بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الكتاب: أمالي الحافظ الأصبهاني المؤلف: أبو نعيم الأصبهاني الجزء: الوفاة: 430 المجموعة: مصادر الحديث السنية ـ القسم العام تحقيق: ساعد عمر غازي الطبعة: الأولى سنة الطبع: 1410 المطبعة: الناشر: دار الصحابة للتراث - طنطا ردمك: ملاحظات: مجلس من أمالي الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني (336 - 430 ه) دراسة وتحقيق ساعد بن عمر بن غازي دار الصحابة للتراث للنشر والتحقيق والتوزيع
1 كتاب قد حوى كروا بعين الحسن ملحوظة لهذا قلت تنبيها حقوق الطبع محفوظة للناشر الطبعة الأولى 1410 ه - 1989 م دار الصحابة للتراث بطنطا للنشر والتحقيق والتوزيع شارع المديرية - امام محطة بنزين التعاون
2 بسم الله الرحمن الرحيم إن الحمد لله - نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له - وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وأحسن الهدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار... فهذا الجزء الحديثي من تصانيف الإمام الحافظ أبي نعيم الأصبهاني، وهو مع صغره يدل على ما تميز به الحافظ الكبير، من أنه كان أعلى أهل الدنيا إسنادا في عصره - حتى قيل (لقد بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه ولا أحفظ منه) - وهذا هيأه لإقبال الناس عليه وأخذهم عنه، زد على ذلك معرفته بطرق الحديث الكثيرة. فعلو الإسناد في هذا الجزء يتحقق لأبي نعيم بقرب إسناده من بعض أئمة الحديث... ومثال ذلك أن يقع الإسناد لأبي نعيم بواسطة رجلين فيما بينه
5 وبين كل من: أبى النضر هاشم بن القاسم الحافظ الثقة الثبت المتوفى سنة (207) في الحديث رقم (6)، وأيضا عبد الرزاق بن همام صاحب المصنف الشهير المتوفى سنة (211) في الحديث رقم (15)، وأيضا الإمام الحافظ عبد الله بن الزبيري الحميدي المتوفى سنة (219) في الحديث رقم (2) وولادة أبي نعيم الحافظ سنة (336). فتأمل ما بين هؤلاء الحفاظ وبين حافظنا من الزمن. فأبوا النضر وعبد الرزاق من شيوخ أحمد والحميدي من شيوخ أحمد والبخاري وهذا غاية في العلو في عصره. وللعلو فضيلة لا تخفى على ذوى المعرفة... وهذا من دواعي نشر هذا الجزء، كما أن من دواعي ذلك إبراز تركة الحافظ أبي نعيم لماله من علو القدر في هذا الميدان، وما لمصنفاته من الميزات كانفراده بالطرق التي لا تكاد تجدها في تصانيف غيره. وأسأل الله أن يوفقني للصواب في القول والعمل، ويعصمني برحمته وكرمه من الخطأ - فيما أذكر - والخطل، وإنه حسبي ونعم الوكيل. وكتب... أبو الحسن ساعد بن عمر بن غازي المنصورة في يوم الثلاثاء 22 / رجب / 1409 ه الموافق / / 1989 م
6 ترجمة موجزة للمصنف هو الإمام الحافظ، الثقة العلامة، شيخ الإسلام، ورأس أهل الإتقان: أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني. وقد كان مولده سنة 336 ه على الراجح. وكان والد أبي نعيم محدثا رحالا مما هيأ له بيئة علمية فلم يكد يبلغ الثامنة من عمره حتى كان والده رحمه الله قد حصل له على إجازة من عدد من العلماء الذين تفرد أبو نعيم بالرواية عنهم. وسمع هو من خلق كثير، ورحل وطوف وحصل ما لم يحصله كثير من حفاظ زمانه، وجاء عليه زمن وهو أعلى أهل الدنيا إسنادا فهو لذلك بعد من العلماء الأكابر المتقنين المكثرين. وقد قال عنه الخطيب البغدادي: " لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رحلين، أبو نعيم الأصبهاني، وأبو حازم العبدري الأعرج " وقال عنه أيضا شخ الإسلام ابن تيمية " هو من أكبر حفاظ الحديث ومن أكثرهم تصنيفات، وممن انتفع الناس بتصانيفه، وهو أجل من أن يقال له: ثقة، فإن درجته فوق ذلك ".
7 وسوف اكتفى بهذا التعريف الموجز بحال المصنف لشهرته وتناول الكثير من كتب التراجم له، كذلك استيعاب بعض الأخوة الباحثين لترجمته في تقديمهم لبعض كتبه مثل تقديم الدكتور محمد راضي لكتاب " معرفة الصحابة " وإبراهيم التهامي لكتاب " تثبيت الإمامة " والأستاذ محمد لطفي الصباغ في كتابه " أبو نعيم حياته وكتابه الحلية ". وقد أخذت على أبي نعيم مآخذ وهي: - سرده في مؤلفاته الأخبار والروايات الواهية التي ينبغي الحكم على كثير منها بالوضع مع سكوته عنها. - وصفه بالتصوف، والتشيع وأنه أشعري الإعتقاد. وقد ذب عنه غير واحد ونفي عنه تلك المآخذ كالعلامة المعلمي. في (التنكيل) (1 / 119 - 124) والدكتور راضي والأستاذ التهامي والشيخ عبد الله بن يوسف. إلا أن الأستاذ الصباغ أقر وصف أبى نعيم بالأشعرية وهذا منه قصور تحقيق إنما الرجل سلفى الاعتقاد ونصوصه التي حكاها عنه شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره ظاهرة في براءته من الأشعرية وله مصنفات كثيرة وقد عد مصنفاته كثير ممن ترجم له وحدث عنه من الشيوخ خلائق كثيرون. مات رحمه الله سنة 430 ه.
8 ذكر شيوخ المصنف الذين روى عنهم في هذا المجلس 1 - إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين الوداعي: - لم أقف له على ترجمة... روايته رقم (4، 7). 2 - إبراهيم بن محمد بن حمزة بن عمارة، أبو إسحاق بن حمزة الأصبهاني الحافظ: - قال أبو نعيم: واحد زمانه في الحفظ لم ير بعد مظاهر مثله في الحفظ، جمع الشيوخ وصنف المسند. وقال ابن منده: لم أر أحدا أحفظ من أبي إسحاق. روى عن محمد بن عثمان بن أبي شيبة، والفضل بن حباب وغيرهما، وروى عنه المصنف وبن منده وأبو بكر بن مردويه وتوفى سنة (353 ه). روايته رقم (6، 10). 3 - أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك، أبو بكر القطيعي: - كان ثقة زاهدا صالحا، وتغير في آخر عمره، وسماعه للمسند صحيح.
9 روى عن: عبد الله بن أحمد بن حنبل (المسند، الزهد، وغير ذلك)، والكديمي وأبى مسلم الكجي وآخرين. وروى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، وابن المذهب، والمصنف وخلق. ولد سنة (274) ومات سنة (368 ه). روايته رقم (1). 4 - أحمد بن يوسف بن خلاد، أبو بكر النصيبي العطار: - كان ثقة صحيح السماع، لكنه لم يكن يفهم العلم. روى عن: الحارث بن أبي أسامة - فأكثر - والكديمي، والتمتام، وغيرهم. وعنه: الدارقطني، وابن رزقويه، والمصنف وآخرون. مات سنة (359). روايته رقم (6). 5 - سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير، أبو القاسم الطبراني اللخمي. حافظ الإسلام صاحب التصانيف ومن جملتها المعاجم... شهرته مغنية
10 عن التعريف به، ولد سنة (260) ومات سنة (360 ه). روايته رقم (8، 12، 15). 6 - عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، أبو محمد الأصبهاني: - ثقة عابد إنتهى إليه علو الإسناد. روى عن: محمد بن عاصم الثقفي، ويونس بن حبيب، وأحمد بن يونس الضبي وسمويه وغيرهم. وعنه: ابن منده، وابن مردويه، والمصنف وآخرون. ولد سنة (248) ومات سنة 346 ه). روايته رقم (1، 4). 7 - عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، أبو محمد الأصبهاني المعروف ب (أبي الشيخ). الحافظ الثقة أحد الأعلام صاحب التصانيف السائرة مع سعة علم وغزارة حفظ وصلاح. لقى الكبار وسمع منهم كأبي يعلى الموصلي وأبي عروبة الحداني وأبي بكر بن أبي عاصم والبغوي وغيرهم.
11 وعنه: المصنف، وابن منده، وابن مردويه وخلق كثير. ولد سنة (274) ومات سنة (369 ه). روايته رقم (13). 8 - محمد بن أحمد بن الحسن بن إسحاق، أبو على المعروف ب (ابن الصواف البغدادي). كان ثقة مأمونا من أهل التحرز. روى عن: بشر بن موسى، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأحمد بن يحيى الحلواني ومحمد بن عثمان بن أبي شيبة وآخرين. وعنه: الدارقطني وغيره من المتقدمين، والمصنف - فأكثر... ولد سنة (270) ومات سنة (359). روايته رقم (6، 10). 9 - محمد بن أحمد بن محمد، أبو بكر المفيد البغدادي: - محدث مشهور، مجمع على ضعفه واتهم. روى عن: موسى بن هارون، وأحمد بن يحيى الحلواني، وأبي يعلى الموصلي وخلق كثير... وروى مناكير عن مجاهيل.
12 روى انه: البرقاني في صحيحه حديثا واحدا مع إعتذاره واعترافه بأنه ليس بحجة... كذلك روى عنه المصنف وغيرهما. ولد سنة (284) ومات سنة (378). روايته رقم (17). 10 - محمد بن حميد بن سهل، أبو بكر المخرمي: - وثقه المصنف وضعفه البرقاني وغيره لتخليطه وتساهله. روى عن: الدارقطني وابن رزقويه والمصنف وغيرهم. توفى سنة (361). روايته رقم (6). محمد بن علي بن حبيش بن أحمد، أبو الحسين الناقد البغدادي: - قال المصنف: " ثقة "، وذكره الخطيب مع ابن الصواف عند البرقاني فقال (أوه... جبلان) قال الخطيب: (يعني في الثقة والثبت)
13 وقال ابن أبي الفوارس: (كان شيخا ثقة صالحا). روى عن: أبي شعيب الحراني، وأحمد بن يحيى الحلواني، ومحمد بن عبد الله الحضرمي وغيرهم. وعنه: ابن رزقويه، وأبو علي بن شاذان والمصنف وغيرهم. مات سنة (359). روايته رقم (14). 12 - محمد بن محمد، أبو الحسن: - لم أقف عليه روايته رقم (18) 13 - محمد بن محمد بن عبيد الله، أبو الحسن الجرجاني: الإمام المحدث الحجة. سمع ابن خزيمة، وابن جوصاء، وأبا العباس السراج وطبقتهم. روى عنه المصنف وغيره. مات بعد (360 ه). روايته رقم (17).
14 14 - محمد بن المظفر بن موسى بن عيسى، أبو الحسين البغدادي: الحافظ الإمام... قال الخطيب: وكان حافظا صادقا... وكان الدارقطني يجله ويعظمه ولا يستند بحضرته... وقال فيه: ثقة مأمون يميل إلى التشيع قليلا. سمع الباغندي، وابن جرير، وأبا عروبة وطبقتهم. روى عنه: الدارقطني، وابن شاهين، والبرقاني، والمصنف، وخلق كثير. توفى سنة (379 ه). روايته رقم (9، 11). 15 - محمد بن معمر بن ناصح، أبو مسلم الذهلي الأديب: مات سنة (355 ه). 16 - نذير بن جناح القاضي المحاربي: لم أقف له على ترجمة. ووقع في الأصل: بدير بن جناح ولم أقف عليه هو الآخر.
15 وما أثبتناه يوافق ما وقع في بعض مغلفات المصنف كمعرفة الصحابة تحقيق الدكتور محمد راضي الحديث رقم (196). روايته رقم (5).
16 توثيق الكتاب، ووصف المخطوطة التي اعتمدنا عليها. النسخة الموجودة عندنا هي في الأصل من مخطوطات دار الكتب المصرية رقم / 25583 حديث / ميكروفيلم رقم / 22605. اسم الكتاب كما تراه مثبتا في أول النسخة " مجلس من أمالي الحافظ أبى نعيم أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصبهاني ". تاريخ تحديث هذا المجلس: في المحرم سنة 437 ه. توثيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه: هذا الكتاب صحيح النسبة إلى مؤلفه الحافظ أبي نعيم بلا ريب وأستدل له بعدة أدلة: الأول: الإسناد المذكور في أول المخطوطة. هذا الإسناد رجاله ثقات معروفون وهذا مما يدل على صحة النسبة وهذا هو الإسناد. أخبرنا المسند المتفرد أبو محمد عبد الرحيم بن الفرات الحنفي إجازة - إن لم يكن سماعا، أنا المشايع العلامة الصلاح بن أبي عمرو بن أميلة وست العرب إجازة مكاتبة قالوا: أنا المسند أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد ابن البخاري إجازة - إن لم يكن سماعا ولو لأحدهم، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن نصر أبي الفتح الصيدلاني كتابه أنا أبو علي الحسن بن أحمد
17 الحداد وأنا حاضر أسمع أنا أبو نعيم الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد إسحاق قراءة عليه في المحرم سنة 437 ه. وهذه تراجم رجاله: 1 - أبو محمد عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم المعروف بابن الفرات فاضل مصري، مولده ووفاته بالقاهرة. له " تذكرة الأنام في النهي عن القيام " ومجامع ومختصرات وولد سنة 759 ه ووفاته سنة 851 ه [الضوء اللامع (4 / 186) والأعلام (3 / 348)]. 2 - ست العرب بنت محمد بن فخر الدين علي بن أحمد البخاري أم محمد مسنده مكثرة سمع منها بعض مشهوري الحفاظ، وانتشر عنها حديث كثير، كانت إقامتها في صالحية دمشق وممن روى عنها الحافظ بن الجزري سمعها في دارها (بسفح قاسيون) ماتت سنة 766 [الاعلام 3 / 77]. لم أقف على ترجمة للصلاح بن أبي عمرو بن أميلة. 3 - أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الواحد السعدي المقدسي الصالحي الحنبلي، فخر الدين أبو الحسن المعروف بابن البخاري. أثنى عليه عمه الحافظ الضياء، ووصفه بالخلق الجميل والمروءة التامة.
18 قال الحافظ المزي: أحد المشايخ الأكابر، والأعيان الأماثل من بيت العلم والحديث قال. ولا يعلم أن أحدا حصل له من الحظوة في الرواية في هذه الأزمان مثل ما حصل له. وقال ابن تيمية: ينشرح صدري إذا أدخلت ابن البخاري بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث. وقال الذهبي: كان فقيها إماما فاضلا أديبا زاهدا صالحا خيرا، عدلا مأمونا. استجاز له عمه الضياء من خلق منهم: أبو المكارم اللبان، وأبو جعفر الصيدلاني، وأبو الفرج بن الجوزي وغيرهم. وممن سمع منه من الحفاظ والأكابر: المنذري، الدمياطي، وابن دقيق العبد، وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن جماعة ورحل إليه أبو الفتح بن سيد الناس: فوجده مات قبل وصوله بيومين، فتألم لذلك. ولد سنة 576 ه. ومات سنة 690 ه. [البداية والنهاية 13 / 343 - 344] [طبقات الحنابلة لابن رجب 2 / 325 - 329] [الشذرات 5 / 414 - 417] [الأعلام 4 / 257]. 4 - أبو جعفر الصيدلاني محمد بن أحمد بن نصر بن أبي الفتح الأصبهاني الصيدلاني. الشيخ الصدوق المعمر مسند الوقت.
19 حضر الكثير على الحداد ومحمود الصيرفي وسمع من فاطمة بنت عبد الله الجوزدانية، روى عنه الشيخ الضياء، فأكثر وبالغ وأجاز لابن الدترجي، وابن البخاري، وابن شيبان وطائفه. انتهى إليه علو الإسناد في الدنيا. ورحلوا إليه. ولد في ذي الحجة سنة 509 ه ومات سنة 603 ه. [السير (21 / 430 - 431) والعبر (3 / 135)] [الشذرات (5 / 10 - 11)] [والنجوم الزاهرة (6 / 193)]. 5 - أبو علي الحسن بن أحمد الحداد الأصبهاني: مسند الدنيا رواية أبي نعيم. وقد كان ثقة صالحا جليلا مسندا مكثرا، ومقرئا مجودا. حدث عنه: السلفي، وأبو المكار أحمد بن محمد اللبان وخلق خاتمتهم أبو جعفر الصيدلاني، وحدث عنه بالإجازة: أبو القاسم بن عساكر، وأبو سعيد السمعاني وغيرهما ولد سنة 419 ه توفى سنة 515 ه. [سير اعلام النبلاء (19 / 303 - 307)] [وشذرات الذهب (4 / 47)] [والمنتظم (9 / 228)]. الثاني: أسانيد المصنف وذكر شيوخه وطريقته فيه، كل ذلك ظاهر في كون الجزء من تصنيفه بلا ريب.
20 الثالث: إن بعض الأحاديث التي في هذا الجزء كانت من موارد بعض العلماء. فقد عزا الأمام ابن القيم أحاديث لأبي نعيم وقعت في هذا الجزء - ولم أقف عليها لأبي نعيم إلا في هذا الجزء - فقال ابن القيم في (تهذيب السنن) (3 / 309) وهو يتكلم على حديث " من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر ". وأما حديث أبي هريرة: فرواه أبو نعيم من حديث ليث بن أبي سليم عن مجاهد عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: وهذا الحديث رواه أبو نعيم في هذا الجزء برقم (4). وأيضا قال ابن القيم: " ورواه من حديث عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي سعيد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال أبو نعيم: ورواه عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن أبي هريرة عن أبيه، ورواه إسماعيل بن رافع عن أبي صالح عن أبي هريرة " أ. ه. قلت: حديث عبد الله بن سعيد رواه أبو نعيم في هذا الجزء رقم (5) وقال عقبة أيضا: " ورواه عمرو بن دينار... الخ ". وقال ابن القيم أيضا: " وقال أبو نعيم الأصبهاني: روى عن عمرو بن دينار ومجاهد عن جابر مثله ". وهذا القول ذكره المصنف في هذا الجزء تحت الحديث رقم (3) مما يغلب الظن على أن ابن القيم اعتمد في رواية هذه الأحاديث من هذا الجزء الذي بين أيدينا. والله أعلم.
21 الرابع: السماعات الموجودة بالمخطوطة: من الأدلة القوية في إثبات المخطوطة إلى المؤلف فقد جاء في الأصل المنقولة منه. الحمد لله وحده. قرأت هذا المجلس على الشيخ شهاب الدين السنباطي. بروايته له عن سارة عن العز بن الفرات بسندهما براءة الحقه محمد المظفري فسمعه الشيخ العلامة شمس الدين محمد بن أبي الثناء الغنوي، وعبد الحق ولد المسمع وأجاز مرويه بتاريخ عاشر جمادي الآخرة سنة اثنتي عشرة وتسعمائة وكتبه محمد المظفري، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم صحيح ذلك - وكتبه أحمد بن محمد بن عبد الحق السنباطي.
22 عملي في هذا الجزء. 1 - حققت نصوص الكتاب. 2 - حاولت ضبطه أسماء رجال السند والتأكد منها ومن لم أعثر له على ترجمه تركته كما هو في المخطوطة. 3 - ترقيم الأحاديث والآثار. 4 - حققت أسانيده جميعا، ميزت درجة كل إسناد من حيث القبول والرد، وهو لي غاية مقصودة مع تخريج الحديث أو الأثر من مظانه. 5 - ذيلت بعض الأحاديث ببعض الفوائد الفقهية وذلك إتماما للفائدة. 6 - ميزت بين الأصل وتعليقي عليه بوضع الأصل في الأعلى والتعليق أسفل الصفحة. والله ولى التوفيق، وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وإليك نص الجزء...
23 [1] - حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا يونس بن حبيب ثنا أبو داود ثنا ورقاء عن سعد بن سعيد ح، وثنا أحمد بن جعفر بن حمدان ثنا محمد بن يونس الكديمي ثنا يزيد بن هارون ثنا شعبة عن ورقاء بن عمر عن سعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من صام رمضان وستا من شوال فقد صام الدهر " رواه غندر عن شعبة مثله.
24 وممن رواه عن سعد من التابعين والأئمة والاعلام يحيى بن سعيد أخوه وهو تابعي وابن جريج وحمزة بن ثابت وروح بن القاسم وسفيان الثوري في آخرين. ورواه عن عمر بن ثابت صفوان بن سليم. [2] - حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا بشر بن موسى ثنا الحميدي ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن صفوان بن سليم وسعد بن سعيد عن عمر بن ثابت عن أبي أيوب عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. عزيز من حديث صفوان لا أعلم رواه عنه إلا الدراوردي وصفوان بن سليم من تابعي المدفية وعبادهم مولى حماد بن عبد الرحمن ويكنى أبا عبد الله.
33 [3] - حدثنا عبد الله بن جعفر ثنا إسماعيل بن عبد الله ثنا عمرو بن خالد المصري ثنا بكر بن مضر عن أبي زرعة عمرو عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر " ورواه عمرو بن دينار ومجاهد عن جابر مثله. ورواه مجاهد عن أبي هريرة.
34 [4] - حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين الوداعي حدثني أبو حصين ثنا يونس بن عبد الرحيم ثنا رواد بن الجراح ثنا أبو النعمان الأنصاري عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان وستا من شوال فقد صام السنة " قال: ثم قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ثلاثين بثلاثمائة وستة بستين فقد صام السنة، وهذا من قول أبي هريرة. أبو النعمان الأنصاري اسمه عبد الرحمن بن النعمان.
36 [5] - حدثنا أبو القاسم بدير بن جناح القاضي المحاربي ثنا إسحاق ابن محمد بن مسروق ثنا أبي ثنا حفص أبو مخارق عن خلاد الصفار عن عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد عن أبي سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صام رمضان وستة أيام بعده لا يفصل بينهن كأنما صام السنة ". غريب بهذا اللفظ لم يكتبه إلا من حديث خلاد الصفار، وهو خلاد بن مسلم الكوفي يكنى أبا مسلم، غريب الحديث. ورواه عمرو بن دينار عن عبد الرحمن بن أبي هريرة عن أبيه. ورواه إسماعيل بن رافع عن أبي صالح عن أبي هريرة.
42 [6] - حدثنا أبو بكر بن خلاد ثنا الحارث بن أبي أسامة ثنا أبو النضر هاشم بن القاسم. - ح وثنا محمد بن أحمد بن الحسن ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ثنا أحمد بن يونس. - ح وثنا أبو إسحاق بن حمزه ومحمد بن حميد عن جماعة قالوا: ثنا أبو خليفة ثنا أبو الوليد. - ح وثنا محمد بن معمر ثنا موسى بن هارون ثنا قتيبة بن سعيد قالوا: ثنا الليث بن سعد حدثني عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة أنه سمع المسور بن مخرمة يقول: إنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - وهو على المنبر - " إن بني هشام بن المغيرة أستأذنوا أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم
44 لا آذن ثم لا آذن إلا أن يحب علي بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، وإنما فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها ويؤذيني ما يؤذيها ". صحيح متفق عليه وحدث به الإمام أحمد بن حنبل عن يونس بن محمد وأبي النضر عن الليث. ورواه عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور فاختصر.
45 [7] - حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ثنا خلاد بن أسلم ثنا سفيان ابن عيينة. عن عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إنما فاطمة بضعة مني، يؤذيني ما آذاها، ويغضبني ما أغضبها ". متفق عليه من حديث عمرو. ورواه الزهري عن علي بن الحسين عن المسور.
47 [8] - حدثنا سليمان بن أحمد ثنا أبو زرعة الدمشقي، ثنا أبو اليمان أنا شعيب عن الزهري أخبرني علي بن الحسيني عن المسور بن مخرمة أن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل وعنده فاطمة ابنة النبي صلى الله عليه وسلم فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لنسائك وهذا على ناكح بنت أبي جهل قال المسور. فقام النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يتشهد ثم قال: أما بعد، فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني. وإنما فاطمة بنت محمد بضعة مني، وإني أكره أن يغترمها، وإنها والله لا تجتمع بنت نبي الله، وبنت عدو الله عند رجل واحد، قال فترك على الخطبة ". فحديث الزهري أيضا متفق عليه، رواه عنه الجماعة.
48 [5] - حدثنا محمد بن المظفر ثنا عبد الله بن محمد بن واصل حدثني أبي حدثني إبراهيم بن طهمان عن مالك بن أنس عن ابن شهاب الزهري عن عروة عن عائشة - رضي اله عنها - قالت: دخل أبو بكر - رضي الله عنه - على النبي صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان وتضربان بالدف فانتهرهما أبو بكر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دعهما يا أبا بكر، فإنه يوم عيد ". صحيح ثابت من حديث عروة، غريب من حديث مالك رواه عن الزهري الأوزاعي ومعمر وصالح وعقيل.
55 ورواه عن هشام بن عروة عن أبيه شعبة ومعمر وشريك وحماد بن سلمة في آخرين فحديث شعبة. [10] - حدثناه محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل وحدثني أبي ح وثنا إبراهيم بن حمزه حدثنا محمد بن يحيى حدثنا محمد بن المثنى قالا: حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - أن أبا بكر دخل عليها وعندها رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم فطر أو أضحى وعندها قينتان تغنيان، فقال أبو بكر:
56 مزمار الشيطان؟! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدا، وإن عيدنا هذا اليوم ".
57 [11] - حدثنا محمد بن المظفر إملاء ثنا أحمد بن خالد بن عمرو الحمصي ثنا أبي ثنا يحيى بن سعيد القطان ثنا أيوب بن خوط عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - أن أبا بكر دخل عليها وعندها قينتان تغنيان ما قيل يوم بعاث، فقال أبو بكر: يا عائشة، المزمور الشيطان ونبي الله مضطجع في ناحية البيت، فقال: " دعها يا أبا بكر، لكل قوم عيد، واليوم عيدنا ". وكان يوم عيد. غريب من حديث أيوب بن خوط لم نكتبه. إلا من حديث يحيى.
58 [12] - حدثنا سليمان بن أحمد ثنا بكر بن سهل ثنا محمد بن أبي السري ثنا أبو عصام رواد بن الجراح عن شريك بن عبد الله عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما فعلت فلانة؟ ليتيمة كانت عندها - فقالت أهديتها إلى زوجها قال: فهلا بعثتم معها بجارية تضرب الدف يعني قالت تقول هذا قال تقول: أتيناكم أتيناكم * فحيونا نحبكم ولولا الذهب الأحمر ما حلت بواديكم ولولا الحبة السوداء ما سمن عذاريكم ما أعلم رواه بهذا اللفظ عن هشام إلا شريك.
62 [13] - حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ثنا عبد الله بن أحمد بن أسد ثنا أحمد بن منصور ثنا يونس بن محمد ثنا أبو أويس عن الحسن بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسان بن ثابت وقد رش فناء أطمه ومعه أصحابه سماطين وجارية لهم يقال لها سرين معها مزهرها تختلف بين السماطين، بين القوم وهي تغنيهم، فلما مر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأمرهم ولم ينههم فانتهى إليها وهي تقول في غنائها. هل علي ويحكما * إن لهوت من حرج فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: لا حرج إن شاء الله. غريب من حديث عكرمة لا أعلم رواه عنه إلا حسين وهو حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس.
65 [14] - حدثنا محمد بن علي ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ثنا ابن أبي السري ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان قال: سمعت عبد الله بن الزبير يترنم تبعنا، وقال سمعت رجلا من المهاجرين وهو يترنم.
67 [15] - حدثنا سليمان بن أحمد ثنا إسحاق بن إبراهيم ثنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن ابن سيرين عن أنس بن مالك قال: " استلقى البراء بن مالك على ظهره يترنم فقال له أنس: أذكر الله، أي أخي، فاستوى جالسا وقال أتراني أموت على فراشي وقد قتلت مائة من المشركين مبارزة سوى من شاركت في قتله ". رواه شبابة عن شعبة عن قتادة نحوه عن أنس. ذكرت هذا القدر في هذا النحو لما بلغني من إنكار جاهل بمعرفة الآثار وسيرة ما درج عليه المهاجرين والأنصار.
68 [16] - حدثنا محمد بن محمد بن عبيد الله ثنا أحمد بن إسحاق القاضي الملحمي ثنا محمد بن القاسم ثنا الأصمعي ثنا أبو المقدام هشام بن زياد عن محمد بن كعب القرطي أنه سئل: " ما علاقة الخذلان؟ قال: أن يستقبح الرجل ما كان يستحسن، ويستحسن ما كان قبيحا ".
74 [17] - حدثنا محمد بن أحمد بن محمد البغدادي إجازة وحدثني عنه عثمان بن محمد العثماني ثنا عبد الله بن سهل البرازى سمعت يحيى بن معاذ يقول: " من سعادة المرء أن يكون خصمه فهما وخصمي لا فهم له، فقيل له: من خصمك قال: نفسي لا فهم لها تبتغي الجنة وما فيها من النعيم المقيم، والخلود فيها شهوة ساعة في دار الدنيا قال: وسمعت يحيى بن معاذ يقول: خرج الزاهدون من الدنيا بداء لا يشفيهم إلا دخول الجنة، وخرج العارفون من الدنيا، بداء لا يشفيهم إلا رؤيته ".
75 [18] - أنشدنا أبو الحسن محمد بن محمد أنشدنا يونس بن أحمد العروض لنفسه: " يا ذا الحجى لا تكن بالهم محتفلا * واجعل قرى ضيفه جرا إذا نزلا وأعطى الهوى، واقنع إن القنوع غنى * ما إن ترى عاقلا يبغى به بدلا شقاوة المرء في دنياه طاعته * هواه في شهوات تورث الخبلا وما سعادته إلا قناعته * ودفعه الهم حتى ينقضي الأجلا " آخر الجزء. الحمد لله أولا وآخرا، وظاهرا وباطنا اللهم صلى على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم