مجلة تراثنا (الجزء 36) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مجلة تراثنا (الجزء 36) - نسخه متنی

موسسه آل البيت

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: مجلة تراثنا
المؤلف: مؤسسة آل البيت
الجزء: 36
الوفاة: معاصر
المجموعة: من مصادر العقائد عند الشيعة الإمامية
تحقيق:
الطبعة:
سنة الطبع: 1414
المطبعة: ستارة - قم
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - قم المشرفة
ردمك: ISSN:1016-4030
ملاحظات: العدد الثالث - السنة التاسعة رمضان 1414
مصطلحات نحوية
(1) السيد علي حسن مطر
أولا: مصطلح اللفظ
1 - اللفظ لغة: اللفظ في اللغة يعني الطرح والرمي والنبذ مطلقا، أي سواء أكان الطرح
من الفم أم غيره، وسواء أكان المطروح من الفم صوتا أم غيره.
قال ابن فارس: (اللام والفاء والظاء كلمة صحيحة تدل على طرح
الشئ، وغالب ذلك أن يكون من الفم، تقول: لفظ بالكلام يلفظ لفظا،
ولفظت الشئ من فمي) (1).
وقال ابن منظور: (اللفظ أن ترمي بشئ كان في فيك... والبحر يلفظ
الشئ: يرمي به إلى الساحل... ولفظت بالكلام وتلفظت به، أي: تكلمت
به... وهو في الأصل مصدر) (2)، استعمل بعد ذلك (بمعنى الملفوظ به...
كما استعمل القول بمعنى المقول، وهذا كما يقال: الدينار ضرب الأمير،
أي: مضروبه) (3)، ولا بد من ملاحظة أن استعماله بهذا المعنى خاص بما



(1) معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس، تحقيق عبد السلام هارون، مادة (لفظ).
(2) لسان العرب، ابن منظور، مادة (لفظ).
(3) شرح الرضي على الكافية، الرضي الأسترآبادي، تحقيق يوسف حسن عمر 1 / 20.
263
يطرحه الفم من الأصوات، (وسمي ذلك لفظا، لأنه هواء مرمي من داخل الرئة
إلى خارجها، فهو مصدر أريد به المفعول، كالخلق بمعنى المخلوق) (4).
فاللفظ بهذا المعنى (يطلق على كل حرف، من حروف المعجم كان أو من
حروف المعاني، وعلى أكثر منه، مفيدا كان أو لا) (5).
2 - اللفظ اصطلاحا:
استعمل النحاة (اللفظ) اصطلاحا، بمعناه اللغوي الأخير، أي بمعنى
اسم المفعول، وأرادوا به خصوص ما كان أصواتا بلفظها الفم (6).
وأول ما وجدته من تعاريف اللفظ - في حدود ما توفر لدي من المصادر -
ما نسبه ابن يعيش (ت 643 ه‍) إلى سيبويه من أن اللفظ (جماعة حروف
ملفوظ بها) (7).
ويؤخذ عليه أن اللفظ قد يكون حرفا واحدا كفاء العطف ولام التملك.
ويلي تعريف الرماني (ت 384 ه‍): (اللفظ كلام يخرج من
الفم) (8)، ويريد بذلك الكلام بمعناه اللغوي لا الاصطلاحي، وإلا ورد عليه أن
اللفظ في الاصطلاح أعم من الكلام، إذ يشمله ويشمل الكلمة والكلم
والقول.
وعرفه ابن هشام (ت 761 ه‍) بتعريفين:
أولهما: (الصوت المشتمل على بعض الحروف، سواء دل على معنى



(4) أ - حاشية الخضري على شرح ابن عقيل 1 / 14.
ب - حاشية الصبان على شرح الأشموني 1 / 21.
(5) شرح الرضي على الكافية 1 / 20.
(6) شرح الأزهرية في علم العربية، خالد الأزهري، ص 11.
(7) شرح المفصل، ابن يعيش 1 / 19.
(8) الحدود في النحو، الرماني، ضمن كتاب (رسائل في النحو واللغة) تحقيق مصطفى جواد
ويوسف مسكوني، ص 42.
264
كزيد، أم لم يدل كديز مقلوب زيد) (9).
وثانيهما: (الصوت المشتمل على بعض الحروف تحقيقا أو تقديرا) (10) ولم يذكرها هنا دلالة الصوت على معنى وعدم دلالته، ولعله استغنى عن ذلك
بإطلاق عبارته الشامل لكل منهما.
والأقرب أنه يريد أن قولنا (قم) مثلا، يشتمل تحقيقا على حرفين،
وتقديرا على حروف (أنت)، وليس مراده أن الضمير المستتر هو صوت مشتمل
على بعض الحروف تقديرا.
وعرفه السيوطي (ت 911 ه‍) بأنه: (الصوت المعتمد على مقطع) (11) أي: على مخرج في الفم، واكتفى أيضا بإطلاق العبارة في الدلالة على
الشمول لما كان مستعملا أو مهملا من الألفاظ، ولما كان مكونا من حرف
واحد أو أكثر.
وعرفه الخضري بأنه (صوت معتمد على مخرج من مخارج الفم، محقق
كاللسان أو مقدر كالجوف) وفضله على تعريف ابن هشام والأشموني، إذ قال:
(وهذا التعريف للفظ أولى من قولهم: صوت مشتمل على بعض الحروف، لأنه
يرد على ما هو حرف واحد كواو العطف، إذ الشئ لا يشتمل على نفسه) (12).
ويبدو أن هذه الإشكال غير وارد، إذ ليس هناك اثنينية بين الصوت وبين
الحرف أو الحروف، لكي يكون الصوت وعاء للحرف، بل هما في الواقع شئ
(9) شرح قطر الندى، ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد، ص 11.
(10) أوضح المسالك في شرح ألفية ابن مالك، ابن هشام، تحقيق محيي الدين عبد الحميد
1 / 11.
(11) أ - همع الهوامع في شرح جمع الجوامع، السيوطي، تحقيق عبد السلام هارون وعبد العال
سالم مكرم 1 / 39.
ب - البهجة المرضية، السيوطي، تحقيق مصطفى الحسيني، ص 7.
(12) حاشية الخضري على شرح ابن عقيل 1 / 14.

265
واحد، ومعنى اشتمال الصوت على بعض الحروف هو تكونه منها، ولا شك في
أن (بعض الحروف) يصدق على الحرف الواحد، كصدقه على ما زاد عليه.

266
ثانيا: مصطلح القول
1 - القول لغة:
المستفاد من كلمات اللغويين والنحاة أن القول يستعمل لغة في المعاني
التالية:
أولا: كل لفظ نطق به اللسان تاما كان أو ناقصا (13)، أي ما كان مستعملا
من الألفاظ المفردة والمركبة سواء حسن السكوت عليه أم لا، (فالتام هو
المفيد، أعني الجملة وما كان في معناها من نحو صه وأيه، والنقص ما كان
بضد ذلك نحو زيد... وكان أخوك) (14) إذا أريد بها كان الناقصة.
ثانيا: إحداث اللفظ المستعمل وإيجاده، قال ابن هشام: (فأما القول
فهو في الأصل مصدر (قال) إذا نطق بلفظ مستعمل، فمسماه الحقيقي نفس
إيجاد اللفظ المستعمل) (15).
ثالثا: (كل حرف، من حروف المعجم كان، أو من حروف المعاني،
وعلى أكثر منه، مفيدا كان أو لا) (16).
رابعا: الرأي والاعتقاد، وإطلاق القول عليه مجاز، (لأن الاعتقاد
يخفى فلا يعرف إلا بالقول... كما يسمى الشئ باسم غيره إذا كان ملابسا
له (17).



(13) أ - لسان العرب، ابن منظور، مادة (قول).
ب - الخصائص، ابن جني، تحقيق محمد علي النجار 1 / 17.
(14) الخصائص، ابن جني 1 / 17.
(15) شرح اللمحة البدرية في علم اللغة العربية، ابن هشام، تحقيق هادي نهر 1 / 203.
(16) شرح الرضي على الكافية، تحقيق يوسف حسن عمر 1 / 20.
(17) أ - الخصائص، ابن جني 1 / 19.
ب - لسان العرب، مادة (قول).
267
2 - القول اصطلاحا:
وأما النحاة فقد استعملوا (القول) في خصوص معناه الأول، وأقدم من
وجدته يستعمله بمعناه الاصطلاحي - في حدود ما لدي من المصادر - هو ابن
معطي (ت 628 ه‍) (18).
وقد عرفوا (القول) بما ينطبق على المعنى المذكور، فقال ابن هشام
(ت 761 ه‍): هو (اللفظ المستعمل) (19) أو (اللفظ الدال على معنى) (20).
وتابعه عليه من جاء بعده وقالوا في شرحه: إن المراد من (اللفظ) هو الأعم من
المفرد والمركب، والمراد من (الدال على معنى) هو ما يصح السكوت عليه
وما لا يصح (21).
ثم عمدوا إلى بيان النسبة بين القول، وبين كل من الكلمة والكلام
والكلم بمعانيها الاصطلاحية، وأنها نسبة العموم، قال ابن معطي: (والقول
يعم الجميع) (22)، وقال ابن مالك (ت 672 ه‍) في أرجوزته الألفية: (والقول
عم).
وقال بعض شراحها: أي أن (القول) يطلق على كل من الكلمة والكلام
والكلم (23).



(18) الفصول الخمسون، ابن معطي، تحقيق محمود الطناحي، ص 149.
(19) شرح اللمحة البدرية، ابن هشام 1 / 203.
(20) أ - أوضح المسالك إلى ألفيه ابن مالك 1 / 12.
ب - شرح شذور الذهب، ص 11.
ج - شرح قطر الندى، ص 11، وكلها لابن هشام، وتحقيق محمد محيي الدين
عبد الحميد.
(21) شرح التصريح على التوضيح، خالد الأزهري 1 / 27.
(22) الفصول الخمسون، ص 149.
(23) شرح ابن عقيل على الألفية، تحقيق محيي الدين عبد الحميد 1 / 16.
268
وقام آخرون ببيان نوع هذا العموم، وأنه عموم مطلق وليس عموما من
وجه، أي أنه يصدق على هذه الثلاثة، ويصدق على غيرها أيضا، (فهو أعم من
الكلام، لانطلاقه على المفيد وغيره، وأعم من الكلم، لانطلاقه على المركب
من كلمتين فأكثر، ومن الكلمة، لانطلاقه على المفرد والمركب، عموما مطلقا،
لصدقه على الكلام والكلم والكلمة، وانفراده في مثل: غلام زيد، فإنه ليس
كلاما، لعدم الفائدة، ولا كلما، لعدم الثلاثة، ولا كلمة، لأنه ثنتان، لا عموما
من وجه دون وجه، إذ لا يوجد شئ من الكلام والكلم والكلمة بدون
القول) (24). للبحث صلة...



(24) أ - شرح التصريح على التوضيح، خالد الأزهري 1 / 28.
ب - حاشية الصبان على شرح الأشموني 1 / 26 - 27.
269
ديوان
الإجازات المنظومة
صنعة: السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد
الأمين، والأئمة الأطهار المعصومين، من آله الأكرمين.
وبعد:
فإن الحديث الشريف هو ثاني مصادر المعرفة الإسلامية، بعد القرآن
الكريم في الحجية والاعتبار وأوسعها في كثرة الموارد، ووفرة الآثار.
وقد أكد الله جل وعلا في كتابه الكريم على طاعة الرسول وقرنها بطاعته
حيث قال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول) النساء / 59، وقال: (ما آتاكم
الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا) الحشر / 7.
كما إن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم - نفسه - أكد على
الاهتمام بالحديث الشريف، بالعلم والعمل، والحفظ والحمل، والفهم
والتفهيم، والأداء والتبليغ.
وكذلك أكد الأئمة الأطهار عليهم السلام على أهمية الحديث ووجوب
اتباعه.

270
فمن الأحاديث الشريفة:
(نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه...).
(من أدى حديثا يعلم به سنة، أو يثلم به بدعة، فله الجنة).
(ليبلغ الشاهد الغائب...).
والحديث المشهور: (من حفظ على أمتي أربعين حديثا... بعثه الله
فقهيا...).
(اكتب وبث علمك في إخوانك...).
اهتمام العلماء بالحديث الشريف:
ولذا اهتم علماء المسلمين بالحديث الشريف أيما اهتمام، وأحاطوه
بكل وسائل الحيطة والحذر، للحفاظ عليه ورعايته، متبعين أساليب علمية
رصينة، فحددوا لمصطلحاته وأصوله مرسومة، وخططوا لمناهجه خططا
مدروسة، وأسسوا علوما عديدة لتجميع قواعده، وضبط نصوصه، واستيعاب
معناه وتفسيره، وهي:
1 - علم الحديث، المتكفل بتدوينه، وضبط نصوصه وروايته، وتفسيره
وشرحه.
2 - علم المصطلح والدراية، المتكفل بتاريخه، ومناهج تأليفه، وشؤون
أدائه وروايته وآداب حمله ونقله، وما يرتبط بحامليه من آداب وأوصاف، وما له
من أقسام وأحكام من حيث المتن والسند، وما يدور في فلكه من تراث.
3 - علم الرجال، المتكفل بأحوال رواته، ورجال أسانيده من حيث
الاعتماد والوثاقة، والسداد والضبط، أو ما يخالف ذلك، وكذلك تراجم حياتهم
وشؤون نشاطهم العلمي.
وتعد الثروة العلمية، والجهد المبذول في سبيل الحديث الشريف من
خلال هذه العلوم، ثروة هائلة كما وكيفا، بل تشكل القسم الأكبر من تراث

271
الإسلام العلمي، ومن أهم مصادر الفكر والمعرفة الإسلامية الخالدة.
الطرق العلمية لتحمل الحديث وأدائه وصيانته:
ومما قرره علماء الحديث في باب (دراية الحديث ومصطلحه) هو:
تحديد (الطرق) التي يتم عبرها نقل الحديث وتداوله، والتي بها يتحمله
الشيوخ، وبها يؤدونه إلى الرواة.
وقد حصروها - بالاستقراء والحصر العقلي الدقيق - في (ثمان طرق)
اتفق على بعضها، واختلف في البعض الآخر.
كما وقع بينهم بحث في ترتيبها، وتقديم بعضها على الآخر، وفي شروط
كل منها، وما يرتبط بكل واحد من شؤون وخصوصيات إلا أن الأكثرين جروا
على أنها (ثمان) وبالترتيب الآتي:
1 - السماع، ومنه الاملاء.
2 - القراءة، وهي العرض.
3 - الإجازة - وسنبحث عنها -
4 - المناولة.
5 - المكاتبة.
6 - الإعلام.
7 - الوصية بالحديث وكتبه.
8 - الوجادة.
والمهمة الأساسية لهذه الطرق هي (البلوغ) بالحديث إلى الرواة،
ليكونوا متلقين له بوثوق واطمئنان، وضبط، وتأكد من صحته، وعدم تحريف أو
تصحيف في نصه (1).



(1) ولعلماء الحديث بحوث مفصلة حول هذه الطرق.
وقد وفقنا الله عز ذكره لجمع أهم ما يرتبط بها من بحوث في كتاب (الطرق الثمان لتحمل
الحديث وأدائه) فصلنا في القول عن: حقيقتها، ووجه الحاجة إليها، وسبب حصرها في
الثمان، وبحثنا عن شروطها، وأقسامها، ورتبة كل طريق، والدليل على اعتباره، وما إلى ذلك
من شؤون، ونسأل الله جل اسمه أن يوفقنا لإتمامه وتقديمه إلى المجتمع العلمي.
272
وكذلك استفادوا من هذه الطرق، للتأكد من نقل كل المعارف عبر
الأجيال، والمحافظة على النصوص وتوثيقها، وحمايتها من التعرض لأشكال
التحريف والتصحيف، سواء المعتمدة كالوضع والتزوير، أم العارضة لنسيان،
أو غفلة، أو ذهول.
وتعد هذه المحاولة من أدق طرق التوثيق للنصوص، وأكثر أساليب
الحماية لها، من بين طرقه المعروفة في الحضارات البشرية، قديما وحديثا،
بل علماء الإسلام هم المثل في اختراع هذه المحاولة بين علماء سائر الأديان
والمذاهب، بل الحضارات كلها.
(الإجازة) وموقعها بين الطرق الثمان:
وقد كانت (الإجازة) في ترتيب الطرق، ثالثتها عند الأكثرين، كما
سبق، وهذا يدل على ما للإجازة من أهمية عندهم، لأن كونها بعد (السماع)
و (القراءة) مباشرة، وهما أقوى الطرق، حيث لم يقع اختلاف في حجيتهما
واعتبارهما والأكثر تداولا في الرواية، فلا بد أن تكون (الإجازة) تالية تلوهما
وشريكة لهما في وجود عناصر القوة والحجية والتداول، بما يمكن معه اعتماد
هذا الترتيب وهذا الالتزام.
ولذلك - أيضا - نجد علماء الحديث قد أولوا (الإجازة) اهتماما بليغا،
فبذلوا حولها جهودا كبيرة، سواء في مجال التطبيق والتداول، أم في مجال
البحث عنها والتأليف حولها (2) أو في مجال جمع نصوصها، وتنظيم كتب خاصة



(2) لقد تعددت المؤلفات التي تحدثت عن (الإجازة) في التراث الإسلامي، وقد أسهمنا في ذلك
بتأليف كتاب حافل، في فصول عديدة، شملت: تاريخ الإجازة، وحقيقتها، وفائدتها،
ومشايخها، وما إلى ذلك، وقدمنا أمام البحث قائمة بالتراث الذي سبق تأليفه حولها.
273
لذكر مشايخها بعناوين، مثل: (المشيخة) و (الفهرست) و (الثبت) و (المعجم)
و (البرنامج) و (الإجازة) وهذا العنوان الأخير أكثرها تداولا في الحواضر العلمية
للشيعة الإمامية، وخاصة في الأعصر الأخيرة (3).
دور الإجازة العلمي، قديما وحديثا:
ولقد كانت (الإجازة) تؤدي ذلك الدور العلمي المهم، بصورة دقيقة،
ومنتظمة، وواسعة، إلى جنب طرق التحمل الأخرى، في أوج نضارة العلم،
عند ازدهار الحضارة الإسلامية المجيدة، وحتى نهايات القرن السادس.
ولما آلت شمس تلك الحضارة إلى الغروب، وضعفت الهمم عن اتباع
الآثار الحميدة، وخبت أنوار المعرفة وأضواؤها في المعاهد العلمية والمدارس
الدينية، وتهاوت أعمدة العلم والمكتبات، كان نصيب تلك الطرق من تلك
النكسة الحضارية: قلة الاهتمام، وعدم التداول، فلحق الإجازة مثل ما لحق
أخواتها من الاهمال، أو الانحراف عن الأهداف الصحيحة!
ومن الملاحظ، أنه على الرغم من أن الطرق الأخرى آل أمر أكثرها إلى
الهجران والتعطل النهائي، وإلى الترك المطلق - في عصرنا الحاضر - فلا نجد
لحلقات السماع أثرا، ولا لمجالس الاملاء ذكرا، ولا لقراءة الحديث دورا،
فضلا عن المناولة والكتابة وغيرهما من الطرق التي كان الاختلاف واقعا فيها



(3) جمع المحدث المغربي محمد عبد الحي الكتاني، أسماء ما يريد على 1200 كتاب مما هو
حول أحد هذه العناوين في كتابه (فهرس الفهارس والأثبات) المطبوع، وبما أنه أغفل ذكر أي
واحد من مؤلفات الشيعة الإمامية في هذا المضمار فقد استدركنا عليه بذكر 110 منها، في مقال
بعنوان (فوات فهرس الفهارس والأثبات) نشرناه في هذه المجلة (تراثنا) العدد 29.
وقد جمع شيخنا المحدث اليماني السيد محمد بن حسين الحلال الصنعاني - دام عمره -
في إجازته لنا المسماة ب‍ (الأنوار السنية) أسماء 177 منها، وفيها عدد مما يستدرك على
الكتاني، ولا تزال محفوظة.
274
منذ البداية،
فعلى الرغم من ذلك، فإنا نجد (الإجازة) لا تزال تذكر، بل نجدها
تتداول، وتتعاطى، ويستعملها ثلة من العلماء، ويصدرها آخرون، ويطلبها
جماعة، وتبحث عنها أخرى، ويناقش فيها البعض.
بل، لم ينقطع علماء الإسلام من استعمال الإجازة على طول التاريخ،
وإن ماتت الطرق الأخرى، أو بارت!
وهذا مؤشر كبير إلى أن للإجازة شأنا آخر، حيث بقيت مقاومة للاندثار
والاضمحلال، ولو بشكلها الحاضر، البعيد عن واقعها العلمي، مما يكشف
عن وجود مكانة لها في أنظار العلماء!
فلا يزال العلماء حريصين على الاحتفاظ بعملية الإجازة والاستجارة،
ومهتمين بها غاية الاهتمام، فهم، بكل فرقهم وانتماءاتهم المذهبية، ومع
اختلاف ألسنتهم ولغاتهم، ملتزمون بما يسمى (إجازة الحديث).
ومع القطع بأن الإجازة فقدت أهدافها المنشودة من وضعها، حيث كانت
أداة - مقبولة - لتحمل الحديث وأدائه، وضبطه والتوثق من نصه، إلى جانب
الطرق الأخرى المؤدية إلى صحة نسبة النص إلى قائله ومؤلفه، وبلوغه إلى
ناقله وراويه، فإن بالإمكان تحديد أهداف العلماء - في العصور المتأخرة - من
عملية الإجازة بما يلي:
أولا: إن الإجازة - بصورتها الحالية - تعبير رمزي عما سار عليه العلماء
من أجل الحفاظ على العلم ونصوصه، والتوثق منها، في عملية التبادل
والتعاطي، بل هي كما عرفنا صورة وحيدة متبقية من الطرق المعتمدة لتحمل
الحديث وأدائه.
فيمكن الاستناد إلى سيرتهم المستمرة على عد أصل عملية (الإجازة)
أمرا مستحسنا ذا أثر واضح في دعم المعرفة الإسلامية بالتوثق من نصوصها،
والارتباط بمصادرها، والاتصال بحملتها، وكل ذلك كان حرصا على استمرار

275
الحضارة الإسلامية في الجانب الثقافي.
وثانيا: إن الإجازات المتأخرة - وإن فقدت بعض عناصرها الأصلية - إلا
أنها اعتمدت على احتواء الطرق المؤثرة في معرفة طبقات العلماء، ونسبة
أسماء الكتب المؤثرة في الفهرسة، والتحقق من الأقوال والآراء المؤثرة في
تاريخ العلوم، ومعرفة الاتفاق، أو الاجماع، أو الاختلاف أو الانفراد.
وأما أوضح آثار هذه الإجازات المتأخرة فهي الفوائد التاريخية التي
تحتويها من تراجم العلماء ونشاطاتهم العلمية، وتخصصاتهم وانتماءاتهم،
وأخبارهم، وما إلى ذلك مما يدخل في فرع الترجمة والبيوغرافية.
ثالثا: إن الإجازة - ولو بشكلها الصوري المتداول - هي الأوفق
بالاحتياط، عندما يشترط في الفقيه أن تكون الرواية قد بلغته، ليصح أن يكون
(راويا لها) لأن صدق اسم الراوي لا يتم إلا بعد (البلوغ والتحمل).
وبما أن الطرق كلها مفقودة، ولم يبق إلا (الوجادة) التي هي أضعف
الطرق، مع أن (الوجادة) الفعلية أيضا فاقدة للعناصر المهمة اللازمة فيها،
فيكون اللجوء إلى الإجازة - ولو الاسمية - أقرب إلى الاحتياط لتحقيق البلوغ،
وصدق الاسم.
وهذا معنى ما يقال: إن فائدة الإجازة - في عصرنا - هو: الانسلاك
والاندراج في سلسلة رواة الحديث.
وبهذا يمكن القول بأن الإجازة - ولو بصورتها الفعلية - أهم مما قد يتراءى
من بعضهم، حيث عدوها عملية (تبرك وتيمن) فحسب!
لأن الفوائد التي عرضناها، هي التي جعلت العلماء الأعلام يهتمون
بأمرها، ويصرفون أوقاتهم الغالية في تأليفها وجمعها وتنظيمها وإدراجها في
أعمالهم وتصانيفهم.
وإذا أعطى أولئك الذين يستهينون بأمر الإجازة - ولو بشكلها المتأخر -

276
النصف من أنفسهم، لأمكنهم الاقتناع بأن الجهود المبذولة في الإجازة تعد من
أغنى فروع المعرفة الإسلامية من حيث التراث والكتب: ثراءا وسعة واهتماما.
فهل يمكن القول، أو التصور، بأن كل ذلك الذي قاموا به، وحصل،
كان لا لثمرة شرعية، ولا علمية، ولا من أجل عائدة عملية تعود على الإسلام
والأمة، إلا مجرد التبرك؟!
ولأن الإجازات المتأخرة، لبعدها عن أهدافها العلمية الأصيلة أصبحت
صورية وشكلية، أدى ذلك بالمحققين من العلماء المتأخرين، وخاصة
المعتمدين للمناهج العقلية، والمعتادين للتفكير بطريقتها، إلى أن لا يجدوا ما
يقنعهم بضرورتها أو حجيتها، وقد يصل الأمر عند بعضهم إلى تزييفها ورفضها
كليا.
وتعدوا - بالاستصحاب العكسي - إلى الإجازة في عصرها الأول، وقد
كانت - وبلا ريب - من الطرق المعتمدة المتسالم عليها، بل ثالثة الطرق، كما
ذكرنا في بداية هذه الكلمة وقد أشرنا إلى سر الاعتماد عليها وكونها طريقا مقبولة
للتحمل والأداء.
فخلط بعض العلماء والباحثين بين الإجازة في عصرها الأول، وبين
الإجازة في حالتها المعاصرة، وأطلق الحكم عليهما بمعيار واحد، من دون
تمييز للأبعاد والفوائد المترتبة عليها في كلك حالة، أو أدائها للمراد منها في كل
من العصرين!
وهذا أمر يستبعده لزوم التثبت، والتحقيق، والدقة، والنظر إلى الأمر من
جوانب وأبعاد متعددة.
وللحديث عن كل هذه الأمور مجال أنسب، لعلنا نوفق له مستقبلا
بعون الله تعالى.

277
الإجازة في الأدب الإسلامي:
ولقد فرضت (الإجازة) نفسها على الأدب، لكونها واحدا مما كثر تداوله
وشاع القيام به بين العلماء والذين يمسك كثير منهم بأزمة الأدب (4) فقد قام من
أوتي موهبة الشعر وملك سليقته بنظم الإجازة، في مقطوعة شعرية جميلة.
تل تكلف بعضهم بنظم ما أراد إسهاما منه في تخليد إجازة شعرية.
فتكون من ذلك نوع جديد من الأدب، يجمع بين جمال الشعر وروعته،
وبين قيمة العلم وعظمته، وبين مجد الحديث وقدسيته.
ولقد وجدت في جمع (الإجازات المنظومة) وعرضها إثارة لموضوع
(الإجازة) بلغة جميلة، يستذوقها المتأدبون، يرتاح لها المحدثون.
كما أن العرض يحتوي على الدلالة الواضحة لتأثير الإجازة في نفوس
العلماء، بحيث كان لها من حبهم وعاطفتهم نصيب كبير هز قرائحهم ودعاهم
إلى نظمها!
وقبل أن ننتهي من هذا التقديم، نود أن نشير إلى أن هناك اصطلاحا
يستعمل في باب الشعر من الأدب العربي، بلفظ (الإجازة)، وهي كما ذكره
الأنصاري: أن تتم مصراع غيرك (5) ويقال لها: (التمليط) أو (الإملاط) أيضا.
وقال الفيروزآبادي: الإجازة في الشعر، مخالفة حركات الحرف الذي
يلي حرف الروي (6).



(4) إن علماء الإسلام، لا بد أن يتوفروا على علوم الأدب، باعتبار أن النصوص الإسلامية المقدسة
- كلها - هي باللغة العربية، وفي قمة الأعمال الأدبية، فالقرآن المصدر الأساسي الأول للمعرفة
الإسلامية، وهو معجزة البلاغة العربية، وكذلك السنة الشريفة، وبعد ذلك فإن أكثر التراث
الإسلامي مكتوب بهذه اللغة المجيدة، بل تنافس المتنافسون في تميزها بأجمل محسنات
الأدب.
(5) لسان العرب 7 / 195.
(6) القاموس المحيط 2 / 170.
278
وبعضهم خص الإجازة، بأن تكون قافية طاءا، والأخرى دالا، وقيل:
هذا هو (الاكتفاء) وسماه بعضهم (الإجازة) بالراء المهملة (7).
ومهما كان أمر هذا المصطلح الشعري، فإنا لا نبحث عن ذلك هنا ولا
نقصده.
بل الذي نقصده هو (إجازة الحديث) - التي هي بمعنى الإذن في الرواية
تحميلا لها من الشيخ للراوي، وهي من الطرق الثمان للتحمل والأداء -
إذا
وردت مكتوبة في مقطوعة شعرية موزونة، سواء في شكل قصيدة، أو أرجوزة
مزدوجة، والحديث عنها في نظم.
ثم إن جمعنا لها لم يكن عن قصد إليها، وإنما تم جمع ما وقع في طريق
المطالعة أو الصدقة، فلذلك لا ندعي الاستيعاب لكل ما قيل في ذلك، ومن
المتصور أن تكون مجموعة كبيرة منها قد فاتنا تسجيلها ونقلها هنا، ولم نجد
الفرصة للاستقراء التام لجمعها.
وأما ترتيب هذه المجموعة:
فقد كان من المناسب إيرادها على التسلسل الزمني، حسب تواريخ
صدورها، أو وفيات المجيزين، أو المجازين.
وأقدم ما وفقنا عليه هي اللامية التي نظمها محمد بن الجهم السمري
- من أعلام القرن الثاني - ثم اللامية التي نظمها أحمد بن أبي المقدام
العجلي (ت 241) ثم الدالية التي نظمها الرامهرمزي (ت 360) ثم ما تلا
ذلك.
إلا أن كثيرا منها لم نهتد إلى تاريخ محدد له، فرأينا من الأفضل أن نرتبها
على المتعارف في الدواوين الشعرية من وضعها وفق حروف المعجم في الروي
من القافية، وهو الأسهل تناولا، والأكثر تداولا.



وقد فصلنا البحث عن حقيقة هذا المصطلح في كتابنا (إجازة الحديث).
279
وأما الأراجيز المزدوجة، فقد جمعناها في آخر الديوان.
ثم إني ذيلت كل مقطوعة بالمصدر الذي اعتمدته في نقلها، وفهرست
للمصادر وكذلك للأعلام المجيزين، والمجازين، تسهيلا للمراجعين.
والحمد لله رب العالمين.
وكتب
السيد محمد رضا الحسيني الجلالي

280
القصائد
وهي مرتبة على حروف المعجم في رويها
من روي الألف
(1)
طلب أبو بكر بن محمد الدلائي المغربي (ت 1046) إجازة من محمد
ابن قاسم بن محمد القصار القيسي الغرناطي، فقال:
أجزتم لكم مروينا مطلقا وما * لنا، سائلا أن تتحفوا بدعاء
وتاريخها سنة 1012.
المصدر:
فهرس الفهارس - للكتاني -: 395.
(2)
خاطب العارف الشيخ السنوسي جماعة فيهم الشيخ فالح الظاهري
المدني، مجيزا بقوله:
أجزتكم مروينا كله وما * سيؤثر عني راجيا لدعاء
وذلك في سنة 1268.

281
المصدر:
فهرس الفهارس - للكتاني -: 896.
(3)
قال أبو العباس الدقون، في إجازته لابن أبي جمعة محمد شقرون
الوهراني الفاسي (ت 929):
أجاز لك الدقون يا نجل سيدي * أبي جمعة المغراوي كل الذي روى
فحدث بما استدعيت فيه إجازة * وسلم على من سالم النفس والهوى
المصدر:
فهرس الفهارس: 1065.
(4)
إجازة الشريف محمد بن ناصر الحازمي للسيد داود حجر الزبيدي:
سلام على داود من منح التقوى * سمي النبي الأواب أعطي ما يهوى
فأما رواياتي فخذ عن أئمة * هم القوم أهل الصدق عن مثلهم يروى
فأروي عن المولى الوجيه وشيخه * أبوه وعن جد وأشياخه تلوا
هم النخل والبصري عجيميهم معا * وكل له ثبت به الضمن والفحوى
وقاضي قضاة العصر إتحافه روت * رجال وإني فيه ذو السند الأقوى
وقطب بني الدنيا سنوسي شموسه * رويت وعنه كل علم له أهوى
نعم، ثم أروي كل حصر لشارد * لشيخي وأستاذي لها الكل لا يغوى

282
كذا الكزبري ثم الأمير ابن هاشم * ثلاثتهم أثباتهم ما لها محوى
ثلاثة أثبات لقاطن كلها * عن العمراني وابنه غير ما دعوى
وكل الذي أروي أجزت لسيدي * بدرس وتدريس مع الكتب والفتوى
كذاك ابنه الحبر التقي فحبذا * أئمة بر جانبوا الكبر والأهوا
وكم منحوا فضلا وخيرا ونية * ولم يعلقوا الدنيا التي أصلها بلوى
فلم أر ذا فضل أحق إفادة * كمثلهما لم يسلكا مسلك الدعوى
أجزتهما - أيضا - المسلسل أولا * وعد، وحب صادق السر والنجوى
وأوصيهما بالاستقامة والتقى * وبذل الدعا حتى نؤوب إلى المأوى
قال بفمه، وأمر برقمه: الحقير خادم العلم وأهله، محمد بن ناصر بن
الحسين، غفر الله لهم ورحمهم وتجاوز عنهم، آمين، حامدا مصليا،
محسبلا، محوقلا (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم).
المصدر: الدر الفريد - للواسعي -: 4 - 56.

283
ومن روي الباء
(5)
مما كتبه الحسين بن جعفر بن عبد الصمد ابن المتوكل على الله
العباسي، المقري الحنبلي (ولد سنة 477 ه‍) في بعض الإجازات:
أجزت للسادة الأخيار ما سألوا * فليرووا عني بلا بخس ولا كذب
مهما أحبوه من شعر ومن خبر * ومن جميع سماعاتي من الكتب
وليحذروا السهو التصحيف من غلط * ويسلكوا سنة الحفاظ في الأدب
المصدر:
الذيل على طبقات الحنابلة - لابن رجب - 1 / 233 - 243.

284
ومن روي التاء
(6)
قال الكتاني:
أقول - متمثلا -:
بالله، يا آخذا عني إجازة ما * أروي من الكتب في شتى الإجازات
سل لي خواتم أعمال تيسر لي * إجازة الحشر في يوم المجازات
المصدر:
فهرس الفهارس: 1169.

285
ومن روي الثاء
(7)
قال السيد محمد بن محمد بن زيد، أبو الحسن العلوي، أبو المعالي
الحسني البغدادي، نزيل سمرقند:
أخلائي أجزت لكم سماعي * وما صنفت من كتب الحديث
إذا ما شئتم فارووه عني * كبيركم وذو السن الحديث
أجزت لكل ذي عقل ودين * يريد العلم بالطلب الحثيث
على شرط الإجازة: فاحفظوه * عن التصحيف والغلط الخبيث
فإني عن وقوع السهو فيه * برئ معلن كالمستغيث
عليكم بالأناة لكل خطب * فقل وقوع سهو من مريث
وأوصيكم بتقوى الله كيما * تنالوا الفوز من رب مغيث
المصدر:
المنتخب من كتاب السياق: 84 ط.

286
ومن روي الحاء المهملة
(8)
وللأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني قصيدة، كتبها في آخر إجازة الفقيه
أحمد بن يحيى الشامي:
فارو عني يا صفي الدين ما * أنا أرويه على الوجه الصحيح
من علوم المصطفى خير الورى * خاتم الرسل وذي القول الرجيح
من أتانا بالهدى من ربنا * وأرانا الحق بالنص الصريح
فالهدى فيما أتى عن أحمد * خلنا عن قول ذي قول جريح
فاتبع وجها صحيحا وجهه * واطرح ما جاء بالوجه القبيح
دع متونا وشروحا جلها * عند ذي التحقيق أمثال القروح
خل أقوال رجال أصبحت * عندنا بين قتيل وطريح
وتمسك يا ابن يحيى بالتقى * إن ترد تظفر بالأمر الربيح
واخلص النية فيما تبتغي * إنما النية للفعل كروح
واصطبر للحق فالأعدا له * أمم تدعو إلى غير الصحيح
واترك الدنيا ولا تحفل بها * إنما الراحة في زهد المسيح
واطلب الفتح من الله فما * غيره يأتي بأنواع الفتوح
سله من إفضاله ما رمته * كل حين في غبوق وصبوح
وأقر في (فاطر): (ما يفتح من) * وتأمل قصتي هود ونوح
وادع يا أحمد لي في مدتي * وإذا صرت إلى بطن الضريح

287
قد نصحنا كل من نعرفه * قل: جزاه الله خيرا من نصيح
وأبذل العلم ولا تبخل به * ما الثنا والأجر إلا للسميح
يلجم الباخل بالعلم غدا * بلجام النار أقبح بالشحيح
وصلاة الله تغشى أحمدا * وذويه ما سرت ريح بروح
المصدر:
ديوان الأمير الصنعاني: 91 - 92.

288
ومن روي الدال المهملة
(9)
قال الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد القاضي أبو محمد الرامهرمزي
(ت: 360): كتب إلي بعض وزراء الملوك يسألني إجازة كتاب ألفته لابن له،
فكتبت الكتاب له، ووقعت عليه:
يا أبا القاسم الكريم المحيا * زانك الله بالتقى والرشاد
وتولاك بالكفاية والعز * وطول البقاء والإسعاد
إرو عني هذا الكتاب فقد هذبت * ما قد حواه من مستفاد
وشكلت الحروف منه فقامت * لك بالشكل في نظام السداد
جاء مستخلصا لسبك المعاني * كالدنانير عن يد النقاد
نظم شعر ونثر قول يروقان * كنور الرياض غب العهاد
لا يعنيك بالهجاء ولا يشكل * في الخط بين صاد وضاد
وكأن السطور منه سموط * بل عقود يلحن في أجياد
فتحفظ ما فيه من ملح الآداب * وأضبط طرائق الإسناد
وأحذر اللحن في الرواية والتحريف * فيها والكسر في الانشاد
والقياس الجلي يوجدك الأخبار * في نشره على الأفراد
المصدر:
المحدث الفاصل بن الراوي والواعي،: 458 الفقرة 545، ورواه
الخطيب عن الرامهرمزي في الكفاية في علوم الدراية: 502 - 503.

289
(10)
وقال عبد الرحمن بن مصطفى العيدروس الحسني العلوي التريمي
المصري (ت 1194) في إجازته لبني الأهدل، بعد تسميته لبعض شيوخه:
وعن مشايخ لا تحصى لراقمها * بل لست أحصيهم من كثرة العدد
إلا إذا طال لي وقتي وطاوعني * أكاد أذكرهم في مجمل السند
المصدر:
فهرس الفهارس: 740.
(11)
إجازة جمال الدين ابن نباتة لأحد طلابه المستجيزين منه شعرا:
سألت إجازتنا لهم ولمثلهم * يروي الإجازة سيد عن سيد
ونعم، أجزت لهم راوية ما اقتضوا * بالشرط من لفظ أجزت ومسند
ومصنفات لست عنها راضيا * فمسود منها وغير مسود
أهملت منها ما أردت وبعضها * ناديت: لا تهلك أسى وتجلد
خذها إجازة طائع لك منشد * للمدح فاعجب للمجيز المنشد
وأسبقه بالقدر البسيط فإن لي * هما مديدا إن أقل، قال: اقصد
قلمي ولفظي معرضان كلاهما * لا من لساني إن نطقت ولا يدي
المصدر:
خزانة الأدب - للحموي -: 353.

290
(12) أجاز محمد بن محمد بن الجزري الدمشقي (ت 833) لابن حجر
العسقلاني ولولده، وكتب في ورقة الاستدعاء ما نصه:
إني أجزت لهم رواية كل ما * أرويه من متن الحديث المسند
وكذا الصحاح الخمس ثم معاجم * للمشيخات وكل جزء مفرد
وجميع نظم لي ونثر والذي * ألفت كالنشر الذكي ومنجد
المصدر:
فهرس الفهارس: 305، وقال: ذكر ذلك ابن حجر في فهرسته.
(13) إجازة الأمير الصنعاني لفخر الدين عبد الله بن أحمد بن إسحاق في شهر
ربيع الأول سنة 1182:
أجزتك يا بن ودي ما تريد * بما فيه تفيد وتستفيد
أجزتك إذ طلبت وأنت بخير * يحق لمثلنا فيه الورود
أجزت الأمهات وهن ست * إليها كل ذي علم يعود
لأن بناء أحكام البرايا * بها دارت وهن لها عمود
أضاع الخمسة الأحكام من لم * يحب الست وهو بها عميد
فيا لله كم علم حوته * فليس على معارفها مزيد
ولي فيها سماعات على من * تزين من وجودهم الوجود

291
وغير الست مما قد أجزنا * أجزتك أيها الفخر الفريد
وكل مؤلف لي يا حبيبي * أجزتك فارو منها ما تريد
ولا زم سنة المختار درسا * وتدريسا وإن رغم الحسود
ولا تشغل بغير العلم وقتا * وهل بسواه يشتغل السعيد؟!
فأهل العلم أملاك البرايا * وكل سواهم لهم جنود
وصلني بالدعا في كل حين * خصوصا إذ منازلنا اللحود
وعذرا في الذي مني تراه * فليس كما تريد ولا أريد
فذا جهد المقل فلا تلمني * وعفوا أيها المولى المفيد
أمن بعد الثمانين اللواتي * قطعت يكون لي عقد فريد
أراها صيرت فكري بليدا * وما هو قبل مقدمها بليد
فأسأله الرضا في كل حين * وتوفيقا إلى التقوى يقود
وينزلنا به جنات عدن * تكون بها الإقامة والخلود
وصل على النبي والآل طرا * فهم شمس أنير بها الوجود
المصدر:
ديوان الأمير الصنعاني: 145 - 146.
(14)
إجازة الأمير الصنعاني لضياء الدين سعيد بن حسن العنسي، وهي
خاصة بمؤلفات الأمير:
وافى نظامك يا سعيد * فكأنه عقد فريد

292
مثل الذراري خلته * أو أنه الدر النضيد
أو أنه الروض النضير * ولا نظير له أريد
وطلبت مني أن أجيز * مؤلفاتي لا أزيد
وأعد أسماء لها * لتنال منها ما تريد
فلقد أجزتك فاستمع * أسماء بعض يا سعيد
(سبل السلام) مؤلف * جزءان يعشقه الرشيد
وب‍ (منحة الغفار) ما * (ضوء النهار) بها يزيد
جزءان في القطع الكبير * بها فوائد لا تبيد
ول‍ (عمدة الأحكام حاشية *) بها بحث مفيد
ولنا على (التنقيح شرح *) لا يدعه المستفيد
ولجامع الشرح الصغير * مؤلف (شرح) سديد
وحوته أربعة من الأجزاء * فيها ما تريد
ولنا نظام في الوصي * وشرحه در نضيد
ونظام كافلنا الأصيل * شرحه شرح مفيد
ولنا على نظم الإمام * محمد شرح مجيد
رب (العواصم) من غدا * أهل الذكاء له ورود
وكذا لنا جمع الشتيت * ويا له جمع عديد
وبمكة (الاحراز) ألف * والمقام له شهيد
وبها كتاب (السيف) وهو * مؤلف حلو فريد
ولنا على التيسير (تحبير *) به من الحميد
ولنا المسائل والرسائل * عدها أمر بعيد

293
والكل من فضل الاله * له الثناء كما يريد
والله لولا فضله * إني فتى فدم بليد
للعلم أهلني فلا * أهوى سواه ولا أريد
حبب إلي من الصبا * فأنا به كلف عميد
وكفاني الدنيا فعيشي * في الورى عيش رغيد
وعن المناصب صانني * فأنا لرتبتها زهيد
عرضت علي فأعرضت * عن تلك نفس لي شرود
لا ترتضي إلا المعارف والعلوم هي السعود
ولأن قد قرب الرحيل * وقد مضى عمر مديد
إلى أن يقول:
أوصي سعيدا بالتقى * إن التقي هو السعيد
واحذر من الدنيا فما * يغتر بالدنيا رشيد
دار تدور بمكرها * يلهو بها الرجل البليد
إلى أن يقول:
فازهد تكن ملكا عزيزا * لا تقاد ولا تقود
والعلم أفخر ملبس * فالبس هو الثوب الجديد
يبلى ولا يبلى وإن * ضمت جوارحك اللحود
كم قد تقضى قبلنا * علم وجبار عنيد
فأخو العلوم كأنه * ما بيننا حي شهيد
يملي علينا علمه * فنفيد منه ونستفيد
ويزوره منا الدعا * والمدح والقول الحميد

294
وأخو التجبر ما له * ذكر ولا حق أكيد
وكذاك من جعل العلوم * حبالة وبها يصيد
ما همه إلا الحرام * يصيد منه ويستصيد
كم جامع للعلم أضحى * وهو شيطان مريد
فالجهل أولى من علوم * للمعاصي لا تذود
إلى أن يقول:
ثم الصلاة على الذي * بوجوده أفتخر الوجود
والآل من أضحى لهم * قصر من العليا مشيد
من حبهم فرض على الإيمان * ليس به جحود
هو فرض عين والأدلة * بالذي قلنا شهود
المصدر:
ديوان الأمير الصنعاني: 143 - 145.
(15) إجازة صدر الدين عبد اللطيف بن محمد الخجندي (ت 580) كتبها
للرحالة محمد بن أحمد ابن جبير (ت 614) لما استجازه بمعروض شعري
يلتمس فيه أن يجيزه مروياته، وهو:
يا من حواه الدين في عصره * صدرا يحل العلم منه فؤاد
ماذا يرى سيدنا المرتضى * في زائر يخطب منه الوداد
لا يبتغي منه سوى أحرف * يعدها أشرف ذخر يفاد

295
ترسمها أنمله مثلما * نمق زهر الروض كف العهاد
في رقعة كالصبح أهدى لها * يد المعالي مسك ليل المداد
(إجازة) يورثنيها العلا * جائزة تبقى وتفنى البلاد
يستصحب الشكر خديما لها * والشكر للأمجاد أسنى عتاد
فقبل الشيخ الخجندي معروض ابن جبير، فأجابه مجيزا له بقوله:
لك الله من خاطب خلتي * ومن قابس يجتدي سقط زندي
أجزت له ما أجازوه لي * وما حدثوه وما صح عندي
وكاتب هذي السطور التي * تراهن عبد اللطيف الخجندي
المصدر:
نفح الطبيب 3 / 1 - 142، مع ابن جبير في رحلته: 5 - 76.

296
ومن روي الراء
(16)
نظم ابن علوان الشاعر، عماد الدين، محمد بن علي أبي الفضل بن
محمد، أبو جعفر الشيباني، السورائي، الفقيه المقرئ، هذه الإجازة لابن
الفوطي البغدادي، وأوردها المجاز في كتابه (تلخيص مجمع الآداب) بقوله:
كتب لي الإجازة نظما:
قد أجزنا للسادة الأخيار * ما روينا من مسند الأخبار
والأصولين والغريبين والفقه * وما جاءنا عن الأخيار
عن أبي جعفر محمد ابن * لعلي علوان جدي النزاري
بيد أني مستصغر حالي الحائل * لكن أجبت أهل الفخار
بعد حمدي لله ثم صلاتي * للنبي وآله الأطهار
توفي المجيز في ثالث عشر رجب سنة ست وسبعمائة، ودفن بمشهد
الإمام علي عليه السلام.
المصدر:
تلخيص مجمع الآداب، الجزء الرابع، القسم الثاني، ص 831، رقم
1218.
(17)
وللأمير الصنعاني إجازة للسيد جمال الدين علي بن محمد، لقمان، من

297
علماء مدينة ذمار، نظمها في سنة 1176:
أجزتك يا علي وأنت عندي * كأولادي الصغار مع الكبار
أحبك حبهم لنا اتصال * بآباء لكم علما كبار
هم أخوالنا ولهم علينا * حقوق لا يقوم بها اقتداري
سقى أجداثهم غيث مغيث * من الرضوان في كل الديار
أجزتك ما سمعنا من شيوخ * من العلماء أعلام بحار
من الحرمين بعضهم وبعض * بصنعا خير أوطاني ودار
سمعنا علم خير الرسل منهم * وعلم الآل من خير الخيار
فأسند ما تريد إلي مما * سترويه على علما ذمار
فأوصيكم بتقوى الله حقا * تفوز بما تريد بكل دار
ففي الدنيا تكون بها عزيزا * وفي الأخرى ستنزل خير دار
تجاور خير رسل الله طرا * فيا لله من دار وجار
وصلني بالدعا ما دمت حيا * وميتا كي يقال به عثاري
وصلى على الرسول وخير آل * وسلم في مساك وفي النهار
المصدر:
ديوان الأمير الصنعاني: 165.
(18)
إجازة شاعر أهل البيت عليهم السلام صفي الدين الحلي (ت 752):
أجزت لسيدي ومليك رقي * رواية ما حوى من نسج فكري

298
وما أنشأت من جد وهزل * وما أبدعت من نظم ونثر
ولم أقصد بذاك سوى قبولي * لمرسوم أشار به وأمر
ولو نسبوا إليه جميع علمي * لكان كنقطة في لج بحر
المصدر:
ديوان صفي الدين الحلي: 680، ودائرة المعارف الشيعية: 122.
(19)
نظم أبو العباس الهشتوكي إجازة أبي العباس ابن ناصر، لأولاد علي أبي
الحسن النوري الحربي الصفاقسي، في قصيدة، منها:
وإسناد شيخنا الإمام ابن ناصر * روى علمه عن منتهى العلم في القطر
محمد المصمود العالم الذي * تفرد بالتحقيق في كل ما يقرى
روى علمه عن منتهى القول جملة * ولكن لدى السراج نور به يسري
كما أخذ السراج عن غير واحد * ويكفي ابن هارون دليلا على الغير
وأما ابن هارون علي فقد روى * علوما ولكن لا تعد من الكثر
على علم الدنيا ابن غازي وحسبنا * به ثبتا أعلى لدى كل ما خبر
فإن شئت ما في المسندين رواية * فحصل فهاريس الأئمة بالسبر
تنادي على ما لابن غازي وقدره * وقدر الذي ما كنت من قبله تدري
إلى أن يقول:
وفهرسة الشيخ ابن غازي مفيدة * عليك بها فهي النهاية في الأمر

299
المصدر:
فهرس الفهارس: 291 نقلا عن الرحلة الناصرية، ص 167، طبع فاس
بالمغرب.
(20)
لما مر أبو علي اليوسي الطرابلسي يريد الحج، استجاز منه الشمس
محمد بن أحمد المكني الطرابلسي لعلي بن محمد النوري الصفاقسي
(ت 1118) فأجازهم نظما وخص النوري منها ببيت:
كذا الماجد النحرير عين صفاقس * أبو الحسن النوري ذو المجد والفخر
وكانت الإجازة في سنة 1101.
المصدر:
فهرس الفهارس: 673.
(21)
قال الزركلي: رأيت في ثبت النذرومي - المخطوط - إجازة بخط ابن كثير
[المؤرخ، ت 774] في بيت من الشعر هذا نصه:
أجزتهم ما قد سئلت بشرطه * وكاتبه إسماعيل بن كثير
المصدر:
الأعلام 1 / 318، وأنظر الجزء الحادي عشر، اللوحة 223.

300
(22)
قال أبو الحجاج الساحلي، يوسف بن إبراهيم بن محمد، الفهري،
الغرناطي (ت 702): كتب إلي شيخنا محمد بن محمد بن عتيق ابن رشيق
(المولود 628) في الاستدعاء الذي أجازني فيه، ولمن ذكر معي:
أجزت لهم أبقاهم الله كل ما * رويت عن الأشياخ في سالف الدهر
وما سمعت أذناي من كل عالم * وما جاد من نظمي وما راق من نثري
على شرط أصحاب الحديث وضبطهم * برئ عن التصحيف عار عن النكر
كتبت لهم خطي وأسمي محمد * أبو القاسم المكني ما فيه من نكر
وجدي رشيق شاع في الغرب ذكره * وفي الشرق أيضا فادر إن كنت لا تدري
ولي مولد من بعد عشرين حجة * ثمان على الست المئين ابتدأ عمري
وبالله توفيقي عليه توكلي * له الحمد في الحالين في العسر واليسر

301
المصدر:
نفح الطيب - للمقري - 3 / 20.
(23)
ومن نظم السيد زين الدين العابدين بن علوي بأحسن، جمل الليل الحسيني
المدني، مجاوبا السيد الشهيد أبا بكر بن أحمد بن سليمان هجام، حين طلب
الإجازة منه، وهما إذ ذاك ببندر الحديدة، قال:
أعقد لآل زان فخرا به الصدر * أم البدر ذو الأنوار والأنجم الزهر
أم الدر في سلك اللجين منظم * أم الروض بالأنوار فاح له عطر
بلى شمس حسن أقبلت في غلائل * ففاح لنا في العصر من طيها النشر
أتت تتهادى في بهي من الحلي * وحيت فأحيت مدنفا سمه الهجر
وأهدت ثناء من شريف علا على * عروش فخار دون كرسيه النسر
هو الشهم رب الفهم والذوق والحجا * بديع معان حار في وصفه الفكر
سلالة أمجاد خلاصة قادة * وراثته منهم علوم بها الفخر

302
حباني بأفضال وشرفني بما * به قلد الأجياد من دونه الدر
فلله ما أحلى معانيه إذ بدت * بأطباقها كالروض كلله القطر
أتى أمره يبغي الإجازة من فتى * حقير ذليل لا يعد له قدر
فيا سيدا قد عمني خال جوده * وشرف عبدا من كتابته سطر
ويا تحفة الإرشاد يا روض طالب * ويا مورد الظمآن يا بحر يا حبر
لأنت بذا أولى وإني لقاصر * ومثلي لديكم لا يحق له ذكر
فسامح حقيرا واعف فضلا ومنة * وإن قلت جزما ليس يقبل لي عذر
وأمرك حتم فامتثالا لأمركم * أجزت جزما ليس يقبل لي عذر
فعن شيخنا أروي الحديث مسلسلا * محمد عبد الله من علمه وفر
وعن شيخنا الكردي محمد من سما * أبوه سليمان الشهير له قدر
أبو طاهر شيخ له وهو قد روى * عن البدر إبراهيم من زانه الفخر

303
وأشياخ إبراهيم جمعا لديكم * وفي أمم الأستاذ تم لها الحصر
فعذرا لصب أشغلته همومه * ومن وحشة الأسفار ليس له فكر
ولا تنسبني من دعوة مستجابة * لعل بكم يا سادتي يشرح الصدر
أدامك رب العالمين مكملا * بمثل سنا علياك يفتخر الدهر
المصدر:
حديقة الأفراح: 76 - 77.

304
ومن روي الزاي
(24)
قال الشيخ حسين الدرازي البحراني آل عصفور، مجيزا للشيخ أحمد
الأحسائي (ت 1241):
وإني أجزت لهذا الفتى * أخي (أحمد) وهو نعم المجاز
وذاك حقيق لنا أن يجيز * وذاك حقيقته لا مجاز
فوفقه ربي لنيل المنى * فنعم الطريق له والمجاز
المصدر:
إجازات الشيخ أحمد الأحسائي: 61، ولاحظ مقال: تحقيق النصوص
بين صعوبة المهمة وخطورة الهفوات، المنشور في مجلة) تراثنا) العدد 9،
ص 15.
(25)
كتب الشيخ حسين بن محسن بن محمد السبيعي الأنصاري في إجازته
للسيد صديق حسن خان القنوجي الهندي (ت 1307) هذين البيتين:
وإذا أجزت مع القصور فإنني * أرجو التشبه بالذين أجازوا
السالكين إلى الحقيقة منهجا * سبقوا إلى غرف الجنان ففازوا
المصدر:
الحطة في الكتب السنة: 479.

305
(26)
ذكر شقيقي الحجة السيد محمد حسين الحسيني الجلالي دام ظله
هذين البيتين، ولن ينسبهما:
أكابرنا شيوخ العلم حازوا * علوم الدين فاغتنموا وفازوا
أجازوا لي رواية ما رووه * فها أنا ذا أجيز كما أجازوا
المصدر:
إجازة الحديث: 31.
(27)
كتب الشيخ صلاح الدين الصفدي إجازة لشهاب الدين أحمد الحنبلي
خطيب بيت الآلهة، وكاتب الدست بالشام، وقال في نهايتها:
إجازة قاصرة عن كل شئ * يسير من الرواية في مفازه
لمن ملك الفضائل واقتناها * وجاز مدى العلا سبقا وحازه
المصدر:
صبح الأعشى: للقلقشندي (14 / 334.
(28)
ونظم الشيخ الحوضي، محمد بن محمد بن عبد الرحمن، المتوفى
919، قصيدة أجاز بها لأحمد بن علي بن داود البلوي، الوادي آشي، الذي

306
استجاره نظما، بقوله:
يا مجيدا في كل فن مجيدا * ليس شأو في الفضل إلا وحازه
وإماما في كل علم هماما * بلغ الحد في الكمال وجازه
مستفيد منكم أتاكم يرجي * من علاكم أن تسمحوا بالإجازه
ليس أهلا لأن يجاز ولكن * كم هجين نور الشيوخ أجازه
إن يكن من حقيقة العلم خلوا * حاز بالحب في ذويه مجازه
فأجيزوه أو أجيروه مما * قد طلبتم على يديه نجازه
فأجابه الشيخ بالقصيدة التالية:
يا وحيدا في عصره ومفيدا * أعطي السبق في العلى فاستجازه
وله في العلوم أوفر حظ * وهو قد صار في الكمال طرازه
جاءني كتبك العزيز محلا * مقتضاه إتحافكم بالإجازه
فتقاعست أن أجيب لأني * لا أراني أخوض تلك المفازه
ثم أكدت ما لكم من حقوق * فهو أدعى لدفع كل حزازه
فتسارعت للجواب مطيعا * في مقام قد أوجبوا إحرازه
ولكم قد أذنت في كل ما قد * صح عني وشئتم إبرازه
من تآليف أو قريض ونثر * وعلى الشرط في السبيل المجازه
وكذا ما أخذته عن شيوخي * أتحف الله جمعهم بإجازه
وهو سبحانه يفي الكل منا * كل خير وما نخاف اعوزازه
ثم نرجوه في الثبات ختاما * وسؤالا وفي الصراط جوازه
وعلى سيد الأنام صلاة * وسلام يسهلان مجازه

307
ومن روي الطاء المهملة
(29)
وأنشد للشيخ القصار، قوله:
أجزت لكم باللفظ عني وبالخط * على شرط أن ترووه بالضبط والنقط
المصدر:
فهرس الفهارس: 124.

308
ومن روي الفاء
(30)
كتب الشيخ عبد الوهاب الفضلي البصري (ت 1386) وهو عالم
الأحناف بها، في ذيل إجازته للسيد محمد صادق بحر العلوم (ت 1399) هذه
الأبيات:
ولست بأهل أن أجاز فكيف أن * أجيز ولكن الحقائق قد تخفى
وأضواء فكري قد عرتها حوادث * فآونة تخفي وآونة تطفى
ولولا رجائي منكم صالح الدعاء * لما رسمت يمناي في مثل ذا حرفا
وتاريخ الإجازة سنة 1379.
المصدر:
الإجازة الجلالية (مخطوطة).
وقد رأيت البيت الأول ضمن إجازة قديمة مطبوعة في (فهرس الفهارس)
للكتاني، لم يتنبه محققه إلى كونه شعرا، فأورده بنسق النثر، وكذلك وجدت
كثيرا من المجيزين يقتبسون هذه الأبيات من دون نسبة.
(31)
ومما قاله جامع هذا الديوان في إجازته لبعض السادة:
أسجل باسم الله من خصني لطفا * وعم جميع الخلق من فضله عطفا
وأثني عليه حامدا كل نعمة * أفاض فما أبدى أعد وما أخفى

309
أصلي على خير الأنام محمد * حبيب إله الخلق ذي الجوهر الأصفى
على آله الغر الكرام تحية * أتابعها ما دمت أو أرد الحتفا
وبعد فإن العلم سام مقامه * ويعدو لراعيه غداة الوغى سيفا
ولا سيما علم الحديث فإنه * موضح دين الله يبدو به كشفا
وقد جد أهل العلم في حمله كما * تداوله الأعلام صف يلي صفا
وهب (حسين) المجد يطلب أسوة * بآبائه فاختار من كنزه الأوفى
وجد لكي يحيي مآثر آله * مكارم لولاه بها الدهر قد أسفى
وقد ظن بي خيرا لنيل إجازة * فلم أستطع عن أمره أبدا صرفا
(ولست بأهل أن أجاز فكيف أن * أجيز ولكن الحقائق قد تخفى)
أقول - ونظمي ليس من قول شاعر * بشئ ولكن سجعه يشبه الهتفا -:
رويت الحديث الجم من طرقي التي * أفصلها كما وأوجزها كيفا
شيوخي أجازوا لي الرواية عنهم * سأذكرهم عدا وأنعتهم وصفا
(فأولهم) شيخي الذي كان حائزا * من العلم والإيمان بالقدح الأضفى
عماد التقى شيخ (الذريعة) محسن * على مثله التنقيب لم يوقع الطرفا
فألحقني ذا بالشيوخ ويومها * مع العشر سني لم تكن جاوزت نيفا
وأعلى علوا في الأسانيد روايا * عن العلم النوري والقول مستوفى
ب‍ (خاتمة المستدرك) البحر سطوت * (مواقع‍) - ها من بعد أن شجرت رصفا
(وثانيهم) نجل السيادة صادق * هو الدر من بحر العلوم وما أصفا
أجاز لي التحديث ضمن (إجازة * جلالية) أوفى بها القول بل أحفى
(وثالثهم) صنو المعالي عمادها * شهاب الهدى والدين في صدر من أجفى
وغيرهم خلق يطول بذكرهم * كلامي وخير القول ما دل إذ خفا

310
فهاك - وأنت الفخر - مني إجازة * منضدة بالشعر تحسدها الهيفا
أجزت لك اليوم الرواية فاستبق * لتخليدها لا تلق لوما ولا حيفا
فعني عن أشياخي الصيد فاسند * الروايات بعد الضبط واطرح الزيفا
وأوصيك ما أوصى أولئك فاحتفظ * بصحبة أمجاد الملا واترك الجلفا
عليك بتقوى الله واحتط لدينه * لتحيى به واستنكر الميل والحيفا
ولا تنسني من صالح الذكر كلما * ذكرت رجائي أنت في مثل ذا أوفى
كما أنني أدعو لك الله يصطفي * من العلم بيتا ضوءه الدهر لا يطفا
وحرره الداعي الجلالي (محمد) * يعرفه الأصحاب باسم (الرضا) وصفا
وكتب
السيد محمد رضا الحسيني الجلالي
في النصف من شهر رجب
سنة 1404 ه‍ في قم المقدسة
المصدر:
ثبت الأسانيد العوالي (مخطوط).

311
ومن روي القاف
(32)
كتب القاضي عياض اليحصبي إلى الحافظ السلفي أبي طاهر
(ت 576) يستجيزه، قصيدة مطلعها:
أبا طاهر خذها على البعد والنوى * تحية مشتاق لذكراك شيق
فأجابه السلفي مجيزا بقصيدة مطلعها:
أتاني نظم الألمعي الموفق * يميس اختيالا بين غرب ومشرق
وقد ذكر القصيدتين المقري في أزهار الرياض، لوحة 477 / أ.
المصدر:
الإلماع في آداب السماع، تعليق محققه السيد أحمد صقر، في ص 41
هامش 4.
وأزهار الرياض في أخبار عياض، مطبوع في القاهرة من لجنة التأليف،
سنة 1358 ه‍.
(33)
وأجاز الفقيه الشيخ فضل الله المازندراني الحائري، بالاجتهاد لجدنا
الإمام السيد محمد هادي الخراساني الحائري - المتوفى سنة 1368 - فقال
نظما:

312
سيدنا الهادي الفريد الألمعي اللوذعي * علامة العصر وحيد عصرنا والمتقي
من كونه مجتهدا محققا مسلم * من كونه محققا فذا من المحقق
من الأقل المشتكي خادم شرع المصطفى * قد استجازني عن المؤيد الموثق
أجزته من بعد ما اختبرته وجدته * أهلا لها ويا له من أهلها الموفق
مع كونه كلفني ما لم يكن وظيفتي * ولم يكن قط به منا من المصدق
وبعده شاء من الأحقر ذي تاريخه * نظما أجبت قول ذي المطالب المشوق
ألقيت قيدي منتها - أنني أرخته * (وقد أجزت الهادي في الاجتهاد المطلق)
وتاريخ الإجازة كما يحصل من حساب الجمل هو: 1337 ه‍.
المصدر:
الصحف المطهرة، للسيد المجاز (مخطوط).

313
ومن وري اللام
(34)
نظم عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه العلوي الحسيني الشافعي
(ت 1163) قصيدة سماها (مفاتيح الأسرار في تنزل الأنوار، وإجازة الأبرار)
مطلعها:
سبحان رب العزة المتعالي * عن كل ما يصفون من أقوال
جل العظيم عن الحروف ووضعها * وعن الحدود وعن قيود البال
ومن أبياتها:
فأجزته فيها وفيما قلته * من نظم أو نثر وحل سؤال
وكذاك كل أخ وطالب حكمة * وموافق للحق بالإقبال
وهي إجازة للسيد يحيى بن عمر مقبول الأهدل، وقد شرحها الناظم
بكتاب (رفع الأستار عن مفاتيح الأسرار) والشرح برمته أثبته الشيخ الحفري
المدني في كتابه (كنز البراهين).
المصدر:
فهرس الفهارس: 446 - 447.
(35)
وللأمير الصنعاني إجازة للفقيه سعيد بن حسن العنسي، وهو من مدينة

314
ذمار:
الحمد لله على كل حال * مقدما قبل جواب السؤال
ثم صلاة الله تترى على * خير الورى والآل أهل الكمال
ويعد هذا يا سعيد فقد * أطلت في المطلوب مني المقال
إجازة تطلب ممن غدا * مشتغلا ما بين قيل وقال
حينا بتأليف وحينا غدا * يدرس الأعيان ما بين قيل وقال
وتارة تأتي السؤالات من * تهامة، أو من رؤوس الجبال
فاعذر إذا أبطأ جوابي فما * عن كسل أبطأ ولا عن ملال
والآن قد شاء إلهي بأن * أجيب عن أطراف ذاك السؤال
الطرف الأول: تبغي به * إجازة مني، لما قد يقال
من يرد العلم وما عنده * إجازة ما جاز هذا بحال
إذ الروايات طريق إلى * تفصيلها عند فحول الرجال
قد حصرت في أربع بينت * في قصب السكر حلو المقال
جعلتها فيها مع غيرها * من اصطلاحات لأهل الكمال
فقد أجزناك كما تبتغي * فارو علوم الآل هم خير آل
وارو علوم المصطفى أحمد * من حاز في الناس شريف الخلال
الأمهات الست يا حبذا * ما قد حوت من نافع في المقال
أئمة قد ألفوها لقد * فازوا بما حازوا على كل حال
أئمة في العلم تقواهم * كالشمس لا مثل بزوغ الهلال
قد حفظوا للخلق علم الهدى * جازاهم الله جزيل النوال
فاحرص على العلم تفز في غد * بالعمل الصالح فوق الرجال

315
والعلم مقصود به غيره * العمل النافع في الارتحال
إلى لقاء الله سبحانه * عند فراق العبد دار الزوال
والطرف الثاني: وعظي لكم * ومن أنا - قل لي - بهذا السؤال؟!
الحسن البصري وأمثاله * أو كعلي ما له من مثال
أعني أبا السبطين يا حبذا * مواعظا تهتز منها الجبال
ضمنها (النهج) سقى قبره * سحائب الرضوان من ذي جلال
كفى كفى القرآن لي واعظا * فصار آيات به والطوال
فكل قسيس ترى دمعه * يفيض، إذ يسمع صوتا، لآل
فاتل كتاب الله مستيقظا * فوعظه يهدم شم الجبال
زهد في الدنيا وآفاتها * وكل جاه قد حوته ومال
ما هي إلا لعب كلها * وكلها لهو لأهل الضلال
غايتها الموت فكل الذي * تراه فيها مثل في الزوال
أي ملوك قد عرفناهم * سادوا وشادوا غرفا لا تنال
وفارقوا ذاك إلى حفرة * خطت لهم بين تراب الرمال
بها لقوا كل الذي قدموا * من حسن أو من قبيح الفعال
وغودروا فيها فرادى وقد * نساهم أهلهم والعيال
وجاءه رسل إله السما * ليعرفوا إيمانه بالسؤال
فإن تثبت بالجواب الذي * عن ربه عز وما قال [قال]
الله ربي، ثم لي أحمد * نبي صدق لا أقول المحال
فبعد ذا ينظر في قبره * في جنة قد دام فيها الظلال
منزله يا حبذا منزل * فيه الذي يهواه مما ينال

316
ما لا تراه العين أو تسمع * الآذان أو يخطر منه ببال
أو لم يثبت نال في قبره * ما تكره النفس بسوء السؤال
فنسأل الله لنا رحمة * تغسل أدران قبيح الفعال
وبعد ذا صل على أحمد * والآل ما هبت صبا أو شمال
ويا سعيد جازني بالدعا * وأسأل لي الغفران من ذي الجلال
المصدر:
ديوان الأمير الصنعاني: 307 - 309.
(36)
إجازة محمد بن الجهم السمري (من محدثي القرن الثاني) وهي أقدم
إجازة منظومة وقفنا عليها، رواها الخطيب، قال:
حدثني أبو جعفر، محمد بن علي بن جعفر الوفراوندي، بالكرج، قال:
أنشدنا الحسين بن محمد بن الحسين الدينوري الثقفي، قال: أنشدنا أبو
علي، الحسين بن محمد، المقرئ، قال: أنشدني أبو بكر ابن مجاهد، قال:
أنشدني محمد بن الجهم السمري:
أتاني أناس يسألون إجازة * كتاب المعاني والعجول مغفل
فقلت لهم: فيه من النحو غامض * وهمز وإدغام خفي ومشكل
وما فيه جمع الساكنين كليهما * ونبر إليه قد يشار وينقل
ولا يؤمن التحريف فيه بطوله * وتصحيف أشباه بأخرى تبدل
وأكره فيما قد سألتم غروركم * ولست بما عندي من العلم أبخل
فمن يروه فليروه بصوابه * كما قاله الفراء فالصدق أجمل

317
المصدر:
الكفاية في علوم الرواية - للخطيب البغدادي -: 502.
وعن نسخة منه (بالكرخ) بدل (بالكرج).
(37)
(أبيات شعر في الإجازة) كتبها أحمد بن المقدام أبو الأشعث العجلي
البصري - المتوفى سنة 253 - لمن طلب منه الإجازة:
وهي ثاني أقدم إجازة شعرية، بعد إجازة السمري، نقلها الرامهرمزي
(ت 360) في أقدم كتاب في الدراية (المحدث الفاصل) وروى حديثها مفصلا
الخطيب البغدادي، قال بعنوان: (ذكر الخبر عمن نظم الإجازة شعرا):
حدثني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، قال: ثنا أحمد بن إبراهيم
- يعني ابن شاذان - قال: حبشون الخلال، قال: ثنا عمر بن الحسن، بطريق
مكة، قال:
سألت أبا الأشعث، أحمد بن المقدام العجلي: أن يجيز لبعض إخوانه
شيئا من حديثه، قال:
فكتب إليه على ظهر الكتاب:
كتابي إليكم فافهموه فإنه * رسولي إليكم والكتاب رسول
فهذا سماعي من رجال لقيتهم * لهم ورع مع فهمهم وعقول
سماعي، إلا فاحكموه عني فإنكم * تقولون ما قد قلته وأقول
ألا فاحذروا التصحيف فيه فربما * تغير عن تصحيفه فيحول
المصدر:
المحدث الفاصل: 456، الفقرة 544 باختلاف، والكفاية

318
- للخطيب -: 1 - 502، ورواه بسنده إلى أبي نعيم الحافظ بنص آخر،
ورواه في تاريخ بغداد 5 / 4 - 165 ضمن ترجمته، ورواه ابن عدي في
الكامل في الضعفاء 1 / 183، ونقل ابن عبد البر القرطبي الأبيات الثلاثة
الأولى في جامع بيان العلم 2 / 180، وانظر تهذيب التهذيب 1 / 81.
(38)
قال عبد العزيز بن عبد القادر الربعي البغدادي (المولود 662) في ذيل
إجازته للشيخ جمال الدين أبي بكر بن أبي صاعد، المعروف بابن التاج
الحافظ الصوفي، البكري نسبا، الحنفي مذهبا، الملتاني منشأ:
إني استخرت لفائق السبع العلا * في أن أجيز لمستجيز مجملا
فأجزته أن يروي عني كل ما * قد جاز أن يروى على شرط الأولى...
من كل ما قد صح عند رواته * مما تعنعن أو أتاه مسلسلا
خال عن التصحيف والغلط الذي * متن الحديث يصير منه مهملا
من كل منقول ولفظ رائق * مع كل معقول ونظر قد خلا
ها قد أجزت تلفظا وكتابة * هذا كلامي مجملا ومفصلا

319
ها نسبتي خذها إليك فإنني * لا أستطع لنظمها مترسلا
المصدر:
نقل العلم في الإسلام: 233، تأليف جورج وجدا، المقالة الثانية: من
ملتان إلى القاهرة، باللغة الفرنسية.
A Transmission du Savoir en Islam, I
Georges Vajda
Variorum Reprints
London 1983
(39)
إجازة عبد الرحمن بن علي الشيباني الزبيدي الشافعي، المعروف بابن
الديبع، المتوفى 944، وهي عامة لمن أدرك حياته:
أجزت لمدرك وقتي وعصري * رواية ما تجوز روايتي له
من المقروء والمسموع طرا * وما ألفت من كتب جزيله
وما لي من مجاز من شيوخ * من الكتب القصيرة والطويله
وأرجو الله يختم لي بخير * ويرحمني برحمته الجزيله
المصدر:
فهرس الفهارس: 414.

320
(40)
تمثل الشيخ محمد المكي ابن عزوز التونسي في ثبت (عمدة الأثبات)
الذي ألفه محمد بن عبد الحي الكتاني، بقول القائل:
إجازة تعمه ونسله * (حاوية معنى الذي سيقت له)
المصدر:
فهرس الفهارس: 878، والشطر الثاني من البيت مقتبس من الخلاصة
الألفية في النحو لابن مالك الأندلسي.

321
ومن روي الميم
(41)
ما ذكره الرصاع في إجازته لأبي زيد، التي ألحقها بفهرسته، فقال:
وقد أجزناك، كما أجازنا شيوخنا رحمهم الله تعالى، في جميع ما طلبته،
وأذنا لك في الذي قصدته، وخاطبناك بما خاطب به بعض شيوخنا في إجازته
بشعره، بقوله رحمه الله تعالى:
قد أجزناك يا فقيها نبيها * ناظما ناثرا بديع النظام
في الذي صح عندكم من سماعي * من شيوخي الأئمة الأعلام
في البخاري ومسلم والموطأ * والشفا ثم عمدة الأحكام
ختم الله للجميع بخير * وأخل الجميع دار السلام
المصدر:
فهرسة الرصاع: 218.
(42)
ومن نظم الفقيه حسن بن محمد بن علي سهيل الصعدي - المتوفى
1385 - أبيات كتبها في ذيل إجازته للسيد إسماعيل بن أحمد بن عبد الله
المختفي، الذي طلب منه الإجازة نظما، فأجابه بهذه:
أتى شعر يحاكي الدر سبكا * ويحكي شعر عنتر والقطامي
ويحكي شعر نابغة بن جعد * وحسان بن ثابت في النظام

322
من البطل الكمي سليل طه * من المفضال بدرا في تمام
ضياء قد رقى رتب المعالي * وساد على الأماثل والكرام
سمي الجد إسماعيل حقا * وفيصل في القضاء عند الخصام
إلى أن قال:
أجبتكم مسارعة لهذا * لتحذو من رقا فوق الإكام
فهاك إجازة مني حريصا * على الاقبال منكم باهتمام
فأنتم سيدي أهل لذاكم * وأنت الهاشمي ابن الإمام
وأنتم خير من ركب المطايا * وأزكى العالمين بلا كلام
المصدر:
المسلسلات: 549.
(43)
من نظم السيد محمد بن إبراهيم بن علي بن الحسين المؤيدي،
المعروف بابن حورية اليحيوي، في آخر إجازته المؤرخة بسنة 1369، الصادرة
إلى السيد إسماعيل بن أحمد بن عبد الله المختفي بن المؤيد الصغير محمد بن
المتوكل إسماعيل:
إليك أخا العليا وزينة من رقى * مراتب أهل العلم بالبحث والفهم
إجازة من قصرت به رتب العلا * وإن كان موصوفا لديكم بذي العلم

323
فذلك من باب المثال الذي جرى * لمثلي استسمنت يا صاح ذا ورم
ولكنني لما رأيتك طالبا * لذاك وأن الشرع يقضي على الكتم
بما صح فيما قد رووه توعدا * على ذاك خفت الوزر والوعد بالإثم
فأنت ضياء الدين قد حزت منهلا * من العلم يروي طالبيه ذوي الحزم
وقد حزت من كل العلوم معاقلا * على صغر في السن أرجوه أن ينمي
فخذها كما حررتها ولك البقا * وأرجو إجازتها من الله بالغنم
بما وعد الرحمن فيما أتت له * مآثر علم بعد موت الفتى الشهم
ومنكم بأن يدعو لي العفو والرضا * من الله هذا خير ما يرتجي سهمي
وشرطي عليكم مثل شرط أولي التقى * تحري صحاح للدفاتر للعلم
وبذلا لأهليه على قدر طاقة * مع العمل المطلوب منه بلا جرم
فيا أيها البدر الذي أنت نوره * فلا تختفي منك المعالي لذي الفهم

324
وإن لقبوك المختفي أنت ظاهر * وبالضد قد يدعى لتعظيم ذي الاسم
فجدك من حاز السمو برفعة * سميك إسماعيل يا لك من قرم
كمالك قد شهد الورى برقيه * على النسر والعيوق حقا أخا النجم
هديت لكل الخير فالعفو إن ترى * فهاهة نثر في الإجازة والنظم
عليك سلام الله ما هبت الصبا * وذلك بدء القول مني مع الختم
وصلى إلهي كلما ذر شارق * على أحمد والآل من قام بالعلم
المصدر:
المسلسلات: 562.

325
ومن روي النون
(44)
إجازة أبي شجاع عمر بن أبي الحسن البسطامي، لأبي طاهر السلفي،
أحمد بن محمد الأصفهاني، الإسكندري، المصري (ت 576):
إني أجزت لكم عني روايتكم * بما سمعت من أشياخي وأقراني
ومن بعد أن تحفظوا شرط الجواز لها * مستجمعين لها أسباب إتقان
أرجو بذلك أن الله يذكرني * - يوم النشور، وإياكم - بغفران
المصدر:
توضيح الأفكار 2 / 324.
(45)
ومما قلته أخيرا مجيزا بعض السادة من طلاب العلم:
محمد أيها المهدي فينا * رغبت لنيل علم المهتدينا
حديث الدين والإسلام تبغي * لتحمله لكل العالمينا
فهاك إذن وأنت لذاك أهل * عهدتك صادقا ثبتا أمينا
إجازة حامل للعلم جما * عن الأعلام أجمعه سنينا
أجازوا لي الرواية هم شيوخ * عظام خلدوا علما ودينا

326
ذوو تقوى وهمة من يجاري * سناء الشمس أبهة ولينا
فمنهم شيخي الأعلى طريقا * محمد محسن الناجي يقينا
(ذريعته) من (الأعلام) حقا * تخلده برغم الحاسدينا
لقد أعلى سقاه الله ريا * من الإسناد واختار المعينا
وأخلد لي على الأثبات ذكرا * وألحقني بقرن السابقينا
وبحر للعلوم أجاز فيما * رواه عن شيوخ عالمينا
محمد صادق في القول أرسى * (دليلا للقضاء) أتى مبينا
وحقق من تراث العلم كتبا * غدت نعم الهدى للدارسينا
ومن إفضاله السامي علينا * بأنواع الرواية قد حبينا
فبالطرق الثمان روى حديثا * وحملنا المعارف واليقينا
شهاب الدين ثالثهم مجيزا * وأكثرهم طريقا مستبينا
فقد أولى الإجازة باهتمام * فكان لذاك أوسع من لقينا
هو النجفي أعلى الله شأنا * له في الخلد خلد الصادقينا
ومن أشياخي الأطواد جمع * تراهم بالسعيدة ساكنينا
فمجد الدين أسبقهم إلينا * بفضل العلم أغزرهم معينا
فإسناد (بجامعة) حوته * إلى كتب الأئمة قد أبينا
وأنوار (لوامعها) أضاءت * لنا طرق العلوم بها هدينا
وآثار تدل على علاه * فدام وجوده للمهتدينا
محمد الجلال له علينا * حقوق لم تزل ترعاه فينا
أجاز لنا (بأنوار) سناها * علا كتب الشيوخ المسندينا
لأثبات حوت طرقا صحاحا * وجمعت المسلسل والمتينا
وأحمد ذلك العلم المعلى * بمدرسة العلوم غدا معينا

327
فسماه الإبا (حجرا) كريما * قد ازدانت به صنعا يمينا
أجاز لي الحديث وزاد فضلا * عقيقا جوهرا أصفى ثمينا
فأشياخي هم أطواد علم * وتقوى أسوة للمتقينا
أجزتك يا محمد مثل ما لي * أجازوا فارو عنا ما روينا
فعني عنهم أسند حديثا * محيطا نصه حصنا حصينا
بشرط الضبط والتحقيق صنه * ولا تجدن بأن ترعاه لينا
فهذا ديننا حق علينا * رعايته لزاما ما بقينا
وهذا العلم في طيات كتب * تراث قد غدا فينا رهينا
لنحييه ونبذل كل جهد * ونصنع في القلوب له عرينا
محمد فالتمس للعلم عينا * يروي من ظماك صدى كمينا
فإن شئت النجاة فخذ بعلم * رواه الآل مستندا رزينا
ولا تتبع عداهم لو تراه * فإما أن يضلك أو يشينا
إذا ما شئت تنجو من ضلال * ومن جهل فكن بهم قرينا
وأخلص في الطلاب وجد واسهر * فليس المجد إرث النائمينا
وقم شمر وثق بالفوز تظفر * به فالمجد مهوى الطالبينا
تذكر يا أخي مجدا تليدا * أضاعته جهود الخائنينا
وشعبا بائسا يشكو ضياعا * بصعدة حيث مثوى الأقدمينا
ومأوى العدل والتوحيد أضحى * مجالا للذئاب الملحدينا
فقوموا ثلة العلماء واسعوا * ولا تهنوا فوعد الله فينا
تعالوا مهدوا للحق أرضا * وحكما للهدى يعلو القنينا
فآل محمد منهم إمام * سيملؤها غدا عدلا ودينا
ويمحق كل جور أو ضلال * من الحكام حزب الظالمينا

328
فشدوا العزم يا مهدي إنا * على الميعاد يوما تلتقينا
فإن عشنا فذاك، وإن قضينا * فأرجو منكم الرحمى تلينا
وهذا ما تلاه عليك لفظا * ونمقه البنان بما أعينا
وكاتبه محمد الرضا من * غدا بذنوبه الكبرى رهينا
ويعرف بالحسيني الجلالي * رعاه ذو الجلال غدا دفينا
وتم نظمه وكتابته في الخامس من ذي الحجة الحرام سنة 1414 ه‍،
والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

329
ومن روي الهاء
(46)
قال البدر القرافي في آخر إجازة له:
بثثتك ما قد حزته وجمعته * وجدت بما أبديته ووصلته
فكن حافظا هذا بمقدار حقه * وكن داعيا لي فوق ما قد طلبته
وخاتمة الحسنى لغاية مطلبي * وإني لأرجو الله ما قد طلبته
المصدر:
فهرس الفهارس: 1168.
(47)
أجاز أبو شامة المقدسي - المتوفى 665 - كتابه (الذيل على الروضتين).
وقال:
أجزت له قولي وفق الله قصده * وأسعده بالعلم يوم معاده
رواية ما أرويه عن كل عالم * بصير بما فيه طريق سداده
فهناه ربي بالعلوم وجمعها * وبلغه فيها سني مراده
المصدر:
بعض نسخ الذيل على الروضتين فاتني تسجيل خصوصياته.

330
(48)
إجازة جمال الدين ابن نباتة، لشمس الدين ابن سمنديار، وهي طويلة،
منها:
إن قيل: إن سمنديار لشخصه * نسب، فللعرب الخلاص لسانه
مستبدع الألفاظ قد حصلت على * رجحانها وعلوها أوزانه
قل يا محمد فيه يسمع فنه * قولا يطول إلى السها كيوانه
ها قد أجزتك طوع أمرك أن تجز * إن الرفيع تجيزه أدوانه
إن كنت سلطان القريض فإنه * لولاك لم ينفذ إذن سلطانه
أعلام طرسك حيث سار وقصره * من بيتك المعمور أو بستانه
أمرت في الأشعار شعرك حاكما * متصرفا في أمرها ديوانه
المصدر:
خزانة الأدب - للحموي -: 351 - 355.
(49)
وقال الأمير الصنعاني، في ختم إجازة للشيخ العلامة ناصر بن الحسين
المحبشي، وأخيه العلامة إبراهيم بن الحسين، ثم ختم بها عدة إجازات:
أجزتكما يا أهل ودي روايتي * لما أنا على علم الأحاديث أرويه

331
على ذلك الشرط الذي بين أهله * وفي شرحنا التوضيح تنقيح ما فيه
فاسند إلينا بالإجازة راويا * لغير الذي مني سمعت سترويه
وإن ترو عني ما سمعت فاروه * بحدثنا الشيخ المشافه من فيه
كذاك أجزنا ما لنا من مؤلف * إذا كنت تقريه وعني ترويه
ألا وأعلما والعلم أشرف مكسب * وقد صرتما شمسين في أفق أهليه
بأن أساس العلم تصحيح نية * وإخلاص ما تخفيه منه وتبديه
وبذلكما منه لما قد عرفتما * وحققتما من لفظه ومعانيه
مع الصبر في تفهيم من ليس فاهما * فكم طالب عد الجلي كخافيه
وأوصيكما بالصبر والبر والتقى * فهذا الذي بين الأنام تواصيه
به أمرتنا سورة العصر فاشكروا * لمولاكما ما جاكما من أياديه
وأن تلزما في الاعتقاد طريقة * لأسلافنا من غير جبر وتشبيه

332
فعضوا عليها بالنواجذ واصبروا * فقد فرق الناس الكلام بما فيه
ففيه الدواهي القاتلات لأهلها * وكم فيه من داء يعز مداويه
فكم مقصد تحوي المقاصد مظلم * وكم موقف تحوي المواقف تخزيه
كذلك في الغايات غايات بحثها * شكوك بلا شك ومن غير تمويه
فيا حبذا القرآن كم من أدلة * حواها لتوحيد وعدل وتنزيه
فما كان في عهد الرسول وصحبه * سواه دليلا قاهرا لأعاديه
فلا تأخذا إلا مقالته التي * تنادي إلى دار النعيم دواعيه
عسانا نلبي من دعانا إلى الهدى * ننال غدا من ربنا ما نرجيه
وما خلتماه مشكلا متشابها * فقولا: وكلناه إلى علم باريه
قفا عند لفظ (الله) والراسخون إذ * هو المبتدا ما بعده خبر فيه
وعندي في ذا فوق عشرين حجة * ولا يستطيع النظم حصر معانيه

333
إلى أن يقول:
ودونكما نصحا أتى في إجازة * ودأبي نشر العلم مع نصح أهليه
ولا تنسياني من دعائكما عسى * عسى دعوة تشفي الفؤاد وتحييه
وتهدي إلى حسن الختام فإنه * مناي الذي أدعو به وأرجيه
وأحمد ربي كل حمد مصليا * على أحمد والآل أقمار ناديه
وأثني على أصحاب محمد متبعا * لتابعه أهل الحديث وراويه
المصدر:
ديوان الأمير الصنعاني: 434 - 436.

334
ومن روي الياء
(50)
أنشد الشيخ شمس الدين محمد بن الصائغ في آخر ما كتبه على
استدعاء لبعض من سأله الإجازة، وعدد تصانيفه، فكتب:
ولقد شرفت قدري * بنفيس من هدايا
بنظام شنف السمع * بدر كالثنايا
فارو مني وارو عني * واغن عن شد المطايا
وانتق الفضل وحصل * واحظ مني بمزايا
وتحر الصدق واعلم * أنه خير الوصايا
أجزت لك أن تروي هذه وغيرها عني، ولك الفضل في قبول ذلك مني.
المصدر:
صبح الأعشى في صناعة الإنشا 14 / 4 - 335.

335
الأراجيز
وهي مرتبة حسب التاريخ
(51)
إجازة البدر الغزي، محمد الدمشقي، المتوفى 984، كتبها للمسند
الرحال، داود بن علي العباسي الأصايي اليمني.
المصدر:
أوردها الأهدل في النفس اليماني.
(52)
كتب الأمير الصنعاني إجازة لبعض الطلبة:
الحمد لله عظيم الشان * من أرسل المختار من عدنان
يدعو الورى طرا إلى الجنان * بالسنة الغراء والقرآن
صلى عليه الله ما هب الصبا * وآله وصحبه ذوي التقى
وبعد فاعلم أن علم السنة * طريق من يرجو دخول الجنة
وكيف لا، وهي مقال أحمد * والفعل والتقرير للمسترشد
وقد أتى تلميذنا حسين * وهو بما ينقله أمين
وقال لي قد طلب الجمالي * علي سعد الدين ذو الإفضال

336
إجازة مني فيما أملي * عن كل حبر متقن ذي فضل
تبركا منه بما أرويه * عسى بما أجيزه أهديه
إلى طريق سنة المختار * أحمد خير صفوة للباري
إلى أن يقول:
فأولا أوصيك بالتقاء * والذكر في الصباح والمساء
وأحرص هديت للرشاد يا علي * على كتاب الله ربك العلي
فكن على الدرس له محافظا * وكن له غيبا - هديت - حافظا
فكل خير في كتاب ربي * حسبي به في كل أمر حسبي
وثانيا فإنني أجزتكا * بما أنا أرويه قد ميزتكا
فلترو عني ما أنا أرويه * عن كل حبر فاضل نبيه
إلى أن يقول:
إرو الذي تراه من تصنيفي * وما تراه صح من تأليفي
نظما ونثرا وكذا رسائلي * وما أتاك من جواب سائلي
من غير تحريف ولا تصحيف * وأبدأ بعلم النحو والتصريف
فهاهما باب علوم الأثر * ثم أصول الفقه علم نظري
فمن لما ذكرته قد أتقنا * نال من العليا مقاما أحسنا
وصار عينا في بني الزمان * يهديهم لطاعة الرحمان
فما سوى طاعته من مطلب * فاحرص عليها فهي خير مكسب
والأصل إخلاص الفتى للنية * يقصده لوجه رب العزة
فكل من أخلص في أعماله * نال الذي يرجوه في مآله
ينزل حقا في جوار المصطفى * وحسبنا الله بهذا وكفى

337
صلى عليه الله كل ساعة * ولا حرمنا الفوز بالشفاعة
وآله ورض ما عشت على * أصحابه ذوي التقى والنبلا
واسأل لنا في كل حين يا علي * حسن الختام فهو خير العمل
المصدر:
ديوان الأمير الصنعاني: 456 - 458.
(53)
قال: المقري: لما قرأ علي أحمد بن شاهين - أدام الله تعالى عزته،
وحرس حوزته! - عقيدتي المسماة (بإضاءة الدجنة، في عقائد أهل السنة)
سألني أن أجيزه فيها وفي غيرها، فكتبت إليه بما نصه:
أحمد من أطار في جو العلا * صيت ابن شاهين الذي زان الحلي
وراش منه للمعالي أجنحه * نال بها فضلا غدا مستمنحه
واسكن البيان من أوكار * أفهامه بقنة الأفكار
فاصطاد كل شارد بمخلب * أبحاثه ومن يعارض يغلب
والصقر لا يقاس بالبغاث * والحق ممتاز عن الأضغاث
نشكر من بلغه مناه * على نواله الذي سناه
وننتحي نهج صلاة باديا * لخير من جاء الأنام هاديا
مبينا دلائل التوحيد * وموضحا طرائق التسديد
محمد خير البرايا المنتقى * أجل من خاف الإله واتقى
صلى عليه الله مع أصحابه * وآله الراوين عن سحابه

338
ما اعترف العبد الفقير ذو العدم * للرب باستغنائه وبالقدم
وبعد، فالعلوم والعوارف * من أمها يأوي لظل وارف
وروضة أزهارها تضوعت * لأنها أفنانها تنوعت
وليس يحتاط بها نبيل * إذ ذاك أمر ما له سبيل
فليصرف القول إلى ما ينفعه * دنيا وفي أوج الأجور يرفعه
وإن علم أصول الدين * هدى وخيرا جل عن تبيين
لأنه أصل يعم النفع * بل وكل ما سواه فرع
وكيف يعبد الإله من لا * يعرفه وعن رشاد ضلا
فهو الذي لا تقبل الأعمال * إلا به وتنجح الآمال
وإنني كنت نظمت فيه * لطالب عقيدة تكفيه
سميتها (إضاءة الدجنه) * وقد رجوت أن تكون جنه
وبعد أن أقرأتها بمصر * ومكة بعضا من أهل العصر
درستها لما دخلت الشاما * بجامع في الحسن لا يسامى
وكان في المجلس جمع وافر * من جلة بدورهم سوافر
منهم فريد الدهر ذو المعالي * فخر دمشق الطيب الفعال
أحمد من راح لعلم واغتدى * وشام أنوار الفهوم فاهتدى
العالم الصدر الأجل المولى * من وصفه الممدوح يعيي القولا
وهو ابن شاهين وما أدراكا * من بذ جنس العرب والأتراكا
ورام من مثلي بحسن الظن * إجازة فيما رواه عني
فحرت في أمرين قد تناقضا * بالنفي والإثبات إذ تعارضا
ترك الإجابة لوصفي بالخطل * وبالخطا والجيد مني ذو عطل

339
وكم فرائض بعجز تسقظ * فكيف غيرها وهذا أحوط
أو فعلها بحسب الإمكان * رعيا لود محكم الأركان
منه وما له من الحقوق * ولا يجازى البر بالعقوق
وبعد ما مر من الترداد * أسعفته بمقتضى الوداد
وسرت في طرق من التساهل * معترفا بالجهل لا التجاهل
مع أنه الأهل لأن يجيزا * لا أن يجاز إذ حوى التبريزا
ومن رأى عيبي بعين للرضا * لم يقف نهج من غدا معترضا
فليرو عني كل ما أسمعته * إياه بالشرط وما جمعته
مع القصور راجيا للأجر * من الفنون نظمها والنشر
كهذه القصيدة السديده * والنعل ذات المدح العديده
كذاك ما ألفت في عمامه * من خص بالإسراء والإمامه
والفقه والحديث والنحو وفي * أسرار وفق وهو بالقصد وفي
وغيرها مما به الوهاب من * على فقير عاجز في غير فن
وما أخذت في بلاد المغرب * عن كل فذ في العلوم مغرب
ولي أسانيد إذا سردتها * طالت وفي كتبي قد أوردتها
وقد أخذت الجامع الصحيحا * وغيره عمن حوى الترجيحا
عمي سعيد عن سفين وهو عن * القلقشندي عن الواعي السنن
العسقلاني الشهاب ابن حجر * بما له من الروايات أشتهر
وقد أجزته بكل ما لي * يصح من ذاك بلا احتمال
على شروط قرروها كافيه * ليست على أفكاره بخافيه
وقال هذا المقري الخطا * والعي عم لفظه والخطا

340
عام ثلاثين وألف بعدها * سمع أتمت في السنين عدها
وكان ذا في رمضان السامي * بحضرة السعد دمشق الشام
والله نرجو أن يتيح الختما * بالخير كي نعطى القبول حتما
بجاه خير العالمين أحمدا * صلى عليه الله ما طال المدى
(54)
وتذكرت بهذه الإجازة نظيرتها التي سألني فيها مولانا عين الأعيان، مفتي
الأنام في مذهب النعمان، مولانا الشيخ عبد الرحمن العمادي مفتي الشام
- حفظه الله تعالى - لأولاده الثلاثة، وكتب لي أصغرهم سنا استدعاء لذلك:
أحمد من شيد بالإسناد * بيت العلوم السامي العماد
وعم من خصص بالروايه * بنورها النافي دجى الغوايه
وزان صدر النبها كل زمن * بجوهر الإجازة الغالي الثمن
نحمده سبحانه أن عرفا * من الحديث ما به قد شرفا
ونسأل المزيد من صلاته * لمن أتيح القصد من صلاته
ملجؤنا المعصوم أعلى سند * لنا برغم جاحد مفند
كهف الضعيف والقوي المرتجى * باب الهدايات إلى نهج أمن
من فضله ما شك فيه مسلم * من حبه بكل خير معلم
نبينا المرسل ذو الخلق الحسن * والمعجز المفحم أرباب اللسن
محمد المرفوع قدره على * سائر خلق الله جل وعلا

341
صلى عليه ربنا وسلما * أزكى صلاة ننتحيها معلما
مع آله وصحبه ومن روى * آثاره عن صحة وما غوى
وبعد فالعلم عظيم القدر * وليس من يدري كمن لا يدري
ولم تزل همة أهل المجد * منوطة بنيل علم مجدي
ومنه علم السنة الشريفه * لأنه ظلاله وريفه
فمن درى الأخبار والشمائل * لم يك عن صوب الهدى بمائل
وكم سميدع لأجله رفض * أوطانه وثوب ترحال نفض
وكيف لا وهو أجل ما طلب * موفق يروم حسن المنقلب
لأنه وسيلة السعاده * والعز في الابداء والإعاده
وإنني لما انتحيت المشرقا * ميمما بدر اهتداء مشرقا
ألقيت في مصر عصا التسيار * بعد بلوغي أشرف الديار
وبعد ذا جئت دمشق الشام * مسكن من يزدان باحتشام
فشاهدت عيناي فيها ما ملا * قلبي سرورا إذ بلغت مأملا
مدينة فياضة الأنهار * فضفاضة الأثواب بالأزهار
أرجاؤها زاكية العبير * ومدحها يجل عن تعبير
فلاحظوا بالأعين الكليله * عبدا غدا تقصيره دليله
وقابلوا عيبي بما اقتضاه * فضل لهم رب الورى ارتضاه
خصوصا المولى الكبير المعتبر * قرة عين من رآه واختبر
مفتي الورى في مذهب النعمان * بها الوجيه عابد الرحمن
ابن عماد الدين من تعيي القلم * أوصافه الآتي كنور في علم

342
حاوي طراف المجد والتلاد * نال المنى في النفس والأولاد
وكنت في مكة قد أبصرت * منه علا عن مدحه قصرت
جلالة ومحتدا وعلما * ورفعة وسؤددا وحلما
مع التواضع الذي قد زانه * حسن اعتقاد مثقل ميزانه
فحث من في الشام من أخيار * لم يسلكوا مناهج الأغيار
أن يأخذوا بعض الفنون عني * بما اقتضاه منه حسن الظن
مع أنني والله لست أهلا * لذاك، والتصدير ليس سهلا
وكان من جملتهم أبناؤه * عماد دين قد علا بناؤه
وصنوه الشهاب من توقدا * فهما وإبراهيم سباق المدى
وهو الذي قد ابتغى الإجازه * لهم بوعد طالبا إنجازه
وكتب القصيدة الطنانه * في ذاك لي مهتصرا أفنانه
وإنهم كحلقة قد أفرغت * دامت لهم آلاء فيض سوغت
فلم أجد بدا من الإجابه * مع كون جهلي سادلا حجابه
فقد أجزتهم بما رويته * طرا، وما ارتجلت أو رويته
وكل ما صنفت في الفنون * مؤمل التحقيق للظنون
وما أخذت عن شيوخ المغرب * وغيرهم من كل حبر مغرب
ولي أسانيد يطول شرحها * شيد على تقوى الإله صرحها
ولو سردت كل مروياتي * هنا لطال القول في الأبيات
وكل طول غالبا مملول * وحد من يعني به مفلول
فلنقتصر إذن على القليل * تبركا بالمطلب الجليل
وقد أخذت جامع البخاري * عن عمي الحائز للفخار

343
المقري سعيد الإمام عن * محمد يدعي خروفا حين عن
التونسي الطيب الأنفاس * نزيل حضرة الملوك فاس
عن الكمال القادري المرتضى * عن الحجازي عن الحبر الرضا
نجل أبي المجد عن الحجازي * عن الزبيدي بنقل جاري
عن مسند الإسلام عبد الأول * عن الشهير الداودي المعتلي
عن السرخسي عن الفربري * عن البخاري الإمام الحبر
وفضله أظهر من أن يذكر * وعلمه المعروف غير المنكر
ومسلم به إلى الكمال * عن علم الدين أخي الجلال
منسوب بلقين عن التنوخي * عن ابن حمزة عن الشيوخ
كابن المقير عن ابن ناصر * عن ابن مندة اللبيب القاصر
عن جوزقي قد روى عن مكي * عن مسلم نافي دياجي الشك
فليخبروا عني بذا الباقي * من ستة حائزة السباق
كذا موطأ الإمام مالك * إمامنا منير حل حالك
ومسند الفذ الرضا ابن حنبل * والدارمي ذي الثناء الأجمل
والطبراني وما أرويه * من المعاجيم بما تحويه
وكلها تشمله الإجازه * بشرطها عند الذي أجازه
فلتقبلوه فهي من جهد المقل * إذ لست بالمطلوب مني أستقل
ومن أسانيدي عن القصار * مفتي الأنام بهجة الأعصار
عن شيخه خروف الراقي الدرج * عن الشريف الطحطحائي فرج
قال: سمعت المصطفى في النوم * صلى الله كل يوم
يقول: من أصبح، يعني آمنا * في سربه، الحديث فاعرف كامنا

344
ولنمسك العنان في هذا الأرب * مصليا على الذي زان العرب
وآله وصحبه الأعلام * ومن تلا من أنجم الإسلام
وخط هذا المقري العاصي * أجيز يوم الأخذ بالنواصي
سنة سبع وثلاثين تلت * ألفا لهجرة بياسين علت
عليه أزكى صلوات تستتم * نرجو بها الزلفى وحسن المختتم
ونص الاستدعاء المشار إليه هو:
فازت دمشق الشام بالمقري * الألمعي اللوذعي العبقري
علامة العصر بلا مفتري * وواحد الدهر بلا ممتري
كم سمعت أخبار أوصافه * فقصر المخبر عن منظر
جامع علم بث إملاءه * بالشام ملء الجامع الأكبر
يقري فتقرا السمع أنفاسه * أنفس ما يقرا وما قد قري
مولاي يا من در ألفاظه * صحاحها تزري على الجوهر
إجازة نرفل من فضلها * في ثوب عز وردا مفخر
مسبلة الذيل على أكبر * وأوسط الأخوة والأصغر
أطل لنا إنشاءها بل أطب * وأنظم لنا من درها وأنثر
لا زلت في نفع الورى دائبا * تجود جود العارض الممطر
العبد الداعي إبراهيم العمادي، انتهى.
المصدر:
نفح الطيب - للمقري - 3 / 182 - 186.

345
(55)
وقال المقري: ومن الإجازات التي قلتها بدمشق الشام ما كتبته للأديب
الحسيب سيدي يحيى المحاسني حفظه الله تعالى:
أحمد من زين بالمحاسن * دمشق ذات الماء غير الآسن
وأطلع النجوم من أعيان * بأفقها السامي مدى الأحيان
فكل أيامهم مواسم * من الصفا ثغورها بواسم
وذكرهم قد شاع بين الاحيا * إذ قطرهم به الكمال يحيى
وبشرهم حديثه لا ينكر * ومسند الجامع عنهم يذكر
وقد حكت جوارح الذي ارتحل * إليهم صحيح ما له انتحل
فسمعه عن جابر، والعين * قرة تروى، واللسان عن حسن
فحل من أتاحهم آلاءه * حتى أبان نورهم لألاءه
نحمده سبحانه أن أسدى * من الأمان ما أنال القصدا
وننتحي صوب صلاة باهره * إلى الرسول ذي السجايا الطاهره
أجل من خاف الإله واتقى * محمد الهادي الرسول المنتقى
صلى عليه الله طول الأبد * مع آله وصحبه والمقتدي
وبعد، فالعلم أساس الخير * وكيف لا وهو مزيح الضير
وهو موصل إلى منهاج * هدى ورشد ما له من هاجي
وما بغير العلم يبدو العلم * وليس من يدري كمن لا يعلم
خصوصا الحديث عن خير البشر * فإن فضله على الكل انتشر
ولم يزل يعنى به كل زمن * من الرواة كل صدر مؤتمن

346
وإنني عند دخول الشام * لقيت من بها من الأعلام
وشاهدت عيناي من إنصافهم * ما حقق المحكي عن أوصافهم
وإن جملتهم أوج الذكا * والنير المزري سناه بذكا
ابن المحاسن الذي قد طابقا * منه مسمى الاسم إذ تسابقا
اللوذعي الألمعي يحيى * لا زال رسم المجد منه يحيى
وهو الذي أغراه حسن الظن * على انتمائه لأخذ عني
وكان قارئ الحديث النبوي * لذي في الجامع، أعني الأموي
بمحضر الجمع الغزير الوافر * ممن وجوه فضلهم سوافر
وبعد ذاك استمطر الإجازة * من نوء وعدي واقتضى إنجازه
فلم أجد بدا من الإجابه * مع أنني لست بذي النجابه
وإن أكن أجبت أمرا يمتثل * منه ففي ذلك تصديق المثل
فيمن درى شيئا وغابت أشيا * عنه ومن أهدى لصنعا وشيا
فليرو عني كل ما يصح لي * بشرطه الذي يزين كالحلي
وقد أخذت جامع البخاري * عن عمي الإمام ذي الفخار
سعيد الذي نأى عن دنس * عن شيخه الحبر الشهير التنسي
أعني أبا عبد الإله وهو عن * والده محمد راوي السنن
عن ابن مرزوق محمد الرضا * عن جده الخطيب عن بدر الرضا
الفارقي عن إمام يدعى * بابن عساكر الجميل المسعى
بما له من الروايات التي * على علو قدره قد دلت
وليرو عني ما انتمى للنووي * بذا إلى السابق ذي النهج السوي
أعني ابن مرزوق الخطيب الراوي * عن شيخه يحيى الرضي المغراوي

347
وهو روى عن صاحب التمكين * النووي الشيخ محيي الدين
وخط هذا أحمد البادي الوجل * المقري المالكي على خجل
في عام ألف وثلاثين خلت * من هجرة الهادي وسبعة تلت
ألبسه الله البرود الضافية * من منه وعفوه والعافية
بجاه سيد البرايا طرا * ملجأ من إلى الكروب اضطرا
المصدر:
نفح الطيب 3 / 186 - 189.
(56)
وقال المقري: وخاطبني السري الحسيب الماجد فخر المدرسين
الأعيان مولانا الشمس محمد بن الكبير الشهير مولانا يوسف بن كريم الدين
الدمشقي حفظه الله تعالى بقوله:
شمس المحاسن شرقي أو غربي * سعدت منازلنا بشمس المغرب
شمس لنا منها شموس فضائل * وسنا هدى قد راح غير محجب
المقرئ العالم الندب الذي * لسوى اسمه درج الحجا لم يكتب
بدر ولم تبد البدور بمشرق * إلا بدت من قبل ذاك بمغرب
لسوى اكتساب سناه لم تغرب ذكا * فلو أنها شعرت به لم تغرب
عمري هو البحر المحيط فضائلا * إن قيس بالعذب الذي لم يعذب
مولى له سند قوي في العلا * فعن الجدود روى العلا وعن الأب

348
إلى أن يقول:
مولاي عذرا فالزمان يعوقني * عن مطلبي والآن مدحك مطلبي
عفوا إذا أخرت مدحك سيدي * فعوائق الأيام عذر المذنب
وكذاك يفعل بالأديب زمانه * فلذا يطول على الزمان تعتبي
لم ألق يوما من يديه مهربا * إلا ثناك، وحبذا من مهرب
لولاك لم ينهض جواد قريحتي * في كل واد للضلالة متعب
فاسمع، ولست بآمر، نظما غدا * في عقد مدحك لؤلؤا لم يثقب
كالراح يلعب بالعقول للطفه * لكن بغير مسامع لم يشرب
من كل قافية غدت من حسنها * مثلا لغيرك في العلا لم يضرب
خود تقلد من ثناك قلائدا * بكر لغيرك في الورى لم تخطب
غنيت بمدحك زينة ولربما * يغني الجمال عن الوشاح المذهب
هي بعض أوصاف لذاتك قد غدت * كالبحر عذبا ماؤه لم ينضب
جاءتك تسألك القبول وحسبها * فخرا قبولك وهو جل المطلب
وتروم منك إجازة فاقت بما * ترويه بالسند القوي عن النبي
حسبي الإجازة منك جائزة ولم * أك قبل غير الفضل بالمتطلب
لا بدع والإيجاز إطنابا غدا * في مدحه إن لم أطل أو أسهب
هيهات لا تحصى مآثر فضله * بالمدح إن أطنب وإن لم أطنب
خدمة الداعي محمد بن يوسف الكريمي، انتهى.
فأجزته بما صورته ونصه:
أحمد من أطلع شمس الدين * في أفق الرواية المبين

349
وخص فضلا منه بالإسناد * أمة طه مذهب العناد
فلم يكن عصر من الأعصار * إلا وفيه أهل الاستبصار
ينفون عن حوزة دين الله ما * يروم من عليه رشد أبهما
وأنتحي سبل صلاة كامله * على الذي له العطايا الشامله
محمد المرسل بالشرع الحسن * ذو المعجز المفحم أرباب اللسن
مع حزبه من صحبه وعترته * ومن تلا مؤملا لأثرته
وبعد فالعلم أجل ما اعتمد * موفق من فيض مولاه استمد
خصوصا الحديث عن خير الورى * صلى عليه الله ما زند وروى
ولم يزل ذوو النهى يسعون في * تحصيله إذ فضله غير خفي
وإن مولانا الشهير السامي * الماجد المولى نبيه الشام
سالك نهج السنة القويم * محمد بن يوسف الكريمي
لا زال في عز وفي أمان * مبلغ من قصده الأماني
وجه لي لما حللت الشاما * وبرق حسن الظن مني شاما
قصيدة بليغة مستعذبه * غريبة في فنها مهذبه
يسأل من مثلي بها الإجازة * بشرطها عند الذي أجازه
مستمسكا بعروة الصواب * ولم أجد بدا من الجواب
فليرو عني ما سمعت كله * وما جمعت في الفنون جمله
على شروط قررت في الفن * مرتجيا حصول كل من
وصنوه الأكمل قد أبحته * ذاك على الوجه الذي شرحته
وإن أكن فيما ابتغى مقصرا * فذو الرضا ليس لعيب مبصرا
ولي أسانيد أبى وقتي عن * تفصيلها لما من الرحلة عن

350
والعذر باد والكريم يقبل * والصفح نهج يقتفيه الأنبل
وخط هذا المقري الجاني * أمنه الله من الأشجان
في عام ألف وثلاثين قفا * سبعا لهجرة النبي المصطفى
عليه أزكى صلوات تغتنم * يزكو بها مفتتح ومختتم
المصدر:
نفح الطيب - للمقري 3 / 190 - 194.
(57)
وقال المقري: كتب إلي الفاضل الخطيب، الفهامة الأديب، وارث
الفضل عن الأعلام ذوي اللسن، سيدي الشمس محمد المحاسني سبط شيخ
الإسلام مولانا البوريني حسن، حفظه الله تعالى بقوله:
يا سيدي وملاذي * وعالم الثقلين
ومن غدا بمكان * علا على النيرين
أجزت بالدرس قوما * فاقوا به الفرقدين
فزين العبد أيضا * من مثل ذاك بزين
وإن يكن في ختام * فذاك قرة عيني
فأجزته بما نصه:
أحمد من أطلع من محاسن * دمشق ما أربى على المحاسن
وزانها بالجلة الأعيان * الرافلين في حلى التبيان
الراغبين في الحديث النبوي * السالكين في الهدى النهج السوي

351
وبعد فالعلم أجل زينه * وسبله في الرشد مستبينه
وإن علم السنة الشريفه * ظلاله ضافية وريفه
لذاك كان باعتناء أجدرا * من كل ما يمليه من تصدرا
وإن ذا الفضل الأديب البارع * سابق ميدان الذكا المسارع
الماجد المسدد السامي الحسب * محمد من للمحاسن انتسب
ابن الشهير الصدر تاج الدين * لا زال في عز وفي تمكين
وجده لأمه الشيخ الحسن * وذاك بورينيهم معطى اللسن
يسألني إجازة بكل ما * أرويه عنوانا بحالي معلما
فليرو عني كل ما يصح * على شروط غيثها يسح
وكل ما ألفت أو جمعت * نظما ونثرا مثل ما أسمعت
ولي أسانيد يضيق الوقت * عن سردها وبعضها قد سقت
في غير هذا فليحقق ذلك * مقتفيا لأوضح المسالك
وقد أخذت عن جامع البخاري * ومسلم عن حائز الفخار
عمي سعيد وهو عمن يدعى * بالتنسي قد أفاد الجمعا
عن حافظ الغرب الرضا أبيه * عن ابن مرزوق عن النبيه
الحافظ المبجل العراقي * وقد سما في سلم المراقي
وما له من الروايات علم * من كتبه التي حوت خير الكلم
وخط هذا المقري عن عجل * مؤملا من ربه عز وجل
غفران ما جنى من الذنوب * والصفح عن معرة العيوب
بجاه خير العالمين أحمدا * صلى عليه الله دأبا سرمدا

352
وآله وصحبه الأخيار * ومن تلا لآخر الأعصار
المصدر:
نفح الطيب - للمقري - 3 / 194 - 195.
(58)
وقال المقري: لما سألني في الإجازة الفاضل الأديب سيدي محمد بن
علي بن مولانا، عالم الشام الشهير الذكر، شيخ الإسلام، سيدي ومولاي
الشيخ عمر القاري - حفظه الله تعالى! - وأنا مستوفز للسفر، كتبت له عن
عجل ما صورته:
أحمد من زين بالآثار * جيدا من الراوي النبيه القاري
وشاد للعلياء في أوج السند * منازلا لم يبلها طول الأمد
وميز الواعين للحديث * بالفضل في القديم والحديث
وزان منهم سماء الدين * فأشرقت بالحفظ والتبيين
فهم بها للمهتدي نجوم * وإنها للمعتدي رجوم
فكم أزاحوا عن حديث المجتبى * صلى عليه الله ما هبت صبا
تحريف ذي غل مضل غالي * شان لمنهاج الرشاد قالي
بوعد فالإسناد للروايه * وسيلة تزحزح الغوايه
والله قد خصص هذي الامه * به امتنانا وأزاح الغمه
هذا ولولا ذاك قال من شا * ما شاءه فهو بحق منشا
فلم يزل أهل النهى كل زمن * يسعون في تحصيله عن مؤتمن
وإن من جملة من تحرى * لجملة من العلوم غرا
الفاضل المسدد النجيب * الواصل الممجد الأريب
محمد سليل ذي المجد علي * ابن الإمام العالم الحبر الولي

353
عمر الشيخ الشهير القاري * طود السكون هضبة الوقار
شيخ الشيوخ في دمشق الشام * لا زال محفوفا بعز سامي
فكان من جملة من عني روى * بعض الصحيح ظافرا بما نوى
وبعد ذاك اقترح الإجازه * مني ووعدها اقتضى إنجازه
فانعجمت نفسي عن الإجابه * إذ لست في ذا الأمر ذا نجابه
مع أنني مقصر ذو عي * في مثل هذا المطلب المرعي
وخفت أن آتيها شنعاء * بحملي الوشي إلى صنعاء
وبعد ذا أجبت قصد الأجر * مرتجيا بذاك ربح التجر
وقد أجبته وإني أعلم * أني من خوف الخطا لا أسلم
فليروها ببالغ التمني * جميع ما يصح لي وعني
من ذلك الجامع للبخاري * عن عمي الشهير ذي الفخار
سعيد الآخذ عن سفين * عن قلقشندي مزيح المين
عن حافظ الإسلام أعني ابن حجر * بما له من الروايات اشتهر
وبعضها في صدر فتح الباري * مبين لطالب الأخبار
ولي أسانيد يطول شرحها * والروضة الغناء يكفي نفحها
ومن رواياتي عن القصار * مفتي البرايا نهجة الأعصار
حدثنا خروف الذاكي الأرج * عن الشريف الطحطحائي فرج
سمعت في المنام طه يملي * حديث من أصبح وفق النقل
أي آمنا في سربه معافى * في جسمه مع قوت يوم وافى
وكل ما ألفت في الفنون * أرجو به التحقيق للظنون
فليروه عني بشرط معتبر * وربما يصدق الخبر الخبر
ولي تآليف على العشرينا * زادت ثمانيا حوت تعنينا

354
فليروها إن شاء بلا استثناء * والله أرجو نيل قصد نائي
بجاه من شرف بالإدناء * صلى عليه الله في الآناء
أحمد خير المرسلين الهادي * غوث البرايا ملجأ الأشهاد
على أسنى صلوات زاكيه * مع صحبه ذوي المزايا الزاكيه
ومن تلا ممن أطاب عمله * فنال من رجائه ما أمله
وشم من عرف قبول أرجا * فنال من حسن الختام ما رجا
المصدر:
نفح الطيب 3 / 195 - 198.
(59)
أرجوزة (العقد الثمين الغالي في ذكر الأشياخ ذوي الأفضال) لأبي
الفيض، السيد مرتضى الزبيدي صاحب (تاج العروس) المتوفى 1205، أجاز
بها للشيخ شمس الدين بن فتح الفرغلي المصري، قال في أولها:
يقول راجي العفو عما قد مضى * محمد نجل الحسين المرتضى
الحمد لله على وصل السند * إليه بالرفع الصحيح المعتمد
إلى أن يقول:
راسلني بنظمه ونثره * جواهرا مكنونة من سره
يحث في إنجاز ما وعدت له * إجازة حافلة مطوله
حاوية لذكر أشياخ اليمن * ومن إليهم نسبتي طول الزمن
سميتها (العقد الثمين الغالي * في ذكر أشياخي ذوي الإفضال)

355
المصدر:
فهرس الفهارس: 873.
(60)
إجازة أخرى أصدرها الزبيدي، لمحمد بن عبد السلام الناصري
- المتوفى 1239 - قال فيها:
وقد سألت ربنا سبحانه * له على ما قصد الإعانه
حتى يصير حافظ الزمان * وعالما بعلمه الرباني
المصدر:
فهرس الفهارس: 847.
(61)
وقال الزبيدي في آخر أرجوزته المسماة ب‍ (ألفية السند) مجيزا لعامة من
أدرك حياته:
نظمتها للآخذين عني * وبعضهم قد استجاز مني
فقد أجزت كل ما ذكرته * لكل راغب له علمته
وكل من قد استجاز مني * في الأخذ والعلم بكل فن
وكل ما ألفته في علم * أو قلته في النثر أو في النظم
فليرو من شاء على أي صفه * إجازة فيها التقى والمعرفه

356
المصدر:
فهرس الفهارس: 543.
(62)
إجازة الزبيدي، لعبد الرحمن بن يوسف بن محمد السفاريني، قال
فيها:
وجده محمد بن أحمدا * شيخ الحديث قد هدى وسددا
قد كان عمر الله في نابلس * بقية الأخيار عالي النفس
أوحد من كانت له العناية * في حفظ هذا الفن فوق الغاية
المصدر:
فهرس الفهارس: 1003.
(63)
إجازة السيد المحدث الفقيه الرجالي السيد أبو تراب بن أبي القاسم
الموسوي الخونساري، المتوفى 1346، نظمها جوابا لابن عمه السيد محمد
مهدي الأصفهاني الكاظمي، الذي استجازه شعرا بقوله:
يا حجة الإسلام في دهره * ومقتدانا وإمام العباد
فقيه أهل البيت في عصره * وحامل العلم ومأوى الرشاد
ماذا ترى في ابن عم أتى * حضرتكم يبغي اتصال الوداد

357
لا يبتغي منكم سوى كلمة * تكتبها كفكم بالمداد
إجازة تبقى لنا دائما * نحظى بها العز ليوم التناد
نهدي جميل الشكر منا لكم * ما بقي الدهر وكل البلاد
وجاء جواب السيد المجيز في أرجوزة:
عليك مني يا فقيه الأنام * ألف سلام أنت بدر التمام
أجزت أن تروي عنا الأصول * وكل ما أدى إلينا الرسول
لا سيما كافي أهل السداد * وهكذا تهذيب أهل الرشاد
وأيضا الفقيه والأمالي * كذا كتاب الشيخ والخصال
وكل ما أروي عن الفحول * من الفروع أو من الأصول
وكل ما صحت لي الرواية * وجاز لي التحديث والدرايه
مشايخي جماعة كثيره * أسماؤهم معروفة شهيره
في كتب الرجال جاء ذكرهم * كما علا بين الأنام قدرهم
قد بينوا شرايع الأحكام * جزاهم الله عن الإسلام
كصاحب الروضات والمباني * وابن التقي الباقر الرباني
وكابن هاشم التقي العالم * محمد الحسين أعني الكاظمي
والسيد المحقق الكوكمري * أعني الحسين صاحب التبحر
وغيرهم من الكرام البرره * أسماؤهم معروفة مشتهره
المصدر:
الدرر الغوالي - للأصفهاني -: 130 - 131.

358
(64)
أرجوزة من نظم القاضي أحمد بن عبد الله العرشي الخولاني - المتوفى
بعد سنة 1354 - وهي إجازته للقاضي محمد بن الحسين بن أحمد بن صالح
العرشي، مطلعها:
حمدا لم علمنا البيانا * والسنة البيضاء والتبيانا
المصدر:
مؤلفات الزيدية 1 / 96 رقم 225.
(65)
إجازة المولى السيد محمد بن إبراهيم المؤيدي، الشهير بابن حورية
- المتوفى - للعلامة شيخنا في الرواية السيد مجد الدين المؤيدي،
وصاحب (الجامعة المهمة) دام ظله. وهي منظومة، قال فيها:
وبعد إن الولد العلامه * الفذ والنبراس ذا الشهامه
وواحد العصر فريد عقده * لما حوى من نبله ومجده
فهو بلا ريب طباق اسمه * فلم يكن مخالفا لرسمه
مجد الهدى والدين والإسلام * ونجل رأس العلما الأعلام
محمد بن السيد المنصور * ذي الفضل والزهادة المبرور
دامت لهم عن ربنا السعاده * والفوز بالحسنى مع الزياده
عول في التاريخ أن أجيزه * في كل مسموع وما استجيزه
عن من روى لي مسندا مسلسلا * في كل فن أو رواه مرسلا

359
وما قرأت من علوم الأدب * مع الأصولين وأعلى الكتب
في مسندات الآل والتفسير * وفي فروع الفقه بالتنقير
لأن لي والحمد للمختار * مشايخنا كانوا ولاة الباري
كانوا كواكب علمه الدرية * بل كشموس علمنا المضية
وهاك تعييني لأسماء لهم * وبعض ذكر من سمات فضلهم
وما قرأت أو سمعت مفردا * عن كل فرد أو بجمع مسندا
المصدر:
التحف شرح الزلف - الترجمة الملحقة -:
5، والجامعة المهمة: 99
(66)
إجازة الشيخ محمد بن طاهر السماوي - المتوفى سنة 1370 - للعلامة
شيخنا في الرواية السيد محمد صادق بحر العلوم - المتوفى 21 رجب
1339 -:
أحمد ربي وأصلي أبدا * على النبي القرشي أحمدا
وآله أولي النهى والأمر * ثم أقول في جواب الأمر
أجزت سيدي أخا الفضل السني * محمد الصادق نجل الحسن
سليل إبراهيم طود المجد * ابن الحسين بن الرضا بن المهدي
عن شيخنا المقدس التقي * محمد بن هاشم الهندي
عن شيخه البحر محمد الحسن * معطي الورى جواهرا بلا منن
عن شيخه محمد الجواد * عن شيخه المهدي بالإسناد

360
(خيلولة) وعن معز الدين * محمد بن الحسن القزويني
عن عمه محمد الباقر عن * محمد المهدي من آل الحسن
بحر العلوم والفنون والأثر * من جدد القرن لها الثاني عشر
عن شيخه محمد الباقر عن * ولده محمد الأكمل من...!
عن شيخه محمد عن الأب * محمد المجلسي النسب
عن شيخه محمد البهائي * وطرقه نيرة السناء
سلسة تزان في محمد * من كل شيخ بالوثوق مسند
(أجزته) أن يروي الكتب التي * صحت على شرط المجيز المثبت
فإنه أهل لهذا ومحل * والسؤل أن يدعو لمولاه الأقل
محمد بن طاهر السماوي * عفا له الله عن المساوي
حرر في ذي الحجة الحرام * قد صين من كوارث الأيام
في عام خمس ثم ستين تلت * ثلاث مائة وألفا كملت
من هجرة النبي سيد البشر * صلى الله عليه ما شع القمر
المصدر:
الإجازة الجلالية (مخطوطة) وسلك اللآلي (مخطوط) كلاهما للسيد
محمد صادق بحر العلوم رحمه الله
.
(67)
ومما أصدرته حديثا من الإجازات هذه الأرجوزة:
الحمد لله مدى الصبح ظهر * وغرد القمري من فوق الشجر

361
ثم الصلاة والسلام النامي * على الرسول سيد الأنام
وآله الغر الكرام الطهر * أئمة العصمة صنو الذكر
هم حجج الله على البرايا * خطاهم تنبو عن الخطايا
فأسوة ممن برا سيرتهم * وحجة على الورى سنتهم
أقوالهم أفعالهم تقريرهم * منهم على ما قد أتاه غيرهم
هي الحديث الخير وهو السنه * وهي علينا نعمة ومنه
ورحمة مفتوحة أبوابها * وطرق موصولة شعابها
وبعد فالأخ الحبيب والصفي * الفاضل الكامل والخل الوفي
الماجد المعروف بالغرباوي * أبعده الله عن المساوي
قد أحسن العلم بهذا الفن * وأحسن الظن بنقل عني
قد طلب الإجازة المعروفه * من طرق النقل هي المألوفه
فلم أجد صرفا عن الإجابه * بها سأرجو دعوة مجابه
أقول - والله هو الكافي السند * والصدق أبغيه وعند المعتمد -:
مشايخي هم عدة كثيره * أسماؤهم معروفة شهيره
أول من أجازني أولاهم * أرفع من ألحقني أعلاهم
محمد المحسن والرباني * آقا بزرك ذلك الطهراني
شيخ الشيوخ صاحب الذريعة * والطبقات ترجمان الشيعة
ثانيهم نجل التقى والحلم * ذو النسب الطاهر صنو العلم
محمد الصادق قولا وعمل * بحر العلوم من عن المدح أجل
قد حاطني بفضله العميم * وخصني بوافر التكريم
أجازني بالطرق الثمانيه * ونصها بخطه وهاهيه

362
أوسع من لقيت في الإجازه * من كل فرقة ترى جوازه
المرعشي ذلك الطود الأشم * ناشر أمرها لعرب وعجم
محمد الحسين ذاك النجفي * أعني شهاب الدين صنو الشرف
وغير هؤلاء من مشايخي * أصحاب رفعة ومجد شامخ
لا سيما أئمة الزيود * أعلام أرض اليمن المسعود
كالطود مجد دينه المجدد * الحسني ذلك المؤيدي
من أصدر الجامعة المهمه * إجازة لنا عن الأئمه
والسيد جلال ذلك المؤتمن * محمد الحسين من آل الحسن
أصدر لي أنواره السنيه * أثبات الاعلام بها محويه
وثبتي الجامع للعوالي * من الأسانيد هي اللآلي
حوى جميع ما لنا من السند * كتابنا الكبير وهو المعتمد
أجزته أن يروي الجميعا * ما لم ينشر مع ما أذيعا
بشرط ما قد أخذوه فيها * وهو أساس القصد من معطيها
الأمن من تحريف ما يرويه * والبعد من تصحيف لفظ فيه
فليستعن بالله في الروايه * محصلا للعلم بالدرايه
والاصل في التحصيل تقوى الله * في أمره والترك للمناهي
إخلاص نية علو همه * في طلب الحق هي المهمه
أرجو دعاه لي وعنده الأمل * وقت حياتي وإذا جاء الأجل
فرحمة من ربه لي مرسله * أمثالها أرجوه أن تعد له
فهاكها إجازة منضوده * أعيذها من أعين حسوده

363
قد قالها باللفظ منه وكتب * محمد الرضا الحسيني النسب
السيد المعروف بالجلالي * يرحمه اللطيف ذو الجلال
في ثالث العشرين من شهر رجب * وإنه شهر الإمام المنتجب
في أربع وعشرة وأربع * من المئات بعد ألف متبع
من هجرة الخير لخير الرسل * صلى عليه الله مولاه العلي
ثم الصلاة والسلام الأبدي * على الوصي المرتضى المؤيد
وآله الغر الكرام البررة * أبناء بضعة الهدى المطهرة
المصدر:
ثبت الأسانيد العوالي (مخطوط).
والحمد لله رب العالمين

364
فهرس المصادر
1 - إجازات الشيخ أحمد الأحسائي، تحقيق الدكتور حسين علي محفوظ، النجف،
مطبعة الآداب.
2 - الإجازات الجلالية، للسيد محمد صادق بحر العلوم (ت 1339) (مخطوط).
3 - إجازة الحديث، للسيد محمد حسين الجلالي، دار المنار - القاهرة.
4 - أزهار الرياض في أخبار عياض، لجنة التأليف والنشر، القاهرة 1358 ه‍.
5 - الأعلام، لخير الدين الزركلي، الطبعة الثالثة 11 مجلدا.
6 - الإلماع في تقييد الرواية والسماع، للقاضي عياض اليحصبي الأندلسي، تحقيق
السيد صقر، مصر.
7 - تاريخ بغداد، للخطيب البغدادي علي بن ثابت (ت 463) مطبعة السعادة -
القاهرة 1349 ه‍.
8 - التحف شرح الزلف، للسيد مجد الدين بن محمد المؤيدي دام ظله، الطبعة
الأولى 1389 ه‍.
9 - تحقيق النصوص بين صعوبة المهمة وخطورة الهفوات، للسيد محمد رضا
الحسيني الجلالي، مقال منشور في مجلة (تراثنا) الفصلية الصادرة عن مؤسسة آل البيت
(عليهم السلام) لإحياء التراث - قم.
10 - تلخيص مجمع الآداب، لابن الفوطي، عبد الرزاق بن أحمد الشيباني الحنبلي
(ت 723) حققه الدكتور مصطفى جواد، المطبعة الهاشمية - دمشق 1963 م.
11 - توضيح الأفكار، للأمير الصنعاني.
12 - ثبت الأسانيد العوالي في إجازات وطرق الجلالي، للسيد محمد رضا الحسيني
الجلالي (مخطوط).
13 - جامع بيان العلم، لابن عبد البر القرطبي يوسف (ت 463) دار الكتب
العلمية - بيروت.
14 - الجامعة المهمة لأسانيد كتب الأئمة، للسيد مجد الدين بن محمد المؤيدي -

365
مطبعة مصطفوي - طهران 1396 ه‍.
15 - حديقة الأفراح لإزاحة الأتراح، لأحمد بن محمد اليمني الشرواني، المطبعة
الميمنية، على نفقة مصطفى البابي الحلبي وإخوته - القاهرة 1320 ه‍.
16 - الحطة في الكتب الستة، للسيد صديق حسن خان القنوجي (ت 1306)
تحقيق على حسن الحلبي، دار عمار - عمان - الأردن 1408 ه‍.
17 - خزانة الأدب، للحموي عبد القادر البغدادي (ت 1093) تحقيق عبد السلام
محمد هارون - مكتبة الخانجي، القاهرة 1403 ه‍.
18 - دائرة المعارف الإسلامية الشيعية، للسيد حسن الأمين - الأولى - بيروت
1393 ه‍.
19 الدرر الغوالي في الإجازة لسيدنا الجلالي، للسيد محمد مهدي الأصفهاني
الكاظمي الموسوي، طبع مع مجموعة (إجازة الحديث) للسيد محمد حسين الجلالي.
20 - الدر الفريد لمتفرقات الأسانيد، للشيخ عبد الواسع بن يحيى الواسع، مطبعة
حجازي - القاهرة - 1357 ه‍.
21 - ديوان الأمير الصنعاني، نشر في الدوحة - قطر.
22 - ديوان صفي الدين الحلي، دار صادر - بيروت.
23 - الذيل على الروضتين، لعبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامة
المقدسي (ت 665).
24 - الذيل على طبقات الحنابلة، لابن رجب، عبد الرحمن بن شهاب الدين
أحمد، البغدادي، الدمشقي، الحنبلي (ت 795) صححه محمد حامد الفقي، مطبعة
السنة المحمدية - القاهرة 1372 ه‍.
25 - صبح الأعشى في صناعة الإنشا، للقلقشندي، طبع دار الكتب - سلسلة
(تراثنا) - القاهرة.
26 - الصحف المطهرة، للسيد

366
محمد هادي الخراساني الحائري (ت 1368)
(مخطوط).
27 - فهرسة الرصاع.
28 - فهرس الفهارس والأثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات، للسيد
محمد عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني المغربي، باعتناء الدكتور إحسان عباس، دار
الغرب الإسلامي - بيروت - الطبعة الثانية 1402 ه‍.
29 - القاموس المحيط، للفيروزآبادي.
30 - الكامل في الضعفاء، لابن عدي أحمد بن عبد الله الجرجاني (ت 365).
31 - الكفاية في علم الرواية، للخطيب البغدادي، علي بن ثابت (ت 463) مراجعة
عبد الحليم محمد وعبد الرحمن حسن، الطبعة الأولى - دار الكتب الحديثة - مصر.
32 - رواية العلم في الإسلام (باللغة الفرنسية) مجموعة كتابات لجورج وجده.
Georges vajda
LA Transmission du Savoir en lslam
London 1983
Variorum Reprints 33 - لسان العرب، لابن منظور الأنصاري - طبع بولاق، مصر 1300 ه‍.
34 - مؤلفات الزيدية، للسيد أحمد الحسيني، منشورات مكتبة السيد المرعشي -
قم.
35 - المحدث الفاصل بين الراوي والواعي، للرامهرمزي الحسن بن عبد الرحمن
القاضي (ت 360) تحقيق الدكتور محمد عجاج الخطيب، دار الفكر - الطبعة الأولى
1391 ه‍.
36 - المسلسلات، مجموعة إجازات السيد آية الله المرعشي النجفي (ت 1411)
جمعها نجله السيد محمود مرعشي - تحت الطبع.
37 - مع ابن جبير في رحلته، لعبد القدوس الأنصاري - الطبعة الأولى
1396 ه‍.
38 - المنتخب من كتاب السياق.
39 - نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، لأحمد بن محمد المقري التلمساني
(1041) حققه يوسف الشيخ محمد البقاعي - دار الفكر - بيروت 1406 ه‍.
40 - النفس اليماني.

367
فهرس الأعلام
يعتمد على
أرقام المقاطع الشعرية
(أ)
إبراهيم بن الحسين المجشي (مجاز)
59.
أحد الطلاب (مجاز) 11.
أحمد الأحسائي (مجاز) 24.
أحمد الحنبلي شهاب الدين (مجاز)
27.
أحمد بن شاهين (مجاز) 53.
أحمد بن عبد الله العريشي الخولاني
(مجيز) 64.
أحمد بن علي بن داود البلوتي
الوادي آشي (مجاز) 28.
أحمد بن محمد أبو طاهر السلفي
(مجاز) 44.
أحمد بن أبي المقدام، ابن الأشعث
البجلي (مجيز) 37.
أحمد بن يحيى الشامي (مجاز): 8.
إسماعيل بن أحمد بن عبد الله المختفي
(مجاز) 42، 43.
إسماعيل بن كثير المؤرخ (مجيز) 21.
بنو الأهدل (مجازون): 10.
(ب)
البدر القرافي (مجيز) 46.
البدر الغري = محمد.
بعض إخوانه (مجاز) 37.
بعض السادة (مجاز) 31.
بعض الطلبة (مجاز) 52.
بعض من سأل الإجازة (مجاز) 50.
ابن بعض وزراء الملوك (مجاز) 9.
أبو بكر بن محمد الدلاني المغربي
(مجاز) 1.
(ت) أبو تراب بن أبي القاسم الخونساري
(مجيز) 63.

368
(ج)
جمال الدين أبو بكر بن صاعد بن التاج
الحافظ البكري الملتاني (مجاز) 38.
جمل الليل 23.
(ح)
ابن حجر العسقلاني (مجاز) 12.
ولد ابن حجر العسقلاني (مجازون)
12.
الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد
القاضي الرامهرمزي (مجيز) 9.
حسن بن محمد بن علي، سهيل
الصعدي اليمني (مجيز) 48.
حسين الدرازي البحراني آل عصفور
(مجيز) 24.
حسين بن محسن بن محمد السبيعي
الأنصاري (مجيز) 25.
(د)
داود حجر الزبيدي (مجاز) 4.
داود بن علي بن العباس الأصابي
اليمني (مجاز) 51.
(ر)
الرصاع (مجيز) 41.
(س)
سعيد بن حسن العنسي (مجاز) 14،
35.
ابن سمنديار (مجاز) 48.
السنوسي العارف (مجيز) 2.
(ش)
أبو شامة المقدسي (مجيز) 47.
شمس الدين بن فتح الفرغلي المصري
(مجاز) 59.
(ص)
صديق حسن خان القنوجي (مجاز)
25.
صفي الدين الحلي (مجيز) 18.
صلاح الدين الصفدي (مجيز) 27.

369
(ط)
أبو طاهر السلفي (مجيز) 32 = أحمد
ابن محمد.
(ع)
عامة بن أدرك حياته (مجاز) 61.
أبو العباس الدقون (مجيز) 3.
أبو العباس ابن ناصر (مجيز) 19.
عبد الرحمن بن عبد الله بلفقيه الحسيني
الشافعي (مجيز) 34.
عبد الرحمن بن علي الزبيدي
الشيباني، ابن الربيع (مجيز) 39.
عبد الرحمن العمادي مفتي الشام
(مجاز) 54.
عبد الرحمن بن مصطفى العبدروس
الحسيني التريمي المصري (مجيز) 10.
عبد الرحمن بن يوسف بن محمد
السفاريني (مجاز) 62.
عبد العزيز بن عبد القادر الربعي
البغدادي (مجيز) 38.
عبد اللطيف بن محمد الخجندي
صدر الدين (مجيز) 15.
عبد الله بن أحمد بن إسحاق فخر الدين
(مجاز) 13.
عبد الوهاب الفضلي البصري (مجيز)
30.
علي بن الحسن النوري الحربي
الصفاقي (مجاز) 2.
أولاد علي بن الحسن النوري الحربي
الصفاقي (مجازون) 19.
علي بن محمد، لقمان جمال الدين
الذماري (مجاز) 17.
أبو علي لقمان جمال الدين
الذماري (مجاز) 17.
عمر بن أبي الحسن البسطامي أبو
شجاع (مجيز) 44.
عياض القاضي اليحصبي (مجاز) 32.
(ف)
فالح الظاهري (مجاز) 2.
فضل الله المازندراني الحائري (مجيز)
33.
ابن الفوطي البغدادي (مجاز) 16.
(ق)
القصار (مجيز) 29.

370
(ك)
الكتاني (مجيز) 6 = محمد عبد الحي.
(م) ماجد الغرباوي (مجاز) 65.
مجد الدين بن محمد المؤيدي (مجاز)
65.
محمد بن إبراهيم المؤيدي ابن حورية
(مجيز) 65، 43.
محمد بن أحمد ابن جبير الرحالة
(مجاز) 15.
محمد بن إسماعيل، الأمير الصنعاني
(مجيز) 8، 13، 14، 17، 35، 49،
52.
محمد البدري الغزي الدمشقي (مجيز)
51.
محمد بن الجهم السمري (مجيز) 36.
محمد بن الحسين بن أحمد بن صالح
العرشي (مجاز) 64.
محمد حسين الحسيني الجلالي
(مجيز) 26.
محمد رضا الحسيني الجلالي (مجيز)
31، 45، 67.
محمد شقرون أبو جمعة (مجاز) 3.
محمد بن الصائغ شمس الدين (مجيز) 50.
محمد صادق بحر العلوم (مجاز)
66 (مجيز) 30.
محمد بن طاهر السماوي (مجيز) 66.
محمد عبد الحي الكتاني (مجاز) 40.
محمد بن عبد السلام الناصري (مجاز)
60.
محمد بن علي بن محمد عماد الدين
أبو جعفر الشيباني، ابن علوان الشاعر
(مجيز) 16.
محمد بن علي بن عمر القاري (مجاز)
58.
محمد بن قاسم بن محمد القصار
القيسي (مجيز) 1.
محمد المحاسني سبط حسن اليوريني
(مجاز) 57.
محمد بن محمد بن الجزري الدمشقي
(مجيز) 12.
محمد بن محمد بن زيد أبو الحسن
العلوي أبو المعالي الحسيني السمرقندي
(مجيز) 7.
محمد بن محمد بن عبد الرحمن
الحوضي (مجيز) 28.
محمد بن محمد بن عتيق ابن رشيق

371
(مجيز) 22.
محمد المكي ابن عزوز الدمشقي
(مجيز) 40.
محمد مهدي الأصفهاني الكاظمي
(مجاز) 63.
محمد بن ناصر الحازمي (مجيز) 4.
محمد هادي الخراساني الحائري
(مجاز) 33.
محمد بن يوسف بن كريم الكريمي
الدمشقي (مجاز) 56.
محمد مرتضى الزبيدي أبو الفيض
اليماني 59، 60، 61، 62.
المقري (مجيز) 53، 55، 56، 57،
58، 59.
(ن)
ناصر بن الحسين المحبشي (مجاز)
41.
ابن نباتة جمال الدين (مجيز) 11:
48.
(ي)
يحيى بن عمر مقبول الأهدل (مجاز)
34.
يحيى المحاسني (مجاز) 55.
يوسف بن إبراهيم بن محمد الفهري
أبو الحجاج الساحلي الغرناطي (مجاز) 22.

372
من ذخائر التراث
(

373
)

374
الرد على
الوهابية
تأليف
العلامة المجاهد آية الله
الشيخ محمد جواد البلاغي
(1282 - 1352 ه‍)
تحقيق
السيد محمد علي الحكيم
(

375
)

376
المقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة والسلام على خير خلقه محمد
وآله الطيبين الطاهرين، لا سيما بقية الله في الأرضين، عجل الله تعالى فرجه
الشريف.
وبعد:
فمنذ ظهور الفرقة الضالة المضلة (الوهابية) وحتى أيامنا هذه انبرى
علماء الإسلام على مختلف مذاهبهم، فكتبوا في ردهم ودحض أباطيلهم
وشبهاتهم كتبا ورسائل كثيرة (1)، كان فيها الرد الحاسم القاطع في وجه الوهابية،
فانحصر وجودهم في مهد ظهورهم أرض الحجاز.



(1) أنظر مقال: (معجم ما ألفه علماء الأمة الإسلامية للرد على خرافات الدعوة الوهابية) للسيد
عبد الله محمد علي، المنشور في مجلة (تراثنا) العدد 17، شوال 1409 ه‍، ص 146 -
178، فقد أحصى فيه أكثر من 200 كتاب ورسالة في الرد على الوهابية، لعلماء المذاهب
الإسلامية المختلفة.
377
وما استمر وجود الوهابية في أرض الحجاز إلا بقوة الحديد والنار، إذ لم
يستطيعوا أن يقارعوا الآخرين بالحجة والبرهان.
إلا أن نشاطها الهدام ونفث سمومها وأباطيلها وشبهاتها لا يزال مستمرا،
مما اقتضى أن نقوم بإحياء رسالة في الرد عليهم، لفطحل من فطاحل علماء
الإمامية الماضين، رضوان الله عليهم أجمعين، ألا وهو: العلامة المجاهد،
آية الله العظمى، الشيخ محمد جواد البلاغي، قدس سره الشريف.
ترجمة المؤلف (2)
نسبه:
هو الشيخ محمد جواد بن حسن بن طالب بن عباس بن إبراهيم بن
حسين بن عباس بن حسن (3) بن عباس بن محمد علي بن محمد البلاغي
النجفي الربعي (4).
مولده:
ولد في النجف الأشرف سنة 1282 ه‍ في بيت من أقدم بيوتاتها وأعرقها
في العلم والفضل والأدب، والمشهورة بالتقوى والصلاح والسداد، فقد أنجبت



(2) اقتبست هذه الترجمة - بتصرف - ملفقة من بين عدة مصادر، أهمها:
أعيان الشيعة 3 / 255 - 262، شعراء الغري 2 / 436 - 458، نقباء البشر في القرن الرابع
عشر 1 / 323 - 326، الكنى والألقاب 2 / 83 و 84، مقدمة الهدى إلى دين المصطفى 1 / 6 -
20، معارف الرجال 1 / 196 - 200، ريحانة الأدب 1 / 179، ماضي النجف وحاضرها
2 / 61 - 66، ديوان السيد رضا الهندي: 125 و 127، مجلة رسالة القرآن / العدد العاشر /
1413 ه‍: 71 - 104.
(3) صاحب كتاب (تنقيح المقال) في الأصول والرجال: [الذريعة 4 / 466 رقم 2069]
(4) نسبة إلى قبيلة ربيعة المشهورة.
378
هذه الأسرة - آل البلاغي - عدة من رجال العلم والدين والأدب وإن اختلفت
مراتبهم.
نشأته:
نشأ حيث ولد، وأخذ المقدمات عن أعلامها الأفاضل، ثم سافر إلى
الكاظمية سنة 1306 ه‍ وتزوج هناك من ابنة السيد موسى الجزائري الكاظمي.
عاد إلى النجف الأشرف سنة 1312 ه‍ فحضر على الشيخ محمد طه
نجف والشيخ آقا رضا الهمداني والشيخ الآخوند محمد كاظم الخراساني
والسيد محمد الهندي.
هاجر إلى سامراء سنة 1326 ه‍ فحضر على الميرزا محمد تقي
الشيرازي - زعم الثورة العراقية - عشر سنين، وألف هناك عدة كتب، وغادرها
- عند احتلالها من قبل الجيش الإنكليزي - إلى الكاظمية فمكث بها سنتين
مؤازرا للعلماء في الدعاية للثورة ومحرضا لهم على طلب الاستقلال.
ثم عاد إلى النجف الأشرف وواصل نشاطه في التأليف، فكان من أولئك
الندرة الأفذاذ الذين أوقفوا حياتهم وكرسوا أوقاتهم لخدمة الدين والحقيقة، فلم
ير إلا وهو يجيب عن سؤال، أو يحرر رسالة يكشف فيها ما التبس على المرسل
من شك، أو يكتب في أحد مؤلفاته.
وقد وقف بوجه النصارى وأمام تيار الغرب الجارف، فمثل لهم سمو
الإسلام على جميع الملل والأديان حتى أصبح له الشأن العظيم والمكانة
المرموقة بين علماء النصارى وفضلائها.
كما تصدى للفرق المنحرفة الهدامة الأخرى - كالبابية والقاديانية
والوهابية والإلحادية.. وغيرها - فكتب في ردهم ودحض شبهاتهم، وفضح
نوافه مبانيهم ومعائب أفكارهم عدة كتب ورسائل قيمة.
وقد كان من خلوص النية وإخلاص العمل بمكان حتى أن كان لا يرضى

379
أن يوضع اسمه على تأليفه عند طبعها، وكان يقول: (إني لا أقصد إلا الدفاع
عن الحق، لا فرق عندي بين أن يكون باسمي أو اسم غيري).
حتى أن يوسف إليان سركيس في كتابه: (معجم المطبوعات) ذكر كتاب
(الهدى إلى دين المصطفى) لشيخنا البلاغي - رضوان الله عليه - في آخر الجزء
الثاني ضمن الكتب المجهولة المؤلف (5)، وربما كان - قدس سره - يذيل بعضها
بأسماء مستعارة ك‍: كاتب الهدى النجفي، وعبد الله العربي، وغيرها.
ومع كل ذلك أصبح أسمه نارا على علم، وبلغت شهرت أقاصي البلاد،
وذلك لما عالجه من العضلات العلمية والمناقشات الدينية، حتى أن أعلام
أوربا كانوا يفزعون إليه في المسائل العويصة، كما ترجمت بعض مؤلفاته إلى
الإنكليزية للاستفادة من مضامينها الراقية.
كان يجيد اللغات العبرانية والفارسية والانكليزية - بعد لغته الأم العربية -
ولذلك برع في الرد على أهل الكتاب ودحض أباطيلهم وكشف خفايا
دسائسهم.
كما كان متواضعا للغاية، يقضي حاجاته بنفسه، ويختلف إلى الأسواق
بشخصه لابتياع ما يلزم أهله، وكان يحمله إليهم بنفسه ويعتذر لمن يروم
مساعدته بحمله عنه فيقول له: (رب العيال أولى بعياله).
وكان يقيم صلاة الجماعة في المسجد القريب من داره، فيأتم به أفاضل
الناس وخيارهم، وبعد الفراغ من الصلاة كان يدرس كتابه (آلاء الرحمن).
كان لين العريكة، خفيف الروح، منبسط الكف، لا يمزح ولا يحب أن
يمزح أحد أمامه، تبدو عليه هيبة الأبرار وتقرأ على أساريره صفات أهل التقى
والصلاح.
له في سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام عقيدة



(5) معجم المطبوعات العربية والمعربة 2 / 2024.
380
راسخة، وحب ثابت، فكم له أمام المناوئين للإمام الحسين عليه السلام من
مواقف مشهودة، ولولاه لأمات المعاندون الشعائر الحسينية والمجالس
العزائية، ولكنه تمسك بها والتزم بشعائرها وقام بها خير قيام.
فكان هذا العلامة البطل - على شيخوخته وضعفه وعجزه - يمشي حافيا
أمام الحشد المتجمهر للعزاء، قد حل أزاره ويضرب على صدره، وخلفه
اللطم والأعلام، وأمامه الضرب بالطبل.
ومن آثاره الباقية:
إقامة المأتم في يوم عاشوراء في كربلاء، فهو أول من أقامه هناك، وعنه
أخذ حتى توسع فيه ووصل إلى ما هو عليه اليوم.
وكذا تحريض علماء الدين وإثارة الرأي العام ضد البهائية في بغداد،
وإقامة الدعوى في المحاكم لمنع تصرفهم في الملك الذي استولوا عليه - في
محلة الشيخ بشار في الكرخ - واتخذوه حظيرة لهم لإقامة شعائر الطاغوت،
وقضت المحاكم بنزعه منهم، واتخذه - رضوان الله عليه - مسجدا تقام فيه
الصلوات الخمس والمآتم الحسينية في ذكرى الطف وشعائر أهل البيت عليهم
السلام.
أقوال العلماء والأدباء فيه:
قال السيد محسن الأمين العاملي: (كان عالما فاضلا، أديبا شاعرا،
حسن العشرة، سخي النفس، صرف عمره في طلب العلم وفي التأليف
والتصنيف، وصنف مدة تصانيف في الردود، صاحبناه في النجف الأشرف أيام
إقامتنا فيها ورغب في صحبة العامليين فصاحبناه، وخالطناه حضرا وسفرا عدة
سنين إلى وقت هجرتنا من النجف فلم نر منه إلا كل خلق حسن وتقوى وعبادة
وكل صفة تحمد، وجرت بيننا وبينه بعد خروجنا من النجف مراسلات

381
ومحاورات شعرية ومكاتبات في مسائل علمية) (6).
وقال الشيخ عباس القمي: بطل العلم الشيخ محمد الجواد... ولقد
كان - رحمه الله تعالى - ضعيفا ناحل الجسم، تفانت قواه في المجاهدات،
وكان في آخر أمره مكبا على تفسير القرآن المجيد بكل جهد أكيد) (7).
وقال الشيخ آقا بزرك الطهراني: (كان أحد مفاخر العصر علما وعملا...
وكان من أولئك الأفذاذ النادرين الذين أوقفوا حياتهم وكرسوا أوقاتهم لخدمة
الدين الحنيف والحقيقة... فهو أحد نماذج السلف التي ندر وجودها في هذا
الزمن) (8).
وقال الشيخ محمد حرز الدين: (عالم فقيه كاتب، وأديب شاعر، بحاثة
أهل عصره، خدم الشريعة المقدسة، ودين الإسلام الحنيف، بل خدم
الإنسانية كاملة بقلمه ولسانه وكل قواه) (9).
وقال الميرزا محمد علي التبريزي المدرس: (فقيه أصولي، حكيم
متكلم، عالم جامع، محدث بارع، ركن ركين لعلماء الإمامية، وحصن حصين
للحوزة الإسلامية، ومروج للعلوم القرآنية، وكاشف الحقائق الدينية، وحافظ
للنواميس الشرعية، ومن مفاخر الشيعة) (10).
وقال الملا علي الواعظ الخياباني التبريزي: (هو العلم الفرد العلامة،
المجاهد، آية الله، وجه فلاسفة الشرق، وصدر من صدور علماء الإسلام،
فقيه أصولي، حكيم متكلم، محدث محقق، فيلسوف بارع، وكتبه الدينية هي
التي أبهجت الشرق وزلزلت الغرب وأقامت عمد الدين الحنيف، فهو حامية



(6) أعيان الشيعة 4 / 255.
(7) الكنى والألقاب 2 / 83 - 84.
(8) نقباء البشر في القرن الرابع عشر 1 / 323.
(9) معارف الرجال 1 / 196.
(10) ريحانة الأدب 1 / 179.
382
الإسلام، وداعية القرن، رجل البحث والتنقيب، والبطل المناضل، والشهم
الحكيم) (11).
وقال الشيخ جعفر النقدي: (عالم عيلم مهذب، وفاضل كامل مذرب،
وآباؤه كلهم من أهل العلم) (12).
وقال الأستاذ علي الخاقاني: (من أشهر مشاهير علماء عصره، مؤلف كبير،
وشاعر مجيد... أغنتنا آثاره العلمية عن التنويه بعظمته وعلمه الجم وآرائه
الجديدة المبتكرة، فلقد سد شاغرا كبيرا في المكتبة العربية الإسلامية بما
أسداه من فضل فيما قام به من معالجة كثير من المشاكل العلمية والمناقشات
الدينية، وتوضيح التوحيد ودعمه بالآراء الحكيمة قبل الثالوث الذي هده بآثاره
وقلمه السيال... كان عظيما في جميع سيرته، فقد ترفع عن درن المادة،
وتردى بالمثل العالية التي أوصلته في الحياة - ولا شك بعد الممات - أرفع
الدرجات... وقد حضرت (13) مع من حضر برهة من الزمن فإذا به بحر خضم
لا ساحل له، يستوعب الخاطرة، ويحوم حول الهدف، ويصور الموضوع
تصويرا قويا... كانت حياته مليئة بالمفاخر والخدمات الصادقة) (14).
وقال الشيخ جعفر باقر آل محبوبة: (ركن الشيعة وعمادها، وعز الشريعة
وسنادها، صاحب القلم الذي سبح في بحر العلوم الناهل من موارد المعقول
والمنقول، كم من صحيفة حبرها، وألوكة حررها، وهو بما حبر فضح الحاخام
والشماس، وبما حرر ملك رق الرهبان والأقساس، كان مجاهدا بقلمه طيلة
عمره، وقد أوقف حياته في الذب عن الدين، ودحض شبه الماديين
والطبيعيين، فهو جنة حصينة، ودرع رصينة، له بقلمه مواقف فلت جيوش



(11) علماء معاصرين: 162 - 163.
(12) شعراء الغري 2 / 437.
(13) أي: درسه في تفسير القرآن الكريم من كتابه (آلاء الرحمن).
(14) شعراء الغري 2 / 437 - 439.
383
الإلحاد، وشتت جيوش العادين على الإسلام والطاعنين فيه... حضرت
بعض دروسه واستفدت منه مدة، كان نحيف البدن، واهي القوى، يتكلف
الكلام، ويعجز في أكثر الأحيان عن البيان، فهو بقلمه سحبان الكتابة، عنده
أسهل من الخطابة) (15).
وقال المحامي توفيق الفكيكي: (كان - رحمه الله تعالى - داعي دعاة
الفضيلة، ومؤسس المدرسة السيارة للهداية والارشاد وتنوير الأفكار بأصول
العلم والحكمة وفلسفة الوجود، فقد أفطمت جوانحه على معارف جمة، ووسع
صدره كنوزا من ثمرات الثقافة الإسلامية العالية والتربية الغالية، وقد نهل وعب
من مشارع المعرفة والحكمة الصافية حتى أصبح ملاذ الحائدين الذين
استهوتهم أهواء المنحرفين عن المحجة البيضاء، وخدعتهم ضلالات الدهريين
والماديين...
ومن ملامحه ومخائله الدالة على كماله النفسي هي: فطرته السليمة،
وسلامة سلوكه الخلقي والاجتماعي، وحدة ذكائه، وقوة فطنته، وعفة نفسه،
ورفعة تواضعه، وصون لسانه عن الفضول، ولين عريكته، ورقة حاشيته، وخفة
روحه، وأدبه الجم، وعذوبة منطقه، وفيض يده على عسره وشظف عيشه (16).
وقال عمر رضا كحالة: (فقيه، متكلم، أديب، شاعر) (17).
وقال خير الدين الزركلي: (باحث إمامي، من علماء النجف في
العراق، ومن آل البلاغي، وهم أسرة نجفية كبيرة، له تصانيف... وكان يجيد
الفارسية، ويحسن الإنجليزية، وله مشاركة في حركة العراق الاستقلالية وثورة
عام 1920 م) (18).



(15) ماضي النجف وحاضرها 2 / 62.
(16) مقدمة الهدى إلى دين المصطفى 1 / 7.
(17) معجم المؤلفين 3 / 164.
(18) الأعلام 6 / 74.
384
فمن كانت هذه مآثره وصفاته وسجاياه فجدير بمتخصصينا أن يقوموا
بدراسة هذه الشخصية الجليلة وآثارها القيمة، فهو أحد نماذج السلف التي ندر
وجودها في هذا الزمن، وهو نور من الأنوار التي يهتدي بها في ظلمات الشك
والحيرة، وهو بحق من مشاهير علماء الإمامية، علامة جليل، ومجاهد كبير،
ومؤلف مكثر خبير.
شعره:
كان - قدس سره - مع عظيم مكانته في العلم وتفقهه في الدين أديبا كبيرا
وشاعرا مبدعا، من فحول الشعراء، له نظم رائق سلس متين، تزخر أشعاره
بالعواطف الوجدانية، والمشاعر الإنسانية، والتأملات الروحية، وأكثر شعره كان
في مدح أهل البيت عليهم السلام ورثائهم، وبقيته في تهنئة خليل، أو رثاء عالم
جليل، أو في حالة الحنين إلى الأخلاء يحتمه عليه واجب الوفاء، أو في الدفاع
عن رأي علمي، أو شرح عقيدة أو فكرة فلسفية بطريقة المعارضة الشعرية.
فمما قال في قصيدة في ذكرى مولد الإمام المهدي المنتظر عليه
السلام، قوله:
حي شعبان فهو شهر سعودي * وعد وصلي فيه وليلة عيدي
منه حيا (19) الصب المشوق، شذا الميلاد فيه وبهجة المولود
بهجة المرتضى وقرة عين * المصطفى، بل ذخيرة التوحيد
رحمة الله غوثه في الورى * شمس هداه وظله الممدود
وهوى خاطري وشائق نفسي * ومناها وعدتي وعديدي
فانجلت كربتي وأزهر روضي * ونمت نبعتي وأورق عودي



(19) أصله: حياء، وحذفت الهمزة للضرورة.
385
طلت فخرا يا ليلة النصف من * شعبان بيض الأيام بالتسويد
وله من قصيدة في ذكرى مولد الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام
في الثالث من شعبان:
شعبان كم نعمت عين الهدى فيه * لولا المحرم يأتي في دواهيه
وأشرق الدين من أنوار ثالثه * لولا تغشاه عاشور بداجيه
وارتاح بالسبط قلب المصطفى فرحا * لو لم يرعه بذكر الطف ناعيه
رآه خير وليد يستجار به * وخير مستشهد في الدين يحميه
قرت به عين خير الرسل ثم بكت * فهل نهنيه فيه أم نعزيه
إن تبتهج فاطم في يوم مولده * فليلة الطف أمست من بواكيه
أو ينتعش قلبها من نور طلعته * فقد أديل بقاني الدمع جاريه
فقلبها لم تطل فيه مسرته * حتى تنازع تبريح الجوى فيه
بشرى أبا حسن في يوم مولده * ويوم أرعب قلب الموت ماضيه
وله من قصيدة في الإمام الحجة المنتظر عليه السلام - أيضا - قوله:
رويدكما أيها الباكيان * فما أنتما أول الوالهينا
فكم لنواه جرت عبرة * تقل لها أدمع العالمينا
جرت ولها قبل يوم الفراق * ولم ترحل العيس بالمزمعينا
فلا نهنه الوجد فيض الدموع * وقد شطت الدار بالظاعنينا
وبان وأودعنا حسرة * ومن لوعة البين داء دفينا
أطال نواه ومن نأيه * رزينا بما يستخف الرزينا
نقضي الليالي انتظارا له * فيا حسرتا، ونقضي السنينا
نطيل الحنين بتذكاره * ويا برحا أن نطيل الحنينا

386
فما لقيت فاقدات الحمام * من الوجد في نوحها ما لقينا
ومن قصيدة له يرثي بها الإمام الحسين عليه السلام قوله:
يا تريب الخد في رمضا الطفوف * ليتني دونك نهبا للسيوف
يا نصير الدين إذ عز النصير * وحمى الجار إذا عز المجير
وشديد البأس واليوم عسير * وثمال الوفد في العام العسوف
كسف يا خامس أصحاب الكسا * وابن خير المرسلين المصطفى
وابن ساقي الحوض في يوم الظما * وشفيع الخلق في اليوم الخوف
يا صريعا ثاويا فوق الصعيد * وخضيب الشيب من فيض الوريد
كيف تقضي بين أجناد يزيد * ظاميا تسقى بكاسات الحتوف
كيف تقضي ظاميا حول الفرات * داميا تنهل منك الماضيات
وعلى جسمك تجري الصافنات * عافر الجسم لقى بين الصفوف
يا مريع الموت في يوم الطعان * لا خطا نحوك بالرمح سنان
لا ولا شمر دنا منك فكان * ما أمار الأرض هولا بالرجوف
سيدي أبكيك للشيب الخضيب * سيدي أبكيك للوجه التريب
سيدي أبكيك للجسم السليب * من حشا حران بالدمع الذروف
سيدي إن منعوا عنك الفرات * وسقوا منك ظماء المرهفات
فسنسقي كربلا بالعبرات * وكفا من علق القلب الأسوف
سيدي أبكيك منهوب الرحال * سيدي أبكيك مسبي العيال
بين أعداك على عجف الجمال * في الفيافي بعد هاتيك السجوف
سيدي إن نقض دهرا في بكاك * ما قضينا البعض من فرض ولاك

387
لهف نفسي لنساك المعولات * واليتامى إذ غدت بين الطغاة
باكيات شاكيات صارخات * ولها حولك تسعى وتطوف
ومن شعر الإمام البلاغي - رضوان الله عليه - الذي سارت به الركبان،
قصيدته التي نظمها ردا على قصيدة علماء بغداد المنكرين لوجود الإمام
الثاني عشر المهدي المنتظر عليه السلام، والتي بعثها إلى علماء النجف
الأشرف عام 1317 ه‍، التي يقول فيها:
أيا علماء العصر يا من لهم خبر * بكل دقيق حار في مثله الفكر
لقد حار مني الفكر في القائم الذي * تنازع فيه الناس والتبس الأمر
فأجابه العلامة البلاغي بقصيدة طويلة تقع في أكثر من مائة بيت، وهي
من عيون شعره، ومطلعها:
أطعت الهوى فيهم وعاصاني الصبر * فها أنا ما لي فيه نهي ولا أمر
أنست بهم سهل القفار ووعرها * فما راعني منهن سهل ولا وعر
أخا سفر ولهان أغتنم السرى * من الليل تغليسا إذا عرس السفر
ومنها قوله:
وفي خبر الثقلين هاد إلى الذي * تنازع فيه الناس والتبس الأمر

388
إذا قال خير الرسل لن يتفرقا * فكيف إذن يخلو من العترة العصر
وما إن تمسكتم بتينك إنهم * هم السادة الهادون والقادة الغر
ومنها قوله أيضا:
وغاب بأمر الله للأجل الذي * يراه له في علمه وله الأمر
وأوعده أن يحيي الدين سيفه * وفيه لدين المصطفى يدرك الوتر
ويخدمه الأملاك جندا وإنه * يشد له بالروح في ملكه أزر
وإن جميع الأرض ترجع ملكه * ويملأها قسطا ويرتفع المكر
فأيقن أن الوعد حق وأنه * إلى وقت عيسى يستطيل له العمر
فسلم تفويضا إلى الله صابرا * وعن أمره منه النهوض أو الصبر
ولم يك من خوف الأذاة اختفاؤه * ولكن بأمر الله خير له الستر
وحاشاه من جبن ولكن هو الذي * غدا يختشيه من حوى البر والبحر

389
أكل اختفاء خلت من خيفة الأذى * فرب اختفاء فيه ستنزل النصر
وكل فرار خلت جبنا فربما * يفر أخو بأس ليمكنه الكر
فكم قد تمادت للنبيين غيبة * على موعد فيها إلى ربهم فروا
وإن بيوم الغر والشعب قبله * غناء كما يغني عن الخبر الخبر
ولم أدر لم أنكرت كون اختفائه * بأمر الذي يعيى بحكمته الفكر
أتحصر أمر الله في العجز أم لدى * إقامة ما لفقت أقعدك الحصر؟!
فذلك أدهى الداهيات ولم يقل * به أحد إلا أخو السفه الغمر
ودونك أمر الأنبياء وما لقوا * ففيه لذي عينين يتضح الأمر
فمنهم فريق قد سقاهم (20) حمامهم * - بكأس الهوان - القتل والذبح والنشر
أيعجز رب الخلق عن نصر حزبه * على غيرهم؟! كلا، فهذا هو الكفر



(20) أي: أمر الله.
390
وكم مختف بين الشعاب وهارب * إلى الله في الأجبال يألفه النسر
فهلا بدا بين الورى متحملا * مشقة نصح الخلق من دأبه الصبر
وإن كنت في ريب لطول بقائه * فهل رابك الدجال والصالح الخضر؟!
أيرضى لبيب أن يعمر كافر * ويأباه في باق ليمحى به الكفر
ومنها أيضا:
فدع عنك وهما تهت في ظلماته * ولا يرتضيه العبد كلا ولا الحر
وإن شئت تقريب المدى فلربما * يكل بميدان الجياد بك الفكر
فمذ قادنا الدليل بما قضى * به العقل والنقل اليقينان والذكر
إلى عصمة الهادين آل محمد * وأنهم في عصرهم لهم الأمر
وقد جاء في الآثار عن كل واحد * أحاديث يعيى من تواترها الحصر
تعرفنا ابن العسكري وأنه * هو القائم المهدي والواتر الوتر

391
تبعنا هدى الهادي فأبلغنا المدى * بنور الهدى والحمد لله والشكر
وله قصيدة عينية طويلة ذات معان فلسفية عالية، عارض بها عينية
ابن سينا في النفس، التي مطلعها:
هبطت إليك من المحل الأرفع * عنقاء ذات تعزز وتمنع
فمما قال فيها - قدس الله نفسه الزكية - ردا عليه:
نعمت بأن جاءت بخلق المبدع * نعم السعادة أن يقول لها: (ارجعي)
خلقت لأنفع غاية يا ليتها * تبعت سبيل الرشد نحو الأنفع
الله سواها وألهمها فهل * تنحو السبيل إلى المحل الأرفع
نعمت بنعماء الوجود ونوديت * هذا هداك وما تشائي فاصنعي
ودعي الهوى المردي لئلا تهبطي * في الخسر ذات توجع وتفجع
إن شئت فارتفعي لأرفع ذروة * وحذار من درك الحضيض الأوضع
إن السعادة والغنى إن تقنعي * موفورة لك والشقا إن تطمعي
وله قصيدة في ثامن شوال سند 1343 ه‍، وهو اليوم الذي هدمت فيه
قبور أئمة الهدى الأطهار عليهم السلام في البقيع من قبل الوهابيين،
ومطلعها:
دهاك ثامن شوال بما دهما * فحق للعين إهمال الدموع دما
ومنها:
يوم البقيع لقد جلت مصيبته * وشاركت في شجاها كربلا عظما
وله - قدس سره - مراسلات شعرية وغير شعرية - علمية ووجدانية -
جرت بينه وبين السيد محسن الأمين العاملي - رحمه الله - تنم عن أدبه الجم

392
وخلفه الرفيع السامي، أوردها السيد الأمين في: أعيان الشيعة 4 / 257 -
261.
وله - رحمه الله رحمة واسعة - مراسلات شعرية أخرى جرت بينه وبين
آخرين، ومراث وتهان وأغراض شعرية غير ذلك، مذكورة في أغلب المصادر
التي ترجمت له.
تلامذته:
قد مر ذكر أسماء شيوخه وأساتذته، أما تلامذته. فقد تتلمذ على الشيخ
البلاغي - رضوان الله عليه - العديد من أعيان الطائفة وعلمائهم المشهورين،
فمن جملة الذين نهلوا من معين علمه وتتلمذوا عليه، أو حضروا مجلس درسه،
أو رووا عنه:
1 - السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، المتوفى سنة 1413 ه‍.
2 - السيد شهاب الدين محمد حسين الحسيني المرعشي النجفي،
المتوفى سنة 1411 ه‍.
3 - الشيخ ذبيح الله بن محمد علي الميلاني، المتوفى سنة 1405 ه‍.
4 - السيد محمد هادي الحسيني الميلاني، المتوفى سنة 1395 ه‍.
5 - الشيخ علي محمد البروجردي، المتوفى سنة 1395 ه‍.
6 - السيد محمد صادق بحر العلوم، المتوفى سنة 1390 ه‍.
7 - الشيخ محمد رضا آل فرج الله، المتوفى سنة 1386 ه‍.
8 - الشيخ محمد علي الأردوبادي، المتوفى سنة 1380 ه‍.
9 - الشيخ مهدي بن داود النجار، المتوفى سنة 1358 ه‍.
10 - الشيخ نجم الدين جعفر العسكري.
11 - الشيخ محمد رضا الطبسي النجفي.
12 - الشيخ جعفر باقر آل محبوبة.

393
13 - السيد صدر الدين الجزائري.
14 - الشيخ مجتبى اللنكراني النجفي.
15 - الشيخ مرتضى المظاهري النجفي.
16 - الشيخ محمد مهدي اللاهيجي.
17 - الميرزا محمد علي أديب الطهراني.
18 - الميرزا محمد علي التبريزي المدرس.
19 - الشيخ إبراهيم بن مهدي القريشي.
وفاته ومدفنه ورثاؤه:
توفي - نور الله مرقده - بمرض ذات الجنب، ليلة الاثنين 22 شعبان
1352 ه‍، فارتجت مدينة النجف بأكملها واجتمعت إلى بيته، وشيع تشييعا
يليق بمقامه، سار فيه آلاف من الجماهير يتقدمهم عظماء المجتهدين وأساطين
العلم والأدب، ودفن في الحجرة الثالثة الجنوبية من طرف مغرب الصحن
الشريف لمرقد أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، وهي
حجرة آل العاملي.
ومن العجيب أن مطلع إحدى قصائده - المذكورة آنفا - في مدح الإمام
الحجة المنتظر عليه السلام، في ذكر مولده السعيد المبارك، قوله:
حي شعبان فهو شهر سعودي * وعد وصلي فيه وليلة عيدي
فكان كما أجراه الله على لسانه، إذ وصل إلى رحمة ربه في شعبان،
ففجع الإسلام بوفاته، وثلم في الدين ثلمة لا يسدها أحد، تغمده الله بواسع
رحمته.
ورثاه أكابر العلماء والأدباء بعيون الشعر الحزين الدامع، وكان في
طليعتهم خاله العلامة السيد رضا الهندي - رحمه الله - في قصيدة رائعة ضمنها

394
بعض أسماء كتبه، ومطعلها:
إن تمس في ظلم اللحود موسدا * فلقد أضأت بهن (أنوار الهدى)
ولئن يفاجئك الردى فلطالما * حاولت إنقاذ العباد من الردى
هذا مدى تجري إليه فسابق * في يومه أو لاحق يمضي غدا
قد كنت أهو أنني لك سابق * هيهات قد سبق (الجواد) إلى المدى
فليندب (التوحيد) يوم مماته * سيفا على (التثليث) كان مجردا
وليبك دين محمد لمجاهد * أشجت رزيته النبي محمدا
وليجر أدمعه اليراع لكاتب * أجراه في جفن الهداية مرودا
وجد الهدى أرقا فأسهر جفنه * حرصا على جفن الهدى أن يرقدا
أأخي كم نثرت يداك من (الهدى) * بذرا فطب نفسا فزرعك أحصدا
إن كنت لم تعقب بنين فكل من * يهديه رشدك فهو منك تولدا
إلى آخرها، وهي طويلة كلها من هذا النمط العالي.
وله قصيدة أخرى في رثائه أيضا، منها:
قد خصك الرحمن في (آلائه) * فدعاك داعيه لدار لقائه
عمت رزيتك السما والأرض يا * داعي هداه بأرضه وسمائه
ما محيي الدين الحنيف تلافه * فالدين أوشك أن يموت بدائه
أوقدت (أنوار الهدى) من بعدما * قد جد أهل الكفر في إطفائه
ورفعت للتوحيد راية باسل * رد الضلال منكسا للوائه
يا باري القلم الذي إن يجر في * لوح أصاب الشرك حتم قضائه
ما السمر تشبه منه حسن قوامه * كلا ولا الأسياف حد مضائه
عجبا له يملي بيانك أخرسا * وترى الأصم ملبيا لدعائه

395
هو معجز طورا ويسحر تارة * أهل الحجى إن شاء في إنشائه
ورثاه العالم الأديب الشيخ محمد رضا المظفر في قصيدة مطلها:
يا طرف جد بسواد أو قذر * ماذا انتفاعك بعد الشمس بالنظر؟!
ومنها:
قد كان كالبدر في ليل الشتا ومضى * كالشمس معروفة بالعين والأثر
وفي رثائه قال السيد مسلم الحلي قصيدة، منها هذا البيت:
إني أرى الموت الزؤام ممثلا * للناس فعل الصيرف النقاد
وقد أرخ عام وفاته السيد محمد الحلي بأبيات، فقال:
دهي الإسلام إذ * به تداعى سوره
وشرع طه أسفا * لما مضى نصيره
مذ غاب أرخت ألا * غاب (الهدى) و (نوره)
وقال أحد معارفه:
في ذمة الله نفس بالجهاد قضت * فكان آخر شئ فارقت قلم
ورثاه الشيخ محمد تقي الفقيه - أحمد علماء جبل عامل - بمرثية، منها:
أفنيت نفسك بالجهاد وطالما * بدمائها روى اليراع الظامي
حتى تراءت في الجنان مهيضة * هتف الملائكة: (أدخلي بسلام)
ومنها:
صيرت قلبك شمعة وحملته * ضوء أمام الدين للإعظام
فأذبته فإذا المدامع أسطر * والنور معناها البديع السامي
ورثاه الشيخ محمد علي اليعقوبي بقصيدة مطلعها:
سلوا قبة الإسلام ماذا أمادها؟! * متى فوضت منها الليالي عمادها

396
وقد أحسن أحد الأدباء فخاطبه في رثائه:
زودت نفسك في حياتك زادها * تقوى الإله وذاك خير الزاد
ووصفه أحد البارعين فقال:
تحلى به جيد الزمان وأصبحت * تزان به الدنيا وتزهو الصحائف
ورثاه كذلك السيد محمود الحبوبي ومحمد صالح الجعفري والشيخ
محمد علي الأردوبادي، وغيرهم.
مصنفاته وآثاره العلمية:
في الحقيقة أنه لم يمت من خلف ما خلفه المترجم من الآثار التي
تهتدي بها الأجيال، وتحتج بها الأبطال، فإن في مؤلفاته ثمرات ناضجة قدمها
المترجم لرواد الحقيقة، وفيما يلي مسرد لها - وقد أشرت إلى ما هو مطبوع منها
فعلا قدر المستطاع - عسى الله تعالى أن يقيض من يعثر على غير المطبوع منها
فيحييه:
1 - الهدى إلى دين المصطفى.
في الرد على النصارى، طبع لأول مرة في جزءين في صيدا سنتي 1330
و 1331 ه‍، وطبع في النجف الأشرف سنة 1965 م، ثم أعادت طبعه دار
الكتب الإسلامية في قم، بالتصوير على الطبعة الثانية.
2 - الرحلة المدرسية، أو: المدرسة السيارة.
في الرد على اليهود والنصارى، في ثلاثة أجزاء، طبع عدة مرات في
النجف الأشرف وبيروت.
ثم طبع الجزء الأول منه بتحقيق يوسف الهادي، وصدر عن مؤسسة
البلاغ في طهران سنة 1413 ه‍.
كما ترجم الكتاب إلى الفارسية، وطبع في النجف الأشرف أيضا.

397
3 - أعاجيب الأكاذيب.
في الرد على النصارى، طبع لأول مرة في النجف الأشرف سنة
1345 ه‍.
حققته وصدر في قم سند 1412 ه‍ عن دار الإمام السجاد عليه السلام،
ثم أعادت دار المرتضى في بيروت طبعه - بالتصوير على هذه الطبعة - سنة
1413 ه‍.
ترجم إلى الفارسية تحت عنوان: (شكفت آور دروغ) من قبل عبد الله
إيراني - ولعله اسم مستعار آخر للمؤلف - وطبع في النجف الأشرف سنة
1346 ه‍.
4 - التوحيد والتثليث.
في الرد على النصارى، طبع لأول مرة في صيد سنة 1332 ه‍.
حققته وصدر في قم سنة 1411 ه‍ عن مؤسسة قائم آل محمد عجل الله
تعالى فرجه الشريف، ثم أعادت طبعه - بالتصوير على هذه الطبعة - دار
المؤرخ العربي في بيروت.
5 - عمانوئيل.
في المحاكمة مع بني إسرائيل.
6 - داعي الإسلام وداعي النصارى.
في الرد على النصارى.
7 - رسالة في الرد على جرجيس سايل وهاشم العربي.
في الرد على النصارى أيضا.
8 - رسالة في الرد على كتاب (ينابيع الإسلام).
في الرد على النصارى أيضا.
9 - المسيح والأناجيل.
في الرد على النصارى كذلك، طبع بتمامه في مجلة (الهدى) العمارية

398
العراقية، في عدة من أعدادها سنة 1348 ه‍.
10 - رسالة في الرد على كتاب (تعليم العلماء).
11 - نور الهدى.
في الرد على شبهات وردت من لبنان، مطبوع في النجف الأشرف.
12 - البلاغ المبين.
في الإلهيات، طبع في بغداد سنة 1348 ه‍.
13 - أنوار الهدى.
في الرد على الطبيعيين والماديين وشبهاتهم الإلحادية، طبع الجزء الأول
منه في النجف الأشرف سنة 1340 ه‍.
وأعيد طبعه في بيروت، ثم طبع بالتصوير على هذه الطبعة في قم.
وترجم إلى الأوردية، وطبع في لكنهو بالهند.
14 - مصابيح الهدى، أو: المصابيح في بعض من أبدع في الدين في
القرن الثالث عشر.
في الرد على القاديانية والبابية والبهائية والأزلية، طبع قسم منه.
15 - الشهاب.
في الرد على كتاب (حياة المسيح) للقاديانية.
16 - نصائح الهدى، أو: نصائح الهدى والدين إلى من كان مسلما وصار
بابيا.
في الرد على البابية والبهائية، طبع في بغداد سنة 1339 ه‍.
وترجمه إلى الفارسية السيد علي العلامة الفاني الأصفهاني - المتوفى
سنة 1409 ه‍ تحت عنوان: نصيحت بفريب خوركان باب وبهاء، وصدر في أصفهان سنة 1369 ه‍، ثم أعيد طبع الترجمة هذه في قم سنة 1405 ه‍.
17 - دعوى الهدى إلى الورع في الأفعال والفتوى.
في إبطال فتوى الوهابيين بهدم قبور الأئمة الأطهار عليهم السلام في

399
البقيع وبقية القبور في مكة المكرمة والمدينة المنور، طبع في النجف الأشرف
سنة 1344 ه‍.
18 - رسالة أخرى في الرد على الوهابية.
وهي في تفنيد فتواهم أيضا، مطبوعة أيضا.
19 - رسالة في الاحتجاج لكل ما انفردت به الإمامية بما جاء من
الأحاديث في كتب غيرهم.
20 - إلزام المتدين بأحكام دينه.
بطراز جذاب وأسلوب فريد في بابه.
21 - رسالة في رد أوراق وردت من لبنان.
ولعلها نفس الكتاب المتقدم برقم 11.
22 - مسألة في البداء.
رسالة صغيرة نشرها الشيخ محمد حسين آل ياسين لأول مرة في بغداد
سنة 1374 ه‍، في آخر المجموعة الرابعة من سلسلة (نفائس المخطوطات).
حققتها ثانية، وصدرت في قم سنة 1414 ه‍ ضمن كتيب (رسالتان في
البداء).
23 - داروين وأصحابه.
مطبوع.
24 - نسمات الهدى.
طبع في بعض أعداد مجلة (العرفان).
25 - أجوبة المسائل البغدادية.
في أصول الدين، مطبوعة.
26 - أجوبة المسائل التبريزية.
في الطلاق وتعدد الزوجات والحجاب.

400
28 - آلاء الرحمن في تفسير القرآن.
توفي - رحمه الله - ولم يتمه، إذ وصل فيه إلى نهاية تفسير آية الوضوء من
سورة المائدة، وقد طبع لأول مرة في لبنان في جزءين، وأعادت مكتبة الوجداني
في قم طبعه - بالتصوير - على هذه الطبعة.
29 - رسالة في تكذيب رواية التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري
عليه السلام.
حققها الشيخ رضا الأستادي ونشرها في قم، في مجلة (نور علم) العدد
1، السنة 2، ربيع الآخر 1406 ه‍.
30 - رسالة في وضوء الإمامية وصلاتهم وصومهم.
طبعت بالإنكليزية، أما الأصل العربي فلم يطبع.
31 - رسالة في الأوامر والنواهي.
32 - تعليقة على (العروة الوثقى) للسيد اليزدي.
33 - تعليقة على مباحث البيع من كتاب (المكاسب) للشيخ الأنصاري.
طبعت في النجف الأشرف سنة 1343 ه‍.
34 - تعليقة على كتاب الشفعة من كتاب (جواهر الكلام).
35 - رسالة في حرمة حلق اللحية.
طبعت في قم بتقديم الشيخ رضا الأستادي.
36 - رسالة في الخيارات.
37 - رسالة في التقليد.
38 - رسالة في صلاة الجمعة لمن سافر بعد الزوال.
39 - رسالة في بطلان العول والتعصيب.
40 - رسالة في عدم تزويج أم كلثوم.
41 - العقود المفصلة في حل المسائل المشكلة.
وهي 14 عقدا في الفقه وأصوله، وهي:

401
أ - رسالة في العلم الاجمالي.
ب - رسالة في قاعدة على اليد ما أخذت.
ج - رسالة في تنجيس المتنجس.
د - رسالة في اللباس المشكوك.
طبعت الرسائل الأربع هذه مع تعليقته على (المكاسب) في النجف
الأشرف.
ه‍ - رسالة في ذبائح أهل الكتاب.
و - رسالة في ضبط الكر.
ز - رسالة في ماء الغسالة.
ح - رسالة في حرمة مس المصحف على المحدث.
ط - رسالة في إقرار المريض.
ي - رسالة في منجزات المريض.
ك - رسالة في مواقيت الاحرام.
ل - رسالة في القبلة وتعيين مواقع البلدان المهمة في العالم من مكة
المكرمة بحسب الاختلاف في الطول والعرض.
م - رسالة في إلزامهم بما ألزموا به أنفسهم.
طبعت بتصحيح علي أكبر الغفاري في إيران سنة 1378 ه‍.
ن - رسالة في الرضاع.
42 - رسالة أخرى في فروع الرضاع على مذهب الإمامية والمذاهب
الأربعة.
وغيرها.
رسالتنا هذه:
لقد ذكر أغلب المترجمين للعلامة البلاغي - قدس الله سره - أن له

402
رسالتين اثنتين مطبوعتين في رد الوهابية.
فقد ذكر الشيخ آقا بزرك الطهراني - رحمه الله - رسالة: (دعوى
الهدى..) التي أوردناها آنفا برقم 17، ذكرها في الذريعة 8 / 206 رقم 843
وأنها مطبوعة في سنة 1344 ه‍، وذكر الرسالة الثانية - التي أوردناها برقم 18 -
في الذريعة 10 - 236 رقم 740.
ثم ذكرهما أيضا في نقباء البشر في القرن الرابع عشر 1 / 325 ضمن
تعداده لكتب الشيخ البلاغي المطبوعة، ولم يصرح باسم الرسالة الأولى أو
بتاريخ طبع الرسالتين أو إحداهما.
وذكرهما له أيضا السيد محسن الأمين العاملي - رحمه الله - في أعيان
الشيعة 4 / 256 بالرقمين 12 و 13، ولم يصرح بعنوان خاص لإحداهما أو
بتاريخ طبعهما.
كما ذكرهما له الأستاذ المحامي توفيق الفكيكي - رحمه الله - ضمن
مؤلفاته المطبوعة، في مقدمته للطبعة الثانية من كتاب (الهدى إلى دين
المصطفى) ص 13، بالتسلسلين 9 و 10، ولم يصرح بعنوان خاص لإحداهما
أو بتاريخ طبعهما أيضا.
وكذلك ذكرهما كوركيس عواد في معجم المؤلفين العراقيين 3 / 124
بالرقمين 10 و 11، ولم يصرح بعنوان خاص لإحداهما أو بتاريخ طبعهما هو
الآخر.
أما الرسالة هذه، فقد عثرت على ثلاث نسخ منها بعد جهد جهيد،
وكانت جميعها خالية من اسم الرسالة والمؤلف، تتألف من 45 صفحة،
ومطبوعة على الحجر في النجف الأشرف، وكان الفراغ منها في ليلة 14 ربيع الأول سنة 1345 ه‍.

403
وبقرائن: زماني التأليف والطبع ومكانيهما، وعدم ذكر اسم المؤلف (20)،
بل ذكر في الانهاء اسم مستعار هو (عبد الله)، وقوة العرض والاستدلال بالرغم
من صغر الرسالة، وأدب المؤلف وأخلاقه في المحاججة والنقاش، وكل ما يعبر
عنه ب‍: نفس المؤلف وأسلوبه في التصنيف والتأليف...
بقرينة كل ذلك أمكنني الجزم أن رسالتنا هذه هي إحدى الرسالتين اللتين
نمقهما يراع المؤلف - قدس سره - في هذا المجال.
فإذا ما احتملنا أن ما ورد في الذريعة 8 / 206 رقم 843 من أن تاريخ
طبع رسالة (دعوى الهدى) هو غلط مطبعي، وأن الصحيح هو سنة 1345 ه‍
بدلا من 1344 ه‍، لكانت هذه الرسالة هي تلك بعينها، مع ملاحظة أن
المؤلف - قدس سره - لم يحل أو يشر في رسالته هذه إلى أن له رسالة أخرى
في نفس الغرض.
أما إذا لم يصح ما احتملناه، فتكون هذه الرسالة هي الرسالة الثانية
للشيخ البلاغي - قدس سره - لا غير.
أهميتها:
رسالة صغيرة الحجم، كبيرة المحتوى، فهي بعيدة عن
التطويل الممل أو الاختصار المخل، فقد اشتملت على جل المباحث
اللازمة في الرد على الوهابية، وامتازت - بالرغم من صغر حجمها، وكبقية
رسائل الشيخ البلاغي - بإيفاء الموضوع حقه، بالحجة القاطعة، والدليل
النقلي القوي، والبرهان العقلي المقنع، فقد اعتمد المؤلف - رحمه الله - على



(21) كما في كتبه: (الهدى إلى دين المصطفى) في طبعته الأولى، (التوحيد والتثليث)،
و (أعاجيب الأكاذيب) وقد أنهاه بتوقيع: عبد الله العربي، و (أنوار الهدى) وقد وضع عنوان
المراسلة معه على الصفحة الأولى باسم: كاتب الهدى النجفي، و (البلاغ المبين) وهو
محاورة بين شخصين، هما: (عبد الله) و (رمزي) وأنهاه بتوقيع: عبد الله، وغيرها.
404
أمهات المصادر المعتمدة لدى عامة المسلمين، لدحض شبهات هذه الفرقة
الضالة، وإثبات مراده، مضافا إلى ذلك دماثة الأخلاق والأدب الرفيع في
المناقشة والمناظرة.
منهج العمل فيها:
استفدت من علامات الترقيم الحديثة في إعادة تقطيع النص وتوزيعه،
وأثبت الإيضاحات في الهامش، وخرجت الأحاديث والروايات اعتمادا على
مصادرها الأصلية قدر الإمكان، أما إذا لم يتوفر المصدر الأصلي لدي، فإني
قمت بتخريجها على عدة مصادر أخرى، وربما عضدت الجميع بمصادر
إضافية إمعانا في إقامة الحجة وإثباتها.
كما أني أصلحت الأغلاط الإملائية والطباعية التي لا تخلو منها أية طبعة
لأي كتاب، وخاصة إذا كانت طبعة حجرية، ولم أشر إلى ذلك إلا في
موضعين.
أما ما وضعته من معقوفين [] ولم أشر إليه في الهامش، فهو أحد الثلاثة:
* إما عنوان وضعته بين الفقرات والمطالب لزيادة الايضاح.
* أو إضافة من المصدر المنقول عنه يقتضيها نسق المطلب، ربما سقطت اثنا الطبع.
* أو زيادة من عند نفسي يقتضيها السياق، ربما سقطت أثناء الطبع
أيضا.
شكر لا بد منه:
لا يسعني وأنا أقدم هذه الرسالة إلا أن أشكر كل من أعانني وأسدى إلي
معروفا، لإخراجها بأفضل صورة ممكنة، لا سيما سماحة حجة الإسلام
والمسلمين المحقق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، الذي تفضل علي

405
بقراءتها وإبداء الملاحظات العلمية حولها، وكذا كل من ساهم بمراحل تهيئتها
وإخراجها الأخرى.
واشكر كذلك مؤسسة آل البيت (عليهم السلام) لإحياء التراث، في
قم، لتفضلها بنشر هذه الرسالة المهمة على صفحات مجلتها الغراء (تراثنا).
وفق الله الجميع لخدمة دينه الحنيف ومراضيه.
وكلمة أخيرة لا بد منها:
فأنا لا أدعي كمالا في عملي هذا، فما كان إلا في خدمة الدين والدفاع
عنه ابتغاء غفران الله جل وعلا ورضوانه، وما هو إلا من منه وفضله وحسن
توفيقه، عسى الله أن ينفع به، فهو ولي ذلك، والله من وراء القصد، وهو يهدي
السبيل.
وإن هو إلا صفحات متواضعة أعددتها ليوم فقري وفاقتي، أرفعها إلى
مقام الإمام الحجة المتظر المهدي عجل الله فرجه الشريف، راجيا منه
عليه السلام نظرة عطف ولطف.
والحمد لله رب أولا وآخرا، وصلى الله وسلم على محمد وآله الطيبين
الطاهرين.
محمد علي الحكيم
9 جمادى الأولى 1415 ه‍

406
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة على محمد سيد الأولين
والآخرين صلى الله عليه وسلم وعلى آله أجمعين
وبعد فقد عثرت في بعض الجرائد سؤال
نصه هذا غادر مكة في شهر رمضان الماضي
الشيخ عبد الله بن بليهد قاضي قضاة الوهابيين
في الحجاز قاصد المدينة المنور وقد تلقت جريدة
أم القرى من مكاتبها في المدينة أن الشيخ ابن بليهد
اجتمع بعلماء المدينة وباحثهم في أمور كثيرة ثم وجه
إليهم السؤال الآتي بسم الله الرحمن الرحيم ما قول
علماء المدينة المنورة زادهم الله فهما وعلما في البنا
صورة الصفحة الأولى من الرسالة

407
على الفقراء والمحاويج لإهداء ثوابه لصاحب
القبر لكونه من أهل الكرامة في الدين و
القربى الخ وهذا أوان اختتام الرسالة
وأرجو أن ينفع الله بها إنه هو المتفضل
المنان وقد حصل الفراغ منه بيد مؤلفه
الفقير إلى الله عبد الله أحد طلبة العراق في
ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الأول
سنة خمس وأربعين بعد الألف و
ثلاثمأة هجرية والحمد
لله رب العالمين
صورة الصفحة الأخيرة من الرسالة

408
[الرد على الوهابية]
[تمهيد:]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة على محمد سيد الأولين
والآخرين، صلى الله عليه وسلم، وعلى آله أجمعين.
وبعد،
فقد عثرت في بعض الجرائد (1) على سؤال نصه هذا:
(غادر مكة في شهر رمضان الماضي الشيخ عبد الله بن بليهد،
قاضي قضاة الوهابيين في الحجاز، قاصدا المدينة المنورة، وقد تلقت
جريدة أم القرى من مكاتبها في المدينة أن الشيخ ابن بليهد اجتمع
بعلماء المدنية وباحثهم في أمور كثيرة، ثم وجه إليهم السؤال الآتي:
بسم الله الرحمن الرحيم، ما قول علماء المدينة المنورة - زادهم



(1) هي جريدة (أم القرى) العدد 69، بتاريخ 17 شؤال 1344 ه‍.
وهذا مما أفادني به سماحة العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي دام بقاؤه.
409
الله فهما وعلما - في البناء على القبور واتخاذهم مساجد، هل هو جائز
أم لا؟
وإذا كان غير جائز، بل ممنوع منهي عنه نهيا شديدا، فهل يجب
هدمها ومنع الصلاة عندها أم لا؟
وإذا كان البناء في مسبلة - كالبقيع - وهو مانع من الانتفاع
بالمقدار المبني عليه، فهل هو غصب يجب رفعه، لما فيه من ظلم
المستحقين ومنعهم استحقاقهم، أم لا؟
وما يفعله الجهال عند هذه الضرائح، من التمسح بها، ودعائها
مع الله، والتقرب بالذبح والنذر لها، وإيقاد السرج عليها، هل هو جائز
أم لا؟
وما يفعل عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، من التوجه إليها
عند الدعاء وغيره، والطواف بها وتقبيلها والتمسح بها، وكذلك ما يفعل
في المسجد الشريف، من الترحيم والتذكير بين الأذان والإقامة وقبل
الفجر ويوم الجمعة، هل هو مشروع أم لا؟
أفتونا مأجورين، وبينوا لنا الأدلة المستند إليها، لا زلتم ملجأ
للمستفيدين).
وهذا نص الجواب:
(أما البناء على القبور فهو ممنوع إجماعا، لصحة الأحاديث
الواردة في منعه، وبهذا أفتى كثير من العلماء بوجوب هدمه، مستندين
على ذلك بحديث علي رضي الله عنه أنه قال لأبي الهياج: (ألا
أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن لا تدع

410
تمثالا إلا طمسته، ولا قبرا مشرفا إلا سويته) رواه مسلم (2).
وأما اتخاذ القبور مساجد والصلاة فيها فممنوع مطلقا، وإيقاد
السرج عليه ممنوع أيضا، لحديث ابن عباس: (لعن رسول الله
زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج) رواه أهل السنن (3).
وأما ما يفعله الجهال عند الضرائح، من التمسح بها، والتقرب
إليها بالذبائح والنذور، ودعاء أهلها مع الله، فهو حرام، ممنوع شرعا،
لا يجوز فعله أصلا.
وأما التوجه إلى حجرة النبي صلى الله عليه وسلم عند الدعاء،
فالأولى منعه، كما هو معروف من فقرات كتب المذهب، ولأن أفضل الجهات جهة القبلة.
وأما الطواف بها والتمسح بها وتقبيلها، فهو ممنوع مطلقا.
وأما ما يفعله من التذكير والترحيم والتسليم في الأوقات
المذكورة، فهو محدث.
هذا ما وصل إليه علمنا السقيم).
ويلي ذلك توقيع 15 عالما.
وقد علقت جريدة (أم القرى) على هذه الفتوى بمقالة افتتاحية
قائلة:
(إن الحكومة ستسير في تنفيذ أحكام الدين رضي الناس أم
كرهوا) إنتهى.



(2) صحيح مسلم 2 / 666 ح 93 ب 31، كما ورد الحديث باختلاف يسير في بعض ألفاظه
في المصادر التالية: مسند أحمد 1 / 96 و 129، سنن النسائي 4 / 88، سنن أبي داود
3 / 215 ح 3218، سنن الترمذي 3 / 366 ح 1049 ب 56.
(3) سنن أبي داود 3 / 218 ح 3236، سنن النسائي 4 / 95.
411
واطلعت أيضا على مقالة في بعض الجرائد المصرية (*)، وهذا
نصها:
(تغلب الوهابيون على الحجاز، فأوفدت حكومة إيران وفدا
- على رأسه حضرات أصحاب السعاة: ميرزا غفار خان
جلال السلطنة، ويزرها المفوض في مصر، وميرزا حبيب الله خان
هويدا عين الملك، قنصلها الجنرال (4) بالشام - إلى الحجاز، ليتبينوا
وجه الحقيقة فيما أذيع على العالم الإسلامي أجمع من فظائع
الوهابيين في البلاد المقدسة، وأتم هذا الوفد الرسمي مهمته، ورفع
تقريره إلى حكومته.
ولما تجدد نشر الإشاعات بأن الوهابيين هم هم.
وأن التطور الذي غشي العالم أجمع لم يصلح من فساد تطرفهم
شيئا.
وأنهم هدموا القباب والمزارات المباركة المنبثة في أرجاء ذلك
الوادي المقدس.
وأنهم ضيقوا الحرية المذهبية الإسلامية، نشرا لمذهبهم،
وتوسيعا لنطاق نحلتهم، في الوقت الذي تقوم به جميع حكومات
العالم على رعاية الحريات المذهبية.
أصدرت (5) أمرها بوقف التصريح بالسفر للحجاز، حماية
لرعاياها، وحفظا لهم من قصد بلاد لم يعرف تماما كنه الحكم فيها.
وعادت فأوفدت سعادت ميرزا حبيب الله خان هويدا، قنصلها



* هي جريدة (المقطم) في عددها الصادر في 2 شوال سنة 1344 ه‍.
(4) أي: القنصل العام.
(5) جواب (لما) المتقدمة.
412
الجنرال (6) في الشام ثانية، للتحقق من مبلغ صدق تلك الإشاعات،
فإذا بها صحيحة في جملتها!
لم تمنع الحكومة الإيرانية رعاياها من السفر إلى الحجاز لأن
حكومته وهابية فحسب، ولكن الإيرانيين ألفوا في الحج والزيارة شؤونا
يعتقدون أنها من مستلزمات أداء ذلك الركن، ويشاركهم في ذلك
جمهور المسلمين من غير الوهابيين، كزيارة مشاهد أهل البيت،
والاستمداد من نفحاتهم، وزيارة مسجد منسوب للإمام علي عليه
السلام.
وقد قضى الوهابي على تلك الآثار جملة، وقضى رجال - وكل
فرد منهم حكومة قائمة - على الحرية المذهبية.
فمن قرأ الفاتحة على مشهد من المشاهد، جلد.
ومن دخن سيجارة أو نرجيلة، أهين وضرب وزج في السجن، في
الوقت الذي تحصل فيه إدارة الجمارك الحجازية رسوما على واردات
البلاد من الدخان والتمباك.
ومن استنجد بالرسول المجتبى عليه صلوات الله وسلامه بقوله:
(يا رسول الله) عد مشركا.
ومن أقسم بالنبي أو بآله، عد خارجا عن سياج الملة.
وما حادثة السيد أحمد الشريف السنوسي (7) - وهو علم من



(6) أي: القنصل العام.
(7) هو السيد أحمد الشريف بن محمد بن محمد بن علي السنوسي (1284 - 1351 ه‍) ولد
وتفقه في (الجغبوب) من أعمال ليبيا، قاتل الإيطاليين في حربهم مع الدولة العثمانية سنة
1339 ه‍، دعي إلى إسلامبول بعد عقد الصلح بين إيطاليا والعثمانيين، ثم رحل منها إلى
الحجاز، كان من أنبل الناس جلالة قدر وسراوة حال ورجاحة عقل، وكان على علم غزير،
وقد صنف في أوقات فراغه كتبا عديدة.
أنظر: الأعلام 1 / 135.
413
أعلام المسلمين المجاهدين - ببعيدة، إذ كان وقوفه وقراءته الفاتحة
على ضريح السيدة خديجة رضوان الله عليها، سببا كافيا في نظر
الوهابيين لإخراجه من الحجاز.
كل هذا حاصل في الحجاز لا ينكره أحد، ولا يستطيع الوهابي
ولا دعاته ولا جنوده أن يكذبوه).
إنتهى ما أردنا نقله من تلك الجريدة.
فرأيت أن أتكلم معهم بكلمات وجيزة، جارية في نهج
الإنصاف، خالية عن الجور والتعصب والاعتساف، سالكا سبيل الرفق
والاعتدال، ناكبا على طريق الخرق والجدال، فما المقصود إلا هداية
العباد، والله ولي الرشاد.
ثم إنا نتكلم فيما طعن به الوهابيون على سائر المسلمين في
ضمن فصول، والله المستعان.
وأجتنب فيه عن الفحش في المقال، والطعن والوقيعة والجدال.
هذا، لما يندمل، وإن القلوب لحرى، والعيون لعبرى،
على الرزية التي عمت الإسلام والمسلمين، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ويا لها من رزية جليلة، ومصيبة فاظعة (8) فادحة، وثلمة عظيمة في
الإسلام أليمة فجيعة!
كحلت بمقطرك العيون عماية * وأجل وقعك كل أذن تسمع (9)



(8) كذا في الأصل، (قاطعة)، والأصوب لغة أن تكون: (فظيعة).
(9) من قصيدة لدعبل الخزاعي، يرثي بها سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وقد ورد البيت باختلاف في بعض ألفاظه في الديوان المطبوع
ومصادر أخرى هكذا:
كحلت بمنظرك العيون عماية * وأصم نعيك كل أذن تسمع
أنظر: ديوان دعبل: 226، معجم الأدباء 11 / 110 و 3 / 129 وفيه: (رزؤك) بدل
(نعيك) ولم يسم قائله هنا، الحماسة البصرية 1 / 201.
414
وعلى الجملة:
فقد هدموا شعائر الدين، وجرحوا قلوب المسلمين، بفتوى
خمسة عشر، تشهد القرائن بأنهم مجبورون مضطرون على هاتيك
الفتيا!
ويشهد نفس السؤال - أيضا - بذلك، حيث إن السائل يعلمهم
الجواب في ضمن السؤال بقوله: (وإذا كان غير جائز، بل ممنوع منهي
عنه نهيا شديدا).!
ويومئ إلى - أيضا - ما في الجريدة، أنه اجتمع إليهم أولا،
وباحثهم ثانيا، ومن بعد ذلك وجه إليهم السؤال المزبور!
ولقد حدثني بعض الثقات من أهل العلم - بعد رجوعه من
المدينة - عن بعض علمائها، أنه قال: إن الوهابية أوعدوني وعالمين
غيري بالقتل والنهب والنفي (على مساعدتهم) (10) في الجواب، فلم
نفعل.
هذي المنازل بالغميم فنادها * واسكب سخي العين بعد جمادها (11)



(10) كذا في الأصل، والصواب: (إن لم نساعدهم).
(11) مطلع قصيدة للشريف الرضي، يرثي بها سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام، في يوم عاشوراء سنة 391 ه‍.
أنظر: ديوان الشريف الرضي 1 / 360.
415
الفصل الأول
في توحيد الله في العبادة
إعلم أن من ضروريات الدين، والمتفق عليه بين جميع طبقات
المسلمين، بل من أعظم أركان أصول الدين: اختصاص العبادة بالله
رب العالمين.
فلا يستحقها غيره، ولا يجوز إيقاعها لغيره، ومن عبد غير فهو
كافر مشرك، سواء عبد الأصنام، أو عبد أشرف الملائكة، أو أفضل
الأنام.
وهذا لا يرتاب فيه أحمد ممن عرف دين الإسلام.
وكيف يرتاب؟! وهو يقرأ في كل يوم عشرات مرات: (إياك نعبد
وإياك نستعين) (12).
ويقرأ: (قل يا أيها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم
عابدون ما أعبد * ولا أنا عباد ما عبدتم * ولا أنتم عابدون ما أعبد *
لكم دينكم ولي ديني). (13).
ويقرأ في سورة يوسف: (إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا



(12) سورة الفاتحة 1: 5.
(13) سورة الكافرون 109: 1 - 6.
416
إياه) (14).
ويقرأ في سورة النحل: (وقال الذين أشركوا لو شاء الله
ما عبدنا من دونه من شئ نحن ولا آباؤنا ولا حرمنا من دونه من شئ
كذلك فعل الذين من قبلهم فهل على الرسل إلا البلاغ المبين) (15).
ويقرأ في سورة التوبة: (وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحد لا إله
إلا هو سبحانه عما يشركون) (16).
ويقرأ في سورة البقرة: (أم كنتم شهداء إذ حضر يعقوب الموت
إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم
وإسماعيل وإسحاق إلها واحد ونحن له مسلمون) (17).
ويقرأ في [سورة] الزمر: (والذين اتخذوا من دونه أولياء
ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله الزلفى إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه
يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار) (19).
ويقرأ فيها: (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن
أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن



(14) سورة يوسف 12: 40.
(15) سورة النحل 16: 35.
(16) سورة التوبة 9: 31.
(17) سورة البقرة 2: 133.
(18) سورة الأعراف 9: 65 - 70.
(19) سورة الزمر 39: 3.
417
من الشاكرين) (20).
ويقرأ فيها: (قل الله أعبد مخلصا له ديني) (21).
ويقرأ في سورة النساء: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا) (22).
ويقرأ في سورة هود: (ألا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير
وبشير) (23).
ويقرأ في سورة العنكبوت: (يا عبادي الذين آمنوا إن أرضي
واسعة فإياي فاعبدون) (24).
إلى غير ذلك من الآيات الفرقانية، والأحاديث المتواترة (25).
لكن العبادة - كما هو المفسر في لسان المفسرين، وأهل
العربية، وعلماء الإسلام -: غاية الخضوع، كالسجود، والركوع،
ووضع الخد على التراب والرماد تواضعا، وأشباه ذلك، كما يفعله عباد
الأصنام لأصنامهم (26).



(20) سورة الزمر 39: 65 و 66.
(21) سورة الزمر 39: 14.
(22) سورة النساء 4: 14.
(23) سورة هود 11: 2.
(24) سورة العنكبوت 29: 56.
(25) أنظر ذلك في تفسير الآيات الكريمة المتقدمة - على سبيل المثال - وغيرها في مختلف
التفاسير، ولاحظ كتاب (التوحيد) للشيخ الصدوق، والكافي 1 / 57 - 127 كتاب
التوحيد.
(26) أنظر ذلك - على سبيل المثال - في تفسير آية (إياك نعبد وإياك نستعين) في: التبيان
1 / 37 - 39، مجمع البيان 1 / 25 - 26، الصافي 1 / 71 - 72، كنز الفوائد 1 / 54 -
56، نور الثقلين 1 / 19 - 20، آلاء الرحمن 1 / 56 - 59، البيان: 456 - 483، الجامع
لأحكام القرآن 1 / 145، جامع البيان 1 / 160، الدر المنثور 1 / 37، التفسير الكبير
1 / 242، ومادة (عبد) في: لسان العرب 3 / 273.
418
وأما زيارة القبور والتمسح بها وتقبيلها والتبرك بها، فليس من
ذلك في شئ كما هو واضح، بل ليس فيها شئ من الخضوع فضلا
عن كونها غاية الخضوع.
مع أن مطلق الخضوع - كما عرفت - ليس بعبادة، وإلا لكان
جميع الناس مشركين حتى الوهابيين! فإنهم يخضعون للرؤساء
والأمراء والكبراء بعض الخضوع، ويخضع الأبناء للآباء، والخدم
للمخدومين، والعبيد للموالي، وكل طبقة من طبقات الناس للتي فوقها،
فيخضعون إليهم بعض الخضوع، ويتواضعون لهم بعض التواضع.
هذا، وقد قال الله عز من قائل في تعليم الحكمة: (واخفض
لهما جناح الذل من الرحمة) (27).
أترى الله حين أمر بالخضوع للوالدين أمر بعبادتهما؟!
ويقول سبحانه: (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
ولا تجهروا له بالقول...) إلى آخرها (28).
أليس هذا خضوعا وتواضعا؟!
أترى الله سبحانه أمر بعبادة نبيه؟!
أوليس التواضع من الأخلاق الجميلة الزكية، وهو متضمن لشئ
من الخضوع لا محالة؟!
أوترى الله نهى أن يصنع بأنبيائه وأوليائه نظير ما أمر أن يصنع
بسائر المسلمين من التواضع والخضوع؟!
وقد كان الصحابة يتواضعون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم،



(27) سورة الإسراء 17: 24.
(28) سورة الحجرات 49: 2.
419
ويخضعون له، وذلك من المسلمات بين أهل السير والأخبار.
بل روى البخاري في صحيحه:
* (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهاجرة إلى البطحاء،
فتوضأ، ثم صلى الظهر ركعتين، والعصر ركعتين، وبين يديه عنزة.
قال شعبة: وزاد فيه عون: عن أبيه، عن أبي جحيفة، قال: كان
تمر (29) من ورائها المرأة.
وقام الناس فجعلوا يأخذون يده (30) فيمسحون بها وجوههم.
قال: فأخذت بيده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من
الثلج، وأطيب رائحة من المسك) (31).
[زيارة القبور:]
وأما الأخبار الدالة على زيارة القبور فنذكر عدة منها، وإن كان
لا حاجة إلى ذكرها لوضوح المسألة، حتى أن الوهابيين - أيضا - غير
مانعين عن أصل الزيارة:
* فروى البخاري عنه صلى الله عليه وآله وسلم، أنه (خرج يوما
فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى
المنبر...) إلى آخره (32).
* وروى فيه عن أنس، قال: (مر النبي صلى الله عليه وسلم



(29) في المصدر: يمر.
(30) في المصدر: يديه.
(31) صحيح البخاري 4 / 229.
(32) صحيح البخاري 2 / 114، سنن أبي داود 3 / 216 ح 3223 إلى كلمة (انصرف).
420
بامرأة تبكي عند قبر، فقال: اتقي الله واصبري...) إلى آخره (33) ولم
ينهها عن زيارة القبر.
* وروى الدارقطني في السنن وغيرها، والبيهقي، وغيرهما، من
طريق موسوي بن هلال العبدي، عن عبد الله العمري، عن نافع، عن
ابن عمر، قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زار قبري
وجبت له شفاعتي) (34).
* وعن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، مرفوعا، عن النبي
صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قال: (من جاءني زائرا ليس له حاجة إلا
زيارتي، كان حقا علي أن أكون له شفيعا يوم القيامة) (35).
* عن ليث ومجاهد، عن [ابن] عمر، قال صلى الله
عليه وسلم، (من حج وزار قبري بعد وفاتي، كان كمن زارني في
حياتي) (36).



(33) صحيح البخاري 9 / 18 باختلاف يسير في بعض الألفاظ، وفي 2 / 93 إلى كلمة
(واصبري) باختلاف يسير في بعض الألفاظ أيضا، وانظر: الأنوار في شمائل النبي
المختار 1 / 200 ح 239 والمصادر الأخرى التي في هامشه.
(34) سنن الدارقطني 2 / 278 ح 194، شعب الإيمان 3 / 490 ح 4159، مجمع الزوائد
4 / 2، الصلات والبشر: 142، الدر المنثور 1 / 569، كنز العمال 15 / 651
ح 42583، الكنى والأسماء 2 / 64، الكامل 6 / 2350، وانظر: الغدير 5 / 93 - 96
ح 1 ومصادره.
(35) ورد الحديث باختلاف يسير في: المعجم الكبير 12 / 291 ح 13149، مجمع الزوائد
4 / 2، الصلات والبشر: 142، الدر المنثور 1 / 569، كنز العمال 12 / 256
ح 34928، وانظر: الغدير 5 / 97 - 98 ح 2 ومصادره.
(36) سنن الدارقطني 2 / 278 ح 192، شعب الإيمان 3 / 489 ح 4154، السنن الكبرى
5 / 246، المعجم الكبير 12 / 406 ح 13497، الصلات والبشر: 143، الدر المنثور
1 / 569، كنز العمال 5 / 135 ح 12368 و 15 / 651 ح 42582، وفيها: (فزار) بدل
(وزار)، وانظر: الغدير 5 / 98 - 100 ح 3 ومصادره.
421
* وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: (من زارني كنت له شهيدا أو شفيعا) (37).
* وعن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: (من حج [البيت] ولم يزرني فقد جفاني) (38).
* وعن أبي هريرة، مرفوعا، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
قال: (من زارني بعد موتي فكأنما زارني حيا) (39).
* وعن أنس، مرفوعا، عن النبي صلى الله عليه وسلم،
[قال]: (من زارني ميتا كمن زارني حيا، ومن زار قبري وجبت له
شفاعتي يوم القيامة (40).
* وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (من
زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي، ومن لم يزرني فقد



(37) ورد الحديث باختلاف يسير في: شعب الإيمان 3 / 489 ذ ح 4153، كنز العمال
5 / 135 ح 12371، كما ورد مضمونه في: السنن الكبرى 5 / 245، شعب الإيمان
3 / 488 ح 4152 و 489 ح 4157، الصلات والبشر: 143، الدر المنثور 1 / 569، وانظر: الغدير 5 / 100 - 101 ح 5 ومصادره.
(38) الدر المنثور 1 / 569، الصلات والبشر: 143، كنز العمال 5 / 135 ح 12369،
الكامل 7 / 2480، وانظر: الغدير 5 / 100 ح 4 ومصادره.
(39) ورد الحديث باختلاف في سنده وبعض ألفاظه في: مجمع الزوائد 4 / 2، الصلات
والبشر: 142 و 143، الدر المنثور 1 / 569، كنز العمال 5 / 135 ح 12372، المواهب
اللدنية 8 / 298 و 299، وانظر: الغدير 5 / 101 - 102 ح 6 ومصادره، وقد روي فيها عن
حاطب بن أبي بلتعة مرفوعا، وص 105 - 106 ح 14 وفيه: عن ابن عمر مرفوعا.
(40) الصلات والبشر: 143، كشف الخفاء 2 / 328 - 329 ح 2489، وانظر: الغدير
5 / 104 ح 10 ومصادره.
422
جفاني) (41).
إلى غير ذلك من الأحاديث التي يجوز مجموعها حد المتواتر.
* وفي (الموطأ) أن ابن عمر كان يقف قبر النبي صلى الله
عليه وسلم، فيسلم عليه وعند أبي بكر وعمر (42).
وسئل نافع: هل كان [ابن] عمر يسلم على قبر النبي صلى الله
عليه وسلم؟
فقال: رأيته مائة مرة أو أكثر يسلم على النبي وعلى أبي بكر (43).
قال عياض: زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة
وجمع عليها المسلمون (44).
* وروى بريدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إني نهيتكم
عن زيارة القبور فزوروها) (45).
* وعن بريدة، أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى المقابر
قال: (السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين).



(41) مختصر تاريخ دمشق 2 / 407، وفاء الوفا 4 / 1346 - 1347 ح 14 و 16، وانظر: الغدير
5 / 104 - 105 ح 12 ومصادره، وقد روي فيها عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام
مرفوعا بدلا من ابن عباس.
(42) الموطأ 1 / 166 ح 68، شعب الإيمان 3 / 490 ح 4161، الدر المنثور 1 / 570، وفاء
الوفا 4 / 1358.
(43) حقيقة التوسل والوسيلة: 111، وقال في الهامش: أخرجه الإمام عبد الله بن دينار عن ابن
عمر.
(44) شرح الشفا 3 / 511، وفاء الوفا 4 / 1362.
(45) صحيح مسلم 2 / 672 ح 977، سنن السنائي 8 / 310 - 311 و ج / 89، سنن الترمذي
3 / 370 ح 1054، سنن أبي داود 3 / 218 ح 3235، السنن الكبرى 4 / 77، المعجم
الكبير 2 / 19 ح 1152 و 94 ح 1419، المصنف 3 / 342.
423
رواه مسلم (46).
* وعن ابن عباس، أن النبي [كان] يخرج إلى البقيع آخر الليل
فيقول: (السلام عليكم...) الخبر.
رواه مسلم (47).
[التبرك بالقبور:]
وأما التبرك بالقبور وتقبيلها والتمسح بها:
فقد نقل عن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب (العلل
والسؤالات) قال: سألت أبي عن الرجل يمس منبر رسول الله يتبرك
بمسه وتقبيله، ويفعل بالقبر ذلك رجاء ثواب الله، فقال: لا بأس
به (48).
ونقل عن مالك التبرك بالقبر (49).
وروي عن يحيى بن سعيد - شيخ مالك - أنه حينما أراد الخروج
إلى العراق جاء إلى المنبر وتمسح به (50).
ونقل السبكي رواية ليحيى بن الحسن، عن عمر بن خالد، عن
أبي نباتة، عن كثير بن يزيد، عن المطلب بن عبد الله، قال: أقبل



(46) صحيح مسلم 2 / 671 ح 971، وسنن النسائي 4 / 94.
(47) صحيح مسلم 2 / 669 ح 974 عن عائشة، وسنن الترمذي 3 / 369 ح 1053 عن ابن
عباس.
(48) العلل ومعرفة الرجال 22 / 492 ح 3243، وعنه في وفاء الوفا 4 / 1404، وانظر مؤداه أيضا
في ص 1403.
(49) أنظر مؤداه في وفاء الوفا 4 / 1407.
(50) وفاء الوفا 4 / 1403.
424
مروان بن الحكم وإذا رجل ملتزم القبر، فأخذ مروان برقبته وقال: ما
تصنع؟!
فقال: إني لم آت الحجر ولا اللبن، إنما جئت رسول الله
صلى الله عليه وسلم (51).
وذكر رواية أحمد، قال: وكان الرجل أبا أيوب الأنصاري) 52).
* ونقل هذه الرواية أحمد، وزاد فيها أنه قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم يقول: لا تبكوا على الدين إذا ولوه أهله، وابكوا
عليه إذا وليه غير أهله (53).
وذكر ابن حماد أن ابن عمر كان يضع يده اليمنى على القبر (54).
ولو رمنا ذكر جميع الأحاديث لخرجنا من حد الاختصار، وفيما
ذكر كفاية، فضلا عن سيرة المسلمين.
وما عرفت من أن تلك الأمور خارجة عن حقيقة العبادة، فإذا لا
وجه للمنع عنها وإن لم يكن دليل عليها.
هذا، وقد قال الله عز وجل: (ومن يعظم شعائر الله فإنها من
تقوى القلوب) (55).



(51) شفاء السقام عن مسند أحمد 5 / 422.
(52) شفاء السقام عن مسند أحمد 5 / 422.
(53) شفاء السقام عن مسند أحمد 5 / 422، وفاء الوفا 4 / 1358 - 1359.
(54) وفاء الوفا 4 / 1405.
(55) سورة الحج 22: 32.
425
الفصل الثاني
في توحيد الله سبحانه في الأفعال
إعلم أن من ضروريات دين الإسلام، والمجمع عليه بين جميع
الفرق المنتحلة لدين سيد الأنام، بل ومن أعظم أركان التوحيد: توحيد
الله عز وجل في تدبير العالم، كالخلق والرزق والإماتة والأحياء، إلى
غير ذلك مما يرجع إلى تدبير العالم، كتسخير الكواكب، وجعل الليل
والنهار، والظلم والأنوار، وإجراء البحار، وإنزال الأمطار، وغير ذلك مما
لا نحصيه ولا نحيط به.
وبالجملة:
لا كلام بين طوائف أهل الإسلام، أن المدبر لهذا النظام، هو الله
الملك العلام، وحده وحده.
وكيف يرتاب مسلم في ذلك؟! وهو يقرأ في كل يوم مرارا من
الفرقان العظيم: (الله الصمد) (56).
ويقرأ قوله عز من قائل: (وخلق كل شئ وهو بكل شئ
عليم) (57).



(56) سورة الإخلاص 112: 2.
(57) سورة الأنعام 6: 101.
426
وقوله سبحانه: (ألا له الخلق والأمر) (58).
وقوله تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك
السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي
ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) (59).
وقوله عز اسمه: (إن الله له ملك السماوات والأرض يحيي
ويميت وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير). (60).
وقوله عظم سلطانه: (قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا
فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين * قال إنما يأتيكم به الله إن
شاء) (61).
وقوله جل شأنه: (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه
الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ) (62).
وقوله عز جبروته: (الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو
يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم
يحيين) (63).
وقوله جل وعز: (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض



(58) سورة الأعراف 7: 54.
(59) سورة يونس 10: 31.
(60) سورة التوبة 7: 116.
(61) سورة هود 11: 32 و 33.
(62) سورة الرعد 13: 16.
(63) سورة الشعراء 26: 78 - 81.
427
وسخر الشمس والقمر ليقولن الله) (64).
وقوله عم إحسانه: (ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا
به الأرض من بعد موتها ليقولن الله) (65).
وقوله جلت قدرته: (الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتك ثم
يحييكم) (66).
وقوله تعالى شأنه: (خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في
الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء
ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم * هذا خلق الله فأروني ما ذا خلق
الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين) (67).
وقوله تعالى: (الله خالق كل شئ وهو على كل شئ وكيل *
له مقاليد السماوات والأرض) (68).
وقوله تعالى من قائل: (وأن إلى ربك المنتهى * وأنه هو
أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأحيا * وأنه خلق الزوجين الذكر
والأنثى * من نطفة إذا تمنى * وأن عليه النشأة الأخرى * وأنه هو
أغنى وأقنى) (69).
إلى غير ذلك من الآيات الكريمة.



(64) سورة العنكبوت 29: 61.
(65) سورة العنكبوت 29: 63.
(66) سورة الروم 30: 40.
(67) سورة لقمان 31: 10 و 11.
(68) سورة الزمر 39: 62 و 63.
(69) سورة النجم 53: 42 - 48.
428
[التوسل والاستغاثة والاستشفاع:]
لكن التوسل بغير الله سبحانه، والاستغاثة، والاستشفاع
- المعمولة عند المسلمين، في جميع الأزمان، بالنسبة إلى الأنبياء
والأولياء - ليس بمعنى التشريك في أفعال الله تعالى.
بل الغرض أن يفعل الله فعله ويقضي الحاجة ببركتهم
وشفاعتهم، حيث إنهم مقربون لديه، مكرمون عنده، ولا مانع من أن
يكونوا سببا ووسيلة لجريان فيضه.
هذا، ومن المركوز في طباع البشر توسلهم في حوائجهم التي
يطلبونها من العظماء والملوك والأمراء إلى المخصوصين بحضرتهم،
ويرون هذا وسيلة لنجح حاجتهم، وليس ذلك تشريكا لذلك
المخصوص مع ذاك الأمير أصلا.
فلماذا يعزل أنبياء الله والأولياء من مثل ما يصنع بمخصوصي
العظماء؟! إن هذا إلا اختلاق، وقد قال الله عز وجل: (من ذا الذي
يشفع عنده إلا بإذنه) (70) فاستثنى، وقال سبحانه: (لا يشفعون إلا
لمن ارتضى) (71).
ومما ذكر ظهر أن قول القاضي: (ودعائها مع الله) يعني
الضرائح، افتراء على المسلمين من جهتين:
الأولى: دعوى تشريك غير الله معه في الدعاء:
مع أنهم لا يدعون إلا الله الواحد القهار، ويتوسلون بأوليائه إليه.



(70) سورة البقرة 2: 255.
(71) سورة الأنبياء 21: 28.
429
وإن كان المراد أنهم يدعون الله عز وجل لقضاء الحاجات،
ويدعون أولياءه ليكونوا شفعاء لديه سبحانه، فاختلفت جهتا الدعوة،
فهذا حق وصدق، ولا مانع منه أصلا.
بل الوهابية ما قدروا الله حق قدره إذ قالوا: لا ضرورة في
استنجاح الحاجة عنده إلى شفيع! ولا حسن في ذلك، ويرون ذلك أمرا
مرغوبا مطلوبا بالنسبة إلى غيره سبحانه!
فإذا كان لهم حاجة إلى الناس، يتوسلون في نجاحها إلى
المقربين لديهم، ولا يرون في ذلك بأسا!
فما بال الله عز وجل يقصر به عما يصنع بعباده؟!
الجهة الثانية: إضافة الدعوة إلى الضرائح:
والحال أنهم لا يدعون الضريح للشفاعة، بل يدعون صاحب
الضريح، لأنه ذو مكان مكين عند الله وإن كان متوفى (ولا تحسبن
الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون * فرحين
بما آتاهم الله...) (72).
وبالجملة:
فالتوسل وطلب الشفاعة من أولياء الله أمر مرغوب فيه عقلا
وشرعا، وقد جرت سيرة المسلمين عليه قديما وحديثا.
* فعن أنس بن مالك، أنه قال: (جاء رجل إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هلكت المواشي وتقطعت



(72) سورة آل عمران 3: 169 و 170.
430
السبل، فأدع الله.
فدعا الله، فمطرنا من الجمعة إلى الجمعة.
فجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله،
تهدمت البيوت وتقطعت السبل وهلكت المواشي.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم على ظهور الجبال
والآكام وبطون الأودية ومنابت الشجر.
فانجابت عن المدينة انجياب الثوب).
رواه البخاري في الصحيح (72)، وروى عدة أحاديث في هذا
المعنى يشبه بعضها بعضها (74).
* وفيه أيضا: حدثنا عبد الله بن أبي الأسود، [حدثنا حرمي،]
حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال:
(قالت أمي: يا رسول الله، خادمك [أنس]، أدع الله له.
قال: اللهم أكثر ماله وولده، وبارك له فيما أعطيته) (75).
* وقال البخاري: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم، عن
الجعد بن عبد الرحمن، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول:
(ذهبت بي خالتي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:
يا رسول الله، إن ابن أختي وجع.
فمسح رأسي، ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه،
ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة) (76).



(73) صحيح البخاري 2 / 37.
(74) صحيح البخاري 2 / 34 - 38.
(75) صحيح البخاري 8 / 93.
(76) صحيح البخاري 8 / 94.
431
* وروى البيهقي، أنه جاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه
وسلم فقال: يا محمد، استقي لأمتك، فسقوا (77).
* وروى الطبراني وابن المقرئ وأبو الشيخ أنهم كانوا جياعا،
فجاؤوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، الجوع
الجوع، فأشبعوا (78). * ونقل أن آدم لما اقترف الخطيئة قال: يا ربي أسألك بحق
محمد لما غفرت لي.
فقال: يا آدم، كيف عرفته؟
قال: لأنك لما خلقتني نظرت إلى العرش فوجدت مكتوبا فيه:
لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فرأيت أسمه مقرونا مع اسمك،
فعرفته أحب الخلق إليك.
صححه الحاكم (79).
* وعن عثمان بن حنيف، أن رجلا ضرير البصر أتى النبي
صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت صبرت فهو خير
لك، وإن شئت دعوت.
قال: فادعه.
فأمره أن يتوضأ ويدعو بهذا الدعاء:
(اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد، نبي الرحمة،



(77) أنظر قريبا منه في وفاء الوفا 4 / 1374.
(78) أنظر: وفاء الوفاء 4 / 1380.
(79) المستدرك على الصحيحين 2 / 615 باختلاف يسير، وانظر: دلائل النبوة - للبيهقي -
5 / 489، ووفاء الوفا 4 / 1371 - 1372.
432
يا محمد، أنني توجهت بك إلى ربي في حاجتي ليقضيها لي.
اللهم شفعه).
رواه الترمذي والنسائي (80)، وصححه البيهقي وزاد: فقام
وأبصر (81).
* ونقل الطبراني، عن عثمان بن حنيف، أن رجلا كان يختلف
إلى عثمان بن عفان في حاجة، فكان لا يلتفت إليه، فشكا ذلك
لابن حنيف، فقال له: اذهب وتوضأ وقل:... وذكر نحو ما ذكر
الضرير.
قال: فصنع ذلك، فجاء البواب فأدخله وأدخله إلى عثمان،
فأمسكه عن الطنفسة وقضى حاجته (82).
* وفي رواية الحافظ، عن ابن عباس، أن عمر قال: اللهم إنا
نستسقيك بعم نبينا، ونستشفع بشيبته، فسقوا (83).
[الشفاعة:]
وأخبار الشفاعة متواترة:
* روى البخاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه: من سمع
الأذان ودعا بكذا حلت له شفاعتي يوم القيامة (84).



(80) سنن الترمذي 5 / 569 ح 3578 باختلاف يسير، ورواه النسائي في كتاب (اليوم والليلة)،
وفي سنن ابن ماجة 1 / 441 ح 1385 باختلاف يسير أيضا.
(81) الدعوات، وانظر: وفاء الوفا 4 / 1372.
(82) المعجم الكبير 9 / 30 - 31 ح 8311 باختلاف يسير، وانظر: وفاء الوفا 4 / 1373.
(83) دلائل النبوة - للأصبهاني - 2 / 725 ح 511 باختلاف يسير.
(84) صحيح البخاري 1 / 159 باختلاف يسير.
433
* وروى مسلم، عن صلى الله عليه وسلم أنه: ما من ميت
يموت يصلي عليه أمة من الناس يبلغون مائة، كلهم يشفعون له، إلا
شفعوا فيه (85).
* وروى الترمذي والدارمي، عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه:
يدخل بشفاعتي رجال من أمتي أكثر من بني تميم (86).
* وروى الترمذي، عن أنس، أنه قال: سألت النبي صلى الله
عليه وسلم أن يشفع لي يوم القيامة.
فقال: أنا فاعل.
قلت: فأين أطلبك؟
قال: أولا على الصراط.
قلت: فإن لم ألقك.
قال: عند الميزان.
قلت: فإن لم ألقك.
قال: عند الحوض، فإني [لا] أخطئ هذه المواضع (87).
وقد نقل عن الصحابة، بطرق عديدة، أن الصحابة كانوا يلجأون
إلى قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ويندبونه في الاستسقاء ومواقع
الشدائد وسائر الأمراض (88).
ولا يخفى أن وفاة المتوسل به لا تنافي التوسل أصلا، فإن مكانه



(85) صحيح مسلم 2 / 654 ح 947، باختلاف يسير.
(86) سنن الترمذي 4 / 626 ح 2438، وسنن الدارمي 2 / 328، باختلاف يسير فيهما.
(87) سنن الترمذي 4 / 621 - 622 ح 2433، الوفا بأحوال المصطفى 2 / 824 باختلاف
يسير.
(88) أنظر: وفاء الوفا 4 / 1372 - 1387.
434
عند الله لا يزول بالموت، كما هو واضح.
هذا، مع أنهم في الحقيقة أحياء كما ذكر الله عز وجل في حال
الشهداء، فالشهداء إذا كانوا أحياء فالأنبياء والأولياء أحق بذلك.
هذا كله مع أن الأرواح لا تفنى بالموت، والعبرة بها
لا بالأجساد، وإن كان أجساد الأنبياء لا تبلى كما نص عليه في
الأخبار (89).
* وفي خبر النسائي وغيره، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم،
قال: إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني من أمتي السلام (90).
والأخبار في هذا الباب كثيرة (91).
* وأخرج أبو نعيم في (دلائل النبوة) عن سعيد بن المسيب،
قال: لقد كنت في مسجد رسول الله فما يأتي وقت الصلاة إلا سمعت،
الأذان من القبر (92).
* وأخرج سعد في (الطبقات) عن سعيد بن المسيب، أنه كان
يلازم المسجد أيام الحرة، فإذا جاء الصبح سمع أذانا من القبر
الشريف (93).
* وأخرج زبير بن بكار في (أخبار المدينة) عن سعيد بن
المسيب، قال: لم أزل أسمع الأذان والإقامة من قبر رسول الله
صلى الله عليه وسلم أيام الحرة حتى عاد الناس (94).



(89) سنن ابن ماجة 1 / 524 ح 1637، وانظر مؤداه في وفاء الوفا 4 / 1350 - 1356.
(90) سنن النسائي 3 / 43، مسند أحمد 1 / 441، سنن الدارمي 2 / 317.
(91) أنظر: وفاء الوفا 4 / 1349 - 1354.
(92) دلائل النبوة - للأصفهاني - 2 / 724 - 725 ح 510 باختلاف يسير.
(93) الطبقات الكبير 5 / 132.
(94) أنظر: وفاء الوفا 4 / 1356.
435
* ونقل أبو عبد الله البخاري، أن الشهداء وسائر المؤمنين إذا
زارهم المسلم وسلم عليهم عرفوه وردوا عليه السلام (95).
* وروى الثعلبي في تفسيره، وابن المغازلي الشافعي الواسطي
في (المناقب) أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما حملهم
البساط وصلوا إلى موضع أهل الكهف، فقال: سلموا عليهم، فسلموا
عليهم، فلم يردوا، فسلم النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، فقالوا:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته (96).
* ونقل أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي، أن عيسى عليه
السلام لما دفن مريم عليها السلام قال: السلام عليك يا أماه، فأجابته
من جوف القبر: وعليك السلام حبيبي وقرة عيني... إلى آخره (97).
* وروى الحاكم، عن سالم بن أبي حفصة، قال: توفي أخ لي
فوضعته في القبر وسويت عليه التراب، ثم وضعت أذني على لحده
فسمعت قائلا يقوله له: من ربك؟ فسمعت أخي يقول بصوت
ضعيف: ربي الله... إلى آخره (98).
والأخبار التي يستدل بها على الدعوى أكثر من أن تحصى.



(95) أنظر: وفاء الوفا 4 / 1351.
(96) مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: 232 - 233 ح 280، وفيه: (علي عليه
السلام، بدل (النبي صلى الله عليه وآله).
(97).
(98) المستدرك على الصحيحين.
436
الفصل الثالث
في البناء على القبور
إعلم أن البناء على قبور الأنبياء والعباد المصطفين تعظيم
لشعائر الله، وهو من تقوى القلوب، ومن السنن الحسنة.
حيث إنه احترام لصاحب القبر، وباعث على زيارته، وعلى عبادة
الله عز وجل - بالصلاة والقراءة والذكر وغيرها - عنده، وملجأ للزائرين
والغرباء والمساكين والتالين والمصلين.
بل هو إعلاء لشأن الدين.
* وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من سن سنة حسنة
فله أجرها وأجر من عمله بها) (99).
وقد بنى على مراقد الأنبياء قبل ظهور الإسلام وبعده، فلم
ينكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا أحد من الصحابة والخلفاء،
كالقباب المبنية على قبر دانيال عليه السلام في شوشتر (100)، وهو
وصالح ويونس وذي الكفل عليهم السلام، والأنبياء في بيت المقدس
وما يليها، كالجبل الذي دفن فيه موسى عليه السلام، وبلد الخليل
مدفن سيدنا إبراهيم عليه السلام.



(99) ورد الحديث باختلاف يسير في: مسند أحمد 4 / 361، سنن ابن ماجة 1 / 74 (75
ح 203 (208 باب من سن سنة حسنة أو سيئة، مشكل الآثار 1 / 94 و 96 و 481.
(100) هي إحدى مدن مقاطعة خوزستان في إيران، ومعربها: تستر، أنظر: معجم البلدان
2 / 29 (تستر).
437
بل الحج المبني على قبر إسماعيل عليه السلام وأمه رضي الله
عنها.
بل أول من بنى حجرة قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم باللبن
- بعد أن كانت مقومة بجريد النخل - عمر بن الخطاب، على ما نص
عليه السمهودي في كتاب (الوفا) (101) ثم تناوب الخلفاء على
تعميرها (102).
* وروى البنائي (103) واعظ أهل الحجاز، عن جعفر بن محمد،
عن أبيه، عن جده الحسين، عن أبيه علي، أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم قال له: (والله لتقتلن في أرض العراق وتدفن بها.
فقلت: يا رسول الله، ما لمن زار قبورنا وعمرها وتعاهدها؟
فقال: يا أبا الحسن، إن الله جعل قبرك وقبر ولديك بقاعا من
بقاع الجنة [وعرصة من عرصاتها]، وإن الله جعل قلوب نجباء من
خلقه، وصفوة من عباده، تحن إليكم [وتحتمل المذلة والأذى]،
فيعمرون قبوركم، ويكثرون زيارتها تقربا [منهم] إلى الله تعالى،
ومودة منهم لرسوله [أولئك يا علي المخصوصون بشفاعتي، الواردون
حوضي، وهم زواري غدا في الجنة].
يا علي، من عمر قبوركم وتعاهدها فكأنما أعان سليمان بن داود
على بناء بيت المقدس...) إلى آخره (104).



(101) وفاء الوفا 2 / 481.
(102) وفاء الوفا 2 / 481 - 647.
(103) في المصدر: التباني.
(104) فرحة الغري: 77، وعنه في بحار الأنوار 100 / 120 ح 22.
438
ولا يخفى أن جعل معمر قبورهم كالمعين على بناء بيت
المقدس، دال على أن تعظيم مراقدهم تعظيم لشعائر الله سبحانه.
ونقل نحو ذلك - أيضا - في حديثين معتبرين، نقل أحدهما
الوزير السعيد بسند، وثانيهما بسند آخر (105).
والسيرة القطعية - من قاطبة المسلمين - المستمرة، والإجماع،
يغنيان عن ذكر الأحاديث الدالة على الجواز.
وما أعجب قول المفتين: (أما البناء على القبور فممنوع
إجماعا)!
فإن مذهب الوهابية - وهم فئة قليلة بالنسبة إلى سائر المسلمين -
لم يظهر إلا قريبا من قرن واحد، ولا يتفوه أحد من المسلمين - سوى
الوهابية - بحرمة البناء، فأين الإجماع المدعى؟!
ودعوى ورود الأحاديث الصحيحة على المنع - لو ثبت - غير
مجد لإثبات الحرمة، لأن أخبار الآحاد لا تنهض لدفع السيرة والإجماع
القطعي، مع أن أصل الدعوى ممنوع جدا.
فإن مثل رواية جابر: (نهى رسول الله أن تجصص القبور، وأن
يكتب عليها، وأن يبنى عليها، وأن توطأ) (106) لا تدل على التحريم،
لعدم حرمة الكتابة على القبور ووطئها، فذلك من أقوى القرائن على
أن النهي في الرواية غير دال على الحرمة، ولا نمنع الكراهة في غير
قبور مخصوصة.
مع أن الظاهر من قوله: (يبنى عليها) إحداث البناء كالجدار على



(105) فرحة الغري: 78، وعنه في بحار الأنوار 100 / 121 ح 23 و 24.
(106) سنن الترمذي 3 / 368 ح 1052.
439
نفس القبر، فإن بناء القبة وجدرانها بعيدة عن القبر، ليس بناء على
القبر على الحقيقة، وإنما هو نوع من المجاز، وحمل اللفظ على
الحقيقة حيث لا صارف عنها معين، مع أن النهي عن الوطئ يؤكد هذا
المعنى، لا الذي فهموه من الرواية.
وأما الاستدلال على وجوب هدم القباب بحديث أبي الهياج،
فغير تام في نفسه - مع قطع النظر عن مخالفته للاجماع والسيرة -
لوجوه:
* الأول: إن الحديث مضطرب المتن والسند.
فتارة يذكر عن أبي الهياج أنه قال: (قال لي علي) كما في رواية
أحمد عن عبد الرحمن.
وتارة يذكر عن أبي وائل، أن عليا قال لأبي الهياج.
ورواه عبد الله بن أحمد في (مسند علي) هكذا: (لأبعثنك فيما
بعثني فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن أسوي كل قبر، وأن
أطمس كل صنم) (107).
فالاضطراب المزبور يسقطه عن الحجية والاعتبار.
* الثاني: إنه من الواضح أن المأمور به في الرواية لم يكن هدم
جميع قبور العالم، بل الحديث وارد في بعث خاص وواقع
مخصوصة، فلعل البعث قد كان إلى قبور المشركين لطمس آثار
الجاهلية، كما يؤيده ذكر الصنم، أو إلى غيرها مما لا نعرف وجه
مصلحتها، فكيف يتمسك بمثل هذه الرواية لقبور الأنبياء والأولياء؟!
قال بعض علماء الشيعة من المعاصرين:



(107) مسند أحمد 1 / 89 و 111.
440
إن المقصود من تلك القبور، التي أمر علي عليه السلام
بتسويتها، ليست هي إلا تلك القبور التي كانت تتخذ قبلة عند بعض
أهل الملل الباطلة، وتقام عليها صور الموتى وتماثيلهم، فيعبدونها من
دون الله.
إلى أن قال:
وليت شعري لو كان المقصود من القبور - التي أمر علي عليه
السلام بتسويتها - هي عامة القبور على الإطلاق، فأين كان عليه
السلام - وهو الحاكم المطلق يؤمئذ - عن قبور الأنبياء التي كانت
مشيدة على عهده؟! ولا تزال مشيدة إلى اليوم في فلسطين وسورية
والعراق وإيران، ولو شاء تسويتها لقضى عليها بأقصر وقت.
فهل ترى أن عليا عليه السلام يأمر أبا الهياج بالحق وهو يروغ
عنه فلا يفعله؟! (108).
إنتهى ما أردنا نقله منه.
* الثالث: قال بعض المعاصرين من أهل العلم:
لا يخفى من اللغة والعرف أن تسوية الشئ من دون ذكر القرين
المساوي معه، إنما هو جعل الشئ متساويا في نفسه، فليس لتسوية
القبر في الحديث معنى إلا جعله متساويا في نفسه، وما ذلك إلا جعل
سطحه متساويا.
ولو كان المراد تسوية القبر مع الأرض، لكان الواجب في صحيح الكلام أن يقال: سويته مع الأرض.
فإن التسوية بين الشيئين المتغايرين لا بد فيها من أن يذكر

441
الشيئان اللذان تراد مساواتهما.
وهذا ظاهر لكل من يعطي الكلام حقه من النظير، فلا دلالة في
الحديث إلا على أحد أمرين.
أولهما: تسطيح القبور وجعلها متساوية برفع سنامها، ولا نظر
في الحديث إلى علوها، ولا تشبث فيه بلفظ (المشرف) فإن الشرف
إن ذكر أنه بمعنى العلو، فقد ذكر أنه من البعير سنامه، كما في
القاموس وغيره (109)،
فيكون معنى (المشرف) في الحديث هو: القبر ذو
السنام، ومعنى تسويته: هدم سنامه.
وثانيهما: أن يكون المراد: القبور التي يجعل لها شرف من
جوانب سطحها، والمراد من تسويته أن تهدم شرفه ويجعل مسطحا
أجم، كما في حديث ابن عباس: أمرنا أن نبني المدائن شرفا
والمساجد جما (110).
وعلى كل حال، فلا يمكن في اللغة والاستعمال أن يراد من
التسوية في الحديث أن يساوي القبر مع الأرض، بل لا بد أن يراد منه
أحد المعنيين المذكورين.
وأيضا: كيف يكون المراد مساواة القبر مع الأرض، مع أن
سيرة المسلمين المتسلسلة على رفع القبور عن الأرض؟!
وفي آخر كتاب الجنائز من جامع البخاري، مسندا عن سفيان
التمار، أنه رأى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم مسنما (111).



(109) أنظر مادة (شرف) في: القاموس المحيط 3 / 157، تهذيب اللغة 11 / 341، لسان
العرب 9 / 171.
(110) غريب الحديث 4 / 225، الفائق 1 / 234، لسان العرب 9 / 171.
(111) صحيح البخاري
442
وأسند أبو داود في كتاب الجنائز عن القاسم، قال: دخلت على
عائشة فقلت: يا أمه، اكشفي لي عن قبر رسول الله صلى الله عليه
وسلم وصاحبيه، فكشفت عن ثلاثة قبور لا مشرفة ولا لاطئة (112).
وأسند ابن جرير، عن الشعبي، أن كل قبور الشهداء
مسنمة (113).
إنتهى ما أردنا نقله منه (114).
وأقول بعد ذلك: لو كان قوله: (مشرفا) بمعنى عاليا، فليس
يعم كل قبر ارتفع عن الأرض ولو بمقدار قليل، فإن لا يصدق عليه
القبر العالي، فإن العلو في كل قبر إنما هو بالإضافة إلى سائر القبور،
فلا يبعد أن يكون أمرا بتسوية القبور العالية فوق القدر المتعارف
المعهود في ذلك الزمان إلى حد المتعارف، وقد أفتى جمع من
العلماء بكراهة رفع القبر أزيد من أربع أصابع (115).
ولتخصيص الكراهة - لو ثبت - بغير قبور الأنبياء والمصطفين من
الأولياء وجه.
* الرابع: لو سلم أي دلالة في الرواية، فلا ربط لها ببناء
السقوف والقباب ووجوب هدهمها، كما هو واضح.
وأما قول السائل: (وإذا كان البناء في مسبلة - كالبقيع - وهو
مانع... إلى آخره).
فقد أجاب بعض المعاصرين عنه بما حاصله:



(112) سنن أبي داود 3 / 215 ح 3220.
(113) كنز العمال 15 / 736 ح 42932.
(114)
(115) منتهى المطلب 1 / 462.
443
أن أرض البقيع ليست وقفا، بل هي باقية على إباحتها الأصلية،
ولو شككنا في وقفيتها يكفينا استصحاب إباحتها (116).
وأقول: بل وقفيتها غير مانع عن البناء، لأنها موقوفة مقبرة على
جميع الشؤون المرعية في المقابر، ومنها: البناء على قبور أشخاص
مخصوصين كالأصفياء، فإن البناء على القبور ليس أمرا حديثا، بل
كان أمرا متعارفا من قديم الأيام (117).



(116).
(117) ومما أفاد به سماحة العلامة المحقق السيد محمد رضا الحسيني الجلالي، دام
بقاؤه، هذا التعليق:
أقول: والتمسك بوقفية الأرض، يزاحمه: أن الأبنية المضروبة، والسقوف المرفوعة،
هي أيضا داخلة في الموقوفات المسبلة الموضوعة لصالح الوقف، كالجدران المانعة عن
دخول الحيوانات، والأبواب لمنع العابثين، فهي كلها قد وقفت لصالح القبور والداخلين
للاستظلال والجلوس وغير ذلك من الأعمال المباحة، فما هو المجوز للتعدي عليها
بالهدم ومخالفة المصالح الموقوف لأجلها.
كما ناقض الوهابيون أنفسهم بوضع الجدران والشبابيك والأبواب والمداخل،
للبقيع، أليس ذلك استصلاحا؟! لكنه موصل لهم إلى أغراضهم الفاسدة، وطبقا
لفتاواهم المزيفة ودعاواهم الباطلة!
444
الفصل الرابع
في الصلاة عند القبور،
وإيقاد السرج عليها
[الصلاة عند القبور:]
وقد جرت سيرة المسلمين - السيرة المستمرة - على جواز ذلك.
وأما حديث ابن عباس: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم
زائرات القبور، والمتخذين عليها المساجد والسرج) (118) فالظاهر
والمتبادر - من اتخاذ المسجد على القبر -: السجود على نفس القبر،
وهذا غير الصلاة عند القبر.
هذا لو حملنا المساجد على المعنى اللغوي.
ولو حملناه على المعنى الاصطلاحي، فالمذموم اتخاذ المسجد
عند القبور، لا مجرد إيقاع الصلاة، كما هو المتعارف بين المسلمين،
فإنهم لا يتخذون المساجد على المراقد، فإن اتخاذ المسجد ينافي
الغرض في إعداد ما حول القبر إعانة للزوار على الجلوس لتلاوة القرآن
وذكر الله والدعاء والاستغفار، بل يصلون عندها، كما يأتون بسائر
العبادات هنالك.
هذا، مع أن اللعن غير دال على الحرمة، بل يجامع الكراهة
أيضا.



(118) سنن أبي داود 3 / 218 ح 3236، سنن النسائي 4 / 95.
445
[إيقاد السرج:]
وأما إيقاد السرح، فإن الرواية لا تدل إلا على ذم الاسراج لمجرد
إضاءة القبر، وأما الإسراج لإعانة الزائرين على التلاوة والصلاة والزيارة
وغيرها، فلا دلالة في الرواية على ذمه.
وإن شئت توضيح لك فأرجع إلى هذا المثل:
إنك لو أضعت شيئا عند قبر، فأسرجت هنالك لطلب ضالتك،
فهل في تلك الرواية دلالة على ذم هذا العمل؟!
فكذلك ما ذكرناه.
هذا، مع ما عرفت أن اللعن - حقيقة - هو البعد من الرحمة،
ولا يستلزم الحرمة، فإن عمل المكروه - أيضا - مبعد من الله، كما أن
فعل المستحب مقرب إليه عز وجل.
هذا، وذكر بعض العلماء في الجواب: أن المقصود من النهي
عن اتخاذ القبور مساجد، أن لا تتخذ قبلة يصلى إليها باستقبال أي
جهة منها، كما كان يفعله بعض أهل الملل الباطلة.
ومما يدل عليه ما رواه مسلم في (الصحيح): عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح
فمات بنوا على قبره مسجدا وصوروا فيه تلك الصورة، أولئك شرار
الخلق عند الله عز وجل يوم القيامة (119).
وقال صلى الله عليه وسلم: لعن الذين اتخذوا قبور أنبيائهم
مساجد (120).



(119) صحيح مسلم 1 / 376 ح 528.
(120) مسند أحمد 2 / 285.
446
فإنه من المعلوم لدى الخبراء بتقاليد أولئك المبطلين، أنهم كانوا
يتخذون قبور أنبيائهم وصلحائهم مساجد على الوجه المذكور، وذلك
يجعل ما برز من أثر القبر قبلة، وما دار حوله من الأرض مصلى،
ولذلك قالت أم المؤمنين عائشة: ولولا ذلك لأبرز قبره، غير إنه خشي
أن يتخذ مسجدا (121).
فلو كان اتخاذه مسجدا على معنى إيقاع الصلاة عنده - وإن كان
التوجه بها إلى الكعبة - لما كان الإبراز سببا لحصول الخشية، فإن
الصلاة - كذلك - غير موقوفة على أن يكون للقبر أثر بارز، وإنما الذي
يتوقف على بروز الأثر هو: الصلاة إليه نفسه.
إنتهى.
ثم استشهد بكلام النووي في شرح صحيح مسلم، قال:
(قال العلماء: إنما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ
قبره وقبر غيره مسجدا خوفا من الافتتان به، فربما أدى ذلك إلى الكفر
كما جرى لكثير من الأمم الخالية، ولما احتاجت الصحابة - رضوان الله
عليهم أجمعين - والتابعون إلى الزيادة في مسجد رسول الله صلى الله
عليه وسلم حين كثر المسلمون، وامتدت الزيادة إلى أن دخلت بيوت
أمهات المؤمنين فيه، ومنها حجرة عائشة - رضي الله عنها - بنوا على
القبر حيطانا مرتفعة مستديرة حوله، لئلا يظهر في المسجد فيصلي إليه
العوام ويؤدي إلى المحذور.
ثم بنوا جدارين من ركني القبر الشماليين وحرفوهما حتى التقيا،
حتى لا يتمكن أحد من استقبال القبر، لهذا قال في الحديث: (ولا



(121) مسند أحمد 6 / 80، صحيح مسلم 1 / 376 ح 529.
447
ذلك لأبرز قبره، غير إنه خشي أن يتخذ مسجدا) والله العالم
بالصواب) (122).
إنتهى.
ثم استظهر العالم المومى إليه أن يكون الاسراج المنهي عنه:
إما الاسراج على قبور أولئك المبطلين الذين كانوا يتخذونها
قبلة، كما ربما يشهد بذلك سياق الحديث المومى إليه.
أو الاسراج الذي يتخذه بعض جهلة المسلمين على مقابر
موتاهم في ليال مخصوصة، لأجل إقامة المناجاة عليها والنوح على
أهلها بالباطل.



(122) شروح النووي على صحيح مسلم 5 / 14
448
الفصل الخامس
في الذبائح والنذور
إعلم أن من المسائل المسلمة الواضحة الضرورية عند طوائف
المسلمين: اختصاص الذبح والتقرب بالقربان به سبحانه، فلا يصح
الذبح إلا لله.
وهكذا أمر النذر، فمن المؤكد المتفق عليه بين طوائف
المسلمين أن النذر لا يصح إلا لله، ولذا يذكر في صيغته: لله علي
كذا.
أما الذبح عن الأموات، فلا بد أن يكون لله وحده وإن كان عن
الميت، وكم بين الذبح عن الميت والذبح له، والممنوع هو الثاني
لا الأول:
قال بعض العلماء - رحمه الله - في (المنهج) (123): وأما من ذبح عن
الأنبياء والأوصياء والمؤمنين، ليصل الثواب إليهم - كما نقرأ القرآن
ونهدي إليهم، ونصلي لهم، وندعو لهم، ونفعل جميع الخيرات عنهم -
ففي ذلك أجر عظيم.
وليس قصد أحد من الذابحين للأنبياء أو لغير الله سوى ذلك.
أما العارفون منهم فلا كلام، وأما الجهال فهم على نحو
عرفائهم.



(123) ورد مضمونه في: منهج الرشاد: 160.
449
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذبح بيده وقال:
اللهم هذا عني وعن من لم يضح من أمتي.
رواه أحمد وأبو دواد والترمذي (124)... إلى آخره.
وقال بعض المعاصرين:
أما التقرب إلى الضرائح بالنذور ودعاء أهلها مع الله، فلا نعهد
واحدا من أوباش المسلمين وغيرهم يفعل ذلك، وإنما ينذرون لله
بالنذر المشروع، فيجعلون المنذور في سبيل إعانة الزائرين على البر،
أو للإنفاق على الفقراء والمحاويج، لإهداء ثوابه لصاحب القبر، لكونه
من أهل الكرامة في الدين والقربى... إلى آخره.
وهذا أوان اختتام الرسالة، وأرجو أن ينفع الله بها، إنه هو
المتفضل المنان.
وقد حصل الفراغ منه بيد مؤلفه الفقير إلى الله
عبد الله، أحد طلبة العراق،
في ليلة الرابع عشر من شهر ربيع الأول،
سنة خمس وأربعين بعد ألف وثلاثمائة هجرية.
والحمد لله رب العالمين.



(124) مسند أحمد 3 / 356 و 362، سنن أبي داود 3 / 99 ح 2810 وليس فيه: (اللهم)،
ونحوه في سنن الترمذي 4 / 91 ح 1505.
450
مصادر المقدمة والتحقيق
1 - القرآن الكريم.
2 - آلاء الرحمن في تفسير القرآن، للشيخ محمد جواد البلاغي (1282 -
1352 ه‍) الطبعة الثانية (مصور) مكتبة الوجداني، قم.
3 - الأعلام، لخير الدين الزركلي (ت 1396 ه‍) الطبعة السادسة، دار العلم
للملايين، بيروت 1984 م.
4 - أعيان الشيعة، للسيد محسن الأمين العاملي، تحقيق: السيد حسن الأمين، دار
التعارف للمطبوعات، بيروت 1406 ه‍.
5 - الأنوار في شمائل النبي المختار، للحسين بن مسعود البغوي، تحقيق الشيخ
إبراهيم اليعقوبي، الطبعة الأولى، دار الضياء، بيروت 1409 ه‍.
6 - بحار الأنوار، للشيخ محمد باقر المجلسي (ت 1110 ه‍) الطبعة الثانية،
مؤسسة الوفاء، بيروت 1403 ه‍.
7 - البلاغي: التجربة الرمز في التفسير (1)، لعلي الكعبي، مقال منشور في مجلة
رسالة القرآن - قم العدد 10 ربيع الآخر - جمادى الآخرة 1413 ه‍، ص 71 - 104.
8 - البيان في تفسير القرآن، للسيد أبو القاسم الموسوي الخوئي (1317 - 1413 ه‍) المطبعة العلمية (مصور على طبعة النجف الأشرف) قم 1400 ه‍.
9 - التبيان في تفسير القرآن، لشيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي
(385 - 460 ه‍) دار إحياء التراث العربي، بيروت.
10 - التفسير الكبير، للفخر الرازي (ت 606 ه‍) الطبعة الثانية.
11 - تهذيب اللغة، لمحمد بن أحمد الأزهري (282 - 370 ه‍) تحقيق محمد
أبو الفضل إبراهيم، المؤسسة المصرية العامة، القاهرة 1384 ه‍.
12 - التوحيد، للشيخ أبي جعفر محمد بن علي الصدوق (ت 381 ه‍) تصحيح
السيد هاشم الحسيني الطهراني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجامعة المدرسين في
الحوزة العلمية، قم (مصور على طبعة مكتبة الصدوق، طهران 1398 ه‍).

451
13 - جامع البيان، لمحمد بن جرير الطبري، الطبعة الثانية (مصور على طبعة بولاق
1333 ه‍) دار المعرفة، بيروت 1392 ه‍.
14 - الجامع لأحكام القرآن، لمحمد بن أحمد الأنصاري القرطبي (ت 671 ه‍)
الطبعة الثانية (مصور) دار إحياء التراث العربي، بيروت.
15 - حقيقة التوسل والوسيلة، لموسى محمد علي، الطبعة الثانية، عالم الكتب،
بيروت 1405 ه‍.
16 - الحماسة البصرية، لصدر الدين علي بن الحسن البصري، تحقيق مختار
الدين أحمد، الطبعة الثالثة، عالم الكتب، بيروت 1403 ه‍.
17 - الدر المنثور في التفسير بالمأثور، لجلال الدين عبد الرحمن السيوطي
(911 ه‍) الطبعة الأولى، دار الفكر، 1403 ه‍.
18 - دلائل النبوة، لأبي نعيم الإصبهاني (ت 430 ه‍) تحقيق محمد رواس
قلعجي، الطبعة الأولى، دار ابن كثير / بيروت ومكتبة التراث الإسلامي / حلب،
1390 ه‍.
19 - دلائل النبوة، لأحمد بن الحسين البيهقي (384 - 458 ه‍) تحقيق
عبد المعطي قلعجي، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية، بيروت 1405 ه‍.
20 - ديوان دعبل بن علي الخزاعي، تحقيق عبد الصاحب عمران الدجيلي، الطبعة
الثالثة، دار الكتاب اللبناني، بيروت 1989 م.
21 - ديوان السيد الرضا الموسوي الهندي، جمع السيد موسى الموسوي، دار الكتاب
الإسلامي، قم (مصور).
22 - ديوان الشريف الرضي، مطبعة وزارة الثقافة والارشاد الإسلامي، طهران
1406 ه‍ (مصور).
23 - الذريعة إلى تصانيف الشيعة، للشيخ آقا بزرك الطهراني (ت 1389 ه‍) الطبعة
الثالثة (مصورة) دار الأضواء، بيروت 1403 ه‍.
24 - ريحانة الأدب، لمحمد علي التبريزي المدرس، الطبعة الثانية، جابخانة
شركت سهامي طبع كتاب، إيران 1335 ه. ش.
25 - سنن ابن ماجة، لمحمد بن يزيد القزويني (207 - 275 ه‍) تحقيق محمد فؤاد

452
عبد الباقي، دار الفكر.
26 - سنن أبي داود، لأبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي (202 -
275 ه‍) تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد، دار الفكر.
27 - سنن الترمذي (الجامع الصحيح)، لمحمد بن عيسى بن سورة (209 -
297 ه‍) تحقيق أحمد محمد شاكر، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
28 - سنن الدارقطني، لعلي بن عمر الدارقطني (306 - 385 ه‍) تحقيق السيد
عبد الله هاشم يماني المدني، دار المعرفة، بيروت (مصور على طبعة دار المحاسن
بالقاهرة).
29 - سنن الدارمي، لعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي (181 - 255 ه‍) دار الفكر،
القاهر 1398 ه‍.
30 - السنن الكبرى، لأحمد بن الحسين البيهقي (384 - 458 ه‍) دار المعرفة،
بيروت.
31 - سنن النسائي، لأحمد بن شعيب النسائي (215 - 303 ه‍) الطبعة الأولى،
بيروت 1348 ه‍.
32 - شرح الشفا (نسيم الرياض)، لأحمد شهاب الدين الخفاجي المصري، دار
الفكر.
33 - شرح المواهب اللدنية، المواهب للقسطلاني والشرح للزرقاني المالكي،
وبهامشه (زاد المعاد) لابن القيم، دار المعرفة، بيروت 1414 ه‍.
34 - شرح النووي على صحيح مسلم، دار الكتاب العربي، بيروت 1407 ه‍.
35 - شعب الإيمان، لأحمد بن الحسين البيهقي (384 - 358 ه‍) الطبعة الأولى،
دار الكتب العلمية، بيروت 1410 ه‍.
36 - شعراء الغري، لعلي الخاقاني، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم
1408 ه‍ (مصور على طبعة النجف الأشرف).
37 - الصافي (تفسير...)، للشيخ محسن الفيض الكاشاني (ت 1091 ه‍)
تصحيح الشيخ حسين الأعلمي، الطبعة الأولى، مؤسسة الأعلمي، بيروت 1399 ه‍.
38 - صحيح البخاري، لمحمد بن إسماعيل الجعفي البخاري (194 - 256 ه‍)

453
تحقيق أحمد محمد شاكر، دار إحياء التراث العربي، بيروت.
39 - صحيح مسلم، لمسلم بن الحجاج النيسابوري (206 - 261 ه‍) تحقيق
محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر، بيروت 1398 ه‍.
40 - الصلات والبشر في الصلاة على خير البشر، لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي
(ت 817 ه‍) تحقيق إبراهيم إسماعيل آل عصر، الطبعة الأولى، دار الكتب العلمية،
بيروت 1405 ه‍.
41 - الطبقات الكبير، لمحمد بن سعد (168 - 230 ه‍) دار صادر، بيروت
1405 ه‍.
42 - العلل ومعرفة الرجال، لأحمد بن حنبل (164 - 241 ه‍) تحقيق وصي الله
محمد عباس، الطبعة الأولى، المكتب الإسلامي / بيروت ودار الخاني / الرياض،
1408 ه‍.
43 - علماء معاصرين، للملا علي الواعظ الخياباني التبريزي، طبعة حجرية، إيران
1366 ه‍.
44 - الغدير، للشيخ عبد الحسين أحمد الأميني، الطبعة الرابعة، مكتبة الإمام
أمير المؤمنين عليه السلام العامة، طهران 1396 ه‍.
45 - غريب الحديث، لأبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (ت 224 ه‍) دار
الكتاب العربي، بيروت 1396 ه‍ (مصور على طبعة حيدر آباد الدكن بالهند).
46 - الفائق في غريب الحديث، لمحمود بن عمر الزمخشري، تحقيق محمد
أبو الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي، الطبعة الثانية، دار المعرفة، بيروت.
47 - فرحة الغري في تعيين قبر أمير المؤمنين علي عليه السلام، للسيد عبد الكريم
ابن طاووس الحلي (ت 693 ه‍) المطبعة الحيدرية، النجف الأشرف.
48 - القاموس المحيط، لمحمد بن يعقوب الفيروزآبادي (ت 817 ه‍) دار الفكر،
بيروت 1403 ه‍.
49 - الكافي، لثقة الإسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني الرازي
(ت 329 ه) تصحيح الشيخ نجم الدين الآملي، المكتبة الإسلامية، طهران 1388 ه‍.
50 - الكامل في الضعفاء، لعبد الله بن عدي الجرجاني، الطبعة الثانية، دار الفكر،

454
بيروت 1405 ه‍.
51 - كشف الارتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب، للسيد محسن الأمين
العاملي، مكتبة اليمن الكبرى (مصور على الطبعة الأولى سنة 1347 ه‍).
52 - كشف الخفاء ومزيل الإلباس، لإسماعيل بن محمد العجلوني (ت 1162 ه‍)
تصحيح أحمد القلاش، الطبعة الرابعة، مؤسسة الرسالة، بيروت 1405 ه‍.
53 - كنز الدقائق (تفسير)، للميرزا محمد بن محمد رضا المشهدي القمي
(ت 1125 ه‍) مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية، قم
1411 ه‍.
54 - كنز العمال، لعلي بن حسان الدين المتقي الهندي (ت 975 ه‍) تصحيح
صفوة السقا، الطبعة الخامسة، مؤسسة الرسالة، بيروت 1405 ه‍.
55 - الكنى والأسماء، لأحمد بن حماد الدولابي (224 - 310 ه‍) الطبعة الثانية
(مصورة على طبعة حيدر آباد الدكن بالهند سنة 1322 ه‍) دار الكتب العلمية، بيروت
1403 ه‍.
56 - الكنى والألقاب، للشيخ عباس القمي (ت 1359 ه‍) مطبعة العرفان، صيدا
1358 ه‍.
57 - لسان العرب، لابن منظور المصري، أدب الحوزة، قم 1405 ه‍ (مصور).
58 - ماضي النجف وحاضرها، للشيخ جعفر باقر آل محبوبة، الطبعة الثانية (مصورة
على طبعة النجف الأشرف) دار الأضواء، بيروت 1406 ه‍.
59 - مجمع البيان في تفسير القرآن، للشيخ الفضل بن الحسن الطبرسي
(ت 548 ه‍) مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم 1403 ه‍ (مصور على طبعة
مطبعة العرفان بصيدا سنة 1333 ه‍).
60 - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، لعلي بن أبي بكر الهيثمي (ت 807 ه‍) دار
الكتاب العربي، بيروت.
61 - مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، لابن منظور محمد بن مكرم (630 -
711 ه‍) تحقيق رياض عبد الحميد مراد وروحية النحاس ومحمد مطيع الحافظ، الطبعة
الأولى، دار الفكر، دمشق 1404 ه‍.

455
62 - المستدرك على الصحيحين، لمحمد بن عبد الله الحاكم النيسابوري
(ت 405 ه‍) دار الفكر، بيروت 1398 ه‍.
63 - مسند أحمد بن حنبل، دار الفكر، بيروت.
64 - مشكل الآثار، لأبي جعفر الطحاوي، دار صادر، بيروت (مصور على طبعة
حيدر آباد الدكن بالهند سنة 1333 ه‍).
65 - المصنف، لعبد الرزاق بن همام الصنعاني (126 - 211 ه‍) تحقيق
حبيب الرحمن الأعظمي، الطبعة الأولى، المجلس العلمي، بيروت 1390 ه‍.
66 - معارف الرجال، للشيخ محمد حرز الدين، مكتبة آية الله العظمى المرعشي
النجفي، مطبعة الولاية، قم 1405 ه‍ (مصور).
67 - معجم الأدباء، لياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 626 ه‍)
الطبعة الثالثة، دار الفكر، 1400 ه‍.
68 - معجم البلدان، لياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي (ت 626 ه‍)
دار إحياء التراث العربي، بيروت 1399 ه‍.
69 - المعجم الكبير، لسليمان بن أحمد الطبراني (260 - 360 ه‍) تحقيق حمدي
عبد المجيد السلفي، دار إحياء التراث العربي (مصور على الطبعة الثانية لمكتبة ابن تيمية
بالقاهرة سنة 1397 ه‍) و
70 - معجم ما ألفه علماء الأمة الإسلامية للرد على خرافات الدعوة الوهابية، للسيد
عبد الله محمد علي، مقال منشور في مجلة تراثنا - قم، العدد 17 / شوال 1409 ه‍،
ص 146 - 178.
71 - معجم المطبوعات العربية والمعربة، ليوسف إليان سركيس، مكتبة آية الله
العظمى المرعشي النجفي، قم 1410 ه‍ (مصور).
72 - معجم المؤلفين، لعمر رضا كحالة، دار إحياء التراث العربي.
73 - معجم المؤلفين العراقيين، لكوركيس عواد، مطبعة الإرشاد، بغداد 1969 م.
74 - مناقب الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لابن المغازلي علي بن محمد
الشافعي، تحقيق محمد باقر البهبودي، دار الأضواء، بيروت 2403 ه‍ (مصور على طبعة
المكتبة الإسلامية بطهران سنة 1394 ه‍).

456
75 - منتهى المطلب في تحقيق المذهب، للعلامة الحلي أبي المنصور الحسن بن
يوسف بن المطهر (ت 726 ه‍) طبعة حجرية، إيران.
76 - منهج الرشاد لمن أراد السداد، للشيخ جعفر بن خضر الجناجي النجفي
(1156 - 1228 ه‍) تحقيق السيد مهدي الرجائي، الطبعة الأولى، المجمع العلمي
لأهل البيت عليهم السلام، قم 1414 ه‍.
77 - الموطأ، لمالك بن أنس، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث
العربي، بيروت (مصور).
78 - نجوم أمت: آية الله العظمى الشيخ محمد جواد البلاغي، للشيخ ناصر الدين
الأنصاري القمي، مقال منشور في مجلة نور علم - قم، العدد 41 / مهر وآبان
1370 ه‍. ش، ص 44 - 70.
79 - نقباء البشر في القرن الرابع عشر (طبقات أعلام الشيعة)، للشيخ آقا بزرك
الطهراني (ت 1389 ه‍) الطبعة الثانية (مصور) دار المرتضى، مشهد 1404 ه‍.
80 - نور الثقلين (تفسير...)، للشيخ عبد علي بن جمعة العروسي الحويزي
(ت 1112 ه‍) تصحيح السيد هاشم الرسولي المحلاتي، الطبعة الثانية، المطبعة
العلمية، قم.
81 - الهدى إلى دين المصطفى، للشيخ محمد جواد البلاغي (1282 - 1352 ه‍)
دار الكتب الإسلامية، قم (مصور على الطبعة الثانية).
82 - الوفا بأحوال المصطفى، لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي (510 -
597 ه‍) تحقيق مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة، بيروت (مصور على الطبعة الأولى
بالقاهرة سنة 1386 ه‍).
83 - وفاء الوفاء، لعلي بن أحمد المصري السمهودي (ت 911 ه‍) تحقيق محمد
محيي الدين عبد الحميد، الطبعة الرابعة، دار إحياء التراث العربي، بيروت 1404 ه‍
(مصور).

457
من أنباء التراث
كتب ترى النور لأول مرة
* الدروع الواقية.
تأليف: السيد ابن طاووس رضي الدين
علي بن موسى الحلي، المتوفى سنة
664 ه‍.
يتضمن الكتاب جملة واسعة من
الآداب الإسلامية المختلفة، والأدعية
والأحراز المختصة بأيام الشهر القمري،
منذ رؤية هلال أول ليلة منه إلى اليوم
الثلاثين، وهو من أشهر كتب الدعاء،
ونموذج رفيع لها، وقد اعتمده الكثير من
مؤلفي كتب الأدعية اللاحقين كمصدر
رئيسي لمؤلفاتهم.
وقد اعتمد في التحقيق على نسختين
مخطوطتين:
الأولى: النسخة المحفوظة في مكتبة
الإمام الرضا عليه السلام - مشهد،
تاريخها سنة 1098 ه‍، وهي جميلة
النسخ، كاملة.
الثانية: النسخة المحفوظة في مكتبة
السيد المرعشي رحمه الله، برقم 442،
تاريخ نسخها سنة 964 ه‍.
تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم
السلام) لإحياء التراث - قم / 1414 ه‍.
* مفتاح الفلاح ومصباح النجاح.
تأليف: محمد إسماعيل بن الحسين بن
محمد رضا المازندراني الخواجوئي،
المتوفى سنة 1173 ه‍.
شرح مفصل لدعاء الصباح المنسوب

458
إلى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
عليه السلام، يتضمن مباحث كلامية
وفلسفية حول هذا الدعاء
تم تحقيق الكتاب اعتمادا على نسخة
بخط المؤلف رحمه الله.
تحقيق: السيد مهدي الرجائي.
نشر: مجمع البحوث الإسلامية التابع
للروضة الرضوية المقدسة - مشهد /
1414 ه‍.
* مقالات الأصول، ج 1.
تأليف: المحقق الأصولي الشيخ
ضياء الدين العراقي (1278 -
1361 ه‍).
لقد ساهم علماء كبار في تجديد وتطوير
علم (الفكر الأصولي) ولا سيما في القرون
الثلاثة الأخيرة، والمؤلف يعد أحد أبرز
علماء المدرسة الأصولية الحديثة،
والكتاب يجمع آخر ما توصلت إليه مدرسة
هذا العالم في التفكير الأصولي، ويعد من
أهم مصادر الفكر الأصولي المعاصر،
ويحتوي على أربعين مقالة تشمل أبواب
علم الأصول المختلفة، وقد تم تحقيق
الكتاب عن طريق عرض نسخته على
النسخ المصححة تحت إشراف المصنف
نفسه وبأيدي تلاميذه الموثقين.
تحقيق: الشيخ محسن العراقي والسيد
منذ الحكيم.
نشر: مجمع الفكر الإسلامي - قم /
1414 ه‍.
* الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه.
تأليف: الشيخ فضل علي القزويني
(1290 - 1367 ه‍).
عرض تاريخي موسع شامل لواقعة
الطف، يتناول أحوال الإمام أبي عبد الله
الحسين عليه السلام وما جرت عليه من
أحداث من يوم خروجه من المدينة إلى يوم
استشهاده، ولا يسرد الوقائع والأحداث
التاريخية إلا بعد بحث ومناقشة وتدقيق في
جزئياتها وحتى في ألفاظها، يضم الكتاب:
خطب الإمام أبي عبد الله الحسين عليه
السلام، وكتبه ورسائله، وبعض كلماته
ووصاياه، وكيفية خروجه، ووقائع سفره
ومنازله إلى وصوله كربلاء، ما جرى عليه
في ليلة العاشر من محرم ويومها إلى
استشهاده عليه السلام، مع ذكر بعض
الوقائع المتأخرة عن القتل.
تحقيق: السيد أحمد الحسيني.
صدر في قم سنة 1415 ه‍.

459
* نهج البيان عن كشف معاني القرآن،
ج 1.
تأليف: محمد بن الحسن الشيباني،
من أعلام الشيعة في القرن السابع
الهجري.
يشتمل هذا الجزء من الكتاب على
ثلاثة فصول: فصلين في ذكر اشتقاق
القرآن ومعناه وفيما يشتمل عليه القرآن
العزيز، والثالث يضم تفسير سورتي
الفاتحة والبقرة.
تحقيق: حسين الدركاهي.
نشر: مؤسسة دائرة المعارف الإسلامية،
طهران. 1413 ه‍.
* ما روته العامة من مناقب أهل البيت
عليهم السلام.
تأليف: الشيخ حيدر علي بن محمد
الشرواني، من أعلام القرن الثاني عشر
الهجري.
كتاب قيم يذكر الأحاديث المروية عن
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم
في فضائل أمير المؤمنين الإمام علي عليه
السلام وأهل البيت عليهم السلام، وذكر
مناقبهم ومناقب أعدائهم مما روته العامة
ومحدثوهم ومفسروهم ممن يعتمدون عليه
ويثقون به.
تم تحقيق الكتاب اعتمادا على
نسختين مخطوطتين، ذكرت مواصفاتهما
في مقدمة التحقيق.
تحقيق: محمد الحسون.
نشر: مطبعة المنشورات الإسلامية -
قم / 1414 ه‍.
* مجمع الفائدة والبرهان في شرح إرشاد
الأذهان، ج 11 و 12.
تأليف: الشيخ أحمد المقدس
الأردبيلي، المتوفى سنة 993 ه‍.
شرح لكتاب (إرشاد الأذهان إلى أحكام
الإيمان) للعلامة الحلي الشيخ الحسن بن
يوسف بن المطهر الأسدي (648 -
726 ه‍) وهو من أحسن شروحه وأجمعها
فوائد.
اشتمل الجزء 11 على المسائل
الخاصة بكتاب الصيد وتوابعه وكتاب
الميراث، كما اشتمل الجزء 12 على
كتاب القضاء ومقاصده وهي في صفات
القاضي وآداب القضاء وكيفية الحكم
والدعوى والشهادات... وغيرها.
تحقيق: الشيخ مجتبى العراقي والشيخ
علي پناه الاشتهاردي والشيخ حسين اليزدي
الأصفهاني.

460
نشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة
لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية -
قم / 1414 ه‍.
* زاد المجتهدين في شرح بلغة
المحدثين، ج 1
تأليف: الشيخ أحمد بن صالح
البحراني القطيفي القديحي، المتوفى سنة
1315 ه‍.
شرح استدلالي لكتاب (بلغة
المحدثين) للشيخ سليمان الماحوزي
- المتوفى سنة 1121 ه‍ - الذي تعرض فيه
للرجال الذين اتضحت لديه وثاقتهم على
نحو الإجمال مما دعا المؤلف أن يتوسع في
شرح تراجمهم، مع بحوث تاريخية ولغوية
وعقائدية جاءت ضمن هذه التراجم، يضم
هذا الجزء الأسماء المبدوءة بحرف الألف
فقط، كما ضمن محقق الكتاب مقدمته
رسالة: (الحق الواضح في أحوال العبد
الصالح) في ترجمة المؤلف - رحمه الله -
وهي للشيخ علي بن حسن البلادي
القطيفي البحراني، المتوفى سنة
1340 ه‍.
تم التحقيق اعتمادا على نسخة
مخطوطة بخط المؤلف رحمه الله.
تحقيق: ضياء بدر آل سنبل.
صدر في قم سنة 1414 ه‍.
* مقياس الهداية في علم الدراية، ج 4.
تأليف الفقيه الرجالي الشيخ عبد الله بن
محمد حسن المامقاني النجفي (1290 -
1351 ه‍).
سفر قيم أوفى الموضوع حقه، واستوفى
البحث في مطالبه، وقد خرج المصنف
- رحمه الله - في بعض مباحثه عن
المنهجية المتداولة، فتوسع في بعض
الأبواب وأدخل بعض المباحث الأصولية،
ونقح جملة من المسائل الحديثية، وتفرد
في جملة من تحقيقاته واختياراته.
تم التحقيق اعتمادا على طبعتي الكتاب
الحجريتين، الأولى المطبوعة سنة
1345 ه‍،
والثانية المطبوعة في آخر
الجزء الثالث من كتاب (تنقيح المقال في
علم الرجال) كان قد فرغ منها المؤلف
- رحمه الله - سنة 1350 ه‍.
يضم الجزء الرابع هذا خاتمة الكتاب،
يذكر فيه اسم ثمانين عالم لهم مصنفات
في علم الرجال، مع فهارس فنية لأجزاء
الكتاب الأربعة.
تحقيق: الشيخ محمد رضا
المامقاني.
نشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)

461
لإحياء التراث - قم / 1413 ه‍.
* صلاة المسافر.
تأليف: السيد حسين الموسوي العلوي
الخوانساري.
الكتاب عبارة عن تقريرات فقهية
لمباحث الفقيه والمرجع آية الله العظمى
السيد أبو الحسن الأصفهاني، كتبها
وقررها المؤلف الذي كان أحد تلامذته،
ويختص الكتاب بالبحث في صلاة
المسافر.
تم تحقيق الكتاب اعتبارا على نسخة
مخطوطة بخط المؤلف، ذكرت مواصفاتها
في مقدمة التحقيق.
تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي
التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة
العلمية - قم / 1415 ه‍.
كتب صدرت محققة
* تذكرة الفقهاء، ج 4
تأليف: العلامة الحلي، الشيخ جمال
الدين أبي منصور الحسن بن يوسف
المطهر الأسدي (648 - 726 ه‍).
أهم وأكبر كتاب في الفقه الاستدلالي
المقارن، يوجد مه من أوائل كتاب الطهارة
إلى كتاب النكاح، لخص فيه مؤلفه - قدس
سره - فتاوى علماء المذاهب المختلفة
وقواعد الفقهاء في استدلالاتهم، وأشار في
كل مسألة إلى الخلاف الواقع فيها، ويذكر
مختاره وفق الطريقة المثلى وهي طريقة
الإمامية، ويوثقه بالبرهان الواضح القوي.
طبع منه ثلاثة أجزاء ضمت كتاب
الطهارة وقسما من كتاب الصلاة، وقد
اشتمل هذا الجزء على تكملة كتاب
الصلاة.
تم تحقيق الكتاب اعتمادا على 15
نسخة مخطوطة منها ما هو مقروء على
المصنف - قدس سره - ومنها ما عليه إجازة
مهمة، ذكر مواصفاتها في مقدمة
التحقيق، ومن المتوقع أن يصدر في 20
جزء.
تحقيق ونشر: مؤسسة آل البيت (عليهم
السلام) لإحياء التراث - قم / 1414 ه‍.
* أصل الشيعة وأصولها.
تأليف: الشيخ محمد الحسين آل
كاشف الغطاء (1294 - 1373 ه‍).
من الكتب المهمة التي تعرض وتوضح
أصل نشوء الشيعة وبداية التشيع وعقائدهم
أصولا وفروعا، وأنهم اعتمدا في ذلك كله
على الكتاب الكريم والسنة المطهرة، وكذا

462
في كثير من مسلمات المذهب الأخرى
بالبداء والتقية والمتعة وغيرها، وتنبع
أهميته - أيضا - من تدقيق وشمول وتفصيل
للمباحث التي تناولها والتي تحتوي على
أجوبة لكثير من التساؤلات التي تطرح عن
الشيعة وعقائدهم، كما يعد مرجعا مهما في
إزالة الشكوك ورد الشبهات المحاكة حول
الشيعة والتشيع.
كان قد طبع الكتاب عدة مرات في
العراق وإيران ولبنان.
تم تحقيقه بالاعتماد على ثلاث نسخ
مطبوعة ذكر مواصفاتها في مقدمة
التحقيق، كما ألحق المحقق بالكتاب
فصلا خاصا بتراجم الأعلام الذين ورد
ذكرهم في الكتاب، ومجموعة من الفهارس
الفنية التي تيسر للقارئ مهمته.
تحقيق: علاء آل جعفر.
نشر: مؤسسة الإمام علي عليه السلام -
قم / 1415 ه‍.
* ترجمة الإمام زين العابدين علي بن
الحسين عليه السلام، وتليها ترجمة ابنه
الإمام محمد الباقر عليه السلام من تاريخ
دمشق.
تأليف: ابن عساكر، علي بن الحسين
ابن هبة الله الشافعي (499 - 571 ه‍).
عرض تاريخي مفصل لسيرة الإمام زين
العابدين عليه السلام، تضمنت: ولادته،
نشأته، علمه، فضائله، وما جرى عليه من
أحداث مع حكام عصره من الأمويين
الظلمة.
كما يتضمن عرضا تاريخيا آخر لسيرة
الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام،
تضمنت: ولادته وعلمه والرواة عنه وجملة
من أحاديثه ومواقفه ومواعظه وولده ووفاته
عليه السلام.
تحقيق: الشيخ محمد باقر
المحمودي.
نشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلامية -
قم.
* نهاية الدراية في شرح الكفاية، ج 4.
تأليف: الفقيه المحقق الشيخ
محمد حسين الغروي الأصفهاني،
المتوفى في النجف الأشرف سنة 1361 ه‍.
هو من أشهر أعلام المحققين، وقد
خلف ثروة ضخمة قيمة في الفقه وأصوله
هي قمة في التحقيق وعمق الفكر، ومن
أشهرها كتابه هذا الذي هو شرح لكتاب
أستاذه المحقق الآخوندي الخراساني (كفاية
الأصول) صدر منه فيما سبق الجزءان 5

463
و 6.
يتضمن هذا الجزء بحوث: أصالة
البراءة، أصالة الاحتياط، وقاعدة نفى
الضرر.
تحقيق: الشيخ أبو الحسن القائمي.
نشر: مؤسسة آل البيت (عليهم السلام)
لإحياء التراث - قم / 1414 ه‍.
* البرهان على صحة طول عمر الإمام
صاحب الزمان عجل الله فرجه.
تأليف: الشيخ أبي الفتح محمد بن
علي بن عثمان الكراجكي، المتوفى سنة
449 ه‍.
بحث في إثبات صحة طول عمر الإمام
صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه
الشريف، بالبراهين والأدلة العقلية، مع
ذكر وقائع وحوادث تشير لذلك عن كتب
التاريخ القديم والشواهد العينية مع ذكر
أخبار بعض المعمرين الذين عمروا
لسنوات طوال.
طبع سابقا ضمن كتاب المؤلف (كنز
الفوائد) وقد تم تحقيقه اعتمادا على نسخة
مخطوطة ذكر مواصفاتها في مقدمة التحقيق.
تحقيق: السيد حسن الموسوي.
صدر مؤخرا.
* منتهى الأمالي في تواريخ النبي والآل،
ج 1 و ج 2.
تأليف: المحدث الشيخ عباس بن
محمد رضا القمي (1294 - 1359 ه‍).
يحتوي الكتاب على أربعة عشر بابا،
تتضمن تاريخ وسيرة النبي صلى الله عليه
وآله وسلم والمعصومين من آله عليهم
السلام، وكل باب يختص بأحد الأئمة
عليهم السلام: في ولادته، فضائله،
مناقبه، معجزاته، مواعظه، وعلمه،
استشهاده، ذكر أولاده، وذكر جملة من
أصحابه، وقد تحري المؤلف - رحمه الله -
الدقة والضبط والأمانة في نقل النصوص
والمتون مما جعل كتابه هذا مرجعا يرجع
إليه الكثير من أهل العلم والتحقيق ودارسو
التاريخ.
تعريب: المؤسسة الإسلامية للترجمة.
نشر: مؤسسة النشر الإسلامي التابعة
لجماعة المدرسين في الحوزة العلمية -
قم / 1415 ه‍.
* التمهيد في علوم القرآن، ج 5.
تأليف: الشيخ محمد هادي معرفة.
دراسات وأبحاث مبسطة عن مختلف
شؤون القرآن الكريم، وضعت أساسا

464
كمقدمة لتفسير المؤلف (الوسيط) كانت
الأجزاء الثلاثة الأولى قد طبعت عامي
1408 و 1409 ه‍ من قبل إدارة الحوزة
العلمية في قم، وتم تحقيق هذه الأجزاء
بعد إضافة الجزء الرابع إليها في عام
1412 ه‍، البحث الأساسي في هذا
الجزء هو دلائل الإعجاز البياني
للقرآن، وقد تشعب إلى عدة فروع: دقيق
تعبير القرآن ورقيق تحبيره، طرافة سبكه
وغرابة أسلوبه، عذوبة ألفاظه، سلاسة
عباراته، تناسق نظمه وتناسب نغمه،
تجسيد معانيه في أجراس حروفه، تلاؤم
فرائده وتآلف خرائده، حسن تشبهه وجمال
تصويره، جودة استعاراته وروعة تخييله،
لطيف كتابته وظريف تعريضه، وروائع من
فنون بدائعه.
تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي
التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة
العلمية - قم / 1414 ه‍.
* الأمالي.
تأليف: شيخ الطائفة أبي جعفر محمد
ابن الحسن الطوسي (385 - 460 ه‍).
من الكتب المهمة، يضم طائفة من
الأحاديث النبوية الشريفة، وجانبا من
السيرة المحمدية وروايات عن الأئمة
عليهم السلام، وأدعية مأثورة.
تم تحقيقه اعتمادا على مخطوطة نفيسة
يعود تأريخها لسنة 580 ه‍، بالإضافة
إلى النسخة المطبوعة في إيران سنة
1213 ه‍.
تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية في
مؤسسة البعثة - قم.
نشر: دار الثقافة - قم / 1414 ه‍.
* الملهوف في قتلى الطفوف.
تأليف: السيد ابن طاووس، علي بن
موسى بن جعفر الحلي، المتوفى سنة
664 ه‍.
عرض تاريخي مفصل للأحداث التي
مر بها سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله
الحسين عليه السلام قبل رحيله إلى
العراق، وخلال استعداده للخروج إلى
كربلاء، مقسم إلى ثلاثة مسالك، الأول
يتناول الأمور المتقدمة على القتال مشيرا
إلى عدة أحداث، هي: موت معاوية،
الكتب التي كانت ترد إلى الإمام الحسين
عليه السلام من الكوفة، إرسال مسلم بن
عقيل واستشهاده مع هانئ بن عروة في
الكوفة، عزم الإمام الحسين عليه السلام
على الخروج، والأحداث التي جرت عليه
خلال سفره حتى وصوله كربلاء، والمسلك

465
الثاني يتناول وصفا مفصلا لحال القتال،
والثالث عرض للأمور المتأخرة عن مقتله
عليه السلام وما حدث لعياله ومسير السبايا
عليه إلى دمشق ومحاورات وخطب الإمام
السجاد عليه السلام ورجوعهم إلى العراق
ثم إلى المدينة.
طبع الكتاب من قبل عدة مرات في
النجف وطهران وبيروت وقم، وتم تحقيقه
اعتمادا على هذه نسخ ذكرت مواصفاتها
في مقدمة التحقيق.
تحقيق: الشيخ فارس الحسون.
نشر: دار الأسوة للطباعة والنشر - قم /
1414 ه‍.
* جامع الأحاديث.
* العروس.
* الغايات.
* المسلسلات.
* الأعمال المانعة من دخول الجنة.
* نوادر الأثر في علي خير البشر.
وكلها من تأليف الشيخ أبي محمد
جعفر بن. حمد بن علي القمي، من أعلام
القرن الرابع الهجري.
و (جامع الأحاديث) يضم الأحاديث
النبوية الشريفة مرتبة حسب حروف
المعجم الواردة في مختلف نواحي الحياة.
أما (العروس) فيذكر فيه الأحاديث
المروية عن الرسول الأكرم صلى الله عليه
وآله وسلم وعن الأئمة عليهم السلام التي
تبين فضل يوم الجمعة على باقي الأيام.
وفي (الغايات) يذكر الأحاديث
المتضمنة غاية الشئ، كقوله: أحب
الأعمال، أفضل الأعمال، أشد
البلاء... وهكذا.
أما (المسلسلات) فهي الأحاديث
المروية بشكل سلسلة تختص بجملة أو
كلمة معينة، مثل: المصافحة أو القسم،
كقولهم: حدثنا فلان وقد صافحني، قال:
حدثنا فلان وقد صافحني... إلى آخره،
إلى وصول السلسلة إلى راويها عن الرسول
صلى الله عليه وآله وسلم.
أما (الأعمال المانعة) ففيه جملة من
الأحاديث الخاصة بالرجال والنساء الذين
يقومون بأعمال لا تدخلهم الجنة أبدا.
أما (نوادر الأثر) فيجمع فيه ما روي في
أن أمير المؤمنين الإمام عليا عليه السلام
هو خير البشر.
كان (جامع الحديث) وبقية الكتب
الملحقة به مطبوعة في إيران فيما سبق.
وقد تم تحقيق الكتاب وملحقاته اعتمادا
على عدة نسخ ذكرت مواصفاتها في مقدمة
التحقيق، وصدرت بأجمعها في مجلد

466
واحد.
تحقيق: السيد محمد الحسيني
النيشابوري.
نشر: مجمع البحوث الإسلامية التابع
للروضة الرضوية المقدسة - مشهد /
1413 ه‍.
* مختلف الشيعة، ج 5 و 6.
تأليف: العلامة الحلي، أبي منصور
الحسن بن يوسف بن المطهر الأسدي
(648 (726 ه‍).
موسوعة فقهية مقارنة كاملة، من الطهارة
إلى الديات، تناولت آراء فقهاء الإمامية مع
ذكر أدلتهم وما يرجحه هو في المقام، كما
يشتمل الكتاب على فتاوى الشيخين ابن
الجنيد وابن أبي عقيل - قدس سرهما - إذ
هي منحصرة في هذا الكتاب، وكل من
نقل عنهما بعد العلامة فإنما نقل من هذا
الكتاب.
اشتمل الجزء الخامس على كتابي
المتاجر والديون، فيما اشتمل الجزء
السادس على تتمة كتاب الديون مضافا إليه
كتب: الإجارة والأمانات والهبات.
تحقيق ونشر: مؤسسة النشر الإسلامي
التابعة لجماعة المدرسين في الحوزة
العلمية - قم / 1415 ه‍.
* الكواكب المنتشرة في القرن الثاني بعد
العشرة.
تأليف: آقا بزرك الطهراني، الشيخ
محمد محسن بن علي بن محمد رضا
(1293 - 1389 ه‍).
وهو الجزء السادس من الموسوعة القيمة
(طبقات أعلام الشيعة) للمؤلف - رحمه
الله - والتي تضم أسماء أعلام الإمامية
- رضوان الله عليهم - منذ القرن الرابع
الهجري، ويختص هذا الجزء بأعلام
القرن الثاني عشر الهجري.
نشر: مؤسسة النشر التابعة لجامعة
طهران / 1373 ه‍. ش.
* ترتيب كتاب العين، ج 1 - 3.
تأليف: أبي عبد الرحمن الخليل بن
أحمد الفراهيدي (100 - 175 ه‍).
إخراج وترتيب جديد لهذا المعجم
المهم، فقد رتب على النظام السهل
السلس الذي يبدأ بالهمزة من حروف
الألفباء وينتهي بالياء، اشتمل الجزء الأول
على حرف الألف إلى حرف الراء، والثاني
من حرف الزاي إلى حرف الغين، والثالث
من حرف الفاء إلى حرف الياء.
كان الكتاب قد طبع في بغداد بتحقيق

467
الدكتور مهدي المخزومي والدكتور إبراهيم
السامرائي، اعتمادا على ثلاث نسخ
مخطوطة ذكرت مواصفاتها في مقدمة
التحقيق.
ثم أعادت دار الهجرة في قم طبعه
بالتصوير سنة 1409 ه‍.
تصحيح: أسعد الطيب.
نشر: منشورات الأسوة التابعة لمنظمة
الأوقاف والأمور الخيرية - قم /
1414 ه‍.
* بدائع الدرر في قاعدة نفي الضرر.
تأليف: السيد الإمام روح الله الموسوي
الخميني (1320 - - 141 ه‍).
رسالة مختصرة يبحث فيها حول حديث
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(لا ضرر ولا ضرار) وإشكالات قاعدة نفي
الضرر وتنبيهات على هذه الإشكالات.
تم التحقيق اعتمادا على النسخة
المخطوطة بخط المؤلف قدس سره.
تحقيق ونشر: مؤسسة تنظيم ونشر آثار
الإمام الخميني قدس سره - قم /
1414 ه‍.
* الطريق إلى الله.
تأليف: الشيخ حسن البحراني
رسالة في الأخلاق العالية تضمنت
مباحث حول الأخلاق ودورها في صنع
الإنسان المؤمن بالله سبحانه، وطريقة
معيشته وحياته بعبارات واضحة بليغة
معتمدا طريق أهل البيت عليهم السلام
ومستفيدا من أحاديثهم الشريفة، دون
التزام بذكر المصادر ولا تقيد بالنص الوارد،
والاكتفاء بنقل المضمون فحسب، كما
تضمنت الرسالة الدعوة إلى الله سبحانه
وتعالى من خلال معرفة السبل والمسالك
التي يجب أتباعها للوصول إلى رضاه
سبحانه وتعالى.
تم تحقيقه اعتمادا على نسخة مطبوعة
ذكرت أوصافها في مقدمة التحقيق.
تحقيق: السيد باسم الهاشمي.
نشر: دار التعارف للمطبوعات -
بيروت / 1413 ه‍.
* شعر أبي طالب وأخباره، والمستدرك
عليه.
جمع: أبي هفان عبد الله بن أحمد بن
حرب بن مهزم البصري النحوي الأديب،
المتوفى سنة 257 ه‍.
الكتاب عبارة عن جمع لأشعار سيد
قريش وحامي رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم مع شرح مستوف لكل ما كان

468
صعبا من كلماته ومعانيه، وهو برواية
أبي هفان وكتبه أبو الفتح عثمان بن جني
- المتوفى 392 ه‍ بخطه.
اعتمد في التحقيق على نسخة ذكرت
مواصفاتها في مقدمة التحقيق.
تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية في
مؤسسة البعثة - قم.
نشر: دار الثقافة للطباعة والنشر - قم /
1414 ه‍.
* محاضرات في تفسير القرآن الكريم.
تأليف: السيد إسماعيل الصدر،
المتوفى سنة 1388 ه‍.
الكتاب هو مجموعة محاضرات ألقاها
المؤلف على طلابه، اعتمد فيه طريقة
تفسير القرآن بالقرآن، ابتدأ من أول سورة
الفاتحة ثم البقرة ولم يتمه، كما ركز
الكتاب على المسائل العقائدية المهمة
وإقامة البراهين عليها ودفع الشبهات المثارة
حولها، ويشتمل الكتاب على بحوث
مفصلة أخرى، كبحث جزئية البسملة وما
يتعلق ببعض القراءات، وبحث إعجاز
القرآن العظيم، وبحث الإمام المهدي
عجل الله فرجه وهو أكثرها تفصيلا، مضافا
إليها عدة بحوث مختصرة أخرى مع دروس
عملية مستوحاة من الآيات المفسرة في
نهاية تفسير كل واحدة منها.
كان الكتاب قد طبع لأول مرة في أوائل
السبعينات من هذا القرن الميلادي.
تحقيق: الشيخ سامي الخفاجي.
نشر: دار الكتاب الإسلامي - قم.
طبعات جديدة لمطبوعات سابقة
* ترجمة ريحانة رسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم الإمام الحسين عليه السلام من
تاريخ دمشق.
تأليف: ابن عساكر، علي بن الحسين
ابن هبة الله الشافعي، المتوفى سنة
571 ه‍.
جزء من موسوعة (تاريخ دمشق) يختص
بأحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه
وآله وسلم المروية عنه بحق الإمام أبي
عبد الله الحسين عليه السلام، تشتمل على
ولادته، حياته، واستشهاده، ويتضمن
الكتاب 402 حديثا من طرق مختلفة عن
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير
المؤمنين الإمام علي عليه السلام.
تحقيق: الشيخ محمد باقر
المحمودي.
أعاد طبعه بصف جديد مجمع إحياء
الثقافة الإسلامية - قم / 1414 ه‍.

469
* عنوان الطاعة في إقامة الجمعة
والجماعة.
تأليف: السيد إسماعيل بن أحمد
الحسيني المرعشي.
الكتاب عبارة عن بحث فقهي استدلالي
حول صلاة الجمعة وإثبات وجوبها
بالاعتماد على الكتاب والسنة، مع ذكر
فضيلة يوم الجمعة وكيفية أداء صلاة
الجمعة وفضيلتها، مع بحث حول صلاة
العيدين وبحث في صلاة الجماعة.
طبع الكتاب لأول مرة في مدينة الأهواز
سنة 1352 ه‍. ش، ثم أعادت طبعه
بالتصوير مكتبة الصدر في طهران سنة
1376 ه‍. ش.
* نشأ الشيعة الإمامية.
تأليف: نبيلة عبد المنعم داود.
رسالة لنيل درجة الماجستير في التاريخ
الإسلامي من جامعة بغداد، تشتمل على
دراسة نشأة الشيعة الإمامية منذ عهد
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم،
وهي مقسمة إلى خمسة فصول، الأول
دراسة للمصادر التي بحثت عن الشيعة
الإمامية، والثاني يبحث في أصل التشيع
وتطوره ومناقشة الآراء حول بدايته، والثالث
دراسة للإمامة بنظر الشيعة وبحث عن إمامة
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام وأدلة
إمامته وإمامة الأئمة من ولده من بعده،
والرابع يبحث في سياسة العباسيين تجاه
الشيعة والثورات الزيدية ضدهم،
والخامس يبحث في تطور مفهوم الإمامة
عند الشيعة الإمامية وعقائدهم التي تتصل
بها.
وقد طبع الكتاب لأول مرة في بغداد
أواخر الستينيات من هذا القرن الميلادي،
وأعادت طبعه بصف جديد دار المؤرخ
العربي - بيروت / 1415 ه‍.
* مع الدكتور موسى الموسوي في كتابه
الشيعة والتصحيح.
تأليف: الدكتور علاء الدين أمير محمد
القزويني.
هو رد على الافتراءات والاتهامات
الباطلة التي نسبها الدكتور موسى في كتابه
(الشيعة والتصحيح) طبعة لوس أنجلس /
أمريكا 1987 م إلى الشيعة، فيتناول
الكتاب القضايا التي عدها المؤلف بدعا
ومن تأليف واختراع بعض علماء الشيعة
مثل: الزواج المؤقت - العقد المنقطع أو:
المتعة - الخمس في أرباح المكاسب،
التقية، الرجعة، البداء، وعدة قضايا

470
أخرى، ويبحث فيها ويظهر فساد وبطلان
ما افتراه الدكتور، بالاعتماد على كتاب الله
وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
ويبين أن هذه الأمور ثابتة في الشريعة
الإسلامية منذ عهد الرسول الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم وإلى عهدنا
هذا.
أعاد طبعه بصف جديد مركز الغدير
للدراسات الإسلامية - قم / 1414 ه‍.
* الروضة النضرة في علماء المائة الحادية
عشرة.
تأليف: آقا بزرك الطهراني، الشيخ
محمد محسن بن علي بن محمد رضا
(1293 - 1389 ه‍).
هو الجزء الخامس من الموسوعة القيمة
(طبقات أعلام الشيعة) للمؤلف - رحمه
الله - رضوان الله عليهم - منذ القرن الرابع
الهجري، ويختص هذا الجزء بأعلام
القرن الحادي عشر الهجري.
أعادت طبعه مؤخرا بصف جديد مؤسسة
إسماعيليان - قم.
* الشيعة في التاريخ:
تأليف: الشيخ محمد حسين الزين
العاملي.
بحث تاريخي عن أصل الشيعة وبداية
ظهورهم وعقائدهم والطوائف التي تشعبت
من الشيعة وكيف تشعبت وبدايتها، مع
بحث حول الخلافة بعد وفاة النبي
صلى الله عليه وآله وسلم، مع دراسة
لمواقف الشيعة في العهدين الأموي
والعباسي، مع مناقشة بعض الافتراءات
والأباطيل التي قذفت بها الشيعة وتفنيدها
وإظهار فسادها، والكتاب في مجمله رد
على مؤلفات بعض الكتاب الذين أساؤا
فيها للشيعة وعلمائهم ولكثير من عقائدهم،
منهم: محمد ثابت المصري، صاحب
كتاب (جولة في ربوع الشرق الأدنى).
طبع الكتاب لأول مرة في لبنان سنة
1357 ه‍، ثم أعادت طبعه مؤخرا
- بالتصوير - مكتبة النجاح في طهران.
* ترجمة الإمام الحسين عليه السلام.
تأليف: ابن سعد، أبي عبد الله محمد
ابن سعد بن منيع البصري (168 -
230 ه‍).
عرض تاريخي موجز لحياة وسيرة ومقتل
سيد الشهداء الإمام أبي عبد الله الحسين
عليه السلام، مع ذكر الأحداث التي كانت
بعد مقتله، وهذا الكتاب هو جزء من

471
الحلقة غير المطبوعة من كتاب (الطبقات)
الكبير لابن سعد، والخاصة بترجمة الإمام
الحسين عليه السلام.
كانت قد نشرت محققة على صفحات
نشرتنا هذه (تراثنا) في العدد العاشر،
الصادر في محرم الحرام عام 1408 ه‍،
وقد تم التحقيق اعتمادا على نسخة
مخطوطة محفوظة في خزانة السلطان أحمد
الثالث في مكتبة طوب قبو سراي في
إسلامبول، برقم 2835.
تحقيق: السيد عبد العزيز
الطباطبائي.
أعادت طبعه بالتصوير مؤسسة آل البيت
(عليهم السلام) لإحياء التراث - قم /
1415 ه‍، وصدر ضمن: سلسلة ذخائر
تراثنا، برقم (1).
* الاحتجاج بالأثر على من أنكر المهدي
المنتظر.
تأليف: الشيخ حمود بن عبد الله بن
حمود التويجري.
والكتاب رد على رسالة (لا مهدي منتظر
بعد الرسول خير البشر) لكاتبها الشيخ
عبد الله بن زيد بن محمود، رئيس المحاكم
القطرية، والتي أنكر فيها خروج المهدي
عليه السلام في آخر الزمان، يتناول فيه
المؤلف الأحاديث المروية عن الرسول
الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من طرق
العامة المختلفة مع بيان صحيحها من
حسنها من سقيمها.
كان قد طبع الكتاب لأول مرة سنة
1403 ه‍، ثم أعادت طبعه ثانية مكتبة دار
العليان الحديثة للطباعة والنشر والتوزيع -
بريدة / 1406 ه‍.
* نفحات الأزهار في خلاصة عبقات
الأنوار، ج 1 - 12.
تأليف: السيد علي الحسيني
الميلاني.
موسوعة علمية عقائدية لإثبات الخلافة
والولاية لأمير المؤمنين الإمام علي عليه
السلام والأئمة الاثني عشر من بعده عليهم
السلام، والكتاب في محوره العام رد على
كتاب (التحفة الاثنا عشرية في الرد على
الإمامية) لعبد العزيز الدهلوي (1159 -
1230 ه‍) الذي تهجم فيه على الشيعة
ونسب إليهم العقائد الباطلة وحاول الحط
منهم بالأكاذيب والافتراءات، مما دعا
السيد مير حامد حسين بن محمد قلي
اللكهنوي إلى تأليف كتاب (عبقات الأنوار،
في إمامة الأئمة الأطهار) للرد عليه.
وقد قام المؤلف بتلخيص وترجمة

472
وتحقيق الكتاب، والتعليق والاستدراك
عليه، يبحث في الأجزاء 1 و 2 و 3 في
حديث الثقلين سندا ودلالة، حيث يثبت
تواتر وقطعية صدور الحديث، ودلالته على
المطلوب بالأدلة القاطعة، ثم يدحض كل
ما قيل أو يمكن أن يقال من الشبهات في
هذا الباب.
ويبحث في الجزء 4 في حديث السفينة
على ثلاث جهات، الأولى: السند وإثبات
تواتره، والثانية: دلالة الحديث على إمامة
الإمام علي عليه السلام، والثالثة: الرد
على ما قاله الدهلوي بشأن هذا الحديث.
وفي الجزء 5 يبحث في حديث النور
سندا ومن جهة الدلالة بناحيتين، الإمامة
بالنص، ودلالته على الإمامة بالملازمة.
وفي الأجزاء 6 و 7 و 8. 9 يبحث في
حديث الغدير: إثبات تواتره، دحض بعض
الشبهات حوله، سنده، دلالته.
أما الأجزاء 10 و 11 و 12 فقد خصصها
للبحث في حديث (أنا مدينة العلم وعلي
بابها) فيثبت تواتره فضلا عن صحته، ويبين
وجوه دلالته على مذهب الإمامية.
سبق وأن طبع الكتاب في عشرة أجزاء
باسم: (خلاصة عبقات الأنوار).
صدر في قم بصف جديد سنة
1414 ه‍.
* منهج في الانتماء المذهبي.
تأليف: صائب عبد الحميد.
كتاب قيم بأسلوب جديد، يشرح في
صفحاته تجربة شخصية للتمسك بمذهب
أهل البيت عليهم السلام، ويوضح
أسباب ذلك دون أي تعصب أو انحياز، بل
بالدليل المقنع والحياد الكامل في البحث
والتحقيق والاستدلال، ويثبت فيها ما يواجه
كل تجربة أو محاولة عظيمة مثلها من
المشاكل والصعوبات والمعاناة.
كتبه أولا كجواب لرسالة بعثها إليه أحد
إخوته ممن كانت له معه ذكريات خاصة،
يستفسر بها منه عن سبب انتهاجه المنهج
الجديد وترك مذهبه السابق.
طبع فيما سبق عدة طبعات في إيران
ولبنان، ثم أعاد مركز الغدير للدراسات
الإسلامية في قم طبعه - بالتصوير على
الطبعة الأولى - سنة 1414 ه‍.
* الإمامة في أهم الكتب الكلامية.
تأليف: السيد علي الحسيني
الميلاني.
عدة بحوث مقارنة حول (الإمامة) من
جميع جوانبها مؤيدة بالأدلة المنقولة من
الكتب المعتمدة لدى العامة، لكي تكون

473
أدعى للقبول وإثبات الحجة.
كانت قد طبعت هذه البحوث فيما سبق
إما مستقلة أو في نشرتنا هذه (تراثنا) وهي:
الطرائف على شرح المواقف، المراصد
على شرح المقاصد، رسالة في صلاة
أبي بكر، رسالة في حديث الاقتداء
بالشيخين، رسالة في المتعتين، رسالة في
حديث (سيد كهول أهل الجنة)، رسالة
في حديث (أصحابي كالنجوم).
أعيد طبعه - بصف جديد - في قم سنة
1413 ه‍.
صدر حديثا
* فهارس مستدرك الوسائل، ج 1 و 2.
إعداد وتنظيم ونشر: مؤسسة آل البيت
(عليهم السلام) لإحياء التراث - قم.
مجموعة متخصصة من الفهارس الفنية
لكتاب (مستدرك الوسائل) للمحدث
الشيخ حسين النوري الطبرسي - المتوفى
سنة 1320 ه‍ - الذي يعد من الموسوعات
الحديثية الواسعة لتعدد أبوابها وشموليتها،
وقد ضمت هذه الفهارس: الآيات
القرآنية، متون الكتب السماوية الأخرى،
الأحاديث القدسية، أحاديث المعصومين
عليهم السلام، الآثار، الأعلام، الأمم
والجماعات، الأماكن والبقاع، الوقائع
والأيام، الأطعمة والأشربة، الملابس
وأدوات الزينة، الأبيات الشعرية،
المعادن، الحيوانات، مصادر التأليف
والتحقيق.
احتوى الجزء الأول على فهارس،
الآيات القرآنية، متون الكتب السماوية،
الأحاديث القدسية، وقسما من أحاديث
المعصومين عليهم السلام - من حرف
الألف - واحتوى الجزء الثاني على تكملة
أحاديث المعصومين عليهم السلام لغاية
حرف اللام.
صدر الجزءان في قم سنة 1414 ه‍.
* ابن تيمية: حياته، عقائده، موقفه من
الشيعة وأهل البيت عليهم السلام.
تأليف: صائب عبد الحميد.
بحث موسع وعميق في سيرة ابن تيمية
وبيئته وعصره وحياته وميادين عقائده
الكبرى، مع تعريف بآرائه ومعتقداته في
أهل البيت عليهم السلام والشيعة، وإظهار
فسادها وبطلانها، وقد تضمن بحثا عن
العلامة الحلي، الحسن بن يوسف المطهر
الأسدي ومناظراته مع علماء المذاهب
الأخرى.
نشره: مركز الغدير للدراسات

474
الإسلامية - قم / 1414 ه‍.
* الشهادة الثالثة المقدسة.
تأليف: الشيخ عبد الحليم الغزي.
بحث موسع وشامل في الشهادة الثالثة
بالإمرة والولاية لسيد الأوصياء أمير المؤمنين
الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في
الأذان والإقامة وغيرها من الموارد الأخرى،
باعتماد الأحاديث المروية عن الرسول
الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم من
مختلف الطرق، وحديث أهل البيت عليهم
السلام حول هذه الشهادة، موردا آراء كثير
من علماء المذهب بالإتيان بها استحبابا أو
بقصد القربة المطلقة.
نشر: هيئة قمر بني هاشم عليه السلام -
قم / 1414 ه‍.
* المختار من كلمات الإمام المهدي عجل
الله فرجه، ج 1 - 3.
تأليف: الشيخ محمد الغروي.
هو جمع وترتيب وفق حروف المعجم
لكلمات الإمام المهدي المنتظر عجل الله
تعالى فرجه الشريف، التي أصدرت منه
على شكل توقيعات إلى سفرائه - رضوان
الله عليهم - أو من الروايات التي تروي
أحاديثه وأقواله عليه السلام لأصحابه أو
غيرهم، في غيبته أو حضوره، وتم اختيار
الكلمات ما يمس منها العقائد ويمتاز به
الحق عن الباطل، وما يخص الأحكام
والقضايا الاجتماعية والفردية وعلاج
الاختلافات.
يضم الكتاب في أجزائه الثلاثة 500
كلمة مختارة، اشتمل الجزء الأول على ما
اختير من حرف الألف إلى حرف الراء،
والجزء الثاني من حرف الزاي إلى حرف
اللام، والثالث من حرف الميم إلى حرف
الياء إضافة إلى مجموعة كبيرة من الفهارس
الفنية.
صدر في قم سنة 1414 ه‍.
* فقه الشركة على نهج الفقه والقانون.
تأليف: السيد عبد الكريم الموسوي
الأردبيلي.
بحث مفصل عن الشركة في منهجها
الفقهي والقانوني، يوضح أحكامها
وشرائطها وأسبابها وأدلة صحتها فقهيا،
ويتضمن من كتاب (الوسيط) لعبد الرزاق
السنهوري، مع بحث مفصل في كتاب
التأمين باعتباره أحد طرق الشركة وكونه من
المسائل المستحدثة ذات الأهمية
الاجتماعية في الوقت الحاضر.
نشر: منشورات مكتب أمير المؤمنين

475
عليه السلام - قم / 1414 ه‍.
* مستدركات مقياس الهداية في علم
الدراية، ج 5 - 7.
تأليف: الشيخ محمد رضا المامقاني.
والجزءان الخامس والسادس عبارة عن
مستدركات لكتاب (مقياس الهداية في علم
الدراية) للشيخ عبد الله بن محمد حسن
المامقاني (1290 - 1351 ه‍) وهي
توضيحات لما استوجبته النصوص واقتضته
ضرورة البحث مع ما يقرب من 500 فائدة
درائية.
أما الجزء السابع فهو خلاصة
لمصطلحات علماء الدراية، وخلاصة
للكتاب ومستدركاته وفوائده ومسائله.
صدرت الأجزاء الثلاثة في قم سنتي 1413 و 1414 ه‍.
* إرشاد الأذهان إلى أعلام القرآن، ج 1.
تأليف: عبد الحسين الشبستري.
ترجمة لأكبر عدد ممكن من الأعلام
إلي ورد ذكرها في القرآن الكريم - صراحة
أو إشارة - من الأنبياء والمرسلين وغيرهم
من أعلام العصور الغابرة أو المعاصرة
للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم،
وذكر بعض الملائكة والجن، مرتبة حسب
الحروف الهجائية.
نشر: دار القرآن الكريم - قم /
1414 ه‍.
* دعوة موسى والانحرافات الإسرائيلية في
ضوء القرآن.
تأليف: الشيخ نوري حاتم.
دراسة تحليلية لتاريخ كليم الله ورسوله
موسى بن عمران عليه السلام من خلال
آيات القرآن الكريم، جعلها المؤلف في
قسمين، تناول في الأول منها أهداف حركة
الرسول بشكل عام، وجهادهم في تنقية
الفكر الإنساني من الشرك ومدلولاته،
وتناول في القسم الثاني حركة نبوة موسى
عليه السلام وسيره في ذلك المحور مع نبي
إسرائيل في وقائعها المختلفة وجوانبها
المتعددة.
نشر: مؤسسة المرتضى العالمية -
بيروت / 1414 ه‍.
* صلاة الجمعة والعيدين في مصادر
الفريقين.
كتاب جمع بين دفتيه 1144 حديثا
ورواية مما ورد عن النبي الأكرم صلى الله
عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين عليهم
السلام في مصادر الفريقين، موزعة على

476
سبعة عشر فصلا، تناولت فضل الجمعة والعيدين وما يستحب فيهما من الصلوات
والأعمال والسنن وغير ذلك مما يتعلق
بإقامتها.
تحقيق ونشر: المديرية العامة لأئمة
الجمعة - قم / 1414 ه‍.
* دراسة في المرأة وستر الوجه والكفين.
تأليف: السيد علي حسين محمد مكي
العاملي.
دراسة وعرض فقهي لمسألة ستر المرأة
للوجه والكفين من حيث الوجوب والجواز،
تطرق فيه إلى نصوص الكتاب العزيز
والروايات المأثورة عن المعصومين عليهم السلام، والشواهد التاريخية الأخرى من
أحداث وأشعار وغيرها.
نشر: الدار الإسلامية - بيروت /
1413 ه‍.
* أحكام الغصب في الفقه الإسلامي.
تأليف: الدكتور عبد الجبار حمد شرارة.
بحث مقارن بين المذاهب الإسلامية
السبعة وبين القانون الوضعي، تناول
الغصب وما يرتبط أو يتصل به، سالك فيه
المنهج الحديث في التعبير والعرض
والتبويب، وقام بعرض الآراء الفقهية
المختلفة، ورجح رأيا على رأي تبعا لقوة
الدليل.
نشر: مكتب الإعلام الإسلامي - قم /
1414 ه‍.
* موسوعة الإمام الصادق عليه السلام،
ج 1.
تأليف: السيد محمد كاظم القزويني.
يحتوي هذا الجزء على عدة أبحاث
مفصلة ومرتبطة بعضها مع بعض، يدور
البحث فيها حول أحاديث الرسول الأكرم
صلى الله عليه وآله وسلم الخاصة بإثبات
الإمامة والولاية لأمير المؤمنين والأئمة
عليهم السلام من بعده، ثم يتناول جزء من
حياة الإمام أبي عبد الله الصادق عليه
السلام يتضمن الأخبار الواردة عن:
والديه، ولادته، ألقابه وشمائله، ثم يثبت
أسماء 100 كتاب من كتب العامة روى
مؤلفوها عن الإمام الصادق عليه السلام
أحاديث كثيرة لرسول الله صلى الله عليه
وآله وسلم رواها عن آبائه عليهم السلام.
صدر في قم سنة 1414 ه‍.
* المنهج الأثري في تفسير القرآن
الكريم.. حقيقته ومصادره وتطبيقاته.
تأليف: هدى جاسم محمد أبو طبرة.

477
رسالة لنيل الماجستير / آداب في
الشريعة والعلوم الإسلامية مقدمة إلى
جامعة الكوفة في العراق، وهي تشتمل
على عدة أبحاث قيمة ومفصلة لكل فصل
من فصولها الأربعة، فالفصل الأول يضم
بحثا لمعنى المنهج الأثري لغة
واصطلاحا، وبحث نشأة التفسير بالمأثور
الذي يتناول التفسير من مرحلة العصر
النبوي إلى مرحلة تابعي التابعين، والفصل
الثاني يضم بحوثا عن مصادر التفسير
بالمأثور والتي هي القرآن الكريم والسنة
النبوية والمأثور من أئمة أهل البيت عليهم
السلام والمأثور عن الصحابة والمأثور عن
التابعين، والفصل الثالث تطبيقات التفسير
بالمأثور، ويضم بحوثا لأربعة من أشهر
الكتب الموجودة في التفسير بالمأثور،
والفصل الأخير يضم بحثا لخصائص
المنهج الأثري وبحثا آخر لتقويمه.
نشره: مكتب الإعلام الإسلامي - قم /
1414 ه‍.
* البرهان على عدم تحريف القرآن.
تأليف: السيد مرتضى الرضوي.
الكتاب رد على مقال بعنوان (الشيعة
وتحريف القرآن) لكاتبه محمد عبد الله
السمان، الذي نشره في مجلة أكتوبر
المصرية، العدد / 5 المؤرخ في
5 / 5 / 1983 م - القاهرة، والذي كان هو
تعريفا بكتاب تحت نفس العنوان لمؤلفه
البحريني محمد مال الله، اشتمل الكتاب
على عدة بحوث حول الشيعة الإمامية
وبعض معتقداتها والصحابة، مع بحث
مفصل عن سلامة القرآن من الزيادة
والنقصان، وذكر آراء عدة من علماء
الإمامية الكبار في مسألة التحريف وصيانة
القرآن الكريم منه.
نشر: الإرشاد للطباعة والنشر - بيروت /
1411.
* محاورة عقائدية.
تأليف: السيد أمير محمد الكاظمي
القزويني.
والكتاب رد على كتاب (فقه الشيعة
الإمامية) للدكتور علي أحمد السالوس،
الذي حاول فيه انتقاص واتهام الشيعة
الإمامية بالافتراءات والاتهامات الباطلة في
كثير من العقائد والأصول والأحكام
الشرعية، كما وأظهر الكتاب بطلان ما
ذهب إليه السالوس من الآراء الفاسدة
بالحجج القوية.
نشر: مركز الغدير للدراسات
الإسلامية - قم / 1414 ه‍.

478
: Address
(Khiyadon Shahid Fatemi); Doreshahr; Qum; IRAN
. 5. House No; 9; Kochah No
. 37371 & 23435: Tel; 37185 / Box 996. O. P

479
URATHUNA
A quartely issued by
AAl ul Bayt Establishmaent for Revival of Islamic Heritage
[36 & 35] Third Numbers & Second
. H Ramadhan 1414 - Rabi ul / Ninth Year

480
/ 1