بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الكتاب: مجلة تراثنا المؤلف: مؤسسة آل البيت الجزء: 2 الوفاة: معاصر المجموعة: من مصادر العقائد عند الشيعة الإمامية تحقيق: الطبعة: سنة الطبع: 1406 المطبعة: مهر - قم الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم المشرفة ردمك: ISSN:1016-4030 ملاحظات: العدد الثاني - خريف سنة 1406 تراثنا نشرة فصلية تصدرها مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث
1 النشرة غير مسؤولة عما ينشر فيها من آراء. لا تعاد المواضيع إلى أصحابها نشرت أم لم تنشر. نشر المواضيع وتربيتها يخضع لاعتبارات فنية. اسم النشرة: تراثنا العدد الثاني - السنة الأولى - خريف سنة 1406 ه ق الإعداد والنشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث تنظيم الحروف: مؤسسة اطلاعات - طهران العدد: 3000 نسخة المطبعة مهر - قم
2 بسم الله الرحمن الرحيم
5 باسم من له ميراث السماوات والأرض تراثنا هو ينبوع من الدين * والدين مدعاة تفقيه وتمدين تراثنا هو تاج للتراث كما * برهانه واضح أجلى البراهين تراثنا هو كنز لا نفاد له * قد فاق - معنى - كنوزا للسلاطين تراثنا النور يهدي المقتدين به ومبعث النور من طه وياسين تراثنا هو للأجيال مدرسة * وملهم الوعي أفكار الملايين * * * تراثنا من هدى القرآن منطلق * جم المعارف في شتى الميادين تراثنا من هدى الإسلام مصدره * وتوأم الذكر في كل المضامين تراثنا من هدى المختار منبعه * ومن أئمتنا الغر الميامين تراثنا من أحاديث الثقات أتى * ومن رواة وأقطاب أساطين تراثنا نال بالشرع الشريف علا * وقد حوى شرف الدنيا مع الدين الإيرواني النجفي
6 كلمة العدد بقلم التحرير بسمه تعالى شأنه صدر العدد الأول من نشرة تراثنا الفصلية التي ارتأينا أن تكون منبرا حرا يعكس آثار العاملين في تحقيق التراث الاسلامي وطريقة عملهم، وتكون سفيرا ينقل ثمار قرائحهم ونتاج أقلامهم من بعضهم إلى بعض. ولما كانت النشرة خاصة بطبقة معينة من العلماء والباحثين، كنا نتوقع ونحن في بداية الطريق - أن يصلنا النقد المتتابع والتساؤلات الكثر من عارفين بالفن متعمقين فيه، وكنا نتوقع - على الأقل - أن يصلنا نقد للسلبيات التي رافقت ولادة العدد الأول في الشكل والمضمون. ولكن الذي غطى أرض الواقع شئ آخر: الاستقبال الحار والاهتمام الجاد والترحيب البالغ، كانت تتضمنه رسائل علمائنا الأعلام وفقهائنا العظام وأساتذتنا من ذوي الخبرة بالفن والتمكن فيه من أساتذة الجامعات ومسؤولي المؤسسات الثقافية والعلمية المعنية بنشر التراث... جاءتنا رسائلهم تترى تبارك مجهودنا المتواضع، مؤكدة على أن النشرة - التي هي منهم وإليهم - يجب أن تسير سيرا حثيثا نحو الأحسن، لأنها على حد تعبير أحد الفضلاء: خير سفير لنا في الخارج يمكن أن يواجه الظروف العصيبة. وعلم نيف على التسعين يرسل لنا رسالة كريمة في إثر رسالة يبارك لنا المقصد المقدس العالي ونحن نحتفظ بهذه الرسالة وفاء لحق شيخنا الجليل. وهذا أستاذ فيلسوف يتمنى أن تكون هذه النشرة القيمة التي سوف تملأ الفراغ المؤسف جدا يقول في موضع آخر من رسالته: هذه النشرة المفيدة بل الضرورية جدا.
7 وأستاذ آخر خبير بالفن يعد المجلة من الخطوات الهامة... في طريق تعميق معرفة الأمة لحضارتها وثقافتها. ورسالة... ورسالة... لقد زادتنا هذه الكلمات من أساتذتنا الكرام تصميما، ومدتنا بزخم معنوي عال، إن دل على شئ فهو يدل على ما أولوا هذه النشرة من عظيم الاهتمام، وعرفنا أن المسؤولية الملقاة على عواتقنا أكبر بكثير مما كنا نتصوره. وقد عقدنا - بعون الله - العزم على أن نكون عند حسن ظنهم إن شاء الله تعالى. ونحن إذ نعلن - مرة أخرى - للنخبة الخيرة من محققي التراث أنا على الدرب سائرون نمد أيدينا إلى إخوتنا في خدمة الثقافة الإسلامية العظيمة لمشاركتنا الفعلية الجادة، فمن المعلوم أن يد الله مع الجماعة. والله من رواء القصد، وهو الموفق لكل خير.
8 نظرات سريعة في فن التحقيق (2) أسد مولوي من صفات المحقق: من الواضحات أن من يتصدى لأمر ما، يجب عليه أن يتصف بصفات تؤهله لإتقان ما تقتضيه طبيعة هذا الأمر...، فالطبيب مثلا لا يحتاج في فنه إلى إتقان الشعر الجاهلي ومعرفة وحشية من مأنوسه، ولا إلى ضبط أوزانه ليعلم أن الموشح متأخر عن العصر الجاهلي بقرون، ولا ولا... وإن كان من ناحية الثقافة العامة يحتاج إلى بعض هذه الأمور...، لكنها لا تساعده في عملية جراحية في العين أو كتابة وصفة دواء. وهكذا قل في كل فن فن من ألوان العلوم الإنسانية. ومن هنا قال الشاعر: ...... ما كل أصلع عالم ومحقق ونحن في هذا البحث الموجز، سنطرق - بعون الله تعالى - أبواب بعض هذه الصفات، ذاكرين منها ما يفتح الله به مما بقي في الذاكرة من جهد عاشق لهذا الفن أمضى معه سنوات طوالا، ضيع عليه طاغوت من طواغيت هذا العصر أينع ثمراتها. ولنبدأ بالسمة الأولى المشتركة بين أعمال الإنسان كلها وهي: 1 - الرغبة أو الهواية أو العشق (1): هذه الهواية أولى الشروط الواجب توفرها في المحقق، فإن حبه للتحقيق يسهل له
(1) ذكرناها على الترتيب تدريجا فإن إحداها أرفع من الأخرى، ولكل واحدة منها درجة ترتفع بصاحبها في سلم هذا الفن. 9 الصعاب التي تعترضه، ويذلل له سبلها، ويعينه على تخطي ما يعترض طريقه من عقبات. لأن هذا الفن كثير المزالق، جم المعوقات، وغير المحب لا يهون عليه أن يبذل من ذات نفسه أو ماله أو... لغير من يحب. هذا الحب يهون على المحقق السهر والتعب في حل جملة مبهمة، ويسهل عليه صرف الساعات بل الأيام محققا مدققا في قراءة كلمة صحفها الناسخ، أو عدت عليها عوادي الزمان بمسح أو مسخ. ويهون عليه - مثلا - فوت سفرة يتمتع فيها بما أباح الله تعالى من مجالي الطبيعة الجميلة، ويتلذذ بشم الهواء وتذوق طعم حرية الانطلاق من بين أربعة جدران. ويدفعه إلى تجشم السفر - إن كان قادرا عليه - إلى مكتبة بعيدة، ولولا هذا الحب لما كانت المكتبة عنده أبهج من آلات المستشفى لمن يكره المستشفيات. ويستل منه النقود التي هي عماد حياته (أموالكم التي جعل الله لكم قياما) (1) فيبذلها رخيصة في شراء كتاب أصفر الورق قد اتخذته العثة لها ملعبا ومطعما و... ويفعل به هذا الحب ويفعل... ومن ذاق عرف... هذه الهواية - عندي - أول شرط يجب على طالب هذا الفن أن يخبره من نفسه، لأنه إن لم يكن راغبا في التحقيق هاويا له فسيأتيه من منغصاته ما يصرفه عنه، وقد يفضي الأمر به إلى طلاق لا رجعة فيه. 2 - الغيرة: وهي صفة لازمة للمحقق، فإننا - بحمد الله أمة لها من علمها وأدبها ورجالها و تراثها ما تفخر به على كل الأمم - كثرة وأصالة وعمقا ونفعا للإنسانية -. أمة إذا طلعت الشمس تطلع على حلقات المعقبين بعد صلاة الصبح، وإذا غربت تغرب على المتهيئين لختم نهارهم بصلاة المغرب، من أقصى المشرق إلى أقصى المغرب. هذه الأمة صهرتها بوتقة الإسلام، واصطبغت بصبغة الله - ومن أحسن من الله صبغة - أفكارها واحدة، وتراثها واحد.
(1) النساء 4: 5 10 هذه الأمة العريضة الطويلة في المكان والزمان، لها من التراث العلمي والأدبي والحضاري، ما ضاقت عنه أرضها الواسعة ففاض على الآخرين مشاعل نور، انساح نورها فعم الأرض كلها. تراث هذه الأمة أضخم تراث عرفته الدنيا، وحسبك إن ما بقي من مخطوطات اللغة العربية فقط ثلاثة ملايين مخطوط، عدا ما اجتاحته النكبات وأودت به الملمات، فضلا عن أخوات للعربية أثمرن فأطيبن وأكثرن كالفارسية والتركية والأردوية... وحسبك أن رجال هذه الأمة وأعلامها نيفوا على نصف مليون علم، كما يقول أحد علماء التراجم. أما تراثها الغني - بناء وزخرفة وخطا ونقشا وابتكارا - مما يقر العين ويبهج القلب، فحدث عن البحر ولا حرج. هذا التراث الذي صرفت فيه جواهر الاعمار، وبذلت في سبيله أنوار العيون، وحماه السلف ذو والفضل بمهج النفوس، حري بمن يعرفه أن يغار عليه، وأن يحوطه كما حاطه السابقون. أذكر - فيما أذكر - أن أمين مكتبة من هؤلاء الذين ليس لهم بالكتاب علاقة إلا قبض المرتب رأس كل شهر، طلبت منه تصوير مخطوطة من نفائس كتبنا، تمتاز بجودة الخط وغرابته، ونفاسة الموضوع وأهميته، وكانت النسخة ناصلة الأوراق من جلدها، قد تكسر من حوافها الثلاثة ما يقرب من السنتيمتر من كل ورقة. جاءني بالمخطوطة وسألني: هل يصورها كلها، حتى الكلمة التي دونها مالكها المتأخر؟! فأخذت النسخة، وكحلت عيني برؤيتها، وطلبت تصويرها كلها - من الجلد إلى الجلد - وأعطيته المخطوطة، فأخذ يعدل أوراقها بضرب حوافها على منضدة أمامه وكسار الأوراق يتناثر وقلبي ينزو بين أضلاعه، فما ملكت نفسي أن قلت له: ما كفاكم، أن ألقت بين أيديكم عوادي الزمان بهذه الدرة المصونة، ممزقة الإهاب، مفككة الأوصال. فلا برسول الله صلى الله عليه وآله - وهو أبو هذه النسخة التي تفتخرون بملكيتكم لها -... اقتديتم، حيث أمر بإعزاز كريم ذل، ولا الرحمة استشعرتم، فأسوتم لحاها وأشفقتم عليها. حتى صرتم ترضون ضلوعها، وتسيلون دموعها. فضحك مني.. وذهب يصورها.
11 وكان في واد.. وكنت في واد آخر. فعلى كل طالب لفن التحقيق أن يستشعر الغيرة على هذا التراث القيم، والغيرة من سمات رشد الأمة، وما ضاعت نفائس كتبنا إلا حين قصرنا عن الرشد وقلت الغيرة فينا، فكان رجال ينسبون لهذه الأمة - وهي منهم براء - سماسرة للأجانب - في أقدس مدننا - يجمعون المخطوطات بثمن بخس - لتستقر في المتحف البريطاني وغيره من مكتبات الأجانب. وأسماء هؤلاء معروفة مذكورة بالسوء، منهم من مضى ومنهم من غبر. 3 - الذكاء ودقة الملاحظة: وهذه سمة يقتضيها الابداع في كل علم، والتقدم والتجديد في كل فن، وكل مبدع في تاريخ البشرية لم يكن ليبدع في فنه لولا صفات منها: الذكاء ودقة الملاحظة... ولولاها لما زاد العارف بعلم من العلوم أن يكون نسخة مكرورة من أستاذه بل نسخة من الكتاب الذي قرأه. وقد قيل لأحد العلماء: إن فلانا قد حفظ الكتاب الفلاني، فقال: زادت في البلد نسخة. هذه الملاحظة الدقيقة شرط ضروري في فننا الذي نحن بصدده، لأن رسم الخط العربي متشابه الصور متقارب الأشكال، ومعاني الألفاظ في العربية متقاربة، لأن هذه اللغة الكريمة لغة اشتقاقية تجمع كل أسرة من الألفاظ آصرة واحدة ومعنى عام تشتق منه المعاني الفرعية، التي هي قريب من قريب. فإن لم يكن المحقق دقيق الملاحظة اشتبه عليه - مثلا - (كتب) من الكتابة المعروفة و (كتب القربة) أي خاطها بسير من جلد، وربما صحح الثانية بما يحلو له من لفظ بناء على أنها خطأ، وهي - في الحقيقة - ليست خطأ إلا في ذهنه وحده. وتصحيح التصحيف - في الغالب - يعتمد على هذه الصفة في المحقق، ولا يظن أن المحقق يحتاج هذه الصفة في تصحيح التصحيف فحسب، بل هو محتاجها في أغلب أعماله، فأسماء الرجال، وواقع الحياة في كل عصر، وظروف النص الذي يحققه ما ظهر منها وما خفي، تحتاج إلى هذه الدقة في الملاحظة لكي لا يتسرب الخطأ من باب من أبواب الغفلة، أو ثغر من ثغور الذهول.
12 4 - التواضع والاستعانة بذوي الخبرة: الإسلام السمح السهل، دين الفطرة ومنهج الإنسانية المتساوية التي تجمعها العبودية لله تعالى، والاعتراف بأعلمية وأفضلية وقيادة المعصومين عليهم السلام، أما ما عداهم من الناس ف: ..... أبوهم آدم والأم حواء هذا الدين العظيم من كريم أخلاقه التواضع، والتواضع هو السمة الحقيقية لهذا الإنسان - لو عقل - فإنه مهما بلغ من العلم جاهل بأقرب شئ إليه - نفسه - ومهما حصل من المال محتاج إلى شربة ماء، إن فقدها أو منع منها هلك... هذا التواضع حاجة من حاجات المحقق كي تنمو خبرته، ويتسع اطلاعه وتزيد معلوماته، فإن العلم كله في العالم كله، كما يقولون. فما على طالب المعرفة الحقة أن يستفيدها من أي إنسان صدرت، وما عليه أن يقول لما يجهله: لا أدري! المحقق بتواضعه المراد منه، يفتح لنفسه الطريق في تصحيح الخطأ وتقويم الوهم الذي لا يخلو منه أحد إلا من عصم الله. وهو بتواضعه هذا يضيف خبرات إلى خبرته، وجهود أعمار إلى جهده. فما عليه أن يستفيد من عارف بتاريخ الخط وكيفياته، أو مطلع على أماكن المخطوطات ومظانها، أو ناطق فصيح بلغة القرآن ولو كان بدويا أميا. ولأذكر مثالا على ذلك: جاء في ديوان الشريف المرتضى الذي حققه رشيد الصفار وقدم له محمد رضا الشبيبي وراجعه وترجم لأعلام الديوان وصحح بعض ألفاظه الدكتور مصطفى جواد، وقد رمز لحواشيه ب (م. ج). جاء في الصفحة الثانية والثلاثين من الجزء الأول قول الشريف: وإلى فخار الملك أصدرها كلما تسير بذكرها الكتب وبها على أكوار ناجية نص المنازل عني الركب وعلق عليها بما بلي: في الأصل نطس الجنادل، والذي أثبتناه أقرب من الأصل، فإنه يقال: نصصت فلانا: إذا استقصيت مسألته عن الشئ حتى تستخرج ما عنده، فالركب قد نص أهل المنازل عن الكلمة (م. ج).
13 والصحيح أن معنى هذه الكلمة المناسب لموقعها هنا قد أغفلته معاجم اللغة - في حدود اطلاعي - ولكنه لا يزال حيا شائعا في لهجة الجزيرة العربية وما والاها من بادية العراق والشام، بتغيير بسيط في اللفظ حيث يلفظونها (نصا) فتسأل الرجل الغريب: أناص أنت أحدا أم لا؟ فيجيبك: أنا ناص فلانا، أي قاصد. هذا المعنى من النص أي القصد، قد أغفله ما اطلعت عليه من المعاجم وهو المراد في بيت الشريف، فإن الشريف قد كتب القصيدة بعد نظمها وأرسلها إلى ممدوحه، ولم يحملها إليه بيده. فالركب (أي حامل القصيدة) قد نص منازل الممدوح (أي قصدها) نيابة عن الشريف. وليس هنا استقصاء في المسألة..! كما جاء في التعليق. هذا التصحيح للفظة في ديوان شاعر هو أحد عظماء المسلمين. وتفسيرها بالمعنى المناسب الملائم. واستدراك هذا المعنى على معاجم اللغة. هذه الأمور الثلاثة استفدتها من بدوي أمي لا يقرأ ولا يكتب. فالتواضع والاستعانة بالعارفين شرط من أمهات الشروط المطلوبة في المشتغل بتحقيق التراث. وليس المراد من التواضع والاستعانة هنا ميوعة الشخصية، أو الاتكالية أو التطفل أو...، بل هو التواضع الكريم والاستعانة التي هي من أهم مقومات هذا الإنسان الضعيف. للبحث صلة...
14 تطور الفقه عند الشيعة في القرنين الرابع والخامس وكتاب المهذب: للقاضي ابن البراج الشيخ جعفر السبحاني شرف الفقه: إن شرف كل علم بشرف موضوعه، وشرف ما يبحث فيه عن عوارضه وأحواله. فكل علم يرتبط بالله سبحانه وأسمائه وصفاته وأفعاله، أو يرجع إلى التعرف على سفرائه وخلفائه وما أوحي إليهم من حقائق وتعاليم، وأحكام وتكاليف، يعد من أشرف العلوم، وأفضلها وأسناها، لارتباطه به تعالى. وقد أصبح (علم الفقه) ذات مكانة خاصة بين تلك المعارف والعلوم، لأنه الراسم لمناهج الحياة في مختلف مجالاتها، والمبين للنسك والعبادات، ومحرم المعاملات ومحللها، ونظام المناكح، والمواريث، وكيفية القضاء، وفصل الخصومات والمنازعات، وغيرها وعلى الجملة: هو المنهاج الوحيد والبرنامج الدقيق لحياة المسلم الفردية، والاجتماعية، كيف ويصف علي أمير المؤمنين (عليه السلام) أهمية تلك التعاليم والبرامج، من خلال الإشارة إلى آثارها في حياة الفرد والجماعة إذ يقول: (فرض الله الإيمان تطهيرا من الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر، والزكاة تسبيبا للرزق، والصيام ابتلاء لإخلاص الخلق، والحج تقربة للدين، والجهاد عزا للإسلام، والأمر بالمعروف مصلحة للعوام، والنهي عن المنكر ردعا للسفهاء وصلة الرحم منماة للعدد، والقصاص حقنا للدماء، وإقامة الحدود إعظاما للمحارم، وترك شرب الخمر تحصينا للعقل، ومجانبة السرقة إيجابا للعفة، وترك الزنى تحصينا للنسب، وترك اللواط تكثيرا للنسل، والشهادات استظهارا على المجاحدات، وترك الكذب تشريفا للصدق، والسلام
15 أمانا من المخاوف، والأمانة نظاما للأمة، والطاعة تعظيما للإمامة) (1). وإذا كان (الفقه) كفيلا بسعادة الإنسان في الدارين، ومبينا لفرائض العباد و وظائفهم، فقد اختار الله سبحانه أفضل خلائقه، وأشرف أنبيائه لإبلاغ تلك المهمة الجسمية، فكان النبي - (صلى الله عليه وآله) في حياته مرجع المسلمين، في بيان وظائفهم و ما كانوا يحتاجون إليه من أحكام، كما كان قائدهم في الحكم والسياسة، ومعلمهم في المعارف والعقائد. فقام (صلى الله عليه وآله) بتعليم الفرائض والواجبات والعزائم والمنهيات، والسنن والرخص، وما يتكفل سعادة الأمة ونجاحها في معترك الحياة، وفوزها ونجاتها في عالم الآخرة. إكمال الشريعة بتمام أبعادها: إن الشريعة التي جاء بها خير الرسل، وأفضلهم هي آخر الشرائع التي أنزلها الله سبحانه، لهداية عباده فهو - صلوات الله عليه - خاتم الأنبياء، كما أن كتابه وشريعته خاتمة الشرائع، وآخر الكتب. قال سبحانه: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم، ولكن رسول الله وخاتم النبيين، وكان الله بكل شئ عليما) (الأحزاب - 40). وبما أنه (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء، وشريعته خاتمة الكتب والشرائع، يجب أن تكون شريعته - حتما - كاملة الجوانب، جامعة الأطراف لن يفوتها بيان شئ، وتغني المجتمع البشري عن كل تعليم غير سماوي. ولأجل ذلك نرى أنه سبحانه ينص على ذلك ويصرح بأنه زوده بشريعة اكتملت جوانبها يوم قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) (المائدة - 3). وظاهر قوله: (أكملت لكم دينكم) أنه سبحانه أكمل دينه النازل على نبيه الأكرم (صلى الله عليه وآله) من جميع الجوانب، وكل الجهات.
(1) نهج البلاغة قسم الحكم، الحكمة رقم 252. 16 فهذا الدين كامل من حيث توضيح المعارف والعقائد، كامل من حيث بيان الوظائف والأحكام، كامل من جهة عناصر استمراره، وموجبات خلوده، ومتطلبات بقائه، على مدى الأيام والدهور. فلا وجه - إذن - لقصر الآية على الكمال من ناحية دون ناحية، وجانب دون جانب فهي بإطلاقها تنبئ عن كمال الشريعة في جميع جوانبها، ومجالاتها من غير اختصاص بالإيمان، أو بالحج، أو بغيره. على أن حديث الاكتمال الوارد في هذه الآية، لا يختص بإكمال الدين من حيث بيان العقيدة وتبليغ الشريعة، بل يعم الاكتمال من جهة بقاء الشريعة واستمرار وجودها طيلة الأعوام والحقب القادمة، إذ ليس حديث الدين كالمناهج الفلسفية والأدبية وما شبه ذلك، فإن الاكتمال في هذه المناهج يتحقق بمجرد بيان نظامها وتوضيح خطوطها الفكرية، سواء أطبقت على الخارج أم لا، وسواء استمر وجودها في مهب الحوادث أم لا، بل الدين شريعة إلهية أنزلت للتطبيق على الخارج ابتداء واستمرارا حسب الأجل الذي أريد لها. فتشريع الدين من دون تنظيم عوامل استمرار وجوده يعد دينا ناقصا. ولأجل ذلك دلت السنة على نزول الآية (اليوم أكملت) يوم غدير خم عندما قام النبي (صلى الله عليه وآله) بنصب علي (عليه السلام) للولاية والخلافة (1). والعجب أن ابن جرير أخرج عن ابن جريح، قال: مكث النبي (ص) بعد ما نزلت هذه الآية (اليوم أكملت...) إحدى وثمانين ليلة (2). وبما أن الجمهور أطبقوا على أن وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) كانت في الثاني عشر من ربيع الأول، فينطبق أو يقارب يوم نزول هذه الآية على الثامن عشر من شهر ذي الحجة، وهو يوم الغدير الذي قام النبي (صلى الله عليه وآله) فيه بنصب علي عليه السلام للخلافة والولاية. ولأجل هذه العظمة الموجودة في مفهوم الآية، روى المحدثون عن طارق بن شهاب قال: قالت اليهود للمسلمين: إنكم تقرأون آية في كتابكم لو علينا - معشر اليهود - نزلت، لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، قال: وأي آية؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي).
(1) راجع الغدير ج 1 ص 210 - 217 للوقوف على مصادر هذا الأمر. (2) الدر المنثور ج 2 ص 257 و 259. 17 وأخرج ابن جرير، عن عيسى بن حارثة الأنصاري قال: كنا جلوسا في الديوان، فقال لنا نصراني: يا أهل الإسلام: لقد أنزلت عليكم آية لو أنزلت علينا لاتخذنا ذلك اليوم، وتلك الساعة عيدا ما بقي اثنان، وهي قوله: (اليوم أكملت لكم دينكم). كما روى ابن جرير، عن ابن جريح، عن السدي أنه لم ينزل بعد هذه الآية حرام و لا حلال، ورجع رسول الله (ص) فمات (1). بماذا تحقق الكمال؟ لا شك أن الشريعة الإسلامية من جانب الأحكام والعقائد اكتملت بأمرين أحدهما: كتاب الله سبحانه، والآخر سنة نبيه الكريم. أما الأول فقد عرف سبحانه مكانته، وسعة معارفه بقوله: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ) (النحل - 89). فلا شك إن المراد من لفظة (كل شئ)، هو كل شئ أنيط بيانه إلى سفرائه وأنبيائه سبحانه من العلوم والمعارف، والمناهج والتعاليم التي لا يصل الفكر الإنساني إلى الصحيح منها، بلغ ما بلغ من الكمال. فهذه الأمور تكفل (الكتاب الكريم) ببيانها وذكر خصوصياتها، وأما العلوم التي يصل إليها البشر بفكره، كالفنون المعمارية، والمعادلات الرياضية والقوانين الفيزياوية والكيماوية، فهي خارجة عن رسالة ذلك الكتاب، وليس بيانها من مهامه ووظائفه. نعم ربما يحتمل إن يكون للآية معنى أوسع، حتى يكون القرآن الكريم قابلا لتبيان تلك المعارف والعلوم، غير أن هذا الاحتمال - على فرض صحته - لا يصحح أن يكون (القرآن الكريم) مصدرا لهذه المعارف، حتى يرجع إليه كافة العلماء والاختصاصيون في هذه العلوم، وإنما يتيسر استخراج هذه العلوم والمعارف لمن له مقدرة علمية إلهية غيبية، حتى يتسنى له استخراج هذه الحقائق والمعارف من بطون الآيات وإشاراتها، وهو ينحصر في جماعة قليلة.
(1) الدر المنثور للعلامة جلال الدين السيوطي (المتوفى عام 911 هج) ج 2 ص 258. 18 وأما مكانة السنة فيكفي فيها قوله سبحانه: (وما ينطق عن الهوى) (النجم - 3) وقوله سبحانه: (وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (الحشر - 7)، وغير ذلك من الآيات التي تنص على لزوم اقتفاء أثر النبي، وتصرح بوجوب اتباعه، وعدم مخالفته ومعصيته. وعلى ذلك تكون الشريعة الإسلامية شريعة كاملة الجوانب، كاملة الجهات والأطراف، قد بينت معارفها، وأحكامها بكتاب الله العزيز وسنة نبيه الكريم، فلم يبق مجال للرجوع إلى غير الوحي الإلهي وإلى غير ما صدر عن النبي الكريم. وهذه الحقيقة التي تكشف عنها الآية - بوضوح - وأن الدين اكتمل في حياة النبي بفضل كتابه وسنته، مما أطبقت عليه كلمة العترة الطاهرة بلا خلاف، ولايقاف القارئ على ملامح كلماتهم في هذا المقام، نأتي ببعض ما ورد عنهم في ذلك المجال: لكل شئ أصل في الكتاب والسنة: لقد صرح أئمة أهل البيت والعترة الطاهرة بأنه ما من شئ في مجالي العقيدة والشريعة إلا وله أصل في الكتاب والسنة، وهذا هو ما يظهر من كلماتهم ونصوصهم الوافرة. روى مرازم، عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: إن الله تبارك وتعالى أنزل في القرآن الكريم تبيان كل شئ حتى والله ما ترك الله شيئا يحتاج العباد إليه إلا بينه للناس حتى لا يستطيع عبد يقول: لو كان هذا نزل في القرآن إلا وقد أنزل الله فيه (1). وروى عمرو بن قيس، عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن الله تبارك وتعالى لم يدع شيئا تحتاج إليه الأمة إلى يوم القيامة، إلا أنزله في كتابه وبينه لرسوله، وجعل لكل شئ حدا وجعل عليه دليلا يدل عليه (2). وروى سليمان بن هارون قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: ما خلق الله حلالا ولا حراما إلا وله حد كحد الدار، فما كان من الطريق فهو من الطريق، وما كان من
(1) الكافي ج 1 ص 48 (2) الكافي ج 1 ص 48 من كتاب فضل العلم. 19 الدار فهو من الدار، حتى أرش الخدش فما سواه، والجلدة ونصف الجلدة (1). وروى حماد، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: ما من شئ إلا وفيه كتاب أو سنة (2). وعن المعلى بن خنيس قال، قال أبو عبد الله (عليه السلام): ما من أمر يختلف فيه اثنان، إلا وله أصل في كتاب الله عز وجل، ولكن لا تبلغه عقول الرجال، (3) وعن سماعة، عن أبي الحسن موسى (عليه السلام) قال، قلت له: أكل شئ في كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) أو تقولون فيه؟ قال: بل كل شئ في كتاب الله وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) (4). هذا هو حال الكتاب والسنة عند أئمة العترة الطاهرة، فلو لم نجد حكم كثير من الموضوعات والحوادث، في الكتاب والسنة ولا وقفنا على جملة من المعارف والعقائد فيهما، فما ذلك إلا لأجل قصور فهمنا وقلة بضاعتنا، لأن في الكتاب رموزا وإشارات، وتنبيهات و تلويحات منها تستنبط أحكام الحوادث والموضوعات، ويهتدي بها الإنسان إلى المعارف والعقائد، وقد اختص علمها بهم دون غيرهم. كما أن عندهم سنة النبي التي لم تصل إلى كثير منها أيدي الناس، هذه هي حقيقة الحال عن أئمة العترة الطاهرة، وعلى ذلك اقتفت شيعتهم أثرهم في تشييد صرح المعارف والعقائد، وإرساء فقههم، وفروعهم وأصولهم. إن القارئ الكريم لو راجع الجوامع الحديثية والتفسيرية، ووقف على كيفية استدلال الأئمة الطاهرين، بالآيات والسنة النبوية على كثير من المعارف والأحكام، يقف على صحة ما قلناه، وهو أن عندهم علم الكتاب بالمعنى الجامع الوسيع، كما أن عندهم السنة النبوية بعامتها. وهذا لا ينافي أن يكون الكتاب هاديا للأمة جمعاء، ويكون طائفة من السنة في أيدي الناس، غير أن الاكتناه برموز الكتاب وإشاراته، والإحاطة بعامة سننه، من خصائص العترة الطاهرة. وقد قام بعض الأفاضل من طلاب مدرستنا بجمع الأحاديث، التي استدل فيها الأئمة الطاهرون بالكتاب والسنة على أمور وأحكام، مما لم تصل إليه أفهام الناس، وإنما خص علم ذلك بهم
(1) الكافي ج 1 ص 48 - 50 - من كتاب فضل العلم. (2) الكافي ج 1 ص 48 - 50 - من كتاب فضل العلم. (3) الكافي ج 1 ص 48 - 50 - من كتاب فضل العلم. (4) الكافي ج 1 ص 48 - 50 - من كتاب فضل العلم. 20 الواقعيات المتضادة للكمال: فإذا كان الشارع قد أعلن عن خاتمية الرسالة وكمال الشريعة الإسلامية، وجب أن تتقارب الخطى والمواقف بين المسلمين، ويقل الخلاف والنقاش بينهم، ويجتمع الكل على مائدة القرآن والسنة من دون أن يختلفوا في عقائدهم، ولا أن يتشاجروا في تكاليفهم و وظائفهم. ولكننا - مع الأسف - نشاهد في حياة المسلمين أمرا لا يجتمع مع هذا الكمال، بل يضادده ويخالفه، بل وينادي بظاهره بعدم كماله من حيث الأصول والفروع، وينادي بأن الرسول صلى الله عليه وآله ما جاء بشريعة كاملة جامعة الأطراف شاملة لكل شئ، وتلك الحقيقة المضادة لحديث الكمال هي الاختلافات الكبيرة والخلافات العريقة، التي حدثت بين المسلمين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله بل قبيلها أيضا. فقد صاروا في أبسط المسائل إلى معقدها إلى اليمين واليسار، وافترقوا فرقتين أو فرق حتى انتهوا إلى سبعين فرقة، بل إلى سبعمائة فرقة. فهذا هو التاريخ يحدثنا أن أول تنازع وقع في مرضه (عليه الصلاة والسلام)، هو ما رواه البخاري بإسناده عن عبد الله بن عباس، قال: لما اشتد بالنبي مرضه الذي مات فيه، قال: إئتوني بدواة وقرطاس أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي، فقال عمر (رضي الله عنه): إن رسول الله (صلى الله عليه وآله): قد غلبه الوجع، حسبنا كتاب الله وكثر اللغط، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): قوموا عني لا ينبغي عندي التنازع، قال ابن عباس: الرزية كل الرزية ما حال بيننا وبين رسول الله (1). ولم ينحصر الخلاف في أخريات حياته، بل ظهر الخلاف في تجهيز جيش أسامة، حيث أنه (صلى الله عليه وآله) أمر أسامة بأن يسير إلى النقطة التي سار إليها أبوه من قبل، وجهز له جيشا وعقد له راية فتثاقل أكابر الصحابة عن المسير معه لما رأوا مرض النبي (صلى الله عليه وآله) وهو يصر على مسيرهم، حتى أنه خرج معصب الجبين، وقال جهزوا جيش أسامة، لعن الله من تخلف عنه (2).
(1) صحيح البخاري ج 1 - باب كتابة العلم ص 25، وأيضا ج 4 كتاب الجهاد باب جوائز الوفد ص 65، وصحيح مسلم ج 5 كتاب الوصية، باب ترك الوصية ص 76 (2) الملل والنحل للشهرستاني المقدمة الرابعة ج 1 ص 23، وشرح النهج لابن أبي الحديد ج 2 ص 20. 21 وأما اتساع رقعة الخلاف، ودائرة الاختلاف بعد لحوقه (صلى الله عليه وآله) بالرفيق الأعلى، فحدث عنه ولا حرج. فقد اختلفوا في يوم وفاته في موته (عليه الصلاة والسلام)، قال عمر بن الخطاب: من قال إن محمدا قد مات قتلته بسيفي هذا، وإنما رفع إلى السماء كما رفع عيسى (عليه السلام). ولما جاء أبو بكر بن أبي قحافة من النسع، وقرأ قول الله سبحانه: (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين) رجع عمر عن قوله، وقال كأني ما سمعت هذه الآية حتى قرأها أبو بكر (1). وأخطر الخلافات وأعظمها هو الاختلاف في الإمامة، وإدارة شؤون الأمة الإسلامية، فمنهم من قال بتعدد الأمراء فأمير من الأنصار وأمير من المهاجرين، ومن قائل بلزوم انتخابه من طريق الشورى، ومن قائل ثالث بالتنصيص بالولاية والإمارة، فقد أحدث ذلك الخلاف خرقا عظيما لا يسد بسهولة. ولأجل ذلك يقول الشهرستاني في (ملله ونحله): ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثل ما سل على الإمامة في كل زمان (2) ولم يقف الخلاف والاختلاف عند هذا الحد، فقد اتسع نطاقه بعد الاختلاف في الزعامة السياسية، حتى شمل القيادة الفكرية، فحدثت مذاهب واتجاهات، ووجدت مناهج متباينة في المعارف الاعتقادية، التي تشكل أعمدة الدين وأصوله وجذور الإسلام وأسسه. فاختلف المسلمون - في هذا المجال - إلى معتزلة وجبرية، وانقسمت الأولى إلى واصلية، هذلية، نظامية، خابطية، بشرية، معمرية، مردارية، ثمامية، هشامية، جاحظية، خياطية. كما انقسم منافسو المعتزلة (أعني الجبرية)، إلى: جهمية، نجادية، ضرارية. وقد كان هذا الاختلاف في إطار خاص، أي في معنى الإسلام والإيمان وما يرجع إلى فعل الله سبحانه، وإذا أضفنا إليه الاختلاف في سائر النواحي، فنرى أنهم اختلفوا في صفاته سبحانه، إلى: أشعرية، ومشبهة وكرامية.
(1) الملل والنحل ج 1 ص 23 (2) الملل والنحل ج 1 ص 24. 22 وقد أوجبت هذه الاختلافات والنقاشات إلى وقع حروب دامية، وصراعات مدمرة أريقت فيها الدماء البريئة - من المسلمين، وسحقت الكرامات. غير أن إطار الاختلاف لم يقف عند ذلك، فقد حدث اختلاف في مصير الإنسان، وما يؤول إليه بعد موته من البرزخ ومواقفه، ويوم القيامة وخصوصياته، إلى غيرها من الاختلافات والمنازعات الفكرية العقيدية، التي فرقت شمل المسلمين، ومزقت وحدتهم وكأنهم نسوا قول الله تعالى: (إن هذا أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون) (الأنبياء - 92). فصارت الأمة الواحدة أمما متعددة، وأصبحت اليد الواحدة أيدي متشتتة. ولو أضفنا إلى ذلك ما حدث بين المسلمين من الاختلاف في المناهج الفقهية، التي أرساها الصحابة والتابعون وتابعو التابعين، إلى أن وصل الدور إلى الأئمة الأربعة يقف الإنسان على اختلاف واسع مروع، وعند ذلك يتساءل الإنسان ويسأل المرء نفسه: ترى أي الأمرين أحق وأصح؟ 1 - ما نص به القرآن الكريم، وحدث عنه سيد المرسلين عن كمال الدين بأصوله وجذوره، وشعبه وفروعه بحيث لم يبق للمسلم حاجة إلا رفعها، ولا حادثة إلا بين حكمها، ومقتضى ذلك أن يتقلل الخلاف والنقاش إلى أقل حد ممكن. 2 - ما نلمسه ونراه - بوضوح - من الخلاف والتشاجر في أبسط الأمور وأعمقها، من دقيقها وجليلها، بحيث لم يبق أصل ولا فرع إلا وفيه رأيان بل آراء. إن حديث الاختلاف الكبير هذا لا يمكن أن يعد أمرا بسيطا، كيف والإمام علي (عليه السلام) يعتبره دليلا على نقصان الدين إن كان المختلفون على حق، وإلا كان اختلافهم أمرا باطلا، لأن كمال الشريعة يستلزم أن يكون كل شئ فيها مبينا، فلا مبرر ولا مصحح للاختلاف. يقول الإمام (عليه السلام) في ذم اختلاف العلماء في الفتيا: ترد على أحدهم القضية في حكم من الأحكام، فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره فيحكم فيها بخلاف قوله، ثم يجتمع القضاة بذلك عند الإمام الذي استقضاهم فيصوب آراءهم جميعا وإلههم واحد، ونبيهم واحد، وكتابهم واحد، أفأمرهم الله - سبحانه - بالاختلاف فأطاعوه! أم نهاهم عنه فعصوه! أم أنزل الله سبحانه دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه! أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى؟! أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر الرسول (صلى الله عليه وآله) عن تبليغه وأدائه، والله؟! سبحانه يقول: (ما فرطنا في الكتاب من شئ) وفيه تبيان لكل شئ وذكر إن الكتاب يصدق
23 بعضه بعضا (1). أترى أنه (صلوات الله عليه) بعد ما يندد بالاختلاف، يقول أم أنزل الله دينا ناقصا فاستعان بهم على إتمامه. فاكتمال الدين بعامة أبعاده ينفي وجود الثاني، كما أن وجود الخلاف في عامة المسائل لا يجتمع مع إكمال الدين، فما هو الحل لهذين الأمرين المتخالفين؟! الإجابة على هذا السؤال: إن هناك تحليلين يمكن أن يستند إليها الباحث في حل هذه المعضلة: الأول: إن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وإن أكمل دينه في أصوله وفروعه، غير أن المسلمين في القرون الغابرة وقفوا أمام النصوص الإسلامية، فأجدوا مناهج ومذاهب لا تلائم القرآن الكريم ولا السنة النبوية. إلا أن هذه الإجابة لا تتفق مع الواقع، بل تعتبر قسوة على الحق وأصحابه، لما نعلم من حياة المسلمين في الصدر الأول وبعده، من أن الدين كان عندهم من أعز الأشياء وأنفسها، فكانوا يضحون بأنفسهم وأموالهم في سبيله. فعند ذلك كيف يمكن أن ينسب إلى هؤلاء الجماعة بأنهم قد وقفوا في وجه النصوص الإسلامية، وقابلوها بآرائهم، ورجحوا أفكارهم ونظرياتهم على الوحي؟ كيف والقرآن الكريم يصف تلك الثلة بقوله: (محمد رسول الله والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما) (الفتح - 29). الثاني: إن الشريعة الإسلامية قد جاءت بدقائق الأمور وجلائلها في كتاب الله وسنة نبيه، غير أن الشارع الحكيم قد أودع علم كتابه والإحاطة بسنة نبيه - الذين اكتملت بهما الشريعة، وتمت بهما النعمة، واستغنت الأمة بهما عن اتخاذ أي شئ في عداد كتاب الله وسنة
(1) نهج البلاغة قسم الخطب الخطبة رقم 18 24 نبيه - عند أناس متطهرين من الإثم والذنب، مصونين عن الزلل والخطأ، قد أحاطوا بمحكم القرآن ومتشابهه، ومجمله ومفصله، وناسخه ومنسوخه، وعامه وخاصه، ومطلقه ومقيده، بل بدلالاته وتنبيهاته، ورموزه وإشاراته التي لا يهتدي إليها إلا من شملته العناية الإلهية، وعمته الفيوض الربانية. كما وأحاطوا بسنة نبيهم، وشوارد أقواله، ووجوه أفعاله، وألوان تقريره وإقراره. فالتحق - صلى الله عليه وآله - بالرفيق الأعلى والحال هذه، أي أن العلم بحقائق الكتاب ومتون سنته مخزون عند جماعة خاصة، قد عرفهم بصفاتهم وخصوصياتهم تارة، وأسمائهم وأعدادهم تارة أخرى كما سيوافيك. ولو أن الأمة الإسلامية رجعوا في مجال العقائد والمعارف، وموارد الأحكام والوظائف إلى هذه الثلة، لأوقفوهم على كل غرة لائحة، وحجة واضحة، وقول مبين، و برهان متين، واستغنوا بذلك عن كل قول ليس له أصل في كتاب الله وسنة رسوله، ولمسوا اكتمال الدين في مجالي العقيدة والشريعة بأوضح شكل. فحديث اكتمال الدين وكمال الشريعة في جميع مجالاتها أمر لا غبار عليه، ولكن الخلاف والنقاش حدث في أسس الإسلام وفروعه لأجل الاستقلال في فهم الذكر الحكيم، وجمع سنة الرسول من دون أن يرجعوا إلى من عنده رموز الكتاب وإشاراته، ودلائله وتنبيهاته، فهم وراث الكتاب (1) وترجمان السنة، فافترقوا - لأجل هذا الإعراض - إلى فرق كثيرة ومناهج متكثرة. إن الاستقلال في فهم المعارف والأصول واستنباط الفروع، ألجأ القوم إلى القول بالقياس والاستحسان، وتشييد قواعد ومقاييس ظنية كسد الذرائع والمصالح المرسلة، وغيرها من الأمور التي ما أنزل الله بها من سلطان، وذلك لأنهم واجهوا من جانب اكتمال الدين من حيث الفروع والأصول، بحيث لا يمكن إنكاره حسب الآيات والأحاديث، ومن جانب آخر واجهوا الحاجات والحوادث المتجددة التي لم يجدوا لها دليلا، لا في الكتاب ولا في السنة، فلاذوا إلى العمل بهذه المقاييس حتى يسدوا الفراغ، ويبرئوا الشريعة الإسلامية عن وصمة النقص. قال ابن رشد مستدلا على حجية القياس: إن الوقائع بين أشخاص الأناس غير متناهية، والنصوص والأفعال والاقرارات (أي تقرير النبي) متناهية، ومحال أن يقابل
(1) إشارة إلى قوله سبحانه: (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) الفاطر - 32 25 ما لا يتناهى بما يتناهى (1). وكأنه يريد أن يقول إنه لولا القول بحجية القياس لأصبحت الشريعة ناقصة غير متكاملة. وهذا الجواب (وهو إيداع علم الكتاب عند العترة والإحاطة بالسنة) مما يلوح من الغور في غضون السنة، ولعل القارئ الكريم يزعم - بادئ بدء - أن هذا الجواب نظرية غير مدعمة بالبرهان، غير أن من راجع السنة يرى النبي الأكرم - صلى الله عليه وآله - يصرح في خطبة حجة الوداع بأن عترته أعدال الكتاب العزيز وقرناؤه، وهم يصونون الأمة عن الانحراف والضلال، ولا يفارقون الكتاب قدر شعرة، ومع الرجوع إليهم لا يبقى لقائل شك ولا ترديد. روى الترمذي، عن جابر قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجية يوم عرفة، وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول: (يا أيها الناس أني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي) (2). وروى مسلم في صحيحه: (أن رسول الله قام خطيبا بماء يدعي خما بين مكة و المدينة... ثم قال: ألا يا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين: أولها كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به... وأهل بيتي) (3). وقد روى هذا الحديث أصحاب الصحاح والسنن بعبارات مختلفة، كما رووا أنه نطق به النبي في حجة الوداع، وقي غدير خم وقبيل وفاته، فدراسة الحديث توقفنا على مكانة أهل البيت النبوي، وعترة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، حيث يعدلون القرآن الكريم في الهداية والنور، والعصمة والمصونية، وأن مفارقتهم مفارقة للكتاب، وبالتالي مفارقة السعادة، والوقوع في وهاد الضلالة. عدد الأئمة: إن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) لم يكتف بالتنصيص بالوصف، بل أخبر بأن
(1) بداية المجتهد ونهاية المقتصد ج 1 ص 2 (2) الترمذي ج 3 ص 199 باب مناقب أهل بيت النبي. (3) صحيح مسلم ج 7 باب فضائل علي بن أبي طالب ص 123 26 عدد الأئمة الذين يلون من بعده إثنا عشر، وقد رواه أصحاب الصحاح والمسانيد، فروى مسلم، عن جابر بن سمرة، أنه سمع النبي يقول: لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش (1). وروى البخاري قال: سمعت النبي يقول: يكون إثنا عشر (أميرا) فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: قال: كلهم من قريش (2). وهناك نصوص أخرى لهذا الحديث تصرح بأن عدد الولاة إثنا عشر وأنهم من قريش. وجاء علي (عليه السلام) يفسر حديث النبي، ويوضح إبهامه ويقول: إن الأئمة من قريش في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم ولا يصلح الولاة من غيرهم (3). إحاطة العترة بالسنة: ما ذكرناه آنفا من أن العترة الطاهرة أحاطوا بالسنة النبوية، التي لم تحتفظ بأكثرها الأمة مما تصرح به العترة وتقول: إن كل ما يروون من أحاديث في مجالي العقيدة والشريعة، كلها رواية عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن طريق آبائهم. وقد وردت في هذا الصعيد نصوص لا مجال لنقلها برمتها، بل نكتفي بالقليل من الكثير: روى حماد بن عثمان وغيره قالوا: سمعنا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: حديثي حديث أبي، وحديث أبي حديث جدي، وحديث جدي حديث الحسين، وحديث الحسين حديث الحسن، وحديث الحسن حديث أمير المؤمنين (عليه السلام)، وحديث أمير المؤمنين حديث رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله) قول الله عز وجل (4). وعن جابر قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): إذا حدثتني بحديث، فأسنده لي
(1) صحيح مسلم ج 6 كتاب الإمارة ص 3 - 4 باب الناس تبع لقريش (2) البخاري ج 6 ص 65 كتاب الأحكام. (3) نهج البلاغة الخطبة 142 (4) جامع أحاديث الشيعة ج 1 ص 127 - 128. 27 فقال: حدثني أبي، عن جدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)، عن جبرئيل (عليه السلام)، عن الله عز وجل، وكل ما أحدثك (فهو) بهذا الإسناد، وقال: يا جابر لحديث واحد تأخذه عن صادق خير لك من الدنيا وما فيها (1). ومن كتاب حفص بن البختري، قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): نسمع الحديث منك فلا أدري منك سماعة، أو من أبيك، فقال: ما سمعته مني فاروه عن أبي، وما سمعته مني فاروه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (2). وعن يونس، عن عنبسة قال: سأل رجل أبا عبد الله (عليه السلام) عن مسألة فأجابه فيها، فقال الرجل: إن كان كذا وكذا ما كان القول فيها، فقال له: مهما أجبتك فيه بشئ فهو عن رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لسنا نقول برأينا من شئ. مراحل تطور الفقه عند الإمامية: لقد عكف الشيعة بعد لحوق النبي (صلى الله عليه وآله) بالرفيق الأعلى على دراسة الفقه، وجمع مسائله وتبويب أبوابه وضم شوارده، وأقبلوا عليه إقبالا تاما قل نظيره لدى الطوائف الإسلامية الأخرى، حتى تخرج من مدرسة أهل البيت وعلى أيدي أئمة الهدى، عدة من الفقهاء العظام لا يستهان بهم، فبلغوا الذروة في الفقاهة والاجتهاد نظراء: زرارة ابن أعين، ومحمد بن مسلم الطائفي، وأبي بصير الأسدي، ويزيد بن معاوية، والفضيل بن يسار، وهؤلاء من أفاضل خريجي مدرسة أبي جعفر الباقر وأبي عبد الله (عليهما السلام)، فأجمعت العصابة على تصديق هؤلاء، وانقادت لهم بالفقه والفقاهة. ويليهم في الفضل والفقاهة ثلة أخرى، وهم أحداث خريجي مدرسة أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) نظراء: جميل بن دراج، وعبد الله بن مسكان، وعبد الله بن بكير، وحماد بن عثمان، وحماد بن عيسى، وأبان بن عثمان، كما أقرت العصابة على فقاهة ثلة أخرى من تلاميذ أصحاب الإمام موسى بن جعفر الكاظم وابنه أبي الحسن الرضا (عليهما السلام) نظراء: يونس بن عبد الرحمان، وصفوان بن يحيى، ومحمد بن أبي عمير،
(1) المصدر السابق (2) جامع أحاديث الشيعة ج 1 ص 128 - 129، ومن أراد الوقوف على المزيد من ذلك فليراجع المصدر المذكور من ص 126 - 219. 28 وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، والحسين بن علي بن فضال، وفضالة بن أيوب (1). هؤلاء أبطال الشيعة في الفقه والحديث في القرنين الأول والثاني من الهجرة، وقد تخرجوا من مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) وأخذوا منهم الفقه وأصول الاجتهاد والاستنباط. نعم لا ينحصر المتخرجون من مدرستهم في هؤلاء الذين ذكرناهم، فقد تخرج من تلك المدرسة جماعة كثيرة تجاوزت المئات بل الآلاف، وقد ضبطت أسماءهم وخصوصياتهم وكتبهم، الكتب الرجالية والفهارس العلمية. ومع أن كتب الرجال والفقه تنص على مكانتهم في الفقاهة، ومدى استنباطهم الأحكام الشرعية، غير أن كتبهم في القرون الثلاثة الأولى كانت مقصورة على نقل الروايات بأسنادها، والافتاء في المسائل بهذا الشكل، مع تمييز الصحيح عن السقيم، والمتقن عن الزائف. وتطلق على كتبهم عناوين: الأصل، الكتاب، النوادر الجامع، المسائل، أو خصوص باب من أبواب الفقه، كالطهارة، والصلاة، وما شابه ذلك. هذه الكتب المدونة في القرون الثلاثة بمنزلة (المسانيد) عند العامة، فكل كتاب من هذه الرواة يعد مسندا للراوي، قد جمع فيه مجموع رواياته عن الإمام أو الأئمة في كتابه، وكان الافتاء بشكل نقل الرواية بعد إعمال النظر ومراعاة ضوابط الفتيا وهكذا مضى القرن الثالث. وبإطلاقه أوائل القرن الرابع طلع لون جديد في الكتابة والفتيا، وهو الافتاء بمتون الروايات مع حذف أسنادها، والكتابة على هذا النمط مع إعمال النظر والدقة في تمييز الصحيح عن الزائف فخرج الفقه - في ظاهره - عن صورة نقل الرواية، واتخذ لنفسه شكل الفتوى المحضة، وأول من فتح هذا الباب على وجه الشيعة بمصراعيه هو والد الشيخ الصدوق، (علي بن الحسين بن موسى بن بابويه) المتوفى عام 329 ه، فألف كتاب (الشرائع) لولده الصدوق، وقد عكف فيه على نقل متون ونصوص الروايات، وقد بث الصدوق هذا الكتاب في متون كتبه: كالفقيه، والمقنع والهداية، كما يظهر ذلك من الرجوع إليها. ولقد استمر التأليف على هذا النمط، فتبعه ولده الصدوق المتوفى عام 381، فألف
(1) راجع رجال الكشي ص 206 و 322 و 466. 29 (المقنع والهداية)، وتبعه شيخ الأمة ومفيدها (محمد بن النعمان) المتوفى عام 413 في (مقنعته)، وتلميذه شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي المتوفى عام 460 في (نهايته). ولما كانت متون هذه الكتب والمؤلفات مأخوذة من نفس الروايات والأصول، وقعت متونها موضع القبول من قبل الفقهاء فعاملوها معاملة الكتب الحديثية، وعولوا عليها عند إعوازهم إلى النصوص على اختلاف مشاربهم وأذواقهم، وكان سيدنا الأستاذ آية الله البروجردي المتوفى عام (1380 ه) يسمي تلك الكتب ب (المسائل المتلقاة)، وسماها بعض الأجلة ب: (الفقه المنصوص). ومع أن هذا النمط من الفقه كان نمطا جديدا، وثورة على الطريقة القديمة السائدة طيلة قرون، فإنه لم يكن رافعا للحاجة وسادا للفراغ، لأن هناك حاجات وأحداث لم ترد بعينها في متون الروايات وسنن النبي (صلى الله عليه وآله)، وإن كان يمكن استنباط أحكامها من العمومات والاطلاقات والأصول الواردة في الكتاب والسنة، فعند ذلك يجب أن تكون هناك ثورة جديدة قوية تسد هذا الفراغ، وتغني المجتمع الاسلامي من الرجوع إلى غير الكتاب والسنة. ولذلك قام في أوائل القرن الرابع لفيف من فقهاء الشيعة بإبداع منهج خاص في الفقه، وهو الخروج عن حدود عبائر النصوص والألفاظ الواردة في الكتاب والسنة، أو عرض المسائل على القواعد الكلية الواردة في ذينك المصدرين، مع التحفظ على الأصول المرضية عند أئمة الشيعة من نفي القياس والاستحسان، ونفي الاعتماد على كل نظر ورأي ليس له دليل في الكتاب والسنة. وهذا اللون من الفقه وإن كان سائدا بين فقهاء العامة، لكنه كان مبنيا على أسس وقواعد زائفة، كالعمل بالقياس وسائر المصادر الفقهية، غير المرضية عند أئمة الشيعة. وأول من فتح هذا الباب بمصراعيه في وجه الأمة، هو شيخ الشيعة وفقيهها الأجل، الذي يعرفه شيخ الرجاليين، وحجة التاريخ بقوله: الحسن بن علي بن أبي عقيل أبو محمد الحذاء، فقيه متكلم ثقة، له كتب في الفقه والكلام منها: كتاب (المتمسك بحبل آل الرسول)، كتاب مشهور في الطائفة، وقيل: ما ورد الحاج من خراسان إلا طلب واشترى منه نسخا، وسمعت شيخنا أبا عبد الله (المفيد) رحمه الله يكثر الثناء على هذا الرجل رحمه الله (1).
(1) فهرس النجاشي ص 35. 30 وهذا شيخ الطائفة الطوسي يعرفه ويعرف كتابه المذكور في فهرسه، ويقول: وهو من جملة المتكلمين، إمامي المذهب، ومن كتبه كتاب (المتمسك بحبل آل الرسول) في الفقه وغيره، وهو كتاب كبير حسن (1). ويقول العلامة: ونحن نقلنا أقواله في كتبنا الفقهية، وهو من جملة المتكلمين وفضلاء الإمامية، ويصف كتابه (المتمسك بحبل آل الرسول) بأنه كتاب مشهور عندنا (2)، وقد نقل آراءه العلامة في (مختلف الشيعة) في جميع أبواب الفقه، وهذا يكشف عن أن الكتاب المذكور كتب على أساس الاستنباط، ورد الفروع إلى الأصول، والخروج عن دائرة ألفاظ الحديث، عملا بقول الصادق: علينا إلقاء الأصول إليكم، وعليكم التفريع (3). ولعله لأجل هذا قال العلامة بحر العلوم في (فوائده الرجالية): هو أول من هذب الفقه واستعمل النظر، وفتق البحث في الأصول والفروع في ابتداء الغيبة الكبرى، وبعده الشيخ الفاضل (ابن الجنيد) (4) وقال صاحب (روضات الجنات) أيضا: إن هذا الشيخ هو الذي ينسب إليه إبداع أساس النظر في الأدلة، وطريق الجمع بين مدارك الأحكام بالاجتهاد الصحيح، ولذا يعبر عنه وعن الشيخ أبي علي بن الجنيد في كلمات فقهاء أصحابنا: بالقديمين، وقد بالغ في الثناء عليه أيضا صاحب (السرائر) وغيره وتعرضوا لبيان خلافاته الكثيرة في مصنفاتهم (5) والتاريخ وإن لم يضبط عام وفاته، غير أنه من معاصري الشيخ الكليني المتوفى عام 328 ه، ومن مشايخ جعفر بن محمد بن قولويه، المتوفى 386 ه، والثاني هو محمد بن أحمد بن جنيد، أبو علي الكاتب الإسكافي، الذي قال النجاشي عنه: وجه في أصحابنا ثقة جليل القدر، صنف فأكثر، ثم ذكر فهرس كتبه ومنها: كتاب (تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة)، وكتاب: (الأحمدي للفقد المحمدي) (6).
(1) الفهرس للشيخ ص 79، ضبط الشيخ اسم أبيه (عيسى)، والنجاشي (علي) والثاني أقرب إلى الصواب. (2) الخلاصة ص 40 (3) السرائر قسم المستطرفات ص 477 في ما أورده من جامع البزنطي، صاحب الرضا (4) الفوائد الرجالية ج 2 ص 222 (5) روضات الجنات ج 2 ص 259 (6) رجال النجاشي ص 273. 31 ويصف الشيخ الطوسي كتاب (تهذيب الشيعة لأحكام الشريعة): بأنه كتاب كبير على عشرين مجلدا، يشتمل على عدة من كتب الفقه على طريقة الفقهاء (1) وقوله: على طريقة الفقهاء إشارة إلى أنه كان كتابا على نمط الكتب الفقهية الاستدلالية، نظير الكتب الفقهية للعامة. ولأجل ذلك يقول صاحب (روضات الجنات): أن هذا الشيخ تبع الحسن بن أبي عقيل العماني فأبدع أساس الاجتهاد في أحكام الشريعة. ويقول: ونقل عن (إيضاح العلامة) أنه قال: وجدت بخط السيد السعيد محمد بن معد، ما صورته: وقع إلي من هذا الكتاب - أي كتاب (تهذيب الشيعة) - مجلد واحد، وقد ذهب من أوله أوراق، وهو كتاب النكاح، فتصفحته ولمحت مضمونه فلم أر لأحد من هذه الكتاب إذا أمعن النظر فيه وحصلت معانيه علم قدره ومرتبته، وحصل منه شئ كثير ولا يحصل من غيره. ثم يقول العلامة: قد وقع إلي من مصنفات هذا الشيخ المعظم الشأن كتاب (الأحمدي في الفقه القصوى في الفقه وجودة نظره، وأنا ذكرت خلافه وأقواله في كتاب (مختلف الشيعة في أحكام الشريعة). (2) وبذلك يعلم أن استعمال القياس في فقهه كان لأجل الاستدلال على طريق المخالفين، ولعله إلى ذلك ينظر الشيخ حيث يقول في (عدة): لما كان العمل بالقياس محظورا في الشريعة عندهم لم يعملوا به أصلا، وإذا شذ واحد منهم عمل به في بعض المسائل، على وجه المحاجة لخصمه، وإن لم يكن اعتقاده رووا قوله وأنكروا عليه (3) الثالث: شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، المولود عام 385 ه، المتوفى 460 ه، فقيه الشيعة وزعيمهم في القرن الخامس بعد السيد المرتضى الشهير بعلم الهدى، فقد قام بتأليف كتاب على هذا النمط وأسماه كتاب (المبسوط)، وألفه
(1) فهرس الشيخ ص 160 (2) روضات الجنات ج 6 ص 145 - 147، نقلا عن إيضاح العلامة، وقد نقله بعض الأجلة عن خلاصة العلامة، وهو ليس بصحيح. (3) عدة الأصول ج 1 ص 339 الطبعة الحديثة. 32 بعد كتابه المسمى (بالنهاية) الذي كتبه على النمط الأول من التأليف، قال في مقدمة (المبسوط): كنت عملت على قديم الوقت كتاب (النهاية)، وذكرت جميع ما رواه أصحابنا في مصنفاتهم وأصولها من المسائل، وفر قوه في كتبهم، ورتبته ترتيب الفقه، وجمعت فيه النظائر... ولم أتعرض للتفريع على المسائل ولا لتعقيد الأبواب، و ترتيب المسائل وتعليقها والجمع بين نظائرها، بل أوردت جميع ذلك أو أكثره بالألفاظ المنقولة، حتى لا يستوحشوا من ذلك وعملت بآخره مختصر جمل العقود، وفي العبارات سلكت فيه طريق الايجاز والاختصار، وعقود الأبواب في ما يتعلق بالعبادات، ووعدت فيه أن أعمل كتابا في الفروع خاصة، يضاف إلى كتاب (النهاية)، ويجمع مع ما يكون كاملا كافيا في جميع ما يحتاج إليه. ثم رأيت أن ذلك يكون مبتورا يصعب فهمه على الناظر فيه، لأن الفرع إنما يفهمه إذا ضبط الأصل معه، فعدلت إلى عمل كتاب يشتمل على عدد جميع كتب الفقه التي فصلوها الفقهاء، وهي نحو من ثلاثين كتابا، أذكر كل كتاب منه على غاية ما يمكن تلخيصه من الألفاظ، واقتصرت على مجرد الفقه دون الأدعية والآداب، وأعقد فيه الأبواب وأقسم فيه المسائل، وأجمع بين النظائر وأستوفيه غاية الاستيفاء، وأذكر أكثر الفروع التي ذكرها المخالفون (1). وقد لخصنا عبارة الشيخ في مقدمته، وقد أوضح فيها طريقته الحديثة، التي اجتمعت فيه مزية التفريع والتكثير، والإجابة على الحاجات الجديدة، وبيان أحكام الحوادث مع عدم الخروج عن حدود الكتاب والسنة، بل الرجوع إليهما في جميع الأبواب. وقد نال هذا الكتاب القيم رواجا خاصا، وهو أحد الكتب النفيسة للشيعة الإمامية في الفقه، وقد طبع في ثمانية أجزاء. كما أن للشيخ الطوسي كتابا آخر وهو كتاب (الخلاف)، سلك فيه مسلك الفقه المقارن. والحق أن شيخ الطائفة قد أوتي موهبة عظيمة وفائقة، فخدم الفقه الاسلامي بألوان الخدمة، فتارة كتب كتاب (النهاية) على طريقة (الفقه المنصوص) أو (المسائل المتلقاة)، كما كتب (المبسوط) على نهج الفقه التفريعي، وأثبت أن الشيعة مع نفيهم للقياس والاستحسان قادرون على تفريع الفروع، وتكثير المسائل، وتبيين أحكامها من الكتاب
(1) المبسوط ج 1 ص 2 - 3. 33 والسنة، مع التحفظ على أصولهم بالاجتهاد. ثم ألف كتاب (الخلاف) على نمط الفقه المقارن، فأورد فيه آراء الفقهاء في عصره والعصور الماضية، وهو من أحسن الكتب وأنفسها، كما أنه ابتدع نوعا رابعا في التأليف، فأخرج أصول المسائل الفقهية بأبرع العبارات وأقصرها، وأدرجها في فصول وعقود خاصة، أسماها (الجمل والعقود)، وقد أشار إليها في مقدمته إذ قال: وأنا مجيب إلى ما سأل الشيخ الفاضل أدام الله بقاه من إملاء مختصر، يشتمل على ذكر كتب العبادات، وذكر عقودا وأبوابا وحضر جملها، وبيان أفعالها، وأقسامها إلى الأفعال والتروك وما يتنوع من الوجوب والندب، وأضبطها بالعدد، ليسهل على من يريد حفظها، ولا يصعب تناولها ويفزع إليه الحافظ عند تذكره، والطالب عند تدبره. فهذه الألوان الأربعة في كتب الشيخ يسد كل منها ناحية من النواحي الفقهية. للمقال صلة
34 المعتبر في شرح المختصر للمحقق الحلي، نجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن الشيخ ناصر مكارم الشيرازي يعتبر التراث الفكري الذي ترثه الشعوب من علمائها ومفكريها، المتقدمين بها في ميادين الوعي والثقافة، من أغلى ما لديها. والحديث الوارد فيما يورثه الأنبياء عليهم السلام لأممهم: (إن الأنبياء لم يورثوا درهما ولا دينارا ولكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر). يجد في الدرجة الثانية من دلالته مصداقا له في علماء الإسلام، الذين جاهدوا في الله فهداهم سبله. إذا... ففي إحياء آثارهم حياة الإسلام والمسلمين، وامتداد لحياة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وآثار المعصومين عليهم السلام. ومن المؤسف جدا أن نرى بعض هذه الآثار القيمة قد انعدمت بمرور الزمان وعوادي الحدثان، ونتيجة غفلة بعض من ليس له إلمام بما ينتج عن ضياعها من خسارة فادحة وعاقبة أليمة. ولا يسعنا - والحاقة هذه - إلا أن نحمد الله على بقاء القسم الأعظم منها محفوظا سالما قد أخطأته يد الدهر، وزاغت عنه أبصار الطواغيت. هذا القسم الباقي من تراثنا العظيم كثير منه مخطوط في خزائن الكتب والاستفادة منه محدودة. وكثير منه مطبوع طباعة رديئة أو مغلوطة، بالطبع الحجري الذي أصبحت بعض مطبوعاته نادرة كالمخطوطات، وهي طبعات لا تجذب القارئ ولا تستريح إليها العين، فانحصرت الاستفادة منها في قليل من ذوي الاختصاص، ولم يعم نورها - وما أكثره من نور - فينير طريق أمتنا في انبعاثها الجديد. ومع تقدم فن الطباعة وصناعة الكتاب، اهتم جماعة من العلماء وأهل الخير بتأسيس (المركز العلمي لسيد الشهداء عليه السلام) الذي تتركز فعالياته في طبع
35 المخطوطات أو تجديد ما طبع سابقا من تراثنا العلمي، وإبرازه في ثوب جديد يشوق القارئ، ويسر الناظر، وذلك بالاستفادة من النسخ المصححة المعتمدة من المخطوطات، وتولي أهل الخبرة والمعرفة. وجاء في طليعة أعمال المركز كتاب (المعتبر) لنجم الدين أبي القاسم جعفر بن الحسن، المحقق الحلي، المتوفى 676 ه، صاحب كتاب (شرائع الإسلام) الذي يعتبر من أهم الكتب الفقهية وأعلاها اعتبارا عند الشيعة الإمامية. يتضمن هذا السفر القيم عدا المباحث الفقهية الاستدلالية الموافقة لمذهب أهل البيت عليهم السلام، آراء ونظريات علماء أهل السنة، فهو فقه مقارن موجز غني بمحتواه. وقد اعتمدنا في تحقيقه على ثلاث نسخ: 1 - نسخة السيد الصفائي الخوانساري. نسخها سالم بن مطرف في الحلة السيفية من أرض العراق، سنة 967 ه، عن نسخة تاريخها سنة 675 ه، وتقع في مجلدين. وهي نسخة على قدمها كثيرة الخطأ والتحريف والتصحيف، إلا موارد جاءت فيها على الصحة وكانت منفردة بها. 2 - نسخة خزانة آية الله السيد المرعشي النجفي. نسخها مهر علي بن علي محمد الخوانساري سنة 1248 ه. تقع في مجلد واحد. وهي برقم 1584 في الخزانة المذكورة، وهي على تأخر تاريخها تغلب عليها الصحة، إلا في موارد كانت الصحة من نصيب النسخة الأولى. 3 - المطبوعة على الحجر في إيران سنة 1318 ه. وهي نسخة تغلب عليها الصحة. وكان العاملون الفضلاء في المقابلة والتصحيح يرجعون إلي فيما أشكل عليهم من الناحية الفقهية فأصححه حسب النظر الفقهي لمدرسة أهل البيت عليهم السلام. ونعد الأمة المسلمة بإحياء ما يعيننا الله تعالى على إحيائه من تراثنا وخلاصة أعمار علمائنا رحمهم الله، والحمد لله أولا وآخرا.
36 الشيخ المفيد وآثاره المخطوطة الشيخ محمد مهدي نجف بسم الله الرحمن الرحيم لا بد لنا وقبل البدء بتعريف بعض الآثار المخطوطة، للشيخ المفيد رضوان الله تعالى عليه أن نمر مرورا عاجلا وبشكل موجز بحياة هذه الشخصية العلمية الفذة. لقد قارن الفتن الطائفية، والاضطرابات المذهبية في القرنين الرابع والخامس الهجري، بعض الازدهار العلمي والثقافي، وكان للدور العلمي البارز الذي قام به الشيخ المفيد، أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم نور الله رمسه الطاهر، الأثر الكبير في اشتهاره وبروزه من بين نظرائه أعلام عصره. فحفلت كتب التاريخ والسير بذكره والتحدث عن سيرته، ووصف المؤرخون حياته الخاصة وصفاته الشخصية، فمنهم من ساق خلال ترجمته كلمات الاطراء وجمل الثناء بما لا مزيد، عليه، وانساق لفيف آخر ممن تغلبت عليه العصبية المذهبية فاندفع بقلمه المسموم نحو الطعن والشتم والتشهير. ولسنا هنا في مقام ذكر الأقوال فيه، غير أن البحث يستدعي بيان الشئ الموجز للتعريف به. فهو الشيخ الجليل، أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي العكبري البغدادي المعروف ب (ابن المعلم) وب (المفيد) كانت ولادته سنة (336) وقيل: (338) للهجرة النبوية في عكبرا. وتفقه وقرأ على نخبة من أعلام عصره الذين اشتهروا بالفضل والعلم زاد عددهم على الخميس عالما، وتعلم عنده السيدان الشريفان الرضي والمرتضى والشيخ الطوسي، والنجاشي، والكراجكي وسلار الديلمي وكثيرون غيرهم. وقد اشتهر الشيخ المفيد بمناظراته مع أعلام عصره، معتمدا المنهج والدليل المتفق عليه سبيلا للقناع ووضوح النتائج، فكان له مجلس في داره بدرب رياح يحضره العلماء كافة للمناظرة على ما حكاه ابن الجوزي في المنتظم 8: 11.
37 وزاد ابن كثير الدمشقي في البداية والنهاية: 12: 15 بوصف هذا المجلس بقوله: (كان مجلسه يحضره خلق كثير من العلماء من سائر الطوائف). وأثني عليه اليافعي في تاريخه الموسوم بمرآة الجنان 3: 28 في حوادث سنة ثلاث عشرة وأربعمائة حيث قال: (عالم الشيعة، صاحب التصانيف الكثيرة شيخهم المعروف بالمفيد، وبابن معلم أيضا، البارع في الكلام والجدل والفقه، وكان يناظر أهل كل عقيدة مع الجلالة والعظمة في الدولة البويهية). وذكره ابن النديم في الفهرست: 226 حيث قال: (ابن المعلم أبو عبد الله... في عصرنا انتهت إليه رياسة متكلمي الشيعة مقدم في صناعة الكلام على مذاهب أصحابه، دقيق الفطنة، ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعا). وكانت ثمرة عمره الشريف آثاره التي ناهزت المائتين بين كتاب ورسالة، طبع البعض منها قبل سمين عديدة منن غير تحقيق، وبقي الكثير منها في رفوف المكتبات تنتظر النور. وقد وفقت بحمد الله ومنه بتحقيق مجموعة من الرسائل المخطوطة في مواضيع مختلفة منها: 1 - الرسالة العددية: إحدى الرسائل التي اشتهرت بين العلماء والفقهاء، رسالة تضمنت الرد على القائلين بأن شهر رمضان تام لا ينقص أبدا. أولها بعد الحمد والصلاة على النبي وآله الطاهرين (ذكرت أيدك الله أن كتاب أخ من إخواننا أهل الموصل ورد عليك يكلف سؤالي عن شهر رمضان هل يكون تسعة و عشرين يوما؟... إلى آخره). وبعد بيان الأحاديث التي اعتمدها أصحاب العدد، والرد عليها، وبيان فسادها، استدل بالأحاديث الصحيحة الثابتة المروية عن أهل بيت العصمة والنبوة، بسنده المتصل إلى الأعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام، الذين لا يطعن عليهم، وهم أصحاب الأصول المدونة والمصنفات المشهورة كما عبر عنهم بذلك المصنف قدس سره. عنونها أصحاب الموسوعات بعناوين أخرى منها: (جوابات أهل الموصل في العدد والرؤية) أو (مسألة في العدد والرؤية). 2 - رسالة المسح على الرجلين: احتوت هذه الرسالة صورة المناظرة التي جرت بين الشيخ المفيد نور الله مضجعه
38 الشريف وبين القاضي أبي جعفر محمد بن أحمد بن محمود النسفي العراقي من أعيان فقهاء الحنفية. استدل المصنف فيها بالا دلة العقلية والنقلية بأن الفرض في الوضوء مسح الرجلين دون الغسل. 3 - رسالة المهر: أوضح المصنف قدس سره في هذه الرسالة استنادا إلى الأحاديث المعتبرة عند الفريقين بأن كل ما تراضى عليه الزوجان من قليل أو كثير فهو المهر، لأن كمية المهر ونوعه تتعلق برضاهما، كائنا ما كان، مشيرا إلى ما يؤيد ذلك أيضا من أقوال أصحاب المذاهب الأخرى. 4 - رسالة في معنى (المولى): ضمت هذه الرسالة بين دفتيها صورة المناقشة التي جرت في مجلس بين المؤلف وبين رجل من البهشمية وجماعة من المعتزلة والمجبرة في معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) يحتمل الإمامة أو فرض الطاعة والرياسة. استنتج من خلالها بعد بيان الأدلة والبراهين الصحيحة بأن معنى (المولى) في الحديث أراد به الإمامة دون سواه. وللمؤلف في تقسيم (المولى) رسالة أخرى أيضا استدل فيها لإثبات المعنى المطلوب بنحو الاستدلال المتقدم. 5 - رسالة رد سهو النبي صلى الله عليه وآله: رسالة صغيرة الحجم، بكبيرة المحتوى، رد فيها المؤلف الأقوال والأدلة التي تمسك بها القائلون بأن النبي صلى الله عليه وآله ويسهو في الصلاة، أو النوم عنها، متمسكين بحديث عمير بن عبد عمرو، المعروف بذي اليدين، مستدلا في إبطال أدلتهم بالكتاب والسنة. 6 - رسالة أحكام النساء: رسالة فتوائية جمع فيها مؤلفها رضوان الله تعالى عليه الأحكام التي تعم المكلفين من الناس على شكل من الايجاز، وما يختص بالنساء منهم على التمييز لهن والايراد. 7 - رسالة الإشراف: أشار المصنف في هذه الرسالة إلى عامة الفرائض وبعض المستحبات في العبادات على نحو من الايجاز.
39 8 - رسالة العويص: وهي رسالة لطيفة في موضوعها، جامعة لخمس وثمانين مسألة من عويص المسائل، وردت إليه، في النكاح، والطلاق، والفراق، والمهور، والايلاء، والعدد والظهار، والحدود، والديات، والفرائض وغيرها. أجاب عنها رضوان الله عليه بإجابات مستلة من الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام، مع بيان ما وافق وخالف مذهب الإمامية من المذاهب الأخرى. أولها بعد الحمد والصلاة على النبي وآله عليهم الصلاة والسلام: (سألت وفقك الله تعالى أن أثبت لك ما كنت سمعته مني في مذاكرة أخينا الوارد من نيسابور، بالمسائل المنسوبة إلى العويص في الفقه... إلى آخره). وهناك رسائل أخرى يطول المقام بنا لبيانها سوف يطلع عليها الباحث الكريم في المستقبل إن شاء الله تعالى. تم تحقيق وتصحيح هذه المجموعة على عدة نسخ معتبرة سنشير إلى أوصافها في مقدمتها، موضحا بعض الفروق المهمة المختلفة بين النسخ، شارحا لبعض الألفاظ اللغوية الواردة فيها، مشيرا إلى المصادر الحديثية الأولية في إرجاع الأحاديث الواردة، مترجما لبعض الأعلام المذكورين فيها، مختتما إياها بفهارس عامة للآيات القرآنية والأحاديث الشريفة، والأعلام المترجمين وغيرها من الفهارس الضرورية.
40 أهل البيت (عليهم السلام) في الكتبة العربية (2) السيد عبد العزيز الطباطبائي بسم الله الرحمن الرحيم 50 - إسناد الطالب في فضل علي بن أبي طالب: نسخة في صنعاء باليمين كما في مجلة المورد (البغدادية)، المجلد الثالث العدد الثاني ص 282، ملحقا بكتاب (نور العين في ذكر الشهيد الحسين) لزين الدين عبد الفتاح بن أبي بكر الشافعي الخلوتي، فلعل هذا أيضا من تأليفه. 51 - أشراط الساعة وخروج المهدي: لعلي بن محمد الميلي الجمالي المغربي المالكي، نزيل مصر والمتوفى بها سنة / 1248 هدية العارفين 1 / 773، الأعلام للزركلي 5 / 17. 52 - الإشراف على مناقب الأشراف: لابن سويدة التكريتي وهو أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله الشافعي التكريتي، المتوفى سنة 485. ذكره الفخر الكنجي في (كفاية الطالب) ص 291، فقال بعد حديث طويل: رواه ابن سويدة التكريتي في كتاب (الإشراف على مناقب الأشراف) في ترجمة علي
41 عليه السلام. وقال أيضا ص 320 بعد قوله صلى الله على وآله: كذب من زعم أنه يحبني ويبغض هذا (عليا عليه السلام)، قلت: هذا حديث حسن عال، رواه التكريتي في (مناقب الأشراف). وللمؤلف ترجمة في طبقات الشافعية للأسنوي 2 / 57، البداية والنهاية 12 / 332، لسان الميزان 3 / 309، أعلام الزركلي 4 / 105، التكملة لوفيات النقلة رقم 39، المختصر المحتاج إليه 2 / 152. 53 - الإشراف في فضائل الأشراف: لإبراهيم السمهودي الشافعي ابن أخي نور الدين السمهودي، مؤلف (وفاء الوفاء) و (جواهر العقدين) الآتي في حرف الجيم رتبه على سبعة أذكار: أوله: الحمد لله الذي فضل هذه الأمة على سائر الأمم الماضية... نسخة في مكتبة كنل رقم 1945 في المكتبة العامة في مدينة بورسا في تركيا. نسخة كتبت سنة 1281 في دار الكتب المصرية رقم 97896 ح ذكرت في فهرسها 1 / 51، وأخرى فيها رقم 2481 تاريخ، فهرس تاريخ 1 / 28. نسخة مصورة في مكتبة أمير المؤمنين عليه السلام:، وأخرى في مكتبة دار التبليغ في قم. 54 - إشراق النيرين في فضائل الحسنين: نسخة في دار الكتب رقم 1414 تاريخ. 55 - أصح ما ورد في المهدي وعيسى: للشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي الجكني (1295 - 1363)، سكن فترة في مكة، ثم هاجر إلى القاهرة واستقر بها، وأصبح أستاذ الجامع الأزهر في كلية أصول الدين، وطبع بها كتبه، منها هذا الكتاب، وله (حياة علي بن أبي طالب) مطبوع أيضا يأتي، وله (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب) يأتي وهو مطبوع أيضا.
42 أعلام الزركلي 6 / 79، معجم المؤلفين 9 / 176. 56 - الإفادة بطرق حديث: النظر إلى علي عبادة: للعلامة المحدث الشيخ عبد العزيز محمد بن الصديق الغماري المغربي المعاصر نزيل طنجة وعالمها، بل محدث المغرب بأسره. التقيت به في مؤتمر سيد الشهداء الحسين بن علي عليهما السلام المنعقد في لندن من قبل الإدارة المحمدية في شوال عام 1404 فأنست به وسررت بلقياه، وأنس بي وأعطاني بعض مؤلفاته المطبوعة ومنها كتابه هذا. 57 - الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية: لعبد الحميد الرافعي، وهو عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي الفاروقي الطرابلسي، من طرابلس الشام 1275 - 1350. شاعر كاتب أديب نعت ببلبل سورية، جمع شعره في أربعة دواوين مطبوعة وهذا أحدها. أعلام الزركلي 3 / 287. وكان أبوه أيضا من العلماء والأدباء توفي 14 ذي الحجة سنة 1308، وله مؤلفات، ومعجم المؤلفين ذ / 270، وغير ذلك. 58 - إقرار العين بذكر من نسب إلى الحسن والحسين: للسيد محمد مرتضى الزبيدي - مؤلف تاج العروس - وهو أبو الفيض محمد بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الحسيني الزبيدي الحنفي البلكرامي، نزيل مصر 1145 - 1205). ذكر في ترجمته في نهاية المجلد الآخر من (تاج العروس) في عداد مؤلفاته التي نقلها عن برنامجه.
43 وللمؤلف ترجمة مطولة في عجائب الآثار للجبرتي 2 / 103 - 114، ومنية الراغبين في طبقات النسابين 489، وذكر له من كتبه في الأنساب: جذوة الاقتباس في نسب بني العباس، والروض المعطار في نسب السادة آل جعفر الطيار، وتعليقة على المشجر الكشاف، وترجم له الزركلي في الأعلام 7 / 70، وعد بعض كتبه وذكر منها هذين الكتابين، وله كتاب (سبائك الذهب في شبائك النسب)، (مشجر في أولاد الحسن والحسين عليهما السلام)، وله: (القول النفيس في نسب مولاي إدريس). 59 - ألف كلمة، أو الكلمات الألف من كلام علي بن أبي طالب: لابن أبي الحديد المعتزلي عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله بن محمد المدائني المعتزلي الشافعي البغدادي 589 - - 656. جمع ألف كلمة من قصار كلم أمير المؤمنين عليه السلام الحكمية في الوعظ والتوجيه، وقد أدرجها في نهاية شرحه على نهج البلاغة وطبعت مستقلة في بيروت. وقد ذكر هذا في عداد مؤلفاته في مقدمة شرح نهج البلاغة تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم وفي هدية العارفين 1 / 507، ويأتي له شرح نهج البلاغة، والقصائد السبع العلويات. وللمؤلف ترجمة في كل من الوافي بالوفيات للصفدي... وفوات الوفيات 2 / 259، وعيون التواريخ 20 / 12، والسلوك ج 1 ق 2 ص 408، وتلخيص مجمع الآداب 1 / 190، وذيل مرآة الزمان 1 / 62. 60 - الإمام الحسن بن علي: للدكتور عبد القادر أحمد اليوسف من المعاصرين العراقيين، ولد في ناصرية العراق عام 1921، وكتابه هذا طبع في بغداد وله كتاب (الإمام علي بن موسى الرضا) مطبوع في بغداد أيضا، يأتي. معجم المؤلفين العراقيين 2 / 299.
44 61 - الإمام الحسين: للشيخ عبد الله العلائلي، وكان قد أصدر سلسلة في الإمام الحسين عليه السلام في ثلاث حلقات باسم (سمو المعنى في سمو الذات) و (تاريخ الحسين) و (أيام الحسين) طبعت في بيروت سنة 1359، ثم طبعت في مجموعة واحدة سنة 1972 وسميت بهذا الاسم. 62 - الإمام الصادق: للأستاذ محمد أبو زهرة المصري، مطبوع بمصر، وليته لم يكتب، فإنه أبان عن سوء نية، وخبث طوية، وما يفسده أكثر مما يصلحه، وإثمه أكبر من نفعه، وقد رد عليه غير واحد. 63 - الإمام الصادق ملهم الكيمياء: للأستاذ محمد بن يحيى الهاشمي الحلبي، طبع ببغداد في سلسلة حديث الشهر. 64 - الإمام علي بن أبي طالب: لعبد الفتاح عبد المقصود المصري، مطبوع غير مرة، 9 أجزاء في أربع مجلدات، و ترجمته إلى الفارسية طبعت في طهر في ثمان مجلدات. 65 - الإمام علي بن أبي طالب: محمد رضا المصري طبع بمصر سنة 1358 ه 1939 ميلادية، وطبع أخيرا طبعة جيدة ببيروت، طبعته دار الكتب. 66 - الإمام علي بن موسى الرضا ولي عهد المأمون: لعبد القادر أحمد اليوسف، من أهل ناصرية العراق، ولد بها سنة 1921، وكتابه
45 هذا طبع في بغداد سنة 1947، تقدم له كتابه (الإمام الحسن بن علي) المطبوع في بغداد أيضا. معجم المؤلفين العراقيين 2 / 299. 67 - الانتصار لآل النبي المختار والرد على بحث الشيخ القصار: لأبي المكارم الكتاني، عبد الكبير بن محمد بن عبد الكبير الحسني الإدريسي الكتاني الفارسي (1268 - 1333)، وهو والد عبد الحي الكتاني، وله من الكتب أيضا: (المشرب النفيس في ترجمة مولانا إدريس بن إدريس). معجم المؤلفين 5 / 312، فهرس الفهارس والاثبات 2 / 139 - 143، أعلام الزركلي 4 / 50. 68 - أنساب بني عبد المطلب: للحسن بن سعيد السكوني، النسابة الأخباري. ذكره النديم في الفهرست ص 120، منية الراغبين 140 وفيه: السكري. 69 - أنساب الطالبيين والعلويين القادمين إلى المغرب: للحكم بن عبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان، المستنصر الأموي صاحب الأندلس، المتوفى سنة 366. هدية العارفين 1 / 333، معجم المؤلفين 4 / 70، إيضاح المكنون 1 / 132 منية الراغبين في طبقات النسابين 204. 70 - كتاب في أن عليا أول من أسلم: وسبق إسلامه عليه السلام، للحاكم الحسكاني أبي القاسم عبيد الله بن عبد الله الحافظ الحذا، الحنفي النيشابوري، من أعلام القرن الخامس، والمتوفى بعد سنة 470.
46 ذكره في كتابه شواهد التنزيل ج 1 ص 91 عند الكلام على قوله تعالى: (والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون) فأورد بعض الروايات في أن أمير المؤمنين عليه السلام أول من أسلم، وقال في آخرها: رواه جماعة عن عكرمة، و جماعة عن ابن عباس، وفي الباب عن جماعة من الصحابة، وأسانيده مذكورة في كتاب مفرد لهذه المسألة. وفي الجزء الثاني أيضا ص 828 عند الكلام على قوله تعالى: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا...) من سورة غافر: 7 روى أيضا جملة روايات في سبق إسلامه عليه السلام ثم قال: قد استوفيت الباب في سبق إسلامه. 71 - أنوار اليقين في فضائل أمير المؤمنين (عليه السلام): للمنصور الحسن بن بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى العلوي اليمني، المتوفى سنة 670. وهو شرح أرجوزته الطويلة في مناقبه (عليه السلام)، وفيه فوائد جمة، في مجلد ضخم. إيضاح المكنون 1 / 147، أئمة اليمن 1 / 177. 72 - أهل البيت: لعبد العزيز سيد الأهل، المصري، مطبوع بمصر. 73 - أهل البيت: للأستاذ توفيق أبو علم، المصري، مطبوع بمصر.
47 74 - أهل البيت: لعبد الحميد جودة السحار، الكاتب المصري، المتوفى سنة 1393. له ترجمة في (الأعلام) للزركلي ب 3 / 285، وكتابه هذا مطبوع بمصر. 75 - الأئمة الاثنا عشر. لابن طولون الدمشقي، يأتي باسمه (الشذرات الذهبية). نسخة في المكتبة القادرية في بغداد رقم 116. وأعيد طبعه بالأفست في إيران حققه ونشره الدكتور صلاح الدين المنجد، طبعه ببيروت سنة 1958. 76 - أيام الحسين: للشيخ عبد الله العلايلي اللبناني. وهو الحلقة الثالثة من سلسلته القيمة في الحسين عليه السلام، وتأتي الثانية باسم (تاريخ الحسين)، والثالثة سماها (سمو المعنى في سمو الذات) طبعت في بيروت سنة 1359، وطبعت الثلاثة مجموعة سنة 1972 في بيروت. 77 - إيقاظ الوسنان: في أن الخلفاء الثلاثة والعباس وأولاده ليسوا أكفاء لآل رسول الله صلى الله عليه وآله: لعلي وأولاده. تأليف: محمد بن محمد أمين السندي التتوي الحنفي، المتوفى سنة 1161. ذكر في ترجمته المطولة المطبوعة بآخر كتابه (دراسات اللبيب في الأسوة الحسنة بالحبيب) المطبوع في كراجي سنة 1959.
48 78 - بحث في الاستدلال على حجية إجماع أهل البيت عليهم السلام بآية التطهير: نسخة ضمن مجموعة في صنعاء باليمن. مجلة المورد البغدادية، المجلد الثالث، العدد الثاني ص 299. 79 - بحر الأنساب: للفخر الرازي محمد بن عمر بن الحسين القرشي التميمي البكري الطبرستاني الشافعي الأشعري، المشتهر بابن خطيب الري والفخر الرازي، المتوفى سنة 606. ويأتي له شرح نهج البلاغة. هدية العارفين 2 / 107. 80 - بحر الأنساب أو الثبت المصان بذكر سلالة سيد ولد عدنان: لمؤيد الدين أبي النظام عبد الله بن عمر بن محمد بن طاهر الحسيني الواسطي، نقيب السادة بها، المتوفى سنة 787. هدية العارفين: 1 / 650 عن روضة الناظرين. 81 - بذل الحبا في فضل آل العبا: لأبي الفضائل أحمد بن محمد بن المختار الرازي الحنفي، المتوفى بعد 631، له ترجمة في (طبقات المفسرين) للداودي 1 / 86. وذكر الفضائل هو كتابه هذا في عداد مصنفاته في إجازته لتلميذه كمال الدين جمشيد بن يهوذا، والإجازة مطبوعة بآخر كتابه (حجج القرآن) المطبوع في مصر، مكتبة محمود صبيح. وتاريخ الإجازة ذو القعدة سنة 631، فتكون وفاته بعد هذا التاريخ، والإجازة صدرت منه في المدرسة المظفرية بآقسرا، وفي آخرها: وصلى الله على محمد وآله أجمعين، وكنيته أبو الفضائل أخذناها من أول كتابه (حجج القرآن). إيضاح المكنون 1 / 174، معجم المؤلفين 2 / 158.
49 82 - البرهان في علامات مهدي آخر الزمان: لعلي بن حسام الدين المتقي الهندي، مؤلف (كنز العمال) وغيره (885 - 975). نسخة في مكتبة با يزيد في إسلامبول، رقم 829. نسخة في مكتبة الوزيري في يزد، رقم 2615 تسلسل عام 17457، كما في فهرسها 4 / 1364. نسخة في مكتبة الحرم المكي، بخط أحمد بن الحسن الرشيدي، فرغ منها 21 ربيع الأول 1272، رقم 378 حديث. نسخة في مكتبة الناصرية في لكهنو بالهند. نسخة في مكتبة المسجد الأعظم، في قم، رقم عام 3065، كتبت سنة 979. نسخة في مكتبة مكة مكة المكرمة، رقم 140 توحيد، ورقمه العام 693. نسخة في مكتبة الحرم النبوي بالمسجد الشريف بالمدينة المنورة. نسخة في مكتبة الحرم المكي في مكة المكرمة، رقم 35 دهلوي. نسخة في مكتبة جامعة أم القرى في مكة المكرمة، رقم 130، في 52 ورقة، كما في فهرسها ج 1 ص 84. نسخة في المكتب الهندي في لندن ضمن المجموعة رقم 85 - نسخة في دار الكتب الظاهرية في دمشق، رقم 9007، في 63 ورقة كتبت باسم محمد پاشا العثماني، والي سوريا، في أواسط ربيع الآخر سنة 1255، ذكرها الأستاد رياض المالح في فهرس الظاهرية فهرس التصوف 1 / 181 - 182 وذكر أن منه نسخة في المكتبة المتوكلية باليمن برقم 65. وطبع الكتاب في طهران سنة 1398 على نسخة الحرم المكي ومع تعليقات الغفاري، وطبع في مقدمته (بحث حول المهدي) للسيد محمد باقر الصدر رحمه الله. 83 - البرهان في علامة مهدي آخر الزمان: للسيوطي. هدية العارفين 1 / 536.
50 84 - بطلة كربلا: للدكتورة عائشة بنت عبد الرحمان، بنت الشاطئ المصرية، طبع أكثر من مرة. 85 - بغية الطالب في نسب آل أبي طالب: للقاسم بن أحمد الواسطي الرفاعي الشافعي، المتوفى سنة 681. هدية العارفين 1 / 829، معجم المؤلفين 8 / 95، منية الراغبين في طبقات النسابين ص 351. 86 - بغية الطالب لإيمان أبي طالب: لمحمد بن عبد الرسول البر زنجي الشافعي الشهرزوري المدني (1040 - 1103)، طبع له (الإشاعة في أشراط الساعة وفيه كثير من الأحاديث الواردة في المهدي عليه السلام وعلامات ظهوره. وكتابه هذا لخصه السيد أحمد زيني دحلان وطبع باسم (أسنى المطالب في نجاة أبي طالب) وقد تقدم. معجم المؤلفين 10 / 165 و 9 / 308 عن بروكلمن الذيل 2 / 389، سلك الدرر 4 / 65، هدية العارفين 2 / 302، تاريخ السليمانية لمحمد أمين زكي ص 277، الأعلام للزركلي 6 / 203، مشاهير الكرد 2 / 128. 87 - بغية الطالب لمعرفة أولاد علي بن أبي طالب: لمحمد بن الطاهر بن حسين الأهدل اليمني (1002 - 1083). ترجم له إسماعيل پاشا في هدية العارفين 2 / 294 - 295، وذكر هذا الكتاب و كتابه الآخر باسم (تحفة الدهر في نسب الأشراف بني بحر، ونسب من خفق نسبه وسيرته ومن أهل العصر). وللمؤلف ترجمة حسنة مع نسبه المنتهي إلى الإمام الجواد عليه السلام! في خلاصة الأثر 3 / 478، وراجع إيضاح المكنون 1 / 188.
51 وترجم له العلامة النسابة السيد عبد الرزاق كمونة النجفي رحمه الله في كتابه (منية الراغبين في طبقات النسابين) ص 453 - 454 وسرد الصحيح من نسبه المنتهي الإمام الهادي عليه السلام. نسخة ضمن مجموعة من خزانة آل حميد الدين، الأسرة التي كانت تحكم اليمن، وهي اليوم في مصلحة الآثار اليمنية في صنعاء، مجلة المورد (البغدادية) المجلد الثاني العدد الثالث ص 221. نسخة في مكتبة الآثار في بغداد، المورد المجلد الثاني العدد الثالث ص 218. نسخة منه في مكتبة جامعة كمبريج... ذكرها براون في فهرسها المطبوع، ص 135. 88 - رسالة في بيان اثني عشر إماما: نسخة مكتبة أسعد أفندي ضمن مجموعة رقم 3674، في المكتبة السليمانية إسلامبول. 89 - لفخر الدين محمد بن يوسف الكنجي الشافعي، المتوفى سنة 685، طبع مكررا. ذكر في هدية العارفين 2 / 127. طبع في تبريز ملحقا بكتاب الغيبة للشيخ الطوسي سنة 1324، وطبع في إسلامبول في مطبعة الولاية سنة 1331. وطبع سنة 1382 في النجف الأشرف مع تحقيق ومقدمة زميلنا العلامة السيد مهدي الخرسان حفظه الله. وطبع سنة 1390 - فيها أيضا - بتحقيق العلامة الشيخ محمد هادي الأميني ملحقا بكتاب (كفاية الطالب في فضائل علي بن أبي طالب) للمؤلف. وله طبعة خامسة في بيروت مع تحقيق العلامة السيد مهدي الخرسان ومقدمة ضافية سنة 1399.
52 90 - بيان رد الشمس على أمير المؤمنين (عليه السلام): لأبي الحسن شاذان الفضلي. قال الحافظ ابن شهرآشوب، المتوفى سنة 588، في كتاب (مناقب آل أبي طالب) عند كلامه على رد الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام (ج 2 ص 316) من طبعة إيران الحروفية: ولأبي الحسن شاذان كتاب (بيان رد الشمس لأمير المؤمنين عليه السلام). وذكره السيوطي ونقل عنه في (جمع الجوامع) وعنه في (كنز العمال) 15 / 132. وأدرجه كله حرفيا في المجلد الأول من كتابه (اللآلئ المصنوعة). 91 - تاريخ آل محمد: للقاضي بهلول بهجت أفندي الشافعي، من أهل تركيا، كتبه باللغة التركية وطبع هناك، وترجم إلى الفارسية والعربية. 92 - تاريخ أهل البيت: لنصر بن علي الجهضمي. ينقل عنه السيد ابن طاووس في كتبه، منها في كتاب (الطرائف) ص 175. نسخة ضمن مجموعة في المكتبة المركزية بجامعة طهران، رقم 2119، كما في فهرسها 8 / 758، وسمى فيها تاريخ الأئمة. والمؤلف هو: أبو عمرو نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان الأزدي الجهضمي البصري البغدادي الصغير، المتوفى في ربيع الآخر سنة 250، من رجال الصحاح الستة. ترجم له ابن حجر في تهذيب التهذيب 10 / 430 ورمز له (ع) أي روى عنه الستة أصحاب الصحاح كلهم، وقال في ص 431 - بعد ما أورد النصوص في توثيقه -: وهو ثقة عند جميعهم. وله ترجمة في تاريخ بغداد 13 / 287 - 289، فيه: وفي تهذيب التهذيب أنه لما حدث نصر بن علي، عن علي بن جعفر، عن آبائه أن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذ بيد حسن
53 وحسين فقال: (من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة) أمر المتوكل بضربه ألف سوط! فكلمه جعفر بن عبد الواحد وجعل يقول له: هذا رجل من أهل السنة، ولم يزل به حتى تركه. هكذا حاربوا محمد صلى الله عليه وآله في عترته، كتموه مناقبهم، وحرثوا قبورهم، ونكلوا بمن يذكرهم بخير. والحديث صحيح أخرجه الحفاظ (1)، أما نصر بن علي فقد عرفته، وأما علي بن جعفر فمن رجال الترمذي، ولم يجرحه أحد، وقال الذهبي: ما رأيت أحدا لينه، وأما من بعده فأئمة المسلمين، وهم سلسلة الذهب. 93 - تاريخ الحسين: للشيخ عبد الله العلايلي. وهو الحلقة الثانية من سلسلته القيمة في الحسين عليه السلام، وتقدمت الحلقة الأولى باسم (أيام الحسين) وتأتي الثالثة باسم (سمو المعنى في سمو الذات)، طبعت في بيروت سنة 1359، وطبعت مجموعا باسم (الإمام الحسين).
(1) وهو في سنن الترمذي 5 / 641، ومسند أحمد 1 / 101، وفي طبعة ج 2 رقم 576، وفي (مناقب علي) له رقم 308، وفي (فضائل الصحابة) رقم 1185 من رواية عبد الله بن أحمد، عن نصر، وأخرجه ابن الغطريف في جزء له، والحافظ البغوي والطبراني في (المعجم الكبير) 3 / رقم 2654، وفي (المعجم الصغير) 2 / 70، والد ولأبي في الذرية الطاهرة ق 40 / أ، والخطيب البوشنجي في جزء من حديثه، وعبد الرحمان بن أبي شريح الأنصاري في (الأحاديث المائة)، في أماليه في المجلس الثاني حديث 4، والخطيب في (تاريخ بغداد) 13 / 287، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين برقم 417، وابن عساكر في تاريخه في ترجمة الحسن عليه السلام ص 52 بأسانيده - تهذيب تاريخ ابن عساكر 4 / 203 -، وابن العديم في (بغية الطلب) في ترجمة الحسين عليه السلام ج 4 ق 41 ب، والضياء المقدسي في المختارة في ما رواه الحسين بن علي عن أبيه (عليهما السلام) بأسانيد عديدة، والمزي في (تهذيب الكمال) في ترجمة الحسن عليه السلام وفي ترجمة علي بن جعفر بعدة أسانيد، وأخرجه ابن النجار كما في (جمع الجوامع) للسيوطي 2 / 32، وسبي ابن الجوزي في (تذكرة خواص الأئمة) ص 133، وشمس الدين الدمشقي في (سبل الهدى والرشاد) 2 / ق 543، وابن حجر في (الصواعق) 91. وحديث رسول الله صلى الله عليه وآله في حب أهل بيته وأمره بحبهم مجتمعين ومنفردين في كل واحد منهم متواتر ملء الصحاح والمسانيد والسنن والجوامع، لا يحصيه عد، ولكن الأمر انعكس تماما وأصبح حبهم ذنب لا يغفر، وقليل من حبهم يكفي في جرح الراوي وتضعيفه، بل ترى أن رواية شئ في فضلهم ولو كان بالحديث الثابت عن جدهم النبي (صلى الله عليه وآله) أعظم عند الحكام المنافقين من الزنا! فالزاني يجلد مائة جلدة، وهذا يضرب ألف سوط!! وإلى الله المشتكى. 54 94 - التبصرة في فضيلة العترة المطهرة: للحافظ أبي محمد الحسن بن أحمد بن صالح الهمداني السبيعي الحلبي، المتوفى سنة 371. ترجم له الصفدي في (الوافي بالوفيات) 11 / 379، وذكر له كتابه هذا ووصفه بالحفظ والاتقان، وقال: قد طاف الدنيا، وهو عسر الرواية، وكان الدارقطني يجلس بين يديه كجلوس الصبي بين يدي معلمه هيبة له. وترجم له الخطيب في (تاريخ بغداد) 7 / 272 ووثقه، وترجم له الذهبي في (تذكرة الحفاظ) ص 952 وذكر له كتابه هذا، وكذا في (هدية العارفين) 1 / 271 و (تاريخ دمشق) لابن عساكر و (تهذيبه) لبدران 4 / 150، (أعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء) 4 / 140. 95 - تحديق النظر في أخبار الإمام المنتظر: لمحمد بن عبد العزيز بن مانع بن محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم الوهيبي، من علماء نجد (1300 - 1385). قال الزركلي: فقيه غزير المعرفة بالأدب، درس في البصرة وبغداد والقاهرة، ودعاه الملك عبد العزيز آل سعود سنة 1358 فدرس في الحرم المكي وولي رئاسة محكمة التمييز بمكة، ثم عين مديرا للمعارف بها ورئيسا لهيئة تمييز القضاء الشرعي... وسافر إلى بيروت مستشفيا فتوفي بها ونقل إلى قطر... إنتهى ملخصا، الأعلام 6 / 209. نسخة في دار الكتب المصرية كما في فهرسها 1 / 127. 96 - تحرير المقال في ما ورد على التعارض في حق الآل: لعبد الرحمان بن محمد بن عبد الرحمان الكزبري الشافعي الدمشقي، محدث الديار الشامية (1184 - 1262). (حليه البشر) 2 / 833، (أعلام الزركلي) 3 / 333. نسخة في دار الكتب الظاهرية بدمشق، مجموعة رقم 240 عام، ضمن مجموعة من الورقة 23 - 26، (فهرس حديث الظاهرية) ص 380، (فهرس مجاميع الظاهرية) 1 / 137.
55 97 - تحرير النقول في مناقب أمنا حواء وفاطمة البتول: لابن الصباغ المالكي نور الدين علي بن محمد بن أحمد المكي (784 - 855). (الضوء اللامع) 5 / 238. (أعلام الزركلي) 5 / 8. نسخة في دار الكتب الوطنية، في باريس رقم 1927. 98 - تحفة الراغب في سيرة جماعة من أهل البيت الأطائب: لشهاب الدين القليوبي أبي العباس أحمد بن أحمد سلامة الشافعي من قليوب مصر، المتوفى سنة 1069، مطبوع. (خلاصة الأثر): 1 / 175، (إيضاح المكنون) 1 / 248، (هدية العارفين) 1 / 161، (أعلام الزركلي) 1 / 92. نسخة في مكتبة الأوقاف في بغداد رقم 5828، ذكر في فهرسها 4 / 217. 99 - تحفة الطالب في آل أبي طالب: لراشد السعدي. نسخة من القرن 13 في مكتبة الفاتيكان في إيطاليا رقم 513، في 252 صفحة. 100 - تحفة الطالب لمعرفة من ينتسب إلى عبد الله أو أبي طالب: لمحمد بن الحسين بن عبد الله بن الحسين المشرف الحسيني السمرقندي، المكي مولدا، المدني منشأ، المتوفى حدود سنة 1043، ترجم له إسماعيل پاشا في (هدية العارفين) 1 / 322 وذكر كتابه هذا، أوله: الحمد لله الذي شرف بمحمد صلى الله عليه وسلم الآباء والأبناء في المبادئ والعواقب، وجعل نسله المطهر الأسنى من فاطمة البتول وعلي بن أبي طالب...
56 وللمؤلف ترجمة في (منية الراغبين في طبقات النسابين) ص 454 ولكن نسب الكتاب إلى أبيه قال: وقد ألحق بعض التعليقات على تأليف والده (تحفة الطالب).. ولكنه لم يترجم للأب الذي هو مؤلف الأصل! نسخة في مكتبة مكة المكرمة رقم 10 تراجم، تاريخ، سيرة في 44 - ورق - بخط محمد يوسف الكويتي، فرغ منها 25 ربيع الآخر سنة 1315. نسختان كتبتا في القرن 11 في مكتبة بوشتون في لوس أنجلس، من القرن 11 رقمها 4713 و 2883 ذكرتا في فهرسها فهرس ما خ ص 386. 101 - تحفة المحبين لآل طه وياسين: لمحمود بن محمد الشيخاني القادري. ويأتي له كتاب (الصراط السوي). 102 - جزء في تحقيق أهل البيت المذكورة في آية التطهير: لمحمد معين بن محمد أمين السندي التتوي الحنفي المتوفى سنة 1161. أحال إليه في الدراسة الخامسة من كتابه (دراسات اللبيب في حسن الأسوة بالحبيب) المطبوع في كراجي سنة 1969 ص 236 قال: ولنا وريقات في تحقيق ذلك في مجلد. وللمؤلف ترجمة في (نزهة الخواطر) ج 6 ص 351 وفي (نهاية دراسات اللبيب). 103 - جزء في تحقيق: لا نورث، ما تركناه صدقة: لمحمد معين بن محمد أمين السندي التتوي الحنفي المتوفي سنة 1161 مؤلف كتاب (دراسات اللبيب في حسن الأسوة بالحبيب). له ترجمة حسنة في كتاب (نزهة الخواطر) 6 / 351 - 355 وترجمة ضافية في نهاية كتابه (دراسات اللبيب) طبعة كراجي سنة 1959، كتبها عبد الرشيد النعماني وعدد
57 مؤلفاته وتكلم عليها، ومنها هذا الكتاب أحال إليه المؤلف في (دراسات البيب) ص 244 ذكر فيه أن فاطمة الزهراء معصومة بنص آية التطهير، وقد طالبت بفدك ميراثها من أبيها، فالحديث لا يقاوم ذلك بل على فرض صدوره يكون معناه: إن ما تركناه حال كونه صدقة ليس من جملة أموالنا التي يرثها وراثنا. وللمؤلف كتاب (مواهب سيد البشر في حديث الأئمة الاثني عشر) أثبت فيه عصمتهم وعصمة أمهم فاطمة عليهم السلام، وإن إجماعهم حجة، وأقوالهم حجة وكذا بحث هذا الموضوع في الدراسة الخامسة من (دراسات اللبيب) عند الكلام على آية التطهير ودلالتها على ذلك ص 237. 104 - تخميس مقصورة ابن دريد: وهو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي البصري 223 - 321، من أشهر أئمة اللغة والنحو والأدب، ومقصورته هذه من أورع القصائد العربية، وأشهر المنظومات الأدبية، لها صداها في دنيا القريض، وقد شرحها أئمة الأدب كابن خالويه وابن جني والخطيب التبريزي وغيرهم، وجاراه فيها جماعة وخمسها آخرون. وممن خمسها موفق الدين أبو محمد عبد الله بن عمر بن نصر الأنصاري الحكيم المعروف بالوزان (الورن)، المتوفى بالقاهرة مستهل صفر سنة 77 د، عن نيف و خمسين سنة، وكان أقام فترة في بعلبك. ترجم له صديقه اليونيني في (ذيل مرآة الزمان) ترجمة مطولة وأدرج فيها تخميسه كلها من ص 341 - 383 حاكيا عنه أنه رأى الحسين (عليه السلام) في المنام فقال له: (مد المقصورة)، قال: فوقع في خاطري أنه يشير إلى مقصورة ابن دريد، فخمسها ورثى بها الحسين (عليه السلام). ومن التخميس نسخة مصورة في معهد المخطوطات بالقاهرة رقم 118 أدب فهرستها 1 / 435، عن نسخة كتبها إبراهيم الشامي سنة 1260. ثم أن الأستاذ عبد الصاحب الدجيلي النجفي المعاصر حقق هذا التخميس و قدم له مقدمة ضافية وطبعه في النجف الأشرف، ثم أعيد طبعه بالأوفست في بيروت، من منشورات دار الكتاب اللبناني ودار الكتاب المصري. ذيل مرآة الزمان 3 / 321 - 383، الوافي بالوفيات 17 /، فوات
58 الوفيات 2 /، شذرات الذهب 5 / 358، النجوم الزاهرة 7 / 282، أعلام العرب لعبد الصاحب الدجيلي 1 / 153، أدب الطف للسيد جواد شبر 4 / 92 - 97. 105 - تذكرة خواص الأمة في خصائص الأئمة: لشمس الدين أبي المظفر يوسف بن قزاوعلي بن عبد الله البغدادي، المعروف بسيط ابن الجوزي، الحنبلي ثم الحنفي، نزيل دمشق 582 - 654. كان محدثا فقيها مؤرخا واعظا، ترجم له الزركلي وكحالة، وذكرا من مصادر ترجمته شيئا كثيرا. ومما لم يذكراه: (ذيل الروضتين) لمعاصره أبي شامة، وهو مصدر خصب لترجمة المؤلف، فقد وصف جوانب من حياته في غير موضع منه، منها: مجالس وعظه التي حضرها في صغره وكبره، وصفها غير مرة بإسهاب، منها: في ص 49 يقول: إنها كانت من محاسن الدنيا ولذاتها... وقد وصفها اليونيني في ترجمة المؤلف من ذيله على (مرآة الزمان) 1 / 39 - 43 فقال: وكانت مجالسه نزهة القلوب والأبصار، يحضرها الصلحاء والعلماء، والملوك والأمراء والوزراء وغيرهم، ولا يخلو المجلس من جماعة يتوبون ويرجعون إلى الله. وترجم له ابن شاكر في (عيون التواريخ) 20 / 103 وقال فيه: فطلع أوحد زمانه في الوعظ وحسن الأداء، ترق له القلوب وتذرف لسماع كلامه العيون... وفي كثير من المجالس يحضر من يسلم من أهل الذمة... له تاريخه المعروف المسمى (مرآة الزمان)، قال ابن خلكان: رأيته بدمشق في أربعين مجلدا، واعتمده المؤرخون ونقلوا عنه في كتبهم، كأبي شامة وابن شاكر والصفدي ومن بعدهم. وله شرح على (صحيح مسلم) ذكره في (تحفة الأحوذي) 1 / 259. وترجم له الذهبي في (العبر) 5 / 220 وأثنى عليه، وقال: وابن الجوزي العلامة الواعظ المؤرخ شمس الدين...، وقدم دمشق سنة 607 فوعظ بها، وحصل له القبول العظيم للطف شمائله وعذوبة وعظه وله تفسير في تسعة وعشرين مجلدا، و (شرح الجامع الكبير)...، وكان وافر الحرمة عند الملوك، ثم عده في الضعفاء، فذكره في (ميزان الاعتدال) 4 / 471، ولا شئ ضعفه سوى تأليفه في تاريخ أهل بيت رسول الله والعترة الطاهرة صلوات الله عليه وعليهم، فقال عنه: ثم إنه ترفض، وله مؤلف في ذلك، نسأل الله العافية!
59 إنتهى. إقرأ وانظر مدى غل هؤلاء وحقدهم. وترجم له ابن رافع السلامي في (تاريخ علماء بغداد) ص 236 وعد شيوخه وتلامذته، وقال في ص 238: ورأيت النورية في دمشق أربعة أجزاء حديثية ضخمة في مناقب علي بن أبي طالب من تأليفه...، ورأيت كتابا في فضائل أهل البيت يعرف (برياض الأفهام)... أقول: هذا الكتاب الذي رآه ابن رافع هل هو (تذكرة الخواص) أو كتاب آخر خاص بمناقب أمير المؤمنين عليه السلام؟ و (تذكرة الخواص) طبع على الحجر في إيران سنة 1285، وطبع مع (مطالب السؤول) لابن طلحة في إيران أيضا طبعة حجرية سنة 1288، وطبع في النجف الأشرف على الحروف بالمطبعة الحيدرية سنة 1369، وأخرى فيها سنة 1383، وأعيد طبعه بالأفست في طهران، وطبع طبعة جيدة في بيروت. 1 - نسخة في المكتبة السليمانية في إسلامبول، من كتب مكتبة أسعد أفندي رقم 2254 فرغ منها الكاتب في يوم 21 جمادى الثانية سنة 905، وعنها مصورة في معهد المخطوطات بالقاهرة كما في فهرس المخطوطات المصورة تاريخ 1 / 126، وعنها مصورة في مكتبة آية الله الحكيم العامة في النجف الأشرف رقم 451. 2 - نسخة في مكتبة خدا بخش في بتنة بالهند رقم 2294، كتبت سنة 1074. 3 - ونسخة في مكتبة الإمام الرضا في مشهده عليه السلام رقم 271 حديث، كتبت سنة 1080. 4 - نسخة في المكتبة المركزية في جامعة طهران رقم 7148، كتبت سنة 1283 كما في فهرسها 16 / 866. 5 - ونسخة في دار الكتب الظاهرية في دمشق رقم 6737، كتبت سنة 1283 كما في فهرسها - تصوف 2 / 754 - 756. 106 - تراجم سيدات بيت النبوة: للدكتورة بنت الشاطئ عائشة بنت عبد الرحمان، الكاتبة المعاصرة المصرية، و تحتوي على الكتب التالية:
60 1 - أم النبي (صلى الله عليه وآله) 2 - نساء النبي (صلى الله عليه وآله). 3 - بنات النبي (صلى الله عليه وآله). 4 - السيدة زينب. 5 - السيدة سكينة. طبعت هذه الكتب مفردة، كما طبعت مجموعة باسم (تراجم سيدات بيت النبوة) من منشورات دار الكتاب العربي في بيروت. ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): من تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر، وهو الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله الدمشقي الشافعي 499 - 571. فقد ترجم له في تاريخه ترجمة مطولة، واسعة مستوعبة، تحوي كثيرا من فضائله عليه السلام، رواه بطرق كثيرة ووجوه شتى، وحفظ لنا مادة خصبة مما رواه الأقدمون، ولولاه لربما ضاع أكثرها، فجزاه الله أهل بيت نبيه خيرا. وهذه الترجمة تستغرق ثلاث مجلدات من تاريخه الكبير البالغ ثمانين مجلدا، فأفردها زميلنا المحقق الشيخ محمد باقر المحمودي، وحققها، وخرجها، وعلق عليها تعاليق قيمة، وطبعها في بيروت في ثلاث مجلدات كبار سنة 1395 = 1975، ثم أعاد طبعه سنة 1398 = 1978. ترجمة الحسن بن علي أبي طالب (عليهما السلام): من تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر، وهو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي 499 - 571. وقد ترجم له في تاريخه ترجمة مطولة شاملة استوعبت عدة كراريس، فأفردها زميلنا العلامة الشيخ محمد باقر المحمودي، وحققها، وعلق عليها، وخرج أحاديثها، وطبعها في بيروت 1400 = 1980، في مجلد، في نحو 300 صفحة بالقطع الكبير.
61 ترجمة الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام): من تاريخ مدينة دمشق للحافظ ابن عساكر، وهو أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي 499 - 571. فقد ترجم له في تاريخه ترجمة مطولة واسعة تصلح أن تقع في مجلدين، وقد حققها زميلنا المحقق المحمودي، وعلق عليها، وخرج أحاديثها، وطبعها في بيروت سنة 1398 = 1978 في نحو 340 صفحة من القطع الكبير. 107 - تزويج فاطمة رضي الله عنها: لابن أبي الدنيا، أبي بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان بن قيس القرشي الأموي مولاهم البغدادي 208 - 281. وهو الحافظ الأخباري، صاحب الكتب المصنفة في التواريخ، والزهد والرقائق، كان يؤدب المعتضد والمكتفي وغير واحد من أولاد الخلفاء. قال النديم في الفهرست: كان ورعا زاهدا عالما بالأخبار والروايات، ثم عد مؤلفاته الكثيرة وذكر منها هذا الكتاب. وترجم له المزي في (تهذيب الكمال) ترجمة مطولة ووصفه بالحفظ، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق حافظ، وقال عنه ابن كثير: الحافظ المصنف في كل فن، المشهور بالتصانيف الكثيرة النافعة... أقول: وفي (المجموع) 42 من مجاميع دار الكتب الظاهرية في دمشق فهرست مصنفاته وراجع ترجمته في: (الجرح والتعديل) 5 / 163، (فهرست النديم) 236 (فهرست الشيخ الطوسي) رقم 450، (تاريخ بغداد) 10 / 89، (الكامل لابن الأثير) 7 / 468، (البداية والنهاية) 11 / 71، (العبر) 2 / 65، (تهذيب التهذيب) 6 / 12، (التقريب) 1 / 447 (خلاصة الخزرجي) 2 / 95 (هدية العارفين) 1 / 441، وعد مؤلفاته وذكر منها هذا، (معجم المؤلفين) 6 / 131، (معجم رجال الحديث) 10 / 304، ويأتي للمؤلف: (مقتل الحسين)، (ومقتل علي) عليهما السلام.
62 108 - جزء فيه تزويج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب عليهما السلام. للحافظ أبي بكر محمد بن هارون الروياني، المتوفى 307. ترجم له الذهبي في (تذكرة الحفاظ) ص 752، وقال: الحافظ الإمام أبو بكر محمد بن هارون، صاحب المسند المشهور حدث عن أبي الربيع الزهراني... وثقه أبو يعلى الخليلي. نشره الدكتور صلاح الدين المنجد. نسخة: في دار الكتب الظاهرية رقم 129 - تصوف - من الورقة 142 - 144، كتبها إسماعيل بن موسى بن حمد بن علي بن أحمد الخابوري، عليها سماع سنة 717، (فهرس حديث الظاهرية) للألباني ص 289، (فهرس مجاميع الظاهرية) 1 / 392، (فهرس تأريخ الظاهرية) للعش ص 70. 109 - تفريج الكروب وتكفير الذنوب: في فضائل أهل البيت، لإسحاق بن يوسف ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم الحسني اليمني الصنعاني (1111 - ذي الحجة 1173). أوله: الحمد لله الذي خص من شاء من خلقه بالتفضيل، ونص من اختاره على منعة التبجيل والتعظيم... رتبه على حروف المعجم مثل (الجامع الصغير) للسيوطي محذوف الأسانيد مع عز و كل حديث إلى مخرجه. ترجمته في (نشر العرف) 1 / 324 (والبدر الطالع) 1 / 135 (والدر الفريد) ص 5 (والأعلام للزركلي) 1 / 297، وذكر كتابه هذا، (معجم المؤلفين) 2 / 240 (بروكلمن) / 5452 و 563 من الأصل الألماني، (هدية العارفين) 1 / 202. نسخة في 70 ورقة بالقطع الكبير ضمن مجموعة كلها بخط يحيى بن حسين بن إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن حسن سهيل، كتبها 27 رجب سنة 1380 في اليمن، فيظهر أن باليمن منه نسخة أخرى، كتبت هذه عنها وهذه المجموعة في مكتبة آية الله المرعشي العامة في قم رقم 2997 ذكرت في فهرسها 8 / 169.
63 110 - رسالة تفضيل بني هاشم وأوليائهم وذم بني أمية وأتباعهم: لأبي العباس أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عمار الثقفي، الكاتب المتوفى 339، (الفهرست للنديم) ص 166. وذكر له النديم أيضا (رسالة في بني أمي)، (رسالة في مثالب معاوية)، (أخبار عبد الله بن معاوية بن جعفر بن أبي طالب)، ويأتي له، (المبيضة في أخبار مقاتل آل أبي طالب). للبحث صلة...
64 دليل المخطوطات (1) السيد أحمد الحسيني مخطوطات مكتبة فحول القزويني قزوين - إيران في حيازة فضيلة الخطيب السيد علي أصغر فحول القزويني أكثر من مائتي نسخة مخطوطة هي من بقايا المكتبة التي أوقفتها الأسرة في القرن الثالث عشر الهجري، وأكثرها من كتب جده السيد رضي الدين الموسوي القزويني الذي كان من كبار علماء قزوين، و كان يهوى الكتب ويبدو أنه كان يستخدم بعض من ينسخ له ثم يقابل النسخ ويصححها بنفسه، وقد أوقف طائفة من كتبه في سنة 1267 وأوقفت البقية بعد وفاته بوصية منه سنة 1277. اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي) (رجال - عربي) تأليف: شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (460). * مخروم الأول والآخر. إرشاد الهادي (نحو - عربي) تأليف: سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (791) مختصر جدا في قواعد النحو في ثلاثة أقسام: الأول في الاسم، الثاني في الفعل، الثالث في الحرف، ألفه لولده المكرم سنة 778 بخوارزم. أوله: (الحمد الله الذي جعل بكلمته علم الإعراب مرفوع البناء، منصوب اللواء مجرور ذيل الشرف بجزم القضاء). آخره: (ونون الثقيلة والخليفة في الفعل التأكيد). * ملا نسيمي بن نعمة الله الكوستاني، 15 ذي الحجة 1050، قبل الكتاب وبعده فوائد متفرقة.
65 الإصلاح وفيه الفوز والفلاح (فقه - عربي) تأليف: السيد المجاهد محمد بن علي الطباطبائي (1242) * من دون اسم الناسخ والتاريخ. الأصول الأصيلة (أصول - عربي) تأليف: المولى محسن بن المرتضى الفيض الكاشاني (1091) * سنة 1107. أصول الفقه (أصول - عربي) تأليف: السيد رضي الدين بن علي أكبر الموسوي القزويني (ق 13) مباحث استدلالية مفصلة مع نقل بعض الأقوال والآراء الكبار علماء الأصول، وهذا الجزء يشتمل على مباحث حجية الظن والاستصحاب. * بخط المؤلف، وهو جد صاحب المكتبة. أصول الفقه (أصول - عربي) تأليف:؟ مباحث استدلالية بعنوان (أصل - أصل) في مقدمة وخاتمة بينهما أصول: المقدمة في تعريف العلم وبيان الحاجة إليه وموضوعه، الخاتمة في التعادل والترجيح، الأصول في المسائل الأصولية الأخرى. أوله: (بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، فبعد... إعلم أن ما ذكره أهل الميزان من أن الأمور الثلاثة). * مخروم الآخر، ولعله بخط المؤلف. إكمال الدين وإتمام النعمة (حديث - عربي) تأليف: الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي (381) * مخروم الآخر.
66 أنوار التنزيل وأسرار التأويل (تفسير - عربي) تأليف: القاضي ناصر الدين عبد الله بن عمر البيضاوي (ق 7) * علي بن عبد الوهاب البدرشي، 14 ذي الحجة 943، من سورة مريم إلى آخر القرآن. * النصف الأول من النسخة السابقة، بدأ بقراءته علي بن الحسين بن علي بن إبراهيم في يوم الأربعاء 12 صفر 1060. * إسماعيل بن يحيى الحسني الحسيني، منتصف شوال 946، نسخة مصححة جيدة. أنوار الهداية (حديث - عربي) تأليف: السيد رضي الدين بن علي أكبر الموسوي القزويني (ق 13) أحاديث جمعها المؤلف في التوحيد والنبوة والإمامة مع ذكر المصادر المنقول عنها، والكتاب لم يتم تأليفه وفي أثنائه أوراق بيضاء. أوله: (باب التوحيد، فصل قال الصدوق رحمه الله في توحيده: حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق). * بخط المؤلف. بداية الهداية (فقه - عربي) تأليف: الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (1104) * محمد شفيع بن محمد رفيع، يوم الجمعة 20 ذي القعدة 1112، مخروم الأول. تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية (فقه - عربي) تأليف: العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر (726) * محمد هادي بن عبد الرحيم، سنة 1266 المجلد الثاني. * من دون اسم الناسخ والتاريخ، مخروم الأول، المجلد الثاني.
67 تحرير القواعد المنطقية في شرح الشمسية (منطق - عربي) تأليف: قطب الدين محمد بن محمد الرازي (766) * مخروم الآخر. تحفة الزائر (زيارات - فارسي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110) * شهر رجب 1288. ترجمة التنبيهات العلية (فقه - فارسي) ترجمة: السيد علي أكبر بن عبد الكريم الموسوي القزويني (ق 13) ترجمة لفظية لكتاب (التنبيهات العلية) للشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (966) المعروف ب (أسرار الصلاة) ترجمه المترجم بطلب بعض المؤمنين وأتم ذلك في أول ذي الحجة سنة 1254. أوله: (الحمد لله رب العالمين.. أما بعد بدان بدرستى كه روح عبادت رب الأرباب). آخره: (وجنانجه مطلع شوند بر غلطى وسهوى در آن آنرا باخلاق حسنه خود صحيح ودرست با صلاح آورند باعث بر اجر در اين شود). * بخط المترجم، وبعده أحكام الصلاة مترجم من بعض رسائل حجة الإسلام السيد محمد باقر الشفتي الأصبهاني. تظلم الزهراء (تاريخ - عربي) تأليف: المولى رضي الدين بن نبي القزويني (بعد 1134) * مخروم الآخر تفسير سورة يوسف تأليف: محمد هادي بن أبي الحسن الشريف النائيني (ق 13) بعد أن فرغ المؤلف من كتابه (لسان الذاكرين) و (سرور المؤمنين) و (شرح دعاء عرفة للإمام الحسين عليه السلام) سافر في سنة 1243 إلى الحج، فألف هذا الكتاب في تفسير
68 سورة يوسف عليه السلام وبيان قصته مع الإشارة في كل موضوع إلى مصائب الإمام الحسين عليه السلام وإنشاد قصائد وأبيات من المؤلف، ألفه في عصر السلطان فتح علي شاه القاجار، وقدمه إلى ميرزا عبد الوهاب. أوله: ياد روزى كه بدل غير غم يار نبود * كوى دل جز حرم يار وفادار نبود آخره: اى خوشا آنكس كه أو صديق وار * بزم آرايد بساط قرب يار * محمد باقر بن محمد رضا، يوم الأربعاء 28 صفر 1262 في قزوين. تفسير القرآن الكريم (تفسير الجلالين) (تفسير - عربي) تأليف: جلال الدين محمد بن أحمد المحلي (864) وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (911). - * من دون اسم الناسخ والتاريخ، مخروم الأول، قو بل على نسختين إحداهما بخط السيوطي والأخرى بخط النباطي. تفسير القرآن الكريم (تفسير - فارسي) تأليف:؟ تفسير ممزوج مختصر، والنسخة تبدأ من سورة لقمان وتنتهي بانتهاء القرآن الكريم، أول سورة لقمان (ألم تلك آيات الكتاب الحكيم، حروف مقطعة مبادي سور مفاتيح كنوز رموز خزائن حق اند). * الورقتان الأخيرتان كتبهما علي بن محمد الخوئيني في سنة 1232. تهذيب الأحكام (حديث - عربي) تأليف: شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (460) * محمود بن شاهين، 17 رجب 1048 (آخر كتاب الصلاة)، مخروم الآخر، كتب الحسين بن كمال الدين الأبزر الحسيني الحلي على الورقة الأولى أن الشيخ محمود بن شاهين بدأ بقراءة الكتاب في يوم الاثنين 12 ربيع الثاني 1048، وفي آخر (باب الصبيان
69 متى يؤمرون بالصلاة) إنهاء وإجازة كتبها الحلي للناسخ بتاريخ يوم الخميس 23 شهر صفر سنة 1050. تهذيب الوصول إلى علم الأصول (أصول - عربي) تأليف: العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر (726) * عبد الوهاب، العشر الأخير من شهر شعبان، مخروم الأول، كتب بعده اعتقادات الشيخ بهاء الدين العاملي. * من دون اسم الناسخ والتاريخ، مخروم الأول. جامع الأقوال في معرفة الرجال (رجال - عربي) تأليف: ينقل في هذا الرجال المرتب على ترتيب الحروف، عن كتب الرجال الأربعة والخلاصة للعلامة، وربما يهمل ذكر مصادره (1). أوله مخروم: (أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال). آخره: (تم كتاب جامع الأقوال في معرفة الرجال والحمد لله رب العالمين...). * عبد الله بن ربيع بن سراج بن سالم المعلم، يوم الثلاثاء 16 جمادى الأولى 1023، وهو مخروم الأول والآخر. جامع الشتات (فقه - عربي) تأليف: الميرزا أبو القاسم بن الحسن الجيلاني القمي (1231) * من دون اسم الناسخ والتاريخ، وهو مخروم الآخر. جامع المقاصد في شرح القواعد (فقه - عربي) تأليف: نور الدين علي بن الحسين المحقق الكركي (940) * مخروم الآخر، كتاب الطهارة إلى الزكاة.
(1) ذكر في الذريعة 5 / 46 كتابين باسم (جامع الأقوال) في الرجال، فراجعه. 70 جوامع الجامع (تفسير - عربي) تأليف: أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي (547). * من دون اسم الناسخ والتاريخ، النصف الأول من الكتاب، قابله مرتان علي بن محمد كاظم بن محمد علي بن مقصود علي الطالقاني المعروف بالعادل وأتم المقابلة الثانية في يوم الجمعة ثامن شهر رجب 1137. * حبيب الله بن مير فاضل الطالقاني، يوم الأربعاء العشر الآخر من ربيع الثاني 1122، النصف الثاني من الكتاب. * عبد الرحيم بن ملا داود، يوم الثلاثاء 26 ذي الحجة 1111، النصف الأول وهو مخروم الأول. جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام (فقه - عربي) تأليف: الشيخ محمد حسن بن الباقر النجفي (1266) * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الجمعة 14 شوال 1266، أحكام لباس المصلي إلى النية من كتاب الصلاة. * من دون اسم الناسخ والتاريخ، كتاب التجارة. * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، شوال 1267، من أحكام تكبيرة الإحرام إلى صلاة الجنائز. * غلام علي بن علي مردان الشالي، سنة 1267، كتاب النكاح والطلاق. * من دون اسم الناسخ والتاريخ، مخروم الأول، كتاب الإرث إلى آخر الشهادات. * عبد الحسين بن محمد أمين، يوم الأحد 15 ذي العقدة كتاب الحج. حاشية إرشاد الأذهان (فقه - عربي) تأليف: نور الدين علي بن عبد العالي المحقق الكركي (940) * من دون اسم الناسخ والتاريخ. حاشية تهذيب المنطق (منطق - عربي) تأليف: شهاب الدين عبد الله بن الحسين اليزدي (981)
71 * مؤمن بن محمد زكي، سنة 1275. حاشية حاشية تهذيب المنطق (منطق - عربي) تأليف: المولى محسن بن محمد طاهر القزويني (ق 12) * محمد بن محمد حسن النوراني، يوم الأربعاء 19 شعبان 1257 في المدرسة الفخرية بطهران. حاشية الروضة البهية (فقه - عربي) تأليف: جمال الدين محمد بن الحسين الخوانساري (1125) * محمد تقي بن أحمد الخوئيني، رجب 1237، المجلد الثالث. حاشية الكشاف (تفسير - عربي) تأليف:؟ * 10 رجب 1092، مخروم الأول. حاشية مدارك الأحكام (فقه - عربي) تأليف:؟ لعلها لسلطان العلماء إبراهيم بن الحسين الآملي المرعشي (1098) الشهير بخليفة سلطان. * رمضان بن الحاج بابا الخوئي السلطاني، رجب 1244 كتاب الصلاة. حاشية المطول (بلاغة - عربي) تأليف: السيد مير شريف محمد بن علي الجرجاني (816) * عبد السلام بن عبد الملك الحسيني، يوم السبت من شهر ربيع الثاني 989. حاشية معالم الأصول (أصول - عربي) تأليف: ميرزا محمد بن الحسن الشيرواني (1098)
72 * مصطفى بن أحمد الخوئيني، سنة 1249. حاشية وافية الأصول (أصول - عربي) تأليف: السيد محمد مهدي بن المرتضى بحر العلوم النجفي (1212) * من دون اسم الناسخ والتاريخ. الحدائق الناضرة (فقه - عربي) تأليف: الشيخ يوسف بن أحمد البحراني (1186) * من دون اسم الناسخ والتاريخ، كتاب الطهارة * يوم الجمعة سنة 1259، كتاب النكاح * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، 10 رجب 1265، كتاب الزكاة إلى الاعتكاف. * مصطفى بن أحمد الخوئيني، سنة 1260، كتاب الصلاة. * سنة 1259، كتاب الصلاة. * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الاثنين 25 جمادى الأول 1261، كتاب الحج. * سنة 1260، كتاب البيع. الحساب (حساب - عربي) تأليف: * محمد مؤمن بن محمد نوروز، 6 رمضان 1070، مخروم الأول. الخرائج والجرائح (حديث - عربي) تأليف: قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي (573). * محمد باقر بن محمد علي، سنة 1091. خلاصة الأقوال في عالم الرجال (رجال - عربي) تأليف: العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر (726) * محمود العلوي الحسيني الكرمرودي، منتصف ربيع الأول 1028، قوبل عن السيد مير
73 محمد علي الأصبهاني في 15 ربيع الأول 1029 وهو مخروم الأول. ذخيرة المعاد في شرح الارشاد (فقه - عربي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد مؤمن المحقق السبزواري (1090) * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الاثنين 24 جمادى الأولى 1266، كتاب الزكاة والحج. * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، شوال 1262، كتاب الطهارة قابله رضي بن علي أكبر الموسوي القزويني وأتم المقابلة في يوم الثلاثاء 15 ربيع الثاني 1264. * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، جمادى الثانية 1253، الجزء الثالث. الذريعة إلى الأصول الشريعة (أصول - عربي) تأليف: الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي (436). * مصطفى بن أحمد الخوئيني، يوم الأربعاء 16 صفر 1247. ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة (فقه - عربي) تأليف: الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي (786) * سنة 1260، المجلد الأول. الرجال (رجال - عربي) تأليف: تفي الدين حسن بن علي بن داود الحلي (ق 7). * من دون اسم الناسخ والتاريخ. الرسالة العملية (فقه - فارسي) ترجمة: ميرزا علي أكبر بن عبد الكريم الموسوي القزويني (ق 13) ترجمة للرسالة العملية الفتوائية المطابقة لفتاوى حجة الإسلام السيد محمد باقر الشفتي، هي ترجمة للقطعة التي كانت موجودة عند المترجم من كتاب الطهارة إلى الزكاة، و تمت الترجمة في سنة 1259.
74 ) * بخط المترجم. روضة الأذكار (دعاء - فارسي) تأليف: شرف الدين محمد بن محمد التبريزي المتخلص بمجذوب (ق 12) جمع طائفة كبيرة من الأدعية والأذكار التي تتلى في مختلف المناسبات من الكتب المعتبرة، وهو في مقدمة واثني عشر بابا وخاتمة هكذا: المقدمة: في الترغيب في الدعاء وآدابه، وفيها تسع مقامات. الباب الأول: في أعمال الليل والنهار، وفيه خمسة فصول. الباب الثاني: في أعمال الشهور والسنة، وفيه مقدمة واثنا عشر فصلا وخاتمة. الباب الثالث: في اختيارات الأيام. الباب الرابع: في زيارات المعصومين، وفيه مقدمة واثنا عشر فصلا وخاتمة. الباب الخامس: في أعمال لا تخص بوقت، وفيه فصلان. الباب السابع: في الحفظ من المحذورات، وفيه أربعة فصول. الباب الثامن: في آيات الكفاية والشفاء، وفيه فصلان. الباب التاسع: في حفظ القرآن وعلوم الدين، وفيه فصلان. الباب العاشر: في الاسم الأعظم والأسماء الحسنى، وفيه أربعة فصول. الباب الحادي عشر: في فضائل القرآن، وفيه ثلاثة فصول. الباب الثاني عشر: في أدعية متفرقة. الخاتمة: في فوائد متفرقة. * مخروم الأول والآخر. الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية (فقه - عربي) تأليف: الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (966) * الجزء الأول، وهو مخروم الآخر.
75 زاد المعاد (دعاء - فارسي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110) * غلام علي بن حسن بن رضا بن رضا بنده بن خدابنده إبراهيم آبادي العبد رب آبادي، سنة 1244. زبدة البيان في تفسير آيات أحكام القرآن (فقه القرآن - عربي) تأليف: المولى أحمد بن محمد المقدس الأردبيلي (993). * علي رضا بن رسم باباني، يوم الخميس 12 جمادى الثانية 1029 من كتاب المكاسب. الشافي (كلام - عربي) تأليف: الشريف المرتضى علي بن الحسين الموسوي (436) * بدون اسم الناسخ، استكتبه رضي بن علي أكبر بن كريم بن أحمد بن نعمة الله الموسوي شهر محرم 1261، الجزء الأول. * أحمد مصطفى الخوئيني، 9 جمادى الأولى 1260 الجزء الثاني. شرائع الإسلام (فقه - عربي) تأليف: أبي القاسم جعفر بن يحيى بن سعيد المحقق الحلي (676) * حمزة بن يوسف الرستمداري، يوم الثلاثاء آخر ربيع الآخر 982 في مشهد الرضا عليه السلام. * محمد مؤمن بن محمد الشورستاني، مخروم الأول. شرح أصول الكافي (حديث عربي) تأليف: المولى خليل بن الغازي القزويني (1089). * محمد رضا التنكابني، يوم الاثنين 7 شوال 1092، كتاب التوحيد، وهو مخروم الأول. * كتاب العقل، مخروم الآخر.
76 شرح ألفية ابن مالك (نحو - عربي) تأليف: بهاء الدين عبد الله بن عقيل المصري (769). * نسخة قديمة نفيسة مخرومة الآخر. شرح تجريد الاعتقاد (كلام - عربي) تأليف: علاء الدين علي بن محمد القوشجي (879). * نسخة مجدولة مذهبة نظيفة مخرومة الآخر. شرح الجامع العباسي (فقه - فارسي) تأليف: الشيخ محمد بن علي بن خاتون العاملي (ق 11) ينسب هذا الكتاب أيضا إلى الشيخ محمد بن علي بن نعمة لله العاملي، انظر الذريعة 6 / 56 و 13 / 172. * محسن الشريف الحسيني الموسوي خادم ثامن الأئمة، يوم الجمعة 29 ذي الحجة 1063 بأمر ميرزا محمد ناصر سپهسالار ملك دكن في حيدر آباد، نسخة جميلة الخط مجدولة * يوم السبت سلخ ربيع الأول 1191، مخروم الأول. شرح الدروس (فقه - عربي) تأليف: الفاضل الجواد بن سعد الكاظمي (ق 11). * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الاثنين 8 شعبان 1246، كتاب الطهارة والصلاة. شرح الشافية (تصريف - عربي) تأليف: رضي الدين محمد بن الحسن الأسترآبادي (686). * محمد هادي بن عبد الرحيم القزويني، سنة 1240، مخروم الأول.
77 شرح الفوائد الحكيمة (فلسفة - عربي) تأليف: الشيخ أحمد بن زين العابدين الأحسائي (1243) * عبد الجبار الاشتهاردي، سنة 1235، مخروم الأول. شرح مختصر الأصول (أصول - عربي) تأليف:؟ شرح كبير بعنوان (قال - أقول)، تم في 26 شعبان 734. أوله: (الحمد لله الذي برأ الأنام... وبعد فإن من عناية الله تعالى أن شرع الأحكام، وبين الحلال والحرام). * مسعود بن معتز المشهدي المدعو بعماد النظامي 8 جمادي الأولى 826. شرح المختصر النافع (فقه - عربي) تأليف: السيد علي بن محمد علي طباطبائي (1231) هو شرحه الصغير. * سليمان بن حسين، يوم الأحد 6 جمادى الثانية 1231، كتاب النكاح إلى الإرث. شرح مفاتيح الشرائع (فقه - عربي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني (1206) * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، سنة 1263، المجلد الثاني. * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، سنة 1263، المجلد الثالث. * 23 رجب 1260، الجزء الأول، قابله رضي بن علي أكبر الموسوي القزويني وأتم المقابلة في شهر الصيام 1277. شرح هداية الحكمة (فلسفة - عربي) تأليف: مير حسين بن معين الدين الحسيني الميبدي (911) * من دون اسم الناسخ والتاريخ، وهو مخروم الأول.
78 الصافي (تفسير - عربي) تأليف: المولى محسن بن المرتضى الفيض الكاشاني (1091) * مهدي بن عبد الرحيم بأمر المولى أسد الله، العشر الثالث من شهر صفر 1240، المجلد الثاني. * من دون اسم الناسخ والتاريخ، الربع الثاني وهو مخروم الأول. صحاح اللغة (لغة - عربي) تأليف: أبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري (393) * إسماعيل بن آقا جاني پاشا المازندراني، يوم الأحد 12 رمضان 1248. الصحيفة السجادية (دعاء - عربي) إنشاء: الإمام السجاد علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. * مخروم الآخر. عدة الداعي ونجاح الساعي (دعاء - عربي) تأليف: الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي (381) * يوم الخميس سلخ ربيع الثاني 1053 وهو مخروم الأول. عين الحياة (أخلاق - فارسي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110) * محمد باقر بن محمد طاهر الحسيني، يوم الاثنين 14 صفر 1242.
79 عيون الأصول (أصول - عربي) تأليف: الشهيد الثالث محمد تقي بن محمد البرغاني القزويني وأتمه في ليلة الجمعة عاشر جمادى الثانية سنة 1238. أوله: (الحمد لله الذي هدانا بواضح الدليل إلى الأصول الأصلية، وأرشدنا بسفيره الجليل إلى الفروع الشرعية) * عبد الصمد بن محمد باقر الأنصاري، سلخ ذي الحجة 1225. الغريبين (لغة - عربي) تأليف أبي عبيد أحمد بن محمد الهروي (401). * نسخة قديمة نظيفة. الفوائد الضيائية في شرح الكافية (نحو - عربي) تأليف: نور الدين عبد الرحمن بن أحمد الجامي (898) * نسخة فيها خروم أتمها علي بن مير محمد القزويني في سنة 1229. * من دون اسم الناسخ والتاريخ، نسخة قديمة جيدة. قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام (فقه - عربي) تأليف: العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر (726) * نسخة مخرومة الآخر. القوانين المحكمة (أصول - عربي) تأليف: ميرزا أبو القاسم بن الحسن الجيلاني القمي (1231) * علي بن مال الله الصفار الحلي النجفي، يوم الجمعة 28 شهر شوال 1237. * أفضل بن أحمد الموسوي، 16 شوال 1233. * رضي بن علي أكبر الموسوي، القزويني، العشر الأول من ذي القعدة 1237.
80 بالجزء الأول * نسخة مخرومة الآخر. الكافي (حديث - عربي) تأليف: ثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني (328) * من دون اسم الناسخ والتاريخ، كتاب المعيشة. * مخروم الآخر، من باب الديون إلى باب اللعان. * من دون اسم الناسخ والتاريخ، الأصول. * من دون اسم الناسخ والتاريخ، الأصول، نسخة مصححة. * عبد علي بن خان أحمد، يوم الخميس ثامن شعبان 1021، الأصول. كشف الغطاء (فقه - عربي) تأليف: الشيخ جعفر بن خضر الجناجي النجفي (1228). * من دون اسم الناسخ والتاريخ. كنز الفوائد في حل مشكلات القواعد (فقه - عربي) تأليف: السيد عميد الدين عبد المطلب بن محمد الحسيني الحلي (754) شرح الاستدلالي بعنوان (قوله - أقول) على كتاب (قواعد الأحكام) للعلامة الحلي، لحل مشكلاته وبيان تردداته. وقد تعرض فيه للرد على ولد العلامة فخر الدين، كتبه الشارح لولده أبي طالب محمد. أوله: (الحمد لله الذي أوضح لعباده سبيل الرشاد، وهداهم إلى طريق السداد، ولم يجعلهم يهيمون في غياهب الجهالات). * من دون اسم الناسخ والتاريخ، والأوراق الأخيرة كتبت حديثا، وفي آخر كتاب الحدود منها تلك حسين بن حسن بن سالم بن مجلي بتاريخ 1189. كوهر مراد (كلام - فارسي) تأليف: المولى عبد الرزاق بن علي اللاهيجي (ق 11)
81 * نسخة مخرومة الأول والوسط والآخر. مجمع البحرين ومطلع النيرين (لغة - عربي) تأليف: الشيخ فخر الدين بن محمد علي الطريحي (1078) * قاسم الكرماني، يوم الخميس من جمادى الأولى 1115 (آخر الجزء الأول). مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد الأذهان (فقه - عربي) تأليف: المولى أحمد بن محمد المقدس الأردبيلي (993) * محمد إسماعيل بن محمد حسن، رجب 1232، من كتاب المتاجر إلى كتاب العطايا. مجموعة فيها (عقائد - عربي) 1 - منهاج الحق واليقين في تفضيل علي أمير المؤمنين تأليف: السيد ولي بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري (ق 10) في تفضيل علي عليه السلام على الأنبياء، كتبه المؤلف بالتماس الخواجة علي الآملي، وهو مرتب على عدة مطالب، ولا يوجد في المجموعة إلا الورقتان الأوليان من الكتاب. أوله: (الحمد لله الذي بفضله أوضح لنا سبيل الهدى واليقين، ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله خاتم النبيين، إذ بعثه رحمة للعالمين). 2 - تحفة الملوك (إخلاق - عربي) تأليف: السيد ولي بن نعمة الله الحسيني الرضوي الحائري آداب إسلامية جمعها المؤلف مستندا إلى الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأقوال بعض الفلاسفة، وهي في مقدمة وثمانية أبواب وخاتمة هكذا: المقدمة: كيفية التفكر في صنع الصانع تعالى. الباب الأول: صفة الدنيا وحقيقة أحوالها. الباب الثاني: طريق محاسبة النفس. الباب الثالث: ذكر الموت وفضائله. الباب الرابع: صفة المحشر وأهوال القيامة. الباب الخامس: التنبيه على أحوال بعض الملوك والسلاطين.
82 الباب السادس: مدح العدل وحسن عاقبة العادل. الباب السابع: قبح الظلم وسوء عاقبة الظالم. الباب الثامن: صفة الحلم. الخاتمة: التواضع ومنع التكبر. أوله ناقص: (عز من قائل وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا، بعد). آخره: (وأي عبد لم يذنب ذنبا استحق به العقوبة إلا أن يعفو الكريم بفضله و رحمته إنه رؤوف رحيم لطيف كريم والحمد لله رب العالمين). 3 - منهاج التوسل في مباهج الترسل (تصوف - عربي) تأليف: عبد الرحمن بن محمد بن علي بن أحمد البسطامي. ستون لطيفة أدبية مسجعة كتبت بصورة مكاتيب ورسائل، وهي في مراتب التصوف وتهذيب الأخلاق، وفي المجموعة اللطائف الست الأولى فقط أوله: (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين.. وبعد فالعبد الملهوف الراجي رحمة ربه العطوف). 4 - التوحيد (حديث - عربي) رواية: أبي محمد مفضل بن محمد الجعفي الكوفي (ق 2). 5 - التنبيهات العلية (فقه - عربي) تأليف: الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (966) 6 - منهاج الكرامة في معرفة الإمامة (كلام - عربي) تأليف: العلامة الحلي حسن بن يوسف بن المطهر (726) 7 - إلزام النواصب بإمامة علي بن أبي طالب (إعتقادات - عربي) تأليف:؟ * أكثر رسائل هذه المجموعة ناقصة. مجموعة فيها: 1 - زبدة الأصول (أصول - عربي) تأليف: بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030) 2 - حاشية الصحيفة السجادية (دعاء - عربي)
83 تأليف: الميرداماد محمد باقر بن محمد الحسيني الأسترآبادي (1041) * الكتاب الأول، والكتاب الثاني مخروم الآخر. مجموعة فيها: 1 - شرح القصيدة التائية لدعبل (أدب - عربي) تأليف: شرح مختصر لقصيدة دعبل التائية التي يقول في أولها (مدارس آيات خلت من تلاوة)، يتعرض الشارع فيه إلى المهم من اللغة والإعراب. أوله: (الحمد لله الذي شرح صدورنا بمعاداة أعداء حبيبه ووليه، وجعل قلوبنا أوعية لولاء أهل بيت نبيه). آخره: الله مولاه والرسول ومن * بعدهما فالوصي مولاه 2 - الاثنا عشرية في الصوم (فقه - عربي) تأليف: بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030). 3 - الوجيزة (كلام - عربي) تأليف: المير محمد معصوم القزويني (1091) رسالة كلامية فلسفة في إثبات الواجب تعالى وبيان صفاته الثبوتية والسلبية وسائر ما يتعلق بالتوحيد وهي في خمسة فصول هكذا: الفصل الأول: إن بعض الموجودات الخارجية واجب بالذات. الفصل الثاني: الموجود الواجب بالذات واحد بالذات. الفصل الثالث: الصفات الذاتية عين ذاته تعالى بالعينية. الفصل الرابع: كل معلول مسبوق بالعدم الخارجي. الفصل الخامس: علم الله تعالى وقدرته. أوله: (الحمد لله الذي دل بذاته على جميع صفاته، والصلاة على محمد المبعوث بآياته وآله الذين هم أشرف هداته). آخره: (ونبع الماء من الحجر لموسى ومن أصابع نبينا وغير ذلك، فلنختم الكلام في هذا المقام حامدين ومستغفرين..). 4 - كشف الحق ونهج الصدق (عقائد - عربي)
84 تأليف: العلامة الحلي حسن بن يوسف بن المطهر (726) 5 - حاشية شرح المطالع (منطق - عربي) تأليف: ملا ميرزاجان حبيب الله الباغنوي (994). * محمد جعفر بن رستم الطالقاني، 3 جمادى الآخرة 1072 - 1084. مجموعة فيها: 1 - شرح التصريف (تصريف - عربي) تأليف:؟ شرح على تصريف الزنجاني أكثره بصورة السؤال والجواب. 2 - النكت الاعتقادية (كلام - عربي) تأليف: الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان التلعكبري البغدادي (413). 3 - شرح الألفية (فقه - عربي) تأليف: محمد بن نظام الدين الأسترآبادي الغروي. شرح ممزوج مختصر على رسالة (الألفية) في الصلاة للشهيد الأول. أوله: (الحمد لمن وفقنا لمعرفة واجبات الصلاة، ووقفنا على معدات المعرفة و موجبات الصلاة، حمدا يملأ أقطار الأرضين والسماوات). آخره: (وصلاة الجنازة على ما قلناه فمجاز إطلاقه إذ لا وقت لهما وكذا النذر المطلق لا يقضى إذ لا وقت له). * الرسالتان الأولى والثانية فيما اسم الناسخ وتاريخ النسخ، الرسالة الثالثة كتبها محمد تقي الخوا في أواخر ربيع الثاني 1071. مجموعة فيها: 1 - ديوان حافظ الشيرازي (شعر - فارسي) نظم: شمس الدين محمد بن كمال الدين الحافظ الشيرازي (792) 2 - لب لباب مثنوي (شعر - فارسي) انتخاب: حسين بن علي الكاشفي السبزواري (910) * نسخة مجدولة مذهبة مخرومة الأول والآخر أصابتها الرطوبة
85 مجموعة فيها: 1 - تقويم الخط في شرح رمح الخط (أدب - عربي) تأليف: المولى محسن بن محمد طاهر القزويني (ق 12) 2 - الوافية في نظم الشافية (تصريف - عربي) نظم: قوام الدين محمد بن محمد مهدي الحسيني القزويني الحلي (ق 12) 3 - الرسالة الوضعية (تصريف - عربي) تأليف: المولى محسن بن محمد طاهر القزويني 4 - الشافية (تصريف - عربي) تأليف: أبي عمر وعثمان بن عمر المعروف بابن الحاجب (646) * محسن بن حسين الحسيني، يوم الخميس 3 ذي الحجة 1260 مجموعة فيها: 1 - شرح المختصر النافع (الصغير) (فقه - عربي) تأليف: السيد علي بن محمد علي الطباطبائي (1231) 2 - شرح خلاصة الحساب (حساب - عربي) تأليف: الحكيم بن علاء الدولة الحسيني. * محمد بن نعمة الله الحسيني اليزدي، 29 ربيع الثاني 1215 مجموعة فيها: 1 - الأوزان والمقادير (فقه - عربي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد تقي المجلسي (1110) 2 - ميزان المقادير في تبيان التقادير (فقه - عربي) تأليف: رضي الدين محمد بن الحسن القزويني (1096) * محمد علي بن محمد رضا القزويني، الكتاب الأول يوم الأحد العشر الأخير من ربيع الأول 1098 (بعد الكتاب الأول).
86 مجموعة فيها: 1 - معالم الأصول (أصول - عربي) تأليف: الشيخ حسن بن زين الدين العاملي (1011) 2 - حاشية معالم الأصول (أصول - عربي) تأليف: خليفة سلطان حسين بن محمد رفيع الدين المرعشي (1064) * الكتاب الأول كتبه علي بن الحسين الكاتب الاصفهاني سنة 1239، الكتاب الثاني غير تام في الكتابة. مجموعة فيها: 1 - شرح زبدة الأصول (أصول - عربي) تأليف: المولى محمد صالح بن أحمد المازندراني (1081) 2 - صلاة الجمعة (فقه - عربي) تأليف: الشهيد الثاني زين الدين بن علي العاملي (966) 3 - حجية الأدلة الأربعة (أصول - عربي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني (1206) 4 - القياس (أصول - عربي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني 5 - أصالة صحة المعاملات (فقه - عربي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني 6 - الفرق بين الأخباري والأصولي (أصول - عربي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني 7 - تقليد الميت (فقه - عربي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني 8 - حاشية مفاتيح الشرائع (فقه - عربي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني في النسخة قطعة من هذه الحواشي. 9 - الاجتهاد والأخبار (أصول - عربي) تأليف: المولى محمد باقر بن محمد أكمل الوحيد البهبهاني
87 * بخطوط مختلفة، والرسالة الأخيرة مخرومة الآخر. مجموعة فيها: 1 - حاشية (بلاغة - عربي) تأليف: شهاب الدين عبد الله بن الحسين اليزدي (981) 2 - حاشية تهذيب المنطق (منطق - عربي) تأليف: شهاب الدين عبد الله بن الحسين اليزدي * أحمد بن محمد طاهر الطالقاني، يوم الجمعة سلخ شوال 1108 في قزوين. مجموعة فيها: 1 - شرح حديث حلية الرسول (حديث - فارسي) تأليف: صدر الدين محمد بن صادق الحسيني (ق 11) شرح للحديث الذي رواه الصدوق في (عيون أخبار الرضا عليه السلام) في صفة النبي صلى الله عليه وآله في جسده وأخلاقه وأفعاله، تم الشرح في يوم الجمعة 18 شوال 1078. أوله: (الحمد لله الذي خلق الإنسان في أحسن تقويم، والصلاة على حبيبه المنعوت في كتابه الكريم). آخره: هزاران درود وهزاران سلام * زما بر محمد وآلش تمام 2 - شرح الصحيفة السجادية (دعاء - عربي) تأليف: صدر الدين محمد بن صادق الحسيني. شرح وترجمة إلى الفارسية بعناوين (أصل - شرح - ترجمة)، أطال في الشرح بذكر القواعد اللغوية والأدبية والنكات التاريخية والعلمية، وتم شرح المقدمة الموجود في هذه المجموعة في غرة ربيع الأول 1094 ولا أعلم أن الشارع أتم الشرع أم لا. أوله: (الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله... أما بعد فيقول الداعي لإخوانه المؤمنين). 3 - شرح دعاء العلوي المصري (دعاء - فارسي) تأليف: صدر الدين محمد بن صادق الحسيني
88 شرح بعنوان (أصل - شرح) وأورد فيه كثيرا من الأسئلة ثم أجاب عنها بطريق السؤال والجواب. أوله: (بعد از نكارش حمد حضرت معبود وكزارش هديه منقبت ودود بعرض روشن ضمير آن ميرساند). * الكتاب الأول والثاني بخط المؤلف، والكتاب الثالث كتبه تلميذ المؤلف أبو طالب بن زين العابدين الحسني المرعشي الطبيب، يوم الثلاثاء 29 ربيع الأول 1088 مجموعة فيها: 1 - شرح الكبرى (منطق - فارسي) تأليف: الميرزا محمد المجتهد. شرم مختصر على رسالة (الكبرى) في المنطق للسيد شريف الجرجاني ولعل الشارع هو ميرزا محمد بن سليمان التنكابني. أوله: (اعلم قبل از شروع در هر علمي واجب است دانستن سه حيز تعريف وقاعدة وموضوع). آخره: (وإلا لازم مى آيد كه ارتفاع جائز باشد حون هذا الشئ إما لا شجر وإما لا حجر لكنه شجر). 2 - ميزان الأدب في قواعد العرب (أدب - فارسي) تأليف: الميرزا يحيى القزويني بحثان في القواعد الصرفية التي يجب معرفتها على الأديب وشرح شواهد البهجة المرضية في شرح الألفية للسيوطي. أوله: (الحمد لله رب العالمين.. أين رسالة ايست موسوم بميزان الأدب في قواعد العرب كه حفظ ورعايت آن). 3 - جواهر الأسرار (علوم غريبة - فارسي) تأليف: محمد بن محمود الدهدار. * محمد بن أبي الحسن سنة 1320، وفي المجموعة فوائد متفرقة في العلوم الغريبة والصرف والأصول وغيرها.
89 المختصر (في شرح التلخيص) (بلاغة - عربي) تأليف: سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني (793) * نسخة مخرومة الآخر مختصر مصباح المتهجد (دعاء - عربي) تأليف: شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (460) * عناية الله بن أشرف بن حبيب الله بن زين العابدين الحسيني يوم الخميس 18 جمادى الثانية 1039. المختصر النافع (فقه - عربي) تأليف: أبي القاسم جعفر بن يحيى بن سعيد المحقق الحلي (676) * يوم الثلاثاء 14 جمادى الثانية 1309. مختلف الشيعة (فقه - عربي) تأليف: العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر (726) * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، 6 صفر 1263، الجزء الأول. * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الاثنين 21 صفر 1263، الجزء الثالث وهو مخروم الأول. مدارك الأحكام (فقه - عربي) تأليف: السيد محمد بن علي الموسوي العاملي (1009) * يوم السبت 20 ذي القعدة 1200، المجلد الأول * يارعلي ما في، شهر صفر 1253 للشيخ عبد الحسين كتاب الطهارة. مراح الأرواح (تصريف - عربي) تأليف: أحمد بن علي بن مسعود (ق 9) * علي صفي الدين، 23 جمادى الأولى 1241.
90 مشارق الشموس في شرح الدروس (فقه - عربي) تأليف: المحقق آقا حسين بن جمال الدين الخوانساري (1099) * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الاثنين 17 رمضان 1263، قابله رضي بن علي أكبر الموسوي القزويني، وأتم المقابلة يوم الخميس 14 محرم 1264. مشرق الشمسين وإكسير السعادتين (حديث - عربي) تأليف: بهاء الدين محمد بن الحسين العاملي (1030) * علي بن محمد بن علي بن فخر الدين الشهير بابن الحاجة البازوري، يوم الأحد 10 ربيع الأول 1205، وتم تصحيحه في مشهد الرضا عليه السلام يوم الثلاثاء 23 ربيع الأول 1025. المصابيح (فقه - عربي) تأليف: السيد محمد مهدي بن المرتضى بحر العلوم النجفي (1212) * محمود بن علي ملك محمد الخوئيني، 9 شعبان 1241، ورضي بن علي أكبر الموسوي القزويني سنة 1242، كتاب الطهارة والتجارة معالم الأصول (أصول - عربي) تأليف: الشيخ حسن بن زين الدين العاملي (1011) * هاشم بن عبد الباقي الحسيني الخوراستكاني، منتصف شعبان 1054. المعتبر في شرح المختصر (فقه - عربي) تأليف: أبي القاسم جعفر بن يحيى بن سعيد المحقق الحلي (676) * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الأربعاء سلخ رجب 1263. مفاتيح الشرائع (فقه - عربي) تأليف: المولى محسن بن المرتضى الفيض الكاشاني (1091)
91 * علي أكبر بن عبد الكريم الموسوي، يوم الاثنين 28 شعبان 1211، فن العادات و المعاملات. مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة (فقه - عربي) تأليف: السيد محمد جواد بن محمد الحسيني العاملي (1226) * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الاثنين 12 صفر 1273 من أحكام مكان المصلي. * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الخميس ثاني ذي الحجة 1271، من أحكام الشركة إلى آخر الحج. مكارم الأخلاق (حديث - عربي) تأليف: أبي نصر الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي (ق 6) * يوم الخميس من جمادي الأولى 943. الملل والنحل (عقائد - عربي) تأليف: أبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني (548) * من دون اسم الناسخ والتاريخ. مناهج الأحكام (فقه - عربي) تأليف: المولى محمد مهدي بن أبي ذر النراقي (1209) * من دون اسم الناسخ والتاريخ، كتاب المكاسب. المناهل (فقه - عربي) تأليف: السيد محمد بن علي الطباطبائي المجاهد الحائري (1242) *... بن نصر الله الحسيني التنكابني، أواسط شهر رمضان، كتاب الطهارة. * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الثلاثاء أول شهر صفر 1260 كتاب الطهارة.
92 منتهى المطلب في تحقيق المذهب (فقه - عربي) تأليف: العلامة الحلي حسين بن يوسف بن المطهر (726) * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، سنة 1262، قاله رضي بن علي أكبر الموسوي القزويني على نسخة صححت من نسخة المؤلف، كتاب الصلاة. * من دون اسم الناسخ والتاريخ، * جزء الثالث. * محمد هادي بن عبد الرحيم القزويني، سنة 1263، قابله رضي بن علي أكبر الموسوي القزويني على نسخة صححت من نسخة المؤلف، الجزء الأول. * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، صفر 1261 في قزوين، كتاب الحج. منتهى المقال في علم الرجال (رجال - عربي) تأليف: أبي علي محمد بن إسماعيل الحائري (1216) * عبد الله بن محمد الخوئي، يوم الاثنين 23 ربيع الأول 1230، وبعده وجيزة العلامة المجلس - كتبها السيد رضي بن علي أكبر الموسوي القزويني في سنة 1237. من لا يحضره الفقيه (حديث - عربي) تأليف: الشيخ الصدوق محمد بن علي بن بابويه القمي (381) * محمد علي بن محمد طالب سنة 1110، قابله محمد طالب بن محمد إبراهيم النظام آبادي القزويني، وأتم ذلك في ليلة الجمعة 13 ربيع الأول 1126. * عبد الرضا بن حسين علي السياخي، 10 ربيع الثاني 1079، وفي آخره إنهاء كتبه صالح بن عبد الكريم البحراني للكاتب في 12 ربيع الأول 1082. منهاج العارفين (تفسير - فارسي) تأليف:؟ فضل علي بن محمد علي الأصبهاني، 28 ربيع الأول 1076، من سورة الأنعام إلى سورة الكهف. منهج الاجتهاد (فقه - عربي) تأليف: المولى محمد تقي بن محمد البرغاني القزويني (1264)
93 * محمد هاشم بن محمد قاسم الأفشاري، يوم الاثنين 15 رجب 1259 المجلد الأول. منية اللبيب في شرح التهذيب (أصول - عربي) تأليف: السيد ضياء الدين عبد الله بن محمد ابن الأعرج الحلي (ق 8). * يوم الجمعة 26 ذي القعدة 1218. النافع في المحشر في شرح الباب الحادي عشر (كلام - عربي) تأليف: الفاضل المقداد بن عبد الله السيوري الحلي (826) * نسخة مخرومة الآخر النهاية في مجرد الفتاوى (فقه - عربي) تأليف: شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي (460) * محمود بن علي المظاهري الأسدي، يوم الجمعة 26 محرم 1028 في حيدر آباد، وهو مخروم الأول. نهج الحق وكشف الصدق (عقائد - عربي) تأليف: العلامة الحلي الحسن بن يوسف بن المطهر (726) * محمود بن محمد كاظم الحسيني الطالقاني، يوم الجمعة 15 ربيع الآخر 1130. وظيفة المعاد (تاريخ - عربي) تأليف: السيد باقر بن علي أكبر موسوي القزويني (ق 13) تاريخ مفصل لحياة الإمام الحسين بن علي عليه السلام من مولده إلى وفاته و ما جرى بعد شهادته من الكرامات، وهو في مقاصد وأبواب وخاتمة. أوله: (الحمد لله خالق الأجسام، وجاعل النور والظلام، العالم بما في الأرحام، المطلع على ما في ضمير الأنام). آخره: (ونشطه في عمل الآخرة وزهده في الدنيا، الحمد لله أولا وآخرا...). * لعله بخط المؤلف، كتب سنة 1290؟
94 الوقف والابتداء (تجويد - عربي) تأليف: شمس الدين محمد بن طيفور السجاوندي الغزنوي (560). * نسخة مخرومة الآخر. الهيئة (هيئة - فارسي) تأليف:؟ أوله: (الحمد لله رب العالمين حمد الشاكرين... اين كتاب مشتمل است بر مقدمة و دو مقاله، مقدمة ودر انجه پيش از شروع در اين علم دانستنى است). * من دون اسم الناسخ والتاريخ. للبحث صلة...
95 لمن هذه الكتب؟ السيد جعفر مرتضى العاملي بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين، واللعنة علي أعدائهم أجمعين، إلى قيام يوم الدين. وبعد: فإن العديد من كتب التراث - ولا سباب مختلفة - قد نسبت إلى غير مؤلفيها الحقيقيين، عن عمد تارة، وعن غير عمد أخرى... وكمثال على ذلك نشير في هذه العجالة، إلى الكتب الثلاثة التالية: 1 - الكنز المدفون في الفلك المشحون: لقد طبع الكتاب في القاهرة سنة 1376 ه. 1956 م، في مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده.. ونسب إلى المؤلف المكثر المعروف: جلال الدين عبد الرحمان السيوطي. ولكن الظاهر هو أن نسبته إليه لا تصح، إذ: أ - قد جاء في ص 209 من نفس هذا الكتاب قوله: (اجتمعت بالأخ في الله ناصر الدين بن الميلق، بالقدس، في ثالث عشرين من شعبان، سنة سبع وستين وسبعمائة، ووقع بيننا مذاكرة) إلى آخره. وواضح: أن السيوطي قد ولد في سنة 849 ه، وتوفي في سنة 911 ه، أي أن ولادته قد كانت بعد تاريخ هذا الاجتماع بين المؤلف وبين ابن الميلق بحوالي اثنين و ثمانين سنة، فكيف يمكن أن يكون السيوطي هو مؤلف هذا الكتاب؟! ب - وقال في ص 323: (أنشدني أبو العباس، أحمد بن عبد المعطي، نفع الله به، لنفسه بالمسجد الحرام، في شهر ذي القعدة، سنة أربع وستين وسبعمائة، فقال:
96 كم أقطع العمر في قيل وفي قال * وكم أزين أقوالي وأفعالي * .... إلى آخره) والكلام فيه كالكلام في سابقة. وتكون النتيجة هي: أن هذا الكتاب قد ألف قبل ولادة السيوطي بعشرات السنين.... 2 - سر العالمين: طبع هذا الكتاب في إيران، وفي الهند وفي مصر، ثم في النجف الأشرف في العراق... ونسب إلى أبي حامد، محمد بن محمد الغزالي، المولود سنة 450 ه، والمتوفى سنة 505 ه. وقد نسبه إليه (في تذكرة خواص الأمة، وتاج العروس، والإتحاف في شرح الأحياء، فراجعه) (1). وإن كانت عبارة (تذكرة الخواص) التي ذكرها كاتب مقدمة كتاب (سر العالمين) ليس فيها دلالة على ذلك... (2) ونسبه إلى الغزالي أيضا: القاضي نور الله التستري في (مجالس المؤمنين)، والشيخ علي بن عبد العالي الكركي - فيما نقل عنه -، والمولى محسن الفيض الكاشي صاحب (الوافي) والطريحي في (مجمع البحرين)، زاعمين أنه تشيع في آخر عمره (3). ولكننا بدورنا نشك في صحة نسبة هذا الكتاب إلى الغزالي، إذ: 1 - قد قال في نفس هذا الكتاب، في ص 142: (أنشد المعري لنفسه، وأنا شاب في صحبة يوسف بن علي شيخ الإسلام. أنا صائم طول الحياة وإنما * فطري الحمام ويوم ذاك أعيد لو فزت... إلى آخره ومن المعلوم: أن المعري قد توفي سنة 449 ه، والغزالي إنما ولد في سنة 450 ه، فلم يكن شابا في حياة المعري ليسمعه، وهو ينشد لنفسه ذلك... .
(1) الذريعة ج 12 ص 168. (2) سر العالمين، ط النجف الأشرف، المقدمة ص 6. (3) المصدر السابق 97 2 - أضف إلى ذلك: أنه يقول وهو يعد علماء الآخرة (والقفال، وأبو الطيب، وأبو حامد، وأستاذنا إمام الحرمين أبو المعالي الجويني) (1). فإن المقصود بأبي حامد هو الغزالي نفسه، وليس من المألوف أن يذكر مؤلف الكتاب نفسه في موارد كهذه، وبأسلوب كهذا (وأبو حامد، وأستاذنا... إلى آخره) فهذا قرينة على أن مؤلف الكتاب رجل آخر... إلا أن يقال: إن ثمة خطأ من النساخ، وأن الصحيح هو: ابن حامد ويكون المقصود: الحسن بن حامد، إمام الحنابلة في زمانه.. وما أكثر ما يتفق للنساخ تصحيفات من هذا القبيل.. 3 - وبعد.. فإننا نلاحظ: أن مولف هذا الكتاب ينسب لنفسه كتبا كثيرة لم نجدها في قائمة كتب الغزالي، وذلك مثل: 1 - السلسبيل لأبناء السبيل، ذكره في ص 34 / 35 و 38 و 58 و 68. 2 - قواصم الباطنية، ص 58. 3 - الإشراف في مسائل الخلاف، ص 87. 4 - المنتخل في علم الجدل، ص 87. - 5 - نهاية الغور في مسائل الدور، ص 89. 6 - عين الحياة، ص 102 و 104 في موضعين، و 106 و 110. - 7 معايب المذاهب، ص 181. 8 - نسيم التسنيم، ص 183. 9 - خزانة سر الهدى، والأمد الأقصى إلى سدرة المنتهى، ص 189 و 188. 10 - نجاة الأبرار، ص 188. ولعل المتتبع في الكتاب يعثر على أسماء مؤلفات أخرى لا يجدها في قائمة مؤلفات الغزالي.. هذا كله... عدا عما يظهر في الكتاب من هنات، ولا سيما ما فيه من الخلط وعدم الانسجام، فليلا حظ ذلك...
(1) سر العالمين ص 176. 98 3 - المعيار والموازنة: لقد طبع هذا الكتاب في بيروت على ما يظهر سنة 2 140 ه. 1981 م ونسب إلى أبي جعفر الإسكافي، محمد بن عبد الله المعتزلي، المتوفى سنة 240 ه. ولكن الظاهر - حسبما أشار إليه بعض المحققين - هو: أن نسبة هذا الكتاب إليه لا تصح، وأنه أبا جعفر الإسكافي لم يؤلف كتابا بهذا الاسم. والكتاب على ما يظهر إنما هو ل (ابن الإسكافي)، قال ابن النديم: (وهو أبو القاسم جعفر بن محمد الإسكافي، وكان كاتبا بليغا، ورد إليه المعتصم أحد دواوينه، وتجاوز كثيرا من الكتاب، وله من الكتب كتاب: المعيار والموازنة في الإمامة) (1). وقد ذكر محقق الكتاب حفظه الله العبارة الآنفة الذكر حول أبي القاسم بعد أن ذكر ترجمة أبي جعفر مباشرة... فيظهر أنه تخيل الرجلين واحدا، مع أن الأول اسمه: أبو جعفر محمد بن عبد الله، والثاني اسمه: أبو القاسم، جعفر بن محمد بن عبد الله... ويظهر: أن الثاني كان ابن الأول، ولذا يقال له: ابن الإسكافي... ولا سيما إذا لا حظنا: أن الأول اسمه محمد وكنيته أبو جعفر واسم الثاني جعفر، واسم أبيه محمد... وأخيرا... فقد ذكر النجاشي في جملة كتب الفضل بن شاذان كتاب: المعيار والموازنة (2) فراجع.
(1) الفهرست لابن النديم ص 213. (2) رجال النجاشي، ط. مركز نشر كتاب ص 236، وراجع: الذريعة ج 1 ص 277. 99 أهل البيت عليهم السلام في التراث الشعري (1) حنانيك لا تصبو وإن هصر الصبا * قوامك مرتاحا إلى زمن الصبا (*) ولا تك صبا يستفزنك الهوى * فتحسو كؤوس الشوق من مورد الصبا وأنى وقد ولى شبابك مدبرا * وعارض ليل العارضين ضيا الصبا فدع ذكر لذات بأيام وجرة * مضت ولييلات تقضت على قبا (5) وإن صرمت يوما حبالك زينب * بعيد وصال فاصرمن حبل زينبا فليس احتسا اللذات ينجع مطلبا * وليس وصال الغيد ينفع مأربا وسالف عصر مر باللهو لم تنل * به شامخ العليا ولا نلت منصبا سطحت به شرخ الشبيبة إذ غدا * قوامك ريانا ووقتك طيبا فصيرت شرب الإثم أعذب مشربا * لديك وكسب الإثم أعذب مكسبا (10) وكنت بغزلان النقا متغزلا * وصرت بآرام الغضا متشببا وتضحى لأفعال الغوى متقتربا * وتمسي لأحوال الهدى متجنبا عدلت عن العذال جهلا فلم تخف * ملاما ولا تخشى لك الويل معطبا رجوت بأن تلقى الأماني طماعة * وهل طمع ألقى الأماني أشعبا أتسمو ذرى العلياء والجد قد أبى * عليك ولا راعاك جدا ولا أبا
* القصيدة للشيخ محمد بن الشيخ عبد الله الشويكي، نسبة إلى الشويكة، وهى قرية بقرب مدخل مدينة القطيف، المتوفى سنة 1254 ه - على ما في شعراء القطيف -. تتلمذ على العلامة الشيخ حسين آل عصفور، وكان الشويكي رحمه الله من العلماء والأدباء البارزين في عصره، وله في أهل البيت عليهم السلام مراثي كثيرة، قد اخترنا منها قصيدة في رثاء الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وقد اقتطفناها من مجموعة خطية تضم مراثي ومدائح أهل البيت عليهم السلام لشعراء معدودين. وقد ورد لشاعرنا ذكر في أنوار البدرين) ضمن ترجمة ابنه الشيخ مرزوق ص 331، وفي (شعراء القطيف) القسم 1 ج 1 ص 79. السيد علي العدناني 100 (15) فمن بعده مستصعب الأمر ما ارتخى * لديك ولو ضاهيت في الملك مصعبا ولو كنت لقمانا فأمسيت في الورى * حكيما لأنواع البلاء مطببا وفي الحكم داودا وفي الحلم أحنفا * وفي النظم سحبانا وفي النثر يعربا وفي المال قارونا وأعطيت قوة * تنوف لما أعطاه ربك مرحبا وشابهت قس الساعدي فصاحة * وضارعت يعقوب الأديب تأدبا (20) فيا ويح نفسي كم تقاسي من الدنا * بلايا أعادت ليل فودي أشيبا وذلك من فعل الزمان فكم رمى * بزاوية الهجران شهما مجربا وسكن أهل الجهل مرتفع البنا * ووطن أهل الفضل منخفض الربا بكلكله ألقى على كل ذي حجى * فحمله عبئا من الخطب متعبا وبث على أهل المعالي صروفه * فأبدع في سبط النبي وأغربا (25) أناخ به في عرصة الطف بعد ما * أضاقت عليه الأرض شرقا ومغربا وقد كان في ربع المدينة آمنا * فأخرج منها خائفا مترقبا فياليت لا أمته كتب أمية * ويا ليته لا كان فارق يثربا كأني به يفلي الفلاة بعيسه * إذا سبسبا وافاه جاوز سبسبا فمذ طاف ربع الطف مل جواده * فياليت لا مل الجواد ولا كبا (30) فحط على تلك السباسب رحله * وخط على تلك المضارب مضر با وأقبل يسعى نجل سعد لنحسه * يحث لديه مقنبا ثم مقنبا وأمسى على جمع البغاة مؤمرا * وأضحى على شاطي الفرات مطنبا حماه عن الغز الحماة فأصبحت * ذراري رسول الله عطشا وضغبا وشب لظى الهيجا ودارت رحى الفنا * وكل إلى كل دنا وتقربا (35) فثارت لأخذ الثار من عصبة الهدى * كماة يرون الموت أحلى وأعذبا فمن كل قمر لوذعي شمردل * هزبر بنادي الكر ما رام مهربا لقد ثبتوا حتى أسيلت نفوسهم * لمرضاته صبرا على شفر الظبا وآب فريد العصر في مجمع العدى * وحيدا عليه كل وغد تألبا له خاطر ما انفك عن لوعة الأسى * وقلب على شوك القتاد تقلبا (40) فعيدو بطرف في الكريهة ما كبا * ويسطو بغضب في الضريبة ما نبا تخال متى مدت أكف مبارز * لديه وفودا منه تلتمس الحبا إلى أن رمي سهما بلبة قلبه * فخر وعن ظهر الجواد تنكبا
101 وشمر شمر في احتزاز كريمه * فأغمد في أوداجه ماضي الشبا وأجرى على أعضائه نجل حبوة * عتاقا فرضت منه صدرا ومنكبا (45) وظل ثلاثا عاريا جانب العرى * عفيرا بقاني نحره متخضبا فلهفا وقد مر الجواد بندبه * خليا من الندب الجواد إلى اخبا فأبصرنه تلك العقائل فاغتدت * على حر وجه في الفدافد شعبا وعاثت بها أرجاس حرب فأصبحت * أيادي سبا في ذلة الأسر والسبا فذا سالب درعا وذا ناهب ردا * وذا لاطم خدا وذا شاتم أبا (50) ومن بينهم ذات المفاخر زينب * وحشو حشاها قدح زند تلهبا تحن على القتلى وتندب صنوها * وحق عليها أن تحن وتندبا تنادي به يا بدر تم فمذ بدا * بأفق ربوع الطف في تربه خبا ويا شمس سعد قد تكامل نورها * دهاه غمام الكسف حتى تغيبا ويا بحر جود لا نضاب لمده * فأردى به ريب الزمان فنضبا (55) يا منهلا صافي الورود تواردت * عليه يد البأسا فما طاب مشربا ويا منزلا بين المنازل لم يزل * خصيبا ومن صرف المعاطب أجدبا ويا كهف عزلا يذل نزيله * فهدمه وقر البلا واغتدى هبا ويا أسدا ما ضمه الغاب خيفة * تحامى عليه الوحش حتى تغيبا ويا خير طرف ما كبا في كريهة * فمذ أدركته العاديات تنكبا (60) ويا عضب حتف ما نبا في كتيبة * فعاوره قرع الكتائب فانتبا أخي بعدك الدين الحنيفي قد غدا * على رغم آناف الهدى متشعبا أخي كيف تلتذ الكرى مقلتي وقد * رأت رأسك السامي برمح مركبا واهنا بلذات المعاش وأنت في * ربى كربلا ناء المزار مغربا طريحا تطأك العاديات عداوة * فأمسيت من فوق التراب متربا (65) سليبا فلولا ما أثارت يد الصبا * غريبا ولولا زائر الوحش والظبا أخي قد قضى الباري وسبب ذلتي * فصبرا على ما قد قضاه وسببا أخي من مغيثي في الزمان ومن يكن * معيني إذا خصمي على تغلبا أخي ما جرى في خاطري أنني أرى * أسيرة أرجاس ولا دار لي ببا ولا صار في وهمي بنات محمد * يسار بها قهرا عطاشا ولغبا
102 (70) أخي يا أخي ما كان أحلى اجتماعنا * بمنزلنا يوما وما كان أطيبا ويا وقتنا ما كان أزهى وأطربا * ويا ربعنا ما كان أبهى وأعجبا أخي لو ترى نور المحاريب في الدجى * أسيرا بأصفاد الحديد ملببا إذا ما ترءى في الفلا رب جسرة * ينادى به مهلا لكي يعلم النبأ أيا راكبا علباء حرف متى سرى * بها مدلج قدت بأخفافها الربى (75) رويدا ولو لوت الإزار وأصغ ما * عليك سأتلو شاكيا متعتبا متى شمت أطلال الغري فعج به * ولا تك عن سمت به متنكبا فإن بمثواه ابن عمران خير من * سما وعلى هام المجرة طنبا علي أمير المؤمنين وإنه * أجل الورى قدرا وأرفع منصبا فإن لزما كفاك سامي ضريحه * فقل بعد ما تقري السلام تقربا (80) ألا يا ولي الله جئتك مخبرا * وعما رأى طرفي أتيتك معربا تركت حسينا في ثرى الطف ضارعا * له كبد حرى تزيد تلهبا تلبس سافي عثير العفر إذ غدا * عفيرا ومن ثوابه قد تسلبا وقد صار للبيض الصفاح ضريبة * وللصافنات الجرد أصبح ملعبا وأصحابه من حوله وبناته * أيادي سبا تعنو إلى من لها سبى (85) يسار بها رغما على معطس الهدى * وسجادها فوق الحدائج ركبا فسرعان واستنجد بني غالب فلن * تذل متى جالت بحرب وتغلبا هلم إلى ربع الطفوف عسى بها * يسهل من أمر السبا ما تصعبا وخذ ثار من أمسى بساحة ربعها * قتيلا فأضحى في ثراها مغيبا وخلص بنيك الغر من قبضة العدى * وكن طالبا يوما لها من تطلبا مخافة أن يسرى بها لمضلل * غوى كفور بالرسالة كذبا (90) فيغدو بشرب الراح يلهو شماتة * ويهفو بصفق الراح بشرا تطربا وينشد إذ يدعو مشائخه التي * غدت في مضامير الهزاهز رعبا أيا ليت أشياخي حضور ولم تكن * بنادي سروري وابتهاجي غيبا فلا زال منهل اللعائن واكفا * بصوب عليه إذ له اللعن صوبا ودونك يا رب الفخار فريدة * إذا ما تلاها منشد القول أطربا (95) قلائد در في رثاك نقبتها * وتأبى لغيري في الرثا أن تنقبا بها قد سخت نفسي فصارت كريمة * عليك وإن كنت اللئيم المسببا
103 تجر على سحبان ذيل افتخارها * وحتى عليها أن تجر وتسحبا وتعرب في التبيان عن عجز * يعرب وتغلب في حسنا لفصاحة تغلبا بديع المعاني من بيان حماسها * تفوق على تثليث منظوم قطربا (1) (100) ومذ صار نظمي في علاك بضاعتي * رجعت بربح لا يمازجه الربا جعلتك في الدارين ذخري ومن * تكن ذخيرته عن مطلب لن يخيبا فكن لي معينا في زماني فإنني * وحقك قد أمسيت في الدهر متعبا وجد لي ببسط من ندى كفك التي * إذا ما همى في مجدب أب مخصبا وخذ بيدي ذات اليمين بمحشري * وكن شافعي فيه وإن كنت مذنبا (105) وسكن به روعي إذا جئت خائفا * بقولك لي أهلا وسهلا ومرحبا (شويكي) لا تخشى حسابا ولا تخف * عقابا وفي كسب الخطا لن تؤنبا فدونك والجناب وانزل بها وخذ * صحابك والأهلين والأم والأبا وسامعها والحاضرين ومن سخا * على ببذل في العزا وتقربا (109) عليك سلام الله ما هطل الحيا * فأحيا رياض الممحلات وأعشبا
(1) قطرب: أبو علي محمد بن المستنير، لغوي نحوي له كتاب (المثلث) في الألفاظ التي يختلف معنى لفظها باختلاف حركاتها. 104 كتب قيد التحقيق
105 المهذب البارع لابن فهد الحلي الشيخ مجتبى العراقي كثيرا ما نرى اسم ابن فهد ومهذبه البارع دائرا سائرا على ألسنة كبار أهل الفضل و فحول الفقاهة، ورجال الفلسفة والكلام وأصحاب التراجم، ومحدثي آثار أهل بيت العصمة عليهم السلام. وكثيرا ما نرى هذا الاسم الكريم في ميادين الفتاوى، وعرصة الاستدلالات، وقد وصفوه بالصفات السامية والمراقي العالية، وقالوا في حقه أنه: عظيم الشأن، جليل القدر، رفيع المنزلة، جمع بين الفقه والزهد والكلام والفلسفة والمعقول وا لمنقول والفروع والأصول. قال في تنقيح المقال تحت رقم (510): أحمد بن شمس الدين فهد الأسدي الحلي، ولقبه جمال الدين، وكنيته أبو العباس. من سكنة الحلة السيفية والحائر الشريف، حيا وميتا، وقد جمع بين المنقول والمعقول وا لفروع والأصول واللفظ والمعنى والحديث والفقاهة والظاهر والباطن والعلم والعمل، بأحسن ما كان يجمع - إلى أن قال: - وله مصنفات نفسية، (كالمهذب البارع)... إلى آخره. وقال في روضات الجنات تحت رقم (17): له من الاشتهار بالفضل والاتقان والذوق والعرفان، والزهد والأخلاق والخوف والاشفاق، غير أولئك من جميل السياق، ما يكفينا مؤنة التعريف ويغنينا عن مرارة التوصيف، وقد مع بين المعقول والمنقول والفروع والأصول والقشر واللب واللفظ والمعنى والظاهر والباطن، والعلم والعمل، بأحسن ما كان يجمع ويكمل، وصنف في الفقه كتاب (المهذب البارع إلى شرح النافع). وفي (الفوائد الرضوية) - ما ترجمته -: كان أصحاب التقوى يعظمون مرقده إذا مروا عليه، ويستمدون من روح ذاك الشيخ العظيم، وينقل عن الثقات أن السيد الأجل - صاحب الرياض - كان يزوره كرارا ويتبرك به، وذكر مولف كتاب نامه دانشوران أنه تروى كرامات متعدد عن ذلك المزار الشريف.
107 منهج تحقيق الكتاب 1 - مقابلة نسخ الكتاب المخطوطة إحداها بالأخرى، وهي خمس مخطوطات، ولم تسلم أية نسخة منها من الخطأ ونقص بعض العبارات. 2 - الاعتماد على الأصول المعتبرة في نقل الروايات والأحاديث. 3 - ذكر المصادر الأم للفتاوى المنقولة في الكتاب، وقد نذكر - في الهامش - عبارة المصدر إذا دعت الضرورة. 4 - عمدنا - قدر الإمكان - إلى مطابقة الأصل مع الشرح في كل صفحة. 5 - أوردنا متن (المختصر النافع) في صدر الصفحة. 6 - جعلنا الروايات ورؤوس المواضيع في أوائل السطور. 7 - لاحظنا في بعض الموارد اختلاف الفتاوى المنقولة عن فقيه، كابن إدريس مع ما هو موجود في المصادر، فمثلا ينقل الوجود عن فقيه والمنقول عنه في المصدر هو الاستحباب. ومنشأ الاختلاف إما من الاشتباه في النقل وإما من سهو القلم، ولذا نقلنا نص الفتوى - هذه الحالة - من المصدر. ومن الجدير بالذكر أن تحقيق هذا السفر الكريم جاء تلبية لنداء الإمام الخميني - مد ظله - بإحياء التراث العلمي، فإنه - دام ظله وأطال الله عمره - كثيرا ما وصى ويوصي أهل العلم وفضلاء الحوزات العلمية باتباع قيادة أهل الفقه ومتابعة آثارهم، واستخراج الدقائق العلمية من مخازن الأخبار والأحاديث. نسأل الله الجليل أن يجعله ذخرا ليوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
108 تذكرة الفقهاء للعلامة الحسن بن المطهر الحلي (648 - 726 ه) السيد جواد الشهرستاني بسمه تعالى شانه كان الفقه الاسلامي منذ البدء مظهرا من مظاهر عناية الله بشريعته الغراء، ومصدرا مهما من مصادر التقنين والتشريع في مختلف العصور والأزمنة. اعترضته خلال هذه المدة مئات السبل الوعرة وعشرات الطرق الملتوية فجاوزها بسهولة ليشهد تطورا ملحوظا. فكثرت المدونات الفقهية الجامعة والمصنفات النافعة التي تحوي آراء العلماء وأقوال العظماء، ولتؤكد بأن المكتبة الإسلامية غنيمة بتراثها العلمي الهائل. واتجهت الأنظار - فيما اتجهت - لدراسة اختلاف الفقهاء وجمعه وتدوينه، فألف أبو جعفر الطحاوي موسوعة بلغت مائة وثلاثين جزءا ونيفا، اختصرها فيما بعد الجصاص. وأما النيسابوري الشافعي فقد ألف كتاب الانتصاف في اختلاف العلماء، وأبو جرير الطبري في اختلاف الفقهاء. وهناك آخرون دونوا في اختلاف المذاهب الأربعة كالإفصاح لابن هبيرة، والينابيع للأسفراييني، والميزان للشعراني، وغيرهم كثيرون. * * * وكان الفقه الشيعي يخطو بالركب سريعا وعاجلا في المقدمة ليصل إلى القمة، فمر بأدوار متعددة ومراحل متفاوتة كانت السبب في تفوقه، للعمق الفقهي والاستدلال المنطقي الذي يملكه.
109 فألف الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي كتاب (الخلاف) الذي يعد من الكتب الخلافية المهمة عند عامة المسلمين، ناهيك عن (الناصريات) و (الانتصار) لعلم الهدى السيد المرتضى، ورسالة الشيخ المفيد، وغيرها. وما (تذكرة الفقهاء) للعلامة الحلي - الذي نحن في صدد تعريفه - إلا أنموذجا حيا من الكتب المدونة المهمة في هذا الباب، وإنه يمثل فكر مدرسة لها مميزاتها الخاصة وطابعها الثقافي المرتبط بها. فمدرسة الحلة التي قد أغدقت هذا السفر العظيم كانت قد أروت الجامعات العلمية بالعشرات من أمثالها كقواعد الأحكام للمؤلف نفسه، الذي صار فيما بعد القانون الذي يبتنى عليه النظام الأساسي في إيران. فتذكرة الفقهاء كتاب فقهي استدلالي خلافي، ناقش فيه موله آراء علماء العامة وفندها باستدلال جيد وأسلوب متين، ومن ثم ذكر الرأي الفصل، وسوف يطبع في أكثر من عشرة مجلدات إن شاء الله تعالى. وإنه لشيخ فقهاء المذهب، نادرة الزمان، ويتيمة الأوان، العالم العلامة، والحبر الذي أمره في العلم والفضل، وجلالة القدر، وغزارة العلم، وفصاحة البيان، وطلاقة اللسان وكثرة التحقيق، أشهر من أن يذكر، آية الله على الإطلاق في العالمين، الشيخ الحسن بين المطهر الحلي، والذي بلغ رتبة عالية من الاجتهاد وهو لم يبلغ الحلم. * * * منهجية التحقيق: عنت المؤسسة منذ البداية في ضمن خطتها المبرمجة بتشكيل لجان مختصة في كل حقل من حقول التحقيق يوافق الكتاب المحقق، فالكتاب الروائي يحتاج إلى لجان غير ما يحتاجها الكتب الفقهية، وأما الكتب الأصولية فتخلف طريقة عملها عن الكتب الرجالية، وهكذا. ولذلك فإن اللجان التي عملت في تذكرة الفقهاء أربعة لجان هي كالآتي: 1 - لجنة استخراج أقوال الفقهاء من مظانها المعتبرة التي نقل عنها صاحب التذكرة، ككتب القديمين والشيخ والمفيد والصدوق، وغيرهم. واهتمت كذلك باستخراج الأحاديث والروايات المذكورة من الكتب الأربعة ومقابلتها، وذكر موارد الاختلاف الحاصل بينهما.
110 2 - لجنة متابعة أقوال علماء العامة واستخراج أقوالهم من المظان الأساسية عندهم. فأقوال الشافعية من كتاب الأم للشافعي، والمجموع للنووي، ومغني المحتاج و... وأقوال الحنفية من المبسوط لشمس الأئمة السرخسي، والهداية للمرغيناني، وبدائع الصنائع للكاساني، وشرح فتح القدير لابن همام، وغيرة. وأقوال الحنابلة من كتاب المغني لابن قدامة، والانصاف والاقناع، وغيرة. وأقوال المالكية من المدونة الكبرى، ومقدمات ابن رشد، وبداية المجتهد، والاستذكار للقرطبي، وغيره. وأقوال الظاهرية من المحلى لابن حزم. وأقوال الزيدية من نيل الأوطار للشوكاني، والبحر الزخار. وأما أقوال بقية الفقهاء، فمن المصادر المتوفرة الموجودة لدينا. 3 - لجنة المقابلة والتصحيح، مهمتها مقابلة النسخة الحجرية مع النسخ الخطية المعتبرة التي بأيدينا، من ضبط النص وتقويمه وتوزيعه. 4 - لجنة التنسيق بين اللجان الثلاث الأول، وهي لجنة الإشراف وعملها ذكر ما هو الصالح في الهامش وترك ما يستدعي تركه من تعاليق. نسأل الله الإتمام والله من وراء القصد. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
111 بناء المقالة العلوية في نقض الرسالة العثمانية السيد علي العدناني بناء رصين، ورد متين، وجواب مفحم، من يراعة سيالة، وذهن وقاد، ونفس عالمة تحمل في أعماقها ولاءا محضا غير مشوب بدرن الأوهام والشكوك لأهل البيت عليهم السلام، تنحدر من أصل سني، ونجار زكي، شمخت عاليا تباري الريح العاصف، ولا تحوم على أقصر من أعالي القمم، تأنف من التسافل إلى مهابط المجاراة مع الزعانف، لكن رأت ضبابا رام حجب محيا الحقيقة الناصع، ودخانا نفخ به فم أدرد بأنفاس متكسرة لاهثة، أثاره من رماد حقده الدفين ليؤجج نار البغض والشنآن على العترة الطاهرة عليهم السلام، فتنازلت من مقامها المرموق، وهوت على الباطل تبدد شمله بقواضب الحق القواطع. الكتاب: هو رد على كتاب الجاحظ (المتوفى سنة 255 ه) الذي أسماه (العثمانية) - مطبوع بمصر سنة 1374 ه - والذي خبط فيه خبط عشواء، أو كان كحاطب ليل، انتقد - بزعمه - الشيعة وإمامهم الأول علي بن أبي طالب عليه السلام، وأورد أوهاما حسبها إشكالات، وقد رام التنقص من أمير المؤمنين عليه السلام، فلفق ترهات، وأنكر حقائق مسلمات، فقام مصنف المقالة العلوية (قدس سرة) بالرد عليه ردا مشفوعا بدليل، مؤيدا بالأحاديث الواردة من طرق العامة. وامتاز الكتاب بالرد اللاذع، والجواب القارص، والاستدلال المتين بالإضافة إلى تبيين التهافت الواقع في كلام الجاحظ، والكشف عن جهله بالكتاب والسنة والتاريخ.
112 مصنفه: وهو فخر الشيعة وعماد الشريعة، الغني عن التعريف والتوصيف، السيد جمال الدين أبو الفضائل أحمد بن موسى بن طاووس الحسني الحلي (قدس سره) المتوفى سنة 673 ه، صاحب التصانيف القيمة والتآليف الثمينة، سليلا لبيت الشريف الذي حمل على عاتقه مسؤولية الذب عن حريم أهل بالبيت عليهم السلام ونشر علومهم وفضائلهم، وهو بيت معروف في الأوساط الشيعية ولا يحتاج إلى مزيد تعريف. العمل في الكتاب: 1 - اعتمدت في تحقيقي الكتاب المذكور على نسخة مقروءة على المصنف، وهي بخط تلميذه الشيخ تقي الدين الحسن بن علي بن داود الحلي، صاحب كتاب الرجال المعروف برجال ابن داود، وتاريخ كتابتها سنة 5 65 ه وقد جعلتها أصلا، وهذه النسخة موجودة في مكتبة جامعة طهران - كلية الحقوق، ولكن هذه النسخة ناقصة الأول بمقدار قليل من مقدمة الكتاب. 2 - نسخة ثانية بخط حسين الخادم الكتابدار، وقد استنسخها من النسخة الأصلية، ويعود تاريخ كتابتها إلى سنة 1091 ه، وهي نسخة كاملة. 3 - نسخة متأخرة بقلم السيد مرتضى النجومي الكرمانشاهي، وقد استنسخها عن نسخة للشيخ جواد بن عبد الحميد الذي هو بدوره كتبها عن نسخة يعود تاريخ استنساخها إلى سنة 1336 ه، وهي التي كانت - ظاهرا - عند الشيخ محمد السماوي رحمه الله تعالى، وهي أيضا كاملة. وعمدت في تحقيق الكتاب إلى ما يلي: 1 - مقابلة النسخ الموجودة لإثبات المتن الصحيح وإبرازه بشكل عار من الأغلاط، والإشارة إلى اختلاف النسخ في الهامش. 2 - تخريج مصادره، وترقيم الآيات الواردة فيه مع الإشارة إلى الزيادة أو النقيصة الواقعة في المصدر أو الأصل، بالإضافة إلى شرح بعض الكلمات الواردة في المتن. 3 - إضافة مصادر أخرى للأحاديث المذكورة تتميما للفائدة وتدعيما للغاية، بشكل
113 لا تتجاوز الاطناب الممل ولا الايجاز المخل. هذا وقد بقي القليل من العمل فيه، نسأل الله تعالى أن يمدنا بالتوفيق لإكماله، إنه ولي ذلك
114 الإجازة الكبيرة للسيد عبد الله الجزائري الشيخ محمد السامي الحائري اشتهرت هذه الإجازة لكثرة فوائدها، وأصبحت من المصادر لدى المحققين وأصحاب التراجم، ونقل عنها جم من المؤلفين في كتب التراجم، منهم العلامة الشيخ على كاشف الغطاء في (الحصون المنيعة)، وشيخنا الطهراني في (الذريعة) و (طبقات أعلام الشيعة) والسيد الأمين في (أعيان الشيعة)، والشيخ محمد باقر محبوبة في (ماضي النجف وحاضرها) وشيخنا محمد المهدوي اللاهيجي في (دانشمندان) وغيرهم، ولأهمية هذه الإجازة صممت على تحقيقها ونشرها. المجيز هو السيد عبد الله بن نور الدين بن نمة الله الموسوي الجزائري التستري، ولد في سابع شعبان سنة 1112، تعلم القراءة والكتابة ثم بدأ بقراءة العلوم الدينية عند أبيه وعلماء آخرين، وفي سنة 1128 ذهب إلى إصفهان ثم شيراز ومنها إلى خراسان و آذربايجان، وأكمل دراسته واهتم بتعلم الرياضة والحكمة والنجوم، ونال درجة عالية من الكمال، وبعد ذلك عاد إلى موطنه تستر وأخذ يدرس تلك العلوم، واختص بتدريس النجوم والهيئة والرياضة. له مناظرات جميلة مع علماء المذاهب الأربعة عند سفره إلى الحج، وله مؤلفات عديدة في فنون شتى باللغتين الفارسية والعربية، تبلغ ثلاثين كتابا ورسالة، وكان ينظم الشعر باللغتين العربية والفارسية، توفي في سنة 1173 بمدينة تستر ودفن في مقبرة والدة الملاصقة للمسجد الجامع. المجازون هم أربعة من العلماء: (1) الشيخ محمد بن الشيخ كرم الله الحويزي. (2) الشيخ إبراهيم بن الخواجا عبد الله بن كرم الله الحويزي. (3) الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن ناصر الحويزي الهميلي. (4) الشيخ محمد بن الشيخ محمد مقيم بن الشيخ درويش محمد الأصبهاني
115 الغروي. ورتب الإجازة في سبعة عشر فصلا. 1 - في معنى الإجازة. 2 - في تجويز الرواية بالإجازة. 3 - في طرق الإجازة. 4 - في ذكر بعض من يصح له الوقف. 5 - ذكر بعض مصنفات المجيز. 6 - ترجمة والده. 7 - طرق والده وترجمة جده وأساتيذ جده (السيد نعمة الله الجزائري) 8 - في طرق جده ومشايخه. 9 - ترجمة الشهيد السيد نصر الله الحائري. 10 - مشايخ السيد نصر الله الحائري. 11 - إجازته بالأحاديث العامة. 12 - طريقه إلى الشيخ الطوسي. 13 - ذكر بعض المشايخ. 14 - ترجمة 65 شخصا من العلماء المعاصرين له. 15 - اهتمام جميع الطبقات باحترام العلماء في القرون السالفة. 16 - توصيف الشيخ عبد الله البحراني المعاصر له. 17 - في شروطه على رواة الحديث. والإجازة مؤرخة في يوم الأحد الثاني من جمادى الثانية سنة 1168. تعريف النسخ ومنهج التحقيق: توجد للإجازة المذكورة نسخ متعددة استنسخت في القرن الرابع عشر، حصلت على صورة نسختين من الإجازة: الأولى: بخط العلامة المحقق الحاج السيد محمد علي الروضاتي الأصفهاني، استنسخها من مجموع إجازات العلامة المرحوم الحاج الشيخ محمد باقر ألفت النجفي الأصفهاني في شهر رمضان سنة 1367، جاء في خاتمها: (وجدت هذه الإجازة الشريعة
116 بخط تلميذ المجيز محمد بن الحاج مير علي بن الحسين بن مقصود علي التستري، وكان تاريخ كتابتها شهر رجب من السنة المذكورة). الثانية: بخط الفاضل الجليل السيد مرتضى بن سيد محمود الموسوي الجزائري، من أحفاد المجيز في 20 رجب سنة 1394 بمدينة قم المقدسة. لم يذكر الناسخ من أين نقل الإجازة؟! في كلا النسختين بعض الأغلاط، لذا صححناها على قدر الإمكان، وشرحنا بعض العبارات والاصطلاحات الواردة في الإجازة، وترجمنا المشايخ المذكورين في الإجازة، وذكرنا بعض المصادر. نسأل الله العون والتوفيق للإتمام.
117 فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب حامد الخفاف سفر ثمين، وكتاب قيم، نادر في موضوعه، قوي في أسلوبه، خطه يراع العرفان بمداد اليقين، يبحث موضوع الاستخارة.. أنواعها، كيفيتها.. في أربعة وعشرين بابا تشتمل على فصول، اعتمده جمع من أصحاب الموسوعات الروائية، كشيخ الإسلام المجلسي في (بحار الأنوار)، والحر العاملي في (وسائل الشيعة)، وخاتمة المحدثين الشيخ النوري في (مستدرك الوسائل). بدأ مصنفه الهمام في تأليفه يوم الثلاثاء رابع عشرين شهر رجب سنة 642 ه، وهو يوم فتح الله أبواب النصرة في حرب البصرة على مولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه، وفرغ من كتابته يوم الأحد خامس شهر جمادى الأولى سنة 648 ه. أوله: أحمد الله جل جلاله الذي عطف على أوليائه وخاصته، ولطف لهم بما أراهم من أسرار ملكوته ومملكته. آخره: (فبشر عباد، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب) (1) وهذا آخر ما أردنا ذكره في هذا الباب. المؤلف: رضي الدين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد الطاووس العلوي الحسني، من عظماء الطائفة وثقاتها، حاله في العبادة والزهد أشهر من أن يذكر، ولد قبل ظهر يوم الخميس منتصف المحرم سنة 589 ه بالحلة، ونشأ وترعرع في بيت الفضيلة
(1) الزمر 39: 17 - 18. 118 والمعرفة والعلم آل طاووس، تلكم الأسرة العراقية الجليلة، التي أنجبت للطائفة ثلة طاهرة من مفاخرها، وأعلام ثقاتها، له مؤلفات كثيرة تربو على أربعين كتابا. (1) تولى المترجم له نقابة الطالبيين سنة 661 ه، وبقي نقيبا إلى أن توفي يوم الاثنين خامس ذي القعدة سنة 664 ه رحمة الله ورضوانه عليه. قالوا في الكتاب: 1 - السيد بن طاووس في مقدمة كتابه المذكور (2): (... عرفت أنه من جانب العناية الإلهية على أن أصنف في المشاورة لله جل جلاله كتابا ما أعلم أن أحدا سبقني إلى مثله، يعرف قدر هذا الكتاب من نظره بعين إنصافه وفضله). 2 - السيد ابن طاووس في كشف المحجة (3): (فإنني قد ذكرت في كتاب (فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب) ما لم أعرف أحدا سبقني إلى مثله). 3 - وفيه أيضا (4) بعد أن أعد مجموعة من تصانيفه: (ومنها كتاب (فتح الأبواب بين ذوي الألباب وبين رب الأرباب) في الاستخارة، ما عرفت أن أحدا سبقني إلى مثل الذي اشتمل عليه من البشارة). 4 - الشهيد الأول في ذكرى الشيعة (5): (وقد صنف السيد العالم صاحب الكرامات الظاهرة والمآثر الباهرة رضي الدين علي بن طاووس كتابا ضخما في الاستخارات). 5 - السيد عبد الله شبر في إرشاد المستبصر (6): (ولم أعثر على من كتب في ذلك (7) ما يروي الغليل ويشفي العليل سوى العلم العلامة الرباني، والفريد الوحيد الذي ليس له ثاني السيد علي بن طاووس في رسالته: فتح الغيب).
(1) انصر أعيان الشيعة 8: 361. (2) فتح الأبواب: 3. (3) كشف المحجة: 101. (4) نفس المصدر: 138. (5) ذكرى الشيعة: 252. (6) إرشاد المستبصر: 20. (7) أي في الاستخارة. 119 النسخ المعتمدة في التحقيق: 1 - نسخة مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي مد ظله العالي، ضمن المجموعة المرقمة (2255) من ص 97 إلى ص 166. 2 - نسخة من مكتبة (استان قدس رضوي) تحت رقم 1757، صححها محمد الحر، جد صاحب الوسائل، سنة 945 ه. 3 - نسخة مكتبة (دانشگاه) تحت رقم 2319. 4 - الجوامع الحديثية المتأخرة الناقلة من الكتاب، ك (بحار الأنوار)، و (وسائل الشيعة)، و (مستدرك الوسائل). وأما منهج تحقيق الكتاب فهو كالآتي: 1 - استنساخ نص الكتاب ومقابلته. 2 - استقصاء ما نقل عن الكتاب في الجوامع الروائية المتأخرة ك (بحار الأنوار) و (وسائل الشيعة) و (مستدرك الوسائل). 3 - شرح الألفاظ اللغوية، وفك مغلقاتها. 4 - تخريج الروايات الواردة من أكبر عدد ممكن من المصادر. 5 - ضبط وترجمة رواة أحاديث الكتاب. 6 - شرح حال الطوائف والفرق الواردة أسماؤها في الكتاب. 7 - تخريج الآيات القرآنية الكريمة. وفي الختام أسأله تبارك وتعالى أن يوفقني لإتمام تحقيق الكتاب وإخراجه بالصورة التي تتناسب وقيمته العلمية والتراثية، إنه ولي التوفيق.
120 وردنا من سماحة النيقد الخبير والمحقق القدير العلامة السيد محمد علي الروضاتي تعقيب على مقالة: فرق الشيعة، المنشورة في العدد الأول من (تراثنا) ص 29، نثبته بنصه شاكرين للسيد متابعته لما ينشر في (تراثنا) راجين من علماء الأمة المشاركة الفعالة لخدمة العلم... وفق الله جميع العاملين لما يحب ويرضى. نص التعقيب بسم الله الرحمن الرحيم كلمة حول النوبختي وكتابه 1 - عندنا نسخة مخطوطة قديمة من كتاب (الفصول المختارة من العيون والمحاسن)، جاء في أواخرها ما ننقله عينا من دون تصرف ما قال ما نصه: (فصل: قال الشيخ أدام الله عزه: ولما توفي أبو محمد الحسن بن علي عليها السلام افترق أصحابه بعده على ما حكاه أبو محمد الحسن بن موسى رحمة الله عليه أربع عشر فرقة، فقال الجمهور منهم بإمامة القائم المنتظر، وأثبتوا ولادته، وصححوا النص عليه) إلى آخره. 2 - قال الشيخ العلامة العدل، أبو الحسن بن محمد طاهر الفتوني العاملي الأصفهاني الغروي، في مقدمة تفسيره (مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار) ص 42، بعد ذكر فرق أهل التفريط ما لفظه: (وقد نسب المفيد رحمه الله بعض هذه المذاهب إلى بني نوبخت من علماء الإمامية) إنتهى المقصود من كلامه، وليراجع. 3 - قال المحقق الطوسي رحمه الله في كتابه (نقد المحصل)، في أواخر الكتاب، ونحن ننقل النص من نسخة جلها بتصحيح العلامة الحلي نور الله مضجعه، وعدة أوراق من أوائلها بخطه طاب ثراه، وهذا لفظه: (وقد رأيت رسالة لبعض النوبختيين من قدماء الشيعة أنه ذكر فيه أن المشهور أن الأمة تفترق نيفا وسبعين فرقة، والشيعة قد افترقوا هذا القدر فضلا عن غيرهم من الزيدية عشر فرق، و من الكيسانية اثنى عشر فرقة، ومن الإمامية أربعا وثلاثين فرقة، ومن الغلاة ثماني
121 فرق، ومن الباطنية ثمان أو تسع فرق، لكن بعض هؤلاء خارجون عن الإسلام كالغلاة وبعض الباطنية، والله أعلم بحقيقة الحال) إنتهى المقصود من كلام المحقق الطوسي طاب ثراه. ويوجد النص محرفا مغلوطا في الطبعة المصرية سنة 1323 ق، بذيل (محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين) ص 178، وصوابه موجود في الطبعة الطهرانية سنة 1359 ش (ص 412 - 413)، وقوله: (بعض هؤلاء) مكانه في الطبعة الأخيرة وكذا المصرية: (فذكر من الزيدية)، وقوله: (بعض هؤلاء) مكانه في الطبعتين: (بعض هذه الفرق). ولا يخفى أن في سائر عبارات كتاب النقد أيضا ما يمكن أن يطابق مع الكتابين في الفرق. 4 - في كتاب (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) للعلامة البياضي طاب مثواه (في ج 2 ص 266 فما بعدها، ط. طهران) بيان فرق الشيعة، يجب الرجوع إليه في أمر الكتابين إن شاء الله، والسلام.
122 صدر مؤخرا 1 - الإمامة والتبصرة من الحيرة تأليف: الفقيه المحدث أبو الحسن علي بن الحسين بن بابويه القمي (والد الشيخ الصدوق) المتوفى سنة تناثر النجوم 329 ه. تحقيق ونشر: مدرسة الإمام المهدي (عليه السلام) - قم المشرفة. 2 - بهجة الآمال في شرح زبدة المقال (المجلد الثالث): تأليف: العلامة الرجالي: الفقيه النبيه، آية الله العظمى الحاج الملا علي العلياري التبريزي، المتوفى سنة 1327 ه. تصحيح وإخراج: الحاج السيد هداية الله المسترحمي. نشر: بنياد فرهنگ إسلامي - كوشانپور - طهران. 3 - التنقيح الرائع لمختصر الشرائع: تأليف: الفقيه الكبير والمتكلم النحرير جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلي، المتوفى سنة 826 ه. تحقيق: السيد عبد اللطيف الحسيني الكوه كمري. باهتمام: السيد محمود المرعشي. نشر: مكتبة آية الله العظمى السيد المرعشي النجفي (مد ظله) العامة. 4 - الجامع للشرائع: تأليف: الفقيه البارع يحيى بن سعيد الهذلي، المتوفى عام 690 ه. تحقيق وإخراج: ثلة من الفضلاء. إشراف: الأستاذ الشيخ جعفر سبحاني. نشر: مؤسسة سيد الشهداء العلمية - قم المشرفة.
123 5 - مفاتيح الشرائع: تأليف: العارف المحدث الفقيه المولى محمد محسن الفيض الكاشاني، المتوفى سنة 1091 ه. تحقيق: السيد مهدي الرجائي. نشر: مجمع الذخائر الإسلامية. 6 - منتقى الجمان في الأحاديث الصحاح والحسان: تأليف: الشيخ الجليل السعيد جمال الدين الحسين بن زين الدين الشهيد الثاني، المتوفى سنة 1011 ه. صححه وعلق عليه: الأستاذ علي أكبر الغفاري. نشر: جماعة المدرسين في الحوزة العلمية - قم المشرفة. خطأ مطبعي ورد في العدد الأول من (تراثنا) ص 89 في باب: كتب أعيد طبعها محققة: 1 - فرائد الأصول، وهو خطأ مطبعي صوابه: فوائد الأصول، لذا اقتضى التنبيه.
124 من ذخائر التراث
125 تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام من ولده وإخوته وأهل بيته وشيعته تأليف المحدث الجليل الفضيل بن زبير بن عمر بن درهم الكوفي الأسدي (من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام) تحقيق السيد محمد رضا الحسيني قم 1405 بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين. الكتاب وقفت على هذا الأثر التاريخي الحاوي لأسماء من نال درجة الشهادة في واقعة الطف، وقد لفتت نظري فيه عدة جهات دفعتني إلى تحقيق نصه، وهي: 1 - أن روايته مسندة عن رجال معروفين، يتمتعون بمكانة عند المحدثين والعلماء، وهذا ما لم تحض به أكثر الروايات التي يتداولها المؤرخون وأرباب المقاتل وغيرهم من المؤلفين بهذا الصدد. 2 - أن جامعه (فضيل بن الزبير) قصد إلى استيعاب ما توفر له من النقول في هذا
127 المجال، فلقي أكثر من شخص، وجمع ما ذكروه في هذه الرواية، مما يدل على عنايته الفائقة بما جمعه فيه. 3 - احتواؤه على أسماء لشهداء لم يذكروا في موضع آخر. 4 - احتواؤه على آثار وروايات وتفصيلات، مما يرفع من قيمته العلمية والتاريخية. 5 - أني لم أجد فيما قرأت من الكتب المعنية بهذا الموضوع ذكرا لهذا الأثر، ولا نقلا عنه، ولذا يعتبر فريدا وجديدا بالنسبة إلى حواضرنا العلمية. ولم أحاول أن أترجم لمن ذكر فيه من الشهداء رضوان الله عليهم، حذرا من التطويل الزائد، ولأن المؤلفات المعدة لذلك متوفرة والحمد لله. ولقد سعيت أن أحقق النص، وأقومه معتمدا ما أراه الأصح حسب المصادر، والأقوم حسب أصول التحقيق. المؤلف اسمه: (فضيل) كذا عنونه البرقي في رجاله في أصحاب الإمام الباقر عليه السلام (1)، وفي أصحاب الإمام الصادق عليه السلام (2)، وهكذا الكشي لكنه ذكره مع (أل) أيضا (3)، وكذا الشيخ الطوسي بدون (أل) ومعها (4). فظهر التصحيف في عنوانه ب (الفضل) بدون ياء، كما صنعه الشيخ ابن داود، بدون ترديد (5) وصنعه مترددا جمع، منهم السيد التفريشي (6) والمامقاني (7) والزنجاني (8) والخوئي (9).
(1) الرجال للبرقي: ص 11. (2) المصدر السابق: ص 34 (3) اختيار معرفة الناقلين - رجال الكشي - الفقرة رقم (621). (4) رجال الطوسي: ص 132 و 272. (5) رجال ابن داود: ص 271 رقم 175 1. (6) نقد الرجال: ص 266. (7) تنقيح المقال: ج 2 رقم الترجمة 9498. (8) الجامع في الرجال: ج 2 ص 615. (9) معجم رجال الحديث: ج 13 ص 311 رقم 9338. 128 وقد عاد هؤلاء الأعلام فعنونوا له ب (الفضيل). كما ورد مصحفا - كذلك - في بعض أسانيد الكتب مثل: أمالي الشيخ المفيد (1) و إرشاد العباد له (2)، ومقاتل الطالبيين للأصفهاني (3). كما ظهر أن ما ورد في مطبوعة (الفهرست) لابن النديم بعنوان (فصل) بالصاد المهملة (4) خطأ واضح. وقد ضبط طابع كتاب الرجال للبرقي اسمه هكذا (فضيل) بضم الفاء الموحدة و فتح الضاد المعجمة على تصغير (رجل). اسم أبيه ونسبه: (الزبير) كذا ذكره البرقي في رجاله (5) وكذلك الكشي (6) وابن النديم (7) والشيخ الطوسي (8) وغيرهم. وقد ضبطه طابع رجال للبرقي هكذا (الزبير) بضم الزاي وفتح الموحدة على زنة (رجيل) مصغرا، لكن الشيخ المامقاني عند ترجمة ابنه ضبطه هكذا: (الزبير) بفتح الزاي، وكسر الموحدة، على زنة (شريف) الصفة المشبهة (9) وكذلك جاء هذا الضبط بالحركات في (مقاتل الطالبيين) (10). ولم يذكر الشيخ المامقاني ما يرشد إلى وجه هذا الضبط، وما ورد في مطبوعة رجال البرقي من الضبط هو المألوف وهو الظاهر من علماء الأنساب، حيث ذكروا أبا أحمد الزبيري في عنوان المنسوب إلى (زبير) بضم الزاي وفتح الموحدة، فلاحظ (تبصير المنتبه)
(1) أمالي المفيد: ص 145. (2) الارشاد للمفيد: ص 174. (3) مقاتل الطالبين: ص 6 - 1417. (4) الفهرست لابن النديم: ص 227. (5) الرجال للبرقي: ص 11 و 34. (6) رجال الكشي: رقم 621. (7) الفهرست: ص 227. (8) رجال الطوسي: ص 132 و 272. (9) تنقيح المقال: ج 2 ص 182 رقم 6856. (10) مقاتل الطالبيين: ص 108. 129 لابن حجر، وأنساب السمعاني. وقد ذكر السمعاني نسبه هكذا: (الزبير بن عمر بن درهم) كما سيأتي في ترجمة حفيده (1). نسبته: (الرسان) كذا نسبه البرقي (2) والكشي (3) وابن النديم (4) والطوسي (5)، قال المامقاني في ضبط الكلمة: (الرسان: بالراء المهملة المفتوحة والسين المهملة المشددة والألف والنون، المراد بائع الرسن، وهو زمام البعير، ونحوه أو صانعه) (6). وقد رسمت الكلمة في رجال العلامة: الرساني (7) بإضافة ياء النسبة، قال المامقاني: (ولم أجد له معنى صحيحا (8) والظاهر أنه تصحيف، كما أن ما جاء في مطبوعة طبقات ابن سعد - في ترجمة ابن أخي الفضيل وهو: (الرماني) (9) بالميم كالنسبة إلى الرمان، تصحيف أيضا، وصحفت الكلمة (بالريان) بالياء المثناة بدل السين (10). (الكوفي) نسبه الشيخ الطوسي كوفيا (11)، والوجه فيه أنه من أهل الكوفة كما يظهر من بعض راياته وتراجم أخيه وابن أخيه. (الأسدي) كذا نسبوه هو وأخاه وابن أخيه والنسبة إلى قبيلة (بني أسد) الشهيرة بالكوفة وحواليها، لكن صرح كثير من الرجاليين وأهل الأنساب بأن آل الزبير لم يكونوا
(1) الأنساب للسمعاني بعنوان (الزبيري) ظهر الورقة 271، ولسان الميزان: 7 / 365 (2) الرجال للبرقي: ص 34. (3) رجال الكشي: رقم 621. (4) الفهرست: ص 227. (5) رجال الطوسي: ص 132 و 272. (6) تنقيح المقال ج 2 ص 182 رقم 6856. (7) رجال العلامة - طبعة النجف -: ص 237. (8) تنقيح المقال: ج 2 ص 182. (9) الطبقات الكبرى - لابن سعد - طبعة ليدن -: ج 6 ص 281. (10) جاء ذلك في مطبوعة كشف الغمة للأربلي ج 2 ص 130. (11) رجال الطوسي: ص 272. 130 من صلب العشيرة، وإنما كان ولاؤهم في بني أسد، قال الطوسي في ترجمة الفضيل: (الأسدي مولاهم) (1) وقال ابن سعد في ترجمة ابن أخيه: (مولى بني أسد) (2). أخوه يقترن اسم الفضيل باسم أخيه أو ابن أخيه في أكثر من مورد في كتب الرجال و التراجم والفهارس (3) وقال الكشي: (قال محمد بن مسعود: وسألت علي بن الحسن، عن فضيل الرسان؟ قال: قو فضيل بن الزبير، وكانوا ثلاثة إخوة: عبد الله وآخر) (4). والملاحظ أنهم يذكرون اسم أخيه عندما يكون الحديث عن الفضيل، ولم نجد موردا كان الحديث فيه عن أخيه فذكر فيه اسم الفضيل، وهذا يشير - من بعيد - إلى أن الأخ كان أعرف منه، بحيث يعرف الفضيل به، نعم ذكر الفضيل في ترجمة ابن أخيه، معرفا له كما سيأتي (5). قال أبو الفرج الأصفهاني: كان عبد الله بن الزبير من وجوه محدثي الشيعة، روى عنه عباد بن يعقوب - الرواجني المتوفى 205 -، ونظراؤه، ومن هو أكبر منه (6). أقول: روى عن عبد الله بن شريك العامري وعنه موسى بن يسار (7)، وروى عن صالح بن ميثم، وعنه بشر بن آدم في رواية أوردها كل من الكنجي (8) والحسكاني (9) وابن عساكر (10) وابن المغازلي (11)، لكن اسم المروي عنه (صالح بن رستم) في الأخير.
(1) في المصدر والموضع السابقين. (2) الطبقات الكبرى: ج 6 ص 281. (3) انظر: رجال البرقي: ص 34، ورجال الكشي: رقم 621، وطبقات ابن سعد: ج 6 ص 281. (4) رجال الكشي رقم 621. (5) الطبقات الكبرى: ج ص 281. (6) مقاتل الطالبيين: ص 290. (7) رجال الكشي: رقم 199. (8) كفاية الطالب: ص 110، وأخرجه محققه عن مستدرك الحاكم: 3 / 110، ومصادر أخرى. (9) شواهد التنزيل: ج 2 ص 275 وص 1 - 283. (10) تاريخ دمشق - ترجمة الإمام علي عليه السلام - الحديث رقم (923) وما بعده. (11) مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام لابن المغازلي: ص 319 رقم (364). 131 وكان عبد الله بن الزبير شاعرا، ومن شعره: 1 - عن (أنساب الأشراف) للبلاذري، في قصة تعذيب عبد الله بن الزبير بن العوام أخاه عمرو بن الزبير، وهي طويلة، جاء في آخرها: فقال ابن الزبير الأسدي: فلو أنكم أجهز تموا إذ قتلتموا * ولكن قتلتم بالسياط وبالسجن جعلتم لضرب الظهر منه عصيكم * تراوحه والأصبحية للبطن (1) 2 - وهو القائل في رثاء مسلم بن عقيل رضي الله عنه وهانئ بن عروة رحمه الله: فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل في أبيات عديدة (2). 3 - وعن مصعب في (نسب قريش) أنه ذكر: أول من جاء بنعي الحرة الكردوس بن زيد الطائي، قال ابن الزبير الأسدي: لعمري لقد جاء الكردوس كاظما * على خبر للمسلمين وجيع (3) ومن المحتمل أن يكون قائل هذه الأبيات شاعرا آخر بهذا الاسم، ولا بد من المزيد من التحقيق وقد عنون له بعض الرجاليين (4). وعبد الله كان من مناضلي الزيدية، حضر القتال مع الشهيد زيد رحمه الله، قال الكشي - في حديث عن عبد الرحمان بن سيابة - قال: دفع إلى أبو عبد الله عليه السلام دنانير، وأمرني أن اقسمها في عيالات من أصيب مع عمه زيد، فقسمتها، قال: فأصاب عيال عبد الله بن الزبير الرسان، أربعة دنانير (5). وروى الشيخ المفيد هذه الرواية عن أبي خالد الواسطي، قال: سلم إلي أبو عبد الله عليه السلام ألف دينار... وذكر نحوه (6) ولعلها واقعة أخرى غير ما جرى على يد عبد الرحمان بن سيابة.
(1) الأوائل للشيخ محمد تقي التستري: ص 213. (2) إرشاد العباد للمفيد: ص 217، ومقاتل الطالبيين: ص 108. (3) الأوائل للتستري: ص 139 و 86 و 228. (4) رجال العلامة: ص 237، تنقيح المقال: ج 2 ص 182. (5) رجال الكشي: رقم 621. (6) إرشاد المفيد: ص 269. 132 وقد ذكر العلامة الحلي بعد نقل الرواية: إن هذه الرواية تعطي أنه كان زيديا (1)، وسيأتي مناقشة هذه الجهة في عنوان (مذهبه). أقول: كون عبد الله هو المستشهد مع زيد، هو المشهور، والمفهوم من هذه الروايات أنه أصيب معه، لكن أبا الفرج الأصفهاني ذكر في المقاتل ما يدل على أن عبد الله بن الزبير بقي إلى زمان محمد بن عبد الله النفس الزكية، الذي استشهد في عهد المنصور العباسي، سنة (145)، قال أبو الفرج: حدثنا علي بن العباس، قال: حدثنا بكار بن أحمد، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: حدثنا عبد الله بن الزبير الأسدي - وكان في صحابة محمد بن عبد الله -، قال: رأيت محمد بن عبد الله عليه سيف محلى يوم خرج، فقلت له: أتلبس سفيا محلى؟! فقال: أس بأس بذلك؟! قد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يلبسون السيوف المحلاة. ثم قال أبو الفرج: عبد الله بن الزبير هذا أبو أحمد الزبير المحدث (2). أقول: التشويش في عبارة المقاتل ظاهر في الفقرة الأخيرة، إذ من الواضح أن عبارة (أبو أحمد الزبير) ليست صحيحة، وأظن قويا أن العبارة هكذا: (عبد الله بن الزبير هذا أبو أبي أحمد الزبيري المحدث) وأبو أحمد الزبيري هو محمد بن عبد الله بن الزبير، وستأتي ترجمته في عنوان (ابن أخي الفضيل). ولو كان عبد الله مستشهدا مع زيد - الشهيد سنة 122 - فلا يمكن أن يكون هو الباقي إلى أيام محمد بن عبد الله النفس الزكية - الشهيد سنة 145 -. وعبارة الأصفهاني صريحة وواضحة الدلالة على بقاء عبد الله إلى سنة (145)، لكن الروايات الدالة على شهادته مع زيد سنة (122) غير صريحة، ولا تدل إلا على كون عائلته في عوائل المصابين، ولعله كان مجروحا، مع أن عبارة الروايات تلك فيها اختلاف، فقد حكي عن المحدث التقي المجلسي الأول قدس الله سره أنه قال في حواشي الفقيه مشيرا إلى الخبر الذي رواه عبد الرحمان بن سيابة ما لفظه: يظهر من هذا الخبر - وغيره - أن المقتول (هو) الفضيل، وكان عبد الله عياله، إنتهى (3).
(1) رجال العلامة: ص 237. (2) مقاتل الطالبيين: ص 290. (3) تنقيح المقال: ج 2 ص 182. 133 قال المامقاني: وتأمل فيه الفاضل الحائري في المنتهى (1) لما مر في ترجمة السيد الحميري من بقاء فضيل بعد زيد، ومجيئه إلى الصادق عليه السلام وإخباره بقتله وإنشاده شعر السيد رحمه الله في حضرته ثم قال: ويقرب سقوط كلمة (عيال) قبل عبد الله في نسخة أمالي الصدوق (أي في رواية ابن سيابة) (2). أقول: رواية إنشاد فضيل شعر السيد في حضرة الصادق عليه السلام صريحة في بقائه بعد زيد - وسيأتي نقلها نصا - فلا يمكن أن يكون فضيل هو المقتول مع زيد قطعا، ولم نجد من صرح بذلك. ورواية الأصفهاني صريحة في بقاء عبد الله بعد زيد إلى سنة (145) فالأمر يحتمل أحد وجهين: الأول: وهو الأقوى، أن يكون الحاضر مع زيد هو (عبد الله) ولكنه لم يستشهد وإنما أصيب فقط، فلعله كان مجروحا وعليلا وكانت عائلته بحاجة إلى نفقة، وهذا هو الموافق لظاهر تلك الروايات، بنقولها المختلفة. الثاني: وهو الأبعد، أن يكون الاسم المذكور فيها هو (عبيد الله) وأن يكون هو الأخ الآخر لفضيل الذي لم يذكر اسمه في رواية ابن فضال عند الكشي (3)، ولكن نسخ الكتب المتعددة متفقة على ذكر (عبد الله) مكبرا. ابن أخيه: قال ابن سعد في الطبقات: أبو أحمد الزبيري، واسمه: محمد بن عبد الله بن الزبير، مولى بني أسد، وهو ابن أخي فضيل الرسان (4). وقال السمعاني: (الزبيري) أبو أحمد، محمد بن عبد الله بن الزبير بن عمر بن
(1) أي منتهى المقال في علم الرجال لأبي علي الحائري. (2) تنقيح المقال: ج 2 ص 182. (3) رجال الكشي: الفقرة 621. (4) الطبقات الكبرى: 6 / 281. 134 درهم، الأسدي الزبيري، من أهل الكوفة، كان يبيع القت بزبالة (1). وقال الذهبي: أبو أحمد الزبيري، الأسدي، مولاهم الكوفي الحبال (2). قال ابن سعد: كان صدوقا كثير الحديث (3)، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: كوفي ثقة كان يتشيع (4)، وقال السمعاني: محدث كبير مكثر (5) وقال أبو حاتم: حافظ عابد مجتهد، له أوهام (6)، وقال الذهبي: الحافظ الثبت (7)، ونقل الذهبي عن بندار قوله: ما رأيت رجلا قط أحفظ من أبي أحمد، وحكي أنه كان يصوم الدهر (9). روى عن يونس بن أبي إسحاق، وعيسى بن طهمان، وفطر، وسفيان وطبقتهم (10) و عن مسعر ومالك بن مغول، ومالك بن أنس، وبشر بن سلمان وسفيان الثوري، و إسرائيل بن يونس (11) وروى عنه: أحمد بن حنبل، وأبو بكر بن أبي شيبة، وخيثمة وعبد الله القواريري وأحمد بن منيع، وعامة أهل العراق (12) ومحمود بن غيلان، وأحمد بن الفرات، ومحمد بن رافع، وخلق (13)، قال نصر بن علي: قال أبو أحمد: لا أبالي أن يسرق مني كتاب سفيان، إني أحفظه كله (14). قال أحمد بن حنبل: كان كثير الخطأ في حديث سفيان (15).
(1) الأنساب: ظ 271 (2) تذكرة الحفاظ: 1 / 357. (3) الطبقات الكبرى: 6 / 281. (4) الأنساب: ظ 271. (5) المصدر السابق. (6) طبقات الحفاظ: 1 / 357. (7) المصدر السابق. (8) المصدر السابق. (9) الأنساب: ظ 271 1 / 357. (10) طبقات الحفاظ 1 / 357. (11) الأنساب: ظ 271. (12) المصدر السابق. (13) تذكرة الحفاظ: 1 / 357. (14) المصدر السابق. (15) الأنساب: ظ 271. 135 قال ابن سعد: توفي بالأهواز في جمادى الأولى سنة ثلاث ومائتين في خلافة المأمون (1)، لكن قال أحمد: مات بالأهواز سنة اثنتين ومائتين (2)، ووصفه بالزبيري نسبة إلى جده (الزبير) أبي الفضيل، يكشف عن شهرة للزبير الجد، كما لا يخفى، وقد صرح علماء الأنساب بأن النسبة ليست إلى الزبير بن بكار كما توهم (3). ابن آخر لأخي الفضيل: ذكر ابن الجعابي في ترجمة أبي أحمد الزبيري ما نصه: إن له أخا يسمى (حسنا) من وجوه الشيعة يروى عنه، وروى عن ابن نمير (4). وقد عنون القهپائى لمن يكنى ب (ابن أخي فضيل) فقال: ابن أخي فضيل، عن فضيل، عن الصادق عليه السلام اسمه (الحسن) صرح به في باب ما ينقض الوضوء من (الكافي) (5) أقول: وعن (الوافي) بسند، عن ابن أبي عمير، عنه: ج 4 ص 38 (6). لكنه في هذا المورد روى عن الصادق عليه السلام، وعلق بعضهم على قوله (الحسن) بقوله: لعله ابن عبد الله بن الزبير الرسان، ابن أخي الفضيل بن الزبير... إلى آخره (7). وعلق على قوله: (في باب...) بأن الموارد المذكور فيها ابن أخي الفضيل كثيرة، والمحتمل لهذا العنوان في كتب الرجال ثلاثة: فضيل بن الزبير، وابن غزوان، وابن يسار (8). الحسن بن الزبير؟ عنون الشيخ الطوسي في أصحاب الصادق عليه السلام ل: الحسن بن الزبير الأسدي
(1) الطبقات الكبرى: 6 / 281. (2) تذكرة الحفاظ: 1 / 357. (3) الأنساب: / 271 وقد ترجم للزبيري في الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي ج 2 ص 262. (4) الكنى والألقاب ج 2 ص 262. (5) مجمع الرجال ج 7 ص 158. (6) معجم الثقات لأبي طالب التبريزي: ص 161. (7) مجمع الرجال: ج 7 ص 158 الهامش (1). (8) المصدر السابق الهامش (2). 136 مولاهم الكوفي (1)، ونقله عنه الرجاليون من دون تعقيب، إلا أن الشيخ الزنجاني قال: لم أقف لا على حاله ولا على حديثه (2). والاحتمالات في هذا الشخص ثلاثة: 1 - فهل هو ابن الزبير، ك ما يدل علية عنوان الترجمة، فيكون هو الأخ الثالث للفضيل وعبد الله؟. 2 - أو هو الحسن بن عبد الله بن الزبير، الذي ذكره ابن الجعابي، نسب إلى جده سهوا أو اختصارا فيكون أخا لأبي أحمد الزبيري؟ 3 - أو هو شخص آخر، لا يرتبط بآل الزبير الأسديين بصلة؟ ويقرب الاحتمال الثاني أن ظاهر ترجمة الشيخ له، وقوفه على روايته عن الإمام الصادق عليه السلام، وحيث لم ترد عن الحسن بن الزبير رواية، وكان الحسن بن عبد الله بن الزبير من وجوه الشيعة، ووردت له بهذا العنوان رواية عن الصادق كما عرفت، تعين كونه هو المراد بالترجمة. طبقته: يروي فضيل عن زيد الشهيد عليه السلام كما سيأتي، ويأتي - أيضا - أنه كان من أنصاره ودعاته والمشتركين في نضاله، وقد استشهد زيد سنة (122). وعده أصحاب الطبقات في أصحاب الإمام محمد بن علي أبي جعفر الباقر عليه السلام (المتوفى 114) (3)، وأصحاب الإمام جعفر بن محمد أبي عبد الله الصادق عليه السلام (المتوفى 148) (4)، وقد وردت له رواية عنهما، كما سيأتي في تعداد مشايخه. ولم نقف له على رواية عن الإمام علي بن الحسين السجاد عليه السلام (المتوفى 95)، ولا عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليهما السلام (المتوفى 183) فتحدد فترة حياته العلمية بين (122 - 148).
(1) رجال الطوسي: ص 168 رقم (49). (2) الجامع في الرجال: ج 1 ص 6 - 497 (3) رجال البرقي: ص 11، الفهرست للنديم: ص 227، رجال الطوسي: ص 132. (4) رجال البرقي: ص 34، رجال الطوسي: 272. 137 مشايخه: 1 - الإمام محمد بن علي أبو جعفر الباقر عليه السلام (57 - 114)، ذكروه في أصحابه - كما تقدم - وهذا يقتضي أن يكون من الرواة عنه، لأن كتب طبقات أصحاب الأئمة إنما ألفت لجمع أسماء الرواة المباشرين عن الإمام، والتي عثر المؤلفون على رواياتهم، وهذا معنى ظاهر فيما صنعه الشيخ الطوسي في كتاب رجاله (1) إلا أنا لم نعثر على رواية كثيرة له عن الإمام سوى رواية واحدة، نقل ورودها الشيخ الزنجاني عن الجزء الأول من بصائر الدرجات للصفار (2). 2 - الإمام جعفر بن محمد أبو عبد الله الصادق عليه السلام (83 - 148)، والحديث فيه كما تقدم في رايته عن الإمام الباقر، وروايته عن الإمام الصادق أيضا ليست كثيرة (3)، لكن روى الكشي حديثا يدل على حضوره عند الإمام، بل يدل على نحو اختصاص له بالامام، وإليك نص الحديث: قال الكشي في ترجمة السيد الحميري الشاعر - بسند فيه: حدثني علي بن إسماعيل، قال: أخبرني فضيل الرسان، قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام بعد ما قتل زيد بن علي رحمة الله عليه، فأدخلت بيتا جوف بيت، فقال لي: يا فضيل، قتل عمي زيد؟ قلت: نعم، جعلت فداك، قال: رحمه الله، أما والله كان مؤمنا، وكان عارفا، وكان عالما، وكان صدوقا، أما أنه لو ظفر لوفى، أما إنه لو ملك لعرف كيف يضعها، قلت: يا سيدي ألا أنشدك شعرا؟ قال: أمهل، ثم أمر بستور فسدلت وبأبواب فتحت، ثم قال: أنشد، فأنشدته: لأم عمرو باللوى مربع * طامسة أعلامه بلقع إلى آخر الحديث (4). 3 - زيد بن علي الشهيد أبو الحسين عليه السلام (78 - 122)، كان فضيل من أصحابه، وله معه تراود في شؤون النضال كما سيأتي ذكر ما يتعلق بذلك، وقد روى عنه
(1) رجال الطوسي: ص 2. (2) الجامع في الرجال: ج 2 ص 620. (3) مجمع الرجال: ج 7 ص 158، وانظر الهامش (2). (4) رجال الكشي الفقرة (505). 138 فرات والحسكاني (1)، والطوسي (2) ويروي فضيل عن جمع من الرواة نذكر أسماءهم حسب أوائلها: 4 - أبو الحكم، روى عنه قوله: سمعت مشيختنا وعلمائنا يقولون (3). 5 - أبو داود السبيعي روى عنه في تفسير بعض الآيات (4)، وقال في بعض الروايات: (سمعت أبا داود) والظاهر أنه السبيعي هذا (5). 6 - أبو سعيد عقيصا، روى عنه في كامل الزيارات (6). 7 - أبو عبد الله، كما نقله الكشي (7). 8 - أبو عبيدة، كما نقل عن الصدوق في (الخصال) باب (3) (8). 9 - أبو عمر - أو أبو عمرو، حسب اختلاف النسخ - وأضاف الكشي: البزاز (9). 10 - أبو الورد، روى عنه في هذا الكتاب الذي نقدم له (10) 11 - حمزة بن ميثم، كما نقله الكشي (11). 12 - صالح بن ميثم، أورد روايته القمي في تفسيره (12). 13 - عبد الله بن شريك العامري، روى عنه في هذا الكتاب (13). 14 - عمران بن ميثم، كما نقله الكشي (14) وأورد روايته المفيد (15). 15 - فروة، كذا ورد اسمه في أكثر موارد روايته، وأصاف في بعضها: (... بن مجاشع)
(1) تفسير فرات الكوفي: ص 103، وشواهد التنزيل: ج 1 ض 264 و 401. (2) الغيبة للشيخ الطوسي: ص 115. (3) إرشاد العباد للمفيد: ص 174. (4) شواهد التنزيل: ج 1 ص 426 ح 582، وص 428 ح 587. (5) رجال الكشي: رقم (58 و 148). (6) كامل الزيارات * ص 72 ب 23 ح 4، وانظر الجامع في الرجال: ج 2 ص 620. (7) رجال الكشي: رقم (51). (8) الجامع في الرجال: ج 2 ص 620. (9) رجال الكشي رقم (162) وانظر رقم (52). (10) تسمية من قتل مع الحسين (عليه السلام) - هذا الكتاب - الفقرة (9). (11) رجال الكشي: رقم (136). (12) نقله في معجم رجال الحديث: ج 13 ص 352. (13) أنظر هذا الكتاب - الذي بين يديك - ص 147. (14) رجال الكشي: رقم (37). (15) أمالي المفيد ص 145، المجلس 18. 139 وردت روايته عنه في (الكافي) للكليني (1)، وفي (الروضة) (2) (وأمالي المفيد) (3). 16 - يحيى بن أم طويل، روى عنه في هذا الكتاب (4). 17 - يحيى بن عقيل، كما رواه المفيد في (الأمالي) (15). وقد وردت عن فضيل روايات مرسلة في (رجال الكشي) نذكرها: 1 - قال: قيل لأبي عبد الله عليه السلام (6). 2 - قال: خرج أمير المؤمنين عليه السلام (7). 3 - قال: مر ميثم التمار على فرس له، فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي (8)، وذكر الكشي في نهاية هذه الرواية: هذه الكلمة مستخرجة من كتاب (مفاخر الكوفة والبصرة) (9). الرواة عنة: 1 - أبان بن عثمان، نقله في الكافي (10) والكشي (11). 2 - أرطاة، نقله الصدوق (12) والمفيد (13). 3 - إسماعيل بن أبان، نقله المفيد (14) والحسكاني (15). 4 - الحسن بن عبد الله بن الزبير، ابن أخية (16).
(1) الكافي: - الفروع - ج 6، كتاب الأطعمة 6، باب فضل الملح 76، حديث 6. (2) الكافي: - الروضة - ج 8، الحديث 205. (3) أمالي المفيد: ص 125. (4) أنظر هذا الكتاب: ص. (5) أمالي المفيد: ص 207 ح 41. (6) رجال الكشي: رقم (235). (7) المصدر: رقم (132). (8) المصدر: رقم (133). (9) المصدر: ص 79. (10) مجمع الرجال: ج 7 ص 158. (11) الكافي - الروضة -: ج 8، الحديث 205. (12) رجال الكشي: رقم (148). (13) علل الشرائع: (14) أمالي المفيد: ص المجلس 27. (15) المصدر السابق: ص 145. (16) شواهد التنزيل: ج 1 ص 401 و 426، وتفسير الحبري: ص 32 ح 48. 140 5 - الحسن بن حماد، نقله الزنجاني عن الجزء الأول من بصائر الدرجات للصفار (1). 6 - الحسين بن محمد بن فرقد، رواه الصدوق (2). 7 - داود، رواه الصدوق (3). 8 - الربيع بن محمد المسلى، كما نقله الكوفي (4) والحسكاني (5). 9 - زكريا بن يحيى القطان، ذكره المفيد (6). 10 - سفيان، ذكره المفيد (7)، وفي غيبة الطوسي: سفيان الجريري (8). 11 - سكين بن عمار، نقله في الكافي (9). 12 - طاهر بن مدرار، هو راوي هذا الكتاب عن الفضيل (10). 13 - عاصم بن حميد الحنفي، أكثر الرواية عن فضيل، في (رجال الكشي) (11) ونقل روايته ابن قولويه (12)، والمفيد (13). 14 - عبد الله بن يزيد الأسدي، أورده الكشي (14). 15 - علي بن إسماعيل التيمي، أكثر الرواية عنه، نقله الكشي (15) والقمي (16) والطوسي (17).
(1) الجامع في الرجال: ج 2 ص 620. (2) ثواب الأعمال: ص 60. (3) إكمال الدين: ص 118. (4) تفسير فرات الكوفي: ص 115. (5) شواهد التنزيل: ج 1 ص 428. (6) إرشاد الفيد: ص 174. (7) أمالي المفيد: ص 125، وانظر * الجامع في الرجال: ج 2 ص 620. (8) الغيبة للشيخ الطوسي: ص 115. (9) الكافي - الفروع -: ج 6 الكتاب 6 الباب 76 الحديث 6. (10) تسمية من قتل - هذا الكتاب -: ص (11) رجال الكشي الأرقام (51 و 52 و 58 و 142). (12) كامل الزيارات ت: ص 72 ب 23. (13) أمالي المفيد: ص 207. (14) رجال الكشي: رقم (132 و 133). (15) رجال الكشي: الأرقام (505 و 136 و 137). (16) نقله في معجم رجال الحديث: ج 13 ص 352. (17) تهذيب الأحكام: ج 1 ح 1089، باب صفة الوضوء والفرض منه. 141 16 - عامر السراج، كما في نقل الحسكاني (1) 17 - فضالة بن أيوب، روى عنه في ترجمة زرارة من (رجال الكشي) (2). مذهبه: قال سعد بن عبد الله الأشعري - عند حديثه عن فرق الزيدية -: من نفرق الزيدية يسمون (السرحوبية) ويسمون (الجارودية) وهم أصحاب أبي الجارود زياد بن منذر، وإليه نسبت الجارودية، وأصحاب أبي خالد الواسطي وأصحاب فضيل بن الزبير الرسان (3). وفي موضع آخر قسم الزيدية إلى ضعفاء وأقوياء، ثم قال: وأما الأقوياء منهم: فهم أصحاب أبي الجارود، وأصحاب أبي خالد الواسطي، وأصحاب فضيل الرسال (4)، فهذا يدل على أن الفضيل كان من الزيدية، بل من الأقوياء منهم، ويشير إلى أنه كان صاحب رأي ونفوذ فيهم، حيث كان له (أصحاب) ينسبون إليه. وقال ابن النديم، ومن متكلمي الزيدية: فضيل الرسان، وهو ابن الزبير (5)، وذكر ناجي حسن فضيلا في عداد من نظمهم زيد الشهيد من الدعاة، وأرسلهم إلى الأقطار المختلفة يدعون الناس إلى ثورته 56). ومما يقرب ذلك أن الرجل كان ممن يسأل عما يتعلق بشؤون زيد، وكان مطلعا على أسرار حركته والمتصلين به، كما توسط في إيصال الأموال إليه ودعمه، كما يستفاد ذلك من رواياته، ومنها ما نقله أبو الفرج الأصفهاني في (المقاتل) بسنده عن الفضيل، قال: قال أبو حنيفة: من يأتي زيدا في هذا الشأن من فقهاء الناس؟ قلت: سلمة بن ك هيل، ويزيد بن أبي زياد، وهارون بن سعد، وهاشم بن البريد، وأبو هاشم الرماني، والحجاج بن دينار، و غيرهم فقال لي: قل لزيد: (لك عندي معونة وقوة على جهاد عدوك، فاستعن بها أنت و أصحابك في الكراع والسلاح) ثم بعث ذلك معي إلى زيد، فأخذه زيد (7).
(1) شواهد التنزيل: ج 1 ص 264. (2) رجال الكشي رقم (235). (3) المقالات والفرق لسعد: ص 71. (4) المصدر: ص 74، الفقرة (144). (5) الفهرست لابن النديم: ص 227. (6) ثورة زيد بن علي: ص 111، نقلا عن الحدائق الوردية لحميد المحلى - من علماء الزيدية - ج! ص 152. (7) مقاتل الطالبيين ص 6 - 147. 142 وهذه الرواية تدل على مدى اختصاص الرجل بزيد، واتصاله به وسلوكه مسلكه، وربما يستأنس ذلك أيضا مما رواه الكشي من دخوله على الإمام الصادق عليه السلام، بعد مقتل زيد وسؤال الإمام منه عن مقتل عمه، وإنشاده شعر السيد الحميري، كما تقدم نقلة (1). فيمكن أن يستظهر من هذه الروايات وأمثالها كون فضيل زيدي المذهب، كما استظهر العلامة الحلي والسيد ابن طاووس زيدية أخيه عبد الله منن رواية عبد الرحمان بن سيابة التي ذكرناها سابقا، والتي جاء فيها أن الإمام الصادق عليه السلام أمر بتقسيم الأموال على عوائل المصابين مع زيد، فأصاب عائلة عبد الله أربع دنانير، قال العلامة: وهذه الرواية تعطي أنه كان زيديا (2)، وقال السيد: ظاهر الحديث ينطق بأن عبد الله بن الزبير كان زيديا (3). وناقش الشيخ المامقاني في هذا الاستظهار بقوله: إن الدين خرجوا مع زيد ليسوا كلهم زيدية بالبديهة (4). أقول: مجرد الخروج مع زيد ليس دليلا على الزيدية كما ذكر، لكن تصريح علماء الفرق والرجال - كالأشعري وابن النديم - وضم الروايات الأخرى التي تلائم زيدية الرجل، حجة للاستظهار المذكور، فهو زيدي على الأظهر. وما ذكره الشيخ المامقاني - بعد ما نقل عن الشيخ الطوسي، ذكر الرجل في بابي أصحاب الباقر والصادق عليهما الإسلام - من: أن ظاهره كونه إماميا (5) لا وجه له أصلا، و ذلك: أولا: لما عرفت من أن الأظهر كونه زيدي المذهب. وثانيا: أن مجرد ذكر الشيخ الطوسي للراوي في كتاب رجاله لا يدل على كونه إماميا، لأن الشيخ لم يلتزم في الرجال بذكر من كان إماميا، بل هو بصدد جمع أسماء الرواة عن الأئمة، بمجرد عثوره على رواية له عن أحدهم فكتابه في الحقيقة فهرس لأسماء الرواة، من
(1) وانظر رجال الكشي: رقم (505). (2) رجال العلامة: ص 237. (3) تنقيح المقال: ج 2 ص 182، رقم (6856) نقلا عن التحرير الطاووسي. (4) المصدر السابق، نفس الموضع. (5) تنقيح المقال: ج 2 ق 2 ص 13 (9498). 143 دون نظر له فيه إلى توثيق أو جرح، ولا إلى تعيين مذهب أو غير ذلك من الاهتمامات الرجالية، وهذا واضح لمن راجع كتاب الرجال، نعم التزم الشيخ الطوسي في (الفهرست) بأن يذكر فيه المؤلفين من الإمامية عدا من يصرح بمذهبه من غيرهم (1). حاله في الحديث: 1 - بناء على ما التزمه سيدنا الأستاذ من وثاقة رواة كتابي (كامل الزيارات) للشيخ ابن قولويه، و (تفسير القمي) لعلي بن إبراهيم، بالتوثيق العام، استنادا إلى كلام المؤلفين في أول الكتابين كما فصله دام ظله (2). فإن الرجل يكون (ثقة) شهد ابن قولويه والقمي بوثاقته، ويكون خبره (موثقا) بناء على كونه زيدي المذهب، كما أسلفنا. 2 - ذكره ابن داود في القسم الأول من رجاله، المعد لذكر (الممدوحين) ونقل عن (كش: ممدوح) (3). لكن قال السيد التفريشي: قد نقل عن الكشي مدحه، ولم أجده في الكشي (4)، وقال المامقاني: لم نقف فيه على مدح، ونسبة ابن داود مدحه إلى الكشي لم نقف له على مأخذ، إذ ليس في الكشي إلا جعله معرفا لأخيه عبد الله بن الزبير الرسان، ودلالته على مدحه ممنوعة، نعم يدل على كونه أعرف من عبد الله، ومثل ذلك لا يكفي في درج الأرجل في الحسان، كما لا يخف (5). أقول يرد عليه: أولا: أنه لم يظهر منه جعل فضيل معرفا لأخيه، بل الأمر بالعكس على احتمال قوي، إذ المفروض ذكر الرواية المرتبطة بعبد الله في ترجمة الفضيل، فيكون عبد الله هو المعرف ولم نجد ذكرا لفضيل في ترجمة عبد الله كما أشرنا إليه سابقا.
(1) الفهرست للطوسي: ص 3 - 24. (2) معجم رجال الحديث: ج 1 ص 63 - 64. (3) رجال ابن داود - طبع النجف -: ص 151. (4) نقد الرجال: ص 2 66. (5) تنقيح المقال: ج 2 ق 2 ص 13 رقم (9498) 144 وثانيا: أن ذكر الكشي لفضيل لا ينحصر بهذا المورد، بل ذكره في موارد أخر، و ضمن أسانيد أخرى، فلعل ابن داود استفاد المدح من مجموع ذلك. وقال السيد الخوئي: لعله (ابن داود) استفاد المدح مما رواه الكشي في ترجمة السيد ابن محمد الحميري من أن الصادق عليه السلام أدخله في جوف بيت إلى آخر الحديث (1). أقول: لكن الرواية تلك مروية بطريق الرجل نفسه فكيف يتم سندها حتى يستند إليها؟ والذي أراه أن الرجل معتبر الحديث، لما يبد ومن مجموع أخباره وأحواله من انقطاعه إلى أهل البيت عليهم السلام، واختصاصه بهم ونصرته له وتعاطفه معهم، وكونه مأمونا على أسرارهم، وكذلك وقوعه في طريق كثير من الروايات - وكلها خالية مما يوجب القدح فيه - فهذا كله مدعاة إلى الاطمئنان به، ولو التزمنا بكفاية عدم القدح في الراوي لاعتبار حديثه من دون حاجة إلى معرفة وثاقته بالخصوص، كما هو مذهب القدماء لكان الرجل معتمد الحديث بلا ريب. سند الكتاب قال الإمام المرشد بالله (2):
(1) معجم رجال الحديث: ج 13 ص 353. (2) يحيى بن الحسين الموفق بالله بن إسماعيل بن زيد، الإمام المرشد بالله أبو الحسين الحسني نسبا، الزيدي مذهبا، الرازي، يدعى (الكيا) من أئمة الزيدية، دعا في الجيل والديلم والري وجرجان، وكان ممن عني بالحديث، قال أبو طاهر: كان من أمثل أهل البيت ومن المحمودين في صناعة الحديث، وغيره من الأصول والفروع، وقال الدقاق: رأيت بالري من الأئمة الحفاظ الكيا يحيى. سمع الصوري، والعتيقي، وابن غيلان، وابن رينه بأصفهان وغيرهم. روى عن محمد بن عبد الواحد الدقاق، ونصر بن مهدي وأبو سعد يحيى بن طاهر السمان. ولد سنة (412) وتوفي بالري سنة (479). ترجم له في التحف شرح الزلف: ص 93 والنابس في القرن الخامس: ص 6، ولسان الميزان: ج 6 ص 7 - 248. 145 أخبرنا الشريف أبو عبد الله، محمد بن علي (1) بن الحسن البطحاني (2)، بقراءتي عليه، بالكوفة، قال: أخبرنا محمد بن جعفر التميمي (3)، قراءة، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد (4)، قال: أخبرني الحسن بن جعفر بن مدرار (5)، قراءة، قال: حدثني عمي طاهر بن مدرار (6)، قال:
(1) كذا الصحيح، وكان في الأصل: (عبد الله) بدل (علي) وهو غلط واضح. (2) أبو عبد الله الشريف العلوي، الحسني الشجري، الكوفي (ولد سنة 367 وتوفي 445)، نشأ في الكوفة ورحل إلى بغداد وسمع الأعلام، ومشايخه يناهزون التسعين، وسمع منه حوالي العشرين، ألف كتبا عديدة منها: فضل الكوفة وفضل أهلها، والأذان بحي على خير العمل، وفضل زيارة الحسين عليه السلام، وقد توسع في ترجمته العلامة الطباطبائي في مقدمة الكتاب الأخير المطبوع بقم سنة 1403، منشورات مكتبة آية الله السيد المرعشي (3) محمد بن جعفر بن محمد بن هارون، أبو الحسن التميمي الكوفي المقري المعروف بابن النجار، توفي سنة (402)، وثقه الذهبي، له تاريخ الكوفة، ترجم له في العبر: 3 / 80، وتاريخ بغداد: ج 2 ص 158، ونوابغ الرواة: ص 257. (4) الحافظ، أبو العباس ابن عقدة الكوفي، (ولد سنة (249) وتوفي سنة (333) كثير الحديث والتأليف، ترجمه النجاشي في الرجال: ص 68 - 69، والذهبي في تذكرة الحفاظ: 3 / 55، ولسان الميزان: 1 / 263 ونوابغ الرواة: 46 - 47، وتنقيح المقال: 1 / 86. (5) شيخ ابن عقدة الحافظ، وقد أكثر الرواية عنه، وهو يروي عن عمه في أكثر الموارد، لكنه روى في مورد عن (العلاء بن رزين) في الأذان بحي على خير العمل... الحديث 147. وأورد روايات عنه الدارقطني في سننه، وسيأتي الحديث عن حاله في ذيل ترجمة عمه في التعليق التالي. (6) روى هنا عن فضيل، وروى عن عبد الله بن سنان، وروى كثيرا عن الحسن بن عمارة، في الأذان بحي على خير العمل: الحديث 146 وفي سنن الدارقطني: ج 2 ص 268 و ج 3 ص 20، و ج 4 ص 161، وقد روى عنه في جميع الموارد ابن أخيه الحسن بن جعفر بن مدرار، ويظهر حسن حالهما عند الدارقطني حيث لم يتعرض لهما بشئ، في الروايات التي وقعا في طرقها مع أنه تعرض للحسن بن عمارة مكررا، وقال إنه متروك، أو إذا لاحظنا ما ذكره الذهبي في حق الدارقطني من أنه: حافظ العصر الذي لم يأت بعد النسائي مثله، ولاحظنا أن كتابه (السنن) من مظان الحديث الحسن، كما قال السيوطي، بل من مظان الحديث الصحيح، كما قال ابن حجر، اتضح عدم مجهولية الرجلين، بل حسن حالها والاعتماد عليهما، فلاحظ: سنن الدارقطني (في المواضع المذكورة) وميزان الاعتدال: ج 4 ص 8، وتدريب الروي: ص 98، وقواعد في علوم الحديث: ص 72. 146 حدثني فضيل بن الزبير (1)، قال: سمعت الإمام أبا الحسين، زيد بن علي (2) عليهما السلام، ويحيى بن أم طويل (3)، وعبد الله بن شريك العامري (4) يذكرون: (تسمية من قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام، من ولده وإخوته وأهله، وشيعته). وسمعته - أيضا - من آخرين سواهم. وبعد: فهذا ما بلغه الجهد في تقديم هذا الكتاب، فكان فرصة جيدة للبحث عما يتعلق بأسرة (آل الزبير) الأسديين الكوفيين، من الأسر الشيعية التي التزمت المنهج العلمي في القرون الأولى من عهد الإسلام، ولم أجد لهذه الأسرة ذكرا عندا المترجمين للأسر العلمية، فالفائدة الحاصلة من البحث مبدعة نوعا ما، وكانت حصيلة التتبع جمع ما تناثر حول أعلام (آل الزبير الكوفيين) في كتب الحديث والرجال والتاريخ، وبالتالي تشخيص عدة من أعلامهم وهم: 1 - عبد الله بن الزبير، الشاعر، المحدث حضر القتال مع زيد الشهيد سنة (122) وأصيب في المعركة، وحضر مع محمد النفس الزكية الشهيد سنة (145) وله روايات. 2 - الفضيل بن الزبير الرسان - مولف هذا الكتاب - من أصحاب الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام، وكان من دعاة زيد الشهيد ورسله إلى الأطراف ومن متكلمي الزيدية، وله أصحاب فيهم يعدون من الأقوياء.
(1) لقد ذكرنا ما وقفنا عليه من أحواله في ما سبق من ه ذه المقدمة. (2) الشهيد (سنة 122) رحمة الله عليه، سيد أهل البيت والطالب بأوتارهم، كان عالما، وكان عارفا، وقد ناضل من أجل الحق فخذ له أو غاد أهل العراق في حكم بني أمية، ألفت كتب خاصة في ترجمته وثورته منها: كتاب زيد الشهيد للسيد عبد الرزاق الموسوي المقرم، وثورة زيد بن علي لناجي حسن، وانظر رجال الكشي (في مواضع عديدة). (3) من حواري الإمام السجاد علي بن الحسين عليه السلام، والرواة عنه كان يظهر الفتوة، وطلبه الحجاج ليلعن الإمام عليا عليه السلام فأمر بقطع يديه ورجليه وقتله، أنظر رجال الكشي رقم (20 و 184 و 194 و 195)، ومجمع الرجال: ج 6 ص 252 و 253. (4) من حواري الصادق عليهما السلام، وقد روى عنهما، وعن أبيه شريك، وروى عنه - هنا - فضيل بين الزبير، وروى عنه عبد الله أخو الفضيل وجمع، لاحظ رجال الكشي رقم (20 و 390 و 392) ومواضع أخرى، ومجمع الرجال: ج 4 ص 65. 147 3 - محمد بن عبد الله بن الزبير، أبو أحمد الزبيري، يعرف بابن أخي الفضيل، المحدث الكبير يعد من الحفاظ الاثبات، روى عنه جمع من الأعلام وكثير منم الرواة، 4 - الحسن بن عبد الله بن الزبير، من وجوه الشيعة، روى بعنوان (ابن أخي فضيل)، عن الإمام الصادق عليه السلام، وعن عمه الفضيل، ولست مقتنعا بانحصار رجال هذا البيت الرفيع بهذا العدد، ولا بد أن التتبع الأوفر يوصلنا إلى أسماء عديدة أخرى (1). ولعل هذه الدراسة المختصرة تكون منطلقا للبحث الأوسع عن هذه الأسرة العلمية، والتحقيق في تاريخها من قبل المعنيين الأفاضل، ونشكر الله على حسن توفيقه، ونسأله المزيد، وصلى الله على محمد وآله وسلم. في الخامس من ذي الحجة، سنة خمس وأربعمائة وألف. وكتب السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
(1) فمثلا: الحافظ علي بن عبيد الأسدي، الشهير بابن الكوفي، يعرف (بابن الزبير)، وقد صرح الأعلام بأنه ليس من ولد الزبير بن العوام، فمن هو الزبير الذي عرف هذا الحافظ الكبير بالنسبة إليه؟ ولم أجد الفرصة الكافية للبحث حوله. 148 متن الكتاب بسم الله الرحمن الرحيم تسمية من قتل مع الحسين بن علي عليهما السلام من ولده وإخوته وأهله وشيعته (شهداء أهل البيت عليهم السلام) (1) الحسين بن علي، ابن رسول الله صلوات الله عليهم. قتله سنان بن أنس النخعي، وحمل رأسه فجاء به خولي بن يزيد الأصبحي. (2) والعباس بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وأمه أم البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد العامري، قتله زيد بن رقاد الجنبي، وحكيم بن الطفيل الطائف السنبسي، وكلاهما ابتلي في بدنه. (3) وجعفر بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وأمه - أيضا - أم البنين بنت حزام، قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي. (4) وعبد الله بن علي عليه السلام، وأمه - أيضا - أم البنين، رماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم، وأجهز عليه رجل من بني تميم بن أبان بن دارم. (5) ومحمد بن علي بن أبي طالب عليهما السلام الأصغر، قتله رجل من أبان بن دارم، وليس بقاتل عبد الله بن علي، وأمه أم ولد. (6) وأبو بكر بن علي بن أبي طالب عليهما السلام، وأمه ليلى بنت مسعود بن خالد بن مالك بن ربعي بن سلم بن جندل بن نهشل بن دارم التميمي.
149 وعثمان بن علي عليهما السلام، وأمه أم البنين بنت حزام، أخو العباس وجعفر (وعبد الله أبناء) (1) علي لأمهم. (8) وعلي بن الحسين، الأكبر، وأمه ليلى بنت (أبي) مرة بن عروة بن مسعود بن مغيث الثقفي، وأمها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب، قتله مرة بن منقذ بن النعمان الكندي، وكان يحمل عليهم، ويقول: أنا علي بن الحسين بن علي * نحن - وبيت الله - أولى بالنبي حتى قتل صلى الله عليه: (9) وعبد الله بن الحسين عليهما السلام، وأمه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي ابن أوس بن جابر بن كعب بن حكيم الكلبي، قتله حرملة بن الكاهل الأسدي الوالبي، وكان ولد الحسين بن علي عليه السلام في الحرب، فأتي به وهو قاعد، وأخذه في حجره ولباه بريقه، وسماه عبد الله، فبينما هو كذلك إذ رماه حرملة بن الكاهل بسهم فنحره، فأخذ الحسين عليه السلام دمه، فجمعه ورمى به نحو السماء، فما وقعت منه قطرة إلى الأرض. قال فضيل: وحدثني أبو الورد: أنه سمع أبا جعفر يقول: لو وقعت منه إلى الأرض قطرة لنزل العذاب. وهو الذي يقول الشاعر فيه: وعند غني قطرة من دمائنا * وفي أسد أخرى تعد وتذكر وكان علي بن الحسين عليه السلام عليلا، وارتث يومئذ، وقد حضر بعض القتال فدفع الله عنه، وأخذ مع النساء هو، ومحمد بن عمرو بن الحسن، والحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. (10) وقتل أبو بكر بن الحسن بن علي، وأمه أم ولد، قتله عبد الله بن عقبة الغنوي. (11) وعبد الله بن الحسن بن علي عليهم السلام، وأمه أم ولد، رماه حرملة بن الكاهل الأسدي بسهم فقتله. (12) والقاسم بن الحسن بن علي، وأمه أم ولد، قتله عمرو بن سعيد بن نفيل الأزدي. (13) وعون بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأمه جمانة (2) بنت المسيب بن نجية بن ربيعة بن رباح الفزاري، قتله عبد الله بن قطنة الطائي النبهاني.
(1) كذا الصحيح، وكان في الأصل (وعلى ابني) بدل ما بين القوسين. (2) كذا، لكن المذكور في كتب الأنساب والمقاتل أن عونا المقتول في كربلاء هو عون الأكبر وأمه العقيلة زينب بنت الإمام علي عليه السلام، وأما عون بن جمانة هذه، فهو عون الأصغر، لم يحضر واقعة الطف. 150 (14) ومحمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأمه الخوصاء بنت حفصة بنت ثقيف بن ربيعة بن عائذ بن الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن بكر بن وائل، قتله عامر بن نهشل التيمي. قال: ولما أتى أهل المدينة مصابهم، دخل الناس على عبد الله بن جعفر يعزونه، فدخل عليه بعض مواليه، فقال: هذا ما لقينا ودخل علينا من الحسين! قال: فخذفه عبد الله بن جعفر بنعله، وقال: (يا بن اللخناء! أللحسين تقول هذا؟! والله! لو شهدته ما فارقته حتى أقتل معه، والله! ما تسخى نفسي (1) عنهما وعن أبي عبد الله إلا أنهما أصيبا مع أخي وكبيري وابن عمي مواسيين، مضاربين معه) ثم أقبل على جلسائه، فقال: الحمد لله على كل محبوب ومكروه، أعزز علي بمصرع أبي عبد الله، ثم أعزز علي ألا أكون (2) آسيته بنفسي، الحمد لله على كل حال، قد آساه ولدي. (15) جعفر بن عقيل بن أبي طالب، أمه أم البنين بنت النفرة بن عامر بن هصان الكلابي، قتله عبد الله بن عمرو الخثعمي. (16) وعبد الرحمان بن عقيل، أمه أم ولد، قتله عثمان بن خالد بن أسير الجهني، وبشر بن حرب الهمداني القانصي، اشتركا في قتله. (17) وعبد الله بن عقيل بن أبي طالب، وأمه أم ولد رماه عمرو بن صبيح الصيداوي، فقتله. (18) ومسلم بن عقيل بن أبي طالب، قتل بالكوفة، وأمه حبلة أم ولد. (19) وعبد الله بن مسلم بن عقيل، وأمه رقية بنت علي بن أبي طالب، وأمها أم ولد، قتله عمرو بن صبيح الصيداوي، ويقال: قتله أسد بن مالك الحضرمي. (20) ومحمد بن أبي سعيد بن عقيل بن أبي طالب، وأمه أم ولد، قتله ابن زهير الأزدي، ولقيط بن ياسر الجهني، اشتركا فيه. ولما أتى الناس بالمدينة مقتل الحسين بن علي عليهما السلام، خرجت زينب بنت عقيل بن أبي طالب، وهي تقول: ماذا تقولون؟ إن قال النبي لكم * ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم بعترتي أهل بيتي بعد مفتقدي * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم
(1) كذا ظاهر العبارة، وفي إبصار العين: إنهما لمما تسخى بنفسي... (3) كذا في إبصار العين، وكان في الأصل، إلا أن أكون.... 151 ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي * * * (شهداء الأصحاب رضوان الله عليهم) (21) وقتل سليمان، مولى الحسين بن علي، قتله سليمان بن عوف الحضرمي. (22) وقتل منجح، مولى الحسين بن علي عليهما السلام، قتله حسان بن بكر الحنظلي. (23) وقتل قارب الديلمي، مولى الحسين بن علي. (24) وقتل الحارث بن نبهان، مولى حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله. (25) وقتل عبد الله بن يقطر، رضيع الحسين بن علي، بالكوفة، رمي به من فوق القصر فتكسر، فقام إليه عبد الملك بن عمير اللخمي (1) فقتله واحتز رأسه وقتل من بني أسد بن خزيمة: (26) حبيب بن مظاهر، قتله بديل بن صريم الغفقاني، وكان يأخذ البيعة للحسين ابن علي. (27) وأنس بن الحارث، وكانت له صحبة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. (28) وقيس بن مسهر الصيداوي. (29) وسليمان بن ربيعة. (30) ومسلم بن عوسجة السعدي، من بني سعد بن ثعلبة، قتله مسلم بن عبد الله، وعبيد الله بن أبي خشكاره. وقتل من بني غفار بن مليل بن ضمرة: (31) عبد الله. (32) وعبيد الله، ابنا قيس بن أبي عروة. (33) و (جون بن) حوي، مولى لأبي ذر الغفاري. وقتل من بني تميم:
(1) قال السماوي: كان عبد الملك هذا قاضي الكوفة وفقيهها، ذبح عبد الله بمدية، فلما عيب عليه! قال: إني أردت أن أريحه!؟! 152 (34) الحر بن يزيد، وكان لحق بالحسين بن علي، بعد. (35) وشبيب بن عبد الله، من بني نفيل بن دارم. وقتل من بني سعد بن بكر: (36) الحجاج بن بدر. وقتل من بني تغلب: (37) قاسط. (38) وكردوس، ابنا زهير بن الحارث. (39) وكنانة بن عتيق. (40) والضرغامة بن مالك. وقتل من قيس بن ثعلبة: (41) (جوين) (1) بن مالك. (42) وعمرو بن ضبيعة. وقتل من عبد القيس، من أهل البصرة (43) يزيد بن ثبيط. (44) وابناه: عبد الله، (45) وعبيد الله، ابنا يزيد. (46) وعامر بن مسلم. و (47) وسالم مولاه (48) وسيف بن مالك. (49) والأدهم بن أمية. وقتل من الأنصار: (50) عمرو بن قرظة. (51) وعبد الرحمان بن عبد رب، من بني سالم بن الخزرج، وكان أمير المؤمنين عليه السلام رباه وعلمه القرآن. (52) ونعيم بن العجلان الأنصار. (53) وعمران بن كعب الأنصاري.
(1) هذا هو الصحيح الذي أثبته الأكثرون في اسم الشهيد، لكن في الأصل: (خولي) وهو ما لم يوجد في أي مصدر. 153 (54) وسعد بن الحارث. (55) وأخوه: (أبو) الحتوف بن الحارث، وكانا من المحكمة، فلما سمعا أصوات النساء والصبيان من آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حكما، ثم حملا بأسيافهما، فقاتلا مع الحسين عليه السلام، حتى قتلا، وقد أصابا في أصحاب عمر بن سعد ثلاثة نفر. وقتل من بني الحارث بن كعب: (56) الضباب بن عامر. وقتل من بني خثعم: (57) عبد الله بن بشر الاكلة. (58) وسويد بن عمرو بن المطاع، قتله هانئ بن ثبيت الحضرمي. وقتل: (59) بكر بن حي التيملي، من بني تيم الله بن ثعلبة. (60) وجابر بن الحجاج، مولى عامر بن نهشل من بني تيم الله. (61) ومسعود بن الحجاج. (62) وابنه: عبد الرحمان بن مسعود. وقتل من عبد الله: (63) مجمع بن عبد الله. (64) وعائذ بن مجمع. وقتل من طي: (65) عامر بن حسان بن شريح بن سعد بن حارثة بن لام. (66) وأمية بن سعد. وقتل من مراد: (67) نافع بن هلال الجملي، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام. (68) وجنادة بن الحارث السلماني. (69) وغلامه: واضح (1) الرومي. وقتل من بني شيبان بن ثعلبة:
(1) كذا الصحيح، وكان في الأصل: وعلامة بن واضح، وهو خطأ. 154 (70) جبلة بن علي. وقتل من بني حنيفة: (71) سعيد بن عبد الله. وقتل من جواب: (72) جندب بن حجير. (73) وابنه: حجير بن جندب. وقتل من صيدا: (74) عمر وبن خالد الصيداوي. (75) وسعد، مولاه. وقتل من كلب. (76) عبد الله بن عمرو بن عياش بن عبد قيس. (77) وألم، مولى لهم وقتل من كندة: (8) الحارث بن امرئ القيس. (79) ويزيد بن زيد بن المهاصر. (80) وزاهر، صاحب عمرو بن الحمق، وكان صاحبه حين طلبه معاوية. وقتل من بجيلة: (81) كثير بن عبد الله الشعبي. (82) ومهاجر بن أوس. (83) وابن عمه: سلمان بن مضارب. وقتل: (84) النعمان بن عمرو. (85) والحلاس بن عمرو، الراسبيان. وقتل من خرقة جهينة: (86) مجمع بن زياد. (87) وعباد بن أبي المهاجر الجهني. (88) وعقبة بنن الصلت. وقتل من الأزد:
155 (89) مسلم بن كثير. (90) والقاسم بن بشر. (91) وزهير بن سليم. (92) ومولى لأهل شندة يدعى رافعا. وقتل من همدان: (93) أبو ثمامة، عمرو بن عبد الله الصائدي، وكان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، قتله قيس بن عبد الله. (94) ويزيد بن عبد الله (1) المشرقي. (95) وحنظلة بن أسعد الشبامي. (96) وعبد الرحمان بن عبد الله الأرحبي. (97) وعمار بن سلامة الدالاني. (98) وعابس بن أبي شبيب الشاكري. (99) وشوذب، مولى شاكر، وكان متقدما في الشيعة. (100) وسيف بن الحارث بن سريع. (101) ومالك بن عبد الله بن سريع. (102) وهمام بن سلمة القانصي. وارتث من همدان: (103) سوار بن حمير الجابري فمات لستة أشهر من جراحته. (104) وعمرو بن عبد الله الجندعي، مات من جراحة كانت به، على رأس سنة. وقتل: (105) هانئ بن عروة المرادي، بالكوفة، قتله عبيد الله بن زياد. وقتل من حضرموت: (106) بشير بن عمر. (107) وخرج الهفهاف بن المهند الراسبي، من البصرة، حين سمع بخروج الحسين عليه السلام، فسار حتى انتهى إلى العسكر بعد قتله فدخل عسكر عمر بن سعد، ثم انتضى سيفه، وقال: (يا أيها الجند المجند، أنا الهفهاف بن المهند، أبغس عيال محمد) ثم شد
(1) قال السماوي: في اسمه واسم أبيه خلاف، والمعروف أنه (برير بن خضير). 156 فيهم. قال علي بن الحسين عليهما السلام: فما رأى الناس منذ بعث الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم، فارسا - بعد علي بن أبي طالب عليه السلام - قتل بيده ما قتل، فتداعوا عليه خمسة نفر، فاحتوشوه، حتى قتلوه، رحمه الله تعالى. ولما وصلوا إلى سرادقات الحسين بن علي عليهما السلام أصابوا علي بن الحسين عليلا مدنفا، ووجدوا الحسن جريحا، وأمه خولة بنت منظور الفزاري، ووجدوا محمد بن عمرو بن الحسن بن علي غلاما مراهقا، فضموهم مع العيال، وعافاهم الله تعالى فأنقذهم من القتل. فلما أتى بهم عبيد الله بن زياد هم بعلي بن الحسين، فقال له: إن لك بهؤلاء حرمة، فأرسل معهن من يكفلهن ويحوطهن. فقال: لا يكون أحد غيرك، فحملهم جميعا. واجتمع أهل الكوفة ونساء همدان حين خرج بهم، فجعلوا يبكون، فقال علي بن الحسين: هذا أنتم تبكون! فأخبروني من قتلنا؟! فلما أتي بهم مسجد دمشق، أتاهم مروان، فقال للوفد: كيف صنعتم بهم؟! قالوا: ورد علينا منهم ثمانية عشر رجلا، فأتينا على آخرهم! فقال أخوه عبد الرحمان بن الحكم: (حجبتم عن محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم القيامة، والله لا أجامعكم أبدا) ثم قام وانصرف. فلما أن دخلوا على يزيد، فقال: إيه، يا علي! أجزرتم أنفسكم عبيد أهل العراق؟! فقال علي بن الحسين: (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب، من قبل أن نبرأها، إن ذلك على الله يسير). فقال يزيد: (ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير). ثم أمر بهم فأدخلوا دارا، فهيأهم وجهزهم وأمر بتسريحهم إلى المدينة. وكان أهل المدينة يسمعون نوح الجن على الحسين بن علي عليهما السلام حين أصيب، وجنية تقول: ألا يا عين فاحتفلي بجهد * ومن يبكي على الشهداء بعدي على رهط تقودهم المنايا * إلى متجبر في ملك عبد (1)
(1) نقلنا الرواية بكاملها عن (الأمالي الخميسية للمرشد بالله): ج 1 ص 170 - 173، طبعة عالم الكتب، بيروت. 157 المصادر والمراجع: 1 - إبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام، للشيخ محمد السماوي نشر مكتبة بصيرتي - قم. 2 - الارشاد إلى أئمة العباد، للشيخ المفيد، محمد بن محمد بن النعمان البغدادي (ت 413)، المطبعة الحيدرية - النجف 1382. 3 - الأمالي، للشيخ المفيد، تحقيق الحسين استادولي، منشورات جامعة المدرسين - قم 1403. 4 - الأمالي الخميسية، للمرشد بالله يحيى بن الحسين (ت 479) طبع عالم الكتب - بيروت. 5 - الأنساب لأبي سعيد عبد الكريم السمعاني، (ت 542)، طبع باعتناء مرجليوث، أوفست المثنى - بغداد. 6 - الأوائل، للشيخ محمد تقي، طبع دانشگاه طهران - 1363 ش. 7 - تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي أحمد بن علي بن ثابت، مطبعة السعادة - القاهرة. 8 - تاريخ دمشق - ترجمة الإمام علي عليه السلام، لابن عساكر علي بن هبة الله ()، تحقيق الشيخ محمد باقر محمودي. 9 - التحف شرح الزلف، للسيد مجد الدين بن منصور الحسيني المؤيدي. 10 - تدريب الراوي، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت 911) تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، الطبعة الأولى، نشر المكتبة العلمية بالمدينة المنورة - 1379. 13 - تفسير فرات الكوفي، لأبي القاسم فرات بن إبراهيم الكوفي (القرن الرابع) طبع المطبعة الحيدرية - النجف. 14 - تنقيح المقال في أحوال الرجال، للشيخ عبد الله المامقاني (ت 1351) المطبعة المرتضوية - النجف 1352. 15 - تهذيب الأحكام، للشيخ الطوسي محمد بن الحسن (ت 460).
158 16 - ثورة زيد بن علي، لناجي حسن، مطبعة الآداب - النجف 1386. 17 - الجامع في الأصول، للشيخ موسى الزنجاني (ت 1399)، الجزء الأول طبع بالمطبعة - قم. والجزء الثاني مصور عن خط المؤلف رحمه الله. 18 - الرجال، للبرقي أحمد بن أبي عبد الله (القرن الثالث)، تحقيق السيد كاظم الموسوي، طبع دانشگاه طهران 1383. 19 - رجال ابن داود، للحسن بن داود تقي الدين الحلي (ت بعد 707)، تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم رحمه الله، المطبعة الحيدرية النجف 1392. 20 - رجال الطوسي، للشيخ الطوسي، تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم - الطبعة الأولى - المطبعة الحيدرية - النجف 1381. 21 - رجال العلامة الحلي، الحسن بن يوسف بن المطهر (ت 724) الطبعة الثانية - المطبعة الحيدرية - النجف 1381. 22 - رجال الكشي، اختيار الشيخ الطوسي، من كتاب (معرفة الناقلين للكشي) تحقيق حسن مصطفوي، طبع دانشگاه مشهد 1348 ش. 23 - سنن الدارقطني، لأبي الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت 385)، تحقيق السيد عبد الله هاشم يماني المدني، طبع دار المحاسن - القاهرة 1386. 24 - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، للحافظ عبيد الله بن عبد الله الحاكم الحسكاني (القرن الخامس)، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، منشورات مؤسسة الأعلمي - بيروت 1393. 25 - الطبقات الكبرى، لمحمد بن سعد كاتب الواقدي، طبع ليدن، أوربا. 26 - الغيبة، للشيخ الطوسي، طبع مكتبة الصادق - النجف 1384. 27 - فضل زيارة الحسين عليه السلام، للشريف العلوي محمد بن علي الكوفي (ت 445)، تقديم السيد عبد العزيز الطباطبائي، منشورات مكتبة السيد المرعشي - قم 1404. 28 - الفهرست، للشيخ الطوسي، تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم المطبعة الحيدرية - النجف 1380. 29 - الفهرست، لابن النديم محمد بن إسحاق الوراق، تحقيق رضا تجدد، طبع طهران. 30 - قواعد في علوم الحديث، للشيخ ظفر أحمد العثماني التهانوي، تحقيق
159 عبد الفتاح أبو غدة، منشورات مكتب المطبوعات الإسلامية - حلب الطبعة الثالثة 1392. 31 - الكافي، للشيخ الكليني محمد بن يعقوب (ت 329)، المطبعة الإسلامية طهران. 32 - كامل الزيارات، لجعفر بن محمد بن قولويه القمي (ت 367)، تحقيق الشيخ عبد الحسين الأميني النجفي، المطبعة المرتضوية - النجف 1356. 33 - كشف الغمة في معرفة الأئمة، علي بن عيسى أبي الحسن الأربلي، المطبعة العلمية - قم 1381. 34 - كفاية الطالب، للكنجي، تحقيق محمد هادي الأميني، المطبعة الحيدرية - النجف. 35 - الكنى والألقاب للشيخ عباس القمي، طبع صيدا، أوفست مكتبة بيدار - قم. 36 - لسان الميزان، لابن حجر العسقلاني، طبع دار المعارف العثمانية حيدرآباد، أوفست مؤسسة الأعلمي - بيروت. 37 - مجمع الرجال، للشيخ عناية الله القهبائي (القرن الحادي عشر)، تحقيق السيد ضياء الدين العلامة الأصفهاني طبع إصفهان 1387. 38 - معجم الثقات، للشيخ أبي طالب التجليل التبريزي، منشورات جامعة المدرسين - قم 1405. 39 - معجم رجال الحديث، للسيد أبي القاسم الخوئي (دام ظله) - الطبعة الأولى. 40 - مقاتل الطالبيين، لأبي الفرج علي بن الحسين الأصفهاني (ت 356)، تحقيق السيد سقر - القاهرة 1368. 41 - المقالات والفرق، للشيخ سعد بن عبد الله الأشعري القمي (ت 301)، تحقيق الدكتور محمد جواد مشكور - مطبعة حيدري - طهران 1693. 42 - مناقب علي بن أبي طالب، لابن المغازلي علي بن محمد الحلابي الواسطي (ت 483)، المطبعة الإسلامية - طهران 1394. 43 - النابس في القرنا لخامس، للشيخ آقا بزرگ الطهراني (ت 1389) - الأول من طبقات أعلام الشيعة - دار الكتاب العربي بيروت 1390. 44 - نقد الرجال، للسيد مصطفى التفريشي () طبع إيران - على الحجر. 45 - نوابغ الرواة، للشيخ آقا بزرگ الطهراني - الثاني من طبقات أعلام الشيعة - دار الكتاب العربي - بيروت 1391.
160 رسالة نزهة الألباب
161 بسمه تعالى السيد مهدي بن السيد حسن بن السيد أحمد القزويني النجفي الحلي من العلماء المعتمدين، صاحب تحقيقات أنيقة وتدقيقات رشيقة في الفقه والأصول، والمعقول والمنقول، والأدب والتفسير، كان رحمه الله آية في الحفظ والذكاء لا يكاد ينسى ما سمعه أو رآه، من منثور أو منظوم على حد تعبير صاحب (أعيان الشيعة) (1). قرأ في النجف على جماعة من علماء العرب والفرس، ذكره الشيخ النوري (قدس سره) في مشايخ إجازته بالتعظيم والتبجيل، وبعبارات رائقة، ثم ذكر أنه ورث العلم والعمل عن عمه الأجل الأكمل السيد باقر القزويني، صاحب سر خاله الطود الأشم والسيد الأعظم بحر العلوم، وكان عمه أدبه ورباه وأطلعه على الخفايا والأسرار... إلى آخره (2). ومن مناقبه استبصار طوائف كثيرة من الأعراب، من داخل الحلة وأطرافها ببركة دعوته، فصاروا مخلصين موالين لأولياء الله ومعادين لأعداء الله. قال في (الفوائد الرضوية): سيد الفقهاء الكاملين وسند العلماء الراسخين، أفضل المتأخرين وأكمل المتبحرين، نادرة لخلف وبقية السلف المؤيد بالألطاف الجلية والخفية... إلى آخره (3). له كتب كثيرة تربو على خمسين مصنف، في الفقه والأصول، والكلام والتفسير، والحديث والحكمة، والأخلاق والأدب. توفي رحمه الله في الثاني عشر من ربيع الأول سنة 1300، قبل الوصول إلى السماوة بخمس فراسخ تقريبا، وقد ظهر منه عند الاحتضار من قوة الإيمان والطمأنينة، والاقبال واليقين الثابت ما يقضي منه العجب (4).
(1) أعيان الشيعة 10 / 145 طبعة بيروت. (2) مستدرك الوسائل 3 / 400. (3) الفوائد الرضوية 674. (4) مستدرك الوسائل 3 / 400، وذكر السيد محسن الأمين تاريخ وفاته 18 ربيع الأول. 163 التعريف بالكتاب: من جملة ما ألف (قدس سره) شرح الحديث المعروف بحديث (ابن طاب) وسيأتي أصل الحديث في الرسالة، ونظم السيد بحر العلوم البروجردي (قدس سره) في منظومته: ومشى خير الخلق بابن طاب * يفتح منه أكثر الأبواب فهي رسالة وجيزة، تحتوي على نكات دقيقة، وباعتبار أن لفظ الكثرة في لسان الأخبار يحمل على الثمانين (1) استخرج فيها ثمانين بابا، واحدا وأربعين في الأصول وتسعا وثلاثين في الفروع، ولا بد قبل تقديم هذا السفر الجليل من التنبيه على أمور: أولا: إني لم أعثر على هذا الحديث في المجاميع الحديثية من الخاصة والعامة إلا في (الفقيه)، نعم ورد بعض النصوص ولكن بألفاظ أخر وفي غير الصلاة. ثانيا: الرواية المذكورة في (الفقيه) مرسلة لم يعتمدها الأصحاب قدس الله أسرارهم. ثالثا: يحتمل أن يكون ذيل الرواية - وقال الصادق (عليه السلام) - مصحفة من الصدوق وزيدت عليها (عليه السلام)، وعزى هذا الاحتمال أحد المحققين إلى قول مجهول. وعليه تكون الرواية ضعيفة السند أصلا وفرعا، إلا أن الظاهر كان مقصود المؤلف (قدس سره) بيان كيفية التدقيق في الروايات، وحملها على الوجوه المختلفة، واستخراج الأقوال المتعددة منها، وعلى أي حال جزاهم الله أحسن ما يجزي المحسنين فهو خير موفق ومعين. الشيخ جواد الروحاني
(1) في رواية عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال: في رجل نذر أن يتصدق بمال كثير، فقال: الكثير ثمانون فما زاد، لقول الله تبارك وتعالى: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) وكانت ثمانين موطنا، معاني الأخبار 218 باب معنى الكثير من المال 164 رسالة نزهة الألباب في شرح حديث ابن طاب للسيد مهدي القزويني رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي فتح أبواب الهداية إلى الرشاد، وجنبنا سبل الغواية والفساد، وألهمنا رد الفروع إلى الأصول، وهدانا إلى معرفة الدليل والمدلول، وصلى الله على نبيه الهادي إلى سبيله بالقول والعمل، المعصوم بفعله وقوله عن الخطأ والزلل، وآله أبواب مدينة علمه، وأدلة شرعه وحكمه. وبعد، فيقول الراجي عفو ربه الغني، محمد حسن المدعو بمهدي الحسيني الشهير بالقزويني: هذه رسالة وجيزة، وعجالة عزيزة شرحت بها الحديث المعروف بحديث ابن طاب، أسأل الله أن يلهمنا الهداية إلى الصواب، وسميتها (نزهة الألباب في شرح حديث ابن طاب). (1) فأقول وبالله التوفيق: روى الصدوق رحمه الله في كتاب (من لا يحضره الفقيه) (2) مرسلا عن الصادق (عليه السلام)، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى نخامة في المسجد وهو في الصلاة فمشى بعرجون من عراجين ابن طاب فحكها ثم رجع القهقرى فبنى على صلاته. وقال الصادق (عليه السلام): وهذا يفتح ممن الصلاة أبوابا كثيرة، وقد نظم هذا المعنى خالي العلامة الطباطبائي في منظومته فقال: ومشى خير الخلق بابن طاب * يفتح منه (أكثر الأبواب) (3)
(1) نقل ابن منظور عن الجوهري في صحاحه، وابن الأثير في نهايته أن ابن طاب اسم لنوع من نخل المدينة المنورة (لسان العرب - طيب) (2) الفقيه، الباب 42 (القبلة) الحديث 9 (3) في نسخة: ألف ألف باب 165 ولا إشكال في أن فعل النبي (صلى الله عليه وآله) هذا الفعل الخاص كسائر الأفعال النبوية المعصومية في الحجية، وتأكد الفعل بقول الصادق مما ينزله منزلة الأدلة القولية في الدلالات اللفظية على الأحكام الشرعية، منن حيثية الخصوص والعموم، والاطلاق والتقييد، والنصوصية والظهور، وغيرها، والكلام يقع في فتح الأبواب أما في الأصول أو الفروع في مقامين: المقام الأول: في الأصول، وفيه أبواب: الباب الأول: يفهم منه أنه لا إشكال في حجية فعل النبي صلى الله عليه وآله كقوله وتقريره ومطلقا ولو تعلق بالأمور العادية كالأكل والشرب، بناء على عدم خلو فعله عن الرجحانية وعدم جواز تركه الأولى كغيره من أولي العزم، أو في خصوص الأحكام الشرعية مما كان الفعل الصادر منه كاشفا عن الأوامر والنواهي التكليفية من حيثية خاصة في الأفعال الطبيعية والأمور العادية، كمداومته على فعل مخصوص مطلقا، أو في زمان خاص، أو في غيرها من الأفعال مما علم وجهه لنفسه أو لغيره، أولم يعلم ودار بين كونه لنفسه أو لغيره، أو علم ولو بالدليل العام شموله لغيره، سواء قلنا بوجوبه أو باستحبابه أو بإباحته لعموم ما دل على وجوب طاعته واتباعه، بعد ثبوت عصمته وعموم رسالته من آية أو رواية، أو دليل عقلي عام أو خاص أو إجماع أو ضرورة. الباب الثاني: يفتح من هذا الفعل أن كل من كان فعله نظير فعله (صلى الله عليه وآله)، كفعل واحد من أهل العصمة والأئمة الطاهرين (عليهم السلام) تجب طاعته واتباعه والتأسي به على النحو السابق، بعموم ما دل على اقتران طاعته بطاعته، وموالاته، ومعصيته بمعصيته من آية أو رواية أو إجماع أو عقل أو ضرورة. الباب الثالث: قد ذكر الأصوليون أن حكايات الأحوال إذا تطرقها الاحتمال كساها ثوب الاجمال، وسقط بها الاستدلال، وقد ذكروا أن مورد هذه القاعدة غير قاعدة ترك الاستفصال وترك التفصيل، في استفادة العموم الموضعي إن ألحقنا المركبات بالمفردات في الوضع أو الشمول العرفي، أو الحكمي أو العموم الإطلاقي مطلقا، أو فيما ليس له فرد ظاهر، وإن مورد ترك الاستفصال عقيب السؤال، ومورد ترك التفصيل في ابتداء المقام من غير سؤال.
166 وأما مورد هذه القاعدة، فإما أن يكون بالنسبة إلى نقل فعل المعصوم سواء علم وجهه كما لو أخذ مالا من مسلم بإقرار أو شاهد ويمين، أو برد اليمين على المدعي، أو لم يعلم وجهه كما لو أخذ المال ولم يعلم وجهه، وقد ذكروا في هذه الصورة أنه لا يجوز التعدي إلا أن يثبت بدليل خارج، كما لو دل الدليل على أنه كلما جازت فيه شهادة النساء، منفردات أو منضمات يجوز أخذه بالشاهد واليمين أو بالعكس. وكما دل الدليل على أن اليمين المردودة بمنزلة الإقرار أو البينة، أو حكم وضعي و سبب من الأسباب العامة في إثبات الحق كالبينة، أو يكون مورد الحكاية نقل حكه في قصته أو مادة مخصوصة، يجوز وقوعها على وجوه محتملة وعلى كيفيات مختلفة يختلف باختلافها الحكم من دون سبق سؤال، وهذه يقال لها قضايا الأحوال وقد ذكروا أنه لا عموم فيها لاحتمال الاقتصار على المادة المخصوصة فيكون في غيرها مجمل الحكم، فلا يصح بها الاستدلال ما لم يفهم التعدي بالأولوية، أو بالعلة المنصوصة أو بالقطع بالغاء الفارق من إجماع أو عقل كما في قضية الأعرابي (1). ومن هذا القبيل مشيه (صلى الله عليه وآله) في الصلاة فإنه نقل فعل من أفعاله في مادة مخصوصة معلومة الوجه، وهو استحباب إزالة النخامة وترك الواجب لأجله، ولا يعم إلا في صورة أفضلية المستحب على الواجب، وهو نادر الفرض والوقوع في الأحكام الشرعية كأفضلية السلام مع استحبابه على رده مع وجوبه، وموجب القاعدة يقتضي الاقتصار على مورد الحكاية، إلا (أن) (2) قوله (عليه السلام) يفتح منه أبوابا كثيرة، كالنص على إرادة العموم وبيان الاجمال الثابت بالاحتمال. فإن كان المقصود منه بيان النص على القاعدة، كان دليلا على أصالة العموم في حكاية لأحوال وجعل الأفعال في ذلك كالأقوال، ولم يفرق بين قاعدة ترك التفصيل أو الاستفصال، ورفع المنافاة بين القاعدتين بذلك وأنهما من بابا واحد، فلا حاجة إلى الفرق بينهما كما ذكر الأصوليون بما عرفت. وإن كان ذلك منه بيانا لعموم هذا الفعل بخصوصه، وعدم اقتصاره على مورده كانت الرواية دليلا لجملة من الأحكام الشرعية في غير مورد الفعل، كالتعدي من المشي إلى غيره، ومن
(1) عن أبي جعفر (ع): أن رجلا أتى النبي (ص) فقال: هلكت وأهلكت، فقال (ص): وما أهلكك؟، فقال: أتيت امرأتي في شهر رمضان وأنا صائم، فقال النبي (ص): إعتق رقبة قال:... الخ (الفقيه 2: 72 / 309 حيث استفادوا عدم الخصوصية في كونه أعرابيا ولا في كون المرأة أهلا له. (2) الزيادة لاستقامة المعنى. 167 الصلاة إلى غير الصلاة، وإلى غير النخامة وإلى المسح بغير الرداء، ومن المسح إلى الغسل، أو الحك، أو قطع الجدع أو هدمه، أو نحو ذلك مما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى في الأبواب الفرعية، مما يستلزم منه الفعل الكثير في الصلاة والحكم بعدم إبطاله لذلك. الباب الرابع: يستفاد من الرواية والحكاية أن النص على إرادة العموم مع عدم ذكر علته بالخصوص لإرادة العموم، فيلحق هذا الباب بالقياس المنصوص العلة في الحجية إن لم يكن أتم بأولوية الحجية، فإن قوله (عليه السلام) يفتح منه أبوابا كثيرة، دليل على جواز التعدي وعدم الاقتصار على مورد الحكاية. الباب الخامس: أن الرواية تدل على أن الأمر بالشئ على جهة الاستحباب، كالأمر بإزالة النخامة عن المسجد يدل على كراهة ضده، وهو محل الخلاف بين الأصوليين مع احتمال المناقشة فيوجه الاستدلال، فتدبر. الباب السادس: إن الرواية تدل بالأولوية على أن الأمر بالشئ على جهة الإيجاب يدل على النهي عن ضده الخاص كالأمر بإزالة النجاسة فإنه يوجب النهي عن الصلاة وهو محط الخلاف بين المحققين، والأقوى العدم. الباب السابع: إن الرواية تدل على أن ترك الضد الخاص مقدمة لفعل الضد، لا أنه من المقارنات وإلا لما ترك الواجب من الصلاة مع كراهة فعله بالنظر إلى استحباب إزالة النخامة. الباب الثامن: إن الرواية تدل على عدم جواز الأمر الإيجابي مع النهي على سبيل الكراهة، وينبغي التأويل فيما دل على كراهة العبادة في موارد مخصوصة. الباب التاسع: إن الرواية تدل بطريق الأولوية على عدم جواز اجتماع الأمر الإيجابي والنهي التحريمي، وإن كان من جهتين مختلفتين كما هو محل الكلام بين الأصوليين. الباب العاشر: إن الرواية تدل على اقتضاء التبعية للفساد. الباب الحادي عشر: إن الرواية تدل بطريق الأولوية على اقتضاء النواهي الأصلية للفساد، كما هو محل النظر بين الأصوليين. الباب الثاني عشر: إن الرواية تدل بطريق الأولوية على عدم اجتماع الواجب مع الحرام
168 الباب الرابع عشر: إن الرواية تدل على أنه لو تعارض فعل الواجب الغيري مع الاستحباب النفسي يقدم الاستحباب، كترك الاستقرار مع إزالة النخامة. الباب الخامس عشر: إن الرواية تدل على أنه لو تعارض الواجب الشرطي مع الاستحباب التعبدي، يقدم الاستحباب لما عرفت في فرض المسألة. الباب السادس عشر: إن الرواية تدل على حجية الأفعال وقرائن الأحوال، كدلالة الأقوال باعتبار التنصيص من الإمام بفتح الأبواب التي لا يعقل فتحها وتعددها إلا بذلك. الباب السابع عشر: إن الرواية تدل بطريق الأولوية على عموم حجية دلالة الأفعال والألفاظ بما عرفت. الباب الثامن عشر: إن الرواية تدل على عموم حجية الدلالات بأنواع أقسامها، من الدلالة المطابقية والتضمنية ودلالات الإشارة والاقتضاء. الباب التاسع عشر: إن الرواية تدل على حجية مفهوم الأولوية كما تدل على حجية منصوص العلة من القياس. الباب العشرون: إن الرواية تدل على أن حجية باب الدلالة من الظن لا التعبد، كما هو قضية الفتح. الباب الحادي والعشرون: إن الرواية تدل على حجية الدلالة من باب الظن الشخصي مع احتمال العكس. الباب الثاني والعشرون: إن الرواية يمكن أن يستفاد منها أن حجية دلالة الأفعال من باب ظن الإرادة لا الدلالة، لخفاء جهة الدلالة فيها والأقرب أن دلالة الأفعال دلالة عقيلة وقد تكون طبيعية، كما لو كان الفعل من الأمور العادية، إلا إذا خرج بالمداومة والاقتصار على كيفية خاصة أو كمية خاصة، بحيث يكون المقصور من وقوعه أمر آخر، كاستحباب كثرة مضغ الطعام أو لعق الأصابع أو نحوها. الباب الثالث والعشرون: إن الرواية تدل على مشروعية الاجتهاد والأمر به، كما هو قضية فتح الأبواب، لتنزيل الجملة الخبرية مقام الطلب في تأكد الوجوب. الباب الرابع والعشرون: إن الرواية تدل على اعتبار ظن المجتهد وحجيته، بقضية الأمر بفتح الأبواب المستفاد من الجملة الخبرية، وبه يجب الخروج ما دل على حرمة الظن والعمل به، من آية أو رواية أو أصل، مضافا إلى غيرها مما دل على حجية الظن مطلقا، أو حجية ظن المجتهد خاصة.
169 الباب الخامس والعشرون: إن الرواية تدل على فتح باب الظن في الأدلة الشرعية، حجية الظن الناشئ منها بدلالة جعل الجملة الفعلية خبرا عن المشي، ودلالة الأمر بالفتح المستنبط من الجملة الخبرية. الباب السادس العشرون: إن الرواية تدل على فتح باب الظن في مدارك الأحكام، كالأحكام لقضية الأمر بفتح الأبواب المتعددة، فلا يشترط في حجية المدرك القطع بالحجية، ويحتمل العكس لحصر اعتبار الظن فيما علم كونه مدركا كفعله (صلى الله عليه وآله) ولعل الأخير أظهر. الباب السابع والعشرون: إن الرواية تدل على أن حجية الأدلة الشرعية من باب الظن لا السبب، والتعبد للأمر بالفتح العا (1) بعد حصر المدرك في مدلول الدليل. الباب الثامن والعشرون: إن الرواية تدل على أن حجية الأدلة من باب الظن الشخصي لا النوعي للأمر بالفتح بالبناء على الفعل المجهول، ويحتمل العكس لتعليق الحكم على الدليل الخامس، وهو المشي المعلوم الحجية لكونه أحد أفعاله (صلى الله عليه وآله). الباب التاسع والعشرون: إن الرواية تدل على وجوب الاجتهاد على الكفاية بقرينة البناء على المجهول (2) الفتح على التقليل وعلى من له شأنية الفتح. الباب الثلاثون: إن الرواية تدل على عدم جواز التجزي في الاجتهاد لعدم قابليته لفتح الأبواب المتعددة. الباب الحادي والثلاثون: إن الرواية تدل على عدم تجزي الاجتهاد في أصول العقائد، لاشتراط القطع فيها واليقين، وهو واحد لا تعدد فيه. الباب الثاني والثلاثون: إن الرواية تدل على أن الصلاة كغيرها من أسماء العبادات، اسم للأعم من الصحيح والفاسد لعدم حصر الموضوع له. الباب الثالث والثلاثون: إن الرواية تدل على إجمال الصلاة كسائر العبادات، وإن ما شك في شرطيته أو جزئيته أو ما نعيته شرط أو جزء أو مانع، إذ لا يتم الفتح في ذلك بذلك.
(1) كذا في نسخة الأصل (2) الظاهر أن هنا سقط في الكلام ولعله من سهو الناسخ 170 الباب الرابع والثلاثون: إن الرواية تدل على أن مقدمة المستحب مستحبة، بناء على أن ترك الضد مقدمة لفعل الآخر. الباب الخامس والثلاثون: إن الرواية تدل بطريق الأولوية أن ما لا يتم الواجب المطلق إلا به واجب. الباب السادس والثلاثون: إن الرواية تدل على أن مفهوم اللقب غير حجة إذ لا يلزم من المشي في الصلاة عدم الفتح في غيرها من العبادات أو الأصول أو العقائد. الباب السابع والثلاثون: إن الرواية تدل على عدم جواز فعل العبث من المعصوم، وإنما الحامل له على المشي وجوب البيان عليه (عليه السلام). الباب الثامن والثلاثون: إن الرواية تدل على أن فعله (عليه السلام) معلل بالأغراض. الباب التاسع والثلاثون: إن الرواية تدل على الحسن والقبح عقليان. الباب الأربعون: إن الرواية تدل على عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة، ولو في غير الواجب والحرام من الأحكام، وإلا لما مشى إلى إزالة النخامة في أثناء الصلاة. الباب الواحد والأربعون: أن الرواية تدل بالأولوية على عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة في الواجب والحرام من الأحكام. المقام الثاني في الأبواب الفرعية، وفيه أيضا أبواب: الباب الأول: إن الرواية تدل على استحباب إزالة النخامة عن المسجد، أما بناء على حمل فعله (صلى الله عليه وآله) على الرجحانية مع عدم العلم بالوجه لأصالة البراءة من الوجوب فظاهر، أو لمعلومية الوجه من غير هذا الدليل، وإلا فالأصل في كل ما علمت إرادته من الشارع (1) أن يكون أمرا، والأمر بصدوره من العالي ولو بالفعل يقتضي الإيجاب. الباب الثاني: الظاهر تعدي الاستحباب إلى إزالة النخامة عن أرض المسجد وجداره وسقفه ولا يختص ذلك بالجذع. الباب الثالث: الظاهر عدم الفرق في ذلك بين النخامة والدماغية.
(1) في نسخة: للشارع 171 الباب الرابع: الظاهر الفرق بين إزالة النخامة والبصاق. الباب الخامس: تعدي الحكم بالحك بالعرجون إلى المسح باليد ونحوها من أجزاء البدن أو بالرداء لو كانت رطبة. الباب السادس: تعدي الحكم من الحك إلى الغسل. الباب السابع: تعدي الحكم من الحك بالعرجون إلى غيره من الآلات كما لو كانت يابسة. الباب الثامن: تعدي الحكم من الحك إلى الدفن بالتراب كما لو كانت في أرض المسجد. الباب التاسع: تعدي الحكم في جميع ذلك من الجذع إلى فراش المسجد وحصيره. الباب العاشر: تعدي الحكم من المشي إلى الانحناء للإزالة لو توقف على ذلك. الباب الحادي عشر: تعدي الحكم من المشي (إلى) (1) الانحناء للإزالة لو توقف على ذلك (2). الباب الثاني عشر: تعدي الحكم من المشي إلى الجلوس لو توقف على ذلك. الباب الثالث عشر: تعدي الحكم من رؤية النخامة إلى السماع بها من شهادة العدلين أو خبر العدل. الباب الرابع عشر: تعدي الحكم من الصلاة الواجبة إلى المستحبة. الباب الخامس عشر: تعدي الحكم من الجماعة إلى الفرادى بالأولوية. الباب السادس عشر: تعدي الحكم من الصلاة إلى الطواف لو رأى ذلك في أثنائه في جواز المشي من محل الطواف للإزالة والبناء عليه من محله، لإلغاء الفارق أو لعموم قوله (عليه السلام): الطواف بالبيت صلاة (3). الباب السابع عشر: تعدي الحكم من المسجد إلى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) والمشاهد المشرفة وغيبة صاحب الأمر (روحي له الفداء) لمشاركتها للمساجد في أكثر الأحكام، إلا ما خرج بالدليل أو لكونها مساجد في المعنى مضافا تعليل بناء المسجد، إما على قبر معصوم، أو رشة من دم شهيد وعموم قوله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع).
(1) الزيادة ليستقيم المعنى (2) في هامش المخطوط: هكذا في نسخة الأصل، ولعل الاشتباه من الكاتب وإلا فهذا تكرار الباب السابق، (3) النسائي 5: 222 باب إباحة الكلام في الطواف 172 الباب الثامن عشر: في احتمال تعدي ذلك إلى قبور الشهداء والعلماء وأصحاب الأئمة وجهان. الباب التاسع عشر: من إزالة النخامة إلى إزالة النجاسة بطريق الأولوية، وفي تعيين قطع الصلاة لذلك، أو تعيين المشي وإزالتها مع عدم الاتيان بالمنافي غير ترك الاستقرار والاعتماد على القدمين، أو التخيير، أو عدم الوجوب طلقا وجوه مبنية على أن الأمر بالشئ هل يقتضي النهي عن ضده الخاص أم لا، وعلى الأول فهل النواهي التبعية تدل على الفساد أم لا، فعلى الأولين يحتمل وجوب القطع، ويحتمل وجوب تعيين المشي، لدوران الحكم بين ترك الواجب النفسي الواجب الغيري، ولا شك في ترجيح الأخير مع إشعار الرواية بتعيينه مضافا إلى عموم النهي عن الإبطال، ويحتمل التخير للأصل، وعلى الأخيرين الأخير. الباب العشرون: تدل على جواز ترك الاستقرار لذلك أخذا بإطلاق الفعل بناء على عمومه كالقول مع احتمال العدم، وكون المشي في غير محل الوجوب من القراءة و التكبير الإحرام أو الركوع أو نحو ذلك. الباب الحادي والعشرون: تدل الرواية على جواز ترك الاعتماد، بقرينة المشي الغالب فيها الاعتماد على قدم بعد أخرى، مع احتمال العدم، والاتيان به على وجه لا ينافي ذلك. الباب الثاني والعشرون: تدل الرواية على جواز الانحناء اختيارا لتناول العصا للشيخ ونحوه، لانحناء النبي لتناول العرجون. الباب الثالث والعشرون: تدل الرواية على أن الانحناء لقتل العقرب والحية أو تناول الصبي أو نحوه مما لا تمحو صورة الصلاة من الفعل القليل. الباب الرابع والعشرون: تدل الرواية على أن الانحناء بغير قصد الركوع لا يوجب الزيادة في محل الركوع وعدمه مع احتمال العدم، لاحتمال عدم تجاوزه إلى محل الركوع. الباب الخامس والعشرون: تدل الرواية على جواز المشي في محل الضرورة بطريق أولى. الباب السادس والعشرون: على وجوب تعيينه في الأراضي المغصوبة في أثناء الصلاة مع عدم العلم بالغصبية ابتداء، وجوازه ابتداء مع ضيق الوقت لسقوط التكليف بالواجب مع توقف الاتيان به على بعض الشروط الاختيارية.
173 الباب السابع والعشرون: تدل الرواية على جواز الفعل الكثير في الصلاة بقرينة المشي والحك التوقف على ذلك، وفي الاقتصار على مورد النص وجواز التعدي إلى غيره وجهان، أقواهما الأول مع احتمال كون ذلك منم الفعل القليل فلا استثناء مطلقا. الباب الثامن والعشرون: يحتمل جواز القراءة مع المشي لإزالة النخامة أو النجاسة، ويحتمل تعيين السكوت لفوات الاستقرار الذي هو شرط فيها وإطلاق الحكاية يعطي الأول والأحوط الأخير. الباب التاسع والعشرون: قوله (عليه السلام) فبنى على صلاته يفهم منه تعيين السكوت حال المشي، كما هو المطابق لفتاوى الأصحاب والنصوص. الباب الثلاثون: يفهم من قوله (عليه السلام) رجع القهقرى عدم جواز الاخلال بالاستقلال لذلك. الباب الحادي والثلاثون: يفهم منه عدم جواز الالتفات في الصلاة مطلقا ولو بالوجه وحده أخذا بالإطلاق. الباب الثاني والثلاثون: قد يفهم من الرواية بقرينة الرجوع تعيين وجوب إتمام الصلاة في المكان المخصوص فيه ابتداء، وتعيين العود إليه لو انتقل لعذر بعد زواله وهو مشكل، والأقرب أن العود والرجوع إنما هو لانضمام الجماعة وعدم جواز تباعد الإمام في الأثناء عن المأمومين، كما لا يجوز تباعد المأموم ووجوب الالتحاق بالصف كما هو مورد النص والفتوى، مع احتمال ذلك لإطلاق الحكاية في كونه منفردا أو إمام، مع احتمال أن يتعين عليه إتمام الصلاة في المكان الذي مشى إليه، والاستقرار فيه والتحاق الصفوف به لأنه إمام لعموم إنما جعل الإمام إماما ليؤتم به. الباب الثالث والثلاثون: يفهم من الرواية جواز أن يكون بين الإمام والمأموم في أثناء الصلاة ما لا يتخطى، كما لو تفرق بعض الجماعة في أثناء الصلاة، وعدم وجوب الالتحاق بالامام أو بالصفوف في الأثناء، وما ورد من وجوب الالتحاق خاص فيما لو كان بعيدا عن الصفوف بابتداء الصلاة. الباب الرابع والثلاثون: وجوب انتظار المأموم للإمام إلى أن يعود إلى مكانه، ولا يجوز له قراءة أو ذكر أو فعل من الأفعال مع البقاء على نية الاقتداء. الباب الخامس والثلاثون: يفهم من التعدي من محل الرواية تعيين المشي لإزالة النجاسة عن القرآن والمصحف لو توقف على ذلك. الباب السادس والثلاثون: يفهم من الرواية جواز ترك الاستقرار مطلقا لذلك.
174 الباب السابع والثلاثون: جواز ترك الاعتماد على القدمين مع احتمال العدم. الباب الثامن والثلاثون: يفهم من الرواية جواز رفع إحدى القدمين أو وجوبه عن التربة الحسينية لو وقف عليها ساهيا، ولو تعمد الوقوف في ابتداء الصلاة ففي البطلان وجهان: أقواهما الأول لعدم إباحة المكان. الباب التاسع والثلاثون: يفهم منها وجوب رفع إحدى القدمين عن أسماء الله عز وجل الخاصة والعامة، وأسماء الأنبياء والأئمة والملائكة. وهذا آخر ما أردنا إيراده من تفسير الرواية عملا بموجب إطلاق لفظ الكثرة الواقع فيها، المحمول في لسان الشارع على الثمانين ليوافق الوضع الطبع واللفظ المعنى. وكان الفراغ من تأليفها صبيحة يوم الاثنين، خامس عشر شهر محرم الحرام من شهور سنة الثامنة والستين بعد الألف والمائتين، على يد مصنفها الراجي عفو ربه الغني محمد بن الحسن، المدعو بمهدي الحسيني الشهير بقزويني. وكان استنساخها على يد المذنب الجاني رضا أنصاري الهمداني: إجابة لأمر واستدعاء حجة الإسلام والمسلمين الآقا حاج شيخ مجتبى العراقي دامت بركاته، المتصدي لأمور دار الكتب (كتابخانه) في المدرسة الفيضية بم، صانها الله تعالى عن الحدثان في السادس من شهر صفر الخير، من سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة بعد الألف من الهجرة النبوية 1381.