بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الحسين (عليه السلام).. يحيى أمة النبي محمد (صلى الله عليه وآله)
الإمام الحسين (عليه السلام) هو يحيى أمة محمد (صلى الله عليه وآله)، فلنذكر النقاط المتشابهة بين الحسين ويحيى (عليهما السلام):
أولاً: فترة الحمل.
تشابهت فترة الحمل بالحسين (عليه السلام) مع فترة حمل يحيى (عليه السلام)، فكانت ستة أشهر لكليهما، فقد ورد في كتاب الإحتجاج عن سعد بن عبد الله قال: سألتُ القائم (عجل الله تعالى فرجه) عن تأويل ﴿كهيعص﴾، قال (عليه السلام): "هذه الحروف من أنباء الغيب ..."، إلى أن قال: "كان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين (عليه السلام) كذلك".
ثانياً: التسمية.
قال تعالى: ﴿يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً﴾ [مريم: 7]، فلم يسمى أحد قبل نبي الله يحيى (عليه السلام) بهذا الإسم، وكذلك الحسين (عليه السلام)، فإنه لم يكن له من قبل سمياً، حيث جاء في بحار الأنوار ج 45 ص 211 عن عبد الخالق بن عبد ربه قال: سمعتُ أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: "﴿لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً﴾، الحسين بن علي لم يكن له من قبل سميا، ويحيى بن زكريا لم يكن له من قبل سميا ...".
ثالثاً: الرضاعة.
لم يرضع يحيى بن زكريا ولا الحسين بن علي (عليهما السلام) لبناً قط، لا من أمهما ولا من أية إمرأة أخرى، حيث ورد عن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: "لما وُلد يحيى (عليه السلام)، رُفع الى السماء فغذي بأنهار الجنة حتى فطم، ثم نزل الى أبيه وكان البيت يضيء بنوره" [بحار الأنوار: 14 / 180]، وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "لم يرضع الحسين من فاطمة (عليها السلام) ولا من أنثى، كان يؤتى به الى النبي (صلى الله عليه وآله)، فيضع إبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين والثلاث، فنبت لحماً للحسين (عليه السلام) من لحم رسول الله ودمه" [الكافي: 1 / 464]، وقد جاء في خبر آخر ذكره الشيخ المجلسي في بحاره الجزء 25 ص 254 عن عبد الرحمن بن المثنى الهاشمي قال: قلتُ لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك، من أين جاء لولد الحسين الفضل على ولد الحسن، وهما يجريان في شرع واحد؟ قال (عليه السلام): "... كان رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) يأتيه في كل يوم، فيضع لسانه في فم الحسين فيمصه حتى يروي، فأنبت الله (عزّ وجل) لحمه من لحم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ولم يرضع من فاطمة (عليها السلام) ولا من غيرها لبناً قط ...".
رابعاً: طريقة القتل.
إن يحيى (عليه السلام) قُتل ذبحاً ووضع رأسه في طست، وكان ذلك في مجلس الملك الطاغية، وكذلك الحسين (عليه السلام) قتل ذبحاً ووضع رأسه في طست واُدخل على يزيد الطاغية (لعنه الله)، وان الذي قتل يحيى بن زكريا ابن زنا، والذي قتل الحسين بن علي هو ابن زنا أيضاً، حيث ورد عن داوود بن فرقد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "كان الذي قتل الحسين بن علي (عليه السلام) ولد زنا، والذي قتل يحيى بن زكريا (عليه السلام) ولد زنا" [بحار الأنوار: 14 / 183]، وقد ذكر علي بن الحسين (عليه السلام) عندما توجه الحسين (عليه السلام) الى العراق، فقال: "خرجنا مع الحسين (عليه السلام)، فما نزل منزلاً ولا ارتحل منه إلا وذكر يحيى بن زكريا (عليه السلام)، وقال يوماً: من هوان الدنيا على الله (عزّ وجل) أن رأس يحيى بن زكريا أُهدي الى بغي من بغايا بني إسرائيل" [بحار الأنوار: 14 / 175].
خامساً: تكلم الرأس.
تكلم رأس يحيى بن زكريا (عليه السلام) بعد مقتله، فخاطب الملك الجبار الذي أمر بقتله، فقد ورد عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "... يحيى بن زكريا (عليه السلام)، وكان في زمانه ملك جبار يزني بنساء بني إسرائيل، وكان يمر بيحيى بن زكريا (عليه السلام)، فقال له يحيى: "إتقِ الله أيها الملك، لا يحل لك هذا"، فقالت له إمرأة من اللواتي كان يزني بهن حين سكر: أيها الملك، اُقتل يحيى بن زكريا، فأمر أن يؤتى برأسه، فأتوا برأس يحيى (عليه السلام) في الطست، وكان الرأس يكلمه ويقول له: "يا هذا، إتقِ الله، لا يحل لك هذا"، ثم على الدم في الطست حتى فاض الى الأرض، فخرج يغلي ولا يسكن ..." [بحار الأنوار: 14 / 356]، وقد كانت هذه المعجزة أيضاً للإمام الحسين (عليه السلام) بعد أن قتلوه أولاد البغايا، فتكلم الرأس المفصول عن الجسد، فقد ورد في كتاب المناقب القديم: إنه لما حمل رأس الحسين (عليه السلام) الى الشام، جنّ عليهم الليل، فنزلوا عند رجل من اليهود، فلما شربوا وسكروا، قالوا: عندنا رأس الحسين (عليه السلام)، فقال: أروه لي، فأروه وهو في الصندوق يسطع منه نور نحو السماء، فتعجب منه اليهودي، فاستودعه منهم، وقال للرأس: إشفع لي عند جدك، فأنطق الله الرأس فقال: "إنما شفاعتي للمحمديين، ولستَ بمحمدي"، فجمع اليهودي أقرباءه، ثم أخذ الرأس ووضعه في الطست وصب عليه ماء الورد وطرح فيه الكافور والمسك والعنبر، ثم قال لأولاده وأقربائه: هذا رأس ابن بنت محمد، ثم قال: يا لهفاه، حيث لم أجد جدك محمداً (صلى الله عليه وآله) فأُسلم على يديه، يا لهفاه، حيث لم أجدك حياً فأسلم على يديك وأقاتل بين يديك، فلو أسلمت الآن أتشفع لي يوم القيامة؟ فأنطق الله الرأس، فقال بلسان فصيح: "إن أسلمتَ فأنا لك شفيع"، قاله ثلاث مرات وسكت، فأسلم الرجل وأقرباؤه، ولعل هذا اليهودي كان راهب قنسرين، لأنه أسلم بسبب رأس الحسين (عليه السلام)، وجاء ذكره في أشعار وأوردة الجوهري الجرجاني في مرثية الحسين (عليه السلام) [بحار الأنوار: 45 / 172]، وقد جاء في الروايات أيضاً أن رأس الحسين (عليه السلام) كان محمولاً على الرمح وهو ينطق بآية من سورة الكهف قوله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَباً﴾ [الكهف: 9].
سادساً: بكاء السماوات والأرض.
لم تبكِ السماوات والأرض إلا على يحيى بن زكريا (عليه السلام) والحسين بن علي (عليهما السلام)، وقد وردت روايات كثيرة تؤكد على ذلك، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "إن الحسين بن علي (عليه السلام) بكت لقتله السماء والأرض وأحمرتا، ولم تبكيا على أحد قط إلا على يحيى بن زكريا"، وعن محمد بن علي الحلبي عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى: ﴿فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ﴾، قال: "لم تبك السماء على أحد قبل قتل يحيى بن زكريا وبعده حتى قُتل الحسين (عليه السلام)، فبكت عليه"، وعن جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) قال في قوله تعالى: ﴿لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً﴾، قال: "يحيى بن زكريا (عليه السلام) لم يكن له سمي قبله، والحسين بن علي (عليه السلام) لم يكن له سمي قبله، وبكت السماءُ عليهما أربعين صباحاً، وكذلك بكت الشمس عليهما، وبكاؤها أن تطلع حمراء وتغيب حمراء" [بحار الأنوار: 14 / 182]. وإن دم يحيى بن زكريا (عليه السلام) علا في الطست حتى فاض الى الأرض، فخرج يغلي ولا يسكن، وقد دلت الأخبار الكثيرة على ظهور الدم العبيط تحت أحجار بيت المقدس بعد قتل الحسين (عليه السلام)، وكذلك امتلاء القارورتين اللتين فيهما تراب كربلاء بالدم، وهو ما قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأم سلمة عند مقتل الإمام الحسين (عليه السلام)، وقد قالت أم سلمة (رضي الله عنها): "فلما كان يوم عاشوراء، نظرت الى القارورتين بعد الظهر، فإذا هما قد فاضتا دماً، فصاحت، ولم يقلب في ذلك اليوم حجر ولا مدر إلا وجد تحته دم عبيط"، وورد عن عمر بن سعد حدثني أبو معشر الزهري قال: لما قتل الحسين بن علي، لم يبقَ بيت المقدس حصاة إلا وجد تحتها دم عبيط [البحار: 45 / 205].
سابعاً: الحنان اللدني.
قال تعالى: ﴿وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً﴾ [مريم: 13]، كما يظهر من الآية الكريمة إن الله (عزّ وجل) قد خص نبيه يحيى بصفة الحنان اللدني، فإن الخلق المرتبطين بالله (جلّ وعلا) يتحلون بصفات الهية، أي إنهم يتحلون ببعض صفات الخالق، وقد خص المولى (سبحانه وتعالى) يحيى (عليه السلام) بالحنان اللدني، أي بدون واسطة، أي إنه حنان من المولى الى وليه مباشرة، كما إنه قد خص الخضر (عليه السلام) مثلاً بالعلم اللدني، ومكة بالرزق اللدني، والإمام المهدي (صلوات الله عليه) بالحرب اللدنية، فإن بيعته هي بيعة الله كما ورد، وإن الحرب ضده حرب ضد الله، لأن الله قد تجلى في وليه الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، وهذا يجري بعينه على الإمام الحسين (عليه السلام)، فإن الله قد خصه أيضاً بالحنان اللدني، فإن الحسين (عليه السلام) شبيه يحيى كما قدمنا، وورد عن حنّان عن الصادق (عليه السلام) قال: "زوروا الحسين (عليه السلام) ولا تجفوه، فإنه سيد الشهداء وسيد شباب أهل الجنة وشبيه يحيى بن زكريا (عليه السلام)، وعليهما بكت السماء والأرض"، وقد تجلى الله في السماوات والأرض، قال تعالى: ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [النور: 35]، فمن هذا يتبين لنا كيف بكت السماء والأرض على نبي الله يحيى والإمام الحسين (عليهما السلام)، فإن الله قد خصهما بالحنان اللدني كما ذكرنا، وإنه (سبحانه وتعالى) تجلى في السماوات والأرض، لذا فإنه قد اشتدت صفة الحنان من قبل السماء والأرض ليحيى بن زكريا والحسين بن علي (عليهما السلام)، ولما كان حنان المولى تقدست ألآؤه حناناً لدني ليحيى والحسين، وإن الله قد تجلى في وليه الإمام المهدي (عليه السلام)، فهو بقية الله ونور الله في أرضه، وكما ورد في تفسير قوله تعالى: ﴿وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا﴾، قال الإمام الصادق (عليه السلام): "أشرقت بنور المهدي"، لذا يتبين لنا السبب في أن شعار ثورة المهدي (عليه السلام) هو (يالثارات الحسين)، علماً بأن أمير المؤمنين (عليه السلام) أفضل من الحسين (عليه السلام) وكذا أمه الزهراء (عليها السلام) فهي أفضل منه، وإنه (عليه السلام) يبكي على الحسين، وإن الأئمة كلهم يقيمون العزاء على الإمام الحسين (عليه السلام) ويبكون عليه، ويأمرون شيعتهم بالبكاء عليه، وقد ورد عن الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) في زيارة الناحية المقدسة الواردة عنه، حيث قال مخاطباً جده الحسين (عليه السلام): "لأندبنك صباحاً ومساءاً، ولأبكين عليك بدل الدموع دماً"، وكل ذلك نتيجة الحنان اللدني الذي خص الله تعالى به الحسين (عليه السلام)، وقد تجلى الله في وليه الإمام المهدي (عليه السلام)، والجدير بالذكر إن زكريا (عليه السلام) دعا الله (تبارك وتعالى) وطلب أن يرزقه بولد بعد أن عرف قصة أستشهاد أبي الأحرار (عليه السلام)، وأراد من المولى أن يفتنه بهذا الولد ثم يفجعه به، كما يفجع محمّداً (صلى الله عليه وآله) بولده الحسين (عليه السلام)، وكما كانت المصيبة على علي وفاطمة (عليهما السلام)، فسأل زكريا أن يجري على ولده يحيى ماجرى على الحسين (عليه السلام) مواساةً لمحمد وعلي وفاطمة (صلوات الله عليهم أجمعين)، فقد سأل سعدُ بن عبد الله القائمَ (عليه السلام) عن تأويل ﴿كهيعص﴾، فقال (عليه السلام): "هذه الحروف من أنباء الغيب، أطلع عليها عبده ثم قصها على محمد (صلى الله عليه وآله)، وذلك أن زكريا (عليه السلام) سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة، فأهبط الله جبرائيل فعلمه إياها، فكان زكريا إذا ذكر محمداً (صلى الله عليه وآله) وعلياً وفاطمة والحسن (عليهم السلام) انكشف عنه وانجلى كربه، وإذا ذكر الحسين (عليه السلام) خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة ـ يعني الزفير وتتابع النفس ـ، فقال (عليه السلام) ذات يوم: الهي، ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم سليت بأسمائهم من همومي، وإذا ذكرت الحسين (عليه السلام) تدمع عيني وتثور زفرتي؟ فأنبأه الله تعالى عن قصته، فقال: ﴿كهيعص﴾، فالكاف إسم كربلاء، والهاء هلاك العترة، والياء يزيد وهو ظالم الحسين (عليه السلام)، والعين عطشه، والصاد صبره، فلما سمع زكريا (عليه السلام) لم يفارق مسجده ثلاث أيام، ومنع فيهن الناس من الدخول عليه، وأقبل على البكاء والنحيب، وكان يرثيه ويقول: الهي، أتفجع خير خلقك بولده؟ أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه؟ الهي، أتلبس علي وفاطمة ثياب هذه المصيبة؟ الهي، أتحل كربة هذه المصيبة بساحتها؟ ثم كان يقول: الهي، أرزقني ولداً تقر به عيني على الكبر، فإذا رزقتنيه فأفتني بحبه ثم أفجعني به كما فجعت محمداً حبيبك بولده، فرزقه الله يحيى (عليه السلام) وفجعه به، وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين كذلك" [كتاب الإحتجاج].
ثامناً: طريقة الثأر.
سلّط الله على ذراري قتلة يحيى (عليه السلام) من يسومهم سوء العذاب ويقتلهم شر قتلة، وهو الملك البابلي بخت نصر، وكذلك الأمر مع الإمام الحسين (عليه السلام)، فيقوم الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) ثائراً بشعار (يالثارات الحسين)، ويقتل ذراري قتلة الحسين (عليه السلام)، فلا يبقي منهم أحد، والإمام المهدي (عليه السلام) سوف يقتل ثأراً للحسين (عليه السلام) قتلاً أعظم من قتل بخت نصر، وقد ذكر الإمام الصادق (عليه السلام) عن قصة يحيى (عليه السلام) فقال: "إن ملكاً كان على زمن يحيى بن زكريا (عليه السلام)، لم يكفه ما كان عليه من الطروقة حتى ينال أمرأة بغياً، فكانت تأتيه حتى أسنت هيأت أبنتها، ثم قالت لها أني أريد أن آتي بك الملك، فإذا واقعك فيسأل حاجتك، فقولي حاجتي أن تقتل يحيى بن زكريا، فلما واقعها سألها عن حاجتها، فقالت: اُقتل يحيى بن زكريا، فبعث الى يحيى (عليه السلام) فجاؤوا به، فدعا بطست فذبحه فيها وصبوه على الأرض، فيرتفع الدم ويعلو، فأقبل الناس يطرحون عليه التراب فيعلو عليه الدم، حتى صار تلاً عظيماً، ومضى ذلك القرن، فلما كان من أمر بخت نصر ما كان، رأى ذلك الدم، فسأل عنه فلم يجد أحداً يعرفه، حتى دل على شيخ كبير فسأله، فقال: أخبرني أبي عن جدي أنه كان من قصة يحيى بن زكريا (عليه السلام) كذا وكذا، وقص عليه القصة والدم دمه، فقال بخت نصر: لا جرم، لأقتلن عليه حتى يسكن، فقتل عليه سبعين الفاً، فلما وافى عليه سكن الدم" [قصص الراوندي]، ودم الحسين (عليه السلام) لا يسكن أبداً حتى يبعث الله الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، فيقتل على دمه الزكي آلاف المنافقين، حيث بينت الروايات العديدة ذلك بوضوح، فقد جاء في حديث مقاتل عن زين العابدين عن أبيه: فذكر قصة يحيى ثم قال: "وسلط الله عليهم بخت نصر، فجعل يرمي عليهم بالمجانيق ولا تعمل شيئاً، فخرجت عليه عجوز من المدينة فقالت: أيها الملك، إن هذه مدينة الأنبياء، لا تنفتح إلا بما أدلك عليه، قال: لك ما سألت، قالت: إرمها بالخبث والعذرة، ففعل فتقطعت فدخلها، فقال: عليّ بالعجوز، فقال لها: ما حاجتك؟ قالت: في المدينة دم يغلي، فاقتل عليه حتى يسكن، فقتل عليه سبعين الفاً حتى سكن"، فقال الحسين لولده السجاد: "يا ولدي يا علي، والله لا يسكن دمي حتى يبعث الله المهدي، فيقتل على دمي من المنافقين الكفرة الفسقة سبعين الفاً" [البحار: 45 / 299].
وورد عن ابن عباس عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال: "قال لي جبرائيل: قال الله (عزّ وجل): قتلت بدم يحيى بن زكريا سبعين الفاً، وإني أقتل بدم ابنك الحسين بن علي سبعين الفاً وسبعين الفاً" [البحار: 45 / 322].