رسالة فى الأحاديث الواردة في الخلفاء على ترتيب الخلافة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رسالة فى الأحاديث الواردة في الخلفاء على ترتيب الخلافة - نسخه متنی

سید علی میلانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الكتاب: رسالة فى الأحاديث الواردة في الخلفاء على ترتيب الخلافة
المؤلف: السيد علي الميلاني
الجزء:
الوفاة: معاصر
المجموعة: من مصادر العقائد عند الشيعة الإمامية
تحقيق:
الطبعة: الأولى
سنة الطبع: 1418
المطبعة: ياران - قم
الناشر:
ردمك:
ملاحظات: الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة : / 1 - رسالة في حديث أصحابي كالنجوم / 2 - رسالة في حديث الاقتداء بالشيخين / 3 - رسالة في حديث عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين / 4 - رسالة في صلاة أبي بكر / 5 - رسالة في المتعتين / 6 - رسالة في حديث خطبة علي بنت أبي جهل / 7 - رسالة في الأحاديث المقلوبة في مناقب الصحابة / 8 - رسالة في خبر تزويج أم كلثوم من عمر / 9 - رسالة في الأحاديث الواردة في الخلفاء على ترتيب الخلافة / 10 - رسالة في حديث الوصية بالثقلين الكتاب والسنة
مركز الأبحاث العقائدية - الكتب والأبحاث في رد الشبهات
الرسائل العشر
في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة (9)
رسالة
في الأحاديث الواردة في الخلفاء
على ترتيب الخلافة
تأليف
السيد علي الحسيني الميلاني

4
المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام عل سيدنا محمد وآله الطاهرين،
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين.
وبعد:
فقد ذكرت في بعض بحوثي بعد حديث: إن كل حديث جاء في مناقب الخلفاء، وذكرت
فيه أساميهم على الترتيب فهو حديث موضوع بلا ريب...
فطلب مني بعض القراء الأفاضل اثبات ذلك عن طريق التحقيق في أسانيد عدة من
الأحاديث - من هذا القبيل - المخرجة في الصحاح والكتب المعتبر... فكانت هذه
الرسالة...
ثم ظهر لي أن الحكم بالوضع لا يختص باخبار أبواب المناقب، بل أكاد أقطع بان
كل حديث كان كذلك في مطلق الأبواب فهو موضوع، حتى التي جاء فيها عن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم أنه يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر وعثمان... خرجت أنا وأبو بكر
وعمر وعثمان... أين أبو بكر وعمر وعثمان...

5
وقد يكون فيها ذكر علي بعدهم وقد لا يكون، ولربما جاء اسمه مقدما على
عثمان لكنهما متى ذكرا فهما مؤخران عن أبي بكر وعمر...!
ومن الطريف أني وجدت حديثا قد وضع فيه الكذابون هذا المعنى عن لسان أمير
المؤمنين عليه السلام، ليكون إقرارا منه بذلك، فلا يبقى لأحد اعتراض عليه...!!
:
أخرج البخاري، قال: حدثني الوليد بن صالح، حدثنا عيسى بن يونس، حدثنا عمر
بن سعيد بن أبي الحسين المكي، عن ابن أبي مليكة، عن ابن عباس....
وأخرج مسلم، قال: حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وأبو الربيع العتكي وأبو
كريب محمد بن العلاء - واللفظ لأبي كريب - قال أبو الربيع: حدثنا، وقال الآخران:
أخبرنا ابن المبارك، عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن أبي مليكة، قال: سمعت
ابن عباس يقول:
وضع عمر بن الخطاب على سريره، فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه قبل أن
يرفع - وأنا فيهم - قال: فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي، فالتفت إليه
فإذا هو علي، فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله
منك، وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وذاك أني كنت أكثر أسمع
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: جئت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو
بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، فإن كنت لأرجو - أو لأظن - أن يجعلك الله
معهما (1).
وكذا أخرجه غيرهما، كأبن ماجة... فرواه بإسناده عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي
مليكة، عن ابن عباس...
لكنه حديث موضوع على أمير المؤمنين عليه السلام... لأن مداره على



(1) صحيح البخاري 5 / 69، صحيح مسلم 7 / 112.
6
ابن أبي مليكة هذا الرجل الذي يعد من كبار النواصب المبغضين له ولأهل البيت
عليهم السلام، حتى كان قاضي عبد الله بن الزبير ومؤذنه... (1).
والله أسال أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يوفقنا لتحقيق الحق
واتباعه، انه هو البر الرحيم.
* * *



(1) تهذيب التهذيب 5 / 268.
7
الحديث الأول
أخرج البخاري، قال:
حدثنا محمد بن مسكين أبو الحسن، حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا سليمان، عن
شريك بن أبي نمر، عن سعيد بن المسيب، قال: أخبرني أبو موسى الأشعري: أنه توضأ
في بيته ثم خرج، فقلت: لألزمن رسول الله صل الله عليه [واله] وسلم، ولأكونن معه
يومي هذا. قال: فجاء المسجد فسأل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: خرج
ووجه ههنا، فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، فجلست عند الباب - وبابها
من جريد - حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حاجته فتوضأ، فقمت إليه فإذا
هو جالس على بئر أريس، وتوسط قفها وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فسلمت عليه ثم
انصرفت، فجلست عند الباب فقلت: لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم
اليوم.
فجاء أبو بكر فدفع الباب. فقلت: من هذا؟!
فقال: أبو بكر.
فقلت: على رسلك. ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن.
فقال: إئذن له وبشره بالجنة.
فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: أدخل، ورسول الله يبشرك بالجنة.
فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صل الله عليه [وآله] وسلم معه في القف،
ودلى رجليه في البئر كما صنع النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، وكشف عن ساقيه.
ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني. فقلت: إن يرد الله

8
بفلان خيرا - يريد أخاه - يأت به، فإذا انسان يحرك الباب.
فقلت: من هذا؟!
فقال: عمر بن الخطاب.
فقلت: على رسلك، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فسلمت عليه
، فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذن.
فقال: إئذن له وبشره بالجنة.
فجئت فقلت له: أدخل، وبشرك رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بالجنة.
فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه [وإله] وسلم في القف عن يساره، ودلى
رجليه في البئر.
ثم رجعت فجلست فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا يأت به. فجاء انسان يحرك الباب
.
فقلت: من هذا؟!
فقال: عثمان بن عفان.
فقلت: على رسلك. فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم فأخبرته.
فقال: إئذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه.
فجئته فقلت له: أدخل، وبشرك رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم بالجنة على
بلوى تصيبك.
فدخل فوجد القف قد ملئ، فجلس وجاهه من الشق الآخر.
قال شريك: قال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم (1).
وأخرجه مسلم بالإسناد واللفظ... (2).



(1) صحيح البخاري 5 / 68.
(2) صحيح مسلم 7 / 118.
9
وقال البخاري: حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني عثمان
بن غياث، حدثنا أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى... (1).
وقال مسلم: حدثنا محمد بن المثنى العنزي، حدثنا ابن أبي عدي، عن عثمان
بن غياث، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري... (2).
وأخرجه غيرهما كذلك...
أقول:
ترجمة شريك بن أبي نمر:
ففي السند الأول: شريك بن أبي نمر:
قال ابن معين: ليس بالقوي.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن عدي: إذا روى عنه ثقة فإنه ثقة.
وكان يحيى بن سعيد لا يحدث عنه.
وقال الساجي: كان يرى القدر.
ووهاه ابن حزم لأجل حديثه في الإسراء.
وذكر الذهبي الحديث فقال: هذا من غرائب الصحيح (3).
ترجمة عثمان بن غياث:
وفي السند الثاني: عثمان بن غياث:
قال الدوري عن ابن معين: كان يحيى بن سعيد يضعف حديثه في التفسير.



(1) صحيح البخاري 5 / 74.
(2) صحيح مسلم 7 / 117.
(3) ميزان الاعتدال 2 / 269، تهذيب التهذيب 4 / 296.
10
وقال علي بن المديني: سمعت يحيى القطان يقول: عند عثمان بن غياث كتب عن
عكرمة فلم يصححها لنا.
وذكره الآجري - عن أبي داود - في مرجئة أهل البصرة.
وقال أحمد: كان يرى الإرجاء (1).
* والراوي عنه عند البخاري: أبو أسامة وهو حماد بن أسامة:
ترجمة أبي أسامة:
قال الأزدي: قال المعيطي: كان كثير التدليس، ثم بعد ذلك تركه.
وقال ابن سعد: يدلس ويبين تدليسه.
وعن سفيان الثوري: إني لأعجب كيف جاز حديث أبي أسامة، كان أمره بينا، كان
من أسرق الناس لحديث جيد.
وقال الأجري عن أبي داود: قال وكيع: نهيت أبا أسامة أن يستعير الكتب وكان
دفن كتبه (2).
* * *



(1) تهذيب التهذيب 7 / 133، ميزان الاعتدال 3 / 51.
(2) ميزان الاعتدال 1 / 588، تهذيب التهذيب 3 / 3.
11
الحديث الثاني
أخرج مسلم قائلا:
حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، حدثني أبي، عن جدي، حدثني
عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن يحيى بن سعيد بن العاص: أن سعيد بن العاص أخبره
أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعثمان حدثاه: أن أبا بكر استأذن على
رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم وهو مضطجع على فراشه لابس مرط عائشة، فاذن
لأبي بكر وهو كذلك، فقضى حاجته ثم انصرف.
ثم استأذن عمر، فاذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف.
قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس وقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك. فقضيت
إليه حاجتي، ثم انصرفت.
فقالت عائشة: يا رسول الله، ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر - رضي الله
عنهما - كما فزعت لعثمان؟!
قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن
أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته (1).
أقول:
ترجمة عقيل بن خالد:
في هذا السند: عقيل بن خالد:



(1) صحيح مسلم 7 / 117.
12
قال أبو حاتم: لم يكن بالحافظ.
وقال الماجشون: كان جلوازا.
وقال الذهبي: قيل: كان والي إيلة.
وكان يحيى القطان يضعفه (11).
* وفيه ابن شهاب وهو الزهري:
ترجمة الزهري:
وهو من أشهر المنحرفين عن أمير المؤمنين وأهل بيته عليهم السلام، كان ينال
منهم ويضع الأحاديث في الحط منهم وفي فضل غيرهم وتقديم غيرهم عليهم:
قال ابن أبي الحديد: كان الزهري من المنحرفين عنه. وروى جرير بن عبد الحميد
، عن محمد بن شيبة، قال: شهدت مسجد المدينة فإذا الزهري وعروة ابن الزبير جالسان
يذكران عليا فنالا منه. فبلغ ذلك علي بن الحسين، فجاء حتى وقف عليهما فقال: أما
أنت يا عروة فان أبي حاكم أباك إلى الله فحكم لأبي على أبيك. وأما أنت يا زهري،
فلو كنت بمكة لأريتك كير أبيك.
قال: وروى عاصم بن أبي عامر البجلي، عن يحيى بن عروة، قال: كان أبي إذا
ذكر عليا نال منه (1).
وقال ابن عبد البر: ذكر معمر في جامعه عن الزهري قال: ما علمنا أحدا
أسلم قبل زيد بن حارثة. قال عبد الرزاق: وما أعلم أحدا ذكره غير الزهري (2).
أي: هو كذب، فإن أول من أسلم هو أمير المؤمنين علي عليه السلام،



(1) ميزان الاعتدال 3 / 89، تهذيب التهذيب 7 / 228.
(2) شرح نهج البلاغة 4 / 102.
(3) الاستيعاب 2 / 546 ترجمة زيد بن حارثة.
13
لكن الزهري يريد إنكار هذه المنقبة أو إخفاءها...
هذا، وقد بلغ عداء الزهري لأهل البيت عليهم السلام حدا جعله يروي حتى عن
عمر بن سعد بن أبي وقاص!... قال الذهبي:
عمر بن سعد بن أبي وقاص. عن أبيه. وعنه: إبراهيم وأبو إسحاق، وأرسل عنه
الزهري وقتادة.
قال ابن معين: كيف يكون من قتل الحسين ثقة؟! (1).
لكن الرجل كان من أعوان بني أمية وعمالهم ومشيدي سلطانهم، حتى جاء في ترجمته
من رجال المشكاة للمحدث الشيخ عبد الحق الدهلوي، ما نصه: إنه قد ابتلي
بصحبة الأمراء بقلة الديانة، وكان أقرانه من العلماء والزهاد يأخذون عليه وينكرون
ذلك منه، وكان يقول: أنا شريك في خيرهم دون شرهم! فيقولون: ألا ترى ما هم فيه
وتسكت؟!.
قال ابن خلكان: ولم يزل الزهري مع عبد الملك، ثم مع هشام بن عبد الملك،
وكان يزيد بن عبد الملك قد استقضاه (2).
ومن هنا قدح فيه ابن معين، فقد:
حكى الحاكم عن ابن معين أنه قال: أجود الأسانيد: الأعمش، عن إبراهيم، عن
علقمة، عن عبد الله.
فقال له انسان: الأعمش مثل الزهري.
فقال: تريد من الأعمش أن يكون مثل الزهري؟!
الزهري يرى العرض والإجازة ويعمل لبني أمية. والأعمش فقير صبور، مجانب
للسلطان، ورع عالم بالقرآن (3).
وبهذه المناسبة كتب إليه الإمام زين العابدين عليه السلام كتابا يعظه فيه



(1) الكاشف - ترجمة عمر بن سعد.
(2) وفيات الأعيان 3 / 317 ترجمة الزهري.
(3) تهذيب التهذيب - ترجمة الأعمش 4 / 195.
14
ويذكره الله والدار الآخرة، وينبهه على الآثار السيئة المترتبة عل كونه في قصور
السلاطين، ومن ذلك قوله:
إن أدنى ما كتمت وأخف ما احتملت أن آنست وحشة الظالم، وسهلت له طريق
الغي... جعلوك قطبا أداروا بك رحى مظالمهم، وجسرا يعبرون عليك إلى بلاياهم،
وسلما إلى ضلالتهم، داعيا إلى غيهم، سالكا سبيلهم...
إحذر، فقد نبئت، وبادر، فقد أجلت... ولا تحسب اني أردت توبيخك وتعنيفك
وتعييرك، لكني أردت أن ينعش الله ما فات من رأيك، ويرد إليك ما عزب من دينك...
أما ترى ما أنت فيه من الجهل والغرة، وما الناس فيه من البلاء والفتنة؟!
فأعرض عن كل ما أنت فيه حتى تلحق بالصالحين الذين دفنوا في أسمالهم، لاصقة
بطونهم بظهورهم...
ما لك لا تنتبه من نعستك؟! وتستقيل من عثرتك! فتقول: والله ما قمت لله مقاما
واحدا ما أحييت به له دينا، أو أمت له فيه باطلا (1).
* * *



(1) تحف العقول عن آل الرسول: 198، إحياء العلوم 2 / 143.
15
الحديث الثالث
أخرج مسلم في مناقب طلحة والزبير:
حدثنا عبيد الله بن محمد بن يزيد بن خنيس وأحمد بن يوسف الأزدي، قالا:
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن سهيل
بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم
كان على جبل حراء فتحرك، فقال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: أسكن حراء،
فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد. وعليه: النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم وأبو
بكر وعمر وعثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص، رضي الله عنهم (1).
أقول:
أوردنا هذا الحديث هنا وإن لم يكن ذكر الأسامي على الترتيب على لسان النبي
صلى الله عليه [وآله] وسلم، لأن ذلك موضوع على لسانه في ألفاظ أخرى لهذا الحديث،
ولأن المقصود منه - مضافا إلى إثبات الترتيب - نسبة وصف أبي بكر ب‍ الصديق وجميع
من ذكر بعده ب‍ الشهادة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم... لكنه حديث
موضوع...
أما من حيث المتن - بغض النظر عما في وصف غير أمير المؤمنين عليه السلام ب‍
الشهيد - أن سعد بن أبي وقاص مات حتف أنفه في قصره!! ومن هنا لم يذكر سعد في
صحيح مسلم في الحديث الذي قبله... فلاحظ! لكن بعضهم تصدى لتصحيح المعنى بان سعدا
مات بالطاعون ومن مات به فهو شهيد!! (2).



(1) صحيح مسلم 7 / 128.
(2) لاحظ: الشفاء وشرحه نسيم الرياض 3 / 192.
16
واما من حيث السند ففيه - بغض النظر عن غيره -: إسماعيل بن أبي أويس:
ترجمة إسماعيل بن أبي أويس:
قال النسائي: ضعيف (1).
وقال يحيى بن معين: هو وأبوه يسرقان الحديث.
وقال الدولابي: سمعت النضر بن سلمة المروزي يقول: كذاب.
وقال الذهبي - بعد نقل ما تقدم -: ساق له ابن عدي ثلاثة أحاديث ثم قال: روى
عن خاله مالك غرائب لا يتابعه عليها أحد (2).
وقال إبراهيم بن الجنيد عن يحيى: مخلط، يكذب، ليس بشئ (3).
وقال ابن حزم في المحلى: قال أبو الفتح الأزدي: حدثني سيف بن محمد: أن
ابن أبي أويس كان يضع الحديث (4).
وقال العيني: أقر على نفسه بالوضع كما حكاه النسائي (5).
* * *



(1) الضعفاء والمتروكون: 14.
(2) ميزان الاعتدال 1 / 222.
(3) تهذيب التهذيب 1 / 312.
(4) تهذيب التهذيب 1 / 312.
(5) عمدة القاري - المقدمة السابعة.
17
الحديث الرابع
أخرج ابن ماجة في فضل عثمان قائلا:
حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير وعلي بن محمد، قالا: ثنا وكيع، ثنا
إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عائشة، قالت:
قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم في مرضه: وددت أن عندي بعض أصحابي.
قلنا: يا رسول الله ألا ندعو لك أبا بكر؟ فسكت. قلنا: ألا ندعو لك عمر؟ فسكت.
قلنا: ألا ندعو لك عثمان؟ قال: نعم. فجاء، فخلا به، فجعل النبي صلى الله عليه
[وآله] وسلم يكلمه ووجه عثمان يتغير.
قال قيس: فحدثني أبو سهلة مولى عثمان: أن عثمان بن عفان قال يوم الدار: إن
رسول الله صلى الله عليه [واله] وسلم عهد إلي عهدا فأنا صائر إليه.
وقال علي في حديثه: وأنا صابر عليه.
قال قيس: فكانوا يرونه ذلك اليوم (1).
وأخرجه الحاكم بإسناده عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي
سهلة مولى عثمان، عن عائشة... ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (2).
أقول:
في هذا السند: قيس بن أبي حازم:



(1) سنن ابن ماجة 1 / 42.
(2) المستدرك على الصحيحين 3 / 99.
18
ترجمة قيس بن أبي حازم:
نقل الذهبي وابن حجر عن يعقوب بن شيبة السدوسي - واللفظ للثاني -: قد تكلم
أصحابنا فيه، فمنهم من رفع قدره وعظمه وجعل الحديث عنه من أصح الاسناد، ومنهم من
حمل عليه وقال: له أحاديث مناكير. والذين أطروه حملوا هذه الأحاديث على أنها عندهم
غير مناكير وقالوا: هي غرائب. ومنهم من حمل عليه في مذهبه.
وقالوا: كان يحمل على علي.
والمشهور عنه: أنه كان يقدم عثمان.
ولذلك تجنب كثير من قدماء الكوفيين الرواية عنه (1).
وذكر السيوطي في تدريب الراوي فائدة قال: أردت أن أسرد أسماء من رمي
ببدعة ممن أخرج لهم البخاري ومسلم أو أحدهما ثم ذكر قيس بن أبي حازم، في الذين
رموا بالنصب، وهو بغض علي عليه السلام.
* * *



(1) ميزان الاعتدال 3 / 392، تهذيب التهذيب 8 / 346.
19
الحديث الخامس
أخرج الترمذي قائلا:
مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي وأبي عبيدة بن الجراح - رضي الله
عنهم -:
حدثنا سفيان بن وكيع، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن داود العطار، عن معمر،
عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: أرحم
أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان،
وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب
، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة إلا من هذا الوجه.
وقد رواه أبو قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم: حدثنا محمد
بن بشار، نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، حدثنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة
، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: أرحم أمتي
بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقرؤهم لكتاب
الله أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل،
ألا وإن لكل أمة أمينا وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح.
هذا حديث حسن صحيح (1).
وأخرجه ابن ماجة أيضا حيث قال:



(1) صحيح الترمذي 5 / 623.
20
حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، ثنا خالد الحذاء،
عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك: ان رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قال:
أرحم أمتي بأمتي أبو بكر...
حدثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، عن سفيان، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة
مثله (1).
وأخرجه الحاكم فقال:
حدثنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان، حدثنا أبو حاتم الرازي، حدثنا
محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي، حدثنا الكوثر بن حكيم أبو محمد الحلبي، عن نافع،
عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: أرأف أمتي بها أبو
بكر، وإن أصلبها في أمر الله عمر، وإن أشدها حياء عثمان، وإن أقرأها أبي بن كعب
، وإن أفرضها زيد بن ثابت، وإن أقضاها علي ابن أبي طالب، وإن أعلمها بالحلال
والحرام معاذ بن جبل، وإن أصدقها لهجة أبو ذر، وإن أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن
الجراح، وإن حبر هذه الأمة لعبد الله بن عباس (2).
أقول:
هذه أهم أسانيد هذا الحديث في أهم كتب القوم... وهو حديث موضوع على رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلم، ولو أردنا النظر في أسانيده بالتفصيل، لخرجنا عن وضع
الرسالة، فنكتفي ببعض الكلام على الأسانيد المذكورة وهو أقل قليل...
أما سنده عند الترمذي، ففي إسناده الأول: سفيان بن وكيع:



(1) سنن ابن ماجة 1 / 58.
(2) المستدرك على الصحيحين 3 / 535.
21
ترجمة سفيان بن وكيع:
قال البخاري: يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها.
وقال أبو زرعة: يتهم بالكذب.
قال ابن أبي حاتم: سئل عنه أبي فقال: لين.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وقال الآجري: امتنع أبو داود من التحديث عنه.
وذكره الذهبي في الضعفاء.
وقال ابن حجر: ابتلي بوراق فادخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل،
فسقط حديثه (1).
* وداود العطار:
ترجمة داود العطار:
قال الحاكم: قال يحيى بن معين: ضعيف الحديث.
وقال الأزدي: يتكتمون فيه (2).
ترجمة قتادة:
* وقتادة:
كان يرى القدر ويدعو إلى ذلك.
وكان مشهورا بالتدليس.
وعن الشعبي: قتادة حاطب ليل (3)



(1) ميزان الاعتدال 2 / 173، تهذيب التهذيب 4 / 109، تقريب التهذيب 1 / 312.
(2) ميزان الاعتدال 2 / 11، تهذيب التهذيب 3 / 158.
(3) تهذيب التهذيب 8 / 315 وغيره.
22
وفي إسناده الثاني: محمد بن بشار:
ترجمة محمد بن بشار:
كذبه الفلاس.
كان يحيى لا يعبأ به ويستضعفه.
والقواريري: لا يرضاه.
وكان صاحب حمام (1).
* وعبد الوهاب بن عبد المجيد:
ترجمة عبد الوهاب بن عبد المجيد:
قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: مجهول.
وعده ابن مهدي فيمن كان يحدث من كتب الناس ولا يحفظ ذلك الحفظ.
وقال الدوري عن ابن معين: اختلط بآخره.
وقال أبو داود: تغير.
وذكره العقيلي في الضعفاء (2).
* وخالد الحذاء:
ترجمة خالد الحذاء:
قال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به.
وقال ابن حجر: حكى العقيلي في تاريخه من طريق يحيى بن آدم عن أبي شهاب، قال
: قال لي شعبة: عليك بحجاج بن أرطاة ومحمد بن إسحاق فإنهما



(1) ميزان الاعتدال 3 / 490.
(2) ميزان الاعتدال 2 / 680.
23
حافظان، واكتم علي عند البصريين في خالد الحذاء وهشام.
قال يحيى: وقلت لحماد بن زيد: ما لخالد الحذاء؟! قال: قدم علينا قدمة من
الشام فكانا أنكرنا حفظه.
وقال عباد بن عباد: أراد شعبة أن يقع في خالد فأتيته أنا وحماد بن زيد فقلنا
له: ما لك أجننت؟! وتهددناه، فسكت.
وحكى العقيلي من طريق أحمد بن حنبل قيل لابن علية في حديث: كان خالد يرويه.
فلم يلتفت إليه ابن علية وضعف أمر خالد.
قال ابن حجر الظاهر أن كلام هؤلاء من أجل ما أشار إليه حماد بن زيد من
تغير حفظه بآخره، أو من أجل دخوله في عمل السلطان (1).
* وأبو قلابة وهو عبد الله بن زيد الجرمي:
ترجمة أبي قلابة:
وكان يبغض عليا عليه السلام ويسئ إليه الأدب، ولذا لم يرو عنه أصلا.
وقد اتفقوا على أنه كان يدلس عمن لحقهم وعمن لم يلحقهم (2).
وعن أبي الحسن القابسي المالكي: هو عند الناس معدود في البله.
وبما ذكرنا يظهر الكلام على سنده عند ابن ماجة.
بقي أمران:
أحدهما: إن هذا الحديث - بالإضافة إلى ما ذكر - مرسل، نص عليه ابن حجر
العسقلاني في فتح الباري وكذا غيره من الشراح... قال المناوي بشرحه: قال ابن
حجر في الفتح: هذا الحديث أورده الترمذي وابن حبان من طريق عبد الوهاب الثقفي عن
خالد الحذاء مطولا، وأوله أرحم وإسناده



(1) تهذيب التهذيب 3 / 105.
(2) تهذيب التهذيب 5 / 197، ميزان الاعتدال 2 / 425.
24
صحيح، إلا أن الحفاظ قالوا: إن الصواب في أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر
عليه البخاري (1).
والثاني: إن راويه أنس بن مالك لا يعتمد عليه بعدما صدر منه الكذب
والخيانة في غير مورد...
وأما سنده عند الحاكم... ففيه: محمد بن يزيد بن سنان الرهاوي:
ترجمة محمد بن يزيد الرهاوي:
قال الذهبي: قال الدارقطني: ضعيف.
وقال النسائي: ليس بالقوي.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه فقال: ليس بشئ، هو أشد غفلة من أبيه.
وقال البخاري: أبو فروة متقارب الحديث، إلا أن ابنه محمدا يروي عنه مناكير.
وقال الآجري عن أبي داود: أبو فروة الجزري ليس بشئ، وابنه ليس بشئ.
وقال الترمذي: لا يتابع على روايته، وهو ضعيف.
وأورده الذهبي في المغني في الضعفاء.
وقال ابن حجر: ليس بالقوي (2).
ترجمة كوثر بن حكيم:
* وكوثر بن حكيم:



(1) فيض القدير - شرح الجامع الصغير 1 / 460.
(2) ميزان الاعتدال 4 / 69، تهذيب التهذيب 9 / 463، تقريب التهذيب 2 / 219.
25
قال البخاري في الضعفاء والمتروكين: منكر الحديث.
وقال النسائي في الضعفاء والمتروكين: متروك الحديث.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال ابن معين: ليس بشئ.
وقال أحمد: أحاديثه بواطيل.
وقال الدارقطني: متروك.
وقال الذهبي في المغني في الضعفاء: تركوا حديثه، له عجائب (1).
أقول:
فظهر أن الحق مع من لم يكتف بتضعيف هذا الحديث بل رجح وضعه (2)
* * *



(1) راجع الكتب المذكورة والميزان 3 / 416 ولسانه 4 / 490.
(2) فيض القدير 1 / 460.
26
الحديث السادس
أخرج الحاكم في مناقب عثمان، وصححه على شرط الشيخين، قائلا:
حدثنا أبو علي الحافظ، ثنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان، ثنا أبو
عبيد الله أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، حدثني عمي، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا هشام
بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: أول حجر حمله النبي صلى
الله عليه وآله وسلم لبناء المسجد، ثم حمل أبو بكر حجرا آخر، ثم حمل عمر حجرا
آخر، ثم حمل عثمان حجرا آخر. فقلت: يا رسول الله، ألا ترى إلى هؤلاء كيف
يساعدونك؟ فقال: يا عائشة، هؤلاء الخلفاء من بعدي.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وإنما اشتهر بإسناد واه من رواية
محمد بن الفضل بن عطية، فلذلك هجر (1).
أقول:
هذا حديث موضوع بالنظر إلى سنده ومتنه.
أما السند، ففيه - بغض النظر عن غيره -: أحمد بن عبد الرحمن بن وهب المصري:
ترجمة أحمد بن عبد الرحمن المصري:
قال ابن عدي: رأيت شيوخ مصر مجمعين على ضعفه.
وقال ابن يونس: لا تقوم به حجة.
وقال ابن حبان: إنه أتى بمناكير في آخر عمره (2).



(1) المستدرك على الصحيحين 3 / 96.
(2) ميزان الاعتدال 1 / 113.
27
قلت: وهذا الحديث عن عمه!!
وأما المتن، فيكفي في الكلام حوله نقل عبارة الذهبي، فإنه قال في تعقيب
الحاكم ما هذا نصه:
قلت: أحمد منكر الحديث، وهو ممن نقم على مسلم اخراجه في الصحيح. ويحيى
وإن كان ثقة فقد ضعف.
ثم لو صح هذا لكان نصا في خلافة الثلاثة.
ولا يصح بوجه! فإن عائشة لم تكن يومئذ دخل بها النبي صلى الله عليه وآله وسلم
، وهي محجوبة صغيرة، فقولها هذا يدل على بطلان الحديث.
قال الحاكم: وإنما اشتهر هذا الحديث من رواية محمد بن الفضل بن عطية، فلذلك
هجر.
قلت: ابن عطية متروك لما (1).
* * *



(1) تلخيص المستدرك 3 / 97.
28
الحديث السابع
أخرج أبو داود قائلا:
حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا محمد بن حرب، عن الزبيدي، عن ابن شهاب، عن
عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبد الله: أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله
عليه [وآله] وسلم قال: أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله صلى الله
عليه [وآله] وسلم، ونيط عمر بأبي بكر، ونيط عثمان بعمر. قال جابر: فلما قمنا من
عند رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قلنا: أما الرجل الصالح فرسول الله صلى
الله عليه [وآله] وسلم، واما تنوط بعضهم ببعض فهم ولاة هذا الأمر الذي بعث الله
به نبيه صلى الله عليه [وآله] وسلم.
قال أبو داود: ورواه يونس وشعيب، لم يذكرا عمرا (1).
وأخرج الحاكم قائلا:
أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن مهدي بن رستم،
ثنا موسى بن هارون البردي، ثنا محمد بن حرب، حدثني الزبيدي، عن الزهري، عن
عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما -: إن رسول الله صلى
الله عليه وآله وسلم قال: أري الليلة رجل صالح أن أبا بكر - رضي الله عنه - نيط
برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ونيط عمر بابي بكر، ونيط عثمان بعمر. قال
جابر: فلما قمنا من عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلنا: الرجل الصالح النبي
صلى الله عليه وآله وسلم، وأما ما ذكر من نوط بعضهم بعضا فهم ولاة هذا الأمر الذي
بعث الله به نبيه صلى الله عليه وآله وسلم.
ولعاقبة هذا الحديث إسناد صحيح عن أبي هريرة. ولم يخرجاه (2).



(1) سنن أبي داود 2 / 263.
(2) المستدرك 3 / 71.
29
أقول:
حكم الذهبي في تلخيصه بصحة هذا الحديث.
لكن الحاكم رواه مرة أخرى عن طريق عثمان بن سعيد الدارمي، عن محمد ابن حرب،
عن الزبيدي، عن الزهري، عن عمرو بن أبان بن عثمان، عن جابر...، ثم قال:
قال الدارمي: فسمعت يحيى بن معين يقول: محمد بن حرب يسند هذا الحديث
والناس يحدثون به عن الزهري مرسلا، إنما هو عمرو بن أبان، ولم يكن لأبان بن
عثمان ابن يقال له عمرو (1).
وفي هذا المقام أيضا وافقه الذهبي!
أقول: يكفي في سقوط الحديث - بغض النظر عن رجاله، فإن محمد بن حرب و
محمد بن الوليد الزبيدي كليهما من أهل حمص، وهم مشهورون بالبغض لعلي عليه السلام
كما نص عليه ياقوت في حمص من معجم البلدان لا سيما وأن كليهما من قضاة دمشق
كما في ترجمتهما في تهذيب التهذيب. وأيضا فإن ابن شهاب الزهري من أشهر
المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السلام - كلام أبي داود في آخره، وكلام يحيى بن
معين...
أما التناقض من الحاكم والذهبي فلم أجد له حلا!!
* * *



(1) المستدرك 3 / 102.
30
الحديث الثامن
أخرج الطبراني عن معاذ بن جبل، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: أريت أني وضعت في كفة وأمتي في
كفة فعدلتها، ثم وضع أبو بكر في كفة وأمتي في كفة فعدلها، ثم وضع عثمان في كفة
وأمتي في كفة فعدلها، ثم رفع الميزان.
رواه الهيثمي (1) والمتقي (2) عن الطبراني. وقال الأول: وفيه عمرو بن واقد
وهو متروك، ضعفه الجمهور.
أقول:
ترجمة عمرو بن واقد:
وهذه نبذة من كلماتهم في الرجل المذكور:
كان مروان الطاطري يقول: عمرو بن واقد كذاب.
وقال يزيد بن محمد بن عبد الصمد: قال أبو مسهر: كان يكذب من غير أن يتعمد.
وقال يعقوب بن سفيان عن دحيم: لم يكن شيوخنا يحدثون عنه. قال: وكأنه لم يشك
أنه كان يكذب.
وقال أبو حاتم والبخاري والترمذي: منكر الحديث.
وقال النسائي والدارقطني والبرقاني: متروك الحديث (3).
وأورده الذهبي في ميزانه - بعد أن أشار إلى كونه من رجال الترمذي وابن



(1) مجمع الزوائد 9 / 59.
(2) كنز العمال 11 / 641.
(3) تهذيب التهذيب 8 / 101.
31
ماجة - فذكر بعض الكلمات في جرحه وذمه: ثم روى بعض الأحاديث التي وقع الرجل في
طريقها، منها هذا الحديث... ثم قال: وهذه الأحاديث لا تعرف إلا من رواية عمرو
بن واقد. وهو هالك (1).
* * *



(1) ميزان الاعتدال 3 / 291.
32
الحديث التاسع
روى ابن عساكر، عن ابن عمر، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
إن الله أمرني بحب أربعة من أصحابي، وقال: أحبهم أبو بكر وعمر وعثمان
وعلي.
رواه المتقي عن ابن عساكر. وعن ابن عدي ثم قال:
فيه: سليمان بن عيسى السجزي. قال ابن عدي: يضع (1).
أقول:
ترجمة سليمان بن عيسى السجزي:
قال الذهبي: سليمان بن عيسى بن نجيح السجزي. عن ابن عون وغيره. هالك.
قال الجوزجاني: كذاب مصرح.
وقال أبو حاتم: كذاب.
وقال ابن عدي: يضع الحديث. له كتاب: تفضيل العقل. جزءان.
ومن بلاياه: حدثنا الليث، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: إن الله أمرني بحب
أربعة: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي... (2).
وكذا قال ابن حجر العسقلاني (3).



(1) كنز العمال 11 / 637.
(2) ميزان الاعتدال 2 / 218.
(3) تهذيب التهذيب 3 / 99.
33
الحديث العاشر
أخرج ابن أبي خيثمة وأبو يعلى والبزار وأبو نعيم، عن أنس، قال:
كنت مع النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم في حائط، فجاء آت فدق الباب.
فقال: يا أنس، قم فافتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعدي، فإذا أبو بكر. ثم جاء
رجل فدق الباب فقال: يا أنس، قم فافتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد أبي بكر،
فإذا عمر. ثم جاء رجل فدق الباب فقال: افتح له وبشره بالجنة وبالخلافة من بعد عمر
وأنه مقتول، فإذا عثمان.
رواه عنهم السيوطي (1).
وقال الخطيب: الصقر بن عبد الرحمن بن بنت مالك بن مغول، يكنى أبا بهز،
وهو كوفي، نزل بغداد وحدث بها... أخبرني علي بن محمد بن الحسن المالكي، أخبرنا
عبد الله بن عثمان الصفار، أخبرنا محمد بن عمران بن موسى الصيرفي، حدثنا عبد الله
بن علي بن المديني، قال: قلت لأبي في حديث أبي بهز عن ابن إدريس عن المختار بن
فلفل عن أنس: كان في حائط فقال: إئذن له وبشره بالجنة، مثل حديث أبي موسى؟ فقال
: كذب، هذا موضوع.
ثم روى بإسناده عن طريق أبي يعلى: حدثنا أبو بهز صقر بن عبد الرحمن ابن بنت
مالك بن مغول، حدثنا عبد الله بن إدريس، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك،
قال: جاء النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم فدخل إلى بستان فاتى آت فدق الباب
فقال: قم يا أنس...
قال عبد المؤمن: سألت أبا علي عن الصقر فقال: كان شيخا مغفلا مطروحا
ببغداد... وأبو الصقر عبد الرحمن بن مالك بن مغول كان - يعني



(1) الخصائص الكبرى 1 / 122.
34
الصقر - يضع الحديث.
قال أبو علي صالح بن محمد: عبد الرحمن بن مالك من أكذب الناس، وأبو بهز
ابنه كان أكذب من أبيه (1).
وروى العيني هذا الحديث في شرح البخاري فقال:
رواه أبو يعلى الموصلي من حديث المختار بن فلفل عن أنس وقال: هذا حديث حسن
(2).
أقول:
قد عرفت تنصيص غير واحد من حفاظ القوم على كون الرجل من أكذب الناس، وأن
الحديث موضوع... على أن ابن عدي يحكي عن أبي يعلى أنه كان إذا حدثنا عنه ضعفه...
وممن نص على أن هذا الحديث كذب هو: الذهبي، فإنه ذكر الصقر في (ميزانه
) فقال: الصقر بن عبد الرحمن، أبو بهز، سبط مالك بن مغول، حدث عن عبد الله بن
إدريس عن مختار بن فلفل عن أنس بحديث كذب: قم يا انس فافتح لأبي بكر وبشره
بالخلافة من بعدي، وكذا في عمر وعثمان.
قال ابن عدي: كان أبو يعلى إذا حدثنا عنه ضعفه. وقال أبو بكر بن أبي شيبة:
كان يضع الحديث. وقال أبو علي جزرة: كذاب... (3).
وتبعه ابن حجر في (لسانه) فذكر عبارة الذهبي ثم روى الحديث بإسناده عن أبي
يعلى عن صقر عن عبد الله بن إدريس عن المختار بن فلفل عن أنس... ثم قال:
لو صح هذا لما جعل عمر الخلافة في أهل الشورى، وكان يعهد إلى عثمان



(1) تاريخ بغداد 9 / 339 - 341.
(2) عمدة القارئ 16 / 176.
(3) ميزان الاعتدال 2 / 317.
35
بلا نزاع (1).
* * *



(1) لسان الميزان 3 / 193.
36
الحديث الحادي عشر
ما رواه عبد الوهاب الكلابي، المعروف بابن أخي تبوك، المتوفى في سنة 396
وكان مسند دمشق في مسنده.
وابن عساكر في تاريخ دمشق.
والخطيب البغدادي في تاريخ بغداد...
قال الخطيب:
حدثت عن عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي، حدثنا أبو القاسم عبد الله ابن أحمد
بن محمد التميمي المعروف بالغباغبي، قال: حدثني ضرار بن سهل، حدثنا الحسن بن
عرفة، حدثنا أبو حفص الأبار، عن حميد عن أنس، قال:
قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله]
وسلم: يا علي، إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر والدا، وعمر مشيرا، وعثمان
سندا، وأنت - يا علي - ظهيرا.
هذا الحديث منكر جدا. لا أعلم رواه بهذا الإسناد إلا ضرار بن سهل، وعنه
الغباغبي. وهما جميعا مجهولان (1).
وقال ابن الجوزي.
باب في فضائل الأربعة، وفيه أحاديث: الحديث الأول:
أنبأنا أبو منصور القزاز، قال أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، قال: حدثت عن
عبد الوهاب بن الحسن الدمشقي، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمد التميمي
المعروف بالغباغبي، قال: حدثني ضرار بن سهل، حدثنا الحسن ابن عرفة، حدثنا أبو
حفص الأبار، عن حميد، عن أنس، قال:



(1) تاريخ بغداد 9 / 345.
37
قال لي علي بن أبي طالب رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه [وآله]
وسلم: يا علي، إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر والدا... وأنت يا علي ظهيرا.
قال ابن الجوزي بعد أن رواه عن الخطيب كذلك:
قال الخطيب: هذا حديث منكر جدا، لا أعلم رواه بهذا الإسناد إلا ضرار بن
سهل، وعنه الغباغبي، وهما مجهولان (1).
وقال الذهبي:
ضراء بن سهل عن الحسن بن عرفة، بخبر باطل، ولا يدرى من ذا الحيوان.
والحديث عن ابن عرفة:
حدثنا الأبار، عن حميد، عن أنس، قال علي: قال لي النبي صلى الله عليه
[واله] وسلم:
يا علي، إن الله أمرني أن أتخذ أبا بكر والدا...
رواه أخو تبوك عبد الوهاب الكلابي، عن عبد الله بن أحمد الغباغبي - أحد
المجهولين - عن ضرار (2).
وقال ابن حجر:
ضرار بن سهل، عن الحسن بن عرفة، بخبر باطل، ولا يدرى من ذا الحيوان!!
والحديث عن ابن عرفة: حدثنا الأبار، عن حميد، عن أنس، قال علي رضي الله
عنه: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي، إن الله أمرني أن أتخذ
أبا بكر... رواه أخو تبوك عبد الوهاب الكلابي، عن عبد الله بن أحمد الغباغبي - أحد
المجهولين - عن ضرار (3).



(1) الموضوعات 1 / 402.
(2) ميزان الاعتدال 2 / 327.
(3) لسان الميزان 3 / 202.
38
أقول: إلى هنا وقد عرفت أن هذا الحديث من الموضوعات...
ثم إن ابن حجر بعد أن ذكر الحديث، وقال - تبعا للذهبي -: رواه أخو تبوك
عبد الوهاب الكلابي عن عبد الله بن أحمد الغباغبي وحكم تبعا له بأنه لا أحد
المجهولين... عنون:
عبد الله بن أحمد بن محمد التميمي، المعرف بالعباعبي.
قال: روى عن: ضرار بن سهل عن الحسن بن عرفة في فضل الخلفاء الأربعة. روى
عنه: عبد الوهاب العلائي.
فهناك: الغباغبي وهنا العباعبي!
والراوي عنه هناك: عبد الوهاب الكلابي وهنا عبد الوهاب العلائي!
ثم قال:
قال الخطيب: منكر جدا، لا أعلم رواه بهذا الإسناد غير ضرار، وهو
والعباعبي مجهولان. وذكر له ابن عساكر نسبا إلى فراس بن حابس التميمي أخي الأقرع
بن حابس...
مات سنة 425.
وكان معلما على باب الجابية.
قلت: فهو معروف، والتصق الوهم بضرار (1).
أقول: لقد حاول ابن حجر أن يخرج الرجل عن الجهالة، مع وهمه في لقبه وفي لقب
الراوي عنه، لكنه لم يفلح، إذ لم يأت له بتوثيق ولا مدح، إذ لا يخرج الرجل عن
المجهولية العلم بكونه معلما في مكان كذا، وبأنه مات في سنة كذا، وإلا لم يحكم
عليه بالجهالة الخطيب البغدادي الراوي عنه بواسطة واحدة، ولا ابن الجوزي الراوي عن
الخطيب بواسطة واحدة، ولا الذهبي...!!



(1) لسان الميزان 3 / 250.
39
الحديث الثاني عشر
ما أخرجه الترمذي وعنه السيوطي وصححه، وهو:
رحم الله أبا بكر زوجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالا من
ماله، وما نفعني مال في الاسلام ما نفعني مال أبي بكر. رحم الله عمر يقول الحق وإن
كان مرا، لقد تركه الحق وماله من صديق. رحم الله عثمان تستحه الملائكة، وجهز جيش
العسرة، وزاد في مسجدنا حتى وسعنا. رحم الله عليا، اللهم أدر الحق معه حيث دار.
ت عن علي. صح (1).
أقول:
في سنده: مختار بن نافع:
قال أبو زرعة: واهي الحديث.
وقال البخاري والنسائي وأبو حاتم والساجي: منكر الحديث.
وقال النسائي أيضا: ليس بثقة.
وقال ابن حبان: كان يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان
المتعمد لذلك (2).
ولما ذكرنا أورده الحفاظ في الأحاديث الباطلة المكذوبة:
قال ابن الجوزي: روى مختار بن نافع التميمي، عن أبي حيان، عن أبيه، عن
علي، عن النبي...



(1) فيض القدير - شرح الجامع الصغير 4 / 18 - 19.
(2) تهذيب التهذيب 10 / 62.
40
قال المؤلف: هذا الحديث يعرف بمختار. قال البخاري: هو منكر الحديث. وقال ابن
حبان: كان يأتي بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه كان المتعمد لذلك
(1).
وقال الذهبي: مختار بن نافع [ت] عن أبي حيان التميمي.
قال النسائي وغيره: ليس بثقة.
وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا.
أحمد بن عبد الرحمن الكزبراني، حدثنا مختار بن نافع، عن أبي حيان، عن أبيه
، عن علي، مرفوعا: رحم الله... وذكر الحديث.
قال البخاري: منكر الحديث، كنيته أبو إسحاق (2).
ومن هنا قال المناوي في شرحه:
رمز المصنف لصحته، وليس كما زعم، فقد أورده ابن الجوزي في الواهيات وقال
: هذا الحديث يعرف بمختار، قال البخاري: منكر الحديث، وقال ابن حبان: يأتي
بالمناكير عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنه يتعمدها... وفي الميزان: مختار بن
نافع منكر الحديث جدا، ثم أورد من مناكيره هذا الخبر.
* * *



(1) العلل المتناهية 1 / 255.
(2) ميزان الاعتدال 4 / 80
41
الحديث الثالث عشر
ما أخرجه الطبراني وأبو نعيم وابن عدي والخطيب وغيرهم بأسانيدهم عن ابن
عباس...
قال الخطيب:
قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: ما في الجنة شجرة إلا مكتوب على
كل ورقة منها: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، وعمر الفاروق
، وعثمان ذي النورين (1).
وقال ابن الجوزي:
أنبأنا عبد الرحمن بن محمد القزاز، قال: أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت، قال
: أنبأنا القاضي أبو الفرج محمد بن أحمد بن الحسن الشافعي... عن مجاهد، عن ابن
عباس، قال: قال رسول الله...
اسم الاحتياطي: الحسن بن عبد الرحمن بن عباد أبو علي.
قال أبو حاتم ابن حبان: هذا باطل موضوع، وعلي بن جميل كان يضع الحديث، لا
تحل الرواية عنه بحال. وقال أبو أحمد ابن عدي: لم يأت بهذا الحديث عن جرير غير
علي، وعلي يحدث بالبواطيل عن ثقات الناس فيسرق السرق (2).
وقال الذهبي:
علي بن جميل الرقي. روى عن جرير بن عبد الحميد وعيسى بن يونس. كذبه ابن
حبان... وروى علي بن جميل، عن جرير، عن ليث، عن مجاهد،



(1) تاريخ بغداد 4 / 5 و 5 / 108.
(2) الموضوعات 1 / 336.
42
عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم، قال... (1).
وقال السيوطي:
الطبراني: حدثنا سعيد بن عبد ربه الصفار البغدادي، حدثنا علي بن جميل
الرقي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس...
قال ابن حبان: موضوع، وعلي بن جميل وضاع...
أبو نعيم في الحلية: حدثنا القاضي أبو أحمد، حدثنا أحمد بن الحسن بن عبد
الملك، حدثنا علي بن جميل به.
وقال الختلي في الديباج: حدثني القاسم بن أبي علي الكوفي، حدثنا عبد العزيز
بن عمرو الخراساني، عن جرير الرازي، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس...
قال الذهبي في الميزان: عبد العزيز فيه جهالة، والخبر باطل، فهو الآفة فيه.
ابن عدي: حدثنا أحمد بن عامر البرقعيدي، حدثني معروف البلخي بدمشق، حدثنا
جرير، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس...
قال الذهبي: هذا موضوع... (2).
* * *



(1) ميزان الاعتدال 3 / 117.
(2) اللآلي المصنوعة 1 / 319.
43
الحديث الرابع عشر
ما رواه جماعة من الحفاظ:
قال ابن الجوزي: أنبأنا هبة الله بن محمد بن الحصين، أنبأنا أبو طالب ابن
غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا الحسن
بن صالح، حدثنا الحسن بن الحسن النرسي، حدثنا اصبغ بن الفرج، عن البيع بن محمد،
عن أبي سليمان الأيلي، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم: إذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت
العرش: أين أصحاب محمد؟ فيؤتى بابي بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان - وعلي -
رضي الله عنهم - فيقال لأبي بكر: قف على باب الجنة فأدخل من شئت برحمة الله ورد
من شئت بعلم الله عز وجل. ويقال لعمر: قف على الميزان فثقل من شئت برحمة الله وخفف
من شئت بعلم الله. قال: ويكسى عثمان بن عفان حلتين فيقال له: إلبسهما فاني
خلقتهما واذخرتهما حين أنشأت السماوات والأرض. ويعطى علي بن أبي طالب رضي الله عنه
عصى عوسج من الشجرة التي خلقها الله تعالى بيده في الجنة فيقال له: ذد الناس عن
الحوض.
وقد رواه أصبغ، عن سليمان بن عبد الأعلى، عن ابن جريج.
ورواه أصبغ، عن السري بن محمد، عن أبي سليمان الأيلي، عن ابن جريج.
وهذا يدل على تخليط من أصبغ أو ممن روى عنه.
وفي إسناده جماعة مجهولون.
وقد رواه أحمد بن الحسن الكوفي عن وكيع، قال الدارقطني: هو متروك. وقال ابن
حبان: يضع الحديث على الثقات.

44
ورواه إبراهيم بن عبد الله المصيصي، عن حجاج بن محمد، عن ابن جريج.
قال ابن حبان: إبراهيم يسرق الحديث ويسويه، ويروي عن الثقات ما ليس من
أحاديثهم، فيستحق ان يكون من المتروكين (1).
وأورد الذهبي إبراهيم بن عبد الله في (ميزانه) ثم ذكر بترجمته حديثين هذا
أحدهما، ثم قال: هذا رجل كذاب، قال الحاكم: أحاديثه موضوعة.
قال:
وهو الذي يروي عن وكيع، عن سفيان، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، مرفوعا
: إذا كان يوم القيامة يكون أبو بكر على أحد أركان الحوض، وعمر على الركن الثاني،
وعثمان على الركن الثالث، وعلي على الرابع، فمن أبغض واحدا منهم لم يسقه الآخرون
.
وقد روى عن حجاج، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس، مرفوعا:
إذا كان يوم القيامة نادى مناد تحت العرش: هاتوا أصحاب محمد، فيؤتى بأبي بكر وعمر
وعثمان وعلي... (2).
وابن حجر تبع الذهبي في عنوان الرجل وذكر الحديثين والحكم بأنه كذاب... (3).
* * *



(1) الموضوعات 1 / 403.
(2) ميزان الاعتدال 1 / 40.
(3) لسان الميزان 1 / 71.
45
كلمة الختام
هذه طائفة من الأحاديث الموضوعة في هذا الباب... وهي قليل من كثير... وقد ذكر
المحققون منهم بعضا منها في الكتب المصنفة في الأخبار الموضوعة، ك‍ الموضوعات
لابن الجوزي، والكامل لابن عدي، وميزان الاعتدال للذهبي، واللآلي
المصنوعة للسيوطي، ولسان الميزان لابن حجر العسقلاني، وتنزيه الشريعة
لابن عراق...
لكنهم يتجنبون الحكم بالوضع على ما أخرج منها في الصحاح وفي الصحيحين خاصة،
لما لهذين الكتابين من الشأن الرفيع والعظمة البالغة عندهم... إلا أنا تعمدنا
التحقيق في بعض ما أخرج في الكتابين تأكيدا منا على أنهما كغيرهما من الكتب في
الاشتمال على الحديث الصحيح وغيره... وقد بحثنا عن هذا الموضوع ببعض التفصيل في
كتابنا: التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف...
وعلى كل حال... فهذه الأحاديث باطلة موضوعة، سواء المخرج منها في كتابي
البخاري ومسلم والمخرج منها في غيرهما...
ولا يخفى على النبيه الغرض من وضع هذه الأحاديث، فإن القوم كانوا وما زالوا
يشعرون بضرورة توجيه الخلافة التي أسسوها، والمراتب التي ابتدعوها... لعلمهم
التفصيلي بما كان... وبأن أقاويلهم ما أنزل الله بها من سلطان... ولكن... لن يصلح
العطار ما أفسده الدهر...
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين...
* * *

46
/ 1