إمام الحسين (عليه السلام) في الكتاب المقدس نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إمام الحسين (عليه السلام) في الكتاب المقدس - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید
الإمام الحسين (عليه السلام) في الكتاب المقدس

بداية:
كثيرة هي المسائل الدينية التي يدور الجدل حولها بين العلماء المسلمين من جهة، وبين علماء الكتاب

المقدس من اليهود والمسيحيين من جهة أخرى، وهو أمر يبدو مبررًا ومنطقيًا للوهلة الأولى، إذ من الطبيعي

أن ينتصر كل فريق لرأيه ومعتقده، وأن لا يركن إلا إلى مقدّساته التي رافقت مسيرة حياته، وهنا تتجلى سمة

المبدئية، والصدق مع الذات عند الباحث الهادف، والعامل على خلاص الآخرين، فضلاً عن خلاص نفسه.


الجدل حول البشارة بالنبي:

ومن الأمور المعروفة والشائعة في الثقافة الإسلامية أن الكتاب المقدس بعَهْدَيه قد بشّر بالنبيّ الأعظم

(صلى الله عليه وآله) وبيّن اسمه وصفته، كما أخبر بذلك القرآن الكريم والسنّة المطهرة.

ولم يجد علماء اليهود والنصارى سبيلاً إلى تكذيب هذا الإخبار في عصر النبي والأئمة (عليهم السلام)، بل

تُحدّثنا كتب التاريخ عن الاحتجاجات التي كانت تجري فيما بينهم، وأن كثيرًا من علمائهم كانوا يقرّون بها عندما

يواجههم أئمة الهدى (عليهم السلام) بالحقيقة، حتى أعلن الكثيرون منهم إسلامهم، عند إلقاء الحجة عليهم

وإفحامهم.

إلا أنه بعد النهضة الفكرية والعلمية في أوروبا، والتي انتشرت في العصور الحديثة والمعاصرة، وانبهار المثقفين

المسلمين بها، وذهولهم عن حضارتهم وثقافتهم، فانكفأوا عن البحث في تراثهم، وضعفت هويتهم الذاتية في

وجدانهم، انتشرت ثقافة التشكيك في هذه الهوية، دون تأمل وروية، فيما يُلقيه إليهم المستشرقون وخصوم

الإسلام.

وقد استثمر علماء اللاهوت هذه الظاهرة أعظم استثمار، وعملوا على تعميق الشك بالإسلام في نفوس

المسلمين، من خلال زعم إثبات عدم صدقية القرآن الكريم في إخباراته المذكورة وغيرها، لعلهم يُخرجونهم

بذلك من دينهم، من خلال دعوى أن الكتاب المقدس بعهديه موجود في أيدي الناس منذ عهد النبي (صلى

الله عليه وآله)، ولا يوجد فيه ما يدل على النبي الأعظم، وعلى صحة ما ورد في القرآن الكريم.

إن الجواب التقليدي والمتعارف بين المسلمين هو أن أهل الكتاب قد تصرّفوا وتلاعبوا في نصوصهم المقدسة،

وأخرجوها عن سياقاتها ودلالاتها الأصلية، مما أدّى إلى تعمية الحقيقة وإضاعتها.

ولكنه في الحقيقة جواب غير مقنع, لأن المفروض أن القرآن الكريم والنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) إنما

يتحدثان ويخبران عن مضمون ما هو معاصر لهما، إذ بغيره لا تتمّ الحجّة على أهل الكتاب المعاصرين للنبي

واللاحقين، وهذا ظاهر.

وعلى هذا الأساس انطلقت العديد من الدراسات التي أثبتت وجود البشارة به (صلى الله عليه وآله) في

أسفار العهدين، رغم ما حصل فيهما من تعمية الحقيقة، وتضليل القارئ لهما على مدى الأجيال، خصوصًا في

العصور التي سبقت ظهور الإسلام، إذ يبدو من الصعب بحسب العادة أن يحصل التحريف بعد انتشاره بين

الناس، وأخيرًا أقرّ كثير من اللاهوتيين بوقوع التحريف والتلاعب في هذه الأسفار، سواء عن حسن نية أو سوء

قصد.

ولا زال التغيير والتبديل يجري على أسفار العهدين, بدعوى متابعة النصوص المقدّسة للتطوّر الحاصل في

الثقافة الإنسانية على مرّ العصور, وهذا ما يؤدّي بالضرورة إلى فقدان النصوص الأصلية من التداول, ويلقي

بظلال من الشكوك على مستند الديانتين, ذلك أن التطوير والتلاعب يخضع, على كل حال, إلى ذهنية المحرّر

والمترجم, ومدى سعة اطلاعه, وعمق معرفته بالمستند, وقدرته على التصرف فيه, دون أن يظهر الخلل -على

فرضه- للقارئ العادي.

الحسين في الكتاب المقدس:

والسؤال الذي يطرح نفسه في المقام هو: هل وردت إخبارات أو إشارات تتحدّث عن الإمام الحسين (عليه

السلام) وحركته وشهادته في ما وصل إلينا آخر الأمر من نسخ الكتاب المقدس أم لا؟

وقد يبدو للوهلة الأولى أنه سؤال في غير محله، ذلك أن غاية الأنبياء تتمحور حول ربط الإنسان بالله تعالى،

وليسوا مؤرخين لأحداث التاريخ السابق واللاحق لهم. وبشارة بعضهم ببعض إنما تهدف إلى تحقيق غاية

مهمّة, وهي تثبيت هذا الربط، وبيان أنهم سلسلة واحدة مترابطة، يشد بعضها بعضًا، على نحو يتأكد الإنسان

من صحة هذه الإخبارات, فيندفع نتيجة ذلك إلى العمل وفق الإرادة الإلهية, والحسين (عليه السلام) ليس

نبيًا ليكون محلاً للبشارة والإخبار.

إلا أننا في مقام الإجابة نقول:

إن الإخبار بحركته (عليه السلام) لا يختلف عن الإخبار بالنبي (صلى الله عليه وآله)، من جهة تثبيت إيمان

المبشرين، وإلقاء الحجّة عليهم، لأن أهمية حركة النبوة في التاريخ تتجلى بربط الإنسان بالمبدأ الأعلى

سبحانه وتعالى، ووضعه على الطريق الصحيح في مسيرة التكامل البشري، وإقامة العدل، وتحقيق السعادة

المنشودة في الحياة الدنيا، فضلاً عن النجاة في الآخرة, فالحديث عن حركته (عليه السلام) وما يجري عليه

سيؤدي إلى نفس الغاية المتقدمة, فيهتدي الإنسان على أساسها إلى أحكام الله تعالى, ويمتثل أوامره

ونواهيه, من خلال الالتزام بتعاليمه (عليه السلام), التي استشهد من أجلها, والسير وفق منهجه في إصلاح

المجتمع, ويعمل على تحقيق العدالة فيه.

هذا كله على مستوى النظرية وأما من الناحية الواقعية فتطالعنا نصوص في العهدين, تتحدث عن ذبيحة

إلهية, وفداء وتضحية في سبيل الحق, تُحقّق غاية الأنبياء عبر التاريخ, لا تنطبق إلا على الإمام الحسين (عليه

السلام) وحركته المباركة، ذلك أنه على الرغم من محاولات علماء اللاهوت صرفها عن دلالتها الظاهرة،

وتأويلها بما ينطبق على السيد المسيح (عليه السلام)، تارة بتحريف العبارات الواردة والتصرّف في مداليلها،

وأخرى بحملها على الرمزية البعيدة، من دون دعمها بأيّ شاهد كتابي أو غيره، ولكنها ظلّت عصيّة على مثل

هذه التأويلات.

وما دامت هذه المسألة داخلة في الإخبارات المستقبلية، فمن الطبيعي أن نجدها في ما يسمى الأسفار

النبوية أو الرؤيوية المتخصصة في الإخبار بالمستقبل، وقد تجلّت حركة الحسين (عليه السلام) بشكل بارز في

سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي من العهد الجديد وفي سفر أرميا من العهد القديم.

1- في سفر أرميا:

يقول الكاتب: "الخفيف لا ينوص والبطل لا ينجو في الشمال بجانب نهر الفرات عثروا وسقطوا، من هذا الصاعد

كالنيل كأنهار تتلاطم أمواجها،...، فهذا اليوم للسيد ربّ الجنود يوم نقمة للانتقام من مبغضيه فيأكل السيف

ويشبع ويرتوي من دمهم. لأن للسيد ربّ الجنود ذبيحة في أرض الشمال عند نهر الفرات".

لم يتعرّض أيّ من شرّاح الكتاب المقدس لشرح هذه الفقرة، ولا للتعليق عليها، رغم أهميتها البارزة، ورغم أن

بعضهم كثيرًا ما يلاحق أحداثًا مثلها، إن شمّ رائحة ارتباطها بالسيد المسيح (عليه السلام) أو بأحد المرتبطين

ببني إسرائيل.

ولكن الخوري بولس الفغالي ذكر كلامًا عامًا، حول هذه الفقرات، دون أن يُقارب دلالاتها الواقعية، استفاده من

مجموع أجواء السفر، وبيّن فيها عدم اختصاص الشعب الإسرائيلي في العلاقة مع الله، بل إن سائر الشعوب

الأخرى مرتبطة به تعالى كذلك، بل هي خاضعة لأمره، وهكذا صارت الأمم منفذة قضاء الله في بني إسرائيل

لأنهم خانوا إلههم.

وهو فهم صحيح على الإجمال، ولكنه يفتقر إلى الدقّة والابتعاد عن الخلفية الثقافية التي حكمت المؤلف في

استنتاجاته، إضافة إلى أنه لم يبيّن المراد من هذه الذبيحة الإلهية، التي توجب غضب الله تعالى، ذلك أن من

غير المنطقي أن ينتقم الله من شعبه ويذله لأنه عصاه، ويسلّط عليه الوثنيين الذين لا يعرفونه أصلاً، بمقتضى

القانون التوراتي القائل بأن سبب الإبادة والطرد والتشرّد ناشئ عن عبادة غيره تعالى، فإذا بهم ينفذون أمره

ويعملون بطاعته.

أما إذا وضعت الأحداث في سياقها الصحيح، تبيّن أن النبوّة والكرامة قد خرجت من بني إسرائيل بشكل كامل

ومطلق على يد النبي (صلى الله عليه وآله)، وحينئذ يتضح المراد من النص الوارد، وكيف أصبح "نبي الأمم"

منفذًا لحكم الله تعالى في بني إسرائيل، وهو ما أثبتته الوقائع التاريخية, خصوصًا وأنه لم يكن لبني إسرائيل

أي تواجد ذي أهمية في نواحي الفرات, بحيث يشكّلون موضوعًا للانتقام الإلهي, سواء بأيدي الوثنيين أم

بأيدي غيرهم من الأمم.

وكذلك الحال بالنسبة للمسيحيين فإنه لم يحدّث التاريخ, المسيحي على الأقل, عن أي تحرك أو تواجد للسيد

المسيح (عليه السلام) في تلك المنطقة, وعليه فمن غير الممكن حمل الذبيحة الإلهية عليه (عليه السلام),

ولعل هذا هو السبب في عدم مقاربة أحد منهم لمضمون هذه النبوءة.

وهذا إن دل على شيء, فإنما يدل على أن الأمة المرضية لله تعالى, التي أنتجت هذه الذبيحة الإلهية, والتي

تحدثت النبوءة عنها, لا ترتبط ببني إسرائيل, سواء في عهدهم القديم, أو في عهدهم الجديد.

ولازمه عدم اختصاص العناية الإلهية, والاصطفاء بهم خاصة من دون الناس كما يزعمون.

من ناحية ثانية، لم يتحدّث التاريخ عن مذبحة عند نهر الفرات، أريد بالذبيحة وجه الله تعالى إلا الإمام الحسين

(عليه السلام) الذي أراد إعادة الحق إلى نصابه، وإعلاء كلمة الله تعالى (إنّا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة

ومختلف الملائكة)، (إني لم أخرج أشرًا ولا بطرًا ولا مفسدًا ولا ظالمًا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمّة جدي

"صلى الله عليه وآله"، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر)، وبهذا الاعتبار يصحّ وصفه بأنه ذبيحة إلهية،

ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وآله) في ما ورد عنه (حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب

حسينا).

وهكذا يكون كلام أرميا إعلانًا نبويًا عن نهضة الحسين (عليه السلام)، غايته ربط بني إسرائيل بهذه الحركة إذا

أرادوا النجاة والخلاص.

2- في رؤيا يوحنا:

وأما سفر الرؤيا فيكاد يكون كله نبوءات وبشائر عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وما يجري من الأحداث

بعده، حتى مجيء المخلِّص في آخر الزمان (عجل الله فرجه الشريف) ولهذا فله أهمية خاصة، رغم أنه لم يول

عناية لائقة به من قبل اللاهوتيين المسيحيين، وقد ذكرنا بعض الشواهد الدالة على ذلك في كتاب "قراءة

في سفر الرؤيا"، مع اعتقادنا بأنه يحتاج إلى دراسات أوسع وأكثر عمقًا.

وفي ما يرتبط بالإمام الحسين (عليه السلام)، فإننا نجد نصًّا على قدر كبير من الأهمية، يقول الكاتب:

"ورأيت فإذا في وسط العرش والحيوانات الأربع وفي وسط الشيوخ خروف قائم كأنه مذبوح له سبعة قرون

وسبع أعين هي سبعة أرواح الله المرسلة إلى كل الأرض، فأتى وأخذ السفر من يمين الجالس على العرش،

ولما أخذ السفر خرّت الأربعة الحيوانات والأربعة والعشرون شيخًا أمام الخروف ولهم كل واحد قيثارات وجامات

من ذهب مملوء بخورًا هي صلوات القديسين، وهم يترنمون ترنيمة جديدة قائلين مستحقّ أنت أن تأخذ السفر

وتفتح ختومه لأنك ذبحت واشتريتنا لله بدمك من كل قبيلة ولسان وشعب وأمة، وجعلتنا لإلهنا ملوكا وكهنة

فسنملك على الأرض

ولكي يتضح المراد من النص، لا بد أولاً من ملاحظة أن التعبير بالحيوانات لا يراد به الإساءة أو التشنيع على

هذه المخلوقات، وإنما يراد به منح هؤلاء الأشخاص المرموز إليهم فيه، أوسمة عالية، ذلك أنه ناشئ من

الثقافة المسيحية المبنية على الرمزية في النصوص المقدسة، بحيث تحكي صورة كل واحد منها إلى المهمّة

التي يضطلع بها صاحبها، ففي المسيحية يمثل كل واحد من الكائنات الأربعة، (وهي النسر، والأسد، والثور،

والإنسان) بعدًا كماليًا من أبعاد النفس الإنسانية المختلفة.



1- فالنسر يرمز إلى قوة الله أو عدله، وأحيانًا يرمز إلى الكبرياء، وهي صورة مقتبسة من الديانات القديمة، فقد

صوّرت مصر الشمس بجناحي النسر، ولعله لهذا شبّه إله الكتاب المقدس نفسه بالنسر.



2- وأما الأسد فيرمز إلى القوة والبطش، ولهذا أطلق اليهود على داود (عليه السلام) لقب "أسد يهوذا"، نظرًا

إلى أنه أقام الدولة فعلاً، ثم أعطي هذا اللقب لكل حاكم وسلطان قوي ظهر فيهم.



3- وأما الثور فيرمز بشكل مبدئي إلى القوة والعنفوان، وإلى الخصوبة وغيرها، وأعطاه المسيحيون بعدًا دينيًا

وروحانيًا في ذبائح العهد القديم، لما فيه من دلالة على انتصار الإنسان على أهوائه وشهواته.



4- وأما الإنسان فيرمز إلى الإنسان المتجذّر في الأرض والمدعو إلى السمو والارتقاء نحو الله تعالى.



واعتبر آخرون أن هذه الحيوانات أو الكائنات الأربعة ترمز إلى الأمانة ويمثلها الثور، والسيطرة والقوة ويمثلها

الأسد، والذكاء ويمثلها الإنسان، والرفعة والسمو ويمثلها النسر.



وعليه فيمكن اختصار المعاني المعطاة لهذه الكائنات على أنها أسس وركائز لا بد منها في إقامة الحكومة

الإلهية، حيث إن الحكومة الإلهية ينبغي أن ترتكز على القانون الإلهي في بعديه التكويني والتشريعي، وما

دامت تحتوي على إشارات، ذات دلالة على الأشخاص الذين يتمتّعون بهذه المواصفات المرضية والمطلوبة لله

تعالى، فلا بد من حمل هذه الرموز بصورة أو بأخرى على أهل الكساء عليهم السلام دون غيرهم، خصوصا

بملاحظة الفترة الزمنية التي صدرت فيها هذه الرؤية، التي كانت بعد السيد المسيح (عليه السلام)، وأن

الرائي كان من تلاميذه، كما يفترضونه، ما يعني أنه كان يعرفه حق المعرفة، وأنه كان دليله وصاحبه في تلك

الرحلة الملكوتية، وبملاحظة أن السيد المسيح قد اقتصر في وظيفته ودعوته الشريفة على الوعظ والتبشير

بملكوت الله الآتي، والمتمثّل بالنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وتعرّضنا له بشيء من التفصيل في كتاب

"المسيح في الإنجيل - بحث في لاهوته وناسوته".



فإذا ضممنا كل ذلك إلى التعبير الوارد على لسان السيد المسيح (عليه السلام) من قوله: "مملكتي ليست

من هذا العالم"، بل ليس من حقه الملك في بني إسرائيل، نظرًا لكونه من ذرية هارون (عليه السلام) الذين

لهم الكهنة والوعظ، وأما الملك فهو خاص في نسل يهوذا حسب ما دل عليه الكتاب المقدس نفسه، دلّ ذلك

كله على أن من غير الممكن إرادة السيد المسيح (عليه السلام) من هذا الحمل المذبوح، كما يفترضه

المسيحيون.

إن التعبير الوارد في النص بأن الحمل المذكور مذبوح وليس مصلوبًا، يشكّل قرينة أخرى على عدم إمكان إرادة

السيد المسيح (عليه السلام) من النبوءة، إذ لا تصحّ الكناية والترميز عن المصلوب بأنه مذبوح كما لا يخفى،

خصوصًا وأن سفر الرؤيا يتحدّث في مختلف فصوله عن حكومة إلهية في الأرض بعد السيد المسيح (عليه

السلام)، وهو ما لم يحدث في تاريخ الإنسانية بعده إلا مع النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله)، فلا بد من

ملاحظة تعاليم هذا النبي (صلى الله عليه وآله)، وما تلا بعثته من أحداث على المستوى الواقعي.



وحيث إنه لم يتحدّث التاريخ عن ذبيحة إلهية تستوجب غضب الله تعالى على الذابحين سوى حالة واحدة قرب

نهر الفرات، دلّ ذلك على أن المراد به هو نفس الذبيحة الإلهية التي تحدّث عنها سفر أرميا قرب نهر الفرات

وهو الإمام الحسين (عليه السلام).
/ 1