بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار (علیهم السلام) جلد 061

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

بحار الانوار الجامعة لدرر اخبار الائمة الاطهار (علیهم السلام) - جلد 061

محمد باقر المجلسی؛ مصححین: یحیی عابدی الزنجانی، عبدالرحیم الریانی الشیرازی، السید ابراهیم المیانجی، محمد باقر البهبودی، عبدالزهراء العلوی، سید کاظم الموسوی المیاموی، محمد تقی المصباح الیزدی، علی اکبر الغفاری، محمد مهدی السید حسن الموسوی الخرسان

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ص: 241
ذات نمل و طعام منمول أصابه النمل‏ «1» و النملة بالضم النميمة يقال رجل نمل أي نمام و ما أحسن قول الأول‏
اقنع فما تبقى‏ «2» بلا بلغة        فليس ينسى ربنا النملة
إن أقبل الدهر فقم قائما        و إن تولى مدبرا فنم له‏ «3»
        
و سميت نملة لتنملها و هو كثرة حركتها و قلة قوائمها و النمل لا يتزاوج و لا يتلاقح إنما يسقط منه شي‏ء حقير في الأرض فينمو حتى يصير بيظا ثم يتكون منه و البيض كله بالضاد المعجمة إلا بيض النمل فإنه بالظاء المشالة و النمل عظيم الحيلة في طلب الرزق فإذا وجد شيئا أنذر الباقين يأتون إليه‏ «4» و قيل إنما يفعل ذلك منها رؤساؤها و من طبعه أنه يحتكر «5» في زمن الصيف لزمن الشتاء و له في الاحتكار من الحيل ما أنه إذا احتكر ما يخاف إنباته قسمته نصفين ما خلا الكسفرة فإنه يقسمها أرباعا لما ألهم أن كل نصف منها ينبت و إذا خاف العفن على الحب أخرجه إلى ظاهر الأرض و نشره و أكثر ما يفعل ذلك ليلا في ضوء القمر و يقال إن حياته ليست من قبل ما يأكله و لا قوامه و ذلك أنه‏ «6» ليس له جوف ينفذ فيه الطعام و لكنه مقطوع نصفين و إنما قوته إذا قطع الحب في استنشاق ريحه فقط و ذلك يكفيه و قد روي عن سفيان بن عيينة أنه قال ليس شي‏ء يخبأ قوته‏ «7» إلا الإنسان و العقعق و النمل و الفأر و به جزم في الإحياء في باب التوكل و عن بعضهم أن البلبل يحتكر «8»
______________________________
(1) في المصدر: إذا اصابه النمل.
(2) في المصدر: بما تلقى.
(3) في المصدر: نم له.
(4) في المصدر: ليأتوا إليه و يقال.
(5) في المصدر: يحتكر قوته من زمن.
(6) في المصدر: و ذلك لانه.
(7) في المصدر: ليس شي‏ء يحتال لقوته.
(8) في المصدر: يحتكر الطعام.
ص: 242
و يقال إن للعقعق مخابي إلا أنه ينساها و النمل شديد الشم و من أسباب هلاكه نبات أجنحته فإذا صار النمل كذلك أخصبت العصافير لأنها تصيدها في حال طيرانها و قد أشار إلى ذلك أبو العتاهية بقوله‏
و إذا استوت للنمل أجنحة        حتى تطير فقد دنا عطبه‏
        
و كان الرشيد يتمثل بذلك كثيرا عند نكبة البرامكة و هو يحفر قرية بقوائمه و هي ست فإذا حفرها جعل فيها تعاويج لئلا يجري إليها ماء المطر و ربما اتخذ قرية فوق قرية بسبب ذلك و إنما يفعل ذلك خوفا على ما يدخره من البلبل قال البيهقي في الشعب و كان عدي بن حاتم الطائي يفت الخبز للنمل و يقول إنهن جارات و لهن علينا حق الجوار و سيأتي في الوحش عن الفتح بن خرشف الزاهد أنه كان يفت الخبز لهن في كل يوم فإذا كان يوم عاشوراء لم تأكله و ليس في الحيوان ما يحمل ضعف بدنه مرارا غيره على أنه لا يرضى بأضعاف الأضعاف حتى أنه تتكلف حمل‏ «1» نوى التمر و هو لا ينتفع به و إنما يحمله على حمله الحرص و الشره و هو يجمع غذاء سنين لو عاش و لا يكون عمره أكثر من سنة و من عجائبه اتخاذ القرية تحت الأرض و فيها منازل و دهاليز و غرف و طبقات معلقات يملؤها حبوبا و ذخائر للشتاء و منها ما يسمى الفارسي‏ «2» و هو من النمل بمنزلة الزنابير من النحل و منها ما يسمى نمل الأسد سمي بذلك لأن مقدمه يشبه وجه الأسد و مؤخره يشبه النمل‏
وَ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَ مُسْلِمٌ وَ أَبُو دَاوُدَ وَ النَّسَائِيُّ وَ ابْنُ مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ع تَحْتَ شَجَرَةٍ فَلَذَعَتْهُ نَمْلَةٌ فَأَمَرَ
______________________________
(1) في المصدر: لحمل نوى.
(2) في المصدر: الذر الفارسيّ.

ص: 243
بِجِهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا وَ أَمَرَ بِهَا فَأُحْرِقَتْ بِالنَّارِ فَأَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَيْهِ فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً.
قال أبو عبد الله الترمذي في نوادر الأصول لم يعاتبه‏ «1» على تحريقها و إنما عاتبه لكونه أخذ البري‏ء بغير البري‏ء و هذا النبي‏ «2» هو موسى بن عمران ع و إنه قال يا رب تعذب أهل قرية بمعاصيهم و فيهم الطائع و كأنه أحب أن يريه ذلك من عنده فسلط عليه الحر حتى التجأ إلى شجرة مستروحا إلى ظلها و عنده قرية نمل فغلبه النوم فلما وجد لذة النوم لذعته نملة فدلكهن بقدمه فأهلكهن و أحرق مسكنهن فأراه تعالى الآية في ذلك عبرة لما لذعته نملة كيف أصيب الباقون بعقوبتها يريد أن ينبهه على أن العقوبة من الله تعالى تعم الطائع و العاصي فتصير رحمة و طهارة و بركة على المطيع و شرا و نقمة و عدوانا «3» على العاصي و على هذا ليس في الحديث ما يدل على كراهة و لا حظر في قتل النمل فإن من آذاك حل لك دفعه عن نفسك و لا أحد من خلق الله تعالى أعظم حرمة من المؤمن و قد أبيح لك دفعه عن نفسك بضرب أو قتل على ما له من المقدار فكيف بالهوام و الدواب التي قد سخرت للمؤمن و سلط عليها «4» فإذا آذته أبيح له قتلها و قوله فهلا نملة واحدة دليل على أن الذي يؤذي يقتل و كل قتل كان لنفع أو دفع ضرر فلا بأس به عند العلماء و لم يخص تلك النملة التي لذعت من غيرها لأنه ليس المراد القصاص لأنه لو أراد لقال فهلا نملتك التي لذعتك و لكن قال فهلا نملة فكأن نملة تعم البري‏ء و الجاني و ذلك ليعلم أنه أراد أن ينبهه لمسألة ربه في عذاب أهل قرية فيهم المطيع و العاصي و قد قيل إن في شرع هذا النبي ع كانت العقوبة للحيوان بالتحريق جائزة فلذلك إنما عاتبه الله تعالى في إحراق الكثير لا في أصل‏
______________________________
(1) في المصدر: لم يعاتبه اللّه.
(2) في المصدر: قال القرطبيّ: هذا النبيّ.
(3) في المصدر: و سوء و نقمة و عذابا على العاصى.
(4) في المصدر: و سلط عليها و سلطت عليه.
ص: 244
الإحراق أ لا ترى قوله فهلا نملة واحدة و هو بخلاف شرعنا
فَإِنَّ النَّبِيَّ ص قَدْ نَهَى عَنْ تَعْذِيبِ الْحَيَوَانِ بِالنَّارِ وَ قَالَ لَا يُعَذِّبُ بِالنَّارِ إِلَّا اللَّهُ تَعَالَى.
فلا يجوز إحراق الحيوان بالنار إلا إذا أحرق إنسانا فمات بالإحراق فلوارثه الاقتصاص بالإحراق للجاني و أما قتل النملة فمذهبنا لا يجوز لحديث ابن عباس‏
أَنَّ النَّبِيَّ ص نَهَى عَنْ قَتْلِ أَرْبَعٍ مِنَ الدَّوَابِّ النَّمْلَةِ وَ النَّحْلَةِ وَ الْهُدْهُدِ وَ الصُّرَدِ.
رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط الشيخين و المراد النمل الكبير السليماني كما قاله الخطابي و البغوي في شرح السنة أما النمل الصغير المسمى بالذر فقتله جائز و كره مالك قتل النمل إلا أن يضر و لا يقدر على دفعه إلا بالقتل و أطلق ابن أبي زيد جواز قتل النمل إذا آذت و قيل إنما عاتب الله تعالى هذا النبي لانتقامه لنفسه بإهلاك جمع آذاه واحد منهم و كان الأولى به الصفح و الصبر و لكن وقع للنبي ص أن هذا النوع مؤذ لبني آدم و حرمة بني آدم أعظم من حرمة غيره من الحيوان فلو انفرد له هذا النظر و لم ينضم إليه التشفي الطبيعي لم يعاتب فعوتب على التشفي بذلك و الله أعلم‏
وَ رَوَى الطَّبَرَانِيُّ فِي مُعْجَمِهِ الْأَوْسَطِ وَ الدَّارَقُطْنِيُ‏ «1» أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا كَلَّمَ اللَّهُ 17 مُوسَى ع كَانَ يُبْصِرُ دَبِيبَ النَّمْلِ عَلَى الصَّفَا فِي اللَّيْلَةِ الظَّلْمَاءِ مِنْ مَسِيرَةِ عَشَرَةِ فَرَاسِخَ.
وَ رَوَى التِّرْمِذِيُّ الْحَكِيمُ فِي نَوَادِرِهِ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَ شَهِدَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَ: ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص الشِّرْكَ فَقَالَ هُوَ أَخْفَى فِيكُمْ مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ وَ سَأَدُلُّكَ عَلَى شَيْ‏ءٍ إِذَا فَعَلْتَهُ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْكَ صِغَارَ الشِّرْكِ وَ كِبَارَهُ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُشْرِكَ بِكَ شَيْئاً وَ أَنَا أَعْلَمُ وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ‏ «2» تَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.
وَ رَوَى أَيْضاً عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ ص رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا
______________________________
(1) في المصدر: روى الدارقطني و الطبراني في معجمه الاوسط عن أبي هريرة.
(2) في المصدر: لما تعلم و لا أعلم.

ص: 245
عَابِدٌ وَ الْآخَرُ عَالِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص فَضْلُ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ ثُمَّ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى وَ مَلَائِكَتَهُ وَ أَهْلَ الْأَرْضِ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَ حَتَّى الْحُوتَ فِي الْبَحْرِ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِي النَّاسِ الْخَيْرَ.
قال الترمذي حديث حسن صحيح و سمعت أبا عثمان الحسين بن حريث الخزاعي يقول سمعت الفضيل بن عياض يقول عالم معلم‏ «1» يدعى كبيرا في ملكوت السماوات‏
وَ رُوِيَ‏ أَنَّ النَّمْلَةَ الَّتِي خَاطَبَتْ 17 سُلَيْمَانَ ع أَهْدَتْ إِلَيْهِ نَبِقَةً فَوَضَعَهَا عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَامُ فِي كَفِّهِ فَقَالَتْ‏
أَ لَمْ تَرَنَا نُهْدِي إِلَى اللَّهِ مَالَهُ‏        وَ إِنْ كَانَ عَنْهُ ذَا غِنًى فَهُوَ قَابِلُهُ‏
وَ لَوْ كَانَ يُهْدَى لِلْجَلِيلِ بِقَدْرِهِ‏        لَقَصَّرَ عَنْهُ الْبَحْرُ حِينَ يُسَاحِلُهُ‏
وَ لَكِنَّنَا نُهْدِى إِلَى مَنْ نُحِبُّهُ‏        فَيَرْضَى بِهِ عَنَّا وَ يَشْكُرُ فَاعِلَهُ‏
وَ مَا ذَاكَ إِلَّا مِنْ كَرِيمٍ فِعَالُهُ‏        وَ إِلَّا فَمَا فِي مِلْكِنَا مَا يُشَاكِلُهُ‏
        
فَقَالَ سُلَيْمَانُ ع بَارَكَ اللَّهُ فِيكُمْ فَهُوَ بِتِلْكَ الدَّعْوَةِ أَكْثَرُ خَلْقِ اللَّهِ تَعَالَى‏ «2».
وَ رُوِيَ‏ أَنَّ رَجُلًا اسْتَوْقَفَ الْمَأْمُونَ لِيَسْتَمِعَ مِنْهُ فَلَمْ يَقِفْ لَهُ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اسْتَوْقَفَ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ ع لِنَمْلَةٍ لِيَسْتَمِعَ مِنْهَا وَ مَا أَنَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى بِأَحْقَرَ مِنْ نَمْلَةٍ وَ مَا أَنْتَ عِنْدَ اللَّهِ بِأَعْظَمَ مِنْ سُلَيْمَانَ ع فَقَالَ الْمَأْمُونُ صَدَقْتَ وَ وَقَفَ وَ سَمِعَ كَلَامَهُ وَ قَضَى حَاجَتَهُ.
و قال فخر الدين الرازي في تفسير قوله تعالى‏ حَتَّى إِذا أَتَوْا عَلى‏ وادِ النَّمْلِ قالَتْ نَمْلَةٌ يا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ‏ الآية وادي النمل بالشام كثير النمل فإن قيل لم أتى بعلى قلت لوجهين أحدهما أن إتيانهم كان من فوق فأتى بحرف الاستعلاء الثاني أنه يراد به قطع الوادي و بلوغ آخره من قولهم أتى على الشي‏ء إذا
______________________________
(1) في المصدر: عالم عامل معلم.
(2) في المصدر: اشكر خلق اللّه و أكثر خلق اللّه توكلا على اللّه تعالى.
ص: 246
بلغ آخره تكلمت النملة بذلك و هذا غير مستبعد فإن حصول العلم و النطق لها ممكن في نفسه و الله تعالى قادر على الممكنات و حكي عن قتادة أنه دخل الكوفة فاجتمع عليه الناس فقال سلوا عما شئتم و كان أبو حنيفة حاضرا و هو يومئذ غلام حدث فقال سلوه عن نملة سليمان ع أ كانت ذكرا أم أنثى فأفحم‏ «1» فقال أبو حنيفة كانت أنثى فقيل له كيف عرفت ذلك قال من قوله تعالى‏ قالَتْ نَمْلَةٌ و لو كانت ذكرا لقال قال نملة لأن النمل مثل الحمامة و الشاة في وقوعها على الذكر و الأنثى و رأيت في بعض الكتب المعتمدة أن تلك النملة إنما أمر رعيتها بالدخول في مساكنهم لئلا ترى النعم فتقع‏ «2» في كفران نعم الله تعالى عليها و في هذا تنبيه على أن مجالسة أرباب الدنيا محظورة
رُوِيَ‏ أَنَّ 17 سُلَيْمَانَ قَالَ لَهَا لِمَ قُلْتَ لِلنَّمْلِ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ أَ خِفْتَ عَلَيْهَا مِنِّي ظُلْماً قَالَتْ لَا وَ لَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ يُفْتَنُوا بِمَا يَرَوْا مِنْ جَمَالِكَ وَ زِينَتِكَ فَيَشْغَلَهُمْ ذَلِكَ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَى.
قال الثعلبي و غيره إنها كانت مثل الذئب في العظم و كانت عرجاء ذات جناحين و ذكر عن مقاتل أن سليمان ع سمع كلامها من ثلاثة أميال و قال بعض أهل العلم‏ «3» إنها تكلمت لعشرة أنواع من البديع قولها يا نادت‏ أَيُّهَا نبهت‏ النَّمْلِ‏ سمت‏ ادْخُلُوا أمرت‏ مَساكِنَكُمْ‏ نعتت‏ لا يَحْطِمَنَّكُمْ‏ حذرت‏ سُلَيْمانُ‏ خصت‏ وَ جُنُودُهُ‏ عمت‏ وَ هُمْ‏ أشارت‏ لا يَشْعُرُونَ‏ اعتذرت و المشهور أنه النمل الصغار و اختلف في اسمها فقيل كان اسمها طاغية «4» و قيل كان اسمها خرمى قيل كان نمل الوادي كالذئاب قيل كالبخاتي‏
______________________________
(1) في المصدر: فسألوه فافحم.
(2) في المصدر: فى مساكنها لئلا ترى النعم التي أوتيها سليمان و جنوده فتقع.
(3) في المصدر: و قال بعض أهل التذكير.
(4) في المصدر: طاخية.
ص: 247
وَ رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ وَ الْحَاكِمُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: لَا تَقْتُلُوا النَّمْلَةَ فَإِنَّ سُلَيْمَانَ ع خَرَجَ ذَاتَ يَوْمٍ يَسْتَسْقِي فَإِذَا هُوَ بِنَمْلَةٍ مُسْتَلْقِيَةٍ عَلَى قَفَاهَا رَافِعَةٍ قَوَائِمَهَا تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ لَا غِنَى لَنَا عَنْ فَضْلِكَ اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنَا بِذُنُوبِ عِبَادِكَ الْخَاطِئِينَ وَ اسْقِنَا مَطَراً تُنْبِتْ لَنَا بِهِ شَجَراً وَ تُطْعِمْنَا بِهِ ثَمَراً فَقَالَ سُلَيْمَانُ ع لِقَوْمِهِ ارْجِعُوا فَقَدْ كُفِينَا وَ سُقِيتُمْ بِغَيْرِكُمْ‏ «1»
. 3- الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ حَرِيزٍ عَمَّنْ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: كُلُّ مَا خَافَ الْمُحْرِمُ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ السِّبَاعِ وَ الْحَيَّاتِ وَ غَيْرِهَا فَلْيَقْتُلْهُ فَإِنْ لَمْ يُرِدْكَ فَلَا تُرِدْهُ‏ «2».
4- وَ مِنْهُ، عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ جَمِيعاً عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ وَ صَفْوَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِذَا أَحْرَمْتَ فَاتَّقِ اللَّهَ قَتْلَ الدَّوَابِّ كُلِّهَا إِلَّا الْأَفْعَى وَ الْعَقْرَبَ وَ الْفَأْرَةَ فَإِنَّهَا تُوهِي السِّقَاءَ وَ تَخْرِقُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ وَ أَمَّا الْعَقْرَبُ فَالنَّبِيُّ ص مَدَّ يَدَهُ إِلَى الْحَجَرِ فَلَسَعَتْهُ عَقْرَبٌ فَقَالَ لَعَنَكِ اللَّهُ لَا بَرّاً تَدَعِينَ وَ لَا فَاجِراً وَ الْحَيَّةُ إِذَا أَرَادَتْكَ فَاقْتُلْهَا فَإِنْ لَمْ تُرِدْكَ فَلَا تُرِدْهَا وَ الْكَلْبُ الْعَقُورُ وَ السَّبُعُ إِذَا أَرَادَاكَ‏ «3» فَإِنْ لَمْ يُرِيدَاكَ فَلَا تُرِدْهُمَا وَ الْأَسْوَدُ الْغَدِرُ فَاقْتُلْهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ وَ ارْمِ الْغُرَابَ رَمْياً وَ الْحِدَأَةَ عَلَى ظَهْرِ بَعِيرِكَ‏ «4».
بيان قوله ع توهي السقاء الوهي الشق في الشي‏ء و تخرقه استرخاء رباطه أي تشق القربة أو تأكل رباطها فيهراق ماؤها و تحرق على أهل البيت لأنها أجر الفتيلة فتحرق ما في البيت و في القاموس الأسود الحية العظيمة و الأسودان الحية و العقرب و الوصف بالغدر كأنه لغدره و أخذه بغتة و قال صاحب المنتقى قال في القاموس غدر الليل كفرح الظلم فهي غدرة كفرحة فكأنه استعير منه‏
______________________________
(1) حياة الحيوان 2: 263- 266.
(2) فروع الكافي 4: 363.
(3) في نسخة من المصدر: إذا اراداك فاقتلهما.
(4) فروع الكافي 4: 363.
ص: 248
الغدر لشديد السواد من الحية و السبع تعميم بعد التخصيص أو أراد به أكمل أفراده و هو الأسد و قيل المراد به الذئب.
5- قُرْبُ الْإِسْنَادِ، عَنِ السِّنْدِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ ع قَالَ: يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ مَا عَدَا عَلَيْهِ مِنْ سَبُعٍ أَوْ غَيْرِهِ وَ يَقْتُلُ الزُّنْبُورَ وَ الْعَقْرَبَ وَ الْحَيَّةَ وَ النَّسْرَ وَ الذِّئْبَ وَ الْأَسَدَ وَ مَا خَافَ أَنْ يَعْدُوَ عَلَيْهِ مِنَ السِّبَاعِ وَ الْكَلْبِ الْعَقُورِ «1».
6- الْكَافِي، عَنْ عَلِيٍّ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: يُقْتَلُ فِي الْحَرَمِ وَ الْإِحْرَامِ الْأَفْعَى وَ الْأَسْوَدُ الْغَدِرُ وَ كُلُّ حَيَّةِ سَوْءٍ وَ الْعَقْرَبُ وَ الْفَأْرَةُ وَ هِيَ الْفُوَيْسِقَةُ وَ تُرْجَمُ الْغُرَابُ وَ الْحِدَأَةُ رَجْماً فَإِنْ عَرَضَ لَكَ لُصُوصٌ امْتَنَعْتَ مِنْهُمْ‏ «2».
7- وَ مِنْهُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى عَنْ غِيَاثِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ‏ «3» ع قَالَ: يَقْتُلُ الْمُحْرِمُ الزُّنْبُورَ وَ النَّسْرَ وَ الْأَسْوَدَ الْغَدِرَ وَ الذِّئْبَ وَ مَا خَافَ أَنْ يَعْدُوَ عَلَيْهِ وَ قَالَ الْكَلْبُ الْعَقُورُ هُوَ الذِّئْبُ‏ «4».
بيان كأنه تفسير الكلب العقور الذي وقع في كلام النبي ص و ستأتي الأخبار فيما رخص في قتله و ما لم يرخص فيه في كتاب الحج إن شاء الله تعالى.
و قال الدميري الأفعى الأنثى من الحيات و الذكر الأفعوان بضم الهمزة و العين قال الزبيدي الأفعى حية رقشاء دقيقة العنق عريضة الرأس و ربما كانت ذات قرنين و من عجائب أمرها ما حكاه ابن شبرمة أن أفعى نهشت غلاما في رجله فانصدعت جبهته.
و قال القزويني هي حية قصيرة الذنب من أخبث الحيات إذا فقئت عينها
______________________________
(1) قرب الإسناد: 66.
(2) فروع الكافي 4: 364.
(3) لم يذكر في المصدر المطبوع قوله: عن أبيه.
(4) فروع الكافي 4: 364.
ص: 249
تعود و لا تغمض حدقتها البتة تختفي في التراب أربعة أشهر في البرد ثم تخرج و قد أظلمت عيناها فتقصد «1» شجر الرازيانج فتحك عينها به فترجع إليها ضوء.
و قال الزمخشري يحكى أن الأفعى إذ أتت عليها ألف سنة عميت و قد ألهمها الله تعالى أن تمسح العين‏ «2» بورق الرازيانج الرطب يرد إليها بصرها فربما كانت في برية و بينها و بين الريف مسيرة أيام فتطوي تلك المسافة على طولها و على عماها حتى تهجم في بعض البساتين على شجرة الرازيانج لا تخطئها فتحك بها عينها فترجع باصرة بإذن الله تعالى.
و إذا قطع ذنبها عاد كما كان و إذا قلع نابها طلع‏ «3» بعد ثلاثة أيام و إن شجت‏ «4» تبقى تتحرك ثلاثة أيام و هي أعدى عدو للإنسان و بقر الوحش يأكلها أكلا ذريعا «5» و إذا مرضت أكلت ورق الزيتون فتشفي و من الأفاعي ما تتسافد بأفواهها و إذا وطئ الذكر الأنثى وقع مغشيا عليه فتعمد الأنثى إلى موضع مذاكيره فتقطعها نهشا فيموت من ساعته‏ «6».
و قال الأسود السالخ نوع من الأفعوان شديد السواد سمي بذلك لأنه يسلخ جلده كل عام‏
وَ فِي الصَّحِيحَيْنِ‏ أَنَّ النَّبِيَّ ص أَمَرَ بِقَتْلِ الْأَسْوَدَيْنِ فِي الصَّلَاةِ الْعَقْرَبِ وَ الْحَيَّةِ «7».
______________________________
(1) في المصدر: تطلب.
(2) في المصدر: أن مسح عينها.
(3) في المصدر: عاد.
(4) في المصدر: و إذا ذبحت.
(5) زاد في المصدر: و حكى انها نهشت ناقة في مشفرها و لها فصيل ترضعها فمات الفصيل في الحال قبل موت أمه.
(6) حياة الحيوان 1: 19.
(7) اختصر المصنّف و فيما كان اختصره: روى أبو داود و النسائى و الحاكم و صححه عن عبد اللّه بن عمر قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله اذا سافر فاقبل الليل قال: يا ارض ربى و ربك اللّه أعوذ باللّه من شرك و شر ما فيك و شر ما خلق فيك و شر ما يدب عليك، أعوذ باللّه من اسد و اسود و من الحية و العقرب و من ساكن البلد و من شر والد و ما ولد.
ص: 250
وَ رَوَى الْبَيْهَقِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ص إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَبْعَدَ فَذَهَبَ يَوْماً فَقَعَدَ تَحْتَ شَجَرَةٍ فَنَزَعَ خُفَّيْهِ قَالَ وَ لَبِسَ أَحَدَهُمَا فَجَاءَ طَائِرٌ فَأَخَذَ الْخُفَّ الْآخَرَ فَحَلَقَ بِهِ فِي السَّمَاءِ فَانْسَلَّتْ مِنْهُ أَسْوَدُ سَالِخٌ فَقَالَ النَّبِيُّ ص هَذِهِ كَرَامَةٌ أَكْرَمَنِيَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَنْ يَمْشِي عَلى‏ رِجْلَيْنِ‏ وَ مِنْ شَرِّ مَنْ يَمْشِي عَلى‏ أَرْبَعٍ‏ وَ مِنْ شَرِّ «1» مَنْ يَمْشِي عَلى‏ بَطْنِهِ‏ «2».
. و قال العقرب دويبة من الهوام تكون للذكر و الأنثى بلفظ واحد واحدة العقارب و قد يقال للأنثى عقربة و عقرباء ممدودا «3» و منها السود و الخضر و الصفر و هن قواتل و أشدها بلاء الخضر و هي مائية الطباع كثيرة الولد و عامة هذا النوع إذا حملت الأنثى منه يكون حتفها في ولادتها لأن أولادها إذا استوى خلقها يأكلون بطنها و يخرجون‏ «4» فتموت الأم و الجاحظ لا يعجبه هذا القول و يقول قد أخبرني من أثق به أنه رأى العقرب تلد من فيها و تحمل أولادها على ظهرها و هي على قدر القمل كثيرة العدد و الذي ذهب إليه الجاحظ هو الصواب و العقرب أشر ما تكون إذا كانت حاملا و لها ثمانية أرجل و عيناها في ظهرها و من عجيب أمرها أنها لا تضرب الميت و لا النائم حتى يتحرك بشي‏ء من بدنه فإنها عند ذلك تضربه و هي تأوي إلى الخنافس و تسالمها و ربما لسعت الأفعى فتموت و هي تلسع بعضها بعضا فتموت قاله الجاحظ.
و من شأنها أنها إذا لسعت الإنسان فرت فرار من يخشى العقاب‏ «5» و من لطيف أمرها أنها مع صغرها تقتل الفيل و البعير بلسعها و من نوع العقارب الطيارة قالوا
______________________________
(1) قدم في المصدر الجملة الأخيرة على الجملتين اللتين قبلها.
(2) حياة الحيوان 1: 17.
(3) في المصدر: و اسمها بالفارسية: الرشك بضم الراء.
(4) في المصدر: فتخرج.
(5) في المصدر: فرار مسى‏ء يخشى العقاب.
ص: 251
و هذا النوع يقتل غالبا و قيل يصح بيع النمل بنصيبين لأنه تعالج به العقارب الطيارة «1».
وَ رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ‏ دَخَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص وَ هُوَ يُصَلِّي فَقَامَ إِلَى جَنْبِهِ يُصَلِّي بِصَلَاتِهِ فَجَاءَتْ عَقْرَبٌ حَتَّى انْتَهَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص ثُمَّ تَرَكَتْهُ وَ ذَهَبَتْ نَحْوَ عَلِيٍّ ع فَضَرَبَهَا بِنَعْلِهِ حَتَّى قَتَلَهَا «2» فَلَمْ يَرَ رَسُولُ اللَّهِ ص بِقَتْلِهَا بَأْساً.
وَ رَوَى ابْنُ مَاجَهْ عَنِ ابْنِ رَافِعٍ‏ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَتَلَ عَقْرَباً وَ هُوَ يُصَلِّي.
وَ فِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ‏ لَذَعَتِ النَّبِيَّ ص عَقْرَبٌ وَ هُوَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ مَا تَدَعُ مُصَلِّياً وَ لَا غَيْرَ الْمُصَلِّي‏ «3» اقْتُلُوهَا فِي الْحِلِّ وَ الْحَرَمِ.
وَ رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ وَ الْمُسْتَغْفِرِيُّ وَ الْبَيْهَقِيُ‏ «4» عَنْ عَلِيٍّ ع أَنَّهُ قَالَ: لَذَعَتِ النَّبِيَّ ص عَقْرَبٌ وَ هُوَ فِي الصَّلَاةِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْعَقْرَبَ مَا تَدَعُ مُصَلِّياً وَ لَا نَبِيّاً وَ لَا غَيْرَهُ إِلَّا لَذَعَتْهُ وَ تَنَاوَلَ نَعْلَهُ فَقَتَلَهَا بِهَا ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ وَ مِلْحٍ فَجَعَلَ يَمْسَحُ عَلَيْهَا وَ يَقْرَأُ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَ الْمُعَوِّذَتَيْنِ‏ «5».
و قال الغراب معروف سمي بذلك لسواده و هو أصناف الغداف و الزاغ و الأكحل و غراب الزرع و الأورق و هذا الصنف يحكي جميع ما يسمعه و الغراب الأعصم عزيز الوجود قالت العرب أعز من الغراب الأعصم‏
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ مَثَلُ الْمَرْأَةِ الصَّالِحَةِ فِي النِّسَاءِ كَمَثَلِ الْغُرَابِ الْأَعْصَمِ فِي مِائَةِ غُرَابٍ.
______________________________
(1) في المصدر: العقارب الطيارة التي بها.
(2) و الظاهر أنّه عليه السّلام قتله في الصلاة فعليه فقوله لم ير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لقتلها بأسا أي في الصلاة.
(3) في المصدر: و لا غير مصل.
(4) في المصدر: ابو نعيم في تاريخ اصبهان و المستغفرى في الدعوات و البيهقيّ في الشعب.
(5) حياة الحيوان 2: 93- 95.
ص: 252
وَ فِي رِوَايَةٍ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا الْغُرَابُ الْأَعْصَمُ قَالَ الَّذِي إِحْدَى رِجْلَيْهِ بَيْضَاءُ.
. و قال في الإحياء الأعصم أبيض البطن و قيل أبيض الجناحين و قيل أبيض الرجلين.
و غراب الليل قال الجاحظ هو غراب ترك أخلاق الغراب‏ «1» و تشبه بأخلاق البوم فهو من طير الليل.
و قال أرسطاطاليس الغربان أربعة أجناس أسود حالك و أبلق و مطرف ببياض لطيف الجرم يأكل الحب و أسود طاوسي براق الريش و رجلاه كلون المرجان يعرف بالزاغ.
قال صاحب المنطق الغراب من لئام الطير و ليس من كرامها و لا من أحرارها و من شأنه أكل الجيف و القمامات و هو أما حالك السواد شديد الاحتراق و يكون مثله في الناس الزنج فإنهم شرار الخلق تركيبا و مزاجا و الغراب الأبقع أكثر معرفة منه‏ «2» و غراب البين الأبقع قال الجوهري و هو الذي فيه سواد و بياض.
و قال صاحب المنطق الغربان من الأجناس التي أمر بقتلها في الحل و الحرم من الفواسق اشتق لها ذلك الاسم‏ «3» من اسم إبليس لما يتعاطاه من الفساد الذي هو من شأن إبليس و اشتق ذلك أيضا لكل شي‏ء اشتد أذاه و أصل الفسق الخروج عن الشي‏ء و في الشرع الخروج عن الطاعة.
و قال الجاحظ غراب البين نوعان غراب‏ «4» صغير معروف باللؤم و الضعف و
______________________________
(1) في المصدر: اخلاق الغربان.
(2) في المصدر: فالغراب الشديد السواد ليس له معرفة و لا كمال و الغراب الا بقع كثير المعرفة و هو ألام من الأسود.
(3) أي اسم الفاسق.
(4) في المصدر: احدهما غراب.
ص: 253
أما الآخر فإنه ينزل في دور الناس و يقع على مواضع إقامتهم إذا ارتحلوا عنها و بانوا «1» فلما كان هذا الغراب لا يوجد إلا عند مباينتهم‏ «2» عن منازلهم اشتقوا له هذا الاسم من البينونة.
و قال المقدسي هو غراب أسود ينوح نوح الحزين المصاب و ينعق ببين الخلان و الأحباب إذا رأى شملا مجتمعا أنذر بشتاته و إن شاهد ربعا عامرا بشر بخرابه و درس عرصاته يعرف النازل و الساكن بخراب الدور و المساكن و يحذر الآكل غصة المآكل و يبشر الراحل بقرب المراحل ينعق‏ «3» بصوت فيه تحزين كما يصيح المعلن بالتأذين‏
وَ فِي سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ وَ النَّسَائِيِّ وَ ابْنِ مَاجَهْ‏ «4» أَنَّ النَّبِيَّ ص نَهَى الْمُصَلِّيَ عَنْ نَقْرَةِ الْغُرَابِ وَ افْتِرَاشِ السَّبُعِ‏ «5».
. يريد بنقرة الغراب تخفيف السجود و أنه لا يمكث فيها إلا قدر وضع الغراب منقاره فيما يريد أكله.
وَ رَوَى الدَّارَقُطْنِيُّ عَنِ ابْنِ أُمَامَةَ قَالَ: دَعَا النَّبِيُّ ص بِخُفَّيْهِ لِيَلْبَسَهُمَا فَلَبِسَ أَحَدَهُمَا ثُمَّ جَاءَ غُرَابٌ فَاحْتَمَلَ الْآخَرَ وَ رَمَى بِهِ فَخَرَجَتْ مِنْهُ حَيَّةٌ فَقَالَ النَّبِيُّ ص مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يَلْبَسُ خُفَّيْهِ حَتَّى يَنْفُضَهُمَا «6».
. و في طبع الغراب كله الاستتار عند السفاد و هو يسفد مواجهة و لا يعود إلى الأنثى بعد ذلك لقلة وفائه و الأنثى تبيض أربع بيضات أو خمس و إذا
______________________________
(1) في المصدر: و بانوا منها.
(2) في المصدر: إلا عند بينونتهم.
(3) في المصدر: «ينغق» ثم قال: و نغق بالغين عند جمهور أهل اللغة و هو الذي قاله ابن قتيبة، و جعل غيره خطأ و نقل البطليوسى عن صاحب المنطق انه قال: نعق الغراب و نغق قال: و بالغين المعجمة أحسن.
(4) في المصدر: من حديث عبد الرحمن بن شبل.
(5) زاد في المصدر: و ان يوطن الرجل المكان كما يوطنه البعير.
(6) حياة الحيوان 2: 119- 121.
ص: 254
خرجت الفراخ من البيض طردتها لأنها تخرج قبيحة المنظر جدا إذ تكون صغار الأجرام عظام الرءوس و المناقير جرد اللون‏ «1» متفاوتات الأعضاء فالأبوان ينكران الفراخ و يطيران لذلك و يتركانه‏ «2» فيجعل الله قوته في الذباب و البعوض الكائن في عشه إلى أن يقوى و ينبت ريشه فيعود إليه أبواه و على الأنثى الحضن‏ «3» و الذكر أن يأتيها بالطعم و في طبعه أنه لا يتعاطى الصيد بل إن وجد جيفة أكلها و إلا مات جوعا أو يتقمقم كما يتقمقم صغار الطير و فيه حذر شديد و تنافر و الغداف يقاتل البوم و يخطف بيضها و يأكله و من عجيب أمره أن الإنسان إذا أراد أن يأخذ فراخه تحتمل الأنثى‏ «4» و الذكر في أرجلهما حجارة و يتحلقان في الجو و يطرحان الحجارة عليه يريدان بذلك دفعه و العرب تتشأم بالغراب و غراب البين الأبقع و هو الذي فيه سواد و بياض و قال صاحب المجالسة سمي بذلك لأنه بان عن نوح ع لما وجهه لينظر إلى الماء فذهب و لم يرجع و لذلك تشأموا به و ذكر ابن قتيبة أنه سمي فاسقا لذلك أيضا «5». و يقال إذا صاح الغراب مرتين فهو شر و إذا صاح ثلاث مرات فهو خير على قدر عدد الحروف‏ «6».
و كان ابن عباس إذا نعق الغراب يقول اللهم لا طير إلا طيرك و لا خير إلا خيرك و لا إله غيرك.
و يقال إن الغراب يبصر من تحت الأرض بقدرة منقاره و روي أن قابيل حمل أخاه و مشى به حتى أروح فلم يدر ما يصنع به فبعث الله غرابين قتل أحدهما الآخر
______________________________
(1) في المصدر: جرداء اللون.
(2) في المصدر: فالابوان ينظران الفرخ كذلك فيتركانه.
(3) في المصدر: ان يحضن.
(4) في المصدر: يحمل الذكر و الأنثى.
(5) حياة الحيوان 2: 119 و 120.
(6) حياة الحيوان: 121.
ص: 255
ثم بحث في الأرض بمنقاره و دفن أخاه فاقتدى به قابيل فلما رجع آدم من مكة قال أين هابيل قال لا أدري فقال اللهم العن أرضا شربت دمه فمن ذلك الوقت ما شربت الأرض دما «1».
قال مقاتل و كان قبل ذلك السباع و الطيور تستأنس بآدم فلما قتل قابيل هابيل هربت منه الطير و الوحش و شاكت الأشجار و حمضت الفواكه و ملحت المياه و اغبرت الأرض‏ «2».
و يحرم أكل الغراب الأبقع الفاسق و أما الأسود الكبير الجبلي‏ «3» فهو حرام أيضا على الأصح و غراب الزرع حلال على الأصح.
وَ فِي صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ لَيْسَ عَلَى قَاتِلِهِنَّ جُنَاحٌ الْغُرَابُ وَ الْحِدَأَةُ وَ الْفَأْرَةُ وَ الْحَيَّةُ وَ الْكَلْبُ الْعَقُورُ.
وَ فِي سُنَنِ ابْنِ مَاجَهْ‏ «4» قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص‏ الْحَيَّةُ فَاسِقَةٌ وَ الْفَأْرَةُ فَاسِقَةٌ وَ الْغُرَابُ فَاسِقٌ‏ «5».
. و قال الفأر بالهمز جمع فأرة و هي أصناف الجرذ و الفأر المعروفان و منها اليرابيع و الزباب و الخلد فالزباب صم و الخلد أعمى و اليربوع و فأرة البيش و فأرة الإبل و فأرة المسك و ذات النطاق فأما فأرة البيت فهي الفويسقة التي أمر النبي ص بقتلها في الحل و الحرم و إنما سميت فواسق لخبثهن و قيل لخروجهن عن الحرمة في الحل و الحرم أي لا حرمة لهن بحال و قيل سميت بذلك لأنها عمدت إلى حبال سفينة نوح فقطعتها.
______________________________
(1) راجع المصدر فان المصنّف ادخل بعض حديث في حديث آخر فأورده بشكل حديث واحد.
(2) حياة الحيوان 2: 122.
(3) في المصدر: و هو الجبلى.
(4) في المصدر: و في سنن ابن ماجة و البيهقيّ عن عائشة انها قالت: قال.
(5) حياة الحيوان 2: 123 و 124.
ص: 256
وَ رَوَى الطَّحَاوِيُّ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي نُعَيْمٍ‏ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ لِمَ سُمِّيَتِ الْفَأْرَةُ فُوَيْسَقَةً قَالَ اسْتَيْقَظَ النَّبِيُّ ص ذَاتَ لَيْلَةٍ وَ قَدْ أَخَذَتْ فَأْرَةٌ فَتِيلَةَ السِّرَاجِ لِتُحْرِقَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص الْبَيْتَ فَقَامَ ص إِلَيْهَا وَ قَتَلَهَا وَ أَحَلَّ قَتْلَهَا لِلْحَلَالِ وَ الْمُحْرِمِ.
وَ رَوَى الْحَاكِمُ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَتْ فَأْرَةٌ فَأَخَذَتْ تَجُرُّ الْفَتِيلَةَ فَذَهَبَتِ الْجَارِيَةُ فَزَجَرَتْهَا «1» فَقَالَ النَّبِيُّ ص دَعِيهَا فَجَاءَتْ بِهَا فَأَلْقَتْهَا بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ ص عَلَى الْخُمْرَةِ الَّتِي كَانَ قَاعِداً عَلَيْهَا فَأَحْرَقَتْ مِنْهَا مَوْضِعَ دِرْهَمٍ فَقَالَ ص إِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوا سُرُجَكُمْ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدُلُّ مِثْلَ هَذِهِ عَلَى هَذَا فَتُحْرِقُكُمْ.
. و الخمرة السجادة التي يصلي عليها المصلي سميت بذلك لأنها تخمر الوجه أي تغطيه.
وَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ وَ غَيْرِهِ‏ أَنَّ النَّبِيَّ ص أَمَرَ بِإِطْفَاءِ النَّارِ عِنْدَ النَّوْمِ وَ عَلَّلَ ذَلِكَ بِأَنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ نَاراً.
. و الفأر نوعان جرذان و فئران و كلاهما له حاسة السمع و البصر و ليس في الحيوانات أفسد من الفأر و لا أعظم أذى منه و من شأنه أنه يأتي القارورة الضيقة الرأس فيحتال حتى يدخل فيها ذنبه فكلما ابتل بالدهن أخرجه و امتصه حتى لا يدع فيها شيئا و لا يخفى ما بين الفأر و الهر من العداوة و السبب في ذلك أن نوحا ع لما حمل في السفينة من كل زوجين اثنين شكا أهل السفينة الفأرة و أنها تفسد طعامهم و متاعهم فأوحى الله إلى الأسد فعطس فخرجت الهرة منه فتخبأت الفأرة منها «2».
و الزباب جمع الزبابة بالفتح الفأرة البرية تسرق كل ما تحتاج إليه و تستغني‏ «3»
______________________________
(1) في المصدر: تزجرها.
(2) حياة الحيوان 2: 138 و 139.
(3) في المصدر: و ما تستغنى عنه.
ص: 257
عنه و قيل هي فأرة عمياء صماء و يشبه بها الرجل الجاهل‏ «1».
و الخلد بالضم و قد يفتح و يكسر هي دويبة عمياء صماء لا تعرف ما بين يديها إلا بالشم و قيل فأر أعمى لا يدرك إلا بالشم‏ «2» و قال أرسطو «3» كل حيوان له عينان إلا الخلد و إنما خلق كذلك لأنها ترابي جعل الله له الأرض كالماء للسمك و غذاؤه من بطنها و ليس له في ظاهرها قوة و لا نشاط و لما لم يكن له بصر عوضه الله تعالى حدة السمع فتدرك الوطء الخفي من مسافة بعيدة فإذا أحس بذلك يختفي في الأرض‏ «4» و قيل إن سمعه مقدار بصر غيره‏ «5».
و اليربوع حيوان طويل اليدين جدا «6» و له ذنب كذنب الجرذ يرفعه صعدا لونه كلون الغزال و هو يسكن بطن الأرض لتقوم رطوبتها له مقام الماء و هو يؤثر النسيم و يكره البخار أبدا يتخذ حجرة في نشز من الأرض ثم يحفر بيته في مهب الرياح الأربع و يتخذ فيه كوى و يسمى النافقاء و القاصعاء و الراهطاء فإذا طلب من إحدى هذه الكوى نافق أي خرج من النافقاء و إن طلب من النافقاء خرج من القاصعاء.
و ظاهر بيته تراب و باطنه حفر و كذلك المنافق ظاهره إيمان و باطنه كفر و به سمي المنافق قال القزويني هو من نوع الفأر و هو من الحيوان الذي له رئيس مطاع‏
______________________________
(1) حياة الحيوان 2: 3.
(2) زاد في المصدر: فتخرج من جحرها و هي تعلم ان لا سمع لها و لا بصر فتفتح فاها و تقف عند جحرها فيأتي الذباب فيقع على شدقها و يمر بين لحييها فتدخله جوفها بنفسها فهى تتعرض لذلك في الساعات التي يكون فيها الذباب أكثر.
(3) في المصدر: فى كتاب النعوت.
(4) في المصدر: جعل يحفر في الأرض.
(5) حياة الحيوان 1: 215.
(6) في المصدر: طويل الرجلين قصير اليدين جدا.
ص: 258
ينقاد إليه و إذا كان فيها يكون من بينها في مكان مشرف أو على صخرة ينظر إلى الطريق من كل ناحية فإن رأى ما يخافه ضرب بأسنانه‏ «1» و صوت فإذا سمعته انصرفت إلى حجرتها فإن قصر الرئيس حتى أدركهم أحد و صاد منهم شيئا اجتمعوا على الرئيس فقتلوه و ولوا غيره‏ «2» و إذا خرجت لطلب المعاش خرج الرئيس أولا يشرف‏ «3» فإن لم ير شيئا يخافه مر إليها يصوت و يضرب بأسنانه فتخرج واليا «4».
و روى الزمخشري عن سفيان بن عيينة أنه قال ليس من الحيوان شي‏ء يخبأ قوته إلا الإنسان و النمل و الفأر و العقعق.
و العقعق طائر على قدر الحمامة و على شكل الغراب و جناحاه أكبر من جناحي الحمامة و هو ذو لونين أبيض و أسود طويل الذنب و يقال له القعقع أيضا و هو لا يأوي تحت السقف و لا يستظل به بل يهيئ و كره في المواضع المشرفة و في طبعه الزنا و الخيانة و يوصف بالسرقة و الخبث و العرب تضرب به المثل في جميع ذلك‏ «5».
وَ رَوَى الْبُخَارِيُّ وَ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ: فُقِدَتْ أُمَّةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا يُدْرَى مَا فَعَلَتْ وَ لَا أَرَاهَا إِلَّا الْفَأْرَ أَ لَا تَرَاهَا إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الْإِبِلِ لَمْ تَشْرَبْهُ وَ إِذَا وُضِعَ لَهَا أَلْبَانُ الشَّاةِ شَرِبَتْهُ.
. قال النووي و غيره و معنى هذا أن لحوم الإبل و ألبانها حرمت على بني إسرائيل دون لحوم الغنم و ألبانها فدل على أن امتناع الفأرة من لبن الإبل دون لبن الغنم على أنها مسخ من بني إسرائيل.
و أما فأرة البيش بالكسر و هو السم فدويبة تشبه الفأر و ليست بفأرة و لكن هكذا تسمى و تكون في الرياض و الغياض و هي تتخللها طلبا لمنابت السموم لتأكلها و لا
______________________________
(1) في المصدر: فان رأى ما يخافه عليها صر بأسنانه.
(2) في المصدر: حتى أدركها أحد و صاد منها شيئا اجتمعت على الرئيس فقتلته و ولت غيره و هي إذا.
(3) في المصدر: «يتشوف» أي نظر و أشرف.
(4) في المصدر: «يخافه صر باسنانه و صوت إليها فتخرج» راجع حياة الحيوان 2: 295.
(5) حياة الحيوان 2: 102.
ص: 259
تضرها و كثيرا ما تطلب البيش.
و أما ذات النطاق فهي فأرة منقطة ببياض و أعلاها أسود شبهوها بالمرأة ذات النطاق و هي التي تلبس قميصتين ملونين و تشد وسطها ثم ترسل الأعلى على الأسفل قاله القزويني أيضا.
و أما فأرة المسك مهموزة كفأرة الحيوان قال و يجوز ترك الهمزة كما في نظائره و قال الجوهري و ابن مكي ليست مهموزة و هو شذوذ منهما قال الجاحظ فأرة المسك نوعان الأول منهما دويبة تكون في بلاد التبت تصاد لنوافجها و سررها فإذا صيدت شدت بعصائب و هي متدلية «1» فيجتمع فيها دمها فإذا أحكم ذلك ذبحت‏ «2» و ما أكثر من يأكلها عندنا فهي غير مهموزة لأنها من فار يفور و هي النافجة كذا قاله القزويني و في التحرير فارة المسك.
و الثاني جرذان سود تكون في البيوت ليس عندها إلا تلك الرائحة اللازمة و رائحته كرائحة المسك إلا أنه لا يوجد منه المسك و أما فأرة الإبل فقال في الصحاح هي أن يفوح منها رائحة طيبة إذا رعت العشب و زهرة ثم شربت و صدرت عن الماء ففاحت‏ «3» منها رائحة طيبة و يقال لتلك الرائحة فأرة الإبل و يحرم أكل جميع الفأر إلا اليربوع و يكره أكل سؤر الفأر «4».
8- الْعَيَّاشِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ع عَنْ‏قَوْلِ اللَّهِ‏ وَ أَوْحى‏ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ‏ قَالَ إِلْهَامٌ‏ «5».
______________________________
(1) في المصدر: و تبقى متدلية.
(2) زاد في المصدر: فاذا ماتت فورت السرة التي عصبت ثمّ تدفن في الشعير حينا حتّى يستحيل ذلك الدم المختنق هناك الجامد بعد موتها مسكا ذكيا بعد ما لا يرام نتينا.
(3) في المصدر: عن الماء نديت جلودها ففاحت.
(4) حياة الحيوان 2: 139 و 140.
(5) تفسير العيّاشيّ ج 2 ص 263.
ص: 260
9- الْكَافِي، عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَنَانٍ عَنْ أَبِي الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدٍ صَالِحٍ ع قَالَ: إِنَّ النَّاسَ أَصَابَهُمْ قَحْطٌ شَدِيدٌ عَلَى عَهْدِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ ع فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ وَ طَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَسْتَسْقِيَ لَهُمْ قَالَ فَقَالَ لَهُمْ إِذَا صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ مَضَيْتُ فَلَمَّا صَلَّى الْغَدَاةَ مَضَى وَ مَضَوْا فَلَمَّا أَنْ كَانَ فِي بَعْضِ الطَّرِيقِ إِذَا هُوَ بِنَمْلَةٍ رَافِعَةٍ يَدَهَا إِلَى السَّمَاءِ وَاضِعَةٍ قَدَمَيْهَا عَلَى الْأَرْضِ وَ هِيَ تَقُولُ اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ وَ لَا غِنَى بِنَا عَنْ رِزْقِكَ فَلَا تُهْلِكْنَا بِذُنُوبِ بَنِي آدَمَ قَالَ فَقَالَ سُلَيْمَانُ ع ارْجِعُوا فَقَدْ سُقِيتُمْ بِغَيْرِكُمْ فَسُقُوا فِي ذَلِكَ الْعَامِ وَ لَمْ يُسْقَوْا مِثْلَهُ قَطُّ «1».
10- الْخَرَائِجُ، عَنْ سُلَيْمَانَ الْجَعْفَرِيِّ عَنِ الرِّضَا ع‏ أَنَّ عُصْفُوراً وَقَعَ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ جَعَلَ يَصِيحُ وَ يَضْطَرِبُ فَقَالَ أَ تَدْرِي مَا يَقُولُ فَقُلْتُ لَا قَالَ قَالَ لِي إِنَّ حَيَّةً تُرِيدُ أَنْ تَأْكُلَ فِرَاخِي فِي الْبَيْتِ فَقُمْ وَ خُذْ تِلْكَ النِّسْعَةَ «2» وَ ادْخُلِ الْبَيْتَ وَ اقْتُلِ الْحَيَّةَ فَقُمْتُ وَ أَخَذْتُ النِّسْعَةَ وَ دَخَلْتُ الْبَيْتَ وَ إِذَا حَيَّةٌ تَجُولُ فِي الْبَيْتِ فَقَتَلْتُهَا «3».
11- الْفَقِيهُ، بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَلَبِيِ‏ أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ قَالَ اقْتُلْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ تَجِدُهُ فِي الْبَرِّيَّةِ إِلَّا الْجَانَّ وَ نَهَى عَنْ قَتْلِ عَوَامِرِ الْبُيُوتِ قَالَ لَا تَدَعْهُنَّ مَخَافَةَ تَبِعَاتِهِنَّ فَإِنَّ الْيَهُودَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ص قَالَتْ مَنْ قَتَلَ عَامِرَ بَيْتٍ أَصَابَهُ كَذَا وَ كَذَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ تَرَكَهُنَّ مَخَافَةَ تَبِعَاتِهِنَّ فَلَيْسَ مِنِّي وَ إِنَّمَا تَتْرُكُهَا لِأَنَّهَا لَا تُرِيدُكَ وَ قَالَ رُبَّمَا قَتَلَهُنَّ فِي بُيُوتِهِنَ‏ «4».
بيان قال الدميري الجان حية بيضاء «5» و قيل الحية الصغيرة و قال الجوهري حية بيضاء.
و قال الفيروزآبادي حية أكحل العين لا تؤذي كثيرة في البيوت.
______________________________
(1) روضة الكافي: 246 فيه: ما لم يسقوا مثله قط.
(2) النسع: سير او حبل عريض تشد به الرحال، و القطعة منه، النسعة.
(3) الخرائج.
(4) من لا يحضره الفقيه 3: 221 فيه: لا تدعوهن.
(5) حياة الحيوان 1: 133.

/ 19