تتميم أمل الآمل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تتميم أمل الآمل - نسخه متنی

عبدالنبي قزويني؛ محقق: احمد حسيني

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: تتميم أمل الآمل
المؤلف: الشيخ عبد النبي القزويني
الجزء:
الوفاة: ق 12
المجموعة: أهم مصادر رجال الحديث عند الشيعة
تحقيق: تحقيق : السيد أحمد الحسيني / بإهتمام : السيد محمود المرعشي
الطبعة:
سنة الطبع: 1407
المطبعة: مطبعة الخيام - قم
الناشر: مكتبة آية الله المرعشي - قم
ردمك:
ملاحظات:
تتميم
أمل الآمل

1
مخطوطات
مكتبة اية الله المرعشي العامة
(16)
تتميم
أمل الآمل
للعلامة الفقيه المحقق
الشيخ عبد النبي القزويني
من اعلام القرن الثاني عشر
تحقيق
السيد احمد الحسيني
باهتمام
السيد محمود المرعشي

3
* كتاب: تتميم أمل الآمل
* تأليف: الشيخ عبد النبي القزويني
* تحقيق: السيد أحمد الحسيني
* نشر: مكتبة آية الله المرعشي - قم
* طبع: مطبعة الخيام - قم
* العدد: (2000) نسخة
* التاريخ: 1407 ه‍

4
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد
سيد المرسلين وعلى آله الطيبين الطاهرين، إلى قيام يوم
الدين.

5
تقديم
قمت في سنة 1385 ه‍ بتحقيق كتاب " أمل الآمل "، الأثر
القيم الذي ألفه المحدث الكبير الشيخ محمد بن الحسن الحر
العاملي، وكان طبعه في جزئين لقي رواجا عند المحققين والمعنيين
بتراجم العلماء وتاريخ حياتهم.
وكان طبعه حافزا لي - آنذاك - على السعي وراء التكملات
والتتمات التي ألفت لهذا الكتاب، وكنت قد أعددت - بعد
طول البحث - قائمة غنية عن أسمائها ومحل وجردها وتعريفا
بمحتوياتها. كل ذلك مقدمة لاعدادها وطبعها حتى تكمل السلسلة
الغنية التي وضعت في مختلف الفترات التأريخية للكشف عن
حياة علمائنا الماضيين.
ولكن اخراجنا عن العراق في سنة 1391 ه‍ وتقلبات الأحوال
والحوادث القاهرة أضاعت علينا كثيرا من فرص العمر، فتلفت

7
منا ألوف الأوراق التي استنفدت سنين من أحسن أيام الشباب،
وبذلنا في سبيل الحصول عليها فور البصر وزهرة الحياة...
وكان من جملة ما تلف منا، ما جمعناه حول " الامل " وتتماته وما
كتبناه بهذا الصدد.
وفى قم - حينما وجدنا بعض الاستقرار - بدأنا بالاعمال من
جديد، وكان من التوفيقات الإلهية أن أخرجنا في العام الماضي
قسما من كتاب " تكملة أمل الآمل " لآية الله البحاثة المغفور له
السيد حسن الصدر الكاظمي، وهو القسم الخاص بالعاملين منه،
على أمل أن نعثر في المستقبل بالقسم الذي وضع لتراجم علماء
غير العامليين فنطبعه.
والكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم، ثاني الكتب
التي كتبت ذيلا على الامل، وهو التتمة التي ألفها الشيخ
الجليل الشيخ عبد النبي القزويني من أعلام أواخر القرن الثالث
عشر الهجري.
وهذا الكتاب غنى عن التعريف والإشادة به، إذ أصبح من
المصادر التي اعتنى بها المؤلفون في التراجم والرجال،
فأخذوا منه مواد كثيرة في مؤلفاتهم، وعلى رأسهم السيد الأمين
في موسوعته " أعيان الشيعة " والشيخ آغا بزرك الطهراني في
كتاب " اعلام الشيعة " والميرزا محمد على الكشميري في
" نجوم السماء ".
العمل في تحقيق وطبع هذا الكتاب يقطع مراحله ونحن نعيش
في المخابئ وننتظر الموت في كل حين بسبب الغارات الجوية
التي تشن على مدينة قم وبقية مدن إيران بين حين وآخر بالطائرات
الحربية العراقية وقصف القنابل المزهقة للأرواح والمبددة
للأشلاء.

8
هكذا شاء المستعمرون للبلاد الاسلامية والمسلمين، واننا ننتظر
مشيئة الله تعالى الغالبة على مشيئة كل غاشم جبار.
كشف الله البلاء عن المسلمين ورفع عن أوطانهم سيطرة
المستعمرين الظالمين ورفع راية الاسلام وحطم شوكة الكفر،
فإنه تعالى عزيز قدير وبالإجابة جدير.
قم 5 جمادى الثانية 1307 ه‍ السيد أحمد الحسيني

9
كلمة قيمة
تفضل بها يراعة سماحة المرجع الديني الكبير العلامة في
الفنون العلمية الاسلامية آية الله العظمى السيد شهاب الدين
الحسيني المرعشي النجفي دام ظله الوارف.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله على أفضاله ونواله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله.
وبعد: لا يذهب على من ألقى السمع وهو شهيد، أن من العلوم الهامة
والمآرب المهمة ها هو العلم بحياة العلماء في طيلة أعمارهم.
فمن ثم توجهت عزائم الفطاحل إلى التدوين والتأليف في هذا الشأن من
علماء أهل القبلة من أوائل قرون تاريخ الاسلام إلى العصر الحاضر على اختلاف
مذاهبهم، وتشتت طرقهم ومسالكهم، ولو أردنا سرد أسماء تلك المؤلفات لطال
الكلام ومل الناظرون والمستفيدون، فله درهم وعليه تعالى أجرهم، حيث جادوا
فأجادوا بتنسيق أسفار وزبر.
ومن الكتب المشهورة في هذا الموضوع كتاب " أمل الآمل " للعلامة خريت

11
الحديث وأبى بجدته مولانا: الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي صاحب كتاب
" وسائل الشيعة " المتوفى سنة 1104، فإنه مع صغر حجمه قد حوى تراجم جم
غفير وجمع كثير، فلأجل ذا جالت أقلام الأفاضل بالتعليق عليه والمستدرك له،
فجادت يراعهم بعدة آثار نفيسة في هذا الامر الخطير.
كالعلامة الحبر الوحيد مولانا الميرزا عبد الله أفندي من أعلام القرن الثاني
عشر صاحب كتاب " رياض العلماء "، فإنه علق على الأمل تعليقة نفيسة وهي بخطه
المبارك على هوامش الكتاب موجودة في مكتبتنا العامة الموقوفة بقم.
والعلامة المير محمد إبراهيم ابن المير محمد معصوم الحسيني التبريزي الأصل
القزويني المولد المتوفى سنة 1145 صاحب كتاب " تحصيل الايمان في شرح
زبدة البيان " للأردبيلي و " أجوبة المسائل الفقهية " وغيرها، فإنه ألف كتابا في
تتميم الامل.
وبعده نجله الأسعد وخلفه الممجد المير سيد حسينا المتوفى سنة 1208 صاحب
كتاب " المشتركات في الرجال " وكتاب " معارج الاحكام في شرح مسالك الأفهام "
وكتاب " مستقصى الاجتهاد في شرح ذخيرة العباد " وكتاب " اختيار المذهب "
وغيرها، وهو الذي يروي عنه صاحبا القوانين والرياض وبحر العلوم وغيرهم
من معاصريه.
وكذا العلامة السيد محمد بن علي بن أبي شبانة الموسوي البحراني من
أعلام القرن الثاني عشر.
وكذا العلامة السيد عبد علي الطباطبائي الحائري المتوفى سنة 1245.
وكذا أستاذنا المكرم الذي استفدنا منه في الرجال والدراية والفقه مولانا
الآية الباهرة: السيد أبو محمد الحسن صدر الدين الموسوي الكاظمي المتوفى

12
سنة 1354 صاحب كتاب " تأسيس الشيعة الكرام لفنون الاسلام " وغيره من النفائس
فإنه ألف " تكملة أمل الآمل " في ثلاثة أجزاء الأول منها في تراجم علماء جبل
عامل، والشكر لله تعالى حيث وفقنا لطبع هذا الجزء ونشره أداءا لحقه علي
في التعليم، ونرجوا من المولى الكريم أن يوفقنا لنشر الجزء الثاني والثالث منه.
ومن المتممي للأمل أيضا هو العلامة الشيخ عبد النبي بن المولى محمد تقي
القزويني الأصل اليزدي المسكن والمدفن المتوفى بعد سنة 1200، فإنه ذكر فيه
بعض من لم يذكر في الأمل، وكذا من العلماء الشامخين الذين كانوا بعد صاحب
الوسائل. وهذا الرجل مذكور في قواميس التراجم بالتبجيل والتكريم، حيث
أطرى المؤلفون والباحثون في الثناء عليه: منهم العلامة البحاثة النقاد الحاج الميرزا
حسن بن السيد عبد الرسول بن الحسن الحسيني الزنوزي ثم الخوئي المتوفى
سنة 1246 في موسوعته الكبرى المسماة " برياض الجنة " في الروضة الرابعة
قال في حقه ما لفظه:
كان عالما فاضلا كاملا باذلا محققا مدققا جليل القدر عظيم الشأن،
وكتب كتابا في ترجمة العلماء جيدا لكنه لم يتم قال بعض مشايخنا انه في غاية
البسط والإحاطة - الخ...
وكذا صاحب ريحانة الأدب العلامة المؤرخ المعاصر الميرزا محمد علي
المدرس التبريزي الخياباني في ج 4 ص 453 الطبعة الثانية. وغيرهما من الأعيان.
ومن المأسوف عليه أن نسخ هذا السفر الشريف كلها إلى حرف الشين، فلم نقف على نسخة تامة إلى آخر الكتاب، والذي يظهر من بعض المؤلفين
والمترجمين أنه لم يوفق لاتمامه، ويحكى عن بعض أنه أتمه. والله العالم.
ومن الأسف أيضا أنه لم يطبع ولم ينشر إلى الان، حتى وفقنا الله تعالى بطبعه

13
وبثه بين الأعلام، فجاء بحمد الله فوق ما يؤمل ويراد واعتذر من الراجعين إليه
أن يعذروني في عدم تأليف رسالة في حياة المؤلف لمكان الهرم وضعف القوى
الجسمانية واعتوار الآلام الروحانية.
ثم اعلم أيها القارئ الكريم أن من ديدن العلماء ذكر طرقهم إلى مؤلفات
الأكابر، فلأجل ذا نذكر طريقا واحدا في رواية ذلك الكتاب عن مؤلفه الهمام،
فنقول:
أنا أروي عن والدي العلامة آية الله الحاج السيد شمس الدين محمود الحسيني
المرعشي النجفي المتوفى سنة 1338 صاحب كتاب " مشجرات العلويين " وغيره
وأستاذي القمقام آية الله السيد حسن صدر الدين، عن خاتم المحدثين الحاج
ميرزا حسين النوري الطبرسي المتوفى سنة 1281، عن أستاذه العلامة الفقيه الحاج
ملا أحمد النراقي الكاشاني المتوفى سنة 1124 صاحب " المستند " عن أستاذه
العلامة السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي النجفي المتوفى سنة 1212، فإنه يروي
عن المؤلف جميع آثاره ومروياته، ومن آثاره هذا الكتاب والإجازة بينه وبين
الفاضل القزويني مدبجة على اصطلاح أهل الدراية، فمن أراد أن يتصل طريقه إلى
المؤلف في رواية هذا الكتاب فله أن يروي عني بهذا الطريق المذكور.
وفي الختام أرجو من الله اللطيف الوهاب أن يزيد توفيق فضيلة حجة الاسلام
والمسلمين الحاج السيد أحمد الحسيني الإشكوري النجفي حيث سعى سعيه وجد
جده في تصحيح الكتاب وذكر مقدمة مبسوطة في حق المؤلف، وهكذا ولدي
البار مهجة قلبي وثمرة فؤادي حجة الاسلام الحاج السيد محمود الحسيني
المرعشي حيث بذل الوسع واهتم في طبع الكتاب ونشره. جزاهما الله عن العلم
والاسلام خير الجزاء، وأنا لهما من فضله الدرجات العالية في الدنيا والآخرة.

14
آمين آمين.
حرره خادم علوم أهل البيت عليهم السلام: أبو المعالي شهاب الدين
الحسيني المرعشي النجفي كان الله له في كل حال في ليلة الأربعاء منتصف
أول الربيعين من سنة 1407 ببلدة قم
المشرفة حرم الأئمة وعش
آل محمد، حامدا مصليا
مسلما مستغفرا.

15
ترجمة المؤلف
الشيخ عبد النبي بن محمد تقي القزويني اليزدي.
أصله من قزوين وسكن يزد فنعت باليزدي كما أنه سكن مدة مشهد الإمام الرضا
عليه السلام للدراسة وبقي بالعتبات المقدسة بالعراق للاستفادة من علمائها
ولد نحو سنة 1125، وتجول في البلدان الإيرانية، وزار الإمام الرضا عليه
السلام - بحدود ما نعلمه - مرتين إحداهما في سنة 1149، وكان بمدينة كازرون في
سنة 1166، وسافر إلى الحج في سنة 1175، ولقي بكربلا المولى محمد باقر
ابن محمد أكمل الوحيد البهبهاني. والظاهر أن مقره الأخير كان في مدينة يزد.
أما أساتذته الذين درس عنده فهم - كما ذكرهم في هذا الكتاب:
1 - مير محمد إبراهيم بن محمد معصوم الحسيني قرأ عليه قطعة من كتاب
" ذخيرة المعاد " وقابل معه كتاب " منتقى الجمان ".
2 - آقا إبراهيم المشهدي.

16
3 - السيد إبراهيم بن محمد القمي.
4 - ميرزا إبراهيم الخوازاني لعله أستاذه فقد قال في ترجمته: استفضت
بتكرير ورودي إلى حضرته.
5 - السيد احمد الأصبهاني الخواتون آبادي فإنه حضر مجلس درسه في
مشهد الرضا عليه السلام.
6 - السيد احمد الحسيني التنكابني.
7 - المولى محمد امين القزويني المعروف بآقا بابا، قرأ عنده مبادئ الأحكام
من شرح العضدي وكتاب العقل والتوحيد من أصول الكافي.
8 - الحاج خليل القزويني المعروف ببزركش تزأ عليه قليلا من شرح
اللمعة والمعالم.
9 - الحاج خليل الحريجي قرأ عليه قليلا من شرح حكمة الاشراق.
10 - المولى علي أصغر المشهدي تكرر النقل عليه في هذا الكتاب مع
التصريح بأنه أستاذه.
11 - الأمير محمد صالح الحسيني القزويني تكرر النقل عنه في هذا الكتاب
مصرحا بأنه أستاذه.
12 - ميزرا أبو الحسن بن حكيم الأردكاني.
يبدو من مجموع الإشارات التي نراها في كتاب مترجمنا القزويني أنه كان
ذا ثقافة جيدة، درس العلوم الاسلامية المتداولة في عصره على الأساتذة الذين
ذكرناهم وغيرهم، وكان يناظر من يلتقي به من كبار العلماء الأفاضل وهو موضع

17
حفاوة منهم واحترام.
كما يبدو أنه كان له حلقات تدريسية أيضا أينما يحل، فيجتمع حوله الطلبة
للدراسة وأخذ العلم منه. ويذكر مثلا من جملة تلامذته الميرزا زين العابدين
الكرماني في الترجمة رقم (112) على أنه كان عالما ذا ذهن دقيق متين.
ونرى طرفا من شخصيته المبجلة في كلمات معاصريه وجليل منزلته لديهم وعلى رأسهم
سيد علماء عصره السيد محمد مهدي بحر العلوم النجفي الذي قال فيه:
" الشيخ العالم الفاضل، والمحقق البدل الكامل طود العلم الشامخ وعماد
الفضل الراسخ أسوة العلماء الماضين وقدوة الفضلاء الآتين بقية نواميس
السلف وشيخ مشايخ الخلق قطب دائرة الكمال وشمس سماء الفضل
والأفاضل الشيخ العلم الزكي والمولى المهذب النقي المولى عبد النبي
القزويني اليزدي..
يروي عن الأمير السيد إبراهيم القزويني كما يظهر من إجازة بعض تلامذة
المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني المولى محمد بن محمد صالح
اللاهجي.
كما أن له إجازة الرواية عن السيد الزاهد السيد محمد مهدي بحر العلوم
النجفي والسيد بحر العلوم له الإجازة عن شيخنا القزويني فبينهما الإجازة
مدبجة.
وممن يروي عن القزويني أيضا الأمير السيد حسين القزويني ابن السيد إبراهيم

18
المذكور فهو واسطة بين الأب والابن في الرواية.
كان شيخنا القزويني قليل النشاط في التأليف والتصنيف أولم نطلع على
شئ من أسماء مؤلفاته لو كانت، الا:
1 - تتميم أمل الآمل وهو الكتاب الذي نقدمه إلى القراء الكرام في هذه
الطبعة.
2 - حاشية رسالة " حكم مفقود الخبر " للشيخ محمد حسن البحراني فقد
ذكرها في الترجمة رقم (66) وقال: وكتبنا عليها حاشية أرسلناها إليه دام ظله
ملتمسين منه أن يرفع منا ما خطر ببالنا من الجهالات وينزع عنا ما كتبنا فيها من
البطالات وعدم منها الأثر ولم يصل إلينا منها الخبر.
لم نجد من يذكر تاريخ وفاة شيخنا القزويني الا أنه عاش إلى أواخر القرن
الثاني عشر وربما إلى أوائل القرن الثالث عشر فان الآخر ما وجد من آثاره
التقريض الذي كتبه في سنة 1197 على كتاب " مشكاة المصابيح " للسيد محمد
مهدي بحر العلوم النجفي واحتمل بعض أنه بقي بعد ذلك عدة من السنين.
أما هذا الكتاب فهو تكملة على " أمل الآمل " للشيخ محمد بن الحسن الحر
العاملي مرتب على الحروف من دون عد لفظ " محمد " من الاسم في الأسماء
المركبة معه.
والنسخ المنتشرة منه إلى بعض من حرف الشين حفظت لنا (137) ترجمة

19
وفي القطعة الموجودة من الكتاب إحالات على تراجم مفقودة لا نعلم أن شيخنا
القزويني كتبها وفقدت أو أنه كان ينوي الاستمرار في العمل ولكن لم يوفق إلى ذلك.
ألف هذا الكتاب بتشجيع من السيد محمد مهدي بحر العلوم كما هو مذكور
في المقدمة وقد وقع من نفس السيد موقعا حسنا جدا فقرضه بتقريظ ينم عن
مكانة القزويني وكتابه عنده.
وفيما يلي نورد التقريض كما جاء في " نجوم السماء " و " أعيان الشيعة ":
قال بعد الحمد والصلاة:
فقد وفقني الله - وله الحمد - للتشرف بما أملاه الشيخ العالم الفاضل،
والمحقق البدل الكامل طود العلم الشامخ وعماد الفضل الراسخ أسوة العلماء
الماضين وقدوة الفضلاء الآتين، بقية نواميس السلف وشيخ مشايخ الخلف،
قطب دائرة الكمال وشمس سماء الفضل والافضال الشيخ العلم والعالم الزكي
والمولى الأولى المهذب التقي عبد النبي القزويني اليزدي لا زال محروسا بحراسة
الرب العلي وحماية النبي والولي محفوظا من كيد كل جاهل غبي وعنيد غوي
ويرحم من قال آمينا.
فأجلت فيما أملاه نظري ورددت فيما أسداه بصري وجعلت أطيل فيه فكري
وأديم به ذكري فوجدته أنضد من لبوس وأزين من عروس وأعذب من الماء،
وأرق من الهواء قد ملك أزمة القلوب وسخا ببذل المطلوب.
لقد وافت فضائلك المعالي * تهز معاطف اللفظ الرشيق
فضضت ختامهن فخلت أني * فضضت بهن عن مسك فتيق
وجال الطرف منها في رياض * كسين محاسن الزهر الأنيق
شربت بها كؤوسا من معان * غنيت بشربهن عن الرحيق

20
ولكني حملت بها حقوقا * أخاف لثقلهن عن العقوق
فسر يا با نعيم بي رويدا * فلست أطيق كفران الحقوق
وحمل ما أطيق به نهوضا * فان الرفق أليق بالصديق
ولعمري قد جاد وأجاد وبذل المطلوب كما أريد منه وأراد ولقد أحيى
وأشاد بما رسم وأفاد رسوما قد اندرست وطلولا قد عفت ومعاهد قد عطلت
وقباب مجد قوضت وأركان فضل قد هدت وانهدمت وأبنية سؤدد قد انقضت
وانقدت.
فلله دره فقد وجب على العالمين شكره وبره فكم أحيى بجميل ذكره ما
قد مات ورد بحسن الثناء ما قد غير وفات وكم له في ذلك من النعم والأيادي
على الحاضر والبادي وعن الفواضل الهوادي على المحفل والنادي.
فقد نشر فضائل العلماء والفقهاء وذكر محاسن الأدباء والأزكياء ونوه بذكر
سكان زوايا الخمول وأنار منار فضل من أشرف ضوؤه على الأفول.
فكأني بمدارس العلم لذلك قد هزت وربت وطربت وبمجالس الفضل له
قد أزلفت وزفت، وبمحافل الأدب قد أسست وآنست وكأني بسكان الثرى
ورهائن القبور قد ارتقوا مدارج الطور وألبسوا ملابس البهاء والنور وتباشروا
بالتهنئة والسرور وطفقوا بلسان الحال ينشدون مادحهم هذا المقال (رباعي):
أحييتنا بثنائك السلسال * فاذهب بنعماها رخي البال
في النشأتين لك المهنا والهنا * نيل المنى والفوز بالآمال
هذا واني أروي العلوم الشرعية والأحاديث المروية أصلية وفرعية عن
مشايخي العظام وأساتيذي الكرام نواميس الشريعة الغراء وحماة الملة البيضاء:
الشيخ العالم الفاضل الباهر والبحر المتلاطم الزاخر آقا محمد باقر الأصبهاني

21
أصلا الحائري مسكنا والشيخ الفاضل الفائز بدرجتي العلم والعمل الشيخ يوسف
البحراني أصلا والحائري مسكنا ومدفنا والشيخين الفاضلين العالمين الكاملين
الشيخ العلم العماد الشيخ محمد الجواد والشيخ السني البهي الشيخ محمد مهدي
الغرويين مسكنا ومدفنا وغيرهم من المشايخ الجلة الذين كانوا في عصرنا من
رؤساء الملة.
فليرو عني جميع ذلك كيف شاء وأحب لمن شاء وطلب وسعى ورغب.
وكتب بيمناه الدائرة أوتي بها كتابه في الآخرة يوم الأربعاء سابع عشر
ذي الحجة الحرام الواثق بفضل ربه الغني محمد مهدي الحسني الحسيني
الطباطبائي حامدا مصليا.
استقينا ترجمة شيخنا القزويني بالإضافة إلى المعلومات المبثوثة في هذا
الكتاب - من:
1 - الكرام البررة ص 798.
2 - مصفى المقال ص 253.
3 - أعيان الشيعة 8 / 128.
4 - معجم المؤلفين 6 / 200.
5 - نجوم السماء ص 307.
6 - ريحانة الأدب 4 / 453.

22
في طريق التحقيق
قوبل هذا الكتاب على نسختين هما:
1 - نسخة في مجموعة توجد في مكتبة آية الله المرعشي بقم برقم (5003)
تحتوي على:
* جهة القبلة، للشيخ بهاء الدين العاملي.
* حاشية مبحث القبلة من الروضة البهية لملا محمد تقي الهروي.
* استحباب التياسر عن القبلة للمحقق الحلي.
* عقد الدرر لابن الوزير.
* حكم الحدث أثناء غسل الجنابة للشهيد الثاني.
* صلاة الجمعة للشهيد الثاني.
* تتميم أمل الآمل، للقزويني.
كتب هذه المجموعة ميزرا علي بن موسى المعروف بثقة الاسلام التبزير،
ما عدا الرسالة الخامسة والسادسة حيث هما بخط محمد بن صادق اللاهيجاني،

23
كتبت في شهر ربيع الأول سنة ب 1307 بالنجف الأشرف.
وهذه النسخة لا تخلو من الدقة مع الانتباه إلى أخطاء صدرت من المؤلف
أو كاتب النسخة المستنسخ منها، وقد علق ثقة الاسلام على بعض المواضع تعاليق
مفيدة أثبتناها في أمكنتها.
ونرمز إلى هذه النسخة بحرف " م ".
2 - نسخة في مجموعة توجد في مكتبة خاصة تحتوي على:
* تتميم أمل الآمل، للقزويني.
* الإجازة التكبيرة للسيد عبد الله التستري.
* إجازات السيد محمد مهدي بحر العلوم النجفي.
وهي نسخة شاعت فيها الأخطاء والتحريفات وسقط منها مواضع أشرنا إليها
في محالها وتمتاز ببعض التعاليق من المؤلف نفسه.
هذا، وقد رأينا أن نعلق على التراجم بعض الفوائد المكملة؟؟ لها، ملتقطين تلك
الفوائد من كتب التراجم التي بأيدينا.

24
كتابخانه عمومي آية الله العظمى
مرعشي نجفي. قم
الصفحة الأخيرة من نسخة " م "

25
كتابخانه عمومي آيت الله العظمى
مرعشى نجفي. قم
الصفحة الأول من نسخة " م "

27
تتميم
أمل الأمل

31
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله مفيض الخير والسعادة، وموفق أولي العلم والعبادة وجاعلهم
القادة والسادة ورافع درجاتهم على درجات ذوي الشهادة والصلاة والسلام على
معادن العلوم والأعمال والزهادة سيدنا محمد وآله وعترته المعصومين أولي الأمر
والإمامة والخلافة والرشادة.
وبعد:
فان لأهل العلم رتبا لا يوازيها أمر خلا درجات الأنبياء والمرسلين ودرجات
لا يضاهيها شئ ما خلا رتب الأصفياء المكرمين قال الله تعاظم وتعالى " يرفع
الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات " (1).
فأثبت الدرجات الرفيعة والرتب المنيفة لمطلق من آمن ثم للعلماء منهم اشعارا



(1) سورة المجادلة: 11. وفي النسختين أسقطت لفظة " منكم ".
33
بأنهم حيث ضموا العلم إلى الأيمان وحازوا كلتا الشرافتين وتحلوا بكلتا السعادتين
استحقوا رفايع الدرجات وعظايم الرتبات (1) أزيد مما يستحقه المؤمن الغير
العالم.
وأتى بها مجموعة منكرة ايذانا بأن لكل واحد منهم درجة بعد درجة عظائم
فخائم لا يعلم كنهها الا هو. والقول بأن الجمع يحتمل أن يكون للتوزيع - بأن
يكون لكل منهم درجة - لا يلائمه المقام ولا يستحسنه ذوو الأحلام.
روي أن سيدنا ومولانا أبا محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام
كان ذات يوم جالسا في بيت وعلى أعلى البيت دست (2) مسند، وكان عليه السلام
منحازا عنه، وعلى يمين المسند سادات عباسيون وعلى يساره سادات علويون،
إذ دخل البيت رجل من أهل العلم، فرحب عليه السلام به وأجلسه على المسند،
فعسر ذلك على السادات وضاق الأمر عليهم، ولم يجسر (3) العلويون أن يتكلموا
معه عليه السلام احتشاما له واجترأ العباسيون فأنكروه عليه، فقال عليه السلام: هذا
الرجل خاصم أمس ناصبيا فغلب عليه بالحجة فاستحق بذلك لذلك وقد قال الله
تعالى " يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ". فعادوا وقالوا:
ان الشرفاء في كل زمان كانوا يقدمون على العوام. فقال عليه السلام: ألم يكن
عبد الله بن عباس شريفا وعمر بن الخطاب عاميا؟ قالوا: بلى. فقال عليه السلام:
فكيف كان عمر يركب حماره وعبد الله بن عباس يمشي معه راجلا. فبهتوا وسكتوا (4).



1) لعل الصحيح " الرتب " لولا رعاية السجع.
2) الدست: الوسادة تجعل للتكأة.
3) في ر " ولم يجسروا ".
4) تفسير البرهان 4 / 305 مع تفصيل أكثر مما هنا.
34
والآيات الصريحة والروايات الصحيحة الدالة على علو مقامهم وسمو مكانهم
وقربهم عند الله وعند الرسول وحظوتهم لدى الأئمة من أولاد زوج البتول أكثر
من أن تحصى وأزيد من أن تنسى (1) يجدها المتتبع كثيرا من غير استقصاء ويلقيها
الممارس غير قليل من دون استيفاء.
ولقد وجد في طائفتنا الحقة وفرقتنا المحقة رضوان الله عليهم من لدن ظهور
نور الاسلام وطلوعه وشروق ضوئه ولموعه إلى زماننا هذا - وهو العام الأول
من العشر المتمم للمائة الثانية بعد الألف من الهجرة المباركة الزاكية - منهم جموع
كثيرة وجموم غفيرة (2)، كثيرا منهم جهابذة وأساطين وفي أهل العلم ملوك
وسلاطين علماء راسخو البنيان، وفضلاء نيرو البرهان (3) قد استتارت قلوب
أهل الايمان بأنوارهم، وانزاحت ظلمات الشبهات (4) والشكوك بأضوائهم ولهم
حقوق جمة على الأمة طيب الله مثواهم وعطر مضجعهم ومأواهم.
والملائم للمحصلين والمناسب للمحققين أن يؤلفوا مصنفات ويصنفوا
مؤلفات يجمعونهم فيها غضهم وقضيضهم وغثهم وسمينهم (5) يذكرونهم فيها
بمالهم من الصفات المحمودة؟؟ والسمات الممدوحة والكرامات الفخيمة والمناقب
العظيمة والأحوال العلية والأفعال السنية، ويذكرون كناهم وألقابهم وأسماءهم



(1) في النسختين " يحصى " و " ينسى ".
(2) الجموم جمع الجم: الكثير من كل شئ.
(3) في النسختين " راسخ البنيان " و " نير البرهان ".
(4) في ر " شبهة ".
(5) في هامش: المراد تعميمهم في الذكر وعدم تخصيص الجهابذة والأساطين
في الجمع والذكر " منه ".
35
وأنسابهم ووفياتهم ومواليدهم وكيفيات تحصيلهم ومقامات تدريسهم وتفصيل
مصنفاتهم وذكر مؤلفاتهم، وغير ذلك مما يتعلق بهم بقدر ما نالته أيديهم ومقدار
ما وصل (1) إلى يديهم، إذ في ذلك فوائد منيعة وعوائد منيفة وثمرات عظيمة
وغايات فخيمة يجدها من يتدبر ويتفطن بها منم يتفكر.
ولقد اهتم له (2) جماعة من الفضلاء المتقدمين وتصدى له فرقة من العلماء
المتأخرين جعلوه نصبا لعين همتهم ومحلا لكدهم وفكرتهم:
فمنهم الشيخ المقدم والعالم المكرم شيخنا أبو عمرو محمد بن عمر بن
عبد العزيز الكشي رحمه الله (3)، فسعى فيه (4) سعيا جميلا - شكره الله شكرا
جزيلا - فصنف كتابا نبيلا، فذكر أصحاب النبي وأصحاب الأئمة عليهم السلام،
ونقل كل ما وصل إليه من الروايات عنهم عليهم السلام في ذلك، وما وصل إليه
من مشايخه من تلك المسالك (5).



(1) في م " ما وصلت ".
(2) أي لجمع تراجم أولئك العلماء السابقين والفضلاء الماضين.
(3) من أعلام القرن الرابع الهجري عين ثقة بصير بالاخبار والرجال حسن
الاعتقاد صحب العياشي وأخذ عنه وتخرج عليه وفي داره التي كانت مرتعا للشيعة
وأهل العلم.
أنظر رجال النجاشي ص 263 الفهرست للطوسي ص 141، معجم رجال
الحديث 17 / 63.
(4) في م " وسعى فيها ".
(5) وصف رجال الكشي المسمى ب‍ " معرفة الناقلين عن الأئمة الصادقين "،
في رجال النجاشي وغيره بأنه كثير العلم وفيه أغلاط كثيرة. وقد هذبه الشيخ أبو جعفر
محمد بن الحسن الطوسي وحذف منه غير الصحيح، وعرف هذا المهذب
ب‍ " اختيار معرفة الرجال " و " رجال الكشي " وهجر الأصل وعرف هذا المهذب
حتى يظن فقدان أصله.
طبع في المطبعة المصطفوية ببمبئ سنة 1317 وبتحقيقي في النجف
الأشرف بمطبعة الآداب، وفي طهران بتحقيق الشيخ حسن المصطفوي، وفي قم
سنة 1404 مع تعاليق المير داماد وتحقيق السيد مهدي الرجائي.
36
ومنهم شيخ الفرقة الناجية وعظيم الطائفة النامية الشيخ الأغر الاجل محمد
ابن الحسن الطوسي (1) أعلى الله مقامه وأحسن اكرامه، فألف فيه كتابين:
أحدهما مشهور بين العلماء ب‍ " رجال الشيخ " (2) وثانيهما الكتاب المسمى



(1) ولد في شهر رمضان المبارك سنة 385 وقدم العراق من خراسان سنة
408 وكان أكثر استفادته ببغداد من الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان
التلعكبري والسيد المرتضى علي بن الحسين العلوي البغدادي، واستقل بعد الثاني
منهما بامامة الطائفة وحضر دروسه رجال العامة والخاصة ووقعت ببغداد فتنة
طائفية في سنة 448 فاحترقت من جرائها كتبه وداره وكرسي درسه فهاجر إلى
النجف الأشرف وجعلها مركزا علميا توافد عليه العلماء من كل مكان وأصبحت أكبر
حوزة علمية حيت اليوم، وتوفي بها ليلة الاثنين 22 محرم الحرام سنة 460.
أنظر: الفهرست للطوسي ص 159 رجال النجاشي ص 287 خلاصة
الأقوال ص 148، وبقية المصادر الرجالية.
(2) ويقال له أيضا " الأبواب " وهو مشتمل على أصحاب النبي والأئمة
عليهم السلام لكل واحد منهم بابا بالإضافة إلى باب في آخره لمن لم يرو عنهم
عليهم السلام، وهو يحتوي على زهاء ثمانية آلاف وتسعمائة اسم من رواة الحديث.
طبع بتحقيق صديقنا المغفور له العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم في النجف
بالمطبعة الحيدرية سنة 1381.
37
ب‍ " الفهرست " (1). ذكر أجلاء الرواة والفضلاء الناقلين للروايات وغيرهم مع ما
تحقق لديهم من أحوالهم اما بالنقل والسماع أو بالمشاهدة ونحوها.
ومنهم الشيخ الفاضل الضابط الذي هن بين معاقد الحقائق رابط أحمد بن
العباس النجاشي الأسدي (2) طاب ثراه، فألف كتابا فيه هو بين العلماء معروف
وبالضبط والاتقان موصوف (3).



(1) يحتوي على ما يقرب من تسعمائة ترجمة لأصحاب الكتب والأصول من
قدماء الرواة والعلماء مع ذكر مالهم من المؤلفات والآثار طبع في كلكتة سنة
1271، وعليه طبع بالأفست في مطبعة جامعة مشهد سنة 1351 ش، وطبع بالنجف
في المطبعة الحيدرية سنة 1356 و 1380 بتحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم.
(2) أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن العباس بن محمد بن عبد الله بن
إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله الأسدي النجاشي
ولد في شهر صفر سنة 372، وكان ثقة معتمدا عليه له خبرة في الرجال توفي
بمطير آباد في جمادى الأولى سنة 450.
أنظر رجال النجاشي ص 74 خلاصة الأقوال ص 20 معجم رجال الحديث
2 / 131.
(3) رجال النجاشي أوثق الفهارس الرجالية القديمة وأتقنها ذكر رواة الحديث
على ترتيب الحروف. طبع على الحجر ببمبئ سنة 1317، وعليه طبع بالأفست
في قم سنة 1397، وطبع في مطبعة المصطفوي بطهران.
38
وغيرهم من معاصريهم من العلماء أيضا قد نهج على ذلك المنوال وهم
مذكورون في كتب الرجال.
ثم تصدى لذلك الشيخ الأديب والفاضل الأريب الشيخ منتجب الدين علي
ابن عبيد الله (1) بن بابوية رحمه الله (2)، فألف كتابا ذكر فيه العلماء المعاصرين
للشيخ رحمه الله والمتأخرين عنه إلى زمانه فجمع جملة من الأماثل وجلة من
الأكامل (3) فجزاه الله عنهم خير الجزاء.
والشيخ الفاضل الكامل العالم العامل محمد بن شهرآشوب المازندراني (4)،



(1) في النسختين " عبد الله " وهو خطأ.
(2) الشيخ أبو الحسن منتجب الدين علي بن عبيد الله بن الحسن بن الحسين
ابن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الرازي،
ولد سنة 504 وكان حيا إلى سنة 600، طلب الحديث منذ سن مبكرة وقل من
يدانيه في عصره في كثرة الجمع والسماع والشيوخ، حتى قيل فيه انه بحر من
العلوم لا ينزف.
أنظر: التدوين للرافعي 3 / 371، رياض العلماء 4 / 140، الثقات العيون
ص 196.
(3) فيه أكثر من خمسمائة وأربعين اسم لمشايخ الشيعة ومصنفيهم الذين
عاشوا بعد الشيخ أبى جعفر محمد بن الحسن الطوسي، اختصر فيه المنتجب غاية
الاختصار. طبع ضمن مجلد إجازات البحار مكررا، كما طبع بتحقيق العلامة
المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي في مطبعة الخيام بقم سنة 1404.
(4) الحافظ أبو عبد الله رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب ابن أبي
نصر كياكي بن أبي الجيش السروي المازندراني، ولد في جمادي الثانية سنة
489 اشتغل بالحديث ولقي الرجال وتفقه وبلغ النهاية في فقه أهل البيت
عليهم السلام مع علو كعبه في الأدب والتاريخ وغيرهما، وكان امام عصره في
علوم القرآن والحديث توفي في شعبان سنة 588.
أنظر الوافي بالوفيات 4 / 164، بغية الوعاة 1 / 181 رياض العلماء 5 / 124
الثقات العيون ص 273.
39
فصنف كتابا سماه " معالم العلماء " (1)، ينحو نحو الكتاب السابق وان لم يك / ن
بذاك.
ثم تعقبها الفاضل المكرم الحسن بن داود [الحلي] (2)، فصنف كتابا زعم
أنه جمع فيه كتاب الكشي والشيخ والنجاشي وغيرها، وكتابه مشهور بين العلماء
ب‍ " رجال ابن داود " (3).



(1) فيه أكثر من ألف ترجمة قصيرة مختصرة وهو تتمة واستدراك على كتاب
" الفهرست " لشيخ الطائفة الطوسي طبع في طهران سنة 1353 بتحقيق الأستاذ
عباس اقبال، وطبع في النجف سنة 1380 بالمطبعة الحيدرية.
(2) الشيخ تقي الدين أبو محمد الحسن بن علي بن داود الحلي، ولد في
الخامس من جمادى الآخرة سنة 647، من الاجلاء الجامعين بين العلوم الدينية
والأدبية والعقلية وله أكثر من ثلاثين مؤلفا منظوما ومنثورا وتوفي بعد سنة 707.
أنظر رجال ابن داود ص 111 رياض العلماء 1 / 254 روضات الجنات
2 / 287، معجم رجال الحديث 5 / 31 أعيان الشيعة 5 / 189.
(3) جمع فيه أسماء المذكورين في الأصول الرجالية مع رموز لمصادره،
وهو في قسمين الثقات والضعفاء وكل واحد منهما مرتب على الحروف طبع
في مطبعة جامعة طهران مع رجال البرقي سنة 1342 ش بتحقيق جلال الدين
الأرموي، وطبع في المطبعة الحيدرية بالنجف سنة 1392 بتحقيق السيد محمد
صادق بحر العلوم وعلى هذه الطبعة طبع بالأفست في قم.
40
والعلم العلامة وآية الله العامة الذي يكل اللسان عن ذكر محامده بل يحسر
القلب عن استيفاء مجمل ممادحه الشيخ الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي (1)
قدس الله روحه وأكثر فتوحه فألف فيه كتابين أحدهما مفقود (2) والاخر مشهور
مشهود وفي السنة العلماء وكتبهم معروف موجود (3) أودع رحمه الله في ذلك
الكتاب ما تضمنه الكتب الأربعة السابقة (4) وغيرها الا ان كتابه هذا وكتاب ابن



(1) أبو منصور الحسن بن يوسف بن علي بن المطهر الحلي ولد في 29 شهر
رمضان المبارك سنة 648 وكان آية في العلم والفضل مكثرا في التأليف والتصنيف
مع مكانته الكبيرة في الأوساط الدينية والسياسية حتى قيل إن له خمسمائة
مؤلف توفي في شهر محرم سنة 726.
أنظر خلاصة الأقوال ص 45، رياض العلماء 1 / 358 روضات الجنات
2 / 269 أعيان الشيعة 5 / 386.
(2) الكتاب المفقود هنو كتابه الكبير في الرجال وهو المسمى ب‍ " كشف المقال
في معرفة الرجال " ويحيل عليه كثيرا في مباحثه الرجالية م كتبه.
(3) وهو المسمى ب‍ " خلاصة الأقوال في معرفة الرجال " ويعرف أيضا
ب‍ " رجال العلامة " وهو مرتب على الحروف في قسمين ثقات وضعاف طبع
على الحجر بطهران سنة 1311 مع وجيزة الشيخ البهائي وطبع في المطبعة
الحيدرية بالنجف سنة 1381 بتحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم وعلى هذه
الطبعة طبع بالأفست في قم.
(4) يريد رجال النجاشي ورجال الكشي ورجال الطوسي والفهرست له.
41
داود لم يشتملا على جميع ما ذكر في تلك الأصول بل حذف فيهما منها كثير
واختصر ولم يذكر فيهما من تأخر عن زمن الشيخ وعاصره من العلماء الا من
شذ وندر.
والفضلاء (1) الذين تأخروا عن هؤلاء الأجلاء والعلماء الذين تعقبوا هؤلاء
الكبراء - ممن اعتنى بهذا الأمر الجزيل والخطب الجليل - وان أحسنوا غاية
الاحسان وصنعوا ما يعد بديعا من البيان فجمعوا رمة ما أودع في تلك الأصول
وغيرها مما أشرنا إليه، وكتابي ابن داود والعلامة رحمهما الله من أصحاب النبي
صلى الله عليه وآله وأصحاب الأئمة عليهم السلام ومن جاء بعدهم من العلماء إلى
آخر الزمان الشيخ من علماء الأمة في كتاب واحد، بتهذيب متين وترصيف رزين
وترتيب قمين يناسب تلك المقاصد: كالفاضل المحقق والعالم المدقق مولانا ميرزا
محمد الاسترآبادي (2) طاب ثراه والسيد العالم العلم والشريف الفاضل المكرم



(1) في ر ومتن م " وللفضلاء " وصحح في هامش م كما هنا.
(2) ميرزا محمد بن علي بن إبراهيم الاسترآبادي من عيون الفضلاء العارفين
بالفقه والحديث والرجال، موصوف بالورع والزهد والتقوى كان من سكنة
النجف الأشرف ثم سكن مكة المكرمة حتى توفي بها سنة 1026.
له ثلاثة كتب في الرجال بسيط ووسيط ووجيز والبسيط يسمى ب‍ " منهج
المقال في تحقيق أحوال الرجال ". طبع على الحجر في إيران سنة 1306 مع
كتاب " أمل الأمل " وغيره.
أنظر سلافة العصر ص 499 رياض العلماء 5 / 115 نقد الرجال ص 324
روضات الجنات 7 / 36.
42
السيد مصطفى التفريشي (1) وغيرهما.
فكفونا عن تجشم الطلب واتعاب النفس في ذلك المأرب، ولم يتعرضوا
لذكر العلماء الذين تأخروا عن زمان الشيخ ونشأوا بعده ولم يبينوا أحوالهم ولم
يتصدوا لذلك، بل لم يتعرضوا لجميع معاصريه أيضا في ذلك، وان تعرضوا
للمصنفين فإنما هو تعرض لقليل منهم.
وكتابا منتجب الدين (2) وابن شهرآشوب وان وضعا لذلك لكنهما غير وافيين
لما تصدوا له (3)، أما كتاب منتجب الدين فلاشتماله على أسماء قليلة وأما كتاب
ابن شهرآشوب فإنه وان زاد على ما ذكره منتجب الدين لكنهم أيضا قليلون.
يظهر ذلك كله بالرجوع وتصفح تلك الكتب.
وبالجملة لم يوفق أحد من العلماء لذلك فيذكره مستوفى ولا دعاه قائد التوفيق
إليه فيورده مستقصى، الا الشيخ الجليل والحبر النبيل الفاضل المحقق والعالم
المدقق عين أعيان العلماء وزبدة الفضلاء الأجلاء الشيخ محمد بن الحسن بن



(1) السيد مصطفى بن الحسين الحسيني التفريشي من أعلام القرن الحادي
عشر وكان عارفا بالرجال متبحرا فيه له تحقيقات وتدقيقات تدل على امعانه العلمي
ودقة نظره، كتابه في الرجال يسمى " نقد الرجال " وهو مرتب على الحروف
وطبع على الحجر في إيران.
أنظر رياض العلماء 5 / 212 روضات الجنات 7 / 167، معجم رجال
الحديث 18 / 170.
(2) في م و ر " نجيب الدين ".
(3) كذا، ولعل الصحيح " لما تصديا له "
43
علي الحر العاملي (1) رحمه الله فإنه صنف كتابا في ذلك وألف مقالا في تلك
المسالك، اعتنى فيه بذكر العلماء المتأخرين عن زمان الشيخ ومن قارب زمانه
وأسمائهم وأحوالهم ومؤلفاتهم إلى زمانه، وبذل جهده فيه وصرف عدة عمره فيه
وأتعب نفسه له يظهر ذلك مما ذكره في مقدمات الكتاب من الكتب والأصول
التي هي مآخذه فجمع كثيرا وذكر غفيرا وزبر أحوالا ونقل أقوالا وسطر مناقب
وسفر مطالب فجاء بالعجيب وأتى بالغريب بحيث يهتز منه اللبيب ويلتذ به
الأريب وكأنه حقيقة أمل الآمل وبهجة العامل الا أن فيه أمرين:
الأول - أنه لم يفصل الكلام ولم يشبع المقام عند ذكر بعض أعاظم الأعلام
في أحوالهم وكثرة فضلهم ودقة فهمهم وغزارة تحقيقهم وجزالة تدقيقهم ونحو
ذلك.
والثاني - اهماله بعض معاصريه المشهورين من الأفاضل وعدم ذكره إياهم
في الكتاب.
ولعل له - طاب ثراه - عذرا فيهما، إذ يظهر منه رحمه الله في الكتاب أنه لم



(1) الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي من ذرية حر بن يزيد الرياحي،
محدث القرن الحادي عشر المتقدم في العلم والتأليف صاحب كتاب " وسائل
الشيعة " الذي لم يستغن عنه الفقهاء منذ تأليفه، وله أكثر من ستين كتابا ورسالة
متقنة التأليف والترصيف ولد في قرية مشغرى ليلة الجمعة ثامن شهر رجب سنة
1033 وتوفي بمشهد الرضا يوم 21 من شهر رمضان المبارك سنة 1104.
أنظر أمل الآمل 1 / 141 سلافة العصر ص 367، خلاصة الأثر 3 / 332،
روضات الجنات 7 / 96 جامع الرواة 2 / 90.
44
يضرب عنه صفحا ولم يطو كشحا.
وهذا الكتاب مع ما ذكر من الأمرين أحسن ما صنف في هذا الشأن وخير
ما نسج فيه ببنان البيان (2).
ولما اطلعت على هذا الكتاب وتتبعته وتصفحته وأطلت الفكر فيه وقلبته ظهرا
وبطنا، اشتد شوقي إلى تأليف كتاب يكون ذيلا لذلك الكتاب وطال توقي إلى
تصنيف مقال يصير تذييلا لذلك الخطاب أذكر فيه من تركه رحمه الله من معاصريه
وبيان أحوالهم حسبما ذكرت سابقا وأفصل القول فيه وأذكر العلماء الذين تأخروا
عنه إلى زماننا إذ بعده قوم زينوا صفحات الأيام بمناقبهم ومحاسن صفاتهم
ووشحوا قلائد الزمان بدرر كلماتهم وافاداتهم وما بين الزمانين قريب من مائة عام (3)



(1) الدليل على أن الحر العاملي لم يضرب عن كتاب الامل صفحا أنه أعاد
النظر فيه وهذبه أكثر من مرة رأيت النسخة الأولى بخطه والنسخة الخامسة التي
صححها الميرزا عبد الله أفندي في مشهد الرضا على خطه في بيت مولانا جعفر الفراهي
تلميذ الحر، وكان بينهما فروق كثيرة تدل على عنايته الشديدة بالكتاب.
(2) كتاب " أمل الآمل " في قسمين كل منهما على ترتيب الحروف: الأول
اعلام العامليين ويسمى " أمل الآمل في علماء جبل عامل " والثاني أعلام ما بعد
زمن شيخ الطائفة أبى جعفر محمد بن الحسن الطوسي ويسمى " تذكرة المتبحرين
في العلماء المتأخرين " طبع على الحجر مع " منتهى المقال " لأبي علي سنة 1302
ومع " منهج المقال " لميرزا محمد الاسترآبادي سنة 1304، وطبع بتحقيقي في مطبعة
الآداب بالنجف سنة 1385 في جزئين وعلى هذه الطبعة طبع بالأفست في قم.
(3) بدأ القزويني بهذا الكتاب في سنة 1191 وأتم الحر العاملي كتابه أمل الآمل
في سنة 1097 فبينهما ست وتسعون سنة.
45
مع وقوع (1) الهرج والمرج والحيص والبيص وتقلبات الزمان ونكبات الدوران
فيه زيادة على سوابق الزمان (2) أكثر من كثير وأزيد من غفير.
خرج جمع منهم إلى الوجود وطلع جم منهم من الغيب إلى الشهود،
علماء محققون وفضلاء مدققون، لا يشق غبارهم ولا يكتنه مناقبهم وفخارهم. ومن
البديع البعيد أن لا يذكروا ويهمل حالهم وأن يغفل عنهم ولا يكتب آثارهم.
وكثيرا ما يجول ذلك في بالي وذهني البالي كنت أتردد أرفع رجلا
وأضع أخرى، وأتحير أقدم قدما وأؤخر غير الأولى.
إلى أن وقع أمر من امتثاله من أفيد الأمور في اقتناء الثواب، والاقبال إلى
خطابه وتلقيه بالقبول من أصوب الصواب وهو السيد الأجل الفاضل والشريف
المبجل الكامل وزبدة أرباب الفضائل وقدوة أولي محاسن الخصائل سلالة الأفاضل
وخلاصة الأكامل مالك خطة الفضيلة في العلم والعمل وملك (3) حيطة الحقيقة
بالجد لا بالهزل السيد الممجد مهدي ابن السيد المرتضى ابن السيد
محمد (4) أحسن الله اكرامه وأطال بقاءه ورزقه ما يتمناه راغدا رافها إلى أن
يعطيه لقاءه بذلك الأمر الجزيل والخطب الجليل.



(1) في ر " ومع ".
(2) في ر " على سوابق الأزمان ".
(3) في م " ومالك ".
(4) السيد محمد مهدي بن المرتضى بحر العلوم الطباطبائي النجفي سيد علماء
عصره المعروف بالتقوى وطهارة النفس ولد في كربلاء ليلة الجمعة غرة شوال
سنة 1155 ونشأ بها نشأته الأولى ثم هاجر إلى النجف الأشرف حيث أكمل
دراسته وبلغ إلى أرفع مراحل العلم وحاز أجل مكانة بين علماء عصره ومجتهدي
46
فحرك ذلك عزمي وجعلني أقصده بغاية همي. فشرعت فيه مستعينا بالله ومتوكلا
عليه، انه نعم الموفق والمعين.
وهو على ترتيب الكتاب السابق (1):



(1) زمانه وجمع إلى منزلته العظيمة في العلوم الدينية تبحره في العلوم الأدبية والشعر
توفي بالنجف في شهر رجب سنة 1212.
من مؤلفاته فوائده الرجالية التي طبعت بعنوان " رجال السيد بحر العلوم "
في أربعة اجزاء بمطبعة الآداب في النجف سنة 1385 - 1386 بتحقيق السيد
محمد صادق بحر العلوم والسيد حسين بحر العلوم.
أنظر: منتهى المقال ص 314 روضات الجنات 7 / 203 الأعلام للزركلي
7 / 113، تنقيح المقال 3 / 260.
(1) ترتيب في الكتاب السابق - والمقصود منه كتاب أمل الآمل - أنه في
قسمين كل واحد منهما مفرد برأسه: القسم الأول للعامليين والقسم الثاني للعلماء
بعد الشيخ أبى جعفر الطوسي. وهذا الكتاب لم يلتزم هذا الترتيب بل مقصوده
أنه مرتب على الحروف كما أن الامل كذلك في كل واحد من قسميه.
47
باب الهمزة
[1]
مير أصف القزويني
كان من سادات العلماء ومن علماء السادات ومن الفضلاء الذين فازوا بعوالي
الدرجات
رأيت علماء قزوين وفضلاءهم الذين شاهدوه وفازوا بلقائه يمدحونه ويثنون
عليه ويعظمونه بالفضل، وما تشرفت بخدمته وما حصل لي الفوز بحضرته.
وكانا رحمه الله قد حصل في قزوين وأصبهان عند الفضلاء المشهورين في
أواخر المائة الحادية عشرة وأوائل الماءة الثانية عشرة فمهر في العلوم وبرع
وبحلل الفضل تدرع (2) ثم عاد منا أصبهان إلى قزوين إلى تفليس أو إيروان.
كان نصب مدرسا فيها (3) ثم عاد إلى أصبهان ثم راح فيها إلى أرض الجنان



(1) في هامش م " يصفونه - ظ ".
(2) في م " وتجلل الفضل وتدرع ".
(3) في ر " فيهما ".
48
في المحاصرة المحمودية (1) قدس الله نفسه ونور رمسه.
وكان رحمه الله مع كمال الفضل مقدسا منزها زاهدا ورعا.
سمعت ثقة يحكي عنه بحضرة جمع منه أنه لما اشتد الجوع والقحط
في تلك المحاصرة كان رحمه الله مع جملة من رفقائه حصلوا رطلا أو مدا أو مدين
من لحم الحمار بمبالغ كثيرة فطبخوه وهن كان حاضرا عليه فوازن تصيب كل
من الرفقاء بنصيب الاخر بحيث لا يزيد ولا ينقص وكدا كال المرق بالملاعق
كذلك فأطعم كلا نصيبه منها وجعل نصيب نفسه (منها) (2) مؤخرا عن تلك
النصائب وأنقص منها ايثارا لهم على نفسه.
ومات قريبا من تلك الواقعة. جزاه خير الجزاء وجعله في سلك الأنبياء
والصلحاء والشهداء.
ورأيت من مصنفاته " شرحه على خطبة الهمام " المروية (4) عن أمير المؤمنين
عليه السلام في نهج البلاغة والكافي في صفات المؤمن (5) وأجاد فيه كمال
الإجادة.



(1) يقصد محاصرة السلطان محمود الأفغاني لأصبهان في سنة 1136.
(2) الزيادة من ر.
(3) يريد بهذا اللفظ جمع " النصيب " الذي هو بمعنى الحظ والحصة من
الشئ والصحيح في جمعه أنصبة، نصب.
(4) في النسختين " المروي ".
(5) نهج البلاغة 2 / 185، الكافي 2 / 226.
49
[2]
ميرزا إبراهيم بن خليفة سلطان (1)
كان فاضلا محققا وعالما مدققا وماهرا متقنا ومتبحرا متتبعا، لم تر عين الزمان
معادله ولا ألفى شائب الدهر مماثله. له " حاشية مدونة على شرح اللمعة " رأيت منها كتاب الطهارة (2) و " حواشي
متفرقة على كتاب المدارك " يظهر منها سعة تتبعه وقوة فكره ودقة ذهنه وحسن
سليقته ولعمري ان اللآلي المنثورة الثمينة تعد عندها كالخزف واليواقيت العالية
لا تحسب عندها شيئا ولا تستطرف.
قد أعمى رحمه الله في السنة الثالثة من سنه (3) وحصل مع عدم البصر،
وبرع وفاق كل ذي نظر.
حكى لي من أمرني بتأليف هذا الكتاب أدام الله ظله (4) أن فاضلا من معاصري



(1) خليفة سلطان ويعرف ب‍ " سلطان العلماء " أيضا اسمه السيد حسين بن
رفيع الدين محمد الحسيني المرعشي من أعاظم علماء عصره، وتوفي سنة 1064.
أنظر الكنى والألقاب 2 / 319.
(2) في الذريعة 6 / 90: خرج منها مجلد كبير من أول الطهارة إلى آخر التيمم
مبسوطا.
(3) وقيل إنه كان عمره لما كف ثلاثا وثلاثين سنة، وقد أعمي بأمر الشاه صفي
الصفوي (1038 - 1051).
(4) بقصد السيد مهدي بحر العلوم النجفي.
50
صاحب الترجمة كان له اعتراضات على والده خليفة سلطان رحمه الله في حواشيه على
شرح اللمعة، فحضر يوما عنده وذكر له أن عندي اعتراضات على الحاشية الفلانية
من حواشي والدكم، فقال له: اقرأ الحاشية. فلما قرأ الحاشية تفطن لما رامه،
فقرأ الحاشية بحيث خالف نظمها نظمها على ما قرأها المعترض فتفطن
المعترض بسبب قراءة الحاشية كذلك لاندفاع اعتراضاته فاعترف بعدم الورود.
فليتعجب من ذلك (1).
[3]
ميرزا إبراهيم بن مولانا صدر الدين الشيرازي (2)
آية الله في التحقيق وحجته على ذوي التدقيق، أعظم العلماء شأنا وأنورهم
برهانا ان رآه أبو علي أذعن له وبه افتخر، وان لقيه ابن أبي نصر جزاه أحسن
الجزاء وله شكر.
كم من مسائل عويصة قد برهن عليها، وكم من دقائق خفية بينها. ان قلت



(1) كأم من العلماء المحققين عالم بالتفسير والحديث والفقه والأصول
والكلام والعربية والرجال، له تعليقات على كل من الفنون المذكورة وافادات
على أكثر الكتب ولد سنة 1038 وتوفي سنة 1098.
أنظر: جامع الرواة 1 / 28، رياض العلماء 2 / 53 أعيان الشيعة 2 / 135.
(2) صدر الدين ويقال له " ملا صدرا " أيضا هو محمد بن إبراهيم الشيرازي
الفيلسوف المتأله المشهور، المتوفى بالبصرة متوجها إلى الحج سنة 1050.
أنظر الكنى والألقاب 2 / 410.
51
انه فاق والده العلامة ما تصلفت، وان حكمت أنه برع على كل من عداه ما
تعسفت.
من رأى حاشيته على حاشية الخفري يحكم بأن الواجب على الخفري أن
يقرأها عليه ويستفيد منه، ليحل له مواضعه المشكلة ويحقق له مواقعها المبهمة
ثم يشكره ويحسن الثناء عليه.
وبالجملة لساني في مدحه قاصر وبياني في شرح فضله خاسئ خاسر.
وله رسالة أنيقة وعجالة دقيقة في " تفسير آية الكرسي " قد حقق ودقق وعمق
وبين الحق.
ثم انه قد ظهر لي مباينته في الطريقة لوالده العلامة إذ والده لم يعتقد للملوك
وجودا ولم يرخص لنفسه إليهم سلوكا وهو بخلاف والده لأنه ألف رسالة
التفسير تحفة لملك عصره (1) والله يعلم بواطن خلقه (2).
[4]
مير محمد إبراهيم بن محمد معصوم الحسيني
بحر متلاطم مواج وبر واسع الارجاء ذو فجاج ما من علم من العلوم الا



(1) يفهم من هذا أنه كان ضد والده في التقرب إلى الملوك ولكن الأفندي قال:
وكان على ضد طريقة والده في التصوف والحكمة. والثاني هو الصحيح ظاهرا.
(2) ذكر الأفندي أن الميرزا إبراهيم هذا توفي بشيراز في عشر السبعين بعد
الألف، ومعنى هذا أنه توفي بين الستين والسبعين ولست أعلم منشأ قطع بعض
مترجميه بسنة (1070).
أنظر رياض العلماء 1 / 26 لؤلؤة البحرين ص 132، أعيان الشيعة 2 / 220.
52
وقد حل في أعماقه وما من فن من الفنون الا وقد شرب من عذبه وزعاقه (1).
كان في خزانة كتبه زهاء ألف وخمسمائة من الكتب من أنواع العلوم لا نلقى (2)
شيئا منها الا وفيه أثر خطه لتصحيح غلط أو كتب حاشية لتبيين مقام أو دفع ابرام أو
تحقيق مرام ونحوها اما من مقابلة أو مطالعة أو مدارسة زيادة على الكتب المتداولة
المشهورة التي (3) اعتنى العلماء بتعليق الحواشي عليها فإنه قدس سره قد كتب
على حواشيها كثيرة اما من نفسه أو من سائر العلماء.
وكتب بخطه الشريف سبعين مجلدا اما من تأليفاته أو من غيرها.
وكان له من العمر القريب من الثمانين صرف كلها في اقتناء العلوم لم يفتر
ساعة منها.
وله تواليف حسنة وتصانيف مستحسنة:
منها " حاشية على كتاب آيات الأحكام " للعلامة الأردبيلي (4) مبسوطة جدا.



(1) في حاشية ر: آمير محمد معصوم قد أثبته الشيخ الحر في أمل الآمل
" منه ".
أنظر: أمل الآمل 2 / 307 بعنوان " مولانا محمد معصوم الحسيني القزويني ".
(2) في ر " لا يلفى شيئا ".
(3) في النسختين " الذي ".
(4) في هامش ر " يسمى تحصيل الاطمئنان ".
أقول: " تحصيل الاطمئنان في شرح زبدة البيان " برز منه مجلد كبير إلى
أواسط كتاب الصلاة والنسخة الأصلية عند أحفاده بقزوين.
أنظر: الذريعة 3 / 396.
53
عرض قطعة منها على أستاده العلامة جمال بن محمد الخونساري رحمه الله،
فاستحسنها (1) وكتب على ظهرها ما يتضمن من مدح المؤلف والمؤلف (2).
وله رسائل في " البداء " وفى " تحقيق العلم الإلهي " وغيرهما.
وله أشعار بالعربية، منها قصيدة عارض بها قصيدة " الفوز والأمان في مدح
صاحب الزمان " عليه السلام لشيخنا البهائي.
وله مجاميع جمعها من أماكن متعددة ومظان متباعدة، تتضمن رسائل من
العلوم ونوادر وأشعار وفوائد.
وكان قدس سره مع ذلك متواضعا متعبدا، ذا سمات جميلة وكمالات نبيلة.
كان الله قد أعطاه نعما وافرة وجاها عظيما وأولادا فضلاء وعمرا طويلا (3) وسعة
في الرزق.
قرأت عليه قطعة من كتاب " ذخيرة المعاد في شرح الارشاد "، وقابلت معه
كتاب " المنتقى ".
توفى قدس سره في سنة 1145 (4). طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه (5).



1) في النسختين " فاستحسنه ".
2) تاريخ هذا التقريظ جمادى الثانية سنة 1117.
3) في النسختين " وجاه عظيم وأولاد فضلاء وعمر طويل ".
4) كذا، وفى كتابات الشيخ آقا بزرك وبعضها نقلا عن مؤلفنا القزويني: سنة
(1149)، وذكر غير هذا أيضا في أعيان الشيعة.
5) الأمير إبراهيم بن الأمير محمد معصوم بن المير فصيح بن المير أولياء الحسيني
التبريزي القزويني، له أشعار طيبة فصيحة بالعربية والفارسية وطرائف أدبية وأجوبة
فقهية وعقلية ورسائل وتعليقات كثيرة ويروى عن العلامة المجلسي وأستاده
الخونساري وغيرهما.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط، أعيان الشيعة 2 / 227.
54
آقا إبراهيم المشهدي
شيخ الاسلام فيه. كان من مشاهير العلماء في زماننا، معروفا بالحكمة والكلام
والفقه، وصنف كتابا في المسائل الحكمية والكلامية في زهاء أربعين ألف بيت.
وصلت إلى خدمته كثيرا وجلست في مجلس درسه.
ومن استحضاره لما سمعه أو رواه أو قرأه أو طالعه ما سمعته يقول: انى
ما راجعت في تأليف " الفوائد " - وهو كتاب السابق الذكر - إلى كتاب بل
كتبته من ظهر قلبي غير ما نقلته في بحث الإمامة من بعض الأخبار.
توفى رحمه الله في سنة 1148 1).



1) له رسالة في " حرمة صلاة الجمعة " كتبها بمشهد الرضا سنة 1120، ر آها
بعض بخط تلميذه السيد عبد الصمد بن الشريف عبد الباقي الكشميري
واستظهر الشيخ آقا بزرك أن يكون المترجم هنا هو المولى محمد إبراهيم
ابن محمد نصير المدرس بالاستانة الرضوية، ومؤلف رسالة " أصول العقائد الاسلامية "
وشرحها المسمى ب‍ " الفوائد العلية في شرح أصول العقائد الاسلامية " المؤلف سنة
1116.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط، نجوم السماء ص 249.
55
السيد إبراهيم بن السيد محمد القمي 1) ثم النجفي ثانيا ثم الهمداني ثالثا
كان فاضلا محققا وعالما مدققا، ذا فطانة عالية ودراية نامية، متقنا بارعا حاذقا
في الحكمة والكلام والحديث والأصول والتفسير والفقه.
ومن تآليفه " شرح المفاتيح " و " شرح الوافي " وغيرهما من الرسائل
المفردة.
وتشرفت بخدمته كثيرا وجلست في مدرسه.
توفى رحمه الله في سنة... 2)



1) كذا في النسختين " إبراهيم بن محمد "، وهو السيد إبراهيم بن محمد
باقر بن محمد على بن محمد مهدي القمي الرضوي، أخو السيد صدر الدين
الرضوي شارح " الوافية " للتوني.
2) عالم فاضل أذيب مدقق حسن الحفظ، ذو ذكاء كثير ولكنه كثير التعطيل
يروى عن أخيه السيد صدر الدين الرضوي، وكان أولا مقيما بهمذان ثم انتقل إلى
كرمانشاه وكان بها في سنة 1168.
وله غير الشرحين المذكورين في هذا الكتاب " رسالة مكان المصلي " التي
رد عليها معاصره المولى محمد عادل القمي.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط، أعيان الشيعة 2 / 204.
56
ميرزا إبراهيم بن ميرزا غياث الدين محمد الأصفهاني الخوزاني (1
قاضي أصبهان ثم قاضي العسكر النادري. أعجوبة الدهر وأغروبة الزمان،
فاضل عز مثله في زمانه، بل في سائر الأزمان.
كان متمهرا في الفقه وأصوله وحاذقا في الحكمة وفصوله، دقيق الذهن جيد
الهم عميق الفكر كامل العلم، صاحب التقرير الفائق والتحرير الرائق.
تبركت بملاقاة حضرته واستفضت بتكرير ورودي إلى حضرته 2)
وكان رحمه الله مع ذلك حلو الكلام خليقا حسن الاعتقاد.
له رسالة في " تحريم الغناء " ردا على رسالة الفاضل المعظم السيد ماجد
الكاشي 3) ورسالة في " ان الدراهم والدنانير المسكوكة مثليان أو قيميان ".
قتل رحمه الله في سنة... 4).
(8)
السيد إبراهيم القائني
شيخ الاسلام فيه. كان عالما عاملا، رأيته في قاين بعدما كنت ذا شوق إليه،



1) الخوزاني نسبة إلى " خوزان " من توابع أصبهان.
2) في ر " حقوته " وفى م " عقوته "، ونظن أن الصحيح ما كتبناه.
3) كذا، ويريد السيد ماجد البحراني.
4) تتلمذ على علماء أصبهان والنجف ومشهد الرضا في الأدب والفقه والأصول
والفلسفة والكلام وغيرها، كما كتب بفصيل ذلك في اجازته المؤرخة 14 صفر
1139 الصادرة للشيخ محمد بن محمد زمان الأصبهاني
وعد من مشايخه في الرواية في اجازته للسيد نصر الله الحائري جماعة منهم:
المولى أبو الحسن الشريف العاملي، مير محمد حسين بن محمد صالح الخواتون
آبادي، ميرزا كمال الدين محمد الفسوي، مير ناصر الدين احمد الحسيني المختاري،
مير سيد محمد بن محمد باقر المدرس الخواتون آبادي، ميرزا محمد حفيظ صاحب
فضائل السادات، صدر الشريعة مير محمد باقر، الشيخ محيي الدين بن الحسين
الجامعي.
ومن مؤلفاته غير ما هو مذكور أعلاه: تفسير آية " وإذا قرئ القرآن فأنصتوا "،
شرعية تلقين ميت الأطفال، لزوم الخروج عن الماء في الغسل الارتماسي.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط، أعيان الشيعة 2 / 203، نجوم السماء
ص 231 و 264.
57
فوجدته عالما نضجا ذا صلاح. رحمه الله.
(9)
الشيخ احمد الجزائري
كان فقيها ماهرا وعالما باهرا وبحرا زاخرا، ذا قوة متينة وملكة قوية.
قد سمعت مشايخنا يثنون عليه بالفضل ويمدحونه بالعفة، وتشرفت بلقائه في
المشهد المقدس الغروي على ساكنه ألوف من التحية والسلام في سنة 1149.
توفى فيها أو بعدها بقليل.

58
ومن تصانيفه " تفسير آيات الأحكام " ورسالة في " القصر والاتمام " (1).
[10]
مولانا احمد القزويني
كان من أهل طالقان فنشأ في قزوين وحصل فيها فبرع، وكان اسمه عبد الدائم
فكلفه العلماء بتغيير اسمه بأحمد فهو احمد.
كان رجلا فاضلا وما رأيته وان كنت (2) صادفت زمانه، لكن رأيت ما كتبه في
العلوم فمنه " شرح كتاب الطهارة من بداية الهداية " للحر العاملي وهو وان



(1) الشيخ أحمد بن إسماعيل بن عبد النبي بن سعد الجزائري الغروي.
من مشاهير العلماء المتقدمين في العلم والفضل والتحقيق والتدقيق فقيه
بارع ومحدث ورع قام مقام شيخه أبو الحسن الشريف لأنه كان الفقيه الأفقه والعالم
العلامة النحرير الفهامة في زمانه.
من شيوخه في الرواية: الشيخ حسين بن عبد علي الخمايسي الأمير محمد
صالح الخواتون آبادي المولى محمد مؤمن الاسترآبادي، الشيخ عبد الواحد
البوراني الشيخ أحمد بن محمد البحراني، الشيخ أبو الحسن الشريف الفتوني.
توفي بالنجف الأشرف سنة 1151 ودفن بالصحن العلوي الشريف في
الايوان المعروف بإيوان العلماء.
أنظر: ماضي النجف وحاضرها 2 / 81 عن مصادر كثيرة للترجمة.
(2) في م " وان كان ".
59
كان مأخذه شرح الدروس للعلامة الخونساري كما ظهر لي بالتتبع لكن من ينظر
فيه يجد مع ذلك فضله.
وله فوائد متفرقة على حاشية العدة لمولانا خليل الله القزويني وحاشية الحاج
علي أصغر عليها وعلى غيرهما، ويظهر منها قوة فهمه ودقة ذهنه
وهذا الرجل وان كان خامل الذكر لكن ذكرته لفضله فيطلع عليه الناظر
فيترحم عليه.
[11]
السيد محمد الطباطبائي
من ساكني أصبهان كان فاضلا مكرما وعالما مبجلا وفقيها معظما تلقاه
أهل العلم بالقبول والاذعان بحيث صار مشارا إليه بالبنان سمعناه من الثقات.
[12]
السيد احمد الأصفهاني الخاتون آبادي
المجاور لمشهد الرضا عليه السلام كان فاضلا جليلا وعالما نبيلا.
تبركت بلقياه واستفضت من محياه وجلست في مدرسه بحذاه وحاورته
في صباحه ومساه وجاورته في بلد جاور فيه مولاه.
وكان قدس سره مع ارتدائه بالفضل السابغ متحليا بالصلاح البالغ ومع
تبحره في الفقه ورسوخ ملكة الاستنباط محتاطا في الفتيا والعمل نهاية الاحتياط
والفقه كان من أقل فنونه، ومع ذلك كان مضطلعا على سنته وشجونه.

60
رأيت منه رسالة كان يؤلفها في الجواب عن اعتراضات أوردت على العلامة
المجلسي فيما أفاده في كتابه الموسوم بحق اليقين في مباحث الإمامة، وكانت
تلك الاعتراضات أرسلت إليه من الهند من بعض ذوات الأذناب (1) وكان مجيدا
في ذلك الجواب كمال الإجادة.
توفي رحمه الله في بلد مجاورته سنة 1141 (2).
[13]
ميرزا احمد على الهندي
كان عالما مقدسا صالحا منزها جاور سيدنا ومولانا الامام بالحق أبا عبد الله
الحسين بن علي عليهما السلام أكثر من خمسين سنة وتوسد في بلد المجاورة.
رحمه الله تعالى.
وله منامات عجيبة نذكر منها واحدة وهي على ما خبرني به بعض إخواننا
عنه رحمه الله أنه قال: أصابني قرحة في ركبتي عييت عنه الأطباء ويئسوا من برئها
فأرسل والدي مع كونه من أطب أطباء الهند إلى أطراف الهند، فكل من جاء



(1) في م " ذوي الأذناب "
(2) السيد احمد العلوي الخواتون آبادي تتلما بأصبهان عند الأمير محمد باقر
الخواتون آبادي والأمير محمد صالح الخواتون آبادي ثم انتقل إلى مشهد الرضا
عليه السلام وأقام به مدرسا وكان علماء مشهد يذعنون له بالفضل.
ولعله هو مؤلف " أسامي من تشيع من علماء أهل السنة ".
أنظر الكواكب المنتثرة مخطوط أعيان الشيعة 2 / 480 و 585 و 3 / 22.
61
ورأى اعترف بالعجز إلى أن جاءوا بافرنجي حاذق في الطب فرأى القرحة
فأدخل فيه سبره فقال لا يبرئك الا المسيح. قال: ان القرحة تصل إلى حجاب
سماه فإذا وصلت إلى ذلك تموت وبعد يوم أو يومين تصل إلى ذلك ولما
غربت الشمس من ذلك اليوم وسحر الليل رأيت (1) في منامي أن سيدنا ومولانا
امام الجن والإنس السلطان أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام جاء إلي
من قبالتي وينتشر النور من وجهه المبارك ثم ناداني وقال يا أحمد علي جئ إلي
فقلت: يا مولاي تعلم ما بي من المرض فلم يحفل عليه السلام به فقال: إلي.
فقمت فلما وصلت إليه مسح بيده المباركة ركبتي فقلت: يا مولاي أريد أن أزورك
فقال يكون انشاء الله فلما انتبهت ما رأيت من القرح في ركبتي أثرا وما
كنت أقدر أن أفشي ذلك لأحد لأنهم كانوا لا يقبلونه فلما فشا وانتشر أخبر
ملك الهند بذلك فطلبني إليه وتبرك بي وقرر لي مقررات من الوظائف كانت
ترسل إلي في كل سنة حتى أنها كانت ترسل إليه وهو كان مجاورا.
[14]
السيد أحمد بن السيد زين العابدين العلوي
نسيب (2) السيد الدماد وتلميذه كان عالما فاضلا متفننا في العلوم متقنا فيه (3)
وله تآليف كثيرة في الفنون لكنه لما جعل تعصب السيد المزبور نصب



(1) في ر " رأيت ".
(2) في النسختين " نصيب " وصحح في هامش م.
(3) مترجم في أمل الآمل 1 / 33 وهو السيد كمال الدين أو نظام الدين الأمير
أحمد بن زين العابدين العاملي الأصبهاني.
62
عينيه وكانت همته (1) مقصورة على ذلك انتقص لذلك من القلوب ولا يلتفت إلى
تأليفاته يعلم ذلك من كلماته الباردة التي أوردها في كتابه " النفحات اللاهوتية
في العثرات البهائية " (2).
[15]
السيد أحمد بن أمير محمد حسين الحسيني التنكابني
كان شهابا ساطعا وسيفا قاطعا ونورا باهرا وقمرا زاهرا وبحرا زاخرا وعلما
شامخا وطورا باذخا ارتدى بالفضل الكامل وتحلى بالعلم الشامل وبرع في
جميع العلوم وفاق في شجونها وتضلع في المنقولات والمعقولات وتمهر في
رمة فنونها.
تبركت بلقائه وهو في أوائل شبابه، واستفدت منه وهو في مقتبل عمره وابتداء
أيامه.
توفي رحمه الله في تنكابن ولم يتفق لي تاريخه.



(1) في النسختين " وكان همته ".
(2) قرأ السيد احمد هذا عند الشيخ بهاء الدين العاملي والمير داماد وله منهما
إجازة الحديث وله بين العلماء منزلة كبيرة ومكانة رفيعة.
له: المعارف الإلهية كشف الحقائق مفتاح الشفاء العروة الوثقى
اللوامع الربانية في رد شبه النصرانية، لوامع رباني وصواعق رحماني مصقل
الصفا، المنهاج الصفوي اللطائف الغيبية سيادة الاشراف حاشية من لا يحضره
الفقيه، وغيرها.
أنظر أعيان الشيعة 2 / 593.
63
[16]
شمس الدين أحمد بن محمد الخفري (1)
صاحب الحاشية المشهورة (2) كان من أعاظم العلماء وأفاخم الفضلاء
خصوصا في الهيئة فإنه من أساتيد ذلك الفن.
وهو من الشيعة الإمامية على ما سمعت مشايخنا يحكمون به (3). وكنت يوما عند
السيد الفاضل أمير محمد إبراهيم الحسيني السابق الذكر وكان رجل من الطلبة
كتب بعد اسمه " عليه ما عليه " قرأه السيد وآذى ذلك الكاتب ايذاءا كثيرا.
والفاضل المحقق مولانا عبد الرزاق اللاهجي في حاشيته على حاشيته كلما
يذكره يترحم عليه (ولذلك ذكرناه) (4) وموضوع كتابنا العلماء الذين عاصروا



(1) الخفري نسبة إلى " خفر " بفتح الخاء وسكون الفاء واسمه القديم
" خبر " بالباء اسم منطقة قاعدتها تسمى " خفر " أيضا في الجنوب الشرقي من
مدينة شيراز على بعد مائة وثمان كيلومترات وهي الان من توابع جهرم من نواحي
شيراز.
أنظر دانشمندان وسخن سرايان فارس 1 / 169 و 3 / 297.
(2) الصحيح في اسم الخفري " محمد بن أحمد " والعنوان المذكور هنا
خطأ غفل عنه القزويني.
(3) أنظر موضوع تشيع الخفري في مجالس المؤمنين 2 / 233.
(4) الزيادة من ر.
64
الشيخ الحر أو تأخروا عنه، إذ الشيخ المذكور لم يذكره (1)
[17]
السيد أحمد بن أمير إبراهيم الحسيني القزويني (2)
كان سيدا نبيلا جليلا كان له حظ من العلوم لكن كان حظه من العلوم الأدبية
أكثر وسهمه فيها أقوى وكان ينظر في كتاب الوصاف (3) كثيرا ويتأمل فيه ويدقق
في معانيه رحمه الله.



(1) من تلامذة الأمير صدر الدين محمد الدشتكي الشيرازي كان يسكن
أولا بشيراز ثم انتقل إلى كاشان وتوفي سنة 935 أو 957.
له " اثبات الواجب " و " اثبات الهيولى " و " تفسير آية الكرسي " و " التكملة
في شرح التذكرة " و " حاشية شرح حكمة العين " و " منتهى الادراك " وغيرها.
أنظر: مجالس المؤمنين 2 / 233 أعيان الشيعة 9 / 119 ريحانة الأدب
2 / 154.
(2) ذكر في الكواكب المنتثرة بعنوان السيد أحمد بن الأمير إبراهيم بن
الأمير معصوم القزويني وقال من العلماء الذين أحضرهم السلطان نادر شاه في
مجلس رتبه سنة 1148 في چمن سلطان.
(3) يريد كتاب " تجزية الأمصار وتزجية الاعصار " المعروف ب‍ " تاريخ
الوصاف " ألفه خواجة عبد الله بن فضل الله بن عبد الله اليزدي باسم الوزير عطا ملك
ابن بهاء الدين الجويني وهو تاريخ فارسي معروف بعبارات أدبية متوغل في استعمال
المحسنات اللفظية يقصد المؤلف منه صناعة الانشاء أكثر من كتابة التاريخ
وقد طبع مكررا.
أنظر الذريعة 3 / 358.
65
[18]
الحاج إسماعيل الأصفهاني الخاتون آبادي
من أعاظم العلماء وأكابر الفقهاء وهو وان صادفت زمانه وأدركت أوانه لكن
ما حصل لي التشرف بخدمته والقيام له في سدته لكن رأيت المشايخ والعلماء
يثنون عليه كثيرا ويمدحونه مدحا خطيرا ويصفونه بالتحقيق المتين والتدقيق
الرزين حتى سمعت أنه كان فائقا في الموسيقى الذي هو أشكل العلوم وأصعب
الفنون وكان يدرس موسيقى الشفاء في المسجد الجامع السلطاني بحيث كان
مالكا له.
وحكي لي من همته في اقتناء العلوم واهتمامه في التحصيل أنه قرأ شرح
المطالع بتمامه مع متعلقاته عند الأستاذ في سبع عشرة سنة.
ومع ذلك كان رحمه الله في كمال الزهادة وشدة التقوى وكان يلبس الخشن
ويأكل الجشب وكان له أموال كثيرة أخرجها عن ملكه ووهبها أخاه وشرط معه أن
يضيف الأيام والليالي المباركة من كل سنة العلماء والزهاد والفقراء ضيافات خطيرة
ويطعمهم المأكولات الشهية.
وحكي لي أنه جاء إليه سلطان أشرف القليجائي وكان له كمال البسطة
والتسلط زائرا إياه فلم يقم إليه وجلس أسفل منه فمكث ساعة ثم

66
[19]
مولانا إسماعيل المازندراني
الساكن من محلات أصبهان في " خاجو " (1) كان من العلماء الغائصين في
الأغوار والمتعمقين في العلوم بالاسبار واشتهر بالفضل وعرفه كل ذكي وغبي،
وملك التحقيق الكامل حتى اعترف له كل فاضل زكي.
وكان من فرسان الكلام ومن فحول أهل العلم وكثرة فضله تزري (2) بالبحور
الزاخرة عند الهيجان والتلاطم والجبال الشاهقة والأطواد الباذخة إذا قيست إلى
علو فهمه كانت عنده كالنقط والدراري الثاقبة إذا نسبت إلى نفوذ ذهنه كأنها حبط.
حكى عنه الثقات أنه مر على كتاب الشفاء ثلاثين مرد اما بالقراءة أو بالتدريس



(1) المولى إسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا بن علاء الدين محمد
المازندراني الأصبهاني المعروف بالخواجوئي.
من عيون علماء عصره وكان عارفا بالعلوم العقلية والنقلية قوي النفس نقي
القلب مهابا معظما عند الملوك والأعيان معرضا عما في أيديهم قانعا بقليل من
العيش تخرج عليه ودرس عنده كثير من العلماء الأفاضل.
له " شرح المدارك " و " شرح الأربعين حديثا " و " جامع الشتات في النوادر
والمتفرقات " و " فضل الفاطميين " و " شرح دعاء الصباح " و " بشارات الشيعة "
و " شرح مفتاح الفلاح " وغيرها.
أنظر روضات الجنات 1 / 114، أعيان الشيعة 3 / 402 الكواكب المنتثرة
- مخطوط
(2) في النسختين " يزري ".
67
أو بالمطالعة.
وأخبرني بعضهم أنه كان سقط من كتاب الشفاء عنده أوراق فكتبها من ظهر
قبله فلما عورض بكتاب صحيح ما شذ منه الا حرفان أو حرف.
وبالجملة الكتب المتداولة في الحكمة والكلام والأصول كانت عنده أسهل
من نشر الجراد، حتى يمكن الناس أن يقولوا: ان هذا لشئ عجاب ان هذا
لشئ يراد.
وكان رحمه الله مع ذلك ذا بسطة كثيرة في الفقه والتفسير والحديث مع
كمال التحقيق فيها، وبالجملة كان آية عظيمة من آيات الله وحجة بالغة من حجج الله.
وكان ذا عبادة كثيرة وزهادة خطيرة معتزلا عن الناس مبعضا لمن كان يحصل
العلم للدنيا عاملا بسنن النبي صلى الله عليه وآله وفي نهاية الاخلاص لأئمة الهدى
عليهم السلام وذا شدة عظيمة في تسديد العقائد الحقة وتشديدها وذا همة جسيمة
في اجراء أمور الدين مجراها (1) وتأييدها.
سمعت (أن) رجلا من المتزندقين كان عند سلطان العصر فذكر أمر المعاد
فذكر ذلك الرجل العديم الدين ما يدل على نفي المعاد وضعف عقل من يذهب
إليه وكان السلطان مائلا إليه فذكر رجل من أهل المجلس أنا نرسل إلى مولانا
إسماعيل ليذكر ما جرى في هذا المجلس وما يقوله هو الحق الذي يجب أن
يعتقد فذهب الرسول فذكر له رحمه الله ما جرى بينهم، فقال " ره ": السلطان
وذلك الرجل أكلا الخراء ثم أكد أمر المعاد لذلك الرجل.
وله رحمة الله تآليف كثيرة وحواش على كتب العلوم والذي وصل إلينا منها
رسالة في " الرد على العلامة الخوانساري في الزمان الموهوم ".



(1) في النسختين " مجراه ".
68
توفي رحمه الله في سنة 1177 (1).
(20)
الأمير إسماعيل الأصبهاني الخاتون آبادي
من العلماء المشهورين بالفضل المعروفين بالتحقيق والحق أنه غاص في
الأغوار وتعمق فيها، لكن أفكاره نية لا نضج فيها، وكان له ذهن سطحي.
له شرح مبسوط على أصول الكافي وحواش مدونة على شرح إلهيات
الإشارات ومتعلقاته ورسائل متعددة في الحكمة وغيرها (2).
(21)
مولانا إسماعيل التبريزي
كان من علماء تلك البلدة وشيخ الاسلام فيها وكان متوسطا في الفضل والعلم



(1) كذا وقال الخوانساري وأخذ التاريخ منه غيره وتوفي في حادي
عشر شعبان سنة 1173 ودفن في مزار " تخت فولاد " المشهور بأصبهان مما يلي
بابه الجنوبي المفتوح إلى جهة فارس المحمية قريبا من قبر الفاضل الهندي...
أنظر روضات الجنات 1 / 119.
(2) هو مير محمد إسماعيل بن محمد باقر بن إسماعيل بن عماد الدين محمد
الخواتون آبادي من ذرية الحسن الأفطس.
69
لكن كان منتهيا في السعي في اجراء أمور الدين مجراها (1) متشددا في الامر بالمعروف
والنهي عن المنكر.
قيل: انه كان أمر رجلا بأداء الزكاة وحج البيت وكان مليا ذا ثروة ولما لم يؤثر
الأمر أمر خدامه أن يضربوه فعلقوه على شجرة وأولعوا في ضربه فقام ذو دعابة (2)
وقال أصلح الله مولانا لا ينبغي أن يضرب المرء بتقصيرين مرة واحدة، مرة أن
يؤدي الزكاة والا يضرب عليه وإذا أدى الزكاة مره أن يسافر إلى الحج فان
أبى فمر خدامك ليضربوه لذلك.
ومن عجيب ما اتفق لمولانا المذكور أنه كان في تبريز رجل ذو ثروة جدا
كان لا يمكنه أن يأكل من ماله حتى أنه خرج ذات يوم من الحمام فرأى غلامه
كراعا فعرض عليه ليأكله فأبى فقال: هذا ليس من مالك فتمتنع عن أكله هم من
مالي. وكان للرجل ابنة جميلة فزوجها مولانا المذكور ومات عن قريب فأنفق
مولانا تمام المال برضى زوجتها (3) للفقراء والمساكين وبقاع الخير وبنى مدرسة
واشتهر باسمه وسمعت أن المال كان عشرة آلاف تومان



(1) يروي عن السيد ميرزا الجزائري وكان مدرسا في الجامع العباسي بأصبهان
ولد سنة 1031 وتوفي سنة 1116 ودفن في مقبرة تخت فولاد المعروفة.
أنظر الكواكب المنتثرة - مخطوط.
(1) في النسختين " مجراه ".
(2) في ر " ذا دعابة ".
(3) كذا في النسختين، والظاهر أن الصحيح " برضى زوجته ".
70
(22)
مولانا إسماعيل البروجردي
بلغني أنه كان عالما فاضلا بارعا في التحقيق فاتفق أنه أضله رجل من الصوفية
فصار منهم مبالغا في ذلك متهالكا فيه (1).
(23)
مولانا أشرف بن مولانا سلطان محمد القائني
كان فقيها زاهدا عابدا في كمال الزهد وتمام العبادة مستغرقا في معرفة الله
متجردا في أمر الدين وابلاغه مبلغه رادعا للجهال عما ينحون نحوه سخيا شجاعا،
وكان صديقا رحمه الله.
(24)
مولانا أضل الدين تركه (2)
كان عالما فاضلا محققا مدققا وكان قاضي عسكر الشاه طهماسب الماضي.
وله رسالة في " تحقيق المعقولات الثانية ".



(1) كان مقيما في بروجرد وتوفي بعد سنة 1150.
أنظر الكواكب المنتثرة - مخطوط عن الإجازة الكبيرة للتستري.
(2) اسمه محمد صدر أو محمد بن صدر أفضل الدين تركه الأصبهاني، من
أعلام أصبهان وقضاتها وهو من بيت " تركه " النازحين من مدينة " خجند " تركستان
إلى إيران وكان فيهم علماء مشهورون صلب سنة 850 بأمر شاهرخ.
أنظر ريحانة الأدب 2 / 165.
71
(25)
مولانا محمد امين القزويني المدعو بآقا ميرزا
كان عالما فاضلا كان أستاذنا قرأنا عنده مبادئ الاحكام من شرح العضدي
ومتعلقاته وكتاب العقل والتوحيد من أصول الكافي قدس الله روحه ونور ضريحه.

72
باب الباء
(26)
ميرزا بدرا
كان عالما فاضلا ذا قوة في الفكريات وذا تدبر (1) في النظريات، من
سادات المشهد المقدس الرضوي على ساكنه السلام وكان ذا صلاح وزهد
وله رسالة مبسوطة في الجماعة وفضلها وأحكامها (2).



(1) في م " ذا تدبير "
(2) لعله هو الميرزا بدر الدين محمد بن الميرزا إبراهيم النيسابوري المشهدي
الشريف المدرس من تلاميذ الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي وهو من أجلاء
علماء مشهد الرضا عليه السلام وقد توفي سنة 1134.
أنظر الكواكب المنتثرة - مخطوط.
73
[27]
آقا محمد باقر بن أكمل الدين محمد الأصبهاني البهباني الحائري
فقيه العصر فريد الدهر وحيد الزمان صدر فضلاء الزمان صاحب الفكر
العميق والذهن الدقيق صرف عمره في اقتناء العلوم واكتساب المعارف والدقائق
وتكميل النفس بالعلم بالحقائق فحباه الله باستعداده علوما لم يسبقه أحد فيها من
المتقدمين ولا يلحقه أحد من المتأخرين الا بالأخذ منه ورزقه (1) من العلوم ما
لا عين رأت ولا أذن سمعت لدقتها ورقتها ووقوعها موقعها فصار اليوم إماما في العلم
وركنا للدين وشمسا لإزالة ظلم الجهالة وبدرا لإزاحة دياجير البطالة فاستنارت
الطلبة (2) بعلومه واستضاء الطالبون بفهومه واستطارت فتاواه كشعاع الشمس
في الاشراق مد الله ظلاله على العالمين وأمدهم بجود وجوده إلى يوم الدين.
ومن زهده في الدنيا أنه دام ظله اختار السدد السنية والأعتاب العلية فجعل
مجاورتها له أقر من رقدة الوسنان وأثلج من شربة الظمآن وأذهب للجوع من
رغفة الجوعان فصير ترابها ذرورا لباصرته (3) وماءها المملح الزعاق أحلى من
السكر لذائقته، وهمهمة (4) الزوار مقوية لسمامعته ورمالها وجنادلها مفرشا لينا
للامسته ورياح أعراق الزائرين غالبة لشامته. مع أنه لو أراد عراق العجم



(1) في م " ورزق ".
(2) في ر " فاستنار الطلبة ".
(3) في م " ذرور الباصرة ".
(4) في م " وهيحة " وصحح في هامشه " صيحة ظ ".
74
وهراسان وشيراز وأصبهان لحملوه إليهم بأجفان العيون وجعلوه إماما يركنون
إليه واليه يوفضون، يصرفون له نقودهم وجواهرهم ويجعلون أنفسهم فداءا له
ظاهرهم وباطنهم.
فسبحان الخالق العلى والرب السنى، كيف يورد ألطافه على بعض عباده
ويعطيه القوة ليصير إماما في بلاده.
وبالجملة شرح فضله وأخلاقه وعبادته ليس في مقدرتنا ولا يصل إليه مكنتنا
وقدرتنا، وتواليفه كثيرة وتصانيفه غفيرة في العلوم الخطيرة والفنون الكبيرة الفقه
والرجال وأصول الفقه وهي لشهرتها لا تحتاج إلى الذكر والعد.
واليوم هو أدام الله ظله الوارف على التالد والطارف مقيم في ذلك المشهد
صابرا على مضض الفتن الكامنة (1 في ذلك المورد لصغرها في جنب تلك الفيوضات
وعدم خطرها عند ما يرد عليه من العلوم الواردات.
وقد رزقني الله مطالعة طلعته المباركة في سفرة الحج في سنة 1175 (2 نسأل
الله معه العود إلى تلك المشاهد لنستريح في المساكن والملاحد (3.



1) في م " الكامن ".
2) كذا في م، وفى ر " 117 "؟.
3) المولى محمد باقر المعروف بالوحيد البهبهاني. ولد بأصبهان سنة
1118 - أو 17 أو 16 - ونشأ بها، ثم انتقل إلى بهبهان مع والده فاشتغل بها عليه
ردحا من الزمن، ثم هاجر إلى كربلاء وجاورها مشتغلا على أعلامها البارزين حتى
أصبح من عيون فضلائها المتقدمين، وتخرج عليه جمع من أكابر العلماء.
له أكثر من أربعين كتابا ورسالة معروفة منتشرة، أهمها " الفوائد الحائرية "
" وشرح المفاتيح " و " تعليقة المقال ".
توفى في كربلاء سنة 1205 ودفن في وراق حرم الإمام الحسين عليه السلام.
أنظر: مستدرك الوسائل 3 / 384، الكرام البررة 1 / 171، روضات الجنات
2 / 94.
75
آقا محمد باقر المازندراني
المجاور للنجف الأشرف المشرف لمن به تشرف.
غواص تيار بحار العلوم، الثاقب المكنونات درر الفهوم، الفاهم للطائف،
المدرك للطرائف. دقيق النظر رقيق الفكر، الجامع لأنواع العلوم الحقة، الحاوي
لألوان المعارف المحققة. مدرسته دار للشفاء من أسقام الجهالات، كلماته إشارات
إلى طرق النجاة، موافقه شروح للمقاصد، مواطنه بيانات لتجريد العقائد، مطالع
الأنوار أشرقت من فلق فمه، وطوالع الأسرار انجلت من مبسمه
شرح مختصر الأصول وحواشيه قد تجلى من ألفاظه الرشيقة، ودقائق البيضاوي
وشرح اللمعة من كلماته الدقيقة، شرح المفتاح وبيان معاني المطول ليس بالبديع
إذ مؤلفوها أذعنت له بالفضل المنيع.
حصل في أعظم بلاد عراق العجم في أصبهان في عشر الخمسين بعد المائة
والألف من هجرة سيد الإنس والجان عند أعاظم العلماء الكائنين في ذلك الزمان
ثم انتشر فضله في عراق العرب في مجاورة، وهي من تشرف به عدنان.

76
تبركت بلقائه مرارا كثيرة بلطف من كان ألطافه خطيرة، والآن هو دام ظله
من قطان دار السلام في مجاورة من يفتخر به سكان البيت الحرام. نسأل الله الكون
في حضرته والتشرف بمشهده وحفرته.
(29)
مير محمد باقر الأصبهاني الخاتون أبادي بن مير إسماعيل السابق
الذكر
كان فاضلا منيعا وعالما رفيعا، فضله ينحو نحو فضل أبيه إذ كان الولد سر أبيه،
لكن حصل له أمران رفعه بالفرقدان 1) وحصل له من الجلال والعظمة ما لم يحصل
لأحد من العلماء في غالب الأزمان:
أحدهما: التقرير الرائق والتعبير الفائق: سمعت صديقنا المكرم ميرزا أبا تراب
قدس الله روحه ينقل عن مولانا إسماعيل المازندراني أنه قال: لم يحصل في
الوجود من يوم درس إدريس النبي على نبينا وعليه السلام إلى يومنا وزماننا هذا
أحسن تقريرا من مير محمد باقر المذكور.
والثاني: القرب السلطاني، كان قربه رحمه الله إلى السلطان بحيث لا يسعه
نطاق البيان، الشاه سلطان حسين الصفوي اتخذه معلما لنفسه، كان يتعلم منه في
أيام سلطنته وقدمه على علماء زمانه وخضع له جميع الامراء، حتى أن الوزير
الأعظم إذا كان عنده لا يجترئ على شرب التتن الا إذا صدر عن أمره، وسائر الامراء



1) كذا، غلط لرعاية السجع.
77
يقومون عنده الا إذا أمرهم بالجلوس. وكان هذا حاله حتى توفى.
سمعت السيد الأستاذ ومن إليه الاستناد الأمير محمد صالح الحسيني طاب ثراه
يقول: كنا نقرأ شرح الإشارات والحواشي عليه وغيرها عند أساتيذنا المعظمين، فعن
لنا أن نقرأ شرح الإشارات عند الأمير محمد باقر لما فيه من القرب إلى السلطان،
فكنا جالسين عند تدريسه إذ كان يتصلف وينقل كلاما من حاشية العلامة الخونساري
" ره " ويعترض عليه بايراد سخيف، ولما كنا رددنا اعتراضه عليه صار يرجع إلينا
ويقول لنا: كنا نريد أن نقول هكذا 1).
(30) مولانا محمد باقر اليزدي
صاحب " عيون الحساب " من أعظم علماء الرياضي
فضله وكناله وسريانه في أعمال تلك المسائل وتقنينه القوانين الجديدة



1) يدوي المير محمد باقر هذا عن والده والعلامة المجلسي والمولى محمد
ابن عبد الفتاح السراب التنكابني.
له " رسالة في ماء النيسان " و " ترجمة البلد الأمين " و " ترجمة مشكول "
و " كائنات الجو " و " ترجمة مكارم الأخلاق " و " نوروز نامه ".
ولد سنة 1070 وتوفى سنة 1127 ودفن مع والده في مقبرة " تخت فولاد "
بأصبهان.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
78
وايراده البراهين التي هي من أبكار أفكاره مما اشتهر واستفاض واستنار على صفحات
الأيام بحيث لا ينكره الا مكابر، ويذعن له كل ذي عينين الا مبهوت معاند.
وقد كتب العلامة الخونساري ديباجة لكتابه الموسوم بمطالع الأنوار في
الهيئة.
وبالجملة هو من أفراد الدهر ومن كمل الأزمان رحمه الله (1.
وكان له أخوان هما أيضا فاضلان، ويأتي اسمهما في مكانهما انشاء الله تعالى.
(31)
ميرزا محمد باقر الخليفة السلطاني (2
كان من الصدور في زمان الشاه سلطان حسين. وكان فاضلا فائقا بارعا في
الفقه، وله " تعليقات على شرح اللمعة ".



1) المولى محمد باقر بن زين العابدين اليزدي، من مشايخ الشيخ بهاء الدين
العاملي أو من تلامذته على اختلاف ما قيل. فاضل في العلوم الرياضية والهيئة
والفلك.
له غير ما ذكر في المتن " مطالع الأنوار " و " الفتوح الغيبية في براهين الأعمال
الهندسية " و " حاشية تحرير اكرمالاناوس " وغيرها.
أنظر: الذريعة 15 / 378 ومظان أخرى.
2) هو الميرزا محمد باقر بن ميرزا علاء الدين حسين بن رفيع الدين محمد
الحسيني، وجده هو المعروف ب‍ " خليفة سلطان " و " سلطان العلماء ".
أنظر: روضات الجنات 2 / 346، الكواكب المنتثرة - مخطوط.
79
وكان حيا إلى أوائل دولة النادر (1 وعمر كثيرا، ولم أصل إلى خدمته.
(32)
آقا محمد باقر الهمداني
شيخ الاسلام فيه. كان عالما فقيها، شاهدته وكان من الصلحاء.
(33)
الحاج محمد باقر الترشيزي
كان محدثا صالحا، الا أنه كان أخباريا.
(34)
ميرزا محمد باقر الشيرازي
شاب حصل في مقتبل عمره، له ذهن ثاقب وفهم ناقب
وهو دام ظله مع حداثة سنه يدرس الكتب الكبار بأحسن تقرير، قد توله
الطلبة من حسن تقريره وبديع بيانه.
له مهارة في الحكمة والكلام والعربية مجالسته مرغوبة ومكالمته مطلوبة.



1) يقصد نادر شاه الأفشار.
80
السيد محمد باقر بن السيد محمد إبراهيم الهمداني السابق الذكر
اشتهر بالذهن الدقيق والفهم العميق واتساعه في العلوم الحقيقية والمعارف
الذوقية.
أخبرنا به جميع كثير، كنا رأيناه قبل هذا بخمس وعشرين سنة. أدام الله ظله
الوريف على الوضيع والشريف.
(36)
السيد بشير الجيلاني الرشتي
كان من فضلاء زماننا وعلماء أواننا، متمهرا في الحكمة وفنونه، محققا
في أصول الفقه وشجونه، متقنا في الفقه وغصونه. بلغنا بعض إفاداته ووصل إلينا
قليل من دراياته.
عمر كثيرا، حتى قيل إنه ناهض إلى التسعين 1) وتوفى ما بينها والثمانين 2).



1) كذا، والصحيح " ناهز التسعين ".
2) له " حاشية تهذيب الأحكام " ورسالة في " عدم جواز الصلاة في الخز
والسنجاب ".
أنظر: الكرام البررة ص 198، تراجم الرجال ص 30.
81
باب التاء
ميرزا محمد تقي الأصبهاني الشمس آبادي المشهور بالماسسي (1)
كان من الفضلاء المقدسين والعلماء المنزهين معبدا زاهدا ناسكا بكاءا لخوف
الله دائم الحزن من عذاب الله متحرزا عن عقاب الله.
أقام الجمعة في أصبهان سنين ووصل فيضه إليهم حينا بعد حين.



(1) جاء في هامش ر هذا التعليق: الألماس على وزن أفعال وهو يطلق على
ما يبرى به القلم قال في النصاب:
* الماس قلم تراش وملماس قلم *
و [يطلق أيضا] على الحجر الأبيض المشهور الثمين العالي ولم نعرف
وجه التسمية به " منه ".
أقول: قال العلامة الشيخ آقا بزرك الطهراني في وجه تسمية الألماسي لأن
والده الميرزا كاظم نصب ألماسا في موضوع الإصبعين من ضريح أمير المؤمنين عليه
السلام كانت قيمته سبعة آلاف تومانا.
أنظر الكواكب المنتثرة مخطوط.
82
وقبر في قبر مولانا محمد تقي المجلسي رحمه الله ما بين الخمسين والستين (1).
(38)
مير محمد تقي المشهدي المشهور بپاى چنارى
كان فاضلا معظما وعالما مفخما ذا قوة في الفكر وذا بسطة في القلم
وبالجملة كمال علمه وشمول فضله معلوم بلا شك ولا شبهة أخبرنا (بذلك)
ثقات العلماء ونقات الفضلاء (وتقات) (2) الفقهاء.
وقد وقع بينه وبين الفاضل المعظم مولانا محمد رفيع الجيلاني المجاور في
الأرض الأقدس في مسألة التخير في الجمعة بين وجوبها العيني وبين وجوبها
التخييري وبين حرمتها منازعات ومشاجرات في رسائل متعددة موجودة في بعض
خزائن الكتب رأيناها واستفدنا منها.
ومع كمال فضله وشمول علمه كان في كمال الزهد والتقوى رضي الله عنه
وأرضاه.



(1) ميرزا محمد تقي بن محمد كاظم بن عزيز الله ابن المولى محمد تقي
المجلسي الأصبهاني من علماء أصبهان وفقهائها ولد سنة 1089 وتوفي في شهر
شعبان سنة 1159.
له " بهجة الأولياء " و " ديوان أشعاره " ورسائل متعددة أخرى.
أنظر زندگينامه علامه مجلسي 2 / 321.
(2) الزيادة ليست في م.
83
(39)
مير محمد تقي بن معز الدين محمد الرضوي المشهور بالشاهى
كان من أعاظم السالكين وأكابر العارفين وأفاخم المتألهين وأعالي
المتولهين.
ارتاض في بدء حاله وبلغ فيها النهاية، وأتعب نفسه لما هو منتهى مقصده ووصل
إلى الغاية وارتوى من عذب اليقين وأترع من فيض المعين وارتقى إلى منتهى
درجات الايقان، وانتهى إلى أعلى مراتب العرفان.
تبركت برؤيته وأدخلت نفسي في سدنته.
ومن جملة ما شاهدت منه قدس سره: أنه - مع ما كان حاله مع الملوك كما
سنذكره - كان يدخل في عمار الناس من غير أن يرى لنفسه مزية عليهم.
ومنها: أنه إذا كان يدخل في الروضة المقدسة الرضوية كأنه قالب بلا روح
أو صورة منتقشة في حائط.
ومنها: أنه لم يتصنع لأحد من التاجرين وان كان ذا شوكة عظيمة وصولة فخيمة
كالنادر وأخيه وكانوا يتحملون منه ما هو من المناعة والارتفاع عليهم.
ومما نقل عنه بنقل الثقات أنه كان في التولي لأولياء الله والتبري عن أعداء
الله في مرتبة لم يكن لأحد مثله ولا يضاهيه ولا يماثله في ذلك أحد من أهل العلم
وغيرهم.
ومنه: أنه أراد الحج ولم يكن له إلا فلوس معدودة فذهب وعاد ومعه أربعون
شخصا كان نفقتهم عليه زادا وراحلة.

84
[ومنه: أنه كان يضيف أشخاصا كثيرة ويطعمهم المأكولات الشهية ويأكل نفسه
شيئا جشبا قليلا كسرة خبز ونحو ذلك] (1).
ومنه: أنه كان يقول: كان في باب بيتي رجل يخصف الأسكف فقال لي يوما
من أيام رمضان أنت تعلم أني آكل من كد يدي فأفطر الليلة من مالي. فقبلت ذلك
منه فأفطرت من شربته فتغير حالي إلى أن استقر إلى حالي الأولى بعد اثنتي
عشرة سنة (2).
ومنه: أنه كان بينه وبين مير محمد إبراهيم القزويني السابق الذكر خلطة
تامة وكان مير محمد إبراهيم في مقام الإرادة معه واتفق له " ره " سفر فخرج
من المشهد المقدس إلى طهران فأرسل إليه مير محمد إبراهيم وكتب إليه ان أردت
أن نتلاقى فاذهب إلينا إلى أن نتلاقى في طهران وكان مير محمد إبراهيم راجلا
في ذلك فرأى في منامه رجلا يقول: جاء مير محمد تقي إلى طهران من المشهد
المقدس وأتعب نفسه في ذلك أنت لا تذهب إليه من قزوين فذهب مير محمد
إبراهيم إلى طهران.
ومنه ما ذكره مير محمد إبراهيم على ما ذكره ابنه الفاضل أمير محمد
مهدي كما يأتي في باب الميم - أن يوما من الأيام التي كنت في طهران في ذلك
السفر وكنت أقصر الصلاة فنسيت يوما أن أقرأ التسبيحات الأربع (3) المسنونة
بعد صلاة العصر فقال لي في ذلك اليوم: أنت لم تقرأ التسبيحات الأربع المسنونة
بعد صلاة العصر.



(1) هذه الزيادة ليست في م.
(2) في النسختين " بعد اثنى عشر سنة ".
(3) العبارة مشوشة في النسختين هنا.
85
ومنه ما نقله الأمير محمد مهدي المذكور أنه قال: ذهبت يوما في المشهد
المقدس إلى زيارته في حجرته المعلومة فوصلت إلى باب حجرته فرأيته وحده
وليس فيها أحد غيره ولم يرني فرأيته يمشي مهر ولا يبكي (1) ويذكر هذا المصرع:
* سوزم گرت نبينم ميرم چورخ نمائى *
ويتحرك صدره كالجراب المنفوخ يربو ويرجع
ومنه أن جميع من لقيه ولقيهم من أهل العلم والفضل ذكروا أنه لم يتكلم
مدة عمره بما يتكلم به الصوفية من خرافاتهم ومصطلحاتهم وتصنعاتهم ومعتقداتهم
أصلا وكان مواضبا على سنن النبي صلوات الله عليه وآله ولم يخرج قط من سنة
إلى بدعة والله يعلم حقائق الأحوال.
وكان وفاته في المشهد المقدس ليلة الأضحى سنة خمسين ومائة بعد الألف
وقبره هناك في المقبرة المعروفة بقتلگاه (2).
(40)
حاجي محمد تقي الطبسي
من تلامذة العلامة جمال الدين محمد الخوانساري " ره ".



(1) في ر " ولا يبكى ".
(2) قال الشيخ هاشم القزويني: ان المدفون بقتلگاه هو " الميرخدائي "
الرضوي وله بقعة مخروبة وكانت على قبره مرمرة قيمة سرقت أخيرا.
أنظر منتخب التواريخ ص 466.
86
وكان من أهل الفضل والعلم ورأيت منه " حواشي على كتاب المدارك "،
وقد ترجم أدعية الأسابيع وكتب في الحاشية ما يرفع ابهام ما أبهم من عبارات
الأدعية وقد أحسن فيه (1).
(41)
محمد تقي المشهدي المشهور بپوست جلاب
كان رجلا فاضلا ذا تؤدة وأناة وكان له من كل علم حظ كامل جلست بعض
الأوقات في مدرسه.
وكان من تلامذة العلامة مولانا محمد رفيع الجيلاني وكان معتمدا عليه عنده،
حتى أني سمعت أنه كان أحال أمر الفتاوى إليه ليكتبها فيجاء إليه ليختم عليه، فكلما
كتب من الفتاوى كان يختم عليه من دون نظر فيه.
(42) الشيخ محمد تقي الدورقي (2) النجفي
من أعلام الفضلاء ومن أفراد العلماء، جمع بين العلوم العقلية والنقلية،



1) هو المولى محمد تقي بن علي نقي الطبسي، الذي له " ترجمة مهج الدعوات "
ترجمه بأمر الشاه سلطان حسين الصفوي وفرغ منه في حادي عشر شهر رجب سنة
1117، وكان حيا إلى 28 شهر رجب سنة 1130.
أنظر: الذريعة 4 / 140.
2) نسبة إلى " دورق " بفتح الدال وسكون الواو وفتح الراء، بلد بخوزستان
87
مع تحقيق رائق فائق وعمل كامل وزهد شامل.
انتشر فضله في العراق، وأخذ منه علماء الأطراف، وسكن النجف الأشرف
واستفاد منه جميع الأقطار بدون استنكاف.
كان له ذهن دقيق وفكر عميق، وعمل بجد وسعى بكد، ففاق أهل عصره
واستعلى أهل دهره. رحمه الله 1).
(43)
آقا محمد تقي الهمداني
فاضل عجيب وعالم غريب، كان أعمى العينين، وكان يقرأ عنده الكتب الحكمية
لا سيما كتب مولانا صدر الدين الشيرازي، فيتكلم فيها ويوضح المواضع المبهمة 2)
ويدفع الايرادات ويورد الاعتراضات ويحقق الكلام وينقح المقام.
وكورة واسعة، قد نسب إليها كثير من العلماء والرواة.
أنظر: معجم البلدان 2 / 483.



1) من مشايخ السيد محمد بحر العلوم النجفي، وتوفى سنة 1187،
كما أرخ بذلك في القصيدة التي نظمها تلميذه السيد احمد العطار في رثائه، وقيل
سنة 1186.
والظاهر أنه هو الشيخ محمد تقي بن عبد الهادي الدورقي النجفي، كما يظهر
من بعض الكتب الموقوفة في ذلك العصر.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط، رجال بحر العلوم 1 / 66، أعيان الشيعة
9 / 195.
2) في ر " المواضح المبهمة ".
88
وقد تشرفت بخدمته وتبركت بلقائه. رحمه الله.
(44)
مولانا محمد تقي الدامغاني
كان من الفضلاء والعلماء. رأيته في سفري الأول إلى المشهد المقدس الرضوي
في دامغان، فأعجبني سمته وحاله وقوة علمه.

89
باب الجيم (45)
الشيخ محمد جعفر بن عبد الله الكمره أي 1)
ختن العلم العلامة آقا محمد حسين الخونساري، قاضي أصبهان ثم شيخ
الاسلام فيه.
فاضل أحاط بأفق الفضيلة، ولم يجعل لأحد منها دقيقة ولا ثانية، واستوى على
أقطار أرضها ولم يذر لغيره فيها مجالا قاصية ولا دانية، وطلع من شرق العلم وأضاء
فضله بحيث لم يبق للجهل ذاهبة ولا جائية، وتم بدره فأذهب دياجير الظلمات
بأنوار علمه الساطعة الحاننه؟؟ 2) خاض في بحار العلوم فأخرج منها درا ومرجانا،
وسبح في وعاء الفنون 3) فاستنبط فيها وسيلا وبرهانا، أعظم الأفاضل شأنا وأنورهم
برهانا.



1) هو القاضي الشيخ محمد جعفر بن عبد الله بن إبراهيم الكمره أي الأصبهاني
2) كذا في النسختين.
3) في م " في دماء العيون ".
90
كان له تحرير فائق وتعبير عن المطالب رائق، وإحاطة تامة في أنواع العلوم،
وحياطة شاملة لأجناس المعقول والمفهوم، وتحقيقات متينة لغوامض الدقائق،
وتدقيقات رزينة في اكتناه الحقائق.
له رحمه الله من كل فن شهبا عالية، وله من كل غصن ثمارا يانعة. قد تحقق كل
مسألة من مسائل العلوم بمالا مزيد عليه، واستنبط في كل مقالة الحق بحيث يظهر
لكل أحد ماله وما عليه.
وبالجملة لا مماثل له ولا معادل، ومن أراد أن يصف فضله بكنهه فهو عن الحق
عادل.
كان رحمه الله في أوائل أمره معتزلا عن المناصب، وكان منتهى مطلبه تحقيق
المآرب، فجاءه القضاء بولاية القضاء فوليه برضاء كان أو عدم رضاء، فباشره مراعيا
للكتاب والسنة والطرق المروية عن أئمة الأمة، فأتعب نفسه وراضها كمال الرياضة،
وجاهدها لله عايته غير مكترث عن عروض المضاضة.
وبالجملة بالغ في ابطال الباطل وإحقاق الحق بحيث يرضى مزهق الباطل
ومحق الحق.
روى أنه رضى الله (عنه) 1) ذهب إلى الجامع ورقى إلى ذروة المنبر، وكان
(من) 1) جملة ما تكلم به: أيها الناس من حكمت على أحد ولا يرضى منى فلا يرضى
فانى ما حكمت على (أحد) 1) الا وقد قطعت عليه وعلمت أنه يقينا حكم الله، ما قلت
خلاف الحق، ومن ضاع حقه وماله بسبب تدقيقي في الشهود وعدم ثبوت الحكم
بشهادتهم لدى وكان الحق له في الواقع ولم يتبين فليرض عنى ويحللني، فإنه



1) زيادات منا يقتضيها السياق.
91
ربما يكون الأمر كذلك ولم يتحقق عندي.
له رحمه الله " حاشية على شرح اللمعة " إلى أواسط كتاب التجارة ثم كتب
بعد ذلك على كتاب، (وله حواش متفرقة على ذلك الكتاب) 1) وله رسالة
فارسية في " الطبيعي والإلهي من الحكمة النظرية ". رحمه الله وأدخله بحبوحة
جنته.
وتوفى رحمه الله في ذلك المصر المشار إليه، فحق فيه قوله تعالى " ومن
يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله " 2).
ولأستاذنا ميرزا قوام الدين محمد القزويني " ره " فيه مرثية قد أجاد فيها وذكر
فيها تاريخ فوته 3).
(46)
ميرزا محمد جعفر بن السيد على الخفاف
فاضل عظيم المنزلة، وعالم جسيم المرتبة، منزلته العالية ارتفعت على الفرقدين



1) الزيادة من م.
2) سورة النساء: 100.
3) تتلمذ أيضا على المحقق السبزواري، وهو يروى عن المولى محمد تقي
المجلسي، ويروى عنه جماعة منهم المولى محمد أكمل البهبهاني والحاج محمد
الأردبيلي والسيد صدر الدين القمي والميرزا قوام الدين محمد القزويني الحلي،
حج في آخر عمره وتوفى بعد عودته إلى النجف سنة 1115 الموافقة لجملة " غاب
نجم هدى ".
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
92
ومرتبته السامية صارت إلى حد لا يسأل عنها بأين، ان رآه المحقق الدواني يدرس
حاشيته القديمة على التجريد غشيه من السرور مالا يفيق منه حتى ينفخ في الصور،
وان شاهده المحقق الباغنوي يلقى تعليقاته على تلك الحواشي افتخر على سائر العلماء
وإياهم قهر 1)، المطالب المودعة في تلك الحواشي تهتز بأنه مقررها، والمقاصد
المندرجة فيها تستر بأنه محررها.
أين الشيخ أبو على فليجئ فلينظر تلك التعليقات، وأين ابن نصر فليأت فلينظر
تلك التدقيقات. المحقق الطوسي قدس الله روحه قد بلغه من الحبور من تدريسه
لكتابه فسر وابتهج، وترحب به روحه إذ بسط مقاصده وأنتج منه ما أنتج. والعقول
المفارقة بوردون الفيض لما رأوا منه إحقاق الحق من تلك المطالب العلية، والرب
تعالى يرضى منه حيث سلك في تلك الطرق المؤدية إلى الأمور النفس الأمرية.
قد درس رحمه الله الحواشي القديمة دراسة أنفق أهل العلم قاطبة على أنه لم
يتحقق أحسن منها وأتقن، وليس في فنه أحد أن يحوم حولها في الأزمان في غالب
الظن. قد لاحظ فيها كل ماله فدخل في فهم مطالبها ودرك مقاصدها وحذف منها
حشوها وزائدها، ونظر في كل ما علق عليها ورد منها ما يرد وأورد منها ما يرد، وضم
إليه من خواض ذهنه مالا يطمثه انس ولا جان مما يطالعه البديهة والبرهان، وما يقدر
لكثرته على عده حساب الأزمان. كل ذلك بأحسن تقرير وأتقن تحرير.
وبالجملة حسن دراسته لذلك الكتاب كان فوق ما يتصور وأعلى مما يتفكر
لكن ذكروا أن ذلك كان إلى مسألة اثبات الوجود الذهني، وكان إذا بلغت الدراسة
إلى ذلك لم يكن أن يحسن بذلك الاحسان وان كان حسنا في الواقع، ولا بذلك



1) هذه العبارة في النسختين مشوشة.
93
الاحكام والاتقان و (ان كان) 1) مستحسنا في الواقع.
وكذلك دراسته لسائر الكتب لم تبلغ تلك الغاية ولم تصل إلى تلك النهاية.
أما أموره النيوية فلا يصل كميت القلم في حلبتها الغرض وان اجتهد وجد
وبهج وركض، غير أنا نذكر منها أمرين يعلم منهما غيرهما:
الأول: انه كان مصاحبا للوزير الأعظم، وكانا إذا ركبا كان حين الرجوع يقصد
بيته راكبا على ما هو عليه من الطريق ويفارق الوزير، وكل من الأمراء كائنين من
كانوا يذهبون مع الوزير إلى بيته ويترجلون حتى يترجل ويذهب إلى بيته ثم
يركبون ويرجعون لا يمكنهم خلافه.
والثاني: انه كان يهيأ ويخرج من بيته كل يوم ثلاثمائة وستون خوانا من ألوان
المأكولات وأنواع المشروبات، ومن عجائب الدنيا وليس منها بعجيب أنى رأيت
ابنه أو ابن ابنه أبن أخيه والله يعلم قد أهلكه الفقر وآل أمره إلى أن يتكفف، وكان
مع ذلك أعمى العينين.
والشئ بالشئ يذكر، أذكر في المقام ما ذكر في أحوال الخلفاء العباسيين
في تاريخهم، وهو أن بعضا منهم كان جلس في قصر منه مشرف على الدجلة (فرأى)
قافلة 2) من العرب يمشون، فلما انتهوا رأى رجلا منهم أعمى العينين يمشى راجلا وفى
يده ع صا، فأعجبه ذلك فأمر بأن يؤتى إليه، فجئ إليه وقال: مالك وما حالك؟ وهو
لا يعرف أنه الخليفة. فقال: دعني حتى ألحق بالحي وهم يذهبون وأبقى وحدي وأهلك
قال: اصبر نلحقك بالحي. فقال: كيف كان حالك ومتى آل أمرك إلى هذا؟ فقال:



1) الزيادة منا لاقتضاء السياق.
2) في م " في قافلة " من دون كلمة " فرأى ".
94
أقول مجملا، اني أمسيت أغنى الناس وأصبحت أفقرهم فقال الخليفة قل مفصلا.
قال كنت سيد الحي الفلاني فوصلت مع الحي أصيل يوم إلى تحت جبل فسكنا
هناك فنما حتى انتصف الليل فمطرنا بمطر كأنها أفواه القرب فلم يذهب زمان
حتى غرقنا بأجمعنا فلما طلع الصبح وأسفر رأيت البر كأنه بحر متراكم وأنا في
قلة الجبل إذ رأيت صفلا رضيعا يحبو فإذا هو ولدي قد أخرجه الموج إلى الساحل
فأخذته وضممته إلى صدري، فمشى فإذا أنا بفصيل من بعراني، فوضعت الطفل
لاخذ الفصيل فأسرع هاربا، فلما قرب وصولي إليه جاء الذئب وأخذ الطفل
ولما وصلت إلى الفصيل ضرب برجليه عيني فعميتا فسبحان القادر جل وعلا.
(47)
مولانا محمد جعفر الكرماني 1)
كان فاضلا نبيه الشأن وعالما رفيع المكان، سمو 2) فضله وعلو علمه مما أيده
البديهة والبرهان، والتتبع والتفحص لكتبه يصيره كالعيان.
جمع بين ا لعلوم العقلية والنقلية، فمهر فيهما واكتسبهما فحذق فيهما، ومع
ذلك كان منزها مقدسا خليقا ورعا متعبدا زاهدا، لا يشبهه 3) في شئ من ذلك منه،
الا أنه في آخر عمره ظهر منه العجيب وبرز منه الغريب.



1) هو المولى محمد جعفر بن محمد طاهر الخراساني الأصبهاني
2) في م " نحو علمه ".
3) كذا في النسختين، ولعل الصحيح " لا يشتبه ".
95
رأيت منه مجموعا قد كتب فيه أربعين صحيفة أو لوحا 1)، ونظم فيه كلمات وسفر
فيه عجيبات وقال: ان المجئ بالقرآن المعجز ليس مما يختم به سيدنا خاتم النبيين
صلى الله عليه وآله بل يمكن أن يأتي به أدنى أحد من رعاياه وخدامه.
ورسالته الموسومة " بالتباشير " معروفة 2) فيها أمور ظاهرها كفر ولا يمكننا
أن نطلع على بواطنها، ولا أعلم أنه كيف ظهر منه تلك الفلتات وبرز منه تلك الفرطات
وظاهر الشرع لازم الاتباع يمنعنا من أن نؤمن به، ولذلك لم نزر قبره ولم ندع
له بدعاء. والله عليم ببواطن عباده 3).
كان ذكره " الله الله يقوله صباحا ومساءا ليلا ونهارا لا يفتر منه ساعة. قيل:
وادمانه فيه وولوعه فيه أخرج مقلتيه من عينيه وأخذهما بيديه شاكرا راضيا
وأموره العجيبة كثيرة ان أردنا نذكرها 4) لم تحوه كراريس، غير أن قصد
الاختصار يمنعنا عن ذلك.
وله مؤلفات، منها شرحه على الكتب الأربعة على طرز عجيب وطور غريب،
ومنها " حواشيه على كأب الكفاية "، ومنها رسالة " الرضاع "، ومنها كتاب " النوادر "



1) يسمى ب‍ " الصحف الإدريسية ".
2) في م " بالتباشير معرفة "، وفى الهامش " تباشير المعرفة ظ ".
3) رسالة " الطباشير " أو " التباشير " يدعى المؤلف فيها أن معرفة الله تعالى تجلت
له في ليلة الجمعة 19 جمادى الثانية سنة 1151 فعرف ميزان الوحدانية الإلهية
وحقيقة التوحيد، وادعى فيها الكشف والشهود وتوغل في ادعاءات فارغة بعيدة
عن قدرة البشر، وتنبأ في آخرها أن وفاته ستكون سنة 1175.
أنظر: فهرس مخطوطات مكتبة آية الله المرعشي 9 / 176.
4) في النسختين " أن نذكره ".
96
جمع فيه كل حديث غريب وشرحه وتكلم فيه، وغير ذلك 1).
وكان رأيه رأى الأخباريين.
(48)
ميرزا محمد جعفر بن محمد صادق الشريف الأصبهاني
نزيل يزد. صاحبنا المعظم وصديقنا المكرم.
ألف العلوم المتعارفة والفنون المتداولة، فحذق ودقق فيها وعمق وحقق، ما
من علم منها الا وله فيه قدم راسخ وهو فيه ضابط، وما من فن من الفنون الا وهو
بين أصوله وفروعه رابط، خصوصا الفنون الأدبية.
أما الشعر فهو فيه الأستاد ولفحول الشعراء إليه الاستناد، وأما الكتابة فابن العميد
وعبد الحميد يجب أن يراجعا إليه في كل قديم وجديد، وأما المحاضرات والنكت
اللطيفة والأجوبة الموجزة المنيفة فالراغب في الاستفادة منه وأخذ 2) لمعها راغب
أما الأمثال واكتناه حقائقها والعلم بموردها ومصرفها فهو المجمع لها والمستقصى
والمرجع فيها، أما التواريخ فالمتنبى 3) والوصاف معترفان عنده بالفضل وأنهما
لو قدما عليه لكان من الاعتساف. أين ابن خلكان واليافعي فليوطئا له المسند ويستفيدا



1) ولد سنة 1080 وله من المؤلفات غير ما ذكر في المتن " إكليل المنهج "
و " المواعظ والأخلاق " و " مسائل أيادي سبا ".
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
2) في ر " وأخذه ".
3) كذا في النسختين، وفى هامش م " فاليميني ظ ".
97
منه ويعلما (1) المعتمد والبديع الهمذاني وقاسم بن محمد الحريري يجب أن
يقرءا كتابيهما عنده ليستعلما منه فنون البلاغة وشجون البراعة.
هذا البيان استعلامه في الفنون الأدبية واستسلامه في الغضون الكتابية والشعرية
وله كمال الاطلاع (2) على الطبيات من الكليات والمفردات والمركبات وطرق
المعالجات وهو اليوم المرجع فيه والمآب ومطبه اليوم مما يفوج به أولو
الألباب فهو من الأفراد الكاملة التامة والأساتيذ العاملين بهذه الفنون الخاصة
والعامة.
وله أيضا نهاية التعمق في العلوم الرياضية كالعدد والهندسة والهيئة.
وبالجملة هو مجمع الكمالات المنيفة ومنبع الفنون الشريفة مد الله ظله
وأصلح أمره كله وفساد الدنيا وعدم مرب للكمالات (3) من أهل الولايات أفسدا
الأمر وأبطلا الدهر، فلو كان أحد من أرباب القرون السابقة في ماله (4) لفاق على
جميع من سبق ولا يكون أحد بعده إياه يلحق.
[49]
الشيخ محمد جعفر النجفي
من علماء الزمان ومن فضلاء هذا الأوان (5) فقيه متين وأصولي مبين ونحوي



(1) في م " العلماء " وفي ر " يعلما " بدون الواو.
(2) في النسختين " الاطلاع به ".
(3) العبارة مشوشة في م.
(4) ليس بواضح في النسختين، ولعله " نباله " ويريد نبله.
(5) في النسختين " هذا الان ".
98
رزين وكلامي فائق وحسابي فائق.
وبالجملة هو مجمع العلوم من المنقول والمفهوم خدمته حين رجوعه من
المشهد المقدس الرضوي.
وهو اليوم قاطن في النجف الأشرف ويستفيض الفيوضات عليه السلام من
غير أن يخسر أو يتلهف. رزقنا الله السكون فيه (1) والعون منه.
[50]
مولانا محمد جعفر بن ملك (على) 2) الطهراني
المجاور للمشهد المقدس الرضوي يقال ان له في الفقه النصيب وهو
يخطئ فيه يصيب (3) وما وصلت إلى خدمته.
[51]
مولانا جلال الدين الاسترآبادي
فاضل منقح وعالم مجيد له " حاشية على الحاشية القديمة " للدواني،
استفاض عندي من كلمات العلماء ذوي التحقيق والفضلاء أولى التدقيق انه لم يفهم



(1) في النسختين " الكون فيه ".
(2) الزيادة من ر.
(3) كذا.
99
الحاشية القديمة مثله أحد وأن حاشيته هذه من أجود الحواشي ولكن ما رأيتها ولم
يتفق لي مطالعتها (1).
[52]
ميرزا جلال
من أعيان دولة الشاه إسماعيل الماضي أرسله أنار الله برهانه إلى شيروان
ليتكلم مع علمائها في التسنن والتشيع فذهب إليها وخاصمهم وغلب عليهم ونصر
الحق رحمه الله.
[53]
مولانا جمال الدين محمود الشيرازي
تلميذ المحقق الدواني من مشاهير الفضلاء.
له الحواشي على الكتب الدقيقة المتداولة كالحاشية القديمة وشرح المطالع
وشرح التجريد واثبات الواجب القديم للمحقق المذكور وغيرها.
درس في أصفهان أربعين سنة وله نفس مبارك وأكثر الفضلاء المشاهير



(1) جلال الدين الاسترآبادي الصدري من أعلام القرن العاشر الهجري.
أنظر الذريعة 6 / 68 أعيان الشيعة 4 / 201.
100
كالعلامة الأردبيلي وملا ميرزا جان الشيرازي ومير أبو الفتح وميرزا أبو الفتح (1)
قرأوا عنده فبرعوا فانتشر صيت فضلهم في العالم.
وهو من علمائنا الطائفة الناجية الامامية كما يظهر مما كتبه على مباحث الإمامة
من شرح التجريد الجديد وغيره.
وبالجملة أمره ذلك بين. رحمه الله ورضي عنه وأرضاه.



(1) كذا في النسختين وفي أعيان الشيعة 10 / 105 نقلا عن القزويني " ميرزا
أبو الفتاح ".
101
باب الحاء
[54]
ملا حسن الجيلاني الرشتي (1)
كان ينبوع الدقائق ومعدن الحقائق ما رأى الدهر مثاله ولا أدرك الزمان هماله (2)
[ان] (3) اقتدى به جمع علماء الأمة وذلك منهم [ليس] (4) بعجيب وان جعلوه
أسوة لا يستبدع ذلك منهم ولا يستغرب لأنه بينهم كالبدر بين الكواكب والملك
العالي الشأن في المواكب حقق في العلوم مسائلها الآنية وأوضح في الفنون مطالبها



(1) هو المولى حسن بن الشيخ سالم بن الحسن الجيلاني التيمجاني.
(2) في هامش م: لفظة " همال " فارسية صريحة ولكن المصنف أدرجها في
الكلام العربي اما سهوا منه وألفا بالألفاظ العجمية واما استعرابا ويأتي مثل ذلك
أيضا في الترجمة مولانا حسن علي بن المولى عبد الله فتبصر علي بن علي.
(3) الزيادة ليست في م.
(4) الزيادة ليست في م وأضيفت في ر.
102
الخفية، فظهر خفايا ذهنه الدقيق وبرز خبايا فهمه العميق. يليق أهل العلم أن
يفتخروا به، ويناسب العلماء (أن) 1) يباهوا الملائكة بسببه.
براهينه على المسائل المعضلة تدل 2) على أنه كأنه شاهدها، ودلائله على مغلقات
المطالب تشعر بأنه كأنه قد عاينها. أين العلماء الأقدمون فليأتوا إليه مذعنين، وأين
الفضلاء السابقون فليبوؤا إليه منه آخذين.
أهل عصره الذين كانوا بين أهل العلم كدرر التيجان، كانوا بالنسبة إليه كنسبة
الفضة إلى العقيان.
وبالجملة كان فريد الدهر ووحيد الأزمان، كل لسان بياني عن ذكر مدائحه وعن
تعداد أوراق فضله ونشر صفائحه.
كان تلميذ الفاضل المعظم والعالم المكرم آقا حسين الخونساري رحمه الله
وبه اتصف بالفضل وبرع على كل فحل. كان رحمه الله يفضله على أفضل العلماء
وأعلم الفضلاء مولانا محمد الشيرواني طاب ثراه، وهو يفضله على آقا حسين، فكان
فضله مسلما بينهما.
ولى حكومة الشرع في جيلان فصار فيها شيخ الاسلام، وتبعه كل من كان فيها
من القضاة والحكام، واستمر حكومته إلى أن مات، ولم يقدر ملك العصر على
عزله مع كمال بطشه وعزمه.
وكان رحمه الله في حكمه مجدا لا يزيله العواصف ولا يقلقه القواصف. روى
أنه اتى إليه جمع للمرافعة في خمسمائة توامين، فحكم على المنكر بمقتضى قواعد



1) الزيادة منا لاقتضاء السياق.
2) في النسختين " يدل ".
103
الشرع أن يعطى المدعى ما يدعيه (وكان ذلك شاقا لا يريد أن يعطيه الحكم عليه
بالبينة) 1) فتوسل بالوسائل فلم تنفع وتذرع بالذرائع فلم تنجع، فلزمه أن يسافر
إلى أصبهان ويتوسل إلى الفضلاء الكرام والأمراء العظام أن يشفعوا إليه في الرجوع
أو يحكموا عليه بالنزوع، فذهب إلى كل عالم وكل أمير ليأخذ منه المكتوب
أو يأخذوا عليه بأمر الخطوب، فأخذ من كل منهم ما يوافق ما يشتهيه.
قال: فذهبت يوما إلى مدرسة أو دار كان أحد المعروفين، فرأيت فيها شيخا
بهيا يدل سيماه على العلم والعمل، فقال: انى اكتب إليه شيئا فاحتفظ به ينفعك.
فكتب كتاب مختوما فأعطانيه، فأتيت إلى جيلان وكنت يوما جالسا فنظرت إلى الكتب
فرأيت كل أحد يكتب إليه شيئا ينفعني أولا ينفعني، ورأيت كتاب ذلك الشيخ.
ففضضته فإذا فيه مخاطبا إياه: هل تتذكر أنا كنا كعك ومعنا ثالث ونحصل العلم
ونشتغل به فرأى أحدنا في المنام أن طوقا من السماء جاء إلينا وهو يشعرنا باللعنة 2)
والبعد عن الله، فدخل في عنق أحدنا ولم نعلم من هو، ففي هذا الزمان ظهر أنك
صاحبه وطوق اللعنة مدخل في عنقك لأني وذلك الرفيق لم نتول حكومة الشرع
وأنت توليتها، فشأنك شأنك، خف الله ولا تحكم حكما بغير ما أنزل الله.
فقلت في نفسي: ان كان في هذه المكاتيب ما ينفعني فهو هذا. فرحت فوصلت
إلى رشت وأعطيته الكتب، فلما رأى المكاتيب وعلم أنه مكتوب الوزير الأعظم
والأمير الفلاني 3) أبقاه ولم يفكه ولم ينظر إليه وهكذا، فلما رأى كتاب ذلك الشيخ



1) الزيادة من ر.
2) في النسختين " اللعنة " والتصحيح منا.
3) في النسختين " والامر الفلاني ".
104
قبله ففكه فنظر فيه فطلب منديلا فبكى ساعة طويلة، فقلت: هذا نفعني. فلما انقطع
بكاؤه خاطبني مغضبا فقال: لا تأكل العذرة امش فاعط المدعى ذلك المبلغ
وله حكايات عجيبة قصد الاختصار للرسالة يمنعنا عن ذكرها كلها.
وما رأينا له رضي الله عنه مؤلفا الا حواشي قليلة على شرح اللمعة كانت مكتوبة
في أوراق لطيفة 1).
(55)
آقا حسن اللنباني 2)
كان من الفضلاء المشهورين والعلماء المعروفين، وكان من الصوفية، وكان
يمشى في شارع هناك صبيان يلعبون، فقال أحد منهما 3) " ربك " فأخذه الوجد



1) من أعلام القرن الحادي عشر وأوائل الثاني عشر، كان في النقليات من
تلامذة المولى محمد باقر المجلسي والمولى محمد على الاسترآبادي، ولى قضاء
جيلان سنين طويلة ثم طلبه الشاه سليمان الصفوي من جيلان فنصبه قاضيا في قزوين.
له على أكثر الكتب في كثير من الفنون تحقيقات وتعليقات على هوامشها.
أنظر: رياض العلماء 1 / 192.
2) اللنباني نسبة إلى " لنبان " بضم اللام وسكون النون ثم باء موحدة: قرية
كبيرة بأصبهان ولها باب يعرف بها، وقد نسب إلى تلك المحلة جماعة من العلماء
والصوفية.
أنظر: معجم البلدان 5 / 23.
3) كذا في ر، وفى م " أحدهما "، والصحيح " أحدهم ".
105
لما انتقل منه إلى معنى حقيقي، فغشي عليه 1).
(56)
مولانا حسن على بن مولانا عبد الله التستري
من أعاظم الأفاضل، ومن أقاصم الأكام، مشيد بنيان الفضل والتحقيق،
ومقتن قواعد العلم والتدقيق. فاضل عديم المثال، وعلم فقيد الهمال. تزين
مجالس الإفادة بوجوده النامي، وتعطر محافل الاستفادة به مركوبه السامي 2).
وبالجملة هو من أكابر الطائفة المحقة.
وينقل منه أنه كان أولاد الشاه عباس الماضي يتعلمون منه، وكانوا يتمسخرون
بولد ولد السلطان المذكور ويؤذونه، وكان رحمه الله يقول: لا تفعلوا ذلك به
فإنه يمكن أن تصل السلطنة إليه فتدارككم ذلك. فوقع الأمر على ذلك وتسلط،
وهو الملقب بالشاه صفي، فقتلهم كلهم.
وكان رئيس العلماء في زمانه 3).



1) ملا حسن الديلماني، حكيم صوفي ماهر في الفلسفة، كان يعتذر عن تخليط
الصوفية و يصححه، وكان مدرسا بالجامع الكبير الصفوي، وتوفى بعد اختلال
وقع في دماغه في أواخر العمر.
أنظر: روضات الجنات 2 / 360.
2) كذا في النسختين.
3) أعطى التدريس بعد وفاة والده في مدرسة الشاه عباس الصفوي بأصبهان،
وقرأ عليه جماعة من علماء عصره، منهم المولى محمد تقي المجلسي الأصبهاني
وابنه العلامة محمد باقر المجلسي، وكان معظما عند السلاطين الصفوية جليل القدر
بين معاصريه. توفى بأصبهان سنة 1069.
قرأ على والده ويروى عنه، ويروى أيضا عن الشيخ بهاء الدين العاملي وآخرين.
له " التبيان في الفقه " و " صلاة الجمعة " و " حاشية القواعد الشهيدية "
وغيرها
أنظر: أمل الآمل 2 / 74 رياض العلماء 1 / 261.
106
(57)
آقا حسن على بن الفاضل العلامة جمال الدين الخونساري
امتاز من بين أولاده طاب ثراه بالفضل والتحقيق والعلم والتدقيق، سمعت العلماء
يعظمونه ويصفونه بالفضل.
خرج مع طهماسب ميرزا من أصفهان عن المخاصرة المحمودية إلى قزوين
ثم إلى تبريز.
وكان رئيس العلماء بعد أن جلس طهماسب ميرزا مجلس الملوك وضرب له
بالسكة في قزوين.
(58)
السيد حسن بن السيد محمد امين الحائري
كان عالما فقيها، وفاضلا نبيها، وسيدا جليلا، وعابدا نبيلا، ذا أخلاق حسنة وشيم مستحسنة.

107
وقد تشرفت بخدمته وتبركت برؤيته في السفر الأول لتقبيل السدد العالية
والأعتاب السامية، وقد سمعت أستادنا الأمير محمد صالح الحسيني طاب ثراه يمدحه
ويقرظه.
(59)
سيد حسن بن الأمير محمد إبراهيم الحسيني
نشأت معه من سن الطفولة إلى سن الشباب، ثم أغرد في البين غراب البين
فوقعت المفارقة بيننا وبينه، فخرجت من قزوين أجول في البلدان إلى الان، وزمان
المفارقة خمس وثلاثون سنة تقريبا، وهو الان في قزوين مشغول بالعلم تدريسا
وتدرسا ومطالعة ومذاكرة لا يفتر ساعة.
وقرأ الكتب المتداولة من النحو والمنطق والحكمة والمعاني والبيان والفقه
وأصول الفقه والتفسير عند أخويه الفاضل العلامة السيد محمد مهدي " ره " والعالم
العامل السيد محمد حسين دام ظله، ولم يقرأ عند غيرهما الا ما أظن أنه قرأ مدة
عند الحاج خليل الحريجي.
وبرع في الفضل وفاق، إلى أن الغالب عليه الزهد في الدنيا والاشتغال بالعبادة
ولا يأخذ بيده الفلوس والدراهم والدنانير أصلا ويقول: هي نار.
وهو مع أنه في سن الكهولة والشيخوخة جميع مداخله ومخارجه بيد أخيه
السيد محمد حسين ولا يتوجه إليها 1) أصلا، كما يكون أموال الصغار على يد قيمهم
ومن طريف ما وقع منه دام ظله: أنه لما زق إليه امرأته أخذ يسألها أصول



1) في م " إليه ".
108
دينها، فتعجبت من ذلك فقالت: انى كنت أعددت نفسي لليلة الزفاف وما علمت
أنه كان ينبغي لي تهيئتي لليلة الأولى من ليالي القبر مد الله في عمره.
(60)
الحاج محمد حسن المهتدى 1)
أخونا في الله. رجل وما به الاشتغال 2) بالعلم والتفرغ له، قد أتعب نفسه في
الفقه وتدرب فيه وفى أصوله.
وهو في بدء أمره كان أخباريا، فوفقه الله وهداه إلى الطريقة المستقيمة الأصولية
ونظر في كتب الأصول للعلامة آقا محمد باقر البهبهاني كالحائرية 3) وغيرها، وهو
الان قد حصل طرفا صالحا من أصول الفقه.
وله ذكاء يتفكر في المسائل، قد حصل ملكة الاستنباط. نسأل الله تعالى أن
يوفقنا وإياه لما يرجى وهو الكافي.
(61)
ميرزا حسن بن مولانا عبد الرزاق اللاهجي
نادرة الأزمان والدهور، وبادرة الأيام والعصور، فاضل (تهتم) 4) لدى حسن



1) كذا في النسختين، وفى الكرام البررة - القسم المخطوط - نقلا عن
القزويني " المشهدي ".
2) كذا في النسختين.
3) يقصد كتابيه " الفوائد الحائرية " القديمة والجديدة
4) العبارة ناقصة هنا احتمل في هامش م أن تكمل بهذه الكلمة.
109
تقريره الأذهان والقلوب، وعالم تقشعر عند قوة تحريره فرائص الطالبين عجبا عن
احكما تأديته عن المطلوب. غاص في تيار بحار العلوم فأخرج الفرائد، وخاض في
عمار لجج الفنون فاستخرج الفوائد. روائع إفاداته زينت 1) صفائح الأنوار،
ودرر كلماته 2) وشحت قلائد أعناق الأبرار.
إذا جلس للتعليم هش وجوه الناظرين لحسن دقائقه الرائقة، وإذا التفت لتنبيه
الناظرين عما غفلوا عنه ابتهجوا لما يشاهدون من حقائقه الفائقة. شرح إشاراته لا يمكن
إلا لمن شفاه الله من الجهالة فتنبه من الأصول إلى الفروع، وتنبيهات جمل مقاصده
لا يتيسر الا لمن هداه الله من الضلالة فاستخرجها كاستخراج اللبن من الضروع.
مواقفه مقاصد للطالبين، مطالعه شوارق للمحصلين، ملخص كلامه تجريد
عن الزوائد، محصل مرامه تنضيد للفوائد. جمال الصالحين 3) يرى من شيمة، وخصال
الكاملين يبصر من كرمه.
كان رحمه الله عند وفاة والده لم يدرك رتبة من العلم ولم يبلغ درجة الفضل
ولم يحسن لتلامذة والده أن يبقى على تلك الحال أو يكون تلميذا لأحد من الرجال،
وأخذتهم الحمية في ذلك فقالوا: اجلس في مكان أبيك فانا نجئ إليك ونجلس
حولك كما كنا نتدرس عند أبيك 4). فقال لهم: أنتم الفضلاء وأنا في رتبة لا يمكنني
أن أدرسكم. فقالوا: اجلس مكانك وخذ الكتاب بيدك وتكلم فانا نلقى إليك ما



1) في النسختين " تزينت ".
2) في ر " در كلماته ".
3) في م " جمال الطالبين ".
4) في النسختين " عندك " والتصحيح من هامش م.
110
أنت تفهمه وأنت في صورة الأستاد ونحن التلامذة في الهيئة ونعلمك في المعنى
حتى تبلغ رتبة الفضل. فقبل ذلك وجرى الامر كما قالوا، فبرع ونال مرتبة عظيمة
في العقليات.
ثم ذهب إلى العتبات العاليات، فوصل (إلى) 1) خدمة مشايخ عصره في
الفقه والحديث وما يناسبهما، ونال مرتبة كاملة في الشرعيات.
ثم عاد إلى قم واشتغل في الفكر والمطالعة والتدريس والتأليف والتصنيف،
ونال ما نال من المراتب الجليلة والدرجات النبيلة. وأنا اعتقد أنه أفضل من أبيه.
وله تصانيف مثل " الروائع " 2) و " الزواهر " و " شمع اليقين " و " آيينه حكمت "
و " جمال الصالحين " في الأدعية والأعمال. رضي الله عنه وأرضاه 3).



1) الزيادة منا لاقتضاء السياق
2) في النسختين " الروامع " والتصحيح من هامش م.
أقول: هو الكتاب المسمى ب‍ " روائع الكلم وبدائع الحكم " في الفلسفة،
مرتب على مقدمة وثلاثة أبواب.
ومثله كتابه الاخر " زواهر الحكم الزاهر نجومها في غياهب الظلم " الذي هو
في الفلسفة أيضا ومرتب على مقدمة وثلاثة مقاصد.
أنظر: الذريعة 11 / 259، 12 / 62.
3) قرأ على والده بقم، وهو عالم فاضل حكيم صوفي، وتوفى سنة 1121
ودفن قريبا من حرم السيدة المعصومة في المقبرة المعروفة ب‍ " مقبرة الشيوخ "
وقبره ظاهر يزار.
أنظر: رياض العلماء 1 / 207، أعيان الشيعة 5 / 133، الكواكب المنتثرة
- مخطوط.
111
(62)
السيد حسن بن السيد أبى طالب الطباطبائي
الفاضل ابن الفاضل، العالم ابن العالم، الكامل ابن الكامل، فخر السادة،
وزين أرباب السيادة، وشرف أولى السعادة.
كان فاضلا مكرما، وعالما معظما، وفقيها نبيها، وأصوليا فخيما، ومفسرا عظيما
وحكيما جليلا، ومتكلما فائقا، ومحدثا بارعا.
وبالجملة استوفى خلال الفضل واستقصى خصال التحقيق. ومع ذلك كان
مقدسا نزيها، ذا أخلاق حسنة وشيم مستحسنة.
تبركت بلقائه وتشرفت بلقيائه في كازرون في سنة 1166، وتوفى رحمه الله بعد
ذلك لسنة وسنتين.
رأيت منه مقالة في " تحقيق قولهم: أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح
عنه " 1).
(63)
الشيخ محمد حسن البحراني الأحسائي
الساكن في بندر أبى شهر. كان فقيها منيع الرتبة رفيع المرتبة.



1) توجد هذه الرسالة بخط السيد رضا بحر العلوم النجفي، وذكر أن المؤلف
توفى بالبصرة وهو عازم للزيارة في شهر رمضان سنة 1169
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
112
وهو وان كان على طريقة الأخباريين لكنه كان من أهل التحقيق وأولى التدقيق،
قد تشرفت بخدمته زمان مسافرته إلى زيارة الرضا عليه السلام حين ورد يزد في
الذهاب والإياب. رحمه الله ورضى عنه 1). (64)
الشيخ محمد حسن الشهير بابن المجلى 2)
المجاور لبيت الله الحرام بين زمزم والحجر والمقام.



1) هو الشيخ حسن بن محمد بن علي بن خلف بن إبراهيم بن ضيف الله بن
حسن بن صدقة الدمستاني البحراني، من أعلام العلماء الجامعين بين العلم والعمل،
فاضل أديب له شعر كثير وخاصة مراثيه في الإمام الحسين عليه السلام مشهورة،
وكان يعمل بيده ويشتغل لمعيشته وعياله، وهو يروى عن الشيخ عبد الله بن علي
البلادي. توفى في بلدة القطيف يوم الأربعاء 23 ربيع الأول سنة 1181.
له كتاب " انتخاب الجيد من تنبيهات السيد " و " أوراد الأبرار في مأتم الكرار "
و " الجهر والاخفات " ورسائل وأراجيز أخرى.
أنظر: أعيان الشيعة 5 / 206.
2) في م " المحلى " وفى الكواكب المنثرة " أبو المحلى ".
أقول: لعله من أولاد الشيخ محمد بن علي بن إبراهيم المعروف بابن أبى
جمهور الأحسائي صاحب كتاب " المجلى لمرآة المنجى " و " غوالي اللآلي "
وغيرهما.
والظاهر أنه هو الشيخ حسن بن سالم بن علي بن أحمد إلى مجلي.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
113
كان عالما فضله معروف وفاضلا هو بالنبل موصوف، فاق العصابة 1) على جميع
علماء الأطراف، وبذ بعلومه الأدبية رمة فضلاء الحجاز والشام والعراق بوفاق
لا يصادفه الخلاف، وكل من لقيه فهو بفضله معترف ومن فيوضه مغترف 2).
لاقيته طاب ثراه حين تشرفي بطواف بيت الله، واستضت من محياه ابان
فوزي بزيارة حرم الله، وكأني بذلك صرت مصداق قول الشاعر:
تمام الحج أن تقف المطايا * على خرقاء واضعة اللثام
(65)
الشيخ حسن العاملي
المتشرف بمجاورة الحائر على مشرفها ألوف من السلام. كان فقيها نبيها
أصوليا نبيلا، تشرفت بخدمته في الحائر. رحمه الله.



1) كذا في النسختين، واستظهر في هامش م أن يكون الصحيح " بفضائله ".
2) من آثاره الشعرية تخميسه للقصيدة العينية التي نظمها السيد الحميري في
الامام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، ومطلعه:
لا تنكروا ان جيرتي أزمعوا * هجرا وحبل الوصل قد قطعوا
كم دمنة خاوية تجزع * لام عمرو باللوى مربع
طامسة آثارها بلقع
أنظر: الغدير 2 / 225.
114
(66)
الشيخ محمد حسن البحراني
فاضل استولى على أقاليم الفضل فملكها، واستقصى ممالك التحقيق فتملكها
برح لا ينزف ودأءماء لا يستطرف 1).
وهو دام ظله وان كان جالسا على وسادة فضل حشيت 2) بأنواع المعارف ومتكئا
على أريكة علم العوارف، لكن الإحاطة التامة له انما هو على الفقه والحديث
وما يتعلق بهما، والحياطة العامة بالمسائل الشرعية وما يتفرع عليها، له اتساع
حافظة يخجل عندها البحار الغامرة 3) (ويستحى له بها القواميس الزاخرة.
ما أحسب شيئا يحل في خاطره الشريف (الا) 4) وله امكان الخروج منه،
وان دقيقة تدخل في ذهنه العالي (الا) 4) ولها تأتى الانفكاك منه. ومع ذلك له فهم
ثاقب ودرك ناقب. وهو اليوم موجود ولا زال عدوه هو المفقود
له تأليف كثيرة، رأيت منه رسالة في " حكم مفقود الخبر " وكتبنا عليها حاشية
أرسلناها إليه 5) دام ظله ملتمسين منه أن يرفع منا ما خطر ببالنا من الجهالات وينزع
عنا ما كتبنا فيها من البطالات، وعدم منها الأثر ولم يصل إلينا منها الخبر.



1) كذا.
2) في م " حشت ".
3) من هنا ساقط من نسخة ر.
4) الزيادتان منا لاقتضاء السياق.
5) في الأصل " وكتبنا عليه حاشية أرسلنا إليه ".
115
(67)
الشيخ محمد حسين البحراني الاصطهبوناتي 1)
فاضل عظيم القدر والمنزلة وعالم نبيه الرتبة والدرجة. قد برع في الفضل
وفاق، وقل منه المثيل والبديل في الآفاق. قد تمهر في جميع الفنون، وتحذق في
اكتناه الغصون والشجون وهو متكلم ماهر، وفى الفقه وأصوله وفروعه بحر زاخر.
وبالجملة قد وصل إلى كمال الفضل وبلغ الرتبة، وله مع ذلك طبع منبسط
وحسن عريكة لا ينشبط 2)، وقوة نفس يتكبر بها على الأكابر، ويتفوق عليهم بما
يستحسن عند الأعاظم والأصاغر.
ورد يزد مسافرا لزيارة على بن موسى الرضا عليه السلام ذهابا وإيابا، وتبركنا
برؤيته أياما. أدام الله بركاته ومتعنا بافاداته.
ولنا معه أيضا مكالمات ومقاولات قد جرى بيننا وبينه في رسائل.
(68)
الشيخ محمد حسين القطيفي
هو أيضا ورد يزد للزيارة ذهابا وإيابا. وكان رجلا مليحا زينته رتبة وحسنته



1) كذا، ويريد " الاصطهباناتي "، وهو نسبة إلى " اصطهبانات " اسم مقاطعة
في الشمال الشرقي من مدينة " فسا " من توابع محافظة " فارس " شيراز.
أنظر: دانشمندان وسخن سرايان فارس 1 / 43.
2) كذا، ولعل الصحيح " لا ينثبط ".
116
شيمة 1).
كان مرتبطا بالمعقول والمنقول، وذا قوة في الفروع والأصول. جالسناه
أياما وليالي، وحاورناه بكلمات غير متوالية وذات توالى.
(69)
الشيخ محمد حسن القطيفي
المنتشر صيته في أيام النادر 2) والقارع سمع الأكابر والأصاغر.
اشتهر بالحذق في حكمة الاشراق، وكونه من عمدة أرباب الأشواق
والأذواق، حتى قيل إنه ترجم المثنوي للرومي بالعربية منظوما.
ورد العراق في ذلك الزمان لزيارة الأئمة عليهم السلام، وحصل التلاقي
بينه وبين المشايخ الكائنين هناك، ورجع إلى القطيف وتوفى هناك.
وبالجملة كان على ما سمعته من أفراد الدهر ومن أعاجيب العصر.
(70)
الشيخ محمد حسين البحراني الماخوزي 3)
استطار فضله في الآفاق، واستنارت البلدان بذكر اسمه مع ما فيها من ظلمات



1) كذا، والعبارة مشوشة.
2) يقصد نادر شاه الأفشار -
3) هو الشيخ حسن بن محمد بن جعفر الماحوزي البحراني.
117
الشقاق، فتلقى علماؤها فضله بالقبول بالاتفاق، بلا منازعة ولا مماراة ولا نفاق.
وبالجملة كان رحمه الله في عصره مسلم الكل لا يخالف فيه أحد من أهل
الحل 1) و العقد، حتى أن السيد الأجل والسند الأبجل السيد صدر الدين محمد
المجاور للنجف الأشرف - مع ما كان فيه من الفضل الرائق والتحقيق الفائق - كان
أمسك عن الافتاء حين تشريف الشيخ بزيارة أئمة العراق عليهم السلام ووكله إليه،
على ما أخبرني به الحاج حسين نيل فروش.
لكن أخبرني الشيخ محمد العاملي رحمه الله أنه لم ير لمدارسته كتاب المدارك
امتيازا ورجحانا على مدارسة علماء شيراز و أصبهان لذلك الكتاب، مع أنه رحمه
الله كان خدمه وخدمهم وسمع درسه ودروسهم. والله يعلم.
ولم يكن رحمه الله متعلق القلب بالتأليف والتصنيف، ولذلك لم ير منه
رسالة ولم يلف منه مقالة 2).
ومما نقل عنه أنه رحمه الله كان يرى من الواجب على العلماء والعدول تقسيم
الوجوه التي يجعلها الظلمة على الناس ويصادرونهم بها بينهم مع مراعاة ضعيفهم
وقويهم ويسرهم وفقرهم، لئلا يحترق الضعيف ويتضرر. قيل: وكان رحمه الله



1) في الأصل " من أهل أحد " والتصحيح من هامشه.
2) قال الشيخ على البلادي: قد نقل بعض الأساطين من أهل العرفان بعض
أجوبة مسائل للشيخ حسين المذكور، وفيها أبحاث جليلة
أنظر: أنوار البدرين ص 177.
118
يباشر ذلك بنفسه، والله يعلم (1).
[71]
الشيخ محمد حسين العاملي المشهدي
رفيقا وصديقنا فاضل عالم لا سيما في الرياضيات أنواع غير الموسيقى،
رأيته يقرأ شرح العلامة الخفري على التذكرة عند أستاذنا مولانا علي أصغر
قراءة تحقيق.
[72]
الشيخ مولانا محمد حسين التبريزي
رئيس العلماء أيام دولة الشاه سلطان حسين الصفوي، من أعاظم العلماء
وأفاخم الفضلاء.
كان متفننا (2) في العلوم مع اتقان وتحقيق وامعان وتدقيق.



(1) هو أكبر مشايخ يوسف البحراني صاحب " الحدائق الناضرة "
والسيد نصر الله المدرس الحائري، ولقد ذكره كل من تأخر عنه في كتب الرجال
والإجازات ويروي عن الشيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي سكن كربلاء بعض
الأعوام فاستجاز منه جمع من العلماء توفي بالقطيف سنة 1181.
أنظر أنوار البدرين ص 176، أعيان الشيعة 6 / 143 و 144.
(2) في الأصل " متقنا " والتصحيح من هامشه.
119
سمعت أستاذنا السيد السند الأمير محمد صالح الحسينت الكبير رحمه الله
يقول: انه رحمه الله درس كتاب الشافي للسيد الأجل المرتضى ثلاث مرات في
كل مرتبة كتب عليه (1) حواشي نافعة مشتملة على كمال التحقيق والتدقيق ولكنه
كان من أهل الدنيا غير سالك مسلك من يطلب العلم للعقبى ولا ممن رجع أمره
بالآخرة إلى ذلك رحمه الله وغفر له وسامحه (2).
[73]
آقا محمد حسين بن آقا حسن اللنباني (4)
كان فاضلا ذا رتبة عالية وعالما ذا مرتبة سامية، يزري بتلاطم فضله بالبحور
الزاخرة وبتراكم تحقيقه بالدأماء (3) الغامرة.



(1) في الأصل " عليها ".
(2) احتمل الشيخ آقا بزرك الطهراني أن يكون هو الشيخ محمد حسين بن
محمد علي التبريزي المجاز عن الشيخ محمد امين الكاظمي على ظهر كتابه " هداية
المحدثين " بتاريخ 12 صفر 1091 وعن الشيخ صفي الدين بن فخر الدين
الطريحي بتاريخ 25 ذي الحجة 1090 على ظهر كتاب " جامع المقال "، وكان
حيا في سنة 1132.
أنظر الكواكب المنتثرة - مخطوط.
(3) في الأصل " بالدامى " والتصحيح من هامشه.
(4) هو المولى محمد حسين بن المولى حسن بن المولى علي بن المولى
فقيه حسن التنكابني الجيلاني المعروف باللنباني وقد مضى ذك والده المولى
حسن اللنباني برقم 55.
120
كان متقنا في الجميع الا انه كان في الفنون العقلية أتقن ومحسنا في الكل
الا أنه كان في العلوم العربية أحسن.
والسيد الأستاذ الأمير محمد صالح الحسيني قدس الله روحه تلمذ عنده في
الفقه والحديث والعربية وأخذ تلك الفنون وكان رحمه الله ينقل منه تحقيقات
وتدقيقات وكان يعتمد عليه كثيرا ويمدحه ويقرظه.
وليس ذلك مخصوصا به بل هو رحمه الله ممن يشار إليه بالبنان بين جميع
العلماء نير البرهان وممن اشتهر كاشتهار الشمس في وسط النهار لا بمحض
الاشتهار بل بالاتقان والتحقيق وقوة الأفكار (1).
وهو الذي نسب إليه السيد السند علي خان شارح الصحيفة الكاملة انتحال
شرحه إليه وكتب في ذلك فصلا مشبعا وضمه إلى شرحه مع تشنيعات، رحمهما الله.
وقد سمعت العلماء يذبون ذلك عنه ويقولون هو أعظم شأنا من أن ينسب
ذلك إليه لا بالنظر إلى قوته في العلم فقط بل ونباهة شأنه، وسمو مكانه يقدسه



(1) ارتحل مع والده من جيلان إلى أصبهان وسكن بمحلة " لنبان " مدرسا
في مسجدها، قرأ الحديث على المولى محمد باقر المجلسي واجازه المولى
محمد صادق بن محمد السراب التنكابني في رابع جمادى الثانية 1123 وتوفى
في 26 من شهر رمضان سنة 1129.
أنظر رياض العلماء 1 / 185 روضات الجنات 2 / 358.
121
وينزهه أيضا (1).
وقد رأيت منه رحمه الله " شرحا على كتاب مفاتيح الصلاة " (2) وقد سمعت
السيد الأجل السيد الحيدر العاملي يذكر عنه - لما ذكر لخ انك لا تتم شرح (3) -
ان عبارات المفاتيح غير لائقة بشرح، أو كما قال مما يلائم ذلك ويناسبه (4).
[74]
مولانا محمد حسين المشهور بالكاشفي (5)
صاحب " جواهر التفسير " و " أنوار السهيلي ".



(1) قال الشيخ آقا بزرك الطهراني: عند سيدنا الحسن صدر الدين نسخة من
شرح السيد علي خان وقد كتب السيد علي خان على حواشي النسخة بخطه من
أول موضعا موضعا.
أنظر الذريعة 13 / 35، الكواكب المنتثرة - مخطوط.
(2) يقصد " شرح مفاتيح الشرائع ".
(3) كذا العبارة مشوشة.
(4) للمترجم له غير الشرحين المذكورين أعلاه " شرح الذخيرة " في الفقه
و " المزار ".
(5) هو كمال الدين الحسين بن علي الكاشفي الواعظ البيهقي الشبزواري ويعرف
بالواعظ الهروي أيضا.
122
هو من فضلائنا وان كان معاشرا مع أهل السنة 1)، وهو فاضل محقق ومدقق
شاعر وكاتب.
وبالجملة هو من أفراد الدهر 2). رحمه الله
(75)
السيد حسين العاملي 3)
المفتى في زمان الشاه طهماسب الماضي. كان فقيها بارعا وعالما فائقا. ذكره



1) قال الأفندي: ويقال انه كان يتهم في هراة وسائر بلاد ما وراء النهر بالتشيع
والرفض، وفى سبزوار وسائر بلاد الشيعة بالتسنن والتحنف أو التشفع، وخاصة
من جهة صحبته الأمير على شير السنى ومصاهرته مع المولى الجامي السنى..
ولكن أكثر تصانيفه سيما تفسيراه مؤلفة على طريقة أهل السنة.
أنظر: راض العلماء 2 / 186.
2) كان مجموعة للعلوم الدينية والفنون الرياضية حتى الغريبة منها، يعظ الناس
بصوت حسن جميل، وله تقدم عند الامراء والملوك، وألف أربعين كتابا في مختلف
العلوم، وتوفى بهراة سنة 910.
أنظر: أعيان الشيعة 6 / 121.
3) هو السيد حسين بن الحسن بن محمد الحسيني الموسوي الكركي
المعروف بالمجتهد والمفتى. هاجر من جبل عامل إلى إيران، وحاز مرتبة عظيمة
عند الملوك الصفوية حتى أصبح شيخ الاسلام بأردبيل، وتوفى سنة 1001.
أنظر: رياض العلماء 2 / 62.
123
صاحب عالم آرا مكررا.
ورأيت رسالة في " نفى الوجوب العيني للجمعة " في كمال البسط) 1) واشباع
الأقوال والآراء والأسئلة والأجوبة حقها. وبالجملة يظهر منها فضل مؤلفها. كأنه " ره "
مؤلفها 2). (76)
مولانا الحاج محمد حسين القزويني
نسيب مولانا الخليل المشهور. كان عالما فاضلا على طريقة نسيبه من الاشتغال
بحاشية السيد 3).



1) إلى هنا ينتهى الساقط من نسخة ر.
2) في هامش م: أقول: هذه الرسالة موسومة ب‍ " اللمعة في أمر الجمعة "،
وهي للسيد حسين المذكور يقينا.
أقول: ألفت هذه الرسالة للشاه طهماسب الصفوي في أردبيل، وفرغ المؤلف
منها في شهر رمضان سنة 966.
أنظر: الذريعة 18 / 353.
3) كذا، والصحيح " بحاشية العدة " فان الخليل بن الغازي القزويني له
حاشية على العدة معروفة مطبوعة.
أنظر: الذريعة 6 / 148.
124
(77)
مولانا الحاج محمد حسين القزويني المشهور بدرباغي
كان عالما فاضلا فقيها نبيها. كان ذا صلاح وديانة، وله " شرح على القصيدة
العينية " للسيد الحميري، وكان صديقنا. رحمه الله.
(78)
الأمير محمد حسين بن الأمير محمد صالح الأصبهاني
حافد العلامة مولانا محمد باقر المجلسي 1).
من صدور الفضلاء وبدور العلماء 2) ونخبة الأتقياء ومنتجب الصلحاء.
كان فاضلا عظيم القدر فخيم المكان (نبيه الشأن) 3) نير البرهان، قوى النفس
ذكى القلب، جمع بين المرتبة ا لعالية الفاضل الكامل 4) والزهد الشامل
وبالجملة هو من أعاجيب الأزمنة والدهور وأغاريب الآونة والعصور.



1) الأمير محمد حسين بن محمد صالح بن عبد الواسع الحسيني الخواتون
آبادي، أمه بنت العلامة المجلسي المولى محمد باقر.
2) في النسختين " صدر.. بدر ".
3) الزيادة ليست في م.
4) كذا في النسختين، ولعل الصحيح " من الفضل الكامل ".
125
كان رئيس الطائفة النامية ورأس الفرقة الناجية، حامي الدين دافع شبهة
الملحدين، عديم المماثل فقيد المعادل.
لم نر منه تأليفا وتصنيفا، لكن سمعت أن له حواشي متفرقة على كتب العلوم 1)
أقام الجمعة بأصبهان أعواما كثيرة، وصار في أخ ر عمره شيخ الاسلام متكلفا.
وثبت عنه انه " ره " كان في زمان الشاه سلطان حسين وزيرا لمريم بيكم عمة
السلطان، ولما تسلط المحمود الأفغاني القليجاوي على أصبهان أخذ به 2) الأفاغنة
وعذبوه وضربوه لأخذ الأموال عنه، وكان ذلك مؤثرا عظيما في اصلاح حاله وميله
عن جنبة الدنيا إلى جنبة الآخرة، وكان رحمه الله يقول: تأثير ذلك في قلبي
واصلاح حالي كان كتأثير شرب الأصل الچيني (الصيني) في البدن لاصلاح
المزاج
ومن قوة نفسه أن النادر كان في أوائل حاله مصرا على قتل الروم وأسرهم ونهب
أموالهم على أنهم كفرة مستحقون لذلك، وكان يستفتي في ذلك العلماء، فلما ورد
أصبهان استفتى في ذلك عن السيد، وكان رأيه عدم جواز ذلك، فأجاب 3) بمقتضى
رأيه، وعظم ذلك على النادر، فلما رأى السيد ذلك اعترضه فقال: ان عظم ذلك



1) له من المؤلفات " الألواح السماوية " و " حاشية شرح التجريد "
و " خزائن الجواهر " و " السبع المثاني " و " لباس التقوى " و " مناقب الفضلاء "
و " نوروز نامه " و " البداء " وغيرها من الكتب والرسائل تجدها في مظانها من
كتاب الذريعة.
2) كذا، والظاهر أن الصحيح " أخذه ".
3) في ر " فأجاب عنه ".
126
عليك فلسنا مفتين بخلاف الحق ونخرج عن تحت أمرك وتخرج إلى بلدان أخر.
فتحمل النادر ذلك ولم يدر عليه بما يكرهه مع شدة بأسه وجيشه 1)، 2).
(79)
آقا حسين التاج
من أعاظم الطائفة المحقة وأكابرهم، وكان عالما فاضلا فقيها متكلما أصوليا
محدثا، لكن كان الغالب عليه الزهد في الدنيا والتنفر عنها وعدم الاقبال عليها.
كلفوه كثيرا بأن يأخذ المناصب العالية كالصدارة ونحوها فلم يقبلها ولم يلتفت إليها.
كان بيته صفة أو طلقا واحدا، فأخذ على نصفه سترا فجعل حريمه تحت الستر
وجلس قبالة البيت، كان ذلك عادته صيفا وشتاءا ربيعا وخريفا، لم يضع لبنة على
لبنة.
وكان يأتيه الأعاظم والأكابر فيجلسون عنده للزيارة لا يحتشم منهم بأن يغير
نفسه، وكان على ذلك مدة عمره.



1) في ر " ررجيشه " وفى هامش م " وظيشه ظ ".
2) يروى عن أبيه الأمير محمد صالح الخاتون آبادي والعلامة المولى محمد
باقر المجلسي والآقا جمال الدين الخونساري والمولى أبى الحسن الشريف
والسيد على صدر الدين الشيرازي وبعض فضلاء البحرين، ويروى عنه السيد محمد
مهدي بحر العلوم النجفي والشيخ زين الدين بن عين على الخونساري، وتوفى
23 شهر شوال سنة 1151 ونقل جثمانه إلى مشهد الرضا عليه السلام.
أنظر: روضات الجنات 2 / 360.
127
واشتاق ملك عصره الشاه سليمان إلى رؤيته، وكان ملكه مانعا من أن يأتيه
ولا يأتي هو إليه لتنفره عن الدنيا، فالتجأ السلطان إلى أن يستشيره وزيره الشيخ
على خان في ذلك، فأشار الوزير إلى أنه يأتي كل يوم الخميس إلى الباغ 1) المشهور
ب‍ " هزار جريب " فإذا أتى إليك 2) نخبرك فتأتي إليه فتزوره، ولما كان ذلك اليوم
جاء إلى ذلك الباغ غدوة فأخبر الوزير الملك فجاء فالتقيا وتكلما متماشيان إلى
وقت الظهيرة، وكان عليه لبادة 3) فزادت الحرارة، فتأذى بها فأخذ الملك اللبادة
فألقاها على عاتقه إلى أن رجعا إلى الباب، فأخذ اللبادة عن الملك ليعود إلى بيته،
فقال الملك: ملوك الأرض يفتخرون بأن يأخذوا غاشيتي فاليوم أنا أخذت غاشيتك.
فقال: لا يفيد ذلك لي فائدة دينية ولا دنيوية، فان البقال يعطى البقل منى بفلوس
ولا يعطى بأنك آخذ لغاشيتي، فتفارقا 4).
(80)
آقا حسين بن آقا إبراهيم المشهدي السابق الذكر
كان ذا فضل باذخ وذا علم شامخ، متفننا في العلوم، مع ذهن وقاد وفهم
نقاد.



1) كلمة فارسية بمعنى البستان.
2) كذا، والصحيح " إليه " أي إلى البستان.
3) جبة تلبس فوق الثياب.
4) هو محمد حسين بن شمس الدين الملقب بالتاج، ذكره الأردبيلي بما
ذكره القزويني من الزهد والاعراض عن الدنيا ومناصبها.
أنظر: جامع الرواة 2 / 100.
128
كان شيخ الاسلام في العسكر النادري، وأرسله النادر إلى مملكته ليميز شيوخ
الاسلام والقضاة وعزل غير المستحق ونصب المستحق فدارها وساعه 1)، فورد
تبريز وأنا كنت هناك، فوصلت إلى خدمته.
وكان حسن الصحبة. كان أكثر محاوراته البحث عن المباحث العلمية.
قيل: أنه كان يجلسه النادر على مائدته، فكانت الأطعمة تؤتى بصحاف من
الذهب، فكان يطرح المأكولات منها على الخبز ويأكل منه لحرمة الأكل والشرب
من أواني الذهب، فذكر ذلك للنادر فهم بقتله إذ رآه يفعل ذلك، فأشار أحد من
أحيائه إليه في ذلك، فغير تلك الحال الليلة الثانية، فلاحظه النادر فندم من نيته قتله.
فكان " ره " على منصبه إلى أن مات وأتى ببدنه إلى المشهد المقدس فدفن
هناك. وكان ذلك في السنة 2) التاسعة والخمسين بعد مائة وألف.
(81)
ميرزا محمد حسين بن ميرزا عبد الكريم المشهور بپير 3)
كان من الفضلاء والعلماء، ذا فكر عميق 4) وذهن دقيق، قد قرأ المتداولات.



1) كذا، وفى أعيان الشيعة " فدار في المملكة وورد تبريز ".
2) في النسختين " في الليلة ".
3) ميرزا حسين بن الميرزا عبد الكريم الشيرازي الأصبهاني، كان مصاحبا
مع السيد عبد الله التستري والآقا حسين بن إبراهيم المشهدي والمولى على أكبر
الطالقاني.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
4) في النسختين " ذا فكرة عميق ".
129
كان قاضي العسكر النادري. رأيته بتبريز إذ جاء مع تصدقات النادر للفقراء
جالسته وحاورته مكررا.
وكان ذا حسن وجمال ومهابة وجلالة ونباهة، فهم النادر بقتله لما شاهد منه
ذلك، وكان لا يمكنه قلته وهو على ذلك اللباس، فنزله من القضاء وأعطى إليه
(منصب) 1) رياسة أصبهان، وكان على ذلك. فقتله بعد سنة لمؤاخذة بها في سنة
1151 2). رحمه الله وحشره مع الشهداء.
(82)
السيد حسين النساج
كان فاضلا معظما وعاملا مكرما. كان يلقى دروس الكتب المغلقة كشرح العضدي 3)
ومتعالقاته القاءا حسنا.
وكان مصاحبا للحاج الشيخ محمد الآتي ذكره السامي 4) في حرف الميم.
(83)
السيد حسين بن الأمير محمد إبراهيم القزويني 5)
البحر الخضم والطود الأشم، الفاضل المركم العالم المفخم، أفقه الفقهاء



1) الزيادة ليست في م.
2) كذا في النسختين، وفى الكواكب المنتثرة نقلا عن القزويني سنة 1159.
3) في م " كشرح المختصر العضدي ".
4) في النسختين " ذكره السامية "، والتصحيح من هامش م.
5) هو السيد حسين بن إبراهيم بن معصوم بن محمد فصيح بن أولياء الحسيني
130
وأكرم العلماء، صاحب الفكر المستقيم والذهن 1) القويم، الخائض في غمار
الأفكار والغائص 2) في رامي الأنظار، المتخرج بنزر أفكاره ما فات الأوائل، والمستخرج
بدرر أنظاره الفرائد الأمائل، فاضل مضاهيه فقيد وعالم مماثله غير عتيد، ان سألت
عن جامعيته للأقوال والأدلة فهو بحر لا ينزف، وان استفسرت عن استنباطه فأخذ له
لا يستطرف حقق الأقوال بما لا مزيد، ودقق ما اخماره بماله ليس عنه محيد، وليس فنه
مقصورا على الفقه ولا منظوره موقوفا عليه، بل هو متفنن 3) باتقان ومحسن بايقان.
صحبته من أول ريعان الشباب إلى أن نعق بيننا وبينه الغراب، وأيام المفارقة
كأنه متآخم حدود الخمس والثلاثين والآن قاربنا نحو الخمس والستين.
ومن مكارمه أنه وفق للحج والعمرة مع أنه لم يوفق والده ولا أخوه الفاضل
لذلك.
ومكارمه لا تحصى ولا تخفى لمن ساوره ولا تنسى 4).
له " شرح مبسوط على كتاب المسالك " 5) قد حقق مسائله ونقح دلائله، وهو



القزويني، وقد مرت ترجمة والده مير محمد إبراهيم برقم (4).
1) في م " في الذهن ".
2) في ر " الغالص ".
3) في م " متقن ".
4) في النسختين " لا يحصى.. لا يخفى.. لا ينسى ".
5) اسمه " معارج الاحكام في شرح مسالك الأفهام وشرائع الاسلام "، وهو
شرح كبير فرغ المؤلف منه سنة 1193، وقد ألفه إجابة لأخيه الأعز السيد حسن
عند مذاكرته المسالك ومباحثته لطائفة من الاخوان.
أنظر: الذريعة 21 / 178.
131
كتاب فائق رائق.
وله رسائل كثيرة منها أربع هي عندي: رسالة " الأحفاد مع وجود الأجداد "
ورسالة " أحكام النبش "، ورسالة الزنابذات البعل " ورسالة " نكاح الكوافر "
كلها في كمال الحسن والمتانة والاتقان والرزانة. أطال الله بقاءه ورزقنا لقاءه 1)
(84)
السيد حسين بن مير أبو القاسم 2) الخونساري
من أعاظم علماء (عصرنا وأفاخم علماء) 3) دهرنا، فاضل لا يوجد مضاهيه وعالم
لا يلفى موازيه، صاحب الفكر المتين ومالك الذهن الرزين، غواص لجج التحقيق
وخواض طماطم التدقيق، قد تزين صفحات زماننا بوجوده الشريف، وتوشحت
أعنان أواننا بكونه المنيف.



1) أخذ العلم عن جماعة، منهم السيد نصر الله المدرس الحائري والشيخ
حسين الماحوزي والمولى محمد قاسم التنكابني، وهو من شيوخ إجازة السيد
محمد مهدي بحر العلوم النجفي، ولد حدود سنة 1126 وتوفى بقزوين سنة 1208
وقبره مزار مشهور.
أنظر: الكرام البررة 1 / 374.
2) أبو القاسم هذا اسمه: جعفر بن الحسين بن القاسم بن محب الله بن
القاسم بن المهدى الموسوي الخونساري.
3) الزيادة من ر.
132
ان تجسست عن علو قدره في الفضل فهو جبل شامخ، وان تحسست عن نباهة
علمه فهو علم باذخ. لا يوصف بنعت يلائمه، ولا ينعت بوصف يناسبه، فالاعراض
عن التوغل في ذلك أجدر لأنه بنباهة شأنه أجل من يذكر.
والآن هو متوغل بالعبادة ومشغول في الزهادة. كثر الله أمثاله ورزقنا من تلقى
مثاله.
سمعت أن له " تعليقات على شرح اللمعة " وحواشي العلامة الخونساري عليه 1)
(85)
الحاج محمد حسين الأصبهاني المعروف بنيل فروش
كان عالما ذا فضل متين وفاضلا ذا علم رزين، تلمذ عند 2) أستادنا (الفاضل) 3)
العلامة مولانا على أصغر المشهدي 4) طاب ثراه، فقرأ شرح المطالع بتمامه فبرع
وفاق.



1) كان معظم قراءته على أبيه، ويروى عنه وعن المولى محمد صادق بن
محمد السراب التنكابني، وهو من شيوخ السيد محمد مهدي بحر العلوم والميرزا
أبو القاسم القمي وغيرهما، توفى عصر يوم الأحد ثامن شهر رجب سنة 1191.
أنظر: روضات الجنات 2 / 367.
2) في م " عنده " وهو خطأ يعرف من بقية كلامه.
3) الزيادة ليست في م.
4) في ر " المهتدى "، وهو خطأ وقد ذكر بعنوان " المشهدي الرضوي "
في إجازة القزويني للسيد محمد بحر العلوم
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
133
كان " ره " صديقنا وأليفنا، جالسناه وحاورناه كثيرا.
ولما رزقه الله العلم وجعله من أهله اهتم بمباحث الإمامة، لما رأى من بعض
الاضطراب والقلق فيها، فألقى فكره فيها مع تجرد فائق والتفات رائق، وجعل
على نفسه أنه ان رأى المذهب الحق مذهب التسنن أضرب عن اخوته وراح إلى
بخارى وعاش فيها إلى أن يلقى ربه، وان ظهر أن المذهب الحق مذهب التشيع يبقى
بين أخوته إلى أن يدركه الأجل، فصنف كتابا في ذلك فدلل 1) على صحة ما ذهب
إليه الطائفة المحقة والفرقة الحقة، فبان له أنه الحق وأعرض عن الباطل. ورأيت
ذلك الكتاب، وهو كتاب حسن متين وللحق مبين.
وصنف " ره " كتاب في التفسير أودع فيه ما اختاره من معاني الآيات وتفسيرها
وتأويلها وما خطر بباله من المعاني 2) مما خلا عنه كتب التفاسير وتممه، وهو
أيضا كتاب حسن.
توفى رحمه الله في النجف الأشرف كأنه في أواسط عشر السبعين بعد
(86)
آقا حسين بن آقا شريف بن آقا رضى بن آقا حسين الخونساري
من فضلاء زماننا، من سلالة الأفاضل ومن خلاصة الأماثل.
وهو مربوط بالحكمة، قد شرح بعضا من كتاب التحصيل لبهمنيار. أبقاه الله.



1) في النسختين " فذلك ".
2) في م " محل المعاني ".
134
(87)
مولانا محمد حسين اليزدي الجفروني 1)
كان عالما فنه الوعظ، كان يبسط موعظة حسنة مؤثرة.
(88)
مولانا محمد حسين القزويني المشهور بالرئيس
كان عالما ذا فضيلة.
(89)
مولانا حسين على الجيلاني الرشتي
شيخ الاسلام فيه. كان يقال انه من أهل العلم، فوصل ذلك إلى مستفيضا من
غير تفصيل وما رأيته. رحمه الله وأفاض عليه رضوانه.
(90)
مولانا حمزة
تلميذ مولانا محمد صادق الأرجستاني، وفى الخاطر أنه كان جيلانيا 2).



1) كذا في النسختين، وفى الكواكب المنتثرة " البفروئي " والظاهر أنه
الصحيح، منسوبا إلى " بفرويه " قرية من توابع مدينة يزد.
2) هو جيلاني أصبهاني لأنه سكن أصبهان وكان من علمائها، وكتب تقريرات
أستاذه الأرجستاني المتوفى سنة 1134 وسماها " الحكمة الصادقية ".
أنظر: الكواكب المنثرة - مخطوط.
135
الفيلسوف الأعظم والحكيم الأفخم، منسى تحقيقات حلت في أفهام المتقدمين،
منشئ تدقيقات لا تخطر في أذهان المتأخرين. أبكار أفكاره فرائد توازيها في دار
الثواب الحور المنيعة ومحكمات خيالاته تضاهيها في الجنة القصور الرفيعة. أعظم
محقق للمسائل الحقيقية، وأعلم مدقق للمطالب العالية العلية
أبيات مقاصد الفنون انكشفت لديه، وخفيات مآرب العلوم عرضت بتجليه
عليه، فكره الغائص أخرج عن بحار الحقيقة دررا مكنونة، ونظهر الخائض أبرز من
طماطم المعارف فرائد مصونة. أساطين الحكماء 1) يجب عليهم أن يستفيدوا عنه،
وقدماء الصناعة يلزمهم أن يتلمذوا عنده آخذين منه. لو أحيى 2) جميع الحكماء
وحضورا عنده لكان لهم رأسا، ولو حشروا بأجمعهم لديه أذعنوا له ولم يقلبوا
طرفا ولم يحركوا رأسا.
وبالجملة هو أعظم عمدة لصناعة 3) الحكمة وأعلم قدوة للناظرين في
الفلسفة.
اشتهر بالفضيلة التامة في زمان أستاده وهو حديث لا سبيل للقدح في اسناده،
بل هو أظهر من الشمس وأبين من الأمس.
ومن تأليفاته رسالة في " تحقيق مطالب النفس ومسائلها "، وحاذى به الكتاب



1) في ر " أساطين الحكمة ".
2) في م " آخذين من نواحي جميع الحكماء "، وهو لا يستقيم.
3) في النسختين " للصناعة ".
136
السادس من طبيعيات الشفاء. وهو كتاب في غاية الحسن ولنا على الفصل الأول
والثاني منه تعليقة أظنها متينة.
وله أيضا مقالة في " تحقيق قول المحقق الطوسي قدس سره القدوسي:
والجوهرية والعرضية من ثواني المعقولات " الخ 1)
(91)
ميرزا حكيم والد مخدومنا ميرزا أبى الحسن الادركاني دام ظله
من مشاهير الفضلاء ومعاريفهم، خصوصا في العلوم الرياضية فإنه " ره "
كان قد بلغ فيها الغاية وتجاوز النهاية على ما وصل إلينا من العلماء والمشايخ، منهم
ولده الأكرم الأمجد. أدام الله ظله 2).
(92)
مولانا حيدر على بن مولانا ميرزا محمد الشيرواني
كان فاضلا معظما وعالما مفخما، كما علمناه من تعليقاته على المسالك وغيرها.



1) وله أيضا " حاشية تجريد الكلام " و " رسالة في التشكيك " وغيرهما مما
هو مذكور في الذريعة
2) قرأ الميرزا حكيم على الميرزا محمد بن الحسن الشيرواني، وقرأ الرياضيات
على المولى محمد حسين بن محمد باقر اليزدي، وكان يسكن بمدينة يزد وهو
أورع أهل زمانه، وتوفي سنة 1116.
أنظر: رياض العلماء 2 / 197.
137
فإنها وان كانت قليلة لكنها تدل على فضل محررها.
وبالجملة هو من أهل الفضل مع أنه كان من أهل الزهد والتقوى أيضا.
الا أنه ظهر منه أقوال مختصة (به) 1) ينكر ذلك عليه وان كان لبعضها قائل به
غيره.
سمعت أستادنا واستنادنا الفاضل الأعز والعالم الأكبر مولانا علي أصغر
يحكي أنه كان يلعن جميع العلماء الا السيد المرتضى ووالده العلامة وقد تحقق
منه أنه كان يضيف أهل السنة إلى بيته ويصبر عليهم إلى أن يحصل له الفرصة ويتمكن
مما يريد فيأخذ المدية بيده المرتعشة 2) لكونه ناهزا التسعين فيضعها في حلق
أحدهم فيقتله بنهاية الزجر.
و " الحيدرية " المنسوبون إليه كانوا يصومون فيريدون أن يفطروا بالحلال،
فيمشون إلى دكاكين أهل السنة أو بيوتهم فيسرقون شيئا فيفطرون به.
ومن آرائهم عدم رجحان صوم يوم الاثنين أو حرمته وان وافى يوم الغدير.
ومنها حكمهم بخروج غير الامامية من دين الاسلام والحكم بنجاستهم وكذا
من شك في ذلك إلى غيرها من الآراء.
ورأيت منه رسالة حكم فيها بوجوب الاجتهاد على الأعيان كما (هو) 3) رأي
علماء الحلب وأشبع الكلام في ذلك لكنه مزيف.



(1) الزيادة من م.
(2) في ر " بيدها المرتعشة ".
(3) الزيادة من هامش م.
138
(93) السيد حيدر العاملي
المجاور للمشهد الرضوي على مشرفها ألوف من التحية والسلام.
كان فقيها ذا درية (ومستنبطا للمسائل الفقهية ذا درية) 1) وكان له قوة وسليقة
حسنة في ذلك مع أنه لم يكن مرتبطا بالنحو والصرف والمعاني والأصول والرجال.
ومن حسن سليقته أنه كان يقرأ العبارات من القرآن والحديث والفقه على كمال
الاتقان ولا يغلط فيها، مع أنه لم يكن مرتبطا بالنحو والصرف والمعاني والأصول
والرجال.
رأيته يقول:
ولست بنحوي يلوك لسانه * وانما أنا سليقي أقول وأعرب 2)
وكان 3) لغويا متتبعا فيها، وكان له ارتباط بالحديث والتفسير وكان زاهدا
متقيا كاملا فيهما 4) ومن عدم اعتنائه بالدنيا أنه كان الذهب والحجر مستويين عنده،
سافرت معه ورأيت منه ذلك.



(1) الزيادة ليست في م.
(2) كذا والصحيح في الشطر الثاني " ولكن سليقي أقول فأعرب ". والسليقي
من الكلام ما تكلم به البدوي بطبعه ولغته وان كان غيره من الكلام آثر وأحسن.
أنظر لسان العرب " سلق ".
(3) في م " وكان يقول ".
(4) في هامش م: الضمير يرجع إلى الحديث والتفسير لكن لا يخفى عدم
حسن التعبير بذلك.
139
وكان متهما يتهمه الناس بالتسنن، و (ساورته حضرا وسفرا فلم يتبين لي منه
شئ بل ظهر لي خلافه لكن رأيت منه شيئين يتوهم منه التسنن) 1):
الأول كنت معه في الساري من بلاد مازندران في شهر رمضان وقت الإفطار،
فذكر أن مولانا محمد باقر المجلسي طاب ثراه حكم بكفر (....) من حديث
الدواة والقلم من نسبة الهجر والهذيان إليه عليه السلام فقال معترضا عليه: انه
لا يدل عليه، لم لا يجوز أن يكون (...) أحمق لا يعرف المزايا.
ولا يخفى ما فيه على الناقد (البصير) 2) لكن ما ذكره لا يدل على التسنن،
لأن انتفاء دليل بسبب عدم 3) نهوضه على المدعى لا يدل على انتفاء الدليل مطلقا،
فيجوز أن يكون قائلا بكفر (...) بدليل آخر فتأمل.
والثاني: سأله 4) رجل في استرآباد عن مسألة لا أتذكرها فأجاب فيها بما
يوافق مذهب أبي حنيفة وتفصيل ذلك الاجمال أن أبا حنيفة يقول إن أحدا
إذا غصب شيئا فما دام لم يتصرف فيه يجري فيه أحكام الغصب فإذا تصرف فيه
يكون ذلك ملكا له ويشتغل ذمته بما غصبه.
وجوابه عن مسألة ذلك الرجل كان يرجع إليه وهو أيضا لا يدل على التسنن،
لم لا يجوز أن يكون تلك الفتوى 5) صدرت عنه سهوا والله يعلم.



(1) الزيادة ليست في م.
(2) الزيادة ليست في م.
(3) في م " دليل على عدم ".
(4) في النسختين " مسألة ".
(5) في م " ان ذلك الفتوى ".
140
ومن كراماته أن النادر ورد في بعض أسفاره على المشهد المقدس واستقبله
الناس صغيرا وكبيرا حقيرا وخطيرا ولم يستقبله السيد مع كونه قاضيا من قبله
فيه استخفاءا لنفسه وانه ليس في مرتبة يتوقع النادر منه الاستقبال فلما ورد
ولم يره من المستقبلين من غير عذر فأمر باخراجه من البلد فخرج منفردا راجلا
منه ليلحق رحله وأهله بعد فأمر النادر برده إلى البلد وندم من أمره بالاخراج
لعارض عرضه صار سببا للندم والأمر بالرد، فرجع إلى البلد مكرما 2).
وله تعليقات وحواشي على كتب الفقه خصوصا عيل كتاب المفاتيح.
(94)
السيد حيدر العاملي
الساكن في " دولت آباد " من قرى خراسان
سيد جليل وعالم نبيل له اطلاع كثير على العلوم الأدبية والفقه والحديث
والرجال.
وبالجملة هو جامع لتلك العلوم مع ذهن وقاد وفهم نقاد كثر الله أمثاله بين
هذه الطائفة العالية والفرقة الناجية.



(1) كذا في النسختين وفي هامش م " استخفافا ظ ".
(2) يروي السيد حيدر هذا عن المولى رفيع الدين الجيلاني وكان خليفته
بعد وفاته في صلاة الجمعة وغيرها من الأمور المرجوعة إليه.
أنظر تكملة أمل الآمل 1 / 195.
141
باب الخاء
(95)
مولانا خضر اليزدي
كان من المرتبطين بالعلوم والعالمين 1) بالمنقول والمفهوم وكان مرجعا
لطلب المعارف وملجأ مقتنصي دقائق اللطائف 2).
(96)
آقا خليل بن محمد أشرف القائني الأصبهاني
فاضل فكره عميق 3) وذهنه دقيق وملكته راسخة وفضيلته باذخة وعلمه



(1) في النسختين " العاملين ".
(2) في النسختين " وملجأ مقتصين لدقائق اللطائف ".
(3) في هامش ر: العبارات تفيد الحال ويجب أن تفيد الماضي لكن هو
من قبيل حكاية الحال الحاضر وقد سبق مثله كثيرا " منه ".
142
محكم متقن، ونظره غائر مستحسن.
برع في الفضل وفاق على جملة العلماء الحذاق في جميع الأدوار والآفاق
فنسخ بشمول 1) فضله أفكار الأولين وصار قدوة لأهل العلم من المتأخرين.
لو كان ابن سينا موجودا ورأى درسه لكتبه فافتخر على رمة الحكماء ورآه
المحقق الطوسي لدام مثنيا عليه كل الثناء لو شبهته بالشمس لكنت قاصرا إذ هي
تنير سطوح الأجسام وهو ينير الظهر والبطن ولو مثلته بالبدر لكنت حاسرا إذ هو
بعد ازدياده يأخذ بالانتقاص وهو انما يزداد في السر والعلن فلم يعثر الزمان له
في مسحه ايار الفضل من مساجل 2) ولم ير أحد من فرسان ميادين البراعة الا وهو
عنده مراجل والقلم واللسان يعجزان عن نعته وحقيقة حاله إذ هو أجل من أن
يوصف بكنه فضله وكماله.
كان رحمه الله تلميذا للفاضل العلامة آقا رضا 3) بن آقا حسين الخونساري رحمهما
الله فلما توفي أراد أن يتدرس عند أخيه الأفضل الأعلم آقا جمال الدين فلما قرأ
يوما أو يومين قال له: أنت بلغت كمال الفضل لا ينبغي لك أن تندرس بل ينبغي أن
تدرس.
وسمعت بعض أهل العلم يقول كان صاحب الترجمة في بيت يدرس لبعض
الكتب الكبار فجاء العلامة الفاضل الذي لم يوجد له مماثل مولانا محمد شفيع
الخراساني رحمه الله فجلس عقب البيت بحيث لم يره وهو لا يراه يسمع مدارسته
فلما خلا المجلس وذهب التلامذة دخل البيت وأخذ في الثناء عليه ومدحه وتقريظه
بما لا نهاية أو ما يؤدي مثل هذا المعنى.



(1) في ر " بشموخ ".
(2) العبارة مشوشة في النسختين ولم يتبين الصحيح.
(3) كذا والصحيح " آقا رضي ".
143
وبالجملة هو من الأعاظم الأفاخم وقد تحقق عندنا أن بعد وفاة المرحوم
آقا جمال الدين " ره " كان هو ممن يشار إليه بالبنان ويرجع إليه بين الأعيان إلى
أن حصل الداهية العظمى 1) ووقعت الطامة الكبرى وهي المحاصرة المحمودية
فخربت أصبهان بل تمام إيران ويحق أن يقال في حقها:
صبا دامن كشان بروى گذر كرد * أساس كلبه‌اش زير وزبر كرد
چنان زد بر بساطش پشت پائى * كه هر خاشاك آن افكند جائى
وفي أواخر المحاصرة نجاه الله تعالى، فخرج من أصبهان إلى قزوين 2)
فتلقاه العلماء بالقبول بل جميع أهل العقول، فحصل له جاه أمنع مما يكون ومنصب
أجل من أن يصفه الواصفون فصار مطاعا يطيعه الجل وسيدا ينحو نحوه الجزء
والكل ونفذت أوامره كنفوذ السنان فخدمه الناس والأركان.
وكان شرب الخمر قبل وروده أشيع من الماء وغيره من القبائح أكثر من أن
يذكر بالتقرير والأداء فأم ر بإزاحة ذلك فأزيح وأزيل ونهى عن مزاولته فلم يبق
شئ منه لا كثير ولا قليل.
وبالجملة كان الأمر أمره حتى استقر الحق مقره فاستفاد العلماء منه وأوقع التدريس
فبان نفس الأمر من غير تنفيع 3) ولا تلبيس.



(1) في ر " السانحة العظمى ".
(2) في هامش ر: أخبر السيد الأستاذ عنه رحمه الله أنه حاول ختم دعاء " يا من
تحل به عقد المكاره " على طريقة تنسب إلى مولانا أبى محمد العسكري عليه
السلام فعمله. قال: ولما كانت الليلة العاشرة تحقق خروجي من أصبهان عند تمام
الختم " منه ".
(3) في النسختين بلا نقاط في الحروف.
144
كان هناك رجلان لا يذعنان له كمال الاذعان بل يرعوان عنه تارة بالقلب وأخرى
باللسان: أحدهما يقال له مير محمد مؤمن (وكان فاضلا فحلا) 1)، وثانيهما 2)،
يقال له الحاج محمد رضا وكان عالما جزلا ومن انصافه رحمه الله في حقهما أن
قال: أما مير محمد 3) فأنا أبغضه لأنه ليس غرضه الا التكالب والتحاسد كما هو مقتضى
حب الدنيا الذي هو من أعظم المفاسد وليس غرضه أمر الدين واحكام الدين المتين،
وأما الحاج محمد رضا فأنا أحبه لأن اهتمامه لإقامة الدين وتقويم أمر المؤمنين،
لكنه غرط في أمر آخر وهو توهمه أن أمري على خلاف الحق بل هو باطل حقه أن
يبرهن وكان الأمر فيهما كما قاله " ره ".
وبالجملة بقي في قزوين عامين فصار بتوجهه كالجنة فاستقام الدين والدنيا
فيهما بحيث لا يضر أحد أحدا لا من شياطين الانس ولا من الجنة فتوفي رحمه
الله في زمان يبينه هذان البيتان:
الفيض على قبر خليل ممطال * في ليلة مبعث النبي المفضال
الظهر لعام فقده تاريخ * إذ زال به شمس سماء الأفضال 4)
وكان رحمه الله مع ما ذكر من خلال الفضل وخصال الكمال زاهدا عابدا متقيا
في كمال الاخلاص بالأئمة الطاهرين المعصومين عليهم السلام ومقبولا مطبوعا نحن
إليه القلوب وتئن من فقده كما يئن من فقد المحبوب.



(1) الزيادة ليست في م.
(2) في م " والاخر ".
(3) كذا وذكر قبيل هذا باسم " محمد مؤمن ".
(4) البيتان مشوشان في م.
145
وبالجملة كان محبوبا لكل من يراه فيشتاق إليه ويهواه.
ومن تأليفاته " شرح حديث (عمران) الصابي " وهو حديث مقلق صعب
الفهم لا يفهم مغزاه ولا يعلم معناه فشرحه شرحا تذل صعابه ويظهر صوابه ورسالة
في " شرح رسالة الإمام علي النقي عليه السلام في ابطال الجبر والتفويض واثبات
الأمر بين الأمرين "، ورسالة في " رد رسالة نصراني " كان يؤيد حقية مذهبه وابطال
غيره، وهو كتاب حسن جيد.
وذكر لي ولده العالم الفاضل المسمى باسم جده المشهور بآقا بابا دام ظله أنه
رحمه الله قد كتب أيضا تعليقات على شرح الإشارات ومعلقاته.
(97)
الحاج خليل بن حاجي بابا القزويني المشهور ببزركش
كان فاضلا نبيلا وعالما جليلا ذا أفكار دقيقة وذا أنظار رقيقة تفنن وأحسن
والغالب عليه الحكمة تفكر في مسائل وكتب فيها رسائل لم يستحسنه معاصروه،
منها رسالة في " تحقيق العلم الإلهي " وانقسامه إلى الاجمالي والتفصيلي وما قيل
في ذلك، ومنها " شرح حديث عمران الصابي " وغيرهما.
وكان صالحا عابدا، قرأت عليه قليلا من شرح اللمعة والمعالم.
(98)
الحاج خليل بن مولانا جعفر الحريجي 1)



(1) في النسختين " الحرنجي " والتصحيح من الكواكب المنتثرة وموارد
من هذا الكتاب.
146
كان من أهل الفضل وذوي العلم الا أنه كان مائلا إلى أرباب الذوق والحكمة
الاشراقية.
قرأت عليه قليلا من شرح حكمة الاشراق مع حاشية مولانا صدر الدين الشيرازي
عليه.

147
باب الدال
(99)
مولانا داود اليزدي
كان مرتبطا بالحديث والتفسير والرجال والحكمة رأيت كتبا كثيرة بخطه
منها مجموعة كبيرة مشتملة على الرسائل الحكمية وغيرها، يستفاد منها كمال ارتباطه
بها وأنه من أهل الذوق.

148
باب الذال
(100)
مولانا ذو الفقار
كان من علماء المائة الحادية عشر محشورا مع فضلائها في أصبهان وكان
مرتبطا بالعلوم غامرا فيها.
حكي عن الفاضل العلامة مولانا رفيع الجيلاني المجاور لمشهد الرضا عليه
السلام ذاكرني مولانا ذو الفقار في عبارة صاحب الوافي في كتاب الطهارة الدالة
على تأويل المعاد وارجاعه إلى الروحاني فقال أليس هذا كفر؟ فقلت ظاهرها
كفر. فلقيته غدا فقال: أصابتني الليلة الحمى لما سمعتك تقول ان ظاهرها كفر. انتهى
فتأمل في ذلك 1).



(1) مولانا ذو الفقار الأصبهاني من تلامذة العلامة محمد باقر المجلسي،
وتوفي قبل سنة 1133.
أنظر الكواكب المنتثرة مخطوط.
149
باب الراء
(101)
مولانا رجب على التبريزي
من أعيان الحكماء المتأخرين وفحولهم ومن عظماء الفلاسفة المبرزين
وكبرائهم 1).
كان شديد الانتقال في الحكمة ومن الراسخين فيه. كان " الشفاء " و " الإشارات "
في يده كالشمع في يد أحدنا يديرهما كما نديره بيدنا.
وبالجملة كان أستاد الفن الا أن حكمه باشتراك لفظ " الوجود " بين الواجب
وغيره وكتب فيه رسالة مما استنكره كل من أتى بعده كما استنكره من كان قبله.



(1) قال الأفندي ما مختصره لم يكن له معرفة بالعلوم الدينية بل بالعلوم الأدبية
والعربية أيضا، وكان معظما عند الشاه عباس الثاني الصفوي ومال قلوب الأكابر
والامراء إليه وله تلامذة فضلاء في العلوم العقلية.
أنظر رياض العلماء 2 / 283.
150
وبالجملة هو تعطيل محض لا يمكن اثبات الواجب مع ذلك القول ولعل له تأويلا
يمكن معه نفي التعطيل.
ورأيت منه رسالة يطبق فيها ما ورد في الشرع الأنور من أمر المعاد على صفات
النفس وملكاتها وعلومها فان كان هذا تأويلا له بحيث لا يثبت حشر الأجساد فهو كفر
محض وان جمع بينه وبين ما ورد في الشرع بأن حكم بوقوع كليهما كما ذهب
جمع إلى المعاد الجسماني والروحاني فلا مانع منه.
ويحكى أنه كان يمر في " چهار باغ " أصبهان فاستقبله أسد عقور قد عنا على
صاحبه وكسر سدته فهرب الناس فلم يتغير حاله ومشيته، فتجاوز كل منهما الاخر
ولم يلتفت الأسد إليه ولم يلتفت هو إليه ولم يحصل ضرر من الأسد إليه.
ومن طريف ما نقل عنه أنه اشتاق الشاه سليمان إلى رؤيته ومصاحبته واجتهد
فيه فلم يتسير له فقيل له انه يجئ في بعض الأيام إلى الباغ 1) المشهور ب‍ " هشت
بهشت " وهو كان متصلا بالحرم فأمر بحراس الباغ أن يخبروه إذا جاء، فأخبروه
يوما بمجيئه ففتح باب الحرم وخرج إلى الباغ فكان كلما كان الطريق بحيث
يحصل منهما التواصل ورب مولانا الطريق فيمشي إلى طريق آخر فاشتد السلطان
في الطلب فأخذه بحيث لا مجال له فجلسا يتحادثان ثم تفارقا فأمر السلطان يوما
بأخذ عدة من الباذنجان فوضعه في صفحة من الذهب ووضع عليه ظرفا آخر
منه فطبعه عليه 2) وقال للخادم: اذهب إلى مولانا فقل أمرنا بايصاله إليك هدية،
فان رد إليك الظرفين فقل ليس من طريقتنا إذا أهدينا شيئا أن نأخذ الظرف وكان



(1) يريد البستان.
(2) كذا في ر وفى م " وطبعه " وفي هامشه " طبقه ظ ".
151
غرض السلطان أن يملكه الظرفين فصبر على ذلك مولانا أياما فطبخ في بيته خبزا
مع السمن والسكر في غاية اللطافة فوضع على الصفحة عدة من ذلك الخبز فقال
للخادم جئ به إلى السلطان فقل هذا هدية فان رد إليك الظرف فقل ليس من
طريقتنا أخذ الظرف إذا أهدينا فيه شيئا فرد إلى السلطان الظرفين ولم يقبلهما مع
حسن أدب.
ومن تصانيفه الرسالة الموسومة ب‍ " الأصول الاصيفة " ذكر فيها مسائل مهمة
من الحكمة هي أمهات المسائل.
(102)
مولانا رجب على الجيلاني الرشتي
كان يقرع سمعي في قزوين أنه من أهل الفضل ولم أطلع على حاله أزيد من
ذلك 1).
(103)
آقا رحيم بن آقا جعفر بن مولانا محمد باقر السبزواري
صاحب " ذخيرة المعاد في شرح الارشاد ".



(1) قال الشيخ آقا بزرك: لعله المولى رجب علي المجاز من العلامة
المجلسي في سنة 1084 كما رأيت الإجازة بخطه رحمه الله في آخر نكاح تهذيب
الحديث...
أنظر الكواكب المنتثرة - مخطوط، زندگينامه علامه مجلسي 2 / 30.
152
وكان من مشاهير العلماء في زماننا فتولى حكومة الشرع في أصبهان قريبا
من أربعين سنة وكان شيخ الاسلام قيل: لم ير منه حكم مغشوش ولا فتوى مغشوشة
في تلك المدة.
رأيته وجالسته وحاورته وكان ذا فضل وتحقيق وذا علم وتدقيق وعمر كثيرا 1).
(104)
آقا رحيم: من أولاد مولانا محمد صالح المازندراني
كان يقال ان له كمال الفضيلة 2)، ولم أطلع على أزيد من ذلك.
(105)
آقا محمد رضا بن مولانا صدر الدين محمد الشيرازي المتأخر
كان فاضلا فحلا وعالما جزلا، كان من علماء زماننا لكن ما وفقت أتشرف
بخدمته وكل من لقيته ممن لقيه يمدحه ويقرضه ويثني عليه بالفضل خصوصا في
العربية والتسلط التام في تدريس الكشاف.



(1) ميرزا محمد رحيم (أو عبد الرحيم) كان من المقربين لدى نادر شاه
الافشار توفي بأصبهان في ليلة الاثنين 21 ذي الحجة سنة 1181.
له رسالة " الرد على الفاضل التنكابني " و " الرسالة الهلالية ".
أنظر: زندكينامه علامه مجلسي 1 / 292.
(2) في م " كمال الفضل ".
153
وفي آخر زمان النادر وقع فتنة في شيراز بسبب بغي تقي خان الشيرازي عليه
وتسلط منصوب النادر عليه لدفع الفتنة وفيها أخذ المنصوب المذكور لسعاية
منه إليه وأمر بقطع لسانه فقطع من أصله وكان رحمه اله يتكلم من غير سوء
وتوفي رحمه الله قريبا من ذلك وكان رحمه الله حلو الكلام حسن الشمائل
مع كونه أسمر.
رأيت منه رسالة في " شرح الحديث المروي عنه صلى الله عليه وآله: لو كان
فاطمة لقطعتها ".
(106)
مولانا محمد رضا بن مولانا عبد المطلب التبريزي
القاضي لعسكر سلطان زماننا آية الله في الحافظة الجيدة والذهن الثاقب
مع جد وجهد وسعي وكد.
كان له " المصابيح في شرح المفاتيح " وكتاب " الشافي الجامع بين البحار
والوافي " 1) مع حذف المكررات والبيانات خرج منه سبع مجلدات ضخام



في هامش م: " الشفاء " كما صرح به - أي المؤلف - في صدر الكتاب.
أقول: هو كتاب " الشفا في أخبار آل المصطفى " وهو ملخص كتابي البحار
والوافي مع رفع العيوب التي زعم فيهما وفي الوسائل وتم المجلد الأول منه
في خامس جمادى الثانية سنة 1178.
أنظر الذريعة 13 / 7، 14 / 199.
154
ويريد ختمه بالثامن.
قرأ عند والده وآقا محمد باقر البهبهاني والشيخ محمد مهدي الفتوني 1).
(107
آقا محمد رضا 2) بن آقا محمد حسين الخوانساري
صاحب الفضل المبين والتحقيق المتين والرأي الصواب والمذهب اللباب.
سطع فضله فاستفاد منه كل طالب، وشمخ رأيه فاستفاض منه كل راغب
وجمع علوما جمة فاقتبس منه الأمة.
مجالس فضله تزري بالجنان الرائقة ومحافل تعليمه تستحي منه الرياض
اليانعة (الفائقة) 3). لو كانت فراديس الجنان في الدار الدنيا موجودة لكانت هي
مجالسه لكن هي مفقودة وهي موجودة، إذ هو الرضي ومنزله المرضي والرضوان
خادمه وهو رأس أهل العلم وكل عالم الملك خادمه.



(1) اجازه السيد عبد العزيز بن أحمد الموسوي النجفي والشيخ شرف الدين
محمد مكي العاملي من ذرية الشهيد الأول أجازاه في سنة 1178، وكان آية في
الحافظة الجيدة والذهن الثاقب عارفا بفنون العلوم يكتب بسبعة خطوط شاعر
مجيد بالفارسية وتوفي بقزوين نحو سنة 1208.
أنظر الكواكب المنتثرة - مخطوط، الكرام البررة ص 558.
(2) الصحيح في اسمه " رضي الدين محمد ".
(3) الزيادة ليست في م.
155
أحاط بكل فن من الفنون مقرونا بكمال التحقيق وملك ملكة كل علم من
العلوم مع تمام التدقيق دقائقه هي حوراء 1) حسان لم يطمثهن انس ولا جان،
وحقائق حققها أتقن من كل شئ كقصور الجنان خلقها الله بيمينه ذو القدرة والسلطان
جل قدره من أن يوازيه واحد من ذوي الأفضال وارتفع شأنه من أن يضاهيه
أحد من أرباب الكمال.
وهو مع فضله الكامل المتين كان دائما طالبا لمرضاة رب العالمين ذلك
هو الفضل المبين.
سمعت السيد السند الأستاذ أمير محمد صالح الحسيني طيب الله مثواه
أنه كان يجلس في مجلس درسه كل يوم زهاء مائتين أو ثلاثمائة متعلم من طلبة
أصبهان أو غيره من الآفاق يفتح كل منهم الكتاب واصل صوته إليهم وينتفعون
به وكان (له) 2) تقرير فائق وتعبير رائق وكان يدرس شرح اللمعة وشرح
الإشارات وكان الأستاد من تلامذته وله تلامذة فضلاء علماء غيره كثيرون.
وكان ديدنه في اجتناب النجاسات وازالتها مباينا لدأب أخيه آقا جمال الدين
محمد 3) قال وكان جالسا يوما مع أخيه فرعف فطلب في المجلس طستا وإبريقا
وغسل يديه وأنفه هناك وأخوه معرض عنه وناظر إلى جانب آخر ولم ينظر إليه 4).



(1) كذا وفي هامش م " حوراء ظ ".
(2) الزيادة من م.
(3) في هامش ر: إذ كان أخوه مبتلا بالوسواس مع أن فتواه كانت في كمال
التوسع " منه ".
(4) توفي شابا قبل أخيه آقا جمال الدين المتوفى سنة 1125 وكان عالما
فاضلا متكلما شاعرا تتلمذ على أبيه وعلى خاله المحقق السبزواري صاحب الذخيرة
وله كتب ورسائل عديدة فارسية وعربية.
أنظر رياض العلماء 2 / 60، الكواكب المنتثرة - مخطوط.
156
وله حواشي متفرقة على الكتب المتداولة كشرح اللمعة وشرح حكمة العين،
وله رسالة في المطاعم والمشارب والصيد والذباحة موسومة ب‍ " المائدة السماوية "
كتاب حسن جيد.
(108)
الحاج محمد رضا القزويني 1)
كان من الفضلاء النبلاء والعلماء الأجلاء جمع بين طريقة مولانا خليل الله
القزويني فقرأ حاشية العدة مع متعلقاتها عند متحمليها وطريقة غيره فقرأ الحاشية
القديمة ومتعلقاتها عند أساتيذها وصرف عمره في كل منهما فبرع فيهما.
وكان رأيه مائلا إلى الأخبارية مع كمال غوره في كتب الفقه.
وكان زاهدا عابدا واعظا زاجرا للناس عن المناهي متأكدا ومتشددا فيه حتى
أنه لا (...) 2) زعم أن من الواجب دفاع الأفاغنة عند قصدهم ورود قزوين
في المرة الثانية جمع كثيرا من المؤمنين ووعظهم ورغبهم إلى الدفاع وخرج
معهم إلى " ديال آباد " لدفاعهم فاستشهد جمع منهم واستشهد هو رضي الله
عنه وعنهم وأرضاه وأرضاهم.



(1) الصحيح في اسمه " محمد رضي " كما في الكواكب المنتثرة مخطوط.
(2) بياض في النسختين.
157
وكان متنفرا عن طريقة الصوفية ومنفردا عنها، أدركته ولي عشرة من السنين
أو إحدى عشرة.
وله " شرح كتاب الطهارة والصلاة من كتاب تفصيل وسائل الشيعة " للشيخ
الحر، ورسالة " حرمة الجمعة "، ورسالة " الرفيق "، ورسالة " التوفيق " الأولى
في آداب السفر والثانية (1) في أفعال الحج وغيرها.
(109)
مولانا رضا على الطالقاني
ذكره مولانا محمد صالح القزويني في مفتتح شرحه على الصحيفة الكاملة
حيث قال: ان المولى العالم الفقيه الفاضل المتورع الكامل العالم الحقائق (2)
مولانا رضا علي الطالقاني قد شرح في سالف الزمان - إلى آخر - ما قال.
(110)
الحاج محمد رضا التبريزي
سمعنا طلبة تبريز إذ كنا هناك يذكرون أنه كان عالما فاضلا ولم نطلع على أكثر



(1) في ر " والثاني ".
(2) كذا، وفي هامش م: " الحقاني " وهكذا في نسخة شرح الصحيفة الذي
نقل عنه المصنف فهو الصحيح حينئذ بلا ريب.
158
(111)
مولانا محمد رفيع بن فرخ 1) الجيلاني الرشتي
المجاور لمشهد الرضا عليه السلام طلع شارق فضله فاستضاء منه جملة بني
آدم وأضاء بارق تحقيقه فاستنار منه العالم مواضع أقلامه مع كونها سوداء
أضاءت 2) ظلمات الجهالة، ومواقع مداده مع كونها قطرت أجرت بحار العلوم
في القلوب فأزالت حثالات الضلالة.
الكتاب المحكم العزيز قد شرح بتفسيره فان كان الزمخشري والبيضاوي
موجودين زمنه أخذا الفوائد من تقريره وأصول الفقه صارت بافاداته مشيدة البنيان
نيرة البرهان فعلى الحاجبي والعضدي وأمثالهما مع كونهم الفحول أن يستفيدوا
منه الاتقان.
المسائل الفقهية روضات 3) جنات رائعة ان لم يدبرها لم يكن لها رواء،
والقواعد الحكمية قوانين متينة صحيحة لو لم يكن ناطرا إليها لكانت سخافا مراضا
لم يكن لها اتقان ولا شفاء وكذلك الحال في سائر الفنون التي لها شجون وغصون
وبالجملة صارت تلك العلوم الغامضة بسبب نظره فيها متقنة ومحكمة وموضحة
مبينة ذات شواهد بينة فيحق أن يقال: انه معلم العلوم ورئيسها ومرجع أهلها في
تشييدها وتأسيسها.
هذا شأنه في تكميل القوة النظرية وأما القوة العملية ففي الأخلاق الحسنة



(1) كذا في النسختين وفي هامش م: " فرج " بالجيم في سائر الكتب.
(2) في ط " أزاحت ".
(3) في م " أصاب ".
159
لم يكن له فيها نظير وعديل، وفي أعمال العبادات الشرعية لم يوجد له مثيل وبديل.
هذب النفس وزكاها ونهاها عن هواها، وعمل من الطاعات والقربات ما لم يبلغ
أحد مداها.
كانت شيمته إغاثة اللهيف وإعانة الضعيف، لم يسأله يسائل فيكون محروما
ولم يلتجئ إليه ضعيف فيكون ممنوعا.
أنعم الله تعالى على هذا الفاضل العلامة بنعم جسام فخام:
أحدها: تلك المرتبة من الفضيلة قل من أوتيها.
ثانيتها: ذلك التوفيق للطاعات والقربات فإنه مع كمال الشيخوخة كان يحضر
المسجد قبل طلوع الصبح بساعتين فيتنفل ويقرأ الأدعية ويشتغل بتلاوة القرآن إلى
أن يطلع الصبح فليقس عليه غيره.
ثالثتها: الأخلاق الحسنة والآداب المستحسنة فإنه كان كاملا فيها.
ورابعتها: إعانة الفقراء السادات والعوام فإنه كان يخرج من بيته وفي أحد
كيسيه الزكوات وما ينحو نحوها فيعطيها العوام الفقراء، وفي الاخر الأخماس وما
يناسبها فيعطيها السادات الفقراء.
وخامستها: الجاه العريض والوجاهة العامة فإنه كان في المشهد المقدس قريبا
من أربعين سنة وكل من كان (فيها) (1) من الفراعنة والجبابرة يعظمونه وأهل
بخارى كانوا يكاتبونه بالتعظيم ويرسلون إليه الهدايا وأموال الفقراء بالتفهيم،
ويكرمونه نهاية التعظيم والتكريم والنادر مع كمال خباثته وبسطة ملكه لا يقصر من
تعظيمه أصلا وكذا ابنه رضا قلى.



(1) الزيادة ليست في م.
160
وسادستها: اليسر التام والجد العام فإنه كان يتعيش أحسن التعيش في
الملابس والمطاعم والمراكب والمنام والمناكح. وسابعتها: العمر الكثير. فإنه قرب من المائة وبالجملة نعم الله تعالى كانت 1)
عليه كثيرة ومواهبه خطيرة.
وفي مدة كونه في المشهد المقدس ألقى دروسا منها شرح المقاصد والتهذيب
والبيضاوي وشرح المختصر وإلهيات النفاء والفضلاء كانوا يجيئون إليه من كل
جانب ويجالسهم ويجالسونه ويحاورهم ويحاورونه فحصل من اللذات ما لا
يحصى كثرة.
وله الحواشي على كتاب الشافي والمدارك وشرح اللمعة والبيضاوي وحواشي
العلامة الخوانساري على شرح المختصر.
وله رسالة في " تتميم استدلال الامامية رضوان الله عليهم بآية لا ينال عهدي
الظالمين على بطلان امامة الخلفاء الثلاثة " ورسالة في " الرد على الفخر الرازي
في استدلاله بآية وسيجنبها الأتقى على أفضلية أبي بكر " ورسالة في " تفسير آية
وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون " ورسالة في " الوجوب العيني للجمعة "
ورسالة في (" التخيير في الجمعة بين الوجوب التخييري والعيني والحرمة ") 2)
وأنه يجب عليه الجمعة والظهر من باب المقدمة وغيرها من الرسائل والفوائد 3)



(1) في النسختين " كان ".
(2) الزيادة ليست في ر.
(3) تتلمذ المولى محمد رفيع هذا على العلامة محد باقر المجلسي والمولى
جمال الدين الخوانساري والشيخ جعفر القاضي وله الرواية عنهم جميعا، وتوفي
بمشهد الرضا نحو سنة 1160.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
161
(112)
مولانا محمد رفيع الأصبهاني البيد آبادي
كان فاضلا محققا وعالما مدققا وزاهدا متقيا وصالحا تقيا وبالجملة كان من
أهل الفوز والفلاح والعبادة والصلاح.
وهو والد مخدومنا المكرم وصاحبنا المعظم آقا محمد أدام الله ظله، وهو
ممن أقام الجمعة بأصبهان 1).
(113)
آقا محمد رفيع الألموتي
رأيت منه رسالة متقنة في " توجيه النوع إلى مقدمات الأدلة واسنادها بالأخص
والمساوي ". وما حصل لي الاطلاع عليه أكثر من ذلك.



(1) أصله من جيلان أو مازندران وسكن بمحلة " بيداباد " من أصبهان ووصفه
كل من ذكره بالفضل الرفيع والزهد والورع.
أنظر الكواكب المنتثرة - مخطوط.
162
(114)
آقا محمد رفيع اليزدي
رأيت منه رسالة في " تفسير قوله تعالى والقمر قدرناه منازل " الآية فإنها
عجيبة في شأنها معجبة في بيانها تدل على كمال فضل مؤلفها خصوصا في الهيئة.
وما حصل لي الاطلاع على أحواله أكثر من ذلك.
(115)
مولانا محمد رفيع التبريزي
المفتي فيه كان فقيها نبيها رأيته كثيرا وجالسته وحاورته وما رأيت منه الا
خيرا وان كان الناس التلون (فيه) 1) ما يقولون.
(116)
الحاج محمد رفيع اليزدي
شيخ الاسلام فيه كان رجلا مليحا، وكان له اطلاع كثير على مسائل الفقه
وكان له مهارة في النحو وما كان خاليا عن المنطق وكان له رغبة إلى الخير
ومحبة لأهله.



(1) كذا وليس في م " فيه " والظاهر أن الصحيح: يقولون فيه.
163
وبالجملة كان رجلا زينا لطلبة العلوم ولم يكن شينا لهم. جالسته كثيرا وحاورته
رحمه الله وسامحه.
(117)
ميرزا (محمد رفيع بن الميرزا) محمد شفيع التبريزي
كان يقرأ في النجف الأشرف والحائر الشريف سلام الله على مشرفيهما عند
آقا محمد باقر البهبهاني والمازندراني والشيخ محمد مهدي الفتوني وغيرهم
من المشايخ رضوان الله عليهم.
وسمعت أنه مع ذكائه كان مجدا في التحصيل وأبوه يحثه عليه أيضا والآن



(1) كذا في النسختين " ميرزا محمد شفيع " وفي هامش م: الظاهر سقوط
اسم المترجم عنه وان الصحيح ميرزا محمد رفيع بن ميرزا محمد شفيع يدل
على ذلك عقد الباب للراء المهملة فلا يناسب الشين المعجمة ومع ذلك كله فهو
الجد الاعلى لكاتب هذه الأحرف وهو علي بن موسى بن محمد شفيع بن محمد
جعفر بن محمد رفيع بن محمد شفيع رحمهم الله تعالى وهو الذي كان مشتغلا
عند الأفاضل المذكورين في الكتاب لا الميرزا محمد رفيع بل الميرزا محمد
شفيع كان في زي أرباب الدنيا ووزيرا لنادر شاه ومستوفيا لآذربايجان.
ثم كتب في هامش م أيضا: أقول ثم وقفت على نسخة أخرى وفيها " ميرزا
محمد رفيع بن ميرزا محمد شفيع " فظهر أن الغلط من الناسخ.
164
اشتهر بالفضل ولكن ما رأيته والله يعلم 1).



(1) خراساني الأصل آذربايجاني السكن عالم جامع وحبر كامل لا سيما في
العلوم العقلية تولى تعمير مرقد العسكريين عليهما السلام بسامراء من قبل احمد
خان الدنبلي، وتوفي أوائل شهر شوال سنة 1222.
أنظر الكرام البررة ص 579 تراجم الرجال ص 201.
165
باب الزاي
(118)
الحاج محمد زكى القرميسيني
من فحول الرجال البالغين حد الكمال في العلم والفضل والجلال، تعلم
فصار عالما جليلا وتفقه فصار فقيها نبيها وتكلم فصار متكلما نبيلا وزكى نفسه
فصار متقيا خلفا جميلا وأطاع أوامر الله فرائضها وسننها فصار عابدا جزيلا
وانتهى نواهيه محرماتها ومكروهاتها فصار عفيفا تاركا ما يوجب عقابا وبيلا
وأعطى التؤدة والاناءة 1) فصار في نفسه عاقلا كاملا ولغيره مرشدا.
أبواه من أهل السنة والمجاعة 2) المسمين أنفسهم بأهل السنة والجماعة،
فهرب منهما لشدة تفطنه وكمال تنبهه بسخافة مذهبهم مع كونه في السابع من
أعوام سنه إلى مجلس إسماعيل خان الحاكم في همذان ملتجئ إليه، فرباه



(1) في م " والأمانة ".
(2) في م " والجماعة ".
166
الحاكم وسلمه إلى المعلم فتعلم وحصل حتى فاق وبرع واشتهر صيته وانتشر
فضله وجالس العلماء وحاور الفضلاء وولي الحكومة الشرعية وصار شيخ الاسلام
في قرميسين.
وكان واعظا حسن العظة مستحسن المحاورة كاملا في الترغيب والترهيب
اهتدى به الناس كثيرا وأثر موعظته فيهم.
وبالجملة صار من أفراد الرجال الذين يقصدون بالترحل والارتحال ومع
ذلك لم ينس ما كان هو عليه ولم يبطر، وكان سجع خاتمه " الموفق للدين
القويم محمد زكى بن إبراهيم ".
وطلبه النادر وجعله قاضي عسكره إلى أن سعى رجل 1) من ألعن الملاعين
(فيه إليه) 2) فقتله بسعايته 3) رحمه الله وحشره الله مع الشهداء.
وصلت إلى خدمته مكررا الا أنا ننقل أمرين يعلم حاله وشأنه منهما:
الأول أنه كان ذا همة عاليه في اعلاء كلمة الله ونفي البدع والامر بالمعروف
والنهي عن المنكر وايصال كل حق إلى صاحبه متشددا في ذلك وذا جد في



(1) في هامش ر: هو رجل كان يأم؟ في السرادق الأعظم السلطاني للخواص
وكان ملقبا بأم أفندي ويسمى بملا على مدد " منه ".
(2) الزيادة ليست في م.
(3) قتل سنة 1159 وكان عالما جليلا من شيوخ كرمانشاه المبرزين أجاز
السيد عبد الله التستري في سنة 1149.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
167
أعمال العبادات والانتهاء عن المنهيات وذا أخلاق حسنة وشيم مستحبة وكان
له مع ذلك طبع منبسط وينقل عنه كلمات لطيفة طريفة وبالجملة كان عالما
ربانيا أقام الجمعة في أصبهان أعواما.
وله رسالة في " الرد على مولانا حيدر علي في تنجيس غير الامامي واخراجهم
عن الاسلام ".
(وثانيهما: أن رجلا من الأوزبكية - وكان من علمائهم - جاء إلى قرميسين
للتجارة ونحوها وكان يضل ضعفاء الشيعة ويلقي الشك في قلوبهم ويهم 1) إلى
مذهبه، ولما كثر ذلك فشكى جماعة من أهل البلد إليه " ره " من ذلك فطلبه
وقال: ان المناسب لك أن تكلمني في هذا الأمر ولا تكلم العوام فان غلبت عليك
فتشيع وان غلبتني فأتسنن. فقال ذلك الرجل لنهاية غروره ذلك منتهى منتي.
فقال رحمه الله: ذلك لا يكون في هذا المجلس الذي فيه عشر أو عشرون بل نتكلم
معك في الباغ 2) الفلاني فيحضر هناك كثيرون ونتكلم معك
هناك فقبل الرجل ذلك.
فلما كان يوم الموعد جاء رحمه الله فجلس وجاء الرجل فجلس والناس حضور
كثيرون فقال إن مكالمتنا ترفع إلى الأقيسة المنطقية لأنها ميزان كل علم فأنا
أسألك مسألة منطقية فان أجبتها كلمتك والا فلا فقال الرجل ما هي؟
فقال " ره ": ما شرط انتاج الشكل الثاني في الكم والكيف والجهة؟ فقال
الرجل: عار علي أن أسأل مثل ذلك. فقال " ره " لا يكون عار في تحقيق العلوم.



(1) كذا في الأصل ولعلم الصحيح " ويدعوهم ".
(2) يريد البستان.
168
وكان الرجل لا يعلم ذلك أو نسيه فبهت ولم يحر جوابا، فكأنما ألقم حجرا.
فقال رحمه الله اقرأوا الفاتحة لالزامه.
ففرح الناس من ذلك ووقع الغوغاء فقال الرجل وهرب ولم يتكلم فيما كان
يتكلم فيه قط ما دام في ذلك البلد) 1).
(119)
الشيخ زين الدين الكاظماوي
المفتي في العراق والمرجوع إليه في ذلك من الآفاق
الفقيه المعظم والعالم المكرم بل من أعاظم الفقهاء ومن أفاخم العلماء.
كان ذا ديانة جسيمة وذا عبادة عظيمة ولم يكن مثل سائر مشايخ العرب
إذ سمعوا (كلاما) 2) لم تنله أفهامهم بادروا بالانكار وتلقوه بالاكفار إذ كان رحمه
الله إذا سمع شيئا من ذلك يقول لا أفهم ولا ينكره ولا يكفر قائله.
وبالجملة كان من صالحي العباد الذين بهم يعمر البلاد في المعاش والمعاد.
تشرفت بخدمته وتيمنت برؤيته 3).



(1) الزيادة من م.
(2) الزيادة ليست في م وفي هامشه " وما ظ ".
(3) هو الشيخ زين الدين بن محمد تقي الفوغاني العاملي جاء مع أخويه
إلى العراق وسكن الكاظمية واليه ينسب آل زيني بها.
أنظر الكواكب المنتثرة مخطوط.
169
(120) الشيخ زين الدين الأصبهاني
أخو الشيخ علي نقي الحافظ للحملة الحيدرية كان ذا ذهن وقاد وفهم نقاد
ومطلعا على العلوم وذا دراية في المنقول والمفهوم ومتدربا في طريق البحث
والنظر وسارحا فكره فيما تجري فيه الفكر.
(121)
مولانا زين العابدين اليزدي
أخو مولانا محمد باقر اليزدي صاحب عيون الحساب. كان عالما ولم يحصل
لي الاطلاع على أحواله أكثر من ذلك (1).
(122)
ميرزا زين العابدين الكرماني
عالم أوتي ذهنا دقيقا متينا قرأ قطعة من شرح اللمعة ونبذة من شرح التجريد
ونحوهما عندي، وهو رجل محبوب القلوب.



(1) من أعلام القرن الحادي عشر كما يفهم من تاريخ عصر أخيه المذكور
المترجم برقم (30).
170
(123) ميرزا زين العابدين الشيرازي
كان صاحب ذهن وقاد وفهم نقاد رأيته في السفرة الأولى مني إلى شيراز
محشورا بين الطلبة يلمع كلمعان البرق في ليلة ظلماء في الذهن والفهم.
ولما وردت شيراز في السفرة الثانية وقد اخترم كانت الطلبة يصفونه في درك
المطالب والمقاصد بما هي. رحمه الله.

171
باب السين
(124)
مولانا محمد سعيد الروده سيرى 1)
كان فاضلا نبيلا وعالما جليلا وحكيما ماهرا وفقيها باهرا وبالجملة كان
عظيم الشأن رفيع المكان نير البرهان فخر الزمان. وهو من أجلاء تلامذة الأفاضل وأفخم الأماثل مولانا محمد باقر صاحب
" ذخيرة المعاد ".
كان هو ومولانا محمد سراب الفاضل المعظم والعالم المكرم مأمورين منه
بأن يجلسا ويتكلما من قبله في المجلس الذي انعقد في أيام الشاه سليمان بأمره
لوزيره الأعظم الشيخ علي خان ليعقده ويحضر العلماء لمسألة صلاة الجمعة أهي



(1) كذا والصحيح " الرودسري " نسبة إلى قرية من جيلان هي الان مدينة
عامرة وهو المولى محمد سعيد بن عطاء الله الرودسري الجيلاني المذكور والده
في الرياض.
أنظر رياض العلماء 3 / 317، الكواكب المنتثرة - مخطوط.
172
واجبة عينا أو واجبة تخييرا أو محرمة في زمن الغيبة.
وله رسالة في " وحدة الوجوب " 1).
(كان) 2) في زمن حكومته الشرعية في قرميسين مجدا في الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر كان دائبا فيهما فرأى أحد من تلامذته شطارا 3) خبيثا في باب المسجد
أخذ في يده شيئا من آلات الملاهي في كمال الزينة يبلغ ثمنه مبالغ كثيرة يضرب
به فجذبه من يده وكسره وكان ذلك الشطار من خواص سيف الدين خان
صاحب البلد وكان عظيم الرتبة ذا بسطة كثيرة خبيثا فذهب إلى مخدومه فشكى
إليه مما فعله التلميذ المذكور فتضجر وتغيظ من ذلك وأراد الايذاء بذلك التلميذ،
وأخبر هو أيضا بما جرى فقام من ساعته وذهب إلى مجلس سيف الدين فجلس
قبالته شبه الاحتباء 4) ووضع (يده) 5) بين ركبتيه وقال: ان السلطان أعطاك حكومته



(1) كذا في النسختين وفي هامش م " وحدة الوجود ظ " ثم بعده هذه
التعليقة هذه الرسالة موجودة عندي وهي في اثبات التوحيد الا أن المؤلف قدم
ذكر شبهة وحدة الوجود وتعرض لردها ثم أنجر به الكلام إلى اثبات التوحيد وللمولى
محمد السراب حاشية على هذه الرسالة يناقش معها غالبا.
(2) زيادة منا لتقويم الكلام.
(3) كذا والصحيح " شاطرا " وهو المتصف بالدهاء والخباثة وجمعه
" شطار ".
(4) في النسختين " الاخباء ".
(5) الزيادة منا لنقص العبارة وهذه الجملة علامة الغضب على المخاطب
وعدم الاعتناء بشأنه.
173
العرف وأعطاني حكومة الشرع، فكما أن الواجب عليك انفاذ أمرك فيما أمرت
به فكذلك الواجب علي انفاذ أمري فيما أمرت به من الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر ومقتضى النهي عن المنكر كسر آلات الملاهي في يد من كانت 1) كائنا
من كان واني أنفذت أمري في ذلك فان كان لك كلام في هذا فأنا الان أذهب
إلى الملك فأعرض عليه ما صدر مني فلم يحر سيف الدين في ذلك جوابا فبهت
الذي كفر 2).
(125)
مولانا محمد زكى البهبهاني 3)
شيخ الاسلام في أصبهان بعد الفاضل المرحوم الشيخ عبد الله
كان عالما فاضلا على ما أخبرني به أخونا ميرزا محمد جعفر ولم يحصل
لي وله الاطلاع 4) على أكثر من ذلك من أحواله.



(1) في النسختين " من كانت ".
(2) في ر جاءت قصة القرميسيني هنا بتعبير " ثانيهما.. " وهي التي ذكرت
في آخر الترجمة رقم (118).
(3) هذه الترجمة والتي تليها يجب أن يكونا في حرف الزاي وحشرتا هنا
في النسختين سهوا.
(4) كذا والظاهر أن " وله " لفظة " زائدة " غير مناسبة.
174
(126)
مولانا زين الدين الخوانساري 1)
الساكن في أصفهان كان من مشاهير علمائها وكان فقيها عارفا بالأحاديث
وأحوال الرجال ومطلعا على أدلة الفقه وطرق الاستنباط 2).
(127)
مولانا محمد سعيد المشهدي
كان من أهل العلم والدراية وكان من الصلحاء وكان لنا معه خلطة.
(128)
مولانا محمد سعيد الجيلاني الساكن في أصبهان
من العلماء الصلحاء لقيناه حين إيابنا من زيارة العاليات وذهابه إليها



(1) هو زين الدين علي الشريف بن عين علي الخوانساري الأصبهاني.
(2) أجيز من السيد الأمير محمد حسين الخواتون آبادي ي بإجازة ككبيرة سماها
المجيز " مناقب الفضلاء " تاريخ 1138 كما أجازه أيضا المولى محمد صادق
ابن محمد السراب التنكابني.
له " العجالة في رد مؤلف الرسالة " و " ما لا تتم به الصلاة من الحرير ".
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
175
وكان مربوطا بسلسلة الحكيم داود.
(129)
مولانا سلطان محمد القائني 1)
كان من العلماء الفضلاء النبلاء حكيما فقيها محدثا من أرباب النفوس
القوية والسمات السنية والأوصاف العلية.
وهو في أول أمره من كان من أخمل الناس فشرع في التحصيل وهو ابن أربع
عشرة سنة فجال البلدان وبرع في الفضل عند المشايخ ثم رجع إلى مسقط
رأسه فغلب على أكابر بلده وما حوله بحيث لا يمكن لأحد (التنطق) 2) عنده،
فحصل منه أولاد وأقارب الموجودون الان، ومع 3) أنه خرج العلم منهم أشارف
وأعزه في قائن.
وله كتاب مبسوط في " الإمامة " ينوف على سبعين ألف بيت وله رسالة في
المسائل المداولة بين الأفاضل في الوجود من كونه مشتركا وعينا في الواجب



(1) في م " القاضي " والتصحيح في هامشه.
أقول يقال له أيضا " سلطان العلماء القائني " وهو صاحب " حاشية شرح
التجريد الجديد " الموجود بخطه في كتب مشكاة في المكتبة المركزية بجامعة
طهران.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط فهرست مشكاة 3 / 237.
(2) بياض في م.
(3) في م " ونعم مع ".
176
وزائدا في الممكن وأضرابها من القواعد الكلامية والحكمية لم يتمها.
(130)
آقا سليم الرازي
عندنا شرح على الصحيفة الكاملة لا بأس به قد نسب إليه ولم نطلع على
أحواله أكثر منه 1).
(131)
الشيخ سليمان بن الشيخ عبد الغفور الكاشاني
من أهل العلم الموجودين في زماننا له ارتباط بالفقه.



(1) من أعلام القرن الحادي عشر تلميذ سلطان العلماء ولعله كان مقيما بمشهد
الرضا عليه السلام.
له " الصيد وآدابه ومحسناته " و " شرح الصحيفة السجادية " تم سنة 1069،
و " شرح لغز القانون " و " الملتقطات " تم سنة 1066.
أنظر الذريعة 13 / 351 و 14 / 46 و 15 / 105 و 22 / 195.
177
باب الشين
(132)
آقا محمد شريف بن آقا بديع المشهدي
كان فاضلا ذكيا وعالما بهيا ذا فقاهة وذا نباهة سامية.
قد قرأ عند أبيه الفاضل ثم عند الفاضل الأجل مولانا محمد رفيع الجيلاني
المجاور للمشهد المقدس وغيرهما وبرع وتفنن وكمل وتجمع.
وكان من كبار الناس بحسب الدنيا ولي حكومة الشرع في الأرض الأقدس
وكان شيخ الاسلام فيه ثم نصب رئيس العلماء ثم نصب للحكومة العرفية في
زمن محمد الأبدالي وهو مع تلك الأمور لم يترك أوامر الله (ونواهيه فيصرف
عنها صرفا ويطوي عنها كشحا بل ائتمر الأوامر) 1) وانتهى عن النواهي وكان
له إلى الله طريقا والى أنبيائه سبيلا مهيعا 2).



(1) الزيادة ليست في م.
(2) كذا.
178
وكان كثير الاخلاص بالأئمة الطاهرين عليهم السلام. جالسته كثيرا وحاورته
غفيرا وكان رجلا منزها ظريفا لطيفا عفيفا رحمه الله.
(133)
السيد الشريف الكاظماوي
سمعت جمعا من العلماء يصفونه بجودة الشعر ورقة المعاني المودعة فيه 1).
(134)
مولانا شهاويردي التبريزي
كان من أعاظم العلماء وأفاخم الفقهاء، وكان كاملا في الفقه وطريق استنباطه



(1) يعتقد الشيخ آقا بزرك الشيخ محمد شريف بن فلاح الكاظمي الشاعر
المشهور صاحب " القصيدة الكرارية " التي قرض عليها كبار شعراء عصره ثمانية
عشر تقريضا ويقول فما يرى في بعض المواضع من توصيفه بالسيد الشريف
انما هو من طرف الأمهات وفي بعضها من باب أنه سيد الشعراء مثل السيد إسماعيل
الحميري.
وقد ذكر السيد الأمين كلاما طويلا حول السيد شريف بن فلاح الحسيني
الكاظمي المتوفى سنة 1220 والشيخ محمد شريف صاحب الكرارية المنظومة
سنة 1166 واحتمل اتحادهما وأنه كان عمره حين الوفاة 74 سنة.
أنظر أعيان الشيعة 7 / 341، الكواكب المنتثرة مخطوط.
179
وأصوله وفروعه على ما سمعت ذوي العلم من أهل تبريز يصفونه بذلك لكني
رأيت منه على كتاب تمهيد القواعد لشيخنا شمس الدين 1) وكان مصدقا
لهم فيما يقولون.
(135)
مولانا محمد شفيع بن مولانا محمد على الاسترآبادي 2)
من الفضلاء الأعلام والعلماء الأحلام والكبراء العظام وذوي المجد
والاحترام 3) له " حواشي على أوائل كتاب الشافي " للسيد الأجل المرتضى وعندي
شرح مبسوط على القصيدة المشهورة للفرزدق في مدح سيد العابدين عليه السلام
أظن أنه تأليفه وأنه بخطه 4).



1) كذا والعبارة ناقصة وفي الكواكب المنتثرة العبارة هكذا ورأيت
حواشيه على تمهيد القواعد يصدقهم...
(2) هو المولى محمد شفيع بن المولى محمد علي بن أحمد بن كمال الدين
حسين الاسترآبادي.
(3) يروي عن والده صاحب المشتركات ويروي عنه السيد محمد بن علي
ابن حيدر المكي بإجازة كتبها له في سنة 1117 والمولى محمد أكمل البهبهاني
والد الوحيد والمولى إسماعيل القاري.
أنظر الكواكب المنتثرة مخطوط.
(4) توجد نسخة منه وقد أتم تأليفه سنة 1075 وأجاز عليه لبعض تلامذته.
أنظر الذريعة 14 / 13.
180
(136)
مولانا محمد شفيع الخراساني المشهور بالخيال 1)
فاضل عزيز مثيله بين العلماء، وعالم قل بديله بين الفضلاء، فارس مضمار
التحقيق، وراكب مطية التدقيق، علم لا يرتقى إلى ذروته، وبحر فضل لا يبلغ إلى ساحته.
حقق المسائل العويصة وبين الدلائل العميقة، ورفع الشبهات الصعبة ودفع
الاشكالات المستصعبة، وبذلك برأ القلوب مما يرد عليها من الخيالات
العريضة
كلماته إشارات إلى الشفاء عن أمراض الجهالة، وأقواله تنبيهات إلى النجاة
عن الضلالة، أفكاره مجردة عن الغواشي وأنظاره مبرأة عن الحوشي (2.
من وقف على تحقيقاته كان ثابت القدم في مواقف التحقيق، ومن اطلع على
تدقيقاته اهتدى إلى مقاصد التدقيق. ملح تقريره تلمح إلى طوالع الأنوار، ولمح
تحريره تشير إلى مطالع الأنظار، الحواشي القديمة تبينت مبهماتها بأفكاره الجديدة
ومعلقات سرائرها انفتحت بأنظاره الحديدة.
وبالجملة هو من أعاظم الأفاضل، ومن أفاخم الأماثل، ومن أكمل العلماء
الراسخين، ومن أثبت الحكماء المحققين. لو رآه الأقدمون لتفاخروا به، ولو
أبصروه لتكاثروا به.



1) كذا في النسختين، وفى هامش م " الخيالي ظ ".
2) في م " وأنظاره مرية عن الحواشي ".
181
تلمذ عند أستاد الكل في الكل وهادي الناس إلى أهدى السبل آقا محمد
حسين الخونساري قدس الله روحه، فبرع وفاق على العلماء بالآفاق.
سمعت الأستاد ومن عليه الاستناد مولانا على أصغر المشهدي طاب ثراه - وهو
كان من تلامذته - يحكى عنه أنه كان من دس أب الأستاد آقا حسين " ره " عند
مدارسته للحاشية القديمة أن يقول للتلامذة: انه يجئ في الدرس الآتي عبارة
صعبة فتفكروا فيها، يحرصهم على التأمل فيها.
قال " ره ": فاتفق يوما من الأيام أنه أشار رحمه الله إلى عبارة من الحاشية
أنها كثيرة الصعوبة يجب التدبر فيها، فتفكر الأصحاب فيها وكنت تأملت كثيرا ففهمت
منها شيئا، فلما حضرتا يوم الميعاد فسألهم رحمه الله العبارة، فتكلم كل بما حل
بخاطره، فأبطل كلام بعضهم بكلمة وأعرض عن بعض ولم يكالمه لسخافة رأيه
وحله، إلى أن وصلت النوبة إلى فعرضت 8 عليه قدس سره ما حل بذهني، فاعترض
عليه فأجبت عنه، فاعترض وأجبت حتى طال بيننا الكلام، فغضب قدس سره على
مع كمال حلمه ورزانة أناته، فرمى شيئا يضربني به، فقمت فطرحت ذيلي مغموما
محزونا إلى أن وردت منزلي، فتفكرت في العبارة مع تشتت حالي بأنه ان كان
الحق ما حل بخاطري فلم لا يقبله الأستاد وان كان الحق ما يعترض به الأستاذ على
فلم لا يذعن ذهني له، فوجدت معنى العبارة ما حل بالخاطر من دون ريبة. وأنا
على تلك الحال إذ رأيته قدس سره قد أقبل إلى منزلي فدخله، فقمت إليه فعانقني
ثم جلس سويعة ثم قام فذهب.
ولما وردنا غدا إلى المدرس أعاد قدس سره حكاية العبارة فاستفسر عنها،
فبادرت وعرضت عليه المعنى المذكور، فسارع الأصحاب إلى تشنيعي، فالتفت

182
قدس سره إليهم فأسكتهم فقال: معنى العبارة ما ذكره الفلاني. ثم أثنى على
كثيرا، فخجل الأصحاب مما قالوا.
وسمعت سند العلماء وسيد الفضلاء الأستاذ محمد مهدي ابن الأمير محمد
إبراهيم الحسيني أنه لما عاود مولانا المذكور من خراسان إلى أصبهان كان حين
علوف 1 يلة (1 الشيخ محمد جعفر الكمرئي، فلما وقع الصحبة بينهما سأله الشيخ
عن عبارة مبهمة من إلهيات الشفاء، فشرع رحمه الله في شرح حلها، فلما ظهر
على الشيخ اصابته رحمه الله في الحل سأله " ره " عن عبارة أخرى مغلقة من ذلك
الكتاب، فشرع في البيان، فلما ظهر اصابته أيضا في الحل سأله " ره " كذلك
عن عبارة أخرى من الكتاب، فاستشاط مولانا من ذلك فقال: ان كان غرضك
الامتحان فليس (لك أن تمتحنني) (2 وان كان غرضك التحقيق بهذا النهج (..) (3.
وروى أن أستاد الكل في الكل قدس سره كان يوصى ولده الفاضل جمال
الدين محمد طاب ثراه حين قراءته الحاشية القديمة - وهي المدارسة الثانية لها -
بكثرة التأمل وشدة الامعان، وكان يعلل ذلك بأن مولانا محمد شفيع الخيال يجئ
- أي من خراسان - ليتأمل كل التأمل. وهذا يدل على كمال اعتنائه قدس سره
بفضله " ره ".
ولمح أحواله ولمعها كثيرة، وقصد الاختصار يمنعنا عن استيفائها.
ورأيت منه رحمه الله رسالة في " اثبات التوحيد " على طريقة الحكماء ورفع



1) في ر " غلوى فضيلة " وفى م " غلو ".
2) في م بياض هنا.
3) العبارة ناقصة هنا في النسختين.
183
شبهة ابن كمونة عنها 1) وكانت في كمال التحقيق.
(137)
مولانا محمد شفيع بن فرج الجيلاني الرشتي
كان عالما متكلما، فاضلا مفخما، ومحققا متينا، ومدققا رزينا.
وبالجملة هو من أعاظم أهل الفضل وأجلة أولى العلم، ولى الحكومة الشرعية
فكان شيخ الاسلام في رشت وشيراز 2).
وله رسالة في " البداء " وتحقيقه.



1) في م " ورفع شبهتان منها ".
2) اجازه المحقق السبزواري في محرم 1085 والأمير ماجد بن جمال الدين
محمد الدشتكي في 1087، ومن تلامذته الميرزا إبراهيم القاضي الأصبهاني.
أنظر: الكواكب المنتثرة - مخطوط.
184
/ 1