أنوار القدسية نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

أنوار القدسية - نسخه متنی

محمدحسين اصفهاني؛ محقق: علي نهاوندي

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: الأنوار القدسية
المؤلف: الشيخ محمد حسين الأصفهانى
الجزء:
الوفاة: 1320
المجموعة: مصادر سيرة النبي والائمة
تحقيق: تصحيح وتعليق : الشيخ علي النهاوندي
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1415
المطبعة: دانش
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلامية - قم - ايران
ردمك:
ملاحظات: بإنضمام غديرية لم تطبع
الأنوار القدسية
- بانضمام غديرية لم تطبع -
ناظمه
العلامة الشيخ محمد حسين الأصفهاني
" قدس سره "
صححه وعلق عليه
الشيخ علي النهاوندي
مؤسسة المعارف الاسلامية

1
كلمة الناشر:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله سادات الخلق
أجمعين.
وبعد:
فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم - على ما روي -: " إن من البيان
لسحرا، وإن من الشعر لحكمة "، ولو لم يكن في الشعر إلا ما نظمه الحكماء والعلماء
لكفاه فخرا، وإن من أفخر الشعر ما جادت به قريحة شيخنا العلامة المحقق الكبير آية
الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني قدس سره وأجود ما بثه من شعر هو ما ملأه من
شعوره الفياض بولائه أهل البيت وحبه العميق لهم عليهم الصلاة والسلام، ويتبعه
منظومته الرائعة في الحكمة الإلهية.
وهذه المجموعة " الأنوار القدسية " تحتوي على ما نظمه فقيهنا وحكيمنا
الشاعر في مدائح أهل البيت عليهم السلام وسرد تاريخهم الحافل بأفضل ما سجل في
تاريخ البشرية من مكارم ومآثر.
وقد طبعت هذه المجموعة ونشرت إلا أن تلك الطبعة مليئة بالأخطاء مما لا
يليق بهذا الأدب الرائق والحكمة المتعالية، فقام أخوانا الباحث الخبير الشيخ علي
النهاوندي بتصحيحه وإخراجه بالنحو الذي يليق به.
ونحن إذ نتقدم له بجزيل الشكر لما بذله من جهود بهذا الصدد نحمد الله
تعالى حيث وفقنا للقيام بطبع هذا الأثر القيم آملين أن يتقبله الله تعالى منا ومنه ومن
ناظمه الحبر العلامة قدس الله سره وأسكنه جنانه.

3
كلمة المصحح:
بسم الله الرحمن الرحيم
أقدم للقراء الكرام أثرا ثمينا من آثار العلامة الشيخ محمد حسين الأصفهاني قدس الله نفسه الزكية.
هذا الأثر الثمين قد طبع في النجف الأشرف وبيروت وإيران ولكن مع أغلاط كثيرة حتى
السقط والتغيير لبعض الألفاظ أو الأبيات في موارد، وقد من الله تبارك وتعالى علي بأن خطر ببالي أن
أصححه وأعلق عليه، مع العلم بأنه لم يكن أمرا سهلا، وفي هذا المجال رأيت بعيني التوفيق
الرباني حيث لقيت الأستاذ السيد عبد العزيز الطباطبائي دام ظله، ووجدت عنده النسخة المخطوطة
من هذا الأثر بقلمه الشريف، وفي ظل إرشاداته وحسن أخلاقه عزمت على قصدي وقويت في
عملي جزاه الله.
وأوكد أن غرضي في هذا التحقيق ليس الشرح، بل إراءة نسخة صحيحة من هذا الأثر بقدر
الوسع.
ومن ميزات طبعتنا هذه:
الأول: مقابلتها مع النسخة المخطوطة، وأنها قوبلت وصححت على نسخة الأصل بخط
شيخنا الحجة ناظم الأنوار القدسية قدس الله سره فقد حدثنا ابنه العلامة الشيخ محمد الغروي أن
والده نظم هذه الأراجيز باقتراح من الحجة المجاهد العلامة الأميني صاحب الغدير قدس سره، فلما
أتم الشيخ نظمها اهدى له نسخة الأصل بخطه، فلما عزمنا على تحقيقه وطبعه راجعنا نجله العلامة
الشيخ رضا الأميني فقال: إن والده وهب له هذه الدرة الثمينة في حياته وتفضل مشكورا بإرسال
مصورة عنها مع قصيدة غديرية له أيضا رحمه الله لم تنشر من قبل فشكرا له على ما تفضل به وجزاه
الله خيرا.
الثاني: إعرابها والضبط الصحيح للمفردات في أبياتها بقدر الوسع.
الثالث: شرح اللغات، وشرح كثير من الاصطلاحات العرفانية والفلسفية، وذكر مآخذ
الروايات والوقائع التاريخية التي استشهد بها في ضمن الأشعار.
الرابع: تعيين الأراجيز والأبيات والتعاليق بالأعداد بصورة مسلسلة.
واتبعت في عناوين الأراجيز كما في طبعة النجف الأشرف إلا في موارد قليلة، ونقلت ترجمة
الناظم بقلم تلميذه الجليل محمد علي الغروي الاردوبادي قدس سرهما لأنه أعرف وأدق.
وفي الختام أشكر الأستاذ السيد عبد العزيز الطباطبائي، والعلامة الشيخ رضا الأميني، والأستاذ
الشيخ محمود الفتوحي دام ظلهما، وأرجو من الله تعالى الخير لهما بحق محمد وآله الطيبين
الطاهرين.

4
صورة الصفحة الأولى من النسخة الخطية

5
شيخنا الإمام، نابغة الدهر، وفيلسوف الزمن، وفقيه الأمة، حجة الاسلام، آية
الله الشيخ محمد حسين الأصفهاني النجفي رحمة الله واسعة وقدس نفسه الزكية.
لا عتب على اليراع إن وقف عن الإفاضة في تحديد هذه الشخصية الفذة
المستعصية على البيان، فهي في أرجائها الاسترسال عما يعييها، سارية مع العقل
والمنطق.
إن التعريف الفني لا يفي ببيان ما هو أجلى منه، وإن حقيقة ملكوتية لا
يتسنى لبحاثة عالم الناسوت تحليلها، فقصارى ما يمكن من الإشادة بهذه النفسية
الكريمة التي أكسبها وضوحها غموضا، أن صاحبها هو ذلك الانسان الكامل الذي
خضعت له العقول والنفوس، أو الجوهر الفرد الذي ليس بمستطاع لشكل الدهر
أن ينتج له نظيرا.
إن من المستصعب أن يخوض الباحث في هذا التيار المتدفق فيلتطم به أو
اذي ذلك الدأماء.
هب أنه تقحم لجة من هاتيك اللجج، فمن ذا الذي يستن به في الطريق
المهيع إلى أن أيا منها يستحق التخصيص أو التقديم، فإن " شيخنا المترجم " فذ
في كل نواحيه، ونسبة الفضائل إليه كأسنان المشط لا نفاضل بينها لأنه واقع في
نقطة المركز من الدائرة، فالخطوط إليه متساوية فتدخله في أي من العلوم من
حكمة وكلام وفقه وأصول وتفسير وحديث وشعر وأدب وتأريخ ومعارف
وأخلاق وعرفان، وفي أي من الملكات الفاضلة، والنفسيات الكريمة، والمآثر
الجمة، والفواضل الموصوفة، من دؤوب على العبادة، وتهالك في الزهد، وقيام
بالليل، وسجدات طويلة ورياضة وتهذيب ومحاسبة، فتدخله في أي منها شرع
سواء على الضد مما هو المطرد بين المشاركين في العلوم والمناقب غالبا من
تقاعس درجاتهم في كل منها عمن هو متخصص به (ما جعل الله لرجل من

7
قلبين في جوفه) (1)، غير أن في فجوات الدهر معاجز، وللمولى سبحانه بين
الفترات مواهب يخص به أفذاذا حقت لهم العبقرية والنبوغ ومن أولئك (شيخنا
المترجم) فهو حين تراه فيلسوفا يعرفك حقائق الأشياء على ما هي عليه بقدر
الطاقة البشرية تبصر به متكلما يفيض البرهنة كالسيل الآتي فيدع معاقد الشبه
كالريشة في مهب الريح، وبينما هو فقيه متبحر يرد الفرع إلى الأصل فلا يدع في
قرار عبابه الخضم ثمينة إلا استخرجها فإذا هو في أصوله محقق نسائله يأتي بما
تركته له الأوائل، وقصرت عن مثله الأواخر، فتعرف منه نظريا يميز من أجزاء
العلوم الذرة من الذرة، ويفرق بين الشعرة والشعرة.
وعلى حين أنه كأحد الحفاظ في دراسة الحديث وروايته ودرايته يألفه
الباحث النقيد الفذ في تطبيقها على النواميس المطردة والحكم الفاصل في القبول
والرد، وربما عطف على آي من الكتاب الحكيم نظرة عميقة فتحسب أنه ينظر إلى
الغيب من وراء ستر رقيق.
ومتى تنازل إلى نضد الشعر أو سرد القريض فلا يعلم الشاهد أهو وحي
يوحى أو سحر يؤثر، نعم " إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا ".
وإليك شواهد صدق لما سردنا من الدعاوى آثرنا إيقافك عليها لئلا يذهب
بك الحسبان إلى أنها فتوى مجردة، وهي ما أبرزه مزبره القويم من منتوجات
فكرته النابعة.
مصنفاته:



(1) سورة الأحزاب: 4.
8
(1) كتاب في أصول الفقه على أحدث طرز، وأحسن أسلوب، حاول فيه
تهذيب هذا العلم واختصاره اختصارا فنيا ضمنه دقائقه، غير أن من المأسوف
عليه قد حالت المنية دون إكماله.
(2) حاشيته على كفاية الأصول للمحقق لا خراساني رحمه الله سماها نهاية
الدراية.
(3) رسالة في الصحيح والأعم.
(4) و (5) رسالتان في المشتق.
(6) رسالة في الطلب والإرادة.
(7) رسالة في علائم الحقيقة والمجاز.
(8) رسالة في الشرط المتأخر.
(9) رسالة في الحقيقة الشرعية.
(10) رسالة في تقسيم الواضع إلى شخصي ونوعي.
(11) رسالة في أن الألفاظ موضوعة للمعاني بما هي هي، أو من حيث كونها
مرادة.
(12) تعليقة على رسالة القطع لشيخ الطائفة الإمام الأنصاري رحمه الله.
(13) رسالة في اشتراك الألفاظ.
(14) رسالة في موضوع العلم.
(15) رسالة في أقسام الوضع والبحث عن المعنى الحرفي.
(16) رسالة في أن إطلاق الأمر هل يقتضي التعبدية، أو التوصلية، أو لا.
(17) رسالة في إطلاق اللفظ وإرادة نوعه وصنفه وشخصه.
(18) رسالة في تحقيق الحق وما يتعلق به. وقد طبعت ملحقة بأول المجلد

9
الأول من حاشية المكاسب الآتي ذكرها.
(19) حاشيته على كتاب المكاسب لشيخ الطائفة الإمام الأنصاري رحمه الله،
كبيرة ضخمة، ومن أمعن فيها علم أنها أولى الحواشي وإن تأخر ظرفها.
(20) رسالة في أخذ الأجرة على الواجبات.
(21) رسالة في أربع قواعد فقهية، وقاعدة التجاوز، وقاعدة الفراغ، وأصالة
الصحة، وقاعدة اليد.
(22) رسالة في الإجارة، مبسوطة.
(23) رسالة في صلاة المسافر.
(24) رسالة في الطهارة.
(25) منظومة في الاعتكاف.
(26) منظومة في الصوم.
(27) رسالة في صلاة الجماعة.
(28) الوسيلة في أهم أبواب الفقه، طبعت ببغداد.
(29) تحفة الحكيم، منظومة في الفلسفة العالية نسيج وحدها في تضمنها
أصول الفن، وفي جودة السرد، وحسن السبك، وقوة النظم.
(30) رسالة في المعاد.
(31) رسالة في الاجتهاد والتقليد والعدالة.
(32) ديوان شعره الفارسي في مدائح ومراثي آل بيت الوحي صلوات الله عليهم،
وكل شعره مشحون بالفلسفة والعرفان الناضج، ويلحقه ديوان غزلياته العرفانية
الحكيمة.
(33) مجموع أراجيزه في كل من المعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم، وفي
بعض رجالات بيت الوحي عليهم السلام " وهي هذه التي يزفها الطبع للقراء الكرام "

10
وهناك شئ كثير من نظم ونثر وفوائد لم يجمعها دفتا ديوان.
أحسب أن رغباتك الطامحة إلى تعرف الحقائق الراهنة تحدوك إلى
الوقوف على مبدء هذه المآثر، وأنه كيف تأتى للفقيد الحصول على تلك المثابة
ومن المستصعب أو غير المستطاع للأكثر مثلها، نعم.
ليس على الله بمستنكر * أن يجمع العالم في واحد
" إن الحكمة نور يقذفه الله في قلب من يشاء " والتوفيقات منح تختص بها
المواد اللائقة، وعلى ذلك لا تهمل طلبتك من عالم الأسباب التي توفرت لشيخنا
الأستاذ موجبات النبوغ بأسرها، ومنها أن المقتضي لذلك قورن بعدم المانع
فتمت العلة، ومعلولها ما تشاهده من التفرد في مستوى الفضيلة.
أساتذته:
أتيح لشيخنا المترجم أساتذة من عباقرة الدنيا هم الأوضاح والغرر على
جبهة الفضيلة والتنقيب، فاستدر منهم أخلاق العلم، واستنزف ثراءه، فحصل على
منة تستخف هضب الرواسي، وتسم قنة تهزأ بشم الجبال فانهال عليه سيله الآتي،
وطاوعته أمواجه المتلاطمة، ألا وهم:
(1) المحقق الأكبر، سيد نوابغ العالم، السيد محمد الأصفهاني الفشاركي
صاحب الأنظار العالية، والأفكار العميقة، والثروة العلمية الطائلة، والتآليف القيمة
الجمة.
(2) العلامة النيقد، العلم المفرد، المولى محمد كاظم الخراساني الغروي
صاحب الكفاية وغيرها، والمحقق الفذ في مستوى العلوم، وانتماء " شيخنا
المترجم " إلى أستاذه هذا أكثر وأشهر لأنه طالت مدته فدأب على التلمذة عليه

11
ثلاثة عشر عاما فقها وأصولا حتى قضى نحبه فاستقل شيخنا بالتدريس.
(3) الفقيه البارع الضليع الآقا رضا الهمداني النجفي صاحب مصباح الفقيه
وغيره، المعروف ببعد النظر، وإصابة الفكر، وأصالة الرأي، والتقدم في الفقاهة،
فإن شيخنا المترجم قد أدرك برهة لا يستهان بها من أيامه وحضر مجلس درسه.
(4) أستاذ فلاسفة عصره الحكيم المتأله الحاج ميرزا محمد باقر الاصطهباناتي،
فإن شيخنا المترجم أخذ منه الفن الأعلى: الفلسفة.
كل هؤلاء الأساتذة في الرعيل الأول من محققي تلمذة الطائفة الإمام
المجدد الشيرازي، نزيل سامراء، المتوفى سنة 1312.
التقت هذه المبادئ الفياضة بمحل قابل من تابعيه في التفكير، ونضوج في
الرأي، وصفاء في الذهن كالمرآة الصافية ينعكس فيها ما يقابله من حقائق ودقائق
فلا يكاد أن يزول، كل ذلك منبعث عن دفاع خارق للعادة، وكان من سلامة طبعه،
وحدة فكره وذكائه يتوصل إلى عالم يدرسه من العلوم فيحل عويصاته كفتى فيه،
ولم تكن الاستفادة منه مقصورة على مجلس درسه لكنه كان:
هو البحر من أي النواحي أتيته * فنائله الافضال والعلم ساحله
فكان يسمعنا حتى في غير وقت الدراسة ما لمن تقرط به أذن الدهر من علم
وحكمة وفلسفة وأخلاق وأدب وتأريخ ونظم ونثر وفكاهة حتى خسرناه
وخسره العلم والدين في اللية الخامسة من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1361
عن عمر يناهز الستة والستين عاما، وكانت ولادته في ثاني محرم الحرام سنة
1296 رحمه الله رحمة واسعة وقدس نفسه الزكية.
محمد علي الغروي الاردوبادي

12
(1)
" في مولد صاحب الرسالة الكبرى "
" وخاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم "
1 أشرق كالشمس بغير حاجب * من مشرق الوجوب نور الواجب
2 أو من سماء عالم الأسماء * نور المحمدية البيضاء
3 لقد تجلى مبدء المبادى * من مصدر الوجود والإيجاد
4 من أمره الماضي على الأشياء * أو علمه الفعلي (1) والقضائي (2)
5 رقيقة (3) المشيئة الفعلية * أو الحقيقة المحمدية (4)



1. العلم الفعلي: ما لا يؤخذ من الغير (التعريفات للجرجاني ص 67 قال صدر المتألهين
رحمه الله: أما العلم الفعلي فكعلم الباري تعالى بما عدا ذاته وكعلم سائر العلل بمعلولاتها
(الأسفار، 3، ص 383).
2. القضاء: لغة الحكم وفى الاصطلاح عبارة عن الحكم الكلي الإلهي في أعيان الموجودات
على ما هي عليه من الأحوال الجارية في الأزل إلى الأبد (التعريفات للجرجاني ص 76) راجع
إلى الأسفار ج 6، ص 291 ونهاية الحكمة للعلامة الطباطبائي ص 293.
3. الرقيقة: هي اللطيفة الروحانية وقد تطلق على الواسطة اللطيفة الرابطة بين شيئين كالمدد
الواصل من الحق إلى العبد ويقال لها رقيقة النزول وكالوسيلة التي يتقرب بها العبد إلى الحق
من العلوم والأعمال والأخلاق السنية والمقامات الرفيعة ويقال لها العروج ورقيقة الارتقاء
وقد تطلق الرقائق على علوم الطريقة والسلوك وكل ما يلطف به سر العبد وتزول به كثافات
النفس (اصطلاحات الصوفية للكاشاني ص 150 والتعريفات ص 49).
4 -. هي الذات مع التعين الأول وهو الاسم الأعظم (التعريفات ص 40 واصطلاحات
الصوفية للكاشاني ص 60).
13
6 أو هو نفس النفس الرحماني (5) * بصورة بديعة المعاني
7 أو فيضه (7) المقدس الإطلاقي * فاض على الأنفس والآفاق
8 أو أنه حقيقة المثاني (7) * وعند أهل الحق حق ثان
9 لا بل هو الحق فمن رآه * فقد رأى الحق فما أجلاه (8)
10 إذ مقتضى الفناء في الشهود * عينية الشاهد والمشهود
11 هو التجلي التام والمجلى الأتم * ومالك الحدث سلطان القدم
12 أبو العقول والنفوس والبشر * وقوة القوى وصورة الصور
13 ولوح ألواح مجامع الحكم * أو قلم (9) الأقلام أو أعلى القلم
14 أصل الأصول فهو علة العلل * عقل العقول فهو أول الأول
15 حقيقة الحقائق الكلية * وجوهر الجواهر العلوية



5. النفس الرحماني: راجع إلى التعليلة برقم 426.
6. الفيض في اصطلاح القوم على قسمين: القدس والمقدس فأما الفيض الأقدس هو سر
التجلي الذاتي الحبى الموجب لوجود الأشياء واستعداداتها في الحضرة العلمية ثم الفعلية
كما قال في الحديث القدسي: كنت كنزا مخفيا فأحببت أن أعرف... وأما الفيض المقدس فهو
عبارة عن التجلي الأسمائي الموجب لظهور ما تقتضيه استعدادات الأعيان في الخارج
فالفيض المقدس مرتب على الفيض الأقدس والأقدس مرتب على الأسماء الإلهية والأسماء
الإلهية مرتبة على الكمالات الذاتية الأزلية القدسية (رسالة نقد النقود المطبوعة مع جامع
الأسرار للسيد حيدر الآملي ص 682 والتعريفات ص 73).
7. المثاني: راجع إلى التعليقة برقم 192.
8. ما أجلاه: صيغة التعجب أي ما أظهره وما أوضحه.
9. واعلم أن الحقيقة الكلية الأولى المتعينة بالتعين الأول عند التحقيق ليس لها اسم ولا رسم
ولا وصف ولا نعت لأن الحق التي هي صورته كذلك فاختلاف أساميها بحسب اعتباراتها في
مدارج كمالاتها علما وعينا فسموها بحقيقة الحقائق لأن الحقائق كلها ترجع إليها ابتداء
وانتهاء وسموها بالقلم الأعلى لأن بها تنتقش العلوم والحقائق على ألواح الأرواح وسطوح
النفوس كلها وسموها بمركز الدائرة لأنها كالنقطة بين دائرة الوجود المنتهية إليها خطوط
الموجودات كلها. ومن أساميها العقل الأول والتعين الأول والروح القدس والإمام المبين
والروح الأعظم والنور والانسان الكبير والجوهر وخليفة الله وغير ذلك (رسالة نقد النقود
المطبوعة مع جامع الأسرار للسيد حيدر الآملي مع التلخيص كثيرا ص 690 إلى 695).
14
16 وجوده جمع جوامع الكلم * والجوهر الفرد (10) الذي لا ينقسم
17 هو العزيز والشديد في القوى * والملك الذي على العرش استوى
18 عرش الهوية المحمدية * مقامه المحمود بالختمية
19 هو المدار في المحيط الأعظم * به انتظام عقده المنظم
20 بل هو في دائرة الدوائر * مديرها عند أولي البصائر
21 والملأ الأعلى حريم بابه * والعرش مرقاة (11) إلى جنابه
22 فاتحة الوجود خاتم الرسل * جل عن الثناء ما شئت فقل
23 غيب الغيوب سر سر ذاته * وعالم الأسماء من صفاته
24 ونسخة اللاهوت نقش جبهته * بل هي ذات بهجة ببهجته
25 طلعته الغراء في الظهور * صرف الظهور فهو صرف النور
26 ظهوره ظهور ناموس الأزل * فلا يزال ظاهرا ولم يزل
27 ونوره المحيط بالأنوار * يجل أن يدرك بالأبصار
28 كل وجود هو من وجوده * فكل موجود رهين جوده
29 وعالم الابداع (12) من ظهوره * ونشأة التكوين ظل نوره
30 بل هو روح عالم الأرواح (13) * وجاعل الأرواح في الأشباح
31 فهو حياة عالم الإمكان * محدد الزمان والمكان



10. الجوهر الفرد في اصطلاح المتكلمين الجزء الذي لا يتجزى لا بحسب الخارج ولا بحسب
الوهم أو الفرض العقلي وهنا كناية عن مرتبته " ص " في التجرد أي: وجوده وجود بسيط
روحاني مجرد وهو لا ينقسم.
11. المرقاة: المصعد أي آلة الصعود وبالفارسية (نردبان).
12. الابداع والابتداع إيجاد شئ غير مسبوق بمادة ولا زمان كالعقول وهو يقابل التكوين لكونه
مسبوقا بالمادة (التعريفات ص 3).
13. عالم الأرواح والروحانيات هو عالم الغيب والملكوت في مقابل عالم الأجسام
والجسمانيات.
15
32 وأين منه عاليات (14) الأحرف * إن هي إلا نقطة في المصحف
33 من منشئآت (15) فضله المبين * صحيفة الابداع والتكوين
34 لوح الوجود كله نقش يده * وكله مداده (16) من مدده
35 لا بدع (17) من تلك اليد الفياضة * إن (18) يد الله يد الإفاضة
(2)
" معاجزه ومقاماته "
صلى الله عليه وآله وسلم "
36 في كفه (19) تسبح الحصاة * فهي (20) لكل ممكن حياة
37 وما الكليم ما العصا وما الحجر * فهو بسبابته شق القمر (21)
38 وأين بيضاء يد الكليم * من يده البيضاء على العموم



14. الحروف العاليات: هي الشؤون الذاتية الكامنة في غيب الغيوب كالشجرة في النواة
(اصطلاحات الصوفية للكاشاني ص 58 والتعريفات ص 38).
15. المنشئات: المخلوقات والمحدثات يقال: أنشأ الله الشئ: خلقه وأنشأ الله الخلق: ابتدء
خلقهم.
16. المداد: الحبر وفي الفارسية (دوات، مركب، جوهر نوشتن) سمى بذلك لامداده الكاتب.
17. لا بدع أي لا عجب.
18 " إن " في موضع التعليل.
19. من معجزاته " ص " تسبيح الحصى في يده الشريفة، عن ابن عباس قال: قدم ملوك " حضر
موت " على النبي " ص " فقالوا: كيف نعلم إنك رسول الله؟ فأخذ كفا من حصى فقال: هذا يشهد
أني رسول الله، فسيح الحصى في يده وشهد أنه رسول الله " ص ". (المناقب لابن شهرآشوب،
ج 1، ص 90)
20 الضمير للقصة = الشأن.
21. من معجزاته " ص " شق القمر شقتين في ليلة بدر حين اجتمع المشركون وقالوا: إن كنت
صادقا فشق لنا القمر فرقتين قال: إن فعلت تؤمنون؟ قالوا: نعم، فأشار إليه بإصبعه فانشق
شقتين... (المناقب لابن شهرآشوب ج 1، ص 122)
16
39 وقلبه مجلى التجلي الذاتي * وصدره خزانة الحياة
40 خزانة الأسرار والمعارف * وما به حياة كل عارف
41 وعينه عند أولي الأبصار * عين عيون عالم الأسرار
42 وما رواه ليلة الإسراء * يختص علمه بعين الرائي
43 وسمعه الملتذ بالخطاب * باب إلى الغيب وأي باب
44 بل كله لله سمع (22) وبصر * لا ملك يشبهه ولا بشر
(3)
" القرآن الكريم ومزاياه وإعجازه "
45 كلامه القرآن والفرقان * وهو لسر ذاته عنوان (23)
46 فهو لسان الله جل شأنه * في وحيه لا هو ترجمانه (24)
47 لب (25) لباب العلم في كتابه * أكرم (26) بمن أتى وما أتى به
48 كفاه في بلاغة البيان * ما فيه من بدائع المعاني
49 فيه أصول الكلمات المحكمة * وكل ما في الصحف المكرمة
50 وفيه بالنص الصريح والأثر * كل صغير وكبير مستطر (27)



22. سمع خبر ل‍ " كله " ولله متعلق بمحذوف حال مقدم ل‍ " سمع ".
23. عنوان بالكسر والضم وعنوان كل شئ هو ما دلك من ظاهره على باطنه يقولون: الظاهر
عنوان الباطن أي دليله.
24 ترجمان وترجمان وترجمان: المترجم والشارح.
25. اللب هو خالص كل شئ.
26. أفعل به للتعجب والمراد ب‍ " من أتى " هو النبي " ص " وب‍ " ما أتى به " هو القرآن.
27. مستطر: مكتوب. أقول: إن كان غرض الناظم رحمه الله من النص الصريح هو آية سورة القمر
برقم 54 (وكل صغير وكبير مستطر) الظاهر أن هذه الآية مربوط بكتاب الأعمال أو باللوح
المحفوظ لا بالقرآن كما ذكر في تفسيرها (مجمع البيان، ج 5، ص 194 في ذيل الآية والميزان،
ج 19، ص 88)
17
51 دلائل الإعجاز في آياته * بذاته مصدق لذاته
52 يزداد في مر الدهور نورا * وزاده خفائه ظهورا
53 وفيه من جواهر الأسرار * ما لا تمسه يد الأفكار
54 ذكر ونور وهدى ورحمة * عدل وفصل (28) وإمام (29) الأمة
(4)
" الدين الأبدي الخالد "
55 ودينه في رتبة الكمال * شريعة الجلال والجمال
56 شريعة الخلاص والمكارم * شريعة الآداب والعزائم (30)
57 شريعة الحقوق والعدل السوي (31) * في الحكم ما بين الضعيف والقوي
58 فضائل الشرائع المعظمة * في طيها (32) بكل معنى الكلمة
59 فإنها خاتمة الشرائع * كأنها لها من الطلائع (33)



28. الفصل القضاء بين الحق والباطل وقول فصل: حق ليس بباطل. قال رسول الله " ص " في
وصف القرآن: هو الفصل ليس بالهزل (مجمع البيان، ج 1، ص 16)
29. الإمام من يؤتم به أي يقتدى به. قال رسول الله " ص " في فضل القرآن: ومن جعله إمامه الذي
يقتدى به ومعوله الذي ينتهى إليه آواه الله إلى جنات النعيم والعيش السليم (بحار الأنوار،
ج 92، ص 32)
30 العزائم جمع عزيمة والعزيمة في اللغة عبارة عن الإرادة المؤكدة وفي الشريعة اسم لما هو
أصل المشروعات غير متعلق بالعوارض (التعريفات للجرجاني، ص 64) وقال في المنجد:
عزائم الله هي ما أوجبه الله على عباده.
31. السوي: المستوي والاستواء والإنصاف والاعتدال.
32. في طيها: في ضمنها.
33. الطلائع جمع طليعة والطليعة المقدمة وبالفارسية (جلودار، طلايه دار)
18
60 شريعة (34) طيبة الموارد (35) * زلالها (36) عذب لكل وارد
61 ماء الحياة من زلال مائها * وبهجة الفردوس من صفائها
62 شريعة رياضها أنيقة (37) وغرسها على يد الحقيقة
63 على يد الخبير بالمصالح * أكرم به من مرشد وناصح
64 شريعة لا عسر فيها وحرج * سمحاء (38) سهلة لكل من ولج (39)
65 سمحاء لا تمجها (40) الطباع * تلتذ من بيانها الأسماع
(5)
" فضله على الأنبياء والرسل "
66 وبابه باب نجاة الكل * وفى فنائه حياة الكل
67 وصفوة (41) الصفي من صفائه * وخلة (42) الخليل من وفائه
68 ساحل فضله أمان الملتجي * به التجى نوح فسمي النجي (43)



34. الشريعة ههنا مورد الشاربة وبالفارسية (جاى برداشتن آب، جاى آب خوردن آبخورگاه)
واستعير للدين.
35. الموارد جمع مورد: موضع الورود والطريق إلى الماء.
36. ماء زلال: عذب صاف يمر سريعا في الحلق والعذب: الطيب والمستساغ من الشراب
والطعام وبالفارسية (گوارا، روا)
37. أنيقة: حسنة معجبة.
38. السمحاء والسهلة بمعنى واحد.
39. ولج الشئ في غيره: دخل فيه.
40. لا تمجها: لا تقذفها ولا تستكرهها.
41. الصفوة بافتح والضم والكسر وصفوة كل شئ: خالصة وخياره والصفي لقب آدم (ع).
42. الخلة: الصداقة والخليل: الصديق المختص وهو لقب إبراهيم (ع).
43. النجي: الناجي والمخلص (نجات دهنده) النجى: من تساره (محرم راز).
19
69 مقتبس من نوره الكليم * وفي فناء (44) طوره مقيم
70 فاز المسيح في الصبا بعهده * كأنه كان رضيع مهده
(6)
" المعراج "
71 وما المسيح والعروج في السما * فهو إلى فوق السماوات سما (45)
72 وجاز من سرادقات (46) العظمة * وحاز (47) ما يجل عن كل سمة
73 فاز (48) بأرقى رتب الشهود * وغاية الغايات في الصعود
74 شاهد في عروجه الكنز الخفي (49) * ونال من أدناه أقصى الشرف
75 واتصل الظل بذي الظل فلا * أرفع منه منزلا وموئلا (50)
76 هو النبي حين لا آدم بل * ولا وجود غيره عز وجل
77 كان ولم يكن مع الله أحد * والواحد المطلق أول العدد
بل هو في مراتب الايجاد * وجوده مقدم (51) الأعداد



44. الفناء: الساحة والإمام.
45. سما: علا وارتفع.
46. سرادقات جمع سرادق: الخيمة معرب " سراپرده " في الفارسية.
47. حاز الشئ: ضمه وجمعه وحصل عليه.
48. فاز بالأمر: ظفر به.
49. الكنز المخفي هو الهوية الأحدية المكنونة في الغيب وهو أبطن كل باطن (التعريفات
للجرجاني ص 81 واصطلاحات الصوفية للقاشاني ص 70).
50. الموئل: الملجأ.
51. في نسخة: وجوده مقوم الأعداد.
20
(7)
" لواء الحمد "
79 له لواء الحمد والنصر معه * فاز بظله غدا من تبعه
80 ولاية الله له على الورى * من غير حد أو لا وآخرا
81 وكيف؟ وهو ظله الممدود * أنى له الحدود والقيود؟
82 كل نبي هو تحت رايته * كل ولي هو في ولايته
83 وكل شئ خاضع لأمره * وكل وصف هو دون قدره
84 وما لسان الشعر ما أطراه (52) * لوح الوجود كله ثنائه
85 كفاه مدحا مدح من سواه * وجل أن يدركه سواه
86 ومن كتابه المجيد ظاهرة * آيات مجده الأصيل (53) الباهرة (54)
87 يعرب (55) عن شؤون سر ذاته * بمحكماته وبيناته
88 أم الكتاب من شؤون ذاته * وغاية الاخلاص من صفاته
89 سموه يعرف بالإسراء * وكهفه (56) حرز (57) من البلاء



52. أطراه: أحسن الثناء عليه وبالغ في مدحه، فكأنه جعله غضا.
53. الأصيل: الشريف الأصل وهو صفة ل‍ " مجده ".
54. الباهرة: الظاهرة والمضيئة وهي صفة ل‍ " آيات مجده ".
55. يعرب: يبين وبالفارسية (پرده بر مى دارد، آشكار مى كند).
56 الكهف: الملجأ، هو كالبيت المنقور في الجبل فإذا صغر فهو الغار.
57. الحرز: ما تحفظ به الأشياء من صندوق نحوه، ما يمنع من ضياع وتلف.
21
(8)
" فوز الأنبياء به "
90 طأطأ (58) كل الأنبياء لطاها * ذلك عز عز أن يضاهى (59)
91 تقبلت توبة آدم الصفي * بيمنه أكرم به من خلف
92 وسجدة الأملاك لا لعزته (60) * بل نور ياسين بدا في غرته
93 به نجى نوح من الطوفان * بمرسلات اللطف والاحسان
94 نجى من الريح العقيم (61) هود * لان لداود به الحديد
95 وفاز إبراهيم بالإمامة * ومنه نال هذه الكرامة
96 به نجى من كل كيد وبلا * يوسف واستوى على العرش العلا
97 وكان لقمان رقيق نعمته * أعطي رمزا من دقيق حكمته
98 به نجاة يونس المسجون * من ظلمة البحر وبطن النون (62)
99 حجر (63) على كل نبي وولي * خلاصه إلا به مما ابتلي
100 وما ابن مريم البتول إلا * مبشرا من العلي الأعلى
101 وآل عمران على مائدته * بل يستفيد الكل من فائدته
102 والإنس والجن رجالا ونسا * على بساطه صباحا ومسا



58. طأطأ الرأس وغيره: خفضه.
59. يضاهي: يشاكل ويشابه.
60. في نسخة: لا لغرته.
61. الريح العقيم: الريح الذي لا خير فيه.
62. النون: الحوت.
63. حجر أي ممنوع وحرام.
22
103 فليس في الوجود إلا نعمه * ولا على الأعراف (64) إلا خدمه
104 وليس قدر ذلك الإنعام * مختفيا إلا على الأنعام
(9)
" سلطانه الظافر "
105 والفتح والنصر يدوران معه * فما أعز جاره وأمنعه
106 وفي اللقاء عونه الرحمن * وفي البلاء حرزه الفرقان
107 والعاديات (65) خيله المغيرة * والذاريات (66) جنده المثيرة
108 وبطشه (67) الشديد بالأحزاب * كأنه قارعة العذاب
109 زلزلة الساعة من زلزاله * وهول نوم الحشر من أهواله
110 ولا يهوله تكاثر العدى * وهل ترى فوق يد الله يدا
111 وكلما تحزبوا تحزبا * تفرقوا كأنهم أيدي سبا (68)
112 كأنهم وهم ألوف عادية * عاد وأحقاف وريح عاتية
113 جاثية (69) من هول ذاك المطلع (70) * وانفطرت قلوبهم من الفزع



64. الأعراف: أعالي الحجاب الذي بين الجنة والنار وهو المحل المشرف على الفريقين أهل
الجنة وأهل النار جميعا (الميزان، ج 8، ص 121).
65. العاديات هي الخيل في الغزو تعدو في سبيل الله.
66. الذاريات هي الرياح من ذرت الريح التراب إذا طيرته.
67. البطش: الأخذ بصولة وشدة.
68. تفرق القوم أيدي سبا وأيادي سبا: سبا أو سبأ أبو عامة قبائل اليمن والمعنى تبددوا تبددا لا
اجتماع بعده وذلك لأن الله أرسل على تلك الأرض السيل فأغرقها وأذهب جناتها فانتزح سبأ
وقومه وتبددوا في البلاد فضرب بهم المثل.
69. جاثية أي جالسة على ركبتيها أو قائمة على أطراف أصابعها وبالفارسية (به زانو در آمده).
70. المطلع: المأتي.
23
114 حصونهم مثل الجبال الراسية * لكن كبيت العنكبوت واهية
115 ذلت له الروم ودانت (71) العرب * وانخذل الفرس به ولا عجب
116 وأصبحت بعد حروب غاشية (72) * من طلقائه قريش الطاغية
117 ورنة الرعد تجاه سطوته * كأنه من رعبه وخيفته
118 صاد قلوب العالمين بالنظر * وشق بالإيمان لبة (73) القمر
119 وما انشقاق القمر المنير * سطوته تقضي على الأثير (74)
(10)
" تدرجه في العظمة "
120 والطور دكة (75) بباب داره * والنور كل النور في مناره
121 رقي إلى أرقى معارج الهمم * وجاز عن ذات البروج والقلم
122 مقامه المحمود في قاف القدم * وهو مقام لا يمسه قدم
123 واشتقه من نوره رب الفلق * أين التراب منه بل أين العلق
124 الشمس كورت (76) لنور بدره * والنجم يهوي لعلو قدره
125 والنبأ العظيم بعض سيرته * والفجر رمز لجمال طلعته
126 والتين والزيتون فرع دوحته (77) * وطور سينين حريم ساحته



71. دانت: ذلت.
72. الغاشية: المغطية والحالة وبالفارسية (فراگير وفرود آينده).
73. اللبة: موضع عند القلادة من الصدر ولبة العبير موضع نحره وبالفارسية (سر سينه).
74. الأثير: هو عند الابدمين الفلك التاسع، فلك النار، روح العالم.
75. الدكة: ما استوى من الرمل وبالفارسية (ريگستان هموار).
76. كورت الشمس: جمع ضوءها ولف كما تلف العمامة وقيل: اضمحلت وذهبت.
77. الدوحة: الشجرة العظيمة المتسعة.
24
127 مولده في البلد الأمين * أكرم به من بلد ميمون
128 بيمنه الحج إليه مفترض * كأنه من قصده هو الغرض
(11)
" الحجيج والمؤمنون "
129 والمؤمنون أفلحوا بالتلبية * وفي سبيل دينه بالتضحية (78)
130 قاموا بأمره بصدق وصفا * صفا كأنهم صفائح الصفا (79)
131 وانشرحت صدورهم بنوره * كطارق السماء (80) في ظهوره
132 قلوبهم خالصة ممتحنة * حقيقة الحق عليها بينة
133 سيقوا إلى جنات (81) عدن زمرا (82) * طوبى لمن على سياقهم جرى
134 ومالك الملك بالاستقلال * حباه (83) بالكوثر والأنفال
135 وعصره من أفضل الأعصار * أبهى (84) من الشمس ضحى النهار
136 نحلته (85) كالنحل في لعابها (86) * قد جعل الشفاء في شرابها
137 محمد له من المحامد * ما جل عن إحصاء أي حامد



78. التضحية: البذل والتفدى.
79. صفائح الصفا: صفائح جمع صفيحة: الحجر العريض والصفا جمع صفاة: الحجر الصلد
الضخم، الصخرة.
80. طارق السماء: كوكب الصبح، الطارق: الآتي ليلا.
81. جنات عدن: جنات إقامة للخلود وأصل ذلك من عدن البلد توطنه.
82. الزمر: جمع زمرة: الجماعة، الفوج.
83. حباه كذا أو بكذا: أعطاه إياه بلا جزاء وبالفارسية (هديه كرد - پيشكش داد).
84. أبهى: أحسن وأجمل.
85. النحلة: الدعوى، المذهب والديانة يقال: ما نحلتك؟ أي: دينك.
86. اللعاب: ما سال من الفم، لعاب النحل: العسل.
25
138 مزمل (87) مدثر لا بالردا * بل بمحاسن العطاء والندى (88)
139 وهو شفيع الكل في القيامة * عليه تاج هذه الكرامة
140 وفصلت في الكتب المنزلة * آيات فضله العظيم المنزلة
141 وليت شعري ما تقول الشعرا؟ * في مدح من مادحه رب الورى (89)
142 والشعر كالشعرى (90) رفيع المنزلة * لكن لعظم قدره لا قدر له
143 وهذه هدية النمل إلى * حظيرة القدس (91) وساحة العلا



87. المزمل: الملفف والمدثر: المغطى بالدثار.
88. الندى: الجود والفضل والخير.
89. الورى: الخلق.
90. الشعرى: الكوكب الذي يطلع في الجوزاء وطلوعه في شدة الحر.
91. حظيرة القدس: الجنة.
26
(12)
" في صاحب خلافة الله الكبرى "
بنص الغدير
" أمير المؤمنين على صلوات الله عليه "
144 عيد الغدير أعظم الأعياد * كم فيه لله من الأيادي (92)
145 أكمل فيه دينه المبينا * ثم ارتضى الاسلام فيه دينا
146 بنعمة وهي أتم نعمة * منا على الناس به أتمه
147 بنعمة الإمرة والولاية * أقام للدين الحنيف راية
148 تظلل (93) العرش وما سواه * والملاء الأعلى وما حواه
149 أبان للعلم بهذا العلم * ما جل أن يخطر في التوهم
150 وكيف وهو عند أهل المعرفة * يعرب عن أعظم اسم وصفة
151 وهو مدار الغيب والشهود * والقطب في دائرة الوجود



92. الأيادي جمع لليد وجمعها الأيدي واليدي وأكثر استعمال الأيادي بمعنى النعم.
93. أي تلقى الولاية ظلها على العرش وما سواه فالضمير في " تظلل " راجع إلى الإمرة والولاية.
27
152 أبو العقول والنفوس الكاملة * والمثل الأعلى لمن لا مثل له
153 وأنه لكعبة التوحيد * قبلة كل عارف وحيد
154 لروحه المقدس المنيع (94) * ولاية التكوين والتشريع
155 أكرم بها ولاية لمن أتى * في فضله الظاهر نص هل أتى (95)
156 وهو ولي الأمر بالنص الجلي * وعنده علم الكتاب المنزل
157 طار بفضله حديث الطائر * إلى سنام العرش (96) والدوائر
158 ولا أباهي بحديث المنزلة * فإنه دون مقام هو له
(13)
" سر واقعة الغدير "
159 وما أتى إلى النبي الأمي * كما أتاه في غدير خم
160 من آية (97) في غاية التشديد * حاوية للوعد والوعيد
161 آمره بنصب من لولاه * ما بلغ المبدا منتهاه
162 فأوقف القوم عن المسير * في شدة الرمضاء (98) والهجير (99)



94. المنيع: العزيز الشديد الذي لا يقدر عليه.
95 قال في مجمع البيان ج 5، ص 404: قد روى الخاص والعام أن الآيات من هده السورة
(سورة هل أتى) وهي قوله: إن الأبرار يشربون إلى قوله: " وكان سعيكم مشكورا " نزلت في
علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وجارية لهم تسمى فضة وهو المروي عن ابن
عباس ومجاهد وأبي صالح.
96. سنام العرش: أعلى العرش وفوق العرش.
97. وهي آية 67 من سورة المائدة: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما
بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين.
98. الرمضاء: شدة الحر، الأرض الحامية من شدة حر الشمس.
99. الهجير: شدة الحر.
28
163 واتخذوا من الحدوج (100) منبرا * فقام بالتبليغ سيد الورى
164 لما رقى نبينا الحدوجا * ثنى به إلى السما العروجا
165 ومذ تلاه الصنو (101) راقيا بها * أشرقت الأرض بنور ربها (102)
166 فاجتمع البحران في الغدير * واقترن السعدان (103) في الأثير
167 واتصل القوسان في الوجود * من مبدء الغيب إلى الشهود
168 فيه تجلت لألي الكمال * مراتب الجلال والجمال
169 ثم ابتدى بخطبة فصيحة * بليغة بالغ في النصيحة
170 أبان في خطبته المفصلة * ما لعلي من عظيم المنزلة
171 وقال للناس ألست أولى * بالمؤمنين كالعلي الأعلى
172 قالوا: بلى والغدر في الفؤاد * مكتمن كالنار في الرماد
173 فقال والوصي في يمناه: * من كنت (104) مولاه فذا مولاه
174 فالمرتضى العلي قدرا وسمه * مولاهم بكل معنى الكلمة
175 والنظم والترتيب في القول يفي * بكونه أحق بالتصرف
176 بل هو أقصى رتب الولاية * ليس لها حد ولا نهاية
177 فإنه مجلى صفات الباري * في موضع الايراد والاصدار



100. الحدوج: جمع الحدج: ما تركب فيه النساء على البعير كالهودج وبالفارسية (كجاوه).
101. الصنو: إذا خرجت نخلتان أو أكثر من أصل واحد فكل واحدة منها هي صنو أو صنو والمراد
من الصنو هنا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كما ورد هذا المعنى في الحديث عن
النبي " ص " وفي دعاء الندبة نقلا عن النبي " ص ": أنا وعلي من شجرة واحدة وسائر الناس من
شجر شتى.
102. الضمير من " ربها " راجع إلى الأرض.
103. السعدان: تثنية السعد والجمع السعود وهي كواكب عشرة يقال لكل واحد منها سعد.
104. قد ذكر العلامة الأميني رحمه الله رواة هذا الحديث والعناية بهذا الحديث وأهمية الغدير
في التاريخ وسائر المباحث المربوطة بهذا الحديث وهذه الواقعة في المجلد الأول من
" الغدير ".
29
178 ونشأة التكوين والابداع * منقادة لأمره المطاع
179 والقلم الأعلى ولوح الحكمة * أم الكتاب وأبو الأئمة
(14)
" مرتبته الجلالية والجمالية "
180 بل هو أصل الكتب المنزلة * فإنه نقطة باء البسملة
181 مصباح نور الأحدي الذات * معلم الأسماء والصفات
182 في كفه الكافي مفاتيح الظفر * لا بل مقاليد القضاء والقدر
183 في يده زمام فيض الأزل * إذ يده العليا يد الله العلي
184 وعينه انسان (105) عين المعرفة * بل هي عين الله في كل صفة
185 والسر عند سمعه علانية * إذ هو لا تخفى عليه خافية
186 وقبله في قالب الوجود * حياة كل ممكن موجود
187 ونسخة اللاهوت وجهه الحسن * لو رام (106) لقياه (107) الكليم قيل لن
188 غرته الغراء في الضياء * جلت عن التشبيه بالبيضاء
189 وكيف وهو فالق الأصباح * في أفق الأرواح والأشباح
190 لسانه الناطق بالمعارف * لسان غيب الله عند العارف
191 كلامه يعرب عن مقامه * له التجلي التام في كلامه
192 وفيه من جوامع الحكمة ما * تقاصرت عنه عقول الحكما



105. انسان العين: ما يرى في سوادها أو هو سوادها وبالفارسية (مردمك ديده - سياهه چشم).
106. رام: أراد (إن كان أجوفا واويا) وأقام وثبت (إن كان اأوفا يائيا)
107. اللقيا: الاسم من اللقاء.
30
193 وفيه من لطائف اللباب * ما لا يناله أولوا الألباب
194 والقدم الثابت منه في اللقا * كنقطة المركز عند الملتقى
(15)
" كسره الأصنام "
195 كفاه فخرا أنه قد ارتقى * خير محل وأجل مرتقى
196 ذاك محل وضع الله يده * حتى أحس (108) البرد مما برده
197 علا على كتف النبي فانتهى * إلى جوار من إليه المنتهى
198 فبان في الكعبة سر وبدا * نور على نور بحيث اتحدا
199 ومذ تجلى مشرقا نور الهدى * خرت (109) له الأصنام طرا سجدا
200 وفي اسمه كنز النجاح والفرج * حدث بما شئت هنا ولا حرج
201 سماه باسمه العلي الأعلى * تكرما منه له وفضلا
202 اسم سما في عالم الأسماء * كالبدر في كواكب السماء
203 اسم به يستدفع البلاء * وإن يكن أبرمه القضاء



108. قد يكون الكشف (أي الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية
وجودا أو شهودا) على سبيل الملامسة وهي بالاتصال بين النورين أو بين الجسدين
المثاليين كما نقل عبد الرحمن بن عوف عن عائشة قالت: قال رسول الله: رأيت ربي
تبارك وتعالى ليلة المعراج في أحسن صورة فقال: بم يختصم الملأ الأعلى يا محمد؟
قلت: أنت أعلم أي رب مرتين قال: فوضع الله تعالى كفه بين كتفي فوجدت بردها بين
ثديي فعلمت ما في السماوات وما في الأرض ثم هذه الآية " وكذلك نري إبراهيم ملكوت
السماوات والأرض وليكون من الموقنين (جامع الأسرار للسيد حيدر الآملي ص 462).
109. خرت: سقطت من علو إلى أسفل.
31
204 اسم به أورقت الأشجار * اسم به أينعت (110) الثمار
205 وقامت السبع العلا بلا عمد * باسم على فهو خير معتمد
206 اسم به استدارت الأفلاك * اسم به استجارت الأملاك
207 اسم منير لرواق العظمة * به سرادقاتها منتظمة
208 اسم به آدم نال الصفوة * من ربه ونال منه عفوه
209 وباسمه نوح نجا من الغرق * وفلكة جرى على خير نسق
210 وباسمه نال الخليل الخلة * شرفه الله بتلك الحلة
211 ونال منه البرد والسلامة * بل منه نال منصب الإمامة
212 وباسمه موسى غدا كليما * ونال منه منزلا كريما
213 بيمنه أفاق (111) لما صعقا (112) * من التجلي حين حاول اللقا
214 وباسمه سما المسيح ذو العلا * إلى السماء آمنا من البلا
215 وباسمه استغاث سيد الورى * حين الذي جرى عليه ما جرى
216 وباسمه كل نبي وولي * نجى من الشر الذي به ابتلى
(16)
" صولته وبطشه "
217 وسيفه المبيد (113) للكفار * آية قهر الواحد القهار



110. أينعت الثمار: أدركت وطابت وحان قطافها.
111. أفاق: صحا، انتبه، رجعت إليه الصحة، استيقظ.
112. صعق: غشى عليه (الألف في " صعقا " إطلاقي في آخر المصراع).
113. المبيد: المهلك.
32
218 وبطشه هو العذاب الأكبر * وكادت الأرض به تدمر (114)
219 سل خندقا وخيبرا وبدرا * فإنها بما أقول أدرى
220 سل أحدا ففيه بالنص الجلي * نادى الأمين لا فتى إلا علي (115)
221 لله در ضربة أفضل من * عبادة الجميع من أنس وجن
222 يا ضربة قاضية على العدى * نفسي وأمي وأبي لك الفدا
223 وكم لذلك الرهيف (116) المنتضى (117) * من ضربة تكاد تسبق القضا
224 وكم وكم بعضبه (118) قد (119) وقط (120) * لا مثله صاعقة العذاب قط
225 ومكرماته بحيث لا تعد * وهل لظل الأحد الواحد حد
(17)
" عيد الغدير "
226 بشرى لمن يرى الغدير عيدا * له الهنا عاش به سعيدا
227 يوم به تحيى قلوب الشيعة * فالله قد أحيى به الشريعة
228 جدد فيه العهد والميثاق * فضاءت الأنفس والآفاق



114. تدمر: تهلك.
115. نقل الخوارزمي في المناقب ص 104 عن محمد بن إسحاق بن يسار قال: هاجت ريح في
يوم الأحد فسمع مناد يقول: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي. وفي هذه الواقعة أخبار
كثيرة بألفاظ مختلفة. (الغدير، ج 2، ص 59 إلى ص 61)
116. الرهيف: السيف المرقق الحد وبالفارسية (شمشير بران ونازك)
117. المنتضى: المستل من غمده وبالفارسية (شمشير آخته وبر كشيده از نيام).
118. العضب: السيف القاطع.
119. قد: قطع مستأصلا، شق، قطع طولا.
120. قط: قطع عرضا.
33
229 يوم على العرش استوى رب العلا * فاهتزت السبع العلا تهللا (121)
230 يوم ترى فيه الكرام البررة * وجوهها ضاحكة مستبشرة
231 يوم على رغم اللئام الفجرة * ترى وجوهها عليها غبرة (122)
(18)
" الغدر والختل "
232 ما أسعد الغدير لولا الغدر * لكن بأهله يحيق (123) المكر
233 فحينما غاب النبي المصطفى * بدت حسيكة (124) النفاق والجفا
234 فانقلبوا بمقتضى الكتاب (125) * بعد نبيهم على الأعقاب
235 ما راقبوا الذمام (126) في نبيهم * واغتصبوا الإمرة من وليهم
236 وما أزالهم عن الحق الجلي * إلا اتباع الحق فيهم من علي
237 وهو شديد بأسه والحق مر (127) * فانهزم الجمع وولوا الدبر
238 صدوا وسدوا باب علم الهادي * بفتح باب بيعة الأوغاد (128)
239 ما كان في ناديهم (129) السقيفة * أعظم منكرا من الخليفة



121. تهللا: تلألأ.
122. الغبرة: الغبار.
123. يحيق: يحيط وينزل.
124. الحسيكة: العداوة والحقد.
125. قال الله تبارك وتعالى: وما مخمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل
انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين
(آل عمران - 144).
126. الذمام: الحرمة والحق.
127. المر: ضد الحلو وبالفارسية (تلخ).
128. الأوغاد: جمع الوغد: الضعيف العقل، الأحمق.
129. النادي: مجلس القوم ما داموا مجتمعين فيه.
34
240 أعن علي تدفع الخلافة * ويقتدى بابن أبي قحافة
241 وكيف يستحقها ابن حنتمة * أو ابن عفان رئيس الظلمة
242 أيستباح منبر النبوة * ويحرم المخصوص بالأخوة
243 أيملك المحراب عباد الوثن * وحلس (130) بيته الإمام المؤتمن
244 كيف يقاد قائد الاسلام * لبيعة الأرذل في الأنام
245 أيسلب اللواء من فخر لوي (131) * يحمله رذيل تيم وعدي
246 أتصرف الزعامة الكبرى إلى * من لا ينال العهد من رب العلا
247 يا ويلهم قد هدموا قصرا سما * بالشرف الأقصى إلى هام (132) السما
248 فخر من عليا قريش ماجد (133) * من لا يحاذي كعبة الأماجد
249 وابتز (134) من رأس الفخار تاجه * فما ترى من بعده نتاجه
250 منهم جرى من بعد كل ما جرى * فإن كل الصيد في جوف الفرى (135)
251 قد خفضوا مقامه الرفيعا * وحقه ما بينهم أضيعا
252 تداولوه بينهم يدا بيد * عليهم اللعن إلى مدى الأبد



130. الحلس والحلس: ما يبسط في البيت على الأرض تحت حر الثياب والمتاع وبالفارسية
(گليم وپلاس كه در زير فرش افكنند) فلان حلس بيته كناية عن انزوائه وعدم خروجه من
بيته.
131. لوى بن غالب من أجداد النبي " ص " وتيم وعدي قبيلتان من العرب.
132. الهام: جمع الهامة: رأس كل شئ.
133. ماجد فاعل لخر و " من " بدل منه.
134. ابتز: استلب قهرا وبالفارسية (ربوده شد).
135. الفرا: حمار الوحش. وهذا مثل واصل المثل أن ثلاثة رجال خرجوا يصطادون فاصطاد
أحدهم أرنبا والآخر ظبيا والثالث حمار وحش فاستبشر الأولان وتطاولا فقال الثالث كل
الصيد في جوف الفرا أي: أنه أعظم الصيد فمن ظفر به أغناه عن كل صيد. (المنجد
" فرائد الأدب ")
35
(19)
" في مولد الصديقة الطاهرة سيدة النساء "
" فاطمة سلام الله عليها "
253 جوهرة القدس من الكنز الخفي * بدت فأبدت عاليات الأحرف
254 وقد تجلى من سماء العظمة * من عالم الأسماء أسمى كلمة
255 بل هي أم الكلمات المحكمة * في غيب ذاتها نكات مبهمة
256 أم أئمة العقول الغر بل * أم أبيها وهو علة العلل
257 روح النبي في عظيم المنزلة * وفي الكفاء كفو (136) من لا كفو له
258 تمثلت رقيقة الوجود * لطيفة جلت عن الشهود
259 تطورت في أفضل الأطوار * نتيجة الأدوار والأكوار (137)



136. عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ (المحجة البيضاء، ج 4،
ص 210.
137. الأكوار: الأدوار جمع الكور: الكور من العمامة أو من كل شئ.
36
260 تصورت حقيقة الكمال * بصورة بديعة الجمال
261 فإنها الحوراء في النزول * وفي الصعود محور العقول
262 يمثل الوجوب في الإمكان * عيانها (138) بأحسن البيان
263 فإنها قطب رحى (139) الوجود * في قوسي النزول والصعود
264 وليس في محيط تلك الدائرة * مدارها الأعظم إلا الطاهرة
265 مصونة عن كل رسم وسمة * مرموزة في الصحف المكرمة
266 صديقة لا مثلها صديقة * تفرغ (140) بالصدق عن الحقيقة
267 بدا بذلك الوجود الزاهر * سر ظهور الحق في المظاهر
268 هي البتول الطهر والعذراء * كمريم الطهر ولا سواء
269 فإنها سيدة النساء * ومريم الكبرى بلا خفاء
270 وحبها من الصفات العالية * عليه دارت القرون الخالية
271 تبتلت (141) عن دنس الطبيعة * فيا لها من رتبة رفيعة
272 مرفوعة الهمة والعزيمة * عن نشأة الزخارف الذميمة
273 في أفق المجد هي الزهراء * للشمس من زهرتها الضياء
274 بل هي نور عالم الأنوار * ومطلع الشموس والأقمار
275 رضيعة الوحي من الجليل * حليفة (142) لمحكم التنزيل



138. عيانها فاعل ليمثل.
139. الرحى: الطاحون وبالفارسية (سنگ آسيا) والقطب حديدة في الطبق الأسفل من الرحى
يدور عليها الطبق الأعلى وقطب رحى الوجود أي مدار الوجود.
140. تفرغ... أي: أتمت وأكملت بالصدق الحقيقة.
141. تبتلت: انقطعت.
142. في نسخة: حليفة المحكم والتنزيل.
37
276 مفطومة (143) من زلل الأهواء * معصومة عن وصمة (144) الأخطاء
277 معربة بالستر والحياء * عن غيب ذات بارئ الأشياء
278 راضية بكل ما قضى القضا * بما يضيق عنه واسع الفضا
279 زكية من وصمة القيود * فهي غنية عن الحدود
280 يا قبلة الأرواح والعقول * وكعبة الشهود والوصول
281 من بقدومها تشرفت منى * ومن بها تدرك غاية المنى
(20)
" بابها وجحابها "
282 وبابها الرفيع باب الرحمة * ومستجار كل ذي ملمة
283 وما الحطيم (145) عند باب فاطمة * بنورها تطفأ نار الحاطمة (146)
284 وبيتها المعمور كعبة السما * أضحى (147) ثراه للثريا ملثما
285 وخدرها (148) السامي (149) رواق العظمة * وهو مطاف الكعبة المعظمة
286 حجابها مثل حجاب الباري * بارقة تذهب بالأبصار
287 تمثل الواجب في حجابها * فكيف بالإشراق من قبابها



143. مفطومة أي مفصولة ومقطوعة.
144. الوصمة: العيب والعار.
145. الحطيم: جدار حجر الكعبة وقيل ما بين الركن وزمزم والمقام.
146. الحاطمة: اسم لجهنم والحطمة: النار الشديدة.
147. أضحى بمعنى صار والملثم محل التقبيل أي: صار ترابه محل تقبيل للثريا.
148. الخدر: ستر يمد للجارية في ناحية البيت، كل ما تتوارى به وبالفارسية (سراپرده).
149. السامي: العالي والمرتفع.
38
(21)
" أنوارها المشرقة "
288 يا درة العصمة والولاية * من صدف الحكمة والعناية
289 ما الكوكب الدري في السماء * من ضوء تلك الدرة البيضاء
290 والنير الأعظم منها كالسها (150) * كيف ولاحد لها ومنتهى
291 أشرقت العوالم العلوية * بنور تلك الدرة البهية
292 يا دوحة جازت سنام (151) الفلك * بل جاوز السدرة فرعها الزكي
293 يا دوحة أغصانها تدلت (152) * بموضع فيه العقول ضلت
294 دنت إلى مقام أو أدنى فلا * تبتغ (152) من ذلك أعلى مثلا
(22)
" الشجرة الطيبة وثمارها "
295 ما شجر الطور وأين الشجرة * من دوحة المجد الأثيل (154) المثمرة
296 وإنما السدرة والزيتونة * عنوان تلك الدوحة الميمونة
297 أثمارها الغر (155) مجالي الذات * مظاهر الأسماء والصفات



150. السهى: كوكب خفي والناس يمتحنون به أبصارهم.
151. السنام: أعلى الشئ، الركن، معظم كل شئ، حدبة في ظهر البعير.
152. تدلت: قربت، تعلقت واسترسلت، نزلت.
153. لا تبتغ: لا تطلب.
154. الأثيل: ذو الأصالة والشرف.
155. الغر: جمع الأغر: الحسن، الأبيض من كل شئ.
39
298 مبادئ الحياة في البداية * ومنتهى الغايات في النهاية
299 أثمارها عزائم القرآن * في صفحات مصحف الإمكان
300 أثمارها منابت للمعرفة * من جنة الذات غدت مقتطفة
(23)
" تهنئة سيد الرسل بها "
301 لك الهنا يا سيد الوجود * في نشآت الغيب والشهود
302 بمن تعالى شانها عن مثل * كيف ولا تكرار في التجلي
303 لا يتثنى هيكل التوحيد * فكيف بالنظير والنديد (156)
304 وملتقى القوسين نقطة فلا * ترى لها ثانية أو بدلا
305 وحيدة في مجدها القديم * فريدة في أحسن التقويم
306 بشراك يا أبا العقول العشرة * بالبضعة الطاهرة المطهرة
307 مهجة (157) قلب عالم الإمكان * وبهجة الفردوس والجنان
308 غرتها الغراء مصباح الهدى * يعرف حسن المنتهى بالمبتدا
309 وفي محياها (158) بعين الأوليا * عينان من ماء الحياة والحيا
310 بل وجهها الكريم وجه الباري * وقبلة العارف بالأسرار



156. النديد بمعنى النظير.
157. المهجة: الدم أو دم القلب، الروح ومهجة كل شئ أحسنه وخالصه.
158. المحيا: الوجه قيل سمي بذلك لأنه يخص بالذكر عند التسليم.
40
(24)
" البشرى "
311 بشراك يا خلاصة الايجاد * بصفوة الأمجاد (159) والأنجاد
312 أم الكتاب وابنة التنزيل * ربة بيت العلم بالتأويل
313 بحر الندى ومجمع البحرين * قلب الهدى ومهجة الكونين
314 واحدة النبي أول العدد * ثانية الوصي نسخة الأحد
315 ومركز الخمسة من أهل العبا * ومحور السبع علوا وأبا
316 لك الهنا يا سيد البرية * بأعظم المواهب السنية
أتاك طاووس رياض القدس * بنفحة من نفحات الأنس
318 من جنة الصفات والأسماء * جلت عن المديح والثناء
319 فارتاحت (160) الأرواح من شميمها * واهتزت النفوس من نسيمها
320 بها انتشى (161) في الكون كل صاح (162) * وطابت الأشباح بالأرواح
321 تحيى بها الأرض ومن عليها * ومرجع الأمر غدا إليها



159. الأمجاد: جمع المجد: العز والرفعة ويحتمل أن يكون بمعنى الماجد أي ذي المجد
والأنجاد جمع النجد والنجد: شجاع ماض في ما يعجز غيره.
160. ارتاحت: سرت ونشطت.
161. انتشى: سكر وبالفارسية (مست شد، سرخوش شد).
162. الصاحي: من ذهب سكره وبالفارسية (هوشيار، بيدار).
41
(25)
" الرزية الكبرى "
322 لهفي لها لقد أضيع قدرها * حتى توارى بالحجاب بدرها
323 تجرعت من غصص الزمان * ما جاوز الحد من البيان
324 وما أصابها من المصاب * مفتاح بابه حديث الباب
325 إن حديث الباب ذو شجون (162) * مما جنت به يد الخؤون (164)
326 أيهجم العدى على بيت الهدى * ومهبط الوحي ومنتدى (165) الندى
(26)
" الضرم (166) في الباب "
327 أيضرم النار بباب دارها * وآية النور على منارها
328 وبابها باب نبي الرحمة * وباب أبواب نجاة الأمة
329 بل بابها باب العلي الأعلى * فثم وجه الله قد تجلى
330 ما اكتسبوا بالنار غير العار * ومن ورائه عذاب النار
331 ما أجهل القوم فإن النار لا * تطفئ نور الله جل وعلا



163. الحديث ذو شجون أي: ذو فنون متشعبة تأخذ منه في طرف فلا تلبث حتى تكون في آخر
ويعرض لك منه ما لم تمن تقصده، وفي اللغة الشجون جمع الشجن: الهم والحزن.
164. الخؤون: الكثير الخيانة.
165. المنتدى: المجلس.
166. الضرم: الاشتعال.
42
332 لكن كسر الضلع (167) ليس ينجبر * إلا بصمصام (168) عزيز مقتدر
333 إذ رض (169) تلك الأضلع الزكية * رزية لا مثلها رزية
334 ومن نبوغ الدم من ثدييها * يعرف (170) عظم ما جرى عليها
335 وجاوزوا الحد بلطم الخد * شلت يد الطغيان والتعدي
336 فاحمرت (171) العين وعين المعرفة * تذرف (172) بالدمع على تلك الصفة
337 ولا يزيل (173) حمرة العين سوى * بيض السيوف يوم ينشر اللواء
338 وللسياط رنه (174) صداها * في مسمع الدهر فما أشجاها (175)
339 والأثر الباقي كمثل الدملج (176) * في عضد الزهراء أقوى الحجج
340 ومن سواد متنها (177) أسود الفضا * يا ساعد الله الإمام المرتضى
341 ووكز (178) نعل السيف في جنبيها * أتى بكل ما أتى عليها
342 ولست أدري خبر المسمار (179) * سل صدرها خزانة الأسرار
343 وفي جنين المجد ما يدمي الحشا * وهل لهم إخفاء أمر قد فشي
344 والباب والجدار والدماء * شهود صدق ما به خفاء



167. الضلع: عظم مستطيل من عظام الجنب منحن جمعها أضلع وضلوع.
168. الصمصام: السيف لا ينثني وبالفارسية (شمشير بران وتيغى كه خم نگردد).
169. رض: مصدر بمعنى الدق والجرش وبالفارسية (كوفتن، خرد كردن).
170. في نسخة: يعرب عظم ما جرى عليها.
171. في نسخة: فأجرت العين....
172. تذرف: تسيل، تسيل.
173. في نسخة: لا تزيل.
174. الرنة: الصوت.
175. ما أشجاها: صيغة التعجب والضمير راجع إلى الرنة وما أشجاها أي ما أحزنها.
176. الدملج: بضم الدال وكسرها حلي يلبس في المعصم وبالفارسية: (دستبند - بازوبند)
177. المتن: الظهر (يذكر ويؤنث).
178. الوكز: الدفع والضرب، والنعل: ما يكون في أسفل غمد السيف من حديد أو فضة.
179. المسمار: وتد من حديد معروف وبالفارسية (ميخ آهنى، مردا در اينجا ميخ در است).
43
345 لقد جنى الجاني على جنينها * فاندكت الجبال من حنينها
346 أهكذا يصنع بابنة النبي * حرصا على الملك فيا للعجب
347 أتمنع المكروبة المقروحة * عن البكا خوفا من الفضيحة
348 تالله ينبغي لها تبكي دما * ما دامت الأرض ودارت السما
349 لفقد عزها أبيها السامي * ولاهتضامها (180) وذل الحامي
350 أتستباح نحلة (181) الصديقة * وارثها من أشرف الخليقة
351 كيف يرد قولها بالزور * إذ هو رد آية التطهير
352 أيؤخذ الدين من الأعرابي * وينبذ المنصوص في الكتاب
353 فاستلبوا ما ملكت يداها * وارتكبوا الخزية منتهاها
354 يا ويلهم قد سألوها البينة * على خلاف السنة المبينة
355 وردهم شهادة وشهود * أكبر شاهد على المقصود
356. يكن سد الثغور غرضا * بل سد بابها وباب المرتضى
357 صدوا عن الحق وسدوا بابه * كأنهم قد آمنوا عذابه
358 أبضعة الطهر العظيم قدرها * تدفن ليلا ويعفى (182) قبرها
359 ما دفنت ليلا بستر وخفا * إلا لوجدها (183) على أهل الجفا
360 ما سمع السامع فيما سمعا * مجهولة بالقدر والقبر معا
361 يا ويلهم من غضب الجبار * بظلمهم ريحانة المختار



180. الاهتضام: الظلم والغصب فالمصدر أضيف إلى مفعوله.
181. النحلة: العطية والهبة.
182. يعفى: يمحى ويذهب أثره.
183. الوجد: الغصب يقال: وجد عليه أي غضب.
44
(27)
" في مولد أبي محمد الحسن السبط "
المجتبى صلوات الله عليه "
362 نور الهدى من أفق الحق بدا * فأشرقت به معالم الهدى
363 والنير الأعظم نوره خبا * مذ أشرق الكون بنور المجتبى
364 وكيف لا ونور وجهه المضئ * زيتونه يكاد زيتها يضئ
365 والمثل الأعلى لنور النور * فليس الجلي منه في الظهور
366 ونوره القاهر للأنوار * يكاد أن يذهب بالأبصار
367 وادي طوى بنوره استنارا * ومنه آنس (184) الكليم نارا
368 ومن سناه خر (185) موسى صعقا * واندك منه الطور لما أشرقا



184. آنس: أبصر.
185. خر موسى صعقا أي سقط مغشيا عليه. قال الله تبارك وتعالى: فلما تجلى ربه للجبل
جعله دكا وخر موسى صعقا (الأعراف - 143).
45
369 كيف وهذا النير الإلهي * مثال من ليس له التناهي
370 وذاته لطيفة قدسية * رقيقة (186) الحقايق العلوية
371 وما الحروف (187) العاليات إلا * أسمائه الغر إذا تجلى
372 إذ هو رمز الغيب والشهود * فاتحة الكتاب في الوجود
373 بل ذاته نقطة باء البسملة * ومجمل الحقائق المفصلة
(28)
" موقفه من الكيان العالمي "
374 أصل الوجود غاية الايجاد * جل عن الأشباه والأنداد
375 بل هو في مقامه الكريم * رابطة الحادث والقديم
376 وفي محيط الكون والمكان * واسطة الوجوب والامكان
377 ومبدء الخير ومنتهى الكرم * ومصدر الوجود من كتم العدم
378 سر الوجود في محياة علن * فثم وجه الله وجهه الحسن
379 غرته مطلع أنوار الأزل * فلا يزال نورها ولم يزل
380 وفي مظاهر الوجود لن ترى * أعظم منه مظهرا و منظرا
381 أعظم مظهر لأجلى ظاهر * به ظهور سائر المظاهر



186. راجع إلى التعليقة برقم 3.
187. راجع إلى التعليقة برقم 14.
46
(29)
" ووالد وما ولد "
382 يهنيك يا أبا الولاة السادة * وقادة الخلق إلى السعادة
383 بمن تسامى شرفا ومجدا * أخا وأما وأبا وجدا
384 ريحانة الطهر وروح الطاهرة * قلب الهدى عقل العقول القاهرة
385 انسان عين عالم الإمكان * وبهجة الزمان والمكان
386 جامع شمل (188) الحق والحقيقة * والفرد في الخلقة والخليقة
387 وارث سيد الوجود من دنى * من ربه فنال غاية المنى
388 فاز وجاز من مقام العظمة * كل فضيلة وكل مكرمة
389 بل هو منه مثل نور الباصرة * وعن معاليه المعاني قاصرة
390 باب الهدى وبيته المعمور * من بسناه ينجلي الديجور (189)
391 قبلة كل عارف رباني * ومستجار كعبة الأماني
392 وبيته المنيع محور الفلك * وبابه الرفيع مركز الملك
393 ما العرش ما الكرسي ما الضراح (190) * ببابه النجاج والفلاح
394 بل هو باب حطة (191) الذنوب * وعنده مفاتح الغيوب



188. الشمل: ما اجتمع من الأمر.
189. الديجور: الظلام.
190. الضراح: اسم للبيت المعمور في السماء الرابعة المحاذي للكعبة.
191. باب حطة الذنوب: باب النزول والهبوط والحط للذنوب.
47
395 باب جوامع العلوم والحكم * باب التجليات بالمجلى الأتم
396 بناه بالحق يد التأييد * على أساس العدل والتوحيد
(30)
" البشرى "
397 بشراك يا حقيقة المثاني (192) * بواحد الدهر بغير ثاني
398 بالحسن المنطق والبيان * ومن حوى (193) بدايع المعاني
399 من اجتباه ربه وائتمنه * سبحان من أبدعه واتقنه
400 وأصله مؤصل الأصول * وفرعه جواهر العقول
401 وآية النور جمال غرته * وجنة الخلد مثال وجنته
402 لسان صدقه بكل قيل * حقا وصدقا منية الخليل (194)
403 وروضة الدين بوجهه الحسن * قطوفها (195) دانية مدى الزمن
404 زكت ثمار العلم بالزكي * أكرم بهذا الثمر الجني (196)
405 واهتزت السبع العلى لمولده * وطابت الأرض بطيب محتده (197)



192. المثاني هو القرآن سمي بذلك لأنه يثنى فيه بعض القصص والخبار والأحكام والمواعظ
بتصريفها في ضروب البيان ويثنى أيضا في التلاوة فلا يمل لحسن مسموعه
(مجمع البيان، ج 4، ص 495).
193. حوى: جمع.
194. الخليل هو إبراهيم عليه السلام ومن دعائه: رب هب لي حكما والحقني بالصالحين
واجعل لي لسان صدق في الآخرين (الشعراء 84 -).
195. قطوفها دانية: ثمارها قريبة ممن يتناولها.
196. الثمر الجني: الثمر الذي أخذ لوقته وبالفارسية (ميوه تازه ورسيده).
197. المحتد: الأصل والطبع.
48
(31)
" التهنئة والفضائل "
406 لك الهنا بالسيد المطاع * يا ليث غاب (198) عالم الابداع
407 سماه سيد البرايا سيدا * كفاه فضلا لو نظرت جيدا
408 فهو له السمو والسيادة * في الملكوت العيب والشهادة
409 أعطاه جده نبي الرحمة * سودده وعلمه وحلمه
410 من رشحات بحر علمه الخضم (199) * جرت ينابيع العلوم والحكم
411 هو الكتاب المحكم المبين * في لوحه التشريع والتكوين
412 بأمره جرى بما جرى القلم * والأمر منه أمر بارئ النسم (200)
(32)
" التسليم والرضا "
413 وحلمه له المقام السامي * في حلمه ضلت أولوا الأحلام
414 وسلمه في موقع التسليم * من نفحات قلبه السليم
415 رضاه فيما كان لله رضا * قضى على حقوقه بما قضى



198. الغاب جمع الغابة بالفارسية (بيشه).
199. الخصم: البحر العظيم (اوقيانوس)، الكثير العطية. 200. النسم: جمع النسمة: الانسان أو كل دابة فيها روح، النفس، الروح.
49
416 وصبره العظيم في الهزائز (201) * يكاد أن يلحق بالمعاجز
417 من حلمه أصابه من البلا * ما لا تطيقه السماوات العلى
418 تبت يدا آكلة الأكباد * أتت برأس البغي والفساد
419 أتت بمن لا تكشف النساء عن * أخبث منه في الشقاء والإحن (202)
420 ما لابن هند لا أبا له أبى * ولاية الأمر لأصحاب العبا
421 فأشهر (202) الحرب على الله العلي * مذ حارب الوصي بالنص الجلي
422 وسن سب سيد الأكابر * بغيا على الله المنابر
423 وبعده عدا عنادا واعتدى * على سليله سلالة الهدى
424 فاستلب الإمرة بالتسويل * عن أهل بيت الوحي والتنزيل
425 كيف يليق الرجس بلا مارة * دون سليل القدس والطهارة
426 فلا ورب العرش لا يليق * بمنصب الإمامة الطليق
427 لكنه ريب الزمان ذو غير * ساعده الغدر (204) عليه والقدر
428 فانتشر الشر وشاع المنكر * وليس للمعروف اسم يذكر
429 وكم وكم من حرمات هتكت * ومن دماء زاكيات سفكت
430 وما جرى منه على الإمام * تنكل (205) عنه ألسن الأقلام
431 وكم وكم منه تجرع الغصص * وجرعة السم أخيرة القصص
432 وكان سهمه عقيب رحلته * سهام بغيهم وهتك حرمته



201. الهزائز: الشدائد (ولا واحد لها).
202. الإحن: اضمار العداوة والحقد.
203. أشهر: أظهر وفي نسخة: فابتدر الحرب أي: بادره وسبقه.
204. الغدر: الخيانة ونقص العهد. والضمير في " لكنه " للشأن.
205. تنكل: تمتنع وتكف وفي نسخة: تكل: تتعب وتعجز.
50
(33)
" المدفن القدسي "
433 أيمنع الحبيب عن حبيبه * ظلما ولا مانع عن رقيبه
434 أيستباح قربه لصاحبه * ويحرم الأقرب من أقاربه
435 أيحرم الزكي عن قرب النبي * وساغ قربه لرجس أجنبي
436 يا ويل مروان وويل عايشة * لقد تحملا خطايا فاحشة
437 ما راقبوا النبي في قرباه * بعدا (206) لمن أبعد مجتباه
438 وما رموه إذ رموه بل رمى * من كان أشقى منهم وأظلما
439 لهفي لآل المصطفى الأماجد * رماهم الكل بقوس واحد
440 قوس الألى (207) وهل ترى من الألى * من وتر النبي فيهم أولا
441 أولئك الذين عمدا كفروا * بربهم فبدلوا أو غيروا
442 هم أسسوا السقيفة السخيفة * ظلما وما أدراك ما السقيفة
443 بناه غدر بيد محتالة * على أساس الكفر والضلالة
444 قضت على الدين الحنيف والهدى * بضربة لا بد منها أبدا
445 قضت على الشريعة الغراء * فاسود منها أفق السماء
446 قضت بجورها على الكتاب * فغيبته عن أولي الألباب
447 قضت على سنة سيد الورى * فأصبحت إلى الورى كما ترى



206. بعدا له: دعاء عليه أي أبعده الله من رحمته.
207. الألى من الأسماء الموصولة لجمع الذكور والإناث ومن في المصراع الأول للاستفهام
وفي الثاني موصولة.
51
448 قضت على المنبر والمحراب * فأصبحا غنيمة الأذناب
449 قضت على ليوث آل غالب (208) * فأصبحت فريسة (209) الثعالب
450 قضت على كفيل أهل الدين * فأقعدته حجرة الظنين (210)
451 قضت على العلم بسد بابه * فال (211) أمره إلى خرابه
452 قضت على الإمرة والولاية * فثم لفت راية الهداية
453 قضت على حقوق آل المصطفى * بكل ما أمكنها من الجفا
454 فيا لها من فتنة مضلة * مبدء كل عثرة وزلة
455 لقد أضاعوا شرف الخلافة * بعقدها لابن أبي قحافة
456 تالله ما أظلت (212) السقيفة * يوما على أنتن (213) منه جيفة
457 وهو بمعزل عن الإمارة * لولا اتباع نفسه الأمارة
458 وقد رأى بيعته المشومة * السامري فلتة (214) مذمومة
459 وهو من العجل أخس منزلة * فإنه عجل ولا خوار (215) له
460 وا عجبا ابالعتيق يقتدى * ويترك الحق وأهله سدى (216)
461 تعسا لهم فما عدا مما بدا * حتى تواردوا على ورد الردى



208. غالب بن فهر من أجداد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
209. الفريسة: ما يفترسه الأسد ونحوه وبالفارسية (شكار وطعمة).
210. حجرة الظنين: ناحية جلوس المتهم وموضع سوء الظن.
211. آل: رجع.
212. ما أظلت: ما ألقت الظل.
213. أنتن: أخبث الرائحة.
214. الفلتة: وقوع الأمر من غير تدبر ولا روية. وهذا إشارة إلى كلام عمر قال: كانت بيعة
أبي بكر فلتة وقى الله شرها (مجمع البحرين مادة فلت والنهاية لابن الأثير، ج 3، ص 467).
215. الخوار: صوت البقر.
216. سدى وسدى: مهملة (للواحد والجمع).
52
(34)
" في مولد الإمام السبط الشهيد "
أبي عبد الله الحسين صلوات الله عليه "
462 أسفر (217) صبح اليمن والسعادة * عن وجه سر الغيب والشهادة
463 أسفر عن مرآة غيب الذات * ونسخة الأسماء والصفات
464 تعرب عن غيب الغيوب ذاته * تفصح عن أسمائه صفاته
465 ينبئ عن حقيقة الحقائق * بالحق والصدق بوجه لائق
466 لقد تجلى أعظم المجالي * في الذات والصفات والأفعال
467 روح الحقيقة المحمدية * عقل العقول الكمل العلية
(35)
" الفيض المقدس والجلال والجمال "
468 فيض مقدس عن الشوائب * مفيض كل شاهد وغائب
469 تنفس الصبح بنور لم يزل * بل هو عند أهله صبح الأزل



217. أسفر: كشف وبالفارسية (پرده برداشت).
53
470 وكيف وهو النفس الرحماني * في نفس كل عارف رباني
471 به قوام الكلمات المحكمة * به نظام الصحف المكرمة
472 تنفس الصبح بسر القدم * بصورة جامعة للكلم
473 تنفس الصبح بالاسم الأعظم * محي عن الوجود رسم العدم
474 بل فالق الأصباح قد تجلى * فلا ترى بعد النهار ليلا
475 فأصبح العلم ملأ النور * وأي فوز فوق نور الطور
476 ونار موسى قبس (218) من نوره * بل كل ما في الكون من ظهوره
477 أشرق بدر من سماء المعرفة * به استبان كل اسم وصفة
478 به استنار عالم الابداع * والكل تحت ذلك الشعاع
479 به استنار ما يرى ولا يرى * من ذروة (219) العرش إلى تحت الثرى (220)
(36)
" النور الأنور "
480 فهو بوجهه الرضي المرضي * نور السماوات ونور الأرض
481 فلا توازي نوره الأنوار * بل جل أن تدركه الأبصار
482 غرته بارقة (221) الفتوة * قرة عين خاتم النبوة
483 تبدو على غرته الغراء * شارقة (222) الشهامة البيضاء



218. القبس: شعلة النار تؤخذ من معظم النار.
219. الذروة: أعلى الشئ، العلو والمكان المرتفع.
220. الثرى: التراب الندي، جوف الأرض.
221. البارقة: سحابة ذات برق.
222. الشارقة: الشمس حين تشرق.
54
484 بادية من آية الشهامة * دلائل الإعجاز والكرامة
485 من فوق هامة (223) السماء همته * تكاد تسبق القضا مشيته
486 ما هامة السماء من مداها * إن إلى ربك منتهاها
487 أم الكتاب في علو الشهادة * وفي الإبا نقطة باء البسملة
488 تمت به دائرة الشهادة * وفي محيطها له السيادة
489 لو كشف الغطاء (224) عنك لا ترى * سواه مركزا لها ومحورا
490 وهل ترى لملتقى القوسين * أثبت نقطة من الحسين
491 فلا ورب هذه الدوائر * جل عن الأشباه والنظائر
(37)
" البشرى "
492 بشراك يا فاتحة الكتاب * بالمعجز الباقي مدى الحقاب (225)
493 وآية التوحيد والرسالة * وسر معنى لفظة الجلالة
494 بل هو قرآن وفرقان معا * فما أجل شأنه وارفعا
495 هو الكتاب الناطق الإلهي * وهو مثال ذاته كما هي
496 ونشاة الأسماء والشؤون * كل نقوش لوحه المكنون
497 لا حكم للقضاء إلا ما حكم * كأنه طوع (226) بنانه القلم



223. الهامة: رأس كل شئ.
224. الغطاء: ما يغطى به.
225. الأحقاب: جمع الحقب: الدهر، السنة والسنون.
226. الطوع: مصدر بمعنى اسم الفاعل أي الطائع والمطيع.
55
498 رابطة المراد بالإرادة * كأنه واسطة القلادة
499 ناطقة الوجود عين المعرفة * ونسخة اللاهوت ذاتا وصفة
500 في يده أزمة (227) الأيادي (228) * بالقبض والبسط على العباد
501 بل يده العليا يد الإفاضة * في الأمر والخلق ولا غضاضة (229)
(38)
" التهنئة "
502 لك الهنا يا سيد الكونين * فغاية الآمال في الحسين
503 وارث كل المجد والعلياء * من المحمدية البيضاء
504 فإنه منك وأنت منه في * كل المعاني يا له من شرف
505 وفيه سر الكل في الكل بدا * روحان في الكمال اتحدا
506 لك العروج في السماوات العلى * له العروج في سماوات العلا (230)
507 حضك منتهى الشهود في دنا * وسهمه أقصى المنى من الفنا
508 منك أساس العدل والتوحيد * منه بناء قصره المشيد (231)
509 منك لواء الدين وهو حاملة * قام بحمله الثقيل كاهله (232)
510 والمكرمات والمعالي كلها * أنت لها المبدء وهو المنتهى



227. الأزمة: جمع الزمام: ما يزم به أي يشد وبالفارسية (مهار وريسمان).
228. الأيادي: النعم.
229. لا غضاضة أي لا ذلة ولا منقصة.
230. المراد من " سماوات العلاء " رأس الرماح.
231. المشيد: ما طلي الشيد وبالفارسية (گچ اندوده، گچ يا آهك مالي شده، برافراشته وبلند)
232. الكاهل: أعلى الظهر مما يلي العنق، الكتف.
56
511 لك الهنا يا صاحب الولاية * بنعمة ليس لها نهاية
512 أنت من الوجود عين العين * فكن قرير العين بالحسين
513 شبلك في القوة والشجاعة * نفسك في العزة والمناعة
514 منطقك البليغ في البيان * لسانك البديع في المعاني
515 طلعتك الغراء بالإشراق * كالبدر في الأنفس والآفاق
516 صفاتك الغراء له ميراث * والمجد ما بين الورى تراث
517 لك الهنا يا غاية الايجاد * بمبدء الخيرات والأيادي
518 وهو سفينة النجاة في اللجج * وبابها السامي ومن لج ولج (233)
519 سلطان إقليم الحفاظ والابا * مليك عرش الفخر أما وأبا
520 رافع راية الهدى بمهجته * كاشف ظلمة العمى ببهجته
521 به استقامت هذه الشريعة * به علت أركانها الرفيعة
(39)
" الدم الأقدس والنهضة الكريمة "
522 بنى المعالي بمعالي هممه * ما اخضر عود الدين إلا بدمه
523 بنفسه اشترى حياة الدين * فيا لها من ثمن ثمين
524 أحيى معالم الهدى بروحه * داوى جروح الدين من جروحه
525 جفت (234) رياض العلم بالسموم * لو لم يروها (235) دم المظلوم



233. من قرع بابا ولج ولج أي من دق بابا وألح دخل.
234. جفت: يبست ونشفت.
235. لم يروها: لم يسقها.
57
526 فأصبحت مورقة الأشجار * يانعة (236) زاكية الثمار
527 أقعد كل قائم بنهضته * حتى أقام الدين بعد كبوته (237)
528 قامت به قواعد التوحيد * مذ لجأت بركنها الشديد
529 وأصبحت قويمة البنيان * بعزمه عزائم القرآن
530 غدت به سامية القباب (238) * معاهد (239) بالسنة والكتاب
(40)
" الفواد الصادي "
531 أفاض كالحيا (240) على الوراد * ماء الحياة وهو ظامئ صاد
532 وكظة (241) الظما وفي طي الحشا * ري الورى والله يقضي ما يشا
533 والتهبت أحشاءه من الظما * فأمطرت سحائب القدس دما
534 وقد بكته والدموع حمر * بيض السيوف (242) والرماح السمر (243)
535 تفطر (244) القلب من الظما وما * تفتر العزم ولا تثلما



236. يانعة: بالفارسية (ميوه رسيده - ميوه أي كه هنگام چيدن آن است).
237. الكبوة: الانكباب على الوجه وبالفارسية (به روى افتادن وزمين خوردن).
238. القباب: جمع القبة: بناء سقفه مستدير مقعر وبالفارسية (گنبد).
239. المعاهد جمع المعهد: المكان المعهود فيه الشئ.
240. الحيا: المطر لإحيائه الأرض والناس والوراد جمع الوارد وهو العطشان الذي يرد على
الماء والظامئ: شديد العطش بسكون الهمزة في آخره للضرورة وإلا فهو مرفوع
على الخبرية أي ظامئ.
241. الكظة: هنا بمعنى التعب والشدة. الري بالفارسية (سيراب كننده).
242. فاعل ل‍ " بكت " وهو من إضافة الصفة إلى الموصوفات أي: السيوف البيض.
243. السمر: جمع الأسمر: ما كان لونه بين السواد والبياض.
244. تفطر: انشق وما تفتر: ما قصر ولا تثلما أي لا أحدث فيهما خلل.
58
536 ومن يدك (245) نوره الطور فلا * يندك طود عزمه من البلا
537 تعجب من ثباته الأملاك * ومن تجولاته الأفلاك
538 لا غرو (246) أنه ابن بجدة (247) اللقا * قد ارتقى في المجد خير مرتقى
539 شبل علي وهو ليث غابه (248) * لا بل كان الغاب في إهابه (249)
540 كراته في ذلك المضمار (250) * تكور (251) الليل على النهار
541 وعضبه (252) صاعقة العذاب * على بقايا بدر والأحزاب
542 سطا (253) بسيفه ففاضت (254) الربى * بالدم حتى بلغ السيل الزبى (255)
543 فرق جمع الكفر والضلال * لجمع شمل الدين والكمال
544 أنار بالبارق وجه الحق * وفي وميضه (256) رموز الصدق
545 حتى تجلى الدين في جماله * يشكر فعله لسان حاله
546 قام بحق السيف بل أعطاه * ما ليس يعطي مثله سواه



245. يدكه: يهدمه حتى يسويه بالأرض والطود: الجبل العظيم وفي نسخة: الطور وهو والطود
بمعنى واحد.
246. لا غرو: لا عجب.
247. البجدة: الباطن والحقيقة يقال: هو ابن بجدة الأمر أي هو عالم به.
248. الغاب: جمع الغابة: الأجمة من القصب أو ذات الشجر المتكاثف لأنها تغيب ما فيها
وبالفارسية (بيشه، جايگاه شيران).
249. الإهاب: الجلد.
250. المضمار: الفسحة الواسعة لسابق الخيل وترويضها وبالفارسية (ميدان).
251 تدخل هذا في هذا.
252. العضب: السيف القاطع.
253. سطا: نهض وقام وقهر.
254. فاضت سال وكثر وامتلأ والربى: جمع الرابية: ما ارتفع من الأرض، التلة.
255. الزبى: جمع الزبية: حفيرة يشتوى فيها ويخبز: الرابية لا يعلوها ماء يقال: بلغ السيل
الزبى أي اشتد الأمر وانتهى إلى غاية بعيدة.
256. الوميض: اللمعان وبالفارسية (درخشيدن).
59
547 كان منتضاه (257) محتوم القضا * بل القضا في حد ذاك المنتهى
548 كأنه طير الفنا رهيفه (258) * يقضي على صفوفهم رفيفه (259)
549 أو صرصر (260) في يوم نحس مستمر * كأنهم أعجاز نخل منقعر
550 أو بصريره (261) كريح عاتية * كأنهم أعجاز نخل خاوية
(41)
" الرأس الكريم "
551 وفي المعالي حقها لما علا * على العوالي كالخطيب في الملا
552 يتلو كتاب الله والحقائق * تشهد أنه الكتاب الناطق
553 قد ورث العروج في الكمال * من جده لكن على العوالي
554 هي العوالي وهي المعالي * والخير كل الخير في المآل
555 هو الذبيح في منى الطفوف * لكنه ضريبة السيوف
556 هو الخليل المبتلى بالنار * والفرق كالنار على المنار
(262)



257 المنتضى: المستل من غمده وبالفارسية (شمشير آخته واز نيام بركشيده).
258 الرهيف: السيف المرقق الحد وبالفارسية (شمشير بران ونازك).
259. الرفيف: التلألؤ واللمعان، الحركة.
260. قال الله تعالى في بيان عذابه على قوم عاد: إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا في يوم نحس
مستمر تنزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر (القمر - 19 - 20) والمنقعر: المنقطع عن
أصله.
261. وأيضا قال: وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام
حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية (الحاقة - 7 و 8) الصرصر:
الريح الشديدة الصوت أو البرد. العاتية: عتت على خزانها فعجزوا عن ضبطها. الحسوم:
المتوالية الخاوية: الخالية التي لا شئ في أجوافها عن صبطها. الحسوم: المتوالية.
الخاوية: الخالية التي لا شئ في أجوافها (راجع مجمع البيان، ج 5، ص 343.
262. كالنار على المنار: مثل يضرب لوضوح الشئ وشهرته.
60
557 نوح ولكن أين من طوفانه * طوفانه فليس من أقرانه
558 تالله ما ابتلى نبي أو ولي * في سالف الدهر بمثل ما ابتلى
(42)
" الفوادح "
559 له مصائب تكل الألسن * عنها فكيف شاهدتها الأعين
560 أعظمها رزأ (263) على الاسلام * سبي (264) ذراري سيد الأنام
561 ضلالة لا مثلها ضلالة * سبي بنات الوحي والرسالة
562 وسوقها من بلد إلى بلد * بين الملا أشنع ظلم وأشد
563 وأفظع الخطوب (265) والدواهي (266) * دخولها في مجلس الملاهي
564 ولدغ (267) حية لها بريقها * دون وقوفها لدى طليقها
565 ويسلب اللب حديث السلب * يا (268) ساعد الله بنات الحجب
566 تحملت أمية أوزارها * وعارها مذ سلبت إزارها
567 وكيف يرجى الخير من خمارها * تبت يد مدت إلى خمارها (269)
وأدركت من النبي ثارها * وفي ذراريه قضت أوتارها (270)



263. الرزء: المصيبة.
264. السبي: بالفارسية (به أسيري بردن).
265. الخطوب: جمع الخطب: الأمر صغرا وعظم وغلب استعماله للأمر العظيم المكروه.
266. الدواهي: جمع الداهية: المصيبة، الأمر العظيم، الأمر النكر.
267. اللدغ: اللسع وبالفارسية (گزيدن، نيش زدن).
268. " يا " للاستثناثة و " بنات " منصوب بفعل مقدر أي أدرك بنات الحجب.
269. الخمار: ما تغطي به المرأة رأسها، الستر عموما. الضمير من خمارها راجع إلى " بنات ".
270. الأوتار: جمع الوتر: الانتقام أو الظلم فيه.
61
569 واعجبا يدرك ثار الكفرة * من أهل بدر بالبدور النيرة
570 فيا لثارات النبي الهادي * بما جنت به يد الأعادي
571 ومن لها إلا الإمام المنتظر * أعزه الله بفتح وظفر

62
(43)
" في الإمام السجاد زين العابدين "
" صلوات الله عليه "
572 سبحان من أبدع في الايجاد * بسره المودع في السجاد
573 أبان سر الحق والحقيقة * بصورة بديعة أنيقة (271)
574 تصورت في أعظم المجالي * حقيقة الجلال والجمال
575 جل عن الثناء في جلاله * عز عن الأطراف (272) في جماله
576 بدر سماء عالم الأسماء * وزين أهل الأرض والسماء
577 غرة وجه عالم الإمكان * قرة عين العلم والعرفان
578 نور الهدى وبهجة اللاهوت * روح التقى ومهجة الناسوت
579 قطب محيط الغيب والشهادة * وقبلة الأقطار (273) في العبادة



271. أنيقة: حسنة ومعجبة.
272. الأطراف: جمع الطرف: منتهى كل شئ.
273. الأقطار: جمع القطر: الإقليم، الناحية، الجانب. أقطار الدنيا: جهاتها الأربع.
63
580 وكعبة الأوتاد والأبدال * ومستجار الكل في الأهوال
581 نتيجة الجواهر الزواهر (274) * وصفوة الكل من القواهر (275)
582 مؤصل الأصول في البداية * وغاية الغايات في النهاية
583 مبدأ كل طائل (276) ونائل (277) * ومنتهى الخيرات والفضائل
584 ونفسه اللطيفة الزكية * صحيفة المكارم السنية
585 بل هي أم الصحف المكرمة * جوامع الحكمة منها محكمة
586 بل الحروف العاليات طرا * تحكي عن اسمه العلي قدرا
587 هو الكتاب الناطق الربوبي * ومخزن الأسرار والغيوب
588 يفصح عن مقام سر الذات * يعرب عن حقائق الصفات
589 وفي الثناء والدعا لسانه * لسان باريه تعالى شأنه
590 زبوره نور رواق العظمة * يفوق كل الزبر المعظمة
591. زبوره في الحمد والتمجيد * زينة عرش ربه المجيد
592 فيه من الاخلاص والتوحيد * ما لا ترى عليه من مزيد
593 وحاله أبلغ من مقاله * جل عن الوصف لسان حاله
594 فإنه معلم الضراعة (278) * والاعتراف منه بالإضاعة (279)
595 له لدى العجز والاستكانة (280) * مكانة لا فوقها مكانة



274. الزواهر: جمع الزاهر: المشرق الصافي من الألوان.
275. القواهر: جمع القاهر: الشامخ والغالب.
276. الطائل: القدرة، الغنى، الفضل.
277. النائل: العطية والمعروف.
278. الضراعة: الخضوع والتذلل.
279. الإضاعة: التضييع والاهمال والتلف.
280. الاستكانة: الضعف والذل والخضوع.
64
596 وفي العبودية والعبادة * في غاية السمو والسيادة
597 مقامه الكريم في أقصى الفنا * تراثه من جده حين دنا
598 وفوزه بمنتهى الشهود * من مبدء الايجاد والوجود
599 وكيف لا وهو سليل الخيرة * حفيد (281) لا أعبد (282) ربا لم أره
600 ونوره الباهرة في المحراب * يذهب بالأبصار والألباب
601 والثفنات (283) الغر في مساجده * أطواره السبعة (284) في مشاهده
602 بنورها استنارت السبع العلى * والملأ الأعلى بنورها علا
603 وآية النور على جبينه * وشفة البدر على عرنينه (285)
604 كان كفيه لدى الدعاء * ميزان عدل الله في القضاء
605 قيامه في ساعة الضراعة * يذكر الناس قيام الساعة
606 وقوفه بين يدي معبوده * يذكر الموقف في رعوده (286)
607 لسانه في موقع التلاوة * عين الحياة معدن الحلاوة
608 وكيف لا وإنما لسانه * مهبط وحي الله جل شأنه



281. الحفيد: ولد الولد وبالفارسية (نواده دخترى يا پسرى).
282. عن أبي عبد الله (ع) قال: جاء حبر إلى أمير المؤمنين (ع) فقال: يا أمير المؤمنين هل رأيت ربك
حين عبدته؟ فقال: ويلك ما كنت أعبد ربا لم أره قال: وكيف رايته؟ قال: ويلك لا تدركه
العيون في مشاهدة الأبصار ولكن رأته القلوب بحقائق الإيمان (التوحيد للصدوق باب ما
جاء في الرؤية حديث 6).
283. الثفنات جمع الثفنة: ما يقع على الأرض من الأعضاء إذا غلظ وبالفارسية (پينه).
284. الأطوار السبعة: فيها اصطلاحان الأول: هي الصدر (معدن الاسلام) والقلب (معدن الإيمان)
والشغاف (معدن المحبة والشفقة على الخلق) والفؤاد (معدن المشاهدة ومحل الرؤية)
وحبة القلب (معدن محبة الله تعالى) والسويدا (معدن المكاشفات الغيبية والعلوم اللدنية
والحكمة) ومهجة القلب (معدن ظهور أنوار التجلي). والثاني: هي الطبع والنفس والقلب
والروح والسر والخفي والأخفى.
285. العرنين: الأنف.
286. الرعود: مصدر بمعنى صوت الرعد والمراد منه الاضطراب في يوم القيامة.
65
609 لا بل لسانه لدى التلاوة * لسان غيب الله في الطلاوة (287)
610 تلاوة تفطر القلوبا * بالرعب بل تكاد أن تذوبا
611 تلاوة تهابها الأملاك * تكاد تندك بها الأفلاك
612 وكيف وهي من سماء العظمة * ومصدر الصحائف المعظمة
613 تمثل الواجب في آياته * بل ذاته الأقدس في صفاته
614 تمثل الشعائر المعظمة * تمثلا بكل معنى الكلمة
615 تمثل العروج في الصلاة * إلى سماوات المكاشفات
616 تمثل الجحيم في حروره * والخلد في حريره وحوره
617 ومكرماته بلا الحصاء * جلت عن المديح والثناء
(45)
" الصبر والحلم "
618 وصبره الجميل في المصائب * وحلمه من أعجب العجائب
619 ونال من ذوي القلوب القاسية * ما لا تطيقه الجبال الراسية
620 شاهد بالطف من الفظائع * ما لا أمض (288) منه في الفجائع
621 كيف وفي مصارع (289) الكرام * مصارع العقول والأحلام
622 وكاد أن تقضي على حياته * وهو على ما هو من ثباته



287. الطلاوة بالكسر والضم والفتح: الحسن والبهجة.
288. أمض: آلم وأوجع وبالفارسية (دردناكتر)
289. المصارع جمع المصرع: مكان الصرع.
66
(46)
" الفجائع المشهودة "
623 شاهد رض هيكل التوحيد * بعاديات (290) الشرك والجحود
624 وهو يضعضع (291) السماوات العلى * فهل ترى أعظم من هذا البلا
625 شاهد رأس المجد والمعالي * على العوالي (292) في يد الأنذال (293)
626 وأنه من أعظم الرزايا * على النبي سيد البرايا
627 كيف وهذا الرأس رأس الدين * وهو مدار عالم التكوين
628 وقبلة العقول والنفوس * ومطلع الأقمار والشموس
629 رأى اضطرام النار في الخباء (294) * وهو خباء العز والإباء
630 رأى هجوم الكفر والضلالة * على بنات الوحي والرسالة
631 رأى فرارهن في البيداء (295) * وهو عليه أعظم الأرزاء
632 شاهد في عقائل النبوة * ما ليس في شريعة المروة
633 من نهبها وسلبها وضربها * ولا مجير قط غير ربها
634 لقد رأى رب الحفاظ والإباء * حرائر المختار في أسر السباء (296)
635 شاهد سوق الخفرات (297) الطاهرة * سوافر (298) الوجوه لابن العاهرة (299)



290. العاديات: جمع العادية: جماعة القوم يعدون للقتال، الخيل المغيرة.
291. يضعضع يهدم.
292. العوالي: الرماح.
293. الأنذال: جمع النذل: الخسيس والمحتقر.
294. الخباء: ما يعمل من وبر أو صوف أو شعر للسكن، الخيمة.
295. البيداء: الفلاة وبالفارسية (بيابان).
296. السباء والأسر مصدران بمعنى واحد لكن السباء هنا بمعنى الوصفي أي الأسير.
297. الخفرات: جمع الخفرة: شديدة الحياة.
67
636 وقد رأى من الدعي (300) بن الدعي * هتك المصونات بقول موجع
(47)
" دمشق والفوادح "
637 وما رآه في دمشق الشام * أدهى (301) من الكل على الإمام
638 ومنه من عظم البلا لأجزعا * يا ليت أمي لم تلدني سمعا
639 أتضرب الدفوف والطبول * وابن النبي رأسه محمول
640 واتخذوا يوم المصاب عيدا * بغيا لكي يرضوا به يزيدا
641 شاهد ربات (302) خدور العصمة * مهتوكة بين لئام الأمة
642 كأنهن من سبايا الروم * فياله من منظر مشوم
643 رأى وقوف الطاهرات الزاكية * قبالة (303) الرجس يزيد الطاغية
644 وهن في الوثاق والحبال * في محشد (304) الأوغاد والأنذال
645 وقد رأى من ذلك الكفور * ما دونه الموت على الغيور
646 كيف وقد شاهد مرشف (305) النبي * يقرع (306) بالعود فيا للعجب



298. السوافر: جمع السافرة: مكشوفة الوجه.
299. العاهرة: الفاجرة والعاملة للمنكر.
300. الدعي: المتهم في نسبه، الذي يدعي غير أبيه أو غير قومه.
301. أدهى: أشد وأعظم.
302. بالفارسية (بانوان پرده نشين).
303. قبالة: تجاه وبالفارسية (روياروى).
304. المحشد: محل الاجتماع.
305. المرشف: محل المص وبالفارسية (محل مكيدن) والمراد منه شفتي أبي عبد الله الحسين (ع).
306. يقرع: يضرب ويدق.
68
647 شلت يد مدت إليه مدا * كادت له الأرض (307) تهد هدا
648 تلك الثنايا (308) نقطة التوحيد * ومركز التجريد والتفريد
649 ثغر (309) به نمت (310) حدود المعرفة * غدت رسومها به منكشفة
650 ثغر به سدت ثغور الدين * تنكثه مخصرة (311) اللعين
651 لا بدع من طاغية الإلحاد * من أمه آكلة الأكباد
652 وما رأى في نفسه من البلا * من عظمة تندك أطواد العلا
653 كيف وأضحى قائد العباد * مصفدا يقاد في الأصفاد (312)
654 وباسط اليدين بالعطاء * أصبح مغلولا بلا خطاء
655 غلت (313) يد الضلال والفساد * غلت يد المعروف والأيادي
656 أيسحب (314) المطلق في القيود * وهو مجرد عن الحدود
657 أصبح قطب حلقة التوحيد * في حلق القيود من حديد
658 وسيق جوهر الوجود المطلق * إلى ابن مرجانة ذلك الشقي
659 ولا نسل (315) عما رأى من الأذى * يا حبذا الموت المريح (316) حبذا



307. وفي النسخة المخطوطة: كادت له الشم... والشم جمع أشم وهو الجبل المرتفع والهد: الهدم
بشدة.
308. الثنايا: أسنان مقدم الفم ثنتان من فوق وثنتان من أسفل.
309. الثغر: مقدم الأسنان، الفم.
310. نمت: ظهرت.
311. مخصرة: ما يتوكأ عليه كالعصا وتنكثه أي تنقضه.
312. الأصفاد: جمع الصفد: ما يوثق به الأسير من قيد أو غل والمصفد: المقيد.
313. علت في المصراع الأول دعاء عليها وفي الثاني خبر والضمير في الثاني راجع إلى
" يد الضلال والفساد ".
314. يسحب: يجر.
315. لا نسل: مخفف لا نسأل.
316. المريح: طيب الريح.
69
(48)
" الإمام عليه السلام يبكي "
660 وما انقضى بكاءه حتى قضى * حياته وهو حليف للرضا
661 وكيف لا يبكي وقد شاهد ما * بكت له عين السماء بالدما
662 وكيف لا تبكي دما السما * وقد بكت سحائب القدس دما
663 وفي ذرى (317) العوالم العلوية * أقيمت المآتم (318) الشجية (319)
664 ناهيك (320) في ذلك لطم الحور * في جنة الحبور (321) والسرور
665 فكيف تنسى هذه الرزية * والوتر (322) وتر سيد البرية
666 إن يكن الموتور سيد الورى * فهل ترى أعظم منه هل ترى
(49)
" يا لثارات الحسين عليه السلام "
667 أم هل ترى يذهب ثار (323) المصطفى * هدرا ولا يطلب من أهل الجفا



317. الذرى والذرى جمع الذروة: العلو والمكان المرتفع وأعلى الشئ.
318. المآتم جمع المأتم: مجتمع الناس عموما وقد غلب على مجتمع هم في حزن.
319. الشجية: الحزين.
320. يقال: " ناهيك بزيد فارسا " في مقام التعجب والاستعظام بمعنى أنه غاية فيما تطلبه ينهاك
عن تطلب غيره.
321. الحبور: جمع الحبر: الحسن.
322. الوتر والوتر: الانتقام أو الظلم فيه والموتور: من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه.
323. الثار: وهو أن تطلب المكافاة بجناية جنيت عليك وبالفارسية (خونخواهى، كين كشى).
70
668 فلا ورب العرش هذا الثار * يطلبه المنتقم القهار
669 على يد الحجة خاتم الحجج * من يفتح الله به باب الفرج
670 فكل قلب بالأسى (324) شجى * حتى يقوم القائم المهدي
671 فانصره يا رب وخذ بثاره * واجعلني اللهم من أنصاره



324. الأسى: الحزن والشجي: الحزين.
71
(50)
" في الإمام محمد الباقر "
" صلوات الله عليه "
672 أضاء وجه العلم والرسوم * بنور وجه باقر العلوم
673 إذ هو شمس مشرق الحقائق * وبدره المشرق بالدقائق
674 وكعبة العلم ومستجارها * بل في فناء بابه قرارها
675 ومشعر التوحيد والشهود * بل مشرع الحياة والوجود
676 بل هو ماء الحيوان الجاري * فإنه سر الوجود الساري
677 رقيقة الحقيقة الكلية * حقيقة الرقائق العلوية
678 إذ هو في مقامه المكين * واسطة التشريع والتكوين
679 صحيفة التكوين من إنشائه * ونسخة التشريع من إملائه
680 ما قلم القضا وما لوح القدر * لولا بنانه لدى أهل النظر
681 فإنه قطب رحى المشية * لا بل هو المشية الفعلية

72
682 هو المدار في محيط المعرفة * به استدار كل اسم وصفة
683 لا بل هو المدير في أفلاكها * وهو له الحكم على أملاكها
684 وفي كتاب علمه الربوبي * دقائق الأسرار والغيوب
685 أم الكتاب في علو رتبته * فصل الخطاب في بليغ حكمته
686 جوامع الحكمة مفرداته * سحائب الرحمة مرسلاته
678 وهو لسان الله في بيانه * وسره المودع في لسانه
(51)
" راية الرسالة "
688 قام بحمل راية الرسالة * بمحكم البيان والدلالة
689 فطبق الأرض (325) بلابتيها * بالعلم إشفاقا بمن عليها
690 وشيد (326) الدين الحنيف السامي * حتى علت دعائم الاسلام
691 قامت به قواعد التوحيد * واستحكمت برأيه السديد
692 فرق جمع الغي والضلال * بجمع شمل العلم والكمال
693 أحيى دوارس (327) الربوع الخالية * فأصبحت ذات قباب عالية
694 أنار وجه الحق والحقيقة * بأحسن البيان والطريقة
695 أحيى بما فيه من اللطائف * لطيفة العارف والمكاشف



325. طبق الأرض: غطاها. الضمير من لابتيها راجع إلى الأرض واللابتين تثنية اللابة وهي الحرة
من الأرض وبالفارسية (زمين سنگلاخ) والمراد أنه أعطى الأرض كلها حتى لاباتها.
326. شيد: رفع والدعائم جمع الدعامة: عماد البيت.
327. الدوارس: جمع الدارس: العافي والمخفي الآثار والربوع جمع الربع وهو الدار والمنزل
فعلى هذا دوارس الربوع من تقديم الصفة وإضافتها إلى موصوفها.
73
696 أحيى بعلمه معالم الهدى * فأصبحت آمنة من الردى - (328)
697 وأشرقت به سماء المعرفة * مذ أصبحت وشمسها منكسفة
(52)
" النور الإلهي)
698 بل استنار عالم الأنوار * بنوره الخاطف (329) للأبصار
699 به استنار الملأ الأعلى كما * بالنير الأعظم ضاءت السما
700 فإنه في النور والضياء * نور سماء عالم الأسماء
701 علومه الغر مصابيح الهدى * بنور علمه اهتدى من اهتدى
702 هو الصراط المستقيم الأزلي * به اهتدى كل نبي وولي
703 علومه أثماره الزكية * من دوحة العلم المحمدية
704 جوهر علمه من الكنز الخفي * فياله من شرف في شرف
705 ناشر آثاره النبي الهادي * بالعلم والحكمة والارشاد (330)
706 به استبانت لأولي الأفهام * معالم الحلال والحرام
707 به صفت شريعة المختار * عن كدر الأهواء والأفكار
708 كأنها الكوثر في الصفاء
طاب ورودها لطيب الماء
709 به نمت وأورقت أشجارها * به زكت وأينعت أثمارها
710 به تدلت لذوي المعالي * أغصانها في غاية الكمال
711 فاقت بيمنه شرائع السلف * فهي كدرة وتلك كالصدف



328. الردى: الهلاك والسقوط.
329. الخاطف: الآخذ بسرعة والمستلب سريعا وفي نسخة مخطوطة: بنوره المدرك للأبصار.
330. في نسخة: بالعلم والحكمة والرشاد.
74
(53)
" الشمائل القدسية "
وكان كالنبي في شمائله * وفي صفاته وفي دلائله
713 ففي محياه حياة العرفا * وكيف لا وهو شبيه المصطفى
714 ووجهه الوجيه قبلة الورى * من كل ما يرى وما ليس يرى
715 وعينه عين عيون المعرفة * أسرارها بنورها منكشفة
716 وصدرها خزانة الجواهر * وكنز أسرار الوجود الزاهر (331)
717 وقلبه طور تجلي الباري * يندك فيه عالم الأنوار
718 وروحه في عالم الأرواح * منزلة الروح من الأشباح
719 والخير كل الخير في لسانه * والعلم كل العلم في بيانه
720 منطقة منطقة الكمال * ناطقة العدل والاعتدال
721 وللصواب والخطا ميزان * والحق والصدق له عنوان
(54)
" هو والغيب "
722 بل هو مفتاح مفاتيح الهدى * وعنده الغيب شهود أبدا
723 به تجلت صفوة المعارف (332) * في قلب كل سالك وعارف



331. الزاهر: المشرق الصافي من الألوان وهو صفة ل‍ " كنز ".
332. في نسخة: به تجلت صورة المعارف.
75
724 بذكره اطمأنت القلوب * وانكشفت به لها الغيوب
725 ألقت له أربابها عنانها * حيث رأت بيانها عيانها (333)
726 فالغيب عندهم بدا الشهودا * نالوا به مقامه محمودا
727 بل عاينوا وعانقوا الحقيقة * مذ راقبوا وظائف الطريقة
728 وانتشرت بجده العلوم * وانحفظت بحده الرسوم
729 سمت به معاهد العلم إلى * هام الضراح (334) والسماوات العلى
730 حتى تجلت لأولي الألباب * حقائق السنة والكتاب
731 أحكمها بمحكم الأساس * جلت عن الرأي أو القياس
732 وسد باب الظن والتخمين * بفتح باب العلم واليقين
733 وبابه المفتوح باب الباري * وباب علم المصطفى المختار
734 هل يترك العين ويطلب الأثر * فما أضل من تولى وكفر
735 فاتبعوا إبليس في قياسه * واستحسنوا البنا على أساسه
736 واتخذوا سبيله سبيلا * ما راقبوا الله ولا الرسولا
737 صدوا عن الحق وتاهوا (335) في العمى * في مثله تحبس قطرها السما
738 حادوا (336) عن العترة والكتاب * بل نكسوا (337) قدما على الأعقاب
739 وأن أشباه أبي حنيفة * نتائج السوء من السقيفة
740 هي الأساس للمساوي كلها * ويستظل الكل تحت ظلها
741 عم بلاء دائها المستور * وليس ينجلي إلى الظهور



333. العيان: الشخص يقال: لقيه أو رآه أي مشاهدة لم يشك في رؤيته إياه.
334. الضراح: راجع إلى التعليقة برقم 190.
335. تاهوا: مالوا وانحرفوا.
337. نكسوا: قلبوا، جعل أسفلهم أعلاهم ومقدمهم مؤخرهم.
76
742 إلى ظهور خاتم الولاية * من هو مأمول لكل غاية
743 فهو معيد الملة البيضاء * نقية من زلل الآراء
(55)
" هشام والظلم "
744 تعسا وبؤسا لهشام الشوم * من هتكه لباقر العلوم
745 أيطلب الرمي من الإمام * مع الرماة من علوج (338) الشام
746 وهو ابن من خاطبة الله بما * رميت إذ رميت والله رمى
747 وهو ابن سهم الله إذ رماه * فبان لا إله إلا الله
748 حتى بدت من رمية الكرامة * وللعدو الخزي والندامة
749 ايوقف القائم بالأمر لدى * أذل مخلوق تردى في الردى - (339)



338. العلوج جمع العلج: الرجل الضخم القوي من كفار العجم وبعضهم يطلقه على الكافر عموما
وهذه الواقعة مربوطة بزمان ورود محمد بن علي الباقر وابنه جعفر الصادق عليهما السلام
بدمشق وحضورهما في مجلس هشام بي عبد الملك قال الصادق (ع):... فلما وردنا مدينة
دمشق حجبنا ثلاثا ثم أذن لنا في اليوم الرابع فدخلنا وإذا قد قعد على سرير الملك وجنده
وخاصته وقوف على أرجلهم سماطان متسلحان وقد نصب البرجاس حذاه وأشياخ قومه
يرمون فلما دخلنا وأبي أمامي وأنا خلفه فنادى أبي وقال: يا محمد إرم مع أشياخ قومك
الغرض فقال له: إني قد كبرت عن الرمي فهل رأيت أن تعفيني فقال: وحق من أعزنا
بدينه ونبيه محمد " ص " لا أعفيك ثم أومأ إلى شيخ من بني أمية أن اعطه قوسك فتناول
عند ذلك قوس الشيخ ثم تناول منه سهما فوضعه في كبد القوس ثم انتزع ورمى وسط
الغرض فنصبه فيه ثم رمى فيه الثانية فشق فواق سهمه إلى نصله ثم تابع الرمي حتى شق
تسعة بعضها في جوف بعض وهشام يضطرب في مجلسه... (بحار الأنوار، ج 46، ص 306)
339. تردى في الردى: سقط في الهلاك.
77
750 طال وقوف حجة الرحمن (340) * بين يدي طاغية الزمان
751 حتى ترائى غضب الجبار * من وجنات مهجة المختار
752 سحقا لرأس الكفر والفساد * رمى إمام الحق بالإلحاد
753 وإنه لطيفة التوحيد * ومهجة التجريد والتفريد
754 سليل من بسيفه أقامه * يعرف كل مسلم مقامه
755 لكن حب الملك داء مهلك * وكم بهذا الداء قدما هلكوا
756 تبا له تالله بالله كفر * مذ بدل الباقر كفرا بالبقر
757 وكذب النبي في مقالته * وتاه (341) في الغي وفي ضلالته
(56)
" الشهيد المسموم والشجرة الملعونة "
758 ومهد السرج له تمهيدا * حتى قضى بسمه شهيدا
759 ويل لمروان وماذا يبتغي * من الطريد (342) الوزغ (343) بن الوزغ
760 ومنبت السوء وأصل الشجرة * نباته المر لئام الفجرة
761 ملعونة في الذكر تلك الشجرة * خبيثة أغصانها والثمرة



340. قال الصادق (ع) عند حكايته عن واقعة حضوره مع أبيه (ع) في مجلس هشام بدمشق:... وأنا
وأبي واقف حذاه مواجهين له فلما طال وقوفنا غضب أبي فهم به وكان أبي إذا غضب نظر
إلى السماء نظر غضبان يرى الناظر الغضب في وجهه فلما نظر هشام إلى ذلك من أبي
قال له: إلي يا محمد فصعد أبي إلى السرير وأنا أتبعه... (بحار الأنوار، ج 46، ص 307)
341. تاه: ذهب متحيرا، ضل.
342. الطريد: المطرود.
343. الوزغ: الرجل الجبان الفشيل.
78
762 منابت خبيثة أثمارها * لم يبق في الأيام إلا عارها
763 أثمارها الضلال والالحاد * والبغي والبغاء والفساد
764 وكم دم محرم أراقوا * سالت به الحجاز والعراق
765 كم هتكوا من النبي حرمته كم جزروا (344) جزر الأضاحي (345) لحمته
766 بل صلبوا وأحرقوا جثمانه (346) * ومزقوا (347) برشقهم (348) قرآنه
767 وهدمهم (349) للكعبة المعظمة * مشهود كل مسلم ومسلمة
768 هم أولياء (350) الأمر في الاسلام * أم خلفاء سيد الأنام
769 لا والذي أعز دين المصطفى * لا أولياءه ولا هم خلفاء
770 بل هم بمعزل (351) عن الخلافة * بل هم على الدين الحنيف آفة
771 بل هم وأوليائهم في النار * في نار قهر الواحد القهار



344. جزروا: ذبحوا ونحروا.
345. الأضاحي: جمع الأضحية والأضحية: الذبيحة.
346. الجثمان: الجسم، الشخص.
347. مزقوا ومزقوا: شقوا.
348. الرشق: الرمي وبالفارسية (تير اندازى).
349. بهذا أشار إلى هدم الكعبة على يد يزيد وجنوده في السنة 63 الهجري.
350. الهمزة الاستفهام محذوفة التقدير: أهم أولياء....
351. يقال: هو عن الحق بمعزى أي هو مجانب له بعيد عنه وبالفارسية (بركنار).
79
(57)
" في الإمام جعفر بن محمد الصادق "
" صلوات الله عليهما "
772 شق ظلام الجهل فجر المعرفة * بصبحه الصادق رسما وصفة
773 أصبح مشرقا محيط الدين * بضوء صبح العلم واليقين
774 وأصبحت دائرة الحقايق * مشرقة بنور علم الصادق
775 وأصبحت به أصول المعرفة * على أساس جل عن كل صفة
776 وأبحت قواعد التوحيد * قائمة برأسه السديد
777 وأصبحت لطائف المعارف * جلية في قلب كل عارف
778 وأصبحت معاهد العلوم * واضحة الحدود والرسوم
779 وأصبحت به معالم الهدى * زاهرة لمن تحرى (352) رشدا
780 وأصبحت سنة خير الأنبياء * كالقمر البازغ (353) نورا وضيا
781 وأصبحت دقائق الكتاب * تلمع كالشمس بلا حجاب



352. تحرى: بحث وفتش.
353. البازغ: الطالع.
80
(58)
" شمس الهدى "
782 وأشرقت من أفق الرسالة * شمس الهدى والرشد والدلالة
783 بل من سماء الذات بدر المعرفة * به استنار كل اسم وصفة
784 بل هو صبح الأزل الوضاح (354) * من نوره العقول والأرواح
785 وهو مدار عالم الأسماء * واسطة الابداع والانشاء
786 وكل نور هو ضوء نوره * ونور سيناء سنا من طوره
787 ونوره في عالم الأنوار * كالبدر في الكواكب الدراري (355)
788 أنفاسه كالنفس الرحماني * حياة ما في عالم الإمكان
789 وفيض علمه على الأنام * مقدس عن درن (356) الأوهام
790 وأمره الماضي كلمح بالبصر * بل هو محور القضاء والقدر
791. وعزمه المحيط بالجهات * كنقطة المركز في الثبات
792 غرته الغراء في الاشراق * بارقة الأنفس والآفاق
793 منطقه كالوحي لا سواه * إذ هو لا ينطق عن هواه
794 فإنه في ذاته العلية * سر الحقيقة المحمدية
795 لسانه مفتاح أبواب الحكم * لسانه مصباح أرباب الهمم
796 لسانه محجة (357) القلوب * للسير في عوالم الغيوب



354 الوضاح: الأبيض اللون، الحسن الوجه.
355. الدراري: جمع الدري بتثليث الدال: الثاقب المضئ كالدر.
356. الدرن: الوسخ وبالفارسية (چرك، ناپاكى).
357. المحجة: جادة الطريق أي وسطه سميت بذلك لأنها تقصد.
81
797 لسانه لسان غيب الباري * وسره المحيط بالأسرار
798 تجلت الأسرار من لسانه * وانجلت الأستار من بيانه
799 بدت بنور علمه الرباني * حقيقة القرآن والمثاني
800 وكيف لا وعلمه الإلهي * مرآة غيب ذاته كما هي
801 وعلم الأسماء آدم الصفي * في كنه ذاته وسره الخفي
802 ونال حضر من لدنه علما * ومنه لقمان استفاد حكما
803 ومنه داود أصاب الحكمة * ثم ابنه إذ هو باب الرحمة
804 وعنده علم الكتاب كله * فكل من سواه تحت ظله
805 بل هو كالبحر من الحباب ممن له علم من الكتاب
806 وكل ما في الصحف المكرمة * ففي كتابه الحكيم محكمة
807 إذ هو في مقامه الرفيع * صحيفة التكوين والتشريع
808 وكيف لا وهي به قوامها * ومنه بدؤها به ختامها
809 قام بتكميل العقول والنهى (358) * مبدءه النبي وهو المنتهى
(59)
" أنواع العلوم "
810 بث لباب العلم في الألباب * وميز القشر من اللباب
811 أحيى بأنواع العلوم والحكم * قلوب أرباب المعالي والهمم
812 روى الصدور بالعلوم الشافية * فإنه عين الحياة الصافية



358. النهى: جمع النهية العقل سمي به لأنه ينهى عن القبيح وعن كل ما ينافي العقل.
82
813 أفاض كالحيا على مواتها * فأسفر الصباح (359) عن حياتها
814 ابان عن حقائق العرفان * بمحكم البيان والبنيان
815 شيد أركان الهدى بحكمته * وشاد (360) قصرها بعالي همته
816 همته من هامة السماء * كقاب قوسين من الغبراء (361)
817 مهد للسير إلى الحقيقة * قواعد السلوك والطريقة
818 أعرب عن مقام سر الذات * وعالم الأسماء والصفات
819 حتى تجلى الحق في كلامه * فشاهدوه وهو في مقامه
820 بل أشرقت حقيقة الحقائق * مذ بزغت شمس محيا الصادق
821 وفي بيانه وفي عيانه * غنى لذي عينين عن برهانه
822 فلا وحق الصدق لولا الصادق * لم يك بالحق الحقيق ناطق
823 له يد المعروف عند العارف * بل يده البيضا على المعارف
824 دعا إلى مكارم الأخلاق * بالقول والفعل بالاتفاق
825 سن حديث الصدق صدق لهجته * وحسن الأخلاق حسن بهجته
826 وسار في الناس بأحسن السير * سيرته سيرة خيرة الخير
827 وهل ترى مكارم الأخلاق * إلا عن الطيب في الأعراق (362)
828 كان عظيم خلقه تراثا * عن جده أكرم به ميراثا
829 أفصح عن حقائق الكتاب * بما يزيل ريبه المرتاب
830 فإنه سليل من خوطب به * وهو ولي عهده ومنصبه



359. أسفر الصبح: أضاء.
360. شاد وشيد بمعنى واحد أي رفع.
361. الغبراء: الأرض لغبرة لونها.
362. الأعراق: جمع العرق: أصل كل شئ وعرق البدن ما يجرى فيها الدم.
83
831 بل هو في صحيفة الوجود * كنقطة الباء لدى الشهود
832 وليس ما في الكتب المنزلة * إلا وفي نقطة باء البسملة
833 وفي بيانه لحفظ السنة * ما ليس في السنة إلا سنة (363)
834 دافع عنها بقواه العالية * مما خلت عنه القرون الخالية
835 جاهد عنها أعظم الجهاد * ببث روح العلم والارشاد
836 فاستحكمت بجده حدودها * يغنيك عن آثارها شهودها
837 أحيى ربوع (364) العلم بعد الطمس (365) * فاخضر عوده عقيب اليبس
838 حتى غدت رياضها أنيقة * وأثمرت ثمارها الحقيقة
839 عادت به شريعة الأحكام * نقية عن كدر الأوهام
840 حتى صفا لأهلها زلالها * وبان عن حرامها حلالها
841 أكرم بها شريعة معظمة * بناءها على أساس العظمة
842 على أساس الوحي والتنزيل * على يد الخبير بالتأويل
(60)
" العادلون عنه "
843 ويل لمن مال عن الحق السوي * واتبع الباطل إبليس الغوي
844 واستبدل الصادق مصباح الهدى * بالمفتري الكاذب مفتاح الردى
845 أين هدى العلم من القياس * والوحي من وساوس الخناس



363. الأسنة: ذوي الأعمار الكبيرة جمع السن.
364. الربوع: الأحياء، جماعة الناس، المنزلة، المحلة جمع الربع.
365. الطمس: الإنمحاء، الدرس وبالفارسية (كهنه گرديدن).
84
846 وأين نور السنة البيضاء * من ظلمة الأهواء والآراء
847 لقد تجلى الحق لكن الهوى * يغوي وكل من غوى فقد هوى (366)
848 وإن حب الجاه يعمي ويصم * عروته وثيقة لا تنفصم (367)
849 وهو غطاء العقل والبصيرة * أخبث ما تسره السريرة
850 مبدء كل فتنة وآفة * غاية من تقمص (368) الخلافة
851 منه جرى على أئمة الهدى * من البلا ما ليس يحصى عددا
(61)
" الدوانيقي والقساوة "
852 ويل الدوانيقي ما أشقاه * قد بلغ الغاية في شقاه
853 مما جرى منه على إمامه * مما يزيل القلب عن مقامه
854 أيسحب (369) الإمام وهو حاف * أهكذا شريعة الإنصاف
855 وهو ابن من علا على البراق * إلى مقام ما ارتقاه راق
856 أيوقف المولى أمام عبده * والعرش عرشه أبا عن جده
857 أيوقف الإمام وهو حاسر (370) * يا ويله ما ذلك التجاسر
858 إذ هو تاج المجد والكرامة * فلا أحق منه بالعمامة



366. قد هوى أي قد سقط من علو إلى أسفل.
367. لا تنفصم: لا تنقطع.
368. تقمص الخلافة أي لبس ذلك كما يلبس القميص قال أمير المؤمنين في الخطبة المعروفة
بالشقشقية: أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة....
369. يسحب: يجر على وجه الأرض والحافي: الماشي بلا خف ولا نعل.
370. الحاسر: المكشوف الوجه.
85
859 يا ويله من شتمه وسبه * ظلما فما أ \ كفره بربه
860 أمثله يشتم أو يسب * وهو لا رباب المعالي رب
861 وحرقه لباب بيت الشرف * تراثه من أمراء السلف
862 والباب ذاك الباب باب العظمة * والنار تلك النار نار الظلمة
863 والباب باب كعبة التوحيد * والنار نار الكفر والجحود
864 وكم وكم بنى على الفتك (371) به * لو لم تكن عناية من ربه
865 أتى بظلمه على أتمه * حتى أتم ظلمه بسمه
866 جنى على ذرية الرسول * جناية تذهب بالعقول
867 وما جنى به على بني الحسن * لم يسمع الدهر بمثله ولن



371. الفتك: القتل على غفلة، البطش.
86
(62)
" باب الحوائج الإمام موسى بن جعفر "
صلوات الله عليهما "
868 أشرق نور العلم والعبادة * في ملكوت الغيب والشهادة
869 وقد تجلى نير اللاهوت * فأشرقت مشارق الناسوت
870 أو نور طور الجبروت سطعا * فاندك فيه الطور والنور معا
871 والطور فان في فناء بابه * والنور كل النور من قبابه
872 فإنه مبدء كل نور * بل هو منتهاه في الظهور
873 نور تعالى شأنه عن حد * وعز في نعوته عن عد
874 ذلك نور منية الكليم * رؤيته من زمن قديم
875 ذلك نور كعبة الأعاظم * وقبلة الحاجات موسى الكاظم
876 أبو العقول والنفوس النيرة * أم الكتاب وابن خير الخيرة
877 بل هو نور كعبة التوحيد * وقبلة الشاهد في الشهود

87
878 نور سماء الذات والصفات * به حياة عالم الحياة
879 فالق صبح الأزل المنير * به استنار كل مستنير
880 أضاءت السبع العلى بنوره * كأنها تدور حول طوره
(63)
" باب الرحمة "
881 تود وهي ركع ببابه * تكون (372) سجدا على ترابه
882 وبابه كعبة كل سالك * ومستجار الكل في المهالك
883 وبابه ملتزم الأرواح * باب المقام قبلة الضراح
884 وهو مطاف كعبة الاسلام * ومشعر المشاعر العظام
885 وبابه باب القضاء الجاري * كيف وهذا الباب باب الباري
886 باب بدا لله فيه ما بدا * باب إليه مرجع الأمر غدا
887 أكرم به فإنه باب الهدى * أنعم به فإنه باب الندى
888 بل هو باب الكشف والشهود * والسير في عوالم الوجود
889 وباب أبواب التجليات * في الذات والأفعال والصفات
890 وباب أبواب المعالي والهمم * باب مدينة العلوم والحكم
891 وكيف لا وإنه ابن بجدته * سر علي في علو رتبته
892 وسر خير الخلق في سريرته * في علمه وحلمه وسيرته
893 والجوهر الفرد من الكنز الخفي * وحاز فيما حاز كل الشرف



372. تكون بالنصب بإضمار " أن " مفعول ل‍ " تود " والضمير في " تود " راجع إلى " السبع العلى "
في البيت السابق وجملة " وهي... " حالية.
88
894 كرسي علمه العظيم أرفع * من السماوات العلى وأوسع
895 فإنه في علمه الإشراقي * مليك عرشه بالاستحقاق
896 وكيف وهو أعظم المرائي * لغيب ذات بارئ الأشياء
897 فإنه كالشمس والضياء * من المحمدية البيضاء
898 فهل ترى بغيره يصاهى * مهجة ياسين وقلب طاها
899 إلى علاه منتهى مكارمه * ذا فاتح الخير وهذا خاتمه
900 له الخلافة المحمدية * في كل مكرماته العلية
901 له الخلافة الإلهية في * عباده أكرم به من خلف
902 يعرب حقا في تجلياته * عن ذاته العليا وعن صفاته
(64)
" السجن والسر "
903 يفصح صدقا وهو في السجون * عن مستسر غيبه المكنون
904 هو اسمه الأعظم وهو مختفي * والمظهر الأتم للكنز الخفي
905 أو في حجاب القدس ناموس الأزل * فلا يزال باطنا ولم يزل
906 أو في محيط الكبرياء والشرف * كالدرة البيضاء وهي في الصدف
907 وأشرقت من حلق القيود * نقطة قطب حلقة الوجود
908 ومذ على الجسر غدا مصفدا * " وكان عرشه على الماء " (373) بدا
909 يمثل المبدء في ثنائه * في جبروته وكبريائه



373. الآية السابعة من سورة الهود.
89
910 تكبيره من أفصح البيان * على الكبير المتعالي الشأن
911 يمثل المنزل في آياته * إذا تلى الآيات في صلاته
912 يمثل العظيم في ركوعه * وهو على ما هو من خضوعه
913 كما يمثل العلي الأعلى * عند سجوده إذا تدلى
914 يمثل المشهود في تشهده * مذ بلغ الغايات في تجرده
915 يمثل النبي في سلامه * والمسك (374) كل المسك في ختامه
916 وهو حليف السجدة الطويلة * وصاحب الضراعة الجميلة
917 وأزهرت عوالم الوجود * بنوره الزاهر في السجود
918 وكان من دموعه الغزيرة (375) * سحائب الرحمة مستشيرة
919 يعرب في القيام والقعود * عن قوسي النزول والصعود
920 وفي قيوده عن انقياده * لله والفناء في مراده
(65)
" المعاجز والمآثر "
921 آيات معجزاته مرتسمة * في صفحات الصحف المكرمة
922 له من الماثر الجليلة * ما ليس يحصي أحد تفصيله
923 له يد المعروف والأيادي * على الورى من حاضر وباد
924 بل كل ما في عالم الايجاد * من ذلك المعروف والأيادي
925 إذ يده الباسطة القوية * حقا يد الباسط بالعطية



374. أي: ريح المسك والمراد ريح وصله ورضوانه تعالى في ختام سلامه في صلاته.
375. الغزيرة مؤنث الغزير: الكثير من كل شئ.
90
926 ومن أياديه على العبادة * معرفة المبدء والمعاد
927 ونعمة العلم أتم نعمة * وليها ولي أمر الأمة
928 معروفة المعارف المأثورة * فهي على ذمته مقصورة
929 فإنه قطب محيط المعرفة * بل هو سر كل اسم وصفة
(66)
" باب الحوائج "
930 وبابه باب شفاء المرضى * وكل حاجة لديه تقضى
931 وبابه باب حوائج الورى * لأجله غدا به مشتهرا
932 وكعبة الرجا لكل راج * ومستجار الملتجي المحتاج
933 وكيف لا والباب باب الرحمة * وفي فنائه نجاة الأمة
934 له من الخوارق (376) الجسيمة * ما جبهة الدهر به وسيمة (377)
935 يغنيك عن بيانها عيانها * وإنما شهودها برهانها
936 وكظمه للغيظ من صفاته * ثبوته يغنيك عن إثباته
(67)
" الكوارث (378) والمحن "
937 قضى حياته مدى الزمان * وهي حياة عالم الإمكان
938 في السجن والحديد والعذاب * يا لعظيم الرزء والمصاب



376. الخوارق الجسيمة: الكرامات والمعجزات العظيمة.
377. الوسيمة: المعلمة، الحسن الوجه.
378. الكوارث: جمع الكارثة: المسبب الغم الشديد.
91
939 ونوره في ظلمة المطمورة (379) * أنار وجه قطري المعمورة (380)
940 بل الجهات الست والسبع العلى * والملأ الأعلى استنارت كملا
941 ويل لهارون الخنا (381) أخنى على * موسى ربيب المجد بل رب العلا
942 من بعد أن قضى على صلاته * يقطعها لا بل على حياته
943 سيرة من طيبة الغراء * ظلما إلى بصرة والزوراء (382)
944 ولا تخل أخرجه عن وطنه * لا بل أزال روحه عن بدنه
945 كيف وأين الروضة المنورة * من محبس السندي رأس الفجرة
946 ولم يزل يعالج (383) الحبوسا * وكان كل يومه عبوسا
947 وعضه القيد فرض ساقه * لهفي لمن امضه (384) وثاقه
948 ولم يزل مصفدا مكبلا (385) * حتى قضى بالسم موسى الأجلا
949 آنس (386) نارا من سموم السم * فزاده غما عقيب غم
950 نور الهدى خبا فأظلم الفضا * يا ساعد الله إمامنا الرضا
951 واعجبا من هو أزكى ثمرة * من دوحة المجد الأثيل (387) المثمرة
952 من دوحة العلياء والفتوة * من دوحة التنزيل والنبوة
953 كيف قضى بالرطب المسموم * على يد ابن شاهك المشوم



379. المطمورة: الحبس، الحفيرة تحت الأرض تخبأ فيها الحبوب ونحوها.
380. قطري المعمورة: شقي الأرض وجانبها.
381. الخنا الفحش في الكلام وأخنى عليه في الكلام: أفحش.
382. الزوراء: مدينة بغداد سميت بذلك لا زوار قبلتها أي للعدول والانحراف في قبلتها والمراد
بطيبة الغراء المدينة الطيبة.
383. يعالج: يمارس ويزاول.
384. امضه: أو جعه، أحرقه وشق عليه.
385. مصفدا مكبلا: مقيدا محبوسا.
386. آنس: أبصر.
387. الأثيل: الشريف، ذو الأصالة.
92
(68)
" النعش المحمول "
954 أمثل موسى وارث الرسالة * يحمل نعشه مع الحمالة
955 نعش تطوف حوله الأفلاك * تبركت بحمله الأملاك
956 ولم يشيعه من الناس أحد * فيا لها من غربة بغير حد
957 بل شيعته الزفرات (388) المحرقة * من أنفس قلوبها محترقة
958 شيعة العقول والأرواح * لهم على غربته نياح
959 وكيف نعش صاحب الخلافة * يرمى على الجسر من الرضافة
960 تنوح في غربته عليه * خشخشة الحديد في رجليه (389)
961 ناحت عليه زمر الملائك * بل ناحت الحور على الأرائك
962 أم كيف يستخف بالنداء * عليه وهو أعظم الأرزاء
963 فيا لذاك الهتك والجسارة * على سليل القدس والطهارة
964 نادى عليه الرجس بالتحقير * وإنه ابن آية التطهير
965 أيذكر الطيب وابن الطيب * بأفحش القول فيا للعجب
966 وهو ابن من نودي باسمه على * منابر القدس بعز وعلى
967 نودي باسمه العظيم السامي * في الصلوات الخمس بالإعظام
968 أحجة الحق إمام الرافضة * بل حجة الباطل منه داحضة (390)



388. الزفرات: جمع الزفرة: التنفس مع مد النفس، النفس الحار.
389. الرصافة: محلة ببغداد.
390. داحضة: باطلة.
93
969 وليس في الغيب ولا الشهادة * سواه قائد إلى السعادة
970 بل رفض الباطل رفضا رفضا * ومحض الحق الصريح محضا
971 فلا ورب العرش لولا الكاظم * لم يك للدين الحنيف ناظم

94
(69)
" في الإمام الثامن أبي الحسن علي بن "
موسى الرضا صلوات الله عليهما "
972 قد استوى سلطان إقليم الرضا * باليمن والعز على عرش القضا
973 عرش الخلافة الإلهية في * عباده فياله من شرف
974 لا بل على أريكة الهوية * ومركز المشية الفعلية
975 له الولاية المحمدية * في سر ذاته على البرية
976 ولاية التكوين والإبداع * أكرم بهذا الملك المطاع
977 إذ يده العليا يد الأيادي * فهو مثال مبدء المبادى
978 أسمائه الحسنى له صفات * وهي لذاته تجليات
979 سلطانه على الورى سلطانه * فما أعزه تعالى شأنه
980 أعظم ما أحب أن يعرف به * في ذاته وفي معالي رتبته
981 فهو من الكنز الخفي الباهر * ذاتا ووصفا أعظم المظاهر

95
982 مقامه الرفيع في أعلى القلم * ولوح ذاته صحيفة الحكم
983 فاتحة الكتاب في الجلالة * إذ هو سر خاتم الرسالة
984 بل نقطة الباهي في عين الرضا * فإنه سر أبيه المرتضى
985 آيات كبريائه والعظمة * بينة في الزبر المعظمة
986 صحيفة الوجود من آياته * لطيفة الشهود سر ذاته
987 ومحكمات الكلمات الباهرة * لذاته العليا شؤون ظاهرة
988 والحرف عالياته مرتسمة * في ذاته العلي قدرا وسمة
989 تحكي عن الغيب المصون ذاته * تعرب عن شؤونه صفاته
990 ظهوره ظهور نور النور * فلا أتم منه في الظهور
991 شمس سماء عالم اللاهوت * والقمر الزاهر في الناسوت
992 والملكوت (391) من ظلال نوره * والملك كله فناء طوره
993 والجبروت (392) كالمسخرات * لأمره في المحو والاثبات
994 والملأ الأعلى سرادقاته * والعرش والسبع العلى مرقاته
995 غرته نور رواق العظمة
ديباجة الكون بها منتظمة
996 طلعته مطلع أنوار الهدى * ولا ترى لها أفولا أبدا
997 ووجهه قبلة كل عارف * ومستجار كعبة المعارف
998 وفي محياه حياة الاوليا * وكيف وهو روح خير الأنبياء
999 وعينه عين الرضا بالقضا * نفسي لك الفداء يا عين الرضا
1000 ولا تسل (393) عن قلبه السليم * إذ لا تنال نقطة التسليم



391. الملكوت: عالم الغيب والملك: عالم الشهادة (اصطلاحات الصوفية للكاشاني ص 88).
392. الجبروت: عند أبي طالب المكي عالم العظمة يريد به عالم الأسماء والصفات الإلهية
وعند الأكثرين عالم الأوسط وهو البرزخ المحيط بالامريات الجمة (التعريفات ص 33)
393. لا تسل مخفف " لا تسأل ".
96
1001 وهو بما فيه من الجواهر * ممثل الكنز الخفي الباهر
1002 جل عن الحدود والرسوم * ما فيه من جواهر العلوم
1003 مفاتح الغيوب في لسانه * مصابح الشهود في بيانه
(70)
" قوله وبيانه "
1004 وعز شأنه عن المشاكل * في حله لعقدة المشاكل
1005 لسانه عين الحياة الدائمة * به مبادئ الحياة قائمة
1006 لسانه ناطقة التوحيد * ومنطق التجريد (394) والتفريد
1007 منطقه منطقة الشوارق * في الفلك الدوائر بالبوارق
1008 ينبئ في بيانه الكريم * عن موجزات النبأ العظيم
1009 يعرب عن جوامع العلوم * بأحسن الحدود والرسوم
1010 يفصح عن مصادر الأمور * وكيف وهو مبدأ الصدور
1011 رموز علمه كنوز المعرفة * حقائق الدين بها منكشفة
1012 بنور علمه وحسن المنطق * يكشف عن سر الوجود المطلق
1013 وفي بيانه مكارم الشيم * وفي معانيه بدائع الحكم
1014 وفى ببذله العلوم حقها * كرامة على من استحقها
1015 علومه الحقة في الاشراق * كالشمس في الأنفس والآفاق



394. التجريد: إماطة السوي والكون عن القلب والسر والتفريد: وقوفك بالحق معك
(اصطلاحات الصوفية ضميمة التعريفات ص 117) ونقل أيضا أن التجريد قطع تعلقات
ظاهرية والتفريد قطع تعلقات باطنية.
97
1016 كل كلامه جوامع الكلم * عقودها وثيقة لا تنفصم
1017 كلامه هدى لمن به اهتدى * وقوله فصل على من اعتدى
1018 كلامه نور ونور الطور * كأنه ظهور ذاك النور
1019 كلامه لطيفة المعارف * حياة كل سالك وعارف
1020 به تجلت لألي الأبصار * حقائق الأسرار والأنوار
1021 به سمت معاهد العلوم * حتى علت على ذرى (395) النجوم
1022 بل جازت السدرة منتهاها * تكاد أن (396) تدنو إلى أدناها
1023 كيف وربانيها علي * فلا ينال قدرها العلي
1024 علي الرضا سليل المرتضى * ومن بكفه مقاليد القضا
1025 عقل العقول في علو المرتبة * نفس الرسول في سمو المنقبة
1026 أصل الأصول فهو أسمى شجرة * فرع البتول فهو أزكى ثمرة
1027 وباسمه استدارت الدوائر * وباسمه استقامت السرائر
1028 وباسمه السامي جرى فلك الفلك * وذكره عنوان تسبيح الملك
1029 وذكره تحيى به القلوب * وتنجلي بذكره الكروب
1030 هو المثاني بل هو التوحيد * هو الكتاب المحكم المجيد
1031 فمن يضاهي شرفا وجاها * روح محمد وقلب طاها
1032 بيضاء موسى هي في يمينه ونور ياسين على جبينه
1033 وآية النور سناء نوره * والنور كل النور في ظهوره
1034 في لوح نفسه مقام للرضا * عن وصفه تكل أقلام القضا



395. الذرى: راجع إلى التعليقة برقم 317.
396. أعطى " أن " المصدرية حكم " ما " المصدرية في الاهمال راجع إلى " مغنى اللبيب " الباب
الثامن القاعدة الحادية عشرة.
98
1035 لقد تفانى في الرضاء بالقضا * حتى تسامى وتسمى بالرضا
1036 بل في رضا الباري رضاه فان * بل ذاته بذلك العنوان
1037 بل جاز عن أقصى مراتب الفنا * حتى تجلى قائلا إني أنا
1038 هو ابن من دنى إلى أدناه (397) * ما كذب الفؤاد ما راه
1039 وهو لذلك الفؤاد ثمرة * فأين منه الطور أين الشجرة
1040 يمثل النبي في أخلاقه * فإنه النابت من أعراقه (398)
1041 له كرامات ومكرمات * في صفحات الدهر بينات
1042 شهود صدق لسمو ذاته * كأنه النبي في صفاته
(71)
" الحرم المنيع "
1043 تري الملوك سجدا ببابه * فالعز كل العز في أعتابه
1044 تطوف حول قبره الأملاك * كأنه المحور والأفلاك
1045 تبكي على محنته وكربته * وبعده عن داره وغربته
1046 ويل بل الويلات للمأمون * ويل لذاك الغادر الخؤون
1047 لم يحفظ النبي في سبيله * وتاه في الغي وفي سبيله
1048 خان أمين الله في أمانته * فهل ترى أعظم من خيانته
1049 أخرجه من مهبط التنزيل * إليه بالخداع والتسويل (399)



397. قال الله تبارك وتعالى في شأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وما ينطق عن الهوى أن
هو إلا وحي يوحى علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى وهو بالأفق الأعلى ثم دنا فتدلى
فكان قاب قوسين أو أدنى فأوحى إلى عبده ما أوحى ما كذب الفؤاد ما رأى أفتمارونه
على ما يرى (سورة النجم 3 تا 11).
398. الأعراق: جمع العرق: أصل كل شئ.
399. التسويل: الاغواء وتزيين العمل.
99
1050 ولا يحيق المكر أي مكر * إلا بأهله كما في الذكر (400)
1051 ولاه عهده وجل جهده * في نقض عهده ونكث عهده
1052 فيا لها ولاية مشؤومة * كانت لها نتيجة مسمومة
1053 وبان من مآثر الإمام * بأنه أحق بالمقام
1054 فقد بدت في مدة الولاية * خوارق ليس لها نهاية
1055 وكان ما يبدو من الخوارق * امضي على الخصم من البوارق
1056 فازداد ذلك الحقود حسدا * فإنه نار تذيب الجسدا
1057 فاغتاله بالعنب المسموم * ويل لذاك الظالم الغشوم (401)
1058 لولا رضاه بالقضاء الجاري * لأسود وجه الدهر بالبوار
1059 ومادت (402) الأرض بلابتيها * وساخت (403) الأرض بمن عليها
1060 قضى شهيدا صابرا محتسبا (404) * وهو غريب بل غريب الغربا
1061 تقطعت أمعاءه بالسم * فداه نفسي وأبي وأمي
(72)
" الباكون عليه "
1062 بكت عليه هاطلات (405) القدس * ناحت عليه نفحات الأنس



400. أي كما في القرآن في سورة الفاطر آية 44 " ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله " والمعنى:
لا ينزل جزاء المكر السيئ إلا بمن فعله (مجمع البيان، ج 4، ص 412)
401. الغشوم: الغاصب، الظالم.
402. مادت: تحركت واضطربت ودارت. وقد تقدم شرح " لا بتيها " في التعليقة برقم 325.
403. ساخت: انخسفت.
404. محتسبا: مظنونا ومنكرا عليه.
405. الهاطلات: الباكيات.
100
1063 ناح الأمين وهو ذو شجون (406) * مما جنت به يد المأمون
1064 عليه سيد الورى ينوح * حزنا فكيف لا ينوح الروح
1065 ناحت عليه الأنبياء والرسل * بل العقول والنفوس والمثل
1066 ناحت عليه الحور في الجنان * تأسيا بخيرة النسوان
1067 بكى عليه ما يرى ولا يرى * والبر والبحر وإطباق الثرى (407)
1068 لقد بكى البيت ومستجاره * وكيف لا ومنه عز جاره
1069 وقد بكاه المشعر الحرام * والحجر الأسود والمقام
1070 لفقد عزها ومن حماها * بعزة عن كل ما دهاها (408)
1071 بل هو عز الأرض والسماء * والملأ الأعلى على سواء



406. الشجون: الحزن والأمين لقب جبرائيل عليه السلام.
407. الثرى: الأرض.
408. دهاها: عابها وتنقصها والضمير المؤنث راجع الثلاثة المذكورة في البيت السابق.
101
(73)
" في الإمام محمد بن علي الجواد "
" صلوات الله عليهما "
1072 سبحان من جاد على الذوات * بمقتصي الأسماء والصفات
1073 فقد تجلى باسمه الجواد * في مصدر الخيرات والأيادي
1074 في عنصر النبوة الختمية * بصورة الولاية العلية
1075 حقيقة الأمانة المعروضة (409) * رقيقة الديانة المفروضة
1076 صحيفة المكارم الجميلة * لطيفة المعارف الجليلة
1077 سر النبي خاتم النبوة * في العلم والحكمة والمروة
1078 ومهجة المخصوص بالأخوة * في الحكم والإباء والفتوة
1079 سليل ياسين وسبط طاها * فقد تعالى شرفا وجاها



409. قال الله تبارك وتعالى: إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها
وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوما جهولا (الأحزاب - 72 وعن الحسين بن خالد
قال سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (ع) عن هذه الآية فقال: الأمانة الولاية من
ادعاها بغير حق كفر (تفسير نور الثقلين، ج 4، ص 309).
102
1080 سلالة الخليل في وفائه * وصفوة الصفي في صفائه
1081 ساحل جوده هو الجودي * به نجي ربنا نجي
1082 بل هو للكليم تاج رأسه * في بطشه وفي شديد بأسه
1083 بل هو روح الروح في ابن مريم * وهو من الكلام أم الكلم
1084 وحشمة الله رهين نعمته * في ملكه وعلمه وحكمته
1085 ولا ترى في الأنبياء مكرمة * إلا وفيه كل معنى الكلمة
1086 ووجهه مصباح نور النور * طلعته منصة الظهور
1087 ونور وجهه كنور الباري * يذهب بالألباب والأبصار
1088 غرته بارقة الكمال * شارقة الجلال والجمال
1089 وعينه في عالم التكوين * انسان عين الحق واليقين
1090 وقلبه عرش مليك المعرفة * بل عرش من لا اسم له ولا صفة
1091 وصدره خزانة الغيوب * في سره مسرة القلوب
1092 لسانه شريعة الأحكام * لا بل لسان الوحي والإلهام
1093 لسانه ينطق لا عن الهوى * فإنه من الشديد في القوى
1094 يمثل النبي في منطقه * فإن هذا النور من مشرقه
1095 كأنه أريد ذاك المنطق * هذا كتابنا عليكم ينطق
1096 كلامه أم جوامع الكلم * ومنه سر الكل في الكل علم
1097 كلامه هو الكتاب الناطق * آياته الغر هي الحقائق
1098 حقيقة السبع المثاني (410) ذاته * والكلمات كلها آياته



410. السبع المثاني هي فاتحة الكتاب سميت السبع لأنها سبع آيات لا خلاف في جملتها
وسميت المثاني لأنها تثنى بقراءتها في كل صلاة فرض ونفل وقيل لأنها نزلت مرتين
(مجمع البيان، ج 1، ص 17) وفي السبع المثاني أقوال أخر راجع إلى مجمع البيان ج 3،
ص 344 في ذيل آية 88 من سورة الحجر.
103
1099 سر علي في علو المنزلة * فهو إذا نقطة باء البسملة
1100 وجوده مصباح أنوار الهدى * وجوده مفتاح أبواب الندى
1101 دليل أهل الأرض والسماء * بل سره معلم الأسماء
1102 وليس عندي عاليات الأحرف * إلا رموز سر سره الخفي
1103 هو الجواد لا إلى نهاية * وجوده غاية كل غاية
1104 هو الجواد بالوجود الساري * وجوده مظهر جود الباري
1105 هو الجواد المحض لا لغاية * فإنه المبدء والنهاية
1106 وكل ما في الكون فيض جوده * والجواد كالذاتي في وجوده
1107 ومن بديع جوده الابداع * فإنه في أمره مطاع
1108 فالمبدعات من معالي هممه * والكائنات نبذة من كرمه
1109 وجنة النعيم من نعمائه * وكيف والجواد من أسمائه
1110 هو الجواد بالعلوم والحكم * بل كل ما في اللوح يسطر القلم
1111 له يد المعروف بالمعارف * فإنها قرة عين العارف
1112 بل يده البيضا تعالت عن صفة * إذ هي بيضاء سماء المعرفة
1113 وهي يد الجواد بالإفاضة * أكرم بهذه اليد الفياضة
(74)
" باب المراد والفرج "
1114 وباب أبواب المراد بابه * والحرز من كل البلا حجابه
1115 كهف الورى وغوث كل ملتجئ * في الضيق والشدة باب الفرج

104
1116 وكعبة البيت لكل ناسك * وقبلة الضراح (411) للملائك
1117 معتكف للتاليات ذكرا * مختلف المدبرات أمرا
1118 وهو مدار الفلك الدوار * ومركز الثابت والسيار
1119 والحجب السبعة (412) ستر بابه * والحضرات الخمس (413) في قبابه
1120 والعرش كرسي بباب داره * ومستوي الرحمة في جواره
1121 كيف وباب الجواد للجواد * واسم الجواد مبدء الايجاد
1122 وكم لأرباب العقول المرسلة * باب من الخير وباب الجود له
1123 كل المعالي في أئمة الورى * هو الجواد أو لا وآخرا
1124 وكلهم أسماء حسنى الباري * والجواد مبدء الوجود الساري
1125 وكلهم جواهر الكنز الخفي * واسم الجواد مبدء التعرف
1126 وكل اسم مبدء العناية * واسم الجواد مبدء وغاية
1127 من جاد ساد فله السيادة * في ملكوت الغيب والشهادة
1128 والمكرمات كلها في الجود * أكرم به من خلق محمود



411. الضراح: راجع إلى التعليقة برقم 631.
412 في الحديث: أن لله سبعين ألف حجاب من نور وظلمة.
يعني: أنوار الوجود وظلمات التعين أو أنوار الملكوت وظلمات الملك... وقد تعبر عن
سبعين ألف حجاب على طريق الجمع بالحجب السبع وفي الانسان الصغير باللطائف
السبعة (النفس والعقل والقلب والروح والسر والخفي والأخفى)
" الأربعون حديثا للإمام الخميني (ره) ص 590 "
413. الحضرات الخمس الإلهية: حضرة الغيب المطلق وعالمها عالم الملك وحضرة الغيب
المضاف وهي تنقسم إلى ما يكون أقرب من الغيب المطلق وعالمه عالم الأرواح
الجبروتية والملكوتية أعني عالم العقول والنفوس المجردة وإلي ما يكون أقرب من
الشهادة المطلقة وعالمه عالم المثال ويسمي بعالم الملكوت والخامسة الحضرة
الجامعة للأربعة المذكورة وعالمها عالم الانسان الجامع بجميع العوالم وما فيها فعالم
الملك مظهر عالم الملكوت وهو عالم المثال المطلق وهو مظهر عالم الجبروت الحضرة
الأحدية (التعريفات ص 39).
105
(75)
" ممثل السلف الطاهر "
1129 عين الرضا لا بد منها فيه * فهو إذا سر الرضا أبيه
1130 بل هو كالكاظم في مراتبه * فإن كظم الغيظ جود صاحبه
1131 يمثل الصادق فيما وعدا * إذ صادق الوعد جواد أبدا
1132 يمثل الباقر في المكارم * فإن نشر العلم جود العالم
1133 يمثل السجاد في فضائله * فإن بذل الجهد جود باذله
1134 وليس كالشهيد من جواد * بالنفس والأموال والأولاد
1135 ومن كعمه الزكي المجتبى * فإنه الكريم من آل العبا
1136 بل حلمه من جوده العظيم * فلا أحق منه بالتكريم
1137 هو الجواد صفوة الأجواد * ونخبة الوجود والإيجاد
1138 يمثل المبدء جودا جوده * والمثل الأعلى له وجوده
1139 كل مبادئ الجود والإيجاد * لا تنتهي إلا إلى الجواد
1140 كان ماء الحيوان جوده * حياة كل ممكن وجوده
1141 وليس في الأيدي يد الأيادي * على الورى إلا يد الجواد
1142 ولا يد المعروف إلا يده * فهو لكل مصدر مورده
1143 هو الجواد لا جواد غيره * لا خير في الوجود إلا خيره
1144 وجاد بالتكوين والتشريع * بمقتضى مقامه المنيع
1145 حتى إذا لم تبق منه باقية * جاد بأنفس النفوس الراقية

106
1146 جاد بنفسه سميما ظاميا (414) * نال من الجود مقاما ساميا
1147 والعروة الوثقى التي لا تنفصم * تقطعت ظلما بسم المعتصم
1148 قضى شهيدا فهو في شبابه * دس (415) إليه السم في شرابه
1149 أفطر عن صيامه بالسم * فانفطرت منه سماء العلم
1150 وانشقت السماء بالبكاء * على عماد الأرض والسماء
1151 وانطمست (416) نجومها حيث خبا (417) * بدر المعالي شرفا ومنصبا
1152 وانتثرت (418) كواكب السهود (419) * على نظام عالم الوجود
1153 وكادت الأرض له تميد (420) * بأهلها إذ فقد العميد
1154 قضى بعيد الدار عن بلاده * وعن عياله وعن أولاده
(76)
" البكاء عليه "
1155 تبكي على غربته الأملاك * تنوح في صريرها (421) الأفلاك
1156 تبكيه حزنا أعين النجوم * تلعن قاتليه بالرجوم
1157 وناحت العقول والأرواح * بل ناحت الأظلال والأشباح



414. سميما ظاميا: مسموما عطشانا.
415. دس إليه السم: أخفى عليه السم وأدخل السم في شرابه في الخفاء.
416. انطمست: درست وانمحت وذهب ضوءها.
417. خبا: خمد وسكن وطفئ.
418. انتثرت: تساقطت في الجهات. وفي نسخة: وانتشرت.
419. كواكب السعود: هي كواكب عشرة يقال لكل واحد منها سعد.
420. تميد: تتحرك وتضطرب وتنحرف.
421. صريرها: صياحها شديدا وطنين صوتها والضمير راجع إلى الأملاك.
107
1158 صبت عليه أدمع المعالي * هدت له أطوادها العوالي
1159 بكت لربانيها العلوم * ناحت على حافظها الرسوم
1160 قضى شهيدا وبكاه الجود * كأنه بنفسه يجود
1161 يبكي على مصابه محرابه * كأنها أصابه مصابه
1162 تبكي الليالي البيض (422) بالضراعة * سودا إلى يوم قيام الساعة
1163 تعسا وبؤسا لابنة المأمون * من غدرها لحقدها المكنون
1164 فإنها سر أبيها الغادر * مشتقة من أسوء المصادر
1165 قد نال منها من عظائم المحن * ما ليس ينسى ذكره مدى الزمن
1166 فكم سعت إلى أبيها الخائن * به لما فيها من الضغائن (423)
1167 حتى إذا تم لها الشقاء * أتت بما اسود به الفضاء
1168 سمته غيلة (424) بأمر المعتصم * والحقد داء هي يعمي ويصم
1169 ويل لها مما جنت يداها * وفي شقاها تبعت أباها
1170 بل هي أشقى منه إذ ما عرفت * حق وليها ولا به وفت
1171 ولا تحننت على شبابه * ولا تعطفت على اغترابه (425)
1172 تبت يداها ويدا أبيها * مصيبة جل العزاء فيها



422. الليالي البيض هي المقمرة والضراعة: التذلل والخضوع.
423. الضغائن: جمع الضغينة: الحقد.
424. الغيلة: الخديعة والاغتيال وسمته غيلة أي سقته السم وجعلت في طعامه السم بالاغتيال
والخديعة.
425. الاغتراب: البعد عن الوطن.
108
(77)
" في الإمام أبي الحسن علي بن محمد الهادي "
" صلوات الله عليهما "
1173 لقد تجلى مبدء الايجاد * في غاية الوجود باسم الهادي
1174 أحسن خلق كل شئ فهدى * وباسمه الهادي اهتدى من اهتدى
1175 ميز بين الماء والسراب * بالعلم الهادي إلى الصواب
1176 فبان وجه الحق ذاتا وصفة * بنير العلم ونور المعرفة
1177 وانفجرت لكل قلب صاد * عين الحياة من محيا الهادي
1178 منه حياة الروح بالهداية * بل مطلق الحياة بالعناية
1179 بل هو في العقول والأرواح * كالروح في الأجساد والأشباح
1180 كيف ومن مشرقه صبح الأزل * فلا يزال مشرقا ولم يزل
1181 به حياة عالم الإمكان * فإنه كالنفس الرحماني (426)
1182 معنى الحقيقة المحمدية * وصورة المشية الفعلية



426. النفس الرحماني: عبارة عن الوجود العام المنبسط على الأعيان عينا وعن الهيولى الحاملة
لصور الموجودات والأول مرتب على الثاني سمي به تشبيها بنفس الانسان المختلف
بصور الحروف مع كونه هواء ساذجا في نفسه وعبر عنه بالطبيعة عند الحكماء
(التعريفات للجرجاني، ص 107).
109
(78)
" الجوارح والجوانح "
1183 ووجهه في مصحف الإمكان * فاتحة الكتاب في القرآن
1184 بل وجهه عنوان حسن الذات * ديباجة الأسماء والصفات
1185 طلعته مطلع نور النور * ومشرق الشموس والبدور
1186 عرته في أفق الإمامة * بارقة العزة والكرامة
1187 نور الهدى والرشد في جبينه * بحر الندى والجود في يمينه
1188 بل هي بيضاء سماء المعرفة * بها أضاء كل اسم وصفة
1189 بل يده في البسط فوق كل يد * وكيف لا وهي يد الله الأحد
1190 كلتا يديه مبدء الأيادي * وفيهما نهاية المراد
1191 ففي اليمين قلم العناية * وفي الشمال علم الهداية
1192 واليمن والأمان في يمناه * واليسر واليسار في يسراه
1193 وعينه باصرة البصائر * ونورها النافذ في الضمائر
1194 بل عينه في النور والشعاع * انسان عين عالم الابداع
1195 بل هي في الضياء والبهاء * قرة عين عالم الأسماء
1196 أنفاسه جواهر الناسوت * وصدره خزانة اللاهوت
1197 وقلبه في قالب الإمكان * كالروح في الأعيان والأكوان
1198 وكيف وهو أعظم المظاهر * للمتجلي بالجمال الباهر
1199 همته فوق سماوات الهمم * بل هي كالعنقاء في قاف القدم
1200 وعزمه يكاد يسبق القضا * كيف وفي رضاه لله رضا

110
1201 وهو له ولاية الهداية * في منتهى مراتب الولاية
1202 وهو يمثل النبي الهادي * في بث (427) روح العلم والارشاد
1203 فإنه لكل قوم هاد * كجده المنذر للعباد
1204 بل سره الخفي في هدايته * موصل كل ممكن لغايته
1205 فهو له في مسند التمكين * هداية التشريع والتكوين
1206 هو النقي لم يزل نقيا * وكان عند ربه مرضيا
1207 بل هو من شوائب الإمكان * مقدس بمحكم البرهان
1208 وكيف وهو برزخ البرازخ * ودونه كل مقام شامخ
1209 وسره بكل معناه نقي * فإنه سر الوجود المطلق
1210 فهو مجرد عن القيود * فكيف بالرسوم والحدود
1211 فهو نقي السر والسريرة * وسر جده بحكم السيرة
1212 وهو كتاب ليس فيه ريب * وشاهد فيه تجلى الغيب
1213 وكيف لا وهو ابن من تدلى (428) * في قربه من العلي الأعلى
1214 ما كذب الفؤاد ما رآه * مذ بلغ الشهود منتهاه
1215 مرآته نقية من الكدر * فما طغى قط وما زاغ - (429) البصر
(79)
" الجلال والجمال "
1216 حاز من الجلال والجمال * ما جاوز الحد من الكمال



427. البث: الإذاعة والنشر.
428. تدلى: قرب.
429. زاغ: كل.
111
1217 كماله ليس له نهاية * فإنه غاية كل غاية
1218 وفي محيط كل اسم وصفة * هو المدار عند أهل المعرفة
1219 ومحور الأفلاك بل مديرها * بل منه أدنى أثر أثيرها
1220 والعرش والسبع العلى ببابه * مثنية (430) العطف إلى أعتابه
1221 له من النعوت والشؤون * ما جل أن يخطر في الظنون
(80)
" بابه والكعبة "
1222 وبابه باب رواق العظمة * ومستجار الكعبة المعظمة
1223 وهو مطاف الملأ الأعلى كما * تطوف بالضراح أملاك السما
1224 وبابه كعبة أهل المعرفة * لهم بها مناسك موظفة
1225 وهو منى وفيه غاية المنى * وكيف لا وهو مقام من دنا
1226 فأين منه الحجر والمقام * وأين منه المشعر الحرام
1227 والحرم الآمن حريم بابه * والبيت منسوب إلى جنابه
1228 ملجأ كل ملة ونحلة * وهو لأرباب القلوب قبلة
1229 ملاذ كل حاضر وباد (431) * وكيف لا والباب باب الهادي
1230 بل هو باب الله من أتاه * فقد أتى الله فما أعلاه
1231 ولست أحصي مكرمات الهادي * فإنها في العد كالأعداد
1232 وجوده الفرد مقوم العدد * فهو مثال واحدية الأحد



430. مثنية العطف: منعطف الجانب ومتمايل الجانب.
431. البادي: المسافر.
112
1233 مقامه المنيع جمع الجمع (432) * بمحكم العقل وحكم السمع
1234 وليس يدنو من مقامه العلي * لا ملك ولا نبي أو ولي
1235 وليس في وسع نبي أو ملك * نيل مقامه دونه أعلى الفلك
1236 له معارج إلى الصعود * في مبتداها منتهى الشهود
1237 إذ هو سر من رقى (433) أرقاها * ونال أقصى العز من أدناها
1238 لا يرتقيها أحد سواه * غاية سير الغير مبتداه
1239 هي المقامات فما أرقاها * إذ منتهى السدرة مبتداها
(81)
" ويل لشانئيه "
1240 ويل لمن مشاه في ركابه * إساءة منه إلى جنابه
1241 وهو ابن من أسرى به الجليل * وكان في ركابه جبريل
1242 أبوه فارس الوجود كله * ورامح السماء تحت ظله
1243 أفي ركاب العبد يمشي سيده * لا والذي بنصره يؤيده
1244 فانتصر الله له بالمنتصر * وهكذا أخذ عزيز مقتدر
1245 وكم أساء المتوكل الأدب * أحضره عند الشراب والطرب
1246 وهو من السنة والكتاب * منزلة اللب من اللباب



432. جمع الجمع: مقام آخر أتم وأعلى من الجمع فالجمع شهود الأشياء بالله والتبري من الحول
والقوة إلا بالله وجمع الجمع الاستهلاك بالكلية والفناء عما سوى الله وهو المرتبة الأحدية
(التعريفات للجرجاني، ص 34).
433. رقي للضرورة يقرأ " رقي " ويمكن أن يقرأ على الأصل.
113
1247 أهذه القبائح الشنيعة * بمحضر من صاحب الشريعة
1248 أيطلب الشرب من الإمام * وهو ولي عصمة الأحكام
1249 أيطلب الغناء بالأشعار * من معدن الحكمة والأنوار
(82)
" خان الصعاليك " (434)
1250 أنزله في أشنع المنازل * وفخر كل منزل بالنازل
1251 من هو عند ربه مكين * فلا عليه أينما يكون
1252 له رياض القدس مأوى ومقر * خان الصعاليك غطاء للبصر
1253 شاهد منه في بني الرسول * ما كان أن يذهب بالعقول
1254 وكم أساء القول في أبيه * على القدر وفي بنيه
1255 حتى انتهى الأمر إلى الصديقة * فأظهر الكفر على الحقيقة
1256 عاجله (435) المنتقم القهار * بضربة تقدح (436) منها النار
1257 فانهار (437) في نار الجحيم المؤصدة (438) * مخلدا في عمد ممددة



434. صالح بن سعيد قال: دخلت علي أبى الحسن (ع) يوم وروده بسر من رأى فقلت له: جعلت
فداك في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك حتى أنزلوك هذا الخان الأشنع خان الصعاليك (جمع
الصعلوك: الفقير الضعيف) فقال ههنا أنت يا بن سعيد ثم أومى بيده فإذا أنا بروضات
آنقات وأنهار جاريات وجنات بينها خيرات... فقال لي: حيث كنا فهذا لنا يا ابن سعيد
لسنا في خان العصاليك (المناقب لابن شهرآشوب، ج 4، ص 411.
435. عاجلة: أخذه بذنبه وعاقبه عليه ولم يمهله.
436 تقدح: تشتعل.
437. سقط وانهدم.
438. المؤصدة: المطبقة والمغلقة.
114
(83)
" المصائب "
1258 قاسى (439) الإمام من بني العباس * ما ليس في الوهم وفي القياس
1259 كم مرة من بعد مرة حبس * وهو بما يراه منهم محتبس
1260 حتى قضى بالغم عمرا كاملا * فسمه المعتز سما قاتلا
1261 قضى شهيدا في ديار الغربة * في شدة ومحنة وكربة
(84)
" من بكى عليه "
1262 بكته عين الرشد والهداية * حيث هوى منها أجل راية
1263 بكته عين العلم والآداب * ومحكم السنة والكتاب
1264 بكته عين الفلك الدوار * حزنا على المدير والمدار
1265 بكاه آدم الصفي مذ مضى * صفاء وجه الدهر واسود الفضا
1266 وناح نوح لعظيم شأنه * حيث رأى أعظم من طوفانه
1267 ورزؤه الجليل في الخليل * رماه بالبكاء والعويل (440)
1268 لقد بكى الكليم حتى صعقا (441) * كان روحه تحاول (442) اللقا



439. قاسى: كابد وتحمل المشاق.
440. العويل: رفع الصوت بالبكاء والصباح.
441. صعق: غشي عليه.
115
1269 من رنة (443) المسيح في السماء * أرجاؤها ترتج (444) بالبكاء
1270 بكاه جده النبي المجتبى * كأنه ضياء عينيه خبا
1271 بكته أعين البدور النيرة * آباؤه الغر الكرام البررة
1272 بكاه كل ما سوى الله على * مصابه حتى الوحوش في الفلا (445)



442. تحاول: أراد وطلب.
443. الرنة: الصوت، الصيحة.
444. ترتج: تضطرب والأرجاء: الأطراف.
445. الفلا: جمع الفلاة: الصحراء الواسعة.
116
(85)
" في الإمام أبي محمد الحسن العسكري "
" صلوات الله عليه "
1273 لقد بدا سر المليك الأكبر * في قائد الحق الزكي العسكري
1274 سر النبي في محاسن الشيم (446) * (ومن يشابه أباه فما ظلم)
1275 بل هو في كل معانيه حسن * فإنه سر النبي المؤتمن
1276 بل فيه سر الحق بالحق نزل * إذ هو مستودع ناموس الأزل
1277 وأصله فاتحة الوجود * وفرعه خاتمة الشهود
1278 وقد تجلى نور وجهه الحسن * فاندك فيه الطور والنور ولن
1279 وكيف وهو أعظم الأنوار * وكيف وهو نور وجه الباري
(86)
" أسمائه الحسنى "
1280 أسماؤه الحسنى تجلت فيه * نفسي الفدا لوجهه الوجيه
1281 بل اسمه الأعظم قد تجلى * فيه فإنه ابن من تدلى



446. الشيم: جمع الشيمة والشئمة: الخلق والطبيعة، العادة.
117
1282 يمثل الواجب في صفاته * كيف وغيب الذات سر ذاته
1283 هو الزكي في علو الشأن * عن وصمة (447) الحدوث والامكان
1284 ومطلق الوجود عن قيودها * وعن رسومها وعن حدودها
1285 وذاته في مصحف الآيات * أم الكتاب في سمو الذات
1286 وهو أبو العقول بالكلية * وكلها في ذاته مطوية
1287 إذ هو كاللطيفة القدسية * من الحقيقة المحمدية
1288 ووجهه كتاب حسن ذاته * وفهرس الأسماء في صفاته
1289 غرته شارقة الجمال * ألحاظه (448) بارقة الجلال
1290 وجنة النعيم في وجنته * كل نعيم هو في جنته
1291 وعينه عين عيون النور * تمثل البصير بالأمور
1292 وعند نورها المحيط القاهر * سيان كل باطن وظاهر
1293 يمثل الكنز الخفي صدره * فجل شأنه وعز قدره
1294 وقلبه مشكاة نور الذات * مجردا عن التعينات
1295 وفي تجلياته مجلاه * فما أجله وما أجلاه
1296 والغيب في محيطه شهود * لا بل هو الشاهد والمشهود
1297 وعنده مفاتح الغيب وفي * كتابه المبين كل الأحرف
1298 فيه الحروف العاليات (449) كالنقط * ولا سواه نقطة المركز قط
1299 فإنه كالنفس الرحماني * في كلمات عالم الإمكان



447. الوصمة والوصمة: العيب والعار، الفترة في الجسد.
448. الألحاظ: جمع اللحظ: باطن العين.
449. الحروف العاليات: هي الشؤون الذاتية الكائنة في غيب الغيوب كالشجرة في النواة
(التعريفات للجرجاني، ص 38).
118
1300 لطائف الأسرار في لطيفته * دقائق الأفكار في صحيفته
1301 حبته بذر ثمار المعرفة * بها تدلى (450) كل اسم وصفة
1302 وفي سويداه (451) بياض النور * يفوق نور الطور في الظهور
1303 لسانه هو الكتاب الناطق * وتنجلي بنوره الحقائق
1304 لسانه الناطق بالصواب * معرفة السنة والكتاب
1305 بل هو في حفظ حدود السنة * أحد (452) من ألسنة الأسنة
1306 رسومها برأيه السديد * قد أصبحت أقوى من الحديد
1307 لا بل لسان الوحي والتنزيل * يغني سماعه عن الدليل
1308 فهو لسان خاتم الرسالة * في النطق والبيان والدلالة
1309 مقامه من النبي السامي * منزلة المعنى من الكلام
1310 له مقام لي (453) مع الله ولا * أرفع منه في مقامات العلا
1311 منطقه منطقة السماء * في عالم الصفات والأسماء
1312 منطقه البليغ في المعارف ميزان كل سالك وعارف
1313 بل هو في بيانه الوحيد * روح الهدى ومهجة التوحيد
1314 إذ هو سر المرتضى أبيه * ونقطة الباء تجلت فيه
1315 فهو قوام الصحف المنزلة * ومجمل الصحائف المفصلة
1316 لا بل تجلى الله في كلامه * فإنه النازل من مقامه
1317 إذ ذاته مرآة غيب الذات * تحل فيه صور الصفات



450. تدلى: تعلق واسترسل، قرب.
451. سويداء القلب: مهجته وحبته.
452. أحد: أشحذ وبالفارسية (تيزتر) والأسنة جمع السنان: نصل الرمح.
453. روى عن النبي صلى الله عليه وآله قال: لي مع الله حال [وقت] لا يسعه ملك مقرب ولا نبي
مرسل.
119
1318 منطقه كنز جواهر الكلم * والجواهر الفرد هناك ينقسم
1319 كل كلامه أصول الحكمة * فروعها جوامع مهمة
1320 والكل أم الكلم الطيب في * وحدته فياله من شرف
1321 كيف وأم الكلمات ذاته * حياة كل ممكن حياته
1322 فالمبدعات من بديع جوده * بل كل ما في الكون من وجوده
1323 والفلك الأعلى يدور حوله * كالعبد يرجو فضله وطوله
1324 والبدر تمثال لظل بابه * والشمس خدها على ترابه
1325 له من المعروف والأيادي * ما هو معروف بكل نادي
1326 بل عالم الوجود من خيراته * وكيف والخير حليف (454) ذاته
1327 إذ يده البيضاء بالاعطاء * حقا يد الباسط بالعطاء
1328 وهي يد الإحسان والإنعام * بل يد ذي الجلال والاكرام
1329 تلك يد الله فما أقواها * والأبحر السبعة من نداها
1330 فليس فوقها يد في الجود * والجود جود واجب الوجود
(87)
" علومها ومعارفه "
1331 له من العلوم والمعارف * ما جل عن توصيف أي واصف
1332 رغما لمن أنكره ولم يحط * خيرا بما رووه عنه وضبط
1333 وكيف وهو حجة الله على * عباده فجل عن أن يجهلا



454. الحليف: كل شئ لزم شيئا لزم فلم يفارقه يقال: فلان حليف الجود أي لا يفارقه.
120
1334 وعلمه تراثه من جده * لا أنه بكسبه وجده
1335 وهو أمين الله في الأنام * وصدره مستودع الأحكام
1336 وقلبه مرآة ذات الباري * في سره لطائف الأسرار
1337 أصاب من لدنه علما جما * ولا ترى كيفا له وكما
1338 كيف ولا حد لعلم الباري * والسر في المجلى الأتم سار
1339 كل علوم الأنبياء والرسل * من علمه مثل الظلال والمثل
1340 والفرع رشح (455) الأصل في ظهوره * ذاتا ووصفا فهو ظل نوره
1341 ذواتها من رشحات ذاته * فما صفات الكل من صفاته
1342 له مقام في العلوم والحكم * يجل عن حيطة لوح أو قلم
1343 له مقام في الشهود والفنا * يمثل المشهود في إني أنا
1344 يمثل النبي في أدناه * صورته تنبئ عن معناه
1345 حاز من النبي كل مكرمة * فهي له بكل معنى الكلمة
1346 فاز بأقصى رتب الولاية * ولاية الإرشاد والهداية
1347 ولاية التشريع والتكوين * أكرم بهذا العز والتمكين
(88)
" ووالد وما ولد "
1348 وهو أبو المهدي وابن الهادي * فلا أحق منه بالارشاد
1349 لطيفة النبي علة العلل * واسطة الفيض وإن دق وجل



455. الرشح: التحلب وبالفارسية (تراوش).
121
1350 ليس لفضله المبين كاتم * مبدأه ومنتهاه الخاتم
1351 فهو سليل خاتم الرسالة * وصاحب الرفعة والجلالة
1352 وهو أبو الخاتم للولاية * من هو مأمول لكل غاية
1353 قاسى عظيما في عظيم شأنه * من خلفاء الجور في زمانه
(89)
" بركة السباع "
1354 حتى إذا ألقى في السباع (456) * وهو ابن ليث غابة الابداع
1355 شبل علي أسد الله ولا * يرى لديه الأسد إلا مثلا
1356 وكيف وهو مالك الأرواح * بأمره تحل في الأشباح
1357 تطايرت (457) أرواحها لهيبته * واضطربت أشباحها من خيفته
1358 وكم رأى في عمره القصير * منهم من التوهين والتحقير
1359 أيطلب الاسراج - (458) والألجام * للبغل منه وهو الإمام



456. روي أنه عليه السلام سلم إلى يحيى بن قتيبة وكان يضيق عليه فقالت له امرأته: اتق الله
فإني أخاف عليك منه قال: والله لا رمينه بين السباع ثم استأذن في ذلك فأذن له فرمي به
إليها ولم يشكوا في أكلها إياه فنظروا إلى الموضع فوجدوه قائما يصلي فأمر بإخراجه إلى
داره. (المناقب لابن شهرآشوب، ج 4، ص 430).
457. تطايرت: تفرقت.
458. عن أحمد بن الحارث القزويني قال: كنت مع أبي بسر من رأى وكان أبي يتعاطى البيطرة
في مربط أبي محمد عليه السلام قال: وكان عند المستعين بغل لم ير مثله حسنا وكبرا
وكان يمنع ظهره واللجام وقد كان جمع عليه الرواض فلم تكن لهم حيلة في ركوبه قال:
فقال له بعض ندمائه: يا أمير المؤمنين ألا تبعث إلى الحسن بن الرضا حتى يجيئ فإما أن
يركبه وإما أن يقتله؟ قال: فبعث إلى أبي محمد عليه السلام ومضى معه أبي قال: فلما
دخل أبو محمد الدار كنت مع أبي فنظر أبو محمد عليه السلام إلى البغل واقفا في صحن
الدار فعدل إليه فوضع يده على كفله قال: فنظرت إلى البغل وقد عرق حتى سال العرق
منه... فأسرجه... وركبه... (الإرشاد المترجم، ج 2، ص 314 مع التخليص).
122
1360 فتبر الله - (459) به أعمارهم * كما محي من بعدهم آثارهم
1361 حتى قضى العمر بما يقاسي (460) * فسمه المعتمد العباسي
1362 قضى على شبابه مسموما * مضطهدا (461) محتسبا مظلوما
1363 فناحت الحور على شبابه * وصبت الدموع في مصابه
1364 تضعضعت (462) لرزئه السبع العلا * والملأ الأعلى نحيبه على
1365 وانصدعت (463) لرزئه الجبال * كأنه الساعة والأهوال
1366 لو لم يكن بقية الله لما * رأيت في الوجود أرضا وسما
1367 بكته عين الحق والحقيقة * وشرعة المختار والطريقة
1368 لرزئه اقشعرت الأظلة * بكاه كل ملة ونحلة
لقد بكاه الروح والأرواح * لما استحلوا منه واستباحوا
1370 صبرا جميلا أيها المؤمل * والصبر في الرزء الجليل أجمل
1371 وأحسن الله لك العزاء في * مصيبة ليس لها من خلف
1372 يا حجة الله وخاتم الحجج * أغث مواليك إلى متى الفرج



459. تبر: أهلك.
460. يقاسي: يكابد، يتحمل المشاق في فعله.
461. مضطهدا: مقهورا.
462. تضعضعت: ذلت، ضعفت.
463. انصدعت: انشقت.
123
(90)
" في مولد الإمام المهدي بن الحسن "
" صلوات الله عليهما "
1373 قد حاز شعبان عظيم الشرف * من معدن اللطف الجلي والخفي
1374 فقد تجلى فيه وجه الباري * بنوره القاهر للأنوار
1375 وأي نور هو نور النور * يندك في سناه نور الطور
1376 أشرق نور من سماء الذات * تجلو به حقائق الصفات
1377 نور الولاية المحمدية * في أعظم المظاهر العلية
1378 به استنار عالم الإمكان * بل نشاة الثبوت للأعيان
1379 أشرق كالشمس ضحى النهار * من مستسر عالم الأسرار
1380 أكرم به من غائب مشهود * بدا من الغيب إلى الشهود
1381 ليس سواه نير مغيب * فهو عن الغيب المصون يعرب

124
(91)
" غرته "
1382 غرته قرة عين المعرفة * حقيقة الحق بها منكشفة
تشرق من طلعته شمس الأبد * ليس لها حد ولا لها أمد
1384 وكيف وهو خاتم الولاية * فهل لغاية الكمال غاية
1385 ووجهه المضيئ مصباح الهدى * يزداد نورا وضياء أبدا
1386 والكواكب الدري في السماء * مشكاة ذاك النور والضياء
1387 والله كل ما يشاء يهدي * بنوره والنور نور المهدي
1388 وصدره كنز جواهر الحكم * معدن أسرار الحدوث والقدم
1389 وقلبه مقلب القلوب * وعنده مفاتح الغيوب
1390 وعينه مرآة غيب الذات * عينا بلا تعين الصفات
1391 لسانه ناطقة الوجود * معرف الرسوم والحدود
1392 وكيف لا وهو لسان الباري * ينبئ عن حقائق الأسرار
1393 واليمن كل اليمن في جبينه * والخير كل الخير في يمينه
(92)
" ولي الأمر "
1394 وهو ولي الأمر لا سواه * ومبدء الخير ومنتهاه
1395 ومصدر الوجود في البداية * وغاية الايجاد في النهاية

125
1396 كل لسان المدح عن جلاله * وأبهر (464) العقول في جماله
1397 بذلك الجلال والجمال * قد ختمت دائرة الكمال
(93)
" بشراك "
1398 بشراك يا فاتحة الوجود * بخاتم الولاية الموعود
1399 رب المعالي وربيب المجد * ووارث المجد أبا عن جد
1400 روح الهدى عقل العقول الشامخة * قلب التقى نفس النفوس الباذخة (465)
1401 وملتقى القوسين في الوجود * ومركز المحيط في الشهود
1402 هو المدار بل هو المدير * بأمره التقدير والتدبير
1403 وعالم الابداع تحت أمره * ونشاة التكوين دون قدره
1404 والقلم الأعلى لسان حاله * واللوح كالعنوان من كماله
1405 بقية الله وصفوة الرسل * ونخبة الوجود ما شئت فقل
1406 لك الهنا يا سيد البرايا * بما حباك واهب العطايا
1407 بالجوهر الفرد من الجواهر * في الحسن والكمال والمفاخر
1408 والمقصد الأقصى من الايجاد * والغاية القصوى من المبادي
1409 لطيفة اللطائف القدسية * صحيفة الفضائل النفسية
1410 نتيجة النفوس والعقول * في قوسي الصعود والنزول



464. أبهر: جاء بالعجب.
465. الباذخة: العالية والعظيمة الشأن.
126
1411 من جنة الأسماء أسمى شجرة * لدوحة الوجود أزكى ثمرة
1412 تطور الوجود في أدواره * فجاء بالأكمل من أطواره
1413 وجاءت القوى في الاستكمال * بصورة جلت عن المثال
1414 فإنها حقيقة الحقائق * جامعة كل كمال لائق
(94)
" أبو الأئمة "
1415 بشراك يا أبا الأئمة الغرر * بغرة الدهر ودرة الدرر
1416 غرته بهجة مهجة الهدى * فما أجل المنتهى والمبتدا
1417 ناشر راية الهدى بهمته * كاسر شوكة العدى بصولته
1418 سطوته تقصى على كل أحد * فإن هذا الشبل من ذاك الأسد
1419 وهو معيد الملة البيضاء * مجدد الشريعة الغراء
1420 وناظم الدين نظاما حسنا * ومن به الحق يعود بينا
1421 وهل سواه قائم بالقسط * وباسط العدل بأوفى بسط
1422 وليس لله يد سوى يده * ولا لجمع الكفر غير مفرده
1423 ولا سواه جامع للشمل * والحاكم العدل بقول فصل
(95)
" الإمام العسكري "
1424 بشراك أيها الزكي العسكري * بالملك المهيمن (466) المقتدر



466. المهيمن: المؤمن، المؤتمن، الشاهد أو القائم على الخلق بأعمالهم وأرزاقهم وآجالهم.
127
1425 سلطان إقليم الوجود كله * وكل شئ هو تحت ظله
1426 وصاحب الفتح وناشر اللوا * والملك الذي على العرش استوى
1427 عرش الخلافة المحمدية * بل مستوى الحقيقة الكلية
1428 أكرم بهذا الملك المطاع * في نشاة التكوين والإبداع
1429 خليفة المبدئ في الافضال * في منتهى العدل والاعتدال
1430 والملكوت كلها طوع يده * والملك كالمملوك عند سيده
1431 فاتح باب الجود والأيادي * وخاتم الأمجاد في الإرشاد
1432 لطيفة العلم وروح الحكمة * ومعدن الحلم وعين الرحمة
1433 كهف الورى والغوث عند الالتجا * وفى فناء بابه كل الرجا
(96)
" إنهض على اسم الله "
1434 يا غائبا مثاله عيانه * إنهض على اسم الله جل شأنه
1435 يا كعبة التوحيد من جور العدى * تهدمت والله أركان الهدى
1436 يا صاحب البيت ومستجاره * ألا ترى قد هتكوا أستاره
1437 يا شرف المشاعر العظام * عطفا على شعائر الاسلام
1438 يا غاية الآمال يا أقصى المنى * نهضا متى تحل في وادي منى
1439 يا دوحة المجد العظيم شانها
لهفي لها تقطعت أغصانها
1440 متى نراها والقطوف (467) دانية * متى نراها والثمار زاكية



467. القطوف: جمع القطف: الثمر والأثر والقطوف دانية أي ثمارها قريبة ممن يتناولها.
128
1441 يا أيها القصر المشيد السامي * كيف دهاك (468) حادث الإمام
1442 حتى تداعى (469) منك ما يسمو على * سمك (470) الضراح والسماوات العلى
1443 متى نراك بعد طول المدة * مشيدا (471) بعدة وعدة
(97)
" الغوث "
الغوث أيها الكتاب الناطق * فالحرب قد بانت لها الحقائق
1445 نهضا فقد آلت (472) إلى الخراب * معاهد السنة والكتاب
1446 تكاد أن تطفئ ظلمة الفتن * نور مصابيح الفروض والسنن
1447 أنشر لواك أيها الموتور * فإنك المؤيد المنصور
1448 وقم بعزمة تسابق القضا * وسطوة تثير في وجه الفضا
1449 ثم املأ البيداء من عرابها (473) * وصل (474) بها فأنت ليث غابها
1450 وزلزل الأرض بها زلزالها * تذكر الساعة في أهوالها



468. دهاك أي أصابك.
469. تداعى: تهادم وتصدع.
470. السمك: السقف، القامة من كل شئ.
471. مشيدا: مرفوعا.
472. الت: رجعت.
473. العراب: الخيل أو الإبل العربي.
474. صل: فعل أمر من صال يصول والصولة: السطوة والقهر والجولة والحملة في الحرب.
129
(98)
" أنشر لواك "
1451 أنشر لواك يا ولي الثار * فليس للغيور من قرار
1452 فقد أزيل الحق عن مراتبه * وانتشر الباطل في مذاهبه
1453 لم يبق للاسلام إلا الاسم * ولا من القرآن إلا الرسم
1454 وأنت بالذي أصاب العترة * أعرف فهو ليس يحصى كثرة
1455 فاستلبوا الإمرة والولاية * قدما من المنصوص بالوصاية
1456 ثم بنوا قواعد الرسالة * على أساس البغي والضلالة
1457 وكيف لا وابن أبي قحافة * ببغيهم تقمص الخلافة
1458 أيرتجى الخير من العتيق * الكاذب المعروف بالصديق
1459 أو الصهاكي وسوء فطرية * أو ابن عفان قتيل بطنته
1460 أم كيف يرجى الخير من أمية * هل تلد الحية إلا الحية
1461 لم تبق من دين النبي باقية * لما انتهى إلى يزيد الطاغية
1462 وكيف يبقى الدين والعميد * رأس الفجور والخنا (475) يزيد
1463 يزيدهم كفرا وطغيانا ولا * مزيد في الدهر على ما فعلا
1464 وشاع عن ذاك اللعين في الأزل * لا خبر جاء ولا وحي نزل
1465 وقال أيها الإمام المنتقم * ولست من خندف (476) إن لم انتقم



475. الخنا: الفساد والهلاك.
476. خندف: جد قريش وجملة " ولست... " مقول للقول و " أيها... " معترضة وهذا المصراع
وكذا المصراع الثاني من البيت السابق من الأشعار المنسوبة إلى يزيد قال:
لست من خندف إن لم انتقم * من بني أحمد ما كان فعل
130
1466 وكم دم أراقه مهنده (477) * وحرة (478) أبرزها شلت يده
1467 وكيف تسبى حرم المختار * ودائع الله على الأكوار (479)
1468 وحمل رأس المجد والمعالي * على العوالي أشنع الأفعال
1469 وازداد ذلك الأساس شرا * في كل يوم وهلم جرا
1470 أبعد هذا للغيور صبر * وهل لذاك الكسر بعد جبر
(99)
" يا لثارات النبي الهادي صلى الله عليه وآله وسلم "
1471 فيا لثارات (480) النبي الهادي * في دينه وآله الأمجاد
1472 يا صاحب الأمر أغث دين الهدى * فأنت منصور على من اعتدى
1473 يا صاحب العصر لقد طال المدى * أما لسيف الله أن يجردا
1474 يا أيها القائم بالقسط أقم * وجهك للدين الحنيف وانتقم
1475 لدين آبائك من أعدائه * بعضبك العادل في قضائه
1476 وطهر الأرض من الأرجاس * بسطوة تزلزل الرواسي
1477 وما جناه الجبت (481) والطاغوت * فهو على مثلك لا يفوت
1478 متى نرى سيفك في الرقاب * كأنه صاعقة العذاب



477. المهندة: السيف المطبوع من حديد الهند.
478. الحرة: العذاب الموجع.
479. الأكوار: جمع الكور: رحل البعير أو الرحل بأداته وهو مما يذلل به البعير ويوطأ
وبالفارسية (جهاز شتر، پالان).
480. يا لثارات: بالفارسية (أي خونخواهان واي مطالبان خون بپاخيزيد).
481. الجبت: الذي لا خير فيه، الصنم.
131
1479 متى نرى بوارق السيوف * كأنها تبرق بالحتوف (482)
1480 متى نرى كماة (483) آل غالب * تصول (484) كالليث على الثعالب
1481 متى نرى خيلك تملأ الفضا * تخالهم أمضى المواضي للقضا
1482 متى نراك مدركا للثار * وتبتر (485) الأعمار بالبتار
1483 تحيى به العباد والبلاد * تشفى به الصدور والأكباد
1484 متى نرى منهلك (486) العذاب الروي * من بعد أن طال الصدى فنرتوي (487)
1485 يا رب عجل لوليك الفرج * فإننا في كل ضيق وحرج
1486 وانصر به الدين وأهله كما * وعدته من منك أو في ذمما



482. الحتوف: جمع الحتف: الموت.
483. الكماة: جمع الكمي: الشجاع أو لابس السلاح.
484. تصول: تثب وبالفارسية (هجوم كند - حملة ببرد).
485. تبتر: تقطع والبتار: السيف القاطع.
486. المنهل: المورد، الشرب، موضع الشرب على الطريق.
487. نرتوي: نشرب ونشبع والصدى: العطش الشديد.
132
(100)
" في عقيلة بيت الوحي زينب الكبرى "
" بنت أمير المؤمنين سلام الله عليهما "
1487 وليت وجهي شطر قبلة الورى * ومن بها تشرفت أم القرى
1488 قطب محيط عالم الوجود * في قوسي النزول والصعود
1489 ففي النزول كعبة الرزايا * وفي الصعود قبلة البرايا
1490 بل هي باب حطة (488) الخطايا * وموئل (489) الهبات والعطايا
1491 أم الكتاب في جوامع العلا * أم المصاب في مجامع البلا
1492 رضيعة الوحي شقيقة (490) الهدى * ربيبة (491) الفضل حليفة الندى
1493 ربة خدر القدس والطهارة * في الصون والعفاف والخفارة (492)



488. باب حطة الخطايا أي باب هبط الذنوب.
489. الموئل: الملجأ.
490. الشقيقة: الأخت، المطر الغزيرة لأن الغيم انشق عنها.
491. الربيبة: الحاضنة وبالفارسية (دايه، پرورش دهنده).
492. الخفارة: الاستحياء الشديد. والخدر بالفارسية (سراپرده).
133
1494 فإنها تمثل الكنز الخفي * بالستر والحياء والتعفف
1495 تمثل الغيب المصون ذاتها * تعرب عن صفاته صفاتها
(101)
" مليكة الدنيا "
1496 مليكة الدنيا عقيلة (493) النسا * عديلة الخامس من أهل الكسا
1497 شريكة الشهيد في مصائبه * كفيلة السجاد في نوائبه
1498 بل هي ناموس رواق العظمة * سيدة العقائل المعظمة
1499 ما ورثته من نبي الرحمة * جوامع العلم أصول الحكمة
1500 سر أبيها في علو الهمة * والصبر في الشدائد الملمة
1501 ثباتها تنبئ عن ثباته * كان فيها كل مكرماته
1502 لها من الصبر على المصائب * ما جل أن يعد في العجائب
1503 بل كاد أن يلحق بالمعاجز * لا أنه حرفة كل عاجز
1504 فإنها سلالة الولاية * ولاية ليس لها نهاية
1505 بيانها يفصح عن بيانه * كأنها تفرغ (494) عن لسانه
1506 ناهيك (495) فيه الخطب المأثورة * فإنها كالدرر المنثورة (496)
1507 بل هي لولا الحط عن مقامها * كاللؤلؤ المنضود (497) في نظامها



493. العقيلة: الكريمة المخدرة وجمعها العقائل.
494. تفرغ: تصب وبالفارسية (مى ريزد).
495. في مقام التعجب والاستعظام بمعنى أنه غاية فيما تطلبه ينهاك عن تطلب غيره.
496. المنثورة: الملونة بألوان متنوعة.
497. المنضود: المضموم بعضه إلى بعض متسقا أو مركوما ومجموعا.
134
1508 فإنها وليدة الفصاحة * والدها فارس تلك الساحة
1509 وما أصاب أمها من البلا * فهو تراثها بطف كربلا
(102)
" ما شاهدت "
1510 لكنها عظيمة بلواها * من الخطوب شاهدت أدهاها (498)
1511 رأت هجوم الخيل بالنار على * خبائها (499) أو محور السبع العلى
1512 واستلبوا يا ويلهم قرارها * مذ سلبوا إزارها خمارها
1513 وسبيهم ودائع المختار * عار على الاسلام أي عار
1514 يكاد أن يذهب بالعقول * سبي بنات الوحي والتنزيل
1515 وما رأت بالطف من أهوالها * جل عن الوصف بيان حالها
1516 ومن يطيق وصف سوء حالها * مذ رأت السبط على رمالها
1517 معفر الخد مضرجا (500) بدم * لهفي على جمال سلطان القدم
1518 وحوله فتيانه على الثرى * كالشهب الزهر تحوط القمرا
1519 واها على كواكب السعود * عقد نظام الغيب والشهود
1520 كيف هوت وانتثرت أشلاؤها (501) * بأي ذنب سفكت دماؤها
1521 وشاهدت ريحانة الرسول * مذ داسها (502) حوافر الخيول



498. أدهى: أشد وأعظم.
499. الخباء: ما يعمل من وبر أو صوف للسكن، الخيمة.
500. المضرج: الملطخ والمصبوغ.
501. أشلاء: جمع شلو: الجسد وانتثرت أشلاءها: تساقطت متفرقا أجسادها.
502. داس: وطئ.
135
1522 فأصبحت خزانة اللاهوت * حلبة (503) خيل الجبت والطاغوت
1523 صدر تربى فوق صدر المصطفى * ترضه الخيل على الدنيا العفا
(103)
" الرأس الكريم "
1524 ترى العوالي (504) مركز المعالي * مدرجة لذروة الكمال
1525 أو هي عرش وعليه التاج * أو أنها البراق (505) والمعراج
1526 نال من العروج ما تمنى * كقاب قوسين دنا أو أدنى
1527 حتى تجلى قائلا إني أنا * من شجر القناة (506) في طور الفناء
1528 لسان حاله لسلطان القدم * سعيا على الرأس إليك لا القدم
1529 وسوقها إلى يزيد الطاغية * أشجى فجيعة وأدهى داهية
1530 وما رأته في دمشق الشام * يذهب بالعقول والأحلام
1531 أمامها رأس الإمام الزاكي * وخلفها النوائح البواكي
1532 أو الكتاب الناطق المبين * حف به الحنين والأنين



503. الحلبة: الخيل تجمع للسباق وبالفارسية (أسب دوانى).
504. العوالي: الرماح.
505 البراق: اسم مركب النبي " ص " الذي ركبه في ليلة المعراج.
506. القناة: الرمح أو عوده و " إني أنا " مأخوذ من الآية 12 من سورة طه في قصة موسى
عليه السلام في الواد المقدس: فلما أتاها نودي يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد
المقدس طوى.
136
(104)
" المجلس المشوم "
1533 وأفظع الكل دخول الطاهرة * حاسرة على ابن هند العاهرة
1534 وما لها ومجلس الشراب * وهي ابنة السنة والكتاب
1535 أتوقف الحرة من آل العبا * بين يدي طليقها واعجبا
1536 يشتمها طاغية الإلحاد * وهي سلالة النبي الهادي
1537 بل سمعت من ذلك اللعين * سب أبيها وهو أصل الدين
1538 أتنسب الطاهرة الصديقة * للكذب وهي أصدق الخليقة
1539 أصفوة الولي نخبة النبي * عدوة الله فيا للعجب
1540 وا (507) حر قلباه لقلب الحرة * فما رأته لا أطيق ذكره
1541 شلت يد مدت بقرع العود * إلى ثنايا العدل والتوحيد
1542 تلك الثنايا مرشف الرسول * وملثم (508) الطاهرة البتول
1543 وما جناه باللسان أعظم * وكفره المكنون منه يعلم
1544 وقد أبانت كفر ذاك الطاغي * بأحسن البيان والبلاغ
1545 حنت بقلب موجع محترق * على أخيها فأجابها الشقي
1546 يا صيحة تحمد من صوائح * ما أهون النوح على النوائح



507. " وا " أدات الندبة وألف قلباه زائد وهاءه للسكت وهذه إحدى الحالات الثلاث
للمندوب.
508. الملثم: محل التقبيل والمرشف: محل المص والمراد شفتي أبي عبد الله الحسين (ع).
137
(105)
" في شبيه رسول الله أبي الحسن علي بن الحسين "
" الأكبر صلوات الله عليهم "
1547 تمثل النبي في سليله * في خلقه وخلقه وقيله
1548 كما تجلى الله في نبيه * فقد تجلى هو في وليه
1549 وقد تجلى قلم الأقلام * في لوح سر الوحي والإلهام
1550 فيه تجلى محكم التنزيل * كما تجلى باطن التأويل
1551 وكيف وهو صفوة الولاية * ونخبة المبعوث بالهداية
1552 شمائل النبي في شمائله * وصولة الوصي من فضائله
1553 هو الوصي في علو همته * وفي إبائه وفي فتوته
1554 كل جميل هو في جماله * وكل عز هو في جلاله
1555 هو ابن من دنى إلى أدناه * فما أجله وما أعلاه
1556 ريحانة الحسين أزكى ثمرة * لمهجة النبي خير الخيرة
[ريحانة الحسين روح الطاهرة * لمهجة النبي أزكى ثمرة]

138
1557 فتى قريش بل فتى الوجود * وليثها بل أسد الأسود
1558 وسيفها العادل في قضائه * بل هو سيف الله في إمضائه (509)
1559 فارسها بل فارس الاسلام * أكرم بهذا البطل الهمام (510)
1560 من دوحة العلياء غصنها الطري (511) * نماه بالقدس نمير (512) الكوثر
1561 ذاك علي بن الحسين بن علي * لطيفة اللطف الخفي والجلي
(107)
" الكون الجامع "
1562 في عالم التكوين كون جامع * يندك في وجوده الجوامع
1563 بل هو في صحيفة الأكوان * فاتحة الكتاب في القرآن
1564 غرته غرة سيد الرسل * نور العقول والنفوس والمثل
1565 قرة عين الحق والحقيقة * درة تاج الشرع والطريقة
1566 ووجهه المضيئ في الأعيان * بدر سماء عالم الإمكان
1567 كيف وفي الاشراق والضياء * شمس سماء عالم الأسماء
(108)
" نوره المشرق "
1568 ونوره المنير نور النور * فأين من سناه (513) نور الطور



509. الامضاء: الانفاذ.
510. الهمام: السيد الشجاع السخي (خاص بالرجال)، الملك العظيم الهمة.
511. الطري: اللين والغض والناعم.
512. النمير: الزاكي من الماء ومن الحسب يقال: ماء نمير وحسب نمير أي: زاك.
513. السنا والسناء: البرق والضياء.
139
1569 أسفر (514) من مشرقه صبح الأزل * به استنار الكون فيما لم يزل
1570 بل لا يزال مستنيرا أبدا * وكيف لا ونوره نور الهدى
1571 نور بدا في أفق الرسالة * في العز والرفعة والجلالة
1572 بل هو في الظهور سر المصطفى * فمنتهى جلاه غاية الخفا
1573 هو النبي في معارج العلا * لكن عروجه بطف كربلا
1574 نال من العروج منتهى الشرف * ومن رياض القدس أفضل الغرف
1575 والحرب قد بانت لها الحقائق * مذ في يمينه تجلى البارق
1576 وأفرس الفرسان ليث غابها * واختلس (515) الكماة من ركابها
1577 فكم كمي حين ألقى الشر (516) فر * يقول من خيفته أين المفر
1578 كم بطل من عضبه (517) البتار * شاهد في الدنيا عذاب النار
1579 سطا على جموعهم منفردا * حتى إذا أوردهم ورد الردى
1580 صال كجده الوصي المرتضى * بصولة تشبه محتوم القضا
1581 حتى إذا تم نصاب (518) الحرب * بالطعن في صدورهم والضرب
(109)
" فاتحة المصاب "
1582 فاجأه ابن مرة (519) الغدار * فكاد يهوي الفلك الدوار



514. أسفر: أضاء.
515. اختلس الكماة: سلبوا عاجلا والكماة جمع الكمي: البطل.
516. المراد من الشر السيف.
517. العضب: السيف القاطع وكذلك البتار فهو وصف مؤكد.
518. النصاب: البلاء والداء.
519. هو مرة بن منقذ عبدي قاتل علي الأكبر " ع ".
140
1583 أليس يهوي الفلك الدوار * إن زال عن مركزه والمدار
1584 بل هو في مقامه المكين * مدار كل عالم التكوين
1585 وانشق رأس المجد والفخار * بل مهجة المختار والكرار
1586 لما أصيبت هامة الكرامة * على أبيه قامت القيامة
1587 ومذ رأى قرة عين المصطفى * معفرا (520) قال على الدنيا العفا (521)
1588 وانهملت (522) عيناه بالدموع * بل بدم من قلبه الجزوع
1589 وكيف لا يبكي دما قلب الهدى * ومهجة القلب غدت نهب (523) العدى
(110)
" الباكون والباكيات "
1590 بكت على شبابه عين السما * فأمطرت لعظم رزئه دما
1591 وآذنت حزنا بالانفطار * مذ غاب عنها قمر الأقمار
1592 ناحت عليه الكعبة المكرمة * مذ أصبحت أركانها منهدمة
1593 كيف وناحت كعبة التوحيد * على مصاب ركنها الوحيد
1594 ناحت على كفيلها العقائل * والمكرمات الغر والفضائل
1595 بكته بالغدو والأصال * عين العلا والمجد والكمال
1596 بكاه ما يرى وما ليس يرى * من ذروة العرش إلى تحت الثرى



520. المعفر: المدسوس والمدخل في التراب وبالفارسية (خاك آلود شده).
521. الأصل العفاء بالهمزة في آخره بمعنى التراب لكن لرعاية القافية أسقطت الهمزة عنه.
(522) انهملت: فاضت وسالت والجزوع: المظهر للحزن وبالفارسية (بي صبر وتاب).
523. النهب: الغارة.
141
1597 بكاه حزنا رب أرباب النهى * ومن هو المبدء وهو المنتهى
1598 ومن بكاه سيد البرايا * فرزئه من أعظم الرزايا
1599 بكته عين الرشد والهداية * ومن هو المنصوص بالوصاية
1600 لقد بكت كالمزن (524) عين المعرفة * على فقيد كل اسم وصفة
(111)
" أبوه الإمام عليه السلام "
1601 يا ساعد الله أباه مذ خبا * نيره الأكبر في ظل الظبا (525)
1602 رأى الخليل في منى الطفوف * ذبيحه ضريبة السيوف
1603 لهفي على عقائل الرسالة * لما رأينه بتلك الحالة
1604 علا نحيبهن والصياح * فاندهش العقول والأرواح
1605 لهفي لها إذ تندب الرسولا * فكادت الجبال أن تزولا
1606 لهفي لها مذ فقدت عميدها * وهل يوازي أحد فقيدها
1607 ومن يوازي شرفا وجاها * مثال ياسين وقلب طاها



524. المزن: السحاب أو ذو الماء منه.
525. الظبي: جمع الظبة: حد السيف أو السنان ونحوهما.
142
(112)
" في قمر الهاشميين أبي الفضل العباس ابن "
أمير المؤمنين صلوات الله عليهما "
1608 أبو الإباء وابن بجدة اللقا * رقى من العلياء خير مرتقى
1609 ذاك أبو الفضل أخو المعالي * سلالة الجلال والجمال
1610 شبل علي ليث غابة القدم * (ومن يشابه أباه فما ظلم) (526)
1611 صنو الكريمين سليلي الهدى * علما وحلما شرفا وسؤددا
1612 هو الزكي في مدارج الكرم * هو الشهيد في معارج الهمم
(113)
" قوام مصحف الشهادة "
1613 وارث من حاز مواريث الرسل * أبي العقول والنفوس والمثل
1614 وكيف لا وذاته القدسية * مجموعة الفضائل النفسية



526. مثل يضرب للولد إذا كان على شاكلة أبيه خلقا أي: لم يضع الشبه في غير موضعه لأنه
ليس أحدا أولى من الولد بأن يشبه أباه.
143
1615 عليه أفلاك المعالي دائرة * فإنه قطب محيط الدائرة
1616 له من العلياء والمآثر * ما جل أن يخطر في الخواطر
1617 وكيف وهو في علو المنزلة * كالروح من نقطة باء البسملة
1618 وهو قوام مصحف الشهادة * تمت به دائرة السعادة
1619 وهو لكل شدة ملمة * فإنه عنقاء قاف الهمة
1620 وهو حليف الحق والحقيقة * والفرد في الخلقة والخليقة
1621 وقد تجلى بالجمال الباهر * حتى بدا سر الوجود الزاهر
1622 غرته الغراء في الظهور * تكاد أن تغلب نور الطور
1623 وفي سماء المجد والفخار * بالحق يدعى قمر الأقمار
1624 بل في سماء عالم الأسماء * كالقمر البازع في السماء
(114)
" جل جلال الله "
1625 بل عالم التكوين من شعاعه * جل جلال الله في ابداعه
1626 سر أبيه وهو سر الباري * مليك عرش عالم الأسرار
1627 أبوه عين الله سر الباري * مليك عرش عالم الأسرار
1628 فإنه انسان عين المعرفة * مرآتها لكل اسم وصفة
1629 ليس يد الله سوى أبيه * وقدرة الله تجلت فيه
1630 فهو يد الله وهذا ساعده * تغنيك عن إثباته مشاهدة
1631 فلا سوى أبيه لله يد * ولا سواه لأبيه عضد

144
1632 له اليد البيضاء في الكفاح (527) * وكيف وهو مالك الأرواح
1633 يمثل الكرار في كراته * بل في المعاني الغر من صفاته (528)
1634 صولته عند النزال صولته * لولا الغلو قلت جلت قدرته
1635 هو المحيط في تجولاته * ونقطة المركز في ثباته
1636 سطوته لولا القضاء الجاري * تقضي على العالم بالبوار (529)
1637 وراسم المنون (530) حد مفرده * والفرق بعد الجمع من ضرب يده
1638 بارقه (531) صاعقة العذاب * بارقة تذهب بالألباب
1639 بارقه تحصد في الرؤس * تزهق بالأرواح والنفوس
(115)
" الإخاء والمواساة "
1640 واسى (532) أخاه حين لا مواس * في موقف يزلزل الرواسي (533)
بعزمة تكاد تسبق القضا * بسطوة تملأ بالرعب الفضا
1642 دافع عن سبط نبي الرحمة * بهمة لا فوقها من همة



527. الكفاح: المواجهة والمراد المواجهة في الحرب.
528. في نسخة: بل في المعالي العز من صفاته.
529. البوار: الهلاك.
530. رأس المنون: كاتب الموت.
531. الظاهر أن البارق في هذا البيت وما بعده بمعنى السيف أما البارقة في المصرع الثاني من
هذا البيت بمعنى سحابة ذات برق.
532. واسى: عاون.
533. الرواسي: الجبال الثوابت الرواسخ.
145
1643 بهمة من فوق هامة الفلك * ولا ينالها نبي أو ملك
1644 واستعرض الصفوف واستطالا (534) * على العدى ونكس الأبطالا (535)
1645 لف جيوش البغي والفساد * بنشر روح العدل والرشاد
1646 كر عليهم كرة الكرار * أوردهم بالسيف ورد النار
1647 آثر بالماء أخاه الظامي * حتى غدا معترض السهام
1648 ولا يهمه السهام حاشا * من (536) همه سقاية العطاشا
(116)
" اليمين والشمال "
1649 فجاد باليمين والشمال (537) * لنصرة الدين وحفظ الآل
1650 قام بحمل راية التوحيد * حتى هوى من عمد حديد
1651 والدين لما قطعت يداه * تقطعت من بعده عراه (538)
1652 وانطمست (539) من بعده أعلامه * مذ فقدت عميدها قوامه
1653 وانصدعت (540) مهجة سيد البشر * لقتله وظهر سبطه انكسر
1654 وبان الانكسار في جبينه * فاندكت الجبال من حنينه
1655 وكيف لا وهو جمال بهجته * وفي محياه سرور مهجته



534. استطال على العدى: قتل منهم أكثر ما كانوا قد قتلوا.
535. نكس الأبطال: جعل أسفلهم أعلاهم ومقدمهم مؤخرهم وقلبهم على رؤسهم.
536. " من " بدل من الهاء في " لا يهمه ".
537. المراد من اليمين والشمال اليد اليمنى واليد اليسرى.
538. العرى جمع العروة: ما يوثق به، ما يعول عليه وبالفارسية (دستگيره).
539. انطمست: درست وانمحت، ذهبت ضوءها.
540. انصدعت: انشقت.
146
1656 كافل أهله وساقي صبيته * وحامل اللوا بعالي همته
1657 واحدة لكنه كل القوى * وليث غابه بطف نينوى
(117)
" بكاء الإمام "
1658 ناح على أخيه نوح الثكلى (541) * بل النبي في الرفيق الأعلى
1659 وانشقت السماء وأمطرت دما * فما أجل رزئه وأعظما
1660 بكاه كالهطال (542) حزنا والده * وكيف لا وبان منه ساعده
1661 بكاه صنوه الزكي المجتبى * وكيف لا ونور عينه خبا
1662 ناحت بنات الوحي والتنزيل * عليه مذ أمست بلا كفيل
1663 ناحت عليه الحور في قصورها * لنوح آل البيت في خدرها
1664 ناحت عليه زمر الأملاك * مذ ناحت العقائل الزواكي
(118)
" من للخفرات (543) الطاهرة "
1665 فمن لتلك الخفرات الطاهرة * مذ سبيت حسرى (544) القناع سافرة (545)



541. الثكلى: الأم التي فقد ولدها ومات.
542. الهطال من المطر أو السحاب: الهاطل بشدة أي النازل متتابعا ومتفرقا وعظيم القطر.
543. الخفرات: جمع الخفرة: الامرأة التي تستحيي أشد الحياء.
544. حسرى القناع: النساء اللاتي تكشف خمارهن عن وجوههن.
147
1666 أين ربيب المجد أما وأبا * من أخواته وهن في السبا
1667 وأين من ودائع النبوة * ممثل الغيرة والفتوة
1668 وأين منها رب أرباب الإبا * إذ هجم الخيل عليهن (546) الخبا
1669. فأصبحت نهبا لكل مارق (547) * مسودة المتون والعواتق
1670 فيها اشتفى العدو من ضغائنه * فأين حامي الظعن (548) عن ظعائنه
1671 أين فتى الفتيان يوم الملحمة * عن فتياته بأيدي الظلمة
1672 فليته يرى بعين الباري * عزائز الله على الأكوار
1673 يهدي بها من بلد إلى بلد * وهن في أعظم كرب وكمد (549)



545. السافرة: المكشوفة عن وجهها.
546. عليهن متعلق بمحذوف خبر مقدم والخبا مبتدأ مؤخر والجملة حال أي حال كونهن في
تحت الخيمة.
547. المارق: الخارج من الدين. والمتون جمع المتن: الظهر.
548. الظعن والظعائن جمعان للظعينة: الهودج، الزوجة، المرأة ما دامت في الهودج أو عموما.
549. الكمد: الحزن والغم الشديد.
148
(119)
" في السبط عبد الله الرضيع "
" سلام الله عليه "
1674 رب المعالي وربيب النجبا * من أوتي الكتاب في عهد الصبا
1675 ذلك عبد الله اسما وصفة * أتاه ربه كتاب المعرفة
1676 في غيبه صحيفة الشهادة * لطيفة العزة والسعادة
1677 شهادة أنتجت الشهودا * وأعقبت في مجده خلودا
1678 بل لوح نفسه الكتاب المحكم * ومن علاه يستمد القلم
1679 فإنه رضيع مهد العصمة * غذته بالحكمة ثدي الرحمة
(120)
" مسيح عهده "
1680 فهو مسيح عهده ولا عجب * فإنه أشرف منه في النسب

149
1681 فأين مريم البتول (550) شرفا * من خيرة النساء بنت المصطفى
1682 بل مريم الحرة في علاءها * وفضلها تعد من إماءها (551)
1683 وهو ذبيح الله من غير فدا * قضى على حياته سهم الردى
(121)
" هكذا الشعر الحر "
1684 بل هو كالنبي في معراجه * لكنه بالدم من أوداجه (552)
1685 تقمص العلياء في قماطه (553) * وحشمة الله على بساطه
1686 قرة عين المصطفى والمرتضى * سر أبيه في الرضاء بالقضا
1687 والآية الكبرى وأعظم الحجج * فلك النجاة في غوامر (554) اللجج
1688 والكوكب الدري رمز غرته * والدرة البيضا جمال طلعته
1689 حباه ربه بما حباه * ومن شراب جنة سقاه
1690 حب لقاء الله ملأ صدره * همته على علو قدره
1691 فدا بنحره أباه السامي * غدا رمية (555) لسهم الرامي
1692 فاز وحاز قدحه (556) المعلا (557) * فما أجل سهمه وأعلى



550 البتول: من انقطع عن الدنيا إلى الله، من انقطع عن الزواج.
551. الإماء: جمع الأمة: الخادمة والمملوكة.
552. الأوداج جمع الودج: عرق في العنق ينتفخ عند الغضب.
553. القماط: خرقة عريضة تلف على الصغير إذا شد في المهد وبالفارسية (قنداق).
554. الغوامر جمع الغامرة: الكثيرة واللجج جمع اللجة: معظم الماء فعلى هذا إضافة الغوامر
إلى اللجج تكون من إضافة الصفة إلى موصوفها.
555. الرمية: الصيد يرمى
556. القدح: السهم قبل أن ينصل ويراش، سهم الميسر.
150
1693 وكان سهمه النصب الأوفى * صفى له كالعسل المصطفى
1694 فهو وإن أصبح ظامئ الحشا * من نار شوقه تلظى عطشا
1695 لم تبرد الغلة (558) من أحشاه * حتى سقاه السهم ما سقاه
(122)
" سهم أصاب وراميه يدعى مسلم "
1696 وما رماه إذ رماه حرملة * وإنما رماه من مهد له
1697 سهم أتى من جانب السقيفة * وقوسه على يد الخليفة
1698 ويل له مما جنت يداه * وهل جنى بما جنى عداه
1699 وما أصاب سهمه نحو الصبي * بل كبد الدين ومهجة النبي
1700 لهفي على أبيه إذ رآه * غارت (559) لشدة الظما عيناه
1701 ولم يجد شربة ماء للصبي * فساقه التقدير نحو الطلب
1702 وهو على الابيه أعظم الكرب * فكيف بالحرمان من بعد الطلب
1703 سقاه سهم المارق (560) اللعين * ماء المنون بدل المعين
1704 يا ويل لابن كاهل المشؤوم * من سهمه المحدد المسموم
1705 في حين ما كان عليه يعطف * رآه في دمائه يرفرف (561)



557. المعلا: سابع سهام الميسر وهو أفضلها وإذا فاز حاز سبعة أنصباء من الجزور.
558. الغلة: العطش الشديد.
559. غارت عينه: دخلت في الرأس وانخسفت.
560. المارق: الخارج من الدين بضلالة أو بدعة.
561. يرفرف: يبسط رجلاه ويداه ويحركهما وبالفارسية (دست وپا مى زند).
151
(123)
" الدم المصعد "
1706 من دمه الزاكي رمى نحو السما * فما أجل لطفه وأعظما
1707 لو كان لم يرم به إليها * لساخت الأرض بمن عليها
1708 فاحمرت السماء من فيض دمه * ويل من الله لهم من نقمه
1709 فكيف حال أمه حيث ترى * رضيعها جرى عليه ما جرى
1710 غادرها (562) كالدرة البيضاء * وعاد كالياقوتة الحمراء
1711 حنت (563) عليه حنة الفصيل (564) * بكته بالإشراق والأصيل
1712 كيف وقد فارق روحه البدن * فحق أن تبكي له مدى الزمن
1713 رق له العدو والصديق * وهو رضيع وبه حقيق
وحق للسماء أن تبكي دما * كيف وبالسهم غدا منفطما
1715 وحق للأرواح أن ينوحوا * فإنه لكل روح روح
1716 وحق للنفوس والعقول * أن يصرخوا لمهجة الرسول
(124)
" الخمسة من آل العبا "
1717 وناحت الخمسة من آل العبا * على وحيد الدهر أما وأبا



562. غادر: ترك وأبقى.
563. حنت: صوتت عن حزن.
564. الفصيل: الولد الذي فصل عن أمه.
152
1718 لقد بكاه البلد الحرام * والبيت والمشاعر العظام
1719 ناحت عليه الحور في القصور * لعظم رزء نحره المنحور
1720 بؤسا ليوم نحره ما أفجعه * يوم به تذهل كل مرضعة (565)
1721 أذهل أم الطفل هول منظره * عما أصيب طفلها في منحره
1722 فيا له من منظر مهول * يذهب بالألباب والعقول
1723 لهفي لها إذ تندب الرضيعا * ندبا يحاكي (566) قلبها الوجيعا
(125)
" خواطر أمه الرباب "
1724 تقول يا بني يا مؤملي * يا منتهى قصدي وأقصى أملي
1725 جف الرضاع حين عز الماء * أصبحت لا ماء غذاء
1726 فساقك الظما إلى ورد الردى * كأنما ريك (567) في سهم العدى
1727 يا ماء عيني وحياة قلبي * من لبلائي وعظيم كربي
1728 رجوت أن تكون لي نعم الخلف * وسلوة (568) لي عن مصابي بالسلف
1729 وما جرى في خلدي (569) أن القضا * يجري على أحر من جمر الغضا (570)



565. تذهل كل مرضعة أي: تشغل كل مرضعة عن ولدها وتنساه مأخوذة من الآية الثانية من
سورة الحج في وصف زلزلة الساعة.
566. يحاكي: يشابه.
567. الري والري: الشرب والشبع من الماء وبالفارسية (سيراب شدن).
568. السلوة والسلوة: طيب النفس والذهول عن الذكر والهجر وبالفارسية (مايه خرسندى
وبى غمي).
569. الخلد: البال والقلب.
570. الغضا: شجر من الأثل خشبه من أصلب الخشب وجمره أي ناره وحرارته يبقى زمنا
طويلا لا ينطفئ.
153
1730 حتى رأيت القدر المقدورا * حيث رأيت نحرك المنحورا
1731 ما خلت أن السهم للفطام (571) * حتى أرتني جهرة أيامي
1732 فليتني دونك كنت غرضا * للنبل (572) لكن من لمحتوم القضا



571. الفطام: فصل الولد عن الرضاع.
572. النبل: السهام.
154
(126)
" في القاسم بن الحسن صلوات الله عليها "
1733 أضاء بالطفوف نجم المجتبى * فأشرقت به السهول والربى (573)
1734 بل أشرق الكون بوجهه المضي * والملأ الأعلى بنوره يضى
1735 كيف وفي غرته الغراء * نور المحمدية البيضاء
1736 بل شاطئ (574) الفرات قد تجلى * في طوره نور العلي الأعلى
1737 فنوره مشكاة نور الباري * به استنار عالم الأنوار
1738 تمثلت محاسن النبي * في القاسم بن الحسن الزكي
1739 والمكرمات الغر من أبيه * على القدر تجلت فيه
(127)
" يشبه عمه وأباه "
1740 يشبه عمه الشهيد في الإبا * وفى الحيا سر أبيه المجتبى



573. الربى: جمع الربوة: ما ارتفع من الأرض، التلة.
574. الشاطئ من النهر: جانبه ومن البحر: ساحله.
155
1741 بدر الكمال في سماء المجد * ووارث المجد أبا عن جد
1742 أزكى فروع دوحة النبوة * في المجد والمنعة والفتوة
1743 بدر الدجى في أفق الكرامة * شمس الضحى في فلك الشهامة
1744 هو الفتى بكل معنى الكلمة * بل أسد الأسود يوم الملحمة (575)
1745 وكيف وهو ليث آل غالب * وعنده الأسود كالثعالب
1746 أكرم به من فارس يوم اللقا * من لا يخاف الشر عند الملتقى
1747 قطب محيط الحرب في ثباته * تغنيك حرب الطف عن إثباته
1748 تهابه الكماة والأبطال * تفر من خيفته الرجال
(128)
" حمر مستنفرة "
1749 كأنما هم حمر (576) مستنفرة (577) * فرت إذا شدت عليها قسورة
1750 بارقة الرحمة في جبينه * صاعقة العذاب في يمينه
1751 بارقه كالرعد في رعيده * كان يوم الحرب يوم عيده
1752 يمثل الكرار في شجاعته * وكيف والأرواح تحت طاعته
1753 فإن هذا الشبل من ذاك الأسد * فأمره في الروح ماض والجسد
1754 يختطف (578) الأرواح من أبدانها * ويحصد الرؤس من فرسانها



575 الملحمة: الموقعة العظيمة القتل في الحرب وذلك مأخوذ من اشتباك الناس واختلاطهم
فيها كاشتباك لحمة الثوب بالسدى.
576. الحمر: جمع الحمار والمراد منه الحمار الوحشي لأن هذا العنوان مأخوذ من الآية
والمشهور أنها تخاف من الأسد كثيرا بحيث لو سمعت صوته أو عاينته هربت منه بسرعة.
577. المستنفرة: النافرة وبالفارسية (گريزنده) والقسورة: الأسد.
578. يختطف: ينتزع ويجتذب ويستلب.
156
1755 وغاص (579) بالبتار في تيارها (580) * حتى أزال الخيل عن قرارها
1756 جاهد في إحياء دين الباري * وذب (581) عن شريعة المختار
1757 فدا ببذل روحه قلب الهدى * على ظما كاد يفت (582) الكبدا
1758 سطا على (583) الألوف وهو واحد * فيا بنفسي ذلك المجاهد
1759 لف صفوف البغي بالصفوف * ببارق يبرق بالحتوف
(129)
" هوى صريعا "
1760 حتى إذا مزقهم (584) جميعا * بضربة الأزدي (585) هوى (586) صريعا
1761 كأنه من التجلي صعقا * مذ روحه القدسي حاول اللقا
1762 لهفي عليه مذ أتاه عمه * فاشتبك (587) الحرب وزاد غمه
1763 فكيف حال مهجة الرسول * بين يدي حوافر (588) الخيول
1764 فسل عظام صدره يا ويلي * هل سلمت بعد هجوم الخيل



579. غاص: انغمس ونزل وغطس والبتار: السيف القاطع.
580. التيار: موج البحر الهائج.
581. ذب: دفع ومنع وحامى.
582. يفت: يكسر، يضعف.
583. سطا عليه: وثب عليه وقهره وبالفارسية (حملة كرد، مغلوب كرد، سخت گرفت).
584. مزقهم: شقهم وفرقهم.
585. الأزدي: هو عمر بن سعد الأزدي.
586. هوى: سقط من علو إلى أسفل وصريعا حال أي: حال كونه مصروعا ومطروحا
على الأرض.
587. اشتبك: اختلط، تداخل بعضه في بعض.
588. حوافر: جمع الحافر وهو للدابة بمنزلة القدم للانسان.
157
(130)
" الندب والبكاء عليه "
1765 بكاه عمه على بلائه * كاد يذوب الصخر من بكائه
1766 وقد بكى على فتى الفتيان * فتيان فهر وبني عدنان
1767 بكى على شبابه شبانها * ناح على فارسها فرسانها
1768 وصرخة العقائل الزواكي (589) * لقد علت إلى ذرى (590) الأفلاك
1769 بكى على مهجته الرسول * ناحت على بهجتها البتول
1770 بكاه جده الوصي المرتضى * مذقت في ساعده (591) حكم القضا
1771 وحق أن يبكي أبوه المجتبى * دما فإن نور عينه خبا
1772 وكيف لا يبكي على خضابه * من دمه وهو على شبابه
1773 لم يتهنأ (592) بشبابه ولا * بالعيش في أوانه ولا ولا
1774 بكى على عارضه السحاب * حن شجا (593) لخده التراب
1775 والحور في قصورها صوائح * صوائح تتبعها نوائح
1776 خرر لرزئه السماك (594) الرامح * وكيف لا والخطب خطب فادح (595)



589. العقائل الزواكي: النساء المكرمة الصالحة.
590. الذرى: راجع إلى التعليقة برقم 317.
591. فت في ساعده: اضعفه.
592. لم يتهنأ: لم يفرح.
593. حن شجا: صوت حزنا وهما.
594. السما كان: كوكبان نيران يقال لأحدهما السماك الرامح لأن أمامه كوكبا صغيرا يقال له راية
السماك ورمحه وللآخر السماك الاعزال لأن ليس أمامه شئ.
595. الخطب خطب فادح أي الامر امر صعب مثقل.
158
1777 والأرض زلزلت له زلزالها * مذ فقدت بفقده جمالها
1778 وانهملت (596) لرزئه عين السما * دما فكاد أن يصيبها العمى
1779 اظلمت الدنيا بعين عمه * واحزني لهمه وغمه
1780 لما رأى قرة عينه على * وجه الثرى يفحص (597) من عظم البلا
1781 قد عجبت من صبره الأملاك * ولا يحيط وصفه الادراك



596. انهملت: فاضت وسالت.
597. يفحص: يحفر التراب.
159
(131)
" في أول الشهداء مسلم بن عقيل سلام الله عليه "
1782 يا ربي المحمود في فعاله * صل على محمد وآله
1783 وصل بالإشراق والأصيل (598) * على الإمام من بني عقيل
1784 أول فاد فاز بالشهادة * وحاز أقصى رتب السعادة
1785 أول رافع لراية الهدى * خص بفضل السبق بين الشهدا
1786 درة تاج الفضل والكرامة * قرة عين المجد والشهامة
1787 غرة وجه الدهر في السعادة * فإنه فاتحة الشهادة
(132)
" النيابة الخاصة "
1788 كفاه فخرا منصب السفارة * وهو دليل القدس والطهارة
1789 كفاه فضلا شرف الرسالة * عن معدن العزة والجلالة



598. الاشراق: وقت طلوع الشمس والأصيل: الوقت بين العصر والمغرب أو العشي. الاشراق
والأصيل بالفارسية (صبحگاهان وشبانگاه).
160
1790 وهو أخ ابن عمه المظلوم * نائبه الخاص على العموم
1791 وعينه كانت به قريرة * حيث رآه نافذ البصيرة
1792 لسانه الداعي إلى الصواب * بمحكم السنة والكتاب
1793 منطقة الناطق بالحقائق * فهو ممثل الكتاب الناطق
1794 وليه المنصوب للهداية * فهو ولي صاحب الولاية
(133)
" علومه "
1795 له من العلوم ما يليق به * بمقتضى رتبته ومنصبه
1796 يمينه في القبض والبسط معا * فما أجل شأنه وارفعا
1797 فارس عدنان وليث غابها * وسيفها الصقيل في حرابها (599)
1798 بل هو سيف السبط سيف الباري * وليث غاب عترة المختار
1799 أشرق كوفان (600) بنور ربها * مذ حل فيها رب أرباب النهى
1800 بايعه من أهلها ألوف * والغدر منهم شايع معروف
(134)
" يحكي عمه أمير المؤمنين عليهما السلام "
1801 ثباته من بعد غدر الغدرة * ثبات عمه أمير البررة



599. الحراب: جمع الحربة وهي آلة الحرب.
600. الكوفان: الكوفة والضمير من ربها راجع إليها.
161
1802 بل هو في وحدته وغربته * كعمه في بأسه وسطوته
1803 له من الشهامة الشماء (601) * ما جاز حد المدح والثناء
1804 أيامه مشهودة معروفة * يعرفها أبطال أهل الكوفة
1805 كم فارس فيها فريسته الأسد * كم بطل فارق روحه الجسد
1806 وكم كمي حد سيفه قضى * على حياته كمحتوم القضا
1807 وكم شجاع ذهبت قواه * وذات قلبه إذا رآه
1808 شد عليهم شدة الليث الحرب * قرت عيون آل عبد المطلب
1809 بل عين عمه العلي قدرا * إذ هو بالبارق أحصى بدرا
1810 ذكر يوم خيبر وخندق * بصولة تبيد (602) كل فيلق (603)
(135)
" الليث يقتنص " (604)
1811 تكاثروا عليه وهو واحد * لا ناصر له ولا مساعد
1812 رموه بالنار من السطوح * لروحه الفداء كل روح
1813 حتى إذا أثخن (605) بالجراح * واشتد ضعفه عن الكفاح
1814 لم يظفروا عليه بالقتال * فاتخذوا طريق الاحتيال
1815 فساقه القضا إلى الجفيرة * أو ذروة القدس من الحظيرة



601. الشماء: العالي الشأن.
602. تبيد: تهلك.
603. الفيلق: الرجل العظيم، الجيش العظيم.
604. يقتنص: يصطاد.
605. أثخن: أوهن واضعف.
162
(136)
" أمير يؤسر "
1816 أصبح مسلم أسير الكفرة * تعسا وبؤسا للئام الغدرة
1817 كان أميرا فغدا أسيرا * كذاك شأن الدهر أن يجورا
1818 أدخل مكتوفا على ابن العاهرة * عذبه الله بنار الآخرة
1819 أسمعه سبا وشتما فاحشا * رماه باطلا بما يدمي الحشي
1820 وما اشتفى (606) بمسلم بما لقي * حتى اشتفى منه بضرب العنق
1821 وبعده رماه من أعلى البنا * فانكسرت عظامه واحزنا (607)
(137)
" زعيما مضر (608) يجران "
1822 وشد رجلاه ورجلا هاني * بالحبل يا للذل والهوان
1823 فأصبحا ملعبة الأطفال * بالسحب (609) في الأسواق بالحبال
(138)
" المناحة والبكاء "
1824 فلتبكه عين السما دما فما * أجل رزء مسلم وأعظما



606. في نسخة: وما اشتفى من مسلم بما لقي.
607. أحزن: صار في الأرض الغليظة.
608. مضر أو مضر: اسم قبيلة.
609. السحب: الجر على وجه الأرض.
163
1825 وقد بكاه السبط حين مانعي (610) * إليه مسلم بقلب موجع
1826 فارتجت (611) الارجاء بالبكاء * على عميد الملة البيضاء
1827 واهتز عرش الملك الجليل * على فقيد الشرف الأصيل
1828 وناحت العقول والأرواح * لما استحلو منه واستباحوا
1829 صبت دموع خاتم النبوة * على فقيد المجد والفتوة
1830 بكاه عمه على مصابه * وحق أن يبكي دما لما به
1831 بكى على غربته آل العبا * وكيف لا وهو غريب الغربا
1832 ناحت عليه أهل بيت العصمة * فياله من مثله ملمة (612)



610. نعي إليه مسلم: أخبر إليه بموت مسلم.
611. أي خافت النواحي والأطراف عليه بسبب بكائه أي: نواحي الأرض والسماء.
612. الملمة: النازلة الشديدة من نوازل الدنيا وهي في هذا البيت تميز ل‍ " من مثله ".
164
(139)
" في ابن عم الرسول الأعظم جعفر الطيار "
صلوات الله عليهما "
1833 لذي الجناحين أخفض الجناحا * ولذ به (613) لكي ترى النجاحا
1834 فإنه في كرم الخصال * أبو المساكين أخو المعالي
1835 وهو سليل سيد البطحاء * سلالة المنعة والإباء
1836 عنقاء قاف المجد والفخار * جعفر المنعوت بالطيار
1837 بل وهو الطيار في جو الأزل * فلا يزال راقيا ولم يزل
1838 نال المعالي بسليم فطرته * رقي سماءها بعالي همته
1839 بل كاد أن يدنو إلى حيث دنا * من جاز عن أقصى مراتب الفنا
1840 وكيف وهو ذو الجناحين فلا * يفوته على مراتب العلا
1841 ومن غدا نقطة ملتقاها * لا بدع (614) أن يرقى إلى أرقاها



613. لذ: التجئ.
614. في نسخة: لا بد أن....
165
(140)
" الشمائل النورية "
1842 غرته غرة سيد الرسل * فما تشاء في محياه فقل
1843 طلعته بدر سماء المعرفة * تقدست عن أي نعت وصفة
1844 ونوره في أفق الكرامة * كأنه من فلك الإمامة
1845 وزيد في حسن النظام الحسن * لما تجلى نور وجهه السني (615)
1846 له شمائل محمدية * في طيها فضائل علية
1847 دلائل التوحيد في شمائله * والعدل والإنصاف من فضائله
1848 وآية النور على سيمائه * وكل نور هو من سمائه
1849 بوارق العزة من ألحاظه (616) * شوارق الحكمة في ألفاظه
1850 وفيه من مكارم الأخلاق * ما ليس في الأنفس والآفاق
1851 إذ هو في المكارم السنية * من دوحة المجد المحمدية
1852 وذانه في شرف الأصالة * لؤلؤة من صدف الرسالة
(141)
" صنو (617) على "
1853 صنو على في علو المرتبة * فيا لها فضيلة ومنقبة



615. السني: الرفيع.
616. الألحاظ: جمع اللحظ: النظر والبوارق جمع البارقة: سحابة ذات برق.
617. الصنو: إذا خرجت نخلتان أو أكثر من أصل واحد فكل واحدة منها هي صنو أو صنو وكل
عود يقطع من شجرته فيغرس صنو.
166
1854 صنو في الجلال والجمال * من دوحة العلياء والكمال
1855 هما رضيعا لبن الولاية * غذتهما الحكمة والعناية
1856 هما جناحا سيد البرايا * عوناه في الخطوب والرزايا
1857 وفيهما لخاتم النبوة * أتم عدة وأقوى قوة
1858 يداه في المعروف والأيادي * وفي شديد البطش بالأعادي
1859 وصليا مع النبي السامي * والناس عكف (618) على الأصنام
1860 وافتخر الوصي بالطيار * وفيه كل الفضل والفخار
1861 وكم به استغاث عند الشدة * وهو بغير عدة وعدة
1862 مذ هجم العدى على بيت الهدى * ولم يجد عونا عليهم أحدا
1863 واستبشر الطهر بلقيا طلعته * لما أتاه قادما من هجرته
1864 هرول (619) في استقباله تكرما * فما أجل قدره وأعظما
(142)
" صلاة جعفر "
1865 حباه (620) إكراما له لما ورد * بتحفة باقية إلى الأبد
1866 تقاصرت عن قدره المفاخر * كيف وللطيار صيت طائر
1867 يمثل النبي في مهابته * فإنه النابت من منابته
1868 يمثل الوصي في الفتوة * فإنه بمقتضى الأخوة



618. العكف: جمع العاكف: المقيم.
619. هرول: أسرع في مشيه.
620. حباه: أعطاه.
167
1869 وكان يخذو خذوة (621) عند اللقا * حتى ارتقى في المجد خير مرتقى
1870 له من الجرأة والإقدام * ما لا تناله يد الأوهام
1871 له من الثبات في النزال (622) * ما جل أن يخطر في الخيال
1872 ما زال عن مركزه في الحرب * بالرمي والطعن (623) ولا بالضرب
(143)
" يداه الكريمتان "
1873 ولم يزل في يده لواه * حتى إذا ما قطعت يداه
1874 له اليد البيضا على دين الهدى * فداه باليدين في حرب العدى
1875 وقد (624) نصفين بسيف الرومي * شلت يمين ذلك المشوم
1876 ثم علت على رماح جثته * علت بذلك العلو رتبته
1877 منها إلى حظيرة القدس ارتقى * فما أجل المرتقى والمرتقى
1878 وهو فقيد أهل بيت العصمة * بكاه كالغيب نبي الرحمة
1879 وكيف لا يبكيه سيد الورى * وقد جرى على الفقيد ما جرى
1880 وهو فقيد المجد والفخار * عميد أهل بيته الأطهار
1881 ومن سماع نعيه (625) أسود الفضا * بعين صنوه الوصي المرتضى
1882 وكيف لا ونور عينه خبا * يا ساعد الله الوصي المجتبى



621. يحذو حذوة: يمتثل به، يقتدى به، يتشبه به.
622. النزال في الحرب هو أن ينزل الفريقان فيتضاربوا.
623. الطعن: الضرب بالرمح.
624. قد: قطع مستأصلا، شق، قطع طولا.
625. النعي: الخبر بالوفاة.
168
1883 بكاه لما بان منه ساعده * بيت الهدى تهدمت قواعده
1884 فجيعة قاصمة للظهر * فحق أن يبكيه طول الدهر
1885 بكته عين المجد والسيادة * بل كل ما في الغيب والشهادة
1886 يحق للسماء أن تبكي دما * مذ رفعت جثته نحو السما
(144)
" في شيخ الأمة ووالد الأئمة أبي طالب عليه السلام "
1887 نور الهدى في قلب عم المصطفى * في غاية الظهور في عين الخفا
1888 في سره حقيقة الإيمان * سر تعالى شأنه عن شأن
1889 إيمانه يمثل الواجب في * مقام غيب الذات والكنز الخفي
1890 إيمانه المكنون سام (626) اسمه * إلا المطهرون لا يمسه
1891 إيمانه بالغيب غيب ذاته * له التجلي التام في آياته
1892 آياته عند أولي الأبصار * أجلى من الشمس ضحى النهار
1893 وهو كفيل خاتم النبوة * وعنه قد حامى بكل قوة
1894 ناصره الوحيد في زمانه * وركنه الشديد في أوانه
(145)
" الكهف الحصين "
1895 عميد أهله زعيم أسرته * وكهفه الحصين يوم عسرته



626. السامي: الرفيع والعالي.
169
1896 حجابه العزيز عن أعدائه * وحرزه الحريز في ضرائه (627)
1897 فمن أجل شرفا وجاها * من حرز ياسين وكهف طاها
1898 قام بنصرة النبي السامي * حتى استوت قواعد الاسلام
1899 جاهد عنه أعظم الجهاد * حتى علا أمر النبي الهادي
1900 حماه عن أذى قريش الكفرة * بصولة ذلت له الجبابرة
1901 صابر كل محنة وكربة * والشعب من تلك الكروب شعبة
1902 أكرم به من ناصر وحام * وكافل للسيد الأنام
1903 كفاه فخر أشرف الكفالة * لصاحب الدعوة والرسالة
1904 لسانه البليغ في ثنائه * أمضى من السيف على أعدائه
1905 له من المنظوم والمنثور * ما جعل العالم ملأ النور
1906 ينبئ عن إيمانه بقلبه * وأنه على هدى من ربه
1907 وأشرقت أم القرى بنوره * وكل نور هو نور طوره
(146)
" أبوا الأنوار "
1908 وكيف لا وهو أبو الأنوار * ومطلع الشموس والأقمار
1909 مبدأ كل نير وشارق * وكيف وهو مشرق المشارق
1910 بل هو بيضاء سماء المجد * مليك عرشه أبا عن جد
1911 له السمو كابرا (628) عن كابر * فهو تراثه من الأكابر



627. الضراء بتخفيف الراء الاستخفاء وبتشديدها الشدة والنقص في الأموال والأنفس.
628. الكابر: الجد الأكبر، الكبير، السيد، الرفيع الشأن.
170
1912 أزكى فروع دوحة الخليل * فياله من شرف أصيل
1913 بل شرف الأشراف من عدنان * ملاذها (629) في نوب (630) الزمان
1914 له من السمو ما يسمو على * ذرى الضراح (631) والسماوات العلى
1915 وكيف لا وهو كفيل المصطفى * أبو الميامين الهداة الخلفا
1916 ووالد الوصي والطيار * وهو لعمري منتهى الفخار
1917 بضوئه أضاءت البطحاء * لا بل به أضاءت السماء
1918 والنير الأعظم في سمائه * مثل السهى (632) في النور من سيمائه
(147)
" نور العلي الأعلى "
1919 كيف ومن غرته تجلى * لأهله نور العلي الأعلى
1920 ساد الورى بمكة المكرمة * فحاز بالسؤدد كل مكرمة
1921 بل هو فخر البلد الحرام * بل شرف المشاعر العظام
1922 وقبلة الآمال والأماني * بل مستجار كعبة الإيمان
1923 وفي حمى (633) سؤدده وهيبته * تم لداع الحق أمر دعوته
1924 ما تمت الدعوة للمختار * لولاه فهو أصل دين الباري
1925 كيف وظل الله في الأنام * في ظله دعا إلى الاسلام



629. الملاذ: الحصن والمجأ.
630. النوب: جمع النوبة: المصيبة، النازلة.
631. الضراح: اسم للبيت المعمور في السماء الرابعة المحاذي للكعبة.
632. السهى: كوكب خفي من بنات نعش الصغرى والناس يمتحنون به أبصارهم.
633 الحمى: ما يحمى ويدافع عنه.
171
1926 وانتشر الاسلام في حماه * مكرمة ما نالها سواه
1927 رايته علت بعالي همته * كفاه هذا في علو رتبته
1928 مفاخر يعلو بها الفخار * مآثر تحلو بها الآثار
1929 ذاك أبو طالب المنعوت * من قصرت عن شأنه النعوت
1930 يجل عن أي مديح قدره * لكنه يحيى القلوب ذكره
(148)
" إفك وزور " (634)
1931 وما به رماه عابد الوثن * إفك وزور وشقاء (635) وأحن (636)
1933 فقد رمى الوصي بالإلحاد * وسن سبه على الأعواد
1932 فإنه أولى بما رماه * فما أضله وما أعماه
1934 وحارب النبي غير مرة * ثم على الكرار كر كرة
1935 واغتصب الإمرة والولاية * من أهل بيت الرشد والهداية
1936 وغيلة سم الزكي المجتبى * وكم أباد الصلحاء النجبا
1937. فهذه النبذة من آثامه * نصيبه الوافر من إسلامه



634. الإفك والزور: الكذب والباطل.
635. الشقاء: نقيض السعادة.
636. الإحن: اضمار العداوة والحقد.
172
(149)
" في سيد الشهداء عم رسول الله حمزة بن عبد المطلب "
" عليهما السلام "
1938 إن غاظك (637) الزمان والدهر الحرب (638) * فلذ بحمزة بن عبد المطلب
1939 فهو سليل السادة الأكارم * من دوحة العلياء والمكارم
1940 من دوحة النبوة الغراء * من جنة الصفات والأسماء
1941 هو العزيز ما أعز جاره * يجير باللطف من استجاره
1942 إليه تنتهي مكارم الأولى * فهو ربيب المجد بل رب العلا
(150)
" مثال الشرف "
1943 وهو مثال الشرف الأصيل * وهيكل المجد بلا مثيل
1944 بل هو في عين أولي الأبصار * انسان عين المجد والفخار



637. غاظك: حملك على الغيظ.
638. الحرب: الشديد الغيظ.
173
1945 وكيف وهو مفخر الأئمة * سيد أعمام نبي الرحمة
1946 وهو له أخ من الرضاعة * نال به القوة والشجاعة
1947 بل مكرمات خاتم النبوة * تراثه من طرف الأخوة
1948 آيات فضله المبين محكمة * بينة في الصحف المكرمة
(151)
" طلعته "
1949 طلعته تشرق بالشهامة * غرته تبرق بالكرامة
1950 منطقه ناطقة الفصاحة * وكفه كالغيث في السماحة
1951 وقلبه مشكاة نور المعرفة * معرفة المبدء ذاتا وصفة
1952 جوامع الحكمة في لطيفته * مكارم الأخلاق في صحيفته
1953 والعز والإباء والحمية * إحدى معالي نفسه الأبية (639)
1954 وهو ملاذ أهل بيت العصمة * والغوث في الشدائد الملمة
1955 وفارس الاسلام في حروبها * ومفزع الأيام في خطوبها
1956 مفترس (640) الذئاب والأسود * وليث غاب الغيب والشهود
(152)
" أسد الله "
1957 بل أسد الله فجلت قدرته * تقضي على كل كمي صولته
1958 تقر منه الأسد كالثعالب * قرت به عيون آل غالب



639. الأبية: المرتفعة عن الدنايا.
640. المفترس: المصطاد وبالفارسية (شكار كننده).
174
1959 ترعد من صولته الضراغمة (641) * وكيف وهو ضيغم الضياغمة
1960 بل فيه من مهابة الرسول * ما كاد أن يذهب بالعقول
1961 بل هو سيف الله في هام (642) العدى * وليس سيف الله ينبو (643) أبدا
1962 وسهمه الصائب في مرماه * فليس يعدوه إلى سواه
(153)
" ببدر وأحد "
1963 له مواقف ببدر وأحد * والفضل للساعد منه والعضد
1964 فساعد الدين الحنيف ساعده * واستحكمت بعزمه قواعده
1965 وفت (644) في أعضاد عباد الصنم * بالعضد الأقوى من الطود (645) الأشم
1966 فكم أباد من عتاة الكفرة * وأوقع الكسر على الجبابرة
1967 كم من كتيبة (646) لهم محاها * بحد سيفه متى وافاها (647)
1968 كم راية نكسها بسطوته * كم هامة حطمها بهمته
1969 كم خاص بالبتار في تيارها * وكم أزال الخيل عن قرارها



641. الضراغم جمع الضرغم والضياغم جمع الضيغم وهما بمعنى الأسد.
642. الهام: جمع الهامة: رأس كل شئ وتطلق على الجثة.
643. ينبو: يكل ولا يقطع وبالفارسية (كند شود وكار نكند).
644. أي كسر قوتهم وفرق عنهم أعوانهم.
645. الطود الأشم: الجبل المرتفع.
646. الكتيبة: القطعة من الجيش أو الجماعة من الخيل.
647. وافاها: أتاها وفاجأها.
175
(154)
" آنس اللقاء "
1970 حتى إذا اشتاق إلى دار البقا * من طعنة الوحشي آنس اللقا
1971 هوى على وجه الثرى قتيلا * فمثلت (648) هند به تمثيلا
1972 حتى غدت تلوك (649) منه الكبدا * بل كبد الدين ومهجة الهدى
1973 فسميت آكلة الأكباد * والله للظالم بالمرصاد
1974 فهل تريها أخذت بثأرها * بل ذهبت بعارها ونارها
1975 فدا (650) بنفسه النبي الأمي * فديته أكرم به من عم
1976 وقد بكاه سيد البرايا * وهو عليه أعظم الرزايا
1977 بل أغيظ المواقف الملمة * موقفه على نبي الرحمة
1978 كيف وقد مثل تمثيلا بمن * لم يسمح (651) الدهر بمثله ولن
(155)
" المثل الأعلى "
1979 بالمثل الأعلى لكل مكرمة * بالآية العظمى لنور العظمة
1980 بمهجة الجد وبهجة الشرف * بهيكل القدس وصفوة السلف
1981 فلتبكه عيون أملاك السما * فإن عرش المجد قد تهدما



648. مثلت به: جدعته وظهرت آثار فعلها عليه تنكيلا.
649. تلوك الكبد: تمضغه أهون المضغ وتديره في فمها.
650. فدى فلانا بنفسه: قال له " جعلت فداك ".
651. لم يسمح: لم يجد ولم يعط.
176
1982 ولتبكه عيون آل فهر * فإنه انسان عين الدهر
1983 بكته عين العز والإباء * بكته عين المجد والعلياء
1984 وقد بكاه سيفه الصقيل * حيث أصاب حده الفلول (652)
(156)
" فهل يضن " (653)
1985 فهل يضن مسلم بعبرته (654) * على فقيد المصطفى وعترته
1986 ناحت عليه الملة البيضاء * وحنت الشريعة الغراء
1987 ناحت عليه أخته صفية * تندبه بندبة شجية (655)
1988 تذيب قلب الصخرة الصماء (656) * أشجى شجى من ندبة الخنساء (657)
(157)
" في أبي جعفر محمد ابن الإمام الهادي وأخي الإمام العسكري وعم "
" الإمام الحجة المهدي صلوات الله عليه "
1989 يا طالب المعروف والأيادي * لذ بمحمد سليل الهادي



652. الفلول: جمع الفل: الكسر والثلمة في حد السيف.
653. يضن: يبخل.
654. العبرة: الدمعة، الحزن بلا بكاء.
655. الشجية: الحزينة.
656. الصماء: الصلبة والغليظة مؤنث الأصم.
657. الخنساء: أعظم شواعر العرب قتل أخواها معاوية وصخر فرثتهما محرضة قومها
على الأخذ بالثار أسلمت مع قومها واشترك أولادها الأربعة في وقعة القادسية وفيها قتلوا
لها ديوان أكثره في الرثاء. وفي حاشية النسخة المخطوطة:
[تذيب قلب الصخر بالبكاء * تكاد تنسى ندبة الخنساء]
177
1990 فإنه السيد وابن السادة * في ملكوت الغيب والشهادة
1991 أكرم به من سيد مطاع * في عالم التكوين والإبداع
1992 وكيف لا وهو ابن من تدلى * سر أبيه فيه قد تجلى
1993 يمثل المبعوث بالرسالة * في العز والرفعة والجلالة
1994 أخلاقه الغر محمدية * وكل مكرماته علية
1995 خلاصة الأمجاد والأكارم * وصفوة الإيجاد في المكارم
(158)
" صفاته الفاضلة "
1996 صفاته الفاصلة القدسية * ديباجة الفضائل النفسية
1997 وكيف وهو وارث النبوة * في المجد والمنعة (658) والفتوة
1998 ومن مصادر العلوم الحقة * علومه مشتقة بالدقة
1999 إذ هو غصن دوحة الإمامة * في العلم والحكمة والكرامة
2000 بل هو في ولاية الإرشاد * إلى الهدى سر أبيه الهادي
2001 مقامه الكريم من أبيه * يبدو من البداء في أخيه
2002 وكفه كالدرة اليتيمة (659) * ليس كمثلها يد كريمة
2003 بل يده في الجود والعوالي (660) * يد النبي المصطفى والآل
2004 أكرم بها فإنها يد الندى * مبسوطة على البرايا أبدا



658. المنعة: القوة التي تمنع من يريد أحدا بسوء.
659. الدرة اليتيمة: الدرة الثمينة لا نظير لها.
660. العوالي جمع العالية وعالية الشئ: أرفعه.
178
2005 تلك يد المعروف ما أنداها * وكل خير هو من نداها
(159)
" مختلف الأملاك "
2006 وبابه مختلف الأملاك * معتكف العباد والنساك
2007 وكعبة الوفود (661) للوفاد * وقبلة الشهود للأوتاد
2008 وبابه مطاف كل طائف * ومستجار الكل في المخاوف
2009 وبابه الرفيع باب العظمة * ومشعر الشعائر المعظمة
2010 وبابه باب النجاة والفرج * عن كل شدة وضيق وحرج
2011 وبابه منهل كل صاد * ومشرع (662) الحياة للوراد
(160)
" الخوارق والكرامات "
2012 وكم بدت فيه من الخوارق * حتى بها أقر كل مارق
2013 لا غر وأنه ابن من شق القمر * وذاك في أسرع من لمح البصر
2014 وأنه ابن بجدة (663) الكرامة * تراثه شهامة الإمامة
2015 من عنصر النبوة الختمية * من جوهر الولاية العلية



661. الوفود: الورود على أمير أو شخص عظيم.
662. المشرع والمنهل: مورد الشاربة وبالفارسية " آبخورگاه " والصادي: العطشان.
663. ابن بجدة: بالفارسية (آشنا وأهل فن: داناى به كنه وحقيقت كار).
179
(161)
" اليد البيضاء "
2016 له يد البيضاء في التصرف * يفعل ما يشاء سره الخفي
2017 وحاز من مراتب الكمال * ما جاز حد الوصف بالمقال
2018 مقامه السامي من الولاية * فوق السماء لا إلى النهاية
2019 فاز بأرقى رتب الكرامة * بكل معناها سوى الإمامة
فنوره نور مصابيح الهدى * وجوده جود مفاتيح الندى
2021 بله هو في وجوده الرباني * انسان عين نشاة الأعيان
(162)
" الكلمات المحكمة "
2022 وهو أتم الكلمات المحكمة * إذ نقطة الباء لسيماه سمة
2023 بل نوره من نير النبوة * وفيه كل غاية مرجوة
2024 به استدار الفلك الدوار * لا بل به استنارت الأنوار
2025 لا بل بنور علمه الإلهي * حقيقة الحق بدت كما هي
2026 بل ذاته مرآة حسن الذات والصورة الأسماء والصفات
2027 أكرم به من عنصر ربوبي * مستودع الأسرار والغيوب
2028 قد فاز من لاذ به في كربته * فالفوز كل الفوز عند تربته
2029 روضته خير رياض الجنة * فإنها من البلاء جنة

180
2030 روضة خير رياض القدس * يشم منه نفحات الأنس
2031 روضته جنة أهل المعرفة * فيها تجلى كل اسم وصفة
2032 ضريحه أسمى من الضراح * وكيف وهو معقل (664) الأرواح
2033 قبته من قبة السماء * كقاب قوسين من الغبراء (665)
2034 حريمه حرز من المخاوف * والحرم الآمن لكل خائف
2035 حصن منيع للورى جواره * يا حبذا جواره وجاره
2036 لذ بفنائه بعزم صائب * تجده عونا لك في النوائب
2037 وفي فنائه دواء الداء * وغاية المأمول والرجاء
2038 واليسر بعد العسر في فنائه * بل كل خير هو من عطائه
" تم الكتاب بعون الله تعالى "
" والحمد لله رب العالمين "



664. المعقل: الملجأ، الجبل المرتفع.
665. الغبراء: الأرض لغبرة لونها.
181
" قصيدة غديرية للناظم قدس سره
ولم تطبع إلا في هذه الطبعة وأخذت
من النسخة المخطوطة ولهذا أفردت
بالذكر وما ألحقت في ضمن الديون "
1 أكرم بيوم الغدير عيدا * لك الهنا دم (666) به سعيدا
2 وعش بأصفى عيش وأهنى * فالعيش فيه غدا رغيدا (667)
3 بنعمة الله فيه حدث * واشكر لتستوجب المزيدا
4 فالدين قد نال منه حظا * لا زال غضا (668) به جديدا
5 يوم به الحق قد تجلى * وقد غدا غيبه شهودا
6 يوم به الدين قد تعالى * ونال من سعده سعودا
7 يوم بدا فيه سر قدس * كالصبح إذ مثل العمودا



666. دم: فعل أمر من دام يدوم أي أثبت واستمر.
667. الرغيد: الطيب والمتسع.
668. الغض: الطري، الناعم.
182
8 فشاهدوا فيه طود نور * من غير أن يسمعوا رعيدا
9 وأشرقت ذروة المعالي * بربها سوددا (669) وجودا
10 وكم أرادوا ليطفئوه * لكن أبى نوره الخمودا
11 وللهدى شيد (670) فيه قصر * على التقى لم يزل مشيدا
12 بناه رب السما رفيعا * ليذكروا اسمه المجيدا
13 تروح (671) أملاكها وتغدو (672) * ببابه ركعا سجودا
14 جاز السماوات ارتفاعا * وسدرة المنتهى صعودا
15 وسل (673) لله فيه سيف * بحده يقطع الحديدا
16 وفي لظى (674) الحرب وهو فرد * يفرق الجمع والعديدا
17 وما رأينا لولاه دينا * ولا رسوما ولا حدودا
18 لولا نفاق ولا شقاق * لم يبق كفرا ولا جحودا
19 إن كنت تبغى شهود صدق * سل عنه بدرا أو الوليدا
20 سل خندقا وابن عبد ود * سل خبيرا عنه واليهودا
21 وجاز حد الثنا بأحد * حيث ارتقى مرتقى بعيدا
22 وفيه فاض الغدير حتى * كادت له الأرض أن تميدا
23 أحيى به الله كل قلب * ما كان صلدا (675) ولا حقودا
24 ويل لمن غاظه الغدير * ويل على من أبى الودودا



669. السودد والسؤدد: كرم المنصب، السيادة، القدر الرفيع.
670. شيد: رفع.
671. تروح: تجئ أو تذهب في الرواح إلى العشي وتعمل فيه.
672. تغدو: تذهب غدوة.
673. سل: أخرج من الغمد.
674. اللظى: التلهب وبالفارسية (بر افروخته شدن شعله).
675. الصلد: البخيل.
183
25 فغن واطرب ألست تسمع * من ملكوت السما نشيدا (676)
26 إن السماوات راقصات * صفق (677) لها إن تكن رشيدا
27 واخضر فيه عود (678) الأماني * حيث الغواني ضربن عودا
28 وطوق (679) العز أي عز * بإمرة المؤمنين جيدا
29 جيد له ذل كل جيد * يقود سلطانه الجنودا
30 أتته من مبدء المبادي * خلافة أعقبت وجودا
31 ولاية لا أجل منها * ولا عليها ترى مزيدا
32 ولاية معنوية لا * محيص عنها ولا محيدا
33 لحكمها انقاد كل شئ * طوعا وكرها كما أريدا
34 قم وارو عني حديث عهد * قد كان ميثاقه أكيدا
35 لما أتى الوحي يوم خم * وقد حوى الوعد والوعيدا
36 قام نبي الهدى خطيبا * وكان رب الورى شهيدا
37 فبلغ الأمر في علي * بكل ما يرغم (680) الحسودا
38 فقال في خطبة تفوق * بلفظها الجوهر النضيدا
39 ألست أولى بكم فقالوا * بلى وقد أضمروا الحقودا
40 فقال من كنت مولاه هذا * مولاه أكرم به عميدا
41 فقد تغذى بعلم ربي * إذ كان في بيته وليدا
42 وأمره من ماضيه أمضى * على البرايا بيضا وسودا



676. النشيد: الشعر الذي ينشده القوم بعضهم بعضا وما يترنم به من النثر والشعر.
677. صفق أي اضرب بباطن الراحة على الأخرى وبالفارسية (كف بزن، دست)
678 العود في المصراع الأول بمعنى الغصن بعدان يقطع وفي الثاني آلة من المعارف يضرب بها.
679. طوق العز جيدا أي ألبسه إياه والجيد العنق.
680. يرغم: يكره.
184
43 ورأيه في الأمور طرا (681) * كرمحه قد بدا سديدا
44 به رحى الحق مستدير * فقد غدا قطبه الوحيدا
45 له من المكرمات ما لا * يحصى بلا مرية عديدا
46 كفاه آي (682) الكتاب مدحا * فلو أرومن (683) لن أزيدا
47 فاهتز عرش العلا لمولى * له الورى أصبحوا عبيدا
48 فبايعوه وخالفوه * لما رأوا بأسه شديدا
49 وحين غاب النبي عنهم * أكرم به غائبا فقيدا
50 مالوا عن الحق واستحلوا * ذمامه خالقوا العهودا
51 وصالح المؤمنين فيهم * أصبح مستضعفا فريدا
52 لولا القضا ربهم أتاهم * بصيحة أهلكت ثمودا
53 عودا على البدء قل وكرر * أكرم بيوم الغدير عيدا



681. طرا أي جميعا وهو منصوب على الحال.
682. آي: جمع آية.
أرومن: أريدن.
185
/ 1