بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الملاحم تأليف: أبو الحسين أحمد بن جعفر بن محمد تفهرست الموضوعات 1مقدمة المحقق 2التعريف بالمؤلف 3ولادته 4وفاته ومدفنه 5شيوخه ومن روي عنهم 6تلامذته ومن روي عنه 7مؤلفاته 8التعريف بالكتاب 9الكتب التي نقلت من هذا الكتاب 10منهج التحقيق والتعريف بالنسخة 11شكر وثناء 12مقدمة المؤلف 13سياق الماضي علي المنتظر من كان قبلنا وعيدا لهم وتنكيلا لنا 14سياق المستأنف لنا وعدا وموعودا 15سياق هذا الحديث المذكور آنفا 16سياق كلام سطيح المخبر 17سياق الميسور مما اثر في صحة كون الكتاب المنزل علي دانيال 18سياق المذكور في آخر كتاب دانيال 19سياق الميسور مما اثر في حلول الفتن النازلة بالناس 20سياق الميسور مما اثر في الكف عن الكلام اذا وقعت الفتن 21سياق الميسور فيما اثر في ترخيص البداوة اذا وقعت الفتن 22سياق الميسور مما اثر في كفارة ذنوب المؤمنين بالقتل في الفتن 23سياق الميسور مما اثر في علامات الملاحم الواقعة بين الناس 24سياق الميسور مما اثر من ملاحم الروم 25سياق الميسور مما اثر في فتح الروم وغيرهم وفتح قسطنطينية 26سياق الميسور مما اثر في تداعي الامم علي أهل الاسلام 27سياق الميسور مما اثر في المعاقل المحترس بها من شدة الملاحم 28سياق الميسور فيما اثر في قتال البربر 29سياق الميسور مما اثر في قتال الترك 30سياق الميسور في ملحمة الزنج بالبصرة 31سياق المأثور في ملحمة الحبشة بمكة 32وأما ذكر الابلة والبصرة مدحا ففي عدة أحاديث 33سياق بعض المأثور في المهدي 34سياق المأتي في فتنة بغداد وضعف أسانيد متون حديثها وان كانت 35سياق فضلة من أخبار المهدي 36حديث الحسني وأصحابه وحديث السفياني 37سياق المأثور في صفة ومكائد سحره 38سياق ما اثر في اسم الدجال ونسبه وجمله 39سياق المأثور في أي سنة يخرج ومن أي بلد ينفصل 40سياق المذكور في الاستعاذة من فتنته وشره 41سياق المأثور في حديث الجساسة داعية الدجال 42سياق بعض المأثور في تكيد سحره وشهرة كذبه 43سياق ما اثر في علامة خروجه 44سياق ما اثر في الفوارس العشرة الذين يبعث بهم طليعة الى الدجال 45سياق المأثور في ذلك وفيما يتصل به 46سياق المأثور سنيدا في الخلفاء الكائنين بعد الحسني 47سياق تفسير المأثور في الكنز الذي ينحسر عنه الفرات في آخر الزمان 48سياق بعض المأثور في ذلك 49سياق بعض المأثور في صفة الدابة وعدد مخارجها وما يتصل بذلك 50سياق المأثور في ظهور يأجوج ومأجوج 51سياق المأثور في غور المياه بالعراق وغيره 52سياق المأثور في كون طلوع الشمس والقمر من المغرب 53سياق المأثور في طلوع الشمس من المغرب لاغلاق باب التوبة 54وفيها ذكر فتنة العراق الآتية من ناحية القطقطانية 55وفيها ذكر المهدي والقحطاني بعد ذكر بني امية 56باب الرجوع الى الأخبار الزوائد 57سياق حديث طلوع الشمس معجلا لطلوعها من المغيب 58سياق المأثور فيما اثر في خروج النار من الحجاز تسوق الناس 59سياق الخبر الآتي بذكر الرجلين المزنيين وأنهما آخر المحشورين 60كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات ****************** مقدمة المحقق الحمد لله المنجي من مضلات ملاحم الفتن، والمخلص أولياءه من شدائد البليات والمحن، والصلاة والسلام علي النبي محمد وآله عدد النعم والمنن، وزنة عرشه وما بطن، سيما مهديهم محيي السنن. واللعن الدائم علي أعدائهم ومبغضيهم شر البرية والزمن. وبعد: فان الحديث عن المهدي صاحب العصر والزمان أرواحنا لتراب مقدمه الفداء- أعني الحجة بن الحسن العسكري عليهما السلام - هو حديث شيق، استهوي حملة العلوم والأقلام علي اختلاف مذاهبهم ومشاربهم للكتابة فيه، فأفردوا له بحوثا طوالا، وكتبا كثيرة، ومؤلفات ضخمة تناولوا فيها مختلف جوانب الموضوع ضمن محاولات عديدة لمعرفة هذه الشخصية الفذة، ودراسة أبعادها وقدراتها، فأشبعوه شرحا وتحليلا واستنباطا واستنتاجا بما لا يدع مجالا لأحد سوي التكرار والاعادة، الا أننا ارتأينا أن نسلط الضوء علي جانب مهم وحيوي في هذه الكلمة الموجزة، فنقول: ان المنقذ السماوي، أو المصلح، أو المهدي هو القاسم المشترك بين الأديان المختلفة والمذاهب القديمة، اذ طمحت البشرية بأنظارها الى رسالة سماوية تأخذ بيدها، وذلك بدافع فطري بلوره عجزها عن احقاق الحق وازهاق الباطل، ومن ثم ادركها الكامل لحاجتها الى تلك الرسالة التي سيطبق بنودها، الموعود المنقذ الذي منحته السماء قوة خارقة لتحقيق ما تصبو اليه من عدل ورخاء ومساواة. وتلك الأديان والمذاهب علي اختلافها تتشابه فيما بينها في كثر صفات ذلك الموعود من حيث أنه من سلالة النبيين، ويتمتع بكل صفات الجمال والكمال، وأنه منزه عن كل قبح وسوء. (فسوشيانست) عند الزرادشتية هو من أحفاد زرادشت، وسيحقق بحكومته العصر الذهبي للتاريخ؛ وعند اليهود هو من أولاد النبي داود عليه السلام، وأما (الفارقليط) عند المسيح فهو بمعني المعلم والشفيع الذي يجلب الراحة والسعادة، بل هو عند بعضهم عيسي بن مريم عليهما السلام نفسه. كما أنها تتشابه في سمات المجتمع قبل الظهور من حيث بلوغه القمة في الابتذال والتفسخ، وتفاقم الأوضاع سوءا ورداءة علي مختلف الأصعدة. وتتشابه أيضا في ذكرها لعلامات تسبق ظهور ذلك الموعود منها التغيرات الطبيعية في أنظمة الكون، واختلال حركة الشمس والقمر والنجوم، وما يترتب عليها من زلازل وسيول وقحط تطول أبعاد المجتمع، وتهد أركانه المختلفة. وأيضا تتشابه في صفة العالم بعد الظهور حيث تجمع علي اقامة حكومة العدل الالهية في مجتمع تعمه الرفاهية، وسيادة العدل في كل مظاهر الطبيعة تطبيقا لتلك الرسالة السماوية كما جاءت بها الكتب المقدسة من (أوستا) أو (انجيل) أو (توراة) لتطبيق السعادة الأبدية نظير ما تغني به افلاطون في مدينته الفاضلة. نخلص - أخي القارئ- من هذه العجالة المختصرة الى أن فكرة المهدي أو المصلح أو الموعود قد سبقت ديننا الاسلامي الحنيف، الا أنها كمحتوي ومضمون جاءت كثر وضوحا وشمولا ضمن اطار العقيدة الاسلامية، فبعد أن كانت مجرد امنية تداعب مخيلة الانسان لبناء مجتمع تحكمه القيم والمعايير الانسانية أصبحت جزءا من عقيدة سامية، بل تحولت من تصورات الى حقيقة صاغها الاسلام ضمن فكره الالهي، وأضفي عليها سمة الواقعية بعد أن أقر لها من سيترجم بنودها الى واقع معاش ذكرا لجلال شخصه، وعظم شخصيته، وصفاتها وسماتها. وكيف أنه سيغيب في صباه غيبتين: الاولى قصيرة، والثانية طويلة، وما سيتخلل ذلك من أحداث وامور تكون بمثابة اختبار وتمحيص لعموم الناس ليحيي من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، وما سيترتب عليهم من جرائها من واجبات وأعمال، حاثا علي ضرورة انتظاره والدعاء بالتعجيل لظهوره، مبينا لعظم ثواب المنتظر، وذلك ما أوضحه خاتم الأنبياء وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم ومن بعده آله المعصومون عليهم السلام. فالاسلام بطرحه لهذه الفكرة، وعلي هذه الشكلة ميز بين الحالة المهدوية التي طرحتها المذاهب المختلفة سابقا، وبين حالة شخص المهدي نفسه، وبين أنهما وجهان لحقيقة واحدة هي العقيدة المهدوية، اذ خلق حالة من الترقب والانتظار لابد وأن يعيشها المنتظر، وعين له واجبات وامورا عليه أن يتحلي بها من طقوس عبادية، وممارسات أخلاقية، وهذا ما تفتقر اليه طروحات المذاهب والأديان السابقة من حيث قوة تأثيرها علي المسائل الروحية قبل الامور المادية، بجعلها شخص الامام المهدي حقيقة معاشة يتعامل معها الفرد في كل لحظة من حياته، والنظر الى الفكرة المهدوية من خلال هذه الشخصية العظيمة التي أرادها الله وحفظها وجعلها ذخرا ينتصر به لدينه الحنيف حتى غدت انموذجا فريدا، رشحت منه الفكرة المهدوية فقدست لأجله، فهذا قائد كبر ثورة اسلامية عرفها التاريخ المعاصر أعني آية الله العظمى الامام الخميني قدس سره يخاطبه داعيا بقوله: (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء) ونستوقفك أخي القارئ لامعان النظر في هذا الفرق للتأمل في عمق ومغزي الفلسفة الاسلامية، ونظرتها الانسانية الخالصة لمصلحة الفرد ومنفعة المجتمع، فهي لا تكتفي بالتمني لاقامة مجتمع خال من العقد والأمراض والآفات علي يد مصلح في يوم ما، وانما تهيب بالفرد المسلم لأن يهذب أخلاقه، ويصقل روحه، ويقوم نفسه، وهو يعيش حالة الانتظار بما يتناسب وعلو مقام، وارتفاع شأن، وعظمة شأو من ينتظره، والذي وصفته العقيدة المقدسة بأنه خاتم الأئمة الاثني عشر المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. فالاسلام جعل للانسان يوما سعيدا مرتقبا يلقي فيه مصلحا مهديا تجلت فيه صفات الجلال والجمال والكمال، سيجتث بحد حسامه اصول الظلم وجذور الفساد، فالانسان والحالة هذه لابد وأن يكون علي استعداد روحي وبدني كاف يؤهله لملاقاة هذا المنتظر؛ ويوما سعيدا آخر يعيش فيه في بحبوحة عيش، وقد انتفت أسباب البؤس والفقر والمرض عن المجتمع، وخفقت راية الاسلام والسلام علي أرجاء المعمورة علي يد هذا المهدي المنتظر المشار اليه في القرآن الكريم بقوله تعالى: (ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون)(1) المعرف من قبل جده خاتم الأنبياء وسيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، بأنه لا يصلح الدين الا هو،(2) فكان بحق أمل الأنبياء والمرسلين وسائر الاولىاء والصالحين. فعجل الله فرجه الشريف، وجعلنا من أعوانه وأنصاره، والممهدين لظهوره، ومقوية سلطانه، والمستشهدين بين يديه. انه سميع الدعاء، والحمد لله رب العالمين. التعريف بالمؤلف هو المقريء الحافظ أبوالحسين،(3) أحمد بن جعفر بن المحدث أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن أبي داود بن المنادي البغدادي صاحب المؤلفات والمصنفات. وكان ينزل في جانب الرصافة من مدينة بغداد. ولادته ولد لثمان عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة ست وخمسين ومائتين. وقيل: كان مولده سنة سبع وخمسين ومائتين تقريبا. وفاته ومدفنه توفي يوم الثلاثاء لاحدي عشرة ليلة بقين من المحرم سنة ست وثلاثين وثلاثمائة. ودفن في مقبرة الخيزران القريبة من الرصافة ببغداد، وفيها قبر النعمان ابن ثابت أبي حنيفة. ما قيل فيه: ترجم لمؤلفنا في الكثير من كتب التاريخ والتراجم، وأثنوا عليه، وذكروا بعض خصوصياته، نذكر منهم: الخطيب البغدادي في تاريخه: 289:4، قال: كان ثقة أمينا، ثبتا صدوقا، ورعا حجة فيما يرويه، محصلا لما يمليه، صنف كتبا كثيرة، وجمع علوما جمة، وما يسمع من الناس من مصنفاته الا أقلها، وروي عنه المتقدمون... حدثني أبو الفضل عبيد الله بن أحمد بن علي الصيرفي، قال: كان أبو الحسين بن المنادي صلب الدين، خشنا شرس الأخلاق، فلذلك لم تنشر الرواية عنه... وابن النديم في الفهرست: 41، قال: كان يغرب في ألقاب كتبه، وتعاطي الفصاحة في تأليفها، فأخرجه ذلك الى الاستثقال، وكان عالما بالقراءات وغيرها، وله مائة ونيف وعشرون كتابا في علوم متفرقة.... والقاضي ابن أبي يعلي في طبقات الحنابلة: 6 - 3:2، قال: كان ثقة أمينا ثبتا، صدوقا ورعا، حجة فيما يرويه، محصلا لما يحكيه، صنف كتبا كثيرة، وجمع علوما جمة، قيل: ان مصنفاته نحوا من أربعمائة مصنف، ولم يسمع الناس من مصنفاته الا أقلها... صلب الدين، خشن الطريقة، شرس الأخلاق، فلذلك لم تنشر الرواية عنه... والذهبي في سير أعلام النبلاء: 361:15، قال: الامام المقري ء الحافظ أبو الحسين... صاحب التواليف... قال الداني: أخذ القراءة عرضا، وروي الحروف سماعا عن الحسن بن العباس، وأبي أيوب الضبي،... وسمي جماعة سواهم، ثم قال: مقري ء جليل غاية في الاتقان، فصيح اللسان، عالم بالآثار، نهاية في علم العربية، صاحب سنة، ثقة، مأمون... وابن الجوزي في المنتظم: 65:14، قال: كان ثقة أمينا، ثبتا، صدوقا، ورعا، حجة، صنف كتبا كثيرة، وجمع علوما جمة، ولم يسمع الناس من مصنفاته الا أقلها لشراسة خلقه. وحاجي خليفة الچلبي في كشف الظنون: 53:5، وصفه بالمحدث. شيوخه ومن روي عنهم يستفاد من الأقوال المتقدمة أن لابن المنادي العديد من المؤلفات والمصنفات في العلوم المختلفة، فهو والحالة هذه قد تلمذ وأخذ حتما عن الكثير من العلماء والمشايخ، ولأن معظم مصنفاته مفقودة، فاستقصاؤهم هو أمر عسير لا محالة، وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء: 361:15 أن (زكريا بن يحيي المروزي) صاحب سفيان بن عيينة هو كبر شيخ لابن المنادي. وسنقتصر هنا علي ذكر شيوخه الذين روي عنهم في هذا الكتاب فحسب، وهم كثير كما تري: 1- ابراهيم بن محمد بن الهيثم 2- ابراهيم بن موسي التوزي 3- ابراهيم بن نصر الكندي 4- أبومحمد بن فرج النحوي 5- أحمد بن حرب بن مسمع البزار 6- أحمد بن الحسين بن مدرك 7- أحمد بن زهير بن حرب 8- أحمد بن علي بن المثني التميمي 9- أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة 10- أحمد بن ملاعب بن حيان 11- أحمد بن موسي أبو جعفر الحمار 12- اسماعيل بن اسحاق بن اسماعيل 13- جعفر بن محمد بن شكر الصائغ 14- جعفر بن محمد، والد المصنف 15- الحسن بن العباس بن أبي مهران 16- الحسين بن الحباب بن مخلد 17- الحسين بن العباس الرازي 18- سعدان بن نصر 19- العباس بن محمد بن حاتم 20- العباس بن محمد الدوري 21- عبد الله بن أحمد بن حنبل 22- عبد الله بن جرير الجوالقي 23- عبد الله بن الصقر بن نصر 24- عبد الله بن محمد بن ناجية 25- عبيد الله بن ثابت الحريري 26- عبيد الله بن جعفر بن محمد 27- عبد الملك بن محمد الرقاشي 28- عصام بن غياث بن عصام 29- علي بن أحمد بن معروف 30- علي بن داود بن يزيد البهمي 31- علي بن سهل بن المغيرة 32- عمر بن ابراهيم، أبوبكر 33- عمر بن محمد بن بكار 34- عمرو بن أبي قيس 35- القاسم بن زكريا بن يحيي المطرز 36- محمد بن ابراهيم ابن أبي الرجال 37- محمد بن ابراهيم بن يحيي 38- محمد بن أبي موسي الأنصاري 39- محمد بن أحمد بن أبي العوام 40- محمد بن اسحاق الصاغاني 41- محمد بن حماد، أبو جعفر الدباغ 42- محمد بن حماد بن ماهان 43- محمد بن حمدان أبوبكر الصيدلاني 44- محمد بن عبد الله بن سليمان 45- محمد بن عبد الملك بن مروان 46- محمد بن عبد الملك الدقيقي 47- محمد بن عبيد الله، جد المصنف 48- محمد بن علي بن عتاب الأيادي 49- محمد بن الهيثم، أبوعبد الله 50- موسي بن اسحاق بن موسي 51- هارون بن علي بن الحكم 52- يحيي بن عبدالباقي الثغري 53- يعقوب بن اسحاق بن زياد تلامذته ومن روي عنه كما تقدم فان شراسة أخلاقه كان لها أثر في عدم نشر الرواية عنه، فلعله أيضا لم يتلمذ عليه أو يستجيزه أو ينقل عنه الا القليل. وبالاجمال فقد روي عنه المتقدمون، منهم: 1- أبوعمر بن حيويه، محمد بن العباس البغدادي، كما في تاريخ بغداد. 2- أحمد بن نصر الشذائي المقرئ، كما في سير أعلام النبلاء. 3- أحمد بن عبد الرحمن (شيخ لابن السقاء)، كما في سير أعلام النبلاء. 4- عبدالواحد بن أبي هاشم، كما في سير أعلام النبلاء. 5- محمد بن فارس المغوري. وهو آخر من حدث عنه كما ذكر البغدادي. 6- عبيد الله بن عثمان بن يحيي، كما في تهذيب الكمال: 352:8. مؤلفاته أجمعت الكتب التي ترجمت للمؤلف بأنه قد صنف كتبا كثيرة - كما تقدم - وأجمعوا أيضا بأنه لم يسمع الناس من مصنفاته الا أقلها، وقد اختلفوا في عددها ما بين مكثر ومقل، ففي الوقت الذي يذكر البعض أن مؤلفاته نيف وعشرون ومائة، يقول آخرون بأنها نحوا من أربعمائة مصنف، وقالوا بأن الغالب عليه علوم القرآن. وقد تبين لنا من خلال المطالعات أنه كان عالما بأحوال الرجال، وله اهتمام خاص علي ما يبدو في ضبط وفياتهم، ولذا فقد اعتمده البعض كالخطيب البغدادي في تاريخه، والذهبي في سير أعلام النبلاء، والمزي في تهذيب الكمال عند ذكرهم لسنة وفاة بعض من ترجموا لهم. وقد تقدم أيضا بأن الذهبي وصفه بصاحب التواليف، وقال: بأنه كان عالما بالآثار وعلوم العربية، وأنه صنف أشياء وجمع، وفي هذا دلالة واضحة علي أن لابن المنادي العديد من المؤلفات، وفي شتي الموضوعات. و علي العموم أخي القارئ، فان الذي وصل الينا منها: 1- اختلاف العدد. 2- دعاء أنواع الاستعاذات من سائر الآفات والعاهات. 3- ناسخ القرآن ومنسوخه. وهذه الكتب ذكرها ابن النديم في الفهرست. 4- كتاب السير، علي ما ذكره المؤلف في كتابه الذي بين يديك. 5- كتاب الوفيات، كما في تهذيب الكمال. 6- ذكر المجلسي في البحار: 107:51 نقلا عن السيد ابن طاووس في الطرائف: 181، وكذلك النباطي العاملي في الصراط المستقيم: 220:2، ما لفظه - واللفظ لابن طاووس -: ووقفت أيضا علي كتاب: (المقتض(4) علي محدثي الأعوام لنبأ ملاحم غابر الأيام)(5) تلخيص(6) أبي الحسين أحمد بن جعفر بن محمد المنادي، قد كتب في زمان مؤلفه، في آخر النسخة التي وقفت عليها ما هذا لفظه: فكان الفراغ من تأليفه سنة ثلاثمائة وثلاثين... من جملة هذا الكتاب ما هذا لفظه: سيأتي بعض المأثور في المهدي عليه السلام وسيرته، ثم روي ثمانية عشر حديثا بأسانيدها الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بتحقيق خروج المهدي عليه السلام وظهوره، وأنه من ولد فاطمة عليهما السلام وأنه يملأ الأرض عدلا، وذكر كماله وسيرته وجلاله وولايته. 7- كتاب الملاحم، وهو بين يديك أخي القارئ، وسنوافيك بتعريفه. التعريف بالكتاب حقا أخي القارئ ان كتاب (الملاحم) هذا في الجملة هو أثر ثمين، وأصل قديم، ومصنف هام، نقلت عنه عيون الكتب، وأخذت منه المؤلفات القديمة المعروفة، وأخرج بعض رواياته كبار المصنفين من أعلام الطائفة والجمهور؛ فمصنفه كما عرفت هو من أعلام القرن الرابع الهجري المشهورين، وموضوعه جذاب وشيق، يلتذ الجميع بقراءته وسماعه سيما وأن رواياته وأحاديثه هي بمثابة استقراء لما هو آت من الزمان، واخبار عما ستؤول اليه الامور، وما سينجم من أحداث، وعرضها ضمن اطار الملاحم والفتن التي ستعم الدنيا في آخر الزمان. وتجدر الاشارة الى أن أصحاب المؤلفات القدامي كتبوا في موضوع الملاحم والفتن، وعينوا لها أبوابا خاصة ضمن مؤلفاتهم كما تري في الصحاح والسنن، ولم يفرد له كتابا مستقلا الا القليل منهم، ومنهم مصنف هذا الكتاب الذي كتبه استجابة لكتاب صدر اليه من بعضهم، لقوله في ديباجة الكتاب: (حركني لتأليف ملاحم الفتن، واختلاف الكلمة، وافتراق الامة... كتاب صدر الى بالأمس... فابتدأ بذكر الآيات القرآنية الكريمة ذات الصلة بالبحث، وما روي في تفسيرها، مستفيدا بعدها من حديث طويل منسوب للامام جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام، ثم شرع بذكر مروياته في الفتن، ثم زاد بعدها الأخبار التي رويت في الملاحم مبوبا اياها بطرز جديد بقوله في أول كل باب - دون ذكره للفظ الباب -: (سياق المأثور) أو (سياق المذكور) وما شابه ذلك. وقد ضمن كتابه ما اثر من الملاحم في كتاب دانيال عليه السلام تلبية لرغبة صاحب الكتاب الذي صدر اليه كما تقدم. وجدير بالذكر الى أن ابن المنادي ذكر في ص 348 - كما سيأتي - ما لفظه: (فبهذا الحديث ختمنا هذا الكتاب الآتية أخباره في الملاحم، والكتاب الذي قبله في الفتن، وقد أردفناهما بما لم يدنه الطلب... وجعلنا ذلك مثبتا في كتاب أفردناه للزيادات...). فمصنفه هذا هو في الحقيقة ثلاثة كتب: الأول يختص بالفتن، والثاني بالأخبار الآتية من الملاحم، والثالث هو كتاب الزيادات في الفتن والملاحم وقد استهل كتابه الثالث بخطبة صغيرة وهو ما لم يفعله في أول كتابه الثاني الذي شرع به ظاهرا في ص 132. والعجب أن ابن المنادي لم يذكر هذا في ديباجة مصنفه، أو لعله ذكره وسقط من النسخة التي وصلت الينا. وحري بالاشارة هنا الى أن انتخابنا لتحقيق هذا الكتاب انما جاء لأهمية موضوعه، ولما يذكر في بعض أحاديثه من أخبار معتبرة، رواها الفريقان في شخص الامام المهدي عليه السلام ناهيك عما لمؤلفه ابن المنادي الحنبلي من باع طويل في الرواية والتأليف، وأنه دونه في القرن الرابع الهجري. ويبدو أن أنظار المحققين - طيلة مدة مديدة - قد انصرفت عنه لصعوبته لأن نسخته يتيمة نادرة، وأن بعض أحاديثه غريبة أو تفرد ابن المنادي بروايتها. الكتب التي نقلت من هذا الكتاب و يمكنك - أخي القارئ- أن تدرك قيمة كتابنا هذا، وتلمس أهميته، وذلك من خلال المصادر التي أخذت منه، ونقلت عنه، أو أشارت اليه، منها: 1- كشف المخفي في مناقب المهدي عليه السلام لابن بطريق الحلي المتوفي سنة 600 ه.(7) 2- التشريف بالمنن في التعريف بالفتن، المعروف بالملاحم والفتن لعلي بن موسي ابن جعفر بن طاووس، المتوفي سنة 664 ه. 3- اقبال الأعمال لابن طاووس، المتقدم. 4- الطرائف لابن طاووس، المتقدم. 5- بحارالأنوار لمحمد باقر بن محمد تقي المجلسي، المتوفي سنة 1111 ه. 6- طبقات الحنابلة (الحنبلية) للقاضي ابن أبي يعلي الحنبلي، المتوفي سنة 526 ه. 7- عقد الدرر في أخبار المنتظر عليه السلام ليوسف بن يحيي بن علي الشافعي السلمي (من علماء القرن السابع). 8- القول المختصر في علامات المهدي المنتظر لابن حجر الهيتمي المتوفي 974 ه. 9- كنز العمال لعلاءالدين علي المتقي الهندي، المتوفي سنة 975 ه.(8) منهج التحقيق والتعريف بالنسخة رغم ما بذلناه من مساع حثيثة للحصول علي كثر من نسخة لهذا الكتاب الا أننا لم نوفق في الوقوف الا علي نسخة واحدة وحيدة، محفوظة في خزانة مكتبة آية الله العظمى البروجردي قدس الله نفسه الزكية تحت الرقم 1917، وهي من القطع المتوسط، مكتوبة بخط جيد، وتقع في 155 صفحة، كتب في أعلي الصفحة الاولى منها ما لفظه: (اللهم وفقت لاتمامه). كتاب ملاحم الفتن (جزو كتابخانه حقير فقير)،(9) وكتبه بتاريخ شهر صفر سنة 1271 ه. وبعدها أثر ختمين؛ الأول غير مقروء، والآخر خاص بالمكتبة. وفي آخر الصفحة الأخيرة مكتوب ما لفظه: نمقه حاجي محمد شوشتري في تاريخ شونزدهم - يعني السادس عشر- شهر رمضان المبارك سنة 1270 ه. فاعتمدنا هذه النسخة، وكانت هي الأساس لعملنا، فقمنا بكتابتها ومعارضتها بعد ذلك مع الأصل. ولأن الكتاب هو أصل قديم، ويتمتع بخاصية الاستقلالية في مروياته حيث أنه لم يأخذ أو ينقل من كتب ومصادر اخري، بل ان العكس هو الصحيح، فقد قمنا بتخريج أحاديثه من الكتب التي نقلت منه، أو اتحدنا رواياته مع الاصول الاخرى المتقدمة عليه زمنيا أو مقاربة له، وقمنا بمعارضتها، وغرضنا من ذلك هو اثبات نص سليم، سيما وأن بعض نصوصه لا تخلو من سقط أو تصحيف، ناهيك عما في ذلك من تقوية لبعض الأخبار وتوثيق لها، اذ أن تعدد ألفاظ الحديث، وتباين طرقه، واختلاف رواته دليل علي اعتباره. ولابد من الاشارة هنا الى أن عددا من أحاديث الكتاب قد انفرد ابن المنادي بروايتها من حيث لفظها أو معناها، كما أن بعضها مخالف للأحداث أو التاريخ أو العقيدة، تركنا بعضها علي حالها لعدم توفر دليل قاطع علي تفنيدها أو الأخذ بها كما في بعض الامور التاريخية، وعلقنا ببعض البيانات علي ما يخص عقيدتنا المباركة كما ستري مثلا في الباب الخاص بالخلفاء الكائنين بعد الحسني، أو في اسم المهدي واسم أبيه عليهما السلام. ولأن ابن المنادي توخي ذكر طريق روايته لكل حديث رواه، فالكتاب كما ستري - أخي القارئ - يطفح بالأسانيد، ويعج بأسماء الرواة، وقد نال التصحيف والسقط العديد منها، ولهذا فقد انصبت جهودنا علي ضرورة تصحيحها معتمدين في ذلك علي ما تيسر بين أيدينا من امهات كتب الرجال المعروفة، وكان - والحق يقال - أمر لا يخلو من تعب وصعوبة، فعرفنا رواته، وترجمنا لرجاله ما كان الى ذلك من سبيل مع تكيد علي مشايخ المصنف الذين اعتمدهم في رواية هذا الكتاب. وأما نصوص الأحاديث فقد كان سعينا دؤوبا لاثبات نص سليم غير مضطرب، ولأن النسخة المعتمدة كانت واحدة، وبعض الأخبار انفرد بها ابن المنادي كما تقدم ذكره، فقد ألجأنا ذلك الى الاستعانة بما في الاصول الاخرى من اخبار مشابهة أو تؤدي معناها لاضافة كلمة أو كلمتين في المتن بين ( ) أو بيان مؤداها في الهامش. وقمنا بتخريج كل الآيات القرآنية الشريفة، وأما بالنسبة للأحاديث فقد ذكرنا في هامش معظمها أسماء الكتب التي نقلت الحديث من كتابنا هذا، أو أسماء المصادر التي ذكرت مثل الحديث أو نحوه. وقد أشفعنا كتابنا هذا بعدد من الفهارس الفنية لما لها من أثر فاعل في تمكين القارئ أو الباحث أو المحقق من الوصول الى بغيته بسهولة ويسر. وعلي العموم فقد أقمنا النصوص، وفسرنا غامضها، وأوضحنا غريبها، وترجمنا لرواتها، وشرحنا لأعلامها الجغرافية علي أمل أن يكون الكتاب بالمستوي المطلوب ليحتل مكانا مرموقا في مكتبتنا الاسلامية الزاهرة. وأخيرا وليس آخرا، فاننا ما زلنا ساعين للحصول علي نسخة اخرى للكتاب، وقد وعدنا الأصدقاء في ذلك خيرا، علي أمل تحقيقه ونشره ثانية، ثم اننا وبدون أدني ريب ننتظر من السادة العلماء، والمحققين، والباحثين الأفاضل بما نستفيد منه من وجهات نظرهم لرفد هذا الكتاب بها عند طبعه ثانية ان شاء الله. الهوامش: (1) الصف: 9. (2) روي عن ابن عباس أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ان الله فتح هذا الدين لعلي، واذا قتل فسد الدين، ولا يصلحه الا المهدي) ينابيع المودة: 445، مودة القربي: 98، عنها احقاق الحق: 260:13. (3) في بعض المصادر (الحسن). (4) في الصراط المستقيم: (الفيض). (5) في نسخة من الطرائف (الأنام) كما ذكره گلبرگ في كتابخانه ابن طاووس. (6) الظاهر أن لابن المنادي كثر من كتاب في موضوع الملاحم وفي الامام المهدي عليه السلام، وهذا الكتاب الذي يذكره ابن طاووس هو تلخيص لكتاب آخر، فتدبر. (7) راجع في ذلك البحار: 370:36، وج 105:51 و106، والذريعة: 59:18 رقم 665. (8) سيجد القارئ العزيز في هامش كل حديث التخريجات المتعلقة به. (9) العبارة باللغة الفارسية، وترجمتها: جزء من مكتبة الحقير الفقير. ****************** شكر وثناء ولا يفوتني هنا أن اقدم جزيل شكري، وعاطر ثنائي، ووافر امتناني لكل من شارك في اخراج هذا الكتاب وأخص بالذكر منهم: الاستاذ المحقق أباعلي، والأخوة الأماجد، الأخ الفاضل أباعمار التميمي، والأخ الكريم أبازمان الأنصاري. وقرة عيني ولدي العزيز الحافظ محمد علي العقيلي، جزاهم الله خير الجزاء، وجعلني واياهم جنودا أوفياء لخير من بقي من السادة النجباء، مهدي آل محمد أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، والحمد لله رب العالمين. عبدالكريم العقيلي قم المقدسة - جوار السيدة المعصومة فاطمة بنت موسي بن جعفر عليهم السلام غرة شوال المكرم 1418 ه. ق مقدمة المؤلف الحمد لله مداول الأيام بين أجيال نسيم الأنام، ومباوب(1) حدث السلطان في آنف أحايين الأزمان، من عقيب خالف بعد عقيب سالف؛ الذي وسم دار الغرور بالطعن والغير والفناء، ووسم دار الحبور بالعدن والجدة والبقاء، تنبيها لذوي الحجي عن الزهد في حطام الاولى، وشحذا لاولي النهي علي اقتناء موفور زاد التقوي الى الآخرة، فما يصبو الى عاجل رونق زخرف النافدة أديب، ولا يسمو الى آجل أنيق بهجة نعمة الباقية الا لبيب، علي أن هذه واصية(2) الادلال لمؤثريها، وتلك دائمة البخل لطالبيها. اذا خفضت هذه أبناءها المتسلين بواهي حبل غرورها من حال أعلي الى حال أدني، رفعت تلك أبناءها المتعلقين بوثيق حبال امها من ذروة قصوي الى رتبة عليا، فشتان ما بين الأولاد والامهات، وبعدا للرتبتين كما بين الأرض والسماوات، ولن يعذر معانق ام تذيقه المكروه من حوادثها تارة في المبدأ، وتارات مضاعفة في العقبي. قد اغريت بتشتيت الأهل والأقرباء، وطبعت علي التفريق بين الحياة والأحباء، بضروب من طوارق البلاء والغير والمحن، وفنون من حوادث الأسقام والملاحم والفتن، ففي كل سنة مرضة أو مرضتان، وفي كل عام فتنة أو فتنتان.ثم لا أعاين مجدا في المثاب، ولا مرعوبا من الكهول والشباب، كأن قلوبهم صخور قاسيات، وكأن أفئدتهم منخرقة بلا آذان واعيات. هذا وأنه دهر كل امرئ يومه المحدث، وعمره من الدنيا وقته المورث، ومسكنه منها وسع مضجع جثته، وقوته من مكلها مسد جوعته، وهو في سربه وعقر منزله وحشد أهله، كالوحيد المفرد الغريب، لأن كل منفوس موفد بالرحيل من الدنيا فهو علي ذلك في صفة الحذر المطلوب، ألا فاعتبروا يا اولي الأبصار، واذكروا يا اولي النفاسة والأخطار. أما بعد: حمك الله من درك الرين، وأورثك برحمته خير المحلين، فانه حركني لتأليف ملاحم الفتن، في اختلاف الكلمة، وافتراق الامة، ووثوب الأتباع علي الرؤساء، وظهور الزعارة(3) علي أهل التقوي والامناء؛ كتاب صدر الى بالأمس ظل يذكر فيه أن مخافتك من انزعاجك عن وطنك، واشتغالك بالفكرة في ارتياد وطن دائم المنعة من الوصول الى مهجتك ومالك وولدك، وجميع أسبابك، قد كان يحول بينك وبين الرضا والتسليم لمقدور الله العظيم. واني حاديك علي المواظبة فيما ذكرت كتابا يعزي الى دانيال عليه السلام، في تنافس (أهل)(4) الدنيا، وتنغيص العيش بحلول الملاحم والفتن، وانتقال سكان المدائن المنارية الى البوادي والأطراف سيما في وقتنا هذا من الزمن، وانك تسأل أن أرسم لك الصحيح من الآثار التي جاءت في الملاحم دون ما لم يصح منها، وهل اثر كتاب دانيال أم لا؟ وليكن ما أرسمه من ذلك علي نهاية البيان، فانك اليه تائق، وعليه من الاسفار معول، وأنت - أدام الله ارشادك - ممن لا يذهب عليه أن صحاح الأخبار في ذلك يسيرة، لأنها مقصورة علي ذكر الدجال، ودابة الأرض، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها، وأن الذي يقرب منها فبهذا النعت في القلة، وما كان كذلك فلا فائدة لك في ذكره. وانما يراد الآن جمع ما كان من أخبار الملاحم الآتية، وتلك فانما أتت بها طائفة خصوا بجمعها، فعنوا بأخذها من المعادن الخارجة عن معادن أهل الحديث كالأعمش، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، في آخرين لأن هؤلاء قصدوا الأخبار الأحكامية، ونزرا مما سواها، فشغلوا بها، وصار ما كتبوه من الملاحم كالفضل، ومن هذه العين كانوا ينكرون أسانيد كثرها. ولسنا علي ما تقدمنا بذكره تجديدا من ذكر الأسانيد الصوالح الواردة بكون الحوادث الغابرة سيما المنقول منها بلسان جماعة من الصحابة والتابعين. والمنقول عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وابن عباس، وحذيفة بن اليمان، وابن مسعود، وابن عمر، وأبي هريرة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وفضالة بن عبيد، في آخرين من الصحابة. ثم الذي ورد علينا من جهة وهب بن منبه، وعبيد بن عمير، وكعب الأحبار، وأبي العالية الرياحي، وأبي الحباب،(5) وأرطاة بن المنذر، ومحمد بن كعب، وكثير بن مرة، والضحك بن مزاحم، وابن سيرين، ومكحول، وخالد بن معدان، والحسن البصري في آخرين من التابعين. ونحن الآن آخذون في كتب ذلك علي ما وصفنا آنفا من التساهل في الأسانيد الصوالح دون الهوالك، وجاعلوه أبوابا، يدل بعض ما فيها من أخبار في المتون علي بعض، ونذكر أيضا فيه كون كتاب دانيال، فان له في القلوب مكانا، سيما أن فيه فصولا كثيرة تواطئ ما جاءت به أخبارا سنيدة وغير سنيدة، ونكتب ما تيسر كتبه من الأخبار الآتية بعد ذلك من الحوادث. ولنجعل أمام ذلك كله ما أتي به القرآن مما قد سلف من ذكر الحوادث، ثم نذكر ما سيأتي مستقبلا، وبالله جلت عظمته حسن المعونة، وادامة التأييد. سياق الماضي علي المنتظر من كان قبلنا وعيدا لهم وتنكيلا لنا أي تحذيرا لنا. يقال: نكل نكلة بفلان اذا صنع به صنيعا يحذر غيره اذا رآه. الحمد لله، ان أحق ما اعتبر ما نزل في القرآن الحكيم، وان أسبق شيء جري له في ذكر من ذلك قول الله تبارك وتعالي: (واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم ما لا تعلمون)(6) فكان من بني آدم الذي أخبرنا الله به في سورة المائدة من قوله: (واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك قال انما يتقبل الله من المتقين).(7) الي آخر القصة، مع آيات ذكر الله فيها اهلك من حقت عليه كلمة العذاب في الدنيا قبل عذاب الآخرة، قرنا بعد قرن، مذكورا ذلك جملا، فقال: (ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا)(8) الآيات. وقال (ألم تر كيف فعل ربك بعاد - ارم ذات العماد - الى قوله - ان ربك لبالمرصاد).(9) وقال (وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح)(10) الآيات. وقال (وما أرسلنا في قرية من نبي الا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء)(11) الآيات. وقال (وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بياتا أو هم قائلون)(12) الآيات. وقال (وقضينا الى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا - فاذا جاء وعد اولهما بعثنا عليكم عبادا لنا اولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا - ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددنكم بأموال وبنين وجعلنكم كثر نفيرا - ثم قال - فاذا جاء وعد الآخرة - يعني المرة الآخرة- ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا - عسي ربكم أن يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا).(13) يعني سجنا ومحبسا. 1:1- قال قتادة، فيما حدثنا أبوعيسي موسي بن هارون بن عمرو الطوسي،(14) قال: نبا الحسين(15) بن محمد المروذي، قال: نبا شيبان بن عبد الرحمن النحوي(16) عنه: بعث الله عليهم في المرة الاولى جالوت الجزري - وكان من أهل الجزيرة -(17) فسبي وقتل، وجاسوا خلال الديار كما قال، ثم رجع القوم الى دحر فيهم كثير. قال: (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددنكم بأموال وبنين وجعلنكم كثر نفيرا) قال: كثر عددا. قال: كان هذا في زمان داود عليه السلام (فاذا جاء وعد الآخرة) آخرالفسادين.(18) (ليسوءوا وجوهكم) قال: فبعث عليهم في المرة الآخرة بخت نصر البابلي المجوسي أبغض خلق الله اليه، فسبي وقتل وخرب بيت المقدس، وسامهم سوء العذاب. ثم قال: (عسي ربكم أن يرحمكم) فعاد الله بعائدته ورحمته.(19) ثم قال: (وان عدتم عدنا) قال: فعاد القوم بشر ما بحضرتهم، فبعث الله عليهم ما شاء أن يبعث من نقمته وعقوبته، ثم كان آخر ذلك أن بعث عليهم هذا الحي من العرب، فهم في عذاب منهم الى يوم القيامة.(20) وقد تركنا من ذكر الحوادث المذكورة في أيام نوح وموسي وعيسي وغيرهم ما لا يحتاج الى ذكره في هذا الباب، وفيما ذكرنا من ذلك ما يكفي؛ فلنذكر أيضا طرفا من الحوادث الآتية مكتوبا في هذا الفصل الذي قد انتهينا اليه، وبالله التوفيق. سياق المستأنف لنا وعدا وموعودا فمن ذلك قوله عز وجل: (قالوا يا ذاالقرنين ان يأجوج ومأجوج مفسدون)(21) الى آخر القصة. وقوله: (حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون).(22) وقوله: (واذا وقع القول عليهم - يقول: اذا وجب العذاب عليهم - أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم)(23) الآية. وقوله: (يوم يأتي بعض آيات ربك - يعني طلوع الشمس من مغربها - لا ينفع نفسا ايمانها)(24) الآية. وقوله: (حم - عسق)(25) قيل: ان العين لكل اجتماع، والقاف لكل فرقة، وفي ذلك خطب يأتي في أضعاف هذا الكتاب ان شاء الله تعالى.(26) وقوله: (أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون).(27) وقوله: (ولا يزالون مختلفين - الا من رحم ربك)(28) الآية. وقوله: (يوم تأتي السماء بدخان مبين).(29) 1:2- قال قتادة: كان ابن مسعود يقول: قد مضي الدخان، وكان سني كسني(30) يوسف عليه السلام(31) فأصاب الناس فيها جهد وجدب حتى كان الانسان يري كأنما بينه وبين السماء كهيئة الدخان - يعني من الغبار الذي تثيره الريح - فكان ذلك عذابا عذب الله به من خلقه.(32) 2:3- قال قتادة: وكان الحسن يقول: يهيج الدخان بالناس، فأما المؤمن فتأخذه كالزكمة، وأما الكافر فينفخه حتى يخرج من كل مسمع منه.(33) وقوله: (فقد كذبتم فسوف يكون لزاما).(34) 3:4- قيل: ان اللزام كان يوم بدر.(35) وقوله: (ولا يزالون مختلفين - الا من رحم ربك).(36) 4:5- قال قتادة: أما أهل رحمة الله فانهم أهل الجماعة(37) وان تفرقت جثثهم(38) وبدانهم، وأما أهل معصية الله تعالى فانهم أهل فرقة، وان اجتمعت جثثهم وأبدانهم. وأما قوله: (ولذلك خلقهم)(39) فانه يعني خلقهم للرحمة والعذاب.(40) وقوله: (وما نرسل بالآيات الا تخويفا).(41) 5:6- قال قتادة: ان الله تبارك وتعالي خوف الناس بما شاء من آياته لعلهم يهتدون(42) ويذكرون ويرجعون. وقال: وذكر لنا أن الكوفة رجفت علي عهد عبد الله بن مسعود، فقال: يا أيها الناس ان ربكم عز وجل يستعتبكم فاعتبوه.(43) وأما قوله: (والشجرة الملعونة في القرآن).(44) 6:7- فانها هي شجرة الزقوم خوف الله بها عباده.(45) وقوله: (ولنذيقنهم من العذاب الأدني دون العذاب الكبر).(46) 7:8- قال: العذاب الأدني ما حدث من مصائب الدنيا وأوجاعها، وأما العذاب الكبر فانه القيامة. قال قتادة: وحدث مجاهد، عن ابي (بن) كعب: ان العذاب الأدني يوم بدر، والعذاب الكبر يوم القيامة. قال قتادة: (لعلهم يرجعون)(47) لعلهم يتوبون.(48) قد تركنا كتب آيات كثيرة من هذا النوع كفعلنا في النوع الذي قبله، فبعض ذلك من الملاحم والفتن، وبعضه في مصائب الدنيا مما سوي ذلك. فلنكتب الآن في هذا الفصل الذي قد انتهينا اليه حديثا ينتهي الى جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام يتضمن تاريخ الملوك ويبين أن ذلك من علامة نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وانما ابتدأنا بكتبه لأنه جامع لما يحتاج اليه من علم ذلك، مفرقا في الأخبار السنيدة وغيرها، وليس يقدر فيها، وان الفت علي كثير مما في خبر جعفر بن محمد عليهما السلام المذكور قبل، فلذلك صدرناه أمام ما يأتي بعده، والله المسدد والموفق. سياق هذا الحديث المذكور آنفا 1:9- روي الحسن بن علي السلمي(49) فيما بلغني ذلك عنه، عن عمه محمد ابن حسان السلمي(50) أنه حدث قال: نبا محمد(51) بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين أنه قال: اخبرت أنه لما اجتمعت كلمة قريش وجميع العرب علي محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليبطلوا ما ارسل به الى الناس كافة، فلم يقدروا علي ذلك، وحرصوا علي ذلك قتله(52) بكل وجه، فحال بينهم وبينه ربه تبارك وتعالي، وقام من دونه(53) عمه أبوطالب، أتاه عند ذلك رجل(54) من عظمائهم، قد كان أتت عليه مائتا سنة وأربعون سنة، يقال له (فيهس)(55) فقالوا له: ان هذا الساحر قد ظهر فينا يزعم أنه نبي ورسول، وأن الملائكة تنزل عليه من السماء، وهو يكفرنا وايكم، فنحن نحب أن تأتيه فتحاجه بمسائل وأشياء لا يقدر عليها، فلعلنا أن نظفر بحجة فنستريح منه! فعند ذلك أتي محمد صلى الله عليه وآله وسلم (فيهس) ومعه رجلان من علماء خيبر، فقالوا له: يا محمد! جئنا في كلمات نسألك عنها حتى نتبعك، والا فقد علمنا أنك كذاب!! فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سلوني عما بدالكم، وعما شئتم، اخبركم به ان شاء الله تعالى. فقال فيهس عند ذلك: ان كنت كما تزعم نبيا ورسولا، فسل ربك أن يبعث اليك من التوراة التي أنزلها علي موسي بن عمران تبيان كلما سئلت عنه من أمر الدنيا والآخرة. الهوامش: (1) بوب الشي ء: صنفه وقسمه، وكأنه أراد بذلك أنه تعالي مداول الأيام بين الناس ومصنف الملوك واحدا بعد آخر. أو من باب الحد والغاية أي جعل له حدا في حكمه وملكه (القاموس المحيط). (2) وصي الشيء يصي اذا اتصل (لسان العرب: 321:15). (3) أهل الزعارة: العيارون الذين يترددون بلا عمل، ويخلون النفس وهواها. (4) أضفناها للزومها السياق. (5) في الأصل (الحبار). هو سعيد بن يسار المدين، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 93:5. (6) البقرة: 30. (7) المائدة: 27. (8) يونس: 13. (9) الفجر: 14 - 6. (10) الاسراء: 17. (11) الأعراف: 94. (12) الأعراف: 4. (13) الاسراء: 8 - 4. (14) ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد: 48:13 رقم 7015، وقال: سمع أبوالحسين ابن المنادي، وقرأ عليه. (15) في الأصل (الحسن)، ذكره الخطيب في الترجمة السابقة. (16) ترجم له في ميزان الاعتدال: 285:2 رقم 3758. (17) كذا، وجالوت كان من الأقباط، وكان ملك الكنعانيين، وملكه ما بين مصر وفلسطين، راجع الكامل لابن الأثير: 121:1. (18) في الدر المنثور (العقوبتين). (19) أخرجه السيوطي في الدر المنثور: 244:5، عن قتادة مفصلا. انظر تفسير الرازي: 127:20 (المسألة الاولى)، والتبيان: 448:6. (20) أخرجه السيوطي في الدر المنثور: 245:5 عن قتادة (نحوه)، وانظر تفسير الرازي المتقدم ص 128. أقول: ولم نعثر فيما تحت أيدينا من تفاسير علي نص هذا اللفظ، عن قتادة، والله أعلم. (21) الكهف: 94. (22) الأنبياء: 96. (23) النمل: 82، انظر صحيح مسلم: 2260:4. (24) الأنعام 158، انظر صحيح البخاري: 73:6، وصحيح مسلم: 137:1. (25) الشوري: 1، انظر التبيان: 141:9. (26) انظر ح 3 الآتي في سياق المأتي في فتنة بغداد. (27) التوبة: 126. (28) هود: 119 - 118. (29) الدخان: 10. (30) في الأصل (وكان سنين) وما في المتن من الدر المنثور. (31) اشارة الى دعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي قومه حيث قال: (اللهم سنينا كسني يوسف)، فأجدبت الأرض، وأصابت قريشا المجاعة. (32) أورده في الدر المنثور: 405:7 و406 عن ابن مسعود. انظر تفسير القرطبي: 131:16. (33) تفسير القرطبي: 130:16، والدر المنثور: 408:7. (34) الفرقان: 77. (35) وهو قول ابن مسعود وابي بن كعب وأبي مالك ومجاهد ومقاتل وقتادة وغيرهم، علي ما ذكره القرطبي في تفسيره: 86:13، والسيوطي في الدر المنثور: 287:6. (36) هود: 119 - 118. (37) سأل رجل أمير المؤمنين عليه السلام - بعد خطبة له بعد فراغه من حرب أهل الجمل - فقال: يا أمير المؤمنين من أهل الجماعة؟ ومن أهل الفرقة؟ فقال عليه السلام:.... أما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وان قلوا، وذلك الحق عن أمر الله وعن أمر رسوله، وأما أهل الفرقة فالمخالفون لي ولمن اتبعني وان كثروا. أخرجه في البحار: 257:32 ح 199. (38) في الدر المنثور (ديارهم). (39) هود: 119. (40) أورده في الدر المنثور: 492:4 عن قتادة، وفي آخره هكذا (وان اجتمعت أبدانهم (ولذلك خلقهم) للرحمة والعبادة، ولم يخلقهم للاختلاف). راجع مجمع البيان: 350:5، وتفسير القرطبي 9: 115 - 114. (41) الاسراء: 59. (42) في الدر المنثور (يعتبون) وفيه بعدها (أو) بدل (و). (43) أورده في الدر المنثور: 308:5 عن ابن جرير، عن قتادة مثله. (44) الاسراء: 60. (45) راجع مجمع البيان: 266:6 عن ابن عباس والحسن، وتفسير الرازي: 189:20، وتفسير البيضاوي: 453:2. (46) السجدة: 21. (47) السجدة: 21. (48) راجع مجمع البيان: 110:8، والدر المنثور: 554:6، وتفسير القرطبي: 107:14. (49) ترجم له في لسان الميزان: 291:2. (50) ترجم له في الجرح والتعديل: 238:7 رقم 1307. (51) كذا، وتقدم عن ابن المنادي قوله: (حديثا ينتهي الى جعفر بن محمد...)، فالظاهر أن (محمد بن) هو من اضافات النساخ، أو لعله سقط من آخر السند قوله: (عن أبيه الصادق عليه السلام). (52) كذا، وصوابه علي الظاهر (لذلك علي قتله) أو (وحرصوا علي قتله). (53) كذا، وصوابه علي الظاهر (دونهم). (54) كذا، وصوابه علي الظاهر (أتوا عند ذلك رجلا) والضمير يعود الى قريش. (55) ذكره الشيخ في الفهرس: 126 رقم 561. ****************** فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: سلوني عما شئتم من ذلك اخبركم به ان شاء الله تعالى. قال فيهس: أخبرنا ما أول ما ابتدأ به ربنا تبارك وتعالي وتقدس من خلق الدنيا قبل أن يخلق فيها سماء أو أرضا أو عرشا، ما هو؟ وأي شيء كان؟ وما الذي كان في كل حين من ذلك؟ وما الذي كان يسبح له من خلقه من كل ما خلق؟ وأخبرنا كم سنة كانت الدنيا من قبل آدم؟ وكم تكون الدنيا منذ أهبط الله اليها آدم الى آخرها؟ وكم من ولد آدم أماتهم الله، ثم أحياهم، فكلوا من ملك الدنيا؟ وكم سنة لبثوا فيها من بعد موتهم الى أن قبضهم الله منها؟ وأخبرنا كم نبي ورسول بعثهم الله مؤمنين الى هذه الدنيا بعد موتهم، ثم لم يموتوا الى يوم الحساب الكبر، فيقومون عن يمين العرش في ظله يوم لا ظل الا ظله، ليباهي بهم الرب تبارك وتعالي الملائكة والناس من الأنبياء والرسل وغيرهم منهم؟ وأخبرنا كم سنة يملكون الأرض؟ ومتى يكون ذلك؟ وأخبرنا كم بين نفخ الصور اذا نفخ فيه فيصعق من في السماوات ومن في الأرض الا من شاء الله، وبين النفخة الثانية؟ وكم يكون بين النفخة الثانية الى النفخة الثالثة؟ ومن هؤلاء الذين يصعقون مع الخلائق؟(1) وأخبرنا كم سنة ملك الكفار والمشركون؟ وكم ملك فيما مضي من المؤمنين؟ وصفهم لنا بأعمالهم، وسمهم لنا بأسمائهم، فانك اذا فعلت ذلك علمنا أنك نبي ورسول، وأنك الذي نجده عندنا في الكتاب الذي أنزل الله علي موسي عليه السلام، فعند ذلك لن نبرح حتى نؤمن بالله، وبك، وبما أنزله عليك. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا فيهس! أجلني فيما سألتني عنه ثلاثة أيام، فاني انما أنطق بما يوحي الى ربي، وهذا الذي سألتني عنه لا يعلمه الا الذي بعثني برسالته، فاذا أتاني به رسول من الله تبارك وتعالي أخبرتك به ان شاء الله تعالى. فعند ذلك لبث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيام قائما متضرعا الى ربه عز وجل، فاحتبس عنه جبرئيل، فشق ذلك عليه، فلما كان في اليوم الثالث نزل عليه جبرئيل عليه السلام فأخبره أن رجلين من كندة، قد أصابوا في جبل لهم يقال له (بربر) بعض ألواح موسي، وقد بعثهما ربهما ليدفعا اليك الألواح، وفيهما نسخة ما سألوك عنه. فأمره جبرئيل عند ذلك أن أن يضعها تحت رأسه ليلته، فاذا هو أصبح أن يدفعها الى علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، ليقرأها علي (فيهس) وأصحابه، فاذا الألواح كتاب عربي مبين. قال: فعند ذلك كبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأعلي صوته، وكبر جميع المسلمين، وأخبر هم بما أخبره به جبرئيل عليه السلام، فلم يبرحوا حتى قدم عليه الرجلان الكنديان، يقال لأحدهما (عبد يغوث) وأخ له معه، فسلما عليه، وأخبراه أنهما قد وجدا تلك في جبل لهم، فأخذها منهما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوضعها تحت رأسه ليلته، فلما أصبح دفعها الى علي بن أبي طالب عليه السلام واذا نسختها كتاب عربي مبين، فاذا في الألواح مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم هو أول الاولىن وآخر الآخرين، ذلك الله تبارك وتعالي وتقدس، خلق قبل كل شيء القلم، فكتب مقادير كل شيء خلقه، ثم خلق العرش فاستوي فوقه، ثم خلق الهواء والظلمات (في) سبعة آلاف سنة، ولم يكن فيها نور الا نور ربنا عز وجل، ثم خلق فيها ملائكة بلا أجنحة، ثم بقي بعد ذلك ربنا بلا شمس ولا قمر سبعة آلاف سنة، واحتجب بنوره عن الملائكة المقدسين؛ ثم خلق بعد ذلك الكرسي عرشه علي الماء، والملائكة يسبحون بحمده، ويرعدون من خيفته، فعند ذلك أمر البحرين فاصطكا: بحر كذا، وبحر اللجي، فلم يزل اصطككهما حتى خرج من بينهما زبد، فلم يزل بذلك حتى خرج من ذلك الزبد نار، فأوحي الله عز وجل عند ذلك الى النار، فأحرقت الزبد، فصيره أرضا، وارتفع من تلك النار دخان، فسماها سماء، فكان مقدار خلقهن ستة أيام، فقال لهما: ائتيا طوعا أو كرها، قالتا: أتينا طائعين، فقضاهن عند ذلك سبع سماوات وسبع أرضين.(2) ثم استوي فوق السماء، وأوحي في كل سماء أمرها، ثم خلق في كل سماء ملائكة يسبحون بالبركات، فقد ربنا عز وجل لكل ملائكة من ذلك التسبيح بقدر ما يشاء، لأنه حين خلقهم الله تبارك وتعالي وتقدس فضل بعضهم علي بعض بذلك التسبيح، ورفع بعضهم فوق بعض درجات، وذلك قوله في ما انزل في كتابه: (وأوحي في كل سماء أمرها)(3) وبارك فيها، وقدر فيها أقواتها قبل أن يخلق آدم عليه السلام. وكان فيها امم كثيرة من الجن وغيرهم يعبدونه في الأرض، فعند ذلك بعث لجميع تلك الامم (ابليس) قاضيا يقضي بين تلك الامم بحكمة الله، فلم يزل ابليس يحكم بين تلك الامم بحكمه، ولا يزول عن حكومة الله شيئا ليلا ولا نهارا، فلبث بذلك ألف سنة، فلذلك سمي حكما، فأوحي اليه باسمه. قال:(4) لما اوحي اليه باسمه، ولم يكن يعرف من الخلق غيره، دخله عند ذلك الكبر، فاستعظم وتكبر، فعند ذلك عتا عن أمر ربه، فطغي، وطغي أهل مملكته، فألقي بينهم العدواة والبغضاء، فاقتتلوا عند ذلك في الأرض ألف سنة، حتى أن خيلهم لتخوض في دمائهم، وذلك قوله فيما أنزل من كتابه: (أفعيينا بالخلق الأول بل هم في لبس من خلق جديد)(5) وذلك قول الملائكة لربهم فسخط عليهم (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال اني أعلم ما لا تعلمون)(6) فعند ذلك بعث الله تبارك وتعالي نارا من النار الموقدة، فعذبهم بها في الأرض. قال: فلما رأي الخبيث ما نزل بقومه من العذاب عرج عند ذلك الى السماء، فأقام عند الملائكة، فجعل يعبد الله عبادة مجتهد لم يعبده شيء من خلقه مثل تلك العبادة. قال: فلم يزل يعبده (في) السماء ألف سنة، وكان ربنا أعلم به من جميع خلقه، فلم يزل مجتهدا في العبادة حتى خلق ربنا آدم، فأمر الملائكة أن يسجدوا لآدم، فسجدوا أجمعون غيره، فتكبر واستعظم أن يطيع أو يسجد كما سجدت الملائكة، فقال: (ما منعك أن تسجد لبشر خلقته بيدي)؟ فقال: أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين(7) وعبدتك أربعة آلاف سنة، تأمرني أن أسجد لبشر خلقته من حمأ مسنون؟! قال: عبدي لست أقبل منك شيئا من عبادتك الا بالطاعة لعبدي هذا والسجود له. قال: رب اعفني من هذا، وأنا اضعف لك العبادة. قال: اني لست أقبل منك شيئا من عبادتك الا بالطاعة لعبدي هذا والسجود له. فعند ذلك أبي أن يفعل لشقوته التي غلبت عليه، فلما (أبي) أن يفعل أمره بالخروج منها، وأمر الملائكة أن ترجمه، فعند ذلك سمي (الرجيم). وذلك قول الله تعالى في كتابه: (فاخرج منها فانك رجيم - وان عليك اللعنة الى يوم الدين - قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون - قال فانك من المنظرين - الى يوم الوقت المعلوم).(8) قال: فأما ما سألوا عنه من تسمية الأرض، وعدد ما ملك كل واحد من السنين والأزمنة، وما أحدث كل واحد منهم من الصناعات في ملكه؛ فان الله عز وجل لما خلق آدم وأخرجه من الفردوس، كتب له عنده في العلم السابق ألف سنة، فلما هبط من السماء، واخرج من الفردوس، هبط علي جبل بأرض الهند، كان أعلاه قريبا من السماء، وكان آدم عليه السلام يسمع كلام ملائكة السماء الدنيا، ويجد ريح الفردوس، فلبث بذلك حينا، فاشتد جوعه، فشكي الى الأرض، فقال: يا أرض، أطعميني، فأنا آدم صفي الله. فأوحي الله تبارك وتعالي الى الأرض: (أجيبي عبدي). فقالت: يا آدم لسنا نطعم اليوم من عصي الله. فبكي آدم عليه السلام أربعين صباحا علي ساحل البحر، تقطر دموعه في البحر، فيزعمون أن الصدفة كانت ترتفع فوق الماء، فاذا قطرت دموع آدم في الصدفة، اغتمست في الماء، فيقولون: ان الدر من دموع آدم، ونبت الزعفران من دموع آدم،(9) ونبت اللبان من دموع داود عليه السلام. فلما اشتد جوعه، رفع رأسه الى السماء فقال: يا سماء أطعميني فأنا آدم صفي الله. فأوحي الله تبارك وتعالي الى السماء: (أن أجيبي عبدي). فقالت: يا آدم لسنا نطعم اليوم من عصي الله تبارك وتعالي. فبكي آدم أربعين صباحا، فلما اشتد جوعه رفع رأسه الى السماء، فقال: أسألك يا رب بحق النبي الامي الذي تريد أن تخرجه من صلبي الا تبت علي وأطعمتني. فاوحي اليه: يا آدم، ومن أين عرفت النبي الامي ولم أخلقه بعد؟ فقال آدم: اني رأيت علي الفردوس مكتوب: (لا اله الا الله محمد رسول الله)، فعلمت(10) أن ذلك من صلبي، فبحق ذلك النبي الا أطعمتني. فأوحي الله تعالى الى جبرئيل: (اهبط الى عبدي). فهبط عليه جبرئيل، ومعه تسع حبات من حنطة، فوضعها علي يدي آدم. قال: فكان وزن الحبة منها ألفا وثمانمائة درهم.(11) قال آدم: يا جبرئيل، ما هذا؟ فقال جبرئيل: يا آدم، هذا أخرجك من الجنة. قال: فما أصنع به؟ قال: ابذره في الأرض. ففعل، فأنبته الله من ساعته، فحدثت سنة في ولده: البذر في الأرض. ثم أمر بحصاده، فجعل يأخذ القبضة بعد القبضة؛ ثم أمره بجمعه وفركه بيده، فلذلك ولده يفركون بأيديهم؛ ثم أمره بتذريته في الريح، فلذلك صارت الحنطة تذري في الريح؛ ثم أمره بحجرين، فوضع أحدهما علي الآخر فدقه، فلذلك وضعت الرحا اليوم؛ ثم أمره بعجنه، فلذلك صار ولده يعجنون الدقيق اليوم؛ ثم أمره أن يختبزه ملة،(12) فجمع له جبرئيل الحجر والحديد فقدحه، فخرجت النار، فلذلك ولده يقدحون النار اليوم، فهم أول من اختبز الملة؛ ثم أمره أن يكله، فعند ذلك قال لجبرئيل: لا اريد! فقال له جبرئيل عليه السلام: شكوت الى ربك الجوع، فلما أطعمك قلت: لا اريد؟! قال: لأني قد اعييت مما عالجت. فقال له جبرئيل: هذا عملك، وعمل ذريتك الى أن تقوم الساعة. فبكي آدم أربعين صباحا حتى نبتت لحيته من الهم والحزن علي الجنة. فلما كل وجد في بطنه ثقلا ووجعا، ولم يكن له قبل ذلك مخاط ولا بزاق، فشكي الى جبرئيل؛ فقال جبرئيل: تنح. فتنحي، فبعر مثل بعر الشاة، ووجد له ريحا شديدا، فشكي ذلك الى جبرئيل؛ فقال له جبرئيل: أتدري ما ذلك؟ قال: لا. فقال له جبرئيل عليه السلام: ان الله تبارك وتعالي حين خلقك من طين أجوف، فجاء ابليس فضرب علي بطنك، فسمع له دويا كدوي الخالية، فقال للملائكة: لا يهمنكم ان يكن ملكا، فهو منكم، وان يكن من غيركم فأنا كفيكموه. وذلك قول الله عز وجل في كتابه (ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين)(13) فكان ممن اتبعه هاروت وماروت. ثم دخل في جوفك، فخرج من دبرك، فكلما أصاب الطعام شيئا من ذلك البين تغير، لأن ابليس لعنه الله كان في بطنك،(14) ولم يكن آدم يعرف قبل ذلك بزاقا ولا مخاطا، ولا شيئا من الأذي حتى كل الطعام. فلما لبث آدم عليه السلام في الأرض مائتي سنة، وولد (عوج بن عنق) من بنت آدم، وهو الذي كان ولد في دار آدم، وقتله موسي من بعد آدم، فعاش في الأرض ثلاثة آلاف سنة. فلما استكمل أيامه أوحي الله اليه أن (يا آدم قد استكملت أيامك، فانظر الاسم الكبر، وميراث علم النبوة، فادفعه الى ابنك شيث، فاني لم كن أترك (الأرض) الا وفيها عالم يدل علي طاعتي، وينهي عن معصيتي). فدفع آدم الوصية الى ابنه (شيث). ثم ملك (طهمورت) الأرض من بعد آدم،(15) وهو من ولد قابيل، فملك مائتي سنة وثلاثين سنة، ووضع في زمانه لباس الشعر والصوف، واتخذ لنفسه الفرش، والدواب ليركبها الناس، واتخذ الأنعام والطير من الدجاج وأشباه ذلك، فلذلك يتخذها الناس في منازلهم سنة ومثلا. وولي أمر الله يومئذ في الامم (شيث) وهو هبة الله بن آدم، فكان يستر علم الله وعلم آدم مخافة من قابيل، وقد كان هبة الله بن آدم قد زاده الله ربنا علي علمه خمسين صحيفة، وكانت صحيفته، كلها عظات وأمثال، فشرفه الله ربنا بذلك. فلم يزل هبة الله يدبر أمر الله ومن تبعه من المؤمنين، يأمرهم بحلال ما استودع، وينهاهم عن حرامه حتى اذا أراد ربنا أن يقبضه اليه، أوحي الله اليه عند ذلك أن (استودع علم الله أنوش) ففعل. ثم ملك (بيدرست) فملك ألف سنة، وكان من ملكه ملك فارس، وكان قد وقع اليه كلام من كلام آدم عليه السلام فاتخذوه في ذلك الزمان سحرا، وكان (بيدرست) يعمل بذلك الكلام، فكان اذا أراد شيئا من جميع مملكته أو أعجبته امرأة أو دابة، نفخ بقصبة كانت له من ذهب، فكان يجي ء اليه كل شيء يريده - ومن ثم اليهود ينفخون بالبوق - وكان علي منكبيه شيطانان كأن قد خلقا من جسده، أحدهما يسمي (جشم) والآخر يسمي (شادنون)(16) وكان اذا أراد أن يطعم الطعام بدأ بهما فأشبعهما، ثم كل هو، وكل من كان معه شيطانان. ثم ملك من بعده (منوشهر)(17) فملك مائة سنة، فهو الذي كان كري الفرات الأعظم،(18) وكري الأرخرون - وهو نهر السهلة، يقال له: شط - وهو أول من كثر من الزرع، وغرس الثمار في مملكته، واتخذ الأساورة، واتخذ الناس في زمانه القسي والنشاب، وكان في ذلك الزمان صلاح وأمن، ولين عيش. ثم ملك من بعده (زهريا بن طهامستان)(19) ملك مائتي سنة وتسعا وسبعين، وهو الذي كان شق جيمع الأنهار في الأرضين، وكثرت المياه والخصب في زمانه والسارحات وغير ذلك، وأتي بالرمان والرياحين من الجبال، فغرسها في البساتين، فاتخذوها من بعده في بساتينهم، وهو الذي صار مع (عوج)(20) علي الأنبياء حتى قتلهم، فقتل ثلاثمائة نبي وأربعة عشر نبيا من أنبياء الله عليهم السلام. ثم ملك بعد (زهريا بن طهامستان) وهو(21) نمرود، وجميع الفراعنة من أهل مملكته. فملك نمرود مشارق الأرض ومغاربها،(22) وهو صاحب النسور والتابوت،(23) حتى اذا عمد أن يصعد بالتابوت الى السماء صرعه، وضرب الله مثله في كتابه فقال: (ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون).(24) (وان كان مكرهم لتزول منه الجبال).(25) وفي ذلك الزمان كان قوم عاد وبقية ثمود. ثم ملك (كيقاوس)(26) ملك مائة سنة وخمسين سنة، وبني مدينة فسماها (قيقدور)(27) وهو الذي كانت الشياطين معه قبل (سليمان بن داود) فأمر الشياطين عند ذلك، فبنوا له تلك المدينة، وطولها ثمانمائة فرسخ، وضربوا عليها سورا من فضة، وسورا من صفر،(28) وسورا من شبه، وسورا من نحاس، وسورا من ذهب، وكانت الشياطين تنقلها بين السماء والأرض في كل شهر من بلاد الى بلاد بأسورتها، وكل ما فيها من الناس والدواب والخزائن والأموال. وكان (كيقاوس) يكل ويشرب ولا يحدث سنة، حتى بعث ربنا تبارك وتعالي الى تلك المدينة (كيحشا) فأخربها، وأمر الشياطين أن تمنعه، فلم يستطيعوا دخولها.(29) فلما رأي (كيقاوس) أن الشياطين لا تستطيع أن تدفع عن تلك المدينة وعما فيها، سقط في يديه، فعند ذلك أمر ربنا تبارك وتعالي أن يضع يده في قتلهم وقتل رؤساء الشياطين، وأسر الأعداء، فهدأت البلاد، وأمن الناس، وقتل ناسا كثيرا، ولم يكن أحد يقاتله الا ظهر عليه، حتى اذا بلغ أن قال: اريد أن أصعد الى السماء.(30) وهو(31) فرعون ذو الأوتاد، ويقال له (الوليد بن مصعب) الذي كان الله بعث اليه (موسي بن عمران) (وهارون) عليهما السلام وهو المذكور في كتاب الله تعالى عند قوله: (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب - أسباب السموات فأطلع الى اله موسي وأني لأظنه كاذبا)(32) الى آخر الآية، وملك أربعمائة سنة. ثم ملك (كيخسرو) فملك خمسين سنة، وقتل أنبياء الله من بني اسرائيل، قتل منهم ستة وعشرين ألف نبي، وجمع الأموال في مدينة (قيقدور) وكان له في ذلك الزمان شيطان يقال له (جندب) يكون معه. ثم ملك (لهراسب) فملك عشرين ومائة سنة، وفي ثمان وثمانين سنة من ملكه رجعت بنواسرائيل الى بيت المقدس. ثم ملك (بشتاسب) فملك مائة سنة وعشرين سنة، وفي أربع وثلاثين سنة من ملكه درست (الهرابذة).(33) وفي مائة وست وستين من ملكه بني مدينة سماها (فسا)(34) وهو الذي كان قهر شيطان اليهود. ثم ملك (اردشير بهمن بن بابك) فملك مائة سنة واثني عشر سنة، وهو الذي قتل رستم وأباه دستان، وأخاه أزواره، وابنه فرامرز ولم يدع من آل رستم أحدا الا أخذه، وفي خمسين سنة من ملكه بني مدينة في أرض فارس، وسماها (اصطخر) وسيكون فيها ملحمة عظيمة في آخر الزمان. ثم ملكت المرأة البغية وهي (خماني شهرزاد) فملكت ثلاثين سنة، وكان في ملكها صلاح أمر الناس، وتخفيف الخراج عنهم، وأمنت الرعية في زمانها، ولم يكن يقاتلها أحد الا ظهرت عليه، وكانت امرأة بغية، وكانت لها جارية، تدخل عليها كل ليلة رجلا شابا من أشب ما يكون بقدر من الرجال وأجمله، فيأتيها في ليلة، فاذا هو أصبح أمرت به فقتل كي لا يشيع عنها ذلك، فلو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما أعطي ملكها امرأة بغية. ثم ملك (دار بن شهردار)(35) فملك اثني عشر سنة، وهو أول من وضع سكك البريد، واتخذ لنفسه الأموال والخزائن، واصطنع القطائع. ثم ملك (دارا بن دارا)(36) وكان مؤمنا، فلم يزل يدبر علم الله ونوره، وتفضيل حكمته حتى توفي، ملك أربعة عشر سنة، وفي سنة من ملكه بني مدينة يقال لها (دارانوا).(37) ثم ملك (الاسكندروس) فملك أربعة عشر سنة، وهو الذي قتل (دارا بن دارا) وهو الذي هدم الطواغيب - وهي بيوت النيران - وقتل (الهرابذة) ومن كان في زمانه، وكان الناس في زمانه يتعاطون الحق فيما بينهم، فلم يزل ملكه أربع عشر، وكان هو وأصحابه يعبدون الحجارة، فلما أن مات حملوه في تابوت من ذهب الى أرضه في بلاد الروم، و(في) سنتين من ملكه، بني مدينة باصفهان وسماها (جي). ثم ملك (أشك بن أشجان)(38) فملك مائتي سنة وستين سنة،(39) وأخذ كل قوم بناحيتهم، وفي واحد وخمسين سنة من سني الكبش، بعث الله نبيه ورسوله عيسي بن مريم عليه السلام. الهوامش: (1) زاد بعدها في الأصل (من هم). (2) كما في قوله تعالي في سورة فصلت: 11 و12. (3) فصلت: 12. الظاهر أن قوله (وذلك قوله فيما أنزل في...) الى آخر العبارة هو بيان من المعصوم عليه السلام. وكذا فيما يأتي. (4) القائل ظاهرا هو المعصوم عليه السلام. وكذا بعدها. (5) سورة ق: 15. (6) البقرة: 30. (7) كما في قوله تعالي في سورة الأعراف: 12. (8) الحجر: 38 - 34. (9) كذا، ولعله نوح أو يعقوب. (10) وذلك مما علمه الله جل جلاله في قوله تعالي: (وعلم آدم الأسماء). (11) زاد في الأصل (في كل حبة) ولعلها من اضافات النساخ. (12) الملة: الرماد الحار والجمر... يقال: مللت الخبزة في الملة ملا وأمللتها اذا عملتها في الملة... ويقال: هذه خبز ملة. (لسان العرب: 187:13). (13) سبأ: 20. (14) كذا أثبتناها، وفي الأصل هكذا (من ذلك البين لأن ممن ابليس لعنه الله كان بطنك فتغير من ذلك). أقول: روي الصدوق في علل الشرائع ص 275 ح 2 باسناده الى عبدالعظيم الحسني قال: كتبت الى أبي جعفر محمد بن علي بن موسي عليهم السلام أسأله عن علة الغائط ونتنه، قال: ان الله عز وجل خلق آدم عليه السلام وكان جسده طيبا، وبقي أربعين سنة ملقي تمر به الملائكة، فتقول: لأمر ما خلقت. وكان ابليس يدخل من فيه ويخرج من دبره، فلذلك صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا غير طيب. (15) كذا، والمذكور في كتب التاريخ أن أنوش بن شيث حكم بعد والده والظاهر أنه حصل تقديم وتأخير فيما يأتي من حوادث التاريخ في حديثنا هذا. راجع تاريخ الطبري: 110:1، الكامل لابن الأثير: 31:1، ومروج الذهب: 49:1. (16) في الأصل تقديم وتأخير. (17) في كتب التاريخ (منوچهر) وتجدر الاشارة الى أن أغلب أسماء الملوك الآتية قد اختلف في ضبطها باعتبارها أعجمية أو غريبة، والله العالم. (18) قال الطبري في تاريخه: 267:1 عن هشام بن محمد، وقيل: انه - أي منوشهر- هو الذي كري الفرات الكبر، وأمر الناس بحراثة الأرض وعمارتها، وزاد في مهنة المقاتلة الرمي... (19) كذا، راجع في ذلك تاريخ الطبري: 322 - 319:1. (20) قال ابن الأثر في تاريخه: 110:1،... فلقيهم رجل من الجبارين يقال له (عوج)....و قيل: عاش عوج ثلاثة آلاف سنة. (21) كذا، والظاهر أن في النص سقطا. (22) قال الطبري في تاريخه: 204:1، وهذا قول يدفعه أهل العلم بسير الملوك وأخبار الماضين.... (23) روي الطبري في تاريخه: 203:1، باسناده الى سعيد بن جبير، قال: نمرود صاحب النسور، أمر بتابوت فجعل، وجعل معه رجلا، ثم أمر بالنسور فاحتملته، فلما صعد... (24) النمل: 50. (25) ابراهيم: 46. (26) كذا في كتب التاريخ وقد يقال له (كيكاووس). وفي الأصل (فيثاقوس) وكذا فيما يأتي. راجع تاريخ الطبري: 357:1، والكامل لابن الأثير: 137:1. (27) في الأصل (فيفدون) تصحيف للمتن، وقد يقال لها (كيكدر). راجع المصدرين السابقين. (28) في الأصل (صخر). (29) كذا، وفي تاريخ الطبري: 359:1، هكذا: بعث الى المدينة التي بناها كذلك من يخربها، فأمر كيقاوس شياطينه بمنع من قصد لتخريبها، فلم يقدروا علي ذلك. (30) راجع قصة كيقاوس بتفاصيلها حتى صعوده الى السماء في تاريخ الطبري: 361 - 357:1، والكامل لابن الأثير: 138 - 137:1. (31) كذا، وفيه سقط بين، راجع المصدرين السابقين. (32) غافر: 36 و37. (33) في الأصل (الهبابرة) راجع في ذلك تاريخ الطبري: 400:1. (34) في الأصل (قنا). (35) كذا، والظاهر (بن بهمن) علي ما ذكره الطبري في تاريخه: 408:1. (36) في الأصل (دانيل بن أبي شايع) تصحيف بقرينة ما يأتي. وتجدر الاشارة الى أنه في كتب التاريخ لم يوصف بالمؤمن، فلا حظ. (37) في الأصل (دارابجرد) تصحيف، فالمذكور في كتب التاريخ أن (دارابجرد) بناها دارا بن بهمن. وأما دارا بن دارا فقد بني مدينة (دارانوا) وهي التي تسمي اليوم دارا، وأنه عمرها... علي ما ذكره الطبري في تاريخه: 409:1. (38) في الأصل (أشح بن شحيان). (39) كذا، ذكر الطبري في تاريخه: 415:1 عند ذكره للملوك الأشغانين أنهم ملكوا مائتي سنة وستا وستين سنة. ****************** ثم ملك (أردشير بن بابك شاه)(1) فملك أربعة عشر سنة وعشرة أشهر، وقتل (أرجوا فشاه)(2) وقتل سبعين رأسا منهم، وبني لنفسه مدينة، وبني لقومه مدائن، فمنها: (أردشير خرة) و(هرمز أردشير) و(رام أردشير) و(دهشت أردشير). ثم ملك بعده (سابور بن أردشير) فملك ثلاثين سنة، وبني ثلاث مدائن، وسماهن: (شاهشاه ومرد وبردشابور) وفي ثلاث عشرة من ملكه جاهد الزنادقة. ثم ملك (بخت نصر)(3) فملك سبعة وثمانين سنة، وفي ثلاث عشرة سنة من ملكه سلط علي بيت المقدس، فقتل اليهود، وقتل منهم سبعين ألف رجل، وقاتل علي دين (يحيي بن زكريا) وأخرب بيت المقدس، وفر من بقي من اليهود فرقا منه في البلدان. ثم ملك (هرمز بن بخت نصر)(4) وكان كافرا خبيثا، فملك عشر سنين وعشرين يوما، وكان رجلا قد اعطي قوة في بدنه، ووقي من الآفات، وكان طاغية لعينا، وهو الذي أمر (بدانيال) فالقي في الجب هو وشيعته المؤمنون، وعذبهم بكل نوع من العذاب.(5) ثم ان الله تعالى خلصهم وأدخلهم جنته، وضرب مثلهم في كتابه فقال: (قتل أصحاب الاخدود - النار ذات الوقود - اذ هم عليها قعود - وهم علي ما يفعلون بالمؤمنين شهود - وما نقموا منهم الا أن يؤمنوا بالله)(6) الآيات. ثم ملك (بهرام بن هرمز) فملك ثلاثا وستين(7) سنة وثلاثة أشهر وأربعة أيام، فكان زمانه لينا من العيش، وعمرت الأرض والبلاد، واستصلح شرار الناس، وكان علم الله يومئذ (و) نوره عند ورثة (مليخا) يرثه المؤمنون منهم. ثم ملك (نرسي بن بهرام) فملك سبع سنين، وفي زمانه انقطعت الرسل، وكانت الفترة. ثم ملك (يزدجرد(8) بن سابور) فملك احدي وعشرين سنة وخمسة أشهر وسبعة وعشرين يوما. ثم ملك (بهرام جور) فملك ستا وعشرين سنة وستة أشهر وثمانية وعشرين يوما.ثم ملك (يزدجرد بن بهرام) فملك ستة عشر سنة وثمانية أشهر وعشرين يوما. ثم ملك (فيروز(9) بن يزدجرد) فملك سبعا وعشرين سنة، وبني مدينتين أحدهما بأرض كسكر، وسماها (باذان).(10) ثم ملك (قباد بن فيروز) فملك خمسا وأربعين سنة، وبني مدينة وسماها (حلوان) لأنها حلت في صدره، وبني مدينة اخرى في ارض باجرمي(11) وسماها (حيانسون). ثم ملك (كسري بن قباد) فملك ستا وأربعين سنة وثمانية أشهر، وبني مدينة فسماها (بابجردحر) وهي (المدائن) وهو الذي حفر العسق(12) لئلا يدخل العرب الى شيء من أرض العراق، وهو أول من وضع الجواز، وذلك أنه كان قد بلغه عن أهل الكتاب أنهم قالوا ان العرب يريدون أن يهلكوا الأرض. ثم ملك (هرمز بن كسري) فملك اثنتي عشرة سنة، وولي أمر الله يومئذ في الأرض (بحيرا الراهب). ثم ملك (شيرويه بن كسري) فملك ثمانية أشهر. ثم ملكت (بنت كسري) سنة وأربعة أشهر.(13) ثم ملك (يزدجرد) فملك أربعة وستين سنة حتى(14) اذا طالت الفتن، وانقطع الوحي، وظهر الكفر في الأرض، استحقوا النقمة من الله تبارك وتعالي حين درس الدين، ونسيت الصلاة، وكثر السراق والفساد، وصار الناس في حيرة وظلمة، وأديان مختلفة مشتبهة، وسبل ملبسة، فأباد تلك القرون، وأهم ليظهر دينه ولو كره المشركون؛.(15) فعند ذلك قال (فيهس): يا محمد أشهد أنك رسول الله صلى الله عليك، وأشهد علي ما في هذا الكتاب، انا نجده عندنا فيما أنزل الله علي موسي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنك جئت به من عند الله، وأنك الذي نجد اسمه في التوراة، ولسنا نبرح من عندك حتى نؤمن بالله، وبك، وبكل ما أنزله عليك ربك. فلم يبرحوا حتى أسلموا، وقالوا: الحمد لله الذي لم يمتنا من الدنيا حتى رزقنا الايمان بك.(16) وانما كتبنا هذا الحديث لأن فيه ذكر الممالك السالفة، لأن كل واحد منهم كان في زمنه من يضاده ويحاربه، وكانت الأنبياء والرسل فيما بين ذلك يجري بينهما وبين الكفار والمشركين ما لو ذكرناه لطال، فلما لم نر لذكر ذلك وجها أتينا بما جاء في هذا الخبر علي علم بأن الملاحم والفتن كانت بين كل طائفة من الكفار جارية غير منقطعة، وأن الرسل والأنبياء واممهم كانوا في جهد جهيد، ومقاساة غليظة من مخالفتهم في الدين، ولم نأت بكثر من هذا الخبر كتفاء بما فيه، وجعلناه قبل جعلنا ما بعده لشبه بعض ذلك ببعض. فلنأت الآن بما يليق بما أمضيناه آنفا، ولنبتدئ بما جاءنا من انطاق الله عبده (سطيحا الغساني) بدلائل نبوة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وانتقاص كل ما كان مما كان من ممالك الجاهلية مكتوبا في هذا الفصل الذي نحن عنده، وبالله نستعين ونستوفق انه المعين الموفق. سياق كلام سطيح المخبر هو أحد الكهان، واسمه (ربيع بن ربيعة بن مسعود بن مازن... بن غسان) يقال: انما سمي سطيحا لأنه كالبضعة الملقاة علي الأرض، فكأنه سطح عليها، ويروي عن وهب بن منبه أنه قال: قيل لسطيح: أني لك هذا العلم؟ فقال: لي صاحب من الجن استمع أخبار السماء من طور سيناء حين كلم الله تعالى منه موسي عليه السلام فهو يؤدي الى من ذلك ما يؤديه. راجع بشأنه وأخباره: سيرة ابن هشام: 1: 18 - 15، دلائل النبوة: 1: 129 - 127. ما ذكرناه آنفا من هلك الكاسرة توطئة للاسلام؛ 1:10- كان فيما اخبرت عن سليمان بن (بنت)(17) شرحبيل الدمشقي، عن اسماعيل(18) أنه حدثهم، عن يحيي بن أبي عمرو الشيباني، عن عبد الله بن الديلمي، فقال: أتي رجل ابن عباس رحمة الله عليه، فقال: بلغنا أنك تذكر (سطيحا) وتقول: ان الله عز وجل خلقه، (و) لم يخلق من ولد آدم شيئا يشبهه؟ قال: نعم، ان الله خلق سطيحا لحما علي وضم،(19) كان يحمل علي وضمه فيؤتي به حيث يشاء، ولم يكن فيه عظم ولا عصب الا الجمجمة والكفين، وكان يطوي من رجليه الى ترقوته كما يطوي الثوب، ولم يكن منه شيء يتحرك الا لسانه. فلما أراد الخروج الى مكة حمل علي وجهه، فاتي به مكة، فخرج اليه أربعة من قريش: عبد شمس، وعبد مناف ابنا قصي، والأخوص بن مهر، وعقيل بن أبي وقاص، فانتموا الى غير نسبهم، وقالوا: نحن اناس من جمح، أتينك لما بلغنا قدومك، ورأينا أن اتيانك حق لك واجب. فأهدي له عقيل صحيفة هندية، وصعدة ردينية،(20) فوضعت علي باب البيت لينظروا هل يراهما (سطيح) أم لا؟ فقال: يا عقيل! ناولني يدك. فناوله اياها، فقال: يا عقيل! والعالم الخفية، والغافر الخطية، والكعبة المبنية، انك الجائي بالهدية، الصحيفة الهندية، والصعدة الردينية. قال: صدقت يا سطيح. فقال: واللات بالفرح، وقوس قزح، وسائر الفرح، واللطيم المنبطح، والنخل والرطب والبلح، ان الغراب حين مر سنح،(21) وأخبر أن القوم ليسوا من جمح، وأن نسبهم في قريش ذي البطح. قالوا: صدقت يا سطيح، نحن أهل البلد، أتينك لنزورك لما بلغنا من علمك، فأخبرنا عما يكون في زماننا، وما يكون بعده ان يكن عندك في ذلك علم. فقال: الآن صدقتم، خذوا مني ومن الهام الله، أنتم الآن يا معشر العرب في زمان سواء بصائركم وبصيرة العجم، لا علم عندكم ولا فهم، ولينشأن من عقبكم دهم،(22) يطلبون أنواع العلم، ويكسرون الصنم، ويبلغون الردم،(23) ويقتلون العجم (ويطلبون المغنم).(24) قالوا: يا سطيح! وممن يكون اولئك؟ فقال: والبيت ذي الأركان، والأمن والسكان، لينشأن من عقبكم ولدان، يكسرون الأوثان، وينكرون عبادة الشيطان، ويوحدون الرحمن، ويستنون بدين الديان، يشرفون البنيان، ويستفيئون(25) العميان. قالوا: يا سطيح! فمن نسل من يكون اولئك؟ فقال: وأشرف الأولاف، والمحصي الآلاف، ومزعزع الأحقاف، ومضعف الأضعاف، لينشأن الآلاف من عبد شمس ومناف، يكون فيهم اختلاف. قالوا: يا سؤتا يا سطيح مما تخبرنا به من العلم بأمرهم! ومن أي بلد يخرج؟فقال: والباقي الأبد، والبالغ الأمد، ليخرجن من ذا البلد، يهدي الى الرشد، يرفض يغوث والفند، ويبرأ من عبادة الصدد، يعبد ربنا الفرد، ثم يتوفاه الله محمودا، ومن الدين مفقودا، وفي السماء مشهودا، ثم يلي أمره الصديق، اذا قضي صدوق، وفي يرد الحقوق، لا خرق ولا بزوق؛ ثم يلي من بعده الحنيف، مجرب غطريف، يقبل قول الرجل العفيف.(26) ثم يلي من بعده المصنف، قد أحكم النحيف الحنيف. ثم يلي أمره جامع الرأي، مجرب، تجمع له جموع وعصب، يقتل بغيا، ويغصب بغير حق، يبعجونه اربا،(27) له يقوم رجال خطباء. ثم يلي من بعده الأمين الناصر، فيخلط الرأي بحزم باهر. ثم يلي من بعده امرئ منكر،(28) يظهر في المدائن العسكر. ثم يليها بعده ولده، يكثر جمعا، ويقل حمده، ويأخذ المال، ويكل وحده، ويكثر المال لعقبه من بعده. ثم يلي من بعده عدة ملوك، فيهم الذم بلا شك منقول. ثم يلي من بعدهم الصعلوك، يطأهم كوطيه الدرنوك.(29) ثم يلي من يقضي الخلق ويبني مصرا، يفتح الأرض افتتاحا منكرا. ثم يلي الأمر قصير القامة، بظهره علامة، يموت في سلامة. ثم يلي قليلا مكر، ينزل الأرض ويستأثر. ثم يلي من بعده أهوج صاحب دنيا ونعيم محلج، يناوئه معاشروه، وينهضون نحوه فيخلعوه، ويأخذون الملك ويقتلوه. ثم يلي من بعده السابع يترك الملك محلا ضائع، يثور في الملك كل مشوم جائع، عند ذلك يطمع في الملك كل غرثان، ويلي سياسة الناس اللهفان، يوطئ نزارا بجمع قحطان، اذا التقي بدمشق جمعان، بين بلسان وبين لبنان، يصنف اليمن يومئذ صنفان، صنف المشوه وصنف المخذول، لا تري الا جائعا أو ولدا مخلول، وأسيرا هالكا مغلول بين الفرات والدحيلول،(30) فعند ذلك تخرب المنازل، وتسلب الأيتام والأرامل، وتسقط الحوامل، وتظهر الزلازل، وتطلب الخلافة أوائل، فتقصي عندها نزار، ويدنا العبيد والأشرار، ويبعد النسك والأخيار، ويجوع الناس، وتغلو الأسعار. وفي صفر الأصفار، يقتل كل جبار، عند مجتمع الأنهار، ولا ينفعهم نوم ولا قرار. ثم تجيء الرماة تزحف مشاة، لقتل الكماة، وأسر الحماة، ونفي الكماة، هنك تغور المياه، وتنقطع الجسور، ولا يسلم الا من كان في جزائر البحور، فتظهر الأعاريب، ليس فيهم نجيب، علي أهل الفسق والريب، في زمان عصيب، لو كان للقوم حفيا وما يغني المني. قالوا: ثم ماذا يا سطيح؟ قال: ثم يظهر رجل من اليمن أبيض كالشطن، يخرج من صنعاء وعدن، يسمي (حسينا) أو (حسن)، يذهب الله علي رأسه الفتن.(31) 2:11- حدثني أبومحمد بن فرج النحوي، قال: نبا علي بن حرب الطائي الموصلي، قال: نبا يعلي بن عمران أبو أيوب العجلي،(32) قال: حدثني مخزوم بن هانئ المخزومي، عن أبيه - وأتت له خمسون ومائة سنة - قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتجس(33) ايوان كسري، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك بألف عام، وغاضت بحيرة ساوة، ورأي (الموبذان) ابلا صعابا تقود(34) خيلا عرابا، قد قطعت دجلة، وانتشرت في بلادها؛ فلما أصبح كسري أفزعه ما رأي، فتصبر عليه تشجعا، ثم رأي أن لا يكتم ذلك عن وزرائه ومرازبته، فلبس تاجه، وقعد علي سريره، وجمعهم اليه. فلما اجتمعوا عنده أخبرهم بالذي بعث اليهم فيه، فبينما هو كذلك، اذ ورد عليهم كتاب بخمود النار! فازدادوا غما الى غمهم؛ فقال (الموبذان) : وأنا - أصلح الله الملك - قد رأيت في هذه الليلة، وقص عليه الرؤيا في الابل، فقال: أي شيء يكون هذا يا موبذان؟ وكان أعلمهم في أنفسهم، فقال: حادث يكون من ناحية العرب. فكتب عند ذلك (الي النعمان بن المنذر) : (من كسري ملك الملوك الى النعمان بن المنذر، أما بعد: فوجه الى رجلا عالما بما اريد أن أسأله عنه). فوجه اليه بعبد المسيح بن عمرو بن قيس بن حيان بن بقلية،(35) فلما قدم عليه، قال له: أعندك علم فيما اريد أن أسألك؟ قال: ليخبرني الملك، فان كان عندي فيه علم (أخبرته)، والا أعلمته بمن يعلمه. فأخبره بما رأي، فقال: علم ذلك عند رجل - خال لي - يسكن مشارف.(36) الشام يقال له (سطيح). قال: فأته فسله عما سألتك، وائتني بجوابه. فركب عبد المسيح راحلته حتى قدم علي سطيح، وقد أشفي علي الموت، فسلم عليه وحياه، فلم يحر(37) سطيح جوابا، فأنشد(38) عبدالمسيح يقول: أصم أم يسمع غطريف اليمن يا فاصل الخطة(40) أعيت من ومن أتك شيخ الحي من آل سنن أزرق بهم الناب صوار الأذن رسول قيل العجم يسري بالرسن ترفعني وجنا (41) وتهوي بي وجن حتى أتي عاري الجآجي والقطن (أم فاد فازلم به شأو العنن)(39) وكاشف الكربة عن وجه غضن وامه من آل ذئب بن حجن أبيض فضفاض الرداء والبدن تجوب بي الأرض علنداة شزن لا يرهب الرعد ولا ريب الزمن تلفه في الريح بوغاء(42) الدمن كأنما حثحث من حضني ثكن فلما سمع سطيح شعره رفع رأسه، وقال: عبد المسيح، علي جمل مسيح، يهوي الى سطيح، وقد أوفي علي الصريح، بعثك ملك بني ساسان لارتجاس الايوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأي ابلا صعابا، تقود(43) خيل عراب، قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها. يا عبد المسيح! اذا كثرت التلاوة، وبعث(44) صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، فليس الشام لسطيح بشام، يملك منهم ملوك مملكات(45) علي عدد الشرفات، وكل ما هو آت آت. الهوامش: (1) كذا في تاريخ الطبري، وفي الأصل هكذا (أردشاه بن بابكان). (2) كذا والمذكور في كتب التاريخ أنه قتل الملك (أبتنبود) الذي كان يعظم ويعبد، والملك (بندو) وأردوان، وكثر القتل في أصحابه. راجع تاريخ الطبري: 1: 479 - 478. (3) كذا، ولا يعد (بخت نصر) من ملوك فارس، فلا حظ. (4) كذا، وفي البحار (مهرويه بن بخت نصر) وفي كمال الدين (مهرقيه...). (5) تبين لنا أن فيما ارخ في كتب السيرة والتاريخ من قصة بخت نصر ودانيال اختلاف شديد وأقوال متضاربة، راجع البحار: 355:14، وابن الأثير في الكامل: 104:1، والطبري في تاريخه: 387:1. (6) البروج: 8 - 4. أقول: انفرد ابن المنادي في تفسيره لهذه الآية الشريفة، فتدبر. (7) كذا، وفي كتب التاريخ (ثلاث سنين). ذكره المسعودي في مروج الذهب: 271:1 والطبري في تاريخه: 488:1. (8) في الأصل (برداجو) تصحيف. وتذكر كتب التاريخ ملوكا آخرين قبل هذا، راجع مثلا مروج الذهب للمسعودي: 278:1، والكامل لابن الأثير: 228:1. (9) قال المسعودي في المروج: 289:1، ثم ملك بعده هرمز بن يزدجرد، فنازعه أخوه فيروز، فقتله، وولي الملك. (10) قال الطبري في تاريخه: 513:1،.... وأن فيروز أمر فبنيت بالري مدينة، وسماها (رام فيروز) وفيما بين جرجان وباب صول مدينة وسماها (روشن فيروز) وبناحية آذربيجان مدينة وسماها (شهرام فيروز)...، وقال ياقوت في معجم البلدان: 318:1، باذان فيروز.... أنشأها فيروز أحد ملوك الفرس. (11) هي قرية من اعمال البليخ قرب الرقة من أرض الجزيرة علي ما ذكره ياقوت في معجم البلدان: 313:1. (12) كذا، والمراد ظاهرا (الخندق). (13) التي ملكت سنة وأربعة أشهر هي ابنة كسري ابرويز، واسمها (آزرمي دخت) علي ما ذكره المسعودي في مروج الذهب: 310:1. (14) كذا، قال المسعودي في مروج الذهب: 311:1، كان ملكه الى أن قتل بمرو من بلاد خراسان عشرين سنة، وذلك لسبع سنين ونصف خلت من خلافة عثمان.... (15) اشارة الى قوله تعالي في التوبة: 33، والصف: 9. (16) روي نحوه الصدوق في كمال الدين: 224:1 ح 20 باسناده الى أبي رافع عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عنه البحار: 515:14 ح 4. (17) أضفناها، وهو الصواب. وفي الأصل (شرحيل) بدل (شرحبيل) وهو تصحيف، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 136:11 رقم 50. (18) هو اسماعيل بن عياش كما هو مذكور في ترجمة سليمان المتقدمة. (19) الوضم: ما وقيت به اللحم عن الأرض من خشب وحصير. (20) الصعدة: القناة المستوية المستقيمة. والرديني: الرمح، نسبة الى ردينة، وهي امرأة اشتهرت بتقويم الرماح. (21) سنح الطير: مر من المياسر الى الميامن. (22) الدهم: الخلق. (23) استظهرناها في الأصل (البردم)، والردم: السد بين يأجوج ومأجوج (القاموس المحيط: 120:4). (24) من البحار. (25) كذا، ولعلها (يشفون). (26) اشتهر في الأخبار عن الخليفة الثاني قوله: (لو لا علي لهلك عمر)، وقوله: (ما من معضلة الا ولها أباالحسن). (27) بعجه: طعنه. والارب: الخبث والدهاء. (28) منكر جمع منكر: وهو ما ليس فيه رضي الله من قول وفعل. (29) الدرنوك والدرنيك: نوع من البسط له خمل. (30) كذا. (31) أخرج صدره في البحار: 217:15 ح 34 عن الخرائج: 127:1 ح 212 مثله. (32) كذا، ورواه ابن الجوزي في المنتظم بهذا السند: أبنأنا عبدالوهاب بن المبارك الحافظ، قال: أخبرنا أبوالقاسم عبدالواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف، قال: أخبرنا أبوالفرح محمد بن فارس الغوري، قال: أخبرنا أبوالحسين علي بن أحمد بن علي بن أبي قيس، قال: أخبرنا أبوبكر بن أبي الدنيا، قال: حدثنا علي بن حرب، قال: حدثنا يعلي بن عمران البجلي... مثله. (33) ارتجس البناء: تحرك واهتز، فسمع له صوت. (34) في الأصل (تقودها). (35) كذا في المنتظم: 100:4، وقال: اسم بقيلة (ثعلبة)، وقيل: (الحارث) وانما سمي بقيلة لأنه خرجه علي قومه في بردين أخضرين، فقالوا: ما أنت الا بقيلة. وعاش عبدالمسيح 350 سنة، وكان نصرانيا، انتهي. وفي الأصل (عبدالمسيح بن عمرو بن حيان ابن نفيلة الغساني). (36) في الأصل (مشارق). (37) في المنتظم (يخبر). (38) في المنتظم (فأنشأ). (39) أورد هذا البيت في الأصل بعد قوله: (يا فاصل الخطة) وفيه تصحيف لا يجدي ذكره. (40) في الأصل (يا فاضل الخصلة). (41) الوجن: الأرض الصلبة. (42) البوغاء: التراب الناعم. (43) في الأصل (تقودها). (44) في المنتظم وعقد الدرر (ظهر). (45) في المنتظم وعقد الدرر (وملكات). ****************** ثم قضي سطيح مكانه. فسار عبد المسيح الى رحله(1) وهو يقول: شمر فانك ماضي الهم شمير ان كان(2) ملك بني ساسان أفرطهم فربما ربما أضحوا بمنزلة منهم أخو(4) الصرح بهرام واخوته والناس أولاد علات فمن علموا وهم بنو الام اما أن رأوا نشبا الخير والشر مقرونان في قرن لا يفزعنك تفريق وتغيير فان ذا الدهر أطوار دهارير يهاب صولهم(3) الاسد المهاصير والهرمزان وسابور وسابور أن قد أقل فمحقور ومهجور فذك بالغيب محفوظ ومنصور فالخير متبع والشر محذور فلما قدم عبد المسيح علي كسري أخبره بقول سطيح. فقال: الى أن يملك منا أربعة عشر رجلا ملكا قد كانت امور. قال: فملك (منهم أربعة عشر، عشرة في) أربع سنين، وملك الباقون الى ملك عثمان بن عفان.(5) 3:12- وقد روي محمد بن اسحاق بن يسار صاحب السيرة، عن عكرمة، عن ابن عباس، أنه قال: لما ولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم رأي كسري كأن ايوانه ارتج به حتى تهدمت منه شرفات، فهاله ذلك، فكتم هذه الرؤيا أهل مملكته، فلم يلبث أن جاء كتاب عامله من فارس: (ان النيران خمدت ليلة كذا وكذا). فقطع لذلك، فلم يلبث أن جاءه كتاب عامله من اليمن: (ان وادي سماوة فاض في ليلة كذا وكذا).(6) فرأي أن الامور اجتمعت في ليلة واحدة، فرقي سرير ملكه، ووضع التاج علي رأسه، وأذن لأهل مملكته، وألقي اليهم الكتب، وأخبرهم الرؤيا التي رأي في ايوانه، فسكتوا ولم يجيبوه. فقال له الموبذان: أيها الملك! في أي ليلة رأيت هذا؟ قال: في ليلة كذا وكذا. قال: أيها الملك، قد رأيت في تلك الليلة رؤيا هالتني وفظعت لها! قال: وما هي؟ قال: رأيت خيلا عرابا تقود ابلا صعابا حتى عبرت دجلة، وانتشرت في بلادها.(7) وقد ذكر ذلك من قبل هذا وتكرر، والحاجة غير داعية الى ذكره مرة ثانية، ولنكتب الآن ما حضرنا في هذا الوقت من صحة كون كتاب (دانيال) عليه السلام، ومتى انزل عليه الوحي، وكم كان له حينئذ من السني في هذا الباب الذي قد انتهينا اليه، وبالله التوفيق. سياق الميسور مما اثر في صحة كون الكتاب المنزل علي دانيال 1:13- حدثنا أبوبكر محمد بن اسحاق الصاغاني(8) قال: نبا حسان بن عبد الله المصري، قال: نبأ السري بن يحيي، عن أزهر بن ليسوم،(9) قال: حدث هشام بن هبيرة،(10) عن مطرف بن عبد الله(11) هكذا، قال: خرجت في نفر من أهل البصرة اريد بيت المقدس، فخرج معنا رجل لا نعرفه، فوجدناه خير الأصحاب، فجعل يسقينا من الماء، ويحتطب لنا، ويرعي ابلنا. فلما قدمنا بيت المقدس تفرقنا لنفيض علينا من الماء، ونلبس ثيابا طاهرة، ثم دخلنا، واذا (كعب الأحبار) جالس وحوله ناس كثيرة، واذا صاحبنا ذلك جالس في جنبه تتلامس ركبتاهما. فجاء رئيس أحبار اليهود ومن معه، وان منهم لمن قد رفع حاجبيه من الكبر، ومعهم تلك العصي السود يتوكأون عليها، فقال لكعب: انك كنت من علمائنا وخيارنا، وانا لنرك قد رغبت عن ديننا، فان كنت أبصرت شيئا لم نبصره فأخبرنا، وان كنت انما طلبت الدنيا فاتق الله، فان الدنيا ذاهبة. فقال كعب للقوم: هل فيكم من يكلم هؤلاء القوم؟ فقال صاحبنا ذلك: أنا كلمهم، فقال: قم اليهم. فانطلق الى رحله، فجاءه بصحف، فوضعها في حجر رجل منهم شاب، فجعل يقرأ، وجعلوا يبكون حتى اذا أتي علي ذكر الاسلام، ذكر (محمد) صلى الله عليه وآله وسلم صاح، ثم رمي المصحف، فأخذه الرجل وضمه اليه، وقال له: أعده علينا! فقال: لا أفعل، لأنكم عمدتم الى كتاب الله عز وجل فنبذتموه. قال: فما زالوا يطلبون حتى قال: لا أفعل ذلك الا وهو في حجري. فقالوا له: نعم. فوضعه في حجره، وجاء الرجل فجعل يقرأه، وجعلوا يبكون حتى اذا أتي علي ذكر الاسلام، وذكر محمد صلى الله عليه وآله وسلم قاموا فقطعوهما بينهم من قبل آخرهم، فأسلموا كلهم. قال: فقلت: أخبرنا ما هذا المصحف؟ فقال: أما تذكرون يوم فتحت السوس،(12) فان رجلا جاء فاشتري مصحفا لدانيال عليه السلام بعشرين درهما، فأنا ذلك الرجل، وهذا ذك المصحف. 2:14- وقد اخبرت عن ابراهيم بن سليمان بن حنان بن مسلم بن هلال الهمداني، عن الحسين بن حماد القيسي، أنه حدثهم، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر بن محمد، عن أبي حازم، عن حكيم بن حزام،(13) أنه قال: لما بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم رحلت من المدينة تاجرا الى بلاد قيصر، أنا ونفر من قريش، وفينا امية ابن أبي الصلت الشاعر،(14) فلما قدمنا الاسكندرية، وبها قيصر، علم بنا، فبعث الينا، فأتيناه، فلما دخلنا عليه سألنا: من أين أنتم؟ قلنا: رجال من قريش، من أهل مكة. قال: أخبروني عن رجل يقال له (محمد) ظهر بمكة يزعم أنه نبي، فهل تعرفونه؟ قلنا: نعم نعرفه باسمه، وباسم أبيه، ونسبه، وهو سيد من سادات قريش يسمي الأمين، لصدق لهجته. فقال لنا: ان رأيتم صورته في بلادي تعرفونه؟ قلنا: نعم. فأخذ مفاتيح من تحت رأسه، ثم قام وأمرنا أن نقوم معه، فقمنا معه حتى انتهينا الى سفينة في البحر، فدخل ودخلنا معه، فسرنا حتى قدمنا مدينة، ثم خرجنا من السفينة، فأقمنا يومنا، فلما أصبحنا دخلنا عليه، فلما نظر الينا أخذ تلك المفاتيح من تحت رأسه، ثم قال: مروا معي. فمررنا معه حتى أتي كنيسة عظيمة، ففتحها، فنظرنا فيها الى صورة لم نر صورة قط مثلها، فقال: انظروا هل تعرفون صاحبكم في هذه الصور؟ قلنا: لا. فقال لنا: هذه صورة أبيكم آدم، وهذه صور الأنبياء من ولده رجلا رجلا منهم، مكتوب فوق رأسه اسمه، وحليته، ومبعث زمانه، وكم يبقي في امته، ومن يملك امته من بعده رجلا رجلا بأسمائهم وحلاهم وأفعالهم في البلاد والعباد، وقد صدقتم ليس فيها صورة محمد؛ ثم فتح كنيسة اخرى فيها أبواب لا تحصي مفتوحة الى تلك الكنيسة، فاذا فيها صورة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وصورة رجل عن يمينه، وصورة رجل عن يساره، ورجل مصور بين يديه، سالا سيفه، فقال لنا: تعرفون هذا؟ قلنا: هذه صورة محمد بن عبد الله بن عبد المطلب. فقال لنا: صدقتم، فاذا مكتوب فوق رأسه، تاريخ مولده، ومبعث زمانه في الحرم كما نجده مكتوبا في الكتب. ثم قال لنا: تعرفون الذي عن يمينه مصورا؟ قلنا: نعم هذا رجل من قريش من بني تيم، يقال له: (عبد الله بن عثمان) ويكني (أبابكر). فقال: صدقتم هذا نجده فوق رأسه مكتوبا. قال: فمن الذي عن يساره؟ قلنا: رجل من قريش من بني تيم عدي(15) بن كعب، يقال له: (عمر بن الخطاب). قال: صدقتم هكذا نجده فوق رأسه (مكتوب). قال: فمن الذي هو مصور بين يديه؟ قلنا: هذا ابن عمه يقال له: (علي بن أبي طالب) رضي الله عنه. قال: صدقتم، هكذا نجده مكتوبا باسمه، وقرابته منه، يرد عنه، ويقاتل بين يديه علي دينه حتى يقتل أهل بيته الا من دخل في دينه هكذا نجد، و(هو) وزير.(16) هذا النبي الذي بشرنا به عيسي بن مريم. (و) نجد بقاء هذا النبي منذ يوم ينزل عليه (الوحي)(17) الى أن يقبضه الله اليه عشرين دارا وثلاثة أدور. - قال أبو اسحاق ابراهيم بن سليمان: الأدور: السنين -. وينزل عليه الوحي مما يكون في امته من كل شدة ورخاء، ومن يملك بعده، ثم يقبضه الله اليه، فيملك من بعده هذا الرجل الأيمن من بني تيم، قليلا بقاؤه. ثم يملك من بعد هذا الأيسر من بني عدي، علي يديه يذهب ملك كسري، يقتل مقاتلته، ويأخذ ملكه وخزائنه، وعلي يديه تخرج الروم (من) البلاد المقدسة حتى يدخلهم من وراء هذا الجبل، ويأخذ المدائن المقدسة من يدي الروم،(18) تقتله امة هذا النبي، فاذا قتل نجدهم يختلفون أياما، ثم يجتمعون علي رجل، نجده موصوفا في الكتاب، لا نجد له صورة، تقتله امة هذا النبي، فاذا قتل ذلك نجد أن امة محمد يختلفون من بعده حتى يصيروا أحزابا، يقتل بعضهم بعضا الى أن يقتل هذا الرجل المصور بين يديه، نجده أقرب الثلاثة من هذا النبي لأنه من آله، نجده يقتل في أرض (بابل) فاذا قتل صارت امة هذا النبي فيه وفي ولده أحزابا، هكذا نجده في كتاب (دانيال). ثم يصير الملك الى رجل من قريش مصور بحيلته ومكيدته ومكره،(19) وهو أول من يتخذ هرقلا، ولم تكن الهراقلة في الامم السوالف، نجد هذا الهرقل الميشوم - (قال) أبو اسحاق: الهراقلة: أولياء العهود -(20) أول من يقتل من أهل بيت هذا النبي رجلا يعرفه باسمه وحليته،(21) موصوفا في التوراة والانجيل، وكتاب دانيال، ألا فالويل لقاتله، والمعين علي قتله، والويل لقوم يقتل بينهم وبين ظهرانيهم وما يحل بهم من أنواع البلاء اذا بلغ الكتاب أجله(22) من سفك الدماء والسبي من رايتين تحثان: فراية من المشرق، وراية من المغرب. نجد أنه لا يزال الملك في آل(23) هذا النبي حتى يملك منهم رجل رأس مائة سنة من سنين هذا النبي،(24) ينزل قرية يقال لها (طابا)(25) نجده يعدل في امته، ثم الويل لامة هذا النبي من بعده، لا يزالون يملكون حتى يقتلوا رجلا ملكا،(26) فاذا قتلتوه ملك منهم رجل يختم الله ملكهم به،(27) وهو مشئوم ملعون يمثل في امة هذا النبي المثلات. نجد أن الله لا يعطي الملك أحدا في الأرض عمل فيها بالمعاصي. و(ما من امة من)(28) الأمم السوالف قتلوا امامهم، واختلفوا، وتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتركوا الكتاب والسنة، الا نزع الله ملكهم حتى يصير في غيرهم، ويبعث الله عليهم من ينتقم منهم بما كسبت أيديهم. وهكذا نجده يفعل الله بهم براية تخرج من قبل اقليم المشرق(29) حتى ينزعوا الملك منه، ويجعلوه في قرابة هذا النبي بعد ثمانين(30) من بعد المائة، حتى يملك منهم خسمة؛.(31) الهوامش: (1) في المنتظم (أهله). (2) في المنتظم (يمسي). (3) في المنتظم (صولتها). (4) في العقد (بنو). (5) رواه ابن الجوزي في المنتظم: 249:2 باسناده المذكور آنفا، والبيهقي في دلائل النبوة: 128:1 باسناده عن عبد الملك بن أبي عثمان، عن الحسين التميمي، وعن الحسين بن علي بن محمد، ومحمد بن محمد بن داود، وابراهيم النصرآبادي، قالوا: حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن ادريس، عن علي بن حرب الموصلي (مثله). وأورده ابن عبد ربه في العقد الفريد: 244:1 بالاسناد عن جرير بن حازم، عن عكرمة، عن ابن عباس (مثله). والذهبي في سير أعلام النبلاء: السيرة النبوية: 42:1. (6) زاد بعدها في الأصل (فلم يسأل قبل ذلك فيه ما كذا لحاصل، والصواب غاض) وتقدم ص 47 ما لفظه (وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام وغاضت بحيرة ساوة). (7) أخرج في البحار: 257:15 وص 263 وص 323، عن الأمالي وكمال الدين للصدوق مثل ذلك، فراجع. (8) ترجم له في تاريخ بغداد: 255:1 رقم 57، وقال: كان أحد الأثبات المتقنين مع صلابة في الدين...، أخبرنا البزاز، عن الخزاز، قال: قرئ علي أبي الحسين أحمد بن جعفر المنادي، وأنا أسمع: مات محمد بن اسحاق الصاغاني لسبع خلون من صفر سنة سبعين ومائتين، زاد ابن المنادي: وذلك يوم الخميس. وراجع المنتظم: 240:12. (9) كذا، وفيه تصحيف، ذكره الرازي في الجرح والتعديل: 314:2 رقم 1184 قال: أزهر بن كبشة، عريف بنانة، روي عن هشام بن هبيرة، عن مطرف بن الشخير، عن كعب، روي عنه السري بن يحيي. وذكر في هامشه هكذا: في تاريخ البخاري: (أزهر بن كيشم) هكذا في أصليه... وفي نسخة من الثقات (كشيج) وفي نسخة اخرى (كشيح). (10) كان علي قضاء البصرة، عند ما كان عبيد الله بن زياد واليا عليها. راجع المنتظم: 305:5. (11) هو مطرف بن عبد الله الشخير الحرشي العامري، أبوعبد الله البصري، تابعي مشهور، ترجم له في تهذيب التهذيب: 438:5 رقم 7906، والاصابة: 205:6 رقم 8343. (12) السوس: قال في معجم البلدان: 280:3. بلدة بخوزستان، فيها قبر دانيال النبي عليه السلام...- الى أن قال -: وفتحت الأهواز في أيام عمر بن الخطاب علي يد أبي موسي الأشعري، وكان آخر ما فتح منها السوس، فوجد بها موضعا فيه جثة دانيال النبي عليه السلام... فكان أهل تلك البلاد يستسقون بجثته اذا قحطوا.... (13) ولد قبل عام الفيل باثنتي عشرة سنة، وتوفي بالمدينة وهو ابن مائة وعشرين سنة، ترجم له في المنتظم: 268:5 رقم 374، وسير أعلام النبلاء: 44:3. (14) قال أبوالحسين المنادي - مؤلف هذا الكتاب - في كتاب (صفايا حكم الأشعار) : قد صح بين علماء الناس بالشعر وأيام العرب أن مما أسمع رسول الله من شعر امية بن أبي الصلت قوله: لك الحمد والنعماء والملك ربنا. ولا شيء أعلي منك جدا وأمجد. يراجع في ذلك المنتظم: 150:3، وكان امية يحكي آثار قدرة الله تعالى، وما ينتهي اليه أمر الدنيا من الزوال والمعاد... علي ما كان قد قرأه في الكتب المتقدمة. (15) كذا، راجع في نسبه تاريخ المدينة المنورة: 654:2، مروج الذهب: 312:2، الطبقات الكبيرة: 190:3، والمعجم الكبير: 64:1 وغيرها. (16) لو أمعنت النظر أخي القارئ، وتأملت حديث الصورة هذا - الذي انفرد ابن المنادي الحنبلي بروايته - لوجدته يسلط الضوء علي حقائق يذكرها لنا التاريخ في صفحاته المقروءة في كتب الخاصة والعامة، منها: الحقيقة الاولى: قوله (وزير) وهذا ما لا يختلف فيه اثنان، فالروايات الموثقة بأسانيد صحيحة من الفريقين تذكر لنا خطاب خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام في مناسبات عديدة بقوله (أنت أخي ووزيري، تقضي ديني، وتنجز موعدي...). وكتب الفريقين تفيض بأحاديث وأخبار أن عليا عليه السلام وزير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بشتي الأسانيد ومختلف الألفاظ، راجع في ذلك احقاق الحق ج 4، ج 15، وج 20. وحري بالاشارة هنا الى أن الوزير في اللغة معناه كما ذكر الأفريقي في لسان العرب: 285:15، الوزير حبأ الملك الذي يحمل ثقله ويعينه برأيه... ووزير الخليفة معناه الذي يعتمد علي رأيه في اموره ويلتجئ اليه. وقيل لوزير السلطان (وزير) : لأنه يزر عن السلطان أثقال ما اسند اليه من تدبير المملكة أي يحمل ذلك. فعلي عليه السلام في هذا الحديث أيضا هو - كما يذكره لنا التاريخ وتدعمه الحقائق - الخليفة والوزير والوصي الذي كد عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الحقيقة الثانية: استطراد للاولي وبيان الى ما آل اليه أمرها، وهي الاقتصار علي ذكر أبي بكر وعمر دون عثمان بن عفان التالي لهما وكأن الصورة تعبر عن حقيقة دور أبي بكر وعمر وسعيهما بشتي الوسائل لتعيين (الوزير) !!! مذ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ايتوني بكتف ودواة كتب لكم كتابا لن تضلوا بعده). وقول عمر اثرها (قوموا بنا ان الرجل ليهجر) - انظر بياننا المفصل في سياق المأثور سنيدا في الخلفاء الكائنين بعد الحسني - الى أن تبلور ذلك السعي في سقيفة بني ساعدة وعلي عليه السلام وقتئذ مشغول بتغسيل أخيه وابن عمه صلى الله عليه وآله وسلم وتكفينه وتجهيزه فكانت النتيجة أن تموضع كل منهما كما أرادوه هما، وبقي الامام علي عليه السلام كما هو دائما بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. الحقيقة الثالثة: وارتباطها وثيق بالاولى والثانية، وهي افصاحها وتكيدها علي حقيقة يقرها الجميع أيضا، ألا وهي مسألة قرب الامام علي عليه السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نسبا وسببا، - بل هو نفسه في آية المباهلة في قوله تعالي (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم) آل عمران: 61 - وأنه بين يديه قابض علي سيفه كما هو ديدنه في الذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والدفاع عنه وعن بيضة الاسلام حتى قال رسول صلى الله عليه وآله وسلم: (ما قام الاسلام الا بسيف علي وأموال خديجة) هذه بعض الامور التي يمكن استنباطها من (حديث الصورة) بغض النظر عن سنده، وندع الباقي للقارئ الكريم في دركها واستنتاجها، وما التوفيق الا من عنده تعالي. (17) أضفناها للزومها السياق. (18) زاد في النسخة (يقتله رجل من أهل دين النصرانية) وهي من اضافات النساخ ناهيك عن مخالفتها للحقيقة فقاتله هو (أبو لؤلؤة فيروز) كان مسلما ومات حتف أنفه، وقبره مشهور ومعروف في مدينة كاشان في ايران. راجع ترجمته في الكني والألقاب: 147:1. (19) أي معاوية بن أبي سفيان المشهور بدهائه ومكره. (20) ومعاوية هو أول من اتخذ ابنه (يزيد) وليا للعهد، وهذا خلاف ما أثبته في وثيقة صلحه مع الامام الحسن عليه السلام، فلا حظ. (21) هو سيدالشهداء الحسين بن علي عليه السلام. (22) يعني بظهور صاحب الأمر الامام المهدي بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف. (23) كذا، والظاهر (امة) بقرينة ما يأتي، سيما وأن عمر بن عبد العزيز من بني امية وليس من آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (24) المراد بن عمر بن عبد العزيز، تولي الخلافة لعشر خلون من صفر سنة 99. (25) كذا، ويحتمل قويا أنها تصحيف (دابق) وهي قرية كان ينزلها بنو مروان، وقد بويع فيها عمر بن عبد العزيز علي ما ذكره اليعقوبي في تاريخه: 301:2. (26) المراد به ظاهرا (يزيد بن الوليد بن عبد الملك) وكان قتله سنة 126. (27) وآخر الحكام الأمويين هو مروان بن محمد بن مروان. (28) أضفناها لملازمتها السياق. وفي الأصل تقديم وتأخير في العبارة. (29) الروايات في ذلك مشهورة، وهي الروايات التي قادها أبومسلم الخراساني، وعلي اثرها كان سقوط الأمويين، وبداية حكومة العباسيين. (30) كذا، وهو مخالف للتاريخ، وصوابه (ثلاثين) حيث كان بداية لظهور الرايات المتقدمة آنفا. (31) الخامس هو هارون الرشيد، ومن بعده دب الخلاف بين ولديه الأمين والمأمون. ****************** ثم يختلفون، فاذا اختلفوا لم تجتمع عليهم امة هذا النبي، كلما وضعت راية رفعت اخرى مع بلاء يكون بينهم الى خروج راية من قبل المغرب؛ ثم خروج راية من الأرض المقدسة، عندها يبعث الله عليهم نقمة، كما نقموا علي من كان قبلهم. فابتنوا المنازل في ذلك الزمان بأرض بابل. ثم قال لنا: اذا رجعتم الى مكة، فادخلوا في دين هذا النبي العربي الامي، فان الله لم يبعث نبيا الا أمره أن يؤمن بالله وبهذا النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنزل في كل كتاب اسمه وصورته، وما كرمه الله (به)، وصفة امته، فادخلوا في دينه، فان دينه سيغلب الأديان كلها حتى يدخلوا هذه المدينة، وحتى يخربوا هذه الكنيسة، وما ترون فيها من صور الأنبياء عليهما السلام. قال: هل تدرون منذ كم صورت هذه الصور؟ قلنا: لا. فقال لنا - وحلف بالنصرانية-: لقد صورت هذه الصور منذ كثر من ألف سنة. قال: ثم فتح صندوقا، ثم أخرج الينا سفطا، فوضعه بين يديه، ثم أمر بفتحه، ثم أخرج منه كتابا قدر ما يحمله رجل. فقال: أتدرون ما في هذا الكتاب؟ قلنا: لا. فقال: هذا كتاب (دانيال) عليه السلام فيه علم الاولىن وعلم الآخرين من لدن نوح الى أن يبعث نبيكم هذا، وأسماء الأنبياء، كل نبي بعثه الله؛ ومن يملك من بعده رجلا رجلا بأسمائهم، وحلاهم، وعدلهم وجورهم - مكتوبا موصوفا في هذا الكتاب بزمانهم وسننهم وكل امة جعلها الله نكالا - ونكال من هلك منهم، والبقاع التي يملكون فيها، وما يكون في زمان كل ملك منهم الى أن تفني امته(1) حتى هذا النبي. ولو لا ملك النصرانية لخرجت حتى ألقاه، وأدخل في دينه لما أعرف مما كرم الله به هذا النبي الذي بعث فيكم. ثم فتح صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك الكتاب، فقال: نجده كرم الأنبياء علي الله، ونجد امته كرم الامم علي الله، ثم قال: نجده يبعث يوم القيامة أول النبيين، ولو لا ما أنا فيه من ملك النصرانية، وبغضهم لهذا النبي لا تبعته، ودخلت في دينه لما رأيت في الكتب ذكر ما فضل الله به هذا النبي، وما فضل به امته علي الامم، فاذا قدمتم مكة، فادخلوا في دينه. ثم وصف كل ملك ملك من بعده الى نزول عيسي بن مريم عليه السلام من السماء الى الأرض، ثم أخرج لنا صورا من لدن آدم الى صورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم فنظرنا اليها، ثم قال: لو لا ما أنا فيه من شغل بملكي هذا لقرأت عليكم ما هو كائن في امة محمد ومن يملك من بعده(2) ملكا ملكا بأسمائهم وحلاهم وعدلهم وجورهم. قال حكيم بن حزام: فقلت له: أيها الملك لقد رأينا عجبا، وحدثتنا بالعجب، هذا كتاب لكم أو علم عندكم؟ فقال: بل هو علم عندنا، ورثناه، وهو كتاب (دانيال) فيه جميع العلم، فاذا رجعتم الى بلادكم، فاخبروا بما رأيتم من نعت هذا النبي الذي بعث فيكم. ثم خرجنا من تلك السفينة، وأدخلنا معه في سفينة حتى قدمنا الاسكندرية، فأقمنا بها حتى فرغنا من تجارتنا، ثم دخلنا عليه فأخبرناه أنا نريد أن نخرج.فقال: اذا قدمتم فاحفظوا وصيتي، وأخبروا نبي الله بما أخبرتكم. قال: فقلنا له: نعم. قال: ادخلوا في دينه، فانكم ان لم تدخلوا في دينه قتلكم. فخرجنا من عنده، فلما قدمنا المدينة سمعنا بما قد اجتمع اليه من الناس، فأتينا مكة، فأسلمنا، ثم أخبرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما رأينا، وما قرأ علينا.(3) فقال عبد الله بن سلام: يا رسول الله! نعم، هو عندهم في كتاب (دانيال). 3:15- أخبرنا أبو يعلي أحمد بن علي بن المثني التميمي، قال: نبا هدبة(4) ابن خالد قال: نبا همام بن يحيي، قال: نبا قتادة، عن زرارة بن أوفي، عن مطرف ابن مالك أنه شهد فتح (تستر) مع أبي موسي الأشعري، قال: فأصبنا كتاب (دانيال) بالسوس(5) في بحر(6) من صفر(7) وكان أهل السوس اذا استنوا - يعني اذا أصابتهم سنة جدبة - أخرجوه فاستسقوا به.(8) قال: وكان معنا أجير نصراني يقال له (نعيم) فقال لنا: أتبيعوني هذه الربعة وما فيها؟ فقلنا: نعم الا أن يكون فيها ذهب أو ورق أو كتاب الله. قال: فان فيها كتاب الله. ثم ذكر كلاما فيه طول، فلم نكتبه هاهنا، قال مطرف بن مالك: ثم بدالي أن آتي بيت المقدس، فبينما أنا في بعض المنازل، اذ أنا بنعيم،(9) فقلت له: يا نعيم! ما فعلت نصرانيتك؟ فقال لي: قد عتقت بعدك. قال: ثم أتينا دمشق، فلقينا (كعب الأحبار) ثم انطلقنا ثلاثتنا حتى أتينا بيت المقدس، فسمعت اليهود بنعيم وكعب، فاجتمعوا، فقال كعب: ان هذا كتاب قديم، وانه بلغتكم،(10) فاقرأوه. فقرأه قارئهم، فأتي علي مكان فيه ذكر الاسلام، فذكر محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب به الأرض، فغضب (نعيم) وأخذ الكتاب فقبله، وقال: ان هذا كتاب قديم، ولست أترككم تقرأونه. فقالوا: انه فعل بهذا الكتاب ما قد فعل، وذلك غير مؤامرة منه لنا، فما زالوا يطلبون اليه حتى قال لهم: فاني أمسكه في حجري فتقرأونه. فأمسكه في حجره، وجعل قارئهم يقرأ حتى أتي علي المكان الذي فيه (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين).(11) قال: فأسلم منهم اثنان وأربعون حبرا، وكان ذلك في خلافة معاوية، فبلغه، ففرض لهم وأعطاهم.(12) 4:16- قال همام بن يحيي: وحدثني بسطام بن مسلم أن معاوية بن قرة المزني، حدثهم: انهم تذكروا ذلك الكتاب فمر بهم (شهر بن حوشب) فقال: علي الخبير سقطتم، ان كعبا (13) لما احتضر، قال: ألا رجل أئتمنه علي أمانة يؤديها؟ فقال رجل: أنا. فدفع اليه ذلك الكتاب، وقال له: اركب البحيرة، فاذا بلغت مكان كذا وكذا، فاقذفه في الماء، فخرج الرجل من عند كعب، فقال: هذا كتاب فيه علم من علم كعب، ويموت كعب فأضعه في أهلي، فاذا أتيت كعبا أخبرته، أني فعلت الذي أمرتني به. قال: فأتي كعبا، فقال له: ما صنعت؟ قال: قد فعلت الذي أمرتني به. قال كعب: فما رأيت؟ قال: لم أر شيئا، فعلم كعب أنه قد كذبه ذلك الرجل، فلم يزل كعب يناشده، ويطلب اليه حتى رد عليه الكتاب، فلما أيقن كعب الموت، قال: ألا رجل أئتمنه علي أمانة يؤديها؟ قال رجل - من بني عمنا قد كنا نأتيه للفقه والورع -: أنا. فدفع اليه الكتاب، وقال له: اركب البحيرة، فاذا بلغت مكان كذا وكذا، فاقذفه في الماء. فركب السفينة هو وأصحاب له، فلما أتي ذلك المكان، ذهب يفذفه في الماء، فانفرق له البحر حتى رأي جديد الأرض، فقذفه، وهاجت ريح شديدة، ودارت السفينة حتى خشوا الغرق، ثم استقامت بهم، فأتي كعبا، فقال له: ما صنعت؟ قال: فعلت الذي أمرتني به. فقال: ما رأيت؟ فأخبره بالذي رأي، فعلم كعب أنه قد صدق، فقال كعب: أما التوراة فانها كما أنزلها الله تعالى علي موسي،(14) ما غيرت ولا بدلت، ولكني خشيت أن يتكل علي ما فيها، ولكن قولوا (لا اله الا الله) ولقنوها موتكم.(15) 5:17- حدثنا أبوالعباس عبيد الله بن (جعفر بن) محمد بن أعين،(16) قال: نبا اسحاق بن أبي اسرائيل ابراهيم المروزي،(17) قال: حدثني محمد بن منيب العدني أبوالحسن، قال: حدثنا السري بن يحيي، قال: نبا قتادة، قال: لما افتتح أبوموسي الأشعري السوس، وجد فيها جسد دانيال. قال: السري: فقال أبو جعفر: وجدوه في أبرن(18) من حجارة. قال قتادة: فالتزمه أبوموسي وقبله، وقال: دانيال ورب الكعبة. قال: ووجد الى جنبه مالا موضوعا، وقال: من شاء فاستقرض منه الى أجل، فان رده الى ذلك الأجل، والا برص. قال: وكتب أبوموسي بأمر دانيال الى عمر بن الخطاب؛ فكتب اليه عمر أن كفنه وصل عليه، وادفنه كما دفنت الأنبياء، واغد الى ذلك المال، فاجعله في بيت مال المسلمين. قال: فكفنه أبوموسي في قباطي(19) مصر بيض وصلي عليه، ودفنه. 6:18- حدثنا العباس بن محمد الدوري،(20) قال: نبا أبويحيي الحماني - واسمه عبدالحميد بن بشمين -(21) قال: نبا بريد(22) بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي موسي الأشعري، أنه أصاب جسد دانيال، فوجد عليه خاتما، عليه نقش الأسد.(23) 7:19- بلغني عن حبان(24) بن هلال البصري، قال: أخبرني مهدي بن ميمون، قال: نبا واصل مولي أبي عيينة، قال: سمعت محمد بن سيرين، يقول: بلغني أن دانيال انزل عليه الوحي وهو ابن سبع سنين. 8:20- أخبرني أبوالحسن عبيد الله بن ثابت الحريري بن خازم الكوفي،(25) قال: نبا عبد الله بن سعيد أبوسعيد الأشج الكندي،(26) قال: نبا أبو اسامة، عن عبد الله ابن عون، عن ابراهيم النخعي مرسلا، قال: بلغ عمر بن الخطاب أن رجلا كتب حديث دانيال، فكتب اليه أن أئتني. قال الرجل: فأتيته ولا أدري لم بعث الي، فقرأ أول سورة يوسف: (الر تلك آيات الكتاب المبين - انا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون - نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا اليك هذا القرآن وان كنت من قبله لمن الغافلين).(27) ثم أخذ بيدي فجعل يضربها بالدرة، ويقول: أقصص أحسن من كتاب الله؟! يريد أقصص أحسن من الكتاب تريد؟! فعرفت ما أراد، فقلت له: والله يا أمير المؤمنين لأمحونه. قال: فتركني.(28) فلنكتب الآن آخر كتاب دانيال، لأن فيه ذكر ما هو كائن من فتنة السفياني، والحسني وغيرهما، وفتنة الدجال والدابة وما بينهما علي ما في النسخة، ولو لا أني أحببت اطابة أنفس النظار في كتابنا بما ذكر منه دانيال، لما ذكرت ما ذكر عنه في هذه النسخة، لأن الذي فيه قد أبر في الأخبار المعروفة، ولكنني لم أجد بدا من ذلك لما ذكرت من العلة التي أصارتنا الى ذكر ذلك. فلنكتب ذلك علي هيئته في هذا الفصل الذي قد بلغنا اليه، وبالله التوفيق. سياق المذكور في آخر كتاب دانيال 1:21- أخبرني أبو سليمان عبد الله بن جرير الجوالقي، قال: أخبرني رجل من (أهل) الكتاب موصوف بجمع الملاحم. ان هذا الكتاب عندهم مسموع من كبرائهم لا يكادون يدفعونه الا الى من يثقون بكتمه، لمعرفتهم بما يتضمنه من عجائب الملاحم الآتية، وتركت الكتب الماضية. فابتدأت من ذلك بآخر عمر المعتمد الى آخر الكتاب. فذكر دانيال عليه السلام في كتابه هذا: ان الملك تهيج به حرارة من قبل الشراب، فتأتي علي نفسه.(29) ثم يملك من بعده رجل برأسه شامة بيضاء، قد كان قبله ابن للملك الذي هاجت به الحرارة، وكان مذموما، وكان في القران الضيق، وتناقض البلدان لكثرة الخوارج والصعاليك والكراد والأعاريب وقطاع السبيل، فخلع من الخلافة، وقيل: في سر، وكان قاتله صاحب الشامة الذي تولي الأمر، فانقادت له الجبابرة في الأطراف من الأرض، وصلح أمر الناس في زمانه، وهابه الصغير والكبير، فيبقي في الملك عشرة أعوام، ثم يموت؛ ويتولي بعده ابنه الأمر فيملك أقل من ثمان سنين، ثم يموت؛ ويتولي الأمر بعده غلام لم يحتلم، فيكون في زمانه دولة الاماء والصبيان والخدم، ويتسع الناس في تجاراتهم وضياعهم حتى يستغني الفقراء، ويكثر الفساد في المدائن كلها للبطر الذي أخرجهم الى معاصي الله، فيبقي اثنين وعشرين سنة، ثم يخلع فيبقي ثلاثة أيام، ثم يرد الى الملك، فيملك أقل من ثلاث سنين، ثم يقتل علانية. ثم يتولي الأمر بعده أخوه، ثم من بعد أخيه ابنه.(30) ثم يقع التدابر والاختلاف بين الامراء من العجم، فلا يزالون يخلعون خليفة ويولون خليفة، ويعزلون من أرادوا، ويولون من أرادوا مدة غير طويلة الى أن يصير الأمر بعدها ولاء (الي) أن يتول أمر الناس رجل من ولد الملك السابع. ثم يتولي بعد شهور يسيرة رجل من أهل بيت الملك الثالث، يقال له: (السفياني، عنبسة بن هند)(31) وهو رجل شاب ربعة، فظ الوجه، ضخم الهامة، في وجهه أثر جدري، يكسر عينه اليسري كسرا شديدا، يحسبه من يراه(32) أنه أعور، تجتمع اليه قبائل العرب، فيكثر أصحاب السفياني، ويعظم أمره، وينتصب له رجل من ربيعة، فيحاربه شهرا، ويستغنم (الجرهمي)(33) شغل السفياني بالربيعي فيغلبه علي حمص، ويخرج (الأصهب) بنصر،(34) ويخرج (الجحافي)(35) باصطخر من فارس، ويخرج (الباري)(36) بما سندان(37) فيغلب علي الجبال التي تليه، ويخرج علي (الجحافي) رجل من الأنبار،(38) فيحاربه (الجحافي) بالكراد حتى تكثر القتلي بينهم، ثم يدعوه (الجحافي) الى الصلح علي أن يوليه فارس، ويجعله خليفته، ويأتيه ويكون معه، فيختار أن يلي نصف أرض فارس وما يليها من الأهواز، فتشتعل الأرض بالفتنة والحرب، فيرسل اليه، فيدعوه الى طاعته، ويجعله خليفته، فلا يجيب (الجرهمي).(39) فيقوم السفياني في أصحابه خطيبا علي منبر دمشق، فيقول: يا أهل هذا المصر، يا أهل دمشق،(40) أنتم لحمي ودمي، وأنا عدو عدوكم، وحبيب حبيبكم، ويمنيهم ويعدهم أنه لا يستأثر عليهم بشيء. ثم يخرج الى معسكره من الوادي اليابس،(41) ثم يدعوه (الجحافي) الى الصلح، فلا يجيبه، فتشتعل الأرض بالفتنة والحرب، فعند ذلك يبقي الملك الأعلي(42) ومن معه من الموالي الخاصة وغيرهم، لا مادة لهم، ولا يأتيهم مال. فيرسل الى بني عمه الذين بالمدينة العتيقة، وأصحابه من أهل خراسان أن الأرض قد فسدت علينا وعليكم، ولا مال يأتينا ولا يأتيكم، فعلام نقتل أنفسنا وجندنا، بل نصطلح، وتجتمع كلمتنا، ونكون يدا واحدة علي عدونا، ونكتب وتكتبون الى ابن عمنا الذي بالبصرة، واخواننا من أهل البصرة بمثل ما دعونكم اليه من الصلح، ونجتمع ونحارب أعداءنا، وان لم تفعلوا ونفعل نهلك قتلا وجوعا. فيفعلون ذلك ويصطلحون، ويبايعون الملك الأعلي، ويستقرضون من التجار، ويتهيأون لمحاربة أعدائهم، ويسير صاحب البصرة الى الأنبار، ويسير أهل المدينة العتيقة الى (البكري) الذي بماسندان،(43) فيحارب بعضهم بعضا، ويسير (البرقي)(44) الى (الجرهمي). ثم انهم يصطلحون علي أن يرجع (البرقي) الى (برقة)،(45) ويسالم كل واحد منهما صاحبه ولا يقاتله، ويكون كل واحد منهما علي ناحيته. أما (الجرهمي) فيكون علي ما يليه من أرض الشام، وأما (البرقي) فيكون علي ما يليه من حد (برقة) وما وراء برقة من المغرب، علي أنه متي نازع أحدا منهما عدو أتاه صاحبه فنصره عليه، فيصطلحون علي ذلك. الهوامش: (1) في الاصل (امتهم امته) ولعلها من اضافات النساخ. (2) زاد في الأصل (ولا الملك الذين أخبرتكم). (3) أقول: لقد أفرد بعض القدماء كالبيهقي في دلائل النبوة: 384:1، والذهبي في سير أعلام النبلاء (السيرة النبوية) : 447 - 439:2 أبوابا خاصة تحت عنوان (ما وجد من صورة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وصور الأنبياء عند أهل الكتاب بالشام) ورووا أحاديث من طرق عديدة نحو حديثنا هذا، فقد روي البيهقي والذهبي حديثا ينتهي الى هشام بن العاص قال: بعثت أنا ورجل آخر من قريش الى هرقل صاحب الروم... الى أن يقول: قلنا: من أين لكم هذه الصور...؟ فقال: ان آدم عليه السلام سأل ربه أن يريه الأنبياء من ولده، فأنزل عليه صورهم، وكان في خزانة آدم عليه السلام، عند مغرب الشمس فاستخرجها ذوالقرنين من مغرب الشمس، فدفعها الى دانيال.... الخبر. (4) في الأصل (هدية) تصحيف. ترجم له في سيرة أعلام النبلاء: 97:11 رقم 30. (5) قال في معجم البلدان: 280:3، بلدة بخوزستان فيها قبر دانيال النبي عليه السلام.... الى أن قال: وفتحت الأهواز في أيام عمر بن الخطاب علي يد أبي موسي الأشعري، وكان آخر ما فتح منها السوس، فوجد بها موضعا فيه جثة دانيال النبي عليه السلام فكان أهل تلك البلاد يستسقون بجثته اذا قحطوا... (6) قال ابن الأثير في الكامل: 386:2 عند ذكره لفتح السوس، والطبري في تاريخه: 187:3 عن عطية باسناده قال: ان دانيال كان لزم أسياف فارس بعد بختنصر، فلما حضرته الوفاة، ولم ير أحدا ممن هو بين ظهريهم علي الاسلام، كرم كتاب الله عمن لم يجبه ولم يقبل منه فأودعه ربه، فقال لابنه: ائت ساحل البحر فاقذف بهذا الكتاب... راجع تمام الخبر في مظانه. (7) كذا، ولعل المراد (شهر صفر). (8) قال البيهقي في دلائل النبوة: 390:1 باسناده عن مطرف بن مالك أنه قال: شهدت فتح تستر مع الأشعري - يعني أباموسي - فأصبنا قبر دانيال بالسوس، وكانوا اذا استسقوا خرجوا فاستسقوا به. (9) زاد في الأصل (وكعب) والظاهر أنها من اضافات النساخ بقرينة ما يأتي. (10) يستفاد من هذه العبارة أن كتاب (دانيال) كان باللغة العبرية. (11) آل عمران: 85. (12) تقدم مثله. (13) في دلائل البيهقي (ان الكتاب كان عند كعب). (14) أي التوراة المذكورة نصوصها في كتاب دانيال، وهذا نص صريح من كعب في أن التوراة المتداولة بين اليهود هي محرفة. (15) رواه البيهقي في دلائل النبوة: 390:1 بهذا الاسناد. (16) ذكره في تاريخ بغداد: 354:6، عند ترجمته لاسحاق بن أبي اسرائيل. (17) في الأصل (اسحاق بن ابراهيم بن أبي اسرائيل المروي) تصحيف لما في المتن، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 476:11 رقم 124، المنتظم: 330:11، تاريخ بغداد: 353:6 رقم 3383. (18) كذا، ولعلها من البرنية، وهي شبه فخارة ضخمة خضراء، وربما كانت من القوارير الثخان الواسعة الأفواه. راجع لسان العرب: 392:1. (19) القباطي جمع القبطية: ثياب من كتان منسوبة الى القبط. (20) ترجم له الذهبي في سير أعلام النبلاء: 522:12. (21) قال في ميزان الاعتدال: 542:2 رقم 4784، عبدالحميد بن عبد الرحمن، أبويحيي الحماني الكوفي. وقال في سير أعلام النبلاء: 540:10 رقم 171: أبويحيي الحماني، أصله من خوارزم، ولقبه بشمين. (22) في الأصل (يزيد) تصحيف لما في المتن، هو أبوبريدة الأشعري الكوفي المترجم له في سير أعلام النبلاء: 251:6. (23) قال الطبري في تاريخه: 188:3: كتب أبوموسي الى عمر بأنه - أي دانيال - كان عليه خاتم... وفي فصه نقش رجل بين أسدين. راجع كتاب البداية والنهاية لابن كثير: 3: 510 - 507. في خبر دانيال. (24) في الأصل (حيان) تصحيف، هو أبوحبيب الباهلي - ويقال: الكناني - البصري، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 239:10 رقم 62. (25) في الأصل (عبيد... بن ندينا الكوفي) تصحيف لما في المتن. ترجم له في تاريخ بغداد: 347:10 رقم 5494، وقال: حدث عن أبي سعيد الأشج بكتاب التفسير. (26) ترجم له في سير أعلام النبلاء: 182:12 رقم 64. (27) يوسف 3 - 1. (28) لا يخفي علي القارئ الفطن علة رفض الخليفة لاثاني لتدوين حديث دانيال. فانه قد منع تدوين حديث سيد الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم كما هو مشهور عند الفريقين، بقوله (حسبنا كتاب الله) راجع في ذلك كتاب تدوين السنة الشريفة لسماحة العلامة السيد محمد رضا الجلالي. (29) قال في مروج الذهب: 141:4: وحضر الشهود منهم أبوعوف والحسين بن سالم وغيرهم من العدول حتى أشرفوا علي المعتمد، ومعهم بدر غلام المعتضد يقول: هل ترون به من بأس أو أثر؟ مات فجأة، وقتلته مداومته لشر النبيذ.... (30) في الأصل (أبيه). وقد ذكرت كتب التاريخ والسيرة ككتاب دول الاسلام للذهبي تفصيل حياة حكام بني العباس ومدة حكم كل منهم، بما يطابق ما ذكره المصنف. (31) كذا، والمشهور أن السفياني هو عثمان بن عنبسة ولعل المذكور هنا غيرة. (32) استظهرناها بقرينة الروايات المختلفة، وفي الأصل هكذا (لانبت وجهه) لعل فيها سقطا. (33) هو (عقيل بن عقال) علي ما سيأتي. (34) ذكر في عقد الدرر ص 115 نقلا عن الكسائي في قصص الأنبياء ما لفظه: لابد من نزول عيسي عليه السلام الى الأرض، ولابد أن تظهر بين يديه علامات وفتن، فأول ما يخرج ويغلب علي البلاد (الأصهب) يخرج من بلاد الجزيرة، ثم يخرج من بعده الجرهمي من الشام، ويخرج القحطاني من بلاد اليمن. (35) كذا، ولعلها نسبة الى جحاف، وهي سكة بنيسابور. (الأنساب للسمعاني: 25:2). (36) كذا، ولعلها نسبة الى بار، وهي قرية من قري نيسابور. (الأنساب للسمعاني: 256:1). (37) كذا، والظاهر (ماسبذان) قال في معجم البلدان: 41:5. أصلها (ماه سبذان) مضافا الى اسم القمر.... (38) قال في مراصد الاطلاع: 120:1: مدينة قرب بلخ: وهي قصبة ناحية جوزجان، وهي علي الجبال...، والأنبار - أيضا - مدينة علي الفرات غربي بغداد. (39) لعله (الجحافي). (40) زاد بعدها في الأصل (فيقول: يا أهل هذا المصر، يا أهل دمشق ممن حضر) ولعلها من اضافات النساخ. (41) قال في معجم البلدان: 424:5: وادي اليابس: نسب الى رجل، قيل: منه يخرج السفياني في آخر الزمان. (42) أي السفياني. (43) الظاهر ماسبذان، وتقدم ذكرها، والبكري علي ما ذكره السمعاني في الانساب: 385:1: نسبة الى جماعة ممن اسمه (أبوبكر وبكر) فأما الأول فجماعة انتسبوا الى أبي بكر الخليفة الأول، وفيهم كثير من أولاده وأولاد أولاده. وتقدم ذكر اسمه ب (الباري) ولعل أحدهما تصحيف للآخر. والثاني: منسوب الى بكر بن وائل. (44) هو همام بن الورد كما سيأتي. (45) قال في معجم البلدان: 288:1، اسم صقع كبير يشتمل علي مدن وقري بين الاسكندرية وأفريقية. ****************** ثم يسير (الجرهمي) الى صاحب مصر، فيحاربه فيهزمه المصري، ثم يتداعون الى الصلح علي أن يكونا جميعا علي (السفياني) ويصطلحون علي ذلك، ويرجع (الجرهمي) الى الشام، ويقيم (المصري) بمصر. ثم يقوم (السفياني) في أهل دمشق، فيقول: يا أهل (دمشق)، انما أنا رجل منكم، وأنتم خاصة جدي (معاوية بن أبي سفيان) وليكم من قبل ملكه، فأحسن وأحسنتم، ثم قتل صاحبه(1) فطلب بدمه واستنصركم، فنصرتموه، وقتل معه أشرافكم، وأنا اليوم أطلب بثأر أهل بيتي، وبثأر من قتل من أشرافكم، فمن أحق بنصرتي علي ذلك منكم!! فينادونه بالاجابة، ويبايعونه. ثم يكتب عند ذلك الى (الجرهمي) يدعوه الى طاعته علي أن يوليه اذا استقام الأمر موضعه الذي هو فيه، ويزيده ولا يؤاخذه بما كان منه، فيجيبه. ويكتب الى (البرقي) بمثل ذلك؛ وكل هؤلاء وغيرهم من أهل كل بلد قد بلغهم، وسمعوا من علمائهم أن رجلا يقال له: (السفياني) يخرج علي الملك الذي في زمانه، فيغلبه ويغلب كل من حاربه حتى يملك، ويستقيم له أمر مملكته، فيجيبونه الى ذلك؛ فيأتيه (الجرهمي) فيبايعه واسم الجرهمي (عقيل بن عقال)، ثم يبايعه (البرقي) فيتابعه، واسم البرقي (همام بن الورد) فيجعل (الجرهمي) علي الجبل، ويجعل (البرقي) علي الرجالة، وكل علي خيله ورجالته من خاصته الذين معه وعلي أنه والي علي موضعه من قبل السفياني. وبلغ صاحب مصر خبره، فيرسل اليه بالطاعة، فلا يرضي الا أن يأتيه، فيأتيه فيبايعه، ويرده الى مصر، فيمنعه أهل مصر الدخول الى مصر، فيرجع، فيخبر السفياني، فيسير اليهم السفياني، ويخرج اليه أهل مصر فيلتقون، فيقتتلون علي قنطرة (الفرما)(2) أو دونها سبعة أيام، ثم ينصرف أهل مصر، وقد قتل زهاء سبعين ألف نفس، ثم يصالحه أهل مصر ويبايعونه، فينصرف عنهم، ويرجع الى الشام. فيعقد لأصحابه، ويقود القواد، ويعقد لرجل من حضر موت علي أرمينية وما يليها؛ ويعقد لرجل من خزاعة علي ثغور الروم من ناحية الأندلس؛ ويعقد لرجل من بني عبس علي ثغور الروم التي تلي عسقلان؛ ويعقد لرجل من بني تغلبة علي الثغور التي تلي الشام من دون أرمينية الى حد المصيصة.(3) ويتوجه البرقي الى أفريقية، فيلتقون فيقتتلون ثلاثة أيام، فيقتل من أهل أفريقية نيفا علي ثمانين ألفا، ثم يصالح أهل أفريقية (البرقي) ويبايعونه للسفياني كذلك، ويولي عليهم ابنا له، ويرجع هو الى (برقة). ويكتب الى السفياني بذلك، فيكتب، أن يستخلف علي برقة وما يليها ابنه أو من يرضاه، فيفعل. ثم يسير السفياني يريد برقة، وخليفته علي جميع جنده رجل من بني زهرة من طي، يقال له (الزهري المؤمل بن نباتة) ويجعل علي مقدمته من جهينة اسمه (المقدام بن الهقل). ويبلغ الملك خروجه وأهل العراق، فيقولون للملك: هذا رجل قد بلغنا أنه يملك، وأنه يقتل كل من حاربه ممن يرجو أن يظفر به فيقاتله، بل نلزم بيوتنا أو نهرب عنه اذا بلغ الينا! ويبلغ ذلك من قولهم الملك ويسوؤه ذلك، ويجمع خاصته من الأترك والعجم من أهل خراسان وغيرهم، فيقول لهم: ان هذا العدو لا نطيقه، ولا نقاتله الا من كان علي مثل رأيكم، فاستعدوا لقتاله، ودعوا الوجوه الاخر. ثم يجمع أهل بيت المملكة ومواليهم ويرسل الى بني عمهم قبيلة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم (بنو هاشم) فيعلمهم أن هذا هو السفياني يجدونه في أخبار مشايخ العلماء، أنه يخرج فيقتل كل من قدر عليه من ولدها ومن مواليهم، فالرأي أن تخرجوا اليه في مواليكم وعبيدكم، ومن أطاعكم، فنحاربه علي أنفسنا وملكنا حتى نظفر أو نهلك، فانا ان أمسكنا عن قتاله لم يمسك عنا، ومتى قدر علي أحد منا ذكرا كان أو انثي لم يستبقه قتلا وذمارا. فيجتمعون ويتوجهون اليه في سبعة عسكر يتبع بعضها بعضا، في أوائلها الجيش الكبر في الأترك وعجم أهل خراسان ومن أطاعهم من سائر الناس، ولا يخرج بهم من سائر أهل الأمصار الا الجهال لما قد بلغهم أن السفياني يقتل كل من ظفر به الى أن يأتي بلدهم، فيحاربوه عن حريمهم، وبنادر عسكر الملك. فيسير الأول فينزل الرقة،(4) والعسكر الثاني دونه بمرحلة، ثم الثالث دون الثاني بمرحلة، ثم الرابع دون الثالث بمرحلة، ثم الخامس دون الرابع بمرحلة، ثم السادس دون الخامس بمرحلة، ثم السابع دون السادس بمرحلة؛ ويقتل القائد الأول ومعه الأترك وغيرهم، وهم سبعون ألفا ونيف، ويعجلون السير الى الرقة، فيلقاهم السفياني فيقتتلون يومهم وليلتهم في ليلة النصف من الشهر في ضوء القمر، فيقتل منهم مائة ألف قتيل، كثرهم من جند الملك. ثم ينهزم جند الملك الى الرقة، وقد بلغ أهل الشام من أهل كل مدينة، مسير السفياني والتقاؤه هو وجند الملك، فقالوا: نحن مع من غلب. ويسير السفياني خلفهم الى الرقة، فيلتقون فيقتتلون، فيهزم السفياني من جند الملك، وتجتمع العسكر كلها الى دون الرقة، وتعجبهم كثرتهم، ثم يلتقون فيقتتلون، فيهزم جند الملك، ويتبعهم السفياني يقاتلهم كل يوم وهم ينهزمون حتى يبلغ بهم (الأنبار) من أرض العراق، وجند السفياني في الجانب الغربي، وفيه يحاربهم جند الملك. فاذا صاروا الى الأنبار، عقد جند الملك الجسر، وعبروا أسفل الأنبار بمسيرة نصف يوم، ثم قطعوا الجسر وأخرجوا سفن الجسر وغيرها لكيلا يعقد السفياني فيها جسرا ويعبر اليهم، وللسفياني سفن فيها خزائنه أخذها من الرقة، فجعل فيها خزائنه والأعلاف من التبن والشعير والدقيق، وسفن التجار فيها الدقيق، وجميع ما يباع من التمر والفوكة وغير ذلك، فقال للتجار: أخرجوا ما في سفنكم الى الشط. ثم يجمع تلك السفن فعقد جسرا، ثم أرسل الفرات، فأتي السفن ليعقد للتجار جسرا، ويرد عليهم سفنهم أو بدلها، أي ذلك أحبوا فعل،(5) وأجابهم اليه، فعقد الجسر وأقامه؛ ثم أرسل الى أسفل الفرات ليؤتي بالسفن التي هي هنالك، فاذا السفن التي يؤتي بها أحكم صنعة وأجود من السفن التي كانت معه، فلما رأها كذلك اشتراها، وعقدها جسرا، ورد تلك السفن الى أصحابها. ثم ان السفياني يعبر، فيلتقون مع جند الملك دون الفرات، فيقتتلون فيقتل من جند الملك نصفهم، وينهزم الباقون الى موضع يقال له (عقرقوف)(6) وهنالك بساتين ونخيل وأشجار وأنهار يأخذ بعضها من بعض، فيأمر السفياني أصحابه كلهم فيرحلون، ويدخلون فيقاتلون جند الملك الى مدينة الملك. ويرسل الى جميع من يرجو نصره من شاطي ء دجلة الى أرض الجبل الى البصرة، والي الأهواز وفارس أن يعينوه، فيجتمع اليه ثلاثمائة ألف من الناس، ويعسكر علي ثلاثة فراسخ من دجلة فيما بين عقرقوف ودجلة ناحية المشرق ونحو الفرات، ويتبعهم السفياني فيقتتلون أشد قتالا كان قبل ذلك. فيهزمون جند الملك، ويتبعهم الى دجلة، ويحولون بينهم وبين من يليهم، فيغرق كثرهم، ويرمون أنفسهم في دجلة فيغرقون، ويهرب بعضهم الى أسفل من ذلك الى مدائن كسري،(7) ويبقي الملك في المدينة. فيحاربهم السفياني ويخرج اليهم الملك، فينزل علي باب مدينة الملك، ويصف جنوده حول المدينة، وعلي مدينة الملك سور قد بناه علي مدينة حديثة البناء لم يستحكم بعد، ومع هذا (القيسي) قوم من الأعراب معهم نساءهم وأولادهم، ويقاتلون معه في الناحية التي أمره الملك أن يقيم بها، ويكفيه ناحيتها، وخلف القيسي أيضا جندا، عليهم بعض قواد الملك، قد أحدقوا بسور المدينة لكيلا يدخلها جند السفياني فيحاربهم، ولا يزال السفياني يحاربهم ويمنعهم المسيرة من فوق المدينة ومن تحتها، ويرسل السفياني جندا الى (المدائن) فيأخذونها وجميع السفن، فيعقد الجسر أسفل المدينة مما يلي المدائن. ويعبر نصف جنده، فيحاصرون مدينة الملك شهرا، ثم يهدمون السور، ويدخلون المدينة، فيقتلون الرجال في السكك والأسواق والدروب، ويدخلون الدور فيقتلون من فيها، ويأخذون الأموال والأمتعة، ويأخذون من استحسنوا من النساء والجواري والغلمان، ويأخذون بنات القيسي الذين هم قومه، فيردفونهم خلفهم، وعلي نساء القيسي خلاخل من فضة يري بريقهن وهن مرتدفات خلف الأترك. ويبلغ الملك الهزيمة، فيخرج من المدينة فيمر مستخفيا هاربا من دار الى دار، ومن درب الى درب حتى يفلت فيأتي (حلوان).(8) ويغضب (القيسي) فينادي في أصحابه القيسيين: ألحقوا بنا القوم الذين أخذوا حرمنا نقاتلهم(9) حتى نستنقذ حرمنا أو نموت. فيخرجون، فاذا رأينهم رمين بأنفسهن عن الدواب، ويلا حقهن القيسيون مصلتي السيوف، فيقتلون بعض الأترك، ويهرب عنهم اولئك الأترك، وهم قليل فيأخذون نساءهم، ويرجعون. ثم يفتح، المدينة ويسأل السفياني عن الملك، فيقال له: قد هرب، ويظهر الملك بحلوان، ويجتمع اليه بنو هاشم ومواليهم في جند أغلبهم من قد وطن نفسه علي الموت من الأترك، لأنه قد قتل كثرهم. فيسير اليهم السفياني، فيصلون (حلوان) فيقتل من جند الملك نيفا علي خمسين ألف، وينهزم الملك، ويتفرق عنه أصحابه، ويومئذ لا يبقي تركي من جند الملك الا قتل، ويهرب الملك الى خراسان، ويرجع السفياني الى (المدائن) فينزلها، ويخطب في أصحابه يوم الجمعة، وعليه لباس أحمر، وعلي رأسه عمامة خضراء، وهو شاب ربعة، فظ الوجه، ضخم القامة، في وجهه أثر جدري، يكسر عينه اليسري، يحسبه من لا يعرفه أعور، وليس بأعور. ثم ينزل عن المنبر، فيقود القواد، ويولي الولاة علي الوجوه التي افتتحها، ويأمر خليفته (الزهري) واسمه (عبيد بن نباتة الزهري) والثاني (مالك بن المقدام) أخو (المقدام الجهني) والثالث (المعمر بن عباد الهلالي) والرابع (الطفيل ابن عمرو العبسي) والخامس (نصر بن منصور القيسي) وهو (ابن عمر بن عمرو القيسي) والسادس (غالب بن عامر الكلبي) والسابع (عمارة بن عقال العامري) والثامن (مسمع بن سالم الربعي الشيباني) والتاسع (وائل بن ربيعة اليشكري) والعاشر (مسروق بن مسعدة التغلبي) من تغلب ربيعة. ثم يأمر الزهري أن يسير الى الكوفة، فان دخلوا في طاعته وبايعوا له أخذ بيعتهم، وولي عليهم رجلا منهم يرضاه، وسار الى المدينة، ثم الى مكة، وان هم أبوا وقاتلوا قاتلهم، فان ظفر قتل الرجال وسبي النساء والذراري، وأخذ الأموال، وسار الى المدينة يفعل مثل ذلك، ثم سار الى اليمن، فيفعل مثل ذلك. فيسير الزهري، ويسير وائل بن ربيعة اليشكري الى البصرة وأرضها، ويسير عمارة بن عقال العامري الى خراسان - وهو خليفة لابن السفياني - فيسير كل واحد من هؤلاء الى الوجه الذي وجه له، فيحارب أهله، فيظهر عليهم، ويستقيم له أمر سواد بابل، وأرض البصرة، والأهواز وفارس الا أهل الكوفة، فانه يحاربهم أربعة أيام، فيهزمهم ويدخل الكوفة، فيقتل الرجال ويدخل علي النساء، فيقتل كل من يمتنع منه، فكم من امرأة حامل مبقورة البطن، وكم من عذراء مفترعة، وكم من وليد مشدوخ، ومال منهوب، وجارية عذراء مكشوفة تساق كما يساق السبي من الروم وأهل الكفر، ويقيم في ذلك عشرة أيام. ثم ينزل بين الحيرة والكوفة، ويكتب بذلك الى السفياني، فيكتب اليه: أن قد أصبت فاقسم الفيء بين أصحابك، وسر لوجهك الذي امرت به أن تسير اليهم. فيقسم السبي والأموال بين أصحابه، ويسير الى المدينة، فيجتمع أهل المدينة، فيسألوه أن يعطوه مالا ولا يدخل اليهم، ويسير عنهم. فيأبي ذلك عليهم، ويقاتلهم فيهزمهم، ويدخل المدينة، فيقتل الرجال والنساء والولدان من الجواري والغلمان، فكم من قتيل علي باب داره وفي داره، وكم من بطن مبقورة، وكم من وليد مشدوخ، وعذراء مفترعة، ومال منهوب. ثم يخرج بالسبي من الذراري والأموال، فينزل ظاهر المدينة، ثم يعرض عليه السبي، وفيهم غلام وجارية من ولد بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم اسم ذلك الغلام (علي) واسم تلك الجارية وهي اخته (فاطمة) قتل أبوهما في من قتل، واسم أبيهما (محمد بن عبد الله) واسم امهما (فاطمة). فيقول الزهري للغلام: من أنت؟ فيقول له: اسمي علي بن محمد بن عبد الله، واسم امي فاطمة بنت محمد بن عبد الله. فيقول للجارية: من أنت؟ فتقول: أنا اخت هذا الغلام. فيقول: ما اسمك؟ فتقول: اسمي فاطمة باسم امي. فيقول: والله ما قاتلني الا أبوكما. فيأمر بهما فيبطحان قدامه، ويأخذ الحربة فيدخلها في بطن الجارية، فيحول أخوها وجهه عنها، فيقول الزهري لمن علي رأسه: حولوا وجهه الى اخته ليري الخزي والهوان!! فيحولون وجهه الى اخته، فيغض بصره، ويضع يده علي عينيه، فيدخل الحربة في بطنه، ثم يدخلها في دبره، ثم في دبر اخته، والغلام يقول: اللهم لك الحمد، عجل له ولأصحابه النقمة والخزي، وعرفهما قدرتك. ثم يأمر بهما فيرميان تحت الخيل لتطأهما الخيل، فلا تطأهما، فيأمر بهما أن يحملا، فيرميا خلف عسكره، فيفعل بهما ذلك. ثم يقسم السبي بين أصحابه، ولا يرأف ولا يرحم، فكم من جارية تباع، وكم من غلام يباع، ثم لا يترك أحدا يشتريهم الا أصحابه، فيقيم خارج المدينة ثلاثة أيام، وقد هرب منه بعض أهل المدينة الى الجبال والشعوب والأودية. ثم يخرج يريد مكة ومعه جيشه، فاذا بلغ موضعا يقال له (البيداء) نادي صوت من السماء: يا بيداء أبيديهم. فتبلعهم الأرض الى أعناقهم، وتبقي رؤوسهم خارجة وتبقي جميع خيلهم وأثقالهم وخزائنهم وجميع مضاربهم والسبي علي حالهم، ولم يفلت منهم الا رجلان، ضل لهما بعيران عليهما أثقالهما، فيخرجان في طلبهما فيجدانهما، فيأخذانهما، ويرجعان يريدان العسكر. فاذا جبرئيل الملك الأمين عليه السلام قد تلقاهما، فيقول لهما: أين تريدان؟ فيقولان: نريد العسكر. فيقول لهما: أشهدتما الوقعة؟ فيقولان: لا، نحن أخوان لأب وام، مع أننا أخرجنا أبونا معه، ونحن كارهان للخروج في هذا الجيش، ما قاتلنا معهم، ولا أعنا، ولو أمكنا ألا نصحبهم لفعلنا، قد علم الله ذلك منا. فيقول لهما: فلذلك أضل الله بعيريكما، هذا العسكر قدامكما، فامضيا. فيأتيان العسكر، فيريان ما أصاب القوم فيسترجعان، فيقول جبرئيل: قد أنجكما الله لترككما القتال مع أبيكما وكراهتكما لذلك، فليمض أحدكما الى السفياني، فيعلمه بالذي أصاب جيشه، ويذهب أحدكما الى أهل مكة بما أرسله به اليهم. فيقولان له: نعم، أرسلنا. فيقول للذي يرسله الى السفياني: ما اسمك؟ فيقول: اسمي (وبر). فيقول له: اذهب أنت يا وبر الى السفياني، فأخبره بما لقي جيشه بالبيداء من أرض الحجاز، جازاه الله بما فعل بأهل الكوفة وأهل المدينة، وبقتله من قتل وبما صنع بالأنفس الطيبة الطاهرة الزكية من العترة الهادية المهدية. ثم يتفل في وجهه، فيتحول وجهه الى قفاه، ويقول له: ان هذا آية لك حتى تخبر السفياني بما لقي جيشه، فساعة تخبره يرجع وجهك الى ما كان. ثم يقول للآخر: ما اسمك؟ فيقول: اسمي (وبره).(10) فيقول له: اذهب أنت يا وبره الى مكة، فانك تجد فيها من ولد الطاهرة (فاطمة بنت محمد) النبي الامي زوجة ولي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وولي المؤمنين، فيهم شاب أبيض، حسن الوجه، قاعد وسط جماعة من أهل بيته من أهل مكة، فأخبرهم بما صنع جيش السفياني بأهل الكوفة، وبأهل المدينة، وبما عاقبهم الله تعالى بعد ذلك بالبيداء، أحياء قد أبتلعتهم الأرض الى اعناقهم ورؤوسهم خارجة، وهم أحياء الى قدومك عليهم حتى تراهم أنت وأصحابك، ثم تبلعهم الأرض. وتجد عسكر السفياني بما فيه من خزائنه وأمواله، وتجد السبي الذين سبوا من أهل الكوفة، ومن أهل المدينة علي حاله، فترد كلا الى أهله، وتقسم الفي ء ثلاثة أثلاث: ثلثا لأهل المدينة، وثلثا لأهل الكوفة، وثلثا بين أصحابك، غير أنك تنظر ما اخذ من أهل الكوفة وأهل المدينة، فترد ذلك الى أهله بعد أن يعرف ذلك ويعرفه الذين اخذ منهم. ثم ان جبرئيل يتفل في وجهه، فيتحول وجهه الى قفاه حتى يبلغ الرسالة، فيأتي (وبره) مكة، فيبلغها قبل أن يأتي (وبر) السفياني، فيجد أهل مكة، وفيهم الرجل الذي وصفه جبرئيل، فيبلغه ذلك، فيبايع له أصحابه، ثم يعرضهم، فيجدهم (ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا) يأخذ بيعتهم بين الركن والمقام، ويرجع وجه (وبره) الى حاله الأول، ويخرج مسرعا الى المدينة ويرجع معه. ويبلغ (وبر) السفياني وهو نازل بالأنبار - قدم من المدائن، فنزل الأنبار - فيبلغه، فساعة يبلغه يتغير لونه، ويسود وجهه، وتأخذه الرعدة، ويقع متخبل(11) البدن، ويرجع وجه وبر الى حاله الأول. ويطوي الله الأرض للطاهر الخارج من مكة، واسمه (محمد بن علي) من ولد السبط الكبر الحسن بن علي، فيتسمي بالامام الحسني،(12) فيبلغ البيداء من يومه، فيجد القوم أبدانهم داخلة في الأرض، ورؤوسهم خارجة، وهم أحياء، فيحمد الله هو وأصحابه، وينتحبون بالبكاء، ويدعون الله ويسبحونه ويحمدونه علي حسن صنيعه اليهم، ويسألونه تمام النعمة والعافية. فتبلعهم الأرض من ساعتهم تلك، ويجد الحسني العسكر علي حاله، والسبي علي حاله، وقد اجتمع اليهم من بلغه خبرهم ممن كان هرب من المدينة ومن كان حول المدينة. وكان جبرئيل عليه السلام قد تشبه لهم جميعا برجل من المعمرين، فقال لهم: لا تتعرضوا لشيء، فان اخوانكم المؤمنين مع ولي الله الحسني يأتونكم وهم في العسكر، والسبي مسرورون بالذي صنع الله بجيش السفياني. فيأمر السبي (من) النساء والجواري والغلمان، أن من عرف شيئا مما أخذ أصحاب السفياني فليخبرنا به، وفي السبي نساء قد ولدن الأولاد غافلات، قد عرفن ذلك من أهل الكوفة، ومن أهل المدينة، فيعرض عليه شيء فشيء، فيعرض عليه نساء أهل الكوفة والجواري والغلمان والأمتعة والذهب والفضة، وسائر الأموال، ويعرض عليه نساء أهل المدينة، وما اخذ من الجواري والغلمان والذهب والفضة والأمتعة. فيعزل الحسني ذلك كله، ويرد ما كان اخذ من أهل المدينة، ثم يقسم ما كان في عسكر السفياني من الخزائن والمضارب والأمتعة والذهب والفضة بين أصحابه، ويقيم بالمدينة عشرة أيام، فيأمر باصلاح ما فسد من المسجد والدور وغير ذلك، ويأمر بدفن من قتل منهم. ثم يستخلف الحسني علي العراقين وما والاهما، ويخرج الى الروم. فيكتب ملك الروم الى ملك الصقالبة:(13) ان هذا العدو الذي قدم لقتالي، اذا هزمني أقبل اليك فأمدني كفك أمره. فيمده ويكتب الى صاحب أرمينية(14) مثل ذلك. فأما صاحب أرمينية فقد شغله صاحب الحسني، فلا يجيبه بلا، ولا نعم، ويحارب الحسني الروم، فيفتح منها مدنا وحصونا كثيرة، ويقيم بطرسوس،(15) ويبث أصحابه وجيوشه في جميع الثغور، فيفتتح(16) الوجه الذي فيه، ويغنم، ويكتب بذلك الى الحسني. ويكتب الحسني الى ملك الروم: ان الملك الذي هرب اليك ابن عمنا، وهم قوم قد ذهبت دولة ملكهم، والذي هرب منه اذ هزمه وجنوده حتى ألجأه الى أن هرب اليك هو السفياني، عدو لنا وله، وقد أظفرنا الله به فقتلناه، فقل للملك - الذي هرب اليك فآويته وأنزلته، وقد أحسنت وقضيت فيه ما عليك -: ابن عمك قد كتب الى فيك، فأقبل الى فلك الأمان، ان أقبلت الى نصل رحمك ونمن عليك، وننزلك منزلة الشريف منا. وكتبت اليه(17) كتابا، فأوصله اليه. ويكتب الى الملك: من الحسني المنصور من الله الى ابن عمه عبد الله: قد قتل الله عدوك وعدونا، فاقبل آمنا بأمان الله، لك بذلك عهد الله وميثاقه، وذمتنا وذمة رسوله. فيفعل ذلك ملك الروم، فيقول لملك الروم: المقام عندك في جوارك أحب الى من أن آتي ابن عمي هذا، وهو اليوم فوقي وأنا دونه، وكنت الملك قبله، فاذا كان كون كسائر من عنده من الرعية، فالمقام عندك ان أنت تركتني أحب الي. فيقول له ملك الروم: فأقم اذا أحببت ذلك. ويكتب ملك الروم الى الحسني، فيكتب اليه الحسني: أما اذا أبي أن يأتينا واختارك علينا، فانا لا نرضي أن يقيم ابن عمنا في غير أهل ديننا، فانك ان لم تبعث به الينا، قاتلنك علي أنك علي غير ديننا، فان أنت أسلمت ودخلت في ديننا، والا قاتلنك علي تركك الدخول في ديننا، دين الاسلام. فيأبي ملك الروم، ويحاربه، فيقول له بطارقة الملك: أيها الملك ما ترجو بايواء رجل ليس من أهل دينك؟! ابعث به الى صاحبه. فيقول ملك الروم: لا أفعل، استجار بي فأجرته، ولست اسلمه مع أنني لو بعثت به أيضا الى صاحبه لما أمسك عن حربكم، وذلك أنه ليس يقاتلكم علي ترككم لبعثه لهذا الرجل اليه، انما يقاتلكم علي أنكم ليس تدخلون في دينه، فلا تظنوا به غير ذلك. فاذا قال لهم ذلك، أمسكوا عنه. الهوامش: (1) أي عثمان بن عفان. (2) قال في معجم البلدان: 255:4: مدينة علي الساحل من ناحية مصر... كان الفرما والاسكندر أخوين بني كل واحد مدينة.... (3) مدينة علي شاطئ جيحان من ثغور الشام بين انطكية وبلاد الروم. مراصد الاطلاع: 1280:3. (4) الرقة: مدينة مشهورة علي الفرات، بينها وبين حران ثلاثة أيام... معجم البلدان: 58:3. (5) في الأصل (فعلوا). (6) قرية من نواحي دجيل، وليس كذلك، بل من نواحي نهر عيسي، بينها وبين بغداد أربعة فراسخ. مراصد الاطلاع: 950:2. (7) بليدة صغيرة في الجانب الغربي من دجلة، وهي نهر شير. مراصد الاطلاع: 1243:3. (8) حلون: في عدة مواضع، منها حلوان العراق، وهي آخر حدود السواد مما يلي الجبال... وحلوان أيضا: قرية من قري مصر، وبين الفسطاط نحو فرسخين من جهة الصعيد مشرفة علي النيل. وأيضا: بليدة بقوهستان بنيسابور، وهي آخر حدود خراسان. مراصد الاطلاع: 418:1. (9) استظهرناها، وهو الصواب، وفي الأصل (نقل لهم). (10) في الأصل (فرم) وما اثبتناه أظهر بقرينة ما يأتي. (11) الخبل: الفالج. (12) كذا، ولعل فيه تصحيفا اذ لم نقف في غير هذا المورد علي هذه التسمية، فالطاهر الخارج من مكة هو م ح م د بن الحسن العسكري عليهما السلام وهو من ولد السبط الأصغر الحسين بن علي عليهما السلام، وأما الحسني فانه يخرج من خراسان علي ما اشتهر في روايات الفريقين، سيما وأن الأحداث التالية في هذه الرواية تؤيد صراحة ما ذهبنا اليه. انظر تعليقتنا الآتية في ح 5 في سياق بعض المأثور في المهدي عليه السلام. (13) الصقالبة: جيل حمر الألوان، صهب الشعور، يتاخمون بلاد الخزر في أعالي جبال الروم. وبلاد الخزر: هي بلاد الترك خلف باب الأبواب. (14) أرمينية: اسم لصقع واسع عظيم في جهة الشمال، وحدها من برذعة الى باب الأبواب، ومن الجهة الاخرى الى بلاد الروم وجبل القبق. مراصد الاطلاع: 60:1. (15) مدينة بثغور الشام بين انطكية وحلب وبلاد الروم. مراصد الاطلاع: 883:2. (16) أي كل واحد من أصحابه. (17) في الأصل (اليك). ****************** ثم ان بعض بطارقته يشد علي ذلك الملك، فيقتله بغير اذن ملك الروم، فخبر بذلك ما فعل هذا البطريق فيقول له: أقتلت رجلا قد أجرته؟! فيقول له البطريق: أما انك قد وفيت له أنت، وأما أنا فاني انما قتلته عن غير رأيك، وعن غير أمرك، فلا عتب عليك في قتلي اياه، لأنك لم تغدر به. فاذا قال (قال) له علماء أهل ملته من الروم: صدق أيها الملك، ما عليك في ذلك عتب. فيمسك عنه. ويكتب الى الحسني، فيعلمه ما فعل ذلك البطريق، ويسأله الصلح والانصراف عنه. ويرسل اليه الحسني: لا صلح بيننا وبينك الا أن تدخل في الاسلام فتسلم، فان فعلت ذلك، والا حاربنك حتى نقتل أو يظهرنا الله عليك، فان لنا بذلك وعدا من الله لا يخلفه، انه ينصرنا عليك. فيقرأ ملك الروم كتابه علي بطارقته، ويقول لهم: ألم أقل لكم: انه انما يقاتلكم علي ترككم الدخول في دينه؟ فقاتلوا الآن بنية صادقة، فانا علي ما هم عليه من قتالهم ايانا علي ما وعدهم الله بزعمهم، فانا علي مثل ذلك من ميعاد الله ايانا. فيجيبونه الى ذلك، ويقاتلون الحسني بجد وبصيرة، فيشتد القتال حينئذ بينهم. ثم انه يخرج علي الحسني باصفهان رجل كذاب يقال له (المحق) وكراد وصعاليك الجبال، ويخرج في اصطخر من فارس (النغاف) (في) خمسة آلاف من الناس من أهل فارس، ويخرج عليه قوم من (المطوعة) فيقاتلون (النغاف) فيهزمهم النغاف، ثم تخرج (الخوارج) باليمامة، وببلاد اليمن، وبأرض الموصل من الجزيرة. ويوجه صاحب الحسني الذي في كل وجه من هذه الوجوه الى الذي خرج في أرضه، فيحاربه فيهزمه الخارجي، ويكتب كل الى خليفة الحسني، فيكتب خليفة الحسني الى الحسني وهو في أرض الروم بذلك، ويعلمه أن فيهم رجلا (1) يفعل بالسحر، ويفتن الناس بذلك، وهو باصفهان، وهو رجل كذاب يقال له (المحق) فالله الله في القدوم، فان قتال هؤلاء واجب، أهم من قتال الروم، وتكثر الخوارج في الأرض. ويخرج بالشام رجل من جذام(2) يقال له (روح بن بنانة) ويخرج ببرقة رجل من لخم يقال له (أوس بن شداد) فيطرد كل واحد من هؤلاء - أصحاب الحسني - ويكثر القتل وسفك الدماء والفساد، ويخرج ذلك الاصفهاني بسحره وكذبه الى الناس، فيريهم من آيات سحره العجائب، ومن ذلك انه يدعو الطائر من الهواء، فينزل اليه، ويدعو الحوت فتخرج اليه من الماء، فتعظم الفتنة لذلك. ويكتب الى الحسني بذلك، وقد افتتح الحسني قسطنطنية، وهرب ملكها، وقد قسم السبي، وغنم ما يعجز عن قسمته، حتى يكيل الذهب والفضة بكيل بالترسة،(3) فيدعوا الجماعة من أصحابه فيقول لهم: هذا الذهب، وهذا الورق، يطول وزنه علينا، فخذوه واقسموه بينكم، ويكيل ذلك لهم بالترس. ويأتيه خبر هؤلاء الخارجين في أرضه، فيخل ما في يديه، ويأخذون ما خف عليهم، ويقبلون فيجدون الأرض مثبطة حوبا (4) هي أشد من حرب السفياني، وفي كل بلدة قتال، من خارج من أهلها، وباغ عليها غير أهلها، فيفرق الحسني أصحابه في هذه الوجوه، فيقاتلون من خرج فيها، وذلك في شهر رمضان في أيام حارة، وينكسف القمر في ليلة الأربعاء، وهي ليلة ثلاث عشر من شهر رمضان، فيقول الحسني لأصحابه: يا قوم أحسنوا الظن بالله عز وجل فقد عهدنا مع آبائنا، فلم نسمع أن القمر انكسف مرتين في ليلتين متتابعتين الا في شهرنا هذا، فهاتان آيتان من آيات الله تعالى، فجدوا في جهاد أعداء الله، ودعوا الرغبة في الدنيا. فيجتهدون في الصوم والصلاة في ليلة الجمعة ليلة النصف من شهر رمضان، فاذا مضي الثلث الأول جاء صوت من السماء لم يسمع الناس مثله، فيصعق فيه سبعون ألفا من الفسقة، ويعمي فيه سبعون ألفا، ويصم فيه سبعون ألفا، ويخرس فيه سبعون ألفا، وتنفتق فيه سبعون ألف عذراء، وذلك كل في أهل الفسق والمستحلين، ما حرم، فأما من تعوذ بالله وتضرع اليه، وأحسن عمله، فان الله ينجيه من ذلك، ومما هو أشد من ذلك. ثم اذا كان عند طلوع الفجر من تلك الليلة كان صوت آخر غير الصوت الأول، وكان بعده ظلمة الى طلوع الفجر، كان الأول صوت جبرئيل صاح صيحة كان فيها الذي كان، ثم سمع فيه صوت يقول: (لا اله الا الله نجي أولياء الله وهم قائلوها). وكان الصوت الآخر صوتا مهولا لم يصعق فيه أحد، ولا عمي ولا صم ولا خرس ولا انفتقت فيه عذراء، وكان في آخره ظلمة، وسمع فيه صوت يقول: (لا تخافوا أقبلوا علي لهوكم، وتمتعوا فان الأصوات التي سمعتموها انما هي صوت الجن يلعبون في الهواء). فالصوت الأول هو صوت جبرئيل يثبت المؤمنين والمؤمنات. والصوت الآخر صوت ابليس يثبت أصحابه علي المعاصي.(5) ويفرق الحسني أصحابه يجاهدون الخوارج في كل موضع خرجوا فيه، ويتوجه هو بنفسه الى ذلك باصبهان، فيلقاه (6) فيقتله، ويقتل أصحابه الا من هرب، وذلك في أول شوال. ثم اذا كان في النصف من شوال كانت المعمعة الكبري، والطامة العظمي. ويتوجه الحسني الى الذي بفارس، فيصطلمه ويصطلم عسكره من هرب منه. ثم يكون في النصف من ذي القعدة زلازل، وصواعق، وخسف في بلدان الأرض كلها؛ ويكون في ذي الحجة المعمعة الثانية، وهي أطم من الاولى وأهول. وفي المحرم تسلب أهل مكة ما حول البيت، ويسلب الحرم، وتنهب الأعراب دور أهل مكة، ثم يجتمع أهل مكة ومن حولهم، فيخرجون خلفهم، ويعينهم الله عز وجل بالريح والتراب، فيقتلون اولئك الأعراب، ويأخذون جميع ما كانوا قد أخذوا منهم من الأبل والسلاح وغير ذلك، ويرجعون غانمين. ويخرج أصحاب الحسني في كل وجه من الوجوه، ويفتحون البلدان، ويصفو الأمن للحسني، وقد كان ملك الروم لما بلغه عن الخوارج قد خرجوا علي الحسني، حلف - وهو بالرومية(7) خلف قسطنطينة- أن يخرج الى أرض الاسلام، فيغلب علي ما قدر عليه من مدنها، ويدخلها كما دخل الحسني قسطنطينة، ويرجع الى (قسطنطينة) ثم يجمع بطارقته وجنده، ويسير الى (طرسوس) ثم يخرج منها حتى يأتي الفرات، ويمهله الحسني حتى يأتي (حران).(8) ثم يأخذ عليه الحسني من ورائه ومن قدامه، فيقتل أصحابه، ويأخذ صلبانهم، وينزع ملك الروم ثيابه، ويلبس ثياب أهل طرسوس، ويتزيا بزي أهل الثغر، ويتقلد سيفا، ويركب بغلا، ويلطخ فمه بدم، فكلما تلقاه رجل من المسلمين، أومي اليه بيده، كأنه يسلم عليه ويدعو له، فيظن أنه رجل من أهل الثغر قد أصابه ذلك في جهاده الروم. فلا يزال كذلك حتى يأتي طرسوس، ثم يضرب الى الروم، وينادي الروم، ويسأل: هل رأيتم الطاغية؟ فيقولون: هرب، ولو كان في القتلي لوجدناه. فيولي الولاة ويوجههم في وجوه بلاد الاسلام كلها، وقد استقام أمر الاسلام كله. ثم يخرج في أصحابه، فيجاهد الروم، ويرسل اليه ملك الروم بحيلته التي نجا بها، ويسأله الصلح أو الرجوع، ويخوفه فساد بلاده، ان هو اشتغل بقتال الروم، فيقول: لسنا نقاتلك علي الأموال والغنائم، انما نقاتلك علي أن يكون الدين دين الاسلام، وتقر بكلمة الاخلاص، وهو قول: (لا اله الا الله وحده لا شريك له (وأن محمدا عبده ورسوله)(9) وأن عيسي بن مريم عبد الله ابن أمته، وكلمته وروحه، ابن العذراء البتول التي لم يمسسها بشر، كون الله منها المسيح كما كون الله آدم من تراب، فجعله بشرا، ثم كون من آدم حواء زوجة، ثم كون منها هذا الخلق كله، وجعلهم قبائل وشعوبا وامما، ثم فرق لغاتهم، وهو بكل شيء منهم ومن غيرهم عليم، ولو شاء لجعلهم امة واحدة، ولكن يدخل من يشاء في رحمته). فنحن ندعوك وأهل ملتك الى دين الاسلام، فان أحببت قبلنا ذلك منك، وخلينك وأرضك، وأديت الينا مثل(10) أهل ملتنا من الخراج المعلوم، وان أنت أبيت الجزية(11) فالحرب بيننا وبينك أبدا حتى ينصر الله أحب الفريقين اليه، ولنا النصر، ولمن قتل منا الجنة، وان نصرت علينا فلنا الجنة لصبرنا وبصيرتنا. فيقرأ ملك الروم كتابه علي بطارقته، ويقول: ما يكون هذا أحرص علي الجهاد منكم؟ فيقولون له: صدقت، فأخرج بنا اليه. فيجتمعون ويخرجون الى الحسني في ألف صليب، تحت كل صليب جمع كثير، ويلقاهم الحسني، فيقتل منهم كل يوم مقتلة عظيمة، وينهزمون ويتبعهم حتى يبلغ بهم القسطنطينة، ثم يحاصرهم في مضيق عليهم، ويسألونه الصلح، فيأبي عليهم، فينهزمون عنها الى (رومية) ويخلونها له، فيدخلها في أصحابه، فيهدمون بيعتها العظمى بعد أخذهم بيت مذبحها وصلبانه، ويخربون القسطنطينة، ويهدمون سورها، ويقيمون فيها وفيما حولها، ويريدون المسير الى (رومية) فيرسل الحسني جيشا الى ملك الصقالبة، فيهزمونه أيضا، ويأخذون بعض بلاده. ويخرج باصطخر من فارس، رجل أعور يدعي أنه الدجال، ويسمي نفسه فيقول: (أنا الاله الدائن لأهل الأرض من قبل اله السماء) !! فيتبعه غوغاء الناس والكراد والزط وجهال الجبال، فيكثر أتباعه، ويغوي الناس، ويكثر فساده في الأرض. وتخرج بالأهواز امرأة يقال لها (حميدة) في اناس يزعمون أنهم من العرب من الأزد، تقول: أنا ناصرة أهل الدين، اقاتل علي دين الحسني من قاتل الحسني. فتجبي الخراج وتقسمه في أصحابها، ويكثر أتباعها. ويخرج (الأصهب) بدمشق في خمسين ألفا مخالفين للحسني. ثم يخرج بأصفهان (الدجال الكبر) وهو من أعلم السحرة، معه ابليس ومردة أصحابه، وسحرة الجن، ويجتمع اليه سحرة الانس، يحشرهم اليه الشياطين ومردة الجن، عن يساره ابليس، فيحلون علي الناس ما يرون منهم أنه الحق، ويهيئ الدجال من شيء من الأطعمة والأشربة في مضارب وفساطيط، وذلك أنها تتخذ من كل ما يأخذ من الناس من الأموال والأنعام من الغنم والبقر والابل وسائر الأموال، ويتخذ منها الخمور والعسل والسكر في الخزائن التي معه، ويذبح له من البقر والغنم ومن الجدي والحملان، ومن الطير ما يريد أن يغوي به الناس، ويهيئ من الأخبصة والفالوذجات وألوان الحلوي، وأنواع الفكهة، ويجلب له من ألبان البقر والغنم ما شاء في الوقت الذي يريده طريا، وغير مهيأ، ويشبه علي الناس أن معه الجنة، ويدعو بالذي يريد من ذلك، فيؤتي به فيطعم أصحابه ومن اتبعه ألوان الأطعمة. وقد اتخذ قدور من نحاس تحتها الفحم، فمن أبي أن يؤمن له أمر به أن يدخل جهنم، وله بيت من صفائح الحديد، وأرضه أطباق الحديد مثل السرير، وفوق الصفائح قدر كبيرة علي هيئة القبة علي هذه الصفائح، فقد صار بيتا من حديد، فمن(12) يريد ادخاله فيه، يأمر فيوقد تحته حتى يحمر فيصير مثل النار، ويأمر فتملأ تلك القدور الماء، ثم يغلي ويطبخ الصبر مع الزرنيخ والسقمونيا (13) جميعا، فاذا أتي من لا يؤمن له، يقول لأصحابه: أدخلوه جهنم! فيدخل الى ذلك البيت، وقد احمي، فيحترق ويقول: صبوا علي رأسه من الحميم! فيصب علي رأسه من ذلك الماء المغلي، ثم يقول: أطعموه من الزقوم والضريع! فيطعم من ذلك الصبر والزرنيخ والسقمونيا، فلا يزال كذلك حتى يموت، أو يقول: أنا اؤمن لك، فان آمن به، هلك وفتن الناس، وأطعمه من الذي يزعم أنه من الجنة من الأطعمة والأشربة من الخمور والألبان والفوكة والحلوي، ومن ألوان الطيب والرياحين والأدهان، وألوان اللباس والحلي والحلل، والدر والياقوت والمرجان الذي أخذه من الناس. ويري الناس بسحره أنه يحيي ويميت، ويعذب بالنار، ويكرم بالجنة، وهو شاب أعور العين اليمني فيها بياض، والعين اليسري كأنها كوكب حسن يسحر أعين الناس، فيصير في عين من يراه مثل الجبل العظيم، ويريهم من سحره أنه علي حمار أشهب في ظهره مثل السرج، ولجامه لسانه، وفيه حلقة، يخيل اليهم من سحره أنها حلقة فضة، فيها سيران من حرير أخضر وأحمر وأصفر، ويرون حماره ذلك مثل الجبل العظيم، طوله ميل، وعرضه مائة ذراع، واذنيه مثل الجبلين العظيمين، يستظل تحت اذن حماره امة من الناس، وكل ذلك بسحره يخيل للناس أنه علي ما يرونه، وانما هو في نفسه كسائر الناس، وحماره مثل سائر الحمير، الا أن ذلك سحر سحر به أعين الناس فتنة للمفتونين. ولباسه أخضر، وعلي رأسه طيلسان أخضر، وكذلك لباس أصحابه الطيالسة الخضر، وكثر أتباعه اليهود، والمجوس، والزنادقة من النصاري، وكل فاسق.و يجتمع اليه هؤلاء الكذابون، ويجول البلدان، فلا يدع بلدة بين اصبهان وما دونها الى الموصل والجزيرة والشام ومصر وأرض الحجاز، ويتحول من بلد الى بلد، يقول: أنا اله الأرض! فمن تنحي عن طريقه سلم منه. فيخرج من اصبهان الى أعراق بابل من ناحية الأهواز، ثم الى فارس، ثم يرجع الى الري من خراسان، ثم يصاعد الى أرمينية، ثم ينحدر الى الجزيرة، والي الموصل، ثم يخرج الى الحجاز، فاذا بلغ مدينة النبي صلى الله عليه وآله وسلم استقبلته الملائكة فتسفع في وجهه ووجوه أصحابه بأجنحتها فيرجع عنها.(14) ثم يسير الى مكة، فتسفعه الملائكة بأجنحتها، فيرجع عنها، ثم يسير الى بلاد اليمن، ثم يسير علي البحر حتى مصر، ثم يخرج الى الشام، والحسني والمؤمنون معه من خلف هذا الساحر الأعور يطلبونه وينادون: يا أيها الناس لا تغتروا بهذا، فانه الدجال الأعور الكذاب المفتن، فتنحوا عنه ينجيكم الله من فتنته وسحره؛ يا أيها الناس انه مكتوب بين عينيه (هذا الدجال الكذاب الكافر بالله)(15) يفتن كل ضال، فأما المؤمنون فانهم يعرفونه ويبرأون الى الله عز وجل منه. ولا يزالون خلفه علي ذلك، ويكثر في ذلك الوقت الفجور والفسوق والزنا واللواط حتى أن الرجل ليلقي المرأة في الطريق فيقع عليها، فأمثلهم من يقول له: لو نحيتها عن الطريق!! والدجال يخيل للناس أن معه جنة ونار، وليس كما يقول، بل ذلك سحر به أعين الناس، فمن افتتن دخل تلك التي يزعم أنها جنة فهي النار، ومن سلم عن فتنته دخل تلك النار التي يزعم أنها النار فهي الجنة. ويتفرق أصحابه في الطريق، ومعهم المزامير والطبول والبوقات، وكل صنف من الملاهي، فيضربون بطبولهم، وينفخون بتلك البوقات والقرون والمزامير. والمسلمون مع الحسني يكبرون الله، ويسبحون ويهللون حتى اذا بلغ الدجال موضعا من المقام يقال له (باب لد)(16) يريد دخول بيت المقدس، تلقاه (الخضر) المعمر، وناس من الأبدال، فيقولون له: يا دجال! فتنت الناس بسحرك، وانما أنت كافر كذاب ساحر. فيقول: بل أنا اله الأرض! فيقول له الخضر: ان كنت الها في الأرض، أفتقدر أن تميت نفسا ثم تحييها؟ وما أقول لك غير هذا. فيقول له: نعم! فيقول له: فأمتني من غير ذبح، ولا قتل، كثر من أن تقول لي: مت، فأموت، ثم احي، فأحيا، والا فقل لما شئت من خلق الله تعالى من البقر والغنم: مت، فيموت، ثم قل له: احي، فيحيا، ان كنت صادقا. فيغضب عند ذلك، ويأمر بضرب عنقه، فيفعل به ذلك، فيحييه الله من ساعته. فيقول للناس: يا أيها الناس، ان الله أحياني، وقال لي: قل للناس انه قتلني وأحياني الله، ليتبين لكم أنه كذاب، فليقتلني الآن مرة اخري، ثم يحييني ان كان صادقا، فان الله عز وجل قال لي: انه يقتلك، ثم لا يقدر أن يحييك، ويهلكه الله بعدك وجميع أصحابه، ولا يمهل أحدا منهم بعد قتله ايك، ولا يحييك لهم، بل يلحقك بالأنبياء الشهداء الصالحين. فيدهش الدجال عند هذا الكلام، وينبهت، فيضرب عنقه ولا يقدر أن يحييه،(17) وينزل المسيح عيسي بن مريم في غمامة بيضاء، يراها جميع أهل الأرض من المشرق والمغرب، وينادي مناد: يا أيها الناس هذا المسيح عيسي بن مريم العذراء البتول، الذي كونه الله من غير أب، قد أنزله الله لقتل الدجال الكذاب، ويقيم لكم اماما يدين بدين الله القيم، فاسمعوا له وأطيعوا، فقد أذهب الله الكفر والشرك وأبطل الباطل، وأظهر الدين الذي لا يشوبه شرك ولا كفر ولا نفاق بعد اليوم، ولا يبقي كافر ولا مشرك الا نادي ذلك الموضع، بيتا كان أو بقعة من الأرض، أو شجرة أو دابة: يا مؤمن، هذا الذي تحتى كافر فتعالوا فاقتلوه.(18) يسمع ذلك النداء أهل الأرض، فيفهمه أهل كل لغة بلغتهم؛ ثم ينزل عيسي ومعه عكازة(19) في طرفها زج، فيقمعه بها بضربة بعرض العكاز، فيذوب علي حماره، كما يذوب الشمع اذا أصابته النار، ويرونه في صورة واحد من الناس، ويرون حماره كصورة الحمير، ثم يقع حماره فيذوب. ثم يقول عيسي للحسني وأصحابه: دونكم أصحاب الدجال، وكل من لا يقول: (لا اله الا الله وحده لا شريك له) فاقتلوه. فيضعون فيهم السلاح فيقتلونهم عن آخرهم. ثم يقول المسيح عيسي للحسني وأصحابه: قد قضيت ما عليك، ووجب أجرك، وهذا آخر يومك من الدنيا. فيأتيه ملك الموت فيقبض روحه بأهون ما قبض روح أحد من الناس، طيبة بذلك نفسه؛ ويقول المسيح لأهل بيت الحسني بن محمد بن عبد الله، وامه فاطمة بنت محمد بن السبط الأصغر من ولد فاطمة بنت الرسول الامي عليه السلام، فيقوم فيقول لنا: عيسي بن مريم روح الله، وكلمته وعبده ورسوله، فيقول له:(20) تقدم فصل بأصحابك. فيصلي ويصلي المسيح خلفه. ثم يأمر الناس بالبيعة له، فيبايعه كل من حضره، ثم يقول: جهز الآن صاحبك وابن عمك الحسني، فيغسله ويكفنه، ثم يصلي عليه هو وأصحابه والمسيح بن مريم. ثم يأمر الامام بقتل الخنزير، وكسر الصليب، وهدم كل بيعة وكنيسة، وبيت نار، وقتل كل من لا يدين بدين الاسلام، ولا يبقي كافر ولا مشرك ولا منافق الا ولي (عن)(21) عتبة الموضع الذي هو فيه، فاذا سمع أن الموضع الذي هو فيه ينادي باسم ذلك الذي فيه اختبأ، قتله المؤمن الذي يسمع ذلك. ثم ان الروم، والصقالبة وجميع الامم اذا سمعوا أن الامام يدعوهم الى الاسلام أجابوه طوعا للذي قد سمعوا من المسيح عيسي حين نادي بذلك وهو علي الغمامة البيضاء. الهوامش: (1) زاد في الأصل (يقال: له النغاف)، ولعلها من اضافات النساخ. (2) كذا. (3) الترس - جمعها أتراس وترسة-: صفحة من الفولاذ تحمل للوقاية من السيف. (4) كذا، والثبط: من التثبيط، وهو التعويق والشغل عن المراد، والحوب: الجهد والشدة. (5) المشهور في الروايات: ان الصوت الذي يأتي من السماء في ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان وليس في النصف منه، وذلك قبل ظهور الامام الحجة عليه السلام، وخروج الدجال يكون بعد ظهور الامام الحجة عليه السلام. (6) أي المحق كما تقدم. (7) رومية: وهما روميتان، احداهما ببلاد الروم، وهي مدينة رئاسة الروم وعلمهم... مراصد الاطلاع: 642:2. (8) حران: مدينة قديمة قصبة ديار مضر بينها وبين الرها يوم، وبين الرقة يومان. وحران أيضا من قري حلب... وأيضا قرية بغوطة دمشق. مراصد الاطلاع: 389:1. (9) أضفناها لملازمتها السياق. (10) في الأصل (مثل الذي). (11) كذا، ولا جزية بعد ظهور الامام. (12) زاد في الأصل (قتل أن يدخل من). (13) السقمونيا: نبات تستخرج من تجاويفه رطوبة دبقة وتجفف، وتدعي باسم نباتها. (14) اشتهر في روايات الفريقين أن المدينة المنورة ومكة لا يدخلها الدجال، فعن أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يدخل (أي الدجال) المدينة ولا مكة). عقد الدرر: 359. وانظر ح 2 في سياق المأثور في حديث الجساسة داعية الدجال. (15) أورد في عقد الدرر: 329 و330 بالاسناد عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال ضمن حديث (مكتوب بين عينيه كافر). وانظر ح 9 في سياق ما اثر في اسم الدجال ونسبه. (16) قال في مراصد الاطلاع: 1202:3: لد: قرية قرب بيت المقدس من نواحي فلسطين، يقتل عيسي بن مريم عليه السلام الدجال ببابها. (17) روي مسلم في صحيحه: 71:18، باسناده الى أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحو هذا الحديث، وفيه: فيريد الدجال أن يقتله، فلا يسلط عليه. (18) روي نعيم في الفتن: 572:2 ح 1601 باسناده الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال في حديث: يقول عيسي (للدجال): يا عدو الله زعمت أنك رب العالمين فلم تصلي؟! فيضربه بمقرعة معه فيقتله، فلا يبقي من أنصاره أحد تحت شيء أو خلفه الا نادي: (يا مؤمن هذا دجالي فاقتله). (19) العكاز والعكازة: عصا ذات زج في أسفلها. (20) الظاهر هنا سقط، وقوله (فيقول) أي عيسي عليه السلام وقوله (له) اي للامام المهدي عليه السلام، والروايات المتحدثة عن صلاة عيسي عليه السلام خلف الامام المهدي عليه السلام كثيرة مليئة بها كتب الفريقين، انظر ينابيع المودة: 422، تذكرة الخواص: 377، صحيح مسلم: 63:1 ط. مصر سنة 1348. وانظر ح 11 في سياق المأثور في ذلك وفيما يتصل. (21) أضفناها لملازمتها السياق. ****************** ثم ان المسيح يأخذ ابليس، ويقول للامام: خذ هذا فاذبحه، فيأخذه الامام فيضجعه، فيذبحه علي صخرة بيت المقدس،(1) ويموت حينئذ جميع أصحابه من الشياطين، ويدخل جميع الناس من جميع الدنيا وملوكها في الاسلام، ويذهب الجور ويحيي العدل، ويموت كل مؤذي من السباع والهوام حتى الذباب والنمل والبعوض وكل مؤذي، وتفشو الأمنة في الأرض كلها، ولا يبقي عاق، وتظهر الأرض كنوزها وبركاتها، وتنزل الرحمة، وتخصب الناس فلا يكون في الأرض فقير ولا مسكين، ويقسم المال بالسوية، ويذهب من الناس التجبر والسفه، ليتم الله كلمته: (أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)(2) وقال: (وعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضي لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون).(3) فلا يزال الامام الأول يدين بالحق، ويقضي بالحق حتى اذا دنا أجله يلقي في قلبه، فيوصي ويستخلف علي الامة رجلا من أهله، فيقوم مقامه كذلك. ثم كذلك يفعل عند حضور أجله، يوصي ويستخلف كذلك حتى يملك من السبط الأصغر خمسة. ثم يوصي آخرهم الى رجل من السبط الكبر، فيسير سيرة الامام الأول، ثم كذلك من بعده حتى يملك منهم أيضا خمسة أئمة. ثم يوصي آخر الخمسة بالخلافة لرجل من السبط الكبر، فيملك الأول، ثم ولده من بعده، فيتم بذلك أثنا عشر ملكا،(4) وكل ولد منهم امام مهدي رشيد مرشد، فاذا ملك السبط الأصغر، كان عماله من السبط الكبر، وكذلك اذا ملك السبط الكبر، كان عماله من السبط الأصغر؛ فاذا هلك آخرهم الذي من السبط الأصغر، يطلبون من يولونه مكانه من السبط الأصغر فلا يجدون في جميع الأرض منهم أحدا، قد أبادهم الموت، فلم يبق من السبط الكبر ولا من (السبط) الأصغر، فيطلبون من ولد أعمام النبي، فلا يجدون منهم أحدا، قد مات بنو هاشم، فلم يبق من نسلهم أحدا، فيطلبون من بني امية فلم يجدوا منهم أحدا. فيقول لهم رجل كان مولي للذي مات من السبط الأصغر: اطلبوا في بطون قريش من وجدتموه من قريش فولوه، فان نبيكم قال: (ان الأئمة من قريش) فيطلبون قرشيا في الأرض كلها فلا يجدون قرشيا، قد أفناهم الموت. فيقولون لذلك المولي: أنت عبد الله. مولي الآخر من ملك من السبط الأصغر، وأنت عتاقه، وقد كان يقدمك ويستأثرك ويعمل برأيك، ومولي القوم من أنفسهم، فقم مقام مولك، فان الامة لابد لها من امام يقوم بأمر امة محمد. فيأبي ذلك، فيقولون له: لا نتركك، ولن يحل لك أن تمتنع، فانك ان لم تفعل ضاع أمر الامة. فيكرهونه علي ذلك، ويبايعونه، ويولونه أمر الامة، فيليهم ويسير فيهم بسيرة مولاه علي منهاج الأئمة الذين من ولد بنت النبي الامي صلى الله عليه وآله وسلم. قال دانيال: ولم يبين لي كم ملك كل واحد منهم، ولا سموا لي بأسمائهم، الا أن الملك الذي نبأني بهذا (عن الله)(5) عز وجل قال لي: (انهم يملكون بدل ما ملك الذين من قبلهم بالسنة سنتين، وبالشهر شهرين، وباليوم يومين). فيليهم ذلك المولي، ويسير بسيرة أصحابه المهديين ما بقي حتى يموت، ويقل الرجال، وتكثر النساء في زمان ذلك المولي، ويكثر الفساد في الأرض، ولا يقدر ذلك المولي بضبطهم بالعدل، ويظهر الفاسق والفاجر والمنافق في زمان ذلك المولي، ويحج ذلك المولي فيمن معه من أصحابه، ويتبعه جماعة من أهل الفسق، فاذا قضي مناسك حجه رأي من اولئك ما أنكره في أمر الدين، فهم أن يعاقبهم، ثم يخاف أن يكون ذلك الذي رآه منهم ظنا غير يقين، فيترك معاقبتهم من أجل ذلك. فعند ذلك تخرج دابة الأرض من الصفا والمروة لها رغاء كرغاء الجمل الهائج، وهي علي خلقة الجمل الأبيض، الا أنها أحسن وألطف من الجمل علي لون الغزال الأبيض، لها جناحان تطير اذا أرادت، فتقبل علي الناس فتقول:(6) يا أيها الناس لا بأس عليكم مني ان الله تبارك وتعالي أرسلني اليكم لأنكم لا توقنون بآيات الله، وفيكم من يقول: لا اله الا الله غير أنه علي خلاف الاسلام والايمان بالله، فأرسلني لابين المؤمن من المنافق، والكافر الذي لا يؤمن بالبعث يوم القيامة فقفوا. فاذا قالت ذلك لم يقدر أحد سمعها تقول ذلك الا وقف، فتأتي الانسان فتنقر في جبهته، فيصير موضع نقرتها نكتة بيضاء في جبهة المؤمن حيال أنفه، وتصير في جبهة المنافق والكافر نكتة سوداء. ثم تغيب تلك الدابة فلا تري، ولا يبقي مؤمن في شرق الأرض وغربها الا صار في جبهته نكتة بيضاء ان كان مؤمنا، وفي جبهة الكافر والمنافق سوداء، فيأمر ذلك المولي بقتل كل من في جبهته نكتة سوداء، ولا يعرض لمن في جبهته نكتة بيضاء رجلا كان أو امرأة، صغيرا كان أو كبيرا، حتى المؤمنات من النساء والكوافر والمنافقات لأن في الأرض من الناس من لا تبلغه دابة الأرض، فيجعل الله في جبهة كل امريء من المؤمنين والمؤمنات نكتة بيضاء، علامة يعرف بها ايمان كل مؤمن ومؤمنة، صغيرا كان أو كبيرا، أو امرأة كان أو رجلا، ويكون في جباه المنافقات والمشركات والكوافر من النساء نكتة سوداء، علامة يعرفن بها. ويأمر بذلك حيث انتهت ولايته، وحيث بلغ سلطانه من الأرض، ويموت أهل العلم والمعرفة بالله، وقراء القرآن، فيذهب القرآن، فلا يبقي كتاب فيه شيء من كلام الله الا درس، الا أن ذلك المولي يحفظ من القرآن ما يصلي في أصحابه به. ثم يموت ذلك المولي فيصلي عليه أصحابه ويدفنونه، ولا يخلف ولدا، ولا يجدون مثله، فيقولون لخير من بقي منهم: كن امامنا. فيأبي ذلك، ويقول: ليكن كل رجل منكم امام نفسه! فيتفرقون علي ذلك. ويدرس الدين بذهاب أهله، فلا يبقي الا اسمه، ويذهب أهل السنة بالموت الا أن في الأرض اولئك الذين قد بقوا من المؤمنين، ثم يفنيهم الموت الا اليسير من أولادهم، لا يكون عددهم مائة نفس. ويكثر أهل الشرك والكفر، وفي جباههم نكت سود في كل ناحية من نواحي الدنيا، والناس علي ذلك لهم أسواق يتبايعون الأمتعة والأطعمة وغير ذلك. ثم يأذن الله (ليأجوج ومأجوج)(7) أن ينقبوا السد الذي بناه ذوالقرنين فيخرجون من كل حدب، ويكثر فسادهم في الأرض، فلا يبقي طعام الا كلوه، ولا ماء الا شربوه؛ فبينما الناس كذلك اذ طلعت الشمس من مغربها (8) في غداة يوم الاثنين لثلاثة عشر يوما خلت من ذي الحجة، وقد كانت تلك الليلة ليلة ثلاث عشر طالت علي الناس، ففزع الناس في الأرض كلها من ذلك حتى اذا بلغت الشمس وسط السماء، رجعت فغابت في مغربها! ثم يطلع القمر من مغربه في ليلة أربع عشر، حتى اذا صار في وسط السماء رجع فغاب في مغربه في ليلة الاثنين، وتغور مياه الأرض، وتجف دجلة والفرات، فاذا صار يأجوج ومأجوج الى دجلة والفرات، لم يجدوا فيها ماء، فيمرون علي وجوههم، فيفسدون في الأرض، وتذهب بركات الأرض وسائر نباتها، ولا تبقي حينئذ مدينة ولا قرية الا كان فيها خسف وقذف، وصواعق وزلازل من نقم الله - في كل كتاب أنزله من قوله: (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا) -.(9) وقد امتلأت الأرض من نسل يأجوج ومأجوج، وتسلطهم علي الخلق، يموج بعضهم في بعض، قد خلت لهم الدنيا واستولوا عليها بكثرة عددهم، وشدة كلبهم. ويكثر ولد (حام بن نوح) من السودان، ويخرج رجل منهم في خلق كثير من الحبش، فيأتي بهم مكة فيدخلونها، فلا يبقي أحد الا أهلكوه، ثم يصعد ذلك الحبشي فوق الكعبة التي بناها ابراهيم خليل الرحمن عليه السلام، فيضرب بمعول معه ليهدمها، فتجف يده، فيقول لأصحابه: دونكم فاهدموا. فيأخذون معاولهم ويصعدون الى الكعبة ليهدموها، فيرسل الله عليهم صاعقة من السماء فتحرقهم أجمعين، ومع (أن) يأجوج ومأجوج في الأرض قد دمروا كل شيء في البر، وألجأهم العطش الى أن صاروا الى شاطيء البحر ليشربوا من مائه، وذلك أن الماء قد غار في الأرض، يرسل الله عليهم ريح السموم، وهي الدبور فتحرقهم في يوم جمعة، فتنتن الأرض من جيفتهم، ويبقي من بقي من ولد آدم ممن يقول: (لا اله الا الله محمد رسول الله) وهم قليل، ومع كل رجل منهم مائة امرأة قد ضمهن اليه، لأن الرجال ماتوا، وبقي نساؤهم علي الاسلام كلهم. ثم يميت الله اولئك المؤمنين أيضا حتى لا يبقي من يقول: (لا اله الا الله)، فعند ذلك يغلق باب التوبة، فلا يقبل لأحد توبة لأن الله عز وجل قد علم أن أهل ذلك الزمان لا يتوبون، والناس يومئذ لا دين لهم ولا عقل، فيرسل الله عز وجل نارا فتسوق الناس من كل أرض الى أرض الشام، أرض بيت المقدس، فيملأون الشام الى البحر - بحر الروم - ويتخذون أسواقا يتبايعون، فبيناهم كذلك يوم الجمعة آخر يوم من ذي الحجة اذا صوت من السماء، فيصعق أهل الأرض وهم في أسواقهم فيموت جميع الناس، فهذا اليوم الآخر من الدنيا. قال دانيال: الى هذا القول انتهي وحي الله تعالى، فقلت للملك الذي نبأني بهذا: أيها الملك كيف سم الله اسم السفياني وأسماء قواده، وأسماء الذين يكونون في زمانه، وبين أمرهم كله، ولم يسم اولئك الملوك الذين ذكرهم، ولا سمي قوادهم ولا كناهم؟ فقال: لا علم لي بذلك. قال دانيال: فسألت الله عز وجل أن يبين لي لم ذلك؟ فعاد الى الملك، فقال: يقول لك الله تبارك وتعالي: ان الملوك لهم من يكيدهم حسدا لهم، فاذا سمي الملك منهم وعرف باسمه وصفته، فسحده حاسد من أهل بيته أو من عدوه، أقبل قبله ليقتله، فأخفيت أسماءهم لأهل بيت كل ملك منهم يرجو أن يملك من بعده، فمن أراد أن يكيده من أهل بيته أو من عدوه اذا عرفه باسمه وصفته كاده، واذا لم يعرف ذلك لم يكده، والله لطيف بعباده لأنه رحمن رحيم، فعال لما يشاء، وهو علي كل شيء قدير. فالي هاهنا انتهي حديث دانيال عليه السلام؛ ونحن الآن كاتبون ان شاء الله الأخبار التي رويت في الفتن سنيدة علي غير استيفاء لأننا قد أودعنا كتاب السير معظمها، وانما خلدنا هاهنا منها ما ينوب عنها، ثم نزد فيها الأخبار التي رويت في الملاحم بذلك النعت، ثم كل حادثة تصلح ذكرنا اياها، وبالله جل جلاله التوفيق، وعليه في كل حال المتكل. سياق الميسور مما اثر في حلول الفتن النازلة بالناس من ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم 1:22- حدثنا أحمد بن علي بن المثني أبويعلي التميمي الموصلي،(10) قال: نبا أبوالربيع سليمان بن داود الزهراني،(11) قال: نبا حماد بن زيد، نبا أيوب،(12) عن أبي قلابة(13) (عن أبي أسماء الرحبي)،(14) عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الله عز وجل زوي(15) لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وأن امتي سيبلغ ملكها ما زوي لي منها، واعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض، فاذا وضع السيف في امتي لم يرتفع عنهم الى يوم القيامة، واني سألت الله عز وجل لامتي ألا يهلكهم بسنة عامة، ولا يسلط عليهم عدوا من غير أنفسهم، وأن ربي عز وجل قال لي: يا محمد اني اذا قضيت قضاء فانه لا يرد، واني قد أعطيتك في امتك ألا (أهلكها بسنة عامة، ولا اظهر عليهم عدوا من غيرهم فيستبيحهم بعامة)(16) ولو اجتمع عليهم من بأقطارها فيكون بعضهم يهلك بعضا، وبعضهم يسبي بعضا، واني أخوف ما أخاف علي امتي الأئمة المضلين. ولا (17) تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من امتي بالمشركين، وحتى تعبد الأوثان، وأنه سيكون في امتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين فلا نبي بعدي، ولا تزال طائفة من امتي ظاهرين علي الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله، وهم علي ذلك. رواه الحرمل بن اسماعيل: وليعبدن قبائل من امتي الأصنام.(18) 2:23 - قال حماد بن زيد: قال مطرف: نظرنا في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تزال طائفة من امتي ظاهرين علي من ناواهم علي الحق، لا يضرهم من ناواهم) فاذا هم أهل الشام.(19) 3:24 - وفي رواية شريح بن عبيد،(20) عن أبي مالك الأشعري،(21) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ان الله عز وجل أجاركم من ثلاث: ألا يدعو عليكم نبيكم فتهلكوا أجمعين، وألا يظهر أهل الباطل علي الحق، وألا تجتمعوا علي ضلالة).(22) 4:25- نبا (23) محمد بن عبد الملك بن مروان أبو جعفر الواسطي المعروف بالدقيقي، قال: نبا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوام بن حوشب،(24) قال: حدثني أبو اسحاق الشيباني،(25) عن القسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (تدور رحا الاسلام علي رأس خمس وثلاثين سنة - أو ست وثلاثين، أو أربع وثلاثين - فان يهلكوا (فسبيل)(26) من هلك، وان بقي لهم دينهم فسبعين سنة).(27) 5:26- حدثني أحمد بن ملاعب بن حيان،(28) قال: حدثني أبو نعيم الفضل ابن دكين، قال: نبا شريك بن عبد الله، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن البراء(29) بن ناجية، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ان رحا الاسلام ستدور بعد خمس وثلاثين - أو ست وثلاثين أو سبع وثلاثين سنة- فان يهلكوا فسبيل من هلك، وان يقم لهم فسبعين عاما). قال: قال عمر بن الخطاب: نبأ الله بما مضي أو بما بقي؟ قال: لا، بل بما بقي. وقد روي هذا الحديث سفيان الثوري، والأعمش، عن منصور الا أن الأعمش، قال في حديثه: فقال له عمر: سوي الخمس والثلاثين؟ قال: نعم.(30) 6:27- حدثنا جدي،(31) وعلي بن سهل بن المغيرة النساي، قال: نبا روح ابن عبادة، قال: حدثني مسلم بن أبي بكرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ستكون فتن، ثم تكون فتنة ألا فالماشي فيها خير من الساعي اليها، ألا والقاعد فيها خير من القائم، ألا والمضطجع فيها خير من القاعد، ألا فاذا انزلت فمن كان له غنم فليلحق بغنمه، ألا ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه، ألا ومن كانت له ابل فليلحق بابله). فقال رجل من القوم: يا نبي الله جعلني الله فدك، أرأيت من ليست له غنم ولا أرض، ولا ابل، كيف يصنع؟ قال: (فليأخذ سيفه، ثم ليعمد به الى صخرة، ثم ليدق علي حده بحجر، ثم لينج ان استطاع النجاء، اللهم هل بلغت).(32) فقال رجل: يا نبي الله جعلني الله فدك، أرأيت (ان) أخذ بيدي مكرها حتى ينطلق بي الى أحد الصفين، أو احدي الفئتين(33) فيحذفني رجل بسيفه(34) فيقتلني، ماذا يكون من شأني؟ قال: يبوء باثمك واثمه، ويكون من أصحاب النار. وقد رواه وكيع بن الجراح، عن عثمان الشحام نحو ذلك.(35) 7:28- حدثنا جدي رحمه الله، قال: نبا روح بن عبادة، قال: نبا ابن جريج، قال: أخبرني محمد بن الأسود بن خلف، عن ام ولد سعد أن عمر بن سعد دخل علي أبيه سعد بن أبي وقاص، وهو علي فرس له، وعليه سلاحه، وكان سعد في حائط له، فقال له: أيها الشيخ ما يضجعك، وهذه امة محمد قد قتل بعضها بعضا!؟ الهوامش: (1) قال تعالي في سورة ص: (قال رب فأنظرني الى يوم يبعثون - قال فانك من المنظرين - الى يوم الوقت المعلوم) الآيات: 81-79. راجع في ذلك تفسير البرهان: 344 - 342:2 ففيه أحاديث عديدة تغني هذا الموضوع. (2) الأنبياء: 105. (3) النور: 55. (4) لنا بيان مفصل في ذلك، في سياق المأثور سنيدا في الخلفاء الكائنين بعد الحسني، فراجع. (5) أضفناها لملازمتها السياق. (6) قال تعالي (واذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دآبة من الأرض تكلمهم) النمل: 82. والروايات في خروج دابة الأرض كثيرة متضافرة في روايات الفريقين. (7) قال الله تعالى (حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج وهم من كل حدب ينسلون) الأنبياء: 96. والأحاديث في ذلك كثيرة متضافرة راجع عقد الدرر: 374 الباب 5. (8) روي في عقد الدرر ص 397 عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ان أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها والدابة، أيها كانت فالاخرى علي أثرها قريبا). (9) الاسراء: 58. (10) ترجم له في سير أعلام النبلاء: 174:14 رقم 100، وقال: ولد في 3 شوال سنة 210، وعاش 97 سنة. (11) ترجم له في سير أعلام النبلاء: 676:10 رقم 250، وقال: ولد سنة نيف وأربعين ومائة، وقد توفي في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين ومائتين. (12) هو أيوب بن أبي تميمة السختياني، يكني أبابكر، مولي لعنزة، واسم أبي تميمة (كيسان). قال حماد بن زيد: كان أيوب ربما حدث بالحديث، فيرق، فيلتفت فيتمخط ويقول: ما أشد الزكام! ترجم له في المنتظم: 288:7 رقم 708. (13) هو عبد الله بن يزيد، أبوقلابة الجرمي كما في المنتظم: 91:7 رقم 572، أو عبد الله بن زيد كما في سير أعلام النبلاء: 468:4، فراجع. (14) أضفناها من اسد الغابة والمستدرك، وصحيح مسلم، والتلخيص. (15) قال في النهاية: 320:2: زويت لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها: أي جمعت. (16) من المستدرك، وفي الأصل هكذا (تسح يصيبهم عدو من غيرهم). (17) في بعض المصادر (لن). (18) رواه مسلم في صحيحه: 13:18، وابن الأثير في اسد الغابة: 297:1، والترمذي في سننه: 410:4 وص 432) قطعة)، والحكم في المستدرك: 496:4 ح 98، والذهبي في التلخيص جميعا بأسانيدهم الى ثوبان مثله مع اخلاف يسير. (19) روي البخاري في صحيحه: 252:4 باسناده أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا تزال من امتي امة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم علي ذلك. قال عمير: فقال مالك بن يخامر: قال معاذ: وهم بالشام. (20) ترجم له الرازي في الجرح والتعديل: 334:4 رقم 1446، ووصفه بالشامي. (21) ترجم له في اسد الغابة: 272:6، وقال: اختلف في اسمه، فقيل: كعب بن مالك، وقيل: كعب بن عاصم، وقيل... يعد من الشاميين. (22) أخرجه في كنز العمال: 155:12 ح 34455 عن سنن أبي داود باسناده الى أبي مالك الأشعري مثله. (23) كذا، وقد ترجم لمحمد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي في تاريخ بغداد: 149:3 رقم 1165، وقال: أخبرنا محمد بن عبدالواحد، حدثنا محمد بن العباس، قال: قرئ علي ابن المنادي وأنا أسمع، قال: مات أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن مروان الدقيقي الواسطي يوم الثلاثاء بعد العصر لست بقين من شوال سنة 266... فلاحظ. أقول: لعله سقط من النساخ اسم من روي عنه ابن المنادي عن الدقيقي، باعتبار أن عمر ابن المنادي يوم وفاة الدقيقي كان 9 سنوات، فتدبر. (24) في الأصل (خوشب) تصحيف، هو العوام بن حوشب الربعي الواسطي، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 354:6. (25) هو سليمان بن أبي سليمان - وهو ابن فيروز - أبو اسحاق الشيباني، ذكره في المنتظم: 21:8 رقم 741. (26) من المستدرك. (27) رواه الحكم في المستدرك: 123:3 رقم 191، وج 566:4 ح 297 باسناده من طريقين الأول: الى سفيان، عن منصور، عن ربعي بن حراش (مثله)، والثاني: الى شيبان بن عبد الرحمن، عن منصور (مثله). (28) في الأصل (حبان) تصحيف لما في المتن، هو أبوالفضل المخرمي الحافظ، ترجم له في تاريخ بغداد: 376:5 رقم 2930. (29) في الأصل (البر) تصحيف لما في المتن. (30) انظر التخريجة السابقة. (31) هو أبو جعفر محمد بن أبي داود عبيد الله بن زيد البغدادي المنادي حدث عنه حفيده مؤلف هذا الكتاب، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 555:12. (32) ذكرها مسلم في صحيحه ثلاثا. (33) أضاف بعدها في الأصل (عثمان الشحام: منك). (34) في صحيح مسلم (فضربني رجل بسيفه أو يجي ء سهم). (35) رواه مسلم في صحيحه: 9:18 باسناده الى مسلم بن أبي بكرة (مثله). ****************** فلم يكلمه فاستطلق به الفرس، ثم عاد له مثل قوله ذلك مرتين أو ثلاثا، فاستوي - وكان مضطجعا علي بطنه - فقال: اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (تكون بعدي فتنة النائم فيها خير من القاعد، والقاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الساعي)(1) وذلك يوم قتل عثمان بن عفان. 8:29- حدثنا علي بن داود بن يزيد البهمي المعروف بالقنطري،(2) قال: نبا عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال: حدثني الليث بن سعد عن(3) عياش بن العباس الفاني، عن بكير بن عبد الله بن الأشج أن بسر(4) بن سعيد حدثه، (عن عبد الرحمن بن حسين الأشجعي)،(5) عن سعد بن أبي وقاص أنه قال - عند قتلهم عثمان بن عفان -: أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: انها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير (من الماشي، والماشي خير من الساعي).(6) 9:30- قال:(7) نبا سعيد بن منصور، قال: نبا يعقوب بن عبد الرحمن الزهري،(8) عن أبي حازم، عن عمارة بن عمرو بن حزم، وعن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يوشك أن الله عز وجل يغربل الناس غربلة، فتبقي حثالة الناس قد مرجت(9) عهودهم وأماناتهم (واختلفو)،(10) وكانوا هكذا - وشبك بين أصابعه -). قالوا: فكيف نصنع يا رسول الله اذا كان ذلك؟ قال: (تأخذون ما تعرفون، وتذرون ما تنكرون، وتقبلون علي خاصتكم، وتذرون عامتكم).(11) 10:31- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا عثمان بن مسلم، قال: نبا حماد بن زيد، وجعفر بن سليمان، قالا: نبا المعلي بن زياد، عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (العبادة في الهرج كالهجرة الي).(12) سياق الميسور مما اثر في الكف عن الكلام اذا وقعت الفتن 1:32- حدثنا أحمد بن ملاعب أبوالفضل، قال: نبا أبونعيم الفضل بن دكين، قال: نبا يونس بن أبي اسحاق، عن هلال بن خباب(13) أبي العلاء، قال: خبر عكرمة، قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اذ ذكر(14) الفتنة - أو ذكرت عنده - (فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:) اذا رأيت الناس قد مرجت(15) عهودهم، وخفت أماناتهم، وكانوا هكذا- وشبك بين أصابعه - قال: فقمت اليه، فقلت: كيف نفعل عند ذلك، جعلني الله فدك؟ فقال: (الزم بيتك، وعليك بأمر الجماعة)،(16) ودع أمر العامة.(17) 2:33- حدثنا أبوالحسن علي بن داود القنطري، قال: نبا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث بن سعد، قال: حدثني يحيي بن سعيد الأنصاري، قال: كتب الى خالد بن أبي عمران، حدثني عبد الرحمن بن البيلماني،(18) عن عبد الرحمن (بن) فروخ(19) أنه حدثه أبوهريرة أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (ستكون فتنة صماء بكماء عمياء من استشرف(20) لها استشرفت له، واشراف اللسان فيها كوقع(21) السيف.(22) 3:34- حدثنا أحمد بن علي بن المثني الموصلي، قال: نبا أبوالربيع الزهراني، قال: نبا حماد بن زيد، قال: نبا ليث - هو ابن أبي سليم - عن طاووس،عن زياد، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - فعوها - أنه قال: (تكون فتنة تستأصل العرب، قتلاها في النار، اللسان فيها أشد وقعا من السيف). 4:35- حدثنا أبوالعباس عبد الله (بن) محمد بن أعين، قال: حدثني محمد ابن ابراهيم بن هاشم، قال: حدثني أبي، قال: سمعت أبانصر بشر بن الحارث؛، قال: كتب الى أبوروح يخبرني عن ابن أسباط أنه سمعه يحدث عن سفيان الثوري، عن ليث، عن طاووس، عن زياد سيمين كوش،(23) عن عبد الله بن عمرو ابن العاص، قال عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (تكون فتنة تستنظف العرب، قتلاها في النار، اللسان فيها أشد وقعا من السيف).(24) أسنده من طريق الثوري جرير الضبي، ومهران بن أبي عمر الرازي، فروياه عن الثوري، عن ليث، عن طاووس، عن رجل - ولم يسمياه - عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وربما قال فيه جرير، عن زياد الأعجم، فسميته ويقول: الأعجم وهو ابن سيمين كوش. وأما حماد بن سلمة فانه رواه، عن ليث، عن طاووس، عن زياد،(25) عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسندا. وربما لم يسنده حماد أيضا، وكذلك الثوري آنفا. وقد رواه شاذان أسود بن عامر،(26) عن سفيان الثوري، فلم يسنده. ورواه عبد الله بن ادريس، عن ليث فلم يسنده أيضا. ورواه عبد الله بن عبد القدوس، عن ليث، عن طاووس وعبد الله بن عمرو. ورواه سلمة بن الفضل، عن سفيان الثوري، عن ليث، عن طاووس، فقال: زياد بن سيمين كوش،(27) عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مسندا وجعل سيمين كوش أبازياد، ولم أذكر هذا هكذا فيما يعلم الا في هذه الرواية التي جاءت عن سلمة بن الفضل، عن الثوري. سياق الميسور فيما اثر في ترخيص البداوة اذا وقعت الفتن 1:36- حدثنا جدي رحمه الله، قال: نبا روح بن عبادة، قال: نبا حبيب بن شهاب بن مدلج العنبري،(28) قال: سمعت أبي يقول: أتينا ابن عباس أنا وصاحب لي، فلقينا أبوهريرة عند باب ابن عباس، فقال لنا: من أنتما؟ فأخبرناه، فقال: انطلقا الى ناس علي تمر وماء (انما يسيل واد بقدره).(29) فقلنا: كثر الله خيرك، استاذن لنا علي ابن عباس. قال: فاستأذن لنا عليه، قال: فبينما ابن عباس يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم تبوك، فقال: (ما في الناس مثل رجل أخذ بعنان فرسه يجاهد في سبيل الله، ويجتنب شرور الناس، (و) مثل رجل باد في غنمه، يقري الضيف، ويؤدي الحق). قلت: أقالها؟ قال: نعم، قالها. فكبرت الله وحمدته وشكرته.(30) 2:37- وأخبرنا عبد الله بن محمد بن ناجية، قال: نبا أبومعمر اسماعيل بن ابراهيم بن معمر الهذلي، قال: حدثنا جرير بن عبد الحميد، وسفيان بن عيينة، ويزيد بن هارون، وعبد الله بن نمير، أربعتهم، عن يحيي بن سعيد، عن عبد الرحمن ابن عبد الله - قال أبومعمر أخطأ سفيان بن عيينة في اسمه، فقال: عن عبيد الله وانما اسمه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة - عن أبيه أبي طوالة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يوشك أن (يكون)(31) خير مال الرجل(32) غنيمات يتبع بها شعف الجبال، ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن.(33) قال سفيان بن عيينة: فلقيت عبد الله هكذا قال، وهو خطأ أنا هو عبد الرحمن كما قال يزيد بن هارون، وجرير بن عبدالحميد، وعبد الله بن نمير؛ فحدثني بهذا الحديث عن أبيه، عن أبي سعيد، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (و) رواه مالك بن أنس،(34) عن عبد الرحمن عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة (أبيه) عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. 3:38- حدثنا اسماعيل بن اسحاق بن اسماعيل بن أبي اسماعيل(35) القاضي مولي الأزد، قال: نبا ابراهيم بن حمزة الزبيري، قال: نبا المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي، عن يزيد بن أبي عبيد، أن سلمة بن الكوع قدم علي الحجاج بن يوسف(36) (فقال له:)(37) أتعربت بعد الهجرة؟ قال: لا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أذن لي في البدو.(38) 4:39- حدثنا جعفر بن محمد بن شكر(39) أبومحمد الصائغ، قال: نبا قبيصة ابن عقبة، قال: نبا سفيان الثوري، عن أبي حصين، عن حذيفة بن اليمان، قال: سيأتي عليكم زمان لا ينجو منه الا الذي نهي عن التعرب بعد الهجرة.(40) 5:40- حدثني جدي؛، قال: نبا يونس بن محمد المودب، قال: نبا عبدالواحد بن زياد، قال: نبا ليث هو ابن أبي سليم، قال: حدثني طاووس عن ام مالك البهزية، قالت: قال رسول الله: خير الناس في الفتنة رجل معتزل في ماله، يعبد الله ربه، يؤدي حقه، ورجل أخذ برأس فرسه في سبيل الله يخيفهم ويخيفونه.(41) 6:41- قال: نبا علي بن سهل بن المغيرة النسائي،(42) قال: حدثنا عثمان بن عمر بن فارس، قال: أخبر عبدالمجيد بن أبي يزيد، أبوعمرو البصري، قال: مررنا بالرخيخ(43) فأتينا رجلا من بني عامر يقال له (العداء بن خالد بن هوذة) فقال: من أنتم؟ قلنا: أهل البصرة. الهوامش: (1) تقدم في صدر الحديث السابق نحوه، ويأتي في الحديث التالي مثله. (2) ترجم له في سير أعلام النبلاء: 143:13 رقم 74، وتاريخ بغداد: 422:11 رقم 6308 ولم يوصفاه بالبهمي. (3) في الأصل (بن) تصحيف لما في المتن. وذكر في سير أعلام النبلاء: 137:8، عند ترجمته للليث بن سعد روايته عن عياش بن عباس. (4) في الأصل (بشر) تصحيف لما في المتن. (5) ليس في سنن الترمذي. قال أبوعيسي: وهذا حديث حسن، وروي بعضهم هذا الحديث عن الليث بن سعد وزاد في الاسناد رجلا. (6) أثبتناها من سنن الترمذي: 421:4 ح 2194. (7) في الأصل هكذا (وستون ومائتين قال). أقول: وفي سند الحديث سقط، وذلك لوفاة سعيد بن منصور سنة 227، راجع سير أعلام النبلاء: 586:10. (8) كان حليفا لبني زهرة، وسكن الاسكندرية. ترجم له في تهذيب التهذيب: 240:6 رقم 9124. (9) قال سعيد بن منصور - علي ما ذكره الحكم -: حثالة الناس: رداءتهم، ومعني قوله: (مرجت عهودهم) اذا لم يفوا بها. وقال ابن منظور في لسان العرب: 65:13، وفي حديث آخر: أنه قال صلى الله عليه وآله وسلم لعبد الله: كيف أنت اذ بقيت في حثالة من الناس، وقد مرجت عهودهم وآماناتهم؟ أي اختلطت، انتهي. وفي الأصل (مزجت). (10) من المستدرك. (11) رواه الحكم في المستدرك: 481:4 من طريقه بهذا الاسناد (مثله) باختلاف في بعض ألفاظه. (12) رواه مسلم في صحيحه: 88:18 باسناده عن حماد بن زيد (مثله). أخرجه في كنز العمال: 126:11 رقم 30890 عن مسلم وأحمد والترمذي وابن ماجه. (13) في الأصل (جناب) تصحيف لما في المتن. وهلال هو مولي زيد بن صوحان العبدي، ترجم له في تاريخ بغداد: 74:14. (14) في الأصل (ذكروا). (15) في الأصل (مزجت) تقدم بيانها. (16) كذا في الأصل، وفي المستدرك وكنز العمال هكذا (واملك (وامسك) عليك لسانك وخذ بما (ما) تعرف ودع ما تنكر، وعليك بخاصة أمر نفسك). (17) رواه الحكم في المستدرك: 315:4 ح 7758 باسناده الى يونس بن أبي اسحاق (مثله). وأورده المتقي الهندي في كنز العمال: 212:11 ح 31268 عن ابن عمرو (مثله)، وفي ص 107 ح 30813 عن ابن عمر نحوه. (18) في الأصل (سلماني) قال أبوحاتم: عبد الرحمن بن أبي زيد، هو ابن البيلماني. ترجم له في تهذيب التهذيب: 327:3. (19) ترجم له في تهذيب التهذيب: 388:3، وكان مولي عمر. وفي سنن أبي داود (عبد الرحمن بن هرمز) كلا هما وارد. (20) في السنن (أشرف). (21) في السنن (كوقوع). (22) رواه أبوداود في سننه: 102:4 ح 4264 باسناده الى الليث بن سعد (مثله). عنه في كنز العمال: 125:11 ح 30884. (23) سيمين كوش: لفظ فارسي معناه أبيض الاذن. وهو زياد الأعجم بن سليم العبدي، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 597:4 وتهذيب التهذيب: 221:2 وغيرهما. (24) رواه أبوداود في سننه: 102:4 ح 4265، والترمذي في سننه: 411:4 ح 2178، عنهما كنز العمال: 118:11 ح 30852. (25) في الأصل (زياد، يمحون) والظاهر (يروون). (26) ترجم له في سير أعلام النبلاء: 112:10 وفيه (ابوعبد الرحمن، أسود بن عامر، شاذان الشامي ثم البغدادي). (27) في الأصل (مانجوش)، وكذا ما بعدها تقدمت ترجمته. (28) ترجم له في الجرح والتعديل: 103:3، وفي المستدرك للحكم (الغبري). (29) من المستدرك للحكم. (30) رواه الحكم في المستدرك: 76:2 ح 2378 وأورده في كنز العمال: 317:4 ح 10682. (31) من سنن أبي داود. (32) في سنن أبي داود (المسلم). (33) رواه أبوداود في سننه: 103:4 ح 4267. وأورده في كنز العمال: 145:11 ح 30971. (34) في الموطأ: 842:2 كتاب الاستئذان باب 6 ح 16. (35) في الأصل (اسحاق). ترجم له في سير أعلام النبلاء: 339:13، وتاريخ بغداد: 281:6 وفيهما (اسماعيل بن اسحاق بن اسماعيل بن حماد - وكنيته أبواسماعيل - ابن زيد بن درهم الأزدي). (36) ترجم له في سير أعلام النبلاء: 343:4 وقال: أهلكه الله في (شهر) رمضان سنة خمسة وتسعين كهلا وكان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفكا للدماء. وترجم له في تهذيب التهذيب: 510:1 وفيه: أخرج الترمذي من طريق هشام بن حسان: أحصينا من قتله الحجاج صبرا فبلغ مائة ألف وعشرين ألفا. (37) أثبتناها ليتم السياق. (38) أخرج في النهاية: 202:3 حديث ابن الكوع وفيه (لما قتل عثمان خرج الى الربذة وأقام بها، ثم انه دخل علي الحجاج يوما فقال له (يابن الكوع ارتددت علي عقبيك وتعربت) ؟!. (39) في الأصل (جعفر بن محمد بن علي كر...) تصحيف. قال عنه ابن المنادي: كان ذا فضل وعبادة وزهد. راجع تاريخ بغداد: 195:7، وتهذيب التهذيب: 443:1. (40) كذا، ولم نعثر علي مثل هذا اللفظ في المصادر التي بين ايدينا. (41) أورده في كنز العمال: 144:11 ح 30966 عن ام مالك البهزية (مثله). وروي الترمذي في سننه: 410:4 ح 2177 باسناده عن ام مالك البهزية نحوه. (42) ترجم له في تهذيب التهذيب: 199:4، وفيه روي عنه أبوالحسين ابن المنادي. (43) في الأصل (الرجيح) تصحيف، والرخيخ: موضع قرب المكيمن والروحاء (مراصد الاطلاع: 611:2) وذكر العسقلاني في تهذيب التهذيب: 103:4 عند ترجمته للعداء ابن خالد، ان ابن سعد ذكر في الطبقات: 51:7 (واقطعه مياه كانت لبني عامر يقال لها (الرخيخ). ****************** قال: ما فعل يزيد (بن) المهلب؟(1) قلنا: هو ذك يدعو الناس الى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم. قال: وفيم هو وذك؟ قلنا: فما تأمرنا أن نكون مع هؤلاء أم نقعد في بيوتنا؟ (قال:) ان تقعدوا تفلحوا وترشدوا، ثم قال: حججت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حجة الوداع، فرأيت رسول الله قائما في الركابين ينادي يوم عرفة: ألا ان دماءكم وأموالكم عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا الى يوم تلقون ربكم عز وجل، ألا هل بلغت؟ قالوا: نعم. اللهم اشهد.(2) 7:42- حدثنا جدي، قال: نبا وهب بن جرير، قال: نبا شعبة،(3) عن المغيرة ابن النعمان، عن سعيد بن جبير، قال:اختلف أهل الكوفة في هذه الآية (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)(4) فرحلت الى ابن عباس، فقال: لقد نزلت في آخر ما نزل، ولم ينسخها شيء. وكذلك رواه عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس.(5) 8:43- أخبرنا عبد الله بن محمد بن ناجية، قال: نبا أبومعمر اسماعيل بن (ابراهيم بن) معمر الهذلي،(6) قال: نبا سفيان بن عيينة، عن عمار الدهني،(7) ويحيي الحائر،(8) وثابت الثمالي، كلهم عن سالم(9) بن أبي الجعد، عن ابن عباس أنه قيل له: ما تقول فيمن قتل مؤمنا متعمدا، ثم تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدي؟ فقال: وأني له الهدي، لقد أنزلها الله(10) علي نبيكم فلم ينسخها بعد اذ أنزلها. وقال مرة اخري: وأني له الهدي!؟ سمعت نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (يجيء المقتول يوم القيامة تشخب أوداجه دما حتى يقول: يا رب سل هذا فيم قتلني) ؟!(11) 9:44- حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي،(12) قال: نبا يحيي بن حماد، قال: نبا أبوعوانة، عن الأعمش، عن شمر(13) بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن ام الدرداء،(14) عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يجيء المقتول يوم القيامة علي الجادة، فاذا مر به قاتله، أخذه حتى ينطلق به الى ربه، فيقول: يا رب سل هذا فيم قتلني؟ فيقول له تبارك وتعالي: (فيم قتلته)؟ فيقول: أمرني فلان! فيعذب القاتل له والآمر.(15) سياق الميسور مما اثر في كفارة ذنوب المؤمنين بالقتل في الفتن 1:45- حدثنا أحمد بن علي بن المثني الموصلي، قال: نبا أبومحمد خلف بن هشام المقرئ البزار،(16) قال: نبا أبوالأحوص سلام بن سليم، عن منصور - يعني ابن المعتمر -(17) عن هلال بن يساف،(18) عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل العدوي، قال: كنا قعودا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر فتنة، فعظمها، فقلنا - أو قال سعيد: فقالوا -: يا رسول الله، لئن أدركتنا هذه الفتنة لنهلكن! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: كلا (ان) بحسبكم القتل. قال سعيد بن زيد: فرأيت بعد ذلك اخواني قد قتلوا.(19) 2:46- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا الحسن بن موسي الأشيب، قال: نبا سعيد بن زيد - أخو حماد بن زيد- عن ليث بن أبي سليم، عن أبي بردة(20) عن أبي موسي الأشعري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ان امتي مرحومة، وانما جعل عذابها في الدنيا بالقتل والزلازل والفتن).(21) 3:47- حدثنا علي بن سهل بن المغيرة، قال: نبا عمرو بن علي أبوحفص الصيرفي، قال: نبا وكيع، قال: نبا البختري بن المختار العبدي، قال: سمعت أبابكر، وأبابردة ابني أب موسي الأشعري يحدثان عن أبيهما، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ان امتي امة مرحومة لا عذاب عليها في الآخرة، جعل الله عذابها في الدنيا القتل وأشباهه).(22) 4:48- أخبرنا عبد الله بن محمد بن ناجية، قال: نبا وهب بن بقية، قال: أخبرنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن صدقة بن المثني، عن رياح بن الحارث، عن أبي بردة(23) قال: بينما أنا في السوق والرجال تجلد أعناقها، ضربت احدي يدي علي الاخرى تعجبا، فقال له رجل من الأنصار - كانت لوالده صحبة (مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) - مم تعجب يا أبابردة؟ قال: عجبت من قوم دينهم واحد، (ونبيهم واحد) ودعوتهم واحدة، وحجهم واحد، وعزوهم واحد يستحل بعضهم قتل بعض؟! قال: فلا تعجب، فاني أشهد أن أبي أخبرني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ان امتي امة مرحومة ليس عليها في الآخرة حساب ولا عذاب، انما عذابها في الدنيا: (القتل و) الفتن والزلازل).(24) فلنذكر الآن أبواب الملاحم الكائنة بين المسلمين وبين أعدائهم من المشركين والخوارج، وبالله التوفيق. سياق الميسور مما اثر في علامات الملاحم الواقعة بين الناس 1:49- حدثني أحمد بن الحسين بن مدرك أبو جعفر(25) القصري بقصر ابن هبيرة في سنة سبع وثمانين ومائتين، قال: نبا سليمان بن أحمد بن محمد بن سليمان أبو محمد الجرشي ثم الواسطي، قال: نبا عتبة بن حماد أبو خليد امام مسجد دمشق، قال: حدثني عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان، قال: حدثني أبي، عن مكحول،(26) عن جبير بن نفير، عن مالك بن يخامر،(27) عن معاذ بن جبل، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (عمران بيت المقدس خراب يثرب، وخراب يثرب خروج الملحمة، وخروج الملحمة فتح القسطنطينية، وفتح القسطنطينية خروج الدجال). رواه أبو النضر هاشم(28) بن القاسم عن ابن ثوبان، عن أبيه.(29) 2:50- كذلك حدثني أبو موسي هارون بن علي بن الحكم المقري المزوق، قال: نبا حماد بن المؤمل أبو جعفر الضرير، قال: نبا كامل بن طلحة، قال: حدثنا ابن لهيعة، قال: حدثني كعب بن علقمة، قال: سمعت أبا النجم(30) يقول: انه سمع أباذر يقول: انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (انه سيكون رجل من بني امية (أخنس(31)) بمصر يلي سلطانا، ثم يغلب علي سلطانه، أو ينتزع، ثم يفر الى الروم، فيأتي بالروم الى أهل الاسلام، فذلك أول الملاحم).(32) 3:51- كان مما في كتابي عن علي بن داود القنطري مكتوبا، قال: حدثنا عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال: حدثني معاوية بن صالح أن ضمرة بن حبيب حدثه عن ابن زغب الأيادي، عن عبد الله بن حوالة، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا عبد الله بن حوالة، اذا رأيت الخلافة قد نزلت بالأرض المقدسة، فقد أتت الزلازل، والامور العظام، والساعة أقرب الى الناس من يدي هذه الى رأسي) وأومأ بيده الى رأسه).(33) 4:52- قال عبد الله بن صالح: وحدثني معاوية بن صالح، عن صفوان بن عمرو، عن رجل من حرس عمر بن عبد العزيز، أنه سمع أبا هريرة يقول لمعاوية ابن أبي سفيان - في كلام قاله له -: ان الزلازل والبلابل العظام لما فوق الثمانين والمائة، فالله أعلم أي المائتين هي؟ 5:53- قال عبد الله: حدثني معاوية بن صالح، عن سنان بن قيس، عن خالد بن معدان أنه قال: يهزم السفياني الجماعة مرتين ثم يهلك، ولا يخرج المهدي حتى يخسف بقرية بالغوطة تسمي (حرستا)(34).(35) 6:54- حدثنا جدي رحمه الله، قال: نبا داود بن رشيد، قال: نبا بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغساني، عن يزيد بن قطيب السكوني، عن أبي بحرية(36) صاحب معاذ بن جبل، عن معاذ بن جبل، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (الملحمة العظمى (و) فتح القسطنطينية، وخروج الدجال في سبعة أشهر). وهكذا رواه أبو جعفر النفيلي،(37) عن عيسي بن يونس عن(38) أبي بكر بن أبي مريم الغساني. ورواه النفيلي أيضا، عن زهير بن معاوية، عن أبي مريم كذلك. ورواه الوليد بن مسلم، عن أبي بكر بن أبي مريم، كذلك أيضا.(39) 7:55- حدثني أبو جعفر أحمد بن الحسين بن مدرك القصري، قال: حدثنا سليمان بن أحمد الواسطي، قال: نبا الوليد بن مسلم، قال: نبا أبوبكر بن عبد الله بن أبي مريم، عن ثابت مولي سفيان، عن يزيد بن قطيب السكوني، عن أبي بحرية، عن معاذ بن جبل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الملحمة العظمى (و) فتح القسطنطينية، وخروج الدجال في ستة أشهر)، فقصر شهرا من رواية غيره. وأما عبد الله بن بسر(40) فانه ذكر في روايته بدل الأشهر سنين. الهوامش: (1) أقول: كان خروج يزيد بن المهلب سنة مائة وواحد أو أثنين، انظر البداية والنهاية لابن كثير: 360:6. وترجم في اسد الغابة: 3:4: للعداء بن خالد، وفيه: أسلم بعد الفتح وحنين، وهو القائل: قاتلنا رسول الله يوم حنين... وذكر في تهذيب التهذيب: 103:4 عند ترجمته له (أسلم هو وأبوه وكانا سيدي قومهما. يظهر مما تقدم أن هنك فاصلة زمنية بين يزيد والعداء فتأمل. ولعل العداء بن خالد كان من المعمرين كما في مسند أحمد بن حنبل وفيه: وكان شيخا كبيرا). (2) رواه أحمد في مسنده: 30:5 باسناده الى العداء (مثله مفصلا)، وأورده في كنز العمال: 127:5 ح 12347 وص 290 ح 12912 باسناده الى حذيم بن عمرو السعدي (نحوه). (3) في الأصل (شعيبة) تصحيف لما في المتن. هو شعبة بن الحجاج بن الورد، ترجم له في تهذيب التهذيب: 494:2. (4) النساء: 93. (5) رواه البخاري في صحيحه: 59:6 باسناده الى شعبة (مثله)، عنه القرطبي في تفسيره: 332:5. (6) في الأصل (أبومحمد معمر اسماعيل بن معمر بن الهذلي) تصحيف لما في المتن. ترجم له في سير أعلام النبلاء: 69:11. (7) في الأصل (الذهبي) تصحيف. (8) كذا، وصوابه ظاهرا يحيي بن الحارث الذماري، انظر تهذيب التهذيب: 121:6. (9) في الأصل (ثابت سالم) تصحيف بين. (10) المراد بها الآية: 93 من سورة النساء، المتقدمة في الحديث السابق. (11) أورده القرطبي في تفسيره: 332:5 عن اسماعيل بن اسحاق، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس (مثله) مع زيادة. وأورده في كنز العمال: 25:15 عن ابن عباس (مثله). (12) ترجم له في تهذيب التهذيب: 411:6. (13) في الاصل (سمر) تصحيف لما في المتن، ترجم له في تهذيب التهذيب: 510:2. (14) هي زوج أبي الدرداء، ترجم لها في اسد الغابة: 327:7، وتهذيب التهذيب: 569:6. (15) أورد المتقي الهندي في كنز العمال: 30:15، عن أبي الدرداء (مثله). (16) في الأصل (أبومحمد حلفة بن هاشم هشام المقريء البزاز) تصحيف لما في المتن. ترجم له في تهذيب التهذيب: 97:2، وسير أعلام النبلاء: 576:10. (17) في الأصل (المعتم) تصحيف. ترجم له في سير أعلام النبلاء: 402:5. (18) في الأصل (مناف) تصحيف. ترجم له في تهذيب التهذيب: 55:6. (19) رواه أبوداود في سننه: 105:4 باسناده عن مسدد، عن الأحوص (مثله). وأورده في كنز العمال: 278:11 عن سعيد بن زيد (مثله). (20) ترجم له في تهذيب التهذيب: 288:6. (21) رواه أبوداود في سننه: 105:4 والحكم في المستدرك: 491:4 ح 80 باسناديهما الى سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن أبي موسي (مثله). وأورده في كنز العمال: 154:12 عن أبي موسي (مثله). (22) أورد في كنز العمال: 171:12 عن أبي بردة، عن أبي موسي (نحوه). (23) في الأصل (قال أبوبركة علي رياح بن الحارث، فوقف عليه) تصحيف، وما في المتن كما في المستدرك علي الصحيحين. (24) رواه الحكم في المستدرك: 283:4 ح 49 باسناده الى صدقة بن المثني (مثله) باختلاف في بعض ألفاظه. أقول: المراد من الامة ما عنونه المؤلف في أول الباب أن المراد بها (المؤمنون) فتدبر. (25) في الأصل (حفص) تصحيف. ترجم له في تاريخ بغداد: 317:4. (26) في الأصل (معول) تصحيف. (27) في الأصل (فخامر) تصحيف: قال في اسد الغابة: 56:5 عن ترجمته له: روي عن معاذ بن جبل، وروي عنه مكحول. (28) في الأصل (هشام) تصحيف. ترجم له في تهذيب التهذيب: 15:6. (29) رواه أبوداود في سننه: 110:4 ح 4294 باسناده عن العنبري، عن هاشم بن القاسم (مثله)، وزاد في آخره (ثم ضرب بيده علي فخذ الذي حدث (أو منكبه) ثم قال: ان هذا الحق كما أنك هاهنا، أو كما أنك قاعد، يعني معاذ بن جبل. وأورده في كنز العمال: 300:14 ح 38756. (30) كذا، وفي حديث نعيم 1341 هكذا (أباتيم، أو أباتميم). والظاهر أنه أبوتميم عبد الله بن مالك بن أبي الأسحم، ترجم له في تهذيب التهذيب: 230:3. (31) من فتن نعيم. (32) رواه نعيم في الفتن: 477:2 ح 1341 وص 484 ح 1358 باسناده الى ابن لهيعة (مثله). (33) رواه الحكم في المستدرك: 471:4 ح 17 باسناده الى معاوية بن صالح (مثله) ضمن حديث طويل. (34) حرستا: قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق علي طريق حمص، بينها وبين دمشق كثر من فرسخ... وحرستا أيضا: قرية من أعمال رعبان من نواحي حلب، وفيها حصن ومياه غزيرة. (معجم البلدان 242:2). (35) رواه نعيم في الفتن: 295:1 ح 865 باسناده عن خالد بن معدان (صدره). (36) في الأصل (حرثة) تصحيف. هو عبد الله بن قيس الكندي الحمصي، من كبار التابعين. سير أعلام النبلاء: 594:4 رقم 332. (37) في الأصل (البقلي) تصحيف. هو عبد الله بن محمد الحافظ الحراني. تهذيب التهذيب: 314:6. (38) في الأصل (بن) تصحيف. (39) رواه أبوداود في سننه: 110:4 باسناده عن عبد الله بن محمد النفيلي، عن عيسي بن يونس، والحكم في المستدرك: 473:4 ح 21 باسناده الى اسماعيل بن عياش، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن مريم (مثله). وأورده في كنز العمال: 219:14 وعقد الدرر: 270 عن معاذ (مثله). (40) في الأصل (بشر) تصحيف. ترجم له في اسد الغابة: 186:3. ****************** 8:56- وحدثنا جدي رحمه الله نبا الوليد بن شجاع بن الوليد أبو همام السكوني، عن عبد الله بن بسر(1) هو المازني أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (بين الملحمة وبين (فتح)(2) المدينة ست سنين، ويخرج المسيح الدجال في السابعة). ورواه حيوة بن شريح الحمصي، عن بقية بن الوليد بحمص كذلك أيضا.(3) 9:57- حدثني أحمد بن ملاعب، قال: نبا خالد بن يزيد القرني، قال: حدثنا أبوشهاب الحناط،(4) عن محمد بن اسحاق، عن بقيرة(5) - هي امرأة القعقاع ابن أبي حدرد الأسلمي - قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو علي منبر يقول: اذا سمعتم بجيش يخسف به هاهنا- وأشار بيده اليسري، أو قال: ذات اليسار - فقد أظلت الساعة.(6) 10:58- حدثنا علي بن أحمد بن معروف أبوالحسن المعاقلي بالكوفة في سنة ثلاثين ومائتين، قال: نبا أبوبكر، قال: نبا زيد (بن) الحباب،(7) وأبوداود الطيالسي جميعا، عن شعبة، عن يحيي بن سعيد، عن أنس بن مالك، قال: كان يقال: فتح القسطنطينية عند قيام الساعة.(8) ويقال: ان أبا خلدة(9) يقول: انه لا تقوم الساعة حتى يستوفي للمشرق من المغرب كيلا بكيل، ووزنا بوزن. 11:59- حدثنا موسي بن اسحاق بن موسي أبو بكر الخطمي القاضي،(10) قال: نبا شعبة بن عمرو الأشعبي، قال: أخبرنا جعفر بن سليمان العوف - يعني الأعرابي - قال: نبا عبد الله بن الحرث، قال كعب: يوشك أن يريح(11) البحر الشرقي حتى لا تجوز فيه سفينة، وحتى لا يجوز أهل قرية الى قرية، وذلك عند الملاحم.(12) 12:60- حدثنا علي بن داود القنطري، قال: نبا ابن أبي مريم، قال: حدثني سليمان بن بلال، قال: حدثني يحيي بن سعيد، قال: سمعت رجلا من أهل الشام يسأل أنس بن مالك: يا أباحمزة، متي تفتح القسطنطينية؟ قال أنس: كنا نسمع أنها تفتح مع الساعة.(13) 13:61- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا عبيد الله بن موسي، قال: نبا شيبان بن عبد الرحمن، عن ليث، عن محمد بن حصين، عن عبد الله الفلسطيني،(14) قال: سمعت حذيفة بن اليمان، يقول: لتنقضن عري الاسلام عروة عروة، ولتركبن سنن الاول قبلكم حذو النعل (بالنعل) حتى لا تخطئوا طريقهم، وحتى تكون أول ما تنقضون من عري الايمان الأمانة،(15) وآخرها الصلاة، حتى يكون في هذه الامة أقوام يقولون: والله ما أصبح فينا كافر ولا منافق، وانا الاولىاء لله حقا، وعند ذلك يكون سبب خروج الدجال، وحق علي الله أن يلحقهم به.(16) 14:62- حدثني أبوموسي هارون بن علي بن الحكم المزوق، قال: نبا حماد بن المؤمل أبو جعفر الضرير، قال: نبا محمد بن سلمة، قال: نبا محمد بن اسحاق، عن حزن بن عمرو،(17) قال: كنت في غزوة طوانة،(18) فخرجنا حتى دخلنا الروم، فخرجت أنا وأصحاب لي نتعلف، فانتهينا الى قرية، فقال بعض أصحابي: من يأخذ برؤوس دوابنا فيطول لها (19) في هذا المرج - ليست بالغليظة ولا بالدقيقة - ثم جلست، وانطلق أصحابي، فاذا رجل عليه ثياب بياض، فسلم، فقلت: وعليك السلام ورحمة الله. فقال لي: أمن امة محمد أنت؟ قلت: نعم. قال: اني أركم تلقون من امرائكم هؤلاء شدة. قلت: أجل. قال: فاصبروا فان هذه الامة مرحومة، كتب الله عليها خمس صلوات، وخمس فتن، أولا اسميها لك؟ قلت: بلي. قال: أمسك، احداها: موت نبيهم، واسمها في كتاب الله (بغتة) ؛ ثم قتل عثمان، واسمها في كتاب الله (الصماء) ؛ ثم فتنة ابن الزبير، واسمها في كتاب الله (العمياء) ؛ ثم فتنة ابن الأشعث، واسمها في كتاب الله (البتراء) ؛ ثم تولي وهو يقول: بقيت الصيلم، بقيت الصيلم، بقيت الصيلم! قالها ثلاث مرات. ثم انطلق فلم أر له أثرا.(20) 15:63- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا محمد بن عمران بن أبي ليلي، قال: حدثني ابن أبي ليلي، عن الحكم بن عيينة، عن حذيفة بن اسيد الغفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (عشر قبل الساعة: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بحجاز العرب، ويأجوج ومأجوج، وريح تنسفهم فتطرحهم في البحر، وطلوع الشمس من المغرب، والدجال، والدخان، والدابة، ونزول عيسي بن مريم عليه السلام).(21) 16:64- كان مما بقي من كتابي مكتوبا؛ عن علي بن داود القنطري، قال: نبا محمد بن عبد العزيز الرملي،(22) قال: نبا هاشم بن سليم، عن المسعودي، عن الفرات بن أبي عبد الرحمن،(23) عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة حذيفة بن اسيد، وكان من أصحاب الصفة، قال: طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن نتذكر الساعة، فقال: (ان الساعة لا تقوم حتى يكون عشر آيات: الدابة، والدخان، والدجال، وطلوع الشمس من مغربها، وثلاثة خسوف: خسف بالمشرق، وخسف بالمغرب، وخسف بجزيرة العرب، وفتح يأجوج ومأجوج، ونزول عيسي بن مريم، ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس الى المحشر).(24) 17:65- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا ابن اسحاق اليماني، قال: نبا عبد الله بن يحيي بن كثير، عن قيس بن عبد الرحمن العقيلي، عن علي بن مالك العقيلي، عن عوف بن مالك الأشجعي، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا عوف بن مالك، ست اذا رأيتموهن فقد أتكم ما توعدون: أولهن: موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ والثانية: فتح بيت المقدس؛ والثالثة: داء يأخذكم كقعاص الغنم؛ والرابعة: أن تفتح لكم الدنيا حتى يعطي الرجل مائة دينار، فيظل شاخصا (25) كأن لم يعط شيئا؛ والخامسة: فتنة لا يبقي بيت مسلم الا دخلته؛ والسادسة: هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيغدرون بكم، فيأتوكم في ثمانين غاية(26) تحت كل غاية اثنا عشر ألفا، فاذا كان ذلك فقد أتكم ما توعدون.(27) سياق الميسور مما اثر من ملاحم الروم 1:66- حدثنا أبوعبد الله محمد بن الهيثم المعروف بأبي الأحوص القاضي(28) سنة ست وسبعين ومائتين، قال: نبا محمد بن كثير بن أبي عطاء الصنعاني بالمصيصية، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، قال: خرجت أنا ومكحول حتى أتينا خالد بن معدان،(29) قال: خرجت أنا وجبير ابن نفير حتى أتينا رجلا يقال له (ذو مخمر)(30) وكانت له صحبة، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ستصالحكم الروم صلحا آمنا، فتغزون أنتم وهم غزوا واحدا، وتنصرون وتغنمون وتسلمون، ثم تنصرفون فتنزلون بمرج ذي تلول، فيقوم رجل منهم فيرفع الصليب ويقول: غلب الصليب! فيغضب لذلك رجل من المسلمين، فيقوم اليه فيكسره، فعند ذلك يغدرون).(31) 2:67- حدثنا جدي رحمه الله، قال: نبا روح بن عبادة، قال: نبا الأوزاعي عن حسان بن عطية (عن خالد، عن جبير)،(32) عن (ذي) مخبر(33) رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ستصالحكم الروم صلحا آمنا، ثم تغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم، فتنصرون وتسلمون وتغنمون حتى تنزلوا بمرج ذي تلول، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب، ويقول: غلب الصليب! فيغضب لذلك رجل من المسلمين، فيدقه، فعند ذلك تغدر الروم ويجتمعون للملحمة).(34) 3:68- حدثنا القاسم بن زكريا بن (يحيي) أبوبكر المطرز،(35) قال: نبا محمد بن المثني أبوموسي، قال: نبا الوليد بن مسلم، قال: نبا الأوزاعي، قال: حدثني حسان، عن خالد بن معدان، عن جبير،(36) عن ذي مخمر بن أخي النجاشي(37) أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ستصالحون الروم صلحا آمنا حتى تغزوا أنتم وهم عدوا من ورائهم بمرج ذي تلول، فيقول قائل الروم: غلب الصليب! ويقول قائل المسلمين: بل الله غلب، فيتداولانها بينهما، فيثور المسلم علي صليبهم، وهو منهم غير بعيد، فيدقه، وتقوم الروم الى كاسر صليبهم فيقتلوه، ويثور المسلمون الى أسلحتهم، فيقتلون فيكرم الله تلك العصابة من المسلمين بالشهادة، وتقول الروم لصاحب الروم: قد كفينك حد العرب، فيغدرون فيجتمعون للملحمة، فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا).(38) الهوامش: (1) كذا، ولم نقف علي رواية الوليد بن شجاع - المتوفي سنة 243 كما في سير أعلام النبلاء: 23:12 - عن الصحابي عبد الله بن بسر المتوفي سنة 88 كما في اسد الغابة، فالظاهر أن في السند سقطا، أضف علي ذلك، فان المؤلف ذكر بعد هذا الحديث طريقا آخر عن حياة، عن بقية، والأخير يروي عن عبد الله بن بسر بثلاث وسائط، كما في سندي أبي داود ونعيم فلاحظ. (2) من سنن أبي داود. (3) رواه أبوداود في سننه: 110:4 ح 4296 باسناده عن حياة بن شريح الحمصي، عن بقية، عن بحير، عن خالد، عن ابن أبي بلال، عن عبد الله بن بسر (مثله) وقال: هذا أصح من حديث عيسي. وأخرجه في عقد الدرر: 271 عنه، وعن البيهقي وقال بدل (القسطنطينية) (المدينة) ثم قال: المدينة يريد بها القسطنطينية. ورواه نعيم في الفتن: 522:2 ح 1462 باسناده عن بقية، عن بحير، عن ابن أبي بلال، عن ابن بسر (مثله). (4) في الأصل (الخياط) تصحيف. ترجم له في تهذيب التهذيب: 395:6. (5) في الأصل (فقيرة) تصحيف. ترجم لها في اسد الغابة: 41:7. (6) رواه في اسد الغابة: 41:7 باسناده الى بقيرة (مثله)، وقال: أخرجه الثلاثة. (7) ترجم له في الجرح والتعديل: 561:3 وفيه روي عن شعبة، وروي عنه أبوبكر بن أبي شيبة. (8) رواه الترمذي في سننه: 442:4 ح 2239 باسناده عن ابن غيلان، عن أبي داود، عن شعبة، عن يحيي، عن أنس (مثله). (9) في الأصل (أبوالحلد) والظاهر أنه أبوخلدة، خالد بن دينار التميمي، الذي يروي عن أنس وابن سيرين وغيرهم، ترجم له في تهذيب التهذيب: 57:2. (10) ترجم له في تاريخ بغداد: 54:13. (11) يوم راح: شديد الريح. وراح يراح ريحا: اذا اشتدت يحه. لسان العرب: 356:5. (12) رواه نعيم في فتنه: 73:1 ح 151 باسناده الى كعب بهذا اللفظ: (يوشك أن يستصعب البحر حتى لا تجري فيه جارية، ويستصعب البر حتى لا يستطيع أحد يأوي الى بيت). (13) انظر هامش ح 10. (14) الظاهر أنه عبد الله بن زياد الفلسطيني، المذكور في أنساب السمعاني: 398:4. (15) في بعض المصادر (الامامة) وكلاهما بمعني واحد. (16) الحديث مروي بألفاظ مختلفة وأسانيد شتي، راجع تاريخ البخاري: 333:8 ح 3214، كنز العمال: 197:4، مستدرك الحكم: 104:4 ح 22، مسند أحمد بن حنبل: 251:5، تفسير القمي: 407:2 وغيرها. (17) ترجم له في الجرح والتعديل: 294:3. (18) ذكر ابن الأثير في الكامل: 108:4، والطبري في تاريخه: 221:5 في أحداث سنة 88 هذه الغزوة. وطوانة: حصن من حصون الروم. وقال في معجم البلدان: 45:4، وج 145:5: طوانة: بلد بثغور المصيصة. والمصيصة: مدينة علي شاطئ جيحان من ثغور الشام بين أنطكية وبلاد الروم تقارب طرسوس. (19) طول لها: شدها في الحبل. (20) رواه نعيم في فتنه: 51:1 ح 76 باسناده الى حزن بن عبد عمرو (مثله) باختلاف في بعض ألفاظه. (21) أورده في عقد الدرر: 403 عن حذيفة بن اسيد (مثله) وفيه: ونار تخرج من اليمن تطرد الناس الى المحشر، بدل (وريح تنسفهم فتطرحهم في البحر). (22) ذكره السمعاني في الأنساب: 91:3، وقال: أصله من واسط، وسكن الرملة. (23) في الأصل (الفرات ابن أبي الفرات) تصحيف لما في المتن، وترجم له في تهذيب التهذيب: 461:4. (24) رواه الصدوق في الخصال: 431 ح 13، ومسلم في صحيحه: 29 - 26:18، وابن ماجة في سننه: 1347:2 ح 4055، والترمذي في الجامع الصحيح: 477:4 ح 2183، وأحمد في مسنده: 6:4، وأبونعيم في حلية الاولىاء: 355:1، ولم يذكر فيه نزول عيسي، وقال في آخره: قال الشيخ: وأراه قال: ونزول عيسي بن مريم عليه السلام. والطيالسي في مسنده: 143 ح 1067. (25) يقال للرجل اذا أتاه ما يقلقه: قد شخص به، كأنه رفع من الأرض لقلقه وانزعاجه. (لسان العرب: 51:7) وفي بعض المصادر (فيسخطها). (26) في بعض المصادر (راية). قال في لسان العرب: 163:10: (وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في الكوائن قبل الساعة: منها هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر، فيغدرون بكم، وتسيرون اليهم في ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا) الغاية والراية سواء. (27) رواه نعيم في الفتن: 50:1 ح 72 و74 وص 51 ح 74 و75 وص 60 ح 104 باسناده الى عوف بن مالك الأشجعي من خمسة طرق (مثله). ورواه أيضا الحكم في المستدرك: 469:4 ح 11 باسناده من طريق آخر - غير الطرق المذكورة- عن عوف (مثله) مفصلا. وأورده في كنز العمال: 559:14 عن عوف (مثله). (28) ترجم له في سير أعلام النبلاء: 156:13 رقم 88، وقال: توفي بعكبري في جمادي الاولى سنة 279. (29) في الأصل (سعدان) تصحيف وكذا ما يأتي في ح 3؛ تقدمت ترجمته. (30) ويقال (ذو مخبر) وكان الأوزاعي لا يري مخمرا الا بميمين، وهو ابن أخي النجاشي ملك الحبشة، معدود في أهل الشام، وكان يخدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ترجم له في اسد الغابة: 178:2. وذكره أيضا المؤلف في آخر الباب. (31) رواه نعيم في الفتن: 438:2 ح 1260 وص 439 ح 1262 والحكم في المستدرك: 467:4 ح 8299 بأسانيدهم الى ذي مخمر (مثله) بألفاظ مختلفة. وأورده في كنز العمال: 216:14 مرسلا عن ذي مخمر مثله. (32) أضفناها بقرينة السندين السابق واللاحق، ولما ذكره المؤلف في آخر الباب. (33) انظر هامش 3 المتقدم. (34) انظر هامش 4 المتقدم. (35) ترجم له في تاريخ بغداد: 436:12. (36) في الأصل (كبير) تصحيف بين. (37) في الأصل (بحير بن أبي النجاشي) تصحيف. (38) انظر هامش 4 من ح 1. ****************** هكذا يرويه الوليد بن مسلم يجعله عن ابن نفير، عن ذي مخبر، وقد تابعه روح بن عبادة، ومحمد بن كثير، وعيسي بن يونس، وبشر بن بكر، ويحيي بن حمزة، وضمرة بن ربيعة، والوليد بن مزيد، علي ذلك، فكان ذا مخبر يروي عنه هذا الحديث: جبير بن نفير، وخالد بن معدان جميعا. وأما الباء والميم في هذا الاسم فان بعضهم يقوله بالباء، وبعضهم بالميم جميعا بمعني واحد، لرجل واحد. سياق الميسور مما اثر في فتح الروم وغيرهم وفتح قسطنطينية 1:69- نبا أبو قلابة عبد الملك بن محمد، قال: نبا أبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي، قال: نبا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن نافع بن عتبة بن أبي وقاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تغزون جزيرة العرب، فيفتحها الله عز وجل لكم، وتغزون الروم فيفتحها الله لكم، وتغزون فارس فيفتحها الله لكم، وتغزون الدجال فيفتحه الله لكم).(1) 2:70- حدثنا ابراهيم بن نصر الكندي، قال: نبا معاوية بن عمرو، قال: نبا أبو اسحاق الفزاري، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سمرة، عن نافع بن عتبة، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة فأتاه قوم من قبل المغرب،(2) عليهم الثياب الصوف، فوافقوه عند كمة وهم قيام، وهو قاعد، فأتيته فقمت بينه وبينهم، فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي، قال: (تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم تغزون فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله). ثم قال نافع: يا جابر، ألا تري أن الدجال لا يخرج حتى تفتح الروم؟(3) 3:71- اخبرت عن الحكم بن موسي السمسار، قال: نبا يحيي بن حمزة، عن اسحاق بن عبد الله، قال: أخبرني عبد الرحمن(4) بن سنة، عمن أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا، فطوبي للغرباء).(5) قالوا: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون اذا فسد الناس، والذي نفسي بيده ليأرزن(6) الايمان الى المدينة كما يحوز السيل الدمن، والذي نفسي بيده ليأرزن الاسلام الى ما بين المسجدين كما تأرز الحية الى جحرها، فبينما هم كذلك استغاثت العرب بأعرابها، فخرجوا في مجلبة لهم كصالح من مضي وخير من بقي، فاقتتلوا هم والروم، فتتقلب بهم الحرب حتى يردوا العمق، عمق انطكية، فيقتتلون فيها ثلاثة أيام(7) فيرفع الله النصر من الكل حتى تخوض الخيل الى ركبها في الدم، وتقول الملائكة: يا رب ألا تنصر عبادك المؤمنين؟ فيقول: حتى يكثر شهداءهم. فيستشهد (ثلث)(8) ويصبر (ثلث)(9) ويرجع ثلث شككا، فيخسف بهم ويقول الروم: لن ندعكم حتى تخرجوا كل بضعة فيكم ليست منكم.(10) فتقول العرب للعجم: الحقوا بالروم. فتقول العجم: الكفر بعد الايمان؟! فيغضبون عند ذلك، فيجتمعون(11) علي الروم، فيقتتلون هم وهم، ويغضب الله عز وجل عند ذلك، فيضرب بسيفه ويطعن برمحه. فقيل لعبد الله بن عمرو: يا عبد الله! وما سيف الله ورمحه؟ قال: سيفه المؤمنون حتى يهلك الروم جميعا، فما ينفلت منهم مخبر.(12) ثم ينطلقون الى أرض الروم، فيفتحون حصونها ومدائنها بالتكبير حتى يأتوا مدينة هرقل، فيجدون خليجها بطحاء، ثم يفتحونها بالتكبير، فيكبرون تكبيرة فيسقط جدار من جدرها، ثم يكبرون تكبيرة اخرى فيسقط جدار آخر، ثم يكبرون تكبيرة اخرى فيسقط جدار آخر، فلا يبقي جدارها البحري الا سقط.(13) ويسيرون الى رومية فيفتحونها بالتكبير، ويتكايلون بها غنائمها كيلا بالغرائر.(14) 4:72- حدثنا أحمد بن زهير بن حرب،(15) قال: نبا يحيي بن اسحاق السلحيني،(16) قال: نبا يحيي بن أيوب، عن أبي قبيل،(17) قال: قال سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص سئل أي المدينتين تفتح أولا: أقسطنطينة أم رومية؟ قال: فدعي عبد الله بن عمرو بصندوق، فأخرج منه كتابا، فجعل يقرأه. ثم قال: بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقد سئل: أي المدينتين تفتح أولا: أقسطنطينة أم رومية؟ فقال: (لا، بل مدينة ابن هرقل تفتح أولا) يعني قسطنطينة.(18) سياق الميسور مما اثر في تداعي الامم علي أهل الاسلام 1:73- حدثنا علي بن داود القنطري، قال: نبا عبد الله بن صالح، قال: حدثني الليث بن سعد، عن علي بن زرارة الحضرمي(19) من أهل الكوفة، عن عمرو ابن قيس، عن رجل - قال: حسبت أنه عمرو بن مرة - عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان مولي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مرفوعا أنه قال: تداعي الامم علي امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم كما تداعي الكلة علي قصعتها. قالوا: عن قلة يا رسول الله؟ قال: أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، تنزع من قلوب عدوكم المهابة والرعب، ويقذف في قلوبكم.(20)،(21) هكذا يرويه عبد الله بن صالح، فيكون أول الكلام كأنه من كلام ثوبان نفسه، ثم يصير بعد ذلك مسندا من قبل قوله (فقالوا: عن قلة يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم). وأما يحيي بن عبد الله بن بكير، فانه يرويه مسندا في أول الكلام وآخره. 2:74- وحدثنا محمد بن الهيثم أبو الأحوص القاضي بعكبرا،(22) قال نبا يحيي بن عبد الله بن بكير، قال: حدثني الليث بن سعد، عن علي بن زرارة الحضرمي،(23) من أهل الكوفة، عن عمرو(24) بن قيس، عن رجل - حسبت أنه قال عمرو بن مرة-، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان مولي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تتداعي الامم علي امة محمد كما يتداعي علي القصعة كلتها. قالوا: عن قلة يا رسول الله؟ قال: انكم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، تنزع من قلوب عدوكم المهابة والرعب، وتقذف في قلوبكم. وقد روي هذا الحديث دحيم بن اليتيم الدمشقي،(25) عن بشر بن بكر، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي سلام،(26) عن ثوبان، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقال فيه: وليقذفن في قلوبكم الوهن. قالوا: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا، وكراهية الموت.(27) سياق الميسور مما اثر في المعاقل المحترس بها من شدة الملاحم 1:75- حدثنا أبوالفضل أحمد بن الملاعب بن حيان، قال: حدثني سليمان ابن أحمد الجرشي الواسطي، قال: نبا الوليد بن مسلم، قال: نبا سعيد بن عبد العزيز، عن يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت كأن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي، فأتبعته بصري، فاذا هو نور ساطع قد ظننت أنه قد ذهب به، فعمد به الى الشام، ألا وان الفتن اذا وقعت فالايمان بالشام).(28) 2:76- حدثنا ابراهيم بن نصر أبو اسحاق الكندي، قال: نبا معاوية بن عمرو، قال: أبو اسحاق الفزاري،(29) عن سعيد بن عبد العزيز، قال: نبا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اني رأيت أن عمود الكتاب انتزع من تحت وسادتي) ثم ذكر باقي الحديث مثله.(30) 3:77- حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، قال: نبا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، قال: نبا عبد العزيز بن محمد الدراوردي،(31) عن عيسي بن (أبي) عيسي - هو الحناط(32) المدني، وأصله كوفي - عن عبد الله بن سلمان الأعز، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (اذا وقعت الفتن فعليك بجبلي جهينة).(33) 4:78- حدثني هارون بن (علي بن) الحكم المزوق، قال: حدثنا حماد بن المؤمل(34) الضرير، قال: نبا خالد بن مرداس، قال: نبا اسماعيل بن صفوان بن عمرو، عن أبي الزاهرية، عن كعب الأحبار أنه قال: معقل المسلمين من الملاحم (دمشق) ؛ ومعقلهم من الدجال (نهر أبي فطرس) ؛(35) ومعقلهم من يأجوج ومأجوج (الطور).(36) 5:79- حدثني هارون بن علي أيضا، قال: وحدثنا حماد بن المؤمل، قال: نبا (خالد بن) مرداس، قال: نبا اسماعيل بن عياش،(37) عن الوليد بن عباد، عن عامر الأحول، عن أبي صالح الخولاني، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تزال طائفة من امتي يقاتلون عن أبواب دمشق وما حوله، وعلي أبواب بيت المقدس وما حوله، لا يضرهم خذلان من خذلهم، ظاهرين علي الحق الى أن تقوم الساعة).(38) الهوامش: (1) رواه مسلم في صحيحه: 26:18 والجزري في اسد الغابة: 304:5 باسناديهما الى عبد الملك بن عمير مثله بأدني تغيير. (2) في الأصل (العرب) تصحيف. (3) انظر التخريجة السابقة. وفي الصحيح واسد الغابة هكذا (يا جابر لا نري الدجال يخرج حتى تفتح الروم). (4) في الأصل (عبدالرحيم) تصحيف. ذكره الرازي في الجرح والتعديل: 238:5. (5) أخرجه في البحار: 12:8 ح 10، وج 136:25 ح 6، وج 191:52 ح 22 و23 عن جملة من المصادر المعتبرة. (6) قال في لسان العرب: 115:1: وفي الحديث (ان الاسلام ليأرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها) قال الأصمعي: يأرز أي ينضم اليها ويجتمع بعضه الى بعض فيها. (7) في الفتن (ثلاث ليال). أضاف بعدها في الأصل (العرب والروم). (8) من فتن نعيم. (9) من فتن نعيم. (10) في الفتن (لن ندعكم الا أن تخرجوا الينا كل من كان أصله منا). (11) في الفتن (فيحملون). (12) في الفتن (الا مخبر). (13) كذا، وفي فتن نعيم (ويبقي جدارها البحري لا يسقط) وهو الظاهر. (14) رواه نعيم في الفتن: 491:2 ح 1379 باسناده عن عبد الرحمن بن سنة مثله من قوله (والذي نفسي بيده...). (15) ذكره الرازي في الجرح والتعديل: 52:2. (16) ترجم له في تهذيب التهذيب: 111:6 وفيه: ويقال: السالحيني أيضا، والسلحين قرية بقرب بغداد. (17) في الأصل (أبي قيل) مصحف. ترجم له في تهذيب التهذيب: 409:6 وج 47:2 وهو (حيي بن هانئ بن ناضر بن يمنع أبوقبيل المعافري). (18) رواه ابن حماد في الفتن: 483:2 ح 1354 باسناده عن أبي قبيل، عن عمير بن مالك (مثله) باختلاف يسير في اللفظ. (19) ذكره الرازي في الجرح والتعديل: 187:6. (20) زاد ابن طاووس في الفتن بعده (الوهن، قال: قائل: يا رسول الله، وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت). (21) رواه ابن داود في سننه: 111:4 ح 4297، وابن طاووس في الملاحم والفتن: 307 ح 428، وص 373 - أخرجه عن ابن المنادي - وأورده في كنز العمال: 132:11، وابن الأثير في النهاية: 120:2، جميعا باسنادهم الى ثوبان مثله باختلاف يسير في اللفظ. (22) ترجم له في تهذيب التهذيب: 297:5، وفيه (قال ابن المنادي وغيره: مات في جمادي سنة تسع وتسعين ومائتين) وتقدمت ترجمته في باب 12 ح 1. (23) تقدمت ترجمته في الحديث السابق. (24) في الأصل (عمر) تصحيف، ترجم له في تاريخ بغداد: 161:12. (25) في الأصل (رحيم) تصحيف، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 515:11، وفيه (دحيم القاضي الامام الفقيه الحافظ، محدث الشام، أبوسعيد عبد الرحمن بن ابراهيم... وقال ابن أبي حاتم: كان يعرف بدحيم اليتيم). (26) في الأصل (عن أبي عبدالسلام) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 514:5، وهو ممطور أبوسلام الأسود الحبشي الأعرج الدمشقي، روي عن ثوبان، وروي عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. (27) تقدمت تخريجاته في الحديث السابق. (28) رواه الحكم في المستدرك: 555:4 ح 262 باسناده عن عبد الله بن عمرو بن العاص (مثله). وأورده في كنز العمال: 281:12 من عدة طرق (مثله). (29) هو ابراهيم بن محمد بن الحارث، ترجم له في تهذيب التهذيب: 283:6. (30) انظر تخريجاته في الحديث السابق. (31) ترجم له في تهذيب التهذيب: 447:3 وفيه: قال ابن سعد: دراورد قرية بخراسان.... (32) في الأصل (الخياط) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 438:4. (33) جبال جهينة قرب المدينة المنورة، قال الفيروزآبادي في القاموس: 365:2، بواط - كغراب -: من جبال جهينة علي أبراد من المدينة. وقال في معجم البلدان: 503:1، بواط: هو جبل من جبال جهينة بناحية رضوي، غزاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في شهر ربيع الأول في السنة الثانية من الهجرة يريد قريشا، ورجع ولم يلق كيدا. (34) في الأصل (ملك)، وكذا بعدها في الحديث التالي، تصحيف، هو حماد بن المؤمل بن مطر، أبو جعفر الكلبي، ترجم له في تاريخ بغداد: 153:8 وقال: كان ثقة، وكان ضريرا. (35) قال في معجم البلدان: 315:5، نهر أبي فطرس: موضع قرب الرملة من أرض فلسطين. (36) أورد في كنز العمال: 277:12، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام نحوه. (37) في الأصل (اسحاق عباس) والظاهر أنها من اضافات النساخ. وقد ذكر في تاريخ بغداد: 304:8، عند ترجمته لخالد بن مرداس أنه روي عن اسماعيل بن عياش، وروي عنه حماد بن مؤمل الكلبي. (38) أورده في عقد الدرر: 164، وكنز العمال: 283:12، عن أبي هريرة مرسلا مثله. ****************** 6:80- حدثني أحمد بن ملاعب أبو الفضل، قال: حدثني سليمان بن أحمد الواسطي، قال: نبا الوليد بن مسلم، قال: نبا عفير(1) بن معدان، عن سليم(2) بن عامر، عن أبي امامة، قال: (قال) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (رأيت كأن عمود الكتاب انتزع (من) تحت وسادتي، فأتبعته بصري، فاذا هو نور ساطع عمد به الى الشام، فرأيت أن الفتن اذا وقعت، فان الايمان بالشام).(3) 7:81- اخبرت عن هشام بن عمار الدمشقي، قال: نبا يحيي بن حمزة، قال: نبا ابن جابر، قال: حدثني زيد بن أرطاة، قال: سمعت جبير بن نفير يحدث عن أبي الدرداء أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ان فسطاط المسلمين يوم الملحمة الكبري بالغوطة الى جانب مدينة يقال لها (دمشق) من خير مدائن الشام).(4) 8:82- حدثني عبد الله بن الصقر بن نصر بن هلال أبو العباس التميمي، قال: نبا ابراهيم بن المنذر الحزامي،(5) قال: نبا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنا جرير بن حازم، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يوشك أن يحاصر أهل المدينة حتى تكون لقضاء(6) مسالحهم (سلاح) قريب من خيبر).(7) ورواه أحمد بن صالح المصري، عن عنبسة بن سعيد، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، قال: وسلاح قريب من (خيبر).(8) 9:83- حدثنا أحمد بن موسي أبو جعفر الحمار بالكوفة سنة ثمانين ومائتين، قال: نبا أبوعمرو محمد بن عبد العزيز أبي رزمة،(9) قال: أخبرنا أبو بريدة محمد بن الحصيب،(10) قال: أخبرنا أوس بن عبد الله بن بريدة،(11) عن أخيه سهل بن عبد الله بن بريدة، عن أبيه عبد الله، عن جده بريدة الأسلمي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يا بريدة! أنه سيبعث من بعدي بعوث، فاذا بعثت تلك البعوث، فكن في بعث المشرق، ثم كن في بعث خراسان، ثم كن في بعث مرو. فاذا أتيتها فأنزل مدينتها، فان ذا القرنين بناها، وصلي فيها عزيز، أنهارها تجري بالبركة، علي كل باب منها ملك شاهر سيفه، يدفع السوء عن أهلها الى يوم القيامة). قال: فأقام بها بريدة، ومات بها.(12) 10:84- حدثنا جدي، قال: نبا علي بن الحسن بن شقيق، قال: أخبرنا حازم، عن زياد المكي، قال: قال لي الضحك بن مزاحم: اخرج من هذه - يعني خراسان - فانه كان بها فتن. قال: قلت: فالجزيرة، بالموصل؟ قال: فان بها الملاحم، ولكن عليك بالمصرين - يعني الكوفة والبصرة-. قال ابن المبارك: وأخبرنا معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، قال: اذا وقعت الفتنة فعليكم بالمصرين: البصرة والكوفة. 11:85- حدثنا جدي، قال: نبا الحجاج بن محمد، قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: أخبرتني ام شريك أنها سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ليفرن الناس من الدجال في الجبال). فقالت ام شريك: يا رسول الله! فأين العرب يومئذ؟ قال: هم قليل.(13) 12:86- حدثني أبوبكر القاسم بن زكريا بن يحيي المطرز،(14) قال: نبا سويد بن سعيد، قال: نبا حفص بن ميسرة، عن أبي سليمان، عن محمد بن أبي اسحاق، عن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، أن رجلا أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: اني اريد أن أغزو. فقال: (عليك بالشام، فان الله عز وجل قد تكفل لي بالشام وأهله، ثم الزم من الشام عسقلان،(15) فانه اذا دارت الرحي في امتي، فان أهلها في راحة وعافية).(16) سياق الميسور فيما اثر في قتال البربر قوم في مغرب افريقيا، ويطلق هذا الاسم في مصر، وربما في غيرها من الأقطار، علي الزنج والحبش. وقال في جمهرة أنساب العرب: 495:1: انهم من بقايا ولد حام بن نوح، وادعت طوائف منهم الى اليمن، الى حمير. 1:87- حدثنا جدي، قال: نبا علي بن حفص المدائني، قال: نبا ورقاء بن عمر، عن أبي الزناد، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر).(17) 2:88- حدثنا جعفر بن محمد بن شكر الصائغ، قال: نبا عفان بن مسلم (قال: نبا جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن)(18)، قال: نبا عمرو بن تغلب،(19) قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (من أشراط الساعة أن تقاتلوا قوما نعالهم الشعر) - أو قال: ينتعلون الشعر -. 3:89- روي سعيد بن المسيب وأبوصالح السمان،(20) عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك مثل ذلك الا أنه قال: (يلبسون الشعر، ويمشون في الشعر).(21) سياق الميسور مما اثر في قتال الترك 1:90- نبا محمد بن هارون أبوموسي الأنصاري، ثم الزرقي، قال: نبا أحمد ابن عبد الرحمن بن الفضل الحراني المعروف ب (الكزبراني)،(22) قال: نبا عثمان بن عبد الرحمن، وهو الطرائفي،(23) أنه سمع مكحولا يقول: لا تنقضي الدنيا حتى يرد الترك الفرات.(24) 2:91- قال: وأخبرني حميد بن مسلم، عن غياث،(25) قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا تقوم الساعة حتى يربط الترك خيولهم بنخل الابلة)(26).(27) 3:92- حدثنا علي بن داود القنطري، قال: نبا عبد الرحمن بن صالح ويحيي بن عبد الله بن بكير، قالا: نبا يعقوب بن عبد الرحمن الاسكندراني،(28) عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه (عن أبي هريرة)(29) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (لا تقوم الساعة حتى يقاتل الناس(30) قوما وجوههم كالمجان(31) المطرقة).(32) 4:93- أخبرنا ابراهيم بن محمد بن الهيثم أبو القاسم القطيعي صاحب الطعام،(33) قال: نبا محمد بن الصباح بن سفيان، قال: نبا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما كأن وجوههم المجان المطرقة).(34) 5:94- قال ابن الصباح: وأخبرنا سفيان بن عيينة، عن أبي الزناد،(35) عن عبد الرحمن بن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين، ذلف الآنف،(36) كأن وجوههم المجان المطرقة).(37) 6:95- حدثني هارون بن علي بن الحكم المزوق، قال: نبا زياد بن أيوب أبوهاشم المعروف بدلويه،(38) قال: نبا أبونعيم الفضل بن دكين، قال: نبا بشير بن المهاجر الغنوي،(39) قال: حدثني عبد الله بن بريدة،(40) عن أبيه، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم فسمعته يقول: (ان امتي يسوقها قوم عراض الوجوه، صغار الأعين، كأن وجوههم الحجف(41) - ثلاث مرات - حتى يلحقوهم بجزيرة العرب. أما السياقة(42) الاولى: فينجو منهم من هرب. وأما الثانية: فيهلك بعض وينجو بعض. وأما الثالثة: فيصطلمون كلهم - من بقي منهم -). قالوا: يا نبي الله! ومن هم؟ قال: الترك. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ليربطن خيولهم الى سواري مساجد المسلمين). قال: فكان بريدة، لا يفارقه بعيران، أو ثلاثة، ومتاع السفر، والأسقية بعد ذلك للهرب، مما سمع من النبي من البلاء من أمر الترك.(43) 7:96- أخبرني يحيي بن عبدالباقي أبوقاسم الثغري،(44) قال: نبا عيسي بن محمد بن عيسي النحاس أبوعمير الرملي، قال: نبا ضمرة بن ربيعة،(45) عن يحيي ابن أبي عمرو السيباني،(46) عن أبي سكينة، رجل من المحررين، عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (اتركوا الحبشة ما تركوكم، واتركوا الترك ما تركوكم).(47) الهوامش: (1) في الأصل (غفير) تصحيف. ترجم له الرازي في الجرح والتعديل: 36:7، وقال عفير بن معدان الحضرمي الحمصي، أبوعائذ المؤذن، روي عن سليم بن عامر، وروي عنه الوليد بن مسلم. (2) في الأصل (سليمان) تصحيف، تقدم في الترجمة السابقة، ويوصف بكلاعي. (3) انظر تخريجات الحديث الأول من هذا الباب. (4) رواه أبوداود في سننه: 111:4، بهذا الاسناد مثله. وأورده في كنز العمال: 277:12 ح 35029 مرسلا، عن جبير بن نفير مثله. (5) في الأصل (الخزامي) تصحيف. ترجم له في تهذيب التهذيب: 169:1. (6) كذا، ويحتمل قويا أنها تصحيف (أقصي). ولفظ الحديث في المصادر المختلفة هكذا: (يوشك المسلمون أن يحاصروا الى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح). والمسلحة - جمعها: مسالح -: الثغر والمرقب وموضع السلاح. (7) في الأصل (جبيز) تصحيف بين، وسلاح: موضع أسفل من خبير (معجم البلدان: 233:3). والظاهر أن لفظ (قريب من خيبر) من اضافات النساخ. (8) رواه أبوداود في سننه: 97:4 ح 4250 و4251، وص 111 ح 4299 و4300 باسناده عن ابن وهب، وعن أحمد بن صالح مثله. وأورده في كنز العمال: 136:11، ولسان العرب: 323:6، والنهاية: 388:2، مرسلا مثله. (9) في الأصل (حرزمة) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 187:5. (10) في الأصل (الخضيب) تصحيف، ذكره السمعاني في الأنساب: 229:2. (11) ترجم له الرازي في الجرح والتعديل: 305:2. (12) أورده الحموي في معجم البلدان: 113:5. (13) رواه مسلم في صحيحه: 86:18 باسناده عن الحجاج بن محمد (مثله)، عنه ابن كثير في البداية والنهاية: 107:10. وأخرجه في كنز العمال: 300:14 مثله. (14) قال في تهذيب التهذيب: 495:4، قال ابن المنادي: توفي في صفر سنة 305، وكان من أهل الحديث والصدق، والمكثرين في تصنيف المسند والأبواب والرجال، ولم يحدث في سنة موته بشيء. (15) عسقلان: مدينة بالشام من أعمال فلسطين علي ساحل البحر، بين غزة وجبرين، يقال لها (عروس الشام) وكان يرابط بها المسلمون لحراسة الثغور منها. (مراصد الاطلاع: 940:2). (16) أخرجه في كنز العمال 165:14، عن ابن عباس مثله. (17) رواه مسلم في صحيحه: 36:18، وأبوداود في سننه: 112:4، باسناديهما الى أبي هريرة مثله ضمن حديث. (18) ذكرها في الأصل مرتين، وهو تكرار بين. (19) في الأصل (ثعلب) تصحيف. انظر اسد الغابة: 203:4. (20) في الأصل (السمار) تصحيف، هو ذكوان أبوصالح السمان الزيات المدني، روي عن أبي هريرة، ترجم له في تهذيب التهذيب: 134:2. (21) رواه مسلم في صحيحه: 37:18 باسناده الى أبي هريرة مثله. (22) في الأصل (الكزيراني). و(مفضل) بدل (الفضل) كلاهما تصحيف لما أثبتناه، راجع الأنساب للسمعاني: 64:5، وتاريخ بغداد: 467:4. (23) قال السمعاني في الأنساب: 57:4، لقب به لأنه كان يتبع طرائف الأحاديث ويطلبها. (24) روي نعيم في الفتن: 220:1 ح 613، وص 221 ح 616، باسناده الى مكحول، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (نحوه)، عنه التشريف بالمنن لابن طاووس: 99 ح 68. (25) كذا، وفي السند سقط، فالرواي للحديث امرأة بقرينة اللفظ التالي (قالت). ناهيك عن أنه ليس في الصحابة راو اسمه (غياث) ولعله غياث بن ابراهيم الذي يروي عن موسي الجهني، عن فاطمة بنت علي، عن أسماء بنت عميس، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديث المنزلة المتواتر المشهور، فتدبر. ويأتي في ذيل الحديث الرابع (في ذكر الابلة والبصرة مدحا) قول المصنف: وعلي هذا الحديث الذي هو أبين منه ترويه عائشة مسندا أن الساعة لا تقوم... وذكر مثل الحديث. وفي هذا تكيد علي أن الراوي لهذا الحديث (امرأة) وهي عائشة، فلاحظ. (26) الابلة: بلدة علي شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل الى مدينة البصرة، وهي أقدم من البصرة... معجم البلدان: 77:1. (27) روي نعيم في الفتن: 674:2 ح 1896 وص 677 ضمن ح 1906، وص 681 ضمن ح 1918 (نحوه). (28) ترجم له في تهذيب التهذيب: 240:6، وقال: سكن الاسكندرية. (29) أضفناها للزومها، وهو الموجود في بقية المصادر. (30) في السنن والصحيح (يقاتل المسلمون الترك قوما). (31) المجن: الترس. (32) رواه مسلم في صحيحه: 37:18، وأبوداود في سننه: 112:4 ح 4303 باسناديهما الى يعقوب مثله. (33) ترجم له في تاريخ بغداد: 152:6، وقال: ذكره الدارقطني فقال: ثقة صدوق. (34) انظر التخريجة السابقة. (35) في الأصل (الزياد) تصحيف لما في المتن، هو عبد الله بن ذكوان، ترجم له في تهذيب التهذيب: 127:3. (36) قال في النهاية: 165:2، فيه: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين، ذلف الآنف) الذلف - بالتحريك -: قصر الانف وانبطاحه. وقيل: ارتفاع طرفه مع صغر أرنبته. والذلف - بسكون اللام - جمع أذلف كأحمر وحمر. والآنف: جمع قلة للأنف، وضع موضع جمع الكثرة، ويحتمل أنه قللها لصغرها. (37) رواه نعيم في الفتن: 685:2 ح 1934، ومسلم في صحيحه: 27:18 باسناديهما الى ابن عيينة مثله. (38) في الأصل (دلونه) تصحيف لما في المتن. ترجم له في تهذيب التهذيب: 213:2. (39) في الأصل (العنوي) تصحيف لما أثبتناه. راجع تهذيب التهذيب: 353:1، وفيه روي عن عبد الله بن بريدة. (40) في الأصل (زيد) تصحيف. راجع المصدر السابق. (41) جمع حجفة: وهي الترس. (42) في الأصل (السابقة) وما أثبتناه من سنن أبي داود. (43) رواه أبوداود في سننه: 113:4 ح 4305، وابن حماد في الفتن: 678:2 ح 1910 باسناديهما الى عبد الله بن بريدة، عن أبيه (مثله). (44) في الأصل (الأزدي) وهو تصحيف، راجع ترجمته في تاريخ بغداد: 230:14، وفيه قال: روي عنه المصنف. (45) في الأصل (عن ضمر، عن ربيعة) وهو تصحيف لما في المتن. راجع تهذيب التهذيب: 570:2، وفيه روي عن يحيي بن أبي عمرو الشيباني، وروي عنه أبوعمير عيسي بن محمد بن النحاس. (46) في الأصل (الشيباني) وهو تصحيف، راجع الأنساب للسمعاني: 354:3، وفيه: هذه النسبة الى سيبان، وهو بطن من حمير، والمشهور بهذه النسبة أبوزرعة يحيي بن أبي عمرو السيباني الرملي. (47) روي هذا الحديث في تهذيب التهذيب: 351:6، عند ترجمته لأبي سكينة الحمصي حيث قال: وكان من المحررين، روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديث (دعوا الحبشة ما وادعوكم، واتركوا الترك ما تركوكم) وفيه عن رجل، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، انتهي. وأخرجه في كنز العمال: 365:4 وص 368. ورواه الحكم في المستدرك: 500:4 ح 104 باسناده الى عبد الله بن عمرو نحوه. ****************** سياق الميسور في ملحمة الزنج بالبصرة 1:97- حدثنا محمد بن عبد الملك بن مروان أبو جعفر(1) الواسطي المعروف بالدقيقي، قال: نبا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، عن سعيد بن جمهان، عن (ابن)(2) أبي بكرة، عن أبيه، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرضا يقال لها (البصرة) أو (البصيرة)(3) الى جنبها نهر يقال له (دجلة) ذو نخل كثير، فينزل به بنو قنطوراء، قال: فيفترق الناس ثلاث فرق: فرقة تلحق بأهلها، وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم فيقاتلون، فقتلاهم شهداء، ويفتح الله علي بقيتهم. قال لنا أبو جعفر الدقيقي: وأما الفرقة الثالثة فانها سقطت علي من كتابي.(4)،(5) 2:98- حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الملك الدقيقي، قال: نبا هشام بن عبد الملك أبو الوليد الطياليسي، قال: نبا حشرج بن نباتة، قال: حدثني سعيد بن جمهان، عن عبيد الله(6) بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لتنزلن طائفة من امتي أرضا يقال لها (البصرة) فيكثر بها عددهم، ويكثر بها عدد نخلهم، ثم يجي ء بنو قنطوراء، عراض الوجوه، صغار الأعين، حتى ينزلوا علي نهر لهم يقال له (دجلة) فيفترق المسلمون ثلاث فرق: فأما فرقة فتأخذ بأذناب الابل تلحق بالبادية، وأما فرقة فتأخذ علي أنفسهم وكفرت، فهذه وتلك سواء، ولنا فرقة فيجعلون عيالهم خلف ظهورهم ويقاتلون، فقتلاهم شهداء، ويفتح الله علي بقيتهم. ثم ذكر الحديث الى آخره مثل حديث أبي الوليد الماضي(7) حرفا بحرف، ولم يسم ابن أب بكرة.(8) 3:99- حدثنا ابراهيم بن موسي أبو اسحاق التوزي،(9) قال: نبا هارون بن عبد الله بن مروان أبو موسي السمسار،(10) قال: نبا أبوالنعمان عارم بن الفضل،(11) قال: نبا عبد الوارث بن سعيد، قال: نبا مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (ان اناسا من امتي ينزلون غائطا (12) يقال له (البصرة) عنده نهر يقال له (دجلة) ويكون من أمصار المهاجرين، فاذا كان في آخر الزمان جاءه بنو قنطوراء، قوم عراض الوجوه، صغار الأعين حتى ينزلوا بشاطي ء النهر، فيفترق أهلها علي ثلاث فرق: فأما فرقة فيأخذون بأذناب الابل فيهلكون. - وفيه كلام انقطع علي عارم بن الفضل. وقد روي هذا الحديث عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه(13) -؛ وفرقة يأخذون لأنفسهم وهلكوا؛ وفرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم ويقاتلون، وهم الشهداء).(14) 4:100- حدثنا ابراهيم بن موسي التوزي. قال: (نب) أحمد بن (منصور بن) سيار(15) أبوبكر الرمادي، قال: نبا أبو معمر، واسمه عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج المنقري البصري، قال: نبا عبد(16) الوارث بن سعيد، عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ان اناسا من امتي سينزلون بغائط(17) يسمونه البصرة) فذكر الحديث وزاد فيه، قال: (ويهلكوا، وأما فرقة فيأخذون لأنفسهم وكفروا، وأما فرقة فيجعلون ذراريهم وراء ظهورهم ويقاتلون، وهم الشهداء). ورواه عبد الصمد بن عبد الوارث، عن أبيه كذلك.(18) 5:101- حدثني هارون بن علي بن الحكم المزوق، قال: نبا ابراهيم بن سعيد الجوهري، عن علي بن الحكم، عن شهر بن حوشب، قال: يكون في(19) شعبان صوت، وفي رمضان هادة،(20) وفي شوال معمعمة،(21) وفي ذي القعدة تحارب القبائل، وفي ذي الحجة يسلب الحاج، وفي المحرم - يقولها ثلاثا - وفي صفر الأصفار يقتل كل جبار عند مجتمع الأنهار، وقال: العجب - قالها ثلاث مرات - بين جمادي ورجب.(22) فبلغني عن سليمان بن شرحبيل(23) الدمشقي، قال: نبا اسماعيل بن عياش.(24) الحمصي، عن ابن عباس في قصة سطيح، وما تكلم به في الحوادث الكائنة أنه قال: وفي صفر الأصفار يقتل كل جبار عند مجتمع الأنهار، ولا ينفعهم نوم ولا قرار.(25) وقد رأينا تصديق هاتين الروايتين، وذلك في أول صفر سبعين ومائتين حين قتل الله صاحب الزنج(26) الذي خرج بالبصرة فقتل بينه وبين امراء المسلمين خلق ما وقف علي احصائهم كثرة لأن القتال دام بين الفئتين عشر سنين، وكان ذلك في صفر عند مجتمع الأنهار، وكان في نفسه جبارا قتالا. فأما الجيش المذكور شأنهم في الأخبار بأنهم يخربون الكعبة البيت الحرام فاولئك غير هؤلاء، وما أقرب مجي ء تصديق الأخبار الجائية فيهم. فلنكتب ما تيسر من أخبارهم في هذا الفصل الذي نحن عنده، وبالله التأييد. سياق المأثور في ملحمة الحبشة بمكة 1:102- حدثني جدي رحمه الله، قال: نبا شبابة(27) بن سوار الفزاري، (عن محمد ابن عبد الرحمن بن أبي ذئب)(28) عن سعيد بن سمعان، قال: سمعت أباهريرة يخبر أباقتادة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت الا أهله، فاذا استحلوه، فلا تسل عن هلكة العرب؛ ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابا لا يعمر بعدها أبدا، وهم الذين يستخرجون كنزه.(29) 2:103- حدثنا محمد بن اسحاق الصاغاني، قال: نبا أبوطالب عبدالجبار بن عاصم، قال: نبا محمد بن سلمة الحراني، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اتركوا الحبشة ما تركوكم، فانه لا يستخرج كنز الكعبة الا ذو السويقتين من الحبشة).(30) 3:104- حدثنا محمد بن اسحاق الصاغاني، قال: أخبرنا أبوصالح عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن بعض مشايخهم،(31) عن أبي هريرة، عن النبي أنه قيل له: ما تري في قتال الحبش؟ فقال: (أنه شديد كلبهم، قليل سلبهم، اتركوهم ما تركوكم).(32) سياق العود الى ذكر الابلة والبصرة 1:105- حدثني الحسن بن العباس بن أبي مهران الرازي، عن أبيه، عن الربيع ابن أنس، عن رجل لم يسمه، قال: جاء رجل الى عبد الله بن مسعود، فقال له: يا أبعبد الرحمن! اني اريد أن أسكن البصرة. فقال له: لا تسكنها. قال: ثم رد عليه السؤال، فرد ابن مسعود عليه الكلام الأول، فقال له الرجل: لابد لي من ذلك. فقال له ابن مسعود: فان كان لابد لك من ذلك، فاسكن رابيها ولا تسكن سبختها (33) فانه قد خسف بها مرة، وسيخسف بها ثانية. قال الربيع بن أنس: بلغنا في الخسف الأول الذي كان بالبصرة أنه كان بها من الحكام خمسة حكام سوء: أحدهم جائر، والآخر حائر، والآخر مخطئ، والآخر خاطئ، والآخر يسمي حمال الخطايا، فانطلق رجل مسكين، فحمل امرأته علي حمار يتطلب الرفاغية(34) والرزق. فأتي البصرة، فلما ذهب ليدخلها، قال له الجلوازي: لا تدخلها حتى تؤدي درهمين! قال له: (أنا) انسان مسكين، وليس عندي شيء، وانما جئت أطلب الرفاغية والرزق. فقال: لا تدخلها حتى تؤدي درهمين، فأعطاه. ثم مضي الرجل، فقال للناس: ان هذا قد ظلمني وأخذ مني درهمين، فهل هاهنا من أحد يعدني(35) عليه؟ قالوا: نعم هاهنا حائر. فانطلق اليه، فاستعدي، وأخبره مما صنع جائر، فقال: لا تبرح حتى تؤدي أربعة دراهم! قال: فأخذ منه أربعة دراهم. ثم مضي فأخبر الناس بما صنع به جائر، وحائر، وقال: هل هاهنا أحد يعدني عليهما؟ قالوا: نعم ائت خاطئا فانه يعديك. الهوامش: (1) في الأصل (بن جعفر) تصحيف لما في المتن، وذكر صوابه في آخر الحديث، راجع في ترجمته تهذيب التهذيب: 190:5. (2) أثبتناها لرواية سعيد بن جمهان عن أولاد أبي بكرة، راجع تهذيب التهذيب: 298:2، ولرواية أولاد أبي بكرة عن أبيهم كما في سير أعلام النبلاء: 5:3، وبقرينة الأسانيد التالية. (3) الترديد من الراوي. (4) يأتي ذكرها في ح 3 الآتي. (5) رواه نعيم في الفتن: 678:2 ح 1907 باسناده الى أبي بكرة مثله، عنه التشريف بالمنن لابن طاووس: ص 192 و332، وأخرجه في كنز العمال: 218:14 مثله. (6) في الأصل (عبد الله) تصحيف، ذكره في تهذيب التهذيب: 623:5، عند ترجمته لأبيه نفيع بن الحارث. (7) بقرينة قوله (ثم ذكر الحديث الى آخره...) أن هنالك حديثا آخر بسند آخر سقط من النساخ، باعتبار أن الحديث الثاني هو نفسه برواية أبي الوليد، فتأمل. (8) انظر التخريجة السابقة. (9) في الأصل (الثوري) تصحيف وكذا بعدها، هو ابراهيم بن موسي بن اسحاق، أبو اسحاق الجوزي المعروف بالتوزي. راجع تاريخ بغداد: 185:6. (10) كذا، ولم نقف علي وصفه بالسمسار في كتب التراجم، والمذكور فيها أبوموسي البزار المعروف بالحمال، راجع تاريخ بغداد: 21:14 والمصادر المذكورة بهامشه. (11) ترجم له في تهذيب التهذيب: 240:5، وفيه: محمد بن الفضل السدوسي، أبوالنعمان البصري، المعروف بعارم. (12) الغائط: المطمئن من الأرض. (13) في الأصل (أئمة) تصحيف لما في المتن، وهو عبد الوارث بن سعيد. (14) انظر التخريجة السابقة. (15) في الأصل (سمار) تصحيف. ترجم له في تاريخ بغداد: 358:5، وتهذيب التهذيب: 119:1. (16) في الأصل (عبدالواحد الوارث) تصحيف بين. (17) في الأصل (غاية) تصحيف بقرينة الحديث السابق. (18) انظر التخريجة السابقة. (19) في الأصل (في ذلك). (20) الهادة: الرعد. مؤنث الهاد، وهو صوت من البحر فيه دوي. وفي بقية المصادر (هدة). (21) المعمعة - جمعها (معامع) -: صوت الحريق في القصب ونحوه، صوت الأبطال في الحرب، وشدة الحر. والمعامع: الحروب والفتن. (22) رواه نعيم في الفتن: 226:1 عن شهر بن حوشب، عن رسول صلى الله عليه وآله وسلم. وراجع في ذلك كتابنا الموسوم ب (علامات ظهور صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف مرتبة زمنيا) وهو الآن قيد الطبع. (23) في الأصل (شرحيل). قال السمعاني في الأنساب: 22:2، أبوالقاسم سليمان بن شرحبيل الجبلاني - نسبة الى جبلان، وهو بطن من حمير - من أهل الشام. (24) في الأصل (عباس) تصحيف. (25) راجع التخريجة السابقة. (26) قال ابن الأثير في الكامل: 53:6: كان خروج صاحب الزنج يوم الأربعاء لأربع بقين من شهر رمضان سنة 255، وقتل يوم السبت لليلتين خلتا من صفر سنة سبعين ومائتين... وقال في ج 346:5 من الكتاب المذكور: وزعم أنه علي بن محمد بن أحمد بن عيسي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام... - وقال الطبري في تاريخه: 543:7: وكان اسمه ونسبه فيما ذكر: علي بن محمد بن عبدالرحيم، ونسبه في عبدالقيس... أقول: والمروي عن الامام الحسن العسكري عليه السلام أنه قال: (وصاحب الزنج ليس منا أهل البيت) مناقب آل أبي طالب: 429:4. (27) في الأصل (سبابة) تصحيف. ترجم له في تاريخ بغداد: 294:9. (28) أضفناه للزومه، وهو الموجود في المصادر، لروايته عن ابن سمعان، ورواية شبابة عنه. راجع تهذيب التهذيب: 182:5، وتاريخ بغداد: 97:3. (29) رواه نعيم في الفتن: 671:2 ح 1880 باسناده الى ابن ذئب مثله عنه التشريف بالمنن لابن طاووس: 205 ح 294، والحكم في المستدرك: 499:4 ح 103 باسناده (من طريقين) الى ابن أبي ذئب مثله، عنه كنز العمال: 273:14 وعن مسند أحمد وابن أبي شيبة. (30) رواه أبوداود في السنن: 114:4 ح 4309، والحكم في المستدرك: 500:4، باسناديهما الى عبد الله بن عمرو مثله، عنهما كنز العمال: 365:4. (31) كذا. (32) راجع في ذلك بحارالأنوار: 225:57. (33) في الأصل (سختها) قال ابن الأثير في النهاية: 333:2 وفيه: (أنه قال لأنس - وذكر البصرة - ان مررت بها ودخلتها فايك وسبخها وكلأها) السباخ: جمع سبخة، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة، ولا تكاد تنبت الا بعض الشجر. (34) يقال: عيش رافغ: أي واسع. (35) أعدي فلانا علي فلان: نصره وأعانه وقواه. ****************** فأتاه فأخبره بما صنع جائر وحائر، فقال: لا تبرح حتى تؤدي ثمانية دراهم! قال: فأخذ منه ثمانية دراهم. فقال: أما من أحد يعدني علي هؤلاء؟ قالوا: بلي، مخطئ فأتي مخطئا، فذكر له ذلك، فقال: لا تبرح حتى تؤدي ستة عشر درهما! فقال: لا، والله ما عندي شيء انما جئت أطلب الرفاغية والرزق والخير. قال: فضربوه وضربوا امرأته، حتى أسقطت، وكانت حاملا، وقطعوا ذنب حماره. فقال: أما من أحد يعدني علي هؤلاء؟ فقالوا له: ائت حمال الخطايا. فأتاه، وذكر ذلك له: فقال: خذوا امرأته، ولتكن عندكم حتى تحيل،(1) وخذوا حماره فاحملوا عليه حتى ينبت ذنبه!! فأخذوا امرأته، وحماره وتركوه. قال: فتنحي وبرز الى المحراب، فصلي ركعتين، ودعا عليهم، فخسف بهم، فهو الخسف الأول الذي كان بالبصرة. 2:106- اخبرت عن عبد الله بن الصباح، قال: نبا عبد العزيز بن عبد الصمد، قال: نبا موسي الحناط(2) - لا أعلمه الا ذكره (عن) موسي بن أنس، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يا أنس! الناس سيمصرون أمصارا، وأن مصرا منها يقال له (البصرة) - أو البصيرة - فان أنت مررت بها، أو دخلتها فايك وسباخها، وكلاها، وسوقها، وباب امارتها، وعليك بضواحيها، فانه يكون بها خسف وقذف ورجف، وقوم يبيتون فيصبحون قردة وخنازير.(3) 3:107- حدثنا جعفر بن محمد بن شكر الصائغ، قال: نبا هوذة بن خليفة، قال: نبا عوف الأعرابي، عن قسامة بن زهير، قال: سمعت أباموسي الأشعري يقول: ان لهذه - يعني البصرة - أربعة أسماء: البصرة، والجزيرة، وتدمر، والمؤتفكة.(4) 4:108- حدثني هارون بن علي بن الحكم المزوق، قال: نبا محمد بن اشكاب، قال: نبا سهل بن حاتم، قال: نبا عمران، عن السميط، قال: قال كعب الأحبار: كأني بمسجد البصرة في لجة البحر كأنه جؤجؤ سفينة.(5) وفي رواية مقاتل بن سليمان، عن الضحك بن مزاحم، عن ابن عباس في قول الله عز وجل (وان من قرية الا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا)(6) قال: يعني ان ذلك في اللوح المحفوظ مكتوب، ان ذلك لا محالة كائن، ليس منه بد، فهلك مصر انقطاع نيلها، وهلك الزوراء بالخسف، وهلك البصرة من قبل الماء، وذكر مدنا بعد ذلك كثيرة.(7) 5:109- وفي كتاب ابراهيم الذي يقال له الامام،(8) ذكر حوادث كثيرة، فمنها: من البصرة يخرج رجل من ولد علي بن أبي طالب عليه السلام كل من يتبعه (هم) بنو تميم، يكون غرق البصرة من عين بالخبطان بالقارة(9) من البصرة، تغرقها حتى يري أعلي مسجدها كجؤجؤ الطائر في لجة البحر.(10) وأما ذكر الابلة والبصرة مدحا ففي عدة أحاديث 1:110- منها الحديث الذي حدثناه أبوقلابة الرقاشي، قال: حدثني محمد ابن عباد المهلبي، قال: سمعت صالح المري(11) ينعق به غير مرة، قال: حدثني المغيرة ابن حبيب صهر مالك بن دينار، قال: قلت لمالك بن دينار - وكانت بالبصره فتنة-: لو خرجت بنا الى بعض سواحل البحر فأقمنا هنك؟ فقال: ما كنت لأفعل ذلك بعد شيء، سمعت الأحنف بن قيس يحدث به، قال: قال لي أبو ذر الغفاري: أين مسكنك؟ قلت: بالبصرة. فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (تكون بلدة أو قرية أو مصر، يقال لها (البصرة) أقوم الناس قبلة، يدفع الله عنهم ما يكرهون). 2:111- حدثني محمد بن حماد أبو جعفر الدباغ،(12) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني، قال: نبا عبد القاهر بن شعيب بن الحبحاب، قال: نبا هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، قال: تكون فتنة شديدة يكون أعفي الناس فيها أهل البصرة. 3:112- حدثنا جدي رحمه الله، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا حماد بن سلمة، قال: سمعت أبا هريرة يقول: مثلت الدنيا علي صفة الطائر، فالبصرة ومصر جناحان، واذا خربتا وقع الأمر.(13) 4:113- اخبرت عن أبي موسي محمد بن المثني، قال: حدثني ابراهيم بن صالح بن درهم، قال: سمعت أبي يقول: انطلقنا حاجين، فلقينا رجل، فقال لنا: الى جنبكم قرية يقال لها (الابلة) ؟ قلنا: نعم. فقال: من يضمن لي منكم أن يصلي (لي) في مسجد العشار ركعتين أو أربعا ويقول هذه لأبي هريرة، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ان الله يبعث من مسجد العشار يوم القيامة شهداء، لا يقوم مع شهداء بدر غيرهم)؟(14) وانما كتبنا هذا الحديث هاهنا في هذا الفصل لأن الابلة قرية من البصرة، فهي منها، ثم لأن هؤلاء الشهداء انما قتلوا في فتنة كانت بها، أو فتنة كائنة في آخر الزمان علي الحديث الذي رواه بريدة الأسلمي مسندا في فتنة الترك؛ وعلي هذا الحديث الذي هو أبين منه ترويه عائشة مسندا: ان الساعة لا تقوم حتى يربط الترك خيولهم بنهر الابلة.(15) وقد ذكرناهما جميعا قبل، فأحدهما مكتوب في ذكر الترك،(16) والآخر مكتوب في ذكر البصرة. فلنكتب الآن قصص المهدي في أثر هذا الفصل، وبالله التوفيق. سياق بعض المأثور في المهدي 1:114- حدثنا العباس بن محمد بن حاتم، قال: نبا أبونعيم الفضل بن دكين، قال: نبا أبوالأحوص سلام بن سليم، قال: سألت عاصم بن أبي النجود، فقلت له: يا أبابكر، ذكرت عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تنقضي الدنيا حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، فقال: نعم. وكذلك خليفة، وغيره، عن عاصم.(17) 2:115- حدثنا أبوعيسي موسي بن هارون بن عمرو الطوسي، قال: نبا حسين بن محمد المروذي، قال: نبا شيبان(18) بن عبد الرحمن النحوي، عن عاصم ابن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض رجل من أهل بيتي اسمه كاسمي.(19) 3:116- حدثنا أحمد بن علي بن المثني أبويعلي التميمي الموصلي، قال: نبا عبدالغفار بن عبد الله،(20) قال: نبا علي بن مسهر، عن أبي اسحاق الشيباني، عن عاصم، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لا تقوم الساعة حتى يملك الأرض أحد من أهل بيتي، اسمه كاسمي.(21) 4:117- حدثنا أحمد بن حرب بن مسمع البزار أبو جعفر، قال: نبا مسدد بن مسهد،(22) قال: نبا محمد بن ابراهيم أبوشهاب الكناني، قال: نبا عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو لم يبق من الدنيا الا ليلة، لملك فيها رجل من أهل بيتي اسمه اسمي.(23) 5:118- وعن ابن مسعود أيضا: ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا تذهب الدنيا حتى يبعث رجل من أهل بيتي، يوطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي.(24)،(25) 6:119- حدثني أحمد بن ملاعب، قال: نبا أبونعيم الفضل بن دكين، قال: نبا فطر بن خليفة، عن القاسم بن أبي بزة،(26) عن أبي الطفيل، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعليه السلام، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: لو لم يبق من الدهر الا يوم لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا.(27) 7:120- حدثنا عمر بن محمد بن بكار القافلائي، قال: نبا أبوصالح الحراني، قال: نبا الحسن بن عمر أبومليح الرقي (عن زياد بن بيان، قال سمعت علي بن نفيل)،(28) قال: سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن ام سلمة، قالت: ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المهدي، فقال: نعم، هو حق، وهو من ولد فاطمة - أو قال من بني فاطمة رضي الله عنها -.(29) 8:121- ونبا عمر بن محمد بن بكار، قال: نبا الحسن بن يحيي أبوعلي الجرجاني، قال: أخبرنا عبدالرزاق بن همام، قال: قلت لسعيد بن المسيب: أحق المهدي؟ فقال: نعم، هو حق. قلت: فممن هو؟ قال: رجل من قريش. قلت: من أي قريش؟ قال: من بني هاشم، قلت: من أي بني هاشم؟ قال: من (ولد)(30) عبدالمطلب، (قلت: من أي ولد عبدالمطلب)(31) قال: من ولد فاطمة. قلت: من أي ولد فاطمة؟ قال: حسبك، الآن.(32) 9:122- حدثنا أبوقلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، قال: نبا عفان بن مسلم، قال: نبا عفان القطان،(33) عن قتادة، عن أبي الخليل،(34) عن عبد الله ابن الحارث، عن ام سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يبايع لرجل بين الركن والمقام، عدة أهل بدر، فيأتيه عصب من أهل العراق، وأبدال أهل الشام، فيغزوهم جيش، فاذا كانوا ببيداء خسف بهم، فيغزوهم رجل من قريش، أخواله كلب، فيلتقون فيهزمهم، فكان يقال: الخائب من خاب من غنيمة كلب.(35) وحدثني عبد الرحمن بن سابط،(36) عن(37) الحارث بن أبي ربيعة، عن أم المؤمنين، مثل حديث يوسف بن ماهك،(38) غير أنه لم يذكر الجيش الذي ذكرهم عبد الله بن صفوان. الهوامش: (1) الحائل: كل أنثي لا تحمل. (2) في الأصل (الخياط). ترجم له في تهذيب التهذيب: 559:5. (3) رواه أبوداود في سننه بهذا الاسناد: 113:4 ح 4307. (4) قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام للمنذر بن الجارود: يا منذر! ان للبصرة ثلاثة أسماء سوي البصرة في الزبر الأول لا يعلمها الا العلماء: منها الخريبة، ومنها تدمر، ومنها المؤتفكة. راجع شرح النهج لابن ميثم، عنه البحار: 225:60. (5) ورد هذا الحديث بالفاظ مختلفة وأسانيد عديدة، انظر البحار: 254:32 وج 224:60 ح 58، ومعجم البلدان: 436:1، وغيرها. (6) الاسراء: 58. (7) انظر تفسير علي بن ابراهيم: 411:1، ومجمع البيان: 264:6، والبحار: 226:60 نقلا عن شرح النهج لابن ميثم، والتشريف بالمنن لابن طاووس: 252 عن ابن عباس نقلا عن فتن السليلي. (8) ترجم له في سير أعلام النبلاء: 379:5 رقم 173، والمصادر المذكورة بهامشه وهو السيد أبو اسحاق ابراهيم بن محمد بن علي بن حبر الأمة عبد الله بن العباس الهاشمي. (9) كذا. (10) انظر كتاب التشريف بالمنن لابن طاووس: 253. (11) هو صالح بن بشير بن وادع المعروف بالمري، ترجم له في تهذيب التهذيب: 520:2. (12) ذكره السمعاني في الأنساب: 452:2 وفيه: قال أبوالحسين بن المنادي: محمد بن حماد بن ماهان الدباغ كان عنده حديث كثير عند مسدد وغيره. (13) أورده الحموي في معجم البلدان: 137:5، وذكر في آخره (فاذا خربتا خربت الدنيا). (14) رواه أبوداود في سننه: 113:4 ح 4308، (مثله) عنه كنز العمال: 285:2 ح 35060. (15) تقدم في ح 2 من سياق الميسور مما اثر في قتال الترك. (16) تقدم في ح 6 من سياق الميسور مما اثر في قتال الترك. (17) رواه أبوداود في سننه: 106:4 ح 4282. وأورده في عقد الدرر: 54 عن ابن مسعود، وقال: أخرجه أحمد في مسنده. وأخرجه في البحار: 368:36 عن ابن بطريق في المستدرك. (18) في الأصل (ابن شبان) وهو تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب 515:2، وفيه روي عنه حسين بن محمد. (19) أخرجه في كنز العمال: 271:14 ح 38692 عن مسند أحمد: 376:1، باسناده عن ابن مسعود (مثله). ورواه في غيبة الطوسي: 113، باسناده عن عبد الله بن مسعود، وفي آخره (رجل من أهل بيتي يقال له: المهدي) عنه البحار: 75:51 ح 28. وأخرجه في البحار: 81:51 ح 19 عن كشف الغمة. (20) في الأصل (عبيد الله) وهو تصحيف، ترجم له في الجرح والتعديل: 54:6 وفيه روي عن علي بن مسهر. (21) أخرجه في كنز العمال: 270:14 ح 38690 عن مسند أحمد، وأبي يعلي الموصلي، وضياء المقدسي، باسنادهم الى أبي سعيد، مثل صدر الحديث، وأورده في عقد الدرر: 54 عن ابن عمر. وأخرجه في معجم أحاديث المهدي عليه السلام: 106:1، عن ابن المنادي. (22) في الأصل (مرهد) وهو تصحيف، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 591:10. (23) أخرجه في كنز العمال: 269:14 ح 38683 عن الطبراني باسناده الى ابن مسعود (مثله). وأورده في عقد الدرر: 39 عن أبي هريرة (مثله). وأخرجه في البحار: 83:51 ح 31 عن كشف الغمة. (24) أقول: تقدم في هذا الباب أحاديث لم يذكر فيها (اسم أبيه اسم أبي) وذكر المجلسي في البحار: 86:51، ما لفظه: قال الكنجي: وقد ذكر الترمذي الحديث في جامعه ولم يذكر (واسم أبيه اسم أبي) وذكره أبوداود وفي معظم روايات الحفاظ والثقات من نقلة الأخبار (اسمه اسمي) فقط والذي روي (واسم أبيه اسم أبي) فهو زائدة وهو يزيد في الحديث... قال علي بن عيسي عفا الله عنه: أما أصحابنا الشيعة فلا يصححون هذا الحديث لما ثبت عندهم من اسمه واسم أبيه عليه السلام، وأما الجمهور فقد نقلوا أن زائدة كان يزيد في الأحاديث فوجب المصير الى أنه من زيادته ليكون جمعا بين الأقوال والروايات. (25) أخرجه في كنز العمال: 270:14 ح 38689 عن الطبراني في المعجم الكبير، والدار قطني في الافراد، والحكم في المستدرك: 489:4 ح 8364 جميعا عن ابن مسعود (مثله) وزاد في آخره (فيملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئث ظلما وجورا) وأورده في عقد الدرر: 53، وأخرجه في البحار: 82:51 ح 21 عن ابن عمر (مثله). (26) في الأصل (ابن أبي مرة) وهو تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 492:4 وفيه روي عن أبي الطفيل، وروي عنه فطر بن خليفة. (27) رواه أبوداود في سننه: 107:4 ح 4283) مثله). وأخرجه في كنز العمال: 267:14 ح 38675 عن سنن أبي داود ومسند أحمد. وأورده في عقد الدرر: 39 عن أمير المؤمنين علي عليه السلام (مثله). (28) اثبتناها من المستدرك للحكم. (29) رواه الحكم في المستدرك: 601:4 ح 8671، وأبوداود في سننه: 107:4 ح 4284 وفيه (المهدي من عترتي من ولد فاطمة) وكذلك رواه الطوسي في الغيبة: 185 ح 145 باسنادهم الى أبي مليح (مثله). وأخرجه في عقد الدرر: 43 عن ابن المنادي. وروي هذا الحديث جمع كثير من العامة والخاصة. (30) اثبتناه من عقد الدرر. (31) اثبتناه من عقد الدرر. (32) عنه عقد الدرر: 44. ورواه ابن حماد في الفتن: 368:1 ح 1082 عن سعيد بن المسيب (مثله). وأورده ابن طاووس في الملاحم والفتن: 320 ح 460 باسناده الى ابن عباس (مختصرا). (33) كذا، والظاهر أنه عمران بن دوار (داور:خ) أبوالعوام القطان البصري، الذي يروي عن قتادة، والمترجم له في تهذيب التهذيب: 381:4، وتقريب التهذيب: 751:1. (34) في الأصل (الجليل) تصحيف، هو صالح أبوالخليل، المترجم له في تهذيب التهذيب: 537:2. (35) رواه أبوداود في السنن: 107:4 ح 4286 باسناده الى صالح أبي الخليل مثله. وأخرجه في كنز العمال: 271:14 ح 38696 عن ابن أبي شيبة والطبراني وابن عسكر بأسانيدهم الى أم سلمة مثله. (36) في الأصل (سابق) تصحيف لما أثبتناه، ترجم له الرازي في الجرح التعديل: 240:5. (37) زاد قبلها في الأصل (عن الحارث بن ساق) وهو من اضافات النساخ. (38) الظاهر أن حديث يوسف بن ماهك سقط من النساخ، واللفظ كما في صحيح مسلم 6:18، هكذا:... وحدثنا زيد بن أبي انيسة، عن عبد الملك العامري، عن يوسف بن ماهك، أخبرني عبد الله بن صفوان، عن ام المؤمنين، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: سيعوذ بهذا البيت - يعني الكعبة- قوم ليست لهم منعة، ولا عدد، ولا عدة، يبعث اليهم جيش حتى اذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم. قال يوسف: وأهل الشام يومئذ يسيرون الى مكة. فقال عبد الله بن صفوان: أما والله ما هو بهذا الجيش. قال زيد: وحدثني عبد الملك العامري، عن عبد الرحمن بن سابط، عن الحارث بن أبي ربيعة، عن ام المؤمنين بمثل حديث يوسف بن ماهك، غير أنه لم يذكر فيه الجيش الذي ذكره عبد الله بن صفوان. ****************** 10:123- وحدثنا أبو قلابة الرقاشي، قال: حدثني علي بن عبد الله المديني،(1) قال: نبا سفيان بن عيينة، قال: حدثني امية بن صفوان بن عبد الله بن صفوان بن امية، قال: سمعت من جدي عبد الله بن صفوان، يقول: سمعت حفصة تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يغزو جيش،(2) فاذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم وآخرهم، (و) لم ينج منهم الا الشريد الذي يخبر عنهم. قال: فسمعت رجلا يقول: أشهد أنك لم تكذب علي حفصة! وأن حفصة لم تكذب علي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(3) 11:124- وحدثنا أبوقلابة، قال: حدثنا ابن بشار الرمادي،(4) قال: نبا سفيان بن عيينة، عن محمد بن اسحاق، عن محمد بن ابراهيم التيمي،(5) عن بقيرة امرأة القعقاع بن أبي حدرد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول - علي المنبر -: يا هؤلاء، اذا بلغكم أن جيشا قد خسف به، فقد أظلت الساعة.(6) 12:125- وجدت في كتابي عن علي بن داود القنطري، قال: نبا عمرو بن خالد الخزاعي، قال: نبا زهير بن معاوية، قال: نبا عبد العزيز - يعني ابن رفيع - عن عبيد(7) الله بن القبطية، قال: انطلقت أنا والحارث بن أبي ربيعة، وعبد الله - وهو ابن صفوان - حتى دخلنا علي ام سلمة، فقالا لها: يا ام سلمة، ألا تحدثينا عن الخسف الذي يخسف بالقوم؟ قالت: بلي؛ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يعوذ بالبيت عائذ، فيبعث الله بعثا حتى اذا كانوا ببيداء من الأرض خسف الله بهم. قالت: فقلت: يا رسول الله، فكيف من كان كارها؟ قال: يخسف به معهم، ولكن يبعث يوم القيامة علي ما كان في نفسه. قال عبد العزيز: فلقيت أبا جعفر محمد بن علي، فقلت له: انما قالت: بيداء من الأرض! فقال أبو جعفر: لا والله، انها لبيداء المدينة.(8) 13:126- فحدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا حماد بن المؤمل الضرير، قال: نبا أحمد بن عمران - هو الأخنسي - قال: نبا أبوبكر بن عياش، قال: نبا عبد العزيز بن رفيع، عن عبيد الله بن القبطية، قال: دخلت أنا والحارث بن أبي ربيعة (و) بن صفوان علي ام سلمة، فسألناها عن قول الله عز وجل: (ولو تري اذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب).(9) فقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (يبعث جيش حتى اذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم). قال أبوبكر بن عياش، قال عبد العزيز بن رفيع، فذكرت ذلك لأبي جعفر محمد بن علي، فقال: هي بيداء المدينة.(10) 14:127- حدثنا أحمد بن حرب بن مسمع، قال: نبا أبوشهاب محمد بن ابراهيم الكناني، قال: نبا عاصم بن بهدلة، قال: نبا أبوصالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لو لم يبق من الدنيا الا ليلة، لملك فيها رجل من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ان قصر عمره فسبع سنين، وان طال فتسع سنين.(11) 15:128- حدثنا جدي رحمه الله، قال: نبا روح بن عبادة، عن المعلي بن زياد أبي الحسن، عن العلاء بن بشير،(12) عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أبشروا بالمهدي، رجل من عترتي، يخرج في اختلاف من الناس وزلازل، فيملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما، ويرضي عنه سكن السماء، وسكن الأرض، ويقسم المال صحاحا.(13) قالوا: وما صحاحا؟ قالوا: بالسوية، ويملأ الله قلوب امة محمد صلى الله عليه وآله وسلم غناء، ويسعهم عدله، حتى أنه ليأمر مناديه فينادي: من له الى مال حاجة؟ فما يأتيه أحد، الا رجل واحد، يأتيه فيسأله، فيقول له: انطلق الى السادن، حتى يعطيك. قال: فيأتيه فيقول له: أنا رسول المهدي، لتعطيني مالا، فيقول له: احث،(14) فيحثي فلا يستطيع أن يحمله، فيلقي حتى يكون قدر ما يستطيع حمله، فيخرج به، فيندم. فيقول: اذا، كنت اجشع امة محمد نفسا، دعتني الى هذا المال، وقد تركه غيري، قال: فيرجع، فيرده عليه، فيقول له: هذا المال لا نقبل منه شيئا، اعطينكه. قال: فيلبث بذلك سبعا، (أو) ثمانيا، (أو) تسع سنين،(15) كذلك لا خير في الحياة بعده.(16) 16:129- وحدثنا عمرو بن (أبي) قيس، عن مطرف بن طريف، عن أبي الحسن، عن هلال بن عمرو، قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يخرج من وراء النهر رجل، يقال له (الحارث بن حراث)، علي مقدمته رجل يقال له: (منصور)، يوطئ - أو قال - يمكن - لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجبت علي كل مؤمن نصرته - أو قال: اجابته -.(17) 17- حدثني أبوبكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة،(18) قال: نبا محمد ابن(19) ابراهيم أبوامية الطرسوسي، قال: نبا أبونعيم الفضل بن دكين، قال: نبا شريك بن(20) عبد الله، عن عمار بن عبد الله الذهبي،(21) عن سالم بن أبي الجعد، قال: يكون المهدي أحد وعشرين سنة، أو اثنين وعشرين سنة؛ ثم يكون آخر من بعد هو دونه، وهو صالح أربعة عشر سنة؛ ثم يكون من بعده هو دونه، وهو صالح سبع سنين. وفي كتاب دانيال: أن السفيانيين ثلاثة، وأن المهديين ثلاثة، فيخرج الأول. فاذا خرج وفشا ذكره، خرج عليه المهدي الأول. ثم يخرج السفياني الثاني، فيخرج عليه المهدي الثاني؛ ثم يخرج السفياني الثالث، فيخرج عليه المهدي الثالث؛ فيصلح الله به كلما فسد قبله، ويستنقذ الله به أهل الايمان، ويحيي الله به السنة، ويطفي ء به نيران البدعة، ويكون الناس في زمانه أعزاء، ظاهرين علي من خالفهم، ويعيشون أطيب عيش، ويرسل الله السماء عليهم مدرارا، وتخرج الأرض زهرتها ونباتها، فيمكث علي ذلك سبع سنين ويموت. ويعود البلاء علي الناس من بعده أشد ما كان، حتى أنه يتمني الأحياء أنهم كانوا أمواتا، لما يحل بهم من البلاء العظيم والهرج والقتل والضيق، والفساد في الأرض، والفتن المتواترة في أطراف الأرض شرقا وغربا، فيلقون من شدة البلاء ما لم يلقه أحد، ويموت كثرهم جوعا وقتلا، ويهرب أقلهم؛ ويكون بعد ذلك ما هو أفظع، والله فعال لما يريد.(22) فلنكتب الآن ما أتي من قصة الزوراء، وهي بغداد، وما وصف من البلاء الذي يحل بأهلها في آخر الزمان. ولنشرح ما قاله أهل العلم في أسانيد الأخبار التي جاءت سنيدة - (وفيه) من الضعف المؤدي الى الكذب، وان كان المتن صحيحا - وبالله التوفيق. سياق المأتي في فتنة بغداد وضعف أسانيد متون حديثها وان كانت 1:130- حدثنا محمد بن اسحاق الصاغاني، قال: أخبرني يحيي بن معين، قال: نبا ابن أبي بكر الكرماني،(23) قال: نبا عمار بن سيف - وهو ابن اخت سفيان الثوري، عن سفيان الثوري، عن عاصم الأحول، عن أبي عثمان النهدي، عن جرير بن عبد الله البجلي، قال: قال رسول الله عليه السلام: تبني مدينة بين دجلة ودجيل والصراة وقطربل،(24) تجبي اليها كنوز الأرض، يخسف بها، فلهي أسرع ذهابا في الأرض من الحديدة المحماة في الأرض الخوارة.(25) 2:131- وحدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا حماد بن المؤمل الضرير، قال: نبا اسحاق بن بشر الكاهلي، عن عمار بن سيف الضبي، قال: سمعت عاصم الأحول، وسأله سفيان الثوري، فذكر عن أبي عثمان النهدي، عن جرير بن عبد الله البجلي، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: تبني مدينة بين قطربل والصراة، ودجلة ودجيل وتجمع بها كل لسان، يخسف الله بها، فلهي أسرع ذهابا في الأرض من المعول في الأرض النخرة.(26) 3:132- وقد روي نعيم بن حماد فيما بلغني عنه، عن نوح بن أبي مريم، عن مقاتل بن سليمان، عن عطاء، عن عبيد بن عمير،(27) عن حذيفة بن اليمان أنه سئل عن تفسير (حم -عسق)(28) وكان عمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب عليه السلام وعبد الله بن العباس، وابي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وجماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حضورا، فقال: (العين) عذاب، و(السين) السنة والمجاعة،(29) و(القاف) قوم يقذفون في آخر الزمان(30) في الزوراء فيقتل بها خلق كثير. فقال ابن عباس: (القاف) قذف وخسف يكون. فقال عمر بن الخطاب لحذيفة: أما أنت فقد أصبت التفسير،(31) وأما أنت يا بن عباس فقد أصبت المعني.(32) 4:133- وفي رواية اخرى عن عبيد الله بن عبد الله بن العباس، عن حذيفة، وسئل عن تفسير (حم-عسق) فقال: لينزلن رجل من ولد العباس - يعني أبا جعفر المنصور - علي نهر من أنهار الشرق، فيبني عليه مدينتين يشق النهر بينهما، فاذا أذن الله عز وجل في هلك أهلها، جمع الله فيها كل جبار عنيد، ثم يخسف بها وبهم جميعا، فلذلك قوله عز وجل (حم-عسق) يعني عزمة الله وقضاؤه، و(العين) عذاب الله، و(السين) سيكون قذف واقع بالمدينتين.(33) 5:134- حدثنا عب الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: نبا أبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج، قال: نبا أرطاة، قال: جاء رجل الى ابن عباس وعنده حذيفة بن اليمان، فقال له: يا ابن عباس أخبرني بتفسير قول الله عز وجل (حم-عسق) فأعرض عنه، ثم كرر مقالته ثانية، فلم يجبه بشيء، ثم كررها ثالثة، فلم يجبه بشيء، فقال حذيفة: أنا انبئك بها، نزلت في رجل من ولد العباس، ينزل علي نهر من أنهار المشرق، فيبني عليه مدينتين، يشق بينهما ذلك النهر، ثم ذكر ذلك الحديث.(34) 6:135- حدثنا هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا محمد بن داود بن يزيد القنطري أبو جعفر - وهو أخو علي (بن) داود شيخنا - قال: نبا أبوالفضل صالح بن موسي، قال: نبا صالح بن عبد الله، عن عثمان بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي هريرة، قال: لما أنزل الله علي رسوله (حم-عسق) تغير لونه، وعرفنا الكآبة في وجهه، فمكث ثلاثة أيام ولياليهن لا يخبرنا بشيء، ولا نسأله عن شيء. فلما كان اليوم الرابع خطبنا، ثم استرجع واسترجعنا معه، ولا ندري ما أول المصيبة من آخرها! فقال: أنزلت علي آية أرمضتني،(35) فسألت الله أشياء، فأعطانيها، ومنعني أشياء من بلاء يصيبكم بعدي. الهوامش: (1) في الأصل (المدني) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 210:4، وتقريب التهذيب: 697:1. (2) في المصادر هكذا: (ليؤمن هذا البيت جيش يغزونه). (3) رواه البخاري في صحيحه: 19:3، باسناده الى عائشة مثله، ومسلم في صحيحه: 5:18، والحكم في المستدرك: 476:4 ح 30 باسناديهما الى سفيان مثله. وأخرجه في كنز العمال: 203:12 عن مسند أحمد، وصحيح مسلم، وسنن النسائي، وسنن ابن ماجة، بأسانيدهم عن حفصة مثله. (4) هو ابراهيم بن بشار الرمادي، أبو اسحاق البصري، ذكره السمعاني في الأنساب: 88:3 والعسقلاني في تهذيب التهذيب: 134:1. (5) في الأصل (التميمي) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 7:5، وسير أعلام النبلاء: 294:5. (6) رواه أحمد في المسند: 379:6، عنه كنز العمال: 210:14. (7) في الأصل (عبد) وكذا بعده في السند التالي، تصحيف، ترجم له في تقريب التهذيب: 638:1. (8) رواه مسلم في صحيحه: 4:18، وأبوداود في سننه: 108:4 ح 4289، باسناديهما الى عبد العزيز بن رفيع مثله. وأخرجه في كنز العمال: 203:12 عن مسند أحمد وصحيح مسلم. (9) سبأ: 51. (10) انظر التخريجة السابقة، وراجع تفسير القرطبي: 314:14. (11) أخرجه في كنز العمال: 269:4 ح 38683 عن الطبراني باسناده عن ابن مسعود، وح 38684 عن الديلمي باسناده عن أبي هريرة. (12) في الأصل (بشر بن العلي) والظاهر تصحيف لما في المتن لرواية العلاء بن بشير عن أبي الصديق الناجي، راجع تهذيب التهذيب 409:4، ولم نعثر لبشر بن العلي علي ترجمة في كتب الرجال. (13) في الأصل (ضحضاحا) وكذا ما بعدها. (14) في الأصل (احثثه) وما أثبتناه من مسند أحمد. (15) الترديد من الراوي. (16) رواه أحمد بن حنبل في مسنده: 37:3 باسناده عن أبي سعيد الخدري (مثله) عنه كنز العمال: 261:14 ح 38653. (17) رواه أبوداود في سننه: 108:4 ح 4290 باسناده عن هلال بن عمرو (مثله) عنه كنز العمال: 370:11 ح 31780 وج 572:14 ح 39638. (18) ترجم له في تاريخ بغداد: 244:5، وقال: ذكره ابن المنادي في كتاب (أفواج القراء). (19) زاد بعدها في الأصل (عبد الله بن صدقة) وهو من اضافات النساخ. ترجم له في تاريخ بغداد: 410:1. (20) في الأصل (عن) تصحيف. (21) كذا، والظاهر أنه (عمار بن معاوية الدهني) بقرينة الراوي والمروي عنه. (22) أقول: ورد في بعض الروايات أنه يكون كثر من سفياني، وكثر من دجال وكذاب، أما بالنسبة للمهدي عليه السلام فالروايات متظافرة في أنه واحد، وأنه (الحجة بن الحسن العسكري عليهما السلام) وأنه سيملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا، وعلي هذا فان عودة البلاء علي الناس بأشد ما كان مسألة فيها نظر وتأمل، سيما وأن عقيدة التشيع تحفل بأحاديث شريفة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام تؤكد علي رجعة الأئمة عليهم السلام وتوليهم لقيادة الدين والدنيا حتى قيام الساعة. ولنا بيان حول هذا الموضوع في سياق الخلفاء الكائنين بعد الحسني فراجع. (23) هو يحيي بن أبي بكر الكرماني، ترجم له في تهذيب التهذيب: 463:6. (24) الصراة: بالفتح نهران ببغداد: الصراة الكبري، والصراة الصغري. وقطربل: قرية بين بغداد وعكبري، قلت: بين بغداد والمرزفة، لأن عكبري من الجانب الشرقي، وهي في الغربي. (مراصد الاطلاع: 836:2، وج 1106:3). (25) أورده في كنز العمال: 279:14 ح 38725 مرسلا مثله، وفي آخره هكذا (من وتد الحديد في الأرض الرخوة). (26) المصدر السابق، وأورده في تفسير القرطبي: 2:16 عن جرير مثله. (27) في الأصل (جرير) تصحيف، هو عبيد بن عمير بن قتادة الليثي، كان من ثقات التابعين، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 156:4. (28) سورة الشوري: 2-1. (29) في الأصل (الجماعة)، وما في المتن كما في الفتن. (30) بعدها في فتن نعيم هكذا: فقال له عمر: ممن هم؟ قال: من ولد العباس في مدينة يقال لها (الزوراء) يقتل فيها مقتلة عظيمة، وعليهم تقوم الساعة. فقال ابن عباس: ليس ذلك فينا، ولكن القاف: قذف وخسف يكون. فقال عمر لحذيفة: أما أنت فقد أصبت... الخبر. فأصابت ابن عباس الحمي - حتى عاده عمر وعدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - مما سمع من حذيفة. (31) أقول: وهذا تأويل وليس بتفسير، ولهذه السورة تأويلات اخر، راجع في ذلك كتاب تأويل الآيات الظاهرة، وكتب التفسير. (32) رواه نعيم في الفتن: 305:1 ح 888 بهذا الاسناد مثله. (33) روي نعيم في الفتن: 305:1 ح 886 باسناده الى ابن عباس مثله، باختلاف بسيط. (34) رواه القرطبي في تفسيره: 2:16 عن أرطاة مثله. (35) الارماض: كل ما اوجع، يقال: أرمضني أي أوجعني وارتمض الرجل من كذا أي اشتد عليه وأقلقه. ****************** قال: فقام سالم مولي أبي حذيفة، فقال: يا رسول الله! أخبرنا بها حتى يتمسك من يتمسك بتحذيرك، ويضيع من يضيع. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انزلت علي (حم-عسق) قضاء من ربي حقا واجبا، ف (العين) عذاب، و(السين) سنون، و(القاف) عذاب واقع. وأخبرني جبرئيل أن عذابين قد مضيا في أهل الكفر بالله، وعذابا قد بقي واقع بامتي لا محالة، فأما العذاب بالسيف: فهو يوم بدر، وهو (العين)، وأما (السين): فالسنون التي كان فيها هلك أهل مكة من الجوع والقحط حتى كلوا الجيف والكلاب والفأر وما قدروا عليه. وأما (القاف) فواقع بامتي من خسف ومسخ وقذف وريح يعذبون بها، كما عذب قوم عاد، وحيات لها أجنحة تكل الناس، وريح تقذفهم في البحر، ونار تحشرهم ما سقط فيها كلته، ويبيت قوم من امتي علي لهوهم، فيصبحون وقد مسخوا قردة وخنازير. فقلت: يا جبرئيل، متي يكون ذلك؟ قال: اذا جفت القبيلة بأسرها، فلم يبق فيها الا الفقيه والفقيهان، فهما ذليلان مقهوران، اذا أمرا بالمعروف لم يقبل منهما، واذا نهيا عن منكر لم يسمع منهما، واذا شربت الخمر في البادي فيقول خيرهم: ما بأس بشراب شربناه ما طاب لنا وتركنا حين كرهناه! واذا لعن آخر هذه الامة أولها حلت عليهم اللعنة. واذا مرت المرأة في نادي القوم، يقوم اليها أحدهم، فيرفع ذيلها كما يرفع ذنب النعجة. واذا استحل الصيد في الحرم. واذا لبست امتك الحرير، وغنتهم القينات، وضربوا بالدفوف، وكان المؤمنون فيهم أذل من أمة سوداء. واذا ارتفعت أصوات الفسقة في المساجد، وظهر أهل المنكر علي أهل المعروف. واذا كثر المطر، وقل النبات. واذا ظهرت الغيبة وكثر أولاد البغية. واذا شرف رب المال، وكان زعيم القوم أرذلهم. واذا تركت امتك الزكاة، وقالت: هو غرم! واذا اغتنمت الأمانة، وقالت: هو غنم! وساد القبيلة فاسقهم، وكرم الرجل مخافة شره. واذا كرم الرجل امرأته وعق امه، وأدني صديقه، وأقصي أباه. واذا استؤثر بالفي ء، وكان الامراء الصبيان. واذا هاب الشيخ أن يتكلم عند من هو أحدث منه سنا. واذا تكادحت امتك علي الدنيا، وقتل بعضهم بعضا ضنا وشحا عليها، واذا كانت العبادة استطالة علي الناس، فعند ذلك تتابعت الآيات علي امتك كنظام تالي السلك، انقطع فتابع بعضه بعضا.(1) وهذا آخر الحديث، فلنعد ثانية كتب فضلة من أخبار المهدي عليه السلام في هذا الفصل الذي قد انتهينا اليه، وبالله التأييد. سياق فضلة من أخبار المهدي 1:136- أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان أبو جعفر الحضرمي الكوفي، قال: نبا طاهر بن أبي أحمد(2) الزبيري، قال: نبا أبي، قال: نبا الصباح بن يحيي المزني، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابراهيم، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اذ أقبل نفر من بني هاشم،(3) فلما رآهم رسول الله احمر وجهه، واغرورقت عيناه! قلنا: يا رسول الله، ما نزال نري في وجهك الشيء نكرهه؟ فقال: (انا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا، وان أهل بيتي هؤلاء سيلقون بعدي تطريدا وتشريدا حتى يجي ء قوم من هاهنا قبل المشرق، في أصحاب رايات سود، يسألون الحق فلا يعطونه - قال ذلك مرتين أو ثلاثا- فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلوه حتى يدفعوها الى رجل من أهل بيتي يملؤها قسطا كما ملؤوها جورا، فمن أدرك ذلك الزمان فليأته ولو حبوا علي الثلج، فانه خليفة الله المهدي).(4) 2:137- حدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا حماد بن المؤمل الضرير، قال: حدثنا محمد بن أبي سمينة البغدادي، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان مولي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ليقتلن عند بيت مالكم هذا ثلاثة أبناء ملوك، لا ينال أحدهم ما طلب، ثم يقتتلون حتى تكون بينهم الدماء، ثم تأتي الرايات السود من قبل المشرق، فمن أدركهم فليأتهم ولو حبوا علي ركبيته، ولو أن يخوض الثلج، فان (معهم خليفة الله)(5) المهدي، والنصر معهم.(6) 3:138- حدثنا أبو قلابة، قال: نبا أبو نعيم، قال: نبا شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة، عن ثوبان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اذا رأيتم الرايات السود قد أقبلت من خراسان فأتوها ولو حبوا علي الثلج، فان معهم خليفة الله المهدي).(7) هكذا حدثنا أبو قلابة، فلم يذكر بين أبي قلابة(8) وبين ثوبان، أبا أسماء الرحبي. 4:139- اخبرت عن نعيم بن حماد المروزي، قال: نبا أبو يوسف المقدسي، عن محمد بن عبد الله بن(9) يزيد بن السندي، عن كعب الأحبار، أنه قال: علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب، عليها رجل أعرج من كندة.(10) 5:140- قال أبو يوسف المقدسي: قال فطر بن خليفة:(11) قال أبو جعفر محمد ابن علي بن الحسين عليهم السلام: يقوم المهدي سنة مائتين،(12) ولم يذكر أي مائتين هما. 6:141- وروي نعيم بن حماد أيضا عن رشدين بن سعد، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، أنه قال: اجتماع الناس علي المهدي سنة أربع ومائتين.(13) قال ابن لهيعة: بحساب العجم ليس بحساب العرب.(14) 7:142- قال ابن لهيعة: وحدثني أبوزرعة، عن ابن زرير،(15) عن عمار بن ياسر، أنه قال: علامة خروج المهدي انسياب الترك عليكم، وأن يموت خليفتكم الذي يجمع الأموال، ويستخلف بعده رجل ضعيف، فيخلع بعد سنتين من بعده، ويخسف بغربي مسجد دمشق، وخروج ثلاثة نفر بالشام، وخروج أهل المغرب الى مصر، وتلك اشارة خروج السفياني.(16) 8:143- قال أبوقبيل: قال أبو رومان: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: اذا نادي مناد من السماء: (ان الحق في آل محمد) فعند ذلك يظهر المهدي علي أفواه(17) من الناس، يشربون حبه، فلا يكون لهم ذكر غيره.(18) 9:144- وفي رواية نعيم بن حماد أيضا، قال: حدثنا ابن المبارك،(19) قال: أخبرنا معمر، عن رجل عن سعيد (بن) المسيب، أنه قال: تكون (بالشام) فتنة أولها لعب الصبيان (كلما سكنت من جانب طمت من جانب، فلا تتناهي حتى ينادي مناد من السماء: (ألا ان الأمير فلان) وفتل ابن المسيب يديه حتى أنهما لتنقصان، فقال: ذلكم الأمير حقا، ثلاث مرات).(20) 10:145- ((آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة)(21) فالسواد الذي ترونه في القمر شبه الخطوط، فانما هو أثر ذلك المحو، قال: وخلق الله الشمس من ضوء نور العرش، لها ثلاثمائة وستون عروة، وخلق القمر مثل ذلك، فوكل بالشمس وعجلتها ثلاثمائة وستين ملكا من ملائكة أهل سماء الدنيا، قد تعلق كل ملك منهم بعروة من تلك العري، وللقمر مثل ذلك، وخلق لهما مشارق ومغارب في قطري الأرض، وأقصر ما يكون النهار في الشتاء، وذلك قوله عز وجل (رب المشرقين ورب المغربين)(22) يعني آخرها هاهنا وهاهنا، ثم ترك ما بين ذلك العيون عدة العيون، ثم جمعها، بعد ذلك فقال: (رب المشارق والمغارب)(23) فذكر عدة تلك العيون كلها، قال: وخلق الله عز وجل كرا بينه وبين السماء مقدار ثلاثة فراسخ، وهو قائم بأمر الله في الهواء، لا يقطر منه قطرة، والبحار كلها سكنة، وذنب البحر جار في سرعة السهم، ثم انطباقه ما بين المشرق والمغرب، فيحرك الشمس والقمر والنجوم الخنس؛ فو الذي نفس محمد بيده لو أن الشمس بدت من ذلك البحر لأحرقت كل شيء علي وجه الأرض، حتى الصخر والحجار، ولو بدا القمر من ذلك البحر حتى يعاينه الناس علي هيئة لافتتن به أهل الأرض الا من شاء الله أن يعصمه من أوليائه. فقال حذيفة: بأبي أنت وامي يا رسول الله، انك ذكرت مجري الخنس في القرآن، فما الخنس يا رسول الله؟ قال: فقال يا حذيفة هي خمسة كوكب:(24) البرجيس، وعطارد، وبهرام، والزهرة، وزحل، فهي هذه الكوكب الخمسة الطالعات الغاربات الجاريات مثل الشمس والقمر، وأما سائر الكوكب فانها معلقة من السماء تعلق القناديل، لهن دورات بالتسبيح والتقديس، وان أردتم أن تستبينوا ذلك فانظروا الى دوران الفلك. ولنذكر شيئا من: حديث الحسني وأصحابه وحديث السفياني يولي الحسني علي جميع أصحابه رجلا من أهل بيته اسمه (شعيب بن صالح) ثم يخرج منها متوجها الى الكوفة، وقد كان السفياني افتتح العراقين: عراق بابل، وعراق المشرق من أرض خراسان، وأرض فارس، وأرض البصرة، وأرض اليمامة، وولي عماله، فافتتح له عامله علي اليمامة البحرين، وولي ابنه الكبر واسمه (عنبسة) علي خراسان، وفرق عماله علي كور خراسان، وعلي كور فارس والأهواز، واستقام له الأمر. فلما أتاه (وبر) يخبره ما أصاب جيشه بالبيداء خبل الله بدنه، وبلغ الخبر ابنه وجيمع عماله وجيشه - وأن الحسني قد أقبل من المدينة - وابنه سفيان بن السفياني، فتهيأ لمحاربة الحسني، وكان المكلف الذي هرب الى خراسان، هرب الى ملك الروم، فأجاره وأنزله، وجعل له أن لا يسلمه أبدا، ويقبل الحسني، فيدخل الكوفة، فيرد سبيهم اليهم، وما اخذ منهم، وقد تلقوه بالدعاء والشكر، وأخبروه أن السفياني بالأنبار. فيخطب الحسني بالناس، ويأمرهم بطاعة الله، ويبايعه أهل الكوفة، ومن حولها من الأشراف، فيخرج من الكوفة يريد السفياني بالأنبار، والحسني في مائة ألف فارس وراجل، ويبلغ السفياني فيأمر أصحابه فيحملونه الى المدائن، ويكتب الى ابنه والي عماله، فيجتمعون اليه بالمدائن، ويسير اليهم الحسني، والسفياني وأصحابه معسكرون أسفل المدائن، في الجانب الشرقي في دجلة. ويسير اليه الحسني، وينزل فيما بين دجلة ونهر يقال له (نهر الملك) علي تل مشرف علي نهر ملك يقال له (ساباط المدائن) وينزل أصحابه دون التل من التل الى دجلة، وذلك فرسخ، وهنالك بين خلالها أنهار معشبة. فيأمر أصحابه فيقطعون الأشجار والقصب، ويخربون تلك البساتين، ويجعلون ثم جسرا علي تلك الأنهار، ويقيم في موضعه، ثم يرسل رجلا من أصحابه في خمسين ألفا بين فارس وراجل، فيأتون موضعا فوق قرية يقال لها (قطربل) وهي فوق المدينة العتيقة التي كان أبو الملك بها، فيجمعون هنالك السفن، ويعقدون جسرا، ويعبرون دجلة الى الجانب الشرقي، ويكتبون الى الحسني بذلك، فيعبر عند ذلك الحسني علي جسره الذي عقده الى الجانب الشرقي من دجلة، في نصف أصحابه، ويتخلف النصف، وهم خمس وثلاثون ألفا،(25) وكذلك الذين مع الحسني، ويخرج اليهم ابن السفياني في أصحابه. ويلقي الله علي أصحاب السفياني الدهش، ويهيج الله عليهم ريح الجنوب، وهي في أقفية أصحاب الحسني، وفي وجوه أصحاب السفياني، فتسفي التراب في أعينهم، وأعين خيولهم، فلا يبصرون وجوه قتلهم، ويحمل عليهم أصحاب الحسني، فالريح من ورائهم ليس يصيبهم من ذلك التراب شيء، بل يحمل الفارس والراجل علي من قدامه، فيضعون السلاح في أصحاب السفياني، فيقتلونهم حتى لا يفلت منهم الا أقل من عشرهم، ويؤخذ السفياني وابنه الكبر في الأسر. فاذا رآه الحسني عرفه، فيقول: أنت السفياني؟ فيقول: لا. فيقول الأسري: بلي أيها المنصور، هذا هو السفياني. فيأمر بقطع يديه ورجليه ويصلبه،(26) فيفعل به ذلك كله علي باب سوق المدائن، وهو بين المدينتين: المدينة العتيقة، والاخرى التي بينهما الايوان. ثم يدل علي ابنه في الأسري، فيؤتي به، فيأمر بضرب عنقه، ويعفو عن سائر الأسري. ويقيم بالمدائن، ويرسل الى أصحابه الذين كانوا عبروا دجلد من قطربل الى الجانب الشرقي، فيقدمون عليه. ويبايع الحسني جميع أهل العراق، الأول من أهل بابل، ومن حضرهم من أهل العراق الشرقي خراسان، وفارس، والأهواز. ويرجع الحسني الى الكوفة، ويولي العمال علي خراسان، وفارس، والأهواز، ويوجه جيشا الى اليمامة، والبحرين، وجيشا الى أرمينية وما وراها، ويبعث بجيوش الى الشام، يقودها جيش فيه ابن عم الحسني علي جميع الشام، وجيشين علي ثغور الشام. ثم يوجه جيشا الى برقة، وأفريقية وما والاهما من المغرب، وجيشا الى مصر وما والاها من ناحية السودان، وما والي الصعيد، وأسفل الأرض، فكلهم يستقبلهم الناس بالطاعة، ويكتبون الى الحسني بذلك. الهوامش: (1) أخرج مثله بألفاظ مختلفة في البحار: 304:6 ح 4 عن الخصال، وص 310 ح 7 عن أمالي الطوسي، وج 192:52 ح 26 عن كمال الدين. (2) في الأصل (الحمد) تصحيف، ترجم له في الجرح والتعديل: 499:4. (3) في مستدرك الحكم (فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين). (4) رواه نعيم في الفتن: 310:1 ح 895 باسناده عن يزيد بن أبي زياد مثله، والحكم في المستدرك: 511:4 ح 142 باسناده الى ابن مسعود مثله بتفصيل كثر. (5) أثبتناها للزومها بقرينة الحديث التالي، والمشهور أن مجيء الرايات السود قبل ظهور الامام المهدي عليه السلام فتأمل. (6) رواه الحكم في المستدرك: 510:4 ح 140 باسناده الى أبي قلابة مثله باختلاف في بعض ألفاظه، عنه كنز العمال: 263:14 ح 38658 وعن ابن ماجة. (7) رواه نعيم في الفتن: 311:1 ح 896 باسناده عن أبي قلابة مثله، والحكم في المستدرك: 547:4 ح 239 باسناده الى أبي قلابة مثله، عنه كنز العمال: 261:14 ح 38651، وعن مسند أحمد. (8) المراد بأبي قلابة الأول (عبد الملك بن محمد بن عبد الله البصري الرقاشي) وبالثاني (عبد الله بن زيد بن عمرو الجرمي). (9) في الأصل (عن). (10) رواه نعيم في الفتن: 332:1 ح 952 بهذا الاسناد مثله. (11) وثقه أحمد بن حنبل، وقال ابن سعد: ثقة. ترجم له في معجم رجال الحديث: 342:13 رقم 9445، وسير أعلام النبلاء: 30:7. (12) رواه نعيم في الفتن: 332:1 ذ ح 953 بهذا الاسناد مثله. (13) في الأصل (ثلاثين). (14) رواه نعيم في الفتن: 334:1 ح 962 بهذا الاسناد مثله. (15) في الأصل (رزين) تصيحف هو عبد الله بن زرير الغافقي المصري، قال عنه ابن سعد: ثقة، ترجم له في تهذيب التهذيب: 135:3. (16) رواه نعيم في الفتن: 334:1 ح 963 بهذا الاسناد مثله. ورواه الطوسي في الغيبة: 463 ح 479 عن ابن لهيعة مفصلا مثله، عنه البحار: 207:52 ح 45 وأخرجه في عقد الدرر: 46 عن سنن الداني: 78. وأورد صدره في الخرائج والجرائح: 1154:3 مرسلا مثله. (17) في الأصل (أقوام من). (18) رواه نعيم في الفتن: 334:1 ح 965 باسناده عن الوليد ورشيدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل مثله. (19) زاد في فتن نعيم (وعبدالرزاق). (20) رواه نعيم في الفتن: 337:1 ح 973 بهذا الاسناد مثله. أقول: ما بين ( ) ساقط من الأصل، وأثبتناه من الفتن. وبعدها - كما تري أخي القارئ - يورد المصنف حديثا سقط ما قبله، وهذا الحديث قد يبدو للوهلة الاولى بعيدا عن موضوع الباب الذي بصدده اذ لا اشارة فيه للامام المهدي عليه السلام، الا أن الحقيقة حتما خلاف ذلك، فالأخبار تتحدث عن أن المراد (بالخنس) هو الامام المهدي عليه السلام كما روي النعماني في الغيبة باسناده الى ام هانئ أنها سألت الامام الصادق عليه السلام: ما معني قول الله عز وجل (فلا اقسم بالخنس)؟ فقال عليه السلام: يا ام هانئ امام يخنس نفسه حتى ينقطع عن الناس علمه سنة ستين ومائتين، ثم يبدو كالشهاب الواقد في الليلة الظلماء، فان أدركت ذلك الزمان قرت عينك. وفي آخر الحديث الذي يذكره المصنف أن حذيفة يسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخنس، فيجيبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بكلام ينقطع آخره، ولعله سقط مع ما سقط من النساخ والا فالمؤلف لم يورد هذا الحديث اعتباطا وأنه خال من ذكر الامام المهدي عليه السلام، والعجب أننا لمسنا من خلال تقصينا لكتب التفاسير أن هالة من التعتيم قد احيطت بآية (فلا اقسم بالخنس-الجوار الكنس) يستنبط منها أن حقيقة ما قد اخفيت وهي ما صرح بها الامام جعفر الصادق عليه السلام في معرض جوابه لام هانئ كما تقدم وحتى تدرك هذه الحقيقة المغيبة. لا بأس أن نذكر هنا ما أورده السيوطي في الدر المنثور: 432:8 حيث قال: وأخرج عبد بن حميد عن المغيرة، قال: سأل ابراهيم مجاهدا عن قول الله (فلا اقسم بالخنس-الجوار الكنس) قال: لا أدري. قال ابراهيم: ولم لا تدري؟ قال: انكم تقولون عن علي انها النجوم! فقال: كذبوا... الخبر. وفي خبر آخر من المصدر المذكور أن رجلا سأل عمر بن الخطاب عن الجوار الكنس، فطعن عمر بمخصرة معه في عمامة الرجل فألقاها عن رأسه، فقال عمر: أحروري؟! والذي نفس عمر بن الخطاب بيده لو وجدتك محلوقا، لأنحيت القمل عن رأسك. وفي هذا ذكري لمن كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد. (21) الاسراء: 12. (22) الرحمن: 17. (23) المعارج: 40 والآية في المصحف الشريف (فلا اقسم برب...). (24) أورد السيوطي في الدر المنثور: 431:8، من طريق الأصبغ بن نباتة عن علي في قوله (فلا اقسم بالخنس) قال: خمسة أنجم: زحل، وعطارد، والمشتري، وبهرام، والزهرة، ليس في الكوكب شيء يقطع المجرة غيرها. (25) كذا. (26) الظاهر أنه غير السفياني الذي يقتل علي يدي الامام المهدي عليه السلام. ****************** فيحمد الله ويشكره، ويكون (له) جميع ما ملك السفياني، وصفا له الأمر واستقام له الملك في كل ما ولي الا مكة واليمن،(1) فانه يبعث بجيشه اليهما. فيهلكه الله بالبيداء، فكان ملكه ذلك تسعة أشهر(2) من يوم خرج بدمشق الى أن ظهر علي الملك، وملك العراق الأول، ثم عراق المشرق بخراسان وما والاها؛ وتصفو الأرض للحسني، ثم ان الحسني يستخلف علي العراقين وما والاهما في ذلك من الناس، وهوان من أنفسهم، وضيق من معايشهم، فيقوم أحدهم بقية تلك الليلة يصلي مقدار ورده كل ليلة، فلا يري الصبح فيستنكر ذلك، فيقول لعلي قد خففت قراءتي أو قمت قبل حيني! فيخرج فينظر الى السماء فاذا هو بالليل كما هو! والنجوم قد استدارت مع السماء، فصارت مكانها من أول الليل. ثم يدخل فيأخذ مضجعه فلا يأخذه النوم، فيقوم فيصلي الثانية بمقدار ورده كل ليلة، فلا يري الصبح فيزيده ذلك انكارا. ثم يخرج فينظر الى النجوم فاذا هي قد صارت كهيئتها من الليل، ثم يدخل فيأخذ مضجعه من الثالثة، فلا يأخذه النوم، ثم يقوم أيضا فيصلي مقدار ورده، فلا يري الصبح؛ فيخرج وينظر الى السماء، فيستخفيهم(3) البكاء، وينادي بعضهم بعضا، فيجتمع المتهجدون في كل مسجد بحضرتهم، وهم قبل ذلك قد كانوا يتواصلون ويتعارفون، فلا يزالون يتضرعون الى الله بقية تلك الليلة، والغافلون في غفلتهم، فاذا تم للشمس مقدار ليال، وللقمر مقدار ليليتن، أرسل الله اليهما بجبرئيل، فقال لهما: ان الرب أمركما أن ترجعا الى المغرب، فتطلعا منه، فانه لا ضوء لكما عندنا اليوم ولا نور. قال: فيبكيان عند ذلك وجلا من الله عز وجل، فتبكي الملائكة لبكائهما، مع ما يخالطهم من الخوف، قال: فيرجعان الى المغرب، فيطلعان من المغرب، قال: فبينا الناس كذلك، اذ نادي مناد: ألا ان الشمس والقمر قد طلعتا من المغرب!! فينظر اليهما الناس، فاذا هما أسودان كهيئتهما في حال كسوفهما، لا ضوء للشمس، ولا نور للقمر. فذلك قول الله عز وجل: (اذا الشمس كورت).(4) وقوله: (وخسف القمر)(5) وقوله: (وجمع الشمس والقمر).(6) قال: فيرتفعان ينازع كل واحد منهما صاحبه، حتى يبلغا سهوة السماء، قال: وهو منصفهما. قال: فيجيبهما جبرئيل، فيأخذ بقرنيهما الى المغرب، فلا يغربهما في تلك العيون،(7) ولكن يغربهما في باب التوبة. فقال عمر بن الخطاب:(8) بأبي وامي يا رسول الله، وما باب التوبة؟ قال: يا عمر، خلق الله خلف المغرب مصراعين من ذهب، مكللين بالجوهر للتوبة، فلن يتوب أحد من ولد آدم توبة.(9) (ابن صياد) 1:146- حدثنا أب قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، قال: نبا عبيد(10) الله ابن معاذ العنبري، قال: نبا أبي، قال: نبا شعبة، عن(11) سعد بن ابراهيم، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: رأيت عمر بن الخطاب (يحلف)(12) عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أن ابن صياد هو الدجال، فلا ينكر ذلك صلى الله عليه وآله وسلم.(13)2:147- حدثنا جدي رحمه الله، قال: نبا يونس بن محمد المؤدب، عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نمشي اذ مررنا بصبيان يلعبون، وفيهم ابن صياد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: تربت يدك،(14) أتشهد أني رسول الله. فقال هو: أتشهد أني رسول الله؟ فقال عمر: دعني لأضرب عنقه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان يكن الذي تخافه فلا يستطيعه.(15) 3:148- حدثنا علي بن سهل النسائي،(16) قال: نبا عفان بن مسلم، قال نبا حماد بن زيد، عن أيوب؛ وعبيد الله بن عمر جميعا، عن نافع، عن ابن عمر أنه رأي ابن صياد في سكة من سكك المدينة، فسبه ووقع به، فانتفخ حتى سد الطريق، فضربه ابن عمر بعصا كانت معه حتى كسرها عليه. فقالت له حفصة: ما شأنك وشأنه؟ أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: انما يخرج الدجال عند غضبة يغضبها؟!(17) 4:149- حدثنا أبي وجدي رحمهما الله، قالا: نبا علي بن بحر القطان، قال: نبا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، عن أبيه أنه لقي ابن صياد في بعض سكك المدينة، قال: فاذا عينه طافية، كأنها عين جمل، فقلت له: ما لعينك هكذا؟ ما كانت هكذا؟! قال: لا أدري والرحمن. قال: ومسحها بيده، قال: فقلت له: كذبت! هي في رأسك، ولا تدري؟! قال: فنخر ثلاث نخرات، ثم انتفخ. قال معمر وغيره: حتى ملأ ثلث سكة!(18) فأرسلت حفصة الى أخيها عبد الله ابن عمر: مالك وما له! وقد بلغنا أن الدجال لا يخرج الا عند غضبة يغضبها؟(19) سياق المأثور في صفة ومكائد سحره نلفت نظر القارئ العزيز أن أحاديث هذا الباب لا تتفق وعنوانه، فتدبر. 1:150- نبا جدي ومحمد بن اسحاق أبوبكر الصاغاني، قالا: نبا روح بن عبادة القيسي، قال: نبا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة بن جندب أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يقول: ان الدجال خارج، وهو أعور، عينه الشمال عليها ظفرة غليظة، وأنه يبرئ الكمه والأبرص، ويحيي الموتي، ويقول للناس: أنا ربكم الأعلي! فمن قال: أنت ربي، فقد فتن، ومن قال: ربي الله حتى يموت علي ذلك، فقد عصم من فتنته، ولا فتنة عليه ولا عذاب، فيلبث في الأرض ما شاء الله. ثم يجيء عيسي بن مريم من قبل المغرب، مصدقا لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي ملته، فيقتل الدجال، ثم انما هو قيام الساعة.(20) 2:151- ويروي عن محمد بن الحنفية أبي القاسم رضي الله عنه أنه قال: بين خروج السواد من خراسان، وشعيب بن صالح، وخروج المهدي، وبين أن يسلم الأمر للمهدي، اثنان وسبعون شهرا.(21) 3:152- وروي اب لهيعة، عن أبي قبيل: يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني امية، فلا يبقي منهم الا اليسير، لا يقتل غيرهم. ثم يخرج رجل من بني امية، فيقتل بكل رجل رجلين، حتى لا يبقي الا النساء، ثم يخرج المهدي.(22) 4:153- حدثنا هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا زهير بن محمد،(23) قال: نبا عبدالرزاق، عن معمر (عن)(24) ابن طاووس، قال: لما قدمت (الحرورية) علينا، هرب أبي رحمه الله منهم، فلحق بمكة، فلقي ابن عمر، فقال له: قدمت الحرورية ففررت منهم، ولو أدركوني لقتلوني. فقال له: لو قاتلتهم لتغالب لغلبتهم.(25) 5:154- (عن علي عليه السلام قال: ستكون فتنة يحصل الناس منها كما يحصل الذهب في المعدن، فلا تسبوا أهل الشام وسبوا ظلمتهم، فان فيهم الأبدال، وسيرسل الله سيبا من السماء فيغرقهم حتى لو قاتلتهم الثعالب لغلبتهم).(26) ثم يبعث الله من عترة رسوله رجلا معه اثنا عشر ألف مقاتل، أو خمسة عشر ألف مقاتل، فيتفرقون علي ثلاث رايات، شعارهم (أمت، أمت) يقاتلهم ستة أيام، ليس من صاحب راية من اولئك الثلاثة الا ويطمع في الملك فيقتتلون ويهزمون. ويظهر الهاشمي الذي من عترة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فيردهم الله الى الفتهم ونعيمهم، فلا يزالون كذلك حتى يخرج الدجال.(27) 6:155- وقد روي الحكم بن أبان، عن أبي المليح بن اسامة، عن حذيفة بن اليمان، قال: يكون في آخر الزمان ثلاث فتن: الحرشا، والبرشا، والصليم؛ فأما الحرشا: فتكون في خلافة ولد العباس، سفك وأخذ الأموال بغير حق. وأما البرشا: فتكون في عهد رجل منهم لا يرقب في مؤمن الا ولا ذمة، ان استرحم لم يرحم، وان قدر لم يغفر، همته جمع الأموال، يسير بالناس سيرة رديئة، ثم يموت، ثم يملك شاب أهوج العقل، قليل البقاء، ثم يموت، ثم يملك بعده قليل البصر بامور الناس، ثم يملك بعده آخر لا خير فيه، ثم يملك بعده آخر ليس له هم الا اللهو، ثم يموت أو يقتل، ثم يقع الاختلاف. ثم يقوم رجل منهم، فيدعو لنفسه، معه عصابة سوء، وأعوان ظلمة، فان الناس يومئذ يتمنون الموت من شدة البلاء الذي ينزل بهم، فينتهي الى مدينة يقال لها (الزوراء) مما يلي الشرق، فيعمل أصحابه فيها ما لم يعمله(28) أحد من قبل الظلم والقتل والفجور، فكم من بكية علي ولدها، واخري بكية علي زوجها، واخري بكية علي استحلال فرجها. فبينا هم علي ذلك من العدوان والظلم، اذ أتاهم قوم من قبل المغرب، يدعون قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يزعمون أنهم أحق الناس بالخلافة، فيثور معهم لفيف من الناس، فيبعث الله عليهم بعوثا من قبل داعية ولد العباس: فيقاتلوهم، فيظفرون بهم ويكشفونهم حتى لا يبقي منهم باقية؛ ثم يكون بينهم اختلاف، فيدعون الى رجلين من ولد العباس: فرقة تدعو الى أحدهم، وفرقة تدعو الى الآخر، حتى يقتل الذي بالمشرق صاحب المغرب، فاذا قتل سكنوا وصاروا مع الآخر. وهذا فيكون الناس في زمانه في شدة وغلاء، ثم يموت أو يقتل. وأما الصيلم: فقوم يخرجون من المغرب، يضربون الحق بالباطل، ويدعون الى رجل من قريش، سيماهم ودعواهم الى النكرة، يطلبون ولد العباس، فمن أدرك ذلك الزمان فليكن حلسا من أحلاس بيته، وهو زمان السفياني، فلا يزال الناس كذلك حتى يخرج (محمد بن عبد الله الحسيني المهدي)(29) من بلاد اليمن، فيبايع له بين المقام وزمزم، يخرج أربعين رجلا، عليه عباوان قطوانيان، ثم انه يسير الى الشام، فيقتل السفياني، ثم انه يسير في بلاد الروم بأصحابه، فيفتح باذن الله (قسطنطينية، وعمورية، ورومية) فيفترعون بنات الاصفر، وينصدع له حائط رومية عن مال عظيم، كهيئة الرمل كثرة، فيقتسمونه بالترسة. فبينا هم كذلك اذ أتاهم الخبر أن الدجال قد خرج، فيتركون ما في أيديهم، وينحازون اليه، فعند ذلك ينزل المسيح عيسي بن مريم، فيقتل الدجال. وفي رواية الأعمش، عن خيثمة بن عبد الرحمن أن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال: ليخرجن رجل من ولدي، عند اقتراب الساعة حتى تموت قلوب المؤمنين، كما تموت الأبدان، لما لحقهم من الضر والشدة في الجوع والقتل، وتواتر الفتن والملاحم العظام، واماتة السنن، واحياء البدع، وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيحيي الله بالمهدي (محمد بن عبد الله)(30) السنن التي قد اميتت، ويسر بعدله وبركته قلوب المؤمنين، وتتآلف اليه عصب من العجم، وقبائل من العرب، فيبقي علي ذلك سنين ليست بالكثيرة، دون العشرة. ثم يموت، فيعود بعده الجوع والفتن والشدائد، فطوبي لمن مات في زمانه، والويل لمن عاش بعد زمانه، لأن الناس يلحقون بالأرض، فبعض ينتهي الى الروم، وبعض ينتهي الى بلاد الخزر، وبعض يهرب الى بلاد الزنج، والي بلاد الحبش، وهو زمان الدجال الكبر.(31) ولنذكر الآن في هذا الفصل ملحمة الدجال، وفتنته، وبالله التوفيق، وهو حسبنا ونعم الوكيل. سياق ما اثر في اسم الدجال ونسبه وجمله 1:156- نبا حمدان بن علي أبو جعفر الوراق الجرجاني، قال: نبا عمرو بن العاص الأرزي، قال: نبا محمد بن مروان العقيلي - ويعرف بالعجلي - قال: حدثنا يونس بن عبيد،(32) عن الحسن، عن عبد الله بن المغفل، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أهبط الله عز وجل الى الأرض منذ خلق آدم الى أن تقوم الساعة فتنة أعظم من فتنة الدجال، وقد قلت فيه قولا لم يقله أحد قبلي: انه أدم، جعد، ممسوح العين اليسري، علي عينه ظفرة غليظة، وانه يبرئ الكمه والأبرص، ويقول: أنا ربكم! فمن قال: ربي الله فلا فتنة عليه، ومن قال: أنت ربي فقد افتتن، يلبث فيكم ما شاء الله، ثم ينزل عيسي بن مريم - مصدقا - بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي ملته اماما مهذبا،(33) وحكما عدلا، فيقتل الدجال. قال يونس بن عبيد: وكان الحسن يري أو يقول: ان ذلك عند قيام الساعة.(34) 2:157- حدثنا أحمد بن محمد (بن يوسف)(35) بن أبي الحرث، قال: نبا الحسن بن موسي الأشيب، قال: حدثني أبوزيد ثابت بن يزيد بن عبدالقين، ثم من أهل البصرة،(36) عن هلال بن خباب،(37) عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: اسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم الى بيت المقدس، ثم جاء من ليلته، فحدثهم بمسيره، وبعلامة بيت المقدس، فقال اناس: أنحن نصدق محمدا!؟ فارتدوا كفارا، فضرب الله أعناقهم يوم بدر مع أبي جهل. قال: وقال أبوجهل: يخوفنا محمد بشجرة الزقوم! هاتوا تمرا وزبدا فتزقموا! قال: ورأي الدجال في صورة رؤيا عيان ليس رؤيا منام، ورأي ابراهيم وموسي وعيسي عليهم السلام، قال: فسئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الدجال، قال: رأيته فيلمانيا (38) أقمر هجانا، احدي عينيه قائمة كأنها كوكب دري، كأن شعر رأسه أغصان شجرة، ورأيت عيسي شابا أبيض جعد الرأس، وذكر الحديث بطوله.(39) الهوامش: (1) كذا. (2) يستفاد من الروايات أن هذه الفتن هي مدة تسلط السفياني علي الحكم في دمشق الى أن يهلكه الله، ومدة ظهوره الى حين تسلمه الحكم ستة أشهر. (3) كذا والظاهر (يستخفهم). (4) التكوير: 1. (5) القيامة: 8. (6) القيامة: 9. (7) تقدم ذكرها في أول الحديث. (8) انظر هامش 5 من ح 144، وتأمل. (9) زاد بعدها في الأصل (فلن يتوب أحد)، وفي الحديث سقط واضح. (10) في الأصل (عبد) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 33:4. (11) في الأصل (سعيد بن) تصحيف لما في المتن. (12) أضفناها من بقية المصادر، والحديث فيها بهذا اللفظ:... عن محمد بن المنكدر، قال: رأيت جابر بن عبد الله يحلف بالله أن ابن صائد الدجال، فقلت: تحلف بالله؟ فقال: اني سمعت عمر يحلف علي ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم ينكره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. (13) رواه مسلم في صحيحه: 52:18، وأبوداود في سننه: 421:4 باسناديهما الى ابن معاذ مثله. (14) قال في مجمع البحرين: 13:2، تربت - بالكسر - المدح والتعجب والدعاء عليه، والذم بحسب المقام. (15) رواه مسلم في صحيحه: 46:18، باسناده الى الأعمش مثله باختلاف بعض ألفاظه. وابودواد في سننه: 120:4 ح 4429 باسناده الى ابن عمر نحوه. (16) هو علي بن سهل بن المغيرة، أبوالحسن البزاز، نسائي الأصل، ترجم له في تاريخ بغداد: 428:11 رقم 6319. (17) رواه مسلم في صحيحه: 57:18 باسناده الى أيوب، عن نافع مثله. (18) في الأصل (سكك)، وفي صحيح مسلم (ملأ السكة). (19) رواه مسلم في صحيحه: 57:18 باسناده الى نافع نحوه. (20) رواه أحمد في مسنده: 13:5، باسناده الى سعيد مثله، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 647:7 عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحوه، وقال: أورده الطبراني في الكبير: 767:7، والأوسط. وأخرجه في كنز العمال: 318:14 عن أحمد والطبراني وغيرهم. (21) رواه نعيم في الفتن: 278:1 ح 804 باسناده عن الوليد، عن أبي عبد الله، عن عبدالكريم، عن ابن الحنفية مثله، وفي ص 310 ح 893 بنفس الاسناد نحوه. وأورده في عقد الدرر: 169 مثله. (22) رواه ابن حماد في الفتن: 282:1 ح 821 وص 335 ح 968، عن الوليد؛ ورشدين، عن أبي لهيعة (مثله). (23) ترجم له في تهذيب التهذيب: 209:2 وفيه زهير بن محمد بن قمير، روي عن عبدالرزاق، وقال ابن المنادي: هو من أفاضل الناس. (24) أضفناها وهو الصواب، وابن طاووس، هو عبد الله بن طاووس، أبومحمد اليماني، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 103:6. (25) كذا، وفي الحديث سقط ظاهر. (26) أضفناها من مستدرك الحكم، وسنده هكذا: أخبرني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأ نافع بن يزيد، حدثني عياش بن عباس، أن الحارث بن يزيد حدثه أنه سمعه عبد الله بن زرير الغافقي يقول: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول. (27) روه الحكم في المستدرك: 596:4 ح 8658 باسناده المذكور آنفا، عنه كنز العمال: 598:14، وعن فتن نعيم. (28) (يعلمه) (خ ل). (29) كذا، تقدم كلامنا في أن المهدي هو م ح م د بن الحسن العسكري عليهماالسلام ص 90 و178. (30) كذا، انظر الهامش السابق. (31) عنه كنز العمال: 591:14 ح 39678. (32) في الأصل (عبد) تصحيف، هو يونس بن عبيد بن دينار، أبوعبد الله العبدي، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 288:6. (33) كذا، وفي كنز العمال (مهديا). (34) أخرجه في كنز العمال: 321:14 ح 38808 عن الطبراني باسناده عن عبد الله بن المغفل. (35) أضفناها وهو الصواب، ويعرف بأبي جعفر البزاز، ترجم له في تاريخ بغداد: 328:5 رقم 2855. (36) هو أبوزيد البصري الأحول، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 305:7. (37) في الأصل (حيان) تصحيف، ترجم له في تاريخ بغداد: 74:14. (38) قال في لسان العرب: 327:10، الفيلم: العظيم الضخم الجثة من الرجال... والفيلماني منسوب اليه بزيادة الألف والنون للمبالغة، وفي الحديث عن ابن عباس، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدجال، فقال: أقمر، فيلم، هجان، وفي رواية: رأيته فيلمانيا.... (39) رواه أحمد في مسنده: 374:1 باسناده الى هلال مثله، عنه كنز العمال: 319:14 ح 38801. ورواه الطبراني في الكبير، عن ابن عباس مثله، عنه كنز العمال المتقدم ح 38800002E. ****************** 3:158- حدثني أبي وجدي، قالا: نبا علي بن بحر القطان، قال: نبا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني سالم بن عبد الله بن عمر، عن أبيه، قال: قام النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الناس خطيبا، فأثني علي الله عز وجل، ثم ذكر الدجال: (فقال:) (اني انذركموه، وما من نبي الا وقد انذر قومه، وقد انذره نوح قومه، ولكن سأقول فيه قولا لم يقله نبي لقومه قبلي، تعلمون أنه أعور، وأن ربكم ليس بأعور).(1) 4:159- حدثنا جدي، قال: نبا روح بن عبادة، قال: نبا شعبة(2) بن الحجاج، قال: أخبرني حسن الزمن،(3) قال: سمعت عبد الله بن أبي الهذيل العنزي،(4) يحدث عن عبد الرحمن بن أبزي(5) أن عبد الله بن حسان يحدثه، عن ابي بن كعب، قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الدجال، فقال: (عينه خضراء كأنها زجاجة خضراء فتعوذوا بالله منه، وتعوذوا بالله من عذاب القبر).(6) 5:160- نبا عبدالكريم بن الهيثم أبويحيي الدير عاقولي، قال: نبا حياة بن شريح، قال: نبا بقية بن الوليد، قال: حدثني بحير بن سعد، (عن خالد بن معدان عن عمرو بن الأسود، عن جنادة بن أبي امية)(7) أنه حدثهم عن عبادة بن الصامت أنه قال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: (اني قد حدثتكم عن الدجال حتى خشيت أن لا تعقلوا، ان المسيح الدجال رجل قصير، أفحج، جعد، أعور، مطموس العين ليس بناتئة، ولا حجراء، فان البس عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور، واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا).(8) 6:161- حدثنا موسي بن اسحاق أبوبكر الخطمي، قال: نبا معاوية بن هشام القصار، عن سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، وسليمان الأعمش جميعا، عن مجاهد، قال: ذهبت أنا ورجل من الأنصار الى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلنا له: حدثنا عن رسول الله حديثا ولا تحدثنا عن غيره، وان كان عندك صادقا. فقال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: (انذركم الدجال،(9) فانه لم يكن نبي الا وقد أنذره امته، وأني أنذركموه، أيتها (10) الامة انه جعد، أدم، ممسوح العين اليسري، معه جنة ونار، (و) معه جبل من خبز، ونهر من ماء، يمطر المطر ولا ينبت الشجر، ويسلط علي نفس فيقتلها، ثم يحييها، لا يسلط علي غيرها، يمكث في الأرض أربعين صباحا، حتى يذهب منها كل ماء ومنهل، فيطأها الا أربعة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد الطور، والمسجد الأقصي، فما شبه عليكم فاعلموا أن ربكم ليس بأعور).(11) 7:162- حدثنا أبوقلابة، قال: نبا عفان بن مسلم، قال: نبا عبدالواحد بن زياد، قال: نبا عاصم بن كليب، عن أبيه (عن أبي هريرة)(12) قال: كنا ننتظر النبي، فخرج علينا نعرف في وجهه الغضب، فقال: (انه بينت لي ليلة القدر ومسيح الضلالة، فخرجت لاخبركم بها، فلقيت في المسجد رجلين يقتتلان - أو قال يتلاحيان - فحجزت بينهما واذا معهما الشيطان، فانسيتها (13) وسأشدو لكم منها شدوا. فأما ليلة القدر فالتمسوها في العشر الأواخر وترا، وأما مسيح الضلالة فانه أجلي الجبهة، أقني الأنف، ممسوح العين، شبيه بعبد العزي بن قطن،(14) فما اشتكل عليكم فان ربكم ليس بأعور.(15) 8:163- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا أبونعيم الفضل بن دكين، قال: نبا شيبان - يعني النحوي - عن يحيي بن كثير، عن أبي سلمة، قال: سمعت أباهريرة، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا أحدثكم حديثا عن الدجال ما حدثه نبي قومه؟ انه أعور، وانه يجي ء معه بمثل الجنة والنار، فالتي يقول: انها الجنة هي النار، والتي يقول: انها النار هي الجنة، واني انذركموه كما أنذر به(16) نوح قومه.(17) 9:164- نبا أبو الأخوص محمد بن الهيثم القاضي، قال: نبا يحيي بن عبد الله ابن بكير، قال: حدثني خنيس(18) بن عامر بن يحيي، عن أبي قبيل، عن جنادة بن أبي امية، قال: دخل قوم علي معاذ بن جبل وهو مريض، فقالوا له: (حدثن) حديثا سمعته من رسول الله لم تنسه، ولم يشبه عليك. فقال: اجلسوني، فأخذ بعض القوم بيده، وجلس بعض القوم خلفه، فقال: لاحدثكم حديثا لم أنسه، ولم يشبه علي؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ما من نبي الا حذر قومه الدجال، (و) اني أحذركم الدجال، انه أعور، وان ربي ليس بأعور، بين عينيه مكتوب (كافر) يقرأه الكاتب (و غير الكاتب) له جنة ونار، فناره جنة، وجنته نار.(19) 10:165- حدثنا محمد بن اسحاق الصاغاني، قال: أخبرنا عبدالوهاب بن عطا، قال: نبا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، قال: نبا أنس بن مالك أن نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم (قال): ان بين عيني الدجال (مكتوب)(20) (ك ف ر) - يعني كافر- يقرأه كل مؤمن امي أو كاتب؛ وقد رواه شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك مسندا.(21) 11:166- كذلك حدثنا أبو بكر محمد بن ابراهيم بن يحيي بن اسحاق بن جناد،(22) قال نبا موسي بن اسماعيل أبوسلمة، قال: نبا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ان الدجال أعور العين اليمني، وعينه الاخرى كأنها عنبة طافية.(23) 12:167- وعن ابن عباس، عن النبي أنه قال - في حديث الدجال وصفته -: انه جعد، هجان، أقمر، كأن رأسه غصن شجرة،(24) أشبه الناس به عبد العزي بن قطن، فأما هلك الهلك فانه أعور، وان ربكم ليس بأعور.(25) اختلفت الروايات في الشق الأيمن والأيسر: ففي رواية ابن عمر مسندة، أنه أعور العين اليمني. وفي رواية سمرة بن جندب، وعبد الله بن المغفل أنه أعور عين الشمال. الا أن الروايات كلها متفقة أن الدجال لا محالة أعور، احدي عينيه عوراء. فلنذكر الآن ما روي في تاريخ مخرجه، وتسمية الموضع الذي يخرج منه في هذا الفصل الذي نحن عنده، وبالله جل جلاله التوفيق. سياق المأثور في أي سنة يخرج ومن أي بلد ينفصل 1:168- نبا أحمد بن ملاعب، قال: نبا ورد بن عبد الله قال: نبا اسماعيل بن عباس، عن صفوان بن عمرو، عن شريح بن عبيد(26) الحضرمي، قال: كعب الأحبار: يخرج الدجال في سنة ثمانين، فالله أعلم في أي الثمانين.(27) 2:169- نبا يحيي بن عبد الباقي، قال: حدثني العباس بن الوليد العذري،(28) قال: أخبرني أبي، قال: نبا الأوزاعي، قال: حدثني اسحاق بن عبد الله، قال: حدثني أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (يتبع الدجال سبعون ألفا من يهود اصبهان عليهم الطيالسة).(29) 3:170- نبا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نصرة، قال: نبا عثمان بن أبي العاص، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (يخرج الدجال من يهودية اصبهان في سبعين ألف يهودي عليهم التيجان - يعني الطيالسة - قال: وليس يتبعه الا اليهود والنساء).(30) 4:171- حدثني أحمد بن ملاعب، قال: نبا أبو نعيم(31) الفضل بن دكين، قال: نبا سفيان الثوري، عن أبي المقدام - لعله ثابت بن هرمز الحداد أو العجلي الكوفي مولي البكريين -(32) عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود أنه قال: يخرج الدجال من (كوثي).(33)،(34) 5:172- نبا جدي، قال: نبا روح بن عبادة، قال: نبا سعيد بن أبي عروبة، عن أبي التياح،(35) عن المغيرة بن سبيع،(36) عن عمرو بن حريث، عن أبي بكر الصديق، قال: نبأ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ان الدجال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها: (خراسان) يتبعه أقوام كأن وجوههم المجان المطرقة.(37) 6:173- حدثنا أبو قلابة(38) عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، قال: حدثني أبي، قال: نبا جعفر بن سليمان، قال: نبا شبيل بن عزرة الضبعي،(39) عن أبيه، قال: لما افتتحنا اصبهان كان بين عسكرنا وبين اليهودية نحوا من فرسخ، فدخلت أقضي حوائج لي، فأمسيت، فخشيت أن أنقطع دون العسكر. فقلت لصديق لي من اليهود: أبيت عندك الليلة؟ قال: نعم. فبت علي سطح له، فسمعت اليهود في تلك الليلة يضربون بالدفوف،(40) فقلت لصديقي: كأنكم تريدون أن تنزعوا يدا من طاعة؟ قال: لا، ولكن ملكنا الذي نستفتح به علي العرب يدخل غدا. قال: فصليت الصبح، وقعدت علي السطح حتى طلعت الشمس، فأقبل رهج من قبل عسكرنا، فاذا أنا برجل في قبة ريحان، واذا اليهود حوله يضربون بالدفوف، فاذا هو (ابن صائد)(41) فدخل فلم ير الى هذه الغاية.(42) 7:174- حدثنا هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا حماد بن المؤمل أبو جعفر الضرير، قال: نبا اليسع بن اسماعيل، قال: نبا هانئ بن المتوكل، قال: نبا عيسي بن وافد - رجل من أهل البصرة - عن علي بن الحسين، عن عبد الله بن محمد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث طويل - (وفي سنة ثلاثمائة يخرج الدجال من يهودية اصبهان).(43) الهوامش: (1) رواه نعيم في الفتن: 520:2 ح 1460، وأبوداود في السنن: 241:4 باسناديهما الى معمر مثله، وأخرجه في كنز العمال: 302:14 ح 38766 عن البيهقي، وأبي داود، والترمزي، عن ابن عمر مثله. (2) في الأصل (سعيد) تصحيف لما في المتن، تقدمت ترجمته. (3) كذا، وصوابه (حبيب بن الزبير) وهو الموجود في سند أحمد. (4) في الأصل (العتري) تصحيف. ترجم له في سير أعلام النبلاء: 170:4. (5) في الأصل (أبري) تصحيف ترجم له في سير أعلام النبلاء: 201:3. (6) رواه أحمد في مسنده: 124:5 باسناده الى روح مثله، وأخرجه في كنز العمال: 299:14 عن تاريخ البخاري عن ابي مثله. (7) أضفناها من سندي أحمد وأبي داود، وهو الصواب. (8) رواه نعيم في الفتن: 519:2 ح 1454 باسناده عن بقية، وأحمد في مسنده: 324:5 باسناده الى حياة مثله، وأبوداود في سننه: 116:4 ح 4320 باسناده الى حياة مثله، الى قوله صلى الله عليه وآله وسلم (ليس بأعور). (9) ذكرها في بعض المصادر ثلاثا. (10) في بعض المصادر (وانه فيكم أيتها). (11) رواه أحمد في مسنده: 435:5 باسناده الى سفيان مثله، وابن أبي شيبة في المصنف: 147:15 ح 19352 باسناده الى مجاهد، عن امية الدوسي مثله. وأورده في مجمع الزوائد: 659:7 عن جنادة بن أبي امية الأزدي مثله. (12) في الأصل (نبا عاصم وكليب، عن ابن عاصم) وما أثبتناه كما في مسند أحمد. وفي بعض المصادر هكذا (عاصم بن كليب، عن أبيه، عن الفلتان بن عاصم) والأخير هو خال كليب والد عاصم، كما ترجم له في اسد الغابة: 368:4. (13) كذا، ولم تذكر بعض الروايات لفظ (الشيطان). وأما مسألة نسيان وسهو الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فهو أمر مرفوض باطل بدليل قوله تعالي (وما ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي) وقد جادت أقلام العلماء وفي مناسبات عديدة ببيان بطلان ذلك، ولا نريد الخوض فيه الآن باعتباره أمرا مفروغا منه. راجع تنزيه الأنبياء للسيد المرتضي، والبحار: 111:17 وما بعدها. (14) راجع العسقلاني في الاصابة: 341:5 رقم 7140 فله كلام فيه. (15) رواه أحمد في مسنده: 291:2 باسناده الى عاصم مثله وأورده في مجمع الزوائد: 662:7 عن أبي هريرة مثله، وفي ص 666 من المجلد المذكور عن الفلتان بن عاصم مثله. (16) في الأصل (حتى أنذر) وما في المتن كما في صحيح مسلم وكنز العمال. (17) رواه مسلم في صحيحه: 62:18 باسناده الى شيبان مثله. وأخرجه في كنز العمال: 300:14 ح 38753 عن البيهقي مثله. (18) في الأصل (حيس) تصحيف للمتن، ترجم له الرازي في الجرح والتعديل: 394:3. (19) أورده في مجمع الزوائد: 652:7 ح 12514 عن جنادة مثله. وأخرجه في كنز العمال: 322:14 ح 38812 عن الطبراني مثله. (20) أضفناها للزومها السياق، كما في المصادر. (21) رواه مسلم في صحيحه: 60:2، وأبوداود في سننه: 116:4 ح 4316 و4317 باسناديهما عن أنس من طريقي قتادة وشعيب مثله. عنه كنز العمال: 299:14. وأخرجه في مجمع الزوائد: 650:7 عن أبي بكرة، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثله. (22) في الأصل (جنادة). ترجم له في تاريخ بغداد: 413:1. (23) روي مسلم في صحيحه: 58:2، باسناده الى نافع مثله، عنه نهاية البداية والنهاية: 73:10. (24) كذا، وفي الروايات (كأن رأسه أصلة) وفي رواية (كأن شعره أغصان شجرة). (25) أورده في مجمع الزوائد: 650:7 عن ابن عباس مثله، والسيوطي في الدر المنثور: 296:7 عن ابن عباس (مثله). (26) في الأصل (عبد) تصحيف، ترجم له في الجرح والتعديل: 334:4. (27) رواه نعيم في الفتن: 525:2 ح 1479 باسناده الى صفوان مثله، وزاد فيه: (ثمانين ومائتين، أو غيرها). (28) في الأصل (الغرري) تصحيف لما في المتن، ترجم له في تهذيب التهذيب: 84:3. (29) رواه مسلم في صحيحه: 85:18 باسناده الى الأوزاعي مثله، عنه كنز العمال: 304:14 وعن مسند أحمد. (30) رواه أحمد في مسنده: 224:3، باسناده الى أنس مثله، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 652:7 عن أنس مثله. وأخرجه في كنز العمال: 328:14 ضمن حديث طويل عن مسند أحمد وابن عسكر. (31) في الأصل (ابراهيم) تصحيف لما في المتن، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 142:10. (32) ترجم له في تهذيب التهذيب: 392:1. (33) كوثي: اسم لعدة مواضع، منها نهر بالعراق، وموضع بسواد العراق بأرض بابل، وبمكة منزل بني عبدالدار خاصة، راجع مراصد الاطلاع: 1185:3. (34) رواه نعيم في الفتن: 531:2 ح 1500 باسناده الى سفيان مثله، وفي ص 531 ح 1502، وص 532 ح 1503 باسناده من طريقين عن عبد الله بن عمرو مثله. (35) في الأصل (الساح) تصحيف لما في المتن، ترجم له في تهذيب التهذيب: 197:6. (36) في الأصل (سبع) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 491:5. (37) أخرجه في كنز العمال: 326:14 ح 38822 عن ابن جرير في تهذيبه باسناده الى أبي بكر مثله. ورواه نعيم في الفتن: 531:2 ح 1496 باسناده الى أبي بكر مثله. (38) في الأصل (قدامة) تصحيف، ترجم له في تاريخ بغداد: 423:10، وقال: كان يكني أبامحمد، فكني بأبي قلابة. (39) في الأصل (سيبل بن غرزة) وفي عقد الدرر (شبل بن عروة) تصحيف لما أثبتناه، ترجم له في الجرح والتعديل: 381:4 رقم 1663. (40) زاد في عقد الدرر (ويزفنون). وكذا في الموضع التالي أي يرقصون. (41) في عقد الدرر (ابن صياد). (42) عنه عقد الدرر: 362. (43) قوله صلى الله عليه وآله وسلم (يخرج الدجال من يهودية اصبهان) مروي بأسانيد شتي في مصادر عديدة، راجع مسند أحمد: 224:3، مجمع الزوائد: 652:7، كنز العمال: 313:14، ومستدرك الحكم: 574:4 (ضمن حديث طويل). ****************** 8:175- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد المؤدب هذا الحديث، قال: ان كنت قرأته علي القاسم بن الفضل فقد قرأته عليه والا فانه حدثني به - وكبر ظني أنه حدثني به - قال: حدثني أبي، قال: سمعت موسي بن هشام الأنصاري(1) يقول: ما بعث الله نبيا الا (أنذر) امته الدجال، وقد أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبر امته، أنه خارج من منازلة المشرق ومنازلة تلك يقال لها: (رواشنقاد)(2) فيهرب أهل البصرة منه، ثم يسير الى أهل الكوفة، ثم يسير الى بيت المقدس، فيحال بينه وبينها، وكثر أصحابه النساء، والأعراب، واليهود، ثم ينزل عيسي بن مريم عليه السلام فيقتل الدجال. سياق المذكور في الاستعاذة من فتنته وشره 1:176- حدثني الحسين بن العباس الرازي، قال: نبا عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية الرياحي في قوله عز وجل: (ان الذين يجادلون في آيات الله)(3) قال: هم اليهود (يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم ان في صدورهم الكبر ما هم ببالغيه) فهذا وصف جدالهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بغيا وكبرا وحسدا (فاستعذ) يا محمد من فتنة الدجال الخارج علي أهل الاسلام باليهود وشرار الناس.(4) 2:177- حدثنا محمد بن اسحاق أبوبكر الصاغاني، قال: نبا أحمد بن اسحاق الحضرمي، قال: نبا عبد العزيز بن المختار، قال: أخبرنا أيوب، عن حميد ابن هلال، عن ثلاثة رهط منهم: أبوالدهماء، وأبوقتادة، قالوا: كنا نمر بهشام بن عامر، ثم نأتي عمران بن حصين، فقال لنا ذات يوم: انكم لتجاوزوني الى رجال ما كانوا بأحضر لرسول الله مني، ولا أحفظ لحديثه مني، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (ما بين خلق آدم وقيام الساعة أمر(5) كبر من فتنة الدجال).(6) 3:178- حدثني جدي رحمه الله، قال: نبا يزيد بن هارون أبوخالد الواسطي، قال: نبا همام بن يحيي، عن قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن أبي الدرداء، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من فتنة الدجال).(7) 4:179- نبا جدي، وأبوبكر الصاغاني، قالا: نبا روح بن عبادة، قال: نبا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن(8) سمرة بن جندب، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر الأعور الدجال، ووصف فتنته، وفيها أنه يحيي الموتي، ويقول للناس: أنا ربكم! فمن قال: أنت ربي، فقد فتن، ومن قال: ربي الله، حتى يموت عصم من فتنته، ولا فتنة عليه ولا عذاب.(9) 5:180- حدثني جدي، قال: نبا يونس بن محمد،(10) قال: نبا ليث بن سعد، عن يزيد (بن عبد الله) بن اسامة(11) بن الهاد، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدعو في الصلاة يقول: (اللهم اني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيي والممات، اللهم اني اعوذ بك من المأثم والقرم(12) الحادثة).(13) 6:181- وفي رواية محمد بن عبد الله بن طاووس، عن أبيه،(14) عن طاووس، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول بعد التشهد: (اللهم اني أعوذ بك من أربع...) وذكر هذه الأربع سواء.(15) 7:182- قال: حدثني جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا حماد بن سلمة، عن أبي المهزم،(16) عن أبي هريرة أنه ذكر فتنة الدجال، فقال: عن يمينه ملك، وعن شماله ملك، فيقول لأصحابه: ألست بربكم؟ فيقول الملك الذي عن يمينه: كذبت. ولا يسمعه الناس، فيقول الملك الذي عن شماله للملك الذي عن يمينه: صدقت، فيسمعه الناس، فيفتتنون بذلك. وان الأعرابي ليأتيه، فيقول له الدجال: أرأيت ان بعثت لك أخك وأبك أتتبعني؟ قال: فيمثل له الشيطان، فيكون ذلك من فتنته. قال أبوهريرة: ان أصحاب الدجال عليهم التيجان - يعني الطيالسة- وكأن شواربهم لصياصي(17) خفافهم مخرطمة.(18) سياق المأثور في حديث الجساسة داعية الدجال 1:183- حدثني أبوبكر عمر(19) بن ابراهيم؛ وأبوبكر محمد بن علي بن عتاب،(20) قالا: نبا محمد بن المثني، قال: نبا عثمان بن عمر بن فارس،(21) قال: نبا ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن فاطمة بنت قيس(22) أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخر صلاة العشاء الآخرة ذات ليلة، ثم خرج فقال: انما حبسني عنكم حديث كان يحدثنيه (تميم الداري) عن رجل كان في جزيرة من جزائر البحر، فرأي امرأة تجر شعرها، فقال: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة، أتعجب مني؟ قال: نعم. قال: قالت: فاذهب الى ذلك القصر. فذهب، فاذا هو برجل يجر شعره، مسلسل بالأغلال (ينزو فيم)(23) بين السماء والأرض، فقال: ما أنت؟ قال: أنا الدجال، هل خرج النبي الامي بعد؟ قال: قلت: نعم. قال: فأطاعوه أم عصوه؟ قلت: لا، بل أطاعوه. قال: ذلك خير لهم، ثم نهل عتاب المياه...، ثم ذكر الحديث.(24) 2:184- حدثني عمر بن ابراهيم؛ وابراهيم بن موسي التوزي،(25) وقد تداخلت روايتهما؛ وحدثنا عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي (عن أبيه، عن)(26) عبد الوارث بن سعيد، قال: نبا الحسين(27) بن ذكوان المعلم، قال: حدثني ابن بريدة، قال: حدثني عامر بن شراحيل الشعبي - شعب همدان - قال: حدثتني فاطمة بنت قيس أنها قالت: سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت الى المسجد، فصليت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكنت في النساء اللاتي يلين ظهور القوم، فلما قضي صلاته جلس علي المنبر وهو يضحك، فقال: ليلزم كل واحد منكم مصلاه. ثم قال: هل تدرون لم جمعتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: اني والله ما جمعتكم لرهبة ولا لرغبة، ولكن جمعتكم لأن تميم الداري كان رجلا نصرانيا، فجاء فبايع وأسلم، فحدثني حديثا وافق الذي كنت حدثتكم به عن المسيح الدجال؛حدثني أنه ركب البحر في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب به الموج شهرا في البحر، فرقت بهم السفينة الى جزيرة من جزائر البحر، وذلك حين مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب(28) السفينة، فدخلوا الجزيرة، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقالوا له: ويلك! ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة. فقالوا: وما الجساسة؟ قالت: أيها القوم انطلقوا الى هذا الرجل الذي في هذا الدير، فانه الى خبركم بالأشواق. قال: ففرقنا منها لما سمت لنا رجلا أن تكون شيطانة.(29) فانطلقنا سراعا حتى دخلنا الدير، فاذا فيه أعظم انسانا رأيناه قط خلقا، وأشده وثاقا، مجموعة يداه الى عنقه، ما بين ركبتيه الى كعبيه في الحديد. فقلنا له: ويلك! ما أنت؟ قال: قد قدرتم علي خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قلنا: نحن اناس من العرب ركبنا سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم،(30) فلعب بنا الموج شهرا، ثم ارقينا الى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة، فلقينا دابة أهلب كثير الشعر لا ندري ما قبله من دبره من كثرة الشعر، فقلنا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة. قلنا: وما الجساسة؟ قالت: اعمدوا الى هذا الرجل الذي في هذا الدير، فانه الى خبركم بالأشواق، فأقبلنا اليك سراعا، وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شيطانة. فقال: اخبروني عن نخل بيسان.(31) قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: أسألكم عن نخلها، هل يثمر؟ قلنا: نعم. قال: انما يوشك أن لا يثمر. ثم قال: أخبروني عن (بحيرة طبرية). قلنا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل فيها ماء؟ قلنا: هي كثيرة الماء. قال: أما ان ماءها يوشك أن يذهب. ثم قال: أخبروني عن (عين زغر).(32) قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال: هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له: نعم، هي كثيرة الماء، وأهلها يزرعون من مائها. ثم قال: أخبروني عن (النبي الامي) ما فعل؟ قلنا: قد خرج من مكة، ونزل يثرب. قال: قاتلته العرب بعد؟ قلنا: نعم. قال: فكيف صنع بهم؟ فأخبرناه أنه قد ظهر علي من يليه من العرب فأطاعوه. قال: أقد كان ذلك؟ قلنا: نعم. قال: أما ان ذلك خير لهم أن يطيعوه، واني اخبركم عني، اني أنا المسيح، ويوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج، أسير في الأرض فلا أدع قرية الا هبطتها في ثلاثين(33) ليلة غير (مكة) و(طيبة) فهما محرمتان علي كلتاهما، كلما أردت واحدا منهما استقبلني ملك بيده سيف اصليت(34) يصدني عنها، وان علي كل نقب منها ملائكة يحرسونها. قالت فاطمة بنت قيس: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - وطعن بمخصرته في المنبر -: هذه طيبة(35) - يعني المدينة - ألا كنت حدثتكم بذلك؟ قال الناس: نعم. قال: فانه أعجبني حديث تميم الداري أنه وافق الحديث الذي كنت أتحدث(36) عنه وعن المدينة ومكة، ألا انه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق،(37) وأومئ بيده نحو المشرق، فانه بلغني أنه - يعني الدجال - لا يدخل المدينة - هي طيبة-. قالت فاطمة بنت قيس: فحفظت هذا من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.(38) 3:185- حدثني محمد بن ابراهيم بن أبي الرجال أبو جعفر البهندفي،(39) قال: نبا يحيي بن الفضل الخرقي،(40) قال: نبا أبوعامر العقدي، عن عباد بن راشد، عن داود بن أبي هند، عن عامر الشعبي، عن فاطمة بنت قيس - وكانت من نساء الأنصار - قالت: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم ووجهه يتهلل، فصعد المنبر، فقال: يا أيها الناس، افرحوا لفرح نبيكم، ان تميم الداري قدم علي من قبل (فلسطين) فأخبرني أنه لقي نفرا من المسلمين، زعموا أنهم ركبوا البحر، فلعب بهم الهواء شهرا، ثم قدمهم الى جزيرة من جزائر البحر، فاذا هم بدابة أهلب، لا يدرون أين مقدمه من مؤخره، أو ذكرا أم انثي، قالوا: ما أنت؟ قالت: أنا الجساسة. قالوا لها: أخبرينا؟ قالت: وما تريدون؟ عليكم بصاحب هذا الدير. الهوامش: (1) قال في اسد الغابة: 305:6 عند ترجمته لموسي الأنصاري: شخص كذاب، أو اختلقه بعض الكذابين... وليس في الصحابة من اسمه موسي. (2) كذا، والظاهر أنها (رستقباذ). قال في معجم البلدان: 455:2:... رستقباذ من أرض دستوا من نواحي الأهواز... وقال في ج 43:3: لما خرج مسلم بن عبيس من حبس أهل البصرة لقتالهم انتقل نافع الى رستقباذ من أرض دستوا.... (3) سورة غافر: 56 وما بعدها. (4) راجع في ذلك مجمع البيان: 450:8 وتفسير القرطبي: 324:15، والدر المنثور: 294:7، وغيرها من التفاسير. (5) في صحيح مسلم (الي قيام الساعة خلق). (6) رواه مسلم في صحيحه: 86:18 باسناده الى الحضرمي مثله، عنه كنز العمال: 300:14 وعن مسند أحمد. (7) رواه أحمد في مسنده: 196:5، وأبوداود في سننه: 117:4 ح 4323 باسناديهما الى همام مثله. وزاد أبوداود في آخره: وكذا قال هشام الدستوائي، عن قتادة الا أنه قال: من حفظ من خواتيم سورة الكهف. وقال شعبة، عن قتادة من آخر الكهف. (8) في الأصل (بن) تصحيف بين، فرواية قتادة عن الحسن البصري عن سمرة بن جندب واردة في الأسانيد، راجع اسد الغابة: 454:2. (9) أخرجه في كنز العمال: 318:14، ومجمع الزوائد: 648:7 عن مسند أحمد: 13:5، والطبراني في الكبير ح 6918. (10) هو أبومحمد المؤدب، يونس بن محمد بن مسلم، ترجم له في تاريخ بغداد: 351:14. (11) في الأصل (زيد بن اسامة) تصحيف لما أثبتناه، راجع تهذيب التهذيب: 208:6، وسير أعلام النبلاء: 138:8 عند ترجمته لليث. (12) كذا، قال في النهاية: 49:4، وفيه (أنه كان يتعوذ من القرم) وهي شدة شهوة اللحم حتى لا يصبر عنه... أقول: والعبارة لا تخلو من سقط وتصحيف، ولعلها هكذا (اللهم اني أعوذبك من المأثم والمغرم والفتن الحادثة) وفي صحيح مسلم (اللهم اني أعوذ بك من الأثم والمغرم). (13) رواه مسلم في صحيحه: 412:1 ح 589 باسناده الى عروة بن الزبير مثله، وزاد فيه: قالت: فقال له قائل: ما كثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله؟ فقال: (ان الرجل اذا غرم حدث فكذب، ووعد فأخلف). وأخرجه في كنز العمال: 177:2 وص 190 وص 210 عن جملة من المصادر بأسانيد مختلفة. أقول: وأخبار تعوذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من فتنة الدجال تناقلتها كتب الفريقين بألفاظ شتي وأسانيد عدة، راجع معجم أحاديث الامام المهدي عجل الله فرجه: 109-96:2. (14) في الأصل (ابنه) تصحيف لما في المتن. انظر الجرح والتعديل: 405:5، و298:7. (15) انظر التخريجة السابقة. (16) هو يزيد، وقيل: عبد الرحمن بن سفيان التميمي البصري، ترجم له في تهذيب التهذيب: 438:6. (17) قال ابن منظور في لسان العرب: 455:7: ومنه حديث أبي هريرة (أصحاب الدجال شواربهم كالصياصي) يعني أنهم أطالوها وفتلوها حتى صارت كأنها قرون بقر. (18) أورده في مجمع الزوائد: 654:7 عن سفينة وص 661 عن أسماء (نحوه). (19) في الأصل (أبوبكر بن عمر) تصحيف، هو أبوبكر الحافظ، المعروف بأبي الآذان، كان يسكن سر من رأي، ترجم له في تاريخ بغداد: 214:11. (20) في الأصل (غياث) تصحيف، هو أبوبكر الايادي القماط، ترجم له في تاريخ بغداد: 278:3. (21) ترجم له في الجرح والتعديل: 159:6 رقم 877 وتهذيب التهذيب: 90:4. وفي سند أبي داود (عثمان بن عبد الرحمن) وكلاهما وارد. (22) هي أخت الضحك بن قيس، وكانت من المهاجرات الأول. (23) من سنن أبي داود. (24) رواه أبوداود في سننه: 118:4 ح 4325 باسناده الى عثمان بن عبد الرحمن، عن ابن أبي ذئب مثله. (25) في الأصل (الثوري) تصحيف، تقدمت ترجمته. (26) أضفناها للزومها، وهو الموجود في سند مسلم. (27) في الأصل (الحسن). ترجم له في الجرح والتعديل: 52:3، وتهذيب التهذيب: 584:1. (28) جمع قارب. (29) في الأصل (أن يكون شيطانا). (30) اغتلمت الأمواج: اشتدت. (31) هي مدينة في الأردن في الغور الشامي. انظر مراصد الاطلاع: 241:1. وفي الأصل (ببستان). (32) هي قرية بمشارف الشام في طرف البحيرة المنتنة، وتسمي البحيرة بها وهي قرب الكرك (مراصد الاطلاع: 666:2 و667)، وفي الأصل (زعر). والحديث مذكور بلفظ آخر في معجم البلدان: 53:4، فراجع. (33) في صحيح مسلم (أربعين). (34) سيف صلت واصليت ومنصلت: صقيل. (35) ذكرها في صحيح مسلم مرتين. (36) في صحيح مسلم (احدثكم). (37) أضاف بعدها مسلم في صحيحه (ما هو من قبل المشرق، ما هو من قبل المشرق، ما هو). قال القاضي: لفظة (ما هو) زائدة، صلة للكلام، ليست بنافية، والمراد اثبات أنه في جهات المشرق. (38) رواه مسلم في صحيحه: 78:18 باسناده الى عبد الوارث بن عبد الصمد، والحجاج ابن الشاعر مثله، وأبوداود في سننه: 118:4 ح 4326 باسناده الى عبد الصمد بن سعيد مثله. (39) ترجم له في تاريخ بغداد: 420:1 ووصفه بالصلحي قائلا، سكن بغداد. وقال في معجم البلدان: 516:1: بهندف: بليدة من نواحي بغداد... وينسب اليها أحمد ابن محمد بن ابراهيم البهندفي. (40) في الأصل (الرقي) تصحيف. ترجم له في تهذيب التهذيب: 164:6. ****************** فأتيناه، فاذا هو رجل صرير موثق شديد الوثاق، فقلنا له: يا عبد الله أخبرنا؟ قال: ومن أنتم؟ قلنا: العرب. قال: فما فعل رسول الله الأمين؟ قلنا: بعث. قال: فما فعل به قومه؟ قلنا: اتبعوه. قال: أما ان ذلك خير لهم. قال: ما فعل نخل بيسان؟ قلنا: حمل. قال: أما انه يوشك أن لا يحمل. قال: فما فعلت عين زغر؟ قلنا: غريزة الماء. قال: انه يوشك أن يقل ماؤها. قال: فما فعلت بحيرة طبرية؟ قلنا: كثيرة الماء. قال: أما انه يوشك أن يقل ماؤها، أما واني أرد الأرض كلها حتى آتي طيبة. - قالت فاطمة بنت قيس: وكان في يد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قضيب، فنكث به، وقال: هذه طيبة، وهو علي منبره - ثم قال - يعني الدجال -: فأجد علي كل نقب ملكا معه السيف صلتا، يستقبلني به.(1) سياق بعض المأثور في تكيد سحره وشهرة كذبه 1:186- حدثنا جدي، قال: نبا يزيد بن هارون، قال: نبا الوليد بن عبد الله بن جميع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف،(2) (عن) جابر بن عبد الله الأنصاري، قال:أتي النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي ابن صياد وهو يلعب مع الصبيان، فقال له: أتشهد اني رسول الله؟ قال ابن صياد: فتشهد أنت أني رسول الله؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اخسأ، بل أنت عدو الله، اخسأ فلن تعدو قدرك. فقال له: اني قد خبأت لك خبيئا. فما هو؟ قال: الدخ. فقال له: اخسأ. قال الوليد بن عبد الله بن جميع، فقال لي ابن أبي سلمة: قد تركت من الحديث شيئا لم تحفظه. قال جابر: هو يشهد انه الدجال. فقال: فقيل له: انه قد دخل المدينة، والدجال لا يدخل المدينة؟ قال: وان دخل المدينة! قال: فانه قد ولد له، والدجال لا يولد؟ قال: وان ولد له! قيل: فانه قد مات؟ قال: وان مات!(3) 2:187- حدثنا يعقوب بن اسحاق بن(4) زياد أبو يوسف القلوسي القاضي، قال: نبا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: نبا سليمان التيمي،(5) عن أبي نضرة،(6) قال: قال جابر بن عبد الله: لما مات ابن صياد، فجي ء بجنازته، فكشف الأمير فنظر اليه، قال: أستغفر الله مما كنا نقول. فقال جابر: ما كان أجري في أنفسنا أن يكون هو هو منه يوم مات. 3:188- حدثنا جدي، قال: نبا علي (بن) بحر القطان، قال: نبا هشام بن يوسف، قال: نبا محمد،(7) عن الزهري، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أن أباسعيد الخدري، قال: حدثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم حديثا (8) طويلا عن الدجال، فقال فيما يحدثنا: يأتي الدجال المدينة ليدخلها، فلا يقدر علي ذلك لأنه محرم عليه أن يدخل نقاب(9) المدينة، فيخرج اليه رجل هو يومئذ من خير الناس، فيقول للدجال: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا النبي حديثه. فيقول الدجال: أرأيتم ان قتلت هذا الرجل، ثم أحييته، هل تشكون في الأمر؟ فيقولون: لا. فيقتله، ثم يحييه، فيقول ذلك الرجل حين يحيا، والله ما كنت (فيك) قط أشد بصيرة مني اليوم. قال: فيريد الدجال قتله ثانية، فلا يسلط عليه. قال - يعني الزهري -: بلغني أن ذلك الرجل (الخضر) عليه السلام.(10) سياق ما اثر في علامة خروجه 1:189- حدثنا جدي، قال: نبا يزيد بن هارون، قال: نبا جرير بن حازم، عن قتادة، عن شهر بن حوشب، عن أسماء بنت يزيد، قالت: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيت، فقال: اذا كان قبل خروج الدجال بثلاث سنين حبست السماء ثلث قطرها، وحبست الأرض ثلث نباتها؛ فاذا كانت السنة الثانية، حبست السماء ثلثي قطرها، وحبست الأرض ثلثي نباتها؛ فاذا كانت السنة الثالثة حبست السماء قطرها كله، وحبست الأرض نباتها كله، فلا يبقي ذو خف ولا ذو ظلف الا هلك، فيقول الدجال للرجل من أهل البادية: أرأيت ان بعثت لك ابلك ضخاما أبدانها، عظاما أسنمتها، وافرة ضروعها، أتعلم أني ربك؟ فيقول: نعم. فتمثل له الشياطين علي صورة ابله، فيتبعه. و يقول للرجل: أرأيت ان بعثت امك وأبك، أو من تعرف من أهلك، أتعلم أني ربك؟ فيقول: نعم، فتمثل له الشياطين علي صورهم، فيتبعه. ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وبكي أهل البيت، ثم رجع ونحن نبكي، فقال: ما يبكيكم؟ فقلت: يا رسول الله، ما ذكرت من الدجال، فو الله ان أمة أهلي لتعجن عجينها، فما يبلغ حتى تكاد كبدي تنفت من الجوع، فكيف نصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لا تبكوا فانما يلقي المؤمن يومئذ الطعام والشراب بالتكبير والتسبيح والذكر، فان خرج الدجال وأنا فيكم، فأنا حجيجه، وان يخرج بعدي فالله خليفتي علي كل مسلم.(11) 2:190- حدثنا موسي بن اسحاق أبوبكر، قال: نبا أبوكريب(12) محمد بن العلاء الهمداني، قال: نبا يونس بن بكير، قال: نبا محمد بن اسحاق، أخبرني ابراهيم بن أبي عبلة،(13) عن أبيه، عن عوف بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ان أمام الدجال سنين خوادع، يكثر فيها المطر، ويقل فيها النبت، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، ويكذب فيها الصادق، ويصدق فيها الكاذب، ويتكلم فيها الرويبضة.(14) قيل: وما الرويبضة؟ قال: من لا نوية له.(15) 3:191- حدثنا جدي، قال: نبا يزيد بن هارون، قال: نبا هشام بن حسان، عن عقبة بن أوس السدوسي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: يكون علي الروم رجل لا يعصونه شيئا، فيسير ويسير المسلمون حتى ينزلوا أرضا - قد سماها، فنسيتها - فيستمد المسلمون بعضهم بعضا، حتى أنه ليمدهم أهل عدن آتين علي قلائصهم، فيلتقون فيقتتلون عشرة أيام، لا يحجز بينهم الا الليل، ولا تكل سيوفهم ولا نشابهم، وأنتم مثل ذلك، فيأمر بالسفن فتحرق، ثم يقول: قاتلوا الآن. فيقاتلون أشد قتال، فيقتلون قتلي كثيرة لم ير مثلها حتى أن الطائر ليأتيهم فما يجاوزهم حتى يخر ميتا من جيفهم، للشهيد يومئذ كفلان علي من مضي قبله، وللمؤمن الحي كفلان علي من قبله (لا تزال بقيتهم أبدا)،(16) وأما بقيتكم فانهم يقاتلون الدجال.(17) 4:192- وحدثنا جدي، قال: نبا محمد بن عبيد الطنافسي، قال: نبا الأعمش عن خيثمة(18) بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: تجيش الروم فيخرجون أهل الشام من منازلهم حتى يستغيثوكم، فتغيثوهم ولا يتخلف عنهم مؤمن، فيقتتلون، فيكون بينهم قتلي كثيرة، ثم يهزمونهم الى (اسطوانة)(19) اني لأعلم مكانها، فيغنمون غنيمة عظيمة، حتى يكيلوا الدنانير بالتراس، فبينما هم كذلك اذ جاءهم بريد أن الدجال قد خرج، وأنه يحوش ذراريكم. قال: فيلقون ما في أيديهم، ثم يأتونه.(20) 5:193- حدثنا علي بن سهل أبوالحسن النسائي،(21) قال: نبا خالد بن أبي يزيد القرني،(22) قال: نبا الهياج بن بسطام، عن محمد بن اسحاق، عن عبد الله بن دينار، عن أنس بن مالك، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ان بين يدي الدجال سنين خداعات، يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، ويتكلم فيها الرويبضة، قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة. وحدثنا علي بن سهل، قال: نبا عفان بن أبي عتبة، قال: نبا عبد الله بن ادريس، عن محمد بن اسحاق باسناده، ونقله الا أنه قال: بين يدي الساعة...(23) سياق ما اثر في الفوارس العشرة الذين يبعث بهم طليعة الى الدجال 1:194- كان سعيد بن يحيي الفراطيسي -(24) - فيما بلغني - يروي عن ابن عون(25) أنه حدثهم، قال: أخبرنا عبد الرحمن (بن) عبد الله المسعودي، عن يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين، عن اسير بن جابر، أنه بلغه موت عبد الله بن مسعود وهو بمفازة سجستان، فبكي فكثر البكاء، فقيل له: أتبكي علي عبد الله وقد سبق له خير كثير؟! فقال: وما يمنعني وقد سمعته يذكر العشرة الفوارس الذين يبعثون طليعة الى الدجال من خير الفوارس في الأرض، ثم أنشأ يحدث: هاجت ريح حمراء علي عهد عبد الله، فأتاه آت ليس له هجير الا أن يقول: يا عبد الله، جاءت الساعة! فقال عبد الله: ان الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة؛ ثم أنشأ يحدث، فقال: يجمع جمع لأهل الاسلام من قبل الروم، فيعدون هم وهم، فيقتتلون قتالا شديدا، وتكون ردة شديدة، ثم يقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، لا يفترق هؤلاء وهؤلاء، وكل غير غالب حتى أن بني الأب ليتعادون علي المال، حتى لا يبقي منهم الا رجل، فأي مال يقسم، وأي غنيمة يفرح بها؟! قال: فبينا هم كذلك اذ أتاهم أنباء الصادق، وأن الدجال قد خرج، فيبعثون العشرة الفوارس حينئذ. وقال عبد الله: هاهنا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اني لأعلم أسماءهم، وأسماء آباءهم، وآسماء قبائلهم، وألوان خيولهم).(26) 2:195- فأخبرنا محمد بن حمدان أبوبكر الصيدلاني وامام بني هشام،(27) قال: نبا أبوعلي الحسن بن الصباح، قال: نبا شبابة بن سوار الفزاري، قال: نبا سليمان بن المغيرة، عن حميد بن هلال، عن أبي قتادة،(28) عن اسير بن جابر، قال: كنا في بيت عبد الله بن مسعود - والبيت ملآن بالناس - فهاجت ريح بالكوفة، فأقبل رجل ماله هجير الا (أن يقول:) يا ابن مسعود جاءت الساعة! يا ابن مسعود جاءت الساعة! وكان ابن مسعود متكئا مقعدا، فقعد وغضب، ثم قال: ان الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث، ولا يفرح بغنيمة عدو، ويجمع لأهل الاسلام. قال حميد: فقلت لأبي: من هم؟ قال: الروم فيقتتلون هم وهم، فلا يزالون يقتتلون حتى يحجز بينهم الليل، فيبقي هؤلاء وهؤلاء، وكل غير غالب، فاذا كان من الغد فعلوا مثل ذلك، ومن اليوم الثالث، فاذا كان اليوم الرابع فيظهرون عليهم، فيتفاقد بنو الأب، فلا يبقي منهم الا رجل واحد. قال ابن مسعود: فأي ميراث يقسم، وأي غنيمة يفرح بها، فبينا هم كذلك اذ أتاهم ناس كثر مما كانوا فيه، فيأتيهم الصريخ: ألا ان الأعور قد خرج في عيالكم، فيرفضون ما في أيديهم ويقبلون. ثم قال ابن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (فيبعث المسلمون عشرة فوارس طليعة نحو الدجال). ثم قال ابن مسعود: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم، وصفة خيولهم، وهم يومئذ خير فوارس في الأرض).(29) أبوقتادة هذا العدوي، واسمه (تميم بن نذير) وقيل: الزبير، والأول أعرف القولين.(30) وهذا الباب الذي فيه هذا الاسنادان متصل بالأخبار التي في الباب الذي قبله. فلنذكر في أثر ما مضي قبل من قصص الدجال الأخبار الواردة بمولده، ومقدار مكثه، ونزول عيسي بن مريم لقتله، واحياء ما أمات من الدين في أيامه، وفي أي مكان يقتله، وما اتصل بذلك. الهوامش: (1) تقدم مثله في الحديث السابق. (2) في الأصل (عون) تصحيف. ترجم له في تهذيب التهذيب: 351:6. (3) روي مسلم في صحيحه: 54:18، وأبوداود في سننه: 120:4 باسناديهما الى ابن عمر نحوه. (4) في الأصل (أن) وفيه (الفلوسي) بدل (القلوسي) وكلها تصحيف لما أثبتناه، ترجم له في تاريخ بغداد: 286:14 رقم 7580، والأنساب للسمعاني: 537:4، وفيه: ولي قضاء نصيبين. (5) في الأصل (التميمي) تصحيف لما في المتن، هو سليمان بن طرخان، أبوالمعتمر التيمي البصري، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 195:6. (6) في الأصل (نصرة) تصحيف لما في المتن، هو المنذر بن مالك بن قطعة، أبونضرة العبدي، ترجم له في تهذيب التهذيب: 519:5، وسير أعلام النبلاء: 529:4. (7) كذا، ويحتمل قويا أنها تصحيف (معمر) وهو الموجود في سند نعيم، ولرواية هشام ابن يوسف الصنعاني عنه. (8) في الأصل (نبا النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدثنا) وما في المتن كما في فتن نعيم. (9) جمع نقب، وهو الطريق: قال في النهاية: 102:5، ومنه الحديث: (علي أنقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال) وهو جمع قلة للنقب. (10) رواه نعيم في الفتن: 551:2 ح 1547 باسناده الى معمر مثله، وأضاف بعده: قال معمر: بلغني بأنه يجعل علي حلقه صفيحة من نحاس، وبلغني أن الخضر يقتله الدجال، ثم يحييه. ورواه مسلم في صحيحه: 72:18 باسناده الى عبيد الله بن عبد الله مثله، وقال في آخره: قال أبو اسحاق: يقال: ان هذا الرجل هو الخضر عليه السلام، وتقدم مثله هذا الحديث. (11) رواه أحمد في مسنده: 453:6 باسناده الى يزيد بن هارون مثله. وروي نعيم في الفتن: 526:2 ح 1481 باسناده الى شهر بن حوشب (صدره) وفي ص 534 ح 1514 بقية الحديث. (12) في الأصل (كريت) تصحيف. ترجم له في تهذيب التهذيب: 415:6. (13) في الأصل (عيله) تصحيف. هو أبو اسحاق العقيلي الشامي المقدسي. ترجم له في سير أعلام النبلاء: 323:6. (14) قال في لسان العرب: 111:5، وفي حديث الفتن: روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر من أشراط الساعة أن تنطق الرويبضة في أمر العامة، قيل: وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: (الرجل التافه الحقير ينطق في أمر العامة)... وقيل: هو العاجز الذي ربض عن معالي الامور، وقعد عن طلبها... والغالب أنه قيل للتافه من الناس: رابضة ورويبضة.... (15) رواه أحمد في مسنده: 220:2 باسناده الى أبي هريرة، وفيه: قيل: وما الرويبضة؟ قال: الفويسق. ياتي في ح 5 مثله. (16) كذا، وفي عقد الدرر هكذا (الأبدال لا يفتنون أبدا) وفي هامشه أنها ليست في بعض النسخ، وفي بعضها (لا يدال بقيتهم أبدا). (17) عنه عقد الدرر: 278. (18) في الأصل (عن حشمة) تصحيف بين، لرواية الأعمش سليمان بن مهران، عن خيثمة بن عبد الرحمن، راجع سير أعلام النبلاء: 226:6 رقم 110 والمصادر المذكورة في هامشه. (19) كذا، والظاهر (أسطوان): قلعة في الثغور الرومية من ناحية الشام... (معجم البلدان: 177:1). (20) عنه عقد الدرر: 281. (21) في الأصل (أبوعلي سهل أبوالحسن النساي) تصحيف، تقدمت ترجمته. (22) في الأصل (القسري) تصحيف. ترجم له في تاريخ بغداد: 300:8. (23) تقدم مثله في ح 2. (24) كذا، والظاهر أنه (سعيد بن بحر القراطيسي) المترجم له في أنساب السمعاني: 464:4، وتاريخ بغداد: 95:9. (25) هو جعفر بن عون، المترجم له في سير أعلام النبلاء: 439:9. (26) روي الحكم في المستدرك: 523:4 ح 8471 باسناده الى اسير بن جابر مثله بتفصيل كثر؛ وفيه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (اني لأعرف أسماءهم وأسماء آبائهم وألوان خيولهم، هم خير فوارس علي ظهر الأرض يومئذ، وقال: هم خير من علي ظهر الأرض). (27) كذا، ولعل فيه سقطا أو تصحيفا. (28) في الأصل (فزارة) تصحيف، وذكره المؤلف في آخر الحديث مصرحا باسمه كما سيأتي. (29) انظر تخريجة الحديث السابق. (30) راجع في ذلك تهذيب التهذيب: 410:6، والجرح والتعديل: 441:2. ****************** سياق المأثور في ذلك وفيما يتصل به 1:196- نبا علي بن سهل النسائي، قال: نبا عفان بن مسلم أبو عثمان الصفار، قال: نبا عبد الواحد بن زياد، قال: نبا الحارث بن حصيرة، قال: نبا زيد بن وهب، قال: قال أبوذر: لأن احلف عشر مرات أن ابن صائد هو الدجال، أحب الى من أن أحلف مرة واحدة أنه ليس به، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعثني الى امه، فقال: سلها كم حملت به؟ فأتيتها، فسألتها، قالت: حملت به اثنا عشر شهرا، ثم أرسلني اليها، فقال: سلها عن صيحته حين وقع، فسألتها، فقالت: صاح صيحة صبي ابن شهرين. قال أبو ذر: ثم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقيه ذات يوم، فقال له: اني قد خبأت لك خبيا. فقال: خبيت في خطم شاة عفراء (الدخ) ؛(1) وذلك أنه أراد أن يقول (الدخان) فلم يستطع، فقال (الدخ). فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اخسأ فانك لن تسبق القدر. وفي رواية اخرى أنه بعث الى ام الدجال يسألها عن مولده، فقالت: ولدته مجنونا ممرورا.(2) 2:197- حدثنا علي بن سهل بن المغيرة، قال: نبا عفان بن مسلم، قال: نبا حماد بن سلمة، قال: نبا علي بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: بمكث أبوا الدجال ثلاثين عاما لا يولد لهما ولد، ثم يولد لهما غلام أعور أضر شيئا وأقله نفعا، تنام عيناه ولا ينام قلبه. ثم نعت لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أباه، فقال: أبوه رجل طوال ضرب اللحم، كأن أنفه منقار، وامه فرضا خية(3) طويلة الثديين. قال أبوبكرة، فسمعنا بمولود ولد في اليهود في المدينة، فذهبت أنا والزبير حتى دخلنا علي أبويه، فاذا نعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيهما، فقلنا لهما: هل لكما ولد؟ فقالا: مكثنا ثلاثين عاما لا يولد لنا ولد، ثم ولد لنا غلام أضر شيئا، وأقله نفعا، تنام عيناه ولا ينام قلبه! فخرجنا من عندهما فاذا الغلام منجدل في قطيفة في الشمس، له همهمة، فكشف عن رأسه، فقال: ما قلتما؟ فقلنا: وهل سمعت؟ فقال: نعم، واني تنام عيناي ولا ينام قلبي. قال حماد: وهو ابن صياد.(4) 3:198- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا سعيد بن سليمان الواسطي المعروف بسعدويه، قال: نبا خلف بن خليفة، قال نبا أبو مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا أعلم بما مع الدجال منه، معه نهران: أحدهما نار تأجج، والآخر ماء أبيض، فان أدركه أحد منكم فليشرب من الذي يراه نارا، فان فيه ماء باردا، وايكم والآخر فانه الفتنة، واعلموا أنه مكتوب بين عينيه (كافر) يقرأه من يكتب ومن لا يكتب، وان احدي عينيه ممسوحة عليها ظفرة، وانه يطلع في آخر أمره علي نهر (الأردن) علي ثنية أفيق(5) كل أحد يؤمن بالله واليوم الآخر ببطن الأردن، فانه يقتل (من) المسلمين ثلثا، ويهزم ثلث، ويبقي ثلث، فيقاتلوه حتى يحجز بينهم الليل، وذكر باقي الحديث؛ ثم ينزل عيسي بن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، فيدركه عند باب لد فيقتله.(6) وفي الحديث كلام قد حذف منه، وكبر ما فيه من رواية غير الصاغاني، وهو من حديث صفوان بن صالح المؤذن، عن الوليد بن مسلم، عن عبد الرحمن ابن يزيد بن جابر، وقد تداخلت الروايات، فليعلم ذلك. 4:199- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا يونس بن المؤدب، قال: نبا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أبي نضرة، قال: أتينا عثمان بن أبي العاص يوم الخميس(7) لنعرض عليه مصحفا لنا، فلما حضرت الجمعة أمرنا فاغتسلنا، ثم روحنا الى الجمعة، فجلسنا الى رجل يحدث، ثم جاء عثمان بن أبي العاص، فتحولنا اليه، فقال عثمان: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يكون للمسلمين ثلاثة أمصار: مصر بملتقي البحرين، ومصر بالجزيرة،(8) ومصر بالشام، فيفزع المسلمون ثلاث فزعات، فيخرج الدجال في أعراض جيش منهزم(9) من قبل المشرق، فأول مصر يرد اليه المصر الذي بملتقي البحرين، فيصير أهله ثلاث فرق: فرقة تقيم، تقول (نشأمه وننظر ما هو) وفرقة تلحق بالأعراب، وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم؛ ومع الدجال سبعون ألفا عليهم التيجان، وكثرهم تبعة اليهود والنساء، ثم يأتي المصر الذي يليهم، ثم يأتي الشام، وينحاز المسلمون الى عقبة أفيق، ويبعثون سرحا فيصاب سرحهم، فيشتد ذلك عليهم، وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد حتى أن أحدهم ليحرق وتر قوسه فيكله؛ فبينا هم كذلك اذ نادي مناد من السحر: يا أيها الناس، أتكم الغوث - يقول ذلك ثلاثا - فيقول بعضهم لبعض: ان هذا لصوت رجل شبعان؛ فينزل عيسي بن مريم عند صلاة الفجر، فيقول له أمير(10) الناس: تقدم يا روح (الله) فصلي بنا. فيقول: انكم معشر هذه الامة بعضكم امراء علي بعض، تقدم أنت فصل بنا. فيتقدم الأمير، فيصلي بهم. فاذا انصرف أخذ عيسي بن مريم حربته، فيذهب نحو الدجال، فاذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص، ويضع عيسي حربته بين يديه،(11) فيقتله؛ ثم ينهزم أصحابه وليس شيء يومئذ يخبئ منهم أحدا حتى أن الشجرة لتقول للرجل المؤمن: يا مؤمن هذا كافر، وحتى أن الحجر ليقول للرجل المؤمن: يا مؤمن هذا كافر.(12) 5:200- حدثنا علي بن سهل النسائي، قال: نبا عبيد(13) الله بن موسي، قال: نبا شيبان بن عبد الرحمن، قال: يحيي بن أبي كثير، عن اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث طويل يذكر فيه قصة الدجال قال فيه -: فيأتي الدجال حتى ينزل في ناحية من المدينة، فترجف عند ذلك ثلاث رجفات، فيخرج اليه كل كافر ومنافق.(14) 6:201- حدثنا علي بن سهل، قال: نبا عفان، قال: نبا حماد بن سلمة، عن اسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ان الدجال يطأ الأرض كلها الا مكة والمدينة، فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من نقابها صفوفا من الملائكة، ويأتي (سبخة الجرف) فيضرب هنالك رواقه، فترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج اليه كل كافر ومنافق.(15) 7:202- نبا عبد الله بن الصقر التميمي،(16) قال: نبا الحسين بن الأسود العجلي، قال: نبا عمرو بن محمد العنقزي،(17) قال: نبا اسماعيل بن رافع،(18) قال: سمعت عمرو بن عبد الله الحضرمي، يقول: سمعت أباامامة الباهلي يقول: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم، فكان كثر خطبته حديثا حدثناه عن الدجال، فحذرناه، فكان من قوله يومئذ أن قال: يا أيها الناس، انه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال، وان الله تبارك وتعالي لم يبعث نبيا بعد نوح الا حذره امته، واني آخر الأنبياء، وأنتم آخر الامم، وهو خارج فيكم لا محالة، فان يخرج وأنا حي بين أظهركم فأنا حجيجه، وان يخرج بعدي فكل امرئ حجيج نفسه، وان الله خليفتي علي كل مسلم؛ انه يخرج من خلة بين العراق والشام، فيعيث يمينا ويعيث(19) شمالا؛ يا عباد الله فاثبتوا فانه يبدأ فيقول: نا نبيكم! ولا نبي بعدي، ثم يثني فيقول: أنا ربكم! ولن تروا ربكم حتى تموتوا، وسأصفه لكم صفة لم يصفها لكم نبي لامته؛ انه أعور، وان ربكم ليس بأعور، وانه مكتوب بين عينيه (كافر) يقرأه كل مؤمن كاتب وغير كاتب؛ وان من فتنته أن معه جنة ونارا، فناره جنة وجنته نار، فمن لقيه منكم فليتفل في وجهه، ومن ابتلي بناره فليستغث بالله، وليقرأ فواتح سورة الكهف، تكون النار بردا وسلاما عليه كما كانت النار بردا وسلاما علي ابراهيم عليه السلام. وان من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت؛ وان من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت ان أبعث لك أبك وامك، أتشهد أني ربك؟ فيقول: نعم. فيمثل له شيطانان علي صورة أبيه وامه، فيقولان له: يا بني اتبعه فانه ربك! وان من فتنته أنه يركب حمارا ما بين اذنيه أربعون ذراعا؛ وان من فتنته أنه يصيح ثلاث صيحات فيسمعها أهل المشرق وأهل المغرب؛ وان من فتنته أنه يتناول الطير من الهواء؛ وان من فتنته أنه يتناول الشمس فيشقها؛ وان من فتنته أن لا يبقي شيء من الأرض الا وطئه، وظهر عليه سبعة أيام الا مكة والمدينة، فانه لا يأتيهما من نقب من نقابها الا لقيته الملائكة بالسيوف مصلتة(20) حتى ينزل عند الظريب(21) الأحمر، عند منقطع السبخة، فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقي منافق ولا منافقة الا خرج اليه؛ فتنفي المدينة الخبث عنها كما ينفي الكير خبث الحديد، ويدعي ذلك اليوم (يوم الخلاص).(22) فقالت ام شريك بنت أبي العكر:(23) يا رسول الله! فأين الناس(24) يومئذ؟ قال: هم يومئذ قليل، وجلهم ببيت المقدس، وامامهم رجل صالح. وان من فتنته أنه يمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر فتمطر، ويأمر الأرض أن تنبت فتنبت، حتى تروح عليهم مواشيهم يومهم ذلك أعظم ما كانت وأسمنه؛ وان من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا تبقي لهم ماشية الا هلكت؛ ثم يسير حتى يأتي بيت المقدس، وفيه امام الناس فيحاصرهم، فبينا هو محاصرهم اذ نزل عليه عيسي بن مريم، حين يدخل امام الناس في صلاة الغداة، فاذا رآه ذلك الامام عرفه، فرجع يمشي القهقري ليتقدم عيسي، فيصلي بهم فيضع عيسي يده بين كتفي ذلك الامام فيقول له: صل أنت فانها لك اقيمت. فيصلي عيسي وراءه، فاذا انصرف ذلك الامام قالوا:(25) افتحوا الباب. وراء الباب الدجال معه سبعون ألف يهودي، كلهم ذو سيف محلي، وساج. واذا فتح الباب نظر الدجال الى عيسي، فاذا رآه ذاب كما يذوب الملح في الماء، وكما يذوب الرصاص في النار، ثم ولي هاربا، فيقول له عيسي: ان لي فيك ضربة لن تفوتني(26) بها. فيضربه عند الباب(27) الشرقي فيقتله؛ ويهزم الله اليهود، فيقتلون قتلا ما قتل أحد مثله قط، فلا يبقي شيء يتواري به يهودي الا أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر، ولا شجر، ولا بهيمة الا أنطقه الله تبارك وتعالي، فيقول: يا عبد الله! يا مسلم! هذا يهودي فتعال فاقتله. فيكون عيسي بن مريم في امتي حكما عادلا، واماما مقسطا، يدق الصليب، ويذبح الخنزير، ويرفع الجزية، ويترك الصدقة (فلا يسعي) علي شاة ولا بعير، ويرفع الشحناء والتباغض، وتنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية (فلا تضره) وترعي(28) الوليدة الأسد فلا يضرها، ويكون الذئب في الغنم كأنه كلبها، وتملأ الأرض من الاسلام(29) كما يملأ الاناء من الماء، وتكون الكلمة واحدة، ولا يعبد الا الله، وتضع الحرب أوزارها، وتسلب قريش ملكها، وتكون الأرض كفاثور(30) الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع البقر علي القطف - يعني العنقود - فيشبعهم، ويكون الفرس بالدريهمات، ويكون الثور بكذا وكذا من المال. الهوامش: (1) في مسند أحمد (خبيت لي خطم... والدخ). (2) رواه أحمد في مسنده: 148:5 باسناده الى عفان بن مسلم مثله. (3) قال في النهاية: 433:3 في حديث الدجال أن امة كانت فرضا خية أي ضخمة عظيمة الثديين. (4) رواه الترمذي في السنن: 449:4 وأحمد في مسنده: 40:5 باسناديهما الى حماد ابن سلمة مثله، عنهما كنز العمال: 304:14. (5) أفيق: قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق، والعامة تقول فيق. معجم البلدان: 233:1. (6) رواه الحكم في المستدرك: 536:4 ح 8507 باسناده الى سعيد بن سليمان مفصلا مثله. (7) في المستدرك (الجمعة). (8) (بالحيرة) (خ). (9) في كنز العمال (في أعراض الناس فينهزم) وفي مستدرك الحكم (وفي عراض جيش فيهزم). (10) في المستدرك (امام). (11) في مستدرك الحكم (ثندوته). الثندوة للرجل كالثديين للمرأة. (12) رواه الحكم في المستدرك: 525:4 باسناده الى حماد بن زيد، عن أيوب السختياني، وعلي بن زيد، عن أبي نضرة مثله، وقال: هذا حديث صحيح الاسناد علي شرط مسلم بذكر أيوب السختياني، ولم يخرجاه. وأخرجه في كنز العمال: 328:14 عن مسند أحمد، وابن عسكر بالاسناد عن عثمان مثله. (13) في الأصل (عبد) ترجم له في تهذيب التهذيب: 34:4. (14) رواه أحمد في مسنده: 191:3 باسناده الى اسحاق بن عبد الله (مثله). (15) انظر التخريجة السابقة. (16) كذا، والمذكور في تاريخ بغداد: 489:9 رقم 5113 (عبد الله بن الصقر بن نصر السكري). (17) في الأصل (العبقري) تصحيف، ترجم له في الجرح والتعديل: 262:6، وقال: العنقز: شيء ينسب اليه. وقال السمعاني في الأنساب: 253:4 بعد أن ذكره: العنقز: هو المرزنجوش. (18) في الأصل (نافع) تصحيف، وما أثبتناه هو الموجود في سند ابن ماجة. ترجم له في الجرح والتعديل: 169:2. (19) في الأصل (فيغيث يمينا، ولا يغيث شمالا). (20) في سنن ابن ماجة (صلتة). (21) في الأصل (الضراب). والظريب: تصغير ظرب والظراب: الجبال الصغار. (22) في الأصل (الاخلاص). (23) في الأصل (العسكر) تصحيف. وقد اختلف في نسبها، راجع ترجمتها في الاصابة والاستيعاب واسد الغابة والجرح والتعديل. (24) في السنن (العرب). (25) كذا، وفي سنن ابن ماجة (قال عيسي). (26) في سنن ابن ماجة (تسبقني). (27) في سنن ابن ماجة (باب اللد). (28) في سنن ابن ماجة (وتفر). وفي عقد الدر (تنفر). (29) في سنن ابن ماجة (السلم) وهو الظاهر. (30) الفاثور: الخوان. ****************** قيل: يا رسول الله! ما يرخص الفرس؟ قال: لا يركب لحرب أبدا. قيل: فما يغلي الثور؟ قال: تحرث الأرض كلها، وتكون أيام الدجال أربعين سنة، ويكون الشهر كالجمعة، والجمعة كاليوم، وآخر أيامه كالشرارة، يصبح أحدكم علي باب المدينة فما يبلغ بابها الآخر حتى يمسي! قيل: يا رسول الله! فكيف يقدر الناس الصلاة في تلك الأيام القصار؟ (قال:) كما يقدرون منها في أيامكم هذه الطوال. قال: وقبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد، يأمر الله السماء أن تحبس ثلث قطرها، ويأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها، فاذا كانت السنة الثانية أمر الله السماء فحبست ثلثي قطرها، وأمر الأرض فحبست ثلثي نباتها، فاذا كانت السنة الثالثة أمر الله السماء فلم تمطر قطرة، وأمر الأرض فلم تنبت خضراء، فلا يبقي ذو ظلف الا هلك الا ما شاء الله. قيل: يا رسول الله! فماذا عيش(1) الناس يومئذ؟ قال: التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل يجري ذلك عليهم(2) مجري الطعام.(3) 8:203- حدثني أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، قال: نبا يونس بن عبد الأعلي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني عبد الرحمن بن شريح أنه سمع في مجلس موسي بن وردان - لا يدري أموسي كان يحدث أو غيره - عن أبي هريرة، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض حوائط المدينة، فذكر الدجال، فقرب من أمره حتى أن بعضنا يلتفت يظن أنه قد غشيهم. و هذا حديث من حديث طويل فيه صفته، وما يلقي الناس منه في مسيره من بلد، وما يسحر به أعين الناس من التخيل الباطل، وكيف ينزل عيسي بن مريم، فيقتله، وغير ذلك من أحواله.(4) 9:204- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا الليث بن سعد، قال: حدثني ابن شهاب، عن عبد الله بن ثعلبة الأنصاري، يحدث عن عبد الرحمن ابن يزيد الأنصاري من بني عمرو بن عوف، يقول: سمعت ممع بن جارية يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول - في الحديث الطويل عن الدجال في آخره -: فينزل عيسي بن مريم فيقتل الدجال بباب لد.(5) كان مجمع عم عبد الرحمن بن يزيد، وأما ابن ثعلبة هذا فانه عبد الله بن ثعلبة الأنصاري، وقد روي هذا الحديث الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد(6) الله بن ثعلبة؛ ثعلبة هذا يروي بقية بن الوليد ذلك عنه، عن الزهري، وكذلك يروي العباس ابن الوليد العذري، عن أبيه، عن الأوزاعي سواء. وأما محمد بن مصعب القرقساني(7) فانه يحدث عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة لرواية الليث بن سعد، عن الزهري سواء. 10:205- حدثني جدي، قال: نبا يونس بن محمد المؤدب،(8) نبا أبو بكر محمد بن اسحاق الصاغاني، قال: نبا الحسين بن محمد المروزي، قال: نبا شيبان(9) بن عبد الرحمن النحوي، عن قتادة، قال: حدثني عبد الرحمن بن آدم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: الأنبياء اخوة علات،(10) امهاتهم شتي، ودينهم واحد، وأنا أولي الناس بعيسي بن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي،(11) وأنه خليفتي علي امتي، وأنه نازل، فاذا رأيتموه فاعرفوه: فانه رجل مربوع الى الحمرة والبياض، بين ممصرتين،(12) (كأن رأسه يقطر)(13) وان لم يصبه بلل، وانه يكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال، ويقاتل الناس علي الاسلام، فيهلك الله في زمانه مسيح الضلالة الكذاب، ويوضع الآية في الأرض حتى ترعي الاسود مع الابل، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان بالحيات لا تضرهم شيئا، فيمكث في الأرض أربعين، ثم يتوفي ويصلي عليه المؤمنون. وروي هذا الحديث بطوله همام بن يحيي، عن قتادة، عن عبد الرحمن بن آدم كذلك الا أنه قال: (ويصلي عليه المسلمون)، وقال: (أربعون سنة).(14) 11:206- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: هذا الحديث ان كنت قرأته علي القاسم بن الفضل فقد قرأته عليه، والا فانه حدثني به، وكبر ظني أنه حدثني به، قال: حدثني به، قال: كنا من وراء النهر، فانكسفت الشمس حتى نظرنا الى النجوم نهارا، ومعنا رجل من الأنصار يقال له (موسي بن هشام) فقال قائل من القوم: لقد كنت أري أنها الساعة! فقال موسي بن هشام: ولكن والله ما كنت أري أنها الساعة، ولكن قد علمت أنها آية، وأنها ستنجلي. فقال له رجل: أو ليس الله يقول: (لا تأتيكم الا بغتة)(15) ولكن من بينها أعلام، لا تكون الساعة حتى تكون تلك الأعلام؟ قال: فلعلك تقول: ان بعد ما تري عدلا، وانه سيكون مهدي، وان الدجال حق؟ فقال: نعم، من عمل بطاعة الله فهو هاد مهدي، وسيكون في آخر الزمان خليفة (اسمه) اسم نبينا (محمد)(16) وان الدجال حق، وما بعث الله نبيا الا حذره امته. وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم امته به، وحدثهم أنه كائن منهم، يجمع لكم الروم، وتجمعون لهم، ويلي أمر هذه الامة رجل اسمه اسم نبيكم (محمد) من كرم الخلائق علي الله عز وجل غير ثلاثة رجال: ابراهيم، وعيسي، ومحمد،(17) وان منتهي الولاية الى ابراهيم، وان أولي الناس بابراهيم محمد. يجمع لكم الروم وتجمعون لهم، فيقتتلون بأعماق،(18) فيشترط شريطة الموت، فيقاتلون حتى يمسوا، ويرجع كل غير غالب؛ ثم يلتقون ثانية كذلك، ثم يلتقون ثالثة فيقاتلون حتى يخلص الرئيسان أحدهما الى صاحبه، ويكون صاحب الناس يومئذ المهدي، فيقتل صاحب الروم، وتنهزم الروم، فيقتلهم المسلمون حتى يدخلوا القسطنطينية، فيملأون أيديهم من الغنائم. فبينا هم كذلك اذ خرج الدجال من منازله المسماة (روشنقباذ)(19) فينصدع أهل البصرة علي ثلاثة أثلاث: ثلث يلحقون بالأعراب، وثلث يلحقون بالشام؛(20) ثم يسير حتى ينزل بساباط من أرض الكوفة، فينصدع أهل الكوفة حتى تتفرق ثلاثة أثلاث: ثلث يلحقون بالأعراب، وثلث يلحقون بالشام، وثلث ينقطع بهم. ثم يسير الدجال حتى ينزل عقبة أفيق من بيت المقدس، فيبعث الله ملكا يحول بينه وبين الطلوع، ويأتي المسلمين الخبر، فيرجعون حتى يأتوا بيت المقدس، وينزل عيسي بن مريم بين الآذان والاقامة (من) صلاة الغداة، فيعرفه المسلمون، فيقولون له: تقدم فيقول: لا، أنتم أئمة، يؤم بعضكم بعضا. فيصلي اماما أمامه، ويصلي عيسي خلفه؛ فاذا انصرفوا من الصلاة، سار عيسي بن مريم الى الدجال، فاذا نظر الى الدجال، ذاب كما يذوب الرصاص علي النار، ومعظم أصحابه النساء والأعراب واليهود، فيقتل عيسي الدجال ويهرب أصحابه، فما من حجر ولا شجرة يستتر بها أحد منهم الا ناداه الحجر والشجر: هلم هذا كافر فاقتله، غير شجرتين (الدفلي) و(الحرمل) فانهما من شجر اليهود. ويفتح يأجوج ومأجوج، فيخرجون حتى ينتهوا الى البحيرة (بحيرة طبرية) فيبعث الله عليهم دودا وقرحا، يأخذ في أعناقهم فيقصفها، وينزل الله القطر من السماء، كيوم أهبط آدم الى الأرض، حتى أن الوحش ترعي مع السباع، لا تعادي بعضها بعضا، ويوضع السلاح فلا يحمل سلاح للحرب، وحتى أن الرجل ليمر بالقبر، فيقول: يا فلان، لو تعلم ما نحن فيه لسرك! ويمكث عيسي بن مريم بين أظهرهم أربعين عاما، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويقبض الله روح كل مؤمن، فيبقي بقيتهم في الأرض، فيعودون الى ما كان آباءهم يعبدون في الجاهلية، ويتسافدون في الطرق تسافد الحمير، وعلي اولئك تقوم الساعة. 12:207- حدثنا يحيي بن عبدالباقي، قال: نبا العباس بن الوليد العذري،(21) قال: أخبرني أبي، قال: نبا الأوزاعي، قال: أخبرني الزهري، عن نافع مولي أبي قتادة الأنصاري، عن ابراهيم، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال في حديثه عن الدجال: (كيف أنتم اذا نزل فيكم عيسي بن مريم، وامامكم منكم)؟(22) 13:208- حدثنا جدي قال: نبا علي بن بحر القطان، قال: نبا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني نافع مولي أبي قتادة الأنصاري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فذكر مثله.(23) 14:209- حدثنا جدي، قال: نبا علي بن بحر القطان، قال: نبا هشام بن يوسف، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، قال: أخبرني طلحة بن عبد الله بن عوف، عن أبي بكرة الثقفي،(24) قال:خرج علينا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوما وقد كثر الناس في شأن مسيلمة - وقال ولم يكن النبي قال فيه قولا - فقال: (أما بعد، فانكم قد كثرتم في شأن هذا الرجل الذي قد كثرتم في شأنه، ألا وانه كذاب من ثلاثين كذابا، يخرجون بين يدي المسيح الدجال، وانه ليس من بلد الا سيدخله رعب المسيح الدجال الا المدينة، وذلك أن علي كل نقب من نقابها ملكين يذبان عنها رعب المسيح الدجال) فذكر حديثا هذا بعضه.(25) 15:210- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد المؤدب، قال: نبا صالح بن عمر، قال: نبا عاصم بن كليب، عن أبيه، قال: سمعت أبا هريرة يقول: احدثكم ما سمعت من رسول الله الصادق المصدق: حدثنا رسول الله أبوالقاسم الصادق صلى الله عليه وآله وسلم: (ان الأعور الدجال مسيح الضلالة يخرج من قبل المشرق في زمان اختلاف من الناس وفرقة، فيبلغ ما شاء الله من الأرض في أربعين يوما - الله يعلم ما مقدارها - ويزلزل المؤمنون زلزالا شديدا؛ فينزل الله عيسي بن مريم فيؤمهم، فاذا رفع رأسه من ركعته، قال: سمع الله لمن حمده، قتل الله الدجال، وأظهر الله المؤمنين.(26) فلنقطع الآن هذا الباب هيهنا، ولنذكر عدة الخلفاء الكائنين بعد الحسني، وهم علي ما أدت الأخبار السنيدة التي أوردها جابر بن سمرة، وعبد الله بن عمرو ابن العاص، وأبو جحيفة السوائي، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اثنا عشر خليفة، كلهم قرشيون مهديون، مكتوبا ذلك في الباب الذي قد انتهينا اليه. سياق المأثور سنيدا في الخلفاء الكائنين بعد الحسني أقول: نستوقفك أخي القارئ هنيئة لامعان النظر فيما عنونه هنا المؤلف - ابن المنادي - وما أورده فيما بعد من أحاديث، ومقارنة ذلك مع ما تقدم من روايات ذات صلة بهذا الموضوع لتري جليا كيف التبس عليه فهم هذا الأمر العقائدي المهم والحيوي الخطير، وهذا - والحق يقال - أمر طبيعي، ونتيجة منطقية لأنه أخذ من عين كدرة، ولم ينهل من المعين الصاف الزلال، أعني كلامهم صلوات الله عليهم اذ هم أولي وأعرف به من غيرهم، فقد أوضحوا حقيقة أمرهم كما أراده الله لهم وأنزله علي خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وآله وسلم عبر جملة من الآيات المقدسة، والأحاديث الشريفة، وفي مطاوي كلامهم كما عرفهم به جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبينه لهم. ويشاطر ابن المنادي هذا عجزه عن ادرك كنه ومعرفة حقيقة حديث (الاثنا عشر خليفة) جملة من أعلام القوم، ما يدرينا أنهم قد استوعبوا المراد منه الا أنهم وبدافع من التعصب الأعمي قد انصرفوا الى توجيهه بما ينافي الواقع لئلا ينهدم ما بني من عقائد علي اسس واهية فخبطوا في بيانهم خبط عشواء وسقط ما في أيديهم، وانتهوا الى طريق مسدود، معلنين عن عجزهم وفشلهم في ذلك رغم أن الحديث واضح صحيح ومعناه لائح صريح؛ فهذا ابن العربي المالكي يعترف - بعد ذكر رأيه - قائلا: ولم أعلم للحديث معني!! وذك ابن البطال ينقل عن المهلب قوله (لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث!!!) وأما ابن الجوزي فانه بعد أن يجهد نفسه في استقصائه - وهذا منتهي الجهل - يقول: قد أطلت البحث عن معني هذا الحديث وتطلبت مظانه فلم أقع علي المقصود!!! ونترك للقارئ اللبيب اصدار حكمه علي كلام كهذا وحري بالاشارة هنا الى أن سماحة العلامة السيد علي الحسيني الميلاني له بحث رائع في كتابه الموسوم ب (الرسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة) حول هذا الموضوع حيث يقول: وببالي أني رأيت من يصرح منهم بوجود أربعين قولا في معني الحديث... انظر ص 55 منه. لقد اشتهر أخي القارئ عن رسول صلى الله عليه وآله وسلم بأسانيد متعددة وألفاظ شتي - كما هو مروي في كتب الفريقين - أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد ذكر الأئمة المعصومين والخلفاء من بعده، وصرح بأنهم اثنا عشر معصوما - انظر ح 2 الآتي (وراجع أيضا عوالم العلوم للبحراني - المجلد الخاص بالنصوص علي الأئمة الاثني عشر، واحقاق الحق: 74-3:13 في تنصيص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي أن الخلفاء بعده اثنا عشر من مصادر العامة). قوله صلى الله عليه وآله وسلم: يكون بعدي اثنا عشر خليفة - ناهيك عزيزي القارئ عن أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد كد في كل مناسبة، بل وما وجد الى ذلك من سبيل، علي من يخلفه ويليه، ذكرا لأمر الامامة، ومبينا أنها امتداد للنبوة، وأنها ضرورة من ضرورات الحياة، وهذا ما يقره العقل ويؤيده الوجدان ويحتمه التسلسل القيادي لبني البشر والانسانية جمعاء... كيف لا، وهو صلى الله عليه وآله وسلم الآمر امته بضرورة الوصية بقوله الشريف: (من مات بغير وصية مات ميتة جاهلية). (رواه المفيد في المقنعة: 101، عنه وسائل الشيعة: 259:19 ح 8، وقد أفرد الحر العاملي رحمه الله كتابا مفصلا عن الوصية وضرورتها، في المجلد المذكور ص 257 الى آخر الكتاب.). والمبين لهم اصول هذه العقيدة السماوية المجيدة بقوله (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية). (راجع الطيالسي في مسنده ص 259 ط. حيدرآباد الدكن، وراجع احقاق الحق: 85:13). سيما وأن معرفة امام الزمان - نبيا كان أو اماما ينوب عنه - أمر قد كلفت به الخلائق أجمع منذ بدء الخليقة، وشاهد ذلك ما ذكره جل وعلا في محكم قرآنه المجيد في سورة النمل (حتى اذا أتوا علي واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مسكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده) (سوره النمل: 18). فالآية الشريفة صريحة في بيان تشخيص النملة لنبي زمانها ومعرفتها له. (راجع نور الثقلين: 82:4 وغيره من التفاسير). تري أفيترك الرسول الأعظم وصاحب العقل الكمل صلى الله عليه وآله وسلم الذي تحمل الشدائد والصعاب علي مدي سنين عديدة لنشر اصول العقيدة الاسلامية امته بلا تكليف، ولم يعين لهم من يقوم مقامه وينوب عنه، وأبوبكر - علي سبيل المثال - يتخذ خليفة من بعد حكومته التي لم تتجاوز ثلاث سنوات؟! لعمري انه المحال بعينه... وشواهد التاريخ تملأ بطون الكتب بمواقفه صلى الله عليه وآله وسلم التي ذكر فيها خليفته... فكان علي بن أبي طالب عليه السلام هو أول الخلفاء وأبا الأئمة الاثني عشر عليهم السلام هو المشار اليه في كل مرة والمعين المنصوص عليه من قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأمر الله جل جلاله لخطورة أمر الامامة وعجز العقل البشري المتأثر دائما بالأهواء والعواطف عن انتخاب الأفضل سيما لأمر جليل كبير كهذا، ألا وهو تعيين من يقوم مقام خاتم الأنبياء وسيد المرسلين... الهوامش: (1) في سنن ابن ماجة (فما يعيش). (2) في الأصل (يجزي عنهم). (3) رواه نعيم في الفتن: 535:2، باسناده الى عمرو بن عبد الله الحضرمي (مثله)، وابن ماجة في السنن: 1359:2 باسناده الى اسماعيل بن رافع، عن أبي زرعة، عن أبي امامة الباهلي مثله، عنه عقد الدرر: 339. (4) روي نحو الحكم في المستدرك: 537:4 ح 216 باسناده الى النواس الكلابي نحوه. (5) انظر التخريجة السابقة. (6) في الأصل (عبيد) ترجم له في تهذيب التهذيب: 104:3. (7) ترجم له في تهذيب التهذيب: 272:5 رقم 7434، وقال: قال أبوداود: سمعت أحمد يقول: حديث القرقساني، عن الأوزاعي مقارب... وقال: قال صالح بن محمد: عامة أحاديثه عن الأوزاعي مقلوبة، وقد روي عن الأوزاعي غير حديث، كلها منكير، وليس لها اصول. أقول: وابن المنادي في كلامه هذا- وهو من خريتي صناعة الرجال - يدعم رواية القرقساني هنا بما يورده من طرق اخرى صحيحة لهذه الرواية، فلاحظ. (8) في الأصل (المؤذن) تصحيف، ترجم له في تاريخ بغداد: 351:14. (9) في الأصل (سنان) تصحف، ترجم له السمعاني في الأنساب: 469:5. (10) قال في النهاية: 291:3: وفيه (الأنبياء أولاد علات) أولاد العلات: الذين امهاتهم مختلفة وأبوهم واحد، أراد أن ايمانهم واحد، وشرائعهم مختلفة. (11) في فتن نعيم (رسول). قال المسعودي في مروج الذهب: 212:3:... ظهر نبي من بني عبس بين عيسي ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم يقال له (خالد بن سنان). (12) في كنز العمال (عليه ثوبان ممصران). قال في النهاية: 336:4، في حديث عيسي عليه السلام: (ينزل بين ممصرتين) الممصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة. (13) أضفناها من سنن أبي داود. (14) روه نعيم في الفتن: 575:2 باسناده الى معمر، عن قتاده مثله، وأبوداود في السنن: 117:4 ح 4324 باسناده الى همام بن يحيي، عن قتادة مثله. وأخرجه في كنز العمال: 336:14 ح 38856 عن مسند أحمد بالاسناد الى أبي هريرة مثله. (15) الأعراف: 187. (16) زاد بعدها في الأصل (أحمد). (17) كذا، ولم نقف فيما وصل الينا من أحاديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم ما يشابه هذا اللفظ، والله أعلم. (18) قال في معجم البلدان: 222:1: الأعماق: جاء ذكره في فتح القسطنطينية، قال: فينزل الروم بالأعماق وبدابق، ولعله جاء بلفظ الجمع، والمراد به العمق: وهي كورة قرب دابق بين حلب وانطكية. (19) كذا، والظاهر أنها تصحيف (روستقباذ). قال في معجم البلدان: 79:3، روستقباذ: هو طسوج من طساسيج الكوفة في الجانب الشرقي من كورة استان شاذقباذ. (20) هنا سقط علي الظاهر، اذ لم يذكر الثلث الثالث، وقد تقدم أن الثلث الثالث يتركون ذراريهم خلف ظهورهم. (21) هو أبوالفضل العباس بن الوليد بن مزيد العذري البيروتي، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 471:12. (22) رواه نعيم في الفتن: 574:2 ح 1605 باسناده الى الزهري مثله. وأخرجه في كنز العمال: 332:14 عن صحيح مسلم باسناده الى أبي هريرة. (23) رواه نعيم في الفتن: 574:2 ح 1605 باسناده الى الزهري مثله. وأخرجه في كنز العمال: 332:14 عن صحيح مسلم باسناده الى أبي هريرة. (24) هو نفيع بن الحارث، الصحابي المعروف. (25) رواه نعيم في الفتن: 550:2 ح 1546 باسناده الى معمر مثله. (26) أورده في مجمع الزوائد: 668:7 ح 12543 بالاسناد الى أبي هريرة مثله وفيه: (وظهر المسلمون)، ثم زاد في آخره: فأحلف أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أباالقاسم الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم قال: (انه لحق، وأما أنه قريب، فكل ما هو آت قريب). رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر، وهو ثقة. ****************** وما حديث غدير خم الشريف (وهو حديث معروف مشهور بلغ حد التواتر. تناقلته الخاصة والعامة بمختلف الأسانيد وشتي الألفاظ). في حجة الوداع الامثال صارخ ودليل قاطع علي تعيينه عليه السلام خليفة واماما ووليا ووصيا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأمر من الله، بقوله جل وعلا (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس). (المائدة: 67). وفي قوله تعالي (اليوم كملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (المائدة: 3). يبدو جليا عظم أمر الامامة، وأنها أمر الهي يقصر العقل البشري عن الاتيان بنظيره... أضف الى ذلك حديثا مشهورا آخر ألا وهو الحديث المعروف ب (حديث الثقلين) (هو أيضا حديث متواتر وفي كتب الفريقين مذكور بألفاظ مختلفة وأسانيد عديدة). الذي أوضح فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بجلاء عن حقيقة أن القرآن الكريم أهل بيته عليهم السلام هما فقط وفقط عنوان الهداية، والمنجيان من الضلال من بعده. ولو أتينا علي ذكر المواقف التي ذكر فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الخلفاء من بعده، وأنهم اثنا عشر خليفة من أهل بيته عليهم السلام لطال بنا المقام، وما حديث المنزلة والراية، والدار، ونجوم السماء، والطير الا شواهد صادقة علي ذلك، ومصداقها في كتاب الله عز وجل في آيات المباهلة (قال تعالي في سورة آل عمران: 61)... (فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله علي الكاذبين) ). والتطهير (قال تعالي في سورة الأحزاب: 33) (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ). واولي القربي (قال تعالي في سورة الشوري: 23) (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربي) ). ووو. هذا عزيزي القارئ قبس من العقيدة الحقة، ولكن أني لمن يدركها؟! وحديثهم صعب مستصعب لا يدركه الا نبي مرسل، أو ملك مقرب، أو عبد صالح امتحن الله قلبه للايمان. (راجع في ذلك بصائر الدرجات ص 20 ب 11). بل وهل يتسني لذوي العقول أن يعرفوا معني الامامة وحقيقة من مثلها أعني الامام (علي) عليه السلام الذي خاطبه من لا ينطق عن الهوي ان هو الا وحي يوحي بقوله: (يا علي ما عرف الله الا أنا وأنت، وما عرفني الا الله وأنت، وما عرفك الا الله وأنا). (راجع منتخب بصائر الدرجات: 125). انها المأساة بعينها، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. فلو كان قد تحقق فعلا ما أراده الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم لكان كما قال الله سبحانه وتعالي: (وألو استقاموا علي الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا). (الجن: 16). وكما قال تعالي أيضا: (ولو أنهم أقاموا التوراة والانجيل وما أنزل اليهم من ربهم لكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم). (المائدة: 66). لكنها مشيئة الله جل جلاله ليحيي من حي عن بينة، ويهلك من هلك عن بينة، ولا يسعنا في هذا المقام الا ترديد ما كان يردده ابن عباس (ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب لاختلافهم ولغطهم). (صحيح البخاري: 138:5 وج 9:7). بعد شهادته صلى الله عليه وآله وسلم حيث منع وهو مسجي وعلي حافة الرحيل عن هذه الدنيا الفانية من تدوين تلك الحقائق التي طالما ذكرها وبينها، حيث قال: ائتوني بكتف ودواة من تدوين تلك الحقائق التي طالما ذكرها وبينها، حيث قال: ائتوني بكتف ودواة كتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا فقالوا: انه - يعني خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم يهجر!!! (راجع صحيح البخاري المتقدم). ولو كان لكان كل حرف منه نورا ساطعا يدلل علي مشاعل الهداية الاثني عشر الذين أرادهم الله خلفاء من بعد رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، بوضوح يراه حتى من أعمي الحسد عينه، وغلف الحقد قلبه. واذ لم يتحقق ما أراده الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم عاجلا، فانه بحوله وقوته سيتحقق آجلا ان شاء الله لقوله تعالي: (ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون) (الصف: 9). وذلك علي يدي صاحب الأمر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف علي ما اشتهر في روايات الفريقين الذي ستجتمع عليه قلوب الامة تحقيقا ومصداقا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم (لا يزال هذا الدين قائما حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش تجتمع عليهم الامة) كما في الحديث الرابع من هذا الباب. (وراجع الايقاظ من الهجعة ص 94 - 72). فهو الذي سيقوم به الدين، وستجتمع عليه الامة محققا لحكومة الأئمة الاثني عشر عليه السلام الذين أرادهم الله وذكرهم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم كما في أحاديث هذا الباب وذلك في رجعتهم عليهم السلام. فبربك أيها القارئ المنصف أي شاهد مما تقدم يوحي الى خلافة ستة من ولد الحسن، وخمسة من ولد الحسين، وواحد من ولد عقيل بن أبي طالب الذين ذكرهم المصنف كما توهم في بيانه، وهل أن فيها ما يشير الى خلافة من أسماه بالحسني ومن يليه؟! وأين هو من دولتهم عليهم السلام القائمة الممتدة الى قيام يوم القيامة علي ما تضافرت به الروايات، كما ذكر المحدث الكبير الحر العاملي في بيانه الرائع في كتابه (الايقاظ من الهجعة). (ص 405 - 392). ثم وأين هو من الرجعة التي ذكرها الله في كتابه الشريف: (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون). (الأنبياء: 105). (ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون). (النمل: 83). (قالوا ربنا أمتنا اثنتين وأحييتنا اثنتين). (غافر: 11). (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم). (النور: 55). (ونريد أن نمن علي الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين). (القصص: 5). (وأقسموا بالله جهد أيمانهم لا يبعث الله من يموت بلي وعدا عليه حقا ولكن كثر الناس لا يعلمون-ليبين لهم الذي يختلفون فيه وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين). (النحل: 39 - 38). وغيرها من الآيات الدالة علي الرجعة. ناهيك عما ورد في الأدعية المباركة، فقد روي ابن طاووس رحمه الله في اقبال الأعمال: 202 باسناده الى جده الشيخ الطوسي رحمه الله في مصباحه أنه قال: خرج الى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمد العسكري عليه السلام أن مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان، فصم وادع فيه بهذا الدعاء: (اللهم اني أسألك بحق المولود في هذا اليوم... قتيل العبرة، وسيد الاسرة، الممدود بالنصرة، يوم الكرة، المعوض من قتله أن الأئمة من نسله، والشفاء في تربته، والفوز معه في أوبته، والأوصياء من عترته بعد قائمهم وغيبته حتى يدركوا الأوتار...) و أخيرا وليس آخرا فاننا نكتفي أخي القارئ بهذه التذكرة عسي أن تنفع من كان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد). 1:211- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد أبومحمد المؤدب، قال: نبا حماد بن سلمة، عن سمك بن حرب، عن جابر بن سمرة السوائي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا يزال الاسلام عزيزا الى اثني عشر خليفة)، ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: يا أبت ما قال؟ فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلهم من قريش).(1) 2:212- حدثنا أبوبكر أحمد بن زهير بن حرب بن شداد النسائي،(2) قال: نبا علي بن الجعد، قال: نبا أبوخيثمة زهير بن معاوية، عن زياد بن خيثمة، عن الأسود بن سعيد الهمداني، قال: سمعت جابر بن سمرة، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: يكون بعدي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش، فلما رجع الى منزله أتته قريش، فقالوا له: ثم ماذا يكون؟ قال: ثم يكون الهرج. وقد رواه جماعة، عن زهير، منهم أبو جعفر النفيلي،(3) وأبوالنضر هاشم بن القاسم الكناني(4) كذلك. 3:213- حدثنا ابراهيم بن موسي أبو اسحاق التوزي، قال: نبا يوسف بن موسي اقطان، قال: نبا عبد الرحمن بن مغراء،(5) قال: نبا اسماعيل بن أبي خالد - واسم أبي خالد هذا هرمز الوالبي الكوفي -(6) عن أبيه، عن جابر بن سمرة السوائي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون اثنا عشر خليفة، تجتمع عليهم الامة). قال جابر بن سمرة: سمعت من النبي كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (كلهم من قريش). و قد روي هذا الحديث عمرو بن عثمان (بن سعيد)(7) بن كثير، عن مروان ابن معاوية، عن اسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة السوائي، عن النبي كذلك حرفا بحرف. 4:214- حدثنا أحمد بن زهير، قال: نبا شهاب بن عباد العبدي، قال: نبا ابراهيم ابن حميد الرواسي،(8) عن اسماعيل بن أبي خالد، عن أبيه، عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يزال هذا الدين قائما حتى يقوم اثنا عشر خليفة - أظن أبي قال: كلهم من قريش - تجتمع عليهم الامة). 5:215- حدثنا أحمد بن زهير بن حرب، قال: نبا أبي، قال: نبا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن عبد الملك بن(9) عمير، عن جابر بن سمرة، قال: جئت أنا وأبي النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: (لا يزال هذا الأمر صالحا حتى يكون اثنا عشر أميرا) ؛ ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي: ما قال؟ فقال: قال: (كلهم من قريش). 6:216- حدثنا أحمد بن زهير، قال: نبا موسي بن أبي اسماعيل أبوسلمة، قال: نبا وهيب(10) بن خالد، عن داود بن أبي هند، عن عامر - يعني الشعبي - عن جابر بن سمرة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (لا يزال هذا الأمر عزيزا الى اثني عشر خليفة). قال: فكبر الناس وضجوا، فقال كلمة خفية، فقلت لأبي: يا أبة ما قال؟ قال: قال: (كلهم من قريش). 7:217- حدثنا أحمد، قال: نبا أبو نعيم، قال: نبا فطر بن خليفة، قال: حدثني أبو خالد الوالبي، قال: سمعت جابر بن سمرة السوائي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا يضر هذا الدين من ناواه حتى يقوم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش). 8:218- حدثنا أحمد بن زهير، قال: نبا عبيد(11) الله بن عمر، قال: نبا سليمان، قال: حدثنا ابن عون، عن الشعبي، عن جابر بن سمرة ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا يزال الدين منيعا ينصر أهله علي من ناواهم الى اثني عشر خليفة). فجعل الناس يقومون ويقعدون، فتكلم كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي، أو لأخي: أي شيء قال؟ فقال: قال: كلهم من قريش. 9:219- حدثنا علي بن سهل، وأحمد بن زهير، قالا: نبا محمد بن بكير أبو الحسين الحضرمي،(12) قال: نبا يونس بن أبي يعفور، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه - واسمه وهب بن عبد الله السوائي الكوفي - قال: كنت (مع عمي)(13) عند النبي وهو يخطب، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: (ألا لا يزال أمر امتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش).(14) قال: وخفض بذلك صوته (فقلت لعمي، وكان أمامي: ما قال يا عم؟ قال:)،(15) فقال: يا بني، كلهم من قريش.(16) ولهذه المتون طرق أضربنا عن ذكرها ايثار التخفيف، وان الذي كتبنا هيهنا من ذلك ينوب عن المتروك، وكأن الفائدة التي حملتنا علي كتب أخبار هذا الباب هي أن هذا المتن انما يكون مصداقه بعد موت المهدي المعروف بالحسيني الذي هو من ولد السبط الكبر، وهو الحسن(17) بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وانما تنبهنا لذلك أنه كذلك بما ألفيناه في كتاب دانيال المذكور فيما تقدم من كتابنا هذا وهو أنه قال: اذا مات المهدي ملك خمسة رجال يتلو بعضهم بعضا، وهم من ولد السبط الكبر، ثم يملك بعدهم خمسة رجال يتلو بعضهم بعضا، وهم من ولد السبط الأصغر، ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الكبر، فيملك الأول ثم يملك بعده ولده فيتم بذلك اثنا عشر ملكا كل واحد منهم امام مهدي رشيد مرشد، هاد مهتد، ثم ينقرض نسل السبط الكبر والأصغر بالموت؛ وكذلك لا يبقي الموت أحدا من بني هاشم، فيولي الناس رجلا من موالي السبط الكبر، فيأبي ذلك، فلا يتركوه حتى يتولي عليهم، فيسير في الناس سيرة حسنة علي منهاج الأئمة الذين من ولد النبي الامي، فاذا مات ذلك المولي ظهر الفساد والنفاق والفجور في الأرض، فحينئذ تخرج دابة الأرض. ثم لم (أجد) أحدا من شيوخنا الذين أدركناهم يدلنا علي وقت هؤلاء الخلفاء الذين هم اثنا عشر قرشيا، لكنا ألفينا في تأليف أبي داود السجستاني ذكر حديث جابر بن سمرة المسند مكتوبا أول أخبار المهدي مبهمي الوقت، فاستدللنا بما في كتاب دانيال علي أن هؤلاء القوم انما يملكون الخلافة واحدا بعد واحد، بعد موت المهدي الذي يعرف في الأخبار اسمه ونسبه وصفته، وصفة عدله واستقامة أمره؛ ثم انا ألفينا في رواية أبي صالح، عن ابن عباس عند قول الله في سورة النور: (وعد الله الذين آمنا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض).(18) يقول: ليسكننهم الأرض آمنين (غير)(19) خائفين (كما استخلف الذين من قبلهم). يعني من بني امية وبني العباس، فملك بني امية نيف وثمانون سنة، وملك بني العباس كثر من مائة سنة،(20) ثم ذكرهم واحدا بعد واحد بصفاتهم الى أن قال: ثم يخرج رجل من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم من قبل المشرق يقود الجيوش لا يبقي جورا الا أبطله وأبدل مكانه عدلا، ولا يترك بابا من الظلم الا وسعه بالنصفة، ويظهر العدل والأمن في زمانه، فيمكث في الأرض علي ذلك هاديا مهديا، واماما مقسطا، واسمه (محمد بن عبد الله)(21) من صفته أنه رجل ربعة، لونه مشرب حمرة، وهو شديد في جسمه، شجاع قلبه، شديد بأسه، يفرج الله به عن هذه الامة كل كرب، ويصرف الله عنهم بعدله كل ظلم وجور؛ ثم يلي الأمر بعده اثنا عشر رجلا خمسين ومائة سنة،(22) فستة من ولد الحسن، وخمسة من ولد الحسين، وواحد من ولد عقيل بن أبي طالب، وهو خيرهم! ثم يموت، فيفسد الزمان، وتعود المنكير، ويهرب أهل المعروف وأهل الخير، ويعلو أهل الفساد والفجور، فيظهرون ذلك حتى أنهم يتسافدون في الطرق كالحمير علانية، ولا يخافون مانعا؛ وعند ذلك يفتح يأجوج ومأجوج السد، ويسيرون في الأرض، فلا يأتون علي شجرة ولا علي ماء الا كلوه وشربوه وأهلكوه، فالويل كل الويل لمن كان باقيا في ذلك الزمان؛ ثم تظهر الآيات البواقي بعد ذلك الى قيام الساعة. وقال كعب الأحبار في رواية اسامة بن زيد، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن المثني بن هانئ، عنه: خرجت اريد الاسلام فنزلت بيهودي يقال له (ذو قرنات) فقال لي: أين تريد؟ قلت: اريد هذا النبي الذي خرج من مكة، ونزل بيثرب. فقال لي: ان كنت تريده، فاعلم أنه قد قبض في هذا اليوم. قال كعب: فخرجت أقص الطريق، فاذا أنا بركب قد أقبلوا من قبل يثرب، فسألتهم عنه، فقالوا: انه قبض، وارتد الناس بعده عن دينهم. فانصرفت راجعا الى ذي قرنات، فأخبرته بما قالوا، فقال: قد صدقوا في شيء، وكذبوا في شيء: أما قولهم في أنه قبض فانهم صدقوا في ذلك، وأما قولهم ان الناس بعده ارتدوا عن دينهم، فقد كذبوا في ذلك، هذا دين يبقي الى يوم القيامة. قال كعب: فقلت له: فمن يكون بعده؟ قال: السلم. قلت: فمن يكون بعده؟ قال: القرن الحديد.(23) قلت: فمن يكون بعده؟ قال: الطيي السير. قلت: فمن يكون بعده؟ قال: الهادي المهدي. قلت: فمن يكون بعده؟ قال: العتريف المترف.(24) ثم ذكر واحدا يتلو الآخر بصفتهم الى أن قال: ثم يكون اثنا عشر مهديا،(25) ثم ينزل روح الله من السماء، فيقتل الدجال. ثم ذكر الآيات الى أن تفني الدنيا. الهوامش: (1) الحديث مشهور وفي كتب الخاصة والعامة مذكور، بأسانيد شتي وألفاظ مختلفة راجع كتاب عوالم العلوم للبحراني - المجلد الخاص بالنصوص علي الأئمة الاثني عشر. (2) ترجم له في الجرح والتعديل: 52:2، والمنتظم: 328:12. (3) في الأصل (البقلي) تصحيف، وتقدمت ترجمته. (4) في الأصل (الكفاي) ترجم له في تاريخ بغداد: 64:14 وقال،: من بني ليث بن كنانة. (5) في الأل (معني) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 400:3، والجرح والتعديل: 290:5، وسير أعلام النبلاء: 300:9. (6) اختلف في اسم أبيه، راجع سير أعلام النبلاء: 176:6 رقم 83. (7) أضفناها، وهو الصحيح، ترجم له في الجرح والتعديل: 249:6. (8) في الأصل (الرقاشي)، ترجم له في تهذيب التهذيب: 139:1. (9) في الأصل (عن) تصحيف، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 438:5، وتهذيب التهذيب: 481:3. (10) في الأصل (وهب) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 106:6. (11) في الأصل (عبد) ترجم له في تهذيب التهذيب: 28:4. (12) في الأصل (الخضرمي) تصحيف، ترجم له في تاريخ بغداد: 95:2. (13) أضفناها من المستدرك علي الصحيحين. (14) كذا، ولم يذكر في المستدرك عبارة (كلهم من قريش). (15) أضفناها من المستدرك، وفيه: ثم قال كلمة وخفض بها صوته. (16) رواه الحكم في المستدرك: 716:3 باسناده الى يونس بن أبي يعقوب (كذا) مثله. وأخرجه في كنز العمال: 32:12، عن الطبراني، وابن عسكر بالاسناد الى عون مثله الى قوله (كلهم من قريش). (17) في الأصل (أبوالحسن). وفي الكلام خلط بين. أقول: ليت شعري كيف استنتج ابن المنادي أن المهدي هو الحسيني، من أولاد الامام الحسن عليه السلام!! فان كان ما ذكره استقراء من كتاب دانيال كما ذكر، فهو غير صحيح البتة، بقرينة ما سيورده - هو نفسه - لا حقا من كتاب دانيال في قوله (اذا مات المهدي) بلا وصف بالحسني، أو من أولاد الامام الحسن عليه السلام!! والا فكيف يكون الحسيني من أولاد الامام الحسن عليه السلام؟! فلاحظ وتدبر. (18) النور: 55. (19) أضفناها للزومها السياق. (20) قوله: يعني من بني امية... الى هنا هو من قول ابن المنادي ظاهرا، ولم نجد ما يعضده في كتب الفريقين، بل هو تحكم واضح لا أساس له، وما يحفظه لنا التاريخ من أحداث رهيبة جرت في زمن بني امية وبني العباس وعلي رأسها اراقة دم سبط الرسول الأعظم الامام الحسين عليه السلام خير ما يبطل هذا المعني ناهيك عما تقدم مما رواه ابن المنادي عن آخر كتاب دانيال بما لا يمت بأي صلة لهذا الكلام، فلاحظ. (21) كذا، وهو مشابه لما يروي (واسم أبيه اسم أبي) وكلاهما قول مردود لما صرحت به كثر كتب الفريقين من أنه عجل الله فرجه ابن الامام الحسن العسكري عليهماالسلام، راجع في ذلك فرائد السمطين (مخطوط) بعدة طرق، ينابيع المودة: 442، أربعين أبي الفوارس: 38، مودة القربي: 95، مناهج الفاضلين: 239، مقتل الحسين للخوارزمي: 145، وراجع أيضا احقاق الحق: 13: 73 - 49. (22) كذا، ولم نقف علي مراده ومعناه. (23) راجع في ذلك مجمع الزوائد: 65:9. (24) قال في النهاية: 178:3، فيه (أنه ذكر الخلفاء بعده فقال: (أوه لفراخ محمد من خليفة يستخلف، عترف مترف، يقتل خلفي، وخلف الخلف)، العتريف: الغاشم، الظالم، وقيل: الداهي الخبيث، وقيل: هو قلب العفريت، الشيطان الخبيث). (25) كذا، وقول هذا (اليهودي) خلاف لما أراده الله وبينه علي لسان رسوله، راجع تعليقتنا في أول هذا الباب. ****************** وقد روي عن أبي الجلد(1) - واسمه جيلان بن فروة الجوني ثم البكري، وكان قد قرأ الكتب - أن رجلين من أهل النبي صلى الله عليه وآله وسلم يملكان سبعين سنة: الأول منهما يملك ثلاثين سنة، والثاني يملك أربعين سنة؛ فحدثني محمد بن حماد الدباغ، قال: حدثني أبو الربيع الزهراني، قال: نبا سلم بن قتيبة، قال: نبا أبوالعوام، عن أبي عمران الجوني، قال: قال أبوالجلد: يملك هذه الامة خليفتان من قريش: أحدهما ثلاثين سنة، والذي يليه أربعين سنة. وأما حاتم بن أبي صغيرة - وهو أبو يونس القشيري -(2) في روايته عن أبي الجلد، فانه ذكر عنه أن رجلا من أهل بيت النبي يملك هو وولده اثني وسبعين سنة، فجعل الثاني ابنا للأول، وزادت روايته هذه سنتين علي الرواية التي قبلها، فلم يستبهم أمر هذين الرجلين علي أهل المعرفة بالتواريخ وأيام الماضين (من) الاثني عشر المذكور عددهم هذا، فيبقي من العدد الكامل الذي هو خمسون ومائة وثمانون سنة(3) موزعة بين العشرة الباقون، فيلي بعضهم كثر من.(4) 10:220- قال عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي فيما روي من الملاحم، عن خالد بن أبي عمران، عن حذيفة بن اليمان، قال: انه سئل عن الولاة الذين يلون أمر هذه الامة، فذكر خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، وعلي، وبني امية، ثم خلافة ولد العباس، ثم ذكر السفياني، ويأجوج ومأجوج، والدابة، والدجال، والخسف والمسخ، والحيات ذوات الأجنحة اللواتي يسكن الهواء؛ ثم ذكر طلوع الشمس من مغربها. وقال عند ذكر المهدي الحسني والقائمين بعده، وهم اثنا عشر مهديون: ثم يكون بعدهم مولي السبط الكبر، وهو الحسن بن علي، فيملك أمر الامة أربع سنين، فيعيش معه الناس أطيب عيش؛ ثم يموت ولا يكون بعده للناس امام فيعود البلاء والضيق والفساد،(5) والخوف والجوع، والقتل الذريع، وموت الفجأة، وذلك عند قيام الساعة. فلنكتب الآن في هذا الباب الذي نحن عنده، الأخبار التي أتت بذكر الجبل الذي من ذهب، يحسر عنه الفرات فيقتل الناس عليه حتى يتلف كثرهم، ويكون خسف يحول دون ذلك الذهب، وذلك في عهد الدجال، وما ذكر من الحوادث في أيامه وبعدها، والله أعلم بذلك متي يكون، وهو العليم الخبير. سياق تفسير المأثور في الكنز الذي ينحسر عنه الفرات في آخر الزمان 1:221- حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله الرقاشي، قال: نبا عبد الله بن حمران، قال: نبا عبدالحميد بن جعفر، عن أبيه، عن سليمان بن يسار،(6) عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: اني لواقف مع ابي بن كعب فذكر حديثا (7) فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ان الفرات سينحسر عن جبل من ذهب، فيقتل الناس عليه، فيقتل من مائة تسعة وتسعون).(8) 2:222- حدثنا عصام بن غياث بن عصام أبوالقاسم الكندي، قال: نبا عبد الله ابن سعيد الكندي الأشج، قال: نبا عقبة بن خالد أبومسعود الكندي السكوني، قال: نبا عبيد الله بن عمر، عن أبي الزناد،(9) عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ينحسر الفرات عن جبل من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا).(10) 3:223- حدثني أبوالحسن علي بن ابراهيم بن الزمان القصري بقصر ابن هبيرة؛ وأبو القاسم عصام بن غياث الكندي، قال: نبا أبو سعيد الأشج، قال: حدثني عقبة بن خالد الكندي، قال: نبا عبيد الله بن عمر، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن(11) حفص بن عاصم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (يوشك الفرات أن ينحسر(12) عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذن منه شيئا).(13) وقد ذكر عن أبي هريرة مسندا أن معدنا يقال له (فرعون) يبدو للناس فيه أمثال النحت من الذهب، فيخسف بهم وبه. فلنذكر ذلك في هذا الباب الذي قد بلغنا اليه. سياق بعض المأثور في ذلك 1:224- حدثنا أبوبكر موسي بن اسحاق بن موسي الأنصاري الخطمي، قال: نبا محمد بن اسحاق المسيبي، قال: نبا يحيي بن يزيد بن عبد الملك بن المغيرة بن نوفل، عن أبيه، عن سعد (بن سعيد) بن أبي سعيد المقبري،(14) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (قال:) (سيفتح للناس معدن يقال له (فرعون) فيبدو لهم أمثال النحت من الذهب، فبينا هم يأخذون ويكتالون منه ليس شيء يحول دونه اذ خسف بهم المعدن، فلا يزالون ينخلجون في الأرض الى أن تقوم الساعة). وكأن هذا الحديث انما جاء مفسرا لمعني النهي عن الأخذ من الكنز الذي يظهر للناس فتنة، يوقع التعادي الذي يحملهم علي قتل بعضهم بعضا، وهو مع ذلك يبين مكان المؤمن مكان المسارع الى ما يرديه ويدنيه من عذاب الدنيا، وهو الخسف، ومن المصير المرغوب عنه في الآخرة؛ وأيضا ان الكنز الذي ظهر للناس حينئذ فيه حكم لا ينبغي أن يتعد، فلذلك وقع النهي عن الأخذ منه. وانما أفردنا لهذا الحديث الذي رواه المقبري بابا ليكون كثر تبيانا للناظرين والمستمعين. فلنذكر الآن الآثار التي أتت بصفة الدابة، وكون مخرجها، ومن أين تخرج، وماذا تفعل في مخارجها، مكتوبا في هذا الباب الذي قد انتهينا اليه. سياق بعض المأثور في صفة الدابة وعدد مخارجها وما يتصل بذلك 1:225- حدثنا جدي، قال: حدثنا يحيي بن معين؛ ونبا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا يحيي بن معين، قال: نبا هشام بن يوسف، عن رباح بن عبيد الله بن عمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: بئس الشعب (جياد)(15) - قال ذلك مرتين -. قيل: وما ذك يا رسول الله؟ قال: تخرج منه الدابة، فتصرخ ثلاث صرخات، يسمعها ما بين الخافقين.(16) 2:226- حدثنا موسي بن هارون(17) بن عمرو أبوعيسي الطوسي، قال: نبا الحسين بن محمد المروذي،(18) قال: نبا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة، قال: ذكر لنا أن عبد الله بن عمرو بن العاص، كان رجلا سمينا، وهو يومئذ بمكة، فكان يقول: لو شئت لأخذت سبتي(19) - وهما نعلاه - فمشيت فيهما فلم أقدح حتى أطل علي المكان الذي تخرج منه الدابة. قال قتادة: ذكر لنا أن عبد الله بن عمرو، كان يقول: لا تقوم الساعة حتى يجتمع أهل بيت علي (الاناء)(20) الواحد، وهم يعلمون مؤمنهم من كافرهم! قالوا: كيف ذك يا ابن عمرو؟ قال: تخرج الدابة فتمسح كل انسان علي مسجده - يعني موضع السجود من جبهته - فأما المؤمن فتكون في وجهه نكتة بيضاء، فتفشو حتى يبيض لها وجهه، وأما (الكافر، فتكون نكتة)(21) سوداء فتفشو حتى يسود لها وجهه، حتى (أنهم) يتبايعون في الأسواق، فيقول، أحدهم: كيف تبيع هذا يا مؤمن؟ بكم تشتري هذا يا كافر؟ وما يرد بعضهم علي بعض. قال قتادة: وكان ابن عباس يقول: هي ذات زغب وريش، لها أربعة قوائم، تخرج من بعض أودية تهامة. قال قتادة في بعض القراءات: (واذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض) تحدثهم تقول (أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون).(22)،(23) 3:227- حدثنا القاسم بن زكريا بن يحيي المطرز، قال: حدثني محمد بن حميد الرازي، قال: نبا أبوتميلة يحيي بن واضح، عن أبي عصام خالد بن عبيد، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: ذهب بي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى موضع بالبادية قريب من مكة، فاذا أرض يابسة، حولها رمل، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (تخرج الدابة من هذا الموضع)، فاذا فتر في شبر؛ قال (ابن) بريده: فحججت بعد ذلك بسنين،(24) (فأرانا عصا له) فاذا هو بعصاي هذه، كذا وكذا.(25) 4:228- نبا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا حسين بن علي الجعفي، عن الفضيل(26) بن مرزوق، عن عطية العوفي، عن عبد الله بن عمرو، قال: تخرج الدابة من صدع في الصفا حضر الفرس (ثلاثة أيام)(27) لا يخرج ثلثها.(28) 5:229- حدثنا العباس بن محمد، قال: نبا محمد بن الصلت، قال: نبا أبوكدينة، عن قابوس - يعني ابن أبي ظبيان - عن أبيه، عن ابن عباس، وسألناه عن الدابة، فقال: هي مثل الحوتة العظيمة. 6:230- حدثنا أبوبكر محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد(29) الرياحي، قال: نبا بهلول بن المورق أبوغسان الشامي، قال: أخبرنا موسي بن عبيدة الربذي،(30) قال: نبا محمد بن ثابت بن شرحبيل،(31) عن أبي هريرة أنه كان يقول: والذي نفسي بيده لتمرن الدابة من دار عثمان بن عفان وفناء المسجد حيث يصلي علي الخنازير، ولتمرن الدابة دار كثير بن الصلت، ودار معاوية بن أبي سفيان بالمصلي بالمدينة. 7:231- حدثنا أحمد بن الحسين بن مدرك القصري، قال: نبا سليمان بن أحمد الواسطي، قال: نبا الوليد بن مسلم، قال: نبا طلحة بن عمرو، عن عبد الله بن (عبيد بن)(32) عمير، عن أبي الطفيل، عن أبي سريحة حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يكون للدابة ثلاث خرجات من الدهر؛ تخرج خرجة في أقصي اليمن، فيفشو ذكرها في أهل البادية، ولا يدخل ذكرها القرية - يعني مكة -؛ ثم تخرج خرجة اخرى قريبا من مكة، فيفشو ذكرها في أهل البلاد، ويدخل ذكرها القرية - يعني مكة-؛ ثم تكمن زمانا طويلا، فبينما الناس يوما في أعظم المساجد حرمة، وخيرها، وكرمها علي الله - يعني البيت الحرام - لم يرعهم الا بناحية المسجد ترغو(33) ما بين الركن الأسود الى باب بني مخزوم، عن يمين الخارج من المسجد، فارفض الناس عنها، وثبت لها عصابة من المسلمين، وعلموا أنهم لم يعجزوا (الله)، فتخرج عليهم تنفض رأسها من التراب، فبدأت بهم، فجلت وجوهم حتى تركتها كأنها الكوكب الدرية؛ ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب، ولا يعجزها (34) هارب، حتى ان الرجل ليتعوذ منها بالصلاة، فتناديه من خلفه، فتقول: يا فلان، الآن تصلي! فيقبل عليها بوجهه، فتسمه في وجهه، ثم تذهب. فيتجاور (الناس) في ديارهم، ويصطحبون في أسفارهم، ويشتركون في أموالهم، يعرف الكافر من المؤمن حتى ان المؤمن ليقول: يا كافر اقضني (حقي)، ويقول الكافر: يا مؤمن اقضني حقي.(35) 8:232- فاخبرت عن بندار محمد بن بشار، قال: نبا محمد بن أبي عدي، عن هشام بن حسان، عن قيس بن سعد، عن أبي الطفيل، قال: ذكرت الدابة عند حذيفة بن اليمان، قال: تخرج الدابة ثلاث خرجات: تخرج الاولى ببعض البواد، ثم تكمن، ثم تخرج الخرجة الثانية ببعض القري حتى تذكر، فتهريق الامراء الدماء، فبينما الناس عند أعظم المساجد وأشرفها - ولم يسمه حذيفة - اذا رتفعت الأرض، فهرب الناس من ذلك، فلم تبق منهم الا عصابة من المؤمنين، فانهم ثبتوا، وقالوا: نهرب ولن ينجينا الهرب!؟ فتخرج الدابة، فتجلو وجوههم حتى تتركها كالكوكب الدرية، ثم تتبع الناس فتجلو وجه المؤمن، وتخطم وجه الكافر، فلا ينجو منها هارب، ولا يدركها طالب. قال أبوالطفيل: فقلت لحذيفة: ما حال الناس يومئذ؟ وكيف يكونون؟ قال: يكونون جيرانا في الرباع، شركاء في الأموال، أصحابا في الأسفار حتى يأتي أمر الله.(36) فأما رواية الوليد بن مسلم (فانها أتت بذكر حذيفة بن أسيد الغفاري. وأما رواية محمد)(37) بن أبي عدي، فانها أتت بذكر حذيفة بن اليمان، والحديثان جميعا يذكران أباالطفيل، فاما أن يكون أبوالطفيل سمع هذا الحديث من الحذيفتين معا، واما أن يكون في أمره غير ذلك، الا أن اسناد حديث ابن أبي عدي أقوي من اسناد رواية الوليد بن مسلم، وذلك أن بطلحة بن عمرو أدني ضعف. الهوامش: (1) في الأصل (الخالد) تصحيف، ويأتي ذكره في الحديث التالي صحيحا، ترجم له في الجرح والتعديل: 547:2. (2) في الأصل (القتيري) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 461:2. (3) كذا. (4) كذا، ولم يتضح لنا مراد ابن المنادي من هذا الكلام. (5) زاد بعدها في الأصل (والضيق). (6) في الأصل (بشار) تصحيف، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 444:4. (7) زاد بعدها في الأصل (قال منه، فقال: ان ابي بن كعب). (8) رواه مسلم في صحيحه: 19:18، باسناده الى عبدالحميد بن جعفر مثله، وفيه: (يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب، فاذا سمع به الناس ساروا اليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس يأخذون منه، ليذهبن به كله. قال: فيقتتلون عليه، فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون). عنه عقد الدرر ص 412، وروي نعيم في الفتن: 616:2 و617 باسناده الى أبي هريرة مثله. (9) في الأصل (الزياد) تصحيف. تقدمت ترجمته. (10) رواه مسلم في صحيحه: 19:18 باسناده الى عقبة بن خالد مثله وأبوداود في سننه: 115:4 ح 4314 باسناده الى عبد الله بن سعيد مثله (وكلاهما باختلاف بسيط). (11) في الأصل (عن جده). وما في المتن كما في سند أبي داود. قال في الجرح والتعديل: 387:3، خبيب بن عبد الرحمن بن خبيب بن يساف الأنصاري روي عن أبيه، عن جده، وعن عمته أنيسة، وعن حفص بن عاصم.... (12) في سنن أبي داود (يحسر). (13) رواه أبوداود في سننه 115:4 ح 4313 باسناده الى عبد الله بن سعيد الكندي، عن عقبة (مثله). (14) في الأصل (سعد بن أبي سعيد المقري) تصحيف لما في المتن. ترجم له في الجرح والتعديل: 85:4 رقم 371. (15) قال في معجم البلدان: 195:2، جياد: جمع جيد، وهي لغة في أجياد. وقال في ج 105:1:... قال أبوالقاسم الخوارزمي: أجياد: موضع بمكة يلي الصفا. وقال أبوسعيد السيرافي في كتاب جزيرة العرب، من تأليفه: هو موضع خروج الدابة.... (16) أخرجه في كنز العمال: 343:14، عن الأوسط للطبراني بالاسناد الى أبي هريرة مثله. وأخرجه في عقد الدرر: 392 عن البيهقي في البعث والنشور عن أبي هريرة مثله. وابن كثير في نهاية البداية والنهاية: 153:10 عن يحيي بن معين مثله. وفيه: (أجياد) بدل (جياد). (17) في الأصل (مروان) تصحيف، ترجم له في تاريخ بغداد: 50:13. (18) هو الحسين بن محمد بن بهرام، أبوأحمد التميمي المؤدب، وهو مروروذي الأصل، ترجم له في تاريخ بغداد: 87:8. (19) في الأصل (شبتي) تصحيف. والسبت: كل جلد مدبوغ... ونعال سبتية: لا شعر عليها. لسان العرب: 140:6. (20) أضفناها من الدر المنثور. (21) أضفناها من الدر المنثور. (22) النمل: 82، والآية في المصحف الشريف هكذا: (واذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون). (23) أورده السيوطي في الدر المنثور: 379:6، والداني في السنن: 145، عن عبد الله بن عمرو بن العاص من قوله (لا تقوم الساعة). وآخرجه في عقد الدرر: 391 عن الداني (قطعة). (24) في الأصل (بسنتين) وما بين ( ) أضفناها من السنن والنهاية. (25) رواه ابن ماجة في سننه: 1352:2 ح 4067 باسناده الى أبي تميلة مثله، عنه نهاية البداية والنهاية: 152:10، وعقد الدرر: 393. (26) في الأصل (الفضل) تصحيف، ترجم له في الجرح والتعديل: 75:7. (27) أضفناها من فتن نعيم. وبعدها في الأصل (لا يخرج منها يليها) وهو تصحيف بين. (28) رواه نعيم في الفتن: 664:2 ح 1859 باسناده الى الحسين بن علي الجعفي مثله. وأخرجه ابن كثير في نهاية البداية والنهاية: 152:10 بالاسناد الى فضيل بن مرزوق مثله وفيه (كجري الفرس). (29) في الأصل (أبويزيد أبوعوام) راجع تاريخ بغداد: 389:1، والأنساب: 111:3. (30) في الأصل (الزيدي) تصحيف، ترجم له في الجرح والتعديل: 151:8، وذكره في معجم البلدان: 25:3 عند ذكره للربذة. (31) في الأصل (سرحيل) تصحيف، ترجم له في الجرح والتعديل: 215:7. (32) أضفناها، وهو الصواب، هو أبوهاشم الليثي، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 157:4. (33) في الأصل وفتن نعيم (يربوا). (34) في نهاية البداية (ولا ينجو منها). (35) رواه نعيم في الفتن: 661:2 باسناده الى طلحة بن عمرو (مثله)، وفي ص 666 من الجزء المذكور باسناده الى قيس مثله. وأخرجه في ابن كثير في نهاية البداية والنهاية: 151:10 عن طلحة بن عمرو (مثله). (36) انظر التخريجة السابقة. (37) أضفناها للزومها السياق. ****************** وأما ذكر تاريخ الآيات فانه يأتي مختلفا: فأما وهب بن منبه فان أول الآيات عنده الروم، ثم الدجال، ثم يأجوج ومأجوج، ثم عيسي بن مريم، ثم الدخان، ثم الدابة، وآخر الآيات طلوع الشمس من مغربها. وقد روي عن وهب أيضا أن الآيات عشر. وجاء أبو وائل شقيق بن سلمة وأبوا لمليح بن اسامة جميعا، عن حذيفة بن اليمان بأن السفياني كائن بعد خلافة ولد العباس، ثم يكون بعده المهدي، وهو الذي يقتل السفياني، ثم يفتح القسطنطينية ورومية قبل خروج الدجال. وأما ذكر جفاف الفرات ودجلة والنيل وكثر الأنهار الشرقية والغربية، فتختلف الروايات في تقدم بعضها علي بعض، وان اتفقت علي كون جفافها؛ وقد يتداخل ذكر ظهور يأجوج ومأجوج في ذكر غور المياه، وهدم الكعبة. فلنبتدئ بذكر يأجوج ومأجوج، وبالله التوفيق. سياق المأثور في ظهور يأجوج ومأجوج 1:233- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا أحمد بن اسحاق الحضرمي، ونبا حمدان بن علي الوراق،(1) قال: نبا مسلم بن ابراهيم، قال: نبا وهيب بن خالد، قال: نبا عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ذات يوم: (قد فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وعقد مثل هذه، ثم ان وهيب أومأ بيده فعقد تسعين.(2) 2:234- نبا أبوعيسي موسي بن هارون الطوسي، قال: نبا الحسن بن محمد المروذي، قال: نبا شيبان بن عبد الرحمن، عن قتادة في قوله عز وجل: (حتى اذا فتحت يأجوج ومأجوج).(3) قال: هما خليفتان جعل الله خروجهما علامة للساعة؛ (وهم من كل حدب ينسلون).(4) قال: من كل كمة، ومن كل نحو يخرجون. قال شيبان: ونبا قتادة، عن سالم بن أبي الجعد، عن معدان بن أبي طلحة، عن عمرو البكالي، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: الملائكة عشرة أجزاء: فتسعة أجزاء الكروبيون الذين يسبحون الليل (والنهار) لا يفترون، (وجزءا واحدا الذين وكلوا بحراسة كل شيء، والملائكة).(5) والانس والجن(6) عشرة أجزاء: فتسعة أجزاء الجن، وجزءا واحدا الانس، واذا ولد واحد من الانس ولد معه تسعة من الجن. والانس عشرة أجزاء: فتسعة أجزاء يأجوج ومأجوج، وجزءا واحدا سائر الانس.(7) 3:235- وحدث عن حميد بن هلال، عن أبي الضيف،(8) عن كعب، قال: يخرج يأجوج ومأجوج وذلك بعد قتل الدجال حتى يأتوا علي البحيرة، فيشرب أولهم الماء، ويلحس أوسطهم الطين، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان هنا مرة ماء! قال: فيأتي الصوت عيسي بن مريم، فيقول: اللهم انه لا كفاء لنا، ولا طاقة (لن) بهم، فكفناهم بم شئت. فيبعث الله عليهم نغفا (9) في أقفائهم، فيصبحون موتي كلهم. ثم يبعث الله عليهم طيرا فيخطفهم، فترمي بهم الى البحر، وتمطر السماء، وتنبت الأرض حتى أن الرمانة الواحدة لتشبع السكن. - قال أبوالضيف: وما السكن يا كعب؟ قال: أهل البيت - فبينا الناس كذلك اذ أتاهم الصريخ:(10) ان ذا السويقتين الحبشي قد سار الى البيت الحرام ليهدمه، فيبعث عيسي طليعة (سبعمائة أو بين السبعمائة والثمانمائة حتى اذا كانوا ببعض الطريق بعث)(11) الله عليهم ريحا يمانية طيبة، فيقبض (الله فيه)(12) روح كل مؤمن ولو كان في جوف حجر. قال: ثم انما مثل ذلك ومثل الساعة، كمثل رجل ينتج فرسا،(13) فهو يقول: تضع الآن! تضع غدا! فمن تكلف علم الساعة بعدها فهو متكلف، لا يعلم علم الساعة أحدا الا الله.(14) 4:236- قال شيبان: وحدثنا قتادة، عن أبي سعيد الخدري؛ أن الناس يحجون، ويفتحون، ويعتمرون، ويغرسون بعد خروج يأجوج ومأجوج.(15) 5:237- قال قتادة: وذكر لنا أن رجلا قال: يا رسول الله، قد رأيت السد، سد يأجوج ومأجوج؟ فقال: انعته لي؟ قال: هو كالبرد المحبر، طريقة سوداء وطريقة حمراء، فقال: قد رأيته.(16) 6:238- قال شيبان: وحدثنا قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة أن نبي الله قال: ان يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم، حتى اذا كادوا يخرقونه، قال الذي عليهم: ارجعوا، فستفتحونه غدا. قال: فيعيده الله أشد ما كان، حتى اذا بلغت مدتهم، أراد الله أن ينقبوه، حفروه، حتى اذا كادوا أن يخرقوه، قال الذي عليه: ارجعوا، فستفتحونه غدا ان شاء الله. واستثني، فيعودون اليه فيجدونه كهيئته حين تركوه بالأمس، فيخرقونه ويخرجون علي الناس، فيستقون(17) المياه ويفر الناس منهم في حصونهم، فيرمون سهامهم الى السماء، فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قهرنا أهل الأرض، وعلونا أهل السماء، قسوة وعتوا! فيبعث الله عليهم نغفا في أقفائهم، فيهلكهم به، حتى - والذي نفس محمد بيده - ان دواب الأرض لتسمن وتبطن،(18) وتشكر شكرا من لحومهم.(19) - الشكر: هو الامتلاء، ولذلك يقول العرب لضرع الشاة شكرا شديدا، وهي ناقة شكري، وشاة شكري نهدا هو الصواب.(20) فأما ما يروي عن بعضهم بالسين في ذلك فانه تصحيف، فان ذلك انما يقال فيما أسكر من الخمر وغيرهما من الأشربة التي تذهب العقول، فليعلم ذلك. 7:239- أخبرنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي أيضا، قال: نبا علي ابن الحسن اللاني، قال: نبا عبد الله بن عصمة، عن حماد بن سلمة، عن قتادة بن أسلمة،(21) عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بنحوه، قال: يرمون بسهامهم في السماء فترجع مخضبة بالدماء، فيقولون: قتلنا من في الأرض ومن في السماء! فيرسل الله عليهم النغف في أقفائهم فيقتلهم. قال: النغف هو ما يخرج في مسفر البعير. 8:240- حدثني الحسن بن العباس بن أبي مهران، قال: نبا ابن عبد الرحمن الدشتكي،(22) قال: نبا عبد الله بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، قال: نبا الربيع بن أنس، قال: نبا أبوالعالية الرياحي، قال: بلغني أن يأجوج ومأجوج يزيدون علي الانس كلهم الضعف، وأن الجن يزيدون علي الانس الضعف، وأن يأجوج ومأجوج رجلان: أحدهما اسمه (يأجوج) والآخر اسمه (مأجوج). هو لم يقل هذا القول الذي انقضي ذكره آنفا الا عن رواية سمعها، فأما أن يكون مما اخذ من التوراة، أو من غيرها، وقد نظرنا في ذلك، فاذا ذلك لا يبعد أن يكون صحيحا، فيكون هذان الاسمان لشخصين كالقديمين تعميرا ورئاسة، ثم يصير ذلك كالاسم الواحد للامة اليأجوجية والمأجوجية. وأما الأخبار السنيدة، والتي ليست بسنيدة، فانها جاءت بخلاف ذلك، وذك علي لفظ الآية المنزلة. ثم الذائع بيننا عن المفسرين أنهما اما صنفان يعودان الى تقارب في التصور والفعل، واما صنف واحد يختلفون في الطول والقصر فقط، وقد يقول الناس: لمن يسمي ثابتا (: ثابت) فاذا صغر، جمع بين التصغير وبين الصحيح، فقالوا: ثابت وثبيت، ويقولون لمن يسمي يأجوج خلاف مأجوج في الطول والقصر ونحو ذلك، لأننا قد سمعنا فيهم علي قدر الذراع، ودون ذلك فيما بين القامتين صارا كالصنفين، وان شملهما التقارب في الصورة واللون والفعل، والله أعلم. 9:241- حدثنا عبد الله (بن) أحمد (بن محمد) بن حنبل في كتاب العلل، قال: نبا يحيي بن سفيان،(23) قال: نبا عبد الله بن يوسف، قال: نبا يحيي بن حمزة، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية، أنه قال في خبر يأجوج ومأجوج: انهم أربعمائة ألف امة، ليس منها امة تشبه الاخري. قال الأوزاعي: وحدث عنده أن منهم ألفا، ومنا واحدا.(24) 10:242- وقد روي سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ان يأجوج ومأجوج امم، في كل امة أربعمائة امة،لا يموت الرجل منهم حتى يري ألف عين تطرف بين يديه من صلبه، وهم من ولد آدم، فيسيرون في خراب الدنيا. ويكون مقدمتهم في الشام وساقتهم بالعراق، يمرون بأنهار الدنيا فيشربونها، والفرات ودجلة وبحيرة طبرية، حتى يأتوا بيت المقدس، فيقولون: قد قتلنا أهل الأرض، فقاتلوا الآن أهل السماء! فيرمون السهام الى السماء، فترجع سهامهم مخضبة بالدماء، فيقولون: قد قتلنا من في السماء!! ويكون عيسي بن مريم يومئذ والمسلمون بجبل طور سيناء، فيوحي الله الى عيسي أن أحرز عبادي بالطور وما يلي (ابله)(25) فيرفع يديه عيسي، ويرفع المسلمون أيديهم، فيدعون الله عليهم. فيبعث الله عليهم دابة يقال لها (النغف) فتدخل في مناخرهم، فيصبحون موتي من حاق الشام الى حاق المغرب حتى تنتن الأرض من جيفهم ونتنهم، فعند ذلك طلوع الشمس من مغربها.(26) 11:243- حدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا محمد بن داود بن يزيد القنطري، قال: نبا آدم بن أبي اياس،(27) قال: نبا شعبة، قال: نبا النعمان بن سالم، قال: سمعت نافع بن عاصم بن عروة(28) بن مسعود يحدث عن عبد الله بن عمرو بن العاص، أنه قال: ان ليأجوج ومأجوج أنهارا، ويلعبون فيها ما شاؤا، وشجرا يلقمون منها، ونساء يجامعون ما شاؤا، ولا يموت أحدهم الا ورثه من ذريته ألف. 12:244- قال شعبة: وحدثنا عبيد الله بن أبي يزيد، قال: سمعت ابن عباس - ورأي غلمانا ينزوا بعضهم علي بعض - قال: هكذا يخرج يأجوج ومأجوج. 13:245- حدثنا سعدان بن نصر، قال: نبا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن زينب بنت أبي سلمة، عن حبيبة، عن امها ام حبيبة، عن زينب زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قالت: استيقظ النبي من النوم محمرا وجهه وهو يقول: (لا اله الا الله - قال ذلك ثلاث مرات - ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه) وحلق حلقة. قلت: يا رسول الله أيهلك فينا (29) الصالحون؟ قال: نعم، اذا كثر الخبث.(30) فيما ذكرنا في هذا الباب المنقضي كفاية مما تركنا من حديث يأجوج ومأجوج، فلنقطع ذلك، ولنذكر ما ذكر في غور المياه، مبينا في هذا الباب الذي قد وصلنا اليه. سياق المأثور في غور المياه بالعراق وغيره 1:246- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا يحيي بن اسحاق أبوزكريا السيلحيني، قال: نبا يحيي بن أيوب، عن أبي قبيل المعافري، قال: كنا عند عبد الله بن عمرو بن العاص، فذكرت العين التي قبل مصر، فقال بعضهم، يغور ماؤها. وقال بعضهم: يفيض حتى تغرق. فقال عبد الله بن عمرو: واذا أراد الله ذلك، بعث الله ريحا عليهم نسفت كثيبا يقال له (الحزن) فألقته في جوفها حتى أنه ليحفر علي مائها أربعون ذراعا، فلا يقدر عليه. 2:247- حدثنا جدي، قال: نبا يزيد بن هارون، قال: نبا المسعودي - هو عبد الرحمن بن عب الله - عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: مد الفرات علي عهد عبد الله بن مسعود، فكره الناس ذلك، فقال عبد الله: يا أيها الناس! لا تكرهوا مده، فانه يوشك أن يلتمس فيه مل ء طشت من ماء فلا يوجد، وذلك حين يرجع كل ماء الى عنصره، ويكون الماء وبقية المؤمنين بالشام.(31) هكذا هو في رواية المسعودي منقطعا ليس بين القاسم(32) وبين ابن مسعود أحد. وأما الأعمش، فانه رواه عن القاسم، عن أبيه، عن ابن مسعود متصلا. 3:248- فحدثنا جعفر بن محمد بن شكر الصائغ، قال: نبا قبيصة بن عقبة، قال: نبا سفيان الثوري، عن الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود أنهم شكوا اليه قلة الماء في الفرات، فقال: (سيأتي عليكم زمان لا تجدون فيه ملاء طشت من ماء، ويرجع كل ماء الى عنصره، ويبقي الماء والمؤمنون بالشام).(33) ففي رواية الأعمش هذه ذكر قلة الماء في الفرات، وفي رواية المسعودي ذكر كثرته فيه، ثم ان الروايتين علي الاتفاق أن الفرات يقل ماؤه قلة ضارة بالناس والله أعلم. 4:249- حدثني هارون بن الحكم، نبا حماد بن المؤمل، قال: نبا اليسع بن اسماعيل، قال: نبا المتوكل، قال: نبا عيسي بن واقد - رجل من أهل البصرة- عن علي بن الحسين، عن عبد الله بن محمد (عن) ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - في حديث طبقات امته -: (وفي سنة مائتين وأربعين سنة يغور ثلثي ماء الأرض، وينقطع الفرات والنيل حتى ان الناس ليرعوا بشاطئيهما).(34) فلنذكر الآن ما روي في خسوف القمر، وكسوف الشمس طالعين كذلك في المغرب عن ابن مسعود مكتوبا في الباب الذي انتهينا اليه، وبالله التأييد. سياق المأثور في كون طلوع الشمس والقمر من المغرب 1:250- حدثنا جدي، قال: نبا شجاع بن الوليد أبوبدر السكوني، قال: نبا سليمان بن مهران، عن أبي الضحي مسلم بن صبيح، عن مسروق بن الأجدع، أن عبد الله بن مسعود قرأ هذه الآية: (هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل - الى قوله - انا منتظرون).(35) فقال: ذلك طلوع الشمس والقمر من مغربهما، ثم قرأ عبد الله: (وخسف القمر- وجمع الشمس والقمر - يقول الانسان يومئذ أين المفر).(36)،(37) 2:251- وحدثني أبوموسي محمد بن أبي موسي الأنصاري ثم الزرقي، قال: نبا ابراهيم بن معاوية بن ذكوان القساري، وعبد الله بن محمد بن عمرو الغزي، قال: نبا محمد بن يوسف الفريابي، قال: نبا سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن أبي الضحي، عن مسروق، عن عبد الله بن مسعود، في قوله: (هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك) الآية. قال: طلوع الشمس مع القمر من مغربهما، كالبعيرين القرينين.(38) وقد روي عن حذيفة بن اليمان مسندا أنهما يطلعان من المغرب في الحديث الطويل، ونحن كاتبوه ان شاء الله تعالى بعد في باب منفرد لأنه حديث يجمع ذكر آيات عدة، وبالله التوفيق. الهوامش: (1) ترجم له في تاريخ بغداد: 171:8، وسير أعلام النبلاء: 49:13. (2) رواه أحمد في مسنده: 342:2 وص 529 باسناده الى وهيب مثله. (3) الأنبياء: 96. (4) الأنبياء: 96. (5) كذا، وفي مستدرك الحكم (وجزءا لرسالته). (6) في المستدرك (وجزأ الخلق). (7) رواه الحكم في المستدرك: 536:4 ح 8506 باسناده الى قتادة (مثله) وفيه: (ان الله عز وجل جزأ الخلق عشرة أجزاء، فجعل تسعة أجزاء الملائكة، وجزءا سائر الخلق، وجزأ الملائكة عشرة أجزاء...). عنه عقد الدرر: 384. وأورد صدره في مجمع البيان: 114:7 عن قتادة (مثله). (8) في الأصل (حميد، عن ابن هلال الصيف) تصحيف. راجع ترجمة (أبي الضيف) في الجرح والتعديل: 396:9، وفيه: روي عن كعب، وروي عنه حميد بن هلال. (9) في النهاية لابن الأثير: 87:5 في حديث يأجوج ومأجوج (فيرسل الله عليهم النغف...) النغف - بالتحريك -: دود يكود في انوف الابل والغنم. (10) في الأصل (من الناس ثم يأتي الصريخ عيسي بن مريم يقول) وما أثبتناه من جامع البيان للطبري. (11) في الأصل بدل ما بين القوسين (ما بين الثمانية الى التسعة فيبعث) وما أثبتناه من جامع البيان. (12) من جامع البيان. (13) في جامع البيان (يطيف حول فرسه). (14) رواه في جامع البيان للطبري: 71:17، والدر المنثور: 677:5 باسناده الى كعب. ورواه نعيم في الفتن: 589:2 ح 1641 باسناد الى أبي الضيف (نحوه). (15) رواه في الدر المنثور: 678:5، باسناده الى أبي سعيد الخدري، وله اتحادات وتخريجات كثيره ذكرت في معجم أحاديث المهدي عليه السلام: 153:2. (16) رواه نعيم في الفتن: 584:2 ح 1632، والبخاري: 167:4، وفي جامع البيان للطبري: 20:16 باسناده الى قتادة (مثله). (17) في الأصل (فينسفون) وما أثبتناه من المستدرك للحكم. (18) في المستدرك للحكم (تبطر). (19) رواه الحكم في المستدرك: 534:4 ح 8501 باسناده الى قتادة. وأورده في عقد الدرر: 378 عن أبي هريرة. (20) كذا. (21) كذا، والظاهر (حماد بن سلمة، عن قتادة). (22) في الأصل (الرشتكي) تصحيف، هو أحمد بن عبد الرحمن الدشتكي، ترجم له في تهذيب التهذيب: 102:1. (23) كذا، ولم نقف علي هذا الاسم في مشيخة عبد الله بن أحمد بن حنبل. (24) رواه نعيم في الفتن: 592:2 باسناده الى الأوزاعي مثله. (25) كذا، والظاهر اسم لموضع. (26) أورده في عقد الدرر: 381 عن حذيفة مثله، وقال: أخرجه الامام أبوعمرو عثمان بن سعيد المقرئ في سننه. (27) في الأصل (اناس) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 187:1. (28) في الأصل (عتبة) تصحيف، ترجم له في الجرح والتعديل: 454:8. (29) كذا، وفي بقية المصادر (أنهلك وفينا). (30) رواه نعيم في الفتن: 591:2 باسناده الى ابن عيينة مثله. وأورده ابن كثير في نهاية البداية والنهاية: 141:10، قال: وثبت في الصحيحين من حديث زينب بنت جحش مثله. (31) أخرجه في كنز العمال: 569:14 ح 39626، عن ابن مسعود مثله. (32) قال ابن حجر في تهذيب التهذيب: 499:4: القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود المسعودي... روي عن أبيه، وعن جده مرسلا. (33) انظر التخريجة السابقة. (34) رواه نعيم في الفتن: 701:2، باسناده الى شريح بن عبيد وأبي عامر وضمرة بن حبيب في حديث طويل مثله. (35) الأنعام: 158. (36) القيامة: 10 -8. (37) رواه السيوطي في الدر المنثور: 389:3، ورواه نعيم في الفتن: 653:2، باسناده الى مسلم بن صبيح. (38) رواه في الدر المنثور: 389:3، باسناده عن ابن مسعود. ورواه ابن حماد في الفتن: 656:2 ح 1848، باسناده عن سفيان (مثله). ****************** سياق المأثور في طلوع الشمس من المغرب لاغلاق باب التوبة 1:252- حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، قال: نبا الطنافسي أبو يوسف يعلي بن عبيد، قال: نبا أبو حيان التيمي - تيم الرباب - عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، قيل: جلس ثلاثة نفر الى مروان بالمدينة، فسمعوه يحدث في الآيات أن أولها خروج الدجال، فانصرفوا من عنده، فجلسوا الى عبد الله بن عمرو بن العاص، فحدثوه بما سمعوا من مروان في ذلك، فقال عبد الله بن عمرو: ان مروان لم يقل شيئا، قد حفظت أولها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، حديثا لم أنسه بعد، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الآيات: ان أولها خروجا طلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة علي الناس ضحي، فأيتهما كانت قبل صاحبتها، فالاخرى علي أثرها قريبا. ثم قال عبد الله - وكان يقرأ الكتب -: فأظن أولها خروجا طلوع الشمس من مغربها، وعادتها أنها اذا غربت أتت تحت العرش، فسجدت فتستأذن في الرجوع، (فيأذن لها في الرجوع)،(1) فاذا أراد الله أن تطلع من مغربها استأذنت في الرجوع، فلا يرد عليها شيء، فاذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب، وعرفت أن لو أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق، قالت: رب ما أبعد المشرق! رب من لي بالناس! فاذا صار الافق كالطوق، استأذنت في الرجوع، فيقال لها: اطلعي من مكانك. فتطلع علي الناس من مغربها، ثم تلا عبد الله بن عمرو هذه الآية: (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا).(2)،(3) وقد رواه عن ابن حيان جماعة، منهم اسماعيل بن علية، وفي حديث حذيفة بن اليمان، وحذيفة بن اسيد الغفاري المسندين، أن طلوع الشمس من المغرب أول الآيات، كذلك جاءت الرواية عن ابن مسعود أنها أول الآيات، وأنها اذا طلعت كذلك ضمت الأعمال لانغلاق باب التوبة حينئذ. 2:253- حدثني الحسين بن الحباب بن مخلد، قال: نبا أبوهشام محمد بن زيد الرافعي؛ ثم حدثني أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، قال: نبا علي بن المنذر الطريقي، قال: نبا محمد بن الفضيل، قال: نبا عمارة بن القعقاع (قال: خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام، فحمد الله وأثني عليه ثم قال: سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني)(4) يقولها ثلاث مرات -. فقام اليه صعصعة بن صوحان العبدي، فقال: يا أمير المؤمنين! متي يخرج الدجال؟ فقال: مه يا صعصعة! قد علم الله مقامك، وسمع كلامك، ما المسؤول (عنه) بأعلم من السائل،(5) ولكن لخروجه علامات وأسباب، وهيئات، يتلو بعضهن بعضا حذو النعل بالنعل في حال واحد، ثم ان شئت أنبأتك بعلامته، يا صعصعة. فقال: عن ذك سألتك يا أمير المؤمنين. قال: فاعقد بيدك، واحفظ ما أقول لك: اذا أمات الناس الصلوات، وأضاعوا الأمانات، وكان الحلم ضعفا، والظلم فخرا، وامراؤهم فجرة، ووزراؤهم خونة، وأعوانهم ظلمة، وقراؤهم فسقة، وظهر الجور، وفشي الربا، وظهر الزنا، وقطعت الأرحام، واتخذت القينات، وشربت الخمور، ونقضت العهود، وصنعت العمات.(6) وتواني الناس في صلاة الجماعات، وزخرفوا المساجد، وطولوا المنائر، وحلوا المصاحف، وأخذوا الرشا، وكلوا الربا، واستعملوا السفهاء، واستخفوا بالدماء، وباعوا الدين بالدنيا؛ واتجرت المرأة مع زوجها حرصا علي الدنيا، وركب النساء المنابر، وتشبهن بالرجال، وتشبه الرجال بالنساء، وكان الاسلام بينهم علي المعرفة، وشهد شاهدهم من غير أن يستشهد، وحلف من قبل أن يستحلف. ولبسوا جلود الضأن علي قلوب الذئاب، وكانت قلوبهم أمر من الصبر، وألسنتهم أحلي من العسل، وسرائرهم أنتن من الجيف، والتمسوا النفقة لغير الدين، وانكر المعروف، وعرف المنكر؛ فالنجا النجا، والوحا والوحا، نعم المسكن حينئذ (عبادان) النائم فيها كالمجاهد في سبيل الله، وهي أول بقعة آمنت بعيسي عليه السلام، وليأتين علي الناس زمان يقول أحدهم: يا ليتني تبنة في لبنة من بيت من بيوت عبادان.(7) قال: فقام اليه الأصبغ بن نباتة، فقال: يا أمير المؤمنين ومن الدجال؟ فقال: ألا ان الدجال (صائد(8) بن صائد) الشقي من صدقه، والسعيد من كذبه، ألا ان الدجال يطعم الطعام، ويشرب الشراب، ويمشي في الأسواق، والله عز وجل يتعالي عن ذلك. ألا ان الدجال طوله أربعون ذراعا بالذراع الأول، تحته حمار أقمر، طول كل اذن من اذنيه ثلاثون ذراعا، ما بين حافر حماره الى الحافر الآخر مسيرة يوم وليلة، تطوي له الأرض منهلا منهلا.(9) يتناول السحاب، ويسبق الشمس الى مغربها، يخوض البحر الى كعبيه، أمامه جبل دخان، وخلفه جبل أخضر، ينادي بصوت له، يسمع به ما بين الخافقين: الي أوليائي الى أحبائي، فأنا الذي خلق فسوي، والذي قد فهدي، أنا ربكم الأعلي!! كذب عدو الله، ليس ربكم كذلك، فانه أعور ممسوح، وان ربكم ليس بأعور، ألا ان الدجال كثر أشياعه وأتباعه اليهود، وأولاد الزنا، يقتله الله بالشام علي عقبة يقال لها (عقبة أفيق) لثلاث ساعات يمضين من النهار، علي يد عيسي ابن مريم عليه السلام؛ وعند ذلك خروج الدابة من الصفا، معها خاتم سليمان بن داود، وعصا موسي بن عمران، فينكتب بالخاتم علي جبهة كل مؤمن: هذا مؤمن حقا حقا). ثم تنكتب بالعصا علي جبهة كل كافر: (هذا كافر حقا حقا)؛ ألا ان المؤمن حينئذ يقول للكافر: ويلك يا كافر! الحمد لله الذي لم يجعلني مثلك، وحتى أن الكافر ليقول للمؤمن: طوبي لك يا مؤمن! يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما.(10) لا تسألوني عما بعد ذلك فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عهد الى أن كتمه.(11) وفيها ذكر فتنة العراق الآتية من ناحية القطقطانية القطقطانة: موضع قرب الكوفة من جهة البرية بالطف، به كان سجن النعمان بن المنذر، وقيل: بينها وبين الرهيمة نيف وعشرون ميلا اذا خرجت من القادسية تريد الشام. (مراصد الاطلاع: 1107:3). 1:254- بلغني عن ابراهيم بن سليمان بن حيان بن مسلم بن هلال الدباس الكوفي،(12) قال: نبا علي بن أسباط المقري،(13) قال: نبا علي بن الحسين العبدي، عن سعد الأسكافي، عن الأصبغ بن نباتة، قال: خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بالكوفة، فحمد الله تعالى وأثني عليه، ثم قال: أيها الناس ان قريشا أئمة العرب أبرارها لأبرارها، وفجارها لفجارها، ألا ولابد من رحي تطحن علي ضلال وتدور، فاذا قامت علي قطبها (14) طحنت بحدتها، ألا وان لطحنها روقا، وروقها حدتها، وفلها علي الله عز وجل. ألا واني وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلم الناس صغارا، وأحلم الناس كبارا، معنا راية الحق، من تقدمها مرق، ومن تأخر عنها محق، ومن لزمها لحق. وانا أهل بيت الرحمة، وبنا فتحت أبواب الحكمة، وبحكم الله حكمنا، وبعلم الله علمنا، ومن صادق سمعنا، فان تتبعونا تنجو، وان تتولوا يعذبكم الله بأيدينا. بنا فك الله ربق الذل من أعناقكم، وبنا يختم لابكم، وبنا يلحق التالي، والينا يفي ء الغالي، ولو لا أن تستعجلوا وتستأخروا القدر لأمر قد سبق في البشر لحدثتكم بشباب من الموالي، وأبناء العرب، ونبذ من الشيوخ كالملح في الزاد، وأقل الزاد الملح، فينا معتبر ولشيعتنا منتظر، وانا وشيعتنا نمضي الى الله عز وجل بالبطن والحمي والسيف، وان عدونا يهلك بالداء والدبيلة وبما شاء الله من البلية والنقمة؛ وأيم الله أن لو حدثتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة: ما كذب وأرجم!! ولو انتقيت منكم مائة قلوبهم كالذهب، ثم انتقيت من المائة عشرة، ثم حدثتهم فينا أهل البيت حديثا لينا لا أقول فيه الا حقا، ولا أعتمد فيه الا صدقا، لخرجوا وهم يقولون: علي من كذب الناس!! ولو اخترت من غيرهم(15) عشرة، فحدثتهم في عدونا، وأهل البغي علينا أحاديث كثيرة، لخرجوا وهم يقولون: علي من أصدق الناس!!هلك خاطب الخطب،(16) وحاص صاحب العصب،(17) وبقيت القلوب تتقلب، منها مشغب، ومنها مجدب، ومنها مخصب، ومنها مشتت.(18) يا بني ليبر صغاركم كباركم، وليرأف كباركم بصغاركم، ولا تكونوا كالغواة الجفاة الذين لم يتفقهوا في الدين، ولم يعطوا في الله عز وجل محض اليقين، كبيض في أداحي؛ ويح الفراخ فراخ آل محمد من خليفة جبار عتريف مترف، مستخف بخلفي، وخلف الخلف، وبالله لقد علمت تأويل الرسالات، وانجاز العدات، وتمام الكلمات، وليكونن من(19) أهل بيتي رجل يأمر بأمر الله، قوي. يحكم بحكم الله، وذلك بعد زمان مكلح مفضح، يشتد فيه البلاء، وينقطع فيه الرجاء، ويقبل فيه الرشاء؛ فعند ذلك يبعث الله عز وجل رجلا من شاطئ دجلة لأمر حزبه يحمله الحقد علي سفك الدماء، قد كان في ستر وغطاء، فيقتل قوما هو عليهم غضبان، شديد الحقد حران في سنة بخت نصر، يسومهم خسفا، ويسقيهم كأسا مصبرة سوط عذاب، وسيف دمار. ثم يكون بعده هنات وامور مشتبهات، ألا ان من شط الفرات الى النجفات بابا الى القطقطانيات في آيات وآفات متواليات يحدثن شكا بعد يقين، يقوم بعد حين، تبني المدائن، وتفتح الخزائن، وتجمع الامم، ينفذها شخص البصر، وطمح النظر، وعنت الوجوه، وكشف البال حين(20) يري مقبلا مدبرا. فيالهفاه علي ما أعلم، رجب شهر ذكر، رمضان تمام السنين، شوال يشال فيه أمر(21) القوم، ذو القعدة يقتعدون فيه، ذو الحجة الفتح من أول العشر؛ ألا ان العجب كل العجب بعد جمادي في(22) رجب، جمع أشتات، وبعث أموات، وحديثات هونات هونات بينهن موتات، رافعة ذيلها، داعية عولها، معلنة قولها، بدجلة أو حولها. ألا ان منا قائما، عفيفة أحسابه، سادة أصحابه، تنادوا (23) عند اصطلام عداء الله باسمه واسم أبيه في شهر رمضان ثلاثا، بعد هرج وقتال، وضنك وخبال، وقيام من البلاء علي ساق؛ واني لأعلم الى من تخرج الأرض ودائعها، وتسلم اليه خزائنها، ولو شئت أن أضرب برجلي فأقول: أخرجوا (24) من هاهنا بيضا ودروعا. كيف أنتم يا بني(25) هنات، اذا كانت سيوفكم بأيمانكم مصلتات، ثم رملتم رملات ليلة البيات؟! ليستخلفن الله خليفة يثبت علي الهدي، ولا يأخذ علي حكمه الرشاء، اذا دعا دعوات بعيدات المدي، دامغات المنافقين، فارجات عن المؤمنين؛ ألا ان ذلك كائن علي رغم الراغمين، والحمد لله رب العالمين.(26) وفيها ذكر المهدي والقحطاني بعد ذكر بني امية 1:255- حدثني هارون بن علي بن الحكم أبوموسي المقرئ، ثم المزوق، قال: نبا حماد بن المؤمل أبو جعفر الضرير، قال: نبا كامل بن طلحة، قال: نبا ابن لهيعة، قال: حدثني اسرائيل بن عباد، عن أبي الطفيل عبد الرحمن بن قيس بن أبي عريرة الغفاري، عن محمد بن علي، أن علي بن أبي طالب عليه السلام قال يوما في مجلسه: والله لقد علمت لتقتلنني ولتخلفني، ولتكفون كفاء الاناء بما فيه، ما يمنع أشقكم أن يخضب هذه - يعني لحيته - (بدم) من فود هذه - يعني هامته -. فو الله ان ذلك لفي عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الي، وليدالن عليكم هؤلاء القوم باجتماعهم علي أهل باطلهم، وتفرقكم علي أهل حقكم، حتى يملكوا الزمان الطويل، فيستحلوا الدم (الحرام)، والفرج الحرام، والخمر الحرام، والمال الحرام، فلا يبقي بيت من بيوت المسلمين الا دخلت عليهم مظلمتهم؛ فيا ويح بني امية من ابن أمتهم، يقتل زنديقهم، ويسير خليفتهم،(27) فاذا كان ذلك ضرب الله بعضهم ببعض؛ والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لا يزال ملك بني امية ثابتا (لهم) حتى يملك زنديقهم، فاذا قتلوه وملك ابن أمتهم خمسة أشهر، ألقي الله بأسهم بينهم، فيخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين، وتعطل الثغور، وتهراق الدماء، وتقع الشحناء.(28) سبعة أشهر، فاذا قتل زنديقهم، فالويل ثم الويل (للناس) في ذلك الزمان، يسلط بعض بني هاشم علي بعض حتى يغير خمسة نفر علي الملك كما يتغاير الفتيان علي المرأة الحسناء؛ فمنهم الهارب المشؤم،(29) ومنهم السناط(30) الخليع يبايعه جل أهل الشام، ثم يسير اليه حماز أهل الجزيرة(31) من مدينة الأوثان، فيقاتله (ويهزم)(32) الخليع، ويغلب علي الخزائن، فيقاتله من دمشق الى حران، ويعمل بعمل الجبابرة الاولى، فيغضب الله من السماء لكل عمله؛ فيبعث الله عليه فتي(33) من المشرق يدعو الى أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم أصحاب الرايات السود المستضعفون، فيعزهم الله، وينزل عليهم النصر، فلا يقاتلهم أحد الا هزموه، ويسير الجيش القحطاني حتى يستخرجوا الخليفة، وهو كاره خائف، فيسير معه تسعة آلاف من الملائكة، معه راية النصر و(فتي) اليمن في نحر حماز الجزيرة علي شاطيء نهر، فيلتقي هو وسفاح بني هاشم، فيهزمون الحماز، ويهزمون جيشه، ويغرقونه في النهر. فيسير الحماز حتى يبلغ حران، فيتبعونه فيهرب(34) منهم، فيأخذ علي المدائن التي بالشام علي شاطي ء البحر حتى ينتهي الى البحرين؛ ويسير السفاح وفتي اليمن حتى ينزلوا دمشق، فيفتحونها أسرع من التماع البرق، ويهدمون سورها، ثم تبني وتعمر، يساعدهم عليها رجل من بني هاشم اسمه اسم نبي، فيفتحونها من الباب الشرقي قبل أن يمضي من اليوم الثاني أربع ساعات، فيدخلها سبعون ألف سيف مسلول بأيدي أصحاب الرايات السود شعارهم (أمت أمت) كثر قتلاها فيما يلي المشرق؛ والفتي في طلب الحماز، فيدركانه فيقتلانه من وراء البحرين من المعرتين(35) واليمن، ويكمل الله عز وجل للخليفة سلطانه. ثم يثور هاشميان: أحدهما بالشام، والآخر بمكة، فيهلك صاحب المسجد الحرام، ويقبل حتى تلقي جموعه جموع صاحب(36) الشام فيهزمونه.(37) ثم ذكر ما بعد ذلك الى خاتمة الأمر فقطعنا ذكره، لأنه معاد فيما تقدم في كتاب دانيال وغيره، مفرقا أو مجموعا. الهوامش: (1) في الأصل هكذا (فلا يرد في الرجوع، فلا يرد عليها شيء، ثم تستأذن في الرجوع، فلا يرد عليها شيء). وما أثبتناه من الدر المنثور ومسند ابن أبي شيبة. (2) الأنعام: 158. (3) رواه ابن أبي شيبة في مسنده: 67:15 ح 19135، ورواه السيوطي في الدر المنثور: 390:3. (4) أثبتناها من كمال الدين للصدوق. (5) في الأصل (فأعلم بذلك من السائل). (6) كذا. (7) في كمال الدين: خير المسكن يومئذ بيت المقدس، وليأتين علي الناس زمان يتمني أحدهم أنه من سكانه. (8) في الأصل (صافن). (9) في الأصل (طواله الأرض مهلا مهلا). (10) وفي كمال الدين بعده ما لفظه (ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين باذن الله جل جلاله، وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها، فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل، ولا عمل يرفع: (ولا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا). (11) رواه في كمال الدين للصدوق: 525:2 باسناده الى النزال بن سبرة (مثله) باختلاف يسير في اللفظ، عنه البحار: 192:52 ح 26. (12) اختلف في ضبط اسمه، فقد ترجم له الأردبيلي في جامع الرواة: 22:1، وقال: ابراهيم بن سليمان بن عبد الله بن حيان النهي... ثقة في الحديث، سكن الكوفة... ثم سكن بني هلال. وترجم له النجاشي في رجاله: 93:1 رقم 19، وقال: ابراهيم بن سليمان بن عبيد الله ابن خالد النهمي... سكن في الكوفة... وسكن في بني هلال... له كتب منها: ... كتاب الخطب، انتهي. أقول: استظهر الآغا بزرگ في الذريعة: 183:7 وص 188 أنها خطب أمير المؤمنين عليه السلام. (13) في الأصل (المصري). راجع رجال النجاشي: 73:2. (14) في كنز العمال (قلبها). (15) في الكنز (غيركم). (16) في الكنز (حاطب الحطب). (17) في الكنز (وحاصر صاحب القصب). (18) في الكنز (مسيب). (19) في الكنز (من يخلفني في). (20) في الكنز (حتى). (21) في الأصل (من). (22) في الكنز (و). (23) في الكنز (ينادي). (24) في الكنز (أخرجي). (25) في الكنز (يابن). (26) عنه كنز العمال: 592:14 ح 39679. وروي النعماني في الغيبة ص 195 ح 4 باسناده الى الحارث الأعور الهمداني، عنه عليه السلام (قطعة). (27) زاد في الكنز (في الأسواق). (28) زاد في الكنز (في العالم). (29) في الكنز (والمشؤم). (30) أي الذي لا لحية له أصلا. (31) في الكنز (حماز الجزيرة). (32) ليس في الكنز. (33) في الأصل (فيقا). (34) في الكنز (فينهزم). (35) في الأصل (المغربين). (36) زاد بعدها في الأصل (النصر، فأنا). (37) عنه كنز العمال: 595:14 ح 39680. ****************** باب الرجوع الى الأخبار الزوائد 1:256- أخبرنا ابن داود القنطري، قال: نبا أبوالحسين عاصم بن علي بن عاصم الواسطي، قال: نبا القاسم بن الفضل الحداني،(1) قال: نبا أبونضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا (ان) من أشراط الساعة كلام السباع الانس، والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم الانس، وتكلم الرجل شرك نعله، وعذبة سوطه، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده.(2) 2:257- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا حماد بن سلمة، عن أبي حمزة، عن ابراهيم، أن كعبا قال لعمر بن الخطاب - في خطاب كان بينهما مما قد حفظه من التوراة في الحوادث التي تكون في الدنيا-: يا أمير المؤمنين! لو لا آية في كتاب (الله)(3) لأخبرتك بما هو كائن الى يوم القيامة! قال: وما هي؟ قال: (يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب).(4) 3:258- حدثنا أبو ابراهيم أحمد بن سعد بن ابراهيم الزهري، قال: نبا أبوبكر بن أبي شيبة،(5) قال: نبا شريك، عن ابن الأصفهاني، عن الشعبي، عن زيد بن صحار،(6) قال: غزونا بلنجر(7) فلم نفتحها، وخرج أخي، فمررنا بحذيفة بن اليمان، فقلت: نجيء قابلا فنفتحها. فقال حذيفة: لن تفتح هي ولا جبل الديلم علي يد رجل من بني امية.(8) 4:259- قال أبوبكر بن أبي شيبة: نبا عبد الله بن ادريس، عن مسعر، عن أبي حصين، عن الشعبي، عن مالك بن صحار،(9) عن حذيفة بن اليمان، أنه قال: لا تفتح بلنجر ولا جبل الديلم الا علي يد رجل من آل محمد.(10) 5:260- حدثنا العباس بن محمد، قال: نبا شبابة بن سوار، قال: نبا الحريس ابن طلحة أبو قدامة، قال: حدثني أبو الحيرة سجة بن عبد الله، قال: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: والذي نفسي بيده لا يذهب الليل والنهار حتى تجي ء الرايات السود من قبل خراسان، حتى يوثقوا خيولهم بنخلات بيسان(11) والفرات.(12) 6:261- أخبرنا علي بن داود، قال: نبا عبد الله بن صالح، قال: نبا معاوية بن صالح أن أبا الزاهرية حدثه عن كثير بن مرة يرفع الحديث الى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لن تزالوا بخير ما استغني أهل بدوكم عن أهل حضركم، وليسوقنهم السنون (والسنات)(13) حتى يكونوا معكم في الديار، ولا تمنعوا منهم لكثرة من يسيل عليكم منهم، فيقولون: طالما جعنا وشبعتم، وطالما شقينا ونعمتم، فواسونا اليوم. ولتستصعبن بكم الأرض حتى يغيظ أهل حضركم أهل بدوكم كما يغيظ أهل بدوكم أهل حضركم من شدة استصعاب الأمن.(14) ثم لتميلن بكم الأرض ميلة فيهلك فيها من هلك، ويبقي من بقي حتى تعتق الرقاب، ثم تهدأ بكم الأرض بعد ذلك حقبا، حتى يندم المعتقون، ثم تميل بكم الأرض بعد ذلك ميلة اخري، فيهلك من هلك، ويبقي من بقي، فيقولون: ربنا نعتق، ربنا نعتق - ثلاثا! فيناديهم: (كذبتم، بل أنا أعتق)؛ وليبتلين اخريات هذه الامة بالرجفة، فان تابوا تاب الله عليهم، وان عادوا عاد الله عليهم بالرجف والقذف والخسف والمسخ والصواعق، فاذا قيل: هلك الناس (هلك الناس)، فقد هلكوا، ولن يعذب الله امة قط حتى (يعذر اليها).(15) قالوا: وما أعذارها؟ قال: يعترفون بالذنوب فلا يتوبون، ولتطمئن القلوب بما فيها من برها وفجورها، كما تطمئن الشجرة بما فيها حتى لا يستطيع محسن أن يزداد احسانا، ولا يستطيع مسي ء استعتابا، وذلك أن الله عز وجل قال: (كلا بل ران علي قلوبهم ما كانوا يكسبون).(16) 7:262- أخبرنا علي بن داود، قال: نبا آدم بن أبي أياس، قال: نبا محمد بن الفضل، عن زيد العمي، قال: سمعت الحسن يقول: ان ملكا موكل بالأرض، فاذا أراد الله أن يخسف بأرض ناده جبرئيل باسمه، فيقول الملك: لبيك. فيقول: أرخ أرض كذا وكذا. فيرخيها، فاذا هي لا يمسكها شيء، فيخسف بها. فلما أراد الله أن يخسف بقوم لوط، ناداه جبرئيل أن يرفعها، فرفعها حتى جعلها علي جناح جبرئيل، فسمع أهل السماء صياح الدجاج، ونباح الكلاب، ثم قلبها، ثم ناد ملك المطر: علي بالسحاب. فجاءت سحابة فيها حجارة، فأمطرها علي من كان خارجا من القرية، فهلكوا بأجمعهم. ثم قال الحسن: هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 8:263- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا القاسم بن الفضل الحداني، عن شهر بن حوشب، قال: كان يقال: في شهر رمضان صوت، وفي شوال همهمة، وفي ذي القعدة تميز(17) القبائل، وفي ذي الحجة تسفك الدماء وينتهب الحاج، (و) في المحرم! أما لو حدثتكم!!(18) فقيل له: ما الصوت؟ قال: هدة من السماء توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها، ويسمعه الناس كلهم، فلا يجي ء رجل من افق من الآفاق الا حدث أنه قد سمعه.(19) 9:264- حدثني أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، قال: نبا محمد بن جامع ابن أبي كامل الموصلي، قال: نبا أبويحيي الحماني، قال: نبا حازم بن الحسين بن محمد الروايتي الحماني، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة، أحسبه رفعه، قال: يسمع في شهر رمضان صوت من السماء، وفي شوال همهمة، وفي ذي القعدة تحزب فيه القبائل، وفي ذي الحجة يسلب الحاج، وفي المحرم الفرج.(20) 10:265- حدثنا محمد بن أحمد بن أبي العوام بن يزيد(21) الرياحي، قال: نبا قريش بن أنس، قال: نبا يونس بن عبيد، عن الحسن مرسلا، (قال:) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (بين يدي الساعة - أو قال: من أشراط الساعة - أن تكثر التجار، ويفيض المال، ويظهر القلم(22)).(23) 11:266- حدثنا العباس بن محمد، قال: نبا قبيصة بن عقبة، عن سفيان الثوري، عن الأعمش وعبد الملك (بن سعيد) بن أبجر جميعا، عن عبد الرحمن بن سعيد، عن سعيد بن وهب، قال: قال حذيفة بن اليمان: كأني بركب قد نزل بين أظهركم، فحال بين الأرامل واليتامي، وبين ما أفاء الله علي آبائهم، وقال: المال مالنا.(24) 12:267- حدثنا يحيي بن عبدالباقي، قال: حدثني العباس بن الوليد بن مزيد، قال: أخبرني أبي، قال: بنا الأوزاعي منقطعا عن حذيفة بن اليمان، قال: لقد قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فينا مقاما ما ترك شيئا في مقامه ذلك الى قيام الساعة الا حدثنا به، عقله من عقله، ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، فانه ليكون منه الشيء قد نسيته، فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل قد غاب عنه، ثم رآه فعرفه.(25) 13:268- نبا جدي، قال: نبا مكي بن ابراهيم أبوالسكن البلخي، قال: نبا هاشم(26) بن هاشم، عن اليزيدي،(27) عن عمر بن ابراهيم، عن محمد بن كعب القرظي، عن المغيرة بن شعبة، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مقاما، فأخبرنا ما يكون في امته الى يوم القيامة، وعاه من وعاه، ونسيه من نسيه.(28) 14:269- حدثني عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل، قال: حدثني أبي، قال: نبا أبوسعيد مولي بني هاشم، واسمه عبد الرحمن(29) بن عبد الله، نبا اسحاق بن عثمان أبويعقوب الكلابي، قال: نبا أبوأيوب عبد الله بن أبي سليمان - مولي عثمان ابن عفان - عن أبي هريرة، قال: لو شئت أن اسمي الخليفة الذي علي رأس مائتي سنة لسميته. 15:270- حدثني أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، قال: نبا محمد بن جامع بن أبي كامل الموصلي، قال: نبا أبويحيي الحماني، قال: نبا الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، عن عمار - يعني ابن ياسر- قال: اذا تولت قيس غيلان بالشام، فحينئذ حذرك.(30) 16:271- نبا العباس بن محمد، قال: نبا أبوالحسن علي بن قادم، قال: نبا اسرائيل بن صالح بن رستم، عن أبي عمران الجوني، عن أبي الجلد - وكان قد قرأ الكتب - قال: يلج البلاء بأهل الاسلام خصوصية دون العالم، ويكون سائر أهل الأديان حولهم آمنين، حتى أن الرجل ليتحول عن دينه اما يهوديا واما نصرانيا. 17:272- حدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا حماد بن المؤمل، قال حماد الفزاري،(31) قال: نبا المبارك - يعني بن فضالة -(32) عن الحسن مرسلا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: اذا كان بعد موتي بخمسين ومائة سنة، خرج من جزائر البحر أحد عشر شيطانا يجلسون مجالس الفقهاء، يفتون الناس فيغوونهم. 18:273- حدثني هارون بن علي، قال: نبا حماد بن المؤمل، قال: نبا كامل ابن طلحة، قال: نبا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن حديج بن أبي عمرو، أنه قال: سمعت المستورد بن شداد، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لكل امة أجل، وان لامتي مائة سنة، فاذا أتي علي امتي مائة سنة أتاها ما وعدها الله عز وجل.(33) 19:274- حدثنا العباس بن محمد، قال: نبا ابراهيم بن أبي العباس السامري، قال: نبا أبوأويس،(34) عن عمر بن أبي سهيل،(35) عن أبيه، عن مالك بن أبي عامر، انه سمع كعب الأحبار يقول: نجد صفة الأرض في كتاب الله عز وجل - يعني التوراة - علي صفة النسر، فالرأس الشام، والجناحان المشرق والمغرب، والذنب اليمن، فلا يزال الناس بخير ما تعالي الرأس، ونزع الرأس من الجسد ما لم يفزع الرأس،(36) فاذا فزع الرأس هلك الناس، والذي نفس كعب بيده، ليأتين علي الناس زمان لا تبقي جزيرة من جزائر العرب - أو قال: مصر من أمصار العرب - الا وفيهم مقنب(37) خيل من أهل الشام يقاتلوهم علي الاسلام، لو لا هم لكفروا. 20:275- حدثني جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا عبد الله بن النصر، قال: حدثني أبي، عن أبيه انه حج مع قيس بن عباد، فلقوا عبد الله بن عمرو ابن العاص ببعض الطريق، فسأل قيسا أو ساءله حتى سأله عبد الله بن عمرو عن أهل البصرة، فأخبره عنهم بعض الأمر، فقال له عبد الله: أما انها أسرع الأرضين خرابا. فقال له قيس: وما يخربها؟ قال: الجوع. 21:276- حدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا حماد بن المؤمل، قال: نبا كامل بن طلحة، قال: نبا ابن لهيعة، قال: حدثني اسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن مكحول، عن حذيفة بن اليمان، قال: فتح لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فتح لم يفتح له مثله منذ يوم بعثه الله وهو في بيته، فجاءه الناس يهنؤنه بالفتح، وكانوا جلوسا علي بابه لا يدخل اليه منهم أحد الا أن يأذن له، قال حذيفة: واني جئته فقلت له: ليهنك الفتح، - بأبي أنت وامي - يا رسول الله، وضعت الحرب أوزارها، ثم قلت: يا رسول الله، ان شاء الله. فقال عند ذلك: هيهات هيهات! والذي نفسي بيده ان بينك وبينها لست خصال. قال حذيفة: فصمت فلم أتكلم. فقال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ألا تسألني يا حذيفة ما هذه الخصال؟ فقلت: ما هن يا رسول الله؟ فقال: أولهن موتي، هذه واحدة. فقلت: نعم.(38) قال: ثم فتح بيت المقدس. فقلت: نعم. الهوامش: (1) في الأصل (الحراني). ترجم له في الجرح والتعديل: 116:7. (2) أورده الطوسي في أماليه: 13 ذح 16 باسناده الى أبي سعيد الخدري مثله، عنه البحار: 394:17 ح 6. وأخرجه في عقد الدرر: 411، عن مستدرك الحكم وسنن أبي داود وجامع الترمذي بأسانيدهم عن الخدري. (3) أضفناها للزومها السياق. (4) أورده في الدر المنثور: 664:4 عن ابن جرير، عن كعب مثله. والآية في سورة الرعد: 39. (5) هو عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، ترجم له في تهذيب التهذيب: 239:3. (6) ترجم له في اسد الغابة: 291:2 رقم 1847. (7) بلنجر: مدينة ببلاد الخزر خلف الباب والأبواب (مراصد الاطلاع: 230:1). (8) أخرجه في كنز العمال: 266:14، وص 562 نحوه. (9) ترجم له في الجرح والتعديل: 211:8. (10) عنه عقد الدرر: 282. (11) في الأصل (نيسان). تصحيف وبيسان: مدينة في الأردن، بالغور الشامي، ويقال: هي لسان الأرض، بين حوران وفلسطين، وبها عين الفلوس، يقال: انها من الجنة. وبيسان أيضا: موضع معروف بأرض اليمامة. وبيسان أيضا: من قري مرو الشاهجان. (مراصد الاطلاع: 241:1). (12) عنه كنز العمال: 576:14. (13) من بقية المصادر. (14) في المستدرك هكذا (حتى يغبط أهل حضركم أهل بدوكم من استصعاب الأرض). (15) في المستدرك (تغدر) وكذا بعدها. وفي الدر المنثور (تعذر). (16) رواه نعيم في الفتن: 242:1 ح 685 عن ابن عمر (قطعة) والحكم في المستدرك: 553:4 باسناده الى ابن الزاهرية. وأورده في الدر المنثور: 446:8 عن عبد الله بن عمر مثله، والآية في سورة المطففين: 14. (17) قال في النهاية: 379:4، فيه (لا تهلك امتي حتى يكون بينهم التمايل والتمايز) أي يتحزبون أحزابا، ويتميز بعضهم من بعض، ويقع التنازع. (18) في عقد الدرر هكذا (وينهب الحاج في المحرم). في بعض الروايات (والمحرم وما المحرم؟ يقولها ثلاثا، هيهات هيهات يقتل الناس فيها هرجا هرجا). وفي بعضها (والمحرم وما المحرم، هيهات هيهات يقتل الناس فيه قتلا). وفي بعضها (وفي المحرم ينادي مناد من السماء: ألا ان صفوة الله من خلقه (فلان) فاسمعوا له وأطيعوا). (19) عنه عقد الدرر: 143. ورواه نعيم في الفتن: 228 -225:1 من طرق عديدة، والسليلي في فتنة، علي ما ذكره ابن طاووس في التشريف بالمنن: 284 ح 411. (20) عنه عقد الدرر: 143. (21) في الأصل (أحمد بن بريد أبي العوام) تصحيف، ترجم له في تاريخ بغداد: 389:1. (22) كذا، والظاهر أنها تصحيف (وتظهر الفتن). (23) رواه الحكم في المستدرك: 9:2 ح 2147 باسناده الى الحسن، عن عمرو بن تغلب، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهذا اللفظ: (ان من أشراط الساعة أن يفيض المال، ويكثر الجهال، وتظهر الفتن، وتنشو التجارة). (24) رواه الحكم في المستدرك: 492:4 ح 8377، باسناده الى سفيان مثله، عنه كنز العمال: 195:11. (25) رواه الحكم في المستدرك: 533:4 ح 8499، باسناده الى الأعمش، عن شقيق، عن حذيفة مثله، وقال: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين. (26) في الأصل (هشيم) تصحيف. ترجم له في الجرح والتعديل: 103:9 رقم 434. (27) كذا، ورواية هاشم بن هاشم عن عمر بن ابراهيم بلا واسطة واردة علي ما ذكره في الجرح والتعديل: 98:6 رقم 508 فلعل (عن اليزيدي) تصحيف الزهري وهو ما يوصف به هاشم بن هشام كما في سير أعلام النبلاء: 206:6. (28) انظر التخريجة السابقة، وراجع مستدرك الحكم: 519:4 ح 8456 و8457. (29) في الأصل (اسمه عبد الله بن عبد الرحمن). تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 349:6، ووصفه بالبصري. (30) رواه الحكم في المستدرك: 516:4 ذيل حديث 8449 باسناده الى حذيفة مثله، وفيه: (فاذا رأيت قيسا قد توالت الشام فخذ حذرك). وأخرجه في كنز العمال: 230:11 ح 31339 عن ابن أبي شيبة (نحوه). (31) في الأصل (حماد بن الفزاري) تصحيف هو حماد بن محمد بن عبد الله الفزاري المترجم له في تاريخ بغداد: 151:8 وفيه روي عن المبارك بن فضالة. (32) في الأصل (فضال) تصحيف ترجم له في سير أعلام النبلاء: 281:7. (33) رواه نعيم في الفتن: 686:2 ح 1937 باسناده عن ابن لهيعة (مثله). (34) هو عبد الله بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبوأويس (المترجم له في تهذيب التهذيب: 173:3). (35) في الأصل (أبي سهل) تصحيف هو أبوسهيل نافع بن مالك بن أبي عامر، المترجم له في تهذيب التهذيب: 301:4 وج 587:5. (36) كذا. (37) المقنب: جماعة الخيل والفرسان، وهو دون المائة. (38) في كنز العمال (انا لله وانا اليه راجعون). ****************** قال: ثم يكون بعد ذلك فتنة بين فئتين عظيمتين، فيقتل بينهما خلق كثير، ودعواهما واحدة، ثم يسلط عليكم موت فيقتلكم قعاصا كما تموت الغنم، ثم يكثر المال ويفيض حتى يدعي الانسان الى مائة دينار فيستنكف أن يأخذها، ثم ينشأ في بين الأصفر غلام من أولاد ملوكهم. فقلت له يا رسول الله: من بني الأصفر؟ قال: الروم، فيشب (في) اليوم الواحد كما يشب الصبي في الشهر، ويشب في الشهر كما يشب الصبي في السنة، فاذ بلغ أحبوه واتبعوه، ما لم يحبوا ملكا قبله، ثم يقوم بين ظهرانيهم، فيقول: الى متي هذه العصابة من العرب، لا يزالون يصيبون منكم طرفا، ونحن كثر منهم عددا وعدة في البر والبحر؟ الى متي يكون (هذ)؟ فأشيروا علي بما ترون. ثم يقوم أشرافهم فيخطبون بين ظهرانيهم، فيقولون له: نعم ما رأيت، الأمر أمرك. فيقول: والذي اقسم به، لا ندعهم حتى نملكهم. فيكتب الى جزائر الروم، فيمدونه بثمانين غاية، تحت كل غاية اثني عشر ألف مقاتل. قلت: وما الغاية؟ قال: الراية. فيجتمعون عنده، وهم تسعمائة ألف(1) مقاتل، ويكتب الى كل جزيرة فيبعثون اليه بثلاثمائة سفينة، فيركب في سفينة منها هو ومقاتلته بحده وحديده، وما كان له حتى يرقي من أنطكية الى العريش، فيبعث الخليفة يومئذ بجنوده في العدد والعدة، ولا يحصي كثرة، فيقوم فيهم خطيبا، فيقول: كيف ترون، أشيروا علي برأيكم؟ فاني أري أمرا عظيما، واني أعلم أن الله منجز وعده، ومظهر دينه علي كل دين، ولكن هذا بلاء عظيم، فاني قد رأيت من الرأي أن أخرج أنا ومن معي الى مدينة الرسول، فأبعث الى اليمن والي العرب حيث كانوا، والي الأعراب، فان الله تبارك وتعالي ناصر من نصره، ولا يضرنا أن نخلي لهم هذه الأرض حتى يروا الذي يتهيأ لكم.(2) 22:277- عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فاذا طلعت ورآها الناس آمن من عليها (وذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا).(3)،(4) 23:278- حدثنا جدي؛ وعلي بن سهل، قال: نبا محمد بن عبيد أبو عبد الله الطنافسي، قال: نبا الأعمش، عن ابراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر الغفاري، قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد فوجبت الشمس. فقال لي: يا أباذر! أتدري أين تذهب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فانها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها: ارجعي من حيث جئت، فترجع الى مطلعها، فذلك مستقرها، ثم قرأ (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم).(5) 24:279- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا أبو يحيي الحماني، قال: نبا الأعمش، ونبا أبوقلابة؛ وعلي بن سهل، قالا: نبا ابراهيم، قال: نبا الأعمش، عن ابراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمثل ذلك. 25:280- وحدثنا علي بن سهل، قال: نبا يحيي بن عبد الحميد الحماني، قال: نبا كعب، عن الأعمش، عن ابراهيم التيمي، عن أبي ذر الغفاري، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن قوله عز وجل (والشمس تجري لمستقر لها).فقال: (مستقرها) تحت العرش.(6) 26:281- نبا علي بن داود القنطري، قال: نبا محمد بن عبد العزيز الرملي، قال: نبا هاشم بن سليم، عن عبدالاعلي، عن محمد بن سوقة، عن زر بن حبيش، قال: أتينا صفوان بن عسال المرادي فسأله عن المسح علي الخفين؟ فقال: أزائرون؟ قلنا: نعم. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من زار أخاه المسلم في الله خاص في رياض(7) الرحمة، حتى يرجع. قال: وسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ان في المغرب بابا للتوبة، عرضه أربعون عاما للركب المعتق، لا يغلق حتى تطلع الشمس من مغربها...(8) وذكر باقي الحديث فلم يكتبه. 27:282- حدثنا أبو عيسي موسي بن هارون الطوسي، قال: نبا الحسين بن محمد المروذي، قال: نبا شيبان عن الآية (هل ينظرون الا أن تأتيهم الملائكة)(9) قال: الموت، (أو يأتي ربك) قال: ذلك يوم القيامة، (أو يأتي بعض آيات ربك) قال: ذكر لنا أن نبي الله كان يقول: بادروا بالأعمال ستا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، والدخان ودابة الأرض، وخويصة(10) أحدكم، وأمر العامة، قال: أمر الساعة. قال: وذكر لنا أن نبي الله كان يقول: ان الله عز وجل أجار امتي من ثلاث: أن يجتمعوا علي ضلالة، وأن يظهر أهل الباطل علي أهل الحق، وأن يدعو عليهم نبيهم فيهلكوا جميعا؛ وأبدلهم بهن ثلاثا: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض. قال: وذكر لنا: ان قائلا قال: يا نبي الله! ما آية طلوع الشمس من مغربها؟ فقال: تطول تلك الليلة، فتكون كقدر ليلتين، فيقوم المتهجدون لوردهم الذي كانوا يصلون فيه حتى يقضوا صلاتهم، والنجوم كأنها لا تسري، ثم يأتون فرشهم فيرقدون عليها حتى تكل جنوبهم، ثم يقومون فيصلون حتى يتطاول الليل، ويفزع الناس، ثم يصبحون ولا يصبحون (ال)(11) عصرا. فبينا هم ينتظرون الشمس من مشرقها اذ فجئتهم من مغربها، فاذا رآها الناس آمنوا، وذلك حين لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا.(12)،(13) 28:283- حدثنا علي بن سهل بن المغيرة، قال: نبا محمد بن سعيد الاصفهاني، قال: نبا معاوية بن هشام، عن شريك، عن عثمان بن أبي زرعة، عن أبي صادق،(14) عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: للجنة ثمانية أبواب: سبعة منها مغلقة، وباب منها مفتوح للتوبة حتى تطلع الشمس من مغربها.(15)،(16) 29:284- حدثنا جدي، قال: نبا اسحاق بن يوسف أبومحمد الأزرق، قال: نبا عوف الأعرابي، عن أنس بن سيرين، عن أبي عبيدة - يعني ابن عبد الله بن مسعود - عن عبد الله بن مسعود، أنه قال: مضت الآيات غير أربع:(17) طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض، وخروج يأجوج ومأجوج. قال: والآية التي تختم بها الأعمال (طلوع الشمس من مغربها) ألم تر أن الله عزو جل يقول (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل)(18) الى آخر الآية. قال: فهو طلوع الشمس من مغربها.(19) وقد كان يصلح أن يكتب هاهنا ذكر الحبشة، لأنهم كائنون في هذا الوقت، وهم الذين يهدمون الكعبة فلا تبني بعد ذلك أبدا غير أننا قد أسلفنا ذكرهم مع ذكر الزنج، فلذلك لم نعد ذكرهم في هذا المكان. فلنكتب الآن في هذا الباب، الذي قد بلغنا اليه، ما روي في ذكر طلوع الشمس من المغيب المذكور ذلك، وما اتصل به في الخبر الطويل، وبالله القوة. سياق حديث طلوع الشمس معجلا لطلوعها من المغيب 1:285- حدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا أحمد بن عبد العزيز بن مرداس الباهلي، قال: نبا عبد الله بن محمد بن سعيد القرشي، قال: نبا محمد بن موسي الشيباني، قال: نبا مسلمة بن الصلت، قال: نبا أبوعلي حازم بن المنذر المعتري، قال: نبا عمر بن صبح، عن المقاتل بن حيان، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ قال أبوعلي: وحدثنا الحارث بن مصعب، عن المقاتل بن حيان، عن شهر ابن حوشب، عن حذيفة بن اليمان؛ قال أبوعلي: ونبا الأعمش، عن سليمان بن موسي، عن القاسم بن مخيمرة، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، وحذيفة بن اليمان، وابن عباس، أنهم كانوا جلوسا ذات يوم، فجاء رجل، فقال: أني سمعت رجالا يتحدثون في الشمس والقمر، فقال: وما كانوا يتحدثون؟ فقال: زعموا أن الشمس والقمر يجآء بهما يوم القيامة، كأنهما ثوران عقيران، فيقذفان في جهنم.(20) فقال علي صلى الله عليه وآله وسلم، وابن عباس، وحذيفة: كذبوا، الله أجل وكرم من أن يعذب علي طاعته، ألم تر الى قول الله تعالى (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين)(21) في طاعة الله، وكيف يعذب الله عز وجل عبدين يثني عليهما أنهما دائبان في طاعته.(22) قالوا لحذيفة: حدثنا رحمك الله، فقال حذيفة: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، اذ سئل عن ذلك، فقال: ان الله لما أبرم خلقه احكاما، فلم يبق من خلقه غير آدم، خلق شما من نور عرشه، فأما ما كان في سابق علمه أن يطمسها ويحولها قمرا، خلقها دون الشمس في الضوء، ولكن انما يري الناس من صغرهما لشدة ارتفاع السماء، وبعدهما من الأرض، ولو كان تركهما الله شمسين كما خلقهما في بدء الأمر، لم يعرف الليل من النهار، ولا النهار من الليل، وكان الأخير ليس له وقت يعمل فيه، ولكان الصائم لا يدري الى متي يصوم، ومتى يفطر، ولكانت المرأة لا تدري كيف تعتد، ولكان الديان لا تدري متي تحل ديونهم، ولكان الناس لا يدرون أحوال معايشهم، ولكان الناس لا يدرون متي يسكنون لراحتهم، ولكانت الأمة المضطهدة، والمملوك المقهور، والبهيمة المسخرة ليس لهم وقت راحة، فكان الله عز وجل أنظر لعباده وأرحم بهم، فأرسل جبرئيل عليه السلام فأمر بجناحه علي وجه القمر ثلاث مرات (وهو) يومئذ شمس فمحي عنه الضوء، وبقي فيه النور، فذلك قول الله عز وجل (وجعلنا الليل والنهار).(23) الفلك مرة هاهنا، فان الكوكب تدور معها، وكلها تزول سوي هذه الخمسة.(24) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: وأعجب من خلق الرحمن، وما بقي من قدرته مما لم ير أعجب من ذلك، وأعجب، فذلك قول جبرئيل لسارة (أتعجبين من أمر الله).(25) وذلك أن لله مدينتين أحدهما بالمشرق والاخرى بالمغرب، علي كل مدينة منها عشرة ألف باب، بين كل بابين فرسخ، ينوب كل يوم علي كل باب من أبواب تلك المدينتين عشرة آلاف في الحراسة، عليهم السلاح، ومعهم الكراع؛(26) ثم لا تنوبهم تلك الحراسة الى يوم ينفخ في الصور، اسم أحدهما (جابرسا) والاخرى (جابلقا) ومن ورائهم ثلاث امم (منسك، ويارس(27) وتاويل) ومن ورائهم (يأجوج ومأجوج) وان جبرئيل انطلق في ليلة بي (من المسجد الحرام الى المسجد الاقصي)(28) فدعوت يأجوج ومأجوج الى دين الله تبارك وتعالي وعبادته، فأنكروا ما جئتهم به، فهم في النار؛ ثم انطلق بي الى أهل المدينتين(29) فدعوتهم الى دين الله وعبادته، فأجابونا فهم اخواننا في الدين، من أحسن منهم فهو مع المحسنين منكم، ومن أساء منهم فهو مع المسيئين منكم، فأهل المدينة التي بالشرق من بقايا عاد، من نسل ثمود، من مؤمنيهم الذين كانوا آمنوا؛ وأهل المدينة التي بالمغرب، من بقايا ثمود، من نسل مؤمنيهم الذين آمنوا. ثم انطلق بي الى الامم الثلاث، فدعوتهم الى دين الله، فأنكروا ما دعوتهم اليه، فهم في النار مع يأجوج ومأجوج؛ فاذا طلعت الشمس فانها تطلع من بعض تلك العيون علي عجلتها ومعها ثلاثمائة وستون ملكا، يجرونها في ذلك البحر، والقمر كذلك، فاذا أراد الله أن يري العباد آية من الآيات ليستعتبهم رجوعا عن معصيته، واقبالا علي طاعته، خرت الشمس عن عجلتها، فتقع في غمر ذلك البحر، فان أراد الله أن يعظم الآية، ويشتد تخويف العباد، خرت كلها عن العجلة، حتى لا يبقي علي العجلة شيء، فذلك حين يظلم النهار وتبدو النجوم؛ واذا أراد الله أن يجعل آية دون آية، خر منها النصف، أو الثلث، أو أقل من ذلك، أو كثر في الماء، ويبقي شيء من ذلك علي العجلة، فاذا كان ذلك، صارت الملائكة الموكلون بالعجلة فرقتين: فرقة يقلبون الشمس يجرونها نحو العجلة، وفرقة يقلبون الشمس علي العجلة، ويجرونها نحو البحر، وهم في ذلك يقودونها علي مقدار ساعات النهار، ليلا كان ذلك أو نهارا حتى لا يزيد في طلوعها شيء؛ فاذا حملوا الشمس فوضعوها علي العجلة، حمدوا الله علي ما قواهم علي ذلك، وقد جعل الله لهم تلك القوة وأفهمهم علي ذلك، فهم لا يقصرون عن ذلك شيئا، ثم يجرونها باذن الله حتى يبلغوا بها الى المغرب، ثم يدخلونها باب العين التي تقرب منها، فتسقط من افق السماء خلف البحر، ثم ترتفع في سرعة طيران الملائكة الى السماء السابعة العليا؛ فتسجد تحت العرش مقدار الليل، ثم تؤمر بالطلوع من المشرق، فتطلع من العين التي وقت الله لها، فلا تزال الشمس والقمر كذلك من طلوعهما الى غروبهما، وقد وكل الله بالليل ملكا من الملائكة، وخلق الله حجبا من ظلمة من المشرق عدد الليالي في الدنيا علي البحر السابع؛ فاذا ما غربت الشمس أقبل ذلك الملك، فقبض قبضة من ظلمة ذلك الحجاب، ثم استقبل المغرب، فلا يزال يراعي الشفق، ويرسل تلك الظلمة من خلال أصابعه قليلا قليلا، حتى اذا غاب الشفق أرسل الظلمة كلها، ثم نشر جناحيه فيبلغان قطر الأرض وكتفي السماء، ثم يسوق ظلمة الليل بجناحيه الى المغرب قليلا قليلا، حتى اذا بلغ المغرب انفجر الصبح من المشرق، ثم ضم الظلمة بعضها الى بعض، ثم قبض عليها بكف واحدة نحو قبضته اذا تناولها من الحجاب بالمشرق، ثم يضعها عند المغرب علي البحر السابع؛ فاذا نقل تلك الظلمة من المشرق الى المغرب، نفخ في الصور انصرفت الدنيا، فلا يزال الشمس والقمر كذلك حتى يأتي الوقت الذي ضرب لتوبة العباد؛ فتفشوا المعاصي في الأرض، وتكثر الفواحش، ويذهب المعروف فلا يأمر به أحد، ويظهر المنكر فلا ينهي عنه أحد، ويكثر أولاد الخبثة، ويلي أمرهم السفهاء، وتظهر فيهم الأباطيل، ويتعاونون علي ربهم،(30) ويترتبون(31) بألسنتهم، ويعيبون العلماء من اولي الألباب، ويتخذونهم سخريا، حتى يصير الباطل بينهم بمنزلة الحق، ويصير الحق بمنزلة الباطل، ويكثر فيهم ضرب المعازف واتخاذ القينات، ويصير دينهم بألسنتهم، ويضعون قلوبهم الى الدنيا، يحادون الله ورسوله، ويسير المؤمن بينهم بالتقية والكتمان، ويستحلون الربا بالبيع، والخمر بالنبيذ، والسحت بالهدية، والقتل بالموعظة؛ فاذا فعلوا ذلك قلت الصدقة حتى يطوف السائل ما بين الجمعة الى الجمعة فلا يعطي دينارا ولا درهما، ويبخل الناس بما عندهم، حتى يظن الغني أنه لا يكفيه ما عنده، ويقطع كل ذي رحم رحمه؛ الهوامش: (1) كذا وصوابه ظاهرا تسعمائة وستون ألفا. (2) رواه الحكم في المستدرك: 594:4 ح 8655 باسناده الى عوف وأخرجه في كنز العمال: 221:11 ح 31301 عن نعيم باسناده الى حذيفة (مثله). ورواه أحمد في مسنده: 25:6 باسناده الى عوف. (3) اشارة الى قوله تعالي في سورة الأنعام، الآية: 158. (4) أخرجه في كنز العمال: 206:14 ح 38411 عن مسند أحمد، وسنن أبي داود، باسناديهما الى أبي هريرة (مثله). (5) أخرجه في كنز العمال: 173:6 ح 15246 عن أبي نعيم، والآية في سورة يس: 38. (6) رواه في الدر المنثور: 56:7 باسناده الى أبي ذر (مثله). (7) زاد في الأصل (في رياض). (8) أورد صدره في مجمع الزوائد: 23:3 ح 3774 عن زر بن حبيش، وكنز العمال: 20:9 ح 24724 عن صفوان. وأورد ذيل الحديث في كنز العمال: 261:4 ح 10431 عن زر. (9) الأنعام: 158، وما بعدها ذيلها. (10) قال في النهاية لابن الأثير: 37:2 وفيه (بادروا بالأعمال ستا: الدجال وكذا وكذا وخويصة أحدكم) يريد حادثة الموت التي تخص كل انسان، وهي تصغير خاصة، وصغرت لاحتقارها في جنب ما بعدها من البعث والعرض والحساب وغير ذلك.... (11) أثبتناها من الدر المنثور، للزومها السياق. (12) اشارة الى قوله تعالي في سورة الانعام: 158. (13) أورد قطعة منه في الدر المنثور: 391:3 عن قتادة. وروي مسلم في صحيحه: 87:18 قطعة منه باسناده عن أبي هريرة. (14) في الأصل (صادق) ترجم لأبي صادق الأزدي في تهذيب التهذيب: 361:6، وفيه روي عنه عثمان بن المغيرة. (15) في الأصل (من مغربها نحوه). (16) رواه الحكم في المستدرك: 290:4 ح 7671 باسناده الى أبي صادق، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله بن مسعود، وفيه (من نحوه)، وأخرجه في كنز العمال: 211:4 ح 10196، عن الطبراني ومستدرك الحكم عن ابن مسعود. (17) في الأصل (ذكر من الآيات فقد مضي غير أربع) وما أثبتناه من الدر المنثور. (18) الأنعام: 158. (19) رواه في الدر المنثور: 394:3 باسناده عن عبد الله بن مسعود. (20) أخرج نحوه في كنز العمال: 153:6 ح 15201، وج 533:14 ح 39533، عن ابن مردويه عن أنس، وعن ابن عباس. (21) ابراهيم: 33. (22) أورده في الدر المنثور: 43:5، عن ابن عباس. (23) أورده في الدر المنثور: 247:5، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن: 228:10 عن ابن عباس باختلاف يسير في اللفظ. والآية في سورة الاسراء: 12. (24) كذا. (25) هود: 73. (26) الكراع: اسم لجميع الخيل. (27) في مستدرك الحكم 546:4 ذح 8526 (تاريس). (28) اشارة الى قوله تعالي في سورة الاسراء: 1. (29) أخرج في البحار 42:44 حديثا عن تحف العقول، عن الحسن بن علي عليهماالسلام قال: يا معاوية، والله لقد خلق الله مدينتين احدهما بالمشرق، والاخرى بالمغرب، أسماؤهما (جابلقا وجابلسا)، ما بعث الله اليهما أحدا غير جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. (30) بحذف المضاف أي معصية ربهم. (31) الرتب: الشدة، أو الفوت بين الخنصر والبنصر. ****************** فاذا فعلوا ذلك، واجتمعت هذه الخصال فيهم، حبست الشمس تحت العرش مقدار ليلة، كلما سجدت واستأذنت من أين تؤمر أن تطلع فلا تجاب، حتى يوافيها القمر، فيكون للشمس مقدار ثلاث ليال وليلتين، ولا يعلم طول تلك الليلة الا المتهجدون، وهم بقية(1) عصابة قليلة، فما يتوب أحدهم(2) توبة نصوحا الا ولجت توبته في ذلك الباب، ثم ترفع الى الله تبارك وتعالي. فقال حذيفة: بأبي وامي أنت يا رسول الله، وما التوبة النصوح؟ قال: الندم من الذنب علي ما فات منه فلا يعود اليه، كما لا يعود اللبن الى الضرع. قال حذيفة: يا رسول الله! كيف بالشمس والقمر بعد ذلك؟ وكيف الناس بعد ذلك؟ قال: يا حذيفة أما الشمس والقمر فانهما يعودان، فاذا غربهما الله تعالى في ذلك الباب رد المصراعين، فالتأم ما بينهما كأن لم يكن فيما بينهما صدع قط، فلا ينفع نفسا بعد ذلك ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا،(3) ولا يقبل من عبد حسنة الا من كان قبل ذلك محسنا، فانه بحر عظيم، وعليهم تطلع الشمس وتغرب كما كانت من قبل؛ وأما الناس فانهم بعد ما يرون من فظيع تلك الآية وعظمتها، يلجون علي الدنيا حتى يغرسوا فيها الأشجار، ويشقوا فيها الأنهار، ويبنوا فوق ظهرها البنيان؛ وأما الدنيا فلو أنتج رجل مهرا لم يركبه من لدن طلوع الشمس الى مغربها الى أن تقوم القيامة؛(4) والذي نفس محمد بيده ان الأيام والليالي لأسرع ممرا من السحاب، ما يدري الرجل متي يمسي، ومتى يصبح، ثم تقوم القيامة؛ فو الذي نفسي بيده، لتأتينهم وان الرجل قد انصرف بلبن لقحته من تحتها، فما يذوقه ولا يطعمه، وان الرجل في فيه اللقمة فما يسيغها، فذلك قوله عز وجل: (ولو لا أجل مسمي لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون).(5) قال: وأما الشمس والقمر يعودان الى ما خلقهما الله، فذلك قوله: (انه هو يبدئ ويعيد)(6) فيعيدهما الى خلقهما منه. قال حذيفة: بأبي أنت وامي كيف قيام الساعة؟ وكيف الناس في تلك الحال؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا حذيفة بينما الناس في أسواقهم أسر ما كانوا بدنياهم، وأخفض ما كانوا عليها، فبينا كيال يكيل، ووزان يزن، وبين مشتر وبائع، اذ أتتهم الصيحة، فخرت الملائكة صرعي موتي، وخر الآدميون صرعي موتي علي خدودهم، فذلك قوله عز وجل: (ما ينظرون الا صيحة واحدة تأخذهم وهم يخصمون - فلا يستطيعون توصية ولا الى أهلهم يرجعون).(7) قال: لا يستطيع أحدهم أن يوصي صاحبه، ولا يرجع الى أهله، وتخر الوحوش علي جنوبها موتي، وتخر الطير من أوكارها من جو السماء موتي، وتموت السباع في الآجام، وتموت الحيتان في لجج البحار، والهوام في بطون الأرض، فلا يبقي ممن خلق ربنا الا أربعة: جبرئيل، وميكائيل، واسرافيل، وملك الموت. فيقول الله لجبرئيل: مت. فيموت. ثم يقول لاسرافيل: مت. فيموت. ثم يقول لميكائيل: مت. فيموت. ثم يقول لملك الموت: يا مالك(8) ما من نفس الا وهي ذائقة الموت، فمت. فيصيح ملك الموت صيحة، ثم يخر ميتا. قال: فينادي الرحمن تعالي الأرضين السبع، فتنطوي علي ما فيها كطي السجل للكتاب؛(9) فينادي السماوات، فتنطوي علي ما فيها كطي السجل للكتاب. السماوات السبع والأرضون السبع مع ما فيهما لا تستبينان في قبضة ربنا عز وجل، كما لو أن حبة من خردل ارسلت في رمال الأرض وبحورها، لم تستبن، فكذلك السماوات السبع والأرضون السبع مع ما فيهن لا تستبين في قبضة ربنا. ثم يقول الله عز وجل: أين الملوك؟ وأين الجبابرة؟ لمن الملك اليوم؟ ثم يرد علي نفسه: لله الواحد القهار. ثم يقولها الثانية والثالثة، ويأذن الله للسماوات فيمسكن كما كن، ويأذن للأرضين فيستطحن كما كن؛ ثم يأذن الله لصاحب الصور، فيقوم فينفخ نفخة تقشع الأرض منها، وتلفظ ما فيها، ويسعي كل عضو الى عضوه، ثم يمطر الله عليهم من نهر يقال له (الحيوان) وهو تحت العرش، فيمطر عليهم شبها بمني الرجال أربعين يوما وليلة، حتى تنبت اللحوم علي أجسادها كما ينبت الطرابيب(10) علي وجه الأرض، ثم يأذن له في النفخة الثانية، فينفخ في الصور، فتخرج الأرواح وتدخل كل روح في الجسد الذي خرجت منه. قال حذيفة: قلت: يا رسول الله، هل تعرف الروح الجسد؟ قال: نعم يا حذيفة، ان الروح لأعرف بالجسد الذي خرجت منه بمنزلة.(11) قال: فيقوم الناس في ظلمة لا يبصر أحدهم صاحبه، فيمكثون مقدار ثلاثين سنة، ثم تنجلي عنهم الظلمة، وتفجر البحار، وتضرم نارا. قال: ويحشر الناس كل شيء(12) فوجا لفيفا ليس يختلط المؤمن بالكافر، ولا الكافر بالمؤمن، ويقوم صاحب الصور علي صخرة بيت المقدس، فيحشر الناس حفاة عراة مشاة غرلانا،(13) علي (كل) أحد منهم ظلمة وقد دنت الشمس فوق رؤوسهم، فبينهم وبينها مقدار سنين، وقد أمدت نحو عشر سنين، فتسمع لأجواف المشركين عقا عقا، فينتهون الى أرض يقال لها (الساهرة)(14) وهي بناحية بيت المقدس تسع الناس وتحملهم باذن الله، فيقوم الناس عليها. قال: ثم جثي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي ركبتيه، فقال: ليس قياما علي أقدامهم، ولكن شاخصة أبصارهم الى السماء لا يلتفت أحد منهم يمينا ولا شمالا، وقد اشتغلت كل نفس بما آتاها. قال: فذلك قوله عز وجل (يوم يقوم الناس لرب العالمين).(15) قال: فيقومون مقدار مائة سنة، فوالذي نفسي بيده، ان تلك المائة سنة كيومه في صلاة واحدة، فاذا تم مقدار مائة سنة، انشقت السماء الدنيا، وهبط سكانها، وهم كثر من أهل الأرض مرتين، فيحيطون بالخلق؛ ثم تنشق السماء الثانية، ويهبط سكانها، وهو كثر مما يهبط من السماء الدنيا، ومن أهل الأرض مرتين، فلا تزال تنشق سماء ويهبط سكانها، وهم كثر مما هبط من ست سماوات ومن أهل الأرض مرتين؛ ثم يجيء الرب تبارك وتعالي في ظلل من الغمام،(16) فأول شيء يكلم البهائم فيقول: بهائمي انما خلقتكم لولد آدم، فكيف كانت طاعتكم لهم؟ وهو أعلم بذلك. فتقول البهائم: ربنا خلقتنا لهم فكلفونا ما لم نطق، وصبرنا لطلب مرضاتك. فيقول الله لهم: صدقتم، انكم طلبتم مرضاتي، فأنا عنكم راض، ومن رضاي عنكم اليوم أني لا اريكم أهوال جهنم، فكونوا ترابا ومدرا. فعند ذلك يقول الكافر (يا ليتني كنت ترابا)(17) ثم تذهب الأرض السفلي والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة وتبقي هذه الأرض، فتكفأ بأهلها كما تكفأ السفينة في لجة البحر اذا أخفقتها الرياح. قال: فيقول الآدميون: أليس هذه الأرض التي كنا نزرع عليها، ونمشي علي ظهرها، ونبني عليها البنيان، فما لها اليوم لا تقر؟ قال: فتجاوبهم فتقول: يا أهل الأرض، أنا الأرض التي مهدني الله لكم، كان لي ميقات ويوم معلوم، فأنا شاهدة عليكم بما عملتم علي ظهري، ثم عليكم السلام، فلا تروني أبدا ولا أركم. فتشهد علي كل عبد وأمة بما عمل علي ظهرها خيرا فخير، وشرا فشر، ثم يذهب بهذه الأرض، وتأتي أرض بيضاء، لم يعمل عليها المعاصي، ولم يسفك عليها الدماء. قال: فعليها يحاسب الخلق. قال: ثم يجآء بالناس مزمومة بسبعين ألف زمام، يأخذ بكل زمام سبعون ألف من الملائكة، لو أن ملكا منهم اذن له لالتقم أهل الجمع، فاذا كانت من الآدميين علي مسيرة أربعمائة عام، زفرت زفرة فسحل(18) الناس السكر، وتطير القلوب الى الحناجر، فلا يستطيع أحد منهم النفس الا بعد جهد، ثم يأخذهم من ذلك الغم حتى يلجهم الغرق في مكانهم، فتستأذن الرحمن في السجود، فيؤذن لها، فتقول: الحمد لله الذي جعلني أنقم لله ممن عصاه، ولم يجعلني آدميا ينتقم مني. ثم تزين الجنة، فاذا كانت من الآدميين علي مسيرة خمسمائة عام، يجد المؤمنون ريحها وروحها، فتسكن نفوسهم، ويزدادون قوة علي قوتهم، فتثبت عقولهم ويلقنهم الله حج ذنوبهم. قال: ثم تنصب الموازين، وتنشر الدواوين، ثم ينادي: أين فلان بن فلانة؟(19) قم الى الحساب. فيقومون، فيشهدون للرسل أنهم قد بلغوا رسالات ربهم، فأنتم حجة الرسل يوم القيامة، فنادي رجلا رجلا، فيالها من سعادة، لا شقوة بعدها، أو يالها من شقوة لا سعادة بعدها. فاذا قضي بين أهل الدارين، ودخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، بعث الله ملائكة الى امتي خاصة، وذلك في مقدار يوم الجمعة، معهم التحف والهدايا من عند ربهم، فيقولون: السلام عليكم ان رب العزة يقرأ عليكم السلام، ويقول لكم: أرضيتم الجنة نزلا وقرارا؟ قال: فيقولون: هو السلام، ومنه السلام، واليه يرجع السلام. فيقول: ان الرب عز وجل قد أذن لكم في الزيارة اليه. قال: فيركبون نوقا صفرا وبيضا، رحالتها الذهب وأزمتها الياقوت، تخطر في رمال الكافور، أنا قائدهم، وبلال علي مقدمتهم، ووجه بلال أشد نورا من الشمس والقمر ليلة البدر، والمؤذنون حوله بتلك المنزلة، وأهل حرم الله أدني الناس مني، ثم أهل حرمي الذين يلونهم، ثم بعدهم الأفضل فالأفضل، فيسيرون ولهم تكبير وتهليل، لا يسمع سامع في الجنة أصواتهم الا اشتاق الى النظر اليهم، فيمرون بأهل الجنان في جنانهم، فيقول أهل الجنان في جنانهم: من هؤلاء الذين مروا بنا آنفا، فقد ازدادت جناتنا حسنا علي حسنها، ونورا علي نورها؟ فيقولون: هذا محمد وامته يزورون رب العزة تبارك وتعالي. فيقولون: لئن كان محمد وامته بهذه المنزلة والكرامة، ثم يعاينون وجه رب العزة عز وجل! فياليتنا من امة محمد. قال: فيسيرون حتى ينتهوا الى شجرة يقال لها (طوبي) وهي علي شط نهر (الهرول) وهي لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ليس في الجنة قصر من قصور امته الا وفيه غصن من أغصان تلك الشجرة، فينزلون تحتها. فيقول الرب: يا جبرئيل كس أهل الجنة. قال: فيكسي أحدهم مائة حلة، لو أنها جعلت بين أصابعه لوسعتها ثياب الجنة. ثم يقول الله: يا جبرئيل! عطر أهل الجنة. فيسعي الولدان بالطيب، فيتطيبون، ثم يقول الله: فكه أهل الجنة. فيسعي الولدان بالفكهة. ثم يقول الله: ارفعوا الحجب حيت ينظر أوليائي الى وجهي فانهم عبدوني ولم يروني، وعرفتني ولم تنظر الى أبصارهم. فتقول الملائكة: سبحانك! نحن ملائكتك ونحن حملة عرشك لم نعصك طرفة عين، لا نستطيع النظر الى وجهك، فكيف يستطيع الآدميون ذلك؟! فيقول الله: يا ملائكتي! اني طالما رأيت وجوههم معفرة في التراب لوجهي، وطالما رأيتهم صواما لوجهي في يوم شديد الظمأ، وطالما رأيتهم يعملون الأعمال ابتغاء رحمتي، ورجاء ثوابي، وطالما رأيتهم وعيونهم تجري بالدموع من خشيتي، يحق للقوم أن اعطي أبصارهم من القوة ما يستطيعون به النظر الى وجهي. قال: فترفع الحجب، فيخرون سجدا، فيقولون: سبحانك! لا نريد جنانا ولا أزواجا، ولا نريد الا النظر الى وجهك. فيقول الرب عز وجل: ارفعوا رؤوسكم يا عبادي، فانها دار جزاء، وليست بدار عبادة، وهذا لكم عندي في مقدار كل جمعة كما كنتم تزوروني في بيتي. فهذا آخر الحديث الذي جاءت به هذه الطرق عن هؤلاء الذين أحدهم (علي عليه السلام) والآخر (ابن عباس) والآخر (حذيفة بن اليمان). وقد تأملته قديما، فاذا سنده قد أتي متفرعا عن جماعة من الصحابة الذين رووا ذلك مسندا. وقد ألفيت رواية (ابن عباس) المسندة يرويها باسناد له صلاح في الحال أبو فروة يزيد بن محمد بن سنان الرهاوي، عن عثمان بن عبد الرحمن أبي عبد الرحمن القرشي المعروف بالطرائفي أنه حدثهم قال: حدثنا محمد بن عمر، عن المقاتل بن حيان، عن عكرمة، قال: بينما ابن عباس ذات يوم جالس اذ جاءه رجل، فقال: يابن العباس سمعت اليوم من كعب الأحبار حديثا ذكر فيه الشمس والقمر، وزعم أن ابن عمرو قال فيهما قولا. فقال له ابن عباس: وما هو؟ فقال: ذكر ابن عمرو أنه قال: يؤتي بالشمس والقمر يوم القيامة كأنهما ثوران، فيقذفان في جهنم! قال عكرمة: فاحتفز ابن عباس وكان متكئا، واغتاض حتى طارت شملته، فوقعت من عاتقه لشدة غيظه، ثم قال: ان الله كرم وأجل من أن يعذب علي طاعته أحدا، ثم قال: قال الله تعالى (وسخر لكم الشمس والقمر دائبين)(20) يعني أنهما في طاعته دائبان، فكيف يعذب عبدين خلقهما لطاعته، وأثني عليهما أنهما له مطيعان!؟ ثم ان ابن عباس استرجع مرارا، وأخذ عودا من الأرض، فجعل ينكت به الأرض ساعة، ثم رفع رأسه، فقال: ألا احدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الشمس والقمر وابتدائه خلقهما؟ فقلنا له: بلي رحمك الله. فقال: ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن ذلك، فقال: ان الله تعالى لما أبرم خلقه احكاما، فلم يبق من خلقه غير آدم، خلق شمسا من نور عرشه؛ فذكر الحديث الذي ذكره عمر بن الصبح، عن المقاتل بن حيان، عن عكرمة، عن ابن عباس، ولم يذكر من رواية غيره، وجاءنا المتن علي كثر ألفاظ حذيفة، ولم يأت به علي تمام حديث شهر بن حوشب، عن حذيفة ولا علي تمام من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي قتال أهل الردة، ونصرهم الله عليهم وأثبت بهم دعامة الاسلام.(21) قال عمارة الأوزاعي: وفي مسألة حذيفة، فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن، وقال: ما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هدي يعرف منهم وينكر. قال الأوزاعي: فالخير الجماعة، وفي ولايتهم من تعرف سيرته، ومنهم من تنكر سيرته، فلم يأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قتالهم ما ضلوا. 2:286- حدثنا يعقوب بن اسحاق بن زياد أبو يوسف القلوسي،(22) قال: نبا عبد الغفار بن عبيد الله(23) الكريزي، قال: نبا عبيد الله بن عبد الأعلي بن سعيد، عن يونس بن عبيد، عن الوليد أبي بشر،(24) عن جندب بن عبد الله البجلي، قال: قال حذيفة بن اليمان: لأنا (25) أعلم بما يكون مني بطريق كذا وكذا من المدائن، لأن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر كيما أعرفه فأتقيه.(26) 3:287- حدثنا العباس بن محمد بن حاتم الدوري، قال: نبا يعقوب بن ابراهيم بن سعد(27) الزهري، قال: حدثني أبي، عن صالح (بن) كيسان، عن ابن شهاب، قال: قال أبوادريس عائذ الله(28) بن عبد الله الخولاني: سمعت حذيفة بن اليمان يقول: والله اني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة، وما ذك أن يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حدثني في ذلك، أسره الي، لم يكن حدث به غيري، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال - وهو يحدث الناس في مجلس - أنا فيه - عن الفتن، وهو يعدها -: فيهن ثلاث لا يذرن شيئا، وفيهن فتن كرياح الصيف، منها صغار، ومنها كبار. قال حذيفة: فذهب ذلك الرهط كلهم غيري.(29) 4:288- حدثنا جدي، قال: حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: حدثنا الأعمش، عن عدي بن ثابت (عن) زر بن حبيش، قال: قال حذيفة بن اليمان: لوددت أني وجدت مائة رجل قلوبهم من ذهب، ثم اني قمت علي صخرة، فحدثتهم حديثا لا تضرهم فتنة (بعده)(30) أبدا، ثم لا يقدرون علي.(31) 5:289- وحدثني جدي، قال: وحدثنا محمد بن عبيد، قال: نبا الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عمار، قال: قال حذيفة بن اليمان: ان الفتنة تعرض علي القلوب، فأي قلب اشربها نقط علي قلبه نقطة سوداء، وأي قلب أنكرها نقط علي قلبه نقطة بيضاء، فمن أحب منكم أن يعلم هل أصابته الفتنة أم لا؛ فلينظر، فان رأي شيئا حلالا وقد كان قبل ذلك يراه حراما، أو ان رأي شيئا حراما وقد كان قبل ذلك يراه حلالا، فليعلم حينئذ أن الفتنة قد أصابته.(32) 6:290- حدثني هارون بن علي بن الحكم، قال: نبا حماد بن المومل الضرير، قال: نبا اليسع بن اسماعيل، قال: نبا هانئ بن المتوكل، قال: نبا عيسي بن واقد - رجل من أهل البصرة - عن علي بن الحسين، عن عبد الله بن محمد، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (أول هذه الامة نبوة ورحمة، ثم تكون خلافة ورحمة، ثم يكون سلطان ورحمة، ثم يكون جبرية وطغيان، وتكادم كتكادم الحمير، فاذا كان ذلك فعليكم بالجهاد، فان خير جهادكم الرباط. وامتي يومئذ علي خمس طبقات: الطبقة (الاولى الي)(33) الأربعين سنة أنا وأصحابي فأهل علم وايمان؛ والطبقة الثانية الى الثمانين سنة فأهل بر وتقي: والطبقة الثالثة الى العشرين والمائة سند، فأهل تراحم وتواصل؛ والطبقة الرابعة الى ستين ومائة سنة، فأهل تقاطع وتدابر؛ والطبقة الخامسة الى المائتي سنة، فالهرب الهرب من الهرج والفتنة والقتل؛و في العشرين ومائتي سنة: يبعث الله عليهم ريحا حمراء من قبل المغرب فيها حيات صفر وحمر، تكون في الهواء، وفيها أجنحة، فتموت العلماء حتى لا يبقي الا الرجل بعد الرجل؛ وفي الثلاثين ومائتي سنة: تمطر السماء بردا أبيض، فيقتل ثلث الوحش، وثلث البهائم، وثلث الطير، وتقسوا القلوب، وتقطع الأرحام، وتضر الشجر علي ما فيها؛ وفي أربعين ومائتي سنة: تغور ثلثا مياه الأرض، وينقطع الفرات، والنيل حتى أن الناس ليرعوا شطيهما؛ وفي الخمسين ومائتي سنة: يهيج البحر، ويكثر الدواية(34) ولا يركبه أحد؛ وفي الستين ومائتي سنة: تخرج الداعية. فقيل له: يا رسول الله! وما الداعية؟ قال: شيطانة من البحر علي صورة الآدميين، وأحسنهم صورة، عليها الأحمر، فتقعد علي قارعة الطريق، وتدعو الناس اليها، فيأتيها في موضعها ذلك أربعون رجلا حتى أن المرأة لتخرج من خدرها - أو قال من قصرها - فتراود الرجل عن نفسه علي قارعة الطريق؛ وفي السبعين ومائتي سنة: ينادي مناد من السماء فيسمع أهل الأرض الثانية، فيموت نصف ما بقي من الجن والانس؛ وفي الثلثمائة سنة: تخرج الدابة بمكة من تحت الصفا، ويخرج الدجال من يهودية أصفهان، وينزل عيسي بن مريم، وتطلع الشمس من مغربها؛ ثم قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فلا تسألوا عما وراء ذلك.(35) الهوامش: (1) في الأصل (خيفية) وما أثبتناه من الدر المنثور. (2) استظهرناها وفي الأصل هكذا (فيتوبون). (3) اشارة الى قوله تعالي في سورة الأنعام: 158. (4) أورد في الدر المنثور: 398 - 396:3، من قوله صلى الله عليه وآله وسلم (خلق الله عند المشرق حجابا) (مثله) باختلاف في بعض ألفاظه. (5) العنكبوت: 53، وروي نعيم نحوه في الفتن: 655:2 باسناده الى ابن عباس، عنه القرطبي في تفسيره: 39:15، وأورده في الدر المنثور: 62:7 عن أبي هريرة نحوه. (6) البروج: 13. (7) يس: 50 -49. (8) كذا، والظاهر (ملك). (9) اشارة الى قوله تعالي في سورة الأنبياء: 104. (10) قال في لسان العرب: 136:8، الأطراب: الرياحين. (11) كذا ولعلها من اضافات النساخ، أو في الحديث سقط. (12) كذا. (13) الغرل جمع الأغرل: وهو الأقلف، وهو الذي لم يختن. (14) الساهرة: موضع في البيت المقدس، وقال ابن عباس: الساهرة: أرض القيامة، أرض بيضاء لم يسفك فيها دم. معجم البلدان: 180:3. (15) المطففين: 6. (16) اشارة الى قوله تعالي في سورة البقرة: 210. (17) النبأ: 40. (18) كذا. (19) روي الطوسي في الأمالي: 79 ح 118 باسناده الى جابر في حديث الى أن قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: فاذا كان يوم القيامة دعي الناس بامهاتهم الا شيعتك فانهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم. (20) ابراهيم: 33. (21) لنا بيان حول ذلك في كتاب الزيادات الآتي ح 13. (22) في الأصل (القلويني) تصحيف، هو أبويوسف المصري، المعروف بالقلوسي، ترجم له في تاريخ بغداد: 286:14 رقم 7580. (23) في الأصل (بن عبد) تصحيف لما في المتن، ترجم له في الجرح والتعديل: 54:6، وقال: هو ابن عبيد الله بن عبدالأعلي بن عبد الله بن عامر بن كريز. (24) هو الوليد بن مسلم، أبوبشر العنبري، بصري، تجد ترجمته في الجرح والتعديل: 16:9. (25) كذا، ولعلها (لا أحد). (26) روي نحوه نعيم في الفتن: 32:1 و36 -34 من عدة طرق. (27) في الأصل (سعيد) تصحيف، ترجم له في تاريخ بغداد: 269:14. (28) في الأصل (عابد) تصحيف، ترجم له في تهذيب التهذيب: 56:3. (29) رواه نعيم في الفتن: 28:1 ح 3. باسناده الى ابن شهاب مثله. (30) أضفناها من الفتن. (31) رواه نعيم في الفتن: 67:1 ح 129 باسناده الى الأعمش مثله، وفي آخره هكذا: (ثم أذهب فلا أراهم ولا يروني). (32) رواه نعيم في الفتن: 67:1 ح 130 باسناده الى الأعمش (مثله). (33) أضفناها بقرينة السياق. (34) قال ابن منظور في لسان العرب: 455:4، دوي الماء: علاه مثل الدواية مما تسفي الريح فيه، الأصمعي: ماء مدو وداو اذا علته قشيرة مثل دوي اللبن اذا علته قشيرة. (35) روي صدر الحديث ابن حماد في الفتن: 98:1 ح 234 باسناده عن حذيفة، وح 236 - 233 من طرق مختلفة (نحوه). ورواه أيضا في ج 701:2 ح 1978 باسناده عن ضمرة بن حبيب. ****************** 7:291- حدثنا هارون بن علي، قال: نبا ابراهيم بن سعيد الجوهري في سنة اثنين وأربعين ومائتي، قال: نبا سفيان حديث القاسم بن مخيمرة، عن علي بن أبي طالب.(1) فلنذكر الآن الباب الذي قد انتهينا اليه، خروج النار التي تسوق الناس من أرض الحجاز الى بيت المقدس، وبالله التوفيق. سياق المأثور فيما اثر في خروج النار من الحجاز تسوق الناس 1:292- حدثنا عب الله بن أحمد بن محمد، قال: نبا عقبة بن مكرم أبومكرم الضبي الكوفي، قال: حدثنا يونس بن بكير، عن ابراهيم بن اسماعيل بن مجمع، عن عبد الله بن أبي بكر بن حرم، عن أبي البداح بن عاصم بن عدي، عن أبيه، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم المدينة سأل عن حبس سيل،(2) فبينا أنا يوما بقبا في واد اذ مر بي رجل من أهل البادية، فقلت له: أين أهلك يا عبد الله؟ فقال: أنزلتهم (حبس سيل) فأخذت ثوبي وبغلي، ثم انطلقت به الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت له: هذا من أهل (حبس سيل). فقال له: أخرج أهلك منه، فان الساعة لا تقوم حتى يخرج منه نار يضيء لها أعناق الابل ببصري. قال ابراهيم بن اسماعيل، فأخبرني أشياخ من بني سليم أنهم كانوا يسمعون في ذلك الحبس حسا ينفر الركبان.(3) 2:293- حدثنا علي بن سهل بن المغيرة، قال: نبا عبيد الله بن موسي، قال: أخبرنا عبدالحميد بن جعفر، عن عيسي بن علي بن الحكم،(4) عن رافع بن بشير(5) السلمي، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يوشك أن تخرج نار تسير سيرا بطيئا، تسير النهار وتقيم الليل، تغدو وتروح، يقال: غدت النار أيها الناس فاغدوا، وراحت النار فروحوا. قالت النار: أيها الناس، فقيلوا. من أدركته(6) كلته.(7) 3:294- حدثنا يحيي بن عبد الباقي، قال: حدثني أبو حنيفة محمد بن أحمد، قال: نبا هشام بن عمار الدمشقي، قال: نبا يحيي(8) بن حمزة، قال: حدثني الأوزاعي، عن نافع بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يهاجر خيار أهل الأرض هجرة بعد هجرة الى مهاجر ابراهيم، حتى لا يبقي في الأرض الا شرارها، تلفظهم الأرض، وتقذرهم روح الرحمن، وتحشرهم النار مع القردة والخنازير، تبيت معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا، ولها ما سقط منهم، وينشأون نشوءا، يقرأون القرآن لا يتجاوز ألسنتهم. ثم قال ابن عمر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: (كلما خرج قرن قطع - كثر من عشرين مرة - حتى يخرج في عراصهم الدجال).(9) 4:295- حدثنا العباس بن حاتم، قال: نبا عفان، قال: نبا وهيب(10) بن خالد، قال: حدثنا عبد الله بن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يحشر الناس علي ثلاث طرائق: راغبين وراهبين، واثنين علي بعير، وثلاثة علي بعير، وعشرة علي بعير، ويحشر بقيتهم علي نار،(11) تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا.(12) 5:296- أخبرنا محمد بن القاسم أبو القاسم القطيعي،(13) قال: نبا محمد بن عزيز الايلي،(14) قال: حدثني سلامة بن روح، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب، أخبره سعيد بن المسيب، أخبره أبوهريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تحشر الناس، تضي ء منها أعناق الابل ببصري).(15) فلنذكر الآن الخبر الذي أتي بذكر الرجلين اللذين يحشران آخر الناس، وهما من مرتبة، مكتوبا في هذا الباب الذي نحن عنده، وبالله التأييد. سياق الخبر الآتي بذكر الرجلين المزنيين وأنهما آخر المحشورين 1:297- نبا أبوموسي محمد بن هارون الزرقي، قال: نبا يونس بن عبدالأعلي، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: نبا اسحاق بن يحيي بن طلحة بن عبيد الله، عن معبد بن خالد، قال: حدثني أبوسريحة الغفاري صاحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: آخر الناس محشرا رجلان من مزينة، يقبلان من جبل قد تسوراه، حتى يأتيا معالم الناس، فيجدان الأرض وحوشا حتى يأتيا المدينة، فاذ بلغا أدني المدينة، قالا: أين الناس؟ فلا يريان أحدا. فيقول أحدهما: الناس في دورهم! فيدخلان الدور، فاذا ليس فيها أحد، واذا علي الفرش الثعالب والسنانير!! فيقولان: أين الناس؟ فيقول أحدهما: الناس في المسجد. فيأتيان المسجد فلا يجدان فيه أحدا. فيقولان: أين الناس؟ فيقول أحدهما: أراهم في السوق، شغلتهم الأسواق. فيخرجان حتى يأتيا الأسواق، فلا يجدان فيها أحدا! فينطلقان حتى يأتيا الثنية، فاذا عليها ملكان، فيأخذان بأرجلهما، فيسحبانهما الى أرض المحشر، وهما آخر الناس حشرا.(16) فبهذا الحديث ختمنا هذا الكتاب الآتية أخباره في الملاحم، والكتاب الذي قبله في الفتن، وقد أردفناهما بما لم يدنه الطلب من الأخبار المواخية لأخبارهما، وجعلنا ذلك مثبتا في كتاب أفردناه للزيادات، فلنذكر ذلك وبالله القوة. كتاب الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات بسم الله الرحمن الرحيم هذا أول كتاب (الزيادات في كتاب الفتن والملاحم الطارقات) ؛ الحمد لله المتوحد بالحمد، المستأثر بالكبرياء والمجد، حمدا تهتز له سائر المنشآت الظاهرات والباطنات، وصلي الله علي أفضل امنائه، وأجل رسله وأنبيائه محمد نبينا وعلي آله وجميع أوليائه وسلم. أما بعد: أدام الله سلامتك من مكاره البوادر، وأبرأ جملتك من الأسواء كلها والمحاذر، فاني أردفت ماضي كتابينا اللذين أحدهما يتضمن أخبار كون الفتن، والآخر يتفرد بالآثار الآتية، هذا الكتاب الذي أودعته الزوائد، وضمنته من الأخبار حسب ما نالته اليد في هذا الوقت، فآزرنا الله وايك بالسلامة من الفتن والملاحم، وما كان منسوبا الى الشرور وكتساب المآثم، انه كرم الكرمين، فلنبتدئ بما تيسر كتبه من الأخبار الواردة بذكر أنواع الفتن، نعوذ بالله منها، ومن جميع المحن. 1:298- حدثني جدي، قال: نبا وهب بن جرير بن حازم أبوالعباس الأزدي البصري، قال: نبا شعبة بن الحجاج العتكي، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال عمر بن الخطاب: أيكم يحدثنا حديثا، أو يحفظ ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في الفتن؟ قال: فقلت: أنا. فقال: انك لحري، فما سمعته يقول؟ قال: فقلت: سمعته يقول: فتنة الرجل في أهله وولده وفي جاره وماله، تكفرها عنه الصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقال: ليس هذه التي اريد، ولكني اريد التي تموج موج البحر. قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، لا بأس عليك منها، ان بينك وبينها بابا مغلقا.قال: أفيكسر ذلك الباب أو يفتح؟ قال: فقلت: لا، بل يكسر. فقال: ذلك أحري أن لا يغلق ذلك الباب أبدا. قال أبووائل: فقلنا لحذيفة: فهل علم ذلك(17) الباب؟ قال: نعم، كما علم أن دون غد الليلة، (وذلك أني)(18) حدثته حديثا ليس بالأغاليط. قال: فهبنا أن نسأله من الباب، قال: فأمرنا مسروقا أن يسأله، فسأله. فقال: الباب عمر بن الخطاب.(19) 2:299- حدثنا أبو بكر أحمد بن زهير أبو خيثمة النسائي، قال: حدثنا محمد بن سعيد الاصبهاني، قال: نبا شريك، عن منصور بن المعتمر، وحصين بن عبد الرحمن، وأبي مالك الأشجعي ثلاثتهم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان، قال: قال لنا عمر بن الخطاب: أيكم سمع من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الفتن شيئا؟ فقلت: أنا. فقال: انك لحري. قال: فقلت: لعلك تعني فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وجاره، فتلك تكفرها الصلاة، والصيام، والصدقة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؟ قال: لا، ولكن التي تموج كموج البحر. قال حذيفة: فقلت له: ان بينك وبينها بابا مغلقا، وذكر الحديث.(20) 3:300- حدثنا جدي، قال: نبا أبو النضر هاشم بن القاسم، قال: نبا شريك، عن الأعمش، عن منذر الثوري، عن أبي القاسم محمد - ابن الحنفية- بن علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال: تكون خمس فتن: فتنة عامة، وفتنة خاصة، وفتنة سوداء مظلمة يكون الناس فيها كالبهائم، (و) ما ذكر الرابعة ولا الخامسة.(21) 4:301- حدثنا - جدي، قال: نبا أبو النضر، قال: نبا شريك، عن علي بن عبد الله الغطفاني، عن رجل قد سماه - أراه زيد بن وهب - عن حذيفة بن اليمان، قال: تكون ثلاث فتن: فتنة بعدها توبة وجماعة، وفتنة بعدها توبة وجماعة، وفتنة بعدها جماعة، ولم يذكر توبة.(22) 5:302- حدثنا جعفر بن محمد بن شكر، قال: نبا سعيد بن سليمان، قال: نبا أبوعقيل، قال: حدثني يعقوب بن سلمة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: يوشك أن تظهر فتنة لا ينجي منها الا الله عز وجل، أو دعاء كدعاء الغريق.(23) 6:303- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا أبونعيم، قال: نبا المبارك، عن الحسن، عن جندب، قال لي حذيفة بن اليمان: كيف أنت بقائد ينجو ويهلك أتباعه؟ 7:304- حدثنا جدي، قال: نبا أبو النضر، قال: نبا شريك، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن زاذان، عن حذيفة بن اليمان، أنه قال: كيف أنتم اذا خرج أحدكم من حجلته الى حشه،(24) ثم خرج يبتغي أهله وقد مسخ قردا، فيفر منه أهله.(25) 8:305- حدثني هارون بن الحكم، قال: نبا سوار بن عبد الله القاضي، قال: نبا المعتمر بن سليمان، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد في قوله عز وجل (ليظهره علي الدين كله).(26) قال: لا يكون ذلك حتى لا يبقي يهودي، ولا نصراني، ولا صاحب ملة الا الاسلام، حتى تأمن الشاة الذئب، والبقرة الأسد، والانسان الحية، ولا تقرض فأرة جرابا، وحتى توضع الجزية، ويكسر الصليب، ويقتل الخنزير، وهو قول الله عز وجل (ليظهره علي الدين كله ولو كره المشركون) وقوله عز وجل (حتى تضع الحرب أوزارها).(27) قال مجاهد: وذلك عند نزول عيسي بن مريم.(28) 9:306- حدثنا جدي، قال: نبا يونس بن محمد، قال: نبا حماد بن سلمة، عن أبي التياح يزيد بن حميد الضبعي، عن أبيه أنه أتي بيت المقدس - وسادنه يومئذ أبوالعوام - قال: فقلنا: يا أباالعوام، انا جئنا نصلي في هذا المسجد لغير تجارة، فأخبرنا كيف كانوا يصلون؟ وأخبرنا بشيء عهده اليك كعب، فقال: ممن أنتم؟ قلنا: من أهل العراق. فقال: انكم قوم تكذبون وتزيدون في الحديث! ثم سكت ساعة حتى ظننا أنه لا يتكلم، ثم قال: سمعت كعبا يقول: تدور رحي العرب بعد خمس وعشرين عاما من موت نبيهم؛ ثم تنشوا فتنة يكون منها قتل وقتال، فأمسك فيها نفسك وسلاحك واهرب منها حتى تنجلي؛ ثم تكون طمأنينة حتى يكون الناس في الاستواء كالراية؛ ثم تنشوا فتنة، أجدها في كتاب الله تعالى المظلمة، تلوي بكل ذي كبر، فأمسك فيها نفسك وسلاحك واهرب منها، وان لم تجد الا جحر عقرب فانجحر فيه. 10:307- نبا علي بن داود القنطري، قال: نبا عبد الله بن صالح كاتب الليث، قال: أخبرني الليث بن سعد، قال: حدثني سليمان بن زيد مولي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، عن مصعب بن عبد الله بن أبي امية، قال: حدثتني ام سلمة أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ليأتين علي الناس زمان يكذب فيه الصادق، ويصدق فيه الكاذب، ويخون فيه الأمين، ويؤتمن فيه الخؤون، ويشهد الرجل وان لم يستشهد، ويحلف المرء وان لم يستحلف، ويكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع، لا يؤمن بالله، ولا برسوله.(29) 11:308- حدثني محمد بن حماد بن ماهان أبو جعفر الدباغ، قال: نبا أبوالربيع سليمان بن داود الزهراني، قال: نبا اسماعيل بن عياش الحمصي، قال: نبا شرحبيل بن معشر، قال: سمعت فضالة بن عبيد الأنصاري يقول: كيف أنتم اذا قعد الجملاء(30) علي المنابر، يقضون بالهوي، ويقتلون بالغضب.(31) 12:309- حدثنا العباس بن محمد الدوري، قال: نبا محمد بن بشر العبدي؛ ويحيي بن آدم، جميعا عن مالك بن مغول، عن الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك أنه قال: ما يأتي علي الناس زمان الا وهو شر من الذي قبله. سمعت ذلك من نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم. الهوامش: (1) كذا، ولعله مثل سابقه، أو هنك سقط. (2) قال الزمخشري: الحبس، بالضم جبل لبني قرة، وقال غيره: الحبس بين حرة بني سليم والسوارقية، وفي حديث عبد الله بن حبشي: تخرج نار من حبس سيل. قال أبوالفتح نصر: حبس سيل، ورواه بالفتح، احدي حرتي بني سليم، وهما حرتان بينهما فضاء كلتاهما أقل من ميلين، وقال الأصمعي: الحبس جبل مشرف علي السلماء لو انقلب لوقع عليهم (معجم البلدان: 213:2). (3) روي نعيم في الفتن: 628:2 ح 1754 وص 632 ح 1764) نحوه). (4) في مستدرك الحكم (أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين رضي الله عنه). (5) في الأصل (بشر) ترجم له في الجرح والتعديل: 481:3، واسد الغابة: 231:1، وأشارا للحديث. (6) في الأصل (أدلته) وما في المتن من المستدرك. (7) رواه الحكم في المستدرك: 489:4 ح 8367 باسناده الى عبدالحميد بن جعفر مثله. (8) زاد بعدها في الأصل (حسر بن يحيي) وهي من اضافات النساخ. (9) رواه نعيم في الفتن: 627:2 ح 1748 باسناده الى شهر بن حوشب عن عبد الله بن عمرو الى قوله (ولها ما سقط منهم) وفيه (وتمقتهم نفس الله) بدل (وتقذرهم...) وص 632 ح 1765، وح 1767 من طريقين آخرين مثله. والحكم في المستدرك: 533:4 ح 8497 باسناده الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثله باختلاف في ألفاظه ضمن حديث. (10) في الأصل (وهب) تصحيف، تقدمت ترجمته. (11) في رواية مسلم (... وثلاثة علي بعير، وأربعة علي بعير، وعشرة علي بعير، وتحشر بقيتهم النار). (12) رواه مسلم في صحيحه: 194:17 باسناده الى وهيب مثله، عنه كنز العمال: 359:14. (13) كذا. (14) في الأصل (الابلي) تصحيف. ترجم له في الجرح والتعديل: 52:8 رقم 240. (15) رواه الحكم في المستدرك: 490:4 ح 8369 باسناده الى عقيل مثله. (16) رواه نعيم في الفتن: 629:2 رقم 1756 باسناده الى ابن وهب مثله. وح 1757 نحوه. (17) في فتن نعيم (فهل يعلم عمر من). (18) من فتن نعيم، وفي الأصل (أنه). (19) رواه نعيم في الفتن: 44:1 ح 60 باسناده الى الأعمش مثله. (20) رواه نعيم في الفتن: 46:1 ح 65 باسناده الى أبي مالك الاشجعي مثله. (21) رواه نعيم في الفتن: 52:1 ح 77 باسناده الى الأعمش، عن منذر الثوري، عن عاصم بن ضمرة، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: جعل الله في هذه الامة خمس فتن: فتنة عامة، ثم فتنة خاصة، ثم فتنة عامة، ثم فتنة خاصة، ثم الفتنة السوداء المظلمة التي تصير الناس كالبهائم، ثم هدنة، ثم دعاة الى الضلالة، فان بقي لله يومئذ خليفة فالزمه. (22) رواه نعيم الفتن: 52:1 ح 79 باسناده الى حذيفة مثله. (23) أخرجه في كنز العمال: 153:11 ح 31006. عن البيهقي والحكم في تاريخه. أقول: روي الشيخ الصدوق في كمال الدين باسناده عن مولانا الامام الصادق عليه السلام قال: ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يري، ولا امام هدي، لا ينجو منها الا من دعا بدعاء الغريق، قلت: وكيف دعاء الغريق؟ قال: تقول: (يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك) عن البحار: 148:52 ح 73. (24) الحش: البستان. (25) أخرجه في كنز العمال: 231:11 ح 31342 عن مصنف ابن أبي شيبة. (26) التوبة: 33. (27) سورة محمد صلى الله عليه وآله وسلم: 4. (28) أورده في الدر المنثور: 231:3 عن البيهقي في سننه عن جابر بن عبد الله. (29) أخرجه في كنز العمال: 221:14 ح 38475 عن الطبراني. (30) في الأصل (الحملان) قال في النهاية: الجملاء: الضخام الخلق، كأنه جمع جميل، والجميل: الشحم المذاب. (31) ذكره في النهاية: 298:1 عن فضالة (مثله). ****************** 13:310- نبا يحيي بن عبد الباقي، قال: حدثني العباس بن الوليد العذري، قال: أخبرني أبي، قال: بنا الأوزاعي، عن حسان بن عطية، عن حذيفة بن اليمان أنه قال: كان الناس يسألون رسول الله عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، انا حديثوا عهد (بالاسلام)(1) وكنا (أهل) جاهلية، وشر وضلالة، وان الله عز وجل حبانا بالاسلام، وبهذا الخير، فهل بعد الخير من شر؟ قال: نعم. قلت: فهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخنه؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي، ويهتدون بغير هداي، يعرف منهم وينكر. قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم، دعاة الى أبواب جهنم، من أجابهم اليها قذفوه فيها. قلت: صفهم لنا يا رسول الله؟ قال: هم من جلدتنا،(2) ويتكلمون بألسنتنا. (قلت:) فما تأمرني ان أدركني ذلك الزمان؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وامامهم. قلت: فان لم يكن لهم جماعة ولا امام؟ قال: تعتزل تلك الفرق، ولو أن تقبض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت كذلك.(3) قال أبو العباس الوليد بن يزيد، فسئل الأوزاعي عن تفسير حديث حذيفة، حين سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الشر الذي يكون بعد ذلك الذي جاء به فقال الأوزاعي: نعم، هي الردة التي كانت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكفر من كفر من قبائل العرب، وظنوا أن رحي الاسلام قد زالت، فأظهروا ما كان في أنفسهم من الكفر، فلما رأي ذلك أبوبكر الصديق، دعا المهاجرين والأنصار، ومن ثبت علي الايمان الى قتال أهل الردة، فأجابوه الى ذلك، ولم يختلف عليه اثنان منهم، فكان فيما قال لهم أبوبكر: ما ترك قوم القتال في سبيل الله الا ضربهم الله بذل. وما بينكم وبين أن يضربكم بذل الا أن تتلو هذه الآيات علي غير ما أنزلها الله عز وجل في الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، عليكم أنفسكم، لا يضركم من ضل اذا اهتديتم. قال الأوزاعي: فما اختلف علي أبي بكر اثنان.(4) قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فيخرجون(5) (حتى ينزلوا مدينتي هذه) - واسمها طيبة - وهي أجود مسكن المسلمين، ثم يكتبون الى من يكتبون من العرب، حيث يبلغ كتابهم، فيجيبونهم حتى تضيق بهم المدينة، ثم يخرجون مجتمعين مجردين قد بايعوا امامهم علي الموت، ويفتح الله لهم؛ ثم انه يكسر أغماد سيوفهم، فيقول صاحب الروم: ان القوم قد استماتوا لهذه الأرض، وقد أقبلوا اليكم، وهم (ل) يرجون حياة، واني كاتب اليهم أن يبعثوا الى من عندهم من العجم، ونخلي لهم أرضهم هذه، فان لنا عنها غني، فان فعلوا فعلنا، وان أبوا قاتلناهم حتى يقضي الله بيننا وبينهم. فلما بلغ أمرهم ذلك الى من يلي أمر المسلمين قال لهم: من كان عندنا من العجم، فأراد أن يسير الى الروم فليفعل. فيقوم خطيب من الموالي فيقول: معاذ الله أن نبتغي بالاسلام دينا. فيبايعوا علي الموت، كما بايع الذين من قبلهم. ثم يسيرون مجتمعين، فاذا رآهم أعداء الله طمعوا وأحردوا وجهدوا، ثم يسل المسلمون سيوفهم، ويكسرون أغمادها، ويغضب الجبار علي أعدائه، فيقتل المسلمون منهم حتى يبلغ الدم ثنن(6) الخيل. ثم يسير من بقي منهم بريح طيبة يوما وليلة حتى يظنوا أنهم (قد عجزو)(7) ثم يبعث الله عليهم ريحا عاصفة، فتردهم الى المكان الذي منه اصدروا، فيقتلهم بأيدي المهاجرين، فلا ينفلت منهم (أحد) ولا مخبر، فعند ذلك تضع الحرب أوزارها؛ يا حذيفة، فيعيشون في ذلك ما شاء الله حتى يتيكم من المشرق خبر الدجال أنه قد خرج، فينالكم في ذلك أمر عظيم، وبلاء شديد، أن يعين الله برحمته.(8) ويسلط الله علي الناس سنين أشد من سنين فرعون، ثم يقبل عدو الله بجنوده من اليهود، وأهل اصبهان، وأصناف الناس، معه جنة ونار، ورجال يقتلهم ثم يحييهم، معه جبل من ثريد، ونهر من ماء، واني سأنعت نعته: انه يخرج ممسوح (العين) في جبهته مكتوب (كافر) يقرأه من يحسن الكتابة، ومن لم يحسن الكتابة، فجنته نار، وناره جنة، وهو المسيح الكذاب، ويتبعه من نساء اليهود ثلاثة عشر ألف امرأة - فرحم الله رجلا منع سفيهته (أن) تتبعه - والقوة (عليه يومئذ) بالقرآن، فان شأنه شديد، تنبعث اليه الشياطين من مشارق الأرض ومغاربها، فيقولون له: استعن بنا علي ما شئت. فيقول لهم: انطلقوا فأخبروا الناس، أني ربهم، أني قد جئتهم بجنتي وناري!! فتنطلق الشياطين فيدخل علي الرجل كثر من مائة شيطان، فيتمثلون له بصورة والديه(9) واخوته ومواليه ورقيقه، فيقولون له: أتعرفنا؟ فيقول لهم الرجل: نعم، هذا أبي، وهذه امي، وهذا أخي، وهذه اختي. فيقول الرجل: ما نبكم؟ فيقولون له: بل أنت، فأخبر ما نبك؟ فيقول الرجل: انا قد اخبرنا أن عدو الله الدجال قد خرج. فيقول له الشياطين: مهلا، لا تقل هكذا، فانه ربكم يريد القضاء بينكم، هذه جنته، وهذه ناره، قد جاء بها معه، ومعه الطعام والأنهار، وليس طعام الا ما كان عنده الا ما شاء الله!! فيقول لهم الرجل: كذبتم، ما أنتم الا شياطين، وهذا هو الدجال الكذاب الذي بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد حدث بصفته وصفتكم، وحذرنا منه ومنكم، فلا مرحبا بكم ولا به، أنتم الشياطين، وهو عدو الله الكذاب الدجال، وليرسلن الله عيسي بن مريم عليها السلام فيقتله. قال: فعند ذلك يحيبون، وينقلبون خاسرين.(10) قال صلى الله عليه وآله وسلم: فبينما أنتم علي ذلك، اذ نزل عيسي بن مريم بالمنارة،(11) وبها جماعة من المسلمين وخليفتهم، وذلك بعد ما يؤذن المؤذن، فيسمع المؤذن عصعصة،(12) فاذا عيسي قد هبط، فيقول له: يا روح الله تقدم فصلي بالناس صلاة الصبح - وذلك تصديقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذلك -.(13) فيقول عيسي: بل انطلقوا الى امامكم فليصلي بكم، فانه نعم الامام، فيصلي بهم امامهم، ويصلي عيسي معهم خلفه. ثم ان الامام ينصرف، ويعطي عيسي الطاعة، فيستبشر الناس بنزول عيسي، فيراه الدجال، فيماع كما يماع القير علي النار، فيمشي اليه عيسي فيقتله باذن الله، ويقتل معه جماعة من اليهود، ويتفرقون ويختبون تحت كل حجر وشجر حتى أن الشجرة لتقول للرجل المسلم: (يا عبد الله! يا مسلم. تعال له هذا يهودي ورائي فاقتله) ويقول الحجر مثل ذلك، غير شجرة اليهود، وهي (شجرة الغرقد).(14) فانها لا تدعو الى أحد يكون منهم عندها. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: انما حدثتكم حديث الدجال لتعقلوه وتعوه وتفهموه، فاعقلوه ووعوه وافهموه، وحدثوا به من خلفكم، ويحدث به الآخر من كان بعده، فان فتنته أشد الفتن وأعظمها. ثم انه يعيش عيسي بعده ما شاء الله، ثم يتوفي، ويصلي عليه المؤمنون.(15) 14:311- حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، قال: نبا يونس بن عبدالأعلي الصدفي، قال: أخبرني محمد بن ادريس أبوعبد الله الشافعي، قال: أخبرني محمد بن خالد الجندي،(16) عن أبان بن صالح، عن الحسن،(17) عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (لا يزداد الأمر الا شدة، ولا الدين(18) الا ادبارا، ولا الناس الا شحا، ولا تقوم الساعة الا علي شرار الناس، ولا مهدي الا عيسي بن مريم).(19) كأنه يريد لا مهدي نبوي سماوي الا عيسي بن مريم في ذلك الوقت، ثم لا يكون بعده من يخلفه أرضي ولا سماوي بحال؛ ولم يرد نفي المهدوية الأرضية، التي تقادمت، اذ الرسل والنبيون والخلفاء الراشدون التي جاءت الأخبار الصحاح بصفاتهم، وهم اثنا عشر قرشيا، يكونون - فيما ذكر عن دانيال - بعد الحسني الذي هو مهدي الأرض المشهور،(20) فلما ثبت ذلك كله، ثبت في خبر أنس ما تقدمنا بذكره آنفا، وليعلم مع ذلك أن خبر أنس باسناده لين؛ ولو أنه لم يوصف باللين لكان ما أتي به علي بن أبي طالب عليه السلام، وابن مسعود، وام سلمة، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وثوبان مسندا. ثم الذي روي عن سعيد بن المسيب، والحسن البصري، وسالم بن أبي الجعد، وغيرهم في ثبت كون المهدي الحسيني.(21) هذا (مضاف) الى المحكي عن كعب الأحبار، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وأبي الجلد، ومن داناهم في المعرفة والسن أثبت من خبر أنس، فلنقلب النفوس بأن خبر أنس انما أتي بالمعني الذي أسلفنا ذكره، فان ذلك هو الصحيح المعول به في ذلك، وبالله التأييد. 15:312- حدثنا محمد بن علي بن عتاب أبو بكر الأيادي، قال: نبا محمد ابن المثني أبو موسي العنزي(22) في سنة تسع وأربعين ومائتين، ونبا محمد بن (أبي)(23) عدي، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تقوم الساعة حتى لا يبقي أحد يقول الله الله عز وجل).(24) فهذا آخر هذا الكتاب المتضمن الفتن والملاحم، نعوذ بالله منها ومن جميع المكاره والآثام. والحمد لله رب العالمين، وصلواته علي سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين، وأصحابه أجمعين، أبدا ما ذكره الذكرون، وما غفل عنه الغافلون. نمقه حاجي محمد شوشتري في تاريخ شونزدهم(25) شهر رمضان المبارك سنة 1270 ه. ق. أقول: تم - بعونه ولطفه ومنه - الفراغ من تحقيق هذا المصنف في غرة شوال المكرم سنة 1418 ه. ق في عش آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحرم آل البيت عليهم السلام قم المقدسة، حامدين، مستغفرين، مصلين، وسائلين المولي سبحانه وتعالي أن يعجل فرج مولانا صاحب العصر والزمان عليه السلام ويجعلنا من أعوانه وأنصاره والممهدين لظهوره ومقوية سلطانه، وأن يتوج عملنا برضاه، ويتجاوز عنا باحسانه انه سميع مجيب، وصلي الله علي سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين. كتب عبد الكريم العقيلي الهوامش: (1) أضفناها للزومها السياق، وفي الأصل (انا كنا حديث عهد بالجاهلية). وفي رواية نعيم (انا كنا أهل جاهلية وشر). (2) في الأصل (جادتنا) تصحيف بين. (3) روه نعيم في الفتن: 35:1 ح 29 و30 من طريقين (مثله)، عنه كنز العمال: 218:11، ح 31292. وأخرجه في كنز العمال ح 601:14 ح 39688 عن ابن أبي شيبة وابن عسكر. (4) كذا، وقد وهم الأوزاعي في بيانه للحديث، فقد سبقه القرآن الكريم في ذلك بقوله تعالى (أفاين مات أو قتل انقلبتم علي أعقابكم) وقد فاضت تفاسير الفريقين في بيانها وشرحها؛ وأما ما يتعلق فيما أسماه الأوزاعي بالردة وحروبها، فانها كانت مع قبائل مسلمة امتنعت من تسليم الزكاة الى أبي بكر ليقينهم بأن خليفة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام علي ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مواطن عديدة كان من أبرزها يوم غدير خم. (5) تأتي هذه القطعة في الأصل بعد قوله الآتي (فيتمثلون له بصورة والديه). وما أثبتناه كما في فتن نعيم. (6) الثنن: الشعرات التي في مؤخر رجل الفرس. (7) من فتن نعيم، وبعدها في الأصل قوله الآتي: (واخوته ومواليه ورقيقه) وهو من خلط النساخ ظاهرا. (8) رواه نعيم في الفتن: 424:1 ذ ح 1254 باسناده الى مكحول، عن حذيفة مثله ضمن حديث طويل، وفي آخره هكذا (... خبر الدجال أنه قد خرج فينا). وتأتي تتمة هذا الحديث في المجلد الثاني من الفتن وبنفس الاسناد كما ستري في التخريجة التالية. (9) يأتي بعدها في الأصل قوله المتقدم (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيخرجون...). (10) رواه نعيم في الفتن: 537:2 ح 1518 باسناده الى مكحول، عن حذيفة (مثله)، عنه كنز العمال: 599:14 ح 39687. (11) في الأصل الكلمة مشوشة، والمراد بها المنارة البيضاء في شرقي دمشق المذكورة في الروايات وأن عيسي بن مريم ينزل فيها، راجع البحار: 98:51 ح 38 وصحيح مسلم: 2250:4 وغيرهما. (12) كذا، ولعلها تصحيف (همهمة). (13) روي ابن ماجة في سننه: 1361:2 ضمن ح 4077 باسناده الى أبي امامة قوله: فيضع عيسي يده بين كتفيه - يعني كتفي الامام المهدي عليه السلام - ثم يقول له: تقدم فصل، فانها لك اقيمت. فيصلي بهم امامهم. وأورد في احقاق الحق: 198:13 جملة من مصادر العامة في قوله صلى الله عليه وآله وسلم (منا الذي يصلي عيسي بن مريم خلفه) فراجع. أقول: ان طلب عيسي بن مريم عليهماالسلام - وقد كان من اولي العزم - من الامام المهدي عليه السلام أن يتقدم فيصلي بالناس وقوله له (فانها لك اقيمت) وصلاته خلفه، دلالة صادقة علي تقديم الأفضل، اذ لو لم يكن المهدي عليه السلام أفضل منه لقبح عقلا تقدم المفضول علي الأفضل، فتدبر جيدا. (14) أثبتناها للزومها السياق، قال ابن الأثير في النهاية: 362:3 في حديث أشراط الساعة (الا الغرقد، فانه من شجر اليهود) وفي رواية (الا الغرقدة) هو ضرب من شجر العضاه، وشجر الشوك. (15) روي ذيله نعيم في الفتن: 538:2 ذ ح 1518. (16) قال الذهبي في ميزان الاعتدال: 535:3 ح 7479 عنه، عند ترجمته له: قال الأزدي: منكر الحديث. وقال عبد الله الحكم: مجهول. قلت - أي الذهبي -: حديثه (لا مهدي الا عيسي بن مريم) هو خبر منكر... وقال عنه السمعاني في الأنساب: 96:2 بعد اشارته لهذا الحديث: قد تكلموا فيه. (17) في الأصل (عن أبان بن ضاعن الحيرة) تصحيف بين لما في المتن. (18) في الأصل (الدنيا) وما في المتن كما في المستدرك، وهو الصواب. (19) رواه الحكم في المستدرك: 488:4 ح 8363 باسناده الى يونس بن عبد الأعلي الصدفي مثله. (20) كذا، والكلام مشوش، وفيه خلط واضح، وكأن مراده أن الرسل والأنبياء أخبروا بصفات الخلفاء الراشدين الاثني عشر بعد الحسني!!! وهو أيضا كلام باطل تقدم كلا منا فيه في سياق المأثور عن الخلفاء الكائنين بعد الحسني. (21) وهو الصحيح المشهور عند الفريقين، والعجب من ابن المنادي أن يروي ذلك ثم يذكر (الحسني) في مواطن عديدة. (22) في الأصل (العبري) تصحيف، هو محمد بن المثني بن قيس بن دينار، ترجم له في تاريخ بغداد: 51:4 رقم 1687. (23) أضفناها، وهو الصواب، ترجم له في سير أعلام النبلاء: 220:9 رقم 61. (24) أخرجه في كنز العمال: 222:14 ح 38485 عن أحمد، ومسلم، والترمذي بأسانيدهم الى أنس مثله. (25) كلمة فارسية، وتعني (السادس عشر).