرة كتبا من طالعها وقف على المراد منها وفيما ذكرنا في هذا الباب عن السلف من جهة الآثار ما يغني ويكفي لمن وفق لفهمه وأحسن ما رأيت في آداب التعلم والتفقه من النظم ما ينسب إلى اللؤلؤ من الرجز وبعضهم ينسبه إلى المأمون وقد رأيت ايراد ما ذكر من ذلك لحسنه ولما رجوت من النفع به لمن طالع كتابي هذا نفعنا الله وإياه به قال واعلم بأن العلم بالتعلم والحفظ والاتقان والتفهم والعلم قد يرزقه الصغير في سنة ويحرم الكبير فإنما المرء بأصغريه ليس برجليه ولا يديه لسانه وقلبه المركب في صدره وذلك خلق عجب والعلم بالفهم وبالمذاكرة والدرس والفكرة والمناظرة

146
فرب إنسان ينال الحفظا وبورد النص ويحكي اللفظا وماله في غيره نصيب مما حواه العالم الأديب ورب ذي حرص شديد الحب للعلم والذكر بليد القلب معجز في الحفظ والرواية ليست له عما روى حكاية وآخر يعطي بلا اجتهاد حفظا لما قد جاء في الاسناد يهزه بالقلب لا بناظره ليس بمضطر إلى قماطره فالتمس العلم وأجمل في الطلب والعلم لا يحسن إلا بالأدب والأدب النافع حسن السمت وفي كثير القول بعض المقت فكن لحسن الصمت ما حييتا مقارفا تحمد ما بقيتا وإن بدت بين أناس مسألة معروفة في العلم أو مفتعله فلا تكن إلى الجوبا سابقا حتى ترى غيرك فيها ناطقا فكم رأيت من عجول سابق من غير فهم بالخطأ ناطق أزرى به ذلك في المجالس عند ذوي الألباب والتنافس والصمت فاعلم بك حقا أزين إن لم يكن عندك علم متقن وقل إذا أعياك ذاك الأمر مالي بما تسأل عنه خبر فذاك شطر العلم عند العلما كذاك ما زالت تقول الحكما إياك والعجب بفضل رأيكا واحذر جواب القول من خطائكا كم من جواب أعقب الندامة فاغتنم الصمت مع السلامة العلم بحر منتهاه يبعد ليس له حد إليه يقصد وليس كل العلم قد حويته أجل ولا العشر ولو أحصيته وما بقي عليك منه أكثر مما علمت والجواد يعثر فكن لما سمعته مستفهما إن أنت لا تفهم منه الكلما القول قولان فقول تعقله وآخر تسمعه فتجهله وكل قول فله جواب يجمعه الباطل والصواب وللكلام أول وآخر فافهمهما والذهن منك حاضر

147
لا تدفع القول ولا ترده حتى يؤديك إلى ما بعده فربما أعيي ذوي الفضائل جواب ما يلقى من المسائل فيمسكوا بالصمت عن جوابه عند اعتراض الشك في صوابه ولو يكون القول في القياس من فضة بيضاء عند الناس إذا لكان الصمت من خير الذهب فافهم هداك الله آداب الطلب أخبرنا أحمد بن قاسم بن عبد الرحمن قال حدثنا محمد بن عيسى قال حدثنا علي ابن عبد العزيز قال سمعت أبا عبيد يقول أكثم بن صيفي ويل عالم أمر من جاهله من جهل شيئا عاداه ومن أحب شيئا استعبده وقال غيره علم لا يعبر
معك وادي لا تعمر معه نادي إذا ازدحم الجواب خفى الصواب اللغط يكون منه الغلط لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف وقال الخليل رحمه الله ما سمعت شيئا إلا كتبته ولا كتبته إلا حفظته وما حفظته إلا نفعني من أكثر من مذاكرة العلماء لم ينس ما علم واستفاد مالم يعلم أوصى يحيى بن خالد ابنه جعفر فقال لا ترد على أحد جوابا حتى تفهم كلامه فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ويؤكد الجهل عليك ولكن أفهم عنه فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ولا تستحي أن تستفهم إذا لمت تفهم فإن الجواب قبل الفهم حمق وإذا جهلت فسئل فيبدو لك واستفهامك أجمل بك وخير من السكوت على العي
باب ما روي في قبض العلم وذهاب العلماء
أخبرنا عبد الوراث عن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن سعيد الجمال قال أخبرنا محمد بن عبد الله بن كناسة قال حدثنا جعفر بن رفل عن يزيد ابن الأصم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ستظهر الفتن وبكثر الهرج قيل وما الهرج قال القتل القتل ويقبض العلم فسمعه عمر يأثره عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن قبض العلم ليس شيئا ينتزع من صدور الرجال ولكنه فناء العلماء وقرأت على عبد الرحمن بن يحيى أن علي بن محمد أخبرهم قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون بن سعيد قال حدثنا ابن وهب قال حدثنا مالك

148
وسعيد بن عبد الرحمن الجحشي عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو ابن العاصي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم يقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلو أو أضلوا أخبرنا أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا إسحاق ابن عيسى بن الطباع عن مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا ينتزع العلم فذكر مثله سواء واخبرني أحمد بن قاسم حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة وأحمد بن سعيد الجمال قالا حدثنا محمد بن كناسة قال حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاصي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فافتوا بغير علم فضلوا وأضلوا وأخرنا سعيد بن النصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حثنا الحميدي قال حدثنا سفيان بن عيينة ح وأخبرني عبد الوارث ابن سفيان قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال أخبرنا بكر بن حماد قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا عمر بن محمد الجمحي قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا عارم قال حدثنا حماد بن زيد ح وأخبرنا

149
محمد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا الفضل بن الحباب القاضي بالبصرة قال حدثنا موسى بن إسماعيل قال حدثنا حماد بن سلمة ح وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا عمر بن محمد المكي قال حدثنا علي قال حدثنا القعنبي قال حدثنا عبد العزيز الدراوردي ح وأخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا عمر بن أبي تمام قال حدثنا محمد بن عبد الله ابن عبد الحاكم قال حدثنا أنس بن عياض قالوا كلهم أخبرنا هشام بن عروة قال أخبرني أبي قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاصي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا يقبض العم انتزاعا ينتزعه من قلوب الرجال ولكنه يقبضه بقبض العلماء فإذا لم يترك عالما اتخذ الناس رؤسا جهالا فسألوهم فأفتوهم بغير علم فضلوا وأضلوا وهذا لفظ حديث ابن عيينة وزاد في حديثه قال عروة ثم لبثت سنة ثم لقيت عبد الله بن عمرو بالطواف فسألته عنه فأخبرني به وليست هذه الزيادة التي في حديث ابن عيينة في حديث غيره مما ذكرنا معه وروي هذا الحديث أيضا عن هشام بن عروة جماعة منهم الأوزاعي ومسعد وشعبة وابن عجلان ومعمر وإبراهيم ابن إسماعيل بن مجمع وحسان بن إبراهيم الكرماني ويحيى القطان كلهم عن هشام ابن عروة بمعنى واحد وإسناد واحد وروى الزهري ويحيى بن أبي كثير وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن يتم عروة كلهم عن عروة ابن الزبير عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحو رواية هشام بن عروة ومعناها أخبرنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله لا ينتزع العلم من الناس بعد أن يعطيهم إياه ولكن يذهب بالعلماء كلما ذهب عالم ذهب بما معه من العلم حتى يبقى من لا يعلم فيضلوا ويضلوا قال عبد الرزاق وأخبرنا معمر عن يحيى بن أبي كثير عن عروة بن الزبير عن عبد الله ابن عمرو بن العاصي قال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يرفع العلم بقبض يقبضه ولكن يرفع بقبض العلماء بعلمهم حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤسا جهالا فسئلوا فحدثوا بغير علم فضلوا وأضلوا ورواه عبد الرزاق عن معمر عن

150
هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث مالك وابن عيينة ح وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني ابن لهيعة وعبد الرحمن بن شريح عن أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو ابن العاصي عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث بتمامه وسنذكره في باب ذم الرأي إن شاء الله لأن فيه من رواية أبي الأسود ما يوجب ذكره هناك أخبر أحمد ابن سعيد بن بشر وأحمد بن عبد الله بن محمد بن علي إجازة قالا حدثنا مسملة بن قاسم قال حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن الأصبهاني قال حدثنا يونس بن حبيب بن عبد القاهر الزبيدي قال حدثنا أبو داود الطيالسي سليمان بن داود قال حدثنا هشام عن يحيى ابن أبي كثير عن عروة بن الزبير عن عبد الله بن عمرو بن العاصي قال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يرفع العلم بقبض يقبضه ولكن يرفع العلماء بعلمهم حتى إذا لم يبق عالم اتخذ الناس رؤساء جهالا فسئلوا فحدثوا فضلوا وأضلوا حدثنا يونس بن عبد الله قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا الفريابي جعفر بن محمد قال حدثنا أبو كريب قال حدثنا خالد بن مخلد قال حدثنا جعفر بن محمد بن أبي كثير قال حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى يخرج من أمتي ثلاثون دجالا كلهم يزعم
أنه رسول الله وحتى يقبض المال ويقبص العلم وتظهر الفتن ويكثر الهرج قالوا وما الهرج قال القتل القتل أخبرنا عبد الله بن محمد قال حدثنا سعيد بن السكن قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا البخاري قال حدثنا عمران بن ميسرة قال حدثنا عبد الوارث عن أبي التياح عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويبث الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا قال البخاري وأخبرنا مسدد قال حدثنا يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن أنس قال لأحدثنكم بحديث لا يحدثكم به أحد بعدي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن من اشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل ويظهر الزنا ويكثر النساء ويقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم

151
الواحد وحدثنا مكي بن إبراهيم قال حدثنا حنظلة عن سالم قال سمعت أبا هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يقبض العلم ويظهر الجهل ويكثر الهرج قيل يا رسول الله وما الهرج فقال بيده كأنه ييد القتل وحدثني يونس بن عبد الله قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن مجالد عن الشعبي عن مسروق قال قال عبد الله بن مسعود قراؤكم وعلماؤكم يذهبون وتتخذ الناس رؤساء جهالا وذكر الحديث وذكر عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن مسعود قال عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب أهله وحدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن وضاح قال حدثنا موسى بن معاوية قال حدثنا عبد الرحمن بن مهدي عن عبد الله بن المبارك عن يونس بن يزيد عن ابن شهاب قال بلغنا عن رجال من أهل العلم قالوا الاعتصام بالسنن نجاة والعلم يبقض قبضا سريعا فنعش العلم بنات الدين والدنيا وذهاب ذلك كله في ذهاب العلم وأخبرناه عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد أخبرنا أحمد بن داود حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب فذكره سواء أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا الحسن بن علي الأشناني قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن حمير قال حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة عن الوليد بن عبد الرحمن الجرشي قال حدثني جبير بن نفير عن عوف بن مالك الأشجعي أنه قال بينا نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم إذ نظر إلى السماء فقال هذا أوان يرفع العلم فقال له رجل من الأنصار يقال له زياد بن لبيد يرفع عنا يا رسول الله وفينا كتاب الله وقد علمناه أبناءنا ونساءنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كنت لأحسبك من أفقه أهل المدينة وذكر له ضلالة أهل الكتاب وعندهم ما عندهم من كتاب الله فلقى جبير ابن نفير شداد بن أوس بالمصلى فحدثه هذا الحديث عن عوف بن مالك فقال صدق عوف ثم قال شداد هل تدري ما رفع العلم قال قلت لا أدري قال ذهاب أوعيته هل

152
تدري أي العلم يرفع قال قلت لا أدري قال الخشوع حتى لا يرى خاشعا حدثنا أحمد ابن محمد قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد القاضي العروبي قال حدثنا أبو حاتم قال حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال حدثنا أبو الأشهب عن الحسن قال موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما طرد الليل والنهار وأخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الوليد بن سجاع قال حدثنا حماد بن أسامة عن إسماعيل يعني بن مسلم عن ابن سيرين قال ذهب العلم فلم يبق إلا غبرات في أوعية سوء حدثنا يونس بن عبد الله قال حدثنا محمد بن معاوية الأموي قال حدثنا جعفر بن محمد الفريابي قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو أسامة عن ثابت بن يزيد قال أنبأنا هلال بن خباب أبو العلاء قال سمعت سعيد بن جبير قلت ما علامة الساعة وهلاك الناس قال إذا ذهب علماؤهم حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الوليد بن سجاع قال حدثني أبي قال حدثنا إسماعيل بن عياش قال حدثني سليمان بن سليم أبو سلمة أن كعبا كان يقول وأعلموا أن الكلمة من الحكمة ضالة المؤمن فعليكم بالعلم قبل أن يرفع ورفعه أن تذهب رواته قرأت على أحمد ابن قاسم أن قاسم بن اصبغ حدثهم قال حدثنا الحارث بن أبي أسامة قال حدثنا يزيد بن هارون قال حدثنا محمد بن عبد الله الفزاري قال حدثنا عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله بعثني رحمة وهدى للعالمين وأمرني ربي أن أمحق المزامير والمعازف والخمر والأوثان التي كانت تعبد في الجاهلية وأقسم ربي بعزته لا يشرب عبد الخمر في الدنيا إلا سقيته من حميم جهنم معذبا أو مغفورا له ولا يدعها عبد من عبيدي تحرجا عنها إلا سقيته إياها من حظيرة القدس قال أبو أمامة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل شيء اقبالا وأدبارا وإن لهذا الدين اقبالا وادبارا وإن

153
من إقبال هذا الدين ما بعثني الله به حتى إن القبيلة لتتفقه من عند أسرها وقال آخرها حتى لا يكون فيها إلا الفاسق أو الفاسقان فهما مقموعان ذليلان إن تكلما أو نطقا قمعا وقهرا واضطهدا ثم ذكر إن من ادبار هذا الدين أن تجفوا القبيلة كلها العلم من عند أسرها حتى لا يبقى إلا الفقيه أو الفقيهان فهما مقموعان ذليلان إن تكلما أو نطقا قمعا وقهرا واضطهدا وقيل أتطغيان علينا وحتى تشرب الخمر في ناديهم ومجالسهم وأسواقهم وتنحل الخمر اسما غير اسمها وحتى يلعن آخر هذه الأمة أولها ألا فعليهم حلت اللعنة وذكر تمام الحديث وأخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا عبيد بن عبد الواحد البزار ومحمد بن إسماعيل قالا حدثنا ابن أبي مريم قال حدثنا يحيى بن أيوب قال حدثنا عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثت رحمة وهدى للعالمين فذكر مثله سواء في الأوثان والمعازف والمزامير والخمر آخر قصته في الخمر ولم يذكر ما بعده أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال أخبرنا أحمد بن زهير قال حدثنا هودة بن خليفة قال حدثنا عون الأعرابي عن رجل عن سليمان بن جابر الهجري عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تعلموا العلم وعلموه الناس وتعلموا الفرائض وعلموها الناس فإني امرؤ مقبوض وإن العلم سيقبض وتظهر الفتن حتى يختلف الاثنان في الفريضة لا يجدان أحدا يفصل بينهما أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن وضاح قال حدثنا موسى ابن معاوية قال حدثنا وكيع عن طلحة بن عمرو عن عطاء بن أبي رباح في قول الله عز وجل أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها قال ذهاب فقهائها وخيار أهلها وذكره سنيد عن وكيع باسناد مثله وقال عكرمة والشعبي هو النقصان وقبض الأنفس قالا جميعا ولو كانت الأرض تنقص قال أحدهما لضاق عليك حشك وقال الآخر لضاق عليك حش تتبرز فيه وقال مجاهد نقصانها خرابها وموت أهلا

154
وقال الحسن هو ظهور المسلمين على المشركين وذكر قتادة في تفسير قول عكرمة والحسن عنهما على ما ذكرناه ولم يزد من رأيه شيئا وقول عطاء في تأويل الآية حسن جدا يلقاه أهل العلم بالقبول وقول الحسن أيضا حسن المعنى جدا وقال ابن عباس لما مات زيد بن ثابت من سره أن ينظر كيف ذهاب العلم فهكذا ذهابه أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي بن محمد قال حدثنا أحمد بن أبي سليمان الحضرمي يقول سمعت دراجا أبا السمح يقول يأتي على الناس زمان يسمن الرجل راحلته حتى تعقر شحما ثم يسير عليها في الأمصار حتى تصير نقضا يلتمس من يفتيه بسنة قد عمل بها فلا يجد إلا من يفتيه بالظن وحدثنا خلف بن أحمد قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا إبراهيم بن المبارك عن صالح المري قال سمعت الحسن يقول لا عالم ولا متعلم طفئت والله وروى عن ابن عباس أنه كان يقول لا يزال عالم يموت وأثر للحق يدرس حتى يكثر أهل الجهل وقد ذهب أهل العلم فيعلمون بالجهل ويدينون بغير الحق ويضلون عن سواء السبيل أخبرنا عبد الوراث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا هارون بن معروف قال حدثنا حمزة عن ابن شوذب عن كثير بن زياد في تفسير الحديث لا يزداد الأمر إلا شدة قال ذهاب العلماء وهذا الحديث حدثناه أحمد بن عبد الله بن محمد قال حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني بمصر قال حدثنا الطحاوي قال حدثنا المزني قال حدثنا الشافعي قال حدثنا محمد بن خلد الجندي عن أبان بن صالح عن الحسن عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس ولا مهدي إلا عيسى بن مريم وحدثنا عبد الوراث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا عبد الوهاب بن نجدة الحوطي قال حدثنا تليد بن أعين عن أبي الصباح عبد الغفور عن عبد العزيز بن سعيد عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال خيار أمتي القرن الذي بعثت فيهم ثم الذين يلونهم ثم لا يزداد الأمر إلا شدة وحدثني

155
أحمد بن فتح قال حدثنا حمزة بن محمد قال حدثنا سليمان بن عبد الأعلى بن القاسم قال حدثنا حرملة بن يحيى قال حدثنا ابن وهب قال أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا أبا السمح حدثه عن ابن حجيرة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سيأتي على أمتي زمان يكثر القراء ويقل الفقهاء ويقبض العلم ويكثر الهرج قالوا وما الهرج يا رسول الله قال القتل بينكم ثم يأتي بعد ذلك زمان يقرأ القرآن رجال من أمتي لا يجاوز تراقيهم ثم يأتي من بعد ذلك زمان يجادل المنافق الكافر المشرك بمثل ما يقول أخبرنا عبد الوارث بن سفيان ويعيش بن سعيد قالا أخبرنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا بكر بن حماد حدثنا أبو حاتم بشر بن حجر قال حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن أبي الدرداء قال مالي أرى علماءكم يذهبون وجهالكم لا يتعلمون تعلموا قبل أن يرفع العلم فإن رفع العلم ذهاب العلماء مالي أراكم تحرصون على ما قد توكل لكم به وتدعون ما وكل لكم به لأنا بشراركم أبصر من البياطرة بالخيل هم الذين لا يأتون الصلاة إلا دبرا ولا يسمعون القرآن إلا هجرا حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد ابن زهير حدثنا عبد الوهاب بن نجدة حدثنا يحيى بن سعيد العطار عن عبد الغفار ابن أبي خليدة البصري عن رجل عن نعيم بن أبي هند عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال إن القرن الأول من هذه الأمة على منهاج من لا يتهم والقرن الثاني يظهر فيه الحيف والأثرة والقرن الثالث يظهر فيهم الفساد وسفك الدماء والقرن الرابع ينتقلون عن دينهم حتى يكون أعز كل قبيلة فاسقهم ومنافقهم واذله عالمهم وهذا أيضا ليس بالقوى وروينا عن تمام بن نجيح قال كنت جالسا عند محمد بن سيرين إذ جاءه رجل فقال إني رأيت اليلة إن طائرا نزل من السماء على ياسمينة فنتف منها ثم طار حتى دخل في السماء فقال ابن سيرين هذا قبض العلماء قال تمام فلم تمض تلك

156
السنة حتى مات الحسن وابن سيرين ومكحول وستة من العلماء بالآفاق ماتوا تلك السنة
باب حال العلم إذا كان عند الفساق والأرذال
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن الهيثم قال حدثنا محمد بن عايد قال حدثنا الهيثم قال حدثنا حفص يعني ابن غيلان عن مكحول عن أنس بن مالك قال قيل يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل قبلكم قيل وما ذاك يا رسول الله قال إذا ظهر الادهان في خياركم والفاحشة في شراركم وتحول الملك في صغاركم والفقه في أرذالكم وأخبرنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا الحكم بن موسى حدثنا الهيثم بن حميد عن حفص عن مكحول عن أنس قال قيل يا رسول الله متى يترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قال إذا ظهر فيكم ما ظهر في بني إسرائيل قبلكم قالوا وما ذاك يا رسول الله قال إذا ظهر الأدهان في خياركم والفاحشة في شراركم وتحول الملك في صغاركم والفقه في أرذالكم أخبرنا خلف بن جعفر قال حدثنا عبد الوهاب بن الحسين بدمشق قال حدثنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد الله بن عبد السلام مكحول ببيروت قال حدثنا محمد بن خلف الرازي قال حدثنا زيد بن يحيى بن عبيد قال حدثنا الهيثم بن حميد عن أبي معبد عن مكحول عن انس قال قيل يا رسول الله متى يدع الائتمار بالمعروف والنهي عن المنكر قال إذا ظهر فيكم ما ظهر في الأمم قبلكم الملك في صغاركم والعلم في أراذلكم والفاحشة في كباركم حدثنا عبد الرحمن قال حدثنا عمر قال حدثنا علي قال حدثنا محمد بن عمار الموصلي حدثنا عفيف بن سالم عن ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن أبي أمية الجمحي قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اشراط الساعة فقال إن من أشراطها أن يلتمس العلم عند الأصاغر حدثنا أحمد بن قاسم وسعيد بن نصر قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد ابن إسماعيل الترمذي قال حدثنا نعيم قال حدثنا ابن المبارك قال أخبرنا ابن لهيعة

157
عن بكر بن سوادة عن أبي أمية الجمحي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من أشراط الساعة ثلالثا إحداهن أن يلتمس العلم عند الأصاغر قال نعيم قيل لابن المبارك من الأصاغر قال الذين يقولون برأيهم فأما صغير يروي عن كبير فليس بصغير وذكر أبو عبيد في تأويل هذا الخبر عن ابن المبارك أنه كان يذهب بالأصاغر إلى أهل البدع ولا يذهب إلى السن قال أبو عبيد وهذا وجه قال أبو عبيد والذي أرى أنا في الأصاغر أن يؤخذ العلم عمن كان بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقدم ذلك على رأي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمهم فذاك أخذ العلم عن الأصاغر حدثنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن
إبراهيم حدثنا محمد بن علي بن مروان حدثنا محمد بن مكي قال أخبرنا ابن المبارك عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال البركة من أكابركم قرأت على سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثهم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا موسى بن معاوية قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي قال حدثنا سفيان بن عيينة عن هلال الوراق عبد الله بن عليم قال كان عمر يقول ألا إن أصدق القيل قيل الله وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها إلا أن الناس لن يزالوا بخير ما أتاهم العلم عن أكابرهم أخبرنا عبد الرحمن قال أخبرنا عمر قال أخبرنا علي قال أخبرنا أبو نعيم الفضل ابن دكين عن سعيد بن أوس العبسي عن بلال يعني بن يحيى أن عمر بن الخطاب قال قد علمت متى صلاح الناس ومتى فسادهم إذا جاء الفقه من قبل الصغير استعصى عليه الكبير وإذا جاء الفقه من قبل الكبر تابعه الصغير فاهتديا قرأت على عبد الوارث عن قاسم قال حدثنا محمد بن إسماعيل الترمذي قال حدثنا أبو نعيم قال حدثنا سعيد ابن أوس الكاتب قال حدثنا بلال بن يحيى أن عمر بن الخطاب قال قد علمت مني صلاح الناس فذكره حرفا بحرف إلى آخره حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قراءة مني عليه أن عمر بن محمد حدثه بمكة قال حدثنا علي بن عبد العزبز قال حدثنا مسلم ابن إبراهيم قال حدثنا شعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم فإذا أخذوه من أصاغرهم

158
وشرارهم هلكوا أخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا أحمد بن صالح المقري قال حدثنا جعفر بن محمد قال حدثنا الحسن بن مكرم البزاز قال حدثنا الحسن بن قتيبة قال حدثنا المغيرة بن مسلم وقطن بن خليفة ومالك بن مغول وسفيان الثوري ويونس ابن أبي إسحاق وشعبة بن الحجاج وشريك والمسعودي وإسرائيل وأبو بكر بن عياش عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب قال قال عبد الله بن مسعود لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من قبل أكابرهم فإذا أتاهم من قبل أصاغرهم هلكوا أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا عمر بن مخلد الجمحي قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا أحمد بن يونس قال حدثنا أحمد يعني بن طلحة عن مضرب قال سمعت سلمة بن كهيل ذكر عن أبي الأحوص عن عبد الله قال إنكم لن تزالوا بخير ما دام العلم في كباركم فإذا كان العلم في صغاركم سفه الصغير الكبير أخبرنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا عمر بن محمد قال حدثنا علي بن عبد العزبز قال حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين قال حدثنا سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب عن عبد الله بن مسعود قال لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أكابرهم فإذا جاء العلم من قبل أصاغرهم فذلك حين هلكوا قال أبو عمر قد تقدم من تفسير ابن المبارك وأبي عبيد لمعنى الأصاغر في هذا الباب ما رأيت وقال بعض أهل العلم إن الصغير المذكور في حديث عمر وما كان مثله من الأحاديث إنما يراد به الذي يستسفتي ولا علم عنده وإن الكبير هو العالم في أي سن كان وقالوا الجاهل صغير وإن كان شيخا والعالم كبير وإن كان حدثا واستشهدوا بقول الأول تعلم فليس المرء يولد عالما وليس أخو علم كمن هو جاهل وإن كبير القوم لا علم عنده صغير إذا التفت إليه المحافل واستشهدوا بأن عبد الله بن عباس كان يستفتي وهو صغير وإن معاذ بن جبل وعتاب ابن أسيد كانا يفتيان الناس وهما صغيرا السن وولاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الولايات مع صغر سنهما ومثل هذا في العلماء كثير ويحتمل أن يكون معنى الحديث على ما قال ابن المعتمر عالم الشباب محقور وجاهله معذور والله أعلم بما أراده وقال آخرون إنما معنى حديث عمر وابن مسعود في ذلك إن العلم إذا لم يكن عن الصحابة

159
كما جاء في حديث ابن مسعود ولا كان له أصل في القرآن والسنة والاجماع فهو علم يهلك به صاحبه ولا يكون حامله إماما ولا أمينا ولا مرضيا كما قال ابن مسعود إلى هذا نزع أبو عبيد رحمه الله ونحوه ما جاء عن الشعبي ما حدثوك عن أصحاب محمد فشد عليه يديك وما حدثوك به من رأيهم فبل عليه ومثله أيضا قول الأوزاعي العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وما لم يجيء عن واحد منهم فليس بعلم وقد ذكرنا خبر الشعبي وخبر الأوزاعي بأسناديهما في باب معرفة ما يقع عليه اسم العلم حقيقة من هذا الكتاب والحمد لله وقد يحتمل حديث هذا الباب أن يكون أراد أن حق الناس بالعلم والتفقه أهل الشرف والدين والجاه فإن العلم إذا كان عندهم لم تأنف النفوس من الجلوس إليهم وإذا كان عند غيرهم وجد الشيطان إلى احتقارهم السبيل وأوقع في نفوسهم أثرة الرضا بالجهل أنفة من الاختلاف إلى من لا حسب له ولا دين وجعل ذلك من أشراط الساعة وعلاماتها ومن أسباب رفع العلم والله أعلم أي الأمور أراد عمر بقوله فقد ساد بالعلم قديما الصغير والكبير ورفع الله درجات من أحب وروى مالك عن زيد بن أسلم أنه قال في قول الله عز وجل نرفع درجات من نساءقال بالعلم حدثنا خلف بن قاسم وعلي بن إبراهيم قالا حدثنا الحسن ابن رشيق قال حدثنا محمد بن رزين بن جامع قال حدثنا الحارث بن مسكين قال أخبرني ابن القاسم قال قال مالك بن أنس سمعت زيد بن أسلم يقول في هذه الآية نرفع درجات من نشاء قال بالعلم يرفع الله عز وجل من يشاء في الدنيا ومما يدل على أن الأصاغر مالا علم عنده ما ذكره عبد الرزاق وغيره من معمر عن الزهري قال كان مجلس عمر مغتصا من القراء شبابا وكهولا فربما استشارهم ويقول لا يمنع أحدكم حداثة سنه أن يشير برأيه فإن العلم ليس على حداثة السن وقدمه ولكن الله يضعه حيث يشاء حدثنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان قال حدثنا الحسين بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن محمد قال حدثنا أحمد بن نصر بن عبد الله قال أخبرنا نصر بن رباب عن الحجاج عن مكحول قال تفقه الرعاع فساد الدين وتفقه السفلة فساد الدنيا حدثنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نعمان حدثنا محمد بن علي بن مروان قال حدثني الأعشى

160
قال سمعت الفريابي يقول كان سفيان إذا رأى هؤلاء النبط يكتبون العلم يتغير وجهه فقلت له يا أبا عبد الله نراك إذا رأيت هؤلاء يكتبون العلم يشتد عليك فقال كان العلم في العرب وفي سادادت الناس فإذا خرج عنهم وصار إلى هؤلاء يعني النبط والسفلة غير الدين
باب ذكر استعاذة رسول الله صلى الله عليه وسلم
من علم لا ينفع وسؤاله العلم النافع حدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا محمد بن معاوية قال حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي وحدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا محمد بن جعفر
غندر قال حدثنا عبد الله ابن محمد البغوي قالا حدثنا أبو نصر التمار قال حدثنا محمد بن سلمة عن قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ودعاء لا يسمع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع ومن الجوع فإنه بئس الضجيع وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى قال حدثنا خيثمة بن سليمان قال حدثنا هلال بن العلاء بن هلال قال حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر قالا حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد ابن أبي أنيسة عن يونس بن حباب قال سمعت طاووسا يقول سمعت ابن عباس يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ودعاء لا يسمع وقلب لا يخشع ونفس لا تشبع اللهم إني أعوذ بك من هؤلاء الأربع وأخبرنا خلف بن جعفر قال حدثنا عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن عتاب قال حدثني عيسى بن حماد زغبة في سنة ست وأربعين ومأتين ويكنى أبا بموسى قال أخبرنا الليث بن سعد عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أخيه عباد ابن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة يقول كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني أعوذ بك من الأربع من علم لا ينفع ومن قلب

161
لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع ومن حديث وكيع عن أسامة بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع فذكره باسناده سواء وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا مسدد قال حدثنا أبو عوانة عن موسى بن أبي عائشة عن مولى لأم سملة عن أم سملة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ح وحدثنا سعيد قال حدثنا قاسم قال حدثنا الترمذي قال حدثنا الجندي قال حدثنا سفيان قال حدثنا عمر ابن سعيد الثوري عن موسى بن أبي عاشئة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أصبح اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا ولفظ الحديثين سواء أخبرنا أحمد بن قاسم وسعيد بن نصر قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن المبارك قال أخبرنا رجل من الأنصار عن يونس بن سيف قال حدثني أبو كبشة السلولي قال سمعت أبا الدرداء يقول إن من شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة عالم لا ينتفع بعلمه وذكر ابن وهب قال حدثني عثمان بن مقسم البري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة عالما لا ينفعه الله بعلمه حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا علي ابن محمد قال حدثنا أحمد بن داود قال حدثنا سحنون قال حدثنا ابن وهب فذكره وهو حديث انفرد به عثمان البرى لم يرفعه غيره وهو ضعيف الحديث معتزلي المذهب ليس حديث بشيء وروينا عن سلمان الفارسي أنه قال إن العلم لا ينفد فاتبع منه ما ينفعك ويقال من لم ينفعه قليل علمه ضر كثيره حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا بكر بن حماد قال حدثنا بشر بن حجر قال حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي عن إبراهيم بن أبي عياض عن أبي هريرة قال مثل علم لا ينفع كمثل كنز

162
لا ينفق في سبيل الله وقال ابن المبارك حسبي بعلمي أن نفع ما الذل إلا في الطمع من راقب الله رجع عن سوء ما كان صنع ما طار شيء فارتفع إلا كما طار وقع حدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا الوليد ابن شجاع قال حدثنا ابن وهب قال حدثني مالك وغيره أن عبد الله بن سلام قال لكعب ما ينفي العلم عن صدور العلماء بعد أن يعلموه قال الطمع وحدثنا عبد الوراث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا هارون حدثنا حمزة عن كثير قال كان مكحول يقول اللهم انفعنا بالعلم وزينا بالحلم وجملنا بالعافة وحدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير أبو الفتح قال سفيان يعني ابن عيينة ليس شيء أنفع من علم ينفع وليس شيء أضر من علم لا ينفع وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه إنما زهد الناس في طلب العلم ما يرون من قلة الانتفاع من علم بما علم وأنشد أبو عبد الله إبراهيم بن عرفة نفطويه لمحمود بن الحسن الوراق إذا أنت لم ينفعك علمك لم تجد لعلمك مخلوقا من الناس يقبله وإن زانك العلم الذي قد حملته وجدت له من يجتنيه ويحمله
باب ذم العالم على مداخلة السلطان الظالم
قرأت على أبي عثمان سعيد بن نصر أن قاسم بن أصبغ حدثه قال حدثنا ابن وضاح وأحمد بن يزيد قالا حدثنا موسى بن معاوية قال حدثنا ابن مهدي قال حدثنا سفيان عن أبي موسى عن وهب بن منبه عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن حدثنا سعيد قال قاسم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا وكيع عن سفيان عن أبي موسى عن ابن منبه عن ابن عباس قال

163
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدا جفا ومن اتبع الصيد غفل إلى ههنا انتهى حديث وكيع وكان يختصر الأحاديث ويحذفها كثيرا وحدثنا خلف بن القاسم حدثنا أحمد بن اسامة بن عبد الرحمن بن أبي السمح قال حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين قال حدثنا زهير بن عباد قال حدثنا مصعب بن ماهان عن سفيان الثوري عن أبي موسى التمار عن وهب بن منبه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن اتبع السلطان افتتن أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال حدثنا بكر قال حدثنا مسدد قال حدثنا حماد بن زيد عن المعلى بن زياد وهشام بن حسان عن الحسن عن ضبة بن محصن عن أم سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون عليكم أمراء تعرفون منهم وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضى وتابع فأبعده الله قيل يا رسول الله أفلا نقتلهم قال لا ما صلوا حدثنا عبد الوارث قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا أبو الفتح نصر بن المغيرة البخاري قال سفيان بن عيينة قال أبو حازم وجدت الدنيا شيئين فتكلم بكلام طويل ذكره ابن أبي خيثمة قال سفيان فقال الزهري أنه جاري ما كنت أرى أن هذه عنده فقال أبو حازم لو كنت غنيا لعرفتني أن العلماء يفرون من السلطان ويطلبهم وإنهم اليوم يأتون أباب السلطان والسلطان يفر منهم حدثنا خلف بن قاسم حدثنا أحمد بن إبراهيم الحداد حدثنا زكريا بن يحيى السجزي حدثنا عبد الله بن محمد بن هانئ النحوي حدثنا الحكم بن سنان قال حدثنا أيوب السختياني قال قال لي أبو قلابة يا با أيوب احفظ عني ثلاث خصال إياك وأبواب السلطان وإياك ومجالسة أصحاب الأهواء والزم سوقك فإن الغنى من العافية حدثنا أحمد بن سعيد بن بشر قال حدثنا ابن أبي دليم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا صالح بن عبيد قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول عن حماد بن زيد قال قال ابن عون كان الرجل يفر بما عنده من الأمراء جهده فإذا أخذ لم يجد بدا أخبرنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم قال أحمد بن زهير قال حدثنا
أبو مسلم عن سفيان قال تخبرون عن الزهري قال

164
كنا نكرهه حتى أكرهنا عليه الامراء فلما اكرهونا عليه بذلناه للناس وذكر الكشوري قال حدثنا عبد الله بن أبي غسان قال حدثنا علي بن أبي سالم قال حدثنا أبو محمد بكر بن محمد الليثي قال سمعت سفيان يقول في جهنم واد لا يسكنه إلا القراء الزوارون للملوك حدثنا خلف بن قاسم قال حدثنا أبو الميمون محمد بن عبد الله العسقلاني بعسقلان قال حدثنا هارون بن عمران قال حدثنا محمد بن داود البصري قال لما ولى إسماعيل بن علية على العشور أو قال على الصدقات كتب إلى عبد الله ابن المبارك يستمده برجال من القراء يعينونه على ذلك فكتب إليه عبد الله يا جاعل العلم له بازيا يصطاد أموال المساكين احتلت للدنيا ولذاتها بحيلة تذهب بالدين فصرت مجنونا بها بعدما كنت دواء للمجانين أين رواياتك فيما مضى عن ابن عون وابن سيرين ودرسك العلم بآثاره وتركك أبواب السلاطين تقول أكرهت فماذا كذا زل حمار العلم في الطين وأخبرنا خلف بن القاسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان القرظي حدثنا أحمد ابن الحسين الجريجي قال حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال حدثنا أبو مسلم المستملي قال لما أن ولى إسماعيل بن علية الصدقة بالبصرة كتب إليه ابن المبارك يا جاعل الدين له بازيا يصطاد أموال المساكين فذكر الأبيات إلا أنه قال في آخرها تقول أكرهت فما حيلتي زل حمار العلم في الطين وزاد فيها لات تبتغ الدنيا بدين كما يفعل ضلال الرهابين وحدثنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان حدثنا الحسين بن روح ومحمد بن أحمد بن حماد زغبة قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثني سلام الخواص قال أنشدني ابن المبارك رأيت الذنوب تميت القلوب وبورثك الذل ادمانها

165
وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها وهل بدل الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها وباعوا النفوس فلم يربحوا ولم تغل في البيع أثمانها لقد رتع القوم في جيفة يبين لذي العقل أنتانها وقال محمود الوراق ركبوا المراكب واغتدوا زمرا إلى باب الخليفة وصلوا البكور إلى الرواح ليبلغوا الرتب الشريفة حتى إذا ظفروا بما طلبوا من الحال اللطيفة وغدا المولى منهم فرحا بما تحوي الصحيفة وتعسفوا من تحتهم بالظلم والسير العنيفة خانواالخليفة عهده بتعسف الطرق المخوفة باعوا الأمانة بالخيانة واشتروا بالأمن جيفة عقدوا الشحوم وأهزلوا تلك الأمانات السخيفة ضاقت قبور القوم واتسعت قصورهم المنيفة من كل ذي أدب ومعرفة وآراء حصيفة متفقة جمع الحديث إلى قياس أبي حنيفة فأتاك يصلح للقضاء بلحية فوق الوظيفة لم ينتفع بالعلم إذ شغفته دنياه الشغوفة نسي الإله ولاذ في الدنيا بأسباب ضعيفة وفي معنى قول محمود من كل ذي أدب ومعرفة وآراء حصيفة قول أبي العتاهية عجبا لأرباب العقول والحرص في طلب الفضول سلاب أكسية الأرا مل واليتامى والكهول والجامعين المكثري ن من الخيانة والغلول والمؤثرين لدار رحلتهم على دار الحلول وضعوا عقولهم من الد نيا بمدرجة السيول

166
ولهوا بأطراف الفر وع وأغفلوا علم الأصول وتتبعوا جمع الحطام وفارقوا أثر الرسول في شعر له أخبرنا خلف بن سعيد قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أحمد بن خالد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال حدثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن عمارة بن عبد الله عن حذيفة قال إياكم ومواقف الفتن قيل وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله قال أبواب الأمراء يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول له ما ليس فيه قال وأنبأنا معمر عن قتادة عن ابن مسعود قال إن على أبواب السلاطين فتنا كمبارك الإبل والذي نفسي بيده لا يصيبون من دنياهم شيئا إلا أصابوا من دينكم مثله أو قالوا مثليه وقال وهب بن منبه أن جمع المال وغشيان السلطان لا يقيان من حسنات المرء إلا كما يبقي ذئبان جائعان ضاريات سقطا في حظار فيه غنم فباتا يجوسان حتى أصبحا وهذا المعنى قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي موسى الأشعري أنه قال ما ذئبان جائعان أرسلا في حظيرة غنم بأفسد لها من حب المال والشرف لدين المرء أو نحو هذا من قوله صلى الله عليه وسلم

167
وروى عبد الرزاق عن أبيه قال قلت لوهب بن منبه كنت ترى الرؤيا فتخبرناها فلا تلبث أن تراها كما وصفت قال ذهب ذلك عني مذ وليت القضاء قال عبد الرزاق حدثت معمرا بهذا الحديث فقال والحسن مذ ولى القضاء لم يحمدوا فهمه وأخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا أبو طالب محمد بن زكريا ببيت المقدس قال حدثنا إبراهيم بن معاوية القيساراني قال حدثنا محمد بن يونس الفريابي قال سمعت سفيان الثوري يقول كان خيار الناس وأشرافهم والمنظور إليهم في الدين الذين يقومون إلى هؤلاء فيأمرونهم وينهونهم يعني الأمراء وكان آخون يلزمون بيوتهم ليس عندهم ذلك فكانوا لا ينتفع بهم ولا يذكرون ثم بقينا حتى صار الذين يأتونهم فيأمرونهم شرار الناس والذين لزموا بيوتهم ولم يأتوهم خيار الناس حدثنا أحمد بن محمد بن هشام قال قال حدثنا علي بن عمر بن موسى القاضي قال حدثنا الحسن بن عبد الله العسكري قال حدثنا محمد بن إسماعيل بن سلمة العطار قال حدثنا أحمد بن عبد الحكم القزاز قال حدثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس الامراء والفقهاء وحدثنا أحمد قال حدثنا علي قال حدثنا الحسن قال عبدان قال حدثنا شيبان بن فروخ قال حدثنا محمد بن زياد عن ميمون بن مهران عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال صنفان من أمتي إذا صلحا صلحت الأمة وإذا فسدت فسدت الأمة السلطان والعلماء قال أبو عمر ههنا والله أعلم قال الفضيل لو أن لي دعوة مجابة لجعلتها في الإمام أنشدني أحمد بن عمر بن عبد الله لنفسه في قصيدة له نسئل الله صلاحا للولاة الرؤساء فصلاح الدين والد نيا صلاح الأمراء فيهم يلتئم الشم ل على بعد الثناء وبهم قامت حدود الله في أهل العداء وهم المغنون عنا في مواطين العناء وذهاب العلم عنا في ذهاب العلماء

184
فهم أركان دين الله في الأرض الفضاء فجزاهم ربهم عنا بمحمود الجزاء وفي سماع أشهب قال مالك قال عمر بن الخطاب اعلموا أنه لا يزال الناس مستقيمين ما استقامت لهم أئمتهم وهداتهم ومن حديث إسماعيل بن سيع عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلماء أمناء الرسول على عباد الله مالم يخالطوا السلطان يعين في الظلم فإذا فعلوا ذلك فقد خانوا الرسل فاحذروهم واعتزلوهم ذكره أبو جعفر العقيلي قال أخبرنا عبد الله بن محمد ابن سعدويه المروزي قال حدثنا علي بن الحسن المروزي قال حدثنا إبراهيم بن رستم قال حدثنا حفص الأبري عن إسماعيل بن سميع عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره قال أبو جعفر حفص هذا كوفي حديث غير محفوظ وقال قتادة العلماء كالملح إذا فسد الشيء صلح بالملح وإذا فسد الملح لم يصلح بشيء وقيل للأعمش يا أبا محمد قد أحييت العلم بكثرة من يأخذه عنك فقال لا تعجبوا فإن ثلثا منهم يموتون قبل أن يدركوا وثلثا يلزمون السلطان فهم شر من الموتى ومن الثلث الثالث قليل من يفلح وقال شر الأمراء أبعدهم من
العلماء وشر العلماء أقربهم من الأمراء وقال محمد بن سحنون كان لبعض أهل العلم أخ يأتي القاضي والوالي بالليل يسلم عليهما فبلغه ذلك فكتب إليه أما بعد فإن الذي يراك بالليل يراك بالنهار وهذا آخر كتاب اكتب به إليك قال محمد فقرأته على سحنون فأعجبه وقال ما أسمجه بالعالم أن يؤتى إلى مجلسه فلا يوجد فيه فيسئل عنه فيقال إنه عند الأمير وقال سحنون إذا أتى الرجل مجلس القاضي ثلاثة أيام بلا حاجة فينبغي أن لا تقبل شهادته قال أبو عمر معنى هذا الباب كله في السلطان الجائر الفاسق فأما العدل منهم الفاضل فمداخلته ورؤيته وعونه على الصلاح من أفضل أعمال البر ألا ترى أن عمر بن عبد العزيز إنما كان يصحبه جلة العلماء مثل عروة بن الزبير وطبقته وابن شهاب وطبقته وقد كان ابن شهاب يدخل إلى السلطان عبد الملك وبنيه بعده وكان ممن يدخل إلى السلطان الشعبي وقبيصة وابن ذؤيب ورجاء بن حيوة الكندي وأبو المقدام وكان فاضلا عالما والحسن وأبو الزناد ومالك بن أنس والأوزاعي والشافعي

185
وجماعة يطول ذكرهم وإذا حضر العالم عند السلطان غبا فيما فيه الحاجة وقال خيرا ونطق بعلم كان حسنا وكان في ذلك رضوان الله إلى يوم يلقاه ولكنها مجالس الفتنة فيها أغلب والسلامة منها ترك ما فيها وذكر الزبير بن بكار قال حدثني يحيى بن عبد الملك الهديري عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحرث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة عن أبيه عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال العلم لواحد من ثلاثة لذي حسب يزينه به أو لذي دين يسوس به دينه أو لمن يختلط بالسلطان ويدخل إليه بتحفة بعلمه وينفعه به قال ولا أعلم أحدا جمع هذه الخلال إلا عروة بن الزبير وعمر بن عبد العزيز فكلاهما جمع الحسب والدين ومخالطة السلطان وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعة في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله إمام عدل فبدأ به وقال المقسطون على منابر من نور يوم القيامة وقال الإمام العادل لا ترد دعوته ومثل هذا كثير وروى محمد بن خالد عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير قال كتب عمر بن عبد الغزيز إلى عماله أن أجروا على طلبة العلم الرزق وفرغوهم للطلب فهذا ومثله سيرة الإمام العدل وبالله التوفيق ذكر ابن أبي حاتم الرازي قال حدثني أبي قال حدثنا عبد المتعالي بن صالح من أصحاب مالك قال قيل لمالك إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون فقال يرحمك الله فأين الكلام بالحق قال وحدثني أبي قال حدثنا نصر بن علي قال حدثنا الحسين بن علي قال لما حج هارون وقدم المدينة بعث إلى مالك بكيس فيه خمسمائة دينار فلما قضى نكسه وانصرف وقدم المدينة بعث إلى مالك أن أمير المؤمنين يحب أن تنتقل معه إلى مدينة السلام فقال للرسول قل له إن الكيس بخاتمه وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون
باب ذم الفاجر من العلماء وذم طلب العلم للمباهاة والدنيا
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان وأحمد بن قاسم وأحمد بن محمد قالوا حدثنا

186
وهب بن مسرة قال حدثنا محمد بن وضاح ح وحدثنا يعيش بن سعيد الوراق قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم قالا جميعا حدثنا ابن أبي مريم قال حدثنا يحيى بن أيوب عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تعلموا العلم لتبهوا به العلماء ولا لتماروا به السفهاء ولا لتحاتزوا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار وهذا الوعيد لمن لم يرد بعلمه شيئا من الخير والله يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء قرأت على سعيد بن نصر أن قاسما حدثهم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة قال حدثنا عبد الله بن نمر عن معاوية البصري وكان ثقة عن نهشل عن الضحاك بن مزاحم عن الأسود قال قال عبد الله بن مسعود لو أن أهل العلم صانوا علمهم ووضعوه عند أهله لسادوا به أهل زمانهم ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم فهانوا على أهلها سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول من جعل الهموم هما واحدا كفاه الله هم آخرته ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبال الله في أي أوديتها وقع حدثني أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن المبارك قال أخبرنا زائدة بن قدامة وكان من خيار الناس قال حدثني عبد الرحمن بن معمر الأنصاري عن محمد بن يحيى بن حبان قال حدثني رجل من أهل العراق أنهم مروا على أبي ذر فسألوه يحدثهم فقال لهم تعلمن أن هذه الأحاديث التي يبتغى بها وجه الله تعالى لا يتعلمها أحد يريد بها عرض الدنيا أو قال لا يريد بها إلا عرض الدنيا فيجد عرف الجنة ابدا قال عبد الله بن المبارك عرفها ريحها وباسناده عن ابن المبارك قال حدثنا سليمان التيمي عن سيار عن عائذ الله قال من يبتغي العلم أو قال الأحاديث ليحدث بها لم يجد ريح الجنة وذكره أبو بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن التيمي عن سيار عن عائذ الله قال الذي يبتغي الأحاديث ليحدث بها لا يجد ريح الجنة قال أبو عمر عائذ الله هو أبو إدريس الخولاني اسمه عائذ الله بن عبد الله أخبرنا أحمد بن عبد الله ابن محمد أن أباه حدثه قال حدثنا عبد الله قال حدثنا بقي قال حدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو أسامة عن سفيان عن يزيد عن مكحول قال من طلب الحديث ليماري به

187
السفهاء أو ليباهي به العلماء أو ليصرف به وجوه الناس فهو في النار حدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا مقدام بن داود بن عيسى بن تليد قال حدثنا علي بن معبد ح وحدثنا عبد الرحمن قال حدثنا علي قال حدثنا أحمد قال حدثنا سحنون قالا حدثنا ابن وهب عن عبد الله بن عياش عن يزيد بن فودر قال يوشك أن ترى رجالا يطلبون العلم فيتغايرون عليه كما يتغاير الفساق على المرأة هو حظهم منه أخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر قال حدثنا ابن أبي دليم قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا أبو الفضل صالح بن عبيد قال حدثنا سعيد بن عامر الضبعي سيد أهل البصرة غير مدافع عن صالح بن رستم أبي عامر الخزاز عن أيوب السختياني قال قال لي أبو قلابة إذا أحدث الله لك علما فأحدث له عبادة ولا يكن همك أن تحدث به حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا ابن وضاح قال حدثنا موسى بن معاوية قال حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي قال حدثنا سفيان الثوري عن يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود قال كيف أنتم إذا لبستم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم الكبير وتتخذ سنة مبتدعة يجري عليها الناس فإذا غير منها شيء قيل قد غيرت السنة قيل متى ذاك يا أبا عبد الرحمن قال إذا كثر قراؤكم وقل فقهاؤكم وكنز امراؤكم وقل أمناؤكم والتمست الدنيا بعمل الآخرة وتفقه لغير العلم حدثنا عبد الله بن محمد بن عبدا لمؤمن قال حدثنا محمد بن يحيى بن عمر قال حدثنا علي بن حرب قال حدثنا سفيان بن عيينة قال بلغنا عن ابن عباس أنه قال لو أن حملة العلم أخذوه بحقه وما ينبغي لأحبهم الله وملائكته والصالحون ولها بهم الناس ولكن طلبوا به الدنيا
فأبغضهم الله وهانوا على الناس وذكر عمر بن شيبة قال حدثنا حماد بن واقد قال حدثنا أبو حازم قال قدم هشام بن عبد الملك المدينة فاجتمع إليه فقهاء الناس والي جنبي الزهري فقال لي الزهري يا أبا حازم ألا تحدث الناس بعض أحاديثك فقلت بلى كان الناس الفقهاء مرة يستغنون بعلمهم عن أهل الدنيا ويقضون في علمهم مالا يقضي أهل الدنيا في دنياهم فكان أهل الدنيا يقربونهم ويعظمونهم على ذلك فأصبح العلماء اليوم يبذلون علمهم لأهل الدنيا رغبة في دنياهم

188
فلما رأى أهل الدنيا موضع العلم عند أهله زهدوا فيه وازدادوا رغبة في دنياهم كان يقال أشرف من العلماء من هرب بدينه عن الدنيا واستصعب قياده على الهوى حدثنا أحمد بن محمد بن هشام قال حدثنا علي بن عمر بن موسى قال حدثنا الحسن ابن عبد الله أبو أحمد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن موسى قال حدثنا يحيى بن المغيرة المخزومي قال حدثني أخي عن أبيه عن عثمان بن عبد الرحمن عن ابن شهاب عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنزل الله في بعض الكتب أو أوحى إلى بعض الأنبياء قل للذين يتفقهون لغير الدين ويتعلمون لغير العمل ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون للناس مسوك الكباش وقلوبهم كقلوب الذئات وألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر إياي يخادعون وبي يستهزؤن لا تيحن لهم فتنة تذر الحليم فيهم حيرانا حدثنا أحمد بن قاسم وسعيد بن نصر قالا حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا نعيم بن حماد قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا يحيى بن عبيد الله قال سمعت أبي يقول سمعت أبا هريرة يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج في آخر الزمان رجال يحتلون الدنيا بقول الله عز وجل أبي يغترون أم على يجترؤن فبي حلفت لأبعثن على أولئك فتنة تدع الحليم منهم حيرانا حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا عمر بن محمد قال حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا عارم قال حدثنا حماد ابن زيد أنه بلغه عن كعب قال إني أجد في بعض الكتب نعت قوم يتعلمون لغير العمل ويتفقهون لغير العبادة ويطلبون الدنيا بعمل الآخرة يلبسون جلود الضأن وقلبوبهم أمر من الصبر فبي يغترون وإياي يخادعون فبي خلفت لا تيحن لهم فتنة تترك الحليم حيرانا حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا أحمد بن محمد بن عبيد بن أدم قال حدثنا أبو سفيان ثابت بن نعيم قال حدثنا أدم بن أبي إياس قال حدثنا أبو جعفر الرازي عن الربيع ابن أبي أنس عن أبي العالية قال مكتبوب عندهم في الكتاب الأول ابن آدم علم مجانا كما علمت مجانا قال أبو عمر معناه عندهم كما لم تغرم ثمنا فلا تأخذ ثمنا والمجان عندهم الذي لا يأخذ لعلمه ثمنا حدثني أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضيل قال حدثنا محمد بن أحمد بن منير بمصر قال حدثنا عبد الله بن محمد البردي قال حدثنا سعيد بن

189
منصور قال حدثنا فليح بن سليمان عن أبي طوالة عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة يعني ريحها وحدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا أحمد بن سعيد قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نعمان قال حدثنا محمد بن علي بن مروان قال حدثنا سعيد بن منصور الخراساني بمكة قال حدثنا فليح بن سليمان فذكره باسناده سواء حدثنا سعيد بن نصر حدثنا قاسم حدثنا ابن وضاح ح وحدثنا عبد الله حدثنا محمد ابن بكر حدثنا أبو داود قال حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال حدثنا سريج بن النعمان قال حدثنا فليح فذكره باسناده حرفا بحرف وذكر ابن وهب عن أبي لهيعة عن أبي سليمان الخزاعي عن أبي طواله بإسناده مثله حدثنا عبد الرحمن حدثنا علي حدثنا أحمد حدثنا سحنون عن ابن وهب فذكره حدثنا خلف بن القاسم قال حدثنا ابن السكن قال أخبرنا هارون بن عيسى قال أخبرنا محمد بن إسحاق الصاغاني قال أخبرنا يحيى بن أبي بكير قال سمعت حسن بن صالح يقول إنك لا تفقه حتى لا تبالي في يدي من كانت الدنيا وحدثنا عبد الوارث قال أخبرنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا علي بن معبد مقدم قال حدثنا عبد الغفار بن الحسن الضبي عن عبد الله بن أيب صالح قال عيسى يا معشر القراء والعلماء كيف تضلون بعد علمكم أو تعمون بعد بصركم من أجل دنيا دينه وشهوة رديه فلكم الويل عليها ولها الويل منكم وأخبرنا خلف بن أحمد قال حدثنا أحمد بن سعيد بن حزم قال أخبرنا ابن الزراد ح وأخبرنا أحمد بن سعيد بن بشر قال أخبرنا ابن أبي دليم قال أخبرنا ابن وضاح قال أخبرنا زهير ابن عباد قال أخبرنا ابن المغيرة عن ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشهورة الخفية فقال هو الرجل يتعلم العلم يحب أن يجلس إليه حدثنا عبد الرحمن بن يحيى قال حدثنا عمر بن محمد الجمي قال أخبرنا علي بن عبد العزيز قال أخبرنا علي بن الجعد قال أخبرنا أبو معاوية عن هشام عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلم علمان علم في القلب

190
فذلك العلم النافع وعلم على اللسان فذلك حجة الله عز وجل على ابن آدم ورواه يوسف بن عطية عن قتادة عن الحسن عن أنس مرفوعا حدثنا سملة بن سعيد وعلي بن إبراهيم قالا أخبرنا الحسن بن رشيق قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حماد قال أخبرنا نصر بن علي قال أخبرنا أبو داود قال سمعت سفيان الثوري يقول إنما يطلب الحديث ليتقي به الله عز وجل فلذلك فضل على غيره من العلوم ولولا ذلك كان كسائر الأشياء أخبرنا خلف بن القاسم قال أخبرنا الحسن ابن رشيق قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري قال أخبرنا سليمان بن عبد الجبار قال أخبرنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال سمعت حماد بن سلمة يقول من طلب الحديث لغير الله مكر به أخبرنا عبد الله بن محمد قال أخبرنا عثمان بن السماك قال أخبرنا إسحاق بن يعقوب العطار قال سمعت يحيى بن أبي أيوب ح وحدثنا عبد الوارث قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثني أحمد بن زهير قال حدثنا يحيى بن أيوب قال سمعت ابن السماك قال مسعر من أراد الحديث للناس فليجتهد فإن بلاءهم شديد ومن أراده لنفسه فقد اكتفى وكان شعبة حاضرا فقال هذا والله ينبغي أن يكتب أخبرنا خلف بن القاسم قال أخبرنا أحمد بن صالح قال أخبرنا أحمد بن جعفر بن عبيد الله المنادى قال حدثنا جدي قال حدثنا قبيصة قال ابن المنادى وحدثنا الصاغاني قال حدثنا علي بن قادم قال أخبرنا سفيان عن ليث قال قال لي طاوس ما تعلمت فتعلمه لنفسك فإن الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس وروى جرير بن عبد الحميد عن الحسن بن عمرو العقيمي عن إبراهيم التيمي قال من طلب العلم لله عز وجل أتاه الله منه ما يكفيه أخبرنا خلف بن القاسم قال حدثنا أحمد بن صالح بن عمر المقري حدثنا أحمد بن جعفر بن عبيد الله المنادى حدثنا إدريس بن عبد الكريم المقري قال حدثنا يعقوب بن إبراهيم العبدي قال حدثني بعض أصحابنا واسمه محمد بن إبراهيم قال قال سفيان الثوري زينوا العلم ولا تزينوا به وحدثنا خلف بن القاسم حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن المنادى حدثنا جعفر

191
الدورقي عن أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثني عبيد الله الطنافسي قال بلغني أن سفيان الثوري قال زينوا الحديث بأنفسكم ولا تزينوا بالحديث وبه عن الدورقي قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا عبيد الله بن داود عن أبي إسحاق الفزاري قال قال سفيان الثوري إنما يتعلم العلم ليتقي به الله وإنما فضل العلم على غيره لأنه يتقي به الله حدثنا عبد الرحمن بن يحيى حدثنا أحمد بن سعيد حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نعمان حدثنا محمد بن علي بن هارون حدثنا محمد بن الصلت قال سمعت أبا كريمة يقول قال سفيان زين علمك بنفسك ولا تزين نفسك بعلمك وحدثنا عبد الوارث بن سفيان قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير قال حدثنا محمد بن مقاتل قال حدثنا ابن المبارك قال كان يقال تعوذوا بالله من فتنة العالم الفاجر والعابد الجاهل فإن فتنتهما فتنة لكل مفتون ومن حديث ابن وهب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هلاك أمتي عالم فاجر وعابد جاهل وشر الشر أشرار العلماء وخير الخير خيار العلماء وروينا عن الأوزاعي رحمه الله قال شكت النواويس إلى الله عز وجل ما تجد من نتن الكفار فأوحى الله إليها بطون علماء السوء أنتن مما أنتم فيه وروينا عن فضيل بن عياض وأسد بن الفرات قال بلغنا أن الفسقة من العلماء ومن حملة القرآن يبدأ بهم يوم القيامة قبل عبدة الأوثان وقال فضيل بن عياض لأن من علم ليس كمن لم يعلم وقال الحسن عقوبة العالم موت القلب قيل له وما موت القلب قال طلب الدنيا بعمل الآخرة وأنشدني محمد بن إبراهيم بن مصعب لأحمد بن بشر في شعر له أحسن شيء قيل في عالم ما أصدق المرء وما أورعه وشر ما عيب به أن يرى عبدا من الدنا لما أطمعه وقال بعض الصالحين اللهم إني أشكو إليك ظهور البغي والفساد في الأرض وما يحول بين الحق وأهله من الطمع حدثنا خلف بن قاسم حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان حدثنا الحسن بن روح قال أنشدني عبيد الله لابن المبارك يا طالب العلم بادر الورعا وهاجر النوم واهجر الشبعا يا أيها الناس أنتم عشب يحصده الموت كلما طلعا

192
لا يحصد المرء عند فاقته إلا الذي في حياته زرعا وقال الحسن من أفرط في حب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه ومن ازداد علما ثم ازداد على الدنيا حرصا لم يزدد من الله إلا بغضا ولم يزدد من الدنيا إلا بعدا وقد روي مثل هذا من قول الحسن مرفوعا والله أعلم روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال من طلب العم لغير الله أو أراد به غير الله فليتبوأ مقعده من النار وعنه صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن شر الناس فقال العلماء إذا فسدوا وهذه الأحاديث وإن لم يكن لها أسانيد قوية فإنها قد جاءت كما ترى والقول عندي فيها كما قال ابن عمر في نحو هذا عش ولا تغتر وقال جعفر بن محمد إذا رأيتم العالم محبا لدنياه فاتهموه على دينكم فإن كل محب لشيء يحوط ما أحب وروي أن الله عز وجل أوحى إلى داود يا داود لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي فإن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين أن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة المناجاة من قلوبهم حدثنا أحمد بن قاسم قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا ابن المبارك قال حدثنا سفيان عن إسماعيل عن الشعبي قال يطلع قوم من أهل الجنة إلى قوم من أهل النار فيقولون لهم ما أدخلكم النار وإنما أدخلنا الجنة بفضل تأديبكم وتعليمكم قالوا إنا كنا نأمركم بالخير ولا نفعله حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا مقدام حدثنا علي بن معبد حدثنا يزيد بن عمير التيمي عن المبارك بن فضالة عن الحسن ابن أبي هريرة قال إن في جهنم أرحاء تدور بعلماء السوء فيشرف عليهم بعض من كان يعرفهم في الدنيا فيقول ما صيركم في هذا وإنما كنا نتعلم منكم قالوا إنا كنا نأمركم

193
بالأمر ونخالفكم إلى غيره قال أبو عمر قد ذم الله في كتابه قوما كانوا يأمرون الناس بأعمال البر ولا يعملون بها ذما وبخهم الله بها توبيخا يتلى على طول الدهر إلى يوم القيامة فقال أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون قال أبو العتاهية وصفت التقى حتى كأنك ذو تقى وريح الخطايا من ثناياك تسطع ما أقبح التزهيد من واعظ يزهد الناس ولا يزهد لو كان في تزهيده صادقا أضحى وأمسى بيته المسجد أن يرفض الدنيا فما باله يستمنح الناس ويسترفد الرزق مقسوم على من ترى يسعى به الأبيض والأسود وقال أبو العتاهية يا واعظ الناس قد أصبحت منهما إذ عبت منهم أمورا أنت تأتيها وقد ذكرنا الأبيات في باب قول العلماء بعضهم في بعض من هذا الديوان أخبرنا عبد الله بن محمد بن يوسف قال أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل قال أخبرنا محمد بن الحسن الأنصاري قال أخرنا الزبير بن أبي بكر القاضي قال أخبرنا الحسين ابن الحسن المروزي قال أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا يحيى بن أيوب عن عمارة ابن غزية عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال اشكو إلى الله عيبي مالا أترك ونعتي مالا آتي وقال أنما يبكي بالدين للدنيا قال وقد قال عبد الله بن عروة شعر يشبه هذا الحديث فقال يبكون بالدين للدنيا وبهجتها أرباب دين عليها كلهم صادي لا يعلمون لشيء من معادهم تعجلوا حظهم في العاجل البادي لا يهتدون ولا يهدون تابعهم ضل المقود وضل القائد الهادي وقال يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم وراك تلقح بالرشاد عقولنا نصحا وأنت من الرشاد عديم ولأبي العتاهية

194
يا ذا الذي يقرأ في كتبه ما أمر الله ولا يعمل قد بين الرحمن مقت الذي يأمر بالحق ولا يفعل من كان لا تشبه أفعاله أقواله فصمته أجمل من عذل الناس فنفسي بما قد قارفت من ذنبها أعذل إن الذي ينهى ويأتي الذي عنه نهى في الحكم لا يعدل وراكب الذنب على جهله أعذر ممن كان لا يجهل لا تخلطن ما يقبل الله من فعل بقول منك لا يقبل وروى عبد الله بن المبارك عن عوف عن أبي المنهال قال حدثني صفوان بن محرر سمع جندب بن عبد الله البجلي يقول في حديث ذكره أن مثل الذي يعظ الناس وينسى نفسه كالمصباح يحرق نفسه ويضيء لغيره قال أبو عمر أخذه بعض الحكماء فقال وبخت غيرك بالعمى فافدته بصرا وأنت محسن لعماكا كفتيلة المصباح تحرق نفسها وتنير موقدها وأنت كذاكا وقد أخذه في غير هذا المعنى عباس بن الأحنف فقال صرت كأني ذبالة نصبت تضيء للناس وهي تحترق ولقد أحسن أبو الأسود الدؤلي في قوله ويروي للعرزمي لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم وابدأ بنفسك فإنهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك تعذران وعظت ويقتدي بالقول منك ويقبل التعليم ولأبي العتاهية إذا عبت أمرا فلا تأته وذو اللب مجتنب ما يعيب وقال محمد بن عيسى بن طلحة بن عبيد الله لا تلم المرء على فعله وأنت منسوب إلى مثله من ذم شيئا وأتى مثله فإنما يزري على عقله أنشدها الزبير وقال منصور الفقيه إن قوما يأمرونا بالذي لا يفعلونا

195
لمجانين وإن هم لم يكونوا يصرعونا وقال غيره إذا أنت لم تعرف لذي السن فضله عليك فلا تنكر عقوق الأصاغر وروي عن أبي جعفر محمد بن علي في قول الله عز وجل فكبكبوا فيها هم والغاوون قال قوم وصفوا الحق والعدل بألسنتهم وخالفوه إلى غيره أخبرنا محمد ابن إبراهيم بن سعيد قال حدثنا أحمد بن مطرف قال حدثنا سعيد بن
عثمان وسعيد ابن حمير قالا حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن عبد الرحمن ابن القاسم المسعودي قال قال ابن مسعود إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد علمه بالذنب يعلمه يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك يقبل ما تقول ويقتدى بالعلم منك وينفع التعليم تصف الدواء لذي السقام من الضنا كيما يصح به وأنت سقيم واراك تلقح بالرشاد عقولنا نصحا وأنت من الرشاد عديم لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم حدثنا عبد الوارث حدثنا قاسم حدثنا أحمد بن زهير حدثنا يحيى بن معين قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثنا معاوية بن صالح عن راشد بن سعد عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله عز وجل يريد العالم الفاضل والله أعلم تم والحمد لله الجزء الأول من كتاب جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمله للإمام العلامة الحافظ المجتهد أبي عمر يوسف بن عبد البر النمري القرطبي ويليه إن شاء الله تعالى الجزء الثاني وأوله باب ما جاء في مسائلة الله عز وجل العلماءالخ جامع بيان العلم وفضله

196
/ 1