5- روى أبو سعيد الخدري قال: قال رسول الله : (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة)...)(33).
6- روى سلمان الفارسي قال: سمعت رسول الله يقول: (الحسن والحسين ابناي من أحبهما أحبني، ومن
أحبني أحبه الله، ومن أحبه الله أدخله الجنة، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله، ومن أبغضه الله
أدخله النار..)(34).
7- كان النبي : يخطب فجاء الحسن والحسين وعليهما قميصان أحمران وهما يمشيان، ويعثران فنزل عن
المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه، وقال: صدق الله إذ يقول: (أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ) لقد نظرت إلى
هذين الصبيين وهما يمشيان، ويعثران فلم أصبر حتى قطعت حديثي، ورفعتهما..)(35).
8- روى يعلي بن مرة قال: جاء الحسن والحسين يستبقان إلى رسول الله فضمهما وقال: (ان الولد مبخلة
مجبنة..)(36).
9- قال : (الحسن والحسين سبطان(37) من الاسباط..)(38).
10- روى أنس أن النبي قال: (أحب أهل بيتي إلي الحسن والحسين..)(39).
11- روى أنس قال سئل النبي أي أهل بيتك أحب اليك؟ قال: (الحسن والحسين) وكان يقول لفاطمة: ادعي
لي ابنيّ فيشمهما ويضمهما إليه..)(40)
12- قال : (الحسن والحسين امامان إن قاما وإن قعدا..)(41).
لقد أضفى النبي على ريحانتيه حلة الإمامة، وجعلها من ذاتياتهما سواء أقاما بالأمر، وتقلدا شؤون الخلافة أم
لا.
الولاء العميق:
وذكر الرواة بوادر كثيرة تدل على مدى تعلق النبي بسبطيه وشدة حبه لهما، وفيما يلي بعضها:
1- إنه كان إذا غاب عنه الحسن والحسين اشتد شوقه إليهما، وأمر بمن يدعوهما إليه فيأخذهما، ويشمهما،
ويضمهما إلى صدره(42).
2- قال عبد الله بن جعفر: كان رسول الله اذا قفل من سفر تلقى بي أو بالحسن أو بالحسين(43).
3- وبلغ من حبه لسبطيه أنه قبل بيعتهما له ضمن الثلاثة الصغار الذين بايعوه من أهل البيت، هما مع ابن
عمهما عبد الله بن جعفر ولم يبايع صغيراً قط إلا هم(44).
4- وكان يحملهما على دابته فيجعل أحدهما قدامه والآخر خلفه..(45).
5- وبلغ من حنانه وعطفه على سبطيه أنه كان يصلي العشاء فاذا سجد وثبا على ظهره، فاذا رفع رأسه
أخذهما أخذاً رقيقاً فيضعهما على الأرض فاذا عاد، عادا، حتى اذا قضى صلاته أقعدهما على فخذيه..(46).
لقد أولى النبي سبطيه رعايته ومحبته ليري المسلمين مدى مكانتهما عنده حتى تخفض لهما جناح المودة،
وتقلدهما قيادتها الروحية والزمنية ليسيرا بها إلى مدارج الحياة الكريمة التي يجد فيها الإنسان جميع ما يصبو
اليه.
الطائفة الثالثة
وتواتر الأخبار التي أثرت عن النبي : في فضل ريحانته الإمام الحسين وهي تحدد معالم شخصيته، كما تحمل
جانباً كبيراً من إهتمام الرسول به، وفيما يلي بعضها:
1- روى جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله : (من أراد أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى
الحسين بن علي..)(47).
2- روى أبو هريرة قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وهو حامل الحسين بن علي، وهو يقول: (اللهم
أني أحبه فاحبه)(48).
3- روى يعلى بن مرة قال: خرجنا مع النبي إلى طعام دعونا له، فاذا حسين يلعب بالسكة فتقدم النبي
وبسط يديه فجعل الغلام يفر هاهنا، وهاهنا ويضاحكه النبي حتى أخذه فجعل احدى يديه تحت ذقنه والأخرى
في فأس رأسه(49) فقبله وقال: (حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من
الأسباط..)(50).
ودلل النبي بهذا الحديث الشريف على مدى الصلة العميقة التي بينه وبين وليده، وأكبر الظن أنه لم يعن
بقوله: (حسين مني) الرابطة النسبية التي بينه وبينه، وإنما عنى أمراً آخر هو أدق وأعمق فالحسين منه لأنه
يحمل روحه وهديه، ويحمل اتجاهاته العظيمة الهادفة إلى إصلاح الإنسان ورفع مستواه، وتطوير وسائل حياته
على أساس الإيمان بالله الذي يحمل جميع مفاهيم الخير والسلام في الأرض، كما عنى صلى الله عليه وآله
بقوله: (وأنا من حسين) أن ما يبذله السبط العظيم من التضحية والفداء في سبيل الدين، وما تؤديه تضحيته
من الفعاليات الهائلة في تجديد رسالة الإسلام، وجعلها نابضة بالحياة على مر الأجيال الصاعدة فكان النبي
بذلك حقاً من الإمام الحسين فهو المجدد لدينه، والمنقذ له من شر تلك الطغمة الحاكمة التي جهدت على
محو الإسلام من خريطة هذا الكون، واعادة مفاهيم الجاهلية وخرافاتها على مسرح الحياة، وقد نسف الإمام
بنهضته أحلام الأمويين، وأعاد للإسلام نضارته وحياته، ورفع رايته عالية خفاقة في جميع الأجيال.
كما دلل على عظمة حفيده بأن أضفى عليه كلمة السبط، وأراد بها أنه أمة من الأمم قائم بذاته، ومستقل
بنفسه، فهو أمة من الأمم في الخير وأمة من الشرف في جميع الأجيال والآباد.
5- روى الصحابي العظيم سلمان الفارسي قال: دخلت على النبي فاذا الحسين بن علي على فخذه، وهو
يلثم فاه، ويقول: (أنت سيد ابن سيد، أنت إمام ابن إمام أخو إمام، وأبو الأئمة وأنت حجة الله، وابن حجته، وأبو
حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم)(51).
6- روى أبو العباس قال: كنت عند النبي وعلى فخذه الأيسر ابنه ابراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن
علي، والنبي تارة يقبل هذا وأخرى يقبل هذا، إذ هبط عليه جبرائيل بوحي من رب العالمين، فلما سرى عنه
قال: أتاني جبرائيل من ربي فقال لي: يا محمد إن ربك يقرؤك السلام، ويقول لك: لست أجمعهما لك، فافد
أحدهما بصاحبه، فنظر النبى إلى إبراهيم فبكى، ثم قال: إن إبراهيم متى مات لم يحزن عليه غيري، وأم
الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي، وحزن أبن عمي، وحزنت أنا
عليه، وأنا أوثر حزني على حزنهما، يا جبرائيل يقبض إبراهيم، فديت الحسين بإبراهيم، وقبض إبراهيم بعد
ثلاث، فكان النبي إذا رأى الحسين مقبلا قبله، وضمه إلى صدره، ورشف ثناياه، وقال: فديت من فديته بابني
إبراهيم)(52).
8- روى ابن عباس قال: كان النبي حامل الحسين على عاتقه، فقال له رجل:
(نعم المركب ركبت يا غلام!!).
فأجابه الرسول :
(ونعم الراكب هو..)(53).
9- روى يزيد بن أبي زياد قال: خرج النبي من بيت عائشة فمر على بيت فاطمة فسمع حسيناً يبكي، فالتاع
من ذلك فقال لفاطمة:
(الم تعلمي أن بكاءه يؤذيني..)(54).
10- روى عبد الله بن شداد، عن أبيه قال: سجد رسول الله سجدة أطالها، حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه
يوحى إليه، فسألناه عن ذلك، فقال:
(كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته...)(55).
هذه بعض الأخبار التي أثرت عن النبي في ريحانته وهي أوسمة شرف ومجد قلده بها، اشعاراً منه بأن ظله
وحقيقته ستمثل في هذا الطفل، وسيكون صورة فذة لانسانيته العليا، وأسراره العظمى.
------------- (1) صحيح الترمذي ج 2 ص 319، وروى ابن ماجة في سننه ج 1 ص 52 أنه قال: (أنا سلم لمن سالمتم وحرب لمن حاربتم) ومثله رواه الحاكم في مستدركه ج 3 ص 149، وابن الأثير في أسد الغابة ص 523، ورواه أحمد في مسنده ج 2 ص 442 بسنده عن أبي هريرة، وكذلك رواه الخطيب البغدادي في تاريخه، ج 7 ص 36. (2) مسند أحمد ج 1 ص 77، صحيح الترمذي ج 2 ص 301، وجاء في تهذيب التهذيب ج 10 ص 430 أن نصر بن علي حدث بهذا الحديث فأمر المتوكل بضربه ألف سوط، فكلمه فيه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: هذا من أهل السنة، فلم يزل به حتى تركه. (3) مسند أحمد ج 1 ص 77. (4) مستدرك الحاكم ج 3 ص 149، وفي كنز العمال ج 6 ص 116، والصواعق المحرقة (ص 111) أنه قال: (النجوم أمان لأهل الأرض وأهل بيتي أمان لأمتي، ورواه المناوي في فيض القديرج 6 ص 297، والهيثمي في مجمعه ج 9 ص 174. (5) صحيح الترمذي ج 2 ص 308، أسد الغابة ج 2 ص 12. (6) كنز العمال ج 1 ص 48، صحيح الترمذي ج 2 ص 308. (7) في كنز العمال ج 1 ص 48 لفظ (عترتي). (8) مجمع الهيثمي ج 9 ص 163. (9) الصواعق ص 75. (10) فيض القدير ج 3 ص 14. (11) الصواعق ص 136. (12) يراجع في ذلك المراجعات ص 49 - ص 52 الأصول العامة للفقه المقارن ص 164 - ص 187. (13) مجمع الزوائد ج 9 ص 168، ورواه الحاكم في مستدركه ج 2 ص 43 عن حنش عن أبي ذر، ورواه الخطيب البغدادي في تاريخه ج 2 ص 19 بسنده عن أنس بن مالك، ورواه أبو نعيم في الحلية ج 4 ص 306 بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، ورواه المتقى في كنز العمال بسنده عن ابن الزبير وابن عباس، ورواه الطبراني في كتابيه الأصغر والأوسط عن أبي سعيد الخدري. (14) المراجعات ص 54. (15) المراجعات ص 54. (16) المراجعات ص 59 نقله عن الثعلبي في تفسير آية المودة من تفسيره الكبير. (17) المراجعات ص 58 نقله عن الشرف المؤبد ص 58. (18) المراجعات نقله عن السيوطي في احياء الميت والنبهاني في أربعينه. (19) كنز العمال ج 6 ص 217. (20) مستدرك الحاكم ج 3 ص 151. (21) مستدرك الحاكم ج 3 ص 137. (22) مجمع الزوائد ج 9 ص 181، ورواه الذهبي في سير أعلان النبلاء ج 2 ص 189 مع تغيير يسير، مختصر صفة الصفوة ص 62 تاريخ ابن عساكر ج 13 ص 39. (23) ذخائر العقبى ص 124. (24) كنز العمال ج 7 ص 110. (25) خصائص النسائي ص 37 وفي مسند الإمام زيد ص 469 الولد ريحانة، وريحانتي الحسن والحسين. (26) كنز العمال ج ص 109. (27) حلية الأولياء ج 3 ص 201. (28) صحيح البخاري كتاب الأدب، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج 3 ص 183. (29) صحيح الترمذي ج 2 ص 306، فيض القدير ج 1 ص 148. (30) ذخائر العقبى ص 130. (31) مجمع الزوائد ج 9 ص 182، كنز العمال ج 7 ص 108. (32) كنز العمال ج 7 ص 108، مجمع الزوائد ج 9 ص 182. (33) صحيح الترمذي ج 2 ص 306، مختصر صفة الصفوة ص 62 مسند أحمد بن حنبل ج 3 ص 62، حلية الأولياء ج 5 ص 71، تاريخ بغداد ج 9 ص 231، ورواه الحاكم في المستدرك ج 3 ص 167 بسنده عن ابن عمر قال صلى الله عليه وآله: (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منهما) وبهذا النص ورد في مسند الإمام زيد: وفي الاصابة ج 1 ص 266 روى جهم قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (إن حسناً وحسيناً سيدا شباب أهل الجنة) وفي كنز العمال ج 6 ص 221 الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة من أحبهما فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني وفي الجامع الكبير للسيوطي عن ابن عساكر بسنده عن حذيفة أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: أتاني ملك فسلم علي نزل من السماء لم ينزل قبلها فبشرني أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وأن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة..). (34) مستدرك الحاكم ج 3 ص 166، وبتغيير يسير رواه الهيثمي في مجمعة ج 9 ص 111، وكذلك رواه المتقي في كنز العمال ج 6 ص 221، وفي سنن ابن ماجة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : (من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني) وفي تهذيب التهذيب في ترجمة نصر بن علي الأزدي روى علي بن الصواف عن عبد الله بن أحمد أن نصراً حدث أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد حسن وحسين فقال: (من أحبنى وأحب هذين وأباهما كان معي في درجتي يوم القيامة) فلما سمع ذلك المتوكل أمر بضربه ألف سوط، فكلمه فيه جعفر بن عبد الواحد، وجعل يقول له: هذا من أهل السنة، فلم يزل به حتى تركه. (35) صحيح الترمذي ج 2 ص 306، صحيح النسائي ج 1 ص 201، مستدرك الحاكم ج 1 ص 287، صحيح أبي داود ج 6 ص 110، مسند أحمد بن حنبل ج 5 ص 354، سنن البيهقي ج 3 ص 218، أسد الغابة ج 2 ص 12، كنز العمال ج 7 ص 168، سنن النسائي ج 3 ص 108. (36) مستدرك الحاكم ج3 ص 168، مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص 172، ومعنى الحديث أن الولد يحمل أباه على البخل والجبن. (37) السبطان: تثنية سبط، وفي لسان العرب ج 9 ص 181 أن السبط أمة من الأمم في الخير. (38) كنز العمال ج 6 ص 221، الصواعق المحرقة ص 114، الأدب المفرد، وفي صبح الأعشى ج 1 ص 43 أن الحسن والحسين أول من سميا بالسبطين في الإسلام. (39) صحيح الترمذي. (40) تيسير الوصول لابن الديبغ ج 3 ص 76. (41) بحار الأنوار ج 1 ص 78، وفي نزهة المجالس ج 2 ص 184 أن رسول الله قال للحسن والحسين: (أنتما الإمامان ولأمكما الشفاعة) وورد هذا الحديث في الاتحاف بحب الأشراف ص 129. (42) صحيح الترمذي. (43) سنن الدارمي ج 2 ص 285. (44) العقد الفريد ج 2 ص 243. (45) صحيح مسلم ج 5 ص 191. (46) مسند الإمام أحمد. (47) تاريخ ابن عساكر ج 13 ص 50، من مخطوطات مكتبة الإمام أمير المؤمنين، سير أعلام النبلاء ج 3 ص 190. (48) مستدرك الحاكم ج 3 ص 177، وفي نور الأبصار ص 129 لفظ الحديث (اللهم إني أحبه وأحب كل من يحبه). (49) وفي رواية (فوضع احدى يديه تحت قفاه، والأخرى تحت ذقنه فوضع فاه على فيه وهو يقول حسين منى.. الخ). (50) سنن ابن ماجة ج 1 ص 51، مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص 172، أسد الغابة ج 2 ص 19، تهذيب الكمال ص 71، تيسير الوصول ج 3 ص 276 مستدرك الحاكم ج 3 ص 177، أنساب الأشراف ج 1 ق1. (51) المراجعات ص 228. (52) تاريخ بغداد ج 2 ص 204. (53) التاج الجامع للاصول ج 3 ص 218. (54) مجمع الزوائد ج 9 ص 201، سير أعلام النبلاء ج 3 ص 191، المعجم الكبير للطبراني، ذخائر العقبى ص 143. (55) تهذيب التهذيب ج 2 ص 346، تيسير الوصول إلى جامع الأصول ج 3 ص 285، سنن النسائي.